Professional Documents
Culture Documents
شرخٌ في الذاكره
شرخٌ في الذاكره
خ في الذاكره !
شتآقہ«¸¸
بقلم/ص ٍْر ِخ َہ’ إآل ُم ِ
~~~~~~~~~~~~~~~~~
تجميع :فيتامين سي
شبكة روايتي الثقافية
~~~~~~~~~~~~~~~~~
**
ظالم..
ال أرى شيئا ً سوى الظالم..
وال أسمع سوى طنين غريب ُمتناسق..
أشعر بصعوبة في التنفس ..أشعر بصداع يُمزق رأسي تمزيقا ً..
أشعر بآالم غريبه في شتى أنحاء جسدي..
حاولتُ تحريك يدي حتى....
حتى ماذا ..؟!
لماذا أردتُ تحريكها ..؟!
يا إلهي ُ ..هناك شعور غريب يجتا ُحني..
شعور ال أفهمه ..وال أستطي ُع إستيعابه..
ق فيها..
عقدتُ حاجباي وشعرتُ بشيءٍ غريب ُمعل ٌ
لم أفكر باألمر كثيرا ً ..فتحتُ عيناي ومن ثم أغلقتُها بسرعه..
إشعاع فضي ٌع أصابها ..ضوء ساطع..
فتحتُها ُمجددا ً ومن ثم أغلقتها..
وبعد ثواني فتحتُها مرةٌ أخرى وبدا كأن عيني إعتادت على هذا الضوء..
كُل شيء أبيض ..ورائحه كاتمةٌ تسللت الى أنفي..
نظرتُ عن يساري فرأيتُ رجالً يرتدي معطفا ً أبيض اللون يُمـ..
لحضه ..هذا المعطف!..
أوليس هو الزي الخاص لألطباء ..؟!
أطباء ..؟!!!
جلستُ بسرعه وأنا في أوج صدمتي..
ي الرجل قائالً بسرعه :عزيزتي هذا خطر ..إستلقي فالخياطة ستُفتح.. صرختُ ألما ً فإلتفت ال ّ
ساعدني على اإلستلقاء ُمجددا ً وأنا ُمتعجبه من جملة *الخياطة ستُفتح* ..
ماذا يقصد ..؟!
إبتسم الرجل لي قائالً :الحم ُد هلل على سالمتك ..ضننا بأنك ستموتين ..إرتاحي اآلن وال
تُجهدي نفسك أو تتحركي بطريق ٍة حاده كما فعلتي قبل قليل..
هززتُ رأسي ومن ثم سألت :هل هذا ...مشفى ..؟!
هز رأسه وقال :لقد كانت حادثه مؤسفه لكن الحمد هلل على سالمتك..
ومن ثم خرج من الغرفه تحت أنظاري ال ُمتعجبه..
أنا حقا ً في مشفى ..لكن لماذا ..؟!
عقدتُ حاجباي بتفكير وبعدها...
إتسعت عيناي من الصدمه..
ماذا!!..
ما هذا الذي يحدث ..؟!!
خلخلتُ أصابعي في شعري وشددتُها وأنا غير ُمصدقه لما يحدث..
هذا ....هذا...
ال شيء..
ال شيء بتاتا ً..
وال أي شيء..
ي ألسباب ال أعرفها.. بدأت الدموع تنساب من عين ّ
كل شيء فراغ..
مهما حاولتُ فال أجد سوى الفراغ..
مهما حاولتُ أن أتذكر ما حدث فأنا ال أستطي ُع تذكر أي شيء..
وال حتى شيء بسيط..
ما هذا ..؟!
لما ..؟!
لما الفراغ يعم كامل رأسي ..؟!
لما ال أستطيع تذكر أي شيء ..؟!
صحوتُ على صوت إمرأه تقول :عزيزتي..
ي الدامعتين.. رفعتُ رأسي ونظرتُ إليها بعين ّ
ثواني مرت وأنا أنظر إليها بدهشه..
إنها ...جميله..
إنها إمرأةٌ شقراء جميله..
إبتسمت لي هذه الشقراء تقول :عزيزتي ..ما إس ُمك ..؟!
فتحتُ فمي ألرد لكن...
إسمي ..؟!
هززتُ رأسي بصدمه..
ال أعرفه..
إسمي ال أعرفه..
للحضه شعرتُ بأني سأُجن..
كيف يحدث لي هذا ..؟!
أعرف إسمي ..؟! ُ لما ال
إنه إس ٌم فحسب فلما ال أستطيع تذكره..
تذكره ..؟!
التذكر!!..
نعم ..المسأله ليست مسألة ال أعرف..
بل ال أتذكر..
إتسعت عيناي من الصدمه عندما بدأتُ أستوعب ووقتها سمعت صوت ذلك الطبيب يقول:
لألسف فلقد فقدت الفتاة ذاكرتها..
رفعتُ عيناي المصدومه نحوه..
فقدتُ ذاكرتي ..؟!
فقدتُها ..؟!
ت حزين :ياال األسف.. إلتفتت المرأة الى جهتي تقول بصو ٍ
هادئ ساخر يقول :إذا ً ال عمل لدينا معها.. ٌ جاء من خلفها صوتٌ
لففتُ رأسي الى ناحية الصوت فوجدتُ شابا ً في ُمقتبل العمر..
على الرغم من مالمحه الوسيمه إال أن نظرته المرعبة التي كان يرمقني بها جعلتني أتسمر
في مكاني من الخوف..
إلتفتت المرأةُ الشقراء إليه قائله :ريكس ..فلتصمت..
ضاقت عينا ريكس للحضات ومن ثم خرج من الغرفه..
بقيت أنظر اليهما متعجبه..
من هما ..؟! هل يعرفانني ..؟!
هل هما من عائلتي ..؟!
ال أضن هذا ..إنها جميله ..وهو وسيم..
إنما أنا....
أنا ماذا ..؟!
ي المرأة الشقراء ُمجددا ً قائله :إسمعي عزيزتي ..أنا إسمي جينيفر ..والدة ذلك إلتفتت إل ّ
الشاب قانونيا ً..
فتحتُ عيناي من الدهشه..
هل هي أُم ..؟! إنها تبدو صغيره..
تبدو وكأنها في بداية العشرين من عمرها..
شقراء ..مالمحها ناعمة وتمتلك جسم ُمتناسق..
فُستانها األبيض القصير يبدو غاليا ً أيضا ً..
تلك الحقيبة الرماديه ُ ..مذهله جدا ً..
ت معي ..؟! هززت رأسي بعدم تصديق وصحوت على سؤالها تقول:عزيزتي هل أن ِ
نظرتُ إليها قائله :أجل..
إبتسمت وقالت :أُريد اإلعتذار عما حدث..
قلتُ متعجبه :ماذا ..؟! عن ماذا ..؟!
تنهدت المرأه وقالت:إبني ريكس هو من تسبب بهذا الحادث ..طيشه وتهوره كادا أن يقتُالنك
لوال وصول اإلسعاف في الوقت ال ُمناسب ..لديك كامل الحق في الشكوى لو أردتي ..إنه حقك
ولن أُحاول منعك لذا....
قاطعتُها قائله :ال ال ..ال بأس ..ال ُمهم أني بخير..
تقديرها جيدا ً..
ُ تعجبت وسألتني :هل من عادتك أن تتنازلي هكذا ..؟! إنها حياتُك لذا عليك
تعجبتُ من كالمها..
تبدو على حق ..لكن بدا وكأنها تُريد مني أن أُقدم شكوى ضد إبنها..
إنه إبنها فلما تُريدني أن أُسبب له المشاكل ..؟!
لكن من بعد كالمها هذا عرفتُ بأني ال أقرب لهما أبدا ً..
هززتُ كتفي قائله :بالنسبة لي فأنا ال أُريد أن أُسبب المشاكل ..إستدعوا لي عائلتي فربما كان
لها رأي آخر..
ي بحزن ثم تنهدت قائله :ال نعرفها ..لم يجدوا معك أي شيء يُثبتُ هويتك ..ولم نظرت إل ّ
يصل الى الشرطة أي بالغ عن فقد أحدهم بمثل مواصفاتك على الرغم من أنك ُهنا ُمنذ عشرة
أيام..
فتحتُ عيني بدهشة من كالمها..
ُهنا منذ عشرة أيام!!..
ال دليل معي يدل على أهلي!!..
ال يوجد بالغ عن فتاة بمواصفاتي!!..
هذا األمر نوعا ً ما ُ ...مرعب..
ُمرعب لدرجة الجنون!!..
وهاقد بدأت عيناي تذرفان الدموع ُمجددا ً ال إيراديا ً وكأنها ُمعتادةٌ على ذلك..
ضممتُ غطاء السرير على نفسي والخوف بدأ يسري بجسدي..
أنا اآلن ..فاقدة لذاكرتي..
وأهلي ..ال خبر عنهم..
األمر ُمخيف لدرجة أني بدأتُ أوسوس..
هل أنا ..في الحقيقه ..فتاة وحيده ..؟!
هل لدي عائله ..؟!
إن كان نعم فأين هم عني ..؟!
عشرة أيام مرت من دون أي خبر!..
تقدمت المرأة الشقراء جينفر مني وبدأت تمسح على شعري قائله :ال تقلقي عزيزتي ..
سأكون معك حتى تجديهم..
شعرتُ برجف ٍة تسري بجسدي وبدأتُ فورا ً بالبكاء..
وضعي ُمخيف ُ ..مخيف جدا ً..
ال أحد حولي..
ال أعرف مع من أتكلم ..ال أعرف بمن أثق..
ال عائلة لدي تكون سندا ً لي في مثل هذا الموقف..
ي قصص من الماضي.. خ أو أُختٌ يسردون عل ّال أ ٌ
وال أم تمسح على رأسي كهذه المرأه..
شعرتُ بلوعة غريبه في معدتي..
وبدأت أشعر بمرارة في حلقي فعرفت فورا ً أني على وشك التقيؤ..
وضعتُ يدي على فمي فعرفت المرأة مابي فقامت فورا ً بنزع األسالك عني..
لقد كانت ُهناك أسالك أيضا ً في رأسي ..هذا يُفسر سبب شعوري بوجود ثقل فيها..
وما إن أنتهت حتى ذهبتُ الى دورة المياه ُمسرعة بالرغم من اآلالم الشديده التي أحسستُ بها
في جسدي..
لوال أن الباب كان قريبا ً لسقطتُ على األرض بال شك..
أفرغتُ جميع مافي بطني بينما ما أزال أشهق من البكاء..
خمس دقائق مرت حتى إنتهيت وغسلتُ وجهي جيدا ً..
خرجتُ وإتجهتُ الى سريري وأنا أترنح من التعب..
كانت تلك المرأة الشقراء جالسةً على الكُرسي تنظر الى األرض..
ي وعيناها تتغللها بعض الدهشه.. ما إن أحست بي حتى نظرت إل ّ
تعجبتُ من دهشتها لكني مع هذا تجاهلتُ األمر وجلستُ على السرير..
ت.... هزت المرأة الشقراء رأسها قائله :أن ِ
نظرتُ إليها وقُلت :ماذا ..؟!
ت على كُرسي ُمتحرك عندما ت فتاة ُمقعده ..؟! لقد كُن ِ بقيت صامته لثوان حتى قالت :ألس ِ
صدمك إبني..
إتسعت عيناي من الدهشه على كالمها..
ُمقعده ..؟!
كال ..أنا أمشي وبشكل طبيعي..
ال أشعر بأي خطب غريب في رجلي عدا بعض اآلالم الطفيفة الموجوده بكامل جسدي..
ماذا تقصد بكالمها ..؟!
هل كُنتُ حقا ً على كُرسي ُمتحرك ..؟!
لكن لما ما دُمتُ بخير ..؟!
يستحيل أن ت ُشافى رجلي في عشرة أيام وهذا يعني بأني سابقا ً لم أكن ُمقعده..
إذا ً ..ماذا يعني هذا ..؟!
ِلما كُنتُ على الكرسي ما دُمتُ بخير ..؟!
لماذا ..؟!
بدأ الجنون يزداد شيئا ً فشيئا ً في رأسي..
سحقا ً..
ُ
وددتُ لو ُمت ما دمتُ سأصحو وأسمع كُل هذا..
سحقا ً ..سحقا ً..
***
- Part 1 -
18 desamber
سبعة أيام..
سبعة أيام مرت ُمنذ أن إستيقضت..
وسبعة عشر يوما ً منذ حدوث الحادث لي..
تشافت بعض جروحي وتم فك الخياطه بعدما تثبتت..
بعض الرضوض ال تزال في جسدي وسترحل مع مرور األيام..
زارتني تلك الشقراء جينيفر أربع مرات تقريبا ً لتطمئن عل ّ
ي..
إنها لطيفه ولقد أحببتُها لدرجة أني تسائلت هل أمي بمثل لطافتها ..؟!
لكني أترك هذه التساؤالت بسرعه فهي تجذب تساؤالت أُخرى كـ
من أنا ..؟! هل أُمي على قيد الحياة ..؟!
هل أملك إخوه ..؟! هل أنا يتيمه ..؟!
لذا أُحاول تجنب التفكير في هذا ألن التفكير أشبه بجحيم بالنسبة لي..
واليوم ..هو يوم خروجي من المشفى..
الرعب الحقيقي..
يوم ُ
فأنا حتى اآلن ال أعرف الى أين أذهب..
كلفت تلك الشقراء الطيبه ُمحاميا ً للبحث خلف من أكون..
ت لي وصور في اإلنترنت.. وزعوا نشرا ٍ
وحتى اآلن لم يأتي أي بالغ..
تسائلت كثيرا ً عنهم ..لما لم يأتوا إلخذي ..؟!
صوري في كُل مكان ..البد من أنهم رأوني فلما لم يأتي أي أحد ..؟!
حتى لو صديقه ..جار ..بواب..
أي أحد ..؟!
لكن ال أحد..
إستيقظتُ من أفكاري على صوت تلك الشقراء اللطيفه..
كان صوتها يصل إلي بالرغم من أنها واقفه خارج الغرفه..
من تُحدث ..؟!
لكن ...غريب أنها أتت في يوم خروجي..
هل ألنها تُريد توديعي ..؟!
وااه ..إنها تفعل الكثير لفتاة غريبه..
عقدتُ حاجبي عندما بدأ صوتي الداخلي بالتحدث..
*كال ..هي فقط ترد الدين ففي النهاية إبنُها من تسبب بإدخالك المشفى وفقدانك لذاكرتك*
ي ُمتغطرس!.. ظهر اإلستنكار على وجهي ..ياله من صوت داخل ّ
إنها لطيفة وعادلة بالفعل ..إنها حتى أصرت على أن آخذ حقي ولكني رفضت..
تنهدتُ وأكملت ترتيب سريري وبعدها جلستُ على الكُرسي أنتظر الطبيب..
دقائق قليله مرت حتى دخل وهو يحمل ملحوظاته معه..
إبتسم لي قائالً :وقُمتي بترتيب سريرك أيضا ً ..؟! واااه الفتيات أمثالك نادرات هذه األيام..
إكتفيتُ بإبتسامة شُكر على مدحه اللطيف..
بدأ بالكتابه في دفتر ملحوظاته وهو يقول :حسنا ً ستخرجين اآلن لكن عليك تغيير الضُمادات
التي على خاصرتك مرة كُل يومين وسأكتب لك الطريقة التي يجب أن تتبِعيها و ُهناك بعض
المضادات الحيويه وال ُمسكنات عليك أخذها في مواعيدها بدون تأخير وخصوصا ً المضادات ..
لو شعرتي بالتوعك فإذهبي الى المشفى أفضل من أخذ ُمسكن عادي من الصيدليه ..هناك
مرهم جروح وعليك دهنه على الرضوض المنتشره بجسدك مرتان في اليوم ..إستمري على
الحال حتى تختفي فهمتي ..؟!
هززتُ رأسي فقطع الورقه من الدفتر وسلمها لي قائالً بإبتسامه :وأخيرا ً الحمد هلل على
خروجك من المشفى سالمه..
إبتسمتُ له وبعدها وقفتُ وخرجت من الغرفه..
وجدتُ السيدة الشقراء جينيفر واقفة مع رجل في الخمسينات من عمره ويبدو بأنهما يتجادالن
نوعا ً ما..
ما إن رأتني جينيفر حتى إبتسمت قائله :عزيزتي فلتنتظري قليالً ألني أُريد محادثتك حسنا ً ..؟!
هززتُ رأسي بإبتسامه ووقفتُ بمكان بعيد بعض الشيء حتى يأخذان راحتهما في النقاش..
نظرتُ الى مرآة ُمعلقه في الممر وإبتسمت هامسه لنفسي :أنا جميله صحيح ..؟!
وضعتُ خصلة من خصالت شعري البُني خلف أُذني وأكملت :شعري ليس طويالً وفي الوقت
ذاته ليس قصيرا ً ..يقولون بأن الشخصيات تُبنى على حسب الشكل الخارجي ..في هذه
الحاله ماذا تكون شخصيتي ..؟!
رمشتُ بعيني البُنيتان قائله :خساره ..تمنيتُ لو كان لي لون عيون ُمميز ..على أية حال ...
ال أعلم لكن ال يوجد عيوب بشكلي وفي الوقت ذاته ال توجد ُمميزات ..مالمح عاديه ..إذا ً هل
كنتُ فتاة عاديه بشخصية عاديه ..؟!
تنهدتُ ..أنا حقا ً لدي فضول شديد ألعرف نفسي القديمه..
أي نوع من الفتيات كُنت ..؟! ما األشياء التي كُنت أحبها واألشياء التي كُنت أكرهها..
طموحاتي ..؟! ما هي أحالمي ُ ..
وفي الجانب اآلخر أتسائل أي نوع من المخاوف كنتُ أملك ..؟!
حسنا ً في السبعة األيام التي بقيتُ فيها ُمستيقظه عرفتُ عدة أشياء عن نفسي..
تقديرا ً لشكلي فأنا في العشرون من عُمري..
أزن 45كيلو غراما ً ..قليل صح ..؟!
طولي حوالي المائة وستة وخمسون سانتي مترا ً..
هههههه على الرغم من أنه نوعا ً ما قصير إال أني إكتشفتُ بأن تلك الشقراء اللطيفة أقصر
مني قليالً لكنه غير واضح بسبب حذائها ال ُمرتفع..
نعم قد أخبرتني بأنها في الثامنة والثالثون من عُمرها..
يااه ..هذا حقا ً غير واضح..
شعر أشقر غجري حتى الكتف وجسد ُمتناسق وعينان كزرقة البحر.. ٌ إنها جميله ..جذابه ..
وجه لطيف وبشرة بيضاء ناعمه..
طها.. نظرتُ الى شكلي العادي جدا ُ ..أنا حقا ً أغب ُ
ال ..ال ال ال بأس ..ففي النهايه إكتشفتُ بأني جميله..
نعم تقريبا ً ثالث ممرضات قد رأيتهن والكُل يملك وجها ً قبيحا ً جعلني أُدرك بأني جميله..
عقدتُ حاجبي وهمستُ لنفسي :وجها ً قبيحا ً !!..واااه ما بال هذه الكلمات السيئه والمغرورة
التي أتفوه بها ..؟! مسألة القُبح والجمال ليس شيئا ً يخترنه بل هو مصير يلتصق بهن منذ
الوالده..
إلتفتُ الى الشقراء اللطيفة عندما سمعتُها تُناديني..
أشارت إلي فتقدمت منها وأنا أبتسم بداخلي..
على الرغم من أنها أخبرتني بأسمها إال أني ما أزال أصفها بالشقراء الجميله..
وقفتُ أمامها فقالت لي بإبتسامه :هل كتب لك الطبيب األدويه ..؟!
هززتُ رأسي فقالت :حسنا ً واآلن أين ستذهبين ..؟!
رديتُ عليها قائله :الى األسفل لكي يُعطوني األدويه..
سألتني :وبعدها ..؟!
سكتُ قليالً قبل أن أُجيب :الى مركز الشرطه كما إقترح علي الطبيب من أجل أن يأخذوا
معلومات عني وإن لم يتعرف علي أحد أُسجل في ....في شيء نسيتُ أسمه وبعدها ال أعلم
ماذا سيحدث ..لكن قال الطبيب بأنه ربما يرسلوني الى دار لأليتام أو للعمل كراهبه ُمستجده
مكان ما..ٍ في
قطبت جينيفر حاجباها وأبعدت خصل شعري عن وجهي وهي تقول :يالألسف ..فتاة صغيرة
وجميلة مثلك تعيش هذه الحياة الصعبه ..؟! شبابك سيضيع والسبب هو نحن ..أشعر وكأننا
طغاة.. ُ
رددتُ عليها بسرعه :كال كال ..فما حدث قد حدث وكان سيحدث لي على أية حال فهو القدر
لذا ال تُبالي..
وبعدها نظرتُ الى األرض وأنا أبتس ُم بداخلي..
لقد قالت لي قبل قليل جميله!..
هذا ...أسعدني للغايه..
جينيفر بإبتسامة :عزيزتي..
ُ
رفعتُ رأسي لها فقالت :إسمعي ..هذا ريكارد ..إنه ال ُمدير ألعمال أسرتنا ..ههههه ال يغرك
شكله فهو قد تجاوز الخمسين ..أيا ً كان ما تريدينه فهو سيُلبيه لك كإعتذار عما فعله إبني بك
..فقط قولي له ماهو طلبك عزيزتي..
إندهشتُ من كالمها وشعرتُ بالحرج..
هي حقا ً حقا ً لطيفة للغايه ..لطيفة لدرجة أنها ....تجعلني أشعر بالبُكاء..
شيء بصدري يؤلمني..
إنها لطيفه ..حنونه ..طيبه..
إرتجفت شفتي وبدأتُ أشعر بحرقة في عيني..
بدأتُ أشعر بضيق في التنفس ..بحرقة غريبه في قلبي..
أهو ....اإلشتياق ..؟!
ت ُمتهدج :أُريد أُما ً... فتحتُ فمي بغير وعي قائلة بصو ٍ
ومن بعد كلمتي هذه بدأت الدُموع تنساب من عيني للحضات حتى أدركتُ الموقف الذي أنا به
..
رفعتُ يدي وبدأتُ بمسح دموعي غير ُمصدقة بأني تفوهت بهذه المشاعر علنيا ً..
تفوهتُ بها حتى قبل أن أُدركها..
إنحنيتُ ُمعتذرة وإختفيتُ من أمامهما ُمسرعة قبل أن أسمح لهما بإيقافي أو حتى النطق بأي
كلمه..
دخلتُ الى أقرب دورة مياه وبدأتُ بغسل وجهي بالماء وبعدها أغلقت الصنبور..
نظرتُ الى وجهي في المرآه ..عيناي حقا ً حمراوتان..
*أُريد أُما ً*
ضاقت عيناي بألم ..نعم..
أكثر شيء أحتاجه ليس المال أو الطعام أو المسكن..
أنا حقا ً ...أُريد أما ً ..وأب وأخوه وعائله ومكان أنتمي إليه..
أريد وطنا ً وذكريات وبيئة أعرفها وتعرفني..
فتحتُ صنبور الماء ألغسل وجهي فهاهي الدموع ُمجددا ً تنساب على وجنتي..
غسلتُه جيدا ً وأقفلت الصنبور..
رفعتُ رأسي للمرآة فإندهشت عندما رأيتُ إنعكاس تلك الشقراء..
ي بعينان حزينتان.. إلتففتُ الى الخلف بتفاجؤ فإذ هي تنظر إل ّ
تقدمت مني فإرتبكتُ ولم أعرف ما أفعل..
إتسعت عيناي بصدمة عندما إحتضنتني بهدوء هامسة في أُذني :فلتبكي عزيزتي..
تقوست شفتاي وال إيراديا ً أجهشتُ بالبُكاء الشديد..
أنا خائفه ..أنا حقا ً خائفه..
ال أحد لي في هذا العالم ..وال أعرف أي شيء عن نفسي..
أشعر بالخوف..
ال أعلم أين أذهب ولمن أشكي..
ال أعرف ماذا أفعل وبمن أثق..
ال أدري ماذا ينتظرني وكيف سأواجهه..
خيف جدا ً!..
هذا ُمخيف ُ ..م ٌ
**
7:15 pm
فُتحت تلك البوابة البيضاء الضخمه ودخلت السيارة التي تقلنا من ِخاللها بِكُل هدوء..
إتسعت عيناي وتقدمتُ أكثر من نافذة السياره أنظر الى هذه الساحة الفخمة على الرغم من
مساحتها الصغيره والتي كانت تقبع خلف تلك البوابه..
المكان ُ ....مبهر!..
األشجار مقصوصة بإتقان واألزهار ال ُمتنوعه بألوانها وال ُمتناسقه بترتيبها تنتشر في المكان..
يااه ..أتمنى لو أنزل فقط أللتقط لنفسي صورة وسط هذه األزهار ..أُحبها..
أُحبها ..؟!
ال أعلم لما لكن منذ أن رأيتُها شعرتُ بأني أُحبها..
ُ
حيث تلك النافورة ال ُمميزه وال ُمبهره التي زادت دهشتي أضعاف عندما وصلنا الى المنتصف
تُضيء من داخلها بعض اإلضائات التي تتراوح ما بين الزهري والبنفسجي بدرجاتهما..
توقفت السياره فرفعتُ رأسي الى األعلى أنظر الى هذه الفيال الكبيرة الضخمه صاحبة األربعة
أدوار..
والزجاج الكثير الذي يدخل في تصميم الفيال كان ُ شكُلها ُمذهل وجميل ..لونها أبيض ناصع
نظيفا ً ويعكس لمعة القمر الذي قد أصبح بدرا ً هذه الليله..
إلتفتُ إليها أقول بعدم تصديق :هل هذا هو منزلك ..؟!
إبتسمت لي تقول :هل أعجبك ..؟!
ي حقا ً!!..
أجبتُ بكُل إنبهار :إنه جنون ّ
إكتفت تلك المرأة الشقراء بإبتسامه وقالت :فلننزل إذا ً..
نزلت فنزلتُ بكل حماس ودُرتُ حول نفسي أنظر الى كُل هذه األشياء ال ُمبهره حولي..
هذه المرأه بالفعل تبدو غنيه ففيلتها ُمذهله ُمذهله لدرجة البُكاء من شدة اإلذهال..
ضحكت في نفسي بعدها لحقتُ بها عندما أشارت لي بأن أتقدم..
مشيتُ بجانبها وخلفنا ريكارد ُمدير أعمال األسره كما قالت لي..
فتحت الباب وفور دُخولها تقدمت خادمه فاتنة المظهر وأخذت الحقيبة ومعطف الريش من
الشقراء اللطيفه وإختفت عن أنظارنا..
إلتفتت إلي تقول :هذا هو منزلي ..وكما وعدتُك ..سأعتني بك ليومين حتى أجد لك مكانا ً
ُمالئما ً لتعيشي فيه ..ريكارد سيتكفل بالبحث لذا ....يُسعدني أن تكوني إبنتي الرابعه حتى
تجدي أُسرتك..
شعرت بالخجل من كالمها اللطيف..
إبنتي ..؟!
إنها لطيفه حقا ً ..لطيفة لدرجة ال أعلم كيف أر ُد لها لطفها..
وحتى أُغير مجرى الموضوع ال ُمحرج سألتُها :الرابعه ..؟!
إبتسمت لي وتقدمت قائله :أجل فأنا أملك ثالثة أطفال..
تبعتُها أقول :الشاب الذي صدمني أحدهم صحيح ..؟!
هزت رأسها قائله :إنه األكبر ..يليه إبني إدريان ثُم صغيرتي ال ُمدهلل ..لألسف ال أحد منهم
في المنزل اآلن كي أُعرفك إليهم لكني سأُعرفك بماري..
دخلت الى غرفة المعيشه فدخلتُ خلفها ونظرت الى الغرفه بإبتسامة لم أستطع إخفائها..
إنها جميله ..األرائك بيضاء يتخللها بعض الرسومات الفنيه بعدة ألوان من األلوان البارده..
المدفأه تتوسط الجدار ال ُمقابل وعليها لوحة كبيره تبدو وكأنها كانت رسما ً يدويا ً ألفراد األُسره
..
لفتت إنتباهي فتقدمتُ منها ونظرت الى الصوره..
رأيتُ تلك الشقراء تقف بجانب رجل يبدو مظهره صارما ً بعض الشيء ومالمحه قاسيه
وأمامها شابان يبدو أحدهم في نهاية المرحلة اإلعداديه تقريبا ً واآلخر في بدايتها أو ربما في
نهاية اإلبتدائيه وفتاة صغيره تقف أمامهم جميعا ً بإبتسامة لطيفة على وجهها..
هل ُهم أبنائها ..؟! بالتأكيد ولكن نظرا ً الى أعمارهم فتبدو الصورة قديمه..
لكن...
صحوتُ من سرحاني عندما تذكرتُها وإلتفتُ إليها أقول بإحراج :آسفه ..إني أنظر الى أشياء
قد ال يجب علي رؤيتها..
ت حقا ً لطيفه ..ال بأس ال بأس لم تُعلق إال لكي تُرى.. ضحكت تقول :ماذا ..؟! أن ِ
إبتسمتُ لها ثُم تقدمتُ وجلستُ بجانبها فقالت :بعد قليل ستأتي ماري وسأُعرفك عليها ..إنها
ال ُمربية في المنزل وهي من يعتني بأبنائي منذ طفولتهم وحتى اآلن ..هههههههه هي األُم
الثانية لهم..
ما إن أنهت ُجملتها حتى فُتح الباب ودخلت امرأة في أواسط األربعينات من عُمرها ترتدي
مالبس عاديه ومالمحها بشوشة بعض الشيء..
إبتسمتُ لها في حين قالت جينيفر بإبتسامه :كان هذا سريعا ً ماري !..هل كُنتُ ُمتفرغه ..؟!
ردت ماري :ليس تماما ً لكن كُنت قريبه من الغرفه لذا حضرتُ بسرعه..
ي وقالت :حسنا ً أردتُ أن أُعرفك الى هذه الفتاة ..ستبقى عندنا لفترة من أشارت جينيفر إل ّ
ً
الزمن لذا أرجو منك اإلعتناء بها وكأنها طفلة لي حسنا ً ..؟!
ي بهدوء قد أخافني قليالً بعدها إبتسمت لي قائله :أهالً صغيرتي إلتفتت تلك ال ُمربيه ونظرت إل ّ
ُ
سررت بمعرفتك ..أنا أدعى ماري.. ُ ..
إبتسمت ..ماذا ..لقد كانت حقا ً لطيفه..
جينفر بتفكير :حسنا ً ال أستطيع اإلستمرار هكذا..
ي أن أجد لك إسما ً ..لن نستطيع اإلستمرار على نظرتُ إليها فنظرت هي أيضا ً إل ّ
ي وقالت :عل ّ
ُمناداتك بدون إسم ..سيكون هذا غريبا ً صحيح ..؟!
إبتسمتُ لها قائله ببعض األحراج :أضن ذلك..
جينيفر :ال تتذكرين إسمك ..إذا ً هل ُهناك إسما ً ما تُحبين أن نُناديك به ..؟!
هززتُ رأسي نفيا ً فأنا حقا ً ال أملك أي فكره عن هذا األمر..
لذا سأجعلها هي من تختار..
بقيت تنظر الى مالمحي لفتره وكأنها تُريد أن تجد إسما ً يُالئمني بعدها قالت :آليس ..ما رأيُك
به ..؟! كقصة الفتاة اللطيفه ببالد العجائب ..جميل ..؟!
إبتسمتُ لها قائله :أحببته..
ضمت يديها ببعضها ونظرت الى ماري تقول :حسنا ً ُمنذ اآلن هي آليس ..أخبري ريكارد بذلك
كي يُخرج لها هوية وأوراق جديده بهذا اإلسم..
فتحت ماري شفتاها وبدأت بالتعليق في األمر وتبادلتا الحديث وأنا أنظر الى األرض بهدوء
شديد..
إبتسمتُ إبتسامةً مؤلمه..
إنها حتى قررت أن تُخرج لي هويةً جديده ووثائق رسميه..
لطيفه لدرج ٍة تجعلني أُحبها أكثر من عائلتي التي لم تسأل عني وال لمره..
هذا مؤلم..
رفعتُ رأسي حالما ً سمعتُ إسمي الجديد فإبتسمت لي جينفير تقول :هههههه إستدعيتُك لثالث
مرات ..يبدو بإنك لم تعتادي اإلسم بعد..
إبتسمتُ هامسه :هههه ربما..
جينيفر :حسنا ً إذهبي مع ماري وهي ستُريك غرفتك الجديده..
وقفتُ قائله :حسنا ً..
جينيفرُ :خذي راحتك في النوم لو أردتي ..سنُوقظك حالما يأتي موعد العشاء..
هززتُ رأسي لها ُمبتسمةً ومن ثُم إلتفتُ وغادرتُ مع ماري..
بقيتُ أمشي خلف ماري التي كانت هادئة على نحو غريب أثار فضولي..
أعني لقد كانت تتحدث ببشاشه مع جينيفر وفجأه أصبحت هادئه جدا ً..
تنهدتُ وبعدها بدأتُ أنظر حولي..
إبتسمتُ بهدوء وكم تمنيتُ لو أن والداي يملكان فيلةً بهذه الفخامة والجمال..
فتحت لي ماري بابا ً وقالت :إستقلي هذه الغرفة لهذه الفتره ..واآلن نامي جيدا ً ولو أردتي
شيئا ً ما فأخبريني..
تعجبتُ وقُقلتُ لها :هذه الغرفه ....لمن ..؟!
نعم ..إنها بالتأكيد ألحد ما بالنظر الى أنهم لم يقوموا لي بتجهيز أي غرفه..
يستحيل أن تكون الغرفه ألبنة صاحبة المنزل ألنها ال تزال تعيش هنا بكُل تأكيد..
إبتسمت ماري تقول :غرفة قديمه ألحد أفراد األُسره قبل أن يقوم بتغيير ُحجرته..
هززتُ رأسي بتفهم بعدها دخلتُ وأغلقت الباب خلفي..
لم أُشعل األضواء ولم أُلقي أي نظر ٍة على الغرفه فأنا بحق أشعر بتعب شديد..
نوم عميق..إستلقيت على السرير وماهي إال ثواني حتى غطيتُ في ٍ
***
9:30 PM
في إحد مكاتب شركات الترفيه الشهيره..
إبتسمت بموده ناظرةً الى عينيه الناعستين ُمباشرةً وهمستُ :ربما يحدث ذلك ُمستقبالً ولكن
ليس اآلن..
نظر إليها لفتره قبل أن يبتسم بتكلف قائالً :هذا جيد..
دخل الى المكتب رجل في الثالثين من عُمره يرتدي نظارةً طبيه ونظر الى الشاب بعينيه
الصغيرتين الحادتين قبل أن يقول بهدوء :هل أتيت ؟!
الشاب دون أن ينظر إليه أجاب بسخريته المعروفه :ليس بعد..
جلس الرجل على كُرسيه ووضع الملف على المكتب ناظرا ً إليهما بهدوء بالغ قبل أن يبتسم
قائالً للفتاه :كاتي ..كيف كانت جلسة التصوير ..؟!
إلتفتت إليه قائله :لم تكن ُمريحه..
إستند الشاب بظهره على األريكة ُمطلقا ً ضحكةً مرحه وهو يقول :بالتأكيد ليست كذلك فأنا لم
أكون موجودا ً فيها ههههههههههه..
إبتسمت له ثُم وقفت حاملةً حقيبتها ..أرسلت اليه قُبلةً بالهواء ثُم إتجهت الى الخارج قائله:
أراكم غدا ً..
وأغلقت الباب خلفها..
نظر الشاب الى الباب لفتره ثُم إلتفت الى الرئيس المسؤول عليهم قائالً بإسلوبه الساخر
ي سهرةً برفقة أصدقائي.. فوت عل ّ ال ُمعتاد :في ماذا طلبتني ..؟! لقد ّ
نظر الرئيس بهدوء الى هذا الشاب صاحب المظهر ال ُمستهتر والذي كان ال يزال في بداية
العشرين من عمره..
تنهد ثُم أخرج صورةً من الملف ورماها على المكتب..
أمال الشاب شفتيه بعدها قال :ماذا أيضا ً ..؟! قُل لي ما فيها فأنا لن أُحرك جلستي من أجل
رؤيتها..
الرئيس بهدوء :أُلتقطت لك باألمس في إحدى البارات الغير رسميه ..وبدوتَ فيها بشك ٍل ُمخ ٍز
للغايه..
ظهر اإلمتعاض على وجهه وأدار رأسه بعيدا ً فأكمل الرئيس :أنت تعرف صورةً كهذه إن
إنتشرت فماذا سيحدث..
ي التستر على مشاكلك التي أصبحت ضاقت عيناه وأكمل بشيء من الحده :إدريان كم مرةً عل ّ
في إزدياد !! أعمالُك هذه ستجلب لشركتنا الكثير من المشاكل !! متى تفهم بأنه ُمنذ ظهورك
األول على المسرح يعني بأنك قد أصبحتَ مشهورا ً وأصبحت كُل تحركاتك تحت األضواء ؟!
سرعه ؟!!! أتريد أن تُشوه سمعتك بهذه ال ُ
إلتفت إدريان إليه وقال بشيء من الال ُمبااله :حسنا ً فهمت ..سأكون حذرا ً المرة القادمه..
ضاقت عينا الرئيس من هذا الرد ال ُمستهتر بعدها وقف وغادر المكان قائالً بهدوء :أتمنى بأنه
كذلك..
هدأ المكتب بعد خروج الرئيس لفتره بعدها وقف إدريان وتقدم بهدوء وأخذ الصوره..
كومها ثُم رماها بإتجاه سلة ال ُمهمالت.. نظر إليها قليالً بعدها ّ
إبتسم بسخريه قائالً :ماذا إذا ً ؟! ال تقل لي بأنك تريدني أن أحبس نفسي في المنزل ؟! ما دُمتَ
تستطيع التغطية على مشاكلي فإستمر في ذلك دون شكوى..
إتجه الى الباب هامساًُ :مزعج..
***
10:30 PM
تقلبت في السرير على جهتها اليُسرى ونظرت بهدوء الى تلك النافذه التي كان يصدُر منها
القليل من الضوء في هذه الغرفة ال ُمظلمه..
همست لنفسها :لقد إستيقضتُ منذ مده والوقت كما أرى أصبح ليالً ..ألم يحن وقت إيقاظي
على العشاء ..؟!
تنهدت وأغمضت عينيها ُمكمله :هل حان وقته أم بعد ..؟! مللتُ من البقاء وفي الوقت ذاته
من ال ُمحرج الخروج من الغرفه والتجول في منزل ال يعود لي..
بعد ثواني همست :كم الساعة اآلن ..؟!
بقيت على حالها لخمس دقائق تقريبا ً بعدها جلست وأبعدت اللحاف عن جسدها النحيل..
لقد تعبت ..إنها ُمستيقظه منذ ما يُقارب الساعه ولم يأتي أحد..
إنها حتى ال تسمع صوت أي أحد وكأن المنزل مهجور..
هل تخرج ..؟!
أوليس األمر فيه شيء من الفظاظه ..؟!
ال تعرف حقا ً..
تصرف فظ صحيح ..؟! ٌ حسنا ً ..الخروج والنزول الى األسفل ال تضن بأنه
وقفت وأطفأت التكييف ..نظرت الى النافذه قليالً بعدها تقدمت منها..
فتحتها بعدها إبتسمت عندما هبت بعض النسمات البارده على وجهها..
نقلت عينيها في أرجاء المكان..
هذه المنطقه تبدو جيده والهدوء يسيطر على أهلها..
المنازل ُمتفاوته ..مابين المنازل المتوسطه الى الفلل الكبيره ..أكثر ما يُميزهم هو الترتيب
والتقسيم والتخطيط الجيد لها..
نافذة هذه الغرفه تبدو بالجهه الجانبيه لهذه الفيال..
تنهدت بعدها عقدت حاجبها ونظرت بإتجاه المنزل الذي أمامها..
أنواره األماميه ُمطفأه ولكنها تستطيع ُمشاهدة صبي يبدو بأنه لم يتجاوز العشرين بعد..
يقف بهدوء في ساحة المنزل مستند على الجدار وهادئ المظهر تماما ً..
نظرت إليه ُمتعجبه وهمست لنفسها :مابه ..؟!
إلتفتت الى الخلف حالما سمعت صوت طرق باب الغرفه فقالت :نعم..
جائها صوت المربيه تقول :العشاء قد ج ُهز..
إبتسمت وردت :حسنا ً أنا قادمه..
أغلقت النافذه بعدها تقدمت وفتحت باب الغرفه..
سرعه ..؟! تعجبت عندما لم ترها ..هل ذهبت بهذه ال ُ
خرجت وأغلقت الباب خلفها ومن ثُم إتجهت الى الدرج وبدأت بالنزول منه وهي تنظر في
أنحاء المكان..
تصميم هادئ للغايه ولكنه ُملفت للنظر ويُعطي شعورا ً بالجمال واألريحيه..
تقدمت من الطاوله الموضوعة بجانب األريكه التي تقع بالجهة اليُسرى من الدرج وتحسست
التُحفة ُ
الزجاجيه التي فوقها..
إبتسمت تقول :لطيفه ..وأنيقه..
عقدت حاجبها وإلتفتت الى الخلف لجهة الباب عندما سمعته يُفتح..
ال تستطيع الرؤيه جيدا ً من مكانها بسبب تصميم ال ِفله الذي يوحي بالعشوائيه..
من يكون ..؟!
يبدو شابا ً أشقر الشعر وطويل القامه..
رفعت حاجبها عندما رأته يتحدث مع ُمدبرة المنزل..
أين كانت هذه التي إستدعتها على العشاء وإختفت بعدها ..؟!
تركها الشاب وتوجه الى الدرج وهو يقول :كال ال أُريد فلدي موعد مع أصدقائي و....
توقف حالما وصل الى الدرج ونظر إليها لفتره متعجبا ً..
من هذه ..؟!
جائت ُمدبرة المنزل من خلفه تقول :الفتاة التي صدمها أخاك..
رفع إحدى حاجبيه بعدها صفر وإقترب منها ُمبتسما ً قائالً :أتقصدين الحمقاء ..؟!
ظهر اإلستنكار على وجهها من نعته لها بالحمقاء..
ما السبب ..؟! إنها الضحيه فلما عليها هي أن تكون الحمقاء ..؟!
لم تستطع قول شيء فقط الوقوف مكانها والنظر إليه وهو يقيمها بعنيه الزرقاوتين تلك..
من كالم ال ُمدبره يبدو بأنه اإلبن الثاني للشقراء..
ماذا كان إسمه ..؟!
نعم ..إدريان..
دقائق مرت حتى رفعت رأسها عندما سمعت صوت أقدامه وهو ينزل من الدرج..
ت ُهنا ..؟! ألن تتناولي العشاء ..؟! توقف حالما وصل وقال لها :لما أن ِ
آليس :ها ..بلى..
أشار برأسه قائالً :إذا ً تعالي..
وذهب فوقفت وذهبت خلفه..
دخل الى غرفة طعام واسعه بها طاولة ُزجاجيه طويله وحول الـ 8كراسي ..واحد في المقدمه
واألخر في المؤخره وأربع على كُل جانب..
جلس على الكُرسي األول فتقدمت وجلست على الكُرسي الذي يُقابله في الجهة اليُسرى..
نظرت الى عدد الكراسي وتسائلت في نفسها عن العدد الكبير هذا!..
إنها تملك ثالث أبناء فقط ..لم تتحدث عن ذلك ولكن لو كان زوجها موجودا ً فمجموعهم هو
خمسه فلما الكراسي الثالث األُخرى ..؟!
للضيوف لو حضروا ..؟! ربما..
إبتسم ينظر إليها وهي تتأمل المكان بعينيها العسليتين العاديتين للغايه..
ال شيء جذاب فيها ..تبدو في غاية البساطه..
نحيلة الجسد وذات قوام عادي ..قصيرة بعض الشيء ويضن بأن طولها ال يتعدى المتر
والنصف!..
شعرها قصير يتدلى بإنسيابيه على كتفيها الصغيرتين..
الشيء الوحيد الذي يبدو غريبا ً و ُمميزا ً هو الجو حولها..
إنه غريب ومن الصعب فهمه..
إبتسم..
لم يمض حتى عشر دقائق وهاهو شعر بأمور كثيره بشأنها..
هل المنزل أخيرا ً سيكون ُممتعا ً ..؟!
تحدث قائالً :آليس..
نظرت إليه دون أن تُجيبه فبقي ينظر الى تعابير وجهها لفتره قبل أن ترتسم تلك اإلبتسامة
المائله على شفتيه قائالً :فقط أحببتُ أن أنطق بإسمك..
تعجبت من كالمه الغريب وتصرفاته األغرب..
على أية حال هي ال تشعر بالراحه ..فهذا الشاب يحملق إليها أكثر من طعامه الذي لم يأكل
منه سوى لقمتين تقريبا ً..
إبتسمت قليالً وقررت تغيير الوضع قائله :أخبرتني ُمربية المنزل أنك ُمغني ..أتزال في
بداياتك أم أنك مشهور ..؟!
أرجع ظهره الى الكُرسي وقال :لما ..؟! ألم تسمعي بي من قبل ..؟!
هزت كتفها تقول :ال أعلم ..وعلى أية حال أضن بأني ال أُحبها ..أقصد الموسيقى..
ت رومانسيةً على اإلطالق !..الموسيقى غذاء تعجب قليالً بعدها قال بإبتسامه :إذا ً أنتي لس ِ
ال ُحب ..والحياة من دونها خطأ فادح..
آليس :اممم أهي كذلك ..؟!
إبتسمت وأكملت :إذا ً أسمعني شيئا ً فقد أُغيّر رايي فيها..
تقدم بجسده الى األمام وهمس بإبتسامه :وال ُمقابل ..؟!
تعجبت وقالت :أتطلب ُمقابالً ..؟!
هز رأسه قائالً :بالطبع ..إني حتى ال أُغني على المسارح دون ُمقابل ..صوتي ثمين..
آليس :حسنا ً إذا ً ال داعي ألن تُغني ..إعزف لي لحنا ً هادئا ً وجميالً على البيانو الذي رأيته في
طريقي الى ُهنا..
نظر إليها لفتره بعدها ضحك وقال :برأيك أن العزف ال ُمقابل له ..؟!
رفعت حاجبها قائله :صوتك ثمين كما تقول لذا ال تستعمله ..فقط إعزف لي ..الموسيقى ال
تقتصر على األصوات البشريه فحسب..
إبتسم بعدها وقف وقال :أتعلمين ..قررتُ أال أطلب ُمقابالً لهذه المرة فقط ..ما رأيك غدا ً
تذهبي معي الى اإلستديو وتراقبيني وأنا أُسجل أغنيتي الجديده ..؟!
إتجه الى الباب ُمكمالً :كوني جاهزه في الغد..
وبعدها خرج فتنهدت وقالت :لم يدعني أُعطي رأيي !..ماذا لو كان هذا األمر يُضايق الشقـ..
ي أن آخذ رأيها أوالً صحيح ..؟! أقصد والدته ..؟! عل ّ
شعرت بأحدهم يُراقبها فإلتفتت الى الباب ووجدت مدبرة المنزل تقف بهدوء وتنظر إليها
ت غريبه..بنظرا ٍ
عقدت حاجبها بتعجب فإختفت تلك النظرات ال ُمريبه من وجه المدبره وقالت :أنهيتي طعامك
..؟!
نظرت إليها أليس لفتره بعدها قالت :آه ...تقريبا ً..
وقفت وأكملت :شُكرا ً على الطعام فلقد كان لذيذا ً..
المدبره :الطباخ من قام بطبخه..
بعدها خرجت فرفعت آليس حاجبها وهمست :أليست فضّه بعض الشيء ..؟!
***
12:30 AM
كانت ليلة بارده أشبه بالصقيع على الرغم من عدم وجود أي ثلج فيها..
الشوارع شبه فارغه إال من بعض ال ُمشاة..
ترتدي معطفا ً ثقيالً بلون الدم القاني يصل الى منتصف فخذها ومزينه أطرافه بريش حريري
أبيض اللون وناعم الملمس..
لفّت وشاحا ً قطني أبيض اللون على عنقها النحيلة البيضاء وتغطي أُذنيها بسماعة لتحميهما
من هذا البرد القارص..
خدّها توردا من شدة البرد وعيناها الزرقاء كزرقة البحر كانت ضائعه هائمه تنظر الى ذاك
المحل الذي يفصل بينهما شارع صغير..
بعض من نظراتٍ ليست جميلة وحسب ..بل كانت آية في الجمال تُجبر المارين على سرقة
اإلعجاب إليها..
ت ال يسمعه سواها: شدّت بيديها التي تُمسك بهما حبل حقيبتها غالية الثمن ثُم همست بصو ٍ
سحقا ً!!..ُ
شتمت بكُل ضجر وزاد إنعقاد حاجبيها دليل ضجرها الغريب ال ُمتناقض لنظرتها التي كانت تشع
ألما ً غريبا ً..
تحركت ساقها النحيلة العاريه ال ُمزينة بخلخال ناعم يُناسب كعبها المرتفع للحضه ثُم أعادتها
مكانها بتردد واضح..
سحقا ً سحقا ً لذلك الفقير ال ُمزعج ُ .. سحقا ً له ُ !.. شدّت على يديها بقوة أكبر وشتمت ُمجدداًُ :
للجميع!!..
أشاحت بوجهها وأكملت تمشي على الرصيف بسرعة ت ُناقض هيئتها الناعمه التي توحي
بالهدوء والثراء الفاحش..
شارع عام وأخرجت هاتفها النقّال ٍ توقفت حالما وصلت الى نهاية الطريق الذي كان يفتح على
وأرسلت رسالة الى سائقها الخاص تطلبه المجيء ألخذها..
بدأت تنتظره وهي تعض على شفتيها بإنزعاج تام غير قادره على تفسير أي شيء..
إنها جميله ..بل ال أحد يُضاهيها بجمالها..
صل تفصيال وطول متوسط يُالئم قوامها ..شعر أشقر حريري يصل الى جسم متناسق وكأنه فُ ّ
منتصف ظهرها وعينان زرقاء إنجذب إليها اآلالف..
ال تزال في العشرين ولكن عدد المتقدمين لخطبتها تجاوز الخمسين..
إنها ساحره قادره على جذب جميع أنواع الرجال إليها..
ضربت األرض بكعبها العالي هامسةً بحنق :إذا ً ما بال ذاك األحمق الفقير التافه ينظر إل ّ
ي
وكأني ال شيء !!..لما يُقلل من تقديري ومقامي !!..هو الالشيء وليست أنا..
إختفى ُحنقها تدريجيا ً وهمست بضعف :فلما أنا من ينجذب الى ذاك الالشيء ..؟! لما ..؟! هذا
ليس عدالً..
توقفت السيارة السوداء أمامها ُمباشرةً ونزل السائق منها فاتحا ً لها الباب بكُل ذوق وإحترام
..
نظرت الى سائقها لفتره بعدها سألته :هل أنا جميله ..؟!
تفاجئ السائق من سؤالها ورفع رأسه إليها غير مستوعب..
ت آية بالجمال ت إمرأه كامله ..أن ِ لم يجد منها أي تأكيد على سؤالها لذا أجابها بكُل تقدير :أن ِ
يا سيدتي..
ظهر اإلنكسار في عينيها بعدها ركبت السياره..
ركب السائق بدوره وحرك السياره متجها ً الى المنزل..
أسندت برأسها على المقعد ال ُمريح ونظرت الى الطريق وهمست بهدوء :سائقي أيضا ً فقير
ويراني كما يراني الجميع ..بأني آية في الجمال ..إذا ً لما ذاك الشخص مختلف !!..لما هو
وحده مختلف عن البقيه ..؟!
ال تعرف اإلجابه..
***
19 Desember
6:00 AM
مرآة طويله وكبيره في زاوية غرفة نومه عكست جسده الضخم ذات الـsm 180طوالً بمنكبين
عرضين وبشرة قمحيه..
تأمل مظهره األنيق ال ُمرتب وهو يرتدي بذلة رسميه سوداء اللون بربطة عنق حمراء أنيقه..
إبتسم يستعرض غمازتيه المحفورة بإتقان على ِكال خديه وهمس لنفسه :أبدو وسيما ً كالعاده
صحيح ..؟!
كان ُمحقا ً ..يمتلك تلك المالمح الحاده الوسيمه والمظهر القوي األنيق والذي بسهوله يتيح له
فرصة دخول عالم األزياء من أوسع أبوابها..
إال إنه ال يحب هذه األمور رغم إنه يغتر كثيرا ً بمظهره ..لقد إكتفى بشهاداته التي عمل بها
بكُل جد وإجتهاد طوال أعوام دراسته السابقه جعلته اآلن يحتل مرتبة جميله ك ُمعيد في إحدى
الجامعات الشهيره في المدينه..
صفف شعره البني الناعم الى الخلف ليعطيه مظهرا ً أكثر رجوليه بعدها إبتسم برضى وهو يُقيم
مظهره بعينيه العسليتين..
إلتفت الى مكتبه وإرتدى ساعته الذهبيه وحمل هاتفه ومفاتيحه قبل أن يأخذ حقيبته أخيرا ً
ُمستعدا ً للذهاب الى الجامعه في أول يوم في هذه السنة الجديده..
لقد أنهى بالفعل سنة كامله وهذه سنته الثانيه في التدريس بهذه الجامعه التي لطالما حلُم
بالتدريس فيها..
خرج من شقته المتواضعه في هذه العمارة الكبيره ثُم نزل الدرج كنوع من أنواع الرياضه..
خالل عشر دقائق فحسب كان يترجل من سيارته متجها الى داخل أبواب الجامعه..
منزله -أو باألصح شقته -قريبه جدا ً منها حيث الذهاب إليها ال يستغرق حتى عشر دقائق ..
لقد كان سعيدا ً حينما عثر على مكان جميل و ُمناسب الى هذا الحد..
طالب يلوحون له بالسالم والطالبات يُرسلن إنفرجت أساريره بإبتسامه ُمشرقه حالما بدأ ال ُ
أشواقهن وتحياتهن إليه..
درس لسنة واحده فحسب.. لديه شعبيه كبيره على الرغم من أن ّ
صباح
ٍ درسهم السنة الفائته فبادرته إحداهن تقول :ياله من تجمعت حوله مجموعة فتيات ّ
جمييل ..ال تصدمنا وتقول بأنك لن تُدرسنا لهذه السنه ..؟!
األُخرى :هيّا لدينا مادةً قريبة في المحتوى من المادة التي تُدرسها ..يُمكنك أن تُدرسنا إياها
صحيح ..؟!
ضحك ضحكة صغيره وهو يقول :يؤسفنى أن أمحي إبتسامتكم هذه بقول ال يمكنني..
عبسن وقالت إحداهن :كيف لي أن أُحب الجامعة بعد اآلن ..؟!
األُخرى وهي تُمثل الملل :يالها من تعاسه ..سأسحب ملفي..
ي حمل الماده ..كم أنا بلهاء.. الثالثه بشيء من الندم :كان عل ّ
ت عالي على ردات فعلهن العجيبه وهو يقول :يالكن من ُمشاكسات.. ضحك ُرغما ً عنه بصو ٍ
يوم من األيام رفيقات عم ٍل لي ومن يدري.. فربما ستكن في ٍ إبتسم وغمز :إجتهدن ُ
صرخن بحماس وهو يتجاوزهن واإلبتسامة ال تُفارق شفتيه..
وقعت عيناه على فتاة ما فتوترت مالمحه فورا ً بعدها أشاح بوجهه وأكمل طريقه فقاطعه
صوت وصول ِرسال ٍة على هاتفه..
ألقى نظره فوجدها من * الغبي جدا ً!! *
إبتسم بعدها تنهد يقول بملل ُمصطنع :ماذا يريد ..؟! شيء ال يُعجبني بالتأكيد..
دخل الى الغرفة الكبيره التي تحوي مكتبه مع أربعة مكاتب أُخرى وقال بإبتسامه بشوشه:
صباح الخير..
رد الرجل األربعيني الذي يبدو عمليا ً بنظارته الطبيه يقول :أهالً آندرو ..ضننتك ستتغيب في
اليوم األول..
جلس آندرو يقول بتعجب :لما ..؟!
ضحكت إمرأة في بداية الخمسين تلف شعرها القصير األشقر الى األعلى وقالت :إنك شاب
ُمهمل و ُمتالعب لذا هذا هو التصرف ال ُمتوقع من أمثالك..
ي تخييب ضنكم.. ضحك وقال :هههههههه سحقا ً لي ..ما كان عل ّ
تعالت ضحكاتهما فدخلت في هذا الوقت فتاة صبهاء في نهاية العشرين وحالما رأت آندرو
ظهرت إبتسامه كبيره على شفتيها العنابيتين وتقدمت تتمخطر وتقول بصوتها الناعم :أهالً
آندي ..عرفتُ بأنه أنت حالما رأيت تجمهر الفتيات قبل قليل..
نظر إليها وإبتسم ضاحكا ً يقول :تجمهر !..كانوا أربع فحسب ..إنك تُبالغين ههههههه..
وقفت أمام مكتبه وأطلقت ضحكتها الصغيره وهي تقول :يالك من متواضع ..أربع حولك
فحسب بينما البقيه أعينهم عليك من قريب وبعيد ..أال يُسمى تجمهرا ً ..؟!
إبتسم يقول :حسنا ً ما دامت هذه فلسفتك..
ربتت على كتفه تقول :هههههه على أية حال مرحبا ً بك ُمجددا ً ِ ..خفتُ أن تنتقل الى مكان
آخر بعد ال ُمشكلة الكبيره التي حدثت السنة الماضيه..
إمتقع وجهه بينما أكملت :أتطلع لسنة جميله معا ً..
ضحك بتوتر يقول :وأنا أيضا ً..
غادرت ُمتجهه الى مكتبها الذي ال يفصله عن جانب مكتبه األيسر سوى عشرون سانتي
فحسب..
جلست ووضعت رجالً على رجل وبالكاد فعلت فتنورتها كانت أضيق مما يجب..
إلتفت الى هاتفه حالما ً وصل إلى مسامعه صوت إشعار من إحدى برامج التواصل التي لديه
فتذكر بأنه لم يفتح بعد رسالة *الغبي جدا ً* ..
الدوار ودار به قليالً وهو يدخل الى الرسائل..
إسترخى في كُرسيه ّ
رفع حاجبه وهو يقرأ هذه الجملة القصيره اآلمره..
ي-
-ال تذهب الى عملك هذا اليوم وتعال إل ّ
إبتسم إبتسامه جانبيه ساخره وهو يقول :حقا ً ..؟! وبصيغه آمره ووقحه كشخصيته تماما ً ..
لكن لحضه هل يضن بأني سأستمع إليه ..؟! لستُ عامالً لديه..
رمى هاتفه بال ُمبااله وهو يقول :لن يموت لو لم أذهب ..وأيضا ً سيكون هذا جيدا ً حتى يعرف
المرة القادمه كيف يطلب بإحترام..
هذا ما قاله ..لكنه خالل نصف ساعه كان بالفعل قد غادر الجامعه متجها ً إليه..
***
3:30 PM
نفخت وجنتيها بشيء من التأفف وإحتضنت رجليها الى صدرها أكثر وهي تهمس بملل :ما
العمل ..؟! لما لم أرفض وقتها ..؟!
تنهدت بعمق وهي جالسة فوق سريرها وإلتفتت تنظر الى النافذة التي قامت ُمسبقا ً بفتحها
على مصراعيها وتأملت تلك الشمس البارده بعينينها العسليتين..
أمالت رأسها بهدوء على ُركبتيها وعيناها ال تزال تتأمالن تلك الشمس التي على الرغم من
ذُروة الوقت إال أن شعاعها كان باردا ً..
سرحت بخيالها وهمست تقول :أهلي ..ماذا يفعلون بمثل هذا الوقت ..؟! أتُراهم يتأملون
الشمس مثلي ..؟! أم أنهم تحت تراب األرض أمواتا ..؟!
سالت الدموع على وجنتيها..
لم يكن اإلشتياق لهم هو السبب ..بل هذا من تأثير الشمس الذي بقيت تتأملها ضوئها بدون
أن ترمش..
إعتدلت في جلستها وبدأت بتجفف دموعها وهي تقول :آآه من الخطأ تأمل الشمس كُل هذا
الوقت ..إنه يؤذي العين..
طرق الباب فأرجعت رأسها بسرعه على المخده قبل أن يُفتح وتُطل منه ُمدبرة المنزل تقول ُ
بتساؤل :آنسه ..؟!
تظاهرت آليس بالنوم فهمست ال ُمدبره ُمجدداً :آنسه..
لم تُجبها وإستمرت بتظا ُهرها فأمالت ُمدبرة المنزل شفتيها وعندما أرادت العوده وإغالق
الباب أوقفتها يد شاب عاود فتح الباب يقول :ماذا ُهناك ..؟!
إلتفتت ال ُمدبره الى جته تقول :السيد إدريان ..؟!
تعرق وجه آليس ُرغما ً عنها في حين أجابت ال ُمدبره على سؤاله سابقا ً تقول :اآلنسه نائمه ..
أضنها ُمتعبه فهي لم تنزل لتناول الطعام قائله بأنها تشعر ببعض التعب..
رفع إدريان حاجبه بعدها دخل الغرفه يقول :وهل ال ُمت َعب ينام في غرفة حاره هكذا ..؟! زجاج
النافذه مفتوح وأشعة الشمس مألت المكان..
إلتفت الى جهة آليس ُمكمالً :ومع هذا هي تتلحف بالبطانيه ..أهي مجنونه ..؟!
تقدم منها يقول :هيه آليس ..ما نوع تعبك ..؟!
لم تُجبه وقررت إستكمال تظاهرها بالنوم..
وضع يديه في جيبه وهمس :قالت لي باألمس بأنها ستذهب معي ..يبدو بأنها لن تستطيع..
نقل نظره في الغرفة قليالً بعدها عقد حاجبه وإلتفت الى ال ُمدبره بطريق ٍة حاده يقول :لما هي
في هذه الغرفه ..؟!!!
نظرت إليه ال ُمدبره ماري بهدوء قبل أن تُجيب :وما الخطأ ..؟! كُف عن ذلك عزيزي..
شد على أسنانه قليالً بعدها ظهرت تعابير الال ُمبااله على وجهه وخرج هامساً :فليكن ..ال
أهتم..
بقيت ماري واقفةً في مكانها لفتره بعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها..
فتحت آليس عينيها وهمست :نعم جيد ..إستطعتُ تجنب الخروج معه..
تنهدت وجلست وعاودت ضم قدميها الى صدرها ُمكمله :ال أعلم ِلما ..لكني بحق ال أُريد
الخروج ..أعني ..نعم هو ُمغني ومشهور كما يبدو ولكن ...ال اعلم ..الوضع ُمربك بالنسبة
لي ..اشعر بأني ُمقيده وال أستطيع فِعل أي شيء ..هل ألني أعيش اآلن في منزل أحدهم ..؟!
ُربما..
رفعت عينيها تنظر الى األمام فأمالت شفتيها ونظرت في أرجاء الغرفة قائله :ثُم ما حكاية هذه
الغرفه حتى أبدى ذاك الشاب عدم رضاه في مكوثي فيها ..؟!
إبتسمت إبتسامة صفراء وهمست :نعم ..بالتأكيد لديهم العديد من األسرار والمشاكل ..كُل
العوائل هكذا..
سمعت صوت سيار ٍة قد تم تشغيلها للتو..
مدت رجليها ونزلت من فوق السرير ونظرت عبر النافذه..
إنها ال تفتح على ُمقدمة المنزل لكن من مكانها تستطيع رؤية تلك السيارة البيضاء مفتوحة
السقف موقوفةً بداخل ساحة المنزل بالقرب من زواية المنزل..
رأت الشاب وهو يُغلق باب السياره ويضع أغراضه بجانبه..
صدمت وعادت بجسدها الى الوراء بسرعه ..ثواني حتى سمعت رفع رأسه الى جهة نافذتها ف ُ
صوت تحرك السياره..
أخذت نفسا ً عميقا ً بعدها إلتفتت ونظرت الى الغُرفه..
تقدمت وفتحت الدوالب الكبير فعقدت حاجبها عندما رأته فارغا ً تماما ً ما عدا بعض ّ
العالقات
المتساقطه في أرضية الدوالب..
أغلقته وفتحت الذي بجانبه والذي يحوي على أرفف للمالبس التي تحتاج الى طي..
رأته هو أيضا ً فارغا ً ما عدا منشفة صغيره وسماعات للهاتف وقديمه وهناك بعض القطع
البالستيكيه هنا و ُهناك..
رفعت رأسها ألعلى الرف فوجدت صندوقا ً خشبيا ً قديما ً..
حاولت اللحاق به ولكنه كان بعيدا ً..
أمالت شفتيها بإمتعاض بعدها تعجبت وهمست لنفسها :وما شأنك لتُفتشي فيما ليس لك به
شأن ..؟!
تنهدت وأغلقت الدوالب بعدها عاودت الجلوس على سريرها..
نظرت الى األباجوره العمليه التي بجوار سريرها فوق كومدين ٍة صغيره..
مدت يدها وفتحت الدرج األول فوجدت كرتون منديل ..أغلقته وفتحت التالي فوجدت دفتر
وبرواز صوره..
سحبت البرواز ونظرت الى الصوره التي بداخله فكانت لطفل في السادسه من عُمره متجهم
الوجه يجلس على كُرسي يكبره كثيرا ً..
إبتسمت وهمست :لطيف ..يُشبه إدريان كثيرا ً ..أُراهن بأنها صورته عندما كان طفالً..
أعادت الصوره وسحبت الدفتر وقلّبت فيه فرأت العديد من الرسومات الطفوليه القديمه..
بدأت تُقلّب الصفحات بهدوء واإلبتسامة على شفتيها تنظر الى هذه الرسومات اللطيفه..
كانت لطيفه وطفوليه للغايه ..رسمة لدُب وحوله العديد من النحل..
ورسمةٌ أُخرى لغزال يعبر النهر ..وثالثه لطيور بين الشجر..
كفكره فهي أفكار جميله ولكن األداء كان سيئا ً..
هذا طبيعي لطفل..
عقدت حاجبها بتعجب عندما رأت رسمة تبدو ألرنب ُمض ّجع بدمائه..
قلبت الصفحه وإذ بصور ٍة أكثر غرابه لساحر ٍة طائره على مكنسة صفراء وحولها العديد من
الخفافيش بأعين حمراء..
فتحت الصفحة التاليه فإذ هي لشبح أبيض بفتحتي عين سوداء والظالم الحالك من حوله..
ماذا ..؟! الرسومات تزداد غرابه..
أغلقت الدفتر وهي تنظر في أرجاء الغرفه وهمست لنفسها :أُخمن بأنها كانت ُحجرة إدريان
راض بإستعمالها.. ٍ عندما كان طفالً لهذا بدى غير
أعادت الدفتر وبرواز الصوره ثُم أغلقت الدرج قائله :هيّا كُفي عن التدخل بأمورهم الخاصه..
تنهدت وهمست :على أية حال إنه اليوم الثاني وكُل ما رأيته هو ولدها إدريان ..أخبرتني بأن
لديها آخران ..أين ُهما ..؟! حتى هي منذ يوم أمس لم أراها !..وهل لديها زوج أم ماذا ..؟!
المنزل مهجور بحق!..
صدمت وإلتفتت إليه.. فُتح الباب في هذه اللحضه ف ُ
دخلت الى الغرفة إحدى الخادمات وإبتسمت عندما رأت آليس قائله :سمعتُ بأنك ُمتعبه لهذا
أحظرتُ بعض الشوربه الساخنه بجانب كوب ماء وحبتا ُمسكن..
ضحكت آليس قائله :ههه نعم ُمحقه ..أشعر بتعب شديد وقد كُنتُ للتو عائدة من دورة المياه
..
جيد ..إستطاعت أن تُبرر سبب أنها ُمستيقظه وليست نائمه كما كان ينبغي..
تقدمت الخادمه ووضعت الصحن قائله :أرى ذلك ..يبدو بأنك لم تتعافي جيدا ً من الحادث..
إعتدلت في وقفتها وإبتسمت ُمكمله :تفضلي وتناولي طعامك عزيزتي..
إبتسمت لها آليس حتى خرجت الخادمه من الغرفه..
تنهدت آليس ونظر الى الطعام لفتره قبل أن تهمس لنفسها :على ذِكر الحادثه ُ ..هناك أمر
يشغل بالي..
صمتت قليالً بعدها قالت بشيء من اإلستنكار :هل حقا ً لم يجدوا معي أي شيء ..؟! حتى لو
كان ُمجرد ورقة أو منديل!!..
***
5:30 PM
الرغم من أن الشمس شارفت على الغروب وإشعاها البرتقالي منتشر باألرجاء إال أن هذا
على ُ
المكان....
ال تدخله نقطة ضوء واحده!..
مشي بهدوء ورزانة تامه على ُرخام الصالة الواسعة المظلمه والتي كانت تُشبه الشطرنج
بألوانها..
حجر ُرخام أسود بجانب آخر أبيض بجانب واحد أسود يليه أبيض آخر وكأن المكان حقا ً لم
ينقصه سوى بيادق اللعب بجانب الفُرسان الحامون للملك والوزير!..
وقف أمام تلك المكتبة التي ُحفرت بالجدار بشكل جذاب و ُمتقن قد كلّف الكثير بالتأكيد..
صفّت فيها أنواع من الكُتب وخاصةً الكُتب األدبيه وكُتب الفنون..
أرفف قد ُ
وأرفف أُخرى قد إزدانت بالدُمى الصغيره ثقيلة الحجم منها الراقص ومنها األنيق ولكن
األغرب كانت دُمى عجيبة الشكل..
أحداهن على شكل عنكبوت متعلقة شباكه به وأُخرى دمية ترتدي فستان زاهي لكن الدمية ما
كانت سوى هيكل عظمي فقط ..ودمية أشبه بأرنب مفقوء العين والعديد من هذه األنواع التي
تدل على غرابة مالكها..
والرف األخير كان مليئ بالصناديق منها صناديق المجوهرات الفخمة وصناديق الموسيقى
وصناديق أشبه بحصالة نقود وصناديق ُزجاجيه تكشف ما بداخلها والعديد منها التي كانت
الطراز الروسي العتيق..
مصنوعة على ِ
وآخر الرف في الجهة اليُسرى كانت توجد عدة دُمى الباتريوشكا القديمه..
كُل مافي هذه المكتبه كان يبدو قديما ً وكأنه يعود الى بدايات القرن التاسع عشر..
مالك هذا المكان بالتأكيد يمتلك شخصيه غريبه..
أمسك بأحد الصناديق المستطيله والتي كان حجمها يقدر عشر سانتي مترات طوالً وخمسة
إرتفاعا ً..
حملها وإتجه الى أريكة وجلس عليها واضعا ً الصندوق على الطاولة الزجاجيه الصغيرة التي
بجانبه..
وبيده األخرى كان يُمسك طوال الوقت بكيس كرتوني وضعه بجانب الصندوق وبدأ بإفراغ ما
فيه..
نظر بهدوء الى المحفضة التي كانت ملطخة بالرمال بعدها أخرج منديالً قُماشيا ً من جيبه وبدأ
بتنظيفها بهدوء ودقه..
فتحها وسقطت عيناه على بطاقة الهويه التي تعود لفتاة في العشرين من عُمرها ذات شعر
قصير وبُني اللون وعينان هادئتان عسليتان وعميقتين للغايه..
نظر الى صورتها ُمطوالً بعدها أكمل تنظيف المحفضة من الداخل وحالما إنتهى فتح الصندوق
ووضع المحفضة فيه بهدوء..
أخذ قالدةً كانت من محتويات الكيس الكرتوني ولكنها لم تكن ُملطخة بالرمل وحسب ....بل
ببعض قطرات الدم أيضا ً..
نظفها بهدوء ..وواجه بعض الصعوبة فقطرات الدم عُمرها ثالثة أسابيع تقريبا ً لذا لم يكن من
السهل إزالتها ..وفعالً لم يستطع من إزالتها كُلها..
فتح القالدة ونظر الى صورة الطفل الذي بداخلها والذي كان يُشبه الى حد ما الفتاة نفسها التي
في المحفظه ..وبعدها بدأ بتنظيف القالدة جيدا ً من الداخل أيضا ً..
وضعها بجانب المحفضة بترتيب تام ثُم ألحق بهما بعض األوراق بعدما وصل الى الغرض
األخير والذي كان صورة فوتوغرافيه..
نظر بهدوء إليها حيث أنها بالتأكيد تعود الصورة لفتاة معها بعض من أصدقاء دراستها..
تأملها لفتره وخصوصا ً الى شاب كان فيها وبعدها......
حالما إنتهى من تنظيفها وضعها بالصندوق وأغلقه بعدها بإحكام تام..
وقف بهدوء وتقدم من األرفف وأعاد الصندوق الى مكانه وكأنه لم يُحرك قط..
حمل كيسه الفارغ وغادر المكان الذي بالكاد يعرفه آخرون غيره..
آسف على فِعلته.. ٍ غادر ..غير
فِعلته التي حتما ً ستوصل حياة هذه الفتاة....
الى الهاويه..
- Part End -
أخباركم ..؟! وكيف شفتوا الروايه معكم إن شاء هللا تمام ..؟!
المهم حيتغير روتيننا القديم ..والروايه حتصير تنزل مره كُل أسبوع ولكن مو يوم الخميس ..
ال يوم اإلثنين..
يعني بإذن هللا اإلثنين الجاي بينزل لكم البارت القادم..
حساباتي
- insta
- say it
ـ PART 2ـ
1:40 am
بداخل المبنى..
الحديد والصناديق المتعددة األنواع واألحجام ُمنتشره ُهنا و ُهناك ت ُغطيها األتربه وبعض آثار
مرور الفئران والقطط..
ظلمه وإقترب من فمه ليُشعل سيجارته الثالثه على التوالي.. عود ثِقاب بدد ال ُ
رماه أرضا ً بعدها لينطفئ من فوره أمام هذا الرجل ال ُمتهالك على هذا الكُرسي الخشبي الوحيد
في المكان..
بدأ يُدخن سيجارته ببطئ وعيناه تُراقب هذا الرجل ال ُمقيد بإحكام والذي يبدو بأنه لم يستعد
وعيه بعد..
أطلق بعدها تنهيدة طويله وهو يهمس :تأخر أكثر مما يجب..
إنعقد حاجبيه وفتح عينيه للحضه ولم يرى أمامه سوى رجليه..
ماذا ..؟! ماذا حدث ..؟!
بدأ يستعيد ذاكرته شيئا ً فشيئا ً..
خروجه من العمل ...ذهابه الى الملهى ..تناوله للكثير من الشراب ُ ..مساعدة أحد له للذهاب
الى السياره بعدها....
إتسعت عيناه من الصدمه!..
رفع رأسه ونظر الى الشاب الطويل الذي يستند بكُل هدوء على العامود الذي أمامه..
إنه الشاب نفسه ..صاحب العينين السوداوتين والشعر األسود الطويل الذي يربطه بإهمال الى
الخلف وتلك األقراط الفضيه التي تمأل أُذنه اليُسرى..
الرعب مالمح وجهه.. زاد إتساع عينيه وإكتسح ُ
إنها نهايته!!..
إنها نهايته بكُل تأكيد!..
إنتفض جسمه بكُل ُرعب عندما و ّجه الشاب نظره إليه..
إبتسم الشاب وأبعد السيجاره عن شفتيه هامساً :إستعدت وعيك ..؟!
تصبب العرق من جبينه وهز رأسه بالنفي ال إيراديا ً..
لقد فهم الوضع الذي هو فيه ..فهمه بكُل سهوله..
وهذا الوضع هو األسوء!..
نهايته بالتأكيد قد حلّت..
رفع الشاب حاجبه وبعدها إلتوت شفتيه بإبتسامه ساخره وهو يقول :أفترض بأنك عرفتني
..؟!
بلع الرجل ريقه وحاول قدر اإلستطاع أن يستجمع شجاعته وثقته وهو يقول :أنت ....من
طرف ريكس!..
ضاقت عينا الشاب ب ُخبث وإبتسم قائالً بهمس :ذكي..
إرتعش الرجل بخوف فقد حصل على تأكيد لشكوكه التي لم يتمنى حدوثها..
بعدها رفع الشاب قدمه ووضعها على ُركبة الرجل الذي تآوه من األلم..
وضع الشاب يده على ركبته ونظر الى وجه الرجل هامساً :ألديك شيئا ً لتقوله ..؟!
الرغم من مالمحه الجذابه إال أنها حاده للغايه بلع الرجل ريقه وهو ينظر الى الشاب الذي على ُ
ومن السهل صنع وجه مخيف بها كالذي يراه اآلن..
إبتسم الشاب يقول :أنا أم ّل بسرعه ..وعندما أم ّل أتصرف تصرفات متوحشه..
جمع الرجل شجاعته وتحدث بصوته الذي لم يستطع إخفاء نبرة اإلرتجاف منه :لو تأذيت فلن
تنجو ال أنت وال ريكس أبدا ً !!..لذا أنصحك بأن تجعل األمر ينتهي عند هذا الحد..
ظهرت عالمات التعجب على وجه الشاب وهو يقول" :عند هذا الحد" ..؟! ولكني لم أبدأ بعد
!..
إضطرب الرجل أكثر ولكن تهللت أساريره فجأه عندما أتته هذه الفكره وقال بسرعه وبإبتسامة
إقناع :كم دفع لك ..؟! سأدفع لك أكثر صدقني ..سأدفع خمس آالف دوالر ..ال بل عشره ..
سأُضاعفها الى عشرون لو أردت..
إبتسم الشاب وهمس :أنت تعرفني يا عزيزي ..خمس آالف دوالر ليست ثمن قتل ذُبابة حتى
بالنسبة لي ..أتُريد أن تشتريني بمبلغ أعلى مما دفعَه ريكس ..؟!
إتسعت إبتسامته وأكمل :قدّم لي مائة ألف دوالر..
إتسعت عينا الرجل بصدمه فأكمل كالمه بسخريه :أوليس هذا ثمنٌ بخس ُمقابل حياتك!..
تجمدت الدماء في عروقه ُ ..مقابل حياته ..؟!!!
هل هذا يعني .....؟!
غرزت سكين أطلق صرخة ألم دوى صوتها وصداها في هذا المكان الكبير وال ُمغلق حالما ُ
حاده في كتفه األيسر!..
بدأ يتحرك بشكل شبه مجنون من شدة األلم فأخرج الشاب سكينه ولوح بها بجانبه لتسقط
قطرات الدماء على األرض..
قال بعدها بهدوء وبرود :أين لُعبتك التي تُخبئها ..؟!
لم يستطع الرجل أن يُجيبه على الفور فلقد كان األلم شديدا ً وأرهق هذا حتى قُدرته على الكالم
..
قال بعد ثواني بنفس متقطع :بالخزانه رقم .. 67قسم األمانات ..بالمكتبه المركزيه التي تبعُد
...شارعين عن المصنع..
أمر ما لكنه تراجع.. إبتسم وه ّم بفعل ٍ
إستقام واقفا ً وأخرج سيجارته وبدأ بإشعالها وهو يُسند ظهره على العامود الذي خلفه..
أخذ نفسا ً عميقا ً بها ثُم نفثها بكُل هدوء..
بموقف ُمشابه لموقفنا هذا ..بل كان أكثر ٍ تحدث بعدها قائالً :زميل لي في عالم الجريمه ..مر
أهميه بكثير ..أخبرتُه رهينته عن مكان تلك الملفات التي تعني النهاية بالنسبة له لو خرجت
للعامه ..قام بقتلها فوجودها حيه خطر كبير على حياته..
نظر إليه الرجل وهو ال يزال يتنفس بشكل ُمتقطع ويقول بداخله" :وما شأني أنا بقصصك
هذه"!!!
صعداءأكمل الشاب غير آبه بنظرات الرجل :إتجه ُمباشرة الى المكان المحدد وهو يتنفس ال ُ
فأخيرا ً سيرتاح بعد قلق دام لسنة كامله فتلك الملفات حقا ً حقا ً كانت تعني النهايه ..ولكن ....
كانت رهينته تكذب..
دُهش الرجل في حين راق للشاب دخوله في األحداث فأكمل :لقد تم قتل الرهينه ..الرجل
بالفعل مات ..كذب عليه وجعله في معمعة ال نهاية لها ..فال أحد ُمطلقا ً يعرف عن مكانها
يدي هذا ال ُمجرم ..مرت سواه هو والذي بذكاء قرر الكذب بما أنه ال مناص من الموت على ّ
على هذه القصه العديد من السنوات وزميلي هذا ما زال يبحث كالمجنون عن تلك الملفات ولم
يستطع أن ينام براحه وال لليله..
توقف عن سرد قصته بعدها إبتسم وقال :هذه القصه ال عالقة لها أبدا ً بما يحدث ُهنا..
إمتعض وجه الرجل ببعض اإلستياء المصحوب ببعض عالمات األلم الواضحه على وجهه في
حين قال اآلخر :كُل مافي األمر أني منذ سماعي لهذه القصه وأنا ال أقتُل رهينتي أبدا ً قبل
التأكد من وجود ما أُريد في المكان الذي أخبرتني به..
إعتدل في وقفته وتقدم من الرجل..
إنحنى بعد أن سحب نفسا ً عميقا ً من سيجارته وقال بإبتسامه :لهذا لك فترة وجيزه للتفكير
بحياتك حتى أتأكد من الشريط الذي أُريده ..بعدها سآتي ألُلقي عليك تحيةً أخيره..
ونفث بعدها الدُخان في وجهه وإعتدل واقفا ً وتعلو شفتيه إبتسامه ملتويه وخبيثه وهو يستمع
سعال الرجل..
الى ُ
إلتفت وخرج من المكان ُمتجاهالً صراخ الرجل وهو يُلقي عليه وابل من العروض ال ُمثيره
والتي إنتهت بترجيه لتركه يعيش..
ولكن هذا الترجي لم يطول فلقد أُغلق الباب وإنقطع صوته تماما ً..
***
20 Desember
4:20 pm
ألقت آليس نظرة خاطفه الى جهة جينيفر وهي بحق ُمنبهرة من جمالها وأناقتها في كُل شيء
..
من يراها لن يُصدق بأنها تملك ثالثة أبناء أصغرهم يدرس بالجامعه!..
تسائلت في نفسها هل زوجها أيضا ً يبدو صغير السن أو ال ..؟!
هل عندما يذهبان مع بعضهما يضنونهم الماره متزوجان أو أب يخرج مع إبنته ..؟!
إبتسمت ضاحكه على التخيل األخير بعدها تسائلت عن إبناها اآلخران..
إدريان كان بغاية الوسامه وقد ورث كُل الصفات الجيده من والدته -هي أصالً ال تملك أي
عيب! -
تسائلت عن شكل إبناها اآلخران ..؟! هل هما بمثل جمالها أم أن الجينات الجيده لم تُحالفهما
حظا ً ..؟!
نظرت الى جينيفر قليالً بعدها قالت :امم لم أُقابل بقية العائله ..إدريان فقط من رأيته ..فماذا
عنهم ..؟! هل ُهم ُمسافرون ..؟!
إبتسمت جينيفر تقول :ماذا ..؟! ُمستحيل ..هذان اإلثنان الوحيدان الذان ال يُمكنهما السفر
بسهوله..
ٌ
صغرى طالبة جامعيه وهذه أبعدت الخصلة الشقراء التي سقطت على وجهها وأكملت :إبنتي ال ُ
سنتها األولى في تخصصها الجديد لذا ال يُمكنها السفر بل التركيز على الدراسه لكي تثبّت
االساسيات العامه بقسمها ..واآلخر هو اإلبن األكبر لذا هو منشغ ٌل كثيرا ً مع والده في إدارة
شؤون العمل..
هزت رأسها بتفهم ولكن لم تستطع منع فضولها فقالت :وهل هذا سبب كافي لتغيبهم الطويل ّ
عن المنزل ..؟!
ما إن أنهت جملتها حتى إستوعبت بأنها لم تستعمل الكلمات ال ُمناسبه لتسأل سؤالها..
سخريه أو إستنقاص!.. بل إن الكلمات التي إختارتها ...جعلتها تبدو وكأنها ُ
ظهرت الصدمه على وجهها بعدها تداركت األمر بسرعه تقول :ال لم أقصد أن أسأل بهذه
الطريقه الوقحه ..أعتذر و...
قاطعتها جينيفر تضحك وتقول :أنتي ُممتعه !..ال بأس ال ألومك فاألمر بحق يبدو غريبا ً
بالنسبة لك..
توقفت السياره وترجل السائق منها فاتحا ً الباب فنزلت جينيفر وهي تقول لها :سأشرح لك
األسباب الحقا ً فلدينا مشوار طويل لهذا اليوم..
إبتسمت آليس وهي تتأملها قبل أن تهمس لنفسها :طيبه و ُمتفهمه ..أتمنى لو تكون أُمي ...
أُما ً رائعه مثلها..
تنهدت بضيق ونزلت هي األُخرى من السياره بعدها دخلتا الى هذا ال ُمجمع الضخم والذي
يحتوي على شتى أنواع مراكز المالبس وال ُمستلزمات األُخرى ذات الماركات العالميه
الشهيره..
دخلت تنظر حولها بإنبهار فكُل شيء ُهنا ُملفتا ً للنظر!..
حيث لكُل جهة ألوانا ً خاصةً بها لتُعطيها مظهرا ً ُمميزا ً أو ألنها األضواء
ُ األضواء ال ُمختلفه
التي تُمثل ألوان ماركتهم..
هذا غير عن تلك اللوحات الضخمه المنتشره والمليئه باإلعالنات الجذابه..
ف ُهنا إعالن ُمثير لعطر نسائي و ُهناك إعالن لشركة أفالم تستعرض فيها أحد أهم أفالمهم
الناجحه و ُهناك....
توقفت تنظر الى هذه اللوحه اإللكترونيه التي تستعرض صورةً لفتاة تُعلن عن قُرص ِغنائي..
لم تستطع منع نفسها من عدم الوقوف ..الفتاة جذابه!..
لون أخضر عميق وشعرها قصير جدا ً بلون أسود قاتم يتخلله خصلتين عيناها ساحرتين ذات ٍ
أو ثالث خصالت زرقاء..
على الرغم من وجهها الصغير إال أنها تمتلك جاذبيه كبيره..
جينيفر :ماذا تفعلين ..؟!
إستيقضت آليس من تأملها الطويل ونظرت الى جينيفر تقول :آه أعتذر ..جذبتني هذه الفتاة
فنسيت نفسي..
نظرت جينيفر الى الفتاة فإبتسمت تقول :آه إنها كاتالين ..آيقونة جمال مؤوسسة WRPG
الترفيهيه ُ ..مغنيه و ُممثله وعارضه..
أكملت قبل أن تُكمل مشيها :بال ُمناسبه هي في ذات المؤسسه التي ينتمي إليها صغيري إد..
عقدت آليس حاجبها قليالً بعدها لحقت بها عندما إستوعبت بأنها تقصد إدريان..
بقيت تمشي بجوارها وهي تقولُ :مغنيه و ُممثله وعارضه !..يالها من مواهب من الصعب أن
يجمعها الفنان مرةً واحده..
جينيفر :نسيت أن أضيف بأنها تُجيد الرقص لذا هي من تؤدي الرقصات في كليباتها وال
تحتاج الى راقصات رئيسيات سوى بعض ال ُمساعدات ..إنها نادره والكثير من المؤسسات
ترغب حقا ً بضمها إليها ..ولكن من ظفر بها هيWRPG ..
هزت آليس رأسها وهي تنظر الى اللوحة التي إبتعدوا عنها كثيرا ً..
في إعالنها عن قرص الموسيقى ...هل يُخ ّيل لها بأن تلك الفتاة غامضه وكئيبه أم أنها
الحقيقه ..؟!
ال تدري ُ ..ربما في هذا اإلعالن حرصت المؤسسه على تُعطي هذا الطابع ليتناسب مثالً مع
أغاني األلبوم الذي تُع ِلن عنه..
طرت بعدها التوقف عن التفكير في هذا األمر بعدما دخلوا الى أول محل مالبس وإنشغلت إض ُ
بعدها كثيرا ً..
ألكثر حتى من أربع ساعات!..
***
5:55 pm
شركة WRPGالترفيهيه..
جلس على األريكة الكبيره بداخل اإلستديو وزفر بتعب بعد أن أنهى لتوه تسجيل مقطع من
أُغنيته الجديده..
تقدمت منه إحدى الفتيات وناولته كوب ماء فأخذه وشربه على دُفعات..
نظر الى الرجل البدين الذي يجلس أمام العديد من الشاشات المليئه بالتردادات الصوتيه
وسأله :كيف كان ..؟!
إبتسم الرجل وعدّل من نظارته الطبيه يقول :لقد كان أدائك أفضل من األمس بكثير ..عليك أن
تكون هكذا دائما ً إدريان حتى ال تُتعب نفسك بإعادة التسجيل أكثر من عشرات المرات..
ضحك إدريان وقال :ال أُتعب نفسي أو تقصد ال أُتعبُك ..؟!
ضحك اآلخر بعُمق يقول :ذكي كعادتك وهذا ما أُحبه فيك..
سحب إدريان عُلبة مشروب للطاقه من على الطاوله ورشف منه قليالً قبل أن يسأل :كم ستأخذ
وقتا ً حتى تُصبح األُغنية جاهزه ..؟!
تكتف الرجل قليالً بتفكير قبل أن يقول :بالوضع الطبيعي ُربما يومان ولكن يُمكنني إنهاؤها
ُمبكرا ً لو كُنتَ ُمستعجالً..
تنهد إدريان يقول :ال ال عليك فلدي تسجيل أُغنيتان أُخرتان قبل أن يكتمل األلبوم ..وأنا حقا ً
أُعاني من هذا..
عقد الرجل حاجبه يقول :من ماذا تُعاني ..؟! كُل شيء ُمتوفر في الشركه ..وإن كُنتَ تقصد
اإلجهاد فيُمكنُك أخذ قسطا ً من الراحه فعلى أية حال نحن لم نُحدد بعد موعد إصدار األلبوم
للعامه لذا ال حاجة ألن تضغط على نفسك..
هز إدريان رأسه يقول :ليس هذا ما أقصده..
صلب الرأس أكثر مما إمتعض وجهه وأكمل بإنزعاج :بعد إصداري إللبومين أصبحتُ مزاجيا ً و ُ
يجب ..مهما بلغت عدد كلمات األغاني التي عُرضت علي سواءا ً ُكتّابها من داخل المؤسسه أو
خارجها فأنا ال يُمكنني اإلقتناع بأي واحده منهن!..
ي كثيرا ً بقوله ككلمات مثل كفاك خلخل يده في شعره ُمكمالً بإنزعاج :والرك ال ُمزعج يضغط عل ّ
دالالً أو كُن جديا ً والكثير !..لما ال يُمكنه فِهم مزاجي ..؟!
تنهد الرجل وقال :لما ال تأ ُخذ من كتابات لورا !..أغانيها ذات إحساس عميق!..
أمال إدريان شفتيه يقول :أراها ُممله..
الرجل :إذا ً ماذا عن كلمات فابريان ..؟! إنه يستخدم العديد من ال ُمصطلحات الدارجه بين
أواسط الشباب وهذا ما يجعلها األقرب لهم..
سقها يُزعجني.. أمال شفتيه وأجابه :نعم كلماته جميله ولكن تنا ُ
الرجل :إذا ً جان ..؟!
إدريان بملل :كلماته تجعلني أشعر بأني أقرأ نثرا ً أو نصوصا ً في كُتب األدب!..
مط الرجل شفتيه يقول :الرك ُمحق ..أنت ُمدلل وكُل أعذارك تدل على هذا..
إدريان بملل :إني ال أشتكي كي تقف في صفه !..ساعدني يا رجل..
تفكيرك ال ُمتمرد
ُ تنهد وقال له :لو أنك تترك التسكع ال ُمستمر وتُركز أكثر على عملك لما زاد
هذا ..حسنا ً ال بأس سأبحث لك عن كاتب أغاني جديد و ُمميز ..هل هذا جيد اآلن ..؟!
إبتسم إدريان يقول :لهذا أُحبك وأُحب التسجيل عندك على الرغم من وجود من أهم أفضل منك
في ال ُمؤسسه..
ضاقت عينا الرجل يقول :تُجازيني بسخريه ..؟! أهكذا تر ُد الجميل ..؟!
ضحك إدريان يقول :يكفيك أني أُحبك..
قطع حديثهما فت ُح الباب..
صفر الرجل البدين يقول :أميرتُنا في مكان عملي !..ياله من تشريف..
إبتسمت إبتسامه خافته تكا ُد ال تُرى وتقدمت ُمصدرةً صوتا ً عاليا بكعبها األسود حتى وقفت
أمام إدريان والذي إبتسم يقول :ماذا ُهناك كاتي ..؟!
وضعت يديها خلف ظهرها تقول :أُحب عندما تُناديني بهذا اإلسم..
إبتسم ووقف فرفعت رأسها الذي بالكاد يصل الى كتفيه في حين إنحنى ُمقتربا ً من أُذنيها
وهمس :أنتي ُمتفرغةٌ هذه الليله ..؟!
أمالت رأسها قليالً تقول :آه كثيرا ً جدا ً ..لكن إن كان لديكَ شيئا ً ُمهما ً أستطيع تأجيل أعمالي
من أجله..
إلتوت شفتيها بإبتسامه وهي تنظر الى عينيه بطرف عينها وسألت :لذا هل أنت ُمصر للغايه
..؟!
ي أسنانه وهمس :خبيثه !..سأنتظرك بسيارتي عند العاشره.. إبتسم ُمظهرا ً ناب ّ
بعدها تفاداها وخرج فإبتسمت في حين تنهد الرجل البدين وعلق :أحس ُد إدريان على عالقته
مع فتا ٍة جميل ٍة مثلك يا كاتي..
إختفت إبتسامتها فورا ً ونظرت إليه بهدوء ولكن بعينين تشُعان حدةً وغضبا ً..
إرتعش ُمتفاجئا ً من نظرتها هذه ولم يعلم ماذا يفعل فهو ال يضن بأنه أخطأ بكلم ٍة واحده..
إستدارت بعدها خرجت وصفقت الباب خلفها بقو ٍة تُناقض مظهرها الهادئ والرقيق..
ي تحذير إدريان من التعمق بعالقته مع هذه بلع ريقه وهمس :هل قُلتُ ما يُغضبها ..؟! وااه عل ّ
ال ُمضطربة الشخصيه!..
سحقا ً لها !..كيف لها أن تكون بهذا الجمال حتى وهي غاضبه ..؟! إبتسم بعدها وهمسُ :
أخرج إدريان هاتفه وتوقف في ُمنتصف الممر الواسع والذي يُطل عن يساره على جدار
ُزجاجي كبير يُطل على المدينه..
أمال شفتيه ُمتعجبا ً من إتصالها فرد ُمجيباً :أهالً إليان..
جاءه صوت أُخته التي تصغره بثالثة أعوام تقول :إد ال تذهب الى منزل ماما لهذه الليله ..
أُريد اإلختالء فيه لوحدي..
رفع حاجبه وإبتسم ُمستفزاً :هل تُعاني أُختي من صدم ٍة عاطفيه يا تُرى ..؟!
إبتسمت وردت على إستفزازه قائله :إنها أنا من تُصيب جميع الرجال بصدمات عاطفيه لذا هذا
ُمستحيل!..
ضحك إدريان وعلق قائالً :أُحبك وأنتي تُجيبينني بهذا الشكل..
إبتسم بعدها وغمز قائالً :إيلي حبيبتي ..هل تعرفين فتاةً بمثل شخصيتك كي أُواعدها ..؟!
تكف عن طلب ال ُمستحيل مني أجابته بنبر ٍة فيها بعض اإلستنكار قائله :مثلي ..؟!! إد لما ال ُ
!!..أنا لستُ بساحر ٍة كما تعلم!..
ت كذلك..ضحك قائالً :صدقيني أن ِ
إليان :وعلى أية حال أال تم ُل من عالقاتك الكثيره ..؟! كيف لك أن تمتلك ذاكرةً لتحفظ جميع
سدك.. الفتيات هكذا ..؟! أح ُ
ي أال أجعل وسامتي تضي ُع هبائا ً.. إبتسم يقول :عل ّ
تنهدت قائله :أنواعك من الشباب هم آخر نوع أُفكر باإلرتباط به ..على أية حال كما أخبرتُك
..ال تأتي هذه الليله الى المنزل..
وأغلقت بعدها الهاتف فتنهد ونظر الى شاشة هاتفه يقول :كعادتها وقحه ..هههههه أُحبها
وهي كذلك..
وضع الهاتف في جيبه وأكمل طريقه ولكنه توقف قليالً وقال :صحيح ..إيلي ال تعرف بعد
بأمر الفتاة التي تقطن في منزل والدتي!..
إبتسم بعدها وهمس :يااه يالها من خساره ..سيفوتني العرض ال ُمبهر الذي ستفعلُه صغيرتي
إيلي..
***
6:40 Pm
***
9:30 pm
أخذت نفسا ً عميقا ً وألقت بظهرها على السرير بعد التعب الذي تعبته لهذا اليوم..
أنهت لتوها ترتيب جميع الحاجيات التي إشترتها في الخزانه ..لقد أخذ هذا منها ما يُقارب
الساعه!..
واآلن في زاوية الغُرفه العديد من الكراتين واألكياس التي أفرغتها من كُل شيء..
تشعر بأن كُل ما تُريده اآلن هو العشاء الساخن وقسط كبير من النوم..
جلست بعدها قامت وذهبت الى النافذه..
إتكأت على شُرفتها تتأمل كعادتها فالعشاء الذي تنتظره لن يخرج اآلن..
في اليومين الماضيه خرج الساعة العاشره ..لذا تضن بأن هذا هو النظام ال ُمعتمد لهذا
المنزل..
تنهدت وهمست :هل سآكل وحدي ُمجددا ً ..؟! لقد أصبح األمر ُممالً..
عقدت حاجبها تنظر الى المنزل ال ُمجاور ..إنه ذلك الفتى ُمجددا ً..
ت ُمتأخر للغايه ..؟!مابه ..؟! لما تراه في كُل ليلة يقف هكذا لوق ٍ
قررت هذه المره ُمحاولة التحدث إليه..
رفعت صوتها تقول :هيه أيها الصبي ُهناك!!..
رأته يرفع رأسه بعدما كان ينظر الى األرض وبدأ باإللتفات يُمنةً ويُسره..
حالما وقعت عيناه عليها لوحت له بيديها لتؤكد له بأنها هي من نادت عليه قبل لحضات..
تقدم قليالً بعدها إنحنى ليلتقط شيئا ً من األرض..
صدمت بعدها عندما رأته يرميها بقوه الى جهتها فإبتعدت فورا ً لتستقر هذه عقدت حاجبها ثُم ُ
الصخرة في وسط الغرفه..
أهو جاد!!..
ياله من وقح!..
فتى وقح !!..كيف لك أن تُعامل جيرانك بهذه الطريقه بعيدا ً عاودت النظر إليه تقول بغضبً :
عن كوني أكبر منك أيضا ً ..؟! أال تعرف اإلحترام ..؟!
دُهشت وإبتعدت فورا ً عندما رأته ينحني الى األرض ُمجددا ً..
إنه مجنون حقا ً!..
أطفال هذه األيام ُمتمردون ويفتقرون الى األدب واإلحترام..
تقدمت ُخلسه الى النافذه وعندما أطلّت منها لم ترى سوى صخرة تتقدم منها بسرعة كبيره..
صرخت وجلست فورا ً لتحمي رأسها وبالكاد إحتكت الصخرة بفروة رأسها قبل أن تستقر
بجانب أُختها..
رفعت يديها تُمسك رأسها فلقد آلمها هذا حقا ً..
سحقا ً !..لقد أغضبها كثيرا ً ..كثيرا ً للغايه..
ُ
لكنها تخشى اإلنفجار في وجهه لتجد وقتها صخرة تستقر بوجهها الجميل..
الزجاج فوجدته ينظر الى جهتها مدت يدها وأغلقت النافذه بعدها وقفت ونظرت إليه من خلف ُ
لثواني قبل أن يلتفت ويُغادر المكان بر ّمته..
أمالت شفتيها وهمست :وقح ....ولكن ما خطبه بالضبط ..؟!
إلتفتت وخرجت من الغرفه ..لو بقيت أكثر قد يغلبها التعب والنُعاس ويفوتها طعام العشاء..
نزلت الى الطابق األرضي وتمشّت فيه ُمتعجبةً من إغالقهم ل ُمعظم األنوار..
لم يفعلوها من قبل فهل ُهناك سبب ..؟!
وص َل الى مسامعها صوت موسيقى عا ٍل بعض الشيء مع بعض الحوارات ..يبدو بأنه صوت
التلفاز..
ولكن لما هو ُمرتفع الى هذا الحد ..؟!
عقدت حاجبها وهمست لنفسها :بالتفكير في األمر فأنا لم أُشاهد التلفاز منذُ أن أتيت ..غريب
لما لم أُفكر بإشغال نفسي به ..؟!
إتجهت الى مصدر الصوت حتى وجدت باب مفتوحا ً بعض الشيء يؤدي الى حجر ٍة كبيره
أُعدت خصيصا ً للتلفاز والذي كان كبيرا ً للغايه..
وتحته العديد من األجهزه الـ DVDوغيرها والعديد أيضا ً من األقراص المصفوفة بعنايه
باألرفف تحت هذه الشاشه العمالقه والتي كانت وحدها ال ُمضيئه في هذه الغرفة الشديدة
ظلمه..ال ُ
من الواضح بأنه أُعد كسينما أو شيء من هذا القبيل..
نظرت الى الشاشه حيث كان فيلما ً تُركيا ً يُعرض فيه ومن الواضح بأنه رومانسي..
إلتفتت الى األريكة التي تُقابل التلفاز فرأت فتاةً تجلس عليه وهي تض ُم ُركبتيها الى صدرها
وأمامها على الطاوله العديد من األطعمه الترفيهيه..
من هذه ..؟! هل هي إبنة جينيفر ..؟!
نعم البد من ذلك فهي تتصرف وكأنه بيتها لذا يستحيل أن تكون ضيفة مثالً!..
هل تدخل وتُلقي التحية عليها ..؟!
ولكن تخشى أن يُزعجها هذا فهي حتى اآلن ال تعرف ما نوع شخصية هذه الفتاة..
قد تكون فتاةً نزقه ُمزعجه ومغروره ..لذا الدخول وإلقاء التحية لن يُسعدها بتاتا ً..
عقدت حاجبها عندما إنحنت الفتاة وإلتقطت جهاز التحكم من جانب عبوة مشروبها الغازي
وبعدها أغلقت الشاشه..
وبدون ذرة تردد رمت جهاز التحكم بكُل إنزعاج بإتجاه الجدار ليسقط ُمحطما ً بعدما إصطدم به
..
ساد الظالم بالغرفة ما عدا الضوء القليل الذي يدخل من الباب الغرفة التي تقف على أعتابها
والذي رسم ظالً طويالً إمتد حتى وصل الى مرأى الفتاة..
عقدت الفتاة حاجبها وإلتفتت تنظر الى الباب لترى من هذا الوقح الذي يتجرأ على ُمراقبتها
بالشكل هذا!..
ت!!!..
شدت على أسنانها وصرخت عليها تقول :أن ِ
جفُلت آليس للحضه بعدها قالت :ماذا ..؟!
أنزلت الفتاة -والتي لم تكن سوى إليان -رجليها الى األرض بعدها وقفت وتقدمت منها..
ضغطت على زر اإلناره والذي كان بجوار الباب ُمباشرةً فأُضيئت الغرفه بكاملها..
ضاقت عيناها تنظر الى هذه الفتاة ال ُمتطلفه وقالت بشيء من اإلزدراء :من الذي أخبرك بأنه
لديك الحق في التنصت على مرؤوسيك ..؟!
عقدت آليس حاجبها فهي ال تعلم عما تتحدث هذه الفتاة..
لكنها على أية حال أجابتها قائله :لم أقصد التنصت ..أردتُ الدخول لتقديم التحيه فهذه المرة
ت هي إبنة جينيفر صحيح ..؟! األولى التي أُقابلك بها ..فأن ِ
إتسعت عينا إليان تقول :جينيفر !!..كيف لك أن تنطقي إسمها هكذا ..؟!
تداركت آليس الموضوع فالفتاة ُمحقه ..مهما كانت تبدو صغيرة في السن فهي في عمر
والديها وعليها إحترامها..
فقالت ُمعتذره :آسفه لقد كانت زلّه..
تركت إليان التعليق على الموضوع وهي تُنزل نظرها ُمندهشه الى مالبسها حيث ذلك البنطال
الرمادي والقميص األبيض واللذان نسيت آليس تبديلهما الى مالبس أكثر راحه.. ّ
عاودت النظر الى وجه آليس تقول بشيء من اإلستنكار :إنها مالبسي فكيف لوضيع ٍة مثلك
إرتدائها ..؟!
لم يرق آلليس كلمة وضيعه هذه ولكن ترى أنه من حقها التعليق على األمر فالمالبس
مالبسها في النهايه..
آليس :سأُبدلُها حاالً..
ظهر اإلشمئزاز على وجه إليان تقول :بل إرميها فأنا قطعا ً لن أُعاود إرتدائها ..أصبحت
ُمقرفه!..
ت من ستخسرين في النهايه!.. تنهدت آليس وقالت :سأفعل ولكن أن ِ
إلتفتت لتذهب فمطت إليان على شفتيها قبل أن تقول :توقفي..
تنهدت آليس ُمجددا ً بعدها عاودت اإللتفاف الى جهتها فسألتها إليان بإستحقار :ما إس ُمك ..؟!
أجابتها :آليس..
ت أوقح مما سأطلب من والدتي طردك فأن ِ ُ إليان :حسنا ً آليس ..أعيدي توظيب أغراضك ..
يجب ..الشارع يُناسبك أكثر..
بقيت آليس تنظر إليها لفتره بعدها تقدمت لخطوه تقول :هيه ..عزيزتي..
وقبل أن ترد إليان إبتسمت آليس بإبتسامه شديدة الغرابه وهمست ُمكمله بنبرة هادئه و ُمخيفه
بعض الشيء :أتحداك أن تطرديني..
إتسعت عينا إليان من كالمها الغير ُمتوقع وتصرفاتها الـ ...ال تعلم ماهي بالضبط!..
ولكن بحق ...ال تُنكر بأنها ولّدت بداخلها بعض الخوف فالنبرة هذه أشبه بنبرة قتله أو
ُمجرمين وليس خدم!..
قطع هذا الجو المشحون بعدة مشاعر صوت شاب يقول ب ُمنتهى الهدوء :ماذا يعني هذا ..؟!
إلتفتت إليان الى ناحية الصوت في حين جفُلت آليس وإلتفتت الى الخلف فورا ً..
وقبل أن تُميز هذا الشخص إلتفتت مندهشه من دفع إليان لها من عند عتبة الباب وبعدها
دخولها الى الغرفه وإغالق الباب على نفسها..
ما بها ..؟! لما تُخفي نفسها هكذا ..؟!
بصرها عليه هو تلكما العينان ُ عاودت اإللتفات الى صاحب الصوت فكان أول ما وقعت
الحادتين ال ُمرعبتين ذات اللون الرصاصي الصافي..
من هذا ..؟! إنها تراه ألول مره!..
عادت خطوه الى الخلف لكي تستطيع وضع مسافة آمنه بينهما فهي بحق ال تعلم لما راودها
شعور الخوف منه..
بلعت ريقها فهذا على ما تضن هو اإلبن األكبر لهذه العائله صحيح ..؟!
إبتسمت بود وقالت بصوت لم تستطع إخفاء التوتر فيه :مرحبا..
مصوب نحو الباب ال ُمغلق وال كأنها ألقت التحية عليه ٌ شعرت ببعض اإلنزعاج وهي ترى نظره
منذ ثواني..
إختفى اإلنزعاج فورا ً عندما عاودت تلك النظرة الحاده ال ُمخيفه النظر إليها ففتحت فمها ُمجددا ً
فربما لم يسمعها.. لتُلقي التحية ُ
لكنه قاطع هذا يقول بنبرته الهادئه :لم تُجيبيني ..؟!
شدت على أسنانها بشيء من اإلنزعاج الداخلي..
لما هذا ..؟!! لما تشعر بكُل هذا الضغط والرهبه ..؟!!
ما سبب هذا الشعور الذي يجعلها خائفه و ُمثيره للشفقه ..؟!
ثُم ماذا يعني بـ"لم تُجيبيني" ..؟!
دُهشت عندما تذكرت سؤاله..
صدمت عندما إستوعبت بإنه بالتأكيد سمع آخر ُجمل ٍة قالتها إلليان لهذا يسأل!.. و ُ
كيف تُجيبه ..؟! ال تملك أي إجابه..
ماذا تفعل ..؟!
إلتفتت وغادرت المكان دون أن تنطق بشيء..
أقفلت الباب خلفها عندما دخلت الى الغُرفه بعدها تقدمت وجلست على السرير بهدوء..
بقيت تنظر الى األرض بهدوء قبل أن تظهر كُل عالمات اإلحباط على وجهها وترمي بظهرها
على السرير تنظر الى السقف بكُل ندم..
فتحت فمها تقول :كيف لي أن أتصرف هكذا !!!..كيف لي أن أقول مثل ذلك الكالم األحمق
..؟!! "أتحداك أن تطرديني" !!..آخخخخ ليتني ُمت قبل أن أنطقها..
غطت وجهها بيدها ُمكمله :أشعر بإحراج شديد !!..ما نوع هذه الثقة الحمقاء التي ظهرت
فجأه !!..حتى ولو كانت جينيفر لطيفه معي هذا ال يعني بأن أُظهرها كبلهاء عندما أتحدى
إبنتها بأنها لن تستطيع أن تجعل والدتها تتخلى عني !!..يالها من ثقه ُمقيته !..فيما كان
عقلي يُفكر ..؟! كيف تجرأتُ وقُلتها ..؟!! ال أفهم أبدا ً!!!..
رمت بيديها على السرير وشعرت بأنها ستبكي وهي تقول :وما زاد األمر إحراجا ً هو أن اإلبن
األكبر سمع ُجملتي الواثقه الحمقاء تلك !!..عندما يصل هذا الموقف الى جينيفر فسأخسر
صورتي الرائعه واللطيفه أمامها !..سأبدو كفتا ٍة إستغالليه وقحه !..سترميني من النافذه
حتما ً!!!..
عقدت حاجبها قليالً بعدها قالت :أو ُربما لن تفعل فهي تُدين لي بالكثير ..ولكن سأخسر الثقة
اللطيفه ال ُمتبادله بيني وبينها..
صمتت لفتره بعدها جلست تقول بشيء من اإلنزعاج :لحضه !..إذا كان هذا هو ولدها الكبير
..أال يعني بأنه هو من تسبب بالحادث لي ..؟! هذا يعني بأنه من جعلني أخسر ذاكرتي
وعائلتي وحياتي السابقه أيضا ً!!..
مطت على شفتيها وقالت :هو يدين لي بإعتذار ومع هذا لم يفعل !..بل على العكس تماما ً !..
ياله من وقح كأُخته تماما ً..
إختفى إنزعاجها تدريجيا ً وبعدها قالت :لكن لما أخته دخلت الغرفه وأغلقت على نفسها الباب
حالما رأته ..؟! ما السبب ..؟! أهي خائفه منه !..أو ُربما غاضبه وال ت ُريد رؤية وجهه !..أو
...حدث أمر ما يجعلها تتجنبه وال تُريد رؤيته..
بدأ هذا األمر يشغل تفكيرها لفترة ليست بالطويله قبل أن يُطرق الباب وتُناديها الخادمه الى
تناول العشاء..
في تلك اللحضه ترددت وبعدها طلبت أن تُحظر العشاء الى غرفتها..
فلسبب ما ...هي ال ت ُريد رؤية أي منهما ُمصادفة على نفس الطاوله..
***
21 Desember
7:20 am
في طريقه الى ُمحاظرته إبتسم عندما الحظها تمشي بشيء من الشرود..
كم مر ..؟! نعم ثالثة أشهر..
مر ثالثة أشهر لم يُقابلها وال لمره..
ود أن يذهب ليُلقي التحية ولكنه يعرف كم تكره هي ذلك..
غرورها ووقاحتها ونرجسيتها إال أنها متفوقه للغايه.. إنها على الرغم من ُ
من يرى تصرفاتها وإغترارها في نفسها لن يُصدق بأن أكثر ما تهتم إليه في أيام دراستها هو
مستواها..
ومن يرى تجمع الفتيان حولها وإعترافاتهم التي ترفضها واحدا ً تلو اآلخر لن يُصدق بأنها قد
تدخل بنوبة إكتئاب لو نقصت درجةً واحده في إمتحان ما..
من في هذه الجامعة ال يعرف إليان إلكسندر ..الحائزة العام الماضي المركز الثاني على
طالب ُهنا!.. ُمستوى ال ُ
إنها فتاةٌ ُمدهشه ..يحترمها حقا ً على الرغم من سوء لسانها وقباحة إسلوبها الفظ..
لكنه إعتاد عليها منذ سنوات لذا إستفزازها الوقح يبدو بالنسبة له كنوع من ال ُمجادالت
الطفوليه ال ُممتعه..
يصدر منها مهما كان ..لكنه لن
ُ لذا حتى لو ذهب ليُلقي التحية لن ينزعج بتاتا ً من أي تصرف
يذهب ..فهو بحق يحترمها ويحترم ما تُريده..
قالت له بوضوح السنة الماضيه ال تُحاول اإلحتكاك فأنا ال أُريد أن تسوء سمعتي بسبب
معرفتي بشخص مثلك!..
كلمات قاسيه ..لكنها كانت حقيقيه..
وهو ...لم ينزعج البته..
تقدم وتجاوزها بهدوء وبرود دون أن ينظر إليها..
وكأنها بحق ..طالبةٌ عاديه تماما ً!..
حالما إبتعد إلتفتت بهدوء الى المكان الذي ذهب إليه قبل أن تُتمتم من بين شفتيها هامسه:
سحقا ً!!..
ُ
جائتها صديقتُها ذات البشر ٍة البرونزيه وهي تلف شعرها األسود المصبوغ ببعض الخصل
الزرقاء كُله بإتقان فوق الى جهة اليسار وتُزينه بشريط ٍة بيضاء طفوليه..
تشبثت صديقتُها بذراعها تقول :إيلي صباح الخير..
ظهر الملل على إليان قبل أن تقول :جيسي متى ستعتادين الحضور ُمبكرا ً ..؟!! مللتُ من
إنتظارك كُل يوم!..
ِ
ُ
عبست جيسيكا تقول :هل ستتخلين عني وتبحثين عن صديقه أخرى ..؟!
حررت إليان ذراعها من يدي جيسيكا وعاودت إمساك دفتر ُمالحظاتها الكبير الذي كان حجمه
أكبر من أن يدخل بحقيبتها مع بقية الكُتب والدفاتر..
تقدمت بالمشي تقول :صدقيني سيحدث هذا..
ضحكت جيسيكا ومشيت بجانبها تقول وكأنها تمشي على إيقاع إحدى النغمات :لـن
تـسـتـطـيـعـي~ ..
تنهدت إليان ولم تُعلق..
إبتسمت جيسيكا وقالت :إيلي هل اإلشاعات صحيحه ..؟!
عقدت إليان حاجبها تقول :أية إشاعات ..؟!
همست ُمجيبه :بأن إدريان وكاتالين يملكان عالقةً عاطفيه..
زفرت إليان بملل تقول :من الصعب أن تكون أخا ً لشخص مشهور بمجال فني..
نظرت إليها وقالت :غير صحيح هذا الكالم ..أخي أعرفه جيدا ً ..نحنُ دائما ً معنا ُمنذُ أن كُنا
صغارا ً ..صحيح لم يعد يفص ُح لي عن أسراره كما كان يفعل قديما إال أني أحفظه جيدا ً ..هو
يستحيل أن يكون يُحبها حقا ً..
أخرجت جيسيكا هاتفها والذي كان يُطبع على غالفه صورةً جذابه إلدريان ..قلّبت فيه بعدها
أرت إليان الصوره وهي تقول :أنظري ..إلتقطها أحد ال ُمعجبين باألمس ..صورة لهما وهما
غرف الحانات الخاصه !..لقد كانا لوحدهما في الغرفه ..األمر واضح يخرجان معا ً من إحدى ُ
..
أمالت إليان شفتيها وقالت :فضيحة أُخرى !..أخي سيُسبب المرض ألمي ..أضنه سيُطرد من
عمله ..هو ال يتوب وال يتعلم ..يُحب المشاكل ُ ..مزعج منذ أن كان ِطفالً..
قاطعتها جيسيكا بعدم رضى :كُفي عن شتمه هكذا !!..لو كان أخي لما قُلتُ عنه كلمةٌ واحده
سيئه ..أُخت سيئه!!..
أرجعت هاتفها الى حقيبتها التي تلبسها بشكل عرضي من كتفها األيمن الى خصرها األيسر
تقول :وعلى أية حال ال تقلقي فهذه الصورة ليست ُمنتشره سوى في موقعنا الخاص ..ولن
ينشرها أي عضو الى العامه فالكُل تهمه مصلحة إدريان ولن يفعلوا شيئا ً قد يتسبب في طرده
..
إليان بتعجب :موقع خاص ..؟!
إبتسمت جيسيكا هامسه :موقع ل ُمعجبي ال ُمغني الصاعد إدريان..
رفعت إليان حاجبها بعدها توقفت وجلست على إحدى الكراسي في الحديقة الخارجيه للجامعه
فجلست جيسيكا بجانبها تقول :على أية حال ما ردُك بعد هذه الصوره ..؟!
إليان :ال أعلم ولكن ال أضنه يُحبها ..إنه شاب لعوب..
جيسيكا :وهل الشاب اللعوب ممنوع من أن يقع في ال ُحب ..؟!
بعدها أكملت بشيء من اإلحباط :فكاتالين فتاة جذابه وجميله للغايه ..إنها تسحر حتى الفتيات
بجمالها فما بالُك بالفتيان ..؟! إدريان ليس ُمستثنى..
تنهدت وأخرجت مرآتها تنظر الى إنعكاس وجهها وهي تقول :حتى إني صبغتُ ُخصالت
شعري باللون األزرق ألُشابه كاتالين ولو قليالً فربما أجذب نظر أخاك لكنه عندما رآني معك
لمره لم يُعلق بتاتا ً..
إليان بملل :وكم مر ٍة أخبرتُك بأن تنسي هذا !..أنا بنفسي لو لم يبقى في العالم كُله سوى
شاب مثل شخصية وتفكير أخي لن أُفكر باإلرتباط منه أبدا ً..
إبتسمت جيسيكا تقول :لكنه وسيم ماذا أفعل..
وأكملت بدراما :أنا واقعةٌ بحبه حتى الموت..
فتحت إليان دفتر ُمالحضاتها تقول :أرى بأن أستذكر درس البارحه أفضل..
عبست جيسيكا تقول :بلهاء..
طالب بملل وهي تُحرك العلك في فمها بكُل براعه.. بعدها نظرت الى ال ُ
***
1:40 pm
بخطى ثابته..
ً ترجلت من سيارتها الفارهه ُمغلقة الباب خلفها وتوجهت الى باب هذا المنزل
منزل واسع وضخم ..فلتها تلك ال تُقارن حقا ً بحجم هذا المنزل..
يبدو قديما ً وفي نفس الوقت ال..
بُني قبل ما يُقارب المائتا عام ولكن التجديد ال ُمستمر له جعله منزل فريد من نوعه حيث جمع
بين أصالة األبنية القديمه وجمالية األبنية ال ُمعاصره..
اللون البُني بدرجاته أعطى المنزل مظهر القوي وكأن هذا ينعكس على شخصية مالكيه..
بل إن تاريخ هؤالء المالكين كان حقا ً كافيا ً..
ما إن دخلت من الباب حتى خلعت نظارتها الشمسيه ووضعتها بحقيبتها الكبيره وهي تتلفت
يُمنةً ويُسره..
خلخلت يدها بشعرها الغجري األشقر وتبدو حقا ً في عجل ٍة من أمرها..
توقفت في ُمنتصف هذا الدهليز الواسع وأخرجت هاتفها النقال لترى أين هو اآلن..
من ال ُمفترض أنه ينتظرها ُهنا..
إقترب من خلفها صبي في الرابعة عشر من عُمره صاحب مظهر عنيد و ُمتهور بعض الشيء
..
نغزها بشك ٍل ُمفاجئ فإنتفضت للحضه جاعالً هذا حقيبتها تسقط من يدها..
أطلق ضحكةً عاليه ُمشاكسه فإلتفتت إليه وهي تحمل بعض تعابير اإلنزعاج..
إبتسم ووضع يديه في جيب بنطاله بإهمال يقول ببعض اإلستفزاز :مرحبا ً بك أيتها العمة
الجميلة جينيفر..
إنحنت وإلتقطت حقيبتها تقول :أين أخاك ..؟!
أمال رأسه يقول بإبتسامه :لقد سقط في الهاويه..
تنهدت وعاودت إكمال إتصالها في حين قال لها الصبي بوجه يصطنع ال ُحزن :ماذا ..؟! أال
تُصدقيني ..؟! هذا مؤلم..
الرغم من حالما أجابها الطرف اآلخر بادرته تقول :أين أنت ..؟! لما ال أجدك في المنزل على ُ
مرور أكثر من نصف ساعه ..؟!
همس الصبي :إنها ثُلث ساعه فحسب..
تجاهلت تعليقه وهي تسمع للطرف اآلخر بعدها قالت :كان عليك إخباري إذا ً !..عمك سيغضب
كثيرا ً لو علم بذلك..
الصبي بإبتسامه :ال تُخبريه وحينها لن يغضب..
تجاهلت كالمه ُمجددا ً وردت على الطرف اآلخر قائله :إبقى مكانك ..أنا من سيأتي..
بعدها أغلقت الهاتف وإلتفتت لتُعاود الخروج..
مشي خلفها الصبي يقول :عمتي الجميله ..أين تلك الفتاة التي صدمها ريكس بسيارته ..؟!
سمعتُ بأنك قررتي اإلعتناء بها الى أن تجد أهلها ..لما ال تجلبيها الى ُهنا ..؟! هذا هو منزل
العائله الرئيسي ..ال تحكريها بمنزلك ..أُريد رؤيتها ..أُريد أن أُصبح صديقا ً لها ..هيه
عمتي الفاتنه أجبيني..
توقفت أمام باب المنزل وأخرجت نظارتها الشمسيه..
إلتفتت الى الصبي وقالت بهدوء تام :أنت آخر شخص أُفكر بجعلها تراك ..إنها فتاة بريئه ..
ال أُريد لها أن تتخبط في هاويتك..
بعدها إرتدت نظارتها وخرجت فإبتسم الصبي إبتسامة غريبه قبل أن يظه ََر ال ُحزن على وجهه
ويرفع صوته قائالً لها :عمتي الجميله أنا ال أزال في الرابعة عشر !..كيف أمكنك قول هذا
الكالم لصبي صغير ..؟! ستُسببين لي عُقدة تُالزمني عندما أكبر!!..
فتحت باب سيارتها وركبتها وهي تهمس :أنت من تُسبب العُقد لآلخرين..
أغلقته خلفها بعدها إستدارت وإتجهت الى خارج سور حديقة هذا المنزل..
إبتسم وأغلق باب المنزل بهدوء ثُم إلتفت ومشي قليالً حتى وصل الى الدرج..
بقي واقفا ً لفتره بعدها همس :فتاة بريئه ..؟! وهل بقي ُهناك شخص في هذا العالم يُطلق عليه
كلمة "بريء" ..؟!
إبتسم ..صعد الدرج درجة درجه وهو يدندن مقطع ألحد أغانيه ال ُمفضله بهمس :عند نزول
الستائر ....تحين نهاية المسرحيه ....فحين تُطفئ األضواء ....يزحف األشرار ....
ليحفرون قبرك..
توقف حين وصل أعلى الدرج وأكمل آخر جمله :ويكشفون تنكرك!..
إبتسم..
ضحك قليالً..
بعدها ذهب..
***
5:10 pm
إبتسمت وهمست لنفسها :المكان ُمبهر ..للحضه أتمنى أن أملك منزالً كهذا حقا ً..
تنهدت بعدها أكملت :كيف كان منزلي ..؟! هل هو جميل هكذا ..؟! أم أني أنحدر من أُسره
فقيره ..؟!
وهاهي التساؤالت عادت لتغزو تفكيرها مرة أُخرى..
مهما حاولت أن تتجنبها تأتيها من حيث ال تعلم..
هزت رأسها مرارا ً لتُبعد هذه التساؤالت التي تُقلقها كثيرا ً وقالت لتُغير الموضوع :أال يملكون
بعض الحيوانات األليفه ..؟! كالقطط أو الكالب مثالً ..؟!
شعرت بإنزعاج كبير عندما أتاها تساؤل في رأسها يقول /هل كُنت أملك حيوانا ً أليفا ً من قبل
..؟!
لما يحدث هذا معها ..؟!
إنها تُحاول تجاهل التفكير بشأن حياتها قبل أن تفقد ذاكرتها فلما ال تستطيع ..؟!
هذا يُتعبها حقا ً ..هي ال تُريد ولكن ال يُمكنها ذلك!..
توقفت عن المشي تدريجيا ً وهمست لنفسها بشيء من الدهشه :ولكن .....لما أنا ال أُريد ..؟!
لما أرفض التفكير في حياتي الى هذه الدرجه ..؟!
لحضة سكون مرت عليها وهي تتأمل تساؤلها هذا..
ست بهذا.. نعم ....لقد أح ّ
بأنها تملك رغبة كبيره بداخلها تجعلها ال تُريد التفكير في ماضيها..
لما هي أصالً تملك هذه الرغبه ..؟!
هل السبب حقا ً هو الخوف من اإلشتياق ..؟!
أو الخوف من طبيعيه حياتها السابقه التي قد تصدُمها ..؟!
نعم ..هذان هما سبباها..
هذا هو الشيء الذي تخشاه ..الخوف من اإلشتياق والخوف من معرفة طبيعة حياتها السابقه
..
بالتأكيد هذه هي األسباب فهذا طبيعي..
أي شخص في مكانها سيخاف من هذان األمران..
أجل هذا طبيعي ..جدا ً..
إتسعت عيناها من الصدمه عندما أحست بدمعة حارقه تشق وجنتيها..
رفعت أصابعها لتتحسسها..
ال..
هذا ...ليس طبيعي..
هذا ليس هو سببها الحقيقي..
إرتجفت شفيتها وشعرت بقشعريرة تهز خالياها بقوه..
جثت على ُركبتيها وضمت نفسها بيديها..
هذا الشعور ُمخيف!..
شعور الخوف ....شعور عدم اإلحساس باألمان..
لما يجتاحها هذا الشعور ..؟!
الخناق الى هذه الدرجه ..؟! لما هو يُضيق عليها ِ
هذا مؤلم ....جدا ً..
:أبي!!..
إنتفضت للحضه وكأنها إستيقضت من كابوس ما عندما جائها صوتُ شخص يُناديها..
إلتفتت الى الخلف فإذ هو الحارس العجوز الذي رأته من قبل يحرس البوابه..
ت على ما يُرام ..؟! بقيت تنظر إليه بعينيها الجاحضتين قبل أن يُعيد سؤاله ُمجددا ً يقول :هل أن ِ
بلعت ريقها بعدها إبتسمت بتوتر وهي تقول :أ أجل..
هز رأسه بإبتسامه حنونه بعدها عاد الى مكانه..
تبعته بنظرها وهو يبتعد..
هل كان قلقا ً عليها ..؟!
يبدو هذا فلقد ترك مكانه من أجل اإلطمئنان..
وقفت بهدوء ونظرت بعدها الى راحة يديها..
ذاك الشعور الذي إجتاحها لثواني ....إختفى..
بقيت تتأمل يديها لفتره قبل أن تهمس :لما هو ..؟! لما هو من بين الجميع ..؟!
ضاقت عيناها بحزن وأكملت :لما ناديتُ على أبي بدالً من أُمي ..؟!
***
7:30 pm
إسترخى على أريكة صالته المتوسطة الحجم بعد أن أحضر لنفسه علبة مشروب غازي
والقليل من المأكوالت الخفيفه..
أخذ نفسا ً عميقا ً وفتح دفتره الكبير الخاص بتلخيص ُمحاضراته..
اليوم كانت ال ُمحاضرة تدريبيه وكُل مجموعه قامت بشرح ما أعطاهم إياه األسبوع الماضي..
واآلن هو يملك ملفاتهم ..قيّم أدائهم اليوم في الصف وبقي اآلن يُقيم تحضيرهم ليُعطيهم
الدرجة النهائيه..
قلّب في الملف األول لبعض الوقت بعدها كتب في دفتره األخطاء التي إرتكبوها والتي أيضا ً لم
يكتبوا عنها..
أخذ الثاني ثُم الثالث وبعده الرابع..
أخذ بعدها نفسا ً عميقا ً يُريح نفسه فلقد أنهى أربع مجموعات في نصف ساعه..
وهذا كثير ..لقد تعب حقا ً..
نظر عن يمينه حيث بقي ُهناك سبع ملفات أُخرى..
أمال شفتيه بعدها عاود اإلسترخاء وأخذ جهاز التحكم وبدأ يُقلّب بين القنوات..
أمال شفتيه للحضه بعدها رمى برأسه الى الخلف وأغمض عينيه..
هو .....يرغب بالنوم..
رن الجرس فمط شفتيه وبدى اإلنزعاج على وجهه وهو يهمس :لم تمر ثانية على قول
رغبتي!..
تجاهل الرن فهو إما عجوز العماره يطالبه بدفع إيجار الشقة ُمقدما ً فلقد إعتاد ذلك العجوز
على أن يأخذ اإليجار قبل موعده بثالث أو أربعه وبعض األحيان عشرة أيام..
وهذا ُمزعج..
