Professional Documents
Culture Documents
استراتيجية الموارد
استراتيجية الموارد
0
كان من نتائج العولمة أن وضعت المنظمات (الشركات ،والمإسسات )...فً أكثر دول العالم فً بٌئات اقتصادٌة،
ومالٌة ،وقانونٌة ذات تغٌر كبٌر وسرٌع اإلٌقاع ،فجعلت العالم المترامً األطراف كقرٌة صغٌرة ،فلم تعد هناك القٌود
التً كانت مفروضة من َقبل من جانب الدول لحماٌة صناعاتها المحلٌة ،وأصبحت حرٌة حركة وتداول السلع
والخدمات أكبر بكثٌر مما كانت علٌه فً الماضً ،مما أشعل حد َة المنافسة بٌن المنظمات والشركات العالمٌة والمحلٌة
واإلقلٌمٌة.
وقد َف َرضت هذه النتائج والظروف والتغٌرات البٌئٌة المغاٌرة للواقع الذي ساد فً الماضً ،فرضت على المنظمات
ضرور َة سرعة التعامل والتكٌف معها ،وعدم االصطدام بها !..فؤخذت هذه المنظمات تك ٌِّف استراتٌجٌتها العامة،
واستراتٌجٌات إداراتها ،وممارساتها فً جمٌع مجاالت العمل فٌها؛ سواء كانت مجاالت إنتاجٌة ،أو موارد بشرٌة ،أو
تسوٌقٌة أو بٌعٌة ،أو فً الفكر اإلداري ،أو فً الهٌاكل التوظٌفٌة ...إلخ مع هذه التغٌرات البٌئٌة الداخلٌة والخارجٌة.
وكان أحدَ مجاالت العمل داخل المنظمات ،والذي احتاج إلى تغٌٌر شامل وتكٌٌف -مجال عمل إدارة الموارد البشرٌة،
فكان من غٌر الممكن أن ٌستمر دور "إدارة األفراد" كما كانت تسمى قبل العام 1890م إذ استبدلت الجامعات الكبرى
هذا المسمى بمسمى "إدارة الموارد البشرٌة" ،)HRM) Human Resource Managementولم ٌقتصر التغٌٌر
على المسمى فقط ،بل امتد التغٌٌر إلى المضمون واألدوار أٌضاً ،وأصبح إلدارة الموارد البشرٌة استراتٌجٌة خاصة
بها ،تنصهر فً االستراتٌجٌة العامة للمنظمة ،وتعد جزءا ال ٌتجزأ منها ،فضلً عن تكاملها وتنسقٌها معها ،إذ تقوم
استراتٌجٌة إدارة الموارد البشرٌة بدور هام فً تحقٌق أهداف االستراتٌجٌة العامة.
فاستراتٌجٌة إدارة الموارد البشرٌة تعمل على فهم البٌئة الداخلٌة للمنظمة ،ومتطلباتها ومتغٌراتها األساسٌة والمإثرة؛
من حٌث :رسالتها ،وغاٌاتها ،وأهدافها ،وأسالٌبها اإلدارٌة ،وثقافتها التنظٌمٌة ،ومتطلبات العمل فٌها ..وغٌرها،
فضلً عن فهمها للبٌئة الخارجٌة المحٌطة بالمنظمة ،واإلحاطة بجمٌع متغٌراتها ،وقوانٌنها ،واتجاهاتها المإثرة أو
التً قد تإثر فً أعمال المنظمة ونشاطاتها ،وهذا الفهم للبٌئة الداخلٌة والخارجٌة للمنظمةٌ ،م ِّكن إدار َة الموارد
البشرٌة من وضع استراتٌجٌتها بنجاح وبشكل ٌحتوي على مواءمة كبٌرة بٌن ممارسات ونشاطات إدارة الموارد
البشرٌة ،والمتغٌرات والتحدٌات التً تحتوٌها البٌئة الداخلٌة والخارجٌة للمنظمة.
َ
استراتٌجٌة إدارة الموارد البشرٌة الفعالة ٌتوقف علٌها اآلن استراتٌجٌة المنظمة المستقبلٌة ،حٌث توفر وتلبً – إن
َ
حاجة اإلدارات األخرى المكونة للمنظمة من الموارد البشرٌة المناسبة، أعنً استراتٌجٌة إدارة الموارد البشرٌة –
والمدربة والمإهلة ،والمحفزة بشكل جٌد ،من خلل برامج تدرٌبٌة ،وسٌاسات تعلٌمٌة ،تضعها إدارة الموارد البشرٌة
لرفع وتنمٌة قدرات هذه الموارد البشرٌة ،والتً عن طرٌقها ستحقق كل إدارة -أو وظٌفة -داخل َ المنظمة أهدا َفها
االستراتٌجٌة ،ومن َثم تحقق المنظمة أهدافها االستراتٌجٌة.
وهكذا أصبحت مسإولٌة إدارة الموارد البشرٌة كبٌرة جداً ،فمستهدَ ف منها وبشكل متواصل ،تهٌئة وتكٌٌف
استراتٌجٌتها ونشاطاتها وممارساتها مع المتغٌرات والتحدٌات البٌئٌة الداخلٌة والخارجٌة التً تإثر فً استراتٌجٌة
المنظمة العامة.
