Professional Documents
Culture Documents
Causes of War
Causes of War
كان اندالع الحرب بين أوكرانيا وروسيا في عام 2014بمثابة نقطة تحول مهمة في
العالقة بينهما ،وكانت لها عواقب عميقة على االستقرار اإلقليمي والعالمي .لفهم األحداث/
التي بدأت في بداية الصراع ،من المهم دراسة الديناميكيات السياسية واالقتصادية
واالجتماعية التي أدت إلى تصعيد التوترات بين هاتين الدولتين المتجاورتين .تهدف هذه
المقالة إلى التحليل النقدي لتسلسل األحداث التي أشعلت الحرب ،وتسليط الضوء على
العوامل المعقدة التي ساهمت في اندالعها/.
كانت العالقة بين أوكرانيا وروسيا معقدة تاريخيا ،واتسمت بعدد ال يحصى من
الديناميكيات السياسية واالقتصادية والثقافية .منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا ،
تاريخا عمي ًقا ومتشاب ًكا ،مما يجعل عالقتها ذات أهمية
ً تقاسمت هذه الدول المتجاورة
قصوى .يهدف هذا المقال إلى التعمق في التاريخ
السياق الذي شكل العالقة بين أوكرانيا و
روسيا ،بتحليل األحداث والصراعات /والتطورات الرئيسية التي ت/ركت ت/أثيرً ا دائمً/ا
على العالقات الثنائية بين هذه الدول/.
.Iاألصول القديمة وتقارب العصور الوسطى
لفهم العالقة بين أوكرانيا وروسيا ،من األهمية بمكان أن نستكشف التقارب التاريخي
بينهما .في العصور القديمة ،سكنت قبائل سالفية مختلفة المنطقة التي ُتعرف اآلن
بأوكرانيا ،بينما شكلت قبائل أخرى دواًل مبكرة مثل روس كييف.
دولة روس كييف ،التي تأسست في القرن التاسع ،األساس لكل من الهويتين الثقافيتين
ضا األبواب أمام الغزوات الخارجية ،بما األوكرانية والروسية .ومع ذلك ،فقد فتحت أي ً
في ذلك الحكم المغولي ،مما أثر بشكل أكبر على التطور السياسي لكال البلدين.
لقد تحملت العالقة بين أوكرانيا وروسيا قرونا ً من التعقيد والتقلبات ،والتي شكلتها
عوامل تاريخية
األحداث والنزاعات اإلقليمية والرؤى المتضاربة للمستقبل .فمن األصول القديمة
للقبائل السالفية إلى روس كييف في العصور الوسطى ،والقهر اإلمبراطوري /،والحكم
السوفييتي ،واستقالل ما بعد االتحاد السوفييتي ،اتسمت العالقات بين هذه الدول بتقلبات
التعاون والتوتر والصراع .وكان ضم شبه جزيرة القرم والصراع المستمر في شرق
أوكرانيا سببا ً في توتر العالقات ،وترك ندوبا ً من المرجح أن تستغرق سنوات ،إن لم
يكن عقوداً ،للشفاء .وفي نهاية المطاف فإن إيجاد مسار مفيد للجانبين إلى األمام سوف
يتطلب التعاطف والحوار واالعتراف بالروابط التاريخية والثقافية واالقتصادية المشتركة
التي تربط أوكرانيا وروسيا .ولن يتسنى لكال البلدين أن يأمال في تحقيق مستقبل أكثر
سلما وازدهارا إال من خالل فهم ماضيهما المعقد.
قصة االضطرابات السياسية والصراعات اإلقليمية
كان للحرب بين أوكرانيا وروسيا ،التي اندلعت في عام ،2014آثار بعيدة المدى على
كال البلدين والمجتمع الدولي األوسع .إن فهم األحداث التي بدأت في بداية هذا الصراع
أمر ضروري لفهم الديناميكيات المعقدة التي تكشفت .يهدف هذا المقال إلى دراسة تسلسل
األحداث التي أدت إلى اندالع الحرب ،وتسليط الضوء على العوامل السياسية والتاريخية
واالجتماعية التي لعبت دورً ا مهمًا في تشكيل هذا الصراع المدمر.
مع سقوط شبه جزيرة القرم تحت السيطرة الروسية ،تحول تركيز الصراع إلى المناطق
الشرقية من دونيتسك ولوهانسك .فاالنفصاليون المؤيدون /لروسيا ،الذين غذتهم المظالم
بشأن التمييز الواضح /والرغبة في توثيق العالقات مع روسيا ،استولوا /على المباني
الحكومية وأعلنوا" /جمهوريات شعبية" مستقلة .وردت الحكومة األوكرانية بالقوة
العسكرية ،سعيا ً الستعادة السيطرة على األراضي التي يسيطر عليها االنفصاليون.
وسرعان ما تصاعد النزاع ،حيث انخرط الجانبان في معركة دامية طويلة األمد ،مما
أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين والنزوح.
يمثل الصراع األوكراني الروسي /الذي اندلع في عام 2014نقطة تحول مهمة في تاريخ
أوروبا الشرقية ،مما يمثل تحواًل في الديناميكيات الجيوسياسية ويخلق عواقب /دائمة لكال
البلدين المعنيين .تعود جذور الحرب ،التي ال تزال مستمرة حتى يومنا هذا ،إلى عدد ال
يحصى من العوامل ،بما في ذلك الخالفات التاريخية ،والتوترات العرقية ،والمنافسات/
السياسية ،والتأثيرات الخارجية .هذا شامل
يهدف التحليل إلى تسليط الضوء على أسباب الحرب األوكرانية الروسية من
خالل دراسة الشبكة المعقدة من العناصر المساهمة التي شكلت هذا الصراع.
.1السياق التاريخي:
لكي نفهم األسباب الكامنة وراء الحرب األوكرانية الروسية ،يتعين علينا أن نتعمق في
السياق التاريخي الذي شكل العالقة بين هاتين الدولتين .جذور
ويمكن إرجاع هذا الصراع إلى تفكك االتحاد السوفييتي في عام ،1991مما أدى إلى
ظهور أوكرانيا المستقلة .إن الصراع الالحق على النفوذ على أوكرانيا بين الفصائل
الموالية ألوروبا والموالية لروسيا مهد الطريق للصراع المستمر.
.2االنقسامات العرقية واللغوية:
وقد لعبت االنقسامات العرقية واللغوية داخل أوكرانيا دوراً مهما ً في تأجيج الحرب .
أوكرانيا بلد متنوع مع عدد كبير من السكان الناطقين بالروسية ،وخاصة في المناطق
الشرقية والجنوبية .أثار قرار السلطات األوكرانية بإعطاء األولوية للغة والثقافة
األوكرانية على اللغة الروسية التوترات ،حيث اعتبره البعض بمثابة هجوم على هويتهم
وتراثهم.
.3المنافسات السياسية:
.4المصالح الجيوسياسية:
وال يمكن دراسة الحرب األوكرانية الروسية من دون النظر في المصالح الجيوسياسية
للجهات الخارجية .وقد سعت روسيا والغرب إلى ممارسة نفوذهما على أوكرانيا ،حيث
اعتبراها رصيداً استراتيجيا ً بالغ األهمية .توسع االتحاد األوروبي شرقا ً ومحاوالت N A
T Oلالندماج
لقد هددت أوكرانيا مجال النفوذ الروسي المتصور ،مما دفع موسكو إلى اتخاذ
إجراءات لحماية مصالحها.
.5العوامل االقتصادية:
وكان ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014بمثابة حافز لتكثيف الصراع .وقد/
قوبل االستيالء على شبه جزيرة القرم ،موطن أغلبية من السكان من أصل روسي،
بإدانة من قبل المجتمع الدولي .أدت هذه الخطوة إلى زيادة استقطاب المجتمع
األوكراني وتعزيز تورط روسيا في الحرب .
شهدت الحرب األوكرانية الروسية تورط مجموعات مختلفة بالوكالة ،مما أدى إلى
تفاقم تعقيد األمور/
صراع .وقد دعم /الجانبان الحركات االنفصالية ،وقدما /لها المساعدة /العسكرية والمالية.
وقد أدى هذا التدخل إلى إطالة أمد الحرب وترسيخ االنقسامات داخل المجتمع األوكراني
.
إن أسباب الحرب األوكرانية الروسية متعددة األوجه ومتشابكة بشكل عميق ،مما يعكس
شبكة معقدة من العوامل /التاريخية والعرقية والسياسية والجيوسياسية .تكمن أصول
الصراع في تفكك االتحاد السوفييتي ،الذي تفاقم بسبب المنافسات السياسية ،والتوترات
العرقية ،واالعتبارات االقتصادية ،والتأثيرات الخارجية .إن فهم هذه األسباب أمر بالغ
األهمية إليجاد حل دائم للصراع وضمان االستقرار في المنطقة.
كان للحرب بين أوكرانيا وروسيا ،التي بدأت في عام ،2014عواقب /جيوسياسية
وإنسانية كبيرة .إن فهم األسباب الجذرية وراء هذا الصراع أمر بالغ األهمية إلحالل
السالم وتعزيز الحوار ومنع الصراعات في المستقبل .وقد ساهمت عوامل مختلفة في
تصعيد التوترات واندالع األعمال العدائية بين البلدين .تهدف هذه المقالة إلى تقديم
تحليل متعمق ألسباب الحرب ،ودراسة األبعاد التاريخية والسياسية واالقتصادية
والثقافية.
خلفية تاريخية:
لكي نفهم أسباب الصراع بين أوكرانيا وروسيا ،يتعين علينا أن ننظر في السياق التاريخي
الذي شكل العالقة بينهما .أوكرانيا ،التي كانت في السابق جزءاً من االتحاد السوفييتي،
حصلت على استقاللها عام 1991بعد انهيار االتحاد السوفييتي .على مر التاريخ ،
يشترك كال البلدين في عالقات معقدة وروابط ثقافية ولغوية واقتصادية متشابكة .وقد/
لعب اإلرث التاريخي لهذا الماضي المشترك دورً ا مهمًا في تشكيل التصورات واالستياء
والتطلعات لكال البلدين.
العوامل السياسية:
وكانت العوامل السياسية حاسمة في تأجيج التوترات بين أوكرانيا وروسيا .في عام
،2014خضعت أوكرانيا لتحول سياسي عرف باسم ثورة الميدان األوروبي ،والتي
أشعل شرارتها االستياء العام من الفساد والنفوذ الروسي .أدت هذه الحركة إلى إزالة
أوكرانيا
الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش ،وما تال ذلك من تنصيب حكومة موالية
للغرب .واعتبرت روسيا هذا التحول نحو التكامل الغربي بمثابة تهديد لمصالحها
االستراتيجية ،وخاصة في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا ،حيث كانت المشاعر
المؤيدة لروسيا سائدة.
يمثل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في مارس 2014نقطة تحول رئيسية في
الصراع .التالي
وفي ظل التحول السياسي في أوكرانيا ،زعمت روسيا أن السكان من أصل روسي في
شبه جزيرة القرم معرضون للخطر واستخدمت ذلك كذريعة للتدخل .تم إجراء استفتاء
مثير للجدل ،أدى إلى ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا .وقد قوبلت هذه الخطوة بإدانة
من قبل جزء كبير من المجتمع الدولي ،مما أدى إلى فرض عقوبات على روسيا.
عوامل اقتصادية:
وساهمت العوامل االقتصادية في تفاقم التوترات بين أوكرانيا وروسيا .قبل الصراع،
كانت أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على روسيا للحصول على إمدادات /الطاقة ،وقد فعلت
روسيا ذلك بالفعل
المصالح االقتصادية الهامة في أوكرانيا .أدت الخالفات حول التسعير والقيود التجارية
واالعتماد على الطاقة إلى خلق نزاعات اقتصادية زادت من توتر العالقات الثنائية.
وأضافت هذه االعتبارات االقتصادية أخرى
هناك طبقة معقدة من الصراع ،مما يدفع الجانبين إلى البحث عن تحالفات بديلة
وتنويع عالقاتهما االقتصادية.
المصالح الجيوسياسية:
للحرب بين أوكرانيا وروسيا أبعاد جيوسياسية كبيرة .إن رغبة أوكرانيا في تحقيق تكامل
أوثق مع االتحاد األوروبي وحلف شمال األطلسي قد أثارت قلق روسيا
فهي تعتبر هذه التحركات بمثابة تعدي على مجال نفوذها التقليدي .ومن ناحية أخرى،
تسعى روسيا إلى الحفاظ على هيمنتها في المنطقة ومنع المزيد من التوسع في حلف
شمال األطلسي .أصبح الصراع في أوكرانيا أ
ساحة معركة لهذه المصالح الجيوسياسية ،مما يزيد من تصاعد التوترات بين البلدين.