وربما الطارق هو أحد الجيران فلقد إعتادوا اإلطمئنان عليه بين فتره وفتره..
سيتجاهلهم ..ال رغبة لديه بإستقبال أي أحد..
طالبه التي ال تنتهي!.. فهو مشغول كفاية بمشاريع ُ
لو األمر بيده لما أعطاهم مثل هذه الواجبات ولكن ال يمكنه ذلك..
عقد حاجبه فلقد إنتبه لتوه أن رن الجرس قد توقف..
يبدو بأنه مل..
أغمض عينيه مرةً أُخرى ليأخذ غفوةً قصيره ولكن قبل حتى أن يُتم غمض عينيه رن هاتفه..
لقد ضاق به األمر ذرعا ً بحق!!!..
إنها ُمجرد غفوه فلما يبخلون بها عليه ..؟!
سحب هاتفه ونظر الى اإلسم الذي كان " /الغبي جدا ً" ..
نظر الى اإلسم لفتره بعدها ضحك ضحكة تدل على تورطه وهو يهمس :ال تقولوا لي بأنه هو
من كان يرن الجرس ..؟!
ت بعدها وقف وذهب بإتجاه الباب.. أخذ نفسا ً عميقا ً وكأنه يستعد لما هو آ ٍ
فتحه ومثلما توقع ..إنه هو أمامه ُمباشرةً..
إبتسم في وجهه يقول :مرحبا ً ريكس ..مرة فترة لم تطرق فيها جرس منزلي ..متى كان آخر
مره ..؟! قبل ثالثة أشهر ..؟!
أبعده ريكس من أمامه ودخل..
ومر بهذا الممر القصير قبل أن يصل الى الصالة حيث كان يجلس آندرو ترك حذائه عند الباب ّ
قبل قليل..
نظر الى كُل تلك الملفات والدفاتر على الطاوله بعدها إلتفت وجلس على أريكة منفصله..
دخل آندرو الذي أغلق الباب خلفه وتقدم يقول :تُريد شرب شيء ما ..؟!
هز ريكس رأسه نفيا ً وهو يقول بهدوء :لما لم ترد على الباب ..؟!
إبتسم آندرو وجلس على األريكة ال ُمجاوره يقول :ضننته أحد الجيران وأنا بحق منشغل بما
فيه الكفايه..
طالب لفتره قبل أن يقول :أما زلت ُمصرا ً على ُمزاولة التدريس ..؟! نظر ريكس الى ملفات ال ُ
آندرو وهو يُرتب الملفات جانباً :مهنة ُممتعه ..ولقد إعتدتُ عليها بالفعل..
نظر الى ريكس وغمز ُمكمالً :وراتبها جيد باإلضافة لوجود الكثير من الحسناوات ُهناك..
ريكس بهدوء :وهل يعلم أخاك ..؟!
إنقلب وجه آندرو للحضه بعدها عاود النظر الى الملفات وهو يضعها جانبا ً وأجاب :ليس
وكأنه سيهتم ..دعنا ال نتحدث عنه..
أنهى ترتيبها فإسترخى بعدها يقول :على أية حال ما سبب هذه الزيارة ال ُمفاجئه ..؟!
سخرية يقول :وهل حدث وأن أعطيتُك موعدا ً ..؟! إبتسم ريكس بشيء من ال ُ
ضحك آندرو يقول :نعم نعم ُمحق..
وقف بعدها يقول :ال يُعجبني الوضع ..أخبرني ماذا تُريد أن تشرب..
ريكس :أي شيء ساخن..
هز آندرو رأسه وإتجه الى المطبخ..
خالل دقائق كان قد أنهى تحضير بعض الشاي األسود وقدم لريكس كوبا ً قبل أن يأخذ هو كوبا ً
آخرا ً ويعود للجلوس في مكانه..
ريكس :لقد تمت سرقتي..
شرق آندرو في رشفته بعدها نظر الى ريكس يقول :ماذا تقول ..؟!
رشف ريكس الشاي وهو يقول ببرود :لقد تمت سرقتي..
لم يستطع آندرو أن يستوعب األمر ..ربما ألنه قالها بشكل ُمفاجئ وعرضي..
هز رأسه وسأل :ماذا تقصد ..؟!
ريكس بنفس البرود :لقد تمت سرقتي ..أال يُمكنك أن تفهم جملة بسيطه كهذه ..؟! األطفال
يستطيعون..
إنزعج آندرو لكنه تجاهل سخريته وهو يقول :حسنا ً فهمت فهمت ..لكن أي سرقه وماذا
سرق ..؟! إشرح لي!.. ُ
ريكس :قبل ساعه وأنا ُمتجه الى السياره ..إصطدم بي فتى صغير ُمتعمدا ً فسقطت األغراض
التي كُنتُ أحملها..
سرق ..؟! ال تقل لي أنه ملفا ً لصفقة ما أو محفضتك أو.... آندرو بدهشه :وما الذي ُ
قاطعه ريكس :بل قلمي..
بقي ينظر إليه آندرو للحضات..
سحقا ً لك!!!.. مط شفتيه وشعر باإلنزعاج وهو يقولُ :
نظر إليه ريكس ببرود فأكمل آندرو :ال تتحدث بمثل هذه الطريقة قط !!..جعلتني أقلق على ال
شيء !!..كُف عن هذه التصرفات ال ُمزعجه!!..
ريكس :وهل أصبحت غلطتي اآلن ..؟! أنت من ضن األمر كبيرا ً..
صمت للحضه بعدها أكمل :قلمي هذا كان غالي الثمن إن كُنت ال تدري..
بدأ آندرو بشرب الشاي وهو بحق ُمنزعج..
فهمس :ليته سرق محفضتك أو أوراقا ً ُمهمه..
ريكس بهدوء :وهذا ما حيرني..
عقد آندرو حاجبه ونظر إليه يقول :ماذا تقصد ..؟!
ريكس :لقد سقطت محفضتي بالفعل ..ولكنه أخذ القلم فقط وهرب..
آندرو بتعجب :لكن لماذا ..؟! اللصوص بالعاده يسرقون األشياء التي تُفيدهم !!..هم يسرقون
بحثا ً عن المال فبماذا قد يفيدهم القلم!!..
ريكس :أخبرتُك ..إنه غا ٍل..
آندرو بإنزعاج :ال يهم إن كان غاليا ً أو ال ..الفتى لن يعرف ثمنه ..ال ُمشكلة....
قاطعه ريكس :القلم أغلى من محتويات المحفضه..
لم يفهم آندرو وعندما أراد التحدث عقد حاجبه بعدها قال بدهشه :أنت ال تعني.....
ريكس :الفتى لم يسرق القلم إال وهو يعرف هذا..
آندرو بعدم تصديقُ :مستحيل !!..إذا هو ليس ُمجرما ً عاديا ً !!..ماذا فعلتَ بعدها ريكس ..؟!
ريكس ببرود :ال شيء..
إنفعل آندرو يقول :هل تركت األمر يمضي فحسب !!!..الفتى يعرف الكثير عنك ..إنه يعرف
حتى محتويات محفضتك !!!..أال يعني هذا أن األمر خطير ..؟! لما تركته يهرب هكذا ..؟!!
ياله من تصرف أحمق..
ريكس :وهل أُطارده ألجل قلم ..؟!
آندرو :بل ألجل نفسك !!..حتى لو كان ُمجرد فتى فبالتأكيد خلفه.....
قاطعه ريكس :من الواضح أنه تهديد غير ُمباشر ..تهديد بأننا نعرف الكثير عنك حتى أننا
نعرف ثمن أشيائك الخاصه..
ُ
إبتسم بخبث وأكمل :لذا هل تُريد مني التصرف ب ُجبن وخوف وأالحق الفتى وكأن تهديدهم أثّر
بي ..؟! دعهم يتخبطوا بتخيالتهم ..دعني أشغل تفكيرهم بتوقعات كـ"هل فهم وتجاهلنا" أو
"هل ضنها ُمحاولة سرقة عاديه" أو "هل سرقتنا هذه فشلت بتحقيق ُمرادها" أو العديد من
التوقعات..
ي بتفكيرك نظر إليه آندرو لفتره بعدها إبتسم وإسترخى في جلسته وهو يقول :دائما ً تتفوق عل ّ
..
ي..رشف ريكس آخر قطرة من الكوب وهو يقول :هذا دليل أنك سطح ّ
إنزعج آندرو ُمجددا ً فصديقه هذا ال يستطيع أن يُنهي أي حوار دون أن يتخلله العديد من
سخريات.. ال ُ
تجاهل األمر ُمجددا ً وهو يقول :ومن تعتقد خلف هذا ..؟!
ريكس ببرود :ال أهتم ..ولن أُحاول معرفة من..
آندرو :ال أرى من الجيد أن تجعل األمر ينتهي هكذا ..من األفضل أن تكون ُمل ّما ً بكُل شيء
حتى تستطيع أن ترد لهم أي هجوم قد يحدث من أي نوع كان..
ريكس :وأ ُضيّع وقتي عليهم ..؟! أنت لستَ جادا ً..
تنهد آندرو يقول :أُحب ثقتك العالية بنفسك ..وفي نفس الوقت أخافها كثيرا ً..
نظر ريكس إليه يقول بهدوء :هيه آندرو..
عقد آندور حاجبه وبدأ بالقلق من نبرة صوته فقال :ماذا ..؟!
ريكس :حضّر لي كوبا ً آخر..
***
10:30 pm
ـ PART 3ـ
Desamber 22
3:50 pm
أوقف السائق السياره أمام محل حلويات ُمغلق فنزلت منها هي وصديقتها وهي تقول لسائقها
الخاص :أُركن السيارة في مكان قريب فأنا سأتأخر لوقت..
هز رأسه قائالً :حسنا ً..
إلتفتت الى صديقتها وبعدها دخال المحل..
رفعت صديقتها صوتها تقول :مرحبا ً أُمي ..لقد أتت معي صديقتي إليان..
جائها صوت أُمها من الداخل تقول :أهالً أهالً جيسي ..إذا ً هل تناولتما الغداء ..؟!
جلست جيسي على كُرسي ُمريح وهي تقول :نعم ال تقلقي بهذا الشأن..
جلست إليان بالكُرسي الوحيد اآلخر ووضعت حقيبتها على الطاولة الصغيره التي بينهما وهي
تقول :ألم يفتحوا بعد ..؟!
جيسيكا :كال ..لقد غيرنا الوقت فأصبحنا نفتح من الساعة الرابعه حتى العاشره..
نظرت الى ساعتها وأكملت :بقي أقل من عشر دقائق على فتحه..
إبتسمت بعدها قامت بشيء من الشقاوه وإقتربت من إحدى األغطية الزجاجيه وفتحته..
ظهر اإلنبهار على وجهها وهي تنظر الى قطع الكعك الصغير وتقول :إنها بكريمة الجوز
ال ُمفضلة لدي..
نظرت الى إليان وقالت :أتُريدين واحده ..؟!
إليان بتعجب :ألن تغضب والدتُك ..؟!
غمزت جيسيكا تقول :وكيف ستعرف ..؟!
رمتها والدتها بمجموعة أكواب من ورق فأصابتها ب ُمنتصف رأسها..
صدمت صرخت جيسيكا من هذه الضربة ال ُمفاجئه وإلتفتت الى الخلف لتصرخ بغضب لكنها ُ
برؤية والدتها تقترب منها..
الزجاجي على الكعك وهي تقول :كُنت أُريد فقط أن أختبر إيلي .. إبتسمت وأعادت الغطاء ُ
تسائلت إن كانت من النوع الذي قد يفعلها حقا ً أو ال ..صدقيني..
وبعدها هربت الى كُرسيها..
إنحنت والدتها وأخذت مجموعة أكواب الورق من األرض وهي تقول :محل والدتك صحيح
ولكن هذا ال يعني أن تأكلي ما تشائين وقتما تُريدين!!..
نظرت الى إبنتها وأكملت بصرامه :مفهوم ..؟!
إبتسمت جيسيكا تقول :حسنا ً مفهوم ..أعتذر عن ذلك..
تنهدت والدتها بعدها نظرت الى إليان وقالت :كيف حالُك عزيزتي ..؟!
إبتسمت إليان تقول :بخير يا خاله ..ماذا عنك ..؟!
األُم :بخير..
بعدها إلتفتت تُكمل توضيب المكان وتجهيزه للزبائن..
وضعت جيسيكا رجالً على رجل وهي تقول :حسنا ً إيلي ..ماذا تُريدين ..؟!
تعجبت األُخرى وقالت :أُريد ماذا ..؟!
غمزت جيسيكا تقول :يوم ميالدك بعد عشرة أيام ..تدللي وأخبريني عن الهدية التي تُريدينها
..
تنهدت وقالت بشيء من الملل :أي شيء سيفي بالغرض..
مطت جيسيكا شفتيها بعدم رضى وقالت :إنه عيد ميالدك ..أوليس عليك أن تكوني مهتمه
ت!..ولو قليالً ..؟! الوحيدة التي ال تفرح بقدوم عيد ميالدها هي أن ِ
إليان بشيء من الملل :وما ال ُمميز فيه ..؟! اجتماع مع األصدقاء وحفلة كبيره ..العديد من
الهدايا والمرح وفقط ..تكرر هذا الروتين كُل سنه حتى أصبحتُ أملّه..
كشرت جيسيكا في وجهها تقول :خسارة حماسي لعيد تمل صاحبته منه!..
إلتفتت تنظر الى أُمها التي كانت تفتح باب المحل فبدأت تهمس لنفسها :كان عليها ُمجاراتي
على األقل ..يالها من بغيضه..
ضحكت إليان وقالت :جيسي حسنا ً حسنا ً إسمعي ..أنا أُحب حلوى الماكرون بنكهة الفُستق ..
ت بنفسك.. سأُسعد كثيرا ً لو صنعتيها لي أن ِ
إبتسمت وأكملت :وال تكوني بخيله ..إشتري لي معها شيئا ً جميالً ..كعقد صغير أو زينة
هاتف من النوع الذي أُحبه..
صنع حلوى الماكرون ..لكن ألجلك سأجعل أُمي فكرت جيسيكا قليالً بعدها قالت :لستُ بارعه ب ُ
تُعلمني..
ضاقت عينيها وأكملت :لذا بال ُمقابل كوني ُمتحمسة لعيد ميالدك فأنا قطعا ً لن أحضر إليه إن
شعرتُ بشيء من البرود أو الملل من ناحيتك حسنا ً ..؟!
إليان :هههههههههه حسنا ً حسنا ً..
***
Desamber 25
4:30 pm
تنهدت بعُمق وقامت بخفض صوت التلفاز بعد أن جاء الفاصل اإلعالني الذي قطع عليها
ُمشاهدة هذا الفيلم الدرامي..
عقدت حاجبها وإنتبهت بأنها بآخر دث بهذا الفلم لم تكن معهم وشردت بتفكيرها..
ال ..كان من الواضح بأنه حدث ُمهم يوضّح بعض العالقات بالفيلم..
كيف لها أن تسرح هكذا!..
عقدت حاجبها للحضه وهي ترى إحدى اإلعالنات التي تخص أحد شركات المطاعم الشهيره..
بقيت تتأمل اإلعالن حتى إنتهى بعدها همست :ال أفهم..
إسترخت بجلستها أكثر ناظرةً الى السقف وأكملت :فقدتُ ذاكرتي ..ال أتذكر شيئا ً عن عائلتي
أو ِعالقاتي أو نفسي حتى ..لذا كيف لي أن أتذكر األمور هذه ..؟! أسماء المطاعم ..
الماركات ..ال ُمدن والدول ..؟! كيف لي أن أتذكر كُل شيء ما عدا حياتي اإلجتماعيه ..؟! ما
عدا أهلي ونفسي وحياتي ..؟!
شردت قليالً قبل أن تهمس :إنه أمر غامض..
رن جرس المنزل فإعتدلت في جلستها وإلتفتت الى جهة مدخل الصالة التي تجلس فيها حيث
شاهدت إحدى الخدم تذهب الى جهة الباب لتفتحه..
سكّان هذا المنزل وينوي البقاء ُهنا بقيت تنظر الى جهة المدخل على أمل أن الحاضر هو أحد ُ
..
فهي بحق قد ملّت!..
عقدت حاجبها عندما شاهدت الخادمه تمر من أمام المدخل ويمشي خلفها شاب تراه ألول مره
..
من يكون ..؟!
هو ليس أحد إبنا جينيفر!..
وقفت وخرجت من المكان ولحقت بهما..
ما دام أنه دخل الى الداخل ..إذا له ِعالقه بأصحاب المنزل..
أي بإختصار ....وجدت شخص قريب من العائله يُمكنها أن تتحدث معه..
وقفت حالما وصلت الى باب غرفة الزوار بعدما دخل الشاب إليها وأغلقت الخادمه الباب خلفه
..
سألتها قبل أن تذهب :من هو ..؟!
نظرت إليها الخادمه وأجابتها :السيد فرانسوا....
قبل أن تُكمل حديثها قاطعها صوت الشاب الذي فتح الباب لتوه يقول بإبتسامه :فرانس ..
صديق إدريان..
هزت رأسها وغادرت.. نظرت الخادمه إليه فأشار لها بالرحيل ّ ..
فتح الباب كُله وعاد الى الداخل فتنهدت آليس ودخلت خلفه..
جلست على األريكة ال ُمقابله تنظر إليه فإبتسم لها..
ت ..؟! بادر هو بالكالم قائالً :إنها المرة األولى التي أراك فيها ..من أن ِ
أشاحت بوجهها تهمس بداخلها" :هذا ما كان ينقصني !..كيف لي أن أُجيبه اآلن ..؟"!
عاودت النظر إليه تقول بإبتسامه :ألم يُخبرك صديقُك عني ..؟!
هز رأسه بالنفي..
شدّت على شفتيها للحضه وكذبت بعدها قائله :إبنة صديقة جينيفر..
إبتسم قليالً بعدها قال :تشرفنا ..إس ُمك ..؟!
أجابته :آليس..
دُهش للحضه وإختفت إبتسامته بعدها ضحك يقول :آه ..تشرفنا ُمجددا ً..
عقدت حاجبها وعندما ه ّمت بسؤاله قاطعها يقول :أتُحبين األغاني ..؟!
أمالت شفتيها فمن الواضح أنه يُريد إخفاء ردة فعله الغريبه تجاه سماعه إلسمها فتماشت معه
وأجابته :ال..
تعجب وقال :حقا ً ..؟!
هزت رأسها تقول :ال شيء ُمميز فيها..
بعدها سألته :لما أتيت ..؟! تبحث عن إدريان ..؟!
وضع رجالً على رجل وأخرج سيجارته يقول :أجل..
رأشعلها وبعدها أخذ نفسا ً خفيفا ً قبل أن يُكمل :ال يرد على الهاتف وليس موجود في منزل
العائله لذا توقعته ُهنا ..أو على األقل أتوقع بأنه سيأتي الى ُهنا فهو عندما يختفي هكذا أجده
ُهنا..
عقدت حاجبها بعد سماعها ل ُجملة "منزل العائله" ..
األمر مثلما توقعت ..هذا ليس المنزل الرئيسي لعائلتهم..
شعرت ببعض اإلنزعاج..
منزل العائله ..؟! البد بأنها رائع وحي بوجود العديد من األفراد فيه..
تُريد الذهاب الى ُهناك..
رفع حاجبها عندما الحظ إنزعاجها فإبتسم يقول :ما الذي يُزعجك ..؟!
نظرت إليه قليالً بعدها سألت :أنت ُمغني مثله ..؟!
رفع حاجبه عندما تجاهلت سؤاله فأجابها :ال ُ ..مجرد صديق طفوله ..لستُ صديق عمل..
آليس :ماذا تعمل ..؟!
ضحك وقال :هل بدأتُ أُعجبك لتسألي هكذا أسئله ..؟!
إبتسمت تقول :أجل كثيرا ً..
إنفجر ضاحكا ً فلقد صدمه جوابها الساخر هذا..
إختفت إبتسامتها عندما وقعت عيناها على ِعقده الحديدي الذي يلف عُنقه..
توقفت ضحكته تدريجيا ً عندما الحظ نظراتها..
رفع يده بتوتر وبدأ بإغالق أزرار قميصه المفتوح من األعلى وهو ينظر حوله بحثا ً عن أي
موضوع يصنعه ويفتحه..
ضحك يقول :أووه أال تزال هذه اللوحة ُهنا ُمعلقه ..؟! أذكرها منذ خمس سنوات ههههههه..
رفعت حاجبها بعدها إبتسمت..
ال تعلم ِلما إبتسمت ولكن تصرفه الخجول منذ قليل لم تتوقعه منه..
ضنته شخصا ً جريئا ً بالنسبة الى كالمه المعسول معها..
نظرت الى اللوحة التي كان يقصدها فقالت :تبدو جميله وأنيقه..
إلتفتت الى جهته لتُكمل حديثها لكنه وقف فتعجبت قائله :الى أين ..؟!
نظر الى ساعة معصمه ثُم إبتسم وقال :يبدو بأن إدريان سيتأخر كثيرا ً ..تذكرتُ موعدا ً مهما
لذا ال يُمكنني إنتظاره أكثر..
سعدتُ ب ُمقابلتك ُحلوتي.. إبتسم لها وقالُ :
بعدها غادر وهي تنظر إليه بإحباط..
لما غادر بسرعه ..؟! كان عليه البقاء أكثر قليالً ف ُمنذ وقت طويل لم تتحدث هكذا مع أحد!..
ي وأغمضت عينيها.. تنهدت ثُم إستلقت على األريكه بشكل طول ّ
هي اآلن ....في قمة إحباطها من زيارته السريعة هذه..
في حين خرج فرانسوا من البيت ووقف أمام سيارته قليالً..
مد يده وقبض على قميصه حيث القالدة تحته وهمس :لقد ....كُنتُ ُمهمالً!..
***
7:40 pm
ي بمعنى أدق .. طوله كان يتجاوز المائة وسبعون سانتي مترا ً ..جسم عريض أو رياض ّ
وبشرة سمراء تكسو وجهه القاسي..
كُل شيء فيه رجولي بشكل تام !..العينين الحادتين ذات اللون األسود ..الشعر ذا اللون البُني
صفف بشكل عشوائي جعله هذا أكثر إثارة وجاذبيه.. المحروق والذي ُ
كُل من في المقهى ُمستعد على أن يُراهن باآلالف بأن سبب نجاح هذا المقهى ..هو وجوده
!..
قدّم كوب القهوة الساخنه الى الفتاة الصبهاء التي تجلس بجوار النافذه ثُم سأل بعدها بنبرته
ب آخر ..؟!الهادئه الجهوره :أي طل ٍ
إبتسمت إبتسامة هائم وهي تقول :هل هذا المقهى يُقدم خدمات أُخرى ..؟!
سألها :مثل ماذا ..؟!
أمالت رأسها قليالً قائله :طلب شاب من العاملين ل ُمشاركة الزبائن بشرب القهوه ..؟!
تحولت نظرته الى برود تام لثواني قبل أن يُجيبها :لألسف ال..
ضحكت بخفه وقالت :نعم أنت ُمحق بقولك لألسف!..
إنحنى وغادر فورا ً..
نظرت إليه إحدى الفتيات العامالت بخدمة الزبائن وهو يمر..
أمالت شفتيها الصغيرتان ومن ثُم نظرت الى تلك الفتاة الصبهاء وشتمتها بداخلها قبل أن
تبتسم ألحد الزبائن وتسأله رأيه..
بشعر قصير ..قصير للغايه يجعلها تبدو كصبي أكثر من كونها فتاة وخصوصا ً رفضها ٍ إمتازت
التام لوضع أي من ُمستحضرات التجميل التي من رأيها أنها ت ُفسد البشرة ال أكثر..
قصيره ..بل قزمه ال يتجاوز طولها المائة وخمس وخمسون سانتي مترا ً..
نشيطه مرحه ومندفعة في كثير من األحيان..
إنحنت بإبتسامه بعدما أخذت الطلب وعندما إلتفتت وقعت أنظارها على النافذه..
تنهدت وهي ترى في الشارع ال ُمقابل فتاة ثريه تقف بهدوء تام تنظر الى المقهى..
أمالت شفتيها بعدها دخلت الى الداخل..
نظرت الى الشاب والذي يُعد األكثر جاذبيه في المقهى وقالت له :ريو ..الفتيات حقا ً ال يُبعدن
أغينهن عنك..
إبتسمت وأكملت :حتى الثريات منهن..
تجاهلها وهو يأخذ القهوه من يد العامله ومن ثُم إلتفت خارجا ً ليُسلم الطلب فضحكت تقول :ال
تقل لي بأنك مغرور لهذا السبب ..؟! األمر ُمضحك..
تنهدت وذهبت الى العامله تُخبرها بالطلب فإبتسمت لها تقول :أال تكفين عن ُمضايقته تيلدا
..؟!
أمالت تيلدا شفتيها تقول :وياليت هذا يُجدي..
حملت الطلب وأكملت بإبتسامه :ولكن هذا أفضل فلو إستجاب ل ُمضايقاتي لمللتُ منه وتوجهت
لشخص آخر كي أُضايقه هههههههههه..
وغادرت ضاحكه..
***
9:50 pm
إرتدت معطفا ً سماوي اللون وطويل يُغطي قميصها األبيض ونصف بنطالها ومن ثُم وضعت
قٌبعة الصوف البيضاء على شعرها..
إنسدل القليل منه على كتفيها ونظرت بعدها الى وجهها قليالً في المرآة القريبة من المدخل ثُم
إلتفتت لتُغادر..
أوقفتها الخادمه قائله :سيخرج العشاء بعد قليل..
فتحت الباب وهي تقول :أخريه لساعه..
وبعدها خرجت دون أن تسمع كلمه واحده..
ض ّمت المعطف أكثر على جسدها بسبب برودة الجو وإتجهت الى بوابة الخروج من المنزل
بأكمله..
إتكأت بعدها على السور الخارجي تنظر الى الطريق بهدوء..
أو باألحرى الى الجهه ال ُمقابله حيث حديقة صغيره أنيقه بجوار فيلة ضخمه..
والحديقة هذه لم تكن فارغه على الرغم من أنه الليل والمكان عباره عن حي سكني وليس
ُمنتزه لذا من الغريب تواجد أح ٍد فيه..
تنهدت وهمست :سأنفجر حتما ً !..سأنفجر لو بقيت يوما ً واحدا ً بالمنزل أكثر من هذا !..أين
جينيفر هذه كي تُخرجني من هذا الوضع ..؟! غابت هذه المرة كثيرا ً عن المنزل!..
أنزلت قُبعتها قليالً لتُغطي أُذنيها فالجو بارد بحق..
هي تعرف هذا ..ومع هذا أرادت الخروج لعل وعسى يختفي هذا الكبت والضيق من صدرها
ولو قليالً..
عقدت حاجبها وإلتفتت الى اليسار عندما سمعت صوتا ً فشاهدت شاب يمشي على الرصيف
ووقف بعدها أمام باب المنزل المجاور..
ضاقت عيناها قليالً بعدها عرفت بأنه نفسه الفتى الذي دائما ً ما تراه يقف على باب المنزل..
دخل من الباب القصير الخاص بساحة منزله األماميه بعدها وقف أمام باب المنزل الداخلي
لفتره قبل أن يتجه يمينا ً قليالً ويجلس وهو يسند ظهره على جدار المنزل..
تنهدت وهي تراه فمنزلهم محاط بسور قصير للغايه لذا يُمكنها بسهوله ُمشاهدة كُل ما بداخل
ساحتهم..
أمالت شفتيها قليالً بعدها مشت وإتجهت إليه..
أسندت ذراعيها على سور المنزل وإبتسمت قائله :لما ال تدخل ..؟!
رفع رأسه فورا ً ُمتفاجئا ً بعدها تجهم وجهه بالغضب حين شاهدها..
شد على أسنانه قائالً :ال شأن لك فغادري..
نظرت إليه قليالً بعدها إبتسمت قائله :ال..
حصى من األرض.. ً غضب جراء ردها فوقف وتقدم قليالً بعدها إنحنى ليلتقط
دُهشت وجلست من فورها كي ال يصل لها أي شيء..
مالبثت إال وسمعت صوته قريب جدا ً وهو يقول :فتاة حمقاء..
ثُم أسقط الحصى على رأسها..
لم يؤلمها كثيرا ً فلقد أسقطه فقط ..فرفعت رأسها وشاهدته يعود الى مكانه وهو يقول:
غادري قبل أن أُصبح جادا ً..
إبتسمت تقول :يالك من طفل..
إلتفت إليها غاضبا ً فدُهشت للحضه قبل أن تقول :يا إلهي إنك تملك عينان خضراوتان بريئتان
حقا ً !..الغضب يبدو ُمضحكا ً فيها..
إصطبغ وجهه باللون األحمر جراء الغضب الممزوج ببعض اإلحراج..
صرخ بوجهها :غادري!!..
شعرت بأنها أزعجته أكثر مما يجب فإبتسمت تقول :حسنا ً لكني آمل ُمستقبالً أن نتحدث ..
أرغب بحق بالتعرف إليك..
لوحت بيدها ُمكملةً :طاب مساؤك..
بعدها إلتفتت لتغادر فجائها صوته يقول :أما أنا فال أُريد لذا أتمنى بأال أراك مرة أُخرى..
ضحكت وأكملت طريقها وهي تقول بصوت مسموع :هذا ُمستحيل..
دخلت من بوابة الفيال وهي تُراهن بأن وجهه ُمحتقن من الغضب جراء كالمها األخير..
***
Desamber 26
6:30 am
أنهت تجهيز نفسها بشكل تام ونظرت بعدها الى ساعة الحائط فرأت بأنه بقي ساعة تقريبا ً
على موعد أول ُمحاضر ٍة لها..
إرتدت حقيبتها التي تحمل ثالثة على األقل من كُتبها وبعدها حملت معطفها األبيض على يدها
اليُمنى قبل أن تُغادر غرفتها..
نزلت من الدرج وأخذ هذا بعض الوقت بما أن غرفتها تقع في الدور الثالث..
إتجهت الى غرفة تناول الطعام فرأت بعض أفراد األُسره –أو باألصح ساكني هذا المنزل-
يجلسون على كراسيهم لتناول اإلفطار..
وضعت حقيبتها ومعطفها فوق أحد الكراسي وجلست بلكُرسي ال ُمجاور وهي تقول بنبرة
جامده خاليه من أي شيء :مرحبا ً..
رفع أخاها األكبر رأسه عن طبقه ناظرا ً إليها حيث أنها تجلس ب ُمقابله تماما ً فإبتسم يقول :ما
غضب حبيبتي إيلي مع هذا الصباح ..؟! ُ الذي يُ
رفعت رأسها وإبتسمت تقول :أنت..
وضع يده على صدره يقول بدراما :لقد كان هذا قاسيا ً..
سخريه :كان عليك أن تحترف تحدثت فتاة تبدو أصغر منهما وقالت بنبرة فيها شيء من ال ُ
التمثيل بدل الغناء يا إدريان..
إبتسم ونظر إليها يقولُ :مستحيل !..كيف لي أن أحترف التمثيل بوجود ال ُمبدعه فلور فيه
..؟!
سخريه من على شفتيها الصغيرتين وظهرت على مالمحها بعض عالمات إختفت إبتسامة ال ُ
الغضب..
لقد نال منها!!..
نظرت إليان الى جهتها ُمتعجبة من سكوتها ..يبدو بأن أخاها األكبر أصابها في نُقطة ما ال
يعرفها أحد..
تجاهلت األمر وأكملت تناول فطورها في حين تحدثت جينيفر أخيرا ً تقول :إد إحترم وجودي
على األقل وكُف عن ُمضايقة اآلخرين..
ضحك إدريان وهو يهمس :حسنا ً حسنا ً..
في حين وقفت فلور ذات التسعة عشر عاما ً تقول لجينيفر :ياااه علي أن أشكر طيبتك فلقد
ت مالك حقا ً.. أوقفتي إبنك عند حده ..يالك من امرأة غاية في الطيبه ..أن ِ
إدريان :هههههههههههههه غضبت !..لقد إنفجرت غضبا ً !..أُحبك فلور..
نظرت إليه فلور بطرف عينيها العسليتين بعدها إلتفتت وغادرت..
وقفت أمام المرآة التي تقع في نهاية الممر قريبة من المدخل الذي يؤدي الى قلب المنزل..
نظرت الى إنعكاس وجهها هامسه :ذلك البغض إدريان!..
تالشى إنزعاجها قليالً وبدأت بتصفيف شعرها األسود ..لم تتعب كثيرا ً فهو قصير على أية
حال ..يصل طوله من جانبها األيمن الى حد أذنها بينما جانبها األيسر يصل طوله الى
ُمنتصف عُنقها..
عقدت حاجبها عندما الحظت من طرف المرآة إنعكاس صورة إبن عمها ريكس وهو ينزل من
الدرج..
المرآه فعادت بجسدها الى الخلف ناظرةً الى بقيت تنظر إليه لفتره حتى إختفى إنعكاسه من ِ
يمينها فشاهدته يتجه الى بوابة المنزل..
أمالت شفتيها قليالً بعدها إبتسمت وعادت الى غرفة الطعام..
إتكأت على الباب حينما فتحته وقالت بإبتسامه ساخره وهي توجه كالمها الى جينيفر :إبنك
الغالي والعزيز للغايه ريكس فضّل تناول طعام فطوره في العمل بدل الجلوس معك على نفس
المائده ..إنها القصه الدراميه الخاصه بهذا اليوم..
إنفجر إدريان ضاحكا ً في حين وقفت إليان بعد إنتهائها من طعامها وأخذت حقيبتها ومعطفها
وإتجهت خارج الغرفه..
وحينما مرت من جانب فلور تحدثت ببرود قائله :أخاك الذي يصغُرك بخمسة أعوام يفوق
ذكائك وعقليتك بماليين المرات..
وخرجت بعدها..
عضت على شفتيها بغيض بعدها خرجت وصفقت الباب خلفها وإتجهت الى الدرج وهي تسمع
ضحكت إدريان البغيضة تصلها بكُل وضوح..
سحقا ً حتى لو كان كذلك ال يحق صعدت الدرج وهي تهمس :أعلم أعلم كان تصرفي طفوليا ً ُ !..
لهم التعليق أو الضحك !..ال يحق لهم بتاتا ً!!..
غرفتها وأغلقت الباب خلفها بإحكام.. دخلت الى ُ
***
8:50 am
تأمل ريكس القُرص لفتره بعدها أخرجه من عُلبته وأدخله في الحاسوب لتفقد مافيه..
إرتسمت على شفتيه إبتسامه عندما رأى بأنه هو القُرص المسروق نفسه..
ثوان حتى إختفت وإسترخى بعدها في مقعده يُفكر بأمر فابريان هذا..
ٍ
***
1:40 pm
***
8:20 pm
طرق وبقيت تنظر إليه بإبتسامه والخادمه تتقدم وتفتحه إلتفتت الى جهة الباب حالما سمعته يُ َ
..
دخل إدريان الى المنزل وتعجب حالما رآها واقفه تستقبله بإبتسامه!!..
أنك....
إبتسم نصف إبتسامه يقول :هل من ال ُممكن ِ
قاطعته تقول :مرحبا ً ..اممم هل لنا أن نتحدث قليالً قبل أن يخرج العشاء ..؟!
عقد حاجبه بعدها تقدم وإتجه الى الدرج يقول :دعينا نؤجله الى وقت العشاء فأنا أُريد أن آخذ
حماما ً ساخنا ً..
تبعته تقول :هيّا األمر لن يأخذ عشر دقائق!..
إبتسم وهو يصعد الدرج يقول :ال تكوني فتاةً ملتصقه هكذا فنحن ال نُحب هذه األنواع..
أسرعت في ال ُخطى حتى إعترضت طريقه وقالت بكُل وضوح :خذني معك هذه الليله!..
توقف ُمندهشا ً من ُجرأتها فهو لم يتوقعها من هذا النوع!..
ت جادّه صحيح ..؟! ت لس ِضحك يقول :أن ِ
آليس :أنا كذلك ..لن أنام الليلة ُهنا ُ ..خذني معك..
تكتف وإستند على درابزن الدرج وهو يقول :صغيرتي مهما كان فما تقولينه خطير ..ال تبيعي
نفسك بهذه الطريقه..
عقدت حاجبها قليالً بعدها تنهدت عندما الحظت بأنه فهم الكالم بشكل ُمختلف تماما ً..
إبتسمت تقول :لم أضنك شاب شهم..
عقد حاجبه فأكملت :ما أقصده هو أن تأخذني الى منزل العائله الرئيسي ..أعلم بأنكم تملكون
واحدا ً!!..
بقي ينظر إليها قليالً بعدها إبتسم يقول :ال أعلم إن كان هذا ذكاء أو تالعب منك أم أنه عن
صدفه..طريق ال ُ
لم تفهم فأكمل كالمه يقول :على أية حال ماذا تقصدين بمنزل العائله ..؟!
آليس :أنت تفهم ما أقصده !!..بات من الواضح أن هذا المنزل هو منزل ثانوي وأنكم تملكون
منزالً أساسيا ً تترددون عليه !..لقد كدتُ أنفجر من البقاء وحدي ُهنا ..صدقني!!..
ت في نعمه فال تقودي نفسك الى بقي ينظر إليها لفترة ليست بالقصيره قبل أن يقول بهدوء :أن ِ
الهالك..
عقدت حاجبها فقال :ذلك المنزل من الجيد بأنك بعيدة عنه ..فهو أشبه بغابه شرسه لن تتحمل
أرنبة مثلك البقاء فيه..
بعدها تجاوزها وأكمل الصعود الى األعلى وهي تقف في مكانها تُفكر في كالمه..
غرفته.. إلتفتت ولحقت به حتى ُ
دخلت من الباب الذي لم يكن ُمقفالً ووجدته أمام خزانته يختار له بعض المالبس..
نظرت إليه قبل أن تقول :أنت تُبالغ..
ق به.. إلتفت إليها ُمتفاجأ ً فلم يكن يعتقد بأنها ستلح ُ
آليسُ :مصطلحات كهذه أراها ُمبالغه ليس ّإال !..غابه وحيوانات شرسه وأرنب !..كُن واقعيا ً
فكلمات كتلك ال توجد سوى باألفالم..
ضحك ُرغما ً عنه يقول :أُقدر شجاعتك هذه حقا ً..
إنزعجت منه في الحقيقه فقالت :على أية حال إنه منزل العائله وأنا بالفعل قابلتُ كُل عائلتكم
ي بإستثناء والدك ..إليان تبدو غير طبيعيه ولكن يُمكنني التعامل معها ..ريكس مجنون لذا عل ّ
تجنبه فحسب ..أنت وجينيفر طبيعيين جدا ً وأُحب الحديث معكم ..لم يبقى سوى والدك
وسأعرف كيف أتعامل معه بناءا ً على نوعه ..األمر ليس صعبا ً..
أخرج له بعض المالبس وهو يقول :عمي األصغر توفي قبل زمن لذا والدي يرعى أبناءه في
ت ال تعلمين ..إثنان حمقى تستطيعين اللهو معهم كاأللعاب ولكن منزلنا ..إنهم خمسه إن كُن ِ
الثالثة اآلخرين هم أخطر مما تضنين..
رفعت حاجبها تقول :وهل تضن بأنك تُخيفني هكذا ..؟! بالعكس لقد سعدتُ كثيرا ً فهذا يعني
بأن منزلكم ُهناك مليء بالحياة ..إزددتُ رغبة بالذهاب إليه..
إبتسم يقول :للمرة الثانيه لم أضنك قط تملكين جرأة كهذه ..خسارة أن تذهب حالما تري
طبيعية العيش ُهناك ..آليس تبدين فتاة شغوفه حالمه ..أ ُحبك هكذا لذا إنسي أمر الذهاب الى
ُهناك..
إنزعجت من رده وحالما فتحت فمها لتتحدث قاطعها يقول :والدتي لن تسمح لك ُمطلقا ً لذا
إنسي..
ي إقناعُها صحيح ..؟! صمتت قليالً بعدها قالت :إذا ً والدتك هي من عل ّ
ت ال تعلمين..
تنهد بقلة حيله وقال :العناد ُمزعج على الفتيات إن كُن ِ
إلتفتت وغادرت الغرفه فبقي ينظر الى مكانها لفتره قبل أن تضيق عينيه ويهمس :لن يمر
األمر كما توقعت..
سخريه بعدها إلتفت وإتجه الى غرفة اإلستحمام.. إبتسم بشيء من ال ُ
ـ PART 4ـ
Desamber 27
10:20 am
ألقت كتابها الكبير بشكل فوضوي على مقعدها وهي تعض على شفتيها بكُل ألم..
دخل صديقتها جيسيكا خلفها داخل هذه القاعة ال ُمظلمه نوعا ً ما وأقفلت الباب قبل أن تتقدم
ت جاده صحيح ..؟! ت لس ِ
منها تقول :إيلي أن ِ
إليان :أُتركيني لوحدي..
وبعدها جلست على المقعد ال ُمجاور ووضعت رأسها على الطاوله..
أمالت جيسيكا شفتيها بعدم رضى وجلست على المقعد األمامي موجهةً وجهها الى إليان وهي
تقول :الفارق تافه للغايه !..إنها ثالث درجات فقط !..ال تكوني حساسةً الى هذه الدرجه ..؟!
جائها صوت إليان المكتوم يقول :جيسي قُلتُ أُتركيني لوحدي!..
تنهدت جيسيكا بعدها مدت يدها وبدأت بالمسح على شعر إليان األشقر وهي تقول :حسنا ً إيلي
ت ذكيه وهذا ليس باألمر الصعب عليك ..فقط إجتهدي أكثر.. ..يُمكنك أن تتداركي ذلك ..أن ِ
سحقا ً له ..هو السبب..
همست إليان دون أن ترفع رأسهاُ :
عقدت جيسيكا حاجبها وسألت :من تقصدين ..؟!!
شدت على أسنانها قبل أن تُجيب :ومن غيره !!..ذلك المغرور ال ُمتعجرف األحمق..
ت ُممتعه حقا ً ..حسنا ً وما شأنه ..؟! ال فهمت جيسيكا المقصود فضحكت قبل أن تقول :إيلي إن ِ
أعتقد بأنه قال لك يا عزيزتي أرجو منك أال تُذاكري هذه الليله هههههههههههههه..
رفعت إليان رأسها وأسندت بظهرها على الكُرسي تنظر الى جيسيكا وهي تقول :عندما أكون
في هذه الحاله رجاءا ً ال تستخدمي نكاتك السخيفة التي ال تُضحك حتى!..
كتمت جيسيكا ضحكتها وهي تقول :حسنا ً نعتذر آنستي الجميله..
بعدها كملت :على أية حال إيلي ال بأس ..أعني أُقدّر جيدا ً إهتمامك بدرجاتك لكن ليس من
الجيد أن تتضايقي بهذا الشكل كُل ما نقصت درجاتك..
إليان :إنها ثالث درجات دُفعةً واحده !!..األمر ليس بالبسيط ..ال أعلم كيف يُمكنني تدارك
هذا األمر..
إليان :ستكونين على ما يُرام لو إستمررتي بأخذ درجة كامله في اإلختبارات القادمه..
إليان بسخريه :آه أجل حتى في النهايه أكون في المركز الثاني مثلما حصل العام الماضي..
تنهدت جيسيكا ولم تعرف ماذا تقول أكثر..
فُتح الباب ودخل طالبان الى هذه القاعة الفارغه وهم يتضاحكان..
توقفا عندما شاهدا جيسيكا وإليان..
لحضه قبل أن يبتسم أحدهم وينحني قائالً :نعتذر على ُمقاطعتكما..
دفعه اآلخر وخرجا وهما يتهامسان بضحك..
رفعت إليان حاجبها تقول :المجانين في هذه األيام كُثر..
نظرت جيسيكا الى الباب بعدها نظرت الى إليان وقالت :اممم إيلي ..أضنك لم تفهمي ما كانا
يقصدانه صحيح ..؟!
نظرت إليها إليان تقول :وماذا يُمكن أن يكون مثالً ..؟!
هزت جيسيكا كتفيها تقول :لوحدنا فقط ..بقاعة ُمظلمه ..ماذا تضنين ..؟!
نظرت إليها إليان ببرود قبل أن تتسع عينيها بصدمه عندما فهمت..
سحقا ً ألمثالهما..شدت على أسنانها هامسهُ :
ووقفت بعدها خارجةً الى الخارج..
صدمت جيسيكا وحملت معها أغراض إليان وهي تقول :هيه إيلي لحضه!!.. ُ
بدأت إليان تبحث في هذا الممر يُمنةً ويُسره حتى وجدتهما واقفان يتحدثان بالقرب من آلة بيع
القهوه..
وقفت أمامهما تقول :عُذرا ً أيُها السيدان..
توقفا عن الحديث ونظرا إليها فإبتسمت تقول :لم يُعجبني ما قُلتماه قبل قليل لكن سوف
أُعطيكم نصيحه ..ليس من الجيد العبث معي بتاتا ً ..فكلمة مني قد تجعل حياتكما جحيما ً في
هذه الكُليه..
وضعت خصالت شعرها خلف أُذنيها وإبتسمت بلطف ُمكمله :لذا إحذرا..
إلتفتت بعدها وغادرت فقال أحدهم لآلخر :تعرفها ..؟!
هز اآلخر رأسه يقول :أجل ..إنها إليان إليكسندر ..فتاة تغار منها كُل الفتيات..
عقد حاجبه وسأل :وكيف ..؟! ألنها جميله ..؟!
بسط صديقه يده وبدأ بالعد وهو يقول :جميله بشكل كبيـــر ..غنيه ..أخاها ُمغني صاعد ..
ذكيه و ُمتفوقه فلقد حصلت المركز الثاني على ُمستوى الكُليه في السنة الماضيه..
إبتسم وأكمل :وتعرف أمثالها مغرورون لذا ترفض جميع الشُبان الذين يرغبون بالتقرب منها
..
دُهش وهو يقول :وااه فتاة مثلها أتعجب كيف لم أعرف عنها من قبل..
ضاقت عيناه وأكمل :ما دُمت تعرف بأنها فتاة مشهورة هكذا فلما ضايقتها بكالمك قبل قليل في
القاعه ..؟!
ضحك وأجابه :لم أكن أعرف بأنها هي ههههههههههه فكما تعرف كانت القاعه ُمظلمه..
جائهم صوت فتاة تقول بشيء من اإلستحقار :أنتم تعطونها مكانة أكبر مما تستحق..
إلتفتوا الى جهة فتاة في وسط صديقاتها تبدو عدائية نوعا ً ما ذات شعر أسود بخصل شقراء
..
إبتسمت وأكملت :أمثالها هم األضعف في الحياة الجامعيه ..فإشاعة واحده فقط تُسقطها من
القمة الى القاع..
تنهد الشاب وإلتفت الى صاحبه يقول :لفد أخبرتك ..الفتيات يغرن منها..
إختفت إبتسامتها وتقدمت منه..
دفعته بإصبعها من كتفه تقول :ضُعف منك أن تُفسر األمور هكذا ..ال شيء ينقصني ألغار..
سمعه المدعو بآندرو ..؟! أمالت شفتيها بإبتسامه ساخره تقول :تعرفون ذلك ال ُمعلم سيء ال ُ
طالب وفي ال ُمقابل يستحقروه البقيه عقد حاجبه بعدها أجابها :آه أجل ..الذي يُحبه أغلب ال ُ
باإلضافة الى الدكاتره والعاملين ..واااه أستغرب منه إستمراره بالعمل هنا بعد كُل ما حدث..
رفعت حاجبها تقولُ :هناك إشاعه غير ُمنتشره تقول بأنه الصديق الحميم وال ُمقرب ألخ إليان
األكبر..
إتسعت عيناهما من الصدمه فهزت كتفها وأكملت :أن أقول الحقيقه ال يعني هذا بأني أغار..
وبعدها إلتفتت وغادرت مع صديقاتها..
بقي األمر هادئ بينهما لفتره حتى قال أحدهم بشيء من اإلستحقار :وتقول لنا لم يُعجبني ما
قُلتماه لي !!..كالمنا ال شيء ُمقارنةً بما فعله صديق أخاها ال ُمقرب!..
سحبه اآلخر يقول :تجاهل أمرها وتعال..
وغادرا بعدها..
***
3:50 pm
غرفتها الخاصه..في ُ
وضعت كوب الشاي األخضر على مكتب الحاسوب الخاص بها ووضعت بجانبه صحن ُمعجنات
ُحلوه..
كانت ترتدي بيجامة جمعت ما بين اللون األسود والوردي برسمة جرو في منتصف صدرها..
صوت صدى ُمغنيتها ال ُمفضله يصدح في المكان حيث كانت تنقل أغراضها ُهنا وهناك وهي
تُدندن عليها..
وقفت أمام المرآة تنظر الى شعرها القصير األسود ذات القصه المائله من اليسار الى اليمين..
إبتسمت راضيةً عن مظهرها بعدها جلست أخيرا ً على الكُرسي أمام حاسبها المكتبي..
عضت على شفتيها الصغيرتين بكُل حماس بعدها فتحت موقعها الخاص..
نظرت الى الفيديو الذي صنعته ُمسبقا ً والذي في قائمة التحميالت بعدها ضغطت على "نشر "
..
أخذت إحدى الدونات ال ُمحالة بسائل الشوكوالته وبدأت بتناولها وهي ترى الردود اللتي تتوالى
على صفحتها الشخصيه مؤكدين حماسهم للفيديو الجديد ومنهم من يمدحه قائالً بـ"أنه جيد
حتى قبل أن أراه" ..
ما إن أنهت قطعة الدونات التي أخذتها حتى بدأت الردود تتكاثر في صفحتها وبدأت تسجيالت
اإلعجاب تتزاحم..
ضاقت عيناها وهي تقول :هيّا هيّا لم يحدث ما أُريده بعد ..هيّا ل َم التأخير ..؟!
إنتفض جسدها ال إراديا ً عندما سمعت صوت إيطارات سيارة أُختها ويبدو بأنها للتو قد وصلت
للتو وهي تلف بسيارتها بطريقه ُمزعجه للغايه كعادتها..
وقفت بسرعه ووضعت الحاسب على وضع السكون ثُم أطفأت ال ُمسجل واألضواء وإتجهت
للسرير من فورها تتظاهر بالنوم..
خمس دقايق قبل أن يُفتح الباب وتدخل أختها الكُبرى..
سمعت صوتها تقول :فلور ..؟! سمعتُ بأنك تغيبت هذا اليوم لذا ال سبب يدعوك للنوم اآلن
..؟!
دقيقه قبل أن تسمعها تهمس قائله :ال بأس سأُمرر هذا األمر اآلن..
وبعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها..
أطلقت فلور نفسها بقوه دليل راحتها التامه..
جلست وهي تهمس :ما الذي يجعلها تعود من السفر !!..وما أدراها أيضا ً بأني تغيبتُ عن
المدرسه ..؟!
أخذت نفسا ً عميقا ً وأكملت همسها :هي الوحيدة التي ال أُريدها أن تعود بتاتا ً..
ظهر اإلرتباك على وجهها تقول :ستعود المشاكل ُمجددا ً..
***
9:20 pm
واقفه أمام المرآه تتأمل شعرها وتُراقب تطور اللون األشقر الذي يخرج من منابت الشعر ويبدأ
شيئا ً فشيئا ً يطغى على اللون البُني..
أمالت شفتيها تقول :أستغرب من شخصيتي السابقه ..أعني ما الذي يجعلني أُغيّر لون
شعري ..؟! األشقر يبدو لطيفا ً ..هل كُنتُ أُفضل البُني ..؟!
فكرت قليالً قبل أن تقول :إني في عُمر صغير ..هل كُنتُ من ال ُمراهقات الالتي يُحببن تجربة
كُل شيء ولهذا صبغتُ شعري ..؟!
ُ
أمسكت أطراف شعرها القصير وأكملت :إنه متساوي من األسفل ..لقد قص قبل فتر ٍة ليست
بالطويله ..أتسائل كيف كان طوله سابقا ً ..؟!
عقدت حاجبها عندما سمعت صوت ما..
سرعه فشاهدت ذلك الصبي نفسه قد دخل لتوه من باب حديقة إبتسمت وذهبت الى النافذه ب ُ
منزله ووقف أمام الباب الداخلي للمنزل..
إتكأت على النافذه وهي تهمس لنفسها :كالعاده سنراه يسند ظهره على الجدار ويسرح
بتفكيره..
ما إن أنهت ال ُجمله حتى فتح الباب ودخل الى الداخل..
دُهشت وبعدها صفرت تقول :واااو ُهناك تجديد..
تنهدت وأكملت :على فِكره ..ماهي حكايته بالضبط ..؟!
دُهشت عندما شاهدت النافذه ال ُمقابله لنافذتها تشتعل األضواء داخلها..
آليس :إذا نافذة الصبي تُقابل نافذتي!..
نظرت الى النافذه ال ُمغلقه لفتره بعدها إلتفتت تنظر الى الشجرة العمالقه القريبه من نافذته..
ضحكت تقول :أتسائل هل يُمكنني من ُهنا القفز الى تلك الشجره ..؟! أووه وتحدث كما في
القصص الرومانسيه أطرق على نافذته ويخرج لي..
ضحكت وأكملت :ال ليس على الفتيات أن يفعلنها بل الصبيان ههههههههههههه..
الحده :يا آنسه فُتح باب الغرفة في هذا الوقت وعندما شاهدتها ال ُمدبره ماري قالت بشيء من ِ
!!..
تعجبت آليس وإلتفتت الى جهتها تقول :ماذا ..؟!
إبتسمت ماري تقول :تلك النافذه ليس من الجيد فتحها ..الجو بارد..
رفعت آليس حاجبها بعدها قالت :ال أضن أن األمر يعنيك..
بقيت تنظر إليها ماري لفترة طويله بوجه خا ٍل من التعابير بعدها قالت ببرود :السيده جينيفر
باألسفل تتناول طعام العشاء..
بعدها خرجت من الغرفه وأغلقت الباب خلفها..
خطب ما بال ريب.. ٌ بقيت آليس تنظر الى الباب لفتره بعدها أغلقت النافذه وهي تهمس :هناك
خرجت من الغُرفه وأكملت :وأنا ال أشعر بالندم لردي عليها فهي دائما ً ما تستحقرني بطريقة
ُمهذبه لذا تستحق!..
إبتسمت وأكملت :واألهم اآلنسه جينيفر ُهنا !..وأخيرا ً..
دقيقتين حتى دخلت الى غرفة الطعام ..إبتسمت عندما رأتها وألقت السالم قبل أن تجلس على
مقعدها..
بادرت جينيفر بالحديث قائله :كيف حالك ..؟!
آليس :بخير ..وللغايه أيضا ً..
إبتسمت جينيفر تقول :هذا جيد ..إن إحتجتي الى أي شيء ال تترددي في طلبه..
هزت آليس رأسها تقول :حسنا ً.. ّ
دقيقتين مرت وهم في حالة صمت قطعته آليس تقول بتردد :اممم ..هل لي أن أطلب طلبا ً ..؟!
تعجبت جينيفر من ترددها وقالت :بالتأكيد ..ماذا تُريدين ..؟!
ترددت آليس قليالً قبل أن تقول :أُريد الذهاب حتى أنا الى ُهناك..
جينيفر بإبتسامه :وأين هو ُهناك الذي تُريدينه ..؟!
آليس :بيت العائله ..البيت األساسي لعائلتكم..
إختفت إبتسامة جينيفر وظهرت الدهشة على وجهها قبل أن تقول :إيدريان أخبرك صحيح ..؟!
آليس بسرعه :ال عالقة له باألمر ..أنا شككتُ منذ البدايه وواجهته بقوه لذا لم يكن لديه مجال
لإلنكار..
أكملت بعدها :األمر كان واضحا ً ..أعني .....من السهل مع مرور كُل هذه األيام أن أعرف
بأن هذا ليس المنزل الرئيسي للعائله..
أكملت بصوت خافت ُمتردد :هل أغضبتُك ..؟!
بقيت تنظر إليها جينيفر لفتره بعدها تنهدت وقالت :ولما أغضب ..على أية حال ال داعي
لذهابك الى ُهناك..
آليس :و ِلما ..؟!
جينيفر :العيش ُهناك ال يُناسبك..
آليس :لكني أُريد الذهاب..
توقفت جينيفر عن تناول الطعام ونظرت الى آليس تقول :ال يُمكنك ..البيئة ُهناك أصعب مما
ي أن أرده لك فكيف ي اإلعتناء بها حتى تجدي عائلتك ..إنه دين عل ّ ت أمانة وعل ّ
تضنين ..أن ِ
أُعرضك للمشاكل بدل االهتمام بك ..؟! يستحيل أن أفعلها..
إبتسمت آليس إبتسامه خافته باهته..
كلمات هذه المرأه تُشعرها بالدفء حقا ً..
عقدت حاجبها عندما إستوعبت ُجمله في كالمها..
ت أن تردي هذا الدين !!..إنه نظرت الى عيني جينيفر قائله بشيء من اإلستياء :ولما عليك أن ِ
ت!!!..خطأ إبنك لذا عليه هو أن يتحمل خطأه وليس أن ِ
بأنك تتنازلين ..؟! ال بأس لقد إعتدنا ت ِ ت من قُل ِ ضحكت جينيفر تقول :هههههههههههه أولس ِ
نحن ال ِكبار أن نتحمل أخطاء أبنائنا الصغار ..إنه أحد قوانين الحياة المعروفه..
أمالت آليس شفتيها غير راضيه عن هذا الكالم..
أي إبن هذا يجعل أُمه اللطيفه تُصحح له أخطائه وهو ال يُبالي!!..
إنها وقاحه!..
جينيفر :على أية حال ال تشغلي بالك به ..إننا نعذره فهو خليفة والده في إدارة هذه العائله لذا
لديه أمور أكثر صعوبه وأهميه من اإلعتناء بطفلة لطيفه مثلك..
آليس بشيء من اإلستياء :الرجل الناجح يُصحح أخطائه ال أن يتركها لوالدته تُصحهها له!..
ت حقا ً لطيفه عندما تتذمرين هكذا.. ضحكت جينيفر تقول :إن ِ
إبتسمت آليس بشيء من الخجل تقول :هههههه أخجلتني..
غيّرت بعدها الموضوع قائله بشيء من الرجاء :ماذا عن أمر ذهابي الى ذلك المنزل ..؟! ال
ترفضي..
تنهدت جينيفر تقول :أود حقا ً أن أُلبي رغبتك ..لكن ال أستطيع ..ثقي بي فأنا أُريد مصلحتك
ت قويةً كفايه للصمود ُهناك.. ت لس ِ
..أن ِ
آليس ك ُمحاوله أخيره لإلقناع :جربيني ..صدقيني يُمكنني..
هزت جينيفر رأسها تقول :أنا واثقه يا عزيزتي..
نفخت وجنتيها بتذمر وأكملت تناول طعامها..
دقائق حتى قالت :إذا ً ....أخبريهم أن يأتوا بين فترة وأُخرى الى ُهنا ..مللتُ البقاء ب ُمفردي..
تركت جينيفر الملعقه ونظرت الى آليس قائله :عزيزتي إسمعيني جيدا ً ُ ..هنا يوجد سائق ..
في أي وقت تُريدين الخروج فيه أخبريه وأ ُخرجي ..ال داعي حتى ألخذ اإلذن ..هذا المنزل
ليس بسجن يا عزيزتي !..صنفي نفسك كفرد ُمهم من العائله وإفعلي ما تُريدين..
إبتسمت آليس تقول :أشكرك على لطافتك ولكن ال يُوجد مكان كي أذهب إليه لذا ال سبب
يدعوني ل ُمغادرة المنزل..
جينيفر :ال يلتزم األمر أن يكون لديك أصدقاء ..إذهبي الى األسواق ..المتاحف ..المقاهي أو
حتى المالهي !..إستمتعي..
أمالت شفتيها وهمست بداخلها" :أذهب لوحدي"!
تنهدت وقالت :حسنا ً سأفعل..
إبتسمت جينيفر وأكملت تناول طعامها..
طرأت في رأس آليس فِكره فنظرت الى جينيفر وقالت :أُريد أن أدرس..
عقدت جينيفر حاجبها تقول :ماذا ..؟!
آليس :ال أعرف عمري ولكن يُمكنني التخمين بأني في مرحلة الدراسه ..ال أعلم إن كانت
دراسه ثانويه أو جامعيه لكن ال يُمكن أن أكون أكبر من ذلك ..أُريد أن أدرس ..ليس ُحبا ً في
الدراسه ولكن كنوع من تغيير البيئه..
بقيت جينيفر تنظر إليها لفتره تُفكر باألمر بعدها قالت :األمر ليس بالبساطة التي تضنينها..
آليس :أعلم هذا ..ال أوراق لدي وال إثباتات هويه وال سجل دراسي وال شيء..
بعدها أكملت بيأس :لذا هل كُنتُ أطلب ال ُمستحيل ..؟!
تنهدت جينيفر وقالت :ال خبرة لي بهذه األمور ..سأسأل ُمدير العائله وأرى ما إن كان يُمكننا
فعلها أم ال..
ت موافقه ..؟!!! آليس بدهشه :إذا ً أن ِ
هزت جينيفر كتفيها تقول :ال سبب يدعوني للرفض ..لكن كما قُلت قد يكون األمر صعبا ً وال
يتم..
إبتسمت آليس ُرغما ً عنها ونظرت الى طبقها بسعاده عارمه..
أخيرا ً وجدت شيئا ً لت ُغير فيه روتينها هذا..
***
2:10 am
بدأ آندرو بتناول طعامه وهو ينظر الى التلفاز حيث للتو بدأ عرض فيلم عائلي..
دقيقة حتى جلس ريكس وسحب الكيس ليأخذ وجبته..
توقف قليالً ينظر الى التلفاز بعدها أطلق نصف ضحكه ساخره فقال آندور :أُفضّل األفالم
العائليه على أفالم األكشن والحركه ..هل من ُمشكلة بخصوص ذلك ..؟!
ريكس وهو يُزيل الكيس الورقي عن شطيرته :ال أبدا ً..
بدأ بتناول طعامه فنظر آندرو إليه يقول :على أية حال لم تُجبني ..عندما أتيت قبل عدة
الحكايه ..؟!
ساعات لم تبدو حالتك جيده وغطيت في النوم قبل أن تتحدث بشيء ..ما ِ
أشار ريكس بنظره الى التلفاز وكأنه يقول "أكمل ُمشاهدة فيلمك ال ُمفضل! "
رفع آندرو حاجبه وقال بعدها :لما ترفض الرد ..؟!
تجاهله ريكس وهو يُكمل تناول طعامه..
أمال آندرو شفتيه وأكمل ُمشاهدة الفيلم..
لم يأتي الفاصل األول إال وكانا قد أنهيا طعامهما بالفعل..
أخذ آندرو جهاز التحكم وأغلق الصوت بعدها نظر الى ريكس الذي كان يشرب مشروبه
الغازي..
الحكايه ..؟!
إبتسم وسأله :ما ِ
ريكس ببرود :أية ِحكايه ..؟!
آندرو :أنت تعرف..
ريكس :أنا ال أعرف..
تنهد آندرو بعدها قال :ما السبب الذي جعلك تأتي الى شقتي من أجل النوم فقط ..حتى إنك
ي بكلمة واحده ُ ..هناك سبب ..ماهو ..؟! عندما أتيت كان يبدو عليك الغضب ولم ترد عل ّ
نظر ريكس الى األعالنات بالتلفاز وهو يشرب مشروبه الغازي ببرود..
رفع آندرو حاجبه دليل فقدان الصبر..
أخذ جهاز التحكم وأطفأ التلفاز كُله..
ريكس ببرود :أنت ال ُمتضرر..
آندور :لم يعد يهمني الفيلم ..هيّا أُريد التحدث معك..
وضع ريكس علبة المشروب الغازي فوق الطاوله بعدها نظر الى آندرو يقول :آندرو أُريد
ُمساعدتك في أمر ما..
عقد آندرو حاجبه يقول :في ماذا ..؟!
أشار ريكس الى الخلف يقول :سأستعير معطفك ..أعجبني..
لم يعد يعرف آندرو ماذا يقول!..
هو حقا ً لقد طفش من حركاته هذه!!..
وقف ريكس وإتجه الى األريكة الموجود فوقها المعطف وأخذه فقال آندرو :هيه أأنت جاد ..؟!
إرتداه ريكس وهو يقول :لقد إقترب موعد رأس السنه والبرودة في هذه األوقات ال تُطاق ..
معطفي ليس ثقيل كهذا..
آندرو :ليس هذا ما أسأل عنه !!..أأنت جاد بذهابك هكذا دون أن تقول لي شيئا ً ..؟!
جلس ريكس على األريكه وأخذ من جانبها حذائه "البوت" وبدأ بإرتداه فتنهد آندرو وهو
يهمس :لن أستضيفك ُمستقبالً ..أُقسم بذلك..
صمت قليالً بعدها سأل :صحيح لم أسألك عنها ..ماذا حدث بخصوص الفتاة تلك ..التي
صدمتها في ذلك اليوم ..؟!
توقف ريكس للحضه بعدها أكمل إرتداء الفردة األُخرى وهو يقول :ال شيء..
آندرو بتفكير :أعتقد مر على صدمتك لها شهر صحيح ..؟! قبل عشر أيام تقريبا ً أو أكثر
قررت جينيفر اإلعتناء بها..
راض ..؟!ٍ إبتسم وأكمل :أأنت
وقف ريكس ونظر الى آندور يقول بهدوء :إن لم تتوقف عن ذكر األمور التي تُزعجني
فسأقتُلك..
آندرو بإبتسامه :إني أستمتع بفعل هذا كما تفعل أنت..
نظر إليه ريكس ُمطوالً بعدها رفع قلنسوة المعطف وغطى بها رأسه قبل أن يلتفت ويخرج من
الشقه..
جاءه صوت آندرو المرتفع يقول :حافظ عليه فهو ثمين..
نزل ريكس من الدرج وهو يُتمتم :سأرميه حتما ً..
***
3:20 am
***
Desamber 29
10:20 am
***
1:40 pm
ألقى إدريان بجسده على األريكة المخمليه في غرفة اإلستيديو الخاصه بال ُمهندس الصوتي
الذي دائما ً ما يهتم بإخراج وهندسة أغانيه..
أطلق زفرة طويله قبل أن يقول :ذوقك سيء!..
شخص ُمتطلب
ٌ ضحك ُمهندس الصوت والذي يُدعى فيليب وقال :ماذا ..؟! كُل مافي األمر أنك
لذا هذا ليس خطأي..
إدريان بإنزعاج :إخرس..
زاد ضحك فيليب أكثر وقال بعدها :ما الذي لم يُعجبك فيهم ..؟! لقد رتبتُ لك موعدا ً مع ثالث
وليس واحد ..فما الذي لم يُعجبك ..؟!
ظهر اإلزدراء على وجه إدريان يقول :األول فتاة ما إن رأتني حتى قالت بدون ُمقدمات أن
كتاباتها يستحيل أن تُعطيها ل ُمغني صاعد بل تُعطيها لل ُمحترفين فقط!..
مط شفتيه وأكمل :والثاني وجهه كان قبيحا ً ..لقد رفضتُه قبل أن أسمع نوع كتاباته ..
يستحيل علي أن أُغني كلمات شخص ال أتقبل رؤية وجهه!..
هز فيليب رأسه بيأس وقال :والثالث ..؟!
صمت إدريان لفتره بعدها قال :مغرور ..لم يرق لي ..كانت طريقة حديثه ُمتسلطه للغايه ..
أكره أنواعه ولو إستمررتُ بالعمل معه سينتهى األمر بشجار ال محاله..
تنهد وأكمل :فيليب جد لي أشخاصا ً يستحقون وليس ُمجرد ُمهرجين !!..أُريد أن أُنهي األلبوم
فالرك ال ُمزعج يُطاردني في كُل مكان وال أُريد أن يصل األمر الى أن يُجبرني هو على كلمات
وألحان ال أُريدها!..
فيليب :ماذا تُريد مني أن أفعل إدريان ..؟! أنت من ترفض وأنت من تجد عيوب ال يلتفت إليها
اإلنسان الطبيعي الـ...
قاطعه إدريان :اإلنسان الطبيعي وليس ال ُمغني ُ !..هناك فرق..
تنهد فيليب وقال :حسنا ً حسنا ً سأُحاول أن أجد لك شخصا ً آخر خالل هذين اليومين..
وقف إدريان يستعد للخروج وهو يقول :حاول أن تستعجل فلقد تعبتُ من ُمماطلة الرك
والتهرب من لقائه..
غرفة اإلستيديو.. أشار فيليب بعالمة الـ okبيده فإبتسم إدريان وغادر ُ
غرفة تدريب وتوقف حالما سمع إسمه يصدر من داخل الغُرفة المفتوح بابها بشكل مر بجوار ُ
موازي..
إلتفت ونظر بهدوء بإتجاه الغرفه وهو يسمع أحدهم يقول :وهل تضن بأن ال ُمدير سيُفرط
بإدريان هذا ..؟! حتى لو كان فاشالً و ُمتطلبا ً ال تنسى بأنه أداة قويه وأنت تعرف ماذا أقصد!..
رد عليه اآلخر :ال يهمني أيا ً ما تقوله ..أنا ال أُريد سوى العدل ُهنا !..أفشل مني في الرقص
وتم إختياره ببطوله رئيسيه في كليب الفرقة القادم !!..أتُصدق ذلك!..
ضحك شخص ثالث يقول :تُريد العدل ..؟! هههههههههههههههههههههههه أنت ُمسلي..
عاود الشاب األول الحديث يقول بسخريه :إنسى أن تجد العدل بوجود أشخاص كإدريان وغيره
..ف ُهنا المصلحه تحكُم وليس القدرة والمهاره..
فتح إدريان عليهم الباب فجفل ثالثتهم ونظروا الى الباب ودُهشوا عندما رأوا إدريان ينظر
إليهم بكُل برود..
إنزعج أحدهم بينما اآلخران ينظران إليه بهدوء..
كانوا يجلسون بشك ٍل ُمتفرق أمام كُل واحد منهم آلته ال ُموسيقيه الخاصة به ومن ال ُمفترض
أنهم يتدربون عليها..
أمال إدريان شفتيه بإبتسامه ساخره يقول :العجائز فقط هم من يجتمعن ويتحدثن بالسوء عن
ُ
العجائز فقط.. اآلخرين ..هل سمعتم ..؟! إنهن
إنزعج األول يقول :وهل التجسس في رأيك يُناسب إعالميا ً دخل مجال الغناء في أضخم
المؤسسات الترفيهيه ..؟!
ظهرت إبتسامة السخريه على وجهه لفتره قبل أن يقول ب ُمنتهى اإلستفزاز :أجل ..يُناسبني ..
فأنا إدريان الذي يحق لي ماال يحق ألي فرد منكم ..لذا جدوا لكم طريقة إلظهار نجوميتكم
دون إستعمال إسمي..
بعدها خرج عندما لم يستطع أحدهم التجادل معه..
سحقا ً له!!..سحقا ً له ُحالما أغلق الباب خلفه وقف أحدهم وخرج من الغرفة وهو يتمتمُ :
بينما إنزعج الثاني وهمس :أكره أمثاله !..من يضن نفسه كي يحسبنا نستخدم إسمه في
حديثنا من أجل أن نشتهر ..؟! مغرور تافه..
شد على أسنانه وأكمل :ال يعرف بأن حقيقة األمر أنه ال شيء وإنما ُمجرد أداة يستخدمها
ال ُمدير من أجل أن يُحقق ما يطمح إليه..
تنهد الثالث وقال :تجاهله ..سيُدرك يوما ً ما بأن ما كان يعيشه وهم ..وحينها نحن من
سيضحك ال هو..
ضاقت عيناه وقال :سأنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر..
***
3:20 pm
ُمسترخيةً على األريكة تنظر الى السقف وهي تُدندن ببعض كلمات األغاني التي حفضتها في
األيام الماضيه..
لقد أخذ منها الملل ما أخذ وأصبحت تُكافح ل ُمحاولة تغيير روتينها هذا..
إعتدلت في جلستها ونظرت الى األمام قليالً قبل أن تقف وتمشى في أرجاء المنزل..
وضعت يديها في جيب بنطالها األبيض الذي يصل الى ُمنتصف الساق وصعدت الدرج هامسه:
سفلي ..سأتمشى هذه المرة بالطابق العلوي.. المرة الماضيه تمشيت في الطابق ال ُ
تنهدت وأكملت :ألول مره ال أتمنى رؤية جينيفر ..أخشى أنني عندما أُقابلها تبتسم في وجهي
بلطف قائله ال يُمكنك في حالتك هذه أن تدرسي ..سأُجن حتما ً فهذا يعني بأن أيامي هذه لن
يكون لها نهايه..
فكرت قليالً قبل أن تُكمل :لحضه ..لدي ح ٌل آخر ..لو قالتها فسأطلب منها على األقل أن تجد
لي عمالً ..نعم نعم حتى لو كُنتُ أعيش في رفاهيه فأساس طلبي ليس حاجتي للمال بل
لل ُحريه..
غرفتها.. إلتفتت يسارا ً ناظرةً الى دهليز طويل لم تدخله من قبل فهو بعيد للغايه عن موقع ُ
أمالت شفتيها قليالً بعدها قررت الدخول إليه فرؤية أماكن جديده هو السبيل الوحيد إلبعاد
مللها..
بدأت تمشي فيه ناظرةً الى الصور الرماديه ال ُمشبعة باأللوان الحيويه ُمننتشره على جدران
هذا الممر..
وصلت الى صالة صغيره أنيقه ذات طابع كالسيكي بتلفاز يتوسط أرفف الحائط..
إبتسمت وهمست :مكان لطيف..
نظرت الى أحد األبواب وقامت بفتحه فإذ هو عباره عن دوالب بجانب ثالجة صغيره وهناك
صنع الرغوة وغيرها.. صنع القهوة و ُ العديد من آالت ُ
يبدو كمطبخ ُمصغّر..
خرجت وذهبت الى الباب التالي وفتحته ولكن كان ُمحكم اإلغالق من الداخل..
تنهدت وأمالت شفتيها هامسه :إنه بالتأكيد يعود ألحد أفراد األُسره بإستثناء إدريان فأنا أعرف
موقع غرفة نومه ..هو للفتاة المغرورة أو الشاب الوقح..
إلتفتت ولكن ُخيّل لها بأنها سمعت صوتٌ بالداخل..
عقدت حاجبها وعادت الى الباب ..وضعت إذنها عليه وطرقته عدة مرات..
ولكن لم تسمع أي شيء..
رفعت حاجبها بعدها ضحكت تقول :ال تقولوا لي بأن المنزل مسكون ..؟! أرجوكم أرحموني..
وبعدها إلتفتت وقررت أن تُغادر فالبقاء ُهنا بدأ يُخيفها وخصوصا ً أن اإلضاءه كانت ُمخفضة
تماما ً وال وجود ألي نافذه..
ً
خرجت من هذا الدهليز الطويل فوجدت أمامها ال ُمربيه كانت للتو خارجة من غرفتها الخاصه
والتي كانت قريبة منها..
حالما رأتها ال ُمربيه إتسعت عيناها من الصدمه وقالت بسرعه :لما دخلتي الى ُهناك ..؟!!!
رفعت آليس حاجبها للحضه بعدها إبتسمت وقالت :لما ..؟! أال يحق لي الدخول ..؟!
تمالكت ال ُمربية أعصابها وقالت :األمر ليس كذلك ولكن هذا ال ِقسم ينتمي ألحدهم وهو بالتأكيد
ال يُريد ألحد الدخول حتى الخادمات ..األمر لن يمر على خير لو عرف عن أمر دخولك..
تجاهلتها آليس وتقدمت وعندما إقتربت من الدرج تفاجأت باإلبن األكبر لهذه العائله صعد
الدرج وإتجه ُمباشرةً الى غرفته التي تقع في الجهة ال ُمقابله..
كان يبدو ُمستعجالً فهو لم ينتبه لوجودها حتى..
ضاقت عيناها وبعدها تقدمت وذهبت الى حيث إتجه..
إقتربت من باب غرفته فوجدته أمام أحد الدواليب يُفتش فيه عن شيء ما..
رفعت حاجبها وهمست :عن ماذا يبحث ..؟!
إختبأت للحضه عندما عبر من أمام الباب ُمتجها ً الى مكان آخر..
نظرت ُمجددا ً ووجدته هذه المرة أمام دوالب آخر مليء باألدراج ويبحث فيه أيضا ً..
إختبأت بسرعه عندما شعرت بإلتفاتته وهمست لنفسها :أتمنى بأنه لم يراني..
ثواني مرت حتى قررت أن تسترق النظر ُمجددا ً لكنها تفاجأت به متكأ على الباب ينظر إليها
بهدوء بالغ..
تورطت كثيرا ً ولم تجد مخرجا ً سوى أن تبتسم قائله :مرحبا..
لم يرد وبقي ينظر إليها بهدوء تام فعرفت بأنه ينتظر تفسيرا ً..
لم تدري ما تقول ..ألن حتى ِكذبة مررت بالصدفه لن تُفيد فهي اآلن بداخل جناحه أصالً..
قررت أن ت ُلطف الوضع قائله :ذوقك جميل ...في إختيار األثاث أقصد..
لم تجد تعليقا ً فإبتسمت وأكملت :وفي مالبسك أيضا ً..
ت ستستمرين بالتدخل في شؤون غيرك فأُتركي المنزل.. تحدث بهدوء يقول :إن كُن ِ
تفاجأت من كالمه وفورا ً قالت :أعتذر ..أعني أنا حقا ً لم أقصد ..الملل جعلني أتصرف
تصرفات غير طبيعيه ..لن أتجسس ُمجددا ً..
ريكس ببرود :أُغربي عن وجهي..
مطت شفتيها غير راضيه عن أُسلوبه ولكن في ال ُمقابل ال تلومه فتصرفها حقا ً ُمزعج..
هزت رأسها وقالت :حسنا ً كما ترغب ولكن ...عليك أن تعرف بأن األُسلوب ال ُمحترم يترك
تأثيرا ً في نفس ال ُمتلقي ..لو قُلتها لي بإحترام لخجلتُ من نفسي ولكن أنا اآلن أصبحتُ غير
آسفةً على تصرفي..
أشار بنظره الى خارج المكان وكأنه يقول حسنا ً فهمت لذا أُخرجي..
زاد إنزعاجها وفي هذه اللحضه رن هاتفه النقال الذي كان على الطاولة في ُمنتصف جناحه..
نظر إليها قليالً بعدها تجاوزها خارجا ً من غرفته ..أخذ الهاتف ونظر الى الشاشه التي كانت
تُشير الى رقم مجهول..
نظر الى الرقم ُمطوالً بعدها رد ووضع الهاتف على أُذنه قائالً :نعم..
ثواني من الصمت بعدها أُغلق الخط في وجهه..
نظر الى شاشة هاتفه للحضه بعدها دخل الى الرقم وقام بحظره..
دائما ً ما تأتيه ُمضايقات من هذا النوع لذا حتى يتخلص منها يقوم بحظر كُل رقم مجهول
يتصرف بمثل هذه التصرفات..
أغلق هاتفه وعندما كاد أن يضعه على الطاوله أتت ُمكالمه أُخرى من رقم مجهول آخر..
نظر للشاشه قليالً بعدها رد دون أن يقول شيئا ً..
و ُمجددا ً فترة صمت وبعدها أُغلق الخط..
عض على طرف شفته بعدها قام بحظر هذا الرقم..
ما إن ضغط على كلمة حظر حتى جائه إتصال ثالث من رقم مجهول آخر..
وضعه على الصمت ورمى به على الطاولة بقوه لدرجة أنه سقط على األرض..
إلتفت عائدا ً الى الغرفه لكنه توقف عندما رأى آليس ال تزال واقفه في مكانها..
جفُلت عندما رأت الغضب واإلنزعاج واضحا ً في عينيه فإبتسمت وتسحبت الى الخارج..
أخذت نفسا ً عميقا ً وإتجهت الى الدرج وهي تقول :وااه تلك العينين الباردتان تحولت فجأه الى
عينين تشع غضبا ً ..ما أمر تلك ال ُمكالمات حتى تجعله هكذا ..؟!
نزلت من الدرج وأكملت :أضنها من شخص ُمزعج فعلى ما يبدو أنه يُغلق الخط حالما ً يرد
عليه ..أو ربما قال بعض كلمات اإلستفزاز قبل أن يُغلق الخط ..آآآآه ال أعلم ..وما شأني أنا
..
ما إن إنتهت من نزول الدرج حتى إلتفتت الى الخلف عندما سمعت خطواته وهو ينزل من
الدرج..
راقبته بعينيها وهي تتسائل في نفسها ما إن كان قد عثر على ما يبحث عنه..
أو ربما تلك ال ُمكالمه قيل فيها شيء جعلته يُغادر!..
خرج ريكس من المنزل وإتجه الى سيارته بهدوء وهو يهمس لنفسه :إن لم تكن ُهنا فأين
..؟!
عقد حاجبه وتوقف حالما وصل الى سيارته..
سخريه وهو يرى أثنان من عجالت سيارته قد تم العبث بها.. أمال شفتيه ب ُ
رفع رأسه ونظر حوله قليالً قبل أن يتجاوز سيارته ويذهب الى السائق الوحيد لهذا المنزل..
رمى له مفاتيح سيارته يقول :قُم بإصالحها وأعطني مفاتيح سيارتك..
هز السائق رأسه وسلمه مفاتيح سيارته الخاصه باألُسره..
خرج ريكس من بوابة المنزل حيث أن السياره تقف بالخارج..
مر من جانب حارس الباب العجوز وقال له ببرود :تفقد كاميرات ال ُمراقبه وأرسل الفيديوهات
على البريد اإللكتروني الخاص بي..
هز البواب رأسه يقول :كما تُريد..
***
8:40 pm
دخلت الى المنزل وقامت بنزع معطف الروز حالما أتتها الخادمه وسألتها :هل من أخبار ..؟!
أخذت الخادمه معطفها وحقيبة يدها تقول :لم يحدث شيء لهذا اليوم سوى أن اآلنسه إستيال
لم تُغادر المنزل قط..
ما إن أنهنت جملتها حتى أتتها إستيال تمشي بهدوء وهي تقول بإبتسامه غريبه :مرحبا ً عمتي
جينيفر ..لم أجدك باألمس عندما أتيت لذا لم يتسنى لي ُمقابلتك..
ت تنتظرين كُل هذهإنحنت الخادمه وإنسحبت في حين إبتسمت جينيفر بال ُمقابل وقالت :أكُن ِ
الفتره في المنزل من أجل لقائي ..؟! أشكُر لك لُطفك..
ت شخص عزيز جـــدا ً بالنسبة لي.. وصلت لها إستيال وح ّيتها تقول :أوه بالتأكيد ..أن ِ
ت ..؟!سألت بعدها :لكن لما لم تنامي باألمس في المنزل ..؟! أين كُن ِ
تقدمت جينيفر من أحدى األرائك وجلست عليها تقول :في منزل إحدى الصديقات ..سهرنا
أصرت على أن أبات عندها.. ّ الليل في موضوع ما وعندما تأخر الوقت
ت ..؟! جلست إستيال على األريكة ال ُمقابله ووضعت رجالً على رجل تقول بإبتسامه :وأن ِ
ت قبل ِ
أحسد صداقتكما..
جينيفر بإبتسامه غريبه :ال إنها ال شيء أمام رابط عالقتك بأخوتك..
ضحكت إستيال بعدها قالت :إذا ً ...أُريد أن أصنع أمر ما ..لن تُمانعي صحيح ..؟!
جينيفر :ومن يستطيع أن يرفض طلبات الجميلة إستيال ..؟!
إبتسمت إستيال لفتره ولم تتحدث..
دقايق قبل أن تقول :فقط كُل مافي األمر أن رأس السنة الميالديه قادم ..أُريد أن يُقام حفلة
كبيره في المنزل ..ضخمه وشامله ال تُنسى..
جينيفر بتفكير :لم نفعلها منذ خمس سنوات ..بالنسبة لي ال أرى مانعا ً ولكن الكلمة األخيره
لعمك..
إستيال :ال تقلقي ..عمي ال يرفض طلباتي..
نظرت إليها جينيفر لفتره قبل أن تبتسم قائله :ولكن لم يتبقى سوى يومان ..من الصعب
تجهيز كُل هذا في حدود يومان فقط!..
إستيال :ال صعب على إستيال..
لم تُعلق جينيفر وإكتفت باإلبتسامه ال ُمصطنعه..
ضحكت إستيال وقالت :عمتي العزيزه ..لم أُخبرك طلبي بعد ..فطلبي لم يكن الحفله فهي
ستُقام في ِكال الحالتين ما دُمت أُريد ذلك..
إبتسمت وأكملت :أُريد أن تحظر ..تلك الفتاة التي أطلقتي عليها إسم آليس..
إختفت إبتسامة جينيفر ونظرت الى إستيال لفترة ليست بالقصيره قبل أن تقول :سأسألها ولكن
لو رفضت فلن أُجبرها..
إستيال بهدوء :ال ..هي لن ترفض ..أنا واثقه..
إبتسمت جينيفر تقول :أتمنى أن تكون ثقتك في مكانها..
ت ُمرهقه ولن أُزعجك أكثر.. إكتفت إستيال أن ترد بإبتسامه بعدها وقفت وقالت :أن ِ
إلتفتت لتُغادر لكنها توقفت..
نظرت الى جينيفر وسألت بإبتسامه تحمل العديد من المعاني :أتسائل ....لما من بين جميع
األسماء إخترتي إسم آليس ..؟! عمتي ....ال تكوني شيطانة الى هذه الدرجه..
نظرت إليها جينيفر بهدوء تام ولم ترد فإلتفتت إستيال وغادرت هامسه :أتطلع للقادم بكُل
شوق..
***
Desamber 30
1:40 pm
على الرغم من أنها الظهيره إال أن الشمس كانت بارده وشعاعها ال يكاد يُرى بفعل الغيوم..
الناس يأتون ويذهبون على األرصفه ويقطعون الشارع وأغلبهم يرتدي تلك المعاطف الثقيله
بينما البعض تلك البروده ال ُمنتشره ال تؤثر على أجسادهم البته..
إتكأ على الجدار وهو يرتدي قُبعة تُغطي شعره األشقر ونظارةً شمسيه هو متأكد بأن وقتها
غير ُمناسب اآلن..
أشعل سيجارته وهو ينظر الى الحياة الموجوده أمامه ..فهذا الشارع للمشي أكثر من أن
يكون طريقا ً لمرور السيارات..
أدخل يديه في جيب جاكيته البُني الطويل ويبدو بأنه ينتظر شخصا ً ما..
نعم هذا ما يبدو ولكنه في الحقيقة ال ينتظر أحدا ً..
طرقات هذه المدينة وبين الكثير من بل إن وقوفه متكئا ً على الجدار فوق أحد األرصفه في ُ
البشر هي ليست سوى ُمحاولة منه للتهرب من حياته الخاصه المليئة بالمشاكل التي ال يعرفها
أي أحد سواه هو..
نفث الدُخان ببطئ شديد من شفتيه بعدها إلتفت عن يمينه عندما شعر بفتاة إتكأت بالقُرب منه
وهي منشغلة بهاتفها النقّال..
تنهد وعاود النظر الى األمام لدقيقتين بعدها شعر بالفتاة تُلقي عليه نظره بين فنية وأُخرى..
نظر إليها بطرف عينه عندما جلست على األرض تُقلب بحقيبتها الكبيره التي كانت تلبسها من
كتفها األيمن الى جانبها األيسر..
مع تلك الحقيبه !..تبدو وكأنها قرويه قديمة الطراز..
وقفت ُمجددا ً هامسه :خساره ..لم أحظرها معي..
إلتفتت إليه ونكزته بيدها..
حيث كانت أقصر فإبتسمت وقالت :هل لك أن تُعطيني نظارتك ُ رفع حاجبه وأنزل نظره إليها
..؟!
رفع حاجبه بعدها إلتفت وأكمل يدخن سيجارته ولم يعرها أي إهتمام..
تنهدت عندما تجاهلها بعدها قالت :لم أكن أعرف أن ال ُمغني إدريان وقحا ً تجاه ُمعجباته..
يموه مالمحه قدر ال ُمستطاع بجانب أنه دُهش فهو لم يتوقع بأنها عرفت هويته ..لقد حاول أن ّ
ليس شهيرا ً الى هذه الدرجه..
هذا مالم يحسب حسابه فليس من الجيد أن يترك إنطباعا ً سيئا ً عن نفسه تجاه ال ُمعجبين..
تدارك الوضع ملتفةً إليه وقال :أعتذر لكني بحق ضننتُك تحاولين سرقتي فالسرقات من هذا
النوع ُمنتشره..
إبتسمت بغباء فأعطاها نظارته الشمسيه بإبتسامة ُمصطنعه..
أخذتها وبدأت بالعبث فيها عن طريق إخراج زجاجها من اإليطار..
دُهش وكاد أن يصرخ عليها فثمن هذه النظارة باهض جدا ً!!..
أعادت له النظارة وهي تقول :ستكون ُملفتا ً للنظر عندما ترتدي نظارة شمسيه في مثل هذا
الجو ..هكذا ستكون كأنها نظارة عاديه ولن يدقق الكثير في وجهك ولن يعرفوا هويتك..
حاول قدر ال ُمستطاع كبح غضبه وهو يقول بإبتسامه :آه أشكرك..
سحقا ً !..هذا ما كان ينقصني في مثل هذا إلتفتت وغادرت فإرتدى النظارة وهو يهمسُ :
اليوم..
ضاقت عيناه لوهله وإلتفت بسرعه عن يساره ولكنه لم يجد أحدا ً..
هل ُخيّل إليه أنه سمع صوت آلة تصوير ..؟!
عض على طرف شفته قبل أن يهمس لنفسه :ال بأس ..حتى لو كان كذلك فمن الجيد أنني لم
أتصرف بلؤم ..ال يوجد ما أخاف منه..
إعتدل في وقفته وغادر فليس من ال ُمريح البقاء ُهنا بعد اآلن..
***
5:30 pm
إرتدت بنطال جينز أسود طويل وقميص أبيض قصير األكمام وإرتدت من فوقه معطفا ً قرمزي
اللون..
جهزت نفسها بالكامل فلقد قررت أن تأخذ بنصيحة جينيفر والخروج للتمشي أو حتى لتناول
كوب من القهوه مع بعض الكعك..
لم تنسى أن ترتدي قبعة من الصوف فلقد بدأ الشعر األشقر يُصبح واضحا ً و ُملفتا ً للنظر
وتسائلت في نفسها عن المدة التي قد يتطلبها عودة شعرها الى لونه الطبيعي ..؟!
لم تأخذ أي حقيبة وإكتفت بحمل هاتفها مع بعض المال في جيبها..
خرجت الى ساحة المنزل وبحثت بنظرها عن السائق وإبتسمت عندما وجدته..
تقدمت منه تقول :مرحبا ً ..هل يُمكنك أن تأخذني في جوله ..؟!
إبتسم السائق يقول :يُسعدني ذلك ولكن ..السيد ريكس لم يُعد السيارة بعد..
إختفت إبتسامتها فورا ً وتحولت مالمحها الى الصدمة العارمه..
أي حظ هذا الذي تملكه ..؟!!!
قالت بإندفاع :ولما ..؟! لقد أخذها باألمس ومن األدب واألخالق وحسن التعامل أن يُعيدها في
اليوم نفسه فلماذا ..؟!!!! ما ذنبني أنا أتشوق للخروج وأتجهز من أجل هذا ثُم أُصدم بالواقع
!!!..ما ذنبي ..؟!!
لم يجد السائق ما يقوله سوى :أعتذر..
تنهدت وقالت :ليس أنت من عليه اإلعتذار..
ظهر ال ُحزن على مالمحها وأكملت لنفسها :إذا ً ال خروج ها ..؟!
إلتفتت عائده الى المنزل وهي ُمحطمة القلب فلقد كان حماسها للخروج كبيرا ً بحق!..
توقفت ونظرت الى جهة البوابه عندما سمعتها تُفتح ..ضاقت عيناها وهي ترى شابا ً أسود
الشعر وطويل القامه يدخل من البوابه..
لقد عرفته ..إنه فرانسوا صديق إدريان..
ت عائدة من مكان ما ..؟! إبتسم عندما رآها واقفه فتقدم وهو يقول :مرحبا ً آليس ..هل كُن ِ
ضحكت تقول :من ال ُمفترض ..لكن أحد ال ُمزعجين أخذ سيارة السائق ولم يعدها لذا قد فشلت
خططي بالخروج..
فرانسوا :ههههههههههههههههه ياله من حظ ..على أية حال هل إد موجود بالداخل ..؟!
هزت رأسها بالنفي تقول :ال ..منذ يومان لم أره..
ظهر التعجب على وجهه وهمس لنفسه :إين يُمكن أن يكون ..؟!
نظرت الى وجهه وهمست له :هل ستذهب للبحث عنه ..؟!
نظر إليها وأجاب :ال ..سأكتفي بإرسال رساله..
آليس بنفس الهمس :إذا ً هل ُهناك مكان ُمحدد تنوي الذهاب إليه ..؟!
هز رأسه بالنفي فإبتسمت وقالت بفرح :إذا ً هل يُمكنك أخذي في جوله ..؟!
دُهش للحضه بعدها إبتسم يقول :لم أكن أضنك واقعه في غرامي..
قالت ب ُمجاراه واضحه :نعم إني ال أُطيق فِراقك لذا هل أنت ُموافق ..؟!
ت ُممتعه ..حسنا ً كما تُريدين..
ضحك على ردها يقول :ههههههههههههههههههه أن ِ
شدت على قبضة يدها بفرح تقول :جيد!..
وبعدها تقدمته الى الخارج فدُهش للحضه قبل أن يبتسم قائالً :فتاة ُمسليه..
دقائق حتى أوقف السياره أمام أحد المقاهي الشهيره وقال :ما رأيُك بالقليل من القهوه قبل أن
نتجول في أنحاء المدينه ..؟!
إبتسمت تقول :حسنا ً يبدو هذا جيدا ً..
نزلت من السياره وأغلقت الباب خلفها وهي تنظر الى المقهى الفخم الذي أمامها..
إلتفتت الى جهته وهو يتقدم منها وسألت :أال يبدو باهضا ً ..؟!
ضحك ومد يده فأمسكت بذراعه ودخل بها الى المقهى يقول :باهض لمن ال يملكون المال..
همست بضحك :ياال التباهي..
سحب لها كُرسيا ً فجلست عليه بعدها جلس في الكُرسي ال ُمقابل..
أخذت قائمة الطلبات ونظرت إليها لفتره فأتاهما النادل وقال بإبتسامه :طلباتكما ..؟!
نظرت إليه وأشارت الى طلب ما تقول :اسبريسو فقط بجوار كوكيز البُندق هذا..
س ّجل طلبها بعدها إلتفت الى فرانسوا الذي قال بإبتسامه :الطلب نفسه..
إبتسم النادل وقال :دقائق فقط من فضلكما..
وبعدها غادر فنظرت إليه وقالت :هل ال بأس بذلك ..؟! أعني....
ت متواجده في منزل جينيفر قاطعها :أجل ال بأس ..على أية حال حدثيني عن نفسك ..لما أن ِ
..؟! هل ُهناك ُمشكلة ما مع والدتك ..؟!
ي أن أقول ..؟! أُخبره بأنها كانت ِكذبه أم أستمر إبتسمت وهي تهمس في نفسها" :ماذا عل ّ
بالكذب حتى يكتشف األمر ُمصادفه من إدريان ..؟"!
حسنا ً اإلستمرار بالكذب أمام صديق إدريان سيضعها بمواقف ُمحرجه ُمستقبالً..
آليس :في الحقيقة لستُ إبنة صديقة جينيفر كما أخبرتُك سابقا ً..
عقد حاجبه فأكملت :لم أكن أعلم بأن إدريان لم يُخبرك وأيضا ً أتفهم سبب عدم إخباره فلستُ
شيئا ً هاما ً ..فكُل مافي األمر أن أخاه األكبر سبب لي حادثا ً جعلني أفقد ذاكرتي ..جينيفر
قررت اإلعتناء بي حتى تجدني عائلتي..
صفّر بتفاجؤ يقول :أستغرب من إد بأنه لم يُخبرني عن مثل هذه الحادثه الهامه..
ضحك وأكمل :آه باآلونه األخيره إنشغلنا كثيرا ً لذا هذا ُمتوقع..
جاء النادل وقدم لهما طلباتهما بعدها إنحنى وغادر..
سألها وقال :إذا ً هل من جديد ..؟!
رشفت آليس القليل من الكوب قبل أن تهز رأسها بالنفي..
تعجب بعدها قال :هل جربتي البحث عنهم بنفسك ..؟!
دُهشت من سؤاله وأجابته :ال ..لم أُفكر بهذا..
فرانسوا :غريب ..من ال ُمفترض أن تُجربي..
هزت كتفها تقول :ما الفائده ..أعني أنا ال أتذكر شيئا ً فكيف سأبحث ..؟!
فرانسوا :ولم تُحاولي على األقل أن تُقابلي طبيبا ً نفسيا ً وتُحاولي إستعادة ذاكرتك ..؟!
تفاجأت لوهله فهي بحق لم تُفكر بمثل هذا األمر ُمطلقا ً على الرغم من أنه طبيعي بل ال ُمفترض
أن يفعله كُل من هم بمثل حالتها..
عندما شاهد تفاجؤها تعجب وقال :ال تُخبريني بأنك لم تُفكري بذلك أيضا ً ..؟!
ت جاده ..؟!! لما لم تُفكري بفعل هذا !.. ضحكت بغباء وهزت رأسها فدُهش وهو يقول :أأن ِ
ت غريبه.. أن ِ
هزت كتفها تقول :ال أعلم ..أعني .....ال أدري حقا ً..
تنهد بيأس وأخذ الكوب وعندما رشف منه القليل أحس بمرارة كبيره..
ي أن أطلب نفس تغيرت مالمحه لوهله لكنه سيطر على نفسه وهو يقول بداخله" :ما كان عل ّ
سحقا ً وتبا ً لل ُمجامالت هذه" ..
طلبها ُ ..
أخفت آليس إبتسامتها ببراعه عندما الحظت مالمحه وهمست بداخلها" :إنه أحمق وظريف
في الوقت نفسه" ..
تجاهلت األمر وسألته :إذا ً ....هل يُمكنك أن تجد لي شخصا ً أتحدث معه في هذا الخصوص
..؟! طبيب أو ُمختص فأنا ال أعرف ماذا أفعل..
فكر قليالً بعدها قال :إذا ً تطلبين ِخدمه ..؟!
غمز وأكمل :وما ال ُمقابل ..؟!
إبتسمت تقول :سأعفيك من التظاهر بشرب القهوة أمامي..
تفاجئ للحضه فضحكت ُرغما ً عنها بينما أشاح بنظره بشيء من اإلحراج فهو لم يتوقع بأنها
قد الحظت ذلك..
***
9:30 pm
دخل آندرو الى أحد المطاعم الغير مشهوره وجلس على المائدة التي حجزها ُمسبقا ً..
أتته النادله فإبتسم لها قائالً :أنتظر شخص آخر لذا أجلي أخذ الطلب..
هزت رأسها وغادرت بلطف..
أخذ قائمة الطلبات وأشغل نفسه في تصفح الطعام..
عندما أتى أول مره كانت نيته بالطعام اإليطالي والكثير من ال ُجبن على الباستا..
ولكن بعد رؤية القائمه أصبح يشتهي الدجاج المقلي والبطاطا..
رفع رأسه جهة الباب عندما سمعه يُفتح لكنه أمال شفته عندما لم يكن ريكس..
عليه ّأال يتفاجئ فهي ليست المرة األولى التي يتأخر فيها..
نظر الى المطعم لفتره وهمس بداخل نفسه" :إنها المرة األُولى التي يستدعيني لتناول العشاء
منذ عدة سنوات ..واألهم إنه مطعم أقل من عادي ..ال أشعر باإلرتياح من طلبه الغريب هذا
فأنا أعرفه جيدا ً" ..
نظر الى ساعته وإطمئن أنها ال تزال التاسعه والنصف ..فغدا ً لديه يوم مهم في الكُليه..
إنه يوم إختباره ل ُ
طالبه..
أخرج هاتفه النقال ووضع السماعات في أُذنه وشغّل إحدى أغانيه ال ُمفضله..
مرت نصف ساعه دون أن يشعر وعندما رأى بأنها قد أصبحت العاشره شعر بإنزعاج كبير..
دخل الى قائمة اإلتصال وضغط على إسمه..
مرت ثواني الدق دون أن يجد أي رد..
هل هو ....يسخر منه ..؟!
ُ
عاود النظر الى ساعته وهمس :سأكون لطيفا ً وأنتظر لنصف ساعه أخرى ..إن لم يحظر
سأُغادر دون أن أُعطيه خبرا ً حتى..
تنهد بعُمق وبدأ ينتظر..
عشر دقائق وإلتفت الى الباب للمرة العشرون ووجده شخص آخر دخل وليس ريكس..
أمال شفته وعاود التأمل في إحدى اللوحات ال ُمعلقة على الجدار..
عقد حاجبه عندما وص َل الى مسامعه إسم فابريان..
أوليس هذا الشاب الذي أُعلن موته قبل ثالثة أيام ..؟!
لم يلتفت بل ركّز مسامعه على الطاولة التي تقع خلفه حيث سمع شخصا ً يقول :كُل شيء على
ما يُرام ..كُل ما أُريده منك هو أن تقول بأن الرجل الذي شاهدته هو ريكس ..فقط أدلي بهذه
الشهاده وكُل شيء سيكون على ما يُرام ..سندفع لك ثمن ديونك كما وعدناك..
رد عليه رجل يبدو في األربعين من عمره يقول بشيء من الخوف :لكن ...ماذا لو كُشفت
..؟! سيعرفون بأني كاذب ..سأُعاقب لو إكتشفوا بأني أدليت بشهادة كاذبه!!..
مط الرجل شفتيه بعدها قال :ال تقلق ..لن يحدث هذا ..حتى لو حدث األسوأ وإستطاع تبرئة
نفسه فأنت لن تُعاقب ألنك لم تقل رأيته يقتل فابريان !!..بل كُل ما ستقوله بأنك رأيته يخرج
من ذلك المكان لذا هذا يُحتمل بأن يكون القاتل ويُحتمل أال يكون ..هذا كُل شيء!..
بدأ اإلقتناع يُسيطر على الرجل األربعيني حتى قال في النهايه :حسنا ً ..كما تُريدون..
شد آندرو على أسنانه وأخرج هاتفه..
إتصل على ريكس ولكن الهاتف أُغلق في وجهه..
أغلق هاتفه بإنزعاج بعدها إلتفت الى الخلف فرأى الرجل األربعيني يقوم من على كرسيه
ويُغادر المطعم بهدوء بينما ذلك اآلخر الذي قام برشوته ما زال يجلس في مكانه ويُعطيه
ظهره..
ضاقت عيناه بشيء من الغضب..
وقف الرجل بدوره وغادر المطعم..
بقي آندرو في مكانه للحضات بعدها لم يستطع كبح نفسه وخرج خلفه فورا ً..
حالما عبر الرجل من الطريق الضيق بجانب المطعم كان آندرو قد وصل إليه..
لفّه ُممسكا ً بياقة قميصه قائالً بحده :من أين أنت ..؟!
تفاجئ الرجل ونظر الى وجه آندرو لكنه لم يُميزه جيدا ً مع هذا الظالم ال ُمنتشر في هذا الممر
الضيق..
ولكن كُل ما فهمه هو أنه بالتأكيد سمع حواره قبل قليل في المطعم..
تظاهر بالغباء وهو يقول :لم أفهم!..
لكمه آندرو في وجهه بعدها ضاقت عيناه وهو يقول :فابريان قُتل وإنتهى األمر ..لما تُريدون
أن تُلطخوا إسم ريكس!!..
سخريه وهو يقول :آها ..أحد كالب ريكس صحيح ..؟! إبتسم الرجل بشيء من ال ُ
سخريته وهو يقول :ريكس ال عالقة له بقتل فابريان ..أتركوه وشأنه!.. تجاهل آندرو ُ
ضحك الرجل ضحكةً قصيره وهو يقول :تقول لي ال عالقة له بقتل فابريان ..؟!! ال أعلم ولكن
....أضنها نُكتة هذا اليوم صحيح!!..
آندرو :حسنا ً كالمك يعني بأنك ُمتأكد بأنه هو ..إذا ً ال داعي ألن تُلفقوا له أي شيء ..دعوه
وستقبض الشُرطة عليه لو كُنتَ ُمحقا ً!..
سخريه وأكمل :ولكن تصرفكم يعني العكس!.. أمال شفتيه ب ُ
أطلق الرجل ضحكةً عاليه وقال :آه أجل أجل ..هو بريء..
إقترب من آندرو وهمس :قتَله ُمباشره أو أرسل أحدا ً لقتله ..األمر سيان يا عزيزي ال ُمدافع
بقوه..
ربتَ على كتفه وأكمل :أرني جهدك وأخبر ما ِلكُك ريكس بأنا نود توريطه لذا عليه أن يأخذ
حذره ..نحن لن نتراجع ل ُمجرد أن أحد ِكالبه قد إستمع لجزء من ُخطتنا حسنا ً ..؟!
وبعدها غادر وآندرو يُراقبه بعينيه الحادتين..
همس لنفسه :لقد أخبرته بأن ال عالقة لريكس !..لما ال يُصدقني ..؟!
***
ـ PART 6ـ
*الناس قُساه ,فإذا إحتاجوا تلطفوا*
11:24 pm
أوقف سيارته في الساحة األماميه لقصر العائله هذا وأخذ هاتفه المحمول..
أسند ظهره وفتح سجل ال ُمكالمات التي كانت أغلبها من صديقه المزعج آندرو..
أعاد اإلتصال ووضع الهاتف على أُذنه..
ثوان قليله رد آندرو يقول بشيء من اإلنزعاج :كيف تجرؤ ..؟!! ٍ خالل
إبتسم ريكس وقال :هل أزعجك تجاهلي إلتصاالتك ..؟! هذا يروق لي..
تنهد آندرو بعدها قال :لن تأتي الى المطعم الذي دعوتني إليه صحيح ..؟!
ريكس :ولما أفعل وأنت بالتأكيد قد غادرته ..؟!
إنزعج آندرو لكنه سيطر على غضبه ُمجددا ً وقال :ما ُدمتَ تعرف هذا فلما تأخرت ولم تحظر
..؟!
إبتسم ريكس يقول :وهل حقا ً صدقت بأني قد أدعوك الى مطعم لتناول العشاء ..؟! أنا أفعلها
..؟!
إتسعت عينا آندرو من الدهشه وبالكاد سيطر على غضبه وهو يهمس :سأقتُلك..
ريكس بإبتسامة إستفزاز :يُسعدني أراك وأنت تُحاول..
آخذ آندرو نفسا ً عميقا ً بعدها قال :حسنا ً فهمت ..أنت لم تفعل هذا سوى لسبب بكُل تأكيد ..
ماهو هدفك ..؟!
صمت ريكس لفتره بعدها قال :وصلني خبر بأن تابع تروي سيُقابل شخصا ً ما ليُساعده في
مهم ٍة خاصه ..أردتُك أن تذهب لتسمع حوارهم بال ُمصادفه وتُخبرني ما إن كان لألمر عالقةً
بي أو ال..
رفع آندرو حاجبه للحضه بعدها قال :كنتُ أعلم بأنه من الغريب أن أسمع مثل هذا التخطيط
سحقا ً لك ..كان عليك أن تُخبرني على األقل..ُمصادفةً ُ ..
ريكس وهو ينظر الى سيارة بضائع تدخل من بوابة المنزل الكبيره :أعرفك فاشل في المهام
التي من هذا النوع ..لو أخبرتُك فستكشف نفسك بتلفتك الواضح وترصدك لكُل من يدخل الى
المطعم ..وبهذا سيأخذون حذرهم منك..
آندرو :ولم تجد سوى صديقك كي ترسله الى مهمة غبيه كهذه ..؟!
ريكس :أنتَ أغبى شخص أعرفه والمهمة تناسبك تماما ً ..وأيضا ً أنتَ ال تعمل بشركتي لذا ال
يعرف الكثير وجهك ..هل ُهناك برأيك سببا ً أقوى ..؟!
سخريه وقال :إن ُكنّا سنتحدث عن الغباء فأنت تعلم من هو ملك إبتسم آندرو بشيء من ال ُ
األغبياء ُهنا صحيح ..؟! ال أضنك لم تفهم قصدي..
رفع ريكس حاجبه وقد نجح آندرو بإستفزازه..
تجاهل الموضوع وسأله :إذا ماذا سمعت ..؟! ما دامت تكررت إتصاالتك فهذا يعني بأن
الموضوع يخصني فعالً..
أخبرك بأنك ُمهم الى درجة أن يُهلوس ِبك الجميع ..؟! ال ال يخصك َ آندور :ومن هذا الذي
بتاتا ً..
أمال ريكس شفتيه بعدها ضاقت عينيه وهو ينظر الى الرجال ينزلون من السياره ويُخرجون
العديد من الصناديق ويُدخلونها الى المنزل..
همس :ماذا يفعلون ..؟!
عقد آندرو حاجبه يقول :ماذا تقصد ..؟!
ريكس :فقط ُهناك العديد من البضائع تدخل الى المنزل وأنا ُمستغرب ..ماذا عساه يكون
السبب ..؟!
آندرو :غدا ً ليلة رأس السنه لذا ُربما تُريد عائلتك أن تصنع حفالً أو شيئا ً من هذا القبيل..
رفع ريكس حاجبه دليل عدم الرضى فأكمل آندرو :هل ستحظر لو بالفعل قرروا أن يفعلوا ذلك
..؟!
ريكس :ال أضن إال لو حدثني والدي بنفسه..
ضحك آندرو يقول :أشكر هللا على وجود والدك في حياتك فهو الوحيد الذي يستطيع ترويضك
..
ريكس :تعليقُك الساخر لم يُعجبني..
إنفجر آندرو ضحكا ً يقول :وهذا هو ما أُريده
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه..
ريكس :حسنا ً ال بأس ..هل من شيء تُريد قوله ..؟!
صمت آندرو قليالً بعدها قال :أتعلم ..نعم لقد تحدثوا عنك..
عقد ريكس حاجبه فتنهد آندرو وأكمل :ومن الغباء أنك لم تخبرني باألمر فأنا أضنني أفسدت
الموضوع فلقد تدخلت وتشاجرت مع الذي تُسميه بتابع تروي..
صمت ريكس لفتره بعدها قال :ماذا حدث ..؟!
آندرو :هم بالتأكيد جهزوا خطةً لتوريطك في قضية مقتل فابريان ..والرجل الذي قابله تابع
حيث سيشهد بأنه رآك خارجا ً من مكان ما لم أعرف ماهو ُ تروي سيكون جزءا ً من الخطه
بالضبط ..لقد تمت رشوة الرجل بالفعل لذا سيشهد بكُل تأكيد..
ريكس بهدوء :حمقى ..يضنون بأنهم يستطيعون اإلطاحة بي عن طريق ُخطه تقليديه كهذه..
آندرو :ريكس عليك الحذر ..حتى عندما واجهتُ الرجل أكّد لي بأنهم ماضون في خطتهم ال
محاله وواثقون تمام الثقه من نجاحها..
ريكس ببرود :يُسعدني أن أراهم وهم يُحاولون..
آندرو بشيء من الحده :أتمنى أن تأخذ األمر ببعض الجديه وتحذر !..أنت تعرف من يكون
تروي هذا !!..ال تستخف به..
ريكس :أهذا كُل ما لديك ..؟!
سحقا ً ..فلتفعل ما يحلو لك.. آندرو بإنزعاج :تشه ُ !..
وبعدها أغلق الخط..
إبتسم ريكس إبتسامه غريبه بعدها فتح باب السياره ونزل منها..
دخل الى داخل القصر من البوابه الرئيسيه متجاهالً الخدم المتجمعين عند البوابة الجانبيه
الذين كانوا ينقلون البضائع الى الداخل..
إعترضت طريقه إستيال التي كانت للتو قادمه من قسم الخدم وقالت بإبتسامه :أهالً ريكس ..
أنت لم تُبارك لي عودتي بالسالمه..
نظر إليها ببرود بعدها تحرك يمينا ً ليتفادها لكنها إعترضته ُمجددا ً تقول بإبتسامه :نعم ..أُحب
هذا الطبع فيك ..وأسعى جاهده لتحطيم غرورك هذا..
تكتفت وقالت :صنعتُ حفلة عيد رأس السنه وسأدعو الكثير لها ..وأنا بكُل تأكيد لم أفعلها إال
ألني أنوي أن أجعلها حفلةً ال تُنسى أقوم فيها بصنع األمور التي أُحبها ..ريكس عليك أن
فوت عليك فرصة لإلستمتاع.. تحظرها وال ت ُ ّ
تفادها من الجهة األُخرى وصعد الى األعلى فإلتفتت الى جهته وإبتسمت تقول :إن لم تحضرها
س ّر يخص وال َدتُك التي سر لم تسمع به من قبل ِ .. فوت على نفسك فُرصة اإلستماع الى ِ فست ُ ّ
تُحبــــــها كثيرا ً..
سخريه جعلت ريكس يقف للحضه قبل أن يُكمل صعود الدرج نطقت آخر كلمتين بشيء من ال ُ
وهو يكتم غضبه..
إمالت شفتيها بإبتسامه وهي تعرف تماما ً بأن أكثر ما يُغيض هذا الرجل هو المساس بالسوء
لوالدته..
وهذا ما تريد فعله غدا ً فمنذ زمن طويل لم تره هائجا ً وغاضبا ً..
***
Desamber 31
2:10 pm
***
5:40 pm
***
9:40 pm
إبتسمت فلور برضى تام وهي تنظر الى فستانها القرمزي الذي يصل الى ما فوق ركبتيها
بقليل من دون أكمام على الكتف..
دارت قليالً حول نفسها بعدها حركت شعرها الذي قامت بلفه وبدا أقصر مما هو عليه..
زادت أحمر الشفاه على شفتيها الصغيرتين وهي بحق هذه الليله ُمغرمةً في نفسها..
رمشت بعينيها قليالً ..لقد إنتهت من تزيين نفسها ولكن قدماها ال تريدان التحرك من أمام
المرآة..
طرق الباب في هذه اللحضه فمطت شفتيها وقالت بشيء من اإلنزعاج :من ..؟!!! ُ
فتحت الخادمة الباب تقول :اآلنسه إستيال تطلب منك النزول اآلن..
زاد إنزعاج فلور وقالت :حسنا ً فهمت أُغربي عن وجهي..
هزت الخادمه رأسها وغادرت فتأففت فلور وهي تقول بشيء من التذمر :إنها ُمتسلطه ..أُريد
تأمل نفسي قليالً فماذا في ذلك ..؟!
خرجت من الغرفة ونزلت بعدها الى األسفل..
قابلت أُختها إستيال في وجهها وهي واقفة تتحدث مع أحد الخدم فتنهدت وذهبت إليها..
أنهت إستيال حديثها بعدها إلتفتت تنظر الى فلور وتقول :لما كُل هذا التأخير ..؟! أهو نوع من
العناد ألوامري ..؟!
فلور بسرعه :قطعا ً ال !..أنا فقط تأخرت في التزيين..
وإياك أن أراك
ِ أشارت إستيال بعينيها الى الخارج وقالت :أُخرجي الى الناس وإحتفلي ..
تصعدين الى األعلى قبل إنتهاء وقت اإلحتفال..
فلور بملل :حاضر..
وغادرت الى الخارج حيث كان اإلحتفال في الساحة الجانبيه الواسعه للقصر..
وقفت بجانب شجرة الميالد الضخمة التي قاموا بتجهيزها ليلة األمس بعدها أخرجت هاتفها
النقّال وأخذت لنفسها صوره..
أكملت مشيها وهي تقوم بإضافة بعض التأثيرات على الصوره قبل أن تقوم بإنزالها في
حسابها الرسمي على أحد مواقع التواصل..
إبتسمت بعدها رفعت رأسها تنظر الى هؤالء الحشود..
الناس يمألون المكان وطاوالت الطعام ُمنتشره في األرجاء وكاسات الشراب تتناقل بين
الجميع..
البعض من كبار رجال األعمال الذين على صلة ُمباشرة بوالدها في مجال العمل ..والبعض
ومن َمن
اآلخر من أصدقائها في المدرسه وأصدقاء أخويها الكبيران ..والبعض من الجيران ِ
تربطهم عالقة بجينيفر..
أضواء الميالد منتشرة في األجواء والجو الحيوي ال ُمضيء ُمسيطر على الوضع..
إبتسمت حالما رأت صديقاتها في المدرسة عند أحد الطاوالت يتضاحكون فأتت إليهم تقول:
هاااي لقد حضر الجميع بالفعل..
ضحكن وكُل واحده ألقت السالم على طريقتها وبدأن بأخذ الصور قبل أن يبدأن بالحديث
و ُمداعبة بعضهن البعض..
تحدثت إحدى صديقاتها تقول بصدمه :أوليست تلك هي كاتالين ..؟!
حيث تُشير فدُهشت فلور عندما رأت إدريان قد حظر الى الحفل بصحبة ُ نظرن البقيه الى
كاتالين ال ُمغنية األشهر على اإلطالق!..
لما أحضرها ..؟! ما الذي ينوي عليه من هذه ال ِفعله!!!..
تسللت من بين صديقاتها وذهبت بسرعه الى الداخل كي تُخبر أُختها..
أخذت نفسا ً عميقا ً حالما وصلت إليها فرفعت إستيال حاجبها تقول :مابك ..؟! أأزعجك شخص
ت لتتشكي ..؟! ما ُمجددا ً وأتي ِ
رفعت فلور رأسها تقول بنفس متقطع :إنه ال ُمزعج ...إدريان ....لقد أحضرها الى الحفل معه
...أقصد ال ُمغنية كاتالين..
إتسعت عينا إستيال للحضه بعدها همست :ما هدفه من ذلك ..؟!
بعدها تجاوزت أُختها وخرجت الى الخارج..
وقفت تنظر إليه وهو يبتسم ُمقدما ً إياها الى معارف والده ووالدته وتلك ال ُمغنيه بعجرفتها
وغرورها الغامض تُلقي التحية عليهم..
ضاقت عينا إستيال وهمست :وجودها ُهنا يعني تطفل الصحافه أيضا ً ..إد ما المقصد من ذلك
..؟!
الحظها إدريان فإبتسم إبتسامة غريبه بعدها أخذ بيد كاتالين وتوجها إليها..
رفعت إستيال حاجبها وهي تهمس بداخلها" :ذلك الثعلب ..البد من أنه يُخطط لشيء ما" ..
توقفا أمامها فإبتسم إدريان يقول لكاتالين :إبنة عمي إستيال..
نظر إليها وأكمل :وبالطبع ال داعي لتُتعبي نفسك وتُصافحيها..
ضاقت عينا إستيال لوهله في حين إبتسمت كاتالين وقالت بصوتها الناعم والرقيق :آه ..
أتقصد أنها ال تستحق ..؟!
إدريان :بتاتا ً..
نظرت كاتالين الى إستيال وهي تقول :إذا ً لماذا أمثالها ُمستمرين بالعيش ..؟!
تنهد إدريان يقول بملل :وهذا ما عجزت عن إجابته صدقيني..
إبتسمت إستيال وقالت :نحن نعيش حتى نرى أمثالك وهم يسقطون الى القاع..
ت تفهمين ما أقصد صحيح ضاقت عينيها بنظر ٍة غريبه وهي تُشير الى إدريان وأكملت :وأن ِ
..؟!
إختفت اإلبتسامه من على شفتيها الورديتين بعدها همست :القاع ُو ِج َد ألمثالك..
إستيال بإبتسامه :رد طفولي ُمبتذل ..لم أتوقع هذا منك..
سحقا ً لك إدريان ..وجودها سيمنعني عن القيام بعدها إلتفت وغادرت وهي تهمس بداخلهاُ " :
بما أُريد ب ُحريه ..هل هذا هو هدفك!" ..
راقبها إدريان وهي تبتعد بعدها إلتفت الى كاتالين وقال :إنزعجتي ..؟!
تنهدت كاتالين وقالت :ليس كثيرا ً ..فلو كان كذلك سأستطيع محيها بسهوله وأنت تعرف من
أكون..
ضحك إدريان وقال :البد من أنه يوم حظها صحيح ..؟!
إبتسمت كاتالين عندما تقدم منها أحد الشباب الرائدين في مجال التجاره وقام بتحيتها..
دخلت سيارة جينيفر من البوابة األماميه للمنزل وتوقفت في المكان ال ُمخصص لها..
إبتسمت آليس وهي تنظر الى ضخامة المنزل وضخامة حديقته..
المنزل الذي كانت تقطن فيه هو ال شيء أمام هذا الشيء الضخم والعريق الذي يتوسط هذه
الحديقة التي ال نهاية لها حقا ً..
لم تستطع منع نفسها من إطالق صوت إنبهار من شفتيها التي طلتهما باللون الوردي..
إلتفتت الى جينيفر تقول :إنه ضخم..
ضحكت جينيفر ونزلت من السياره تقول :تُبالغين..
ت تعرفين ..واااه ثرائهم فاحش.. عقدت آليس حاجبيها هامسه لنفسها :ال أُبالغ وأن ِ
ي بحذاء كعب نزلت من السياره وهي ترتدي فستان قصير باللون األزرق القاتم األقرب للكُحل ّ
أبيض وحقيبة باللون ذاته..
وقفت بجانب جينيفر التي كانت ترتدي فستان يصل الى ما تحت ركبتيها بقليل أسود اللون
وشعرها األشقر رفعته بطريق ٍة أنيقه لألعلى..
بقيت تتأمل المكان ريثما تنتهي جينيفر من ُمحادثة أحد ُحراس هذه الحديقه..
حالما إنتهت تبعتها الى الجهه الجانبيه من القصر فبُهرت مما رأت..
كُل شيء فخم ضخم و ُمبهر للغايه..
طاوالت ُهنا و ُهناك والعديد العديد من األشخاص األنيقين منتشرون ..األضواء ُمعلقه على
األشجار التي تح ّد الحديقه وبجانب كُل هذا مسبح كبير للغايه..
ال تُصدق أن كُل هذا فقط في جانب واحد من المنزل..
هل ُهناك ثراء يصل الى هذا الحد ..؟! هي حقا ً ال تعلم..
إبتسمت وحيّت المرأة التي قامت جينيفر بالتعريف بها..
وبدأت بعدها بتحية الناس الذين تُقابله جينيفر وقد أخذ هذا أكثر من ثلث ساعه بجانب
األحاديث الجانبيه القصيره مع كُل شخص منهم!..
ي شاهدته وهي تهمس :تعبت حالما إنتهت لم تستطع منع نفسها من الجلوس على أول كُرس ّ
من المشي ..لم أكن أضن بأني لستُ ُمعتادة على الكعب العالي!..
خاطبها بمرح قائالً :أهال آليس..
رفعت رأسها فإبتسمت ُرغما ً عنها عندما رأت إدريان فوقفت تقول :أهال إد ..كيف حالُك ..؟!
صفر إدريان وهو ينظر إليها من األعلى الى األسفل وقال :أصبحتي جميله في غضون يومين
!..هل من عجوز ساحره خلف األمر ..؟!
ضحكت ُرغما ً عنها وهي تقول :والدتُك..
صدم وضحك بعدها هامساً :أوبس أتمنى بأنها لم تسمعني.. ُ
نظرت خلفه حيث كانت تقف جينيفر تتحدث مع أحد رجال األعمال وقالت :ال أضن ذلك..
قاطع حديثهما صوت رقيق يقول :إيدي من هذه ..؟!
إلتفت عن يمينه حيث تقدمت كاتالين لتوها وقال :آه إنها....
صمت قليالً قبل أن يقول بإبتسامه :إبنة صديقة والدتي..
لم تستطع آليس منع نفسها من اإلبتسام فهذه الكذبة ذاتها التي قالتها لفرانس عند أول لقاء..
نظرت كاتالين الى آليس قبل أن تبتسم تقول :أهالً..
نظرت إليها آليس وهي تتسع عينيها تدريجيا ً من اإلنبهار..
كلمة جميله كانت ال شيء أمام هذه الفتاه..
إنها فاتنه ..باذخةً في األنوثه!..
يستحيل ألي فتاة أن تكون أجمل من هذه..
ردت بإرتباك :أ أهالً..
ضحكت كاتالين وهي تهمس :إنها لطيفه..
إدريان :للغايه ..أُحب التحدث إليها..
صفّر بعدها وقال :حظر الوالد أخيرا ً..
طاغ ..
ٍ نظرت آليس الى حيث ينظر فشاهدت رجالً طويل القامه عريض المنكبين ذا حضور
حليق الوجه وعلى الرغم من أنه في األربعينات إالً أنه كان يملك مالمح جذابه تؤكد بأنه كان
مشهورا ً بين الفتيات أيام شبابه..
وهي تظن بأنه ال يزال كذلك اآلن!..
همست إلدريان :األُم فاتنه واألب جذاب !..علمت لما أنتم وسيمي المظهر..
ضحك يقول :هههههههههههههههه إذا ً هل تنصحيني بالزواج من فتاة فاتنه من أجل أبناء
ال ُمستقبل ..؟!
ضحكت وردت :الفتاة موجوده ومن المؤكد بأنهم سيُصبحون األجمل..
تقدم األب الى جهتهم حيث تقدمت منه جينيفر وعدّلت له ياقة قميصه األسود وهي تهمس:
اللعنه ..ما كان عليك أن تكون بهذه الوسامة فلديك امرأة تغار..
إكتفى بأن يبتسم بهدوء ثُم بدأ بتحية كبار التُجار والمعارف الذين حضروا للحفلة التي رتّبت
لها إبنة أخيه المتوفي..
بقيت آليس تنظر إليه وهو يتحدث الى هذا وذاك وتلك ..إنه يملك كاريزما طاغيه تنجذب إليها
النساء من ُمختلف األعمار ..واألمر ال يختلف كثيرا ً بالنسبة للرجال أيضا ً!..
نظرت خلفه فرأت ريكس يقف بهدوء لوحده يشرب دون أن يختلط مع أحد ويبدو وكأن
الوضع بأكمله ال يُعجبه..
همست لنفسها :لماذا أتى إذا ً ..؟!
سمعت همس فتى يقول :آليس صحيح ..؟!
تلفتت حولها حتى إلتفتت الى الخلف فإذ ترى صبي في الرابعة عشر من عُمره صاحب مظهر
متهور وعينين خبيثتين عنيدتين..
لحضه ..؟! هل هو الصبي ال ُمسمى بكين والذي حذرتها جينيفر من التخاطب معه ..؟!
ثوان كان ُهنا..
ٍ إلتفتت فلم ترى إدريان البته على الرغم من أنه منذ
نظرت الى جهة جينيفر فرأتها تبعُد قليالً تتحادث مع مجموعة من األشخاص بجانب زوجها..
عاودت النظر الى هذا الصبي صاحب الشعر األسود ال ُمبعثر واإلبتسامه العابثه على شفتيه..
تنهدت وقالت :أجل..
بقي ينظر إليها لفتره بعدها قالُ :مختلفه عما تخيلت..
لمعت عينيه بنظرة مختلفه وهو يقول :ال تقتربي كثيرا ً..
عقدت حاجبها من جملته فإقترب منها أكثر وأكمل :فما بالداخل ُمظلم..
لم تفهم فقالت بشيء من الحذر :ماذا تقصد ..؟!
إبتسم وأكملُ :هناك وحش بالداخل..
ال تعلم لما لكنها شعرت بشيء من الضغط بسبب كلماته هذه فحاولت اإلبتسام وهي تقول :قُل
كالما ً مفهوما ً..
تقدم أكثر فتراجعت بشكل ال إرادي فقال :كُل شيء ُهنا ألجلك..
بلعت ريقها وسألت :ماذا تقصد ..؟!
أجابها ُمكمال :ال أُريد إخفاء الحقيقه..
إبتسم بغرابه وأكمل :فنحن سنظل مخلوقات بشعه ..شنيعه..
الحدّه :كين!!.. تدخلت جينيفر تقول بشيء من ِ
ضحك بهدوء قبل أن يلتفت الى جينيفر وهو يرسم إبتسامة مرحه على شفتيه يقول :أهالً
عمتي الفاتنه ..لقد كُنت أتعرف على ضيفتنا..
نظر الى آليس وأكمل :وقد كُنتُ أُغني لها أُغنية مشهوره ..لكن يبدو بأنها للمرة األُولى
تسمع كلماتها..
عاود النظر الى جينيفر وقال :أُغنيةً غنيتُها لك قبل يومين ..تتذكرينها صحيح ..؟!
دُهشت جينيفر للحضه عندما تذكرت كلماتها فإبتسم كين عندما رأى دهشتها بعدها إلتفت الى
ولوح لها قبل أن يُغادر.. آليس ّ
راقبته آليس بعينيها حتى إختفى عن ناظريها ثُم إلتفتت الى جينيفر التي قالت لها بهدوء:
تجاهليه ..إنه مجنون ..يُحب إثارة المخاوف في قلوب من يُقابلهم لهذا أخبرتك بأال تحتكي
معه ..ال أدري كيف إستغفلني وجاء ل ُمحادثتك..
إبتسمت آليس تقول :ال بأس ..كان من الواضح أنه طفل عابث ولم أأخذ كالمه على محمل
الجد..
تقدمت جينيفر تقول :إتبعيني سأُعرفك الى زوجي إلكسندر..
تبعتها آليس حتى توقفا أمام إلكسندر الذي كان يُحادث إستيال إبنة أخيه..
إبتسمت جينيفر وقالت :عزيزي ..هذه الفتاة التي صدمها ريكس وقررتُ اإلعتناء بها كرد
دين ..إنها آليس..
نظر إلكسندر الى آليس لفترة ليست بالطويله وبنظرات غريبه قبل أن يلتفت ويُغادر دون
التفوه بأي شيء..