وقبل الحدٌث عن ماهٌة استراتٌجٌة إدارة الموارد البشرٌة ،واألبعاد االستراتٌجٌة لدور إدارة الموارد البشرٌة ،نود أن
نوج َز بعضا ً من التحدٌات والمتغٌرات اإلدارٌة واإلنتاجٌة ،والتسوٌقٌة والبٌعٌة التً تحٌط بالمنظمات وتعمل فً ظلها،
وهذه التحدٌات المعاصرة سواء كانت إدارٌة أو قانونٌة ...إلخ تفرض على المنظمات -وفً القلب منها إدارات
العرض بعرض موجزَ الموارد البشرٌة -أن تتعامل معها بما ٌناسبها من وسائل َ وإجراءات معاصرة أٌضاً ،ونتبع ذلك
آخر للوظائف األساسٌة لإلدارة.
ونعرض فٌما ٌلً بعضا ً من هذه التحدٌات والمتغٌرات اإلدارٌة واإلنتاجٌة ،والتسوٌقٌة والبٌعٌة التً تحٌط بالمنظمات
وتعمل فً ظلها بشكل موجز كما ٌلً:
1
-المنظمة مكان للعمل والعٌش معاًٌ ،جب أن ٌسودَ ها جو من األلفة والمودة والمحبة؛ فهً عشٌرة مترابطة ،أفرادها
وٌسعون إلى تحقٌق أهدافها.
َ لدٌهم والء وانتماء لها،
ٌ -حٌط بالمنظمة -التً هً مصدر رزق كل من ٌعمل فٌها -مخاطر بٌئٌة على رأسها المنافسة السوقٌة الشدٌدة ،لذلك
فالكل علٌه مسإولٌة مشتركة وجسٌمة ،وهً أن ٌعً هذه المخاطر.
-البٌئة التً تعمل فٌها المنظمات سرٌعة التغٌر ،ومن ال ٌتكٌف مع هذا التغٌر سٌإول للزوال.
-العمٌل ورضاه هو أساس بقاء المنظمة واستمرارٌتها ،وبالتالً فكل من ٌعمل فً المنظمة هو رجل تسوٌق ٌسعى
لرفع سمعة المنظمة وإرضاء عملئها ،فهذه مسإولٌة الجمٌع.
-تحقٌق القٌمة المضافة فً جمٌع مناشط المنظمة هدف ومسإولٌة كل من ٌعمل فٌها ،فالجمٌع علٌه أن ٌفكر فً
مسؤلة الربح والخسارة.
-الطموح المستمر والسعً لألفضل هو شعار المنظمة وجمٌع من ٌعمل فٌها ،ومن ثم فمواجهة التحدٌات جزء من
حٌاة العاملٌن فً المنظمة.
-االستفادة من أخطاء وتجارب الماضً مسؤلة هامة ،فالذي ال ماضً له ال حاضر وال مستقبل له ،فالندم واألسف ال
مجال لهما فً حٌاة المنظمة ،فهو ال ٌقودها للتقدم ،فالنظر دائما ً ٌكون لألمام.
-التجدٌد واالبتكار -ومن ثم التحسٌن المستمر لكل شًء فً المنظمة -مسؤلة حتمٌة ومحسومة ،فالذي ال ٌتحسن
سٌزول بل شك؛ ألن اآلخرٌن سٌسبقونه ،لذلك ٌجب توفٌر المبادرة لدى الجمٌع ،وواجب علٌهم تقدٌم الجدٌد النافع
للمنظمة التً هً للجمٌع ولٌست لفئة معٌنة.
-المنظمة وكل مكوناتها ،وكل من ٌعمل فٌها نظام كلً واحد ٌعمل تُجاه تحقٌق رسالتها المستقبلٌة ،وبالتالً فهذا
النظام متعاون متكامل ٌعمل فً نسق واحد.
-كل من ٌعمل فً المنظمة -من مدٌرٌن ،وموظفٌن ،وعمال ،وفنٌٌن ...إلخ -هم شركاء ولٌسوا أجراءٌ ،شاركون فً
اتخاذ القرارات.
-المرونة والحرٌة شعار العمل فً المنظمة ،فكل فرد هو سٌد عمله ودوره الذي ٌإدٌه ،ومن ثم فهو مدٌر لوظٌفة
ٌتحمل مسإولٌتها كاملة.
-إدارة العمل أصبحت ذاتٌة ،لكن لٌست فردٌة بل جماعٌة ،فؤعمال المنظمة تإدى جماعٌا ً من خلل ف َرق عمل مدارة
ذاتٌا ً من ق َبل أعضاء الفرٌق ،فاألسلوب الفردي لم ٌعد له وجود فً المنظمات المعاصرة،؛ ألن النهج اإلداري الجدٌد
هو االعتماد على الذات فً ممارسة المهام وحل المشكلت.
-الشعور بالمسإولٌة الذاتٌة لدى الجمٌع مطلب أساسً ،فالجودة المتمٌزة وإرضاء العملء والمستهلكٌن وتحقٌق
البقاء للمنظمةٌ ،جب أن ٌكون هاجسا ً داخلٌا ً لدى كل من ٌعمل فٌها ،فواجب كل فرد إذا عمل فً مكان داخل المنظمة
أن ٌسعى لتقدٌم النصح لها.
-االستقرار الوظٌفً مسؤلة ٌقوم علٌها تحقٌق االنتماء للمنظمة لدى العاملٌن لدٌها ،فٌجب إشعار الجمٌع أنهم باقون
فً المنظمة مدى الحٌاة ،وأنهم سٌتقاعدون عن العمل فٌها وهم ٌحملون أجمل ذكرٌات حٌاتهم.
-التعلم وتطوٌر الذات جزء وهدف أساسً ومستمر طوال حٌاة العاملٌن فً المنظمة.
