Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 271

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة بغداد ــــ كلية االداب‬


‫قسم التاريخ‬

‫سقوط الدولة الف اطمية‬


‫(دراسة تاريخية)‬

‫رسالة تقدم بها الطالب‬


‫امير محمد حيدر الطائي‬
‫إلى مجلس كلية االداب ‪ /‬جامعة بغداد‬
‫وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في التاريخ االسالمي‬

‫بإشراف‬
‫األستاذة الدكتورة زكية حسن الدليمي‬
‫‪ 1031‬م‬ ‫بغداد‬ ‫‪3411‬ه‬
‫الل ُه َّم َم ِال َك اْل ُمْل ِك ُت ْؤِتي‬
‫﴿ ُق ِل َّ‬
‫ع اْل ُمْل َك‬ ‫ِ‬
‫اْل ُمْل َك َمن َت َشاء َوَت ُ‬
‫نز‬
‫ِم َّمن َت َشاء َوُت ِع ُّز َمن َت َشاء‬
‫َوُت ِذ ُّل َمن َت َشاء ِبَي ِد َك اْل َخْيُر ِإَّن َك‬
‫شي ٍء َق ِدير﴾ ﴿صدق‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫َعَلى ُك‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫هللا العظيم﴾ (سورة آل عمران‪)62:‬‬
‫إقرار المشرف‬
‫اشهد أن إعداد هذه الرسالة الموسومة بـ ( سقوط الدولة الفاطمية‪ ،‬دراسة‬
‫تاريخية) لطالب الماجســـــ ير (امير محمد حيدر)‪ ،‬جرى تحت إشـــــ ار ي ي‬
‫جامعة بغداد ـــــــ كلية االداب ـــــــ قسم ال اريخ ‪ ،‬وهي جزء من م طلبات نيل‬
‫درجة الماجس ير ي ال اريخ األسالمي‪.‬‬

‫المشرف‬
‫األس اذ الدك ورة‬
‫زكية حسن الدليمي‬

‫ال وقيع‪:‬‬
‫ال اريخ‪:‬‬

‫بناء على توصية المشرف أرشح الرسالة للمناقشة‪.‬‬

‫رئيس قسم ال اريخ‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬محمود عبد الواحد القيسي‬
‫ال وقيع‪:‬‬
‫ال اريخ‪:‬‬
‫إقرار المقوم اللغوي‬

‫اشهد أن هذه الرسالة الموسومة (سقوط الدولة الفاطمية‪ ،‬دراسة‬


‫تاريخية)‪ ،‬لطالب الماجس ير (امير محمد حيدر)‪ ،‬قد صوب ها وراجع ها‬
‫خال من األخطاء اللغوية وألجله وقعت‪.‬‬
‫لغوياً‪ ،‬وأصبحت ذات أسلوب علمي ٍ‬

‫الخبير اللغوي‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪.‬‬

‫إقرار لجنة المناقشة‬


‫نشــــهد أعضــــاء لجنة المناقشــــة‪ ،‬نشــــهد أننا اطلعنا على الرســــالة‬
‫الموسومة بـ ـ(سقوط الدولة الفاطمية‪ ،‬دراسة تاريخية) وناقشنا الطالب ي‬
‫مح وياتها وفيما له عالقة بها ووجدنا أنها جديرة بالقبول لنيل درجة‬
‫الماجس ير ي ال اريخ االسالمي‪.‬‬

‫ال وقيع‪:‬‬ ‫ال وقيع‪:‬‬


‫أ‪.‬د زكية حسن الدليمي‬ ‫أ‪.‬د صباح ابراهيم سعيد الشيخلي‬
‫(عضوا) (المشرف)‬ ‫(رئيس لجنة المناقشة)‬

‫ال وقيع‪:‬‬ ‫ال وقيع‪:‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د عبد الرحمن رطوس‬ ‫أ‪ .‬م‪ .‬د نوال تركي موسى‬
‫(عضوا)‬ ‫(عضوا)‬

‫بناء على توصيات لجنة المناقشة اقر مجلس كلية االداب هذه الرسالة‬

‫ال وقيع‪:‬‬
‫أ‪.‬د‬
‫عميد كلية االداب‬
‫االهداء‬
‫اليك وحدك ‪ ...‬ايتها االنسانة العظيمة التي انحنت كي استقيم‪ ،‬إلى من جعلت لي‬
‫من شقائها راحة‪ ،‬ومن دموعها بسمة‪ ،‬ومن كالمها نصحا‪ ،‬إلى من جعل هللا الجنة‬
‫تحت قدميها‪ ،‬فمذ كف هللا لي بصري المر يعلمه سبحانه حتى اصبحت لي سمعي‬
‫ولي بصري‪ ،‬ووصل كرمك الى الدرجة التي جعلك تضحين باحدى عينيك قربانا لهذا‬
‫البحث‪ .‬هل استطيع بعد هذا كله إيفاءك بعض حقك‪ ،‬انه وايم هللا لشيء تعجز عنه‬
‫الجبال‪ ،‬لكني ساعمل ماأستطعت الى ذلك من سبيل‪ ،‬سأهديك هذا البحث والذي هو‬
‫ثمرة جهدك وعونك بعد هللا عزوجل‪ ،‬فقد كنت أملي وانت تكتبين‪ ،‬وما جزعت وما‬
‫وهنت‪ ،‬وسهرت الليالي وضيعت االيام وجافيت النوم‪ ،‬وعانيت القلق‪ ،‬وتحملت الحاحي‬
‫ونزقي‪ ،‬حتى يخرج الوليد سليما معافا‪ ،‬ولو قدر لهذا البحث ان يجاز‪ ،‬ولو كان لي‬
‫دالة على اصحاب القرار لمنحت الدرجة والشهادة لك‪ .‬فكلما اصابني التعب ووهن‬
‫عزمي جاء صوتك محف از وداعما‪ ،‬وامتدت يدك على كتفي لتمنحني القوة لمواصلة‬
‫الطريق‪ ،‬وها نحن قد انجزنا ماأستطعنا الى ذلك من سبيل‪ ،‬سأنحني طائعا ألقبل يدك‬
‫عرفانا بالجميل‪ ،‬واستميحك العذر عن كل ماسببته لك من آالم‪ ...‬أمي‬
‫إلى الحبيب الذي ال حبه دنس وال مودته عيب ونكران‪ ،‬إلى الذي بسط يده ومد جسده‬
‫لتيسير اليسير في الدرب العسير" أبي العزيز"‪.‬‬

‫إلى إخوتي‪ :‬الذين اشد بهم أزري "أحمد" و "عمار" شك ار لمساعدتكم ودعمكم‪.‬‬

‫الى السيدة الفاضلة "أم فاطمة" زوجة أخي شك ار لك فقد قاسمتني وقت اطفالك‪.‬‬
‫إلى براعم العائلة المتفتحة "فاطمة" و "سارة" حفظكما هللا‪.‬‬
‫شكر وعرفان‬

‫لك اللهم عز وجل اسجد خاشعا‪ ،‬شاك ار فضلك على اتمام هذا الجهد المتواضع؛ فشك ار هلل شكر‬
‫الحامدين‪ ،‬وحمدا هلل حمد الشاكرين‪ ،‬والصالة والسالم على نبي الهدى وامام التقى محمد وعلى اله وصحبه‬
‫اجمعين‪.‬‬
‫قال سقراط يوما ''اعرف نفسك'' وهذه العبارة تحولت في بحثنا الحالي الى وعي بالذات والذات‬
‫االخرى‪ ،‬فهذا الوعي يمنحنا القدرة للتحكم في حركة الذات وتوجيهها بالشكل الذي تستطيع معه ان تبلغ ماتريد‪،‬‬
‫والن الذات الواعية تعرف اهمية االخر الذي اتاح لحركتها المعنى والدليل فكان مهما از لتحقيق الهدف‪ ،‬واعادها‬
‫الى جادة الصواب كلما ظلت‪ ،‬كونه محركها وداعمها‪ ،‬من هنا جاءت االشارة الى االخر ضرورية لدوره الفعال‬
‫في تشكيل الذات ''الذات العلمية للباحث''‪ ،‬فاصبحوا وحدة واحدة لتحقيق الهدف المنشود‪.‬‬
‫ويتمثل االخر هنا في االساتذة االكفاء الذين تتلمذ الباحث على ايديهم‪ ،‬وياتي في مقدمتهم‪ ،‬االستاذة‬
‫الفاضلة الدكتورة زكية حسن الدليمي‪ ،‬الذي يعد شكرها ـ ـ ـ في هذا السياق ـ ـ ـ ـ ام ار مسلما به‪ ،‬فهذا البحث هو نتيجة‬
‫شراكة بين الباحث واستاذه المشرف‪ ،‬لقد كانت االستاذة المشرفة منتهى نكران الذات‪ ،‬واظهرت مدى الجهد الذي‬
‫يقوم به االستاذ مع طالبه‪ ،‬ومنحهم اولوية كبرى عن كل اشغاله االخرى‪ ،‬فناقشت وقومت ونصحت وصححت‪،‬‬
‫فكان تاثيرها عظيما‪ ،‬فلها مني كل االحترام والتقدير‪.‬‬
‫اماالستاذ الدكتور ناجي حسن فكانت نصائحة لها ابلغ االثر في اثراء وتقويم خطة البحث‪ ،‬وكان‬
‫لتعليقاته العلمية سراجا يستضيء به الباحث طوال مدة كتابته‪ ،‬فشك ار له على سعة صدره‪ ،‬والشكر موصول‬
‫لالستاذ المساعد الدكتور عبد الرحمن فرطوس إذ كان لمالحظاته العلمية الدقيقة دور في خروج البحث‪ ،‬وكان‬
‫دور الدكتور حيدر محمد كبي ار فقد عانى كثي ار في البحث عن المصادر المهمة والحديثة وتزويد الباحث بها بروح‬
‫متفانية‪ ،‬فشك ار لكرمه‪ .‬واليفوتني في هذه العجالة ان اسجل شكري لالخ العزيز احمد فرطوس‪ ،‬فقد زودني‬
‫بالمصادر المهمة والحديثة عن موضوع البحث‪.‬‬
‫وهناك صور من المساعدة والعطاء قدمها زمالء واصدقاء رسخت في نفس الباحث معنى الجماعة‬
‫العلمية ودورها في العون والدعم والتشجيع‪ ،‬الذين رافقوني في دراستي‪ ،‬فقد كانت لحواراتنا وعصفنا الفكري‬
‫ومالحظاتهم اهمية كبرى في انجاز هذا البحث‪.‬‬
‫وشكري الى السيدة امينة مكتبة قسم التاريخ‪'' ،‬ام حيدر'' لمساعدتها في توفير مصادر البحث بود‬
‫وطيب نفس‪ ،‬وكذلك للسيدة ''الهام'' امينة مكتبة كلية االداب‪ ،‬لتجشمها عناء البحث عن المصادر‪.‬‬
‫واليسعني في النهاية اال ان اشكر األخ العزيز والصديق الصدوق "محمد ثابت فهد" لوقفاته‬
‫الطيبة ونصائحه السديدة في انجاز الدراسة‪.‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫األهداء‬
‫شكر وعرفان‬
‫‪02-1‬‬ ‫المقدمة ونطاق البحث وكشف المصادر والمراجع‬
‫التمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫‪35-01‬‬
‫والحجاز‬
‫الفصل االول‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة الفاطمية‬
‫‪532-06‬‬
‫(‪784 – 724‬ه ‪5307-5301 /‬م)‬
‫‪36‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬االوضاع الداخلية‬
‫‪36‬‬ ‫أوالً‪ :‬ام الخليفة المستنصر باهلل وصراع طوائف الجند‬
‫‪48‬‬ ‫ثانياً‪ :‬االزمة االقتصادية ( الشدة العظمى )‬
‫ثالثاً‪ :‬و ازرة بدر الجمالي واحياء الخالفة الفاطمية (‪484-466‬ﻫ‪-1243/‬‬
‫‪52‬‬
‫‪1204‬م)‬
‫‪54‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬االوضاع الخارجية وتقّلص رقعة الدولة الفاطمية‬
‫‪54‬‬ ‫أوالً‪ :‬الصراع مع المرداسيين في حلب‬
‫‪66‬‬ ‫ثانياً‪ :‬انفصال المغرب‬
‫‪46‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬الصراع مع العباسيين‬
‫‪05‬‬ ‫رابعاً‪ :‬عالقة الدولة الفاطمية مع اليمن‬
‫‪04‬‬ ‫خامساً‪ :‬العالقة مع الحجاز‬
‫‪00‬‬ ‫سادساً‪ :‬العالقة مع االمبراطورية البيزنطية‬
‫‪572-530‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ الوزراء‬
‫‪123‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الدولة الفاطمية حتى نهاية االسرة الجمالية‬
‫‪123‬‬ ‫أوالً‪ :‬أنقسام الدعوة االسماعيلية‬

‫﴿أ﴾‬
‫‪110‬‬ ‫ثانياً‪ :‬خالفة اآلمر بأحكام هللا (‪ 405‬ﻫـ ‪ 504 -‬ﻫـ ‪ 1100 – 1121 /‬م)‬
‫‪102‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬خالفة الحافظ لدين هللا (‪ 544 – 504‬ﻫـ ‪ 1140 – 1100 /‬م)‬
‫‪104‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الدولة الفاطمية حتى نهاية أسرة آل رزيك‬
‫‪104‬‬ ‫أوالً‪ :‬انقسام األسماعيلية المستعلية‬
‫‪105‬‬ ‫ثانياً‪ :‬الصراع على منصب والية العهد‬
‫‪108‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬و ازرة بهرام االرمني (‪500‬ه ‪531-‬ه ‪1134 /‬م‪1136-‬م)‬
‫‪132‬‬ ‫رابعاً‪ :‬و ازرة رضوان بن ولخشي (‪533-531‬ﻫ‪1138-1136/‬م)‬
‫‪133‬‬ ‫خامساً‪ :‬خالفة الظافر باهلل (‪540-544‬ﻫ‪1154-1140/‬م)‬
‫‪130‬‬ ‫سادساً‪ :‬و ازرة آل ُرّزيك (‪540‬ه‪558-‬ه ‪1154 /‬م‪1160-‬م)‬
‫‪501-570‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة الفاطمية‬
‫المبحث األول‪ :‬الحمالت الصليبية على بالد الشام ومصر وموقف الدولة‬
‫‪143‬‬
‫الفاطمية‬
‫‪143‬‬ ‫أوالً‪ :‬سقوط بيت المقدس‬
‫‪148‬‬ ‫ثانياً‪ :‬استيالء الصليبيين على الساحل الفاطمي الشامي‬
‫‪165‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬صالح الدين األيوبي وسقوط الدولة الفاطمية‬
‫‪165‬‬ ‫أوالً‪ :‬وصول صالح الدين األيوبي الى مصر‬
‫‪140‬‬ ‫ثانياً‪ :‬و ازرة صالح الدين االيوبي‬
‫‪233-506‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪225-235‬‬ ‫المالحق‬
‫‪263-222‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪A-C‬‬ ‫ملخص الرسالة باللغة االنكليزية‬

‫﴿ب﴾‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫اهتم المؤرخون والباحثون قديماً وحديثاً باالسباب والعوامل التي تؤدي الى قيام‬
‫ال))دول وس))قوطها ‪ .‬ف))أن نش))أة الدول))ة وتطوره))ا وتوس))عها ح))تى تبل))غ قم))ة مج))دها أو‬
‫(عصرها الذهبي) ومن ثم ضعفها وتفككها واضمحاللها وسقوطها في نهاية المط))اف‪،‬‬
‫لتقوم على انقاضها دولة اخرى تمر بالمراحل نفسها التي مرت بها سابقتها‪ ،‬وذلك يُع))د‬
‫ُسنّة من ُسنن التاريخ الثابتة التي ال تتغير بتغير الزمان والمكان ‪.‬‬
‫إن سقوط الدولة الفاطمية في سنة (‪567‬هـ ‪1171 /‬م) يُع))د من الموض))وعات‬
‫الهام))ة وال س))يما وانه))ا أقتس))مت ولعق))ود ع))دة زعام))ة الع))الم االس))المي في العص))ور‬
‫االسالمية الوسطى مع الدولة العباسية ‪.‬‬
‫كان ظهور الدولة الفاطمية على مسرح التاريخ في سنة (‪297‬هـ ‪909/‬م) في‬
‫بالد المغ))رب وأخ))ذت بالتوس))ع ‪ ،‬فأس))تولت على مص))ر في س))نة (‪358‬هـ ‪968 /‬م)‬
‫وبنت مدينة القاهرة واتخذتها عاصمة لها‪ ،‬ثم مدت نفوذها الى اج))زاء واس))عة من بالد‬
‫الشام ‪ ،‬والحجاز الذي ه))و المرك))ز ال))روحي للع))الم االس))المي واليمن ح)تى بالد الهن))د‬
‫والس))ند مس))تغلة م))ا ك))انت تعاني))ه الدول))ة العباس))ية آن))ذاك من تفك))ك وض))عف ش))ديد ‪،‬‬
‫فأص))بحت ب))ذلك الخالف))ة الفاطمي))ة دول))ة كب))يرة مترامي))ة األط))راف تمت))د من المحي))ط‬
‫االطلسي غرباً الى حدود العراق شرقًا ‪ ،‬وتمكنت من رفع رايتها في (بغ))داد) عاص))مة‬
‫الخالفة العباسية نفسها في س)نة (‪450‬هـ ‪1058 /‬م) ‪ .‬بي))د أن األوض))اع س))رعان م))ا‬
‫تغيرت ‪ ،‬فقد انقلبت موازين القوى لصالح العباس))يين بالتع))اون م))ع حلف))ائهم الس))الجقة‬
‫(االتراك) الذين تمكنوا من اعادة االمور الى نصابها في (بغداد) ومن ثم بدأوا بالتوسع‬
‫في بالد الشام على حساب االراض))ي الفاطمي))ة ‪ ،‬فأس))تولوا على بيت المق))دس ودمش))ق‬
‫وغيرها من المدن ‪ ،‬وتمكنوا من دخول االراضي المصرية وتهديد الق))اهرة نفس))ها في‬
‫سنة (‪469‬هـ ‪1076 /‬م)‪.‬‬
‫وانقلبت موازين القوى مجدداً في العالم االسالمي بع))د وص))ول ق))وات الفرنج))ة‬
‫الص))ليبيين من الغ))رب األوربي الى بالد الش))ام في س))نة (‪490‬هـ ‪1096 /‬م) ال))ذين‬
‫استولوا على مدينة (القدس) وغيرها من المدن الشامية الفاطمية مؤسسين كيان )اً جدي))داً‬
‫ُعرف بمملكة (بيت المقدس) ‪ ،‬فأص))بح هنال)ك ثالث ق)وى ش)اكية الس)الح ‪ ،‬الخالفت))ان‬
‫العباس))ية والفاطمي))ة والص))ليبيون ‪ ،‬ي))تربص ك))ل منه))ا ب))االخر ‪ ،‬ودخل))وا في س))باق‬
‫للتوسع ‪ ،‬كانت الدولة الفاطمية الخاسر األكبر فيه ‪ ،‬فق))د اس))تولى الص))ليبييون ت))دريجياً‬
‫على االراض))ي الش))امية التابع))ة للدول))ة الفاطمي))ة ‪ .‬وبم))وجب ذل))ك اص))بحت الدول))ة‬

‫﴿‪﴾1‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫الفاطمية ‪ ،‬دويلة صغيرة تحكم في مصر‪ ،‬مم))ا جعله))ا مطمع))اً للص))ليبيين ون))ور ال))دين‬
‫زنكي اللذين تنافسا لضمها الى امالكهما ‪ ،‬فتمكن نور الدين زنكي من االستيالء عليه))ا‬
‫في سنة (‪567‬هـ ‪1171 /‬م) وبذلك اُسدل الس))تار على الدول))ة الفاطمي))ة وخ))رجت من‬
‫مسرح التاريخ ‪.‬‬
‫ان تلك االحداث الخارجية التي أدت الى س)قوط الدول)ة الفاطمي)ة م)ا ك)انت لتتم‬
‫دب الض))عف في جس))د الدول))ة داخلي))اً وال س))يما في خالف))ة المستنص))ر باهلل (‬ ‫ل))وال أن ّ‬
‫جساما عصفت بالدولة‬ ‫ً‬ ‫‪487 )-427‬هـ ‪1094 – 1035 /‬م) ‪ .‬لقد شهد عصره احداثاً‬
‫‪ ،‬فقد تولّى الحكم وهو صبي صغير لم يتجاوز السابعة من عمره مما أدى الى ص))راع‬
‫بين والدته وكبار رجال الدولة على النفوذ نتج عنه فوض))ى اداري))ة وح))رب اهلي))ة بين‬
‫طوائف العسكر ‪ ،‬فضال عن االزمة االقتصادية الخانقة التي ُعرفت بـ(الشدة العظمى)‬
‫(‪464 )-457‬هـ ‪1071 )–1064 /‬م) ل))ذلك ف))أن عه))ده يُع))د نقط))ة تح))ول في ت))اريخ‬
‫الدول))ة الفاطمي))ة من الق))وة الى الض))عف ومن عه))د الخلف))اء االقوي))اء الى عه))د نف))وذ‬
‫الوزراء الذين استبدوا بالسلطة وت))دخلوا في اختي))ار الخلف))اء متج))اهلين مب))ادئ العقي))دة‬
‫االسماعيلية في انتق))ال االمام))ة من االب الى االبن االك))بر ‪ ،‬فأص))بح منص))ب ال))وزارة‬
‫بموجب ذلك مطمعًا لك)ل ط)امح بتولّي)ه ف)دخلت البالد في دوام) ٍة من العن))ف على ذل)ك‬
‫المنصب أدت الى ضعفها وسقوطها في نهاية المطاف ‪.‬‬
‫لقد شجعت تلك االوضاع الداخلية المتردية ح ّكام االقاليم التابعة للدولة الفاطمي)ة‬
‫على رف))ع راي))ة العص))يان والس))عي وراء االنفص))ال عنه))ا في بالد المغ))رب واليمن ‪،‬‬
‫فضال عن الصليبيين ونور الدين زنكي الذين استغلوا ما كانت تعانيه الدولة الفاطمي))ة‪،‬‬
‫فاستولوا على اراضيها‪ ،‬واخيراً تمكن نور الدين زنكي من القض))اء عليه))ا نهائي))آ على‬
‫يد قائده صالح الدين االيوبي ‪ .‬لذا فأن الدولة مهما كان اتساع رقعتها وضخامة جيشها‬
‫فأنها ال يمكنها الصمود أمام اعدائها الخ))ارجين ان لم تكن أوض))اعها الداخلي))ة مس))تقرة‬
‫ً‬
‫واجتماعيآ ‪ ،‬لذلك ف))أن البحث أولى اهمي))ة كب))يرة لدراس))ة االوض))اع‬ ‫سياسيآ واقتصاديآً‬
‫ً‬
‫الداخلية للدولة الفاطمية وستشغل ح))يزآ واس))عآ من))ه ‪ ،‬فض))ال عن االوض))اع الخارجي))ة‬
‫باتباع منهج تاريخي وصفي ‪.‬‬
‫اقتضت ضرورة البحث تقسيمه الى ثالث فصول تسبقها مقدم))ة وتمهي))د وتليه))ا‬
‫خاتمة تضمنت ابرز النتائج التي توصل اليه))ا الب))احث ‪ ،‬وقائم))ة بالمص))ادر والمراج))ع‬
‫التي بُ))ني عليه))ا البحث والمالح))ق‪ .‬تض))من التمهي))د نب))ذه تاريخي))ة مختص))رة عن قي))ام‬
‫الدولة الفاطمية في بالد المغرب وتوسعها منذ عهد الخليفة االول (عبيد اهلل المه))دي) (‬
‫‪322 ) - 297‬هـ ‪933 ) - 909/‬م) وحتى نهاية عهد الخليفة الفاطمي السابع الظ))اهر‬

‫﴿‪﴾2‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫العزاز دين اهلل (‪427 )-411‬هـ ‪1035 )– 1020 /‬م) مركزاً على أبرز االح))داث‪،‬‬
‫وال سيما التوسعية منها كاالستيالء على مصر وبالد الشام والحجاز ‪.‬‬
‫)رض الفص))ل االول الى عه))د الخليف))ة الف))اطمي الث))امن (المستنص))ر باهلل) (‬ ‫تع) ّ‬
‫تاريخيا فظهرت في جسد‬ ‫ً‬ ‫‪487-427‬هـ ‪1094 –1035 /‬م ) الذي ُيعد عهده منعطفاً‬
‫الدولة الفاطمية بوادر الضعف بشكل جلي وأخذت بالتراجع واالضمحالل شيئاً فشيئًا ‪،‬‬
‫ودار الفص))ل ح))ول مبح))ثين تن))اول االول االوض))اع الداخلي))ة المتردي))ة في عه))ده ‪،‬‬
‫كالصراع على النفوذ بين أم الخليفة والوزراء ‪ ،‬والحرب االهلية بين طوائ))ف العس))كر‬
‫وحرك))ة ناص))ر الدول))ة بن حم))دان ال))تي ك))ادت ت))ؤدي الى س))قوط الدول))ة الفاطمي))ة ‪،‬‬
‫واالزم))ة االقتص))ادية الخانق))ة ال))تي ع))رفت بالش))دة المستنص))رية أو بالش))دة العظمى ‪،‬‬
‫واص))الحات ال))وزير ب))در الجم))الي ‪ ،‬في حين تط))رق المبحث الث))اني الى االوض))اع‬
‫الخارجية والحروب التي خاضتها الدولة الفاطمية على جبهات عدة مع المرداسيين في‬
‫حلب ‪ ،‬والزيريين في بالد المغرب والعباسيين وحلفئهم السالجقة ‪ ،‬كحركة البساسيري‬
‫واستيالء السالجقة على الم))دن الفاطمي))ة في بالد الش))ام والح))روب م))ع االمبراطوري))ة‬
‫البيزنطية ‪.‬‬
‫تناول الفصل الثاني االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية بعد وفاة الخليفة الفاطمي‬
‫المستنص))ر باهلل س))نة (‪487‬هـ ‪1094 /‬م) فيم))ا يُع))رف بعص))ر نف))وذ ال))وزراء ال))ذين‬
‫استبدوا بالحكم وتدخلوا في اختيار الخلفاء ‪ ،‬وتضمن الفصل دور الوزير االفض))ل في‬
‫إبعاد االبن االكبر للخليفة الفاطمي المستنصر (ن))زار) وتنص))يب المس))تعلي وال))ذي نتج‬
‫عنه انقسام في الدعوة االسماعيلية الى نزاري))ة ومس))تعلية‪ ،‬ومحاول))ة الخليف))ة الف))اطمي‬
‫اآلمر بأحكام اهلل (‪524 )-495‬هـ ‪1129 )–1101 /‬م) اس)تعادة س)لطاته ال)تي س)لبها‬
‫الوزير االفضل بن بدر الحمالي ‪ ،‬ومقتلهم))ا على ي))د النزاري))ة ‪ ،‬وتع))رض الفص))ل الى‬
‫خالفة الحافظ ل))دين هلل (‪544-524‬هـ ‪1149-1129 /‬م) وم))ا نتج عنه))ا من انقس))ام‬
‫االسماعيلية المستعلية الى (حافظية) و (طيبية) ‪ ،‬مم))ا أدى الى اعالن اليمن االنفص))ال‬
‫وتطرق الفصل الى الصراع بين ابن))اء الخليف))ة الحاف))ظ ل))دين اهلل‬
‫ّ‬ ‫عن الدولة الفاطمية ‪.‬‬
‫على والي))ة العه))د ‪ ،‬وك))ذلك الص))راع بين كب))ار رج))ال الدول))ة على منص))ب ال))وزارة‪.‬‬
‫وتناول الفصل الفوضى التي أعقبت وفاة الخليف))ة الحاف))ظ ل))دين اهلل وتولي))ة خلف))اء دون‬
‫ال الى عه))د ال))وزير‬‫سن البلوغ ‪ ،‬واس))تمرار الص))راعات على منص))ب ال)وزارة وص))و ً‬
‫المخلوع شاور الذي استعان بالقوى الخارجية ‪ ،‬نور الدين زنكي والص))ليبيين ألعادت))ه‬
‫الى منصبه‪ ،‬مما أدّى في نهاية المطاف الى سقوط الدولة الفاطمية ‪.‬‬
‫وض ّم الفصل الثالث العوام))ل الخارجي))ة في عه))د نف))وذ ال))وزراء ال))تي أدّت الى‬
‫سقوط الدولة الفاطمية ‪ ،‬فتناول المبحث االول الحملة الصليبية االولى وتأس))يس مملك))ة‬

‫﴿‪﴾3‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫بيت المق))دس الص))ليبية وردة الفع))ل الفاطمي))ة الض))عيفة ‪ ،‬كم))ا وتط))رق الى اس))تيالء‬
‫الصليبيين على المدن الفاطمية في بالد الشام ‪ ،‬وال سيما الساحلية منها‪.‬‬
‫في حين ع))رض المبحث الث))اني وص))ول ص))الح ال))دين االي))وبي الى مص))ر‬
‫وقضائه على الدولة الفاطمية ‪ ،‬فتعرض للحمالت النوري))ة الثالث على مص))ر ووزارة‬
‫اسد الدين ش)يركوه للخليف)ة الف)اطمي العاض)د ل)دين اهلل ‪ ،‬ومن ثم وزارة ص)الح ال)دين‬
‫االيوبي للفاطميين والخطوات التي اتخذها للقضاء على الدولة الفاطمية والعقبات ال))تي‬
‫واجهت))ه ‪ ،‬كث))ورة الس))ودان واالرمن ‪ .‬ومن ثم القض))اء النه))ائي على الدول))ة الفاطمي))ة‬
‫واعادة الخطبة للعباسيين في سنة (‪567‬هـ ‪1171/‬م) ‪ ،‬وتصديه للحركات التي س))عت‬
‫ألعادة الحكم الفاطمي ‪.‬‬

‫كشف المصادر‪:‬‬

‫المصادر الفاطمية‪:‬‬
‫يع))اني الب))احثون في حق))ل الدراس))ات الفاطمي))ة من ن))درة المص))ادر الفاطمي))ة‬
‫التاريخية والسيما تلك التي تؤرخ السنوات االخيرة من عمر الدولة ‪ ،‬ويرجع ذل))ك الى‬
‫ان الدول التي خلفتها كانت معادية لها سياسياً ومذهبياً مما ادّى الى اندراس عدد كب))ير‬
‫من آثارها ‪ ،‬غير ان البحث افاد من عدد من المصادر الفاطمية ومن اهمها‪:‬‬

‫﴿‪﴾4‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫‪ -1‬سيرة داعي الدعاة المؤي)د في ال)دين هب)ة اهلل الش)يرازي (‪ )1‬يع)د ه)ذا الكت)اب من أهم‬
‫المصادر في دراسة ت))اريخ الدول))ة الفاطمي))ة في عه))د الخليف))ة المستنص))ر باهلل (‪-427‬‬
‫‪487‬هـ ‪1094 )– 1035 /‬م) سيما وان مؤلفه كان يتولى ارفع المناصب في الدولة‬
‫وهو منصب داعي الدعاة ‪ ،‬فقد كان شاهدا على احداث تل))ك الحقب))ة الهام))ة من ت))اريخ‬
‫الفاطميين ‪ ،‬فضال عن كونه مش))رفا على أبرزه))ا وأكثره))ا خط))ورة ‪ ،‬اال وهي حرك))ة‬
‫البساسيري التي كادت ان تقضي على الدولة العباسية والتي لو ُكتب لها النج))اح لتغ))ير‬
‫وجه التاريخ االسالمي ‪ .‬وقد امت))از الكت))اب بالموض))وعية الى ح))د كب))ير ‪ ،‬فق))د ض))منه‬
‫المؤيد بعض االنتقادات للدوائر الحاكم))ة في الدول))ة وم))ا آل الي))ه القص))ر الف))اطمي من‬
‫وت)دخل ام الخليف)ة الف)اطمي المستنص))ر باهلل في ش)ؤون‬ ‫ّ‬ ‫تفشي الم)ؤامرات والدس)ائس‪،‬‬
‫الحكم ‪ ،‬وتالعب ال))وزراء بالخليف))ة ال))ذي يُع))د حج))ر الزاوي))ة في العقي))دة االس))ماعيلية‬
‫واالساس الذي قامت علي))ه بوص))فه أم))ام معص))وم ‪ ،‬وق))د اف))اد الش))يرازي الدراس))ة في‬
‫الفصل االول بالمعلومات التي قدمها عن حركة البساسيري واسباب فشلها‪.‬‬

‫() هب))ة اهلل بن موس))ى بن داوود الش))يرازي ‪ ،‬ول))د في مدين))ة ش))يراز ح))والي س))نة ( ‪390‬هـ ‪/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪999‬م) تدرج في مراتب الدعوة حتى صار حج)ة جزي)رة ف))ارس واتص)ل بالمل)ك الب)ويهي ابي‬
‫كاليجار ‪ ،‬وتم ّك ن من استمالته ‪ ،‬فاستجاب الملك لدعوته واصبح من تالمذته في امور الدين مما‬
‫الس)نّة في بالد ف))ارس ال))ذين اس))تعانوا بالخليف))ة العباس))ي الق)ائم ب))امر اهلل (‬
‫ادى الى غضب اهل ُ‬
‫‪ 467 – 422‬هـ ‪ 1074 – 1030 /‬م ) ضد الملك ابي كاليجار مما اضطره الى ابعاد المؤيد‬
‫عن بالد فارس في سنة ( ‪438‬هـ ‪1046 /‬م ) ‪ ،‬فسار إلى مصر و أنيطت به مهم))ة اإلش))راف‬
‫على حرك))ة البساس))يري و أص))بح داعي ال))دعاة في س))نة ( ‪ 450‬هـ ‪ 1058 /‬م ) ‪ ،‬ولم تكن‬
‫عالقته طيبة مع الوزراء ‪ ،‬فنُفي من مصر إلى القدس ثم عاد إليها ‪ ،‬وله عدد كبير من المؤلفات‬
‫في العقيدة اإلسماعيلية أهمها ( المجالس المؤيدي))ة ) ‪ .‬وه))ذا فض))ال عن كون))ه أديب))ا و ش))اعرا ‪،‬‬
‫فعرف في تاريخ األدب العربي برسائله المتبادلة مع الشاعر أبي العالء المعري ‪ ،‬ولديه دي))وان‬
‫شعر ‪ ،‬توفي في مصر سنة ( ‪ 470‬هـ ‪ 1077 /‬م ) وصلّى عليه الخليف))ة الف))اطمي المستنص))ر‬
‫باهلل (‪ 487 )))– 427‬هـ ‪ 1094 )))– 1035 /‬م ) ودُفن في دار العلم ‪ .‬للمزي)))د يُنظ)))ر ‪:‬‬
‫الشيرازي ‪ ،‬سيرة المؤيد في الدين داعي الدعاة ترجمة حياته بقلمه ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد كامل حسين‬
‫‪ ( ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب المصري ‪ 1949 ،‬م ) ‪ ،‬ص ص‪ 11‬وم))ا بع))دها ؛ دي))وان المؤي))د في‬
‫الدين ‪ ،‬نشر ‪ :‬محمد كامل حسين ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬القاهرة ‪ :‬دار الكتاب المصري ‪ 1949 ،‬م ) ‪ ،‬ص‬
‫‪ 9‬وما بعدها ؛ المجالس المؤيدية ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬مصطفى غ))الب ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬ب))يروت دار األن))دلس ‪،‬‬
‫بال‪.‬ت ) ‪ ،‬ص و‪-‬ك ‪ 3 ،‬وما بعدها ؛ الكربالئي ‪ ،‬حي))در محم))د عب))د اهلل ‪ ،‬ال))داعي االس))ماعيلي‬
‫المؤيد في ال))دين الش))يرازي ودوره السياس))ي والفك))ري والعقائ))دي في الدول))ة الفاطمي))ة (‪-390‬‬
‫‪470‬ه ‪1077-999 /‬م) دراسة تاريخية ‪ ،‬جامعة بغداد – كلية اآلداب ‪1432 ( ،‬ه ‪2011 /‬م)‬
‫‪ ،‬ص ‪ 41‬وما بعدها‪.‬‬
‫﴿‪﴾5‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫‪ -2‬ومن المصادر المهمة كتاب (سفرنامة) او رحل)ة ناص)ر خس)رو(‪ )1‬حيث ق)ام برحل)ة‬
‫ً‬
‫دقيق))ا عن االحتف))االت في‬ ‫ً‬
‫وص))فا‬ ‫من بالد ف))ارس س))نة (‪437‬هـ ‪1045 /‬م) وق))دّم‬
‫األعياد ‪ ،‬ومدى ثراء الدول))ة الفاطمي))ة واس))تتباب األمن فيه))ا ‪ ،‬ه))ذا فض))ال عن تقديم))ه‬
‫وصفا عاما للطوائف العرقية التي كان يتكون منها الجيش الفاطمي‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الوثائق التاريخية المهمة في دراسة ت))اريخ الدول))ة الفاطمي))ة في عه))د الخليف))ة‬
‫الف))اطمي المستنص))ر باهلل (‪ 487-427‬هـ ‪ 1094-1035/‬م ) وبداي))ة حكم الخليف))ة‬
‫المستعلي باهلل (‪ 495-487‬هـ ‪1101 -1094 /‬م) (السجالت المستنصرية)(‪، )2‬‬
‫وهي عبارة عن مجموعة رسائل عددها ست وستون رسالة بعثه))ا الخليف))ة المستنص))ر‬
‫باهلل وابن))ه ‪( ،‬المس))تعلي باهلل) ‪ ،‬الى ن))وابهم ودع))اتهم الص))ليحيين في اليمن تتض))من‬
‫معلومات عامة عن اوضاع الدولة الداخلية ‪ ،‬كدور الوزير ب))در الجم))الي في اس))تتباب‬
‫االمن واعادة النظام واحياء الخالفة ‪ ،‬والصراع الذي وقع بعد وفاة الخليفة المستنص))ر‬
‫باهلل بين ولديه نزار والمستعلي باهلل على منصب االمام))ة ‪ ،‬ودور ال))وزير أالفض))ل بن‬
‫بدر الجمالي في قمع ثورة االمير نزار ‪ ،‬فضال عن بعض االحداث الخارجية كالعالقة‬
‫مع االمبراطورية البيزنطية ‪ ،‬وعصيان الزيريين في بالد المغرب ‪.‬‬
‫‪ -4‬رسالتا الهداي))ة اآلمري)ة في ابط))ال ال))دعوة النزاري)ة وايق))اع ص))واعق االرغ))ام في‬
‫ادح))اض حجج اولئ))ك اللئ))ام (‪ ، )3‬من الوث))ائق التاريخي))ة البالغ))ة االهمي))ة للب))احثين في‬
‫الدراس))ات الفاطمي))ة وال س))يما في موض))وعة انقس))ام ال))دعوة االس))ماعيلية الى نزاري))ة‬
‫ومستعلية ‪ ،‬وكلتاهما تمثالن اراء الطائفة المستعلية ‪ ،‬فالهداية اآلمري))ة ُكتبت على اث))ر‬
‫اجتماع ُعقِد قي قص))ر الخليف))ة الف))اطمي اآلم))ر بأحك))ام اهلل (‪524-495‬هـ ‪-1101 /‬‬
‫‪1129‬م) في س))نة (‪ 518‬هـ ‪1124 /‬م) حض))ره كب))ار رج))االت الدول))ة الفاطمي))ة‬
‫وشهدت فيه اخت نزار بان ال َّ‬
‫حق لنزار بت))ولي االمام))ة خلف))ا البي))ه المستنص))ر باهلل ‪،‬‬
‫وان الخليفة المستنصر باهلل قد عهد بها الى المس)تعلي ‪ ،‬فض))ال عن ادل)ة اخ)رى تع)زز‬
‫‪ )( 1‬أبو معين الدين ناصر بن خسرو القباجياني المروزي ‪ ،‬أحد أشهر الرحالة اإلسماعيلية ‪ ،‬ول)د‬
‫في سنة ( ‪ 394‬هـ ‪ 1003 /‬م ) تولى مناصب رفيعة في الدولتين الغزنوية والسلجوقية ‪ ،‬ك))ان‬
‫واسع اإلطالع ‪ ،‬قرأ الفلسفة وناقش آراء الفارابي و ابن س))ينا ‪ ،‬ودرس الق))رآن و ُكتب الح))ديث‬
‫والتوراة واإلنجيل ومذاهب الهنود ‪ ،‬وكتب األفستا والزند ‪ ،‬و اتصل بعلماء األديان ‪ ،‬مسلمين و‬
‫نصارى و يهود و هن)ود و مج)وس و ناقش))هم في المس)ائل ال)تي لم يهت)د إلى رأي فيه))ا ‪ ،‬وتلقى‬
‫مبادئ العقيدة اإلسماعيلية في مصر على يد داعي الدعاة المؤيد في ال)دين هب)ة اهلل الش)يرازي ‪.‬‬
‫توفي في سنة ( ‪ 481‬هـ ‪ 1088 /‬م ) ‪ .‬للمزيد يُنظر ‪ :‬سفرنامة ‪ ،‬ترجم))ة ‪ :‬يح))يى الخش))اب ‪،‬‬
‫ط‪ ( ، 2‬القاهرة ‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪1993 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪ 18‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ )( 2‬سجالت و توقيعات و كتب لموالنا اإلمام المستنصر باهلل أمير المؤمنين صلوات اهلل عليه إلى‬
‫دعاة اليمن قدس اهلل أرواح جميع المؤمنين ‪ ،‬تقديم و تحقيق ‪ :‬عبد المنعم ماجد ‪ ،‬ط‪ ( 1‬ب))يروت‬
‫دار الفكر العربي ‪ 1954 ،‬م ) ‪.‬‬
‫‪ )(3‬تحقيق‪ :‬آصف بن علي أصغر فيضي ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬قم‪ :‬د‪.‬مط ‪1938 ،‬م) ‪.‬‬
‫﴿‪﴾6‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫موقف طائفة المستعلية وتدحض على زعمهم حجج الطائف))ة االخ))رى ‪ ،‬وأُرس))لت ه))ذه‬
‫الرسالة الى االق)اليم التابع)ة للدول))ة الفاطمي)ة ‪ ،‬في حين تمث))ل رس))الة (ايق))اع ص))واعق‬
‫االرغ))ام) ال))تي بُعثت من بالد الش))ام الى الق))اهرة ‪ ،‬االث))ر ال))ذي تركت))ه رس))الة الهداي))ة‬
‫اآلمرية في نفوس المستجيبين للدعوة الفاطمي))ة ‪ .‬وق))د اف))ادت المعلوم))ات ال))تي ق))دمتها‬
‫هاتان الرسالتان البحث في فصله الثاني ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -5‬ومن المصادر المهمة في دراس)ة ال)وزارة الفاطمي)ة كت)اب ابن منجب الص)يرفي‬
‫(االشارة الى من نال الوزارة) لق)د تض)من الكت))اب ت)راجم وزراء الدول)ة الفاطمي)ة من‬
‫خالف))ة العزي))ز باهلل (‪386-365‬هـ ‪996-975 /‬م) ووزي))ره يعق))وب بن كلس الى‬
‫خالف)))ة اآلم)))ر بأحك)))ام اهلل (‪524-495‬هـ ‪1129-1101 /‬م) ووزي)))ره الم)))آمون‬
‫البطائحي (‪519-515‬هـ ‪1125-1121/‬م) وقد افاد هذا المصدر الدراس))ة بم))ا قدّم))ه‬
‫من معلوم)))ات قيم)))ة عن اوض)))اع الدول)))ة الداخلي)))ة والخارجي)))ة واعم)))ال ال)))وزراء‬
‫والصراعات فيما بينهم وعالقاتهم مع الخليفة ‪.‬‬
‫‪ -6‬ومن المص)ادر الفاطمي)ة الهام)ة كت)اب ( ابن الم)أمون ) (نص)وص من اخب)ار‬
‫(‪)2‬‬

‫مصر او تاريخ ابن المأمون) وهي مجموعة نصوص انتقاها المقريزي (ت ‪845‬هـ ‪/‬‬
‫‪1441‬م) والنويري (ت ‪ 733‬هـ ‪1333 /‬م) قدمت معلومات هامة عن خالف))ة اآلم))ر‬
‫بأحكام اهلل ووزيريه االفضل بن بدر الجمالي (‪ 515-487‬هـ ‪1121 )– 1094 /‬م)‬
‫والمأمون البطائحي (‪ 519 )-515‬هـ‪1125-1121/‬م) والس))يما رس))وم دار الخالف))ة‬
‫التي أخذت شكلها النهائي في وزارة البطائحي ‪ .‬لقد أفاد ابن المأمون البحث في فص))له‬
‫الثاني ‪.‬‬

‫() أمين الدين أبو القاس)م علي بن منجب بن س)ليمان الص)يرفي ‪ ،‬ول)د س)نة (‪463‬هـ ‪1070 /‬م)‬ ‫‪1‬‬

‫كان أبوه صيرفيا وجده كاتبا ‪ ،‬تولى الكتابة في ديواني الخراج و الجند ‪ ،‬وواله الوزير األفضل‬
‫بن بدر الجمالي في ديوان اإلنشاء في سنة (‪495‬هـ ‪1101 /‬م) ‪ ،‬وأول سجل كتب))ه ك))ان س))جل‬
‫تولية الخليفة الفاطمي اآلمر بأحكام اهلل في السنة نفسها ‪ ،‬واستمر في منصبه في خالف))ة الحاف))ظ‬
‫وع) زل من منص))به في س))نة (‪539‬هـ ‪/‬‬ ‫لدين اهلل (‪544 )– 524‬هـ ‪1149 )– 1129 /‬م) ‪ُ ،‬‬
‫‪1144‬م) وتوفي في (‪542‬هـ ‪1147 /‬م) ‪ .‬للمزيد يُنظر ‪ :‬كتابه اإلشارة إلى من نال الوزارة ‪،‬‬
‫تحقي))ق عب))د اهلل مخلص ‪ ،‬ط‪( ، 1‬الق))اهرة ‪ :‬مطبع))ة المعه))د العلمي الفرنس))ي ‪1933 ،‬م) ‪ ،‬ص‬
‫ص ‪. 8-4‬‬
‫ْ‬
‫() األمير شرف الخالفة ( ال ُملك ) جمال الدين أبو علي موسى بن المأمون أبو عبد اهلل محمد بن‬ ‫‪2‬‬

‫فاتك ابن مخت)ار البط)ائحي ‪ ،‬وه)و أح)د أبن)اء ال)وزير الم)أمون البط)ائحي ‪ ،‬ت)وفي بالق)اهرة في‬
‫السادس عشر من جمادي األولى س))نة ( ‪ 588‬هـ ‪ 1192 /‬م ) ‪ .‬للمزي))د يُنظ))ر ‪ :‬مقدم))ة كتاب))ه‬
‫نصوص من أخبار مصر ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬أيمن فوأد سيد ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬القاهرة ‪ :‬المعهد العلمي الفرنس))ي‬
‫لآلثار الشرقية ‪ 1983 ،‬م ) ‪ ،‬ص ص ح‪-‬ك ‪.‬‬
‫﴿‪﴾7‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫‪ -7‬ومن المصادر األخرى التي ال غ))نى عنه))ا للب))احثين في حق))ل الدراس))ات الفاطمي))ة‬
‫(مجموعة الوثائق الفاطمية)(‪ )1‬التي تض)منت رس)ائل وس)جالت تخص تنص)يب الخلف)اء‬
‫معلومات قيّمة عن أوضاع الدولة‬
‫ٍ‬ ‫ووالة العهد و الوزراء في الدولة الفاطمية ‪ ،‬وقد ْ‬
‫ّمت‬
‫الداخلية والخارجية ‪ ،‬وقد أثرت البحث في فصوله الثالثة ‪.‬‬

‫المصادر المعاصرة للدولة الفاطمية‪:‬‬


‫اعتمد البحث على مجموع))ة من المص))ادر لم))ؤرخين ك))انوا معاص))رين للدول))ة‬
‫الفاطمية ‪ ،‬وبعضهم ك))ان ش))اهد عي))ان الح))داثها ‪ ،‬فض))ال عن ك))ون البعض االخ))ر ق))د‬
‫س))اهم فيه))ا وك))ان لهم دورا في إذك))اء الم))ؤامرات والدس))ائس ال))تي ّ‬
‫تفش )ت في الدول))ة‬
‫الفاطمي))ة في اواخ)ر عمره))ا ‪ ،‬وق))د أم))دت الرس)الة بمعلوم))ات قيم))ة التق))ل اهمي))ة عن‬
‫المصادر الفاطمية ‪ ،‬ومن ابرزها ‪:‬‬
‫(ذي)ل ت)اريخ دمشق)(‪ )2‬البن القالنسي(‪( )3‬ت ‪555‬هـ ‪1160 /‬م) وه)و كت)اب‬ ‫‪-1‬‬
‫حوليات أرخ فيه ابن القالنسي أخبار مدينة دمشق منذ سنة (‪363‬هـ ‪973 /‬م)‬
‫وقد افاد البحث من خالل فهم سياسة الدولة الفاطمية في بالد الش))ام عموم))ا وال‬
‫سيما دمشق ‪ ،‬وصراعات الفاطميين مع العباسيين وحلفاءهم السالجقة للسيطرة‬
‫علي))ه ‪ ،‬فض))ال عن ك))ون الكت))اب المص))در الع))ربي االول لت))اريخ الح))روب‬
‫الصليبية وموقف الفاطميين منها ‪.‬‬

‫‪ )( 1‬وثائق الخالفة ووالية العهد والوزارة ‪ ،‬جمع و تحقي)ق جم)ال ال)دين الش)يال ‪ ،‬ط‪( ، 1‬الق)اهرة‪:‬‬
‫مكتبة الثقافة الدينية ‪2002 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ )(2‬تحقيق ‪ :‬سهيل زكار ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬دمشق ‪ :‬دار حسان ‪ 1403 ،‬هـ ‪ 1983 /‬م ) ‪.‬‬
‫‪ )( 3‬أبو يعلى حمزة بن أسد بن علي بن محمد التميمي المعروف ب)ابن القالنس)ي ‪ ،‬ك)ان من أعي)ان‬
‫دمشق ومن أفاضلها ‪ ،‬ولي رئاسة ديوانها مرتين ‪ ،‬وكان أديبا و شاعرا و مؤرخ))ا ‪ ،‬ول))ه عناي))ة‬
‫بالحديث ‪ .‬توفي في دمش))ق س))نة ( ‪ 555‬هـ ‪ 1160 /‬م ) ‪ .‬للمزي))د يُنظ))ر ‪ :‬ي))اقوت الحم))وي ‪،‬‬
‫شهاب الدين بن عب))د اهلل ‪ ( ،‬ت ‪ 626‬هـ ‪ 1228 /‬م ) ‪ ،‬معجم األدب)اء ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬ب)يروت‪ :‬دار‬
‫المستشرق ‪1936 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص ص ‪.239-236‬‬
‫﴿‪﴾8‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫(النكت العص))رية في اخب))ار ال))وزارة المص))رية)(‪ ، )1‬لعم))ارة اليم))ني (‪( )2‬ت‬ ‫‪-2‬‬
‫‪569‬هـ ‪1173 /‬م) وه))و من الكتب االدبي))ة ال))تي تض))منت اش))عارا ونصوص))ا‬
‫نثرية ل))ه ‪ ،‬فض))ال عن اخب))ار تاريخي))ة عن الس))نوات االخ))يرة للدول))ة الفاطمي))ة‬
‫والصراع على منصب الوزارة ‪ ،‬واستعانة الوزراء بالقوى الخارجي))ة المعادي))ة‬
‫للدولة الفاطمي))ة ‪ ،‬ن))ور ال))دين زنكي في دمش))ق ‪ ،‬والص))ليبيين في بيت المق))دس‬
‫للحفاظ على مناصبهم ‪ ،‬وقد مثل الصفحات االخيرة من حياة الدولة الفاطمية‪.‬‬
‫االعتبار (‪ )3‬السامة بن منقذ (‪ )4‬الذي ارخ فيه سيرته الذاتي)ة وتح)دّث عن اقامت)ه‬ ‫‪-3‬‬
‫في مص))))ر س))))نة ( ‪ 549-539‬هـ ‪ 1154-1144 /‬م ) ومش))))اهداته عن‬
‫الصراعات على منصب الوزارة واستبداد الوزراء وتدخلهم في اختيار الخلف))اء‬
‫وقتلهم ‪ ،‬وق)د اتهم)ه المؤرخ)ون ب)أن ل)ه الي)د الط)ولى في التح)ريض على تل)ك‬
‫الصراعات مما ادى الى اهدار دمه وهربه من مصر ‪ .‬وقد برَأّ نفس))ه في ثن))اي‬
‫كتابه من تلك االحداث ‪.‬‬

‫المصادر الصليبية‪:‬‬
‫كان السبب الرئيس))ي من اس))باب س))قوط الدول))ة الفاطمي))ة ه))و الح))روب‬
‫الصليبية ‪ ،‬وقد د ّون عدد من المؤرخيين الصليبيين ال))ذين رافق))و الحمالت على‬
‫بالد الشام االحداث التي وقعت ‪ ،‬فكان الب))د من االس))تعانة بتل))ك المص))ادر لفهم‬

‫تحقيق ‪ :‬هرتويج درنرغ ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬شالون ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ 1897 ،‬م ) ‪.‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫() عمارة بن علي أبي الحسن بن زيدان الحكمي المذحجي اليم)ني ‪ ،‬أب)و محم)د نجم ال)دين ‪ ،‬ول)د‬ ‫‪2‬‬

‫)ني الم))ذهب ‪ ،‬ق))دم إلى مص))ر في خالف))ة الف))ائز‬


‫في تهامة وكان مؤرخا أديبا ش))اعرا و فقيه))ا س) ّ‬
‫بنص))))ر اهلل (‪555-549‬ه ‪1160-1154 /‬م) في س))))نة ( ‪ 550‬هـ ‪ 1155 /‬م ) في وزارة‬
‫الصالح (طالئع بن رزيك) ( ‪ 556 )– 549‬هـ ‪ 1160 )– 1154 /‬م ) ‪ ،‬فأحسن الفاطميون‬
‫إلي))ه و ب))الغوا في أكرام))ه ‪ ،‬فأق))ام عن))دهم و م))دحهم ح))تى س))قوط دولتهم ‪ ،‬ورث))اهم في ش))عره ‪.‬‬
‫اشترك في مؤامرة ألغتيال صالح الدين األي))وبي و إع))ادة الخالف))ة الفاطمي))ة ‪ ،‬غ))ير أن ص))الح‬
‫الدين أحبطها وصلبه مع المتآمرين في القاهرة في سنة ( ‪ 569‬هـ ‪ 1173 /‬م ) ‪ .‬للمزيد يُنظ))ر‬
‫‪ :‬ابن خلكان ‪ ،‬شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد ‪ ( ،‬ت ‪ 681‬هـ ‪ 1282 /‬م ) ‪ ،‬وفي))ات‬
‫األعيان و أنباء أبناء الزمان ‪،‬تحقيق ‪ :‬احسان عباس ‪ ،‬ط‪ (، 1‬بيروت دار ص))ادر ‪ ،‬بال‪ .‬ت )‪،‬‬
‫ج‪ ، 3‬ص ص ‪ 436-431‬؛ نبي))ل ‪ ،‬مص))طفى ‪ ،‬س))ير ذاتي))ة عربي))ة ‪ ،‬ط‪( ، 1‬الق))اهرة ‪ :‬دار‬
‫الهالل ‪ ، )1992 ،‬ص ص ‪.96-79‬‬
‫تحرير ‪ :‬فيليب حتي ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬القاهرة ‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية ‪ ،‬بال ‪ .‬ت ) ‪.‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫() األم)ير مؤي)د الدول)ة المظف)ر أس)امة بن مرش)د الش)يزري ‪ ،‬ول)د في ش)يزر س)نة ( ‪ 488‬هـ ‪/‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1095‬م ) ‪ ،‬لمع أديبا و ش))اعرا ‪ ،‬ع))اش معظم حيات))ه في البالط الن))وري بدمش))ق ‪ ،‬وفي قص))ر‬
‫الخليفة الفاطمي بالقاهرة ‪ .‬توفي سنة ( ‪ 584‬هـ ‪ 1188 /‬م ) ‪ .‬للمزيد يُنظر ‪ :‬المصدر نفسه ‪،‬‬
‫ص ص أ‪ -‬ب ‪.‬‬
‫﴿‪﴾9‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫ردة فع))ل الدول))ة الفاطمي))ة على تل))ك الحمالت ‪ ،‬وذل))ك الن معظم الم))دن ال))تي‬
‫استولى عليها الصليبيون كانت تابعة للدولة الفاطمية ‪.‬‬
‫ومن ابرز تلك المصادر ‪-:‬‬
‫‪ -1‬كتاب بطرس توديبود (‪ )1‬الموسوم " تاريخ الرحلة الى بيت المقدس " الذي يع))د‬
‫المصدر الص)ليبي االول لت)اريخ الح)روب الص)ليبية من)ذ ال)دعوة له)ا من الباب)ا‬
‫(اوربان الثاني ) وحتى معركة عس)قالن في س)نة ( ‪ 493‬هـ‪ 1099 /‬م) ال)تي‬
‫انتصر فيها الصليبيون على قوات الوزير الفاطمي االفضل بن بدر الجمالي‪.‬‬
‫‪ -2‬كتاب فوشيه الش)ارتري (‪( )2‬ت)اريخ الحمل)ة الى الق)دس) ق)دم معلوم)ات قيم)ة عن‬
‫الحروب الصليبية من سنة (‪521 ) – 489‬هـ ‪1127 ) -1095 /‬م) ‪ ،‬ولكون))ه‬
‫القسيس الخاص للملك الصليبي بلدوين االول ات))اح ل))ه االطالع على اح))داث لم‬
‫ُيد ّونها غ))يره ‪ ،‬مم)ا اف)اد الرس)الة في فهم الفع)ل الص)ليبي ورد الفع))ل الف)اطمي‬
‫وذلك في الفصل الثالث ‪.‬‬

‫مصادر العصر االيوبي‪:‬‬


‫ك))ان س))قوط الدول))ة الفاطمي))ة على ي))د ص))الح ال))دين االي))وبي س))نة (‪567‬هـ ‪/‬‬
‫‪1171‬م) ‪ ،‬فظهرت مجموعة من المصادر التاريخية اهتمت بسيرته وسيرة االيوب))يين‬
‫من بعده ‪ ،‬وال بد على كل باحث في الدراسات الفاطمية من االس))تعانة بتل))ك المص))ادر‬
‫فضال عن المصادر االخرى سعياً الى الوصول الى نتائج اقرب ما تكون من الواق))ع ‪،‬‬
‫على الرغم من ان هذه المصادر تُعد معادية للفاطميين ‪ ،‬ومن ابرز هذه المصادر‪:‬‬

‫() من مواطني مدينة بواتييه بفرنسا ‪ ،‬شارك في الحملة الصليبية االولى ‪ ،‬وس)اهم في االس)تيالء‬ ‫‪1‬‬

‫على مدينة انطاكيا وبيت المقدس ‪ ،‬ود ّون مش))اهداته في كتاب))ه ‪ .‬للمزي))د يُنظ))ر ‪ :‬مقدم))ة كتاب))ه=‬
‫=(تاريخ الرحلة الى بيت المقدس) نقله الى العربية وعلق عليه ‪ :‬حس))ين محم))د عطي))ة ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫(القاهرة ‪ :‬دار المعرفة الجامعية ‪1998 ،‬م) ‪ ،‬ص ص ‪. 30 – 28‬‬
‫() ول))د في فرنس))ا في مدين))ة ش))ارتر ( ‪ 450‬او ‪ 451‬هـ ‪ 1058 /‬او ‪ 1059‬م ) وانظم الى‬ ‫‪2‬‬

‫الحملة الصليبية االولى واصبح القسيس الخاص للملك الصليبي بل))دوين االول ‪ .‬للمزي))د يُنظ))ر ‪:‬‬
‫مقدم))ة كتاب))ه ( ت))ارخ الحمل))ة الى الق))دس ) ‪ ،‬ترجم))ة ‪ :‬زي))اد العس))لي ‪ ،‬ط ‪( ، 1‬االردن ‪ :‬دار‬
‫الشروق للنشر والتوزيع ‪1990 ،‬م) ‪ ،‬ص ص ‪. 11 – 10‬‬
‫﴿ ‪﴾ 10‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫أخب))ار ال))دول المنقطع))ة (‪ )1‬البن ظ))افر األزدي (‪( )2‬ت ‪612‬هـ ‪1215 /‬م )‬ ‫‪-1‬‬
‫تعرض في))ه الم))ؤرخ ألخب)ار الدول))ة الفاطمي))ة من))ذ قيامه))ا في س))نة (‪297‬هـ ‪/‬‬
‫‪909‬م) وح))تى س))قوطها على ي))د ص))الح ال))دين األي))وبي في س))نة (‪567‬هـ ‪/‬‬
‫‪1171‬م) ‪ ،‬وه))ذا المص))در أش))به بكتب ال))تراجم ‪ ،‬فق))د ق )دّم ابن ظ))افر ت))راجم‬
‫للخلفاء الفاطميين متطرقاً ألبرز األح))داث الداخلي))ة و الخارجي))ة في عص))رهم‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أهمية الكت))اب ‪ ،‬فال ب))د من التعام))ل م))ع روايات))ه بح))ذر ش))ديد‬
‫سيما وإن ابن ظافر يرفض نسبهم الفاطمي وإن مذهبهم هو الكفر الصريح‪.‬‬
‫ابن الط))وير القيس))راني (‪( )3‬ت ‪617‬هـ ‪1220 /‬م) ص))احب كت))اب (نزه))ة‬ ‫‪-2‬‬
‫المقلتين في اخبار الدولتين) الذي يُعد من المؤلفات التي اهتمت بالنظم االداري))ة‬
‫ورسوم دار الخالفة للدولة الفاطمي))ة وتاريخه))ا في الخمس))ين س))نة االخ))يرة من‬
‫فص )له من ت))دهور‬‫عمرها ‪ .‬وقد افاد هذا المصدر البحث في فص))له الث))اني بم))ا ّ‬
‫اوضاع الدولة وانهيارها وم))ا آل الي))ه الخلف))اء الف))اطميين من ض))عف وفق))دانهم‬
‫لسلطانهم وهيبتهم ‪ ،‬والفوضى التي ضربت اطنابها في جميع مفاصل الدولة ‪.‬‬
‫ومن ابرز مصادر هذه المرحلة والذي له دورا مهما في اثراء البحث بروايات))ه‬ ‫‪-3‬‬
‫التاريخي))ة كت))اب ع))ز ال))دين ابن االث))ير (‪( )4‬ت ‪630‬ه ‪1232 /‬م) (الكام))ل في‬
‫التاريخ ) كان ابن االثير مقربا من االس))رة االتابكي))ة الزنكي))ة ‪ ،‬ولم يكن اي))وبي‬

‫فري)ة ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬الق)اهرة ‪ :‬المعه)د العلمي الفرنس)ي‬ ‫() القسم الخاص بالف)اطميين ‪ ،‬تحقي)ق اندري)ة ّ‬ ‫‪1‬‬

‫لآلثار الشرقية ‪ 1972 ،‬م ) ‪.‬‬


‫() جمال الدين أبو الحسن علي بن أبي منصور ظافر األزدي ‪ ،‬ك)ان من بيت علم و أدب و حب‬ ‫‪2‬‬

‫للتاريخ ‪ ،‬تولى مناصب رفيعة في الدولة األيوبية ومنها وزارة الملك األشرف موسى بن العادل‬
‫في الرها‪ .‬توفي سنة (‪ 612‬هـ ‪ 1215 /‬م ) ‪ .‬للمزيد يُنظر ‪ :‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم األدب))اء ‪،‬‬
‫ج‪ ، 5‬ص‪. 228‬‬
‫() أبو محمد المرتضى عبد السالم بن الحسن القيسراني ولد في مصر سنة (‪524‬هـ ‪1130 /‬م)‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،‬انخ))رط في األعم))ال الديواني))ة وتقلّب في الخدم))ة في ال))دواوين الفاطمي))ة ثم األيوبي))ة ‪ ،‬وك))ان‬


‫يتولّى (( ديوان الرواتب )) في أواخر العصر الفاطمي ‪ .‬للمزيد يُنظ))ر ‪ :‬مقدم))ة كتاب))ه (( نزه))ة‬
‫المقلتين في أخبار الدولتين )) ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬أيمن فؤاد سيد ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬شتوتغارت‪ :‬ف))رانس ش))تايز ‪،‬‬
‫‪ 1412‬هـ ‪ 1992 -‬م ) ص ص ‪ 11-9‬؛ المنذري ‪ ،‬زكي الدين ابو محمد عبد العظيم بن عبد‬
‫القوي‪( ،‬ت ‪656‬ه ‪1258 /‬م) ‪ ،‬التكملة لوفيات النقل)ة ‪ ،‬تحقي)ق‪ :‬بش)ار ع)واد مع)روف ‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫(بيروت مؤسسة الرسالة ‪1981 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ص ‪.8-7‬‬
‫() ابو الحسن عز ال)دين علي بن ابي الك)رم محم)د بن محم)د بن عب)د الك)ريم الش)يباني ‪ ،‬ول)د في‬ ‫‪4‬‬

‫جزيرة ابن عمر من اعمال الموصل في سنة ( ‪ 555‬هـ ‪ 1160 /‬م ) وارتب))ط واس))رته باس))رة‬
‫االتابك عم))اد ال))دين زنكي ( ت ‪ 541‬هـ ‪ 1146 /‬م ) ول))ه مجموع))ة من المؤلف))ات التاريخي))ة‬
‫((اللباب في تهذيب االنساب )) ‪ (( ،‬التاريخ الباهر في الدولة االتابكي))ة )) ‪ (( ،‬أس))د الغاب))ة في‬
‫معرفة الصحابة )) ‪،‬و (( الكامل في الت))اريخ )) للمزي))د يُنظ))ر ‪ :‬ابن خلك))ان ‪ ،‬وفي))ات ‪ ،‬ج ‪، 3‬‬
‫ص ‪. 348‬‬
‫﴿ ‪﴾ 11‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫الهوى ‪ ،‬ولم يعترف بخالفة الف))اطميين وينعتهم باص))حاب مص))ر ‪ ،‬اال ان))ه ق))دم‬
‫معلوم))ات على درج))ة كب))يرة من االهمي))ة عنهم داخلي))ا وخارجي))ا ‪ ،‬فض))ال عن‬
‫رواياته عن الحروب الصليبية وموقف الفاطميين منها ووص))ول ص))الح ال))دين‬
‫االيوبي الى مصر وخطواته السقاط الدولة الفاطمية ‪.‬‬
‫القاض))ي به))اء ال))دين بن ش))داد (‪( )1‬ت ‪632‬ه ‪1234 /‬م) وكتاب))ه (الن))وادر‬ ‫‪-4‬‬
‫الس)لطانية والمحاس)ن اليوس)فية)(‪ )2‬وه)و ترجم)ة لحي)اة ص)الح ال)دين االي)وبي ‪،‬‬
‫فتن)))اول وص)))وله الى مص)))ر م)))ع الحمالت النوري)))ة الثالث وتولي)))ه ال)))وزارة‬
‫للفاطميين والخط))وات ال))تي اتخ))ذها الس))قاط الدول))ة الفاطمي))ة ‪ ،‬والعقب))ات ال))تي‬
‫واجهها ‪ ،‬مما افاد البحث في فصله الثالث ‪.‬‬
‫(كتاب الروضتين في اخبار ال)دولتين النوري)ة والص)الحية ) البي ش)امة (‪( )3‬ت‬ ‫‪-5‬‬
‫‪665‬ه ‪1266 /‬م) ال)))ذي تط)))رق في مع)))رض حديث)))ه عن (الدول)))ة الزنكي)))ة‬
‫وااليوبية) للتاريخ السياسي للفاطميين وعقائدهم ‪ ،‬وقد اف))اد الرس))الة في فص))لها‬
‫الثالث في حديثه عن صراع الوزراء واستعانتهم بالقوى الخارجية وال))ذي ك))ان‬
‫من اهم اسباب سقوط الدولة الفاطمية ‪ ،‬والحمالت النورية الثالث على مصر ‪،‬‬
‫واجراءات صالح الدين االيوبي أزاء الدولة الفاطمية التي ادّت الى سقوطها‪.‬‬

‫المصادر المصرية المتأخرة‪:‬‬


‫تُع ) ْد من المص))ادر البالغ))ة األهمي))ة في الدراس))ات الفاطمي))ة وال تق))ل ش))أنًا عن‬
‫أن مؤلفيه))ا اس)تقوا معلوم)اتهم من‬ ‫المصادر الفاطمي))ة وغ))ير الفاطمي))ة المعاص))رة ‪ ،‬إذ ّ‬
‫بعض المصادر المعاصرة للدولة الفاطمية التي ُفقدت ولم تصل إلينا سوى ش)ذرات في‬
‫متون كتب المتأخرين ‪ ،‬ل))ذلك ال يمكن االس))تغناء عنه))ا‪ ،‬وق))د أف))ادت الدراس))ة و أثرت))ه‬
‫بشكل واضح في فصولها الثالثة ‪ ،‬ومن أبرزها ‪:‬‬

‫‪ )( 1‬بهاء الدين ابو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم ‪ُ ،‬عرف بابن شداد ‪ ،‬ولد في الموصل سنة (‬
‫‪ 539‬هـ ‪ 1145 /‬م ) وتتلمذ في المدرسة النظامية في بغداد فتولى التدريس فيها ‪ ،‬والتح))ق في‬
‫خدمة صالح الدين االيوبي في سنة ( ‪ 584‬هـ ‪ 1188 /‬م ) فواله قضاء الجيش وبيت المق))دس‬
‫وتوفي سنة ( ‪ 632‬هـ ‪ 1234 /‬م ) ‪ .‬للمزيد يُنظر ‪ :‬ابن خلكان ‪ ،‬وفيات ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص ‪ 84‬وم))ا‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ )(2‬تحقيق ‪ :‬جمال الدين الشيال ‪ ،‬ط ‪( ، 2‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي ‪1415 ،‬هـ ‪1994 /‬م) ‪.‬‬
‫‪ )( 3‬عبد الرحمن بن اسماعيل بن ابراهيم المقدسي الشافعي ُولد في سنة ( ‪ 599‬هـ ‪ 1203 /‬م )‬
‫في دمشق واهتم بدراسة القراءات والفقه واللغة والحديث والتاريخ ‪ .‬توفي في سنة ( ‪ 665‬هـ ‪/‬‬
‫‪ 1266‬م )‪ .‬للمزيد يُنظر ‪ :‬مقدمة كتاب))ه الروض))تين في اخب))ار ال))دولتين النوري)ة والص))الحية ‪،‬‬
‫تحقيق ‪ :‬محمد حلمي محمد احمد ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬القاهرة‪ :‬مطبع)ة دار الكتب المص)رية ‪1998 ،‬م) ‪،‬‬
‫ج‪ ، 1‬ق‪ ، 1‬ص ص ‪ 3‬وما بعدها‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 12‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫ابن ميس)ر (ت ‪677‬ه ‪1278 /‬م)(‪ )1‬وكتاب)ه (أخب)ار مص)ر) ‪ ،‬وه)و مجموع)ة‬ ‫‪-1‬‬
‫نصوص انتقاها المقريزي (ت ‪845‬هـ ‪ 1441 /‬م ) ‪ ،‬وقد وص))ل إلين))ا الج)زء‬
‫أرخ ألح))داث الدول))ة الفاطمي))ة ابت))داءا من س))نة ( ‪439‬هـ ‪/‬‬ ‫الث))اني من))ه ال))ذي ّ‬
‫‪1047‬م) في خالفة المستنص))ر باهلل إلى س))نة (‪553‬هـ ‪1158 /‬م) في خالف))ة‬
‫الفائز بنصر اهلل (‪555 )– 549‬هـ ‪1160 )– 1154 /‬م) حيث قدّم ابن ميسر‬
‫معلومات وافية عن األوضاع الداخلية للدولة الفاطمية ‪ ،‬كصراع طوائف الجن))د‬
‫و األزمات االقتصادية وضعف الخلفاء وفقدان هيبتهم واستبداد ال))وزراء ‪ .‬وق))د‬
‫انف))رد ابن ميس))ر ب))ذكر والدة الطيب بن الخليف))ة اآلم))ر بأحك))ام اهلل في س))نة (‬
‫‪524‬هـ ‪1129 /‬م) و الخالف حوله مما أدى إلى انقسام االسماعيلية المستعلية‬
‫إلى حافظي))ة (مجيدي))ة) في مص))ر و (طيبي))ة) في اليمن والهن))د ‪ ،‬فض))ال عن‬
‫االح)))داث الخارجي)))ة كالص)))راع م)))ع العباس)))يين والس)))الجقة واالمبراطوري)))ة‬
‫البيزنطية والحروب الصليبية وغيرها من االحداث الهامة ‪.‬‬
‫ت))أتي على راس قائم))ة مص))ادر دراس))ة الت))اريخ الف))اطمي مؤلف))ات الم))ؤرخ‬ ‫‪-2‬‬
‫المص)ري الكب)ير المقري)زي(‪( )2‬ت ‪845‬هـ ‪1441 /‬م)‪ ،‬وال تك)اد تخل)و ص)فحة‬
‫من ص))فحات البحث من روايات))ه التاريخي))ة ‪ ،‬فق))د أث))راه بمعلوم))ات قيم))ة عن‬
‫(‪)3‬‬
‫الدولة الفاطمية وال سيما كتابه (اتعاظ الحنفا باخبار االئم)ة الف)اطميين الخلف)ا)‬
‫فصل تاريخ الفاطميين منذ قيام دولتهم في المغ))رب وح))تى س))قوطها وفق))ا‬ ‫الذي ّ‬
‫لنظ))ام الحولي))ات‪ ،‬فق))د اف))اد البحث في فص))وله الثالث))ة وال س))يما الج))زء الث))اني‬
‫والث))الث من))ه‪ ،‬ابت))داءاً من خالف))ة المستنص))ر باهلل (‪487- 427‬هـ ‪-1035 /‬‬
‫‪1094‬م) ‪ ،‬وبيّن اسباب تدهور الدولة في عهده داخليا وما آلت اليه من ضعف‬
‫على الصعيد الخارجي‪ ،‬مما ادى الى اضمحاللها وس))قوطها في نهاي))ة المط))اف‬
‫في عه))د الخليف))ة الراب))ع عش))ر العاض))د باهلل (‪567 ) – 555‬هـ ‪– 1160 /‬‬
‫() ت))اج ال))دين اب))و عب))د اهلل محم))د بن علي بن يوس))ف بن جلب ‪ ،‬ول))د في مص))ر س))نة (‪628‬ه ‪/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1230‬م)‪ ،‬اهتم بتحصيل العلم منذ صغره ‪ .‬توفي في سنة (‪677‬ه ‪1278 /‬م) ‪ .‬للمزي))د يُنظ))ر‪:‬‬
‫مقدمة كتابه (اخبار مص))ر) ‪ ،‬تحقي))ق ‪ :‬ايمن ف))ؤاد س))يد ‪ ،‬ط‪(،1‬الق))اهرة ‪ :‬المعه))د العلمي لالث))ار‬
‫الشرقية ‪ ، )1981 ،‬ص ص ا‪-‬خ ‪.‬‬
‫() تقي الدين أحم)د بن علي بن عب)د الق)ادر الحس)يني ول)د في الق)اهرة س)نة (‪766‬هـ ‪1364 /‬م)‬ ‫‪2‬‬

‫وأصله من بعلبك ويُنسب إلى حارة المقارزة إهتم بدراس))ة العل))وم الش))رعية وت))ولى الحس))بة في‬
‫القاهرة ‪ ،‬وأهتم بدراسة التاريخ وله تصانيف عدة توفي سنة ( ‪ 845‬هـ ‪ 1441 /‬م ) ‪ .‬للمزي))د‬
‫يُنظ))ر ‪ :‬الس))خاوي ‪ ،‬ش))مس ال))دين محم))د بن عب))د ال))رحمن ‪( ،‬ت ‪902‬ه‪1496/‬م)‪ ،‬الض))وء=‬
‫=الالمع الهل القرن التاسع ‪ ،‬ط‪( ،1‬بيروت‪ :‬منشورات دار مكتبة الحياة ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص‬
‫ص ‪. 25-21‬‬
‫() تحقي))ق ‪ :‬جم))ال ال)دين الش))يال ‪ ،‬محم))د حلمي محم)د أحم)د ‪ ،‬ط‪ ( 1‬الق)اهرة‪ :‬المجلس األعلى‬ ‫‪3‬‬

‫للشؤون اإلسالمية ‪ 1973 – 1967 ،‬م)‪.‬‬


‫﴿ ‪﴾ 13‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫‪1171‬م) على يد صالح الدين االيوبي ‪ .‬وفي السياق نفسه ياتي كتاب))ه الخط))ط‬
‫المقريزي))ة (‪ )1‬ال))ذي اليق))ل اهمي))ة عن س))ابقه ‪ .‬ومن كتب المقري))زي األخ))رى‬
‫(اغاث)))ة االم)))ة بكش)))ف الغم)))ة)(‪ )2‬ال)))ذي ّ‬
‫أرخ لألوض)))اع االقتص)))ادية لمص)))ر‬
‫والمجاعات ال))تي تنتابه))ا بين الحين واالخ))ر ‪ ،‬واغ))نى البحث بمعلوم))ات وافي))ة‬
‫عن مجاعات العصر الفاطمي ‪ ،‬كالشدة المستنصرية التي كان لها اثارا جس))يمة‬
‫ً‬
‫وخارجيا ‪.‬‬ ‫ً‬
‫داخليا‬ ‫على الدولة الفاطمية‬

‫(‪)3‬‬
‫‪ -3‬ومن المصادر التاريخية المصرية عن الفاطميين كتاب ابن تغري بردي‬
‫(ت ‪874‬هـ ‪1471 /‬م) (النج))وم الزاه))رة في مل))وك مص))ر والق))اهرة ) ال))ذي تن))اول‬
‫ت))اريخ مص))ر من))ذ الفتح الع))ربي االس))المي وح))تى س))نة (‪872‬هـ ‪1467 /‬م) ‪ ،‬وق))د‬
‫)رض العم))ال ك))ل خليف))ة على ح))دة ‪،‬‬ ‫اس))تفاض في حديث))ه عن الدول))ة الفاطمي))ة ‪ ،‬وتع) ّ‬
‫وابرز االحداث في عصره ‪ ،‬وساعد في فهم العوامل واالس))باب ال))تي ادت الى س))قوط‬
‫الدولة الفاطمية ‪.‬‬

‫المراجع العربية والمعربة‪:‬‬


‫الغنى للباحثين في الدراسات التاريخية من االستعانة ب))المراجع الحديث))ة س))واء‬
‫ك)انت كتب او دوري)ات او رس)ائل او اط)اريح جامعي)ة عربي)ة او معرب)ة ‪ ،‬وق)د اف)اد‬
‫البحث بعدد كبير منها ‪ ،‬ومن اهمها ‪ :‬كتاب حسن ابراهيم حسن (الفاطميون في مصر‬
‫واعمالهم السياسية والدينية بوجه خاص)(‪ )4‬الذي تناول تاريخ الدول)ة الفاطمي)ة وافادن)ا‬
‫في حديث))ه عن س))نواتها االخ))يرة ‪ .‬وفي ه))ذا الس))ياق ت))أتي مؤلف))ات عب))د المنعم ماج))د‬
‫(‪)6‬‬
‫(ظهور الخالفة الفاطمية وسقوطها في مصر)(‪ )5‬وكتاب)ه (المستنص)ر باهلل الف)اطمي)‬
‫الذي افاد البحث في فصله االول ‪ ،‬فقد قدم معلومات وافية عن خالفة المستنص))ر باهلل‬
‫التي كانت لها قيمة كبيرة في اثراء البحث ‪ .‬وق)د اس)هم كت)اب محم)د حم)دي المن)اوي‬
‫‪ )(1‬المواعظ و اإلعتبار في ذكر الخطط و اآلثار ‪،‬ط‪( ، 1‬مصر‪ :‬بوالق ‪1270 ،‬ه‪1853-‬م)‪.‬‬
‫‪ )(2‬ط‪( ، 1‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪1999 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ )( 3‬أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن األمير سيف الدين تغري بردي ‪ ،‬ول)د في الق)اهرة س)نة (‬
‫‪813‬هـ ‪1410 /‬م) كان أبوه مملوكاً رومي)اً ‪ ،‬وق))د اهتم ابن تغ))ري ب))ردي من))ذ ص))غره ب))العلوم‬
‫الدينية واللغوية والتاريخ ‪ ،‬وتتلمذ على يد المقريزي و ابن حج))ر العس))قالني ‪ .‬ت))وفي في س))نة (‬
‫‪ 874‬هـ ‪1469 /‬م) ‪ .‬للمزي))د يُنظ))ر ‪ :‬مقدم))ة كتاب))ه (( النج))وم الزاه))رة في مل))وك مص))ر و‬
‫القاهرة)) ‪ ،‬تحقي))ق‪ :‬محم))د رم))زي ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬الق))اهرة‪ :‬وزارة الثقاف))ة ‪ ،‬بال‪.‬ت ) ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪4‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬
‫‪ )(4‬ط‪( ، 1‬القاهرة‪ :‬المطبعة االميرية ‪1932 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ )(5‬ط‪( ، 4‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي ‪1994 ،‬م)‬
‫‪ )(6‬ط‪( ، 1‬القاهرة‪ :‬االنكلومصرية ‪1960 ،‬م)‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 14‬‬
‫المقدمة وكشف‬
‫المصادر‪................................................................‬‬

‫(الوزارة والوزراء في العصر الفاطمي)(‪ )7‬بشكل واض)ح في اغن)اء الدراس)ة ‪ ،‬الس)يما‬


‫ان ال))وزراء ق))د ش))غلوا ح))يزاً واس) ً‬
‫)عا في الدراس))ة ‪ .‬وكت))اب ايمن ف))ؤاد س))يد (الدول))ة‬
‫الفاطمي)ة في مص)ر تفس)ير جدي)د)(‪ )2‬ال)ذي تع)رض لت)اريخ الدول)ة الفاطمي)ة السياس)ي‬
‫والحضاري ‪ ،‬فضال عن مؤلفات عارف تامر ومص))طفى غ))الب ‪ ،‬ح))ول االس))ماعيلية‬
‫تأريخيًا وعقائ))ديًا وع))دد اخ))ر من المراج))ع العربي))ة والمعرب))ة ال))تي وردت في قائم))ة‬
‫المراجع ‪.‬‬

‫‪ )(1‬ط‪( ، 1‬القاهرة ‪:‬دار المعارف ‪1970 ،‬م)‪.‬‬


‫‪ )(2‬ط‪ ( ، 1‬القاهرة ‪ :‬الدار المصرية اللبنانية للطباعة والنشر والتوزيع ‪1992 ،‬م)‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 15‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫دي بالد‬ ‫(‪)2‬‬


‫دي مد ة (رقادة)‬ ‫على مسر ررالح اث دا‬ ‫(‪)1‬‬
‫كان ظهور الدولة الفاطمية‬
‫المغالب س ر ر ر ة (‪192‬ه‪909/‬م) ‪ ،‬بعد دعوة سر ر ر ر رالية م ظمة ودقاً للم ر ر رذهب اثسماعيلي‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ال رذي رع رود ج رذور نرش ر ر ر ر راله دي بر ر ر ر ر ر ر ر ر رالد المرغ رالب ال ر ر ر ر ر ر رى ال رداعر ر ر ر ر ر ريين (الح رلروانري)‬

‫انتسب اثئمة الفاطميون الى السيدة داطمة الزهالاء –عليها السالم‪ ، -‬وتعد مسألة ال سب الفاطمي‬ ‫(‪)1‬‬

‫من القضايا التي أُشبعت بحثا دون الوصول الى نتيجة اسمة ‪ ،‬دالبعض من المؤرخين والبا ثين‬
‫من ؤيد انتسابهم الى آل البيت والبعض اآلخال ردض ذلك ‪ .‬للمزيد ُ ظال‪ :‬شفيق ‪ ،‬أزهار ابالاهيم‪،‬‬
‫الخالدة الفاطمية دي المصادر العباسية والفاطمية ‪ ،‬اطالو ة دكتوراة غيال م شورة ‪ ،‬جامعة بغداد‪-‬‬
‫كلية اثداب ‪2341( ،‬ه‪1022/‬م) ‪ ،‬ص ‪ 99‬وما بعدها‪.‬‬
‫بلدة بأداليقية بي ها وبين القيالوان اربعة ايام‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيالوت‪ :‬دار‬ ‫(‪)2‬‬

‫صادر ‪2922 ،‬م) ج‪ ، 4‬ص‪.55‬‬


‫ا دى الطوائف الشيعية ‪ ،‬تسبون الى اسماعيل اثبن األكبال لالمام جعفال الصادق‪-‬عليه السالم‪-‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫وقد اعتقدوا بامامته وذريته ومن بعده ‪ ،‬وردضوا امامة اثخ اثصغال ألسماعيل (موسى الكاظم –‬
‫عليه السالم) وذريته كما يعتقد اثث ي عشالية ‪ ،‬ثن ال ص ث الجع القهقالة ‪ ،‬اي ان اثمامة ع دهم‬
‫ت تقل من اثب الى اثبن اثكبال وثت تقل من األخ الى اخيه بعد اثماميين الحسن والحسين‪-‬عليهما‬
‫السالم‪ .-‬للمزيد ُ ظال‪ :‬ال وبختي ‪ ،‬الحسن بن موسى ‪( ،‬ت ‪400‬ه ‪924 /‬م) ‪ ،‬دالق الشيعة ‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬عبد الم عم الح في ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهالة‪ :‬دار الالشيد ‪2991 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 27‬؛ الشهالستاني ‪ ،‬ابو‬
‫الفتح محمد بن عبد الكاليم ‪( ،‬ت ‪537‬ه‪2254 /‬م) ‪ ،‬الملل وال حل ‪ ،‬تحقيق‪ :‬اميال علي مه ا ‪،‬‬
‫علي سن داعور ‪ ،‬ط‪( ، 4‬بيالوت‪ :‬دار المعالدة ‪2994 ،‬م) ‪ ،‬صص ‪ 117-112‬؛ الوداعي ‪،‬‬
‫ظلة ‪( ،‬ت ‪212‬ه‪2119 /‬م) ‪ ،‬سمط الحقائق ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عباس العزاوي ‪ ،‬ط‪( ، 2‬دمشق‪:‬‬ ‫علي بن‬
‫المعهد الفالنسي للدراسات العالبية ‪2954 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 13‬وما بعدها ؛ نوح‪ ،‬علي ‪ ،‬اثسماعيلية بين‬
‫خصومها وأنصارها ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬مص‪ :‬دار التو يدي لل شال‪1000 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪ 35‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪Ivanow, W. A Creed of Fatimids. (Bombay, 1936), P25.‬‬
‫(‪ )4‬عبدهللا بن علي بن ا مد الحلواني ‪ ،‬ا د دعاة اثسماعيلية دي بالد المغالب اصله من العالاق ‪،‬‬
‫يون المغالبي ‪( ،‬ت=‬ ‫تودي س ة (‪123‬ه‪722/‬م)‪ .‬للمزيد ُ ظال‪ :‬ال عمان بن محمد بن‬
‫=‪424‬ه‪924/‬م) ‪ ،‬ادتتاح الدعوة ‪ ،‬تحقيق‪ :‬وداد القاضي ‪ ،‬ط‪( ،2‬بيالوت‪ :‬دار الثقادة ‪2920،‬م)‪،‬‬
‫ص ‪ 53‬ومابعدها‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 12‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫اللذ ن اخذا على عاتقيهما تهيئة اثرضر ر ر ررية الم اسر ر ر رربة لقيام الدولة‬ ‫(‪)1‬‬
‫و( ابي س ر ر ر ر يان )‬
‫ال ر ر ر ر ر ر ر رذي‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬بيد ان قيامها كان على د الداعي ابي ( عبدهللا الشيعي )‬ ‫(‪)2‬‬
‫اثسماعيلية‬
‫وب رث دعوت ر ر ر ر ر ر ر ر ره ديه ر ر ر ر ر ر ر ر را‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫تمك رن م ر ر رن اس ر ر ر ر ر ر رتقطاب قبيل ر ر ر ر ر ر ر ر رة كتام ر ر ر ر ر ر ر ر ر رة البالبالي ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رة‬
‫وتر رظرير ر ر رم رهر را ابتداءاً من سر ر ر ر ة (‪170‬هر ر ر ‪794 /‬م) ‪ ،‬دأعرد الجير ر ر روش وهرزم الدولر ر ر ر رة‬

‫(‪)1‬‬
‫ا د دعاة اثسماعيلية ‪ ،‬تولى الدعوة دي بالد المغالب مع الداعي الحلواني وليست لد ا معلومات‬
‫وافية ع ه سوى اسم ابيه وجده بيكار‪ .‬ال عمان ‪ ،‬ادتتاح الدعوة ‪ ،‬ص‪ 53‬ومابعدها ؛ المقاليزي ‪،‬‬
‫اتعاظ الح فا ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.50‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ال عمان ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ 57‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابو عبدهللا الحسين بن ا مد بن محمد بن زكاليا الكودي المعالوف بالشيعي‪ ،‬تلقى مبادئ الدعوة دي‬
‫اليمن على د الداعي ابن وشب الذي بعثه الى بالد المغالب ل شال المذهب اثسماعيلي ‪ ،‬دذهب‬
‫الى مكة والتقى جاج قبيلة كتامة البالبالية ‪،‬وسار معهم الى بالد المغالب ‪،‬وكان هو المؤسس‬
‫الحقيقي للدولة الفاطمية ‪،‬غيال انه ُقتل على د الخليفة الفاطمي األول المهدي مع اخيه ابو العباس‬
‫المخطوم س ة (‪199‬ه‪922/‬م)‪ .‬للمزيد ظال‪ :‬ابن ظادال‪ ،‬اخبار الدول‪ ،‬ص ‪ 2‬ومابعدها ؛ المقاليزي‬
‫‪،‬اتعاظ الح فا ‪،‬ج‪ ،2‬ص ‪ 22‬ومابعدها ؛ الخالبوطلي ‪ ،‬علي س ي ‪ ،‬ابو عبدهللا الشيعي مؤسس‬
‫الدولة الفاطمية ‪ ،‬ط‪( ، 2‬د‪.‬ط‪ :‬المطبعة الف ية الحد ثة ‪2921،‬م) ‪ ،‬ص ‪ 20‬ومابعدها‪.‬‬
‫قبيلة من قبائل البالبال الكبالى ‪ ،‬كانت تقطن م ذ الفتح العالبي اثسالمي ول جبل أيكجان شالق‬ ‫(‪)4‬‬

‫الجزائال الياً وي سبون الى كتم بن بالبال‪ .‬للمزيد ُ ظال‪ :‬ابن زم ‪ ،‬ابو محمد علي بن ابي ا مد بن‬
‫سعيد اثندلسي ‪( ،‬ت ‪352‬ه ‪2024 /‬م) ‪ ،‬جمهالة انساب العالب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد السالم‬
‫هارون ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬القاهالة‪ :‬دار المعارف ‪2921 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪ 395‬؛ األدريسي ‪ ،‬محمد بن عبد العزيز‬
‫‪( ،‬ت ‪250‬ه ‪2151 /‬م) ‪ ،‬وصف اداليقية الشمالية والصحالاوية من كتابه نزهة المشتاق دي اختالاق‬
‫اآلداق ‪ ،‬تحقيق‪ :‬ه الي بياليس ‪ ،‬ط‪( ، 2‬الجزائال‪ :‬د‪.‬مط ‪2952 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫﴿ ‪﴾ 11‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫دي معارك عدة (‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫اثغلبية‬

‫كانت ال جا ات التي ققها الداعي ابو عبد هللا الشيعي اد اًز لهجالة اثمام عبيد‬
‫‪ ،‬دضال عن ان الدولة‬ ‫(‪)5‬‬
‫الى شمال اداليقية‬ ‫(‪)4‬‬
‫من مالكز دعوته دي سلمية‬ ‫(‪)3‬‬
‫هللا المهدي‬

‫(‪ُ )1‬سميت باألغلبية نسبة الى مؤسسها ابالاهيم بن اثغلب التميمي الذي وثه الخليفة العباسي هارون‬
‫الالشيد (‪294-220‬ه‪707-272/‬م) دي القيالوان دي س ة (‪273‬ه‪700/‬م) للحيلولة دون توسع‬
‫دولة اثدارسة دي بالد المغالب وانفصالها عن جسد الدولة العباسية وسقطت دولة اثغلبية س ة‬
‫(‪192‬ه‪907/‬م) على د الداعي ابو عبدهللا الشيعي ‪ .‬للمزيد ُ ظال ‪ :‬الثعالبي ‪ ،‬عبد العزيز ‪ ،‬تاريخ‬
‫شمال اداليقيا من الفتح اثسالمي الى نهاية الدولة اثغلبية ‪ ،‬ط‪( ، 1‬بيالوت‪ :‬دار الغالب اثسالمي‬
‫‪2990 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪ 299‬ومابعدها ؛ اسماعيل ‪ ،‬محمود ‪ ،‬األغالبة سياستهم الخارجية ‪ ،‬ط‪، 4‬‬
‫(د‪.‬ط‪ :‬عين للدراسات والبحو اثنسانية واثجتماعية ‪ 1000 ،‬م) ‪ ،‬ص ص ‪ 29‬ومابعدها ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ال عمان‪ ،‬ادتتاح الدعوة ‪ ،‬ص ‪ 59‬ومابعدها‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابو محمد سعيد – وقيل عبيد هللا –اول خلفاء الدولة الفاطمية تولى الحكم دي مد ة رقادة دي س ة‬
‫(‪192‬ه‪909/‬م) بعد ان مهد لقيامها دي بالد المغالب الداعي ابو عبد هللا الشيعي ‪ ،‬واستولى المهدي‬
‫على اجزاء واسعة من بالد المغالب وجزيالة صقلية ‪ .‬تودي دي س ة (‪411‬ه‪944/‬م)‪ .‬للمزيد ُ ظال‬
‫‪ :‬ابن ظادال ‪ ،‬اخبار ‪ ،‬ص ‪ 2‬وما بعدها ؛‬
‫‪Mamour, P. H. Polemics On The Origin Of The Fatimi Caliphs. (London,‬‬
‫‪1934), P121-123.‬‬
‫مد ة بين ماه ورد ية‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪.132-130‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫(‪ )5‬ال عمان ‪ ،‬ادتتاح الدعوة ‪ ،‬ص ‪ 220‬؛ المقاليزي ‪ ،‬اتعاظ الح فا ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 20‬؛ الباجي المسعودي‬
‫‪ ،‬ابو عبد هللا الشيخ محمد ‪ ( ،‬ت ‪ 2154‬هر ‪2742 /‬م ) ‪ ،‬الخالصة التقية دي امالاء اداليقيا ‪،‬‬
‫ط‪ ( ، 1‬تونس ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪ 2414 ،‬هر ) ‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫﴿ ‪﴾ 14‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫العباسية اخذت تُضيق الخ اق على ُدعاة اثسماعيلية ‪ ،‬وان بقاءه دي بالد الشام هدد‬
‫‪ ،‬مما ُيشكل خط اًال على مالكزه(‪.)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬وت امي الكة القالامطة‬ ‫(‪)1‬‬
‫ياته ودعوته‬

‫وخواصه من سلمية الى‬ ‫(‪)4‬‬


‫خالج اثمام عبيد هللا المهدي ومعه اب ه أبو القاسم‬
‫اداليقية س ة ( ‪ 179‬هر ‪ 902 /‬م ) متخفيين بزي التجار ‪ ،‬وكان العباسيون يطاردونهم من‬

‫(‪)1‬‬
‫ال عمان ‪ ،‬ادتتاح الدعوة ‪ ،‬ص ‪ 239‬؛ القلقش دي ‪ ،‬ابو العباس ا مد بن علي ‪ ( ،‬ت ‪ 712‬هر ‪/‬‬
‫‪ 2327‬م ) ‪ ،‬مآثال اثنادة دي معالم الخالدة ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد الستار ا مد دالاج ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيالوت‪:‬‬
‫عالم الكتب ‪ ،‬بال‪.‬ت ) ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ص ‪. 139 -137‬‬
‫ا دى الفالق اثسماعيلية كانت تعتقد بأمامة محمد بن اسماعيل بن جعفال الصادق وانه القائم‬ ‫(‪)2‬‬

‫المهدي ‪ ،‬وسميت بالقالامطة نسبة الى رجل ُدعى مدان بن األشعث الذي كان ُ لقب بقالمط او‬
‫قالمطويه يث اسس دي الكودة دا اًر ُعالدت بدار الهجالة كانت مالك اًز لبث دعوته ‪ ،‬وقد اتسعت‬
‫الكتهم دأمتدت الى واسط والبصالة والبحالين وبالد الشام وثسيما دي عهد ابي سعيد الج ابي واب ه‬
‫ابو طاهال الذي استباح المة مكة دقتل ديها الحجيج وسالق الحجال اثسود س ة (‪422‬ه ‪919/‬م)‬
‫وقد أُعيد اليها بعد اث تين وعشالين س ة ‪ .‬للمزيد ُ ظال‪ :‬ال وبختي ‪ ،‬دالق الشيعة ‪ ،‬ص‪ 72‬؛ اليماني‬
‫‪ ،‬ابو عبد هللا محمد بن مالك بن ابي القبائل الحمادي المعادالي ‪ ،‬ت (اواسط القالن الخامس الهجالي‬
‫‪ /‬القالن التاسع الميالدي) ‪ ،‬كشف اسالار الباط ية واخبار القالامطة ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بن علي بن‬
‫الحسين األكوع الحوالي ‪ ،‬ط‪( ، 2‬ص عاء‪ :‬مالكز الدراسات والبحو اليم ي ‪2993 ،‬م) ‪ ،‬ص‪21‬‬
‫وما بعدها ؛ الالذقاني ‪ ،‬محي الد ن ‪ ،‬ثالثية الحلم القالمطي ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهالة‪ :‬مكتبة مدبولي ‪،‬‬
‫‪2994‬م) ‪ ،‬ص‪ 24‬وما بعدها‪.‬‬
‫ال يسابوري ‪ ،‬ا مد بن ابالاهيم ‪( ،‬ت دي أواخال القالن الالابع الهجالي ‪ /‬العاشال الميالدي ) ‪ ،‬استتار‬ ‫(‪)3‬‬

‫األمام ‪ ،‬نشال‪ :‬ايفانوف ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد كامل سين ‪( ،‬القاهالة‪ :‬المعهد العلمي الفالنسي لآلثار‬
‫الشالقية ‪2912 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫(‪)4‬‬
‫القائم بامال هللا ابو القاسم محمد بن الخليفة الفاطمي عبيد هللا المهدي ‪ ،‬كان من ابالز القادة‬
‫العسكاليين دي عهد ابيه ‪ ،‬تولى الخالدة بعد وداته دي س ة (‪411‬هر ‪944 /‬م) ‪ ،‬وتودي دي س ة‬
‫(‪443‬هر ‪935 /‬م) ‪ .‬للمزيد ُ ظال ‪ :‬ابن ظادال ‪ ،‬اخبار ‪ ،‬ص ص ‪ 22 – 23‬؛ ابن خلكان ‪ ،‬وفيات‬
‫‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ص ‪.10-29‬‬
‫﴿ ‪﴾ 13‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫مد ة الى اخالى ‪ ،‬وبعد ر لة طويلة وشاقة وصلوا الى بالد المغالب عبال مصال(‪ )1‬؛ ومكثوا‬
‫قد عالف هوية اثمام ‪ ،‬داعتقله‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬اث ان اكمها اليسع بن مدرار‬ ‫(‪)2‬‬
‫دي سجلماسة‬
‫واتباعه(‪.)4‬‬

‫لالمام ‪ ،‬دجهز جيشا كبير ر ر اال وسار الى‬ ‫َعِلم الداعي ابو عبد هللا الش ر ر ريعي بما د‬
‫سر ر ر ر رلجماس ر ر ر ر ره والتقر ر رى بجي ر ر ر رش اليس ر ر ر رع وتمكن مر رن هزيمتر ر ر ر ر ر ره ‪ ،‬دال َذ اليسر رع ب رالفر رالار ‪،‬‬
‫ودخ ر ر ر رل اب ر رو ع ر رب ر ر رد الرل ر ر ر ر ر ره الرم رد ر ر ر ر ر رة واخر ر رالج اثمر ر رام ‪ ،‬وبر را ر رع ر ر ر ر ره ب رير ر ر رعر ر ر ر ر ر ر ر رة‬

‫(‪)1‬‬
‫للمزيد عن الال لة ُ ظال ‪ :‬ال عمان ‪ ،‬ادتتاح الدعوة ‪ ،‬ص ‪ 250‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مد ة دي ج وب المغالب اثقصى ‪ ،‬ب يت عام ‪ 230‬هر بي ها وبين داس عشالة ايام دي م قطع جبال‬
‫درن ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص ‪. 291‬‬
‫(‪ )3‬اليسع (الثاني) بن ميمون بن مدرار ‪ ،‬آخال ملوك ب ي مدرار ‪ ،‬تولى ملك ب ي مدرار دي سجلماسة‬
‫دي س ة (‪120‬ه ‪774 /‬م) وتلقب بالم تصال وكانت طاعته للمعتضد العباسي‪ .‬وهالب من سجلماسة‬
‫بعد قدوم جيش ابي عبد هللا الشيعي‪ ،‬إث أن قوماً من البالبال يعالدون بب ي خالد‪ ،‬غدروا به‪ ،‬واستأم وا‬
‫إلى أبي عبد هللا الشيعي بتسليمه إليه ‪ ،‬دقتله س ة (‪192‬ه ‪907 /‬م) وانقضى بمقتله دولة ب ي‬
‫مدرار دي سجلماسة‪ .‬للمزيد ُ ظال‪ :‬ابن اثبار ‪ ،‬ابو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن ابي بكال القضاعي‬
‫‪ ( ،‬ت ‪257‬هر ‪2120 /‬م) ‪ ،‬الحلة السيالاء ‪ ،‬تحقيق سين مؤنس ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬بيالوت‪ :‬د‪ .‬مط ‪،‬‬
‫بال‪.‬ت) ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 292‬وما بعدها ؛ مؤنس ‪ ،‬سين ‪ ،‬معالم تاريخ المغالب واثندلس ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫(القاهالة‪ :‬دار الالشاد ‪1003 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.233‬‬
‫(‪ )4‬ال عمان ‪ ،‬ادتتاح الدعوة ‪ ،‬ص ‪ 253‬؛ مؤلف مجهول ‪ ( ،‬من كتاب القالن السادس الهجالي ‪ /‬الثاني‬
‫عشال الميالدي ) ‪ ،‬اثستبصار دي عجائب اثمصار ‪ ،‬نشال وتعليق ‪ :‬سعد زغلول عبد الحميد ‪،‬‬
‫ط‪ ( . 2‬بغداد ‪ :‬دائالة الشؤون الثقافية ‪ ،‬بال‪.‬ت ) ‪ ،‬ص ‪ 101‬؛ الحميالي ‪ ،‬محمد بن عبد الم عم ‪،‬‬
‫( ت ‪ 922‬هر ‪2505/‬م ) ‪ ،‬الالوض المعطار دي خبال اثقطار ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬ا سان عباس ‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪ ( ،‬بيالوت‪ :‬مكتبة لب ان ‪2973 ،‬م) ‪ ،‬ص‪. 402‬‬
‫﴿ ‪﴾ 15‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫دي س ة (‪192‬هر ‪/‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫وسار الى رقادة وبايعوه أهلها بيعة عامة وتلقب بالمهدي‬ ‫(‪)1‬‬
‫خاصة‬
‫‪909‬م)‪.‬‬

‫نظم اثمام المهدي دولته ‪ ،‬دعين الوثة على اثقاليم التابعة له ‪ ،‬واول عمل قام به‬
‫التخلص من داعيته وممهد دولته ابي عبد هللا الشيعي واخيه ابي العباس ‪ ،‬بعد ان استشعال‬
‫اثمام خطالهما على كمه بما لهما من نفوذ ومحبة دي قلوب الكتاميين ‪ ،‬دقتلهما(‪.)3‬‬