إختفت إبتسامة آليس مصدومةً من ردة فعله في حين نظرت إليها جينيفر تقول :ال عليك ..
البد من أنه يملك سببا ً وسأسأله عن ذلك الحقا ً..
آليس :ال ..ال بأس..
ت تعرفينه ..؟! إبتسمت إستيال تقول :عمتي كيف ستسألينه عن سبب أن ِ
نظرت آليس الى جهتها فعرفت بأنها إستيال بفضل ال ُخصالت الحمراء في شعرها األسود..
نظرت جينيفر الى إستيال تقول بإبتسامه :ال أعرفه ..ال تتظاهري بمعرفة كُل شيء عزيزتي
فهو زوجي ليس زوجك ..شاكره لك ُمداخلتك..
ي ..؟!إستيال بإبتسامه :على الرحب والسعد ..ولكن ألن تُعرفيها عل ّ
شعرت بآليس بأن عالقتهما ليست جيده البته لذا حتى تُنقذ جينيفر من مواصلة الحديث معها
أجابت :نعم أعرفك ..إستيال إبنة عم ُكالً من إدريان وأخوته ..أخبرتني اآلنسه جينيفر ُمسبقا ً
بذلك لذا ال داعي ألن تُكرر هذا..
إستيال بإبتسامه :لم أكن أضنك جريئه عزيزتي ..ما دُمتي تملكين هذه ال ُجرأه فأتسائل لما لم
تأخذي حقك من ريكس الذي قام بصدمك ..؟! لما تنازلتي ..؟! تصرفك هذا ُمناقض لشخصيتك
..
فكرت إستيال لحضه تقول :آه ..سمعتُ بأن فاقدي الذاكره ال تتغير فيهم تصرفاتهم التلقائيه ..
تت ال تُحبين إفتعال المشاكل بل وكُن ِ النقيض هذا كان سببه هو ربما ألنك في الماضي كُن ِ
تبتعدين عن التورط بالقضايا وكُل شيء يخص الحكومة بأي شكل من األشكال..
عقدت آليس حاجبها تفكر بكالمها فإبتسمت إستيال وأكملت :أتسائل ما السبب ..؟! البد من أنه
سبب ليس بعادي..
دُهشت آليس للحضه قبل أن تقول :ال أضن ذلك ..أعني أنها ُمجرد توقعات منك..
إستيال :أجل إنها توقعات قد تحتمل الصواب أو الخطأ..
ضاقت عينيها تقول :لكن ال تستبعدي فكرة أن تكون فعالً صائبه..
تقدم إدريان يقول بمرح وهو يضع يده على كتف آليس :ماذا لدينا ُهنا ..؟! إبنة عمي تتنمر
على فتاتي اللطيفه ..هذا ليس باألمر الجيد..
وإبتسم بعدها بشيء من التحدي فنظرت إليه إستيال ببرود وهي تقول :ال تقل لي بأن
إبتسامتك هذه تعني بأنك تضن نفسك ربحت ..؟!
إدريان :ربحتُ في ماذا ..؟! أنا فقط أغار عليها منك..
نظر الى والدته يقول :يُمكنك الذهاب الى والدي فهو يبحث عنك وأنا سأبقى بجوار آليس
طوال الحفله..
نظرت والدته إليه قليالً قبل أن تلتفت وتُغادر فقالت إستيال :أين هي ..؟! عشيقتُك الفاتنه ..؟!
هز كتفه يقول :إضطرت ألن تأخذ لقاءا ً صغيرا ً مع شخص ما..
إستيال بإبتسامه :وعالقتكما الى متى ستستمر ..؟!
تحولت نظرته الى برود وهو يقول :ال أضن األمر يعنيك..
إستيال :أوه أعتذر ..لم أكن أضنك ستغضب..
إبتسم بمرح يقول :ال تقلقي أنا ال أغضب من إبتزازاتك السخيفة هذه ..أنا فقط سئمت من
تكرارها لذا أتمنى المرة القادمه يكون لديك ماهو أقوى..
إستيال بنفس اإلبتسامه :إذا ً هل موضوع جوليتا ُمناسب وقوي برأيك ألبدأ به ..؟!
إتسعت عيناه بصدمه غير ُمصدق لما نطقت به!..
تحولت إبتسامتها الى إستفزاز وهمست :لذا حاذر من ُمحادثتي المرة القادمه..
ألقت نظره أخيره الى آليس قبل أن تُغادر..
أنزل يده من على كتف آليس ووضعها في جيب بنطاله األسود وهو يهمس بغضب :تشه !!..
تلك الساحره!..
خطب ما ..؟!
ٌ نظرت إليه آليس وترددت قبل أن تسأل :هل هناك
رفع رأسه إليها قليالً قبل أن يبتسم قائالً :ال عليك ُ ..مشكلةً تافهه..
نظرت إليه لفتره قبل أن تهمس بداخلها" :تلك المدعوة بإستيال ..فتاه ذكيه للغايه ولكن من
الواضح بأن الجميع يكرهها ..في الحقيقه ....هي تُخيفُني" ..
عقدت حاجبها للحضه بعدها سألت :إد ..قُلتَ لي سابقا ً بأن عدد أبناء عمك خمسه ..أنا لم
أُقابل سوى إستيال وكين فأين البقيه ..؟!
سألها بدهشه :قابلتي كين ..؟!!!!
صدمت من دهشته فضحكت وأجابته :قليالً فلقد أتت اآلنسه جينيفر وهذا ما جعله يُغادر.. ُ
تنهد بشيء من الراحه قبل أن يقول :ال بأس ..حسنا ً ..بين إستيال وكين ُهناك فتاة في
الثامنة عشر من عمرها ..حمقاء ومن ال ُممتع إستفزازها تُدعى فلور ..أما اآلخران فأحدهما
في الخارج منذ عامان واآلخر لن يحضر الحفله بسبب إنشغاله بأمر ما..
تإبتسم وقال :ومن مصلحتك أال تطلبي لقاء فلور فهي فتاة متهوره بعقل طفل ..إال إن كُن ِ
تُريدين اإلستمتاع بإستفزازها فسأُعرفُك عليه على الفور..
تقدمت امرأة شقراء ذات بشرة بيضاء صافيه وهي تقول بإبتسامه :عزيزي إدريان!..
نظر إليها فإبتسم ُرغما ً عنه وهو يقول :أُوه خالتي كايري ..مرحبا ً..
وبدأ بتحيتها في حين نظرت آليس الى ألرض حالما شعرت بشيء يُداعب ساقها فدُهشت
عندما شاهدت قطة بفرو ناصع البياض و ُمعلق حول رقبتها طوق تُمسك المرأة بآخره..
إبتسمت وجلست على ُركبتيها وبدأت ب ُمداعبة القطه قبل أن يلتفت إدريان إليها يقول لخالته:
آليس ..بالتأكيد أخبرتك والدتي عنها..
وقفت آليس من فورها تقول بإبتسامه :أهال..
إبتسمت كايري بلطف تقول :أهال آليس ..تبدين فتاة لطيفه..
آليس بإبتسامه :شُكرا ً لك يا خاله ..هذا من لُطفك..
أكملت بعدها :قطتك لطيفه..
كايري :أحقا ً ..؟! تُدعى لوسي..
آليس بحالميه :يُناسبها جدا ً..
كايري :من لُطفك عزيزتي..
نظرت الى إدريان وسألته :أين جينيفر ..؟!
إدريان وهو يُشير عن يمينهُ :هناك مع عائلة إيميليا بجوار والدي..
كايري :سأذهب لتحيتها فأنا لم أرها ُمنذ شهر..
وبعدها غادرت فقالت آليس :خالتك لطيييييفه للغايه ..إن اللطافة تقطر منها حقا ً..
إدريان :ههههههههههه ُمحقه ..كُلنا نُحبها ..أذكر عندما كُنا أطفاالً كُنا نشتكي لها من
والدتنا..
آليس :ههههههههه لقد توقعتُ هذ...
سعالها.. وقطعت كالمها ب ُ
ت على ما يُرام.. إدريان :هل أن ِ
الزكـ... آليس :نعم ُ ..ربما كان ُ
سعالها هذه المرة أقوى قليالً.. لم تُنهي جملتها حتى سعُلت ُمجددا ً وكان ُ
إدريان :البد من أنك إلتقطتي البرد فالجو حقا ً بار ٌد ُرغم التهوئة الدافئة التي حرصت إستيال
على إنتشارها ..ما رأيُك أن تدخلي وتستريحي بالداخل قليالً..
سعال وسينـ.... آليس بدهشه :ال ليس األمر بهذه الخطوره ُ ..مجرد القليل من ال ُ
و ُهنا سعلت بشكل أقوى جذب أنظار الكُل..
كان هذه المرة أقوى لدرجة أنها لم تستطع البقاء واقفه وجلست على ُركبتيها وهي تسعل
نفس على األقل.. بشكل متواصل منعها حتى من أخذ ٍ
دُهش وأنزل جاكيته فورا ً ووضعها على كتفها وهو يقول :آليس قومي ..سآخذك حتما ً الى
الداخل فحالتك تزداد سوءا ً..
سعال الذي رفض أن بدأ وجهها باإلحمرار وجسدها بدأ يرتجف وتكاد حقا ً أن تختنق بسبب ال ُ
يُعطيها فرصة ألن تأخذ نفسا ً..
شعر إدريان بأن األمر يزداد ُخطوره وخصوصا ً أن اإلحمرار بدأ ينتشر على أنفها وفي عينيها
أيضا ً فرفع رأسه فورا ً الى الجميع الذين تجمعوا حوله وصرخ فيهم :فليبتعد الجميع فالمكان
أصبح خانقا ً..
إبتعدوا في حين تقدمت جينيفر لتوها تقول :إد ما الحكايه ..؟!
إدريان وهو يُحاول أن يُساعد آليس على الوقوف :ال أعرف ..بدأ ُكل هذا فجأه وال أضنه
بسبب البرد بتاتا ً..
تقدم رجل ما يقول :إدريان دعني أرها قليالً..
إبتعد إدريان عندما تعرف عليه فهو جان صديق للعائله وأيضا ً طبيب..
نظر إليها قليالً ثُم نظر الى إدريان يقول :إنها أعراض الحساسيه ..البد من أنها تناولت شيئا ً
تُعاني من حساسية تجاهه..
إدريان بدهشه :حساسيه ..؟!! لكن ...لكن هي لم تأكل أو تشرب شيئا ً بعد!..
جان :إذا ً قد تكون لمست حيوانا ً ما ..كالقطط أو الكالب الموجودة عند البعض من الضيوف..
إدريان بصدمه :قطة خالتي!!!..
حملها جان وهو يقول :علينا إسعافها بسرعه فالحساسية ليست شيئا ً يُستهان به..
وبعدها ذهب الى المنزل مع إدريان وجينيفر بينما البقيه بدأوا يتهامسون في األمر..
ضحك الرجل الذي كان يقف مع إلكسندر يقول :يبدو بأن قريبتكم لم تكن حذره ..أتمنى لها
الشفاء العاجل..
صمت إلكسندر لفتره قبل أن يقول :شُكرا ً للطفك..
وضعها جان على أحد األرائك وهو يقول :فلتحضروا حقيبتي الطبية من سيارتي الزرقاء..
نظر إدريان الى إحدى الخادمات وقال :سمعتي ما قاله ..؟! ُخذي ال ُمفتاح وأسرعي..
هزت رأسها وأخذت ال ُمفتاح من يديه وغادرت ُمسرعه في الوقت ذاته الذي دخلت فيه فلور
وتوجهت إليهم..
سعال ال ُمتكرر فأمالت شفتيهانظرت الى آليس التي ال تزال تُعاني من صعوبة في التنفس وال ُ
تقول :هي الفتاة التي صدمها ريكس صحيح ..؟! من أول زياره إفتعلت المشاكل..
نظر إدريان إليها وقال :أهذا كُل ما أستطعتي قوله ..؟!
هال غادرت فاألطفال ينتظرونك في نظرت إليه بإنزعاج فإبتسم بسخريه وقال :بابا نويل ّ
الخارج..
سخريته على فستانها األحمر ومعطف الريش األبيض الذي على كتفيها غضبت بشده من ُ
وقالت :أفضل من تسريحة شعرك الخرقاء..
وبعدها غادرت بكُل إنزعاج..
وحالما خرجت وجدت في وجهها كاتالين التي سألتها بهدوء :أين إيدي ..؟!
نظرت فلور إليها قليالً بعدها إبتسمت بخبث وهمست :برفقة فتاة أُخرى ..لن يخرج قبل
ساعتين على األقل لذا من األفضل لك أن تُغادري فهو مشغول عنك..
بعدها غادرت وهي راضيه عن فعلتها..
بقيت كاتالين واقفةً في مكانها تنظر الى المنزل بهدوء تام بعدها إلتفتت وأخذت إحدى كؤوس
الشراب وبدأت تشرب منه وهي تنوي إنتظاره حتى يخرج..
ـ PART endـ
ـ Part 7ـ
pm11:30
على الرغم من عدم وجود جينيفر وإبنها إدريان اللذان يُعتبران من أصحاب الحفل إال أن
الحفل إستمر كما كان واستمر المرح عند البعض وتجاذب أطراف الحديث عند البعض اآلخر
بينما البقيه إلتقطوا الصور وتناولوا الحلويات واألطعمة ال ُحلوه ال ُمنتشره..
إبتسمت وهي تتقدم منهم فبادرتها المرأة التحيه وهي تقول :إليان اللطيفه ..من الجميل
رؤيتك لهذا اليوم..
إليان :هذا لُطف منك ..األمر ذاته معي..
وقفت بجانب والدها عندما حيّتهم فتحدث الزوج قائالً لزوجته :لهذا كُنت أُخبرك بأني أُريدك أن
تُنجبي فتاة بدل صبي ..أُريدها أن تغدو كإليان جميلة وذكيه..
ضحكت إليان وقالت :هل أصبح لديكما صبي ..؟! ُمبارك لكما..
الزوجه :ههههههه نعم ُمنذ ما يُقارب العامان..
إبتسمت إليان تقول وهي تغمز :كان عليكما إحضاره كي يتسنى لي خطفه..
عال صوت الزوج ضحكا ً في حين قالت الزوجه وهي تضحك :إذا ً كان خيارا ً صائبا ً تركه في
المنزل مع ال ُمربيه..
قاس بحقي هههههههه.. إليان :أووه هذا ٍ
إكتفى والدها بإبتسامه وهو يضع يده على كتفي إبنته الوحيده والصغيره..
لهذا هو يُحبها جدا ً ..فعلى الرغم بأنها ال تفقه شيئا ً في عالم التجاره إال أنها بذكائها تعرف
كيف تتودد الى الشركات ال ُمنافسه من أجل أن يصب ذلك في مصلحة والدها..
تقدم إدريان من كاتالين التي كانت تقف بكُل هدوء تُراقب رقص إحدى الفتيات بين صديقاتها
والتي إحداهن هي فلور..
إبتسم وقال :هل ضجرتي ..؟!
نظرت إليه بعدها سألت :أين كُنت ..؟!
تنهد وأخذ أحد قطع الشوكوال ورماها في فمه وهو يقول :مع آليس ..لقد تعبت كثيرا ً واآلن
أخبرنا الطبيب أنها بحاجه الى الراحه لذا إنسحبت..
كاتالين :إذا ً هل هي بخير اآلن ..؟!
إدريان :أجل كما قال لنا الطبيب..
أشاحت بنظرها عنه وعاودت النظر الى الفتاه وهي تقول :لم أضنك تعرفها الى درجة القلق
عليها هكذا..
أطلق إدريان ضحكة عاليه لم يستطع كتمها بعدها إبتسم وأقترب هامسا ً في أُذنها :لم أضنك
تغارين هكذا..
كاتالين ببرود :أنت ُمخطئ..
إبتسم وقال :أحببتُ ذلك..
ت الوحيدهبعدها أمسك بفكها ولف وجهها الى جهته وقال بهدوء :هي ُمجرد صديقه ..أن ِ
ي..
ال ُمختلفه في عين ّ
أراك غير واثقه من هذا األمر.. ِ إبتسم وأكمل :ال أُحب أن
إرتسمت إبتسامه شقيه على شفتيه ورفع صوته يقول :إبن عمي إدريان..
ظهر اإلنزعاج على وجه إدريان للحضات بعدها نظر عن يساره فرأى كين المزعج الذي
بالتأكيد ال يريد منه شيئا ً سوى إفساد مزاجه..
رفع إدريان حاجبه وأجابه :ماذا تُريد ..؟!
كين بإبتسامه :ال بأس ..إنسى فيبدو أنك مشغول..
لوح له كين ببراءه وغادر.. ضاقت عينا إدريان بشيء من اإلنزعاج في حين ّ
إبتسمت كاتالين تقول :إبن عمك هذا لطيف ..و ُمهذب أيضا ً..
سخريه ولم يُعلق.. إبتسم إدريان بشيء من ال ُ
لو تعرفه حق المعرفه لركضت هربا ً من هذا المكان!..
فتحت عينيها عندما تسلل الى أُذنيها صوت ناعم يُغني أُغنيه ليست غريبة عليها البته..
الظالم كان أول ما رأته قبل أن تتضح الرؤيه وأصبحت ترى بعض األضواء التي تلعب
باألرجاء والتي كانت قادمه من النافذه..
جلست بهدوء وهي تشعر ببعض التوعك فرأت نفسها تجلس على سرير وثير وناعم..
نظرت حولها حيث كان من الواضح أنها غرفة نوم ُمرتبه للغايه..
عقدت حاجبها قليالً فتذكرت ما حدث ..غريب ..ما كان سبب تعبها ال ُمفاجئ ذاك..
إلتفتت الى النافذه عندما سمعت هذه المرة صوت مألوف مع الصوت السابق..
نزلت من فوق السرير وتقدمت من النافذه..
فتحتها ونظرت الى األسفل فإتسعت عينيها من اإلنبهار عندما وقعت على شجرة الميالد
الضخمه والمزينة باألضواء التي لم تكن تُضيء في المرة السابقه ..المنظر جذاب للغايه..
إلتفتت الى حيث كان الضيوف ينظرون فدُهشت عندما شاهدت إدريان يُغني برفقة تلك ال ُمغنية
المشهوره..
هذه المرة األولى التي تسمع فيها صوته ..إنه جميل حقا ً..
شعرت بشيء من الغثيان واإلرهاق الجسدي..
أغلقت النافذه وعادت الى السرير..
إستلقت وقررت العوده الى النوم فهي حتى ال تعلم ما سبب تعبها ولكن ما تعرفه هو أنه عليها
أن ترتاح..
***
2:10 am
تقدم الضيوف الى الساحه الخلفيه للمنزل حيث كانت ُهناك طاولةً طويله موضوع فوقها
أصناف وأنواع من األطعمه الساخنه واللذيذه..
حان موعد العشاء وبدأوا بأخذ أطباقهم البيضاء ال ُمستديره واضعين فيها قطع الطعام التي
يُفضلونها على العشاء..
العشاء وفلور كعادتها مع صديقاتها ..إدريان رافق أُخته إليان فقد غادرت كاتالين قبل ساعه
من اآلن..
إستأذن الطبيب جان من جينيفر من أجل اإلطمئنان بشكل أخير على آليس فذهب إليها ورافقه
كين..
تقدم أليكسندر بعد أن إختفى لنصف ساعه األخيره حيث خ ّمن البعض أن السبب هو ذهابه
لتوبيخ إبنه عما حدث هذه الليله..
***
1 January
9:40 am
خالل عشر دقائق كانت قد نزلت الى األسفل وبدأت تمشي في المنزل الشبه ميت بسبب الهدوء
التام الذي يُسيطر عليه..
الكُل ُمرهق ويغط في نوم عميق من دون شك..
حالما رأتها إحدى الخادمات تقدمت منها وإبتسامت قائله :جائعه ..؟!
نظرت آليس إليها وهزت رأسها تقول :كثيرا ً..
الخادمه بإبتسامه :سأُجهز لك طعام اإلفطار سريعا ً ..يُمكنك اإلنتظار على تلك األريكه
وسأستدعيك حالما أنتهي ..لن أتأخر..
آليس :حسنا ً ..شُكرا ً لك..
تقدمت آليس وجلست على األريكة البيضاء وبدأت تتأمل المكان من حولها..
لم تتصور أن تلك القصور والمنازل الفخمه الموجوده في األفالم تكون موجوده على الواقع..
ال ..ليس الموضوع هكذا ..بل لم تتصور بأنها قد تدخل الى أحداها..
هذا شيء ُمذهل وحدث لن تنساه طيلة حياتها..
توقفت عن التفكير وهي تتأمل آخر جملة فكرت فيها..
"لن تنساه طيلة حياتها! "
تسائلت ما إن عاشت بالماضي أحداثا ً كانت ال تُنسى..
همست لنفسها :ال يوجد لشيء إسمه لن أنساه طيلة حياتي ..إنها ِكذبه..
إبتسم وقال :ولكنها ُمنتشره..
فزعت وإلتفتت عن يمينها فوجدت كين يجلس بكُل براءة على األريكة ال ُمجاوره..
كيف لم تشعر به ..؟! إنه ساحر..
إبتسم قائالً :صباح الخير..
نظرت إليه بشيء من الريبه فكالمه باألمس ال يصدر من طفل بمثل عمره..
األمر ال يتعلق بعمره ..فعلى الرغم من أنه في الرابعة عشر إال أنه كان يملك جسدا ً صغيرا ً
يجعل الجميع يضنه في الثانيه أو الحادية عشر..
ي هكذا ..؟! هل فعلتُ لك شيئا ً خاطئا ً ..؟! إختفت إبتسامته وسأل :لما تنظرين إل ّ
نظرت الى عينيه البريئتين وشعرت بأنها قاسيه عندما رمقته بنظرات الريبة تلك..
إبتسمت له وقالت :ال لم تفعل ..اممم إذا ً أنت إبن عم إدريان ..ال تشبهه كثيرا ً..
كين :هههههههههه هذا أفضل ..فلو حدث هذا لكرهني إدريان كثيرا ً..
آليس :ههههههههههههه ال ال أضنه هكذا..
تقدم بجسده الى األمام بشيء من الحماس وسأل :آليس ..هل تعرفين دراكوال ..؟!
تعجبت وسألت :أتقصد مصاص الدماء ..؟! ذلك الرجل األسطورة في أفالم مصاصي الدماء
..؟!
هز رأسه يقول :تعرفينه إذا ً..
آليس :بالتأكيد ..شهرته تُعادل شُهرة أسطورة تنانين الصين وشهرة وجود الحوريات
وغيرها من الخرفات التي يؤمن بوجودها الكثيرون..
كين :أمممم ..وماذا تعرفين عنه ..؟! أقصد دراكوال..
آليس بتفكير :مصاص دماء ال يظهر سوى بالليل ويمتص دم اإلنسان حتى يصبح جسده فارغا ً
ويموت..
أمال كين شفتيه يقول :ال تعرفين عنه سوى األشياء السطحيه التي يعرفها الكثير..
إبتسم وقال :أتعلمين بأنه ال يستطيع إمتصاص دماء البشر بدون وجود شرط محدد ..؟!
عقدت آليس حاجبها وقالت :أعرف بأنه يتجول في الليل يمتص دماء أي بشري تقع نظره
عليه..
هز كين رأسه يقول :هذا الكالم خاطئ ..ال يُمكنه إمتصاص دماء أي بشري دون حدوث أمر
ُمحدد..
شعرت آليس بالفضول وسألته :أحقا ً ..؟! هذا األمر جديد علي فأنا لم أقرأ له أية روايه ولم
أُشاهد أفالمه ولكن كُنت أعرفه ما يعرفه العامه ..ماهو هذا األمر ..؟!
إبتسم كين وقال :ال يمكنه دخول منزل أي أحد إلمتصاص دمه مالم يسمح له هذا الشخص
بالدخول..
ضاقت عيناه وأكمل :يتودد إليه ويتظاهر باللطافه وحين يسمح له البشري بدخول المنزل
يُصبح هذا البشري هو غذائه الدائم وال يُمكنه مطلقا ً منعه من المجيء حتى لو أوصد األبواب
والنوافذ فمصاص الدماء بإمكانه حتى أن يُصبح رمادا ً ويتسلل بكُل سهوله ..يأتي إليه كُل
ليله ويتغذى من دمائه حتى يبدأ يضعف هذا البشري تدريجيا ً ويموت..
دُهشت من هذه ال ُمعلومه وقبل أن تفتح فمها أتتها الخادمه وقالت بإبتسامه :لقد تم تجهيز
طعام اإلفطار..
نظرت إليها آليس وقالت :أنا قادمه..
وقف كين وقبل أن يُغادر قال بهدوء :لذا آليس ....إحذري من مصاصي الدماء وال تسمحي
لهم أبدا ً بالدخول لحياتك ..فحين تسمحين ال يُمكنك التراجع حتى تنتهين..
تغيرت نبرة صوته وإبتسم بلطف يقول :أتمنى لك إفطارا ً شهيا ً..
بعدها غادر وآليس تنظر إليه دون أن تتمكن بأن تتفوه بكلمه واحده..
هذا الطفل .....هو بحق يُخيفها..
لفترات يبدو ولدا ً عاديا ً ولكنه فجأه يبدو ُ ...مخيفا ً ويتفوه بكلمات ليست عاديه..
أهو يمزح معها ..؟! ال يمكنها أن تتوقع أن يكون مزحا ً بعد تحذير جينيفر لها من التحدث إليه
..
ربما يكون مريضا ً نفسيا ً..
هذا هو الشيء الوحيد الذي فكرت فيه..
***
5:22 pm
دخل الى منزله الصغير بعد مرحلة عمل أتعبته كثيرا ً..
رمى بجسده على األريكة الباليه وأغمض عينيه ليسترخي ولكن إزعاج جيران المنزل
ال ُمجاور ال ينتهي..
ال مجال سوى أن يرفع شكوى ضدهم فاألمر لم يعد يُطاق البته!..
أخذ نفسا ً وهمس لنفسه :لماذا لم يكتب لي القدر أن أُصاحب جيرانا ً لُطفاء كمنزلي السابق..
تذكر أمرا ً فجلس من فوره وضاقت عيناه بتفكير..
أدخل يديه بين منحنيات األريكاه حتى عثر على الورقة المطبوعه..
نظر الى وجه الفتاة لفتره قبل أن يهمس :ما ِزلتُ ُمرتابا ً من الوضع ..كيف أن ينتشر
موضوع البحث عن عائلتها في كُل مكان وفجأه يختفي كُل شيء وعندما أسأل مراكز الشُرطة
يقولون بأنه لم يصلهم مثل هذا البالغ!..
عض على طرف شفتيه لفتره قبل أن يهمس :الرقم الموجود في البالغ عندما بحثتُ بدليل
الهاتف وجدته يعود الى شخص له مكانة ليست عاديه في عالم التجاره ..ولكن كُل ما إتصلتُ
عليه أجد رقمه ُمغلقا ً ..لما رقمه كان يوجد في البالغ ..؟! لما ال أستطيع أن أُصدق بأن بالغ
فقدانها للذاكره وبحثهم عن عائلتها ليس سوى كذبا ً أو بالغا ً غير رسمي كما قال لي الشُرطي
..؟! صاحب الرقم شخص غير عادي لذا من السهولة أن يصدر بالغا ً رسميا ً ولن يُعرض
نفسه للمشاكل بوضع بالغ غير رسمي..
ضاقت عيناه وهمس :ومن السهولة أيضا ً أن يخفي أمر البالغ وكأنه لم يكن موجودا ً..
بقي يُفكر باألمر قبل أن يهز رأسه يقول :ال يُمكنني تجاهل هذا األمر ..سأبحث عن صاحب
الرقم وأسأله بنفسي!..
وقف وقرر أن يُغادر متجها ً الى المدينة الذي كان البالغ ُمصدرا ً منها..
لن يجعل هذا األمر أن يمر ..عليه أن يعرف الحقيقه..
***
pm8:30
غرفتها وقامت برفع شعرها على شكل ذيل حصان.. وقفت إستيال أمام مرآة ُ
نوم عميق فهي أكثر من تعب بحق في منذ الساعة الرابعة فجرا ً وحتى اآلن وهي تغط في ٍ
حفلة البارحه..
دُق باب غرفتها فقالت :أُدخل..
دخلت الخادمه وقدّمت لها طرد بداخل مظروف بحجم كتاب وقالت :لقد وصل بإسمك..
إستيال :ضعيه ُهنا..
وضعته على الطاولة القريبه منها بعدها غادرت الغرفه..
وضعت إستيال لنفسها مكياجا ً خفيفا ً وحالما إنتهت إلتفت الى جهة الطرد وأخذته..
جلست على الكُرسي ورأت إسم ال ُمرسل فأمالت شفتيها وهي تقرأ إسم إدريان..
إنها دُعابة ُمزعجة منه من دون ريب..
فتحته وأخرجت الورقه التي كتب فيها بخط يده:
*ألنك إبنة عمتي الغاليه وألنك ُمميزة عندي ....أردتُ أن أُرسل لك خصيصا ً نُسخة من مجلة
الشركه التي ستُصدر غدا ً ..تمعني جيدا ً بقرائتها وفي الصفحة السابعة بالتحديد..
إبن عمك ال ُمحب /إيدي*
مطت شفتيها وهي تعلم ما محتوى المجله..
بالتأكيد ُمقابلة الشركه مع تلك الكاتالين بخصوص حفلة األمس..
هو لم يُرسلها هكذا إال ألن مافيها لن يُعجبها بتاتا ً..
هو صديق كاتالين لذا بالتأكيد ستُجاوب باألجوبة التي هو يُريدها..
سحقا ً له!..
ُ
أخرجت المجله والتي كانت صورة كاتالين مطبوعة على غالفها بعنوان كبير *كاتالين بحفلة
عائلة إدريان ؟*!!!
وتحتها عنوان مصغر مكتوب فيه *آيقونة جمال شركة WRPGتكشف لنا عن سر ذهابها
وتروي أحداث إحتفالها الخاص بليلة رأس السنه* ..
فتحت على الصفحة السابعه كما قال وأمالت شفتيها عندما وقعت عيناها على صورة ُمصغره
له في وسط المقال..
قرأته بكُل هدوء وفي كُل مره تنزعج من جواب ُهنا وتصريح ُهناك..
ذلك الوغد ..يعرف كيف يستغلها جيدا ً..
لقد ن ّجمته في مقالتها كثيرا ً ..بال ُمقابل أخذ هو كُل المدح تجاه كُل الترتيب الخاص بليلة
البارحه..
كانت تعلم عندما تحدث باألمس عن اإلحتفال بأن نيته أن يأخذ هو تعبها كُله ..كم ودّت أن
تتدخل وتُحرجه ولكنها تعلم بأن هذا ما يُريده إدريان وأنها بتدخلها سيقلب الموضوع ضدها
ويجد سببا ً لتشويه سمعتها في المقاله..
يُزعجها أخذه للثناء كُله ولكن يفرحها عدم مقدرته ألن يذهب الى أبعد من هذا..
طار لحادثة أخاه ريكس ووالده.. ضاقت عيناه وأكملت القراءه ولم تجد أي ٍ
يعرف أيضا ً كيف يبعد عائلته عن المشاكل!..
ال تهمها محاوالته ال ُمضحكه هذه ..فإنتشار مثل هذا األمر في الوسط الفني لن يضر ريكس
كثيرا ً..
يكفيها أن الحادثه حدثت على مرآى من العشرات من تُجار األعمال بالسوق..
سمعته وإنتهى األمر.. شوهت ُ
ولن تقف بتاتا ً عند هذا الحد..
فهذا الشخص من بين الجميع ...عليه أن يدفع ثمن ما فعله غاليا ً..
***
pm11:40
دخل ريكس عبر بوابة المنزل المظلم ودخل خلفه آندرو وهو يُغلقها خلفه..
تنهد ونقل نظره في المنزل الذي ال تشتغل فيه سوى عدد قليل من األنوار فاألغلب قد تعطل
ولم يُكلّف ريكس نفسه حتى بإصالحها..
الرخام الذي كان يتدرج باللون األسود واألبيض وكأنه لوحة شطرنج كبيره.. مشيا على بالط ُ
منزل من أوله آلخره ُمصمم على الطريقة الروسيه..
منزل قديم ..بُني قبل مائة سنه تقريبا ً..
آندرو :ريكس ..أال تنوي أن تشفق على هذا المنزل المسكين وتُصلح الكهرباء فيه على األقل
..
ريكس :ال أضن األمر يخصك..
جلس على أريكة مخملية باللون العنابي فجلس آندرو أمامه يقول :حسنا ً بعدما ذهبنا الى أبعد
مكان وأكثر األماكن أمانا ً كما تقول فما هو الشيء الذي تُريد إخباري به..
شرد ريكس ينظر الى الطاولة الصغيره التي بجانب أريكته فتنهد آندرو وقال :ريكس أنا ال
أُحدث الحائط كما تعلم ..؟! ال تفعل فعلتك تلك التي تفعلها دائما ً وتقول لي إنسى فال رغبة لي
بالحديث اآلن !..حينها سأقتُلك دون ريب..
مد ريكس يده وعدّل ذلك المجسم الصغير لطائر العنقاء الموضوع على الطاوله وهو يهمس
بداخله" :كان مكانُها ُهنا" ..
أمسك آندرو بإحدى المخدات ذات اللون الؤلؤي ورماها على ريكس..
تألم ريكس وإستيقظ من شروده فلقد كانت الرمية قويه بحق..
رماها بإهمال بجانبه وهو يقول :أال يُمكنك أن تمنحني إستراحة بسيطه مع نفسي!..
آندرو :لم ألتقيك أو أُحدثك منذ فتره ..ألم يكفيك بقائك طوال ذلك الوقت مع نفسك ..؟!
أخذ ريكس نفسا ً عميقا ً وقالُ :هناك أمر يُحيرني كثيرا ً..
آندرو :إنتظر لحضه..
عقد ريكس حاجبه فسأله آندرو :المطبخ ُهنا يعمل صحيح ..؟َ هو ليس مهجورا ً منذ سنوات
..؟!
إنزعج ريكس من السخريه الخفيه في سؤاله وأجابه على مضض :نعم..
وقف آندرو وقال :إذا ً إنتظرني ..ال أُحب الحديث دون أن أحتسي القهوه..
ريكس :ال داعي وإجلس..
ي في فتح مواضيعك وتجعلني أنتظر ..جرب أن غادر آندرو يقول :دائما ً ما كُنتَ تتأخر عل ّ
تنتظر أنت هذه المره..
أمال ريكس شفتيه بشيء من اإلستياء وبقي جالسا ً في مكانه لفتره قبل أن يقف ويتجه الى
المكان األثري ال ُمبهر القريب من مكان جلوسه..
كان عبارة عن مكتبه ُحفرت بشك ٍل ُمتقن على الجدار..
إحتوى الرف األول منها على أنواع من الكُتب األدبيه وكُتب الفنون..
والرف الثاني إصطفت فيه الدُمى الحجريه الصغيره ..دمى لعرائي ودُمى ل ُمجسمات راقصه
ودُمى لعناكب وجماجم وهياكم عظمية ولحيوانات ُمشوهه..
والرف الثالث واألخير كان مليئا ً بالصناديق ذات الصناعة الروسيه ..صناديق موسيقى
وصناديق مجوهرات وصناديق الباتريوشكا والعديد..
مد يده بهدوء وتحسس الغبار المتراكم عليها..
آخر مره قام بتنظيفها كان قبل ثالثة أشهر..
بدأ بكتابة إسم Aliceعلى أحد الصناديق التي يُغطيها الغُبار..
توقفت يده للحضه ونظر الى الصندوق ال ُمجاور حيث كان غطاء الصندوق نظيفا ً ....أو ربما
كان أقلهم بتواجد الغبار على سطحه..
سحب الصندوق وأخرجه من مكانه ..فتحه فتفاجئ بوجود أشياء هو ُمتأكد بإنه لم يضعها
بالداخل أبدا ً..
محفضه وأوراق وقالده و.....
قاطعه صوت آندرو يقول :ريكس..
أغلق ريكس الصندوق وإلتفت الى جهته فنظر آندرو إليه لفتره بعدها قال :وردني إتصال من
والدك..
علم ريكس بأن الموضوع ال يُبشر بخير نظرا ً الى ردة فعل آندرو..
أعاد الصندوق مكانه وقال :ماذا قال ..؟!
آندرو :قال بأن هاتفك ُمغلق ويُريد منك العودة الى المنزل اآلن..
أشاح ريكس بنظره يقول :لن أفعل..
مط آندرو شفتيه يقول :نعم ..هذا العناد هو من أوصلك الى هذا الحال..
بعدها قال بشيء من اإلستياء :والدك يا ريكس ال يُريد منك العودة إلحتساء كوب القهوة معك
..يُريد منك العوده هذا ألن الشُرطة عند المنزل تُريد إلقاء القبض عليك!!..
إتسعت عينا ريكس للحضه بعدها عاود الى وضعه الهادئ وهو يقول :ال تقل لي بتهمة قتل
فابريان ذاك ..؟!
آندرو :أجل هو نفسه الذي حذرتك من أنهم سيجدون وسيُلفقون عليك ت ُهمة قتله ..الحظ جيدا ً
..هم يملكون ُمذكرة توقيف بحقك أنت يامن تملك مركزا ً عاليا ً في عالم التجاره وال ُمذكرة بحق
أمثالك ال تُصدر دون وجود أدله ملموسه وحقيقيه!..
حاول آندرو السيطرة على أعصابه وهو يُشاهد ريكس يتلقى الخبر بكُل برود وكأن المسألة
بسيطة للغايه..
هو غاضب ألجله وهذا ال يهتم..
إلتفت وغادر وهو يقول :ال فائدة من التحدث مع حجر مثلك..
راقبه ريكس بعينيه حتى غادر المكان تماما ً..
أخرج الهاتف من جيب معطفه ورأى بأنه قد وضعه في وضعية عدم اإلتصال بالشبكه..
فهو بحق لم يكن يُريد ألحد أن يُزعجه..
عليه أن يطلب في المرة القادمه من آندرو أن يُغلق هاتفه أيضا ً أو يُغير رقمه..
فهذا أفضل لراحة باله..
ـ part endـ
ـ part 8ـ
2 January
9:40 am
***
10:30 am
***
4:30 pm
***
7:11 pm
جلس بهدوء على كُرسي شبه ُمريح بداخل هذه الغرفة ذات األثاث البسيط للغايه..
قال بهدوء للرجل الذي رافقه الى هنا :إستدعي لي جيرمي..
هز رأسه وغادر الغرفه..
خالل دقائق طرق جيرمي الباب ودخل بعدها يقول :إستدعيتني يا زعيم ..؟!
دارسي :أُدخل وأغلق الباب خلفك..
دخل وأغلق الباب خلفه بعدها تقدم ووقف أمامه فقال له :إجلس..
جلس بالكُرسي ال ُمقابل فتنهد دارسي وعدّل من جلسته ونظر الى جيرمي..
كان في الثامنة والعشرين من عُمره ..قصير بعض الشيء ويمتلك بعض العضالت ..صاحب
وجه أبله بعض الشيء وشعر كثيف بُني اللون..
إبتسم له يقول :جيرمي أتتذكر ماذا حدث في آخر عمليه ..؟!
دُهش جيرمي وطأطأ رأسه بخجل يقول :أعتذر أشد اإلعتذار..
دراسي ببرود :وبماذا سيُفيدني إعتذارك ..؟!
بدأت الصدمه تح ُّل على جيرمي وقال بسرعه :أرجوك ال تطردني وال تقم بقتلي ..أعلم بأن
خطأي كبير وال يُغتفر ولكن إصفح عني ..سأرضى بأي ِعقاب تختاره ولكن أرجوك ال تُنهي
حياتي..
ي أنا شخصيا ً ..أصبحت كالنقطة السوداء في دارسي ببرود :خطأك هذا عاد بالضرر عل ّ
تاريخي..
جثى جيرمي على ركبتيه أمامه ودموعه حقا ً بدأت تتجمع في عينيه وهو يقول بكُل رجاء:
أرجوك ال تُنهي حياتي ..سأفعل أي شيء ..سأفعل أي شيء تُريده ولكن ال تقتُلني بتاتا ً ..ال
تُنهي حياتي ..أرجوك صدقني سأوافق على أي طلب تطلبه ولكن أرجووك ال تفعل..
بقي ينظر إليه دارسي ببرود تام لفترة ليست بالقليله جعلت جيرمي يرتجف أكثر ويتأكد بأن
زعيمه لن يرحمه ُمطلقا ً..
دقيقتين مرت قبل أن يتحدث دارسي قائالً :أي شيء ..؟!
فَ ِرح جيرمي ُرغما ً عنه وأجابه بسرعه :نعم نعم سأفعل أيا ً ما تطلبه أيا ً كان صدقني..
شخص مشهور قد قُتل ..إذهب وإعترف على ٌ إبتسم إبتسامة ليست بطيب ٍة إبدا ً وهو يقول:
فعلتك هذه..
صدم جيرمي من طلبه وتوقف لسانه في حلقه وهو ال يعلم ماذا يقول أو ماذا يفعل.. ُ
تحدث دارسي بهدوء قائالً :ذلك الشخص فاسد إجتماعيا ً ..إن كُنتَ تُريد مني أن أصفح عنك
فإعترف بقتله ..سأُعين لك ُمحاميا ً ُممتازا ً وكما أخبرتُك فذلك الشخص فاسد إجتماعيا ً ..
سيُحاول ال ُمحامي أن يقف في صفك وينتهي بك األمر بالسجن لخمس سنوات فحسب ..ما
رأيُك ..؟!
خمس سنوات فقط ..؟!!
إنها لثمن بسيط جدا ً ُمقابل الموت..
تحدث فورا ً يقول :أنا موافق ..سأفعلُها ..سأفعلها صدقني ..فقط أخبرني من يكون وماذا
ي أن أفعل وسأُنفّذ كُل شيء..
عل ّ
إلتوت شفتي دارسي بإبتسامه ُمظلمه وهو يقول :سأُرسلك الى ال ُمحامي وهو سيشرح لك كُل
شيء..
ضحك جيرمي ُرغما ً عنه يقول :شُكرا ً لك ..سأُنفذ كُل هذا وسأثبت لك بأني شخص ُمخلص ال
يستحق الموت ..شُكرا ً لك..
أشار له برأسه ففهم جيرمي وغادر الغرفه وهو يُكرر شُكره مرارا ً وتكرارا ً..
إسترخى في مقعده وهمس بهدوء :مسألة إخراجك يا ريكس من هذه القضيه أسهل من قضمة
لوح الشُوكوال..
***
8:30 pm
كانت هذه الفتاة القصيره والتي تعمل في هذا المقهى تقف عند الباب تنظر الى الحفلة وبيدها
شوكوالتة التويكس ال ُمفضلة إليها..
دخل الشاب بعد أن أنهى أخذ طلبات إحدى الطاوالت وعندما مر بجانبها قال :تيلدا ..لما واقفةً
بالطريق هكذا..
إبتعدت تيلدا عن طريقه تقول :أُراقب الفتاة الثرية تلك..
نظر الشاب الى حيث تنظر وقال :آه ..الفتيات الالتي يحتفلن بعيد ميالد زميلتهن..
ت عنها ثريه ..؟! ليس كُل من يشتري المالبس الباهضه يُدعى نظر الى تيلدا وأكمل :ولما قُل ِ
عادي كهذا من أجل حفلة ميالدها.. ّ بالثري ..فلو كانت هكذا فلن تأتي لمقهى
إبتسمت تيلدا وغمزت له تقول :لقد أتت لسبب واضح ال يعرفه سواي..
سخريات أو األلغاز.. تنهد وقرر تجاهلها فهذه الفتاة القصيرة دائما ً ما تُحب إلقاء ال ُ
ضحكت تيلدا قليالً بعدها رفعت صوتها عندما الحظت بأنهن ينوين أن يطلبن وقالت :ريو ُهناك
طاولة ال أحد عندها..
ت ..؟!خرج ريو من جانبها وهو يهمس :ولما ال تذهبين أن ِ
إبتسمت وقالت :الفتيات يُفضلن الشاب الوسيم بدل أن تأتيهم فتاه..
تقدم ريو بهدوء تام من طاولة إليان والبقيه..
إبتسمت له جيسيكا تقول :نُريد بعض القهوه ..أنا أُريد القهوة الفرنسيه..
دون طلبها ونظر بعدها الى سولي التي قالت :نفس ما طلبت.. ّ
سكر..هز رأسه ونظر الى إيفا التي قالت :قهوة سوداء بدون ُ
دون طلبها فهزت رأسها تقول :ال شيء سوى الماء.. نظر الى جوانا عندما ّ
إلتفت الى جهة إليان فنظرت إليه لفتره بشكل بارد فتنهد وقال :طلبُك ..؟!
أجابته بهدوء :موكا بالشوكوال البيضاء..
دون طلبها فقالت رين :أنا مثلها ولكن بالشوكوال السوداء.. ّ
ُ
تحدثت إليان ُمجددا ً تقول :أريد شيئا ً آخرا ً..
نظر إليها وكأنه يقول ماهو..
هال قطعت لنا الكعكه ..؟! إبتسمت وقالتّ :
رفع حاجبه للحضه بعدها قال بهدوء :عملي هو أخذ طلبات الطاوالت فقط ال غير..
إليان بإبتسامه :وهذا طلبي..
هزت كتفها ونظرت الى صديقاتها تقول :أتتذكرن عندما ذهبنا الى أحد المقاهي الشهيره ّ
بباريس وطلبنا من النادل أن يُقطع لنا كعكة خروج رين من المشفى ..؟!
سولي :لم يرفضوا الطلب بتاتا ً..
مقهى شهير ..ال أضن بأن سياسة هذا المقهى ً إبتسمت إليان ونظرت الى ريو تقول :مع أنه
ُمختلفه ..ال ُمدير لن يُرحب بفكرة رفضك لهذا..
أشاحت جيسيكا برأسها وهي ال تُصدق ما تفعله إليان..
إنها تُحاول إهانته قدر ال ُمستطاع وتهديده إيضا ً بأن تشتكي عليه لو لم يفعل..
ال تفهم لما تفعل هذا!..
وضع ريو قائمة الطلبات جانبا ً وأخذ قطاعة الكعك وبدأ بتقطيعها بهدوء تام..
إبتسمت إليان في حين قالت رين بعد أن قرأت إسمه بالبطاقه الصغيرة على صدره :إس ُمك ريو
صحيح ..؟! هيه ريو هل أنت ُمرتبط ..؟!
نظروا إليها بدهشه في حين ضحكت جوانا تقول :رين كُفي عن ذلك..
رين :إنه وسيم بحق ..أنوي أن أواعده..
أنهى ريو تقطيع الكعك بعدها أخذ قائمة الطلبات وغادر فرفعت رين صوتها تقول :سأضعك
هدفا ً لي حتى تؤكد لي بأنك ُمرتبط حسنا ً..
نظرت إليان الى الكعكه بهدوء تام وهي ال تفهم لما فعلت ذلك..
لكن .....لقد أزعجها!..
مر بنظره عليها بشكل عادي تماما ً ..وكأنها زبونة عاديه غير ُمختلفه عن البقيه..
هذا ..أزعجها..
سحقا ً..
ُ
هذا غير عادل..
من غير العدل أن تجد ذلك القلب المريض ينجذب الى شخص ال يراها ُمختلفة أبدا ً..
إنها جميله ..إنها باذخة بالجمال وال يُمكن حتى ألقسى الرجال أال ينبهر من جمالها..
هذا غير عادل بتاتا ً..
سحقا ً لقلبها األرعن الذي لم ينبض سوى لتافه حقير مثله!!!!.. سحقا ً له ..و ُ
ُ
***
9:50 pm
دخل إدريان من باب المنزل وتوجه فورا ً الى الدرج وحين الحظ الخادمه تتقدم رفع صوته
يقول :لقد تناولت طعام العشاء في الخارج..
حالما كاد أن يصعد توقف فجأه في الوقت ذاته التي كانت آليس قد نزلت من الدرج..
إدريان :أوبس ..كدتُ أن أصطدم بِك..
إبتسمت وقالت :يالها من ُمصادفه جميله ..هل ستتناول معي العشاء ..؟!
هز رأسه نفيا ً يقول :ال أضن ذلك..
تعجبت وقالت :ال تقل لي بأنك أتيت لتأخذ شيئا ً ما وترحل ..؟!
أكملت بضجر :هيّا إبقى لهذه الليله ..دعنا مثالً نُشاهد فيلما ً ما أو شيء من هذا القبيل ..أي
شيء..
إبتسم يقول :أعتذر بشده ولكني بالفعل أُريد تبديل مالبسي والخروج مع أصدقائي..
تنهدت بيأس وقالت :عوضني!..
عادي البته..
ّ ضحك وقال :كما تأمرين ..ستجدين تعويضا ً غير
إبتسمت برضى في اللحضة التي فُتح فيها باب المنزل ودخل ريكس إلى الداخل..
نظرا الى جهة الباب وماهي إال لحضات حتى إستطاعا رؤية ريكس الذي كان قادما ً من تلك
الجهه ولكنه توقف عندما شاهدهما..
إبتسم إدريان بسخريه يقول :إنها أول مر ٍة ُمنذ شهران نُصادف بعضنا ُهنا..
نظر ريكس إليه ببرود بعدها قال :أتُحاول فتح حديث معي ..؟!
إدريان بنفس اإلبتسامهُ :متعجرف كعادتك..
دُهشت آليس فطريقة حديثهما اآلن ليست ودّية البته!..
ما الحكايه ..؟!
بالمرة األولى أقفلت إليان على نفسها الباب عندما شاهدت ريكس واآلن هو وإدريان يستفزان
بعضهما البعض..
أشار إدريان الى آليس يقول :الفتاة التي صدمتها ..أخبرتني سابقا ً بأنك لم تعتذر ..إذا ً أال
ترى بأنك تُدين لها بإعتذار ..؟!
ريكس دون أن ينظر الى آليس أجابه :األمر ال يعنيك..
إبتسم إدريان وقال :خساره ..أردتُك أن تكون جيدا ً معها بما أنها تحمل نفس إسم تلك التي
أنت مهووس بها أكثر من أي شيء آخر..
عقد ريكس حاجبه فأكمل إدريان :ألنه كما تعلم قد أسميناها آليس بما أنها ال تتذكر إسمها..
إتسعت عينا ريكس من الصدمه ونظر الى آليس فورا ً بدون تصديق..
شد على أسنانه بعدها تقدم وأمسك إدريان من ياقة قميصه األنيق وهو يقول بهدوء تام يُحاول
فيه أن يُسيطر على أعصابه :إن كانت هذه مزحه فسأفصل رأسك عن عُنقك..
إبتسم إدريان بإستفزاز يقول :يالال الخساره فلقد كنتُ أتمنى أن أراك وأنت تُحاول فصلهما
ولكنها ليست مزحه ..إسألها لو كُنتَ ال تُصدقني..
لف بنظره الى جهة آليس فخافت من نظراته التي تشع غضبا ً وبحق لم تعرف ماذا تُجيب..
رن هاتفه النقال في هذه اللحضه فال إيراديا ً أنزلت نظرها الى جيب بنطاله فقال بحده :أجيبي
!..
جفلت من الخوف ونظرت الى عينيه بعدها تلعثمت وهي تقول :سأُغيره إن أردت..
إختفى الغضب من عينيه وحلّت الدهشه فيهما..
بالفعل إسمها آليس!..
إدريان ببرود :واآلن ألن تترك قميصي ..؟! إنه باهض الثمن إن كُنتَ ال تعلم..
ترك قميص إدريان وتقدم من آليس التي خافت وعادت الى الخلف ليصطدم ظهرها بدرابزين
الدرج..
نظر الى عينيها وسألها بهدوء :من أعطاك هذا اإلسم ..؟!
لم تعرف ماذا تقول ..هو غاضب للغايه ..الغضب واضح جدا ً في عينيه..
لو قالت بأنها والدته فستُسبب بذلك ُمشكلة بين األم وولدها..
ماذا تفعل ..؟! ومن تلك الفتاة التي تُشبه أسمها كي يغضب ألجلها الى هذه الدرجه ..؟!
إنه ُمجرد تشابه باإلسم وهذا شيء ال يدعو للغضب بتاتا ً!..
هل تعلم والدته بأمرها ..؟!
هل تعمدت أن تختار هذا اإلسم من أجل أن مثالً يتغير ولدها أو ...أو ربما ال تعرف حتى!..
صحت من أفكارها على سؤاله لها ُمجددا ً ولكن بطريق ٍة أكثر حده..
ستُجيبه ..ولكن ....ال تُريد بالفعل أن تُسبب المشاكل للمرأة التي تهتم بها..
ستكذب ..أجل ستكذب فهذا األحمق يغضب ألسباب تافهه لذا ستكذب كي تُسكته..
أجابته :أنا..
رفع حاجبه فأكملت :أنا ُمغرمه بالقصص الخياليه ..وقصة آليس ببالد العجائب هي إحداها ..
ال عالقة لي بالمرآة التي تُحبها وغضبت ألجلها..
ضاقت عيناه فكالمها األخير لم يُعجبه بتاتا ً..
ال تعلم لما وكيف بدأت بإسترداد شجاعتها فأكملت :لذا على األقل إن كُنتَ ال تُريد اإلعتذار
على صدمك لي فال تصرخ بوجهي بهذه الطريقه وكأني خادمه ..أنا ضيفةٌ ُهنا وعليك
إحترامي..
سخريه وقال :خساره ..لو كان هذا منزلي لطردتُك اآلن فورا ً.. إبتسم بشيء من ال ُ
صدمت من وقاحته في حين قال إدريان :إذا ً ما رأيُك لو تذهب الى منزلك وال تعود الى ُهنا ُ
..؟!
بأنك ستُغيرينه إن أدرتُ ذلك ..؟! حسنا ً قومي بتغييره.. تجاهله ريكس قائالً آلليس :ألم تقولي ِ
فتحت فمها لترد ولكن ......لقد إستفزها كالمه ولكنها بالفعل قد قالت بأنها ستُغيره..
رفع يده ُمشيرا ً للرقم ثالثه يقول :خالل ثالثة أيام إختاري إسما ً آخر مختلف عن آليس..
سخريه وهو يتجاوزها صاعدا ً الى األعلى :كسندريال أو سنووايت مثالً.. وأكمل بشيء من ال ُ
إصطبغ وجهها باللون األحمر من شدة الغضب ولم تجد ردا ً ُمناسبا ً له..
سخريته إستفزتها بالفعل!!!.. لقد سخر منها ُ ..
حادث إدريان آليس قائالً وهو يرفع صوته كي يسمع ريكس :أنصحك أيضا ً بتغيير إسمك ..
أخشى أن تكون نهايتك أن تُقتلي بشكل بشع كما حدث آلليس التي قبلك..
توقف ريكس في مكانه وبشكل ُمفاجئ توالت في ذهن صورتها وهي مضجعة بدمائها وكأنها
في برك ٍة حمراء..
شد على أسنانه وإلتفت على إدريان..
لكمه بكُل غضب في وجهه فشهقت آليس بصدمه مما فعل!!..
أمسك بالدرابزين فورا ً كي ال يقع..
شد على فمه فلقد آلمه فكه كثيرا ً ..نظر الى ريكس بعينيه حادتين وهو يقول :وجه لكمتك
للشخص الذي قتلها ولستُ أنا..
أمسكه ريكس من ياقة قميصه يقول :تحدّث عنها ُمجددا ً وسأحرص على تشويه وجهك الجميل
الذي تحتاجه بشده في عملك..
سخريه يقول :أُضرب وجهي الجميل هذا كي أقلب الصحافة ضدك فهذا الشيء إبتسم إدريان ب ُ
سيزيد من شُهرتي إن كُنتَ ال تعلم..
أكمل بعدها بسخرية أكبر :لكن إنتبه وال تقتلني كما قتلت المدعو بفابريان فأنا أخشى على
سمعة والدي التي بالتـ... ُ
أسكته ريكس بلكم ٍة أُخرى جعلته يبصق دما ً من شفتيه..
تقدمت آليس فورا ً وأبعدت إدريان عن يديه وهي تصرخ :كفـــــــــــى!!..
نظرت الى ريكس بعينين حادتين ومصدومتين بالوقت ذاته..
قاتل !!..قاتــــــل!..
باتت تشعر بأن حتى الحادث الذي سببه لها كان بنية القتل!..
كيف لوحش كهذا أن يعيش ويكون فردا ً من هذه العائله ..؟!!
نظر بهدوء الى نظراتها التي تصرخ كُرها وإشمئزازا ً وكأنه وحش سافك للدماء..
نظر بعدها الى إدريان الذي كان يسمح الدم من فمه وهو ينظر إليهما بهدوء..
إلتفت وبعدها تجاوزهما وخرج خارج المنزل..
بقي إدريان في مكانه لفتره وعينيه يملؤهما الضيق بعدها صعد الدرج وإختفى..
جلست آليس على األرض حيث كانت تقف وهي في أوج صدمتها..
ما حدث كان كثيرا ً..
لم تتوقع أن تجد أخوان يتقاتالن بالشكل هذا أبدا ً..
لم تتخيل بأن يكون أحدهما قاتالً حتى!!..
شعرت بقشعريره سرت في جسدها وهي تهمس :قام بدهسي بالسياره ..حتى أني كُنتُ على
كُرسي ُمتحرك كما قالت جينيفر .....يستحيل أن أكون إعترضتُ الشارع فجأه ولم يرني
فالمشي بالكُرسي ال ُمتحرك صعب..
بدأت دموعها تتجمع بعينيها وهي تُكمل بنفس الهمس :لقد شاهدني بدون أدنى شك ....ولم
يوقف السياره..
غزا الخوف قلبها بشكل ال يُصدق وشعرت بجسدها يرتعش..
تلك الحادثه كانت ُمتعمده بالفعل!!..
إذا ً ....هل حتى عدم معرفة عائلتي عني ُمتعمد أيضا ً ..؟!
ورعب وهي تُكمل :هل .....قُتلوا إذا ً ..؟! بدأت تتسع عينيها بصدمه ُ
ـ PART ENDـ
ـ part 8ـ
2 January
9:40 am
***
10:30 am
***
4:30 pm
***
7:11 pm
إسمه الرمزي كان دارسي..
والذي يعني بالفرنسيه ال ُمظلم..
ال يعرف إسمه الحقيقي سوى القلة فقط..
يمتاز بطول فارع وشعر كلون الفحم بعينين سوداوتين والعديد من األقراط الفضيه التي تمأل
أُذنه اليُسرى..
من يرى هذه الصفات يعرف بأنه فورا ً القاتل المأجور دارسي..
جلس بهدوء على كُرسي شبه ُمريح بداخل هذه الغرفة ذات األثاث البسيط للغايه..
قال بهدوء للرجل الذي رافقه الى هنا :إستدعي لي جيرمي..
هز رأسه وغادر الغرفه..
خالل دقائق طرق جيرمي الباب ودخل بعدها يقول :إستدعيتني يا زعيم ..؟!
دارسي :أُدخل وأغلق الباب خلفك..
دخل وأغلق الباب خلفه بعدها تقدم ووقف أمامه فقال له :إجلس..
جلس بالكُرسي ال ُمقابل فتنهد دارسي وعدّل من جلسته ونظر الى جيرمي..
كان في الثامنة والعشرين من عُمره ..قصير بعض الشيء ويمتلك بعض العضالت ..صاحب
وجه أبله بعض الشيء وشعر كثيف بُني اللون..
إبتسم له يقول :جيرمي أتتذكر ماذا حدث في آخر عمليه ..؟!
دُهش جيرمي وطأطأ رأسه بخجل يقول :أعتذر أشد اإلعتذار..
دراسي ببرود :وبماذا سيُفيدني إعتذارك ..؟!
بدأت الصدمه تح ُّل على جيرمي وقال بسرعه :أرجوك ال تطردني وال تقم بقتلي ..أعلم بأن
خطأي كبير وال يُغتفر ولكن إصفح عني ..سأرضى بأي ِعقاب تختاره ولكن أرجوك ال تُنهي
حياتي..
ي أنا شخصيا ً ..أصبحت كالنقطة السوداء في دارسي ببرود :خطأك هذا عاد بالضرر عل ّ
تاريخي..
جثى جيرمي على ركبتيه أمامه ودموعه حقا ً بدأت تتجمع في عينيه وهو يقول بكُل رجاء:
أرجوك ال تُنهي حياتي ..سأفعل أي شيء ..سأفعل أي شيء تُريده ولكن ال تقتُلني بتاتا ً ..ال
تُنهي حياتي ..أرجوك صدقني سأوافق على أي طلب تطلبه ولكن أرجووك ال تفعل..
بقي ينظر إليه دارسي ببرود تام لفترة ليست بالقليله جعلت جيرمي يرتجف أكثر ويتأكد بأن
زعيمه لن يرحمه ُمطلقا ً..
دقيقتين مرت قبل أن يتحدث دارسي قائالً :أي شيء ..؟!
فَ ِرح جيرمي ُرغما ً عنه وأجابه بسرعه :نعم نعم سأفعل أيا ً ما تطلبه أيا ً كان صدقني..
شخص مشهور قد قُتل ..إذهب وإعترف على ٌ إبتسم إبتسامة ليست بطيب ٍة إبدا ً وهو يقول:
فعلتك هذه..
صدم جيرمي من طلبه وتوقف لسانه في حلقه وهو ال يعلم ماذا يقول أو ماذا يفعل.. ُ
تحدث دارسي بهدوء قائالً :ذلك الشخص فاسد إجتماعيا ً ..إن كُنتَ تُريد مني أن أصفح عنك
فإعترف بقتله ..سأُعين لك ُمحاميا ً ُممتازا ً وكما أخبرتُك فذلك الشخص فاسد إجتماعيا ً ..
سيُحاول ال ُمحامي أن يقف في صفك وينتهي بك األمر بالسجن لخمس سنوات فحسب ..ما
رأيُك ..؟!
خمس سنوات فقط ..؟!!
إنها لثمن بسيط جدا ً ُمقابل الموت..
تحدث فورا ً يقول :أنا موافق ..سأفعلُها ..سأفعلها صدقني ..فقط أخبرني من يكون وماذا
ي أن أفعل وسأُنفّذ كُل شيء..
عل ّ
إلتوت شفتي دارسي بإبتسامه ُمظلمه وهو يقول :سأُرسلك الى ال ُمحامي وهو سيشرح لك كُل
شيء..
ضحك جيرمي ُرغما ً عنه يقول :شُكرا ً لك ..سأُنفذ كُل هذا وسأثبت لك بأني شخص ُمخلص ال
يستحق الموت ..شُكرا ً لك..
أشار له برأسه ففهم جيرمي وغادر الغرفه وهو يُكرر شُكره مرارا ً وتكرارا ً..
إسترخى في مقعده وهمس بهدوء :مسألة إخراجك يا ريكس من هذه القضيه أسهل من قضمة
لوح الشُوكوال..
***
8:30 pm
***
9:50 pm
دخل إدريان من باب المنزل وتوجه فورا ً الى الدرج وحين الحظ الخادمه تتقدم رفع صوته
يقول :لقد تناولت طعام العشاء في الخارج..
حالما كاد أن يصعد توقف فجأه في الوقت ذاته التي كانت آليس قد نزلت من الدرج..
إدريان :أوبس ..كدتُ أن أصطدم ِبك..
إبتسمت وقالت :يالها من ُمصادفه جميله ..هل ستتناول معي العشاء ..؟!
هز رأسه نفيا ً يقول :ال أضن ذلك..
تعجبت وقالت :ال تقل لي بأنك أتيت لتأخذ شيئا ً ما وترحل ..؟!
أكملت بضجر :هيّا إبقى لهذه الليله ..دعنا مثالً نُشاهد فيلما ً ما أو شيء من هذا القبيل ..أي
شيء..
إبتسم يقول :أعتذر بشده ولكني بالفعل أُريد تبديل مالبسي والخروج مع أصدقائي..
تنهدت بيأس وقالت :عوضني!..
عادي البته..
ّ ضحك وقال :كما تأمرين ..ستجدين تعويضا ً غير
إبتسمت برضى في اللحضة التي فُتح فيها باب المنزل ودخل ريكس إلى الداخل..
نظرا الى جهة الباب وماهي إال لحضات حتى إستطاعا رؤية ريكس الذي كان قادما ً من تلك
الجهه ولكنه توقف عندما شاهدهما..
إبتسم إدريان بسخريه يقول :إنها أول مر ٍة ُمنذ شهران نُصادف بعضنا ُهنا..
نظر ريكس إليه ببرود بعدها قال :أتُحاول فتح حديث معي ..؟!
إدريان بنفس اإلبتسامهُ :متعجرف كعادتك..
دُهشت آليس فطريقة حديثهما اآلن ليست ودّية البته!..
ما الحكايه ..؟!
بالمرة األولى أقفلت إليان على نفسها الباب عندما شاهدت ريكس واآلن هو وإدريان يستفزان
بعضهما البعض..
أشار إدريان الى آليس يقول :الفتاة التي صدمتها ..أخبرتني سابقا ً بأنك لم تعتذر ..إذا ً أال
ترى بأنك تُدين لها بإعتذار ..؟!
ريكس دون أن ينظر الى آليس أجابه :األمر ال يعنيك..
إبتسم إدريان وقال :خساره ..أردتُك أن تكون جيدا ً معها بما أنها تحمل نفس إسم تلك التي
أنت مهووس بها أكثر من أي شيء آخر..
عقد ريكس حاجبه فأكمل إدريان :ألنه كما تعلم قد أسميناها آليس بما أنها ال تتذكر إسمها..
إتسعت عينا ريكس من الصدمه ونظر الى آليس فورا ً بدون تصديق..
شد على أسنانه بعدها تقدم وأمسك إدريان من ياقة قميصه األنيق وهو يقول بهدوء تام يُحاول
فيه أن يُسيطر على أعصابه :إن كانت هذه مزحه فسأفصل رأسك عن عُنقك..
إبتسم إدريان بإستفزاز يقول :يالال الخساره فلقد كنتُ أتمنى أن أراك وأنت تُحاول فصلهما
ولكنها ليست مزحه ..إسألها لو كُنتَ ال تُصدقني..
لف بنظره الى جهة آليس فخافت من نظراته التي تشع غضبا ً وبحق لم تعرف ماذا تُجيب..
رن هاتفه النقال في هذه اللحضه فال إيراديا ً أنزلت نظرها الى جيب بنطاله فقال بحده :أجيبي
!..
جفلت من الخوف ونظرت الى عينيه بعدها تلعثمت وهي تقول :سأُغيره إن أردت..
إختفى الغضب من عينيه وحلّت الدهشه فيهما..
بالفعل إسمها آليس!..
إدريان ببرود :واآلن ألن تترك قميصي ..؟! إنه باهض الثمن إن كُنتَ ال تعلم..
ترك قميص إدريان وتقدم من آليس التي خافت وعادت الى الخلف ليصطدم ظهرها بدرابزين
الدرج..
نظر الى عينيها وسألها بهدوء :من أعطاك هذا اإلسم ..؟!
لم تعرف ماذا تقول ..هو غاضب للغايه ..الغضب واضح جدا ً في عينيه..
لو قالت بأنها والدته فستُسبب بذلك ُمشكلة بين األم وولدها..
ماذا تفعل ..؟! ومن تلك الفتاة التي تُشبه أسمها كي يغضب ألجلها الى هذه الدرجه ..؟!
إنه ُمجرد تشابه باإلسم وهذا شيء ال يدعو للغضب بتاتا ً!..
هل تعلم والدته بأمرها ..؟!
هل تعمدت أن تختار هذا اإلسم من أجل أن مثالً يتغير ولدها أو ...أو ربما ال تعرف حتى!..
صحت من أفكارها على سؤاله لها ُمجددا ً ولكن بطريق ٍة أكثر حده..
ستُجيبه ..ولكن ....ال تُريد بالفعل أن تُسبب المشاكل للمرأة التي تهتم بها..
ستكذب ..أجل ستكذب فهذا األحمق يغضب ألسباب تافهه لذا ستكذب كي تُسكته..
أجابته :أنا..
رفع حاجبه فأكملت :أنا ُمغرمه بالقصص الخياليه ..وقصة آليس ببالد العجائب هي إحداها ..
ال عالقة لي بالمرآة التي تُحبها وغضبت ألجلها..
ضاقت عيناه فكالمها األخير لم يُعجبه بتاتا ً..
ال تعلم لما وكيف بدأت بإسترداد شجاعتها فأكملت :لذا على األقل إن كُنتَ ال تُريد اإلعتذار
على صدمك لي فال تصرخ بوجهي بهذه الطريقه وكأني خادمه ..أنا ضيفةٌ ُهنا وعليك
إحترامي..
سخريه وقال :خساره ..لو كان هذا منزلي لطردتُك اآلن فورا ً.. إبتسم بشيء من ال ُ
صدمت من وقاحته في حين قال إدريان :إذا ً ما رأيُك لو تذهب الى منزلك وال تعود الى ُهنا ُ
..؟!
بأنك ستُغيرينه إن أدرتُ ذلك ..؟! حسنا ً قومي بتغييره.. تجاهله ريكس قائالً آلليس :ألم تقولي ِ
فتحت فمها لترد ولكن ......لقد إستفزها كالمه ولكنها بالفعل قد قالت بأنها ستُغيره..
رفع يده ُمشيرا ً للرقم ثالثه يقول :خالل ثالثة أيام إختاري إسما ً آخر مختلف عن آليس..
سخريه وهو يتجاوزها صاعدا ً الى األعلى :كسندريال أو سنووايت مثالً.. وأكمل بشيء من ال ُ
إصطبغ وجهها باللون األحمر من شدة الغضب ولم تجد ردا ً ُمناسبا ً له..
سخريته إستفزتها بالفعل!!!.. لقد سخر منها ُ ..
حادث إدريان آليس قائالً وهو يرفع صوته كي يسمع ريكس :أنصحك أيضا ً بتغيير إسمك ..
أخشى أن تكون نهايتك أن تُقتلي بشكل بشع كما حدث آلليس التي قبلك..
توقف ريكس في مكانه وبشكل ُمفاجئ توالت في ذهن صورتها وهي مضجعة بدمائها وكأنها
في برك ٍة حمراء..
شد على أسنانه وإلتفت على إدريان..
لكمه بكُل غضب في وجهه فشهقت آليس بصدمه مما فعل!!..
أمسك بالدرابزين فورا ً كي ال يقع..
شد على فمه فلقد آلمه فكه كثيرا ً ..نظر الى ريكس بعينيه حادتين وهو يقول :وجه لكمتك
للشخص الذي قتلها ولستُ أنا..
أمسكه ريكس من ياقة قميصه يقول :تحدّث عنها ُمجددا ً وسأحرص على تشويه وجهك الجميل
الذي تحتاجه بشده في عملك..
سخريه يقول :أُضرب وجهي الجميل هذا كي أقلب الصحافة ضدك فهذا الشيء إبتسم إدريان ب ُ
سيزيد من شُهرتي إن كُنتَ ال تعلم..
أكمل بعدها بسخرية أكبر :لكن إنتبه وال تقتلني كما قتلت المدعو بفابريان فأنا أخشى على
سمعة والدي التي بالتـ... ُ
ُ
أسكته ريكس بلكم ٍة أخرى جعلته يبصق دما ً من شفتيه..
تقدمت آليس فورا ً وأبعدت إدريان عن يديه وهي تصرخ :كفـــــــــــى!!..
نظرت الى ريكس بعينين حادتين ومصدومتين بالوقت ذاته..
قاتل !!..قاتــــــل!..
باتت تشعر بأن حتى الحادث الذي سببه لها كان بنية القتل!..
كيف لوحش كهذا أن يعيش ويكون فردا ً من هذه العائله ..؟!!
نظر بهدوء الى نظراتها التي تصرخ كُرها وإشمئزازا ً وكأنه وحش سافك للدماء..
نظر بعدها الى إدريان الذي كان يسمح الدم من فمه وهو ينظر إليهما بهدوء..
إلتفت وبعدها تجاوزهما وخرج خارج المنزل..
بقي إدريان في مكانه لفتره وعينيه يملؤهما الضيق بعدها صعد الدرج وإختفى..
جلست آليس على األرض حيث كانت تقف وهي في أوج صدمتها..
ما حدث كان كثيرا ً..
لم تتوقع أن تجد أخوان يتقاتالن بالشكل هذا أبدا ً..
لم تتخيل بأن يكون أحدهما قاتالً حتى!!..
شعرت بقشعريره سرت في جسدها وهي تهمس :قام بدهسي بالسياره ..حتى أني كُنتُ على
كُرسي ُمتحرك كما قالت جينيفر .....يستحيل أن أكون إعترضتُ الشارع فجأه ولم يرني
فالمشي بالكُرسي ال ُمتحرك صعب..
بدأت دموعها تتجمع بعينيها وهي تُكمل بنفس الهمس :لقد شاهدني بدون أدنى شك ....ولم
يوقف السياره..
غزا الخوف قلبها بشكل ال يُصدق وشعرت بجسدها يرتعش..
تلك الحادثه كانت ُمتعمده بالفعل!!..
إذا ً ....هل حتى عدم معرفة عائلتي عني ُمتعمد أيضا ً ..؟!
ورعب وهي تُكمل :هل .....قُتلوا إذا ً ..؟! بدأت تتسع عينيها بصدمه ُ
ـ PART ENDـ
ـ part 9ـ
2:10 am
***
3 January
8:50 am
***
2:36 pm
دخل إدريان وهو يُدندن على كلمات إحدى أغانيه التي لم تُنشر بعد..
س ِم َع صوت ُمدير أعمال والده قادما ً من إحدى األبواب المفتوحه فتقدم منه ودخلتوقف حالما َ
ُ
الى المدخل الذي يؤدي الى غرفة أشبه بالمكتب لها مدخل آخر من الجهه األخرى وهنا عادةً
يُقابل والده بعض ممن يعملوا لديه..
وقف بالقرب من الباب المفتوح وسمع ال ُمدير يقول :لذا إتصل بي ال ُمحامي هذا الصباح
ليُبلغني بأن القضية ال تحتاج الى تدخ ٍل منه بعدما حصل..
ضاقت عينا إليكسندر الذي كان يجلس بهدوء على أريكة منفرده وقال بعدها :إذا ً أحدهم أراد
تلفيق التهمة له ..؟!
ال ُمدير :بالتأكيد ..فلو كان الفاعل لما سلّم ال ُمجرم الحقيقي نفسه ..أُراهن بأن إبنُك خالل
الوقت الذي صنعه له ُمحاميه الخاص إستطاع بذكائه تدبر نفسه وإيجاد ال ُمجرم الحقيقي ..
ولهذا إختار ال ُمجرم أن يُسلّم نفسه كي تقل مدة سجنه بدالً من أن يتم القبض عليه وهذا يُفسر
سرعه..
تسليمه لنفسه بهذه ال ُ
سخريه :قبل يوم األمس غادر إدريان دون أن يسمع البقيه وهو يهمس لنفسه بشيء من ال ُ
يقول لريكس لن أتدخل في مشاكلك حتى لو وصل األمر بك الى السجن ..وفي الحقيقة أراد
خفيةً أن يُساعده !..متى يكون والدي منصفا ً ولو قليالً ..؟!
قال آخر جمل ٍة بشيء من الحقد قبل أن يختفي حالما صادف في وجهه فلور تنزل من الدرج..
إبتسمت بسخريه وهي تقول :قرأتُ مجلة شركتكم الخاصه ..أُهنئك فلقد جعلت األمر برمته
لصالحك ولمع نج ُمك كثيرا ً ..ال أُصدق أن عدد ُمتابعيك على تويتر قد تجاوز الخمسة ماليين
بالفعل!..
إبتسم يقول :وهذا الذي لم تستطيعي فعله في سن ٍة كامله..
إتسعت عيناها وإحمرت وجنتاها من شدة الغضب فضحك بخفه وهو يتجاوزها صاعدا ً الى
األعلى..
إلتفت تنظر إليه وهي تقول في نفسها" :ذلك الوغد لم يكتفي فقط بكشفي بل بحث خلف
الموضوع ..الوغد .ال ُمزعج!! "
رفعت صوتها تقول بسخريه :ألهذه الدرجة مهتم ألمري لدرجة التنبيش خلفي ..؟!
ت أيضا ً..
إلتفت ُمتجها ً الى غرفته ورفع صوته ُمجيباً :نعم كما فعلتي أن ِ
صدمت ورفعت صوتها تكذب قائله :لم أفعل ُمطلقا ً !!!..لقد رأيتُ المجلة بالصدفه عند إحدى ُ
الفتيات هذا الصباح بالمدرسه ..وأيضا ً هي من تحدثت معي عنك فلألسف الكثير يعلم بأنك
قريبي ..وأيضا ً هي كذلك من أخبرني عن عدد ُمتابعيك ..أنا لم أبحث خلف األمر ُمطلقا ً..
نصف كالمها بالفعل لم يسمعه حالما دخل الى غرفته ليأخذ قسطا ً من الراحه..
فهو منذ األمس لم ينم سوى لساعتان فقط!..
***
4:35 pm
***
7:45 pm
كان يجلس بكُل برود على الكرسي بجانب ُمحاميه الخاص داخل إحدى أقسام الشرطه..
ي الحضور ما دام هناك من إعترف بالجريمه ..؟! تحدث قائالً له بهدوء :لما عل ّ
ال ُمحامي :إس ُمك حاضر لذا ال بد من أن تأتي بنفسك ليُنهوا األمر معك..
لم يُعلق ريكس..
قال بعد فتره :طالبهم بإعتذار رسمي..
ال ُمحامي :ال تقلق من هذه الناحيه ..سأجعلهم يفعلون ..فاألمر لم يقتصر على إتهامك بل
التشهير بالتهمة أيضا ً..
ريكس :إحرص على أن تُسجل هذه الحادثه في سجالتي الخاصه..
تعجب ال ُمحامي ونظر إليه يقول :ولكن ال أضن األمر في مصلحتك ..أعني حتى لو كان ُمجرد
إتهام خاطئ فكما تعلم سيؤخذ األمر ُمستقبالً على أنه ال توجد أدخنه دون نيران!..
ريكس بهدوء :لن أُترك وشأني على أية حال ..بال ُمقابل هذه الحادثه ستُفيدنا ..فلو ُمستقبالً
تعرضتُ إلتهام آخر أستطيع إستخدام هذه الحادثه بما فيها اإلعتذار لصالحي ..أنت تفهم
قصدي..
هز ال ُمحامي رأسه يقول :نعم أفهمه جيدا ً ..ولكن أيضا ً أرى بأن األفضل هو خلو سجلك
القضائي من أي مشاكل ..إنه من أجل مسيرتك المهنيه ُمستقبالً!..
إبتسم ريكس بسخريه وهمس :وكأن هذه المسيرة ستبقى لألبد..
ضاقت عينا ال ُمحامي ونظر الى ريكس قليالً..
إنها ليست المرة األُولى ..فهو دائما ً ما يختار الحلول التي تفيده في الفترات القصيره القادمه
غير آبه بعواقبها على المدى البعيد..
إنه شاب ذكي لذا البد من أنه يعي هذه المخاطر ولكن.....
بدا يبدو له وكأنه ال يأبه للمستقبل البعيد ألنه لن يكون موجودا ً..
هل ينوي ترك عمله بعد سنوات قليله ؟!
أم أن األمر ُمختلف ..؟!
هو بحق ...ال يفهمه!..
**
وقف كارلوس حالما دخل تروي الى مكتبه وبادره بالحديث قائالً بهجم :جميع توقعاتك كانت
خاطئه!!..
ضحك تروي وجلس على األريكه يقول :إهدأ كارلوس..
كارلوس بصدمه وهو يتقدم منه :أتقول لي إهدأ بعد ما حصل !!..لقد أقنعتني وجعلتني أتيقن
بأن ريكس هو السبب األول واألخير بمقتل فابريان واليوم أتفاجأ بأن ال ُمتهم سلّم نفسه
وريكس ال عالقة له باألمر أبدا ً!!..
إبتسم تروي ولم يتحدث منتظرا ً أن يجلس كارلوس أمامه وحينما فعل قال :ال ِزلتُ عند كالمي
..
كارلوس بدهشه :أقول لك بأن ال ُمجرم إعترف !..أي أن محاولتك في توريط إسم ريكس
بالقضيه ذهبت هباءا ً منثورا ً !!..خرج منها ريكس وبدونا نحن ُمضحكين في نظره ألننا
الوحيدون من يهمهم أمر فابريان لذا بالتأكيد سيعرف بأننا من حاولنا توريطه في قضية قتله
!..
تنهد تروي وهمس :لن يُمكنني التحدث مع شاب منفعل..
إنزعج كارلوس كثيرا ً ولكنه حاول أن يُهدئ من نفسه وبعد دقيقتان قال :هات ما عندك..
تنهد تروي يقول :ال شيء عندي ..كُل مافي األمر أننا حاولنا توريطه ولكنه كالعادة إستطاع
التملص من األمر ..ال أعرف حقا ً كيف إستطاع أن يجد شخصا ً يعترف بجريمة قتل!!..
كارلوس بدهشه :هيه تروي !..أتعني بأن بالفعل ريكس من قتله ومع هذا أخرج نفسه من
القضيه ..؟!!
ً
تروي :أولم أُقنعك سابقا ً بأن ال أحد له مصلحة بقتل فابريان سواه ..؟!
كارلوس :لكن .....آخخخ ال أعلم..
تروي :إهدأ اآلن وال تُزعج تفكيرك ..يبدو بأن توريط ريكس بدون دليل قوي ودامغ ال يكون
ذو فائده !..ولكن هذا ال يعني بأنك لم تستفد..
عقد كارلوس حاجبه فأكمل تروي :السمعة شيء هام ..وريكس إستطعنا أن نجعل الشُرطة
تُشهر بأمر القبض عليه بجريمة قتل فابريان ..حتى لو خرج منها فلن يُصدق أحد أنه بريء
سوى عامة الشعب..
إبتسم وإقترب بجسده الى األمام وهمس :ولكن كارلوس ..التُجار هم وحدهم من يعرفون مثل
هذه األمور فهي ُمنتشرةٌ للغايه ..يُتهم أحدهم فيجد له مخرجا ً ليظهر أمام الشعب بأنه بريء
..كُلنا في نفس المهنه لذا كُلنا نعرف خبث بعض ..سمعته بيننا ستكون في إنحدار تام!..
نظر إليه كارلوس لفتره بعدها إبتسم ُرغما ً عنه يقول :أنت ُمحق ..نعم نعم ُمحق..
تروي بال ُمبااله :لذا ال تُزعج نفسك ..دعه يخرج منها بريئا ً ففي النهاية سيبدو ك ُمجرم وغد
في نظر جميع ُمنافسيه وستقل مرتبته كثيرا ً صدقني..
إسترخى كارلوس على مقعده وهو يشعر براحة غير طبيعيه ..لما لم يُفكر بهذا األمر من قبل
..؟!
حقا ً إن وجود تروي بجانبه لشيء ُمهم..
ال يعلم ماذا كان سيح ّل به وبشركته وأعماله مالم يكن تروي معه ُخطوه بخطوه!..
***
9:10 pm
حيث طلب فأعطاه ثمن التوصيل بعدها نزل من السياره..ُ توقفت سيارة األُجره
غادرت من خلفه وهو ينظر الى المنزل السبيط المتكون من طابقين بباح ٍة صغيره أمام الباب
..
هل هذا هو منزله ..؟!
تقدم وفتح الباب الذي ال مفتاح فيه ودخل عبر الباحة حتى وصل الى باب المنزل..
رفع يده ورن الجرس بعدها تكتف ينتظر الجواب..
عاود الرن مرة أُخرى وثالثه وعاشره ولكن ال ُمجيب..
تقدم من النافذة القريبة من الباب وحاول النظر عبرها الى الداخل ولكن ال شيء..
ب كراتبه من ال ُمفترض أنه يملك بيتا ً تنهد وهمس :هل هو منزله حقا ً ..؟! أعني شخص برات ٍ
أكبر من هذا ..؟!
خرج وقرر الذهاب الى المنزل المجاور وطرق الباب..
جاءه صوت من ال ُمكبر الموجود بجوار الباب يقول :من ..؟!
إبتسم وأجابها :أُريد السؤال عن جاركم الذييقع بالجهة اليُسرى تماما ً ..هل لديكم خبر عن
موعد عودته ..؟!
جائه صوتها يقول :إنه لم يأتي لمنزله منذ أسابيع..
تعجب وقال :لما ..؟! هل يملك منزالً آخرا ً ..؟! أم أنه ُمسافر ..؟!
أجابته :ال ِعلم لدي فعالقتنا به ليست قويه وال حتى سطحيه..
تنهد وقال :حسنا ً شُكرا ً..
ي ..؟!غادر من أمام منزلهم ووقف أمام المنزل ينظر إليه لفتره بعدها همس :هل كذبوا عل ّ
حيث كتب العنوان فيه.. ُ رفع يده ينظر الى الورقه
إنه المكان ذاته ..هل حقا ً األمر طبيعي أم أنهم حاولوا تصريفه بهذه الطريقه ..؟!
شخص مثله من ال ُمستحيل أن يترك عمله ألسابيع ..إذا ً هو غير ُمسافر.. ٌ
عدم وجوده في المنزل يعني شيئا ً واحدا ً وهو أنه يملك منزالً آخرا ً لم يقم بتسجيله في أوراق
عمله!..
لما ..؟! لما يخفي مكان سكنه الحقيقي ..؟!
أمره ُمريب للغايه..
كُل ما تعمق في أمر الفتاة وجد أُمورا ً ُمريبه تجعله بدل من أن يترك األمر يبحث عنه بشك ٍل
أعمق وأكبر..
ال بأس ..لم يعد له خيار سوى إنتظاره في مكان عمله حتى يظهر في وجهه ويسأله ُمباشرةً
..
هذا هو الخيار الوحيد..
شق ٍة أمكث الليلة فيها.. ي أن أجد ِ نظر الى ساعته وهمس :واآلن عل ّ
تقدم من الشارع وبدأ بإنتظار سيارة أُجره تقلّه..
***
4 January
6:30 am
أنهى إرتداء مالبسه وتهذيب مظهره قبل أن يأخذ معطفه وملفاته بيده اليُسرى ويُغلق باب
شقته باليد األُخرى..
قبل أن يتجه الى الخارج رن هاتفه النقال وحينما رأى إسمها يُضي في الشاشه ظهر
اإلمتعاض على وجهه وهمس لنفسه" :كيف أتخلص منها" ..؟!
قرر تجاهل اإلتصال وإتجه الى الخارج..
تفاجأ بريكس يقف بهدوء متكئا ً على سيارته الخاصه..
هل هو بإنتظاره ..؟!
حالما الحظه ريكس أشار بعينيه وكأنه يقول :إركب..
بعدها تح الباب وركب فمط آندرو شفتيه بعدها تقدم وركب بجانبه يقول :هل األمر هام فلقد
طالب ربع ساعه فحسب!.. بقي على ُمحاضرتي األولى لل ُ
شغّل ريكس السياره وهو يقول ببرود :لن تذهب للكلية اليوم..
دُهش آندرو بعدها قال :ريكس لن يسير كُل شيء كما تُريد !..أوصلني الى الكُلية أو أوقف
السياره وسأذهب وحدي!..
حرك ريكس السياره وأسرع بها في الجهة ال ُمعاكسه تماما ً لكُليته..
إنزعج آندرو وعندما هم بالحديث رن هاتفه ُمجددا ً من الرقم ذاته..
ألقى ريكس نظرة بطرف عينيه الى الشاشه بعدها قال :أُختك تتصل..
آندرو بإنزعاج :ال شأن لك..
وأطفأ الصوت بعدها..
رمى هاتفه بجانبه يقول :ريكس متى ستكف عن هذه التصرفات الطفوليه ..؟!
ريكس ببرود :الكلية ليست كُل حياتك..
آندرو :أجل ولكن بالتأكيد لستَ أنت أهم منها كي أتركها من أجل الذهاب معك !!..تصرفك
مزعج وطفولي للغايه!..
رفع ريكس نظره الى مرآة السياره حيث إناس وجه آندرو وسأله بهدوء فيه بعض اإلستفزاز:
أحقا ً هي أفضل مني ..؟!
رفع آندرو حاجبه بعدها مط شفتيه ورمى بملفاته وأقالمه الى الخلف ومن ثُم إرتدي معطفه
وهو يقول ببرود :حسنا ً ماهو موضوعك ال ُمهم هذا ..؟!
لدي موضوعا ً ُمهما ً ..؟! ريكس :ومن قال بأن ّ
إبتسم آندرو بسخريه هامسا ً لنفسه :إنك كاللعنة في حياتي..
بعدها أخذ هاتفه وفتح صفحته الشخصية على موقع الكُليه وبدأ بكتابة ملحوظة تغيبه لهذا
اليوم..
حالما إنتهى أغلق هاتفه يقول :لم أتناول طعام اإلفطار..
ريكس :ولن أشتري لك..
آندرو :ستفعل..
رفع ريكس حاجبه بعدها خالل دقائق أوقف سيارته بالقرب من نافذة إحدى المطاعم فإبتسم
آندرو يقول :أخبرتُك بأنك ستفعل..
خالل ثلث ساعه أوقف ريكس السيارة في هذا الحي الفخم والقديم في الوقت ذاته..
نزل وإتجه الى الفيال الكبيره األشبه بالقصر ونزل آندرو خلفه ورمى بقايا طعامه في السلة
القريبه..
تبعه الى الداخل وهو يقول :آه عرفت ..ستفتح معي ذاك الموضوع الذي كان من ال ُمفترض
أن تُحدثني عنه قبل يومان لوال إتصال والردك وخبر توريطك بالقضيه..
إبتسم وأكمل :على أية حال ُمبارك لك خروجك منها ..شاهدت هذا على التلفاز هذا الصباح..
أشار ريكس الى األريكة وقال :إجلس..
وبعدها إتجه الى الجدار المنحوت فتنهد آندرو وجلس هامسا ً لنفسه" :ما باله" ..؟!
أخذ ريكس الصندوق الواقع في آخر رف وبعدها جلس على األريكة ال ُمجاوره واضعا ً إياه على
الطاولة الصغيرة التي أمامهما..
عقد آندرو حاجبه فسأله ريكس :أنت من إستعمل هذا الصندوق صحيح ..؟!
آندرو :لم أفهم..
نظر ريكس إليه قليالً بعدها فتح الصندوق ُمظهرا ً وجود بعض الحاجيات بداخله..
دُهش آندرو للحضه يقول :هههههههه لم أضنك تُخبئ أغراضك في هذه الصناديق التي تعزها
أكثر مني حتى..
رفع ريكس حاجبه يقول :أنت من فعل وليس أنا..
أبعد آندرو نظره عن الصندوق ونظر الى ريكس بتعجب يقول :أنا ..؟! ما الذي تقوله ..؟!
ريكس :لم أُفتش المحتويات بعد ..ولكن قبل يومان رأيتها ُمصادفه ..أنا لم أضعها ُهنا ..
بال ُمقابل يا آندرو ال أحد في العالم يستطيع دخول هذا المنزل سواك أنت ..لذا أنت من وضعها
صحيح ..؟!
تنهد آندرو حالما فهم األمر بعدها هز رأسه نفيا ً يقول :لم أفعل ..أعني ال سبب يدعوني
لدخول المنزل مالم تكن أنت فيه و...
قاطعه ريكس :لقد فعلتها مره..
آندرو بإنزعاج :يا رجل أال يُمكنك نسيان ذلك الموقف!!..
تنهد بعدها أكمل :أقصد ما عدا تلك الحادثه لم أدخل المنزل فال سبب يدعوني لفعلها !..أال
تُصدقني..
نظر ريكس إليه بهدوء ولم يُجبه فرفع آندرو حاجبه يقول :ريكس إن كُنتُ أنا بالفعل فهل
ستضنني سأكذب خوفا ً منك مثالً ..؟!
أبعد ريكس نظره عنه ناظرا ً الى الصندوق قائالً :حسنا ً أقنعتني..
بعدها ضاقت عيناه وهمس :ولكن من عساه يكون ..؟!
آندرو :ريكس صحيح أنك تملك المفتاح ولكن ال يعني أن التسلل الى المنزل ُمستحيل ..أيضا ً
ُهناك عدة أشخاص يعرفون عنه ..وربما أيضا ً كان أحد اللصوص...
قاطعه ريكس :اللصوص لن يُخبؤا حاجات عاديه في صندوق بل سيقومون بسرقته فهو
باهض الثمن كما تعلم..
آندرو :أقنعتني ..إذا ً فتّش ُمحتوياته فربما نعرف وقتها الفاعل..
إبتسم بعدها هامساً :أحببتُ كلمة الفاعل..
نظر إليه ريكس بنصف عين بعدها سحب المحفظة وفتحها..
أخرج صورة صبي يبلغ من العمر عشر سنوات تقريبا ً ونظر إليه بعدها مررها الى آندرو الذي
نظر الى الصورة قليالً قبل أن يقول :ال يُشبه أحدا ً نعرفه ..وأيضا ً هههههههه يبدو لطيفا ً
فوجهه كالفتيات ..أُراهن بأنه يملك العديد من الصديقات في مدرسته..
مشفى حكومي ورماه بإهمال في الصندوق بعدها أخرج ً أخرج ريكس كرتا ً ُمدونا ً فيه عنوان
مدون فيها بعض األسماء وعندما لم يتعرف على أي إسم رماها أيضا ً فأخرج ورقةً صغيره ّ
بعدها بطاقة هويه..
سحب آندرو البطاقة منه فورا ً يقول :أوووه سنتعرف اآلن على هوية ال ُمتسلل..
ريكس ببرود :ال تتحمس فالبطاقة ُمزوره..
دُهش آندرو ونظر الى ريكس الذي يقلب في المحفظه وسأله :كيف عرفت وأنت لم تنظر إليها
حتى ..؟!
رمى ريكس المحفضة التي باتت فارغه وهو يقول :من ملمسها..
وضع آندرو البطاقة جانبا ً بإهمال وهو يهمس :تملك عقل ُمجرم..
أخرج ورقة مطويه وقام بفتحها فإذ هي تقرير شلل من إحدى ال ُمستشفيات وقد ُحرر قبل عام
..
نظر الى اإلسم الذي كان "باتريكا سايمون" ..العُمر " 19عاما ً" ..
هو ال يعرف أحدا ً بهذا اإلسم!..
ترك الورقه وعقد حاجبه بعدها وهو يأخذ قالدة صغيره وبدأ بالنظر إليها لفترة ليست
بالقصيره..
عندما الحظه آندرو ترك ورقة تقرير المشفى ونظر الى القالدة يقول :تصميمها قديم..
هز ريكس رأسه بهدوء بعدها تركها جانبا ً وهو يقولُ :محتويات هذا الصندوق يخص فتاه..
أخرج ورقةً أُخرى فكان مكتوب فيها عدة عناوين وأسماء لم يسمع بها من قبل..
تركها جانبا ً حتى وصل أخيرا ً الى صورةً فوتوغرافيه..
حملها فكانت الصورة لبعض األصدقاء ويبدون في سنتهم األولى بالثانويه..
ضاقت عيناه بتساؤل فطرف الصورة مقطوع بشك ٍل ُمتعمد..
نظر الى آندرو قائالً :هل تعرفهم ..؟!
أبعد آندرو بسرعة النظرة ال ُمريبة التي كانت على عينيه وهو يقرأ الورقة التي كانت مع
ريكس قبل لحضات ونظر إليه يقول :ماذا ..؟!
قدّم ريكس له الصوره يقول :أتعرف أحدا ً منهم ..؟!
نظر آندرو الى الصوره لفتره بتأمل بعدها هز رأسه يقول :ال ..لكن هذه الفتاة الشقراء تُشبه
الفتاة التي ببطاقة الهويه لوال أنهما تملكان لون شع ٍر ُمختلف..
أخذ ريكس بطاقة الهويه ونظر الى الفتاة التي فيه والتي كان إسمها "باتريكا سايمون" ..
عقد حاجبه للحضات بعدها دُهش عندما رأى بأنها تُشبه الى ح ٍد كبير الفتاة التي تعيش في
منزلهم..
تلك الحقيرة التي س ّمت نفسها بآليس!..
آندرو بتعجب :عرفتها ..؟!
نظر ريكس بعدها الى بقية ال ُمحتويات والمحفظه..
اآلن عرف ..هذه األغراض تخصها بالتأكيد!!..
لكن لما هي ُهنا ..؟!
إنها أوراقا ً تُثبت هويتها وقد يقودها هذا الى عائلتها!..
لذا لما هي ُهنا بدالً من أن تكون معها أو تكون بأيدي الشُرطه ..؟!
من خبأها ولماذا فعل ذلك وما هدفه من هذا التصرف ..؟!
آندرو :هيه ريكس أنا أسأل ..هل تعرف الفتاة ..؟!
صدمت بسيارتي!!.. ظهر اإلنزعاج في عيني ريكس وهو يهمس :إنها الحقيرة التي ُ
دُهش آندرو للحضه بعدها رفع حاجبه يقول :تصدمها وتتسبب بفقدانها لذاكرتها وتقول في
النهايه حقيره ..؟! ال أعلم من الحقير في الموضوع..
بعدها أكمل بتعجب :ولكن ....إن كانت هذه صورتها فإذا ً هذه المحتويات البد من أنها كانت
صدمت ..لما هي ُهنا ..؟! أعني.... معها عندما ُ
قاطعه ريكس :ال أعلم ..أنا بالفعل ال أعلم!..
ضاقت عيناه هامساً :أهي ُخطةٌ أُخرى ل ُمحاولة توريطي بأمر ما ..؟!
آندرو :إهدأ وفكّر برويه ..ليس كُل أمر ُمريب يعني بأن أحدهم يُفكر بتلفيق جريمة ما ضدك
!..
شد ريكس على أسنانه وقال بإنفعال :بل هو كذلك !!..الفتاة بأكبرها خطة لتوريطي بأمر ما
!!!..أوالً ورطوني في قضية دهسها واآلن هويتها مخبأه في منزلي!!..
دُهش آندرو وسأله ُمباشرةً :ماذا تقصد بكالمك ..؟!!! أولستَ أنت من صدمها ..؟!
أشاح ريكس بعينيه هامساً :إنسى األمر..
آندرو بإصرار :ال لن أنسى !..ريكس ماذا تقصد ..؟!! لما لم تُخبرني بهذا األمر !..ماذا تعني
..؟! إن لم تكن أنت من صدمها فمن يكون ..؟! إنها سيارتُك الخاصه التي ال يقودها سواك !..
إشرح لي ودعني أفهم!..
بدأ ريكس بإعادة األغراض الى الصندوق وهو يقول :آندرو لقد أخطأتُ في كالمي ..ليس هذا
ما كُنتُ أُريد قوله..
شد آندرو على أسنانه وهو يعلم بأن ريكس لم يُخطئ..
ضغط ريكس بقوة على ورقة تقرير الشلل وهو يتذكر محادثته مع إدريان قبل يوم البارحه!..
صدم بأن الفتاة تحمل إسم آليس.. عندما ُ
همس بشيء من الحقد :حتى أن إسمها الحالي أصبح آليس ..من بين جميع األسماء إختاروا
إسم آليس!!!..
نظر الى آندرو يقول :أرأيت ..؟! وتقول لي ال تشك في كُل شيء!!..
ضرب ريكس الطاولة بقدمه بكُل غيض وكاد الصندوق أن يسقط لو لم يُمسكه آندرو..
أسند ريكس بظهره على األريكه وغطى عينيه بيده هامسا ً آلندرو :تُفقد ذاكرتُها وتُسمى باسم
آليس وتُخبأ أوراق هويتها في هذا المنزل !..الى ماذا يُريدون أن يصلوا ..؟!! ألن يتركوني
وشأني ولو قليالً!..
شد على أسنانه وأكمل :إال إسم آليس ..لن أغفر لهم !..هي ليست من س ّمت نفسها بل
أحدهم وأُراهن بأنه إد اللعين!..
آندرو ك ُمحاولة تهدئة الوضع :آليس إس ٌم دارج ..البد من أنه كان ُمصادفه..
ي..
طالبك ليس عل ّ ريكس ُ :محاوالتك البائسه هذه إستعملها على ُ
إبتسم آندرو يقول :حسنا ً أعتذر..
أبعد ريكس يده عن عينيه ونظر الى الصندوق لفتره..
همس :لقد كانت فتاةً شقراء في أيام دراستها ..لما قامت بصبغه ..؟! لما تملك تقريرا ً بشلل
قدمها ..؟!
ضاقت عيناه وأكمل :ولما تملك بطاقة هويه ُمزوره ..؟!
تقدم بجسده الى األمام وبدأ بلم كُل األغراض خارج الصندوق فقال آندرو :ماذا ستفعل ..؟!
ريكس :سأُخبئها بمكان آخر وسأضع كاميرات ُمراقبه ..الذي وضعها حتما ً سيأتي ألخذها..
آندرو :واألوراق الثبوتيه التي مزوره في الوقت ذاته ..ألن تُعطيها آلليــ أقصد للفتاة التي في
منزلكم ..؟!
ريكس :ال..
آندرو :ولكن قد يُفيدها هذا بالعثور على عائلتها و....
ريكس ببرود :وكأني أهتم بأمرها !..ال يُهمني سوى معرفة من خلف كُل هذا!..
بعدها قام ليُعيد الصندوق وآندرو ينظر إليه بهدوء تام..
خاطب نفسه قائالً" :كُل مافي الصندوق ُمريب ..بدئا ً ببطاق ٍة ُمزوره حتى ......وجود إسم
ذلك الوغد بين عدة أسماء غريبه في ورقة ال ُمالحظات خاصتها!" ..
شد على أسنانه هامساً :لما إسمه مكتوب ُهناك!..
ـ part endـ
ـ part 10ـ
8:40 am
إفطارها البسيط الذي طلبته..ُ كوب حليب دافئ وصحن من رقائق الذُره ..هذا هو كان
جلست أمام التلفاز رافضةً الذهاب لتناول طعامها في غرفة الطعام ال ُمخصص..
ترتدي ِكنزة صوفيه بيضاء بأكمام طويله تُغطي كفيها..
رشفت القليل من الحليب الساخن وهي تنظر الى برنامج صباحي يبدو ُممتعا ً بعض الشيء
حتى قطع عليها هذا الهدوء صوت أقدام تقترب منها..
إلتفتت يمينا ً فإذ هو بإيدريان الذي كان ينظر إليها للحضه قبل أن يبتسم قائالً :صباح الخير..
وضعت الكوب على الطاولة بجانب صحن طعامها وهي تقول :أهالً..
أشار بإصبعه اإلبهام الى الخلف حيث جهة باب المنزل وهو يقول :أتُرافقيني ..؟!
تعجبت وسألت :الى أين ..؟!
غمز يقول :قد وعدتُك بأخذك في جوله عوضا ً عن المرة الفائته ..سآخذك معي الى مؤسستي
الترفيهيه أُعرفك عليها ..ما رأيُك ؟!
ال تعلم لما لم تُحب ال ِفكره ولكن ....قد حدث في أول لقاء أنه وعدها وفي المره التاليه
تظاهرت بالمرض كي ال تذهب..
تشعر بأنه ليس من الجيد أن ترفض طلبه للمرة الثانيه..
إبتسمت وقالت :حسنا ً ال بأس ولكن متى ؟!
إدريان :ههههههههه بالتأكيد اآلن..
خالل نصف ساعه كانت قد ركبت بجواره في السيارة فحركها يقول :سأجعلُ ِك تستمتعين الى
الحد الذي يجعلك المرة القادمه تطلبين بنفسك أن آخذك ُمجددا ً..
رفعت حاجبها تقول :ثقتك عاليه..
ضحك قائالً :للتو عرفتي ..؟!
وخرج بعدها من سور المنزل ُمتوجها ً الى مؤسسته الترفيهيه..
أخذ منه الوصول أكثر من ال ُمعتاد فإنشغاله معها بالحديث جعله ال يُسرع..
أوقف سيارته أمام مدخل آخر غير رئيسي ونزل منها ُمجيبا ً على سؤالها :المدخل هذا
ُمخصص لل ُمغنين الذين يأتون بسيارتهم الخاصه أمثالي ..فالمدخل الرئيسي يكون في بعض
األحيان مزدحما ً بال ُمعجبين..
غمز وأكمل :فأشهر ال ُمغنين في بالدنا ترعاهم هذه المؤسسه..
هزت رأسها وهي تمشي بجواره الى الداخل..
سألته :منذ متى بدأت تدخل هذا المجال ..؟!
صمت قليالً قبل أن يقول :سنتان تقريبا ً..
آليس :وتلك الفتاه ..؟!
لم يفهم من المرة األولى حتى قال لها :ههههههههه كم تتوقعين ..؟!
آليس :شُهرتها ليست عاديه ..ربما منذ خمس سنوات ..؟!
هز رأسه يقول :كاتالين منذ طفولتها وهي مشهوره..
دُهشت وقالت :حقا ً ..؟!! واااو..
إبتسم وتحدث مع أحد الرجال الذين صادفهم وإعتذر منه ليؤجل عملهما لساعتان بعد..
إلتفت إليها وقال :فرغتُ لك نفسي كي آخذك بجوله حول المكان ..تعالي فلنصعد الى األعلى
..
إبتسمت ومشيت بجواره وهي تُلقي نظرها ُهنا و ُهناك..
سقطت أنظارها على العديد من األوجه الشابه ل ُمغنين و ُممثلين وعارضات أزياء وعارضات
مجالت فهمست بدون وعي :يالها من أوجه جذابه..
نظر إدريان إليها وهي تنظر في من حولها بعدها ضحك ُرغما ً عنه..
نظرت إليه تقول :مابك ..؟!
إدريان :ال شيء ..ال شيء ُمطلقا ً..
عاودت النظر حولها قبل أن تهمس في نفسها" :إذا ً إدريان يعيش بعالم كهذا !..ال عجب في
أنه يمتلك صديقة فاتنه" ..
فتح أحد األبواب وأدخلها الى غرفته الخاصه بالمؤسسه حيث كانت واسعه وكبيره و ُمريحه
للغايه..
أمامها مكتب كبير بجانبه دوالب فيه العديد من الكُتب واألقراص وفي الجهة الثانيه بيانو كبير
أسود بخطوطٍ ذهبيه..
تقدمت تمشي حتى دخلت الى القسم الداخلي حيث كان ُهناك سرير كبير أبيض اللون بجانبه
األيسر زجاج كبير يُطل على الخارج قد أُبعدت الستائر ليدخل الضوء الى الغرفه ..وأمام
السرير يتوسط الجدار شاشة بالزما..
هذا غير عن صوره الكبيره ال ُمنتشرة على الجدران..
تقدمت ببطئ ُمنبهره حتى توقفت أمام إحدى الصور تقول :إنك وسيم أكثر مما ينبغى..
إبتسم يقول :أعرف هذا ..ال شيء جديد..
هزت رأسها نفيا ً تقول :كال ..أعني ...أنت حقا ً وسيم ..صورتك هذه أظهرت جاذبيتك بشكل
لم أكن أُالحظه من قبل..
ت تُغازلينني جلس على كُرسي أسود بالقرب من الشاشه وإسترخى فيه يقول :إذا ً ...هل أن ِ
اآلن ..؟!
تجاهلت سؤاله وهي تتقدم من صورة ثانيه وثالثه....
غرفه كامله ...هل تنام هنا عاودت بعدها النظر الى الغُرفه والى زواياها قبل أن تسأل :إنها ُ
..؟!
هز كتفه يقول :عندما يكون العمل مكثفا ً أجد نفسي أُضطر للنوم ُهنا كي أستيقظ ُمبكرا ً وأُنهي
البقيه ..لهذا حتى األعضاء وال ُمغنون ُهنا يمتلكون اُرفا ً ُمشابهه..
إبتسم ُمكمالً :ولكن ليس الجميع بنفس فخامة هذه الغُرفه..
وقفت أمام دوالب صغير كان فوقه ملف ُمهمل أطراف أوراقه خارجةً عنه قليالً..
أخذته وفتحته فإذا هي بنوتات موسيقيه..
قبل أن تسأله أجابها قائالًُ :مديري أعطاني إياها ..في الفترة األخيره بدأتُ أُعاني من ُمستوى
ألحان ُملحني المؤسسه لذا أحضر لي بعض ال ُمسودات من ُملحنين خارجيين ..لم أنظر إليها
بعد فلدي إحساس بأنها لن تُعجبني..
عقد حاجبه عندما الحظها تتفحص األوراق جيدا ً فسألها بدهشه :تستطيعين قراءة النوتات
..؟!
هزت رأسها تقول وعيناها ال زالت على الورق :قطعا ً..
رفع حاجبه وهمس :إذا ً ال تكوني جاده كثيرا ً..
إستوقفتها إحدى األوراق وتقدمت منه وأعطته إياها تقول :خذ هذا اللحن..
سحب منها الورقه بملل وما إن قرأ أول سطرين فقط لم يستطع تمالك نفسه وإنفجر ضاحكا ً..
تعجبت وسألته :مابك ..؟!
إستمر إدريان بالضحك قبل أن تتحول مالمح وجهه الى الغضب ورمى الورقة أرضا ً وهو
يهمس :أيسخرون مني!!..
نظر الى آليس وأكمل :حتى ال ُمبتدئين ال يكتبون ألحانا ً بهذه الركاكة أبدا ً !!..مالذي يعنيه ذلك
ال ُمدير الوغد من حركته ال ُمستفزة هذه ..؟!!
تعجبت آليس بعدها جلست وأخذت الورقه ..نظرت إليها قليالً بعدها قالت :جذبتني ألني
شعرت بأنها أكثر ترتيبا ً وأناقةً من البقيه..
قدمت له الملف وأكملت :إقرأ البقيه ربما كانت هذه الورقة الوحيده السيئه..
تجاهل الملف وهو يقول :لم أعد أُريد !..وجود لحنا ً بهذا السوء بينها كفيل بإزعاجي ..
سأتحدث الى ُمديري الفني وأجعله ال يتدخل بأمري ..فلقد طلبتُ سابقا ً من صديقي في
اإلستديو إحضار ُملحنين ولكن ذلك ال ُمدير عجول للغايه وبشكل يُسبب لي اإلزعاج..
آليس :إذا ً لما حتى اآلن لم تجد لحنا ً ُمناسبا ً ..؟!
مط شفته قبل أن يقول :ال أعلم ..ال شيء أعجبني..
إلتفتت تُعيد الملف الى مكانه وهي تقولُ :مدلل..
ي ..لهذا أُريد كُل شيء كامالً و ُمبهرا ً إدريان بإنزعاج :لستُ كذلك !..إني أهتم لمحتوى أغان ّ
..
نظرت إليه بعدما أعادت الملف وقالت :حسنا ً ألن تُريني بقية المكان ..؟!
أمال شفتيه ووقف يهمس :تصرفك البارد يُزعجني..
إكتفت بإبتسامه وهي تُجاوره للخروج الى الخارج..
حالما أقفل الباب خلفه بعد ُخروجه إبتسم ُرغما ً عنه عندما رأى كاتالين خارجةً للتو من أحد
ت يتخللها بعض الدهشه.. األبواب القريبه وتنظر إليهما بنظرا ٍ
نظرت آليس الى حيث ينظر إدريان فتفاجئت عندما رأت كاتالين وقد تحولت نظراتها الى
البرود التام..
سحقا ً ..البد من أنها فكرت بأمر خاطئ عندما رأتهما لوحدهما يخرجان من غرفة نومه ُ
الخاصه..
أراك قد حضرتي ِ إبتسم إدريان وتقدم من كاتالين وهو يقول :صباح الفُل يا ُحلوتي كاتي ..
ُمبكرا ً لهذا اليوم..
تنتظر
ُ أعادت بجسمها الى الخلف قليالً عندما كاد أن يلمس وجهها ففهم من نظراتها أنها
تفسيرا ً..
إبتسم إبتسامةً غريبه قبل أن يقول لها بكُل ود :بما أني ُمتفرغ أحضرتُ إبنة صديقة والدتي
الى المؤسسه فهي متحمسةً للغايه لرؤية المكان ..للتو حضرنا وربما سنستغرق ساعة أو
ساعتان حتى أنتهي من جولتي معها..
تقدم منها أكثر هامسا ً في أُذنها :كاتي حبيبتي ..صدمتني بتصرفك ..ال يُعقل بأن المقصد
منها هو شكك بي ..؟!
بعدها تراجع وأكمل بإبتسامه :أتمنى لك عمالً موفقا ً..
وإتجه الى آليس ..حالما وصل إليها جاءه صوت كاتالين تقول :إيدي..
توقف وإلتفت إليها ..إبتسمت وتقدمت منه..
إحتضنته وهمست بإذنه قائله :ال تنسى أن تدعوني على الغداء..
جفُلت آليس عندما رأتها تر ُمقها بنظر ٍة ساخطه قبل أن تبتعد عن إدريان وهي تقول بإبتسامه:
ال تنسى..
إبتسم لها وهو يم ُد يده اليُمنى ُممسكا ً بكف آليس التي كانت تقف وراءه وقال :إعذريني يا
ت الحق.. ُحلوتي فلقد وعدتُ آليس سابقا ً ..لنؤجلها في وق ٍ
بعدها تجاوزها وهو يأخذ آليس معه قائالً بمرح :وداعا ً كاتي ولنلتقي الحقا ً..
وغادرا تاركاها خلفهما تنظر الى مكانهما السابق بهدوء بالغ..
جائها ُمديرها الفني يقول :هيّا كاتالين فلديك جلسة تصوير لصالح....
قاطعته تقول بحدة وسخط :ألغي جدولي!!..
وغادرت فدُهش ولحق بها يقول :كاتالين أرجوك كفي عن ذلك ..ال بأس بإلغاء بعض
المواعيد ولكن لقائك الخاص مع ُمذيع قناة tvnالبد منه !..عليك.....
وبدأ يلحق بها وهو يُقنعها وهي تتجاهله وكأنه ليس موجودا ً..
دخال الى المصعد وضغط إدريان زر الدور العاشر وآليس تنظر إليه بعينين حذرتين..
تنهد ونظر إليها يقول :لديك ما تقولينه صحيح ..؟!
هزت رأسها وقالت :كاتالين صديقتُك صحيح ..؟!
إدريان بإبتسامه :الكُل يعلم هذا..
آليس :إذا ً لما كذبتَ ِبشأن موعدك معي على الغداء ..؟!
إدريان :امممم من يدري..
تلعب بها.. ُ ضاقت عيناها تقول :أنت
نظر إليها بهدوء فأكملت :تلعب بمشاعرها وقد إستخدمتني ألجل ذلك ..أوليست تلك قسوه
..؟!
ي ..ال خطأ في ذلك.. إدريان ببرود :أنا فقط أختبرها وأُحب ُمشاهدتها تغار عل ّ
إلختبارك هذا..
ِ آليس :من الواضح بأنها تُحبك ..ال داعي
فُتح باب المصعد فأكملت بهدوء يصحبه بعض الحده :ال تلعب بقلب الفتاة هكذا !..ال تكن
إستغالليا ً..
بعدها غادرت المصعد ..بقي إدريان واقفا ً في مكانه لفتره بوج ٍه يملؤه الهدوء ثُم مد يده مانعا ً
المصعد من أن يُقفل وخرج خلف آليس..
إبتسم وهو يمشي خلفها يقول :آليس أعتذر ..أعني تصرفي لم أكن أضنه ُمزعجا ً الى هذا
الحد ..نحنُ فتيان ال نعلم شيئا ً عن قلب الفتاة وحساسيتها..
تجهم وجهه قائالً بأسى :إن أخطأتُ فعليك بتعليمي ال ُمهاجمتي هكذا ..كُل البشر يُخطئون..
تنهدت وتوقفت عن المشي فإبتسم قبل أن تلتفت إليه وقالت :حسنا ً فهمتك ..أعتذر ..بال ُمقابل
ما دُمتَ عرفتَ خطاؤك فإذهب وأُدعها على الغداء..
إختفت اإلبتسامة من وجهه وقال :هيه آليس ..أنا أيضا ً أم ِلكُ كبريائا ً إن لم تعرفي ..لن أُغير
كلمتي التي قُلتها أمامها وأبدو ك ُمغفل!..
ُ
التنازالت.. آليس :في ال ُحب البد من
مط شفتيه وقال :لن أفعل ..لن أكون أنا من يتنازل..
تجاوزها وهو يُكمل :فلقد تنازلتُ بما فيه الكفايه..
تطلب مني تعلمك ما دُمتَ لن تُصغي ..؟! ُ لحقت به تقول :إذا ً ل َم
إدريان :لن آخذ رأي فتاة بعد اآلن..
آليس :هذا إستنقاص..
ت..
إدريان بال ُمبااله :سميّه ما شئ ِ
ب ساخر يقول :ماذا ..شجار أحباء إحمر وجهها غضباًفتوقفا عندما وصل إليها صوت شا ٍ
..؟!
إلتفتا إليه فكان شاب في أواخر العشرين يبدو من مظهره بأنه ُمغني روك مع تلك الخصل
سفلىالبنفسجيه في شعره األسود وتلك األقراط التي تمأل أُذنيه مع واحد ٍة على طرف شفته ال ُ
..
أكمل الشاب وهو ينظر الى إدريان :ال تقل لي بأنك تواعد فتاتان في الوقت نفسه ..؟! هههه
لكن ذوقك في إنحدار فبعد كاتالين سقطت على فتاة تافهه ُممله!..
شتان بينها وبين كاتالين.. إنزعجت آليس من وصفه لها ولكن لم تستطع قول شيء ف ِ
إبتسم إدريان يقول :يالها من كلمات ُمضحكه تخرج من شفتي شاب لم يستطع أن يحضى
بصديقة واحده حتى!..
لف ذراعه اليُمنى على كتفي آليس وجذبها نحوه وهو يقول بتحدي له :أجل أواعد فتاتان
فماذا في ذلك ..؟! أستطيع حتى مواعدة ثالث وعشره لذا هل من إعتراض ..؟!
ي إدريان شد الشاب على أسنانه بإنزعاج بينما إبتسامة اإلستهتار ال ُمستفزه ال تزال على شفت ّ
..
جاء صوت من الخلف يقول :ال فائدة من ُمجادلة خروف يختبئ خلف جلباب نمر ..تجاهله..
إختفت إبتسامة إدريان ولم يلتفت في حين أجابه الشاب بفرح وكأنه أخيرا ً وجد ردا ً يلجم
إدريان :نعم أنت ُمحق ..إنه ُمجرد خروف !..فهو ال شيء بتاتا ً من دون....
قاطعه إدريان ساحبا ً آليس معه يقول :ال ُجبناء من يتقاتلون بالكلمات ال األفعال..
ورمى نظر ٍة حاده غاضبه الى الشاب اآلخر صاحب الشعر األسود والوجه الهادئ..
وبعدها دخل مع آليس الى أحد األقسام..
حالما أغلق الباب تنهدت آليس تقول :الحظتُ شيئا ً..
نظر إليها فقالت :أنت مكروه ُهنا..
ستفز حقا ً..
ٌ تقدمت الى داخل القسم ُمكمله :وال ألومهم فإسلوبك ُم
نظر إليها لفتره قبل أن يلحق بها قائالً :هذا ليس خطأي ..فقط ألني أنجح منهم يكرهونني لذا
ماذا تنتظرين مني أن أفعل ..؟!
آليس :كُن لطيفا ً بالتعامل معهم..
إدريان :تقصدين كُن ضعيفا ً..
آليس :القوة ال تكون بالسخرية واإلستفزاز..
إدريان :إذا ً أين تكون ..؟!
فتحت فمها ولكن لم تجد إجابه لترد عليه فإبتسم وتقدمها هامساً :أرأيتي ..؟!
فتح الثالجة الصغيره ُمخرجا ً منها علبة كوال وقدمها لها بعد أن فتح ال ِغطاء..
أخذته من يده تقول :على أية حال ال تستعمل اإلستفزاز في كُل شيء ..بهذه الطريقة لن
تكسب األصدقاء..
إدريان بال ُمبااله :ال أحتاج صديقا ً يكرهني عندما أتفوق عليه..
آليس :ليس الجميع هكذا..
إدريان بإبتسامه :بل هم هكذا ..نحن في عالم تتفوق فيه المصلحة على كُل شيء..
ضاقت عيناه وهمس لها :عالم من الزجاج ..هش وشفاف ..عالم تسعى فيه ل ُمحاربة
ُمنافسيك مهما كان نوعهم ..عالم تُقدم مصلحتك الشخصيه على كُل شيء ..حتى على
عائلتك..
صمتت قليالً بعدها قالت له :عالم كهذا يُكسر بسهوله ولن يُمكن ترميمه..
إبتسم ساخرا ً يقول :ال عليك ..نحن نُجاهد للحفاظ عليه..
آليس :أُخرج منه..
أشاح بنظره ناظرا ً الى لوحة ُمقلدةً لدافنشي قبل أن يقول :ال يُمكن ....فلقد ُولدتُ بداخله..
ضاقت عيناه وهمس :وسأموت بداخله..
***
2:30 pm
جلس على األريكة بتوتر وهو يضع هاتف على أُذنه ينتظر منه ردا ً..
شد على أسنانه هامساً :لن يرد ..بالتأكيد عندما يقرأ إسمي سيعلم بأني ال أتصل سوى
للمشاكل لذا سيتجنب الرد..
عاود اإلتصال للمرة الخامسه على التوالي وإنتظره كثيرا ً ولكن ال ُمجيب..
ال يستطيع أن يكتفي بإرسال رسالة له ..هو يُريد ُمحادثته ُمباشرةً!..
هو يُريد أن يسأله ُمباشرةً!..
ترك هاتفه على الطاولة التي تتوسط صالة شقته ال ُمتواضعه وسرح بتفكيره كثيرا ً..
أغمض عينيه وهو يهمس :لما ذلك اإلسم كان في ورقة ُمالحظات الفتاه ..؟! ما عالقتها به
وميف تعرفه ..؟! هل األمر ُمصادفه ..؟!
فتح عينيه وهمس :تعرف ذلك الشخص ثُم تُصدم من قِبل سيارة ريكس من بين كُل السيارات
وتعيش في منزله !..كيف لكُل هذا أن يكون صدفه!..
ط له ..ال أدري إن كانت الفتاة أحد أطراف التخطيط أم ضاقتا حدقتا عينيه وأكمل :هذا ُمخط ٌ
ط له..أنها ُمجرد ضحيه ولكني واثق بأن األمر كُله ُمخط ٌ
شد على أسنانه ُمكمالً :ومن طرفه هو ..ذلك الوغد!..
نظر عن يمين هاتفه حيث تلك الصورة..
الصورة التي تجمع الفتاة المصدومه مع أصدقائها أيام الدراسه..
بالكاد إستطاع إقناع ريكس بأن يأخذها معه..
ال يُمكنه أن يُبعد هذا التفكير عن رأسه ..عن أن المكان الذي صوروا فيه قد رآه يوما ً ما..
ضاقت عيناه يتأمل الخلفية خلفهم..
كان أشبه ببيت قديم تُراثي خشبي ُمعلق على جداره الخارجي لوحةً زرقاء ال يظهر سوى
طرفها..
ال يبدو مكانا ً أثريا ً مشهورا ولكن مع هذا هو ُمتأكد بأنه شاهد هذا المكان ولكن ال يتذكر..
ليس هذا فقط ما يشغل فكره في هذه الصوره..
نظر الى طرف الصوره بهدوء هامساً :لما طرفها مقطوع ..؟! حتى الطفل يستطيع أن يعرف
بأن ُهناك صديقا ً آخرا ً للمجموعة قد تم قطعه بشك ٍل ُمتعمد ..ما السبب ..؟!
إسترخى في جلسته وأشعل سيجارته وعينيه ترقبان الصورة بهدوء تام..
غطى عينه اليُمنى بيده وهو يقول :آخخ ولكن أكثر ما يُثير جنوني هو جملة ريكس تلك !!..
ماذا يقصد بأن تُهمة دهسها لُفقت له ..؟!! لقد كان بالسياره وقد قام بصدمها فكيف لُفقت
..؟!! هذا الرجل سيُسبب لي الجنون بغموضه وصمته هذا!!..
وقف وقرر أن يأخذ قسطا ً من الراحة فمنذ صباح هذا اليوم وهو مهووس بالتفكير بما وجداه
في ذلك الصندوق..
لقد أُرهق حقا ً من شدة التفكير..
***
3:50 pm
أوقف إدريان سيارته أمام باب الفيال بعدما عادا للتو من أحد المطاعم..
كذبته تلك ألزمت عليه أن يوفي بها ويدعوها لتناول طعام الغداء في المطعم..
نظرت إليه عندما أوقف السياره ولم يُدخلها فسألت :ألن تنزل ..؟!
هز رأسه نفيا ً يقول :سأعود للمؤسسه ألتحدث مع رئيسي الوغد بخصوص األلحان..
تنهدت وقالت :كُن ُمهذبا ً..
ضحك ُرغما ً عنه يقول :آه حسنا ً حسنا ً ..وداعا ً..
وبعدها إبتعد وهي تنظر إليه هامسه :لن يستمع لنصيحتي..
تنهدت وإلتفتت لتدخل مع بوابة الباحة األماميه ولكن جاءها صوت من الخلف يقول بتساؤل:
ليندا ..؟!
إلتفتت ال إيراديا ً مع أنها تعرف بأن هذا ليس إسمها ..ربما فقط من باب الفضول إلتفتت لترى
من يتحدث لمن لكنها تفاجأت عندما رأت شاب يبعد عنها بثالثة أمتار وينظر إليها فقط..
نظرت حولها فلم تجد أحد غيرها هنا..
عندما نظرت إليه وجدته يتقدم منها وعينيه تتسع تدريجيا ً من الدهشه..
ت ليندا فعالً.. قال بعدم تصديق :أن ِ
خافت منه ..من هذا .؟!
أجابته :أنت ُمخطئ..
ت هي فعالً!.. هز رأسه نفيا ً وهو ينظر الى وجهها قائالً :يستحيل ذلك ..أن ِ
فتحت فمها لتُنكر ولكن الحروف توقفت فجأه في حلقها وبدأت الدهشة تتزايد في عينيها..
هل ....من ال ُممكن ......؟!
وضع يده على صدره يقول :أنا دانييل ..تعرفينني صحيح ..؟!
هزت رأسها نفيا ً دون أن تنطق بحرف واحد..
ت حقا ً فاقدةً لذاكرتك كما قرأت.. أشاح بعينيه عنها هامساً :إذا ً أن ِ
وأكمل بهمس بالكاد يُسمع :ياله من إحباط أال يُمكنك التعرف إلي!..
تقدمت منه بشكل ُمفاجئ تسأل بصوت منفعل :من أنت ..؟! من تكون ..؟! ومن ليندا ..؟!
تفاجأ منها للحضه قبل أن يبتسم قائالً :أُدعى دانييل ..في السابعة والعشرون من عُمري ..
هههههه عاطل ولكني أعمل بأكثر من عمل جزئي ..وليندا هي .....إبنة جاري التي لطالما
خرجنا معا ً في بعض األحيان قبل أن ننتقل من منزلنا..
صمت قليالً بعدها أكمل :والتي ...هي تُشبهك كثيرا ً..
هزت رأسها تطلب منه أن يُكمل فهو لم يقل بعد الجملة التي تُريد سماعها.. ّ
فهم ما تريده لذا أجاب على تساؤالتها قائالً :ذهبتُ الى منزلها القديم ولكن ....لم تكن فيه
وقيل لي بأنها مفقودةً منذ أكثر من شهر!..
أخرج بعدها ورقةً من جيبه والتي كانت ورقة البالغ وقال :هذه هي المعلومات الخاصه بليندا
إبنة جاري ..عندما قرأتُ البالغ بدأتُ بالبحث خلفها حتى.....
أكمل في حين كانت هي تقرأ الورقة بدهشه :حتى وجدتُها..
بقيت عيناها ُمعلقةً على الورقة بعدما سمعت كلمته األخيره..
ما هذا ..؟! ما هذا الشعور المتخبط الذي تشعر به!..
هل هو فرح ..؟! أم خوف ..؟!
ال تعلم ..فقط مصدومه..
فكالمه كُله يعني شيء واحد....
يعني بأن هذا الشاب ...يعرفها..
بإختصار!..
يعني بأنها أخيرا ً وجدت شخص يربطها بماضيها..
شخص يعرف هويتها ..شخص يعرف من تكون فعالً!..
عضت على شفتيها عندما شعرت ب ُحرق ٍة في عينيها..
ستبكي ..أجل هي تعلم بأنها ستبكي!..
أرك فيه ليندا ..لقد كبُرتي حقا ً إبتسم عندما رأها تُقاوم البُكاء وهمس لها :مر زمن طويل لم ِ
!..
رفعت يدها تمسح دموعها التي عصتها ونزلت على خديها فمد يده ليمسحها عنها ولكنه
توقف وأعاد يده الى مكانها وهو ينظر الى األرض بهدوء تام..
همست :دانييل..
رفع رأسه وإبتسم قائالً :نعم..
رفعت رأسها له تقول بإبتسامه :ال أعلم ..الموضوع صادم لدرجة ال أعلم كيف أُعبر أو ماذا
أفعل ..أنا فقط ....أعني أنا سعيده حقا ً ..ال تتخيل كم كُنتُ كئيبة لفتره طويله بسبب عدم
سؤال أي أحد من أهلي عني ..شعرتُ بُغرب ٍة كبيره ال تُطاق ..لكن ....شُكرا ً لك ..شُكرا ً ألنك
جار سابق ال أكثر ..أشكُرك حقا ً.. أتيت ُرغم أني ُمجرد إبنة ٍ
نظر إليها لفتره بعدها ضحك يقول :ال بأس ..والدك كان شخصا ً لطيفا ً وكُنتُ أراه كأب لي لذا
تذكرتُك فورا ً عندما رأيتُ صورتك على شبكة المعلومات..
إختفت إبتسامتها بعدها سألت فوراً :أين والدي ووالدتي ..؟!
جفُل للحضه وتغيرت مالمحه فإتسعت عيناها بدهشه عندما الحظت ذلك..