2
-تقٌٌم األداء البشري لم ٌعد تقلٌدٌا ٌعتمد على تحقٌق المعاٌٌر المطلوبة فحسب ،بل تخطٌها وتحقٌق التمٌز فً األداء،
فهو أساس البقاء واالستمرار.
إن معظم الباحثٌن والخبراء والممارسٌن قد اتفقوا على الوظائف األساسٌة لإلدارة التً ٌإدٌها المدٌرون فً معظم
المنظمات والشركات وغٌرها ..مع اختلف أنشطتها ،وتنوع مجاالت أعمالها ،مع األخذ فً االعتبار أٌضا ً فوارق
التطبٌق بٌن المنظمات..
-2التنظٌم :Organizingوهذه الوظٌفة الهامة والحٌوٌة تختص بتكلٌف كل موظف (مرإوس) بمهام أو مهمة
محددة ،وتختص أٌضا ً بتكوٌن اإلدارات ،واألقسام ،وترسم حدود السلطات ،ومن ثم تفوٌض السلطة للمرإوسٌن،
وتقوم هذه الوظٌفة بوضع الهٌاكل الوظٌفٌة ،ورسم خطوط وقنوات االتصال فٌما بٌن السلطات ،فضلً عن التنسٌق بٌن
أعمال ومهام ووظائف المرإوسٌن لضمان عدم التضارب بٌن المهام ،وأٌضا ً ضمان تنفٌذ الخطط المرسومة.
-3تكوٌن وتنمٌة الكفاءات (التوظٌف) :Staffingمن مهام هذه الوظٌفة اإلدارٌة الهامة تحدٌد نوعٌة األفراد
المطلوب االستفادة منهم ،وذلك بتعٌٌنهم بالمنظمة ،ووضع آلٌة الستقطاب ما تحتاجه المنظمة من كفاءات بشرٌة
ممٌزة ،ووضع آلٌة تم ّكنها من المفاضلة بٌن العناصر البشرٌة المتقدمة لشغل الوظائف الشاغرة بالمنظمة ،واختٌار
األكفؤ من بٌن هذه العناصر ..ومن مهام هذه الوظٌفة اإلدارٌة أٌضا ً وضع معاٌٌر لألداء ٌلتزم بها كل العاملٌن داخل
المنظمة ،وتحدٌد أنسب وأعدل وأفضل الطرق التً ٌمكن االعتماد علٌها فً التعامل مع العاملٌن داخل المنظمة؛ من
حٌث المكافآت ،وتقٌٌم األداء ،واالهتمام بتنمٌة مهارات وكفاءات العاملٌن من خلل برامج تدرٌبٌة وتؤهٌلٌة مبنٌة على
أسس علمٌة مدروسة ،وخبرات علمٌة مشهود لها بالفاعلٌة.
-4القٌادة :Leadingوتهدف هذه الوظٌفة الهامة إلى َح ّ
ث العاملٌن داخل المنظمة على أداء واجباتهم الوظٌفٌة بشكل
فعال طبقا ً للخطط الموضوعة ،فضلً عن االهتمام بالجوانب النفسٌة للعاملٌن من خلل رفع روحهم المعنوٌة بشكل ّ
مستمر.
وجودة اإلنتاج،
-5الرقابة :Controllingومن مهام هذه الوظٌفة وضع المعاٌٌر الرقابٌة الخاصة بمستوٌات َ
والحصة السوقٌة ،واألداء ...إلخ ،ثم القٌام بعملٌة التقٌٌم بهدف معرفة مدى تطابق األداء الفعلً للعاملٌن فً المنظمة
مع األداء المستهدَف والمحدد فً الخطط والمعاٌٌر الموضوعة ،ومن مهامها أٌضا ً القٌام باإلجراءات التصحٌحٌة فً
حال وجود انحرافات بٌن المخطط والمنفذ.
3
ماهٌة استراتٌجٌة إدارة الموارد البشرٌة:
* تعرٌف استراتٌجٌة إدارة الموارد البشرٌة:
هً خطة معاصرة طوٌلة المدى ،تشتمل على ممارسات وسٌاسات تتعامل من خللها المنظمة مع المورد (العنصر)
البشري فً العمل ،وتتفق وتتكامل وتتناسق هذه الخطط والممارسات والسٌاسات مع االستراتٌجٌة العامة للمنظمة،
وتعمل على تحقٌق رسالتها ،وغاٌتها ،وأهدافها ،فً ظل متغٌرات البٌئة الداخلٌة والخارجٌة التً تعمل من خللها
المنظمة ،والتً من أهمها المنافسة الحادة بٌن المنظمات العالمٌة واإلقلٌمٌة والمحلٌة.
وٌمكن تعرٌف استراتٌجٌة إدارة الموارد البشرٌة أٌضا ً بؤنها :خطة طوٌلة األجل ،تتكون من مجموعة من النشاطات
وظائف ومهام إدارة الموارد البشرٌة داخل المنظمة،
َ تكون
برامج محددة البداٌة والنهاٌة ،وسٌاسات ِّ
َ على هٌئة
وتحتوي هذه الخطة على مجموعة من اإلجراءات والقرارات المتعلقة بشإون الموارد البشرٌة داخل المنظمة،
والمستقبل الوظٌفً لهذه الموارد البشرٌة.
وتهدف إدارة الموارد االستراتٌجٌة -فٌما تهدف -إلى إٌجاد قوة عمل حقٌقٌة ،مإهلة تؤهٌلً عالٌاً ،وفعالة وقادرة
على تحمل مسإولٌات وتبعات األعمال داخل المنظمة ،ومن ثم تكون قادرة على تحقٌق متطلبات وطموحات
االستراتٌجٌة العامة للمنظمة ككل.