‫واجهت الخليفة الفاطمي المهدي صعوبات عدة دي تالسيخ قواعد كمه ‪ ،‬دحدثت‬
‫‪ ،‬دضال‬ ‫(‪)4‬‬
‫ثورات عدة دي أقاليم بالد المغالب التابعة له ‪ ،‬لك ه تمكن من إخمادها جميعا‬
‫عر رن معارضر ر ر ر ر رة رجال الد ن مر ر رن المذه ر رب المالكر ر ر ري الذ ن ردض ر روا التعر ر راون مر ر رع الدولر ر رة‬
‫‪ ،‬لذا كان المهدي يخش ر ر رى على نفس ر ر ره ودولتر ر ر ر ره‪ ،‬د ر رق ر ر ر رالر بر ر ر ر ر راء‬ ‫(‪)5‬‬
‫الفاطمير ر ر ر رة ال اشئ ر ر ر رة‬
‫م ر رد ر ر ر ر ر ر ر رة جرد ر ر ر ر ر ردة تر ر رك ر ر ر رون رص ر ر ر ر را ل ر ر ر ر ر ر ر ره وثتربراع ر ر ر ر ر ر ره ‪ ،‬در ربر ري ر ر ر ر رت‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن اثبار ‪ ،‬الحلة السيالاء ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 292‬؛ ابن سعيد المغالبي ‪ ،‬ابو الحسن نور الد ن علي‬
‫الغالناطي ‪( ،‬ت ‪275‬هر ‪2173 /‬م) ‪ ،‬ال جوم الزاهالة دي لي ضالة القاهالة ‪ ،‬تحقيق سين نصار‬
‫‪ ،‬ط ‪( ، 2‬القاهالة‪ :‬مالكز تحقيق الت اال ‪2921 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬
‫ال عمان ‪ ،‬إدتتاح الدعوة ‪ ،‬ص ‪ 139‬؛ المقاليزي ‪ ،‬اتعاظ الح فا ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪. 22‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ال عمان ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ص ‪ 122 – 122 ، 122 – 159‬؛ ابن ظادال ‪ ،‬اخبار ‪ ،‬ص‬
‫ص ‪. 9–7‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ال عمان ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ 123‬؛ ابن ظادال ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫ال عمان ‪ ،‬المجالس و المسا الات ‪ ،‬تحقيق‪ :‬الحبيب الفقي و آخالون ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬تونس ‪ :‬المطبعة‬ ‫(‪)5‬‬

‫الالستمية ‪ 2927 ،‬م ) ص ص ‪ 210 ، 15‬؛ المالكي ‪ ،‬أبو بكال بن أبي عبد هللا ‪ ( ،‬ت ‪347‬‬
‫هر ‪ 2032 /‬م ) رياض ال فوس دي طبقات علماء القيالوان و أداليقية ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬بشيال البكوش ‪،‬‬
‫ط‪ ( ، 1‬بيالوت‪ :‬دار الغالب اإلسالمي ‪ 2993 ،‬م ) ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪ 23‬وما بعدها‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 12‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫واتخذها عاصمة لدولته دي (‪407‬هر ‪910 /‬م)‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫المهدية‬

‫ادرك الخليفة الفاطمي المهدي صعوبة استمالار دولته دي بالد المغالب ‪ ،‬نظ اال‬
‫للثورات المتكالرة التي كانت تقوم بها القبائل البالبالية ‪ ،‬دال تكاد تُخمد ثورة دي مكان تى‬
‫تتفجال دي مكان اخال ‪ .‬دتطلع لالستيالء على مصال وأرسل دي س ة (‪402‬هر ‪924 /‬م)‬
‫ملة بقيادة ولده ابي القاسم ‪ ،‬دأستولى على مد ة اثسك درية(‪ )2‬والفيوم(‪ ، )3‬غيال انه واجه‬
‫مقاومة شد دة من الجيش العباسي ‪ ،‬داضطال الى اثنسحاب دي س ة (‪401‬هر ‪923 /‬‬
‫م)(‪.)4‬‬

‫اعاد الخليف ر ر ر ر ر ر رة الفاطمر ر ر ر ر ري المه ر ردي الك ر رالة مالة اخالى و أرس ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رل ولده أبا القاسر ر ر ر ر رم‬
‫إلى مصال عر رل رى رأس مل ر ر ر ر ر ر ر رة جد دة س ة ( ‪ 402‬هر ‪ 927 /‬م )‪ ،‬أس ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رتولى‬
‫‪،‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫عر رل ر ر ر ر ر ر ر ر رى اإلس ر ر ر ر ر ر ر ر رك دري ر ر ر ر ر ر ر ر ر رة و الفي ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر روم والجير ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رزة‬

‫المهدية هي جزيالة متصلة بالبال كهيئة كف متصلة بزند بالقالب من تونس‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم‬ ‫(‪)1‬‬

‫البلدان ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.140‬‬


‫(‪ )2‬مد ة كبيالة تقع دي الزاوية القاليبة من الدلتا على البحال ‪ ،‬وتُعد من أهم موانئ التجارة المصالية‪،‬‬
‫القزوي ي ‪ ،‬زكاليا بن محمد بن محمود (ت ‪271‬هر ‪2171 /‬م) ‪ ،‬اثار البالد واخبار العباد‪،‬‬
‫(بيالوت‪ :‬دار صادر ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ص ص ‪. 233 – 234‬‬
‫موضع بمصال بي ها و بين الفسطاط أربعة أيام ‪ .‬الهالوي ‪ ،‬أبو الحسن علي بن أبي بكال ‪( ،‬ت‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪222‬هر ‪2125 /‬م) ‪ ،‬اإلشارات إلى معالدة الزيارات ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬علي عمال ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهالة ‪ :‬مكتبة‬
‫الثقادة الد ية ‪1001 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪ 233‬؛ ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪.172‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ال عمان ‪ ،‬ادتتاح الدعوة ‪ ،‬ص ‪ 123‬؛ ابن ماد ‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن علي الص هاجي ‪( ،‬ت‬
‫‪ 217‬هر ‪2142 /‬م) ‪ ،‬أخبار ملوك ب ي عبيد وسيالتهم ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬جلول محمد البدوي ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫(الجزائال ‪ :‬المؤسسة الوط ية للكتاب ‪2973 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫بلدة غالب الفسطاط ولها كورة كبيالة واسعة ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.100‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫﴿ ‪﴾ 12‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫ل رك ره را دشر رلت كسر رابقتها للسبب نفسه وانسحب دي س ة (‪402‬هر ‪929 /‬م)(‪.)1‬‬

‫تودي الخليفة الفاطمي المهدي دي س ة (‪411‬هر ‪944 /‬م) وخلفه اب ه أبو القاسم‬
‫وسعى وراء اثستيالء على مصال ‪ ،‬دأرسل ملة دي س ة‬ ‫(‪)2‬‬
‫ولقب بر(القائم بأمال هللا)‬
‫(‪414‬هر ‪943 /‬م) إث أنها واجهت مقاومة ع يفة ‪ ،‬مما أدى إلى دشلها(‪.)3‬تعالض كم‬
‫(‪)4‬‬
‫الخليفة الفاطمي القائم بأمال هللا إلى ثورات عدة ‪ ،‬و كان أخطالها ثورة (أبو زيد بن كيداد)‬
‫الذي خالج على الدولة الفاطمية و تمكن من هزيمة جيوشها واإلستيالء على مدنها و لم‬
‫بق للخليفر ر ر ر ر ر ر ر ر رة القائم بأمال الل ر ر ر ر ر ر ره س ر ر ر ر ر روى عاصمتر ر ر ر ر ره المهد ر ر ر ر رة ‪ .‬تودي الخليفر ر ر ر ر ر رة‬
‫الفاطمي القائم ويزيد يحاصال المهد ر ر ر ر ر ر ر رة سر ر ر ر ر ر ة (‪443‬هر ر ر ر ر ر ‪935 /‬م) وخلفر ر ر ر ر ر ره اب ر ر ر ر ر ر ر ر ره‬
‫الر رذي اسر ر ر ر ر ر ر رتطاع أن رهزم أبا ر رزي ر ر رد‬ ‫(‪)5‬‬
‫( الر رم ر ر ص ر ر ر ر رور بالل ر ر ر ر ر ر ر ر ره )‬

‫(‪)1‬‬
‫ال عمان ‪ ،‬ادتتاح الدعوة ‪ ،‬ص ‪ 123‬؛ الك دي ‪ ،‬أبو عمال محمد بن وسف ‪ ( ،‬ت ‪ 450‬هر ‪/‬‬
‫‪ 922‬م ) ‪ ،‬كتاب الوثة وكتاب القضاة ‪ ،‬تصحيح‪ :‬ردن كست ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيالوت‪ :‬مطبعة اآلباء‬
‫اليسوعيين ‪ 2907 ،‬م ) ‪ ،‬ص ‪ 125‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ظادال ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص ‪. 23‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن ظادال ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابو زيد بن مخلد بن كيداد اليفالني اإلباضي ‪ ،‬عالف بصا ب الحمار ألنه كان الكب ما ار ‪ ،‬ثار‬
‫على الدولة الفاطمية س ة (‪414‬هر ‪943 /‬م) واستمالت ثورته إلى مقتله س ة (‪442‬هر ‪933 /‬م)‪.‬‬
‫للمزيد ُ ظال ‪ :‬ابن زم ‪ ،‬جمهالة أنساب العالب ‪ ،‬ص‪ 395‬؛ الدرجي ي ‪ ،‬أبو القاسم أ مد بن سعيد‬
‫( ت ‪ 220‬هر ‪ 2122 /‬م ) ‪ ،‬طبقات المشايخ دي المغالب المعالوف بطبقات األباضية ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫ابالاهيم طالي ‪ ،‬ط‪( ، 2‬د‪.‬م ‪ ،‬د‪.‬مط ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.53‬‬
‫(‪)5‬‬
‫أبو طاهال إسماعيل بن أبي القاسم ثالث خلفاء الدولة الفاطمية ‪ ،‬ولد بالمهدية س ة ( ‪ 401‬هر ‪/‬‬
‫‪ 923‬م ) وتولى الخالدة س ة ( ‪ 443‬هر ‪ 935 /‬م ) ‪ .‬تودي س ة ( ‪ 432‬هر ‪ 951 /‬م ) ‪ .‬للمزيد‬
‫ظال ‪ :‬ال عمان ‪ ،‬المجالس و المسا الات ‪ ،‬ص ص ‪ 302-302‬؛ ابن خلكان ‪ ،‬وفيات ‪ ،‬ج‪، 2‬‬
‫﴿ ‪﴾ 17‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫‪ ،‬و أخمد ثورته التي كادت أن تعصف بالدولة الفاطمية وتؤدي إلى زوالها‪.‬‬ ‫وقتله‬
‫(‪)1‬‬

‫وطد الخليفة الفاطمي الم صور باهلل األمن دي كادة أرجاء دولته وتودي دي س ة‬
‫(‪432‬هر ‪951 /‬م) ‪ ،‬وخلفه اب ه (المعز لد ن هللا)(‪ )2‬الذي توسعت دي عهده الدولة الفاطمية‬
‫توسعا كبي اال ‪.‬‬

‫تطلر ر رع الخليف ر ررة الف ر رراطمي المع ر ررز ل ر ررد ن هللا لالس ر ررتيالء عل ر ررى مص ر ررال وتحقي ر ررق م ر ررا‬
‫عج ر رز ع ر رره آبر رراذه ‪ ،‬وأخر ررذ يعمر ررل علر ررى ذلر ررك ‪ ،‬دوطر ررد األمر ررن در رري جمير ررع أنحر رراء المغر ررالب‬

‫ص ص‪ 142-143‬؛ الالو ي ‪ ،‬أبو الحسن علي بن عبد هللا بن محمد بن السالور بن عبد=‬
‫=الال من ‪ ( ،‬من علماء القالن السابع الهجالي ) ‪ ،‬بلغة الظالداء دي ذكال تاريخ الخلفاء ‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬
‫محمد زي هم محمد عزب ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬القاهالة ‪ :‬مكتبة الثقادة الد ية ‪ ،‬بال‪.‬ت ) ‪ ،‬ص‪.239‬‬
‫(‪)1‬‬
‫جوذر ‪ ،‬أبو علي م صور الكاتب ‪ ( ،‬ت بعد ‪ 472‬هر ‪ 992 /‬م ) ‪ ،‬سيالة األستاذ جوذرويه‬
‫توقيعات األئمة الفاطميين ‪ :‬تحقيق محمد كامل سين و محمد عبد الهادي شعيالة ‪ ،‬ط‪( ،2‬القاهالة‪:‬‬
‫دار الفكال العالبي ‪ 2953 ،‬م ) ‪ ،‬ص ص ‪ 50 – 33‬؛ الدشالاوي ‪ ،‬دال ات ‪ ،‬الخالدة الفاطمية‬
‫بالمغالب ‪ ،‬تالجمة‪ :‬مادي السا لي ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيالوت‪ :‬دار الغالب األسالمي ‪2993 ،‬م)‪ ،‬ص ‪170‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أبو تميم معد بن الم صور ‪ ،‬رابع خلفاء الدولة الفاطمية ‪ ،‬تولى الخالدة س ة (‪432‬هر ‪951 /‬م)‬
‫وانتقل مالكز الدولة الفاطمية دي عهده من المغالب إلى مصال س ة ( ‪421‬هر ‪921 /‬م)‪ .‬للمزيد ُ ظال‬
‫‪ :‬ابن ظادال ‪ ،‬اخبار ‪ ،‬ص ‪ 12‬وما بعدها ؛ تامال ‪ ،‬عارف ‪ ،‬المعز لد ن هللا الفاطمي واضع اسس‬
‫الو دة العالبية الكبالى ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬بيالوت‪ :‬دار اثداق الجد دة ‪2971 ،‬م) ‪ ،‬ص ص ‪ 22‬وما بعدها‬
‫؛ عبيد ‪ ،‬نعيم ‪ ،‬الخليفة الفاطمي المعز لد ن هللا ‪ ،‬مجلة الدراسات دي التاريخ واثثار ‪ ،‬العدد‪، 25‬‬
‫‪1009‬م ‪ ،‬ص ‪ 529‬وما بعدها‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 19‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫‪ ،‬وبر ر ر رردأ ب عر ر ر ر ر ر رداد مل ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رة كبير ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رالة لغ ر ر ر ر ر ر رزو‬ ‫بعر ر ر ررد قضر ر ر ر ر ر ر ر رائه علر ر ر ررى المتمالد ر ر ر ر ر رن‬
‫(‪)1‬‬

‫‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫مصال ‪ ،‬دأقام محط ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رات اثس ر ر ر ر ر ر ر ر ر رت اال ة علر ر ر ر ر رى ط ر ر ر ر رول الطالي ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر رق‬

‫ثم جمع جيشا كبي اال قارب المائة ألف مقاتال(‪.)3‬‬

‫سة‬ ‫(‪)4‬‬
‫كانت األوضاع الداخلية دي مصال مضطالبة بعد وداة كادور اثخشيدي‬
‫(‪452‬هر ‪922 /‬م) ‪ ،‬دقد دخلت البالد دي صالاعات على الحكم وتفشت المجاعات و‬
‫‪ ،‬مما دعى البعض من أهل مصال لالتصال بالخليفة الفاطمي المعز لد ن هللا‬ ‫(‪)5‬‬
‫األوبئة‬
‫‪ ،‬وكان للخليفة الفاطمي دعاة يعملون على نشال‬ ‫(‪)6‬‬
‫وطلبوا م ه الحضور لتولي كمها‬
‫مبادئ العقيدة اإلسماعيلية و التمهيد الفكالي لفتح مصال(‪ ، )7‬دضال عن أن الدولة العباسية‬
‫مما جعل الظالوف مؤاتية للفاطميين لالستيالء‬ ‫(‪)8‬‬
‫كانت م ذ أمد طويل تعاني من الضعف‬
‫على مصال‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن ظادال ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫المقاليزي ‪ ،‬اتعاظ الح فا ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪. 95‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المقاليزي ‪ ،‬اتعاظ الح فا ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 95‬؛ سلطان ‪ ،‬عبد الم عم عبد الحميد ‪ ،‬الحياة األجتماعية‬ ‫(‪)3‬‬

‫دي العصال الفاطمي ‪ ،‬ط‪( ، 2‬األسك درية‪ :‬دار الثقادة العلمية ‪2999 ،‬م) ص‪.45‬‬
‫(‪)4‬‬
‫أبو المسك كادور بن عبد هللا اإلخشيدي ‪ ،‬كان عبدا اشتالاه محمد بن طغج األخشيد ‪ ،‬تالقى دي‬
‫الم اصب وجعله اتابكا لولديه واستأثال بالسلطة دي مصال و بالد الشام وتودي س ة (‪452‬هر ‪/‬‬
‫‪927‬م) ‪ .‬للمزيد ُ ظال ‪ :‬الك دي ‪ ،‬الوثة والقضاة ‪ ،‬ص‪.192‬‬
‫(‪ )5‬المقاليزي ‪ ،‬إغاثة األمة ‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫المقاليزي ‪ ،‬اتعاظ الح فا ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪. 201‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫(‪ )7‬المقاليزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪. 203‬‬


‫(‪)8‬‬
‫المسعودي ‪ ،‬علي بن الحسين بن علي ‪ ( ،‬ت ‪ 432‬هر ‪ 952 /‬م ) ‪ ،‬مالوج الذهب و معادن‬
‫الجوهال ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد محيي عبد الحميد ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬القاهالة ‪ :‬مطبعة السعادة ‪ 2473 ،‬هر ‪/‬‬
‫‪ 2923‬م ) ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪. 122‬‬
‫﴿ ‪﴾ 40‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫دي س ة (‪457‬هر \‬ ‫(‪)1‬‬


‫سار الجيش الفاطمي باتجاه مصال بقيادة جوهال الصقلي‬
‫(‪)2‬‬
‫‪927‬م) وتمكن من دخول اثسك درية واتصل به أهل الفسطاط طالبين األمان ‪ ،‬دأم هم‬
‫‪ ،‬غيال أن بعض الموالين للدولة اثخشيدية أصالوا على القتال ‪ ،‬دهزمهم جوهال الصقلي و‬
‫و شالع دي ب اء القاهالة(‪.)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أمن أهل الفسطاط للمالة الثانية‬

‫سعى القائد جوهال الصقلي لالستيالء على بالد الشام ‪ ،‬دأرسل جيشا استولى على‬
‫الالملة(‪ )5‬ومن ثم تمكن من اثستيالء على مد ة دمشق(‪ )6‬دي (‪459‬هر ‪929 /‬م)‪ ،‬دأخضع‬
‫بالد الشام مؤقتا للحكم الفاطمي‪ ،‬ولكن واجهتهم مقاومة ع يفة من القالامطة بقيادة الحسن‬

‫(‪)1‬‬
‫أبو الحسن جوهال بن عبد هللا الالومي المعالوف بالكاتب‪ ،‬مولى الخليفة الفاطمي المعز لد ن هللا‪،‬‬
‫كان من أبالز قادة الجيوش الفاطمية ‪ ،‬تمكن من دتح مصال س ة (‪457‬هر ‪927 /‬م) و ب ى= =القاهالة‬
‫و كمها تى قدوم الخليفة المعز لد ن هللا س ة (‪421‬هر ‪921 /‬م) وتودي س ة (‪472‬هر‪992 /‬م)‬
‫‪ .‬للمزيد ُ ظال ‪ :‬الحبال ‪ ،‬سعيد بن عبد هللا ‪( ،‬ت ‪ 371‬هر ‪2079 /‬م) ‪ ،‬وفيات المصاليين دي‬
‫العهد الفاطمي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد محيي الد ن عبد الحميد ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيالوت‪ :‬دار صادر ‪2937 ،‬م)‬
‫‪ ،‬ص ‪ 44‬؛ سن ‪ ،‬علي إبالاهيم ‪ ،‬تاريخ جوهال الصقلي قائد المعز لد ن هللا الفاطمي ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫(القاهالة ‪ :‬مطبعة السعادة ‪2924 ،‬م) ‪ ،‬ص ص ‪ 9‬وما بعدها‪.‬‬
‫المقاليزي ‪ ،‬اتعاظ الح فا ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.204‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ابن تغالي بالدي ‪ ،‬ال جوم الزاهالة ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪.42‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬ابن ظادال ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص ‪ 14‬؛ للمزيد ول ب اء مد ة القاهالة ُ ظال ‪ :‬الطيار ‪ ،‬هيفاء محمد عاصم‬
‫‪ ،‬مد ة القاهالة خالل عصال الخالدة الفاطمية (‪522-457‬ه‪2222-927/‬م) دراسة دي ال ظم‬
‫السياسية والمعالم الحضارية ‪ ،‬اطالو ة دكتوراه غيال م شورة ‪ ،‬الجامعة المست صالية ‪ ،‬المعهد العالي‬
‫للدراسات السياسية والدولية ‪2312‬ه‪1005/‬م ‪ ،‬ص ص ‪.90-70‬‬
‫مد ة بفلسطين تبعد عن بيت المقدس مسيالة ثمانية عشال وما ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪،‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫ج‪ ، 4‬ص ص ‪. 20 – 29‬‬


‫(‪)6‬‬
‫ابن ظادال ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪. 13‬‬
‫﴿ ‪﴾ 42‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫دي شهال‬ ‫الذي استطاع أن هزم الجيش الفاطمي بالقالب من مد ة دمشق‬


‫(‪)2‬‬
‫األعصم‬
‫(‪)1‬‬

‫ذي القعدة س ة ( ‪ 420‬هر ‪ 922 /‬م ) واستولى على بالد الشام ثم ز ف إلى مصال ‪.‬‬
‫ووصل القاهالة و اصالها ‪ ،‬إث أن جوه اال تصدى له ‪ ،‬وهزمه مما اضطاله لالنسحاب(‪.)3‬‬

‫اولت الدولة الفاطمية بسط نفوذها على الحجاز بوصفه المالكز الالو ي للعالم‬
‫‪ ،‬وبسبب المقاومة من قبل العباسيين و‬ ‫(‪)4‬‬
‫اثسالمي دي س ة ( ‪ 457‬هر ‪ 929 /‬م )‬
‫القالامطة ‪ ،‬لم تتمكن من توطيده إث دي س ة ( ‪ 424‬هر ‪ 923 /‬م )(‪.)5‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الحسن بن أ مد بن بهالام ‪ ،‬تولى امال القالامطة بعد وداة اخيه سليمان دي س ة (‪450‬هر‪922/‬م) ‪،‬‬
‫وتمكن من اثستيالء على بالد الشام دى س ة (‪452‬هر‪927/‬م) ‪ ،‬و تى ذلك التاريخ‪ ،‬كانت عالقات‬
‫القالامطة بالفاطميين يسودها الود والصداقة دلما أصبح الفاطميون خلفاء مصال س ة (‪457‬هر‪929/‬م)‬
‫‪ ،‬انقلب عليهم الحسن اثعصم وبدأ صالاع مسلح بين الفاليقين ودعا اثعصم للعباسيين ‪ ،‬وتودي‬
‫دي س ة (‪422‬هر‪922/‬م)‪ .‬للمزيد ُ ظال‪ :‬الصابي ‪ ،‬ثابت بن س ان بن قالة ‪(= =،‬ت ‪425‬هر ‪/‬‬
‫‪925‬م) ‪ ،‬تاريخ أخبار القالامطة ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬سهيل زكار ‪ ،‬دي كتابه الجامع دي أخبار القالامطة ‪،‬‬
‫ط‪ ( ، 1‬دمشق ‪ :‬دار سان ‪2971 ،‬م) ‪ ،‬ص ص ‪.23-24‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ظادال ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫الصابي ‪ ،‬اخبار القالامطة ‪ ،‬ص‪ 23‬؛ المقاليزي ‪ ،‬اتعاظ الح فا ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.240‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫الجزيالي ‪ ،‬زين الد ن عبد القادر بن محمد ‪( ،‬ت ‪922‬ه ‪2529 /‬م) ‪ ،‬الدرر الفالائد الم ظمة دي‬ ‫(‪)4‬‬

‫أخبار الحاج و طاليق مكة المعظمة ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد الجاسال ‪ ،‬ط‪( ، 2‬الالياض‪ :‬دار اليمامة للبحث‬
‫و التالجمة ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.2512‬‬
‫ابن دهد ‪ ،‬عمال بن محمد بن محمد المكي ‪( ،‬ت ‪775‬هر ‪2370 /‬م) ‪ ،‬إتحاف الورى بأخبار أم‬ ‫(‪)5‬‬

‫القالى ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬دهيم شلتوت ‪ ،‬ط‪( ، 2‬مكة المكالمة ‪ :‬جامعة أم القالى ‪2974 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‬
‫‪.302‬‬
‫﴿ ‪﴾ 41‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫أما الخليفة الفاطمي المعز لد ن هللا ‪ ،‬دقد دخل القاهالة دي شهال رمضان (‪421‬هر‬
‫‪ ،‬وتودى دي س ة (‪425‬هر ‪925 /‬م)‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪924 /‬م)‬

‫وخلفه اب ه العزيز باهلل (‪ 472– 425‬هر ‪992 – 925 /‬م)(‪ ، )2‬الذي تمكن من إعادة نفوذ‬
‫الفاطميين دي معظم بالد الشام(‪.)3‬‬

‫تودى الخليفة الفاطمي العزيز باهلل س ة (‪472‬هر ‪992 /‬م) وخلفه اب ه أبو علي‬
‫م صور(‪ )4‬وهو صبي صغيال دي الحادي عشالة من عماله ‪ ،‬وقد ور دولة متالامية األطالاف‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن ظادال ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص ‪ 15‬؛ ابن ظهيالة ‪ ،‬جمال الد ن محمد بن نور الد ن محمد ابن أبي بكال‬
‫‪777( ،‬هر ‪2374 /‬م) ‪ ،‬الفضائل الباهالة دي محاسن مصال والقاهالة ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد السقا وكامل‬
‫المه دس ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهالة ‪ :‬مطبوعات دار الكتب ‪2929 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أبو الم صور نزار بن معد ‪ ،‬ولد بالمهدية س ة ( ‪ 433‬هر ‪ 955 /‬م ) ‪ ،‬بويع له بعد وداة أبيه دي‬
‫س ة (‪425‬هر ‪925 /‬م) ‪ ،‬ودي عهده بسط الفاطميون نفوذهم على بالد الشام وتودي س ة (‪472‬هر‬
‫‪992 /‬م) ‪ .‬للمزيد ُ ظال ‪ :‬ابن خلكان ‪ ،‬وفيات ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ص ‪.425-422‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذ ل ‪ ،‬ص ‪ 19‬وما بعدها ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫الخليفة الحاكم بأمال هللا ‪ ،‬سادس الخلفاء الفاطميين و الثالث دي مصال ‪ ،‬تولى الحكم بعد وداة ابيه‬
‫س ة (‪472‬هر ‪992 /‬م) و أثارت شخصيته جدث واسعا بين المؤرخين بدعوى ادعائه األلوهية وغالابة‬
‫تصالداته ووداته الغامضة ‪ .‬للمزيد ُ ظال ‪ :‬ابن خلكان ‪ ،‬وفيات ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ص ‪ 197-191‬؛‬
‫ماجد ‪ ،‬عبد الم عم ‪ ،‬الحاكم بأمال هللا الخليفة المفتالى عليه ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهالة ‪ :‬د‪.‬مط ‪2959 ،‬م) ‪،‬‬
‫ص ص ‪ 9‬وما بعدها ؛ ع ان ‪ ،‬محمد عبد هللا ‪ ،‬الحاكم بأمال هللا و أسالار الدولة الفاطمية ‪ ،‬ط‪، 4‬‬
‫(القاهالة ‪ :‬مكتبة الخانجي ‪2974 ،‬م) ‪ ،‬ص ص ‪ 27‬وما بعدها ؛ تامال ‪ ،‬عارف ‪ ،‬الحاكم بأمال هللا‬
‫خليفة و إمام و مصلح ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيالوت‪ :‬دار اآلداق الجد دة ‪2971 ،‬م) ‪ ،‬ص ص ‪ 22‬وما بعدها‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 44‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫ما بين المحيط األطلسي و البحال األ مال ‪ ،‬دضال عن الحجاز وأجزاء واسعة من بالد‬
‫الشام ‪.‬‬

‫كان من الطبيعي أن تواجه الخليفة الحاكم بعض العقبات بسبب داثة س ه ‪،‬‬

‫‪ ،‬دحادظ‬ ‫(‪)2‬‬
‫غيال أنه تمكن من التغلب عليها(‪ ،)1‬وأخضع المتمالد ن الثائالين على كمه‬
‫على دود دولته التي ورثها عن آبائه ‪ ،‬وتودي دي س ة (‪322‬هر ‪2012 /‬م) وخلفه اب ه‬
‫الذي ادظ على الم جزات التوسعية التي ققتها الدولة الفاطمية م ذ‬ ‫(‪)3‬‬
‫أبو الحسن علي‬
‫خالدة العزيز باهلل ( ‪472 – 425‬هر ‪992 – 925 /‬م) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬كان الخليفة الفاطمي الحاكم بأمال هللا قد ِ‬


‫وضع تحت وصاية أبي محمد عمار بن أبي سن الكتامي‬
‫زعيم الج د المغاربة ‪ ،‬ونادسه األستاذ بالجوان الخادم ‪ ،‬مما أدى إلى مصادمات بين الج د األتالاك‬
‫و المغاربة ‪ ،‬و استبداد بالجوان بالحكم ‪ ،‬غيال أن الخليفة الحاكم إستطاع أن يستعيد سلطاته دأمسك‬
‫بزمام األمور بعد قتل بالجوان الخادم س ة (‪490‬هر ‪999 /‬م) ‪ .‬للمزيد ُ ظال‪ :‬ابن ظادال ‪ ،‬أخبار ‪،‬‬
‫ص ‪.34‬‬

‫كان من أخطال الثورات التي واجهت الخليفة الفاطمي الحاكم بأمال هللا ثورة هشام بن الوليد األموي‬ ‫(‪)2‬‬

‫األندلسي الذي يعالف بأبي ركوة ‪ ،‬دقد تمكن من اثستيالء على مد ة بالقة وهاجم مصال واستولى‬
‫على أجزاء م ها ‪ ،‬غيال أن الدولة الفاطمية إستطاعت اخماد الكته وقتله دي س ة (‪ 492‬هر ‪/‬‬
‫‪ 2002‬م) ‪ .‬للمزيد ُ ظال ‪ :‬ابن ظادال ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 37 – 33‬‬

‫(‪)3‬‬
‫الخليفة الفاطمي الظاهال إلعزاز د ن هللا سابع خلفاء الدولة الفاطمية ‪ ،‬تولى الحكم بعد وداة أبيه‬
‫س ة (‪322‬هر ‪ 2010 /‬م ) وتودي س ة ( ‪ 312‬هر ‪ 2042 /‬م ) ‪ .‬للمزيد ُ ظال ‪ :‬ابن خلكان ‪،‬‬
‫وفيات ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص ص ‪.307 – 302‬‬

‫﴿ ‪﴾ 43‬‬
‫تمهيد‪ :‬نبذة تاريخية عن قيام الدولة الفاطمية في المغرب ومصر وبالد الشام‬
‫والحجاز‪...............‬‬

‫تضح مما تقدم أن العصال الذهبي للدولة الفاطمية بدأ م ذ تولي الخليفة المعز‬
‫لد ن هللا س ة (‪432‬هر ‪954 /‬م) واستمال طيلة خالدة العزيز باهلل (‪472 – 425‬هر ‪925 /‬‬
‫– ‪992‬م) وخالدة الحاكم بأمال هللا (‪322 – 472‬هر ‪2010 – 992 /‬م) وخالدة الظاهال‬
‫إلعزاز د ن هللا (‪312 – 322‬هر ‪2045 – 2012 /‬م)‪ .‬بيد انها بانت عليها بوادر‬
‫(‪372-312‬ه‪2093-2045/‬م) كما سيأتي‬ ‫الضعف دي خالدة المست صال باهلل‬
‫(‪)1‬‬

‫تفصيله‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابو تميم معد المست صال باهلل ‪ ،‬ثامن خلفاء الدولة الفاطمية واطولهم كما ‪ ،‬دقد كم لستة عقود‬
‫م ذ وداة والده الظاهال ثعزاز د ن هللا دي س ة (‪312‬ه‪ )2045/‬الى س ة (‪372‬ه‪2093/‬م)‪ .‬للمزيد‬
‫ُ ظال ‪ :‬ابن ظادال‪ ،‬اخبار ‪ ،‬ص ص ‪ 22‬ومابعدها ؛ ابن العماد الح بلي ‪ ،‬شهاب الد ن ابي الفالح‬
‫عبد الحي ‪( ،‬ت ‪2079‬ه‪2227 /‬م) ‪ ،‬شذرات الذهب دي اخبار من ذهب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد القادر‬
‫األرناذوط ‪ ،‬محمود األرناذوط ‪ ،‬ط‪( ، 2‬دمشق‪ :‬دار ابن كثيال ‪2979 ،‬م) ‪ ،‬م‪ ، 5‬ص ص ‪-422‬‬
‫‪ 422‬؛ ماجد ‪ ،‬عبد الم عم ‪ ،‬المست صال باهلل الفاطمي ‪،‬ط‪( ،2‬القاهالة ‪ :‬اثنكلو مصالية ‪2920،‬م)‬
‫‪ ،‬ص ص ‪ 25‬وما بعدها ؛ تامال ‪ ،‬عارف ‪ ،‬المست صال باهلل ‪ ،‬ط‪( ، 2‬دمشق ‪ :‬دار الجبل ‪،‬‬
‫‪2970‬م)‪ ،‬ص ‪ 5‬وما بعدها‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 45‬‬
‫الفصل األول‬
‫عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل‬
‫وضعف الدولة الفاطمية‬
‫(‪487 – 427‬هـ ‪1094-1035 /‬م)‬

‫المبحث األول ‪ :‬االوضاع الداخلية‬

‫أو ًال ام الخليفة المستنصر باهلل وصراع طوائف الجند‬


‫‪:‬‬
‫ثانياً االزمة االقتصادية ( الشدة العظمى )‬
‫‪:‬‬
‫ثالثاً وزارة بدر الجمالي واحياء الخالفة الفاطمية (‬
‫‪487-466 :‬ﻫ‪1094-1073/‬م)‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬االوضاع الخارجية وتقلّص‬


‫رقعة الدولة الفاطمية‬

‫أو ًال‪ :‬الصراع مع المرداسيين في حلب‬


‫ثانياً‪ :‬انفصال المغرب‬
‫الصراع مع العباسيين‬ ‫ثالثاً‪:‬‬
‫حركة البساسيري‬ ‫‪-1‬‬
‫الصراع مع السالجقة في بالد الشام وتقلص رقعة‬ ‫‪-2‬‬
‫الدولة الفاطمية‬
‫عالقة الدولة الفاطمية مع اليمن‬ ‫رابعاً‬
‫‪:‬‬
‫خام العالقة مع الحجاز‬
‫ساً‪:‬‬
‫ساد العالقة مع االمبراطورية البيزنطية‬
‫ساً‪:‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫شهدت الدولة الفاطمية أحداثاً جساماً على الصعيد الداخلي ‪ ،‬فقد تولى الخليفة‬
‫و‬ ‫(‪)1‬‬
‫المستنصر اإلمامة وهو صبي صغير ‪ ،‬مما أدى إلى تسلط والدته السيدة (رصد)‬

‫كبار رجال الدولة على شؤون الحكم ‪ ،‬ودخلوا في صرعات فيما بينهم على النفوذ ّ‬
‫فعمت‬
‫الفوضى و اإلضرابات التي نتج عنها إقتتال طوائف الجند ‪ ،‬فضال عن األزمات اإلدارية‬
‫و اإلقتصادية التي عصفت بالبالد والتي انعكست سلباً على أوضاعها الخارجية ‪ ،‬فأخذت‬
‫رقعتها المترامية األطراف باإلنحسار شيئا فشيئا إلى أن زالت عن الوجود سنة ( ‪ 735‬هـ‬
‫‪ 7757 /‬م ) ‪.‬‬

‫المبحث االول‬
‫االوضاع الداخلية‬
‫أوال‪ :‬ام الخليفة المستنصر باهلل وصراع طوائف الجند‪:‬‬

‫عندما تولى المستنصر باهلل الخالفة في سنة (‪725‬ه‪7067/‬م) كان صبيا صغير‬
‫(‪)2‬‬
‫السن اليتجاوز عمره السبع سنوات وكان الذي يتولى امور الدولة الوزير الجرجرائي‬

‫(‪)1‬‬
‫جارية سوداء اشتراها الخليفة الفاطمي الظاهر ألعزاز دين هللا من تاجر يهودي في مصر ُيدعى‬
‫"سهل بن هارون التستري" ‪ ،‬وولدت له "المستنصر باهلل" ‪ ،‬وقد قبضت على شؤون الحكم بمعاونة‬
‫مربيها "التستري" و ّادت دو اًر بار اًز في تفشي المؤامرات والدسائس والحرب األهلية بين طوائف‬
‫العسكر‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪ 6‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الوزير نجيب الدولة ابو القاسم علي بن احمد الجرجرائي عراقي االصل ولقبه الجرجرائي نسبة‬
‫الى قرية جرجرايا بسواد العراق ‪ ،‬تولى ديوان االنشاء للخليفة الفاطمي الحاكم بأمر هللا (‪-683‬‬
‫‪777‬ه‪7020-993/‬م) الذي أمر بقطع يديه ‪ ،‬اال انه استمر في خدمة الدولة الفاطمية ‪ ،‬فوّاله‬
‫الظاهر ألعزاز دين هللا (‪725-777‬ه‪7067-7020/‬م) الو ازرة في سنة (‪778‬ه‪7025/‬م) ‪.‬‬
‫وعندما توّلى الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل في سنة (‪725‬ه‪7067/‬م) بسط الجرجرائي=‬
‫=نفوذه على الدولة ‪ ،‬وتوفي في سنة (‪763‬ه‪7077/‬م)‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن الصيرفي ‪ ،‬األشارة‪،‬‬
‫ص ص ‪ 65-63‬؛ المناوي ‪ ،‬محمد حمدي ‪ ،‬الو ازرة والوزراء ‪ ،‬ص ص‪.277-276‬‬
‫﴿ ‪﴾ 63‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫وبعد وفاته سنة (‪763‬ه‪7077/‬م) خضع الخليفة المستنصر باهلل ووزرائه لهيمنة والدته‬
‫تحكمت في شؤون الدولة‪ ،‬االمر الذي ادى الى دخول البالد في‬
‫السيدة (رصد) التي ّ‬
‫فقربت التستري(‪ )1‬وجعلته متولي ديوانها الخاص ‪ ،‬فلما‬
‫حالة من االضطراب والفوضى ‪ّ ،‬‬
‫" انبسطت كلمة ابي سعد في الدولة ‪ ،‬بحيث لم‬ ‫(‪)2‬‬
‫مات الجرجرائي تولى الو ازرة الفالحي‬
‫يبق للفالحي معه امر والنهي سوى االسم فقط وبعض التنفيذ " (‪.)3‬‬

‫ادى اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتبداد التستري وهيمنته على امور الدولة الى حقد الوزير الفالحي عليه‬
‫وعمل على التخل ـص من ـ ـ ـ ـه ‪ ،‬فدب ـ ـر مؤامـ ـ ـرة لقتل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ‪ ،‬فأن ـ ـق ـ ـص من مرتبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات الج ـن ـ ـ ـد‬
‫واتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهم بها التسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتري ‪ ،‬مم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا دف ـ ـع االتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراك ل ـل ـعمـ ـ ـل‬ ‫(‪)4‬‬
‫االتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراك‬

‫ابو سعد ابراهيم بن سهل التستري كان يهوديا يعمل في التجارة في زمن الخليفة الفاطمي الظاهر‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪777‬ه‪725-‬ه‪7025/‬م‪7063-‬م) ‪ ،‬فباع للخليفة جارية سوداء ولدت له ابنه المستنصر ‪ ،‬فلما‬


‫تولى المستنصر باهلل الخالفة في سنة (‪725‬ه‪7067/‬م) فوضت اليه امر ديوانها ‪ُ ،‬قتل سنة‬
‫(‪769‬ه ‪7075 /‬م) ‪ .‬خسرو‪ ،‬سفرنامه ‪ ،‬ص ص‪ 709-708‬؛ المناوي ‪ ،‬الو ازرة ‪ ،‬ص‬
‫ص‪.277-277‬‬
‫(‪)2‬‬
‫هو الوزير ابو منصور صدقة بن يوسف الفالحي ‪ ،‬كان يهوديا ودخل في االسالم ‪ ،‬توّلى ديوان‬
‫الشام ‪ ،‬ثم تولى الو ازرة بعد وفاة الوزير الجرجرائي في سنة (‪763‬ه‪7077/‬م) وتم عزله وقتله في‬
‫سنة (‪769‬ه‪7075/‬م)‪ .‬ابن الصيرفي ‪ ،‬األشارة ‪ ،‬ص ص ‪.68-65‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪ 7‬؛ ماجد ‪ ،‬المستنصر ‪ ،‬ص‪ 67‬؛ محمود ‪ ،‬سالم شافعي‪،‬‬
‫أهل الذمة في مصر في العصر الفاطمي األول ‪ ،‬ط‪( ، 7‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‬
‫‪7997 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كانت الدولة الفاطمية تعتمد في بنية جيشها على مكونات جنسية متباينة ‪ ،‬كالمغاربة البربر‬
‫ويعد ذلك مصدر قوة للدولة الفاطمية‬
‫واالتراك والسودان وغيرها لضمان والئها وتنافسها في خدمتها‪ُ .‬‬
‫السيما في المرحلة االولى من عمرها ‪ ،‬اال ان تلك العناصر ما لبثت ان دخلت في صراعات فيما‬
‫بينها في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وكانت نتائجها وخيمة على= =الدولة الفاطمية ‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 65‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫على قتله فتمكنوا منه وقتلوه سنة (‪769‬ه ‪7075 /‬م)(‪.)1‬‬

‫ّادى مقتل التستري الى استياء السيدة ام المستنصر وغضبها على الوزير الفالحي‪،‬‬
‫االمر الذي دفعها لالنتقام والتخلص منه ‪ ،‬فبدأت بتحريض ولدها الخليفة المستنصر باهلل‬
‫على وزيره ‪ ،‬فاستجاب لها الخليفة ‪ ،‬وعزل الوزير الفالحي وامر بقتله سنة (‪769‬ه ‪/‬‬
‫‪7075‬م)(‪.)2‬‬

‫ومن خالل استقراء تلك االحداث يتضح وبشكل جلي مدى ضعف شخصية‬
‫الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وهيمنة والدته على زمام األمور ‪ ،‬وال سيما ان الخليفة‬
‫المستنصر باهلل كان ال يزال يافعا وقليل الخبرة بشؤون الحكم مما ادى الى تفشي المؤامرات‬
‫والدسائس والصراع بين كبار رجال الدولة على النفوذ والجاه والسلطة‪.‬‬

‫ثم توّلى اليازوري(‪ )3‬الو ازرة وكان يتمتع بشخصية قوية ‪ ،‬ولم يخضع ألرادة السيدة‬
‫ّ‬
‫ام المستنصر باهلل ‪ ،‬ولكن بعد عزله ومقتله في سنة (‪770‬ه‪7078/‬م) خضع الوزراء‬
‫من بعده الى ارادة السيدة ام المستنصر باهلل وسطوتها ‪ ،‬فنجم عن ذلك صراعاً عنيفاً بين‬
‫طوائف الجند الذي كان له االثر الكبير في تردي اوضاع الدولة الفاطمية وضعفها داخليا‬
‫وخارجيا‪.‬‬

‫للمزيد عن طوائف الجند في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل ‪ُ ،‬ينظر ‪ :‬خسرو ‪ ،‬سفرنامه ‪،‬‬
‫ص ص ‪.777-708‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ابن الصيرفي ‪ ،‬األشارة ‪ ،‬ص‪ 68‬؛ ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪. 2‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪.6-2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الوزير ابو محمد الحسن ابن علي بن عبد الرحمن ‪ ،‬كان من اهل يازور قرية من عمل الرملة ‪،‬‬
‫تولى ديوان السيدة ام المستنصر باهلل بعد وفاة التستري ‪ ،‬ثم تولى الو ازرة في سنة(‪772‬ه‪7070/‬م)‪،‬‬
‫وبقي في منصبه الى سنة (‪770‬ه‪7078/‬م) حيث تم عزله وقتله ‪ .‬ابن الصيرفي ‪ ،‬األشارة ‪ ،‬ص‬
‫ص ‪ 77-70‬؛ المناوي ‪ ،‬الو ازرة والوزراء ‪ ،‬ص‪.275‬‬
‫﴿ ‪﴾ 68‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫كان الصدام والصراع بين طوائف الجند قد حصل في سنة (‪777‬ه‪7032 /‬م)‪،‬‬
‫وكان السبب المباشر لهذا الصراع هو قيام احد الجند االتراك وهو في حالة سكر بتجريد‬
‫سيفه امام موكب الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل ‪ ،‬فتصدى له العبيد (السودان) وقتلوه‪،‬‬
‫االمر الذي اثار غضب طائفة االتراك‪ ،‬فابدوا استيائهم مما حدث الى الخليفة الفاطمي‬
‫وقالوا له‪ " :‬ان كان هذا الذي ُقتل منا عن رضاك فالسمع والطاعة ‪ ،‬وان كان قتله عن‬
‫غير رضا امير المؤمنين فال صبر لنا على ذلك"(‪ ،)1‬فانكر المستنصر ان قتله برضاه‬
‫او بأمره (‪ . )2‬وفي هذا الصدد يمكن القول ان الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل بانكاره‬
‫مسؤولية قتل الجندي التركي ‪ ،‬كان يروم من وراء ذلك الوقيعة بالجند السودان وبالتالي‬
‫التخلص من هيمنة والدته التي كانت تتدخل في شؤون الدولة والتي كانت قوتها مستمدة‬
‫من قوة طائفة السودان ‪ .‬اشتعلت الفتنة بين الطائفتين من الجند االتراك والسودان وحدثت‬
‫عدة معارك بينهما ‪،‬اهمها معركة (كوم شريك) (‪ ،)3‬فانجلى الموقف عن هزيمة جند‬
‫السودان وانتصار االتراك(‪.)4‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.27‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 27‬؛ المقريزي‪ ،‬اتعاظ الحنفا‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.237‬‬
‫(‪ )3‬كوم شريك مدينة قرب االسكندرية ‪ ،‬كان الصحابي عمرو بن العاص ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬انفذ اليها‬
‫شريك بن سمي بن عبد يغوث ‪-‬رضي هللا عنه‪ ، -‬فتكاثر عليه الروم ‪ ،‬فخافهم على اصحابه‪،‬‬
‫فلجأ الى هذا الكوم ودافعهم حتى ادركه عمرو واستنقذه ‪ ،‬والكوم الرمل المشرف ‪ .‬ياقوت لحموي‬
‫‪ ،‬معجم البلدان ‪،‬ج‪ ،7‬ص‪.797‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪27‬؛ الذهبي ‪ ،‬شمس الدين ابو عبد هللا محمد بن احمد‬
‫بن عثمان ‪( ،‬ت ‪578‬ه‪7675/‬م) ‪ ،‬العبر في خبر من غبر ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬صالح الدين المنجد‬
‫وفؤاد سيد ‪( ،‬الكويت‪ :‬سلسلة التراث العربي ‪7937-7930 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪ 275‬؛ ابن خلدون‬
‫‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد ‪( ،‬ت ‪808‬ه ‪7703 /‬م) ‪ ،‬تاريخ ابن خلدون المعروف بالعبر وديوان‬
‫المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ‪ ،‬ط‪، 7‬‬
‫(بيروت‪ :‬دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر ‪7978 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪.766‬‬
‫﴿ ‪﴾ 69‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫حمل المؤرخون ام الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل مسؤولية اذكاء الفتنة بين‬
‫لقد ّ‬
‫الجند االتراك والسودان ‪ ،‬حيث كانت تُحرض الوزراء على الجند االتراك للتخلص منهم‬
‫(‪)1‬‬
‫والحفاظ على نفوذها في الدولة دون منازع ‪ ،‬اال ان الوزير ابا البركات الجرجرائي‬
‫(‪772-770‬ه‪7070-7078/‬م) ومن بعده الوزير اليازوري (‪770-772‬ه‪-7070/‬‬
‫‪ 7078‬م) ادركوا عاقبة ما كان ترمي اليه ام المستنصر من تطاحن بين طوائف الجيش‬
‫الفاطمي ‪ ،‬فلم يخضعوا الرادتها ‪ ،‬ولكن بعد مقتل اليازوري في عام(‪770‬ه‪7078/‬م)‬
‫(‪)3‬‬
‫صاحب الشخصية القوية ‪ ،‬خضع الوزير البابلي(‪ )2‬الرادتها ‪ ،‬فعمل على اشعال الفتنة‬
‫شعرت ام الخليفة المستنصر‬ ‫‪ " ،‬فاصبح في قلب كل طائفة على االخرى إحن "(‪.)4‬‬
‫بخطورة الموقف بعد هزيمة الجند السودان في موقعة كوم شريك االمر الذي يهدد نفوذها‬
‫وسطوتها ‪ ،‬فعملت على امداد الجند السودان بالمال والسالح ‪ ،‬فعلم االتراك وثار غضبهم‬
‫على الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل الذي انكر علمه بذلك وانكر بدوره على والدته‬
‫اعانة الجند السودان ضد االتراك(‪ .)5‬ومن الواضح ان الخليفة المستنصر باهلل ادرك‬

‫(‪)1‬‬
‫سيد الوزراء ابو البركات الحسين بن عماد الدولة محمد ابن اخي الوزير ابو القاسم علي بن احمد‬
‫ولي الو ازرة بعد الفالحي في سنة‬
‫الجرجرائي (‪763 -778‬هـ ‪7025 /‬م ‪7077-‬م) ‪َّ ،‬‬
‫وعزل في سنة‬
‫(‪770‬هـ‪7078/‬م) وكثُر في امامته البطش ومصادرة االموال والنفي ‪ُ ،‬‬
‫(‪777‬هـ‪7079/‬م)‪ .‬ابن الصيرفي ‪ ،‬األشارة ‪ ،‬ص ص‪.69-68‬‬
‫ابو الفرج عبدهللا بن محمد البابلي كان يعمل كاتبا في الدواوين وكان مقربا من الوزير اليازوري‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫فعمل على عزله والتخلص منه ‪ ،‬وولي الو ازرة بعده لثالث دفعات ‪ .‬ابن الصيرفي ‪ ،‬المصدر نفسه‬
‫‪ ،‬ص ‪ 73‬؛ المناوي ‪ ،‬الو ازرة والوزراء ‪ ،‬ص‪.278‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬علي بن محمد بن محمد ‪( ،‬ت ‪360‬ه ‪7262 /‬م) ‪ ،‬الكامل في التاريخ ‪ ،‬راجعه‬
‫وصححه‪ :‬محمد يوسف الدقاق ‪ ،‬ط‪( ، 7‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية ‪7985 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪695‬‬
‫؛ ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪،‬ج‪ ، 2‬ص ص‪23-27‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.235‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ص‪.23-27‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 23‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.233‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫﴿ ‪﴾ 70‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫خطورة استمرار األضطرابات بين طوائف الجند مما يهدد كيان الدولة الفاطمية‪ ،‬فسعى‬
‫ألتمام المصالحة الذي نجح في‬ ‫(‪)1‬‬
‫الى الصلح بين الطائفتين وكلف وزيره ابن المغربي‬
‫فتوقف القتال مؤقتاً بين‬ ‫(‪)2‬‬
‫عقد الصلح بين الطرفين في سنة (‪777‬ه‪7032/‬م)‬
‫الطائفتين‪.‬‬

‫َّ‬
‫لكن الصراع عاد بين طائفتي االتراك والسودان في سنة (‪779‬ه‪7035/‬م) وكان‬
‫الم المستنصر اليد الطولى في تأجيجه‪ ،‬فارسلت الى قادة العبيد وحرضتهم على االيقاع‬
‫باالتراك وطردهم من مصر(‪ ،)3‬فتجمع العبيد في الجيزة وكان عددهم خمسين الفا بين‬
‫فارس وراجل ‪ ،‬وقد برزت شخصية االمير ناصر الدولة بن حمدان(‪)4‬على مسرح االحداث‬
‫كقائد للجند االتراك وتمكن من هزيمة العبيد في معركة الجيزة(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬الوزير االجل ابو الفرج محمد بن جعفر المغربي كان في ايام الوزير اليازوري يتولى ديوان الجيش‬
‫‪ ،‬وتولى الو ازرة بعد عزل الوزير البابلي في سنة (‪770‬ه‪7078/‬م) وصرف منها في سنة‬
‫(‪772‬ه‪7030/‬م) وتوفي سنة (‪778‬ه‪7033 /‬م) ‪ .‬ابن الصيرفي ‪ ،‬األشارة ‪ ،‬ص‪ 75‬؛ المناوي‪،‬‬
‫الو ازرة والوزراء ‪ ،‬ص ص ‪.279-278‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.27‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا‪،‬ج‪ ،2‬ص ‪.256‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ابو محمد الحسن بن الحسين بن حمدان التغلبي ‪ ،‬كان من والة الدولة الفاطمية على مدينة دمشق‬
‫واالسكندرية ثم تزعم الجند االتراك وانقلب على الدولة الفاطمية وكاد يسقطها بعد ان خطب للخليفة‬
‫العباسي القائم بامر هللا (‪735-722‬ه ‪7057-7060 /‬م) وقتل في سنة (‪737‬ه‪7056 /‬م) ‪.‬‬
‫للمزيد ُينظر‪ :‬ابن العديم ‪ ،‬كمال الدين عمر بن احمد بن ابي جرادة (ت ‪330‬ه‪7232/‬م) ‪ ،‬بغية‬
‫الطلب من تاريخ حلب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬سهيل زكار ‪ ،‬ط‪( ، 7‬بيروت‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‬
‫ص ‪.2666-2629‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن االثير‪ ،‬الكامل ‪،‬ج‪ ،8‬ص ‪.698‬‬
‫﴿ ‪﴾ 77‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫تجمع اعداد من العبيد يزيدون على خمسة عشر الف مقاتالً في صعيد مصر‬
‫(‪)1‬‬

‫في السنة ذاتها ‪ ،‬فلما علم االتراك بذلك اشتكى عدد من امرائهم الى الخليفة الفاطمي‬
‫المستنصر باهلل أم ر العبيد‪ ،‬فامرت ام المستنصر عبيدها في القاهرة بقتل امراء االتراك‬
‫‪ ،‬فقتلوهم ولما بلغ ذلك ناصر الدولة بن حمدان ‪ ،‬هرب الى خارج القاهرة والتحق به‬
‫‪ ،‬ثم‬ ‫(‪)2‬‬
‫الجند االتراك وساروا الى الصعيد وتمكنوا بعد معركة طاحنة من هزيمة العبيد‬
‫وتمكنوا من دخول‬
‫ساروا الى االسكندرية وحاصروها ‪ ،‬وحارب السودان حروبا عدة ‪ّ ،‬‬
‫وعين عليها واليا يثق به(‪ ،)3‬وانقضت‬
‫المدينة بعد ان طلب من فيها من السودان الصلح ‪ّ ،‬‬
‫سنة (‪779‬ه‪7035/‬م) كلها في قتال السودان واالتراك(‪.)4‬‬

‫وعلى اثر االنتصارات المتكررة للجند االتراك على السودان تزايد نفوذهم في‬
‫القاهرة وفرضوا على الدولة زيادة مرتباتهم من ثمان وعشرين الف دينا ار في الشهر الى‬
‫اربعمائة الف دينارا‪ ،‬ولم يكتفوا بهذا القدر من االموال ‪ ،‬بل طالبوا الخليفة الفاطمي‬
‫المستنصر بالمزيد‪ ،‬فلما اعتذر لهم بعدم توفر االموال ‪ ،‬نهبوا ذخائر قصر الخليفة‬
‫وباعوها بابخس االثمان(‪ .)5‬وقد عبر المقريزي (ت ‪877‬ه‪7777/‬م) عن حال الخليفة‬
‫المستنصر ومعاناته من تسلط االتراك بقوله‪ ..":‬اشتد البالء على المستنصر بقوة االتراك‬
‫عليه واطمعهم فيه ‪ ،‬فأنخرق ناموسه‪ ،‬وتناقصت حرمته‪ ،‬وقلت مهابته‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫بالد واسعة كبيرة فيها عدة مدن عظام منها أسوان وهي أوله من ناحية الجنوب ثم قوص وقفط‬
‫وإخميم والبهنسا وغير ذلك ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج ‪.708 ، 6‬‬
‫(‪ )2‬ابن االثير‪ ،‬الكامل ‪،‬ج‪ ،8‬ص ‪ 698‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪.766‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن االثير‪ ،‬الكامل ‪،‬ج‪ ،8‬ص ‪.698‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.62‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪،‬ج‪ ،8‬ص ‪ 699‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.257‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫﴿ ‪﴾ 72‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫وتعنتوا به في زيادة واجباتهم‪.)1("...،‬‬

‫وفي سنة (‪730‬ه‪7038/‬م) تجدد القتال بين الجند االتراك والسودان ‪ ،‬فتجمع‬
‫السودان في الصعيد وسار اليهم االمير ناصر الدولة بن حمدان ‪ ،‬وجرت بين الطرفين‬
‫معارك عدة انجلت عن هزيمة االتراك وانسحابهم الى الجيزة(‪ ،)2‬فاتهم االتراك الخليفة‬
‫الفاطمي المستنصر باهلل بمساعدة السودان وامدادهم باالموال لتقويتهم ضد االتراك ‪،‬‬
‫وتمكن االمير ناصر الدولة بن حمدان من تجميع صفوف‬
‫فانكر الخليفة الفاطمي ذلك ‪ّ ،‬‬
‫دينار نفقات العسكر‬
‫(‪)3‬‬
‫اً‬ ‫االتراك واجبر الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل على دفع الف الف‬
‫ينج اال القليل‬
‫وسار لمحاربة السودان‪ ،‬واستطاع تحقيق النصر عليهم وقتل اكثرهم ولم ُ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫"وزالت حينئذ دولتهم"‬

‫اصبح االمير ناصر الدولة بعد قضائه على قوة العبيد الرجل االقوى في الدولة‬
‫الفاطمية ‪ ،‬وقد استبد باالمور " وقد وصل استبداد ناصر الدولة بالمستنصر اقصاه حينما‬
‫اظهر الحقد في نفسه ضد الخالفة التي اسقطت اسرته ‪ ،‬بحيث فكر في خلع المستنصر‬
‫واعالن الخطبة الحد االشراف ‪ ،‬رغبة في االنتقام والكيد"(‪ .)5‬فكتب اليه الخليفة الفاطمي‬
‫المستنصر باهلل "بانك قدمت علينا زائرا‪ ،‬وجئتنا ضيفا ‪ ،‬فقابلناك باالحسان واكرمناك ‪،‬‬
‫فقابلتنا بما النستحقه منك ‪ ،‬نحن عليك صابرون ‪ ،‬وعنك مغضون ‪ ،‬وقد انتهت بك‬

‫(‪)1‬‬
‫اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.257‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل‪،‬ج‪ ،8‬ص‪.699‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪253‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.253‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬
‫ماجد ‪ ،‬ظهور الدولة الفاطمية ‪ ،‬ص‪.679‬‬
‫﴿ ‪﴾ 76‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫الحال الى مخالفة العسـ ـ ـ ـ ـكر علينا ‪ ،‬والسـ ـ ـ ـ ـ ـعي في اتالفنا‪ ،‬وما ذلـ ـ ـك مم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ي ـهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك‬
‫‪ ،‬ونح ـ ـ ـ ـب ان تنصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرف عـ ـنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا م ـ ـ ـ ـ ـوفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو ار‬

‫في نفسك ومالك‪ ،‬واال قابلناك على قبيح افعالك"(‪.)1‬‬

‫لم يكن بوسع الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل الرضوخ امام تجاوزات االمير‬
‫ناصر الدولة بن حمدان ‪ ،‬فكان البد من التخلص من الخطر الجاثم على صدره ‪ ،‬وقد‬
‫سنحت الفرصة له عندما وقع الخالف بين االمير ناصر الدولة بن حمدان ومقدمي‬
‫االتراك وعلى أرسهم قائدهم الذي ُيعرف بالدكز أو (بلدكوش) (‪ .)2‬فقد استاء امراء االتراك‬
‫من استبداد ناصر الدولة بن حمدان واستحواذه على معظم االموال ‪ ،‬فشكوا الى الوزير‬
‫الذي المهم على خضوعهم لالمير ناصر الدولة بن حمدان وانه لم‬ ‫(‪)3‬‬
‫محمد اليازوري‬
‫‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫يصل الى ما وصل اليه اال بسيوفهم ‪ ،‬فاتفقوا على التخلص منه وطرده من مصر‬
‫فامر الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل االمير ناصر الدولة بن حمدان بمغادرة مصر‪.‬‬
‫هرب االمير ناصر الدولة بن حمدان الى الجيزة ودبر مؤامرة لقتل الوزير خطير الملك‬
‫والدكز‪ ،‬فنجح انصاره بقتل الوزير خطير الملك ولم يتمكنوا من قتل الدكز الذي التجأ‬

‫ابن تغري بردي ‪ ،‬النجوم الزاهرة ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪. 777‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫احد مقدمي األتراك الذي كان له دو اًر بار اًز في الحرب بين الجند األتراك والسودان ‪ ،‬وقد حجر‬
‫على الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل بعد مقتل األمير ناصر الدولة بن حمدان سنة (‪737‬ه ‪/‬‬
‫‪7052‬م) ‪ ،‬وقد اعتقله المستنصر عند قدوم امير الجيوش بدر الجمالي في (‪733‬ه ‪7056 /‬م)‬
‫وكان ذلك آخر العهد به‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪ 67‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )3‬محمد بن ابي محمد الحسن بن علي اليازوري ‪ ،‬توّلى القضاء والو ازرة في شهر صفر (‪737‬ه ‪/‬‬
‫وصرف عنها في شهر شوال من السنة نفسها ‪ .‬ابن حجر ‪ ،‬شهاب الدين ابو الفضل‬
‫‪7038‬م) ُ‬
‫احمد بن علي ‪( ،‬ت ‪872‬ه ‪7778 /‬م) ‪ ،‬رفع األصر عن قضاة مصر ‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي محمد‬
‫عمر ‪ ،‬ط‪( ، 7‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي ‪7998 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪.763‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.699‬‬
‫﴿ ‪﴾ 77‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫الى الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وحثه على الخروج بنفسه لمحاربة االمير ناصر‬
‫الدولة بن حمدان ‪ ،‬فسار الخليفة على أرس جيشه والتقى باالمير ناصر الدولة بن‬
‫حمدان‪ ،‬ودارت رحى المعركة بينهما فأنجلت عن هزيمة االمير ناصر الدولة بن حمدان‬
‫وهربه الى عرب البحيرة (‪.)2( )1‬‬

‫غير ان االمير ناصر الدولة بن حمدان استمر في عدائه للخليفة المستنصر باهلل‬
‫والدولة الفاطمية ‪ ،‬وعمل على االستعانة بالقوى الخارجية لالطاحة بالفاطميين ‪ ،‬فاتصل‬
‫وطلب منه الحضور‬ ‫(‪)3‬‬
‫في سنة (‪732‬ه‪7050 /‬م) بالسلطان السلجوقي الب ارسالن‬
‫على راس جيشه الى مصر واسقاط الدولة الفاطمية واقامة الدعوة للعباسيين(‪ .)4‬اعد‬
‫السلطان السلجوقي جيشه‪ ،‬غير انه لم يتمكن من المسير الى مصر النشغاله بالحرب‬
‫مع االمبراطورية البيزنطية(‪َّ .)5‬‬
‫مثل اتصال ناصر الدولة بن حمدان بالسالجقة(‪ )6‬خط ار‬

‫كورة معروفة من نواحي االسكندرية بمصر تشتمل على قرى كثيرة ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم‬ ‫(‪)1‬‬

‫البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪.677‬‬


‫ياقوت الحموي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.699‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ابو شجاع محمد بن جغري بك داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق الملّقب عضد الدولة ألب‬ ‫(‪)3‬‬

‫ارسالن‪ ،‬ولد سنة (‪727‬ه‪7066 /‬م) وتولى عرش السالجقة في سنة (‪777‬ه‪7036/‬م) بعد وفاة‬
‫عمه السلطان طغرلبك ‪ ،‬ومن ابرز اعماله االنتصار على االمبراطورية البيزنطية في معركة‬
‫مالذكرد سنة (‪736‬ه‪ ، )7057/‬وتوفي مقتوال في سنة (‪737‬ه‪7056/‬م) ‪ .‬ابن خلكان ‪ ،‬وفيات‬
‫‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص ص‪.50-39‬‬
‫(‪ )4‬ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب من تاريخ حلب‪ ،‬تحقيق‪ :‬سهيل زكار‪،‬ط‪ ( ،7‬دمشق ‪ ،‬دار الكتاب العربي‬
‫‪7995،‬م)‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص ص‪ 237-230‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪.766‬‬

‫(‪ُ )5‬ينظر الفصل االول ‪ ،‬ص‪.83‬‬


‫(‪ )6‬فرع من قبائل الغز التركية ‪ ،‬تدفقوا من سهول تركستان واستوطنوا بالد ما وراء النهر ‪ ،‬وقد ُس ّموا‬
‫بهذا االسم نسبة الى جدهم سلجوق بن دقاق ‪ ،‬وتمكنوا من دخول بغداد سنة (‪775‬ه ‪7077/‬م)‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 77‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫حقيقيا هدد كيان الدولة الفاطمية‪ ،‬ولما بلغ الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل ذلك ‪ ،‬اعد‬
‫ثالثة جيوش لقتال االمير ناصر الدولة بن حمدان‪ ،‬غير ان عدم التنسيق بين قادة‬
‫الجيوش الثالثة ادى الى هزيمتهم كل منهم على حدة امام جيش االمير ناصر الدولة بن‬
‫‪.‬‬ ‫المكون من االعراب‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬ ‫حمدان‬

‫للمزيد ُينظر‪ :‬الحسيني ‪ ،‬صدر الدين ابو الحسن علي بن ناصر بن علي ‪( ،‬ت ‪757‬ه ‪/‬‬
‫‪7759‬م) ‪ ،‬اخبار الدولة السلجوقية ‪ ،‬بأعتناء‪ :‬محمد اقبال ‪ ،‬ط‪( ، 7‬بيروت‪ :‬دار= =اآلفاق‬
‫الجديد ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ص ‪ 9‬وما بعدها ؛ الراوندي ‪ ،‬ابو بكر نجم الدين محمد بن علي‪( ،‬ت ‪799‬ه‬
‫‪7202 /‬م) ‪ ،‬راحة الصدور و آية السرور في تاريخ الدولة السلجوقية ‪ ،‬نقله الى العربية‪ :‬ابراهيم‬
‫امين الشواربي وعبد المنعم حسين ‪ ،‬ط‪( ، 7‬القاهرة‪ :‬المجلس األعلى لرعاية الفنون واآلداب والعلوم‬
‫االجتماعية ‪7659 ،‬ه ‪7930 /‬م) ‪ ،‬ص ‪ 778‬وما بعدها ؛ البنداري ‪ ،‬الفتح بن علي بن محمد‬
‫‪( ،‬ت ‪376‬ه ‪7277 /‬م) ‪ ،‬تاريخ دولة آل سلجوق ‪ ،‬ط‪( ، 7‬القاهرة‪ :‬مطبعة الموسوعات ‪،‬‬
‫‪7678‬ه) ‪ ،‬ص ‪ 7‬وما بعدها‪.‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ 63‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ص‪-602‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.606‬‬
‫﴿ ‪﴾ 73‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫استغل االمير ناصر الدولة ذلك فقطع الميرة عن القاهرة واعلن الخطبة للخليفة‬
‫‪ ،‬وبعد تفشي المجاعة بين‬ ‫(‪)3‬‬
‫واالسكندرية‬ ‫(‪)2‬‬
‫في دمياط‬ ‫(‪)1‬‬
‫العباسي القائم بامر هللا‬
‫االتراك لقطع الميرة عن القاهرة ‪ ،‬اضطروا الى مصالحة ناصر الدولة واتفقوا على بقائه‬
‫نائبا عنه في القاهرة وتُحمل االموال المقررة‬ ‫(‪)4‬‬
‫في البحيرة وان يكون تاج الملوك شادي‬
‫له(‪.)5‬‬

‫لم يدم الصلح طويال بين ناصر الدولة واالتراك ‪ ،‬فسرعان ما وقع الخالف بينه‬
‫وبين نائبه على القاهرة تاج الملوك شادي ‪ ،‬اذ ان تاج الملوك استولى على معظم االموال‬
‫ولم يرسل اليه ما كان مقرر بينهما ‪ ،‬فدخل ناصر الدولة بجيشه القاهرة بعد حروب عدة‬
‫‪ ،‬فأهان الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وصادر ما تبقى من امواله ولم يمنحه سوى‬

‫(‪)1‬‬
‫ابو جعفر عبدهللا بن القادر احمد بن االمير اسحاق بن المقتدر جعفر بن المعتضد احمد بن ولي‬
‫العهد الموفق طلحة بن المتوكل الهاشمي ‪ ،‬بويع بالخالفة بعد وفاة ابيه القادر في ذي الحجة‬
‫(‪722‬ه‪7060 /‬م) توفي في سنة (‪735‬ه‪7057/‬م) للمزيد ينظر‪ :‬ابن العمراني ‪ ،‬محمد بن علي‬
‫بن محمد ‪( ،‬ت ‪780‬ه ‪7787 /‬م) ‪ ،‬األنباء بتاريخ الخلفاء ‪ ،‬تحقيق‪ :‬قاسم السامرائي‪ ،‬ط‪، 7‬‬
‫(القاهرة‪ :‬دار اآلفاق العربية ‪7999 ،‬م) ‪ ،‬ص ص ‪ 207-788‬؛ ابن الساعي ‪ ،‬علي بن انجب‬
‫‪( ،‬ت ‪357‬ه ‪7657 /‬م) ‪ ،‬مختصر اخبار الخلفاء ‪،‬ط‪(،7‬بوالق‪ :‬المطبعة االميرية‪7609 ،‬ه) ‪،‬‬
‫ص ص‪ 89-83‬؛ الديار بكري ‪ ،‬حسين بن محمد بن الحسن ‪(،‬ت ‪990‬ه‪7782/‬م) ‪ ،‬تاريخ‬
‫الخميس في احوال انفس نفيس‪ ،‬ط‪( ،7‬بيروت‪ :‬د‪.‬مط ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.679‬‬
‫دمياط مدينة قديمة بين تنيس ومصر على زاوية بين بحر الروم والنيل‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم‬ ‫(‪)2‬‬

‫البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.752‬‬


‫(‪)3‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪ 700‬؛ ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.63‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كان احد القادة البارزين في الدولة الفاطمية في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وكان من‬
‫الذين شاركوا في الحروب بين الجند األتراك والسودان ‪ .‬ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.700‬‬
‫(‪ )5‬ابن االثير ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.700‬‬
‫﴿ ‪﴾ 75‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫اذل ام المستنصر باهلل وصادر اموالها‬


‫(‪)2‬‬
‫مرتبا شهريا قدره مائة دينار ‪ ،‬كما انه ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫يعد لها نفوذا يذكر بعد هذه االحداث ‪ .‬ولهذا تمكن ناصر الدولة بن حمدان من بسط‬
‫نفوذه وهيمنته على مقدرات الدولة واصبح قاب قوسين او ادنى من اسقاطها واعالن‬
‫التبعية للدولة العباسية ‪ ،‬اال ان االتراك وعلى أرسهم قائدهم الدكز خشوا ما كان يرنو‬
‫اليه ناصر الدولة من اسقاط الدولة الفاطمية ‪ ،‬سيما وانهم كانوا يتمتعون فيها بامتيازات‬
‫كبيرة من نفوذ وجاه‪ ،‬فدبروا مؤامرة لقتله والتخلص منه‪ ،‬وتمكنوا من ذلك سنة (‪737‬ه‪/‬‬
‫‪7052‬م) وقتلوا معه حاشيته وافراد اسرته(‪ .)3‬وهكذا انطوت صفحة ناصر الدولة بن‬
‫حمدان الذي استفحل امره وكاد ان يسقط الدولة الفاطمية قبل قرن من سقوطها‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االزمة االقتصادية ( الشدة العظمى ) ‪:‬‬

‫لم تقتصر االزمات الداخلية التي واجهت الدولة الفاطمية في عهد الخليفة‬
‫المستنصر باهلل على الفوضى االدارية والعسكرية‪ ،‬بل امتدت لتشمل الجانب االقتصادي‬
‫‪ ،‬فقد شهدت مصر اسوء ازمة اقتصادية لم ُيعرف لها مثيل في تاريخها‪ .‬كانت مصر‬
‫ناجمة عن قصور نهر النيل ‪ ،‬ففي و ازرة اليازوري‬ ‫ينتابها بين حين واخر مجاعات‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪770-772‬ه ‪7078-7070 /‬م) وقعت مجاعة في سنة (‪777‬ه‪7072/‬م) ‪ ،‬وكان‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.68‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪ 700‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪.767‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 69‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪.767‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬عن تاريخ المجاعات في مصر في العصر الفاطمي ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المقريزي ‪ ،‬اغاثة االمة ‪ ،‬ص‪76‬‬
‫وما بعدها ؛ البراوي ‪ ،‬راشد ‪ ،‬حالة مصر االقتصادية في عهد الفاطميين‪ ،‬ط‪(،7‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫النهضة المصرية‪7978 ،‬م)‪ ،‬ص ص‪ 99-80‬؛ الصاوي ‪ ،‬احمد السيد ‪ ،‬مجاعات مصر‬
‫الفاطمية ‪( ،‬بيروت‪ :‬دار التضامن ‪7988 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪ 26‬وما بعدها‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 78‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫للوزير اليازوري دو ار كبي ار في تفاقمها حيث ان الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل كان‬
‫يشتري غالال من القمح بمئة الف دينار في كل سنة ‪ ،‬وتودع في المخازن لوقت الحاجة‬
‫‪ ،‬فاشار عليه الوزير اليازوري بشراء سلعاً اكثر ربحا كالخشب والصابون والحديد‬
‫والرصاص والعسل(‪ ،)1‬فلما قصر نهر النيل في (‪777‬ه‪7072/‬م) لم تجد الدولة في‬

‫لكن الوزير اليازوري ّ‬


‫تمكن من‬ ‫مخازنها الغلة الكافية ‪ ،‬فوقع الغالء وتفشت المجاعة‪ّ ،‬‬
‫ايجاد الحلول الناجعة ‪ ،‬فمنع التجار من بيع القمح وجعله حك ار على الدولة مما ادى الى‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫تجاوز االزمة‬

‫وفي سنة (‪775‬ه‪7037/‬م) وقعت المجاعة الكبرى او الشدة العظمى وهي ما‬
‫تعرف (بالشدة المستنصرية) والتي استمرت لسبع سنوات عجاف ‪ ،‬استشرى فيها الجوع‬
‫والوباء وارتفعت االسعار حتى بلغ سعر رغيف الخبز خمسة عشر دينا ار ‪ ،‬وأُكلت الكالب‬
‫والقطط حتى قّلت الكالب‪ ،‬وأكل الناس بعضهم بعضا(‪ ،)3‬وبلغ من شدة االزمة ان الخليفة‬
‫الفاطمي المستنصر اضطر ان يبيع كل ما في قصره من ذخائر واثاث وسالح ‪ ،‬وصار‬
‫يجلس في قصره على حصير‪ ،‬وتعطلت دواوينه وذهب وقاره حتى ان ام المستنصر‬
‫‪ .‬وقد فقدت مصر خالل هذه الشدة اكثر‬ ‫(‪)4‬‬
‫وبناته حاولوا الفرار من مصر بسبب الجوع‬
‫‪ .‬وعلل المقريزي (ت ‪877‬ه‪7777/‬م) سبب االزمة "بضعف‬ ‫(‪)5‬‬
‫من ثلث سكانها‬

‫المقريزي ‪ ،‬أغاثة االمة ‪ ،‬ص‪.78‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.79‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اغاثة االمة ‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص ‪ 75‬؛ ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.68‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن اياس ‪ ،‬ابو البركات محمد بن احمد (ت ‪960‬ه‪7727/‬م) ‪ ،‬بدائع الزهور في وقائع الدهور‪،‬‬
‫(القاهرة‪ :‬المطبعة االميرية الكبرى‪7677،‬ه) ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ 37‬؛ ماجد ‪ ،‬ظهور الخالفة الفاطمية‪،‬‬
‫ص‪603‬؛ سيد‪ ،‬الدولة الفاطمية ‪ ،‬ص‪.770‬‬
‫﴿ ‪﴾ 79‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫السلطنة‪ ،‬اختالل احوال المملكة‪ ،‬واستيالء االمراء على الدولة ‪ ،‬واتصال الفتن بين‬
‫‪ ،‬وعّلق احد المؤرخين المحدثين عن ذلك بقوله "وقد‬ ‫(‪)1‬‬
‫العربان وقصور نهر النيل "‬
‫بدات هذه االزمة بقصور النيل وكان في االمكان ان تمر كغيرها دون ان يصحبها ذلك‬
‫الكتّاب من‬
‫البالء العظيم الذي ينم عن قسوتها وعنفها برغم ما قد يبدو على اوصاف ُ‬
‫طابع المبالغة ‪ .‬اال ان فساد االحوال السياسية واالنقسامات والفتن الداخلية كان العامل‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫االكبر في تفاقم االزمة واتساع نطاق خطرها وطول مدتها"‬

‫ومما الشك فيه ان هذه االزمة االقتصادية المروعة ّادت الى ضعف الدولة ‪ ،‬فلوال‬
‫انشغال السالجقة حلفاء العباسيين بالصراع مع االمبراطورية البيزنطية‪ ،‬لتمكن السلطان‬
‫السلجوقي الب ارسالن من االستيالء على بالد الشام ومصر واسقاط الدولة الفاطمية‬
‫كما ذكرنا سابقا ‪.‬‬

‫ومما زاد من تفاقم االوضاع وتدهور االمور ‪ ،‬هو الفوضى االدارية العارمة التي‬
‫اجتاحت مصر ‪ ،‬فمنذ مقتل الوزير اليازوري سنة (‪770‬ه‪7078/‬م) " لم تر الدولة‬
‫صالحا ‪ ،‬واستقام لها امر ‪ ،‬وتناقضت عليها امورها ‪ ،‬ولم يستقر لها وزير تُحمد طريقته‬
‫وال يرضى تدبيره‪ ،‬وكثرت السعاية فيها ‪ ،‬فما هو اال ان ُيستخدم الوزير حتى يجعلوه‬
‫سوقهم ويوقعوا به الظن حتى ينصرف ولم تطل مدته "(‪ .)3‬ففي المدة بين سنة (‪770‬ه‪-‬‬
‫‪733‬ه‪7078/‬م‪7056-‬م) تولى الو ازرة اربعة وخمسون وزي ار واثنان واربعون قاضيا(‪.)4‬‬

‫(‪)1‬‬
‫اغاثة االمة ‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫البراوي ‪ ،‬حالة مصر االقتصادية ‪ ،‬ص‪.88‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اغاثة االمة ‪ ،‬ص‪.70‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬سيد‪ ،‬الدولة الفاطمية ‪ ،‬ص‪ .769‬عن الذين توّلوا الو ازرة والقضاء في تلك الحقبة ‪ُ ،‬ينظر الملحقان‬
‫(‪ )2‬و (‪.)6‬‬
‫﴿ ‪﴾ 70‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫ثالثا‪ :‬وزارة بدر الجمالي واحياء الخالفة الفاطمية ( ‪684 - 644‬ﻫ‪- 3741/‬‬
‫‪3706‬م)‪:‬‬

‫استمرت معاناة الدولة الفاطمية بعد مقتل ناصر الدولة بن حمدان ‪ ،‬اذ تواصل‬
‫استبداد االتراك وهيمنتهم على مقدرات الدولة وعلى راسهم قائدهم الدكز(‪ ،)1‬وقد عبر عن‬
‫ذلك ابن الصيرفي (ت ‪772‬ه‪7778/‬م) عن حالة الدولة الفاطمية‪" :‬كانت االحوال يومئذ‬
‫بالحضرة قد فسدت واالمور قد تغيرت وطوائف العساكر قد تبعثرت وتخربت والفتن بينهم‬
‫قد اتصلت وتاكدت والوزراء يقنعون باالسم دون االمر والنهي والرخاء قد ايس منه‬
‫والصالح اليطمع فيه ولواتة قد ملكت الريف والصعيد بايدي العبيد والطرقات قد انقطعت‬
‫ب ار وبح ار اال بالخفارة الثقيلة والكلفة الكبيرة مع ركوب الغرر وشدة الخطر والمارقون ينوي‬
‫بعضهم لبعض االحتيال والغدر ويضمر كل منهم لصاحبه االغتيال والبغي"(‪.)2‬‬

‫كان الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل يدرك حقيقة اوضاع الدولة الفاطمية وما‬
‫آلت اليه من سوء ‪ ،‬واذا ما بقيت االوضاع على حالها ‪ ،‬سيؤدي ذلك الى زوالها‪ ،‬فالبد‬
‫من ايجاد حال جذريا النقاذ الخالفة ‪ ،‬وانه بحاجة الى قوة جديدة وكبيرة العادة االمور‬
‫الى نصابها ‪ ،‬ولم يكن امامه سوى االستعانة باالرمن وعلى أرسهم واليه على مدينة‬
‫عكا(‪ )3‬بدر الجمالي(‪ .)4‬اتصل الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل س ار ببدر الجمالي وطلب‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.677‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫األشارة ‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫مدينة تطل على الساحل الشامي‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪،‬ج‪ ،7‬ص‪.777‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫امير الجيوش ابو النجم بدر المستنصري ‪ ،‬تولى الو ازرة بعد استدعاءه من قبل الخليفة الفاطمي‬ ‫(‪)4‬‬

‫المستنصر باهلل في (‪733‬ه‪7057/‬م) بعد الشدة العظمى ‪ ،‬وهو ارمني االصل وكان احد مماليك‬
‫قاضي طرابلس جمال الدولة بن عمار واليه ُنسب ‪ ،‬وبتوليه الو ازرة بدأ عصر نفوذ الوزراء العظام‬
‫توفي في سنة (‪785‬ه‪7097/‬م)‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن الصيرفي ‪ ،‬األشارة ‪ ،‬ص ص‪ 78-75‬؛‬
‫﴿ ‪﴾ 77‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫منه الحضور الى مصر ‪ ،‬ووعده بتوليته زمام االمور بالقاهرة‪ ،‬اال ان بد ار اشترط على‬
‫الخليفة ان يحضر معه جميع قواته من االرمن وان اليبقي على احد من عساكره ‪ ،‬فوافق‬
‫الخليفة المستنصر باهلل على شروطه(‪.)1‬‬

‫ابحر بدر الجمالي من عكا الى مصر على راس مائة مركب في شتاء سنة‬
‫(‪733‬ه‪7056/‬م) على الرغم من تحذيره بخطورة ركوب البحر في هذا الوقت ‪ ،‬لكنه‬
‫اصر على المسير ‪ ،‬فوصل دمياط في الثامن والعشرين من جمادي االولى بعد رحلة‬
‫استغرقت اربعين يوما(‪ .)2‬ارسل بدر الجمالي الى الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل يطلب‬
‫منه القاء القبض على قائد الترك الدكز ‪ ،‬فاجابه الخليفة الى ذلك وسـ ـجنه ‪،‬‬

‫وكان ذلك اخر العهد به(‪.)3‬‬

‫افتتح بدر الجمالي عهده في مصر بالتخلص من االمراء االتراك اوال ‪ ،‬فدبر‬
‫مؤامرة للقضاء عليهم ‪ ،‬فدعاهم الى وليمة وأوكل الى كل امير من امرائه قتل احد قادة‬
‫االتراك واالستيالء على امواله وممتلكاته ‪ ،‬وقد تمكن من قتلهم ‪ ،‬وتتبعهم وتخلص منهم‬
‫جميعا(‪ ،)4‬ثم عمل على قتل بعض كبار رجاالت الدولة الذين تولوا منصب الو ازرة‪،‬‬

‫ابن العماد الحنبلي ‪ ،‬شذرات ‪ ،‬م‪ ، 7‬ص‪ 659‬؛ الربيعي ‪ ،‬محمد كاظم ‪ ،‬آل الجمالي ودورهم‬
‫في الخالفة الفاطمية ‪723-733( ،‬ه ‪7767-7057 /‬م) ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪،‬‬
‫جامعة بغداد – كلية اآلداب ‪2070 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ 78‬وما بعدها‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 70‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪.767‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬أخبار‪ ،‬ص ‪. 53‬‬
‫ابن الصيرفي ‪ ،‬األشارة‪ ،‬ص‪ 77‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.672‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 672‬؛ فولكف ‪ ،‬أولج ‪ ،‬القاهرة مدينة ألف ليلة وليلة ‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫ترجمة‪ :‬احمد صليحة ‪ ،‬ط‪( ، 7‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪7983 ،‬م) ‪ ،‬ص ص‬
‫‪.57-56‬‬
‫﴿ ‪﴾ 72‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫والوزير عبد الغني‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ ،‬والوزير ابو شجاع بن محمد االشرف‬ ‫(‪)1‬‬
‫كالوزير ابن ابي كدينة‬
‫وغيرهم(‪.)4‬‬ ‫بن نصر‬
‫(‪)3‬‬

‫وبعد ان استتبت االوضاع لبدر الجمالي داخل القاهرة ‪ ،‬كان عليه العمل على‬
‫ضرب المفسدين في خارجها من اجل استعادة هيبة الدولة واالمن والنظام والقضاء على‬
‫الفوضى المستشرية فيها ‪ ،‬فاتخذ جملة من االجراءات العسكرية ‪ ،‬ففي سنة‬
‫(‪735‬ه‪7057/‬م) توجه الى مدينة دمياط وقضى على المفسدين فيها ورتب اوضاع‬
‫الثغر‪ ،‬وبعد ذلك حاصر مدينة االسكندرية اياما وتمكن من فتحها(‪.)5‬‬

‫وفي سنة (‪739‬ه‪7053/‬م) اجتمعت االعراب في صعيد مصر لمقاتلة امير‬


‫الجيوش بدر الجمالي ‪ ،‬فسار اليهم وتمكن من القضاء عليهم واالستيالء على اموالهم(‪،)6‬‬

‫(‪ )1‬الوزير قاضي القضاة الحسن ابن القاضي ثقة الدولة وسناؤها ‪ ،‬تولى الو ازرة خمس دفعات ‪ ،‬اعتقله‬
‫بدر الجمالي وقتله في دمياط في سنة(‪733‬ه‪7056/‬م)‪ .‬ابن الصيرفي ‪ ،‬األشارة ‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫(‪ )2‬فخر الملك ابو شجاع محمد بن االشرف من رؤوساء العراقيين كان ابوه وزي ار للبويهيين ‪ ،‬قدم الى‬
‫وصرف عنها ‪ ،‬قتله امير الجيوش بدر الجمالي سنة(‪733‬ه‪7056/‬م)‬
‫مصر وتولى الو ازرة اياما ُ‬
‫‪ .‬ابن الصيرفي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫الصادق المامون ابو العال عبد الغني بن نصر بن سعيد الضيف تولى الو ازرة اياما وقتله امير‬ ‫(‪)3‬‬

‫الجيوش بدر الجمالي سنة (‪733‬ه‪7056 /‬م)‪ .‬ابن الصيرفي ‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.676‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.77‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 76‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪.767‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫﴿ ‪﴾ 76‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫وكثر اتباعه ‪ ،‬واخذ يشكل خط ار على الدولة‬ ‫في اسوان‬


‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ثم ثار كنز الدولة محمد‬
‫‪ ،‬فسار اليه امير الجيوش بدر الجمالي ودخل في معارك عدة وقضى على تمرده(‪.)3‬‬

‫‪ ،‬وقد عمل بدر الجمالي على اصالح‬ ‫(‪)4‬‬


‫وهكذا استتبت االوضاع في مصر‬
‫االوضاع االقتصادية المتردية بسبب السنوات العجاف التي كانت تعاني منها الدولة‬
‫الخرج (‪ )5‬للمزارعين لثالث سنوات ‪ ،‬واخذ نصف‬
‫الفاطمية قبل قدومه الى مصر‪ ،‬فاطلق ا‬
‫‪ ،‬كما انه قدم تسهيالت للتجار فكثر ورودهم الى مصر(‪.)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫الخراج في السنة الرابعة‬

‫(‪)1‬‬
‫كنز الدولة لقب منحه الول مرة الخليفة الفاطمي الحاكم بامر هللا لحاكم النوبة في عهده ابو‬
‫المكارم هبة هللا بن الشيخ ابي عبد هللا محمد بن علي عندما ظفر بالثائر ابي ركوه الفار الى بالده‬
‫وارسله الى الحاكم ‪ ،‬وكان آخر من ُلقب منهم بهذا اللقب هو كنز الدولة الثائر في زمن صالح‬
‫الدين ‪ .‬المقريزي ‪ ،‬البيان واالعراب عما بأرض مصر من االعراب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد المجيد عابدين‬
‫‪ ( ،‬االسكندرية ‪ :‬دار المعرفة الجامعية ‪٩١٩١‬م) ‪ ،‬ص ‪.٠٥‬‬
‫بلد في آخر الصعيد بمصر ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص‪.708‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 76‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪ 767‬؛ ابن‬ ‫(‪)3‬‬

‫حجر ‪ ،‬رفع األصر ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪.96‬‬


‫(‪)4‬‬
‫السجالت المستنصرية ‪ ،‬ص‪.792‬‬
‫(‪ )5‬الخراج هو ما ُوضع على األرض من حقوق تؤدى عنها ‪ ،‬وهو موقوف على اجتهاد االئمة‪.‬‬
‫للمزيد ُينظر ‪ :‬الماوردي ‪ ،‬ابي الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي ‪( ،‬ت ‪770‬ه‬
‫حياوي ‪= =،‬ط‪، 7‬‬
‫‪7078 /‬م) ‪ ،‬األحكام السلطانية والواليات الدينية ‪ ،‬تحقيق‪ :‬نبيل عبد الرحمن ّ‬
‫(بيروت دار األرقم بن بني األرقم ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪ 220‬؛ الحنبلي ‪ ،‬ابو الفرج عبد الرحمن بن‬
‫احمد بن رجب ‪( ،‬ت ‪597‬ه ‪7793 /‬م) ‪ ،‬االستخراج ألحكام الخراج ‪ ،‬ط‪( ، 7‬بيروت دار‬
‫الكتب العلمية ‪7987 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪ 9‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ابن حجر ‪ ،‬رفع األصر ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪.97‬‬
‫الدخيل ‪ ،‬محمد حسن‪ ،‬الدولة الفاطمية الدور السياسي والحضاري لالسرة الجمالية‪ ،‬ط‪(،7‬بيروت‬ ‫(‪)7‬‬

‫مؤسسسة االنتشار العربي ‪2009 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.55‬‬


‫﴿ ‪﴾ 77‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫اما من الناحية االدارية ‪ ،‬عمل على تقسيم مصر الى اربعة اقاليم رئيسة ‪ ،‬قوص‬
‫والشرقية(‪ ،)2‬واالسكندرية والغربية فضال عن القاهرة والفسطاط ‪ ،‬ويعد والي قوص من‬
‫ابرز والة االقاليم واقواهم(‪.)3‬‬

‫اما من الناحية الدينية ‪ ،‬فقد نظم احوال المذهب االسماعيلي الذي خف وهجه‬
‫بسبب ضعف الخليفة الفاطمي ووزرائه ‪ ،‬فرتب دروسا في المذهب ‪ ،‬مما ادى الى احيائه‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫في نفوس العامة‬

‫تمك ن امير الجيوش بدر الجمالي من فرض سيطرته التامة على جميع مفاصل‬
‫ّ‬
‫الدولة ‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل سجل توليته الو ازرة " وقد قلدك امير المؤمنين جميع‬
‫جوامع تدبيره وناط بك النظر في ما وراء سريره فباشر ما قلدك امير المؤمنين من ذلك‬
‫مدب ار للبالد ومصلحا للفساد" (‪ ،)5‬فاصبحت و ازرة امير الجيوش بدر الجمالي و ازرة‬

‫بالضم ثم السكون وصاد مهملة وهي مدينة كبيرة عظيمة واسعة ‪ ،‬قصبة صعيد مصر بينها وبين‬ ‫(‪)1‬‬

‫الفسطاط اثنا عشر يوما‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪776‬‬
‫الشرقية كورة في جنوبي مصر‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.665‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫الدخيل ‪ ،‬الدولة الفاطمية ‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السجالت المستنصرية ‪ ،‬ص ‪ 797‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن حجر ‪ ،‬رفع األصر ‪،‬ج‪ ،7‬ص‪ 762‬؛ السجالت المستنصرية ‪ ،‬ص‪.792‬‬
‫﴿ ‪﴾ 77‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫‪ ،‬و اضيف له مسؤولية‬ ‫(‪)3( )2‬‬


‫‪ ،‬في حين كانت الو ازرة من قبله و ازرة تنفيذ‬ ‫(‪)1‬‬
‫تفويض‬
‫االشراف على القضاء والدعوة بوصفه "كافل قضاة المسلمين ‪ ،‬وهادي دعاة المؤمنين"(‪،)4‬‬
‫هذا فضال عن اشرافه على الجيش " ولم يبق للمستنصر امر وال نهي"(‪.)5‬‬

‫توفي بدر الجمالي في سنة (‪785‬ه‪7097 /‬م) بعد ان استوزر ابنه االفضل‬
‫(‪)6‬‬

‫وكان ُيدعى لألفضل بعد والده منذ سنة (‪759‬ه‪7083/‬م) من‬ ‫(‪)7‬‬
‫عند اشتداد مرضه‬

‫(‪)1‬‬
‫فوض اليه تدبير األمور برأيه وإمضائها على اجتهاده‪ .‬للمزيد ُينظر‪:‬‬
‫هي ان يستوزر االمام من ُي ّ‬
‫الماوردي ‪ ،‬األحكام السلطانية ‪ ،‬ص‪ 86‬؛ ادب الوزير المعروف بقوانين الو ازرة وسياسة الملك ‪،‬‬
‫تصحيح‪ :‬حسن الهادي حسين ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي ‪7997 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 70‬وما بعدها‪.‬‬
‫هي ان يستوزر االمام من يقوم بتنفيذ اوامره ويكون الوزير فيها وسط بين االمام والرعية والوالة ‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫وهي بذلك اقل رتبة من و ازرة التفويض‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬الماوردي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪ 85‬؛ ابو‬
‫الفراء ‪ ،‬محمد بن الحسين ‪( ،‬ت ‪778‬ه ‪7037 /‬م) ‪ ،‬االحكام السلطانية ‪ ،‬تصحيح‪ :‬محمد‬ ‫يعلى ّ‬
‫حامد الفقي ‪ ،‬ط‪( ، 7‬بيروت دار الكتب العلمية ‪7986 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 60‬؛ الحاج حسن ‪ ،‬حسين ‪،‬‬
‫النظم األسالمية ‪ ،‬ط‪( ، 7‬بيروت المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ‪7985 ،‬م) ‪،‬‬
‫ص‪.756‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الدخيل ‪ ،‬الدولة الفاطمية ‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 70‬؛ ؛ السجالت المستنصرية ‪ ،‬ص‪ 792‬؛ الباشا ‪ ،‬حسن‬
‫‪ ،‬األلقاب األسالمية في التاريخ والوثائق واآلثار ‪ ،‬ط‪( ، 7‬القاهرة‪ :‬الدار الفنية للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫‪7989‬م) ‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.76‬‬
‫(‪)6‬‬
‫الوزير ابو القاسم شاهنشاه االفضل بن امير الجيوش بدر الجمالي ‪ ،‬تولى الو ازرة عند اشتداد‬
‫مرض والده بدر الجمالي في سنة(‪785‬ه‪7097/‬م) وتوفي مقتوال سنة (‪777‬ه‪7727/‬م) وكان له‬
‫دو ار بار از في انقسام الدعوة االسماعيلية للمزيد ُينظر‪ :‬ابن خلكان ‪ ،‬وفيات ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص ‪-778‬‬
‫‪.777‬‬
‫(‪)7‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫﴿ ‪﴾ 73‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫مما يدل ان الوزير بدر الجمالي كان يعد ولده االفضل لخالفته في‬ ‫(‪)1‬‬
‫على المنابر‬
‫منصب الو ازرة‪ .‬وقد توفي الخليفة الفاطمي المستنصر في السنة نفسها التي توفي فيها‬
‫وزيره بدر الجمالي(‪ ،)2‬لتدخل الدولة الفاطمية مرحلة جديدة في تاريخها ‪ ،‬كان من سماتها‬
‫ضعف الخلفاء وفقدانهم لسلطاتهم ‪ ،‬وهيمن الوزراء على مقاليد الحكم ‪ ،‬ودخلوا في‬
‫صراعات على منصب الو ازرة الذي ادى الى ضعف الدولة داخليا‪ ،‬وانعكس ذلك على‬
‫اوضاعها الخارجية ‪ ،‬فخسرت اجزاءاً واسع ًة من اراضيها‪ ،‬االمر الذي ادى في نهاية‬
‫المطاف الى سقوطها‪ .‬وهذا ما سيتم تناوله في الفصلين القادمين ان شاء هللا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫السجالت المستنصرية ‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.77‬‬
‫﴿ ‪﴾ 75‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫االوضاع الخارجية وتقلّص رقعة الدولة الفاطمية‬
‫شهدت الدولة الفاطمية في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل (‪-725‬‬
‫مر سابقا‪ -‬وقد أثّرت هذه الظروف‬
‫‪785‬ه‪5307-5307/‬م) اوضاعا داخلية سيئة –كما ّ‬
‫على اوضاعها الخارجية ‪ ،‬فدخلت في صراعات مع اعدائها ّادى الى تقّلص رقعتها‬
‫والسيما ان تلك الصراعات كانت على جبهات عدة ‪ ،‬كالدولة العباسية واالمبراطورية‬
‫وشمال أفريقية والحجاز‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫البيزنطية وبعض الحركات االنفصالية في مدينة حلب‬

‫أوال‪ :‬الصراع مع المرداسيين في حلب ‪:‬‬

‫كانت لمدينة حلب دو ار بار از في تاريخ الدولة الفاطمية في عهد الخليفة الفاطمي‬
‫‪ ،‬أدى الى‬ ‫(‪)2‬‬
‫المستنصر باهلل ‪ ،‬اذ دخل الفاطميون في صراع مع أمراءها المرداسيين‬
‫استنزاف القوى الفاطمية المادية والعسكرية الى حد كبير ‪ .‬والجدير بالذكر ان لمدينة‬
‫حلب أهمية إستراتيجية كبيرة للدولة الفاطمية من الناحية العسكرية ألنها تمثل سدا منيعا‬
‫لمواجهة التحركات التي يمكن ان تقوم بها اإلمبراطورية البيزنطية لبسط نفوذها على بالد‬
‫الشام ‪ .‬واألمر ذاته ينطبق على الخالفة العباسية في العراق‪ ،‬فكان على الدولة الفاطمية‬
‫بذل قصارى جهدها للتصدي للمحاوالت الرامية الى نزع حلب من نفوذها‪.‬‬

‫مدينة عظيمة من مدن الشام بينها وبين انطاكية يوم وليلة ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ج‪ ، 2‬ص ص ‪.287-282‬‬


‫(‪ُ )2‬ينسب المرداسيون الى صالح بن مرداس من قبلية كلب الذي تمكن من االستيالء على مدينة‬
‫حلب في سنة (‪757‬ه‪5327/‬م) ودخل في صراع وأسرته من بعده مع الدولة الفاطمية للسيطرة‬
‫على مدينة حلب‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪ 505‬وما بعدها‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 75‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫عندما تولى الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل الخالفة في سنة (‪٧٢٤‬ه ‪-‬‬
‫حاكما على مدينة حلب ‪ ،‬فأرسل له المستنصر خلعا‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪٠١07‬م) ‪ ،‬كان نصر المرداسي‬
‫‪ ،‬ولقبه " مختص األمراء ‪ ،‬خاصة اإلمامة ‪ ،‬شمس الدولة ومجدها ‪ ،‬ذو العزيمتين"(‪.)2‬‬
‫قد شق‬ ‫(‪)3‬‬
‫إال أن والي الفاطميين على مدينة دمشق أمير الجيوش انوشتكين الدزبري‬
‫عليه التقارب الكبير بين الخالفة الفاطمية ونصر بن صالح المرداسي ‪ ،‬سيما وان الخليفة‬
‫(‪)5‬‬
‫الفاطمي المستنصر باهلل قد منح مدينة حمص(‪ )4‬إلى األمير نصر بن صالح المرداسي‬
‫‪ ،‬فخشي الدزبري على نفوذه في بالد الشام ‪ ،‬فسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعى الى الوقيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة بنصر‬
‫بن صالح ‪ ،‬واخذ يعد العدة لمواجهتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ‪ ،‬وجمع جيوشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ‪ ،‬لكنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه كان‬
‫يخشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى من ت ـدخ ـ ـ ـ ـل اإلمبراطوري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫(‪)1‬‬
‫نصر بن صالح المرداسي ‪ ،‬تولى حكم مدينة حلب بعد مقتل والده صالح المرداسي في سنة‬
‫(‪٧٢١‬ه ‪٠١٢١ -‬م) وتوفي مقتوال في صراعه مع الجيش الفاطمي سنة (‪٧٢١‬ه ‪٠١١5 -‬م)‬
‫للمزيد ُينظر‪ :‬ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ‪ 237‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، ٠‬ص‪.٢٠٠‬‬
‫(‪)3‬‬
‫االمير الم ظفر ‪ ،‬امير الجيوش ‪ ،‬ابو منصور انوشتكين ‪ ،‬مملوك تركي من بالد ما وراء النهر‪،‬‬
‫قدم الى مصر في سنة (‪٧١١‬ه ‪٠١٠٢ -‬م) وترقى في المناصب وتولى عدة واليات في بالد‬
‫الشام ومنها دمشق في سنة (‪٧٠١‬ه ‪٠١2٨ -‬م) وتمكن من القضاء على االضطربات التي كانت‬
‫تثيرها القبائل العربية في بالد الشام ‪ ،‬اال ان الوزير ابا القاسم الجرجرائي كان يخشى من نفوذ‬
‫الدزبري ‪ ،‬فعمل على االيقاع به واتهمه بالخيانة ‪ ،‬وتوفي في سنة (‪٧١١‬ه ‪٠١٧٠ -‬م) وقيل في‬
‫سنة (‪٧١٤‬ه ‪٠١٧٧ -‬م) ‪ .‬للمزيد ُينظر ‪ :‬ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ص‪.٠٢٤ -٠٠٤‬‬
‫(‪ )4‬بالكسر ثم السكون والصاد مهملة بلد مشهور قديم كبير مسور وفي طرفه القبلي قلعة حصينة‬
‫على تل عال كبيرة وهي بين دمشق وحلب‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.032‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج ‪ ،٢‬ص‪.٠٨٤‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫﴿ ‪﴾ 78‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫يطلب منهم‬ ‫(‪)2‬‬