أشاح بنظره قليالً فدق قلبُها خوفا ً وحالما إلتفت ليُجيبها وجدت نفسها تُقاطعه ال إيراديا ً تقول
ي أوالً أن أدعوك الى الداخل ..ما رأيُك ..؟! بإبتسامه :ياله من إهمال ..أعتذر كان عل ّ
عرف بسهوله بأنها تُحاول تغيير الموضوع..
لماذا ..؟! هل شعرت بأن ما سيقوله لن يُسعدها بتاتا ً ..؟!
إبتسم يقول :يُشرفُني قبول دعوتك..
جاءهم صوت من الال مكان يقول بهدوء :غادر!..
دُهشا وإلتفتا الى الجهة اليُسرى من المنزل فشدت آليس على أسنانها عندما رأته..
إنه ريكس ال أحد آخر!..
تعجب دانييل وسأل :هل أعرفُك ..؟!
ريكس ببرود تام :غادر قبل أن أطلُب لك الشُرطه..
إنزعج دانييل وكاد أن يتحدث ولكن خطر بباله بأن هذا الشخص لن يتحدث بهذه الطريقة مالم
يكن من أصحاب المنزل..
لذا تردد قليالً ث ُم قال :حسنا ً لن أدخل المنزل ما دُمتَ ال تُريد ..ولكن سأتحدث مع ليندا قليالً
ُهنا..
ريكس بنفس البرود :لن تفعل لذا غادر..
صدمت آليس وقالت بغضب :األمر ال يعنيك !..هو لن يدخل منزلكم لذا ال شأن لك في أمره.. ُ
عندما لما تجد جوابا ً شدت على أسنانها وقالت :إن غادر فسأُغادر معه..
لف بنظره إليها يقول بهدوء :ستبقين وهو سيُغادر..
نظر الى دانييل وأكمل بنفس الهدوء :وسأزج به في السجن لو ظهر ُمجددا ً..
دُهش دانييل في حين إتسعت عينا آليس من الصدمه!..
هل هو جاد ..؟!!
هذا ليس من حقه!..
ليس من حقه بتاتا ً!..
شعر دانييل بأن األمر قد يتفاقم بين آليس وأحد أبناء المنزل الذي رعاها لذا حتى ال يُسبب
سأراك الحقا ً..
ِ المشاكل نظر الى آليس وقال :ال بأس ليندا
ريكس ببرود :أمرتُك باإلختفاء وعدم العودة مالم تكن ال تُريد السجن..
لم تستطع ُهنا آليس أن تصمت أكثر فنظرت الى ريكس وقالت :أوالً المنزل يعود الى السيدة
جينيفر وهي وحدها من يحق لها طرد ضيوفها ليس أنت ..ثانيا ً نحن خارج أسوار المنزل
حتى لذا ال يُمكن حتى ألي أحد أن يُحاسبه ..ثالثا ً كُن ُمحترما ً..
نظر ريكس إليها ببرود بعدها إلتفت الى دانييل وتقدم منه..
وقف أمامه على بُعد نصف متر فحسب وسأله :وجدتَ إعالنا ً على اإلنترنت صحيح ..؟!
هز دانييل رأسه يقول :أجل..
سخريه يقول :هذه سهله ..أنا أيضا ً يُمكنني اإلدعاء ِمثلك.. إبتسم ريكس ب ُ
إتسعت عينا دانييل من الدهشه ولم يستطع كبح غضبه عندنا تقدم وأمسك بياقة قميصه يقول:
ال تتهمني بالكذب!!!..
ريكس :من أنزل البالغ أحد أفراد أُسر ٍة ثريه للغايه وهو بالغ عن فتاة فاقدة لذاكرتها ..من
السهل جدا ً إذا ً اإلدعاء بأنك تعرفها من أجل السعي خلف أموال من يرعوها و...
قاطعه بغضب يقول :أُصمت!!!!..
سم الذي تنطقه ولكن إحتراما ً شد دانييل على أسنانه وأكمل :كم وددتُ ضربك جزاء هذا ال ُ
لليندا لن أفعل !..أموالكم حتى ولو كُنتُ ُمتشردا ً فلن أقبل منها قرشا ً واحدا ً ..أمثالكم هم فقط
من يهمهم المال في العالم لذا تحدث بهذه األمور مع أمثالك فحسب!..
إبتسم ريكس هامساً :أتسائل إن كان ما تقوله الحقيقه..
بدأ جنون الغضب يُسيطر على دانييل وبالكاد يمنع نفسه من أن يتهور..
فتح فمه ليتحدث ولكن توقف عندما توقف بالشارع الذي يُجاورهم تماما ً سيارةً سوداء..
حيث نزل منها رجل في األربعين من عمره ذا وجه جامد حاد.. ُ ال إراديا ً نظروا الى السياره
سر لي ما أراه.. نظر الى المنظر الذي أمامه ثُم أوقف عينيه على ريكس يقول بكُل هدوء :ف ّ
يدي الشاب بقوه من على قميصه.. أبعد ريكس عينيه ثُم نزع ّ
آخر من كان يتمنى تدخله هو والده..
ماذا سيفعل ..؟!
ـ part endـ
ـ part 11ـ
إستطاعت آليس اللحاق به قبل أن يركب سيارة األُجره التي أوقفها وقالت بشيء من الغضب
واليأس :لماذا هربت ..؟! لما لم تدافع عن نفسك ..؟!
تفاجئ من لحاقها به بعدها إبتسم وقال :لم يكن األمر يستحق..
نظرت إليه بصدمه..
لم يكن األمر يستحق !!!..هل هو جاد ..؟!!
تنهد بعدها قال :ال بأس آليس ،في الحقيقة الشجار معهم لن يؤذيني ألن الحق معي ولكن
بأنك تقفين في صفي جعلتني ت ،فهم في النهاية من يتكفلون برعايتك ُ ،مالحظتي ِ سيؤذيك أن ِ
أخشى أن يتطور األمر وتُغضبينهم بكالمك لدرجة أن يُعاقبوك بالطرد من المنزل مثالً..
ضحك وأكمل :لذا أخترت اإلنسحاب..
لم تستطع قول شيء ولكن ...هذا الكالم ال يُعجبها!..
همست :سترحل فحسب إذا ً ..؟!
صمت قليالً بعدها قال :في الحقيقة أنا ُمجرد جار لك في النهايه لذا ال أستطيع أن أُقدم لك أي
فائده..
عضت على شفتها ولم تنطق بحرف..
هذا األحمق ال يفهم ،ال يفهم مدى سعادتها بوجود شخص يعرفها في الماضي..
حتى لو كان ُمجرد جار!..
أشار خلفها وقال :عودي فأخشى أن يتسبب بقائك معي أكثر بإزعاجهم..
هزت رأسها وقالت :حسنا ً ولكن ُ ....زرني ،فأنا لدي أطنان من األسئلة التي أُريد سؤالك
عنها..
لدي أطنان من الذكريات ال ُمشتركه أُريد ُمشاركتها إبتسم ُرغما ً عنه وقال :حسنا ً فأنا أيضا ً ّ
معك..
نظرت إليه قليالً بعدها قالت :يُمكنك زيارتي قريبا ً فعلى أية حال ذلكما اإلثنان ال يأتيا الى
المنزل إال نادرا ً ،إستغل مرةً عدم وجودهما وتعال حسنا ً ..؟!
هز رأسه موافقا ً بعدها دخل الى سيارة األُجره..
لوحت له حتى غادر بعيدا ً..
أنزلت يدها بهدوء وهمست بداخلها :ما حدث ال يُعجبني البته..
إلتفتت تنظر الى المنزل بشيء من الغضب ،يالها من قلوب قاسية تلك التي يملكونها!..
تقدمت وذهبت إليه ،لن تتحدث الى األب فهي نوعا ً ما تخشاه وتخشى من سبب كرهه لها..
ولكن ذلك المتعالي لن تجعل تصرفه يمر وكأنه ال شيء!!..
دخلت الى المنزل بعدها إلتفتت الى اليسار عندما سمعت صوتا ً قادما ً من إحدى ال ُحجرات..
ماذا ؟! هل هما يتشاجران لدرجة أن صوتهما الحاد خرج من الغرفه ؟!
لوت شفتيها قليالً بعدها تقدمت بهدوء ودخلت الى القسم وإقتربت من ال ُحجرة التي يخرج منها
صوت شجارهما الواضح وإتكأت على الجدار ال ُمجاور للباب المفتوح جزء منه وهي تستمع
بهدوء إليهما..
لقد سمعت سابقا ً بموضوع إتهامه بقتل شخص ما وإنه إستطاع الخروج من القضية ببراءه
لذا هل من ال ُممكن أن والده أتى لكي يُوبخه عن هذا ؟
ت يملؤه البرود :قدم للفتاة إعتذارا ً لبقا ً إتسعت عيناها دهشةً عندما سمعت والده يقول بصو ٍ
على الحادث وأعطها بعض المال ثمن عالجها النفسي وسكنها حتى ال تكون مدينا ً ألحدهم ثُم
أُطلب منها ُمغادرة المنزل بلباقه ،لم أعد أُريد رؤيتها أمامي مرةً أُخرى..
عضّت على شفتيها وهي تهمس :كُنتُ ُمحقه ،هو يكرهني جدا ً..
أجابه ريكس بعد فترة قصيره من الصمت :لستُ أنا من أحضرها ووعدها باإلهتمام بها ،لن
أفعل شيئا ً ال عالقة لي به.
الوالد :أنت من تسبب بكُل هذا من البدايه!
ريكس :ولكن لستُ أنا من جعلك تكنّ كُل هذه الكراهية تجاهها ! توقف عن لومي.
نظرت الى األرض بهدوء وجسدها بدأ باإلرتعاش ،هذا المكان تخافه حقا ً ،ال تُريد اإلستمرار
بالبقاء فيه..
تحدث إلكسندر بعد فترة صمت تلت جملة إبنه األخيره قائالً بهدوء :أضن بأنك ال تملك الحق
في تحديد األشخاص الذين أُريد لومهم ،ريكس ...أنت من بين كُل الناس ال يمكنك أن تملك
هذا الحق أبدا ً..
عقدت حاجباها للحضه بعدها دُهشت عندما سمعت خطواته تقترب من الباب..
حالما خرج أغمضت عينيها بسرعه خشية أن يراها ويوبخها ولكن يبدو بأن اإلضاءة الخافته
جعلته يمر دون أن يُالحظها..
تنهدت براحه فهي لم تتوقع أن تنتهي ُمحادثتهما بهذه السرعه لذا لم تملك فرصةً للهرب أو
اإلختباء..
إلتفتت الى جهة الباب عندما سمعت ريكس يهمس بشيء من الغضب الممزوج "أمي هذه
المره ،إختيارك كان فاشالً! "
لم تفهم معنى كالمه ،لكنها تشعر بأنه عنها بالتأكيد..
إصطدمت نظراتها به بشكل ُمفاجئ ،لم تلحظ أو تسمع خطوات أقدامه بتاتا ً وفوق كُل هذا
الحظها بسهوله..
أشاحت بنظرها بشيء من التوتر فمهما كانت تكرهه إال أن تصرفها هذا خاطئ لذا لو غضب
وصرخ عليها ستغضب وتلومه ليس من باب أنه ُمخطئ بل من باب أنها تكرهه ال غير..
بقي ينظر إليها لفتره بعدها مد ذراعه ووضع راحة يده على الجدار بجانب رأسها ،أغمضت
عينيها للحضه بعدها نظرت الى وجهه..
ضاقت حدقتا عينه هامساً :بما أنك إستمعتي الى كُل حديثنا فإذا ً أتمنى بأن ال أراك ُهنا بالغد!
عاد بجسده الى الوراء بعدها إلتفت ليُغادر فعضت على شفتيها بحنق جراء أسلوب التهديد هذا
إعتذارك اللبق ؟ وماذا عن تعويض ُ ورفعت صوتها قائلةً بشيء من اإلنزعاج :أين هو
مصاريف العالج والسكن أيضا ً ؟
توقف في مكانه للحضات بعدها إلتفت إليها ناظرا ً الى عينيها التي تش ُع كُرها ً.
إبتسم بشيء من السخريه هامساً :آه صحيح لما لم أُالحظ ،المال ،هذا هو ما تُريدينه صحيح
؟
إتسعت عيناها تدريجيا ً من الصدمه فأخرج محفضته ورمى عليها ما يُقارب المائتا دوالر وهو
يقول :عذرا ً هذا ما أملكه حاليا ً ،سأحرص على أن يصلك ما يسد حنجرتك لألبد..
بعدها إلتفت وغادر وهي ال تزال مصدومه مما حدث ،رفعت يدها بطريقة حاده وأمسكت
رأسها بكُل قوه وهي تهمس :لما ؟
بقيت عيناها ُمعلقتان على المال ال ُملقى باألرض وهي تُكمل :لما أشعر وكأن هذا الموقف قد
تكرر سابقا ً!!
كلمح ٍة سريعه ظهر ظل رجل في رأسها ،تشوش المشهد مرارا ً وتكرارا ً حتى سمعت صوته
يقول "كم من المال تُريدين ؟ خمسون ألفا ً ! أم أن طمعك أكبر من هذا" !
جثت على ُركبتيها حالما إختفى كُل شيء من دما ِغها وبقيت تنظر الى المال بعينين جاحضتين
مصدومتين..
ما كان هذا قبل قليل ؟ أهو موقف من ذِكرياتها المفقوده!
إن كان أجل فـ....
إرتجفت شفتيها وهي تتذكر ريكس عندما رمى المال وهمست بشيء من عدم التصديق :هل
كُنت هكذا بالفعل ؟! فتاة تذل نفسها من أجل المال ! فتاة جشعه طماعه ؟!!
إنهمرت الدموع من عينيها وهي تكاد ال تُصدق..
همستُ :مستحيل ! ُهناك خطأ ما بالتأكيد!
***
7:23 pm
بعد عدة دقائق دخلت جيسيكا وهي تحمل صحنا ً فيه بعض الدونات ال ُمحالة وكوبا من القهوة
السريعه..
وضعتها على الطاوله وجلست بال ُمقابل وهي تقول :عليك أن تشكري حياتك التي أعطتك
صديقةً رائعه مثلي تملك عائلتها متجر للحلوى..
مدت إليان يدها وأخذت قطعةً ُمحالة بالشوكواله وبعض الفُستق وهي تقول بملل :حسنا ً شُكرا ً
لها جزيل الشُكر..
أخذت جيسيكا حقيبتها من تحت مكتبها القريب وبدأت بإخراج كتبها فقالت إليان :استستذكرين
اآلن ؟!
جيسيكا :ال خيار آخر لدي..
إبتسمت إليان بعدها إنحنت بجسدها وإلتقطت لُعبة خرجت مع الحقيبة من تحت المكتب..
قلبتها إليان بين يديها تقول :لم أكن أضنك تحبين ألواح التركيب هذه..
جيسيكا :أوووه أعشقها ،على األقل تُسليني قليالً عندما أمل من اإلستذكار..
ضحكت إليان تقول :نفس النوع بالضبط الذي يُحبه إيدن..
عقدت جيسيكا حاجبها تقول :من إيدن هذا ؟!
إتسعت عينا إليان من الصدمه عندما إستوعبت بأنها نطقت بذلك اإلسم المحظور!!
لم يكن عليها نطقه أبدا ً!
فذلك شيء عهدت على عدم الحديث عنه منذ أكثر من عشر سنوات!
وضعت اللعبه جانبا ً تقول :كنت أقصد إيدي ،أخي إدريان..
على الرغم من أنها لم تتلعثم في إجابتها إال أن صدمتها قبل لحضات كانت كافيه بأن تعلم
جيسيكا بأنها تكذب..
أخذت جيسيكا اللعبه تقول :واه إذا ً أنا وإدريان نتشارك في هذا األمر معا ً هههه..
لم تُعلق إليان فقد كان عقلها كُله مشغول به..
بإيدن..
***
9:45 pm
7:00 am
خالل دقائق كانت تدخل من باب غرفة الطعام مبتسمه وهي تقول :صباح الخير..
نظرت جينيفر إليها تقول :أهالً عزيزتي ،هل أزعجتُك في هذا الصباح الباكر ؟!
جلست آليس على أحد الكراسي تقول :اوه كال مطلقا ً..
دخلت خادمه في هذا الوقت وإنحنت معتذره تقول :إعذريني فلقد فشلت في جعل السيد ريكس
ينزل لتناول طعام اإلفطار..
جينيفر بهدوء :حسنا ً ال بأس..
بعدها همست :يتخلف عن حضور عشاء األمس مع خطيبته ال ُمستقبليه واآلن يتهرب ،هل
يُحاول إستفزاز والده هكذا ؟!
نظرت آليس إليها فإبتسمت لها جينيفر تقول :حسنا ً يبدو بأننا فقط من سيتناول الطعام ،
يمكنك البدء..
إبتسمت آليس بعدها بدأت بتناول الطعام..
ترددت قليالً قبل أن تسألها السؤال الذي من أجله كانت تنتظرها لتعود الى المنزل وتقابلها:
لماذا أسميتيني آليس ؟!
عقدت جينيفر حاجبها بعدها نظرت الى آليس لفتره قبل أن تبتسم وتسألها :البد إذا ً أنك قابلتي
ريكس ما دُمتي تسألين هذا السؤال..
دُهشت آليس من جوابها ،إذا ً غضب ريكس عندما أخبره إدريان بإسمها كان لسبب بالفعل ،
ووالدته تعرف هذا السبب!!
تنهدت جينيفر تقول :أخبرك بتغييره صحيح ؟!
هزت آليس رأسها وبعدها أكملت بشيء من التحلطم :سألني عن السبب الذي دعاني أختار
هذا اإلسم ،خفت أن أقول إسمك فأورطك بشجار مع إبنك فقلت له أني مغرمة بقصة آليس
ببالد العجائب ولهذا إخترته...
أكملت بهمس :وحينها سخر مني قائالً إذا ً غيريه الى سنووايت أو ساندريال ،لقد أغاضني
رده حينها..
ضحكت جينيفر ضحكةً طويله قبل أن تقول :يالك من لطيفه ههههههه..
إبتسمت وأكملت :أعتذر لقد تعمدت إختيار هذا اإلسم ألخرجه من القوقعة التي ال يزال يعيش
ت أن تغيري اإلسم لتبتعدي عن إزعاجه فسأغيره لك.. فيها ،إن أرد ِ
صمتت آليس لفتره بعدها قالت :ال فلقد إعتدتُ عليه لكن ...كيف إلسم أن يزعجه هكذا ؟! هل
كان يكره قصص ديزني في طفولته مثالً ؟!
جينيفر :ههههههههه ال ليس األمر هكذا ،اإلسم فقط يعود إلمرأة يعرفها لذا ذكر هذا اإلسم
أمامه من الممكن أن يجعله يفقد رباطة جأشه..
عقدت آليس حاجبها وتسائلت في نفسها" :هل كانت صديقه له ؟! لو كان كذلك فما سبب
كرهه لذكر إسمها ؟! ال تقولوا لي بأنه يغار أن يُسمى أي أحد بإسم حبيبته فهذا سيبدو سخيفا ً
للغايه ،أشعر بالفضول ولكن رد السيدة جينيفر كان مختصرا ً دليل أن األمر خاص لذا
سأُحرجها بالتأكيد لو سألتها ُمباشره" ..
صدم بشيء ما ،هل من صمتت قليالً ثم أكملت في نفسها" :غضبه علي مختلف ،يبدو كأنه ُ
الممكن أنها قد توفت لهذا ما زال عالقا ً في تلك القوقعة كما قالت جينيفر ؟! أو ربما األمر
مختلف ،أعني هل من ال ُممكن...
صمتت قليالً تفكر قبل أن تهمس قائله :خانته ؟!
نظرت جينيفر إليها حالما وصلها همسها فعرفت ُمباشرةً ما يدور في رأس آليس..
أجابتها بهدوء :بل هو..
دُهشت آليس ونظرت إليها..
بعيدا ً عن دهشتها من سماع ما قالته فهل فعالً هو من قام بخيانتها ؟!!
ت تُريدينت لي سابقا ً بأنك تريدين إيجاد عم ٍل ما ،هل ما زل ِ غيرت جينيفر الموضوع قائله :قل ِ
ذلك أم غيرتي رأيك ؟!
دُهشت آليس وقالت بسرعه :بلى بلى أريد ،لقد سئمت الجلوس هنا!..
جينيفر :حسنا ً ،فكرتُ بأن أجد لك عمالً ُمناسبا ً في شركتي..
آليس بدهشه :أتمتلكين شركه ؟!
جينيفر :هههه نعم واحده أضع جهدي كُله فيها ،ال أحب أن أكون تلك المرأة التي تعتمد على
زوجها وتتفاخر بإنجازته ،أنا أكره هذا النوع من النساء..
آليس في نفسها" :إنها رائعه ُ ،مستقله وتمتلك شخصيةً واثقه قويه تجعلها تشق طريقها
الخاص بنفسها دون اإلتكال على أحد ،أتمنى أن أُصبح مثلها في ال ُمستقبل" ..
تذكرت بأن هذه الفيال تعود لها أيضا ً وتذكرت على الفور حديث ريكس ووالده باألمس
فترددت..
هل تخبرها بأن هذان اإلثنان يُريدان طردها من المنزل على الرغم من أن المنزل ال يعود لهما
؟!
لكن ،هي تخاف بأن تُسبب بعض المشاكل العائليه بين الزوج وزوجته..
عقدت حاجبها وهمست" :السيده جينيفر ليس إمرأه غبيه ،هي ذكيه والبد من عالقتها مع
زوجها مبنية على حدود على أحدهم أال يتخطاها ،لذا لو تحدثت معه عن أمر الفتاة التي تولت
رعايتها بنفسها فيستحيل أن يعارض فهذه أمور تخصها ،أعني هو لن يمكنه لذا سيصمت
بدالً من أن يحدث شجارا ً بينهما" ..
حسنا ً ،لقد قررت إخبارها..
بلعت ريقها وقالت :امم السيده جينيفر..
جينيفر :ماذا ؟!
صمتت قليالً بعدها قالت :هل يمكنني العيش في مكان آخر ؟!
تعجبت جينيفر وسألتها :لما ؟! هل المكان ُهنا غير ُمريح ؟! لقد سمعت بأن إدريان يسليك
بعض األحيان ويخرجك الى الخارج أيضا ً..
آليس :هذا ليس األمر ،يبدو بأن السيد والد ريكس طلب منه أن يخرجني من هنا ،أعني ربما
وجودي هنا يُضايقه وأنا بحق ال أُريد أن أُسبب له اإلزعاج..
دُهشت جينيفر للحضه قبل أن يُسيطر الهدوء على مالمحها قليالً ثُم إبتسمت قائله :ال ال عليك
،هو لم يعرف بعد بأني أنوي إبقائك حتى نجد عائلتك أو تستردي ذاكرتك ،نوعا ً ما هو
متشدد بعض الشيء وبشكل عام ال يعجبه تدخل أي أحد وسط عائلته ،هههههه حتى إنه
ينزعج من صديق إدريان الذي دائما ً ما يزوره في المنزل ،ال تقلقي سأُحدثه..
تذكرت آليس موضوع صديق إدريان فسألتها :نسيت أن أقول لك ،لقد حدث وأن خرجت مع
صديق إدريان لمرتين تقريبا ً ،هل ال بأس بدلك ؟!
جينيفر :ههههههه آليس ألم أخبرك بأن تتصرفي وكأن المنزل منزلك ،يمكنك الخروج مع أي
أحد لذا ال داعي للقلق من شيء..
أي أحد ؟!!!
سألتها ُمباشره :باألمس قابلت شاب ما عند الباب ولقد أردتُ الحديث معه ولكن ريكس قام
بإهانته وطرده مع إنه فقط يقف بالقرب من باب المنزل ،لقد ضايقني هذا األمر ،هل يمكنك
أن تُخبريه أال يفعل هذا ُمجددا ً ؟!
همست ُمكمله :فلقد أحرجني أمامه كثيرا ً..
تنهدت جينيفر وقالت :ال عليك ،لطالما كان وقحا ً بتصرفاته ،سأتحدث معه ولن يتدخل بأمرك
بعدها لذا ال تقلقي..
إبتسمت آليس براحه فلقد شعرت بأنها إنتقمت ولو قليالً منه..
اآلن كُل ما عليها هو إنتظار ذلك الجار أن يعود للقائها ُمجددا ً فهي بالفعل تريد سؤاله عن
الكثير من األمور..
لقد مر شهر تقريبا ً ولم يسأل عنها أحد ،تريد أن تعرف لماذا!
أنهت جينيفر كوبها بعدها وقفت قائله :حسنا ً عزيزتي حاولي لهذا اليوم أن تكتشفي مواهبك
ت بارعةٌ فيه حتى أختار لك عمالً يُناسبك ،إن لم تجدي حتى يوم غد فال بأس أو تكتشفي ما أن ِ
سأضعك بمكان بسيط من السهل تعلم كيفية العمل فيه ،وداعا ً..
آليس :رافقتك السالمه..
خرجت من غرفة األكل فتنهدت آليس وشتمت نفسها قائله :فتاة ُمزعجه ،منذ أيام لم تُقابليها
وعندما فعلتي بدأتي بالشكوى من كُل شيء كاألطفال تماما ً ،أتعجب حقا ً من مقدرتها على
تحمل فتاة مزعجه مثلي!!
وضعت رأسها على الطاوله مكملة بتحلطم :أنا حمقاء ،غبيه ال أنفع ألي شيء..
***
8:00 am
حيث موعد محاظرتهما األولى بعد عشر ُ دخلت إليان الى مبنى قسمها مع صديقتُها جيسيكا
دقائق فحسب..
إبتسم أحد الشُبان المارين قائالً لها :جميلة و ُمشرقةٌ كال ُمعتاد عزيزتي ،لقد جعلتي صباحي
جميالً..
إبتسمت وهي تتجاوزه قائله :ياله من غزل قديم ! أال تزال عالقا ً في 2008؟
إلتفتت الى الممر المؤدي الى قاعتها وهي تسمع صوت ضحك زمالئه وهم يرمون بتعليقاتهم
الضاحكه على صديقهم..
تنهدت جيسيكا وهي تقول :أال تشعرين بالملل ؟
إليان :من ماذا ؟
ب واحد!!! ت قد وصلتي الى سن العشرين بالفعل وحتى اآلن لم تواعدي وال شا ٍ جيسيكا :أن ِ
أمالت إليان شفتيها ولم تُعلق فأكملت جيسيكا :تقدم الكثير بطلب مواعدتك وقام الكثير بالتلميح
والكثير أيضا ً حاولوا التودد إليك ولكن كُل ما تفعلينه هو إغالق الباب في وجههم بطرق قاسي ٍة
أحيانا ً..
تنهدت وأكملت :هيّا إيلي ال تكوني هكذا ! إنها ُمجرد مواعده وليس زواجا ً حتى تأخذيه بجديه
،إمرحي فأيام الجامعة هذه ستندمين عليها ُمستقبالً صدقيني!..
طالب السافلين الذين ال يُساوون إليان :بل سأتقطع ندما ً عندما أتذكر بأني واعدتُ حفنةً من ال ُ
شيئا ً ،لن أواعد شخصا ً أقل مني أبدا ً..
أمالت جيسيكا شفتيها وقالت :الندم على شيء فعلتيه ال يُساوي شيئا ً أمام الندم على شيء لم
تفعليه ،صدقيني..
دخلت إليان الى قاعتها وجلست على إحدى الكراسي فاتحةً كتابها وهي تقول :على أية حال
سنتلقى درجات إختبارنا األخير في هذه ال ُمحاضره ،أتمنى بأن غلطي ذاك اللعين ال يكون ذا
تأثير كبير ،سأُجن لو وجدتُ نفسي قد أخذت " "Aفقط!
سحقا ً للعباقره..
جلست جيسيكا وتنهدت بعمق هامسه :وتقول فقط ! ُ
إبتسمت إليان في الوقت الذي دخل فيه الدكتور الى الصف وألقى السالم..
خالل دقائق كان يُعطي أوراق إمتحانه األخير للصفوف األولى وهي توزعها للخلف ليأخذ كُل
طالب ورقة إختباره..
ت عالي قائله بتذمر بدأ في كتابة عنوان درسه القادم على السبوره قبل أن تتحدث فتاة بصو ٍ
يخالطه بعض الغنج :أُستاااذ انت لستَ جادا ً ! لما " "F؟ ال تقل لي بأنك ِغرتَ عندما قُمتُ
ب ُمغازلة ال ُمعلم راندي قائلةً بأنه أوسم من يُدرسنا هذا العام ؟
طالب الفصل في حين إستمر ال ُمعلم بالكتابه وهو يقول بتنهد :آآه ذلك أثر بي ضحك بعض ُ
أكثر مما تضنين..
إرتفع صوت الضحكات ُمجددا ً في حين أخذت إليان ورقتها عندما مررها لها الطالب الذي
يجلس أمامها ونظرت فورا ً الى الدرجه..
شهقت ُرغما ً عنها عندما وقعت عيناها على حرف " "Bفي مربع الدرجات..
ت مسموع :دكتور البد من وقفت من فورها وهي تضرب بورقتها على طاولتها تقول بصو ٍ
وجود خطب في توزيعك للدرجات!!
إلتفت معظم من في القاعة إليها في حين قال الدكتور وهو يُنهي كتابة مقدمة درسه الجديد:
ربما فلقد كُنتُ ثمالً عندما رصدتُ الدرجات..
حاولت إليان الحفاظ على أعصابها وهي تقول :دكتور!!!.
تنهد ونظر إليها قائالً :نحن نتطور ونتقدم في كُل شيء ما عدا تذمركم الدائم تجاه الدرجات
!..متى ستكفون عن ذلك ؟!
إليان :األمر اآلن ُمختلف!
طالب قائالً بسخريه :أجل عليه أن يكون مختلف ألن إليان إلكسندر هي من تقوله إبتسم أحد ال ُ
..
ضحك أصدقائه في حين فتح الدكتور كتابه قائالً :دعونا ال نُضيع مزيدا ً من الوقت ولنبدأ
الدرس..
إليان بحده وعناد :دكتور!!!
تنهد الدكتور بعدها نظر الى إليان وقال :ورقة اإلمتحان بين يديك لذا كُل ما عليك هو فقط
التأكد من إجاباتك قبل أن تقومي بالتذمر ،واآلن رجاءا ً دعي الدرس يمر!!
أزعجها هذا للغايه ولكن إستسلمت وجلست وهي تهمس بسخط ثم بدأت بفتح الدروس القديمه
و ُمراجعة أجوبتها راميةً بدرس اليوم في عرض الحائط..
بدأت جيسيكا بنكزها بين لحض ٍة وأُخرى وهي تهمس لها :إليان الدكتور بالفعل قد الحظك
ويبدو بأنه يحاول أن يعطيك فرصةً للكف عن هذا لذا إنتبهي للدرس وأتركي المراجعة فيما
بعد..
لم تُجبها إليان وأكملت ما تفعله بعناد واضح..
تنهدت جيسيكا بيأس وهي تدعو بأن تمر هذه الساعة والربع على خير..
ثلث ساعه فحسب حتى توقف الدكتور عن شرحه ونظر ُمباشرةً الى إليان قائالً :ما رأيُك لو
نحول محاضرة اليوم الى دراس ٍة ذاتيه من أجلك ؟!ّ
إلتفت من في القاعه ونظر إليها فشدت إليان على شفتيها قبل أن ترفع عينيها الساخطتين الى
الدكتور وتقول بنبر ٍة خالي ٍة من اإلحترام :من أجل خطأ واحد صريح وخطأين كانا قريبين جدا ً
من اإلجابه الصحيحه أحصل على معدل ” “B؟ دكتور هل بدأت مهارتك بالنقصان مع تقدمك
بالعمر ؟!
ضربتها جيسيكا في قدمها بدهش ٍة من كالمها في حين صفّر بعض الطالب قائالً أحدهم:
إنفجرت العبقرية الحسناء..
تحدثت أخرى بضحك :دكتور هل من الممكن بأنك كنتَ تكذب علينا عندما أخبرتنا بأنك ال تزال
في بداية الثالثين من عُمرك ؟!
صديقتها بضحك :توقفي سيغضب الدكتور عليك أيضا ً هههههههههه..
أمر ُمثير ُهنا!تقدم الدكتور من مكان جلوس إليان فقال أحد الطالب بحماس :واااه سيحدث ٌ
أخرجت إحدى الفتيات هاتفها لتصور وهي تهمس :آمل أال يكون سخيفا ً..
أتى من خلفها وإنحنى ينظر الى ورقة اإلختبار حيث وضعت عالمات بالقلم الرصاص على
أخطائها..
ت ال تستطيعين تمييز طريقتي في توزيع الدرجات فأصمتي.. همس بهدوء :إن كن ِ
ت فتاةً ذكيه ،خيبتي ضني كثيرا ً.. دُهشت من آخر كلمه فإعتدل واقفا ً وقال :لطالما كُن ِ
تجاوزها عائدا ً الى األمام وهو يُكمل :يؤسفني بأني سأقوم بالخصم من درجاتك بسبب إفتقارك
لإلحترام وإحداثك للشغب في وسط ال ُمحاضره..
وقفت تقول بإعتراض :ما فعلتُه لم يكن شغبا ً بل إعتراض!!
ت ال تُريدين للخصم أن يتدبل صحيح ؟! نظر إليها ببرود قائالً :أن ِ
أجلستها جيسيكا بالقوه وهي تقول :إيلي هذا يكفي!!
بقيت إليان تنظر الى ورقتها بدهشة وهي تقول :لقد قال لي أُصمتي !! ال يحق له أن يتحدث
عن اإلحترام وينقص من درجاتي ألجله إن لم يكن هو كذلك!!
نظرت الى جيسيكا وأكملت :لقد سمعتيه صحيح ؟!!!
تنهدت جيسيكا وأجابت :أجل ،لم أكن أتوقع هذا منه فهو لطالما كان محبوبا ً وكثير المزاح مع
الطالب ،يبدو بأنك أغضبتيه حقا ً..
شدت إليان على أسنانها وهي غير راضية عما حدث!!
لما اآلن أصبحت ال ُمخطئة مع أنها مظلومه ؟!!
لما تنقص الكثير من درجاتها مع أن كُل ما تريده هو إسترجاع نقاطها الضائعه ؟!
لما توصف بعدم اإلحترام بينما هو ال يملك شيئا ً منه ؟!!
لكم تريد اآلن الخروج من الصف كُله حتى تتخلص مما هي فيه ولكن ال تريد بعد كُل ما حدث
أن يُكتب بأنها تغيبت عن ال ُمحاضره وتفقد المزيد من نقاطها!
سحقا ً!!سحقا ً ُ
ُ
إنتهى وقت ال ُمحاضره وخرج الدكتور حامالً ملفه وأوراق األسئله فوقفت إليان لكي تلحق به
لكنها توقفت مرغمةً عندما أتين ثالث فتيات في وجهها معروفات بالمشاكل..
توقف بعض الطالب ينظرون بحماس في حين قالت رئيستهم الشقراء :ألم تملي من لعب دور
األميرة التي على الجميع اإلستماع الى طلباتها األنانيه ؟! أنا مللت من رؤيتك في هذا الدور..
تحدثت صديقتها تقول :هل ألنك جميلة بعض شيء وتملكين والدا ً ثريا ً يعني هذا بأن كُل شيء
يجب عليه أن يسير كما تُريدين ؟!
لوحت الثالثة بيدها في سخريه قائله :مرحبا ً ! نحن في الكلية وليس في قصر البابا ّ
ههههههههههههههههه..
نظرت إليهم إليان للحضه قبل أن تبتسم وتقول :يا إلهي ! كيف لكن أن تكنّ قبيحات الى هذه
الدرجه ؟! هذا صادم حقا ً..
تنجر إلستفزاز إليان الواضح وقالت ّ عضت الشقراء على شفتيها تحاول منع نفسها من أن
بسخريه :روحك أكثر قباحة يا عزيزتي ،إنها سوداء لدرجة ال يُمكن أبدا ً تنظيفها..
الثالثة بمرح ُمستفز :قولي لخدمك في القصر أن ينظفوها لك جيدا ً فالبد من أنهم ماهرون
للغايه..
وقفت جيسيكا وتدخلت قائله :أال ترينَ بأنك تصرفاتكن هذه أشبه بتصرفات طالب اإلبتدائيه
الباحثات عن المشاكل ؟!
إبتسمت إليان قائله :بل الباحثات عن الشهره وتسليط الضوء..
أشارت إليان الى القاعه حيث ثلث الطالب واقفون ينظرون الى شجارهم وأكملت :مبارك لقد
حصلتي على اإلنتباه عن طريقي ..أصبحتي مشهورة اآلن..
بعدها أخذت حقيبتها ومرت من جوارهن مسرعة الى الخارج حتى تستطيع اللحاق بالدكتور..
إتجهت الى مكتبه لعلها تصل إليه قبل أن يدخل فهي بحق ال تريد محادثته أمام بقية الدكاترة
اآلخرين..
إرتاحت حالما وجدته كما توقعت متجه الى مكتبه ،أسرعت في خطواتها وإعترضت طريقه..
توقف عن المشي ونظر إليها قبل أن يتنهد قائالً :لن تتغير درجتك..
إليان بإصرار :بل عليك أن تُغيرها..
نظر إليها ببرود يقول :أجبريني..
صرت على أسنانها بحقد ثم ردت بشيء من فقدان الصبر :توزيعك للدرجات غير ُمنصف !! ّ
األسئله كانت عشرون سؤاالً فقط وأخطأتُ في سؤال واحد بينما كان هناك بعض األخطاء
الطفيفه في سؤالين فلما أحصل على معدل !! Bهذه األخطاء تنقص مني تقريبا ً درجتان
فحسب ،كيف لدرجتان أن تنزلني ثالث معدالت الى هذه الدرجه !! من المفترض أن تكون A
،هناك خطأ صريح للغايه!!
تكتف وأجابها :لقد تم خصم 5درجات منك وليس ، 2الخطأ الصريح كما تقولين هو بدرجة
واحده ،أم الخطأين الطفيفين قد تسببا بإلغاء درجة السؤال كلها ولألسف كل واحد منهما
بدرجتين ،هل ال زلتي ترين هذا ظلما ً ؟
إتسعت عيناها من الدهشه وقالت :لما على خطأ بسيط في شرح النظريه أن يتسبب بإلغاء
درجة السؤال كلها ؟!! لقد أجبتُ عليها بشكل مفصل وفقط أخطأت في كتابة منشأها فلما ؟؟
أنت بالتأكيد لستَ جادا ً!!
هزت رأسها وأكملت :والتعداد أخطأت في واحده من أصل أربع فلما كُلها تُلغى !! من العدل أن
تُلغى نصف درجة فحسب فهكذا يسير األمر في كُل المواد!!!
إنحنى قليالً وهمس لها :نعم في كُل المواد ولكن ليس في مادتي ..تُهمني الدقة والكمال قبل
كُل شيء..
بعدها تجاوزها فعضت على شفتيها وإعترضت طريقه مجددا ً تقول :هذا ليس عادالً !! أنت لم
تخبرنا بهذا من قبل!!
أجاب ببرود :هل سألتني ؟ كال لذا ال تعترضي..
هزت رأسها بشيء من الرفض فقالت :ماذا عن الموقف الذي حدث في المحاضره ؟ لما علي
أن أخسر نقاطي فقط ألني أبديتُ إعتراضا ً ؟ كيف يمكن لهذا أن يحدث ؟!!
وضع يده على كتفها ونظر الى ممر بجانبهما وأشار إليه قائالً :أنظري ،من ذلك الطريق
تصلين الى مبنى شؤون الطلبه ،إذهبي وقدمي إعتراضك ُهناك..
بعدها تجاوزها ورحل وهي ال تزال واقفةً في مكانها تشعر وكأنها على وشك البكاء في أي
لحضه..
لما ؟ لما يحدث لها كُل هذا ؟!
هذا ليس عادالً ،ليس عادالً البته!
***
12:00 pm
نزلت آليس من الدرج وهي تنظر حولها بحثا ً عن ُمربية المنزل وفي يدها أحد كُتب الرياضيات
الجامعيه والتي وجدتها في المخزن..
تقدمت منها عندما وجدتها في ذات الغرفه التي دخلتها أول مرة عندما حظرت الى المنزل ،
طرقت الباب ودخلت بإبتسامه لطيفه على شفتيها..
إلتفتت المربيه تنظر إليها بعدها عاودت تركيب الساعه بعدما قامت بتغيير بطاريتها..
آليس :اممم لو سمحتي ؟
لم تُجبها فرفعت آليس صوتها قليالً تقول :أحتاج الى ُمساعدتك ؟
المربيه ببرود دون أن تلتف إليها :في ماذا ؟
مدت آليس الكتاب تقول :إنه خاص بالحساب والرياضيات ،أكتبي لي بعض األسئلة منه ،
أُريد إختبار نفسي من أجل معرفة ما أنا بارعة فيه..
توقفت المربيه قليالً ثُم إلتفتت ونظرة الى آليس نظرةً حاده مليئه بالشرار فإختفت إبتسامة
آليس وحل محلها التوتر وهي تتسائل في نفسها عن سبب هذا الغضب ال ُمفاجئ..
جائتها اإلجابه عندما تحدث المربيه تقول بهدوء :أتسخرين مني ألني ال أُجيد القراءة أو
الكتابه..
دُهشت آليس وعندما فتحت فمها لتعتذر تجاهلتها المربيه وخرجت خارج الغرفه فلحقت بها
آليس تقول :لحضه أنا أعتذر ،أنا حقا ً لم أقصد ذلك ولم يخطر في بالي األمر أبدا ً ،إعذريني
فـ...
قاطع كالمها إقفال المربية للباب عند دخولها الى حجرة الخدم..
أمالت آليس شفتيها تقول :لقد إعتذرت لما هذا الجفاء ؟ الجميع يُخطئ!
إلتفتت ُمتجهه الى مدخل المنزل فلقد سمعت قبل لحضات وهي تلحق بالمربيه صوت رن
الجرس..
إبتسمت عندما شاهدت فرانس صديق إدريان..
تقدمت منه تقول :مرحبا ً..
إبتسم عندما رآها وقال :المودموزيل آليس ،تبدين ُمشرقه..
إبتسمت إلطرائه وسألت :ما الذي أحظرك الى ُهنا ؟ إدريان ؟
حك فرانسوا رقبته وهو يقول :امم في الحقيقه ...ال..
آليس :إذا ً ؟
صمت لفتره بعدها قال :حسنا ً آليس سيبدو سؤال غبيا ً ومتسرعا ً لكن ....هل تثقين بي ؟
تعجبت من سؤاله فعندما رأى تعجبها قال بسرعه :حسنا ً ال بأس كُنتُ أعلم ،ياله من سؤال ،
لم نتقابل سوى لثالث مرات وأجرؤ على طلب الثقه ! إغفري لي وقاحتي وأخبريني فحسب
عن أحوالك ؟
إبتسمت ُرغما ً عنها ،مظهره الجيد ال يوحي بأنه يمتلك عقل بريء..
ردة فعله حتما ً لطيفه ،لن تمل من مقابلة أمثاله طوال اليوم..
أشارت الى الداخل تقول :أدخل إن لم تكن على عجله..
إبتسم ودخل وهو يقول :شكرا ً للطفك..
آليس :على الرحب..
بعدها إلتفتت الى الخادمة التي فتحت الباب له وقالت :أحظري لنا كوبان من القهوه..
الخادمه :كما تأمرين..
إلتفتت آليس وذهبت الى حيث ذهب فرانسوا..
جلست على أريكة قريبه وقالت :يبدو وجهك تعبا ً ،هل أنت مريض ؟
أجابها :كال ،على أية حال أال يوجد أحد في المنزل ؟
هزت رأسها نفيا ً فتنهد قائالً :يالك من طفلة مسكينه ،أال تملين ؟
رفعت حاجبها تقول :ال يبدو الفرق بيننا كبيرا ً حتى تنعتني بالطفله ،وأيضا ً قريبا ً سأعمل لذا
لن أشعر بالملل..
دُهش قائالً :حقا ً ! مدهش ! وأين ستعملين ؟
آليس :السيدة جينيفر ستجد لي عمالً...
حركت الكتاب ُمكمله :وها أنا ذا أُحاول إيجاد ما أنا بارعةً فيه..
أخذ الكتاب وبدأ بالتقليب فيه فتنهدت تقول بشيء من اإلنزعاج :أردتُ من ال ُمربية أن
تُساعدني ولكنها ال تُبدي تعاونا ً ،لقد غضبت قائله بأنها ال تُجيد القراءه والكتابه وأتهمتني
بتعمد السخريه ولم تعطني فرصة لشرح سوء الفهم!
نظر فرانسوا إليها قليالً بعدها عاود النظر الى الكتاب قائالً بهدوء :ال أُحب تلك ال ُمربيه..
تعجبت وسألته :لماذا ؟
أمال شفتيه قليالً قبل أن يُجيبها بهدوء :إنها تكره إدريان كثيرا ً ،لقد حدث وأن صفعته في
وجهه قبل أربع سنوات ،السيدة جينيفر لم تعلم باألمر بعد ألنها لو علمت لما بقيت هذه
المربية في المنزل قط!
دُهشت آليس وقالت بهجوم :ال يحق لها هذا !!! يالها من وقاحه !! نعم هي مربيه ولكن قبل
أربع سنوات ؟!! أال يعني هذا بأن إدريان كان كبيرا ً بما فيه الكفايه فلما تعامله وكأنه طفل
حتى وإن كان قد أخطأ فهو كبير لذا ال يحق لها ُمعاملتخ وكأنه طفـ..
قاطعها فرانسوا بشيء من اإلنزعاج :لم يُخطئ !! أُقسم لك بأنه لم يُخطئ حتى نفكر إن كان
يحق لها أو ال!!
زادت دهشتها ولم تجد ما تقوله سوى أن تسأل :إذا ً لماذا ؟ لماذا لم يُخبر والدته بما حدث ؟
لما أنت لم تتحدث ؟ أمثالُها عليهم أال يبقوا في المنزل!
صمت فرانسوا لفتره قبل أن يقول :إدريان ليس طفالً حتى يذهب ويتشكى لوالدته ،وأنا ما
شأني حتى أتدخل ؟
هدأ الجو لفتره أكمل فيها فرانسوا التقليب في الكتاب فسألته آليس :ولما صفعته إذا ً ؟
إبتسم فرانسوا يقول :إنسي األمر..
آليس :أخبرني !! ال تُعطني بداية الموضوع ثُم تتكتم على الباقي ! هذا ليس تصرفا ً الئقا ً!
تنهد وبعد صمت قصير قال :تشاجر هو وأخاه ريكس ،كان شجارا ً عنيفا ً بواسطة الكلمات
فقال له ريكس جملةً تُعتبر نقطة ضعف إليدي فغضب إيدي وجن جنونه فكاد أن يمد يده على
أخاه ولكن أخاه منعه ففي هذه اللحضه تدخلت المربيه وصفعت إدريان وهي تتهمه بالوقاحة
وعدم إحترام الكبير ،ال ُمخطئ كان ريكس وبشكل واضح للغايه..
شد على أسنانه وهمس :أكره هذا ال ُمدلل ،هو ال ُمفضل وال ُمدلل لدى الجميع حتى ال ُمربيه لذا
أصبح وقح سليط ال رادع له!
أشاحت آليس بنظرها وهي لم تتعجب كثيرا ً من كالمه..
لقد الحظت هذا ،الحظت تسلط ريكس الواضح على أخوته وحتى والداه..
ال تزال تتذكر إختباء أخته خلف الباب حالما رأت وجهه في تلك الليله..
ال زالت تتذكر كالم والدته في الصباح عن تخلف ريكس عن إجتماع والداه مع والدا خطيبته
مسببا ً لهما اإلحراج معهم..
ال زالت تتذكر مشاجرته مع إدريان بالقرب من الدرج..
إنه متسلط حتى على الغرباء أمثالها ورمي المال في وجهها كان خير دليل..
وقح!
إبتسم فرانسوا وغير الحديث قائالً :ما رأيُك أن أُساعدك أنا ،فقط أخبريني ما تُريدين وسأفعل
..
سألته :ألستَ مشغوالً ؟ أنتَ لم تأتي ُهنا إال لسبب صحيح ؟
فرانسوا :أجل إنه ألجل إليان ،أخبرني إدريان بأنها هذا اليوم يبدو من مكالمتها بأن مشكلةً ما
حدثت في الكليه جعلتها تشعر بالضيق وألنه مشغول طلب مني أن أُبهجها قليالً لذا أتيتُ هنا
أنتظرها..
ضحك وأكمل :سيكون إنتظاري بدون فائده إن ذهبت الى منزل العائله ولم تأتي هنا..
آليس بحماس :هذا يعني بأنك ستتناول طعام الغداء معي ؟
نظر الى ساعة يده ثم قال :أضن ذلك..
وقفت آليس تقول :رائع ،سأخبر الطاهيه كي تُكثر الطعام..
وذهبت بإتجاه المطبخ هامسةً لنفسها :جيد ،فاألكل لوحدي يسبب لي الضيق ليس إال..
حالما دخلت المطبخ وجدت ال ُمربيه تجلس على كرسي وبيدها كوب من الشاي تحتسي منه..
إختفى فرحها وظهر اإلنزعاج على وجهها فإلتفتت الى الطاهيه تقول :هذا اليوم سيأكل معي
صديق إدريان لذا ال تنسي أن تحسبي حسابا ً له ،وربما إبنة السيده جينيفر أيضا ً حسنا ً ؟
بعدها إلتفتت ونظرت ُمجددا ً الى المربيه ولكن لم تستطع أن تخرج دون أن تقول أي شيء..
تقدمت منها قائله :ما دُمتي ُمربيه فعليك معاملة الثالثه بنفس ال ُمعامله ،تفضيل الكبير على
أخوته ليس تصرفا ً الئقا ً بل تصرف حقير !! ال تظلمي البقيه ! ال تظلمي إدريان فقط من أجل
محبوبك ريكس!
رفعت المربيه عينيها الغاضبتين بإتجاه آليس فإلتفتت األخرى خارجا ً غير آبهةً بنظراتها تلك
..
توقفت في منتصف الطريق قبل أن تصل الى فرانس وهي متعجبه للغايه..
همست بداخلها :أصغر فرد هنا هو تلك الفتاة وهي بالفعل تدرس بالكليه ! إذا ً ما الذي يجعل
المربيه تستمر معهم حتى اآلن ؟ هم لم يعودوا بحاجة لها فإذا ً لماذا ؟!!!
***
5:05 pm
***
8:22 pm
نزل شاب ذا شعر أسود منحوت تماما ً بوشم خلف رقبته من على السياره وعدل جاكيته
الرسمي األسود ناظرا ً في أنحاء هذا الحي البسيط..
بكُل تأكيد جلب أنظار بعض المارين في هذا الحي فمظهره يبدو وكأنه رجل عصابات..
وهو فعالً كذلك!
أشعل سيجارته وهو يمشي بهدوء من بين المنازل والمحالت حتى توقف أمام مكتبة تبدو
قديمة وكأن لها مائة سنة مبنيه..
دخل الى الداخل وتقدم من البائع والذي بدا عليه وكأنه قد تجاوز الخمسون عاما ً فإبتسم له
وأخرج صورة من جيب جاكيته الداخلي..
وضع الصورة أمام البائع وسأله :يبدو وكأنك تعرف معظم من في هذا الحي لذا ...هل تعرف
هذه الفتاه ؟
أخذ البائع الصوره ونظر إليها قليالً ثم نظر الى الرجل الطويل هذا وقال :ولما تسأل ؟
إبتسم الرجل وهمس والسيجارة ال تزال بين شفتيه :ولما ال تُجيب فأنا أُريد أن يتم كُل شيء
بشكل سلمي..
ضاقت عينا البائع من هذا التهديد الصريح فأعاد له الصورة قائالً :إعذرني فأنا ال أذكر بأني
رأيتها من قبل..
إختفت إبتسامة الرجل وهمس :إن كُنت فعالً ال تعلم فإذا ً لم كلفت نفسك عناء سؤالي عن سبب
استفساري عنها ؟
ضاقت عيناه مكمالً :كاذب!
وبسرعه خاطفه مد يده وأمسك قميص البائع شاده إليه وبيده الثانيه أخرج خنجرا ً ذا نصل
حاد ووضعه على عنقه فخاف البائع في حين صرخ بعض المتواجدين وفروا ً خارجا ً..
الرجل بهدوء تام :رقبتك أو اإلجابه ،أيهما ستختار ؟
بلع البائع ريقه بخوف وتعرق جبينه قبل أن يجيبه :ال أعلم الكثير ،لقد كانت تعيش هنا في
الماضي ولكنها إختفت بعد موت صديقتها ولم أرها منذ ذلك الوقت ،صدقني هذا كُل ما أعرفه
!
ضاقت عينا الرجل بتهديد فصرخ البائع بخوف :صدقني ال أعرف أكثر من هذا صدقني!!
إبتسم الرجل وتركه فهوى البائع على الكرسي الذي خلفه بكل خوف فأدخل الرجل خنجره في
جيبه وأخرج بعض سنتات ورماها على الطاولة يقول بسخريه :ثمن سنوات عمرك الباقيه
التي فقدتها بسبب الخوف..
بعدها إلتفت وهو يدخل الصورة في جيب جاكيته الداخلي وإتجه الى السياره..
ما إن دخلها حتى همس :يبدو بأن الوصول إليك ما زال صعبا ً أيتها القطة الهاربه..
ـPart 12
ـ
8:09 pm
إبتسمت تيلدا وهي تضع أطباق الحلوى أمام مجموعة الفتيات والالتي يبدين كطالبات
باإلعداديه..
حالما إستدارت لتعود الى عملها سمعت أحداهن تهمس قائله :مازالت شابه ومع هذا حتى
مرطب شفاه ال تضع ! أهي فتاة حقا ً ؟
األخرى بضحك :أنظري الى شعرها وشكلها ! أُراهن أنها ال تمتلك المال فلو إمتلكته فلن تتردد
في أن تُجري عملية تحويل جنس صدقوني ههههههه..
تنهدت تيلدا ودخلت الى الداخل قائله :يا إلهي ،للتو أصبحن فتيات وهاهن يقيمن مظهر
غيرهن ويطلقن األحكام ! أرثى لحالهن..
نظرت من الباب الى باحة المقهى حيث طاولتهن وهمست :سيكبرن ويخجلن من أنفسهن..
لفت بنظرها عندما جذبها دخول فتاة الى المقهى..
ذات شعر أشقر منساب على كتفها األيمن يلفه شريطة صغيره سوداء اللون كمالبسها ماعدا
المعطف ذا اللون السكري..
نوعية مالبسها ومظهرها العام وطريقة تقدمها من إحدى الطاوالت تجعل من السهل معرفة
أنها فتاة ثريه..
إبتسمت تيلدا ثم إلتفتت الى الداخل تبحث بنظرها عن ريو وحالما الحظته يجلس بهدوء يلعب
بهاتفه حتى إقتربت منه وهمست :لديك زبون..
رفع رأسه إليها فقالت :تلك الفتاة الثريه ،إنها ُهنا ،إذهب لخدمتها فهي أتت ألجلك..
نظر إليها بنظرة بالغة البرود ثم عاود النظر الى هاتفه فإبتسمت وتراجعت الى الوراء عدة
خطوات ثم همست في إذن رئيس عملهم فعقد حاجبه ثم نظر الى ريو قائالً :ريو إذهب لخدمة
الطاولة رقم سبعه ،الجميع مشغول..
ترك هاتفه وخرج الى الخارج متجها ً الى الطاوله فعقد حاجبه عندما رأى بأنها الفتاة نفسها
التى أتت آخر مرة مع صديقاتها من أجل حفلة عيد ميالدها..
للتو إستوعب بأن تيلدا من دبرت هذا ،يستحيل للرئيس أن يتعاون معها لذا البد من أنها
إستخدمت إحدى خدعها المستفزه!
سألها برسمية تامه :أي خدمة آنستي ؟
رفعت إليان نظرها إليه وبقيت محدقة في وجهه لفتره قبل أن تسأل :كم عُمرك ؟
لم يتوقع السؤال ومع هذا لم تظهر عليه أي ردة فعل وإكتفى بالصمت فأكملت :تبدو أكبر مني
عمرا ً ،ال تبدو صغيرا ً فلما تتظاهر بالحماقه..
لوت شفتيها قبل أن تهمس وهي تحافظ على أعصابها :لما برأيك أتيتُ الى ُهنا ؟
أجابها بمنتهى البرود :بما أنه مقهى فربما لطلب القهوة أو للتحليه..
بقيت صامته لفتره قبل أن تبتسم قائله :واه ذكي..
األمر..
ّ أشاحت بنظرها وهمست :أريد قهوةً ُمره ،إختر لي
هز رأسه ثُم غادر دون أن يقول أي شيء..
شدت على أسنانها تهمس لنفسها :وقح!
فتحت محفظة نقودها وأخرجت قدرا ً من المال ووضعته على الطاوله ثُم خرجت من المقهى..
علّت على وجه ريو نظرة باردة منزعجه حالما وصل حامالً كوب القهوه ولم يجد سوى مالها
..
أخذه بهدوء وعاد الى الداخل ووضعه على الطاوله فتعجب رئيسه وسأل :لما أعدت الكوب ؟
ريو بهدوء :رحلت الزبونه..
إنزعج الرئيس وقال :ال تقل لي بأنك أزعجتها ُمجددا ً ؟!
تدخلت تيلدا تقول وهي تُقلب المال لتعدّه :ال مستحيل ،ربما إلتقت مكالمة عاجله جعلتها تُغادر
،أنظر لو أنها إنزعجت لما أعطت كُل هذا البخشيش للنادل..
نظرت الى ريو وأكملت :لقد دفعت لك مائتا دوالر يا ريو ،يالك من محظوظ..
نظرت الى المال وأكملت :أتمنى لو أملك زبونا ً عاشقا ً كهذه..
إلتفت ودخل الى غرفة إسترحة الموظفين وهو يقول :إذا ً خذيها فأنا ال أُريدها..
ثُم أغلق الباب خلفه فإبتسمت وهمست :إنه منزعج للغايه..
***
8:15 pm
فقط نور صغير مضيء في غرفتها وهي تجلس الى جانبه تقرأ كتابا ً خاصا ً بمبادئ اإلداره
والحساب..
نصحها فرانس بأن تقرأ مبادئ أعمال المكاتب فالسيدة جينيفر بالتأكيد ستُعطيها عمالً بسيطا ً
على مكتب ما..
بالنسبة للحساب فلقد إكتشفت من إختبار فرانس لها أنها جيده فيه لذا ال خوف من هذه
الناحيه..
إبتسمت تهمس لنفسها :ما هذا ؟ إني جيده في أغلب األمور ،لن أتفاجئ لو إكتشفت أني ُكنتُ
عبقريه في حياتي الحقيقيه قبل فقدان ذاكرتي!
رفعت عيناها بإتجاه النافذه عندما الحظت تساقط الثلج فوقفت وإتجهت إليه بسعاده..
فتحته وبقيت تنظر الى الجو هامسه :أنا حقا ً أُحب الثلج!
سرت قشعرية البروده في جسدها المغطى بكنزة ثقيله رمادية اللون على بنطال طويل أسود..
عندما قررت إغالق النافذه تعجبت عندما الحظت مارك يجلس في الباحة الصغيره خلف المنزل
وهو مكور حول نفسه واضعا ً سماعات في أُذنيه وهو يُمسك بجهاز التسجيل الخاص بأغانيه
الذي شاهدته معه آخر مره في الحديقه..
تنهدت وهمست :ماذا ؟ هل تشاجر مع والدته مجددا ً ؟
نظرت الى الجو ثم عاودت النظر إليه قائله :الجو بارد ! لما ال يترك عناده قليالً ؟ سيمرض!
إتكأت على الشرفه ورفعت صوتها قائله :واااه سانتا كلوز أمامي!
رفع رأسه قليالً ثُم إلتفت عن يساره ورفع رأسه بإتجاه نافذتها التي تقع في الدور الثاني..
لوحت له وقالت :الجو بارد ،الدببه وسانتا كلوز هم فقط من يحتملون مثل هذا الجو..
أشارت برأسها تجاه مالبسه ُمكمله :وخاصةً بدون جوارب ثقيله أو حتى مالبس مناسبه!
أشاح بوجهه عنها متجاهالً فأمالت شفتيها وقالت :أترك عنادك ،ال أعلم ما سبب شجارك
المستمر مع والدتك ولكن ليس الليلة على األقل ! مارس غضبك في غرفتك فالجو سيؤذيك
وخاصةً أنك ال تلبس أي قبعة أو غطاء لألذن وال أي معطف ثقيل!
ي فأرسلي لي معطفا ً جيدا ً بدل ت تشفقين عل ّ رفع نظره إليها وإبتسم بسخريه يقول :إن كُن ِ
الثرثره..
نظرت إليه قليالً ثُم إلتفتت وغابت عن ناظريه وهي تقول :نعم كيف لم يخطر هذا على بالي..
دُهش من تصرفها وقال بسرعه :هييه لحضه !! أيتها الفتاه!
رمش بعينيه وهو يهمس :كُنتُ أسخر فحسب ! الهدف هو إستفزازها وليس أن تقوم بفعلها
حقا ً!
دقائق حتى طلّت عليه من النافذه ورمت إليه كيسا ً بالستيكي فيه بعض المالبس..
وقف وإلتقطها من األرض وهو يقول لها :وهل صدقتي ؟ كُنتُ أستفزك فقط!
إتكأت ُمجددا ً على الشُرفه وإبتسمت قائله :ال بأس ،إستطعتُ تدبير معطفا ً وجاربان ثقيالن
وقفازا ً وأيضا ً قبعةً تُغطي حتى األُذنان..
أشاح بنظره عنها دون أن يقول شيئا ً فقالت :وأيضا ً ،حاول أال تتشاجر كثيرا ً مع والدتك ،
وإن حصل وفعلت فال تذهب الى الحديقة أو تختبئ خلف المنزل وخاصةً هذه األيام فالجو بارد
..
إبتسمت وأكملت :تعال إلي أنا وسأُبقيك في المنزل لفتره حتى تنتهي ساعات غضبك وتعود
مجددا ً الى منزلها..
ت جاده ؟!!! لن أدخل ذلك المنزل القذر أبدا ً! نظر إليها بشيء من اإلستنكار وقال :هل أن ِ
إختفت إبتسامتها تعجبا ً من نعته للمنزل بـ"القذر! "
ت من أهل البيت بل ت حتى تدعين الغرباء للدخول ؟!! لس ِ أكمل بذات اإلستنكار :وأيضا ً من أن ِ
ُمجرد ضيفه!
ضحكت تقول :على أية حال أنا أبقى فيه أكثر من أهله هههههههه ،وأيضا ً لطالما أخبرتني
السيدة جينيفر بأن أفعل ما أشاء وأستضيف من أشاء لذا لن تُمانع..
صمتت قليالً تنظر الى وجهه المتجهم بعدها قالت :ال أعلم سبب كرهك للمنزل لكن إذا لم تكن
تريد منهم أن يعلموا فلن أُدخلك عالنيه ،يُمكنك تسلق هذه الشجرة ال ُمطل جذعها على نافذتي
وإبقى بحجرتي فأنت على أية حال ال تغيب عن منزلك سوى بضع ساعات لذا األمر لن يكون
إزعاجا ً بالنسبة لي..
عاود النظر إليها بذات الوجه المتجهم فإبتسمت تقول :إبتسم يا رجل ،حسنا ً تأكد بأني جاده
في كالمي لذا ال تتردد ،وداعا ً..
بعدها أغلقت النافذه..
بقيت واقفةً في مكانها لفتره بعدها همست :لما يكره المنزل ؟ أتذكر ذلك اليوم فالحديقه قام
ي كسب بإلقاء الشتائم تجاه قاطنيه أيضا ً ؟ لم أرد أن أسأله ُمباشرةً فيبدو بأنه لن يُجيب ،عل ّ
ثقته أوالً..
تقدمت قليالً من النافذه فشاهدته قد فتح الكيس وأخرج المعطف وبدأ بلبسه فهمست :وأيضا ً ،
ال أعلم لما ولكني متعاطفةً معه للغايه..
إلتفتت وخرجت من الغرفه التي اصبحت بادره بعد فتحها للنافذه كُل هذه المده..
نزلت الى األسفل لتطلب شرابا ً ساخنا ً وعند مرورها من المدخل رأت الخادمه تفتح الباب
وطلت من خلفه فتاة شقراء جميله..
صغرى لهذه العائله.. عرفتها على الفور فهي إليان اإلبنة ال ُ
هل للتو عادت الى المنزل ؟ لقد إنتظرها فرانس هذا الصباح كثيرا ً!
تصادمت نظراتهما فظهر اإلنزعاج على وجه إليان وقالت :ألم أقل لك ال أريد وجودك بالمنزل
! خادمة وقحه مثلك عليها الرحيل!
رفعت آليس حاجبها فتجاوزتها إليان قائله :ما دُمتي لم تستمعي ألمري فسأحرص على أن
تطردك والدتي دون أي راتب أو ُمكافأة نهاية الخدمه!
إلتفتت آليس تتابعها بنظراتها حتى غابت عن أنظارها ثُم قالت بإستنكار :إنها بالفعل ال تزال
تضنني خادمه !! ألم تراني بالحفل ؟! كيف للخدم أن يحضرن الى الحفل بكامل زينتهن!!
عقدت حاجبها للحضه بعدها تذكرت بأنهما لم تتقابال بالحفل فلقد أتت هذه المدهلل بعد أن
مرضت بالحساسيه من القطه ورحلت من ليلتها لذا لم تُقابلها الصباح في منزل العائله..
تنهدت ثُم إتجهت الى حيث ذهبت تلك اإلليان وهي تهمس :حساسيةٌ من القطط ،يالها من
حساسية ُمزعجه فأنا بحق أُحب القطط ،مظهرها لطيف لذا البد من أني إنزعجت كثيرا ً من
هذه الحساسيه طول فترة حياتي قبل أن أفقد الذاكره..
فتحت الباب فإذ بإليان كانت قد رمت حقيبتها ومعطفها الباهض على األريكه وحذائها الكعب
موجود بجانبهما على األرض بإهمال وهاهي اآلن أمام صفوف أقراص الـ DVDتبحث عن فلم
لتغير مزاجها عن طريقه..
غرفة السينما هذه فيبدو بأنك تحبينها كثيرا ً.. إبتسمت آليس قائله :لقد توقعت بأن تكوني في ُ
نظرت إليها إليان بإستنكار جراء وقاحتها هذه فإتكأت آليس على الباب قائله :ألن تطلبي مني
شخص ما أكثر ُمتع ٍة من ُمشاهدته لوحدك! ٍ مشاركتك في مشاهدة الفيلم ف ُمشاهدته مع
وقفت إليان وإتجهت الى حقيبتها وهي تقول :وقاحة هذه الخادمه ال تُطاق ،لن أنتظر الى
الصباح وسأطلب من أمي أن تطردك من اآلن..
إبتسمت آليس ولم تتحدث ،ال تدري لما ولكنها فجأه أحبت أن تتصرف بطريق ٍة شيطانيه
وتجعلها ت ُحرج أمام والدتها وأمامها هي أيضا ً..
تُريد رؤية هذا بالتأكيد..
ثوان تحدث الى والدتها تقول :أُمي أريد منك أن ٍ وضعت إليان الهاتف على أُذنها وخالل
تقومي بطرد تلك الخادمة الجديده!
تعجبت والدتها من هذا الهجوم ال ُمباشر وقالت :لم أفهم عزيزتي..
إليان :الخادمه يا أُمي ،الخادمة الجديده تخلصي منها دون دفع وال فلس واحد!
زاد تعجب والدتها وسألت :أي خادمه ؟ آخر خادمة متواجدة منذ سنتين فعن أي خادمة جديده
تتحدثين ؟
عقدت إليان حاجبها ونظرت الى آليس لفتره ثُم قالت :هناك فتاة غريبة بالمنزل أمي ،أليست
خادمه جديده ؟
لم يأتها صوت أمها لفتره حتى سمعتها بعدها تضحك وتقول :تقصدين آليس ؟!!!
إليان بإستنكار :آليس!!!
إبتسمت جينيفر وقالت :لم أُحدثك عنها وصدمتك تؤكد بأنك لم تسمعي عنها من أي أحد آخر ،
ريكس تسبب بحادث لهذه الفتاة أودى بخسران ذكرياتها ،لم نجد معها أي أوراق ثبوتيه لذا
لم نعرف عائلتها ،وبما أن ريكس هو المخطئ لذا على العائله تحمل الخطأ ولهذا قررتُ أن
أعتني بها في منزلي لحين ظهور أحد أقاربها فلقد قُمنا بالفعل بنشر معلوماتها في كُل مكان..
بقيت إليان مندهشةً لفتره من الزمن قبل أن تضيق عيناها هامسةً بكره :ولما عليك تحمل
ت أخطاء هذا ال ُمجرم القاتل ؟! أخطاء ريكس ؟!!! لما يا أُمي تتحملين أن ِ
لم تُجبها جينيفر لفتره فأصرت إليان على الصمت وكأنها تطلب من والدتها أن تُجيبها على
سؤالها..
لكن باألخير كُل ما سمعته هو صوت والدتها تقول بهدوء :عزيزتي لدي عمل أراك الحقا ً..
ثُم أغلقت الهاتف فرمت إليان هاتفها ُمباشرةً ليستقر فوق معطفها وجلست بجوارهما واضعةً
رأسها بين كفيها وآليس تنظر إليها بهدوء ناسيةً تماما ً أمر رغبتها برؤيتها ُمحرجه وكُل
تفكيرها منصب على جملة "المجرم القاتل" التي وصفت بها أخاها األكبر ريكس..
نعم لقد أُتهم بقتل أحدهم كما سمعت ولكن تمت تبرئته في وقت وجيز ،يستحيل أن تكون إليان
تقصد هذه الحادثه..
إذا ً هل تقصد حادثةً قديمه ؟ ألهذا السبب تجنبت ريكس في تلك الليله مغلقةً الباب على نفسها
؟
هي تخافه كثيرا ً هذا واضح وهذا يعني.....
همست :ربما شاهدته بعينيها يقتل أحدهم فال أحد يخاف من رجل أُتهم بالقتل ،بل يخاف من
رجل شاهده يقتل أحدهم أمام عينيه!
تقدمت منها قليالً وقالت :إليان ؟
جفُلت إليان ثم رفعت رأسها وللتو تذكرت أمر هذه الخادـ بل هذه الفتاه..
وقفت وقالت :تع ّمدتي عدم تصحيح سوء فهمي ألظهر بمظهر البلهاء أمامك ! وقحةً ساقطه
!!! أبعدي وجهك من أمامي!
ثم صرخت بشكل ُمفاجئ :أغربي عن وجهي!!!
إنتفضت آليس لوهله من صرختها ال ُمفاجئه وعلمت بأن الفتاة اآلن ليست بكامل وعيها
بالتأكيد لذا لم تقل شيئا ً وإكتفت بالخروج من الغرفه وإغالق الباب خلفها..
تنهدت وهمست :فجأه شعرتُ بأني حقا ً كُنتُ حقيره!
نظرت الى الباب وأكملت :سأُحاول اإلعتذار لها عندما تهدأ..
أغمضت عينيها متفاجئةً من إزعاج ُمفاجئ صادر من داخل الغرفه كان من الواضح بأنه
صوت دحرجة أقراص الـ DVDواحدا ً تلو اآلخر..
إلتفتت وقررت مغادرة المكان كي ال تخرج وحينها ال تعرف ما قد يحدث!
***
9:26 pm
جلس ريكس على كُرسي األريكة في ذلك المنزل المظلم العتيق والذي من ال ُمفترض أال يدخل
إليه أحدا ً سواه هو فقط!
فتح حاسبه المحمول الشخصي لينعكس ضوءه على وجهه الهادئ تماما ً..
المكان حوله كان يكسوه الظالم وأصوات الرياح الناتجة عن سقوط الثلج كانت تتخلل من بين
النوافذ واألبواب ُمصدرةً حفيف يبث الرعب في قلب أي بشري طبيعي..
وريكس ليس بالبشري الطبيعي..
شعر أسود كالفحم وعينان بلون أدخل كلمة المرور الخاصة به ليظهر بعدها صورة إمرأ ٍة ذات ٍ
الرصاص تبتسم إبتسامة تنفجر منها الطيبه والدهاء في آن واحد..
ضاقت عيناه ثُم أبعدهما عن وجهها ناظرا ً بجانب حاسوبه وبدأ بإدخل الـ USBبالحاسب..
عاود النظر الى زاوية الشاشه ليفتح أيقونة الملفات ومن ثم ذهب الى قسم الذاكره وقام
بفتحها..
عُرض لها ملفات برمجه بجانب ملف فيديو فقام بفتحه..
لقد نفذ ما قاله سابقا ً وبالفعل قام بوضع كاميرا وغيّر مكان األغراض حتى يستطيع أن يُمسك
بال ُمتسلل..
الرغم من أنه غيّر مكان األغراض إال أنه لم يجدها أيضا ً لذا هذا الصباح ومع هذا ،على ُ
أرسل الكاميرا الى إحدى المحالت وطلب منهم إخراج المقطع المصور الى الـ USBحتى يتسنى
له رؤيتها في حاسوبه وللتو إستلمها..
واآلن حان الوقت ليكتشف من هو هذا الشخص ال ُمتسلل والذي دخل الى منزل غيره دون وجه
حق!
فتح الفيديو وقام بتسريعه الى x2وبقي على وضعه لعشر دقائق حتى الحظ شيئا ً فعدّل من
سرعته وضاقت عيناه ليُراقب هذا الظل الذي بدأ يقترب شيئا ً فشيئا ً.. ُ
وقف أمام الصندوق الموضوع على األرفف بداخل الجدار المنحوت وفتحها ليتصلب قليالً
عندما يراها فارغه..
همس ريكس لنفسه :إنه قصير ،يستحيل أن يكون آندرو!
سخريه هامسا :آسف على الشك بك.. إبتسم بشيء من ال ُ
ضاقت عيناه محاوالً أن يلتقط شيئا ً من مالمح وجه هذا ال ُمتسلل ولكن األمر كان صعبا ً بعض
الشيء فهذا الشخص يرتدي مالبس ثقيله وغطاء رأس ووشاح يلفه حول عنقه..
من سوء حظه أنهم في فترة شتاء لذا الجو قاتل حقا ً..
على األقل إستطاع أن يتأكد من أنه رجل وطوله حوالي 165سانتي مترا ً..
أغلق الرجل الصندوق وأعاده الى مكانه بعدها نظر حوله لفتره قبل أن يتقدم من األريكة
القريبه -والتي هي ذاتها التي يجلس فوقها ريكس اآلن -وقام بإدخال يده بين طياتها وأخرج
منها كيس بالستيكي فيه كُل األغراض..
شد ريكس على شفتيه هامساً :اللعنه ! إنه يعرفني ! بالتأكيد يعرفني جيدا ً أكثر من أي شخص
آخر!!
شعر بغضب عارم وهو يراقبه يعود أدراجه ويختفي من أمام عدسة الكاميرا..
أطبق شاشة الحاسب على لوحة المفاتيح دون حتى أن يُغلق أي شيء وإختفى النور الوحيد
الذي كان يُنير هذا السواد الحالك..
فرك يديه ببعضهما حتى أصبحتا شديدتا اإلحمرار وهو يهمس :عرف بأني من غيرها وإتجه
ُمباشرةً الى أريكتي المفضله ليبحث فيها ،هو شخص قريب مني بما فيه الكفايه ليعرف
إهتماماتي وتفضيالتي الشخصيه..
وضع رأسه بين كفيه وهو يكمل بإستنكار وغضب :ولكن ال أحد في العالم يعرف هذه
المعلومة حتى آندرو نفسه !! ال أحد فمن يكون هذا ؟!!!
***
8 yanayr
6:30 am
9:10 am
أوقف ريكس سيارته ونزل منها متجها ً الى المنزل –فيال جينيفر- ..
حيث غرفته ومر من أمام آليس التي رفعت حاجبها تنظر إليه ُ دخل وإتجه ُمباشرةً الى األعلى
بشيء من اإلزدراء..
حالما غادر عن عينيها همست :أصبح وجهه ُمزعجا ً ُ ,مزعجا ً للغايه..
ثُم أكملت تناول شراب الشوكوال وهي تنظر الى التلفاز وبعد عدة دقائق رأته ينزل من الدرج
بهدوء بما أنه كان ينظر الى هاتفه المحمول..
بقيت تنظر إليه لفتره بعدها تركت كوبها ووقفت أسفل الدرج وأجبرته على التوقف حالما
إقترب منها..
رفع حاجبه فقالت :متى ستكُف عن التسبب بالمشاكل للسيده جينيفر ؟
لم يُعلق بما أن سؤالها لم يكن واضحا ً فقالت :قبل يوم األمس ,أليس كان من ال ُمفترض أن
تحضر طعام العشاء مع والديك اللذان سيستقبالن عائلة خطيبتك ال ُمستقبليه ؟ لك أن تتخيل
الموقف ال ُمحرج الذي شعرا به عندما حضرت العائله ولكن الخطيب تخلف ! لما ال تُراقب
تصرفاتك وتتحلى ببعض اللباقه ؟
سألها ببرود :أال يزال إسمك آليس ؟
دُهشت من تجاهله التام لسؤالها فأجابته بإنزعاج وعناد :أجل ولن أقوم بتغييره حتى لو
إستعدتُ ذاكرتي!
ريكس :غيريه..
آليس بعناد :لن أفعل فإسم آليــــس يُعجبني كثيرا ً..
ريكس :ال تجعليني أُجبرك!
آليس بإستفزاز :وكيف ستفعل ؟ هل ستقوم بقتلي ؟
ريكس :بل بتسليمك للشُرطه..
إختفت نظرات اإلستفزاز من عينيها تقول :ماذا ؟ هل ستقول لهم هناك فتاة تستخدم إسما ً ال
أُريد لها إستخدامه ؟
صمتت قليالً ثُم إنفجرت ضاحكه فقال بهدوء :بل سأقول ُهناك فتاة تملك وثائق ُمزوه تعيش
في منزلنا..
توقفت عن الضحك وعقدت حاجبها غير مستوعبة لما يقصد في حين تجاوزها يقول :لذا
غيريه قبل أن أُجبرك..
إلتفتت ولحقت به تقول :هيه لحضه ! ماذا تقصد بكالمك ؟ عن أي وثائق تقصد ؟ أنا ال أفهم!
فتح الباب فصرخت به :هيــــــــه أنا أتحدث إليك!
توقف عندما رأى إستيال تقف في وجهه أمام باب المنزل فضاقت عيناه بينما إبتسمت تقول:
مرحبا ً ريكس ,تبدو بحا ٍل جيده عكس آخر مرة في الحفل!
نظر إليها بهدوء بالغ بينما عقدت آليس حاجبها فالفتاة ال تبدو غريبةً عنها..
تقدم ريكس وتجاوزها هامساً :سأقتُلك!
إبتسمت إستيال تقول :يُسعدني رؤيتك تُحاول..
بعدها إلتفتت تنظر إليه وهو يفتح باب سيارته ويغادر باحة المنزل..
في حين نظرت آليس إليها وهي تتذكر رسالة جينيفر التي وصلتها قبل ثالث ساعات تقريبا ً..
"ستأتي إليك فتاة في العشرينات من عمرها ذات شعر أسود تتوسطه بعض الخصالت الحمراء
,أيا ً كان ما تطلبه منك فأُرفضيه ,تلك الفتاه سيئه"
مواصفاتها نفس ما ذُكر..
عاودت إستيال النظر إليها ثُم قالت :مرحبا ً ,إلتقينا من قبل صحيح ؟
إبتسمت آليس تقول :ال أتذكر..
إستيال :هذا طبيعي فلقد إلتقيتي بالكثير في تلك الحفلة ,أنا إستيال ,إبنة عم ريكس والبقيه..
دُهشت آليس وسألتها :أُخت كين ؟
تعجبت إستيال من معرفتها بأخيها فتذكرت بأنها بقيت في المنزل بعد الحفله لنصف يوم تقريبا ً
لذا إبتسمت تقول :أجل ,لندخل ونتحدث..
بعدها دخلت فأغلقت آليس الباب ولحقت بها..
جلست على األريكه ال ُمقابله في الوقت الذي أتت خادمه كانت قد إستدعتها إستيال عند دُخولها
وقالت :ماذا تُريدي أن تشربي ؟
إستيال :أحضري لكلينا كوبا قهوه فحسب..
أمالت آليس شفتيها هامسه لنفسها" :لم تسألني عن رغبتي! "
ت على ما إبتسمت فورا ً عندما إلتفتت إستيال إليها في حين بدأت األُخرى الحديث قائله :هل أن ِ
يُرام ؟ أعني أال تشعرين بالملل في بقائك ُهنا وحدك ؟
هزت آليس رأسها تقول :ليس كثيرا ً ,إدريان وصديقه والسيده جينيفر لطالما أتوا ُهنا
وأخرجوني لعدة مرات الى الخارج من أسواق ومطاعم وغيرها..
إستيال :ماذا عن إليان وريكس ؟
أمالت آليس شفتيها تقول :عالقتي معهما ليست جيده ,وإليان لم ألتقيها سوى مرتان حدث
فيهما سوء فهم ولّدت بعض المشكالت بيننا..
إستيال :وريكس ؟ لما عالقتك به ليست جيده ؟ لقد تنازلتي بنفسك عن الحادث الذي سببه لك ,
لما إذا ً ؟
تعجبت آليس فلم تكن تضن بأن عائلة أخ ألكسندر تعرف عما حدث معها فجينفير في تلك
الليله قالت بأنها أخت صديقتها..
سألتها إستيال عندما لم تُجبها فوراً :هل كان تنازلك دون رضاك ؟
آليس بسرعه :ال لستُ ُمرغمه ! لقد تنازلتُ بطيب خاطر مني فهو حادث غير ُمتعمد وأنا لم
أُصب بضرر جسدي لذا ال بأس..
إستيال :إذا تنازلتي بطيب خاطر منك فيجب على عالقتك به أن تكون جيده فلما هي عكس ذلك
؟
آليس في نفسهاُ " :محقه السيده جينيفر فهذه الفتاة تبدو وكأنها تُريد إيجاد ما يضر جينيفر أو
إبنها" ..
أجابتها :السبب ال عالقة به بموضوع الحادث ,بل ُمشكلة أُخرى عاديه وهذا طبيعي لكُل
الناس!
إستيال :وماذا عساها تكون ؟
ت تسألين أسئله خاصه.. صمتت آليس لفتره بعدها قالت :أن ِ
إبتسمت إستيال ولم تقل شيئا ً بعدها إعتدلت في جلستها عندما أحضرت الخادمه كوبا القهوه..
أمسكت بكوبها قليالً بعدها قالت :أتُحبين باريس ؟
عقدت آليس حاجبها وأجابتها :تبدو مدينةً رائعه..
إستيال :هل ُزرتيها من قبل ؟
هزت آليس رأسها تقول :ال أتذكر فأنا قد فقدتُ ذاكرتي كما ترين..
إستيال :أتُريدين إذا ً رؤيتها ؟
آليس :أي شخص لم يزرها من قبل من الطبيعي أن يتمنى زيارتها لكن لما تسألين ؟
إستيال :سأحضر ندوة أدبيه في ُمتحف اللوفر الشهير بباريس وأحتاج الى ُمرافق ,هل
تُرافقينني ؟
إتسعت عينا آليس دهشةً تقول :متحف اللوفر ؟!!
إستيال :أجل ,إخوتي أحدهم مشغوالً واآلخر خارج البالد بينما اآلخران طالبا مدرسه لذا ال
أحد منهما ُمتفرغا ً ,إليان يستحيل أن تتخلى عن يوم واحد من دراستها وإدريان شخص
مشهور ال وقت له لذا لم أجد أحد آخر أطلب منه ُمرافقتي لثالث أيام سواك ,هل تقبلين ؟
لم تُعطيها جوابا ً ُمباشرا ً ,عرضُها ُمغري جدا ً فهي بحق تُريد الذهاب الى باريس فكيف لو كان
الى ُمتحف اللوفر أيضا ً ؟!
وفوق كُل هذا ستُغير روتينها الدائم الى شيء أكثر إثاره ولثالثة أيام أيضا ً ولكن...
السيده جينيفر حذرتها والفتاة بحق ال تبدو كفتاة جيده فماذا تفعل ؟
لكن لما ؟
لما السيده جينيفر حذرتها من الذهاب ؟
هل الفتاة تنوي أن تفعل بها أمرا ً سيئا ً ؟
هل حقا ً ستجرؤ ؟
نظرت الى إستيال هامسه في نفسها" :ال أضن أنها تجرؤ ,أعني السيده جينيفر حقا لن
تُسامحها وتضن بأن إدريان أيضا ً سيغضب لذا هي لن تجرؤ على التسبب بمشكالت كبيره ..
وأيضا ً ال عالقة بيني وبينها لتنوي لي األذى! "
أخرجت إستيال دعوةً من حقيبتها تقول :هذه الدعوة التي ُوجهت لي..
أخذت آليس الدعوه وقرأتها..
إنها دعوه رسميه موثقه فعالً..
نظرت إليها هامسه في نفسها" :ما دام قد ُوجهت إليها دعوه رسميه لمكان كهذا فهي
شخصية شهيره ,ال توجد شخصيه شهيره تُضيع ُمستقبلها من أجل أن تتسبب بأذى ألحدهم ,
هي ال تبدو مجنونه ! إذا ً لما حذرتني جينيفر ؟"
تذكرت بأن عالقة العائلتين ببعضها ليست جيده لدرجة أن جينيفر رفضت أن تسكن معهم في
منزل العائلة الكبير عندما طلبت منها ذلك..
هل سبب رفضها هو نوع العالقة التي بينهم ؟
نعم يبدو هذا منطقيا ً..
إستيال :ما رأيُك ؟ أتمنى بأن تُوافقي فعمتي جينيفر قالت بأنه من الصعب أن تُوافقي بما أنها
قد وجدت لك عمالً ولكن أال يُمكنك تأجيل البدء بعملك لثالثة أيام فقط ؟ أنا حقا ً بحاج ٍة لرفيق
وال أحد من العائلة ُمتفرغ ,لم آتي لك سوى لهذا السبب وفي نفس الوقت التعرف على
أشخاص جدد يوسع العالقات ويبنيها جيدا ً وهذ حقا ً ُممتع..
لم تعلم آليس ماذا تفعل ,هي بحق تُريد الذهاب ولكن ال تعلم هل توافق أو ترضخ لرغبة
جينيفر وترفض ؟
في نهاية المطاف قررت الرضوخ لرغبة جينيفر وقالت :أعتذر ,ال يُمكنني..
تنهدت إستيال وأخذت الدعوه التي مدتها آليس وقالت :لن أُرغمك ولكن حقا ً وددتُ لو توافقي
..
آليس :آسفه على تخييب أملك..
أعادت الدعوه الى الحقيبة قائله :أُراهن بأن عمتي جينيفر حذرتك لذا لن ألومك مع أني
ضننتُك ُمستقله بنفسك تُحددي قراراتك دون التأثر بالمشاكل الشخصيه ألي إثنين..
لم تجد آليس ما تقوله ,بالعكس شعرت ببعض اإلحراج فلقد ظهرت بمظهر الطفلة التي ال
يُمكنها فعل أي شيء دون موافقة والدتها..
واألكثر إحراجا ً هو أن جينيفر ليست والدتها حتى..
أخرجت إستيال بطاقتها وسلمتها آلليس قائله :الندوة ستبدأ من 10يناير وحتى 12أي من
بعد يوم غد وطائرتي ستُقلع غدا ً الساعه السادسه مساءا ً لذا لو حدث وأن غيرتي رأيك إتصلي
بي وأعطيني كالمك النهائي حسنا ً ؟
أخذت آليس البطاقه قائله :حسنا ً..
وقفت إستيال وقالت :واآلن إعذريني فعلي الذهاب من أجل الترتيبات الشخصيه ,أراك الحقا ً..
قامت آليس وودعتها الى الخارج بعدها رفعت البطاقة ناظرةً إليها..
تبدو إستيال هذه فتاة غير عاديه في مجال األدب..
هي كاتبه ولكن أي أنواع الكتابات تكتب ؟
تنهدت وهمست :أرغب حقاًبأن أغير رأيي ,أعني لما ال أزال أُطيع السيده جينيفر في كُل
شيء حتى لو عارض هذا رغبتي ؟ ال بأس في اإلستماع لرغباتي قليالً والسيده لن تنزعج
بالتأكيد فهي لطيفه ولطالما أخبرتني بأن أفعل ما أُريد!..
في حين ركبت إستيال سيارتها وهي واثقه بأن آليس هذه...
ستُغير رأيها حتما ً!
***
12:30 PM
أبعد إدريان السماعات من على أُذنيه وهو يقول :ال ,ال تُعجبني..
دُهش ديريك المسؤول عن اإلخراج الصوتي وقال :ولما ؟ إنها جيده وعدلناها كما تُريد فلما ؟
إدريان :ضعيفه ,الموسيقى ضعيفه جدا ً وال تُعجبني!
ديريك :لقد غنيت وسجلت عليها وعندما قُمنا بالتركيب واإلخراج النهائي تقول ال تُعجبك !!
أتُمازحني ؟!
إدريان :لقد أُعجبتُ باللحن نفسه ولكن الموسيقى نفسها ضعيفه ولقد أعطيتُ هذه المالحظات
للمسؤول في غرفة التسجيل لذا ليس ذنبي إن لم يُخبركم بهذا ,الموسيقى هذه ال أُريدها..
تدخل الرجل الثالث معهم في المكتب والمدعو بـ ليون قائالً :موعد إصدار ألبومك إقترب وأنت
حتى اآلن تتشكى من كُل شيء ,أوالً الكلمات ثم األلحان واآلن الموسيقى ! لم نعد نملك وقتا ً
لتعديل شيء!
رفع إدريان عينيه إليه قائالً :هذا األلبوم لن يخرج الى النور ما دُمتُ لستُ راضيا ً عنه!
ديريك :هذا ليس من صالحك ,التأخير أو إلغاء األلبوم سيتسبب بهجوم ال ُمعجبين لك !
ستخسرهم !! وال ننسى الكارهين الذين سيستغلون مثل هذه األمور ليقلبوا كُل شيء ضدك
وفي األخير جرائد ومجالت الفضائح ستنشر أنواع الشائعات ,أنت ُمغني ٍ صاعد لذا عليك
العمل والجهد بدل العناد والتذمر..
إدريان بكُل عناد :وأنا قُلت لن يخرج هذا األلبوم مادُمتُ لستُ راضيا ً ! هذه الموسيقى ال
أُريدها فتصرفوا أو أُلغوا األلبوم بأكمله..
ظهر التوتر والضيق على وجه ديريك في حين قال ليون بكُل صرامه :سترضى به وسيخرج
في موعده ,أنت تتبع لهذه المؤسسه ونحن لسنا ُمستعدين لمزيد من المشاكل بسبب عناد
أطفال لذا إرضى به..
غضب إدريان ووقف قائالً :وأنا مصر على أال يخرج وإال سأخرج بنفسي الى العامه وأُصرح
في اللقاء الخاص لهذا األلبوم بأني لم أكن راضيا ً وأنّ مؤسستي تجاهلت رغبتي في جعل كُل
شيء جيدا ً ومثاليا ً من أجل ُمعجبيني وأخرجته ُرغما ً عني!
ثم إلتفت وخرج خارجا ً وهو يصفع الباب خلفه بكُل قوه..
إحتدت عينا ليون بكُل غضب في حين إنزعج ديريك ونظر الى ليون قائالً :ما كان عليك
إستفزازه ! ألم ترى بأن مزاجه هذا اليوم متعكرا ً ! التحدث معه بلين هو األفضل في مثل هذه
الحاالت!..
بعدها خرج ولحق به ليُهدئ من غضبه..
***
4:39 pm
نزلت إستيال من سيارتها التي أوقفتها في باحة منزل العائلة الكبير وهي تنزع نظارتها
الشمسيه فالجو أصبح خاليا ً من أي ضوء بسيط للشمس..
تقدمت من الباب فرن هاتفها النقال في هذا الوقت..
أخرجته لترد على الرقم المجهول قائله :مرحبا ً..
جائها صوت آليس :مرحبا ً ,أنا آليس..
إلتوت إبتسامتها فلقد حصلت على ُمرادها في سبع ساعات فحسب..
إستيال :أوه آليس أهالً بك ..ماذا هل غيرتي رأيك ؟
آليس :هل لي بسؤال ؟
توقفت إستيال أمام الباب وقررت عدم دخول المنزل حتى تنهي ُمكالمتها فتقدمت من الباحه
الجانبيه للمنزل تقول :إسألي..
صمتت آليس لفتره ثُم قالت :ال زلت ُمشككه في طلبك لي أنا بالذات للخروج معك ,أقصد نحن
ال نعرف بعضنا!
إستيال :وما الضير من التعرف اآلن ؟ كُل العالقات مرت بمرحلة البدايه كما هي معنا اآلن!
ت تكرهين السيده جينيفر ؟ آليس :أولس ِ
تنهدت إستيال وقالت :نعم ,قليالً ,أعني هذا طبيعي ,والدي توفي وتولي عمي اإلعتناء بنا
وكأشخاص بالغين اآلن نريد أن نعتمد على أنفسنا وعمي يرفض لذا من الطبيعي أن تنشب
الخالفات بين األُسرتين ولكن هذا ال يعني بأن أحدنا سيء كُل مافي األمر أننا نختلف في
وجهات النظر..
بعدها أكملت :أنا واثقه بأن السيده جينيفر أخبرتك بعدم الذهاب معي وهذا طبيعي بسبب
ت لو قلتي لها فقط بأنك حقا ً ترغبين بالذهاب معي صدقيني لن ترفض طلبك الخالفات بيننا ,أن ِ
ألنها لن تُبدي رغبتك على كرهها الشخصي لي ...يمكنك سؤالها لو أردتي وأبلغيني حينها
برأيك..
صمتت آليس لفتره وبالفعل ما كانت تضنه قد حدث فهاته الفتاة والسيده جينيفر فقط يكرهان
بعضهما لذا هي ليست سيئه..
لو كانت سيئه لما قالتها بكُل ثقه أن السيده جينيفر ستوافق ألنها حينها بالتأكيد لن توافق..
أجابتها :حسنا ً ,أنا موافقه لكن ماذا عن آلية سفري ؟ أقصد أنا فتاة فاقدة لذاكرتي و.....
قاطعتها إستيال :ال تقلقي ,عمتي جينيفر دبرت لك كُل وثائقك والدليل إيجادها لعمالً لك لذا
السفر سيكون طبيعيا ً للغايه ,سأطلب منها كل ما يلزم فال تقلقي..
آليس :جيد ,لقد كُنت قلقه من أن يكون ذهابي سبب إلنزعاج جينيفر ,أعني هي من إعتنت
بي وما زالت تُكفر عن خطأ إبنها ريكس الذي سبب لي كُل هذا ,ال أزال مدينةً لها لذا ال أُريد
إزعاجها وليس األمر أني ال أتبع رغباتي..
بقيت إستيال صامته لفتره بعدها إبتسمت وقالت :هل ضحكوا عليك بهذا ؟
عقدت آليس حاجبها تقول :ماذا تقصدين ؟
بقيت إستيال مبتسمه لفتره تقول :هي تُكفر عن خطأ إبنها ريكس لهذا تعتني بك ؟
لم تُجبها آليس فهي لم تفهم المغزى خلف هذا السؤال فسألتها ُمجدداُ :ماذا تقصدين ؟
نظرت إستيال الى سيارة السيده جينيفر وهي تدخل باحة المنزل وأجابت بإبتسامه غريبه على
شفتيها :تُكفر عن خطأ إبنها ! عزيزتي ,من هذا الذي إستغفلك وقال لك بأن ريكس هو إبن
جينيفر ؟
ـ End Partـ
ـ Part 13ـ
بقيت إستيال مبتسمه لفتره تقول :هي تُكفر عن خطأ إبنها ريكس لهذا تعتني بك ؟
لم تُجبها آليس فهي لم تفهم المغزى خلف هذا السؤال فسألتها ُمجدداُ :ماذا تقصدين ؟
نظرت إستيال الى سيارة السيده جينيفر وهي تدخل باحة المنزل وأجابت بإبتسامه غريبه على
شفتيها :تُكفر عن خطأ إبنها ! عزيزتي ,من هذا الذي إستغفلك وقال لك بأن ريكس هو إبنها
أصالً ؟
لم تفهم آليس فقالت :كيف يعني بإستغفال ؟ ريكس وإدريان وإليان جميعهم أبناء جينيفر ! لقد
رأيتُ صورةً تجمعهم بها وهم ال يزالون أطفاالً فكيف هي ليست أمه ؟ أتقصدين بأن والدتهم
ميته وهي زوجة ألبيهم ؟
صمتت قليالً وهمست بداخلها" :هل يمكن ؟؟ ألهذا تبدو صغيرةً بالعمر ؟ نعم هذا منطقي"!!
في حين بقيت إستيال مبتسمه تنظر الى جينيفر وهي تنزل من السياره وهمست :سأشرح لك
كُل شيء في الغد عزيزتي ،أراك الحقا ً..
نهارك سعيد..
ُ بعدها أغلقت الهاتف وقطعت طريق جينيفر المؤدي الى الباب قائله :مرحبا ً
جينيفر وهي تتجاوزها :لقد دخل المساء عزيزتي..
إبتسمت إستيال وقالت دون أن تلتفت :لقد وافقت آليس على الذهاب معي ،كانت تخشى حقا ً
بأن تغضبين لكني أخبرتُها بأنك طيــــــــبه للغايه ولن تغضبي بسبب إختيارها ما ترغب به..
إلتفتت ونظرت إليها ُمكمله :لذا إحذري أن تبدي غير ذلك..
تجاهلتها جينيفر ودخلت المنزل ُمغلقةً الباب خلفها فإلتوت شفتي إستيال بإبتسامه هامسه :هذا
...حقا ً ُمثير..
***
6:40 pm
فتح إدريان الباب وبالفعل وجدها تجلس بهدوء على الكُرسي أمام المسبح وبيدها إحدى كُتبها
الجامعيه..
دخل وأغلق الباب خلفه وهو يقول :كالعاده ،أجدك في أماكن واسعه فارغه..
إبتسمت عندما رأته وقالت :أوه إد ،مرحبا ً بك..
وصل إليها ولعب بشعرها وهو ينظر الى المسبح قائالً :لما هو فارغ ؟
أبعدت يده وصففت شعرها قائله :أنا قُمتُ بتفريغه ،آخر مرة سقط كتابي وتزحلق الى داخل
المسبح ،ال أُريد أن يتكرر هذا الحادث..
نظر إليها ُمتعجبا ً ثُم ضحك قائالً :بسيطه ،إجلسي في مكان أبعد قليالً ،ال أُصدق أنك قد
تفرغين مسبحا ً كامالً لسبب سخيف كهذا!!
إنحنى وهمس بإذنها :أو ..هل ال تزالين تخشين الماء ؟
دفعته قائله بإنزعاجُ :مستحيل !! أنا لم أعد طفله!..
ت حقققا ً ال تزالين طفله.. أطلق ضحكةً عاليه وهو يقول :إيلي أن ِ
تجاهلته وأكملت قراءة كتابها فجلس بجانبها أرضا ً وهو يمد رجليه في حوض المسبح الفارغ
متكأ بيديه الى الخلف وهدأ الوضع لفتر ٍة طويله..
إلتفتت تنظر إليه وهو شارد الذهن فقالت :ماذا بك ؟ يوجد ما يُضايقك صحيح ؟
بقي إدريان صامتا ً لفتره بعدها قال :كال..
إليان :مشاكل في ال ُمؤسسه ؟
إدريان :أخبرتُك بأنه ال يوجد شيء..
إليان :أنت ال تبحث عني لتجلس معي إال عندما يُضايقك أمر ما وتريد نسيانه..
قاس ! أتعنين بأني ال أهتم ألختي الصغيره إال عندما رفع رأسه وإبتسم ناظرا ً إليها وقال :هذا ٍ
أريد الهرب من مشاكلي ؟
إليان :ال أقصد هذا ،وجهك يتحدث اآلن لذا ال يُمكنك خداعي..
عدّل من وضعية رأسه ونظر الى األمام بهدوء دون أن يُعلق..
سألته بإمتعاض :هل تشاجرت مع تلك الطويلة البغيضه ؟
ت ال تقصدين كاتي صحيح إنفجر ضحكا ً ُرغما ً عنه قائله :الطويلة البغيضه ؟!!! أن ِ
ههههههههههههههههههههههههههههه!!
أمالت شفتيها وعاودت النظر الى كتابها تقول :ال أعلم لما من بين جميع الفتيات في العالم
إخترتها هي ،إنها بغيضه الى حد ال يُمكن تحمله..
إبتسم إدريان قائالً :إنها تُحبني كثيرا ً..
إليان :وأنا ال أُحبها بتاتا ً..
نظرت إليه وأكملت :وليكن في علمك أني أدعو دائما ً بأن تنفصال عاجالً غير آجل..
عبس إدريان يقول :أال تتمنين السعادة ألخيك ؟
إليان :أتمنى بالطبع ولكن بعيدا ً عنها ،إنها نزقه وأنا لن أُحبها..
إبتسم ولم يُعلق فرن هاتفه في هذا الوقت فقالت إليان بإنزعاج :إن كانت هي فال ترد رجاءا ً..
ضحك وأخرج هاتفه وهنا إنفجر ضحكا ً فلقد كانت هي بالفعل..
إليان :هيّا أرجوك تجاهلها..
إبتسم ووضع هاتفه في وضع الصمت وهو يقول :ههههه حسنا ً من أجلك فقط..
مطت شفتيها قليالً بعدها مدت يدها تقول :أعطني هاتفك..
رفع حاجبه يقول :لن أرد عليها..
إليان :حتى ولو أنا أُريد هاتفك..
ناولها هاتفه فدخلت الى رقمها وقامت بحظره ثُم أعادت له الهاتف تقول :أرجوك ،تجاهلها
لمدة 24ساعه على األقل..
أخذ الهاتف وضحك عندما رأى ما فعلته وقال :إيلي ال تقولي لي بأنك تُعانين من عقدة األخ ؟
إليان :أجل ،لن أسمح لك بأن تقع في حب أي فتاة إال إن كانت تستحق أن تأخذك مني ،
والطويلة هذه بالتأكيد ال تستحق..
ثم عاودت النظر الى كتابها ُمكمله :واآلن ال تُزعجني!
نظر إدريان الى هاتفه لفتره بعدها إبتسم بهدوء يقول :إيلي ..شُكرا ً لك..
رفعت حاجبها ونظرت إليه تقول :على ماذا ؟
ضحك وقال :ال شيء ،أخشى أن أمتدحك فتحبسيني لك بعيدا ً عن العالم ،أن ِ
ت تُخيفيني..
إنزعجت تقول :ليس الى هذا الحد!!
ضحك ولم يُعلق فأشاحت وجهها عنه وأكملت قراءة كتابها..
***
9 January
2:55 pm
أوقف ريكس سيارته أمام الفيال الخاصه بجينيفر وهو يقول آلندرو الذي يجلس بجانبه :حتى
ولو كانت محاضرةً واحده فقط ,ال تتغيب عنها..
آندرو بملل :إنه آخر يوم باإلسبوع وأنا بالفعل أُريد الذهاب الى باريس من أجل أختي التي ال
زالت تُصر على حظوري لذا ال مجال لي سوى بأن أتغيب يوم الغد فأنا لن أقطع المسافة من
هنا الى باريس ألربع ساعات ونصف ذهابا ً وإيابا ً في يوم واحد !! سأغادر غدا ً ُمبكرا ً وأرجع
في يوم الجمعه..
ريكس ببرود :يمكنك إستقالل الحافله بدل السياره..
آندرو بإنزعاج :المسافة ستكون نفسها فما الفرق!
نزل ريكس من السياره قائالً :الفرق أنك لن تتعب من السياقه..
بعدها غادر الى داخل المنزل فتنهد آندرو هامساً :وماذا بعد ؟ أيريدني أن أكون تحت رحمة
أُختي هناك ؟ بالتأكيد لن أُغادر من دون سيارتي..
بعدها نظر الى المنزل بهدوء تام فتذكر أمر الفتاة التي صدمها ريكس ..نعم قال ريكس بأنها
في فيال جينيفر ،أي ُهنا..
شعر برغب ٍة في رؤيتها والتحدث معها ،منذ سمع عن الحادث وهو بحق يريد رؤيتها..
أو ربما ما قرأه في تلك الورقه هو ما زاد بداخله الرغبة في ُمقابلتها!..
فتح ريكس دوالب ملفاته وبدأ بالتقليب فيها حتى أخرج منها ملفا ً يخص إحدى صفقاته
القديمه بعدها أغلق الدوالب وخرج من الغُرفه..
توقف في مكانه عندما رأى آليس تنتظره عند الباب فبادرت بالسؤال قبل أن يُغادر :ماذا كُنتَ
تقصد بجملتك آخر مره ؟ عن أي وثائق كُنتَ تتحدث ؟!
تجاهلها وعندما كاد أن يتجاوزها وقفت في وجهه ُمجددا ً مادتا ً ذراعيها تقول :لن أسمح لك
بال ُمغادره قبل أن تُجيبني!!
أكملت بإصرار :أنا لم أكن أملك أي شيء عندما وجدتموني ! ال أملك وال وثيقةً واحده فما
الذي جعلك تقول بأن وثائقي مزوره ؟!! هل من الممكن أنك سرقت مني وثائقي قبل أن أُنقل
الى المستشفى !!! هل فعلتَ ذلك ؟!!!
ريكس ببرود :إبتعدي فأنا على عجلة من أمري..
آليس بعناد يتخلله شيء من اليأس :كال ! أجبني أوالً !! أحقا ً تملك شيئا ً منها ؟ بالتأكيد تملك
لهذا قُلتَ عنها مزوره ،أين هي ؟ لما خبأتها !! إنها تُثبت هويتي فلما سرقتها وتركتني بال
أصل أو فصل !!! أال تعلم كم أن هذا مؤلم ؟!!! أال تملك ذرة إنسانيه!..
صرخت في وجهه :أعدهــــا لــي!!
إنزعج منها فأمسك بذراعها وأبعدها من أمامه وإتجه الى الدرج فشدت على أسنانها وتناولت
أول تحفة صغيره وجدتها بالقرب منها ثُم لحقت به وقبل أن يصل الى آخر الدرج رمت التحفة
بإتجاه رأسه تماما ً..
لو لم تكن صغيرة الحجم ألفقدته وعيه بكُل تأكيد..
توقف عن النزول وزاد الغضب في رأسه قبل أن يلتفت إليها ليجدها في أعلى الدرج تنظر إليه
بعينين دامعتين حاقدتين..
لم تسمح له بقول أي شيء فقد صرخت في وجهه تقول :أعدها ،أعد وثائقي لي حتى لو
كانت مزوره كما تدعي ،أعطني أياها!!
ت عالي كي يسمعها :وقح نظر إليها قبل أن يلتفت دون أن ينطق بكلمه فصرخت بصو ٍ
حقييييير !! أُقسم بأني لن أصمت عن هذا !! أنا بالفعل سأذهب مع أريستا لندوة شهيره
بباريس وفي مكان شهير تملؤه الصحافه ،سأُلطخ إسمك ،أُقسم بأني سأفعلها وأدمرك كما
تفعل أنت بي اآلن ،أقسم بأني سأفعلها أيُها الوغد!
بعدها جلست في مكانها على الدرج وبدأت تمسح الدموع التي إنسابت على وجنتيها هامسه:
حقير ! إني فتاة وحيده بدون أي أصول بسببه هو ! أال يكفي بأنه أفقدني ذاكرتي ؟! أال يكفي
الحادث الذي أذاني كثيرا ً حتى يقوم بقطع أجنحتي هكذا ألبدو كفتاة جريحه بدون موطن ؟
أكرهه حقا ً!
في حين ركب ريكس السياره وغرق في تفكيره لدرجة أنه لم يسمع الى أي كلم ٍة مما قالها له
صديقه..
همس بعدها لنفسه :ومن أريستا هذه التي ستذهب معها ؟
رفع آندرو حاجبه عندما أدرك بأن ريكس في عالمه الخاص ولم يستمع الى أي شيء..
توقف ريكس أمام إشارة مرور وهو يتذكر باألمس على العشاء عندما بدأت فلور بالتباهي ألن
أُختها الكُبرى حصلت على دعوة قيمه لباريس..
أدرك حينها بأن آليس كانت تقصد إستيال ولكن ما الذي يجعلهما يذهبان معا ً!!!
هما ال يعرفان بعضهما ! بل بالمقام األول كيف إلستيال أن تدعو فتاةً عاديه ال تعرفها
ل ُمرافقتها ؟!!
هل تهدف لشيء ما ؟!
رفع حاجبه قليالً يهمس :ولما تُسميها أريستا أصالً ؟
إستيقظ على صوت آندرو يسأله عما يشغل باله فأجابه بهدوء :ال شيء..
آندرو :كيف ال شيء وأنت خرجت من المنزل غاضب ومنزعج ،ماذا هناك ؟
حرك السياره يقول :ال أعلم ولكن ....ال أضنها تجرؤ ،إنها فقط تُهدد..
آندرو :تقصد الفتاة الفاقده لذاكرتها ؟ لما ماذا حدث ؟
حاول ريكس أن ينهي الموضوع ولكن إصرار آندرو الغريب إضّطره الى أن يحكي له كُل
شيء..
***
7:50 pm
أخرج هاتفه النقال من جيب معطفه فرأى إسم "جيمس" يُضيء الشاشه..
نظر الى الشاشة لفتره مترددا ً حتى إلتفتت إليه أُخته التي تقف أمام كُشك للقهوه وهي تقول:
إد مابالك ؟ هل تُريد قهوتك ساخنه أم ُمثلجه ؟
أغلق إدريان الهاتف في وجهه وإبتسم ألخته يقول :ومن المجنون الذي سيطلب قهوةً بارده
في جو ُمثلج كهذا ؟
رفعت حاجبها تنظر إليه بإستياء فإختفت إبتسامته ينظر إليها بعدم فهم فإلتفتت وطلبت كوبا
قهوه..
إنفجر إدريان ضاحكا ً وهو يمشي مع أخته بجوار نهر إيل الشهير الذي يمر من المدينة التي
يسكنونها ،مدينة ستراسبورغ..
ت هي المجنونة التي تختار ت في وجهي ،هذا ألنك أن ِ تجاهلته فقال :اآلن فقط علمتُ لما عبس ِ
قهوةً بارده في جو مثلج هههههههههههه..
هال صمتَّ قليالً ! ال أُريد من ُمعجبيك أن يكتشفوك وبهذا ستذهب نزهتنا هباءا ً منثورا ً إليانّ :
..
غن مشهور ولكن ليس الى درجة أن الجميع يعرفني! إدريان بال ُمبااله :آه أجل أنا ُم ٍ
كاف لكي يحجبني عنهم وال أشار الى قُبعة معطفه الذي وضعه على رأسه وقال :لذا هذا فقط ٍ
يتعرفوا علي..
رن هاتفه ُمجددا ً فعبس وجهه وتنهد فسألته :من ؟
إدريان :جيمس ،مرافق كاتي الدائم ،بالتأكيد طلبت منه أن يتصل بي..
نظرت إليان الى ساعتها وقالت :حسنا ً لقد إنتهت األربع وعشرون ساعه منذ ثالث ساعات
تقريبا ً ،يُمكنك الرد على إتصاالتها..
إبتسم وقال :ال ،يُعجبني هذا الوضع..
إليان :إسمع ،أنا بالفعل ال أُحبها لكن ال أريد أن يحدث بينكما شجارا ً كبيرا ً بسببي ،ه ّيا كُنتُ
فقط غيوره لذا ال تستمع ُمجددا ً الى طلباتي األنانيه ورد على إتصالها..
هز رأسه وقال :أنا بالكاد أقنعتُ صغيرتي الجميله إيلي للخروج واإلبتعاد قليالً عن كتبها لذا ال
أريد أن تتحول هذه النزهه الى التحدث عن كاتي!
إبتسم وأطفأ هاتفه بالكامل ُمكمالً :لذا دعينا ننساها قليالً..
إبتسمت ونظرت الى األمام قائله :أحمق ..إن شب شجار بينكما فهي ليست ُمشكلتي..
إدريان :ههههههههههه حسنا ً حسنا ً أعلم..
عقد حاجبه لوهله بعدها إلتفت الى الخلف فلم يرى أحدا ً..
أمال شفتيه فتوقفت إليان وسألته :ماذا ُهناك ؟
إدريان :ال أعلم ،فقط ُخيّل لي بأني سمعتُ صوت كاميرا..
تنهدت إليان بملل تقول :ماذا ؟ أهو أحد أنواع المرض النفسي الذي يُصيب المشاهير ؟
نظر إليها بعدم فهم فحركت يديها تقول بأسلوب ساخر وهي تُضخم صوتها :أوووه أنا مشهور
معتاد على أصوات الكاميرا الى درجة أنه أصبح يُخيل لي أنها تالحقني في كُل مكان لذا
أنجدني يا دكتور..
إنزعج قائالً :إليان!!
أكملت مشيها وهي تضحك فمط شفتيه ولحق بها وهو يقول :كفي عن ذلك..
إليان :ههههههههههههه لكنها ستُصبح حقيقةً يوما ً ما صدقني..
إدريان :أنا لم أتخيل بل بالفعل سمعت صوت كاميرا ،كان بإمكانك أن تقولي ربما فتاةً كانت
تلتقط صورةً شخصيه لنفسها أو رجل ما يصور أطفاله!
إليان وهي تغمز :ال عزيزي ،لقد قُلتَ " ُخيّل لي" ،ال تُكذّب سمعي..
إدريان بإستياء :حسنا ً فلنُغير الموضوع..
وبهدوء نظر الى الخلف نظرةً سريعه دون أن تشعر إليان بذلك فلم يجد أحدا ً..
سحقا ً ،للمرة الثانيه سمع صوت كاميرا ،هل بالفعل يُخيّل له ؟ ُ
ال مشكلة لديه في أن يتم تصويره ولكن ال يريد ألخته أن تظهر في اإلعالم والصحف!
هي فتاة تحاول قدر اإلمكان اإلبتعاد عن عالم الشهره الخاص به ،تريد فقط التركيز على
دراستها والتخرج بأعلى العالمات..
ت له فسيتم مضايقتها من قِبل ُمعجباته في كُل مكان وخاصةً في لو كُشفت هويتها كأخ ٍ
جامعتها!
ستتم ُمالحقتها ليعرفن مكان سكنه ،ومنهن من ستُحاول التقرب منها ومنهن من ستطلب
رقمه بإستمرار وإلحاح والبعض يغرن ويسببن لها المشاكل..
مد يده وغطى رأسها جيدا ً بقبعة الصوف البيضاء فعقدت حاجبها تقول :ماذا تفعل ؟
إدريان :الجو بارد جدا ً ،غطي أُذنيك جيدا ً..
عدلت القبعه وهي تقول :كدتَ تُغطي حتى عيني ! ال عليك لو شعرتُ بالبرد فسأطلب الدخول
الى مكان دافئ فال تقلق..
رمى كوبه بعدما إنتهى منه بسلة مهمالت صغيره مرا بجانبها وسحب كوب أخته النصف
صدمت وتوقفت عن المشي قائله :ماذا فعلت ؟!! ممتلئ ورماه أيضا ً ف ُ
ت لستي معقوله !! وضع يده حول كتفيها وأجبرها على المشي معه وهو يقول :ههههه هيا أن ِ
إنه بارد لذا يكفيك ما شربتي ،لن أحتمل إن أُصيبت صغيرتي بال ُحمى..
حاولت إبعاد يده وهي تقول :حسنا ً فهمت ولكن أبعد يدك فأنت تخنقني..
قربها أكثر الى صدره فإنزعجت أكثر وهي تقول :ال يمكنني المشي جيدا ً..
إدريان :ههههههههههههههه ماذا أفعل فأنا ال ِزلتُ أخشى عليك من البرد..
سحقا ً لهذا المصور فلقد سمعتُ بعدها أكمل في نفسه" :على وجهها أال يكون واضحا ً ،وأيضا ً ُ
صوت كاميرته اللعينه سبع مرات حتى اآلن!!! "
همس بإنزعاج :متى يتوقف ؟!!!
مقهى مجاور صادفه في طريقه.. ً بعدها أمسك بمعصم يدها ودخل الى
جلس على الطاوله وإبتسم لها يقول :إجلسي عزيزتي..
بينما عيناه كانت ترقبان الباب كي يعرف هويته..
أمالت شفتيها وجلست بالمقعد حيث الباب يقع خلفها تماما ً وهي تهمس :أنت حقا ً تتصرف
بغرابه..
إكتفى باإلبتسامه وهو يترقب دخول هذا المصور البغيض!
عقد حاجبه عندما دخل شخص ضئيل الجسم يرتدي معطفا ً طويالً ويبدو أكبر منه ووجهه غير
واضح بسبب قبعة المعطف التي تُغطي رأسه والوشاح البني الذي يلفه على رقبته بكثره..
ولكن ،كاميرا التصوير الخاصة به والتي يحملها بين يديه تؤكد بأنه هو المصور الذي كان
يُالحقه من فتره..
مظهره يؤكد بأنه يتبع إلحدى صحف الفضائح أو الشائعات فالصحف الشهيره بالعادة ال
تتجسس هكذا!
وقف هامسا ً إلليان :عزيزتي ّ
هال إنتظرتني قليالً..
تعجبت وسألته :الى أين ستذهب ؟
إدريان :مكالمه مهمه فحسب وسأعود ،أُطلبي لنا بعض المعجنات الساخنه لحين عودتي
حسنا ً ؟
بعدها حالما ترك كُرسيه إستشعر ذلك المصور الخطر وأنه كُشف فإلتفت وغادر فورا ً المقهى
..
دُهش إدريان بعدها خرج وإستطاع مالحظته قد ذهب الى الجهة اليمنى فبدأ ب ُمالحقته..
لم يستمر الوضع لدقيقه حتى إقترب منه إدريان كثيرا ً وحالما مد يده وأمسك بطرف المعطف
ت مرتفع :ساعدوني !! متحرش! حتى صرخ هذا المصور وهو يقول بصو ٍ
صدم إدريان حالما سمع صرخة فتاة تصدر منه فعلم بأن جنس المصور لم يكن رجالً كما كان ُ
يتوقع..
ما إن إكتشف هذا حتى أمسكت بمعصمه يد قويه وضغطت عليه بقوه جعلت إدريان يُهمل
مسكته للمعطف والذت بعدها الفتاة بالفرار قبل حتى أن يستكشف شيئا ً من مالمحها..
إنزعج فجائه صوت غليظ يقول :كيف تجرؤ على التحرش بفتا ٍة مراهقه ؟!!
إدريان في نفسه" :فتاةً مراهقه ! هه على ُجثتي ! إنها مصوره لعينه تنتمي الى أحد صحائف
اإلشاعات الوضيعه"!!
حاول إدريان سحب يده وهو يقول :أنت ُمخطئ ،أردتُ فقط أن أمسح صوري التي إلتقطتها
إذن مني! بدون ٍ
تحدثت إمرأة عجوز واقفةً بالجوار وقالت :شباب هذه األيام أصبحوا يكذبون بوقاحه !
الكازينوهات تمأل البالد وفتيات الليل منتشرات في كُل مكان فلما مع هذا تتحرشون بالصغيرات
والمحتشمات !!! ال قلب لكم كالحيوانات تماما ً!
نظر إدريان إليها وهو يقول في نفسه" :هذا ما كان ينقصني !! هذه العجوز الشمطاء كان
عليها الجلوس في منزلها وإنتظار موتها بدالً من إزعاجي"!
إستطاع التملص من قبضة هذا الرجل الذي يبدو أضخم منه جسديا ً وقال :أخشى بأن عقلك
تحول الى كتلة عضالت لهذا أصبحت ترى المواضيع من منظور ضيق..
أشار خلفه وأكمل :فتلك الفتاة الهاربه هي صحفيه مزعجه وهي من بدأت بإزعاجي وكُل ما
أردته هو مسح صور أختي التي تمأل كاميرتها وأنتم كُل ما فعلتموه هو مساعدة المخطئ فقط
ألنها صرخت وإتهمتني أوالً ! تم خداعكم ِمن قبل َمن تُسميها بـ"الفتاة المراهقه! "
إنزعج الرجل ومد يده الكما ً إدريان في وجهه وهو يقول :سأُفسد هذا الوجه الجميل حتى
تعرف مرةً أخرى كيف تُخاطب من هم أكبر منك بإحترام!..
شد إدريان على أسنانه حقدا ً وهو يشعر بألم كبير في خده بعدها دُهش عندما أحس بطعم الدم
في فمه..
سحقا ً له ! لقد تأذت إحدى أسناني بفعل لكمته"!! همس في نفسهُ " :
غضب ولكن ال مجال له أمام هذا الضخم وال يمكنه الهروب منه فحوله بعض المتفرجين
األغبياء الذين يُعيقون الطريق فحسب!
شعر بالدم يسيل من بين شفتيه فعندما رفع كفه ليمسحها صدم بفالش الكاميرا قد أعمى
عينيه..
تلك اللعينه صورته بأسوأ وضعيه ولو إنتشرت هذه الصوره التي تدل على شجاره مع أحدهم
بالشارع فسيسبب له فضيحةً كبيره ال يمكن له الخروج منها من دون خسائر ضخمه!
حالما إستعاد رؤيته كُل ما الحظه هو طرف المعطف قد إختفى خلف الجدار فه َّم باللحاق بها
لكن ذلك الرجل ضخم البنيه قال بإنزعاج :سحقا ً أهي صحفية حقا ً!!
نظر الى إثنان كانا بالقرب منه وقال :أمسكاها فللتو خرجت من الحجز وال أريد العودة إليه!!
هزا رأسيهما وهرعا باللحاق بها..
رفع إدريان حاجبه وخاطب الرجل بإستفزاز قائالً :كان من األفضل لو إستخدمتَ عقلك بدالً من
عضالتك من البدايه أليس كذلك ؟
غضب منه وعندما ه ّم بضربه إستفزه إدريان مجددا ً يقول :إن كُنتَ ال تعلم فأنا مشهور في
إحدى المجاالت الفنيه لذا يمكنني مقاضاتك بسهوله على تشويه وجهي..
دُهش الرجل فأكمل إدريان :ال أحتاج لدليل ألخبرك به فلحاق تلك الصحفية لي هو خير دليل
على أني مشهور لذا سأصفح عنك بشرط أنه عندما تمسكون بها قوموا بمسح كُل صور ٍة أنا
متواجد فيها أو فتاة شقراء تُشبهني حسنا ً ؟ إنها صفقةً سهله..
صمت الرجل لفتره بعدها قال :لك ذلك ،وإن أخلفت بكالمك فـ...
قاطعه إدريان :لن أفعل فال مصلحة لدي بإيذائك ،كُل ما يهمني هو عدم إنتشار تلك الصور
فحسب..
بعدها إلتفت وغادر وهو عاقد حاجبيه ويهمس :ذلكما اإلثنان رشيقان ،بالتأكيد سيُمسكان بها
،ال بأس فلترتاح قليالً فكُل شيء إنتهى اآلن..
تأكد بأن فمه لم يعد يسيل بعدها إشترى قارورة ماء لينظف بها فمه من بقايا الدم وبعدها إتجه
الى المقهى حيث أخته تنتظره..
أما بالنسبة لتلك الصحفيه.....
فقد هربت..
***
10 january
3:50 pm
إبتسمت إستيال التي كانت تقف على شرفة الجناح الذي إستأجرته في هذا الفندق وقالت بينما
عينيها مصوبتان الى ساحة الكاروسيل بالقرب من متحف اللوفر الذي ال يبعد عنها كثيراً :إنه
يوم الخميس ،عليك أن تكون متفرغا ً ،إنها ندوة ُمهمةً لي وعليك أن تكون متواجدا ً فيها
ل ُمساندتي..
إبتسم األُستاذ ميشيل الذي يقع على الخط الثاني وقال :سأُحاول ،بالتأكيد سأحاول ولكن ال
يمكنني الليله ،لكن تأكدي بأن غدا ً سأكون متواجدا ً من أجل ُمساندة إبنة صديقي العزيز
ريكسوفر ،ال تقلقي من هذا الشأن..
تنهدت إستيال قائله :حسنا ً ،سأنتظرك غدا ً ،ال تتأخر..
ميشيل :بكُل تأكيد..
إبتسمت :آراك الحقا ً..
بعدها أغلقت الهاتف ..إلتفتت عندما سمعت صوت الباب يُفتح فإذ هي بآليس تقول :لقد
أحظروا الطعام..
إبتسمت إستيال قائله :حسنا ً آتيه..
خرجت آليس وجلست على الطاوله ،باألمس وصلوا في الليل وغطت في نوم عميق وللتو
إستيقضت..
خرجت إستيال وتقدمت من كرسيها قائله :سنُغادر الفندق في تمام الساعه الرابعة والنصف ،
كوني ُمستعده..
آليس :وهل الندوة ستبدأ ُمبكرا ً ؟
إستيال :كال فهي لن تبدأ سوى السابعة مساءا ً لكن ال بأس بالتجول في المتحف لساعتين
صحيح ؟
إبتسمت آليس والحماس كان قد بلغ منها مبلغه في حين قالت إستيال :سيبدأ في السابعه
وينتهي في العاشره ولمدة ثالثة أيام ،صحيح أن عرضي سيكون في يوم واحد فقط ولكن
علي حظور هذه األيام الثالث كُلها لذا إن مللتي اليوم فأخبريني وسأعفيك من ُمرافقتي غدا ً
واليوم الذي يليه ،ال تخجلي فعلى أية حال سيأتي صديق والدي لحظور اليومين األخيرين لذا
لن أكون وحيده..
هزت آليس رأسها باإليجاب بعدها سألت :هل من مالبس ُمحدده كي ألبسها ؟
إستيال :كال ،يكفي فقط أن تكوني أنيقه غير ُمبالغه ،الجو بارد فنحن في الشتاء بالفعل لذا
يمكنك إرتداء المالبس الثقيله..
صمتت آليس قليالً بعدها قالت :سيكون هناك الكثير من الصحافه صحيح ؟
تعجبت إستيال وقالت :هل تخشين الظهور اإلعالمي ؟
آليس بسرعه :كال كال ليس هذا ما كُنتُ أقصده ،أنا فقط أسأل..
إبتسمت إستيال وقالت" :فقط أسأل" ؟ إن قالت الفتاة جملة كهذه فتأكد بأنها كاذبه فهي تخطط
لشيء بكُل تأكيد ...ه ّيا كالنا فتيات لذا ما الذي تُخططين له ؟
آليس :هههههه حسنا ً هو أمر خاص ولستُ متأكده من اني قد أفعلها لذا ال أريد اإلفصاح عنه
اآلن..
إستيال :حسنا ً كما تُريدين فأنا ال أُجبرك..
غمزت لها وأكملت :ولكن إن أردتي ال ُمساعده فأنا لن أتردد ،الحياة ُمغامره من ال ُممتع
الخوض في غمارها..
إبتسمت آليس لها بعدها تناولت غدائها بهدوء وهي تقول في نفسها" :ذاك الحقير ! بالفعل
تجاهلني وتجاهل تهديدي له وكأنه متأكد بأني لن أفعلها ! األمر يُثير غيضي فعالً" ..
رفعت عينيها الى إستيال عندما تذكرت أمر ما فسألت :اممم بخصوص ما قُلته قبل يوم األمس
،عن كون السيدة جينيفر ليست والدة ريكس..
نظرت إليها إستيال فأكملت آليس :حسنا ً لقد عرفت عن عمرها وبدت أصغر من أنها تكون
والدةً لريكس وإدريان وربما إليان ،هي زوجة والدهم الثانيه صحيح ؟ ماذا عن والدتهم ؟
إبتسمت إستيال وقالت :هي في الحادية واألربعون من عمرها ،ولكن هذا ال يعني بأنها ليست
والدتهم..
آليس بدهشه :ريكس قد دخل السابعة والعشرون من عمره فلو أنقصنا عمره من عمر والدته
فسيصبح األمر وكأنها أنجبته وهي في الرابعة عشر ! وهذا غير معقول!!
إستيال :أجل هذا غير معقول ،هي بالتأكيد ليست والدته ،إني أقصد بأنها والدة إدريان وإليان
فقط..
عقدت آليس حاجبها للحضه بعدها قالت :ولكن إدريان...
قاطعتها إستيال :أجل أجل ،لقد تخرج من جامعة الفنون منذ عامان ،هو تقريبا ً في الرابعة
والعشرون من عمره..
إلتوت شفتيها بإبتسامه وهي تُكمل :ولكن سيكون معقوالً لو أنها تزوجت عمي إلكسندر في
عمر السابعة عشر..
آليس بإستنكار :ولما السابعة عشره ؟!! هذا صغير للغايه!
ضحكت إستيال وشربت من الكوب قبل أن تقول :ال أنصحك أن تعلمي كيف حدث هذا ،أخشى
أن تهتز صورة جينيفر الرائعه التي رسمتها في خيالك..
عقدت آليس حاجبها تقول :ماذا تقصدين ؟
ت ُمتأكده من رغبتك فمعرفة هذا ؟ لقد نصحتك بالعكس! إستيال بإبتسامه :هل أن ِ
بقيت آليس تنظر إليها لفتره بعدها قالت :حسنا ً إذا ريكس وإدريان ال يملكان نفس األم ،أهذا
سبب شجارهما الدائم ؟
هزت إستيال كتفيها فسألت آليس :إذا ً أين هي ؟ والدة ريكس..
إستيال :من البديهي أن تعرفي أنها توفيت..
شعرت آليس ببعض األسى في حين شردت إستيال بنظرها تقول :لقد كانت إمرأه رائعه ،رائعة
للغايه..