وفٌما ٌلً نتائج دراسة أجرٌت على عدد من الشركات الٌابانٌة واألمرٌكٌة الناجحة لمعرفة سبب نجاحها بل وتمٌزها..
اآلت ًَ:
-1أن هذه الشركات قد اهتمت بوضع استراتٌجٌة جٌدة ومناسبة لمواردها البشرٌة وإدارتها ،فالتحدٌث والتمٌز الذي
وراءه إدارة موارد بشرٌة ذات فاعلٌة ،وقرارات توظٌف تخدم استراتٌجٌة هذه الشركات.
َ حققته كان
برامج استقطاب فعالة لجذب أفضل المهارات البشرٌة الموجودة فً سوق العمل ،وتوفٌر َ -2أن هذه الشركات تضع
عنصر اإلثارة
َ تعلٌم وتدرٌب مستمرٌن لها ،لحماٌتها من مخاطر العمل ،وتصمٌم الوظائف بطرٌقة توفر لشاغلٌها
والتحدي وتحمل المسإولٌة ،مما جعل هذه الشركات مكانا ً محببا ً للعمل بالنسبة للموارد البشرٌة.
ض من معدل دورانها،وخ َف َ
وقد انعكس ذلك على رفع درجة الرضا والسعادة لدى هذه الموارد البشرٌة ،وجودة أدائهاَ ،
وقد توصلت الشركات إلى جودة عالٌة فً منتجاتها وخدماتها ،وأسعار مناسبة لمنتجاتها ،مما حقق لدى زبائنها
وعملئها الرضا والسعادة ،وحصة سوقٌة أكبر للمنظمة ،فضلً عن موقع تنافسً قوي بٌن المنافسٌن.
* استراتٌجٌة الموارد البشرٌة جزء من استراتٌجٌة المنظمة:
إن استراتٌجٌة إدارة الموارد البشرٌة جزء ال ٌتجزأ من استراتٌجٌة المنظمة ،وتقع فً المستوى الثالث من هرم اتخاذ
القرارات االستراتٌجٌة داخل الشركة [حٌث المستوى األول فً هذا الهرمٌ :تخذ فٌه القرار المتعلق بتحدٌد الخٌار
االستراتٌجً العام ،والمستوى الثانًٌ :تخذ فٌه القرارات المتعلقة بوحدات األعمال ،وتحدٌد نشاطاتها الرئٌسٌة،
ومجاالت االستثمار فٌها ،أما المستوى الثالث :فٌتخذ فٌه القرارات المتعلقة بتحدٌد وظائف وممارسات وحدات
األعمال].
ٌكون مجموعهاوهو مستوى استراتٌجٌة الوظائف :كالتسوٌق ،واإلنتاج ،والمشترٌات ،والمبٌعات ..إلخ والتً ِّ
استراتٌجٌة المنظمة ،ومن هذا المنطلق نجد أن وظائف وممارسات إدارة الموارد البشرٌة تعمل جمٌعها فً خدمة
استراتٌجٌات اإلدارات (الوظائف) األخرى ،أي فً خدمة استراتٌجٌة المنظمة ،تحت مظلة التكامل والتوافق معا ً.
4
ٌتوافق االتجاه السابق مع مفهوم ٌدعى "التكامل االستراتٌجً" strategic integrationالذي ٌإكد على أن
استراتٌجٌة المنظمة تتوافق مع رسالتها ،واستراتٌجٌات الهٌكل التنظٌمً (إدارات :اإلنتاج ،والتسوٌق ،والمبٌعات،
والمشترٌات ...إلخ) تتطابق أٌضا مع استراتٌجٌة المنظمة؛ ألنها تعمل على خدمتها ،واستراتٌجٌة إدارة الموارد
البشرٌة تتطابق وتعمل على خدمة استراتٌجٌة المنظمة واستراتٌجٌة الهٌكل التنظٌمً ،فً ظل تؤثٌر متغٌرات البٌئة
الخارجٌة التً تعمل فً ظلها المنظمة ككل ،وتستخدم استراتٌجٌتها للتكٌف معها لتضمن لنفسها البقاء واالستمرار.
ومما سبق ٌتضح لنا أن بناء استراتٌجٌة الموارد البشرٌة ٌتطابق وٌتكامل مع:
-متطلبات استراتٌجٌة المنظمة بما تشمله من رسالتها ،وغاٌاتها ،وأهدافها ،ووسائلها.
-متطلبات استراتٌجٌة الهٌكل التنظٌمً (اإلدارات المختلفة واحتٌاجاتها من الموارد البشرٌة ذات الكفاءة والفاعلٌة).
ومما تقدم ٌتضح لنا أن صفة التكامل والتطابق التً وصف بها بناء استراتٌجٌة الموارد البشرٌة تشتمل على جانبٌن:
-1تكامل وتطابق داخلً :وٌقصد به أن إدارة الموارد البشرٌة نظام متكاملٌ ،تكون من وظائف تتفاعل مع بعضها
بشكل متكامل ،بهدف خدمة وإنجاز االستراتٌجٌة العامة للمنظمة ،واستراتٌجٌة الهٌكل التنظٌمً.
-2تكامل وتطابق خارجً :وٌقصد به تكامل استراتٌجٌة إدارة الموارد البشرٌة مع استراتٌجٌة المنظمة والهٌكل
التنظٌمً فً مواجهة التحدٌات الخاصة بالبٌئة الخارجٌة.