‫البيزنطية لحمايته(‪ ،)1‬فعمل على كسب حيادها وارسل إلى القسطنطينية‬
‫عدم التدخل ‪ ،‬وفي مقابل ذلك ؛ يتعهد األمير الدزبري بدفع االموال نفسها التي كان‬
‫يدفعها نصر بن صالح ‪ ،‬ولم تبد اإلمبراطورية البيزنطية اعتراضا على عرض الدزبري(‪.)3‬‬
‫خرج الدزبري بجيشه لمالقاة نصر بن صالح سنة (‪720‬ه‪5305/‬م)‪ ،‬وكان نصر حانقا‬
‫‪ .‬لما علم نصر بخروج جيش‬ ‫(‪)4‬‬
‫على الدزبري النه تسبب بمقتل والده صالح المرداسي‬
‫الدزبري جمع عساكره وخرج لمالقاته ‪ ،‬فالتقى الطرفان بالقرب من سلمية‪ ،‬ودارت رحى‬
‫معركـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة انكسر فيها جيش نصر(‪ ،)5‬واسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتولى الدزبري على مدين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪ ،‬وتمك ـ ـن نـصر بن صـ ـ ـ ـ ـ ـالح من جمع قواتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه‬ ‫(‪)7( )6‬‬
‫حم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاه‬

‫(‪)1‬‬
‫كان االمير نصر بن صالح المرداسي قد عقد اتفاقية مع االمبراطورية البيزنطية في (‪٧٢٢‬ه ‪-‬‬
‫‪٠١١٠‬م) تعهد بموجبها بدفع جزية سنوية مقدارها خمسمائة الف درهم ‪ .‬ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب‬
‫‪ ،‬ج‪ ، ٠‬ص ‪.٢٠٠‬‬
‫(‪ )2‬هي دار ملك الروم ‪ ،‬بينها وبين بالد المسلمين البحر المالح وبينها وبين عمورية ستون ميالً ‪،‬‬
‫ويطيف بها خليج من البحر من وجهين مما يلي الشرق والشمال‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان‬
‫‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص ص ‪.078-075‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪،‬ج‪ ، ٠‬ص‪.٢٠١‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كان الخليفة الفاطمي الظاهر العزاز دين هللا (‪٧٢٤-٧٠٠‬ه ‪٠١١١-٠١23 /‬م) قد ارسل جيشا‬
‫بقيادة امير الجيوش انوشتكين الدزبري للقضاء على االضطرابات في بالد الشام ‪ ،‬فالتقى بصالح‬
‫بن مرداس في االقحوانة بالقرب من بحيرة طبرية ‪ ،‬فُقتل صالح بن مرداس في سنة (‪٧٢١‬ه ‪-‬‬
‫‪٠١٢١‬م) ‪ .‬للمزيد ُينظر ‪ :‬االنطاكي ‪ ،‬يحيى بن سعيد بن يحيى ‪( ،‬ت‪٧١٨‬ه ‪٠١٤٤ -‬م )‪ ،‬تاريخ‬
‫االنطاكي المعروف بصلة تاريخ اوتيخا‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمر عبد السالم تدمري ‪ ،‬ط‪( ، 5‬لبنان ‪ ،‬طرابلس‬
‫‪ :‬جروس برس ‪٠١١١،‬م) ‪ ،‬ص‪ ٧٠٠‬؛ ماجد ‪ ،‬المستنصر ‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٠١‬‬
‫من مدن الشام بينها وبين دمشق خمسة ايام وبينها وبين حلب اربعة ايام‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم‬ ‫(‪)6‬‬

‫البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪033‬‬


‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.٠٨٤‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫﴿ ‪﴾ 70‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫‪ ،‬وانتصر الدزبري وُقتل نصر‬ ‫(‪)2‬‬


‫بالقرب من كفر طاب‬ ‫والتقى بالدزبري في لطمين‬
‫(‪)1‬‬

‫سنة (‪720‬ه‪5305/‬م)‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫بن صالح‬

‫شقيق نصر‬ ‫(‪)4‬‬


‫بعد انتهاء المعركة استولى معز الدولة ثمال بن صالح المرداسي‬
‫بن صالح المرداسي على حلب ‪ ،‬اال انه ما لبث ان فر من المدينة بعد قدوم جيش‬
‫الدزبري لالستيالء عليها وتمكن من دخولها في الثامن من رمضان سنة (‪٧٢١‬ه‬
‫‪٠١١5/‬م)(‪.)5‬‬

‫اصبحت بالد الشام خاضعة للدولة الفاطمية بفضل جهود واليهم على دمشق‬
‫امير الجيوش انوشتكين الدزبري الذي ابلى بالءا حسناً للسيطرة على مدينة حلب ‪ ،‬اال‬
‫ان استقرار االوضاع في حلب لم يدم طويال ‪ ،‬اذ سرعان ما القت المؤامرات والدسائس‬
‫بضاللها على االوضاع ال في حلب فحسب ‪ ،‬بل في عموم بالد الشام ‪ ،‬وذلك الن‬
‫الوزير الجرجرائي قد ثُقل عليه استيالء الدزبري على مدينة حلب ألنه لم يكن برأيه‪،‬‬
‫فكاتب والة الشام بترك االنقياد له‪ ،‬وكتب توقيعا عن المستنصر لثمال بن صالح بحلب‪،‬‬
‫وشرط عليه ان يحمل جميع ما بقلعتها من المال الى الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل ‪،‬‬
‫وكاتب اجناد دمشق ‪ ،‬واغراهم به فثاروا عليه(‪ .)6‬فهرب الدزبري الى حلب وتوفي فيها‬

‫كورة من اعمال حمص وبها حصن ‪ ،‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪،‬ج‪ ،7‬ص‪.55‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫كفر طاب بلد بين المعرة ومدينة حلب ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.753‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪ ٠٨٤‬؛ ماجد ‪ ،‬المستنصر ‪ ،‬ص‪.90‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬معز الدولة ابو علوان ثمال بن صالح توّلى حكم مدينة حلب سنة (‪700‬ه‪5375/‬م) ‪ ،‬كانت‬
‫عالقته متذبذبة مع الدولة الفاطمية ودخل في صر ٍ‬
‫اعات عدة معها وتوفي في سنة‬
‫(‪777‬ه‪5395/‬م)‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ‪ 257‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )5‬المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪ ٠٨٤‬؛ ماجد ‪ ،‬المستنصر ‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ،٨‬ص‪ ٢١٢‬؛ ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪ ،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٠١‬‬
‫﴿ ‪﴾ 93‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫في الخامس عشر من جمادي االخرة ‪ ،‬سنة (‪٧١١‬ه‪٠١٧٢ /‬م) (‪ .)1‬وهكذا تخلص الوزير‬
‫الجرجرائي من اشد المنافسين له في النفوذ والسيطرة والذي كان يشكل خط ار كبي ار على‬
‫مكانته وانفراده في السلطة‪ ،‬وستدفع الدولة الفاطمية نتيجة لتلك المؤامرات ثمنا باهضا‬
‫في حلب خصوصا وبالد الشام عموما ‪ ،‬وذلك الفتقار الدولة الى قائد عسكري بكفاءة‬
‫امير الجيوش انوشتكين الدزبري وحنكته والذي بمقدوره الحفاظ على بالد الشام من اعداء‬
‫الدولة الفاطمية ‪.‬‬

‫عاد معز الدولة ثمال بن صالح الى حلب بعد وفاة الدزبري ومعه تفويض الخليفة‬
‫الفاطمي المستنصر باهلل لحكم المدينة ‪ ،‬وخاض عدة معارك مع انصار الدزبري ‪ ،‬وتمكن‬
‫من دخولها في السابع والعشرين من جمادي االخرة سنة (‪٧١١‬ه‪٠١٧٢/‬م)(‪ ، )2‬غير أن‬
‫انصار الدزبري قد احتموا في القلعة ‪ ،‬وقد حاصرها ثمال بن صالح لسبعة اشهر ثم‬
‫اضطروا الى تسليم القلعة بعد اخذ االمان النفسهم‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫استقرت االوضاع في حلب لمعز الدولة ثمال بن صالح ‪ ،‬وسعى الى عقد معاهدة‬
‫حماية مع االمبراطورية البيزنطية ‪ ،‬فارسل رسوال الى اإلمبراطورة تيودو ار‬
‫(‪٧١١‬ه‪٠١٧٢/‬م)‪ ،‬عارضا عليها ضم حلب الى االمبراطورية البيزنطية ‪ ،‬فوافقت‬
‫اإلمبراطورة على عرضه على ان يدفع الجزية السنوية نفسها التي كان اخوه نصر يدفعها‬
‫سابقا ومقدارها خمسمائة الف درهما في سنة (‪٧١٤‬ه‪٠١٧١/‬م)(‪ .)4‬ومن الواضح ان معز‬
‫الدولة ثمال كان يستشعر الخطر القادم من القاهرة ‪ ،‬وان الدولة الفاطمية ستسعى الى‬

‫ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪ 503‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،٢‬ص‪ ٠٨٨‬؛ ماجد‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المستنصر ‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪،٨‬ص‪٢١١‬؛ ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٢١‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،٠‬ص‪ ٢٢٠‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪.503‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،٠‬ص ص‪.٢٢١-٢٢٢‬‬
‫﴿ ‪﴾ 95‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫استعادة حلب ‪ ،‬فاقدم على االستعانة باالمبراطورية البيزنطية لمساعدته في حالة تعرض‬
‫حلب الى أي هجوم يمكن للدولة الفاطمية القيام به‪ .‬ادرك الوزير الفاطمي الجرجرائي‬
‫صعوبة ارسال الجيوش لمقاتلة معز الدولة ثمال وانه من األفضل إتباع الحل السلمي‬
‫معه بدال من استنزاف الموارد المادية والعسكرية في حروب قد اليكون من وراءها طائل‪،‬‬
‫فسعى مع الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل الى االتفاق مع معز الدولة ثمال ‪ ،‬واعترف‬
‫الخليفة المستنصر باهلل بحكم ثمال على مدينة حلب وشمال الشام ‪ ،‬بمقابل ان يتعهد‬
‫معز الدولة ثمال بإعادة األموال التي تركها الدزبري في حلب وان يدفع مبلغ عشرين‬
‫آلف دينا ار سنويا ‪ ،‬فتم االتفاق بين الطرفين على هذه الشروط في و ازرة الفالحي (‪.)1‬‬

‫اال ان العالقات بين الدولة الفاطمية والمرداسيين قد ساءت الن معز الدولة لم‬
‫يف بالتزاماته مع الخليفة المستنصر باهلل بدفع ما عليه من اموال لسنتين متتاليتين‪ ،‬مما‬
‫ادى الى استياء الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وغضبه ‪ ،‬فاوعز الى واليه على دمشق‬
‫ناصر الدولة بن حمدان بتجريد حملة بقيادته والخروج لالستيالء على حلب في سنة‬
‫‪ ،‬ووصل‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬فاستولى ناصر الدولة على حماه ومعرة النعمان‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪٧٧١‬ه ‪٠١٧٨ /‬م)‬
‫ناصر الدولة الى حلب وقد واجهته مقاومة شديدة من الحلبيين ‪ ،‬وخاض معارك عديدة‬
‫من دون طائل ‪ ،‬االمر الذي دفعه الى االنسحاب الى دمشق ‪ ،‬وفي اثناء‬

‫‪.‬‬ ‫عودته داهمه سيل جارف هلك فيه عدد كبير من عساكره‬
‫(‪)4‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.٢١٠‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.٢١٠‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪ )3‬معرة النعمان من اعمال حمص بين حماه وحلب ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪:‬ج‪ ،7‬ص‪.579‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪،‬ج‪ ،٨‬ص‪ ٢٨٧‬؛ ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪،‬ج‪ ،٠‬ص ص‪ ٢٢٧ -٢٢١‬؛‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.٢١٠‬‬
‫﴿ ‪﴾ 92‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫كان على الدولة الفاطمية ايجاد حلول حاسمة وجذرية للصراع على مدينة حلب‪،‬‬
‫فأعد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل جيشا كبي ار قوامه ثالثين الف مقاتالً ‪ ،‬وانيطت‬
‫‪ ،‬وامره بالتوجه الى حلب واالستيالء عليها ‪ ،‬وقد خرج الخليفة‬ ‫(‪)1‬‬
‫قيادته الى رفق الخادم‬
‫المستنصر باهلل بنفسه لتوديع الجيش وكاتب والة الشام وامرهم بالتعاون مع القائد رفق‬
‫‪ .‬ويبدو ان معز الدولة ثمال قد طلب من االمبراطورية البيزنطية‬ ‫الخادم واالنقياد له‬
‫(‪)2‬‬

‫التوسط بينه وبين الدولة الفاطمية للتوصل الى حل سلمي ‪ ،‬فارسلت االمبراطورية‬
‫البيزنطية رسوال إلى القاهرة إلجراء المفاوضات مع الفاطميين والسيما ان االمبراطورية‬
‫البيزنطية كانت تحرص على بقاء معز الدولة ثمال حاكما على مدينة حلب لخشيتها من‬
‫استيالء الفاطميين على المدينة مما يهدد اراضي االمبراطورية (‪ ،)3‬اال ان هذه السفارة‬
‫فشلت في تحقيق غايتها المنشودة ‪ .‬والراجح ان الدولة الفاطمية كانت تسعى الى االستيالء‬
‫على حلب نهائيا ‪ ،‬ولم يكن ليرضيها القبول بانصاف الحلول ‪ ،‬سيما وانها قد عقدت‬
‫اتفاقية مع معز الدولة ثمال من قبل ‪ ،‬ولم يلتزم بها‪.‬‬

‫توجه القائد رفق الخادم الى دمشق ومنها سار الى حلب ووصل اليها في محرم‬
‫سنة (‪٧٧٠‬ه ‪٠١٧١/‬م) وحاصرها ‪ ،‬غير انه انهزم وتم اسره بعد ان ُجرح في المعركة‬
‫وتوفي بعد ثالثة ايام في حلب(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬ابو فضل رفق المستنصري ‪ ،‬كان من خدم الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وقد وّاله مدينة دمشق‬
‫وجهه الخليفة الى حرب المرداسيين في حلب فتم اسره وتوفي في اسره في سنة (‪775‬ه ‪/‬‬
‫‪،‬و ّ‬
‫‪5370‬م) ‪ .‬ابن العديم ‪ ،‬بغية الطلب ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص ص ‪.0958-0957‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، ٢‬ص ص‪.٨ -٤‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.8‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، ٢‬ص ص ‪ ٠١ -١‬؛ ابن لعديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪،‬ج‪،٠‬ص ‪.٢٢٤‬‬
‫﴿ ‪﴾ 90‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫بادر معز الدولة ثمال الى الصلح مع الخليفة المستنصر باهلل ‪ ،‬فقام كبادرة لحسن‬
‫النوايا باطالق سراح جميع الذين تم اسرهم في حملة رفق الخادم وسيرهم الى مصر ‪،‬‬
‫كما وانه ارسل زوجته وابنه الى القاهرة ‪ ،‬واستقبلهم الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل‬
‫بحفاوة بالغة وأكرمهم وزاد في ألقاب معز الدولة ثمال (‪ .)1‬ويمكن القول ان معز الدولة‬
‫ثمال المرداسي قد ايقن صعوبة بقاء عالقاته مع الدولة الفاطمية بين مد وجزر ‪ ،‬وانه‬
‫من االفضل التفاهم مع القاهرة وعقد الصلح من اجل حقن الدماء واستقرار االوضاع ‪،‬‬
‫ولم يكن امام الدولة الفاطمية سوى القبول بالصلح مع المرداسيين سيما وان الفاطميين‬
‫قد استحال عليهم تحقيق هدفهم باالستيالء على حلب بعد وفاة الدزبري وخسارتهم العداد‬
‫كبيرة من عساكرهم ‪ ،‬هذا فضال عن ارهاق خزينة الدولة في الحملتين الفاشلتين لناصر‬
‫الدولة بن حمدان ورفق الخادم ‪.‬‬

‫استقرت االوضاع لمعز الدولة ثمال‪ ،‬واستمرت العالقات الحسنة مع الفاطميين‪،‬‬


‫اال ان ثمال قد دخل في نزاعات مع امراء قبيلته الكالبيين في حلب ‪ ،‬فكتب الى الخليفة‬
‫الفاطمي المستنصر باهلل بطلب تسليم حلب اليه ‪ ،‬على ان يعوض ـ ـ ـ ـ ـ ـه الخليفة‬
‫المس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتنصر بمدن اخرى ‪ .‬اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجاب المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتنصر الى طلبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ومنحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه‬

‫ابن العديم ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،٠‬ص ص ‪ ٢٢٤ -٢٢٤‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪،٢‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ص‪ ٢٠١‬؛ ماجد ‪ ،‬المستنصر ‪ ،‬ص‪.52‬‬


‫﴿ ‪﴾ 97‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫وعكا وجبيل(‪ ،)2‬وارسل نوابه وتسلموا مدينة حلب وذلك في سنة (‪٧٧٨‬ه ‪/‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫بيروت‬
‫‪ .‬سار معز الدولة ثمال الى مصر واقام بها ‪ ،‬واكرمه الخليفة المستنصر‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪٠١١٤‬م)‬
‫باهلل(‪.)4‬‬

‫وفي سنة (‪٧١٢‬ه‪٠١٤١/‬م) استولى عز الدولة محمود بن نصر المرداسي‬


‫(‪)5‬‬

‫على حلب وقطع الخطبة للمستنصر ‪ ،‬فجهزت القاهرة جيشا وسيرته الى حلب بقيادة‬
‫ناصر الدولة بن حمدان ‪ ،‬وخاض معارك عدة مع عز الدولة محمود بن نصر ‪ ،‬اال ان‬
‫الجيش الفاطمي قد انهزم وسيطر عز الدولة محمود على المدينة(‪.)6‬‬

‫ارسل الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل معز الدولة ثمال الى حلب وطلب منه‬
‫استعادة المدينة من ابن اخيه عزالدولة محمود بن نصر وجهزه باالموال ‪ ،‬وسار الى‬
‫معرة النعمان واجرى االتصاالت مع شيوخ القبائل في مدينة حلب وما حولها ‪ ،‬فانضمت‬
‫وتمكن من هزيمة ابن اخيه واستعاد المدينة في شهر ذي الحجة‬
‫اليه أعداد كبيرة منهم‪ّ ،‬‬
‫من سنة (‪٧١٢‬ه‪٠١٤١/‬م) بعد معارك عدة(‪ )7‬وبقي معز الدولة ثمال بن صالح في حلب‬

‫(‪)1‬‬
‫مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام تعد من أعمال دمشق بينها وبين صيداء ثالثة فراسخ‪.‬‬
‫ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪،5‬ص‪.727‬‬
‫جبيل مدينة شرق مدينة بيروت على بعد ثمانية فراسخ منها ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬المصدر نفسه‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.530‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب‪،‬ج‪ ،٠‬ص ص‪ ٢١١ -٢١٢‬؛ ماجد ‪ ،‬المستنصر ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢١١‬‬
‫(‪)5‬‬
‫عز الدولة محمود بن نصر بن صالح المرداسي ‪ ،‬تولى حكم حلب لمرات عدة ابتداء من سنة‬
‫(‪٧١٢‬ه‪5393/‬م) ‪ ،‬وفي عهده ُقطعت الخطبة للفاطميين واُقيمت للعباسيين للمزيد ُينظر ‪ :‬ابن‬
‫العديم ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،٠‬ص ‪ ٢١٧‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪،‬ج‪ ،٢‬ص ص‪.٢٢-٢٠‬‬
‫(‪)7‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪،‬ج‪ ،٠‬ص ص ‪٢٧٠ -٢٧١‬‬
‫﴿ ‪﴾ 97‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫الى ان توفي في الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة(‪٧١٧‬ه‪٠١92/‬م) وقد أوصى قبل‬


‫ليتولى حكم حلب من بعده (‪ ،)2‬ودخل عز الدولة عطية في‬ ‫(‪)1‬‬
‫وفاته إلى أخيه عطية‬
‫صر ٍ‬
‫اعات مع ابن اخيه عز الدولة محمود بن نصر أنتهت بتولي محمود حكم مدينة حلب‬
‫في سنة (‪٧١٤‬ه‪٠١٤١/‬م)(‪ .)3‬وبهذا بدات صفحة جديدة في تاريخ مدينة حلب فيها‬
‫عادت المدينة مع اجزاءٍا و ٍ‬
‫اسعة من بالد الشام الى حظيرة الخالفة العباسية كما سيرد‬
‫ذكره بعد ان استنزفت الدولة الفاطمية ماديا وعسكريا لما يقرب من اربعة عقود‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬انفصال المغرب‪:‬‬

‫لم تقتصر المشكالت التي واجهت الدولة الفاطمية في عهد خالفة المستنصر‬
‫باهلل على مشرق الدولة الفاطمية ‪ ،‬بل امتدت الى مغربها ‪ ،‬اذ دخل الفاطميون في صراع‬
‫الذي ادى في نهاية المطاف الى خروج المغرب من‬ ‫(‪)5‬‬
‫في القيروان‬ ‫(‪)4‬‬
‫دام مع الزيريين‬
‫قبضة الفاطميين عقائديا وسياسيا ‪ ،‬وكان سبب هذا الصراع قيام االمير الزيري المعز‬

‫(‪)1‬‬
‫هو اسد الدولة ابو ذؤابة عطية بن صالح بن مرداس ‪ ،‬تولى حكم حلب بعد وفاة اخيه معز الدولة‬
‫ثمال بن صالح في سنة (‪٧١٧‬ه‪٠١٤٢/‬م) الى سنة (‪٧١٤‬ه‪٠١٤١/‬م) بعد استيالء ابن اخيه عز‬
‫الدولة على المدينة وتوفي في القسطنطينية سنة (‪٧٤0‬ه ‪5353 /‬م) ‪ .‬للمزيد ُينظر ‪ :‬ابن العديم‬
‫‪ ،‬زبدة الحلب ‪ ،‬ج‪ ،٠‬ص‪ ٢٧٤‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٧١‬‬
‫(‪ )3‬ابن العديم ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢١٢‬‬
‫ينسب الزيريون الى بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي الذي توّلى حكم المغرب ٍ‬
‫بعهد من الخليفة‬ ‫(‪)4‬‬
‫ُ‬
‫الفاطمي المعز لدين هللا (‪097-075‬ه ‪057-072 /‬م) عندما رحل الى مصر في سنة (‪092‬ه‬
‫‪052 /‬م )‪ .‬المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص‪.572‬‬
‫القيروان مدينة عظيمة بإفريقية غبرت ده ار وليس بالمغرب مدينة أجل منها‪ .‬ياقوت الحموي ‪،‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.723‬‬


‫﴿ ‪﴾ 99‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫بقطع الخطبة للفاطميين واعالن الدعوة للعباسيين ‪ .‬وقد تباينت اراء‬ ‫(‪)1‬‬
‫بن باديس‬
‫المؤرخين في تحديد سنة خروج االمير المعز بن باديس على الدولة الفاطمية فيحدد‬
‫ابن االثير (ت ‪903‬ه ‪٠٢١٢/‬م) أن هذه القطيعة حدثت في سنة (‪٧١١‬ه‪٠١٧١/‬م)‪،‬‬
‫فيذكر انه " في هذه السنة اظهر المعز ببالد افريقية الدعاء للدولة العباسية ‪ ،‬وخطب‬
‫لالمام القائم بامر هللا ‪ ،...‬ووردت عليه الخلع والتقليد ببالد افريقية وجميع ما يفتحه ‪...‬‬
‫‪ ،‬في حين اورد ابن عذارى‬ ‫وارسل اليه سيف وفرس واعالم عن طريق القسطنطينية"‬
‫(‪)2‬‬

‫(ت ‪552‬ه‪5052/‬م) الخبر في احداث سنة (‪٧١٢‬ه‪٠١٧١/‬م)(‪ .)3‬اما لسان الدين ابن‬
‫(ت ‪557‬ه‪5250/‬م) فقد وضع الخبر في حوادث سنة (‪٧٧٠‬ه‪٠١٧١/‬م)‬ ‫(‪)4‬‬
‫الخطيب‬
‫وال يمكن تحديد تاريخ قطع الخطبة للفاطميين واعالنها للعباسيين في القيروان بدقة ‪ ،‬اال‬
‫انه من الراجح انها كانت حوالي سنة (‪٧٧٢‬ه‪٠١١١/‬م) وذلك لوجود محاوالت من قبل‬
‫الوزير الفاطمي اليازوري (‪٧٧٢‬ه‪٧١١-‬ه‪٠١١١/‬م‪٠١١٨-‬م) لثني األمير المعز بن‬

‫(‪)1‬‬
‫المعز بن باديس بن المنصور بن بلكين ‪ ،‬رابع امراء الزيريين في افريقية ‪ ،‬تولى الحكم في سنة‬
‫(‪٧١٤‬ه‪ ٠١٠١/‬م) ‪ ،‬وله من العمر ثمان سنين‪ ،‬وقد حمل الناس على اتباع المذهب المالكي ‪،‬‬
‫وقطع الخطبة للفاطميين وحارب التشيع وتوفي في المهدية سنة (‪٧١٧‬ه‪٠١٤٢/‬م)‪ .‬ابن عذارى‪،‬‬
‫ابو عبدهللا محمد بن محمد المراكشي كان حيا سنة(‪٤٠٢‬ه‪٠١٠٢/‬م) ‪ ،‬البيان المغرب في اخبار‬
‫االندلس والمغرب ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬كوالن ‪ ،‬وليفي بروفنسال ‪ ،‬ط‪( ،١‬بيروت‪ :‬دار الثقافة ‪٠١١٨ ،‬م)‪،‬‬
‫ج‪ ،٠‬ص‪ ٢٤٤‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الكامل ‪ ،‬ج‪ ،٨‬ص ص‪.٢٤٤-٢٤١‬‬
‫(‪)3‬‬
‫البيان المغرب ‪ ،‬ج‪ ،٠‬ص‪ .٢٤١‬اال انه عاد ووضع الخبر ضمن احداث سنة(‪٧٧١‬ه‪٠١٧٨/‬م)‬
‫المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٤٤‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن سعيد الغرناطي االندلسي ‪( ،‬ت ‪557‬ه‪5250/‬م) ‪ ،‬اعمال‬
‫االعالم فيمن بويع قبل االحتالم من ملوك االسالم ومايتعلق بذلك من الكالم ‪ ،‬تحقيق‪ :‬سيد‬
‫كسروي حسن ‪ ،‬ط‪( ، 5‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية ‪2330 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.027‬‬
‫﴿ ‪﴾ 95‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫باديس عن عزمه قطع الخطبة واعادته الى حظيرة الخالفة الفاطمية(‪ .)1‬وفي هذا الصدد‬
‫فان السؤال الذي يطرح نفسه ما هي االسباب التي دفعت االمير المعز بن باديس ان‬
‫يتخذ تلك الخطوة الجريئة التي هددت كيان الدولة الفاطمية ‪ ،‬وقبل االجابة عن هذا‬
‫التساؤل ‪ ،‬البد من تسليط الضوء على العالقات بين الفاطميين والمعز بن باديس قبل‬
‫اقدامه على إعالن الخطبة للعباسيين ومعرفة األجواء التي كانت تحيط باألمير الزيري‪.‬‬

‫كانت العالقات بين الدولة الفاطمية واالمير المعز بن باديس بعد توليه الحكم‬
‫باسم الفاطميين سنة(‪٧١٤‬ه‪٠١٠١/‬م) ودية على الرغم مما حدث من فتنة في القيروان‬
‫وغيرها من المناطق التي كانت خاضعة لحكمه والتي ُقتل فيها اعداد كبيرة من الشيعة‬
‫(ت ‪772‬ه‪5579/‬م) المعز بن‬ ‫في سنة (‪٧١5‬ه‪٠١٠٤/‬م) ‪ ،‬فقد حمل ابن بسام‬
‫(‪)2‬‬

‫باديس مسؤولية قتل الشيعة ومراسلته للخليفة العباسي القائم بامر هللا (‪-٧٢٢‬‬
‫‪795‬ه‪5303/‬م‪5357-‬م) الذي بدوره أرسل له ِ‬
‫الخل ْع والهدايا ‪ ،‬وقد روى ابن االثير‬
‫(ت ‪903‬ه‪ 5202/‬م) ان ما حدث للشيعة كان بتدبير من عامل المعز بن باديس على‬
‫القيروان الذي سعى للوقيعة بين الفاطميين والمعز بن باديس وإظهار المعز بمظهر‬
‫(‪)3‬‬
‫المتقاعس عن نصرة الدعوة ‪ ،‬النه علم أي (العامل) بان المعز سوف يعزله من منصبه‬
‫‪ ،‬والجدير بالذكر انه اليمكن تحميل األمير المعز بن باديس أسباب وتبعات ما حدث‬

‫ابن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص ‪ ٤١‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.٢٠١‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ابو الحسن علي بن بسام الشنتريني (ت‪١٧٢‬ه‪٠٠٧٤/‬م) ‪ ،‬الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة ‪،‬‬
‫تحقيق‪:‬احسان عباس (بيروت دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬م‪ ،٢‬ق‪ ، ٧‬ص‬
‫ص‪ ٤٠٧ -٤٠١‬؛ ابن عذارى ‪ ،‬البيان المغرب ‪ ،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٤٢‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.557‬‬
‫﴿ ‪﴾ 98‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫للفاطميين من اضطهاد وقتل في سنة (‪٧١٤‬ه‪٠١٠٤/‬م) السيما انه كان في التاسعة من‬
‫عمره حينما وقعت الفتنة ‪ ،‬ويمكن وصف ما حدث بانه فتنة بين عامة الناس(‪.)1‬‬

‫وقد علق احد الباحثين عن هذه الحادثة بقوله " أن هذه المحنة الدامية لم تكن‬
‫الدولة الزيرية مسؤولة عنها ‪ ،‬ولم تغير من سياسة الدولة الزيرية تجاه الخالفة الفاطمية‪،‬‬

‫بيد ان عامل القيروان استطاع ان يستغل صغر سن األمير ألزيري ‪ُ ،‬‬


‫ويذكي لهيب هذه‬
‫الثورة"(‪.)2‬‬

‫وال ادل على ذلك من ان الدولة الفاطمية لم تتخذ موقفا من الزيريين عموما وابن‬
‫حملهم وزر ما حدث للشيعة ‪ ،‬وان الخليفة الفاطمي الحاكم بامر‬
‫باديس خصوصا ‪ ،‬ولم تُ ّ‬
‫هللا (‪١٨٤‬ه‪٧٠٠ -‬ه‪١١٤/‬م ‪٠١٢3-‬م) سعى الى عدم الصدام مع الزيريين ‪ ،‬فأرسل‬
‫في أواخر سنة (‪٧١٤‬ه‪٠١٠٤/‬م) سجال تشريفيا لألمير المعز بن باديس ولقبه بشرف‬
‫‪ ،‬واستمرت العالقات الودية بين الجانبيين ‪ ،‬ففي سنة (‪٧٠٠‬ه‪٠١٢١/‬م) أرسل‬ ‫(‪)3‬‬
‫الدولة‬
‫الخليفة الفاطمي الحاكم بامر هللا الى المعز سيفا مكلال بالجوهر النفيس وخلعه لم ير‬
‫الناس مثلها وسجالً تشريفياً ‪ ،‬كما وصل في السنة نفسها سجالً آخر إلى المعز(‪.)4‬‬

‫وبعد وفاة الخليفة الحاكم بأمر هللا وتولي ابنه الظاهر إلعزاز دين هللا (‪-٧٠٠‬‬
‫‪٧٢٤‬ه‪٠١١7-٠١٢3/‬م) لم تنقطع العالقات الودية بين الطرفين واستمر تبادل الهدايا‪،‬‬

‫الدباغ ‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن عبدهللا االنصاري (ت‪٤١٤‬ه‪٠٢٤٤/‬م) ‪ ،‬معالم االيمان في‬ ‫(‪)1‬‬

‫معرفة اهل القيروان ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ماضور‪ (،‬تونس ‪ :‬المكتبة العتيقة ‪٠١٤٨،‬م) ‪ ،‬ج‪،١‬‬
‫ص‪.٠١٧‬‬
‫(‪ )2‬احمد ‪ ،‬حسن خضيري ‪ ،‬عالقات الفاطميين بدول المغرب ط‪( ،٠‬القاهرة ‪ :‬مكتبة مدبولي ‪ ،‬بال‪.‬ت)‬
‫‪ ،‬ص‪.١٤‬‬
‫ابن عذارى ‪ ،‬البيان المغرب ‪،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٤١‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫ابن عذارى ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٤١‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫﴿ ‪﴾ 90‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫ففي سنة (‪٧٠٨‬ه‪٠١٢٤/‬م) أرسل الخليفة الفاطمي الظاهر هدية ثمينة الى المعز بن‬
‫باديس مع سجل تشريفي بلقب جديد ‪ ،‬فأصبح ُيلقب بشرف الدولة وعزها ‪ ،‬واستقبل المعز‬
‫بن باديس رسول الخليفة الفاطمي استقباال حسنا ‪ ،‬وُقرئ السجل في جامع القيروان ‪،‬‬
‫وأمر بنسخه وإنفاذه الى األفاق(‪ ،)1‬وفي سنة (‪٧٢١‬ه‪٠١٢١/‬م)‪ .‬رد المعز بن باديس‬
‫على هدية الخليفة الفاطمي الظاهر ‪ ،‬فارسل اليه عشرين جارية مع خيول وثياب من‬
‫وغيرها ‪ .‬وأتبع الخليفة الفاطمي الظاهر هديته‬ ‫الخز المغربي ورماح من خشب الزان‬
‫(‪)2‬‬

‫االولى بهدية ثانية ‪ ،‬اشتملت على غرائب بالد الهند والصين وبالد خراسان من سائر‬
‫انواع الطيب والجوهر ومن المالبس والفرش ومن الجواري المغنيات والراقصات ‪ ،‬والخيل‬
‫العربية وغيرها(‪.)3‬‬

‫وبعد وفاة الخليفة الفاطمي الظاهر إلعزاز دين هللا وتولى ابنه المستنصر باهلل‬
‫(‪٧٨٤-٧٢٤‬ه‪٠١١٧-٠١١7/‬م) ‪ ،‬اخذ مسار العالقات ينحى منحا اخ ار ويتجه نحو‬
‫القطيعة بين القاهرة والقيروان وادى في نهاية المطاف الى انفصال المغرب عن الدولة‬
‫الفاطمية ‪ ،‬ومن ثم الصدام المسلح بين الطرفين ‪ .‬فتشير الروايات التاريخية الى بروز‬
‫سني قوي ‪ ،‬القى بظالله على المغرب عموما وال سيما على المعز بن باديس ‪،‬‬
‫تيار ّ‬
‫فيروي ابن عذارى (ت ‪552‬ه‪5052/‬م) ان المعز بن باديس كان قد تتلمذ على يد احد‬
‫السّنة وفقا للمذهب المالكي ‪ " ،‬لما‬
‫الفقهاء المالكية ‪ ،‬الذي غرس في نفسه اصول اهل ُ‬

‫ابن عذارى ‪ ،‬البيان المغرب ‪ ،‬ج‪ ، ٠‬ص‪.٢٤٠‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ابن الزبير ‪ ،‬رشيد الدين ابو الحسين احمد بن علي بن ابراهيم بن الزبير ‪(،‬ت ‪١٤٢‬ه‪٠٠٤٤ /‬م)‬
‫‪ ،‬الذخائر والتحف ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد حميد هللا ‪(،‬الكويت‪ :‬د‪.‬مط ‪٠١١١،‬م) ‪ ،‬ص‪.٤١‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن رشيق القيرواني ‪ ،‬ابو علي بن الحسن االزدي‪( ،‬ت ‪٧١٤‬ه‪٠١٤٧/‬م) ‪ ،‬العمدة ‪( ،‬القاهرة‪:‬‬
‫د‪.‬مط ‪٠١٤١،‬م)‪ ،‬ص ص‪ ٢٢١-٢٢٨‬؛ ابن الزبير ‪ ،‬الذخائر والتحف ‪ ،‬ص ص‪.٤٠-٤١‬‬
‫﴿ ‪﴾ 53‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫يخطبون لهم بافريقية‪ ،‬ويذكرون‬ ‫(‪)1‬‬


‫رحلوا بنو عبيد الى مصر‪ ،‬لم تزل ملوك صنهاجة‬
‫اسماءهم على المنابر‪ ،‬وتمادى االمر على ذلك حتى قطع اهل القيروان صالة الجمعة‬
‫ف ار ار من دعوتهم وتبديعا إلقامتها بأسمائهم ‪ ...‬الى ان تناهى الحال حتى لم يحضر‬
‫الجمعة من اهل القيروان احد فتعطلت الجمعة ده ار " (‪ .)2‬وقد اضطر المعز بن باديس‬
‫السّني المتصاعد ‪ ،‬فأقدم على قطع الخطبة عن الفاطميين‬
‫الى االستجابة الى الراي العام ُ‬
‫والقيروان وغيرها من المدن‬ ‫(‪)3‬‬
‫وإقامة الدعوة للعباسيين من على منابر افريقية وتونس‬
‫التابعة لها‪ .‬ولقد برر المعز بن باديس استمرار عالقاته مع الخالفة الفاطمية والتاخر في‬
‫قطع الخطبة عنهم وذلك لمدا ارة حجاج بيت هللا الحرام والمسافرين المارين باألراضي‬
‫الفاطمية (‪.)4‬‬

‫وبناء على ما تقدم ‪ ،‬يمكن القول ان هذا التحول الذي حدث في سياسة الدولة‬
‫الزيرية والقطيعة بين القيروان والقاهرة كانت مسايرة من السلطة الحاكمة لطبقات المجتمع‬
‫‪ ،‬ورعاي ًة لالتجاه السائد فيه ابان حكم المعز بن باديس ‪ .‬وكان من الطبيعي ان يسبق‬
‫الصدام المسلح بين الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل واالمير الزيري بعض اإلرهاصات‬
‫‪ ،‬فسعى المعز الى الوقيعة بين الخليفة الفاطمي ووزيره الجرجرائي (‪٧١٤-٧٠٨‬ه ‪/‬‬

‫صنهاجة قبيلة مغربية كبيرة من قبائل البربر ‪ُ ،‬ينسبون الى صنهاجة بن برنس بن بربر ومنهم‬ ‫(‪)1‬‬

‫الزيريون الذين خلفوا الفاطميين في حكم المغرب‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن حزم ‪ ،‬جمهرة انساب العرب‪،‬‬
‫ص‪ 795‬؛ القلقشندي ‪ ،‬نهاية األرب في معرفة انساب العرب ‪ُ ،‬عني بنشره وتصحيحه‪ :‬علي‬
‫الخاقاني ‪ ،‬ط‪( ، 5‬بغداد‪ :‬دار البيان ‪5078 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.055‬‬
‫ابن عذارى ‪ ،‬البيان المغرب ‪،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٤٤‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪ )3‬تونس الغرب بالضم ثم السكون والنون تضم وتفتح وتكسر مدينة كبيرة محدثة بإفريقية على ساحل‬
‫بحر الروم عمرت من أنقاض مدينة كبيرة قديمة بالقرب مها يقال لها قرطاجنة‪ .‬ياقوت الحموي ‪،‬‬
‫معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.93‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الدباغ ‪ ،‬معالم االيمان ‪،‬ج‪ ،١‬ص‪.٠٤٤‬‬
‫﴿ ‪﴾ 55‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫‪5377-5325‬م)‪ ،‬فارسل المعز الى الوزير الجرجرائي رسالة فيها تعظيما لمقامه ‪،‬‬
‫‪ .‬اال ان المعز بن باديس قد فشل في مسعاه‬ ‫(‪)1‬‬
‫والحط من مكانة الخليفة والفاطميين‬
‫وذلك لدهاء الجرجرائي الذي تنبه الى مكيدته ‪ ،‬فقال الصحابه " اال تعجبون من هذا‬
‫االمير ‪ ،‬صبي مغربي بربري يريد ان يخدع شيخا بغداديا عربيا"(‪ .)2‬ويبدو بشكل واضح‬
‫ان المعز بن باديس كان يسعى لجس نبض الدولة الفاطمية لمعرفة موقفها فيما اذا اقدم‬
‫على قطع الخطبة عنهم ‪ ،‬سيما وان الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل (‪-٧٢٤‬‬
‫‪٧٨٤‬ه‪5307-5307/‬م) كان شاباً وان الوزير الجرجرائي كان الرجل النافذ في الدولة‬
‫وردة فعله تعد موقفا رسميا للدولة الفاطمية‪.‬‬

‫عن ـ ـ ـ ــدما ت ـ ـ ـ ــولى الي ـ ـ ـ ــازوري ال ـ ـ ـ ــو ازرة (‪٧١١-٧٧2‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ‪5378-5373/‬م) ب ـ ـ ـ ــدأ‬
‫الصـ ــدام الـ ــدموي بـ ــين الجـ ــانبين ‪ ،‬فاقـ ــدم المعـ ــز بـ ــن بـ ــاديس علـ ــى قطـ ــع الخطبـ ــة وامـ ــر‬
‫‪ ،‬ومن ـ ــع ت ـ ــداول السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكة‬ ‫بلع ـ ــن الف ـ ــاطميين م ـ ــن عل ـ ــى المن ـ ــابر ودع ـ ــا للعباسـ ـ ـ ـ ـيين‬
‫(‪)3‬‬

‫التي ُنقش عليـ ـه ـ ـا اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماء الخلفـ ـ ـ ـ ـ ـاء الفاطميي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ‪ ،‬وامر بسـ ِّك عمل ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫(‪)1‬‬
‫لوالك‬ ‫صاحبت قوماً الخالق لهم‬
‫ُ‬ ‫عبر المعز بن باديس عن موقفه في بيت من الشعر ‪ ":‬وفيك‬
‫ّ‬
‫كنت ادري انهم ُخِلقوا" ‪ .‬التيجاني‪ ،‬ابو محمد عبدهللا بن محمد‪( ،‬ت ‪٤٠٤‬ه‪٠١٠٤/‬م)‪ ،‬رحلة‬
‫ما ُ‬
‫التيجاني ‪ ،‬قدم له حسن حسني عبدالوهاب ‪ ( ،‬ليبيا ‪:‬الدار العربية للكتاب ‪٠١٨٠،‬م ) ‪ ،‬ص‪٠١‬‬
‫حمادي ‪ ،‬الدولة الصنهاجية تاريخ إفريقية في عهد بني زيري من القرن ‪ 53‬الى‬
‫؛ الساحلي ‪ّ ،‬‬
‫القرن ‪52‬م ‪ ،‬ط‪( ، 5‬بيروت دار الغرب األسالمي ‪5002 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص‪.257‬‬
‫(‪)2‬‬
‫التيجاني ‪ ،‬الرحلة ‪ ،‬ص‪ 50‬؛ ابن ابي دينار ‪ ،‬ابو عبد هللا محمد ابي القاسم الرعيني القيرواني‪،‬‬
‫(ت ‪٠٠٠١‬ه‪٠9١٨/‬م)‪ ،‬المؤنس في اخبار افريقية وتونس ‪( ،‬تونس‪ :‬د‪.‬مط ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪.٨١‬‬
‫ابن عذارى ‪ ،‬البيان المغرب ‪،‬ج‪ ،٠‬ص‪ ٢٤٤‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص ص‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪.505-503‬‬
‫﴿ ‪﴾ 52‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫جديدة(‪ )1‬ثم ارسل للخالفة العباسية ُيعلمهم بقطع الخطبة للفاطميين والدعوة لهم ‪ ،‬وطلب‬
‫منهم الخلع ‪ ،‬فارسل الخليفة القائم بامر هللا العباسي (‪٧٤٤-٧٢٢‬ه ‪5357-5303 /‬م)‬
‫رسوال حامال معه العهد واللواء عن طريق القسطنطينية الى المعز بن باديس‪ ،‬غير ان‬
‫فحرق العهد‬
‫االمبراطورية البيزنطية القت القبض على الرسول وارسلوه الى القاهرة ‪ُ ،‬‬
‫واللواء في احتفاالت كبيرة(‪ .)2‬عندما علم الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل بما اقدم عليه‬
‫المعزبن باديس‪ ،‬سلك معه في باديء االمر السبل السلمية فكتب له " هال اقتفيت اثار‬
‫ابائك في الطاغة والوالء "(‪ .)3‬اال ان المعز رد عليه مؤكدا حقه في حكم بالد المغرب‬
‫في كتاب جاء فيه "ان ابائي واجدادي كانوا ملوك المغرب قبل ان تملكه اسالفك ‪ ،‬ولهم‬
‫عليهم من الحزم اعظم من التقديم ‪ ،‬ولو اخروهم لتقدموا باسيافهم"(‪.)4‬‬

‫أخذت الدولة الفاطمية بإتباع أسلوب أكثر شدة مع المعز بن باديس ‪ ،‬فقام الوزير‬
‫اليازوري عن طريق احد عيونه في البالط الزيري باخذ سكين من دواة المعز ‪ ،‬ثم استدعى‬
‫نائب المعز في القاهرة وطلب منه ان يرسلها الى المعز ومعها رسالة فيها " قد تلطفنا‬
‫اال ان االمير الزيري لم يرتدع ‪،‬‬ ‫في اخذ السكين ‪ ،‬ولو شئنا لتلطفنا في ذبحه بها "‬
‫(‪)5‬‬

‫فدس اليه الوزير اليازوري من اخذ نعله ‪ ،‬فطلب الوزير من نائب المعز ان يكتب الى‬
‫"هذا البربري االحمق وقل له ان عقلت وأحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنت أدبك ‪ ،‬واال جعلنا تأديبك‬

‫ابن عذارى ‪ ،‬البيان المغرب ‪ ،‬ج ‪ ،٠‬ص ‪.٢٤٨‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.٢٠٧‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ابن خلكان ‪ ،‬وفيات ‪،‬ج‪ ،١‬ص‪.٢١٧‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن خلكان ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،١‬ص‪.٢١٧‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن خلكان ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،١‬ص‪.255‬‬
‫﴿ ‪﴾ 50‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫بهذه"(‪.)1‬‬

‫لم يكترث المعز بن بأديس لتهديدات الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل ووزيره‬
‫اليازوري ‪ ،‬واصر على موقفه وعمل على اضطهاد اتباع الفاطميين والمذاهب االخرى‬
‫باستثناء المذهب المالكي الذي حمل الناس على إتباعه حتى يتم له بذلك األنفصال‬
‫الروحي والمذهبي عن الدولة الفاطمية في مصر(‪.)2‬‬

‫امتدت الحركة االنفصالية الى مناطق اخرى من شمال افريقية ‪ ،‬اذ اعلن والي‬
‫برقة(‪ )3‬الخروج على الدولة الفاطمية ودعا للخليفة العباسي القائم بأمر هللا واحرق المنابر‬
‫التي كان ُيدعى عليها للفاطميين ‪ ،‬واحرق راياتهم ‪ ،‬وتب ار منهم ‪ ،‬ولعنهم على المنابر(‪.)4‬‬

‫لم يكن بوسع الدولة الفاطمية ان تبقى مكتوفة االيدي وتقف موقف المتفرج من‬
‫هذه الحركات االنفصالية ‪ ،‬وال سيما ان المغرب هو مهد الدولة الفاطمية وان انفصاله‬
‫يشكل تهديدا خطي ار لكيانها ‪ ،‬فكان البد عليها من اتخاذ اجراءات عاجلة وحاسمة إلعادة‬
‫المغرب إلى حظيرتها ‪ ،‬وردع األقاليم األخرى التي قد تفكر في االنفصال عنها وتحذي‬
‫حذوها ‪ ،‬إال ان الضعف الذي انتاب الدولة الفاطمية نتيجة األزمات الداخلية من مجاعات‬
‫وصراع على النفوذ فضال عن المشاكل الخارجية مع المرداسيين والعباسيين واالمبراطورية‬
‫يمكنها من ارسال جيشها الى المغرب والدخول في مغامرة عسكرية ال تعرف‬
‫البيزنطية لم ّ‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪.٤١‬‬
‫(‪)2‬‬
‫العبادي ‪ ،‬احمد مختار ‪ ،‬دراسات في تاريخ المغرب واألندلس ‪ ،‬ط‪( ، 5‬األسكندرية‪ :‬مؤسسة‬
‫شباب الجامعة ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫مدينة تقع بين االسكندرية وأفريقية ‪ ،‬وهي تشمل على مدن وقرى كثيرة وهي قريبة من الساحل‬ ‫(‪)3‬‬

‫يحيط بها البربر‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص‪.088‬‬


‫ابن عذارى ‪ ،‬البيان المغرب ‪،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٨٨‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫﴿ ‪﴾ 57‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫واقطاعهم المغرب بدل‬ ‫(‪)1‬‬


‫نتائجها‪ .‬اشار اليازوري بارسال عرب بني سليم وبني هالل‬
‫من الزيريين(‪.)2‬‬

‫وال ريب ان خطة اليازوري كانت خطة ذكية وناجعة وستكون لها نتائج ايجابية‬
‫على الدولة الفاطمية سواء بنجاحها والقضاء على المعز بن باديس وإعادة الخطبة‬
‫للفاطميين او حتى بفشلها ‪ ،‬فتكون الدولة الفاطمية قد تخلصت من تلك القبائل التي تثير‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الفوضى واالضطرابات في مصر‬

‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارت القبــائــل العربيــة إلى المغرب ‪ ،‬واخــذ المعز بن بــاديس يعــد جيشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫لمواجهتها‪ ،‬والتقى الطرفان بالقرب من القيروان سنة (‪٧٧٧‬هـ ـ ـ ـ ـ‪٠١١٢/‬م)‪ ،‬ودارت رحى‬

‫المعركة‪ ،‬فانجلى الموقف بانتصار القبائل العربي ـ ـ ـة التي كان تعدادها ثالثة أالف مقاتالً‬
‫على جيش المعز المكون من ثالثي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن الف مقاتالً وذلك النفصال العرب الذين كانوا‬
‫‪ ،‬وس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعى‬ ‫(‪)4‬‬
‫في جي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـش المعز وانض ـ ـ ـ ـ ـمامهم للقبائل العربي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫(‪)1‬‬
‫ينحدر بنو هالل من عامر بن صعصعة ‪ ،‬وابناء عمومتهم بنو سليم بن قيس بن عيالن بن‬
‫مضر وكانوا يقطنون في نجد والحجاز ‪ ،‬وانظموا الى حركة القرامطة ‪ ،‬ونقلهم الخليفة العزيز‬
‫الفاطمي (‪١٤١‬ه‪١89-‬ه‪١٤١/‬م‪١١٤-‬م) الى مصر ‪ ،‬واسكنهم على الضفة الشرقية لنهر النيل‬
‫واشترط عليهم ان اليعبروا الى الضفة االخرى‪ .‬المقريزي ‪ ،‬البيان واالعراب ‪ ،‬ص‪.٢٨‬‬
‫(‪ )2‬ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪،‬ج‪،٢‬ص‪ ٠٢‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪ 505‬؛ الناصري‬
‫‪ ،‬ابو العباس احمد بن خالد (ت ‪٠057‬ه‪٠850/‬م) ‪ ،‬االستقصا الخبار المغرب االقصى ‪ ،‬تحقيق‬
‫‪ :‬جعفر الناصري ومحمد الناصري ‪ ،‬ط‪ ( ،5‬الدار البيضاء ‪ :‬دار الكتاب ‪٠١١٧،‬م) ‪ ،‬ج‪، 2‬‬
‫ص‪.٢٨١‬‬
‫مارسيه ‪ ،‬جورج ‪ ،‬بالد المغرب وعالقتها بالمشرق االسالمي في العصور الوسطى ‪ ،‬ترجمة ‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫محمود عبد الصمد هيكل ‪ ،‬ط‪( ، 5‬االسكندرية‪ :‬منشأة المعارف ‪5000 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪ 505‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.255‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫﴿ ‪﴾ 57‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫المعز بن بادي ـس إلى اس ـ ـ ـ ـتمالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة القبائل الهاللي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ‪ ،‬فزوج بناتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه‬


‫من‬

‫أمرائهم (‪ ، )1‬إال إن ذلك لم يثن القبائل عن اجتياح المغرب ‪ ،‬وتمكنوا من دخول القيروان‬
‫وإعادة الدعوة للفاطميين‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫سنة (‪٧٧١‬ه‪٠١7٤/‬م)‬

‫انتقل المعز بن باديس الى المهدية وبقي فيها الى ان توفي في‬
‫وخلفه ابنه تميم‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫سنة(‪٧١٧‬ه‪٠١٤2/‬م)‬

‫والخالصة " ان الدعوة اإلسماعيلية قد ُقضي عليها في بالد المغرب في‬


‫سنة(‪٧٧١‬ه‪٠١١٠/‬م)‪ ،‬وعلى الرغم من ان العرب قوضوا ُملك بني زيري ‪ ،‬إال أنهم لم‬
‫يفلحوا في رد المغرب إلى طاعة الفاطميين ‪ ،‬وأصبحت التبعية الوحيدة تظهر في صورة‬
‫وفد يرسله كل أمير جديد إلى القاهرة ُيبلغ الخليفة الفاطمي النبأ ‪ ،‬ويحمل بعض الهدايا‬
‫التي يرد عليها الخليفة الفاطمي بهدية مماثلة ‪ ،‬ولم تكن قوة الخلفاء الفاطميين في القاهرة‬
‫لتسمح لهم بأكثر من ذلك ‪ ،‬بعد أن عجزوا عن القبض على أمور الدولة‪ ،‬وخرجت الشام‬
‫الشقة بينهم وبين بالد المغرب ‪ ،‬في الوقت الذي غلبهم‬
‫والحجاز على سلطانهم ‪ ،‬وبعدت ُ‬
‫فيهم الوزراء على األمر ‪ ،‬وأصبحوا مركز الثقل في مصر "(‪.)4‬‬

‫ثالثا‪ :‬الصراع مع العباسيين‪:‬‬

‫اس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ تمر الصراع الدامي بين الدولة الفاطمية والدولة العباسية‪ ،‬وكان طابعه في‬
‫تمكن‬
‫ع ـهد الخليف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الفاطمي المس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتنصر باهلل بين مد وجزر ‪ ،‬ففي بادئ االمر ّ‬

‫(‪)1‬‬
‫التيجاني ‪ ،‬رحلة ‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪255‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.290‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫احمد ‪ ،‬حسن ‪ ،‬عالقات الفاطميين ‪ ،‬ص‪.٤١‬‬
‫﴿ ‪﴾ 59‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫الفاط ـ ـ ـ ـ ـمي ـون من تحقي ـ ـ ـ ـ ـق انتصار كبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر تمثل ذلك في اعالن الخطب ـ ـ ـ ـ ـة لهم من على‬
‫منابر بغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداد في س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة (‪773‬ه ـ ـ ـ ـ ـ‪5378/‬م) في اعقاب حركـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫البساسيري ‪ ،‬اال ان الكفة سرعان ما مالت لصالح العباسيين بعد ّ‬


‫تمكن حلفائهم السالجقة‬ ‫(‪)1‬‬

‫من اعادة الخطبة للخليفة العباسي القائم بامر هللا (‪795-722‬ه‪5357-5303/‬م) في‬
‫االرضي التابعة للدولة الفاطمية في بالد‬
‫بغداد ومن ثم االستيالء على اجزاء واسعة من ا‬
‫الشام وتهديد القاهرة نفسها مستغلين ما كانت تعانيه الدولة الفاطمية من ضعف كبير‬
‫المتمثل في الفوضى االدارية واالزمة االقتصادية وصراع طوائف العسكر الذي تم االشارة‬
‫اليها سابقا‪.‬‬

‫‪ -1‬حركة البساسيري‪:‬‬

‫تُعد حركة البساسيري من ابرز االحداث الخارجية للدولة الفاطمية في عهد الخليفة‬
‫الفاطمي المستنصر باهلل ‪ ،‬أذ امتد نفوذها الى عاصمة الخالفة العباسية في بغداد‪ .‬في‬
‫هذا الوقت ظهر البساسيري الذي كان مقدم االتراك وكانت له مكانة كبيرة في الدولة‬
‫العباسية" فاستولى على البالد وطار اسمه وتهيبته امراء العرب والعجم ودعى له على‬
‫ونواحيها وجبى االموال ولم يكن القائم بامر هللا‬ ‫(‪)2‬‬
‫كثير من المنابر العراقية واالحواز‬

‫(‪)1‬‬
‫ابو الحارث ارسالن بن عبد هللا قائد جند االتراك في بغداد وكان من مماليك بهاء الدولة في مدينة‬
‫بسا من بالد فارس‪ ،‬وكان مقدما كبي ار عند الخليفة القائم بامر هللا (‪795-722‬ه‪5357-5303/‬م)‬
‫ّ‬
‫اليقطع ام ار من دونه ‪ ،‬ثم تمرد وخرج على الخليفة العباسي ودعا الى خالفة الفاطميين‪ .‬للمزيد‬
‫ُينظر‪ :‬ابن االثير ‪ ،‬اللباب في تهذيب االنساب ‪ ،‬ط‪( ،5‬بغداد‪ :‬مكتبة المثنى ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ج‪، 5‬‬
‫ص ص ‪ 573-570‬؛ ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪،‬ج‪ ،2‬ص ‪ 23‬؛ ابن خلكان ‪ ،‬وفيات‪ ،‬ج‪، 5‬‬
‫ص‪.502‬‬
‫(‪ )2‬كورة عظيمة بين البصرة وفارس وأسمها عربي قد ُسميت به في االسالم ‪ ،‬وكان اسمها في ايام‬
‫فارس "خوزستان"‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص‪.287‬‬
‫﴿ ‪﴾ 55‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫يحرض الخليفة العباسي القائم بامر هللا‬ ‫(‪)2‬‬


‫يقطع ام ار دونه"(‪ ،)1‬وكان الوزير ابن مسلمة‬
‫ضد البساسيري ‪ ،‬واتهمه بمراسلة الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل مما دفع الخليفة القائم‬
‫بامر هللا لالتصال بالسلطان السلجوقي طغرلبك(‪ )3‬وطلب منه الحضور الى بغداد للقضاء‬
‫على البساسيري (‪ .)4‬استطاع طغرلبك دخول بغداد في سنة (‪775‬ه‪5377 /‬م)(‪.)5‬‬

‫عمل البساسيري على االتصال بالخليفة الفاطمي المستنصر باهلل فارسل اليه‬
‫ُيعلمه بطاعته للدولة الفاطمية ويطلب منه امداده باالموال والرجال القامة الخطبة‬
‫للفاطميين في العراق(‪ ،)6‬فوجد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل الفرصة السانحة لتحقيق‬
‫حلم الفاطميين للقضاء على الدولة العباسية ‪ ،‬فوصل الى البساسيري عهد الخليفة‬

‫ابن الجوزي ‪ ،‬ابو الفرج عبدالرحمن بن علي (ت ‪705‬ه‪5233 /‬م) ‪ ،‬المنتظم في تاريخ الملوك‬ ‫(‪)1‬‬

‫واالمم ‪ ،‬ط‪( ، 5‬بيروت دار صادر‪ ،‬بالت) ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.592‬‬


‫ابو القاسم علي بن الحسن بن مسلمة وزير الخليفة العباسي القائم بامر هللا وكان عدوا للبساسيري‬ ‫(‪)2‬‬

‫ويعمل على التخلص منه ‪ ،‬وقد تمكن البساسيري من قتله عندما دخل بغداد في‬
‫سنة(‪773‬ه‪5378/‬م)‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬السبكي ‪ ،‬تاج الدين ابو نصر عبد الوهاب بن علي ‪(،‬ت‬
‫‪555‬ه‪5090/‬م) ‪ ،‬طبقات الشافعية الكبرى ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد الفتاح محمد الحلو ومحمود محمد‬
‫الطناحي ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬القاهرة‪ :‬دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع ‪5750 ،‬ه) ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‬
‫ص‪.270-275‬‬
‫(‪ )3‬ابو طالب محمد بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق ( ت ‪777‬ه‪5390/‬م) ‪ ،‬اول سالطين السالجقة‬
‫العظام تمكن من دخول بغداد (‪775‬ه‪5377/‬م) بعد استدعائه من قبل الخليفة العباسي القائم‬
‫بامر هللا وبذلك تمكن من القضاء على البويهيين في بغداد ‪ .‬ابن حسول‪ ،‬ابو العالء‪( ،‬ت ‪773‬ه‬
‫‪5378 /‬م) ‪ ،‬تفضيل االتراك على سائر االجناد ومناقب الحضرة العالية السلطانية ‪ ( ،‬مكة‪:‬‬
‫د‪.‬ت) ‪ ،‬ص ص‪ ، 77-70‬ابن خلكان ‪ ،‬وفيات ‪،‬ج‪ ،7‬ص ص‪.95-90‬‬
‫ابن الجوزي ‪ ،‬المنتظم ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.592‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫ابن الجوزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪ 590‬؛ علي ‪ ،‬وفاء محمد ‪ ،‬الخالفة العباسية في عهد‬ ‫(‪)5‬‬

‫تسلط البويهيين ‪ ،‬ط‪( ، 5‬االسكندرية‪ :‬المكتب الجامعي الحديث ‪5003 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.520‬‬
‫ابن الجوزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.597‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫﴿ ‪﴾ 58‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫المستنصر باهلل الذي يتضمن تولية البساسيري على جميع المناطق التي يتمكن من فتحها‬
‫ويقيم دعوة الفاطميين فيها(‪ .)1‬وقد أوكل الخليفة المستنصر باهلل مهمة االشراف على‬
‫حركة البساسيري الى داعي الدعاة المؤيد بالدين هبة هللا الشيزاري الذي اتخذ من مدينة‬
‫مق ار له ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫الرحبة‬

‫بعد انتصاره‬ ‫استطاع البساسيري من دخول الموصل وخطب فيها للفاطميين‬


‫(‪)3‬‬

‫في سنة (‪778‬ه‪5375 /‬م)(‪.)6‬وتمكن‬ ‫(‪)5‬‬


‫في معركة سنجار‬ ‫(‪)4‬‬
‫على قريش بن بدران‬
‫البساسيري من اقامة الدعوة للفاطميين في مدينة الكوفة(‪ .)7‬اال ان السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلطان السلجوقي‬

‫الشيرازي ‪ ،‬سيرة المؤيد في الدين ‪ ،‬ص ص‪.527-522‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫الرحبة مدينة على الضفة اليمنى على نهر الفرات بين الرقة وبغداد‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم‬ ‫(‪)2‬‬

‫البلدان‪،‬ج‪ ،0‬ص‪.07‬‬
‫الشيرازي ‪ ،‬سيرة المؤيد ‪ ،‬ص‪.507‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ابو المعالي قريش بن بدران بن مقلد بن المسيب بن رافع العقيلي ‪ ،‬تولى الحكم في والية الموصل‬
‫بعد عمه قرواش بن مقلد العقيلي ‪ ،‬وكان من ابرز المشاركين في حركة البساسيري ويتقلب في‬
‫والئه بين الفاطميين والعباسيين حسب تطورات االحداث ‪ ،‬الكتبي ‪ ،‬محمد بن شاكر بن عبد‬
‫الرحمن ‪( ،‬ت ‪597‬ه‪5092 /‬م) ‪ ،‬فوات الوفيات‪ ،‬تحقيق ‪ :‬احسان عباس ‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار‬
‫صادر‪5057 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪.500‬‬
‫(‪)5‬‬
‫مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة بالقرب من الموصل في لحف جبل عال ‪ .‬ويقال ان سفينة نوح‬
‫( عليه السالم) لما مرت به نطحته فقال نوح عليه السالم‪ ،‬هذا سن جبل جار علينا ‪ ،‬فسميت‬
‫«سنجار»‪ .‬ياقوت الحموي معجم البلدان ‪،‬ج‪ ،0‬ص‪.292‬‬
‫(‪)6‬‬
‫اليافعي ‪ ،‬ابو محمد عبد هللا بن اسعد بن علي بن سليمان ‪( ،‬ت ‪598‬ه‪5099/‬م) ‪ ،‬مرآة الجنان‬
‫وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان‪ ،‬ط‪ ( 5‬بيروت‪ :‬مؤسسة االعلمي للطباعة‬
‫‪5053،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص‪ 99‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا‪ ،‬ج‪،2‬ص ‪.207‬‬
‫الشيرازي ‪ ،‬سيرة الشيرازي ‪ ،‬ص‪.507‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫﴿ ‪﴾ 50‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫طغرلبك تمكن من اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتعادة الموصل واقامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الدعوة في ـ ـ ـها للخليف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة العباسـ ـ ـ ـ ـ ـي‬
‫القائـ ـ ـ ـم بامر هللا ‪ ،‬وعين اخاه ابراهيم ي ـ ـ ـ ـنال والي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا على‬

‫المدينة(‪.)1‬‬

‫اتصل داعي الدعاة الشيرازي بعدد من كبار الشخصيات السلجوقية سعيا منه‬
‫وراء شق صفوفهم ‪ ،‬فراسل وزير السلطان طغرلبك الكندري(‪ )2‬محرضا اياه ضد السالجقة‬
‫وطالبا منه االنضمام الى الدعوة الفاطمية ‪ ،‬اال ان الشيرازي لم يوفق في مسعاه (‪.)3‬‬

‫استعد طغرلبك لقتال البساسيري ‪ ،‬واالستيالء على بالد الشام ومصر واعادتهما‬
‫الى حظيرة الخالفة العباسية‪ ،‬ولكن البساسيري وهبة هللا الشيرازي تمكنا من شق صف‬
‫السالجقة وااليقاع بين السلطان طغرلبك وابراهيم ينال عن طريقة مراسلة االخير واطماعه‬
‫باقصاء اخيه واالستيالء على منصبه(‪ ،)4‬فاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتجاب ابراهيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ينال واعلن‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن الوردي ‪ ،‬زين الدين عمر بن مظفر ‪( ،‬ت ‪570‬ه‪5078/‬م) ‪ ،‬تاريخ ابن الوردي ‪ ،‬ط‪،5‬‬
‫(بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية ‪5755 ،‬ه‪5009/‬م) ‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.079‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أبو نصر محمد بن منصور بن محمد‪ ،‬الملقب عميد الملك الكندري؛ كان من رجال الدهر جوداً‬
‫وسخاء وكتابة وشهامة‪ ،‬واستوزره السلطان طغرلبك السلجوقي ونال عنده الرتبة العالية والمنزلة‬
‫الجليلة‪ ،‬ولم يكن أحد من أصحابه معه كالم‪ ،‬وهو أول وزير كان لهذه الدولة‪ .‬ابن خلكان ‪ ،‬وفيات‬
‫‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪.507‬‬
‫الشيرازي ‪ ،‬سيرة المؤيد ‪ ،‬ص ص‪.579-577‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬الخطيب البغدادي ‪ ،‬أبو بكر احمد بن علي ‪( ،‬ت ‪790‬ه‪5355/‬م)‪ ،‬تاريخ بغداد او مدينة السالم‬
‫‪ ،‬ط‪ ( ،5‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط‪5005،‬م) ‪ ،‬ج‪ ،0‬ص ص‪.732-735‬‬
‫﴿ ‪﴾ 83‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫عص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيانه على الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلطان طغرلبك ‪ ،‬فاضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطر السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلطان طغرلبك الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى‬
‫للقضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء‬ ‫الـخروج م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن بغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداد والمسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـير الى الري‬
‫(‪)1‬‬

‫على تمرد اخيه(‪.)2‬‬

‫استغل البساسيري الف ارغ الذي خّلفه خروج طغرلبك بعساكره لقتال ابراهيم ينال‪،‬‬
‫فزحف الى بغداد على راس قوة عسكرية تقدر بأربعمائة فارس حامال الرايات المستنصرية‬
‫‪ ،‬وسار معه‬ ‫(‪)3‬‬
‫التي كتب عليها "االمام المستنصر باهلل ابو تميم معد امير المؤمنين"‬
‫وتمكنا‬
‫على راس مائتي فارساً ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫امير الموصل قريش بن بدران بعد المصالحة بينهما‬
‫من دخول بغداد في (ذي القعدة ‪773‬ه‪5378/‬م) دون مقاومة تذكر(‪ ، )5‬فاضطر الخليفة‬
‫العباسي الى طلب االمان من قريش بن بدران الذي اجابه الى طلبه ‪ ،‬فادى ذلك الى‬
‫استياء البساسيري وعاتب قريش بن بدران على ذلك ‪ ،‬فاتفق الطرفان على ان ياخذ قريش‬

‫هي محط الحاج على طريق السابلة وقصبة بالد الجبال بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخا‬ ‫(‪)1‬‬

‫وإلى قزوين سبعة وعشرون فرسخا ومن قزوين إلى أبهر اثنا عشر فرسخا ومن أبهر إلى زنجان‬
‫=تقويم‬ ‫خمسة عشر فرسخا‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪ 559‬؛ أبو الفداء ‪= ،‬‬
‫البلدان ‪( ،‬باريس‪ :‬دار الطباعة السلطانية ‪5873 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 755‬؛ أبن عبد الحق ‪ ،‬صفي الدين‬
‫عبد المؤمن البغدادي ‪( ،‬ت ‪500‬ه‪5008/‬م) ‪ ،‬مراصد اإلطالع على اسماء االمكنة والبقاع ‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬علي محمد البجاوي ‪ ،‬ط‪(، 5‬القاهرة‪ :‬مطبعة عيسى البابي ‪5077 ،‬م)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.975‬‬
‫ابن الجوزي ‪ ،‬المنتظم ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ 503‬؛ أبو النصر ‪ ،‬محمد عبد العظيم ‪ ،‬السالجقة تاريخهم‬ ‫(‪)2‬‬

‫السياسي والعسكري ‪ ،‬ط‪( ، 5‬د‪.‬ط‪ :‬عين للدراسات والبحوث االنسانية واالجتماعية ‪2335 ،‬م) ‪،‬‬
‫ص‪.55‬‬
‫ابن الجوزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.502‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫الشيرازي ‪ ،‬سيرة المؤيد‪ ،‬ص‪.507‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫الخطيب البغدادي ‪ ،‬تاريخ بغداد ‪ ،‬ج‪ ،0‬ص ص‪ 732-735‬؛ ابن الجوزي ‪ ،‬المنتظم ‪ ،‬ج‪،8‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫ص ص‪.502-505‬‬
‫﴿ ‪﴾ 85‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫بن بدران الخليفة العباسي في حين ياخذ البساسيري الوزير ابن مسلمة(‪ .)1‬وفي يوم‬
‫الجمعة الثالث عشر من ذي القعدة سنة(‪773‬ه‪5378/‬م) امر البساسيري باقامة الخطبة‬
‫للخليفة الفاطمي المستنصر باهلل في جامع المنصور في بغداد(‪ ،)2‬وامر بان يؤذن بـ –‬
‫حي على خير العمل‪ ،-‬وضرب دنانير سماها المستنصرية ‪ ،‬وكان عليها من جانب "ال‬
‫اله اال هللا وحده ال شريك له ‪ ،‬محمد رسول هللا علي ولي هللا"‪ ،‬ومن الجانب االخر‬
‫"عبدهللا ووليه االمام ابو تميم معد المستنصر باهلل امير المؤمنين" (‪ ،)3‬وبذلك تكون‬
‫الخطبة للعباسيين قد انقطعت والول مرة في جميع مساجد بغداد‪ .‬لم يكتف البساسيري‬
‫بما قام به من اجراءات ازاء الخالفة العباسية‪ ،‬فقد اجبر الخليفة العباسي القائم بامر هللا‬
‫بكتابة عهد يعترف به بانه ال حق لبني العباس بالخالفة مع وجود بني فاطمة الزهراء ‪-‬‬
‫عليها السالم‪ -‬وارسله الى القاهرة مع ثوب الخليفة‪ ،‬وعمامته وشباكه ‪ ،‬واقيمت االحتفاالت‬
‫في القاهرة فرحا بما انجزه البساسيري ضد العباسيين ألد اعداء الفاطميين(‪ .)4‬وتم نفي‬
‫وأودع عند اميرها محي الدين بن‬ ‫(‪)5‬‬
‫الخليفة العباسي القائم بامر هللا الى حديثة عانه‬
‫‪ ،‬وقد قتل البساسيري الوزير ابن مسلمة (‪.)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫مهارش ابن عم قريش بن بدران‬

‫ابن الجوزي ‪ ،‬المنتظم ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.500‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬الخطيب البغدادي ‪ ،‬تاريخ بغداد ‪،‬ج‪ ،0‬ص ص‪ 735-733‬؛ الفارقي ‪ ،‬احمد بن يوسف بن علي‬
‫بن األزرق ‪( ،‬ت ‪755‬ه ‪5585 /‬م) ‪ ،‬تاريخ ميافارقين وآمد المعروف بتاريخ الفارقي ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫بدوي عبد اللطيف عوض ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬الهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية ‪5070 ،‬م) ‪،‬‬
‫ص‪.572‬‬
‫ابن الجوزي ‪ ،‬المنتظم ‪ ،‬ج‪ ،٨‬ص‪.502‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.277‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫بليدة بين الرقة والفرات وهي مشهورة على الفرات ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان‪،‬ج‪ ،7‬ص‪.52‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫ابن الجوزي ‪ ،‬المنتظم ‪،‬ج‪ ،8‬ص‪.507‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫(‪)7‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.58‬‬
‫﴿ ‪﴾ 82‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫ُيعد ما حققه البساسيري نص ار كبي ار للدولة الفاطمية ‪ ،‬بيد أن الكفة سرعان ما‬
‫مالت لصالح العباسيين بعد ان استطاع السلطان السلجوقي طغرلبك تحقيق النصر على‬
‫‪ ،‬ثم زحف السلطان طغرلبك الى‬ ‫(‪)1‬‬
‫اخيه ابراهيم ينال وقتله في سنة(‪775‬ه‪5370 /‬م)‬
‫بغداد العادة االمور الى نصابها ‪ ،‬فراسل البساسيري وقريش بن بدران وطلب منهما‬
‫‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫اعادة الخليفة العباسي القائم بامر هللا واقامة الخطبة له مقابل عدم دخوله بغداد‬
‫فرفض البساسيري طلبه‪ ،‬كما ان قريش بن بدران سعى لدى االمير محي الدين مهارش‬
‫العقيلي ليحول دون عودة الخليفة الى بغداد اال بشروط تضمن لهما االمان من انتقام‬
‫الخليفة العباسي القائم بامر هللا(‪.)3‬‬

‫على الرغم من االنتصارات التي حققها البساسيري اال انه لم يتمكن من مواجهة‬
‫الجيش السلجوقي القادم ‪ ،‬لذلك خرج من بغداد مع جنده وقصد الكوفة في السادس من‬
‫ذي القعدة سنة(‪775‬ه‪5370/‬م)(‪.)4‬‬

‫اتفق السلطان السلجوقي طغرلبك مع االمير محي الدين مهارش على اعادة‬
‫الخليفة القائم بامر هللا ‪ ،‬فعاد القائم الى بغداد واستقبله السلطان طغرلبك وبالغ في‬
‫االحتفاء به واعتذر له بانشغاله باخماد ثورة اخيه ابراهيم ينال وتعهد بالسير وراء‬
‫البساسيري وقتله‪ ،‬ومن ثم السير الى بالد الشام ومصر الستئصال شأفة الخليفة الفاطمي‪.‬‬

‫ابن الجوزي ‪ ،‬المنتظم ‪،‬ج‪ ،8‬ص‪ 232‬؛ المقريزي‪ ،‬اتعاظ الحنفا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.270‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫الخطيب البغدادي ‪ ،‬تاريخ بغداد ‪،‬ج‪ ،0‬ص‪.737‬‬
‫ابن الجوزي ‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.239‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬ابن الجوزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.237‬‬


‫﴿ ‪﴾ 80‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫جهز السلطان السلجوقي طغرلبك جيشا وسيره الى الكوفة لمقاتلة البساسيري‪،‬‬
‫ودارت بين الطرفين معركة في منتصف ذي الحجة سنة(‪775‬ه‪5370/‬م) قرب الكوفة‬
‫انجلت عن هزيمة جيش البساسيري ومقتله ‪،‬‬

‫وعّلق على دار الخالفة(‪.)1‬‬


‫وحمل الى الخليفة في بغداد‪ ،‬فطيف به ُ‬
‫وُقطع أرسه ُ‬

‫لقد ابدى داعي الدعاة المؤيد في الدين هبة هللا الشيرازي استيائه من موقف الدولة‬
‫‪ ،‬فان الدولة الفاطمية‬ ‫الفاطمية ‪ ،‬النها لم تقدم الدعم الكافي لنجاح حركة البساسيري‬
‫(‪)2‬‬

‫ساعدت البساسيري باالموال دون تقديم الدعم العسكري له حيث ان الخليفة الفاطمي‬
‫المستنصر باهلل كان خاضعا لتاثير وزيره ابو فرج المغربي (‪773‬ه‪772-‬ه‪5378/‬م‪-‬‬
‫‪5393‬م) الذي كان يحرضه على البساسيري ‪ ،‬وقد علق ابن تغرى بردي (ت‬
‫‪857‬ه‪5753/‬م) على ذلك بقوله " ولوال تخوف المستنصر من البساسيري وترك تحريضه‬
‫على الرغم من ان حركة البساسيري‬ ‫على ما هو بصدده لكانت دعوته تتم بالعراق "‬
‫(‪)3‬‬

‫كانت فرصة تاريخية حلم بها الفاطميون زمنا طويال ‪ .‬فمن خالل استقراء االحداث‬
‫التاريخية للدولة الفاطمية ‪ ،‬يتضح لنا انه لم يكن بوسعها ارسال جيشها لدعم حركة‬
‫البساسيري ‪ ،‬لما كان ينتابها من ضعف شديد‪.‬‬

‫الشيرازي ‪ ،‬سيرة المؤيد ‪ ،‬ص ‪ 580‬؛ ابن دحية‪ ،‬ابو الخطاب عمر بن الحسن ‪ (،‬ت‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪900‬ه‪5207/‬م) ‪ ،‬النبراس في تاريخ بني العباس ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عباس العزاوي ‪( ،‬بغداد‪ :‬د‪.‬مط ‪،‬‬
‫‪5079‬م) ‪ ،‬ص‪550‬؛ ابن العبري ‪ ،‬المؤيد ماركر غريغوريوس ابو الفرج ابن حكيم هارون الملطي‬
‫‪( ،‬ت ‪987‬ه‪5289/‬م) ‪ ،‬تاريخ مختصر الدول ‪ ،‬صححه‪ :‬األب أنطون صالحاني اليسوعي ‪،‬‬
‫ط‪( ، 2‬بيروت‪ :‬دار الرائد اللبناني ‪5080،‬م) ‪ ،‬ص‪.025‬‬
‫(‪)2‬‬
‫سيرة المؤيد ‪ ،‬ص‪.580‬‬
‫(‪)3‬‬
‫النجوم الزاهرة ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪.55‬‬
‫﴿ ‪﴾ 87‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫لقد تركت حركة البساسيري آثا ار سلبية على اقتصاد الدولة الفاطمية ‪ ،‬وذلك النها‬
‫لدعم الحركة مما ّادى الى استنزاف خزينة الدولة في الوقت الذي‬ ‫(‪)1‬‬
‫أنفقت أمواالً طائلة‬
‫أمس الحاجة الى االموال لمواجهة االزمات االقتصادية‬
‫كانت فيه الدولة الفاطمية في ّ‬
‫والعسكرية ‪.‬‬

‫‪ -2‬الصراع مع السالجقة في بالد الشام وتقلص رقعة الدولة الفاطمية‬

‫دخلت الخالفة الفاطمية في صراعها مع الخالفة العباسية في مرحلة جديدة ‪ ،‬بان‬


‫فيها ضعف الدولة الفاطمية بشكل واضح ‪ ،‬تجلى ذلك بأنتقال الفاطميين من الهجوم الى‬
‫الدفاع وتقلص رقعتها بشكل كبير‪ ،‬اذ فقدت أجزاءاً واسعة في بالد الشام على يد السالجقة‬
‫قطع‬ ‫وصيدا‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫وأقيمت الدعوة فيها للعباسيين ‪ ،‬في حين أعلنت مدن أخرى كصور‬
‫الخطبة للفاطميين وارتبطت بعالقات ودية مع السالجقة‪ ،‬واألخطر من ذلك كله أن‬
‫السالجقة قد وصلوا إلى مشارف القاهرة وكادوا يستولون عليها ويسقطون الدولة الفاطمية‬
‫في سنة (‪٧9١‬ه‪٠١٤٤/‬م) كما سيرد ذكره‪.‬‬

‫في سنة (‪٧٤2‬ه‪٠١٤١/‬م) أعلن األمير محمود المرداسي الخطبة للخليفة القائم‬
‫بامر هللا وقطعها عن الفاطميين ‪ ،‬ويبدو ان االمير المرداسي قد ادرك مدى التغير في‬
‫موازين القوى بين الدولتين ‪ ،‬فالدولة الفاطمية ينتابها الضعف ‪ ،‬وان الدولة العباسية قد‬
‫استعادت قوتها مستندة على قوة حلفائها السالجقة‪ ،‬فجمع األمير محمود المرداسي اهل‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.57‬‬
‫صور مدينة مشرفة على بحر الشام وهي حصينة جدا‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ج‪،0‬ص‪.700‬‬
‫صيدا مدينة على الساحل شرق مدينة صور على بعد ستة فراسخ ‪ ،‬وتعد من اعمال دمشق ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫ياقوت الحموي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،7‬ص‪ 730‬وما بعدها‪.‬‬


‫﴿ ‪﴾ 87‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫حلب وقال لهم ‪ ":‬قد ذهبت دولة المصريين وهذه دولة جديدة ‪ ،‬ومملكة سديدة ونحن‬
‫تحت الخوف منهم وهم يستحلون دماؤكم الجل مذهبكم‪ ،‬والرأي أن نقيم الخطبة خوفا‬
‫من ان يجيئنا وقت ال ينفعنا فيه قول وال بذل"(‪.)1‬‬

‫وفي الوقت ذاته أراد السلطان ألب ارسالن ان يستغل ضعف الدولة الفاطمية ‪،‬‬
‫فجهز جيشا كبي ار بعد ورود رسالة من ناصر الدولة بن حمدان في القاهرة‬
‫سنة(‪٧٤٢‬ه‪ ٠١٤١/‬م) طالبا منه الحضور الى القاهرة وإقامة الدعوة للخليفة العباسي‬
‫‪ ،‬فسار آلب ارسالن الى بالد الشام‬ ‫(‪)2‬‬
‫القائم بامر هللا وللسلطان آلب ارسالن من بعده‬
‫في طريقه الى مصر ‪ ،‬وطلب من األمير محمود المرداسي الحضور لمقابلة السلطان‬
‫وتقديم فروض الطاعة‪ ،‬اال ان األمير المرداسي قد اوجس منه خيفة ورفض المثول بين‬
‫يديه(‪ ،)3‬غير ان السلطان الب ارسالن أبى إال أن يحضر االمير محمود ويطأ بساطه‬
‫ولم يكتف بما اعلنه من قطع الخطبة للفاطميين والدعوة للعباسيين ‪ ،‬فحاصر حلب‬
‫حصا ار شديدا ‪ ،‬فاضطر االمير المرداسي لالستسالم الى السلطان السلجوقي الذي اكرمه‬
‫‪ .‬وهكذا خضعت حلب الى السالجقة وخرجت نهائياً من حكم‬ ‫(‪)4‬‬
‫وابقاه حاكما على حلب‬
‫الفاطميين‪ ،‬لكن السلطان السلجوقي ألب ارسالن لم يتمكن من المسير الى مصر وذلك‬
‫بسبب التحركات التي كانت تقوم بها االمبراطورية البيزنطية(‪ )5‬والتي تهدد مركز السالجقة‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪ ،‬ج‪ ،٠‬ص‪ ٢٤١‬؛ الذهبي ‪ ،‬تاريخ االسالم ووفيات المشاهير واالعالم‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬عمر عبد السالم تدمري ‪ ،‬ط‪( ، 5‬بيروت ‪ :‬دار الكتاب العربي ‪5007 ،‬م) ‪ ،‬ج‪، 55‬‬
‫ص‪ 257‬؛ ماجد ‪ ،‬المستنصر ‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪ ،‬ج‪ ،٠‬ص ص‪.٢٤٠-٢٤١‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٤٠‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص‪.٠٤٤‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.٠٤9‬‬
‫﴿ ‪﴾ 89‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫‪ .‬عندئذ سار السلطان الى أرمينية والتقى بجيش اإلمبراطورية البيزنطية‬ ‫(‪)1‬‬
‫في خراسان‬
‫انتصر فيها السلطان الب ارسالن في سنة‬ ‫(‪)2‬‬
‫وجرت بينهما معركة كبيرة في مالذكرد‬
‫‪ ،‬ولكن في الوقت نفسه قد خسر فرصة ال تعوض للقضاء على‬ ‫(‪)3‬‬
‫(‪٧٤١‬ه‪٠١٤٠/‬م)‬
‫الخالفة الفاطمية في مصر بسبب انشغاله في الصراع مع البيزنطيين‪.‬‬

‫وبعد ذلك توجهت انظار السالجقة الى مدينة دمشق وعملوا على االستيالء عليها‬
‫وطرد الفاطميين منها ‪ ،‬وطلب السلطان الب ارسالن قبل مسيره لمالقاة الجيش البيزنطي‬
‫من االمير محمود المرداسي االستيالء على دمشق ‪ ،‬فسار االمير محمود لحصار‬
‫المدينة سنة(‪٧٤١‬ه‪٠١٤٠/‬م)‪ ،‬اال انه لم يتمكن من االستيالء عليها لورود اخبار من‬
‫حلب بان عمه عطية قد تحالف مع البيزنطيين لالستيالء على حلب ‪ ،‬فاضطر للعودة‬
‫مع جيشه للدفاع عن المدينة(‪.)4‬‬

‫الى‬ ‫استمرت اطماع السالجقة لالستيالء على بالد الشام ‪ ،‬فسار القائد اتسز‬
‫(‪)5‬‬

‫فلسطين وتمكن من االستيالء على الرملة ‪ ،‬وبعدها حاصر مدينة القدس وتمكن من‬

‫(‪)1‬‬
‫بالد واسعة اول حدودها مما يلي العراق ‪ ،‬ازدوار وبيهق ‪ ،‬وآخر حدودها مما يلي الهند طبرستان‬
‫‪ ،‬غزنة ‪ ،‬سجستان وكرمان ‪ ،‬ومن اشهر مدنها ‪ :‬نيسابور ‪ ،‬هراة ومرو‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم‬
‫البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.073‬‬
‫(‪ )2‬للمزيد عن معركة مالذكرد ُينظر ‪ :‬ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪،‬ج‪ ،٨‬ص‪ ١٨٨‬وما بعدها ؛ ابن العديم‪،‬‬
‫زبدة الحلب ‪ ،‬ج‪ ،٠‬ص‪ ٢٤٧‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب ‪ ،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٤7‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،٠‬ص‪.٢٤١‬‬
‫(‪ )5‬هو اتسز بن اوق الخوارزمي ‪ ،‬مقدم االتراك في بالد الشام وهو من ابرز امراء السلطان السلجوقي‬
‫الب ارسالن وابنه السلطان ملكشاه ‪ ،‬تمكن من االستيالء على دمشق وغيرها من مدن بالد الشام‬
‫التي كانت تابعة للفاطميين ‪ ،‬وُقتل في سنة (‪٧٤٠‬ه‪٠١٤٨/‬م) ‪ .‬ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪٠٤٤‬‬
‫﴿ ‪﴾ 85‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫دخول المدينة وطرد الفاطميين منها والسيطرة على ما يجاورها من المدن ما عدا‬
‫‪ ،‬لم يكتف اتسز بما حققه من انتصارات ‪ ،‬فسعى لالستيالء على دمشق‬ ‫عسقالن‬
‫(‪)2( )1‬‬

‫‪ ،‬فحاصرها حصا ار شديدا ‪ ،‬اال انه لم يتمكن من دخولها لما ابداه اهل المدينة من مقاومة‬
‫‪ ،‬فآثر االنسحاب ورفع الحصار عن المدينة(‪.)3‬‬

‫عندما ُقِتل السلطان السلجوقي الب ارسالن وتولى بعده ابنه ملكشاه‬
‫(‪)4‬‬

‫سنة(‪٧٤١‬ه‪٧٨١-‬ه‪٠١٤٢/‬م‪٠١١٢-‬م) استمر تطلع السالجقة لالستيالء على دمشق‬


‫وقد سنحت الفرصة لهم لالستيالء عليها في عام (‪798‬ه‪5357/‬م) حيث كانت أوضاعها‬
‫الداخلية مضطربة ‪ ،‬اذ هرب واليها ابن منزو(‪ )5‬بعد ثورة العسكر على حكمه‪ ،‬وقد اجتمع‬
‫العسكر على االمير رزين الدولة انتصار بن يحي ونصبوه واليا على دمشق(‪ ،)6‬اال ان‬

‫وما بعدها ؛ الصفدي ‪ ،‬صالح الدين خليل بن آيبك (ت ‪597‬ه‪5090/‬م) ‪ ،‬الوافي بالوفيات ‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬فرانز شتاينر ‪ ،‬ط‪( ،5‬بيروت دار صادر ‪5053 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.507‬‬
‫مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين ‪ .‬ياقوت الحموي ‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪.522‬‬


‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪،‬ج ‪ ،٨‬ص‪ ١١١‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪ 500‬؛ الحياري‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫مصطفى ‪ ،‬القدس في زمن الفاطميين والفرنجة ‪ ،‬ط‪( ، 5‬عمان‪ :‬مكتبة عمان ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، ٨‬ص‪.١١١‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السلطان ملكشاه ابن السلطان السلجوقي ألب أرسالن ‪ ،‬تولى السلطنة بعد مقتل والده في سنة‬
‫(‪797‬ه‪5352/‬م) وكان مولده في سنة (‪775‬ه‪5377/‬م) وتوفي سنة (‪787‬ه‪5302/‬م) وهو‬
‫آخر سالطين السالجقة العظام ‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن االثير ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص ص‪-785‬‬
‫‪.780‬‬
‫(‪ (5‬االمير حصن الدولة ُمعلي بن حيدرة بن منزو الكتامي تولى دمشق في سنة (‪795‬ه‪5398/‬م)‪،‬‬
‫واساء السيرة فيها ‪ ،‬فظلم الناس وثاروا عليه في (‪795‬ه‪5357/‬م) وهرب من دمشق ‪ ،‬وتمكن‬
‫الفاطميون من اعتقاله وقتله في ‪785‬ه‪5388/‬م)‪ .‬ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ص‪.592-595‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ 753‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪.509‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫﴿ ‪﴾ 88‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫المجاعات قد تفشت في المدينة الن اتسز كان قد فرض عليها حصا ار أقتصادياً بعد‬
‫فشله في االستيالء عليها في سنة (‪790‬ه‪5355/‬م) كما مر سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـابقا ‪ ،‬فكان يهاجم‬
‫دمش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي كل س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة عند نض ـ ـ ـ ـ ـوج المحاص ـ ـ ـ ـ ـ ـيل فيس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتولي عليها ويقوي‬
‫بها عسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكره ويض ـ ـ ـ ـ ـع ـ ـ ـ ـ ـ ـف اهل المدينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫وجندها(‪ ، )1‬فلما علم اتسز بسوء اوضاعها سار اليها وضرب عليها الحصار وتمكن من‬
‫(‪)3‬‬
‫دخولها بعد اعطائه االمان الهلها(‪ ،)2‬وخطب فيها للخليفة العباسي المقتدي بامر هللا‬
‫سنة (‪785-795‬ه‪5307-5357/‬م) وتغلب على معظم بالد الشام ‪ ،‬ومنع االذان‬
‫بحي على خير العمل ‪ ،‬ولم ُيخطب للفاطميين بدمشق بعد ذلك التاريخ(‪ .)4‬وال ريب إن‬
‫ما حدث للدولة الفاطمية من فقدانها لمدينة دمشق تعد نكسة كبيرة بوصفها من اهم المدن‬
‫الفاطمية الشامية‪ .‬اال أن األخطر من ذلك ان اتسز لم يقتصر طموحه على ما حققه من‬
‫االستيالء على دمشق وغيرها من مدن بالد الشام‪ ،‬بل تعدى ذلك فتطلع الى االستيالء‬
‫على القاهرة واسقاط الدولة الفاطمية نفسها محاولة منه الستغالل ما آلت إليه الدولة‬
‫الفاطمية من ضعف كبير‪ .‬جمع اتسز جيشه في سنة (‪790‬ه‪5359 /‬م) وسار لغزو‬

‫المقريزي ‪ ،‬المقفى الكبير ‪( ،‬بيروت‪ :‬دار الغرب االسالمي ‪5005 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 225‬؛‬ ‫(‪)1‬‬

‫محاسنه ‪ ،‬محمد حسين ‪ ،‬تاريخ مدينة دمشق خالل الحكم الفاطمي ‪ ،‬ط‪( ، 5‬دمشق‪ :‬االوائل‬
‫للنشر والتوزيع ‪2335 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.522‬‬
‫ابن عساكر ‪ ،‬تاريخ دمشق ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 932‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪.509‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫جده في سنة (‪795‬ه ‪/‬‬
‫ابو القاسم عبد هللا بن محمد بن القائم بأمر هللا ‪ ،‬تولّى الخالفة بعد وفاة ّ‬
‫‪5357‬م) ‪ ،‬اذ إن اباه توفي في حياة جده وتوفي المقتدي بأمر هللا سنة (‪785‬ه ‪5307 /‬م)‪.‬‬
‫للمزيد ُينظر‪ :‬السيوطي ‪ ،‬جالل الدين عبد الرحمن ‪( ،‬ت ‪055‬ه ‪5737 /‬م) ‪ ،‬تاريخ الخلفاء ‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد محمد تامر ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية ‪2337 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.209‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 70‬؛ الذهبي ‪ ،‬العبر ‪،‬ج‪ ،0‬ص‪.299‬‬
‫﴿ ‪﴾ 80‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫وتمكن من دخول االراضي المصرية ‪ ،‬لكنه ارتكب خطاً استراتيجياً كبي اًر ‪،‬‬ ‫مصر‬
‫(‪)1‬‬

‫حيث عسكر في ريف مصر ما يقرب من ثالثة اشهر دون ان يتحرك لالستيالء على‬
‫القاهرة عاصمة الفاطميين(‪ ،)2‬في حين كان امير الجيوش بدر الجمالي منشغال في اخماد‬
‫االضطرابات في صعيد مصر‪ .‬استغل امير الجيوش بدر الجمالي خطأ اتسز ‪ ،‬فجمع‬
‫جيشا كبي ار بلغ ثالثين الف مقاتال وسار لمالقاة الجيش السلجوقي ‪ ،‬فلما علم اتسز‬
‫بتحركات بدر الجمالي ‪ ،‬اراد االنسحاب ‪ ،‬السيما ان جيشه كان يبلغ خمسة االف مقاتالً‪،‬‬
‫اال ان امراء جيشه اثروا القتال ‪ ،‬ولعلهم شعروا بقدرتهم على تحقيق النصر واالستيالء‬
‫على مصر وانها فرصة قد ال تتكرر ‪ .‬ومن الواضح ان حساباتهم كانت خاطئة ‪ ،‬فتمكن‬
‫فر اتسز ومن تبقى معه من جنده الى‬
‫امير الجيوش من تحقيق االنتصار عليهم ‪ ،‬و ّ‬
‫دمشق(‪ .)3‬وبهذا تمكن امير الجيوش بدر الجمالي من المحافظة على كيان الدولة‬
‫الفاطمية بتصديه الخطر محاولة هددتها في عقر دارها‪.‬‬

‫اراد امير الجيوش بدر الجمالي االفادة مما حققه من انتصار على اتسز‪ ،‬وسعى‬
‫الى استعادة ما فقدته الدولة الفاطمية من مدن في بالد الشام ‪ ،‬فجهز جيشا كبي ار وسيره‬
‫الى دمشق سنة(‪753‬ه‪5355/‬م) وعسكر عليها اياما ‪ ،‬اال انه لم يتمكن من االستيالء‬
‫عليها وأنسحب عائدا الى مصر(‪.)4‬‬

‫لم ييأس امير الجيوش بدر الجمالي في سعيه السترداد دمشق ‪ ،‬ففي‬
‫سنة(‪755‬ه‪ 5358/‬م) جهز جيشا اخر ‪ ،‬وسيره الى دمشق فحاصرها حصا ار شديدا ‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص‪.559‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.77‬‬
‫(‪ )3‬ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.77‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪ 582‬؛ ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.77‬‬
‫﴿ ‪﴾ 03‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫الذي كان‬ ‫واضطر حاكم دمشق االمير اتسز الى االستعانة باالمير تاج الدولة تتش‬
‫(‪)1‬‬

‫يحاصر مدينة حلب ‪ ،‬فرفع الحصار عنها وسار لنجدته ‪ ،‬مما اضطر الجيش الفاطمي‬
‫لالنسحاب والعودة الى مصر‪ ،‬وتمكن تاج الدولة تتش من دخول دمشق وتخلص من‬
‫‪.‬‬ ‫االمير اتسز بقتله‪ ،‬واصبح حاكما عليها‬
‫(‪)2‬‬

‫لم تقتصر الصعوبات التي واجهت الدولة الفاطمية في بالد الشام على ما استولى‬
‫عليه السالجقة من مدن‪ ،‬فقد اعلنت بعض المدن العصيان على الخالفة الفاطمية كمدينة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫واقاموا عالقات جيدة مع السالجقة في سنة(‪755‬ه‪5358/‬م)‬ ‫(‪)3‬‬
‫صور ‪ ،‬وطرابلس‬
‫ومن الواضح ان تلك المدن ادركت مدى التطورات السياسة في العالم االسالمي ‪ ،‬وما‬
‫حدث من تخلخل في موازين القوى ‪ ،‬حيث ان الدولة الفاطمية كانت تعاني من اثار‬
‫االزمات االقتصادية والسياسية والعسكرية الداخلية منها والخارجية‪ ،‬بينما كانت الخالفة‬
‫العباسية تستعيد شيئا من قوتها بمساندة ُحلفائها السالجقة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫تاج الدولة تتش بن السلطان ألب ارسالن اخ السلطان ملكشاه ‪ ،‬كان السلطان السلجوقي ملكشاه‬
‫قد عهد اليه حكم بالد الشام واالراضي التي يتمكن من فتحها ودخل في صراعات معه ‪ ،‬وعندما‬
‫توفي السلطان ملكشاه (‪787‬ه‪5302/‬م) سعى تاج الدولة تتش الى توّلي السلطنة وخاض حروب‬
‫عدة مع ابناء السلطان ملكشاه وُقتل في سنة ‪785‬ه‪5307/‬م) في صراعه مع ابن اخيه السلطان‬
‫بركياروق ‪.‬ابن خلكان ‪ ،‬وفيات ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ص‪.509-507‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ص‪ 580-582‬؛ ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪758‬؛ ابن خلدون‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪ 505‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.023‬‬
‫(‪ )3‬مدينة ومعقل من معاقل الشام وهي حصينة يحيط بها البحر من ثالثة جهات ‪ .‬الحميري ‪ ،‬الروض‬
‫المعطار ‪ ،‬ص‪.003‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص‪.582‬‬
‫﴿ ‪﴾ 05‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫لم ِ‬
‫تنته الصراعات العسكرية فقد برز على مسرح االحداث في بالد الشام امير‬
‫الذي استولى على حلب في‬ ‫(‪)1‬‬
‫الموصل شرف الدولة مسلم بن قريش‬
‫سنة(‪752‬ه‪5350/‬م)(‪ )2‬وانهى حكم المرداسيين و شرع في بسط هيمنته على بالد الشام‬
‫كله وطرد السالجقة االتراك منه ‪ ،‬فدخل في صراع مع االمير السلجوقي تاج الدولة تتش‬
‫والي دمشق‪ .‬ففي سنة (‪757‬ه‪5382/‬م) جهز تاج الدولة تتش جيشا كبي ار وسار به‬
‫لغزو االمبراطورية البيزنطية ‪ ،‬االمر الذي دفع شرف الدولة مسلم بن قريش الى محاولة‬
‫استغالل غيابه عن دمشق ‪ ،‬والسعي لالستيالء عليها ‪ ،‬فعمل على التحالف مع الدولة‬
‫الفاطمية ‪ ،‬فراسل الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل طالبا منه ارسال جيشاً لمساعدته في‬
‫االستيالء على دمشق ‪ ،‬فوافق الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل على عرضه(‪)3‬الذي لم‬
‫يكن بوسعه رفضه ‪ ،‬فسار شرف الدولة الى دمشق ‪ ،‬ولما علم تاج الدولة تتش بتحركاته‪،‬‬
‫قرر العودة الى دمشق للدفاع عنها ‪ ،‬ووصلها في اول محرم سنة (‪759‬ه‪5380/‬م) ‪،‬‬
‫في حين وصل شرف الدولة في اواخر محرم وحاصر المدينة‪ ،‬وجرت بين الطرفين‬
‫معارك عديدة ‪ ،‬اضطر على اثرها الى االنسحاب بسبب المقاومة الشديدة من تاج الدولة‬
‫تتش واهل دمشق ‪ ،‬فضال عن ان الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل لم يف بوعده بارسال‬
‫نجدة اليه(‪ ،)4‬وهكذا ضاعت على الفاطميين فرصة سانحة الستعادة دمشق ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫شرف الدولة مسلم بن قريش العقيلي (ت ‪758‬ه‪5387/‬م) كان امي ار على مدينة الموصل ومد‬
‫نفوذه الى ديار ربيعة ومضر في ارض الجزيرة ‪ ،‬واستولى على الرقة وحلب ‪ ،‬ودخل في صراعات‬
‫مع السالجقة فُقتل على اثرها في سنة (‪758‬ه‪5387/‬م)‪ .‬ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪.750‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل‪ ،‬ص ‪.580‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج‪،8‬ص‪.720‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ 720‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪.505‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫﴿ ‪﴾ 02‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫في سنة (‪758‬ه‪5387 /‬م) اعاد الفاطميون الكرة لالستيالء على دمشق ‪ ،‬فسار‬
‫امير الجيوش بدر الجمالي بنفسه الى بالد الشام وضرب الحصار عليها ‪ ،‬غير ان واليها‬
‫تاج الدولة تتش ابدى مقاومة شديدة ‪ ،‬فلم يستطع امير الجيوش بدر الجمالي دخول‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫المدينة ‪ ،‬وقفل راجعا الى مصر‬

‫وسيره‬
‫وفي سنة (‪782‬ه‪5380/‬م) ج ّهز امير الجيوش بدر الجمالي جيشا كبي ار ّ‬
‫الى بالد الشام الستعادة بعض المدن التي استولى عليها السالجقة او التي اعلنت‬
‫عصيانها على الدولة الفاطمية‪ ،‬فوصل الجيش الى صور وحاصرها حصا ار شديدا اضطر‬
‫اهلها الى تسليمها باألمان الى الفاطميين ‪ ،‬ثم سار الجيش الى صيدا وتمكن من االستيالء‬
‫عليها ‪ ،‬كما استولى على مدينة عكا ‪ ،‬وقصدوا مدينة جبيل فملكوها(‪ ،)2‬اال ان والي‬
‫صور الفاطمي منير الدولة الجيوشي(‪ )3‬اعلن عصيانه على الدولة الفاطمية ‪ ،‬فسير امير‬
‫الجيوش بدر الجمالي جيشا وحاصر المدينة في سنة (‪789‬ه‪5300/‬م) وتمكن من‬
‫اعادتها الى حاضرة الدولة الفاطمية (‪.)4‬‬

‫وهكذا كان الصراع على اشده بين الفاطميين والسالجقة على بالد الشام فقدت‬
‫فيه الدولة الفاطمية اجزاءاً واسعة من اراضيها لصالح السالجقة وال سيما دمشق وحلب‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،8‬ص‪.775‬‬
‫(‪ )2‬ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص‪505‬؛ ابن االثير ‪ ،‬الكامل ج‪ ، 8‬ص‪ 793‬؛ ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر‬
‫‪،‬ج‪ ،2‬ص‪ 73‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪ 505‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪.029‬‬
‫(‪)3‬‬
‫احد مماليك الوزير امير الجيوش بدر الدين الجمالي الذي وّاله على مدينة صور سنة (‪782‬ه ‪/‬‬
‫‪5380‬م)‪ ،‬وقتله في سنة (‪789‬ه ‪5300 /‬م)‪ .‬المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ص ‪029‬‬
‫‪.028 ،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫المقريزي‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.028‬‬
‫﴿ ‪﴾ 00‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫وبيت المقدس وغيرها من المدن ‪ ،‬اال ان موازين القوى تغيرت بشكل واضح وكبير في‬
‫بالد الشام ابتداءا من سنة (‪787‬ه‪ )5302/‬بعد وفاة السلطان السلجوقي ملكشاه ودخول‬
‫السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالجقة في صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراعات دامية فيما بينهم على تولي السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلطنة(‪ ،)1‬هذا من‬
‫ناحي ـ ـ ـ ـ ـ ـة ‪ ،‬ومن ناحيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة اخرى ظهور ما ي ـ ـعرف ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي التاريخ بالـح ـ ـروب‬