صمتت قليالً بعدها نظرت الى آليس وإبتسمت تقول :لكن ليست رائعه بالمعنى الدارج المنتشر
كأن تكون لطيفه أو حنونه أو تمتلك قدر كبير من المسؤوليه ،كال ...بل رائعه بشكل خارق ،
إنها ذكيه قويه لم أرى مثيل لها من بين الجميع!!
تقدمت بجسدها الى األمام هامسه :أتريدين أن أُخبرك بسر ؟
عقدت آليس حاجبها وظهر الفضول على وجهها فإبتسمت إستيال وهمست :سبب كره عمي
وريكس لك هو ألنك تملكين نفس إسمها ،إسم والدة ريكس كان آليس..
إتسعت عينا آليس بدهشه تقول :حقا ً!!!
إعتدلت إستيال بجلستها تقول :أجل ،ولقد تعمدت جينيفر إعطائك هذا اإلسم من بين جميع
االسماء..
وقفت وغادرت تقول بإبتسامه غريبه :أتسائل ما السبب يا تُرى..
في حين بقيت آليس جالسةً مكانها مدهوشةً مما سمعته للتو..
تسارعت نبضات قلبها وهي تتجه ُمباشرةً الى مخرج الطوارئ وهي حتى اآلن لم تستوعب
أي شيء..
لم تستوعب كالمه ,ولم تستوعب كيف هربت منه ولما!
فقط إستمرت بالجري لتبتعد قدر اإلمكان من هذا المكان الذي يزيد إختناقا ً في كُل مره..
فتحت باب الطوارئ فوجدت سلم ضيق ومتعرج يوصل الى الطابق األرضي..
ُخيّل لها بأنها سمعت صوت أحد الموضفين المستنكرين لفتحها لهذا الباب فتجاهلته ونزلت
بسرعه الى األسفل حتى وصلت أخيرا ً الى باب معدني..
فتحته للتفاجئ بأنها لم تصل الى الخارج بعد ,نظرت حولها في هذا المكان ال ُمظلم بعدها
عقدت حاجبها عندما رأت سهما ً ُمضيء يشير الى ممر طويل فتبعته ألن المخرج من ُهناك
بدون أي شك!
ت هادئه تنزل عبر الدرج.. ما إن تقدمت بضع خطوات حتى سمعت صوت خطوا ٍ
صدمت عندما إلتفتت وجرت بسرعه حتى وصلت الى نهاية الممر وعندما حاولت فتح الباب ُ
رأته ُمحكم اإلغالق..
أي موقف صعب قد يكون أسوأ من هذا ؟!!!
ـ part endـ
ـ Part 14ـ
وضعت ظهرها على الباب الحديدي ال ُمغلق وهي تدعو بداخلها أن تأتي معجزه من الال مكان
وتُنقذها من ُهنا!
لما حدث هذا ؟ ولما يُطاردها ؟
وجهه ليس بوجه شاب طبيعي بل وجه قاتل!
شدت على أسنانها هامسه :لقد رآني ،ذلك الرجل الذي ظهر سابقا ً في ذكرياتي البد من أنه
تذكرني عندما تالقت أعيُننا ولهذا أرسل ُمرافقه أو حارسه الشخصي أو أيا ً يكن لمالحقتي !
لكن لمــا ؟؟؟
لم تعد تفهم أي شيء ،كُل ما تريده اآلن هو الخروج من هذا المأزق الذي ال تعرف الى أين
سيؤدي بها..
تجمدت خالياها رعبا ً وهي ترى ظل شاب يتقدم الممر وصوالً إليها..
جلست القرفصاء وهي تُخبئ وجهها ك ُمحاوله يائسه ألن ال يالحظها بسبب ظلمة المكان..
بدأ جسمها باإلرتجاف حالما سمعت خطواته تتوقف أمامها تماما ً..
وقفت بسرعه ودفعته لتتجاىزه لكنه أمسك بمعصمها يقول :هيه لحضه يا آنستي!!
عقدت حاجبها وإلتفتت فدُهشت عندما رأت بأنه يرتدي زي العاملين ُهنا..
تنفست براحه في حين سألها :ما الذي جعلك تخرجين من ممر الطوارئ ؟ هو يُستخدم فقط
في الحاالت الطارئه لذا ما كان عليك دخوله..
إبتسمت تُجيبه :إعذريني لم أنتبه لهذا األمر..
تنهد وقال :حسنا ً رافقيني الى األعلى وسأوصلك بنفسي الى المخرج..
آليس بسرعه :آه كال!
تعجبت فتداركت األمر قائله :أنا حقا ً ُمتعبه و ُمرهقه واكاد أسقط أرضا ً لذا ال طاقة لدي في قطع
كُل هذه المسافة الى الخارج..
أشارت الى الباب وأكملت :لذا ما دُمتُ وصلت الى هنا فإفتح لي الباب ودعني أرحل فأنا بحق
ُمتعبه..
تنهد وعندما فتح فمه ليعترض قاطعته :ستُسبب لي ُمشكلةً أكبر عندما نصعد الى األعلى
ويُصادفني أشخاص يعرفونني ويبدأون بتجاذب أطراف الحديث ،عالقتي معهم عمليه لذا إن
أخبرتهم بأني ُمرهقه سيضنون بأنه عذر ألتخلص منهم ! ستتدمر مكانتي وتقل ِصالتي وهذا
ليس بصالحي ،لذا رجاءا ً ِكل ما عليك هو فتح هذا الباب وينتهي األمر..
ت ستُسببين لي المشاكل.. بقي ينتظر إليها لفتره ث ُم قال :يا آنسه أن ِ
هزت رأسها قائله :كال فال أحد رآنا ألنه لو حدث لتبعونا الى هنا لذا إن أنت صمتّ وأنا صمتّ
فلن يدري أحد!
بقي مترددا ً لفتره بعدها بقلة حيله أخذ المفتاح حيث كان ُمخبئا ً في مكان ما من الجدار وبدأ
بفتح الباب فقالت متعجبه :غريبه أن يوضع المفتاح ُهنا..
أجاب على تساؤلها قائالً :إنه مخرجا ً للطوارئ ،لن يكون جيدا ً لو الحارس الذي يملكه لم يكن
موجودا ً في الوقت ال ُمناسب لفتحه..
فتحه وهو يكمل :أتمنى أال يتكرر هذا األمر ُمجددا ً يا آنسه..
إبتسمت تقول :لن يحدث ال تقلق ،شكرا ً لك..
بعدها خرجت وتنفست براحه أخيرا ً قبل أن تأخذ هاتفها وتُرسل رسالةً نصيه الى إستيال
تُخبرها بأنها ستعود الى الفندق فقد شعرت بالتعب فجأه..
بعدها مشيت لفتره وهي تُفكر بما حدث بالداخل خالل الدقائق األخيره..
همست بهدوء :ذلكما الرجالن يعرفانني شخصيا ً..
حيث المدينه وأكملت :هل هذا يعني بأني سابقا ً كُنتُ أسكن هنا ؟ بباريس ؟ أو ُ نظرت أمامها
في مدينة أخرى وهذان اإلثنان أتيا منها ألجل الندوه مثل أريستا ؟
بقيت صامته لفتره وهي تمشي مبتعدةً عن المتحف وساحته كثيرا ً حتى جلست بعدها على أحد
الكراسي الطويله المخصصه إلنتظار الحافالت..
تحدثت بعد فتره قائله لنفسها :أود معرفة ذلك ،معرفة الى أين ينتميان ،فالمكان الذين
ينتميان إليه هو بال شك موطني..
نظرت الى قدمها حيث حبة ثلج قد إستقرت فهمست :لقد هطل ُمجددا ً..
تذكرت مارك ،ماذا يفعل ؟
هل إستمع الى نصيحتها وبقي في المنزل أو كالعاده هرب منه ؟
ضحكت وأكملت :هيّا ! إن هطل ثلج هنا ال يعني بأنه هطل في ستراسبورغ..
بعدها دخلت الى إحدى مواقع الدردشه وأرسلت الى فرانسوا..
آليس pm : 7:24فرانس مرحبا ً ،كيف هي األجواء عندك ؟
بقيت على الصفحة تنتظره فإبتسمت عندما رأته متصالً..
فرانس pm : 7:26أوه مرحبا ً آليس ،جيده وبارده ،أضن بأنه قد يهطل الثلج قريبا ً
ههههههه لكن لما تسألين أولسنا في المدينة ذاتها ؟
آليس pm : 7:26حتى لو كنا في المكان نفسه فالمناطق مختلفه لذا البد من وجود تفاوت
في الجو ،على أية حال أنا في باريس..
فرانس pm : 7:27أووه مدينة العُشاق ،ماذا تفعلين هناك ؟
آليس pm : 7:27مع إبنة عم إدريان ،هي في الندوة اآلن لذا أردتُ الدردشة مع أحدهم..
فرانس pm : 7:27إذا ً لما لم تتصلي ؟
آليس pm : 7:27ألستَ مشغوالً ؟
فرانس pm : 7:28إطالقا ً!
ترددت في اإلتصال به بعدها قامت بالدخول الى قائمة جهات اإلتصال وضغطت على إسمه
ألنها بالفعل بحاجة لشيء يُنسيها ما حدث اليوم..
في اللحضة التي رنة فيه الرنة األولى سحب هاتفها شخص ما وقف للتو بجوارها وأقفل الخط
وهو يبتسم قائالً :فرانسوا ؟ أنا حقا ً ال أُحب هذا الشاب األحمق..
إتسعت عيناها ُرعبا ً وترددت كثيرا ً قبل أن تلتفت يمينا ً رافعةً رأسها لألعلى لتُلقي نظرةً على
الرجل هذا والذي كان شخصا ً غريبا ً لم تره في حياتها قط..
تصلب جسدها وتملكها الخوف فهذا بالتأكيد يتبع ألولئك األشخاص الذي حتى ال تعرف عنهم
سوى أنهم أعدائها..
يجب أن تهرب ،عليها أن تفعل!
على رجالها أن تتحرك ،عليها أن تركض بعيدا ً عنه!!
نظر الى نظرة الخوف التي تمأل عينيها البنيتان فإبتسم وحالما فتح فمه ليبدأ الحديث معها
إنطلقت فجأه كالريح وقطعت الشارع هاربةً بعيدا ً عنه..
دُهش ،فنظرا ً الى وضعها وتلك النظرات لم يكن يبدو عليها بأنها ستهرب ،ليس قبل أن
يالحظ على األقل تغييرا ً ولو كان بسيطا ً..
همس وهو يراها تختفي عن ناضريهُ :مذهله!
عقد حاجبه للحضه بعدها نظر الى يده فإبتسم يقول :هل حقا ً توجد فتاةً بالعالم تتخلى عن
هاتفها بهذه البساطه ؟
رفع حاجبه عندما رن الهاتف ونظر الى إسم فرانسوا لفتره قبل أن يُغلق الخط في وجهه
بعدها قطع الشبكة عن الهاتف كي ال يتصل أحدا ً آخر..
***
11:46 pm
فتحت إستيال الباب ودخلت وهي تخلع معطفها ورمته على أقرب أريكة منها هامسه :كان يوما ً
طويالً..
تقدمت من باب إحدى الغرف وفتحته بهدوء فوجدت آليس تنام بكل إسترخاء..
عقدت حاحبها هامسه :هل تناولت العشاء ؟ أضن ذلك فالوقت أصبح متأخرا ً اآلن!
أغلقت الباب وبعدها جلست على األريكة ووضعت سماعة الهاتف على أذنها لتطلب لها شرابا ً
..
إسترخت بعدها مغمضةً عينيها قبل أن تهمس :ما الذي تهدف له جينيفر ؟ يستحيل أن تعتني
بهذه الفتاة من باب الطيبة فحسب ،هي تهدف لشيء آخر ولكن مهما حاولت أن أعرف
أسبابها ال أجد شيء يفيدني!
فتحت عينيها بهدوء تنظر الى السقف لفتره قبل أن تُعاود الهمس قائله :هل من الممكن أنها
فقط تريد جرها الى صفها تحسبا ً ألي شيء قد يحدث ؟ ....لحضه مستحيل ،لن تضحي
بوقتها ومالها ألجل سبب قد ال يحدث!
غاصت بالتفكير كثيرا ً قبل أن تقول :هل من الممكن أنها.....
بقيت صامته لفتره تفكر بهذا اإلحتكال بعدها إبتسمت وأكملت :هذا ُممكن ،وممكن للغايه ...
إنه أقوى سبب ُمحتمل..
بعدها وقفت لتفتح الباب فقد وصل شرابها الذي طلبته..
***
***
10 Juonyour
am1:11
بعد منتصف الليل..
كان إدريان مسترخيا ً على األريكة في الصالة الرئيسيه لمنزل العائله ينظر بهدوء تام الى
الفراغ وباله مشغول بأمر تلك الصحفيه..
هل تمكن رجل عصابات الشوارع ذاك من اإلهتمام بأمر الصور ؟
هل إستطاع تهديدها على األقل ومنعها من نشر أي شيء ؟
ماذا سيفعل إذا إستيقظ صباحا ً ليجد صور أخته تمأل الصحف ومواقع اإلنترنت ؟
كيف سيمكنه من السيطرة على األمر ؟
ً
أغمض عينيه بإنزعاج وهو يهمس :سحقا ً للصحافة وخاصة المتلصصين منهم!!
يستطيع بسهوله تخيل ما سيؤول إليه األمر بعد إنتشار صورها في كُل مكان!
لو كذب بقول أنها صديقه أو حبيبه فلن يتركوها المعجبين أبدا ً..
وإذا قال الصدق وقال أنها أخته فسيحتشدون حولها آملين بالحصول على بعض الحصريات أو
مراقبتها للوصول الى مكان سكنه وهكذا لن تكون مرتاحه ولن تقضي حياتها الجامعيه على
خير!
إنها ذات لسان سليط لذا يمكنه تخيل ما سيؤول إليه األمر لو أسمعتهم بعض من كالمها السام
..
تحدث بتذمر قائالً :كُنتُ ُمهمالً ! كُنتُ ُمهمالً للغايه!!
إبتسمت تقول بسخريه :ليس اإلهمال فحسب بل تتصف بالعديد من الصفات المزعجه اآلخرى
..
تنهد فهاقد أتت تلك الطفلة الحمقاء..
فتح عينيه ينظر الى فلور التي كانت ترتدي بيجامةً زرقاء وتحمل بين ذراعيها كيس من
البطاطا وعلبتا مشروب غازي..
رفع حاجبه يقول :ال تقولي بأنك أحظرتها لي ؟
ظهر اإلستنكار الشديد على وجهها تقول :هل أنت جاااد ؟؟ أي ثقة ُمقيتة هذه!
تجاوزته متجهة الى غرفة التلفاز فيبدو بأنها على موعد بفيلم موسيقي درامي فهي تعشق
هذا النوع كثيرا ً..
راقبها بعينيه بملل حتى رآها تتوقف وتتجه للهاتف الذي رن في وقت مريب فال وجود من
يتصل بهاتف منزل بعد منتصف الليل!..
وضعت السماعة على أذنها في حين تجاهل وجودها وعاود النظر الى الفراغ بتفكير شديد..
يشعر بالتعب ويرغب بالنوم ولكن ال يمكنه فالقلق حقا ً يُسيطر عليه..
جائه صوت فلور المنزعج تقول :إنه أحد الذين يعملون معك بالمؤسسه يريد أن يكلمك!
تعجب إدريان فرقم المنزل ليس منتشرا حتى يتصلوا به!
هل األمر مهم لدرجة لم يستطيعوا اإلنتظار الى الغد وقرروا البحث في ملفه عن أرقامه من
أجل اإلتصال ؟
وقف وإتجه الى الهاتف وهو يخشى أن يكون صور أخته قد إنتشرت بالفعل بهذه السرعه..
أخذ السماعة من يدها فكشرت في وجهه تقول :ال تنسى أن تُخبرهم آداب محادثة عائل ٍة
كعائلتنا ففي المرة القادمه سـ...
توقفت عن الكالم فرفع حاجبه وإبتسم يقول بإستفزاز :سـ ماذا ؟ ستقتليهم ؟ ستُقاضيهم ؟
ستُشهري بهم ؟
إستقامت بظهرها تقول بكبرياء :بل سنتجاهل إتصالهم..
وبعدها غادرت فإنفجر ضحكا ً رغما ً عنه وهو يقول :هذه العائله دائما ً ما تُفاجئني بمستوى
حماقتهم..
أخذ بعدها نفسا ً ووضع الهاتف على أذنه يقول دون حتى أن يتأكد من هوية المتصل :أال تملك
ساعةً لتُعاين الوقت ؟ أي شخص محترم هذا الذي يتصل على منازل اآلخرين بعد منتصف
الليل ؟
أجابه الطرف الثاني بتوتر يقول :إدريان إعذرني لكن األمر حقا ً حقا ً عاجل ! لقد إتصلتُ مرارا ً
وتكرارا ً على هاتفك ولكنه كان ُمغلقا ً ولم ترد على رسائلي في صفحاتك على اإلنترنت لذا لم
أجد سوى هذه الوسيلة إعذرني..
تعرف على الصوت فهذا جوديف المسؤول عن تنسيق المالبس عقد إدريان حاجبه عندما ّ
الخاصة بناتالين..
أو باألحرى هو يبدو كخادم يالحقها في كُل مكان أكثر من كونه خبير في األزياء..
تنهد وقال :حسنا ً فهمت ،واآلن ماهو هذا األمر العاجل جدا ً ؟
بدأ جوديف يسترسل بالكالم بكل قُلق وإدريان يستمع إليه بوجه يملؤه اإلستياء..
قاطعه يقول :ال شأن لي ! تصرف أنت أو أي أحد آخر فأنا ال عالقة لي بها بتاتا ً!!
دُهش جوديف وتحدث إليه بكل توسل وقلق وخوف مترجيه أن يوافق ويأتي ليوقف األمر قبل
أن ينتشر الى الصحافه..
نكز إدريان على أسنانه قبل أن يقول له بهدوء :حسنا ً فهمت ،سأتواجد ُهناك خالل دقائق..
جوديف بفرح :سأكون بإنتظارك ،ال تتأخر وإتصل بي قبل أن تنزل من سيارتك حتى أخذك
خلسه حسنا ً ! ال تنسى أن تتصل!!
إدريان :أخبرتُك بأني فهمت!
جوديف بخوف :حسنا ً سـ سأنتظرك..
وبعدها أغلق إدريان الهاتف وهو يصر على أسنانه بإنزعاج تام واضح على مالمحه..
همس :الى متى ؟
إلتفت متجها ً الى األريكه ليأخذ حاجياته ويغادر..
خالل ثلث ساعه أوقف سيارته بالقرب من إحدى النوادي الليليه الشهيره ونزل منها وهو
يرسل الى جوديف يخبره عن أنه قد وصل..
تقدم من الباب الخلفي للنادي وإستقبله جوديف الذي كان يبدو في بداية األربعين من عمره
قصير المظهر ذا شعر أسود قصير وحريري..
جوديف بفرح :شكرا ً ألنك حظرت ،تعال من ُهنا..
بعدها دخل يرشد إدريان الى أحد غرف النادي الداخليه الخاصه..
حالما إقترب وقف إدريان وسأله :ما الذي حدث معها بالضبط ؟
صمت جوديف قليالً بعدها قال :ال أعلم بالضبط ،لقد كانت تُعاني من بعض الضغوطات وبعدها
حاولت اإلتصال بك ولكنك تجاهلت إتصاالتها منذ األمس وهذا جعلها تُجن فلجأت الى الشراب
وهددنا بأنها ستسبب المشاكل للمؤسسه إن لم تحظر لها حاالً ! إنها بالداخل منذ ما يُقارب
األربع ساعات وطوال ذلك الوقت حاولنا الوصول إليك وبالكاد إستطعنا ،باهلل عليك أين كُنت
؟!!!
تجاوزه إدريان الى الباب فقال جوديف بسرعه :أرجوك حاول أال تُسبب المشاكل ! بطريق ٍة ما
إنتشر أمر أنها هنا لذا في الخارج بعض الصحفيين الذين يريدون التأكد من هذه اإلشاعه ،
حاول أن تكون هادئا ً فهي بحق غاضبه لذا ال تجعلها تفعل أي شيء مجنون أرجوك!
دخل إدريان الى الداخل وأغلق الباب خلفه..
نظر بهدوء الى الغرفة الصغيره حيث هناك طاولة كبيره بالمنتصف مليئة بالعديد من الكؤوس
والطعام المتناثر وحولها أريكات حمراء تحاوط الطاوله من ثالث جهات وهي في منتصفها
تجلس بقميصها األسود وبنطالها األبيض مطأطأة رأسها الى األسفل..
المكان حقا ً في فوضى..
جاؤه صوتها تقول :إنه أنت ،أعرف رائحة عطرك جيدا ً..
تنهد وقال :مابك ؟ لما كُل هذه المسرحيه ؟
سألت دون أن ترفع رأسها :لما لم ترد على إتصاالتي ؟ لما أغلقت هاتفك في نهاية المطاف ؟
إدريان بهدوء :كنت مع عائلتي لذا إحتجتُ أن أفصل عملي قليالً عن حياتي العائليه..
أمسكت بالكأس ورمته بقوه بإتجاهه تقريبا ً فإصطدم بالجدار الذي يجاوره وسقط على األرض
مكسورا ً..
نظر بهدوء الى عينيها التي تشعان غضبا ً وعندما فتح فمه ليتحدث قاطعته تقول بحده
وغضب :أيها الكاذب!!
لم يُعلق فشدت على أسنانها وسحبت ملفا ً بجاورها وتقدمت منه..
صفعته على وجهه تقول :إن كُنتَ رجالً فصارحني وكف عن الكذب!!
لف بوجهه ونظر إليها مجددا ً فكان من الواضح بأنها منهارةً للغايه وتحاول أن تتظاهر بالقوة
والصالبه..
زاد غضبها عندما لم يقل شيئا ً فأخرجت صورتان من الملف ورمتهما في وجهه تقول بحده:
هل عائلتك عبارة عن فتاة تخرج معها في موعد !! أجبني يا إدريان!
إنزل نظره الى األسفل ينظر الى الصور فعقد حاجبه وإنحنى ليلتقطها فوجدها صور له مع
أخته أحدها وهو يجلس معها في المطعم والثانيه وهو يحاوط كتفيها يمشيان بالقرب من
النهر..
الصورة الثانيه كانت من الخلف لذا وجهها لم يظهر ولكن الصورة األولى تم التعديل عليها
وحجب وجه الفتاة..
اآلن فهم سبب غضبها وإفتعالها لكُل هذه الضجه!
نظر الى عينيها الحمراوتان الغاضبتان وعندما فتح فمه ليخبرها أنها أخطأت وأن هذه هي
صور أخته إليان تراجع وفضّل الصمت..
دفعته من صدره بيدها الى الخلف تقول بهجوم :أجبني ! لما أغلقت فمك اآلن ؟ أتخونني !!
أتخونني أنا التي أعطيتُك كُل شيء ؟!! أجبني!!!
سألها ببرود :كيف وصلت إليك هذه الصور ؟
ُجن جنونها وبدأت تضربه وهي تصرخ عليه بكل إنهيار وهو ينظر إليها بهدوء دون أن يفتح
فمه بكلمه..
دخل في هذا الوقت جوديف ومدير أعمالها ودُهشا مما يجري فقاما بسرعه بمحاولة إيقافها
بينما هي ال تزال تصرخ وتسب بكل جنون وكأنها فاقده لعقلها تماما ً..
نظر ببرود إليهما وهما يحاوالن تهدئتها وقال في نفسه" :يبدو بأنه ال فائده من ذلك الشخص
فهو لم يستطع التخلص من تلك الصور ! حسنا ً ال بأس ،مادام وجه أختي لن يظهر فال بأس ،
سأُحاول التصرف حتى لو كان صعبا ً لكن ماهو هدفها من إرسال الصور الى كاتالين ؟
تصرفات كتلك ال تظهر من صحفي بل من معجبه مهووسه تكره أن ترى محبوبها يقع بحب
فتاة أخرى ! إن كانت كذلك حقا ً فما الذي تنوي عليه تاليا ً ؟ هل ستقوم بأذية إليان ؟ هل من
الممكن أن تكون مجنونة لدرجة أن تؤذيها دون أن تتأكد من طبيعة عالقتي بها ؟ وإن كانت
مجرد صحفيه فحسب فما الهدف من فعلتها ؟ هل تبحث عن قصة مثيره لتقوم بنشرها ؟ إذا ً
هل من الممكن...
وقبل أن يُكمل تساؤله تسلل الى أُذنه صوت إلتقاط صورة فإلتفت بسرعه الى الباب الذي لم
يكن مؤصدا ً ففتحه ولكن لم يجد أي أحد..
سحقا ً ،هي بالفعل تنتمي إلحدى مجالت الفضائح وتعمدت فعل كُل هذا لتستطيع نشر قصة ُ
مثيره ويلمع أسمها كثيرا ً!!
عض على شفتيه وهمس :سحقا ً لكم ولطرقكم الرخيصه!!
تقدم بعدها من كاتالين المنهاره وإحتضنها بالقوه حتى تهدأ وكلها ثواني حتى هدأت ُمقاومتها
..
همس لها :ال بأس ،سأشرح لك الحقا ً..
همست له بصوت مرتجف :أنت خائن..
إكتفى بالمسح على ظهرها حتى بدأت تفقد وعيها تدريجيا ً من شدة ما شربت هذه الليله..
نظر الى ُمدير أعمالها وقال :إسمع ،هناك صحفي ينتمي بالتأكيد إلحدى مجالت الفضائح وقد
علم ما حدث هنا ،لقد إستطاع إلتقاط صورة لكن ال أضنه إستطاع إلتقاط صورة مناسبه فلقد
الحظته مما دفعه الى الهرب لذا حاول أن تُدبر لكاتالين عذر غياب كي ال تنجح قصة هذا
الصحفي..
دُهش مدير أعمالها مما سمع بعدها قال :حسنا ً سأفعل لكن لو أتى عذر الغياب بعد نشر األمر
فسيبدو األمر وكأن المؤوسسه تحاول أن تغطي األمر بكذبه..
إدريان :إبحث في هاتفها بالتأكيد تملك صورةً شخصيه مع أي من موظفي الشركه ،أنشرها
اآلن ليبدو األمر وكأنها في هذا الوقت برفقة هذا الشخص من أجل تسجيل أو أي شيء آخر ،
إصنع العذر قبل أن ينشر ذلك الصحفي قصته!
هز مدير أعمالها رأسه وجلس وهو يفتح هاتفها وبدأ بالبحث عن الصوره ال ُمناسبه..
أنزل إدريان معطفه وألبسه إياها ونظر الى جوديف يقول :دبر لي طريقا ً آمنا ً كي آخذها بعيدا ً
عن هنا وبعدها تصرف بأمر سيارتها إن كانت بالجوار..
جوديف :سيارتها ليست هنا ال تقلق فلقد تصرفت بأمرها ُمبكرا ً..
حملها إدريان وهو يقول :حسنا ً هذا جيد ،واآلن تقدم وإصنع لي طريقا ً آمنا ً..
هز جوديف رأسه وخرج خارجا ً وبدأ بتأمين الطريق له في حين كانت الصحفيه تراقبه من
منطق ٍة عمياء وهو يحمل كاتالين بعيدا ً..
ضاقت عيناها بشيء من البرود والحقد هامسه :أُراهن بأنه سيفعل أي شيء من أجل إخراجها
من األمر ،سيبقى ساذجا ً الى األبد!
***
8:37 am
تناولت إستيال قطعة من التفاح بعد أن أنهت فطورها وهي تقول :إذا ً ،ما رأيُك بجولة في
ضواحي باريس ؟
نظرت إليها آليس بشيء من التوتر فهي ال تزال تخشى الرجالن الذان قابلتهما في المتحف ،
هذا غير عن الرجل الثالث المريب الذي قابلته في الشارع..
ماذا لو شاهدوها ؟ ماذا سيحدث حينها ؟
هل ستموت!
عقدت حاجبها متعجبه ،لما الموت هو أول ما خطر على بالها ؟
ال أحد منهم هددها بذلك ! على الرغم من نيتهما الشريرة الواضحه إال أن ال أحد قال بأنه
سيقتلها!
إستيقضت على سؤال إستيال لها مجددا ً فترددت قبل أن تقول :ال أعلم..
إستيال :ولما ؟ لن تزوري باريس دائما ً لذا ال بأس بالتجوال قليالً ! ماذا عن برج إيفل ؟ هل
زرتيه من قبل ؟ جميع من يأتي الى باريس أول مره يذهبون الى رؤيته وكأن هذا واجبا ً ال
مناص منه..
آليس في نفسها" :هيّا توقفي عن القلق ،كم تبلغ مساحة باريس في رأيك ؟ نسبة أن
تُصادفيهم هو %0,001لذا كفي عن ذلك ،ال تجعلي أشخاص غرب كهؤالء يرغمونك على
اإلختباء وكأنك فعلتي ذنبا ً ال يُمكن غفرانه"!
إبتسمت بعدها تقول :حسنا ً لنذهب..
تناولت إستيال قطعة أخرى وهي تقول :إذا ً علينا أوالً الذهاب الى السوق ألجل شراء هاتف
جديد لك بدل الذي فقدتيه باألمس ،وهذه المرة عليك أن تحذري جيدا ً فالنشالون يتكاثرون في
المناطق الشهيره من أجل إستهداف السيّاح الغافلون!
آليس :حسنا ً سأحذر هذه المره..
وأكملت تناول أفطارها وهي تفكر بذلك الغريب باألمس..
هل ينتمي إليهم ؟ بالتأكيد أجل فمن غير المعقول أن تُقابل عدوان مختلفان مصادفة في نفس
الليله!
هي ليست بطلة في قصة هنديه ليحدث هذا لذا بالتأكيد كان أحد الذين أرسلهم ذلك الرجل من
أجل مالحقتها..
ذلك الرجل ؟
تخيلت مالمحه مجددا ً قبل أن تسأل :باألمس كان هناك أحد المدعوين ،كان طويالً وأنيقا ً
وهادئا ً ويبدو باألربعين من عمره ،هل تعرفين من هو ؟
إبتسمت إستيال تقول :كم رجالً برأيك يتصف بمثل هذه المواصفات باألمس ؟ كوني أكثر دقه..
تنهدت آليس فهي على حق ولكن ال شيء فيه مميز كي تقوم بوصفه ،إذا ً هل تصف لها تابعه
الذي إصطدم بها عمدا ً ؟ مواصفاته مميزه!
لكن فتاة مثل إستيال بالتأكيد هي تعرف عن المشاهير المدعوين فهم مثلها ولكن ما الذي قد
يجعلها تعرف أتباعهم!
تجاهلت التفكير باألمر وأكملت تناول طعام إفطارها وحالما إنتهت ذهبت كي تُجهز نفسها من
أجل الخروج مع إستيال..
جلست بعدها على إحدى الكراسي الخشبيه بإحدى الحدائق المبهره القريبه من البرج في حين
ي بدا مهما ً بعض الشيء.. إبتعدت عنها إستيال لتجيب على إتصال هاتف ّ
أخذت نفسا ً عميقا ً تستنشق فيه عبير هذا الجو الخالب الذي يبعث على اإلسترخاء والراحه..
أخرجت هاتفها الجديد وبدأت بالتقليب في الصور التي إلتقطتها خالل تجوالها في الساعة
الماضيه وحذفت منها الصور التي لم تُلتقط بشك ٍل جيد..
نظرت بعدها الى الساعه فإذ هي بعد العاشره بقليل..
لقد مضى الوقت دون أن تشعر!
بدأت تُراقب الناس من حولها بإبتسام ٍة على شفتيها لتهمس بعدها قائله :يا ترى ...هل كُنتُ
أعيش حياةً جيده في الماضي ؟
صمتت لفتره لتتسائل بعدها قائله :أنا حائره ،أي نمط الحياتين هو األفضل ؟ هل علي أن
أستعيد ذاكرتي ؟ ماذا لو ندمت بعدها ؟
بدأ تدريجيا ً يعود القلق يسكن صدرها وتعود التساؤالت هذه لتزعج راحة تفكيرها وعادت
مجددا ً تتذكر أولئك الغرباء الذين يعرفونها خالل حياتها السابقه!
لما كُلهم يبدون سيئين!
عقدت حاجبها لفتره قبل أن تهمس :ال ،هناك دانييل ! هو الوحيد الذي سيجيبني بالتأكيد عن
كُل تساؤالتي ! أريد مقابلته ولكن كيف ؟ لما لم يعد من بعد ما قام ريكس ووالده بطرده فلقد
طلبتُ منه العوده!
عاد اإلنزعاج يسكنها وهي تهمس :ذلك الوغد ! أال يكفي أنه تسبب بإفقادي لذكرياتي ! لما ال
يُظهر بعض الندم ؟ لما هو وقح الى هذه الدرجة!
إبتسمت بسخريه وأكملت :ماذا عساي أتمنى من شخص خان والدته وتسبب بمقتلها ! وجوده
في الحياة لوحدها عبارة عن ذنب..
شعرت بعدها بالحزن وأكملت :لقد بدا من كالم آريستا أن والدة ريكس كانت إمرأه جيده وهذا
يعني بأنها كانت جيدة مع ولدها أيضا ً ،هل الشر الذي يسكنه يصل به الى درجة إيذاء والدته
؟ ما حجم هذه القسوه ؟ هذا كثير!
تنهدت وسحبت نفسا ً وقررت عدم التفكير به..
لن تفكر به ،لن تحتك به أيضا ً..
ستضع الكثير من الحواجز بينهما ،الذي جعله يؤذي والدته هكذا يجعله غير آمن بتاتا ً!
مرت به ليلة األمس! هي لن تتحمل مزيدا ً من الخوف فيكفيها ما ّ
أتت إستيال في هذا الوقت قائله :أعذريني آليس ولكن علي مقابلة صديق مهم ويبدو بأني
سأقضي معه اليوم كله حتى موعد الندوة التاليه ،هل تريدين إكمال التجوال بمفردك أو العودة
الى الفندق ؟ يمكنني إستئجار مرشدا ً سياحيا ً من أجلك لو أردتي!
هزت آليس رأسها قائله :ال ال بأس ،سأعود فلقد تعبت بحق ،قد أذهب في العصر وأتجول
ت لذا ال تقلقي ويمكنك اإلستمتاع بوقتك.. قليالً حول الفندق لو أرد ِ
إبتسمت إستيال قائله :حسنا ً كما تريدين ،لنذهب إذا ً..
وقفت آليس وغادرت معها بعيدا ً تاركةً خلفها المقعد الخشبي فارغا ً....
أو هذا ما يبدو!..
شاب في منتصف العشرينات كان يجلس بهدوء على المقعد الخشبي في الجهة األخرى من
هذا المقعد حيث ظهرا الكرسيان كانا متالصقان لذا يستطيع كل واحد منهما سماع اآلخر بكل
وضوح..
ولهذا ،كُل حديثها الهامس مع نفسها وصل الى مسامعه بدون أي صعوبه..
إلتفت بعدها بهدوء تام ينظر الى مدخل الحديقة حيث تغادر برفقة إستيال بعيدا ً..
ضاقت عيناه لفتره ثم همس بهدوء :إذا ً طوال هذا اليوم ستكون وحدها ؟
إبتسم إبتسامةً .....لم تكن سعيدةً على اإلطالق!
***
am11:33
***
4:26 pm
نزلت آليس الى المقهى المجاور للفندق لتكتفي بتناول بعض الكعك والقهوه فال رغبة لها
بالتجوال في كُل مكان لوحدها..
تسائلت في نفسها عما إن كان ميشيل هذا صديق والد إستيال مهم الى هذه الدرجة فلقد كانت
إستيال بغاية السعاده وهي تتحظر للذهاب الى ُمقابلته..
همست لنفسها :لقد كان صديق والدها المتوفى ،أُراهن بأنها تراه كمثابة والدها تماما ً..
رشفت القليل من القهوه قبل أن تتسع عينيها تدريجيا ً عندما تسلل الى أنفها رائحة عطر
ي جعلها فجأه تشعر بالصداع.. رجال ّ
بالكاده وضعت كوب القهوة على الصحن قبل أن يُسكب من يدها بينما كان عقلها غير مستقر
بتاتا ً..
هذه الرائحه ...هذه الرائحه تذكرها جيدا ً..
في منز ٍل ما قديم ويبدو فقيرا ً أيضا ً ،لقد كان لون األثاث كحلي و....
خلخلت يدها بين خصالت شعرها بينما كانت تُحملق في الفراغ حيث تظهر هذه التفاصيل في
ذاكرتها دون أن تفهم السبب..
إنها ترى نفسها تقف في هذا المنزل ،إنها ترى أيضا ً رجالً يقف أمامها يلبس خاتما ً فضيا ً
مميزا ً ويبدو وكأنه خاتم خطوبه..
دخلت الرائحة الى أنفها بشكل أقوى فإتسعت عيناها بدهشه وهي تتذكر بعضا ً من كلمات هذا
الرجل..
ماذا ؟ لما يقول هذا ؟
قطع كُل هذا التشتيت صوت شيء يوضع أمامها على الطاوله فرمشت بعينها لتقع بعدها على
هاتف جوال أمامها ُمباشرةً..
هذا الهاتف!!
هو نفسهالهاتف الذي أخذه ذلك الشخص الغريب باألمس..
دُهشت ورفعت رأسها فورا ً لتجده يقف أمام الطاولة ينظر إليها بكل هدوء..
بقيت عيناها معلقتان به وعلى عكس األمس فهي لم تشعر بالخوف ولم تحاول الهرب..
هل يمكن أن يكون السبب هو أنه .....صاحب رائحة العطر التي أثارت ذكرياتها ؟
أيعني هذا بأنه نفس الرجل الذي ظهر في ذكرياتها أو أنه يتشارك معه فقط بنوع العطر ؟
ولكنه باألمس لم يكن يضع هذا العطر!
تحدث ليقطع تفكيرها قائالً :لما لم تهربي كما فعلتي باألمس ؟
لم تدري بما تُجيب ،ولكنها أصبحت متأكده بأنه ال يمكن أن يكون نفس الرجل الذي ظهر
للحضه في ذكرياتها..
فلو كان هو لتذكرته كما حدث مع الرجل الذي رمى عليها األموال فلقد ظهر أول مره في
ذاكرتها بدون مالمح واضحه وحينما صادفته بعد مدة على أرض الواقع بدأت مالمحه تظهر
واضحةً في تلك الذكرى..
إذا ً ...فقط يتشاركان بنفس رائحة العطر!
إستوعبت للتو أنه واقفا ً أمامها ويعيد لها هاتفها الذي باألمس..
لم تدري ماذا تقول ،لكن الذكرى التي ظهرت بعد شمها لرائحة عطره لم تجلب الى قلبها
الخوف لذا بشكل ال إيرادي أصبحت ال تشعر بالخوف تجاه هذا الشخص..
تشجعت وسألته :ماذا تريد مني ؟
نظر إليها لفتره بعدها قال :أعدتُ لك هاتفك الذي هربتي مني باألمس قبل أن تأخذيه..
آليس :ولما أخذته مني أصالً ؟
أجابها :أردتُ التحدث إليك..
عقدت حاجبها وسألت :عن ماذا ؟ أنا ال أعرفك!
إبتسم وقال :وال أنا..
ماذا !! هل هو يسخر منها أم ماذا ؟!!!
فتحت فمها لتتحدث لكنه قاطعها :تلك الفتاة التي رافقتك من ستراسبورغ الى باريس..
رفعت حاجبها تقول :أتقصد آريستا ؟
بعدها دهشت وقالت :كيف تعرف هذا عني مع أنك ال تعرفني!
في حين تجاهل سؤالها الثاني وسألها :آريستا ؟ أوليس إسمها استيال ؟
دُهشت للحضه وبقيت متعجبه من نفسها..
أجل ...للتو الحظت هذا..
لما كانت تدعوها بهذا اإلسم مرارا ً وتكرارا ً ؟
ما العالقه ؟
هل هو خطأ غير مقصود ؟
في حين قطع تساؤالتها ليسألها بهدوء تام :كيف لك أن تعرفي إسم آريستا ؟
نظرت إليه متعجبه وعندما همت بالرد تراجعت وهي ترى تلك النظرات الحاده التي تسكن
عينيه..
ماذا ؟ ماذا يحدث ؟
هل فعلت أمرا ً خاطئا ً دون قصد ؟
ما عساه يكون!
– - part end
ـ Part 15ـ
***
11 juonyour
9:56 am
جلست إليان بهدوء على كرسي داخل مبنى كليتها وأخرجت دفترها لتقوم بتدوين أهم النقاط
التي يجب عليها مراجعتها بخصوص المحاضرة التي خرجت منها للتو..
صديقاتها في محاضر ٍة لمادة رفضت أخذها معهم بما أن لديها ترتيب معين لدراستها لذا
تقضي الوقت بعض األحيان وحيده..
وبالنسبة لفتاة مثل إليان فهي ترى مثل هذه األوقات فرصه لمراجعة وتدوين ما أخذت كي
تعطي لنفسها فترة إستراحة في منزلها لمشاهدة فيلم ما أو الخروج خارجا ً..
تنهدت وأخذت لنفسها دقيقتين إستراحة تشرب فيه عصيرها المثلج وهي تنظر حولها فالمكان
هادئ فيه بعض التجمعات الصغيره من الطالب والطالبات يتم من خاللها اإلستذكار أو حل
الواجبات وإكمال البحوث..
دائما ً ما كانت المناطق الداخليه للكليه خاصةً لهذه األمور بينما الخارجيه فهي للهو واألكل
وتجاذب أطراف الحديث..
لفت إنتباهها أحد دكاترتها يتجه نحوها فنظرت إليه بهدوء حتى إقترب وحدثها قائالً بهدوء:
إتبعيني..
وبعدها غادر وهي تنظر إليه بشيء من اإلستنكار..
ماذا مع كلمة "إتبعيني" هذه ؟
أال يمكنه قوله ما يريده هنا أو إنتظار موعد محاضرته القادم ؟
أمالت شفتيها وأدخلت دفترها الى حقيبتها بعدها ذهبت خلفه..
توقفت للحضه متعجبه عندما دخل الى أحد غرف الطباعه وهمست :إن كان لديه مالحظات
آلدائي أو طلبات كان عليه أخذي الى مكتبه على األقل!
ت جاده في تصرفك هذا ؟ دخلت بعدها خلفه فنظر إليها قليالً بعدها قال :هل أن ِ
فهمت ما كان يقصده فقالت :لقد إتبعتُ نصيحتك لي فأنت من قال لي أن أذهب الى مكتب
شؤون الطلبه إن كان توزيعك للدرجات لم يعجبني!
الدكتور بهدوء :وهل أفادتك هذه الفعلة الوقحه ؟
إليان :لم يكن تصرفي وقحا ً..
الدكتور :إتهامي بالظلم والتحيز ضدك ال يُعتبر وقاحه ؟!
إليان :ال أكن ضدك أي عدائيه ألتهمك بهذا ,كنتُ سأشتكي بأمر درجاتي مهما كان الدكتور
الذي يدرس الماده فالكل يعلم بأني أهتم لدرجاتي أكثر من حياتي حتى..
الدكتور :لما تتصرفين بغباء ؟
رفعت حاجبها تقول :ال أرى أي غباء في تصرفي ! إنه تصرف طبيعي يصدر من أي طالب
مجتهد ! ال تقل لي بأنه طوال فترة تدريسك لم ترى أمورا كهذه ؟
ت تعلمين ما أقصد فتوقفي عن التظاهر بالغباء مجددا ً!! الدكتور بهدوء :أن ِ
بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت :إن لم ترد أن تخبرني عن سبب إتهامك لي بهذا فهذه
مشكلتك ولكن ال أرى بأنه من األدب أن تستدعيني بهذه الطريقة من أجل فقط أن تبين لي كم
أنت غاضب من طلبي إلعادة تصحيح ورقتي ! كُنتَ تستطيع إرسال أحدهم لطلب رؤيتي في
المكتب أو التحدث معي بعد إنتهاء محاضرتك وليس بهذه الطريقة اللصوصيه وكأننا نفعل
شيئا ً خطئا ً ,واآلن إعذرني..
بعدها إلتفت وغادرت تاركةً إياه ينظر إليها بهدوء بالغ..
جلست على كُرسيها وهمست بإستياء :ياله من تصرف أخرق يا إليان ! جعل من دكتور عدو
هو أسوأ كابوس قد تواجهينه هذه السنه !! ما كان علي أن أتمادى هكذا فلو إكتفيتُ بإعتذار
وأنهيت الموضوع لكان هذا أسلم لي ! سحقا ً لي ولطبيعتي اإلنتقامية هذه!!
أغمضت عيناها وهي بحق نادمه أكثر الندم وتمنت لو يرجع الزمن الى الوراء لثالث دقائق
فحسب..
عقدت حاجبها قليالً بعدها نظرت أمامها عندما أحست بأحدهم يقف فشاهدت فتاة غريبه ال
تعرفها ولكنها تبدو طالبةً مثلها..
نظرت إليها الطالبه ببعض اإلرتباك بعدها قالت :هل يُمكنني أن أتحدث إليك ؟
تعجبت إليان فقالت :ال أعلم إن أمكنك ولكن لدي محاضرةً بعد عشر دقائق ,هل تكفي هذه
المده ؟
أبعدت الفتاة عينيها قليالً بعدها عاودت النظر إليها وقالت :ال أضن ,إذا ً هل يمكننا أن نتقابل
بعد نهاية اليوم الدراسي ؟
ت مشغوله فأنا ت متفرغه فال بأس أما إن كن ِ إليان :أخرج اليوم في تمام الساعة الثانيه ,إن كن ِ
ال يمكنني اإلنتظار طويالً..
الفتاة بسرعه :ال ال البأس ,الساعه الثانيه حسنا ً ؟ سأنتظرك أمام المدخل الجانبي لكلية
التنميه حسنا ً ؟
إليان :حسنا ً ال بأس لدي..
إبتسمت الفتاة بعدها غادرت وإليان تتسائل في نفسها عن ما ترغب فيه فتاة غريبةً منها!
***
2:20 pm
إنهالت العديد والعديد من التعليقات اإليجابيه على هذا الحساب المرئي الخاص بها فبقيت
تقرأها بإبتسامه عارمه على شفتيها..
أرسلت بعدها دردشة عامه مكتوب فيها "إذا ً ما نوع األغنية التي تريدون عرضا ً عليها ؟"
تتالت الخيارات وكل شخص يختار أغنيته ال ُمفضله فبدأت تبحث عن أكثر إسم متكرر وبعدها
حيث هناك العديد والعديد من أقراص األغاني المتنوعه ُ ذهبت الى إحدى أرفف مكتبتها
وأخرجت تلك األغنية التي طالبوا بها..
وضعتها في جهاز الدي جي الخاص بها بعدها تقدمت من المرآه وتأكدت من مظهرها قبل أن
تضع عصبةً تنكريه على عينيها غطت حتى أنفها وبات التعرف عليها صعبا ً..
عادت الى حاسبها وأبعدت الالصق عن عدسة الكاميرا بعدها شغلت الدي جي لتبدأ بأداء
الرقصة المناسبة على هذه األغنيه بينما اآلالف من اإلعجابات تنهالت على صفحتها وبلغ عدد
مشاهدي هذا البث ُ 34,488مشاهدا ً!..
خالل ثالث دقائق ونصف إنتهت من الرقص وجلست أمام الحاسب واضعةً الالصق من جديد
على عدسة الكاميرا وبدأت تقرأ التعليقات بإبتسامة كبيره على شفتيها..
لفت نظرها هاتفها يُضيء بجانب الحاسب ,ألقت نظرة سريعه فدُهشت عندما رأت أخاها
األكبر يتصل بها..
كتبت تعليقا ً عاما ً تقول فيه "حسنا ً شكرا ً للطفكم وإعذروني فلقد طرأ علي أمر ما ,سأفتح
فقرة األسئلة ليالً حسنا ً ؟"
بعدها أطفأت البث ال ُمباشر وردت بسرعه قبل أن ينتهي الرنين..
بادرت هي بقولها :أهالً أخي ألبرت العزيز..
تحدث أخاها األكبر ذا الـ 28عاما ً قائالً بهدوء المعتاد :أهالً فلور ,كيف حالك ؟
فلور :على أحسن ما يُرام ,ماذا عنك ؟ لقد إشتقتُ إليك كثيرا ً!
رفع حاجبه وأجابها :كُفي عن الكذب فأنا أعلم بأنك ترقصين فرحا ً لغيابي..
فلور بسرعه وبكذب عارم :ال هذا مستحيل فأنا بحق أحبك ,أنت أخي األكبر واألب األفضل
بالنسبة لي!
تجاهلها وسأل :ماذا عن عائلة عمي ؟ هل ما زالوا يسببون المضايقات ؟
أمالت فلور شفتيها تقول :نعم ,إدريان هذا ,هو أكبر مزعج عرفته البشريه!!
ت ال تتجاهلينه عندما يُضايقك صحيح ؟ ألبرت :أن ِ
فلور :ال أستطيع ,مهما حاولت ال أستطيع يا أخي..
تنهد وقال :تجاهليه إن لم يكن كين أو إستيال حولك لينتقموا لك ,يمكنك مثالً وضع سماعات
واإلستماع الى أي شيء وتجاهله تماما ً فهذا أقل ما يمكن لفتاة حمقاء مثلك أن تفعله..
تنهد وهمس :حمقاوان في العائله ! هذا كثير علي..
نفخت وجنتيها بإستياء ولم تُعلق في حين سألها :ماذا عن إستيال ؟ من أخذت معها الى
باريس ؟ أهو السيد ميشيل ؟
فلور :كال بل الفتاة الغبيه التي نسيت أسمها وهذا دليل أنها ال تُشكل أي أهمية بالنسبة لي..
رفع حاجبه يقول :ال أهتم بمن تعرفين أسمائهم أو ال تعرفين ,من هذه الفتاة ؟ ال تقولي لي
إليان ؟
فلور :هههههههه ال تكن أحمقا ً فإستيال يستحيل أن تأخذها ودودة الكتب تلك يستحيل أن تغيب
يوما ً عن جامعتها!
رفع حاجبه وسألها بهدوء :من األحمق ؟
فلور بسرعه وأدب :أنا آسفه..
تجاهل هذا وسأل :إذا ً من هي ؟
إبتسمت فلور للحضه بعدها قالت :لحضه ...هل يمكن أنك لم تسمع عن األمر بعد ؟
تحمست وأكملت :عن أمر الحادث الذي فعله ريكس وتسبب باألذى لفتاة ما!!
صمت لفتره بعدها قال :أخبرتني إستيال بشأنه ...هذا لم يكن سؤالي فلور!
فلور :لكن له عالقة باألمر فالفتاة التي تضررت هي من رافقت إستيال الى باريس..
تعجب للحضه بعدها همس :لن تأخذ فتاةً غريبه من دون سبب..
فلور :أضن بأن السبب هو إغاضة جينيفر ألنها هي من تعتني بالفتاة وترفض تماما ً أن تبقيها
معنا في منزل العائله لذا إستفزت جينفير عن طريق أخذ هذه الفتاة معها دون موافقتها..
ألبرت بهدوء :هذا السبب فحسب ؟ إستيال لديها هدف آخر بالتأكيد..
بعد لحضات من الصمت تحدثت فلور قائله :أممم أخي ,لما إتصلت ؟
تنهد وقال :فقط أطمئن على وضعك في غياب إستيال وأسألك عمن رافقها ,على أية حال
إجتهدي في دروسك وأتركي اللعب أو مشاهدة األفالم حسنا ً ؟
فلور :حسنا ً كما تريد..
إلبرت :قد أقوم قريبا ً بزيار ٍة إليكم لكن لستُ متأكدا ً من الوقت بعد..
دُهشت فلور وقالت بسرعه :ستُسعدنا زيارتك بدون أدنى شك ولكن إن كُنتَ مشغوالً فال تراكم
شغلك فهذا سيعطي عمي فرصةًكي يثبت لك كم أنت فاشل..
رفع حاجبه وقال :ال تقلقي ,يمكنني تدبر أمري وستتمكنين من رؤيتي قريبا ً فمن طريقة
ت ُمشتاقةً لرؤيتي ..وداعا ً..
كالمك يمكنني إستنتاج كم أن ِ
فلور بدون رضى :وداعا ً.
أغلقت الهاتف قائله :يا إلهي ستعود الليالي الصارمة قريبا ً !! وداعا ً لحياتي المترفه!
أغلقت حاسبها بعدها قامت بتبديل مالبسها المكشوفة هذه ببنطال طويل وقميص أخضر بأكمام
قصيره وأخفت القناع في درجها قبل أن تخرج من غرفتها متجهةً الى األسفل..
مرت على غرفة الطعام فهم بالعادة عندما تتأخر إليان في محاضراتها يخرجونه في تمام ّ
الساعة الثانيه والنصف..
فتحته بهدوء لتتفقد الموجودين فلم ترى ال عمها وال عمتها وال أخاها األكبر وال حتى إليان..
فقط أخاها كين وإدريان وريكس..
أمالت شفتيها وقررت تناول الطعام معهم ما دام أخاها كين موجود فهو أشبه بحارس ينتقم لها
عندما يضايقها أبناء عمها وخاصة إدريان..
جلست على كرسيها بجانب كين ويقابلها إدريان بينما ريكس جلس على كرسي والده في
المقدمه..
لم تقل شيئا ً عندما الحظت الجو الهادئ الذي يُخيم على الجميع فريكس وكين مشغوالن بتناول
الطعام بينما إدريان يراسل أحدهم عبر الهاتف..
أمالت شفتيها بعدها نظرت الى ريكس لفتره قبل أن تقول :من الغريب أن تتنازل وتتناول
الطعام معنا دون حظور عمي إلكسندر ! هل أصبحتَ ُمتواضعا ً فجأه ؟
إبتسمت ,تحب أن تضايقه فهو دائما ً ما يختار التجاهل على الرد..
واألجمل أن إدريان المزعج لن يتدخل فبينه وبين ريكس عداوة ال أحد يعرف تاريخها لذا
يكتفي بالتفرج..
والعم ليس موجودا ً ليطلب منها السكوت وتناول الطعام بهدوء..
إذا ً يالها من فرصه ذهبيه!
إبتسمت بسخريه تقول :لما ال ترد ؟ هل أكل القط لسانك أم أنك خائف من فتاة تصغرك بتسع
سنوات ؟ واااه هذا صادم للغايه!
رفع إدريان نظره الى فلور وهو يتنهد قائالً في نفسه" :لما هي بهذه الدرجة من السخافه ؟
إنها تصدمني يوما ً بعد يوم!" ..
عاود بعدها النظر الى هاتفه حالما جاءه إشعار بالرد وبدأ بإكمال الدردشه وهو يقول في
نفسه" :لم يتم نشر أي شيء بخصوصي بعد ,ماذا تنتظر تلك الصحفيه ؟ هل في جعبتها
شيء صادم أكثر مما أتوقع ؟"
في حين أكملت فلور تقول لريكس :أستطيع وبسهولة رؤية كم تكافح وتناظل في عملك لكن
أتسائل لما ال يوليك عمي إدارة شؤون بقية أعماله ؟ هل يعقل بأنك لست جديرا ً بالثقه ؟ واااه
هذا أيضا ً صادم فأخي يتولى لوحده جميييع أعمال والدنا منذ العديد والعديد من السنوات
ونجاحاته ال تُخفى على األعمى بينما أنت أمسكك عمي شركة صغيره فحسب ..ياله من فرق
كبير!
رفع ريكس نظراته البارده الى جهتها فجفلت رغما ً عنها وحالما إستوعبت األمر تظاهرت
بالقوه وهي تقول بتهديد :مـ ماذا ؟ نظراتك ال تُخيفني لذا ال تُتعب نفسك!
أبعد نظره بهدوء عنها ونظر الى إدريان قليالً بعدها عاود إكمال طعامه وهو يقول في نفسه:
"فتاة جبانه كفلور ال يمكن لها أن تفعل ذلك ! وأستبعد إدريان فهو حتى أن سنحت له الفرصه
لن يوافق على دخول ذلك المنزل ,بالتأكيد من دخله شخص على معرفة به ولكن من يكون
ولما يملك أوراقا ً تخص تلك الفتاة ولما خبأها عنها ؟" ..
ما زال هذا األمر يؤرقه جدا ً!
ذلك المنزل يعود لوالدته التي بدورها كانت قد كتبته باسم ولدها قبل أن تتوفى..
هذا المنزل لم يدخله أحد منذ العديد والعديد من السنوات سواه هو وصديقه آندرو فقط!
يستحيل أن يكون ذلك الشخص الذي تسلل إليه هو آندرو..
وأيضا ً يستحيل أن تكون إليان..
فمن إذا ً ؟
والده ؟ زوجة والده ؟ أو أحد أبناء عمه!
هل من المعقول أنها إستيال ؟
ولكن بدا المتسلل أقرب أن يكون رجالً لذا ربما كان إدريان أو إبن عمه اآلخر..
ال يبدو بأن إدريان قد يفعلها واآلخر أجبن من أن يتسلل وحتى لو كان هو إلستطاع مالحظة
إرتباكه وهو يسرق تلك األوراق..
لكن المتسلل كان واثقا ً جدا ً في حركاته..
من عساه يكون ؟!!
حالما إنتهى من التفكير إستوعب بأن فلور عادت الى إستفزازه مجددا ً حتى بعد خوفها قبل
قليل من نظرته..
تنهد بعدها وقف وغادر صالة الطعام وهو يسمعها خلفه تتباهي بقدرتها على جعله يهرب من
مواجهتها..
حالما إتجه الى الصالة الخارجيه ليصعد الدرج الى غرفته صادف في وجهه إليان قد نزلت
للتو..
توقفت في مكانها ونظرت إليه بشيء من ال ِعدائيه والحذر قبل أن تتسارع خطواتها وتمر من
أمامه بشكل سريع وتختفي خلف أحد األبواب..
نظر الى جهة المطبخ حيث ذهبت لفتر ٍة قصيره بعدها إلتفت وصعد الدرج دون أن يُعلق بأي
كلمه..
توقف في منتصفه وأخرج هاتفه ورد على المكالمه التي أتته للتو قائالً :ماذ...
قاطعه الطرف الثاني بشيء من التوتر :يا رئيس ,بضائع الصفقة التي إستوردناها منذ يومان
! لقد ُحرق المخزن الذي يحميها!!
إتسعت عينا ريكس من الصدمه فأكمل اآلخر :حاولنا إخماد النيران قدر المستطاع وإنقاذ
الكثير من البضائع ولكنها كانت منتشره في كُل مكان ولم نستطع أن ننقذ سوى أشياء بسيطه
ال تُذكر!
ريكس :كيف حدث هذا ؟
تحدث قائالً بنفس نبرته المتوتره :ال أعلم ,للتو إنتهينا من إخمادها وبدأنا بتنظيف الرماد ولم
نبدأ بعد بالتحقيق حول األمر ,ربما عُطل بالكهرباء وربما أحد الحراس لم يُطفئ سيجارته
جيدا ً ,قد يكون السبب شيء آخر لم نفكر به أو...
قاطعه ريكس :إهدأ إهدأ ,أنا قادم اآلن..
وبعدها إلتفت وعاود أدراجه ليخرج من باب المنزل متجها ً الى المخزن الذي يبعد كثيرا ً جدا ً
عن المدينه..
***
6:30 pm
خرج هذا الشاب والذي لم يكن سوى دارسي نفسه القاتل المأجور المشهور في عالم الجريمه
وأخرج ُمفكرةً من جيبه واضعا ً دائرة حول إسم الفندق هامساً :إذا ً هذا ثالث فندق يشتبه برؤية
فتاة تشبهها..
أعاد المفكره الى جيبه مكمالً :ما دامت حظرت الى الندوه فهي أتت مرافقةً لشخص ما ,إيجاد
أماكن سكن األشخاص المدعوون الى الندوه ليس باألمر الصعب ,أيا ً كان من حظرت معه
فهي ال يمكننها الهرب بعيدا ً حتى يُنهي هذا الشخص آخر يوم من الندوه وهذا يعني أن الليله
هي فرصتي األخيره..
نظر الى الفندق قليالً فقد أنهى لتوه تفتيش آخر مكان يسكن فيه أحد المدعوون ولم يبقى
سوى أن يرسل رجاله الى الفنادق الثالث ال ُمشتبهه..
أخرج هاتفه وأرسل رسالة الى ثالث أشخاص يطالب كُل واحد منهم بأخذ بعض الرجال
ومراقبة كل هذه الفنادق الثالثه..
إبتسم بعدها وهمس :لقد أخبرتُك من قبل بأن الهرب منا ال جدوى منه فنحن نستطيع إيجادك
في كل مره..
أغلقت آليس الباب خلفها بعدما أخرجت جميع العاملين من الشقه وبقيت خلفه لفتره وهي
خائفةٌ الى الحد الذي ال يُمكنها بتاتا ً تحمله..
هذا يكفي!!
تريد مغادرة باريس في أسرع وقت..
ال يمكنها اإلحتمال أكثر!
جلست خلف الباب وهي تقلب في هاتفها ال تعلم بمن تتصل..
وقفت على إسم فرانسوا وضغطت زر اإلتصال فهو الوحيد الذي تثق بأنه لن يتردد في تقديم
المساعده لها..
ستطلب منه أن يأتي ويأخذها بعيدا ً ,تريد الهروب من هذا المكان الى األبد!!
شدت على أسنانها بتوتر كبير وهي تسمع صوت الرن البطيء يرن دون إستجابه..
هيا رد!!
عليك أن ترد!!
همست :أمسك هاتفك وأجبني هيا!
شعرت بأنها ستبكي عندما إنتهى الرنين فعاودت اإلتصال مجددا ً بكُل إصرار ولكنه لم يرد
أيضا ً..
أين ذهب في مثل هذا الوقت!!
إنها للمرة األولى تحتاجه كُل هذا اإلحتياج فلما ال يرد ؟!!
نظرت الى قائمة أسمائها القليله ال تعرف بمن تتصل..
بقيت تنظر الى إسم إدريان وترددت قليالً..
ال ,ال تريد اإلتصال بأي شخص من العائله فهي على إطالع بوضع العائلتين وأن ال أحد منهما
يحب اآلخر لذا إن أتى إدريان فالبد من أن تحصل مشكلة ما بينه وبين إستيال..
أو ربما تجد بعد فترة أمامها األب إلكسندر يهددها بعدم التواصل مع أي ٍ من أبنائه وطلب مثل
هذه الطلبات الغريبة منهم..
ماذا تفعل ؟ هل تُغامر وتتصل به أم ماذا ؟
ال يمكنها اإلنتظار الى أن تأتي إستيال فهي تخشى أن تُقتحم شقتها في أي لحضه..
تشعر بالخطر الشديد ,ال يمكنها إيقاف هذا الخوف!
ال يمكنها بتاتا ً!!
***
8:30 pm
جلس ريكس على كرسي المكتب الخاص بهذا المخزن وجلس أمامه الموظف الذي إتصل عليه
ظهر اليوم..
بلع الموظف ريقه قائالً :يبدو بأنك كُنتَ ُمحقا ً ,الحريق حقا ً ُمفتعل..
بعدها أكمل ببعض الجديه :ولكن البد من أن الفاعل ترك ثغرةً ما ,أنت تعلم تلك المقولة التي
تقول ال توجد جريمة كامله صحيح ؟ نعم لقد عُطلت جميع الكاميرات ولكن بما أن المخزن في
منطقه نائيه فالبد أن نجد آثار حذاء بالقرب من هنا ,لقد إتصلتُ قبل ساعتين بمكتب مختص
وسيأتون مع شروق الشمس كي يبحثون عن آثار هنا أو هناك أو في األنحاء والبد من أن
نصل الى الفاعل في األخير فلـ....
قاطعه ريكس بهدوء :ال داعي فأنا أعرف هويته..
دُهش الموظف وقال بشيء من اإلستنكار :تعرفه ؟!! وبقيتَ صامتا ً طوال النهار ؟!!! لما يا
رئيس ؟ دعنا نبلغ الشرطة ليرغمونهم على دفع التعويض قبل موعد تسليم البضاعه فالموعد
قريب للغايه!!..
ريكس :ال فائده من ذلك ,لن يعترفوا وسيطول التحقيق وسيأتي موعد التسليم ونحن لم
ننتهي بعد وهذا بالضبط ما يريده هذا الشخص ,فأنا إن لم أُسلم البضائع في الوقت ال ُمناسب
سيُلغي الطرف اآلخر الصفقه لذا هو من سيفوز بها..
دُهش الموظف ُمجددا ً وقال :أنت تقصد كارلوس صحيح ؟ نعم هو كان منافسنا في الصفقه قبل
أن نفوز عليه ,البد من أن هذا أغضبه وقرر تدمير بضاعتك حتى يستطيع سرقة الصفقة منك
صحيح ؟!! واااه ذلك الخبيث القذر!
هال تركتني بمفردي اآلن.. ريكس بهدوء :حسنا ً ّ
هز رأسه وقال :كما تريد ..سأذهب ألُلغي موعدي مع اللجنة التي كانت ستُحقق بأمر
آثاراألقدام..
بعدها إلتفت وخرج خارجا ً..
أخرج ريكس هاتفه ونزل الى إحدى األرقام..
بقي ينظر إليها مطوالً قبل أن يضغط زر اإلتصال..
رد عليه الطرف اآلخر قائالً بشيء من السخريه :لم أسمع صوتك منذ زمن ريكس لدرجة أني
ضنتُك ُمت وحيدا ً في إحدى الزوايا المظلمه..
ريكس بهدوء :البضاعة التي ستضمن لنا تعاون التاجر الروسي قد تم إحراقها من قبل أحد
ال ُمنافسين لي ,خبّر البروفيسور بأني بحاج ٍة الى إستيرادها مجددا ً ولكن خالل يومان فحسب
فإن أتى يوم التسليم ولم توجد البضاعه فسنفقد التاجر الروسي لألبد..
صمت الطرف اآلخر لفتره بعدها قال :أال يمكنك تدبر أمر منافس واحد ؟ كان عليك الحفاظ
على البضاعة جيدا ً ريكس..
لم يُعلق ريكس فإبتسم الطرف اآلخر وقال :سأُوصل إليه هذا األمر وسأرسل أحد الرجال إليك
من أجل أن يأخذ منك ملف تفاصيل الطلب..
ريكس :حسنا ً سأكون بإنتظاره..
بعدها أغلق الخط..
أبعد الطرف اآلخر الهاتف عن أُذنه وهمس بهدوء قائالً :ستقتله تصرفاته هذه يوما ً ما..
بعدها ضغط على رقم الـ "بروفيسور" هذا ووضع الهاتف على أُذنه..
رد حارسه الشخصي قائالً :نعم ؟
إبتسم الشاب وقال :أُريد محادثة البروفيسور ُمباشرةً ..قُل له أن القاتل المأجور دارسي يريد
ُمحادثتك شخصيا ً من أجل أمر يتعلق بذلك الفتى المدلل ريكس..
– - part end
8:41 pm
**
9:01 PM
خالل نصف ساعه قدم لها مشروب غازي فسألته :ماذا عنك ؟
جلس بجوارها على أحد مقاعد هذه الحديقة الهادئه وهو يقول :لقد شربتُ بالفعل قبل ساع ٍة
تقريبا ً..
صمتت قليالً بعدها قالت :لقد كان يُهددك!
سخرياتك ستقتلك كان يُهددك بالقتل! عقد حاجبه فأكملت :عندما قال بأن ُ
إبتسم آندرو ونظر الى األمام قائالً :لن يمكنه ,لن يجرؤ حتى..
آليس :هو قاتل!..
آندرو :أعلم ولقد قتل المئات ولكن ال يمكنه المساس بي..
آليس بشيء من التردد :هل ألنك قاتل أيضا ً ؟
سبب له هذا السؤال شيء من اإلنزعاج وقال :لم أقتل أي أحد في حياتي!!
قررت الصمت عندما شعرت بأن سؤالها سبب له التحسس والغضب فهو على ما يبدو من ردة
فعله أنه يستحقر القتله ويرفض أن يُدعى بأنه منهم..
سألته لتُغير الموضوع :لما ساعدتني ؟
سخريه قبل أن يقول :لم أفعل.. إبتسم بشيء من ال ُ
نظرت إليه فإلتفت ينظر الى عينيها وقال بهدوء تام :ما هي الخطة التي تتبعينها ؟
عقدت حاجبها وقالت :خطه ؟
آندرو :أجل ,أنا قطعا ً لن أُصدق ِكذبة فقدانك للذاكره..
آليس بإستنكار :إذا ً هذه ليست ُمشكلتي إن لم تُصدقني!
صدفة ,بل ُمعجزه ال صدمتي بسيارة ريكس ال غير ! يالها من ُ آندرو :من بين جميع األماكن ُ
يمكن لها أن تتكرر!
ريكس !! وما عالقته هو أيضا ً بريكس ؟!
شدت على أسنانها وقالت :ماذا معك اآلن ؟!! الحوادث تحدث في كُل مكان ! أنا لم أُجبر
ريكس هذا على أن يصطدم بي ويفقدني ذاكرتي ألعيش حياتي الجديده بدون هوية أو عائله
!!! إنها ليست غلطتي لتتحدث وكأني الفاعله وليس الوغد المدعو بريكس..
إنزعج آندرو وقال :ال سبب يدعوك لتنعتيه بالوغد!
إبتسمت آليس بسخريه تقول :أووه نسيت أن علي أن أقول له شُكرا ً ألنك جعلتني أفقد ذاتي
وحياتي وأتعرض للخطر من قِبل أعداء ال أتذكر وجوههم حتى!
آندرو :أنا ال أُصدقك!
آليس :وأنا أخبرتُك بأن هذه ليست ُمشكلتي!!
نظر إليها لفتره قبل أن يقول :على أية حال سأجد هدفك مما تفعليه وحتى ذلك اللحين لو
أصاب ريكس أي مكروه فستدفعين الثمن ُمضاعفا ً!
بعدها وقف وإلتفت ليُغادر فوقفت تقول :هيه أنت!!!
توقف وقال دون أن يلتفت إليها :إن لم يكن كالمك ذا أهميه فال سبب يدعوني لمواصل الحديث
مع ُمخادعه مثلك!
عضت على شفتيها وهي بحق قد سئمت من إتهاماته هذه التي ال تعرف ما أصلها وال سببها!
ولكن ...هذا ليس ما يُهمها اآلن..
سألته مرغمةً وهي تُشيح بوجهها عنه :ما إسم عطرك هذا ؟
إلتفت الى جهتها من شدة دهشته بالسؤال الغير متوقع وسأل ليتأكد :ماذا قُلتي ؟
أعادت سؤالها بصوت أكثر وضوحا ً وهي ال تزال تشيح بوجهها فرفع حاجبه يقول :هل
تسخرين ؟
نظرت إليه وقالت بشيء من اإلستياء :حسنا ً فليكن ! أنا لم أعد أُريد معرفة إسمه ,وداعا ً!
ومن ثُم غادرت من أمامه وهو في حيرة من أمره هل كانت تسخر منه أم بالفعل تريد سؤاله!
ثوان ؟
ٍ البد من أنها تسخر فمن يسأل مثل هذا السؤال بعد حوار حاد كالذي حدث قبل
مشيت بهدوء تام على طول الرصيف ال ُمجاور للحديقه بعدما أرسلت الى إستيال أنها ذهبت
للتنزه وأضاعت الطريق وستنتظرها ُهنا..
تبدو ككذبة غبيه فالمكان بعيد جدا ً عن الفندق لذا من ال ُمستحيل أنها أضاعت الطريق ولكن
ستُفسر لها تفسيرا ً من رأسها إن سألت إستيال عن السبب الحقيقي..
أخذت نفسا ً عميقا ً وهي تهمس :لم يكن سيحدث له أي شيء لو أجابني عن سؤالي..
تريد معرفة إسمه ,ما إن تشمه حتى تشعر بأنها ستتذكر شخصا ً ما من ماضيها ولكن ينقطع
حبل الذاكره في آخر لحضه..
هذا العطر البد من أن هذا الشخص الخفي من ذاكرتها كان يستعمله..
لقد أخبرها طبيبها بأن للعطور عالقة وطيده بالذكريات وأن بإمكان رائحه فقط أن تُعيد إليها
أحداثا ً كامله أو ذكرى كامله عن شخص ما..
تريد معرفة إسم ذلك العطر فربما قد تتذكر أحد أقربائها لو قامت بشمه أكثر من تلك اللفحة
البسيطه قبل يوم أمس..
اليوم أيضا ً كان يضع القليل جدا ً منه ولم تحس به سوى عندما إتكأ على عامود اإلناره وكان
قريبا ً منها..
ربما تلك الرائحه جلبت لها القليل من الراحه وهي التي جعلتها بشكل ال إيرادي تختار الذهاب
معه رغم أن أهدافه كانت ُمظلله وغير واضحه!
إتكأت على السور الذي يفصل الحديقه وهمست :ذلك القاتل ,البد من أن هدفه هو قتلي بعد
أن يجد ذلك المكان أو أيا ً كان ,لكن ماهو ولما ؟
إبتسمت وهي تتذكر سؤاله عن ما إن كانت قد ذهبت الى الشرطه..
هذا السؤال الغريب والغير مفهوم بعث الى قلبها الراحه فهذا إن كان يعني شيئا ً فهو بالتأكيد
يعني بأنها ليست الشخص السيء في القصه..
فال وجود لشخص سيء يلتجئ الى الشرطه!
***
11:40 pm
كان دارسي يجلس بهدوء في السيارة بجوار السائق الذي نزل ينتظر سيده أمام باب ال ُمتحف
..
كان شارد الذهن متعجب من هذا السؤال الذي طرى على باله بعد ُمقابلته لها قبل ساعتين..
من وجهها وردة فعلها فهي بالتأكيد لم تُخبر الشرطه..
ولو فعلت أصالً لشعروا بذلك لكن لما ؟!!!
لما لم تفعل ذلك حتى اآلن ؟!!
ُمطاردتم لها إمتدت لفترة طويله ,طويله جدا ً..
لو إلتجأت الى الشرطه لتخلصت منهم في غضون أيام فلما لم تلتجئ إليهم!
لما لم تفعل ذلك حتى اآلن ؟
هو ال يستطيع ُمطلقا ً فهم هذا النقطه!
هل من ال ُممكن أنها تُخطط لشيء آخر ؟
لكن ماذا عساه يكون ؟
أم ...هل هي متعاونة مع طرف ُمعادي لهم ؟
لحضه ! هذا يبدو كتحليل معقول..
ربما دفعوا لها الكثير من أجل التعاون لذا يستحيل أن تلتجئ الى الشرطه فتعاونها مع طرف
معادي هو جريمة بحد ذاتها..
لكن من ؟
هل لهم عالقة بمن أتت معهم الى باريس ؟
قطع أفكاره فتح السائق للباب ليدخل رئيسه ومن ثُم إغالق الباب خلفه قبل أن يدور حول
السياره ويجلس خلف عجلة القياده..
سأل السائق سيده قائالً :الى أين تُريد الذهاب سيدي ؟
أجابه بهدوء :الفندق..
السائق :كما تُريد..
وحرك السيارة بعدها ..خالل دقيقتين من الصمت سأل السيد بهدوء :لما أنت ُهنا دارسي ؟
دارسي ببرود :ألني لم أتمكن من اإلمساك بها..
دُهش السائق ونظر الى دارسي بصدمه فهذه هي المرة األولى التي يسمع فيها بأنه لم يستطع
اإلمساك بأهدافه..
بقي السيد صامتً لفتره غير متقبالً لهذه اإلجابة قبل أن يقول :بعد سنوات من الجداره فشلت
بإمساك طفله ؟
دارسي :كان األمر ليكون ُمنتهيا ً لوال أوامركم تلك بعدم التعرض لإلبن األصغر لعائلة
نورماندي..
ضاقت عيناه قليالً وسأل :هل إعترضك ؟
دارسي :أجل ,أخذها من أمام عيني دون مقدرتي على فعل شيء رغم إني كُنتُ أستطيع
وبسهوله التخلص منه وإرساله الى العالم اآلخر..
وأكمل بهمس :لو لم يغادر لفعلتُها حقا ً..
السيد بحده :إياك والتفكير بذلك!!
إنزعج دارسي وقال بشيء من الحده :وبسبب تحذيراتكم هذه أنا فشلت ,شكرا ً ألنكم جلبتم
الفشل إلنجازاتي بسبب خوفكم من تلك العائله!
دُهش السائق وتصبب العرق من جبينه وهو يخشى أن تقوم حربا ً هنا في السياره..
دارسي إنها المرة األولى التي يغضب فيها هكذا وعلى الزعيم رقم إثنين الذي البد أن يكن له
كُل اإلحترام والطاعه!!
يتمنى بحق أن يمضي األمر على خير!!
***
12 juonyour
10:30 am
– -PART END
- part 17 -
***
2:25 pm
طرق آندرو باب المكتب قبل أن يدخل وهو يقول :يكاد ينتهي الظهر وأنت ال تزال في العمل !
أال ترى بأن هذا كثير!
ريكس ببرود وعينيه على أحد األوراق :ال ِزلنا في بدايته..
تقدم آندرو قائالً :بل في الحقيقة نحن في منتصف الظهيره ,على أية حال أنت ال تتأخر في
عملك إال ألسباب قويه ,ماذا عساها تكون هذه المره ؟
جلس على الكرسي المقابل لمكتب ريكس الذي لم يرد عليه بل أكمل مطالعة الملف الذي بين
يديه..
وضع آندرو رجالً على رجل ومد يده يلعب في اللوحة الخاصة باسم ريكس وهو يقول :لقد
عُدتُ من سفري ولم أحصل على مكالمة واحده منك ,أال تعرف كيف تتحمد ألصدقائك
بالسالمة على رجوعهم من أسفارهم ؟ لقد تعلمنا هذا في اإلبتدائيه..
أكمل بعدها :على أية حال أسرع وأنهي عملك ,لدي الكثير من القصص التي حدثت وأُريد أن
أقولها لك..
ريكس ببرود :قصص مشاجراتك مع أُختك ال تهمني بتاتا ً..
آندرو بإنزعاج :ال تُذكرني بها ,بالكاد إستطعت التملص والهروب من أن تُعطيني قائمة
أوامرها المزعجة تلك التي تُكررها لي كُلما تقابلنا!
ريكس :إنها نصائح..
آندرو :ليست كذلك ,إنها فقط تُمارس سلطتها كأُخت كبيرة لتُملي علي ما تريده هي..
ريكس :حسنا ً هذا يكفي فلقد أخبرتُك بأن قصصك معها ليست من إهتماماتي..
سحب آندرو الملف ووضعه جانبا ً وهو يقول :لقد أصبحت الساعة الثانية والنصف ,هذا يكفي
بأمر مهم ..أنا جاد.. ! هيّا لنتناول الغداء في مكان ما فأن أُريد أن أُحدثك ٍ
نظر إليه ريكس والى عينيه الجادتين قبل أن يتنهد ويقول :حسنا ً ,إسبقني الى األسفل..
وقف آندرو يقول :سأنتظرك في سيارتي..
بعدها غادر في حين بدأ ريكس ينهي أموره قبل أن ينزل الى األسفل..
خالل ثلث ساعه كانا يجلسان في منزل آندرو بعد أن أخذا بعض الغداء من إحدى المطاعم
القريبه..
ريكس ببرود :هذا هو مطعمك ؟
آندرو وهو يجهز الطاولة :لستُ بهذا الغناء الفاحش يا عزيزي..
تنهد ريكس وبدأ بتناول الطعام في حين بادر آندرو بالقول :هل عادت إبنة عمك من باريس ؟
ريكس :ولما تسأل ؟
آندرو :هل من الخطأ أن أسأل ؟
ريكس بال مبااله :ال أعلم لكن بما أنكَ عُدت فهي بالتأكيد عادت..
آندرو :إذا ً أنت لم تُقابلها بعد ؟
ريكس :ما الذي تريد الوصول إليه ؟
آندرو :ماذا عن تلك الفتاة التي قُمتَ بصدمها ؟ هل هي في منزل والدك اآلن أم أوصلتها
إستيال الى منزل جينيفر ؟
ريكس ببرود :ال يهمني وال تسألني..
تنهد آندرو ونظر إليه لفتره بعدها قال :ما دامت جينيفر سافرت من أجل ذكرى وفاة والدتها
فهذا يعني بأنها أغلقت منزلها لذا هي بالتأكيد في منزل العائلة الرئيسي..
ي آندرو بهدوء يقول :ألم أقل بأن هذا الموضوع ال توقف ريكس عن الطعام ونظر الى عين ّ
يُهمني وال أُريد التحدث فيه ؟
آندرو :كف عن التصرف كاألطفال ,ألنها في نظرك قامت بسرقة إسم والدتك هذا ال يعني بأن
ترفض سماع أي شيء عنها !! أنا أُيـ...
ريكس بحده :هذا يكفي!!!
رفع آندرو حاجبه يقول :هل من ال ُمفترض أن أخاف وأصمت ؟
نظر ريكس إليه مطوالً قبل أن يُكمل تناول طعامه بهدوء تام..
تنهد آندرو وأكمل تناول طعامه وهو يقول بهدوء :ألم تُالحظ بأنك لم تعد تستطيع التحكم في
سميت باسم والدتك بشكل ُمتعمد ! إن كانت تُسبب لك كُل هذا إعصابك منذ أن عرفتَ بأنها ُ
اإلزعاج فتخلص منها..
لم يرد عليه ريكس فأكمل آندرو :أعطها بعض المال ودعها تُغادر ,تنازلها عن الشكوى ضدك
ليس كرما ً ُمبالغ منها كي تُجازى بالعيش معكم ,هناك الكثير من الجهات الحكوميه التي
يمكنها اإلعتناء بها..
إبتسم ريكس بسخريه يقول :ألم تكن فضوليا ً بشأنها قبل عدة أيام ؟ ما الذي حدث لتقول مثل
هذا الكالم اآلن ؟
بأشخاص سيئين ,من الخطر أن تبقى حولكم أكثر.. ٍ آندرو :فقط إكتشفتُ بأنها على عالقة
ريكس :مثل من ؟
أشخاص أنت ال تعرفهم ,يكفي أن تعرف بأنهم سيئين.. ٌ آندرو:
ضاقت عيناه وأكمل :وجود فتا ٍة مثلها بالقرب منك وهي على عالقة بأولئك األشخاص ال يبدو
صدفه ..لم أفهم األمر بعد ولكن أرى بأن التخلص منها هو أفضل خيار اآلن.. لي بتاتا ً بأنها ُ
تجاهله ريكس قائالً :متى وصلت من باريس ؟
آندرو بشيء من اإلنزعاج :أنا اآلن أتحدث عن تلك الفتاة ال ُمريبه!!
ريكس :وأنا لدي أمر أكثر أهمية من التحدث عن فتاة!
آندرو بشيء من السخريه :مثل ماذا ؟ العمل ؟ العمل لن ينتهي أبدا ً لذا....
قاطعه ريكس :دبر لي عذرا ً..
عقد آندرو حاجبه يقول :ماذا ؟
ريكس :أُريد أن تُدبّر لي عُذرا ً..
آندرو :عذرا ً من ماذا ؟
ريكس :يوم ميالدي السابع والعشرون قد إقترب ووالدي يريد أن يصنع إحتفاالً كبيرا ً من
أجله..
سخريه.. أشاح آندرو وجهه يكتم ضحكته في حين رفع ريكس حاجبه يقول :كُف عن ال ُ
آندرو :أُحب عندما يُعاملك والدك وكأنك ال تزال طفالً في الروضه..
ريكس :أنا طلبتُ أن تُدبّر لي عذرا ً قويا ً..
آندرو :أال تعلم فقط كيف تواجهه وتقول ال أُريد!
ريكس :ال تكمن ال ُمشكلة هنا فأنا بالفعل لم أحتفل بيوم مولدي منذ سنوات ,لكن والدي هذه
المره يُريد أن يستغل هذا اليوم لإلعالن رسميا ً عن خطبتي بإبنة عائلة كالودي..
دُهش آندرو للحضه قبل أن يبتسم قائالً :هذا رائع ,إنها فتاة جميلة وذكيه وذات نسب رفيع ,
ُمبارك لك!
إنزعج ريكس قائالً :أال يمكنك أن تفهم ولو قليالً !! إني أطلب منك أن تجد لي عذرا ً ألني ال
أُريد أن تتم هذه الخطبه فلما تُهنئني بدالً من إيجاد هذا العذر ؟!!!!
آندرو بدهشه :أأنت جاد ؟!! لما ال تُريد ؟! ما العيب فيها كي ترفض ! إنها جميله وذكيه
ولطيفه وذات مكانة رفيعة وخلفية ُمشرفه ! من عساه يرفض فتاةً مثلها ؟
ريكس :أنا..
ضرب آندرو الطاولة بيده قائالً :أتُمازحني ؟!! منذ أن كُنتما صغيرين وأنتما ُمقدران لبعضكما
ولم نسمع منك كلمة إعتراض واحده واآلن تقول ال أُريد هذه الخطبه!!!
ريكس :كف عن التحدث كوالدي ,أنا طلبتُ ُمساعده ولم أطلب ُمحاضره!
آندرو :ريكس يالها من مزح ٍة سخيفه!
ريكس :حسنا ً فهمت ,أنت أحمق وال يُمكنك إيجاد عذر لي ,سأفكر باألمر بنفسي لذا أرحني
من صوتك..
وأكمل تناول طعامه ببرود وآندرو ينظر إليه بعدم تصديق..
أخذ بعدها نفسا ً عميقا ً وهدأ الوضع لدقائق قبل أن يسأل آندرو :لما ال تريد أن تتم هذه الخطبه
؟ ما الذي غير رأيك!
ريكس :هذا رأيي منذ البدايه..
آندرو :ولما لم تقله إذا ً!!
ريكس بعد فترة صمت :أنا فقط ال أرغب بالزواج اآلن ,ما زال لدي ما أفعله..
آندرو :الخطبة ال تعني أن تتزوج اآلن!
ريكس :لكنها تعني أن أرتبط بشخص آخر وأتحمل المسؤوليه لذا ال فرق بينهما..
آندرو :حسنا ً قُلها ُمباشرةً لوالدك ! أُطلب منه تأجيل أمر الخطوبة لسنتين أو ثالث كما تُريد..
ريكس :سيطلب تفسيرا ً وأنا ال أُريد أن أُخبره بسببي الحقيقي..
عقد آندرو حاجبه يقول :وماذا يكون سببك الحقيقي ؟
إنتهى ريكس من تناول طعامه ووقف قائالً :سأستعمل غرفتك للراحة قليالً فأنا لم أنم طيلة
ليلة البارحه..
بعدها غادر وآندرو يراقبه بهدوء تام قبل أن يهمس :ماذا هناك أيضا ً ؟ ال أستطيع تخيل أن
ُهناك سبب مريب كي يتجنب ألجله اإلجابه!
فكر قليالً قبل أن يقول :هل ُهناك فتاة أُخرى في حياته ؟ كال أنا متأكد بأنه ال يوجد إذا ماذا!
دُهش وأكمل :لحضه ! ذلك الحقير !! لقد إستطاع أن يُغير موضوعي عن تلك الفتاة دون أن
أُالحظ!!
***
3:04 pm
أوقف كارلوس سيارته وفتح النافذه ينظر بهدوء الى ذلك المبنى الذي ال يبعد عنه كثيرا ً..
كان ُهناك الكثير من العاملين الذين كانوا يُنظفونه من بقايا حريق البارحه..
ضاقت عيناه هامساً :فقط هكذا ؟ ألن يقوم بإبالغ الشرطه ؟ لما يقوم بالتنضيف بينما كان
بإستطاعته إبالغ الشرطه وهي ستستطيع إخراج العديد من األدلة وربما ينتهون بمعرفة
الجاني ! لما لم يقم بذلك ؟
هل يعقل أنه بهذا الغباء ؟
أال يعرف كيف يتصرف!
أم أنه إستبق األحداث قائالً بأنه ال فائدة من إخبار الشرطه ضانا ً بأنه يستحيل أن توجد أي
أدله!!
إن كان هكذا فهو أحمق..
ضاقت عيناه للحضه وهمس :هل من ال ُممكن أن المخزن كان يحوي على بعض البضائع
الممنوعه لهذا خشي أن تكتشفها الشرطة إن قام باإلبالغ ؟
إبتسم وأكمل :نعم ,هذا يبدو منطقيا ً..
أغلق النافذه وحرك السيارة ُمكمالً :على أية حال هذا يعني بأن تلك الصفقة ستُحول لنا
بالتأكيد ,إنه نصر ساحق..
وبعدها إنطلق ُمبتعدا ً عن المكان..
***
6:17 pm
نزلت فلور من الدرج وحالما شاهدت أُختها الكُبرى إستيال تجلس على األريكه تقدمت منها
وجلست بجوارها تقول :إستيال أسمعتي بذلك ؟
إستيال وهي مشغولة بالجهاز اللوحي :ماذا ؟
فلور :أخي األكبر ألبرت ,يقول بأنه قادم الى هنا قريبا ً..
رفعت إستيال حاجبها وقالت :غريب ,البد من وجود ُمناسبة حتى يقرر الحضور..
فلور :لقد إشتاق إلينا ,أوليس هذا سببا ً كافيا ً ؟
إستيال :كال ,هو ال يأتي إال إن كان لديه عمل هنا في ستراسبورغ ,إنه مجنون بأعمال والدي
ويُريد أن يصعد بها الى القمة في وقت وجيز لذا ال وقت لديه كي يؤجل أعماله من أجل سبب
سخيف كاإلشتياق..
أمالت فلور شفتيها هامسه :لكنه قال غير هذا..
تجاهلتها إستيال وأكملت عملها على جهازها قبل أن تسأل فلور :حسنا ً ماذا عساه يكون السبب
؟
إستيال :ال أعلم..
فلور :هل سيبقى كثيرا ً ؟
إستيال :ال أعلم..
فلور :إذا ً ما الذي تعلمينه ؟
إستيال :أنك تزعجينني..
تنهدت فلور قائله :آسفه..
بعد فترة صمت قالت :أشعر بالملل ,أُريد أن أُزعج شخصا ً ما..
لم تُعلق إستيال وبعد دقيقة قالت فلور :نعم ماذا عن تلك اآلليس ؟ هل ال بأس لو ذهبتُ
إلزعاجها ؟
عقدت إستيال حاجبها وقالت :هل نزلت آليس خالل هذا النهار ؟
هزت فلور كتفها تقول :لم أرها بتاتا ً ..هل أطلب منها النزول ؟
إستيال :كال ,أُتركيها وشأنها..
فلور :أُريد أن أُشاجر أحدهم!
إستيال :أال تملين ؟
تقدمت آليس في هذا الوقت قائله :مرحبا..
ت حبيسة الغرفة طوال النهار ؟ نظرت فلور إليها في حين قالت إستيال :أهالً ,هل حقا ً بقي ِ
جلست آليس على أريكة منفصله تقول :كُنتُ أفكر وبعدها شعرتُ باإلرهاق وخلدتُ الى النوم
حتى اآلن..
إستيال :والغداء ؟
آليس :هههههه ال بأس فموعد العشاء قريب لذا سأنتظره..
إستيال :يُمكنك طلب ما تُريدين من الخادمه وستُعده لك ..ال تُجبري نفسك على اإلنتظار..
آليس :شُكرا ً على قلقك ولكن ال بأس بالنسبة لي صدقيني..
إستيال :حسنا ً كما تريدين..
بعدها أكملت عملها في حين بقيت فلور ترمق آليس بهدوء تام قبل أن تقول :هيه ,هل حقا ً ال
تتذكرين أي شيء ؟
نظرت آليس إليها قليالً قبل أن تقول :أجل..
ت على الذهاب مع أُختي بسبب رفعت فلور حاجبها وقالت :إذا ً كيف تتذكرين باريس ؟ لقد وافق ِ
ت تتذكرين باريس رغبتك في رؤيتها ,يجب على فاقدي الذاكره أال تذكروا أي شيء فلما أن ِ
والمتحف و.....
ت فضوليه فإقرأي عنه تنهدت إستيال وقاطعتها قائله :فلور فقدان الذاكره أمر معقد لذا إن كُن ِ
في اإلنترنت ودعيك من هذه األسئله..
مطت فلور شفتيها بإستياء قبل أن تلتفت الى الخلف عندما سمعت صوت أحدهم قادم من
الخارج..
إبتسمت رغما ً عنها عندما رأت بأنه ريكس الشخص الذي تحب أن تتنمر عليه بسبب طبيعيته
الصامته..
وقفت وتقدمت منه قائله :هيه لما لم تحظر سوى اآلن ؟!! أين كُنتَ طوال النهار ؟
نظرت آليس الى فلور متعجبه من إسلوبها الطفولي هذا..
كم عمرها هذه بالضبط!
تجاهلها ريكس كعادته وعندما مر من جوارها إبتسمت بسخريه تقول :هل تعلم بأن أخي
ألبرت قادم خالل هذه األيام ؟ يبدو بأننا قريبا ً سنعرف من هو الشخص الذي يستحق أن يحمل
إسم عائلتنا ُمستقبالً ُ ,هناك شتان ما بين أخي األكبر الرائع والناجح وما بين إبن قاتلة
روسيه..
إتسعت عيناه للحضه وإلتفت شادا ً إياها بقوة من ياقة قميصها فصرخت بخوف واضعةً يديها
أمام وجهها..
نظر بحدة إليها هامساً :قوليها مجددا ً كي أقطع ُحنجرتك!
تركت إستيال جهازها بهدوء ووقفت متقدمةً منهما تقول :هذا ُمخيب حقا ً ,تهديدك لطفلة
تصغرك بتسع سنوات ليس سوى دليل ضعف!
إرتجفت فلور خوفا ً وهي تقول :أُختي ساعديني..
توقفت إستيال أمامهما تماما ً تقول بهدوء لريكس :أتركها وتحلى ببعض الرجولية لو سمحت..
تركها ريكس وهو يقول بهدوء :كرريها وستندمين حينها..
ذهبت فلور بسرعه خلف أختها بعدها نظرت إليه تقول بتحدي وبصوت مليء باإلرتجاف:
وكأنني أخاف منك !! لن يمكنك أن تفعل أي شيء سوى الصراخ ُهنا و ُهناك..
ست وجهها خلف أختها التي قالت لريكس ببرود :يبدو بأن رمقها بنظرة حاده فجفُلت خوفا ً ود ّ
ت سليمه فأنا بحق ال عمي العزيز أليكسندر قد كبُر بالعمر وأصبح ال يستطيع إتخاذ قرارا ٍ
يمكنني أن أستوعب حقيقة بأنه يعمل جاهدا ً من أجل أن يجعل شابا ً مثلك هو من يحمل إسم
عائلتنا في ال ُمستقبل ! هذا ُمثير للشفقه..
نظر ريكس إليها بهدوء قبل أن يقول بسخريه :فتاة ال يمكنها حتى أن تختار شريك حياتها
بعقالنيه كيف يمكنها الحكم على اآلخرين ؟ إحرصي على تصحيح معيشتك المثيره للشفقه
وتعالي بعدها لتطلقي األحكام على اآلخرين..
إحتدت عيناها بغضب وقالت :ال يحق لك الحكم على إختياراتي الخاصه فأنا ال أضر أحدا ً فيها
أسمعت ؟!!! كف عن التدخل بهذا األمر ألنه يخصني وحدي!
ريكس :أكف عن التدخل ؟ أتعنين أن أُخبر والدي وهو يتدخل بنفسه ؟
إستيال بحده :ريكس!!!
ريكس ببرود :أتمنى أن تُركزي على دورك كأخت كبيره وتربي أخوتك على اإلحترام وحفظ
ت ندا ً لها حسنا ً ؟ ت لس ِ اللسان وأتركي أمور الوراثه للكبار فأن ِ
إرتجف جسدها غضبا ً من كالمه ال ُمهين هذا وقالت :ريكس ال تجعلني أسعى لتدميرك !! أنت
تعرف بأني أستطيع أن أُنهيك تماما ً فأخطائك كثيرة ويمكنني إصطياد أي واحده منها لذا تجنب
محادثتي وركز على الدور الذي رسمه والدك لك وإال ستندم طيلة عُمرك!
إبتسم بسخريه يقول :أقصى ما تقدرين عليه هو تشغيل موسيقى تزعجني ,هل يمكنك
الوصول لما هو أكبر ؟ أريني إذا ً..
بعدها إلتفت وغادر وهي تنظر إليه بغضب شديد هامسةً لنفسها :أستطيع أيها الوغد ,صدقني
أستطيع!
بعدها إلتفتت الى فلور قائله :إياك وأن أسمعك ُمستقبالً تتحدثين عن والدة ريكس بسوء..
وبعدها ذهبت لتأخذ جهازها وفلور تنظر إليها بدهشه وهي تقول :هيه إستيال هل إستسلمتي
ت من النوع الذي يخاف أمثاله فلما ؟ ت لس ِله ؟!!! أن ِ
سحقا ً لك!!!تجاهلتها إستيال وهي تخرج خارجا ً فعضت فلور على شفتيها بغضب وهي تقولُ :
بعدها خرجت خلف إستيال تستفسر منها عن أمرها الغريب ذاك فهي ال يُمكنها أن تُصدق بأن
أختها الكبيرة والرائعه تخاف ريكس!!
في حين كانت آليس في مكانها تجلس بهدوء دون التفوه بأي شيء..
هذه العائله تكتشف كُل يوم شيء سيء بخصوصهم..
إنها عائلة غير طبيعيه البته!
***
9:33 pm
تعالت أصوات صيحات الجماهير وهي تنزل من على المسرح بعد أن أدت إحدى أغانيها
المشهوره التي أصبحت تتردد على كُل لسان..
دخلت الى الغرفة وجلست على الكُرسي وهي تقول لمرافقها :أحضر لي عصير ليمون..
هز رأسه وغادر في حين تقدم منها جوديف قائالً :هل تريدين ال ُمغادرة اآلن ؟
كاتالين بهدوء :خالل عشر دقائق..
جوديف :ماذا عن الصحافه ؟
كاتالين :أخبرتُك بأني ال أُريد..
راض بتاتا ً عن هذا األمر..
ٍ تنهد ولم يعلق رغم أنه غير
رن هاتفها النقال فأحظرته إحدى العامالت من حقيبتها وقدمته لها..
نظرت كاتالين الى المتصل وإمتعض وجهها عندما رأت بأنه كاميل..
أشاحت بوجهها تقول لجوديف:رد وأخبره بأني ال أزال على المسرح..
أخذه ورد عليه وأخبره بما أمرته به كاتالين قبل أن يُبعد الهاتف عن أُذنه ويقول :يقول أن
العرض إنتهى ,هو يُريد ُمحادثتك اآلن..
مطت شفتيها بعدم رضى قبل أن تأخذ الهاتف وتُجيبه قائله :ماذا ؟
تخرجين صحيح ؟ كاميل :أُراهن أنك تتجهزين من أجل الرد على أسئلة الصحافة عندما ُ
كاتالين :أخشى بأن رهانك ليس في محله..
كاميل بهدوء :على ماذا إتفقنا ؟
كاتالين ببرود :أنت من أمرت وأنا لم أُوافق..
كاميل :ال تكوني حمقاء..
كاتالين :سأكون كذلك إن أستمررت باإلستماع الى أوامركم ,أنا لستُ دميه..
كاميل :أعلم هذا وكالنا يعلم من هي الدمية في الموضوع لذا كاتالين دعي األمر ينتهي بهدوء
..
صمتت كاتالين لفتره قبل أن تقول :ليس اآلن..
كاميل :بل اآلن..
كاتالين :إذا ً أرفض..
كاميل :عنادك لم يضمن ُمستقبلك ! لم أعهدك غبيه..
كاتالين بإنزعاج :إذا ً ليس اآلن وإنتهى األمر!!
كاميل بهدوء :حسنا ً سآخذ برغبتك هذه المره لذا فكري جيدا ً ,بعقلك وليس بقلبك..
أغلقت بعدها الهاتف ورفعت عينيها تنظر الى إنعكاس وجهها في المرآة..
كُل ما شاهدته هو وجه شابه جميله تكسو الكئآبة مالمحها بالكامل..
شدت على أسنانها ورمت هاتفها بقوه في المرآة مما شكل تصادما ً قويا ً كُسر على إثره ُكالً من
الزجاج والهاتف..
هدأ المكان فورا ً بعد صوت اإلرتطام العنيف هذا وتوجهت جميع العيون إليها قبل أن تقف
وتقول بحده لجوديف :سأُغادر اآلن..
أخذت معطف الفرو وخرجت تاركةً عصير الليمون الذي كانت تتوق إليه..
ركبت سيارة المؤسسة الخاصه وركب معها ُكالً من وصيفتها ومصمم األزياء الذي يُرافقها
دائما ً ومدير أعمالها أخيرا ً وبعدها حرك السائق السياره..
بقيت تنظر عبر النافذه قبل أن تسل ُمدير أعمالها قائله :كم سيغيب إدريان ؟
تنهد وأجابها :لستُ ُمدير أعماله كما تعلمين ؟
ظهر الغضب على وجهها فتحدث جوديف فورا ً يقول :بالغد على ما أضن فلقد سمعت بأنه أخذ
إجازة لهذا اليوم فحسب..
تنهد براحه عندما هدأت مالمحها الغاضبه وبعد فترة صمت طويله قالت للسائق :أوصلني الى
منزله..
صعق الجميع فقال ُمدير أعمالها بسرعه :أجننتي ؟!! يستحيل أن نوصلك الى منزله وبسيارة ُ
المؤسسة أيضا ً !! نحنُ نُحاول إيقاف الشائعات بخصوص تواعدكما وأن ِ
ت تريدينها أن تتأكد
؟!!!
كاتالين :وما الخطأ في ذلك ؟
ت جديدة في عالم الفن كي تسألي مثل هذا السؤال ! على أية حال إنسي األمر رد عليها :لس ِ
ت في اآلونة األخيرة حساسة للغايه وال فلن نوصلك وكفي عن التصرف هكذا ! لما أصبح ِ
تُحكمين عقلك بتاتا ً ؟
لم تُجبه ونظرت عبر النافذة ُمجددا ً الى الطريق..
ال بأس ,ستذهب إليه هي بنفسها..
***
11:10 pm
لم تذهب الى تناول طعام العشاء مع أحد وإكتفت بأن تطلبه الى غرفتها..
الشجار الذي رأته هذا المغرب سبب الكثير من التوتر في المنزل لذا ال تريد رؤية المزيد منه
..
على أية حال هي ال تدري حتى ما إن كانوا جميعهم تناولوا طعام العشاء مع بعضهم أم ال ..
هي فقط تجنبت األمر قدر ال ُمستطاع..
تنهدت وهي تتذكر سابقا ً عندما تمنت بأن تبقى في هذا المنزل عوضا ً عن فيال جينيفر الخاصه
لكي تجد من تتحدث معه..
اآلن ,هي بالفعل إشتاقت لألجواء الهادئة هناك البعيدة عن المشاكل..
لقد إشتاقت لمارك حتى ,ترى ماذا يحدث معه اآلن ؟
تشاجر مع والدته كالعاده ؟
إشتاقت للحديقة ال ُمقابله للمنزل ..إشتاقت حتى الى المربية المزعجة تلك والتي تكرهها لسبب
ما..
إستلقت على السرير ونظرت الى السقف بهدوء تام وكالم إستيال هذا الصباح ال يُغادر دماغها
أبدا ً..
ل يمكنها أن تجد سببا ً مقنعا ً لما حدث..
ال شيء قد يجعل ريكس هذا المزعج البغض أن يذهب بنفسه الى جينيفر ويخبرها بصدمه
لفتاة ما..
لن يفعلها ,إن كان يكرهها كما تقول إستيال فال وجود لسبب مقنع ليذهب إليها..
وال يمكن أيضا ً أن تكون سمعت عن األمر ُمصادفه..
الذي صدمها هو ريكس فقط ,إن لم يخبرها ريكس فمن عساه قد أخبرها ؟
لحضه ,هل من ال ُممكن بأن مع ريكس شخصا ً ما كان بذات السياره وهو من أخبرها ؟
إدريان مثالً أو إليان ؟
ولكنه على عالقة سيئة مع كالهما لذا يستحيل أن يغادروا بسيارة واحده..
إذا ً من!
والده ؟
مستحيل فهو سيختار دفع المال على أن يُخبر زوجته باألمر..
إذا من ؟
أو لحضه!.....
هل يمكن أصالً أن يكون ما قالته إستيال كذبا ً ؟!
همست :هل يمكن بأن ريكس وجينيفر ليسا على خالف كما قالت لي ؟ ربما فلو كان هذا
السبب ألصبح كُل شيء واقعيا ً!
درات في رأسها جملة كين عندما قال "كفي عن الثقة به! "
هل قصد بهذا إستيال ؟
هذا ُمحتمل ,وبشكل كبير ولكنها أخته..
ال تضن بأنه قد يقول مثل هذا الكالم ألخته الكبيره وخاصةً أن عالقتهما بدت طبيعيه ول كره
فيها..
إذا ً ماذا ؟
هل هي صادقه ؟
إذا كان أجل فكيف عرفت جينيفر بوجوده بالمشفى إذا ً!!
أغمضت عيناها وهاهي قد عادت الى نقطة البدايه..
سحقا ً له ,لما عالقته سيئه مع الجميع ,جينيفر وإدريان وإليان واليوم أكتشف بأنه همستُ :
أيضا ً على عالقة سيئه مع فلور وإستيال!
هل هو طبيعي حقا ؟!! كيف له أن يكون مكروها الى هذا الحد من قِبل جميع أفراد العائله ؟!!
ماذا قد فعل حتى يصل األمر الى هذا الحد ؟
فتحت عيناها بهدوء عندما تذكرت إستفزاز فلور له..
همست" :إبن قاتله روسيه" ,لقد غضب منها وأمرها بعدم تكرار هذا الكالم ,هو لم ينكره بل
أمر بعدم تكراره ,أال يعني هذا بأنها حقيقه ؟
تذكرت كالم إستيال عن خيانة ريكس لوالدته..
إعتدلت جالسةً على السرير وهمست :هل من ال ُممكن أنها قتلت شخصا ً ما وريكس شهد
الجريمة وبلغ عنها ؟ نعم هذا منطقي ولهذا يقولون بأنه خان والدته وتسبب بموتها!
عقدت حاجبها ُمجددا ً عندما تذكرت كالم إليان سابقا ً عندما نعتته بالمجرم القاتل!
لحضه ! األمر أصبح معقدا ً ومشوشا ً..
من القاتل اآلن ,أمه أم هو ؟
همست :أم كالهما ؟
اآلن بدأ األمر يصبح واضحا ً..
لهذا هو مكروه من بين الجيمع..
قاتل إبن قاتله ..من قد يحب أمثاله ؟
هذا طبيعي..
وقفت من على السرير وإتجهت خارجا ً كي تشرب لها بعض الماء..
أو في الحقيقة خرجت لعلها تُصادف إستيال كي تسألها هذا السؤال ال ُمباشر..
توقفت عند الباب وهمست لنفسها :أيتها الفضوليه !! ألم تُقرري أن تكفي عن التدخل في
شؤونهم ؟!!!
خرجت وأغلقت الباب خلفها متجهة الى األسفل وهي بالفعل قررت التوقف عن التدخل..
لكن كيف لها أن تتمسك بهذا القرار عندما تحدث مشاكلهم أمام ناظريها!!
هم من يجبروها على هذا..
تجمد الدم في عروقها صدمةً عندما ظهر في وجهها ألكسندر رب األسرة كان لتوه أنهى
صعود الدرج الذي كانت تعتزم النزول منه..
شعرت بالرهبة منه فآخر مرة قابلته سمعته يطلب من ريكس التخلص منها..
همست في نفسها" :أرجوك يا إلهي دع هذا الموقف يمر على خير" ..
نظر إليها ببرود وتجاوزها ,لم يمكنها حتى أن تتنفس براحة فقد صدمها وهو يقول بهدوء:
إتبعيني..
سحقا ً!
لما لم يمر الموقف على خير كما كانت تتمنى ؟
زاد الخوف بداخلها ولحقت به وهي بحق ال تملك فكر ٍة عما يمكن أن يريده منها..
لكن كل ما تعرفه بأنه لن يكون أمرا ً جيدا ً بالتأكيد..
دخلت الى المكتب حيث دخل وأغلقت الباب خلفها بعدما أمرها بذلك..
تقدمت بهدوء من مكتبه الذي كان يجلس خلفه وهو يفتح أحد أدراجه..
ي ونظر الى عينيها يقول :كم تريدين كتعويض عما فعله إبني ريكس ؟ أخرج بعدها دفترا ً مال ّ
إختفى الخوف تدريجيا ً من صدرها وحل محله اإلستياء التام..
هي ال تريد مالهم!!
لقد عرضت عليها جينيفر ذلك في أول يوم ,وعرض ريكس األمر سابقا ً واآلن األب!!
ال تريد مالهم ,هي لم تتنازل ليدفعوا لها تعويضا ً..
هي تريد فقط أن تجد عائلتها..
تكره هذا ,تكره الشعور الذي زرعه ألكسندر بداخلها للتو..
تشعر وكأنها متسوله..
أجابته :ال أريد مالكم!
أليكسندر :بل ستأخذيه ,كم تريدين ؟ سأدفع من األلف الى المائة ألف لذا تكلمي..
آليس بضيق شديد :أخبرتُك بأني ال أُريد مالكم فأنا لستُ متسوله!!!
ت ترين نفسك هكذا ! كُل ما أُريده هو دفع ُمقابل فأنا ال أُريد أليكسندر ببرود :ال شأن لي إن كُن ِ
أن يكون إبني مدينا ً ألحد ,كم تريدين ؟
آليس بإصرار :ال أريد!!
أقفل أليكسندر الدفتر وقال بهدوء :حسنا ً ,إذا ً أتمنى أن تُغادري خالل اليومين القادمين ,ما
فعلته زوجتي كان طيبة ساذجة منها لذا هذا يكفي ,سأحرص على أن يوصلك أحدهم الى
الجهة الحكومية التي تعتني بمن هم مثلك وينتهي األمر الى هذا الحد فوجودك غير مريح بتاتا ً
,إنه أشبه بسكين على عنق إبني قد تقتله في أي لحضه وأنا ال أُريد حدوث ذلك ..واآلن
غادري مكتبي وسأرسل لك أحدهم خالل يومين لذا متى ما شعرتي بأنك بحاجة ألن تأخذي
ي قبل أن تُغادي..مقابالً تعالي إل ّ
شعرت بضيق ٍة كبيرة غزت صدرها من كالمه هذا..
إنه يطردها..
إرتجفت شفتها رغما ً عنها وقالت :أنا لم آتي هنا بإرادتي ولم أُقحم نفسي بينكم حتى تطردني
بهذه الطريقه!
رفع حاجبه فأكملت :أنا إنسانه وعليك إحترام كوني بشرا ً مثلك ! ال تُعاملني بدونيه وتطردني
بهذه الطريقة ال ُمهينه ,السيده جينيفر هي من أرغمتني على الحظور معها ,السيده جينيفر
هي من أرغمتني على البقاء بجوارها ,السيده جينيفر هي من أرغمتني على إنتظار عائلتي
في منزلها !! أنا لم آتي عنوةً لتطردني وأنا لم أتنازل ألطلب تعويضا ً وأنا لستُ فتاةً بدون
أصل أو عائله ألني فقط فقدتُ ذاكرتي!
ثارت دمائها بالداخل وأكملت بحده :لذا ال يحق لك بتاتا ً طردي ,وأنا لن أخرج من هذا المنزل
إال بكُل إحترام وتقدير ! أجل إن كُنتَ ستطردني فأنا سأبقى عنوةً ورغما ً عنك ولن أخرج منه
بتاتا ً مالم تطلب مني هذا السيدة جينيفر نفسها وبكل تقدير أيضا ً ..وبالنسبة إلبنط وموضوع
السكين فأنا لم أفهم منه أي شيء ولكن ال يهمني ما إن كان سيتأذى كما تقول أو ال ,هو منذ
البداية لم يكن محترما ً ولم أسمع منه كلمة إعتذار واحده على تلك الحادثه التي لخبطت حياتي
لذا لما أهتم ؟!
أكملت بعدما تذكرت أمراً :ال تنسى أيضا ً أنه بسببكم أنتم غادر الشخص الوحيد الذي عرفني
من المنشور الذي نشرته السيده جينيفر والذي طردتماه من على باب المنزل دون حتى أن
تستمعوا لي أو له !! لقد دمرتَ فرصة ثمينة في حياتي وفي األخير تطردني بالشكل هذا ؟ لن
أقبل ولن أُغادر ولتفعل ما تُريد ؟
أليكسندر ببرود :إذا ً ...هل تُفضلين أن يتم جرك من قِبل الشرطه ؟
ثارت أعصابها وتملكها غضب شديد من ردة فعله ومن كمية حقارته..
إنها تكرهه!
تكرهه للغايه!!
– - part end
ت ُمتأكده
خالل فترة من الوقت أوقف فرانس سيارته أمام فيال جينيفر ونظر إليها يقول :هل أن ِ
؟ أعني أخشى أن تغضب منك السيدة جينيفر فهي على الرغم من لطفها إال أنها ال تُحب
التطفل و...
قاطعته آليس :شُكرا ً إلهتمامك ولكن ال تقلق ,لقد أخبرتني كثيرا ً أن أتصرف وكأنه منزلي..
إبتسمت وقالت :للمرة الثانيه شُكرا ً على التوصيله ,لقد أتعبتُك..
إبتسم وقال :ال بأس ,لقد كُنتُ قريبا ً على أية حال ,إن إحتجتي الى شيء آخر فأخبريني..
إبتسمت له قبل أن تفتح الباب وتنزل ففتح فمه وقال :آليس..
إلتفتت إليه تقول :ماذا ؟
نظر إليها لفتره قبل أن يبتسم بتوتر قائالً :ال شيء ,أراك الحقا ً..
حملت حقيبتها وقالت :شكرا ً لك ,رافقتك السالمه..
بعدها إلتفتت وراقبها حتى تأكد من أن الباب قد فُتح لها ودخلت الى الداخل..
رفع يده وقبض على قالدته المخفية تحت قميصه قبل أن يشد على أسنانه بعدها حرك سيارته
وغادر المكان..
صعدت آليس الدرج بعد أن سمعت توبيخا ً من ال ُمدبرة التي وصفتها بقلة ذوق أن تأتي الى
منزل أهله خارج البالد وبوقت متأخر من الليل..
تقدمت من حجرتها وحالما مدت يدها لتفتح الباب عقدت حاجبها وإلتفتت الى يمينها عندما
الرواق ال ُمظلم ..تركت حقيبتها أرضا ً وتقدمت وصل الى مسامعها صوت ما من آخر هذا ِ
هامسةً :السيده جينيفر وإبناها خارجا ً والخدم توجد غرفهم باألسفل فإذا ً من ؟
تقدمت وهي تتذكر المرة األولى التي دخلت فيها هذا المكان..
وقتها حصلت على توبيخ شديد ال يُمكنها نسيانه ألنها تجولت في مناطق ال دخل لها فيها..
وصلت الى الباب الذي كان غير ُمحكم اإلغالق وعقدت حاجبها تنظر الى النور االخفيف الذي
يخرج من الغرفه..
هل ...أحدهم هنا ؟
إنه موقت النوم لذا أضواء المنزل ال تكون ُمضائه..
مدت يدها ودفعت الباب قليالً فتبادر الى سمعها صوت شهقت ما قبل أن يُغلق الباب بقوة في
وجهها..
صدمت مما حدث وحاولت فتح الباب ُمجددا ً ولكنه كان ُمحكم الغلق.. ُ
نظرت الى أقدامها لتى بأن الضوء الذي يخرج من تحت الباب قد أُطفئ في هذه اللحضه..
ماذا ؟!!!
من بالداخل!!
يستحيل أن يكون أحد الخدم ,أو حتى إدريان أو أُخته!
حتى ريكس يستحيل أن يكون هو..
فصوت الشهقة تلك ....بالتأكيد كانت صادرة من طفل!
***
13 juonyour
9:30 am
دخل إدريان الى المؤسسه واضعا ً يديه في جيب معطفه وهو ينظر يُمنةً ويُسره..
إبتسم ورد على كُل من مر وألقى التحية عليه قبل أن يوقف أحد العاملين وأخذه جانبا ً وهو
يقول :هيه ليم..
ليم :ماذا ؟
صحف أو المواقع إدريان :كيف هي أوضاع المؤسسه ؟ هل من شائعات جديده إنتشرت في ال ُ
اإلجتماعيه ؟
تنهد ليم وقال :آه أجل يوجد ،األحمقان شارون وبريك لقد تم إصطيادهما عن طريق إحدى
الصحفيين وإنتشر أمر مواعدتهما علنا ً والى اآلن لم تُخرج المؤسسه أي خطاب رسمي بهذا
الشأن فهي تريد أوالً أن تُقيّم ردة فعل ال ُمعجبين وعلى هذا األساس ستختار القرار ال ُمناسب..
إدريان بتعجب :بريك يواعد شارون !! لم أتخيل هذا األمر بتاتا ً!!
ليم :ألم ترى ال ُمعجبين أمام باب المؤسسه ؟ جميعهم غير راضيين بأن يُحب محبوبهم بريك
أي فتاة وهم غير متقبلين لألمر بتاتا ً..
تنهد إدريان براحه وقال :إذا ً تلك اإلعتراضات كانت تخص بريك ،جيد..
عقد ليم حاجبه بتعجب فأكمل إدريان :إذا ً لم تكن ُهناك أي شائعات ُمنتشره بخصوصي ؟
هز ليم رأسه قائالً :لم أسمع شيئا ً...
بعدها أكمل بصدمه :لما تسأل ؟!!! أي ُمصيب ٍة قُمتَ بفعلها ؟!!!
ضحك إدريان وغادر قائالً :ما دامت لم تنتشر فال بأس هههههه..
ليم بعدم تصديق :ذلك المستهتر!!
دخل إدريان المصعد وإختفت اإلبتسامة من على شفتيه هامساً :لم ينتشر أي شيء ! تلك
الصحفية لم تنشر أي شيء مما قامت بتصويره ! لم تنشر أمر خروجي مع فتاة غريبه ،وال
عن أمر قتالي مع بعض شباب الشوارع وال أي شيء !! ما الذي تنوي عليه ؟ إنها تُقلقني..
فُتح باب المصعد وعندما أراد الخروج وجد أمامه شارون تريد الدخول..
إبتسم وقال :ماذا ؟ ألم تجدي من بين الجميع سوى بريك ؟ صدمتيني بذوقك!
إبتسمت له بلطف قائله :قُل شيئا ً سيئا ً عنه مجددا ً وستموت على يدي عزيزي إدريان..
إنفجر ضاحكا ً وهو يقول :أُحبك عندما تهددين بهذه الطريقه ،واااه من الخسارة أن تكوني
ثُنائيا ً مع ذلك ال ُمستفز..
تجاهلته ودخلت الى المصعد وضغطت على زر الدور الخامس فتنهد وقال لها :إذا ً هذا صحيح
ت فعالً تُحبيه..
،أن ِ
نظر الى األمام ُمكمالً :لمن الخسارة أن تُحبي شخصا ً في نفس مجالك فالعالم كُله حينها
سيُحاربك وسيكون اإلنفصال هو حلكم األخير..
شارون :لن يحدث..
إدريان بسخريه :سيحدث ،سيُجبركم المعجبون ،ستُجبركم المؤسسه ،العالقات داخل إثنين
من ذات المؤسسه ممنوعه فهي ستُخل بها وبمكانتها بين الجمهور وقد يصل بها األمر الى
طرد أحدكم يا عزيزتي..
إبتسمت وقالت :سترى ماذا سأفعل..
تعجب ونظر إليها قبل أن يُفتح المصعد وتخرج منه ،تنهد ومد يده الى األزرار كي يعود الى
الطابق السابق ولكن أوقفه صوت أح ٍد يُناديه..
نظر الى خارج المصعد ليرى كاتالين تتقدم ُمتجهة إليه فإبتسم قائالً :أال ينطفئ جمالك هذا ؟
وقفت أمام المصعد تقول :أريد أن نتحدث..
إدريان بتعجب :حسنا ً يُمكنك أن تتحدثي..
كاتالين :ليس ُهنا ،سأزورك الليله في فيال والدتك..
إلتفتت لتُغادر فدُهش إدريان وقال :هييه ال يمكنك الحظور الى منزلي !! أنا....
لكنها تجاهلته وغادرت فتنهد وهمس :أهي مجنونه ؟ ماذا لو شاهدها أحدهم..
ضغط زر الدور الرابع وهو متأكد بأنه مهما حاول إقناعها فهي ستأتي في نهاية المطاف ،
إنها عنيده..
تذكر أمرا ً فقال :يا إلهي ! عزيزتي إيلي في المنزل ،بالتأكيد لن تُرحب بحظور كاتالين إليه !
ي إيجاد طريقة لكي تذهب الى منزل العائله الرئيسي قبل المساء.. عل ّ
فُتح باب المصعد لكنه بقي واقفا ً في مكانه لفتره قبل أن يهمس :لكن لما هذه الجديه ؟ ماذا
تريد أن تُخبرني به ؟
***
2:00 pm
أخذت آليس نفسا ً عميقا ً قبل أن تُقرر الدخول الى غرفة الطعام..
بالداخل ُ ,هناك جينيفر وإبنتها إليان..
ستكون هذه المرة األولى التي تُقابل فيها إليان بعد ما حدث في تلك الليله..
ال تضن بأن اإلبنه ستُرحب بها وخاصةً بعدما ضحكت عليها وقتها..
تشعر بالتوتر ,تتمنى أن يمر الغداء على خير دون أي شجار..
ولكنها تضن بأن هذا ُمستحيل..
تمنت لو أصرت على رأيها وتظاهرت بالمرض ولكن هذا لم يفلح..
مدت يدها وأدارت مقبض الباب قبل أن تدخل واإلبتسامة على وجهها قائله :مساء الخير..
إبتسمت جينيفر قائله :أهال آليس ,تفضلي..
في حين كانت إليان ترمقها بنظرات حاده قبل أن تلتفت على والدتها تقول :لما هذه الخادمه
هنا ؟
جينيفر :أخبرتُك بأنها ليست كذلك لذا...
قاطعتها إليان :بل هي كذلك ,ما دامت لم تُنكر وقتها وإستمرت صامته لتجعلني أظهر بمظهر
أحمق فهي ستظل خادمة في نظري ولن أُغير هذه النظرة بتاتا ً حتى لو طلبتي مني هذا يا أُمي
!..
تنهدت جينيفر وقررت البقاء صامته في حين تقدمت آليس وجلست على كُرسيها تقول إلليان:
حسنا ً لقد كانت غلطتي لذا أعتذر..
إليان :ال يبدو عليك الشعور باألسف ُمطلقا ً!!
بعدها وقفت لتُغادر فقالت لها جينيفر :الى أين ؟!!
إليان :لن أبقى معها في ذات الطاوله ! سأُكمل طعامي في حجرتي..
آليس في نفسها" :هل هي طفلة حساسه أم ما فعلتُه لها كان قاسيا ً بحق"!
وقفت هي األُخرى بعد ُمغادرة إليان فقالت جينيفر :ماذا أيضا ً ؟
آليس بإبتسامه :سأتحدث إليها..
بعدها غادرت خلفها لتجدها أمام إحدى الخدم تطلب منها إحضار بعض الطعام الى حجرتها..
حالما إلتفتت إمتعض وجهها وهي ترى آليس أمامها لتقول :ماذا ؟ لما تلحقين بي!!
تنهدت آليس وقالت :حسنا ً إليان أنا أعترف ,لقد كان هذا وقاحةً مني ,إعذريني..
نظرت إليان إليها لفتره قبل أن تقول :أتريدين مني أن أصفح عنك ؟ إذا ً فقط إختفي من وجهي
,ال أُحب رؤية من تالعب بي أمامي حسنا ً!
بعدها تجاوزتها لتصعد الى األعلى فأخذت آليس نفسا ً عميقا ً قائله :حسنا ً فعلتُ ما علي ,لم
أكن أُحبذ أن تنشئ عداوةً بيننا ولكني حقا ً أستحق ,إني في بعض األحيان أتصرف بحقارة
تصدمني شخصيا ً!!
رن جرس المنزل في هذا الوقت فإلتفتت تنظر الى الخادمه التي تقدمت من الباب لتفتحه..
صدمت عندما رأت بأن من حضر هو إليكسندر نفسه وليس إدريان كما كانت تتوقع.. ُ
ال إيراديا ً إختبأت خلف إحدى ديكورات الفيال وراقبته وهو يسأل الخادمه عن جينيفر..
سحقا ً!
ُ
لقد حضر قبل أن تتحدث هي مع جينيفر ,كانت تتمنى لو فتحت معها موضوع ما حدث الليلة
ت أبكر مما توقعت.. الماضيه ولكن لقد حضر أليكسندر في وق ٍ
ياله من حظ!!
شاهدته يذهب الى الغرفة التي جلست فيها آليس في أول يوم لها هنا بينما إتجهت الخادمه الى
غرفة الطعام لتخرج منها بعد دقائق جينيفر وتذهب الى حيث يتواجد زوجها..
عضت آليس على شفتيها ولم تستطع أن تمنع نفسها من اإلقتراب والتنصت..
هذه المرة ليس فضوالً بل هي بحاجة الى أن تعرف حقا ً ما موقعها في هذه العائله..
في حين جلست جينيفر على األريكة ال ُمقابلة لزوجها قائله :ما األمر المهم الذي جعلك تأتي
ُمباشرةً الى ُهنا بدل أخذ قسطا ً من الراحه..
أليكسندر بهدوء :سمعتُ بأن تلك الفتاة المتطفله ُهنا اآلن..
رفعت جينيفر حاجبها تقول :إن لم تكن ُهنا فأين يُمكن أن تكون ؟
أليكسندر :لقد قُمتُ بطردها باألمس لذا أتمنى أال تتعارضي مع أوامري وتحميها في فيلتك..
دُهشت جينيفر للحضه قبل أن تتحدث بهدوء ثائله :ألم نتفق عل أال يتدخل أحدنا في عمل
اآلخر ؟ أنا من تكفل في رعاية الفتاة لذا ال يحق ألحدهم أن يطردها أو يُسيء إليها..
ت من عليها أال تتدخل أليكسندر ببرود :لقد صدمها إبني ,األمر يعنيني منذ البدايه لذا أن ِ
وسأتكفل أنا بتنظيف فوضي ريكس هذه..
جينيفر :برأيك كم تاريخ هذ اليوم ؟ إنه الثالث عشر من يناير وإبنك قام بصدمها في األول من
ديسمبر ! بعد مرور شهر ونصف تريد أن تتكفل أنت بالموضوع ؟ ال تُضحكني!
وضعت رجالً على رجل وأكملت :أصبحت مسؤوليتي أنا لذا كما أخبرتُك سابقا ً ال تتدخل في
أمرها وعلى أية حال هي لم تضرك في شيء!
أليكسندر :وجودها في حد ذاته هو الضرر ! علينا دفع تعويض لها ثم إبعادها عن ُمحيطنا قدر
اإلمكان ,ال أُريد من اآلخرين أن يروها ثُم يتساؤلون عن هويتها وعن سبب وجودها بيننا
ليصلوا في األخير الى الحقيقه في حينها إبني سيتضرر أكثر مما تعتقدين ! سيبدو األمر وكأنه
تسبب لها بحادث وبعدها ألنها فقدت ذاكرتها قرر إستغاللها وإغرائها بالمال حتى ال يُعاقب
على جريمته ,ال وجود لتبرير آخر قد يخطر في رؤوسهم ! هذا مالم تعرض الصحافة األمر
بشكل ُمبالغ للغايه وتزيد من الضرر عليه ! إنه اآلن في موقف حرج بعد أن أُتهم زورا ً بقتل
ذلك المدعو بفبريان ,إن كُشف أمر تلك المتطفله فمن عساه يُصدق بأنه بالفعل لم يكن من
قتل فابريان ؟ سيقولون إنه تاجر غني قام برشوة الشرطة كي يخرج من األمر وحينها لن
يتردد أعداؤه الكُثر في إلصاق التهم به والناس سيقومون بالتصديق فمن أجرم مرة فسيُجرم
عشرا ً وحينها سيسقط الى الهاويه!
جينيفر :أنت تُبالغ..
ت التي ال تفكري باألمر من منظور آخر ,لو كان إدريان من قام بصدمها لم أليكسندر :بل أن ِ
ت بالبرود هذا!!كُن ِ
إحتدت عيناها بشيء من الغضب قبل أن تقول ببرود :لو كان فعالً إدريان لما رأيتُك تهتم
بأمره الى هذا الحد..
بقي الجو هادئا ُ لفتره قبل أن يقول :ال أُريد أن أُناقش أكثر ,تلك ال ُمتطفله أُريد أن تختفي قبل
يوم ميالد ريكس القادم ,أتمنى بأن تكون أوامري واضحه..
جينيفر :بإسلوبك هذا أنت تستفزني ,وأنا أزداد عنادا ً في مثل هذه الحالة يا عزيزي..
ت
ت بجلبها الى المنزل ؟ لما قرر ِ نظر إليها بهدوء قبل أن يقول :لما إذا ً في المقام األول قُم ِ
اإلعتناء بها والبحث عن عائلتها ؟ مهما فكرت ال أجد سببا ً ُمقنعا ً..
جينيفر :أنا ال أتصرف ألجل إقناع أحد ,أفعل ما أُريد حتى لو لم يقتنع أحد بذلك..
ت لم تُبعديهالم يُعلق على كالمها لفتره حتى قال :جينيفر ,ال تجعلي يوم ميالد ريكس يأتي وأن ِ
,أنا ال أُريد أن أفعل أي شيء ُرغما ً عنك لذا ال تُجبريني..
بعدها وقف فتراجعت آليس عندما أحست به وإتجهت الى الصالة الداخليه وجلست على
األريكة تُفكر فيما سمعته..
مطت على شفتيها هامسه :أيا ً كان هدفك ,كان يُمكنك أن تكون لطيفا ً معي وتُخبرني به
وحينها كُنتُ أنا بنفسي غادرتُ المكان كي أُبعدكم عن المشاكل ,أنا لستُ سيئه لذا ال تتصرف
بحقاره حتى ال أضطر ألن أكون كذلك!