فاستراتٌجٌة إدارة الموارد البشرٌة جزء أو نظام فرعً من نظام كلً أشمل وأكبر هو استراتٌجٌة المنظمة ،التً
تشتمل على استراتٌجٌات الهٌكل التنظٌمً بما فٌها استراتٌجٌة الموارد البشرٌة ،التً تتكامل جمٌعها مع بعضها؛
لتحقٌق رسالة وأهداف المنظمة.
وفً ظل هذه االستراتٌجٌة الجدٌدة قامت إدارة الموارد البشرٌة بوضع استراتٌجٌة تتكامل وتتطابق مع استراتٌجٌة
الشركة ،واحتوت على اآلتً:
-1توصٌف وظائف جدٌدة ،وتصمٌم أعمال جدٌدة ،تخدمان وتتماشٌان مع المنتج الجدٌد.
-2تحدٌد االحتٌاجات التً تتطلبها المنظمة لخدمة المنتج الجدٌد من الموارد البشرٌة ،مع تحدٌد حجم الموارد البشرٌة
القدٌمة التً سٌتم االستغناء عنها نظراً لعدم توفر المهارات العالٌة فٌهم ،والتً ٌتطلبها المنتج الجدٌد.
-3تصمٌم حملة استقطاب شاملة لسوق العمل ،بهدف إٌجاد وتوفٌر الموارد البشرٌة ذات الكفاءة والمهارة العالٌة،
للختٌار من بٌنها؛ لتوظٌفه وتعٌٌنه فً المنظمة لتلبٌة حاجاتها الجدٌدة لمواجهة متطلبات المنتج الجدٌد.
-4إعداد ووضع برامج تدرٌبٌة وتؤهٌلٌة مستخد ً
مة فً ذلك الوسائل َ والمناهج العلمٌة التدرٌبٌة الحدٌثة ،والمعرفة
التكنولوجٌة المتقدمة فً مجال صناعة المنتج الجدٌد ،وذلك للموارد البشرٌة الجدٌدة ،وما ستبقً علٌه المنظمة من
الموارد البشرٌة القدٌمة.
-5من الطبٌعً أن المنتج الجدٌد سٌحتوي على مخاطر مختلفة عن المخاطر التً كان ٌحتوٌها المنتج القدٌم ،ومن ثم
برامج سلمة وصحة تتناسب والمخاطرَ ٌجب على إدارة الموارد البشرٌة -وهً تقوم بإعداد استراتٌجٌتها -تضمٌنها
الجدٌدة التً قد تتعرض لها الموارد البشرٌة.
5
* األبعاد االستراتٌجٌة لدور إدارة الموارد البشرٌة:
ٌمكننا إٌجاز األبعاد االستراتٌجٌة ألدوار ومهام إدارة الموارد البشرٌة فٌما ٌلً:
-1تؤمٌن المورد أو العنصر البشري المناسب والمإهل تؤهٌلً علمٌا ً معاصراً ،والذي تحتاجه المنظمة ،وذلك من خلل
استراتٌجٌة واضحة ومحددة تتكامل وتتوافق مع االستراتٌجٌة العامة للمنظمة ،بمعنى المشاركة الفعالة فً تحقٌق
المنظمة لرسالتها ،ورإٌتها ،وغاٌاتها ،وأهدافها ووسائلها.
ولن تتمكن إدارة الموارد البشرٌة من توفٌر هذا العنصر أو المورد البشري ،وجعله قوة عمل حقٌقٌة وفعالة ومفٌدة
داخل المنظمة ،وٌدٌن لها باالنتماء والوالء ،وٌعمل بكل طاقاته وإمكانٌاته لرفع شؤن المنظمة -إال من خلل خطة
استراتٌجٌة طوٌلة المدى ،تشتمل على رإٌة واضحة ،ورسالة محددة ،وأهداف واقعٌة قابلة للتطبٌق العملً – بعٌدة
عن الفلسفات النظرٌة – وسٌاسات وبرامج وإجراءات فً مجال التحفٌز المعنوي والمادي لهذا المورد البشري ،فضلً
عن تهٌئة وتوفٌر بٌئة عمل مناسبة تم ّكن هذا المورد أو العنصر البشري من استخراج إبداعاته وابتكاراته ،فضل عن
القٌام بؤداء واجبات عمله.
-2على إدارة الموارد البشرٌة -وهً تقوم بإعداد استراتٌجٌتها وتحدٌد دورها داخل المنظمة -أن تتماشى هذه
االستراتٌجٌة مع االتجاهات الحدٌثة والمتطورة التً انتشرت أو المتوقع انتشارها عالمٌا ً فً المدى المنظور ،وذلك فً
جمٌع المجاالت :اإلدارٌة ،واإلنتاجٌة ،والتسوٌقٌة ،والقانونٌة ..وغٌرها من مجاالت البٌئة الخارجٌة.
ٌ -3نبغً للمنظمة أن توفر العناصر البشرٌة المإهلة والمتخصصة والمحترفة للعمل فً إدارة الموارد البشرٌة ،حتى
ٌتسنى لهذه اإلدارة القٌام بمهامها ،واألعمال المنوطة بها ،والمتوقعة وغٌر المتوقعة منها ،فضلً عن تحقٌقها آلمال
المنظمة المنعقدة علٌها .ومن نافلة القول :أال تعد المنظمة اإلنفاق على إدارة الموارد البشرٌة إنفاقا ال عائ َد من ورائه،
وأنه ٌمثل خسارة بالنسبة لها ،بل تعد هذا اإلنفاق استثمارا فً مورد هام ٌعود من ورائه عائد مادي وغٌر مادي ،أو
عوائد مادٌة ملموسة وعوائد معنوٌة محسوسة.