‫ابتداء من سنة (‪780‬ه‪5390/‬م) ‪ ،‬حيث برزت على مسرح االحداث‬ ‫(‪)2‬‬


‫الصليبية‬
‫الجيوش الصليبية القادمة من غرب اوربا وتوجهها الى بيت المقدس واالستيالء عليه ‪،‬‬
‫االمر الذي انعكس على الخالفة الفاطمية ‪ ،‬اذ اخذ الصليبيون يستولون على ما تبقى‬
‫من المدن الشامية التي كانت تابعة للفاطميين وال سيما المدن الساحلية ‪ ،‬فتناقصت رقعة‬
‫الدولة الفاطمية شيئا فشيئا واقتصرت على مصر ‪ ،‬فاصبحت مصر بذلك مطمعا‬
‫للصليبيين ونور الدين زنكي (‪ )3‬الذي تمكن في نهاية المطاف من االستيالء عليها وانهاء‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪ 787‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الحروب الصليبية مصطلح اطلق على الحروب التي وقعت بين المسلمين والفرنجة الصليبين‬
‫القادمين من غرب اوربا في الحقبة ما بين (‪780‬ه‪903-‬ه‪5309 /‬م‪5205-‬م) ‪ ،‬واشتملت على‬
‫ثمان حمالت رئيسية قادها ابرز ملوك وامراء اوربا بدعم من المؤسسة البابوية ‪ ،‬فضالً عن‬
‫حمالت اخرى اقل اهمية ‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬عاشور ‪ ،‬سعيد عبد الفتاح ‪ ،‬اضواء جديدة على الحروب‬
‫الصليبية ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬الدار المصرية للتأليف والترجمة ‪ ، )5097 ،‬ص ‪ 5‬وما بعدها ؛‬
‫باركر ‪ ،‬آرنست ‪ ،‬الحروب الصليبية ‪ ،‬ترجمة‪ :‬السيد الباز العريني ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيروت‪ :‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ص ‪ 0‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )3‬نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي بن اق سنقر(ت ‪790‬ه‪5550/‬م) احد ابرز القادة المسلمين‬
‫في تاريخ الحروب الصليبلية ‪ ،‬تولى امارة حلب بعد مقتل ابيه عماد الدين زنكي في سنة‬
‫(‪775‬ه‪5579/‬م) وأسهم في التصدي للحملة الصليبية الثانية على دمشق في سنة‬
‫(‪770‬ه‪5578/‬م) ‪ ،‬واستولى على مدينة دمشق سنة (‪778‬ه‪5570/‬م) وتمكن من توحيد مصر‬
‫مع بالد الشام واسقاط الدولة الفاطمية سنة(‪795‬ه‪5555/‬م) ‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن خّلكان ‪ ،‬وفيات‬
‫﴿ ‪﴾ 07‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫في سنة (‪795‬ه‪5555/‬م) كما‬ ‫(‪)1‬‬


‫حكم الفاطميين فيها على يد صالح الدين االيوبي‬
‫سيتم بحثه في الفصل الثالث‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عالقة الدولة الفاطمية مع اليمن‪:‬‬

‫ان تدهور االوضاع الداخلية والخارجية للدولة الفاطمية وعلى كافة االصعدة في‬
‫عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل ال يعني انها لم تحقق بعض المكاسب الخارجية‪،‬‬
‫الذي ثار في اليمن في سنة‬ ‫(‪)2‬‬
‫وال سيما في اليمن عن طريق الداعي علي الصليحي‬
‫(‪720‬ه‪5308/‬م) ومعه ستون رجال(‪" )3‬وقوى امر الصليحي باليمن ‪ ،‬ولما كثر اصحابه‬
‫وتوفر ماله ‪ ،‬وهو بالجبال كتب كتابا الى المستنصر يعلمه ماهو عليه من ظهور الكلمة‬

‫‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص ص ‪ 580-587‬؛ الذهبي ‪ ،‬سير اعالم النبالء ‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرناؤوط‪ ،‬ط‪، 5‬‬
‫(بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪5089 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 23‬ص ص ‪.700-705‬‬
‫(‪)1‬‬
‫صالح الدين يوسف بن نجم الدين ايوب بن شادي (ت ‪780‬ه‪5500/‬م) ‪ ،‬وكان من ابرز امراء‬
‫نور االدين زنكي ‪ ،‬عمل وزي ار للفاطميين ونائبا عن نور الدين زنكي في مصر ‪ ،‬وتمكن من‬
‫اسقاط الدولة الفاطمية في سنة (‪795‬ه‪5555 /‬م) واعادة توحيد مصر وبالد الشام بعد= =وفاة‬
‫وتمكن من استرداد بيت المقدس من الصليبين في‬
‫ّ‬ ‫نور الدين زنكي سنة (‪790‬ه‪5550/‬م)‪،‬‬
‫(‪780‬ه‪5585 /‬م)‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن خّلكان ‪ ،‬وفيات ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ص ‪ 252-500‬؛ الذهبي‬
‫‪ ،‬سير ‪ ،‬ج‪ ، 25‬ص ص ‪ 205-258‬؛ نوري ‪ ،‬دريد عبد القاهر ‪ ،‬سياسة صالح الدين األيوبي‬
‫في بالد مصر والشام والجزيرة ‪753 ،‬ه‪780-‬ه ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬كلية اآلداب‬
‫‪5059 ،‬م ‪ ،‬ص‪ 93‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابو كامل علي بن محمد بن علي الصليحي ‪ ،‬كان ابوه قاضيا سني المذهب ‪ ،‬انضم الى الدعوة‬
‫الفاطمية منذ صغره وثار في اليمن في سنة (‪720‬ه‪5308/‬م) وملكها واقامة الخطبة للفاطميين‬
‫فيها ‪ .‬المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪2‬ـص‪222‬؛ ابن الديبع ‪ ،‬ابو الضيا عبد الرحمن بن علي‬
‫الشيباني ‪( ،‬ت ‪070‬ه‪5709/‬م) ‪ ،‬قرة العيون باخبار اليمن الميمون ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي االكوع‬
‫‪( ،‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط‪5050 ،‬م) ‪ ،‬ص ص‪ 275-273‬؛ الهمداني ‪ ،‬حسين بن فيض هللا ‪ ،‬الصليحيون‬
‫والحركة الفاطمية في اليمن ‪ ،‬ط‪( ، 0‬صنعاء‪ :‬منشورات المدينة ‪5089 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 92‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫﴿ ‪﴾ 07‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫ومقاتلة اهلها ‪ ،‬فأ ِذن له في ذلك‬ ‫(‪)1‬‬


‫واقامة الدعوة ويستاذنه بالنزول بالعسكر الى تهامة‬
‫واخرج االموال وجمع الرجال وانتصر"(‪ .)2‬ولم ِ‬
‫تنته سنة (‪773‬ه‪5378/‬م) حتى اصبحت‬
‫ويخطب من على منابرها للخليفة الفاطمي المستنصر باهلل‬
‫اليمن كلها بيد علي الصليحي ُ‬
‫‪.‬‬ ‫عاصمة له‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬واتخذ من مدينة صنعاء‬

‫وفي سنة (‪777‬ه‪5390/‬م) اوعز الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل الى الصليحي‬
‫بالتوجه الى مكة واعادة الدعوة للفاطميين فيها‪ ،‬فتمكن علي الصليحي من االستيالء‬
‫عليها واقام الخطبة للخليفة الفاطمي المستنصر باهلل(‪.)5‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وهي قطعة من اليمن وهي جبال مشتبكة ‪ ،‬تقع في شرقيها مدينة صعدة وجرش ونجران ‪ ،‬وفي‬
‫شمالها مكة وجدة وفي جنوبها صنعاء ‪ .‬الحميري ‪ ،‬الروض المعطار ‪ ،‬ص‪.575‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫قصبة اليمن وأحسن بالدها وبينها وبين عدن ثمانية وستون ميال‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪.729‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪ 52‬؛ عبد الباقي اليماني ‪ ،‬تاج الدين بن عبد المجيد ‪( ،‬ت ‪570‬ه ‪/‬‬
‫‪5070‬م) ‪ ،‬تاريخ اليمن المسمى بهجة الزمن في تاريخ اليمن‪ ،‬تحقيق‪:‬مصطفى حجازي ‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫(صنعاء‪ :‬دار الكلمة ‪5087 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 77‬؛ المقريزي‪ ،‬الذهب المسبوك في ذكر من حج من‬
‫الخلفاء والملوك ‪ ،‬تحقيق‪ :‬جمال الدين الشيال ‪ ( ،‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط‪5077 ،‬م)‪ ،‬ص‪ 99‬؛ غالب ‪،‬‬
‫مصطفى ‪ ،‬تاريخ الدولة األسماعيلية ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيروت دار األندلس ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪.207‬‬
‫(‪)5‬‬
‫عمارة اليمني ‪ ،‬تاريخ اليمن ‪ ،‬ص‪.575‬‬
‫﴿ ‪﴾ 09‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫استمرت العالقات الودية بين الفاطميين والصليحيين بعد مقتل علي الصليحي‬
‫في (‪770‬ه‪5399/‬م)(‪ )1‬في عهد ولده المكرم احمد الذي عهد الى زوجته السيدة اروى‬
‫(‪)2‬‬

‫مسؤولية قيادة الدعوة وعلى الرغم من كل ما تعانيه الدولة الفاطمية ‪ ،‬اال ان الصليحيين‬
‫حافظوا على والئهم للدولة الفاطمية ولم يعلنوا استقاللهم عنها وتؤكد ذلك الرسائل والهدايا‬
‫المتبادلة بين الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل والصليحيين(‪.)3‬‬

‫خامسا‪ :‬العالقة مع الحجاز‪:‬‬

‫ُيعد الحجاز مركز العالم االسالمي لوجود الحرمين الشريفين ‪ ،‬وان الخطبة فيه‬
‫للخليفة من على منبريه (مكة والمدينة) يضفي عليه شرعية وقداسة في قلوب المسلمين‪،‬‬
‫فاصبح الحجاز ساحة للصراع بين الدولتين الفاطمية والعباسية ‪ ،‬ولذلك اتسمت العالقة‬
‫بين الدولة الفاطمية والحجاز في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل بالتذبذب وعدم‬

‫(‪)1‬‬
‫السجالت المستنصرية ‪ ،‬ص ص‪ 95-78‬؛ ابن المجاور ‪ ،‬جمال الدين ابي الفتح يوسف بن‬
‫يعقوب ‪( ،‬ت ‪903‬ه‪5205/‬م) ‪ ،‬صفة بالد اليمن ومكة والحجاز ‪( ،‬ليدن‪ :‬مطبعة بريل‪5075،‬م)‪،‬‬
‫ص ص‪ 59-57‬؛ الفاسي ‪ ،‬تقي الدين محمد بن احمد ‪( ،‬ت ‪802‬ه‪5728/‬م)‪ ،‬العقد الثمين في‬
‫تاريخ البلد االمين ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬فؤاد سيد ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪5087 ،‬م) ‪ ،‬ج‪،9‬‬
‫ص‪ .277‬وفيها ان مقتله في سنة (‪750‬ه‪5383/‬م)‪.‬‬
‫السيدة الحرة اروى بنت احمد بن محمد الصليحي ‪ ،‬ترأست الدعوة الفاطمية في اليمن بعد وفاة‬ ‫(‪)2‬‬

‫زوجها احمد بن علي الصليحي‪ ،‬وبلغت درجة عالية في الدعوة حتى وصلت الى مرتبة الحجة ‪،‬‬
‫توفيت سنة(‪702‬ه‪5505/‬م)‪ .‬للمزيد ُينظر ‪ :‬ابن ابي مخرمة ‪ ،‬ابو محمد عبد هللا الطيب بن‬
‫عبدهللا بن احمد‪( ،‬ت ‪075‬ه ‪5773 /‬م) ‪ ،‬تاريخ ثغر عدن ‪ ،‬أعتنى به‪ :‬علي حسن علي ‪=،‬‬
‫=ط‪ ( ، 2‬بيروت‪ :‬دار الجيل ‪5085 ،‬م ) ‪ ،‬ص‪ 75‬؛ تامر‪ ،‬عارف ‪ ،‬اروى بنت اليمن ‪ ،‬ط‪5‬‬
‫(القاهرة‪ :‬دار المعارف ‪5053،‬م) ‪ ،‬ص ‪ 559‬وما بعدها ؛ اروى ملكة اليمن ‪ ( ،‬سوريا ‪ :‬دار‬
‫الحوار ‪5089 ،‬م) ‪ ،‬ص ص ‪ 97‬وما بعده ؛ حمزة‪ ،‬عفت وصال ‪ ،‬نساء حكمن اليمن ‪ ،‬ط‪،5‬‬
‫( بيروت‪ :‬دار ابن حزم ‪5000 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 570‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫للمزيد ُينظر ‪ ،‬السجالت المستنصرية ‪ ،‬ص ‪ 50‬وما بعدها‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 05‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫االستقرار ‪ ،‬فتارة ُيخطب للفاطميين وتارة اخرى للعباسيين تبعا لالوضاع الداخلية‬
‫والخارجية لكلتا الدولتين‪.‬‬

‫في سنة (‪792‬ه‪5353/‬م) قطع امير مكة محمد بن ابي هاشم (‪ )1‬الخطبة للخليفة‬
‫الفاطمي المستنصر باهلل وإقامتها للخليفة العباسي القائم بأمر هللا (‪-722‬‬
‫‪795‬ه‪ 5357-5303/‬م) ولعل ما كانت تعانيه مصر انذاك من ازمة اقتصادية خانقة‬
‫وانقطاع المساعدات المرسلة الى الحجاز ‪ ،‬دفعت امير مكة الى االتصال بالعباسيين‬
‫واقامة الدعوة لهم في مكة ‪ ،‬فارسل رسوال الى السلطان السلجوقي الب ارسالن يخبره‬
‫فيها باقامة الخطبة للخليفة العباسي القائم بامر هللا وللسلطان من بعده‪ ،‬وترك االذان‬
‫وخلعاً نفيس ًة واجرى له كل‬
‫بحي على خير العمل ‪ ،‬فاعطاه السلطان ثالثين الف دينا اًر ُ‬
‫سنة عشرة االف دينار(‪.)2‬‬

‫ولما تحسنت االوضاع االقتصادية في مصر واستتباب االمور الداخلية فيها نوعاً‬
‫ما بفضل جهود الوزير امير الجيوش بدر الجمالي ‪ ،‬أرسل الخليفة الفاطمي المستنصر‬
‫باهلل في سنة(‪795‬ه‪5357/‬م) الى امير مكة محمد بن ابي هاشم يطلب منه اعادة‬
‫الخطبة له في مكة بدعوى ان عهد امير مكة وأيمانه كان للقائم بامر هللا والسلطان‬
‫السلجوقي الب ارسالن ‪ ،‬وكالهما قد مات ‪ ،‬فاستجاب امير مكة له واقام الخطبة‬
‫للمستنصر باهلل(‪ .)3‬اال انه ما لبث ان قطع الخطبة للخليفة المستنصر باهلل في ذي‬
‫الحجة(‪798‬ه‪5357/‬م) وأقامتها للخليفة العباسي المقتدي (‪785-795‬ه‪-5357/‬‬

‫(‪ )1‬محمد بن ابي هاشم الحسيني امير مكة المتوفى في سنة (‪785‬ه‪5307/‬م) كان متذبذباً في والئه‬
‫بين الفاطميين والعباسيين تبعاً لمصالحه الشخصية‪ .‬ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.708‬‬
‫(‪ )2‬ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ 087‬؛ ابن فهد ‪ ،‬اتحاف الورى ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.750‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السجالت المستنصرية ‪ ،‬ص ص ‪ 500-502‬؛ ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.738‬‬
‫﴿ ‪﴾ 08‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫‪ 5307‬م) بعد ان وعده امير الحج العراقي بتزويجه باخت السلطان السلجوقي ملكشاه‬
‫(‪787-797‬ه‪5302-5352/‬م)(‪ .)1‬ثم اعادها للخليفة الفاطمي المستنصر باهلل في‬
‫سنة(‪753‬ه‪5358/‬م)(‪ ،)2‬وعلى هذا النحو استمر امير مكة محمد بن ابي هاشم يتقلب‬
‫في والئه بين الفاطميين والعباسيين تبعا لمصالحه طيلة عهد الخليفة الفاطمي المستنصر‬
‫باهلل(‪.)3‬‬

‫سادسا‪ :‬العالقة مع االمبراطورية البيزنطية‪:‬‬

‫اتسمت العالقة بين الدولة الفاطمية واالمبراطورية البيزنطية بعدم االستقرار في‬
‫عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل‪ ،‬ففي سنة(‪720‬ه‪5305/‬م) ُعقدت الهدنة بين‬
‫الدولتين ‪ ،‬تعهدت بموجبها االمبراطورية البيزنطية‪ ،‬باطالق سراح خمسة االف اسير‬
‫مسلم‪ ،‬في حين تسمح الدولة الفاطمية بأعمار كنيسة القيامة (‪ ،)4‬اال ان الهدنة لم تدم‬

‫ابن فهد ‪ ،‬اتحاف الورى ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.758‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ابن فهد ‪ ،‬اتحاف الورى ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.750‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫للمزيد ُينظر ‪ :‬ابن فهد ‪ ،‬اتحاف الورى ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪ 750‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪ 585‬؛ ماجد ‪ ،‬المستنصر ‪ ،‬ص‪ . 57‬وكنيسة القيامة كما‬ ‫(‪)4‬‬

‫قال ياقوت الحموي " أعظم كنيسة للنصارى بالبيت المقدس وصفها ال ينضبط حسنا وكثرة مال‬
‫وهي في وسط البلد والسور يحيط بها ولهم فيها مقبرة يسمونها القيامة العتقادهم أن المسيح قامت‬
‫قيامته فيها والصحيح أن اسمها قمامة ألنها كانت مزبلة أهل البلد وكان في ظاهر المدينة يقطع‬
‫بها أيدي المفسدين ويصلب بها اللصوص فلما صلب المسيح في هذا الموضع عظموه وهذا‬
‫مذكور في اإلنجيل" ‪ .‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪.009‬‬
‫﴿ ‪﴾ 00‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫طويال‪ ،‬فسرعان ما نقضتها االمبراطورية البيزنطية في سنة(‪705‬ه‪5300/‬م)‪ ،‬فهاجمت‬


‫نواحي حلب ‪ ،‬وتصدى لهم جيش امير الجيوش أنوشتكين الدزبري(‪.)1‬‬

‫عادت العالقات الودية بين الطرفين القاهرة والقسطنطينية في سنة‬


‫(‪705‬ه‪5377/‬م) حيث تم تبادل السفارات والهدايا بين الجانبين واعلنت الهدنة(‪ ، )2‬ولعل‬
‫االمبراطورية البيزنطية شعرت بخطورة قوة السالجقة المتنامية‪ ،‬فآثرت تحسين العالقات‬
‫مع الدولة الفاطمية(‪ .)3‬وال ادل على ذلك من قيام االمبراطورية البيزنطية باعتقال الرسول‬
‫الذي بعثته الدولة العباسية ومعه العهد واللواء الى المعز بن باديس في المغرب وسّلمته‬
‫الى الدولة الفاطمية في سنة (‪770‬ه‪5375/‬م)(‪.)4‬‬

‫شهدت العالقات في سنة (‪775‬ه‪5377/‬م) تدهو اًر كبي اًر بعد التقارب بين‬
‫االمبراطورية البيزنطية والسالجقة‪ ،‬فقد ارسل السلطان السلجوقي طغرلبك رسوال الى‬
‫االمبراطورة تيودو ار وطلب منها السماح له بالصالة في جامع القسطنطينية ‪ ،‬فأذنت له‬
‫وأُقيمت الخطبة للخليفة العباسي ‪ ،‬مما اغضب الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وعمل‬
‫على التضييق على النصارى‪ ،‬فاستولى على محتويات كنيسة القيامة واغلق الكنائس في‬
‫مصر وبالد الشام وطالب الرهبان بدفع الجزية الربع سنين ‪ ،‬وضاعف جزية عامة‬
‫النصارى(‪ ،)5‬وجهز جيشا وهاجم االراضي البيزنطية ‪ ،‬فأرسلت االمبراطورة تيودو ار ‪،‬‬
‫أسطوال من ثمانين سفينة الى مدينة طرابلس ‪ ،‬لكنه لم يتمكن من االستيالء عليها(‪.)6‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن العديم ‪ ،‬زبدة الحلب‪،‬ج‪،2‬ص‪ 258‬؛ المقريزي‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.588‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.507‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ماجد ‪ ،‬المستنصر ‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.52‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.57‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص ‪.205-203‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫﴿ ‪﴾ 533‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫وهكذا اس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتمرت العالقات المتوترة بين الطرفين حتى قيام الحروب‬


‫قد اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتولوا على جزيرة ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقلية ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬ ‫الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليبيـ ـ ـ ـ ـ ـة(‪ .)1‬كما ان النورمان‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ ،‬وبذلك فقدت الدولة الفاطمية سيطرتها على الجزيرة التي‬ ‫(‪)3‬‬


‫سنة (‪787‬ه ‪5305 /‬م)‬
‫كانت اسمية منذ ان اعلن المعز بن باديس انفصاله عن الفاطميين‪.‬‬

‫من خالل استقراء االحداث التي تم عرضها في هذا الفصل يمكن القول بان‬
‫شخصية الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل الضعيفة ادت الى اضطرابات داخلية‪ ،‬فقد‬
‫تولى الخالفة وهو صبي صغير لم يتجاوز السابعة من عمره فخضع الى ارادة والدته‬
‫السيدة (رصد) ووزرائه الذين دخلوا في صراعات حول النفوذ ‪ ،‬فانعكست تلك الصراعات‬
‫تكون من عناصر متباينة ‪ ،‬مما ادى الى حروب طاحنة ‪،‬‬
‫على الجيش الفاطمي الذي ّ‬
‫السيما بين االتراك والسودان ‪ ،‬وقد زاد من سوء االوضاع االزمة االقتصادية الخانقة‬
‫التي ضربت البالد من سنة (‪797-775‬ه‪5355-5397/‬م) التي نتجت عن انخفاض‬
‫مناسيب نهر النيل وسوء االدارة ‪ ،‬فتفشت المجاعات واالوبئة ‪ ،‬هذا من ناحية ‪ ،‬ومن‬
‫ناحية اخرى ‪ّ ،‬ادى كثرة تولي الوزراء وعزلهم الى تفاقم االمور‪ .‬وعلى الرغم من‬

‫(‪ )1‬طقوش ‪ ،‬محمد سهيل ‪ ،‬تاريخ الفاطميين في شمالي افريقية ومصر وبالد الشام ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيروت‪:‬‬
‫دار النفائس للطباعة والنشر ‪2335 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.050‬‬
‫(‪ )2‬خليط من شعوب اسكندنافيا ذوي أصول جرمانية ‪ ،‬استقروا في الدانمرك والسويد والنرويج ‪ ،‬حيث‬
‫اعتادوا المالحة ببحر البلطيق وبحر الشمال ‪ ،‬أطلق عليهم أيضاً اسم الفايكنغ ‪ ،‬وقد ُعرفوا في‬
‫وتميزوا بغاراتهم البحرية على البالد االسالمية في االندلس وشمال‬
‫المصادر العربية بالمالحدة ‪ّ ،‬‬
‫افريقية وجزيرة صقلية‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬عاشور ‪ ،‬سعيد عبد الفتاح ‪ ،‬تاريخ اوروبا في العصور‬
‫الوسطى ‪ ،‬ط‪( ، 5‬بيروت‪ :‬دار النهضة العربية ‪5059 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪ 557‬وما بعدها‪.‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪ 755‬وما بعدها ؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ق‪ ، 7‬ص‪505‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫؛ احمد ‪ ،‬عزيز ‪ ،‬تاريخ صقلية االسالمية ‪ ،‬ترجمة‪ :‬امين توفيق الطيبي ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬الدار‬
‫العربية للكتاب ‪5083 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 75‬وما بعدها‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 535‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬عهد الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل وضعف الدولة‬
‫الفاطمية ‪..................‬‬

‫االصالحات التي قام بها الوزير بدر الجمالي التي احيت الدولة الفاطمية واطالت من‬
‫عمرها ‪ ،‬بيد انه لم يتمكن من اعادتها الى سابق مجدها وعظمتها‪.‬‬

‫انعكست االوضاع الداخلية المتردية في عهد الخليفة المستنصر على اوضاعها‬


‫الخارجية فقد شجع التدهور في مصر مركز الدولة الفاطمية االقاليم التابعة لها على‬
‫االنفصال عنها ‪ ،‬فأعلن الزيريون في بالد المغرب ‪ ،‬والمرداسيون في حلب استقاللهم‬
‫وتبعيتهم للدولة العباسية ‪ ،‬مما جعل الدولة الفاطمية تدخل في حروب على جبهات‬

‫عدة مع االمبراطورية البيزنطية والخالفة العباسية المتمثلة بحلفائهم السالجقة‪.‬‬

‫وعلى الرغم من نجاح الفاطميين في رفع راياتهم في بغداد عاصمة الدولة العباسية‬
‫في اعقاب حركة البساسيري في سنة (‪773‬ه‪5378/‬م) ‪ ،‬غير ان السالجقة تمكنوا من‬
‫اعادة الخطبة للعباسيين واستولوا على اغلب المدن الشامية‪ .‬وهكذا فان الخليفة الفاطمي‬
‫المستنصر باهلل لم يتمكن من تحمل مسؤلياته واصبح العوبة بيد وزرائه الى ان استحوذ‬
‫وزيره بدر الجمالي على كافة السلطات‪ ،‬وبذلك يعد عهد الخليفة المستنصر باهلل بداية‬
‫النهاية للدولة الفاطمية التي بدأت تحث الخطى نحو مصيرها المحتوم ‪ ،‬فأن االوضاع‬
‫السيئة التي بدأت في عهده استمرت في عهد خلفائه داخليا وخارجيا‪ ،‬مما ادى سقوط‬
‫الدولة الفاطمية في نهاية المطاف‪ .‬وهذا ما سنتناوله في الفصلين اآلتيين‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 532‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في‬
‫عصر نفوذ الوزراء‬
‫املبحث ا ألول ‪ :‬ادلوةل الفاطمية حىت هناية الارسة امجلالية‬
‫أأنقسام ادلعوة الاسامعيلية‬ ‫أأو ًال‪:‬‬
‫الاسامعيلية الزنارية‬ ‫‪-1‬‬
‫الاسامعيلية املس تعلية‬ ‫‪-2‬‬
‫خالفة الآمر بأأحاكم هللا (‪ 594‬هـ ‪ 425 -‬هـ ‪ 1129 – 1111 /‬م)‬ ‫اثني ًا‪:‬‬
‫تول ّيه اخلالفة‬ ‫‪-1‬‬
‫وزارة املأأمون البطاحئي (‪ 419 - 414‬ه ‪ 1124 – 1121 /‬م)‬ ‫‪-2‬‬
‫أأ‪ .‬تول ّيه الوزارة‬
‫ب‪ .‬حماربة الطائفة الزنارية‬
‫ت‪ .‬عزل الوزير املأأمون البطاحئي وقتهل‬
‫أأنفراد اخلليفة الآمر بأأحاكم هللا ومقتهل‬ ‫‪-3‬‬
‫خالفة احلافظ دلين هللا (‪ 455 – 425‬هـ ‪ 1159 – 1129 /‬م)‬ ‫اثلث ًا‪:‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬ادلوةل الفاطمية حىت هناية أأرسة أل رزيك‬


‫انقسام ا ألسامعيلية املس تعلية‬ ‫أأو ًال‪:‬‬
‫الرصاع عىل منصب والية العهد‬ ‫اثني ًا‪:‬‬
‫وزارة هبرام الارمين (‪429‬ه ‪431-‬ه ‪1135 /‬م‪1131-‬م)‬ ‫اثلث ًا‪:‬‬
‫وزارة رضوان بن وخليش (‪433-431‬ه‪1131-1131/‬م)‬ ‫رابع ًا‪:‬‬
‫خالفة الظافر ابهلل (‪459-455‬ه‪1145-1159/‬م)‬ ‫خامس ًا‪:‬‬
‫السالر (‪451-455‬ه‪1143-1159/‬م)‬ ‫وزارة العادل بن ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫وزارة عباس الصهنايج (‪459-451‬ه ‪1145-1143 /‬م)‬ ‫‪-2‬‬
‫وزارة أل ُر ّزيك (‪459‬ه‪441-‬ه ‪1145 /‬م‪1112-‬م)‬ ‫سادس ًا‪:‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫المبحث األول‬
‫الدولة الفاطمية حتى نهاية االسرة الجمالية‬
‫شه ه ه ه ه ه ههطمية ممذموة م الوزوة امةذ الة مش بدة لدة ميلشاةخمية ميوام ةذ م ز وة‬
‫م الو ة موستاصدةباهللة ةساوة(‪784‬ةه ه ه ه ه ه ه ههة ة‪3007‬ةم)ة شضىةعاي وةذ ضطدباية‬
‫د خ زوة‪،‬ة دية مىةضه ه ه ه ه ههخلة ممذموةد خ زاةذخاي زاة‪،‬ةلوا سةبة تنااة مس ه ه ه ه ه ه طوة ة م ة‬
‫اءة مىة مش يءة‪،‬ة ةصه ه ه ه ه ه ههبةة م ز وة مخشاوةخلمة مش يءة مم ةلمخ ش ة ةلاصه ه ه ه ه ه ههل ة‬ ‫م‬
‫اءةذعزمطمةذحتىةقت طمة تياه ل ة بادىءة مومه ة الس ه ه ه ه ه ههواعل ة‪،‬ة واة ة مش يءة‬ ‫م‬
‫س ه ه ههطمةدخ ش ة ةص ه ه ههدعايةهزواةخلاطمةع ىة اصه ه ه ه ة مش يلة‪،‬ة ة ة خ مة مش يءةبخمة‬
‫لدة ميلشاةخمية ميوام ة ا ة ص ههلدهمة منت ة‪،‬ة ا خ س ههسةهمرة الض ههطدباية مم خ زوة‬
‫ع ىة مشضعة م اي ةم مذموة م الوزوة واة دىة مىة ضوحالمطاةذسنشلطاة‪ .‬ة‬
‫ة‬

‫اوالً‪ :‬انقسام الدعوة االسماعيلية‪:‬‬


‫ةكا ة م ز وة م الو ة موستاصدةباهللة(‪-724‬ة‪784‬ه هة ة‪3015‬ة‪-‬ة‪3007‬م)ةقمة‬
‫علة ةة خاهة الكبدة زةةيةذمزاةمخطمر(‪)1‬ة‪،‬ة واةقداسةذ الة م ز وة م الو ة موسه ه ههتاصه ه ههدةباهللة‬
‫ه ه ه ه ه ه ه ه ةخ ةخههمية‬ ‫يدة خههمة مبزخههوةالخاهههة زية ة بههايةي ههااة مههمذمههوة‪،‬ة الة ة مش بدة ال‬
‫ميوام ةلناعسةع ةذمكةذعو ةع ىة مووال وةحتىةلش ة م ز وة موسههتاصههدةباهللةدذ ة‬
‫ه ةخ ةخمية ميوام ة ا ةي شههىة ة‬ ‫ةليدىة دسههزمة مبزخو(‪)2‬ة‪.‬ةذببمذة ة مش بدة ال‬

‫(‪ )1‬ة خ ةظا دة‪،‬ةأخباية‪،‬ةصة‪ 81‬ة؛ ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪ 7‬ة‪،‬ةق‪ 5‬ة‪،‬ةص‪ 310‬ة؛ ة وااة مم ة‪،‬ة‬
‫حومة مسخلمة‪،‬ةدذموة السواعل زوة ة د ة‪،‬ةط‪ 3‬ة‪،‬ة(خلدذية موطبخوة مخصدبوة‪،‬ة‪3000‬م)ة‪،‬ة‬
‫ص‪ 305‬ة؛ة مبستا ة‪،‬ة مىةعبمة مطاد ة‪،‬ة موستخ ةباهللة م الو ة(‪705-784‬هة‪ /‬ة‪-3007‬‬
‫‪ 3303‬م)ةسلدلهةذدذيرة ة متايبخة‪،‬ةيساموة ا ستلدةغلدة اششيلة‪،‬ة خطمة متايبخة مخدا ةذ متدثة‬
‫مخ و ةم ميساية مخ زاة‪،‬ةبغم دة‪،‬ة(‪3712‬هة‪/‬ة‪2033‬م)ة‪،‬ةص‪78‬ةذ اةبخمها‪ .‬ة‬
‫(‪)2‬ة خ ة زسدة‪،‬ةأخباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪ .00‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 301‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫زية‪،‬ة ذة ة مخالقوةخلاطواة ةحزالةأخزهة م ز وة م الو ة موسه ه ه ه ه ه ههتاصه ه ه ه ه ه ههدةباهللةممةل ة‬
‫ه ةيخاينة زية"ذبددةش ه اعالهةذب ههعة ةقميرة‪،‬ةذالة ةد عة‬ ‫للبو(‪)1‬ة‪،‬ة ا ة مش بدة ال‬
‫يأساةالحمة ةغ وائهةذحاشلته‪،‬ةخ ةيحتندهمةذبنصمهمةباالذىةذ م دي"ة(‪)2‬ة‪.‬ة ة‬
‫ه ه ه ه ة بخادرةذلشمزوة خزهة‬ ‫ةذ ا ة زية ب غة ة مخودةخوس ه ه ههل ةعا اة(‪)3‬ة‪،‬ة ايدة ال‬
‫الةع ة هة ا ة ذجة خسة‬ ‫الصغدة حوم(‪)4‬ة‪،‬ةسزواةذ هة ا ة صغلدة مس (‪)5‬ة‪،‬ةهم ة‬
‫ه ه ه (‪)6‬ة‪.‬ةمواةعزمة م ز وة م الو ة موسه ه ههتاصه ه ههدةباهللةع ىة خمة مبزخوةالخاهة‬ ‫مش بدة ال‬
‫ه ه ةب باية ال دءةذحميهمة ةخزختهةذ شه ههايةع لطمةختشمزوةأخ ة‬ ‫زية‪،‬ة توعة مش بدة ال‬
‫مناسمة حومة‪،‬ة ش نش ةع ىةذمك(‪)7‬ة‪ .‬ة‬
‫ه ه ه ة دص ه ههوةذ الة م ز وة م الو ة موس ه ههتاص ه ههدةباهللة ةس ه ههاوة‬ ‫ة تطزة مش بدة ال‬
‫(‪784‬ةه ه ه ههة ة‪3007‬ةم)ة‪،‬ة ةح دة الخ ة الصغدةم ز وة موستاصدةباهللة حومةةذأ سهة‬

‫(‪)1‬ةكا ة ة سة ة اطواة با اوةليارة الخدة" ة زيةخدجةذ ية شمة ةبخضة اك ة منصدة ش مة‬


‫ةقمةدخ ة ة حمة خش بة منصدةذهشةيك ة‪،‬ة صاحةبهة‪:‬ة زاةياةأي ا ةياة يسة حنمهاة‬ ‫ال‬
‫ةع زهةذظطدية دهوة حمهواةمالخد"‪.‬ة خ ة زسدة‪،‬ةأخباية صد ة‪،‬ةج‪ 2‬ة‪،‬ةص‪00‬؛ة خ ة‬ ‫ال‬
‫لغد ةخدد ة‪،‬ة مايشمة مزهدلة‪،‬ةج‪5‬ة‪،‬ةصة‪ .373‬ة‬
‫(‪)2‬ة موندبز ة‪،‬ةألخاظة محا اة‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةصة‪ .32‬ة‬
‫(‪)3‬ة خ ة زسدة‪،‬ةأخباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪ .02‬ة‬
‫(‪)4‬ة خشة مناسمة حومةخ ة م ز وة موستاصدةباهللة‪،‬ةذممة ةعامة(‪708‬ةههة ة‪3045‬ةم)ة‪،‬ةلشمىة م ال وة‬
‫ةخ ةخمية ميوام ة مم ة‬ ‫بخمةذ الةذ ممرة ةعامة(‪ 784‬ةههة ة‪ 3007‬ةم)ةختمخلدة ة مش بدة ال‬
‫ستبخمة زيةصاح ة محقة مشدع ة‪،‬ةذل ن ة(باموستخ ةباهلل)ةذلش ة ةعامة(‪705‬ةههة ة‪3302‬م)‪.‬ة‬
‫خ ةخ ا ة‪،‬ةذهزاية‪،‬ةج‪3‬ة‪،‬ةصةصة‪380-348‬ة؛ة خ ة مخوادة محاب ‪،‬ةشميية‪،‬ةم‪5‬ة‪،‬ةص‪ .730‬ة‬
‫ة مخود ةلسخو ةعشد ةعا ا‪ .‬ةسبط ة خ ة‬ ‫(‪ )5‬ة ا ة م ز و ة موستخ ةباهلل ةعام ا ةلشمى ة م ال و ة ب غ ة‬
‫ميش ة‪،‬ةشوسة مم ة خ ة مو دة شسلة‪،‬ة(ية‪057‬هة‪/‬ة‪3250‬م)ة‪،‬ة دآلة مز ا ةذلايبخة العزا ة‬
‫‪،‬ةط‪3‬ة‪،‬ة(حلمية باد‪:‬ةد ئدلة موخايفة مخاوا زوة‪،‬ة‪3053‬م)ة‪،‬ةج‪8‬ة‪،‬ةص‪1‬ة؛ة موندبز ة‪،‬ةألخاظة محا اة‬
‫‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةص‪ .33‬ة‬
‫(‪)6‬ة مطم يوة آل دبوة‪،‬ةص‪ .31‬ة‬
‫(‪)7‬ة موندبز ة‪،‬ةألخاظة محا اة‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةصة‪ .32‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 307‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫ع ىة دس ة م ال وةذمقبهةخ ههة( موستخ ةباهلل)ة(‪)1‬ة‪،‬ةذ ستمعىة خشلة موستخ ةباهللة زية‪،‬ة‬
‫ذعبمهللاةذ س ه ههواعل ةذقااةمطمة"ةلنم ش ةقب ش ة الينةهللةلخامىةذموشال اة موس ه ههتخ ةذاايخشرة‬
‫طشة مم ة صةع زهة ال امة موس ه ههتاص ه ههدةقب ةذ الهةبام ال وة ةبخمر ة" ة(‪)2‬ة‪.‬ة خمىة خشلة‬
‫موس ههتخ ة تخاظطمة واةحمثة‪،‬ةذالس ههزواة الالة الكبدة زيةص ههاح ة محقة مش ههدع ة ة‬
‫ةذخطة‬
‫خال وةذ ممرة موستاصدةباهللة نااة‪":‬ةمشةقةطةخسةة اةبايخسة ةهشة صغدةسااة ا ة‬
‫ذ مم ةعام ةبة ةذم ةعطمرةذ اة ح ه ه ه ه هدر"(‪.)3‬ةذ ة مش ض ه ه ه ههةة ة زيةش ه ه ه ههخدةب طشيلة‬
‫ةم ة تد هةحتىة بايعة خارة موستخ ةذ ةبناءرة ة مناهدلة‬ ‫موشقلة‪،‬ةذ ة مش بدة ال‬
‫يش ةخطدةع ىةحزالهة‪،‬ة آثدة مطدبة مىة الس اميبوةذعال ة ماشيلة لطا(‪)4‬ة‪ .‬ة‬
‫ةأةقزوسة دسه ه ه ه ه ههزمةخزخوة موسه ه ه ه ه ههتخ ةباهللة‪،‬ة ي سةع ىةس ه ه ه ه ه هدبدة مو كة ة ال ش ة‬
‫ذح ه ههدةقاضه ه ه ة من ه ههالةذ خمة مبزخوةمهة ة بايةي ااة ممذموةذعزا طاة‪،‬ةذ بدة مش بدة‬
‫ه ه ه ة ة ةعبمهللاةذ سه ه ههواعل ةع ىةخزخوة خلطمة موسه ه ههتخ ةباهللة‪،‬ةهبايخارةذأةخمية‬ ‫ال‬
‫ع لطمة موش ثلق(‪)5‬ة‪ .‬ة‬

‫(‪ )1‬ة خ ة منال س ة‪،‬ةذ ة‪،‬ةصة‪ 233‬ة؛ة م ايق ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةص‪ 204‬ة؛ة خ ة الثلدة‪،‬ة م ا ة‪،‬ةج‪ 8‬ة‪،‬ة‬
‫صة‪708‬ة؛ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ةق‪5‬ة‪،‬ةص‪ .310‬ة‬
‫(‪)2‬ة خ ة زسدة‪،‬ةأخباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪ .50‬ة‬
‫(‪)3‬ة خ ة زسدة‪،‬ة موصمية سهة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةص‪50‬ة؛ةعشد ة‪،‬ةعاوا ةعبمة محولمة‪،‬ة ألسواعل لش ة ة‬
‫خالدة مشامةع ىةعصدة محدذبة مص لبزوة(د‪.‬ط‪:‬ة مو تبوة متايب زوة‪،‬ة‪3082‬م‪3081-‬م)ة‪،‬ةص‪ .4‬ة‬
‫(‪)4‬ة خ ة الثلدة‪،‬ة م ا ة‪،‬ةج‪8‬ة‪،‬ةصة‪708‬ة؛ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ةق‪5‬ة‪،‬ةص‪310‬ة؛ة موندبز ة‬
‫‪،‬ة م ططة‪،‬ةج‪3‬ة‪،‬ةص‪ .721‬ة‬
‫(‪)5‬ة خ ة زسدة‪،‬ةأخباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةص‪ .00‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 305‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫ةذصه ه ه ه ه ة زية مىة السه ه ه ه ه اميبوةذع ة ماشيلة لطاةس ه ه ه ههازاة اهةذيءة س ه ه ه ههتخادلةحنهة‬
‫مشههدع ة ة ال ا وة‪،‬ةذل ن ةبام ه ه ه ه ه ه ه ههة( موصههط ىةمم ةهللا)ة(‪)1‬ةبوخاذ وةذ م ة الس ه اميبوة‬
‫ت ل ة متد (‪ .)2‬ة‬
‫ة زشاة بلدةذسايةبهة مىة الس اميبوةم ن اءة‬ ‫ة طزة مش بدة لدة ميلشاة ال‬
‫ع ىةثشيلة زيةذ اصه ه ه ه ه ههدة ممذموة ت ل ة م م ةلو ااة ةليوزعة زشه ه ه ه ه ههاة بلدة ة مخبلمة‬
‫ه ه ه ه ه ه ه ة‪،‬ة آثدة‬ ‫ه ه ه ه ه ههوسة ملطمة عم د ة ة مقبائ ة مخدازوةذلو اش ة ةهزبووة زرة ال‬ ‫ذ‬
‫ال س ههحابة مىة مناهدل(‪)3‬ة‪،‬ةذم اهةس ههدعا ة ا ة عمة زش ههاةآخدة كادةضه ه ا وة ة ميزرة‬
‫الذاةذعومة مىة موؤ ديةذ ممسههائسةمشههقةصه شفة زرة زية‪،‬ة ةلصه ةبنادلة العدبة‬
‫مم ة ا ش ة عة زشهة‪،‬ة تو ة ة ة ستوامتطمةباال ش ا(‪)4‬ة‪،‬ةذساية مىة الس اميبوةذحنقة‬
‫ماصههدةع ىة زرة زيةذ اصههدة ممذموة ت ل (‪)5‬ة‪،‬ة ة سههحبش ة مىة الس ه اميبوة ةذلحصههاش ة‬

‫(‪)1‬ة خ ة منال س ة‪،‬ةذ ة‪،‬ةص‪233‬ة؛ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ةق‪5‬ة‪،‬ةص‪310‬ة؛ة خ ة مون عة‪،‬ة‬


‫ساذبدسة‪،‬ة(ي ة‪084‬هة ة‪3540‬م)ة‪ ،‬ةلايبخةبطاي و ة م ازسوة موصدبو ة موخدذفةبسلد ة مبزخوة‬
‫مونمسوة‪،‬ة شدة‪:‬ةلزس ةعبم موسزةةذعزبزةسشيبااةعطزوةذ خدذ ة‪،‬ةط‪ 3‬ة‪،‬ة( مناهدلة‪:‬ة وازوة‬
‫الثاية مقبطزوة‪3050‬مة–ة‪3047‬ةم)ة‪،‬ةم‪2‬ة‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةص‪275‬ة؛ة هدلة‪،‬ة حومةع ة‪،‬ةدذموة منالعة‬
‫قدءل ة ة مومه ة السواعل ةذ حالمة موم اوة م اض وة‪،‬ةط‪ 3‬ة‪،‬ة(د شق‪:‬ة لاشىةم ميساي ةذ ماشدة‬
‫ذ متش بعة‪،‬ة‪2007‬م)ة‪،‬ةص‪72‬ة؛ة مبستا ة‪،‬ة موستخ ةباهللة‪،‬ةص‪ .57‬ة‬
‫(‪)2‬ة اصدة ممذموة ت ل ة متد ة‪،‬ة حمةغ وا ة لدة ميلشاةخمية ميوام ة‪،‬ةذالرة الس اميبوة‪،‬ةذاايعة‬
‫ةخ ةخمية ميوام ة‪.‬ة‬ ‫زيةبخمة ةذعمرةختاصلبهةذ بدةممذمتهةخمالة ة مش بدة لدة ميلشاة ال‬
‫ممذ د ي ة‪،‬ة خشةب دةعبمهللاةخ ةأ بكة‪،‬ة(ية‪410‬ةههة ة‪3115‬ةم)ة‪،‬ة ازة ممييةذ ا عة مغدية( ميزءة‬
‫مسادس ة موسوى ة مميل ة مو زو ة ة خباي ة ممذموة م الوزو)ة‪،‬ةلحنلقة‪:‬ةصالح ة مم ة موايم ة‪،‬ة‬
‫( مناهدلة‪،‬ة موخطمة الموا ةمالثاية‪،‬ة‪3003‬ة‪،‬ة‪)3042‬ة‪،‬ةصة‪777‬ة؛ة خ ة مون عة‪،‬ة موصمية سهة‬
‫‪،‬ةم‪2‬ة‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةص‪ .275‬ة‬
‫(‪)3‬ة خ ة زسدة‪،‬ةأخباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪ .02‬ة‬
‫(‪ )4‬ة خ ةلغد ةخدد ة‪،‬ة مايشمة مزهدلة‪،‬ةج‪ 5‬ة‪،‬ةصة‪371‬ة؛ة أل ل ة‪،‬ةحس ة‪،‬ة إلسواعل لش ةذ موغشاة‬
‫ذ صلدة مم ة مطشس ة‪،‬ةط‪3‬ة‪،‬ة(خلدذية مغم دة‪،‬ة‪3004‬م)ة‪،‬ةص‪ .80‬ة‬
‫(‪)5‬ة خ ة زسدة‪،‬ةأخباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪ .02‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 300‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫ة محصايةع ىة موم اوةماوا زوة شطدة‪،‬ةذمواة ذش سة موؤ ة‬ ‫خطاة‪.‬ة ةذضدبة مش بدة ال‬
‫ه ه ه ةقابةقشس ه ههل ة ذة د ىة ةدخشاة موم اوةبامس ه ههز ‪،‬ة‬ ‫ع ىة ما اذةذ ص ه ههبةة مش بدة ال‬
‫ضههطدة اصههدة ممذموة ت ل ة مىةل ة ال ا ةمهةذمازي‪،‬ة ة ةاطوا(‪،)1‬ةذدخ ة موم او‪،‬ة الة‬
‫هةممةي ةبخطمة ال ا ة مم ةقطخهةمازيةذ اص ه ههدة ممذموة ت ل ة‪،‬ة ةمنىة مقبضةع لطواة‬
‫ذ يس طواة مىة مناهدلةذلمةقت طواة ةساوة(‪788‬ههة ة‪3005‬م)(‪،)2‬ةذأحمثةلغللدية د يبوة‬
‫ذ سخوة ة الس اميبو(‪ .)3‬ة‬
‫ه ه ه ه ة ة مت ةصة ة زية مم ة ا ةيةواة ةخطدةحقزقزاةع ىة‬ ‫ةلو ة ة مش بدة ال‬
‫ه ه ه ه ه ه ه ةبةبخادة‬ ‫شذرة‪،‬ةخلمة ة نت ة زيةالةيخا ة طايوة موطافة‪،‬ة ة ةلمخة ة مش بدة ال‬
‫ص ههاح ة محقة مش ههدع ة ةخال وة موس ههتاص ههدةباهللة( زي)ة‪،‬ةذلاص ههل ة الخ ة الص ههغدة‬
‫موسه ه ههتخ ةباهللة دىة مىة نسه ه ههامة ممعشلة السه ه ههواعل زوة مىةلائ تل ة تحاياتل ةسه ه ههزاسه ه ههزاة‬
‫ذعنائميا‪ .‬ة‬
‫ة‬
‫‪ -1‬االسماعيلية النزارية‬
‫ةذهمة مم ةقامش ةبإ ا وة الخ ة الكبدة زيةذذمكةال ة مخنلملة السه ه ه ه ه ه ههواعل زوةلختومة‬
‫ة تنااة ال ا وة ة العنابة ة البة مىة الخ ة الكبد(‪)4‬ة‪،‬ةذهمةيختنمذ ة ة م ز وة‬
‫م الو ة موستاصدةباهللةقمة صةع ىةإ ا وة خاهة زية ةذسكةة سوهةع ىة مخو و(‪)5‬ة‪،‬ةذ ة‬

‫(‪)1‬ة خ ةلغد ةخدد ة‪،‬ة مايشمة مزهدلة‪،‬ةج‪5‬ة‪،‬ةصة‪ .371‬ة‬


‫(‪)2‬ة خ ة منال س ة‪،‬ةذ ة‪،‬ةصة‪233‬ة؛ة خ ة الثلدة‪،‬ة م ا ة‪،‬ةج‪8‬ة‪،‬ةصة‪708‬ة؛ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‬
‫‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ةق‪5‬ة‪،‬ةص‪310‬ة؛ة ميب ة‪،‬ةع ش ةلهة‪،‬ة مشزخوة السواعل زوة(يؤبوة ة مم خ )ة‪،‬ةط‪3‬ة‪،‬ة‬
‫( مناهدل‪:‬ةد ية أل ة‪،‬ة‪2002‬م)ة‪،‬ةص‪ .21‬ة‬
‫(‪)3‬ة موندبز ة‪،‬ةألخاظة محا اة‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةصة‪ .35‬ة‬
‫(‪)4‬ةسلمة‪،‬ة ممذموة م الوزوة‪،‬ةصة‪ .357‬ة‬
‫(‪)5‬ة موندبز ة‪،‬ةألخاظة محا اة‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةصة‪ .35‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 304‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫مم ع ة محس ةخ ة مصباح(‪)1‬ةعام اةقةمةمة مىة صدة ة ةلا دة ةساوة(‪740‬هه ه ه ه ه ه ههة ة‬
‫‪3080‬م)ةعطمة مزهة م ز وة م الو ة موسه ه ه ه ههتاصه ه ه ه ههدةباهللةبةقا وة ممعشلة ةخالدة ايسة‪،‬ة‬
‫ذس ههةمهة محسه ه ةخ ة مص ههباحة( ةإ ا ةبخم()ة ة ابهة‪:‬ة( خا ة زي) ة(‪)2‬ة‪،‬ةذ طمةأعتنمذ ة‬
‫خبنههاءة زيةع ىةقلههمة محزههالةذ هههةممةيةنته ة‪،‬ة ذةلو ة ة ة مطدبة ة الس ه ه ه ه ه ه ه اههميبههوةبخههمة‬
‫ه ه ةخ ةخمية ميوام ة ت زاةخز ةلا دةذ خهةخوسه ههوة ة‬ ‫حصه ههايهاة ةقب ة مش بدة أل‬
‫لباعهة ةذ ثةعامةعوتهة ةسه ه ه ههي واس ه ه ه هوة‪،‬ةذ اطاةقص ه ه ه همة مطامنا (‪)3‬ة‪،‬ةذ سه ه ه ههتشمىةع ىة‬
‫ق خ ه ه ه ه ه ه ه هو ةآموشية(‪)4‬ة(‪)5‬ة‪ .‬ة‬

‫(‪)1‬ةذممة محس ةخ ة مصباحة موشطشيةبامحولد ةال تم دة سبهة مىة ش(ةحولدة مزوالل ة ة مد ةعامة‬
‫(‪710‬ةههة ة‪3018‬ةم)ة ذة(‪712‬ةههة ة‪3070‬ةم)ة‪،‬ةعدفةبامتشزعة‪،‬ةذ ا ة محس ة امة شةلهة طتواة‬
‫بامخ شمةذ موخايفة‪،‬ةذعو ة ةدذ ذبل ة مسال نوة ةعطم ة مس طا ة مس يشق ة شارة‪،‬ةأستبخمة‬
‫بوؤ دلة ة مش بدة امة مو كة‪،‬ةذلخدفةع ىة مم ع ة خ ةعطااة مم ة صحهةباممهابة مىة صدة‬
‫مت ن ة بادىءة مخنلملة السواعل زوةذح شية يامسة مح ووة‪،‬ةذقمةأبخمة ة صدةختمخلدة ة مش بدة‬
‫لدة ميلشاةخمية ميوام ‪.‬ةم وزبمة ا دة‪:‬ة ميشبا ة‪ ،‬ةعالءة مم ةعطاة مو ك‪،‬ة(ية‪083‬هة ة‬
‫‪3287‬مة)ة‪،‬ةلايبخة طا شا ة‪،‬ة ن هةع ة م ايسزوة حومةأمتش ي ة‪،‬ة(د‪.‬ط‪:‬ةد ية موالحةم طباعوة‬
‫ذ ماشدة‪،‬ة‪3085‬م)ة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصةصة‪170-102‬ة؛ة ممهب ة‪،‬ة لز ة العتم اة ة نمة مد ااة‪،‬ة‬
‫لحنلقة‪:‬ةع ة حومة مبياذ ة‪،‬ة(خلدذية‪:‬ةد ية موخد وةم طباعوةذ ماشدة‪،‬ةخال‪.‬ي)ة‪،‬ةج‪ 3‬ة‪،‬ةصة‬
‫ص ة‪ 503-500‬ة؛ةغام ة‪ ،‬ة صط ى ة‪ ،‬ة ماائد ة محولد ة محس ة مصباح‪،‬ةط‪ 3‬ة‪ ،‬ة(خلدذي ةد ية‬
‫أل ممسة‪،‬ة‪3000‬م)ة‪،‬ةصة‪0‬ةذ اةبخمها‪ .‬ة‬
‫(‪ )2‬ة خ ة زسدة‪،‬ة خباية صد ة‪،‬ةج‪ 2‬ة‪،‬ةصة‪ 02‬ة؛ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪ 7‬ة‪،‬ةق‪ 5‬ة‪،‬ةص‪ 310‬ة؛ة‬
‫د تد ة‪،‬ة دهادة‪،‬ة ألسواعل لش ة ة مخصدة مشسزطةلايب طمةذ دهمة‪،‬ةلد وو‪:‬ةسز ة مم ةقصلد‪،‬ة‬
‫ط‪3‬ة‪،‬ة(د شق‪:‬ةد ية مومىة‪،‬ة‪3000‬م)ة‪،‬ةص‪303‬ة؛ة مبستا ة‪،‬ة موستخ ة‪،‬ةص‪ .03‬ة‬
‫(‪)3‬ةخ ملةذ شيلةخل ةقزذب ةذأخطدةذاطاةعملةقدى‪.‬ةياقشية محوش ة‪،‬ة خيمة مب م ة‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ةص‪ .4‬ة‬
‫(‪)4‬ةآموشيةق خوةلنعة ة حمىة مشديا ة موازخوة ةشوااة مغدا ة ةقزذب ة‪.‬ةم وزبمة ا دة‪:‬ة مشطدستا ة‬
‫‪،‬ة مو ةذ ماح ة‪،‬ةج‪3‬ة‪،‬ةصة‪.170‬‬
‫(‪ )5‬ةغام ة‪،‬ة صط ىة‪،‬ة عالمة السواعل زوة‪،‬ةط‪ 3‬ة‪،‬ة(خل ةدذيةد ية مزن وة مخدازوة‪،‬ة‪ 3007‬ةم)‪،‬ةصة‬
‫صة‪581‬ة–ة‪585‬ة؛ةلا دة‪،‬ةعايفة‪،‬ةلايبخة السواعل زوة‪،‬ةط‪3‬ة(مام ة‪:‬ةيبانة مدبسة‪،‬ة‪3000‬م)ة‬
‫‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةص‪ .227‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 308‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫ةمنمةحو ة محس ه ه ه ه ةخ ة مصه ه ه ههباحةمش ءة ممعشلةم طائ وة مازيبوةذحدصةع ىةل شب ة‬
‫عة ةي امهةمدئزسطمة م ةدذح ةذبخو ش ة وزخاةع ىة شدة‬ ‫يتوعة سواعل ةصدفةي‬
‫مومه ة السه ه ه ه ه ه ههواعل ة مم ةعدفةبخمةذ الة م ز وة م الو ة موسه ه ه ه ه ه ههتاصه ه ه ه ه ه ههدةباهللةخهة‬
‫( السواعل زوة ميم مل)ة(‪ .)1‬ة‬
‫ة‬
‫‪ -2‬االسماعيلية المستعلية‬
‫ةلاتس ةهمرة م دقوة مىة م ز وة م الو ة موستخ ةباهللة(ية‪705‬ه ه ه ه ههة ة‪3303‬م)ة‬
‫ذمم طاة يوشعوة ة الدموةذ محيجة مت ةلمحضة واةيختنمذ ةآيءة مطائ وة مازيبو‪.‬ة طمة‬
‫ينشمش ةإ ة م ز وة م الو ة موستاصدةباهللة(ية‪784‬هه ه ه ه ههة ة‪3007‬م)ةقمة صةةباماصة‬
‫ع ىة موستخ ةذاامغة ة الشايلةباإل ا وة مزه‪،‬ةذذمكةمواةع مةبواةي ةش ة ة م الفة ة‬
‫درةذ م تاوةهزه‪،‬ةسههوارةبةسههمة ماب ة(ص ه ىةهللاةع زهةذس ه م)ةذ اارةب التهة(أباة مناسههم)(‪،)2‬ة‬

‫دة‪:‬ة مغزم ة‪،‬ة خشةحا مة‬ ‫(‪ )1‬ةسلمة‪،‬ة ممذموة م الوزوة‪،‬ةص‪.354‬ةم وزبمةع ة السواعل زوة مازيبوة‬
‫ائ ة موست طدبوة‪،‬ةلحنلق‪:‬ةعبمة‬ ‫ائةة مبالازوةذ‬ ‫حومةخ ة حومة‪،‬ة(ي‪505‬هة ة‪3333‬م)ة‪،‬ة‬
‫مدحو ةخمذ ة‪،‬ة( مناهدل‪:‬ة مم ية منش زوةم طباعوةذ ماشدة‪،‬ة‪3037‬م)ة‪،‬ةصة‪5‬ةذ اةبخمهاة؛ةمشبسة‬
‫‪،‬ةخد ايدة‪،‬ة محشاشش ة دقوةثشيبوة ةلايبخة السالمة‪،‬ةلد ووة‪:‬ة حومة مخزبة شسىة‪،‬ة(خلدذيةد ية‬
‫أ اةم طباعوةذ ماشدة‪،‬ة‪3080‬م)ة؛ةد تد ة‪،‬ة دهادة‪،‬ةخد اية محشاشل ةذ ساللدة السواعل زوة‪،‬ة‬
‫لد ووة‪:‬ةسز ة مم ة منصلدة‪،‬ةط‪ 3‬ة‪،‬ة(د شقة‪:‬ةد ية مومىة‪،‬ة‪3000‬م)ة؛ةخ ةعوشة‪،‬ةسولدلة‪،‬ة‬
‫آموشيةآ مذمش زاة أليهابة م د ة‪،‬ةط‪3‬ة‪،‬ة(خلدذية موؤسسوة ميا خوةم ميسايةذ ماشدة‪،‬ة‪3008‬م)ة‬
‫ة‪،‬ةحس ة مصباحةذ زيبوةآا‪ -‬شية‪،‬ة(‪777‬ه‪543-‬هة ة‪3052‬مة–ة‪3327‬ة‬ ‫؛ةحس ة‪،‬ةع ة ا‬
‫م)ة‪،‬ةيساموة ا ستلدة‪،‬ةغلدة اششيلة‪،‬ة خطمة متايبخة مخدا ةذ متدثة مخ و ةم ميساية مخ زاة‪،‬ةبغم دة‬
‫‪،‬ة(‪3713‬ةههة ة‪2030‬ةم)ة‪،‬ةصة‪307‬ةذ اةبخمها‪ .‬ة‬
‫(‪ )2‬ة سمة موستخ ة حومةذ التهة خشة مناسمة‪.‬ة اءةذمكة ةسي ة يس هة م ز وة م الو ة موستاصدة‬
‫باهللة مىة مص زحلل ة ة مزو ةهبشدهمةبوشممرة‪.‬ةم وزبمةةا دة‪:‬ةعوادة مم ة ديبسةخ ة محس =ة‬
‫=خ ة ال لة‪،‬ة(ية‪842‬هة‪/‬ة‪3704‬م)ة‪،‬ةعلش ة ألخبايةذ اش ة آلثاية‪،‬ةلحنلق‪:‬ةأيو ة ؤ دة‪،‬ة(د‪.‬ط‪:‬ة‬
‫د طة‪،‬ةخال‪.‬ي)ة‪،‬ةج‪4‬ة‪،‬ةصةصة‪ .303-380‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 300‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫"مزيخ هةي زةخ زاةيخ وهة مخايفة م بلد‪،‬ةذب طوهة مااقمة مبصه ه ه ه ه ه ههلد" ة(‪،)1‬ةذ هةعام اةذممة‬
‫موس ههتخ ةح ههدةخاص ههوة م ز وة م الو ة موس ههتاص ههدةباهللةذقامش ةمهة‪:‬ة"ةملطاكةياة لدة‬
‫موؤ ال ة ال لدة‪،‬ة نااة‪:‬ةخ ةقشمش ةمطلاكة إل امة‪،‬ةذممةيختومةهم ة عة حمة ةس ه ه ه ه ه ه ههائدة‬
‫ه ه ه ه ه ه ههالةع ةذمكة" ة هةمواة ذجة موسه ه ه ه ه ه ههتخ ة ة خاهة لدة ميلشاةخمية‬ ‫ذالدر ة" ة(‪)2‬ة‪.‬ة‬
‫ميوام ة قخمرة موستاصدة–ة شمةعنمة ما احةع ىةيولاهةذ قخمةسائدة ذالدرةع ىةيسايرة‪،‬ة‬
‫ذ ةذمكة ملشمة خسة م ز وة موسههتاصههدةباهللة موسههتخ ةخشم ةعطمة موؤ ال ة‪،‬ةذممة اخسة‬
‫كالةة ةذمميهة الخدب ةعبمهللاةذ زية الةخشم ةعطمة موس ه ه ه ه ول ةذال ةذاليوةعطمة موؤ ال ة‬
‫ذذاليوةعطمة موس ول ة لزلةالةل ىةع ىة حمةذحقزنوةالة ا دهاة الةذذةبغ ةذحسم"ة(‪)3‬ة‪ .‬ة‬
‫ةذبم دة لباعة م ز وة م الو ة موسه ه ه ه ه ه ههتخ ةباهللة هةمواةلش ه ه ه ه ه ه هها دةذمم ة م ز وة‬
‫موسه ه ههتاصه ه ههدةباهللة–ةعبمهللاةذ زية–ة ة إل ا وةخل ة ميهة‪،‬ةقااةمطواة‪":‬الةلتش ه ه ها دةذالة‬
‫لتاا عاة زسةذ حمة ا واةصه ه ههاح ةهم ة ال دة‪،‬ةذ واةصه ه ههاحبهةهطااة‪،‬ةذ شه ه ههايةخلمرة مىة‬
‫ظطدر‪.‬ةذ ا ةممةيةحو ةبخمةذهم ة ا ة ة شمة شه ه ههطشدةذ نامةغلدةخ ةذالة يحشد" ة(‪)4‬ة‪،‬ة‬
‫ه ه ههالةع ةذمكة هةعام اةح ه ه ههدية م ز وة م الو ة موسه ه ههتاصه ه ههدةباهللةسه ه ههاعوة مش الة‬ ‫ذ‬
‫ةيخشاةهزهةع ىة ماصة ش ه ه ه ه ه ه ههاية مزهة–ةأ ة مىة‬
‫ة‬ ‫ذحا سةدقزنوة ال تنااةذهشة مشقسة مم‬
‫رةبطاعتهةذعد طمة اةخصهههةهللاةبهة ة‬
‫ة‬ ‫موسههتخ ة–ةذ صة صههدحاةع زهةذ دة ة ةةح هد‬
‫ذيثوةيلبتهةذ نا هةذدي ته" ة(‪)5‬ة‪،‬ة واة طمةأعتنمذ ة ة زيةقمة عتدفةب طئهةذ ممةع ىة‬
‫خ ههه(‪ )6‬ة‪،‬ةذ ة خ ههسة زيةذ خا ههائ هههة قدذ ةب ط ههةة زية‪،‬ةذعتد ش ةب ههة ة م ز ههوة م ههالو ة‬

‫(‪)1‬ة مطم يوة آل دبوة‪،‬ةص‪ .32‬ة‬


‫(‪)2‬ة موصمية سهة‪،‬ةصةصة‪ .31-32‬ة‬
‫(‪)3‬ة موصمية سهة‪،‬ةص‪ .31‬ة‬
‫(‪)4‬ة موصمية سهة‪،‬ةص‪31‬ة؛ةعوادة مم ة ديبسة‪،‬ةعلش ة ألخباية‪،‬ةج‪4‬ة‪،‬ةصة‪ .388‬ة‬
‫(‪)5‬ة مطم يوة آل دبوة‪،‬ةص‪ .31‬ة‬
‫(‪)6‬ة موصمية سهة‪،‬ةصة‪ .30‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 330‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫موسه ه ه ه ههتاصه ه ه ه ههدةباهللةقمةعطمةباال ا وة مىة خاهة موسه ه ه ه ههتخ (‪،)1‬ةذقمة يس ه ه ه ه ه سة مسه ه ه ه ههلملة مةةةةةةةةةة‬
‫موسه ه ه ههتخ ةباهللةسه ه ه ههيالة مىة مسه ه ه ههلملة محدلة مص ه ه ه ه زحزوة ة مزو ةخلةاسةهزهة حقزوةذممهاة‬
‫موسه ههتخ ةباهللةباال ا وةخاصة ة خزهة م ز وة م الو ة موسه ههتاصه ههدةباهللة‪،‬ةذ ةالةحقة‬
‫مازية ة إل ا و(‪)2‬ة‪،‬ةذببمذة ة مس ههلملة مة موس ههتخ ةباهللةش ههخديةبخممة ش ههدذعزوةلشمة ة‬
‫خاطاة ناملمة م ال وة‪،‬ة ةيدية ض اءة مشدعزوةع ىةح وه‪.‬ةذأياة ا سةخدهل ةةذحيجة الة‬
‫ه ه ة ة بخادة زيةص ههاح ة محقة مش ههدع ةع ة مح مة‬ ‫مطد ل ة‪،‬ة ة ةلمخ ة مش بدة ال‬
‫ذلاصههل ة موسههتخ ةباهللة ا ة ةعش ةضههخلة ممذموة م الوزوة‪،‬ةسههزواةذ ة مطائ تل ة‬
‫قمةدخ تاة ةصه ه ههدعةسه ه ههزاس ه ه ه ةذعنائم ة‪،‬ة ةذ نمية ممذموة م الوزوة شذهاة منش ة ةخالدة‬
‫موش ههدقة الس ههال ة–ةخدس هها ةذاالدة اةذيءة ماطدة‪،‬ة ذة ص ههبحسة الس ههواعل زوة مازيبوة‬
‫الةع ة ش هة‬ ‫ةق خه ه ه ه ه ه ه ه ههوة–ةآموشية–ةذ منالعة متابخوةمطاة زا اة ستنالةع ة مناهدلة‪،‬ة‬
‫ه ه ه ه ه ه ه ةيةخمة‬ ‫خادياةمطا‪.‬ةهم ة ة احزوةذ ة احزوة خدىة‪،‬ة إ ة اةأقممةع زهة مش بدة ال‬
‫س ههابنوةخطلدلة ةلايبخة مم ةذموة م الوزوة‪،‬ةذ ة ا ةهم ة متمخ ة ةقب ة مش بدةس ههلت دية‬
‫شة‬ ‫ة‬ ‫ذالسزواة ة مساش ية الخلدلة ةعودة ممذموة‪،‬ة ذة ة مش يءة مم ةخ ش ة ال‬
‫خة سةهلبوة م ز وة واة دىة مىة‬ ‫ختزايةخ اءةصغاية مس ةمتسط ة مسزطدلةع لطمة‪،‬ة‬
‫ل شه ه ة موؤ ديةذ ممس ههائسةذ مص ههدعايةع ىة اصه ه ة مش يلة‪،‬ة مخ سة ممذموة م الوزوة‬
‫ةدذ وةة ة مخالةذ م شضى‪،‬ة دية ة طايوة موطافة مىة ضخا طاةذ ةثمةسنشلطا‪ .‬ة‬

‫ثانياً‪ :‬خالفة اآلمر بأحكام هللا (‪ 594‬هـ ‪ 425 -‬هـ ‪ 1129 – 1111 /‬م)‪:‬‬

‫(‪ )1‬مطم يوة آل دبوة‪،‬ةصةصة‪ .35-37‬ة‬


‫(‪)2‬ة مسيالية موستاصدبوة‪،‬ةسي ةيقمة(‪)35‬ة؛ةعواد مم ة ديبسة‪،‬ةعلش ة ألخباية‪،‬ةج‪4‬ة‪،‬ةصةصة‬
‫‪ .200-300‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 333‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬

‫‪ -1‬توليّه الخالفة‪:‬‬
‫ة(ية‪535‬هه ه ه ه ه ه ه ههة ة‪3323‬م)ةع ىةثشيلة زية ةعامة‬ ‫ةعام اةق ىة مش بدة ال‬
‫(‪788‬ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ههة ة‪3005‬م)ةهزو ةع ىة ناملمة مح مةذ ددة ة د يلة ممذموةدذ ة م ز وة‬
‫م الو ة موستخ ةباهللة(ية‪705‬ه ه ه ه ه ه ه ههة ة‪3303‬م)ة طشة"ةس طا ة صدةذصاح ة مح ة‬
‫ذ مخنمةذ مزهة مح مة ة م ا وة ة ال دءةذ ال اادة‪،‬ةذ من ههالة‪،‬ةذ م تةابةذس ههائدة ةمدعزوة‪،‬ة‬
‫ذهشة مم ة ةشمة ة موااص ة مم ش زوةذ مم ازوة"ة(‪)1‬ة‪.‬ةذمواةلش ة م ز وة م الو ة موستخ ة‬
‫باهللة ةعامة(‪705‬ه ه ههة ة‪3303‬م)(‪)2‬ة ص ة خاهة باةع ة مواصشية ة اص ة م ال وة‬
‫ذ ا ةعودرةالة تياذ ةخوسوة عش مةذمقبهةباآل دةبةح امةهللا"ة(‪)3‬ة‪ .‬ة‬
‫ةذالةيب ة ةلشمزوةصههب ةصههغلدةةمزسههسةمميهةأد ىةخبدلة ةشههؤذ ة مح مة‪،‬ة ة ة‬
‫ة ة‬ ‫ه ه ة ة مسه ههزطدلة م ا وةع ىة شية ممذموة‪،‬ةذبت ه ههةةذمكةبش ه ه ة‬ ‫مش بدة ال‬
‫سه ه ه ه ههي ةلشمزوة م ز وة آل دةبةح امةهللاة‪،‬ة ذة اءةهزهة"‪...‬ةذقمة ا ة ال امة موسه ه ه ه ههتخ ة‪،‬ة‬
‫قمسةهللاةيذحهة‪،‬ةعامة ن تهة‪،‬ة خ ةم ةعنمة م ال وة ةبخمرة‪،‬ةذأذدعا ة اةحا رة ة‬
‫ة‬ ‫أخزهةذ مرة‪...‬ةذ ا ة و ةأمنارة م ة‪،‬ةذ بوةع ة‪،‬ةأ ةةأع ة ح ة مسلمة ال ةة ال‬
‫ةق بهة م دبمة‪،‬ةذ اةيي ةمهة ة متبيل ةذ مت دبمة‪...‬ة ةذصا ة ةأ خ هةم ة واة ا ة‬

‫(‪)1‬ةلنشاة‪،‬ةلايبخة م الولل ة‪،‬ةصة‪ .101‬ة‬


‫(‪)2‬ة خ ة الثلدة‪،‬ة م ا ة‪،‬ةج‪0‬ة‪،‬ةصة‪ .70‬ة‬
‫(‪)3‬ة خ ةظا دة‪،‬ةأخباية‪،‬ةصة‪84‬ة؛ة خ ةخ ا ة‪،‬ةذهزاية‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪778‬ة؛ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ة‬
‫ة‪،‬ة حومة حومة حومة‪،‬ةديسوةع ة م دقة ةلايبخة موس ول ة" م ش يجة‬ ‫ج‪7‬ة‪،‬ةق‪5‬ة‪،‬ةص‪371‬ة؛ة‬
‫ذ مشزخو" ة‪ ،‬ةط‪ 2‬ة‪ ،‬ة( مدبان‪ :‬ة د ز ة مو ك ةهزص ةم بحشث ةذ مميساي ة ألسال زو ة‪ ،‬ة‪3088‬م) ة‪،‬ة‬
‫ص‪.207‬ةذع ةسي ةلشمزوة آل دة م ال وة ا د‪:‬ة يوشعوة مشثائقة م الوزوة‪،‬ةصةصة‪ .70-77‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 332‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫ةيدة الحش اة‬
‫ص زاةذظطلدةذأالة ستدةعاهة ة ال شيةصغلدةذالة بلدة‪،‬ةذ ة قتم ةبهة ة‬
‫مت ة م ةةل ة هة‪،‬ةذ ساادة ال شية مىةلمخلدر‪"....‬ة(‪)1‬ة‪ .‬ة‬
‫ه ه ةع ىةليدبمة م ز وة م الو ة آل دةبةح امةهللاة ةس ه ه طالهة‬ ‫ةأقممة مش بدة ال‬
‫كها هوة‪،‬ة ذة نه ة ندة مح مة ة منهاهدلة مىة م س ه ه ه ه ه ه هطهاطة‪،‬ة باىةد يةع ىة ماله ة ةعهامة‬
‫(‪503‬ةههة ة‪3304‬م)ةسواهاة"د ية مو ك"ةذ ن ة ملطاة ممذ ذب ة ة منصدة م الو (‪ .)2‬ة‬
‫ه ةد يةمخو ة م طدلة مت ةلش عة ةعلمة م طدة ة م سههطاط‪،‬ة‬ ‫ةذعو ة مش بدة ال‬
‫ذ ن ة السه ه ههوطوة مت ة ا سةلةومة ة العزادة ةقصه ه ههدة م ز وة مىةد ية مو ك(‪.)3‬ةذحدمة‬
‫ع ىة م ز وة م الو ة آل دةبةح امةهللاة مد شبة ة موش سه ههمةذ العزادةذصه ههاية تص ه هدفة‬
‫ه ه ه ة مىةل دبسةهزواتهةباعتوادرةع ىة‬ ‫ة ممذموة امو ش(ةذ مسه ه ههاللل (‪.)4‬ةذسه ه ههخىة ال‬
‫لائ وة الي ة‪،‬ة شيعةع ىةهيدلطمةذ حاطة سهةبخس دة اطم(‪ .)5‬ة‬
‫ه ه ةهشة مطائ وة مازيبوة‪،‬ة ذة هة مس ههب ة‬ ‫ةكا ة م طدة مم ةهمدةحزالة مش بدة ال‬
‫موباشه ه ههدة ة قصه ه ههاءة ا طمة( زي)ةع ة م ال وة‪،‬ة ال مة دء ية ازوةم تصه ه ههم ةمطمة‬
‫ذقت ة عم د ة اطم(‪.)6‬ة ة‬
‫ةذع ه ه ه ه هىة مدغه ه همة ةذمكةلو ةه ه ة مازيبه ه ه ه هش ة ة متسه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ة مىة هصه هدةذ وا ه ه ه هش ة‬
‫ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ةذقت ه ه ه ه ه ه هشرة ةمل ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه هوةعله ه ه ه همة م طدة ةسه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه هاوة ة‬ ‫م ش به ه ه ه ه هدة ال‬

‫ة خدهزمة‪،‬ةط‪3‬ة‬ ‫(‪)1‬ة مسلشل ة‪،‬ةحس ة موحاضدلة ةلايبخة صدةذ مناهدلة‪،‬ةلحنلق‪:‬ة حومة خشة م‬
‫‪،‬ة( مناهدل‪:‬ةد‪ .‬طة‪،‬ة‪3004‬م)ة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصةصة‪ .20-25‬ة‬
‫(‪)2‬ة خ ة موة ش ة‪،‬ة صشصة‪،‬ةصة‪ .303‬ة‬
‫(‪)3‬ة خ ة موة ش ة‪،‬ة موصمية سهة‪،‬ةص‪ .35‬ة‬
‫ةعبمةهللاة‪،‬ة(ية‪002‬ه ‪3202‬مة)ة‪،‬ة مدذضوة مبطزوة‬ ‫(‪ )4‬ة خ ةعبمة م اهدة‪،‬ة ح ة مم ة خشة م‬
‫مزهدلة ةخططة موخزبوة مناهدلة‪،‬ةلحنلقة‪:‬ة يو ة ؤ دةسلمة‪،‬ةط‪3‬ة‪،‬ة( مناهدلة‪:‬ة تبوة مم ية مخدازوة‬
‫م تابة‪،‬ة‪3000‬ةم)ة‪،‬ةصةصة‪24-20‬ة؛ةسلمة‪،‬ة ممذموة م الوزوة‪،‬ةصة‪ .303‬ة‬
‫(‪)5‬ةسلمة‪،‬ة ممذموة م الوزوة‪،‬ةصة‪ .302‬ة‬
‫(‪)6‬ة موندبز ة‪،‬ة م ططة‪،‬ةج‪3‬ة‪،‬ةص‪ .708‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 331‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫(‪535‬ههة ة‪3323‬م)ة(‪ .)1‬ة‬
‫ة لطوههسةبخضة مدذ يههاية متههايب زههوة م ز ههوة م ههالو ة آل دةبههةح ههام ةهللاةبههة ههةذيءة‬
‫ه ة‪،‬ةال ة م ز وةقمة صههبةةبامغاةذشههخدةخان ةذلةلةذ بدرةع زهة‬ ‫عو زوة غتزااةذ بدرة ال‬
‫ه ة ة منصههدة‪،‬ة الة ة‬ ‫ذ يدة سههتخادلةس ه طالهة موس ه شاوة‪،‬ة سههخىة مىةقت ة مش بدة ال‬
‫خ ةعوهةعبم مويلم(‪)2‬ة شه ه ه ه ههايةع زهةباسه ه ه ه ههتواموة حومةخ ة الكة مبطائح (‪)3‬ة موندبة ة‬
‫ه ه ه ه ه ةذلحدب ه ه ه هههةع ىةقت هة ناخ ةلشملتهة مش يلة‪،‬ةثمةينت ة مم ةقت ش ة مش بدة‬ ‫مش بدة ال‬
‫ه ه ه ه ه ةذب طدة منص ه ه ه ههدة م الو ة محز ةع ىة مش بدةذ موطامبوةخم هة‪،‬ة ةل قة م ز وة‬ ‫ال‬
‫ه ه ه ه ه (‪.)4‬ةذ ة ا سة ملمة‬ ‫م الو ة آل دةبةح امةهللاة عة مبطائح ة‪،‬ةذلمةقت ة مش بدة ال‬
‫ه ه ه ة‪،‬ة إ ة موس ه ههت لمة مشحلمة ة نت هةهشة م ز وة م الو ة آل دة‬ ‫ذيءة نت ة مش بدة ال‬
‫بةح امةهللاة مم ة صههبةةخشسههخهة سههتخادلةس ه طالهة‪.‬ةل ة مبطائح ة ة م ز وة م الو ة‬
‫ةمالشدفةع ىةلد تهة مت ة ستودة ن طاة مىةد ية‬ ‫آل دة مح شية مىةد ية مش بدة ال‬

‫(‪ )1‬ة خ ة موة ش ة‪،‬ة صشصة‪،‬ةص‪ 35‬ةذ اةبخمهاة؛ةسبطة خ ة ميش ة‪،‬ةشوسة مم ة خشة مو دة‪،‬ة‬
‫شسلةقزذغ ة‪،‬ة(ية‪057‬ةههة ة‪3250‬ةم)ة‪،‬ة دآلة مز ا ة ةلايبخة العزا ة‪،‬ةط‪3‬ة‪،‬ة(حلمية بادة‬
‫‪:‬ة مم ة‪،‬ة‪3114‬ة–ة‪3110‬ةهه)ة‪،‬ةج‪8‬ة‪،‬ةصةصة‪ .305-307‬ة‬
‫(‪)2‬ة خشة موزوش ةعبم مويلمة خ ة ال لدة خ ة مناسمةخ ة موستاصدةباهللة‪،‬ة خ ةعمة م ز وة ال دةباح امة‬
‫هللاةذلشمىة م ال وةبخمة نت هة ةساوة(‪527‬ةههة ة‪3320‬ةم)ة‪،‬ةذمن ةبامحا ظةمم ةهللاةذلش ة ة‬
‫ساوة(‪577‬ةههة ة‪3370‬ةم)ة‪.‬ةم وزبمة ا دة‪:‬ة خ ةظا دة‪،‬ةأخباية‪،‬ةصةصة‪08-07‬؛ةسبطة خ ة‬
‫ميش ة‪،‬ة دآلة مز ا ة‪،‬ةج‪8‬ة‪،‬ةص‪ .201‬ة‬
‫ة شية ممذموة خشةشياعة ال د ة‪،‬ةلشمىة مش يلة‬ ‫ة موة ش ة خشةعبمهللاة حومةخ ة ال‬ ‫(‪ )3‬ةة مسلمة أل‬
‫ة ةساوة(‪535‬ةههة ة‪3323‬ةم)ةذ مزهة‬ ‫م ز وة م الو ة ال دةباح امةهللاةبخمة نت ة مش بدة ال‬
‫ةباحزاءة مدسشمة م الوزوة‪،‬ةذلمةعزمهةذسياهة ةساوة(‪530‬ةههة ة‪3325‬ةم)ةذقت ة ة‬ ‫يخشدة م‬
‫ساوة(‪ 522‬ةههة ة‪ 3328‬ةم)‪.‬ةم وزبمة ا دة‪:‬ة خ ة مصلد ة‪،‬ة ألشايلة‪،‬ةصةصة‪ 07-02‬ة؛ة خ ة‬
‫موة ش ة‪،‬ة صشصة‪،‬ةصة‪23‬ةذ اةبخمهاة؛ة موااذ ة‪،‬ة مش يلةذ مش يءة‪،‬ةصةصة‪ .245-242‬ة‬
‫(‪)4‬ةة خ ة منال س ة‪،‬ةذ ة‪،‬ةصةص‪127‬ة–ة‪125‬ة؛ةسبطة خ ة ميش ة‪،‬ة دآلة مز ا ة‪،‬ةج‪8‬ة‪،‬ةص‪ .305‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 337‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫م ال ههوةالياخل ة ش ههاة(‪.)1‬ةذالةيب ه ة طههاة ة موبههامغههاية متههايب زههوة‪،‬ةم اطههاةلخ سة ههمىة‬
‫‪.‬ة‬ ‫متدفةذ مبمالة مت ة ا ةيازشطاة مش بدة ال‬
‫ة‬
‫‪ -2‬وزارة المأمون البطائحي (‪ 419 - 414‬ه ‪ 1124 – 1121 /‬م)‪:‬‬

‫أ‪ -‬توليّه الوزارة ‪:‬‬


‫ةذمىة م ز وة م الو ة آل دةبةح امةهللاة منائمة حومةخ ة الكة مبطائح ة ة عنابة‬ ‫ة‬
‫ةساوة(‪535‬ههة ة‪3323‬م)ةذقمة شتدطة مبطائح ةع ىة م ز وة م الو ة‬ ‫نت ة مش بدة ال‬
‫شدذلاةعمل ةذأ ةينسمةع ىة ألمتزمةخطا ة"ةبة ةالة ت سةمحاسمة ذة بغضة‪،‬ةذ طواةذكدة‬
‫عاهةيط خهةع زهة‪،‬ةذالةية دة ةش ءةسدةذالة طدةي ش ةهزهةذهابة سهةذ حطاطةقميرة‬
‫هةبخمرة‬ ‫‪،‬ةذ ةل ش ةهمرة أليوا ةباقزوة مىةذقسةذ الهة‪،‬ة اذ ةلش ةل ش ةالذالدرةذمو ةي‬
‫"ة(‪ .)2‬ة‬
‫ة ةحل ة شتدطة م ز وة م الو ة آل دةبةح امةهللاة ةل ش ة" ال ش اةالةليبىة الة‬
‫بامنصدة‪،‬ةذالةلص ة م سش ية ة مطد ةذ ماغشية الة مزهة‪،‬ةذالةل دق ة الة اهة‪،‬ةذل ش ة‬
‫سوطوة العزادةهزهة‪،‬ةذبشسعة ةيذ ل ة منصشية ة ةصال"ة(‪.)3‬ةذه م ةممةي ةخشسعة‬
‫م ز وة م الو ة آل دةبةح ام ةهللاةسشىة مدضشالة مىة مشدذطة مت ةأ الهاة مبطائح ة‪،‬ة‬
‫ال هةمزسسةمميهة م بدلة م اهزوةالد يلةشؤذ ة مح مة‪،‬ة نمة ا ةلش اة مخشدب ةساوة مواضزوة‬

‫ة ا دة‪:‬ة خ ة مطشبدة‪،‬ة زهوة مون تل ة‪،‬ةصةصة‪ 0-8‬ة؛ة خ ة‬ ‫(‪ )1‬ةةم وزبمةع ةلد وة مش بدة ال‬
‫خ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪ 7‬ة‪،‬ةق‪ 5‬ة‪،‬ةصةصة‪374-370‬ة؛ة البشلط ة‪،‬ةخطاءة مم ة خشة م تةة حومة‬
‫خ ة حومة‪،‬ة(ية‪852‬ةههة ة‪3778‬ةم)ة‪،‬ة موستطدفة ة ة ة ست دفة‪،‬ةط‪3‬ة‪،‬ة(خلدذية‪،‬ةد ية‬
‫تبوة محزالة‪،‬ة‪3084‬م)ة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصةصة‪ .15-17‬ة‬
‫(‪)2‬ة خ ة موة ش ة‪،‬ة صشصة‪،‬ةص‪ .21‬ة‬
‫(‪)3‬ة خ ة موة ش ة‪،‬ة موصمية سهة‪،‬ةصةة‪ .21-22‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 335‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫ةخ ةخمية ميوام ةذهشةبحا وة مىةي ة‬ ‫ةخال تهة حيشيةع زهة ةقب ةذ بدرة ال‬
‫ة مىة مش بدة موة ش ة‬ ‫ذ ة ايوة امبطائح ةالد يلة ممذموة‪،‬ةذمقةبهةباموة ش ة(‪.)1‬ةذبد عة م‬
‫مبطائح ة ةليم مةيسشمة ممذموةذعادلةخطيتطاة ملطاة‪،‬ة ةل ميةش طاة ماطائ ةع ىة مرة‬
‫(‪ .)2‬ة‬ ‫بخمة ة نطخسة ة عنابةلس طة مش بدة ال‬
‫ة‬

‫ب‪ -‬محاربة الطائفة النزارية‪:‬‬


‫ةكا ة م طدة مم خ ة مم ةة طمةدة زا ة ممذموة م الوزوةهشة مطائ وة مازيبوة‪،‬ةمم ة‬
‫ميةة م ز وة م الو ة آل دةبةح امةهللاةذذ بدرة موة ش ة مبطائح ة مىة ممعايوة مو ادلة‪،‬ة‬
‫خنمة ة منصدة م الو ة ي ساة ةساوة(‪538‬ةه ه ههة ة‪3327‬ةم)ةشطميةهزهة خسة زية‬
‫ة خاهاةممةل ةمهة ا وة"ذ طاةخدبئوة ة ا تهة‪،‬ة احملةمهة‪،‬ةالعاوةمو ةيخنمها" ة(‪.)3‬ة‬
‫ذ دة مش بدة موة ش ة مبطائح ةب تابوةس ههيالةبش ههطادلطاةذ يس ههامهة مىة القامزمةذ شه هدرةخل ة‬
‫عا وة مااسة‪،‬ةذهشة اةيخدفة"بامطم يوة ال دبوة ة بطااة ممعشلة مازيبو"‪ .‬ة‬
‫ة دنة مش بدة موة ش ة مبطائح ة ا اة ازاةصه ه ه ه ه ه ههاي اة‪،‬ة خل ةذ مزاة م م ةع ىة‬
‫م اوةعسنال ة‪،‬ةذأ درةبة ةالة شم ة موااص ة الة ة اقةبهةذ ةي ش ة خدذ اة ةةه ة‬
‫مبالدة‪،‬ةذ ة تخدفةع ىة حش اة مش ص ه ه ه ل ة ةليايةذغلدهمة‪،‬ةذ ةالة اقةبواة م دذ هة‬
‫ة س ه ههوائطمةذ ااهمةذاالدهمة‪،‬ةذالةيو ة حم ة ة ممخشاة مىة مب مة الة ة ا ة خدذ اة‬
‫تددد ةع لطا‪.‬ة ا ة م تابةيسبنش ة منش ةذ خطمةقش ئمةبةسواءة متيايةذغ وا طمةذ سواءة‬
‫ميوامل ةذ شعة مب ه ه ه ه ه ه ههائعةمزناخ ةع لطاةحتىةالة تسه ه ه ه ه ه ههدبة حمة ة مازيبوة مىةد خ ة‬

‫(‪)1‬ةأخ ةظا دة‪،‬ةأخباية‪،‬ةص‪88‬ة؛ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ةق‪5‬ة‪،‬ةص‪ .378‬ة‬


‫(‪)2‬ةسلمة‪،‬ة ممذموة م الوزوة‪،‬ةصة‪.340‬ةذم وزبمةع ة مدسشمة م الوزوة ةخال وة ال دةباح امةهللاة؛ة‬
‫ا د‪:‬ة مود عة سهة‪،‬ةصةصة‪ .343-340‬ة‬
‫(‪)3‬ة مطم يوة آل دبوة‪،‬ةص‪ .37‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 330‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫مبالد(‪.)1‬ةذقمة دة مش بدة موة ش ة مبطائح ةذ م ة مناهدلةذ م سه ه ه ه ههطاطةبا دءة حصه ه ه ه ههاء ة‬
‫س ه ا زاة‪،‬ةشههايعاةشههايعاةذحايلةحايلةبةسههواءة ةيس ه اطاةذ ةيص ه ة مىة ةسههاك ة ة‬
‫محايية ة مغدااء(‪ .)2‬ة‬
‫سا ة ة‬
‫ةكواة يس ه ة مش بدة موة ش ة مبطائح ة سههاء ة ةقب هةم مخشاة مىة وزعة موسههاك ة‬
‫ذ اللالعةع ىة حش اةسه ه ههاكالطاة مبالازوةذ طامختهةبيوزعة اةيشه ه ههاهمذ هة لطا(‪.)3‬ة ا سة‬
‫حش اة ا وة مااسةع ىة ختالفةلبنالطمةذلبا ة ااس ه ههطمة ةس ه ههاكا ة ص ه ههدةذ مناهدل‪،‬ة‬
‫لخدنةع زهة‪،‬ةذالةي ادةي ىةعاهة اطاةش ه ه ه ه ه ه ه ء‪.‬ةذاممكة تاعة مازيبوة ة ممخشاة مىة‬
‫مبالد(‪.)4‬ةذاطم ةيخمة مش بدة موة ش ة مبطائح ة ذاة ةعو ة حص ه ه ه ههاءةمسه ه ه ه ه ا ة مبالدة‪،‬ة‬
‫ذذض ههعة ذيقة مسه ه دةم م خ ة مىة مبالدةذ م ايجة اطاة‪،‬ةذ متيس ههسةع ىة مبلشيةخش س ههطوة‬
‫ماساء(‪ .)5‬ة‬

‫ج‪ -‬عزل الوزير المأمون البطائحي وقتله‪:‬‬


‫ةةةس ه ه ه ه ه ه ه ههاءية مخالق ههوةخل ة م ز ههوة م ههالو ة آل دةب ههةح ههام ةهللاةذذ بدرة مو ههة ش ة‬
‫مبطائح ة‪،‬ةحلثة ة مش بدة مبطائح ةسه ه ه ه ه ه ههخىة مىة ال ددةبامح مةدذ ة م ز وة‪ ،‬ةذقمة‬
‫ة عة‬ ‫ذ دة خ ة مطشبدة(ي‪:‬ة‪034‬ةههة ة‪3220‬ةم)ة" خمة موة ش ة سهةع ىةقام ة ال‬
‫ه ه ه ه ه ه ‪.‬ة ص ه ه ه ه ههاية تن ةع ىة آل دة ةذ حملةبخمة‬ ‫آل دةذ يرة دىةبهة ةحد اية ال‬
‫ذ حملة ة مي اءةذ القم مة‪،‬ةذ آل دةيحتو هةذبس ه كة مواا دلةمهة‪،‬ة اسههتشحرة ةذ حمة ة‬

‫(‪)1‬ة خ ة زسدة‪،‬ةأخباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪08-04‬ة؛ة موندبز ة‪،‬ة لخاظة محا اة‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةصة‪ .308‬ة‬


‫(‪)2‬ة خ ة زسدة‪،‬ة موصمية سهة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪.08‬ةذقمةذ دة موندبز ة( و زاةمممكة‪،‬ةذحدية الذيقة‬
‫باسواءة وزعةس ا ة مناهدلةذ صدةذذ دةخطططواة‪،‬ةذ متخدب ةب ازوة ةذ حمةذشطدلهةذصااعتهة‬
‫ذا مرة‪،‬ةذ ةيص ة مىة ةخطةذحايلة ة مغدااء"ة‪،‬ة موصمية سهة‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةص‪ .308‬ة‬
‫(‪)3‬ة خ ة زسدة‪،‬ة موصمية سهة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪ .08‬ة‬
‫(‪)4‬ةلنشاة‪،‬ةلايبخة م الولل ة‪،‬ةصةصة‪703-700‬ة‪ .‬ة‬
‫(‪)5‬ة خ ة زسدة‪،‬ةأخباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪08‬ة‪،‬ةها رة‪،‬ة‪ .175‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 334‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫الخد"(‪.)1‬ةذه م ة ا ة مص ه ه ه ه ه ه ههم مةحتوزاةخل ة م ز وةذذ بدرة‪،‬ة احتاطة مش بدة مبطائح ة‬
‫ما سه ه هههةبة ةذمىة خارة موؤلو (‪)2‬ة زء ةذ سه ه ههخوة ة ممذموة‪،‬ةذ خ ةلحسةلصه ه ههد هة دقوة‬
‫عس ه ه ه ه ه ه ه دبههوة بلدلةحتىةينههممةمهههة مههمعمة ذ ة ههاةغههميةبهههة م ز ههو(‪.)3‬ةذ هها ةع ىة م ز ههوة‬
‫م ههالو ة آل دةبههةح ههام ةهللاة ل ههاذة دء يةعهها ههوةم ت صة ةذ بدرة‪،‬ةذالسه ه ه ه ه ه ههزوههاة ة‬
‫مش بدة ة ش ة مبطائح ة واة ش ه ه ه ه ههايية مدذ ياية متايب زوةس ه ه ه ه ههخىة مىةقت ة م ز وةخمسة‬
‫مسه ه ههمةمهة‪،‬ة واة هة لص ه ه ه ةبةخ ة م ز وة ال لدة خ دةذ ل قة خهةمتاصه ه ههلبهة ح ة خزهة‬
‫م ز وة آل دةبةح امةهللا(‪.)4‬ة ةحل ةيذىة خ ة مطشبدة(ية‪034‬ةهه ه ه ه ه ه ههة ة‪3220‬ةم)ة ة‬
‫مش بدة مبطائح ة دعىة ال ا وةبة هة خ ة زية ة ايبوةخد سة ة منصههدةذه ةحا ة‬
‫ةيسه ه ه هشالة مىة مزو ةالثباية س ه ه ههبه(‪.)5‬ةدخدة‬
‫بهةعام اةهدبة مىة السه ه ه ه اميبوة‪،‬ةذقمة يسه ه ه ه ة‬
‫م ز هوة م هالو ة آل دةبهةح هامةهللاة ؤ دلةم ت صة ة مش بدةذ خزههة‪،‬ة هاس ه ه ه ه ه ه هتهمعهاهواة‬
‫هها ة‪،‬ة واةح ههدة دة‬ ‫مح ههشيةسههواطة م ز و(‪)6‬ة مم ةيخنمة ة ةمل وة ةشههطدةي‬

‫(‪)1‬ة زهوة مون تل ة‪،‬ةصة‪ .33‬ة‬


‫(‪)2‬ةحلميلةخ ة الكةخ ة تاية خ ةحس ةخ ةلوامة موؤلو ةس طا ة مو ش(ة خ ة محس ة خ ة ال لدة ل ة‬
‫ممذموةأخ ةع ة‪،‬ة شةةبامناهدلةذذالرة م ز وة م الو ة ال دةباح امةهللاة الس اميبوةذ العوااة مبحدبوة‬
‫ذ مغدازوةذغلدهاة‪،‬ة ةساوة(‪ 534‬ةههة ة‪ 3321‬ةم)ةذأعتن ة عة خزهة ةساوة(‪530‬ةههة ة‪3325‬ة‬
‫م)ةذقتالة ةساوة(‪522‬ةههة ة‪3328‬ةم)ة‪.‬ة خ ة مطشبدة‪،‬ة موصمية سهة‪،‬ةةصةصة‪ .34-32‬ة‬
‫(‪)3‬ة موصمية سهة‪،‬ةصة‪32‬ة؛ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ةق‪5‬ة‪،‬ةص‪ .378‬ة‬
‫(‪)4‬ة خ ة الثلدة‪،‬ة م ا ة‪،‬ةج‪0‬ة‪،‬ةصة‪217‬ة؛ة خ ة زسدة‪،‬ةأخباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪ .301‬ة‬
‫(‪)5‬ة زهوة مون تل ة‪،‬ةصة‪32‬ة؛ة خ ةخ م ةذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ةق‪5‬ة‪،‬ةص‪ .378‬ة‬
‫ا ة ة منصدة م الو ة ختم ءة ة م ل وة مدبخوةذحتىة م ل وة‬ ‫(‪ )6‬ة ا ة مسواطةيخو ة ةشطدةي‬
‫مسادسو ةذ مخشدب ة‪ ،‬ةذ ا ةيح در ة مش بد ةذ مناض ةذ باي ةي اا ة ممذمو ة‪ .‬ةم وزبم ة ا د ة‪ :‬ة خ ة‬
‫مطشبدة‪،‬ة موصمية سهة‪،‬ةصةصة‪ .232-233‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 338‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫باعتنامطواةذ ذدعطواةب ز وة مباشد(‪)1‬ة‪،‬ةذ حتاطةع ىة ش مطواة ةسه ه ه ههاوة(‪530‬ةه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ههة ة‬
‫‪3325‬ةم)ة‪،‬ةذ س ه ه ه ه ه ههتمعىة مدس ه ه ه ه ه ههشاة مم ةبخاهة مش بدة مبطائح ة مىة مزو (‪)2‬ةذلمةقت طمة‬
‫ذص بطمة ةساوة(‪522‬ةههة ة‪3328‬ةم)ة(‪ .)3‬ة‬
‫ة‬
‫‪ -3‬أنفراد الخليفة اآلمر بأحكام هللا بالحكم ومقتله‪:‬‬
‫ةل ةصة م ز ههوة م ههالو ة آل دةبههةح ههام ةهللاة ةذ بدرة موههة ش ة مبطههائح ةذ ددة‬
‫ة مح مةذممةيس ههتش ية حم ةلل وة مس ههاش ية الخلدلة ةح وهة‪.‬ةذبو ة منشاة هةش ههخدة‬
‫خان ةذلةلة مش يءةع زهة‪،‬ةذخش ه ة ةذمىة مش يلةش ه صههاة اة ةيسههتبمةذبا ددة ة مح مة‬
‫دذ هة‪،‬ةذعتومةع ىة ص ه ه ههحابة ممذ ذب ة ةلس ه ه ههللدة شية ممذموة‪،‬ة حمهواة سه ه ه ه مة معىة‬
‫خ دةخ ة خ ةقلدط(‪)4‬ةذ الخدةسه ه هها د ةينااةمهة خشةيخنشبة خدهزمة م ال ة‪،‬ةذ قامة خطواة‬
‫شه ه ه ه ه صةيخدفة(بامده )ة(‪)5‬ةالس ه ه ه ههتز اءة ش اة مز الةذ مو شسة‪،‬ةذقمةلوادىةهؤالءة ةةةةة‬

‫(‪ )1‬ة ا سة الصنوةم نصدة م بلدة ة طتهة مشدقزوةخااهاة م ز وة م الو ة م اهدةال ة‬


‫عز ةد ةهللاة‬
‫(ية‪724‬ههة ة‪3015‬م)ةذ ا سةسيااةيسي ةبهة ال دءةذ العزا ‪.‬ة خ ة مزالدة‪،‬ة ممخائدةذ متحل‪،‬ة‬
‫صةصة‪252-253‬ة؛ة موندبز ة‪،‬ة م ططة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪ .388‬ة‬
‫(‪)2‬ة خ ة مطشبدة‪،‬ة زهوة مون تل ة‪،‬ةصةصة‪34-31‬ة؛ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ةق‪5‬ة‪،‬ةصة‪370‬ة‬
‫؛ة موندبز ة‪،‬ةألخاظة محا اة‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةصةصة‪ .335-332‬ة‬
‫(‪)3‬ة خ ة الثلدة‪،‬ة م ا ة‪،‬ةج‪0‬ة‪،‬ةصة‪217‬ة؛ة خ ة زسدة‪،‬ة خباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪ .304‬ة‬
‫ة خ دةخ ةعبم مواخمة موخدذفةباخ ةقلدطة‪،‬ة ا ة تشمىة مم ش ة م اصةم ز وة م الو ة‬ ‫(‪)4‬ة خشة م‬
‫آل دةباح امةهللاة‪.‬ة خ ة زسدة‪،‬ة خباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصةصة‪80‬ة‪،‬ة‪337‬ة؛ة موندبز ة‪،‬ةألخاظة‬
‫محا اة‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةصةصة‪330-335‬ة‪،‬ة‪ .325‬ة‬
‫(‪ )5‬ة خشة ياحةخ ةقااة ا ة ة ختم ءة درةي ممةذم ة ممذمو ة باة مبد ايةيحااةخ ة خ ة م لث‪ ،‬ةصاح ة‬
‫د ش ة متحنلقةذ موي س‪،‬ةثمة لص ةبام ز وة م الو ة آل دةبةح امةهللاةبخمة نت ة مش بدة موة ش ة‬
‫مبطائح ةذضو ةم مذموة ة صاديلةقشمة ة ماصايىة ائوةأملةد ااية‪،‬ة ةل قة مرة لطمةذمقبهةخهة‬
‫" ألبة منميسة مدذ ا ة ما زسةأخ ة آلباءةسلمة مدؤساءة نممةد ة ماصد زو ةذسلمة مبطدبد زوة‬
‫ثامثةعشدة محش يبل "‪.‬ةأخ ةظا دة‪،‬ةأخباية‪،‬ةص‪ 88‬ة؛ة مااخ س ة‪،‬ةعالءة مم =ةة ة= خش ةعودذة‬