أسباب الحرب بين أوكرانيا وروسيا متعددة األوجه ومتشابكة .وقد ساهمت العوامل
التاريخية والسياسية واالقتصادية والثقافية جميعها في تصعيد التوترات واندالع األعمال
العدائية .إن فهم هذه األسباب أمر حيوي إليجاد حل سلمي ومنع صراعات مماثلة في
المستقبل .إن المبادرات التي تركز على الحوار والوساطة ومعالجة المظالم األساسية
ضرورية لتعزيز السالم الدائم بين أوكرانيا.
وروسيا.
لقد كانت العالقة بين أوكرانيا وروسيا معقدة ومضطربة على مر التاريخ .تشترك
هاتان الدولتان /المتجاورتان في العمق التاريخي والثقافي والثقافي
العالقات االقتصادية ،لكن العالقة بينهما كانت محفوفة بالتوترات والصراعات
والصراعات على السلطة.
تتمتع أوكرانيا وروسيا بتاريخ مشترك يعود تاريخه إلى قرون /مضت ،حيث التأثيرات
المتداخلة والتحالفات والنزاعات اإلقليمية .ومع ذلك ،فقد شابت العالقة فترات من الهيمنة
والقهر ،خاصة خالل فترة اإلمبراطورية الروسية واالتحاد السوفيتي .لقد ناضل الشعب
األوكراني في كثير من األحيان من أجل استقالله
والحكم الذاتي ,والسعي إلى تأكيد هويتهم الثقافية والوطنية .
في اآلونة األخيرة ،تصاعدت التوترات بين أوكرانيا وروسيا بشكل كبير ،ويرجع ذلك
في المقام األول إلى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام .2014وقد أدت هذه
الخطوة ،التي تنظر إليها أوكرانيا والمجتمع الدولي على أنها عمل عدواني غير قانوني،
إلى تأجيج الصراع المستمر في شرق أوكرانيا .أوكرانيا .وأسفرت الحرب ،التي اندلعت
بعد وقت قصير من الضم ،عن مقتل اآلالف وتشريد الماليين.
أدى الصراع في أوكرانيا إلى توتر العالقات بين البلدين ،مما أدى إلى انهيار العالقات
الدبلوماسية ،والعقوبات االقتصادية ،والمواجهات /العسكرية المستمرة .فقد سعت
أوكرانيا إلى تحقيق تكامل أوثق مع االتحاد األوروبي وحلف شمال األطلسي ،في حين
تنظر روسيا إلى مثل هذه التحركات باعتبارها خطوة أولى
تهديد لمصالحها األمنية ومحاوالت /الحفاظ على نفوذها في أوكرانيا.
ومما يزيد من تعقيد العالقة بين أوكرانيا وروسيا وجود االنقسامات العرقية واللغوية
داخل أوكرانيا .تضم المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا عد ًدا /كبيرً ا من السكان
الناطقين بالروسية ،والذين /غالبًا ما يشعرون بعالقة وثيقة مع روسيا .وقد أدى ذلك إلى
توترات وخالفات حول السياسات اللغوية والتراث الثقافي والوالءات /السياسية.
لعبت العوامل االقتصادية أيضًا دورً ا مهمًا في تشكيل العالقة بين أوكرانيا وروسيا.
وسعت أوكرانيا إلى إقامة عالقات /اقتصادية أوثق مع االتحاد األوروبي ،في حين كانت
روسيا تاريخيا ً شريكا ً تجاريا ً رئيسيا ً ومورداً للطاقة ألوكرانيا .وقد أدت النزاعات
االقتصادية ،مثل الخالفات بشأن تسعير الغاز ،إلى زيادة توتر العالقات بين البلدين.
بشكل عام ،تتميز العالقة بين أوكرانيا وروسيا بمزيج معقد من العوامل /التاريخية
والثقافية والسياسية واالقتصادية .ورغم /وجود روابط وقواسم مشتركة ،فقد أدت
الصراعات والصراعات /على السلطة إلى انقسامات وعداوات عميقة .ويظل إيجاد حل
سلمي ومفيد للجانبين للصراع الدائر يمثل تحديًا كبيرً ا لكل من الدولتين والمجتمع الدولي .
كانت العالقة بين أوكرانيا وروسيا معقدة ومضطربة .تاريخيا ،تربط البلدين عالقات/
ثقافية واقتصادية وسياسية مشتركة .ومع ذلك ،تصاعدت التوترات بعد استقالل
أوكرانيا عن أوكرانيا
االتحاد السوفياتي في عام .1991وكان أحد مصادر الخالف الرئيسية منطقة شبه
جزيرة القرم المتنازع عليها ،والتي ضمتها روسيا في عام ،2014مما أدى إلى إدانة
دولية والصراع /المستمر في شرق أوكرانيا .أدى هذا الصراع /،المعروف باسم الحرب
الروسية األوكرانية ،إلى سقوط آالف الضحايا وتوتر العالقات بين البلدين .وقد
استمرت الجهود /الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي ،ولكن الخالفات /السياسية
واإلقليمية واأليديولوجية العميقة ال تزال تعيق التوصل إلى حل دائم.
تتمتع العالقة بين أوكرانيا وروسيا بتاريخ طويل ومعقد يمتد لقرون /.يمكن إرجاع جذور
االرتباط بينهما إلى فترة العصور الوسطى عندما كان كال المنطقتين جزءًا من اتحاد
روس كييف .ومع ذلك ،شهدت الديناميكيات بين أوكرانيا وروسيا العديد من التحوالت
والصراعات على مر السنين .إنه موضوع يتطلب تحليال متعمقا ،لذلك سأقدم /لمحة
موجزة عنه .
حدثت إحدى أهم نقاط التحول في العالقات األوكرانية الروسية في عام 1654عندما تم
التوقيع على معاهدة بيرياسالف .هدفت المعاهدة إلى إقامة تحالف عسكري وسياسي بين
القوزاق في أوكرانيا والسردوم /الروسي .وكان هذا بمثابة بداية لعالقة أوثق ،حيث سعت
أوكرانيا إلى الحماية من التهديدات الخارجية.
ومع ذلك ،شهد أوائل القرن التاسع عشر الدمج التدريجي لألراضي األوكرانية في
اإلمبراطورية الروسية .وتضمنت هذه العملية إلغاء حكم الهتمان و
قمع الحقوق الثقافية والسياسية األوكرانية .عززت سياسات الترويس المتزايدة التي
فرضتها الحكومة المركزية الشعور باالستياء بين المثقفين والقوميين األوكرانيين.
جلبت أوائل القرن العشرين تغييرات جوهرية على المنطقة ،مع انهيار اإلمبراطورية
الروسية وظهور أوكرانيا كدولة منفصلة .في عام ،1917أعلنت أوكرانيا استقاللها،
لكن سيادتها لم تدم طويالً مع ظهور االتحاد السوفييتي ودمج أوكرانيا كواحدة من
الجمهوريات المكونة له.
التوترات بين أوكرانيا وروسيا في السنوات الالحقة بسبب عوامل مختلفة .وكانت إحدى
نقاط الخالف الرئيسية هي وضع شبه جزيرة القرم ،وهي منطقة مرتبطة تاريخيا ً بكال
البلدين .وفي عام ،2014ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل مثير للجدل بعد استفتاء
مثير للجدل .وقد /قوبلت هذه الخطوة بإدانة واسعة النطاق من قبل المجتمع الدولي و
أدى إلى تدهور العالقات الثنائية.
أكثر عندما ظهرت الحركات االنفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا ،مما أدى إلى
صراع مسلح واندالع الحرب الروسية األوكرانية المستمرة .وكان للصراع عواقب/
مدمرة ،مما أدى إلى سقوط آالف الضحايا وتشريد الناس في المناطق المتضررة .
إن العالقة بين أوكرانيا وروسيا متعددة األوجه وتتأثر بشدة بالعوامل التاريخية والثقافية
والجيوسياسية .وبينما كانت هناك فترات من التعاون والتبادل الثقافي ،كانت هناك أيضًا
صراعات مدفوعة بالهويات والتطلعات الوطنية المتنافسة .وال يزال الوضع معقداً
ومتغيراً ،وال يزال الطريق نحو المصالحة واالستقرار يشكل تحديا ً كبيراً لكال البلدين
والمجتمع الدولي .
باختصار ،العالقة بين أوكرانيا وروسيا عالقة معقدة ومتطورة ،تتشكل بفعل عوامل/
تاريخية وثقافية وجيوسياسية .على مر القرون /،البلدين
وقد شهدت فترات من التعاون ،فضالً عن الصراعات والتوترات .وقد /أثرت األحداث/
األخيرة ،وخاصة ضم شبه جزيرة القرم والصراع الدائر في شرق أوكرانيا
مما زاد من توتر العالقة بين البلدين .ويظل حل هذه القضايا وتمهيد الطريق نحو
السالم والتعاون المستدامين يشكل تحديا كبيرا.
كان الصراع بين روسيا وأوكرانيا يتغذى على مجموعة معقدة من العوامل التاريخية
والسياسية والمجتمعية .يمكن إرجاع أحد األسباب الرئيسية إلى ضم روسيا لشبه جزيرة
القرم في عام .2014وقد /اعتبر الكثيرون هذه الخطوة بمثابة انتهاك لسالمة أراضي
أوكرانيا وأدى إلى تصعيد كبير للتوترات بين البلدين.
األمم.
تلعب العوامل التاريخية أيضًا دورً ا مهمًا في فهم الصراع .إن الروابط التاريخية الطويلة
األمد بين روسيا وأوكرانيا ،إلى جانب تاريخهما المتشابك ،خلقت شعوراً عميقا ً
باالرتباط والتنافس .أدى الصراع التاريخي من أجل النفوذ على أوكرانيا إلى تكثيف
الرغبة في السيطرة ،مما أدى إلى صراع على السلطة بين البلدين.
وقد أدت الديناميكيات السياسية إلى تفاقم الصراع .وقد قوبلت طموحات أوكرانيا في
االنضمام إلى الغرب والسعي إلى عالقات أوثق مع االتحاد األوروبي وحلف شمال
األطلسي بمقاومة من روسيا .وتعتبر روسيا هذه التحركات بمثابة تهديد لنفوذها في المنطقة
واتخذت إجراءات لمواجهتها ،بما في ذلك دعم /الحركات االنفصالية في شرق أوكرانيا.
كما ساهمت االعتبارات العرقية والثقافية في الصراع .أوكرانيا بلد متنوع ثقافيا مع
انقسامات لغوية وعرقية كبيرة .في الغالب
وتسعى المناطق الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا ،وخاصة دونيتسك ولوهانسك،
إلى الحصول على مزيد من الحكم الذاتي وتوثيق العالقات /مع روسيا .وقد /أدى ذلك
إلى تفاقم التوترات داخل أوكرانيا وزيادة توتر العالقات بين روسيا وأوكرانيا.
باإلضافة إلى ذلك ،لعبت العوامل االقتصادية دوراً في تفاقم الصراع .إن الصراعات
االقتصادية التي تواجهها أوكرانيا ،إلى جانب المصالح االقتصادية الروسية في المنطقة،
أدت إلى خلق موقف حيث يشعر كل من البلدين بالحاجة إلى حماية مصالحهما
االقتصادية .وقد /أدى ذلك إلى تعقيد الجهود المبذولة إليجاد حل سلمي للصراع.
في الختام ،فإن أسباب الحرب بين روسيا وأوكرانيا متعددة األوجه ومترابطة .وقد/
ساهمت العوامل التاريخية والسياسية واالجتماعية واالقتصادية في الصراع المستمر .إن
تحقيق السالم والحل يتطلب معالجة هذه األسباب األساسية وإيجاد حل مقبول للطرفين
يحترم السيادة
والسالمة اإلقليمية لكال البلدين.
كانت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في السنوات األخيرة قضية معقدة ومتعددة األوجه
ولها جذور تاريخية عميقة .لفهم أسباب هذا الصراع بشكل حقيقي ،ال بد من الخوض في
السياق التاريخي ودراسة العوامل المختلفة التي ساهمت في تصعيده .من
من النزاعات اإلقليمية إلى التوترات العرقية ،تهدف هذه المقالة إلى تقديم تحليل
شامل ألسباب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
يمكن إرجاع أحد األسباب الرئيسية للصراع إلى تفكك االتحاد السوفييتي في عام
.1991ففي أعقاب انهيار االتحاد السوفييتي ،حصلت أوكرانيا على استقاللها ،األمر
الذي أدى إلى إعادة تقييم عالقتها مع روسيا .وسعت أوكرانيا ،بتاريخها الثقافي الغني
وتطلعاتها إلى التكامل األوروبي ،إلى تأكيد سيادتها والنأي بنفسها عن النفوذ الروسي.
أدى هذا التحول في ديناميكيات القوة إلى خلق التوتر بين البلدين ،حيث شعرت روسيا
بالتهديد بسبب رغبة أوكرانيا في الحكم الذاتي .