-4على إدارة الموارد البشرٌة القٌام بتحدٌث البرامج والسٌاسات المتعلقة بالموارد البشرٌة ،وجعلها متوافقة مع
االتجاهات الحدٌثة المتعلقة بالموارد البشرٌة ،وهذه البرامج وتلك السٌاسات الحدٌثة من شؤنها زٌادة اإلنتاجٌة
والفعالٌة والجودة مما ٌإدي إلى نجاح المنظمة وازدهارها.
-5على إدارة الموارد البشرٌة أن تعمل من خلل التكامل والتنسٌق والتعاون مع اإلدارات األخرى داخل المنظمة ،لكً
تضمن نجاح استراتٌجٌتها ،فمسإولٌة إدارة الموارد البشرٌة مسإولٌة تشترك فٌها جمٌع اإلدارات عن طرٌق
مدٌرٌها ،وخاصة اإلدارة المباشرة ،واإلدارة الوسطى ،وهما اإلدارتان المنوط بهما وضع استراتٌجٌة إدارة الموارد
موضع التنفٌذ على أرض الواقع العملً.
َ البشرٌة
وهذا التكامل والتنسٌق والتعاون بٌن مدٌري اإلدارات ومدٌر إدارة الموارد البشرٌة فً المنظمة ،والحرص علٌه ٌإدي
الوقوع فً بعض األخطاء ومنها:
َ إلى تفادي مدٌري اإلدارات فً المنظمة
)1وضع الموظف أو العامل أو المورد البشري المتاح للمنظمة فً وظٌفة ال تتناسب وإمكاناته وقدراته ،سواء كانت
إمكاناته وقدراته أكبر أو أقل من مهام هذه الوظٌفة.
)2عدم استغلل طاقات الموارد البشرٌة االستغلل َ األمثل أو األفضل ،بل هَدر هذه الطاقات ،وذلك بارتفاع معدالت
دوران العمل بٌنهم.
6
)3تدنً وانخفاض الروح المعنوٌة لدي العاملٌن فً المنظمة ،وزٌادة شعورهم بعدم االنتماء والوالء ،مما ٌإدي إلى
تباطإهم وعدم مباالتهم عند قٌامهم بؤداء واجباتهم نحو العمل ال َمنوط بهم ،وهذا ٌإثر بشكل سلبً على معدالت
اإلنتاجٌة ،وعلى جودة المنتج ،مما ٌترتب علٌه انخفاض رضا العمٌل أو المستهلك ،مما ٌفقد المنظمة حص َتها
السوقٌة ،وتعرضها ألخطار المنافسة القاسٌة ،والتً قد تودي بالمنظمة إلى الخروج من إطار المنافسة كلٌاً ،ومن ثم
انهٌارها!..
)4شعور بعض العاملٌن باالضطهاد أو بعدم العدالة من رإسائهم المباشرٌن أو غٌر المباشرٌن ،والذي قد ٌتؤصل فً
نفوسهم من خلل التفرقة فً المعاملة اإلنسانٌة أو المادٌة بٌنهم وبٌن أقرانهم فً المنظمة ،مما ٌدفعهم إلى التقصٌر
فً أداء مهام وواجبات أعمالهم ،أو اللجوء إلى ردود أفعال سلبٌة ،تصب كلها فً غٌر صالحهم أو فً غٌر صالح
المنظمة ككل.
)5اإلهمال والتقصٌر فً وضع برامج تؤهٌلٌة وتدرٌبٌة فعالة ومستمرة ،للتنمٌة والنهوض بقدرات ومهارات الموارد
البشرٌة ،مما ٌإثر على فعالٌة ومستوٌات أدائها داخل المنظمة ،وهذا لٌس فً صالح المنظمة بل شك.
)6ممارسة بعض السلوكٌات غٌر المناسبة ،والخارجة عن األخلقٌات من قبل المسإولٌن على اختلف درجاتهم
الوظٌفٌة ..فً بعض األحٌان داخل بٌئة العمل.
)7عدم تقدٌر ومراعاة الفوارق الفردٌة ،والثقافات ،والمعتقدات المختلفة للعاملٌن داخل بٌئة العمل.
إن وظائف إدارة الموارد البشرٌة [وهً :تصمٌم العمل وتوصٌف الوظائف ،تكوٌن الموارد البشرٌة ،التحفٌز ،تقٌٌم
األداء ،علقات العمل ،التعوٌضات] تعرضت خلل عقدٌن ونصف من الزمان تقرٌبا ً إلى تغٌٌرات جوهرٌة وأساسٌة
وبطرٌقة تدرٌجٌة فً وظائف وممارسات إدارة الموارد البشرٌة ،فرضتها طبٌعة التغٌرات والتحوالت التً طرأت على
المنظمات والشركات الكبرى واستراتٌجٌتها ،والتً تولدت عن التغٌرات الكبٌرة فً البٌئة العالمٌة ،والبٌئة اإلقلٌمٌة
والمحلٌة المحٌطة بهذه المنظمات والشركات.