‫﴿ ‪﴾ 330‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫ختز ة مااسة ة ش مطمةذالس ههزواة مده ة‪،‬ة خمة مبالءة وزعة مدؤذس ههاءةذ من ههالةذ م تابة‬
‫ذ مس ه ه ههشقوة‪،‬ةذممة بقة حمة الةذ امهة دذرة‪،‬ةذ اديةلحمثة تاوةخل ةعا وة مااسةبس ه ه ههب ة‬
‫موص ه ه ه ههاديية‪،‬ة واةع مة م ز وة م الو ة آل دةبةح امةهللاةخممكة دةبخزمطمةذس ه ه ه ههياطمة‬
‫ذقت ة مده ةذص به(‪ .)1‬ة‬
‫ةكا ة م طدة مم ة طمدةخال وة آل دةبةح امةهللاةبخمةق ائهةع ىة شذةذ يئهةهشة‬
‫مطائ وة مازيبوة مم ةعمذ ة ا تهةغلدةشه ه ه ه ه ه ههدعزوة‪،‬ةذ ا ة الدة متحد ة اطمة‪،‬ةإالةأ طمة‬
‫لو اش ة ةقت هة ةساوة(‪527‬ةههة ة‪3320‬ةم)ةذهشةخايجة ة حمة ش كبه(‪ .)2‬ة‬
‫ة‬
‫ثالثاً‪ :‬خالفة الحافظ لدين هللا (‪ 455 – 425‬هـ ‪ 1159 – 1129 /‬م)‪:‬‬
‫ةخد يةع ىة سه ه ه ه ه ه ههدحة الحم ثة ة ممذموة م الوزوةبخمة غتزااة م ز وة م الو ة‬
‫آل دةبةح امةهللاة ةس ه ه ههاوة(‪527‬هه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ههة ة‪3320‬م)ة شه ه ه ه وةذاليوة مخطمة‪،‬ة نمة خت سة‬
‫موصه ه ههادية متايب زوةهزواة ذ ة ا ة م ز وة م الو ة آل دةبةح امةهللاةقمة عن ةذمزاةةم خطمة‬
‫مةالة‪،‬ة اذيدة خ ة سلدة(ية‪044‬ةه ه ه ه ه ه ه ههة ة‪3248‬ةم)ة ة م ز وة م الو ة آل دةبةح امة‬
‫هللاةقمة قامة حت االية ة ص ههدةموشممة خاهة مم ةس ههوارة( باة مناس ههمة مطل ) ة(‪)3‬ة ةس ههاوة‬

‫عاوا ةخ ة خدهزمة‪،‬ة(ية‪000‬هة ة‪3203‬م)ة‪،‬ةليدبمةسز ة مطووةألست دجة ا ةذ وة مم وة‪،‬ة‬


‫ط‪3‬ة‪،‬ة(د‪.‬م‪:‬ةد‪ .‬طة‪.‬ةخال‪.‬ي)ة‪،‬ةصةصة‪.372-373‬‬
‫(‪)1‬ة خ ة مطشبدة‪،‬ة زهوة مون تل ة‪،‬ةصةص‪ .21-22‬ة‬
‫ة‪،‬ة مة‬ ‫(‪ )2‬ة خ ة منال س ة‪،‬ةذ ة‪،‬ةصة‪ 102‬ة؛ة خ ة منطا ة‪،‬ة خشة محس ةع ةخ ة حومة م تا‬
‫ة‪،‬ة( مدااطة‪،‬ةد‪.‬ة طة‪،‬ةخالة‪.‬ةي)ة‪،‬ةصةصة‪384-385‬ة؛ة خ ة‬ ‫ميوا ة‪،‬ةلحنلقة حوشدةع ة‬
‫سخلمة‪،‬ة مايشمة مزهدلة‪،‬ةصةصة‪85-87‬ة؛ة خشة م م ءة‪،‬ةعوادة مم ة سواعل ةخ ةع ةخ ة حوشدة‬
‫‪،‬ة(ية‪412‬هة‪ /‬ة‪3113‬م)ة‪،‬ة مو تصدة ة خباية مبشدة‪،‬ةع قةع زهةذذضعةحش شزه‪:‬ة حوشدة‬
‫شبة‪،‬ةط‪3‬ة‪،‬ة(خلدذي‪:‬ةد ية م ت ة مخ وزوة‪،‬ة‪3004‬م)ة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةص‪05‬ة؛ة موندبز ة‪،‬ة م ططة‪،‬ة‬
‫ج‪2‬ة‪،‬ةصة‪203‬ة؛ة خ ةلغد ةخدد ة‪،‬ة مايشمة مزهدلة‪،‬ةج‪،5‬ةصةصة‪ .385-387‬ة‬
‫(‪ )3‬ةأخباية صدة‪،‬ةج‪ 2‬ة‪،‬ةصة‪ 300‬ة؛ةعبمرة‪،‬ةعبمةهللاة وااة شسىة‪،‬ة م الولش ةذآثايهمة موخوايبوة‬
‫ةإ دبقزوةذ صدةذ مزو ة‪،‬ةط‪3‬ة‪،‬ة( مناهدل‪:‬ةد ية آل اقة مخدازوة‪،‬ة‪2003‬م)ة‪،‬ةص‪ .00‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 320‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫(‪527‬هة ة‪3320‬م)ة‪.‬ة ةحل ة ذيدة خ ةخ ا ة(ية‪083‬ةه ه ه ههة ة‪3282‬ةم)ة ة م ز وة‬
‫م الو ة آل دةبةح امةهللاةممة د قةخشم ةم خطم(‪.)1‬ةم ة خ ةلغد ةخدد ة(ية‪847‬ةهه ههة ة‬
‫‪3740‬ةم)ةذ دةبة ة م ز وة م الو ة آل دةبةح امةهللاةلد(ة حمىة سه ه ه ه ه ه ههائهةحا الةذ طاة‬
‫ي قسةبة اى(‪ .)2‬ة‬
‫ة كا ةع ىة بايةي ااة ممذموة ة ممذموة م الوزوة ىءة م دغة مم ةخ هة غتزااة‬
‫م ز ههوة م ههالو ة آل دةبههةح ههام ةهللاة‪،‬ة خو ه ةهز ة مو ش(ة ش دد(‪ )3‬ةذ مخههاداةخدغر(‪)4‬ة‬
‫ع ىةلاص ه ه ه ههل ة خ ة موزوش ةعبم مويلمةإ ا اة لالةمحو ة ات دة‪،‬ة نمة دعاة ة م ز وة‬
‫م الو ة آل دةبةح امةهللاةقمةقااة‪:‬ة" موس ه ه ه ل ة مونتشاةبامس ه ه ه ل ةذ شه ه ههاية مىة ة ميطوة‬
‫م ال زوةحا ة اهة‪،‬ةذ هةيأىةيؤباةلماة طاةس ه ه ه ه ههت مةذمم ةذ دةذهشة م ز وة ةبخمرةذ ة‬
‫ك امتهةمال لدةعبم مويلمة خ ة موزوش " ة(‪.)5‬ة ي سة خشة موزوش ةعبم مويلمة لالةذة خسة‬
‫بامحا ظةمم ةهللا(‪)6‬ة‪،‬ةأ ة ص ه ه ههبةةلبخاةم خنلملة الس ه ه ههواعل زوة ا اة س ه ه ههتشدعاة(‪)7‬ة‪،‬ةذعل ة‬

‫(‪)1‬ةذهزاية‪،‬ةج‪5‬ة‪،‬ةصة‪ .102‬ة‬
‫(‪)2‬ة مايشمة مزهدلة‪،‬ةج‪5‬ة‪،‬ةصة‪ .347‬ة‬
‫(‪)3‬ةة ة بايةغ وا ة م ز وة م الو ة آل دةبةح امةهللاة(ية‪527‬هة ة‪3320‬م)ةذقمة صط ارةما سهة‬
‫ةذلشمىة مش يلةماصلة شمة ة مدبعة‬ ‫ذيدةمهة مو اممةذ ما دة ة حش اة ميامة‪،‬ةذ ا ة اخسةباأل‬
‫عشدة ةشطدةذ ة منخملةساوة(‪527‬هة ة‪3320‬م)ة‪.‬ةم وزبمة ا دة‪:‬ة خ ة مطشبدة‪،‬ة زهوة مون تل ة‬
‫‪،‬ةصة‪20‬ةذ اةبخمها‪ .‬ة‬
‫(‪)4‬ة ةغ وا ة م ز وة م الو ة آل دةبةح امةهللاةذ ا ةصاح ة موسيمةقباموة مدذضوة ةخدة صد‪.‬ة‬
‫م وزبمة ا دة‪:‬ة خ ة مطشبدة‪،‬ة موصمية سهة‪،‬ةصة‪20‬ةذ اةبخمها‪ .‬ة‬
‫(‪)5‬ة خ ة مطشبدة‪،‬ة موصمية سهة‪،‬ةص‪24‬ة؛ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ةق‪5‬ة‪،‬ةص‪ .350‬ة‬
‫(‪)6‬ة خشة م م ءة‪،‬ة مو تصدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةص‪05‬ة؛ة موندبز ة‪،‬ة لخاظة محا اة‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةص‪ .324‬ة‬
‫(‪ )7‬ةهشة مش صة مم ة تشمىة ال ا وة ؤقتا ة ة محاالية الستااائزوة ة ةي ش ة ال امة موستندةل الة‬
‫صغلدة‪،‬ة ذةي ش ة ستشيةالةي طدة الةم وندال ة‪.‬ةم وزبمة ا دة‪:‬ة خ ةحشش ة‪،‬ة خ دةخ ة خ =ة‬
‫= مناسمة محس ةخ ة دجة(ية‪180‬ههة ة‪000‬م)ة‪،‬ةسدئدةذ سدية ماطناءة‪،‬ةلحنلقة‪:‬ة صط ىةغام ة‬

‫﴿ ‪﴾ 323‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫هزية مو ش(ة ش ددةذ بدة‪،‬ة اثايةذمكةسه ه ه طة مخاداةخدغرة مم ة ا ةيطوةةبواصه ه ه ة‬
‫هه ة‬ ‫مش يلةذ ممكةلش ئلة ميامة مم ةي ه ههش ةذ يله‪،‬ة اخد ش ة باةع ة خ ة مش بدة ال‬
‫خ ةخمية ميوام (‪)1‬ةذ يغوش ة م ز وة محا ظةع ىةلشملتهة مش يلة‪،‬ة اضههطدة مىة السههتيابوة‬
‫مطمةذقت ةذ بدرةهزية مو ش(ة ش ددة مم ةممةلستودةذ يلهة كادة ة صلة شم(‪ .)2‬ة‬
‫ة كا ة مش بدة خشةع ة تز اية اقواةع ىة ممذموة م الوزوةمواةالقتهة سه ه ه ه ه ه ههدلهة ة‬
‫م ز وة م الو ة آل دةبةح امةهللاة(ية‪527‬ةهه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ههة ة‪3320‬ةم)ةبخمة نت ةذ ممرة مش بدة‬
‫ةخ ةخمية ميوام ة ةساوة(‪535‬ةه ه ه ه ه ه ه ههة ة‪3323‬ةم)ة‪،‬ة نمة ستشمىة م ز وةع ىة‬ ‫ال‬
‫ههالةع ة ش ة‬ ‫ش اةذ ةبدرةذقت ة ذالدر(‪)3‬ة‪،‬ةذس ههياهة ة حمىةخزئ ة منص ههد(‪)4‬ة‪،‬ةهم ة‬
‫ه ه ه ه ه ة ا زاة‪،‬ة حيدةع ىةعبم مويلمةذس ه ه ه ههياهة ة منص ه ه ه ههد(‪)5‬ة‬ ‫مش بدة خشةع ةخ ة ال‬
‫ذ سنطة سوهة ة م طبوة‪،‬ة واة سنطة سمة سواعل ةخ ة خ دة مصادقة(ع زهة مسالم)ة‪،‬ة‬

‫‪،‬ة(خلدذية‪:‬ةد ية ال ممسة‪،‬ةخال‪.‬ي)ة‪،‬ةص‪52‬ة؛ة مس ش ة‪،‬ةس زوا ةعبمةهللاة‪،‬ةأصشاة السواعل زوة‬


‫ل وة‪،‬ة‪2003‬م)ة‪،‬ةصةصة‪ .120-125‬ة‬ ‫‪،‬ةط‪3‬ة‪،‬ة( مدبان‪:‬ةد ية م‬
‫ة مشحلمةبخمةقت ة‬ ‫ةخ ةخمية ميوام ة مو ن ةخهة(كتز اي)ة ماا‬ ‫(‪ )1‬ة خشةع ة حومةخ ة مش بدة أل‬
‫سدلهة ة عنابة نت ةذ ممرة ةساوة(‪535‬هة ة‪3323‬م)ة‪،‬ة نمةسياهة م ز وة م الو ة آل دة‬
‫بةح امةهللاةمصغدةساهة‪،‬ةذلشمىة مش يلةم ز وة م الو ة محا ظة ةساوة(‪527‬هة ة‪3320‬م)ة‪،‬ة‬
‫ذقت ة ةساوة(‪520‬هة ة‪3313‬م)‪.‬ةم وزبمة ا د‪:‬ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪ 7‬ة‪،‬ةق‪ 5‬ة‪،‬ةصةصة‬
‫‪.351-353‬‬
‫(‪ )2‬ة خ ة زسدة‪،‬ة خباية صدة‪،‬ةج‪ 2‬ة‪،‬ةصة‪ 331‬ة؛ة خ ةلغد ةخدد ة‪،‬ة مايشمة مزهدلة‪،‬ةج‪ 5‬ة‪،‬ةصة‬
‫‪ .347‬ة‬
‫ة ال اة ةحنهة‪،‬ة‬ ‫ةبخمةقت هة‪،‬ةخ غهةع ة ذالدة ال‬ ‫(‪)3‬ة"ة ا ة ال دةمواة حتاطةع ىة ش اة ال‬
‫ةذالة ااةمهة‪،‬ة س هةع زهة حمهمة‬ ‫اقامةع لطمة محيوةعام اة ا ش ة ا هة‪،‬ةذقااة‪:‬ة خش مةغال‬
‫ةذقت طمة"ة‪.‬ة موندبز ة‪،‬ةألخاظة محا اة‪،‬ةج‪1‬ة‪،‬ةصة‪ .373‬ة‬ ‫غ‬
‫(‪)4‬ة خ ة الثلدة‪،‬ة م ا ة‪،‬ةج‪0‬ة‪،‬ةصة‪ .225‬ة‬
‫(‪)5‬ةأخ ةظا دة‪،‬ةأخباية‪،‬ةصة‪07‬ة؛ة خ ة مطشبدة‪،‬ة زهوة مون تل ة‪،‬ةصةصة‪11-12‬ة؛ة خشة م م ءة‪،‬ة‬
‫مو تصدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةصة‪05‬ة؛ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ةق‪5‬ة‪،‬ةص‪ .353‬ة‬

‫﴿ ‪﴾ 322‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫ذقطعة ة الذ ةعبايلة–ةح ةع ىةخلدة مخو ة‪،‬ة حومةذع ةخلدة مبشه ه ه ه ه ه ههدة–ةذدعىة‬
‫مال امة موات دة الثاىةعشههد ة‪،‬ةذضههدبةديهمةبةسههوهة نرةع لطاة(هللاة مصههومة‪،‬ة ال امة‬
‫حوم)ة(‪)1‬ة‪،‬ةذ ستشمىةع ىة ش اة منصدةذ ن طاة مىةد ية مش يل(‪ .)2‬ة‬
‫ذممةي تلة مش بدة خشةع ة تز ايةبواة ل مرة ة دء ية ءة ال امةعبم مويلم‪،‬ة‬
‫ة دىةلخم اليةع ىة ما امة من ائ ة‪،‬ةة خل ة ةساوة(‪525‬ه ه ه ‪3310‬م)ة ياخوةق الة‬
‫‪،‬ة ثاا ة ة مشه ههزخوة حمهواة ا ةذ الخدة سه ههواعل ة‪،‬ةذ ثاا ة ة مسه ههاوة ة مومهبل ة‬
‫مشا خ ةذ موام (‪.)3‬ةذ ل مةما سهة مناباة معىةمهةخطاة ةع ىة موااخد(‪ .)4‬ة‬
‫سه ههخىة مش بدة خشةع ة تز اية مىة مت صة ة ال لدةعبم مويلمة‪،‬ةذياواة طاءة‬
‫مح مة م الو ة‪،‬ة الة هةممة تو ة ةذمكةحلثةدخدية ؤ دلةمنت هةقادهاة ال لدةيا سة‬
‫الي ا (‪)5‬ة‪،‬ة نت ة ةساوة(‪520‬هة‪/‬ة‪3313‬م)(‪ .)6‬ة‬

‫(‪)1‬ة خ ة الثلدة‪،‬ة م ا ة‪،‬ةج‪0‬ة‪،‬ةصة‪ .225‬ة‬


‫(‪)2‬ة خ ة زسدة‪،‬ة خباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةص‪337‬ة؛ة خشة م م ءة‪،‬ة‪،‬ة مو تصدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةص‪05‬ة؛ة خ ة‬
‫خ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ةق‪5‬ة‪،‬ةص‪ .353‬ة‬
‫(‪)3‬ةة خ ة زسدة‪،‬ة خباية صدة‪،‬ةج‪2‬ة‪،‬ةص‪.337‬ة ة‬
‫ةسلمة ياابة مووامكةذ ممذاةذ موحا ةع ةحش لة مم ة‪،‬ةذ اشدة ااحة مخماة‬ ‫ة ال‬ ‫(‪)4‬ة" مسلمة ال‬
‫ع ىة موس ول ة ألقدال ةذ ألبخم ة اصدةإ امة محقة ةحامت ةغلبتهةذح شيرة‪،‬ةذ منائمةخاصدلهة‬
‫بواض ةسز هةذصائ ةيأيهةذلمخلدرة‪،‬ةأ ل ةهللاةع ىةعبادرة‪،‬ةذهاد ة من الة مىة لباعةشدعة محقة‬
‫ذعتوادرة‪،‬ةذ دشمةدعالة لدة موؤ ال ةخش ضةةخزا هةذإيشادرة‪،‬ة شم ة ماخمةذ دجة مغومة‪،‬ةذي عة‬
‫ةشاهاشارة‬ ‫ل ت ة مسز ةذ من مة‪،‬ة خشةع ة حومةخ ة مسلمة ال ة ال‬ ‫ميشيةع ة ال مة‪،‬ة امكة‬
‫أ لدة ميلشاة"ة‪.‬ة خ ة مصلد ة‪،‬ة منا ش ة ةد ش ة مدسائ ةذ ألشايلة مىة ة ااة مش يلة‪،‬ةلحنلقة‬
‫‪:‬ةأيو ة ؤ دةسلمة‪،‬ة( مناهدلة‪:‬ة مم ية موصدبوة م باا زوة‪،‬ة‪3000‬م)ة‪،‬ةصةصة‪ .72-73‬ة‬
‫ةخ ةخمية ميوام ة‪،‬ةلنممة ة مدل ةحتىة‬ ‫(‪)5‬ة ال لدة خشة م تةةيا سة ألي ا ة حمةغ وا ة مش بدة ال‬
‫صبةة"صاح ة مباب"ةذه ة دلبوةل ة مش يلة‪،‬ةذلاس ة مزهة" مطائ وة مزا سزو"ة مت ةه ة حمىة‬
‫لش ئلة ميام‪.‬ةأخ ةظا دة‪،‬ةأخباية‪،‬ةص‪ .08‬ة‬
‫(‪)6‬ةةسبطة خ ة ميش ة‪،‬ة دآلة مز ا ة‪،‬ةج‪8‬ة‪،‬ةصةصة‪378-370‬ة؛ة خ ةخ مذ ة‪،‬ةلايبخة‪،‬ةج‪7‬ة‪،‬ة‬
‫ق‪5‬ة‪،‬ةص‪.352‬‬

‫﴿ ‪﴾ 321‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الدولة الفاطمية حتى نهاية أسرة آل رزيك‬

‫اوال‪ :‬انقسام األسماعيلية المستعلية‪:‬‬


‫مما ّأدى الى انقسام‬ ‫أعلن الحافظ بعد مقتل ابي علي بن االفضل نفسه إماما‬
‫(‪)1‬‬

‫في االسماعيلية المستعلية ‪ ،‬فقد رفض الدعاة في اليمن وعلى راسهم السيدة الحرة اروى‬

‫الصلحية أمامته ‪ ،‬وأعدوها غير شرعية الن االمامة التنتقل اال باالعقاب ‪ ،‬واعترفوا‬

‫بامامة الطيب ابن الخليفة الفاطمي االمر باحكام هللا الذي اخرجه الدعاة من مصر الى‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫اليمن خشية عليه من الوزير ابي علي بن االفضل ودخل في طور الستر‬

‫عبرت السي ي ي يييدة الحرة عن مولفها من الخليفة الحافظ عندما هان نكاتبها من ولي‬
‫ّ‬
‫عهد المس ييلمين وابن عم امير المنمنين تم هتب اليها من امير المنمنين ‪ ،‬فقال" ا ا انا‬
‫ولي عه ييد المنمنين واليوم امير المنمنين ‪ ،‬لق ييد جرى في غير‬ ‫ابن يية احم ييد ‪ ،‬ب يياهم‬
‫وعرف اصحاب هذا المذهب بالطيبية ‪ .‬في‬
‫ميدانه ‪ ،‬و ّأدعى ام اًر يبعد عن مكانه ا ‪ُ ،‬‬
‫(‪)3‬‬

‫وبذلك خرج‬ ‫(‪)4‬‬


‫حين عرف اصي ي ي ي ي ي ييحاب الخليفة الفاطمي الحافظ بالحاف ية او الم يدنة‬
‫يبق لها خارج مصي يير سي ييوى مدينة عسي ييق ن في‬
‫اليمن عن طاعة الدولة الفاطمية ‪ ،‬ولم َ‬
‫ب د الشام‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫م موعة الوتائق الفاطمية ‪ ،‬ص ‪ 14‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ،‬عيون االخبار ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪ 267‬؛ تامر ‪ ،‬عارف ‪ ،‬اإلمامة في اهس م ‪،‬‬ ‫عماد الدين أدري‬ ‫(‪)2‬‬

‫ط‪( ، 4‬بيروتا دار اهضواء للطباعة والنشر ‪4991 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.401‬‬


‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪.274‬‬ ‫عماد الدين أدري‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص ‪ 262‬وما بعدها‪.‬‬ ‫عماد الدين أدري‬

‫﴿ ‪﴾ 421‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬

‫ثانياً‪ :‬الصراع على منصب والية العهد‪:‬‬


‫كييان من الطبيعي ان يولي الخليفيية الفيياطمي الحييافظ لييدين هللا االمير ابييا الفت‬
‫االرمني في منصي ي ي ي ي ي ي ييب الو ازرة ت ريم ياً لييه لييدور البييارز في لتييل الوزير ابي علي‬ ‫نييان‬
‫سي ي ي ي ي ي ييي‬ ‫كتيفات واخراج الخليفة الحافظ من س ي ي ي ي ي ي ي نه ‪ ،‬فخلا عليه ولوبه اامير ال يو‬
‫االس ي ي ما (‪ .)1‬اال ان الوزير ابا الفت نان لم نختلف هثي اًر عن َمن سي ييبقه من الوزراء ‪،‬‬
‫حيث س ي ي ي ييعى الى االس ي ي ي ييتبداد بالحكم دون الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا ‪ ،‬فس ي ي ي يياءت‬
‫عبض على احد حواش ييي‬ ‫الع لة بين الخليفة ووزير ‪ ،‬والس يييما ان الوزير ابا الفت نان‬
‫الخليفة وض ييرب عنقه مما دعى الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا للس ييعي وراء التخّل‬
‫من وزير حتى ال نسي ييتفحل خطر ‪ ،‬فتمكن من لتله بدس ال ّس ي يم له في شي ييهر ي الح ة‬
‫سنة (‪ 226‬هي ‪ 4414 /‬م) (‪.)2‬‬
‫عان" الدولة الفاطمية من اسي ييتبداد الوزراء وانفرادهم في ادارة الحكم واسي ييتطالتهم‬
‫على الخلفيياء ‪ ،‬ممييا دعى الخليفيية الفيياطمي الحييافظ لييدين هللا بعييد مقتييل وزير ابي الفت‬
‫الى عدم تنصي ي يييب وزي اًر واالعتماد على نفسي ي ييه في ادارة شي ي يينون الدولة منفرداً من‬ ‫نان‬

‫دون منازع ‪ ،‬اال ان لك لم نمنا من حدوث المشي يياكل بسي ييبب والنة العهد ‪ ،‬فقد ن ّ‬
‫ص ي ي َب‬
‫الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا ابنه االكبر االمير سي ي ي ي ي ي ييليمان ولياً لعهد والامه مقام‬
‫الوزير ا ليستري من مقاساة الوزراء الذين ن فون عليه ويضانقونه في امر ونهيه ا (‪.)3‬‬
‫ل نه توفي بعد شي ي ي ي ييهر من توليته (‪ .)4‬هان المرش ي ي ي ي ي االكبر سي ي ي ي ييناً من اوالد الخليفة هو‬
‫االمير حسن ‪ ،‬اال ان الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا لم ينصبه ولياً للعهد النه لم ي ار‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن الطوير ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫﴿ ‪﴾ 422‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫منه ً لذلك ‪ ،‬فضي ي ً عن هونه عالاً البيه(‪ .)1‬فنص ييب ابنه االص ييرر ابا تراب حيدرة في‬
‫والنة العهد(‪.)2‬‬
‫لم نكن ما الدم عليه الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا ليرضي ي ي ي ييي االمير حسي ي ي ي يين‬
‫الذي تطلا الى والنة العهد ‪ ،‬فأتار لك سييخطه وتمرد على ابيه واخيه ‪ ،‬وادى لك الى‬
‫انقس ي ي ي ييام طوائف ال ند بينه وبين ولي العهد حيدرة ‪ ،‬وولع" الحروب بين الطرفين وُلِتل‬
‫على اتر هذا الصي ي يراع االالف من ال نود(‪ .)3‬اض ي ييطر الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا‬
‫الى الرض ييور لر بة ابنه االمير حس يين فعزة حيدرة ونص ييبه في والنة العهد في الس ييادس‬
‫والعشرين من رمضان سنة (‪221‬ه ‪4411 /‬م) (‪.)4‬‬
‫اس ييتبد االمير حس يين بالحكم ولتل االمراء الذين عارضي يوا توليته وح ر على ابيه‬
‫الحافظ احتى لم يبق البيه معه حكم البتةا (‪.)5‬‬
‫ل ّن الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا لم ينصي يياع لهيمنة ابنه حسي يين ولم نسي ييت ن‬
‫ويدعى (إسي ي ي ي ييحا ) الى‬
‫وأخذ ّيدبر منامرة على ابنه ‪ ،‬فأرسي ي ي ي ييل احد الخدم في القصي ي ي ي يير ُ‬
‫الص ي ي ييعيد لي ما ما ُنمكن جمعه من العس ي ي ييكر لمواجهة حس ي ي يين ‪ ،‬ف ما اعداداً هبيرة من‬
‫جهز جيش ي ياً وجرت معرهة هبيرة ‪ ،‬ان ل" عن‬
‫ولما علم حسي يين بتلك ال موع ‪ّ ،‬‬
‫الرجاة ‪ّ ،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪ 96‬؛ القلقشندي ‪ ،‬صب اهعشى في صناعة اهنشا ‪ ،‬ط‪( ، 4‬القاهرةا‬
‫دار ال تب المصرية ‪4911-4942 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص ص‪ .179-177‬وعن س ل بيعته لوالنة‬
‫العهد ُين را م موعة الوتائق الفاطمية ‪ ،‬ص ص ‪.424-442‬‬
‫(‪ )3‬المقريزي ‪ ،‬أتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪ ، 419‬وبالغ المقريزي في وصف ما حدث بقوله اا ‪ ...‬اوة‬
‫مصائب الدولة الفاطمية لما ترتب عليه من اضعافهاا ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪ .419‬إال ان‬
‫لك غير صحي ‪ ،‬فأن مصائب الدولة الفاطمية بدأت منذ خ فة الخليفة الفاطمي المستنصر‬
‫تم بيانه في الفصل اهوة‪.‬‬
‫باهلل (‪127‬ه‪117-‬ه ‪4012 /‬م‪4091-‬م) هما ّ‬
‫(‪ )4‬أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.420‬‬

‫﴿ ‪﴾ 426‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫هزيمة جيش اسي ي ي ي ي ي ييحا ومقتله(‪ .)1‬غير ان الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا لم ييأس ‪،‬‬
‫فأراد ان يولا بأبنه حسي ي ي ي يين بالمكر والدهاء ‪ ،‬ربعث اليه برسي ي ي ي ييالة جاء فيهاا ا ناولدي ‪،‬‬
‫ان" على هل حاة ولدي ‪ ،‬ولو عمل هل منا لص ي يياحبه مانكر ا خر ما اراد ان نص ي ييبه‬
‫مكرو ‪ .‬والنحملني للبي ‪ ،‬ولد انتهى االمر الى ان ام ارء الدولة ف ناً وف ناً – وسي ّيماهم‬
‫شددت وطأتك عليهم وخافوك ‪ ،‬وانهم مّقولون على الفتك بك ‪ ،‬فخذ حذرك‬
‫له‪ -‬وانك لد ّ‬
‫ناولديا (‪ .)2‬فلما ولف حس ي ي ي يين على الرس ي ي ي ييالة لام" عيامته ‪ ،‬وعندما اجتما االمراء في‬
‫دار ‪ ،‬امر بقتلهم جميعا(‪.)3‬‬
‫البد من‬
‫اتار لك بعض لادة ال يش وال ند واالمراء فخشوا على انفسهم ‪ ،‬ف ان ّ‬
‫منه ‪ ،‬فاجتما عشي ي ي يرة االف منهم امام لص ي ي يير الحافظ وهم عازمون على خلعه‬ ‫التخل‬
‫وعرفهم مكييانتهم عنييد وانييه ُغلييب على امر فطييالبوا برأس‬
‫هو وولييد ‪ ،‬ف طفهم الحييافظ ّ‬
‫حس يين ل ن ابا امهلهم واحض يير الى القص يير واحتاط عليه ‪ ،‬غير ان الثائرين لم يرضي يوا‬
‫بدي عن لتله وانذروا الحافظ بخلعه ان لم نسي ي ي ي ي ي ييت ب لهم ‪ .‬وهكذا لم نكن امام الخليفة‬

‫الفاطمي س ييوى الرض ييور لمطالبهم ‪ ،‬فقتله ّ‬


‫بدس الس ييم له و لك في ش ييهر جمادي االخرة‬
‫سنة (‪229‬ه ‪4411 /‬م)(‪.)4‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.420‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬المقريزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.420‬‬


‫المقريزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.420‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص ص ‪ 97-96‬؛ ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص ص ‪ 19 – 17‬؛‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪ ،‬ص ص ‪.424 – 420‬‬

‫﴿ ‪﴾ 427‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬وزارة بهرام االرمني (‪925‬ه ‪935-‬ه ‪5531 /‬م‪5531-‬م)‪:‬‬
‫من انص ييار االمير حس يين ‪ ،‬فقد ارس ييله الى الص ييعيد لي ما‬ ‫(‪)1‬‬
‫هان بهرام االرمني‬
‫االرمن ‪ ،‬ا انه هان مقدمهم وينصي ي ي ي ي ي يياعون الى أمر ‪ ،‬ف ما بهرام ألفين منهم وسي ي ي ي ي ي ييار‬
‫لنصي ي يرة االمير حس ي يين في صي ي يراعه ما هبار امراء الدولة ‪ ،‬غير انه وص ي ييل بعد مقتله ‪،‬‬
‫فأجما االمراء على توليته الو ازرة وارغموا الخليفة الفاطمي على لك ‪ ،‬فأسي ي ي ي ي ي ييتوزر في‬
‫الس ي ي ي ييادس عش ي ي ي يير من جمادي االخرة س ي ي ي يينة (‪229‬ه ‪4411 /‬م) بعد ان رأى منه عق ً‬
‫راجحاً ‪ ،‬وحس ي يين تدبير والداماً في الحرب والس ي ييياس ي يية ‪ ،‬هما ان الخليفة الفاطمي الحافظ‬
‫االس م تاج الملوك" (‪.)2‬‬ ‫كان نخشى تورة ال ند ا ا لم نستوزر ‪ ،‬ونعته "بسي‬
‫ولد أشي ي ي ي ي ي ييار هبار رجاة الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا بأن ال يوليه الو ازرة ‪،‬‬
‫النه نصراني وان من مهام الوزير أن يرلى ما االمام المنبر في االعياد ‪ ،‬إال إنه اصر‬
‫على توليته الو ازرة وجعل القاضييي ينوب عنه في صييعود المنبر ‪ ،‬ولم يرد اليه شييي اً من‬
‫االمور الشي ي ي ي ي ي ييرعية(‪ .)3‬ويمكن القوة ان ما الدم عليه الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا‬
‫بتوليته الو ازرة لنصي يراني ُنعد خطوة هية الن لك س ييي عل الوزير نخض ييا الرادة الخليفة‬

‫االس م تاج الملوك ابو الم فر بهرام االرمني ‪ ،‬هان نصرانياً من تل باشر ِلدم الى القاهرة‬ ‫سي‬ ‫(‪)1‬‬

‫وألتحق بخدمة الدولة ‪ ،‬ترّلى في الخدم وتوّلى الو ازرة للخليفة الفاطمي الحافظ بعد مقتل االمير‬
‫وعزة عنها في سنة (‪214‬ه ‪4416 /‬م) ‪ ،‬توفي سنة‬ ‫حسن في سنة (‪229‬ه ‪4411 /‬م) ُ‬
‫(‪212‬ه ‪4410 /‬م) ‪ .‬للمزيد ُين را ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص ص ‪ 19-11‬؛ المناوي‬
‫‪ ،‬ه ار عزيز ‪ ،‬رجاة اهدارة والو ازرة اليهود‬ ‫‪ ،‬الو ازرة والوزراء ‪ ،‬ص ص ‪ 279-271‬؛ فرنسي‬
‫والنصارى في عهد الخ فة الفاطمية (‪267-121‬ه ‪4474-969 /‬م) ‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة ‪ ،‬جامعة برداد – هلية ا داب ‪4112( ،‬ه‪2044 /‬م) ‪ ،‬ص ص ‪.99-97‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪ 97‬؛ ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص ص ‪.19-11‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪ 421‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 2 ، 1‬ص‪ 421‬؛‬ ‫(‪)3‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.426‬‬

‫﴿ ‪﴾ 421‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫ويبقى تح" جناحه وينص ي ي ي ي ي يياع الوامر ف يتمكن من االس ي ي ي ي ي ييتبداد واالنفراد بالحكم دون‬
‫الخليفة النه غير مسلم‪.‬‬
‫س ي ي ي ييعى الوزير بهرام االرمني الى تثبي" الدامه في الو ازرة ولد هان س ي ي ي ييند طائفة‬
‫االرمن ‪ ،‬فعمل على زيادة اعدادهم وطلب من الخليفة السي ي ي ي ي ي ييمام الهله بالقدوم من تل‬
‫واالديرة وعين اخا‬ ‫باشيير(‪ ،)1‬فازداد عددهم في داخل مصيير ‪ ،‬وتوسييا في بناء ال نائ‬
‫الباس يياك والياً على مدينة لوص ‪ ،‬فأس يياء الس يييرة وتمادى في ظلم المس ييلمين واالس ييتي ء‬
‫على اموالهم(‪ .)2‬اوخاف اهل مصر ان نريروا ملة االس ما (‪.)3‬‬
‫من الوزير‬ ‫يرض اهل مصي ي يير بما يل" اليه االوضي ي يياع ‪ ،‬فسي ي ييعوا الى التخل‬
‫لم َ‬
‫مسي ي ييتن دين به على الوزير بهرام ‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫بهرام و ارسي ي ييلوا والي الرربية رض ي ي يوان بن ولخشي ي ييي‬
‫سي يييما وان الع لة بينهما لم ت ن ودنة ‪ ،‬ا ان الوزير بهرام هان نخشي ييى طموم رض ي يوان‬
‫بن ولخشي ي ي ي ي ي ييي ‪ ،‬فأبعد عن القاهرة ووال مدينة عسي ي ي ي ي ي ييق ن للدفاع عنها من اله مات‬
‫الص ي ييليبية ‪ ،‬غير ان رضي ي يوان ولف بالض ي ييد من س ي ييياس ي يية الوزير بهرام الرامية الى زيادة‬
‫اعداد االرمن داخل مص ي ي ي يير ‪ ،‬فمنعهم من دخولها عن طريق عس ي ي ي ييق ن ‪ ،‬مما ادى الى‬
‫غضب الوزير بهرام ‪ ،‬فعزله عن عسق ن ووال الرربية(‪.)5‬‬

‫تل باشرا حصن وهورة غربي الفرات شماة حلب وتبعد عنها مسيرة يومين ‪ ،‬وأهلها من النصارى‬ ‫(‪)1‬‬

‫اهرمن ‪ .‬نالوت الحموي ‪ ،‬معحم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.102‬‬


‫(‪)2‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪.421‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 421‬؛ حسن ‪ ،‬الفاطميون في مصر ‪ ،‬ص‪.291‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫االجل الملك االفضل رضوان بن ولخشي ولد في سنة (‪117‬ه ‪4091 /‬م) ‪ ،‬وألتحق بخدمة‬
‫ّ‬ ‫(‪ )4‬السيد‬
‫الدولة الفاطمية وترّلى في الخدمة حتى اصب وزي اًر للخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا في سنة‬
‫سني المذهب وأوة من حمل لقب ملك‬ ‫(‪214‬ه ‪4416 /‬م) بعد هرب الوزير بهرام االرمني وهان ّ‬
‫من الوزراء ‪ ،‬وهرب الى ب د الشام في سنة (‪211‬ه ‪4411 /‬م) بعد تورة االجناد عليه ‪ ،‬وُلتل‬
‫في سنة (‪212‬ه ‪4417 /‬م)‪ .‬للمزيد ُين را ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 2 ، 1‬ص ص ‪-421‬‬
‫‪ 422‬؛ المناوي ‪ ،‬الو ازرة والوزراء ‪ ،‬ص‪.279‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص ص ‪.12-11‬‬

‫﴿ ‪﴾ 429‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫لما ولف والي الرربية رضوان بن ولخشي على هتب المصريين المستن دين به‪،‬‬
‫جهز جيش ي ياً لوامه ت تين الف مقات ً ‪ ،‬ولعله شي ييعر بأن الفرصي يية سي ييانحة لتنحية الوزير‬
‫بهرام االرمني والحلوة مكانه في منص ي ييب الو ازرة ‪ ،‬ف ارس ي ييل االمراء المس ي ييلمين في جيش‬
‫الوزير بهرام واتفقوا ان يرفا جيش رض ي يوان بن ولخشي ييي المصي يياحف على الرمام عندما‬
‫يلتقي ال يشان ‪ ،‬فينسحب المسلمون من جيش الوزير بهرام ويلحقوا ب يش ابن ولخشي‪.‬‬
‫ف" في عضد الوزير بهرام االرمني ‪ ،‬فأنسحب‬
‫فحدث ما تم االتفا عليه ‪ ،‬االمر الذي ّ‬
‫ما ما تبقى من االرمن الى مدينة لوص ل حتماء بأخيه (الباس ي ي ي ي ي ي يياك) ‪ ،‬اال انه وجد‬
‫مقتوالً من لبل اهل لوص الذين تاروا عليه عندما علموا بهزيمة الوزير بهرام ‪ ،‬فسي ي ي ي ي ي ييار‬
‫الى االديرة البيض(‪.)1‬‬

‫رابعاً‪ :‬وزارة رضوان بن ولخشي (‪933-935‬ﻫ‪5531-5531/‬م)‪:‬‬

‫استرل رضوان بن ولخشي هرب الوزير بهرام االرمني ‪ ،‬فدخل القاهرة ‪ ،‬وعلى‬
‫عادة الدولة الفاطمية في اواخر عمرها ‪ ،‬فان الو ازرة يتولها االلوى ‪ ،‬وبناء على لك‬
‫اضطر الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا اسناد الو ازرة اليه في الحادي عشر من شهر‬
‫جمادي االوة سنة (‪214‬ه ‪4416 /‬م) ولوبه بيا السيد االجل االفضل ‪ ،‬امير ال يو‬
‫االس م ‪ ،‬ناصر االمام ‪ ،‬هافل لضاة المسلمين وهادي دعاة المنمنين ‪ ،‬ابي الفت‬ ‫سي‬
‫رضوان الحاف ي ا(‪ .)2‬ارسل الوزير رضوان بن ولخشي جيشا لمطاردة الوزير‬
‫الس ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يابق بهرام االرمن ي ي يي ‪ ،‬اال ان الخليف ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ية الفاطمي ي يي الحافي يظ اعط ي ي يى االمان‬
‫لبهرام االرمن ي ي ي ي ي ي يي ومن معي ي ي ي يه من جيش ي ي ي ي ي يه ‪ ،‬وس ي ي ي ي يم له بالبق ي ي ي ياء في االديي ي ي ي يرة‬

‫(‪)1‬‬
‫مواضا حصينة في صعيد مصر غرب أخميم ‪ .‬ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.422‬‬
‫(‪)2‬‬
‫القلقشندي‪ ،‬صب االعشى ‪،‬ج‪ ،1‬ص ص‪ 116-112‬؛ سيمينوفا ‪ ،‬أ‪.‬ة‪ ، .‬تاريخ مصر الفاطمية‬
‫‪ ،‬تحقيقا حسن بيومي ‪ ،‬ط‪( ، 4‬القاهرةا الهي ة العامة لشنون المطابا االميرية ‪2004 ،‬م) ‪،‬‬
‫ص‪.241‬‬

‫﴿ ‪﴾ 410‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫البيض(‪.)1‬‬
‫اضطهد الوزير رضوان بن ولخشي اهل الذمة وعزلهم من وظائفهم في الدواوين‬
‫منعهم ريه من ا ارخاء‬ ‫وامرهم بدفا ال زية من على المساطب وهم اسفلها ‪ ،‬وانشا س‬
‫احد منهم طيلسان‪ ،‬وي هرون شد الزنانير المخالفة‬ ‫الذوائب ورهوب البر ت ‪ ،‬وال يلب‬
‫اللوان تيابهم وح ر جوازهم على معابد المسلمين رهباناا (‪.)2‬‬
‫سني المذهب في الدولة الفاطمية ‪،‬‬
‫كان الوزير رضوان بن ولخشي اوة وزير ّ‬
‫السني ‪ ،‬فأمر ببناء مدرسة في االسكندرية لتدري المذهب‬
‫وعمل على تقوية المذهب ّ‬
‫فيها الفويه ابو الطاهر بن‬ ‫‪ ،‬وتولى التدري‬ ‫(‪)4‬‬
‫عرف" بالمدرسة ( الحاف ية)‬ ‫(‪)3‬‬
‫المال ي‬
‫‪.‬‬ ‫عوف‬
‫(‪)5‬‬

‫(‪)1‬‬
‫واديرة مصر المعروف بتاريخ ابو صال‬ ‫ابو صال االرمني ‪( ،‬ت ‪602‬ه‪4201/‬م) ‪ ،‬هنائ‬
‫االرمني ‪ ،‬ترجمة وتحقيق إفيلي" ‪،‬ط‪ (،4‬د‪.‬ما د‪.‬مط ‪4191،‬م)‪ ،‬ص‪ 406‬؛ القلقشندي ‪ ،‬صب‬
‫اهعشى ‪ ،‬ج‪ ، 41‬ص ص ‪.126-122‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص ص‪.20-19‬‬
‫(‪)3‬‬
‫للسنة في مصر ‪ ،‬وهان المذهب الشائا بين اهلها هو المذهب المال ي‬‫كان" االسكندرية مره از ّ‬
‫و لك بسبب الص ت بين االسكندرية وشماة افريوية واالندل ‪ ،‬واشارت المصادر الى ان الفويه‬
‫المال ي ابا بكر محمد بن الوليد الطرطوشي ‪ ،‬الذي استقر في االسكندرية سنة (‪190‬ه‪4097/‬م)‬
‫المذهب المال ي في مدرسة انشاها في بيته ‪ .‬الضبي ‪ ،‬احمد بن نحي بن احمد‬ ‫‪ ،‬لام بتدري‬
‫‪ ،‬تحقيقا ابراهيم‬ ‫في تاريخ رجاة االندل‬ ‫بن عميرة ‪( ،‬ت‪299‬ه‪4202/‬م) ‪ ،‬بغية الملتم‬
‫االبياري ط‪( ،4‬القاهرة ‪ ،‬بيروت ا دار ال تاب المصري ‪ ،‬دار ال تاب اللبناني ‪4919 ،‬م) ‪ ،‬ج‪4‬‬
‫‪ ،‬ص‪.477‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الشياة ‪ ،‬جماة الدين‪ ،‬تاريخ مدينة‬
‫القلقشندي ‪ ،‬صب االعشى ‪،‬ج‪ ،40‬ص ص‪ 129-121‬؛ ّ‬
‫االسكندرية في العصر اهس مي ‪ ،‬ط‪( ، 4‬القاهرةا دار المعارف ‪ ،‬ب ‪.‬ت) ‪ ،‬ص ‪ 16‬؛ عطا هللا‬
‫‪ ،‬خضر أحمد ‪ ،‬الحياة الف رية في مصر في العصر الفاطمي ‪ ،‬ط‪( ، 4‬القاهرةا دار الف ر العربي‬
‫‪ ،‬ب ‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪.417‬‬
‫(‪ )5‬اسماعيل بن مكي بن اسماعيل بن عيسى بن عوف الزهري ‪ ،‬نعود نسبه الى الصحابي عبدالرحمن‬
‫بن عوف رضي هللا عنه ‪ ،‬وهان شيخ المال ية في االسكندرية ‪ ،‬توفي سنة (‪214‬ه‪4412/‬م)‪.‬‬
‫ابن فرحون ‪ ،‬برهان الدين ابراهيم بن علي بن محمد ‪(،‬ت= =‪799‬ه‪4197/‬م)‪ ،‬الديباج المذهب‬

‫﴿ ‪﴾ 414‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫ساءت الع لة بين الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا ووزير ‪ ،‬فقد هان الوزير‬
‫رضوان بن ولخشي يهين حواشي الخليفة ويقدم في مذهبه ‪ ،‬فأدى لك الى استياء‬
‫من وزير ‪ ،‬ال سيما ان الوزير اراد عزة الخليفة بدعوى‬ ‫الخليفة واخذ نعمل على التخل‬
‫أنه ال خليفة وال إمام ‪ ،‬وانما هو هفيل لرير و لك الرير لم ن هر ‪ ،‬فاستشار الفقهاء في‬
‫لك ‪ ،‬ل نهم رفضوا خلعه(‪ .)1‬ولد َهثُر سعي الوشاة بين الحافظ ووزير ‪ ،‬فقتل الوزير‬
‫وتخوف من عيامه باستدعاء‬
‫ّ‬ ‫رضوان بن ولخشي عددا من خواص الخليفة الفاطمي ‪،‬‬
‫وزير السابق بهرام االرمني واستشارته في امور الدولة ‪ .‬ولد اهان الوزير رضوان الخليفة‬
‫علنا وحاوة خلعه للمرة الثانية وتنصيب احد افراد اسرته مكانه ‪ ،‬مما دعى الخليفة‬
‫حرض امراء ال ند ضد ‪ ،‬فثاروا عليه ‪،‬‬ ‫الفاطمي الحافظ للسعي وراء التخل منه ‪ ،‬و ّ‬
‫وهرب الى ب د الشام(‪ )2‬في سنة (‪211‬ه‪4411/‬م) ‪.‬‬
‫تمكن رضوان من العودة الى مصر وجما عددا من العساكر وتوجه الى الصعيد‬‫ّ‬
‫‪ ،‬فارسل الخليفة الفاطمي جيشا لم لاته ‪ ،‬غير ان رضواناً طلب االمان من الخليفة‬
‫فأمنه ‪ ،‬بيد إن الخليفة الفاطمي الحافظ اعتقله وس نه في القصر في سنة (‪211‬ه ‪/‬‬
‫ّ‬
‫‪4419‬م) (‪.)3‬‬
‫انفرد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا بالحكم من دون منازع ‪ ،‬ولم نستوزر احداً‬
‫طيلة العشر السنوات االخيرة من خ فته ‪ ،‬وال ريب ان سبب لك يرجا الى معاناته من‬
‫ما فانه سي ي ي ييسير علي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يى نهي ي يج‬ ‫وزرائه السابقين وخشي ييته ان ولى الو ازرة لش ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يخ‬
‫من سي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يبقه من ال ي ي ي ي يوزراء المس ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يتبدين ‪ ،‬ف ي يآتي ير االن ي ي ي ي ي يفي يراد بالي ي ي يح ي ي ي ي ي ي ي يم‬
‫واالعيتيمي ي ي ي ي ي ي ي ياد ع يل ي ي ي ي ي ي ي ي يى أص ي ي ي ي ي ي ي ي ي يحاب الدواويي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ين ف ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يي‬

‫في تراجم اعيان المذهب ‪ ،‬تحقيقا محمد االحمدي ابو النور ‪،‬ط‪ (،4‬القاهرةاد‪.‬مط ‪4979 ،‬م) ‪،‬‬
‫ج‪ ،4‬ص ص ‪.292-292‬‬
‫ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص ص‪ 22-24‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 2 ، 1‬ص‪421‬؛‬ ‫(‪)1‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،1‬ص‪.466‬‬


‫(‪ )2‬المقريزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ، 1‬ص ‪ 461‬وما بعدها ؛ حسن ‪ ،‬الفاطميون في مصر ‪ ،‬ص‪.291‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪ 412‬؛ حسن ‪ ،‬المرجا نفسه ‪ ،‬ص‪.291‬‬

‫﴿ ‪﴾ 412‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫تسيير شنون الدولة‬
‫لم تخلوا السنوات االخيرة من خ فة الحافظ لدين هللا من بعض المشاكل ‪،‬فقد‬
‫حدت" ازمة التصادنة في سنة(‪216‬ه‪4414/‬م) واستمرت لسنتين فقّل" المنن وارتفع"‬
‫‪.‬‬ ‫االسعار ‪ ،‬وتفشى ال وع والوباء ‪ ،‬مما ّأدى الى موت ال ثير من الناس‬
‫(‪)2‬‬

‫تواصل ظهور المطالبين بمنصب الو ازرة فخرج احد االمراء في الصعيد يدعى‬
‫بختيار في سنة (‪214‬ه‪ 4416/‬م) مطالبا بمنصب الو ازرة ‪ ،‬فارسل له الخليفة الفاطمي‬
‫‪ .‬وفي سنة (‪212‬ه‪4417/‬م)‬ ‫تمكن من أسر ولتله وصلبه‬
‫(‪)3‬‬
‫الحافظ لدين هللا جيشاً ّ‬
‫تمك ن الوزير السابق رضوان بن ولخشي من الهرب من س نه وجما جيشا وطالب‬ ‫ّ‬
‫بمنصب الو ازرة ‪ ،‬مما دعى الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا الى ارساة جيشاً من‬
‫‪.‬‬ ‫السودان وتم لتله‬
‫(‪)4‬‬

‫خامساً‪ :‬خالفة الظافر باهلل (‪915-911‬ﻫ‪5591-5515/‬م)‪:‬‬


‫من شهر جمادي االخرة سنة‬ ‫توفي الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا في الخام‬
‫(‪211‬ه‪4419/‬م) وبويا بالخ فة لولد ابي منصور اسماعيل في اليوم نفسه الذي توفي‬
‫ريه والد وتلقب بال افر باهلل(‪ .)5‬واستمرت الصراعات على منصب الو ازرة مما ادى الى‬
‫السير نحو السقوط‪.‬‬
‫يبق شيء من هيبة الخ فة واخذت الدولة تحث ّ‬ ‫ٍ‬
‫تدهور هبير ولم َ‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬اخبار ‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.411‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬المصدر نفسه‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.417‬‬
‫(‪ )4‬ابن ميسر ‪ ،‬المصدر نفسه‪،‬ج‪ ،2‬ص ص ‪ 411-417‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 2 ، 1‬ص‬
‫ص ‪.422-421‬‬
‫(‪)5‬‬
‫أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪ 402‬؛ ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص‪ 21‬؛ ابن االتير ‪ ،‬ال امل ‪،‬‬
‫ج‪ ،9‬ص‪ 164‬؛ القلقشندي ‪ ،‬صب االعشى ‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص ص‪.294-216‬‬

‫﴿ ‪﴾ 411‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫سالر (‪911-911‬ﻫ‪5593-5515/‬م)‪:‬‬
‫‪ -5‬وزارة العادل بن ال ّ‬
‫استوزر الخليفة الفاطمي ال افر بأمر هللا ابن مصاة(‪ )1‬ول ّوبه بي( االفضل امير‬
‫الس ر‬
‫(‪)3‬‬
‫يرض والي االسكندرية االمير علي بن ّ‬
‫ال يو سعد الملك ليث الدولة) ‪ .‬لم َ‬
‫(‪)2‬‬

‫مصاة في منصب الو ازرة‪ ،‬فتطلا الى‬


‫بما يل" اليها االوضاع في القاهرة من تولية ابن ّ‬
‫توليها بنفسه واتفق ما ابن زوجته والي الرربية االمير عباس الصنهاجي(‪ )4‬على المسير‬
‫الس ر مكانه(‪.)5‬‬
‫وخلا ابن مصاة وتولية ابن ّ‬
‫الى القاهرة َ‬
‫الس ر الى القاهرة على راس جيشه ‪ ،‬فاضطر الوزير ابن مص ي ي ياة‬ ‫سار ابن ّ‬
‫الخروج منها الى الصعيد ل ستعانة باالعراب لمواجهت ي ي ي ي يه ‪ ،‬فدخل ابن الس ي ي ي ي ي ي ر‬
‫الق ي ي ي ي ي ي ي ياهيرة واجيبير الخليف ي ي ي ي ي ي ي ي ية الف ياطم ي ي ي ي ي ي يي ال ي ي ي ي ي ي ي ي يافر بأمي ير هللا علي يى تولييت ي ي ي ي ي ي ي يه ال ي ي يو ازرة‬
‫في ي يي الس ي ي ي ي ي ي ي ي ياب يا مي ي ين شي ي ي ي ي ي ي ي يهير شي ي ي ي ي ي ي ي ي يعيبيان سي ي ي ي ي ي ي يني ية ( ‪211‬هي ي ي ي ي‪4419/‬م )‬

‫ن م الدين ابو الفت سليمان بن محمد بن مصاة اللُّ ي المرربي ‪ ،‬عمل في الدواوين الفاطمية‬ ‫(‪)1‬‬

‫وتوّلى الو ازرة للخليفة الفاطمي ال افر بامر هللا في سنة (‪211‬ه‪4419/‬م) وهان" و ازرته نحو‬
‫الس ر ولتله ‪ .‬للمزيد ُين ر ا ابن الطوير‪ ،‬نزهة‬
‫خمسن يوما ‪ ،‬فثار عليه والي االسكندرية ابن ّ‬
‫المقلتين ‪ ،‬ص ص‪.26-22‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪ 402‬؛ ابن الطوير ‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪ 22‬؛ ابن ميسر ‪ ،‬اخبار‬
‫مصر ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.414‬‬
‫(‪ (3‬ابو الحسن علي بن الس ر وليل ابو منصور علي بن اسحا الملقب بالعادة وزير الخليفة ال افر‬
‫باهلل الفاطمي هان سنيا شافعيا وتوفي مقتوال في سنة (‪211‬ه‪4421/‬م) ‪ .‬للمزيد ُين را ابن خل ان‬
‫‪ ،‬وريات ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص‪ 149-146‬؛ السبكي ‪ ،‬طبقات الشافعية ‪،‬ج‪ ،6‬ص‪ 17‬؛ المناوي ‪،‬‬
‫الو ازرة والوزراء ‪ ،‬ص ص ‪.212-211‬‬
‫الصنهاجي‬ ‫(‪ )4‬ابو الفضل عباس بن ابي الفتوم نحي بن ابي طاهر نحي بن تميم بن المعز بن بادن‬
‫‪ ،‬وصل من افريوية الى الدنار المصرية طف انام الخليفة الفاطمي ا مر(‪221-192‬ه‪-4404/‬‬
‫‪4429‬م) ‪ ،‬فلما توفي ابو تزوج" امه ب رة من العادة علي بن الس ر ‪ .‬ولما شب عباس جعله‬
‫الخليفة الفاطمي الحافظ لدين هللا (‪211-221‬ه‪4419-4429/‬م) صاحب الباب وتوفي في سنة‬
‫(‪219‬ه ‪4421 /‬م)‪ .‬للمزيد ُين ر ا ابن االتير ‪ ،‬ال امل ‪،‬ج‪،9‬ص‪ 164‬؛ ابو شامة ‪ ،‬الروضتين‬
‫‪،‬ج‪ ، 2 ، 4‬ص‪.212‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫﴿ ‪﴾ 411‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الدين ناصر الحق ا‬ ‫ولوبه بي ا العادة سي‬
‫لس ر في‬
‫مصاة جيشا هبي ار وتوجه به الى القاهرة والتقى ب يش ابن ا ّ‬
‫جما ابن ّ‬
‫الس ر الى‬
‫مصاة ‪ ،‬مما دفا الوزير ابن ّ‬ ‫(برهة الحبش) وهان النصر لصال ابن ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫ت هيز جيشا اخر على راسه ابن زوجته االمير عباس الصنهاجي ‪ ،‬فالتقى الطرفان‬
‫وتمكن االمير عباس من هزيمة ابن مصاة وَل ِ‬
‫تله في التاسا‬ ‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫بالقرب من (دالص)‬
‫ّ‬
‫عشر من شواة سنة (‪211‬ه‪4420/‬م) (‪.)4‬‬
‫الس ر على المذهب الشافعي ‪ ،‬لذا هان" ع لته ما الخليفة‬ ‫هان الوزير العادة بن ّ‬
‫الفاطمي ال افر بامر هللا سي ة ‪ ،‬فسعى الخليفة الى تدبير منامرة الغتياله ‪ ،‬فاتفق ما‬
‫جماعةمن خواصه على اله وم على بي" الوزير عندما ينتهي من م لسه ويتفر عنه‬
‫وتمكن من احباطها ‪ ،‬ولتل عدداً‬
‫تنبه الى المنامرة ّ‬‫الس ر ّ‬
‫االمراء ‪ ،‬إال أن الوزير ابن ّ‬
‫الس ر يتخذ اجراءات‬
‫من المتآمرين وهرب البعض االخر مما جعل الوزير العادة بن ّ‬
‫(‪)5‬‬

‫احت ارزية من الخليفة‪ ،‬فشكل فرلة هبيرة لحراسته بلر" ستمائة مقات ً(‪.)6‬‬
‫م ددا في العص ي ي ي ير الف ي ي ي ي ياطمي ‪ ،‬هان اب ي يط ي يالها‬ ‫ظهرت الم ينامرات والدسي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يائ‬
‫االمي ي ي ي ي يي ي ير اس ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يامي ية ب ين مينيق يذ واالمي ي ي ييي ي ير ع ي يبي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ياس الص ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ينهاج ي ي ي ي ي يي‬

‫ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص‪ 29‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 2 ، 1‬ص‪ 426‬؛ حسن‪،‬‬ ‫(‪(1‬‬

‫الفاطميون في مصر ‪ ،‬ص‪.291‬‬


‫(‪)2‬‬
‫أرض واسعة مشرفة على نيل مصر ‪ ،‬وهي من اجمل متنزهاتها ‪ ،‬وهي ليس" ببرهة وانما ُشبه"‬
‫بها‪ .‬نالوت الحموي ‪ ،‬مع م البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‪.104‬‬
‫بلدة في صعيد مصر ‪ ،‬نالوت الحموي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.214‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫اسامة بن منقذ ‪ ،‬االعتبار ‪ ،‬ص‪ 1‬؛ ابن االتير ‪ ،‬ال امل ‪،‬ج‪ ،9‬ص‪ 164‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪ ،‬ج‪ ، 2 ، 1‬ص‪ 426‬؛ حسن ‪ ،‬الفاطميون في مصر ‪ ،‬ص‪ 291‬؛ الخربوطلي ‪ ،‬علي حسني‬
‫‪ ،‬اهس م والخ فة ‪ ،‬ط‪( ، 4‬بيروت دار بيروت للطباعة والنشر ‪4969 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.412‬‬
‫اسامة بن منقذ ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪ 9‬؛ حسن ‪ ،‬الفاطميون في مصر ‪ ،‬ص‪.291‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫(‪)6‬‬
‫ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫﴿ ‪﴾ 412‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫الس ر جيشا‬
‫ّ‬ ‫بن‬ ‫العادة‬ ‫ير‬
‫ز‬ ‫الو‬ ‫جهز‬ ‫ولد‬ ‫‪،‬‬ ‫هللا‬
‫ر‬ ‫بام‬ ‫افر‬ ‫ال‬ ‫الفاطمي‬ ‫الخليفة‬
‫و‬ ‫(‪)1‬‬
‫وابنه نصر‬
‫على راسه ابن زوجته االمير عباس الصنهاجي وارسله الى مدينة عسق ن لحمايتها من‬
‫ه مات الصليبيي ن وهان معه االمير اسامة بن منقذ ‪ ،‬فابدى االمير عباس الصنهاجي‬
‫الس ر وما سيلقونه من شدائد في لتاة الصليبين ‪ ،‬فقاة له‬
‫استيائه من عمه الوزير ابن ّ‬
‫االمير اسامة بن منقذ ‪ :‬ا لو اردت هن" سلطان مصر ‪ ،‬فقاةا هي الحيلة ؟ فقاة ا‬
‫هذا ولدك بينه وبين ال افر مودة ع يمة ‪ ،‬فخاطبه على لسان ولدك ان ت ون السلطان‬
‫موضا عمك فانه نختارك ويكر عمك ‪ ،‬فان اجابك التل عمكا (‪.)2‬‬
‫وجد حديث االم ير اسامة بن منقذ ا ان صا ية عند االمير عباس الصنهاجي‬
‫وداخله الطما ‪ ،‬فاستدعى ولد االمير نصر وعرض عليه االمر ‪ ،‬فوافق على لك ‪،‬‬
‫تمكن االمير نصر من لتل الوزير علي بن الس ر وهو نائم في بي" جدته ب رة (‪.)3‬‬
‫و ّ‬

‫‪ -2‬وزارة عباس الصنهاجي (‪915-911‬ه ‪5591-5593 /‬م)‪:‬‬


‫االس م االفضل امير‬ ‫توّلى االمير عباس الصنهاجي الو ازرة وتلّقب بيا سي‬
‫دو اًر بار اًز على مسرم‬
‫ال يو رهن اهس ما (‪ ، )4‬وسرعان ما ّادت المنامرات والدسائ‬
‫االحداث وهان" اليد الطولى في أ هائها لألمير اسامة بن منقذ ‪ ،‬فقد سخط عليه جماعة‬
‫الس ر لدور البارز في تحريض الوزير‬
‫من االمراء من انصار الوزير السابق العادة بن ّ‬
‫الس ر ‪ ،‬فعمدوا الى تحريض الخليفة الفاطمي‬
‫عمه ابن ّ‬ ‫عباس الصنهاجي على لتل ّ‬
‫ال افر بأمر هللا عليه ويح ّذرونه منه بقولهم ا هذا رجل غريب ومن دولي ي ي ية اخرى مباين ي ي ي ي ية‬
‫له يذ الدول ي ي ي ية ‪ ،‬ولد اخذ في االفسي ياد ومت ي ي ي يى غفل عن يه اليت فيى‬

‫(‪)1‬‬
‫ناصر الدين نصر بن عباس الصنهاجي ‪ ،‬تولى الفسطاط بوصية من جدته (ب رة) زوجة الوزير‬
‫الس ر ‪ ،‬وهان من المقربين من الخليفة الفاطمي ال افر بأمر هللا ‪ُ ،‬لتل سنة‬ ‫العادة بن ّ‬
‫(‪219‬ه‪4421/‬م)‪ .‬للمزيد ُين ر ا ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.416‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.416‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص‪.66‬‬

‫﴿ ‪﴾ 416‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫امر ا(‪.)1‬‬
‫فلما بلغ لك االمير اسامة بن منقذ خشي على نفسه وسعى وراء لتل الخليفة‬
‫ّ‬
‫الفاطمي ال افر بأمر هللا ‪ ،‬وعمل على تحريض الوزير عباس الصنهاجي وابنه االمير‬
‫ناصر الدين نصر على الخليفة ‪ ،‬فاخبر الوزير عباس الصنهاجي ا ان امراء الدولة‬
‫وعوامها لد اكثروا من أمر ولدك ريما هو بريء منه بعيد من التهمة به ‪ ،‬فقاةا ما هو؟‪،‬‬
‫لاةا نقولون ان ال افر نفسق به وأنه ا ا دخل اليه القصر نخلو به خلوات النساءا(‪.)2‬‬
‫أتار لك غضب الوزير عباس الصنهاجي واستدعى ولد وأطلعه على الخبر فع م لك‬
‫وصمم على لتل الخليفة (‪.)3‬‬
‫ّ‬ ‫على االمير ناصر الدين نصر‬
‫كان الخليفة الفاطمي ال افر بأمر هللا لد أعتاد على زيارة االمير نصر في بيته(‪،)4‬‬
‫دبر منامرة هغتياله في بيته فقتله ما خدمه في أواخر شهر‬ ‫فأسترل االمير نصر لك و ّ‬
‫محرم سنة (‪219‬ه‪4421/‬م) ‪ ،‬وتمكن احد الخدم الذين هانوا ما الخليفة من الهرب (‪.)5‬‬
‫ّ‬
‫ولد أورد االمير اسامة بن منقذ (ت ‪211‬ه‪4411/‬م) روان ًة اخرى مفادها ان‬
‫مقتل الخليفة الفاطمي ال افر بأمر هللا هان بتدبير من الوزير عباس الصنهاجي وابنه‬
‫حرض االمير نصر على لتل ابيه وال لوس بمكانه في منصب‬ ‫و لك الن الخليفة هان ُن ّ‬
‫الو ازرة ‪ ،‬فأطلا االمير نصر والد وأتفقا على لتل الخليفة وتنصيب احد افراد االسرة‬
‫الفاطمية مكانه (‪ .)6‬ولم نشر الى دور في المنامرة ومن الطبيعي ان يب أر نفسه ‪ ،‬اال ان‬
‫المصادر ت اد تُ ما على دور في لتل الخليفة‪.‬‬
‫وفي اليوم التالي هب الوزير عباس الصنهاجي الى القصر وطلب مقابلة الخليفة‬
‫‪ ،‬ربحثوا عنه فلم ن دو ‪ ،‬وحدث ان وصل الخادم الذي استطاع الهرب وأطلا أهل‬

‫(‪)1‬‬
‫أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص ص ‪ 402 -401‬؛ ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.411‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.402‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.402‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن طوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫(‪ )5‬أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص ‪ 402‬؛ ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 417‬؛ حسن ‪ ،‬الفاطميون‬
‫في مصر ‪ ،‬ص‪.297‬‬
‫(‪)6‬‬
‫االعتبار ‪ ،‬ص ص ‪.20-49‬‬

‫﴿ ‪﴾ 417‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫القصر بما جرى للخليفة ‪ ،‬فأن ر الوزير عباس الصنهاجي لك واتهم أخوة الخليفة بأنهم‬
‫سنوات ُيدعى‬ ‫دبروا منامرة لقتله ‪ ،‬فأمر بقتلهم ‪ ،‬وأحضر طف ً صري اًر ال يت اوز الخم‬
‫ّ‬
‫عيسى وألامه في منصب الخ فة ول ّوبه بي ا الفائز بنصر هللا ا(‪.)1‬‬
‫تدهورت االوضاع داخل القاهرة ‪ ،‬فأنتفض الناس على الوزير عباس الصنهاجي‬
‫‪ ،‬ولد‬ ‫تمكن من لمعها‬
‫(‪)2‬‬
‫غضبا لمقتل الخليفة الفاطمي ال افر بأمر هللا ‪ ،‬غير انه ّ‬
‫أرسل" نساء القصر ال تب الى والي المنية (‪ )3‬ط ئا بن ُرّزيك (‪ )4‬نستن دون به ضد‬
‫الوزير عباس الصنهاجي وهان في طي ال تب شعورهن(‪.)5‬‬
‫جما ط ئا بن ُرّزيك جيشي ياً هبي اًر وسي يار الى القي ي ياهرة وانضم اليه امراء جييش‬
‫الوزي ي ي ي ي ير ع يب ياس الص ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ينهاج ي يي (‪ ، )6‬فأضي ي ي ي ي يطر الوزيي ي ي ي ي ير الى الهي يرب ميا اسي ي ي ي ي ي يرته‬

‫ومعه االمير اسامة بن منقذ الى ب د الشام (‪.)7‬‬

‫(‪)1‬‬
‫اسامة بن منقذ ‪ ،‬االعتبار ‪ ،‬ص‪ 24‬؛ أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪ 401‬؛ ابن االتير ‪ ،‬ال امل ‪،‬‬
‫ج‪ ، 9‬ص ص ‪ 192-191‬؛ أحمد ‪ ،‬عبد الر از أحمد ‪ ،‬تاريخ ويتار مصر االس مية من الفت‬
‫العربي حتى نهانة العصر الفاطمي ‪ ،‬ط‪( ، 4‬القاهرةا دار الف ر العربي ‪4999 ،‬م) ‪ ،‬ص‪491‬‬
‫؛ اهسكندري ‪ ،‬عمر ‪َ ،‬س ِفدج ‪ ،‬أ‪.‬ج‪ ، .‬تاريخ مصر الى الفت العثماني ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهرةا مكتبة‬
‫مدبولي ‪4996 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.226‬‬
‫اسامة بن منقذ ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪ 22‬؛ حسن ‪ ،‬الفاطميون في مصر ‪ ،‬ص‪.297‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫منية أبي الخصيب مدينة هبيرة حسنة هثيرة اههل والسكن على شاطىء النيل في الصعيد اهدنى‬
‫‪ .‬نالوت الحموي ‪ ،‬مع م البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.241‬‬
‫رزيك الفائزي هان أرمني امامي المذهب توّلى الو ازرة بعد هروب الوزير‬
‫االجل ط ئا بن ّ‬
‫ّ‬ ‫(‪ )4‬السيد‬
‫عباس الصنهاجي في التاسا عشر من ربيا االوة سنة (‪219‬ه ‪4421 /‬م) وُلتل في سنة‬
‫(‪226‬ه ‪4460 /‬م)‪ .‬للمزيد ُين ر ا المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ص ‪ 224-211‬؛‬
‫المناوي ‪ ،‬الو ازرة والوزراء ‪ ،‬ص ص ‪ 217-212‬؛ س م ‪ ،‬محمد زغلوة ‪ ،‬اهدب في العصر‬
‫الفاطمي ‪ ،‬ط‪( ، 4‬االسكندريةا منشأة المعارف ‪ ،‬ب ‪.‬ت) ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 194‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪.401‬‬
‫(‪)6‬‬
‫اسامة بن منقذ ‪ ،‬االعتبار ‪ ،‬ص ص ‪.22-21‬‬
‫(‪)7‬‬
‫اسامة بن منقذ ‪ ،‬االعتبار ‪ ،‬ص ‪ 21‬وما بعدها‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 411‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫اما الوزير‬
‫وخلا عليه الو ازرة وتلّقب بياالملك الصال ا ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫دخل ط ئا بن ُرّزيك ُ‬
‫السابق عباس الصنهاجي ‪ ،‬فان اخ" الخليفة الفاطمي ال افر بأمر هللا لد أرسل" الى‬
‫الصليبيين في عسق ن وعرض" عليهم االمواة مقابل لتله او تسليمه ‪ ،‬فتمكن الصليبيون‬
‫وتم لتله وصلبه ‪ ،‬وتمكن االمير اسامة بن‬
‫من لتله وأسر ولد نصر وأرسلو الى القاهرة ّ‬
‫منقذ من الفرار الى دمشق(‪.)2‬‬

‫سادساً‪ :‬وزارة آل ُر ّزيك (‪915‬ه‪991-‬ه ‪5591 /‬م‪5512-‬م)‪:‬‬


‫خلا الخليفة الفاطمي الفائز بنصر هللا (‪222-219‬ه ‪4460-4421 /‬م) على‬
‫ط ئا بن ُرّزيك بالو ازرة وتلّقب بي االملك الصال ا هما أشرنا ‪ ،‬ولد استبد الوزير ال ديد‬
‫بالحكم من دون الخليفة الذي هان صري اًر ال نفقه شي اً من امور الحكم ‪ ،‬مما ّ‬
‫مكنه من‬
‫بوبضة من حديد ‪ ،‬وعمل على التخل من هبار رجاة الدولة الذين‬ ‫ٍ‬ ‫االمساك بالب د‬

‫نشكلون خط اًر عليه ‪ّ ،‬‬


‫وضيق عليهم وصادر أموالهم مما أضطر مع مهم‬ ‫اعتقد انهم هانوا ّ‬
‫الى مرادرة الب د(‪ .)3‬ولد أحت ر الوزير بيا الر ت الزراعية التي ّادت الى تدهور في‬
‫االوضاع االلتصادنة وأرتفاع اسعارها (‪ ،)4‬هما باع مناصب والنات االعماة الى االمراء‬
‫‪ ،‬ف عل ل ل والنة سع اًر معيناً وحدد مدة توّلي هل والنة بستة أشهر خشية من الثورة عليه‬
‫ومنازعته في منصب الو ازرة ‪ ،‬وهان" لهذ السياسة يتا اًر سلبي ي ي ي ية على التص ي ياد الدول ي ي ي ي ية‪،‬‬
‫حيي ي يث ان الوالة انشي يرلوا ب ما االمواة لتعوي ي يض‬
‫المبالغ المدفوعة تمنا السناد الوالنة لهم ا فتضرر الناس من هثرة ترداد الوالة عليهما(‪.)5‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن الطوير ‪ ،‬نزهة المقلتين ‪ ،‬ص‪ 72‬؛ لينبوة ‪ ،‬ستانلي ‪ ،‬سيرة القاهرة ‪ ،‬ترجمةا حسن ابراهيم‬
‫حسن ويخرون ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهرةا مكتبة النهضة المصرية ‪ ،‬ب ‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪ .419‬وعن س ل توليته‬
‫الو ازرة ُين را م موعة الوتائق الفاطمية ‪ ،‬ص ص ‪.469 -466‬‬
‫(‪ )2‬اسامة بن منقذ ‪ ،‬االعتبار ‪ ،‬ص ص ‪ 21-27‬؛ أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪ 401‬؛ ابن الطوير‪،‬‬
‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪ 72‬؛ حسن ‪ ،‬الفاطميون في مصر ‪ ،‬ص‪.297‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪ 444‬؛ ابن االتير ‪ ،‬ال امل ‪،‬ج‪ ، 9‬ص‪196‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬المصدر نفسه ؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.211‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،1‬ص‪ 222‬؛ ابن ترري بردي ‪ ،‬الن وم الزاهرة ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪. 119‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫﴿ ‪﴾ 419‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫دون ان‬ ‫(‪)1‬‬
‫توفي الخليفة الفاطمي الفائز بنصر هللا سنة (‪222‬ه‪4460 /‬م)‬
‫الوزير الصال ط ئا بن زريك اصرر ابناء البي" الفاطمي وهو ابن‬ ‫نعقب ‪ ،‬فاجل‬
‫في مخالفة‬ ‫ويدعى عبد هللا ولوبه بيالعاضد لدين هللا‬
‫(‪)2‬‬
‫عم الخليفة الفائز بنصر هللا ُ‬
‫على إمامة االبن االكبر ‪ ،‬ويروي‬ ‫صريحة لمبادئ العقيدة االسماعيلية التي تن‬
‫المقريزي (ت ‪112‬ه‪4114/‬م) انه عندما توفي الخليفة الفاطمي الفائز بنصر هللا ‪ ،‬اراد‬
‫الوزير ط ئا بن زريك تولية احد ابناء االسرة الفاطمية من هبار السن ‪ ،‬فأشار عليه‬
‫احد خواصه بتولية صبي صرير هما فعل الوزير السابق عباس الصنهاجي ما الخليفة‬
‫الفاطمي الفائز بنصر هللا لتسهل السيطرة عليه ‪ ،‬فوّلى العاضد وهو صبي لارب البلوغ‬
‫‪ .‬ولما احتفل اهل القاهرة‬ ‫(‪)3‬‬
‫عليه‬ ‫وادعى ان الخليفة الفاطمي الفائز بنصر هللا لد ن‬
‫بتولية الخليفة العاضد لاة الوزير ط ئا بن زريك ا كأني بهنالء ال ه ء ‪ ،‬وهم نقولون‬
‫ما مات االوة حتى استخلف هذا ‪ ،‬وما علموا انني هن" من ساعة استعرضهم استعراض‬
‫‪ ،‬وسواء صح" هذ المقولة عن الوزير ام ال ‪ ،‬فانها اصد تعبير عن حاة‬ ‫(‪)4‬‬
‫الرنم ا‬
‫الدولة الفاطمية في العقود االخيرة وما ية اليه الخلفاء الفاطميين من ضعف منذ خ فة‬
‫المستعلي باهلل وو ازرة االفضل بن بدر ال مالي في سنة (‪117‬ه‪4091/‬م)‪.‬‬
‫نكتف الوزير ط ئا بن زريك بما بلره من سطوة ونفو داخل الدول ي ي ية ‪،‬‬‫ِ‬ ‫لم‬

‫فسي ي ي ي ي ي ي يعى ان تي ي ي ي ي يون الخ في ي ي ي ي ي ي ية والو ازرة في اس ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يرته ‪ّ ،‬‬


‫فزوج ابنتي ي ي ي ي ي ي ي ي يه من‬
‫الخليفي ي ي ي ي ي ي ي ي ية الفاط ي ي ي ي يمي ي ي ي ي ي يي العاض ي ي ي ي ي ي ي يد لدي ي ي ي ي ي ي ي ين اللي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يه عس ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يى ان تل ي ي ي ي ي يد م ي ي يولودا‬
‫ه ار ليتولى الخ فة من بعد العاضد (‪.)5‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪.409‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.444‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ص‪.211 – 211‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪ 219‬؛ بيومي ‪ ،‬علي ‪ ،‬عيام الدولة االيوبية في مصر ‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫ط‪( ، 4‬القاهرةا دار الف ر الحديث للطبا والنشر ‪4922 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫(‪)5‬‬
‫عمارة اليمني ‪ ،‬الن " العصرية ‪ ،‬ص ص ‪ 62 ، 64 ، 21‬؛ ابن ظافر ‪ ،‬اخبار ‪ ،‬ص ‪442‬؛‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.216‬‬

‫﴿ ‪﴾ 410‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫لم نكن استبداد الوزير ط ئا بن زريك ليرضي القصر الفاطمي ‪ ،‬فالدم" السيدة‬
‫س" القصور عمة الخليفة الفاطمي العاضد لدين هللا على تدبير منامرة لقتله ‪ ،‬ف من له‬
‫عدد من خواص القصر ولتلو في السادس عشر من رمضان سنة (‪226‬ه‪4464/‬م)‬
‫(‪.)1‬‬
‫االجل م د االس م‬ ‫ٍ‬
‫بوصية من ابيه وتلّقب بي ا السيد‬ ‫توّلى ُرّزيك بن الوزير ط ئا‬
‫ّ‬
‫الملك العادة الناصر امير ال يو ا(‪ ،)2‬وأنتقم من لتلة ابيه وعلى رأسهم عمة الخليفة‬
‫السيدة س" القصور(‪.)3‬‬
‫كان الوزير الصال ط ئا بن ُرّزيك لد اوصى ولد ُرّزيك بأن ال نعزة شاور‬
‫السعدي(‪ )4‬من والنة لوص والصعيد (‪ ، )5‬اال ان الوزير العادة بن ُرّزيك شعر بخطورة‬
‫وتمكن‬
‫؛ فثار شاور ّ‬ ‫بقاء شاور السعدي في واليته على منصبه مما دفعه الى عزله‬
‫(‪)6‬‬

‫من جما جيشاً هبي اًر من االعراب وسار الى القاهرة ودخلها ولتل الوزير العادة ُرّزيك تم‬
‫توّلى الو ازرة مكانه في العشرين من شهر رمضان سنة (‪221‬ه ‪4461 /‬م)(‪ ،)7‬غير ان‬
‫الوزير شاور لم يلبث في منصبه سوى تسعة أشهر ‪ ،‬فقد تار عليه اهمير ضرغام بن‬
‫وتمكن من هزيمته فخلا عليه الخليفة الفاطمي العاضد بمنصب الو ازرة ول ّوبه بي‬
‫ّ‬ ‫عامر‬
‫(‪)8‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عمارة اليمني ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ص ‪ 412 ، 400 ، 11‬؛ ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫‪ ،2‬ص ص ‪ 141-144‬؛ ابن سعيد ‪ ،‬الن وم الزاهرة ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص ‪ 222‬؛ ابو الفداء ‪،‬‬
‫المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.442‬‬
‫ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 442‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.221‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫عمارة اليمني ‪ ،‬الن " العصرية ‪ ،‬ص‪ 21‬؛ المقريزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.221‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ابو ش اع شاور بن م ير بن نزار بن عشائر السعدي‪ ،‬اوة وزير عربي تولّى الو ازرة من وزراء‬
‫السيوف لدفعتين ‪ ،‬ولتله ص م الدين االيوبي في سنة (‪261‬ه ‪4461 /‬م)‪ .‬للمزيد ُين را ابن‬
‫خّل ان ‪ ،‬وريات ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ص ‪ 111-119‬؛ المناوي ‪ ،‬الو ازرة والوزراء ‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬اخبار ‪ ،‬ص‪.442‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.221‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫أبن ظافر ‪ ،‬أخبار ‪ ،‬ص‪ 441‬؛ ابن ترري بردي ‪ ،‬الن وم الزاهرة ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.116‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫(‪)8‬‬
‫ابو اهشباة ضرغام بن عامر بن سوار اللخمي ‪ ،‬من امراء الدولة وهبار لوادها ‪ ،‬ترّلى في‬
‫المناصب حتى اصب صاحب الباب وهي مرتبة تلي الو ازرة ‪ ،‬تم توّلى الو ازرة بعد هزيمة شاور‬

‫﴿ ‪﴾ 414‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االوضاع الداخلية للدولة الفاطمية في عصر نفوذ‬
‫الوزراء‪......................‬‬
‫ا الملك المنصورا (‪ .)1‬وبذلك دخل" الدولة الفاطمية في مرحلة جديدة من تاريخها استعان‬
‫بها المتصارعون على منصب الو ازرة بالقوى الخارجية ‪ ،‬نور الدين زن ي في دمشق‬
‫والصليبيين في بي" المقدس ‪ ،‬مما ّادى في نهانة المطاف الى سقوطها على يد ص م‬
‫الدين االيوبي‪.‬‬
‫إن حالة التردي في االوضاع الداخلية التي بدات في عهد الخليفة الفاطمي‬
‫المستنتصر باهلل استمرت في عهد خلفائه ‪ ،‬و لك أن الخلفاء الفاطميين فقدوا هيبتهم‬
‫واصب الوزراء اصحاب ال لمة العليا في الدولة‪ ،‬ولد تدخلوا في اختيار الخلفاء مت اهلين‬
‫العقيدة االسماعيلية في انتقاة االمامة من االب الى االبن االكبر‪،‬مما ادى الى‬ ‫اس‬
‫انقسام االسماعيلية الى طائفتين متعاديتين ‪ -‬الن ازرية في ب د فارس‪ ،‬والمستعلية في‬
‫عن هون الوزراء لد عملوا على تنصيب خلفاء صرار‬ ‫مصر واليمن والهند ‪ -‬فض‬
‫والصراع بين‬ ‫السن لتسهل السيطرة عليهم ‪ ،‬ولد ادى لك الى تفشي المنامرات والدسائ‬
‫كبار رجاة الدولة على منصب الوزراة ‪ ،‬مما ادخل الب د في دوامة من العنف انهك"‬
‫الدولة وادت بها الى التراجا على الصعيد الخارجي ‪ ،‬فاستولى الصليبيون على مدنها‬
‫جميعا في ب د الشام ‪ .‬في حين هان الصراع على اشد في داخل الدولة الفاطمية على‬
‫منصب الو ازرة ‪ ،‬فاستن د احد المتصارعين وهو الوزير المخلوع شاور‪ -‬بنور الدين زن ي‬
‫العادته الى منصبه ‪ ،‬مما ادى في نهانة المطاف الى سقوط الدولة الفاطمية‪ .‬وسنتناوة‬
‫تلك االحداث الخارجية التي ادت الى سقوطها في الفصل الثالث‪.‬‬

‫في رمضان سنة (‪221‬ه ‪4461 /‬م) ‪ ،‬وبقي في منصبه الى ان ُلتل على يد جيش نور الدين‬
‫زن ي في أواخر شهر جمادي ا خرة سنة (‪229‬ه ‪4461 /‬م)‪ .‬للمزيد ُين ر ا ابن ظافر ‪ ،‬اخبار‬
‫‪ ،‬ص‪ 441‬؛ المناوي ‪ ،‬الو ازرة والوزراء ‪ ،‬ص‪.219‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عمارة اليمني ‪ ،‬الن " العصرية ‪ ،‬ص ص ‪ 69-61‬؛ ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪، 2 ، 4‬‬
‫ص‪ 147‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ص ‪.264-260‬‬

‫﴿ ‪﴾ 412‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الحروب الصليبية وأثرها في سقوط‬
‫الدولة الفاطمية‬
‫املبحث ا ألول ‪ :‬امحلالت الصليبية عىل بالد الشام ومرص وموقف ادلوةل‬
‫الفاطمية‪.‬‬
‫سقوط بيت املقدس‬ ‫أأو ًال‪:‬‬
‫استيالء الصليبيني عىل الساحل الفاطمي الشايم‬ ‫اثني ًا‪:‬‬
‫سقوط أأرسوف وقيسارية‬ ‫‪-1‬‬
‫معركة الرمةل الاوىل‬ ‫‪-2‬‬
‫معركة الرمةل الثانية‬ ‫‪-3‬‬
‫سقوط عاك‬ ‫‪-4‬‬
‫معركة الرمةل الثالثة‬ ‫‪-5‬‬
‫سقوط طرابلس‬ ‫‪-6‬‬
‫سقوط بريوت‬ ‫‪-7‬‬
‫سقوط صيدا‬ ‫‪-8‬‬
‫حماوةل الصليبني الاستيالء عىل عسقالن وصور‬ ‫‪-9‬‬
‫حماوةل بدلوين غزو مرص‬ ‫‪-11‬‬
‫‪ -11‬سقوط صور‬
‫‪ -12‬سقوط عسقالن‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬صالح ادلين ا أليويب وسقوط ادلوةل الفاطمية‪.‬‬


‫وصول صالح ادلين ا أليويب اىل مرص‬ ‫أأو ًال‪:‬‬
‫امحلةل النورية الاوىل‬ ‫‪-1‬‬
‫امحلةل النورية الثانية‬ ‫‪-2‬‬
‫امحلةل النورية الثالثة ووزارة الامري اسد ادلين شريكوه‬ ‫‪-3‬‬
‫وزارة صالح ادلين الايويب‬ ‫اثني ًا‪:‬‬
‫س ياسة صالح ادلين ا أليويب ادلاخلية يف مرص‬ ‫‪-1‬‬
‫مؤامرة مؤمتن اخلالفة و ثورة السودان‬ ‫‪-2‬‬
‫امحلةل الصليبية عىل دمياط‬ ‫‪-3‬‬
‫اخلطبة للعباس يني وسقوط ادلوةل الفاطمية‬ ‫‪-4‬‬
‫احملاوالت الرامية ألعادة احلمك الفاطمي‬ ‫‪-5‬‬
‫أأ) مؤامرة عامرة الميين‬
‫ب) ثورة كزن ادلوةل‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫كانت الدولة الفاطمية قد دخلت منذ وفاة امير الجيوش الوزير بدر الجمالي‬
‫والخليفة الفاطمي المستنصر باهلل (‪484‬ه‪3904/‬م) في سلسلة من الصراعات والفتن‬
‫واالضطرابات الداخلية ‪ ،‬مما ّادى الى فوضى عارمة القت بضاللها على اوضاع الدولة‬
‫الفاطمية الخارجية ‪ ،‬االمر الذي جعلها تفقد اجزاءا واسعة من أراضيها وال سيما بعد‬
‫ظهور قوة جديدة على مسرح االحداث ّادت الى تغيير كبير في الخارطة السياسية للعالم‬
‫االسالمي منذ سنة (‪480‬ه ‪3901 /‬م) ‪ ،‬وهذه القوة هي الفرنجة الصليبيون الذين قدموا‬
‫من الغرب االوروبي واستولوا على اجزاء واسعة من بالد الشام وال سيما المدن الفاطمية‬
‫منها‪.‬‬

‫المبحث االول‬
‫الحملة الصليبية االولى وموقف الدولة الفاطمية‬
‫أوال ‪:‬سقوط بيت المقدس‪:‬‬

‫خرج الصليبيون من اوروبا الى بالد الشام ووصلوا الى القسطنطينية ومنها عبروا‬
‫تمكنوا‬
‫الى بالد المسلمين ‪ ،‬وكان هدفهم مدينة انطاكية ‪ ،‬فحاصروها لتسعة اشهر و ّ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حمل ابن االثير (ت ‪119‬ه ‪3111 /‬م)‬ ‫من دخولها سنة (‪409‬ه ‪3904 /‬م) ‪ ،‬وقد ّ‬
‫(‪)3‬‬

‫مكنها‬
‫لما أروا قوة الدولة السلجوقية وت ّ‬
‫الدولة الفاطمية مسؤولية قدوم الصليبيين بقوله " ّ‬

‫(‪ )1‬للمزيد عن سير الحملة الى انطاكية ُينظر‪ :‬زابوروف ‪ ،‬ميخائيل ‪ ،‬الصليبيون في الشرق ‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
‫ألياس شاهين ‪ ،‬ط‪( ، 3‬موسكو‪ :‬دار التقدم ‪ ، )3081 ،‬ص ص ‪ 80-09‬؛‬
‫‪MacEvitt, Christopher. The Crusades and the Christian World of the East.‬‬
‫‪(Philadelphia, 2008), P. 54-63.‬‬
‫(‪ )2‬مدينة عظيمة بينها وبين مدينة حلب مسيرة يوم وليلة ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪، 3‬‬
‫ص‪.114‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الفارقي ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ص‪ 118‬؛ ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص ص‪ 30-34‬؛ ابو الفداء ‪،‬‬
‫المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪ 14‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ق‪ ، 0‬ص‪.349‬‬

‫﴿ ‪﴾ 341‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫ولم يبق بينهم وبين مصر والية اخرى تمنعهم‬ ‫(‪)1‬‬
‫واستيالئها على بالد الشام الى غزة‬
‫ودخول االقسيس (أتسز) الى مصر وحاصرها فخافوا وأرسلوا الى الفرنج يدعونهم الى‬
‫الخروج الى الشام ليملكوه ويكون بينهم وبين المسلمين" (‪ ،)2‬اال انه اليمكن القبول بهذه‬
‫الرواية ‪ ،‬ويمكن القول انها من نسج خيال اعداء الدولة الفاطمية ‪ ،‬فمن المستحيل ان‬
‫يفكر الوزير الفاطمي األفضل بن بدر الجمالي بزرع كيان غريب يختلف معه في العقيدة‬
‫على الحدود بينه وبين السالجقة ‪ ،‬والراجح ان سبب قدوم الصليبيين كان وراءه دوافع‬
‫سياسية واقتصادية ودينية جعلتهم يفكرون بغزو بالد الشام عموما والسيما بيت‬
‫المقدس(‪.)3‬‬

‫أستغل الوزير األفضل انشغال السالجقة بالتصدي للصليبين في نواحي انطاكية‪،‬‬


‫وهاجم عدد من مدن بالد الشام ‪ ،‬فاستولى على صور بعد ان اعلن واليها االستقالل عن‬
‫جهز األفضل جيشا كبي ار وتوجه به الى‬
‫الفاطميين ‪ ،‬وفي شعبان (‪403‬ه ‪3908 /‬م) ّ‬
‫(‪)4‬‬

‫بيت المقدس ‪ ،‬وضرب الحصار على المدينة وارسل الى األميرين سكمان وأخيه ايلغازي‬
‫‪ ،‬لكنهم رفضا النزول عند طلبه(‪،)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫يلتمس منها تسليم المدينة دون قتال‬ ‫(‪)5‬‬
‫ابني أرتق‬

‫(‪)1‬‬
‫مدينة في اقصى الشام من ناحية مصر بينها وبين عسقالن فرسخان او اقل وهي من نواحي‬
‫فلسطين غربي عسقالن‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص ‪.191‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص ص ‪.34-31‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عاشور ‪ ،‬سعيد عبد الفتاح ‪ ،‬الحركة الصليبية ‪ ،‬ط‪( ، 3‬القاهرة‪ :‬مكتبة االنجلو المصرية ‪،‬‬
‫‪1939‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪ 14‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.14‬‬
‫(‪)5‬‬
‫عهد تاج الدولة تتش الى االمير أرتق بن أكسب حكم مدينة القدس في سنة (‪440‬هـ ‪3981 /‬م)‬
‫‪ ،‬وكان االمير أرتق بن أكسب من ابرز القادة االتراك الذين عملوا على فتح بالد الشام وتوطيد‬
‫حكم السالجقة فيه وتوفي في سنة (‪484‬هـ ‪3903 /‬م) ‪ .‬ابن خّلكان ‪ ،‬وفيات ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪.343‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪ 113‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ق‪ ، 0‬ص‪.343‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص‪ 113‬؛ ابن العبري ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ص ‪.141‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫﴿ ‪﴾ 344‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫معتمدين على مناعة اسوار المدينة‪ .‬اال ان شدة الهجمات التي شنها الجيش الفاطمي ‪،‬‬
‫واستخدامه للمجانيق ‪ ،‬ارغمت اهل المدينة على االستسالم بعد اربعين يوما من الحصار‬
‫‪ ،‬ودخل األفضل الى المدينة واحسن معاملة االميرين سكمان وايلغازي ‪ ،‬وخرج االخوان‬
‫باالمان ‪ ،‬وسا ار الى دمشق(‪ ،)1‬وعاد األفضل الى مصر بعد ان استناب االمير افتخار‬
‫الدولة في حكم المدينة(‪.)2‬‬

‫تحرك الصليبيون من انطاكية قاصدين بيت المقدس ‪ ،‬وغدا الطرفان الفاطمي‬


‫والصليبي وجها لوجه ‪ ،‬فاضحى الصدام حتميا بينهما ‪ .‬وقد ادرك األفضل ان هدف‬
‫الحملة الصليبية هو بيت المقدس ‪ ،‬فأرسل األفضل الى قادة الحملة سفارة قابلتهم قرب‬
‫طرابلس ‪ ،‬تحمل امواال وهدايا ‪ ،‬وعرضت عليهم السماح للحجاج النصارى بزيارة بيت‬
‫المقدس على شكل مجموعات على ان ال يكونوا مسلحين ‪ ،‬وان يوقفوا زحفهم جنوبا ‪،‬‬
‫وفي حالة الرفض ‪ ،‬فان جيوش المسلمين ستواجههم في مشارق االرض ومغاربها(‪.)3‬‬

‫وقد رد الصليبيون على السفارة بالرفض ‪ ،‬وأنهم سيحجون الى بيت المقدس كجيش‬
‫انتزع‬
‫واحد وليس كمجموعات باذن هللا وليس باذن الخليفة الفاطمي ‪ ،‬واقسموا على ا‬
‫الضريح المقدس من ايدي الفاطميين ‪ ،‬وهددوهم بغزو مصر(‪.)4‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪ 30‬؛ ابن شداد ‪ ،‬عز الدين ابو عبد هللا محمد بن علي بن‬
‫ابراهيم الحلبي ‪( ،‬ت ‪184‬هـ ‪3180 /‬م) ‪ ،‬االعالق الخطيرة في ذكر امراء الشام والجزيرة ‪ ،‬تحقيق‬
‫‪ :‬سامي الدهان ‪ ،‬ط‪( ، 3‬دمشق‪ :‬المعهد الفرنسي للدراسات العربية ‪3181 ،‬هـ ‪3011 /‬م) ‪ ،‬ق‪1‬‬
‫‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪ 191‬؛ ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ص ‪.18-14‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪.30‬‬
‫(‪ )3‬الصوري‪ ،‬وليم‪( ،‬ت ‪083‬ه ‪3380 /‬م)‪ ،‬تاريخ االعمال المنجزة فيما وراء البحار‪ ،‬ترجمة‪ :‬سهيل‬
‫زكار ‪ ،‬ط‪( ، 3‬بيروت‪ :‬دار الفكر ‪3009 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪.104‬‬
‫ّ‬
‫الصوري ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪.104‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫﴿ ‪﴾ 340‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫وعندما وصل الصليبيون الى الرملة عقدوا مجلسا عسكريا ناقشوا فيه غزو بيت‬
‫المقدس ‪ ،‬فرأى بعض القادة انه ال بد من مهاجمة مصر ‪ ،‬الن الفاطميين هم العدو‬
‫الحقيقي وان مفاتيح بيت المقدس موجودة في القاهرة ‪ ،‬وانه اذا اراد الصليبيون ان ينعموا‬
‫بحياة امنة في بيت المقدس ‪ ،‬فال بد من االستيالء على دلتا النيل ‪ ،‬لكن هذا االقتراح‬
‫لم يلق قبوال ‪ ،‬فقرروا الزحف الى بيت المقدس(‪.)1‬‬

‫اتخذ افتخار الدولة ‪ ،‬الحاكم الفاطمي على بيت المقدس عدة اجراءات احترازية‬
‫فسمم اآلبار وقطع موارد الماء‬
‫عندما علم بتحرك القوات الصليبية بأتجاه بيت المقدس ‪ّ ،‬‬
‫خارج المدينة ‪ ،‬وساق المواشي الى مواضع امنة ‪ ،‬وشحن االبراج واالسوار بالسالح‬
‫والمقاتلة ‪ ،‬واهتم بتقوية التحصينات والتأكد من سالمة االسوار ‪ ،‬وطلب االمدادات من‬
‫الوزير األفضل (‪.)2‬‬

‫وصل الصليبيون الى بيت المقدس ‪ ،‬وضربوا عليها الحصار في الرابع عشر من‬
‫رجب (‪401‬ه‪3900/‬م) وقد واجهوا مقاومة شديدة من المدافعين عن المدينة فضال عن‬
‫شدة التحصينات ومناعة االسوار وح اررة الطقس وصعوبة الحصول على المياه وذلك‬
‫بسبب االجراءات التي اتخذها افتخار الدولة ‪ ،‬اذ كان البد على الصليبيين المس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـير‬
‫الكثر من سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتة اميال للحصول على الماء ‪ ،‬وعدم توفر آالت الحصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار‬
‫كاالبراج ‪ ،‬فضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال عن الخالف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي نش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبت بين قادة الحمل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫حول ملكيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة بيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت المقدس وبعض المواقـ ـ ـ ـ ـع المهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة مثل‬

‫(‪)1‬‬
‫عاشور ‪ ،‬الحركه الصليبية ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.300‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مؤلف مجهول ‪ ،‬اعمال الفرنجة وحجاج بيت المقدس ‪ ،‬ترجمة‪ :‬حسن حبشي ‪ ،‬ط‪( ، 3‬القاهرة‪:‬‬
‫د‪.‬مط ‪3008 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪.331‬‬

‫﴿ ‪﴾ 341‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫‪ ،‬وقد سادت بين الصليبيين حالة من االرباك والخوف عندما بلغهم خروج‬ ‫(‪)1‬‬
‫بيت لحم‬
‫األفضل بجيش كبير من مصر لنجدة وحماية بيت المقدس(‪.)2‬‬

‫ش ـ ــن الص ـ ــليبيون هجمات عدة ألقتحام اسـ ـ ـوار المدينة ‪ ،‬اال ان محاوالتهم باءت‬
‫بالفش ــل الفتقارهم االبراج والس ــاللم الالزمة لتس ــلق االسـ ـوار ‪ ،‬غير أن الكفة سـ ـارعان ما‬
‫مالت لصالح الصليبيين بعد وصول عدد من السفن الجنوية المحملة بالمؤن واالخشاب‬
‫‪ .‬قام الص ــليبيون بنقلها الى‬ ‫(‪)3‬‬
‫والحبال والمس ــامير الالزمة لص ــنع االبراج الى ميناء يافا‬
‫تمكنوا من تشـ ــييد االبراج واقتحام اس ـ ـوار المدينة يوم الجمعة في الثالث‬
‫بيت المقدس ‪ ،‬و ّ‬
‫والعشرين من ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعبان سنة (‪401‬ه‪3900/‬م) بعد حص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار دام اكثر من اربعين‬
‫ن(‪)5‬‬
‫ح ـاكمـ ـ ـ ـا فـ ـ ـي‬ ‫يـوما(‪ ،)4‬وقد اختـ ـار الصليبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون االميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ج ـودفري دي بوايو‬

‫بليدة قرب بيت المقدس على نحو فرسخ من جهة جبرين ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪3‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ ،‬ص‪.013‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪ 11‬؛ رنسيمان ‪ ،‬ستيفن ‪ ،‬تاريخ الحروب الصليبية ‪،‬‬
‫ترجمة‪ :‬السيد الباز العريني ‪ ،‬ط‪( ،1‬بيروت‪ :‬دار الثقافة ‪3083 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪ 438‬؛ عاشور ‪،‬‬
‫الحركة الصليبية ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪.304‬‬
‫مدينة على ساحل بحر الشام من اعمال فلسطين بين قيسارية وعكا‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم‬ ‫(‪)3‬‬

‫البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪.411‬‬


‫(‪)4‬‬
‫مؤلف مجهول ‪ ،‬أعمال الفرنجة ‪ ،‬ص ص ‪ 334 – 331‬؛ ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪30‬‬
‫؛ ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪ 18‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ق‪ ، 0‬ص‪ 343‬؛ الحنبلي‬
‫‪ ،‬مجير الدين ‪( ،‬ت ‪014‬هـ‪3019 /‬م) ‪ ،‬األنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ‪ ،‬ط‪( ، 3‬النجف‪:‬‬
‫منشورات المكتبة الحيدرية ‪3011 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪.194‬‬
‫(‪ )5‬أمير فرنسي ولِد في سنة (‪401‬ه ‪3919 /‬م) ‪ ،‬وكان ابرز قادة الحملة الصليبية األولى (‪-409‬‬
‫‪401‬ه ‪3900-3901 /‬م) ‪ ،‬تولّى عرش مملكة بيت المقدس الصليبية سنة (‪401‬ه‪3900/‬م)‬
‫‪ ،‬وهو أول ملوكها وتوفي سنة (‪404‬ه ‪3399 /‬م)‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬الشارتري‪ ،‬تاريخ الحملة الى‬
‫القدس ‪ ،‬ص ‪ 44‬وما بعدها‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 344‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة ( ‪401‬ه ـ ـ ـ ـ ‪3900 /‬م ) ‪ ،‬ول ـ ـ ـم ي ـ ـحـ ـمـ ـ ـ ـ ـل ل ـ ـق ـ ـ ـب مـ ـ ـل ـ ـ ـك ب ـ ـل ح ـ ـم ـ ـ ـ ـل ل ـ ـ ـق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب‬
‫حام ـ ـ ـي بيت المقدس(‪.)1‬‬