العامل المهم اآلخر الذي ساهم في الحرب كان قضية شبه جزيرة القرم .تاريخيًا ،كانت
لشبه جزيرة القرم عالقات /ثقافية وسياسية قوية مع روسيا ،وكانت موط ًنا لعدد كبير من
العرقيين الروس .ومع ذلك ،بعد انهيار االتحاد السوفييتي ،أصبحت شبه جزيرة القرم
جزءًا من دولة مستقلة
أوكرانيا ،مما أثار التوترات بين السكان من أصل روسي والحكومة األوكرانية .وفي
عام ،2014ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ،بحجة الحاجة إلى حماية مواطنيها
ومصالحها االستراتيجية في المنطقة .وقد /قوبلت هذه الخطوة بإدانة دولية وزادت من
تصعيد الصراع بين البلدين.
لعبت االنقسامات العرقية واللغوية داخل أوكرانيا أيضًا دورً ا في الحرب .وتنقسم
البالد لغويا بين
المناطق الناطقة باألوكرانية في الغرب والمناطق الناطقة بالروسية في الشرق .وتفاقمت
هذه االنقسامات بسبب التفاوتات السياسية واالقتصادية ،مما خلق شعورا بالغربة بين
المجتمعات المختلفة .أثارت محاوالت الحكومة األوكرانية للترويج للغة األوكرانية
باعتبارها اللغة الرسمية الوحيدة مقاومة من السكان الناطقين بالروسية الذين شعروا أن
حقوقهم مهددة .أصبح هذا التوتر اللغوي نقطة خالف كبيرة ،مما أدى إلى تأجيج المشاعر
االنفصالية والمساهمة في اندالع الحرب .
عالوة على ذلك ،لعبت المصالح االقتصادية أيضًا دورً ا حاسمًا في الصراع .تعتبر
أوكرانيا دولة ذات أهمية استراتيجية بسبب مواردها الزراعية الهائلة ،فضال عن طرق
عبور الطاقة ،وخاصة إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا .وقد /سعت روسيا ،باعتبارها
منتجً ا ومصدرً ا رئيسيًا للغاز الطبيعي ،إلى الحفاظ على سيطرتها على طرق الطاقة هذه،
والتي غالبًا ما تمر عبر أوكرانيا .وقد /أدى التنافس على الموارد والنفوذ االقتصادي في
المنطقة إلى تصاعد التوترات والمصالح الخاصة ،حيث يتنافس البلدان على السيطرة
على األصول الرئيسية.
وال يمكن إغفال االعتبارات الجيوسياسية عند تحليل أسباب الحرب سواء .ولطالما
اعتبرت روسيا أوكرانيا جزءا من مجال نفوذها التاريخي ،الذي يعود تاريخه إلى أيام
اإلمبراطورية الروسية واالتحاد السوفياتي .الحسابات الجيوسياسية لكل من روسيا
وقد ساهمت أوكرانيا ،فضالً عن القوى العالمية األخرى
لتعقيدات الصراع .لقد لعب الوصول إلى البحر األسود ،والقرب من حدود /حلف شمال
األطلسي ،والتطلعات الجيوسياسية األوسع /،دورً ا في تشكيل ديناميكيات الحرب
ومشاركة مختلف الجهات الفاعلة الدولية .
في الختام ،تأثرت الحرب بين روسيا وأوكرانيا بمزيج من العوامل التاريخية والسياسية
واالقتصادية والجيوسياسية .وقد /لعب تفكك االتحاد السوفييتي ،وقضية شبه جزيرة
القرم ،والتوترات العرقية ،والمصالح /االقتصادية ،والحسابات الجيوسياسية ،دوراً في
تأجيج هذا الصراع .إن فهم أسباب الحرب أمر بالغ األهمية إليجاد حل دائم ،ألنه يتطلب
معالجة هذه القضايا العميقة الجذور /والتوفيق بينها.
كان اندالع الحرب بين أوكرانيا وروسيا في عام 2014بمثابة نقطة تحول مهمة في
العالقة بينهما ،وكانت لها عواقب عميقة على االستقرار اإلقليمي والعالمي .لفهم األحداث/
التي بدأت في بداية الصراع ،من المهم دراسة الديناميكيات السياسية واالقتصادية
واالجتماعية التي أدت إلى تصعيد التوترات بين هاتين الدولتين المتجاورتين .تهدف هذه
المقالة إلى التحليل النقدي لتسلسل األحداث التي أشعلت الحرب ،وتسليط الضوء على
العوامل المعقدة التي ساهمت في اندالعها/.
تعود جذور الحرب بين أوكرانيا وروسيا إلى مجموعة من العوامل التاريخية والسياسية
واالجتماعية .وقد لعبت المصالح االستراتيجية الروسية ،واحتجاجات الميدان األوروبي،
وضم شبه جزيرة القرم ،والتصعيد الالحق في شرق أوكرانيا ،دوراً محوريا ً في تشكيل
الصراع .لم تكن ألحداث /بداية الحرب عواقب فورية على المناطق المتضررة فحسب ،
بل أرسلت أيضًا موجات صادمة في جميع أنحاء المجتمع الدولي . /ويظل الصراع الدائر
يشكل تحديا ً جيوسياسيا ً كبيراً ،وهو ما يسلط الضوء على تعقيدات العالقة بين أوكرانيا
وروسيا ،فضالً عن العواقب /األوسع نطاقا ً على االستقرار اإلقليمي والسياسة العالمية .إن
حل الحرب سوف يتطلب بذل جهود دبلوماسية ،وتسويات سياسية ،وتعاون دولي لتمهيد
الطريق أمام حل سلمي ومستدام.
كانت العالقة بين أوكرانيا وروسيا معقدة تاريخيا ،واتسمت بعدد ال يحصى من
الديناميكيات السياسية واالقتصادية والثقافية .منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا ،
تاريخا عمي ًقا ومتشاب ًكا ،مما يجعل عالقتها ذات أهمية ً تقاسمت هذه الدول المتجاورة
قصوى .يهدف هذا المقال إلى التعمق في التاريخ
السياق الذي شكل العالقة بين أوكرانيا و
روسيا ،بتحليل األحداث والصراعات /والتطورات الرئيس//ية ال//تي ت//ركت أث//رً ا دائ ًم//ا
على العالقات الثنائية بين هذه الدول/.
لقد تحملت العالقة بين أوكرانيا وروسيا قرونا ً من التعقيد والتقلبات ،والتي شكلتها
األحداث التاريخية ،والنزاعات اإلقليمية ،والرؤى /المتضاربة للمستقبل .فمن األصول
القديمة للقبائل السالفية إلى روس كييف في العصور الوسطى ،والقهر اإلمبراطوري،
والحكم السوفييتي ،واستقالل ما بعد االتحاد السوفييتي ،اتسمت العالقات /بين هذه الدول
بتقلبات التعاون والتوتر والصراع /.وكان ضم شبه جزيرة القرم والصراع /المستمر في
شرق أوكرانيا سببا ً في توتر العالقات /،وترك ندوبا ً من المرجح أن تستغرق سنوات/،
إن لم يكن عقوداً ،للشفاء .وفي نهاية المطاف فإن إيجاد مسار مفيد للجانبين إلى األمام
سوف يتطلب التعاطف والحوار واالعتراف بالروابط التاريخية والثقافية واالقتصادية
المشتركة التي تربط أوكرانيا وروسيا .ولن يتسنى لكال البلدين أن يأمال في تحقيق
مستقبل أكثر سلما وازدهارا إال من خالل فهم ماضيهما المعقد.
وكان للحرب بين أوكرانيا وروسيا ،التي اندلعت في عام ،2014آثار بعيدة المدى على
كال البلدين وعلى المجتمع الدولي.
المجتمع الدولي /األوسع ذ .إن فهم األحداث التي بدأت في بداية هذا الصراع أمر
ضروري لفهم الديناميكيات المعقدة التي تكشفت .يهدف هذا المقال إلى دراسة تسلسل
األحداث التي أدت إلى اندالع الحرب ،وتسليط الضوء على العوامل السياسية والتاريخية
واالجتماعية التي لعبت دورً ا مهمًا في تشكيل هذا الصراع المدمر.
مع سقوط شبه جزيرة القرم تحت السيطرة الروسية ،تحول تركيز الصراع إلى
المناطق الشرقية من دونيتسك ولوهانسك .االنفصاليون الموالون /لروسيا ،تغذيهم
المظالم
وبسبب التمييز الواضح والرغبة في توثيق العالقات /مع روسيا ،استولت على المباني
الحكومية وأعلنت "جمهوريات شعبية" مستقلة .وردت الحكومة األوكرانية بالقوة
العسكرية ،سعيا ً الستعادة السيطرة على األراضي التي يسيطر عليها االنفصاليون.
وسرعان ما تصاعد النزاع ،حيث انخرط الجانبان في معركة دامية طويلة األمد ،مما
أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين والنزوح.
كان اندالع الحرب بين أوكرانيا وروسيا راجعا ً إلى مزيج من االضطرابات
السياسية ،والتوترات التاريخية ،والتطلعات الجيوسياسية .ولعبت احتجاجات الميدان
األوروبي ،وضم شبه جزيرة القرم ،والصراع /الالحق في شرق أوكرانيا ،أدواراً
مهمة في تشكيل هذا الصراع المدمر .إن حل الحرب سيتطلب جهوداً دبلوماسية
وحواراً والتزاماً بإيجاد حل سلمي ومستدام.
يمثل الصراع األوكراني الروسي /الذي اندلع في عام 2014نقطة تحول مهمة في تاريخ
أوروبا الشرقية ،مما يمثل تحواًل في الديناميكيات الجيوسياسية ويخلق عواقب /دائمة لكال
البلدين المعنيين .تعود جذور الحرب ،التي ال تزال مستمرة حتى يومنا هذا ،إلى عدد ال
يحصى من العوامل ،بما في ذلك الخالفات التاريخية ،والتوترات العرقية ،والمنافسات/
السياسية ،والتأثيرات الخارجية .هذا شامل
يهدف التحليل إلى تسليط الضوء على أسباب الحرب األوكرانية الروسية من
خالل دراسة الشبكة المعقدة من العناصر المساهمة التي شكلت هذا الصراع.
.1السياق التاريخي:
لكي نفهم األسباب الكامنة وراء الحرب األوكرانية الروسية ،يتعين علينا أن نتعمق في
السياق التاريخي الذي شكل العالقة بين هاتين الدولتين .جذور
ويمكن إرجاع هذا الصراع إلى تفكك االتحاد السوفييتي في عام ،1991مما أدى إلى
ظهور أوكرانيا المستقلة .إن الصراع الالحق على النفوذ على أوكرانيا بين الفصائل
الموالية ألوروبا والموالية لروسيا مهد الطريق للصراع المستمر.
وقد لعبت االنقسامات العرقية واللغوية داخل أوكرانيا دوراً مهما ً في تأجيج الحرب .
أوكرانيا بلد متنوع مع عدد كبير من السكان الناطقين بالروسية ،وخاصة في المناطق
الشرقية والجنوبية .أثار قرار السلطات األوكرانية بإعطاء األولوية للغة والثقافة
األوكرانية على اللغة الروسية التوترات ،حيث اعتبره البعض بمثابة هجوم على هويتهم
وتراثهم.
.3المنافسات السياسية:
.4المصالح الجيوسياسية:
وال يمكن دراسة الحرب األوكرانية الروسية من دون النظر في المصالح الجيوسياسية
للجهات الخارجية .وقد سعت روسيا والغرب إلى ممارسة نفوذهما على أوكرانيا ،حيث
اعتبراها رصيداً استراتيجيا ً بالغ األهمية .إن توسع االتحاد األوروبي شرقا ً ومحاوالت/
حلف شمال األطلسي لدمج أوكرانيا قد هدد مجال النفوذ الروسي المتصور ،مما دفع
موسكو إلى اتخاذ إجراءات لحماية مصالحها .
.5العوامل االقتصادية:
شهدت الحرب األوكرانية الروسية تورط مجموعات مختلفة بالوكالة ،مما أدى إلى تفاقم
تعقيد الصراع .وقد /دعم الجانبان الحركات االنفصالية ،وقدما لها المساعدة العسكرية
والمالية .وقد أدى هذا التدخل إلى إطالة أمد الحرب وترسيخ االنقسامات داخل المجتمع
األوكراني .
إن أسباب الحرب األوكرانية الروسية متعددة األوجه ومتشابكة بشكل عميق ،مما يعكس
شبكة معقدة من العوامل /التاريخية والعرقية والسياسية والجيوسياسية .تكمن أصول
الصراع في تفكك االتحاد السوفييتي ،الذي تفاقم بسبب المنافسات السياسية ،والتوترات
العرقية ،واالعتبارات االقتصادية ،والتأثيرات الخارجية .إن فهم هذه األسباب أمر بالغ
األهمية إليجاد حل دائم للصراع وضمان االستقرار في المنطقة.
كان للحرب بين أوكرانيا وروسيا ،التي بدأت في عام ،2014عواقب /جيوسياسية
وإنسانية كبيرة .إن فهم األسباب الجذرية وراء هذا الصراع أمر بالغ األهمية إلحالل
السالم وتعزيز الحوار ومنع الصراعات في المستقبل .وقد ساهمت عوامل مختلفة في
تصعيد التوترات واندالع األعمال العدائية بين البلدين .تهدف هذه المقالة إلى تقديم
تحليل متعمق ألسباب الحرب ،ودراسة األبعاد التاريخية والسياسية واالقتصادية
والثقافية.