سمعته يُغادر باب المنزل وبعدها سمعت جينيفر تطلب من الخادمه أن تُحظر لها معطفها
وحقيبتها من األعلى..
تنهدت لفتره قبل أن تقول :على أية حال متى هو يوم ميالده حتى أعرف كم بقي لي من الوقت
؟
عقدت حاجبها للحضه عندما تذكرت كالم ال ُمربيه..
ألم تقل لها حينها بأنه دخل السابعة والعشرون منذ أسبوع ؟
أجل لقد قالت لها هذا هي ُمتأكده..
هل من ال ُممكن أن األب كان يقصد يوم ميالده الثامن والعشرون القادم ؟
بعد سنه ؟
هذا ُمستحيل!
إذا ً ال ُمربية كانت تكذب!
ولكن ما مصلحتُها ؟
إنتظرت حتى عرفت بخروج جينيفر خارج المنزل بعدها ذهبت تبحث عن ال ُمربيه حتى وجدتها
تجلس على الكُرسي في أحدى الغرف القريبة من قسم المطبخ وتتناول طعامها..
تقدمت منها وقالت :متى يوم ميالد ريكس ؟
رفعت ال ُمربية رأسها ناظرةً إليها قبل أن تقول ببرود :وما شأنُك ؟
ت تكرهين جينيفر ؟ صمتت آليس لفتره قبل أن تقول :أجيبيني بصراحه ...هل أن ِ
دُهشت المربية للحضه قبل أن تقول :ما نوع ال ُهراء الذي تنطقين به ؟
آليس :هذا واضح ! عندما أتيتُك سابقا ً ُمشككة في أمر إعتنائها بي ألجل ريكس وسألتك عن
عمرها للتأكد إن كان إبنها حقا ً أجبتيني بصراحه عنها وعن عمر ُك ٍل من ريكس وإدريان
وإليان حتى تتأكد شكوكي هذه واآلن عندما أسألك عن أمور أُخرى ال عالقة لها بجينيفر ولن
تضرها تمتنعين عن اإلجابه !! ما السبب ؟!
ت لذا عندما أُجيبك في بعض المرات فهذا ألني أضغط على ال ُمربيه :في الحقيقة أنا ال أُحبك أن ِ
سكان المنزل ,لذا الحقيقة هي أني أكرهك لذا كُفي نفسي حتى ال أَظهر مشاعري تجاه أحد من ُ
عن التحدث إلي حسنا ً!!
بعدها أكملت بإزدراء :ثم ماذا مع إستنتاجك هذا ؟ لقد أتيتني تسألي عن عمر ريكس فما
أدراني بأن األمر له عالقة بشكوكك نحو جينيفر أو نيتها أو شيء من هذا القبيل ؟!!! أجل
كذبتُ عليك في يوم ميالده ألني ضننتُك تنوين التملق إليه وإحضار هدية له في يوم ميالده لذا
قُلتُ بأنه دخل السابعة والعشرين منذ أيام حتى تُخرجي هذه الفكرة من رأسك فوجودك ُهنا ال
أُحبه وال يُريحني بتاتا ً!!
رفعت آليس حاجبها تقول :أخيرا ً إعترفتي بأنك تكرهينني ؟! ثم ماذا مع أمر شكك بأني أنوي
التملق الى ريكس ؟!! هو من قام بأذيتي فلما أتملقه ؟!! هل تخشين بأن أنوي اللعب بمشاعره
وأخذ أمواله ؟ أضننتني من هذا النوع من الفتيات ؟! ياله من عقل صغير !! فلو أردتُ حقا ً
فعلها لكان إدريان أسهل بكثير ,ال أعلم حقا ً كيف تُفكرين لذا لن أسألك حتى عن سبب كُرهك
لي ألنه سيكون غبيا ً بكُل تأكيد وأُراهن بأن السبب ألني أحمل نفس إسم والدة ريكس الذي
تُحبينه كثيرا ً كما قيل لي!!
بعدها إلتفتت وأغلقت الباب خلفها بقوه وهي حقا ً منزعجةٌ تماما ً مما حدث قبل قليل!!
سحقا ً لها ! أنا أتملقه ؟!! لما الكُل يراني جشعة متسوله ! مشت في الرواق وهي تهمسُ :
ليس األمر فقط في هذه العائلة الغنيه بل حتى خدمهم !! هذا ُمزعج و ُمستفز!!!
وقفت أمام الدرج وهي منزعجة أكثر لعدم مقدرتها على معرفة حتى متى يكون يوم ميالده..
هل تُحاول سؤال إليان ؟ هل ستُجيبها ؟
حسنا ً ستُجرب ربما تكون هذه خطوة إلصالح ما بينهما..
ماذا ؟!!
لكنها ال تزال أُختا ً لذلك ال ُمزعج الوقح ريكس وإبنةً لذلك الوالد الحقير إليكسندر!!
هي بالتأكيد ال تقل حقارةً عنهما لذا ما فائدة أن تذهب إليها كي تُسمعها هي األخرى بعضا ً من
عبارات اإلستحقار وتتهمها بالجشع والطمع!!
لن تذهب!
هي ال تُريد أن تبني أي عالق ٍة مع هذه العائل ِة بتاتا ً!!
ستعرف فقط متى يوم ميالده حتى ترى إن كان يُمكنها أن تتصرف في هذا الوقت وتُغادر
بهدوء أو ال..
فهي بالفعل قررت أن تختار أن تُغادر بكبريائها قبل أن يتم طردها لذا عليها أن ترى كم بقي
لها لتعرف ماذا يُمكنها أن تفعل في تلك الفتره..
شاهدت إحدى الخدم تمر بجانبها صاعدةً الدرج فأوقفتها تقول :دقيقة من فضلك..
نظرت إليها الخادمه التي شعرت ببعض اإلحراج ألنها قالت "من فضلك" ..
الخادمه :ماذا ؟
آليس :هل تعرفين متى يكون يوم ميالد اإلبن األكبر ريكس ؟
ُ
الخادمه بتفكير :ليس تماما ً ,لكنه ليس في األسبوع القادم بكُل تأكيد ألني سمعت بأن فستان
السيدة التي ستحضر فيه الى الحفل سينتهي بعد أُسبوع..
ترددت آليس فهي ال تعلم إن كانت هذه الخادمه ستساعدها أم ال ولكن ال ضرر من المحاوله..
آليس :حسنا ً امممم هل يُمكنك سؤال إليان عن الموعد بالضبط ؟
إبتسمت الخادمه تقول :كما تريدين..
فرحت آليس وقالت :شُكرا ً لك..
سكان صعدت الخادمه الى األعلى وآليس تقول لنفسها :إنها طيبه ,ضننتُها وقحة كحال بقيت ال ُ
والخدم..
صمتت قليالً تُفكر بما حدث يوم األمس وأكملت هامسه :هل إن سألتها عن ذلك الحدث الغريب
باألمس ستُجيبني ؟
ال تعلم ,هي حقا ً تمتلك فضوالً لتعلم وفي الوقت ذاته لقد سئمت من معرفة الوجوه الحقيقية
لهذه العائلة..
هي حقا ً ال تعلم..
أيقضها من أفكارها صوت الخادمه تقول :آنسه آليس..
نظرت آليس إليها وقالت :هل علمتي ؟
الخادمة التي كانت تحمل صحن طعام كانت قد أخذته من غرفة إليان :حسنا ً كان صعبا ً فلقد
غضبت علي ولكن عرفت في النهايه..
آليس أعتذر إن سببتُ لك ال ُمشكالت..
الخادمه :هههه ال تقلقي نحن معتادين على تصرفها بهذه الطريقة عندما نذكر آخاها أمامها ,
على أية حال هو في يوم 22من هذا الشهر ,أي بعد تسعة أيام..
إبتسمت آليس هامسه :جيد ,هذا وقت طويل..
بعدها قالت للخادمه :شُكرا ً لك..
الخادمه :العفو على الرحب والسعد..
بعدها تجاوزتها لتذهب الى المطبخ بينما خرجت آليس خارج المنزل لتتجه الى منزل الجيران
..
أخذت نفسا ً عميقا ً قبل أن تمد يديها وتطرق الباب هامسه :هو بالتأكد في الداخل والبد من أن
ي كي يأخذ قيلوله.. يكون ُمستيقضا ً فاليوم ليس يوما ً دراس ّ
ت طبيه ومالبس فُتح الباب وظهر من خلفه امرأة في بداية األربعين من عُمرها ترتدي نظارا ٍ
بسيطة المظهر تماما ً..
إبتسمت آليس تقول :مرحبا ً..
تأملتها المرأة لفترة ليست بالقليله جعلت آليس تشعر باإلرتباك وتتمنى لو أنها لم تطرق الباب
في مثل هذا الوقت..
ت غير ُمالئم.. تحدثت مجددا ً عندما لم تجد ردا ً وقالت :أعتذر لو طرقتُ الباب في وق ٍ
ت؟ بدا وكأن المرأة إستيقضت من شرودها وسألتها :من أن ِ
آليس :حسنا ً ,صديقةٌ لمارك ,هل يُمكنني التحدث إليه لدقيقتين ؟
المرأة :تبدين أكبر منه بكثير فكيف تكوني صديقةً له ؟
توترت آليس وحاولت التفكير بكذبه فهي حتما ً لن تُخبرها بأنها تسكن في المنزل المجاور فإذا
سكّان ذلك المنزل فبالتأكيد أمه مثله.. كان اإلبن يكره ُ
إبتسمت تقول :أنا أعمل في مدرسته ذاتها كمسؤلة في الكومبيوتر ..هل يُمكنني ُمحادثته ؟
األم :ولما إحدى إداريات المدرسة تعرف إبني وتُريد التحدث إليه أيضا ً خارج المدرسه ؟
اآلن حقا ً ندمت آليس ألنها طرقت الباب وبدأت تفهم لما يتشاجران هذان دائما ً فاألم شكاكة
صارمه والولد عصبي وعنيد!
آليس :حسنا ً أعتذر لو أزعجتك فلقد كانت وقاحةً مني أن أتحدث إليه خارج المدرسه ,
سأُخبره بما لدي غدا ً بصفة رسميه وبوقت الدراسه ,وداعا ً..
تقدم مارك في هذه اللحضه قائالً :هييه آليس لحضه!!
إلتفتت لتجده قد تقدم ونظر الى والدته بإنزعاج قائالً :إنهم أصدقائي فلما تمنعينهم عن رؤيتي
!! ال تتدخلي بعالقاتي معهم!!
نظرت إليه أمه ببرود بعدها إلتفتت ودخلت الى الداخل دون أن تقول شيئا ً..
ت من سفرك ؟ نظر مارك الى آليس وقال :متى عُد ِ
صمتت آليس قليالً قبل أن تقول :ما فعلتُه أُمك طبيعي فهي حذرة ألجلك ,ما كان عليك أن
تكون وقحا ً..
ت ال تعرفينها وال تعرفين ما تهدف إليه فأُصمتي مارك بإنزعاج :كال ليس هذا السبب !! إن كُن ِ
وال تتدخلي!!!
تنهدت آليس قائله :حسنا ً حسنا ً لقد فهمت..
بعدها أكملت :على أية حال في األيام األربعة الماضيه هل شاهدتَ شابا ً يسأل عني في الجوار
؟
ُ
شاب ما ؟ لم أشاهد شيئا ً من هذا القبيل.. ٌ رفع حاجبه يقول :ولما قد يسأل عنك
أمالت شفتيها هامسه :لما لم يحضر حتى اآلن ؟ هل كالم ريكس ووالده الجارح جعله مترددا ً ؟
نظرت الى مارك وأكملت :سأطلب منك خدمه ,إن رأيتَ شابا ً غريبا ً يحوم حول المنزل هل
يُمكنك أن تطلب منه رقما ً أو عنوانا ً أو تُخبرني بأمره قبل أن يُغادر؟
تعجب وسأل :ولما ؟
آليس :هو شاب يعرف من أكون ولوال ذلك الحظ السيء لربما كُنتُ اآلن بين عائلتي ,وعدني
بالعوده لذا قد يعود في أي وقت ,هل يُمكنك أن تفعل ما طلبتُه منك ؟
بقي ينظر إليها لفتره ثم قال :ولما أفعل هذا من أجلك ؟
إبتسمت تقول :هذا ألنك صبي لطيف..
ظهر الغضب على وجهه يقول :لستُ كذلك !! ال تنسي بأني أكره عائلة إليكسندر كُلها!!
آليس :وأنا لستُ من عائلتهم لذا أنت ال تكرهني..
شعر بالغيض فإبتسمت وأكملت :إذا ً أعتمد عليك..
وبعدها غادرت فصاح مارك فيها :لن أفعل !!! لن أفعل ذلك ُمطلقا ً أسمعتني ؟!
إبتسمت وأكملت طريقها الى الداخل فهي متأكده بأنه سيُساعدها..
***
pm8:50
أنهت جيسيكا عصيرها قبل أن تقول :حسنا ً كُفي عن الغضب ,أعدُك بأال أتحدث عن األمر
ت عنه أوالً ,هل يُرضيك هذا ؟ ُمجددا ً مالم تتحدثي أن ِ
لم تُجبها فتنهدت جيسيكا وقالت :ألم تطلبي تغير الموضوع ؟ حسنا ً هيّا غيريه ودعينا نتحدث
في أمر آخر ,اممم ماذا عن التحدث عن عزيزي إدريان ؟ هل تعلمين متى سيُصدر ألبومه
القادم فلقد تم تأجيله ولم يُذكر السبب وال الموعد ,ما السبب ؟
إنزعجت إليان تقول :ال أُحب التحدث عن أعماله!
جيسيكا بأسف :لمن الخسارة أن تكوني أُخته ,أعطيني إياه أرجوك..
رن هاتف جيسيكا في هذا الوقت ُمعلنا وصول رسالة ففتحها قبل أن تتنهد قائله :سحقا ً ,أُمي
تطلب مني العودة..
إليان بدهشه :ولما ؟
جيسيكا :ستُغادر الى مكان ما وتريدني أن أبقى في المحل حتى موعد اإلغالق..
أمالت إليان شفتيها تقول :ياله من توقيت..
حملت جيسيكا حقيبتها وقالت :حسنا ً إذا ً ,أراك غدا ً في المدرسه..
إليان :حسنا ً..
وبعدها غادرت الى الخارج فتنهدت إليان هامسه :حقا ً توقيت سيء..
إنتظرت قليالً بعدها قررت الرحيل فهي بحق متضايقة بما فيه الكفاية وال حل سوى الهروب
لمشاهدة األفالم أو النوم..
دفعت الحساب بعدها غادرت المقهى..
شخص آخر..ٍ حالما فتحت الباب لتصعد السياره تم إغالقه بقوه من طرف
نظرت إليه ودُهشت عندما شاهدت بأنه ريو ال غير..
نزل السائق في هذا الوقت بدهشه وهو يقول :هيه أنت كيف تجـ...
قاطعته إليان :ال بأس ,إنه شخص أعرفه..
نظر السائق إليها بعدها تنهد وعاد الى السياره..
نظرت الى ريو قليالً قبل أن تقول :ماذا تُريد ؟
ت ماذا تُريدين ؟ ريو ببرود :بل أن ِ
إبتسمت تقول :لستُ أنا من إعترض طريق فتا ٍة بوقاحه..
ريو :كفي عن التصرف بغباء..
إليان ببرود :قُل ما عندك فليس من مصلحتك أن أتهمك بالتحرش..
شد على أسنانه وهمس لها بتهديد :سأفعل هذا حقا ً لو أتيتي الى هذا المقهى ُمجددا ً..
إليان :ال أذكر بأنك مالك المقهى كي تمنعني من القدوم..
ريو :وأنا ال أذكر بأني قد صادفت مرةً ُمطاردةٌ رخيصة مثلك..
تصاعد اإلحمرار الى وجهها من شدة الغضب ومدت يدها وصفعته على وجهه قائلةً بحده:
إخرس!!!
نظر إليها ببرود وقال بشيء من اإلستحقار :أكره أمثالك ,رخيصات يتظاهرن بالشرف عندما
ينعتهن أحد بذلك!!
بعدها غادر من أمامها عائدا ً الى المقهى من الباب الخلفي الخاص بالعاملين..
إرتجفت يداها وشعرت بألم كبير مما حدث..
هي حتى ال تفهم نفسها..
ال تفهم لما تستمر بالقدوم ألجله..
ال تفهم لما ال تستطيع أن تُبعد عيناها عنه فلما يستبق األمور ويتهمها بذلك ؟!!
لما يجرحها وتدافع عن نفسها يقوم بجرحا بشك ٍل ُمضاعف!!
هي ليست ُمطارده رخيصه!
هي ال تفهم نفسها وال تفهم ما تفعله فلما تُسمى بذلك ؟!!
أيراها كفتاة مغرمة واقعه بحبه لدرجة مطاردته من مكان الى مكان!!
هي ليست كذلك ,أو ربما.....
ال تعلم ,هي تُحاول بقرارة نفسها إخفاء شيء ما لكن ليست متأكده مما يكون هذا الشيء..
يستحيل أن يكون حبا ً ,ال ....ال تُريد اإلعتراف بأنها قد تقع في ُحب شاب أهانها بهذه
الطريقه..
إنه حقير ...حقير جدا ً..
رفعت يدها مدهوشة وهي تمسح الدمعة التي سقطت على خدها..
لما !! لما تبكي!!
هذا حقا ً ُمزعج..
إلتفتت بعدها وذهبت بعيدا ً عن السيارة مما جعل السائق يُدهش وينزل من سيارته ليلحق بها!
***
pm9:11
في إحدى أزقته الكثيرة الضيقه ,كان هذا الطفل الذي يبدو في العاشرة من عمره...
أو ربما أكبر ,وربما أصغر ؟
بمعطف دافيء
ٍ المهم أنه كان صغيرا ً ,كان يجلس بهدوء أمام أحد أبواب المنازل يُغطي جسده
نظيف ينظر الى الرسم الموجود على األرض بهدوء تام..
عكّر شروده سحب أحدهم له فدُهش ورفع رأسه لينظر الى هذا الرجل الخمسيني الهزيل الذي
كان يشد معطفه منه وهو يقول :أعطني هذا !! أعطني إياه!
صرخ الصبي فيه وحاول التملص منه وهو يقول :دعني أيها العم أرجوك فأنا ال أملك غيره..
صرخ الرجل قائالً :أعطني إياه فأنا كبير بالسن وأنا من يستحقه !! ألم تتعلم كيف تحترم ِكبار
السن!!
كاد أن يبكي الصبي وهو يحاول حماية معطفه ولكن ما القوة التي يملكها طفل صغير أمام
رجل جشع تحركه قسوته ؟
إستطاع الرجل أخذ المعطف وقام بإرتدائه فهو لم يكن صغيرا ً بما يكفي كيف ال يُمكنه إرتداءه
..
بدأ الرجل يُدفئ جسده به وهو يقول :إعذرني يا أيها الصغير ,أنا أحتاجه بينما أنت ال تبدو
شخصا ً فقيرا ً لذا إذهب وأحصل على غيره ..ال تغضب مني..
بعدها غادر فلحق به الصبي وأمسكه من يده فسحب الرجل يده بقسوة قائالً :دعني فأنا لن
أُعيده لك مهما حاولت!!!
الصبي :أرجوك يا عم ,أعد لي على األقل الصورة الموجوده في الجيب ,إنها صورة ثمينه ,
أرجوك عمي!!
قطب الرجل جبينه بإنزعاج بعدها بحث في الجيب ورمى عليه الصورة التي وجدها عليه ففرح
الصبي وأخذها وهو يقول :شُكرا ً لك يا عم..
غادر الرجل وهو يهمس :طفل غبي ! يشكرنني وأنا الذي سرقتُ معطفه!!
جلس الصبي ُمجددا ً بمكانه أمام الرسم المنحوت على البالط ونظر الى الصورة التي بين يديه
وشعر أشقر اللون..
ٍ والتي كانت لفتاة شابه ذات عينان عسليتان
إرتجف جسده عندما هبت عليه نسمةٌ بارده فعض على شفتيه ونزلت دمعةٌ من عينيه وهو
ت وتركتيني ؟ ال تكوني قاسيهت ؟ هل حقا ً ُم ِ
يُخبيء وجهه في الصورة هامساً :أين أن ِ
وأُخرجي فأنا أحتا ُجك ,أحتا ُجك يا أُختي!
– - Part end
– -Part 19
10:22 pm
تنهد إدريان بعدما غادرت الخادمة الغرفة ونظر الى كاتالين التي تجلس أمامه على األريكة
ي في المنزل ؟ قائالً :واآلن ماذا ؟ ماهذا األمر المهم الذي جعلك تتمسكين بعنادك وتأتين إل ّ
كاتالين وهي تنقل نظرها بين أثاث غرفة الضيوف :أين عائلتك ؟ لم أشعر بوجود أحد عندما
أتيت!
جاراها إدريان قائالً :أمي ال تنام هنا إال نادرا ً ,أختي مع صديقتها ووالدي ال يحب هذا المنزل
,أو باألحرى مسؤليته تجاه أبناء أخيه تجعله ال يريد ترك ذلك المنزل وأبناء أخيه للمبيت في
منزل زوجته ..واآلن دعينا نركز في موضوعك ال ُمهم..
نظرت إليه وإبتسمت بعدها قائله :ومن قال لك بأن لدي موضوعا ً ُمهما ً ؟
دُهش إدريان فأكملت :ال شيء غريب في زيارة فتاة لمنزل حبيبها صحيح ؟
ت تعلمين بأنه ال يمكنك التصرف بإستهتار الى هذه الدرجه !! إدريان بإنزعاج :كاتي !! أن ِ
كُفي عن ذلك!
نظرت إليه لفتره بعدها أخذت كأس العصير الذي أحظرته الخادمه سابقا ً ونظرت الى إنعكاس
وجهها على سطحه الصافي قبل أن تهمس :إذا ً خروجك مع فتا ٍة ما ليالً ال يُعتبر تصرفا ً غير
مسؤول ؟
ت طفله حتى أُخبرك عن الفرق بين األمرين !! ماذا لو قام صحفي ت لس ِ
إدريان :كاتي أن ِ
ي لعين بتصويرك ؟ ماذا برأيك ستكون عواقب هذا األمر ؟! تذكري هذا ,نحن لسنا فضول ّ
حبيبين وال ُمعجبون بالكاد يُحاربون تلك اإلشاعة التي بدأت باإلنتشار بعد أخذ أحدهم صورة لنا
لمرة من المرات لذا توقفي عن ذلك فأنا ال أُريد أن يسوء األمر أكثر!
أكمل بعدها بحده :كاتي ,أنا لم أُعارض والدي ودخلتُ مجال الفن ُرغما ً عنه كي أخسر مكانتي
بسبب تصرفاتك الطفوليه !! حاربتُ جاهدا ً كي أصل الى ما أنا عليه..
ي وأنت بنفسك خرجت قبل أيام مع فتاة ما لدرجة أن أحدهم كاتالين ببرود :ال تضع الخطأ عل ّ
قد قام بتصويرك ! ال تتدعي المثالية أمـ...
قاطعها بإنزعاج :تلك كانت أُختي إليان!!!!
ضاقت عيناها لوهله قبل أن تقول :كاذب ,لو كانت هي فعالً لقُلتَ لي من وقتها..
إدريان بإنزعاج ُمضاعف :في ذلك الوقت كان أكبر همي هو أمر صور أُختي التي أُلتقطت من
قِبل ذلك الصحفي المزعج فلقد أخبرتُك عن رغبتها بالبقاء خارج أضواء شهرتي !! كُنتُ قلقا ً
حيال األمر ولم أملك الوقت ألصحح سوء الفهم إلمرأة مجنونة ترمي التُهم دون أن تدع أي
مجال للطرف اآلخر!!!!..
أشاحت بناظريها عنه بإحراج وهي ترشف القليل من كأسها..
ت أيقونة شُهرة تنهد وأخذ نفسا ً عميقا ً بعدها قال بهدوء :لذا كاتي تفهميني رجاءا ً ,أن ِ
ت من يملك أكبر قاعدة جماهيرية في البالد ,أي شائعات ستخرج قد ال تؤثر المؤسسه ,أن ِ
عليك كثيرا ً ولكنها بال ُمقابل ستُدمرني أنا وتُحطم ُمستقبلي الفني بالكامل !! رجاءا ً ال تتصرفي
هكذا..
لم تُجبه لبضع لحضات قبل أن تقول :لنجعل عالقتنا رسميةً إذا ً..
سخريه وبدأ بشرب عصيره دون أن يُعلق.. إبتسم إدريان بشيء من ال ُ
ضاقت عيناها تقول :لما تسخر ؟
لم يُجبها فإنزعجت تقول :أنا أسألُك!
تنهد ونظر إليها يقول :ألن هذا ُمستحيل ,عندما إنتشرت تلك الصورة لنا معا ً هاج ال ُمعجبون
وغضب الكثير لذا دعينا نقف عند هذا الحد بدالً من أن يزداد األمر سوءا ً فال فائدة من خسارة
الكثير من أجل فقط أن تستمر العالقة عالنيه !! فاألمر ليس بيدي أو بيدك بل بيد ال ُمعجبين
والمؤسسة نفسها..
شد على أسنانه وأكمل :فإن أصريتي على رأيك فكُل ما ستفعله تلك المؤسسه اللعينه هو
ت في إنجاحهم!! التخلص مني أنا كي تستمري أن ِ
ي األمر! كاتالين ببرود :ال أهتم ألمرهم ..سأُعارضهم لو تحتم عل ّ
ت قد تعبتي ت تحت أضواء الشُهرة منذ طفولتك ,إن كُن ِ إنزعج من برودها وقال :أنا أهتم !! أن ِ
منها فأنا ال ِزلتُ أُريدها..
بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت :لكني ال أُحب ذلك ! أن نكون واقعين بالحب ليس باألمر
السيء كي نُخبئه عن الناس ! لن أكون تحت رحمتهم كالدُميه..
ت طفله فلما ال تفهمينني!! ت لس ِإدريان بهمس :أن ِ
وقف بعدها فسألته :الى أين ؟
إدريان :سأطلب من الخدم أن يُعدوا طعام العشاء..
إبتسمت :أرى بأنه أصبح ال مانع لديك ألن أبقى ُهنا أكثر!
خرج دون أن يُعلق على كالمها..
إستوقف إحدى الخدم وطلب منها أن تُجهز طعام العشاء سريعا ً..
أومأت له برأسها وغادرت من أمامه ,توقف في مكانه قيالً قبل أن يعود الى كاتالين ونظر
عن يمينه حيث باب غرفة الطعام مفتوح قليالً..
رأى بداخله آليس تتناول طعامها بهدوء وتبدو شاردة الذهن..
نظر إليها قليالً بعدها إبتسم ودخل الى الداخل..
ي ؟ أجل ال ألومك فنحن لم جلس على الطاولة بجانب طعامها قائالً بإبتسامه :هل تُفكرين ف ّ
نتحدث لبعضنا لفترة غير قصيره..
نظرت إليه قليالً بعدها سألت :هل غادرت ضيفتك ؟
إدريان :ولما تسألين عنها ؟ أتُريدينني أن أُعرفك عليها ؟
هزت رأسها بسرعه قائله :أتمزح !! أنا أتعرف على كاتالين الشهيرة !!! هذا كثير علي!..
إنفجر ضاحكا ً وهو يقول :ماذا ؟ إنها في النهاية ُمجرد فتاة مثلك تماما ً!..
هزت رأسها ُمجددا ً تقول :وإن يكن ! نحنُ ال ننتمي الى الطبقة ذاتها..
صمتت قليالً بعدها همست :في آخر مرة كانت تر ُمقني ببعض نظرات اإلستعالء واإلحتقار لذا
أنا حقا ً ال أُحب التواجد حولها..
إدريان :ألهذا السبب ؟ حسنا ً ربما السبب لم يكن ألنكما من طبقتان مختلفتان ,اممم ربما
تكون قد غارت منك بشك ٍل ما ؟!
آليس بإستنكار :كـاتـالـيـن تغار مني أنـا !!!.وما الشيء الذي قد يوجد لدي وال يوجد لديها !!
قل شيئا ً معقوالً وكُف عن ُمضايقتي!
إبتسم ولم يُعلق في حين أكملت هي طعامها بوجه يملؤه اإلستنكار..
سألها :كيف كانت رحلتُك الى باريس ؟ أُراهن بأنها سيئة برفقة إبنة عمي المزعجة استيال
صحيح ؟
ُ
بدأ الضيق يتسلل الى مالمحها وهي تقول :ال أحب أن أتحدث عن تلك الرحله..
عقد حاجبه ُمتعجبا ً في الوقت الذي فُتح الباب ودخل ريكس الى الغرفه..
حالما رأهما ريكس إلتفت وغادر في حين أمال إدريان شفتيه..
بقيت آليس تنظر الى الباب لفتره ثُم سألت بغير وعي :هل ...والدة ريكس قاتله فعالً ؟
عقد حاجبه ونظر إليها متعجبا ً من سؤالها فقال :ومن أخبرك ؟
عاودت إكمال طعامها قائله :أعتذر ,إنسى أني سألت..
نظر إليها لفترة ثم قال :حسنا ً ,هي كذلك وفي الوقت ذاته ليست كذلك ,كيف أقولها بالضبط ؟
.....يعتمد األمر على رؤية الشخص نفسه أي أن من أخبرك بأنها قاتله هو بال شك يكرهها
للغايه..
سأل بعدها :من أخبرك ؟
قامت قائله :حسنا ً قُلتُ لك إنسى أمر سؤالي ,لقد شبعت..
وغادرت الغرفة وإدريان ينظر إليها ُمتعجبا ً..
عضت على شفتيها وهي تمشي متجهةً الى الدرج وهمست لنفسها" :ماذا ؟ لما أهتم وأسأل
هذا السؤال ؟!! هل حقا ً شعرتُ بالشفقة عليه ؟ أم أني شعرتُ ببعض التناقض فرؤية إستيال
لوالدة ريكس مختلفة عن رؤية أختها ؟ حتى وإن شعرتُ بالتناقض فلما أسأل ؟ ألم أقل بأني
قطعا ً لن أهتم بأمر هذه العائلة أبدا ً"!!!
توقفت في مكانها وتراجعت فورا ً عندما رأته يجلس على األريكة التي تقع بالقرب من الدرج..
سحقا ً ! ضنته قد غادر الى غرفته! ُ
لما هو جالس ُهنا اآلن ؟ لما يظهر في وجهها ُمجددا ً ويُشعل الفضول بداخلها أكثر..
لما من بين جميع األماكن لم يجد سوى هذا المكان ليجلس فيه!!
أمالت شفتيها هامسه لنفسها" :حسنا ً إنه منزله لذا هو حر بإختيار أي مكان ,أتركي التذمر
عنك" ..
منزله ؟
عقدت حاجبها متعجبه وهمست في داخلها" :إنه منزل والدة إدريان وإليان ,إنه منزل جينيفر
!! إذا كان بين ريكس وجينيفر عداوة كما قالت آريستا فلما ريكس يتردد كثيرا ً على هذا
المنزل ؟!!! إنه ينام فيه في بعض الليالي حتى ! يستحيل لعدوان أن ...أعني إن كان يكرهها
فكبريائه سيمنعه من البقاء في منزلها والعكس صحيح فهي لو كانت تكرهه ستستغل األمر في
إهانته وطرده من المنزل ولكن ....لما ؟"
بقيت عيناها ُمعلقتان به وعقلها يدور في دوامة ُمعقده ال تعرف كيف توقفها!
مهما حاولت تجاهلهم وتجاهل حياتهم تجد العديد من التساؤالت الغريبه التي ال يمكن تجاهلها
!!..
من الكاذب فيهم ومن الصادق !! أصبحت ال تعرف أين هي الحقيقه!
ما تسمعه شيء وما تراه شيء آخر!
التناقض ال يُصدّق حقا ً!
دخل في رأسها جملة كين تلك "توقفي عن الثقة به" والتي كان يقصد فيها بالنهاية فرانس
والذي من المفترض أن يكون أكثرهم طبيعية في المكان!
على الرغم من أن فرانس هذا لم يفعل أي شيء متناقض ولم يقل أي شيء مريب إال أنها اآلن
فجأه أصبحت ال تثق فيه حتى!
بمن تثق ؟ وبمن تُصدق اآلن ؟
ت لن تبقي كثيرا ً هنا لذا ال تزعجيهزت رأسها تُبعد كُل تلك األفكار هامسه :توقفي !! أن ِ
نفسك بهم ,فليذهبوا جميعا ً الى الجحيم فهذا ال يهمني !! عائلتي هي األهم اآلن وسأجدها
بنفسي!
عاودت النظر الى ريكس هامسه :ال سبب يدعوني للبقاء ُهنا أكثر لذا ال سبب يدعوني لفهمهم
أو التفكير بهم حتى!
ضاقت عيناها وأكملت بهمس :لذا قبل أن أُغادر سأحرص على أن أنتقم ممن أهانوني ! أنت
يامن رميت علي المال بتلك الطريقة ال ُمثيرة للشفقه ووالدك الذي يلقي بوابل من السم في
كلماته ..ال أُريد أن أندم ُمستقبالً على أي شيء..
بخطى حازمه وجلست على إحدى األرائك في اللحضة التي تقدمت فيه إحدى الخدم ً تقدمت
حاملة صحنا ً فيه القليل من طعام العشاء ووضعته أمامه على الطاولة الصغيره.. ً
إعتدل في جلسته ورمى نظرةً سريعة الى آليس قبل أن يتناول طعامه بهدوء..
إلتفتت الخادمه وغادرت المكان وآليس تتبعها بنظرها حتى إختفت..
أخذت نفسا ً عميقا ً وهي تفكر بطريقة تفتح فيها حوارا ً يجعلها تنتصر فيه..
ماذا يمكن أن تقول ؟
أتُذكره بحادثة صدمه لها وعدم اإلعتذار ؟
نعم تبدو هذه أفضل وسيله!
أو ربما قد تستغل أمر إن إسمها يُشابه إسم والدته وتستفزه باألمر ؟
نعم حتى هذه تبدو فكر ٍة رائعه!
تحدث ريكس يقول بهدوء دون أن ينظر إليها :لما لم تُنفذي تهديدك ؟
عقدت حاجبها ونظرت إليه فأكمل :تلك كانت فرصة رائعه..
تذكرت أمر تهديدها له بنشر أمر صدمها الى الصحافة في الندوه ,حسنا ً لقد كان مجرد تهديد
,لم تكن ستفعلها حقا ً..
عقدت حاجبها ونظرت إليه وهو يتناول طعامه ,سؤاله هذا أيعني بأنه حقا ً كان قلقا ً من أنها
ستُنفذ تهديدها ذاك ؟
هل حقا ً كان كذلك طوال مكوثها في باريس ؟
أشاحت بوجهها تكتم ضحكها وهي تشعر بسعاده كبيره..
جيد ,لقد سببت له القلق دون حتى أن تشعر بذلك!!
يبدو هذا كإنتقام جيد!
ت تُريدينه بشده صحيح ؟ ريكس بهدوء :أن ِ
عقدت حاجبها ونظرت إليه وهي ال تفهم ما يقصد..
نظر إليها وقال :أقصد اإلعتذار..
دُهشت من كالمه ,نعم لقد وضّحت له أكثر من مره عن وقاحته في عدم اإلعتذار إليها بعد
حادثة صدمها..
وهي بحق في داخلها تُريد اإلعتذار بشده ,ال تُحب أن يُسبب لها األذى وتتنازل عن األمر
وبال ُمقابل هو ال يعتذر على األقل!!
هزت رأسها باإليجاب وهي ال تعرف لما سأل هذا السؤال ,هل سيعتذر حقا ً ؟!!
حقا ً هل سيفعلها ؟!
ريكس بنفس الهدوء وهو ال يزال ينظر الى عينيها :سأعتذر ,بال ُمقابل غيري إسمك..
بقيت تنظر إليه لفترة طويله دون أن تُزيح ناظريها عنه بعدها تنهد وقالت بشيء من األسى:
يالك من طفل مدلل..
ع ِق َد حاجبيه بشي من اإلستنكار فأكملت بذات األسى وهي تهز رأسها :تُقرر التنازل عن شيء ُ
ال تُريده فقط من أجل أال يستعمل أي أحد إسم أُمك ...هذا تصرف طفولي يا عزيزي ,كم
عمرك ؟
ُ
صك على أسنانه بشيء من اإلنزعاج وهي تُكمل :كم آليس في البالد ؟ ال تقل لي بأنك قلتَ
لهن أن يُغيرنَ أسمائهن أيضا ً ؟ مولدك السابع والعشرون قريب ,ال بأس لديك الفرصة ألن
تكبر في هذه األيام العشر القليله لذا أبذل جهدك..
أشاح بنظره عنها وأكمل طعامه ومن الواضح للغايه من مالمحه أنه منزعج ونادم على فتح
موضوع مع فتاة مثلها..
بقيت تنظر الى مالمحه لفتره وهمست بعدها في داخلها" :ال يبدو من النوع الذي قد يفتح
حديثا ً مع أي ٍ كان ,لكنه فتح حديثا ً معي فقط من أجل إسم والدته ,هل هذا السبب التافه
والطفولي في رأيي هو مهم الى هذه الدرجة بالنسبة له ؟ أيعقل هذا"!
بقيت هادئة لفتره قبل أن تقول له :سأفعل ذلك ,سأقوم بتغيير إسمي إن أردت..
رفع نظره بهدوء إليها فأكملت :بال ُمقابل إعتذر مني من أجل إفقادك لذاكرتي بسبب قيادتك
المتهوره وأيضا ً إعتذر من ذلك الشاب الذي أهنته أمام باب المنزل قبل أسبوعان تقريبا ً
وأحظره لي وأعدك حينها بأني لن أُغير إسمي فقط بل سأختفي من حياتكم نهائيا ً..
بقيت عيناه الباردتان ُمعلقتان بها لفترة وعندما ه ّم بالكالم قاطعه صوت يقول ببرود :أين
إدريان ؟
إلتفتا الى جهة الصوت فإذ بكاتالين تقف بهدوء تنظر إليهما..
سخريه وأشاح بنظره هامساً :ذلك القذر أحظرها الى هنا! إبتسم ريكس بشيء من ال ُ
في حين أجابتها آليس :هو في غرفة الطعام على ما أضن..
وأكملت في نفسها" :ما بالها تتجول وتُقاطع حديث اآلخرين وكأنه منزلها ؟"
وقف ريكس وغادر من أمامهما فدُهشت آليس ووقفت لتوقفه فهما لم ينهيا حديثهما بعد ولكن
مالمح وجهه الحادة جعلتها تتراجع عن ذلك..
ت ُهنا ؟مطت شفتيها فسألتها كاتالين بهدوء :لما أن ِ
ت هنا وحدك بدون عائلتك ت ُمجرد قريبة من بعيد فلما أن ِ نظرت إليها فأكملت كاتالين :أن ِ
والوقت قارب أن يصبح ُمتأخرا ً ؟
نظرت آليس إليها وهمست بداخلها" :هل سؤالها ناتج عن الفضول أو الغيره ؟ كيف من
ال ُمفترض أن أُجيبها ؟"
قررت أن ال تُعطيها إجابه واضحه وفي الوقت ذاته تبعد إدريان عن المشاكل فقالت :أنا فقط
هنا من أجل ريكس ألسأله عن الهدية التي يحبها من أجل يوم ميالده القريب..
نظرت إليها كاتالين لفترة وبنظرات غير مفهومه لتسألها بعدها :لما ؟ هل أنتما ُمقربان ؟
آليس في نفسها" :سحقا ً ! هي بالفعل تشعر بالغيره ,إن أجبتُها بال فستضن بأن لي عالقة مع
إدريان وإن أجبتُها بأجل فسأُدخل نفسي بمشاكل إن إنتشرت إجابتي هذه! "
تذكرت شيئا ً فإبتسمت بلطف وقالتُ :مستحيل ,لدي حبيب بالفعل..
كاتالين :من هو ؟
آليس في نفسها" :مابها !! ألم تطمئن بعد ؟!! وجهها ال يوحي لك بأنها كثيرة أسئله"!
فكرت قليالً ,لو قالت بأنه شخصا ً ال تعرفه فستشُك بها فورا ً ,عليها أن تختار شخصا ً ما ,هيّا
أي واحد!!!
تذكرت أمرا ً فإبتسمت وأجابتها :فرانس ,فرانس صديق إدريان..
أجل ,إجابه مثاليه ,ففرانس هذا تستطيع أن تطلب منه أن يُجاريها في لُعبتها هذه وهو
بالتأكيد لن يرفض..
كاتالين ببرود :من فرانس ؟ إدريان ال يملك صديقا ً بهذا اإلسم..
عقدت آليس حاجبها قليالً بعدها قالت :أوه أعتذر إعتدتُ أن أُناديه هكذا ,إسمه هو فرانسوا..
كاتالين بذات البرود :أعرف جميع عالقات إدريان ,هو ال يملك صديقا ً بهذا اإلسم ,كان عليك
أن تقولي على األقل صديق ريكس حتى أُصدق كذبتك المكشوفة هذه!
إتسعت عينا آليس بدهشه وهي لم تستوعب كالمها!
ماذا تقصد بأنه ال يملك صديقا ً بهذا اإلسم ؟!
هو يملك ,بالتأكيد هذا صديقه!
لكن بال ُمقابل هذه صديقته الحميميه لذا البد من أنها تعرف الكثير فلما تقول بأنه ال يملك
صديقا ً بهذا اإلسم!
أكملت كاتالين وهي تنظر إلى مالبس آليس :وال توجد فتاة تزور منزل أحدهم بمثل هذه
المالبس ,إنها مالبس منزليه!
ظهرت الحدة في صوتها وهي تُكمل :كوني أكثر ُجرأه وإعترفي بعالقتك معه!!
تقدمت آليس ُخطوة منها تقول بسرعه :في تلك الليله !! في تلك الليله طلبتُ من إدريان رقم
سحقا ً لك جعلتني صديقه فرانس فأعطاني إياه !! نعم هو من أعطاني رقمه لذا هو صديقه !!! ُ
مشوشة لفترة بسبب كالمك!
كاتالين :ال تُغيري الموضوع!
أكملت آليس :عندما طلبته قُلتُ "أعطني رقم صديقك" هو لم يقل بأنه ليس صديقي بل وافق
ت ال ُمخطئه!وأعطاني رقمه حاالً ُ ,كالً من فرانس وإدريان يقوالن بأنهما أصدقاء لذا أن ِ
ت ُمصرة على أن تتحدثي عن هذا الموضوع فليكن ...أنا إنزعجت كاتالين وقالت :ما دُم ِ
أعرفه منذ وقت طويل ,إدريان ال يملك أصدقاء ! هو قطعا ً ال يملك صديق واحد ! حتى
عالقاته بالعمل مع زمالئه سيئه ,يستحيل أن يكون فرانس هذا صديقه ! إكذبي كذبةً معقوله
وتعالي ناقشيني فيها حسنا ً!
آليس بشيء من الغضب":أعرفه منذ زمن طويل" ليس سببا ً لتُصري على رأيك !! أن تكوني
صديقته الحميميه ال يعني بأن تعرفي كُل صغير ٍة وكبيره في حياته !! ال تكون بهذه الثقة فهذا
يخرجك بشكل سيء!!
وأكملت تجادلها بإنزعاج وهي تقول في نفسها" :ماذا ؟ لما أنا منفعلةٌ هكذا ؟ عن ماذا أُدافع
بالضبط ؟ عن رأيي ؟ أو عن فرانس ؟ لما أنا واثقه من كالمي ! لما ال آخذ كالمها في عين
اإلعتبار فهي ليست األولى ! هناك كين قبلها قال شيئا ً ُمريبا ً بشأنه ! لما أنا ال أُنكر ! لما
أُدافع"!!
صرخ إدريان فيهما :هذا يكفي!!
توقفت آليس عن ُمجادلتها وهي حتى ال تتذكر ماذا كانت تقول..
لقد كانت ترمي الكالم بدون أي وعي أو مسؤوليه..
في حين نظرت كاتالين إليه ببرود وقالت :أتمنى أن تُفسر لي..
إدريان :ال يوجد لدي أي تفسير!.
نظر الى آليس وقال :أعتذر عن اإلزعاج ,أتمنى أن تدعينا وحدنا..
هزت آليس رأسها وغادرت ف ُجل إهتمامها اآلن منوط بأمر فرانس هذا..
راقبها حتى غادرت بعدها نظر الى كاتالين وقال بهدوء :لستُ طفالً ليتم الشجار من أجلي بهذا
الشكل ! لستُ طفالً لتتحدثي بهذه الطريقة عني ,أعتذر ولكن أتمنى بأن تعودي الى منزلك..
إلتفت وغادر ُمكمالً :يُمكنك تناول طعام العشاء أوالً إذا أرد ِ
ت..
بعدها خرج خارج المنزل وكاتالين تراقبه ببرود قبل أن تهمس :كيف يجرؤ ؟
بعدها عاودت النظر الى الدرج حيث صعدت آليس لتلتفت بعدها من أجل أخذ حقيبتها و ُمغادرة
المنزل..
***
11:55 pm
أوقف ريكس سيارته أمام النهر ونزل منها وهو ينظر حوله إذ المكان فارغ من البشر تقريبا ً
..
نظر الى ساعته ليجد بأنه لم يبقى على موعد اللقاء ال ُمتفق عليه سوى خمس دقائق..
عقد حاجبه عندما وصلته رساله على هاتفه ,فتحها فإذ هي من آندرو:
"حسنا ً ,ال تُريد أن يتم إعالن خطوبتك من تلك الحسناء في الحفله صحيح ؟ أعرف بأنك
عنيد ولن تتراجع عن قرارك لذا ال بأس دع هذا األمر لي فأنا ال يُمكنني أن أدعك تتصرف
لوحدك ألنك بالتأكيد ستُسبب اإلزعاج وربما تُصبح وقحا ً بعض الشيء ويترتب على وقاحتك
إلغاء شراكة والدك مع شركات كالودي ,تجهز وبشكل طبيعي وإذهب الى الحفل فأنت نج ُمها
وثق بي ,حتما ً لن أدع إعالن الخطوبة يتم"
عقد ريكس حاجبه وهمس :ماذا سيفعل ؟
بقي صامتا ً لفترة مترددا ً ,هل يثق به ؟
هو في موطن ثقه ولكن ...ماذا إن كانت هذه خطة منه كي يُجبره على الذهاب وبعدها ال يفعل
شيئا ً وبهذا إعالن الخطوبة يتم ؟
نعم ,قد يفعلها فهو غير مقتنع بقرار اإللغاء المتهور هذا!
همس لنفسه :هو ببعض األحيان يتصرف من تلقاء نفسه عندما ال تُعجبه تصرفاتي!
توقف عن التفكير عندما قدمت سيارة من الجهة ال ُمقابله ووقفت بالقرب من سيارته..
أدخل الهاتف في جيبه ونظر الى صاحب السيارة وهو ينزل منها متقدما ً إليه وتلك اإلبتسامة
العابثه على شفتيه..
إبتسم الشاب الذي يبدو في بداية الثالثين من عمره وقال :مرحبا ً ريكس ,لم أضنك من النوع
الذي يأتي ُمبكرا ً في مواعيد اللقاء..
وأكمل ببعض السخرية :فأبناء األغنياء ال ُمدللين عابثون غير آبهين بالوقت والوعد..
ريكس ببرود :من أنت ؟
إبتسم الشاب وقال :ماذا ؟ هل شعرت بخيبة أمل ألن ليست كارمن من أتت بل أنا ؟
لم يُجبه ريكس وأكتفى بتلك النظرة البارده وهو ال يزال ينتظر إجابته..
أمال الشاب شفتيه هامساً :يالك من ُمتغطرس..
تقدم منه أكثر وإبتسم ُمجددا ً قائالً :كُف عن التصرف وكأنك شخص ُمهم ! كارمن ليست في
المنزلة التي تدعها تأتي شخصيا ً لتُقابل ِغرا ً مثلك ! إعرف مكانتك..
نظر ريكس إليه لفتره قبل أن ترتسم على شفتيه إبتسامة إستصغار وهو يهمس :إني أعرف
مكانتي جيدا ً لهذا أنا أطلب ُمقابلة كارمن وليس ُحثالةً ِمثلك..
إتسعت حدقتا عيني الشاب بغضب وهو يرفع لكمته ويصوبها الى وجه ريكس الذي تفاداها
بسهوله وهو يقول :من يترك الغضب يُسيطر عليه ال يستحق التواجد في هذه المنظمه ,علي
أن أتأكد من أن أرفع شكوى ُمالئمة بخصوصك ليتم تصفيتك..
زاد غضب الشاب وصرخ في وجهه :أيها الوقح!!..
صراخ هو كُل ما تقدر عليه.. ريكس :ال ُ
جن جنونه وأمسكه من ياقة قميصه ليقول ريكس بذات البرود ال ُمستفز :والعنف أيضا ً..
رفع لكمته بغضب شديد وضربها بقوه بجانب رأسه على زجاج السيارة التي تصدعت قليالً من
لكمته..
بقيت عيناه التي تشعالن غضبا ً تنظر الى وجه ريكس البارد المزعج فشد على أسنانه وقال:
إذا ً ؟!!!
ريكس :لن أُسلم معلومات قيمه لمجرد شخص ال أعرف إسمه ,فلتحضر كارمن أو أي شخص
يُساويها بالمرتبه..
بقي يشد على أسنانه بغضب شديد قبل أن يهمس بتهديد :حسنا ً ,فليكن ,سأوصل كالمك
الوقح هذا بنفسي ,ال تبكي فيما بعد عندما يتم تجاهلك أو تصفيتك حسنا ً ؟ فالتبجح في
منظمتنا مرفوض..
بعدها غادر متجها الى سيارته وهو يشتعل غضبا ً من الداخل..
دخل الى سيارته وضرب بيده عجلة القياده وهو يهمس :إنه متبجح ال تظهر في عينيه ذرة
خوف !! هو ال يزال عضوا ً عاديا ً في المنظمة فلما يتصرف وكأنه في مكانة تُعادل مكانة
كارمن ؟!! لما الزعيم عندما يسمع بتصرفاته المزعجة هذه ال يعلق على الموضوع بتاتا ً بينما
لو فعلتُ أنا ما يفعل لتم قتلي فورا ً !!! لما القاتل المأجور رقم واحد في منظمتنا دارسي يتعامل
معه وكأنه شخص مهم وليس مجرد حثالة بمكانة متوسطه !!! أكره أمثاله أكرههم!!
أدار ال ُمفتاح وضغط على دواسة البنزين محدثا ً صخبا ً شديدا ً متعمدا ً أن يتطاير بعض الغبار
على جهة ريكس قبل أن يُغادر بسرعة مجنونه..
بقي ريكس في مكانه يراقبه ببرود قبل أن يلتفت ويركب السيارة ُمجددا ً..
نظر الى المقعد الذي بجواره حيث ملف ورقي بداخله بعض األوراق..
همس بهدوء بعدها :لن أستمر بمكانتي العادية هذه ,علي أن أصعد أكثر ,على أن أتخطى
ذوات المستوى الثالث ,وأتخطى بعدهم دارسي وكارمن والبقيه ثم أصل الى النائب وأتخطاه ,
سأصل بعيدا ً وعاليا ً للغايه لتتوافر في يدي العديد من الصالحيات..
ضاقت عيناه لتظهر تلك النظرة العميقة فيهما وهو يهمس :مالم أستطع بلوغه بالقانون ,
سأبلغه بالقوه!
***
14 juonyour
7:30 am
جلست إليان على إحدى الكراسي في إحدى أروقة الكليه وهي تُمسك هاتفها تُعاين رسالة
دكتورها الذي يعتذر عن حظور محاضرته لهذا اليوم..
لقد أرسلها منذ العاشرة مساء األمس واليوم للتو عندما تعنت وأتت ُمبكرا ً رأت رسالته هذه..
أقفلت الهاتف بشيء من اإلنزعاج ,أتت ُمبكرا ً وال أحد من زميالتها قد حظر..
من قد يحظر عندما يعتذر الدكتور ؟
أخرجت سماعاتها ووضعتها في أُذنيها وبدأت تبحث في قائمة الموسيقى عن شيء جيد
لتسمعه..
عليها أن تقضي ثالث ساعات حتى موعد ُمحاضرتها القادم..
إنها حتى ال رغبة لديها في أن ترجع الى المنزل بعد مشاجرتها مع سائقها العنيد بعد حادثة
ليلة البارحه عندما تركته أمام المقهى وذهبت بعيدا ً لوحدها..
بقي يلحق بها بالسيارة يريد منها أن تركب ,لقد صرخت في وجهه وقالت له كالما ً قاسيا ً ومع
هذا لم يتراجع عن قراره حتى إستسلمت أخيرا ً وركبت منه لتهدده وقتها بالطرد حالما ترى
أمها..
همست :لقد كان يقوم بعمله ,كُنتُ ُمهتاجة ليلة أمس لذا قُلتُ كالما ً ال أعنيه ,وأيضا ً أنا ال
أُحب التراجع عن قراراتي حتى لو كانت خطئا ً ,إذا ً ماذا علي أن أفعل بأمره ؟
تذكرت ريو فشدت على أسنانها وضغطت بسرعة على موسيقى صاخبه لتُبعد وجهه هذا عن
رأسها..
رفعت عينها تتأمل المكان وهي ُمنغمسة في كلمات األغنيه لتبعد أي تفكير عقيم عن رأسها..
ظهر بعض اإلنزعاج على وجهها وهي ترى من بعد ذلك الدكتور الوسيم المزعج وحوله
العديد والعديد من الطالبات..
ضاقت عيناها بإحتقار حالما تالقت أعينهما فتوقفت اإلبتسامه التي كانت على شفتيه وأشاح
بنظره بعيدا ً وهو يهمس بشيء من السخرية على نفسه :يالها من نظره ,أنها تُشبه أخاها
ريكس بهذه النظرات ,نظرات التعالي واإلستحقار..
إحدى الطالبات :بماذا تُتمتم دكتور آندي ؟
إحدى الفتيات أشاحت بوجهها بسخريه قائله :آندي ؟ يالها من دلع بغيض هههههههههه..
نظرت إليها الفتة بإنزعاج في حين إبتسم الدكتور آندرو قائالً :حسنا ً هذا يكفي لقد أجبتُ على
إستفساراتكم الطفوليه ,هل يمكنكن أن تدعنني أذهب الى مكتبي و ُمزاولة عملي ؟
إحدى الطالبات بغنج :دكتور موعد ُمحاضرتك التالي بعد نصف ساعه فلما أنت ُمستعجل ؟ أال
يُمكنك أن تقرأ الموقف قليالً وتفهم بأن أسئلتنا الطفوليه هذه فقط ألننا نُريد أن نحظى بمحادثة
طويلة معك ؟
ضحك وقال :أهذا هو السبب ؟ حسنا ً حسنا ً أعلم بأنه تبقى نصف ساعه ولكن أنا أحتاج ألن
أُحضّر لها ,دعونا نتحدث في وقت الحق..
تركهن وهن يتذمرن من رحيله ودخل الى مكتبه وهو يأخذ نفسا ً عميقا ً..
حالما دخل ألقى السالم على الدكاترة الثالث الذي يُشاركونه المكتب نفسه..
جينا ذات الخامسه والخمسين من عمرها وجون الذي كان في األربعين وأخيرا ً الحسناء
الصبهاء ميرا التي كانت تُقاربه في العمر..
ألقى السالم فردت جينا قائله :في كُل مرة تزداد وقاحة الفتيات لدرجة أنهم أصبحوا يُالحقونك
حتى تدخل مكتبك ,لو كُنّ طالباتي لحرصتُ على أن أُعطيهن درسا ً في الحشمه..
ضحك آندرو دون أن يُعلق فقال جون :هههه فتيات اليوم لسنا كاألمس ,عليك أن تعتادي على
ذلك..
جلس آندرو على كُرسي واضعا ً أغراضه على مكتبه..
ألقى نظرة على هاتفه وهمس لنفسه :لم يُجب على رسالتي باألمس ! هذا غريب..
علقت ميرا التي تجاوره في المكتب قائله :تنتظر رساله ؟ ممن ؟
نظر إليها قليالً بعدها إبتسم :ههههه صديق..
إلتوت شفتيها العنابيتين بإبتسامه قائله :صديق أو صديقه ؟ حدد..
آندرو :هههههههههه بل صديق صديـــق..
تنهدت جينا قائله :عندما كُنتُ بعمرك كان لدي طفالن بالفعل وأنت ال تملك حتى صديقه فمتى
تنوي الزواج ؟!
ضحك آندرو وهو ال يدري بماذا يُعلق فهي دائما ً ما تتذمر بهذا الخصوص..
ماذا عساها قد تفعل عندما تعرف بأن صديق له ُرتب له زواج يحلم به الماليين ورفضه بدون
أي سبب حتى ؟
علق جون قائالً :شباب هذه األيام ليسوا كاألمس ,من الطبيعي أن تري شاب في أواخر
العشرينيات لم يتزوج ,النضج في هذا الجيل بطيء للغايه..
ميرا بتذمر وغنج :أووه ال عمي ,هل تعني بأني لستُ ناضجه ؟
جون :هههه لستُ كبيرا ً الى هذا الحد لتقولي عـ...
قاطعته جينا تقول لميرا :من تتحدث بهذه الطريقة بالتأكيد لم تنضج بعد!!!
ميرا بإنزعاج :لم يُحدثك أحد أيتُها العجوز الشمطاء!
تنهد آندرو فهاقد بدأتا هاتان اإلثنتان بالشجار كالعاده..
نظر الى هاتفه ُمجددا ً عندما سمع صوتا ً فإبتسم وهو يرى اإلشعاد قادما ً تحت إسمه "الغبي
جدا ً" ..
أوه لقد رد عليه ريكس إذا ً ؟
يبدو بأنه كان نائما ً باألمس ولم يرى اإلشعار سوى اليوم..
فتح رسالته التي كان مفادُها:
"سأترك لك األمر كما تريد ولكن ...إن كان مقلبا ً سخيفا ً منك تحت عذر *أُريد لك األفضل*
فسأجعلك تندم كثيرا ً"
إبتسم آندرو هامسا ً لنفسه :كم أتمنى أن أفعلها حقيقةً ولكن أنا ال أُريد رؤيتك تنتقم مني
فإنتقامك قاسي للغايه هههههههه..
رد على رسالته بإيموجي مبتسم دون تعليق بعدها أغلق الهاتف وقال :حسنا ً ,بقي أسبوع
ونصف ,علي أن أُحضّر من اآلن خطتان على األقل حتى أستعمل األُخرى لو تم إعتراض
األولى بشكل من األشكال..
قطع عليه تفكيره صوت جينا تقول :كالعاده تحتاج لمن يقوم بتذكيرك..
نظر إليها بتعجب فقالت :ألم يحن موعد ُمحاضرتك ؟
فز ُمتفاجئا ً وقام بسرعه بأخذ الكتاب المعني ودفتر التحضير وبقية األوراق المهمه وهو يكاد
ال يصدق كيف مرت نصف ساعة بهذه السرعه..
***
1:30 pm
تنهدت بعمق هامسه :لما ال ينفك تفكيري بهذه الجملتين ؟ بمن علي أن أُصدق ؟ بهما أم
بتصرفات فرانس الطيبة نحوي ؟ إدريان لم ينكر ,هو لم ينكر وأعطاني رقمه ! هو صديقه
من دون شك ,لو كانت فقط كاتالين من قالت جملة مريبه كاألمس لقُلتُ لنفسي بأنها ُمخطئه
فربما إلدريان صديق ال تعرف هي عنه شيئا ً ,ولكن أن يكون كالمها تأكيدا ً لكلمات ذلك الطفل
! هذا ُمريب..
كُفي عن الثقة به ؟
ماذا يقصد بهذا!
ليست غبيه حتى ال تستطيع التفريق بين من يستغلونها وبين العكس!
هو لم يستغلها قط بل هي من كانت تستغله دائما ً..
تتصل عليه كُلما شعرت بضيق ,تطلب منه الخروج كُلما أرادت الخروج ,تذهب الى الدكتور
برفقته..
أيا ً كان ما تقوله فهو لم يحاول معارضة آرائها لمره وتوجيهها لرأي آخر حتى تحذر منه..
إنه قطعا ً أطيب شخص قابلته بعد فقدانها لذاكرتها!!
هو حتى ال مصلحة له ليكذب مثل هذه الكذبة !! كذبة أنه صديق فرانس فال شيء يضمنه
بأنها لن تقول ألحد عنه!!
آليس بهمس :هو بالتأكيد صديق إلدريان وكاتالين هذه ُمخطئه ,ولكن اآلن ما يُزعجني هو
كالم كين ! هل سمع عن فرانس شيئا ً حتى يطلب مني الحذر ؟ أو ربما ألنه صديق إلدريان قال
هذا بما أن بين العائلتين عالقات عداوة كما سمعت ؟
نعم ,التوقع األخير يبدو منطقيا ً أكثر!
وقفت من على األريكة عندما سمعت صوت جينيفر قادمه فإبتسمت حالما رأتها قائله :مساء
الخير..
بادلتها جينيفر اإلبتسامة قائله :من الجيد أنك ُمستيقضه فأنا أُريد التحدث إليك ,هل تناولتي
الغداء ؟
هزت آليس رأسها تقول :ليس بعد..
دخل في هذا الوقت ريكس وبدا مستعجالً وهو يتجه الى الدرج فنظرت إليه جينيفر تقول :مهالً
ريكس ,سنتناول طعام الغداء بعد قليل لذا إحرص على النزول ,ال تنم قبل ذلك..
توقف ريكس في منتصف الدرج ونظر إليها قائالً :ال يُمكنني فلدي موعد ُمهم..
بعدها غادر فتنهدت جينيفر بعدها نظرت الى آليس وقالت :سأُبدل ثيابي ولنتحدث على طاولة
الطعام حسنا ً ؟
بعدها نادت على الخادمه تطلب منها تجهيز الطعام بينما آليس تنظر إليها بدهشه عارمه..
ماذا ؟ ما هذا الذي حدث قبل لحضات ؟
تذكرت كالم إستيال قبل يومين..
ت بأن كُل واحد منهما يكره اآلخر" ت طريقة حوار ريكس وجينيفر لبعضهما لعرف ِ
"لو شاهد ِ
هذا ما قالته!
هذا ما قالته بالحرف الواحد!!
وعلى هذا األساس هي توقعت الكثير من التوقعات!!
ولكن ما حدث أمامها ُمختلف للغايه..
كانا يتحدثان بشكل طبيعي!!
ال يوجد حتى رسمية بنبرة كالمهما فلما تحدثت إستيال بكالم ُمعاكس!!
همست :لما كذبت علي ؟ ولما أنا صدقتُها ؟
سحقا ً لها! شدت على أسنانها مكملةُ :
شعرت بغضب عارم..
ليس كذبها عليها هو السبب فحسب ,بل هي غاضبة من نفسها التي صدقت هذه الكذبه!!
شعرت وكأنها تكره نفسها الحمقاء هذه التي تُصدق كُل شيء!
تذكرت كالم ذلك الشاب من باريس عندما نعتها بالدمية التي تُصدق أي شيء حتى لو لم تره
بعينيها!
للتو علمت كم هو ُمحق في كالمه!!
سحقــــا ً!!!! سحقا ً ُ
سحقا ً ُ
ُ
خالل دقائق كانتا تجلسان على طاولة الطعام فبادرت جينيفر الحديث قائله :كيف هو الوضع
في المنزل ؟ أعتذر فطبيعة عملي تجعلني أُهمل االهتمام بك..
ت لم تُقصري في شيء وأنا حقا ً سعيده و ُمرتاحه.. آليس بسرعه :كال كال أن ِ
جينيفر :حسنا ً لنتحدث بخصوص العمل ,كان من ال ُمفترض أن تستلمين قبل أيام لوال سفرة
باريس ال ُمفاجئه ,هل تُريدين أن تبدأي به من الغد ؟
دُهشت آليس من الموضوع الذي فتحته!
لقد ضنت بأنها ستتحدث عن خروجها من المنزل كما طلب زوجها منها!
صدمت حقا ً.. لقد ُ
نظرت إليها لفتره بعدها ظهر اإلنكسار في عينيها وهي تهمس :أعتذر إلزعاجي لك بهذا
الخصوص لكن ....أعتذر لم أعد أُريده..
ت ُمتلهفةً للعمل! تعجبت جينيفر وسألتها :لماذا ؟ لقد كُن ِ
آليس :أنا ....أُفكر بالخروج والبحث بنفسي عن عائلتي..
جينيفر بدهشه :ماذا ؟!
ت أحد ! لم يعد بإمكاني آليس :أعلم قرارا ً غبيا ً ولكن لقد تعبت ! إنتظرتهم كثيرا ً ولم يأ ِ
التصرف وكأن اإلنتظار ال يهم ,أنا أشتاق إليهم حتى لو لم أكن أعرفهم!
أكملت بهمس :أشتاق ألُمي وألبي ...أُريد رؤيتهما ,لو كان لدي أخ أو أخت أرغب برؤيتهما
ت لم تُقصري أيضا ً ,أحتاج عائلتي ,بمحنة فقداني لذاكرتي أنا ال أحتاج سوى عائلتي ...أن ِ
بشيء ولكن ...العائله أمر ُمختلف..
ت بالتأكيد ال تعي جينيفر بهدوء :هذا خطير ,كيف لفتاة شابه الخروج الى العالم وحدها ؟ أن ِ
خطر ما تقولينه ؟ فتاة بعمرك كُل ما ستحصل عليه هو اإلحتيال واإلستغالل والسرقه ! لن
يمكنك التصرف جيدا ً ,لن يمكنك اإلستمرار ,أنا ال يُمكنني دعم قرارك األناني هذا!!!
آليس بسرعه :كال أنا يُمكنني التصرف و...
ت بالتأكيد تعلمين بأنه ال يُمكنك الصمود ولكن ال تُريدين قاطعتها جينيفر :لن يُمكنك ! آليس إن ِ
اإلعتراف بهذا األمر!
لم تجد آليس ما تقوله فتنهدت جينيفر وقالت :إصبري قليالً فلم يمر سوى أقل من شهر
ت ال يُمكنك أن تجوبي المدينة ونصف ! سيجدون معلوماتك بيوم ما وسيأتون الى المنزل ,أن ِ
كلها بحثا ً عن أشخاص ال تعرفين أي شيء عنهم ! ماذا لو كانوا خارج البالد ؟ أعتذر عن هذا
ت يتيمه ؟ فكري بعقالنية يا عزيزتي! ولكن ماذا لو كُن ِ
صمتت قليالً بعدها أكملت :إسمعي ,إن كان السبب هو عدم راحتك في هذا المنزل فسأُدبر لك
شقة في مكان ما لو أردتي لكن مسألة الخروج والبحث هذه ال تفعليها رجاءا ً..
أشاحت آليس بنظرها بعيدا ً دون أن تقول شيئا ً..
لقد تعبت حقا ً من البقاء هنا والتعرض لألكاذيب والخداع عن طريق إستيال وغيرها..
تعبت حقا ً..
ق الى هنا بعد نشر تذكرت أمرا ً فنظرت الى جينيفر وقالت :أعرف شخصا ً ما ,شاب أتى شابا ً
معلوماتي وأخبرني أنه جار سابق لي ,كُنتُ سأعرف الكثير لوال تدخل ريكس ووالده
وطردهما له من أمام المنزل ,طلبتُ منه الرجوع مجددا ً لذا أن رجع هل يُمكنني حينها ترك
المنزل والذهاب معه ؟
تنهدت جينيفر وقالت :مادام أحد معارفك فال يُمكنني منعك ,يمكنك بالتأكيد..
إبتسمت آليس بعدها أكملت تناول طعامها بينما جينيفر بقيت صامته لفتره قبل أن تسأل :هل
بال ُمصادفه كان إسم الشاب دانييل ؟
رفعت آليس لها رأسها بدهشه وقالت :نعم !! كيف عرفتي ؟
دُهشت جينيفر للحضه بعدها أكملت تناول طعامها دون تعليق فزاد قلق آليس وسألتها :ماذا
ُهناك ؟!! ماذا حدث ؟
أكملت بعدها بسرعه :هل أتى الى ُهنا دون أن أعلم ؟!! هل أتى في فترة وجودي بباريس !!
هذا ما حصل صحيح ؟!!
تنهدت جينيفر قبل أن تقول :لألسف ,يبدو بأن ريكس لم يقل الحقيقه فلقد قال بأنه شحاذ ,
سمعتُ من الحارس بأنه هدده بالشرطة إن عاود الظهور ُمجددا ً..
أكملت بعدها :إنه ُمتسرع كالعاده ال يُحب الغرباء ,ربما دانييل هذا لم يشرح ما يُريده بوضوح
لذا حدث سوء الفهم هذا..
آليس بمنتهى الهدوء :هو يعلم ,هو لم يفهم خطئا ً بل يعلم حقا ً ماذا يريد دانييل ! هو يعلم بأنه
الوحيد الذي يربطني بعائلتي..
نظرت إليها جينيفر بدهشه وهي غير ُمصدقه..
هل يعلم حقا ً!!
تعرف بأنه وقح للغايه ولكن لم تضنه قد يصل الى هذا الحد!
لما فعل ذلك!
توقفت عن التساؤل عندما شاهدت عينا آليس مغورتان بالدموع فهمست لها :آليس ؟
عضت آليس على شفتيها ال ُمرتجفه هامسه :الوقح ,أنا أكرهه!!
بعدها غادرت غرفة الطعام تاركة الباب خلفها مفتوحا ً وجينيفر تنظر إليها بدهشه..
عاودت النظر الى الطعام قائله :إن كان يعرف فلما فعل ذلك ! لم أقل هذا لها ولكن هو لم
يهدده بالشرطة بل إستدعاها حقا ً لتأخذه بعيدا ُ عن المنزل ,لما قد يفعل شيئا ً وقحا ً الى هذا
الحد بها ! أنا مصدومه..
***
6:45 pm
نظر إدريان ببرود الى المقطع الذي إنتشر في وسائل التواصل االجتماعي بشك ٍل جنوني خالل
الساعات القليله الماضيه..
مقطعا ً من لقاء كاتالين مع إحدى المحطات اإلذاعيه الشهيره هذا الصباح حيث كانت إحدى
األسئله الموجهه إليها خاصة بإشاعات مواعدتها لل ُمغني الصاعد إدريان..
لم تظهر على وجهه أية ردود فعل وهو يسمع إجابتها النافيه وال ُمتعجبه من أمر هذه
اإلشاعات التي ال تبدو منطقية بتاتا ً..
همس بهدوء :اإلشاعات لم تكن منتشرة الى الحد الذي يجعلك تنشرين تصريحا ً ! هل هذا
إنتقام لتركي لك باألمس ؟
رمى هاتفه على المقعد ال ُمجاور له بالسياره وأغمض عينيه ُمكمالً :أُراهن أن هذا السؤال كان
من تدبير المؤسسة نفسها وهي أجابت بتلك الطريقة التي تجعلني أنا في وضع سيء..
عقد حاجبه عندما سمع صوت طرق على ُزجاج النافذه ففتح عينيه ونظر عن يساره فوجد
رسالة ُمثبتة ما بين الباب والزجاج..
من مظهرها عرف بإنها رسالة من إحدى ال ُمعجبين..
يا ترى ما ردود أفعالهم ؟ من بعد اللقاء هذا هو لم يدخل الى المواقع ليرى ردودهم..
أغلبهم سيبحثون عن إسمه ليعرفون من هذا الذي إنتشرت إشاعات بخصوصه..
أخذ هاتفه وفتح على إحدى الحسابات الرسميه الشهيره التي تنشر أخبار الفنانين ونزل تحت
مقطع لقاء كاتالين وبدأ ب ُمعاينة الردود..
"من يكون هذا اللقيط ؟"
"وجهه جديد ,أُراهن بأنه هو نشر اإلشاعات كي يشتهر على حساب محبوبتنا"
"من وجهه تستطيع أن تعرف بأنه محتال لعوب"
غن عادي جدا ً ال مميز فيه سوى وجهه" "أوه إدريان سمعت به ُ ,م ٍ
"كياااه يبدو وسيما ً ,علي البحث عنه فربما أُصبح إحدى مشجعيه"
"حتى لو كانت اإلشاعه صحيحه فمن الواضح بأنه ال يحبها بل يحب مكانتها ويريد الوصول
لألعلى عن طريقها"
"لما ال تنزلوا لنا أخبارا ً عن عزيزنا بريك ؟؟؟؟؟"
تنهد وأغلق الهاتف هامساً :كُنت أعرف ,لن أحصد من وراء هذا التصريح سوى المزيد من
الكره ..تعليق أو تعليقان في صفي ُمقابل آالف التعليقات ال ُمسيئه..
تذكر أمر الرساله ففتح الباب وأخذ الرساله وبدأ بفتحها ليجد بأنه بخط فتاة تقول فيها..
"هي ال تستحقك ,يُمكنك المضيء قِدما ً وسأُواصل تشجيعك حتى النهايه"
نظر الى الكلمات بهدوء بعدها همس :أنا حقا ً أستحق ذلك..
رمى الرسالة في درج السياره بعدها حركها وإبتعد من أمام المؤسسه..
***
***
15 juonyour
6:50 am
***
9:44 am
الكُل ذهب..
إليان غادرت قبل نصف ساعه الى كليتها بينما إدريان غادر ُمبكرا ً هو ووالدته..
ريكس لم ينم بالمنزل ,واآلن كالعاده المكان هادئ..
سرحت شعرها جيدا ً تقول :على أية حال وضع إدريان هذه األيام ال يُعجبني ,أصبح جامدا ًّ
قليل المزاح والكالم ,ما السبب ؟
إبتسمت تنظر الى وجهها هامسه :أنا حقا ً جميله..
نظرت الى منابت شعرها األشقر ,لقد تجاوز طوله اآلن العشر سانتي لذا شكله لم يعد ُمزعجا ً
للنظر ولم تعد تضطر أن تضع الصبغة المؤقته..
تنهدت وهمست :لكن لما صبغته بينما اللون القديم كان رائعا ً ؟
شدت على أسنانها وأكملت :كُنت سأجد اإلجابة عند دانييل لكن ذلك الوغد!!!!!....
خرجت من الغرفه بعدها إتجهت الى تلك المنطقة المحظوره..
المنطقة التي ُوبخت قبل فترة إلقترابها منها..
المنطقة التي قبل يومين سمعت صوتا ً منها..
لقد إنتظرت مثل هذه الفرصة السانحه حيث ال أحد أبدا ً في المنزل حتى ال ُمربية المزعجه..
ال يوجد سوى خادمتين فحسب وهما بالفعل مشغولتان باألسفل..
تقدمت من الباب وأمسكت مقبضه بهدوء وتردد ثم أدارته..
إبتسمت عندما فُتح الباب وهمست :جيد هو ليس ُمحكم اإلغالق..
دخلت الى هذه الصالة الصغيره وهي تُغلق الباب خلفها بهدوء دون أن تُصدر أي صوت..
نقلت نظرها في المكان ثم توقفت عينيها على باب الغرفه..
هناك شخص ما ,البد من أن تلك الشهقة صدرت من بشري وليس شبحا ً..
البد من أن أحدهم موجود هنا وعليها أن تعرف لما!!
أجل ....هي كسرت كُل وعودها لنفسها بعدم التدخل..
لم تعد تحتمل أن تتعرض للكذب والخداع أو اإلهانه ,مرة من إستيال ومرة من الوغد ووالده
المزعجان ومرة من......
شعرت بالضيق وهي تتذكر أمر فرانس الذي ال يزال يؤرقها..
حتى لو لوجدت له األعذار ما زال قلبها يؤلمها..
ال خيار سوى أن تواجه فرانس نفسه ولكنها تخشى اإلجابه..
تخشى أن يكون كالم كين صحيح وأنه شخص سيء!
هو لطيف ,هو الشخص الذي ساعدها كثيرا ً دون أي ُمقابل!..
هزت رأسها وتجاهلت التفكير بهذا األمر فهذا ليس بوقته..
تقدمت بهدوء من الغرفه وهي تريد إكتشاف ما الذي يقبع فيها..
تُريد أن تعرف سرا ً واحدا ً على األقل لهذه العائله ,تُريد أن تشعر بشيء من القوه فالمعرفة
دائما ً تكون أقوى سالح..
إتسعت عيناها بصدمة عارمه وهي تسمع خطوات شخص من الخارج قادم!!
ماذا ؟!! من ؟!!!
لقد ذهب الجميع حتى المربيةوالخدم مشغولون فمن أتى بمثل هذا الوقت المحرج ؟!!!!
نظرت حولها بسرعه بحثا ً عن مكان ُمناسب حتى إختبأت خلف إحدى األرائك فال مكان آخر
يُمكنها اإلختباء فيه!
فُتح الباب فتقدمت قليالً زاحفه تُحاول أن تعرف من دخل فدُهشت عندما شاهدت بأنه ريكس!
ضاقت عيناها بكره شديد وودت لو تقوم اآلن وتُشاجره فهي تنتظر ُمقابلته منذ األمس ولكن
الوقت اآلن ليس ُمناسبا ً بالمره!
راقبته وهو يتقدم من تلك الغرفه ويفتحها بهدوء وبعدها يرمي الباب خلفه بُغية إقفاله ولكنه
لم يُقفل جيدا ً وبقيت ُهناك فُتحة فيه..
وقفت وتقدمت بهدوء شديد من الباب ثُم حشرت نظرها في هذه الفتحه ُمحاولة التلصص على
ما بالداخل..
المكان كان ُمظلما ً بعض الشيء ,تستطيع أن تلمح سريرا ً كبيرا ً وبجانبه نافذة ُمغلقةً بالستائر
الثقيله..
شاهدت ريكس يجلس على طرف السرير ويُحادث أحدهم..
إبتسمت تهمس بداخلها" :لقد كان بشريا ً بالفعل!!" ..
إختفت إبتسامتها تدريجيا ً تقول بهدوء" :لكن لما وكيف هذا ؟ إن كان بشريا ً فلما لم أُشاهده
من قبل ؟ لما هو هنا وكأنه محبوس ؟ هل من ال ُممكن أنه جد األُسره وهو مريض وطريح
الفراش ؟" ..
تذكرت تلك الشهقه التي حتما ً لن تنتمي لكبير في السن بل لطفل صغير..
قررت التوقف عن التفكير و ُمحاولة سماع ما يقوله ريكس ولكن صوته كان ُمخفضا ً للغايه فلم
تستطع أن تلتقط أي شيء ُمفيد..
عقدت حاجبها عندما وقف ريكس وإتجه الى زاوية الغرفه يأخذ منها شيئا ً ما..
توقفت خاليا جسدها دُفعةً واحده عندما إلتفت ريكس بشكل ُمفاجئ ينظر الى الباب..
إبتعدت فورا ً وعاودت اإلختباء خلف األريكة وهي تدعي بأن ال يكون قد الحظها!
خابت أمانيها عندما فتح الباب ونظر في أنحاء هذه الصالة الصغيره..
تحدث بهدوء تام يقول :ما الذي تُريدين الوصول إليه بالضبط ؟
عضت على شفتيها ولم تعد تدري ماذا تفعل ,هل تستمر باإلختباء لعله يضن بأنه كان يتخيل
؟
لكن ماذا لو كشفها هو بنفسه في هذه الوضعيه ال ُمثيره للشفقه ؟!!
واااه هذا ُمحرج!
تنهدت ووقفت فنظر إليها بعينين حادتين واضح الغضب فيهما..
سحقا ً ! هي تعلم بأنها ُمخطئة تماما ً..
ُ
هذه ليست المرة األولى التي يكشفها فيها تتلصص عليه!!
هذا ُمحرج ُ ,محرج الى حد كبيير!
تحدثت ك ُمحاولة لتغيير الموقف وقالت :ماذا ؟ أخيرا ً ظهرت ! لقد إنتظرتُ طوال يوم أمس
ولكنك لم تعد الى المنزل..
تقدم منها فشعرت بخوف ولكنها حاولت أن تظهر بمظهر الحازمه حتى أمسكها من ذراعها
ت تتصرفين تصرفات تجعلني أرغب بالتخلص منك ! ألم تعلمي بأن بقوه قائالً بتهديد :أن ِ
الفضول يقتل القط!!
نظرت إليه للحضه بعدها إبتسمت تقول :أووه أعلم كما أعلم بأن للقط سبعة أرواح لذا ال يُمكن
التخلص منه بسهوله..
ضاقت عيناه قائالً :اليوم هو يومك األخير ,إن لم تُغادري المنزل بإرادتك فسأحرص على أن
تُغادريه جرا ً كالكلب..
صبأغضبها كالمه فردت تقول :حاول وحينها وجهتي ستكون لإلعالم وسأقول كالما ً لن ي ُ
بصالحك ألجعل العالم كُله يُعاملك أنت كالكالب!
بعدها أكملت بإنفعال :أجل تلصصت عليك وماذا في ذلك !! الفضول لم يكن يوما ً جريمة كقطع
حياة إنسان !!! كيف تجرؤ على طرد دانييل الوحيد في العالم الذي يعرف كُل شيء عني ؟!!
كيف تجرؤ على قطع الخيط الوحيد الذي يقودني الى حقيقتي !! هذه حقاره ! بل دنائه ! لم
أُشاهد في حياتي تصرفا ً خسيسا ً الى هذا الحد!!
شدت على أسنانها وسحبت يدها بقوه ودفعته عنها تقول :لن أغفر لك !! تأكد بأني سأحرص
على اإلنتقام !! سأحرص على ذلك لذا إنتظرني فحسب..
أشارت الى األسفل وأكملت :وبالنسبة لهذا المنزل ....عندما يكون لك تفضل وأُطردني حسنا
؟
صوت غريب رد عليها بحده يقول :ستخرجين ُرغما ً عنك!!
عقدت حاجبها ونظرت خلف ريكس حيث باب الغرفه فإتسعت عيناها تدريجيا ً وهي تنظر الى
طفل أشقر تجاوز العاشرة من عُمره ويجلس على ....كُرسي ُمتحرك!
ال ...قد يكون هذا صادما ً ولكن .....وجهه ال ُمشوه كان أكثرها صدمةً!
حروق طويله منتشرة بكامل نصف وجهه األيسر ويضع ضمادة على عينه اليسرى بينما
ير ُمقها بعينه اليمنى بنظرات غاضبة وشرسه..
مشاعرها في هذه اللحضة تغيرت من الغضب الى الذهول و ....الشفقه على حاله..
رمقه ريكس بنظر ٍة حاده يقول :أُدخل!..
تحولت فورا ً نظرته الغاضبة الى تفاجؤ صحبها حزن وهو يلتفت بكرسيه ويُعاود الدخول ُمغلقا ً
الباب خلفه..
شد ريكس على أسنانه والموقف كُله لم يعجبه فلم يتوقع أن....
دُهش عندما أحس بقبضتها ال ُمرتجفه تتشبث بقميصه فإلتفت ينظر إليها ليجد عيناها
جاحضتان تنظران الى الفراغ برعب شديد..
عقد حاجبه فبدأت تدريجيا ً تسقط أرضا ً جالسةً وال تزال عيناها تنظر الى مكان ُمحدد في
الفراغ وجسدها يزداد إرتجافا ً..
ت متقطع :آريســ ـتا ....لسـ ـتُ أنا ....جاكي صدقني.. همست من بين شفتيها بصو ٍ
تراجع ريكس خطوة الى الخلف يُراقبها بهدوء حتى صرخت فجأه تُغطي أُذنيها قائله بصراخ
وعينيها تمتلئان بالدموع :ال شأن لي ....لما فعلت هذا بي !! لما يا والدي ...أنا ال أعرف
شيئا ً ....لستُ أنا!!!
بعدها سقطت على جانبها األيمن فاقدة للوعي فالمنظر الذي شاهدته ب ُمخيلتها كان أبشع من
مقدرتها على تحمله!
-Part End-
Part 20
***
3:25 pm
بإحدى المنازل الضخمه التي تمتاز بمساحاتها الواسعه بعدة أقسام في وسط حديقة خضراء
مليئه برجال يرتدون المالبس الرسميه وكأنه مقر لمنظمة ضخمه..
وهو كذلك..
كارمن هو إسم مالكة هذا المكان..
امرأة في الثامن والثالثين من عُمرها ,إحدى الركائز الثالث األساسيه بهذه المنظمة وهي
المسؤولة عن األعمال في مدينة ستراسبورغ..
طرق الباب هذا الشاب الذي ما زال في بداية الثالثين من عمره وعندما سمع صوت يسمح له
بالدخول فتح الباب ودخل على سيدته كارمن التي للتو عادت من الخارج وكُل ما تُريده هو
كأسا ً من الشراب لتهدئة ُ
صداعها..
كانت ذات شعر قصير يُالمس كتفيها أسود اللون كعينيها تماما ً وتمتاز بشامة صغيره على
الجانب األيسر من شفتيها الملونتان باللون األحمر قاني..
نظرت إليه قبل أن تقول :ماذا ُهناك يا ماثيو ؟
ماثيو :سيدتي عُذرا ً على اإلزعاج ,منذ البارحه كُنتُ أنتظر حضورك ألُحدثك بشأن خطوط
التوزيع التي وعدنا ريكس باإلهتمام ألمرها..
مدت يديها تقول :حسنا ً فهمت ,هاتها..
توتر وقال :لـ ليست معي ,رفض أن يُسلمني إياها..
عقدت حاجبها بشيء من اإلستنكار وأنزلت يديها تقول :ماذا تقصد ؟
ت له شخصيا ً ياماثيو :ذلك الوقح تجاوز حدوده بالفعل ,يقول لن أُسلمها إال عندما تأتين أن ِ
سيدتي ,رفض أي قرار آخر ,حاولتُ إخباره بمدى وقاحته ولكن ال فائده..
ضاقت عيناها بشيء من الحدة والغضب فقال بسرعه :ذلك الشخص إما وقح أو ُمريب بالكامل
,في ِكال الحالتين ليس علينا اإلحتفاظ بأمثاله ,من يجرؤ على أن يطلب منك سيدتي الحظور
إليه ! إنه ُمجرد عضو تافه عادي ال أهمية له بتاتا ً فكيف يجرؤ على هذا الطلب الوقح !! لقد
صدمني ولم أكن أُريد إزعاجك بأمره وأتكفل بالتخلص منه ولكن إحترمتُ أوامرك التي تنص
على عدم التصرف بشكل شخصي دون الرجوع إليك ولهذا أنا أتيت وأخبرتُك ,أرجوك سيدتي
إسمحي لي بالتخلص منه..
بقيت تنظر إليه لفترة ليست بالقصيره قبل أن تقول بهدوء :أحظره لي هذه الليله..
إبتسم وقال :أوامرك سيدتي..
ثُم غادر وهو يشعر بسعادة عارمه..
وقف أمام أحد أفراد المنظمة والذي ال عمل له سوى إتباع األوامر..
نظر إليه قائالً :هذه الليله إجمع لي عشرة من الرجال وإنتظروني أمام سيارتي في تمام
الساعه التاسعه حسنا ً ؟
هز رأسه قائالًُ :
أمرك..
سخرية منك كثيرا ً يا وغادر من أمامه فإبتسم ماثيو يقول :أيامك إنتهت ,سأحرص على ال ُ
عزيزي..
***
6:33 pm
***
7:39 pm
إرتدت آليس مالبسها مستعدة لقدوم فرانس الذي إتصل قبل دقائق وبدى وكأنه سيعتذر عن
القدوم لكنها أصرت عليه فرضخ إلصرارها..
قامت بلم شعرها القصير كذيل حصان ونظرت الى وجهها في المرآة هامسه :شاب يُمكنني
إجباره على ما ال يُريده كيف له أن يكون سيئا ً ؟ مهما نظرتُ الى األمر فهو ليس ُمريبا ً بأي
شكل من األشكال!
إرتدت معطفها وأخذت هاتفها وخرجت من غرفتها..
توقفت قبل أن تنزل الدرج ونظرت الى جهة الممر الذي يقبع في آخره غرفة ذلك الفتى..
همست لنفسها :من يكون ؟ هو ليس إبنا ً لجينيفر فهي لم تُخبرني عنه عندما عرفتني على
عائلتها ..من يكون إذا ً ؟
تنهدت ونزلت الى األسفل وهو بحق يشغل بالها مهما حاولت تجاهل أمره..
كاف على كرهه لها لذا هي لن تُنزل من مقدار فنظرته تلك لها وطرده إياها من المنزل دليل ٍ
شخص ال يُحبها بتاتا ً..ٍ كرامتها لتتعرف على
خرجت الى باحة المنزل وإبتسمت وهي تشعر ببرودة الجو..
أخذت نفسا ً عميقا ً وإسترخت على جلسة خشبيه تحت مظلة ُوضعت بالجهة اليُمنى من المنزل
..
قررت أن تنتظره في الخارج فالجو رائع ال يُمكن تفويته..
نظرت الى جهة منزل مارك وتذكرت طلبها منه ألن يخبرها إن حظر ذلك الشاب المدعو
بدانييل..
نسيت أن تذهب إليه وتُخبره بعدم حاجته لفعل ذلك فدانييل بالتأكيد يستحيل أن يعود بعدما
طرده ذلك البغيض!
شدت على أسنانها بحقد وهمست :إنه وغد ! عليه تصحيح خطئه هذا!!
إختفى حقدها تدريجيا ً عندما خطرت ببالها فكره فإبتسمت وهمست :نعم ,أنا ال أعرف من
يكون ذلك الصبي ال ُمقعد ولكن أعرف بأن ذلك البغيض غضب للغايه عندما تسللتُ وكشفتُ
وجوده لذا البد من وجود سبب يجعله ال يرغب بأن يعرف أحد بوجود الصبي ,ال أعلم إن كان
بقية أفراد المنزل يعرفون أو ال لكن ما يهمني هو أن أمر ذلك الصبي سر بالتأكيد ,لذا لو
إستخدمته لل ُمقايضه فقد أنجح كأن أطلب منه أن يجلب لي دانييل بأي طريقة أو أُخبر الصحافة
عن وجود طفل ُمقعد ُمشوه ُمختبيء بالمنزل ! ريكس ذاك يبدو بأنه يكره الصحافة حقا ً..
إبتسمت بفرح لفكرتها تلك قبل أن تختفي إبتسامتها تدريجيا ً تقول :لكن ...ماذا لو أن األمر
سيضر البقية أيضا ً وليس ريكس وحده ؟
تنهدت بيأس قائله :إذا ً ال مجال سوى بتهديده بأمر صدمه لي فقط مع أني أشك بأنه سيُصدق
بما أني هددته باألمر سابقا ً وتراجعت..
أخذت نفس عميق وقررت المحاوله ,ستفعل أي شيء في سبيل أن يُعاد إليها دانييل بأي
طريقه!
فهي لن يُمكنها ُمغادرة هذا المكان من دون أن تعرف أحدا ً في الخارج يُساعدها..
وقفت وقررت الذهاب الى مارك وإخباره عن أن ال حاجة له في الترصد لدانييل فهو حتما ً لن
يأتي..
توقفت حالما دخلت سيارة المنزل وإذ هي جينيفر مع رجل غريب يجلس بجانب السائق..
تذكرت من هو فلقد رأته في ال ُمستشفى ,إنه ُمدير أعمالها أو شيء من هذا القبيل..
نزلت جينيفر من السيارة ومررت بعض األوامر إليه قبل أن تلتف السياره وتخرج خارجا ً..
ستخرجين لمكان ما ؟ ُ تصادفتا فإبتسمت جينيفر تقول :هل
آليس :آه أجل ,مع أحد أصدقاء إدريان..
عقدت جينيفر حاجبها للحضه قبل أن تُكمل آليس :ولكن قبل هذا فكرتُ بزيارة أحد الجيران
الذين تعرفتُ إليهم الفترة الماضيه..
جينيفر بتعجب :جيران ؟ أي نوع من الجيران ؟
أشارت آليس الى جهة منزل مارك قائله :صبي في المرحلة الثانويه تعرفتُ عليه ذات مرة في
الحديقة....
حيث أشارت آليس لتتسع حينها عينيها من الصدمه ثُم تُعاود ُ وأكملت كالمها وجينيفر تلتفت
النظر الى آليس قائله بحده :إقطعي عالقتك بهم!!!
توقفت آليس عن الحديث مدهوشة من إنفعال جينيفر ال ُمفاجئ وسألتها :لما ؟
أغمضت جينيفر عينيها قليالً تُهدئ من نفسها ثُم قالت لها بهدوء :عذرا ً على إنفعالي يبدو
بأني أخفتُك ,على أية حال هم عائلة غير جيده ,ال أُريد أن أُدخلك بكثير من تفاصيل مشكالتنا
العائليه لذا فقط إبتعدي عنهم حسنا ً ؟
أومأت آليس رأسها باإليجاب وهي ال تزال متعجبه من هذا الطلب الغريب بعدها تبعت جينيفر
بعينيها حتى دخلت الى المنزل..
نظرت الى جهة منزل مارك هامسه :ضننتُ بأن مارك يكره هذه العائله بسبب الفرق بين
الطبقتين كأن يراهم مغرورين أو ُمتعجرفين أو شيئا ً من هذه األسباب السطحيه ولكن يبدو أن
األمر شخصي جدا ً!..
قطع تفكيرها صوت دخول سيارة الى باحة المنزل فإبتسمت عندما رأت بأنه فرانس..
ذهبت ُمباشرة قبل حتى أن يوقف السياره وبعدها ركبت بالمقعد ال ُمجاور قائله :مرحبا ً..
إبتسم والتوتر با ٍد على وجهه :أهال آليس ,مرحبا ً بك ,كيف هي أحوالك ؟
آليس :جيده ,ماذا عنك ؟ لقد كُنتُ أنانية بعض الشيء وأرغمتك على الحظور ,أتمنى أال
أكون قد عطلتُك عن أمر هام..
حرك السيارة الى خارج المنزل وهو يقول :ال إطالقا ً ,ال بأس..
سألته ُمباشره :هل أنت تعمل في نفس مجال صديقك إدريان ؟
هز رأسه وقال :كال كال ,أنا ال أعمل أصالً..
رفعت حاجبها قليالً بعدها قالت :حسنا ً ,ما رأيُك لو نتناول طعام العشاء في الخارج وندعو
إدريان معنا ؟ تبدو كفكر ٍة سديده..
ضحك يقول :هذا ُمستحيل ,إدريان هذه األيام خاصةً ال مزاج له لمثل هذه األمور..
تعجبت وسألت :لما ؟
فرانس :ألم تسمعي عن اللقاء الذي ذُكر فيه ؟
هزت رأسها نفيا ً فتنهد وقال :حسنا ً إسمعي..
إتسعت عيناها دهشةً عندما قص عليها فرانس القصة بإختصار فقالت بإستنكار :كيف تجرؤ
على قول ذلك ؟ أن تقول "هذه األشاعة غير منطقية بتاتاً" يبدو وكأنها تستصغر إدريان كثيرا ً
وأنه من غير المنطقي أن شخصا ً مثله قد يواعدها !! سحقا ً لم أضنها حقيرةٌ الى هذه الدرجه!
ت األمر من منحنى لم أُفكر به.. تعجب فرانس وقال :لقد رأي ِ
آليس :هذا ألنك سطحي ,مهما نظرتُ لألمر فهو يبدو كإستصغار ليس إال!..
أشاح فرانس بعينيه يقول بتحطم :شُكرا ً على اإلهانه..
تنهدت آليس وقالت :إنها تُغيضني ..لو تحبه حقا ً ما كانت لتُلقي بتصريح قد يؤذيه ! تستطيع
إنكار األمر بشكل ألطف من هذا..
فرانس :ربما تشاجرا لذا هي تنتقم بهذه الطريقه..
آليس :ال أُحب هذا ,حتى لو تشاجرا عليها أن تنتقم منه تحت إيطار يخصهما وال تدخل العالم
كُله في األمر وتجعله عرضة إلنتقاد محض ُمعجبين ُمزعجين ,أنا لم أكن ألفعل شيئا ً كهذا أبدا ً
للشخص الذي أُحبه حقا ً..
نظر إليها قليالً بعدها إبتسم وقال :أُحب تفكيرك..
تنهدت آليس ُمجددا ً وقالت :أُراهن بأن إدريان اآلن يشعر بالضيق الشديد..
تذكرت جملة كاتالين في تلك الليله..
"إدريان ال يملك أصدقاء ! هو قطعا ً ال يملك صديق واحد"!
شعرت بالحزن ألجله ,إن كانت كاتالين ُمحقه فلمن قد يشكي إدريان ضيقته ؟
نظرت الى فرانس لفتره ثُم سألته :فرانس ,هل أنت حقا ً صديق إدريان ؟
ظهرت الدهشة على وجهه للحضات قبل أن يضحك بغباء يقول لها :ما هذا السؤال الغريب ؟
آليس بهدوء :أرجوك ,أجبني بصراحه..
نظر الى عينيها المصممتين لفتره قبل أن ينظر الى الطريق بتوتر وبقي لفترة على وضعه
متردد في اإلجابه وآليس لم تُزح عينيها عنه وال لثانية واحده..
بلع ريقه قبل أن يُجيب :حسنا ً ....لسنا أصدقاء بالمعنى الحرفي فهو ال يُحبني ,لكني أعتبره
صديق ,ونحن نعرف بعضنا منذ وقت طويل لذا .....أنا أراه كصديق بينما هو ال يراني سوى
كشخص يعرفه فحسب..
آليس :وكيف عرفتما بعضكما ؟
سحقا ! لم يُرد منها أن تتعمق بالتفاصيل.. ُ
ضحك وهو يُجيب :وهل سيفرق معك األمر شيئا ً ؟ نحن نعرف بعضنا فحسب ههههه..
كررت آليس سؤالها :كيف عرفتما بعضكما البعض ؟
أوقف سيارته أمام العياده وقال وهو يُحاول إخفاء توتره :أوه لقد وصلنا آليس..
نظرت إليه لفتره ثُم قالت :حسنا ً ,سأنزل وحدي في ال ُمقابل إستغل وقت إنتظاري في اإلتصال
بإدريان وأدعه الى تناول العشاء معنا ,ال تقلق سأتكفل أنا بالمصاريف لذا ال تنسى وال تُلقي
األعذار حسنا ً ؟
ونزلت قبل أن تسمح له بأن يتفوه بأي إعتراض..
***
9:13 pm
***
9:22 pm
في إحدى المطاعم القريبه من عيادة الطبيب الذي تزوره غالبا ً..
جلست على الكُرسي وهي تقول لفرانس :إذا ً وافق ؟
جلس فرانس قائالً دون أن يضع عينيه في عينيها :بالقوة بعدما كذبت عليه في بعض األمور
..
عقدت حاجبها وسألت :ماهي الكذبه ؟
إبتسم لها بلطف قائالً :أتُريدين أن نأكل شيئا ً في فترة إنتظارنا له ؟
أمالت شفتيها من تجاهله وأجابت :كوب شوكوال حار فالبرد نخر عظامي نخرا ً..
إلتفت وإستدعى النادلة وطلب منها كوبان من الشوكوال الساخنه وحالما غادرت سأل آليس:
ماذا حدث مع الطبيب ؟
تنهدت آليس وقالت :فقط أجابني على أسئلة كانت تؤرقني وأعطاني بعض النصائح..
فرانس :اها..
وبعدها إنتشر الصمت التام بينهما حيث كانت آليس تتأمل الناس وهي تُفكر بلقائها مع الطبيب
والكالم الذي دار بينهما بينما فرانس يُحاول جاهدا ً إيجاد موضوع ليتحدثوا به..
وقفت عينيها على عائلة دخلت للتو ,أم وأب وطفل في العاشره وبقيت تنظر إليهم لفتره..
في حين إبتسم فرانس عندما وجد موضوعا ً جيدا ً وقال :آليس ألديك إهتماما ً بالفرق الغنائيه
األجنبيه ؟
نظرت آليس إليه بهدوء وسألت :هي فرانس ,السيدة جينيفر كم إبنا ً تملك ؟
تعجب من فتحها لموضوع آخر وفي الوقت ذاته أصابه إحباط من تجاهلها لحماسه بالموضوع
الجديد الذي فتحه..
تنهد وأجابها :سؤالك غريب ,إدريان وإليان..
آليس :فقط ؟
توتر فطريقتها بالسؤال حقا ً ُمريبه..
هز رأسه وقال :أجل ...آليس هل ُهناك خطب ما ؟
هزت رأسها نفيا ً قبل أن تقول :حسنا ً ,هل تعرف طفالً شقرا ً بالعاشرة من عمره تقريبا ً ؟
تعجب أكثر وقال :ليس بلتحديد ,آليس ماذا ُهناك ؟
همست :ال شيء..
رفع حاجبه ُمتعجبا ً فجائهما صوت إدريان يقول بشيء من التهكم :مرحبا ً بصديقي فرانسوا ,
لم أرك ُمنذ ُمده..
إبتسم فرانس وأجاب :أهالً إدريان..
نظرت آليس الى إدريان قائله :إذا ً هو حقا ً صديقُك!
إبتسم إدريان وجلس على الكُرسي قائالً :مرحبا ً آليس ,منذ تلك الليله لم نتحدث ,أعتذر عن
صراخي ذاك فلقد كان الموقف ُمستفزا ً بعض الشيء بالنسبة لي..
آليس :آه ال ال بأس فأنا لم آخذ األمر بحساسيه..
تقدمت النادله ووضعت كوبا الشوكوال فإبتسم إدريان وأخذ كوب فرانس وهو يقول :واااه
كوب شوكوال ساخنه بعد الدخول من الجو القارص !!..ال شيء أجمل من هذا الشعور..
إلتفتت آليس الى النادله وكادت أن تطلب منها أن تُحظر كوبا ً آخرا ً فقاطعها فرانس قائالً :ال
بأس فأنا لم أكن أُريد على أية حال فلقد طلبته ألنه ليس من الالئق أن أمتنع عن الشرب معك
وخاصةً أننا كُنا شخصان فحسب..
إدريان :ماذا طلبتما للعشاء ؟
آليس :ليس بعد..
رن هاتف فرانس في هذه اللحضه فنظر الى الشاشه بعدها إعتذر منهما ولف بجسده بعيد
عنهما وأجاب عن اإلتصال لثواني قبل أن يُغلقه وينظر الى آليس ُمعتذرا ً يقول :آليس إعذريني
,لقد طرأ أمر عاجل ال يُمكنني تجاهله لذا....
قاطعه إدريان يحدث نفسه :واااه خدعة رخيصه ,لقد إستعملتُها مرارا ً في ُمراهقتي..
توقف فرانس ونظر الى إدريان الذي إبتسم ونظر الى فرانس ُمكمالًُ :خدعة ال ُمنبه..
دُهش فرانس في حين قالت آليس :ماذا ُهناك ؟ عن ماذا تتحدث إدريان ؟
إبتسم إدريان ونظر الى آليس قائالً :فقط أُعاتبه على تركه إياك بعدما وعدك بتناول طعام
العشاء ,هذا ليس رجوليا ً منه..
آليس بسرعه :ال ال إن كان األمر بحق عاجل فال بأس ,يستطيع الذهاب..
ثم نظرت الى فرانس وأكملت :أعتذر فهذا خطأي ,أعني عندما طلبتُ منك تناول الطعام دون
اإلستماع إليك فعندما بقيتُ مع نفسي قليالً أدركتُ بأن هذا كان أنانيةً مني..
فرانس :ال ُمشكله فالعذر الطارئ هذا أتى للتو لذا كُنتُ سأقبل دعوتك مهما كان األمر ..أوه
تذكرت..
أخرج محفضته وأخرج منها بعض المال قائالً :أنا من سيدفع الحساب فمن غير اللباقة أن أدع
فتاة تدفع هذا..
فتحت فمها لتعترض لكن قاطعها إدريان الذي أخذ المال قائالً :أوه هذا لُطف كبير منك ,ال
يُمكننا رفضه..
إبتسم فرانس بتوتر وهو يقول :حسنا ً ,أراكم الحقا ً..
وبعدها غادر المكان حتى خرج خارجا ً ..أخذ نفسا ً عميقا ً وهو يهمس :يا إلهي ,البقاء حقا ً
يُسبب لي ضغطا ً رهيبا ً ,لم أضن بأن ُخدعة اإلتصال الوهمي لن تنطلي على إدريان..
أخذ نفسا ً عميقا ً وأكمل بهدوء :يبدو بأن آليس فقدت ثقتها فيني..
إلتفت بعدها وذهب الى سيارته وغادر المكان..
فتح إدريان قامة الطعام وبدأ باإلختيار وآليس تنظر إليه بهدوء تام..
تنهد وقال :ماذا ؟
إستوعبت وضعها فأمالت شفتيها وقالت :طريقة تعا ُملك مع فرانس غريبه ,أعني هي طبيعيه
ولكن أنا أشعر بالغرابه..
إدريان بال ُمبااله :ما الغريب فيها ؟
صمتت آليس لفتره قبل أن تسأل :هل كين بشكل من األشكال يعرف فرانس ؟
رفع عينيه عن قائمة الطعام ونظر إليها مطوالً قبل أن يقول :حسنا ً ,ربما ,أعني فرانس
دائما ً ما يتردد على المنزل الرئيسي لذا من الطبيعي أن يعرفه ولكن لما هذا السؤال ,هل قال
كين شيئا ً ؟
هزت رأسها قائله :ليس باألمر ال ُمهم..
إستدعى النادله وطلب من القائمه وعندما غادرت نظر الى آليس قائالً :حسنا ً ,ما السبب
الحقيقي خلف إستدعائك لي فلقد إكتشفتُ بأن سبب فرانس كان كذبة عندما أتيت..
آليس :وماذا قال ؟
إدريان :ليس باألمر المهم ,ماذا عنك ؟ ما سببك ؟
مطت شفتيها فهاهو اآلخر يرفض إجابتها على هذا السؤال..
تنهدت بعدها وقالت :حسنا ً ,شكوك راودتني وأردتُ التأكد لذا ال بأس ,على أية حال لقد
سمعتُ من فرانس عن أمر التصريح الذي قالته كاتالين في لقائها عنك ..هل األمر على ما
يُرام معك ؟
أشاح بعينيه ونظر الى الفراغ وهو يشرب من كوبه قائالً :غريب ,ما الذي يجعلك تهتمين
لمثل هذه األمور ؟
آليس :ال وجود لسبب ُمحدد ,أنا فقط قلقه..
إدريان :وهل أنا طفل ؟ أما أن حديث كاتالين عني بشأن األصدقاء جعلك تشعرين بالشفقه ؟
آليس بسرعه :ال ال لعالقة لكالمها بشيء فـ...
قاطعها بهدوء :إنكارك السريع دليل الكذب..
دُهشت من كالمه فنظر إليها وقال :فلو لم تكوني تشعري بذلك حقا ً ألخذتي بضع اللحضات كي
تفهمي ما كُنت أقصد..
صدمت ولم تجد ما تقوله في حين ترك الكوب بعدما أنهاه ثُم وقف وغادر قائالً :لقد طلبتُُ
طعاما ً يكفي شخصا ً واحدا ً ,إستعملي مال فرانس لتدفعي الحساب..
وإختفى بعدها من أمام ناظريها..
شعرت بضيق شديد في صدرها جراء ما حدث..
هل قامت بجرحه دون أن تقصد ؟
سحقا ً لقد كرهت حقا ً تصرفها الغير مسؤول هذا!ُ
دفنت وجهها بين ذراعيها على الطاوله وهي تهمس :يالي من حمقاء..
***
9:59 pm
وضعت كارمن رجالً على رجل تنظر الى ريكس الذي ألقوه أمامها فاقدا ً لوعيه بعدها نظرت
الى ماثيو تقول بهدوء :أخبرتُك أن تُحظره لي ال أن تجره جرا ً ! كان يُمكنك أن تطلب منه
الحظور دون اللجوء الى العُنف..
تورط ماثيو فحاول تحسين وضعه قائالً :لقد طلبتُ منه ذلك يا سيدتي لكنه أصر على أن
ت إليه فما كان منّا سوى إستعمال هذه الطريقه..تحظري أن ِ
كارمن ببرود :ولهذا أخذتَ معك عشر رجال في بادئ األمر ؟
جفُل دهشةً فلقد كشفت كذبته بسهوله..
مجددا ً حاول تبرير موقفه قائالً :أنا أعرفه سيدتي ,هو عنيف وعنيد ووقح ,أنا كُنتُ أُريد أن
تتم المهمه التي طلبتي مني إنجازها بسرعه وبدون أغالط لذا أخذتُ كُل إحتياطاتي سيدتي..
كارمن :حسنا ً هذا يكفي ,توقف عن الثرثره..
ماثيو :إعذري وقاحتي سيدتي..
نظرت كارمن الى أحد الرجلين اللذان دخال مع ماثيو وقالت :أيقضه..
هز رأسه قائالًُ :
أمرك..
وبعدها إنحنى وهزه بقوه صافقا ً خده حتى تحركت عيناه وبدأ يستعيد وعيه..
أشارت لعينيها بالجميع للخروج خارجا ً فشعر ماثيو بالضيق فلقد أراد ُمراقبة ما يحدث..
إلتفت وغادر مع الرجالن ولم يعد في الغرفة سواها هي وحارسا ً شخصيا ً يقف بالقرب منها
وريكس الذي بدأ يقف على رجليه..
رفع نظريه الى كارمن بهدوء تام دون أن يقول شيئا ً..
طلب منك فلما لم أشارت بعينيها الى الملف الذي أصبح بيد حارسها وقالت :إن كُنتَ نفذتَ ما ُ
تُسلمه بطريق ٍة سلميه ؟
ريكس بهدوء :أردتُ أن أُسلمه لك أن ِ
ت..
كارمن ببرود :أنتَ حقا ً جرئ ,هل من ال ُممكن بأنك كرهت حياتك وأصبحتَ تتمنى الموت ؟
ريكس :لدي أسبابي..
كارمن :ستموت ُهنا في الحال لو لم تُرضني..
ُ
حيث نظر إليها ريكس لفتره وهي تنتظر منه تبريرا ً ُمقنعا ً ثم قال :الهجوم على المخزن
البضاعة التي ستُسلم للتاجر الروسي لم تكن ُمصادفه ,أنا حرصتُ على أن أكتب في األوراق
الرسمية أسم مخزن مختلف عن الذي سنضع فيه البضائع ولكن الهجوم إستقصد مخزن
لدي يعرف ما األهمية البضائع وليس المخزن المذكور في األوراق ,ال أحد من العاملين ّ
سرب من داخل ال ُمنظمه.. الحقيقيه لهذه الصفقة وهذا يعني بأن موقع المخزن ُ
إتسعت عيناها للحضه فأكمل ريكس :لهذا خطوط التوزيع التي سنعتمدها في أمور تهريب
ت تفاديا ً ألي تسريب قد يحدث ,في المرة البضائع حرصتُ على أن أُسلمها شخصيا ً لك أن ِ
السابقه كُشف خط التوزيع الذي إعتمدناه لسنوات واألمر أصبح من الواضح أنه لم يكن سوء
حظ بل تسريب لذا لم أكن أُريد لهذا الخط الذي تعبتُ لشهور من أجل تأمينه أن يُكشف أيضا ً
فليس من السهل تأمين طريقا ً ثالثا ً لعملياتنا الغير مشروعه..
بقيت تنظر إليه لفترة بعدما أنهى حديثه قبل أن تقول :وهل ُهناك شخصا ً ُمحددا ً تشك به ؟
هز رأسه قائالً :لألسف ال..
نظرت الى حارسها وقالت :تفقد المعلومات..
طرق تفادي هز رأسه وفتح الملف حيث كان مليء بخوارط خطوط السير وتفاصيل المواقع و ُ
نقاط التفتيش ال ُجمركيه والكثير من التفاصيل األُخرى..
سبع دقائق حتى أغلق الملف وقال :بشكل أولى يبدو الطريق جيدا ً وآمنا ً للغايه ,نحتاج فقط
لتجريب هذا على الواقع..
إبتسم ريكس بداخله في حين بقيت كارمن تنظر الى الحارس لفتره قبل أن تلتفت الى ريكس
ت ُمناسبة بدالً من إظهار وتقول :حسنا ً ,لقد إقتنعتُ بأسبابك ولكن كان يُمكنك أن تختار كلما ٍ
وقاحتك لألعضاء فليس من الجيد أن يأخذ الجميع فكرة أنك إستصغرتني وعندما يرونني لم
أُعاقبك يضنون بأني أخافك..
ريكس بهدوء :سأحرص على إستخدام كلماتي جيدا ً المرة القادمه..
كارمن بمنتهى البرود :المرة القادمه لن يمر األمر دون عقاب ,تذكر هذا جيدا ً..
هز رأسه وهو يقول في نفسه" :جيد ,خطوتُ أول خطوة ناجحه في كسب ثقتها" ..
في الخارج..
كان ماثيو يجلس واضعا ً رجالً على رجل وهو يُقلب في هاتف ريكس المحمول..
أمال شفتيه قائالً :ياله من وغد غير إجتماعي..
نظر الى الرجل الذي بقربه ُمكمالً :أتُصدق بأن قائمة األسماء بهاتفه ال تحوي سوى لسبعة
أسماء ؟ هل مهاراته اإلجتماعيه سيئه الى هذا الحد ؟
الرجل :حسنا ً من قد يرغب بإقامة عالقات مع شخص مثله ؟
ضحك ماثيو يقول :آآه فهمت ,لهذا هو غير إجتماعي ههههههههههههههههههههه..
خرج ريكس في هذا الوقت فدُهش ماثيو من خروجه حيا ً ...وسليما ً أيضا ً!!..
وقف يقول :هيــــــه كيف ذلك ؟!!!!
تقدم منه ريكس وأخذ الهاتف من بين يديه وقال ببرود :مفاتيحي ؟
غرفة كارمن ولم يرى أحدا ً يخرج فنظر الى ريكس وقال بغضب :أيُها نظر ماثيو خلفه حيث ُ
الوغد أي خدعة إستخدمتَ لتعفو عنك سيدتي ؟!!!!
ريكس ببرود :المفاتيح..
شد على أسنانه بغيض بعدها نظر الى الرجل الذي كان بجانبه يقول :أعط هذا الوغد مفاتيحه
!
سلم له المفاتيح فأخذها ريكس بينما قال ماثيو بتهديد :إنتظرني ,سأحرص على أن تنتهي
أيامك في هذه ال ُمنظمه!!
غادر ريكس دون أن يُلقي باالً لتهديداته هذه..
***
18 juonyour
1:22 pm
مرت أربعة أيام منذ تركه لها في المطعم ومنذ ذلك الحين لم تُصادفه سوى لمرة وكان
ستعجالً فلم يُمكنها الحديث معه..
ِ ُم
هي تُريد أن تُعطيه إعتذارا ً الئقا ً ,إنها حتى تدربت كثيرا ً من أجل قول كلمات مدروسة ال
تُسبب األذى له أو لمشاعره..
ولكن لم تحن الفرصة ال ُمناسبة بعد..
تنهدت وإسترخت على السرير تنظر الى السقف وأخذت نفسا ً عميقا ً وقالت :حتى ريكس لم
أره سوى لمرتين وفي كال المرتين كانت السيدة جينيفر موجوده لذا لم أملك الفرصة ال ُمناسبة
لتهديده كي يُحظر دانييل لي ,يبدو بأن يوم ميالده سيأتي وأنا لم أعثر على دانييل ,إنه بعد
خمسة أيام ,لقد أصبح قريبا ً للغايه..
أغمضت عيناها وقالت :في هذه الحالة سأضطر للرحيل كاألعمى بدون هدف ,علي الذهاب
بنفسي قبل حلول يوم ميالده حتى ال يتسنى لذلك الوالد البغيض طردي بنفسه ,لن أسمح له
بإهانتي..
تقلبت على جانبها ونظرت الى النافذه لفتره قبل أن تقول :سأطلب من جينيفر أن تؤمن لي
شقة في مكان ُمناسب ما دام أنها عرضت علي هذه ال ُمساعده وسأبدأ عملية البحث من تلك
النُقطه..
تذكرت ذلك الشاب ال ُمخيف الذي قابلها في باريس فهمست :لكن ...ماذا لو كان موطني أصالً
في باريس وليس ُهنا في ستراسبورغ ؟
سحقا ً لك يا ريكس !! دانييل وحده من كان بإستطاعته أن يُعطيني شدت على أسنانها قائلهُ :
جوابا ً ولكن تصرفك الدنيء هذا قطع حبل أملي..
أغمضت عينيها وحاولت أن تنسى األمر فتذكرت بعدها موضوع مارك..
نعم ,منذ تحذير جينيفر لم تقترب منه..
ستحرص على أن تودعه جيدا ً عندما تُقرر ُمغادرة المنزل..
فتحت عينيها ونظرت الى النافذه ُمجددا ً وهي تهمس :أتسائل مانوع العداوة التي بينهم ؟
عقدت حاجبها عندما الحظت الكومدينه التي بجانب السرير فجلست بسرعه تقول :تذكرتُ أين
رأيت ُه!
ُ
حيث كان فتحت الدرج العلوي وأخرجت برواز الصورة الذي وجدته أول مره عندما أتت هنا
لطفل في السادسه من عمره يجلس على كُرسي ضخم..
لقد كانت تضنه في بادئ األمر صورة إدريان فهما يتشابهان كثيرا ً ولكن اآلن عندما نظرت
الى الصورة ُمجددا ً إكتشفت بأنها تُشبه ذلك الطفل ال ُمشوه في الغرفة ال ُمغلقه!!
إنها صورته بالتأكيد!
نظرت الى غرفتها تقول :إذا ً هذه كانت غرفته وليست غرفة إدريان كما كُنتُ أضن أول مره..
إتسعت عيناها دهشة وعاودت النظر الى الصورة هامسه :يشبه إدريان كثيرا ً !.هذا يعني
بأنهما إخوه ! ُهما حقا ً إخوة دون ريب فالتشابه بينهما ال يُصدق!
رمشت بعينيها أكثر من مرة قبل أن تهمس :لذا لماذا ؟ لماذا ال أحد في هذا المنزل يعترف
بوجوده ! لما ال أحد ذكره وال لمرة وال كأنه جزئا ً من العائله!
تأملت الصورة لفتره بشيء من الحزن والشفقه تجاه هذا الطفل الذي ال تعرف حتى ما حكايته
..
في الصورة هذه كان وجهه سليما ً ,هذا يعني بأنه حصل على التشوه بعد عمر السادسه..
تركت برواز الصوره وأخذ دفتر الرسومات الذي قلبت فيه أول مره وعاودت تنظر الى
الرسومات من جديد..
الرسومات التي كانت لطيفة بالبدايه قبل أن تبدو مخيفةً شيئا ً فشيئا ً مع مرور الصفحات..
هذا النوع من الرسومات هو بال شك يُعبر عن حالة الطفل النفسيه..
إنها حقا ً تشعر بالشفقة الكبيرة تجاهه على الرغم من أنه في ذلك اليوم طردها بوقاحه..
ال يُمكنها لومه ,لقد كانت حادة الحديث مع أخيه األكبر لذا من الطبيعي أن يغضب ألجل أخيه
..
همست :يا ترى كم من األلم يخفي في صدره ؟ ُمقعد ومشوه ومحجوز في غرفة بعيد عن
عائلته ؟ هذه قسوة لمجرد طفل!
مر في خيالها لثواني طيف طفل من ذكرياتها المفقوده..
إتسعت عيناها من الدهشه وأمسكت برأسها ال إيراديا ً وحاولت التركيز لعلها تتذكر تلك
الصورة ُمجددا ً..
من ذلك الذي رأته ولما ؟
هو شخص من حياتها السابقه هي متأكده..
لقد كان صغيرا ً..
هل من ال ُممكن أن يكون.....
همست بإرتجاف :أحد أفراد عائلتي ؟
***
5:13 pm
نزلت هذه الفتاة القصيرة من سيارتها لترفع عينيها الزرقاوتان المختبئتان خلف نظارتها
الشمسيه وتنظر الى هذا المبنى السكني أمامها..
نظرت الى العنوان في هاتفها ونظرت الى المبنى فوجدت بأنهما ُمتطابقان..
إبتسمت هامسه :وجدتُك يا عزيزي..
أغلقت باب سيارتها جيدا ً ثُم دخلت الى المبنى وإتجهت الى الطابق الموجود في العنوان..
وقفت أمام الباب وضغطت على الجرس..
بقيت منتظرة وهي تسمع صوت أقدامه تقترب من الباب..
فتحه فوجد أمامه فتاة تقصره بإثنان وعشرون سانتي ذات شعر بني طويل وحيوي..
أغلق الباب فورا ً في وجهها فإنزعجت وأبعدت النظارة عن عينيها ودقت الباب قائله :أيُها
الوقح ! كيف تجرؤ على أن تُغلق الباب في وجه أُختك الكُبرى!
ثوان حتى فتحه يقول بإنزعاج :ما الذي أحظرك الى ُهنا ؟!! أوليس عليك أن تكوني منغمسة ٍ
بأعمالك التي ال تنتهي ..؟
إبتسمت بتهديد تقول :ماذا ؟ كالعادة أنا غير ُمرحب به ,لما ؟ ماذا تُخفي حتى تكره مجيئي
الى هذا الحد ؟
إنزعج وقال :ال أُخفي شيئا ً ,كُل ما أُريده هو أن تتركيني وشأني فقط!
دفعته ودخلت ُرغما ً عنه تقول ببرود :إن كان أخي األصغر يمشي في طريق الخطأ ال يُمكنني
بتاتا ً الجلوس دون عمل شيء..
أكملت بعدها :واااه يالها من فوضى ! هل تعيش في هذا النوع من الفوضى دائما ً يا آندرو ؟
لم يُجبها وأغلق الباب ونظر الى الصالة وإنزعج أكثر عندما الحظ بأنها عندما قالت فوضى
كانت تقصد أوراق طالبه في الكليه ومعطفه ال ُملقى على األريكة وهاتفه ومفاتيحه ال ُملقيان
بإهمال في أريكة أُخرى..
هل من المعقول أن كُل الفتيات يرين مثل هذا الشكل فوضى!
هذه ُمبالغه!
جلست على أريكة ُمستقله ووضعت رجالً على رجل تقول :على أية حال إتصل بشركة تنظيف
لتشطيب الشقه فأنا غير واثقة من مدة نظافة المفارش ُهنا..
رفع حاجبه يقول :ماذا تقصدين ؟
إبتسمت تقول :ألم تفهم ؟ أنوي البقاء ُهنا لعدة أيام..
شد على أسنانه غضبا ً وقال :روانا لديك بعض المال صحيح !!! إذهبي وإستأجري في أي
مكان بعيد عني !! أنا لن أحتمل وجودك لساعة فكيف لعدة أيام ؟!!
روانا :ماذا ؟ هل أصرف المال بينما أخي موجود ؟
آندرو :أخاك ال يُريدك..
تحدثت ببرود :ستتقبل وجودي رغما ً عنك وإال....
إبتسم بسخريه يقول :وإال ماذا ؟
روانا :سأُخبر أخاك األكبر عن أنك بادرتَ باإلشتباك مع ذلك القاتل المأجور..
إتسعت عيناه بصدمه يقول :كيف عرفتي ؟!!!!
صدمت ووقفت تتقدم منه قائالً :إذا ً لقد حدث هذا فعالً !!!!! كُنتُ آ ُمل بأن األمر غير صحيح !
ُ
سحقا ً لك أنت ال تتعلم ُمطلقا ً!
ُ
أمسكته من ياقة قميصه تقول بغضب :ألم نُحذرك من األمر مرارا ً !!!! هل تُريد أن ينتهي بك
المطاف كما حدث مع والدنا !!! ألن ترتاح إال عندما تُعذبنا بفقدك أيُها الطائش!
أشاح بنظره عنها وهو يشد على أسنانه دون أن ينطق بشيء..
روانا بحده :أجبني يا آندور!!!
صمت لفترة قبل أن يهمس :المنظر ُمضحك..
عقدت حاجبها تقول :إرفع صوتك حتى يُمكنني سماعُك..
نظر إليها وقال :أقصد المشهد ُمضحك عندما تُقدم فتاة قصيرة على جر شاب طويل من ياقة
عنقه..
إنزعجت من سخريته التي ال تُناسب الموقف وسحبت يدها بقوه عنه فقال بهدوء :إعتذر ,لن
أحتك به ُمجددا ً..
نظرت إليه لفتره ثم قالت :ولما إصطدمت به أصالً!
كذب قائالً :أزعجني تحرشه بفتا ٍة ما لذا لم أستطع أن أتصرف وكأني لم أرى شيئا ً ,لم أُهدده
بشيء فقد غادرتُ بهدوء عنه فحسب فال تقلقي..
ضاقت عيناها وهي غير واثقة من أنه يقول الحقيقه..
لكن ...ما دام بأنه تنازل وإعتذر فلن تتحدث عن الموضوع أكثر..
عاودت الجلوس على األريكة قائله :ال بأس ما دُمتَ تعدني بأن ال تصطدم به ُمجددا ً ...واآلن
أحظر لي ماءا ً باردا ً ألشربه فأنا عطشه..
رفع حاجبه وقال :تملكين قدمين على ما أضن..
إبتسم بسخريه وأكمل :أوه نسيتُ بأنهما قصيرتان لذا السفر حتى المطبخ سيزيد من مشقتك
وقد تموتين عطشا ً..
إهتز حاجبها غضبا ً قبل أن تحمل حقيبتها وترميها بقوة بإتجاهه فتفادها يقول :لهذه المرة فقط
شفقةً على حالك ولكن خالل أيامك القادمه إخدمي نفسك بنفسك..
بعدها ذهب الى المطبخ فتبعته بعينيها بعدها قالت لنفسها :خالل أيامي القليلة هذه سأحرص
على تصحيح حياتك وأولها إبعادك عن ذلك المشبوه المدعو بريكس..
***
19 juonyour
10:02 am
أقفلت فلور هاتفها النقال قائله :جيد ,سيصل الفستان بعد يوم غد ,أي قبل يوم ميالد ذلك
المزعج بيوم تماما ً..
تنهدت هامسه :بالكاد إستطعت تقديمه ,كان عمي سيقتُلني بكُل تأكيد لو لم يصل في الوقت
ال ُمناسب..
أخذت نفسا ً عميقا ً وتمشت بعدها في المنزل هامسه :أكره أيام اإلجازة اإلسبوعيه ,فالمنزل
حينها في فترة الصباح يُصبح ُممالً بشك ٍل ال يُطاق!..
تنهدت وأكملت :وعمي اآلن مشغول ألجل حفلة ريكس وزوجته المزعجة تلك مشغولةٌ كالعاده
وإستيال تُحاول جاهده تعويض األيام الثالث التي ذهبت فيهن الى الندوة وتُحاول أخذ إجاز ٍة
يوما اإلثنين والثُالثاء من أجل أيضا ً حفلة ذلك الريكس ..واألخوة الباقين ُمملين..
الخناق ,أتمنى بأنه لن يأتي إال لفتر ٍة قصيره همست :وسيأتي آلبرت قريبا ً ليُضيق علي ِ
ويُغادر بعدها..
توقفت ونظرت الى اليسار ورأت بعيدا ً إليان تتجه الى الباب وبيدها كتابا ً ودفترا ً مع بعض
األقالم..
همست :دودة الكُتب تلك..
إبتسمت بعدها :يُمكنني إستغالل طفشي في إغاضتها ففارسها إدريان غير موجود..
وتبعتها بعدها الى الخارج لتجدها قد جلست على كرسي طويل هزاز تحت مظلة كبيره بيضاء
اللون ووضعت الكتاب والدفتر واألقالم بجانبه لتبدأ اإلستذكار..
تقدمت منها ووقفت أمامها تقول :ألن تملين من ُمطالعة كُتبك المدرسية هذه ؟ أنا ال يُمكنني
فهم كيف تُفكر غبيةٌ مثلك ففوالدك غني وستملكين الكثير عندما تتخرجين ,المال والمنصب
فلما تستمرين باإلجتهاد ألجل ال شيء ؟
ت بأن أخي األكبر هو من يستحق أن وضعت يدها على فمها وأكملت :ال تقولي لي بأنك أيقن ِ
ت بإنقاذ ُمستقبلك منذ اآلن ؟ ههههههههه أعلم بأن أخي رائع ولكن يرث أعمال عمي لذا بدأ ِ
لم أضن بأنكم مقتنعين بهذه الحقيقه ههههههه..
توقفت عن الضحك بإنزعاج عندما تجاهلت إليان وجودها وعندما ه ّمت بالحديث ُمجددا ً توقفت
حالما سمعت البوابة الكبيرة تُفتح وتدخل سيارة صغيره فارهة المنظر..
همست فلور :من ؟ ال أحد من العائله يملك هذا النوع من السياره ,أهو زائر ؟
إتسعت عيناها تدريجا ً وهي ترى الشاب الطويل الهادئ المنظر الذي نزل من السيارة فصرخت
بفرح :آلبرت!!!
وبعدها ركضت بسرعه إليه فرفعت إليان عينيها بهدوء إليه قبل أن تقف وتلم أغراضها وتتجه
الى الداخل..
ٌ
إستقبل آلبرت أُخته التي قفزت تحتضنه وهو يقول :أهي فرحة حقيقه أم ُمزيفه ؟
فلور :أيها اللئيم حتى لو كُنتَ ُمزعجا ً فأنت قد غبتَ كثيرا ً لذا عندما رأيتُك أيقنتُ بأني كُنتُ
ُمشتاقة لك..
إبتسم لها وهو يرفع عينيه يُراقب إليان التي دخلت الى المنزل فسألها :هل يوجد أحد في
المنزل ؟
إبتعدت عن حضنه وقالت :فقط من بين عائلتنا الكبيره ال يوجد سوى كين وإليان ,األول نائم
واالُخرى دودة كتب كالعاده..
ت وكين ؟ آلبرت :كيف حالُك أن ِ
إصرارك ال ُمقيت أنت وإستيال ُ فلور :بخير ومستمران بالدراسة التي ال أعلم متى تنتهي ,لوال
لتركتُها منذ زمن..