‫خرج األفضل بجيش كبير لنجدة بيت المقدس والحيلولة دون سقوط المدينة بيد‬
‫الصليبيين ‪ ،‬لكن خروجه كان متاخ ار ‪ ،‬فقد وصل الى عسقالن في الرابع عشر من‬
‫رمضان سنة (‪401‬ه ‪3900 /‬م) وكانت بيت المقدس قد سقطت بيد الصليبيين فارسل‬
‫منتظر قدوم النجدات ‪ ،‬ووصول االسطول‬
‫ا‬ ‫‪ ،‬ومكث في عسقالن‬ ‫(‪)2‬‬
‫أليهم يتهددهم‬

‫الفاطمي ‪ ،‬في حين احتشد الصليبيون في الرملة ‪ ،‬وساروا الى عسقالن و ّ‬


‫تمكنوا من‬
‫‪ ،‬فأنسحب‬ ‫(‪)3‬‬
‫مباغتة الجيش الفاطمي وأخذه على حين غرة فهزموه هزيمة ساحقة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫المسلمون الى عسقالن ‪ ،‬وعاد األفضل الى مصر عن طريق البحر‬

‫ثانيا‪ :‬استيالء الصليبيين على الساحل الفاطمي الشامي‪:‬‬

‫كان الصليبيون يسعون للسيطرة على جميع الموانئ والمدن الساحلية الفاطمية في‬
‫بالد الشام ‪ ،‬لما لها من اهمية استراتيجية لضمان بقائهم ‪ ،‬أذ ان استيالئهم على الساحل‬
‫يؤمن لهم الهيمنة على الطرق التجارية عبر البحر المتوسط ‪ ،‬فضال عن اهمية عسكرية‬
‫كبيرة لضمان وصول االمدادات العاجلة لهم من الغرب االوروبي عبر البحر ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عاشور ‪ ،‬الحركة الصليبية ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪.194‬‬
‫ابن االثير‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص ‪ 13‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ق‪ ، 0‬ص‪.343‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪ 111‬؛ ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪ 13‬؛ توديبو ‪،‬‬
‫تاريخ الرحلة الى القدس ‪ ،‬ص ‪ 114‬وما بعدها ؛ الشارتري ‪ ،‬تاريخ الحملة الى القدس ‪ ،‬ص ص‬
‫‪.40 – 44‬‬

‫﴿ ‪﴾ 348‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫‪ -1‬سقوط أرسوف وقيسارية‪:‬‬

‫(‪)2‬‬
‫افتتاح عهده باالستيالء على أرسوف‬ ‫(‪)1‬‬
‫اراد الملك الصليبي بلدوين األول‬
‫وقيسارية (‪ )3‬غير انه كان يفتقر الى االسطول الالزم لحصار المدينتين من البر والبحر‪،‬‬
‫وحدث انه وصل الى ميناء يافا اسطول جنوي ‪ ،‬فاتفق الملك بلدوين األول مع قادة‬
‫االسطول على المشاركة في حصار أرسوف وقيسارية مقابل حصولهم على ثلث الغنائم‬
‫فضرب‬ ‫(‪)4‬‬
‫وحي من احياء المدينة لممارسة نشاطهم التجاري في حال استيالءهم عليها‬
‫الحصار على أرسوف ب ار وبح ار ‪ ،‬وامام شدة الهجمات اضطر سكان المدينة لالستسالم‬
‫مقابل منحهم االمان ‪ .‬وقد وافق الملك بلدوين األول على شرط االمان ‪ ،‬وخرج السكان‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫الى مدينة عسقالن في سنة (‪404‬ه ‪3393 /‬م)‬

‫وبعد ذلك توجه بلدوين األول الى قيسارية وحاصرها ‪ ،‬غير أن اهل المدينة رفضوا‬
‫تمكن من اقتحام‬
‫االستسالم واصروا على المقاومة وذلك لمناعة اسوارها ‪،‬لكن بلدوين ّ‬

‫توّلى الملك بلدون االول حكم بيت المقدس سنة (‪404‬ه ‪3399 /‬م) بعد وفاة اخيه جودفري دي‬ ‫(‪)1‬‬

‫بوايون ‪ ،‬وهو أول من تلّقب ملك بيت المقدس ‪ ،‬توفي سنة (‪033‬ه ‪3338 /‬م) ‪ .‬الشارتري‪،‬‬
‫تاريخ الحملة الى القدس ‪ ،‬ص ص ‪ 111 – 113‬؛ عاشور ‪ ،‬الحركة الصليبية ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ص‬
‫‪.111-113‬‬
‫(‪ )2‬من مدن بالد الشام الساحلية بين قيسارية ويافا ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪.301‬‬
‫من مدن الشام الساحلية بينها وبين طبرية مسيرة ثالثة أيام‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫ج‪ ، 4‬ص ص ‪.301-300‬‬


‫الشارتري ‪ ،‬تاريخ الحملة الى القدس ‪ ،‬ص ‪.331‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪ 110‬؛ الصوري ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ص ‪ 400 – 404‬؛ المقريزي‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.11‬‬

‫﴿ ‪﴾ 340‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫المدينة بعد خمسة عشر يوما من الحصار الشديد ‪ ،‬وارتكب جنوده مجازر كبيرة لم ينجوا‬
‫منها اال عدد قليل من السكان وذلك في شهر رجب من السنة نفسها(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬معركة الرملة االولى‪:‬‬

‫كان على الوزير األفضل اتخاذ اجراءات عاجلة لمواجهة الخطر الصليبي الداهم‬
‫والحيلولة دون سقوط المدن الشامية الفاطمية االخرى ‪ ،‬فجهز جيشا كبي ار بقيادة المملوك‬
‫مكن‬
‫‪ ،‬االمر الذي ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫سعد الدولة القواسي ‪ ،‬وقد عسكر جيشه في عسقالن ثالثة اشهر‬
‫الملك بلدوين األول من اعداد العدة لمواجهة هذا الجيش ‪ ،‬وقد التقى الجيشان ودارت‬
‫بينهما معركه قرب الرملة في "الحادي عشر من ذي القعده سنه (‪404‬ه ‪3393 /‬م)‬
‫تمكنت من تجميع‬
‫‪ ،‬غير أن الفلول المنهزمة ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫كانت نتيجتها هزيمة الجيش الفاطمي‬
‫قواها وكبدوا الصليبيين خسائر ‪ ،‬االمر الذي دفعهم لالنسحاب الى يافا(‪.)4‬‬

‫‪ -3‬معركة الرملة الثانية‪:‬‬

‫اضحى الصليبيون قوة كبيرة في بالد الشام ‪ ،‬واخذت تشكل خط ار على كيان‬
‫الدولة الفاطمية كما ذكرنا سابقا ‪ ،‬مما ُيحتّم على الوزير األفضل اتخاذ اجراءات حاسمة‬
‫أل نقاذ ما يمكن انقاذه واالنتقام من الصليبيين الستعادة هيبة الدولة‪ ،‬فجهز جيشا كبي ار‬
‫قوامه عشرين الف مقاتال بقيادة ابنه شرف المعالي ‪ ،‬فعسكر الجيش في عسقالن في‬

‫الشارتري ‪ ،‬تاريخ الحملة الى القدس ‪ ،‬ص ص ‪ 330 – 334‬؛ ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج ‪، 0‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ص‪.41‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪ 18‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ق‪ ، 0‬ص‪ 341‬؛ابن‬ ‫(‪)3‬‬

‫تغري بردي ‪ ،‬النجوم الزاهرة ‪ ،‬ج ‪ ، 0‬ص ‪.303‬‬


‫(‪)4‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪.114‬‬

‫﴿ ‪﴾ 309‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫سنة (‪٤0٥‬ه ‪٠٠١١ /‬م) (‪ ،)1‬ومنها انطلق الى الرملة واخذوا يهددون بيت المقدس‬
‫ويافا(‪ .)2‬وخرج الملك بلدوين األول على راس قوة صغيرة للتصدي للجيش الفاطمي وقد‬
‫اصابه الغرور وذلك لما حققه من انتصارات ‪ ،‬او انه لم يكن يعلم حجم الجيش الفاطمي‬
‫تمكن الجيش الفاطمي من مباغتته واالحاطة‬
‫الضخم ‪،‬لذلك خرج بعدد قليل من الفرسان ‪ .‬ف ّ‬
‫تمكن من الهرب وتحصن في الرملة(‪.)3‬‬
‫به وقتل معظم افراده ‪ ،‬لكن الملك بلدوين األول ّ‬

‫وهكذا فقد الفاطميون فرصة قتل بلدوين او اسره والمساومة عليه من اجل تحقيق‬
‫بعض المكاسب مقابل اطالق سراحه ‪ .‬ثم تابع الجيش الفاطمي سيره وحاصر الرملة ‪،‬‬
‫تمكن الفاطميون من‬
‫اال ان الملك بلدوين األول استطاع الفرار من قبضتهم مرة اخرى و ّ‬
‫دخول المدينة وقتلوا واسروا معظم فرسان الصليبيين في التاسع والعشرين من شهر رجب‬
‫من السنة نفسها(‪.)4‬‬

‫كانت االنتصارات التي حققها الجيش الفاطمي قد شجعتهم على مواصلة القتال‪،‬‬
‫حصار على يافا ب ار وبح ار ‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك أخترق الملك بلدوين الحصار‬
‫ا‬ ‫فضربوا‬
‫ودخل المدينة ‪ ،‬واستطاعت عدد من السفن الصليبية من الوصول الى يافا حاملة معها‬

‫كبير من المقاتلين والمؤن ‪ ،‬مما ّ‬


‫شجع الملك بلدوين األول على الخروج وقتال‬ ‫ا‬ ‫عددا‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪ 110‬؛ ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪.01‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.١١٢‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ ١١٢‬؛ الصوري ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪ 091‬؛ سبط ابن‬ ‫(‪)3‬‬

‫الجوزي ‪ ،‬مرآة الزمان ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.19‬‬


‫(‪)4‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ ١١٢‬؛ ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪.01‬‬

‫﴿ ‪﴾ 303‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫المس لمين ‪ ،‬فدارت رحى المعركة ‪ ،‬وانجلى الموقف عن انتصار الصليبيين وانسحاب‬
‫الجيش الفاطمي الى عسقالن في السابع من شهر شعبان من السنة ذاتها(‪.)1‬‬

‫‪ -4‬سقوط عكا‪:‬‬

‫اراد الملك بلدوين األول استثمار االنتصارات التي حققها ضد الفاطميين ‪ ،‬وال‬
‫مكن‬
‫سيما بعد معركة الرملة الثانية وذلك باستيالءه على عدد من المدن ‪ ،‬قبل ان يت ّ‬
‫الفاطميون من تجهيز جيشا جديدا ‪ ،‬فأتجه الى عكا وحاول االستيالء عليها بوصفها اهم‬
‫الموانئ في بالد الشام في شهر رجب سنة (‪401‬ه ‪3391 /‬م) ‪ ،‬غير ان محاولته بائت‬
‫بالفشل لمناعة اسوارها وشدة مقاومة سكانها ووصول امدادات من صور وصيدا وبيروت‬
‫‪ ،‬كما ان بلدوين األول كان يفتقر الى اسطول حربي يتم ّكن من محاصرة المدينة ب ار‬
‫وبح ار ‪ ،‬فاضطر الى االنسحاب(‪.)2‬‬

‫سبعون سفينة جنوية ‪ ،‬فسعى‬ ‫(‪)3‬‬


‫وفي العام التالي وصلت الى ميناء الالذقية‬
‫الملك بلدوين التعاون مع الجنويين لالستيالء على عكا على ان يمنحهم كعادته ثلث‬
‫الغنائم ‪ ،‬وسوق لمزاولة نشاطهم التجاري وكنيسة ‪ .‬ضرب الملك بلدوين األول الحصار‬
‫على عكا ب ار وبح ار في شهر شعبان سنة (‪401‬ه ‪3391 /‬م) ‪ ،‬وبعد عشرين يوما‬
‫أضطر أهلها الى تسليم المدينة مقابل االمان لسـ ـ ـكانها فدخل الصـ ـ ـ ـليبيون الى المدينة‪،‬‬
‫اال انهم لم يـ ـوفوا بعهدهم الـ ـ ـ ـذي قطعوه للس ـ ـ ـكان ‪ ،‬فأرتكبوا الم ـ ـجازر ونـهبوا وس ـ ـ ـ ـ ـلبوا‬

‫الشارتري ‪ ،‬تاريخ الحملة الى القدس ‪ ،‬ص ص‪ ٠١٢ -٠١١‬؛ الصوري ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ص ص‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.٥١٥ -٥١٥‬‬
‫الشارتري ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.319‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫مدينة في ساحل الشام من اعمال حلب وهي غربي جبلة بينهما ستة فراسخ‪ .‬ياقوت الحموي ‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪.0‬‬

‫﴿ ‪﴾ 301‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫كل شيء(‪.)1‬‬

‫‪ -5‬معركة الرملة الثالثة ‪:‬‬

‫جهز األفضل جيشا جديدا بقيادة ابنه شرف المعالي قوامه خمسة االف مقاتال‬
‫طالبا منه‬ ‫(‪)2‬‬
‫أليقاف الزحف الصليبي ‪ ،‬فأتصل بأتابك دمشق ظهير الدين طغتكين‬
‫‪ ،‬وفي هذا الصدد‬ ‫(‪)3‬‬
‫المساعدة ‪ ،‬فأرسل اليه قوه عسكرية قوامها الف وثالثمائة مقاتل‬
‫يمكن القول ‪ ،‬ان الوزير األفضل ادرك صعوبة مواجهة الزحف الصليبي منفردا ‪ ،‬وانه‬
‫ويعد هذا اول تحالف بين‬
‫ال بد من عقد تحالف مع السالجقة للتصدي للعدو المشترك ‪ُ ،‬‬
‫تمكن الصليبيون من االستيالء‬
‫الطرفين السني والشيعي ‪ ،‬ولو تم هذا التحالف من قبل لما ّ‬
‫على بيت المقدس والمدن االخرى ‪ .‬علم بلدوين األول بتحرك الجيش االسالمي فجمع‬
‫قواته وسار باتجاه سهل الرملة لحماية بيت المقدس ويافا ‪ ،‬والتقى الجيشان في الرابع‬
‫عشر من ذي الحجة سنة (‪408‬ه ‪3390 /‬م) ودارت بينهما معركة كبيرة انجلت بأنتصار‬
‫‪.‬‬ ‫بلدوين وانسحاب المسلمين الى القاهرة ودمشق‬
‫(‪)4‬‬

‫‪ -6‬سقوط طرابلس‪:‬‬

‫عمل الملك الصليبي بلدوين األول على حصار مدينة طرابلس في سنة (‪091‬هـ‬
‫‪3390 /‬م) وساندته االمارات الصليبية االخرى كأنطاكية ‪ ،‬فضال عن اسطول جنوي‬

‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪ 113‬؛ سبط ابن الجوزي ‪ ،‬مرآة الزمان ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.0‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫مملوكا تركيا وّاله األمير السلجوقي " دقاق بن تاج الدولة تتش " أتابكا على مدينة دمشق سنة‬
‫تصدوا للغزو الصليبي‪،‬‬
‫(‪480‬ه‪3900/‬م) ‪ ،‬وهو مؤسس األسرة البورية ومن أبرز القادة الذين ّ‬
‫توفي في سنة (‪011‬ه ‪3318 /‬م)‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن خّلكان ‪ ،‬وفيات ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‪.101‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪ 149‬؛ ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.40‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج ‪ ، 0‬ص ؛ الذهبي ‪ ،‬العبر ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.10‬‬

‫﴿ ‪﴾ 301‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫تمكن من دخولها في الحادي عشر من‬
‫كبير من ستين سفينة ‪ ،‬وشدد هجماته عليها و ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫ذي الحجة من السنة نفسها (‪ ،)2‬أما موقف الدولة الفاطمية فقد تأخرت في أرسال‬
‫االمدادات لحماية المدينة من السقوط بيد الصليبيين ‪ ،‬ووصل االسطول الفاطمي بعد‬
‫حمل ابن‬
‫فوات األوان الى مدينة صور بعد ثمانية أيام من سقوط مدينة طرابلس ‪ .‬وقد ّ‬
‫(‪)3‬‬

‫تغري بردي (ت ‪844‬هـ ‪3410 /‬م) الوزير الفاطمي األفضل بن بدر الجمالي مسؤولية‬
‫سقوط مدينة طرابلس لتأخره في ارسال االمدادات وتقاعسه عن الخروج بنفسه لنجدة‬
‫المدينة (‪.)4‬‬

‫‪ -7‬سقوط بيروت‪:‬‬

‫أدرك الملك بلدوين األول من خالل ما حققه من انتصارات ما كانت تعانيه الدولة‬
‫الفاطمية من ضعف وعدم قدرتها على حماية مدنها الشامية ‪ ،‬فسعى الى استغالل هذه‬
‫الفرصة السانحة لتحقيق مكاسب جديدة على حساب الفاطميين ‪ ،‬فجمع قواته ‪ ،‬وامده‬
‫‪ ،‬وفرض حصا ار ب ار وبح ار على بيروت ‪ ،‬اال‬ ‫(‪)5‬‬
‫صليبيو طرابلس وتل باشر بالمقاتلين‬
‫تمكنت‬
‫تمكن من االستيالء عليها لمقاومة اهلها ووصول تسع عشرة سفينة فاطمية ّ‬
‫انه لم ي ّ‬
‫من اختراق االسطول الصليبي والدخول الى المدينة (‪ ،)6‬مما دعى الملك بلدوين الى‬
‫طلب المعونة من الجنويين ‪ ،‬فأرسلوا له اسطوال من اربعين سفينة(‪ ،)7‬وشدد الحصار‬

‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص‪ 113‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ق‪ ، 0‬ص‪ 344‬؛ ابن تغري بردي‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ ،‬النجوم الزاهرة ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪.344‬‬


‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪ 314‬؛ سبط ابن الجوزي ‪ ،‬مرآة الزمان ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.14‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص‪ 111‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ق‪ ، 0‬ص‪.340‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫النجوم الزاهرة ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص ص‪.348-344‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫(‪ )6‬ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫(‪ )7‬ابن القالنسي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.118‬‬

‫﴿ ‪﴾ 304‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫تمكن الصليبيون من دخولها في الحادي‬
‫على المدينة وجرى قتال شديد على اسوارها ‪ّ ،‬‬
‫عشر من شعبان سنة (‪091‬هـ ‪3390 /‬م) وقتلوا واسروا اعدادا كبيرة من سكانها (‪،)1‬‬
‫أما ردة فعل الدولة الفاطمية فلم تكن بالقدر الالزم ألنقاذ المدينة من الغزو الصليبي ‪،‬‬
‫‪،‬‬ ‫تمكن الصليبيون من القضاء عليها‬
‫(‪)2‬‬
‫مكونة من ثالثمائة فارسا ّ‬
‫فأرسلوا فرقة عسكرية ّ‬
‫مما يدلل على حالة الضعف والتردي التي آلت اليها الدولة الفاطمية مما أفقدها القدرة‬
‫على حماية مدنها‪.‬‬

‫‪ -8‬سقوط صيدا‪:‬‬

‫في سنة ( ‪ 400‬ه ‪ 3391 /‬م ) حاصر بلدوين األول مدينة صيدا وحاول‬
‫االستيالء عليها بمساعدة اسطول كبير يحمل حجاجا من اوربا ‪ ،‬فارسل اليه حاكم صيدا‬
‫مجد الدولة التنوخي عارضا عليه رفع الحصار عن المدينة مقابل خمسة عشر الف‬
‫دينار ‪ ،‬وافق بلدوين على ذلك ‪ ،‬ورفع الحصار عنها(‪.)3‬‬

‫وفي سنة ( ‪ 3398 / 093‬م ) جرت محاولة ثانية من الملك الصليبي بلدوين‬
‫األول لالستيالء على صيدا ‪ ،‬فحاصرها بمساندة اسطول من المدن االيطالية فاضطر‬
‫حاكم المدينة االتصال بظهير الدولة طغتكين اتابك دمشق وطلب منه المساعدة مقابل‬
‫مبلغ ثالثين الف دينار ‪ ،‬االمر الذي دفع الملك بلدوين األول لألنسحاب ال سيما بعد‬
‫وصول اسطول فاطمي من خمسين سفينة ‪ ،‬استطاعت هزيمة االسطول االيطالي ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫واقتراب الجيش الدمشقي الذي خرج لنجدة المدينة‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫(‪ )2‬ابن القالنسي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪ 110‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.40‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رنسيمان ‪ ،‬تاريخ الحروب الصليبية ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ص ‪.340 – 348‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص‪. 119‬‬

‫﴿ ‪﴾ 300‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫وفي سنة (‪094‬ه ‪3339 /‬م) عاد الملك الصليبي بلدوين الكرة للمرة الثالثة ‪،‬‬
‫فحاصر صيدا بعد وصول اسطول نرويجي ضخم يحمل عشرة االف مقاتال ‪ ،‬وانضم‬
‫اليهم لحصار المدينة صليبيو امارة طرابلس (‪.)1‬‬

‫حاولت السفن الفاطمية كسر الحصار البحري ‪ ،‬اال انه عجز عن تقديم المساعدة‬
‫‪ ،‬لوصول اسطول من البندقية انضم الى الحلفاء (‪ .)2‬وقد ادرك سكان صيدا صعوبة‬
‫الموقف وعدم قدرتهم على مواصلة المقاومة وعجز الفاطميين عن تقديم المساعدة الالزمة‬
‫النقاذ المدينة ‪ ،‬كما ان مصير بيروت ال يزال ماثال امام اعينهم ‪ ،‬فاضطروا الى تسليم‬
‫المدينة مقابل منحهم االمان ‪ ،‬فتعهد الملك بلدوين االول بتأمين السكان ‪ ،‬والسماح لمن‬
‫يريد الخروج او البقاء ‪ ،‬ودخل الصليبيون الى صيدا بعد سبعة واربعين يوما من‬
‫‪.‬‬ ‫الحصار‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ -9‬محاولة الصليبين االستيالء على عسقالن وصور ‪:‬‬

‫عندما فرغ الصليبيون من سيطرتهم على صيدا ‪ ،‬فكر الملك بلدوين األول في‬
‫االستيالء على عسقالن ‪ ،‬والجدير بالذكر ان عسقالن من اهم المدن الفاطمية على‬
‫الساحل الشامي الن موقعها ذو اهمية استراتيجية لكال الطرفين ‪ ،‬اذ انها تختلف عن‬
‫عكا ‪ ،‬وطرابلس ‪ ،‬وبيروت وصيدا بوصفها قاعدة لتجمع القوات الفاطمية البرية ‪ ،‬والبحرية‬
‫‪ ،‬ومنها تنطلق لمحاربة الصليبين في بالد الشام وهي بوابة الدخول الى مصر من قبل‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫الصوري ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ص ‪ 043 – 049‬؛ طقوش ‪ ،‬محمد سهيل ‪ ،‬تاريخ الحروب‬ ‫(‪)2‬‬

‫الصليبية (حروب الفرنجة في المشرق) ‪ ،‬ط‪( ،3‬بيروت‪ :‬دار النفائس للطباعة والنشر‪1933 ،‬م)‪،‬‬
‫ص ص ‪.340-348‬‬
‫(‪ )3‬الشارتري ‪ ،‬تاريخ الحملة الى القدس ‪ ،‬ص ص ‪ 348 – 344‬؛ ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪144‬‬
‫؛ ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص ‪ 310‬؛ ابن الوردي ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ص‪.19‬‬

‫﴿ ‪﴾ 301‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫تمكن الملك بلدوين االول من االستيالء عليها ‪ ،‬فان ذلك سيسهل عملية‬
‫الصليبين ‪ ،‬فاذا ّ‬
‫االستيالء على مصر نفسها ‪.‬‬

‫فلما علِم حاكمها الفاطمي شمس الخالفة‬


‫سار الملك بلدوين بأتجاه عسقالن ‪ّ ،‬‬
‫بتحرك الصليبين راسلهم عارضا عليهم دفع جزية مالية كبيرة مقابل عدم التعرض‬
‫للمدينة(‪.)1‬‬

‫أستاء الوزير األفضل من االتصاالت التي جرت بين شمس الخالفة والصليبين‪،‬‬
‫لخشيته على عسقالن ‪ ،‬بوصفها بوابة مصر ‪ ،‬كما اشرنا سابقا ‪ ،‬فأرسل جيشا ظاهره‬
‫محاربة الصليبين ‪ ،‬وباطنه عزل شمس الخالفة ‪ ،‬غير أن شمس الخالفة ارتاب من‬
‫جيش األفضل ‪ ،‬ولم يسمح لهم بدخول المدينة (‪.)2‬‬

‫وعين جماعة من‬


‫وقد تخوف شمس الخالفة من اهل عسقالن ‪ ،‬فاحتاط لنفسه ّ‬
‫‪ ،‬بيد ان اهل عسقالن لم يرضوا بتخاذل شمس الخالفة وتحالفه مع‬ ‫(‪)3‬‬
‫االرمن لحمايته‬
‫الصليبين ‪ ،‬فثاروا عليه وقتلوه وارسلوا أرسه الى الوزير األفضل ‪ ،‬ودخلت قوات األفضل‬
‫الى المدينة(‪)4‬؛ وهكذا ُق ّدر لعسقالن ان تظل اربعين سنة اخرى شوكة في حلق‬
‫الصليبيين(‪.)5‬‬

‫ادرك أهل صور‪ ،‬خطر الصليبين على المدينة وعجز الفاطمين عن مساعدتهم‪،‬‬
‫وكان ال بد من التحالف مع دمشق ‪ ،‬فأرسلوا الى ظهير الدين طغتكين ‪ ،‬طالبين منه‬

‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪ 140‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ق‪ ، 0‬ص‪.340‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪ 349‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ق‪ ، 0‬ص‪.340‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪ 140‬؛ سبط ابن الجوزي ‪ ،‬مرآة الزمان ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪ 10‬؛ المقريزي‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.41‬‬


‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج ‪ ، 0‬ص‪ 349‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ق‪ ، 0‬ص‪.340‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬
‫عاشور ‪ ،‬الحركه الصليبية ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.101‬‬

‫﴿ ‪﴾ 304‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫ولما علم بلدوين األول بهذه‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ر‬ ‫بعساك‬ ‫دمشق‬ ‫اتابك‬ ‫فامدهم‬ ‫(‪)1‬‬
‫المساعدة لحماية صور‬
‫التحركات سارع لجمع قواته وضرب حصا ار على صور في الخامس والعشرين من جمادى‬
‫االولى سنة (‪091‬ه ‪3331/‬م) ‪ ،‬اال ان مقاومة سكانها الشديدة والهجمات التي قام بها‬
‫ظهير الدين على المدن الصليبية احبطت محاوالت بلدوين في االستيالء على صور ‪،‬‬
‫فأثر االنسحاب بعد اكثر من اربعة اشهر من الحصار(‪.)2‬‬

‫وبعد انسحاب الملك بلدوين االول من محاصرة صور ‪ ،‬قرر اعيان المدينة‬
‫تسليمها الى ظهير الدولة طغتكين ‪ ،‬فارسل طغتكين نائبا عنه في حكم المدينة وسمح‬
‫وارسل الى الوزير األفضل يعلمه بما‬ ‫(‪)3‬‬
‫بأبقاء الخطبة والس ّكة بأسم الخليفة الفاطمي‬
‫حدث في صور ‪ ،‬وان اهلها قد استنجدوا به ‪ ،‬وانه مستعد لتسليمها الى الوزير األفضل‬
‫ورحب‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬لم يبد الوزير االفضل استياءا مما حدث ّ‬ ‫متى ما وصل نائبا عنه اليها‬
‫(‪)4‬‬

‫بموقف االتابك طغتكين(‪.)5‬‬

‫‪ -11‬محاولة بلدوين غزو مصر ‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص‪ . 109‬كان الملك الصليبي بلدوين االول قد حاصر مدينة صور في‬
‫سنة (‪090‬هـ ‪3333 /‬م) فاستنجد اهل صور بأتابك دمشق ظهير الدين طغتكين ‪ ،‬فأرسل اليهم‬
‫العساكر ‪ ،‬وأضطر الملك بلدوين االول الى رفع الحصار عن المدينة ‪ .‬للمزيد ُينظر ‪ :‬ابن االثير‬
‫‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج ‪ ، 0‬ص ص ‪ 341-344‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص‪.40‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ 103‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ق‪ ، 0‬ص‪.340‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ابن القالنسي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪ 103‬؛ سبط ابن الجوزي ‪ ،‬مرآة الزمان ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.43‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬ابن القالنسي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪ 103‬؛ سبط ابن الجوزي ‪ ،‬مرآة الزمان ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص ص‬
‫‪.41-43‬‬
‫سبط ابن الجوزي ‪ ،‬مرآة الزمان ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪.40‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫﴿ ‪﴾ 308‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫توج ـ ـ ـ ـــ ـ ـه الملك بل ـ ـدوين األول مع ق ـوة ص ـ ـ ـ ـ ــــغيرة مؤلف ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـــ ـة مـ ـ ـن م ـ ـ ـائت ـ ـــــــي‬
‫ف ـ ـ ـارس وارب ـعمائـ ـ ـ ـة راجـل الى مـصـر ف ـ ـ ـي شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهر ذي الحجة (‪033‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪3338 /‬م)‬

‫ويمكن وصف هذه‬ ‫(‪)2‬‬


‫تمكن من اقتحامها ونهبها وحرق مسجدها‬
‫و ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫فوصل الى الفرما‬
‫الحملة بأنها حملة استطالعية هدفها التعرف على أوضاع مصر ‪ .‬اال ان بلدوين سرعان‬
‫ما انسحب لقلة قواته واصابته بالحمى وفي طريق عودته اشتد به المرض وتوفي في‬
‫ودفن في بيت المقدس في التاسع عشر من ذي الحجة سنة (‪ 033‬ه ‪/‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫العريش‬
‫وقد اخطأ الوزير األفضل في التصدي للحملة الصليبية على مصر ‪ ،‬اذ‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ 3338‬م)‬
‫انه لم يتخذ االجراءات الحاسمة للقضاء على جيش بلدوين األول ‪ ،‬ال سيما انه كان‬
‫جيشا صغي ار كما اشرنا سابقا ‪ ،‬وانه توغل في عمق االراضي المصرية ووصل الى‬
‫مصب نهر النيل وكان بامكانه محاصرته وافنائه عن بكرة ابيه ‪ ،‬او أسر الملك بلدوين‬
‫ومن كان معه من القادة ومساومته بدفع االموال او استعادة بعض المدن الشامية المهمة‬
‫مقابل اطالق سراحه ‪ ،‬اال ان اي شي من ذلك لم يحدث ‪ ،‬وهكذا اصبح الخطر الصليبي‬
‫يهدد مصر نفسها بعد ان كانت العمليات العسكرية في بالد الشام ‪.‬‬

‫وادرك الوزير األفضل خطورة الموقف مما اضطره الى االتصال باتابك دمشق‪،‬‬
‫ظهير الدين طغتكين متناسيا الخالفات المذهبية ومعاتبا اياه " ال في حق االسالم وال‬

‫مدينة على الساحل في مصر من ناحية بالد الشام ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪، 0‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ص‪.100‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن الوردي ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.19‬‬
‫مدينة كانت اول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم‬ ‫(‪)3‬‬

‫البلدان ‪ ،‬ج‪.331 ، 4‬‬


‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪ 348‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.01‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫﴿ ‪﴾ 300‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫في حق الدولة التي ترغب في خدمتها واالنحياز اليها ان يتوجه الفرنج بحملتها الى‬
‫الدي ـ ـار المصري ـ ـ ـ ـ ـة وال يتبيـ ـ ـ ـ ـن لـك فيـ ـها اث ـر وال تـتـبعهم ‪ ،‬ولو كان وراءهم مث ـ ـل ماك ـان‬

‫امامهم ما عاد منهم احد " (‪.)1‬‬

‫ّلبى ظهير الدين طغتكين نداء الوزير األفضل ‪ ،‬ولعله ادرك حرج الموقف وانه‬
‫البد من التعاون الجاد بين القاهرة ودمشق لمواجهة العدو المشترك ‪ ،‬فجمع قواته وسار‬
‫الى عسقالن ‪ ،‬وانضم الجيش الفاطمي تحت قيادته ‪ ،‬ووصل بلدوين الثاني (‪ )2‬الى شمال‬
‫عسقالن ‪ ،‬ورابط كل من الطرفين بالقرب من االخر ما يقارب ثالثة اشهر دون قتال ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫وعاد كل منهم من حيث اتى وذلك لحلول الشتاء‬

‫استمر التعاون بين القاهرة ودمشق بعد مقتل الوزير األفضل في (‪030‬ه‬
‫‪3313/‬م) ‪ ،‬فارسل اتابك دمشق ظهير الدين طغنكين الى الخليفة اآلمر باحكام هللا‬
‫(‪400‬ه‪014-‬ه ‪3393 /‬م‪3310-‬م) يحثه على مهاجمة الصليبيين (‪ ، )4‬فجهز الوزير‬
‫الفاطمي المأمون البطائحي جيشا وسار الى بالد الشام وحاول االستيالء على يافا مستغال‬
‫وقوع الملك بلدوين الثاني في اسر السالجقة في شهر صفر سنة (‪034‬ه ‪3311 /‬م)‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.04‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ثالث ملوك مملكة بيت المقدس ‪ ،‬توّلى الحكم بعد وفاة ابن عمه الملك بلدون األول في سنة‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪033‬ه ‪3338 /‬م) ‪ ،‬ووقع في أسر بلك بن بهرام األرتقي في سنة (‪034‬ه ‪3311 /‬م) ‪ ،‬وأطلق‬
‫سراحه مقابل فدية مالية كبيرة بعد سنة من أسره ‪ ،‬وتوفي في سنة (‪011‬ه‪3313/‬م) وخلفه زوج‬
‫ابنته األمير فولك ‪ .‬للمزيد ُينظر ‪ :‬الشارتري ‪ ،‬تاريخ الحملة الى القدس ‪ ،‬ص ‪ 380‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )3‬الصوري ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ص ‪ ، 041 – 040‬المقريزي ‪ ،‬أتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.04‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ص ‪.00–04‬‬

‫﴿ ‪﴾ 319‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫وكادت المدينة تسقط بيد الجيش الفاطمي لوال وصول نجده صليبية ‪ ،‬فاضـ ـ ـ ـطر‬ ‫(‪)1‬‬

‫الفاطميون لالنسـ ـ ـحاب ‪ ،‬والت ـق ـى الطرفان بالقرب من ي ـافـ ـا ‪ُ ،‬‬


‫فمن ـي ال ـج ـي ـ ـ ـش‬

‫الفاطمي بهزيمة كبيرة(‪.)2‬‬

‫‪ -11‬سقوط صور‪:‬‬

‫اراد الفاطميون اعادة سيطرتهم على مدينة صور ‪ّ ،‬‬


‫فعينوا واليا عليها وعزلوا عنها‬
‫نائب ظهير الدين طغتكين في عام (‪031‬ه ‪3311/‬م) (‪.)3‬‬

‫لم تتاثر العالقة بين القاهرة ودمشق فقد تفهم طغتكين موقف الفاطميين ولم يبد‬
‫معارضة ازاء ماقاموا به (‪.)4‬‬

‫اعاد الفاطميون صور الى طغتكين في جمادي االخرة سنة (‪034‬ه‪3311 /‬م)‬
‫(‪)5‬‬

‫ويبدو ان الفاطميين ادركوا عجزهم عن حماية المدينة ‪ ،‬السيما بعد تدمير اسطولهم في‬
‫عسقالن ‪ ،‬فقد وصل الى عكا في اوائل سنة (‪034‬ه ‪3311 /‬م) اسطول كبير قادما‬

‫من البندقية مكون من مائة سفينة ّ‬


‫تمكن من تدمير االسطول الفاطمي(‪.)6‬‬

‫وعلى أثر ذلك ‪ ،‬سار الصليبيون الى مدينة صور وضربوا عليها حصا ار شديدا‪،‬‬
‫مما اض ـ ـطـ ـ ـر أتابك دمش ـ ـ ـق ظهير الدين طغتكين للتفاوض مع الص ـ ـ ـ ـ ـليبـيـيـن ‪ ،‬فأتـ ـف ـق‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.00‬‬
‫الشارتري ‪ ،‬تاريخ الحملة الى القدس ‪ ،‬ص ص ‪ 301 – 300‬؛ الصوري ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص‬ ‫(‪)2‬‬

‫ص ‪. 004 – 000‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬أخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.01‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ص ‪.111 - 110‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬أتعاظ ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.393‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫ابن القالنسي ‪ ،‬ذيل ‪ ،‬ص ‪ 111‬؛ الصوري ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ص ‪.000-008‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫﴿ ‪﴾ 313‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫الطرفان على تسـ ـ ـليم المدينـ ـ ـ ـ ـة لـ ـل ـص ـ ـ ـ ـ ـليبيي ـ ـن مقاب ـ ـ ـل منـ ـ ـ ـح االم ـ ـ ـان لس ـ ـ ـكانها‪،‬‬
‫ف ـ ـدخ ـ ـل ـ ـ ـ ـ ـها الصـ ـليبيون ف ـ ـ ـ ـ ـ ـي ال ـث ـ ـ ـال ـ ـ ـ ـ ـ ـث وال ـعـ ـ ـش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريـ ـن مـ ـ ـ ـ ـن ج ـمـ ـادي االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى‬

‫سنة ( ‪038‬ه ‪3314 /‬م)(‪.)1‬‬

‫‪ -12‬سقوط عسقالن‪:‬‬

‫لم تشهد الدولة الفاطمية طيلة العقود الثالث التي تلت سقوط مدينة صور اية‬
‫انتكاسات على الصعيد الخارجي ‪ ،‬حيث ان الصليبيين قد واجهوا متاعب في بالد الشام‬
‫شكل‬
‫وابنه نور الدين في الموصل وحلب الذي ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫السيما بعد ظهور عماد الدين زنكي‬
‫ظهورهما خط ار على كيانهم في بالد الشام وكان لزاما عليهم ايالء جبهة الشام اهتماما‬
‫اكبر من الدولة الفاطمية المتداعية للتصدي للزنكيين ‪ ،‬كما ان الصليبيين بذلوا جهودا‬
‫حثيثة لألستيالء على مدينة دمشق ‪ ،‬غير انهم لم يتمكنوا من ذلك بعد فشل الحملة‬
‫الصليبية الثانية(‪.)3‬‬

‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪ 110‬؛ سبط ابن الجوزي ‪ ،‬مرآة الزمان ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪ 331‬؛‬ ‫(‪)1‬‬

‫الداوداري ‪ ،‬كنز الدرر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.404‬‬


‫(‪ )2‬عماد الدين زنكي بن آق سنقر ‪ ،‬أبو المظفر األتابك ‪ ،‬تركماني األصل حكم أجزاء من بالد الشام‬
‫‪ ،‬كان أبوه مملوك السلطان ملكشاه بن ألب أرسالن السلجوقي‪ .‬واله الخليفة العباسي المسترشد‬
‫(‪010-031‬ه ‪3310-3338 /‬م) سنة (‪031‬ه ‪3311 /‬م) على الموصل ‪ ،‬وفي سنة (‪013‬ه‬
‫‪3314 /‬م) َمَل َك حلب ‪ ،‬واستولى على (الرحبة) و(الجزيرة الفراتية) وفتح الرها سنة (‪010‬ه ‪/‬‬
‫‪3344‬م) ‪ ،‬وكان يحتلها الصليبيون بزعامة (جوسالن) ‪ .‬توفي مقتوال على يد خادمه وهو محاص ار‬
‫لقلعة (جعبر) في سنة (‪043‬ه ‪3341 /‬م)‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن خّلكان ‪ ،‬وفيات ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ص‬
‫‪.110-114‬‬
‫(‪ )3‬كانت ثاني حملة صليبية رئيسية تنطلق من أوروبا‪ُ ،‬دعي إليها عام (‪049‬ه ‪3340 /‬م) كرد فعل‬
‫على سقوط امارة الرها في العام الذي سبق على يد عماد الدين زنكي ‪ ،‬وكانت أول حملة يقودها‬
‫ملوك أوروبا ‪ ،‬وهم لويس السابع ملك فرنسا‪ ،‬وكونراد الثالث ملك ألمانيا‪ ،‬وبمساعدة عدد من نبالء‬

‫﴿ ‪﴾ 311‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬

‫كانت الدولة الفاطمية قد دخلت منذ وفاة الخليفة الحافظ (‪044‬ه ‪3340 /‬م) في‬
‫سلسلة من المؤامرات والصراعات للوصول الى منصب الو ازرة ‪ ،‬مما ّادى الى تفشي‬
‫(‪008-018‬ه‪-3341/‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬االمر الذي دفع الملك بلدوين الثالث‬ ‫(‪)1‬‬
‫الفوضى العارمة‬
‫‪ 3311‬م) الى استغالل هذا الوضع المتأزم لتوجيه اطماعه صوب عسقالن ‪ ،‬المدينة‬
‫الوحيدة المتبقية للفاطميين في بالد الشام ‪ ،‬السيما انه قد ضمن حياد مدينة دمشق وعدم‬
‫تدخلها‪ ،‬وذلك لمساعدتها في التصدي لحصار نور الدين زنكي على دمشق في سنة‬
‫(‪041‬ه ‪3303 /‬م) (‪.)3‬‬

‫جمـ ـ ـ ــع الص ـ ـ ـ ــليبيون قـ ـ ـ ـ ـواتهم ‪ ،‬وضـ ـ ـ ـ ـربوا الحص ـ ـ ـ ــار عل ـ ـ ـ ــى عس ـ ـ ـ ــقالن ف ـ ـ ـ ــي ذي‬
‫الحجـ ـ ـ ـ ــة سـ ـ ـ ـ ــنة (‪044‬ه‪3301 /‬م) واسـ ـ ـ ـ ــتمر مـ ـ ـ ـ ــا يقـ ـ ـ ـ ــارب خمسـ ـ ـ ـ ــة اشـ ـ ـ ـ ــهر ‪ ،‬كـ ـ ـ ـ ــان‬
‫الف ـ ـ ــاطميون خالله ـ ـ ــا يم ـ ـ ــدون المدين ـ ـ ــة ب ـ ـ ــالمؤن ع ـ ـ ــن طري ـ ـ ــق البح ـ ـ ــر ‪ ،‬اال ان الهج ـ ـ ــوم‬
‫الصـ ــليبي كـ ــان ش ـ ــديدا وكانـ ــت االب ـ ـراج واالسـ ـ ـوار تتـ ــداعى ‪ ،‬فـ ــدب الي ـ ــأس فـ ــي نف ـ ــوس‬

‫أوروبا البارزين‪ .‬تحركت جيوش الملكين كل على حدة في أوروبا‪ ،‬وبعد عبور الجيوش المناطق‬
‫البيزنطية من األناضول‪ُ ،‬هزم كال الجيشين على يد سالجقة الروم ‪ ،‬كل على حدة‪ .‬ووصل كل‬
‫من لويس وكونراد وشراذم جيوشهما إلى القدس عام (‪041‬ه ‪3348/‬م) ‪ ،‬ثم= =ساروا الى دمشق‬
‫وضربوا عليها الحصار غير ان مقاومة اهل دمشق اجبرتهم على االنسحاب بعد خمسة ايام من‬
‫الحصار‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 0‬ص‪.101‬‬
‫(‪ )1‬للمزيد ُينظر ‪ :‬الفصل الثاني ‪ ،‬ص‪ 311‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬توّلى الحكم بعد وفاة والده الملك فولك في سنة (‪018‬ه ‪3341 /‬م) وعمره ثالث عشرة سنة ‪،‬‬
‫وتوّلت والدته (ميليسند) الوصاية عليه ‪ ،‬وقد ِقدمت الحملة الصليبية الثانية على دمشق في عهده‬
‫وساهم في حصارها في سنة (‪041‬ه ‪3348 /‬م) ‪ ،‬بيد أنها فشلت في األستيالء عليها ‪ .‬توفي‬
‫في سنة (‪008‬ه ‪3311 /‬م) وخلفه اخوه عموري األول (املريك األول)‪ .‬للمزيد ُينظر ‪ :‬عاشور‬
‫‪ ،‬الحركة الصليبية ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪ 448‬وما بعدها‪.‬‬
‫طقوش ‪ ،‬الفاطميون ‪ ،‬ص‪.441‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫﴿ ‪﴾ 311‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪.......................‬‬
‫المـ ـ ــدافعين عـ ـ ــن المدينـ ـ ــة ‪ ،‬واوشـ ـ ــك الصـ ـ ــليبيون علـ ـ ــى دخولهـ ـ ــا عنـ ـ ــوة ‪ ،‬االمـ ـ ــر ال ـ ـ ـذي‬
‫دفـ ـ ــع سـ ـ ــكان المدينـ ـ ــة الـ ـ ــى تسـ ـ ــليم عسـ ـ ــقالن مقابـ ـ ــل االمـ ـ ــان علـ ـ ــى انفسـ ـ ــهم ‪ ،‬فوافـ ـ ــق‬
‫المل ـ ــك الص ـ ــليبي بل ـ ــدوين الثال ـ ــث عل ـ ــى م ـ ــنحهم االم ـ ــان ‪ ،‬ودخ ـ ــل الص ـ ــليبيون المدين ـ ــة‬
‫في شهر جمادي االولى سنة (‪048‬ه ‪3301 /‬م) (‪.)1‬‬

‫سبط ابن الجوزي ‪ ،‬مرآة الزمان ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪ 191‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.191‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫﴿ ‪﴾ 314‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫صالح الدين األيوبي وسقوط الدولة الفاطمية‬
‫أوال‪ -‬وصول صالح الدين األيوبي الى مصر‪:‬‬

‫‪ -1‬الحملة النورية االولى‬

‫رأينا في ما تقدم ‪ ،‬كيف أن الدولة الفاطمية انغمست في صراعات داخلية على‬


‫منصب الو ازرة ‪ ،‬وقد تفشت فيها المؤامرات والدسائس ‪ ،‬األمر الذي أدى إلى إضعافها‬
‫وفقدان هيبتها داخليا ‪ ،‬فعمت الفوضى ‪ ،‬وضعفت العقيدة اإلسماعيلية التي قامت عليها‬
‫الدولة ‪ ،‬وخارجيا خسارة مدنها في بالد الشام الواحدة تلو األخرى ‪.‬‬

‫استمرت الصراعات الداخلية على منصب الو ازرة ‪ ،‬بيد إنها أخذت تنحوا منحى‬
‫أخر أكثر خطورة منذ سنة (‪٥٥٥‬ه ‪5561 /‬م) وذلك باالستعانة بالقوى الخارجية ‪ ،‬نور‬
‫الدين زنكي في دمشق ‪ ،‬والصليبين في بيت المقدس مما أدى إلى انهيارها في نهاية‬
‫المطاف ‪.‬‬

‫‪ ،‬هرب شاور المخلوع والتجأ إلى‬ ‫(‪)1‬‬


‫عندما استولى ضرغام على منصب الو ازرة‬
‫نور الدين زنكي فوصل دمشق في السادس من ربيع األول سنة (‪٥٥٥‬هـ ‪5561 /‬م) ‪،‬‬
‫عارضا عليه أن يرسل معه العساكر إلى مصر ليعود إلى منصبه ويكون لنور الدين‬
‫قيم معه في‬ ‫ن‬
‫ثلث َد ْخل البالد بعد أقطاعات العساكر ‪ ،‬ويكو معه من أمراء الشام َم ْن ُي ُ‬
‫مصر ‪ ،‬ويتصرف هو بأوامر نور الدين واختياره(‪ . )2‬الشك أن عرض شاور كان مغريا‬

‫ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ق‪ ، 2‬ج‪ ، 5‬ص ‪ ٣٣٣‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، ٣‬ص‪.٤٦٢‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص ‪ 561‬؛ التاريخ الباهر في الدولة االتابكية ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد القادر‬
‫احمد طليمات ‪ ،‬ط‪ ( 5‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط ‪5961 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 521‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪= =،‬ج‪، 5‬‬

‫﴿ ‪﴾ 561‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫بالنسبة لنور الدين ومنحه فرصة سانحة للتدخل في شؤون مصر الداخلية ويكون له‬
‫موطأ قدم فيها ‪ ،‬إما باالستيالء عليها وضمها إلى ُملكه ‪ ،‬أو أن يكون له نفوذاً قوياً فيها‬
‫‪ ،‬األمر الذي يمنحه إمكانيات هائلة اقتصادية وعسكرية في صراعه مع الصليبين‪ ،‬فإذا‬
‫شقي رحى من الشمال الشرقي والجنوب الغربي ‪،‬‬
‫تم ذلك ‪ ،‬فانه سيضع الصليبين بين َّ‬
‫َّ‬
‫إال إن إرسال حملة إلى مصر تنطوي على كثير من المخاطر ‪ ،‬الن الطريق إلى مصر‬
‫يمر عبر األراضي الصليبية ‪ ،‬فضالً عن أن نور الدين كان يخشى غدر شاور وعدم‬
‫وفاءه بعهوده التي قطعها له ‪ ،‬وبعد تمهل وروي في األمر ‪ ،‬قرر نور الدين إرسال جيشه‬

‫إلى مصر ‪ ،‬وفي ذلك قال المقريزي " فبقى نور الدين يقدم رجالً ويؤخر اخرى ‪ ،‬فتارةً‬
‫يادة في ملكه وتقوي ًة له على االفرنج‬ ‫وكون ما ُ‬
‫قاله ز ً‬ ‫يقصد رعاية شاور لكونه التجا اليه َ‬
‫ُ‬
‫‪ ،‬وتارًة يخشى خطر الطريق وكون االفرنج فيه ‪ ،‬ويخاف من شاور انه اذا استقرت قدمه‬

‫خاس ( غدر) في قوله ويخلف بما َو َع َد‪ .‬ثم قوى ُ‬


‫عزمه على ارسال الجيوش‬ ‫في مصر َ‬
‫فتقدم بتجهيزها وإزاحة عَللها" (‪.)1‬‬

‫‪ ،‬الذي كان‬ ‫(‪)2‬‬


‫اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتدعى نور الدين زنكي األمير اس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد الديـ ـ ـن شـ ـ ـ ـ ـ ـيركوه‬
‫نائبا عنه في حلب ‪ ،‬وأناط به مهم ـ ـ ـ ـ ـة قيادة الجي ـ ـ ـ ـش المتوج ـ ـ ـ ـه إل ـ ـ ـ ـ ـى مصر ‪،‬‬

‫ق‪ ، 1‬ص‪ 561‬؛ الحنبلي ‪ ،‬احمد بن ابراهيم ‪( ،‬ت ‪676‬ه ‪5575 /‬م) ‪ ،‬شفاء القلوب في مناقب‬
‫بني ايوب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬ناظم رشيد ‪ ،‬ط‪( ، 5‬بغداد‪ :‬دار الحرية للطباعة والنشر ‪5976 ،‬م) ‪،‬‬
‫ص‪.26‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪، ٣‬ص‪. ٤٦٥-٤٦٢‬‬
‫(‪ )2‬األمير اسد الدين شيركوه بن شادي ‪ ،‬كان من أبرز قادة عماد الدين زنكي وأبنه نور الدين وشارك‬
‫في معارك عدة ضد الصليبيين ‪ ،‬وقد أرسله نور الدين زنكي مع ابن اخيه صالح الدين االيوبي‬
‫على رأس حمالته الثالث على مصر وتوّلى الو ازرة للخليفة الفاطمي العاضد لدين هللا في سنة‬
‫(‪165‬ه ‪5566 /‬م) وتوفي في السنة نفسها‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن خّلكان ‪ ،‬وفيات ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ص‬
‫‪ 562-579‬؛ الذهبي ‪ ،‬سير اعالم النبالء ‪ ،‬ج‪ ، 21‬ص ص ‪.166-167‬‬

‫﴿ ‪﴾ 566‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫وطلب منه إعداد العدة لذلك (‪.)1‬‬

‫سار الجيش النوري إلى مصر بقيادة اسد الدين شيركوه ومعه ابن اخيه صالح‬
‫الدين األيوبي في الخامس عشر من جمادى األولى ‪ ،‬وكان نور الدين قد خرج بعساكره‬
‫وهاجم األراضي الصليبية بغرض إشغالهم عن جيش شيركوه(‪.)2‬‬

‫وصلت األخبار إلى الوزير ضرغام بقدوم شاور ومعه جيشا من األتراك إلى‬
‫‪ ،‬فجهز جيشا بلغ عدده ما يقرب من ستة أالف مقاتالً(‪ ،)4‬وعندما رأى االمير‬ ‫(‪)3‬‬
‫بلبيس‬
‫اسد الدين ضخامة الجيش المصري امتعض وقال لشاور "يا هذا لقد غررتنا وقلت ليس‬
‫يهولنك ما تشاهد من هذه الجمع فأكثرها‬
‫بمصر عساكر حتى جئنا بهذه الشرذمة‪ .‬فقال ال ّ‬
‫وكَلبت‬
‫وتفرقهم العصا ‪ ،‬فما ظنك إذا َحم َي الوطيس َ‬
‫طبل ّ‬ ‫اكةٌ وفالّحون يجمعهم ال ّ‬‫َح َ‬
‫الحرب ‪ .‬وأما األمراء فان ُك َتبهم وعهودهم معي ‪ ،‬وسترى إذا التقينا"(‪.)5‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ، ٣‬ق‪ ، 2‬ص‪ ٣٣٤‬؛ سيد االهل ‪ ،‬عبد العزيز ‪ ،‬ايام صالح الدين‪،‬‬
‫ط‪( ، 5‬القاهرة ‪ :‬المجلس االعلى للشؤون االسالمية ‪ ، ) 5965 ،‬ص ‪ 61‬؛ حسن ‪ ،‬أسامة ‪،‬‬
‫الناصر صالح الدين ‪ ،‬ط‪( ،5‬القاهرة ‪ :‬مطبعة زمزم ‪ ، ) 5997 ،‬ص ‪.21‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الباهر ‪ ،‬ص‪ 525‬؛ الحموي ‪ ،‬ابو الفضائل محمد بن علي ‪( ،‬ت بعد ‪615‬ه‪/‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪5211‬م) ‪ ،‬التاريخ المنصوري ‪ ،‬تلخيص الكشف والبيان في حوادث الزمان ‪ ،‬النشر بطرس عرياز‬
‫نيويح ‪( ،‬موسكو‪ :‬طبع دار النشر لالداب الشرقية ‪ ، )٣٦٦١ ،‬ص‪٣٧٥‬؛ الشامي ‪ ،‬احمد ‪،‬‬
‫صالح الدين والصليبيون تاريخ الدولة االيوبية ‪ ،‬ط‪ ( ، 5‬القاهرة ‪ :‬مكتبة النهضة العربية ‪،‬‬
‫‪5995‬م) ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ على طريق الشام ‪ .‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫ج‪ ، 5‬ص‪.579‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج ‪ ، ٣‬ص ص‪.٤٦٧ -٤٦٦‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫(‪)1‬‬
‫مفرج الكروب في تاريخ‬
‫ابن واصل ‪ ،‬جمال الدين محمد بن سالم ‪( ،‬ت ‪697‬هـ ‪5297 /‬م) ‪ّ ،‬‬
‫بني ايوب ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬جمال الدين الشيال ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط ‪5911 ،‬م) ‪ ،‬ج‪٣٣٦ ،٣‬؛=‬
‫=ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 1‬ص‪ 561‬؛ الحنبلي ‪ ،‬شفاء القلوب ‪ ،‬ص‪ 26‬؛ عبد المنعم‪،‬‬

‫﴿ ‪﴾ 567‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫ودارت رحى المعركة بين الطرفين ‪ ،‬وانجلى الموقف عن انتصار اسد الدين‬
‫شيركوه وهزيمة الجيش المصري وانسحابه إلى بلبيس(‪ .)1‬سار الجيش النوري إلى القاهرة‬
‫وعسكر بالقرب منها ‪ ،‬وجرت بين الطرفين معارك عديدة (‪ .)2‬انتهت بمقتل ضرغام في‬
‫جمادي االخرة سنة (‪119‬هـ ‪5565 /‬م) (‪ ،)3‬ودخول شاور الى القاهرة وعاد الى منصب‬
‫‪ ،‬ويعلق ابو شامة (ت ‪661‬ه ‪5266 /‬م) على ذلك بقوله " ولم‬ ‫(‪)4‬‬
‫الو ازرة للمرة الثانية‬
‫يغلب وزير لهم وعاد ثانية غير شاور " (‪.)5‬‬

‫ط بها وهو إعادة شاور‬


‫نجحت الحملة النورية األولى في تحقيق الهدف الذي أُني َ‬
‫الى منصب الو ازرة ‪ ،‬وكان على شاور أن يلتزم بالعهود التي قطعها لنور الدين ‪ ،‬اال انه‬
‫ذكره بما تم عليه من اتفاق‬
‫نكث بعهده ‪ ،‬فعسكر اسدالدين خارج القاهرة وراسل شاور و ّ‬

‫صبحي ‪ ،‬تاريخ مصر السياسي والحضاري من الفتح األسالمي حتى عهد األيوبيين ‪ ،‬ط‪، 5‬‬
‫(القاهرة‪ :‬العربي للنشر والتوزيع ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪.551‬‬
‫ابن العبري ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ص‪ 166‬؛ ابو حديد ‪ ،‬محمد فريد ‪ ،‬صالح الدين االيوبي وعصره ‪ ،‬ط‪،5‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫( القاهرة ‪ :‬دار الكتب المصرية ‪5927 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪.59‬‬


‫(‪ )2‬ابن قاضي شهبة ‪ ،‬تقي الدين احمد ‪( ،‬ت ‪615‬هـ ‪5556 /‬م) ‪ ،‬الكواكب الدرية في السيرة النورية‬
‫‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمود زايد ‪ ،‬ط‪( ،5‬بيروت د‪.‬مط ‪5975 ،‬م) ‪ ،‬ص‪565‬؛ ابن تغري بردي‪ ،‬النجوم‬
‫الزاهرة ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.157‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مفرج الكروب ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص‪ 519‬؛ ابن كثير ‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير‬
‫ابن واصل ‪ّ ،‬‬
‫القرشي الدمشقي ‪( ،‬ت ‪775‬ه ـ ‪5172 /‬م) ‪ ،‬البداية والنهاية ‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي شيري ‪ ،‬ط‪،5‬‬
‫(بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي ‪5966 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 52‬ص‪ 116‬؛ الحنبلي ‪ ،‬شفاء القلوب ‪،‬‬
‫ص‪.26‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن شداد ‪ ،‬النوادر السلطانية ‪ ،‬ص‪ 76‬؛ القلقشندي ‪ ،‬صبح االعشى ‪ ،‬ج‪ ،٣١‬ص‪ ٣٣١‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫الروضتين ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ق‪ ، 2‬ص‪.٣٣٢‬‬

‫﴿ ‪﴾ 566‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫بينه وبين نور الدين ‪ ،‬فبعث إليه شاور ثالثين ألف دينار وأمره بالرحيل(‪ ،)1‬لكن أسد‬
‫الدين شيركوه أصر على البقاء وراسل شاور للمرة الثانية مطالبا إياه انجاز ما وعد به‪،‬‬
‫فكتب إليه شاور ناك ار بما تم االتفاق عليه قائال " إنما طلبت نجدة وإذا انقضى شغلي‬
‫َّرت إليكم نفقة فخذوها وانصرُفوا وانا أُرضي نور الدين"(‪ .)2‬أخذ االمير‬
‫عادوا ‪ ،‬وقد سي ُ‬
‫اسد الدين شيركوه يستعد لقتال الوزير شاور ‪ ،‬فأرسل ابن اخيه صالح الدين األيوبي‬
‫(‪)3‬‬
‫وأستولى على مدينة بلبيس ‪ ،‬في حين أستولى شيركوه على المناطق المجاورة لها‬
‫وأرسل الوزير شاور إلى الصليبيين طالبا منهم المساعدة إلخراج شيركوه من مصر‬
‫ومحذ اًر إياهم من امتالك نور الدين لها(‪ ،)4‬وقد استغل الصليبيون طلب شاور ‪ ،‬وال ريب‬
‫إن الصليبين كانوا يدركون مدى خطورة التحركات التي قام بها نورالدين ‪ ،‬وان استيالئه‬
‫على مصر يؤدي إلى تخلخل موازين القوى وترجيح كفته ‪ ،‬فأسرعوا بإرسال جيش بقيادة‬
‫‪ ،‬وحاصروا شيركوه في بلبيس(‪.)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫الملك الصليبي عموري األول‬

‫(‪ )1‬عمارة اليمني ‪ ،‬النكت العصرية ‪ ،‬ص ص ‪ ٧٦-٧٥‬؛ الحنبلي ‪ ،‬شفاء القلوب ‪ ،‬ص‪ 27‬؛ الطيار‬
‫‪ ،‬مدينة القاهرة ‪ ،‬ص‪.511‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، ٣‬ص ‪.٤٧٢‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الباهر ‪ ،‬ص ‪ 525‬؛ الحنبلي ‪ ،‬شفاء القلوب ‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 2‬ص ‪.٣٣٥‬‬
‫(‪)5‬‬
‫توّلى الحكم في مملكة بيت المقدس بعد وفاة اخيه بلدوين الثالث في سنة (‪116‬ه ‪5562 /‬م)‪،‬‬
‫وكان قبل تولّيه عرش المملكة حاكما على يافا وعسقالن ‪ ،‬وفي عهده استولى نور الدين زنكي‬
‫على مصر ‪ .‬توفي في سنة (‪ 171‬ه ‪5575 /‬م) وخلفه ابنه بلدوين الرابع ‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬عاشور‬
‫‪ ،‬الحركة الصليبية ‪ ،‬ص ‪ 117‬وما بعدها‪.‬‬
‫ابن تغري بردي ‪ ،‬النجوم الزاهرة ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪ 157‬؛ الحنبلي ‪ ،‬شفاء القلوب ‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫﴿ ‪﴾ 569‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫استغل نور الدين زنكي انشغال الجيش الصليبي في مصر ‪ ،‬فاستولى على حارم‬
‫األمر الذي وضع الصليبين في حرج شديد ‪ ،‬فدفعهم إلى إجراء مفاوضات‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪ )1‬وبانياس‬
‫مع أسد الدين شيركوه ‪ ،‬واتفق الطرفان على االنسحاب من مصر(‪ .)3‬وبهذا فان الجولة‬
‫األولى قد انتهت بانتصار الوزير شاور ‪ ،‬الذي استطاع بحنكته ودهاءه خداع كل من‬
‫وض ْر ْب كل منهما باألخر‪.‬‬
‫نور الدين والصليبين َ‬

‫‪ -2‬الحملة النورية الثانية‪:‬‬

‫لم يتوقف التنافس بين السلطان نور الدين محمود والملك الصليبي عموري األول‬
‫حول مصر ‪ ،‬وال سيما ان اياً منهما لم يحقق أهدافه وان كالا منهما يعلم ان فوزه بهذا‬
‫البلد يعني انتصاره على خصمه وان ذلك يتيح له السيطرة على مفاتيح الشرق األدنى‬
‫(‪.)4‬‬

‫جهز نور الدين جيشا جديدا قوامه ألفي فارس وأرسله إلى مصر في ربيع األول‬
‫(‪٥٦٤‬ه ‪٣٣٦٧ /‬م)(‪ ،)5‬وأنيط قيادة الحملة إلى االمير أسد الدين شيركوه ورافقه ابن اخيه‬
‫صالح الدين األيوبي (‪ ،)6‬واخذ نور الدين بمهاجمة المعاقل الصليبية إلشغالهم عن جيش‬

‫حارم حصن تجاه انطاكية من اعمال حلب ‪ ،‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.211‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حصن الى الجنوب الغربي من مدينة دمشق‪ .‬المقريزي ‪ ،‬السلوك لمعرفة دول الملوك ‪ ،‬ط‪، 5‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(القاهرة مطبعة دار الكتب المصرية ‪5915 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص‪.67‬‬


‫مفرج الكروب ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص‪ 551‬؛ ابن تغري بردي ‪ ،‬النجوم الزاهرة ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪551‬‬
‫ابن واصل ‪ّ ،‬‬
‫(‪)3‬‬

‫؛ الحنبلي ‪ ،‬شفاء القلوب ‪ ،‬ص‪.27‬‬


‫(‪)4‬‬
‫طقوش ‪ ،‬الحروب الصليبية ‪ ،‬ص ص ‪.٣٥٦- ٣٥٥‬‬
‫(‪ )5‬ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ، ٣‬ص‪ ٣٦٣‬؛ الذهبي ‪ ،‬العبر ‪،‬ج‪ ، ٢‬ص‪ ٣٧٦‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ‬
‫‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 1‬ص‪.565‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 1‬؛ الحنبلي ‪ ،‬شفاء القلوب ‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫﴿ ‪﴾ 571‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫وبناء على ما تقدم ‪ ،‬يمكن القول أن ما قام به نور‬
‫ً‬ ‫‪،‬‬‫(‪)1‬‬
‫أسد الدين وعدم التعرض له‬
‫الدين من تجهيز وإرسال حملة جديدة إلى مصر ‪ ،‬قد أفصح بصورة جلية عن رغبته‬
‫الشديدة باالستيالء على مصر وإسقاط الدولة الفاطمية المتداعية سعيا منه وراء توحيد‬
‫اء على‬
‫مصر وبالد الشام ‪ ،‬وزيادة الضغط على الصليبين ‪ ،‬وهذه المرة أنفذ حملته بن ً‬
‫بناء على طلب احد الفرقاء المتصارعين في‬‫رغبته وليس كما حدث في الحملة األولى ً‬
‫مصر‪.‬‬

‫َعل َم الصليبيون بسير الحملة ‪ ،‬فكتبوا إلى شاور يحذرونه من الجيش النوري ‪ ،‬وال‬
‫ريب أن شاور أدرك خطورة الموقف ‪ ،‬وان اسد الدين إنما جاء ليستولي على البالد‪،‬‬
‫األمر الذي يجعله عرضة لالنتقام لغدره وخيانته‪ ،‬وال مناص من التحالف مع الصليبيين‬
‫لمواجهة هذا الخطر‪ ،‬فكتب للصليبيين طالبا منهم مساعدته ومحذ اًر إياهم(‪ ،)2‬ولم يكن‬
‫أمام الملك الصليبي عموري األول من خيار سوى االستجابة إلى طلب الوزير شاور‬
‫والسير بجيشه إلى مصر للحيلولة دون استيالء اسد الدين شيركوه عليها ‪ ،‬مما يشكل‬
‫خط ار كبي ار على مملكته‪.‬‬

‫وصل الملك عموري األول إلى مصر وأراد فرض شروطه على الوزير شاور‬
‫وتحقيق مكاسب مادية قبل القيام بعمل عسكري ضد أسد الدين شيركوه ‪ ،‬ففرض عليه‬
‫دفع أربعمائة ألف دينار على أن يتم تسليم نصف المبلغ مقدما‪ ،‬وأراد عموري أن يوّقع‬
‫الخليفة الفاطمي على االتفاقية ‪ ،‬فتم له ما أراد(‪ ،)3‬علما ان الخليفة الفاطمي العاضد باهلل‬
‫كان محجو ار عليه وال يملك شيئا من أمر مصر ‪ ،‬وال ريب أن هذا المبلغ الضخم يشكل‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٤٥٤‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫مفرج الكروب ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص ‪ ٣٢٦‬؛ ابن‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 1‬؛ ابن واصل ‪ّ ،‬‬
‫الوردي ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 71‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 1‬ص‪.565‬‬
‫الصوري ‪ ،‬تاريخ ‪،‬ج ‪ ،٤‬ص ‪ ٥٦٦‬وما بعدها ؛ الحنبلي ‪ ،‬شفاء القلوب ‪ ،‬ص‪.29‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫﴿ ‪﴾ 575‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫مكسبا كبي ار للملك الصليبي ‪ ،‬ألنه اليمكنه الوثوق بشاور المتقلب األهواء والوالءات ‪،‬‬
‫وان األموال المدفوعة للصليبيين سترهق خزينة البالد ‪ ،‬إال أن مصلحة الوزير شاور‬
‫الشخصية كانت فوق مصلحة الدولة األمر الذي سيؤدي إلى زوالها ‪ ،‬والخليفة ال حول‬
‫له وال قوة‪.‬‬

‫وصل اسد الدين إلى نهر النيل وعبر غربا وطارده الصليبيون والجيش المصري‬
‫‪ ،‬وعند قرية تُعرف بالبابين (‪ ، )1‬التحم الجيشان وبرزت براعة أسد الدين شيركوه العسكرية‬
‫‪ ،‬فوضع معظم قواته في القلب وعلى رأسهم ابن أخيه صالح الدين‪ ،‬وكان شيركوه يعتقد‬
‫أن الصليبين سيركزون هجومهم على القلب ‪ ،‬فأمرهم باالنسحاب وعدم الثبات أمام‬
‫الجيش الصليبي ‪ ،‬وتولى أسد الدين قيادة ميمنة الجيش ‪ ،‬وقد صدق حدسه ‪ ،‬فقد القى‬
‫الصليبيون والمصريون بثقلهم على القلب ‪ ،‬فانسحب صالح الدين ومن معه واستطاع‬
‫شيركوه االلتفاف على جيش عموري وشاور وأحاط بهم وكبدهم خسائر فادحة ‪ ،‬مما‬
‫دفعهم لالنسحاب إلى القاهرة (‪ ، )2‬ويعلق ابو شامة بقوله " وكان هذا من أعجب ما يؤرخ‬
‫‪ :‬أن ألفي فارس تهزم عساكر مصر وإفرنج الساحل" (‪.)3‬‬

‫‪ ،‬ويبدو إن أسد الدين‬ ‫(‪)4‬‬


‫سار شيركوه إلى اإلسكندرية واستولى عليها دون قتال‬
‫شيركوه أراد الحصول على ورقة يمكن من خاللها مساومة الصليبيين أو انه أراد كسب‬
‫الوقت‪ ،‬لعل نور الدين زنكي يسـ ـتطيع تحقيق انتصارات على الص ـليبيين في بالد الش ـام‬

‫(‪)1‬‬
‫قرية من اعمال بني خصيب ‪ .‬ابن ظافر ‪ ،‬اخبار ‪ ،‬ص‪.551‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 5‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 1‬ص‪ 565‬؛ الحنبلي‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫شفاء القلوب ‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫(‪)3‬‬
‫الروضتين ‪،‬ج ‪ ،٣‬ق‪ ، 2‬ص‪.٣٦٥‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 5‬؛ ابن الوردي ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 71‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 1‬ص‪ 565‬؛ الحنبلي ‪ ،‬شفاء القلوب ‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫﴿ ‪﴾ 572‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫األمر الذي يجعل الملك عموري تحت الضغط مما يدفعه إلى المفاوضات ومن ثم‬
‫االنسحاب من مصر‪.‬‬

‫أما الصليبيون وشاور فعادوا إلى القاهرة بعد هزيمتهم في معركة البابين واستجمعوا‬
‫قواهم وساروا إلى اإلسكندرية وضربوا الحصار عليها(‪.)1‬‬

‫وكان أسد الدين قد استناب ابن أخيه صالح الدين في اإلسكندرية وتوجه إلى‬
‫الصعيد برفقة ألف فارس(‪ ،)2‬وهي خطوة ذكية من قبله ‪ ،‬فلو مكث في اإلسكندرية ل َم ّك َن‬
‫الجيش المصري والصليبي من محاصرته داخلها ‪ ،‬األمر الذي يجعل موقفه حرجا للغاية‬
‫‪ ،‬وقد دافع صالح الدين وأهل اإلسكندرية عن المدينة بشجاعة ‪ ،‬وقد نفذت مؤونة‬
‫المدافعين وأوشكت المدينة على السقوط بعد حصار دام ما يقرب من ثالثة أشهر(‪،)3‬‬
‫فدفع ذلك أسد الدين وصالح الدين إلى إجراء مفاوضات مع الصليبين‪ ،‬تم بموجبه االتفاق‬
‫على انسحاب الطرفين من مصر ودفع خمسين ألف دينار إلى أسد الدين وأعادت‬
‫(‪)4‬‬
‫اإلسكندرية إلى أهلها وان ال يستولي الصليبيون على أي جزء من األراضي المصرية‬
‫‪.‬‬

‫أما شاور والملك الصليبي عموري االول قد اتفقوا على ابقاء حامية صليبية في‬
‫القاه ـ ـرة وان تكون أبواب المدين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة بيـ ـد الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليبيين حتـ ـ ـى ال ي ـدخلها جي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـش اسد‬
‫الديـ ـن ش ـ ـ ـ ـ ـ ـيركوه ‪ ،‬وان ي ـدف ـع ال ـم ـص ـريـ ـون للـ ـصـ ـ ـلـ ـ ـ ـي ـبـيـي ـن جزيـ ـة سـ ـ ـ ـنوي ـ ـة مق ـدارها‬

‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 1‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 1‬ص‪.565‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫سبط ابن الجوزي ‪ ،‬مرآة الزمان ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص‪ ٤٦٦‬؛ الحنبلي ‪ ،‬شفاء القلوب ‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ابن ظافر ‪ ،‬اخبار ‪ ،‬ص‪ 551‬؛ ابن الوردي ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.71‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 1‬؛ ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ق‪ ، 2‬ص‪ ٣٦٥‬؛ ابن‬
‫خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 1‬ص‪.565‬‬

‫﴿ ‪﴾ 571‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫مائة الف دينار(‪.)1‬‬

‫‪ - 3‬الحملة النورية الثالثة ووزارة االمير اسد الدين شيركوه‪:‬‬

‫ذكرنا سابقاً ‪ ،‬كيف ان الصليبيين وشاو اًر قد اتفقوا على بقاء حامية صليبية في‬
‫القاهرة ‪ ،‬ومن الواضح ان افراد هذه الحامية قد اطلعوا على اوضاع البالد الداخلية ومدى‬
‫ما وصلت اليه الدولة الفاطمية من ضعف وتدهور ‪ ،‬فكتبوا الى الملك عموري االول‬
‫يحثونه على القدوم الى البالد المصرية ليستولي عليها(‪.)2‬‬

‫‪،‬‬ ‫استشار الملك عموري االول االمراء الصليبيين ‪ ،‬فاشاروا عليه بغزو مصر‬
‫(‪)3‬‬

‫فجمع قواته ‪ ،‬واظهر انه يريد غزو بالد الشام ‪ .‬توجه الصليبيون الى مصر في سنة‬
‫تمكنوا من االستيالء‬
‫(‪165‬هـ ‪5566 /‬م) ووصلوا الى بلبيس وحاصروها لثالثة ايام ‪ ،‬و ّ‬
‫(‪)4‬‬

‫المروعة فيها (‪ ،)5‬ثم توجهوا الى القاهرة ‪ ،‬فعمد الوزير شاور‬


‫ّ‬ ‫عليها ‪ ،‬وارتكبوا المجازر‬

‫(‪)1‬‬
‫مفرج الكروب ‪ ،‬ج‪،5‬‬
‫مجموعة الوثائق الفاطمية ‪ ،‬نشر الشيال ‪ ،‬م‪ ، 5‬ص‪ 565‬؛ ابن واصل ‪ّ ،‬‬
‫ص ص ‪ 516-511‬؛ قلعجي ‪ ،‬قدري ‪ ،‬صالح الدين االيوبي قصة الصراع بين الشرق والغرب‬
‫خالل القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميالد ‪ ،‬ط‪( ، 5‬بيروت شركة المطبوعات للتوزيع‬
‫والنشر ‪5992 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.565‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مفرج الكروب ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص ص ‪-٣٥٦‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، ٣1‬ص‪ 52‬؛ ابن واصل ‪ّ ،‬‬
‫‪.٣٥٧‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، ٣1‬ص‪.52‬‬
‫(‪)4‬‬
‫مفرج الكروب ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص‪ 517‬؛ ابن قاضي شهبة ‪ ،‬الكواكب الدرية ‪ ،‬ص‪571‬؛‬
‫ابن واصل ‪ّ ،‬‬
‫السيوطي ‪ ،‬حسن المحاضرة ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪. 5‬‬
‫ابن االثير‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ،51‬ص‪ 52‬؛ البنداري ‪ ،‬سنا البرق الشامي ‪ ،‬اختصره من كتاب البرق‬ ‫(‪)5‬‬

‫الشامي ‪ ،‬تحقيق‪ :‬فتحية النبراوي ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي ‪5979 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 19‬؛ ابو‬
‫الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 525‬؛ ابن الفرات ‪ ،‬ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم (ت‬
‫الشماع ‪( ،‬البصرة‪ :‬د‪.‬مط‪،‬‬
‫‪617‬ه ‪5515 /‬م) ‪ ،‬تاريخ الدول والملوك ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حسن ّ‬
‫‪5969‬م) ‪ ،‬م‪ ، ٢‬ج‪ ، ٣‬ص ص ‪ ٤١-٣٦‬؛ شاندور ‪ ،‬البير ‪ ،‬صالح الدين االيوبي البطل=‬

‫﴿ ‪﴾ 575‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫فرحل سكان الفسطاط الى القاهرة ثم احرقها‬
‫الى اتباع سياسة االرض المحروقة ‪ّ ،‬‬
‫تمكن الصليبيون من‬
‫حتى ال ي ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫واستمرت الحرائق فيها مدة اربعة وخمسين يوما‬
‫االستيالء عليها‪ .‬اصبحت البالد قاب قوسين او ادنى من ان يستولي عليها الصليبيون‪،‬‬
‫ولم يكن امام الفاطميين سوى االستنجاد بنور الدين زنكي ‪ ،‬فكتب الخليفة الفاطمي‬
‫العاضد الى نور الدين مستغيثا به وعارضاً عليه ثلث خراج مصر وان يقيم اسد الدين‬
‫شيركوه معه في مصر ‪ ،‬وان يقطع العساكر االقطاعات ‪ ،‬وارسل شعور نساء القصر(‪،)2‬‬
‫في حين جاء عند المقريزي ‪ ،‬ان شاو اًر هو الذي كتب الى نور الدين(‪ .)3‬ومن خالل‬
‫استقراء االحداث من األرجح ان يكون شاور هو صاحب فكرة االستغاثة بنور الدين وذلك‬
‫النه اعتاد على سياسة ضرب نور الدين زنكي والصليبيين بعضهم ببعض ‪.‬‬

‫=االنقى في االسالم ‪ ،‬ترجمة‪ :‬سعيد ابو الحسن ‪ ،‬ط‪( ، 2‬دمشق‪ :‬دار طالس للدراسات والترجمة‬
‫والنشر ‪5991 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 525‬؛ ابن الوردي ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 71‬؛ العليمي‪ ،‬ابو‬
‫اليمن مجير الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبدالرحمن الحنبلي ‪( ،‬ت ‪٦٤٥‬ه‪٣٥٤١/‬م)‪ ،‬االنس‬
‫الجليل بتاريخ القدس والخليل ‪ ،‬ط‪( ، 5‬النجف‪ :‬منشورات المطبعة الحيدرية ‪٣٦٦6 ،‬م)‪ ،‬ج‪،٣‬‬
‫ص‪ 155‬؛ العصامي المكي ‪ ،‬عبدالملك بن حسين بن عبد الملك ‪( ،‬ت ‪٣٣٣٣‬ه ‪٣٦٦٦ /‬م) ‪،‬‬
‫سمط النجوم العوالي في انباء االوائل والتوالي ‪( ،‬القاهرة‪ :‬المطبعة السلفية ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ، ٢‬ص‪٥‬‬
‫؛ سعداوي ‪ ،‬نظير حسان ‪ ،‬التاريخ الحربي المصري في عهد صالح الدين ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪:‬‬
‫مكتبة النهضة المصرية ‪ ، )٣٦٥٧،‬ص‪ ٣٢‬؛ فييت ‪ ،‬جاستون ‪ ،‬القاهرة مدينة الفن والتجارة ‪،‬‬
‫العبادي ‪ ،‬ط‪( ، 5‬بيروت مكتبة لبنان ‪5966 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫ترجمة‪ :‬مصطفى ّ‬
‫(‪ )2‬ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ،51‬ص‪51‬؛ ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 525‬؛ الدواداري ‪،‬‬
‫كنز الدرر وجامع الغرر الجزء السابع المعروف بالدر المطلوب في اخبار ملوك بني ايوب ‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬سعيد عبدالفتاح عاشور ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬مطبعة عيسى البابي الحلبي ‪٣٦٧٤ ،‬م) ‪،‬‬
‫ص‪ ٣١‬؛ الحنبلي ‪ ،‬شفاء القلوب ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.291‬‬

‫﴿ ‪﴾ 571‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫لم يكن امام نور الدين سوى التحرك لنجدة مصر فجهز جيشا كبي ار قوامه ثمانية‬
‫الذي اصبحت له خبرة كبيرة‬ ‫(‪)1‬‬
‫االف فارساً وارسله الى مصر بقيادة اسد الدين شيركوه‬
‫في البالد المصرية ورافقه ابن اخيه صالح الدين األيوبي ‪ ،‬ولما َعل َم الصليبيون بتحرك‬
‫الجيش النوري ‪ ،‬آثروا التفاوض مع شاور واتفقوا على ان يدفع شاور الف الف دينار‬
‫تمكن اسد الدين من دخول القاهرة في‬
‫‪،‬و ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫منها مئة الف مقدم ًا وانسحبوا من البالد‬
‫الرابع من ربيع اآلخر سنة (‪165‬ه ‪5566 /‬م) (‪.)3‬‬

‫تمكن االمير اسد الدين شيركوه من دخول القاهرة وان هذه الحملة قد اختلفت عن‬
‫ّ‬
‫الحملتين السابقتين ‪ ،‬اذ ان عدد العساكر كان اكبر ‪ ،‬واصبح بوسع اسد الدين شيركوه‬
‫المكوث في القاهرة بعد انسحاب جيش عموري االول الى بالده دون الصدام مع الجيش‬
‫النوري ‪.‬‬

‫اجتمع اسد الدين شيركوه حال وصوله مع الخليفة الفاطمي العاضد الذي اكرم‬
‫‪ ،‬ولم يكن لشاور ان يتقبل ما حدث‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫وفادته وخلع عليه وعلى االمراء القادمين معه‬
‫اال انه لم يستطع ان يبدي ما يدور في خلده ‪ ،‬سيما وانه راى حجم العساكر القادمة مع‬
‫اسد الدين وهوى الخليفة الفاطمي معه ‪ ،‬كما ان الوزير شاور كان يعلم انه شخص غير‬
‫مرغوب به ‪ ،‬ال من الخليفة العاضد الذي كان قد حجر عليه ‪ ،‬وال من االمير اسد الدين‬
‫‪ ،‬الذي لطالما ما خدعه وغدر به ونكث بالعهود التي قطعها له وللسلطان نور الدين‬

‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 51‬؛ البنداري ‪ ،‬سنا البرق الشامي ‪ ،‬ص‪.51‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫البنداري ‪ ،‬سنا البرق الشامي ‪ ،‬ص‪ 51‬؛ ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 525‬؛ ابن الوردي‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.71‬‬


‫(‪)3‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 55‬؛ ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ق‪ ، 2‬ص‪.٣٦٦‬‬
‫(‪ )4‬ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 525‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٣١١‬‬

‫﴿ ‪﴾ 576‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫زنكي ‪ ،‬وانه قد استعان م ار اًر بالصليبيين لضرب اسد الدين شيركوه ‪ .‬أن جميع هذه‬
‫العوامل البد ان تجعل من اسد الدين شيركوه يسعى للتخلص من شاور وقتله ‪.‬‬

‫سعى الوزير شاور الى تدبير مؤامرة يستطيع من خاللها القضاء على اسد الدين‬
‫تمكن من القاء القبض عليهم‬
‫شيركوه وامراء جيشه‪ ،‬فعزم على ان يقيم دعوة لهم ‪ ،‬في ّ‬
‫والتخلص منهم ‪ ،‬اال ان ابنه نهاه عن هذا العمل وقال له "وهللا لئن عزمت على هذا‬
‫ُعر َّ‬
‫فن شيركوه ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا بني ‪ ،‬وهللا لئن لم نفعل هذا ُلنقتلن جميعا ‪ .‬قال ‪ :‬صدقت‬ ‫لأل ّ‬
‫‪ ،‬والن نقتل ونحن مسلمون خير من ان نقتل وقد ملكها الفرنج ‪ ،‬فانه ليس بينك وبين‬
‫َع ْود الفرنج حاالً ان يسمعوا بالقبض على شيركوه ‪ ،‬وحينئذ لو مشى العاضد الى نورالدين‬
‫لم يرسل معه فارسا واحدا" (‪ .)1‬فاثناه نصيحة ابنه عن عزمه(‪.)2‬‬

‫اال ان هذه الرواية ومهما كانت درجة صحتها او ضعفها ‪ ،‬بالنظر الى شخصية‬
‫مر من احداث سابقة لم يكن ليثنيه أي اعتبار خلقي او‬
‫شاور وطبيعته من خالل ما ّ‬
‫ديني عن سعيه وراء مصالحه الشخصية والتخلص من الخطر الجاثم على صدره‬
‫والمتمثل باالمير اسد الدين شيركوه ‪ ،‬فاخذ يتبع سياسة المماطلة في تنفيذ التزاماته ازاء‬
‫نور الدين زنكي التي تم االتفاق عليها وهي ثلث دخل مصر ‪ ،‬وتحمل نفقات الجيش‬
‫النوري الذي وصل الى القاهرة(‪.)3‬‬

‫ادرك اسد الدين شيركوه انه ال خير ُيرجى من شاور وانه ال يؤمن جانبه ‪ ،‬وال‬
‫عبر عن ذلك ابن شداد (ت ‪612‬ه ‪5215 /‬م) بقوله‪:‬‬
‫بد من التخلص منه ‪ ،‬وقد ّ‬
‫"وعلقت مخاليب اسد الدين في البالد ‪ ،‬وعلموا ان االفرنج متى وجدوا فرصة اخذوا البالد‬

‫(‪)1‬‬
‫ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ق‪ ، 2‬ص ص‪ ٣٦٧-٣٦٦‬؛ ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪، 2‬‬
‫ص‪ 525‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٣١١‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.111‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ق‪ ، 2‬ص‪.٣٦٦‬‬

‫﴿ ‪﴾ 577‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫‪ ،‬وان ترددهم اليها في كل وقت ال يفيد ‪ ،‬وان شاور يلعب بهم تارة ‪ ،‬وباالفرنج تارة اخرى‬
‫‪ ، ........ ،‬وعلموا انه السبيل الى االستيالء على البالد مع بقاء شاور ‪ ،‬فاجمعوا‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫امرهم على قبضه اذا خرج اليهم "‬

‫خرج شاور كعادته في موكب كبير فيه الطبل والبوق والعلم ‪ ،‬فقام صالح الدين‬
‫بأ لقاء القبض عليه وسجنه في خيمته ‪ ،‬وجاءت رسل الخليفة الفاطمي العاضد تطلب‬
‫فتم قتله في يوم السبت السابع عشر من ربيع االخر سنة (‪165‬هـ ‪/‬‬
‫أرس شاور ‪َّ ،‬‬
‫‪ ،‬في حين يروي المقريزي (ت ‪651‬ه‪5555/‬م) ان الخليفة الفاطمي‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪5566‬م)‬
‫العاضد خرج ذات يوم متنك ار وطلب من اسد الدين شيركوه التخلص من الوزير شاور‬
‫(‪)3‬‬

‫الذي كان يشكل خط ار كبي ار وتهديداً لبقاء الجيش النوري في مصر وذلك الستعانته‬
‫بصليبي بيت المقدس ‪ .‬وبعد مقتل الوزير شاور ‪ ،‬ولى الخليفة الفاطمي العاضد االمير‬
‫اسد الدين شيركوه الو ازرة ولقبه ‪ ،‬بالسيد األجل ‪ ،‬الملك المنصور(‪ ،)4‬وفي السابع عشر‬

‫(‪)1‬‬
‫النوادر السلطانية ‪ ،‬ص‪.٧٦‬‬
‫ابن شداد ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪ 61‬؛ البنداري ‪ ،‬سنا البرق الشامي ‪ ،‬ص‪ 55‬؛ ابو الفداء ‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 522‬؛ االنصاري ‪ ،‬ناصر ‪ ،‬المجمل في تاريخ مصر النظم السياسية‬
‫واالدارية ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬دار الشروق ‪5551 ،‬ه ‪5991 /‬م) ‪ ،‬ص‪.552‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.115‬‬
‫البنداري ‪ ،‬سنا البرق الشامي ‪ ،‬ص‪ 52‬؛ ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 2‬ص‪ ٢١٤‬؛ ابو‬ ‫(‪)4‬‬

‫عهد العهد لوزير‬


‫الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ ، 522‬وكتب الخليفة العاضد بخط يده " هذا ٌ‬
‫بمثله وتقلد امانة رآك امير المؤمنين اهال لحمله ‪ ،‬والحجة عليك عند هللا بما اوضحه لك من‬
‫مراشد سبله ‪ .‬فخذ كتاب امير المؤمنين بقوة ‪ ،‬واسحب ذيل الفخار بان اعتزت خدمتك الى نبوة‬
‫النبوة ‪ ،‬واتخذه للفوز سبيال ‪ ،‬وال تنقضوا االيمان بعد توكيدها وقدجعلتم هللا عليكم كفيال " ‪ .‬ابو‬
‫شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 2‬ص‪ 512‬؛ و قارن المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٣١٤‬‬
‫وللمزيد عن سجل التولية ُينظر‪ :‬الملحق رقم (‪.)5‬‬

‫﴿ ‪﴾ 576‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫من ربيع اآلخر ‪ ،‬ارسل العاضد كتابا الى نور الدين زنكي بأن ُيق َّر شيركوه عنده بمصر‬
‫فوض اليه الو ازرة وامر الجيوش ‪ ،‬فوافق نور الدين ولم يبد اعتراضاً(‪.)1‬‬
‫وانه ّ‬

‫سلك الوزير اسد الدين شيركوه سياسة ودية مع الخليفة الفاطمي العاضد وسعى‬
‫‪ ،‬وقد أستبد الوزير‬ ‫(‪)2‬‬
‫في اعمار الفسطاط التي تضررت بسبب حرق الوزير شاور لها‬
‫اسد الدين شيركوه بامور المملكة بعد ان ّثبت أقدامه في مصر ‪ ،‬واستعمل اصحابه وثقاته‬
‫على االعمال ‪ ،‬واقطع البالد لعساكره(‪.)3‬‬

‫وفي الثاني والعشرين من جمادى االخرة من السنة ذاتها ‪ ،‬توفي الوزير اسد‬
‫الدين شيركوه وذلك النه كان " كثير االكل ‪ ،‬شديد المواظبة على اكل اللحوم الغليظة‬
‫‪ ،‬وينجو منها بعد معاناة شديدة عظيمة ‪ ،‬فاخذه مرض‬ ‫(‪)4‬‬
‫وتتواتر عليه التخم والخوانيق‬
‫شديد واعتراه خانوق عظيم ‪ ،‬فقتله " (‪.)5‬‬

‫ثانيا‪ :‬وزارة صالح الدين االيوبي‪:‬‬

‫بعد وفاة اسد الدين شيركوه ‪ ،‬طمع االم ارء في الجيش النوري لمنصب الو ازرة‪،‬‬
‫ومنهم االمير عين الدولة الياروقي ‪ ،‬وقطب الدين خسرو بن تليل‪ ،‬وسيف الدين علي‬
‫بن احمد الهكاري (‪ ،)6‬وشهاب الدين محمود الحارمي خال صالح الدين االيوبي "وكل‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٣١٣‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٣١٣‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.٣١٢‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫الخناق ‪ :‬ان يحدث في المبلع ضيق يقال له خوانيق وهو مخنوق ‪ ( .‬الخوارزمي ‪ ،‬ابو عبد هللا‬ ‫(‪)4‬‬

‫محمد بن احمد بن يوسف الكاتب ‪( ،‬ت ‪167‬هـ ‪997 /‬م) ‪ ،‬مفاتيح العلوم ‪ ،‬راجعه وعّلق على‬
‫حواشيه‪ :‬محمد كمال الدين االدهمي ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط ‪5911 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪.٦6‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن شداد ‪ ،‬النوادر السلطانية ‪ ،‬ص ص ‪.٥٣-٥١‬‬
‫(‪)6‬‬
‫سيف الدين علي بن احمد المشطوب ‪ ،‬كان من أكابر امراء صالح الدين ‪ .‬توفي سنة‬
‫(‪166‬ه ‪5592 /‬م) ‪ .‬ابن تغري بردي ‪ ،‬النجوم الزاهرة ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص‪.557‬‬

‫﴿ ‪﴾ 579‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫‪ ،‬اما البالط الفاطمي ‪ ،‬فكان له أرياً‬ ‫من هؤالء قد خطبها وقد جمع ليغالب عليها"‬
‫(‪)1‬‬

‫اخر ‪ ،‬فقد أستدعى الخليفة الفاطمي العاضد صالح الدين االيوبي وواله الو ازرة (‪ ،)2‬وكان‬
‫اً‬
‫هدف العاضد من هذه التولية انه " اذا ولي صالح الدين وليس له عسكر وال رجال كان‬
‫في واليته بحكمه وال يجسر على المخالفة ‪ ،‬وانه يضع على العسكر الشامي من يستميلهم‬
‫اليه ‪ ،‬فاذا صار معه البعض اخرج الباقين وتعود البالد اليه‪ ،‬وعنده من العسكر الشامية‬
‫من يحميها من الفرنج ونور الدين " (‪.)3‬‬

‫دو ار بار از في تولية صالح الدين منصب الو ازرة وذلك‬ ‫(‪)4‬‬
‫ادت الفرقة االسدية‬
‫بادعائهم ان الوزير اسد الدين شيركوه في اثناء مرضه قد اوصى بمنصب الو ازرة الى‬
‫ابن اخيه صالح الدين االيوبي (‪.)5‬‬

‫اما حاشية الخليفة الفاطمي العاضد فقد انقسموا الى فرقتين ‪ ،‬فرقة كانت ترى‬
‫ان ال يولي الخليفة الفاطمي وزي ار حتى اليستبد باالمر ويقوم بتعيين واسطة (‪ )6‬بينه وبين‬

‫عامة الناس ‪ ،‬ويتم ابعاد الجيش النوري الى المناطق الشرقية حتى يكونوا حا اً‬
‫جز بين‬
‫الفاطميين والصليبيين ‪ ،‬في حين كان الفريق الثاني يرى ‪ ،‬ال بد من تولية صالح الدين‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 57‬؛ ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.521‬‬
‫البنداري ‪ ،‬سنا البرق الشامي ‪ ،‬ص‪ 52‬؛ ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 521‬؛ ابن الوردي‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.75‬‬


‫(‪)3‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 57‬؛ ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 2‬ص‪.517‬‬
‫(‪ )4‬الفرقة االسدية هم مماليك الوزير اسد الدين شيركوه وكان عددهم خمسمائة رجالً ‪ ،‬وسموا باالسدية‬
‫نسبة له ‪ .‬المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.116‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.116‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫(‪)6‬‬
‫الواسطة هي وظيفة ادارية في الدولة الفاطمية مرتبتها ادنى من الو ازرة ‪ ،‬يقوم صاحبها بتنفيذ‬
‫اوامر الخليفة‪ .‬سالم ‪ ،‬السيد عبد العزيز ‪ ،‬تاريخ مصر األسالمية حتى نهاية العصر الفاطمي ‪،‬‬
‫ط‪( ، 5‬األسكندرية‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة ‪5997 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.251‬‬

‫﴿ ‪﴾ 561‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫االيوبي الو ازرة ليخلف عمه اسد الدين شيركوه‪ .‬وهكذا مال الخليفة الفاطمي العاضد الى‬
‫سوف يجعل منه خاضعا الرادته‬ ‫(‪)1‬‬
‫توزير صالح الدين االيوبي ظناً منه ان قلة خبرته‬
‫وال يمكن له الخروج عن طاعته ‪ ،‬اال ان حسابات الخليفة الفاطمي كانت خاطئة ‪ ،‬الن‬
‫نهاية الدولة الفاطمية ستكون على يد الوزير صالح الدين االيوبي‪ ،‬كما سيرد ذكره الحقا‬
‫‪.‬‬

‫تولى صالح الدين الو ازرة في سنة (‪165‬ه ‪5566 /‬م) وُلّقب بالملك الناصر(‪،)2‬‬
‫لكن االمراء الذين سبق ذكرهم في الجيش النوري والذين طمعوا بمنصب الو ازرة رفضوا‬
‫(‪)3‬‬
‫طاعة الوزير صالح الدين االيوبي ‪ ،‬وقد برز الفقيه ضياء الدين عيسى الهكاري‬
‫الذي سعى في االصالح بين االمراء وصالح الدين االيوبي ‪ ،‬فقصد االمراء ‪ ،‬وأستطاع‬
‫اقناعهم بقبول و ازرة صالح الدين ما عدا االمير عين الدولة الياروقي الذي رفض‬
‫االستجابة وقال ‪ " :‬انا ال اخدم يوسف ابدا "(‪ ،)4‬وعاد الى الشام‪ ،‬فانكر نور الدين عليه‬
‫‪ ،‬وهكذا آلت االمور الى صالح الدين ليبدأ الفصل االخير في حياة الدولة‬ ‫(‪)5‬‬
‫ذلك‬
‫الفاطمية‪.‬‬

‫‪ -1‬سياسة صالح الدين األيوبي الداخلية في مصر‪:‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج ‪ ،٣‬ص‪.٣١٥‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ، ٣‬ق‪ ، 2‬ص‪ ٢١٧‬؛ ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.521‬‬
‫وللمزيد عن سجل التولية ُينظر‪ :‬الملحق رقم (‪.)1‬‬
‫(‪ )3‬ابو محمد عيسى بن محمد بن عيسى بن محمد بن احمد ‪ .‬ويقال له الهكاري الملقب ضياء الدين‬
‫‪ ،‬كان من فقهاء الشافعية ومقرباً من صالح الدين األيوبي ‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن خّلكان ‪ ،‬وفيات ‪،‬‬
‫ج‪ ، 5‬ص ص ‪.111-112‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 57‬؛ ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.521‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪،‬ج‪ ،٣‬ق‪ ، ٤‬ص‪.٢17‬‬

‫﴿ ‪﴾ 565‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫كانت و ازرة صالح الدين األيوبي للخليفة الفاطمي العاضد بداية تحوالت جذرية‬
‫في مصر‪ ،‬فمن الواضح ان صالح الدين كان يروم اسقاط الدولة الفاطمية ‪ ،‬اال انه كان‬
‫يخشى من ردة فعل غاضبة وعنيفة من الذين ال يزالون موالين للدولة والمذهب‬
‫األسماعيلي‪ ،‬فكان البد عليه من اتّباع سياسة تدريجية في اضعاف المذهب األسماعيلي‬
‫وكسب ود عامة الناس والهيمنة على الجيش ومقدرات الدولة االقتصادية‪.‬‬

‫فمن الناحية الدينية اخذ صالح الدين االيوبي على عاتقه تقوية المذهب السني‬
‫واضعاف المذهب االسماعيلي ‪ ،‬ففي سنة (‪٥٦٦‬ه‪٣٣٧١/‬م) أبطل من األذان عبارة‬
‫وامر بان يذكر في خطبة الجمعة‬ ‫(‪)1‬‬
‫(حي على خير العمل ‪ ،‬محمد وعلي خير البشر )‬
‫‪ ،‬ونزع المناطق الفضية التي كانت بمحاريب مساجد القاهرة‬ ‫(‪)2‬‬
‫اسماء الخلفاء الراشدين‬
‫والتي تحمل اسماء االئمة الفاطميين (‪ ،)3‬وقد اهتم صالح الدين ببناء المدارس الديني ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫لنشر المذهب السـ ـ ـ ـني ‪ ،‬فأقام مدرس ًة للشافعي ـ ـ ـ ـة (‪ ،)4‬كما بن ـ ـ ـ ـى مدرس ـة أخرى وخصـصـ ـها‬
‫مدرس ـ ـ ـ ـ ـ ـة عرف ـت‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪ ،‬وبنـ ـ ـى تق ـي الدين عمر‬ ‫(‪)5‬‬
‫للمالكيـ ـ ـ ـة‬

‫(‪)1‬‬
‫ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ق‪ ، ٤‬ص‪ ٢٥٥‬؛ الحارثي ‪ ،‬عدنان محمد فايز ‪ ،‬عمران القاهرة‬
‫وخططها في عهد صالح الدين االيوبي ‪( ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة زهراء الشرق ‪٣٦٦٦،‬م) ‪ ،‬ص‪.556‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬السلوك ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٢٥‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٣٣٥‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 15‬؛ ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 521‬؛ بهجت ‪،‬‬
‫منى محمد ‪ ،‬أثر الحضارة السلجوقية في دول شرق العالم االسالمي على الحضارتين االيوبية‬
‫والمملوكية بمصر ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬مكتبة زهراء الشرق ‪2112 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ‪.515‬‬
‫ابن تغري بردي ‪ ،‬النجوم الزاهرة ‪،‬ج‪ ،٥‬ص‪.٣٥٥‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫(‪ )6‬الملك المظّفر تقي الدين عمر بن األمير نور الدولة شاهنشاه بن ايوب بن شاذي وهو ابن اخ‬
‫صالح الدين االيوبي ومن ابرز قادته وكان ينوب عنه في مصر اثناء غيابه ووّاله مدينة حماه‬
‫ودفن فيها‪ .‬للمزيد ُينظر ‪ :‬االصفهاني ‪ ،‬ابو عبد هللا محمد‬
‫وتوفي في سنة (‪167‬ه ‪5595/‬م) ُ‬
‫بن محمد بن حامد ‪( ،‬ت ‪197‬ه‪5211 /‬م) ‪ ،‬الفتح القسي في الفتح القدسي ‪ ،‬ط‪( ، 5‬بيروت‪:‬‬

‫﴿ ‪﴾ 562‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫‪ ،‬ثم ابطل مجالس الدعوة من القصر والجامع االزهر(‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫بالمدرس ـ ـ ـ ـ ـة التقوية‬

‫اما السلطة القضائية فقد قام الوزير صالح الدين االيوبي بتغيرات جذرية ‪ ،‬فعزل‬
‫السّنة وفقا للمذهب الشافعي ‪ ،‬فعين ابن‬
‫القضاة الشيعة ‪ ،‬وولى بدالً منهم قضاة من ُ‬
‫درباس (‪ )3‬في منصب قاضي القضاة الذي استناب عنه قضاة شافعية في االقاليم االخرى‬
‫(‪.)4‬‬

‫اما من الناحية العسكرية ‪ ،‬فقد اعتمد صالح الدين االيوبي بشكل كبير على‬
‫الفرقة االسدية التي اصبحت نواة جيشه والتي ادت دو اًر بار اًز في توليته منصب الو ازرة‬
‫كما ذكرنا سابقا‪ .‬كما قام صالح الدين االيوبي بتغييرات واسعة في بنية الجيش المصري‬

‫دار المنار ‪2115 ،‬م) ‪ ،‬ص ص ‪ 296-291‬؛ ابن خّلكان ‪ ،‬وفيات ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ص ‪-517‬‬
‫‪ 516‬؛ الصالحي ‪ ،‬محمد بن طولون ‪( ،‬ت ‪911‬ه‪5156 /‬م) ‪ ،‬القالئد الجوهرية في= =تاريخ‬
‫الصالحية ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد احمد دهمان ‪ ،‬ط‪( ، 2‬دمشق‪ :‬مطبوعات مجمع اللغة العربية‪5961 ،‬م)‬
‫‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص‪.279‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 15‬؛ للمزيد عن األيوبيين ودورهم في نشر المذهب السني في‬
‫مصر ‪ُ ،‬ينظر ‪ :‬سالم ‪ ،‬أيمن شاهين ‪ ،‬المدارس االسالمية في مصر في العصر األيوبي ودورها‬
‫في نشر المذهب السني ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة طنطا ‪ ،‬كلية اآلداب ‪5999 ،‬م‪ ،‬ص‪ 71‬وما‬
‫بعدها ؛ الـمياحي ‪ ،‬مشتـاق كـاظم ‪ ،‬الحركة الفكرية في مصر في العصر األيوبي ‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه غير منشورة ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬كلية اآلداب ‪2116 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ 16‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المقريزي‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٣٤١‬‬
‫(‪)3‬‬
‫صدر الدين ابو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس المارداني (ت ‪٦١٥‬ه ‪5216 /‬م) ولي‬
‫قضاء مصر في عهد صالح الدين بعد ان كان قاضي الغربية من اعمال ديار مصر ‪ ،‬وقد‬
‫استمر في منصبه ختى نهاية عصر صالح الدين االيوبي ‪ .‬للمزيد ينظر ابن خّلكان ‪ ،‬وفيات‪،‬‬
‫ج‪ ، ٣‬ص ‪.٤٢٣ -٤٢٤‬‬
‫(‪)4‬‬
‫مفرج الكروب ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪٣٦٥‬؛ ابن اياس ‪ ،‬بدائع الزهور ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص‪.٤٣٣‬‬
‫ابن واصل ‪ّ ،‬‬