خلفية تاريخية:
لكي نفهم أسباب الصراع بين أوكرانيا وروسيا ،يتعين علينا أن ننظر في السياق التاريخي
الذي شكل العالقة بينهما .أوكرانيا ،التي كانت في السابق جزءاً من االتحاد السوفييتي،
حصلت على استقاللها عام 1991بعد انهيار االتحاد السوفييتي .على مر التاريخ ،
يشترك كال البلدين في عالقات معقدة وروابط ثقافية ولغوية واقتصادية متشابكة .وقد/
لعب اإلرث التاريخي لهذا الماضي المشترك دورً ا مهمًا في تشكيل التصورات واالستياء
والتطلعات لكال البلدين.
العوامل السياسية:
وكانت العوامل السياسية حاسمة في تأجيج التوترات بين أوكرانيا وروسيا .في عام
،2014خضعت أوكرانيا لتحول سياسي عرف باسم ثورة الميدان األوروبي
بسبب االستياء العام من الفساد والنفوذ الروسي /.وأدت هذه الحركة إلى إقالة
الرئيس األوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش .
تنصيب الحق لحكومة موالية للغرب .واعتبرت روسيا هذا التحول نحو التكامل الغربي
بمثابة تهديد لمصالحها االستراتيجية ،وخاصة في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا،
حيث كانت المشاعر المؤيدة لروسيا سائدة.
يمثل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في مارس 2014نقطة تحول رئيسية في الصراع.
في أعقاب التحول السياسي في أوكرانيا ،زعمت روسيا أن السكان من أصل روسي في
شبه جزيرة القرم معرضون للخطر واستخدمت ذلك كذريعة للتدخل .تم إجراء استفتاء
مثير للجدل ،أدى إلى ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا .وقد قوبلت هذه الخطوة بإدانة
من قبل جزء كبير من المجتمع الدولي ،مما أدى إلى فرض عقوبات على روسيا.
عوامل اقتصادية:
وساهمت العوامل االقتصادية في تفاقم التوترات بين أوكرانيا وروسيا .قبل الصراع،
كانت أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على روسيا للحصول على إمدادات /الطاقة ،وقد فعلت
روسيا ذلك بالفعل
المصالح االقتصادية الهامة في أوكرانيا .أدت الخالفات حول التسعير والقيود التجارية
واالعتماد على الطاقة إلى خلق نزاعات اقتصادية زادت من توتر العالقات الثنائية.
أضافت هذه االعتبارات االقتصادية طبقة أخرى من التعقيد إلى الصراع ،مما دفع
الطرفين إلى البحث عن تحالفات بديلة وتنويع عالقاتهما االقتصادية.
المصالح الجيوسياسية:
للحرب بين أوكرانيا وروسيا أبعاد جيوسياسية كبيرة .إن رغبة أوكرانيا في تحقيق تكامل
أوثق مع االتحاد األوروبي وحلف شمال األطلسي قد أثارت قلق روسيا
فهي تعتبر هذه التحركات بمثابة تعدي على مجال نفوذها التقليدي .ومن ناحية أخرى،
تسعى روسيا إلى الحفاظ على هيمنتها في المنطقة ومنع المزيد من التوسع في حلف
شمال األطلسي .أصبح الصراع في أوكرانيا أ
ساحة معركة لهذه المصالح الجيوسياسية ،مما يزيد من تصاعد التوترات بين البلدين.
أسباب الحرب بين أوكرانيا وروسيا متعددة األوجه ومتشابكة .وقد ساهمت العوامل
التاريخية والسياسية واالقتصادية والثقافية جميعها في تصعيد التوترات واندالع األعمال
العدائية .إن فهم هذه األسباب أمر حيوي إليجاد حل سلمي ومنع صراعات مماثلة في
المستقبل .إن المبادرات التي تركز على الحوار والوساطة ومعالجة المظالم األساسية
ضرورية لتعزيز السالم الدائم بين أوكرانيا.
وروسيا.
لقد كانت العالقة بين أوكرانيا وروسيا معقدة ومضطربة على مر التاريخ .وتشترك
هاتان الدولتان /المتجاورتان في روابط تاريخية وثقافية واقتصادية عميقة ،لكن
عالقتهما كانت محفوفة بالتوترات والصراعات /والصراعات /على السلطة.
تتمتع أوكرانيا وروسيا بتاريخ مشترك يعود تاريخه إلى قرون /مضت ،حيث التأثيرات
المتداخلة والتحالفات والنزاعات اإلقليمية .ومع ذلك ،فقد شابت العالقة فترات من الهيمنة
والقهر ،خاصة خالل فترة اإلمبراطورية الروسية واالتحاد السوفيتي .لقد ناضل الشعب
األوكراني في كثير من األحيان من أجل استقالله
والحكم الذاتي ,والسعي إلى تأكيد هويتهم الثقافية والوطنية .
في اآلونة األخيرة ،تصاعدت التوترات بين أوكرانيا وروسيا بشكل كبير ،ويرجع ذلك
في المقام األول إلى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام .2014وهذه الخطوة ،التي
تنظر إليها أوكرانيا والمجتمع الدولي /على أنها عمل عدواني غير قانوني،
وهو ما أدى إلى تأجيج الصراع الدائر في شرق أوكرانيا .وأسفرت الحرب ،التي
اندلعت بعد وقت قصير من الضم ،عن مقتل اآلالف /وتشريد الماليين.
أدى الصراع في أوكرانيا إلى توتر العالقات بين البلدين ،مما أدى إلى انهيار العالقات
الدبلوماسية ،والعقوبات االقتصادية ،والمواجهات /العسكرية المستمرة .فقد سعت
أوكرانيا إلى تحقيق تكامل أوثق مع االتحاد األوروبي وحلف شمال األطلسي ،في حين
تنظر روسيا إلى مثل هذه التحركات باعتبارها خطوة أولى
تهديد لمصالحها األمنية ومحاوالت /الحفاظ على نفوذها في أوكرانيا.
ومما يزيد من تعقيد العالقة بين أوكرانيا وروسيا وجود االنقسامات العرقية واللغوية
داخل أوكرانيا .تضم المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا عد ًدا /كبيرً ا من السكان
الناطقين بالروسية ،والذين /غالبًا ما يشعرون بعالقة وثيقة مع روسيا .وقد أدى ذلك إلى
توترات وخالفات حول السياسات اللغوية والتراث الثقافي والوالءات /السياسية.
لعبت العوامل االقتصادية أيضًا دورً ا مهمًا في تشكيل العالقة بين أوكرانيا وروسيا.
وسعت أوكرانيا إلى إقامة عالقات /اقتصادية أوثق مع االتحاد األوروبي ،في حين كانت
روسيا تاريخيا ً شريكا ً تجاريا ً رئيسيا ً ومورداً للطاقة ألوكرانيا .وقد أدت النزاعات
االقتصادية ،مثل الخالفات بشأن تسعير الغاز ،إلى زيادة توتر العالقات بين البلدين.
بشكل عام ،تتميز العالقة بين أوكرانيا وروسيا بمزيج معقد من العوامل /التاريخية
والثقافية والسياسية واالقتصادية .ورغم /وجود روابط وقواسم مشتركة ،فقد أدت
الصراعات والصراعات /على السلطة إلى انقسامات وعداوات عميقة .ويظل إيجاد حل
سلمي ومفيد للجانبين للصراع الدائر يمثل تحديًا كبيرً ا لكل من الدولتين والمجتمع الدولي .
كانت العالقة بين أوكرانيا وروسيا معقدة ومضطربة .تاريخيا ،تربط البلدين عالقات/
ثقافية واقتصادية وسياسية مشتركة .ومع ذلك ،تصاعدت التوترات بعد أن حصلت
أوكرانيا على استقاللها عن االتحاد السوفييتي في عام .1991وكان أحد مصادر
الخالف الرئيسية منطقة شبه جزيرة القرم المتنازع عليها ،والتي ضمتها روسيا في
عام ،2014مما أدى إلى إدانة دولية والصراع /المستمر في شرق أوكرانيا .أدى هذا
الصراع ،المعروف باسم الحرب الروسية األوكرانية ،إلى سقوط آالف الضحايا وتوتر
العالقات بين البلدين .وقد استمرت الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي،
ولكن الخالفات السياسية واإلقليمية واأليديولوجية العميقة ال تزال تعيق التوصل إلى حل
دائم.
تتمتع العالقة بين أوكرانيا وروسيا بتاريخ طويل ومعقد يمتد لقرون /.يمكن إرجاع جذور
االرتباط بينهما إلى فترة العصور الوسطى عندما كان كال المنطقتين جزءًا من اتحاد
روس كييف .ومع ذلك ،شهدت الديناميكيات بين أوكرانيا وروسيا العديد من التحوالت
والصراعات في جميع أنحاء العالم
سنين .إنه موضوع يتطلب تحليال متعمقا ،لذلك سأقدم لمحة موجزة عنه .
حدثت إحدى أهم نقاط التحول في العالقات األوكرانية الروسية في عام 1654عندما تم
التوقيع على معاهدة بيرياسالف .هدفت المعاهدة إلى إقامة تحالف عسكري وسياسي بين
القوزاق في أوكرانيا والسردوم /الروسي .وكان هذا بمثابة بداية لعالقة أوثق ،حيث سعت
أوكرانيا إلى الحماية من التهديدات الخارجية.
ومع ذلك ،شهد أوائل القرن التاسع عشر الدمج التدريجي لألراضي األوكرانية في
اإلمبراطورية الروسية .وتضمنت هذه العملية إلغاء حكم الهتمان وقمع الحقوق الثقافية
والسياسية األوكرانية .عززت سياسات الترويس المتزايدة التي فرضتها الحكومة
المركزية الشعور باالستياء بين المثقفين والقوميين األوكرانيين.
جلبت أوائل القرن العشرين تغييرات جوهرية على المنطقة ،مع انهيار اإلمبراطورية
الروسية وظهور أوكرانيا كدولة منفصلة .في عام ،1917أعلنت أوكرانيا استقاللها،
لكن سيادتها لم تدم طويالً مع ظهور االتحاد السوفييتي ودمج أوكرانيا كواحدة من
الجمهوريات المكونة له.
التوترات بين أوكرانيا وروسيا في السنوات الالحقة بسبب عوامل مختلفة .وكانت إحدى
نقاط الخالف الرئيسية هي وضع شبه جزيرة القرم ،وهي منطقة مرتبطة تاريخيا ً بكال
البلدين .وفي عام ،2014ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل مثير للجدل بعد استفتاء
مثير للجدل .وقد /قوبلت هذه الخطوة بإدانة واسعة النطاق من قبل المجتمع الدولي و
أدى إلى تدهور العالقات الثنائية.
أكثر عندما ظهرت الحركات االنفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا ،مما أدى إلى
صراع مسلح واندالع الحرب الروسية األوكرانية المستمرة .وكان للصراع عواقب/
مدمرة ،مما أدى إلى سقوط آالف الضحايا وتشريد الناس في المناطق المتضررة .
العالقة بين أوكرانيا وروسيا متعددة األوجه وتتأثر بشدة بالتاريخ ،والثقافة،
والجيوسياسية
عوامل .وبينما كانت هناك فترات من التعاون والتبادل الثقافي ،كانت هناك أيضًا
صراعات مدفوعة بالهويات والتطلعات الوطنية المتنافسة .وال يزال الوضع معقداً
ومتغيراً ،وال يزال الطريق نحو المصالحة واالستقرار يشكل تحديا ً كبيراً لكال البلدين
والمجتمع الدولي .
باختصار ،العالقة بين أوكرانيا وروسيا عالقة معقدة ومتطورة ،تتشكل بفعل عوامل/
تاريخية وثقافية وجيوسياسية .على مر القرون /،البلدين
وقد شهدت فترات من التعاون ،فضالً عن الصراعات والتوترات .وقد /أدت األحداث/
األخيرة ،وخاصة ضم شبه جزيرة القرم والصراع المستمر في شرق أوكرانيا ،إلى
زيادة توتر العالقة بين البلدين .ويظل حل هذه القضايا وتمهيد الطريق نحو السالم
والتعاون المستدامين يشكل تحديا كبيرا.
كان الصراع بين روسيا وأوكرانيا يتغذى على مجموعة معقدة من العوامل التاريخية
والسياسية والمجتمعية .يمكن إرجاع أحد األسباب الرئيسية إلى ضم روسيا لشبه جزيرة
القرم في عام .2014وقد /اعتبر الكثيرون هذه الخطوة بمثابة انتهاك لسالمة أراضي
أوكرانيا وأدى إلى تصعيد كبير للتوترات بين البلدين.
األمم.