ت ال ُمستقبل عليك أن تُسلحي نفسك كي ال تدعي ألحد فرصةً رفع حاجبه وقال :حتى لو ضمن ِ
للسخريه..
أمالت شفتيها ولم ترد فقال :وإستيال ؟
فلور :منغمسةٌ في أعمالها وهي جيده كعادتها..
تنهد وقال :ماذا عن األخ الفاشل ذاك ؟
أمالت فلور شفتيها تقول :كعادته بارع في الفشل..
ضاقت عيناه وقال بهدوء مصطحبا ً بعبارات تهديد :حسنا ً ,في أيامي القليلة التي سأبقى فيها
ُهنا سأُحاول تصحيحه حتى لو أُضطررتُ إلستعمال القوه ,لن أسمح لتلك العجوز المزعجه
اإلستمرار باإلستحواذ عليه فهو جزء من عائلتنا نحن ,فرانسوا األحمق هذا أخي وليس إبنا ً
لها!
"تنويه :حصل خطأ بالبارت السابق وذُكر أخاهم األكبر تحت إسم روبرت وهو في الحقيقة
آلبرت ,كان خطئا ً مطبعيا ً مني فالمعذره "
Part End
Part 21
جلست إليان على الكُرسي الذي دائما ً ما تجلس عليه كُلما أتت الى صالة السباحة هذه..
وضعت رجالً على رجل وهي تفتح كتابها إستعدادا ً إلستكمال اإلستذكار..
ما إن بدأت حتى قطع عليها ُخلوتها فتح الباب ودخول آلبرت الى المكان..
تجاهلت وجوده وهو يتقدم منها حتى وقف ووقفت بجانبه فلور وهي تتشبث بذراعه وكأنها
تشعر بالقوة والسيطرة بوجوده جانبها..
إبتسم وقال :مرحبا ً بإبنة عمي إليان ,لقد آلمني رحيلُك دون أن تُرحبي بي حتى..
رفعت عينيها عن الكتاب ونظرت الى عينيه الزرقاوتين الهادئتان والتي تتصف بكثير من
الدهاء كالعاده قبل أن تُجيبه بهدوء :أهالً..
ت أيتُها الوقحه كيف تجرؤي على ثُم عاودت النظر الى كتابها فإنزعجت فلور وقالت بغضب :أن ِ
تجاهل أخي و.....
مد يده إشارة لرغبته بأن تتوقف فأمالت فلور شفتيها وتوقفت عن إكمال كالمها وهي ُمكرهةٌ
على ذلك..
نظر الى إليان لفتره قبل أن يقولُ :منافستي مع والدتك أو أخاك ليس عليها أن تؤثر على
صغرى لذا ال أُحب أن أراك تتصرفين عالقتنا نحن ,فنحن عائله وأنا لطالما إعتبرتُك أُختي ال ُ
بهذه الطريقه ,أنا ال أكرهك وال سبب لدي كي أكر ُهك يا إليان..
تشبثت فلور بذراع أخاها أكثر من الغيرة فهي وحدها من عليها أن تحصل على الدالل وليس
إليان أيضا ً..
رفعت إليان عينيها إليه لفتره قبل أن تقول بهدوء :أتفهم سبب عالقتك السيئه مع والدي ومع
ريكس ولكن لما والدتي وإدريان أيضا ً ؟ إدريان ال يُحب أعمال العائله لذا ال سبب يدعوك
لكُرهه ووالدتي كانت كاألُم لكم ولطالما أحبتكم فلما تكرهها ؟
ضاقت عيناه قائالً :ليست كأُمي..
لم تُزل عيناها عنه للحضات قبل أن تبتسم بسخريه وتُعاود النظر الى كتابها..
في حين قال لها آلبرت بهدوء :على أية حال تذكري دائما ً بأني ال أكرهك لذا ال تُدمري هذه
العالقة يا إليان..
بعدها إلتفت وغادر فهمست إليان لنفسها :تكره عائلتي وتُحاربهم وبعدها تقول ال تُدمري
العالقه ! أنت من بدأتَ بتدميرها!
***
1:22 Pm
خرجت من الغرفه الى الصالة بعدما إستيقضت من النوم فلم تجد أخاها في أي مكان..
إنه يوم ال ُجمعه لذا ال يوجد دوام في كليّته فأين يُمكن أن يكون قد ذهب ؟
جلست على األريكة ووضعت رجالً على رجل هامسه :خرج مع أصدقاءه ؟ إذا ً البد أن يتضمن
هذا األمر وجود ريكس أيضا ً!
ضاقت عيناها بتفكير لفتره قبل أن تنتبه الى التلفاز الذي كان يُعرض ُمسلسالً دراميا ً كانت
تُشاهده قبل ثالثة أعوام..
بحثت بعينيها حولها عن جهاز التحكم قبل أن تقف وتبدأ بالبحث بين األرائك ووسائدها حتى
وجدته..
عقدت حاجبها للحضه وأخرجت صورةً وجدتها أيضا ً خالل البحث بعدها جلست تتأملها..
كانت لعدة أطفال ُمراهقين يقفون معا ً والطرف اآلخر من الصورة مقطوع..
نظرت الى الصورة لفتره قبل أن تهمس :أين رأيتُ هذه الصوره ؟ إنها ليست غريبةً عني
إطالقا ً!
بقيت تتأملها لفتره وهي واثقه من رؤيتها لها في مكان ما لكن ال يُمكنها تذكره بتاتا ً..
سمعت صوت الباب يُفتح فنظرت الى جهته حتى رأت آندرو يدخل وعندما رآها فوجئ للحضه
قبل أن يهمس :نسيتُ أنها ُهنا..
جلس على األريكة وبدأ بإحالل ربطة عُنقه وهو يقول :حسنا ً ..الى متى تنوين البقاء
بستراسبورغ ؟
روانا ببرود :الى ما بعد حفلة ذلك الريكس بيومين..
رفع حجبه ونظر إليها فإبتسمت تقول :نعم ,أعلم عن أمر الحفله ,وستأخذني معك إليها..
آندرو بصدمه :ال !! يستحيل هذا!
روانا ببرود :ولما ؟
آندور :ال سبب يدعوني آلخذك إليها ,وأيضا ً أنا لستُ بذلك الغباء كي أفتح لك مجاالً إلفسادها
!
روانا :أُفسدها ؟!!! آندرو هذا كان قاسيا ً ! لما تقل هذا عني ؟!
ت لنت أمر عالقتي بريكس واآلن تُريدين حظور حفلته ! هذا واضح ,أن ِ آندرو :لطالما كره ِ
تحضريها لتُقدمي له التحايا والتبريكات بل إلفساد مزاجه أو إفساد الحفلة بأكملها!
روانا ببرود :أال يحق لي ؟
آندرو بإنزعاج :روانا كُفي عن التدخل بحياتي!!
روانا :إذا ً توقف عن ُمرافقته وسأعدك بعدم التدخل ُمجددا ً!
شد على أسنانه وهو حقا ً قد ضاق ذرعا ً من التحدث معها عن هذا األمر..
آندرو :إسمعي ,الحفلة لن تحظريها ,وعالقتي معه ال عالقة لك فيها ,األخوة ال ِكبار لم
يُخلقوا ليفرضوا سيطرة على حياة أخوتهم الصغار بل ُخلقوا ليُقدموا لهم العون فقط!
رواناُ :مخطئ ,هم موجودون لتصحيح مساراتهم الخاطئه ,إن لم يتواجد األم واألب فاألخ
واألُخت هم من يقوموا بدورهم وعليك أن تعي هذه الحقيقة وأنك ُمخطئ!
صرخ عليها غضباًُ :مخطئ في ماذا ؟!!! بسبب ترهات ال صلة لها بالواقع تُريدين إفساد
عالقاتي ! بسبب طبيعة عمله وشخصيته الغريبه وبعض المواقف التي لم تُعجبك إفترضتي
سلفا ً بأنه غير جيد وأنه مشبوه بالكامل ! توقفي عن لعب دور ال ُمحققه!!
صراخ ,أنت لستَ طفالً كي تُحاول إثبات صحة موقفك بالصوت روانا ببرود :توقف عن ال ُ
العالي..
شد على أسنانه غضبا ً من كالمها فوضعت رجالً على رجل وقالت :إنه صديقك لذا أنت أعمى
بالكامل على عكس من يرى األمور بعقله فقط ,عليك أن تثق بحكم أختك الكبرى وأن تستمع
إليها..
ليرد لكنه الحظ الصورة التي بيدها فدُهش وتقدم منها آخذا ً إياها يقول :هل من فتح فمه ُ
واجبات األخوة الكبار التفتيش في حاجيات أخوتهم أيضا ً!!
صدفه ,على أية حال ماهي ؟ روانا :رأيتُها ُ
آندرو وهو يُخبئها في جيب بنطاله :ال شأن لك..
ضاقت عيناها تقول :إذا ً لما تبدو مألوفةً لدي ؟
آندرو :هذه ُمشكلتك فإسألي نفسك!
روانا :أرى بأنك أصبحتَ بارعا ً بالكذب..
نظر الى عينيها وقال :وهذا يعني بأنه إن لم تتوقفي عن التدخل فستُصبحين غير قادره على
التفريق بين الحقيقي والكذب في كالمي وتصرفاتي..
بعدها إلتفت وذهب الى غرفته يُبدل مالبسه فرفعت حاجبها هامسه :ما بال شخصيته تُصبح
ُمزعجه يوما ً عن يوم ؟
أمالت شفتيها ُمكمله :لم يسع لي الوقت إللتقاط صورة لتلك الصوره..
***
4:09 pm
وقفت آليس بوسط هذه الصالة المتوسطه الحجم ذات األثاث البسيط واللطيف المظهر..
كانت درجات اللون الرمادي واألبيض هي السائده على المكان ..أشكال الستائر وألوان
األغطيه واألثاث والكماليات كُلها كانت جميله تتسم بالبساطة واألناقه..
غرفة نوم منفرده ومطبخ وغرفة إستقبال وحمامان وصاله ,هذه هي صفات الشقة التي
إستأجرتها لها جينيفر بناءا ً على رغبتها..
واآلن ....آليس إنتقلت إليها تاركةً ذلك المنزل بمن فيه..
إسترخت على األريكة هامسه :من اآلن وصاعدا ً يا آليس ستبقين وحيده ,عليك اإلعتماد على
أكرمتك السيدة جينيفر كثيرا ً لذا ال تكوني إتكالية أكثر من هذا..
ِ نفسك في كُل شيء ,لقد
نظرت الى الحقيبة التي أحظرتها معها وأكملت :عليك أن تبدأي البحث بنفسك هذه المره ,
عليك أن تجدي عائلتك وأن تستعيدي حياتك السابقة..
أخذت نفسا ً عميقا ً بعدها وقفت ُمكمله :أعترف أني سأفتقد ذلك المنزل ,والحديقه ,
والمشاحنات مع تلك ال ُمربيه وتناول الطعام مع جينيفر والحديث مع إدريان واإلستماع الى
غضب إليان..
صمتت قليالً قبل أن تُكمل :لكن مع هذا البد لي من العودة فأنا لم أُودع مارك بعد ,ولم أُعطي
إدريان إعتذارا ً الئقا ً أيضا ً..
أخذت حقيبتها وذهبت الى غرفة النوم وبدأت بتوضيب أغراضها..
خالل ساعه كانت قد إنتهت من كُل شيء ولبست لها معطفا ً ثقيالً وخرجت من الغرفة متجهةً
الى األسفل لتشتري بعض الحاجيات ,فعلى الرغم من أن المطبخ قد قامت بجينيفر بتكفل
تجهيز األطعمه فيه إال أن آليس بحاج ٍة الى أطعم ٍة أُخرى..
دخلت الى السوبر ماركت وهي تُفكر ,لقد أعطتها جينيفر ألف يورو وقالت إن إحتاجت أكثر
عليها أن تطلب دون أي خجل..
ال ,لن تطلب أكثر ,لن تكون تلك الطفلة اإلتكالية أكثر من ذلك ,ستقتصد هذه األموال وستجد
عائلتها قبل أن تنتهي..
لم تتجاوز ُمشترياتها أكثر من 15يورو خرجت بعدها من السوبرماركت وهي تحمل
األغراض وتتجه الى شقتها باألعلى حيث أن هذا المحل يقع في المبنى المجاور تماما ً..
ال شيء أفضل من هذا..
توقفت حالما وصلت الى باب الشقه وشعرت ببعض الريبه وهي ترى نصفه مفتوح..
تراجعت خطوتان الى الخلف بحذر وهي تتسائل عمن يمكنه إقتحام شقتها في هذا الوقت
القصير!
هي حتى لم تتوقع أن قصص حوادث إقتحام شقق الفتيات قد تحصل لها فعالً وبهذه السرعه!!
هي لم تستلمها سوى قبل ساعتين فقط!
شدت على أسنانها بحقد وإستياء عندما تذكرت بأنها أصالً لم تُقفل الباب خلفها بال ُمفتاح عندما
نزلت!
ياله من إهمال ! هي لم تعتاد األمر بعد ولكن هذا ليس بمصلحتها فـ....
توقفت عن التفكير فورا ً عندما تسلل الى أنفها رائحة عطر زكيه نابعةً من داخل الشقه..
إنها نفس رائحة العطر التي ش ّمتها في باريس!..
و ُمجددا ً ُخيل لها جسد شخص ما يقف وتُغطي الظلمة وجهه ,ال يُمكنها بتاتا ً رؤية مالمحه!
كُلما ش ّمت هذه الرائحه تذكرته..
لقد قالت هذا األمر للطبيب عندما زارته المرة الماضيه وأخبرها بهذه الكلمات..
"رائحة العطر هذه حتما ً أيقظت أحد خاليا ذكرياتك النائمه وستستمرين بتخيل الشخص المعني
حتى تُقابليه ُمباشرةً وقد تُصبحين محظوظة وتتذكرين مالمحه جيدا ً حتى من دون رؤيته" ..
ضاقت عيناها وهمست :هل هو ؟ هل صاحب رائحة العطر هذه هو من أتخيله دوما ً في
ذكرياته أم هو ذلك الشاب الغريب الذي يمتلك نفس الرائحه والذي قابلتُه ُمسبقا ً في باريس ؟
على أية حال ,أيا ً كان منهما فكيف وصل إليها ؟
هل تدخل الى الشقة أم تطلب مساعدة الحارس الذي يقف باألسفل ؟
لم تستطع أن تُفكر كثيرا ً بهذه الخيارات فهاهو صاحب رائحة العطر هذه قد خرج مبتسما ً
حالما رآها..
وكما توقعت ,إنه الشاب الغريب نفسه الذي قابلته في باريس المرة الماضيه..
لم تستطع سوى أن تشعر ببعض الحذر وهي تسأله :لما لحقت بي من باريس الى ُهنا ؟
نظر إليها الشاب ُمبتسما ً والذي لم يكن سوى آندرو وقال :مرحبا ً ,إس ُمك اآلن هو آليس
صحيح ؟ ألم تقومي بتغييره بعد ؟
ضاقت عيناها تسأل بحده :ماذا تُريد ؟
ت غريبه ,تشعرين بالراحة مع من يجب أن تحذري منهم وتحذرين ِمن من هم تنهد وقال :أن ِ
أهل للثقه!
من بعد ما أنقذها من ذلك المجرم الغريب الذي طاردها شعرت بالراحة ناحيته ولكن ال يمكنها
اإلستمرار بهذا الشعور بعد أن يظهر لها فجأه في شقتها بينما من المفترض أن يكون في
باريس اآلن!
ال يُمكنها الشعور بالراحة تجاهه ُمطلقا ً!
تنهد وقال :حسنا ً ,لم نتعرف سابقا ً بشكل لبق وصريح ,دعينا نتحدث في الداخل عن كُل
شيء..
ما زالت ترمقه بنفس نظراتها الحاده الحذره فتنهد ُمجددا ً يقول :لقد أتيتُ الى منزل السيدة
ت لذا أخذتُ عنوانك الجديد منهم .. جينيفر ل ُمقابلتك ولكن عندما لم أجدك قيل لي بأنك إنتقل ِ
حسنا ً تجاوزنا النقطة األولى ,دعينا نتحدث عن التفاصيل في الداخل وكُفي عن رمقي بأعين
القطط الشرسة هذه..
بعدها إلتفت ودخل فبقيت في مكانها واقفه لفتره قبل أن تهمس :ذلك الوغد ! لماذا على الرغم
من أن الموقف كُله ُمريب إال أني بشكل غريب أشعر بالراحه ؟! هل لرائحة العطر هذه تأثير ما
؟
ضاقت عيناها قليالً بعدها تقدمت ووضعت كيس حاجياتها في المطبخ قبل أن تذهب الى الصالة
وتجده يجلس بإسترخاء وكأن المنزل منزله..
ي!
بقيت واقفه ترمقه بنظراتها الحاده قبل أن تقول :أنت إستغالل ّ
عقد حاجبه فأكملت :تعلم بأمر فقداني لذاكرتي ,وتعلم بأمر رغبتي الشديده في معرفة إسم
هذا العطر ,هل إستخدمته هذا اليوم لكي تُرخي من دفاعي ؟ لقد فعلت ذلك صحيح ؟
نظر إليها لفتره بعدها إبتسم وقال :لم أضنك ذكيه..
شدت على أسنانها بحقد فضحك وأكمل :هيّا هيّا نحنُ ال نعرف بعضنا لذا كُنتُ أعرف بأنك لن
ي ُمطلقا ً مالم أقم بخدعة صغيره ,ما دامت هذه الرائحه تُذكرك بشيء في الماضي تستمعي إل ّ
ت ستستفيدين صحيح ؟ من يدري قد تنشط أردتُ أن أستغل األمر للتقرب إليك ولكن بال ُمقابل أن ِ
ذاكرتك في هذه الدقائق القليلة القادمه بسبب الرائحه..
إبتسم وأكمل :وأيضا ً ,لو أنهينا حديثنا هذا كامالً أعدُك بأني سأُعطيك إسمه!
ضاقت عيناها للحضه قبل أن تجلس بهدوء تقول :حسنا ً ,قُل ما عندك..
آندرو :ههههههه كان هذا سريعا ً ,توقعت رؤية القليل من العناد!
آليس :ال تُحاول تضييع الوقت بمواضيع خارجيه..
تنهد آندرو قائالً :هيّا ال تكوني جاده هكذا ! هذا ُممل..
شدت على أسنانها بغضب قبل أن تنفجر قائله :ماذا تُريد بحق هللا ؟!!! أولستَ أنت الشاب
نفسه من قال لي آخر مره أني ُمخادعه وأدعي فقداني للذاكره وأنك حتما ً ستجد هدفي من ذلك
؟!!! أولستَ أنت الشاب نفسه الذي هددني قائالً بأنك ستجعلني أدفع الثمن ُمضاعفا ً لو سببتُ
األذى لذلك الوغد المدعو بريكس ؟!! أولستَ الشاب نفسه .؟!!!
نظر إليها لفتره قبل أن يبتسم قائالً :حسنا ً ,أجل أنا نفسه ,وال ِزلتُ متمسكا ً بتهديداتي تلك..
ت فقدتي ذاكرتك حقا ً أم شعرت بالغضب العارم تجاهه فأكمل قائالً :لهذا أتيتُ ألتأكد ما إن كُن ِ
أنك تدعين ذلك..
أدخل يده في جيب معطفه وأخرج تلك الصورة نفسها ذات الطرف المقطوع..
رماها على الطاولة التي تتوسطهما وقال :حسنا ً ,ألقي نظرة على هذه الصورة وأخبريني
عنها..
نظرت إليه بعينيها الشرستين قليالً قبل أن تنظر الى الصورة..
عقدت حاجبها وإنحنت تلتقط الصورة وبدأت تتأملها بمشاعر غريبه تجتا ُحها..
كانت صورةٌ تجمع فتاة بشابين يبدوان في المرحلة الثانويه و .....شخص رابع بالصورة
ولكن قد تم قطعُه!
بقيت تنظر الى الفتاة لفترة من الوقت ..مهما كان الفرق ,ثالث أو أربع سنوات هي بالتأكيد
ال يُمكن لها أن تُخطئ..
صورة هذه الفتاة ...هي صورتها في مرحلة الدراسه!
لم تُزل عينيها عن وجه الفتاة لفتره قبل أن ترفعها الى آندرو تقول :أنت ....تعرف هويتي ؟
لم يُجبها وما زال يُراقب تصرفاتها بهدوء تام..
عاودت النظر الى الصورة عندما لم تسمع ردا ً منه ونظرت الى الشابين حتى توقفت ُمقلة
إيرادي على أحدهما وبقيت ُمعلقتان به لفتره.. ّ عينيها بشكل ال
همست بدون وعي :جاكي ؟
تذبذبت الصورة في عينيها وبدأت تتخيل وجهه الغاضب وهو يصرخ فيها..
هي ال تسمع ما يقول ,لكن يُمكنها رؤيته يصرخ في وجهها بغضب عارم ويائس!
وهي....
رفعت يدها الى رأسها وأمسكت به بهدوء وهي تُحاول جاهدةً التعمق وبدأت برؤية نفسها
أمامه تبكي وتصرخ هي األُخرى في وجهه..
ومع هذا ...ال يُمكنها سماع شيء..
فقط صور ! إنها صور فحسب بدون أي صوت..
تشوشت الذكرى في رأسها وتذكرت فورا ً رؤيتها لذلك الصبي مع ريكس في تلك الغرفة
ال ُمغلقه وبعدها إنهيارها على األرض وهي تُردد تلك الكلمات الغريبه..
تحركت شفتيها تهمس لنفسها بصوت بالكاد يُسمع :والدي ......جاكي!..
لقد تذكرت ,تذكرت مالذي جعلها تفقد وعيها في ذلك اليوم في الغرفه..
تذكرت حتى تلك الصور الغريبة التي ظهرت في ذاكرتها وتلك الكلمات التي صرخت فيها..
لقد ذكرت إسم جاكي ؟ وإسم آريستا و .....والدها ؟
والدها ؟
ماذا !.إنها المرة األولى التي تتذكر فيها شيئا ً عن عائلتها!
لكن لما ؟!!! لما في ذاكرتها قالت تلك الكلمات ؟
"لما فعلت ذلك بي ....لما يا والدي"
لما تتذكر جمالً تبدو فيها وكأنها تُهاجم والدها ؟ أو تتهمه بشيء ما ؟!!
لما الذكرى ليست سعيده ؟
إنها ...تُشعرها بشؤم ال يُطاق!
شدت على أسنانها قليالً وتركت التفكير في أمر والدها وعاودت النظر الى الصورة والى ذلك
الشاب بالتحديد ..من دون شك هو المدعو بجاكي في ذاكرتها..
مما يبدو فهما كانا صديقا دراسه..
رفعت عينيها الى آندرو الذي كان يُراقبها بهدوء تام وقالت :ألن تُجيبني ؟ هل أنت تعرفني ؟
هل تعرف هويتي ؟
سألها بهدوء :ماذا يعني لك إسم باتريكا سايمون ؟
عقدت حاجبها تقول :ماذا يكون هذا ؟
إبتسم بسخريه ولم يُجب فشدت على أسنانها بحقد وقالت :ما عالقتك بريكس ؟!! لقد هددتني
من أجله سابقا ً ! لقد حدث وأن قال لي جملة أغضبتني جدا ً قبل سفري لباريس وهو عن أمر
أن وثائقي مزوره ومن وقتها رفض تماما ً أن يُخبرني عما كان يقصد ,واآلن أنت تمتلك
صورةً قديمة لي مع زمالئي بالمدرسه وتسألني عن إسم غريب ؟ هل من ال ُممكن أن يكون
هذا اإلسم هو إسمي الحقيقي ؟!!! هل تعرفان أنتما اإلثنان هويتي وتُخبئانها عني ؟!!
تذكرت شيئا ً وأكملت بصدمه :ألهذا السبب قام ذلك الوغد بطرد دانييل من أمام المنزل وتهديده
بالشرطه !! أألنه عرف عن عالقته بي لذلك أبعده عني قدر ال ُمستطاع!!
بقي على نفس إبتسامته الهادئته فزاد غضبها وصرخت فيه :أجبني!!
تحدث قائالً :أجيبيني أوالً ,لماذا تتحدثين دائما ً وكأن العالم كُله يتآمر ضدك ؟ إنها ليست المرة
األولى فلقد حدث هذا في باريس أيضا ً..
عقدت حاجبها ُمتفاجئة من سؤاله فأكمل :لما تُفكرين دائما ً بنفس اإلتجاه ؟ لما كُل أمر غريب
ت ُمختلفه تسمعين به تفكرين بأنه يستقصدك أو يُريد أذيتك أو تدميرك ؟ لما ال تفكرين بإتجاها ٍ
؟
شدت على أسنانها قائله :كُل شيء إرتبط وأصبح واضحا ً منذ حادثة دهسه لي ! ال تُحاول
التذاكي علي!!!
آندرو بال ُمبااله :لما ال يكون ال ُمستشفى مثالً إحتفظ بهويتك سرا ً وأرسلها الى الشرطة عندما
شك بكونها مزوره ثُم مثالً ذهب ريكس ليُنهي هذه األمور بما أنه المسؤول األول عن حادثة
صدمك ولهذا يمتلك أوراقك الثبوتيه ؟ ربما لم يُخبرك ألنه لم يُرد أن تتمسكي بأمل ال جدوى
منه بما أنها في األخير مزوره وال فائده منها ؟ ربما هو بصفك ...مثالً أعطاني أنا هذه
الصورة الوحيده الغير مزوره كي أبحث عن عائلتك ولهذا أنا أبحث بالجوار لدرجة أني أنقذتُك
من القاتل الذي واجهك في باريس ؟ ربما حتى تطورت تنائج بحثي الى درجة أننا إكتشفنا مثالً
بجار لك لهذا قرر إبعاده عنك ؟ ما رأيُك بهذا ؟ ٍ بأن ذلك المدعو بدانييل ُمخادع وأنه لم يكن
إتسعت عيناها بدهشة من سير األمور المنطقية هذا فإبتسم وأكمل :ولكن بالطبع ال شيء من
طرق األُخرى التي كالمي صحيح فهو ُمجرد مثال غير صحيح وعبارة عن طريقة من آالف ال ُ
من ال ُمفترض أن تُفكرين بها..
إنزعجت من أسلوبه هذا ..يُخادعها لتُصدقه ثُم يُظهر خداعه!!
طرق األُخرى كما أعطيتك مثاالً إبتسم وقال بهدوء تام :قلتُ لك بأنه يُمكنك التفكير بآالف ال ُ
ت ُمصره على أنه يُخفي أمرا ً ما وأنه عدوك وأننا نحن ُمرتجالً دون أي تفكير ,ولكن ....أن ِ
ُ
نتآمر ضدك ونستقصد أذيتك .....أأخبرك بأمر ما ؟
ضاقت عيناها تنتظر تتمت حديثه فقال لها بهدوء :ال ُمجرمون وحدهم من يُفكرون بهذه
الطريقه..
إتسعت عيناها بصدمه فإبتسم وأخذ الصورة من يدها قائالً :نعم تأكدتُ بأنك فاقده لذاكرتك
ولكن فاقدوا الذاكره دائما ً ما يتمسكون عادةً بخصالهم الي إعتادوا عليها ,كونك فاقدة
لذاكرتك ال يمحو حقيقة أنك ُمجرمه!
بعدها وقف وغادر الشقه ُمغلقا ً الباب خلفه..
ضاقت عيناه قليالً بتفكير ونظر الى الباب لفترة ليست بالقصيره قبل أن يلتفت ويُغادر المكان
..
شدّت آليس على أسنانها وعيناها ُمعلقتان على الطاولة حيث كانت الصورة سابقا ً..
هذا ُمستحيل!!
يستحيل أن يكون ُمحقا ً في كالمه..
عضت على شفتيها وهي تتذكر تلك الجملة من لقائها السابق مع ذلك القاتل..
"هل أنا فتاةً سيئةٌ الى هذا الحد ؟
إبتسم هامسا ً لها :بل أكثر"
عالقتها بقاتل ُمخيف كذلك الرجل يؤكد بأن حياتها السابقه كانت غير ُمسالمه بتاتا ً..
تذكرها لتلك الذكريات المخيفه كجدالها الحاد مع صديق دراستها وإتهامها ال ُمباشر لوالدها
ورمي رجل غريب المال في وجهها ,كُلها ذكريات تؤكد بأنها بالفعل لم تكن تعش حياةً
ُمسالمة مطلقا ً..
إذا ً .....هل هي بالفعل ُمجرمه ؟
هي ال تعلم!!
لم تعد تفهم شيئا ً!
تموج المنظر في عينيها عندما إمتلئتا بالدموع وبدأت تسيل على وجنتيها..
لم تعد تُريد ذلك..
ال تُريد تذكر أي شيء من ذكرياتها السابقه..
لقد أصبحت تخافها ,تخاف حياتها القديمه كثيرا ً..
***
8:01 pm
أوقف آلبرت سيارته في باحة المنزل في الجهة المخصصه للسيارات ونزل منها يُغلق بابها
خلفه ُمبتسما ً وهو يرى العديد من السيارات وهذا يعني بأن أغلب أفراد العائله أو ُربما
جميعهم موجودون..
لم يُقابل سوى فلور وإليان في الصباح ومن ثُم كين قبل أن يُغادر قبل الغداء ليطمئن ويُشرف
على أعماله الموجوده ُهنا في ستراسبورغ..
يشعر باإلثاره وهو ُمتأكد بأن لقاء الليله سيكون ُممتعا ً بحق..
تقدم ودخل من الباب فوجد فلور مرت لتوها خارجةً من جهة المطبخ..
إبتسمت حالما رأته وإحتضنت ذراعه وهي تقول :لقد فعلتُها يا أخي ,إستطعت خداعه
وإستدراجه..
إبتسم وربت على شعرها يقول :هذا يعني بأن فرانس ُهنا اآلن ؟
فلور :أجل ,لقد كذبتُ عليه وإدعيتُ وجود خلل في حاسوبي وأُريد منه إصالحه لي بما أنه
خريج برمجيات لذا هو في األعلى ُمنهمكا ً على حاسوبي القديم جدا ً الذي عفى عنه الزمن
هههههههههههههههههههههههههه..
تنهد آلبرت هامساً :هو ُمتفرغ إذا ً ,جبان ,ما إن سمع بمجيئي حتى تعذر بعشاء مع األصدقاء
القُدامى..
فلور :ههههههههههه أتعلم ؟ حالما هاتفتُه قائله بأني أُريد ُمساعدته بدا عليه التردد لذا فورا ً
قُلت بأني كُنتُ سأُفضل ُمساعدة أخي آلبرت ولكنه لن يأتي حتى صباح الغد وفورا ً بعد سماعه
لهذا وافق وأتى هههههههههههههه يس ُهل خداعه فعالً..
نظر إليها قائالً :هذه كانت خدمة طلبتُها أنا منك ,إياك أن تجرؤي على خداعه ُمجددا ً
سخرية منه من تلقاء نفسك فهو أخاك األكبر في النهايه! وال ُ
نفخت وجنتيها قائله :حاضر ,لقد فهمت..
إبتسم وتوقف عن المشي عندما رأى إستيال تنزل من الدرج وهي ترتدي لباسا ً صوفيا ً وبيدها
كوب ساخن من القهوة السريعه.. ٌ
إبتسمت إستيال بدورها وتقدمت منه ,عانقته قائله :مرحبا ً بعودتك آلبرت..
ت بخير ؟ تبدين أضعف من آخر مرة رأيتُك بها ؟ سألها :هل أن ِ
إبتعدت عنه وقالت :ماذا ؟ هل إن خسرت المرأة وزنا ً هو داللة على مرورها بمشكلةما ؟ إني
أُحافظ على جسدي حتى لو كُنتُ امرأة عامله..
ضحك آلبرت قائالً :هههههه حسنا ً هذا جيد ,ماذا بشأن عملك ؟ أخبرتني فلور بأنك تمرين
بمرحلة ضغط!
إستيال :وإنتهيت منها اليوم لذا أردتُ اإلسترخاء بتناول مشروب ساخن في الحديقة الخلفيه ..
ماذا عنك ؟ هل ستعود قريبا ً الى لندن ؟
آلبرت :بالتأكيد ,أنا أتيتُ تلبية لطلب عمي ,على أية حال حفلة ريكس هذه ال تبدو حفلة
عاديه كي يطلبني شخصيا ً إليها..
إستيال :نعم ,لقد قال لنا بأنه يُريد اإلعالن عن خطبة ريكس بإبنة عائلة التاجر روبرت
كالودي ,تلك الفتاة المدعوة بجوليتا..
هز رأسه نفيا ً يقول :كال ,لقدأخبرتُه بأني مشغول في هذه األيام ولكنه أصر على حضوري ,
هو لن يأمرني بالعودة من أجل إعالن حفلة خطوبه!
عقدت إستيال حاجبها تقول :حسنا ً بما أنك ذكرت ذلك ففعالً األمر غريب ,لقد حدثت عدة
ُمناسبات سابقه مهمه لم يُصر على حضورك أو حتى حضوري عندما أكون مشغولة في
أعمالي!.
ت من إبتسم آلبرت وربت على كتفها قائالً :ال تشغلي بالك في األمر وإسترخي قليالً فللتو إنتهي ِ
ضغوطات العمل فال تُرهقي نفسك في التفكير ,أنا صاعد ألُلقي التحية على عمي وبعدها لدي
طول مع ذلك األخرق.. حديث ُم ّ
بعدها تجاوزها وصعد الدرج وتلك اإلبتسامة اللطيفة غادرت شفتيه ليحل محلها نظرات حقد
وهو يهمس :أتمنى أال يكون ما أُفكر فيه هو ما تنوى فعله يا عمي!
صعدت خلفه فلور وتقدمت لجواره تقول :هيه أخي ...امممم بما أنك تتسائل عن السبب
األساسي لحفلة البغيض ريكس فلما ال تسأل كين ,هو ذكي ويعرف العديد من األسرار في
المنزل كالشيطان تماما ً!
رفع حاجبه يقول ببرود :ال تنعتيني بالشيطان..
صرخت مفجوعة عندما رأته في وجهها تماما ً فتوقف آلبرت بدوره عندما إنتهيا من صعود
الدرج حيث كان يبدو بأن أخاه الصغير كان ينوي النزول..
غضبت بعدها فلور تقول :ال تقم بإخافة الناس هكذا!
ت هي من يمشي دون أن ينظر أمامه ,على أية حال ال تنعتيني بالشيطان , كين بال ُمبااله :أن ِ
ت ال أضنُك تريدين أن تكون في نفس الكفة معها صحيح ؟ عمتي الفاتنه تنعتني بهذا اللقب ,أن ِ
ُ
فلور بسرعه وإستنكار :طبعا ً ال أريد!!
نظر كين الى أخاه وقال :مرحبا ً أخي األكبر..
آلبرت بتعجب :ما بال وجهك هكذا ؟ تبدو كمن عانى لكي يحصل على النوم ,نحن ال نزال في
بداية الليل..
كين بإنزعاج :ال ,كُنتُ أستذكر لمادتي وطلبتُ عصيرا ً من الخادمه ,تذوقة رشفة منه وكان
طعمه فضيعا ً بشك ٍل ال يُطاق !!! لم أضنها فاشلةً للغاية في صنع العصير..
آلبرت :وأي نوع من العصير طلبت ؟
كين :أخبرتُها أن تصنع أي شيء جيد فصنعت عصير فواكه ُمريع!
قاطعت فلور حديثهما قائله :على أية حال كين ! هل تملك فكرة عن ما إن كان عمي يملك
أسباب أُخرى إلقامة الحفلة غير سبب إعالن الخطوبه ؟
بدأ التجهم على وجهه يقول :أن اعرف بعض األمور ال يعني هذا بأني أعرف كُل شيء ,وال
يعني أيضا ً أني لستُ بولد عادي ألُنعت بشيطان!
ضحك آلبرت ُرغما ً عنه يقول :كين ال يزال طفالً حقا ً فحتى مثل هذه األُمور تُغضبه..
كين :كُف عن إستفزازي..
ربت آلبرت على رأسه يقول :على أية حال تأكد من تناول الكثير من الماء حسنا ً ؟ ربما إحدى
الفواكه التي صنعت الخادمه منها العصير كان مهترئا ً ,ال تُهمل صحتك..
ضاقت عيناه وأكمل :وإن كُنتَ ال تزال تشعر بتوعك أُطلب الطبيب أو أخبرني آلخذك إليه..
بعدها تجاوزه ورحل فرفعت فلور حاجبها تقول لكين :هل أنتَ ُمتأكد بأنك ال تكذب بأمر عدم
معرفتك بأسباب عمي األُخرى ؟ لم أسمعك مرة تقول ال أعرف فلما اآلن ال تعرف!!
كين :لما تتهمينني بالكذب في أمر حتى أخي آلبرت ال يملك فكرة عنه ؟
فلور :هناك فرق ,آلبرت ذكي يحتاج فقط الى أطراف خيوط كي يُحللها ويعرف كُل شيء
بشكل منطقي ,أما أنت شيطــ أقصد ساحر ,يُمكنك معرفة أي شيء بشكل ُمثير للريبه ,
ت خفيه في أنحاء المنزل ؟ لحضه ....هل أنت ُمتأكد بأنك ال توزع كاميرا ٍ
إبتسم وغمز لها :إن أكتشفتي إحداها فأبقي األمر سرا ً..
إتسعت عيناها بدهشه ثُم إلتفتت وإتجهت الى غرفتها برعب لتبحث عن الكاميرات المزروعه
فيها..
ضحك كين وهو يهمس :إنها خرقاء..
إختفت إبتسامته تدريجيا ً ونظر الى بقعة ما من المنزل بهدوء تام قبل أن يلتفت وينزل من
الدرج..
***
9:41 pm
-باريس–
كان يجلس بملل تام على كُرسي دوار يُالعب بين أصابعه غصن زهرة أخذها من المزهرية
التي صادفها في طريقه لدخول هذه الغرفة الكئيبه ال ُممله..
كان األسود هو ما يُغطيه بالكامل ما عدى تلك الرأس الحليقة التي إمتاز بخلوها من الشعر
تماما ً..
رجل على المكتب والرجل األخرى على األرض يهز بالكُرسي قليالً الى اليمين وقليالً الى
اليسار..
تنهد بصوت مسموع وهو يقول :أنا أموت ...حرفيا ً!
طرق الباب فلم يُجب وبعد ثواني دخل أحدهم يقول :سيدي ؟ ُ
نظر إليه بحده وصوب الغصن راميا ً إياها بقوه لتضرب جبينه ,لو كانت رصاصه لقتلته..
حدثه بحده يقول :عدم ردي ماذا يعني ؟!! هل علي أن أ ُعلمكم في كُل مره!!
إنحنى ُمعتذرا ً يقول :ولكنه خبر ال يحتمل التأجيل..
إبتسم هذا الرجل األصلع والذي يبدو بالكامل رجل عصابه وهو يقول :هذا جيد ,لدي لُعبة
اآلن..
أشار إليه بأصبعه فتقدم منه الرجل بخوف حتى وقف أمام مكتبه تماما ً ليبدأ األصلع الحديث
قائالً :إسمع عزيزي ,أنا حقا ً وصلتُ الى طريق مسدود بسبب تلك الطفلة الهاربه وأصبحت
حاد المزاج وغريب الطبع لذا ما رأيُك بهذا ؟ إن كان خبرك ال ُمهم هذا لم يُرضيني ولم يكن
بالمستوى المطلوب فسأحلق كُل شعرة في رأسك!!
جفُل الرجل بخوف فإبتسم األصلع يُكمل برعب :كُل شعره ..يشمل هذا حاجباك الغبيان وحتى
تلك الرموش الـ.....
سحقا ً لما هي طويلة هكذا !!!! كيف لوجه كوجهك أن يمتلك رموش رائعه ! أال أكمل بصدمهُ :
تخجل من نفسك ؟!!
قدم الرجل الورق ليُنهي هذا الموقف الغريب وال ُمخيف قائالً :وجدنا دليل عن مكان أحد أفراد
عائلة تلك الفتاة..
كاد أن يسقط األصلع أرضا ً عندما وقف بتفاجؤ يقول :أأنت واثق مما تقول ؟
الرجل :أجل و ....ولكنه طفل ...هل سيُفيدنا ذلك ؟
سحب األصلع الورق وهو يقول :ال يهمني حتى لو كانت قطتهم األليفه!!
نقل نظره بين تلك السطور القليله قبل أن يبتسم قائالً :جهز لي سيارتي فأنا أخيرا ً سأحظى
بليلة ُمثيره!
Part end
Part 22
تم إقتحام المنزل الصغير بعنف من ِقبل ثالث رجال ُمسلحين باألسلحة البيضاء يرتدون
المالبس السوداء الرسميه وتملؤ وجوههم ندوب أُصيبوا بها منذ سنوات جراء أعمالهم
الخطيره هذه في عالم الجريمه..
تلفتوا يُمنةً ويُسره والظالم والفراغ الحالك يمأل المكان!
إلتفت أحدهم الى الخلف يقول :سيدي المنزل فارغ!..
عقد الرجل األصلع حاجبيه قبل أن يدخل وينظر حوله ثُم نظر الى أحد الرجال الثالثه يقول :ألم
تقل بأنه ُهنا!!!
توتر الرجل قائالً :نعم ,هذا ما تقوله مصادرنا ,إنتظر قليالً ُ ,ربما هم في الخارج اآلن..
شد على أسنانه قائالً :في الخارج في مثل هذا الوقت !!! من المفترض أنهم يتناولون العشاء
ويناموا ُمبكرا ً فأحدهما عجوز واآلخر طفل عليه أن ينام ُمبكرا ً إستعدادا ً للذهاب الى المدرسة
غدا ً فكيف تقول بأنهم خارج المنزل!
توقف قليالً قبل أن يبتسم قائالً :المدرسة ؟ لما لم أُفكر بذلك من قبل..
نظر الى الرجل الثاني يقول :تولى أمر مدارس اإلبتدائيه الموجودة بقرب هذه المنطقه وإبحث
لي جيدا ً عن تلك الطفله ,هي طفله ,عائلتها ليست بالقسوة هذه كي يحرموها الدراسة من
أجل فقط أال نصل الى أختها الهاربه..
نظر الى الرجل الثالث وقال :أما أنت فإبقى في هذا المنزل ُمختبئا ً حتى يوم الغد فربما يعودون
الليله ,إن لم يعودوا فهذا يعني بأنهم حقا ً غادروا خوفا ً من تسرب مكان تواجدهم إلينا..
بعدها عاود النظر الى األول وقال :أما أنت أيها الفاشل في إيجاد المعلومات إلحق بي ,سنسأل
الجيران..
وبعدها تفرقوا ,أحدهم غادر والثالث بقي في المنزل بينما هذا األصلع وقف أمام المنزل
المجاور تاركا ً تابعه المدعو بروماريو يتقدمه ويرن الجرس..
دقائق حتى فتح رجل أربعيني يرتدي مالبس النوم يقول بإنزعاج :لما تطرق بهذا اإلزعاج في
وقت متأخر من الليل ؟
رفع األصلع حاجبه وهو يسمع جملة "وقت متأخر من الليل! "
أي نوع من البشر هؤالء الذين يرون مثل هذا التوقيت تأخرا ً ؟
تحدث روماريو يقول :أتيتُ ألسألك بخصوص جيرانك ,كان يسكن ُهنا عجوز مع طفلة في
العاشرة من عمرها ,أين ُهما اآلن ؟ طرقنا بابهم ولم يفتح أحد..
الرجل بغضب :وما شأني أنا لتطرقوا بابي بهذه القوه ؟!!
بعدها أمال شفتيه قليالً قبل أن يقول :المرأة العجوز توفيت منذ أسبوعين ,هذا هو وحده ما
أعرفه..
عقد الرجل األصلع حاجبه في حين قال روماريو بدهشه :توفيت ؟!! إذا ً ماذا عن الطفله ؟ هل
أتى أحد من أقاربها ألجلها ؟ أم هل هي تعيش وحدها اآلن!
الرجل بإنزعاج :هذا يكفي !! ما شأني بهذا فأنا لستُ على عالقة جيدة بهم وأيضا ً لما تستمر
بقول طفله !!! لقد كان يسكن مع المرأة العجوز صبي وليس فتاة!
ضاقت عينا األصلع ونظر الى تابعه الذي توتر وقال بسرعه :أُقسم بأن معلوماتي صحيحه
وأننا حقا ً وجدنا مكان جدة الفتاة مع أختها ,ال أعلم لما هذا الرجل يقول صبي ربما هو فقط
يُعاني من ضعف في النظر ,أنا حقا ً وجدتُ المكان الصحيح..
الرجل بغضب :رأسك هو من يُعاني الضعف فال تقم بشتمي يا أيها المعتوه!!!!
نظر روماريو إليه يقول :تذكر جيدا ً ! لقد كانت فتاة صغيره بعمر العاشره أو التاسعه صحيح ؟
أشار بيده وأكمل :لقد كانت بمثل هذا الطول وتملك شعرا ً أشقر اللون طويل الى منتصف
ظهرها ..لها وجه صغير بريء ,تذكر جيدا ً..
الرجل بإنزعاج :أنا حقا ً لستُ متفرغا ً لكي أتناقش بمواضيعك هذه ! أنا....
قاطعه دفع األصلع لتابعه ليتقدم هو من الرجل ويُمسك بياقة قميصه شادا ً إياه إليه يقول
بهدوء :عندما نكون لبقين معك تصرف بلباقه فليس من مصلحتك أن تُعكر مزاجي..
جفل الرجل قليالً فهذا الشاب يبدو خطيرا ً ,عيناه الحادتين وصوته الهاديء محمالً بنبرة مليئة
بالتهديد..
يحمل هالة قاتل فعالً..
الرجل :لقد قُلتُ ما عندي ,عالقتي بهم ليست جيده فأنا لم أراهما سوى لمرتان آخرها عند
موت العجوز ,وأيضا ً قد أكون ُمخطئا ً بجنسية الطفل ولكنه كان يرتدي كالصبيان وشعره
قصير لذا قُلتُ عنه صبي ,لم يكن يملك شعرا ً طويل كما قال الرجل الذي خلفك ,ولكن أجل لقد
كان أشقر الشعر ,وبالنسبة لسؤالكم عن العجوز فأنا ال أعلم ,أعني لم أر أحدا ً من أقاربهم
يأتي ,كُل ما أعرفه أنه بعد موت العجوز لم أعد أرى الصبي في أي مكان ,ولكن قبل خمسة
أيام وأنا خارج من المنزل ليالً ألشتري بعض الضروريات لمحت ضوء صادر من المنزل ..
هذا هو كُل ما أعرفه..
ضاقت عينا األصلع قليالً بعدها دفعه بعيدا ً عنه قبل أن يلتفت قائالً لتابعه :روماريو إتبعني..
وغادرا ليقف بعدها األصلع عند سيارته يقول بهدوء :حسنا ً ,تلك العجوز على أية حال عندما
قابلتُها قبل ُمدة كانت مريضةٌ حقا ً لذا ربما تكون هي فعالً من كان يسكن المنزل ولكن يُحيرني
أمر أن مواصفات الطفل مختلفه ! عندما قابلت تلك الصغيره قبل مدة كانت لطيفه حقا ً في
مظهرها فكيف له أن يُخطئها قائالً أنها صبي ؟ حتى لو حدث وأن قصت شعرها فمظهرها
العام حقا ً لطيف لذا هذا غير منطقي ! هل أصحاب المنزل المجاور هم حقا ً أقارب الفتاة أم
أشخاص آخرون ؟
روماريو بسرعه :بل هم فعالً صدقني !! معلوماتي ال تُخطئ..
نظر إليه ببرود قائالً :ما دام أن ذلك الرجل رأى نور صادر من المنزل قبل أيام فهذا يعني بأن
الصبي ما زال يتردد على المنزل ,عندما يكتشفه تابعي ونجد بأنه صبي ال نعرفه وال عالقة
له بتلك العائله فسأُنفذ تهديدي ذاك وأحلق كُل شعرة في رأسك ! سمعتني ؟
بعدها ركب السيارة وغادر من أمام روماريو..
***
20 juonyour
11:12 am
طرق باب المكتب وأيقظه هذا من الغفوة القصيرة التي إجتاحت عيناه دون أن يشعر بذلك.. ُ
أخذ نفسا ً عميقا ً ودار بالكرسي قليالً قبل أن يقول :أُدخل..
صدمه بأن الطارق كان آندرو ال غير ,هل سمع الكالم أخيرا ً وأصبح يطرق الباب عند دخوله
؟
جلس آندرو على الكُرسي ال ُمقابل للمكتب يقول :كُنتَ نائما ً صحيح ؟ وجهك متورم..
تجاهله ريكس يقول :ماذا أيضا ً ؟ أولستَ هذه األيام مشغول بأختك التي حظرت لمنزلك ؟
إبتسم آندرو يقول :لهذا أنا ُهنا اآلن..
تنهد وأكمل :ما دُمتَ قد وجهت لي دعوة للحفل بعد يوم غد فهذا يعني بأن أي أحد من عائلتي
يُمكنه الدخول أيضا ً ,أُختي تُريد الحظور ,هل يُمكنك أن تتصرف وتجعلهم ال يُدخلونها ؟
ريكس بتعجب :ألهذه الدرجة تكره أُختك ؟
آندرو :بل الحقيقة هي أنها إلى هذه الدرجة هي تكرهك ,متأكد بأنها ستزعجك فهي منذ زمن
ترغب بلقائك لهذا ال أُريد حضورها..
ريكس :ولما تكرهني ؟
آندرو :هي ال تزال تعتقد بأنك شخص سيء ,ولعل آخر قضية إنتشرت عن إتهامك بقتل
فابريان جعلتها تتأكد من ذلك ,ال يمكنها أن تقتنع بأن األمر ُمجرد خطأ ,تقول ال وجود للخطأ
والبد من أنه فعالً من قتله وأخرج نفسه من الموضوع بذكاء ..واااه هي فقط تُثرثر وحس
العدالة ُمرتفع لديها كثيرا ً لذا ال تقلق ,أنا أُحاول السيطرة عليها لذا فقط هل يُمكنك أال تسمح
لها بالدخول ؟
بقي ريكس ينظر إليها لفتره بعدها قال :كم عُمرك ؟
تعجب آندرو فإبتسم ريكس بسخريه ُمكمالً :فكُره أختك لي دليل على أنها ال تراني صديق جيد
ألخاها الصغير ,وااه تبدو كطفل في اإلبتدائيه يعتني فيه أخوته الكبار..
إنزعج آندرو وقال :دعني وشأني رجاءا ً..
ضحك ريكس ُرغما ً عنه ُمكمالً :ماذا عن الزواج ؟ هل هما من سيتكفالن بإختيار زوجة
مناسبة لك ؟
ضرب آندرو بيده على الطاولة قائالً ُمغيرا ً الموضوع :على أية حال لدي طلبات أُخرى..
تنهد بعدها أكمل :بخصوص الحفل ,ما ِزلت تُريد مني إفساد أمر الخطوبه صحيح ؟
ريكس :أجل..
آندرو :حسنا ً ُ ,هناك بعض األمور أُريد منك أن توفرها لي..
ريكس :ماهي ؟
نظر آندرو حوله ثم قال :لقد إقتربت الظهيره ,فلتترك العمل ودعنا نتحدث في الخارج..
ريكس :كال ال أستطيع اآلن..
آندرو بتعجب :لما ؟
ريكس :إحدى صفقاتي ال ُمهمه ,من ال ُمفترض أن أتلقى اليوم ردا ً ممن تعاملتُ معه ليُخبرني
فيها عما إن كانت البضائع جيده بما فيه الكفايه ليعقد شراكةً دائمه أو أنها لم تكن بالمستوى
المطلوب..
آندور :الصفقه ؟ أتقصد تلك التي حاول كارلوس إفسادها عن طريق حرق المخزن ؟
ريكس :أجل هي..
صمت آندرو لفتره ثم قال :ذلك الكارلوس يُرافقه شخص داهيه يُدعى تروي ,عليك الحذر
منهم ,أعمالهم وطريقة تصرفاتهم تجعلك تعرف ببساطه بأن لهم عالقات في عالم الجريمه ,
إحذرهم..
نظر إليه ريكس لفترة قبل أن يقول :آه حسنا ً ,سأكون حذرا ً..
آندرو :حتى لو ُمستقبالً كانت ُهناك صفقة كبيره تستلزم منك العمل معهم فال تفعل ,ستجد
نفسك بعدها في ذلك العالم المظلم..
إبتسم ريكس بسخريه قبل أن يُغير الموضوع قائالً :على أية حال تستطيع ال ُمغادره فأنا لن
أترك الشركة حتى أتلقى الرد..
آندرو :ومتى سيأتي ؟
هز ريكس كتفه فقال آندرو :ال بأس ,إذا ً سأُقابلك الحقا ً ونتحدث..
وقف ليُغادر لكنه تراجع ونظر الى ريكس قائالً :أنت ....هل..
صمت قليالً بعدها قال :ال ال تشغل بالك..
تعجب ريكس وراقبه وهو يغادر المكتب فهمس :ماذا كان يُريد أن يقول ؟
***
6:55 pm
- Paris -
***
21 juonyour
4:30 pm
منذ ما يُقارب الساعه كانت تجلس ُهنا في إنتظار حضور إليان الى المنزل..
أخذت نفسا ً عميقا ً هامسه :هل من الممكن أنها لن تأتي ؟ ولكنها من بين الجميع كثيرا ً ما
تتواجد في هذا المنزل ! البد أن تحضر..
نظرت حولها وقالت :أم هل إنشغالها في حفلة أخاها غدا ً يمنعها من المجيء الى هذا المنزل !
لكني أُريد رؤيتها هذا اليوم ! ال أملك رقم هاتفها وعالقتي بإدريان أصبحت متزعزعه لذا ال
يُمكنني طلب رقمها منه والسيدة جينيفر هاتفها ُمغلق منذ ثالث ساعات..
يالها من ُمعضله..
جائها صوت من الخلف يقول :آليس ؟
إلتفتت وتفاجأت برؤية إدريان ,وقفت فورا ً تقول بتوتر :مـ مرحبا ً إدريان..
نعم ,إنها الفرصة المناسبه ,عليها أن تُقدم إعتذرا ً ع ّما حدث في آخر لقاء بالمطعم..
ت ُهنا تحدث إدريان وهو يقترب منها قائالً :غريب ,أخبرتني أمي بأنك غادرتي المنزل ,لما أن ِ
؟
آليس :أمم أُريد التحدث الى إليان وألني ال أملك رقمها ما كان علي سوى الحضور بنفسي..
نظر إليها إدريان لفتره فتوترت آليس وهي تدعي بداخلها أال يُصيبه الفضول ويسألها عن
السبب..
إدريان :آليس ,أعتذر عن فضاضتي آخر مرة في المطعم..
دُهشت وقالت بسرعه :ال كال أنا من عليها أن تعتذر ,لقد...
قاطعها :لم تُخطئي بشيء بل أنا من بدأ الهجوم ,لذا هل ستُلبي دعوتي تعويض عن تصرفي
األخرق ذاك ؟
تعجبت وسألته :دعوه ؟ الى العشاء ؟
ضاقت عيناه وقال :كال ,بل الى الحفلة غدا ً..
شهقت ُرغما ً عنها من هول الصدمة قبل أن تتقدم بجسدها إليه تقول بسرعه :ال ال يُمكنني
بتاتا ً !! سيقتُلني والدك حتما ً..
عقد حاجبه بعدها قال :وما شأن والدي ؟ سأدعوك ل ُمرافقتي..
هزت رأسها وقالت :أعتذر ولكني ُمضطره الى رفض دعوتك ,والدك ال يُحبني وسيقتلني حتما ً
لو رآني ُهناك فلقد هددني سابقا ً بعدم اإلقتراب من عائلتكم ,يبدو بأني أُسبب بعض الخطر لو
علم أحدهم بأمر الحادث الذي سببه أخاك لي لذا....
قاطعها :ال شيء مما تقوليه يهمني ,أسدي لي معروفا ً ورافقيني ,سأرد لك هذا الدين في ٍ
يوم
ما..
نظرت إليه لفتره من بعد جملته األخيره ,تصرفه هذا دليل وجود سبب وراء هذا الطلب..
أشاحت بعينيها قليالً بشيء من الحزن ,هذا يعني بأن إعتذاره قبل قليل كان ألجل سبب يُريد
الوصول إليه..
قاس في حقها.. هذا تصرف ٍ
شدت على أسنانها هامسه في نفسها" :توقفي عن ذلك ,هو ليس ال ُمخطئ من األساس لذا لم
يكن هناك وجود لإلعتذار منذ البدايه" ..
إدريان :حسنا ً ,ما دُمتي تخافين من أمر والدي الى هذا الحد فتزيني بزين ٍة تجعلها تُغير
مدى سيء ً مظهرك ,سآخذك بنفسي الى مصفف شعر بارع أعرفه جيدا ً ,وإذا وصل األمر الى
وكشف والدي وجودك فسأتحدث إليه ال تقلقي وسأتحمل كُل شيء ,موافقه ؟
إصراره الغريب هذا يجعلها حرج ٍة من رفضه أكثر لذا قالت :حسنا ً ,ال بأس..
إبتسم وإحتضن كفيها بين يديه وهو يقول :وااه لن أنسى هذا لك ُمطلقا ً..
شعرت بالحرج فإبتسم وأكمل :بخصوص إليان فهي لن تأتي الى ُهنا هذا اليوم ,غدا ً سآخذها
هي أيضا ً الى مصفف الشعر نفسه لذا ستتقابالن ُهناك حسنا ً ؟ أما إن كان األمر ُملح الى هذه
الدرجه فعليك اإلستسالم فهي ستبقى في منزل العائله طوال هذا اليوم ,لحضه ,سأُعطيك
رقمها حسنا ً ؟
إبتسمت تقول :ال بأس سأُحدثها غدا ً ولكن هذا ال يعني بأني ال أحتاج رقمها ,سأكون شاكره..
إبتسم وأخرج هاتفه وأرسل لها رقم إليان بعدها قال :واآلن إعذريني فلدي أمر هام..
لوحت له مودعه في حين صعد هو الى األعلى ووقف في نهاية الدرج ثم إلتفت الى الخلف
وبقي صامت ًا لفتره قبل أن يهمس :إعذريني آليس..
بعدها إتجه الى غرفته..
***
7:22 pm
Part End
Part 23
أخرجت آليس ُمفتاح شقتها من جيب معطفها وعندما رفعت رأسها لتُدخله في فُتحة الباب
عقدت حاجبها تنظر الى ظرف موجود في صندوق الرسائل الصغير..
أخذته ونظرت إليه لفتره قبل أن تفتح الباب وتدخل الى الداخل..
جلست على األريكة وفتحت الظرف لتتفاجأ بأنه دعوة لحظور حفل ميالد ريكس القادم في يوم
الغد..
نظرت الى عنوان المرسل قليالً قبل أن تُغلق الظرف وتتنهد هامسه :لم أكن أضنني خفيفة الى
هذه الدرجه ,عندما طلب مني خدمه لم أستطع ردها ُرغم أني لم أكن أُريد الحظور إطالقا ً ,
وعندما شكرني بتلك الطريقة عزمت على الذهاب حتما ً كي ال أُخيب آماله ,لما لم أستطع قول
ال عندما حقا ً لم أكن أُريد ؟ هل شعوري بالذنب تجاهه جعلني ضعيفه هكذا ؟
نظرت الى الظرف قليالً قبل أن تُكمل :بعد ما حدث ال يُمكنني اإلعتذار إطالقا ً..
تذكرت ريكس وما فعله معها وخاصةً عندما عرفت بأنه طرد دانييل عمدا ً..
شخص بحقارته .....ال تُريد رؤيته إطالقا ً..
حتى فكرة اإلنتقام منه لم تعد تُريدها ,كُل ما تُريده هو أال تراه أبدا ً..
وال تُريد رؤية ذلك الحقير الذي يعرفه بطريقة ما..
ربما صديقه أو أحد أبناء عمه..
همست بإنزعاج :إنه حتى أخلف وعده ولم يُعطني إسم العطر!
تنهدت ورفعت رجليها تضمهما الى صدرها وتُخفي وجهها فيها وهي تتذكر حديثه معها..
كُل ما قاله واقعي تماما ً لم تتمكن من إنكاره أبدا ً..
هي حقا ً البد من أن تكون تنتمي الى عصابة ما..
معرفة قاتل بها ,وجودها على كُرسي متحرك بينما لم تكن تُعاني من أي خطب في قدميها..
أوراقها ال ُمزيفه الذي زل لسان ريكس وتحدث عنها..
صبغة شعرها الغريبه..
عدم وجود أحدا ً يسأل عنها من أقاربها بتاتا ً..
ذكرياتها المتعلقه على المال وأشخاص مشوهين وميتين..
حلمها بتلك الطفلة التي تتهمها بالتخلي عنها..
خوفها الذي يُالزمها من الماضي وما به من أحداث..
كُلها ُمؤشرات تدل على أنها لم تعش حياة طبيعيه بل عاشت حياة تعتمد على الخداع
والتزييف..
حياة ُمجرمين بإختصار!
أخذت نفسا ً عميقا ً وبعدها قررت أن تأخذ لها كوبا ً من القهوه وتُطالع التلفاز..
لم تعد تُريد أن تُفكر أكثر ,التفكير يُتعبها للغايه ويجعلها تيأس من الحياة أكثر وأكثر..
تنهدت بهدوء تنظر الى الماء الذي وضعته على الغاز وهمست :هل من سبب يدعوني حقا ً
لإلستمرار ؟ عدم سؤال أحد عني طوال تلك المدة دليل كافي على أني قد ال أملك عائله ..لم
يعرفني ويتذكرني سوى ال ُمجرمون والجيران ! عائلتي من المفترض أن تكون هي من يعرفني
أوالً وليس اآلخرون..
ضاقت عيناها بألم ُمكمله :هذا إن كُنتُ أملك عائله ..كيف لعقلي أن يتذكر أشخاص كُثر
وعائلتي ليست منهم ؟! من المفترض أن أتذكر أهلي أوالً..
إبتسمت تُكمل :بلى ,تذكرتُ شيئا ً عنهم ,تذكرت نفسي وأنا أتهم والدي بشيء ما ,إنها حتى
ال تُعد ذكرى جميله ,ذكرى تعني التعاسة فقط..
***
8:20 pm
دخل الى مكتبه ورمى نفسه بإسترخاء على األريكة الطويلة القريبة من طاولة المكتب وأخذ
نفسا ً عميقا ً قبل أن يقول :روماريو ,أحضر لي الطفله ,إنني ُمتفرغ لها اآلن بالكامل..
هز روماريو رأسه وخرج من الغرفة فبقي هذا الشخص والذي يُعد أحد األعضاء ال ُمهمين في
هذا القسم من المنظمه ,وهو الشخص الذي كُلف رسميا ً بالبحث خلف الفتاة الهاربه المعروفة
اآلن باسم آليس..
بقي شارد الذهن في الفراغ لفترة يُفكر بأمر ما حتى قطع عليه خلوته دخول روماريو ومعه
الطفله..
إبتسم الرجل والذي عُرف بأذواقه الغريبة بشعره..
فسابقا ً كان يُطيله ويربطه الى الخلف بربطة سوداء وبعدها قصه قليالً وبدأ بتضفيره بالكامل
بالعديد من الضفائر ومن بعدها قصه وقام بنحته بشكل غريب لينتهي به األمر اآلن بحلقه
بالكامل ليُعرف باسم األصلع..
لقد إعتاد على قص القليل من شعره كُلما فشل في تنفيذ مهمة ما لذا ال أحد يعلم ماذا قد يفعل
برأسه الفارغ من الشعر في فشله القادم!
إبتسم وإعتدل في جلسته متكئا ً بيديه على ركبتيه وهو يقول :إقتربي..
تقدمت منه بخوف وهي تنظر الى األسفل ليعقد حاجبه قليالً وينظر الى روماريو يقول :ألم أٌل
إهتموا بها ؟
روماريو بدهشه :لقد أطعمناها جيدا ً ولم نبخل عليها بشيء!!
شد على أسنانه يقول :ماذا عن مالبسها ؟!! لما ال تزال ترتدي هذا اللبس ؟! أين ذهبت
الفساتين اللطيفة التي طلبتُ منك شراءها من ذلك المحل ؟!!
روماريو :لقد إشتريتها ولكنها رفضت أن تلبسها ,لقد أصرت على البقاء على مالبسها
الصبيانيه هذه ,أردتُ إستعمال القوة ولكنك منعتنا منها لذا لم أستطع فعل شيء..
ضاقت عيناه بعدها نظر الى الفتاة وقال :ولما لم تُبدلي مالبسك ؟ أم أنك تُفضلين اإلبقاء على
المالبس التي إشترتها لك أُختك ؟
رفعت رأسها إليه تقول بسرعه :ليست أُختي بل جدتي ,أختي ال أعلم عنها شيء صدقني..
رفع حاجبه بعدها قال :حسنا ً ,دعينا نبدأ من جديد ...أنا أُدعى موريس ,وألنك طفله سأسمح
تلك أن تُناديني موري ,أن تُناديني بإسمي ال ُمختصر لشرف لك لذا تذكري ذلك ...حسنا ً وأن ِ
؟
بلعت ريقها وأجابته بعد فتره :لوسي..
رفع حاجبه في حين دُهش روماريو وكاد أن يتدخل ولكن تحدث موريس قائالً :إنك حقا ً طفله ,
ال مجال للكذب عزيزتي فأنا أعرف إسمك بالفعل..
دُهشت وبعدها أنزلت رأسها تنظر الى األسفل بتوتر وخوف فتنهد وقال :دعينا نُعيد ذلك مرة
أُخرى ,أنا أُدعى موريس ,وألنك طفله سأسمح لك أن تُناديني موري ,ماذا عنك ؟
أجابت بصوت خافت بالكاد إستطاع سماعه :نينا..
إبتسم يقول :إسمك لطيف ,من أسماك إياه ؟
هزت كتفها داللة على عدم علمها بذلك..
موريس :حسنا ً ,أتُحبين أُختك ؟
زمت شفتيها وكأنها تمنع نفسها من البُكاء وقالت :أُختي لم تفعل شيئا ً خاطئا ً ,لما ال تدعوها
وشأنها ؟
ظهرت البرودة التامة على وجهه فشعرت بالخوف منه في حين قال لها بهدوء :بل فعلت
ماهو األسوأ ! ولتعلمي شيئا ً....
ت وجدتك عندما قابلتُكما تقدم بجسده الى األمام قليالً ُمكمالً :إسمعي ,لقد كُنتُ أكذب عليكما أن ِ
ُ
أول مره ,نحن لم نكن فقط نريد أن نُحادثها في أمر ما ثُم نتركها وشأنها ,قلتُ هذا حتى
تُعطوني معلومات عنها ,تلك الفتاة يستحيل أن تُترك حيه ,تلك الفتاة هي عقب أخيل للمنظمة
بأكملها ,وجودها حيه يعني الدمار الكامل لنا!
إتسعت عيناها برعب من كلماته األخيره وبدأت عينيها تغوران بالدموع فعاد بجسده ُمجددا ً
الى الوراء وقال :لذا األمر عائد لك ,إستمري بالكذب والتستر عليها وستُواجهين نفس
مصيرها ..بال ُمقابل لو تعاونتي فسأضمن لك شخصيا ً بأن أؤمن لك حياة مرفهه حتى لو
أَضطررتُ للتخلي عن منصبي من أجل ذلك..
رفعت يديها المرتجفتان وبدأت تمسح دموعها التي لم تتوقف عن الهطول فتنهد ونظر إليها
لفتره وهي تستمر عبثا ً في إيقاف بُكائها الصامت..
بعد دقائق سألها :أين أُختك اآلن ؟
إرتجفت شفتيها ُمجيبه :ال أعـ ـلم..
موريس :متى آخر مره قابلتيها ؟
أجابت ُمجدداً :لم أقابلها..
موريس :متى آخر مره تواصلتي معها عبر الهاتف أو غيره ؟
نينا :لم أفعل..
شد على أسنانه هامساً :ال أعلم ولم أفعل ! توقفي عن هذه اإلجابات أيتُها الكاذبه..
ت طفله ,أخبريني من أين كُنتما إنتفض جسدها خوفا ً فقال بهدوء تام :جدتك مريضه وأن ِ
تؤمنان المال وأُجرة المنزل ؟ ال أحد سوى أختك من قد يفعل ذلك لذا ال تكذبي!!
وبخوف تام بالكاد هزت نينا رأسها تقول :ال أعلم..
رفع حاجبه يقول :إذا ً ما رأيُك بهذا ؟ لقد كُنا قبل أن نمسك بك نبحث خلف معلوماتك عن
طريق المدرسه وإكتشفتُ حينها شيئا ً ُمثيرا ً ,لقد تقدم شخص ما بعد وفاة جدتك بسحب ملفك
المدرسي بطريقة رسميه ,أي أنه كان يملك أوراقك الرسميه ,وهذا األمر حدث قبل عشر أيام
بالضبط ! من عساه يكون غير أُختك ؟!!
إتسعت عينا نينا بدهشه..
جدتها هي قريبتها الوحيده ,إن كان حدث هذا بعد وفاة جدتها فبالفعل هي أختها من فعلت
ذلك..
ُ
شعرت بالفرح في داخلها فهذا دليل على أن أختها اآلن بخير بكُل تأكيد!!
إنهمرت دموعها ُمجددا ً ولكن من السعادة هذه المرة فرفع موريس حاجبه يقول :توقفي عن
ت بطفل في الخامسه ! أخبريني اآلن أين هي أُختك ؟ البكاء فلس ِ
هزت رأسها نفيا ً وهي تمسح دموعها ُمجددا ً فصمت لفتره قبل أن يقول :نينا ...ال تجعليني
أخترق مبادئي وأقوم بإذائك كي أُجبرك على قول الحقيقه!..
رجعت بجسدها الى الوراء بخوف فأكمل :أنا حقا ً ال أُريد إيذائك ,فما دُمتُ لطيفا ً معك فكوني
لطيفه معي حسنا ً ؟
زاد خوفها منه ومن أسلوبه الغريب هذا وبدأ جسدها يرتجف بشده فما كان منه سوى أن
يتنهد ويقول :حسنا ً ,سأمنحك بعض الوقت ففكري جيدا ً ,إن تحدثتي فسأحرص على تأمين
الراحه لك طوال حياتك وأيضا ً سأحرص على أن تقضي مع أُختك فترة لتودعيها جيدا ً قبل أن
يتم تصفيتها لذا فكري ُمجددا ً ,أختك سنجدها في النهايه وهذا أمر ال مفر منه لذا ال أضنُك
تُريدين أن تموت دون أن تتحدثي معها وتعيشي طوال حياتك ُمشردة صحيح ؟
نظر الى روماريو وأكمل :خذها بعيدا ً وال تقوموا بأذيتها ,وأيضا ً كما أخبرتُك سابقا ً إحرصوا
على تغذيتها جيدا ً..
بعدها وقف وغادر الغرفه..
***
11:12 pm
بعد دقائق أنهوا تناول الطعام وبدأوا بالذهاب الى غرفهم أو الى أعمال أخرى..
تجاوز آلبرت كين متجها ً الى األعلى وهو يقول :إتبعني..
تنظر إليه كين قليالً بعدها تنهد ولحق به حتى صعدا الى األعلى..
إتكأ آلبرت على جدار إحدى الصاالت الداخليه بالدور العلوي وأشار لكين أن يقف أمامه..
تنهد كين ووقف أمامه فسأله آلبرت بهدوء :كذبت علي عندما أخبرتني بأنك ال تعلم ماذا
يهدف عمي من هذه الحفله ؟
صمت كين لفتره قبل أن يُجيبه :أجل..
آلبرت :ولما ؟
كين :لدي أسبابي الخاصه..
شد آلبرت على أسنانه وقال :أنت حقا ً طفل وعليك أن تعي هذه الحقيقه تماما ً..
إنزعج كين وقال :أنا في الرابعة عشر من عمري ,عمليا ً أُدعى ب ُمراهق وليس طفل ! توقف
عن نعتي بهذا..
آلبرت بحده :أنا ال أُقيم الناس بأعمارهم بل بتفكيرهم وتصرفك قبل قليل على طاولة العشاء
هو تصرف أطفال ال أكثر!!
ظهر اإلستياء على وجه كين من كالم أخيه وقال :وأي تصرف مني جعلك تصفني بالطفل!
آلبرت :كُل شيء..
كين :إن كان هناك ما يُغضبك فأخبرني إياه بدالً من هذه المقدمات الكاذبه ..إن كان األمر
بخصوص كذبي عليك فأنا أعتذر لهذا وقد أخبرتُك بأني أملك عذرا ً!..
ضاقت عينا آلبرت وبقي ينظر الى أخاه لفتره قبل أن يأخذ نفسا ً عميقا ً يُخفف من غضبه ليُقول
بعدها :لم أطلب منك أن تتحدث مع عمي بموضوع وراثة ريكس إلسم العائله!
كين :أهذا ما أغضبك ؟
آلبرت :بل طريقتك في قولها ! أنت تعلم بأني ال أُحب من يتدخل في أموري ومع هذا تدخلت
لذا البد من وجود هدف آخر خلف تدخلك ! هل لك أن تشرحه لي ؟
نظر إليه كين لفتره بعدها قال :ال يوجد ,فقط أردتُ إستفزاز ريكس ولكن يبدو بأنه طوال
العشاء كان يُفكر في أمر آخر..
آلبرت :ال أُحب الكذب وأنت تعرف هذا جيدا ً..
كين :لم أكذب..
آلبرت بحده :بل فعلت!
أشاح كين بنظره ولم يُجبه فنظر إليه آلبرت لفتره ثُم قال :توقف عن هذا..
عقد كين حاجبه ونظر الى أخيه الذي أكمل :أنت في نظري ال تزال صغيرا ً على هذه التصرفات
,ال خوف على إستيال عندما تقوم بهذه التصرفات فهي تعرف كيف تُدبر أمورها ولكنك
ُمختلف يا كين..
كين :لم أفهم..
آلبرت :بل تفهم جيدا ً ,أنا أعلم بأنك ذكي جدا ً وأنا حقا ً فخور بك حقا ً وسعيد ألنك أخي ولكن
توقف عن إظهار ذكائك هكذا وإستفزاز اآلخرين كجينيفر ! تدخلك قبل قليل أنا واثق بأنك
تهدف فيه الى إستفزاز جينيفر بطريقة ال أفهمها ,كف عن إستفزازها ! كُف عن تهديدها !
كُف عن تصيد أخطائها أو كشفها ! جينيفر امرأة ال يُمكن ل ُمراهق مثلك أن يتعامل معها!
ضاقت عيناه وأكمل :ال أُريد أن ينتهي األمر الى أن تُلحق بك األذى..
أشاح كين بوجهه لفترة ثُم عاود النظر الى أخيه يقول :ال يُمكنها فعل شيء..
آلبرت :ولهذا أنت ال تزال طفالً ! األطفال وحدهم من يثقون بنفسهم ثقةً عمياء وال يُحسنون
تقدير الوضع..
وضع يده على كتف كين وضغط عليه يقول :أرجوك ,تصرف ك ُمراهق عادي تماما ً وال تُحاول
التذاكي عليها أو التصادم معها..
راض فأكمل آلبرت :أخاك األكبر يرجوك يا كين.. ٍ أشاح كين بنظره ُمجددا ً وهو غير
زم كين على شفتيه لفتره قبل أن يهمس :كما تُريد..
إبتسم آلبرت وعبث بشعر أخاه هامساً :شُكرا ً لك..
راض تماما ً عن هذا ولكن ....من أجل أخاه سيتوقف.. ٍ بعدها تجاوزه وغادر وكين غير
***
22 juonyour
8:00 pm
ال أعلم لما فجأه بدأتُ أشعر بأني ُمرتبطه بهذه العائله كثيرا ً..
إنها ليست سوى عائله صادف وأن سياقة إبنهم األكبر كانت متهوره وتسببت بحادث لي..
ليست سوى عائله أرادت أن تتحمل المسؤليه وأن يعتنوا بي لحين إسترجاع ذاكرتي أو لحين
ظهور أحد أقاربي..
ليست سوى عائله غريبه وكأنها صندوق باندورا يجب عدم فتحه أو اإلقتراب منه..
عائله ظاهريا ً عاديه وغنيه كالكثير من العوائل ولكنها من الداخل تكثر فيها قصص القتل
والخيانه والكُره والطمع والجشع وال زال هناك المزيد لم يُكشف بعد!
عائله تُخيفها وتُثير فضولها في ٍ
آن واحد..
إنها بحق صندوق باندورا..
بال ُمقابل أنهى الرجل حديثه بإبتسامه وغادر بعدها من أمام ريكس الذي بحق مل من كثرة
المجامالت هذه..
ال يُحبها وود لو يواجههم بوجهه الحقيقي ولكنه لم يعد يُريد أن يسمع توبيخا ً آخر من والده..
إبتسمت تقول :مرحبا ً..
نظر عن يمينه ليجد أنها جوليتا التي من ال ُمفترض أن تكون رسميا ً خطيبته لهذه الليله..
إبتسمت مجددا ً تقول :ألن ترد التحية على األقل ؟
إتكأت بجواره وبدأت تشرب رشفة من كأسها ناظرةً الى الحضور وقالت :في مثل هذا النوع
من الحفالت إلتقينا أتتذكر ؟
نعم ,بالتأكيد يتذكر ,إنه يوم أسود فكيف ال يتذكره!
أكملت :كان عيد ميالدي الثامن ,في ذلك الوقت بدأ والدانا بالتلميح ألن نكون ثنائي في
المستقبل ,ال أعلم كيف كانت ردت فعلك ولكن بالنسبة لي شعرتُ بالخجل وبشكل غير إيرادي
أصبحت ال أرى رجالً سواك..
لم يُعلق على كالمها و ُجل تفكيره في آندرو الذي لم يتخذ أي خطوة حتى اآلن!
هل كان على خطأ عندما ترك له األمر بالكامل ؟!
تنهدت جوليتا وهمست له :كان عليك ُمجاراتي على األقل..
عقد حاجبه ونظر إليها في حين هي بقيت تنظر الى الحضور لفتره قبل أن تسأل :من هي ؟
لم يُجبها فهو لم يفهم م تقصد فإلتفتت إليه تقول :الفتاة التي ذكرتها لي برسالة البارحه..
عقد حاجبه لوهله قبل أن يُشيح بوجهه وهو يشعر بإنزعاج تام..
رسالة البارحه ؟!!!! هذا من صنع آندرو بال شك!
لما لم يُخبره بأنه أرسل رسالة لها بإسمه ؟ بماذا عليه أن يُجيبها اآلن ؟!
ذلك األهوج!
عقد حاجبه عندما تذكر سؤالها قبل لحضات " ..من هي" ؟
يبدو وكأنه فهم محتوى الرساله ,البد من أنه أخبرها فيها بأنه ال يُريد هذه الخطبه ألنه
ُمعجب بفتاة أُخرى..
حسنا ً هذا واضح ,عليه اآلن أن يُجاريها فحسب..
همس بداخله" :ستندم حتما ً على هذه الخطة السخيفة يا آندرو! "
أجابها :فتاة تعمل لدي..
بعدها عقد حاجبه وتذكر ما طلبه منه آندرو باألمس..
إن كانت فكرته تقتصر على رسالة فحسب فلما طلب تلك األمور ؟
نظرت جوليتا إليه وسألت :ومتى قد ينتهي هذا ؟
"ينتهي هذا" ؟ ماذا ينتهي بالضبط ؟!!!
كيف عليه أن يُجيب على هذا السؤال ! عن أي إنتهاء تقصد ؟!
هو حقا ً سيقتل آندرو قريبا ً..
تنهدت عندما لم يُجب عليها فعاودت النظر الى األمام قائله :يُمكنني تقديم ال ُمساعده لو أردت
..
نظر إليها بتعجب وهو اآلن بحق يُريد رؤية تلك الرسالة التي أصبح ال يفهم ماذا قد تحتوي!
بعدها تقدمت وذهبت عندما لمحت أحدى األشخاص الذين تعرفهم وبدأت بإلقاء التحية عليه..
إعتدل في وقفته وبدأ بالبحث عن آندرو ليستفسر عنه عما فعل من مصائب ..ولكن الحظ
العاثر وقف في طريقه عندما بدأ الحضور واحدا ً تلو اآلخر يفتحون أحاديث معه..
من جهة أُخرى تقدمت فلور من أخيها آلبرت تقول :هيه آلبرت لدي خبر لك..
نظر إليها فتقدمت أكثر وهمست :إستمعتُ للتو الى محادثة بين عمي وزوجته..
رفع حاجبه يقول :ألن تكفي عن التنصت هذا ؟ ستضعين نفسك في موقف ُمحرج إن أمسكك
أحد..
فلور بفخر :ال تقلق أنا جيده في هذا..
تنهد وهمس :هذا ال يدعو الى التفاخر..
فلور :المهم إسمع ,عمي ينوي أن يُعلن الخطوبة قبل العشاء بقليل ,لقد قال هذا لعمتي ,لكن
أتعرف ما الصادم في األمر ؟ عمتي سألته عن أمر الوراثه وهل ستُعلنه أو يتراجع وخاصةً
أنك هنا وقد تبدي إعتراضا ً ويتحول األمر الى األسوأ..
ضاقت عينا آلبرت وقال :وما كان رد عمي ؟
فلور :لم يقل شيئا ً فقالت له عليك أن تكون حازما ً وال أحد في العائله أكثر من ريكس ينفع ألن
صدمت من كالمها ,ضننتُ بأنها ستتمنى أن يرث إبنها رئاسة العائله وليس يحمل إسمك ,لقد ُ
ريكس ! أتعلم ما السبب ؟
إلتفت آلبرت ونظر الى حيث تقف جينفير وهي تتحدث مع إحدى السيدات وهمس في نفسه:
"ماذا يحدث ؟ أوليست تكره ريكس وتكره وجوده في العائله ؟ ألم يحدث وأن تتشاجرت كثيرا ً
مع عمي بخصوص أمر تفضيله لريكس على إدريان ؟ إمرأة مثلها من ال ُمفترض أن تسعى ألن
يحمل إبنها أو إبنتها إسم العائله ,إن كان إبنها ال يحب األمور التجاريه فإبنتها جيده في ذلك
وكُل ما عليها هو أن تُقنع عمي بالتأجيل حتى تتخرج إبنتها وتُصبح في سن ُمناسب لحمل إسم
العائله ,لكن لما ؟ لما تريد من ريكس أن يفعل ذلك ؟"
ضاقت عيناه وهو يتذكر حديث كين يوم األمس وهمس لنفسه" :لقد قال بأنه لم يكن يدافع
عني بل يملك هدفا ً آخر ,هل من ال ُممكن أنه يعرف السبب لهذا كان يُحاول تغيير رأي عمي
بخصوص وراثة ريكس له ؟ لكن ماذا قد تستفيد هذه العجوز من هذا األمر ؟ ال يُمكنني أن
أفهم"..
نظر الى فلور يقول :أين كين ؟
تعجبت من ردة فعله فلقد توقعت أن يُعلق عن الموضوع ال أن يسأل عن كين..
هزت كتفها تقول :ال أعلم ,ربما يتناول بعض الشوكوال هنا أو ُهناك..
آلبرت :إن رأيته أخبريه بأن يأتي إلي..
وبعدها غادر من أمامها فتعجبت وهمست :ماذا يُريد منه ؟
ومن خلفها كان ريكس يقف أمام أحد األقارب الذي بدأ بالتحية وإلقاء بعض عبارات التباريك
وريكس بالكامل كان عقله مع ألبرت وفلور وحديثهما الذي جرى قبل قليل على مسامعه..
ضاقت عيناه بشيء من اإلستياء هامساً" :وراثة وإسم عائله ؟ ماهذا ؟ لما ال أعرف عن
األمر شيئا ً!! "
تردد هذا القريب وهو يرى مالمح ريكس ال ُمستاءه بعدها إبتسم وإعتذر قائالً :أوه إعذريني
سأذهب وأُلقي التحية عى والدك شخصيا ً..
بعدها غادر من أمامه وريكس ال يزال منزعج مما يحدث..
إلتفت بحثا ً عن والده ولكن هاهو الحظ العاثر يقف بوجهه ُمجددا ً عندما حيته إحدى سيدات
األعمال المعروفات بعالم التجاره وبدأت بتبادل الحديث معه..
راقبه آندرو بإبتسامة على شفتيه وهو يهمس :المسكين ..ال أعلم حقا ً لما يدخل الى عالم
التجاره إن كان ال يُجيد التملق وال يُحب الحفالت التي يحظرها التُجار ورواد األعمال ؟ يبدو
بأن الحياة تكون صعبه عندما تولد كإبن لتاجر..
ظهر اإلستياء على وجهها تقول :أال يبقى وحده لثانيه على األقل ؟
تنهد آندرو بيأس ونظر الى يمينه حيث أُخته التي حاربت كُل شيء وحظرت معه بالقوه..
لقد تعب منها حقا ً ,الصباح أعطاها كوبا ً فيه بعض الحبوب المنومه كي تنام ولكنه تفاجأ بأنها
ُمعتادة على المسكنات وحبوب النوم لذا لم تنم سوى ألقل من ساعتين..
حاول خداعها بإعطاها عنوانا ً ُمزيفا ً ولكنها أصرت على الذهاب معه في نفس السياره..
راوغها عندما وصلوا ليدخل وحده وتتورط هي عندما ال يروا الحرس بطاقة الدعوه ولكنه
تفاجأ بها قد دخلت بعدما أرتهم هويتها وتأكدوا بأنها أُخت ألحد المدعويين..
ال فائدة منها حقا ً!
آندرو :وماذا تريدين منه ؟ روانا إنه صديقي فال تُحرجيني معه!
إبتسمت بلطف تقول :وألنه صديقك علي تقديم التبريكات له يا عزيزي..
آندرو بإنزعاج :ال تقولي كالما ُملغما ً بإبتسامة بريئه!
جاءه صوت آليس من خلفه تقول بحده :لم تعطني بعد إسم العطر!..
تفاجأ عندما سمع صوتها ,كيف لها أن تكون ُهنا ؟!!!!
كادت أن تلف روانا الى الخلف لترى صاحب هذا الصوت ولكن آندرو حاوط يده بكتفيها
وسحبها معه يقول :ههههه أنظري روانا ,تلك الفتاة حسناء صحيح ؟ أتعرفينها ؟
سحقا ً ! روانا من بين الجميع عليها أال تراها"! تعجبت روانا في حين قال آندرو في نفسهُ " :
في حين نظرت إليه آليس بإنزعاج تام وعندما همت باللحاق به سألها إدريان :الى أين ؟
نظرت إليه تقول :رأيتُ شاب أعرفه ,خدعني في أمر وعلي أن أواجهه ,أيُمكنك أن تعذرني
لدقيقه ؟
إدريان :إن كان شابا ً فدعيني أتولى أمره..
إبتسمت آليس وضمت كتفيها برجاء تقول :أرجوك فقط أتركني أنا أتصرف باألمر..
تعجب وقال :حسنا ً ,كما تُريدين..
إلتفتت آليس ولحقت به وإستطاعت إعتراض طريقه قائله :ال تتهرب أيها ال ُمخادع!!
دُهش ومرة أُخرى إلتفت مجبرا ً روانا معه وغادر فتعجبت روانا وقالت :ماذا يحدث معك ولما
تتهرب من تلك الفتاة ؟!!
آندرو :ههههه حسنا ً إنها فتاة قُمتُ بمواعدتها لفتره وعندما أخبرتُها أنها ليست من نوعي
بدأت تُضايقني ,إنسي أمرها!
روانا :وهل كُنتَ فضا ً معها لتُالحقك هكذا ؟
آندرو :ال عليك إنسي أمرها..
شدت آليس على أسنانها منزعجةً من تجاهله لها هكذا..
تقدمت منه حتى أمسكت بيده تقول :توقف ! كُن رجالً وواجهني!
إلتفتت روانا الى جهتها فأسرع آندرو وأمسك بآليس وسحبها معه يقول ألخته :إعذريني ,
سأتحدث معها..
وغادر من أمامها فضاقت عينا روانا هامسه :هو متوتر بالكامل ! هو يخشى أن أعرف أمر ما
,إما أن الفتاة أعرفها أو أن السبب الحقيقي لمالحقتها له شيء يزعجني!
دخل آندرو الى إحدى الممرات وترك يد آليس التي جرها معه بالقوه وقال بشيء من الحده:
ت ؟!! ألم يكن كالمي لك سابقا ً واضحا ً بما فيه الكفايه ؟!!
لما ظهر ِ
ضاقت عينا آليس تقول :هيه أجبني ,لما كُنتَ تتجاهلني ؟ أخشيت أن تعلم صديقتُك بأنك
عبارة عن ُمخادع!
آندرو :ال شأن لك!
آليس :أخبرني قبل أن أذهب إليها بنفسي وسأحرص على أن تكرهك وتتركك..
صدم وقال :ال شأن لها بشيء! ُ
إبتسمت آليس تقول :أنت خائف حقا ً ,هذا ُمثير..
حافظ على أعصابه وسألها :ماذا تُريدين بالضبط لتُالحقيني بكُل هذا اإلصرار ؟
آليس :لقد خدعتني ,أخبرتني بأني لو سمحت لك بالدخول والتحدث فستُخبرني باسم العطر
ولكنك لم تفعل!
صدم منها حقا ً!!
ُ
كيف إلسم عطر أن يكون مهما الى هذه الدرجه !! أهي مهووسة بالعطور أو ماذا!!
آندرو :أتسخرين مني ؟ هل الحقتني لهذا السبب حقا ً ؟
آليس :أجل وإال لما أُريد ُمقابلة وغد مثلك ؟
هز رأسه وهو غير ُمصدق بتاتا ً!
البد من أنها تُخادعه!
في حين عقدت آليس حاجبها للحضه وقالت :لحضه ,لقد الحظتُ للتو ! لما أنتَ مصدوم من
رؤيتي ؟ أولم تكن أنت من أرسل لي بطاقة الدعوه ؟
رفع حاجبه يقول :أي دعوه ؟
صدمت من ردة فعله وقالت :ولكن كان مكتوب خلف الظرف أن... ُ
قاطعهما صوت يقول آلندرو :إن كُنتَ تُريد أن تمارس ال ُحب فإفعل ما تشاء ولكن ليس في
أروقة منزلنا..
إلتفت آندرو ينظر الى هذا الشاب المنزعج في حين عقدت آليس حاجبها وقالت :فرانس ؟
تعرف عليها.. نظر فرانس إليها لتتسع عيناه بصدمه عندما ّ
آليس ؟ لما هي ُهنا !! لم يُخبره أحد بأنها ستأتي..
وفورا ً هرب من أمامها فدُهشت تقول :لما يهرب!!!
ت له ليتصرف هكذا ؟ أعلم بأنه جبان ولكن رفع آندرو حاجبه ونظر إليها يقول :ماذا فعل ِ
مالذي يجعله يخافك ؟
نظرت آليس إليه بتعجب تقول :أتعرف صديق إدريان ؟
عقد حاجبه يقول :صديق إدريان ؟ كيف لهما أن يكونان صديقان بينما العداوة بين عائلتهما
مستمرة منذ أزل ؟
دُهشت من كالمه فإبتسم بسخريه يقول :وااه يبدو بأنه قد تم الكذب عليك ,هذا ُمثير للشفقه..
لم ترد على سخريته وبقيت مصدومة من كالمه فهذا الكالم يُشابه كالم تلك ال ُمغنية أيضا ً..
تقدمت خطوة منه تقول :إن لم يكن صديقه فما العالقة التي تربطهما ؟
هز آندرو كتفه يقول :ال سبب يجعلني أُجيب على سؤالك..
آليس :سأتخلى عن إسم العطر إن أجبتني..
زاد تعجبه منها ,يبدو بأن العطر مهم لدرجة أنها تساومه به!
إبتسم وقال :تساومين بأمور ُمضحكه ,حسنا ً قد أُخبرك ما تريدينه إن توقفتي عن القدوم ألي
مناسبات تخص ريكس..
آليس :حسنا ً سأفعل..
تعجب من إجابتها الفوريه فأمال شفتيه قليالً قبل أن يُجيب :إنهما أبناء عُمومه..
إتسعت عيناها بدهشه من إجابته..
أبناء عمومه ؟ مستحيل!
إن كان كذلك فلما كذب عليها!
فرانس من بين الجميع لما يكذب عليها ؟!!
PART END
Part 24
ماهو الشر ؟
هو كُل م ينبع من الضعف.
-فريدريك نيتشه-
كانت تقف بهدوء تام لوحدها بعد أن ألقت التحية على كُل من تعرفهم وبادلت تحياتها مع
أولئك الذين ال تعرفهم..
تعجبت عندما وقعت عيناها على أخاها إدريان وهو يضحك مع أحد الحضور لوحده بدون
آليس ,أليس من ال ُمفترض أن تكون برفقته ؟
تحدث صوت بقربها يقول :لوحدك ؟
إلتفتت عن يمينها لترى آلبرت يبتسم وهو يقدم لها كوبا ً من الشراب..
أشاحت بوجهها تقول :ال أُريد..
أشار إلحدى الخدم وأعطاها الكوب ثُم جلس على الكُرسي المجاور لها يقول :في مثل هذه
اإلحتفاالت دائما ً ما تتواجدين مع إدريان ,لما تركك ؟
إليان ببرود وهي تنقل نظرها بين الحاضرين :ال أضن األمر يُهمك..
آلبرت :لقد الحظته عندما دخل مع فتاة حسناء ,يستحيل أن تكون ُمجرد فتاة عاديه فهو لن
يترك أُخته الغاليه ألجلها دون أن يضمن على األقل أن يرافقك أحد ما..
ت كما أعرف عنك لن تدعي أي فتاة عاديه إبتسم وأكمل :والبد من أنك تعرفينها أيضا ً فأن ِ
تقترب منه..
أزعجها هذا فقالت :أنا لم أعد طفله ! فليذهب مع من يشاء ويُرافق من يشاء ,ال تنظر إلي
كما كُنت تنظر قبل خمس سنوات!
ضحك وشرب القليل من كأسه وهو ينظر الى ريكس والذي لم يبدو طبيعيا ً بعض الشيء..
كان كمن يُجاهد في إخفاء ألمه ,هل يشعر بالصداع أو ألم البطن ؟
إليان :هل من سبب وجيه لجلوسك معي ؟
إبتسم آلبرت وعيناه ال تزال على ريكس :لم أُحب رؤيتك تجلسين وحدك ,من اللباقة أن
أُرافقك..
إليان :اللباقة أو الشفقه ؟
نظر إليها وقال :ولما ال ترينها كمنح الحب مثالً ؟
إليان :إمنح حبك هذا ألختيك إستيال وفلور..
آلبرت :أنا أراك كإستيال وفلور..
إليان :كف عن التملق..
ت تعلمين بأني لن أستفيد شيئا ً من تملقك ,ال أًصدق بأنك أصبحت أقل إبتسم آلبرت وقال :أن ِ
ً
عقالنية من قبل!
ت ذكيه لذا حاولي أن تستخدمي عقلك أكثر عاود النظر الى حيث كان يقف ريكس وأكمل :أن ِ
من عواطفك..
عقد حاجبه عندما تقدمت من ريكس إحدى الخدم لتأخذ منه الكأس الفارغ فصفع يدها بعيدا ً
عنه في حين ردت عليه إليان :أعلي أن أُحبك وأقدرك وأُلبي تطلعاتك حتى أكون عقالنيه ؟
ياله من تفكير متغطرس!
إبتسم بعدها غير الموضوع وقال :أال تزال عالقتك بأخيك ريكس سيئه ؟
ضاقت عيناها ولم تُجبه فنظر إليها وأكمل :أُراهن أنها كذلك..
إليان :ال أضن أن األمر يعنيك..
آلبرت :مشاكلكم الداخليه كثيرة حقا ً..
إبتسمت ونظرت إليه تقول :إعتني بأمر أخاك فرانس قبل أن تسخر..
دُهش للحضه بعدها إبتسم يقول :حسنا ً لقد هزمتني لذا أعتذر على السخريه..
أشاحت بوجهها هامسه :كُف عن التصرف بهذه الطريقة معي ,لن يُثنيني هذا عن رأيي..
ت قاسيه..عاود النظر الى حيث كان يوجد ريكس قائالً :أن ِ
ردت عليه ولكن لم يسمع ردها فقد إتسعت عيناه بدهشه عندما وجده يتجه الى الداخل بعد أن
صادفه أحد التجار المشاهيرالذي إبتسم ليُلقي التحية ولكن واجهها ريكس بالتجاهل ودفعه عن
طريقه!!
ذلك الوقح!!
لقد تعامل بوقاحه واضحه تجاه أحد الشخصيات الهامه التي قد تُفيدهم ُمستقبالً في
مشروعاتهم وصفقاتهم!!
ال يملك ذرة عقل واحده!
كيف لشخص وقح مثله أن يحمل إسم العائله ؟
إنه يدمرها وهو لم يأخذ قيادتها بعد!
شد على أسنانه وهو لم يعد يُطيق أمر أن يأخذ ريكس قيادة العائله..
لم يعد أمامه أي ذرة تردد واحده في أن يترك الخيار لعمه!
سيفعل ال ُمستحيل ليأخذ هو القياده أو يستمر عمه فيها المهم أال تقع في أيدي شخص مجنون
كريكس هذا!
في حين دخل ريكس الى إحدى ممرات المنزل الخاليه من الحظور ومشى بمحاذاة الجدار قليالً
قبل أن تخونه قدماه وينزلق جالسا ً على األرض..
شد على أسنانه وبدأ العرق يتصبب من وجنتيه دليل األلم الشديد الذي يشعر به..
بدأ نظره يضعف وأصبح يرى كُل شيء بشكل متكرر وباهت..
أغمض عينيه وهو يُحاول بشده ُمقاومة هذا األلم الذي يمزقه من الداخل ويُفقده قدرته على
الوعي شيئا ً فشيئا..
هذا ليس وقته!
إنه في إحتفال ُمهم وعليه أن يبقى واعيا ً وبصحته حتى آخر ساع ٍة فيه!
عليه أن يُقاوم!
عليه أن يفعل ذلك!!..
في حين كانت هي تدور بين الممرات حيث هرب من أمامها فرانس قبل لحضات..
عليها أن تسأله وتستفسر منه عن سبب كذبه عليها بتلك الطريقه!!
توقفت في مكانها ُمتفاجئه وهي ترى ريكس منهارا ً على األرض وظهره على الجدار ويُعاني
من ألم شديد ال تعرف مصدره حتى!
صدمت بالفعل فهي المرة األولى التي ترى فيها هذا المتكبر الشرير بمثل هذا المنظر!
لقد ُ
ال تعلم لما توقفت للحضات تنظر إليه!
هل من الممكن أنها محتارة في أمر أن تتجاهله أو تهرع ل ُمساعدته ؟
شخص مثله عليها أال تحتار ! لم يفعل أي شيء حسن لها أبدا ً!
شرير قاسي وقح أفقدها ذاكرتها وأهانها برمي المال عليها وأبعد خيط األمل الوحيد عنها
وأخفى الكثير من األمور ولسانه لم يكن لمرة واحده جيد معها!
إنه يستحق ! يستحق م يحصل له وتتمنى لو كان بإمكانها حتى أن تتشمت ولكنها ليست
بالقسوة هذه..
إلتفتت لتعاود أدراجها قبل أن يُالحظ وجودها لكنها توقفت عندما سمعت صوتا ً فإلتفتت إليه
مجددا ً لتجده قد فقد وعيه ُمرتميا ً على جانبه األيمن..
دُهشت بحق ،هل كان يُعاني بهذه الشدة بالفعل!
لكن من ماذا بالضبط!!
تقدمت منه مسرعه ورفعت رأسه عن األرض وهي تُنادي عليه لعله يستيقظ..
فتح عينيه بإعياء شديد فسألته فوراً :ماذا هناك ؟ أتُريد أن أتصل بالمشفى ؟
ت ُمجهد :ال ! المشفى ال.. عاود إغماض عينيه وهو يُحاول الجلوس قائالً بصو ٍ
ساعدته على النهوض مجددا ً وهو بالكاد متمسك بوعيه وصوت تنفسه ال ُمتعب مسموع بشكل
واضح..
وضعت يده على كتفها تساعده على المشي دون أن تقول شيئا ً ولكنها كانت خطوتين فحسب
قبل أن يفقد وعيه مجددا ً..
بالكاد تماسكت ولم تسقط معه أرضا ً حيث جلست وهي ال تزال ُممسكه به..
إنه ثقيل ،لن يمكنها فعل هذا لوحدها!
ماذا عليها أن تفعل اآلن ؟
أخرجت هاتفها المحمول وقررت اإلتصال بجينيفر فهي الوحيدة التي قد تُساعده فإدريان
وإليان من الواضح أن عالقتهما مع أخيهما سيئه..
خالل دقائق كانت جينيفر قد حظرت برفقة حارسان كانا يقفان مسبقا ً بالقرب من بوابة
الدخول..
بدءا بحمله في حين قالت جينيفر آلليس :شكرا ً عزيزتي على اإلهتمام به ،سأتصل بطبيب
العائله وسنرى إن كان يستدعي األمر الذهاب الى المشفى أو أنه ُمجرد إرهاق بسيط..
إبتسمت آليس ولم تعلق حتى رحلت جينيفر برفقة الحارسان..
تنهدت بعدها وهمست :إنه بالتأكيد لم يكن إرهاقا ً ! لكن لم أستطع قول الحقيقه فهي بالتأكيد
كانت ستأخذه الى المشفى ،هو ال يريد الذهاب الى هناك وسيغضب إن إستيقظ ووجد نفسه
هناك..
عقدت حاجبها قليالً قبل أن يظهر اإلستنكار فيهما هامسه :ولما أهتم لطلباته!!!
مطت شفتيها بعدها إلتفتت لتعود الى الحفل وهي تقول لنفسها" :عليه أن يشكرني عندما
يصحو" ..
تفاجأت عندما رأت كين كان يقف عند باب الممر ينظر الى حيث ذهبت جينيفر بهدوء تام..
تقدمت منه تقول :أوه كين كيف الحال ؟
ضاقت عينا كين وهو ال يزال شاردا ً ينظر الى حيث ذهبت جينيفر وهمس بداخله" :اآلن فهمت
لماذا"!
عاودت آليس مخاطبته من جديد فإستيقظ من شروده ونظر إليها قائالً :أهالً..
آليس :مر وقت طويل منذ قابلتُك آخر مره..
ترددت فهي اليوم فحسب إكتشفت أنها كانت ُمخطئه عندما غضبت على كين آخر مره..
لقد كان محقا ً حينها بأمر كالمه عن فرانس الذي للتو إكتشفت أنه كاذب..
ومع هذا لن تعتذر حتى تسمع من فرانس القصة كامله..
إبتسم كين يقول :لما ساعدتي ريكس ؟ ضننتك تكرهيه..
مطت شفتيها تقول :وهو كذلك ....لكن ال بأس ،هو اآلن مدينا ً لي بشكر لذا عليه أن يفعل
حالما يستيقظ..
كين :ومن قال بأنه سيشكرك ؟
ت من بين الجميع إستدعيتي عدوته ل ُمساعدته.. رفعت آليس حاجبها فإبتسم كين وقال :فأن ِ
شدت على أسنانها بإستياء فهاهو اآلخر كإستيال يكذبون في أمر أن بينهما عداوه!
لقد رأت هذا بأم عينيها!
رأت حديث ريكس وجينيفر الطبيعي للغايه والذي ال يمت للعداوة بأي صله!
إلتفت كين وغادر الى الداخل وهي تُراقبه بعينيها وهمست :هذه العائله مجنونه ،إستيال وكين
األمر ال يُطاق ! إني حتى ال ُ وأخيرا ً فرانس ! لما هم يحترفون الكذب الى هذا الحد ؟ أصبح
أستطيع أن أجد سببا ً منطقيا ً لهذا بتاتا ً!!
تقدمت وخرجت الى الحفل إلكمال البحث عن فرانس فهو بحق أكثر من صدمها من بين
الجميع..
وضع الطبيب القطنة الطبيه على مكان الحقنه التي حقنها قبل لحضات وأنهاها بشريط الصق
طبي وهو يقول :ستتحسن حالته ويستيقظ قريبا ً..
تنهدت جينيفر تقول :وهل سيطول األمر ؟ إن الحفلة هذه مهمه وعليه أال يتأخر عليها أكثر..
نظرت الى ساعتها وأكملت :هل سيصحو قبل ثلث ساعة على األقل ؟
بدأ الطبيب يلم أدواته الطبيه وهو يقول :ال أستطيع أن أُعطيك جوابا ً مؤكدا ً ولكن ربما إن
أيقضه أحدا ً بنفسه سيستيقظ..
هزت رأسها تقول :أشكرك ومن الجيد وجودك في الحفل هذا اليوم ،لقد أنقذتنا..
إبتسم وقال :ال بأس أنا في الخدمة دائما ً..
نظر الى ريكس قليالً بعدها قال :عليكم اإلهتمام به جيدا ً حتى ال يتكرر ما حدث ُمجددا ً..
بعدها حمل حقيبته وخرج الى الخارج مارا ً من أمام كين الذي إختبأ جيدا ً خلف قطعة أثاث
كانت بجانب الباب..
حالما إبتعد تقدم كين بهدوء وألقى نظرةً خاطفة الى عمته التي كانت تمشي في الغرفة جيئة
وذهابا ً والقلق با ٍد على وجهها وهي ترمي نظرة الى ريكس النائم بين فينة واألُخرى..
ضاقت عينا كين للحضات قبل أن يشهق تفاجئا ً عندما وضع أحدهم يده على كتفه..
رفعت جينيفر رأسها ونظرت الى الباب عندما سمعت صوتا ً فضاقت عيناها وبعدها تقدمت من
الباب بهدوء ومن ثُم ألقت نظرةً الى الخارج..
رفعت حاجبها عندما لم تلحظ أحدا ً وتسائلت في نفسها عما إن كانت تتخيل أنها سمعت صوتا ً
..
مط كين شفتيه بعدها سحب يده من يد أخاه الذي كان يجره معه الى الخارج وقال :ما كان
عليك أن تتدخل!..
شد على أسنانه وإلتفت الى كين يقول :هل أنت مجنون ؟!! لما كُنتَ تتجسس على جينيفر !
هل تعشق المشاكل الى هذا الحد ؟!!
كين ببرود :ومنذ متى وأنت تهتم ألمري يا فرانس ؟
إبتسم بسخريه وأكمل :ألم يكن من االفضل لو صرختَ ُمناديا ً على جينيفر كي تُمسك بي
متلبسا ً ؟ ألن يرفع هذا من شأنك كثيرا ً عندها ! أوليس هذا هو عملك الطبيعي بما أنك كلب
وفي لها ؟
غضب فرانس كثيرا ً وأمسك بياقة قميصه وكأنه سيصرخ في وجهه ولكن قاطعه كين ببرود:
ماذا ؟! أعلى أخيك األصغر تُكشر عن أنيابك ؟
شد فرانس على أسنانه بغضب وهو يرمق عينا أخيه البارده بشيء من الحده قبل أن يدفعه
بعيدا ً عنه وهو يقول :فلتفعل ما تُريد ! لن أهتم حتى لو ُمت..
بعدها إلتفت ليُغادر فقال كين له :بما أنك كلبها الوفي فهل يُمكنكَ إخباري على ماذا تُخطط
جينيفر بالضبط ؟ أو على األقل ما هدفها القادم ؟
توقف فرانس للحضات بعدها أكمل طريقه متجاهالً سؤاله وكين ينظر إليه ببرود تام قبل أن
يهمس :جبان!
***
شد آليكسندر على أسنانه منزعجا ً وهو يقرأ رسالة جينيفر عن حالة ريكس الصحيه..
هو حتما ً لن يُسامحه لو كان هذا التصرف خطته لإلفالت من إعالن الخطوبه!
نظر الى ساعته ورأى بأن الوقت كافيا ً لكي يذهب هو بنفسه إليه ويوقف خطته هذه عند هذا
الحد..
إبتسم وإعتذر لروبرت والد جوليتا وإلتفت ليغادر ولكن أوقفه آلبرت إبن أخيه قائالً :عمي أُريد
ُمحادثتك..
آليكسندر :هذا ليس الوقت ال ُمناسب..
وقبل أن يتجاوزه قال آلبرت :أعلم بأنك ذاهب لريكس فلقد أخبرني كين أنه مرض فجأه ،ال
ب أجهله جينيفر تُريد أن يأخذ هو خالفة العائله لذا ستحرص هي على أن يستيقظ تقلق فلسب ٍ
قبل الوقت ال ُمحدد ،دعنا نتحدث فذهابك على أية حال لن يُشكل فارقا ً..
نظر آليكسندر إليه بعدها تنهد وقال :بشأن موضوع رئاسة العائله ؟ أنت تعلم بأني لو قررتُ
شيئا ً فسيحدث ولن يُغير أي أحد رأيي ! آلبرت أنت إبن أخي العزيز لذا ال أُحب أن أصرخ في
وجهك أو أُهينك ،ال تجعلني أفعل ذلك ،أنا لم أختره ألنه إبني ! لدي أسباب إستندتُ عليها
وال أحب أن يسألني أحد عن تفاصيلها فسؤاله هو إستنقاص وأنا ال أُسامح من يستنقصني..
صك يا عمي ولكن أُريد منك أن تقنعني آلبرت وهو يفتح جهازه اللوحي الذي معه :أنا ال أستنق ُ
..
لف بالجهاز على عمه بعد فتحه إلحدى ملفات الـ pdfوأكمل :شركة ريكس الخاصه ،نعم أنا
أُهنئه ألنه كسب جميع الصفقات وتعاون مع شركات كبيره وهذا لوحده إنجاز يُشهد لصالحه
ولكن أنظر الى المستوى المالي العام للشركه ؟ أنظر كيف تتصاعد نسبة صرف األموال بشك ٍل
رهيب ! لو إستمر على هذا التصاعد لسنتين فسيسقط في ُحفرة إفالس رهيبه ال يُمكن لك حتى
أنت أن تُخرجه منها بسهوله!
أخذ آليكسندر الجهاز اللوحي وبدأ يُطالع الجداول البيانيه في حين أكمل آلبرت :صرفه لألموال
يُشابه الفقراء حديثي الغناء ! أحقا ً ال يعرف حتى كيف يُديرها جيدا ً ؟ الصفقات يفوز فيها حتى
لو بدفع الماليين ! بضائعه تتعرض للتلف من قِبل ال ُمنافسين وبدالً من رفع الشكوى وإستالم
تعويض يتجاهل األمر ويدفع ماليين أُخرى من أجل بضائع جديده ! أهذا معقول ؟
ضاقت عينا آليكسندر وهو يقرأ تفاصيل صرف األموال في الثالث األشهر األخيره..
تنهد آلبرت ووضع يديه في جيب بنطاله يُكمل :هذا غير عن التحويالت الماليه الضخمه
لجهات مجهوله ،حسنا ً ربما يملك أسبابا ً ولكنها بحق أموال ضخمه بشكل غير طبيعي لدرجة
أنه ال يُمكنك سوى أن تشك في األمر..
صمت آلبرت بعدها قال :ظاهريا ً هو مذهل ،لقد نهض بهذه الشركة بعد أن كانت على حافة
اإلفالس وجعلها شركة ضخمه ذات عالقات وطيدة مع الشركات العالميه ،أنا منبهر من هذه
الناحيه ولكن المشكلة تكمن في إسلوبه ،هو يستطيع الوصول الى القمه ولكن ال يُمكنه أن
يستمر فيها ،أعلم بأنه ذكي لذا ال يُمكنني الفهم لماذا هو يسلك مثل هذا الطريق ؟ طريق
الشهرة ذا النهايه القريبه ؟ هل هو واثق بأنه سيملك شركاتك يا عمي لذا كان يسعى نحو
نجاح قصير المدى ؟ أو أنه غبي ال يسعه سوى التفكير بال ُمستقبل القريب ؟ شخصيا ً يستحيل
أن أراه غبيا ً ! أعلم مدى ذكائه ولهذا أنا درستُ في الخارج وإشتغلتُ هناك ألني بحق كُنتُ
أراه ُمنافسا ً يجدر بي بذل قُصارى جهدي للفوز عليه ،هو يملك سببا ً خاصا ً بكل تأكيد يجعله
يتصرف هكذا ولكن مهما كان هذا السبب فهو اآلن ليس جديرا ً بحمل إسم العائله على عاتقه ،
هو يفكر بنفسه يا عمي ال بالعائله!
بقي آليكسندر ينظر الى الشاشة لفتره قبل أن يُسلمها الى آلبرت بعدها غادر بهدوء دون أن
يُعلق على األمر..
أطفأ آلبرت الشاشه وأشار بعينيه على فلور التي كانت قريبه وعندما أتت سلمها الجهاز
اللوحي وقال :ضعيه في غرفتي..
مطت شفتها تقول :اآلن ؟!!
لم يُجبها وهو مشغول في النظر الى عمه الذي إتجه الى الداخل حيث جهة الغرفة التي يرقد
فيها ريكس فتنهدت فلور وأخذت الجهاز اللوحي وغادرت من أمامه..
في حين كانت آليس تمشي بهدوء تام وهاهي اآلن قد تركت العناد وبدأت تُفكر بشك ٍل جدّي في
كالم كين..
هل حقا ً كان يكذب كما تعتقد ؟
األمر يتكرر ُمجددا ً فعندما أخبرها أن تتوقف عن الثقة بفرانس ضنته يكذب وباألخير إكتشفت
أنه ُمحق وأن فرانس هذا كذب عليها لسبب تجهله..
واألمر ذاته اآلن عندما أخبرها بأن جينيفر هي عدوة ريكس كذبته فورا ً ،هل من ال ُممكن أنه
ُمحق في كالمه كما في المرة السابقه ؟
لكن األمر صعب التصديق وهي بعينيها رأت عالقتهم الطبيعيه!
لقد رأت الخوف أيضا ً في عيني جينيفر وهي تهتم بريكس وتطلب الطبيب من أجله!
هل كان يكذب أم ربما هو ُمخطئ في األمر ؟ نعم ربما هو ُمخطئ في أمر عالقتهما وضن بأن
ريكس ربما يكرهها بما أنها زوجة والده الثانيه..
من الطبيعي أن يضن اآلخرون بأن أطفال الزوجة األولى يكنون الحقد للزوجة الثانيه ،هذا
الطبيعي والكُل يُخطئ حتى يتبين له الحقيقه..
شه َد جدال بينهما مرة من المرات ولكن هذا ال يعني أجل كين بالتأكيد هو أيضا ً ُمخطئ ،ربما ِ
بأن كل من يتجادل مع أحدهم يكرهه!
إنه ُمراهق صغير واألوالد في عمره يجرهم الشغف إلكتشاف خبايا اآلخرين الى درجة تضخيم
األمور..
تنهدت ورفعت عينيها تنظر الى الحظور تقول بداخل نفسها" :على أية حال ليس أمر كالم كين
عن ذلك المزعج وجينيفر هو ما يُهمني اآلن ،إنه فرانس الذي هرب حالما رآني ،لقد بحثتُ
شخص واثق من نفسه وهذا يؤكد بأنه بحق كان ٌ في كُل مكان ولكن ال أثر له ! لن يهرب
يكذب" ..
تسائلت هامسه بصوت منخفض :أبناء عمومه ،هذا يعني بأنه أخ كين ،كيف ألخ أن يفسد
أستغرب من إخبار كين لي ُمسبقا ً بأال أثق في أخاه ،هل هناك مشاكل ُ مخططات أخيه هكذا ؟
بينهما ؟
ت آليس صحيح ؟ إبتسمت إحدى الفتيات تقول :مرحبا ً ،أن ِ
إلتفتت آليس الى هذه الفتاة التي تبدو في مثل عمرها ذات شعر أسود قصير الى ح ٍد ما
وعينان خضراوتان تحتهما بعض النمش الخفيف..
من هذه ؟ هي ال تعرفها!
إبتسمت وأجابت :أجل أنا آليس..
مدت الفتاة بيدها تقول :أهالً بك ،أنا كارا..
بادلتها آليس المصافحه فقالت كارا :أنا أحد معارف إدريان وهو يعتذر بشده فهو مشغول اآلن
وطلب مني ُمرافقتك لبضع دقائق حتى ينتهي ،ألديك أي مانع بذلك فعلى أية حال لقد حدثني
إدريان عنك ورغبتُ بالتعرف عليك وبشده!
مالمحها اللطيفه وطريقة طلبها أحرجت آليس ولم تجد سببا ً للرفض ومادام أنها دقائق قليله
فال بأس فالحفلة ال تزال في أوجها لذا لن تنتهي قريبا ً..
رافقتها وكارا بدأت تتحدث بحماس عن أمور شتى وآليس مندمجه معها حتى خرجتا خارج
القاعة الرئيسيه دون أن تشعر آليس بذلك..
عقدت حينها آليس حاجبيها عندما بدأت تستوعب األمر..
لقد طلبها إدريان للحفله شخصيا ً لدرجة تركه ألخته من أجل أن يرافقها لذا يستحيل أن يطلب
من شخص آخر مرافقتها!!
لقد أصبح من الواضح أنه تم إرسال كارا من قِبل أحدهم ألجل أن تُبعدها بشكل تدريجي عن
القاعه!!
أيهما ؟!
آندرو ال يريد منها حظور الحفل أو التعرض لقريبه أو صديقه أو أيا ً كانت عالقتهما..
وفرانس فر حالما رآها!
أحدهما دون شك فعل ذلك فكالهما ال يريدان تواجدها اآلن!
تذكرت كالم كارا بخصوص أن إدريان من طلب منها ذلك..
لقد عرفت من هو ،إنه فرانس من دون شك فهو الوحيد من يستخدم إسم إدريان في كذباته
!!
لهذه الدرجه ال يريد منها اإلمساك به ؟!!
إبتسمت فتصرفه هذا يعني بأنه ال يزال في الحفل ،لقد كادت أن تفقد األمل وتضنه ترك
المنزل..
ما دام إنه لم يتركه اآلن فهذا يعني بأنه ال يستطيع تركه ،ربما هو ملزوم بحظور حفل إبن
عمه..
ال بأس ،لن تُغادر الحفل دون رؤيته ومواجهته..
إبتسم فرانس وهو يُراقب كارا التي أخذت آليس بعيدا ً فهمس :يُعتمد عليها حقا ً!
إختفت إبتسامته تدريجيا ً وهو يتذكر وجه آليس المصدوم عندما رأته..
رفع يده وأمسك بمالبسه عند صدره ضاغطا ً على تلك القالده ال ُمختبئه تحت قميصه الرسمي
الباهض..
شد على أسنانه قبل أن تلمع عينيه بنظرة حق ٍد دفين ليتقدم بعدها ليُنفذ تلك الفكرة المجنونه قد
إستوطنت دماغه تماما ً منذ فتر ٍة طويله..
وقف حيث كان يقف عمه سابقا ً فتلك المنطقة هي الرئيسيه هنا وجميع األنظار حتما ً ستتجه
إليك حالما ترفع صوتك بالحديث..
هنا بالضبط كان ينوي عمه إعالن خطوبة ريكس من جوليتا وإعالنه رسميا ً خليفته في حمل
أعماله وحمل إسم العائله..
إبتسم ورفع صوته قائالً :عمي يُرسل لكم سالمه ويشكركم ُمجددا ً على لبقاتكم وقبولكم دعوته
البسيطه لحفل ميالد نجله األكبر ريكس..
إلتفتت األنظار إليه في حين عقد إدريان حاجبه وإلتفت إليه بعدما كان لتوه يبحث عن آليس
التي فقدها دون أن يشعر بذلك..
ماذا ؟ هل أخبره والده أن يقول شيئا ً ؟
ولما والده يطلب من أفشل شخص في العائله أن يتحدث عنه ؟!!
أولم يكن عليه أن يستمر بعدم جذب إنتباه الناس حتى ال يصيبهم الفضول بخصوصه لتنتشر
بعدها فضائح مشاكله التي ال تُعد وال تُحصى!
هو ال يفهم لما حدث ذلك!!
تزايد همس الحضور بخصوصه ،هو ليس آلبرت الكبير فهم يعرفونه على الرغم من قلة
تواجده في الحفالت لذا البد من أنه اإلبن الثاني لعائلة أخ آليكسندر..
سمعوا عنه ولكن ال يعرفون أي شيء بخصوصه سوى أنه ال يهتم بعالم التجارة والمال وأنه
يعيش حياة طبيعيه بعيده عن األنظار..
في حين رفعت إستيال حاجبها هامسه :عمي طلب منه ذلك ؟ هل أصبحتُ غبيه الى درجة أنه
لم يعد بإمكاني فهم طريقة تفكير عمي هذه األيام!!
أكمل فرانس حديثه قائالً :وهو أيضا ً يبلغكم ببالغ أسفه وإعتذاره عن تخلفه عن إكمال الحفل
معكم الى األخير بسبب مرض صاحب الشأن المعني بالحفل..
دُهش آلبرت من كالمه!
هل حقا ً عمه الغى الحفل ؟
نعم توقع بأنه يستحيل أال يتخذ موقفا ً بعد رؤيته لتلك البيانات ولكن لم يتوقع أن يُلغي الحفل
هكذا!
والصادم أكثر أنه طلب من فرانس فعل ذلك من بين الجميع!!
فرانس ؟ إنه يكره فرانس بسبب طريقة عيشه المتهوره التي ال تليق بمكانة العائله فكيف
يطلب منه ذلك!
هناك خطب ما في األمر!
ضاقت عيناه هامسا ً بداخله" :هل لجينيفر يد في ذلك" ؟
أكمل فرانس حديثه يقول :وبصراحه لقد كان ينوي إعالن أخبار ُمهمه في هذا الحفل وصادمه
ولكن بعد حدوث بعض األمور ال ُمستجده هو لم يعد يمكنه فعل ذلك ال اآلن وال حتى الحقا ً بعد
أن إكتشف أن طريقة إبنه األكبر في إدارة أعماله هي طريقة متهوره للغايه ستؤدي به الى
الفالس خالل أعوام قليله لذا لن يستحق أن يكون هو خليفته القادم في حمل إدارة أعمال
العائله لذا يعتذر مجددا ً منكم ويعدكم بأنه سيُصلح إبنه جيدا ً ليكون محل ثقتكم وثقة جميع
الرائدين في محال التجاره..
حلت الصدمه الكبيره على الجميع أولهم كانوا عائلته هو!!
إستيال بالكاد تمالكت نفسها وهي تنظر إليه بعينين مصدومتان ال تعلم هل زاد هذا الكالم من
عنده أم أن عمه بالفعل قال ذلك أما آلبرت فقد تأكد اآلن بأن فرانس لم يأخذ أوامره من عمه
إطالقا ً فشد على أسنانه وهو اآلن في أوج غضبه مما حدث..
وتحت صدمة الجميع تقدمت إليان من فرانس بخطوات ثابته لتمد يدها وتصفعه على خده أمام
جراء ما حدث.. أنظار الحضور الذين توقفت همساتهم ّ
ت مسموع تحاول فيه إخفاء غضبها :لمن الدنائة أن تستعمل شدت على أسنانها لتقول بصو ٍ
إسم والدي وأخي لتشوه سمعة العائله!!
ت
إلتفت بوجهه بهدوء ونظر إلى عينيها ببرود تام قبل أن يبتسم نصف إبتسامه ويهمس بصو ٍ
ت مصدومه ؟ جميعكم بالفعل تعرفون عن مدى نذالتي وحقارتي.. ال يسمعه سواها :ولما أن ِ
إتسعت عيناها بغضب عارم!
تقدمت بجسدها إليه لخطوه وكان من الواضح أنها أرادت الهجوم عليه قبل أن تُكافح وتُسيطر
على نفسها كما تعودت منذ صغرها..
عيناها وحدها من كانت تُطلق شرر الحقد والكره وجسدها داخليا ً يكاد ينفجر من شدة كتمه
لنيران الغضب التي بالكاد تُحاول السيطرة عليها..
هال شرحت لنا عن سبب نشرك تقدم روبرت والد جوليتا قائالً ببعض الحزم :فرانس صحيح ؟ ّ
لمثل هذه اإلشاعات التي تضر بإسم عائلتك ؟
إبتسم فرانس قائالً :هل ألني فرد من العائله ضننتَ بأنها إشاعه ؟
روبرت :ال تدع بعض الشجارات الداخليه بينك وبين عمك تجعلك تتصرف بوضاع ٍة هكذا!
بقي فرانس مبتسما ً بإستهتار وعلى عينيه نظرة إستصغار لكالم هذا الرجل ولم ينطق بكلمه
وهذا جعل الجميع بحق يُصدق موقفه..
إختفت إبتسامته الساخره تدريجيا ً عندما تقدم أخاه آلبرت وإنحنى أمام الجميع قائالً :بدالً عن
أخي األصغر الذي لم ينضج بعد أُقدم إعتذاري للجميع عما حدث من تصرف مخجل ال يليق بكم
وبقدركم وال يُشرفنا نحن أيضا ً..
شد فرانس على أسنانه وهو يهمس له :ال تُهن نفسك ألجل ال شيء!!
أكمل آلبرت كالمه قائالً للجميع :جميع العائالت الناجحه البد من أن تواجه بعض المشاكل
الداخليه من أفرادها اليافعين الذين تعودوا على البذخ والتهور مما قد يُخ ِلف هذا تمردا ً
وتصرفات غير مسؤوله وتكبير بعض المشكالت ألجل أن يحصلوا على المزيد من المناصب
من كبار العائله ،كالمي ليس ولن يكون ُمبررا ً لتصرف أخي ولكن أنا أطلب منكم التفهم
وحسب وسنكون شاكرين لكم وسنعدكم بعدم تكرار مثل هذه التصرفات الطفوليه..
فرانس بإنزعاج :أخي!!
لف آلبرت بعينيه الحادتين تجاه أخيه فشد فرانس على أسنانه قبل أن يلتفت ويُغادر المنزل
بأكمله..
إعتدل آلبرت في وقفته ورمى نظرةً بإتجاه إستيال التي فهمته وخرجت خلف فرانس..
***
نظر أليكسندر ببرود الى إبنه الراقد على السرير وقال بهدوء :إن كانت هذه إحدى أالعيبك
للتهرب من الخطبه العلنيه فستندم كثيرا ً على ذلك!..
تنهدت جينيفر قائله :إنه مريض بالفعل فلقد عاينه الطبيب ،وعكه بسيطه وأعطاه الطبيب
بعض ال ُمسكنات لذا سيستيقظ خالل دقائق قليله..
نظر أليكسندر إليها وقال :ولم تأتي الوعكة الصحية سوى اآلن !! إبني وأعرفه جيدا ً ،إن
رفض أمرا ً فسيفعل ال ُمستحيل لكي ال يتم حتى لو أُضطر إليذاء نفسه من أجل ذلك..
جينيفر :دعه اآلن يارجل ! أخبرتك بأنه خالل دقائق سيصحو لذا لن يُفسد هذا الحفل أبدا ً ،ال
توقظه بصوتك..
رفع أليكسندر حاجبه قائالً :لما الدفاع الزائد عنه ؟ ألم يكن هو من شتمتيه قبل أيام ألجل إبنك
إدريان ؟
شدت على أسنانها إنزعاجا ً منه وقالت :ما بك يارجل ؟!! إن كان هناك ما يُغضبك فإذهب وجد
شخصا ً آخر لتُفرغ مشاعرك هذه فيه ! نعم أكره طريقة تمييزك بينه وبين إدريان ولكني ال
أكرهه شخصيا ً فال ذنب له بتصرفاتك الرعناء تلك!!
أليكسندر :إذا ً كفي عن التدخل بيني وبينه ! لقد أتيت ألُحادث إبني لذا دعينا وشأننا!
فتح ريكس عينيه من هذه األصوات التي تزداد علوا ً مع كُل مره في حين قالت جينيفر
بإستنكار :أولم يكن أنت من تشاجر معي مرارا ً وتكرارا ً طالبا ً مني أن أعتبره كإبن لي !!
واآلن عندما أهتم به وأرعاه تقول ال تتدخلي ! سأتدخل ولن أكف عن ذلك وأنت إذهب وجد
طبيبا ً نفسيا ً ليُعالج تناقضاتك هذه!
جلس ريكس ناظرا ً إليهما ببرود فإنتبه له أليكسندر لذا تجاهل زوجته ونظر إليه قائالً :وعكه
صحيه قبل إعالن الخطوبة الذي ال تريده ! هل هذا منطقي بالنسبة لك ؟
ً
نظر إليه ريكس لفتره قبل أن يقول بهدوء :لما لم تُخبرني بأنك تنوي أن تختارني خليفة لك ؟
لما تُريد اإلعالن عن أمر لم تأخذ رأيي به حتى!!
رفع أليكسندر حاجبه ونظر الى جينيفر فقال ريكس :ليست هي من أخبرني ! أبي أنا ال أُريد
ذلك لذا تراجع عن قرارك اآلن رجاءا ً..
نظر إليه والده بحده فقال ريكس :قد أغض النظر عن أمر الخطوبه ولكن أمر تولي األعمال
من بعدك فلن أتركه يحدث أبدا ً ،أرجوك أبي ال تجعلني أُضطر أن أرفض األمر أمام أنظار
الجميع!
جينيفر بتعجب :ولما ترفض أمر يسعى له الجميع ؟
لم يُجبها ريكس وبقي ينظر الى والده ينتظر رده ففُتح الباب في هذا الوقت وظهرت فلور الذي
يبدو التوتر الشديد على وجهها..
نظرت إليها جينيفر تقول :كان عليك اإلستئذان أوالً!
فلور بقلق وتردد :آ آسفه..
تعجبت جينيفر من تأسفها فهي ليست من هذا النوع ُمطلقا ً في حين عقد أليكسندر حاجبه
عندما سمع صوتها المرتجف فإلتفت إليها قائالً :ماذا هناك ؟
إرتجفت يد فلور التي كانت تضعها أمام شفتيها بتوتر وهي تقول بصوت مرتجف :إ إنه أ أخي
فرانس..