‫﴿ ‪﴾ 561‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫وغيرهم من العناصر الموالية‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬فاحل االتراك واالكراد محل السودان واالرمن والبربر‬
‫وثورة جند السودان واالرمن كما‬ ‫(‪)2‬‬
‫للدولة الفاطمية وال سيما بعد مؤامرة مؤتمن الخالفة‬
‫سيأتي ذكره‪.‬‬

‫اما من الناحية االقتصادية ‪ ،‬قام صالح الدين االيوبي باتباع سياسة مالية ‪ ،‬كان‬
‫ود عامة الناس وذلك بتخفيف الضرائب عن كاهل المصريين ‪ ،‬فالغى‬
‫الهدف منها كسب ّ‬
‫على‬ ‫وعين والده نجم الدين ايوب‬
‫(‪)4‬‬
‫مما جعله يحظى بتاييد عامة الناس ‪ّ ،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الضرائب‬
‫خزائن مصر (‪ ،)5‬االمر الذي مكنه من الهيمنة على موارد مصر المالية‪.‬‬

‫‪ -2‬مؤامرة مؤتمن الخالفة و ثورة السودان‪:‬‬

‫المقريزي ‪ ،‬الخطط ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪ ٦٢‬؛ جب ‪ ،‬هاملتون ‪ ،‬صالح الدين االيوبي ‪ ،‬ترجمة‪ :‬يوسف‬ ‫(‪)1‬‬

‫ايبش ‪ ،‬ط‪( ،2‬بيروت بيسان للنشر والتوزيع واالعالم ‪٣996 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ .٣21‬للمزيد عن=‬
‫=الجيش األيوبي زمن صالح الدين ُينظر‪ :‬حسين ‪ ،‬محسن محمد ‪ ،‬الجيش األيوبي في عهد‬
‫صالح الدين ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬كلية اآلداب ‪5961 ،‬م ‪ ،‬ص‪ 61‬وما بعدها‪.‬‬
‫دبر مؤامرة بالتعاون مع‬
‫خدام القصر الفاطمي ‪ّ ،‬‬
‫خصي أسود ُيدعى جناح ‪ ،‬كان من كبار ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫الصليبيين للقضاء على صالح الدين األيوبي ‪ ،‬غير ان المؤامرة انكشفت وُقتل في سنة (‪161‬ه‬
‫‪5569 /‬م) ‪ .‬ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪.59‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج ‪ ،٣‬ص‪٣٣٦‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫نجم الدين ايوب بن شاذي والد صالح الدين االيوبي ‪ ،‬كان من قادة عماد الدين زنكي ‪ ،‬وواله‬
‫على مدينة بعلبك ‪ ،‬وانضم الى البوريين في دمشق وعمل في خدمة اتابكها معين الدين أنر ومجير‬
‫الدين أبق ‪ ،‬وقد ساهم في استيالء نور الدين زنكي عليها في سنة (‪156‬ه ‪5512 /‬م)‪ ،‬وأرسله‬
‫نور الدين الى مصر في سنة (‪166‬ه ‪5571 /‬م) بناءاً على طلب ابنه صالح الدين األيوبي‬
‫الذي وّاله على خزائن مصر‪ .‬توفي في سنة (‪166‬ه ‪5572 /‬م)‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابن خّلكان ‪،‬‬
‫وفيات ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ص ‪ 265-216‬؛ النعيمي ‪ ،‬عبد القادر بن محمد ‪( ،‬ت ‪927‬ه‪5121 /‬م)‬
‫‪ ،‬الدارس في تاريخ المدارس ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬جعفر الحسني ‪ ،‬ط‪( ، 5‬دمشق‪ :‬مطبعة الترقي ‪5956 ،‬م)‬
‫‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.575‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ابن شداد ‪ ،‬النوادر السلطانية ‪ ،‬ص‪.61‬‬

‫﴿ ‪﴾ 565‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫كان البد للوزير صالح الدين األيوبي بعد تسلمه مقاليد الو ازرة للخليفة العاضد ان‬
‫ُيجابه بمقاومة بعض العناصر التي كانت لها ارتباطات مع الوزير شاور ‪ .‬فضال عن‬
‫رجال القصر الفاطمي الذين شعروا بفقدان امتيازاتهم وضعف مركزهم بعد تربع صالح‬
‫الدين على كرسي الو ازرة ‪ ،‬وفي ذلك يقول المقريزي "وثَُقل ذلك على اهل الدولة وحواش‬
‫الخليفة العاضد ‪ ،‬فانه أقطع أصحابه أجل البالد وآواهم‪ ،‬وابعد اهل مصر واضعفهم ‪،‬‬
‫واستبد بجميع االمور ومنع العاضد من التَّصرف"(‪.)1‬‬

‫دب َر مؤتمن الخالفة مؤامرة ضد صالح الدين ‪ ،‬فكاتب الفرنج وحثهم على تجهيز‬
‫ّ‬
‫حملة والخروج الى مصر ‪ ،‬وعندما يخرج صالح الدين لمواجهتهم يثورون في القاهرة‬
‫ويقبضون على َم ْن تبقى من جيش صالح الدين فيقع بين فكي كماشة ‪ ،‬فيسهل القضاء‬
‫‪ .‬اال ان صالح الدين استطاع كشف خيوط المؤامرة وذلك بان احد التركمان‬ ‫(‪)2‬‬
‫عليه‬
‫بالقرب من بلبيس قد شاهد رجال يرتدي ثيابا رثة ومعه نعلين جديدين ‪ ،‬فارتاب منه ‪،‬‬
‫فاخذهما منه وشقهما ‪ ،‬فوجد داخلهما الكتب المرسلة الى صليبي بيت المقدس(‪ ،)3‬وأطلع‬

‫الوزير صالح الدين على الكتب ‪ ،‬فامر بالتحري عن صاحب الخط‪ ،‬فت ّ‬
‫مكنوا من معرفته‬
‫أقر بانه كتب ذلك بامر من مؤتمن‬
‫ومَث َل امام صالح الدين و َّ‬
‫‪ ،‬وتبين انه كاتب يهودي ‪َ ،‬‬
‫الخالفة (‪.)4‬‬

‫لما علم مؤتمن الخالفة باكتشاف المؤامرة "خشي على نفسه ‪ ،‬لزم القصر وامتنع‬
‫ّ‬
‫عن الخروج مدة وصالح الدين ال يلتفت اليه ‪ ،‬ثم أرسل اليه صالح الدين جماعة من‬

‫(‪)1‬‬
‫اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪،٣‬ص‪٣٣٣‬‬
‫ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ، ٣‬ق‪ ، 2‬ص‪ ،٢٥١‬المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،٣‬ص ص‪-٣٣٣‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.٣٣٤‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن كثير ‪ ،‬البداية ‪ ،‬ج‪ ، 52‬ص‪.121‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ ، 59‬ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 2‬ص‪.511‬‬

‫﴿ ‪﴾ 561‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫اصحابه هاجموه فقتلوه ‪ ،‬وذلك في يوم االربعاء لخمس بقين من شهر ذي العقدة سنة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫(‪161‬هـ ‪5569 /‬م)‬

‫كان مقتل مؤتمن الخالفة سببا لحدوث صدام عنيف بين انصار الدولة الفاطمية‬
‫وصالح الدين األيوبي كادت تؤدي الى هالكه وجيشه ‪ ،‬فقد احتشد السودان في السادس‬
‫كبير من االمراء المصريين‬
‫عشر من ذي العقدة (‪٥٦1‬ه‪٣٣٦٦/‬م) وانضم اليهم عدداً اً‬
‫‪ ،‬وال شك انه عدد مبالغ‬ ‫قدرهم المقريزي ما يزيد على الخمسين الفاً‬
‫ومن عامة الناس ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫فيه‪.‬‬

‫ساروا الى دار الو ازرة وانضم اليهم االرمن ‪ ،‬ودارت بين الطرفين عدة معارك كان‬
‫التفوق فيها للسودان وحلفائهم في بادئ االمر‪ ،‬وكان الخليفة الفاطمي العاضد يشرف‬
‫على المعركة من قصره ‪ ،‬فلما راى غلبة السودان آزرهم ‪ ،‬وأخذ من في القصر يرمي‬
‫فطن الى تواطؤ‬ ‫قوات صالح الدين بالنشاب والحجارة ‪ ،‬ولكن شمس الدولة توران شاه‬
‫(‪)3‬‬

‫القصر مع السودان ‪ ،‬فامر النفاطين باحراق المنظرة الجالس فيها العاضد ‪ ،‬وطيب قارورة‬
‫وصوب بها الى المنظرة ‪ ،‬ففتح حينئذ باب الطاق وظهر منه احد االستاذين الخواص‬
‫وقال ‪ " :‬امير المؤمنين يسّلم على شمس الدولة ويقول ‪":‬دونكم العبيد الكالب اخرجوهم‬

‫البنداري ‪ ،‬سنا البرق الشامي ‪ ،‬ص‪ 51‬؛ المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص ‪.٣٣٤‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ،٣‬ص‪٣٣٤‬‬
‫(‪)3‬‬
‫شمس الدولة توران شاه بن األمير نجم الدين أيوب بن شاذي ‪ ،‬اخ صالح الدين األيوبي ومن‬
‫ابرز قادته ‪ ،‬وقد ارسله الى اليمن واستولى عليها‪ .‬توفي في سنة (‪177‬ه ‪5565 /‬م)‪ .‬للمزيد‬
‫ُينظر‪ :‬الذهبي ‪ ،‬سير اعالم النبالء ‪ ،‬ج‪ ، 22‬ص ص ‪ 521-551‬؛ الخزرجي ‪ ،‬علي بن الحسن‬
‫‪( ،‬ت ‪652‬ه ‪5519 /‬م) ‪ ،‬العقود اللؤلؤية ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬مطبعة الهالل ‪5955 ،‬م)‪ ،‬ج‪، 5‬‬
‫ص‪ 29‬؛ الزبيدي ‪ ،‬المرتضى ‪( ،‬ت ‪5211‬ه ‪5791 /‬م) ‪ ،‬ترويح القلوب في ذكر ملوك بني‬
‫ايوب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬صالح الدين المنجد ‪ ،‬ط‪( ، 5‬دمشق‪ :‬مطبعة الترقي ‪5969 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.56‬‬

‫﴿ ‪﴾ 566‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫من بالدكم "(‪ ،)1‬وفي الوقت نفسه ارسل صالح الدين عدد من جنوده الى حارة السودان‬
‫التي تعرف بالمنصورة فأحرقوها ‪ ،‬االمر الذي َّ‬
‫فت في عضد السودان وآثروا الهرب‬
‫‪ ،‬ولم ينته االمر عند هذا الحد ‪ ،‬فقد تخلص‬ ‫(‪)2‬‬
‫وتتبعهم جيش صالح الدين قتال واس اًر‬
‫صالح الدين من االرمن الذين كانوا القوة الثانية بعد السودان من حيث العدد والعدة‬
‫وذلك لوقوفهم الى جانب السودان في مواجهته ‪ ،‬فاحرق دورهم واخرجهم الى الصعيد‬
‫(‪)3‬‬

‫‪.‬‬

‫وبهذا يكون صالح الدين االيوبي قد تخلص من اكبر قوتين كانتا تشكل خط ار‬
‫سيسهل‬
‫كبي ار على وجوده ‪ ،‬وخال له الجو في االنفراد بحكم مصر بال منازع ‪ ،‬االمر الذي ُ‬
‫عليه اسقاط الدولة الفاطمية من دون ادنى مقاومة تُذكر‪.‬‬

‫‪ -1‬الحملة الصليبية على دمياط‪:‬‬

‫شعر الصليبيون بخطورة الموقف ‪ ،‬وال سيما بعد ان بسط نور الدين زنكي نفوذه‬
‫على مصر بعد الحملة النورية الثالثة ‪ ،‬واصبحت مملكة بيت المقدس محاصرة من‬
‫الشمال الشرقي والجنوب الغربي (‪ ،)4‬وكان البد من التحرك السريع لمواجهة الخطر‬
‫المحدق بمملكة بيت المقدس ‪ ،‬فسعى الملك الصليبي عموري االول لالتصال بملوك‬
‫عارضا عليهم القيام بحملة صليبية جديدة ‪ ،‬لكن االوضاع السياسية‬ ‫(‪)5‬‬
‫اوربا وصقلية‬

‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، ٣‬ص‪.٣٣٣‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 59‬؛ البنداري ‪ ،‬سنا البرق الشامي ‪ ،‬ص‪ 51‬؛ ابو الفداء ‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 525‬؛ شلبي ‪ ،‬محمود ‪ ،‬حياة صالح الدين ‪ ،‬ط‪( ، 1‬بيروت دار الجيل‬
‫‪5519 ،‬ه‪5969-‬م) ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪.151‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬ابن شداد ‪ ،‬النوادر السلطانية ‪ ،‬ص ص ‪ ٥٤ -٥٣‬؛ ابن خلدون ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 1‬ص‪.566‬‬
‫الصوري ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ،٤‬ص ‪ ٦٣٥‬؛ ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص‪ 22‬؛ ابن خلدون ‪،‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 1‬ص‪.566‬‬

‫﴿ ‪﴾ 567‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫في اوربا ال تسمح بتلبية طلب عموري االول بسبب النزاع بين البابوية واالمبراطورية‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الرومانية المقدسة‬

‫اضطر الملك الصليبي عموري االول االتصال باالمبراطور البيزنطي مانويل‬


‫كومنين(‪٥٧٦-٥٣٥‬ه ‪٣٣٥١-٣٣٢٣/‬م) ‪ ،‬وطلب منه القيام بحملة مشتركة على مصر‬
‫‪ ،‬فابدى االمبراطور البيزنطي ترحيبه بالعرض(‪ .)2‬ويبدو ان االمبراطور البيزنطي كان‬
‫هو االخر يخشى من نفوذ نور الدين زنكي على مصر وبالد الشام الذي يؤدي الى‬
‫التغير في موازين القوى لصالح المسلمين ‪ ،‬فشجعه ذلك الى التعاون مع صليبي بيت‬
‫المقدس بالرغم من االختالف المذهبي بين الطرفين على القيام بحملة عسكرية ضد‬
‫مصر ‪.‬‬

‫تجمعت القوات العسكرية الصليبية واالسطول البيزنطي في عكا وتوجهت الى‬


‫مصر وكان هدفها مدينة دمياط ‪ ،‬وحاصروها في شهر صفر سنة (‪٥٦٥‬ه‪٣٣71/‬م)(‪،)3‬‬
‫ويبدو ان السبب الذي دفع الصليبيين والبيزنطينيين لالستيالء على مدينة دمياط النها‬
‫تحظى بموقع استراتيجي بالغ االهمية من الناحية العسكرية والتجارية ‪ ،‬فيمكن مهاجمتها‬
‫عن طريق البر والبحر‪.‬‬

‫اما في المعسكر المصري ‪ ،‬فان الوزير صالح الدين االيوبي قد اتخذ تدابي ًار‬
‫عاجلة للتصدي للخطر الصليبي البيزنطي على دمياط ‪ ،‬فارسل االمدادات العسكرية‬

‫(‪)1‬‬
‫طقوش ‪ ،‬محمد سهيل ‪ ،‬تاريخ االيوبيين في مصر وبالد الشام واقليم الجزيرة ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيروت‬
‫دار النفائس للطباعة والنشر ‪5529 ،‬هـ ‪2116 /‬م) ‪ ،‬ص ‪.٤٤‬‬
‫الصوري ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ،٤‬ص‪ ٦٣٥‬؛ عطا ‪ ،‬زبيدة محمد ‪ ،‬الشرق االسالمي والدولة البيزنطية‬ ‫(‪)2‬‬

‫زمن االيوبيين ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهرة‪ :‬دار االمين ‪5995 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.65‬‬


‫(‪)3‬‬
‫ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪،‬ج‪ ،٣‬ق‪ ، 2‬ص‪.٢٥٦‬‬

‫﴿ ‪﴾ 566‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫بقيادة ابن اخيه تقي الدين عمر الى دمياط ‪ ،‬وامتألت المدينة بالعساكر والميرة (‪ )1‬وارسل‬
‫الوزير صالح الدين الى نور الدين زنكي يطلب منه العون ‪ ،‬فاستجاب نور الدين لطلبه‬
‫واتبع السياسة ذاتها التي اعتاد على اتباعها عندما تتعرض مصر الى الخطر الصليبي‬
‫‪ ،‬فارسل القوات العسكرية الى صالح الدين ‪ ،‬وهاجم المعاقل الصليبية في بالد الشام‬
‫للضغط على الملك الصليبي عموري االول الذي كان معظم جيشه محاص ار لمدينة دمياط‬
‫(‪.)2‬‬

‫استمر الحصار على مدينة دمياط لمدة طويلة من دون طائل ‪ ،‬فآثر الصليبيون‬
‫والبيزنطيون االنسحاب من حصار المدينة وال سيما الملك الصليبي عموري االول الذي‬
‫شغلته تحركات نور الدين زنكي في بالد الشام ‪ ،‬كما انه َعل َم بقرب وصول الجيش الذي‬
‫ارسله نور الدين زنكي ‪ ،‬هذا فضال عن المقاومة الشديدة التي ابداها اهل دمياط‪ ،‬واستمر‬
‫الخصار خمسين يوما (‪.)3‬‬

‫‪ -4‬الخطبة للعباسيين وسقوط الدولة الفاطمية‪:‬‬

‫كان السلطان نور الدين يحث الوزير صالح الدين على قطع الخطبة عن‬
‫الفاطميين واقامتها للعباسيين م ار اًر وتك ار اًر ‪ ،‬فأرسل نور الدين زنكي نجم الدين ايوب‬
‫الذي كان مقيما في الشام الى ابنه الوزير صالح الدين ليقنعه بالتعجيل بقطع الخطبة‬
‫عن الفاطميين ‪ ،‬وذلك بعد ان ارسل الخليفة العباسي المستنجد باهلل (‪٥٦6-٥٥٥‬ه ‪/‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الشيال ‪ ،‬جمال الدين ‪ ،‬مجمل تاريخ دمياط سياسياً‬
‫ابن شداد ‪ ،‬النوادر السلطانية ‪ ،‬ص ‪ ٥٢‬؛ ّ‬
‫واقتصادياً ‪ ،‬ط‪( ، 5‬د‪.‬ط‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية ‪5521 ،‬ه‪2111/‬م) ‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫شداد ‪ ،‬النوادر السلطانية ‪ ،‬ص‪ ٥٣‬؛ ابو الفداء ‪ ،‬المختصر ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪ 521‬؛ ابن خلدون‬
‫ابن ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ق‪ ، 1‬ص‪.569‬‬


‫(‪)3‬‬
‫ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ق‪ ، 2‬ص‪ ٢٥٧‬؛ ابن الوردي ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص‪.76‬‬

‫﴿ ‪﴾ 569‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫‪5571-5561‬م) يعاتبه على التاخير في اقامة الخطبة للعباسيين في القاهرة (‪ ، )1‬وكان‬
‫الوزير صالح الدين يعتذر النه يخشى من ثورة المصريين اذا اقدم على قطع الخطبة‬
‫وتحت ضغط نور الدين زنكي ‪ ،‬اضطر الوزير صالح الدين‬ ‫(‪)2‬‬
‫عن الخليفة الفاطمي‬
‫االيوبي الى االستجابة لطلبه ‪ ،‬فجمع االمراء واستشارهم ‪ ،‬فكان الراي قطع الخطبة بشكل‬
‫تدريجي فخطب احد االمراء للخليفة العباسي المستضيء باهلل (‪٥٦٦‬ه‪٥٧٥ -‬ه ‪/‬‬
‫‪5571‬م – ‪5579‬م)(‪ ،)3‬ولم تحدث ردة فعل شعبية كما كان يخشى الوزير صالح الدين‬
‫االيوبي ‪ .‬وفي الجمعة التالية امر الوزير صالح الدين االيوبي جميع المساجد في البالد‬
‫بقطع الخطبة عن الفاطميين والدعوة للعباسيين (‪ ،)4‬وذلك في السابع من محرم سنة‬
‫(‪167‬هـ ‪5575 /‬م) ‪ ،‬وتوفي الخليفة الفاطمي العاضد باهلل اثر معاناته من المرض بعد‬
‫ثالثة ايام من قطع الخطبة(‪.)5‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابو شامة ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ق‪ ، 2‬ص‪.٢٦٦‬‬
‫المقريزي ‪ ،‬اتعاظ الحنفا ‪،‬ج‪ ، ٣‬ص‪.٣٣٦‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫هو الحسن ابو محمد بن المستنجد ولد سنة ست وثالثين وخمسمائة وامه ام ولد ارمنية اسمها‬
‫غضة بويع بالخالفة يوم موت ابيه سنة (‪٥٦٦‬ه ‪5571 /‬م) وفي عهده عادت الخطبة للعباسيين‬
‫في مصر ‪ .‬السيوطي ‪ ،‬تاريخ الخلفاء ‪ ،‬ص‪ ٣١٦‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابو شامة ‪ ،‬الروضتين ‪،‬ج‪ ،٣‬ق‪ ، 2‬ص‪ ٢٦٣‬؛ ابن الوكيل ‪ ،‬يوسف المّلواني ‪( ،‬ت‬
‫النواب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد الششتاوي‬
‫‪5515‬ه‪5759/‬م) ‪ ،‬تحفة االحباب بمن ملك مصر من الملوك و ّ‬
‫‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬دار اآلفاق العربية ‪5999 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 16‬؛ ماجد ‪ ،‬عبد المنعم ‪ ،‬الدولة االيوبية‬
‫في تاريخ مصر االسالمية التاريخ السياسي ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪5997 ،‬م) ‪،‬‬
‫ص‪.67‬‬
‫(‪ )5‬ابن االثير ‪ ،‬الكامل ‪ ،‬ج‪ ، 51‬ص ص ‪ 15-11‬؛ المنصوري ‪ ،‬بيبرس ‪( ،‬ت ‪721‬ه ‪5125 /‬م)‬
‫‪ ،‬مختار االخبار تاريخ الدولة االيوبية ودولة المماليك البحرية حتى سنة ‪712‬ه ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد‬
‫الحميد صالح حمدان ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬الدار المصرية اللبنانية ‪5991 ،‬م) ‪ ،‬ص‪ 1‬؛ عاشور ‪،‬‬
‫سعيد عبد الفتاح ‪ ،‬االيوبيون والمماليك في مصر والشام ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫‪5996‬م) ‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫﴿ ‪﴾ 591‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬

‫‪ -5‬المحاوال ت الرامية ألاادة الحك الفاطمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬مؤامرة امارة اليمني‪:‬‬

‫كان من الطبيعي ان يعمل َمن تبقى من انصار الدولة الفاطمية ضد سلطة‬


‫صالح الدين االيوبي ‪ ،‬وال سيما المنتفعين من الحكم الفاطمي الذين كانت لهم امتيازات‬
‫خاصة قد خسروها باستيالء صالح الدين االيوبي على زمام الحكم في مصر‪ ،‬فبدءوا‬
‫يحيكون المؤامرات والدسائس العادة الحكم الى الفاطميين والقضاء على االيوبيين ‪ ،‬ومن‬
‫اخطر هذه المؤامرات المؤامرة التي تزعمها الشاعر عمارة اليمني الذي لطالما مدح‬
‫الفاطميين في شعره ‪ .‬اجتمع المتآمرون واختاروا احد اوالد الخليفة الفاطمي العاضد‬
‫ليكون خليفة لهم (‪ ، )1‬وتقاسموا المناصب العليا للدولة فيما بينهم ‪ ،‬وقد ارتأى المتامرون‬
‫النجاح مؤامرتهم انه ال َّبد لهم من االستعانة بالقوى الخارجية ‪ ،‬فاتصلوا باألسماعيلية‬
‫الن ازرية في بالد الشام وطلبوا أرسال جماعة من أتباعهم تقوم باغتيال صالح الدين ‪.‬‬
‫فوافقوا على طلبهم (‪ ،)2‬واتصلوا بالصليبيين في بيت المقدس وملك صقلية وطلبوا منه‬
‫ان يرسل عموري االول ملك بيت المقدس جيشاً ويهاجم مصر من جهة الشرق ‪ ،‬في‬
‫حين يرسل ملك صقلية اسطوله لمهاجمة ثغر االسكندرية ‪ ،‬حتى يقوم صالح الدين‬

‫المقريزي ‪ ،‬السلوك ‪،‬ج‪ ،٣‬ص‪٧٥‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬العريني ‪ ،‬السيد الباز ‪ ،‬الشرق االدنى في العصور الوسطى ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‬
‫‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪.56‬‬

‫﴿ ‪﴾ 595‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫بمواجهة الجيش الصليبي والصقلي ‪ ،‬وفي الوقت نفسه يسهل على المتآمرين اشعال‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الثورة في الداخل‬

‫مهد عمارة اليمني لخطته ‪ ،‬بأقناعه توران شاه اخي صالح الدين االيوبي‬
‫وقد ّ‬
‫الشك ان عمارة اليمني كان يسعى من وراء ذلك‬
‫بالتوجه الى اليمن واالستيالء عليها ‪ ،‬و ّ‬
‫الى اضعاف جيش صالح الدين االيوبي بابعاد جزء كبير منه الى خارج الديار المصرية‬
‫ويتخلص من توران شاه للحيلولة دون توليه السلطنة مكان أخيه في حالة قتله(‪.)2‬‬

‫وقد ارسل الملك عموري االول وفداً ظاهره تقديم التحيات الى صالح الدين‬
‫االيوبي ‪ ،‬وباطنه التنسيق ووضع الترتيبات النهائية لفصول المؤامرة(‪ ،)3‬اال ان خيوط‬
‫معهم ‪ ،‬الذي أطلع‬ ‫(‪)4‬‬
‫المؤامرة انكشفت وذلك الن المتامرين قد اشركوا الفقيه أبن نجا‬
‫‪ ،‬فالقى صالح الدين القبض على المتآمرين‬ ‫(‪)5‬‬
‫صالح الدين االيوبي بتفاصيل المؤامرة‬
‫وقتلهم جميعا وامر بصلبهم وذلك في الثاني من رمضان سنة (‪1٦٦‬هـ ‪٣٣٧٢ /‬م) وأعتقل‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫فرق بين الذكور واألناث‬
‫من تبقى من االسرة الفاطمية بعد ان ّ‬

‫وبهذا يكون صالح الدين قد ّ‬


‫تمكن من كشف المؤامرة والقضاء على المتآمرين‬
‫تمكن الصليبيون من غزو مصر وذلك لوفاة الملك عموري االول في‬
‫في الداخل ‪ ،‬ولم ي ّ‬

‫(‪)1‬‬
‫مفرج الكروب ‪،‬ج ‪ ،٣‬ص ‪.٤٢٢‬‬
‫ابن واصل ‪ّ ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬ينظر ابن شداد‬
‫ابن واصل ‪ ،‬مفرج الكروب ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪ ،٤٣٥‬وحول حملة توران شاه الى اليمن ُ‬
‫‪ ،‬النوادر السلطانية ‪،‬ص ص ‪ 66-67‬؛ البنداري ‪ ،‬سنا برق الشامي ‪ ،‬ص ص ‪.21-25‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن واصل ‪ ،‬المصدر نفسه ‪،‬ج‪ ،٣‬ص ‪.٤٢1‬‬
‫(‪ )4‬زين الدين ابو الحسن علي بن ابراهيم بن نجا الواعظ ‪ ،‬كان من المقربين من صالح الدين األيوبي‬
‫‪ ،‬توفي في مصر سنة (‪611‬ه‪5211/‬م) ‪ .‬ابن تغري بردي ‪ ،‬النجوم الزاهرة ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص‪.561‬‬
‫(‪)5‬‬
‫مفرج الكروب ‪،‬ج‪ ،٣‬ص ‪.٤٢1‬‬
‫ابن واصل ‪ّ ،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ابن واصل ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص ص ‪ ٤٢٦-٤٢٥‬؛ غنيم ‪ ،‬اسمت ‪ ،‬الدولة االيوبية‬
‫والصليبيون ‪ ،‬ط‪( ، 5‬االسكندرية‪ :‬دار المعرفة الجامعية ‪5991 ،‬م) ‪ ،‬ص‪.25‬‬

‫﴿ ‪﴾ 592‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫السنة نفسها ‪ ،‬اما االسطول الصقلي فقد هاجم االسكندرية وحاصرها بجيش يزيد على‬
‫ثالثين الف مقاتل في السابع من صفر سنة (‪٥٧١‬هـ ‪5571 /‬م) (‪ .)1‬عسكر جيش‬
‫تمكن‬
‫واخذ بامداد اهل االسكندرية بالعساكر ‪ ،‬ف ّ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫صالح الدين االيوبي في فاقوس‬
‫المصريون من التصدي للجيش الصقلي واجباره على االنسحاب بعد ان تكبدوا خسائر‬
‫فادحة(‪.)4‬‬

‫ب‪ -‬ثورة كنز الدولة‪:‬‬

‫من الثورات التي واجهت حكم صالح الدين االيوبي ‪ ،‬ثورة كنز الدولة في اسوان‬
‫‪ ،‬وكان هدف الثورة اعادة الخالفة الفاطمية ‪ ،‬واستطاع كنز الدولة جمع اعداد كبيرة من‬
‫مكن‬
‫السودان وغيرهم من العناصر الموالية للفاطميين ‪ ،‬اال أن صالح الدين االيوبي ت ّ‬
‫جه ز حملة كبيرة وارسلها الى الثائرين بقيادة اخيه‬
‫من القضاء على هذه الثورة بعد ان ّ‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن شداد ‪ ،‬النوادر السلطانية ‪ ،‬ص ص ‪.٦٣-٦١‬‬
‫(‪ )2‬فاقوس ‪ :‬مدينة في جوف مصر الشرقي ‪ ،‬وهي آخر ديار مصر ‪ ،‬ياقوت الحموي ‪ ،‬معجم البلدان‬
‫‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص ‪٤٣٤‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابن شداد ‪ ،‬النوادر السلطانية‪ ،‬ص‪.٦٣‬‬
‫ابن شداد ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪ 95‬؛ قاسم ‪ ،‬قاسم عبده ‪ ،‬علي ‪ ،‬علي السيد ‪ ،‬االيوبيون‬ ‫(‪)4‬‬

‫والمماليك التاريخ السياسي والعسكري ‪ ،‬ط‪ ( ، 5‬مصر‪ :‬عين للدراسات والبحوث االنسانية‬
‫واالجتماعية ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫﴿ ‪﴾ 591‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫وبذلك تم‬ ‫(‪)2‬‬
‫الذي استطاع قتل كنز الدولة بعد حروب شديدة‬ ‫(‪)1‬‬
‫العادل سيف الدين‬
‫لصالح الدين االيوبي القضاء على آخر المحاوالت الرامية الى اعادة الحكم الفاطمي ‪.‬‬
‫وبهذا أُسدل الستار نهائيا على الدولة الفاطمية‪.‬‬

‫وهكذا فان انشغال الفاطميين في صراعاتهم الداخلية على منصبي االمامة والوزارة‬
‫مكن الصليبيين من‬
‫ادت الى اهمالهم ماكان يتهددهم من اخطار خارجية ‪ ،‬االمر الذي ّ‬
‫االستيالء على مدنهم في بالد الشام الواحدة تلو االخرى ابتداء من بيت المقدس في سنة‬
‫(‪592‬ه‪5197/‬م) وحتى مدينة عسقالن في سنة (‪156‬ه‪5511/‬م)‪ ،‬وعندئذ اصبحت‬
‫الدولة الفاطمية مقتصرة على مصر ‪ ،‬وطمع كل من نور الدين زنكي والصليبيين‬
‫لالستيالء عليها‪ .‬لق د اتاح استنجاد الوزير المخلوع شاور بنور الدين زنكي العادته الى‬
‫منصبه الفرصة لنور الدين للتدخل وبسط نفوذه وهيمنته عليها الستغالل مواردها المادية‬
‫والبشرية في صراعه مع الصليبيين فقد تمكن جيشه من دخول مصر بعد ثالث حمالت‬
‫بقيادة اسد الدين شيركوه الذي تولى الو ازرة للفاطميين ‪ ،‬ثم خلفه ابن اخيه صالح الدين‬

‫(‪)1‬‬
‫الملك العادل سيف الدين ابو بكر بن نجم الدين بن ايوب بن شاذي أخ صالح الدين األيوبي ‪،‬‬
‫تولّى حكم مدينة حلب في سنة (‪179‬ه ‪5561 /‬م) ثم الكرك ‪ ،‬وأصبح في سنة (‪197‬ه ‪/‬‬
‫‪5211‬م) سلطان مصر والشام‪ .‬توفي في سنة (‪651‬ه ‪5256 /‬م)‪ .‬للمزيد ُينظر‪ :‬ابو شامة ‪،‬‬
‫تراجم رجال القرنين السادس والسابع المعروف بالذيل على الروضتين ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيروت‪ :‬دار الجيل‬
‫‪5975 ،‬م) ‪ ،‬ص ص ‪ 552-555‬؛ ابن العميد ‪ ،‬المكين جرجيس ‪( ،‬ت ‪672‬ه ‪5271 /‬م) ‪،‬‬
‫اخبار االيوبيين ‪ ،‬ط‪( ، 5‬بورسعيد‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪ ،‬ص‪ 6‬؛ الذهبي ‪ ،‬سير اعالم‬
‫النبالء ‪ ،‬ج‪ ، 25‬ص ص ‪.521-551‬‬
‫ابن شداد ‪ ،‬النوادر السلطانية ‪ ،‬ص ص ‪ ٦١-٥٦‬؛ البنداري ‪ ،‬سنا البرق الشامي ‪ ،‬ص‪ 61‬؛‬ ‫(‪)2‬‬

‫النشرتي ‪ ،‬حمزة ‪ ،‬وآخرون ‪ ،‬السلطان الناصر صالح الدين قاهر الصليبيين وبطل موقعة حطين‬
‫‪ ،‬ص‪.575‬‬

‫﴿ ‪﴾ 595‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحروب الصليبية وأثرها في سقوط الدولة‬
‫الفاطمية‪..................................‬‬
‫االيوبي في و ازرة الخليفة الفاطمي العاضد لدين هللا في سنة (‪165‬ه‪5566/‬م) ‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه كان نائبا عن نور الدين زنكي في مصر‪.‬‬

‫وقد اتخذ صالح الدين خطوات تدريجية السقاط الدولة الفاطمية ‪ ،‬فاسس جيشا‬
‫مواليا له ‪ ،‬وعمل على نشر المذهب السني والقضاء على بقايا الجيش الفاطمي من‬
‫السودان واالرمن ‪ ،‬واخي ار قطع الخطبة عن الفاطميين ودعى للعباسيين في مصر في‬
‫سنة (‪167‬ه‪5575/‬م) دون حدوث ردة فعل غاضبة من عامة الناس ‪ .‬ولعل ذلك يرجع‬
‫الى االزمات االقتصادية واالضطرابات السياسية التي شهدتها الدولة الفاطمية في عقودها‬
‫االخيره ‪ ،‬مما جعلهم يرحبون بصالح الدين ولم يكترثوا لسقوط الدولة الفاطمية‪ .‬وبهذا‬
‫تكون الحروب الصليبية لها الدور البارز في سقوط الدولة الفاطمية فضال عن االوضاع‬
‫الداخلية المتردية‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 591‬‬
‫الخاتمة‪............................................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫من خالل استقراء االحداث التي تم عرضها والتي شهدتها الدولة الفاطمية يتبين‬
‫لنا ان سقوطها يرجع الى مجموعة عوامل داخلية وخارجية ‪ ،‬فأما العوامل الداخلية فتعد‬
‫تحول في تاريخ الدولة الفاطمية ‪ .‬فقد تولى الخالفة‬
‫سنة (‪724‬ه ‪6301/‬م) نقطة ّ‬
‫المستنصر باهلل الذي كان صبياً صغي اًر لم يتجاوز السابعة من عمره ‪ ،‬ومن الطبيعي‬
‫ان يؤدي ذلك الى اضطرابات في كيان الدولة والصراع بين كبار الشخصيات على‬
‫السلطة والنفوذ ‪ ،‬وال سيما ام الخليفة المستنصر السيدة (رصد) التي ادت دو اًر بار اًز في‬
‫تردي االوضاع الداخلية ‪ ،‬فقد تدخلت في شؤون الحكم واخضعت الخليفة الرادتها‬
‫وسطوتها وعملت على التخلص من جميع الشخصيات التي كانت تعارض سياستها ‪.‬‬

‫انعكست تلك السياسة التي اتبعتها ام الخليفة سلب ًا على اوضاع الجيش الفاطمي‬
‫تكون من عصبيات متباينة‪ ،‬كالسودان واالتراك والمغاربة ‪ ،‬وكانت السيدة (رصد)‬
‫الذي ّ‬
‫تستمد قوتها من خالل دعمها لطائفة السودان النها كانت جارية سوداء‪ ،‬فعملت على‬
‫االكثار منهم ‪ ،‬األمر الذي ّادى الى حروب بين طوائف العسكر‪.‬‬

‫في خضم تلك االحداث المضطربة برزت شخصية ناصر الدولة بن حمدان الذي‬
‫كان مقدم االتراك ‪ ،‬فهزم الجند السودان في معارك عدة واصبح الرجل القوي النافذ في‬
‫الدولة وسعى وراء اسقاطها ‪ ،‬فدعى للخليفة العباسي القائم بأمر هللا (‪-722‬‬
‫‪714‬ه‪6347-6303/‬م) من على منابر االسكندرية ودمياط ‪ ،‬وكاد ان يقضي على‬
‫الخالفة الفاطمية لوال ان عمل مقدموا االتراك على التخلص منه ‪ ،‬فقتلوه في سنة‬
‫(‪711‬ه‪6342 /‬م) حفاظاً على امنتيازاتهم في الدولة ‪.‬‬

‫وقد شهدت الدولة الفاطمية منذ مقتل الوزير اليازوري سنة (‪713‬ه‪6311/‬م)‬
‫وحتى و ازرة امير الجيوش بدر الجمالي في (‪711‬ه‪6340/‬م) فوضى ادارية كبيرة ‪ ،‬فقد‬

‫﴿ ‪﴾ 691‬‬
‫الخاتمة‪............................................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫تولى الو ازرة اربعة وخمسون وزي اًر واربعون قاضياً ‪ ،‬مما يدلل على مدى ضعف شخصية‬
‫الخليفة وتدهور االوضاع وفساد الطبقة الحاكمة ‪.‬‬

‫لم تقتصر المعاناة الداخلية للدولة الفاطمية على العامل البشري ‪،‬فقد ادت الطبيعة‬
‫دو اًر كبي اًر في تفاقم االوضاع الداخلية من خالل انخفاض مناسيب نهر النيل الذي اثر‬
‫على الحالة االقتصادية ‪ ،‬وال سيما في السنوات (‪717-714‬ه‪6346-6317/‬م) فيما‬
‫يعرف بالشدة العظمى او الشدة المستنصرية والتي تفشت فيها االوبئة والمجاعات وموت‬
‫االالف من المصريين ‪ ،‬وعلى الرغم من طابع المبالغة في وصف الشدة العظمى عند‬
‫المؤرخين ‪ ،‬اال انها تدلل على عمق االزمة التي كانت تعاني منها الدولة ‪.‬‬

‫اضطر الخليفة الفاطمي المستنصر باهلل امام تلك االوضاع المزرية الى االستعانة‬
‫بواليه على مدينة عكا امير الجيوش بدر الجمالي النقاذ ما يمكن انقاذه ‪ ،‬فقدم على رأس‬
‫جيش من االرمن وتمكن من فرض النظام واعادة شيء من هيبة الدولة‪ ،‬اال انه لم يتمكن‬
‫من اعادتها الى سابق مجدها وعظمتها‪.‬‬

‫وهكذا فان خالفة المستنصر تعد نقطة تحول في تاريخ الفاطميين وانتقالة من‬
‫القوة الى الضعف ‪ ،‬وانها بداية النهاية للدولة الفاطمية ‪.‬‬

‫استمر التدهور في االوضاع الداخلية بعد وفاة الخليفة المستنصر في الحقبة التي‬
‫عرفت بعصر نفوذ الوزراء ‪ ،‬وتمثل ذلك التدهور في محورين ‪ ،‬اولهما عدم التزام كبار‬
‫رجال الدولة بمبادئ العقيدة االسماعيلية في انتقال االمامة التي توجب انتقالها من االب‬
‫الى االبن االكبر ‪ ،‬حيث قام الوزير االفضل بن بدر الجمالي الذي خلف اباه في منصب‬
‫الو ازرة في سنة (‪714‬ه‪6397/‬م) بابعاد ابن الخليفة المستنصر باهلل نزار عن منصب‬
‫االمامة وتنصيب االبن االصغر المستعلي بسبب صلة القرابة بينهما ‪ ،‬مما ادى الى‬
‫انقسام الدعوة االسماعيلية الى طائفتين متعاديتين‪ ،‬الن ازرية في بالد فارس‪ ،‬والمستعلية‬

‫﴿ ‪﴾ 694‬‬
‫الخاتمة‪............................................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫في مصر واليمن والهند ‪ ،‬نتج عن ذلك مقتل الوزير االفضل في سنة (‪161‬ه‪6626/‬م)‬
‫والخليفة الفاطمي االمر باحكام هللا سنة (‪127‬ه‪6629/‬م) على يد الن ازرية ‪.‬‬

‫تعرضت االسماعيلية المستعلية الى االنقسام في عهد الخليفة الحافظ (‪-127‬‬


‫‪177‬ه‪6679-6629/‬م) ‪ ،‬فقد رفض الدعاة في اليمن امامته وعدوها غير شرعية النه‬
‫ابن عم الخليفة الفاطمي االمر واعترفوا بامامة ابن الخليفة االمر باحكام هللا الطيب ‪،‬‬
‫فانقسمت االسماعيلية المستعلية الى دعوتين حافظية او مجيدية في مصر وطيبية في‬
‫اليمن والهند ‪ ،‬ومن الطبيعي ان تؤدي االنقسامات الى ضعف الدولة الفاطمية والسيما‬
‫انها فقدت نفوذها في بالد فارس واليمن والهند ‪ .‬اما المحور الثاني ‪ ،‬فان فقدان الخلفاء‬
‫لهيبتهم منذ خالفة المستنصر ‪ ،‬وانتقال سلطاتهم الى يد الوزراء األمر الذي جعل منصب‬
‫الوزير عرضة للصراعات لتوليه ‪ ،‬فدخلت الدولة في دوامة من العنف على ذلك المنصب‬
‫‪ ،‬فما يكاد ان يتولى وزير حتى يثور عليه احد والة االقليم ليتولى الو ازرة مكانه ‪ .‬استمر‬
‫هذا الحال طيلة العقود الخمسة االخيرة من حياة الدولة الفاطمية مما ادى الى سقوطها‪.‬‬

‫اما العوامل الخارجية التي ادت الى سقوط الدولة الفاطمية فكانت الدولة عندما‬
‫تولى المستنصر باهلل الخالفة سنة(‪724‬ه‪6301/‬م) تمتد من اقليم المغرب حتى حدود‬
‫العراق ‪ ،‬وكان من الطبيعي ان التدهور الذي عانت منه الخالفة في عهده ألقى بظالله‬
‫على الوضع الخارجي للدولة الفاطمية وادى الى تقّلص رقعتها بشكل كبير ‪ .‬لقد شجعت‬
‫االضطرابات في مصر مركز الدولة الفاطمية والة االقاليم التابعة لها على السعي‬
‫لالنفصال ‪ ،‬فاعلن والي المغرب المعز بن باديس انفصاله عنها بتشجيع من الدولة‬
‫العباسية ودعى للخليفة العباسي القائم بأمر هللا في سنة (‪772‬ه‪6313/‬م) ‪ ،‬وقد حاولت‬
‫الدولة الفاطمية اعادة المغرب الى حضيرتها بأرسال القبائل الهاللية ‪ ،‬اال انها لم تتمكن‬
‫من ذلك ‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 691‬‬
‫الخاتمة‪............................................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫وشغلت مدينة حلب –التي حكمها المرداسيون –الدولة الفاطمية لعقود عدة ‪ ،‬وقد‬
‫سعى الفاطميون الخضاعها وارسلوا حمالت عدة من غير طائل ‪ .‬وفي نهاية المطاف‬
‫اعلنت المدينة والئها للعباسيين في سنة (‪710‬ه‪6343/‬م) بعد ان استنزفت الدولة‬
‫الفاطمية مادياً وعسكرياً ‪ .‬ولم تقتصر متاعب الفاطميين في بالد الشام على مدينة حلب‬
‫‪ ،‬فقد دخلت في صراعات عدة مع االمبراطورية البيزنطية ‪.‬‬

‫كان الصراع االكبر للدولة الفاطمية مع العباسيين ‪ ،‬على الرغم من اعالن الخطبة‬
‫للفاطميين في بغداد في اعقاب حركة البساسيري ‪ ،‬اال ان السالجقة حلفاء العباسيين‬
‫اخمدوا حركة البساسيري واستولوا على معظم مدن بالد الشام الفاطمية ‪ ،‬كبيت المقدس‬
‫وحماة ودمشق وحمص وحلب وهددوا القاهرة في سنة (‪719‬ه‪6341/‬م) ‪.‬‬

‫تعد الحروب الصليبية العامل الخارجي الرئيسي لسقوط الدولة الفاطمية ‪ ،‬فكان‬
‫ظهور الصليبيين في بالد الشام منذ سنة (‪719‬ه‪6391/‬م) سبباً في تقّلص رقعة الدولة‬
‫الفاطمية ‪ ،‬فأستولوا على جميع مدنها الشامية ‪ ،‬وكانت ردة الفعل الفاطمية ضعيفة تجاه‬
‫الصليبيين ‪ ،‬اذ لم تكن اوضاعهم تسمح بايقاف الزحف الصليبي ‪ .‬ويتحمل الوزير‬
‫االفضل مسؤولية فقدان المدن الشامية ‪ ،‬كالقدس ‪ ،‬ارسوف ‪ ،‬قيسلرية ‪ ،‬عكا ‪ ،‬يافا ‪،‬‬
‫بيروت وصيدا ما عدا صور وعسقالن التي استولى عليها الصليبيون بعد وفاته مستغلين‬
‫الصراعات الداخلية على منصب الو ازرة ‪.‬‬

‫اصبحت الدولة الفاطمية بعد سقوط عسقالن سنة (‪171‬ه‪6610/‬م) دولة صغيرة‬
‫مقتصرة على مصر ‪ ،‬وقد دخل نور الدين زنكي والصليبيون في سباق لالستيالء عليها‬
‫‪ ،‬وقد اتاح استنجاد الوزير المخلوع شاور بنور الدين زنكي العادته لمنصبه الفرصة‬
‫للتدخل في شؤون مصر ‪ ،‬فأرسل ثالث حمالت بقيادة اسد الدين شيركوه الذي اصبح‬
‫وزي اًر للفاطميين ونائباً عنه في سنة (‪117‬ه‪6611/‬م) وخلفه ابن اخيه صالح الدين‬

‫﴿ ‪﴾ 699‬‬
‫الخاتمة‪............................................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫االيوبي الذي اتخذ خطوات تدريجية السقاط الخالفة ‪ ،‬فأسس جيشاً موالياً له ‪ ،‬وعمل‬
‫السني من خالل المدارس التي انشأها وقضى على العناصر الموالية‬
‫على نشر المذهب ّ‬
‫للدولة الفاطمية كالسودان واالرمن ‪.‬‬

‫وفي سنة (‪114‬ه‪6646/‬م) قطع صالح الدين االيوبي الخطبة عن الفاطميين‬


‫ودعى للعباسيين بعد ان ايقن بنجاح خطواته من دون معارضة شعبية بسبب ما كانت‬
‫تعانيه الدولة الفاطمية من أزمات ‪ .‬وهكذا فأن الحروب الصليبية وجهود نور الدين زنكي‬
‫واسد الدين شيركوه وصالح الدين االيوبي اسهمت في سقوط الدولة الفاطمية فضال عن‬
‫اوضاعها الداخلية المتردية‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 233‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫ملحق رقم (‪ : )1‬قائمة بأسماء الخلفاء الفاطميين‬

‫مدة حكمه‬ ‫اسم الخليفة‬ ‫ت‬

‫‪211-191‬ه‪929 – 909/‬م‬ ‫عبيد هللا المهدي‬ ‫‪2‬‬

‫‪229-211‬ه‪999 – 929/‬م‬ ‫القائم بأمر هللا‬ ‫‪1‬‬

‫‪292-229‬ه‪952 – 999/‬م‬ ‫المنصور باهلل الفاطمي‬ ‫‪2‬‬

‫‪295-292‬ه‪975 – 952/‬م‬ ‫المعز لدين هللا‬ ‫‪9‬‬

‫‪289-295‬ه‪999 – 975/‬م‬ ‫العزيز باهلل الفاطمي‬ ‫‪5‬‬

‫‪922-289‬ه‪2012 – 999/‬م‬ ‫الحاكم بأمر هللا‬ ‫‪9‬‬

‫‪917-922‬ه‪2029 – 2012/‬م‬ ‫الظاهر إلعزاز دين هللا‬ ‫‪7‬‬

‫‪987-917‬ه‪2099 – 2029/‬م‬ ‫المستنصر باهلل الفاطمي‬ ‫‪8‬‬

‫‪995-987‬ه‪2202 – 2099/‬م‬ ‫المستعلي باهلل‬ ‫‪9‬‬

‫‪519-995‬ه‪2220 – 2202/‬م‬ ‫اآلمر بأحكام هللا‬ ‫‪20‬‬

‫‪599-519‬ه‪2299 – 2220/‬م‬ ‫الحافظ لدين هللا‬ ‫‪22‬‬

‫‪599-599‬ه‪2259 – 2299/‬م‬ ‫الظافر بأمر هللا‬ ‫‪21‬‬

‫‪555-599‬ه‪2290 – 2259/‬م‬ ‫الفائز بنصر هللا‬ ‫‪22‬‬

‫‪599-555‬ه‪2272 – 2290/‬م‬ ‫العاضد لدين هللا الفاطمي‬ ‫‪29‬‬

‫﴿ ‪﴾ 102‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫ملحق رقم (‪ : )2‬قائمة بأسماء وزراء الدولة الفاطمية الذين توّلوا الوزارة (‪044-054‬ه ‪/‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪1401-1451‬م)‬

‫البابلي ثانية ‪ ،‬بقي أربعة أشهر ‪ ،‬وصرف في محرم ‪.‬‬ ‫‪950‬ه‪2058/‬م‬

‫عبد هللا بن يحيى بن المدبر ‪ ،‬بقي شهرين ‪ ،‬وصرف في رمضان ‪.‬‬ ‫‪952‬ه‪2092/‬م‬

‫أبو محمد عبد الكريم بن الحاكم الفارقي ‪ ،‬مضافاً للقضاء والدعوة ‪ ،‬أقام أشه اًر‬
‫‪959‬ه‪2091/‬م‬
‫‪ ،‬وتوفي في محرم ‪.‬‬

‫أبو علي أحمد بن عبد الحاكم الفارقي ‪ ،‬مضافاً للقضاء والدعوة ‪ ،‬أقام سبعة‬
‫‪959‬ه‪2091/‬م‬
‫عشر يوماً ‪ ،‬وصرف ‪.‬‬

‫البابلي ثالثة ‪ ،‬أقام خمسة أشهر ‪ ،‬وصرف في محرم ‪.‬‬ ‫‪955‬ه‪2092/‬م‬

‫سديد الدولة ‪ ،‬أقام مدة ‪ ،‬وصرف‬ ‫أبو عبد هللا الحسين الملق‬ ‫‪955‬ه‪2092/‬م‬

‫أبو علي ‪ /‬أحمد بن عبد الكريم ‪ ،‬أشتهر بجالل الملك ‪ ،‬مضافاً للقضاء ‪ ،‬بقي‬
‫‪955‬ه‪2092/‬م‬
‫أقل من شهر ‪ ،‬وصرف في صفر ‪.‬‬

‫ابن المدبر ثانية ‪ ،‬أقام أكثر من شهرين ‪ ،‬ومات في جمادى االولى‪.‬‬ ‫‪955‬ه‪2092/‬م‬

‫عبد الظاهر بن فضل المعروف بابن العجمي ‪ ،‬أقام ثالثة أشهر‬ ‫أبو غال‬
‫‪955‬ه‪2092/‬م‬
‫وصرف في شعبان ‪.‬‬

‫الحسن بن مجلى بن أبي كدينة ‪ ،‬وهو من نسل عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل‬
‫‪955‬ه‪2092/‬م‬
‫عمر بن الخطاب ‪ ،‬مضافاً للقضاء أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في ذي الحجة ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪ 28‬وما بعدها‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 101‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫أبو المكارم المشرف بن أسعد المكرم ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في ربيع االخر ‪.‬‬ ‫‪959‬ه‪2099/‬م‬

‫‪.‬‬ ‫ثانية ‪ ،‬أقام ثالثة وأربعين يوماً ‪ ،‬وصرف في رج‬ ‫أبو غال‬ ‫‪959‬ه‪2099/‬م‬

‫أبو البركات الحسين بن عماد الدولة ثانية ‪ ،‬من أسرة الجرجرائي ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪،‬‬
‫‪959‬ه‪2099/‬م‬
‫وصرف في رمضان ‪.‬‬

‫ابن كدينة ثانية ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في ذي الحجة ‪.‬‬ ‫‪959‬ه‪2099/‬م‬

‫أبو الحسن بن أبي سعد التستري ‪ ،‬وهو يهودي أسلم ‪ ،‬تولى عشرة أيام ‪،‬‬
‫‪957‬ه‪2099/‬م‬
‫وصرف في المحرم ‪.‬‬

‫أبو القاسم هبة هللا بن محمد الرعياتي ‪ ،‬أقام مدة ‪ ،‬وصرف ‪.‬‬ ‫‪957‬ه‪2099/‬م‬

‫أبو شجاع محمد بن االشرف ‪ ،‬أقام يوماً ‪ ،‬وصرف ‪.‬‬ ‫‪957‬ه‪2095/‬م‬

‫ابن أبي كدينة ثالثة ‪ ،‬أقام أربعة أيام ‪ ،‬ثم صرف ‪.‬‬ ‫‪957‬ه‪2095/‬م‬

‫أبو شجاع ثانية ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في ربيع االول ‪.‬‬ ‫‪957‬ه‪2095/‬م‬

‫سديد الدولة ثانية ‪ ،‬أقام حوالي شهر ‪ ،‬وصرف في ربيع االخر ‪.‬‬ ‫‪957‬ه‪2095/‬م‬

‫‪.‬‬ ‫ابن أبي كدينة رابعة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في رج‬ ‫‪957‬ه‪2095/‬م‬

‫أبو المكارم ثانية ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في شوال ‪.‬‬ ‫‪957‬ه‪2095/‬م‬

‫أبو الحسن علي بن االنباري ‪ ،‬لعله أبن الوزير المقتول ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف‬
‫‪957‬ه‪2095/‬م‬
‫في ذي الحجة ‪.‬‬

‫سديد الدولة ثالثة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في ربيع االخر ‪.‬‬ ‫‪958‬ه‪2099/‬م‬

‫﴿ ‪﴾ 102‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫أبو علي أحمد بن عبد الكريم رابعة ‪ ،‬مضافاً للقضاء ‪ ،‬وصرف بعد أيام ‪.‬‬ ‫‪958‬ه‪2099/‬م‬

‫أبو الحسن طاهر بن وزير الطرابلسي ‪ ،‬صرف بعد أيام ‪.‬‬ ‫‪958‬ه‪2099/‬م‬

‫أبو عبد هللا محمد بن أبي حامد التنيسي ‪ ،‬تولى يوماً واحداً ‪ ،‬ثم صرف ولعله‬
‫‪958‬ه‪2099/‬م‬
‫قتل ‪.‬‬

‫أبو سعد منصور المعروف بابن زنبور ‪ ،‬كان نصرانياً فاسلم ‪ ،‬وانكر النصارى‬
‫‪958‬ه‪2099/‬م‬
‫اسالمه ‪ ،‬أقام أياماً وهرب ‪.‬‬

‫أبو العالء عبد الغني ‪ ،‬أقام أياماً ‪ ،‬وصرف ‪.‬‬ ‫‪958‬ه‪2099/‬م‬

‫ابن أبي كدينة خامسة ‪ ،‬وصرف ‪.‬‬ ‫‪999‬ه‪2072/‬م‬

‫ثالثة ‪ ،‬وصرف ‪.‬‬ ‫أبو غال‬ ‫‪995‬ه‪2071/‬م‬

‫أبو شجاع محمد بن األشرف ثالثة ‪ ،‬وقتل ‪.‬‬ ‫‪999‬ه‪2072/‬م‬

‫ابن أبي كدينة ‪ ،‬الذي يبدو انه تولى مرتين أخريين ‪ ،‬إذ يبلغ مجموع ماتواله‬
‫‪999‬ه‪2072/‬م‬
‫سبع مرات ‪ ،‬وهو آخر وزراء التنفيذ ‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 109‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫ملحق رقم (‪ : )1‬قائمة بأسماء القضاة الذين توّلوا القضاء (‪044-054‬ه ‪-1451 /‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪1401‬م)‬

‫أبو علي أحمد بن عبد الحاكم الفارقي ‪ ،‬بقي أشه اًر ‪ ،‬وصرف في ذي القعدة ‪.‬‬ ‫‪950‬ه‪2058/‬م‬

‫المليجي ‪ ،‬وهو من أهل مصر‪ ،‬ساءت سيرته ‪ ،‬بقي أكثر‬ ‫عبد الحاكم بن وه‬
‫‪951‬ه‪2090/‬م‬
‫من سنة ‪ ،‬وصرف في جمادى اآلخرة ‪.‬‬

‫أبو عبد هللا أحمد بن أبي العوام ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬ومات في ربيع األول ‪.‬‬ ‫‪952‬ه‪2090/‬م‬

‫‪.‬‬ ‫أبو علي أحمد بن عبد الحاكم الفارقي ثانية ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في رج‬ ‫‪952‬ه‪2092/‬م‬

‫عبد الحاكم المليجي ثانية ‪ ،‬أقام ثالثة أشهر وعشرين يوماً ‪ ،‬وصرف في‬
‫‪952‬ه‪2092/‬م‬
‫رمضان ‪.‬‬

‫أبو محمد عبد الكريم الفارقي ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وتوفي في محرم ‪.‬‬ ‫‪959‬ه‪2091/‬م‬

‫عبد الحاكم المليجي ثالثة ‪ ،‬أقام أياماً ‪ ،‬وصرف في محرم ‪.‬‬ ‫‪959‬ه‪2091/‬م‬

‫أبو علي أحمد الفارقي ثالثة ‪ ،‬مضافاً الى الو ازرة والدعوة ‪ ،‬أقام مدة ثمانية عشر‬
‫‪959‬ه‪2091/‬م‬
‫ٍ‬
‫قاض مدة‬ ‫يوماً ‪ ،‬وصرف في صفر‪.‬بقيت البالد بعده بدون‬

‫عبد الحاكم المليجي رابعة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في شعبان ‪.‬‬ ‫‪959‬ه‪2091/‬م‬

‫الحسن بن مجلى بن أبي كدينة ‪ ،‬مضافاً للو ازرة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في ذي‬
‫‪955‬ه‪2092/‬م‬
‫الحجة ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن ميسر ‪ ،‬اخبار مصر ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص‪ 28‬وما بعدها‪.‬‬
‫﴿ ‪﴾ 105‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫أبو علي أحمد بن عبد الكريم الفارقي ‪ ،‬الذي أشتهر بجالل الملك ‪ ،‬مضافاً‬
‫‪959‬ه‪2092/‬م‬
‫للو ازرة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في محرم ‪.‬‬

‫ابن أبي كدينة ثانية ‪ ،‬قام أشه اًر وصرف في ربيع اآلخر ‪.‬‬ ‫‪959‬ه‪2099/‬م‬

‫عبد الحاكم المليجي خامسة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في رمضان ‪.‬‬ ‫‪959‬ه‪2099/‬م‬

‫ابن أبي كدينة ثالثة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في ذي الحجة ‪.‬‬ ‫‪959‬ه‪2099/‬م‬

‫أبو علي أحمد بن عبد الكريم ثانية ‪ ،‬أقام حوالي الشهر ‪ ،‬وصرف في محرم‪.‬‬ ‫‪957‬ه‪2099/‬م‬

‫ابن أبي كدينة رابعة ‪ ،‬أقام أياماً ‪ ،‬وصرف في نفس المحرم ‪.‬‬ ‫‪957‬ه‪2099/‬م‬

‫أبو علي أحمد بن عبد الكريم ثالثة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ,‬وصرف في جمادى ؟ ‪.‬‬ ‫‪957‬ه‪2095/‬م‬

‫‪.‬‬ ‫ابن أبي كدينة خامسة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في رج‬ ‫‪958‬ه‪2095/‬م‬

‫عبد الحاكم المليجي سادسة ‪ ،‬أقام مدة ‪ ،‬وصرف ‪.‬‬ ‫‪958‬ه‪2095/‬م‬

‫ابن أبي كدينة سادسة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في صفر ‪.‬‬ ‫‪958‬ه‪2099/‬م‬

‫أبو علي أحمد بن عبد الكريم رابعة ‪ ،‬أقام مدة ‪ ،‬وصرف ‪.‬‬ ‫‪958‬ه‪2099/‬م‬

‫ابن أبي كدينة سابعة ‪ ،‬أقام مدة ‪ ،‬وصرف في المحرم ‪.‬‬ ‫‪959‬ه‪2099/‬م‬

‫عبد الحاكم المليجي سابعة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في جمادى اآلخرة ‪.‬‬ ‫‪959‬ه‪2097/‬م‬

‫ابن أبي كدينة ثامنة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في ذى القعدة ‪.‬‬ ‫‪959‬ه‪2097/‬م‬

‫أبو علي أحمد بن عبد الكريم خامسة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في صفر ‪.‬‬ ‫‪990‬ه‪2097/‬م‬

‫﴿ ‪﴾ 109‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫عبد الحاكم المليجي ثامنة ‪ ،‬أقام حوالي شهر ‪ ،‬وصرف في ربيع االول ‪.‬‬ ‫‪990‬ه‪2098/‬م‬

‫ابن أبي كدينة تاسعة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في جمادى االولى ‪.‬‬ ‫‪990‬ه‪2098/‬م‬

‫أبو علي أحمد بن عبد الكريم سادسة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في رمضان ‪.‬‬ ‫‪990‬ه‪2098/‬م‬

‫عبد الحاكم المليجي تاسعة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في ذي الحجة ‪.‬‬ ‫‪990‬ه‪2098/‬م‬

‫ابن أبي كدينة عاشرة ‪ ،‬أقام أشه اًر ‪ ،‬وصرف في صفر ‪.‬‬ ‫‪992‬ه‪2098/‬م‬

‫عبد الحاكم المليجي عاشرة ‪ ،‬أقام يوماً ‪ ,‬وصرف ؟‪.‬‬ ‫‪992‬ه‪2098/‬م‬

‫ابن أبي كدينة حادية عشرة ‪ ،‬أقام حوالي الشهر ‪ ،‬وصرف في ذي القعدة‪.‬‬ ‫‪992‬ه‪2099/‬م‬

‫عبد الحاكم المليجي حادية عشرة ‪ ،‬أقام مدة ‪ ،‬وصرف ؟‪.‬‬ ‫‪992‬ه‪2099/‬م‬

‫ابن أبي كدينة ثانية عشرة ‪ ،‬أقام مدة ‪ ،‬وصرف ‪.‬‬ ‫‪999‬ه‪2072/‬م‬

‫ابن أبي كدينة ثالثة عشرة ‪ ،‬إذ كان آخر من تواله ‪.‬‬ ‫‪999‬ه‪2072/‬م‬

‫﴿ ‪﴾ 107‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫ملحق رقم (‪ :)0‬سجل تولية اسد الدين شيركوه الوزارة الفاطمية‬

‫ٍ‬
‫محمد اإلمام العاضد د د د د د ددد لدين هللا أمير الم منين‪ ،‬إلى‬ ‫"من عبد هللا ووليه‪ ،‬عبد هللا أبي‬

‫السد دديد‪ ،‬األجل الملك‪ ،‬المنصد ددور‪ ،‬سد ددلطان الجيو ‪ ،‬ولي األمة‪ ،‬فخر الدولة‪ ،‬أسد ددد الدين‪ ،‬كافل‬
‫قضدداة المسددلمين‪ ،‬وهادي دعاة الم منين‪ ،‬أبي الحارو شدديركوه العاضدددي‪ ،‬عضددد هللا به الدين‪،‬‬
‫وأم د د دتد د ددع ب د د دطد د ددول ب د د دق د د ددائ د د دده أم د د ديد د ددر ال د د دم د د د م د د دن د د ديد د ددن‪ ،‬وأدام ق د د دددرت د د دده وأع د د دلد د ددى ك د د دل د د دم د د دت د د دده‪.‬‬
‫دالم عليكن فمن أمير الم منين يحمد إليك هللا الذي ال إله إال هو‪ ،‬ويس ددأله أن يص ددلي‬ ‫سد ي‬
‫ٍ‬
‫محمد خاتم النبيين‪ ،‬وس د دديد المرس د ددلين‪ ،‬ص د ددلى هللا عليه وعل آله الطاهرين‪ ،‬األئمة‬ ‫على س د دديدنا‬
‫ك د د د د د د د دث د د د د د د د دي د د د د د د د د اًر‪.‬‬ ‫تسد د د د د د د د د د د د د د دل د د د د د د د دي د د د د د د د دم د د د د د د د داً‬ ‫وسد د د د د د د د د د د د د د دلد د د د د د د ددم‬ ‫ال د د د د د د د دم د د د د د د د دهد د د د د د د دددي د د د د د د د ديد د د د د د د ددن‪،‬‬
‫أما بعد فالحمد هلل القاهر فوق عباده‪ ،‬الظاهر على من جاهر بعناده‪ ،‬القادر الذي يعجز الخلق‬
‫ما عزبت الهمم باس د د د د ددتبعاده‪،‬‬ ‫عن دفع ما أودع ض د د د د ددمائر الغيوب من مراده‪ ،‬القوي على تقري‬
‫الملي بحسددن الجزاء لمن جاهد في هللا حق جهاده‪ ،‬م تي الملك من يشدداء بما أسددلفه من ذخائر‬
‫رشد دداده‪ ،‬ونازعه ممن يشد دداء بما اقترفه من كبائر فسد دداده‪ ،‬منجد أمير الم منين بمن أمضد ددى في‬
‫نص د د درته العزائم‪ ،‬واسد د ددتقبله األعداء بوجوه الندم و‪،‬هور الهزائم‪ ،‬وفعلت له المهابة ما ال تصد د ددنع‬
‫الهمم‪ ،‬وخلعددت آثدداره على الدددنيددا مددا تخلعدده األنوار على الظلم‪ ،‬وعدددمددت نظ ار ه بمددا وجددد من‬
‫أنه‬ ‫محاسد د د ددنه التي فاق بها ملوا العرب والعجم‪ ،‬وانتقم هللا به ممن ‪،‬لم نفسد د د دده و ن ‪،‬ن النا‬
‫‪،‬لم‪ ،‬وذاد عن أمير الم منين من هو منه أولى بها ويأبى هللا سددبحانه إال إمضدداء ما حتم‪ ،‬ورام‬
‫المس د ددك إال إذا اكتتم ؤ م يد أمير الم منين بمما ٍم أقر هللا به‬ ‫إخفاء فض د ددله وهل يش د ددتهر الطي‬
‫عينهم وقضد ددى على يده من نص د درة الدين دينهمن ق لو أنفقت ما في األرض جميعاً ما ألفت بين‬
‫ق‪.‬‬ ‫بد د د د د د د د د ديد د د د د د د د د دند د د د د د د د د ده د د د د د د د د ددم‬ ‫ألد د د د د د د د د د‬ ‫هللا‬ ‫ولد د د د د د د د د دك د د د د د د د د ددن‬ ‫قد د د د د د د د د دل د د د د د د د د ددوبد د د د د د د د د ده د د د د د د د د ددم‬
‫الحمد هلل الذي خص جدنا محمداً بشد ددرف االصد ددطفاء واالجتباء‪ ،‬وأنهضد دده من الرسد ددالة‬
‫بأثقل األعباء وذخر له من شددرف المقام المحمود أشددرف األنصددباء‪ ،‬وأقام به القسددطا ‪ ،‬وطهر‬
‫﴿ ‪﴾ 108‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫به من األدنا ‪ ،‬وأيده بالصددابرين في البأسدداء والض دراء وحين البأ ‪ ،‬وألبس ش دريعته من مكارم‬
‫األفعال واألقوال أحسن لبا ‪ ،‬وجعل النور سارياً منه في عقبه ال ينقصه كثرة االقتبا ن ق ذلك‬
‫ق‪.‬‬ ‫الد د د د د د د د دن د د د د د د د ددا‬ ‫وعد د د د د د د د دل د د د د د د د ددى‬ ‫عد د د د د د د د دلد د د د د د د د ديد د د د د د د د دن د د د د د د د ددا‬ ‫هللا‬ ‫فضد د د د د د د د د د د د د د ددل‬ ‫م د د د د د د د ددن‬
‫والحمد هلل الذي اختار أمير الم منين ألن يقوم في أمته مقامه‪ ،‬وهدى بمراشد نوره إلى‬
‫طرق دار المقامة‪ ،‬وأوضد د ددن به منار الحق وأعالمه‪ ،‬وجعله شد د ددهيد عص د د دره‪ ،‬وحجة أمره‪ ،‬وباب‬
‫رزقه‪ ،‬وس ددبيل حقه‪ ،‬وش ددليع أوليائه‪ ،‬والمس ددتجار من الخطوب بلوائه‪ ،‬والمض ددمونة لذويه العقبى‪،‬‬
‫والمسد د د د د د ول له األجر في القربى‪ ،‬والمفترض الطاعة على كل مكل ‪ ،‬والغاية التي ال يقص د د د د ددر‬
‫عنها بوالئه إال من تأخر في مضمار النجاة وتخل ‪ ،‬والمشفوع الذكر بالصالة والتسليم والهادي‬
‫عمل إال بخفارة والئه‪ ،‬وال يض د ددل من اس د ددتض د دداء بأنجم‬
‫إلى الحق و لى طريق مس د ددتقيم‪ ،‬ال يقبل ي‬
‫هدايته الالمعة‪ ،‬وال دين إال به وال دنيا إال معهن ليتض د د د د ددن النهل القاص د د د د ددد‪ ،‬ولتقوم الحجة على‬
‫الجاحد‪ ،‬وليكون لش دديعته إلى الجنة نعم الش ددافع والرائد‪ ،‬وليأتي هللا به بنيان األعداء من القواعد‪،‬‬
‫ولد د د ديد د د دبد د د دي د د ددن لد د د ده د د ددم ال د د ددذي اخد د د دتد د د دلد د د دفد د د دوا د د د دي د د دده ولد د د ديد د د دعد د د دلد د د دمد د د دوا أند د د دمد د د دا ه د د ددو إل د د د يده واح د د ددد‪.‬‬
‫يحمددده أمير الم منين على مددا حبدداه من التددأييددد الددذي ‪،‬هر فبهر‪ ،‬وانتش د د د د د ددر فعم نفعدده‬
‫البش ددر‪ ،‬واإل‪،‬هار الذي اش ددترا يه جنود الس ددماء واألرض‪ ،‬واإل‪،‬فار الذي عقد هللا منه عقداً ال‬
‫تدخل عليه أحكام النقض‪ ،‬واالنتصد د د د د د ددار الذي أبان هللا به معنى قولهن ق ولوال دفع هللا النا‬
‫ق‪.‬‬ ‫ب د د د د د د د د د د د د د د د د د د د دب د د د د د د د د د د د د د د د د د د د دعد د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددض‬ ‫بد د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددعض د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د دهد د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددم‬
‫ٍ‬
‫محمد األمين‪ ،‬المبعوو رسد دوالً في األميين‪ ،‬الهادي إلى‬ ‫ويس ددأله أن يص ددلي على س دديدنا‬
‫دار الخلود‪ ،‬المسد د ددتقل بيانه اسد د ددتقالل عواثر الجدود‪ ،‬والمعدود أفضد د ددل نعمة على أهل الوجود‪،‬‬
‫والصد ددا ية بش د دريعته مشد ددارع النعمة‪ ،‬والواضد ددحة به الحنيلية البيضد دداء ل ال يكون أمر هللا عليهم‬
‫ناص د ددر شد د دريعته وقس د دديمه‬ ‫غمة‪ ،‬وعلى أبينا أخيه وابن عمه أمير الم منين علي ابن أبي طال‬
‫بالغل ‪ ،‬وعلى األئمة من ذريتهما‬ ‫والس د د ددب ‪ ،‬ويد الحق التي حكم لها في كل طل‬ ‫في النسد د د د‬
‫وسد د ددائ‪ ،‬الحكم‪ ،‬ومصد د ددابين الظلم ومفاتين النعم‪ ،‬والمخفقين دعوى من باهاهم وفاخر‪ ،‬والباذلين‬

‫﴿ ‪﴾ 109‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫جد ده د د ددده ددم ف ددي جد ده د د دداد م ددن اتد دخ د د ددذ م ددع هللا إلد دهد د د داً آخ ددر‪ ،‬وس د د د د د د د دل ددم وردد‪ ،‬ووال ددى وج د د دددد‪.‬‬
‫و ن أمير الم منين لما فوضه هللا تعالى من إيالة الخليقة‪ ،‬ومنحه من كرم السجية وكرم‬
‫إخالل وال إخالف‪،‬‬
‫ي‬ ‫الخليقة وبسد ددطه من يد على أهل الخالف‪ ،‬وأنجزه من موعوده الذي ليس له‬
‫وأوض د د ددحه من براهين إمامته للبصد د د دائر‪ ،‬وحفظ به على اإلس د د ددالم من طليعته المباديء وس د د دداقة‬
‫المصير‪ ،‬وأورثه من المقام الذي ال ينبغي إال له في عصره‪ ،‬واستخدم يه السيوف و الصروف‬
‫و من تأدية فرائض نص د د د د دره‪ ،‬وأ‪،‬هر له من المعجزات‪ ،‬التي ال يخلو منها زمن‪ ،‬و‪،‬اهر له من‬
‫الكرامات‪ ،‬التي زادت على أمنية كل متمن‪ ،‬وأتمنه عليه من أسد درار النبوة التي رآه هللا تعالى لها‬
‫أش د د ددرف مودع وعليها أكرم م تمن‪ ،‬وأجرى عليه دولته من تذليل الص د د ددعاب وتس د د ددهيل الطالب‪،‬‬
‫وتفليل أحزاب الشد د د ددرا إذا اجتمع كما اجتمعوا على جده صد د د ددلى هللا عليه وسد د د ددلم أهل األحزاب‬
‫يواصد ددل شد ددكر هذه النعم التوام‪ ،‬ويعرف بعوارفها الفرادى والت ام‪ ،‬ويقدم بين يدي كل عمل رغب ًة‬
‫إليه في إيضدداا الم ارشددد‪ ،‬وني ًة ال تضددل منها الهداية وال سدديما وهو الناشددد‪ ،‬ويسددتخيره عالماً أنه‬
‫يقدم إليه أسد ددباب الخير‪ ،‬ويناجيه يطلعه اإللهام على ما يحلي السد ددير ويجلي الغير‪ ،‬ويأخذ بيد‬
‫هللا حقه إذا اغتص ددبت حقوقه‪ ،‬ويس ددتنجد باهلل إذا اس ددتبين خالفة واس ددتجيز عقوقه‪ ،‬ويفزع إلى هللا‬
‫تعالى إذا قرع الض د ددائر‪ ،‬ويثق بوعد هللا تعالى إذا اس د ددتهلكت الش د ددبه البص د ددائر‪ ،‬فما اعترض ليل‬
‫فجر وضد د د د دداا‪ ،‬وال انتقض عقد غادر إال عاجله هللا سد د د د ددبحانه ٍ‬
‫بأمر‬ ‫ٍ‬
‫كرب إال انصد د د د دددع هلل عن ٍ‬
‫فضداا‪ ،‬وال انقطعت سدبل نصدرٍة إال وصدلها هللا تعالى بمن يرسدله‪ ،‬وال انصددعت عصدا ألفة إال‬
‫تدارا هللا تعالى بمن يجرده تجريد الص د د د د د ددفاا‪ ،‬و ذا عدد أمير الم منين هذه النعم الجس د د د د د دديمة‪،‬‬
‫العظيمة‪ ،‬والعوارف العميمة‪ ،‬واآليات المعلومة‪ ،‬والكفايات المحتومة‬ ‫والمنن الكريمة‪ ،‬واللطائ‬
‫والعادات المنظومة‪ ،‬كنت أيها السد د د دديد األجل أدام هللا قدرتك‪ ،‬وأعلى كلمتك أعظم نعم هللا تعالى‬
‫أث اًر‪ ،‬وأعالها خط اًر وأقضد د د د دداها ل مة وط اًر‪ ،‬وأحقها بأن تسد د د د ددمى نعم ًة‪ ،‬وأجدرها بأن تعد رحم ًة‪،‬‬
‫غم ًة‪ ،‬وأنضدداها في سددبيل هللا سددبحانه عزم ًة‪ ،‬وأمضدداها على األعداء حدا‪،‬‬ ‫وأسددماها أن تكش د‬
‫وأبداها في الجهاد جدا‪ ،‬وأعداها على األعداء يدا‪ ،‬وأحس د د د د د ددنها فعالً لليوم وأرجاها غدا‪ ،‬وأفرجها‬

‫﴿ ‪﴾ 120‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫ل زمة وقد كادت األمة تصد ددير سد دددى وأحق األولياء بأن يدعى ل ولياء سد دديدا‪ ،‬وأبقاهم فعل ًة ال‬
‫ينصرم فعلها الذي بدا أبدا‪.‬‬

‫فليهنك أنك حزب هللا الغال ‪ ،‬وشد ددهاب الدين الثاق ‪ ،‬وسد دديض هللا القاض د د ‪ ،‬و‪،‬ل أمير‬
‫الم منين الممدود‪ ،‬ومورد نعمته المورود‪ ،‬والمقدم في نفسدده وما ن خره إال ألجل معدود‪ ،‬نص درته‬
‫حين تناصد د د د د ددر أهل الضد د د د د ددالل‪ ،‬وهاجرت إليه هاج اًر برد الزالل وبرد الظالل‪ ،‬وخضد د د د د ددت بحار‬
‫األهوال‪ ،‬وفي يدا أمواج النصال‪ ،‬وها في جيدا اليوم عقد جواهر منه ونظم آلل‪ ،‬بل قد بلغت‬
‫السددماء وزينت منك بنجوم نهار ال نجوم ليال‪ ،‬وكشددفت الغماء وهي مطبق ية‪ ،‬ورفعت نوا‪،‬ر أهل‬
‫اإليمان وهي مطرق ية‪ ،‬وعقص ددت أعين الطنيان وهي مطلق ية‪ ،‬وأعدت بحنكتك على الدولة العلوية‬
‫بهجة شددبابها المونقة‪ ،‬وأنقذت اإلسددالم وهو على شددفى ٍ‬
‫جرف هار‪ ،‬ونفذت حين ال تنفذ السددهام‬
‫ال‬ ‫عن األوتار‪ ،‬وس د د ددمعت دعوته على بعد الدار‪ ،‬وأبص د د ددرت حق هللا ببص د د دديرتك وكم من أنا‬
‫يرونه بأبص ددار‪ ،‬وأجليت طاغية الكفر وسد دواا اجتذبه‪ ،‬وص دددقت هللا س ددبحانه حين داهنه من ال‬
‫وجمراته متوقدة‪ ،‬وقاتلت أولياء الش د د د دديطان وغمراته‬ ‫بص د د د دديرة له وكذبه‪ ،‬وأقدمت على الص د د د ددلي‬
‫الجاحد‪ ،‬بل أوجبت‬ ‫مجحود و ن رغم أن‬
‫ي‬ ‫متمردة‪ ،‬وما يومك في نصرة الدولة بواحد‪ ،‬وال أمسك‬
‫الحق بهجرة بعد هجرة‪ ،‬وأجبت دعوة الدين قائماً بها في غمرة بعد غمرة‪ ،‬وافترعت ص د د د ددهوة هذا‬
‫المحل الذي رقاا إليه أمير الم منين باس د د د ددتحقاقك‪ ،‬وأمات هللا العاجزين بما في ص د د د دددورهم من‬
‫نص د د د د ددحه‪ ،‬المحجوب النافذ بحجته المذعورة أعداء أمير‬ ‫حسد د د د د درات لحاقك‪ ،‬وكنت البعيد القري‬
‫الم منين به إن فوق سهمه أو أشرع رمحه‪ ،‬وما ضرا أن سخطك أعداء أمير الم منين و أمير‬
‫الم منين قد ارتضد د د د دداا‪ ،‬وال أن منعك المعاند حقك وقد ارتضد د د د ددى لك واقتضد د د د دداا‪ ،‬وما كان في‬
‫محدداجزتددك عن الحظ في خدددمددة لددذي أنددت بدده مندده أولى‪ ،‬ومدددافعتددك عن حقددك في قرب مقددامدده‬
‫الذي ال يس د د د د ددتطيع طوال‪ ،‬إال مغالبة هللا يك ىهللا غال ي على أمره‪ ،‬ومباعدتك وقد قربك هللا من‬
‫س ددر أمير الم منين و ن بعدت من جهره‪ ،‬اس ددتشد درفتك الص دددور‪ ،‬وتطلعت إليك عيون الجمهور‪،‬‬
‫واس د د د د د ددتوجبددت عقيلددة النعم بمددا قدددمددت من المهور‪ ،‬ونص د د د د د ددرت اإليمددان بددأهلدده‪ ،‬وأ‪،‬هرت الدددين‬

‫﴿ ‪﴾ 122‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫بمظاهرتك على الدين كله‪ ،‬وناهضد ددت الكفرة بالباع األشد ددد والرأي األسد ددد‪ ،‬ونادتهم سد دديوفكن وال‬
‫قرار على زأر من األس د د د د ددد وأدال هللا بك ممن قدم على ما قدم‪ ،‬وندم فما أغنى عنه الندم‪ ،‬حين‬
‫ات ما أتبعها‬
‫لل في جهالته‪ ،‬وتمادى في ضد د د دداللته‪ ،‬واسد د د ددتمر على اسد د د ددتطالته‪ ،‬وتوالت من عثر ي‬
‫من خزائنها ذخائر وأسلح ًة‬ ‫باستقالة‪ ،‬فكم اجتاا للدولة رجاالً‪ ،‬وضيق من أرزاقهم مجاالً‪ ،‬وسل‬
‫وأمواالً‪ ،‬ونقلها من أيدي أوليائها إلى أعداء هللا تبارا وتعالى‪ ،‬واتسددعت هفواته عن التعديد‪ ،‬وما‬
‫أن تنسد ددع أحاديثها‪ ،‬وأتى األئمة منك‬ ‫العهد منها ببعيد‪ ،‬وقد نسد ددع هللا تعالى بك حوادثها فوج‬
‫بمن هو وليها واألمة بمن هو مغيثها‪ ،‬ودعاا إمام عصرا بقلبه ولسانه وخطه على بعد الدار‪،‬‬
‫وتحقق أنك تتص د د ددرف معه حيو تص د د ددرف وتدور معه حيو دار‪ ،‬واختارا على ٍ‬
‫ثقة من أن هللا‬
‫االختيار‪ ،‬ورأى لك إقدامك ورقاب الشد د د د ددرا صد د د د دداغرة‪ ،‬وقدومك وأفواه‬ ‫تعالى يحمده يك عواق‬
‫المخاوف فاغرة‪ ،‬وكرتك في طاعته وأبى هللا تعالى أن تكون خاس درة‪ ،‬وسددطا بك حين تمالى بك‬
‫المشركون‪ ،‬وتمثل لرسلهم بقوله سبحانهن ق اخس وا فيها وال تكلمون ق وأنفت عزته هجنة الهدنة‪.‬‬
‫وقال ألوليائهن ق وقاتلوهم حتى ال تكون فتن ية ق وازدرى بخنازيرهم انتظار لوص د د د د د ددولك بأس د د د د د ددود‬
‫اإلس د د ددالم‪ ،‬وص د د ددبر على أنك تلبي نداءه بألس د د ددنة األعالم قبل ألس د د ددنة األقالم‪ ،‬فكنت حيو رجا‬
‫هللا لك العلو‪ ،‬وكبت بك العدو‪ ،‬وجمع على‬ ‫وأفضل‪ ،‬ووجدت بحيو رعى وأعجل‪ ،‬وقدمت فكت‬
‫التوفيق لك طرفي الرواا والغدو‪ ،‬ولم يلبس الكافر بس د د د د ددهامك جن ًة إال الفرار‪ ،‬وكان ق كش د د د د ددجرٍة‬
‫خبيثة اجتثت من فوق األرض ما لها من قرار ق هللف درا حين قاتلت بخبرا‪ ،‬قبل عس د د د د د ددكرا‪،‬‬ ‫ٍ‬

‫ونصد د ددرت بأثيرا‪ ،‬قبل عشد د دديرا‪ ،‬وأكرم بك من قادم خطواته مبرورة‪ ،‬وسد د ددطواته ل عداء مبيرة‪،‬‬
‫لمبعوو إلى بالد أمير الم منين بعو الس د ددحاب المس د ددخر‪،‬‬
‫ي‬ ‫وكل يوم من أيامه يعد س د دديرة‪ ،‬و نك‬
‫دالع بف دة اإلس د د د د د ددالم غير بعيدد أن يفيء هللا‬
‫ددم في النيدة وغن كندت في الزمدان الم خر‪ ،‬وط ي‬
‫ومق ي‬
‫ٍ‬
‫جهاد عددناهم عندنا من المص د د ددطفين الخيار‪ ،‬وأبناء جالد يش د د ددترون‬ ‫عليها بالد الكفار‪ ،‬ورجال‬
‫غرور ونومه غرار‪.‬‬
‫ي‬ ‫الجنة بعزائم كالنار‪ ،‬وغرر ٍ‬
‫نصر سكون العدو بعدما‬

‫﴿ ‪﴾ 121‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫منك بكواذب‬ ‫ولما جرى من جرى ذكره على عاداته في أمير الم منين حاشك واإليحا‬
‫الظنون‪ ،‬ورام رجعتك عن الحضد د د د د د درة وقد قرت بك الدار وقرت بك العيون‪ ،‬وكان كما قال هللا‬
‫تعالى في كتابه المكنونن ق لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك األمور حتى جاء الحق و‪،‬هر‬
‫اإلس ددالم ففتكت به أيديها‪ ،‬وكش ددفت له عن غطاء‬ ‫أمر هللا وهم كارهون ق هنالك غض ددبت نفو‬
‫أليم شديد‪ ،‬وعدل يه من قال ق وما ربك بظال ٍم‬ ‫العواق التي كانت منه مباديها‪ ،‬وأخذه من أخذ ي‬
‫للعبي د ددد قن ق إن في ذل د ددك ل د ددذكرى لمن ك د ددان ل د دده قلد د د ي أو ألقى الس د د د د د ددمع وهو ش د د د د د ددهي د ددد ق‪.‬‬
‫قواه‪ ،‬وجنيت عقبى ما نويت‬ ‫ولما نشددرت لواء اإلسددالم وطواه‪ ،‬وعضدددت الحق وأضددع‬
‫وجنى عقبى ما نواه‪ ،‬وأبيت إال إمض د دداء العزم في الش د ددرا وما أمض د دداه‪ ،‬ق أفرأيت من اتخذ إلهه‬
‫األشق‪ ،‬وطلعت أنوار النصر مشرقة بك وهل تطلع األنوار إال من‬ ‫وأضله هللا ق ودفعت الخط‬

‫الش د د ددرق‪ ،‬وقال لس د د ددان الحقن ق فأي الفريقين أحق ق‪ ،‬قض د د ددى هللا تعالى إلى أمير الم منين ً‬
‫عدة‬
‫قدمها ثم قضاها‪ ،‬وواله كما ولى جده صلى هللا عليه وسلم قبل ًة يرضاها وانتصر لك به انتصاره‬
‫آلهل البيت بس د د د د د ددلمانه وعماره‪ ،‬وأنطق أمير الم منين باص د د د د د ددطفائك اليوم وباألمس كنت عقد‬
‫إض د د د د د ددماره‪ ،‬وقلدا أمير الم منين أمر و ازرته‪ ،‬وتدبير مملكته وحياطة ما وراء سد د د د د د درير خالفته‪،‬‬
‫وصدديانة ما اشددتملت عليه دعوة إمامته‪ ،‬وكفالة قضدداة المسددلمين‪ ،‬وهداية دعاة الم منين‪ ،‬وتدبير‬
‫ما عدقه هللا بأمير الم منين من أمور أوليائه أجمعين‪ ،‬وجنوده وعسد د د د د د دداكره الم يدين‪ ،‬المقيمين‬
‫منهم والقادمين‪ ،‬وكافة رعايا الحض د درة بعيدها ودانيها‪ ،‬وسد ددائر أعمال الدولة باديها وخافيها‪ ،‬وما‬
‫يفتحه هللا تعالى على يديك من البالد‪ ،‬وما تس ددتعيده من حقوقه التي اغتص ددبها األض ددداد‪ ،‬وألقى‬
‫لك المقاليد بهذا التقليد‪ ،‬وقرب عليك كل غرض بعيد‪ ،‬وناط بك العقد والحل‪ ،‬والوالية والعزل‪،‬‬
‫والمنع والبذل‪ ،‬والرفع والخفض‪ ،‬والبس د د د د د دد‪ ،‬والقبض‪ ،‬واإلبرام والنقض‪ ،‬والتنبيه والغض‪ ،‬واإلنعام‬
‫س ددياس ددة إمض دداءه من األحكام تقليداً ال يزال به عقد فخرا نظيماً‪ ،‬وفض ددل‬ ‫واالنتقام‪ ،‬وما توج‬
‫هللا عد دلد دي د د ددك و د دي د د ددك عد دظد ديد دمد د د داً ق ذل د د ددك ال ددفضد د د د د د د د د ددل م ددن هللا وكد دف ددى ب د د دداهلل عد دلد ديد دمد د د داً ق‪.‬‬
‫فتقلددد مددا قلدددا أمير الم منين من هددذه الرتبددة التي تتددأخر دونهددا األقدددام‪ ،‬والغددايددة التي ال غددايددة‬

‫﴿ ‪﴾ 122‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫اع في‬
‫بعدها إال ما يمليك هللا به من الدوام‪ ،‬فلقد تناولتها بيد في الطاعة غير قصد د د د دديرة‪ ،‬ومس د د د د د ٍ‬
‫خدمة أمير الم منين أيامها على الكافرين غير يس دديرة‪ ،‬وبذلت لها ما مهد س ددبلها‪ ،‬ووص ددلتها بما‬
‫وصد ددل بك حبلها‪ ،‬وجمعت من أدواتها ما جمع لك شد ددملها‪ ،‬وقال لك لسد ددان الحق ق وكانوا أحق‬
‫ق‪.‬‬ ‫وأهد د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د دلد د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ده د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددا‬ ‫بد د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ده د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددا‬
‫وتقوى هللا س د ددبحانهن فهي و ن كانت لك عادة‪ ،‬وس د ددبيل الح ٍ إلى الس د ددعادة‪ ،‬فمنها أولى‬
‫الوصددايا بأن تتيمن باسددتفتاحها‪ ،‬وأحق القضددايا بأن تبتديء األمور بصددالحها‪ ،‬فاجعل تقوى هللا‬
‫أمامك‪ ،‬وعامل بها ربك و مامك‪ ،‬واسد د ددتنجن بها عواابك ومباديك‪ ،‬وقاتل بها أضد د ددادا وأعاديك‪،‬‬
‫قال هللا سبحانه في كتابه المكنونن ق يأيها الذين آمنوا اتقوا هللا ولتنظر نفس ما قدمت ٍ‬
‫لغد واتقوا‬ ‫ي‬
‫هللا إن هللا خ د د د د د د د د د دب د د د د د د د د د ديد د د د د د د د د د يدر ب د د د د د د د د د دمد د د د د د د د د ددا ت د د د د د د د د د دع د د د د د د د د د دم د د د د د د د د د دلد د د د د د د د د ددون ق‪.‬‬
‫والعساكر المنصورة فهم الذين غذوا بوالء أمير الم منين ونعمه‪ ،‬وربوا في حجور فضله‬
‫وكرمه‪ ،‬واجتاحهم من لم يحسد د ددن لهم النظر‪ ،‬واسد د ددتباحهم بأيدي من أضد د ددر لما أصد د ددر‪ ،‬وطالما‬
‫ففجروها‪ ،‬واص د د د ددطلوا المخاوف وتولجوها‪ ،‬وقارعوا الكفار مس د د د ددارعين ل عنة‪،‬‬ ‫ش د د د ددهدوا المواق‬
‫مقدمين مع األس د د د د د ددنة‪ ،‬مجردين إلى غايتينن إما إلى النص د د د د د ددر و ما إلى الجنة‪ ،‬ودبروا الويالت‬
‫فسد د د د د ددددوا وتقلدوا األعمال يما تقلدوا‪ ،‬واعتمد أحمرهم وأسد د د د د ددودهم‪ ،‬وأقربهم وأبعدهم‪ ،‬وفارسد د د د د ددهم‬
‫المونقات‬ ‫وراجلهم‪ ،‬ورامحهم ونابلهم‪ ،‬بتوفير اإلقطاع و د ارر النفقات‪ ،‬وتص د د د د د ددلية موارد العي‬
‫وأحسددن لهم السددياسددة التي تجعل أيديهم على الطاعة متفقة‪ ،‬وعزائمهم في مناضددلة أعداء الدين‬
‫مستبقة‪ ،‬وأجرهم على العادات في تقليد الويالت‪ ،‬واستكفهم لما هم أهله من مهمات التصرفات‪،‬‬
‫وميز أكابرهم تمييز النا‪،‬ر بالحقائق‪ ،‬واستنهضهم في الجهاد فهذا المضمار وأنت السابق‪ ،‬وقم‬
‫في هللا تعالى أنت ومن معك فقد رفعت الموانع والعوائقن ليقذف هللا بالحق الذي نصد د د د د د دره على‬
‫الباطل فيدمغه فمذا هو زاهق‪.‬‬

‫والش د ددرع الشد د دريض فأنت كافل قض د دداته‪ ،‬وهادي دعاته‪ ،‬وهو منار هللا تعالى األرفع‪ ،‬ويده‬
‫التي تمنع الظلم وتدفع‪ ،‬فقم في حفظ نظامه‪ ،‬وتنفيذ أحكامه‪ ،‬و قامة حدوده و مضد د د د د د دداء عقوده‪،‬‬

‫﴿ ‪﴾ 129‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫الدعوة وبنائها‪ ،‬وتمييز آخذي عهودها وأنبائها‪ ،‬ايام من يعول في األمانة على‬ ‫وتشد د ددييد أسد د ددا‬
‫أه د د ددل ال د د دددي د د ددان د د ددة‪ ،‬ويس د د د د د د د دت ددمسد د د د د د د د د ددك بد دحد دق ددوق هللا تد دع د د ددال ددى ب د د ددال ددرع د د دداي د د ددة والص د د د د د د د دي د د ددان د د ددة‪.‬‬
‫واألموال فهي سد ددالا العظائم‪ ،‬ومواد العزائم‪ ،‬وعتاد المكارم‪ ،‬وعماد المحارب والمسد ددالم‪،‬‬
‫و أمير الم منين ي مل أن تعود بنظرا عهود النضارة وأن يكون عدلك في البالد وكيل العمارة‪.‬‬
‫والرعايا فقد علمت ما نالهم من إجحاف الجبايات و سراف الجنايات‪ ،‬وتوالى عليهم من ضروب‬
‫عن مواردهم الكدر والقذى‪ ،‬وأحسن‬ ‫النكايات‪ ،‬فاعمر أوطانهم التي أخربها الجور واألذى‪ ،‬وان‬
‫الوطأة ما اس د د د د د ددتطعت عنهم‪ ،‬وبدلهم من بعد خوفهم أمنا‪ ،‬وكض‬ ‫وديعة هللا تعالى منهم‪ ،‬وخف‬
‫األدن د د د د د د د د د ددى‪.‬‬ ‫ه د د د د د د د د د ددذا‬ ‫ع د د د د د د د د د ددرض‬ ‫ف د د د د د د د د د ددي‬ ‫يد د د د د د د د د د دعد د د د د د د د د د دت د د د د د د د د د ددرض‬ ‫م د د د د د د د د د ددن‬
‫والجهاد فهو سلطان هللا تعالى على أهل العناد‪ ،‬وسطوة هللا تعالى التي يمضيها في شر‬
‫ك اًر و قداماً‪،‬‬ ‫العباد على يد خير العباد‪ ،‬ولك من الغناء يه مصد د د د د د د اًر وشد د د د د د دداماً‪ ،‬وثبات الجأ‬
‫التي اشد د ددتدت فكنت فارج هبواتها‪،‬‬ ‫والمصد د ددارف التي ض د د دربت فكنت ضد د ددارب كماتها‪ ،‬والمواق‬
‫الذي أورى زندا‪ ،‬ما يغني عن تجديد الوصددايا البسدديطة‪،‬‬ ‫الذي أطلق جدا‪ ،‬والتجري‬ ‫والتدري‬
‫وتأكيد القض د د د ددايا المحيطة‪ ،‬وما زلت تأخذ بالكفار من اليمين‪ ،‬وتعظم فتوحك في بالد الش د د د ددمال‬
‫عليهم سهالً ووع اًر وقسم بينهم‬ ‫أعداء هللا ب اًر وبح اًر‪ ،‬وأجل‬ ‫فكيض تكون في بالد اليمين‪ ،‬فاطل‬
‫الفتكات قتالً وأس د د اًر‪ ،‬وغارًة وحص د د اًر‪ ،‬قال هللا تعالى في كتابه المكنونن ق يأيها الذين آمنوا قاتلوا‬
‫ال د د ددذيددن ي دلددون دكددم مددن ال دك دف د د ددار ول دي دج د د دددوا دي دكددم غ دل دظد د د د ًة واع دل دم دوا أن هللا مددع ال دم دت دق ديددن ق‪.‬‬
‫وتوفيق هللا تعالى يفتن لك أبواب التدبير‪ ،‬وخبرتك تدلك على م ارش د ددد األمرن ق وال ينب ك‬
‫مثل خبير ق فأنت تبتدع من المحاس ددن ما ال تحي‪ ،‬به الوص ددايا‪ ،‬وتخترع من الميامن ما يتعرف‬
‫بركاته األولياء والرعايا‪ ،‬ىهللا سبحانه وتعالى يحقق ألمير الم منين يك أفضل المخايل‪ ،‬ويفتن‬
‫بس د د ددهامك من األعداء النحور والمقاتل‪ ،‬ويأخذ‬ ‫على يديك مس د د ددتغلق البالد والمعاقل‪ ،‬ويص د د ددي‬

‫﴿ ‪﴾ 125‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫لإلس د د ددالم بك ماله عند الش د د ددرا من الثارات والطوائل‪ ،‬وال يض د د دديع عمل عامل‪ ،‬ويجري األرزاق‬

‫واآلجال بين سيبك الفاضل وحكمه‪ ،‬إن شاء هللا تعالى‪ ،‬والسالم عليك ورحمة هللا وبركاته" (‪.)1‬‬

‫ملحق رقم (‪ :)5‬سجل تولية صالح الدين األيوبي الوزارة الفاطمية‬

‫" من عبد هللا ووليه عبد هللا أبي محمد اإلمام العاضد لدين هللا أمير الم منين إلى السيد‬

‫األجل على نحو ما تقدم في تقليد عمه أسد الدين شيركوه‪.‬‬

‫أما بعد فالحمد هلل مصرف األقدار ومشرف األقدار‪ ،‬ومحصي األعمال واألعمار‪ ،‬ومبتلي‬
‫يه‬ ‫األخيار واألبرار‪ ،‬وعالم سر الليل وجهر النهار‪ ،‬وجاعل دولة أمير الم منين فلكاً تتعاق‬
‫أحوال األقمارن بين انقضاء سرٍار واستقبال إبدار‪ ،‬وروضاً إذا هوت يه الدوحات أينعت الفروع‬
‫سابقة النوار باسقة الثمار‪ ،‬ومنجد دعوته بالفروع الشاهدة بفضل أصولها‪ ،‬والجواهر المستخرجة‬
‫من أمضى نصولها‪ ،‬والقائم بنصرة دولته فال تزال حيو يرو هللا األرض ومن عليها قائم ًة على‬
‫أصولها‪.‬‬
‫والحمد هلل الذي اختار ألمير الم منين ودله على مكان االختيار‪ ،‬وأغناه باقتضاب اإللهام‬
‫عن روية االختبار‪ ،‬وعضد به الدين الذي ارتضاه وعضد بمن ارتضاه‪ ،‬وأنجز له من وعد السعد‬
‫ٍ‬
‫مضاف إليه غير مضاه‪ ،‬وجعل‬ ‫ما قضاه فبل أن اقتضاه‪ ،‬ورفع محله عن الخلق فكلهم من‬
‫ملكته عريناً العتزازها باألسد وشبله‪ ،‬ونعمته ميراثاً أولى بها ذوي األرحام من بني الوالء وأهله‪،‬‬
‫وأ‪،‬هر في هذه القضية ما أ‪،‬هره في كل القضايا من فضل أمير الم منين وعدله‪ ،‬فأوليا ه‬

‫(‪)1‬‬
‫علي الطويل ‪ ،‬ط‪( ، 2‬دمشقن دار‬ ‫القلقشندي ‪ ،‬صبن األعشى في صناعة األنشا ‪ ،‬تحقيق يوس‬
‫الفكر ‪2987 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 20‬ص ص‪.91-82‬‬
‫﴿ ‪﴾ 129‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫كاآليات التي تتسق دراري أفقها المنير‪ ،‬وتنتسق درر عقدها النظيم الدريرن ق ما ننسع من ٍ‬
‫آية‬
‫أو ننسها نأت ٍ‬
‫بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن هللا على كل شيء قدير ق‪.‬‬

‫والحمد هلل الذي أتم بأمير الم منين نعمة اإلرشاد‪ ،‬وجعله أولى من للخلق ساد وللحق‬
‫شاد‪ ،‬وآثره بالمقام الذي ال ينبغي إال في عصره‪ ،‬وأ‪،‬هر له من معجزات نصره ما ال يستقل العدد‬
‫بحصره‪ ،‬وجمع لمن وااله بين رفع قدره ووضع إصره‪ ،‬وجعل اإلمامة محفو‪ً ،‬ة في عقبه والمعقبات‬
‫تحفظه بأمره‪ ،‬وأودعه الحكم التي رآه لها أحوط من أودعه‪ ،‬وأطلع من أنوار وجهه الفجر الذي‬
‫جهل من ‪،‬ن غير نوره مطلعه‪ ،‬وآتاه ما لم ي ت أحداً‪ ،‬وأمات به غياً وأحيا رشداً‪ ،‬وأقامه للدين‬