وقد أدت الديناميكيات السياسية إلى تفاقم الصراع .وقد قوبلت طموحات أوكرانيا في
االنضمام إلى الغرب والسعي إلى عالقات أوثق مع االتحاد األوروبي وحلف شمال
األطلسي بمقاومة من روسيا .وتعتبر روسيا هذه التحركات بمثابة تهديد لنفوذها في المنطقة
واتخذت إجراءات لمواجهتها ،بما في ذلك دعم /الحركات االنفصالية في شرق أوكرانيا.
كما ساهمت االعتبارات العرقية والثقافية في الصراع .أوكرانيا بلد متنوع ثقافيا مع
انقسامات لغوية وعرقية كبيرة .في الغالب
وتسعى المناطق الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا ،وخاصة دونيتسك ولوهانسك،
إلى الحصول على مزيد من الحكم الذاتي وتوثيق العالقات /مع روسيا .وقد /أدى ذلك
إلى تفاقم التوترات داخل أوكرانيا وزيادة توتر العالقات بين روسيا وأوكرانيا.
باإلضافة إلى ذلك ،لعبت العوامل االقتصادية دوراً في تفاقم الصراع .إن الصراعات
االقتصادية التي تواجهها أوكرانيا ،إلى جانب المصالح االقتصادية الروسية في المنطقة،
أدت إلى خلق موقف حيث يشعر كل من البلدين بالحاجة إلى حماية مصالحهما
االقتصادية .وقد /أدى ذلك إلى تعقيد الجهود المبذولة إليجاد حل سلمي للصراع.
في الختام ،فإن أسباب الحرب بين روسيا وأوكرانيا متعددة األوجه ومترابطة .وقد/
ساهمت العوامل التاريخية والسياسية واالجتماعية واالقتصادية في الصراع المستمر .إن
تحقيق السالم والحل يتطلب معالجة هذه األسباب األساسية وإيجاد حل مقبول للطرفين
يحترم السيادة
والسالمة اإلقليمية لكال البلدين.
كانت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في السنوات األخيرة قضية معقدة ومتعددة األوجه
ولها جذور تاريخية عميقة .لفهم أسباب هذا الصراع بشكل حقيقي ،ال بد من الخوض في
السياق التاريخي ودراسة العوامل المختلفة التي ساهمت في تصعيده .من النزاعات
اإلقليمية إلى التوترات العرقية ،تهدف هذه المقالة إلى تقديم تحليل شامل ألسباب الحرب
بين روسيا وأوكرانيا.
يمكن إرجاع أحد األسباب الرئيسية للصراع إلى تفكك االتحاد السوفييتي في عام
.1991ففي أعقاب انهيار االتحاد السوفييتي ،حصلت أوكرانيا على استقاللها ،األمر
الذي أدى إلى إعادة تقييم عالقتها مع روسيا .وسعت أوكرانيا ،بتاريخها الثقافي الغني
وتطلعاتها إلى التكامل األوروبي ،إلى تأكيد سيادتها والنأي بنفسها عن النفوذ الروسي.
أدى هذا التحول في ديناميكيات القوة إلى خلق التوتر بين البلدين ،حيث شعرت روسيا
بالتهديد بسبب رغبة أوكرانيا في الحكم الذاتي .
العامل المهم اآلخر الذي ساهم في الحرب كان قضية شبه جزيرة القرم .تاريخيًا ،كانت
لشبه جزيرة القرم عالقات /ثقافية وسياسية قوية مع روسيا ،وكانت موط ًنا لعدد كبير من
العرقيين الروس .ومع ذلك ،بعد انهيار االتحاد السوفييتي ،أصبحت شبه جزيرة القرم
جزءًا من دولة مستقلة
أوكرانيا ،مما أثار التوترات بين السكان من أصل روسي والحكومة األوكرانية .وفي
عام ،2014ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ،بحجة الحاجة إلى حماية مواطنيها
ومصالحها االستراتيجية في المنطقة .وقد /قوبلت هذه الخطوة بإدانة دولية وزادت من
تصعيد الصراع بين البلدين.
لعبت االنقسامات العرقية واللغوية داخل أوكرانيا أيضًا دورً ا في الحرب .تنقسم البالد
لغويا ً بين المناطق الناطقة باألوكرانية في الغرب والمناطق الناطقة بالروسية في الشرق.
وتفاقمت هذه االنقسامات بسبب التفاوتات السياسية واالقتصادية ،مما خلق شعورا بالغربة
بين المجتمعات المختلفة .أثارت محاوالت الحكومة األوكرانية للترويج للغة األوكرانية
باعتبارها اللغة الرسمية الوحيدة مقاومة من السكان الناطقين بالروسية الذين شعروا أن
حقوقهم مهددة .أصبح هذا التوتر اللغوي نقطة خالف كبيرة ،مما أدى إلى تأجيج المشاعر
االنفصالية والمساهمة في اندالع الحرب .
عالوة على ذلك ،لعبت المصالح االقتصادية أيضًا دورً ا حاسمًا في الصراع .أوكرانيا بلد
ذو أهمية استراتيجية بسبب موارده الزراعية الهائلة ،فضال عن الطاقة
طرق العبور ،وخاصة إلمدادات /الغاز الطبيعي إلى أوروبا .وقد سعت روسيا،
باعتبارها منتجً ا ومصدرً ا رئيسيًا للغاز الطبيعي ،إلى الحفاظ على سيطرتها على طرق
الطاقة هذه ،والتي غالبًا ما تمر عبر أوكرانيا .وقد /أدى التنافس على الموارد والنفوذ
االقتصادي في المنطقة إلى تصاعد التوترات والمصالح الخاصة ،حيث يتنافس البلدان
على السيطرة على األصول الرئيسية.
وال يمكن إغفال االعتبارات الجيوسياسية عند تحليل أسباب الحرب سواء .ولطالما
اعتبرت روسيا أوكرانيا جزءا من مجال نفوذها التاريخي ،الذي يعود تاريخه إلى أيام
اإلمبراطورية الروسية واالتحاد السوفياتي .الحسابات الجيوسياسية لكل من روسيا
وساهمت أوكرانيا ،فضالً عن القوى العالمية األخرى ،في تعقيدات الصراع .لقد لعب
الوصول إلى البحر األسود ،والقرب من حدود حلف شمال األطلسي ،والتطلعات
الجيوسياسية األوسع ،دورً ا في تشكيل ديناميكيات الحرب ومشاركة مختلف الجهات
الفاعلة الدولية .
في الختام ،تأثرت الحرب بين روسيا وأوكرانيا بمزيج من العوامل التاريخية والسياسية
واالقتصادية والجيوسياسية .وقد /لعب تفكك االتحاد السوفييتي ،وقضية شبه جزيرة
القرم ،والتوترات العرقية ،والمصالح /االقتصادية ،والحسابات الجيوسياسية ،دوراً في
تأجيج هذا الصراع .إن فهم أسباب الحرب أمر بالغ األهمية إليجاد حل دائم ،ألنه يتطلب
معالجة هذه القضايا العميقة الجذور /والتوفيق بينها.
كان اندالع الحرب بين أوكرانيا وروسيا في عام 2014بمثابة نقطة تحول مهمة في
العالقة بينهما ،وكانت لها عواقب عميقة على االستقرار اإلقليمي والعالمي .لفهم األحداث/
التي بدأت في بداية الصراع ،من المهم دراسة الديناميكيات السياسية واالقتصادية
واالجتماعية التي أدت إلى تصعيد التوترات بين هاتين الدولتين المتجاورتين .تهدف هذه
المقالة إلى التحليل النقدي لتسلسل األحداث التي أشعلت الحرب ،وتسليط الضوء على
العوامل المعقدة التي ساهمت في اندالعها/.
كانت العالقة بين أوكرانيا وروسيا معقدة تاريخيا ،واتسمت بعدد ال يحصى من
الديناميكيات السياسية واالقتصادية والثقافية .منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا ،
تاريخا عمي ًقا ومتشاب ًكا ،مما يجعل عالقتها ذات أهمية ً تقاسمت هذه الدول المتجاورة
قصوى .يهدف هذا المقال إلى التعمق في التاريخ
السياق الذي شكل العالقة بين أوكرانيا و
روسيا ،بتحليل األحداث والصراعات /والتطورات الرئيس//ية ال//تي ت//ركت أث//رً ا دائ ًم//ا
على العالقات الثنائية بين هذه الدول/.
أنا الخامس .استقالل ما بعد االتحاد السوفييتي والتحديات المعاصرة منح انهيار االتحاد
السوفييتي في عام 1991أوكرانيا االستقالل الكامل ،األمر الذي شكل نقطة تحول
حاسمة في العالقة مع روسيا .على الرغم من أن السنوات األولى /من التعاون والمشاركة
الدبلوماسية كانت بمثابة فترة أولية ،فقد ظهرت خالفات بشأن رغبة أوكرانيا في إقامة
عالقات أقوى /مع الغرب وتطلعات روسيا إلى الحفاظ على نفوذها على الدولة المجاورة
لها .وقد /بلغت هذه الخالفات آفاقا ً جديدة في عام ،2014مع ضم روسيا لشبه جزيرة
القرم وما تالها من دعم للحركات االنفصالية في شرق أوكرانيا ،األمر الذي أدى إلى
استمرار الصراع .وقد أدى الصراع إلى توتر العالقات ،مما أدى إلى تفاقم االنقسامات
السياسية واالقتصادية والثقافية القائمة بين البلدين.
لقد تحملت العالقة بين أوكرانيا وروسيا قرونا ً من التعقيد والتقلبات ،والتي شكلتها
األحداث التاريخية ،والنزاعات اإلقليمية ،والرؤى /المتضاربة للمستقبل .من األصول
القديمة للقبائل السالفية إلى روس كييف في العصور الوسطى ،والقهر اإلمبراطوري،
والحكم السوفييتي،
بعد استقالل االتحاد السوفييتي ،اتسمت العالقات بين هذه الدول بتقلبات التعاون
والتوتر والصراع .وكان ضم شبه جزيرة القرم والصراع المستمر في شرق أوكرانيا
سببا ً في توتر العالقات ،وترك ندوبا ً من المرجح أن تستغرق سنوات ،إن لم يكن
عقوداً ،للشفاء .وفي نهاية المطاف فإن إيجاد مسار مفيد للجانبين إلى األمام سوف
يتطلب التعاطف والحوار واالعتراف بالروابط التاريخية والثقافية واالقتصادية المشتركة
التي تربط أوكرانيا وروسيا .ولن يتسنى لكال البلدين أن يأمال في تحقيق مستقبل أكثر
سلما وازدهارا إال من خالل فهم ماضيهما المعقد.
كان للحرب بين أوكرانيا وروسيا ،التي اندلعت في عام ،2014آثار بعيدة المدى على
كال البلدين والمجتمع الدولي األوسع .إن فهم األحداث التي بدأت في بداية هذا الصراع
أمر ضروري لفهم الديناميكيات المعقدة التي تكشفت .يهدف هذا المقال إلى دراسة تسلسل
األحداث التي أدت إلى اندالع الحرب ،وتسليط الضوء على العوامل السياسية والتاريخية
واالجتماعية التي لعبت دورً ا مهمًا في تشكيل هذا الصراع المدمر.
مع سقوط شبه جزيرة القرم تحت السيطرة الروسية ،تحول تركيز الصراع إلى المناطق
الشرقية من دونيتسك ولوهانسك .فاالنفصاليون المؤيدون /لروسيا ،الذين غذتهم المظالم
بشأن التمييز الواضح /والرغبة في توثيق العالقات مع روسيا ،استولوا /على المباني
الحكومية وأعلنوا" /جمهوريات شعبية" مستقلة .وردت الحكومة األوكرانية بالقوة
العسكرية ،سعيا ً الستعادة السيطرة على األراضي التي يسيطر عليها االنفصاليون.
وسرعان ما تصاعد النزاع ،حيث انخرط الجانبان في معركة دامية طويلة األمد ،مما
أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين والنزوح.
كان اندالع الحرب بين أوكرانيا وروسيا راجعا ً إلى مزيج من االضطرابات
السياسية ،والتوترات التاريخية ،والتطلعات الجيوسياسية .لعبت احتجاجات الميدان
األوروبي ،وضم شبه جزيرة القرم ،والصراع /الالحق في شرق أوكرانيا ،أدوارً ا
مهمة في ذلك
تشكيل هذا الصراع المدمر .إن حل الحرب سيتطلب جهوداً دبلوماسية وحواراً
والتزاماً بإيجاد حل سلمي ومستدام.
يمثل الصراع األوكراني الروسي /الذي اندلع في عام 2014نقطة تحول مهمة في تاريخ
أوروبا الشرقية ،مما يمثل تحواًل في الديناميكيات الجيوسياسية ويخلق عواقب /دائمة لكال
البلدين المعنيين .تعود جذور الحرب ،التي ال تزال مستمرة حتى يومنا هذا ،إلى عدد ال
يحصى من العوامل ،بما في ذلك الخالفات التاريخية ،والتوترات العرقية ،والمنافسات/
السياسية ،والتأثيرات الخارجية .هذا شامل
يهدف التحليل إلى تسليط الضوء على أسباب الحرب األوكرانية الروسية من
خالل دراسة الشبكة المعقدة من العناصر المساهمة التي شكلت هذا الصراع.