وهذه التغٌرات التً تعرضت لها وظائف إدارة الموارد البشرٌة ،فرضت علٌها تحوالت استراتٌجٌة نوجزها فٌما ٌلً:
-1وظٌفة تصمٌم العمل وتوصٌف الوظائف:
لقد فرض التغٌر الذي حدث فً مجال البٌئة االقتصادٌة ،والمعرفة اإلدارٌة ،واستراتٌجٌة المنظمة ،على إدارة الموارد
البشرٌة أن تغٌر مفهو َم وظٌفة تصمٌم العمل من مجرد تحدٌد واجبات ومسإولٌات وظائف المنظمة ،والمواصفات
والشروط التً ٌجب توافرها فً العناصر البشرٌة التً س َتش َغل هذه الوظائف ،إلى إعادة هٌكلة العمل – أو كما ٌسمٌها
عناصر اإلقبال على العمل والحماسة إلٌه،
َ البعض "هندسة العمل" -من أجل أن توفر وظائف المنظمة لشاغلٌها
والتحفٌز بؤشكاله المتنوعة ،وإٌجاد الشعور بالمسإولٌة لدى العاملٌن عند ممارستهم لمهامهم داخل المنظمة ،وهً
تهدف من وراء ذلك إلى تشجٌعهم ،واستخراج طاقاتهم وإبداعاتهم ،فضلً عن أدائهم الفعال داخل المنظمة ،مما ٌترتب
علٌه االستغلل األمثل لطاقات الموارد البشرٌة وعدم هَدرها ،فضلً عن االستغلل األمثل للموارد المالٌة من ناحٌة
أخرى ،مما ٌصب فً النهاٌة فً الصالح العام للمجتمع ،والصالح الخاص للعاملٌن ،والصالح األخص للمنظمة.
7
-2وظٌفة تكوٌن الموارد البشرٌة:
أ -تخطٌط الموارد البشرٌة :إن عملٌة تخطٌط الموارد البشرٌة أصبحت مرتبطة ارتباطا ً تاما ً بمتطلبات استراتٌجٌة
المنظمة طوٌلة المدى.
ب -االستقطاب واالختٌار :إن االستراتٌجٌات الحدٌثة لعملٌة االستقطاب واالختٌار تبنى على أساس استقطاب واختٌار
العنصر البشري متعدد المواهب والمهارات والقدرات واإلمكانٌات ،والتً تمكنه من العمل فً وظائف متعددة داخل
المنظمة ،فؤسلوب العمل الحدٌث ٌقوم اآلن على العمل الجماعً من خلل ف َرق العمل ،ولٌس على العمل الفردي الذي
بناء على أساس انتقاء الفرد المناسب بغض النظرساد فً الماضً ،حٌث كان استقطاب واختٌار الموارد البشرٌة ٌتم ً
عن مواهبه وقدراته وإمكانٌاته للقٌام بمهام وظٌفة أو عمل ثابت ٌستمر فً أدائه طبقا ً لما هو محدد سنوات عدٌدة،
دون تغٌٌر أو تطوٌر ٌواكب التغٌرات سرٌعة اإلٌقاع فً محٌط البٌئة الداخلً أو الخارجً سواء للوظٌفة أو العنصر
البشري.
ج -التدرٌب :إن النظرة إلى التدرٌب على أنه نشاط وقتً تلجؤ إلٌه المنظمة عند الضرورة ،كؤن ترٌد من خلله تلفً
بعض نقاط الضعف الظاهرة فً بعض الموارد البشرٌة ،أو لتحسٌن مهاراتهم ،هذه النظرة أصبحت من مخلفات
الماضً !..فنظرة المنظمات الكبرى والعلم الحدٌث للتدرٌب اآلن اختلفت كثٌراً عنها فً الماضً ،فالنظرة إلى التدرٌب
اآلن تتكون من ثلثة عناصر مستدامة وهً :تعلم ،تدرٌب ،تنمٌة ..تلتصق جمٌعها بالمورد البشري داخل المنظمة منذ
لحظة تعٌٌنه – وفً بعض الحاالت قبل التعٌٌن الرسمً – إلى لحظة تقاعده أو تركه للعمل فً المنظمة.
والغاٌة من ذلك دعم هذا المورد البشري ومساندته وتمكٌنه من استخراج أفضل ما عنده ،وجعله قادراً على أداء عدة
أعمال فً الحاضر والمستقبل ،ضمن فرٌق عمل عالً المستوى والكفاءة ،ومن ثم ٌستفٌد هذا المورد البشري من
خلل التدرٌب واالحتكاك بفرٌق عمل ذي كفاءة عالٌة .فعملٌة التعلم والتدرٌب والتنمٌة المستدامة والمستمرة تعد الٌوم
من أهم الوسائل الفاعلة لتؤهٌل وتكٌٌف المورد أو العنصر البشري فً العمل ،فضلً عن وضعه فً الصورة دائما ً مع
أحدث وآخر التطورات واألسالٌب العلمٌة والعملٌة على المحٌطٌن الداخلً والخارجً للمنظمة ..وقد استقرت النظرة
الحدٌثة للتدرٌب على أنه من أفضل أنواع استثمارات المنظمة ،وأنه استثمار له عائد كبٌر فً المدى المنظور ،والمدى
البعٌد على السواءٌ ،تمثل هذا العائد فً زٌادة فاعلٌة العاملٌن مما ٌإثر مباشرة فً جودة المنتج التً تحقق أعلى
درجات الرضا من جانب المستهلكٌن ،ومن ثم تقوٌة المركز التنافسً للمنظمة فً السوق.