‫عاضداً فأصبن به معتضداً‪ ،‬وحفظ به مقام جده و ن رغم المستكبرون‪ ،‬وأنعم به على أمته أماناً‬
‫لواله ما كانوا ينظرون وال يبصرون‪ ،‬وق ما كان هللا ليعذبهم وأنت فيهم وما كان هللا معذبهم وهم‬
‫ق‪.‬‬ ‫يستغفرون‬
‫الجامن‪ ،‬ويدني منه البعيد‬ ‫ٍ‬
‫توفيق يذلل له الصع‬ ‫يحمده أمير الم منين على ما آتاه من‬
‫الصالن‪ ،‬ويلزم آراءه جدد السعود الواضن‪ ،‬ويريه‬ ‫على الدين من صالحه الخل‬ ‫النازا ويخل‬
‫ٍ‬
‫محمد الذي أنجى أهل اإليمان‬ ‫آيات اإلرشاد فمنه نازا قدا القادا‪ ،‬ويسأله أن يصلي على جده‬
‫ببعثه‪ ،‬وطهر بيديه من رجس الكفر وخبثه‪ ،‬وأجار باتباعه من عنت الشيطان وعبثه‪ ،‬وأوضن‬
‫الذي‬ ‫جادة التوحيد لكل مشرا االعتقاد مثلثه‪ ،‬وعلى أبينا أمير الم منين علي بن أبي طال‬
‫جادلت يده بلسان ذي الفقار‪ ،‬وقسم والئه وعداوته بين األتقياء واألشقياء الجنة والنار‪ ،‬وعلى‬
‫األئمة من ذريتها الذي أذل هللا بعزتهم أهل اإللحاد‪ ،‬وأصفى بما سفكوه من دمائهم موارد الرشاد‪،‬‬
‫وجرت أيديهم وألسنتهم بأقوات القلوب وأرزاق العباد‪ ،‬وسلم ومجد‪ ،‬ووالى وجدد‪.‬‬
‫و ن هللا سبحانه ما أخلى ق‪ ،‬دولة أمير الم منين التي هي مهب‪ ،‬الهدى ومح‪ ،‬الندى‪ ،‬ومورد‬
‫يتالفى الحادثة ويشبعها ويرأبها‪ ،‬ونعمة تبلغ بها النفو‬ ‫الحياة للولي والردى للعدا‪ ،‬من لط‬
‫أربها‪ ،‬وموهبة تشد موضع الكلم‪ ،‬وتسد موضع الثلم‪ ،‬وتجلي غمائم الغمم‪ ،‬وتحلي مغانم النعم‪،‬‬
‫وتستوفي شرائ‪ ،‬المناجن‪ ،‬وتستدني فوارط المصالن‪ ،‬ولم يكن ينسى الحادثة في السيد األجل‬

‫﴿ ‪﴾ 127‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫الملك المنصور رضي هللا عنه وأرضاه‪ ،‬وجعل الجنة متقلبه ومثواه‪ ،‬التي كادت لها أواخي الملك‬
‫تتزعزع‪ ،‬ومباني التدبير تتضعضع‪ ،‬إال ما نظر يه أمير الم منين بنور هللا من اصطفائك أيها‬
‫السيد الجل الملك الناصرن أدام هللا قدرتك ألن تقوم بخدمته بعده‪ ،‬وتسد في تقدمة جيوشه مسده‪،‬‬
‫وتقفو في والئه أثره‪ ،‬وال تفقد منه إال أثره‪ ،‬فوازت الفادحة يه النعمة يك‪ ،‬حتى تستوفي حظه‬
‫مقعد صدق بما اعتقده من تأدية‬ ‫من أمير الم منين بأجر ال يضيع هللا يه عمله‪ ،‬فاستوج‬
‫الجهاد وبدله‪،‬‬ ‫األمانة له وحمله‪ ،‬واستحق أن ينضر هللا وجهه بما أخلقه هللا من جسمه في مواق‬
‫ومضى في ذمام رضا أمير الم منينن وهو الذمام الذي ال يقطع هللا منه ما أمره أن يصله‪ ،‬واتبع‬
‫أول ما تلقاه بالروا والريحان‪ ،‬وذخرت له من شفاعته ما عليه معول أهل‬ ‫من دعائه بتح‬
‫اإليمان في األمان‪ ،‬فرعى هللا قطعه البيداء إلى أمير الم منين وتجشمه األسفار‪ ،‬ووطأه المواطيء‬
‫التي تنيظ الكفار‪ ،‬وطلوعه على أبواب أمير الم منين طلوع أنوار النهار‪ ،‬وهجرته التي جمعت‬
‫له أجرينن أجر المهاجرين وأجر األنصار‪ ،‬وشكر له ذلك المسعى الذي بلغ من الشرا الثار‪،‬‬
‫الصفاا‪ ،‬ومشتجر الرماا‪،‬‬ ‫وبلغ اإلسالم اإليثار‪ ،‬وما لقي ربه حتى تعرض للشهادة بين مختل‬
‫ومفترق األجسام من األرواا‪ ،‬وكانت مشاهدته ألمير الم منين أج اًر فوق الشهادة‪ ،‬ومن ًة هلل تعالى‬
‫عليه له لها ما للذين أحسنوا الحسنى وزيادة‪ ،‬وحتى رآا أيها السيد األجل الملك الناصر أدام هللا‬
‫قدرتك قد أقررت نا‪،‬ره‪ ،‬وأرغمت منا‪،‬ره‪ ،‬وشددت سلطانه وسددت مكانه‪ ،‬ورمى بك فأصاب‪،‬‬
‫إلى ما يك من مضاء الشباب‪ ،‬ولقنت ما‬ ‫وسقى بك فصاب‪ ،‬وجمعت ما يه من أبهة المشي‬
‫عليك إسناد الفتكات فتقلبت‬ ‫أفادته التجارب جملة‪ ،‬وأعانتك المحاسن التي هي يك جلة‪ ،‬وقل‬
‫وأوضن لك مناهل البركات فتقبلت‪ ،‬وسددا سهماً‪ ،‬وجردا شهماً‪ ،‬وانتضاا فارتضاا غرباً‪،‬‬
‫وآثرا على آثر ولده إمام ًة في التدبير وحرباً‪ ،‬وكنت في السلم لسانه اآلخذ بمجامع القلوب‪ ،‬وفي‬
‫جيشه إذا ثبت وجناحه إذا‬ ‫الحرب سنانه النافذ في مضيق الخطوب‪ ،‬وساقته إذا طل ‪ ،‬وقل‬
‫ٍ‬
‫شمس واستمد‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫لهالل استملى النور من‬ ‫وث ‪ ،‬وال عذر لشبل نشأ في حجر أسد‪ ،‬وال‬

‫﴿ ‪﴾ 128‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫هذا ولم يكن لك على هذا اإلسناد في هذا الحديو‪ ،‬وهذا المسند الجامع من قديم الفخر‬

‫وحديو وهذا المسند الجامع من قديم الفخر وحديو‪ ،‬ألغنتك غريزةي عزيزة وسجية سجية وشيمةي‬
‫وسيمة‪ ،‬وخالئق‪ ،‬فيها ما تح الخالئق‪ ،‬ونحائز‪ ،‬مثلها حائز‪ ،‬ومحاسن‪ ،‬ما ها غير آسن ومآثر‪،‬‬
‫جد غير عاثر‪ ،‬ومخافر‪ ،‬غفل منها األول‪ ،‬ليستأثر بها اآلخر‪ ،‬وبراعة لسان‪ ،‬ينسجم قطارها‪،‬‬
‫وخالل جالل عليك شواهد أنوارها تتوضن ومساعي مساعد لديك‬
‫ي‬ ‫وشجاعة جنان‪ ،‬تضطرم نارها‪،‬‬
‫أن أسألك من‬ ‫أب وعم ووج‬
‫كمائم نورها تتفتن‪ ،‬فكيض وقد جمعت لك في المجد بين نفس و ً‬
‫اصطفاء أمير الم منين ماذا حصل ثم على الخلق عم‪ ،‬فيومك واسطةي في المجد بين غدا‬
‫وأمسك‪ ،‬وكل ٍ‬
‫ناد من أندية الفخار لك أن تقول يه وعلى غيرا أن يمسك بشراا أن أنعم أمير‬
‫الم منين موصول ية منكم بو ٍ‬
‫الد وولد‪ ،‬وان شمس ملكه كالشمس أقوى ما كانت في بيت األسد‪.‬‬

‫وجه أمير الم منين في سمائه واله من اختيارا قبلة‪ ،‬وقامت حجته‬ ‫ولما رأى هللا تقل‬
‫عند هللا باستكفائك وزي اًر له ووز اًر للملة‪ ،‬فناجته مراشد اإللهام‪ ،‬وأضاءت له مقاصد ال تعقلها كل‬
‫األفهام‪ ،‬وعزم له على أن قلدا تدبير مملكته الذي اعرقت في إرثه وأغرقت في كسبه‪ ،‬ومهد لك‬
‫أبعد ٍ‬
‫غاية في الفخر بما يسر لك من قربه‪ ،‬ولقد سبق أمير الم منين إلى اختيارا قبل قول لسانه‬
‫يخرج نباته بمذن ربه ق‪.‬وقلدا ألنك سيض من‬ ‫بضمير قلبه‪ ،‬وذكر يك قول ربهن ق والبلد الطي‬
‫احد منتظم في معنى‬
‫سيوف هللا تعالى يحق به التقلد وله التقليد‪ ،‬واصطفاا على علم بأنك و ي‬
‫العديد‪ ،‬وأحيا في سلطان جيوشه سنة جده اإلمام المستنصر باهلل في أمير جيوشه األول وأقامك‬
‫بعده كما أقام ولده و نه ليرجو أن تكون افضل من األفضل‪ ،‬وخرج أمره إليك بأن يوعز إلى‬
‫ديوان اإلنشاء بكت هذا السجل لك بتقليدا و ازرته التي أحلك ربوتها‪ ،‬وأحل لك صهوتها‪ ،‬وحالا‬
‫نعمتها‪ ،‬ولك نغمتها‪ ،‬فتقلد و ازرة أمير الم منين من رتبتها التي تناهت في اإلنافة‪ ،‬إلى أن ال‬
‫رتبة فوقها إال ما جعله هللا تعالى للخالفة‪ ،‬وتب منها صد اًر ال تطلع إليه عيون الصدور‪ ،‬واعتقل‬
‫درجة على مثلها تدور البدورن ق واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم األمور قن‬ ‫ٍ‬ ‫منها في‬
‫وقلن ق الحمد هلل الذي أذه عنا الحزن إن ربنا لغفور شكورق‪ .‬وباشر مستبش اًر‪ ،‬واستوطن متدي اًر‪،‬‬

‫﴿ ‪﴾ 129‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫وابس‪ ،‬يدا فقد فوض إليك أمير الم منين بسطاً وابضاً‪ ،‬وارفع نا‪،‬را فقد أباا لك رفعاً وخفضاً‪،‬‬
‫واثبت على درجات السعادة فقد جعل لحكمك تثبيتاً ودحضاً‪ ،‬واعقد حبى العزمات للمصالن فقد‬
‫أطلق بأمرا عقداً ونقضاً‪ ،‬وانفذ يما أهلك له فقد أدى بك نافلة من السياسة وفرضاً‪ ،‬وصرف‬
‫أود األيام فعليك أمانة التهذي والتثقيض‪ ،‬واسح‬ ‫أمور المملكة فمليك الصرف والتصريض‪ ،‬وثق‬
‫ذيول الفخار حيو التصل التيجان‪ ،‬وام لحظاً من نور هللا تعالى حيو تتقي األبصار لجين‬
‫األجفان‪ ،‬إن هذا لهو الفضل المبين فارتبطه بالتقوى التي هي عروة النجاة وذخيرة الحياة والممات‪،‬‬
‫لغدها في أمسها‪ ،‬وجادلت به‬ ‫وصفوة ما تلقى آدم من ربه من الكلمات‪ ،‬وخير ما قدمته النفو‬
‫خير لمن‬ ‫يوم تجادل كل ٍ‬
‫نفس عن نفسها قال هللا سبحانه ومن أصدق من هللا قيالن ق واآلخرة ي‬
‫اتقى وال تظلمون فتيال ق‪ .‬واستتم بالعدل نعم هللا عليك‪ ،‬وأحسن كما أحسن هللا إليك‪ ،‬وأمر‬
‫بالمعروف فمنك من أهله‪ ،‬وانه عن المنكر كما كنت تنزهت عن فعله‪ .‬وأولياء أمير الم منين‪،‬‬
‫بمقام ملكه من األمراء المطوقين‪ ،‬واألعيان المعصبين‪ ،‬واألماثل‬ ‫وأنصاره الميامين‪ ،‬ومن يح‬
‫واألجناد أجمعين‪ ،‬فهم أوليا ه حقاً‪ ،‬ومماليكه رقاً‪ ،‬والذين تبوءوا الدار واإليمان سبقاً‪ ،‬وأنصاره‬
‫غرباً كما أن عسكرا أنصاره شرقاً‪ ،‬فهم وهم ييد في الطاعة على من ناواهم‪ ،‬يسعى بذمتهم‬
‫أعالهم‪.‬‬ ‫الم منين‬ ‫أمير‬ ‫عند‬ ‫وأنت‬ ‫فيهم‬ ‫وتحكم‬ ‫أدناهم‪،‬‬
‫هذا وقد كان السيد األجل الملك المنصور رضي هللا عنه استمطر لهم من إنعام أمير‬
‫الم منين المسامحة بعلقهم‪ ،‬وواسى في هذه المنقبة التي استحق بها حسن الذكر بين طوائفهم‬
‫وفرقهم‪ ،‬فصنهم من جائحات االعتراض‪ ،‬وابذل لهم صالحات األغراض‪ ،‬وارفع دونهم الحجاب‪،‬‬
‫ويسر لهم األسباب‪ ،‬واستوف منهم عند الحضور إليك غايات الخطاب‪ ،‬وصرفهم في بالد أمير‬
‫لماة وكماة‪ ،‬وعرفهم بركة سلطانك واقتد‬
‫الة حماة‪ ،‬كما تصرفهم في أوقات الحرب ً‬
‫الم منين و ً‬
‫بقلوبهم بزمام إحسانك‪.‬‬

‫وأما القضاة الدعاة فهم بين كفالتك وهديك‪ ،‬والتصريض على أمرا ونهيك‪ ،‬فاستعمل منهم‬
‫فال‪.‬‬ ‫بالعنايات‬ ‫فأما‬ ‫عمالً‪،‬‬ ‫أحسن‬ ‫من‬

‫﴿ ‪﴾ 110‬‬
‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪...‬‬

‫والجهاد فأنت راضع دره‪ ،‬وناش ه حجره‪ ،‬و‪،‬هور الخيل مواطنك‪ ،‬و‪،‬الل الجبل مساكنك‪ ،‬وفي‬
‫‪،‬لمات مشاكله‪ ،‬تجلى محاسنك‪ ،‬وفي أعقاب نوازله‪ ،‬تتلى ميامينك‪ ،‬فشمر له عن ٍ‬
‫ساق من القنا‪،‬‬
‫وخض يه بح اًر من الظبا‪ ،‬واحلل يه عقدة كلمات هللا سبحانه وثيقات الحبى‪ ،‬وأسل الوهاد بدماء‬
‫العدا وارفع بر وسهم الربا‪ ،‬حتى يأتي هللا بالفتن الذي يرجو أمير الم منين أن يكون مذخو اًر‬
‫إمامك‪.‬‬ ‫لسان‬ ‫من‬ ‫يديه‬ ‫بين‬ ‫مقامك‬ ‫يوم‬ ‫به‬ ‫ومشهوداً‬ ‫أليامك‪،‬‬
‫ال العن ‪ ،‬وجم ية يمتريها الرفق ال العس ‪ ،‬وما برحت أجد‬ ‫اللط‬ ‫واألموال فهي زبدة حل‬
‫ذخائر الدول للصفوف‪ ،‬واحد أسلحتها التي تمضي وقد تنبو السيوف‪ ،‬فقدم للبالد االستعمار‪،‬‬
‫بحار‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مال‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫تذخر‬ ‫عدل‬ ‫من‬ ‫وقطرةي‬ ‫لالستثمار‪،‬‬ ‫لك‬ ‫تقدم‬
‫والرعايا فهم ودائع هللا ألمير الم منين وودائعه لديك‪ ،‬فاابض عنهم األيدي وابس‪ ،‬بالعدل فيهم‬
‫يديك‪ ،‬وكن بهم ر وفاً‪ ،‬وعليهم عطوفاً‪ ،‬واجعل الضعيض منهم في الحق قوياً والقوي في الباطل‬
‫ضعيفاً‪ ،‬ووكل برعايتهم نا‪،‬ر اجتهادا‪ ،‬واجعل ألسنتهم بالدعاء من سالحك وقلوبهم بالمحبة‬
‫جالس في صدر‪ ،‬الستغنيت عنها‬‫قائم بأمر‪ ،‬أو ي‬
‫من أجنادا‪ ،‬ولو جاز أن يستغني عن الوصية ي‬
‫بفطنتك الزكية‪ ،‬وفطرتك الذكية‪ ،‬ولكنها من أمير الم منين ذكرى لك وأنت من الم منين‪ ،‬وعرابة‬
‫ٍ‬
‫بركة فتلق رايتها باليمين‪ ،‬و هللا تعالى ي يدا أيها السيد األجل أدام هللا قدرتك بالنصر العزيز‪،‬‬
‫ويقضي لدولة أمير الم منين على يديك بالفتن الوجيز‪ ،‬وألهلها في نظرا باألمر الحريز‪ ،‬ويمتع‬
‫دست الملك بحلى مجدا اإلبريز‪ ،‬ويقر عيون األعيان بما يظهر لك في ميدان السعادة من‬
‫السبق والتبريز‪ ،‬ويمليك من نحلة أنعم أمير الم منين بما ملكك إياه ملك التحويز‪ ،‬ويلق بك في‬
‫المجد أولك‪ ،‬ويحمد يك العواق ولك‪ ،‬فاعلم ذلك من أمر أمير الم منين ورسمه‪ ،‬واعمل بموجبه‬

‫وحكمه‪ ،‬إن شاء هللا تعالى"‬


‫(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫علي الطويل ‪ ،‬ط‪( ، 2‬دمشقن دار‬ ‫القلقشندي ‪ ،‬صبن األعشى في صناعة األنشا ‪ ،‬تحقيق يوس‬
‫الفكر ‪2987 ،‬م) ‪ ،‬ج‪ ، 20‬ص ص‪.200-91‬‬
‫﴿ ‪﴾ 112‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬المصادر العربية والمعربة‬

‫‪ ‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬ابن اآلبار ‪ ،‬ابو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن ابي بكر القضاعي ‪( ،‬ت ‪856‬هـ‬
‫‪0281 /‬م)‪.‬‬
‫‪ -0‬الحلة السيراء ‪ ،‬تحقيق حسين مؤنس ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت د‪ .‬مط ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬االبشيهي ‪ ،‬بهاء الدين ابو الفتح محمد بن احمد ‪( ،‬ت ‪652‬هـ ‪0446 /‬م)‪.‬‬
‫‪ -2‬المستطرف في كل فن مستظرف ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت ‪ ،‬دار مكتبة الحياة ‪،‬‬
‫‪0861‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن االثير ‪ ،‬علي بن محمد بن محمد ‪( ،‬ت ‪831‬ه ‪0232 /‬م)‪.‬‬
‫‪ -3‬التاريخ الباهر في الدولة االتابكية ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد القادر احمد طليمات ‪،‬‬
‫ط‪ ( 0‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط ‪0883 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ -4‬الكامل في التاريخ ‪ ،‬راجعه وصححه‪ :‬محمد يوسف الدقاق ‪ ،‬ط‪، 0‬‬
‫(بيروت دار الكتب العلمية ‪0861 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ -5‬اللباب في تهذيب االنساب ‪ ،‬ط‪( ،0‬بغداد‪ :‬مكتبة المثنى ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬األدريسي ‪ ،‬محمد بن عبد العزيز ‪( ،‬ت ‪851‬ه ‪0252 /‬م)‪.‬‬
‫‪ -8‬وصف افريقية الشمالية والصحراوية من كتابه نزهة المشتاق في اختراق‬
‫اآلفاق ‪ ،‬تحقيق‪ :‬هنري بيريس ‪ ،‬ط‪( ، 0‬الجزائر‪ :‬د‪.‬مط ‪0851 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬أسامة بن منقذ ‪ ،‬مؤيد الدولة المظفر أسامة بن مرشد الشيزري ‪( ،‬ت ‪ 564‬هـ ‪/‬‬
‫‪0066‬م)‪.‬‬
‫‪ -1‬األعتبار ‪ ،‬تحرير ‪ :‬فيليب حتي ‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬القاهرة ‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية‬
‫‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬االصفهاني ‪ ،‬ابو عبد هللا محمد بن محمد بن حامد ‪( ،‬ت ‪581‬ه‪0211 /‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 222‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ -6‬الفتح القسي في الفتح القدسي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬دار المنار ‪2114 ،‬م)‬
‫‪ ‬االنطاكي ‪ ،‬يحيى بن سعيد بن يحيى ‪( ،‬ت ‪٨٥٤‬ه ‪٧٦٠١ -‬م )‪.‬‬
‫‪ -8‬تاريخ االنطاكي المعروف بصلة تاريخ اوتيخا‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمر عبد السالم‬
‫تدمري ‪ ،‬ط ‪( ، ٧‬لبنان ‪ ،‬طرابلس ‪ :‬جروس برس ‪٧٩٩٦،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن اياس ‪ ،‬ابو البركات محمد بن احمد ‪( ،‬ت ‪831‬ه‪0524/‬م)‪.‬‬
‫بدائع الزهور في وقائع الدهور‪ ( ،‬القاهرة‪ :‬المطبعة االميرية‬ ‫‪-01‬‬
‫الكبرى‪0300،‬ه)‪.‬‬
‫بسام ‪ ،‬ابو الحسن علي الشنتريني ‪( ،‬ت ‪٥٨٥‬ه‪٧٧٨٠/‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن ّ‬
‫الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة ‪ ،‬تحقيق‪:‬احسان عباس (بيروت‬ ‫‪-00‬‬
‫دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬بال‪.‬ت)‬
‫‪ ‬البنداري ‪ ،‬الفتح بن علي بن محمد ‪( ،‬ت ‪843‬ه ‪0245 /‬م)‪.‬‬
‫تاريخ دولة آل سلجوق ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬مطبعة الموسوعات ‪،‬‬ ‫‪-02‬‬
‫‪0306‬ه)‪.‬‬
‫سنا برق الشامي ‪ ،‬اختصره من كتاب البرق الشامي ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-03‬‬
‫فتحية النبراوي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي ‪0818 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن تغري بردي ‪ ،‬أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن سيف الدين ‪( ،‬ت ‪614‬‬
‫هـ ‪ 0410 /‬م )‪.‬‬
‫النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ‪ ،‬تحقيق محمد رمزي ‪،‬‬ ‫‪-04‬‬
‫ط‪ ( ، 0‬القاهرة ‪ ،‬و ازرة الثقافة ‪ ،‬بال‪.‬ت )‪.‬‬
‫‪ ‬التيجاني ‪ ،‬ابو محمد عبدهللا بن محمد بن احمد ‪( ،‬ت ‪١٧١‬ه‪٧١٧١/‬م)‪.‬‬
‫رحلة التيجاني ‪ ،‬قدم له حسن حسني عبدالوهاب ‪( ،‬ليبيا‪ :‬الدار‬ ‫‪-05‬‬
‫العربية للكتاب ‪٧٩٤٧،‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 223‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ ‬توديبود ‪ ،‬بطرس‪.‬‬
‫تاريخ الرحلة الى بيت المقدس ‪ ،‬نقله الى العربية وعلق عليه ‪:‬‬ ‫‪-08‬‬
‫حسين محمد عطية ‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬القاهرة ‪ :‬دار المعرفة الجامعية ‪0886 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الجزيري ‪ ،‬زين الدين عبد القادر بن محمد ‪( ،‬ت ‪811‬ه ‪0588 /‬م)‪.‬‬
‫ظمة ‪،‬‬
‫ظمة في أخبار الحاج و طريق مكة المع ّ‬
‫الدرر الفرائد المن ّ‬ ‫‪-01‬‬
‫تحقيق ‪ :‬محمد الجاسر ‪ ،‬ط‪( ، 0‬الرياض‪ :‬دار اليمامة للبحث و الترجمة‬
‫‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬جوذر ‪ ،‬أبو علي منصور الكاتب ‪ ( ،‬ت بعد ‪ 368‬هـ ‪ 888 /‬م )‪.‬‬
‫سيرة األستاذ جوذرويه توقيعات األئمة الفاطميين ‪ :‬تحقيق محمد‬ ‫‪-06‬‬
‫كامل حسين و محمد عبد الهادي شعيرة ‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬القاهرة ‪ :‬دار الفكر‬
‫العربي ‪0854 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن الجوزي ‪ ،‬ابو الفرج عبدالرحمن بن علي (ت ‪581‬ه‪0211 /‬م)‪.‬‬
‫المنتظم في تاريخ الملوك واالمم ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت دار صادر‪،‬‬ ‫‪-08‬‬
‫بالت)‪.‬‬
‫‪ ‬الجويني ‪ ،‬عالء الدين عطا الملك ‪( ،‬ت ‪860‬ه ‪0264 /‬م )‪.‬‬
‫تاريخ جهانكشاي ‪ ،‬نقله عن الفارسية محمد ألتونجي ‪( ،‬د‪.‬ط‪ :‬دار‬ ‫‪-21‬‬
‫المالح للطباعة والنشر ‪0865 ،‬م) ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬الحبال ‪ ،‬سعيد بن عبد هللا ‪ ( ،‬ت ‪ 462‬هـ ‪ 0168 /‬م )‪.‬‬
‫وفيات المصريين في العهد الفاطمي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد محيي الدين‬ ‫‪-20‬‬
‫عبد الحميد ‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬بيروت دار صادر ‪ 0846 ،‬م )‪.‬‬
‫‪ ‬ابن حجر ‪ ،‬شهاب الدين ابو الفضل احمد بن علي ‪( ،‬ت ‪652‬ه ‪0446 /‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 224‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫رفع األصر عن قضاة مصر ‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي محمد عمر ‪ ،‬ط‪، 0‬‬ ‫‪-22‬‬
‫(القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي ‪0886 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن حزم ‪ ،‬ابو محمد علي بن ابي احمد بن سعيد االندلسي ‪( ،‬ت ‪458‬ه ‪/‬‬
‫‪0183‬م)‪.‬‬
‫جمهرة انساب العرب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد السالم هارون ‪ ،‬ط‪، 0‬‬ ‫‪-23‬‬
‫( القاهرة‪ :‬دار المعارف ‪0882 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن حسول‪ ،‬ابو العالء‪( ،‬ت ‪451‬ه ‪0156 /‬م)‪.‬‬
‫تفضيل االتراك على سائر االجناد ومناقب الحضرة العالية‬ ‫‪-24‬‬
‫السلطانية ‪ ( ،‬مكة‪ :‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬الحسيني ‪ ،‬صدر الدين ابو الحسن علي بن ناصر بن علي ‪( ،‬ت ‪515‬ه ‪/‬‬
‫‪0018‬م)‪.‬‬
‫اخبار الدولة السلجوقية ‪ ،‬بأعتناء‪ :‬محمد اقبال ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‬ ‫‪-25‬‬
‫دار اآلفاق الجديد ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬أبن عبد الحق ‪ ،‬صفي الدين عبد المؤمن البغدادي ‪( ،‬ت ‪138‬ه‪0336/‬م)‪.‬‬
‫مراصد اإلطالع على اسماء االمكنة والبقاع ‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي محمد‬ ‫‪-28‬‬
‫البجاوي ‪ ،‬ط‪(، 0‬القاهرة‪ :‬مطبعة عيسى البابي ‪0854 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن حماد ‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن علي الصنهاجي ‪ ( ،‬ت ‪ 826‬هـ ‪ 0230 /‬م‬
‫)‪.‬‬
‫أخبار ملوك بني عبيد وسيرتهم ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬جلول محمد البدوي ‪،‬‬ ‫‪-21‬‬
‫ط‪ ( ، 0‬الجزائر ‪ :‬المؤسسة الوطنية للكتاب ‪0864 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الحميري ‪ ،‬محمد بن عبد المنعم ‪ ( ،‬ت ‪ 800‬هـ ‪0515/‬م )‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 225‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫الروض المعطار في خير االقطار ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬احسان عباس ‪،‬‬ ‫‪-26‬‬
‫ط‪ ( ، 2‬بيروت مكتبة لبنان ‪.)0864 ،‬‬
‫‪ ‬الحنبلي ‪ ،‬احمد بن ابراهيم ‪( ،‬ت ‪618‬ه ‪0410 /‬م)‪.‬‬
‫شفاء القلوب في مناقب بني ايوب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬ناظم رشيد ‪ ،‬ط‪، 0‬‬ ‫‪-28‬‬
‫(بغداد‪ :‬دار الحرية للطباعة والنشر ‪0816 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الحنبلي ‪ ،‬ابو الفرج عبد الرحمن بن احمد بن رجب ‪( ،‬ت ‪185‬ه ‪0088 /‬م)‪.‬‬
‫االستخراج ألحكام الخراج ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت دار الكتب العلمية ‪،‬‬ ‫‪-31‬‬
‫‪0865‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الحنبلي ‪ ،‬مجير الدين ‪( ،‬ت ‪821‬هـ‪0521 /‬م)‪.‬‬
‫األنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ‪ ،‬ط‪( ، 0‬النجف‪ :‬منشورات‬ ‫‪-30‬‬
‫المكتبة الحيدرية ‪0888 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الحموي‪.‬‬
‫التاريخ المنصوري ‪ ،‬تلخيص الكشف والبيان في حوادث الزمان ‪،‬‬ ‫‪-32‬‬
‫النشر بطرس عرياز نيويح ‪( ،‬موسكو‪ :‬طبع دار النشر لالداب الشرقية ‪،‬‬
‫‪٧٩٠٦‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن حوشب ‪ ،‬جعفر بن ابي القاسم الحسن بن فرج (ت ‪361‬هـ ‪881 /‬م)‪.‬‬
‫سرائر واسرار النطقاء ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬مصطفى غالب ‪( ،‬بيروت ‪ :‬دار‬ ‫‪-33‬‬
‫االندلس ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬الخزرجي ‪ ،‬علي بن الحسن ‪( ،‬ت ‪602‬ه ‪0418 /‬م)‪.‬‬
‫العقود اللؤلؤية ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬مطبعة الهالل ‪0800 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪-34‬‬
‫‪ ‬خسرو ‪ ،‬ناصر ‪( ،‬ت ‪ 460‬هـ ‪ 0166 /‬م )‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 228‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫سفرنامة ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬يحيى الخشاب ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهرة ‪ :‬الهيئة‬ ‫‪-35‬‬
‫المصرية العامة للكتاب ‪0883 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن الخطيب ‪ ،‬لسان الدين ابو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن سعيد الغرناطي‬
‫االندلسي ‪( ،‬ت ‪114‬ه‪0213/‬م)‪.‬‬
‫اعمال االعالم فيمن بويع قبل االحتالم من ملوك االسالم ومايتعلق‬ ‫‪-38‬‬
‫بذلك من الكالم ‪ ،‬تحقيق‪ :‬سيد كسروي حسن ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪2113 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الخطيب البغدادي ‪ ،‬أبو بكر احمد بن علي ‪( ،‬ت ‪483‬ه‪0110/‬م)‪.‬‬
‫تاريخ بغداد او مدينة السالم ‪ ،‬ط‪ ( ،0‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط‪0830،‬م)‪.‬‬ ‫‪-31‬‬
‫‪ ‬ابن خلدون ‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد ‪( ،‬ت ‪616‬ه ‪0418 /‬م)‪.‬‬
‫تاريخ ابن خلدون المعروف بالعبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ‬ ‫‪-36‬‬
‫العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ‪ ،‬ط‪، 0‬‬
‫(بيروت دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر ‪0856 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن خلكان ‪ ،‬شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد ‪ ( ،‬ت ‪ 860‬هـ ‪0262 /‬‬
‫م )‪.‬‬
‫وفيات األعيان و أنباء أبناء الزمان ‪،‬تحقيق ‪ :‬احسان عباس ‪،‬‬ ‫‪-38‬‬
‫ط‪ (، 0‬بيروت‪ :‬دار صادر ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬الخليفة اآلمر ‪ ،‬اآلمر باحكام هللا ابو علي المنصور بن الخليفة الفاطمي‬
‫المستعلي‪( ،‬ت ‪524‬ه ‪0031 /‬م)‪.‬‬
‫الهداية اآلمرية في ابطال الدعوة الن ازرية ‪ ،‬وايقاع صواعق االرغام‬ ‫‪-41‬‬
‫في ادحاض حجج اولئك اللئام ‪ ،‬تحقيق‪ :‬آصف بن علي أصغر فيضي‬
‫‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬قم‪ :‬د‪.‬مط ‪.) 0836 ،‬‬

‫﴿ ‪﴾ 221‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ ‬الخليفة الم ستنصر‪ ،‬ابو تميم المستنصر بن الخليفة الظاهر الفاطمي (ت‬
‫‪461‬ه‪0184/‬م)‪.‬‬
‫السجالت المستنصرية (سجالت و توقيعات و كتب لموالنا اإلمام‬ ‫‪-40‬‬
‫المستنصر باهلل أمير المؤمنين صلوات هللا عليه إلى دعاة اليمن قدس هللا‬
‫أرواح جميع المؤمنين) ‪ ،‬تقديم و تحقيق‪ :‬عبد المنعم ماجد ‪ ،‬ط‪ ( 0‬بيروت‬
‫‪ :‬دار الفكر العربي ‪0854 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الخوارزمي ‪ ،‬ابو عبد هللا محمد بن احمد بن يوسف الكاتب ‪( ،‬ت ‪361‬هـ ‪/‬‬
‫‪881‬م)‪.‬‬
‫مفاتيح العلوم ‪ ،‬راجعه وعّلق على حواشيه‪ :‬محمد كمال الدين‬ ‫‪-42‬‬
‫االدهمي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط ‪0831 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الدباغ ‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن عبدهللا االنصاري (ت‪٠٩٠‬ه‪٧٥٠١/‬م)‪.‬‬
‫معالم االيمان في معرفة اهل القيروان ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ماضور‪،‬‬ ‫‪-43‬‬
‫(تونس ‪ :‬المكتبة العتيقة ‪٧٩١٤،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن دحية ‪ ،‬ابو الخطاب عمر بن الحسن ‪( ،‬ت ‪833‬ه‪0235/‬م)‪.‬‬
‫النبراس في تاريخ بني العباس ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عباس العزاوي ‪( ،‬بغداد‪:‬‬ ‫‪-44‬‬
‫د‪.‬مط ‪0848 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الدرجيني ‪ ،‬أبو القاسم أحمد بن سعيد (ت ‪811‬هـ ‪0210 /‬م)‪.‬‬
‫طبقات المشايخ في المغرب المعروف بطبقات األباضية ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-45‬‬
‫ابراهيم طالي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬د‪.‬م ‪ ،‬د‪.‬مط ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬الدواداري ‪ ،‬ابو بكر عبدهللا بن أيبك ‪( ،‬ت ‪138‬هـ ‪0335 /‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 226‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫كنز الدرر وجامع الغرر (الجزء السادس المسمى الدرة المضية في‬ ‫‪-48‬‬
‫اخبار الدولة الفاطمية) ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬صالح الدين المنجد ‪( ،‬القاهرة ‪ ،‬المعهد‬
‫االلماني لالثار ‪0880 ،‬م ‪0812 ،‬م)‪.‬‬
‫كنز الدرر وجامع الغرر الجزء السابع المعروف بالدر المطلوب‬ ‫‪-41‬‬
‫في اخبار ملوك بني ايوب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬سعيد عبدالفتاح عاشور ‪ ،‬ط‪، 0‬‬
‫(القاهرة‪ :‬مطبعة عيسى البابي الحلبي ‪٧٩١٥ ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الديار بكري ‪ ،‬حسين بن محمد بن الحسن ‪( ،‬ت ‪881‬ه‪0562/‬م)‪.‬‬
‫تاريخ الخميس في احوال انفس نفيس‪ ،‬ط‪( ،0‬بيروت‪ :‬د‪.‬مط ‪،‬‬ ‫‪-46‬‬
‫بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن الديبع ‪ ،‬ابو الضيا عبد الرحمن بن علي الشيباني ‪(،‬ت ‪843‬ه‪0538/‬م)‪.‬‬
‫قرة العيون باخبار اليمن الميمون ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي االكوع ‪،‬‬ ‫‪-48‬‬
‫(القاهرة‪ :‬د‪.‬مط ‪0813 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن ابي دينار ‪ ،‬ابو عبد هللا محمد ابي القاسم الرعيني القيرواني ‪(،‬ت‬
‫‪٧٧٧٦‬ه‪٧8٩٤/‬م)‪.‬‬
‫المؤنس في اخبار افريقية وتونس ‪( ،‬تونس‪ :‬د‪.‬مط ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪-51‬‬
‫‪ ‬الذهبي ‪ ،‬شمس الدين ابو عبد هللا محمد بن احمد بن عثمان ‪( ،‬ت‬
‫‪146‬ه‪0341/‬م)‪.‬‬
‫تاريخ االسالم ووفيات المشاهير واالعالم ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمر عبد‬ ‫‪-50‬‬
‫السالم تدمري ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت دار الكتاب العربي ‪0884 ،‬م)‪.‬‬
‫سير اعالم النبالء ‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرناؤوط ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‬ ‫‪-52‬‬
‫مؤسسة الرسالة ‪0868 ،‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 228‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫العبر في خبر من غبر ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬صالح الدين المنجد وفؤاد سيد‬ ‫‪-53‬‬
‫‪( ،‬الكويت سلسلة التراث العربي ‪0885-0881 ،‬م)‪.‬‬
‫ميزان االعتدال في نقد الرجال ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬علي محمد البجاوي ‪،‬‬ ‫‪-54‬‬
‫(بيروت ‪ ،‬دار المعرفة للطباعة والنشر ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬الراوندي ‪ ،‬ابو بكر نجم الدين محمد بن علي ‪( ،‬ت ‪588‬ه ‪0212 /‬م)‪.‬‬
‫راحة الصدور و آية السرور في تاريخ الدولة السلجوقية ‪ ،‬نقله الى‬ ‫‪-55‬‬
‫العربية‪ :‬ابراهيم امين الشواربي وعبد المنعم حسين ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪:‬‬
‫المجلس األعلى لرعاية الفنون واآلداب والعلوم االجتماعية ‪0318 ،‬ه ‪/‬‬
‫‪0881‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن رشيق القيرواني ‪ ،‬ابو علي بن الحسن االزدي‪( ،‬ت ‪٨٥٠‬ه‪٧٦٠٨/‬م)‪.‬‬
‫العمدة ‪( ،‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط ‪٧٩٠١،‬م)‪.‬‬ ‫‪-58‬‬
‫‪ ‬الروحي ‪ ،‬أبو الحسن علي بن عبد هللا بن محمد بن السرور بن عبد الرحمن ‪( ،‬‬
‫من علماء القرن السابع الهجري )‪.‬‬
‫بلغة الظرفاء في ذكر تاريخ الخلفاء ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد زينهم محمد‬ ‫‪-51‬‬
‫عزب ‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬القاهرة ‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية ‪ ،‬بال‪.‬ت )‪.‬‬
‫‪ ‬الزبيدي ‪ ،‬المرتضى ‪( ،‬ت ‪0215‬ه ‪0181 /‬م)‪.‬‬
‫ترويح القلوب في ذكر ملوك بني ايوب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬صالح الدين‬ ‫‪-56‬‬
‫المنجد ‪ ،‬ط‪( ، 0‬دمشق‪ :‬مطبعة الترقي ‪0888 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن الزبير ‪ ،‬رشيد الدين ابو الحسين احمد بن علي بن ابراهيم بن الزبير ‪( ،‬ت‬
‫‪٥٠٥‬ه‪٧٧٠٠ /‬م)‪.‬‬
‫الذخائر والتحف ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد حميد هللا ‪(،‬الكويت د‪.‬مط‬ ‫‪-58‬‬
‫‪٧٩٥٩،‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 231‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ ‬ابن الساعي ‪ ،‬علي بن انجب ‪(،‬ت ‪814‬ه ‪0315 /‬م)‪.‬‬
‫مختصر اخبار الخلفاء ‪،‬ط‪(،0‬بوالق‪ :‬المطبعة االميرية‪،‬‬ ‫‪-81‬‬
‫‪0318‬ه)‪.‬‬
‫‪ ‬سبط ابن الجوزي ‪ ،‬شمس الدين ابو المظفر ‪ ،‬يوسف قزاوغلي ‪( ،‬ت ‪ 854‬هـ ‪/‬‬
‫‪ 0258‬م)‪.‬‬
‫مرآة الزمان في تاريخ االعيان ‪ ،‬ط‪( ، 0‬حيدر اباد ‪ :‬الدكن ‪،‬‬ ‫‪-80‬‬
‫‪0338 – 0331‬هـ)‪.‬‬
‫‪ ‬السبكي ‪ ،‬تاج الدين ابو نصر عبد الوهاب بن علي ‪(،‬ت ‪110‬ه‪0388/‬م)‪.‬‬
‫طبقات الشافعية الكبرى ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد الفتاح محمد الحلو ومحمود‬ ‫‪-82‬‬
‫محمد الطناحي ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬القاهرة‪ :‬دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫‪0403‬ه)‪.‬‬
‫‪ ‬السخاوي ‪ ،‬شمس الدين محمد بن عبد الرحمن ‪( ،‬ت ‪812‬ه‪0488/‬م)‪.‬‬
‫الضوء الالمع الهل القرن التاسع ‪ ،‬ط‪ ،0‬بيروت منشورات دار‬ ‫‪-83‬‬
‫مكتبة الحياة ‪ ،‬بال‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن سعيد المغربي ‪ ،‬ابو الحسن نور الدين علي الغرناطي ‪ ( ،‬ت ‪ 865‬هـ ‪/‬‬
‫‪ 0264‬م )‪.‬‬
‫النجوم الزاهرة في حلي خضرة القاهرة ‪ ،‬تحقيق حسين نصار ‪ ،‬ط‬ ‫‪-84‬‬
‫‪ ( ، 0‬القاهرة ‪ :‬مركز تحقيق التراث ‪ 0812 ،‬م )‪.‬‬
‫‪ ‬السيوطي ‪ ،‬جالل الدين عبد الرحمن ‪( ،‬ت ‪800‬ه ‪0515 /‬م)‪.‬‬
‫تاريخ الخلفاء ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محمد تامر ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬ ‫‪-85‬‬
‫الثقافة الدينية ‪2115 ،‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 230‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫ُحسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ابو‬ ‫‪-88‬‬
‫الفضل ابراهيم ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط ‪0881 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الشارتري ‪ ،‬فوشيه‪.‬‬
‫تاريخ الحملة الى القدس ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬زياد العسلي ‪ ،‬ط ‪( ، 0‬االردن‬ ‫‪-81‬‬
‫‪ :‬دار الشروق للنشر والتوزيع ‪0881 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابو شامة ‪ ،‬عبد الرحمن بن اسماعيل بن ابراهيم المقدسي الشافعي ‪( ،‬ت ‪885‬‬
‫هـ ‪0288 /‬م)‪.‬‬
‫تراجم رجال القرنين السادس والسابع المعروف بالذيل على‬ ‫‪-86‬‬
‫الروضتين ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيروت‪ :‬دار الجيل ‪0814 ،‬م)‪.‬‬
‫الروضتين في اخبار الدولتين النورية والصالحية ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد‬ ‫‪-88‬‬
‫حلمي محمد احمد ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬القاهرة‪ :‬مطبعة دار الكتب المصرية ‪،‬‬
‫‪0886‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن شداد ‪ ،‬بهاء الدين ابو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم ‪( ،‬ت ‪ 832‬هـ ‪/‬‬
‫‪ 0234‬م )‪.‬‬
‫النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬جمال الدين‬ ‫‪-11‬‬
‫الشيال ‪ ،‬ط ‪ ( ، 2‬القاهرة ‪ :‬مكتبة الخانجي ‪ 0405 ( ،‬هـ ‪0884 /‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن شداد ‪ ،‬عز الدين ابو عبد هللا محمد بن علي بن ابراهيم الحلبي ‪( ،‬ت ‪864‬هـ‬
‫‪0265 /‬م)‪.‬‬
‫االعالق الخطيرة في ذكر امراء الشام والجزيرة ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬سامي‬ ‫‪-10‬‬
‫الدهان ‪ ،‬ط‪( ، 0‬دمشق‪ :‬المعهد الفرنسي للدراسات العربية ‪0362 ،‬هـ ‪/‬‬
‫‪0882‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الشهرستاني ‪ ،‬ابو الفتح محمد بن عبد الكريم ‪( ،‬ت ‪546‬ه‪0053 /‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 232‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫الملل والنحل ‪ ،‬تحقيق‪ :‬امير علي مهنا ‪ ،‬علي حسن فاعور ‪ ،‬ط‪3‬‬ ‫‪-12‬‬
‫‪( ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة ‪0883 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الشيرازي ‪ ،‬المؤيد في الدين ‪ ،‬هبة هللا ‪( ،‬ت ‪ 411‬هـ ‪ 0111 /‬م )‪.‬‬
‫ديوان المؤيد في الدين ‪ ،‬نشر ‪ :‬محمد كامل حسين ‪ ،‬ط‪( ، 0‬‬ ‫‪-13‬‬
‫القاهرة ‪ :‬دار الكتاب المصري ‪ 0848 ،‬م )‪.‬‬
‫سيرة المؤيد في الدين داعي الدعاة ترجمة حياته بقلمه ‪ ،‬تحقيق‬ ‫‪-14‬‬
‫محمد كامل حسين ‪ ( ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب المصري ‪ 0848 ،‬م )‪.‬‬
‫المجالس المؤيدية ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬مصطفى غالب ‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬بيروت ‪:‬‬ ‫‪-15‬‬
‫دار األندلس ‪ ،‬بال‪.‬ت) ‪.‬‬
‫‪ ‬الصابي ‪ ،‬ثابت بن سنان بن قرة ‪( ،‬ت ‪385‬هـ ‪815 /‬م)‪.‬‬
‫تاريخ أخبار القرامطة ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬سهيل زكار ‪ ،‬في كتابه الجامع‬ ‫‪-18‬‬
‫في أخبار القرامطة ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬دمشق ‪ :‬دار حسان ‪0862‬م )‪.‬‬
‫‪ ‬ابو صالح االرمني ‪( ،‬ت ‪815‬ه‪0216/‬م)‪.‬‬
‫كنائس واديرة مصر المعروف بتاريخ ابو صالح االرمني ‪ ،‬ترجمة‬ ‫‪-11‬‬
‫وتحقيق إفيليت ‪،‬ط‪ (،0‬د‪.‬م‪ :‬د‪.‬مط ‪0684،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الصالحي ‪ ،‬محمد بن طولون ‪( ،‬ت ‪853‬ه‪0548 /‬م)‪.‬‬
‫القالئد الجوهرية في تاريخ الصالحية ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد احمد دهمان‬ ‫‪-16‬‬
‫‪ ،‬ط‪( ، 2‬دمشق‪ :‬مطبوعات مجمع اللغة العربية ‪0861 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الصفدي ‪ ،‬صالح الدين خليل بن آيبك (ت ‪184‬ه‪0383/‬م)‪.‬‬
‫الوافي بالوفيات ‪ ،‬تحقيق‪ :‬فرانز شتاينر ‪ ،‬ط‪( ،0‬بيروت دار‬ ‫‪-18‬‬
‫صادر ‪0811 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الصوري ‪ ،‬وليم ‪( ،‬ت ‪560‬ه ‪0065 /‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 233‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫زكار ‪،‬‬
‫تاريخ االعمال المنجزة فيما وراء البحار ‪ ،‬ترجمة‪ :‬سهيل ّ‬ ‫‪-61‬‬
‫ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬دار الفكر ‪0881 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن الصيرفي ‪ ،‬علي بن منجب ‪( ،‬ت ‪ 542‬هـ ‪ 0041 /‬م )‪.‬‬
‫اإلشارة إلى من نال الو ازرة ‪ ،‬تحقيق عبد هللا مخلص ‪ ،‬ط‪( ، 0‬‬ ‫‪-60‬‬
‫القاهرة ‪ :‬مطبعة المعهد العلمي الفرنسي ‪0833 ،‬م )‪.‬‬
‫القانون في ديوان الرسائل واألشارة الى من نال الو ازرة ‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬ ‫‪-62‬‬
‫أيمن فؤاد سيد ‪( ،‬القاهرة ‪ :‬الدار المصرية اللبنانية ‪0881 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الضبي ‪ ،‬احمد بن يحي بن احمد بن عميرة ‪( ،‬ت‪588‬ه‪0212/‬م)‪.‬‬
‫بغية الملتمس في تاريخ رجال االندلس ‪ ،‬تحقيق‪ :‬ابراهيم االبياري‬ ‫‪-63‬‬
‫ط‪( ،0‬القاهرة ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الكتاب المصري ‪ ،‬دار الكتاب اللبناني ‪،‬‬
‫‪0868‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الباقي اليماني ‪ ،‬تاج الدين بن عبد المجيد ‪( ،‬ت ‪143‬ه ‪0343 /‬م)‪.‬‬
‫تاريخ اليمن المسمى بهجة الزمن في تاريخ اليمن‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬ ‫‪-64‬‬
‫مصطفى حجازي ‪ ،‬ط‪( ، 2‬صنعاء‪ :‬دار الكلمة ‪0865 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن الطوير ‪ ،‬أبو محمد المرتضى عبد السالم بن الحسن القيسراني ‪( ،‬ت ‪801‬‬
‫هـ ‪ 0221 /‬م )‪.‬‬
‫نزهة المقلتين في اخبار الدولتين ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬أيمن فؤاد سيد ‪ ،‬ط‪0‬‬ ‫‪-65‬‬
‫‪( ،‬شتوتغارت‪ :‬فرانس شتايز ‪ 0402 ،‬هـ ‪ 0882 -‬م )‬
‫‪ ‬ابن ظافر األزدي ‪ ،‬جمال الدين أبو الحسن علي بن أبي منصور ‪( ،‬ت ‪802‬‬
‫هـ ‪ 0205 /‬م )‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 234‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫أخبار الدول المنقطعة ‪ ،‬القسم الخاص بالفاطميين ‪ ،‬تحقيق اندرية‬ ‫‪-68‬‬
‫فرية ‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬القاهرة ‪ :‬المعهد العلمي الفرنسي لآلثار الشرقية ‪0812 ،‬‬
‫ّ‬
‫م )‪.‬‬
‫‪ ‬ابن عبد الظاهر ‪ ،‬محي الدين ابو الفضل عبد هللا ‪( ،‬ت ‪882‬ه‪0282/‬م)‪.‬‬
‫الروضة البهية الزاهرة في خطط المعزية القاهرة ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬ايمن‬ ‫‪-61‬‬
‫فؤاد سيد ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة ‪ :‬مكتبة الدار العربية للكتاب ‪0888 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن ظهيرة ‪ ،‬جمال الدين محمد بن نور الدين محمد ابن أبي بكر ‪666( ،‬هـ ‪/‬‬
‫‪0463‬م)‪.‬‬
‫الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد السقا‬ ‫‪-66‬‬
‫‪ ،‬كامل المهندس ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة ‪ :‬مطبوعات دار الكتب ‪0888 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن العبري ‪ ،‬المؤيد ماركر غريغوريوس ابو الفرج ابن حكيم هارون الملطي (ت‬
‫‪865‬ه‪0268/‬م)‪.‬‬
‫تاريخ مختصر الدول ‪ ،‬صححه‪ :‬األب أنطون صالحاني اليسوعي‬ ‫‪-68‬‬
‫‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيروت‪ :‬دار الرائد اللبناني ‪0863،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن العديم ‪ ،‬كمال الدين عمر بن احمد بن ابي جرادة (ت ‪881‬ه‪0282/‬م)‬
‫بغية الطلب من تاريخ حلب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬سهيل زكار ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‬ ‫‪-81‬‬
‫دار الفكر ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫زبدة الحلب من تاريخ حلب‪ ،‬تحقيق‪ :‬سهيل زكار‪،‬ط‪ ( ،0‬دمشق ‪،‬‬ ‫‪-80‬‬
‫دار الكتاب العربي ‪0881،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن عذارى ‪ ،‬ابو عبدهللا محمد بن محمد المراكشي كان حيا‬
‫سنة(‪١٧٥‬ه‪٧١٧٥/‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 235‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫البيان المغرب في اخبار االندلس والمغرب ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬كوالن وليفي‬ ‫‪-82‬‬
‫بروفنسال ‪ ،‬ط‪(،٥‬بيروت‪ :‬دار الثقافة ‪٧٩٩٤/‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬العصامي المكي ‪ ،‬عبدالملك بن حسين بن عبد الملك (ت ‪٧٧٧٧‬ه ‪٧٠٩٩ /‬م)‪.‬‬
‫سمط النجوم العوالي في انباء االوائل والتوالي ‪( ،‬القاهرة‪ :‬المطبعة‬ ‫‪-83‬‬
‫السلفية ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬العليمي ‪ ،‬ابو اليمن مجير الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبدالرحمن الحنبلي‬
‫‪( ،‬ت ‪٩٥٤‬ه‪٧٥٥٦/‬م)‪.‬‬
‫االنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ‪ ،‬ط‪( ، 0‬النجف‪ :‬منشورات‬ ‫‪-84‬‬
‫المطبعة الحيدرية ‪٧٩٠8 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن العماد الحنبلي ‪ ،‬شهاب الدين ابي الفالح عبد الحي ‪( ،‬ت ‪0168‬ه‪/‬‬
‫‪0816‬م)‪.‬‬
‫شذرات الذهب في اخبار من ذهب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد القادر األرناؤوط‬ ‫‪-85‬‬
‫‪ ،‬محمود األرناؤوط ‪ ،‬ط‪( ، 0‬دمشق‪ :‬دار ابن كثير ‪0868 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬عماد الدين ادريس بن الحسن بن االنف ‪( ،‬ت ‪612‬ه ‪0481 /‬م)‪.‬‬
‫عيون األخبار وفنون اآلثار ‪ ،‬تحقيق‪ :‬أيمن فؤاد ‪( ،‬د‪.‬ط‪ :‬دمط ‪،‬‬ ‫‪-88‬‬
‫بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬عمارة اليمني ‪ ،‬نجم الدين بن علي ‪( ،‬ت ‪ 588‬هـ ‪ 0013 /‬م )‪.‬‬
‫النكت العصرية في اخبار الو ازرة المصرية ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬هرتويج‬ ‫‪-81‬‬
‫درنرغ ‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬شالون ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪0681 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن العمراني ‪ ،‬محمد بن علي بن محمد ‪( ،‬ت ‪561‬ه ‪0064 /‬م)‪.‬‬
‫األنباء بتاريخ الخلفاء ‪ ،‬تحقيق‪ :‬قاسم السامرائي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪-86‬‬
‫دار اآلفاق العربية ‪0888 ،‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 238‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ ‬ابن العميد ‪ ،‬المكين جرجيس ‪( ،‬ت ‪812‬ه ‪0213 /‬م)‪.‬‬
‫اخبار االيوبيين ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بورسعيد‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪-88‬‬
‫‪ ‬الغزالي ‪ ،‬ابو حامد محمد بن محمد ‪( ،‬ت‪515‬ه ‪0000 /‬م)‪.‬‬
‫فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمن بدوي‬ ‫‪-011‬‬
‫‪( ،‬القاهرة‪ :‬الدار القومية للطباعة والنشر ‪0804 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الفارقي ‪ ،‬احمد بن يوسف بن علي بن األزرق ‪( ،‬ت ‪511‬ه ‪0060 /‬م)‪.‬‬
‫تاريخ ميافارقين وآمد المعروف بتاريخ الفارقي ‪ ،‬تحقيق‪ :‬بدوي عبد‬ ‫‪-010‬‬
‫اللطيف عوض ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬الهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية‬
‫‪0858 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الفاسي ‪ ،‬تقي الدين محمد بن احمد ‪( ،‬ت ‪632‬ه‪0426/‬م)‪.‬‬
‫العقد الثمين في تاريخ البلد االمين ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬فؤاد سيد ‪ ،‬ط‪، 2‬‬ ‫‪-012‬‬
‫(بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪0865 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابو الفداء ‪ ،‬عماد الدين اسماعيل بن علي بن محمود ‪( ،‬ت ‪132‬ه ‪0330 /‬م)‪.‬‬
‫تقويم البلدان ‪( ،‬باريس‪ :‬دار الطباعة السلطانية ‪0641 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪-013‬‬
‫المختصر في اخبار البشر ‪ ،‬عّلق عليه ووضع حواشيه‪ :‬محمود‬ ‫‪-014‬‬
‫ّايوب ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية ‪0881 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن الفرات ‪ ،‬ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم (ت ‪611‬ه ‪0414 /‬م)‪.‬‬
‫الشماع ‪( ،‬البصرة‪:‬‬
‫‪ -015‬تاريخ الدول والملوك ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حسن ّ‬
‫د‪.‬مط ‪0888،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن فرحون ‪ ،‬برهان الدين ابراهيم بن علي بن محمد ‪( ،‬ت ‪188‬ه‪0381/‬م)‪.‬‬
‫الديباج المذهب في تراجم اعيان المذهب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬مأمون بن‬ ‫‪-018‬‬
‫محي الدين الجنان ‪ ،‬ط‪ ( ،0‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية ‪0888 ،‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 231‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ ‬ابن فهد ‪ ،‬عمر بن محمد بن محمد المكي ‪ ( ،‬ت ‪665‬هـ ‪0461 /‬م)‪.‬‬
‫إتحاف الورى بأخبار أم القرى ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬فهيم شلتوت ‪ ،‬ط‪( ، 0‬‬ ‫‪-011‬‬
‫مكة المكرمة ‪ :‬جامعة أم القرى ‪0863 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن قاضي شهبة ‪ ،‬تقي الدين احمد ‪( ،‬ت ‪650‬هـ ‪0446 /‬م)‪.‬‬
‫الكواكب الدرية في السيرة النورية ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمود زايد ‪ ،‬ط‪،0‬‬ ‫‪-016‬‬
‫(بيروت د‪.‬مط ‪0810 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن القالنسي ‪ ،‬أبو يعلى حمزة بن أسد ‪( ،‬ت ‪ 555‬هـ ‪ 0081 /‬م)‪.‬‬
‫ذيل تاريخ دمشق ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬سهيل زكار ‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬دمشق ‪ :‬دار‬ ‫‪-018‬‬
‫حسان ‪ 0413 ،‬هـ ‪ 0863 /‬م )‪.‬‬
‫‪ ‬القزويني ‪ ،‬زكريا بن محمد بن محمود (ت ‪862‬هـ ‪0262 /‬م)‪.‬‬
‫آثار البالد واخبار العباد‪ ( ,‬بيروت دار صادر ‪ ،‬بال‪.‬ت )‪.‬‬ ‫‪-001‬‬
‫‪ ‬القلقشندي ‪ ،‬ابو العباس احمد بن علي ‪ ( ،‬ت ‪ 620‬هـ ‪ 0406 /‬م )‪.‬‬
‫صبح األعشى في صناعة األنشا ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬دار الكتب‬ ‫‪-000‬‬
‫المصرية ‪0836-0802 ،‬م)‪.‬‬
‫صبح األعشى في صناعة األنشا ‪ ،‬تحقيق يوسف علي الطويل ‪،‬‬ ‫‪-002‬‬
‫ط‪( ، 0‬دمشق‪ :‬دار الفكر ‪0861 ،‬م)‪.‬‬
‫مآثر االنافة في معالم الخالفة ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد الستار احمد فراج‬ ‫‪-003‬‬
‫‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬ابيروت عالم الكتب ‪ ،‬بال‪.‬ت )‪.‬‬
‫نهاية األرب في معرفة انساب العرب ‪ُ ،‬عني بنشره وتصحيحه ‪:‬‬ ‫‪-004‬‬
‫علي الخاقاني ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بغداد‪ :‬دار البيان ‪0856 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الكتبي ‪ ،‬محمد بن شاكر بن عبد الرحمن ‪( ،‬ت ‪184‬ه‪0382 /‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 236‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫فوات الوفيات‪ ،‬تحقيق ‪ :‬احسان عباس ‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪،‬‬ ‫‪-005‬‬
‫‪0814‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن كثير ‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ‪( ،‬ت ‪114‬ه ـ‬
‫‪0312 /‬م)‪.‬‬
‫البداية والنهاية ‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي شيري ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬دار إحياء‬ ‫‪-008‬‬
‫التراث العربي ‪0866 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الكندي ‪ ،‬أبو عمر محمد بن يوسف ‪ ( ،‬ت ‪ 351‬هـ ‪ 880 /‬م )‪.‬‬
‫كتاب الوالة وكتاب القضاة ‪ ،‬تصحيح‪ :‬رفن كست ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‬ ‫‪-001‬‬
‫مطبعة اآلباء اليسوعيين ‪ 0816 ،‬م )‪.‬‬
‫‪ ‬المالكي ‪ ،‬أبو بكر بن أبي عبد هللا ‪ ( ،‬ت ‪ 436‬هـ ‪ 0141 /‬م )‪.‬‬
‫رياض النفوس في طبقات علماء القيروان و أفريقية ‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬ ‫‪-006‬‬
‫البكوش ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬بيروت دار الغرب اإلسالمي ‪ 0884 ،‬م )‪.‬‬
‫بشير ّ‬
‫‪ ‬ابن المأمون ‪ ،‬جمال الدين أبو علي موسى ‪( ،‬ت ‪566‬هـ ‪0082 /‬م)‪.‬‬
‫نصوص من أخبار مصر ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬أيمن فوأد سيد ‪ ،‬ط‪( ، 0‬‬ ‫‪-008‬‬
‫القاهرة ‪ :‬المعهد العلمي الفرنسي لآلثار الشرقية ‪ 0863 ،‬م )‪.‬‬
‫‪ ‬الماوردي ‪ ،‬ابي الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي ‪( ،‬ت ‪451‬ه‬
‫‪0156 /‬م)‪.‬‬
‫األحكام السلطانية والواليات الدينية ‪ ،‬تحقيق‪ :‬نبيل عبد الرحمن‬ ‫‪-021‬‬
‫حياوي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت دار األرقم بن بني األرقم ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫ّ‬
‫ادب الوزير المعروف بقوانين الو ازرة وسياسة الملك ‪ ،‬تصحيح‪:‬‬ ‫‪-020‬‬
‫حسن الهادي حسين ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي ‪0884 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن المجاور ‪ ،‬جمال الدين ابي الفتح يوسف بن يعقوب ‪( ،‬ت ‪881‬ه‪0280/‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 238‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫صفة بالد اليمن ومكة والحجاز ‪( ،‬ليدن‪ :‬مطبعة بريل‪0850،‬م)‪.‬‬ ‫‪-022‬‬
‫‪ ‬مجموعة الوثائق الفاطمية‪.‬‬
‫(وثائق الخالفة ووالية العهد والو ازرة) ‪ ،‬جمع و تحقيق جمال الدين‬ ‫‪-023‬‬
‫الشيال ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية ‪2112 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن ابي مخرمة ‪ ،‬ابو محمد عبد هللا الطيب بن عبدهللا بن احمد‪( ،‬ت ‪841‬ه ‪/‬‬
‫‪0541‬م)‪.‬‬
‫تاريخ ثغر عدن ‪ ،‬أعتنى به‪ :‬علي حسن علي ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬بيروت‪:‬‬ ‫‪-024‬‬
‫دار الجيل ‪0861 ،‬م )‪.‬‬
‫‪ ‬المسعودي ‪ ،‬علي بن الحسين بن علي ‪ ( ،‬ت ‪348‬هـ ‪851 /‬م)‪.‬‬
‫مروج الذهب و معادن الجوهر ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد محيي عبد الحميد‬ ‫‪-025‬‬
‫‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬القاهرة ‪ :‬مطبعة السعادة ‪0364 ،‬هـ ‪0884 /‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬المقريزي ‪ ،‬تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر الحسيني العبيدي ‪( ،‬ت‬
‫‪645‬هـ ‪0440 /‬م)‪.‬‬
‫اتعاظ الحنفا باخبار االئمة الفاطميين الخلفا ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬جمال الدين‬ ‫‪-028‬‬
‫الشيال ‪ ،‬محمد حلمي محمد أحمد ‪ ،‬ط‪ ( 0‬القاهرة‪ :‬المجلس األعلى‬
‫للشؤون اإلسالمية ‪0813 – 0881 ،‬م)‪.‬‬
‫اغاثة االمة بكشف الغمة ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫‪-021‬‬
‫للكتاب ‪0888 ،‬م)‪.‬‬
‫البيان واالعراب عما بأرض مصر من االعراب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد‬ ‫‪-026‬‬
‫المجيد عابدين ‪ ( ،‬االسكندرية ‪ :‬دار المعرفة الجامعية ‪٧٩٤٩‬م)‪.‬‬
‫الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-028‬‬
‫جمال الدين الشيال ‪ ( ،‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط‪0855 ،‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 241‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫السلوك لمعرفة دول الملوك ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة مطبعة دار الكتب‬ ‫‪-031‬‬
‫المصرية ‪0834 ،‬م)‪.‬‬
‫المقفى الكبير ‪( ،‬بيروت‪ :‬دار الغرب االسالمي ‪0880 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪-030‬‬
‫المواعظ و اإلعتبار في ذكر الخطط و اآلثار ‪ ،‬ط‪( ، 0‬مصر‪:‬‬ ‫‪-032‬‬
‫بوالق ‪021 ،‬ه‪0653-‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن المقفع ‪ ،‬ساويرس ‪( ،‬ت ‪861‬ه ‪0518 /‬م)‪.‬‬
‫تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية المعروف بسير البيعة المقدسة ‪،‬‬ ‫‪-033‬‬
‫نشر ‪ :‬تيسي عبدالمسيح وعزيز سوريال عطية واخرون ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‬
‫‪ :‬جمعية االثار القبطية ‪ 0858‬م – ‪ 0814‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬المنذري ‪ ،‬زكي الدين ابو محمد عبد العظيم بن عبد القوي ‪( ،‬ت‪858 :‬ه \‬
‫‪0256‬م)‪.‬‬
‫التكملة لوفيات النقلة ‪ ،‬تحقيق‪ :‬بشار عواد معروف ‪ ،‬ط‪،0‬‬ ‫‪-034‬‬
‫(بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪0860 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬المنصوري ‪ ،‬بيبرس ‪( ،‬ت ‪125‬ه ‪0324 /‬م)‪.‬‬
‫مختار االخبار تاريخ الدولة االيوبية ودولة المماليك البحرية حتى‬ ‫‪-035‬‬
‫سنة ‪112‬ه ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد الحميد صالح حمدان ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬الدار‬
‫المصرية اللبنانية ‪0883 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬مؤلف مجهول‪.‬‬
‫اعمال الفرنجة وحجاج بيت المقدس ‪ ،‬ترجمة‪ :‬حسن حبشي ‪ ،‬ط‪0‬‬ ‫‪-038‬‬
‫‪( ،‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط ‪0856 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬مؤلف مجهول‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 240‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫( من كتاب القرن السادس الهجري ‪ /‬الثاني عشر الميالدي ) ‪،‬‬ ‫‪-031‬‬
‫االستبصار في عجائب االمصار ‪ ،‬نشر وتعليق ‪ :‬سعد زغلول عبد الحميد‬
‫‪ ،‬ط‪( . 0‬بغداد‪ :‬دائرة الشؤون الثقافية ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن ميسر ‪ ،‬تاج الدين ابو عبد هللا محمد بن علي بن يوسف بن جلب ‪( ،‬ت‬
‫‪811‬ه ‪0216 /‬م)‪.‬‬
‫أخبار مصر ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬ايمن فؤاد سيد ‪ ،‬ط‪(،0‬القاهرة ‪ :‬المعهد‬ ‫‪-036‬‬
‫العلمي لالثار الشرقية ‪.)0860 ،‬‬
‫‪ ‬النوبختي ‪ ،‬الحسن بن موسى ‪( ،‬ت ‪311‬ه ‪803 /‬م)‪.‬‬
‫فرق الشيعة ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد المنعم الحنفي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬دار‬ ‫‪-038‬‬
‫الرشيد ‪0882 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬النيسابوري ‪ ،‬احمد بن ابراهيم ‪( ،‬ت في أواخر القرن الرابع الهجري ‪ /‬العاشر‬
‫الميالدي)‪.‬‬
‫استتار األمام ‪ ،‬نشر‪ :‬ايفانوف ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد كامل حسين ‪،‬‬ ‫‪-041‬‬
‫(القاهرة‪ :‬المعهد العلمي الفرنسي لآلثار الشرقية ‪0821 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الهروي ‪ ،‬أبو الحسن علي بن أبي بكر ‪( ،‬ت ‪800‬هـ ‪0205 /‬م)‪.‬‬
‫اإلشارات إلى معرفة الزيارات ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬علي عمر ‪ ،‬ط ( القاهرة‬ ‫‪-040‬‬
‫‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية ‪ 2112 ،‬م )‪.‬‬
‫‪ ‬النابلسي ‪ ،‬عالء الدين ابو عمرو عثمان بن ابراهيم ‪( ،‬ت ‪881‬ه ‪0280 /‬م)‪.‬‬
‫تجريد سيف الهمة ألستخراج مافي ذمة الذمة ‪ ،‬ط‪( ، 0‬د‪.‬م‪ :‬د‪.‬مط‬ ‫‪-042‬‬
‫‪ .‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬النعمان بن محمد بن حيون المغربي ‪(،‬ت ‪383‬ه‪813/‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 242‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫دار‬ ‫افتتاح الدعوة ‪ ،‬تحقيق‪ :‬وداد القاضي ‪ ،‬ط‪( ،0‬بيروت‬ ‫‪-043‬‬
‫الثقافة‪0811،‬م)‪.‬‬
‫المجالس و المسايرات ‪ ،‬تحقيق الحبيب الفقي و آخرون ‪ ،‬ط‪، 0‬‬ ‫‪-044‬‬
‫( تونس ‪ :‬المطبعة الرستمية ‪ 0816 ،‬م )‪.‬‬
‫‪ ‬النعيمي ‪ ،‬عبد القادر بن محمد ‪( ،‬ت ‪821‬ه ‪0521 /‬م)‪.‬‬
‫الدارس في تاريخ المدارس ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬جعفر الحسني ‪ ،‬ط‪، 0‬‬ ‫‪-045‬‬
‫(دمشق‪ :‬مطبعة الترقي ‪0846 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن واصل ‪ ،‬جمال الدين محمد بن سالم ‪( ،‬ت ‪881‬هـ ‪0281 /‬م)‪.‬‬
‫مفرج الكروب في تاريخ بني ايوب ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬جمال الدين الشيال‬
‫ّ‬ ‫‪-048‬‬
‫‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬د‪.‬مط ‪0853 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الوداعي ‪ ،‬علي بن حنظلة ‪( ،‬ت ‪828‬ه‪0228 /‬م)‪.‬‬
‫سمط الحقائق ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عباس العزاوي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬دمشق‪ :‬المعهد‬ ‫‪-041‬‬
‫الفرنسي للدراسات العربية ‪0853 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن الوردي ‪ ،‬زين الدين عمر بن مظفر ‪( ،‬ت ‪148‬ه‪0346/‬م)‪.‬‬
‫تاريخ ابن الوردي ‪ ،‬ط‪( ،0‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬ ‫‪-046‬‬
‫‪0410‬ه‪0888/‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن الوكيل ‪ ،‬يوسف المّلواني ‪( ،‬ت ‪0030‬ه‪0108/‬م)‪.‬‬
‫النواب ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬
‫تحفة االحباب بمن ملك مصر من الملوك و ّ‬ ‫‪-048‬‬
‫الششتاوي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬دار اآلفاق العربية ‪0888 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬اليافعي ‪ ،‬ابو محمد عبد هللا بن اسعد بن علي بن سليمان ‪( ،‬ت ‪186‬ه‪0388/‬م)‪.‬‬
‫مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان‬ ‫‪-051‬‬
‫‪ ،‬ط‪( ،0‬بيروت‪ :‬مؤسسة االعلمي للطباعة ‪0811،‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 243‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ ‬ياقوت الحموي ‪ ،‬شهاب الدين ابن عبد هللا ‪ ( ،‬ت ‪828‬هـ ‪0226 /‬م)‪.‬‬
‫معجم األدباء ‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬بيروت دار المستشرق ‪.) 0838 ،‬‬ ‫‪-050‬‬
‫الفراء ‪ ،‬محمد بن الحسين ‪( ،‬ت ‪456‬ه ‪0185 /‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابو يعلى ّ‬
‫االحكام السلطانية ‪ ،‬تصحيح‪ :‬محمد حامد الفقي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‬ ‫‪-052‬‬
‫دار الكتب العلمية ‪0863 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬اليماني ‪ ،‬ابو عبد هللا محمد بن مالك بن ابي القبائل الحمادي المعافري ‪ ،‬ت‪:‬‬
‫اواسط القرن الخامس الهجري ‪ /‬القرن التاسع الميالدي‪.‬‬
‫كشف اسرار الباطنية واخبار القرامطة ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بن علي‬ ‫‪-053‬‬
‫بن الحسين األكوع الحوالي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬صنعاء‪ :‬مركز الدراسات والبحوث‬
‫اليمني ‪0884 ،‬م)‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬المراجع العربية والمعربة‬

‫‪ ‬احمد ‪ ،‬حسن خضيري‪.‬‬


‫‪ -0‬عالقات الفاطميين بدول المغرب ط‪( ،٧‬القاهرة ‪ :‬مكتبة مدبولي‬
‫(بال‪.‬ت))‪.‬‬
‫‪ ‬أحمد ‪ ،‬عبد الرزاق أحمد‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 244‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ -2‬تاريخ وآثار مصر االسالمية من الفتح العربي حتى نهاية العصر‬
‫الفاطمي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي ‪0888 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬احمد ‪ ،‬عزيز‪.‬‬
‫‪ -3‬تاريخ صقلية االسالمية ‪ ،‬ترجمة‪ :‬امين توفيق الطيبي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪:‬‬
‫الدار العربية للكتاب ‪0861 ،‬م)‬
‫‪ ‬األسكندري ‪ ،‬عمر‪.‬‬
‫‪َ -4‬س ِفدج ‪ ،‬أ‪.‬ج‪ ، .‬تاريخ مصر الى الفتح العثماني ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫مدبولي ‪0888 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬أسماعيل ‪ ،‬محمود‪.‬‬
‫‪ -5‬األغالبة سياستهم الخارجية ‪ ،‬ط‪( ، 3‬د‪.‬ط‪ :‬عين للدراسات والبحوث‬
‫االنسانية واالجتماعية ‪2111 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ -8‬الحركات السرية في االسالم ‪ ،‬ط‪( ، 5‬القاهرة ‪ ،‬بيروت ‪ :‬سينا للنشر ‪،‬‬
‫مؤسسة األنتشار العربي ‪0881 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬األمين ‪ ،‬حسن‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬الغدير‬
‫‪0881 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬االنصاري ‪ ،‬ناصر‪.‬‬
‫‪ -6‬المجمل في تاريخ مصر النظم السياسية واالدارية ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫الشروق ‪0403 ،‬ه \ ‪0883‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الباجي المسعودي ‪ ،‬ابو عبد هللا الشيخ محمد ‪ ( ،‬ت ‪0253‬هـ ‪0631 /‬م)‪.‬‬
‫‪ -8‬الخالصة التقية في امراء افريقيا ‪ ،‬ط‪ ( ، 2‬تونس ‪ :‬د ‪ .‬مط ‪0323 ،‬‬
‫هـ )‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 245‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ ‬باركر ‪ ،‬آرنست‪.‬‬
‫الحروب الصليبية ‪ ،‬ترجمة‪ :‬السيد الباز العريني ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيروت‪:‬‬ ‫‪-01‬‬
‫دار النهضة العربية ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬الباشا ‪ ،‬حسن‪.‬‬
‫األلقاب األسالمية في التاريخ والوثائق واآلثار ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪-00‬‬
‫الدار الفنية للنشر والتوزيع ‪0868 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬البراوي ‪ ،‬راشد‪.‬‬
‫حالة مصر االقتصادية في عهد الفاطميين‪ ،‬ط‪ (،0‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬ ‫‪-02‬‬
‫النهضة المصرية‪0846،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬بهجت ‪ ،‬منى محمد‪.‬‬
‫أثر الحضارة السلجوقية في دول شرق العالم االسالمي على‬ ‫‪-03‬‬
‫الحضارتين االيوبية والمملوكية بمصر ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬مكتبة زهراء‬
‫الشرق ‪2112 ،‬م) ‪.‬‬
‫‪ ‬بوزورث ‪ ،‬كليفورد‪.‬‬
‫األسرات الحاكمة في التاريخ األسالمي ‪ ،‬ترجمة‪ :‬سليمان ابراهيم‬ ‫‪-04‬‬
‫العسكري ‪ ،‬ط‪( ، 2‬الكويت‪ :‬مؤسسة الشراع العربي ‪0885 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬بيومي ‪ ،‬علي‪.‬‬
‫قيام الدولة االيوبية في مصر ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬دار الفكر الحديث‬ ‫‪-05‬‬
‫للطبع والنشر ‪0852 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬تامر‪ ،‬عارف‪.‬‬
‫اروى بنت اليمن ‪ ،‬ط‪( 0‬القاهرة‪ :‬دار المعارف ‪0811،‬م)‪.‬‬ ‫‪-08‬‬

‫﴿ ‪﴾ 248‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫اروى ملكة اليمن ‪ ( ،‬سوريا ‪ :‬دار الحوار ‪0868،‬م)‪.‬تاريخ‬ ‫‪-01‬‬
‫االسماعيلية ‪ ،‬ط‪( 0‬لندن ‪ :‬رياض الريس ‪ 0888 ،‬م)‪.‬‬
‫األمامة في األسالم ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬دار األضواء للطباعة والنشر‬ ‫‪-06‬‬
‫والتوزيع ‪0886 ،‬م)‪.‬‬
‫الحاكم بأمر هللا خليفة وأمام ومصلح ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬دار اآلفاق‬ ‫‪-08‬‬
‫الجديدة ‪0862 ،‬م)‪.‬‬
‫المستنصر باهلل ‪ ،‬ط‪( ، 0‬دمشق ‪ :‬دار الجبل ‪0861 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪-21‬‬
‫المعز لدين هللا الفاطمي واضع اسس الوحدة العربية الكبرى ‪ ،‬ط‪0‬‬ ‫‪-20‬‬
‫‪( ،‬بيروت‪ :‬دار اآلفاق الجديدة ‪0862 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الثعالبي ‪ ،‬عبد العزيز‪.‬‬
‫تاريخ شمال أفريقيا من الفتح االسالمي الى نهاية الدولة االغلبية‬ ‫‪-22‬‬
‫‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيروت‪ :‬دار الغرب االسالمي ‪0881 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬جب ‪ ،‬هاملتون‪.‬‬
‫صالح الدين االيوبي ‪ ،‬ترجمة‪ :‬يوسف ايبش ‪ ،‬ط‪( ،2‬بيروت‪:‬‬ ‫‪-23‬‬
‫بيسان للنشر والتوزيع واالعالم ‪٧888 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الجبل ‪ ،‬علوي طه‪.‬‬
‫الشيعة االسماعيلية (رؤية من الداخل) ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬دار األمل‬ ‫‪-24‬‬
‫‪2112 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬جلي ‪ ،‬احمد محمد احمد‪.‬‬
‫دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين "الخوارج والشيعة" ‪ ،‬ط‪، 2‬‬ ‫‪-25‬‬
‫(الرياض‪ :‬مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات األسالمية ‪0866 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬جمال الدين ‪ ،‬عبد هللا محمد‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 241‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫الدولة الفاطمية قيامها ببالد المغرب وأنتقالها الى مصر الى نهاية‬ ‫‪-28‬‬
‫القرن الرابع الهجري مع عناية خاصة بالجيش ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع ‪0880 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬جمال الدين ‪ ،‬محمد السعيد‪.‬‬
‫دولة االسماعيلية في ايران ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬المطبعة العصرية ‪،‬‬ ‫‪-21‬‬
‫‪0888‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الحاج حسن ‪ ،‬حسين‪.‬‬
‫النظم االسالمية ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬المؤسسة الجامعية للدراسات‬ ‫‪-26‬‬
‫والنشر والتوزيع ‪0861،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬ابو حديد ‪ ،‬محمد فريد‪.‬‬
‫صالح الدين االيوبي وعصره ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة ‪ :‬دار الكتب‬ ‫‪-28‬‬
‫المصرية ‪ ، )0821 ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ ‬الحارثي ‪ ،‬عدنان محمد فايز‪.‬‬
‫عمران القاهرة وخططها في عهد صالح الدين االيوبي ‪( ،‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪-31‬‬
‫مكتبة زهراء الشرق ‪٧٩٩٩،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬حسن ‪ ،‬أسامة‪.‬‬
‫الناصر صالح الدين ‪ ،‬ط‪( ،0‬القاهرة‪ :‬مطبعة زمزم ‪0881 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪-30‬‬
‫‪ ‬حسن ‪ ،‬حسن ابراهيم‪.‬‬
‫الفاطميون في مصر واعمالهم السياسية والدينية بوجه خاص ‪،‬‬ ‫‪-32‬‬
‫ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬المطبعة االميرية ‪0832 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬حسن ‪ ،‬علي ابراهيم‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 246‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫تاريخ جوهر الصقلي قائد المعز لدين هللا الفاطمي ‪ ،‬ط‪، 2‬‬ ‫‪-33‬‬
‫(القاهرة‪ :‬مطبعة السعادة ‪0883 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬حمزة‪ ،‬عفت وصال‪.‬‬
‫نساء حكمن اليمن ‪ ،‬ط‪ (0‬بيروت‪ :‬دار ابن حزم‪0888،‬م)‪.‬‬ ‫‪-34‬‬
‫‪ ‬الحياري ‪ ،‬مصطفى‪.‬‬
‫القدس في زمن الفاطميين والفرنجة ‪ ،‬ط‪( ، 0‬عمان‪ :‬مكتبة عمان‬ ‫‪-35‬‬
‫‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬الخربوطلي ‪ ،‬علي حسني‪.‬‬
‫أبو عبد هللا الشيعي مؤسس الدولة الفاطمية ‪ ،‬ط‪( ، 0‬د‪.‬ط‪:‬‬ ‫‪-38‬‬
‫المطبعة الفنية الحديثة ‪0812 ،‬م)‪.‬‬
‫األسالم والخالفة ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬دار بيروت للطباعة والنشر ‪،‬‬ ‫‪-31‬‬
‫‪0888‬م)‬
‫‪ ‬الدخيل ‪ ،‬محمد حسن‪.‬‬
‫الدولة الفاطمية الدور السياسي والحضاري لالسرة الجمالية‪ ،‬ط‪(،0‬‬ ‫‪-36‬‬
‫بيروت‪ :‬مؤسسسة االنتشار العربي ‪2118 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الدشراوي ‪ ،‬فرحات‪.‬‬
‫حمادي الساحلي ‪ ،‬ط‪، 0‬‬
‫الخالفة الفاطمية بالمغرب ‪ ،‬ترجمة‪ّ :‬‬ ‫‪-38‬‬
‫(بيروت ‪ :‬دار الغرب األسالمي ‪0884 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬دفتري ‪ ،‬فرهاد‪.‬‬
‫األسماعيليون في العصر الوسيط تاريخهم وفكرهم ‪ ،‬ترجمة‪ :‬سيف‬ ‫‪-41‬‬
‫الدين قصير ‪ ،‬ط‪( ، 0‬دمشق‪ :‬دار المدى ‪0888 ،‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 248‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫خرافات الحشاشين واساطير االسماعيلية ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬سيف الدين‬ ‫‪-40‬‬
‫القصير ‪ ،‬ط‪( ، 0‬دمشق ‪ :‬دار المدى ‪0888 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬رنسيمان ‪ ،‬ستيفن‪.‬‬
‫تاريخ الحروب الصليبية ‪ ،‬ترجمة‪ :‬السيد الباز العريني ‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪-42‬‬
‫(بيروت‪ :‬دار الثقافة ‪0860 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬زابوروف ‪ ،‬ميخائيل‪.‬‬
‫الصليبيون في الشرق ‪ ،‬ترجمة‪ :‬ألياس شاهين ‪ ،‬ط‪( ، 0‬موسكو‪:‬‬ ‫‪-43‬‬
‫دار التقدم ‪.)0868 ،‬‬
‫‪ ‬زهرة ‪ ،‬احمد علي‪.‬‬
‫دولة القالع قراءة في المذهب االسماعيلي واحالم المدينة الفاضلة‬ ‫‪-44‬‬
‫‪ ،‬ط‪( ، 0‬دمشق‪ :‬نينوى للدراسات والنشر والتوزيع ‪2114 ،‬م)‪.‬‬
‫حمادي‪.‬‬
‫‪ ‬الساحلي ‪ّ ،‬‬
‫الدولة الصنهاجية تاريخ إفريقية في عهد بني زيري من القرن ‪01‬‬ ‫‪-45‬‬
‫الى القرن ‪02‬م ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬دار الغرب األسالمي ‪0882 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬سالم ‪ ،‬السيد عبد العزيز‪.‬‬
‫تاريخ مصر األسالمية حتى نهاية العصر الفاطمي ‪ ،‬ط‪، 0‬‬ ‫‪-48‬‬
‫(األسكندرية‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة ‪0881 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬سرور ‪ ،‬محمد جمال الدين‪.‬‬
‫تاريخ الدولة الفاطمية ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة ‪ :‬دار الفكر العربي ‪،‬‬ ‫‪-41‬‬
‫بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬سعداوي ‪ ،‬نظير حسان‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 251‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫التاريخ الحربي المصري في عهد صالح الدين ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪-46‬‬
‫مكتبة النهضة المصرية ‪.)٧٩٥١،‬‬
‫‪ ‬سالم ‪ ،‬محمد زغلول‪.‬‬
‫األدب في العصر الفاطمي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬االسكندرية‪ :‬منشأة المعارف‬ ‫‪-48‬‬
‫‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬سلطان ‪ ،‬عبد المنعم عبد الحميد‪.‬‬
‫الحياة األجتماعية في العصر الفاطمي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬األسكندرية‪ :‬دار‬ ‫‪-51‬‬
‫الثقافة العلمية ‪0888 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬السّلومي ‪ ،‬سليمان عبد هللا‪.‬‬
‫أصول االسماعيلية ‪ ،‬ط‪( ، 0‬الرياض‪ :‬دار الفضيلة ‪2110 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪-50‬‬
‫‪ ‬سيد ‪ ،‬ايمن فؤاد‪.‬‬
‫الدولة الفاطمية في مصر – تفسير جديد ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬الدار‬ ‫‪-52‬‬
‫المصرية اللبنانية للطباعة والنشر والتوزيع ‪0882 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬سيد االهل ‪ ،‬عبد العزيز‪.‬‬
‫ايام صالح الدين ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة ‪ :‬المجلس االعلى للشؤون‬ ‫‪-53‬‬
‫االسالمية ‪0884 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬سيمينوفا ‪ ،‬أ‪.‬ل‪.‬‬
‫تاريخ مصر الفاطمية ‪ ،‬ترجمة وتحقيق‪ :‬حسن بيومي ‪ ،‬ط‪، 0‬‬ ‫‪-54‬‬
‫(القاهرة‪ :‬الهيئة العامة لشؤون المطابع االميرية ‪2110 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الشامي ‪ ،‬احمد‪.‬‬
‫صالح الدين والصليبيون تاريخ الدولة االيوبية ‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬القاهرة‬ ‫‪-55‬‬
‫‪ :‬مكتبة النهضة العربية ‪.)0880 ،‬‬

‫﴿ ‪﴾ 250‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ ‬شاندور ‪ ،‬البير‪.‬‬
‫صالح الدين االيوبي البطل االنقى في االسالم ‪ ،‬ترجمة‪ :‬سعيد‬ ‫‪-58‬‬
‫ابو الحسن ‪ ،‬ط‪( ، 2‬دمشق‪ :‬دار طالس للدراسات والترجمة والنشر ‪،‬‬
‫‪0883‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬شلبي ‪ ،‬محمود‪.‬‬
‫حياة صالح الدين ‪ ،‬ط‪( ، 3‬بيروت‪ :‬دار الجيل ‪0418 ،‬ه‪-‬‬ ‫‪-51‬‬
‫‪0868‬م)‪.‬‬
‫الشيال ‪ ،‬جمال الدين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ مدينة االسكندرية في العصر األسالمي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪-56‬‬
‫دار المعارف ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫مجمل تاريخ دمياط سياسياً واقتصادياً ‪ ،‬ط‪( ، 0‬د‪.‬ط‪ :‬مكتبة الثقافة‬ ‫‪-58‬‬
‫الدينية ‪0421 ،‬ه\‪2111‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الصاوي ‪ ،‬احمد السيد‪.‬‬
‫مجاعات مصر الفاطمية ‪ ( ،‬بيروت‪ :‬دار التضامن‪0866،‬م)‪.‬‬ ‫‪-81‬‬
‫‪ ‬طقوش ‪ ،‬محمد سهيل‪.‬‬
‫تاريخ االيوبيين في مصر وبالد الشام واقليم الجزيرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬ ‫‪-80‬‬
‫(بيروت‪ :‬دار النفائس للطباعة والنشر ‪0428 ،‬هـ \ ‪2116‬م)‪.‬‬
‫تاريخ الحروب الصليبية (حروب الفرنجة في المشرق) ‪ ،‬ط‪،0‬‬ ‫‪-82‬‬
‫(بيروت‪ :‬دار النفائس للطباعة والنشر‪2100 ،‬م)‪.‬‬
‫تاريخ الفاطميين في شمالي افريقية ومصر وبالد الشام ‪ ،‬ط‪، 2‬‬ ‫‪-83‬‬
‫(بيروت‪ :‬دار النفائس للطباعة والنشر ‪2111 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬عاشور ‪ ،‬سعيد عبد الفتاح‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 252‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫اضواء جديدة على الحروب الصليبية ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬الدار‬ ‫‪-84‬‬
‫المصرية للتأليف والترجمة ‪.)0884 ،‬‬
‫االيوبيون والمماليك في مصر والشام ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬دار‬ ‫‪-85‬‬
‫النهضة العربية ‪0888 ،‬م)‪.‬‬
‫تاريخ اوروبا في العصور الوسطى ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬دار النهضة‬ ‫‪-88‬‬
‫العربية ‪0818 ،‬م)‪.‬‬
‫الحركة الصليبية ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬مكتبة االنجلو المصرية ‪،‬‬ ‫‪-81‬‬
‫‪2101‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬العبادي ‪ ،‬احمد مختار‪.‬‬
‫دراسات في تاريخ المغرب واألندلس ‪ ،‬ط‪( ، 0‬األسكندرية‪ :‬مؤسسة‬ ‫‪-86‬‬
‫شباب الجامعة ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬عبد المنعم ‪ ،‬صبحي‪.‬‬
‫تاريخ مصر السياسي والحضاري من الفتح األسالمي حتى عهد‬ ‫‪-88‬‬
‫األيوبيين ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬العربي للنشر والتوزيع ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬عبده ‪ ،‬عبد هللا كمال موسى‪.‬‬
‫الفاطميون وآثارهم المعمارية في إفريقية ومصر واليمن ‪ ،‬ط‪، 0‬‬ ‫‪-11‬‬
‫(القاهرة‪ :‬دار اآلفاق العربية ‪2110 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬العريني ‪ ،‬السيد الباز‪.‬‬
‫الشرق االدنى في العصور الوسطى ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬دار النهضة‬ ‫‪-10‬‬
‫العربية ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬عشري ‪ ،‬عثمان عبد الحميد‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 253‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫األسماعيليون في بالد الشام على عصر الحروب الصليبية (د‪.‬ط‪:‬‬ ‫‪-12‬‬
‫المكتبة التاريخية ‪0862 ،‬م‪0863-‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬عطا ‪ ،‬زبيدة محمد‪.‬‬
‫الشرق االسالمي والدولة البيزنطية زمن االيوبيين ‪ ،‬ط‪( ، 2‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪-13‬‬
‫دار االمين ‪0884 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬عطا هللا ‪ ،‬خضر أحمد‪.‬‬
‫الحياة الفكرية في مصر في العصر الفاطمي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪-14‬‬
‫دار الفكر العربي ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬علي ‪ ،‬وفاء محمد‪.‬‬
‫الخالفة العباسية في عهد تسلط البويهيين ‪ ،‬ط‪( ، 0‬االسكندرية‪:‬‬ ‫‪-15‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث ‪0881 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬بن عمو ‪ ،‬سميرة‪.‬‬
‫آلموت آيدولوجيا األرهاب الفكري ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬المؤسسة‬ ‫‪-18‬‬
‫الجامعة للدراسات والنشر ‪0886 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬غالب ‪ ،‬مصطفى‪.‬‬
‫اعالم االسماعيلية ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت ‪ :‬دار اليقظة العربية ‪،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫‪0884‬م)‪.‬‬
‫تاريخ الدولة األسماعيلية ‪ ،‬ط‪( ، 2‬بيروت‪ :‬دار األندلس ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪-16‬‬
‫الثائر الحميري الحسن الصباح ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬دار األندلس ‪،‬‬ ‫‪-18‬‬
‫‪0888‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬غنيم ‪ ،‬اسمت‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 254‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫الدولة االيوبية والصليبيون ‪ ،‬ط‪( ، 0‬االسكندرية‪ :‬دار المعرفة‬ ‫‪-61‬‬
‫الجامعية ‪0881 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬فولكف ‪ ،‬أولج‪.‬‬
‫القاهرة مدينة ألف ليلة وليلة ‪ ،‬ترجمة‪ :‬احمد صليحة ‪ ،‬ط‪، 0‬‬ ‫‪-60‬‬
‫(القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪0868 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬فييت ‪ ،‬جاستون‪.‬‬
‫العبادي ‪ ،‬ط‪، 0‬‬
‫القاهرة مدينة الفن والتجارة ‪ ،‬ترجمة‪ :‬مصطفى ّ‬ ‫‪-62‬‬
‫(بيروت‪ :‬مكتبة لبنان ‪0886 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬قاسم ‪ ،‬قاسم عبده ‪ ،‬علي ‪ ،‬علي السيد‪.‬‬
‫االيوبيون والمماليك التاريخ السياسي والعسكري ‪ ،‬ط‪( ، 0‬مصر‪:‬‬ ‫‪-63‬‬
‫عين للدراسات والبحوث االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬قلعجي ‪ ،‬قدري‪.‬‬
‫صالح الدين االيوبي قصة الصراع بين الشرق والغرب خالل‬ ‫‪-64‬‬
‫القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميالد ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬شركة‬
‫المطبوعات للتوزيع والنشر ‪0882 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الالذقاني ‪ ،‬محي الدين‪.‬‬
‫ثالثية الحلم القرمطي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬مكتبة مدبولي ‪0883 ،‬م)‬ ‫‪-65‬‬
‫‪ ‬لويس ‪ ،‬برنارد‪.‬‬
‫الحشاشون فرقة ثورية في تاريخ االسالم ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬محمد العزب‬ ‫‪-68‬‬
‫موسى ‪( ،‬بيروت ‪ :‬دار أزال للطباعة والنشر ‪0868 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬لينبول ‪ ،‬ستانلي‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 255‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫سيرة القاهرة ‪ ،‬ترجمة‪ :‬حسن ابراهيم حسن وآخرون ‪ ،‬ط‪، 2‬‬ ‫‪-61‬‬
‫(القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة المصرية ‪ ،‬بال‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬ماجد ‪ ،‬عبد المنعم‪.‬‬
‫الدولة االيوبية في تاريخ مصر االسالمية التاريخ السياسي ‪ ،‬ط‪0‬‬ ‫‪-66‬‬
‫‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي ‪0881 ،‬م)‪.‬‬
‫ظهور الخالفة الفاطمية وسقوطها في مصر ‪ ،‬ط‪( ، 4‬القاهرة‪ :‬دار‬ ‫‪-68‬‬
‫الفكر العربي ‪0884 ،‬م)‪.‬‬
‫المستنصر باهلل الفاطمي ‪ ،‬ط‪ ( ، 0‬القاهرة ‪ :‬األنكلو مصرية ‪،‬‬ ‫‪-81‬‬
‫‪0881‬م )‪.‬‬
‫‪ ‬مارسيه ‪ ،‬جورج‪.‬‬
‫بالد المغرب وعالقتها بالمشرق االسالمي في العصور الوسطى ‪،‬‬ ‫‪-80‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمود عبد الصمد هيكل ‪ ،‬ط‪( ، 0‬االسكندرية‪ :‬منشأة المعارف‬
‫‪0888 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬محاسنة ‪ ،‬محمد حسين‪.‬‬
‫تاريخ مدينة دمشق خالل الحكم الفاطمي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬دمشق‪ :‬االوائل‬ ‫‪-82‬‬
‫للنشر والتوزيع ‪2110 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬محمود ‪ ،‬سالم شافعي‪.‬‬
‫أهل الذمة في مصر في العصر الفاطمي األول ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪-83‬‬
‫الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪0885 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬مؤنس ‪ ،‬حسين‪.‬‬
‫معالم تاريخ المغرب واالندلس ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة‪ :‬دار الرشاد ‪،‬‬ ‫‪-84‬‬
‫‪2114‬م)‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 258‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ ‬الناصري ‪ ،‬ابو العباس احمد بن خالد ‪( ،‬ت ‪٧305‬ه‪٧618/‬م)‪.‬‬
‫االستقصا الخبار المغرب االقصى ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬جعفر الناصري‬ ‫‪-85‬‬
‫ومحمد الناصري ‪ ،‬ج‪ ( ،٥‬الدار البيضاء ‪ :‬دار الكتاب ‪٧٩٥٨،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬نبيل ‪ ،‬مصطفى‪.‬‬
‫سير ذاتية عربية ‪ ،‬ط‪( ، 0‬القاهرة ‪ :‬دار الهالل ‪.)0882 ،‬‬ ‫‪-88‬‬
‫‪ ‬النشرتي ‪ ،‬حمزة ‪ ،‬وآخرون‪.‬‬
‫السلطان الناصر صالح الدين قاهر الصليبيين وبطل موقعة‬ ‫‪-81‬‬
‫حطين‪.‬‬
‫‪ ‬أبو النصر ‪ ،‬محمد عبد العظيم‪.‬‬
‫السالجقة تاريخهم السياسي والعسكري ‪ ،‬ط‪( ، 0‬د‪.‬ط‪ :‬عين‬ ‫‪-86‬‬
‫للدراسات والبحوث االنسانية واالجتماعية ‪2110 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬نصر هللا ‪ ،‬سعدون عباس‪.‬‬
‫دولة األدارسة في المغرب العصر الذهبي ‪ ،‬ط‪( ، 0‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫‪-88‬‬
‫النهضة العربية ‪0861 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬نوح ‪ ،‬علي‪.‬‬
‫االسماعيلية بين خصومها وأنصارها ‪ ،‬ط‪( ، 0‬حمص‪ :‬دار‬ ‫‪-011‬‬
‫التوحيدي للنشر ‪.)2111 ،‬‬
‫‪ ‬الهمداني ‪ ،‬حسين بن فيض هللا‪.‬‬
‫الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ‪ ،‬ط‪( ، 3‬صنعاء‪:‬‬ ‫‪-010‬‬
‫منشورات المدينة ‪0868 ،‬م)‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬الدوريات‬

‫﴿ ‪﴾ 251‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ ‬عبيد ‪ ،‬نعيم‪.‬‬
‫‪ -0‬الخليفة الفاطمي المعز لدين هللا ‪ ،‬مجلة الدراسات في التاريخ واالثار ‪،‬‬
‫العدد‪2118 ، 05‬م‬

‫رابعاً‪ :‬الرسائل واالطاريح الجامعية‬

‫‪ ‬البستان ‪ ،‬ندى عبد الهادي‪.‬‬


‫‪ -0‬المستعلي باهلل الفاطمي (‪485-461‬ه ‪0010-0184 /‬م) سيرته ودوره‬
‫في التاريخ ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬معهد التاريخ العربي والتراث‬
‫العلمي للدراسات العليا ‪ ،‬بغداد ‪0432( ،‬ه ‪2100 /‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬حسن ‪ ،‬علي ناجي‪.‬‬
‫‪ -2‬حسن الصباح ون ازرية آل‪-‬موت ‪444( ،‬ه‪510-‬ه ‪0152 /‬م – ‪0024‬‬
‫م) ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬غير منشورة ‪ ،‬معهد التاريخ العربي والتراث العلمي‬
‫للدراسات العليا ‪ 0430( ،‬هـ ‪ 2101 /‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬حسين ‪ ،‬محسن محمد‪.‬‬
‫‪ -3‬الجيش األيوبي في عهد صالح الدين ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة بغداد‬
‫‪ ،‬كلية اآلداب ‪0861 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الربيعي ‪ ،‬محمد كاظم‪.‬‬
‫‪ -4‬آل الجمالي ودورهم في الخالفة الفاطمية ‪528-488( ،‬ه ‪-0114 /‬‬
‫‪0030‬م) ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬جامعة بغداد – كلية اآلداب‬
‫‪2101 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ‬سالم ‪ ،‬أيمن شاهين‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 256‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‪..................................................................‬‬
‫‪ -5‬المدارس االسالمية في مصر في العصر األيوبي ودورها في نشر‬
‫المذهب السني ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة طنطا ‪ ،‬كلية اآلداب ‪،‬‬
‫‪0888‬م‪.‬‬
‫‪ ‬شفيق ‪ ،‬أزهار ابراهيم‪.‬‬
‫‪ -8‬الخالفة الفاطمية في المصادر العباسية والفاطمية ‪ ،‬اطروحة دكتوراة‬
‫غير منشورة ‪ ،‬جامعة بغداد‪-‬كلية االداب ‪0432( ،‬ه‪2100/‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الطيار ‪ ،‬هيفاء محمد عاصم‪.‬‬
‫‪ -1‬مدينة القاهرة خالل عصر الخالفة الفاطمية ( ‪581-356‬ه‪-886/‬‬
‫‪0010‬م) دراسة في النظم السياسية والمعالم الحضارية ‪ ،‬اطروحة دكتوراه‬
‫غير منشورة ‪ ،‬الجامعة المستنصرية ‪ ،‬المعهد العالي للدراسات السياسية‬
‫والدولية ‪0428‬ه‪2115/‬م‪.‬‬
‫‪ ‬فرنسيس ‪ ،‬كال ار عزيز‪.‬‬
‫‪ -6‬رجال األدارة والو ازرة اليهود والنصارى في عهد الخالفة الفاطمية (‪-356‬‬
‫‪581‬ه ‪0010-888 /‬م) ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬جامعة بغداد‬
‫– كلية اآلداب ‪0432( ،‬ه‪2100 /‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الكربالئي ‪ ،‬حيدر محمد عبد هللا‪.‬‬
‫‪ -8‬الداعي االسماعيلي المؤيد في الدين الشيرازي ودوره السياسي والفكري‬
‫والعقائدي في الدولة الفاطمية (‪411-381‬ه ‪0111-888 /‬م) دراسة‬
‫تاريخية ‪ ،‬جامعة بغداد – كلية اآلداب ‪0432( ،‬ه ‪2100 /‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬الـمياحي ‪ ،‬مشتـاق كـاظم‪.‬‬
‫‪ -01‬الحركة الفكرية في مصر في العصر األيوبي ‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير‬
‫منشورة ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬كلية اآلداب ‪2118 ،‬م‪.‬‬

‫﴿ ‪﴾ 258‬‬
‫قائمة المصادر‬
..................................................................‫والمراجع‬
.‫ دريد عبد القاهر‬، ‫ نوري‬
-‫ه‬511 ، ‫ سياسة صالح الدين األيوبي في بالد مصر والشام والجزيرة‬-00
.‫م‬0818 ، ‫ كلية اآلداب‬، ‫ جامعة بغداد‬، ‫ رسالة ماجستير‬، ‫ه‬568

‫ المراجع االجنبية‬:ً‫خامسا‬

 Ivanow, W.
1- A Creed of Fatimids. (Bombay, 1936)
 MacEvitt, Christopher.
2- The Crusades and the Christian World of the East.
(Philadelphia, 2008).
 Mamour, P. H.
3- Polemics On The Origin Of The Fatimi Caliphs.
(London, 1934).

﴾ 281 ﴿

You might also like