.1السياق التاريخي:
لكي نفهم األسباب الكامنة وراء الحرب األوكرانية الروسية ،يتعين علينا أن نتعمق في
السياق التاريخي الذي شكل العالقة بين هاتين الدولتين .جذور
ويمكن إرجاع هذا الصراع إلى تفكك االتحاد السوفييتي في عام ،1991مما أدى إلى
ظهور أوكرانيا المستقلة .إن الصراع الالحق على النفوذ على أوكرانيا بين الفصائل
الموالية ألوروبا والموالية لروسيا مهد الطريق للصراع المستمر.
.3المنافسات السياسية:
.4المصالح الجيوسياسية:
وال يمكن دراسة الحرب األوكرانية الروسية من دون النظر في المصالح الجيوسياسية
للجهات الخارجية .وقد سعت روسيا والغرب إلى ممارسة نفوذهما على أوكرانيا ،حيث
اعتبراها رصيداً استراتيجيا ً بالغ األهمية .إن توسع االتحاد األوروبي شرقا ً ومحاوالت/
حلف شمال األطلسي لدمج أوكرانيا قد هدد مجال النفوذ الروسي المتصور ،مما دفع
موسكو إلى اتخاذ إجراءات لحماية مصالحها .
.5العوامل االقتصادية:
وكان ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014بمثابة حافز لتكثيف الصراع .وقد/
قوبل االستيالء على شبه جزيرة القرم ،موطن أغلبية من السكان من أصل روسي،
بإدانة من قبل المجتمع الدولي .أدت هذه الخطوة إلى زيادة استقطاب المجتمع
األوكراني وتعزيز تورط روسيا في الحرب .
شهدت الحرب األوكرانية الروسية تورط مجموعات مختلفة بالوكالة ،مما أدى إلى
تفاقم تعقيد الصراع /.وقد دعم /الجانبان الحركات االنفصالية ،وقدما /لها المساعدة/
العسكرية والمالية .هذا
وقد أدى التدخل إلى إطالة أمد الحرب وترسيخ االنقسامات داخل المجتمع األوكراني .
إن أسباب الحرب األوكرانية الروسية متعددة األوجه ومتشابكة بشكل عميق ،مما يعكس
شبكة معقدة من العوامل /التاريخية والعرقية والسياسية والجيوسياسية .تكمن أصول
الصراع في تفكك االتحاد السوفييتي ،الذي تفاقم بسبب المنافسات السياسية ،والتوترات
العرقية ،واالعتبارات االقتصادية ،والتأثيرات الخارجية .إن فهم هذه األسباب أمر بالغ
األهمية إليجاد حل دائم للصراع وضمان االستقرار في المنطقة.
كان للحرب بين أوكرانيا وروسيا ،التي بدأت في عام ،2014عواقب /جيوسياسية
وإنسانية كبيرة .إن فهم األسباب الجذرية وراء هذا الصراع أمر بالغ األهمية إلحالل
السالم وتعزيز الحوار ومنع الصراعات في المستقبل .وقد ساهمت عوامل مختلفة في
تصعيد التوترات واندالع األعمال العدائية بين البلدين .تهدف هذه المقالة إلى تقديم
تحليل متعمق ألسباب الحرب ،ودراسة األبعاد التاريخية والسياسية واالقتصادية
والثقافية.
خلفية تاريخية:
لكي نفهم أسباب الصراع بين أوكرانيا وروسيا ،يتعين علينا أن ننظر في السياق التاريخي
الذي شكل العالقة بينهما .أوكرانيا ،التي كانت في السابق جزءاً من االتحاد السوفييتي،
حصلت على استقاللها عام 1991بعد انهيار االتحاد السوفييتي .على مر التاريخ ،
يشترك كال البلدين في عالقات معقدة وروابط ثقافية ولغوية واقتصادية متشابكة .وقد/
لعب اإلرث التاريخي لهذا الماضي المشترك دورً ا مهمًا في تشكيل التصورات واالستياء
والتطلعات لكال البلدين.
العوامل السياسية:
وكانت العوامل السياسية حاسمة في تأجيج التوترات بين أوكرانيا وروسيا .في عام
،2014خضعت أوكرانيا لتحول سياسي عرف باسم ثورة الميدان األوروبي ،والتي
أشعل شرارتها االستياء العام من الفساد والنفوذ الروسي .أدت هذه الحركة إلى إزالة
أوكرانيا
الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش ،وما تال ذلك من تنصيب حكومة موالية
للغرب .واعتبرت روسيا هذا التحول نحو التكامل الغربي بمثابة تهديد لمصالحها
االستراتيجية ،وخاصة في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا ،حيث كانت المشاعر
المؤيدة لروسيا سائدة.
يمثل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في مارس 2014نقطة تحول رئيسية في
الصراع .وفي أعقاب التحول السياسي الذي شهدته أوكرانيا ،زعمت روسيا أن
كان السكان من أصل روسي في شبه جزيرة القرم معرضين للخطر واستخدموا ذلك
كذريعة للتدخل .تم إجراء استفتاء مثير للجدل ،أدى إلى ضم شبه جزيرة القرم إلى
روسيا .وقد قوبلت هذه الخطوة بإدانة من قبل جزء كبير من المجتمع الدولي ، /مما أدى
إلى فرض عقوبات على روسيا.
عوامل اقتصادية:
وساهمت العوامل االقتصادية في تفاقم التوترات بين أوكرانيا وروسيا .قبل الصراع،
كانت أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على روسيا للحصول على إمدادات /الطاقة ،وقد فعلت
روسيا ذلك بالفعل
المصالح االقتصادية الهامة في أوكرانيا .أدت الخالفات حول التسعير والقيود التجارية
واالعتماد على الطاقة إلى خلق نزاعات اقتصادية زادت من توتر العالقات الثنائية.
وأضافت هذه االعتبارات االقتصادية أخرى
هناك طبقة معقدة من الصراع ،مما يدفع الجانبين إلى البحث عن تحالفات بديلة
وتنويع عالقاتهما االقتصادية.
المصالح الجيوسياسية:
للحرب بين أوكرانيا وروسيا أبعاد جيوسياسية كبيرة .إن رغبة أوكرانيا في تحقيق تكامل
أوثق مع االتحاد األوروبي وحلف شمال األطلسي قد أثارت قلق روسيا
فهي تعتبر هذه التحركات بمثابة تعدي على مجال نفوذها التقليدي .ومن ناحية أخرى،
تسعى روسيا إلى الحفاظ على هيمنتها في المنطقة ومنع المزيد من التوسع في حلف
شمال األطلسي .أصبح الصراع في أوكرانيا أ
ساحة معركة لهذه المصالح الجيوسياسية ،مما يزيد من تصاعد التوترات بين البلدين.
أسباب الحرب بين أوكرانيا وروسيا متعددة األوجه ومتشابكة .وقد ساهمت العوامل
التاريخية والسياسية واالقتصادية والثقافية جميعها في تصعيد التوترات واندالع األعمال
العدائية .إن فهم هذه األسباب أمر حيوي إليجاد حل سلمي ومنع صراعات مماثلة في
المستقبل .إن المبادرات التي تركز على الحوار والوساطة ومعالجة المظالم األساسية
ضرورية لتعزيز السالم الدائم بين أوكرانيا.
وروسيا.
لقد كانت العالقة بين أوكرانيا وروسيا معقدة ومضطربة على مر التاريخ .تشترك
هاتان الدولتان /المتجاورتان في العمق التاريخي والثقافي والثقافي
العالقات االقتصادية ،لكن العالقة بينهما كانت محفوفة بالتوترات والصراعات
والصراعات على السلطة.
تتمتع أوكرانيا وروسيا بتاريخ مشترك يعود تاريخه إلى قرون /مضت ،حيث التأثيرات
المتداخلة والتحالفات والنزاعات اإلقليمية .ومع ذلك ،فقد شابت العالقة فترات من الهيمنة
والقهر ،خاصة خالل فترة اإلمبراطورية الروسية واالتحاد السوفيتي .لقد ناضل الشعب
األوكراني في كثير من األحيان من أجل استقالله
والحكم الذاتي ,والسعي إلى تأكيد هويتهم الثقافية والوطنية .
في اآلونة األخيرة ،تصاعدت التوترات بين أوكرانيا وروسيا بشكل كبير ،ويرجع ذلك
في المقام األول إلى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام .2014وقد أدت هذه
الخطوة ،التي تنظر إليها أوكرانيا والمجتمع الدولي على أنها عمل عدواني غير قانوني،
إلى تأجيج الصراع المستمر في شرق أوكرانيا .أوكرانيا .وأسفرت الحرب ،التي اندلعت
بعد وقت قصير من الضم ،عن مقتل اآلالف وتشريد الماليين.
أدى الصراع في أوكرانيا إلى توتر العالقات بين البلدين ،مما أدى إلى انهيار العالقات
الدبلوماسية ،والعقوبات االقتصادية ،والمواجهات /العسكرية المستمرة .فقد سعت
أوكرانيا إلى تحقيق تكامل أوثق مع االتحاد األوروبي وحلف شمال األطلسي ،في حين
تنظر روسيا إلى مثل هذه التحركات باعتبارها خطوة أولى
تهديد لمصالحها األمنية ومحاوالت /الحفاظ على نفوذها في أوكرانيا.
ومما يزيد من تعقيد العالقة بين أوكرانيا وروسيا وجود االنقسامات العرقية واللغوية
داخل أوكرانيا .تضم المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا عد ًدا /كبيرً ا من السكان
الناطقين بالروسية ،والذين /غالبًا ما يشعرون بعالقة وثيقة مع روسيا .وقد أدى ذلك إلى
توترات وخالفات حول السياسات اللغوية والتراث الثقافي والوالءات /السياسية.
لعبت العوامل االقتصادية أيضًا دورً ا مهمًا في تشكيل العالقة بين أوكرانيا وروسيا.
وسعت أوكرانيا إلى إقامة عالقات /اقتصادية أوثق مع االتحاد األوروبي ،في حين كانت
روسيا تاريخيا ً شريكا ً تجاريا ً رئيسيا ً ومورداً للطاقة ألوكرانيا .وقد أدت النزاعات
االقتصادية ،مثل الخالفات بشأن تسعير الغاز ،إلى زيادة توتر العالقات بين البلدين.
بشكل عام ،تتميز العالقة بين أوكرانيا وروسيا بمزيج معقد من العوامل /التاريخية
والثقافية والسياسية واالقتصادية .ورغم /وجود روابط وقواسم مشتركة ،فقد أدت
الصراعات والصراعات /على السلطة إلى انقسامات وعداوات عميقة .ويظل إيجاد حل
سلمي ومفيد للجانبين للصراع الدائر يمثل تحديًا كبيرً ا لكل من الدولتين والمجتمع الدولي .
كانت العالقة بين أوكرانيا وروسيا معقدة ومضطربة .تاريخيا ،تربط البلدين عالقات/
ثقافية واقتصادية وسياسية مشتركة .ومع ذلك ،تصاعدت التوترات بعد استقالل
أوكرانيا عن أوكرانيا
االتحاد السوفياتي في عام .1991وكان أحد مصادر الخالف الرئيسية منطقة شبه
جزيرة القرم المتنازع عليها ،والتي ضمتها روسيا في عام ،2014مما أدى إلى إدانة
دولية والصراع /المستمر في شرق أوكرانيا .أدى هذا الصراع /،المعروف باسم الحرب
الروسية األوكرانية ،إلى سقوط آالف الضحايا وتوتر العالقات بين البلدين .وقد
استمرت الجهود /الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي ،ولكن الخالفات /السياسية
واإلقليمية واأليديولوجية العميقة ال تزال تعيق التوصل إلى حل دائم.
تتمتع العالقة بين أوكرانيا وروسيا بتاريخ طويل ومعقد يمتد لقرون /.يمكن إرجاع جذور
االرتباط بينهما إلى فترة العصور الوسطى عندما كان كال المنطقتين جزءًا من اتحاد
روس كييف .ومع ذلك ،شهدت الديناميكيات بين أوكرانيا وروسيا العديد من التحوالت
والصراعات على مر السنين .إنه موضوع يتطلب تحليال متعمقا ،لذلك سأقدم /لمحة
موجزة عنه .
حدثت إحدى أهم نقاط التحول في العالقات األوكرانية الروسية في عام 1654عندما تم
التوقيع على معاهدة بيرياسالف .هدفت المعاهدة إلى إقامة تحالف عسكري وسياسي بين
القوزاق في أوكرانيا والسردوم /الروسي .وكان هذا بمثابة بداية لعالقة أوثق ،حيث سعت
أوكرانيا إلى الحماية من التهديدات الخارجية.