-3وظٌفة التحفٌز:
بعد تغٌر أسلوب أداء العمل من أسلوب قائم على العمل الفردي إلى أسلوب قائم على العمل الجماعً ٌعتمد على ف َرق
ً
مقبولة مع هذا األسلوب الجدٌد المعاصر ،حٌث تطلب هذا األسلوب من إدارة العمل ،لم تعد أسالٌب التحفٌز القدٌمة
الموارد البشرٌة تصمٌ َم وإعداد سٌاسة تحفٌز جدٌدة تقوم وترتكز على الحفز الجماعً ،وأن تتناسب وتتماشى مع
التوجه الحدٌث المعاصر ،الذي ال ٌعد المواردَ البشرٌة التً تعمل فً المنظمة أجٌرة لدى المنظمة ،بل ٌعدها شرٌكة
برامج لتملٌك العاملٌن أسهما ً فً المنظمة ،وتعدٌل نسب المشاركة فً
َ فٌها !..وطبقا ً لذلك أعدت إدارة الموارد البشرٌة
األرباح ،ووضع أسالٌب تحفٌز معنوٌة جدٌدة تتناسب مع الموارد البشرٌة التً تعمل بشكل جماعً داخل المنظمة،
وتتوافق هذه األسالٌب التحفٌزٌة مع التوجهات واألسالٌب المعاصرة فً مجال الحفز اإلنسانً بشكل عام.
-4وظٌفة تقٌٌم األداء:
بعد تغٌر أسلوب تنفٌذ األعمال من األسلوب الفردي إلى األسلوب الجماعً ،أصبح تقٌٌم أداء األعمال داخل المنظمة
ٌخضع ألنظمة وبرامج ومعاٌٌر تقٌٌمٌة حدٌثة تعتمد على العمل الجماعً ،بدالً من األنظمة القدٌمة التً كانت تخضع
ألنظمة وبرامج تقٌٌمٌة تعتمد على العمل الفردي ،حٌث اتسمت أنظمة وبرامج ومعاٌٌر تقٌٌم األعمال الحدٌثة بتوفٌر
9
معاٌٌر تقٌٌم أداء جدٌدة وهً :التكلفة ،والوقت ،والجودة ،وخدمة العملء فً أثناء البٌع ،وخدمتهم فٌما بعد البٌع،
وقٌاس مدى رضا العملء الذي ربطت كثٌر من المنظمات نظا َم حوافزها لعاملٌها به.
انصبت وانحصرت هذه الوظٌفة فً الماضً على قٌام إدارة األفراد (والتً سمٌت بداٌة من العام 1890م "إدارة
نٌابة عن أصحاب العمل والشركات والمنظمات فً العدٌد من الدول بإجراء مفاوضات مع النقابات ً الموارد البشرٌة")
العمالٌة والمهنٌة -والتً تمثل العاملٌن فً تلك الدول -بهدف التوصل إلى اتفاقٌات بٌنهما ترضً جمٌع األطراف،
فٌما ٌخص أنظمة التعوٌضات المالٌة ،والعدٌد من المزاٌا العٌنٌة واالجتماعٌة التً تخص العاملٌن ،فً حٌن تغٌر اآلن
هذا النظام فً التعامل فً ظل التحول االستراتٌجً الذي انتهجته وظٌفة إدارة الموارد البشرٌة ،لٌختلف هذا النظام
الجدٌد فً علقات العمل من حٌث الشكل والمضمون عما كان سائداً من قبل ،وٌقوم النظام الجدٌد على تحقٌق أقصى
درجة من التعاون والتنسٌق والوفاق بٌن المنظمة والنقابات الممثلة للعاملٌن ،مبنٌة على الثقة فٌما بٌنهما .ولقد
أصبح هذا النظام الجدٌد جزءاً من استراتٌجٌة المنظمة وإدارة الموارد البشرٌة ،إذ إن توفر رضا النقابات الممثلة
للعاملٌن ٌعنً توفر رضا العاملٌن فً المنظمة ،وهذا الرضا ٌإدي إلى رفع الروح المعنوٌة للعاملٌن مما ٌجنبهم
الصراعات فٌما بٌنهم وبٌن المنظمة ،وهذا ٌكون له أبلغ اآلثار اإلٌجابٌة على اإلنتاجٌة وجودتها داخل المنظمة ،ومن
ثم تحسٌن موقعها التنافسً.
ولم تقتصر وظٌفة علقات العمل على العلقة بٌن المنظمات والنقابات العمالٌة ،بل امتدت هذه الوظٌفة لتشمل العلقة
بٌن المنظمات والحكومات من حٌث القوانٌن والتشرٌعات الخاصة بالعمل ،فقد أصبح لزاما ً على إدارة الموارد البشرٌة
تعرض المنظمة ألٌة مخاطر قانونٌة. أن تفهم وتتعامل مع القوانٌن والتشرٌعات بشكل ال لبس فٌه ،بحٌث ال ِّ
-6وظٌفة التعوٌضات:
إن هذه الوظٌفة قامت فً الماضً باستخدام نظام لدفع الرواتب واألجور والمكافآت على أساس األداء والجهد الفردي
أسلوب تنفٌذ األعمال
َ فً العمل متوافقة فً ذلك مع أسلوب تنفٌذ األعمال الفردي ،أما اآلن ومع انتهاج المنظمات
الجماعً ،كان لزاما ً على إدارة الموارد البشرٌة تصمٌم نظم جماعٌة لدفع الرواتب واألجور والمكافآت – إذ تمثل
التعوٌضات الجانب األساسً فً الحفز المالً للعاملٌن -مستخدمة فً ذلك معاٌٌر دفع حدٌثة مبنٌة على:
-جودة أداء العاملٌن.
-تحقٌق وفرة مادٌة ملموسة وذات قٌمة فً تكالٌف التشغٌل.
-زٌادة اإلنتاجٌة.
-الزٌادة المطردة فً درجة رضا العملء.
8