ومع ذلك ،شهد أوائل القرن التاسع عشر الدمج التدريجي لألراضي األوكرانية في
اإلمبراطورية الروسية .وتضمنت هذه العملية إلغاء حكم الهتمان و
قمع الحقوق الثقافية والسياسية األوكرانية .عززت سياسات الترويس المتزايدة التي
فرضتها الحكومة المركزية الشعور باالستياء بين المثقفين والقوميين األوكرانيين.
جلبت أوائل القرن العشرين تغييرات جوهرية على المنطقة ،مع انهيار اإلمبراطورية
الروسية وظهور أوكرانيا كدولة منفصلة .في عام ،1917أعلنت أوكرانيا استقاللها،
لكن سيادتها لم تدم طويالً مع ظهور االتحاد السوفييتي ودمج أوكرانيا كواحدة من
الجمهوريات المكونة له.
التوترات بين أوكرانيا وروسيا في السنوات الالحقة بسبب عوامل مختلفة .وكانت إحدى
نقاط الخالف الرئيسية هي وضع شبه جزيرة القرم ،وهي منطقة مرتبطة تاريخيا ً بكال
البلدين .وفي عام ،2014ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل مثير للجدل بعد استفتاء
مثير للجدل .وقد /قوبلت هذه الخطوة بإدانة واسعة النطاق من قبل المجتمع الدولي و
أدى إلى تدهور العالقات الثنائية.
أكثر عندما ظهرت الحركات االنفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا ،مما أدى إلى
صراع مسلح واندالع الحرب الروسية األوكرانية المستمرة .وكان للصراع عواقب/
مدمرة ،مما أدى إلى سقوط آالف الضحايا وتشريد الناس في المناطق المتضررة .
إن العالقة بين أوكرانيا وروسيا متعددة األوجه وتتأثر بشدة بالعوامل التاريخية والثقافية
والجيوسياسية .وبينما كانت هناك فترات من التعاون والتبادل الثقافي ،كانت هناك أيضًا
صراعات مدفوعة بالهويات والتطلعات الوطنية المتنافسة .وال يزال الوضع معقداً
ومتغيراً ،وال يزال الطريق نحو المصالحة واالستقرار يشكل تحديا ً كبيراً لكال البلدين
والمجتمع الدولي .
باختصار ،العالقة بين أوكرانيا وروسيا عالقة معقدة ومتطورة ،تتشكل بفعل عوامل/
تاريخية وثقافية وجيوسياسية .على مر القرون /،البلدين
وقد شهدت فترات من التعاون ،فضالً عن الصراعات والتوترات .وقد /أثرت األحداث/
األخيرة ،وخاصة ضم شبه جزيرة القرم والصراع الدائر في شرق أوكرانيا
مما زاد من توتر العالقة بين البلدين .ويظل حل هذه القضايا وتمهيد الطريق نحو
السالم والتعاون المستدامين يشكل تحديا كبيرا.
كان الصراع بين روسيا وأوكرانيا يتغذى على مجموعة معقدة من العوامل التاريخية
والسياسية والمجتمعية .يمكن إرجاع أحد األسباب الرئيسية إلى ضم روسيا لشبه جزيرة
القرم في عام .2014وقد /اعتبر الكثيرون هذه الخطوة بمثابة انتهاك لسالمة أراضي
أوكرانيا وأدى إلى تصعيد كبير للتوترات بين البلدين.
األمم.
تلعب العوامل التاريخية أيضًا دورً ا مهمًا في فهم الصراع .إن الروابط التاريخية الطويلة
األمد بين روسيا وأوكرانيا ،إلى جانب تاريخهما المتشابك ،خلقت شعوراً عميقا ً
باالرتباط والتنافس .أدى الصراع التاريخي من أجل النفوذ على أوكرانيا إلى تكثيف
الرغبة في السيطرة ،مما أدى إلى صراع على السلطة بين البلدين.
وقد أدت الديناميكيات السياسية إلى تفاقم الصراع .وقد قوبلت طموحات أوكرانيا في
االنضمام إلى الغرب والسعي إلى عالقات أوثق مع االتحاد األوروبي وحلف شمال
األطلسي بمقاومة من روسيا .وتعتبر روسيا هذه التحركات بمثابة تهديد لنفوذها في المنطقة
واتخذت إجراءات لمواجهتها ،بما في ذلك دعم /الحركات االنفصالية في شرق أوكرانيا.
كما ساهمت االعتبارات العرقية والثقافية في الصراع .أوكرانيا بلد متنوع ثقافيا مع
انقسامات لغوية وعرقية كبيرة .في الغالب
وتسعى المناطق الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا ،وخاصة دونيتسك ولوهانسك،
إلى الحصول على مزيد من الحكم الذاتي وتوثيق العالقات /مع روسيا .وقد /أدى ذلك
إلى تفاقم التوترات داخل أوكرانيا وزيادة توتر العالقات بين روسيا وأوكرانيا.
باإلضافة إلى ذلك ،لعبت العوامل االقتصادية دوراً في تفاقم الصراع .إن الصراعات
االقتصادية التي تواجهها أوكرانيا ،إلى جانب المصالح االقتصادية الروسية في المنطقة،
أدت إلى خلق موقف حيث يشعر كل من البلدين بالحاجة إلى حماية مصالحهما
االقتصادية .وقد /أدى هذا إلى تعقيد الجهود /الرامية إلى إيجاد حل سلمي للصراعات.
أسباب الحرب بين روسيا وأوكرانيا هي
متعددة األوجه ومترابطة .وقد /ساهمت العوامل التاريخية والسياسية واالجتماعية
واالقتصادية في الصراع المستمر .إن تحقيق السالم والحل سيتطلب معالجة هذه األسباب
األساسية وإيجاد حل مقبول للطرفين يحترم السيادة والسيادة
السالمة اإلقليمية لكال البلدين.
كانت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في السنوات األخيرة قضية معقدة ومتعددة األوجه
ولها جذور تاريخية عميقة .لفهم أسباب هذا الصراع بشكل حقيقي ،ال بد من الخوض في
السياق التاريخي ودراسة العوامل المختلفة التي ساهمت في تصعيده .من النزاعات
اإلقليمية إلى التوترات العرقية ،تهدف هذه المقالة إلى
تقديم تحليل شامل ألسباب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
يمكن إرجاع أحد األسباب الرئيسية للصراع إلى تفكك االتحاد السوفييتي في عام
.1991ففي أعقاب انهيار االتحاد السوفييتي ،حصلت أوكرانيا على استقاللها ،األمر
الذي أدى إلى إعادة تقييم عالقتها مع روسيا .وسعت أوكرانيا ،بتاريخها الثقافي الغني
وتطلعاتها إلى التكامل األوروبي ،إلى تأكيد سيادتها والنأي بنفسها عن النفوذ الروسي.
أدى هذا التحول في ديناميكيات القوة إلى خلق التوتر بين البلدين ،حيث شعرت روسيا
بالتهديد بسبب رغبة أوكرانيا في الحكم الذاتي .
العامل المهم اآلخر الذي ساهم في الحرب كان قضية شبه جزيرة القرم .تاريخيًا ،كانت
لشبه جزيرة القرم عالقات /ثقافية وسياسية قوية مع روسيا ،وكانت موط ًنا لعدد كبير من
العرقيين الروس .ومع ذلك ،بعد انهيار االتحاد السوفييتي ،أصبحت شبه جزيرة القرم
جزءًا من دولة مستقلة
أوكرانيا ،مما أثار التوترات بين السكان من أصل روسي والحكومة األوكرانية .وفي
عام ،2014ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ،بحجة الحاجة إلى حماية مواطنيها
ومصالحها االستراتيجية في المنطقة .وقد /قوبلت هذه الخطوة بإدانة دولية وزادت من
تصعيد الصراع بين البلدين.
لعبت االنقسامات العرقية واللغوية داخل أوكرانيا أيضًا دورً ا في الحرب .تنقسم البالد
لغويا ً بين المناطق الناطقة باألوكرانية في الغرب والمناطق الناطقة بالروسية
مناطق في الشرق .وتفاقمت هذه االنقسامات بسبب التفاوتات السياسية واالقتصادية ،مما
خلق شعورا بالغربة بين المجتمعات المختلفة .أثارت محاوالت الحكومة األوكرانية
للترويج للغة األوكرانية باعتبارها اللغة الرسمية الوحيدة مقاومة من السكان الناطقين
بالروسية الذين شعروا أن حقوقهم /مهددة .أصبح هذا التوتر اللغوي نقطة خالف كبيرة،
مما أدى إلى تأجيج المشاعر االنفصالية والمساهمة في اندالع /الحرب .
عالوة على ذلك ،لعبت المصالح االقتصادية أيضًا دورً ا حاسمًا في الصراع .تعتبر
أوكرانيا دولة ذات أهمية استراتيجية بسبب مواردها الزراعية الهائلة ،فضال عن طرق
عبور الطاقة ،وخاصة إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا .وقد /سعت روسيا ،باعتبارها
منتجً ا ومصدرً ا رئيسيًا للغاز الطبيعي ،إلى الحفاظ على سيطرتها على طرق الطاقة هذه،
والتي غالبًا ما تمر عبر أوكرانيا .وقد /أدى التنافس على الموارد والنفوذ االقتصادي في
المنطقة إلى تصاعد التوترات والمصالح الخاصة ،حيث يتنافس البلدان على السيطرة
على األصول الرئيسية.
وال يمكن إغفال االعتبارات الجيوسياسية عند تحليل أسباب الحرب سواء .ولطالما
اعتبرت روسيا أوكرانيا جزءا من مجال نفوذها التاريخي ،الذي يعود تاريخه إلى أيام
اإلمبراطورية الروسية واالتحاد السوفياتي .الحسابات الجيوسياسية لكل من روسيا
وساهمت أوكرانيا ،فضالً عن القوى العالمية األخرى ،في تعقيدات الصراع .الوصول/
إلى البحر األسود/،
وقد لعب القرب من حدود /حلف شمال األطلسي ،والتطلعات الجيوسياسية األوسع /،دورً ا
في تشكيل ديناميكيات الحرب ومشاركة مختلف الجهات الفاعلة الدولية .
تأثرت الحرب بين روسيا وأوكرانيا بمزيج من العوامل التاريخية والسياسية واالقتصادية
العوامل الجيوسياسية .وقد /لعب تفكك االتحاد السوفييتي ،وقضية شبه جزيرة القرم،
والتوترات العرقية ،والمصالح /االقتصادية ،والحسابات الجيوسياسية ،دوراً في تأجيج
هذا الصراع .إن فهم أسباب الحرب أمر بالغ األهمية إليجاد حل دائم ،ألنه يتطلب
معالجة هذه القضايا العميقة الجذور /والتوفيق بينها.
أسباب الحرب بين أوكرانيا وروسيا معقدة ومتعددة األوجه /.من أجل تقديم تحليل شامل
في حدود عدد الكلمات المحدد /،من الضروري النظر في العوامل التاريخية
والجيوسياسية واالجتماعية والثقافية التي ساهمت في الصراع .ويهدف هذا الملخص إلى
تقديم لمحة موجزة عن هذه األسباب دون الخوض في تفاصيل محددة.
أوال ،تلعب العوامل /التاريخية دورا هاما في فهم الصراع .وتكمن جذور التوتر في
تفكك االتحاد السوفييتي في عام 1991وما تال ذلك من تشكيل أوكرانيا المستقلة .وقد
أدى هذا التحول إلى خالفات حول ترسيم الحدود ،وخاصة فيما يتعلق بشبه جزيرة
القرم ،التي كانت تاريخيا ً جزءاً من أوكرانيا ولكنها تتمتع بأهمية رمزية واستراتيجية
بالنسبة لروسيا.
ثانيا ً ،تلعب المصالح الجيوسياسية دوراً حاسما ً في هذا الصراع .تعمل أوكرانيا كمنطقة
عازلة مهمة بين روسيا ومنظمة حلف شمال األطلسي ( .) NATOأعربت روسيا عن
مخاوفها بشأن توسع حلف شمال األطلسي ً
شرقا والتعدي الملحوظ على مجال نفوذها.
وهكذا ،أصبحت أوكرانيا ساحة معركة جيوسياسية بالنسبة لروسيا لحماية مصالحها
االستراتيجية والحفاظ على نفوذها في المنطقة.
عالوة على ذلك ،ال يمكن إغفال العوامل /االجتماعية والثقافية األساسية .تتمتع أوكرانيا
بتنوع سكاني ،حيث يعيش كل من العرق األوكراني والروسي /داخل حدودها .وكثيراً ما
أدت هذه الهويات العرقية المختلفة إلى توترات ،مما أدى إلى تأجيج االنقسامات
والتنافسات التي تفاقمت بسبب الحركات والتطلعات السياسية .وقد استغل كل من الالعبين
السياسيين األوكرانيين والروس هذا الوضع ،مما أدى إلى تعميق االنقسامات المجتمعية
والمساهمة في تصعيد الصراع.
وثمة عامل مهم آخر هو مسألة الهوية الوطنية .يميل السكان األوكرانيون ،وخاصة في
المناطق الغربية ،نحو منظور التكامل المؤيد ألوروبا ،ويسعون إلى توثيق العالقات مع
االتحاد األوروبي .وفي المقابل ،تتمتع المناطق الشرقية تاريخيا ً بعالقات أقوى مع روسيا.
وقد أدت هذه التطلعات المختلفة والرؤى /المتباينة للمستقبل إلى تفاقم الصراع ،مما يجعل
من الصعب إيجاد أرضية مشتركة وحلول.
ضا في الصراع .أوكرانيا غنية بالموارد الطبيعية وتفتخر وتساهم المصالح االقتصادية أي ً
بقطاع زراعي أساسي .وعلى هذا النحو ،فهي تمثل سو ًقا /وموارد قيمة لكل من أوكرانيا
وروسيا .وقد لعبت االستراتيجيات االقتصادية المتنافسة ،بما في ذلك االتفاقيات التجارية
واالعتماد على الطاقة ،دوراً في تفاقم التوترات وتعزيز الصراع.
في الختام ،فإن الحرب بين أوكرانيا وروسيا هي قضية معقدة تتأثر بأسباب مختلفة .لقد
ساهمت العوامل التاريخية والجيوسياسية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية والمتعلقة
بالهوية في حالة الصراع الحالية .إن فهم الطبيعة المتعددة األوجه لهذه األسباب أمر
بالغ األهمية إليجاد حل طويل األمد وتعزيز االستقرار في المنطقة .ولن يتسنى رسم
الطريق إلى السالم إال من خالل التحليل الشامل والجهود الدبلوماسية الدقيقة .
أسباب الحرب بين أوكرانيا وروسيا معقدة ومتعددة األوجه /.في حين أنه من
الصعب تلخيص جميع العوامل في حدود 1000كلمة ،إال أنه كذلك
من الممكن تسليط الضوء على بعض األسباب الرئيسية التي ساهمت في الصراع/.
كان ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014أحد األسباب الرئيسية للحرب.
واعتبرت أوكرانيا والمجتمع الدولي هذه الخطوة بمثابة انتهاك للقانون الدولي /والسالمة
اإلقليمية ألوكرانيا .شبه جزيرة القرم تاريخيا أ
جزء من أوكرانيا ،لديها عدد كبير من السكان العرقيين
وبررت روسيا تصرفاتها باالدعاء /بذلك
حماية حقوق الناطقين بالروسية في المنطقة .أدى ضم شبه جزيرة القرم إلى زعزعة
استقرار المنطقة بشدة وأثار سلسلة من األحداث التي أدت إلى الصراع المستمر.
وكان السبب الرئيسي اآلخر للحرب هو رغبة أوكرانيا في التحالف بشكل أوثق مع
االتحاد األوروبي وحلف شمال األطلسي .وقد قوبل هذا التطلع إلى تكامل أوثق مع
الغرب بمعارضة من روسيا ،التي نظرت إليه باعتباره ح ً
ال للحرب .تهديد
لمصالحها األمنية الخاصة .تاريخياً ،اعتبرت روسيا أوكرانيا ضمن نطاق نفوذها وسعت
إلى الحفاظ على سيطرتها على البالد .كان يُنظر إلى احتمال انضمام أوكرانيا إلى االتحاد
األوروبي وحلف شمال األطلسي على أنه تحدي مباشر لنفوذ روسيا وأثار رد فعل من
الحكومة الروسية.
لعبت االنقسامات العرقية واللغوية داخل أوكرانيا أيضًا دورً ا مهمًا في التسبب في
الصراع .تتمتع أوكرانيا بتنوع سكاني ،مع وجود /مناطق ذات أهمية كبيرة
المجتمعات الناطقة بالروسية .وكانت هذه المناطق ،وخاصة في شرق وجنوب أوكرانيا،
أقرب تاريخيا
العالقات مع روسيا وإحساس أقوى بالروسية .وقد أدى هذا االنقسام بين المناطق الغربية
ذات األغلبية الناطقة باألوكرانية والمناطق الشرقية الناطقة بالروسية إلى خلق فجوة بين
أجزاء مختلفة من البالد .وقد استغلت الحكومة الروسية هذه االنقسامات ،واستخدمتها
لتبرير تدخلها وسياساتها التدخلية في أوكرانيا.
كما ساهمت العوامل االقتصادية في الصراع .وتسعى أوكرانيا إلى إقامة عالقات
اقتصادية أوثق مع االتحاد األوروبي ،األمر الذي من شأنه أن يوفر لها إمكانية الوصول
إلى سوق أكبر وربما يعزز اقتصادها المتعثر .ومن ناحية أخرى ،كانت روسيا شري ًكا
تجاريًا رئيسيًا ومور ًدا /للطاقة ألوكرانيا .وأدت الخالفات حول أسعار الغاز والتبعيات
االقتصادية إلى توتر العالقة بين البلدين .فقد استخدمت روسيا سيطرتها على إمدادات/
الطاقة لممارسة الضغط على أوكرانيا ،في حين سعت أوكرانيا إلى تنويع مصادر الطاقة
لديها لتقليل اعتمادها على روسيا .هؤالء
وأدت النزاعات االقتصادية إلى تفاقم التوترات بين البلدين.
عالوة على ذلك ،لعب اإلرث التاريخي لالتحاد السوفييتي دورً ا مهمًا في تشكيل
الصراع .كانت أوكرانيا جزءًا من االتحاد السوفييتي وشهدت عقو ًدا من الحكم
السوفييتي .أدى انهيار االتحاد السوفييتي في عام 1991إلى ظهور أوكرانيا المستقلة،
لكنها انسحبت أيضا ً
موروثات عميقة الجذور /وقضايا لم يتم حلها .لقد ترك العصر السوفييتي ً
إرثا من
الهياكل السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي ال تزال تؤثر على الديناميكيات بين
أوكرانيا وروسيا .ساهمت الروابط التاريخية واالستياء الناجم عن الحكم السوفييتي في
الصراع المستمر.
في الختام ،كانت الحرب بين أوكرانيا وروسيا ناجمة عن مجموعة من العوامل .ضم
شبه جزيرة القرم ،ورغبة أوكرانيا في التكامل الوثيق مع االتحاد األوروبي وحلف
شمال األطلسي ،واالنقسامات العرقية واللغوية داخل أوكرانيا،
وقد لعبت النزاعات االقتصادية ،وإرث االتحاد السوفييتي ،أدواراً مهمة .الصراع
قضية معقدة ومتعددة األوجه تتطلب فهما ً شامالً للديناميكيات التاريخية والسياسية
واالجتماعية والثقافية إليجاد حل سلمي ودائم.
كان الصراع بين أوكرانيا وروسيا صراعا طويال ومعقدا ،وله جذور تاريخية وسياسية
وثقافية عميقة .ومع ذلك ،فإن تصور نهاية لهذه الحرب يتطلب النظر في العديد من
العوامل الرئيسية التي يمكن أن تساهم في التوصل إلى حل.
أوالً ،يجب التوصل إلى اتفاق سالم دائم بين الطرفين المعنيين .ويجب أن يتناول هذا
االتفاق القضايا األساسية التي أشعلت الصراع ،مثل سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ،
وحقوق
السكان الناطقون بالروسية في أوكرانيا ،والمخاوف االقتصادية واألمنية لكال البلدين.
وينبغي إجراء المفاوضات بحسن نية ،بمشاركة وسطاء دوليين لضمان إجراء مناقشة
متوازنة وموضوعية.
ثانيا ً ،يتطلب تنفيذ اتفاق السالم /هذا إنشاء آليات يمكن التحقق منها لرصد وإنفاذ االمتثال.
ويمكن نشر قوات حفظ السالم الدولية ،التي تتألف من قوات من دول محايدة ،لإلشراف
على نزع السالح في مناطق الصراع والحفاظ على االستقرار خالل الفترة االنتقالية.
وينبغي أن تشمل عملية الرصد جميع أصحاب المصلحة المعنيين وأن تتضمن تقديم
تقارير منتظمة وشفافية
لبناء الثقة بين األطراف.
ثالثا ،ينبغي بذل جهود المصالحة وإعادة البناء لتضميد الجراح التي خلفتها الحرب .ومن
الممكن إنشاء لجنة شاملة للحقيقة والمصالحة ،تتألف من ممثلين عن كل من أوكرانيا
وروسيا ،للتحقيق في انتهاكات حقوق اإلنسان وتوثيقها ،وتعزيز المساءلة ،وتسهيل عملية
التعافي .باإلضافة إلى ذلك ،
وينبغي اتخاذ مبادرات لدعم إعادة تأهيل المجتمعات المتضررة ،وتوفير الدعم /النفسي
واالجتماعي ،وتعزيز الحوار بين الثقافات لتعزيز التفاهم والوحدة .
عالوة على ذلك ،فإن معالجة األسباب الجذرية للصراع أمر بالغ األهمية لتحقيق
االستقرار على المدى الطويل .وينطوي ذلك على معالجة المظالم السياسية واالقتصادية
واالجتماعية على كال الجانبين .وبوسع أوكرانيا أن تعمل على تحقيق الالمركزية ،ومنح
قدر أكبر من الحكم الذاتي وسلطات اتخاذ القرار لمناطقها ،مع ضمان حماية حقوق
األقليات .ومن ناحية أخرى ،تستطيع روسيا أن تعيد تقييم نهجها في التعامل مع ذوي
األصول الروسية الذين يعيشون خارج حدودها وأن تعمل على تعزيز الحوار بدالً من
التدخل.
ويمكن للتعاون والتكامل االقتصاديين أن يلعبا دورا حيويا في تعزيز السالم الدائم.
ويتعين على أوكرانيا وروسيا أن تستكشفا سبل إقامة شراكات متبادلة المنفعة تعمل على
تعزيز التجارة واالستثمار والتبادالت بين الشعوب /.من خالل التركيز على التنمية
االقتصادية والرخاء المشترك لكال البلدين
لدينا الفرصة لخلق الترابط الذي ال يشجع على مزيد من الصراع ويشجع
التعاون.
وأخيرا ،ال غنى عن الدعم والمشاركة الدوليين لتحقيق السالم المستدام .ويجب على
المجتمع الدولي ، /بما في ذلك المنظمات اإلقليمية والدول /ذات النفوذ ،أن يستمر في تقديم
المساعدات /الدبلوماسية واالقتصادية واإلنسانية للمساعدة في حل الصراع .وينبغي أن
يكون هذا الدعم محايدا ،ويهدف إلى تعزيز الثقة بين األطراف ،وتعزيز الحوار الشامل
والمصالحة.
وفي الختام ،فإن إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا مهمة معقدة ومتعددة األوجه وتتطلب
مزيجا من اإلرادة /السياسية ،والتفاوض ،والمصالحة ،والتعاون الدولي /.ينبغي أن يعالج
اتفاق السالم الشامل ،المدعوم /بآليات مراقبة قوية ،القضايا األساسية للصراع مع تعزيز
الثقة والشمولية .ومن الممكن أن تساهم جهود المصالحة ،إلى جانب معالجة األسباب
الجذرية وتعزيز التكامل االقتصادي /،في تحقيق السالم الدائم .وفي نهاية المطاف ،
سيكون الدعم والمشاركة الدوليان المستمران حاسمين في التوصل إلى حل سلمي .إن
أسباب الصراع بين أوكرانيا وروسيا معقدة ومتعددة األوجه /.ويتمثل أحد العوامل
الرئيسية في االنقسامات التاريخية والثقافية بين البلدين ،فضالً عن الهويات والتطلعات
الوطنية المتنافسة .الصراع يمكن
ضا إلى المصالح الجيوسياسية ،وخاصة المصالح الروسية ويُعزى ذلك أي ً
الرغبة في الحفاظ على نفوذها في أوكرانيا ومنعها من التحالف بشكل أوثق مع
القوى الغربية .
تقلبت هيمنة أوكرانيا وروسيا في هذا الصراع مع مرور الوقت /.وفي بداية الصراع
في عام ،2014سيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم ،وهي منطقة كانت تابعة
ألوكرانيا في السابق .وفي وقت /الحق ،دعمت روسيا الحركات االنفصالية في شرق
أوكرانيا ،مما أدى إلى تشكيل جمهوريات انفصالية مُعلنة من جانب واحد .وقد /أعطى
هذا لروسيا درجة كبيرة من النفوذ في هذه المناطق .ومع ذلك ر ،
كما أظهرت أوكرانيا قدرتها على الرد ومقاومة التقدم الروسي /،ال سيما من خالل
حصونها العسكرية ودعمها الدبلوماسي الدولي/.
ومن المهم اإلشارة إلى أن الصراع مستمر وديناميكي ،مع تطورات وتحوالت مختلفة في
السلطة .خارجي
وشاركت الجهات الفاعلة والقوى العالمية في جهود الوساطة وتم فرض عقوبات
على روسيا .وفي نهاية المطاف ،فإن حل هذا الصراع وأي سيطرة مستقبلية سوف
يعتمد على تصرفات وقرارات األطراف المعنية ومشاركة المجتمع الدولي.