أليكسندر :ماذا به ؟
عضت على شفتيها وقالت :تشاجر مع إليان أمام الجميع..
دُهش أليكسندر من كالمها فإليان ليست من النوع الذي يفقد رباطة جأشه أمام الكثير من
الناس فقال :أواثقه أنها إليان ! ولماذا قد تتشاجر هي وفرانس أمام الحضور ؟!
بدى وكأنها ستبكي فغضب أليكسندر وسألها بحده :سألتُك ماذا حدث ؟!!!
إرتعبت فصرخت قائله :أنا آسفه..
شد على أسنانه عندما رأى بأنه ال فائده منها وتجاوزها خارجا ً الى الخارج ليرى بنفسه ماذا
حدث فلحقت به جينيفر..
إلتفتت فلور لتُغادر فقال ريكس :إنتظري..
توقفت ونظرت إليه فسألها بهدوء :لما تأسفتي ؟ ما الخطأ الذي فعلتيه حتى تصرخين بأسف ؟
دُهشت وبلعت ريقها ُمحاولةً إخفاء إرتجافها وهي تقول :لم أفعل شيئا ً وال شأن لك..
إلتفتت لتتهرب فضاقت عيناه قائالً :ما الذي إذا ً فعله أخاك الحقير ليجعل إليان تُشاجره!!
شدت على أسنانها بغضب ونظرت الى عينيه تقول :ولما تتحدث وكأن أخي ال ُمخطئ و...
قاطعها بحده :ألن إليان لن تتصرف بهذه الطريقه مالم يفعل ذلك األحمق أمرا ً كبيرا ً ُمخجالً!!
شعرت بالخوف من طريقته بالكالم فعادت خطوتين الى الخلف بعدها خرجت مسرعه من أمامه
فشد على أسنانه قبل أن ينظر الى يده حيث أثر الحقنه..
أزال اللصق الطبي عنها وأعاد إنزال كم قميصه وهو يحاول أن يتذكر الشخص الذي حادثه
قبل فقدانه الوعي..
ضاقت عيناه بإستياء عندما تذكر بأنها آليس ال غير!
أتاه صوت يقول :لم أتوقع أنك قد تستخدم خطه بديله لتتهرب بنفسك من الخطوبه..
رفع رأسه ونظر الى آندرو الذي كان يتكئ على الباب فتجاهله ريكس يقول :ماذا بشأن
الرسالة التي بقيت جوليتا تتحدث عنها ؟ عندما تفعل شيئا ً فأخبرني!
آندرو :لكنك لم تثق بي للحضه وتدبرت أمرك بنفسك لذا ما الذي قد يدفعني إلخبارك عن
الرسالة أو عما كُنتُ أنوي فعله!
تجاهل ريكس الموضوع وقال :ماذا حدث لتتشاجر إليان مع فرانس ؟
تنهد آندرو يقول :لم أضن بأن فرانس قد يصل الى هذا الحد من الجنون!
عقد ريكس حاجبه فجاء من الخلف صوت جينيفر تقول :آندرو ؟
دُهش آندرو للحضه بعدها إلتفت بهدوء الى الخلف ليرى جينيفر تنظر إليه ببرود تام..
أشاح بنظره عنها فتحدثت قائله :ألم أُخبرك ُمسبقا ً بأنه غير ُمرحب بك بتاتا ً في إجتماعات أو
إحتفاالت العائله ؟
لم يقل شيئا ً فتدخل ريكس قائالً :أنا من دعوته ،لقد كانت حفلتي لذا من الطبيعي دعوة
األصدقاء..
نظرت جينيفر الى ريكس الذي نزل من سريره فقالت :ريكس أخبرتُك بأنه يُمكنك دعوة أي
أحد عداه هو صحيح ؟!
إرتدى ريكس جاكيته الرسمي وهو يقول :ال أملك سوى صديق واحد ،ال تُخبريني بأنك
تُريدين أن أقطع عالقتي به ألجل إليان فحسب!
جينيفر :لم أقل هذا بتاتا ً ولكن ال أريد منه أن يتواجد في نفس المكان الذي تتواجد فيه إبنتي!
إبتسم ريكس وقال :هما في الكلية ذاتها لذا ما الفرق ؟
قاطعهما آندرو قائالً :عذرا ً عن اإلزعاج..
وتجاوزها ليرحل فرفع ريكس صوته قائالً :إنتظرني سأذهب معك..
تكتفت جينيفر وهي تنظر إليه قبل أن تقول :ريكس!..
إبتسم لها بعدها خرج هو أيضا ً فتنهدت وإلتفتت تنظر إليه وهو يغادر..
ت أيضا ً سأسعىما إن غادر حتى إختفت إبتسامته وضاقت عينيه بحقد وهو يهمس بداخله :أن ِ
ألن تتدمري في نهاية المطاف ،لن أُغادر العالم قبل أن أتأكد من إنهائك!
***
بقيت آليس تتأمل حوض السمك وكارا بجانبها تُحدثها عن أنواع السمك الموجوده فيها بكُل
شغف وحماس لتُنهي حديثها قائله :أوليس كُل ماهو هنا قد أُختير بعنايه ؟
هزت آليس رأسها قائله :من بناه البد وأن يكون ُمحبا ً بالسمك وعالم ال ِبحار..
كارا :أجل هو شغوف بهذا كثيرا ً على عكس ما يظهر عليه!..
آليس :من ؟
كارا بنفس الحماس :فرانـ...
إستوعبت وعدلت خطئها بسرعه قائله :إدريان بالتأكيد..
تنهدت آليس وقالت :أعلم منذ البدايه بأن من أرسلك هو فرانس وليس إدريان..
دُهشت كارا فلما إلتفتت آليس إليها أشاحت كارا بوجهها تنظر الى حوض السمك الكبير
فأكملت لها آليس :لذا ال أرى داعيا ً ألن تكذبي بمثل هذه األمور الصغيره ،أعني ال بأس لو
ت بأن فرانس هو من بنى هذا الحوض.. قل ِ
صمتت كارا لفتره قبل أن تتأمل السمك قائله :خشيتُ لو قُلتُ فرانس تشكين باألمر فلقد تحدثتُ
كثيرا ً عن هواياته وأصناف األسماك التي يُحبها لذا سيبدو من الغريب معرفتي بأمور خاصه
عن فرانس بعد أن أخبرتُك بأني صديقه وقريبه إلدريان..
نظرت آليس إليها لفتره وسألت :أتُحبينه ؟
دُهشت كارا ونظرت الى آليس تقول بسرعه :هذا مستحيل !! نحن فقط نعرف بعضنا ال أكثر!
ترفعت آليس حاجبها ونظرت الى الحوض قائله :أجل تعرفان بعضكما ال أكثر ولهذا أن ِ
تعرفين الكثير عن هواياته الخاصه وتشتعلين حماسا ً عندما تُحدثين أحدا ً عنها..
زادت الصدمة على وجهها تدريجيا ً قبل أن تشيح بعينيها المتألمتين قائله :أخبرتُك لستُ كذلك
..
نظرت آليس إليها بدهشه بعدها قالت :أعتذر إن كُنتُ ضايقتُك بكالمي..
بقيت كارا صامته لفتره ثم إبتسمت تقول :ال عليك..
نظرت الى آليس وأكملت بمرح :إني ُمجرد إبنة خادمه سابقه لهذا القصر ،من العار على
أمثالي أن يقعن في حب شخص من عائله عريقه مثل فرانسوا..
تحركت مكمله :تعالي سأُريك شيئا ً آخر جميالً ستفتحين فاهك من شدة روعته..
ت
ت كذلك فلما أن ِ نظرت إليها آليس لفتره ثم تقدمت ومشيت بجوارها تقول :حسنا ً إن كُن ِ
موجودة في حفلة ال يدخلها سوى من يملك دعوه ؟
كارا :أُرسلت دعوه تكريما ً لوالدتي فلقد خدمت العائله لعشرين سنه ،ريكس من هذا النوع
الذي يُكرم الخدم القدماء ويُرسل لهم دعوات إن كانت الحفلة تخصه..
رفعت آليس حاجبها تقول :ياله من تواضع ُمستغرب..
كارا :ههههههه قد ال يبدو هذا عليه لكنه بحق لطيف أكثر مما يجب ،أعني بالكاد يتذكر
األغنياء أسماء الخدم فكيف بتذكرهم شخصيا ً وإرسال الدعوات لهم ؟ لقد أرسل دعوتين
أخريتين لعجوز كان حارسا ً للقصر ثالثين عاما ً وأُخرى كانت مربية فرانس وأخوته لثمانية
عشر عاما ً..
أمالت آليس شفتيها هامسه لنفسها :حسنا ً من الطبيعي أن يملك األشرار جوانب طيبه في
بعض األحيان..
توقفت كارا عن المشي وهي عاقدةً حاجبها فتوقفت آليس معها تقول :مابك ؟
كارا :بالتفكير باألمر ،هناك رجل غريب حظر الحفل ،هو ليس بالمدعويين ال ُمعتادين وليس
صديقا ً ألحد أفراد العائله الذين أعرفهم ،هو بالتأكيد قد أُرسلت له دعوه ،من عساه يكون ؟
ت تعرفين الكثير.. آليس :أن ِ
كارا :ههههههههههه في فترة عمل أمي كان هذا القصر بمثابة منزلي الثاني لذا أعرف الكثير
حقا ً ،فرانس كان عندما يغضب من عائلته ويهرب من القصر يأتي لمنزل والدتي ليقضي الليل
لذا كان يحدثني كثيرا ً عن حياتهم ووضعها والعالقات وغيرها من األمور وكُل هذا جعلني
أعرف كُل شيء عنهم وكأني فر ٌد من العائله ههههههههههههههه..
فتحت آليس فمها لتُعلق ولكن قاطعها صوت نداء إدريان :آليس!!
ت ؟ لما تذهبين دون إخباري على األقل ؟ توقفت وإلتفتت الى الخلف فتقدم منها قائالً :أين كُن ِ
آليس :آه أعتذر فلـ...
إنحنت كارا تقول :إعذريني سأذهب ،وبالنسبة لكذبي عليك سابقا ً فسامحيني عليه رجاءا ً..
بعدها غادرت وآليس تنظر إليها لفتره قبل أن تُعاود النظر الى إدريان تقول :حسنا ً لقد أردتُ
اللحاق بأحدهم وبعدها نسيت أمرك ،آسفه..
تنهد إدريان قائالً :ال بأس فهمت ..حسنا ً أتُريدين ُمرافقتي الى الداخل أو الذهاب للعشاء ؟
آليس بتعجب :وااه أنتم تتناولون طعام عشائكم ُمبكرا ً..
إدريان :كال ولكن بعد ما فعله ذلك األحمق لم يجد والدي مفرا ً سوى اإلعتذار ودعوة الجميع
الى مأدبة العشاء اآلن..
عقدت آليس حاجبها تقول" :ما فعله ذلك األحمق" ؟ عن ماذا تتحدث ؟
لثوان بدهشه قبل أن يهمس :يبدو بأنك لم تري.. ٍ نظر إليها إدريان
أكمل بعدها لها :حسنا ً إذهبي لتناول طعام العشاء ،هل تُريدين مني ُمرافقتك أم ال بأس بذهابك
لوحدك ؟
آليس :كال ،سأذهب معك الى حيث تذهب أنت..
قالتها بشيء من اإلصرار بعدما علمت من ردة فعله أن هناك أمر ما حدث وعندما إستنتج من
سؤالها بأنها لم تعلم قرر إبعادها..
تريد معرفة ما يكون هذا األمر فربما جزء منه متعلق بها!
إدريان :حسنا ً لنذهب لتناول الطعام..
أوقفته آليس عندما أراد التحرك وقالت :كال ،قصدتُ الذهاب معك الى الداخل كما قُلتَ أول
مره وليس الى العشاء ،سأُرافقك الى حيث أردتَ الذهاب في بادئ األمر..
دعيك منها ولنذهب الى.... ِ نظر إليها لفتره بعدها قال :مشاكل عائليه آليس ،
قاطعته :ولما أردتَ أخذي أول مره وعندما علمتَ بأني لم أعلم بـ "ما فعله ذلك األحمق"
غيرتَ رأيك ؟ سأذهب!
صمت إدريان لفتره بعدها إبتسم وإقترب من وجهها كثيرا ً هامساً :لم أضنك تحبين التعلق بي
هكذا!
دفعت بوجهه بعيدا ً عنها تقول بإنزعاج :لستُ ممن يحببن مزاحك الغبي هذا ! سأذهب ،فلقد
طلبتَ مني ُمرافقتك الى الحفل وسأُرافقك حتى النهايه..
مط شفتيه فهو لم يضن بأنها عنيده الى هذه الدرجه!
أشاح بنظره وهو ال يعلم ماذا يفعل..
لقد كان يضن بأنها رأت ذلك الجلل السخيف الذي إفتعله فرانسوا قبل دقائق فأراد أن يُصحح
طلب منها ُمرافقته ولكنها لم تكن تعلم.. َ لها األمر ولهذا
ال يريدها حتى أن تعلم فما حدث ليس باألمر الجيد ليتم إخبار المزيد عنه!!
جائهما صوت إليان تقول :إيدي خذني الى المنزل..
إلتفتا إليها فقال إدريان :لكن...
قاطعته :ال أُريد ُمقابلة أحد أو التحدث إليه ،ال والدي وال أي أحد آخر..
تنهد وقال :سيكره والدي هذا..
إليان :سأعتذر الحقا ً لكن اآلن ال أستطيع..
ت سمعتي ما قاله قبل أن يُرافق الضيوف الى مادبة العشاء صمت لفتره بعدها قال :لكن ....أن ِ
! أخبرنا...
قاطعته بإستياء :حسنا ً فهمت ال أريد منك أي شيء !! شكرا ً على ال شيء!!!
ثم غادرت وإدريان مصدوم من إنفعالها فقال آلليس :إعذريني آليس..
بعدها لحق بأخته وآليس تنظر إليه بهدوء قبل أن تهمس :يبدو بأن هناك أمر ما كبير قد
حدث..
جائها صوت من الخلف يقول :مرحبا ً..
ت الفتاة التي حرص أخي على أال أُقابلها إلتفتت آليس إليها فضاقت عينا الفتاه وأكملت :إذا ً أن ِ
،بالنظر إليك عن قرب فوجهك مألوف ،أين رأيتُك يا تُرى ؟
عقدت آليس حاجبها وهي تنظر الى هذه الفتاة الغريبه التي تقول كالما ً مريبا ً لم تفهمه!
من جه ٍة أُخرى إتجه إدريان الى السيارة عندما رأى أخته قد ركبت في المقعد الخلفي لها..
ما إن وصل حتى دُهش عندما رآها تضم ركبتيها الى صدرها وتبكي..
فتح باب السياره وأمسك بيديها يحاول إبعادهما عن وجهها وهو يقول بعدم تصديق :إليان هل
ت تبكين ؟!! أن ِ
حاولت التخلص من يديه وهي تقول :دعني وشأني!.
شد على أسنانه بعدها تركها وأغلق باب السيارة عليها ثم دار حول السيارة وجائها من الجهة
األُخرى..
ركب بجانبها وأغلق باب السيارة قائالً :كفى ! أخبريني ماذا حدث ؟!!
ت ال تبكين بهذه الطريقة إال عند حدوث أمر ما ! حاول رفع وجهها بين كفيه وهو يقول :أن ِ
ماذا حدث ؟!!
شهقت وحاولت إبعاد يده دون أن تنطق بشيء فصرخ بوجهها :أخبريني!!!
ردت عليه بصراخ :لم يحدث شيء!!!
وأكملت بعدها بهمس :لم يحدث شيء ،لم يحدث شيء..
شد على أسنانه متألما ً وضمها الى صدره ماسحا ً على شعرها يقول :حسنا ً ال بأس ،ال بأس..
شهقت ُمجددا ً وتشبثت به وهي تقول :أكرهه ،أكره فرانس ،لم أضن بأنه قد يصل الى هذا
الحد !! لقد أهاننا ،لقد أهان والدي وأخي ،حتى عندما حاول آلبرت التغطية على األمر فهناك
ممن ال يزال يصدق كالم فرانس ....لم يتعب ويسهر والدي لسنوات لكي يأتي هذا في لحض ٍة
ويُدمر كُل شيء!
شدت على أسنانها قليالً قبل أن تُكمل :ريكس فاشل في إدارة أعماله ؟!!!!! أال يعني كالمه هذا
بأن والدي عندما إمتدحه أمام الكثيير كان يُخادعهم بإبنه الفاشل !! أال يعني أيضا ً بأن والدي
فاشل في تعليم أبنائه أصول التجارة واألعمال!!!
إرتجفت شفتيها وشهقت قبل أن تُكمل :أكره ريكس كثيرا ً ،أكثر مما تضن ولكنه في األخير
أخي ! هو وحده القادر على أن يحمل إسم والدي ،هو من سيرأس عائلتنا نحن بعد والدي ،
لما يفعل فرانس هذا ؟ لما يُدمره أمام جميع من هم في ذات المجال ؟!! لما يفعل هذا ؟!! أسقط
ت قليله ! بكذبه هذا سيخسر ريكس ثقة العديد من الشركات ريكس من القمة الى الحفرة بكلما ٍ
وسيرفض الكثير مشاركته حتى تسقط شركته في وحل الفالس وحينها سيصدق البقية القالئل
أن كالم فرانس كان حقيقي بالفعل !! من بعده من عساه قد يثق بنا مجددا ً ؟ بوالدي الذي
سيبدو لهم وكأنه كان يربي الفشله ؟ أم آلبرت الذي سيبدو وكأن إعتذاره ذاك ماهو إال كذب
ليُغطي على ثغرات العائله ؟ إيدي سننتهي ! عائلتنا ستتحطم بالكامل!
شد إدريان عليها بقوه عندما بدأت شهقاتها تزيد مع جملها األخيره وهمس لها :هذا يكفي !
إهدأي..
بكت وهي تهمس :لقد دمرنا..
إدريان :لم يفعل ! والدي و....
صمت قليالً بعدها قال :وريكس يمكنهم التعامل مع هذا األمر ،لن يتركوا األمر يمضي كما
تتوقعين ! سيجدون حالً ،ثقي بهم..
إرتجف جسدها وهي تحاول إيقاف بكائها وإدريان يُهدئ منها وتفكيره كله في فرانس..
هو ...سيجعله يدفع الثمن حتما ً!
***
Part End
part 25
دخلت آليس الى إحدى الغُرف الفارغه وأحكمت إغالق الباب خلفها..
أخذت نفسا ً عميقا ً قبل أن تجلس بهدوء على األرض وظهرها على الباب ال ُمغلق..
ت نفسها إبنة فينسنت الذي قُتل قبل عدة أشهر" "أن ِ
شدت على أسنانها بألم هامسه :لقد رأيتُ صورتي معها أي أني هي نفسها من تقصدها ! هذا
يعني بأن كُل كالمها صحيح..
إتكأت بيديها على ركبتيها المنثنيتان لتدفن رأسها فيهما مكمله بهمس :والدي هو فينسنت ،
إسمه فينسنت .....لكنه قُتل ...والدي ميت اآلن..
شعرت باأللم يمزقها من الداخل وهي تُكمل :ال أعرفه وال أعرف أي نوع من األباء هو واآلن
أسمع أنه ميت ! ال أعلم ماذا أفعل ! ال أعلم إن كان يجدر بي البُكاء أو ال !! مشاعري
متضاربه وهذا مؤلم بحق ،إنه مؤلم..
بدأت دموعها تتجمع في عينيها وهي تشعر بألم داخلي كبير..
هل هذا يعني الحزن ؟
هل هذا يعني بأنه كان والدا ً رائعا ً وخبر موته يجب أن يكون صاعقا ً لها ؟
ال تعلم..
كُل ما تعلمه هو أن صدرها يضيق الى درج ٍة خانقه ،وأن دموعها الحارقه تنهمر على
إرادي..
ّ وجنتيها وتستمر بالتهاطل بشك ٍل غير
***
أشاح بعينيه عنها بإنزعاج وهو يجلس بداخل هذه الغرفة ُرغما ً عنه..
لطالما كانت ُمتسلطه عليه منذ الصغر لدرجة أنها تبدو وكأنها هي أخته ال ُكبرى وليس العكس
..
أطلق شتيمة من بين شفتيه إنزعاجا ً من هذا الوضع فنظرت إليه تقول :ماذا قُلت ؟
همس :ال شأن لك..
رفعت حاجبها قائله :إذا ً أتمنى لو تنشغل بالتفكير في الخطأ الذي فعلتَه بدالً من إطالق الشتائم
كالمرأة العجوز..
إنزعج ونظر إليها قائالً :إستيال إن لم تتوقفي عن إستفزازي فستُجبريني على التصرف بشك ٍل
لن يُعجبك بتاتا ً..
إستيال بحده :كُل تصرفاتك ال تُعجبني أصالً لذا توقف عن التهديد كاألطفال وفكّر بخطأك!
صرخ في وجهها :كُفي عن تكبيري وتصغيري كما تشائين!!!
فتح آلبرت الباب في هذا الوقت فأشاح فرانس وجهه بعيدا ً والضيق با ٍد على مالمحه..
نظر آلبرت الى فرانس لفتره قبل أن يلتفت الى إستيال قائالً :كُنتُ أعلم بأنك وحدك من يُمكنها
إيقافه عن هروبه المعتاد بعد كُل مصيبه يفتعلها..
تنهدت إستيال وقالت :تجاهلتُ إتصاالت عمي حتى ال يسألني عنه ،أردتُ أن تُحادثه أنتَ أوالً
لذا من الجيد بأنك لم تتأخر..
تقدم آلبرت من فرانس وهو يقول :حسنا ً فعل ِ
ت..
بعدها نظر الى فرانس لفتره فشد فرانس على أسنانه قبل أن يلتفت ناظرا ً في عيني أخاه وقال:
أنا لم أقم بفعل ما فعلتُه كي تتدخل أنت وتُحرج نفسك !! ما كان عليك اإلعتذار!
آلبرت ببرود :لما فعلتَ ذلك ؟
فرانس بتحدي :ال سبب لدي وحتى لو كان هناك سبب فلن يُجبرني أحد على قوله!!
إستيال بحده :تعلّم كيف تتحدث بإحترام أمام أخاك األكبر!!
إنزعج منها فرانس وقال :علمي نفسك أوالً فأنا أخاك األكبر كما تعلمين!
زاد إنزعاجه عندما لم ترد عليه بل إكتفت بنظرة إستحقار بارده وكأنها تقول "هل أنت جاد في
دعوة نفسك بالكبير! "
أشاح بوجهه عنها وصمت فسأل آلبرت ُمجددا ً بذات البرود :لماذا فعلتَ ذلك ؟
بقي فرانس على حاله صامتا ً قبل أن يهمس :آسف..
آلبرت :لم أطلب أسفك بل طلبتُ التفسير!
عاود فرانس النظر الى عينيه وأجاب :أخبرتُك بأني لن أقوله ألحد ولتعلم بأن ما حدث هو
خطئك أنت!!
دُهشت إستيال وقالت :فهمنا سبب هروبك فأنتَ جبان تخاف مواجهة أخطائك لكن ماذا عن أمر
إتهام الغير بها أيضا ً ؟!! ياله من تصرف آخر أرعن ومحرج يصدر منك!!
ضاقت عينا فرانس قائالً آللبرت :منحتُك فرصةً للتخلص مني ! لو أنك تبرأتَ مني لما
إستطعتُ حظور الحفل ولما فعلتُ ما فعلت ،جزء كبير من الخطأ يقع عليك أنت لذا لُ ْم نفسك
أوالً قبل أن تلومني!
عقدت إستيال حاجبها ونظرت الى آلبرت الذي كان يقف أمام األريكة التي يجلس عليها فرانس
والبرود التام على وجهه..
هل حقا ً طلب فرانس من آلبرت مثل هذا الطلب ؟!!
عاودت النظر الى فرانس وهي مندهشةٌ منه!
تعلم كم هو جبان فاشل أحمق ال فائدة تُرجى منه ولكن لم تتوقع أن يطلب أمرا ً كـ التبرؤ
وسحب إسم العائله منه!
لما يصل به الحد الى مثل هذا التصرف الغريب ؟
ال يمكنها فهمه بتاتا ً!
آلبرت :هل هي جينيفر من أمرتك بفعل ذلك ؟
أعتبر صمتك إجابه ؟ ُ تجاهله فرانس ولم يُجب فقال آلبرت :هل
فرانس :لن أُخبرك بشيء..
آلبرت :بل ستُخبرني..
فرانس :لن تجبرني!!!
آلبرت ببرود :بل سأجبرك..
إنزعج فرانس وأشاح بوجهه ُمجددا ً لفتره قبل أن يقول :أب ِعد عنك أفكار كين !! كفّا عن
التوقع بأن كُل تصرفاتي ُمسيّره!
عاود النظر الى عيني أخاه وقال :فمنذ أن علمتُ بأن عمي يسعى لتوريث ريكس قبل عامان
من اآلن وأنا أُخطط إلفساد األمر برمته وأجعله ُمستحيل الحصول في ال ُمستقبل!
إتسعت عينا آلبرت بصدمه من رده في حين سألت إستيال :هل عمي يُخطط لألمر منذ عامان
!!
فرانس :ال بل قرر كُل شيء منذ عامان..
إستيال بعدم تصديق :هذا ُمستحيل ! لما يفعل عمي هذا بنا ؟!!
وكيف علمتَ باألمر ؟ َ ضاقت عينا آلبرت وسأل:
لم يُجبه ُمجددا ً فسأل آلبرت :مرض ريكس ال ُمفاجئ هل له عالقة بخططك إلفساد الحفل ؟
فرانس :ال تضع كُل الحوادث على عاتقي!
آلبرت :إذا ً أنت أم ال ؟
فرانس :لن أتحدث..
آلبرت :بل ستفعل!
شد فرانس على أسنانه ونظر الى آلبرت بإنزعاج قائالً :إسأله هو ! لستُ أنا من يأخذ أدوية
ممنوعه بل هو لذا إسأله عن سبب هذا التوعك ال ُمفاجئ!
إتسعت عينا آلبرت بصدمه فعض فرانس على شفتيه وهو نادم عما نطقه في لحضة إنفعال..
سحقا ً لغبائه ! سيبقى أحمقا ً طوال عمره..ُ
آلبرت :ماذا تقصد بكالمك ؟
فرانس :ال شيء ،مجرد تُرهات..
آلبرت بحده :ماذا تقصد باألدوية الممنوعه التي يأخذها ريكس ؟!!!
لم يجبه فرانس ولم يجرؤ على النظر الى وجهه الغاضب حتى..
ضاقت عينا آلبرت بعدها قال :حسنا ً وما السبب الذي يجعلك تدمر حفلة الليله ؟
فرانس :ألن ما يفعله عمي هو ُ
ظلم..
آلبرت :أنتَ لستَ نبيالً الى هذا الحد لذا أخبرني بسببك الحقيقي..
فرانس :هذا هو سببي ،أولستُ بالنسبة لكم مجرد أحمق ! حسنا ً هاهو سببي األحمق لذا
تقبلوه..
آلبرت :أنتَ ال تُساعدني لكي أُدافع عنك!
فرانس :لم أفعل ما فعلت إال وأنا ُمستعد لكل العواقب..
فريت هاربا ً بعد فعلتك.. إستيال :أجل ُمستعد لذا ّ
نظر إليها بإنزعاج فقال آلبرت :إن لم تقل لي أي شيء ُمفيد فال تتوقع من أي أحد منا أن
يُساندك عندما تُقابل عمي!
فرانس :ال أُريد ُمساعدة أحد ،أنا لستُ طفالً..
إستيال :التصرفات الهوجاء الطفوليه التي تفعلُها تقول عكس ذلك..
إبتسم فرانس بإستهزاء ولم يرد فنظر إليه آلبرت قبل أن يلتفت ليخرج وهو يقول :إذا ً لن أهتم
بما سيفعله والدي أو ريكس بك حتى لو قاموا بطردك الى الخارج أو إخراجك من العائله فلن
أتدخل..
فرانس بهمس :وهذا هو ما أُريده..
خرج آلبرت بعد أن أشار إلستيال بأن تخرج خلفه..
أغلقت إستيال الباب بعد أن خرجت ونظرت الى أخاها الذي قال بهدوء :هناك شيء ما في
داخله ال يُمكنني الوصول له ! يستحيل أن يكون كُل ما فعله هو محظ تهور وحماقه ! هو
يسعى ألمر ما ولكن ال يُمكنني معرفته!
إستيال :أيا ً كان ما يسعى إليه فهو يسعى بكُل جنون ورعونه!!
آلبرت :هل تعرفين أحد من أصدقائه أو صديقاته ؟ ربما يمكننا فهم شيء منهم أو قد
يُساعدوني على معرفة شيء عنه..
هزت رأسها نفيا ً فتدخل كين قائالً :هناك شخص ما..
نظرا إليه فرفع آلبرت حاجبه يقول :أولم آمرك أنت وفلور بالصعود الى غرفكم ؟ ومتى أيضا ً
تترك عادة التنصت هذه ؟
ُ
إبتسم كين يقول :إذا ً أنت تُريد مني الذهاب الى النوم دون أن أخبرك بما لدي ؟
بدى اإلنزعاج واضحا ً على مالمح آلبرت فشقاوة أخيه الصغير ُمستفزه بحق..
غرفتك!.. آلبرت :حسنا ً قُل ما لديك وبعدها غادر ُمباشرةً الى ُ
كين :هناك فتاة ،تلك التي صدمها ريكس وأفقدها ذاكرتها..
آلبرت :ماذا بها ؟
كين :حسنا ً ....لسبب ما يبدو بأن فرانس يكون ضعيفا ً أمامها ،أعني حتى عندما قرر أن
حرص أال تراه بتلك الحاله المحرجه وأبعدها عن القاعه لذا يتصرف ذاك التصرف أمام الجميع ِ
أقول لك بأنها قد تُفيدك بشيء لذا سيكون من الجيد لو إستخدمتَها لتجعلها تسحب بعضا ً مما
في داخله..
آلبرت :وما عالقة فرانس بها حتى تتكون بينهما عالقة فلقد سمعتُ بأنها دائما ً ما تكون في
منزل جينيفر..
إبتسم كين يقول :أخي ! ال أُصدق أنك لم تستنتج السبب!
عقد آلبرت حاجبه فلوح كين بيده وقال :طاب مساؤكم..
وبعدها غادر من أمامهما..
***
أغلق إدريان باب السياره وطل عليها من النافذه يقول :حسنا ً كما أخبرتُك ،أطفئي هاتفك
وإذهبي الى المنزل وإرتاحي ،ال تُفكري بأي أمر آخر وبالنسبة لوالدي فسأتصرف أنا في
األمر ،ال تقلقي حيال ذلك..
هزت رأسها بهدوء دون أن تُعلق فعاد بجسده الى الوراء ونظر الى السائق يقول :قُد بحذر
وتأكد من دخولها الى المنزل سالمه..
هز السائق رأسه يقول :حسنا ً بالتأكيد..
بعدها أغلق زجاج السياره وغادر من باحة القصر وإدريان يُراقب ذلك بهدوء..
إلتفت بعدها وفتح هاتفه فلقد شعر ُمسبقا ً وهو مع أخته بإشعارا رسالتين..
فتح األولى التي قبل عشر دقائق إذ هي من أمه تطلبه يأتي الى غرفة معينه هو وإليان
فأبوهما خالل دقائق سيودع الضيوف ويأتي ليتحدث مع العائله عما حدث..
فتح الرسالة الثانيه التي كانت قبل ست دقائق إذ هي من آليس تُخبره أنها دخلت الى إحدى
الغرف لترتاح لذا عندما يقرر الذهاب فليأخذها معه..
رد على رسالة آليس وأخبرها أنه قد يتأخر عن الذهاب لساعه أو ساعتين لذا فلتأخذ قسطا ً
من النوم لو ارادت وسيتصل بعدها عليها ليعرف أين هي بالضبط ويُغادرا المنزل..
أغلق هاتفه وتنهد بعدها وتوجه الى الداخل وهو يدعو أن تمر هذه الليله الطويله والعصيبة
على خير..
***
***
فتح ريكس الباب ودخل الى هذه الغرفة الكبيره التي يملؤها األثاث والمكاتب والتُحف بنافذتين
عمالقتين حيث أن هذه الغرفة تقع في زاوية المنزل..
لم يكن يتواجد فيها سوى إدريان الذي كان يجلس على أريك ٍة ُمنفرده يضع السماعات على
أُذنه ويستمع الى موسيقاه ال ُمفضله وبجهة أُخرى كانت إستيال تجلس بالقرب من آلبرت
وتحدثه بأمر آليس هذه فلقد طلب تفاصيل عنها من بعد كالم كين الغريب ذاك..
ألقى ريكس نظرة عليهم قبل أن يجلس هو اآلخر على أريكة منفرده ويسرح بالفراغ في أمر
ما بدأ يشغل تفكيره مؤخرا ً..
دقائق من الصمت الطويل ال ُممل مرت قبل أن يدخل اخيرا ً آليكسندر برفقة جينيفر بعد أن رحل
آخر الضيوف..
من بعد كالم فرانس كان ُمجبرا ً على التحدث إليهم مطوالً واإلجابة عن أسئلة بعضهم ،بدى له
أن األغلب تفهم األمر ولكنه ال يعلم إن كانوا من الداخل متفهمين أم بعد..
ضاقت عينا آليكسندر يقول :أين المعنيين باألمر فرانسوا وإليان ؟
وقفت إستيال تقول :سأحظره خالل دقائق..
بعدها غادرت في حين قال إدريان :إليان تُعاني من إرهاق كبير ولقد طلبتُ منها ال ُمغادره
والراحه ،مع ذلك اإلرهاق هي حتما ً لن تستطيع التجاوب مع أي شيء وسيزيد هذا من تعبها
لذا إعذرها يا والدي ..يُمكنك سؤالي أنا عن أي شيء بما أني كُنتُ حاظرا ً وتحدثتُ مع إليان
بعدها أيضا ً..
آليكسندر :هذا ال يبرر بتاتا ً عصيانها لطلبي عندما قلتُ على الجميع إنتظاري في هذه الغرفة
بإستثناء الصغار!
تدخل آلبرت يقول :فرانسوا وحده ال ُمخطئ ،إليان فعلت ما كان يجب أن يحدث لذا هي ليست
ُمذنبه ولو تأخرتْ لثواني لكُنتُ أنا من تدخل وأوقفه ،يمكنك التحدث معها فيما بعد لو أردت يا
عمي..
راض في حين نظر إدريان الى آلبرت بهدوء تام.. ٍ صمت آليكسندر وهو غير
دخلت إستيال ودخل وراءها فرانس سريعا ً ليجلس بعدها على األريكه وهو ينظر بعيدا ً عن
أوجه الجميع..
جلس آليكسندر أخيرا ً وجلست بقربه جينيفر فبدأ يقول :إشرح لي ما فعلتَ يا فرانسوا..
صمت فرانس لفتره قبل أن يقول :لم أفعل أي شيء خاطئ..
ضاقت عينا آليكسندر وبدأ الغضب فيهما وهو يقول :إذا ً ال تُريد اإلعتراف بالخطأ حتى ؟
ي أحد :كُلنا نعلم بأن كُل ما تفوهتُ به حقيقي ،ما فرانس وهو مستمر على عدم النظر في عين ّ
فعلتُه هو الصحيح إذ حذرت التُجار من التعامل معه ،لو كُنتم في مكانهم ألردتم بالطبع أن
تنكشف أمامكم حقيقة من تتعاملون معهم حتى ال تتعرضوا لإلفالس ويتلطـ....
صرخ آليكسندر بغضب :أغلق فمك السام قبل أن أقتلع لسانك منه!!!
إرتجف فرانس للحضه فزعا ً وهو يشد على أسنانه بندم عما قاله..
لف آلبرت بعينيه تجاه ريكس ليجده يُحدق بفرانس بهدوء تام..
عقد حاجبه وهمس بداخله" :لما هو هادئ ؟! من ال ُمفترض أنه أكثر من يغضب هنا فهو من
نال النسبة األكبر من الضرر الذي تفوه فيه فرانس!" ..
تحدث أليكسندر ُمجددا ً يقول بحده :لم أضن وال للحضه أن تتصرف مثل هذه التصرفات التي ال
يفعلها سوى المجانين فقط ! كيف لشخص أن يُدمر إسم عائلته وعالقاتها و ُمستقبلها المالي
بهذا الشكل ؟!!! لما تفعل مثل هذه التصرفات العوجاء الدنيئه !! في ماذا قصرتُ معك حتى
تُكافئني بهذه الطريقه ؟!! أجبنــي!
لم يستطع فرانس أن يرد عليه فأفكاره المجنونه يستحيل أن يفهمها أحد..
بقي أليكسندر ينتظر ردا ً منه وعندما لم يحصل قال بهدوء :حسنا ً لو كُنتَ في مكاني كيف
ستتصرف إزاء ما حدث ؟
سمعه.. أجابه فرانس بهدوء :كُنت سأُقاضي إبن أخي في المحكمه في قضية تشويه ُ
دُهشوا من رده في حين حملق أليكسندر فيه لفتره قبل أن يقول :إذا ً ال مانع لديك في أن
أُقاضيك عما حدث ؟
فرانس وهو ال يزال يتحاشى النظر في عيني أي أحد :أجل..
أليكسندر ببرود :ما الذي تسعى إليه ؟ ألم تقل بأنك ال ترى نفسك قد إقترفتَ أي خطأ ؟ لما
اآلن توافق على مثل هذه العقوبه ؟ أليس من ال ُمفترض أن ترفضها ؟!
تردد فرانس ولم يقل شيئا ً فظهر الغضب في نبرة أليكسندر الهادئه وهو يقول :جبان حقير ! ال
أُصدق أن في عائلتنا شخص فاشل الى هذه الدرجه ! هذا حقا ً ُم ٍ
خز..
ي فرانس ولم يُعلق على شيء.. ظهر األلم والحقد في عين ّ
نظرت إستيال الى آلبرت ورأته يُراقب بهدوء ..ال تُصدق بأنه تمسك بموقفه على أال يُدافع
عن فرانس ولو قليالً!..
هي تعلم بأن فرانس ُمخطئ تماما ً ولكن ال تستطيع أن تتحمل رؤية موقفه الضعيف هذا ،ودّت
لو تدخلت ولكن تعرف كم سيغضب آلبرت تجاه هذا التصرف فلقد كان كالمه واضحا ً قبل فتره
عندما قال بأن ال أحد سيتدخل ويُساعده ما دام أنه لم يتكلم ويتعاون..
تحدث آليكسندر بعد فترة صمت طويله يقول ببرود تام :ال أجد عقوبةً ُمناسبه لفعلتك هذه
سوى حرمانك من حق البقاء تحت جناح هذه العائله..
دُهش الجميع من قراره فتحدثت جينيفر تقول :ال تكن قاسيا ً الى هذه الدرجه ؟!! إنه...
قاطعها آليكسندر :إنه ماذا ؟ ُمراهق ؟ صغير ؟!! لقد تجاوز الخامسه والعشرون ! هو كبير
بما فيه الكفايه ليكون مسؤالً عن عواقب تصرفاته!!
جينيفر :لكن هذا ال يعني أن تُعاقبه على أول خطأ بهذه الطريقه!!
أليكسندر بحده :أول خطأ ؟!! لقد ِضقتُ ذرعا ً من أخطائه التي ال تنتهي !! كان علي ُمعاقبته
منذ البدايه وال أُدخل العواطف في األمر ولكن كُنتُ ُمخطئا ً في ضني بأنه قد يُحس عندما
أتساهل معه ويتوقف عن إقتراف األخطاء بحقنا!!
ضاقت عينا آلبرت بإنزعاج فهو لم يُحب بتاتا ً دفاع جينيفر عن أخيه!
ال ُمشكلةَ لديه بتدخل أي أحد للدفاع عنه إال هي ال يُمكنه إحتمال تدخلها المسموم هذا الذي
تُغلفه ببراعه بغطاءٍ من التعاطف واللطف!!!
نظر أليكسندر الى البقيه يقول :أتمنى من الجميع أن يتعلموا مما حدث وأال يُقدموا ُمستقبالً
على أعمال متعمده للضرر بالعائله الني حينها ببساطه سأُخرجه منها!
جينيفر بإنزعاج :مثل هذه التصرفات الصارمه تكون مع موظفيك وليس مع عائلتك ! أال
تستطيع التفريق بينهما ؟!
تحدث فرانس يقول :ال بأس عمتي فأنا سأتحمل خطأي الذي ال أراه خطئا ً على اإلطالق..
نظر الى عيني عمه ألول مره منذ دخوله وقال :شكرا ً على رعايتك لي طوال السنوات
الماضيه..
أليكسندر ببرود :ال تُغادر المنزل قبل أن تمر على غرفتي..
إلتفت وغادر فمطت جينيفر شفتيها ثُم نظرت الى فرانس تقول :كان عليك التصرف بطريقة
أفضل ! القليل من اإلعتذار وطلب ال ُمسامحه لن يضرك بشيء..
فرانس بهمس :آسف..
تقدم آلبرت الى الخارج وهو يقول :فرانس إتبعني..
حالما وقف فرانس تحدث ريكس يقول بهدوء :ليغادر الجميع إال فرانس ،أُريد التحدث معه..
توقف آلبرت ونظر إليه فوقف إدريان في هذه اللحضه وتقدم الى حيث يجلس ريكس بهدوء
وضرب رجل األريكه برجله وهو يقول :قبل أن تُحادثه أجبني ! هل حقا ً كُل تلك التُرهات -أو
ما نضنها ترهات -كان حقا ً صحيحه ؟ هل فرانس لم يقل أمام الجميع سوى الحقيقه وأن
طريقتك بإدارة أعمالك متهوره وستؤدي بك الى الفالس ؟
رفع ريكس عينيه الى إدريان ونظر فيهما لفتره قبل أن يُجيب بهدوء :كال..
صدم آلبرت من إنكاره الواضح هذا في حين بقي إدريان واقفا ً لفتره قبل أن يلتفت ويُغادر ُ
المكان بهدوء..
ضاقت عينا آلبرت فريكس هذا أصبح ال يُريحه هذه األيام..
ثوان لم يبقى سوى ريكس وفرانس فقط.. ٍ إلتفت وغادر الغرفه وخالل
نظر فرانس الى ريكس وقال :إن كُنتَ تنوي الشجار بخصوص ما فعلتُه فال فائده ألني لم أقل
هذا بدون ال أملك معلومات عن أعمالك و....
ريكس ببرود :لم أوقفك ألُحادثك في أمر سخيف كهذا!
تعجب فرانس وسأل :في ماذا إذا ً ؟
رفع ريكس عينيه ونظر الى عيني فرانس لفتره قبل أن يقول ببرود :أنتَ من دبّر ذلك صحيح
؟
رفع فرانس حاجبه يقول :دبّرتُ ماذا ؟
ضاقت عينا ريكس وقال :أمر إصطدامي بتلك الفتاة التي فقدت ذاكرتها!
إتسعت عينا فرانس بصدمه من إتهامه الذي لم يتوقعه قط ! فبقي يُحدق في عيني ريكس
بصدمه من بعد كالمه األخير قبل أن يقول :أنا ال أفهم عما تتحدث ؟
رفع ريكس حاجبه يقول :كُف عن التغابي وأخبرني عن هدفك من ذلك!
فرانس بإنزعاج :إن كُنتُ ال أفهم عما تتحدث فهل يعني هذا بأني أتغابى!!
ريكس ببرود :أولستَ أنت من طلب مني التواجد في ذات المكان الذي حدث فيه الحادث ؟
توتر فرانس قليالً قبل أن يقول :نعم فلقد تعطلت سيارتي وأردتُ أن يأخذني أحد وبما أن
ظهرا ً ومكان عملك قريب عرفتُ بأنك الشخص ال ُمناسب الذي يجدر بي اإلتصال به الوقت كان ُ
فلقد كان هذا موعد إنتهائك من العمل ،هل من أجل ذلك الظرف تتهمني بتهورك ؟
إبتسم بسخريه وأكمل :نعم أعلم كم تُحب أن تُعلق أخطائك على ظهور اآلخرين ولكن لم أضن
بأن عادتك هذه ستستعملها حتى على عائلتك..
ريكس بهدوء :ومنذ ُمتى وأنت تطلب مثل هذا النوع من ال ُمساعدات ؟ أنتَ لم يحدث بحياتك
وإن إتصلت بي إال عندما يطلب منك أحد ذلك كوالدي أو جينيفر أو أي شخص آخر ..لم تكن
لدينا تلك العالقة الجيده كي تطلب ُمساعدتي..
فرانس :حسنا ً حدث وطلبتُها فلقد كُنتُ ُمحتاجا ً هل في ذلك شيء !! كان بإمكانك الرفض وعدم
ت إلي فلما تفتعل ضجة حول األمر ؟ القبول بهذا ! على أية حال في األخير لم تا ِ
صمت قليالً بعدها إبتسم وأكمل :حسنا ً بالتفكير باألمر فطلبي للمساعده لم يكن غريبا ً فأنا
ُمحتاج لذا أليس قبولك لل ُمساعده هو الغريب في األمر ؟!
إرتسمت نصف إبتسامه ساخره على شفتي ريكس وهو يهمس :محاولتك لتغير الموضوع
حمقاء وواضحه للغايه..
توتر فرانس للحضه قبل أن يقول :بل أنتَ من يُحاول التهرب من سؤالي ،على أية حال مضى
على األمر شهران فلما اآلن....
قاطعه ريكس :ألني لم ألحظ من قبل بأنه تربطك عالقة كبيره بها ،فعندنا الحظت إكتشفتُ
أمورا ً كثيره لم ألحظها من قبل..
ضاقت عيناه وأكمل سائالً :فهل كان أنت ؟ أقصد من تسلل الى منزل والدتي قبل فتره ليست
بالطويله ؟!
فرانس :يبدو بأنك لم تُشفى بعد من توعكك ! سأُغادر فال يبدو بأنك تملك شيئا ً واضحا ً لقوله
..
إلتفت وعندما مد يده ليفتح الباب قال ريكس بهدوء :إذا ً من الذي إستدعى جينيفر للمشفى ؟
توقفت يده ومط شفتيه لفتره قبل أن يأخذ نفسا ً عميقا ً وإلتفت الى ريكس يقول :للتو الحظتُ
أمرا ً ،منذ متى وأنت مهتم بأمر هذه الفتاه ؟ أولستَ من كان يتصرف بلؤم معها في كُل مرة
تُقابلها ؟
تكف عن التملص من أسئلتي ؟ لما ال تُجاوبني بشكل ُمباشر!.. ريكس :لما ال ُ
فرانس :عندما تسأل أسئله معقوله سأُجيبك حينها..
بعدها خرج فورا ً وأغلق الباب خلفه فهمس ريكس :الجبان!
ضاقت عيناه بعدها لفتره قبل أن يهمس :ليس فقط فرانس من كان يتصرف بغرابه في ذلك
اليوم ! لكن ما الهدف من كُل هذا ؟
***
***
1:47 am
كان يسترخي على كُرسيه الدوار الجديد الذي إبتاعه قبل فتره قصيره من الزمن وبيده مرآة
يتأمل رأسه..
يشعر وكأنه ندم على حلق كُل شعره بهذه الطريقه ولكن ما من مجال أمامه فلقد تعهد بحلق
رأسه إن فشل وسمعه جميع أتباعه لذا لم يستطع التراجع..
إبتسم بعدها وقال :ولكنه ليس سيئا ً الى هذا الحد..
ُ
طرق الباب فقال :إن لم يكن أمرا ً طارئا ً فال تُزعج خلوتي..
فُتح الباب ودخل ُمساعده روماريو يقول :سيدي ،لقد كُنتُ أتسامر مع بعض أفراد المنظمه
وحينها إكتشفتُ أمرا ً صادما ً!
سيده ببرود وهو ال يزال يتأمل نفسه في المرآة :بخصوص من ؟
روماريو :بخصوص نينا والشخص الذي سحب أوراقها من المدرسه..
السيد :ومن نينا ؟
شعر روماريو ببعض الغضب ولكنه تمالك نفسه وقال :سيدي أنا أتحدث عن الطفلة التي
نحتجزها ! ألم يذهب شخص الى المدرسه وقام بسحب أوراقها بعد وفاة جدتها ُمباشره ؟!!
السيد ببرود :حسنا ً نحنُ نعلم بأنه أُختها ،ما الجديد حيال هذا األمر ؟
روماريو :يستحيل أن تكون هي!!
رفع السيد عينيه عن المرآة ناظرا ً الى مساعده بإهتمام يقول :ماذا تقصد ؟ وكيف تكون متأكدا ً
الى هذا الحد ؟
روماريو :نحنُ عندما نجتمع لنتسامر نتشارك بعض المعلومات ،لقد قال أحدهم بأن دارسي
قد قابلها نهار إحدى األيام وكان يُطاردها ،لقد كان اليوم والوقت هو ذاته الذي تقدم أحدهم
من المدرسة وأخذ األوراق ،إن موقع المدرسه وموقع الفندق الذي قابل دارسي فيه الفتاة
بعيدين عن بعض بشكل كبير ،تلك الفتاة لن يمكنها التواجد في مكانين بآن واحد مالم تكن
ساحره وهذا ال يوجد سوى باألفالم كما تعلم!
ضاقت عينا السيد لفتره بتفكير قبل أن يحل عليه الغضب وهو يهمس :دارسي ذاك !! ما شأنه
يُطارد الفتاة وأنا فقط المسؤول عن ذلك ؟!! أن تملك رتبةً أعلى ال يعني أنه يحق لك التدخل
في عمل غيرك!
بعدها وقف وإتجه الى الخارج فقال روماريو :الى أين يا سيدي ؟
السيد :للبحث عن دارسي فلدي الكثير من الحديث الذي أُريد ُمشاركته إياه!
روماريو بدهشه :ال تُشاجره سيدي فأنت تعلم كم هو مهم جدا ً ! وأيضا ً الوقت اآلن ُمتأخر
وهذا سيزيد حدة األمر ال أكثر ،أرجوك تريث قليالً!
توقف السيد وضاقت عيناه للحضه بعدها قال :حسنا ً ،سأؤجل األمر الى الغد..
إلتفت الى ُمساعده وقال :لكن هل قُلتَ لي بأن لقاء دارسي بها جاء في ذات الوقت الذي أُخذت
فيه ملفات الطفله ؟
روماريو :ليس في الوقت ذاته ولكن الوقتين ُمتقاربان جدا ً..
ضاقت عينا سيده وقال :لما فجأه أصبح ُهناك طرفا ً ثالثا ً ؟ لم يتبقى للفتاتان أي أحد بعد موت
الوغد فينسنت وجدتهما ! من عساه يكون ؟
هز مساعده كتفه وقال :تلك المدرسة صارمه للغايه لذا لم نستطع أن نعرف منها حتى ما نوع
جنس الذي أخذ األوراق فكيف بمواصفاته أو إسمه!
هدأ الوضع لثواني قبل أن يبتسم السيد ويهمس :لدي فخ ُمناسب سيجعلنا نكشف مكان أحدهما
إما الفتاة أو الطرف الثالث!
نظر الى ُمساعده وأكمل :لذا فلنشرع بالخطة من هذه الليله!..
part end
Part 26
أما آليس فقد كانت تلحق ريكس من بعيد كي تخدع آلبرت ويضنها معه حتى ال يلحقها..
حالما شعرت بأنه لم يعد يُالحقها توقفت وتلفتت حولها تنظر الى أي جهة عليها أن تذهب كي
تبحث عن إدريان..
فزعت عندما جاءها صوت ريكس يقول ببرود :ما عالقتك بفرانس ؟
نظرت إليه وهي لم تكن تضن أنه الحظها فقد كانت تمشي خلفه بهدوء وعلى بُعد مسافه
كافيه..
وماذا مع سؤال عن فرانس ؟
لما فجأه الكُل يتحدث عن فرانس بشكل مجنون ؟!!
لما كُل المحادثات التي حظرتها كانت تخص فرانس!
هل هذا يوم ميالد ريكس أو فرانس!
تجاهلت سؤاله وقالت :طلبتُ منك قبل قليل خدمه ،أال تعرف كيف حتى أن تكون لبقا ً قليالً
وتُساعدني ؟ أال تفعل أي شيء إال بوجود ُمقابل ؟ عندما ساعدتُك قبل عدة ساعات لم أطلب
منك أي ُمقابل ،ما الذي يجعلنا بشرا ً ؟ هو ُمساعدتنا لبعضنا ،هكذا نكون بشرا ً ! نحنُ لسنا
في غابة لنتمتع باألنانيه وينهش أحدنا اآلخر!
تقدم منها ففزعت وعادت خطوه الى الخلف تقول بتهديد :لم أقل أي شيء خاطئ فإن لم
يُعجبك حديثي فهذه ُمشكلتك لذا ال تقترب وإال إشتكيتُ عليك!
ريكس بهدوء :وهل طلبتُ ُمساعدتك وقتها ؟ هل أخبرتُك أن تتصلي على جينيفر من بين
الجميع ! أولستُ بالعمر الكافي كي أستطيع تدبر أمري!!
أشاحت بنظرها عنه وهي تهمس بداخلها" :كين كان ُمحقا ً ،لقد غضب بالفعل" ..
عاودت تنظر إليه وتقول :أعتذر لكوني بشرا ً وأتمتع بالخصال اإلنسانيه..
رفع حاجبه قبل أن تنزل عينيه وينظر الى األسفل فشعرت بحرج شديد حيث كانت حافية
القدمين بعدما تركت كعبها خلفها..
تحدثت مجددا ً كي ال تجعل له الفرصة في السخريه وقالت :أعدك بأني في المرة القادمه لن
أتصرف بإنسانية معك..
بعدها تجاوزته ورحلت..
***
23 juonyour
2:40 pm
حرك سيارته بعدها قائالً :هل تناولت غدائك ؟ فتح ريكس الباب وركب بجوار آندرو الذي ّ
ريكس وهو يُخرج هاتفه ليُعاين رسائله :كال..
لف آندرو وإتجه الى إحدى مطاعم الوجبات السريعه وهو يقول :سأطلب لك مثلي..
تنهد ريكس ولم يُعلق فعقد آندرو حاجبه يقول :إن كُنتُ ال تحب سوى تناول األطعمه الفاخره
فإعزمني أنت!
أغلق ريكس هاتفه بعدها نظر الى آندرو يقول :ما األمر الذي جعلك تأخذني من العمل ؟ البد
وأنه هام..
أوقف آندرو سيارته وتنهد بعمق حيث أن أمامه طابور طويل من السيارات أمام نافذة
الطلبات..
إنه وقت الظهيره لذا دائما ً ما يكون ُمزدحما ً..
بقي صامتا ً لفتره بعدها قال :بخصوص تلك آليس..
ريكس ببرود :ال تنطق إسمها!.
إبتسم آندرو وقال :حسنا ً ،بخصوص تلك الفتاة ،حسنا ً سألتُك عنها مرةً بدافع الفضول حتى
إلتقيتها في ذات الندوة التي ذهبتْ فيها مع إبنة عمك إستيال ،هناك بدى وجهها مألوفا ً لدي
للغايه..
تقدم بسيارته قليالً عندما رحلت إحدى السيارات وأكمل بعدها :لم يُرحني األمر حتى أعرف لما
بدى مألوفا ً الى هذا الحد لذا بدأتُ ب ُمراقبتها حتى فاجأتني بهروبها من الندوه بشك ٍل ُمفاجئ
فرت هاربه ولحقتها وعلى الرصيف كان لقائي األول بها ،ال أعلم لما لكنها ما إن رأتني حتى ّ
مني لدرجة أنها تركت هاتفها معي ،في صباح اليوم التالي إنتظرتُ أمام الفندق فإيجاد الفندق
الذي تقطن فيه إستيال كان بغاية البساطه ،تبعتهما الى الحديقه وأعترف أني ُهناك كرهتُ
إستيال أكثر من ذي قبل بعدما سمعتُها تتحدث بالسوء عنك وكرهت آليـ ...أقصد الفتاة ألنها
صدقتها بكُل غباء ورجعتُ في قراري عن ُمحادثتها وإعادت الهاتف لها..
إبتسم ريكس هامساً :ضيق األُفق..
آندرو :لستُ كذلك !! لكن كالمها كان ُمستفز بحق ،أعني هي لم تكن تتحدث بالسوء ! كان
يبدو وكأنها تُحاول تشويه صورتك وهذا ُمزعج ،أكره هذه األنواع من البشر..
لم يُعلق ريكس فتنهد آندرو وتقدم بسيارته مجددا ً الى األمام قليالً قبل أن يُكمل :في الليل
ذهبتُ الى الفندق بعدما تأكدتُ من أن إستيال غادرت برفقة المدعو ميشيل وقابلتُ الفتاة ُمجددا ً
،تحدثنا وأعدتُ إليها هاتفها وطلبتُ منها أال تبقى مع عائلتك أكثر..
نظر ريكس إليه وقال :ولما ؟
آندرو :إنتظر سأخبرك بعدما أنتهي ،حسنا ً بعدها قابلتُها ُمجددا ً في شقتها الجديده وطلبتُ
لب منها ذلك ولكني تفاجأتُ ط َمنها ذات الطلب كي أتأكد من أنها لن تحظر حفلتك حتى لو ُ
بوجودها في الحفل واألدهى من ذلك تقابلت وجها ً لوجه مع أُختي..
صمت لفتره بعدها أكمل :أتذكر تلك الصوره التي رأيناها بين أغراضها الشخصيه ؟ تلك
الصورة لم تبدو غريبة علي وإكتشفتُ مع الوقت ماهيتها ،هذه الفتاة يُحقق عنها أخي بإحدى
قضاياه وقد إكتشفتُ هذا في باريس وكُنتُ أنوي اإلبالغ عنها له ولكني لم أكن أستطيع في ظل
وجودها بينكم وفي منزلكم ،لقد تزايدت عليكَ التهم ال ُملفقه من الشركات ال ُمنافسه وغيرها
وبتبليغي عنها ستُفتح قضية صدمك لها للعلن وهذا ماال تريده بالتأكيد لذا كُنتُ أُحاول إبعادها
حتى ال تُصبح بينكم أي عالقه ولذا لن يدخل إسمك ُمطلقا ً في تحقيقات أخي..
تنهد وأكمل :ولكن أختي شاهدتها باألمس وشاهدتني قبلها أُحاول إبعادها عن ناظريها لذا
غضبت وصرخت ليلة البارحه كثيرا ً..
سأل ريكس :وما القضيه ؟
هز آندرو كتفه يقول :ال أعلم بالضبط فأنا بالكاد أرى أخي ،ولكن ما أعرفه هو أن القضية
بدأت بعد مقتل شخص يُدعى فينسنت جيرالد والذي يكون والدها ولها عالقه بأمر مقتله ،
وأيضا ً قُتلت فتاة مراهقه وكانت لها عالقه بمقتلها وهناك عالقه تجمعها بقاتل مأجور ،األمر
ُمعقد ولم أكن أعيره أي إهتمام لذا ال أعرف أي تفاصيل عنه..
ظهرت الدهشه على وجه ريكس من هذا الكالم الجديد الغير متوقع فأكمل آندرو :لهذا في
بادئ األمر ضننتُها تُلفق أمر فقدانها للذاكره كي تختبئ في منزلكم وتحصل على حمايتكم ولكن
مع الوقت بدأتُ أضن بأنها بالفعل فاقده لذاكرتها وخاصةً أنها لم تحاول اإلختباء مني أو
التحايل علي فأي شخص يحاول الهروب من الشرطه ومن المحقق الذي يالحقه البد من انه
يبحث عن عائلته كي يتحاشاهم لكنها لم تفعل بل إستمرت بمطاردتي طالبةً مني إسم العطر
الذي وضعتُه ذات مره ،أنا حتى ال أعرف إسمه فلقد كان هديةً من أخي في زجاجه مغايره
تُستخدم عادةً في الهدايا لذا.....
توقف عن الكالم وإتسعت عيناه بدهشه فتعجب ريكس وسأله :ماذا بك ؟
آندرو :ذلك العطر ؟!! إنه نوع أخي ال ُمفضل وهو يستخدمه في كثير من األحيان ! هل ألنها
شمته كثيرا ً أثناء تحقيقات أخي أصبح دماغها يألفه ولهذا كانت تُحاول وبجهد معرفة ما إسمه
لعلها تعرف أين شمته ؟!! ربما فلقد قرأتُ كثيرا ً عن أمر فقدان الذاكره بعد ُمقابلتي لها وأذكر
بأنه مر علي مثل هذا الموضوع!
بعدها صمت يُفكر باألمر فلم يجد أي سبب مقنع لطلبها إسم العطر سوى هذا السبب..
إستيقظ من تفكيره على صوت طرق السيارات خلفه فتقدم الى األمام قليالً وهو يقول :أحتاج
أن أسألها عن هذا..
ريكس :متى ستُبلغ أخاك عنها ؟
آندرو :ال أعلم ،ربما اليوم أو غدا ً..
ريكس :إجعلها إسبوعا ً..
عقد آندرو حاجبه ونظر الى ريكس الذي قال :هل تستطيع تأجيل اإلبالغ عنها إلسبوع ؟
آندرو :لماذا ؟
ريكس :أمر ما يشغل تفكيري منذ فتره قصيره وأُريد التحقق منه لذا أعطني فرصة أُسبوع..
نظر إليه آندرو قليالً بعدها قال :حسنا ً ال بأس ،لكن ماهو هذا الشيء ؟
عاود ريكس النظر الى األمام يقول بهدوء :عندما أكتشفه جيدا ً ساُخبرك حينها..
تعجب آندرو وزاد فضوله حول األمر لكن ال بأس ما دام سيخبره الحقا ً باألمر..
تنهد وتقدم بالسيارة مجددا ً وبدأ بطلب غداء لهما وهو يُفكر بكيفية تأجيل إخبار أخيه ألسبوع
..
عليه اآلن أن يتحدث الى أخته روانا أوالً ويحاول الكذب عليها بخصوص عدم وجود أي عالقة
قد تربط آليس بريكس..
فالسبب الثاني لعدم إخبار أخيه حتى اآلن هو أنه ال يريد أن يكتشف أخاه بأن هناك عالقة
بينهما ،ريكس منذ البدايه وأخوته يرونه سيئا ً فكيف ستكون نظرتهم بعد إكتشافهم بوجود
عالقة تربطه بفتاة على عالقة بمنظمة خطيره كتلك التي يطاردها أخاه ؟
ستكبُر المشاكل حينها أكثر وأكثر..
عقد حاجبه للحضه ونظر الى ريكس..
لقد قال بأن هناك أمر يُريد معرفته بخصوص آليس!
هل يحذره اآلن عن أمر أنها متورطة مع منظمة كبيره ؟
فتح فمه ليحدثه بهذا الخصوص ولكن صوت الموظف قاطعه وهو يمد له بكيس طلبهم فتنهد
وأخذ الطلب وبعدها قرر بأنه ال داعي لفتح مثل هذه األمور فهي قد ال تعني شيئا ً في نهاية
المطاف..
***
Paris
5:20 pm
دخل رجل العصابة هذا الى غرفة صغيره بسرير ودوالب مع باب يقود الى حمام..
وضع صحن الطعام على الدوالب فرفعت الطفلة رأسها عن المخده جالسه تنظر إليه بتعجب
وهي تقول :هل حان العشاء ؟
هز رأسه نفيا ً يقول :كال ،لكنها بعض الحلويات فالصغار يُحببنها ،إنها أوامر سيدي لذا كوني
متعاونة معه بقدر ماهو لطيف معك..
بعدها خرج ورمى الباب خلفه ولكنه لم يُقفل وبقي جزءا ً منه مفتوحا ً..
نظرت الى الصحن الذي حوى على كوب عصير مع صحن دونات ُمحاله..
بعدها نظرت الى باب الغرفه لفتره فهي المرة األولى الذي يبقى مفتوحا ً أمامها هكذا..
إنها غلطه ال تُفيدها بشيء ،لقد رأت كُل شيء خالل أخذهم لها الى هذه الغرفه ،إن كان باب
الغرفة مفتوحا ً فهذا ال يعني بأنه يمكنها الهرب..
أمامها العديد من األبواب والطوابق التي عليها تجاوزها واألمر بحق مستحيل مع إنتشار
رجال العصابة في كل مكان..
تقدمت من الصحن وبدأت تتناول طعامها بهدوء تام وتفكيرها كله في أختها كالعاده..
***
7:30 pm
صوت الصفعه على وجهه كان مرتفعا ً أكثر مما يجب وخلّف ذلك إحمرارا ً واضحا ً على خده..
لم يقل شيئا ً وعاود اإللتفاف الى جهتها دون أن يضع عينيه في عينيها وهو يهمس لها:
أعتذر..
شدت على أسنانها وهي تقبض على يدها التي صفعته بها قبل قليل وتقول :في ماذا قد يُفيدني
إعتذارك اآلن ؟!!
كرر بذات الهمس :أعتذر..
زاد غضبها وصرخت في وجهه :أنا لم أُخطط لسنوات وسنوات كي تأتي أنت وتُفسد كُل شيء
بمسرحيتك التي إفتعلتها أمام الجميع !!! لما تتصرف من تلقاء نفسك ؟!! لما تخرج عن مسار
أوامري ؟!! إفتح فمك الوقح هذا وأجبني يا فرانس!..
لم يقل شيئا ً وإستمر على صمته فكبتت غضبها قدر ال ُمستطاع وقالت :أخبرني ...من كان
يدعمك طوال حياتك حتى اآلن ؟ من غطى على كُل مشاكلك ؟ أهكذا ترد لي المعروف بعد أن
جعلتُ منك رجالً!!
لم يرد عليها فأمسكته من ياقة قميصه وسحبته ليصبح في مستوى طولها وهي تصك على
أسنانها قائله :بعد كُل ما فعلتُه ألجلك عليك أن تبقى كالكلب لي طوال حياتك ! عليك أن تبقى
وفيا ً فإياك أن تُصبح قذرا ً وتُحاول خيانتي فحينها أنتَ تعرف ما الذي سينتظرك عند حدوث هذا
! ال أضنك ترغب بأن تؤول األمور الى ذاك المنحنى صحيح ؟
ضاقت عيناه دون أن تظهر فيهما أية مشاعر قبل أن يهمس :لن تتكرر هذه الغلطه ،كانت
لحضة تهور ،أعتذر عنها..
دفعتُه بعيدا ً عنها تقول :إن كُنتَ نادما ً بالفعل فإفعلها بدالً من قولها ،إذهب اآلن الى عمك
واجثو على ُركبتيك طالبا ً الصفح فإن صفح عنك هذا يعني بأني ق ِبلتُ إعتذارك لذا إفعلها بشك ٍل
جيد..
فتح فمه يقول بهدوء مليء بالغضب :توقفي عن تسييره كما تُريدين وكأنه لعبه بين يديك..
إتسعت عينا فرانس بصدمه بينما لم يرف لها أي جفن وهي تتجه بنظرها الى الباب حيث كان
يقف آلبرت وعيناه تنطقان بالغضب الشديد..
حسنا ً ،كانت تعلم بأن مجيء آلبرت الى فرنسا لن ينتهي على خير وأنهما سيصالن في نهاية
المطاف الى هذه المواجهه الشرسه..
ال بأس ،لقد جاء الوقت أخيرا ً..
ستعرف اآلن كيف تُخرسه الى األبد!
Part End
كونوا بخير~
Part 27
دفعتُه بعيدا ً عنها تقول :إن كُنتَ نادما ً بالفعل فإفعلها بدالً من قولها ،إذهب اآلن الى عمك
واجثو على ُركبتيك طالبا ً الصفح فإن صفح عنك هذا يعني بأني قبِلتُ إعتذارك لذا إفعلها بشك ٍل
جيد..
فتح فمه يقول بهدوء مليء بالغضب :توقفي عن تسييره كما تُريدين وكأنه لعبه بين يديك..
إتسعت عينا فرانس بصدمه بينما لم يرف لها أي جفن وهي تتجه بنظرها الى الباب حيث كان
يقف آلبرت وعيناه تنطقان بالغضب الشديد..
حسنا ً ،كانت تعلم بأن مجيء آلبرت الى فرنسا لن ينتهي على خير وأنهما سيصالن في نهاية
المطاف الى هذه المواجهه الشرسه..
ال بأس ،لقد جاء الوقت أخيرا ً..
ستعرف اآلن كيف تُخرسه الى األبد!
تقدم آلبرت منها وأكمل قائالً :لقد كُنا ُمجتمعين ليلة البارحه ،كان يُمكنك قول ما تُريدينه هناك
ال أن تنفردي به لوحده وتأمريه بهذه الطريقه!
جينيفر بتعجب :لما أشعر وكأنك تُهاجمني بكالمك ؟ هل إقترفتُ أي خطأ ؟
إبتسمت وأكملت :أنا أُحافظ على هذه العائله قدر ال ُمستطاع وأُحاول إصالح كُل المشكالت كي
ال تتفاقم الى ماال يُحمد عُقباه..
توقف أمامها يقول بهدوء :نصف هذه المشاكل جميعُنا نعرف من ُمفتعلها!
جينيفر :أعلم ولهذا أنا أطلب من فرانس أال يستمر بعناده وأن يعتذر عن أغالطه فليس من
ُمصلحته أن يُعادي عمه فمستقبله هكذا سيتهاوى وسيصـ...
ت أكثر من يُسبب ال ُمشكالت بهذه ت ال فرانس !! أن ِ غضب آلبرت وقاطعها قائالً :أقصدُك أن ِ
العائله!..
ظهر التعجب على وجهها تقول :عن ماذا تتحدث ؟ عن أي ُمشكالت تقصد ؟
ت تعرفينها..آلبرت :أن ِ
جينيفر :كال ،أخبرني عنها من فضلك..
إنزعج من أسلوبها فإبتسمت على ردة فعله وقالت :أرأيتَ كيف تستمر دائِما ً بإتهامي دون أي
أدله ؟ يبدو بأن القصص الدارجه عن الزوجه الثانيه وعن كونها شيطانيه شريره جعلتك
ي كعدو وحينها ستختفي جميع أوهامك وسترى تُعاديني منذ ِصغرك ،فقط كُف عن النظر إل ّ
األمور على حقيقتها..
آلبرت :ليست كُل الجرائم تُخلف أدله!
تقدمت منه خطوه تقول :نعم ُمحق ولكن أنت لم تتهمني بواحده أو إثنتين ،أنت تتهمني
بإفتعال نص مشاكل هذه العائله ! أيُعقل أن وال وحده من هذه المشاكل ال تمتلك دليالً ؟
تكتفت وأكملت :حسنا ً دعنا نتحدث عن أكبر مشكلةً حدثت حاليا ً وهو ما فعله فرانس في حفلة
ريكس..
نظرت الى فرانس وأكملت :أجبني فرانس ،هل كان أنا من طلب منك أن تقول ذلك الكالم ؟
صمت فرانس للحضه وهو يُشيح بوجهه عنهما قبل أن يُجيب بهدوء :كال..
جينيفر :هل كان أنا من زودك بمعلومات عن أخطاء ريكس ؟
فرانس :كال..
جينيفر :هل أصالً تحدثتُ معك بخصوص الحفله باألمس أو باأليام السابقه ؟
فرانس بنفس الهدوء :كال..
جينيفر :ماذا كانت ردة فعلي تجاه ما فعلتَه ؟
لم يُجيب فعاودت النظر الى آلبرت تقول :سأُجيبك أنا ،لقد صفعتُه ،لقد أخطأ وقد عاتبتُه على
أخطائه وطلبتُ منه اإلعتذار ،أجبني ،ما الخطأ الذي فعلتُه ؟
ضاقت عينا آلبرت وهو ال يزال منزعجا ً منها فقالت :دعني أُخ ّمن ،أنت ال تزال غاضبا ً من
قرارات عمك ولهذا تتخبط بإتهاماتك ُهنا وهناك دون أي أدله صحيح ؟
آلبرت :أعلم بأن لك يد في قراراته المجنونة هذه..
جينيفر بدهشه :رجاءا ً إرحمني ! هل ألني وافقتُه على قراره أصبح لي يد في تحريضه ؟!! أنا
أرى قراره صحيح ! ريكس يستحق وفوق كُل هذا هو اإلبن الشرعي له ،نعم منذ زمن تمنيتُ
لو كان إدريان ولكن إدريان كبُر وهو يهوى مجاالً آخر بعيدا ً عن التجاره لذا هو ال يستحق
ولستُ من األمهات األنانيات الالتي يريدن ألبنائهم كُل شيء حتى لو لم يستحقوا ذلك لذا
أرجوك كف عن ذلك ! أولستم تُحبون والدة ريكس كثيرا ً على الرغم من كونها زوجه سيئه
ومجرمه ؟!!! أولستم تكرهونني حتى اآلن ألني أتيتُ زوجة لعمكم بدالً عنها ؟ لما إذا ً ال أرى
حبكم هذا ؟ لما ال تتمنون الخير لإلبن الوحيد لتلك الروسية التي يعشقها جميع العائله ؟!! لقد
كُنتُ أتوقع أن توافقوا عمكم في رأيه ولكن أنا حقا ً مصدومه!
إنزعج آلبرت وقال :هذا ليس موضوعنا اآلن ،دعينا نتحدث بخصوص فرانس وحسب
وأتركي ريكس ووالدته جانبا ً فال دخل له في موضوعنا..
جينيفر :كال بل له دخل فسبب مزاجك السيء هو ألن عمك إختاره بدالً منك..
آلبرت :هذا ليس السبب..
جينيفر :كف عن إنكار ماهو واضح..
إنفعل آلبرت وصرخ في وجهها :قُلتُ بأنه ليس السبب!!!
إبتسمت ولم تُعلق فإنزعج وندم على إنفعاله ال ُمفاجئ والذي لن يدل إال على أن ما إنفعل ألجله
هو السبب بالفعل فال أحد سيصرخ على أمر ال يهمه..
تحدثت وقالت :حسنا ً هو ليس السبب ،إذا ً ما الذي تُريد قوله ؟ لقد سألتُك سابقا ً عما إن كان
طلبي لفرانس باإلعتذار خاطئا ً أو ال ولم تُسمعني إجابتك إذا ً ماهو الشيء الذي تُريده بالضبط
؟
بقي آلبرت هادئا ً لفتره ورمى نظرةً سريعه لفرانس الذي ال يزال على نفس وقفته مشيحا ً
بوجهه بعيدا ً عنهما..
عاود النظر الى جينيفر وقال :حسنا ً ،ال تقتربي من فرانس مجددا ً..
رفعت حاجبها تقول :لم أفهم معنى كالمك ،أوضحه لي..
آلبرت :ال تقتربي من فرانس مجددا ً ،جمله واضحه ال أضن بأنها تحتاج الى شرح..
صمتت للحضه بعدها سألت :فرانس هو شقيقك ولهذا ال تُريد لزوجة عمك أن تقترب منه ؟
آلبرت :نعم..
بقيت تنظر إليه لفتره ليست بالقصيره بعدها إلتوت شفتيها بإبتسامه مستفزه تقول :حسنا ً ،
هال رحلتَ أنت وإخوتك ؟ هذا منزل زوجي لذا ال أُريد ألبناء أخيه اإلقترب منه ّ ،
ضاقت عيناه لوهله فقالت :أوليس الطلبان متشابهان فلما تستنكره ؟
آلبرت :ال أضن لك األحقيه بأن تُقرري بأمر ليس ملكك!
جينيفر :لما ؟ هل فرانس ملكك ؟
شد على أسنانه فأكملت :مثلما تتكلم أنت نيابةً عنه أنا أيضا ً أتكلم نيابة عن زوجي ،هذا
شقيقك وهذا زوجي ،كُل شيء متشابه فلما كالمك هو المنطقي وأنا ليس كذلك ؟
ت أفسدتي أخي كثيرا ً !! هذا هو تحدث وهو يشد على أسنانه :أنا لم أفسد هذا المنزل بينما أن ِ
الفرق!
إبتسمت تقول :أنت غريب يا آلبرت ،نعم أنا من إعتنى به ،بعيدا ً عن رأيك فيما كان إعتنائي
جيدا ً أو سيئا ً أال ترى بأنه على األقل لم أتخلى عنه وأختار السفر ألجل مستقبلي فحسب ؟
إتسعت عيناه بدهشه فأكملت :تهمله لتركض خلف مصالحك وبعدها تأتي في نهاية المطاف
وتنتقد بكل بجاحه تربيتي وتعليمي له!
تجاوزته تقول ببرود :أخشى بأن الشخص الفاسد ُهنا هو أنت يا آلبرت..
إلتفت إليها يقول بحده :كال فأنا...
قاطعته بحده :أنت ماذا ؟ أنت الذي أهمل أخوته الصغار بعد وفاة والدهم وإهتم فقط بالسمعة
والشهره وركض بحثا ً عنها !! أنت الذي لم تُحرك ساكنا ً ولم تعترض ُمطلقا ً عندما طلب عمك
مني أن أكون أنا من يهتم بفرانسوا ويعلمه أصول التجاره والعمل !! أنت من تملي أوامرك
على هذا وذاك ولم تهتم مطلقا ً بما يُريدونه هم !! أنت من غضب على فرانس مرارا ً وتكرارا ً
على أخطائه ولم تهتم ولو لمره أن تعرف السبب خلف فعله لهذا بل أيضا ً كاألمس تسمع عمك
يوبخه ويُعاقبه وأنت تقف ُمتفرجا ً ال تُحرك أي ساكن !!! أبعد كُل هذا تأتي في األخير وتقول
توقفوا عن اإلعتناء بأخي ؟ تتخلى عنه وتُريد من اآلخرين أن يتخلوا عنه أيضا ً ؟ رجاءا ً
آلبرت إذهب لغرفتك وفكر قليالً بمساوئك وستعرف بأنك ال تستحق أن تمتلك أخوه كفرانس
والبقيه!..
بعدها غادرت وأغلقت الباب خلفها وآلبرت مصدوم بشده من كالمها!!
هي ال ُمخطئه تماما ً وهو يعي هذا ولكن...
كيف أصبح هو ال ُمخطئ ؟
كيف أصبح اللوم كُله يقع على عاتقه ؟
هل حقا ً كالمها صحيح أم ماذا ؟
نظر فرانس إليه قليالً بعدها قال :أنتَ فقط تكرهها منذ البداية بدون سبب..
نظر آلبرت إليه فأكمل فرانس :لكن صدقني ،هي الوحيدة التي تعرف ما أُريد ووعدتني بأن
تُحقق لي ذلك ،أنت لم تفعل قط..
شد على أسنانه وأكمل :سئمتُ من مصطلحاتكم هنا !! كُلنا عائله ولكن الكُل يكره اآلخر
ويسعى ألن يكون أفضل منه ! حتى أنت سافرت ألجل ذلك ! استيال أيضا ً ،إدريان وإليان
والجميع هنا يكره من هم ليسوا أشقائه!!
تقدم من آلبرت وأكمل :جينيفر على األقل عندما تفعل شيئا ً تفعله بوضوح ولمصلحتها هي ! لم
تتعذر مثلكم بإسم العائله لتصبحوا مثاليين ! لديها الكثير من العيوب ولكنها لم تغلفها كما تفعل
أنت..
آلبرت بحده :ألهذه الدرجة غسلت دماغك ؟!!
فرانس بغضب :أرأيت ؟!! حتى كالمي الخاص تعتبره غسيالً للدماغ ! لما ؟ ألستُ بشرا ً أملك
قراراتي وآرائي الخاصه ؟!! إني اآلن نادم ألنك يا أخي العزيز كُنتَ أحد أسبابي التي جعلتني
أُفسد هدف عمي ! ليتني لم أفعل شيئا ً ال ألجلك وال ألجل أحد!!
بعدها إلتفت وغادر هو اآلخر وآلبرت يراقبه بغضب شديد..
فجأه بدأ يشعر وكأنه أحمق مغفل ال يستطيع أن يفعل شيئا ً..
لقد كان على ثقة بأن زوجة عمه سيئه وبأنها تستغل فرانس لمصلحتها وأنه عليه أن يوقف
هذا..
واآلن بدأ يشعر بأنه هو السيء ألنه ال يفهم أي شيء بوضوح مطلقا ً..
من الذي جعل فرانس هكذا ؟
هل ألن هذه هي شخصية فرانس ؟
أو ألن جينيفر جعلت منه غريبا ً وفاسدا ً هكذا ؟
أم أنه بسبب تركه إياه خلفه تغير ؟
لحضه ...
هل تغير أصالً أو أن هذه هي شخصيته منذ البدايه ؟
بدأ يشعر بأن عقله فارغ وبأنه ال يعرف فرانس بتاتا ً وكأنه فرد غريب عن عائلته!
هل حقا ً ....يستحق بأن يكون هو األخ األكبر ؟
تقدم وجلس على كُرسي ووضع رأسه بين يديه ينظر الى األرض بهدوء هامساً :جينيفر إمرأه
مخيفه ،تفعل األخطاء ولكن بمنطقيه تامه لذا عندما تواجهها ينقلب كُل شيء ضدك!
أغمض عينيه وأكمل بذات الهمس :ولكن هل إنقلب كُل شيء ضدي أم أني بالفعل منذ البداية
كُنتُ ال ُمخطئ ؟ هل أنا أناني كما تقول ؟
شد على أسنانه وهو يتذكر ردة فعله على كالم عمه عندما قرر بأن يُخلف ريكس كُل شيء..
إنه حتى ذهب ليبحث عن أدله توضح ريكس على حقيقته!
لقد فعل المستحيل ألجل أن يخلف هو العائله..
لقد تخلى عن عائلته ألجل هذا!..
هو لم يهتم بأحد منهم إهتماما ً حقيقيا ً!!
حتى فرانس إنقلب الى شخص آخر بسبب إهماله له!
إبتسم وهمس بهدوء :هي ُمحقه ،يبدو بأني أنا الشخص الفاسد في هذه العائله..
***
Paris
10:24 pm
إشترت هذه المرأة ذات العشرون عاما ً بعضا ً من المقرمشات وخرجت من المتجر متكئه على
الجدار وتتناول أعواد البطاطا المقرمشه وعيناها مصوبتان الى بقعه بعيده بعض الشيء..
كانت تتميز بصبغة شعر ُملف ٍة للنظر حيث كانت تتراوح ما بين اللون األحمر والوردي وقصير
الى كتفيها..
سترة جلديه بنية اللون ال يتجاوز طول أكمامها عن الكتف وبنطال أسود ببوت بني طويل..
الحزام الحديدي والوشم على كتفها اليسرى وتلك األساور الحديده والسوداء على معصمها
جعلتها تبدو إما فرد من عصابات الشوارع أو مغنية في فرقة روك..
وفي الحقيقة كانت فرد من العصابه ولكن ليست من عصابات الشوارع بل تنتمي لذات الفرقة
التي تعمل تحت إمرة موريس..
تلك الطفله المحتجزه نينا قد سمحوا لها بالهرب وبالفعل قارب هروبها على إتمام خمس
ساعات وهي اآلن ُمكلفه ب ُمراقبتها من بعيد..
فتحت فمها تهمس بملل :لما منذ هروبها وهي مختبئه ؟ لما ال تذهب ُمباشرةً الى أختها أو
الشخص الغامض الثالث وتُريحنا!!
وضعت السماعات في أذنيها وشغلت الموسيقى وعيناها ال تزاالن تراقبانها من بعيد..
مرت ساعة من الوقت قبل أن تتفاجئ الفتاة وبدأت تشيح بنظرها الى جهة السوبر ماركت
عندما وقفت نينا ووجهت آنظارها إليها..
ماذا ؟ هل كشفتها ؟!!
كال مستحيل فهي طفله!!
ولكن حتى األطفال ال يُمكن أن تفلت من مالحظاتهم السريعه!
سحقا ً !! لقد كانت هي من تطوعت وطلبت من موريس أن تتم المهمه وحدها!!
من العار أن تُكشف بهذه السرعه!!
بدأ العرق يتصبب من جبينها وهي تتظاهر بعدم المبااله وتلعب بالعلك في فمها بينما نينا كانت
تتجه نحوها ُمباشرةً..
زاد القلق وهي تقترب منها خطوة خطوه ولم تعد تدري هل تفر هاربه أو تُمسك بها اآلن
وتُعيدها الى المنظمه تحت أي عذر سخيف!
كادت أن تسقط أرضا ً عندما حدثتها نينا قائله :يا آنسه..
إعتدلت في وقفتها ونظرت الى نينا تقول وهي تكتم توترها جيداً :ماذا هناك ؟
ت تقفين هنا منذ ساعات كثيره ،لماذا ؟ ترددت نينا قليالً بعدها قالت :أن ِ
سحقا ً !! بالفعل الحظت!
ولكن لحضه!
لقد أتت وسألتها ،أال يعني هذا بأنها لم تشك بها كفرد من المنظمه ؟
نعم ،البد من أنه كذلك فلو كانت تشك لكانت فرت هاربه ولم تتقدم منها مطلقا ً..
جيد ،يمكنها السيطرة على األمور اآلن..
ولكن ماهي الكذبة التي عليها أن تقولها لها ؟
أجابتها :تشاجرتُ مع عائلتي لذا تركت المنزل..
نينا :إذا ً ال تعلمين ماذا تفعلين اآلن ؟
الفتاة :كال ،فقط أدور في الشوراع بدون هدف وال أنوي حتى أن أعود ،ليس اليوم على
األقل..
ت مثلي! نينا بدهشه :وااه ،أن ِ
الفتاة في نفسها" :ماذا ؟ هل ستستمر بالتحاور معي ؟ هي هاربه من منظمه لذا أوليس عليها
أن تذهب الى أقربائها بدالً من التحدث الى الغرباء في الشارع ! الى أي حد هي غريبه ؟"
نينا :ما إس ُمك يا آنسه ؟
ترددت الفتاة قليالً فلم تعرف هل تقول إسمها الحقيقي أن تكذب عليها ؟
أجابتها :ريتا..
نينا :إس ُمك لطيف ،إسمي نينا..
إكتفت ريتا بإبتسامه سريعه لتقول بعدها في نفسها" :حسنا ً ،ماذا بعد ؟ لما تأتي إلي من
األساس ؟ متى ستذهب الى أحد معارفها وتُريحني ؟ وأيضا ً هل بالفعل توجد طفله تختار
التعارف على اآلخرين بينما تطاردها منظمه ؟ أتُعاني من خلل ما في وظائفها الدماغيه ؟"!!
ت ُمتفرغه ت من عائلتك كما تقولين فهل أن ِ ترددت نينا قليالً بعدها قالت :آنسه ريتا ،لقد هرب ِ
إذا ً ؟
تعجبت ريتا وقالت :نعم ،ربما..
صمتت نينا قليالً بعدها قالت :إذا ً ....هل ال بأس لو رافقتك قليالً ريثما تنشغلين أو تعودين الى
منزلك ؟
دُهشت ريتا من طلبها ،ألهذا السبب أتت وتعرفت عليها ؟
بقيت صامته لفتره قبل أن تهمس في نفسها" :لحضه ،لقد طرأ على بالي خطة جيده ،
سأُرافقها وأجعلها تثق بي وتُحدثني عن أهلها ! نعم تبدو خطه جيده ستجلب نتائج ُمبهره من
دون ريب"!!
ت من عائلتك أم طردوك هم ؟ رسمت ريتا وجها ً حزينا تقول :لما ؟ هل هرب ِ
ترددت نينا قليالً بعدها قالت :لقد هربت..
ت جائعه ؟ ما رأيُك لو تناولنا العشاء معا ً ؟ إبتسمت ريتا تقول :ال بأس ،هل أن ِ
دُهشت نينا وقالت بسرعه :كال كال ال بأس ،أنا فقط أخاف المنطقه فلقد تعرضتُ للسرقه
مرارا ً لذا أردتُ البقاء مع شخص بالغ ،ال أشعر بالجوع وال يجب عليك أن تصرفي أموالك
علي فأنا...
أمسكتها ريتا من يدها وسحبتها معها تقول :ههههه يالك من طفلة خجوله ،لنتناول العشاء..
وأكملت بعدها في داخلها بإشمئزاز" :سحقا ً ! عضوة عصابه تعمل كجليسة أطفال !! هذا ما
كان ينقُصني"
في حين إبتسمت نينا وهي تنظر الى ريتا وقالت في نفسها" :إنها لطيفه ،كأُختي تماما ً" ..
***
11:46 pm
رشفت آليس القليل من القهوة الساخنه وهي تجلس على األريكة واللحاف الثقيل يُغطيها
بالكامل فالجو هذه الليله بار ٌد للغايه والثلج يهطل في الخارج كما هو واضح من الباب
الزجاجي الذي يفتح على شرفةً صغيرة بالخارج..
تنهدت وعيناها ُمعلقتان على التلفاز بينما عقلها يسترجع كلمات تلك المرأة الغريبه التي من
دون سابق إنذار ظهرت في وجهها وأخبرتها عن كون والدها ميت..
الشرطة تُالحقها..
والمنظمة تُالحقها..
وفي األخير تكتشف أن والدها ميت..
لما األحداث السيئه تستمر بالظهور ؟
لما حياتها يوما ً عن يوم تُجبرها على إتخاذ قرار اإلنتحار!
بدأت تشك اآلن بأنها ربما هي من ألقت بنفسها أمام سيارة ريكس كي تموت!..
نعم هذا إحتمال وارد فمامن شخص طبيعي سيتحمل العيش بهذه الطريقه!
ُكالً من العدالة والشر يالحقانها وحتى رب عائلتها متوفي!!
حتى فضولها تجاه السبب لم يعد يهمها اآلن ألنها تعرف بأن هذا لن يزيدها إال تعاسه!
همست لنفسها :هل أم ِلكُ دافعا ً للعيش اآلن ؟ ال أضنني كذلك..
أغمض عينيها بهدوء وبدأ عقلها يغوص بالظالم شيئا ً فشيئا ً حتى أفزعها صوت جرس
المنزل..
أمسكت بكوبها فورا ً فقد كاد أن يسقط من بين يديها بينما هي تهوي الى النوم..
وضعته على الطاوله وفركت عينيها قبل أن تقف تاركةً اللحاف في مكانه وتتقدم بهدوء من
الباب..
رفعت رجلها لترى من يطرق في مثل هذا الوقت المتأخر فلقد قاربت الساعه على الوصول الى
منتصف الليل..
دُهشت عندما رأت بأنه ريكس الذي يقف في الجهة األُخرى..
لماذا هو هنا ؟!!!
ما الذي أصالً قد يجعله يأتي إليها بنما لم يعرها أي إهتمام في السابق حتى في آخر مره
عندما طلبت حمايته من أخ فرانس ؟!!
هل تفتح الباب أم ماذا ؟
ال يوجد سبب يدفعها الى فعل ذلك ولكن التساؤل عن سبب وجوده هنا ال يكف عن التبادر الى
ذهنها..
شدت على أسنانها وقررت عدم الفتح ،لن تكون في موقف ضعيف وتقابله وهو الذي يستمر
بإزعاجها يوما ً بعد يوم..
عادت الى مكانها وجلست على األريكة ضامةً رجليها الى صدرها وغطت جسدها باللحاف
تنظر الى التلفاز متجاهله ما يحدث..
عاودت النظر الى الباب عندما لم تسمع رن الجرس منذ خمس دقائق ..يبدو بأنه فقد األمل..
همست :هذا أفضل ،عد خائبا ً الى منزلك ونم وأنتَ تشعر بالغيض الشديد لدرجة أن يف ّجر ذلك
قلبك وتموت..
همس بهدوء :هل تملكين كل هذا المقدار من الكُره تجاهي ؟
إتسعت عيناها من الصدمه وإلتفتت الى الجهة الثانيه لتراه قد دخل بكل وقاحة من الشرفة
الصغيرة..
هل هو جاد ؟!!
ال بل هل هو لص أو سارق حتى يتصرف مثلهم ؟!!!
فتحت فمها فورا ً للصراخ لكنه قاطعها قائالً ببرود :سأُعطيك عنوان دانييل إن أطبقتي فمك
اآلن..
توقفت الكلمات في حلقها ال إيراديا ً حالما سمعت إسم دانييل ذلك الشاب الذي أتى قبل فتره
وكان جارا ً سابقا ً لها ويعرف كُل شيء عنها..
ثواني حتى شعرت بالغيض الشديد لكونها بشكل غير إيراديا ً إستمعت إليه وصمتت..
تقدم وجلس على إحدى األرائك قبل أن يبدأ الحديث قائالً :ساسألك بضع أسئله وإن أجبتي
عنها سيكون ال ُمقابل هو عنوان ذلك الشاب األرعن..
شدت آليس على أسنانها قائله :ال تشتمه فال أحد يتصف بهذا غيرك !!! أنت من أهانه في
تكتف بذلك بل طردته في المرة الثانيه ! لن أُسامحك على هذا طيلة حياتي.. ِ بادئ األمر ولم
ريكس :ما نوع عالقتك مع فرانس ؟
غضبت من تجاهله لكالمها وبدئه في اإلستجواب فقالت :ال شأن لك..
ت تعرفينه قبل فقدانك للذاكره ؟ ريكس :هل كُن ِ
آليس :هل أنت مريض ؟ لما التناقض في سؤالك ؟ "تعرفينه قبل فقدانك الذاكره" ؟ فاقد
الذاكره يُسئل عن ما حدث بعد فقدانه لذاكرته ال عن قبلها !!!! رجاءا ً ُكن ذكيا ً ولو قليالً!
رفع حاجبه يقول :ال تضنني أحمقا ً فأنا أعرف بأنك إسترجعتي بعضا ً من ذكرياتك وهذا هو
سبب كرهك الال مبرر لي..
عقدت حاجبها بإستنكار فهي لم تفهم كالمه فقال :البد من أني أُذكرك بشخص سيء في
ماضيك ولهذا كُلما رأيتني أظهرتي هذا الكره ،من السهل توقع هذا..
بقيت تنظر إليه لفتره وهي ال تدري هل هو أحمق أم يتظاهر بذلك ؟
همست له :أبعد كُل ما فعلتَه بي تضن بأن سبب حقدي عليك يعود لكونك تشبه شخصا ً أنا
أكرهه ؟ لما ؟ وماذا مع كلمة "ال ُمبرر" ؟ هل أفعالك الدنيئة ال تراها مبررا ً للكره الى هذه
الدرجه ولهذا إستنتجت هذا اإلستنتاج ؟!
إبتسمت بسخريه تُكمل :واااه ،هل يُمكن أن يوجد على هذه الكرة األرضية شخصا ً بهذا القدر
من الوقاحه ؟
ريكس :واااه بالهتك تصدُمني ،أتمنى لو لمره تري األمور من منظورها الصحيح!
بعدها أكمل :واآلن هال أخبرتني عن نوع عالقتك مع فرانس ؟
آليس بعناد :لن أفعل لذا غادر منزلي قبل أن أصرخ وأُرسلك الى الحجز بتهمة اإلعتداء..
ريكس :أال تُريدين عنوان منزل دانييل الذي شاجرتني من أجله ؟
إبتسمت بسخريه تقول :أجل لم أعد أُريده وال أُريد أن أعرف المزيد عن نفسي لذا لم تعد تُفيد
رشوتك البالية هذه..
إبتسم فإختفت إبتسامتها متوتره فهو يبدو وكأنه يُخفي شيئا ً..
آليس :على أية حال غادر المنزل خالل ثالث ثواني ..واحد ،إثنين.....
ريكس :إذا ً أيعني هذا أنك لم تعودي تُريدين عنوان منزلك الحقيقي أيضا ً ؟
توقفت عن العد تنظر إليه بريبه وهي ال تعلم هل ما يقوله هو إستدراج أم ماذا!
ريكس :أال تشعرين بالفضول لكي تعرفي عن عائلتك وعن وضعها الراهن ؟
شعرت بشيء من الخوف يخرج من جوفها ولم تعد تدري هل يقول الحقيقه أم ال ولكن المؤكد
أنها خائفه للغايه من سماع كالمه..
تحدثت بنبر ٍة متردده :أخبرتُـ ـك بأنه لم يـعد يُهمني شيء ،غادر!
لم يفتح فمه بكلمه وبقي ينظر إليها فزاد الخوف بداخلها وهذا ما جعلها تفقد أعصابها وتقول:
غــــادر!!
لم يُظهر أية ردة فعل وبقي على حاله تماما ً فعضت على شفتيها قبل أن تصرخ :أعلم !!!
والدي ميت ،لقد قُتل !!! ما سمعتُه يكفيني ،ال أريد سماع أي شيء آخر !!!! إرحمني!
وبعدها بدأ جسدها باإلرتجاف لسبب تجهله في حين ريكس يراقبها بهدوء قبل أن تمر بضع
ُ
حيث دقائق لتهمس قائله :ال عالقة غريبه تجمعني به ،فقط كان لطيفا ً معي وياخذني الى
أردت ،ال أعرف أكثر من هذا ..وأيضا ً لسبب ما كذب علي وأخبرني أنه صديق إدريان..
ريكس :ومنذ متى ؟
آليس :ال أعلم ،منذ شهر ونصف تقريبا ً ولم أكتشف أنه كاذب سوى بحفلة ليلة أمس ولقد فر
مني حال إكتشافي لذلك ولم يعد يرد على ُمكالماتي ورسائلي ،هذا كُل شيء..
نظر إليها لفتره بعدها قال :لم يصدر منه أي تصرف ُمريب ؟
آليس :أبدا ً..
صمت قليالً بعدها قال :حسنا ً ،لم أعد أملك أي أسئله ،بخصوص عائلتك....
قاطعته :ال أريد معرفة شيء!..
رفع حاجبه من ردها ،لما إذا ً تجاوبت معه إن لم ترد معرفة شيء عنهم ؟
شدت على أسنانها وهي بنفسها ال تعلم ،الخوف بداخلها يزداد وجسدها ال يتوقف عن
اإلرتجاف..
ريكس :ولكن هناك أمور هامه عليك معرفتها..
رفعت صوتها تقول :أخبرتُك بأني لم أعد أُريد سماع شيء..
ريكس :عليك أن تسمعي..
صرخت في وجهه :ال أُريـــد!!
ريكس :حسنا ً ال تأتي إلي ُمستقبالً تصرخين باكيه وتتهمينني بالقسوه..
أخرج من جيبه ورقه ورماها على الطاولة قائالً :عنوان دانييل لو أردته ،قابليه وال تنسي أن
تُخبريه عن وضعك الراهن حسنا ً ؟ ال تنسي ذلك بتاتا ً!
بعدها إلتفت وخرج خارجا ً وهي تشعر بتردد كبير يسكنها لدرجة أن قدميها ترتجفان بشده
وتأبى اإلستماع لجسدها الذي يريد اآلن الخروج والركض خلفه ليسأله عن عائلتها..
تشعر بخوف ،قلبها يُخبرها بأن ما ستسمعه ليس جيدا ً على اإلطالق..
صراعات داخليه تجعلها ال تعرف ما الذي يتوجب عليها فعله اآلن!
أما ريكس فركب سيارته ونظر بعدها الى الورقة التي أخذها من آندرو قبل ساعتين وفيها
معلومات سريعة عن عائلة فينسنت..
رفعها ونظر الى العائله المكونه من أب وأم وإبنتان وجد وجده..
فقط ،ال أعمام وال أقارب لألم..
صغرى والكُبرى.. والجميع كُتب أمام إسمه كلمة "ميت" بإستثناء الطفلتين البنت ال ُ
ست بأن ما ستسمعه غير سار بتاتا ً ولهذا رمى الورقه وشغل السياره قائالً :إنها ُمخيفه ،أح ّ
بدأت برفضه وبشده..
***
24 juonyour
7:55 am
جلست على الكرسي واضعة حقيبتها بجانبها وهي تسأل صديقتها بهدوء :أخبريني بكُل ما
أخذتموه بينما كُنتُ غائبةً باألمس..
تنهدت جيسيكا قائله :ال شيء مهم حقا ً ،سأُعطيك المفكره لتنقلي المهم ،آه نعم الدكتور
جيمس طلب أن نختار إحدى النقاط السبع في محاضرة األمس وأن نعمل بحثا ً عنها ويُسلم يوم
الخميس ،أي غدا ً..
مطت إليان شفتيها بإنزعاج قبل أن تسأل :أي أحداث ُمهمه خارج نطاق الدراسه ؟
هزت جيسيكا رأسها قائله :كال..
إليان :حسنا ً هاتي مفكرتك ىأخبرني عن الدروس..
فتحت جيسيكا حقيبتها وحالما أخرجت ال ُمفكره تذكرت شيئا ً فإلتفتت الى إليان قائله :باألمس
أتت الى فتاة ما وسألتني عنك ،الفتاة بدت مرتبكه و ُمستعجله للغايه ،لم أُخبرها عن كونك لم
تحضري بل قُلتُ لها ال سبب يدفعني لإلجابة على إستفسارات الغُرباء ففاجئتني بقولها أنها
تعرفك وقد حددت موعدا ً معك ولكنك أخلفتِه وهي بحاج ٍة الى محادثتك قريبا ً ..أُضطررت
إلخبارها عن تغيبك فإسود لونها ثم إلتفتت وغادرت دون قول شيء .....هل حقا ً تعرفين فتاةً
كهذه ؟
سحبت إليان المفكره من يدها تقول :معجبة أُخرى تُريد التودد إلي ،كُل من أعرفهم تعرفينهم
ت لذا ما كان عليك إجابتها عن شيء.. أن ِ
هزت جيسيكا كتفها تقول :بدت لي وكأنها حقا ً تمتلك شيئا ً لقوله وليست فتاة أخرى تُريد فقط
ُمصادقتك..
تجاهلت إليان كالمها وفتحت على الصفحات األخيره المكتوبه قبل أن تعقد حاجبها وتنظر إلى
جيسيكا..
جيسيكا بتعجب :مابك ؟
إليان :لقد تذكرت ،أجل هناك فتاة واعدتُها على ُمقابلتها نهاية الدوام ولكني أخلفتُ وعدي
عن غير قصد ،غريب ....هل األمر هام الى درجة بحثها عني حتى اآلن ؟
جيسيكا :حسنا ً ....ال أحد يكون ملحا ً هكذا مالم يكن السبب جادا ً..
رفعت إليان حاجبها قليالً بعدها بدأت تكتب الملخص وهي تتسائل عما تريده فتاة غريبة منها
هي بالذات!
بعدها بدقائق الحظت بأن جيسيكا متردده وكأنها تُريد قول شيئ ما..
تنهد وقالت وهي ال تزال تنقل الملخص :ماذا بك ؟ قولي ما عندك..
جيسيكا :ههههه هل أحسستي ؟
صمتت بعدها للحضه ثم قالت :اممم من هي الفتاة ؟
إليان :أخبرتُك بأني ال أعرفها..
جيسيكا :كال أنا ال أسأل عن هذه..
إليان :إذا ً عن من ؟
جيسيكا :عن التي بدأ إدريان بمواعدتها..
إليان بسخريه :ومن غيرها ،تلك المغنية البغيضه ،يبدو بأنهما أعلنا مواعدتهما للعلن ..ال
تسألي أسئله غبيه رجاءا ً..
جيسيكا بإنزعاج :بل أنت ال تسخري مني فأنا جاده بسؤالي !! لو كانت ال ُمغنيه لما سألتِك ،
هيّا أخبريني ! البد من أنها إحدى معارفك ما دامت حظرت حفلة أخيك..
تعجبت إليان ورفعت رأسها عن ال ُمفكره قائله :هي ،عن ماذا تتحدثين ؟
جيسيكا :هيّا كُفي عن التغابي وأخبريني من تكون!
إليان :أنا جاده !! عن ماذا تتحدثين ؟
تعجبت جيسيكا من كالمها ،هل بالفعل لم تسمع عن األمر ؟
جيسيكا :حسنا ً ،إنتظري..
أخرجت هاتفها النقال وفتحت على إحدى مواقع أخبار الفنانين تقول :أنظري ،هناك العديد من
الصور وهو يخرج برفقتك أنت وهي من إحدى صالونات الشعر الشهيره ،وهنا يدخل القصر
ت متأخر لوحدهما ويغادران معها ،وهنا الطامه حيث صورهما وهما يخرجان من منزلكم بوق ٍ
بالسياره..
نزلت الى األسفل بالصفحه وأكملت :وعلى حسب كالم الصحفي فلقد دخال الى منطقة مليئه
بالشقق ال ُمستأجره ولكنه لم يستطع أن يحدد أي مبنى قد دخاله..
نظرت الى إليان ُمكمله :لهذا إنتشرت شائعات كونها حبيبته السريـ...
توقفت عن الكالم وهي ترى الدهشه العارمه على وجه إليان فقالت :هيه ،إيلي ؟
مطت إليان شفتيها تقول :أحمق !! كيف يوصلها الى شقتها بوقت متأخر من الليل ولوحده ؟!!
أال يكفي أن يجعل أحد السائقين يفعل ذلك ؟!!! هو يعلم بأن محبي الفضائح يالحقونه من مكان
الى آخر!!
جيسيكا :إذا ً ...هل هي حقا ً حبيبته ؟
إليان بإنزعاج :كال !! إنها ذات الفتاة التي أخبرتُك عنها ،المدعوة بآليس..
جيسيكا :آآه هذه هي أيضا ً..
صمتت قليالً بعدها قالت :هل ذهب إدريان الى المؤسسة هذا اليوم ؟
إليان وهي ال تزال منزعجه من هذه األخبار :ال أعلم..
جيسيكا :عليه أن يواجه الصحفيين بتبريرات ُمقتنعه وخاصةً أن معجبين كاتالين بدأوا بشتمه
في كافة مواقع التواصل!
رفعت إليان حاجبها تقول :أولم يفعلوا سابقا ً عندما إستصغروه قائلين بأنه وقح ويريد ان
يتلصق بمحبوبتهم كاتالين وعليه أن يبتعد عنها وال يُحاول اإلقتراب منها ؟ ماذا اآلن ؟ ما
الذي يُريدونه أيضا ً!!
جيسيكا :حسنا ً ،يقولون أنه وقح حاول في البداية أن ينشر إشاعات كونه يواعد كاتالين
وعندما لم ينجح أراد إستفزاز المعجبين عن طريق مواعدته لفتاة أخرى..
إليان :لهذا أكره عالم الفن !! معجبيه عبارة عن حفنة من السفلة الذي يبحثون في أتفه
األمور كي يطلقوا الشتائم ويثبتوا كون محبوبهم هو األفضل وأن من يضره هو وغد دنيء !
لقد بدأوا يصطنعون أسبابا ً سخفيه فقط ألنهم يكرهونه ! هذا كثييير!!!!
هزت جيسيكا كتفها وقالت :على أية حال األدلة قويه وبدأ الصحفييون فضوليون اآلن
بخصوص هوية هذه الفتاه ويعتقدون بأنها إحدى معارفه ما دامت حظرت الى مناسبه خاصه
ال يحظرها سوى األقارب ومن يدعوهم رب األسرة فحسب!
أخرجت إليان هاتفها تقول :سحقا ً ،عليه أن يوقفهم فليس من مصلحتنا أن يعرفوا هويتها
وسبب مكوثها عندنا ! يكفينا األحمق فرانس ،ال نريد المزيد من المشاكل!
ووضعت بعدها الهاتف على إذنها تنتظره يرد على إتصالها..
Part End
Part 28
عيناها ُمعلقتان على الباب بكُل ُرعب وهي تسمعه يدق بشكل ُمتسارع ويزداد معه دقات قلبها
الخائفه..
بدأت تتقدم من الباب بقدمان ترتجفان وهي تنوي أن تتفحص من بالخارج فحسب فربما يكون
مجرد شخص عادي..
على الرغم من أنها متأكده بأن األشخاص العاديون لن يطرقوا الباب بهذه الطريقة إطالقا ً..
رفعت رجليها تنظر عبر العين الزجاجيه ليهدأ الخوف تدريجيا ً بداخلها ويحل محله التعجب
وهي ترى رجالً كبير في السن مالمحه ال تبدو غريبة عنها إطالقا ً..
لقد رأته من قبل هي متأكده من ذلك ولكن متى وأين ؟
نظرت الى مقبض الباب قليالً بعدها مدت يدها وقررت فتحه فمالمح وجهه ال تبدو كمن يضمر
لها شرا ً..
فتحته فنظر الى وجهها قليالً بنظرات متوتره ليبتسم قائالً :كيف حالك ؟
أجابته :بخير ولكن مـ...
قاطعها :أنا في عجلة من أمري فهل يمكنني الدخول اآلن والتحدث ؟
ثانيه فقط من التردد بعدها تجاهلت هذا وقررت فتح الباب كله له فدخل وأغلقته خلفه..
بقي واقفا ً لفتره قبل أن يلتفت إليها قائالً :عليك أن تتركي هذا المنزل..
عقدت حاجبها تقول :ولما علي ذلك ؟
العم :أرجوك يا إبنتي ،غادريه فورا ً ،سأؤمن لك مكانا ً جيدا ً..
شعرت بالتوتر من طريقته بالكالم وسألته :هل من الممكن ....أنك تعرفني ؟
العم :إستأجرتُ سيارة أجره من أجلك ،لحين وصولها وضبي أغراضك..
آليس بإستنكار :ولما ؟!!! أخبرني عن السبب فليس من المعقول أن أستمع الى كالم غريب
دخل الى منزلي بشكل ُمفاجئ!
إتسعت عيناها بدهشه وتقدمت منه تقول :تذكرتُك ،أنت حارس البوابه ! الحارس الذي يعمل
في فيال جينيفر صحيح ؟
تقدم منها بدوره وأمسكها من كتفيها يقول بعينين حانيتين :ليست سوى مسألة وقت ويجدونك
،غادري ،صورك أصبحت تمأل شبكة اإلنترنت ،يجب أن تبتعدي عن إدريان وهذه العائله
قدر ال ُمستطاع وال تكوني على إتصال بأي فرد فيهم!
يجدونك ؟
هو يعرف بأنها ُمطارده!
هذا يعني بأنه يعرف من تكون!!
بقيت عيناها متسعتان من الصدمه وهي تنظر الى وجهه الخائف وبشده..
من الصدمه تريد الصراخ في وجهه ولكنها ال تستطيع فنظراته لها تبدو كنظرات والد الى
إبنته..
فتحت شفتيها تهمس بإرتجاف :ولما ؟ لما لم تخبرني من قبل عمن أكون إذا ً ؟
تذكرت ذلك الموقف الذي حدث في ساحة فيال جينيفر فأكملت بإرتجاف :لما عندما شاهدتني
ذلك اليوم أعاني من ذاكرتي لم تخبرني عن أي شيء ؟ لما إكتفيت فقط بقول بعض الكالم
اللطيف ! ال تهمني الكلمات اللطيفه !! يهمني أن أعرف من أكون ! لما لم تتحدث عن هذا
األمر ُمسبقا ً حتى اآلن!!!!
ضغط على كتفها قليالً ليقول بهدوء :آسف ،لم أكن أستطيع ،صدقيني كُل هذا من أجلك..
ت كسير :أردتُ أن أحميك كما وصاني فينسنت ولكن يبدو أني فشلت.. وأكمل بعدها بصو ٍ
دُهشت وهي تهمس :أبي ؟
تفاجأ للحضه قبل أن يسأل :هل تتذكرين ؟
شعرت بأنها ستبكي وهي تسأله :أرجوك أجبني ...هل أنا حقا ً فتاة سيئه ؟ لما الجميع
يُطاردني ؟ لما ُكالً من الخير والشر ضدي !! هل فعلتُ أمرا ً خاطئا ً ؟ أرجوك يا عم أجبني!..
ت فتاةً سيئه ! ما فعلتِه هو الصواب ت لس ِ دُهش وهزها يقول بحده :كال ال تُفكري هكذا !!! أن ِ
ت فتاة جيده وليذهب الجميع الى الجحيم !! أياك والتفكير حتى وإن كانت نتائجه عكسيه ،إن ِ
هكذا أرجوك!!
أكمل بعدها :هذا ليس المكان ال ُمناسب ،أرجوك وضبي أغراضك ودعيني آخذك الى مكان آمن
وسنتحدث بعدها ،هيّا أسرعي سأنتظرك باألسفل..
بعدها إلتفت وغادر وآليس واقفةً في مكانها لفترة ليست بالقصيره ال تعلم هل تثق بما يقوله
أو ال..
ولكن ،تصرفاته ال تبدو كمن يضمر سوءا ً وخاصةً أنه كبير في السن أيضا ً..
ت فتاة سيئه" .. ت لس ِ
"ان ِ
همست :هذا غريب ،رغم أني متردده من ناحيته إال أن جملته هذه أراحتني كثيرا ً..
صمتت لفتره ال تعلم هل تستمع إليه أو ال..
بعدها بثواني همست :سأذهب الى حيث يُريد ،إن كان هذا من أجل مصلحتي فقد كان قراري
حكيما ً في تصديقه وإن كان فخ فعلى األقل سأكتشف الكثير عن نفسي وقتها..
إلتفتت وسقطت عيناها على عنوان دانييل الذي ال يزال على الطاوله..
نظرت إليه لفتره قبل أن تقرر أخذ العنوان معها..
وصلت سيارة األُجره وتحدث العم معه لفتره قبل أن تنزل آليس وبيدها شنطة واحده فيها
جميع أغراضها..
ليس وكأن أغراضها كثيرةً أصالً..
فتح لها الباب الخلفي وحالما ركبت أغلق الباب وطل عليها من النافذه يقول :إنتظريني هناك
وال تخرجي ُمطلقا ً ،هناك أمر علي اإلعتناء به أوالً ومن ثم سآتي إليك لن أتأخر صدقيني..
صمت قليالً بعدها أخرج ظرف من جيبه ووضعه بين يديها وهو يبتسم قائله :كوني بأمان
بُنيتي وإن حلت الساعة السادسه ولم أعد فإفتحيه..
إبتعد فتحركت السياره وآليس تشعر بقلق من جملته اآلخيره..
نبرته فيها كأنها نبرة ُمودع!
إبتعدت السياره من ناظريه فأخرج هاتفه المحمول وأرسل رسالة الى شخص مجهول كتب
فيها..
"أصبحت بأمان"
ومن ثم أقفل الهاتف وتخلص منه فورا ً..
***
10:22 am
تنهد آندرو ودخل الى مكتبه وهو يتحدث بهاتفه قائالً :أخبرتُك ثيو بأني لم أُحدد مكانها
بالضبط ،شاهدتها صدفةً وأنا اآلن أُحاول التحقيق خلف الموقف ألعرف عنوان مسكنها
وحينها سأُخبرك صدقني!
جائه صوت أخاه ثيو يقول :لستَ حتى ب ُمحقق ،أخبرني أين رأيتها فحسب وسأتولى أنا األمر
..
جلس آندرو على كرسيه يقول :ال تجعلني أندم على إخبارك ! فقط يومان وسأجلب لك العنوان
،ربما في األخير تكون الفتاة التي رأيتُها ُمختلفه!
ثيو بهدوء :أمامك هذا اليوم فقط إن لم تخبرني فسآتي بنفسي..
آندرو بسرعه :كال ال تفعل ما بك !! منذ متى وأنت غير صبور ؟!!! آخخخ إني اآلن نادم بحق
على إخبارك!
ثيو :وستندم أكثر عندما ينتهي هذا اليوم دون إخباري..
وأغلق بعدها الهاتف في وجهه فمط آندرو شفتيه قبل أن يتنهد ويهمس :يبدو بأن مهلة
األسبوع التي وعدتُ بها لريكس لن يمكنني اإليفاء بها..
بعد فتره همس لنفسه :ولكن ماذا يريد ؟ ولما طلب مني أن آخذ من أخي معلومات عن
عائلتها ؟ أولم كان ينزعج من وجودها ويريد طردها ؟ اإلهتمام ال ُمفاجئ يُقلقني..
تجاهل هذا وفتح إحدى دفاتر التحضير فرن هاتفه ُمعلنا ً وصول رساله..
ألقى نظرة على اإلشعار فإذ هو من ريكس قائالً فيها "ال تأتي اليوم الى العمل فلقد غادرتُه ،
أنا ُمتعب لذا ال تُزعجني" ..
أمال شفتيه فكعادته أسلوبه وقح دائما ً..
همس :جوليتا إن كانت سترتبط به في األخير فأنا أُشفق عليها حقا ً..
أما ريكس فأطفأ هاتفه بعد إرسال الرساله وهو متجه الى الدرج فأتته المربية ماري تقول:
أتُريد بعض الطعام ؟
هز رأسه وخطا على الدرجة األولى فقالت :إذا ً شراب قهوه أو عصير ؟ أال تُريد شيئا ً ؟
توقف للحضات بعدها نظر إليها وقال :أأطعمتم إيدن ؟
هزت رأسها قائله :رفض وقال بأنه يريد النوم..
ريكس :حسنا ً ،حضري طعام اإلفطار وآتيني به الى غرفته..
إبتسمت وهزت رأسها قائله :سيصل في أقل من عشر دقائق..
أكمل صعود الدرج وهو يفكك أزرار قميصه العلويه وإتجه ُمباشرةً الى القسم األخير من
الدور..
فتح الباب ودخل الصالة الصغيره وإسترخى على األريكة وهو يقول بصوت مرتفع :إيدن تعال
..أعلم بأنك ُمستيقظ..
أغمض عيناه ليستريح قليالً فتسلل بعد دقيقه الى أذنيه صوت عجالت الكُرسي المتحرك تخرج
من غرفة النوم المظلمه..
فتح عينيه عندما توقف الكُرسي بالقرب منه ونظر الى وجه هذا الطفل الصغير قبل أن يقول:
لما ال تتناول طعامك ؟
إيدن بهدوء :لستُ جائعا ً..
ريكس :أنتَ لم تتناول عشاء البارحة أيضا ً!
إيدن بذات الهدوء :ال مشكله فجسدي تعود على الطعام القليل لذا حقا ً لم أكن أشعر بالجوع..
ضاقت عينا ريكس يقول :كف عن التصرف كاألطفال ! ألم أحذرك من تجاوز وجباتك ؟
لم يقل إيدن شيئا ً فقال ريكس :ستأتي الخالة ماري بالطعام ،عليك تناوله أفهمت ؟
فسأكف عن زيارتك.. ُ نظر الى عيني ريكس فأكمل اآلخر :إن لم تفعل
إيدن بسرعه :حسنا ً سآكله..
إبتسم ريكس وتنهد بعدها وهو يغمض عينيه مجددا ً ليسترخي وسأل :كيف حالك ؟
إيدن :كالعاده ،ال جديد..
ريكس :إن إستمريت باإلجابة بمثل هذه الطريقة الكئيبه فلن أجلس معك بعد اليوم..
أنزل إيدن رأسه وهمس :أنت قاس ،تهددني دائما ً بهذا..
ريكس دون أن يفتح عينيه :أعلم ،ما دامت هذه الطريقة تُجدي معك فسأستعملُها دائما ً..
وعم بعدها الهدوء التام كاد فيها ريكس أن يغفو لوال صوت فتح الباب ففتح عينيه وإعتدل في
جلسته حينما دخلت المربية ماري وبيديها صحن طعام..
وضعته على الطاوله وبدأت بتركيب لوح الطعام على الكرسي الخاص بإيدن وبعدها وضعت
عليه صحن شطائر مع كوب حليب..
إبتسمت له تقول :عليك أن تُنهيها جميها يا عزيزي حسنا ً ؟
هز رأسه فسألت :أتريد شيئا ً آخر ؟
إيدن :ال..
ربتت على رأسه قليالً بعدها غادرت مغلقة الباب خلفها..
ريكس :أسمعت ؟ تناوله كله..
نظر إيدن الى الشطائر الكثيرة التي أمامه وقال :لن يُمكنني إكمالها كُلها..
ريكس :ستفعل!
نظر إيدن إليه بترجي يقول :أخي صدقني ال يُمكنني ! إنها كثيره ..أنا صادق في هذا..
ريكس :ستفعل..
إرتجفت شفتا إيدن وأنزل رأسه وهو يمد يده ليأخذ إحداها فنظر إليه ريكس مطوالً قبل أن
يقول :إن أنهيتها فسأُخبرك بأمر سيُسعدك..
رفع إيدن رأسه يقول :ال بأس معي ،ال أريد سماع شيء ولكن ال ترغمني على إنهائها ،
أرجوك..
رفع ريكس حاجبه يقول :حسنا ً لن أقول لك شيئا ً ومع هذا ستُنهيها ! يُمكنك فكف عن
التصرف بصبيانيه فأنا بالفعل على علم بما تُريد فعله..
إيدن بدهشه :ماذا تقول ؟!! عن ماذا تتحدث ؟ أنا ال أنوي على شيء ،أنا حقا ً ال يُمكنني....
مكان أسوأ فتوقف!!! ٍ قاطعه ريكس بحده :إن لم تكن تُريد مغادرة هذا المنزل الى
إنتفض إيدن فزعا ً بعدها بدأ بأكل الشطيرة التي في يده بهدوء تام..
ظاهريا ً كان الهدوء يكسوه ولكنه من الداخل كان بحق يبكي..
عاود ريكس اإلسترخاء جالسا ً وهو مغمض العينين فبدأت شفتا إيدن باإلرتجاف وبدأت
الدموع تتجمع في عينيه وهو يشعر بأنه يغص في اللقمة عشرات المرات..
ما إن أنهى الشطيرة األولى وه ّم بأخذ الثانيه جاءه صوت ريكس الهادئ تماما ً يقول :تحمل
قليالً ،سأُخرجك من هذه الحياة اللعينه قريبا ً ،عدني فقط أن تستمع الى كالمي دون إعتراض
فهذا ألجل مصلحتك..
رفع إيدن عيناه الدامعتين بدهشه الى ريكس ونظر إليه قليالً قبل أن تنهطل دموعه على
وجنتيه وبدأ بمسحها وجسده يرجف من البكاء فقال ريكس دون أن يفتح عينيه :كف عن
البكاء كاألطفال..
ت مسموع وهو يشهق وكأن جملته هذه كانت مفتاح التشغيل فقد بدأ إيدن حقا ً بالبكاء بصو ٍ
قائالً بصوت متقطع :أحبك .....أحبـ ـك..
تمدد ريكس على األريكة يقول بإنزعاج :حسنا ً إن كُنت كذلك فتوقف بحق هللا عن إزعاجي!!
بلع إيدن ريقه وأطبق على فمه يُحاول إيقاف بكائه بينما وضع ريكس ساعده على عينيه
وكأنه ينوي النوم اآلن وفي هذا المكان..
مرت الدقائق والساعات عقد بعدها ريكس حاجبه عندما سمع صوت خفيف ففتح عينيه ناظرا ً
عن يساره ليعتذر إيدن قائالً :آسف هل أزعجتُك ؟
وكان يحمل في يده كتابه الذي يبدو وكأنه سقط أمام قدمه..
تنهد ريكس وجلس فعقد حاجبه ونظر الى اللحاف الذي كان ُملحفا ً به..
أخرج هاتفه المحمول من جيبه ناظرا ً الى الساعه ليجد بأنها تجاوزت الثانية ظهرا ً بقليل..
سأل وهو يفتح الرسائل التي وصلته :هل أنهيت طعامك كله ؟
إيدن :أجل..
ريكس :ال أُصدقك..
إيدن بسرعه :كال لقد فعلت ،إسأل الخالة ماري ،لقد أنهيتِها جميعا ً..
ريكس ببرود :هذا ليس دليالً ،يُمكنك إلقاؤه ومن ثم التظاهر بأنك....
صرخ إيدن في وجهه :كف عن إستفزازي!!!
إبتسم ريكس ولم يُعلق ففُتح الباب في هذه اللحضه..
نظرا الى الباب لتقع عيناهما على إليان التي دُهشت عندما رأت ريكس فأغلقت الباب فورا ً
فرفع صوته قائالً :ال بأس سأخرج اآلن..
ولكن ما سمعه كان صوت خطواتها السريعه وهي تُغادر..
تنهد وعاود النظر الى هاتفه فقال إيدن بعد فتره بحذر :أخي ....هل أنتما ُمتشاجران ؟
ريكس بال ُمبااله :ال ..ربما تذكرت أمرا ً طارئا ً لهذا غادرت ُمسرعه..
إبتسم إيدن وهمس :رائع ،إذا ً أيمكنك أن تدعوها لمرة كي نتناول الطعام مع بعضنا كما في
السابق ؟
وقف ريكس يقول :إن كُنتُ متفرغا ً..
إتجه الى الباب ُمكمالً :حسنا ً أنا ُمغادر ،ال تنسى أن تتناول طعام الغداء..
بعدها خرج فتنهد إيدن وهمس :لم يذكر إدريان ....ال زاال ُمتشاجران بالتأكيد..
بعدها تقدم بكرسي من اللحاف الذي غطى فيه ريكس سابقا ً وبدأ بطيه وشبح إبتسامة السعاده
مرسومة على شفتيه وهو يتذكر جملة ريكس التي قالها قبل أن ينام..
***
3:44 pm
***
pm5:33
نظرت آليس مطوالً الى الظرف الذي بيدها قبل أن ترفع عينيها الى ساعة الحائط هامسه :بقي
أقل من نصف ساعه..
إحتضنت الظرف وهي تضم معه ركبتيها الى صدرها وبدأت عيناها تجوالن في هذا المنزل
المهترئ والقديم للغايه..
دور أرضي بغرفة ومطبخ ودورة مياه واحده فقط..
حتى الشاب األعزب ال يعيش في منزل صغير كهذا..
ال بأس ,لن تبقى هنا كثيرا ً فكُل ما عليها هو أن تنتظر ذلك الرجل المسن حتى تحين الساعة
السادسه..
وبعدها كما قال لها بشكل واضح ستقوم بفتحه..
نظرت بهدوء عبر النافذه الى جدار المنزل المجاور المليء بكتابات أطفال الشوارع قبل أن
تهمس :عليه أن يعود ,عليه أال يقول لي مثل ذلك النوع من الكالم وكأنه لن يعود ,سيعود ,
البد من ذلك فهو ثاني شخص يعلم عني الكثير كما يبدو..
إبتسمت بهدوء وهي تتذكر تقاسيم وجهه الحنونه قبل أن تغمض عينيها تدريجيا ً لتغفو بعد
طول إنتظار..
صراع قطط بين المنزلين جعلها تستيقظ فزعة وهي تتخذ وضعية دفاعيه قبل أن تستوعب
وضعها..
أخذت نفسا ً ونظرت الى الساعه لتجدها قد قاربت الثامنه مساءا ً..
ال تُصدق بأنها قد نامت لساعتين تقريبا ً..
نظرت حولها ولكن خاب أملها عندما لم تجد أي أثر لذلك المسن..
هذا يعني بأنه قد ال يعود..
نظرت الى الظرف وهي تتذكر جملته "إن حلت الساعة السادسه ولم أعد فإفتحيه" ..
شعرت بقبضة في قلبها وحزن عارم..
لما أتاها مسرعا ً وكأن هناك ما يخافه ؟
هل ....حدث له سوء ؟
هزت رأسها وبدأت بفتح الظرف وهي تقول :كفي عن إفتراض األمور المخيفه ,ربما لم
يستطع ترك عمله مبكرا ً ..األمر قد يكون بغاية البساطه فال تكوني متشائمه..
عقدت حاجبها وبعدها بشكل متردد أخرجت ثالث صور من الظرف..
تعلقت عيناها مطوالً في الصورة األولى حيث كانت لرجل مع إمراءه بيدها رضيع وتتوسطهما
فتاة صغيره..
بقيت عيناها الفارغتان تنظران الى هذه الصورة قبل أن تشعر بموجة دموع تعكر صفو
مالمحهما التي جعلتها تشعر بألم عميق في صدرها..
هل من الممكن أنها صورة والداها ؟
هل هذا هو والدها المدعو بفينسنت ؟
الذي قتل قبل فترة قصيره....
زمت على شفتيها سريعا ً عندما شعرت برغب ٍة في البُكاء..
ت ال تعرفينه ،قد يكون والدا ً سيئا ً لذا ال غطت عيناها بيديها وهي تهمس :توقفي ,توقفي ,أن ِ
تبكي..
حاولت منع نفسها من البكاء عن طريق تخيالتها هذه فهي بحق ال يمكنها إحتمال فكرة أن
تفقد والدا ً جيدا ً..
توقفت تدريجيا ً عن البكاء ناظرةً الى المرأة وما تحمله في يدها فهمست :هذا يعني بأن لدي
إخوه..
نظرت الى الرضيع ومن ثم الى الطفلة التي تبدو في العاشرة من عمرها أمامهم وأكملت :لكن
أياهما هي أنا ؟ الكبيرة أم الصغيره ؟
تذكرت تلك الطفلة من حلمها قبل عدة أيام وهمست :أيعني أن لي أخت صغرى ؟
ت حيه ؟ بدأت تفكر باألمر وعيناها على المرأة التي من دون شك هي والدتها فهمست :هل أن ِ
زمت على شفتيها مجددا ً عندما شعرت برغب ٍة في البكاء فقلبت الصورة فورا ً وهي تقول:
بالتأكيد هي كذلك وتعيش مع أختي في مكان ما من العالم ..كفي عن إفتراض األسوأ دائما ً..
توقفت عن التفكير وهي تنظر الى الصورة التاليه والتي كانت فيها مرتدية ثوب التخرج من
السنة اإلعداديه وخلفها يقف والدها نفسه من الصورة السابقه يجاوره إمرأة ُمسنه..
همست :تلك المرأة والتي هي والدتي ليست في هذه الصوره ،حتى ذلك الرضيع ال أثر له
وبدالً من ذلك توجد إمرأه ُمسنه ،ما ِعالقتُها بي ؟
فتحت الصورة الثالثه واألخيره فإذ هي صورتها ذاتها التي شاهدتها مرتين مسبقا ً..
مرة مع ذلك المحرم األسود في باريس وهو يدور بها بين الفنادق ،والمرة التاليه قبل فترة
وجيزه عندما أرتها إياها تلك الفتاة من حفلة ريكس..
أصبحت هذه الصورة تبعث على الشؤم في نفسها..
عادت ُمجددا ً تنظر الى الصورتين األولى والثانيه قبل أن تهمس :لدي أم وأب وأخت على ما
أعتقد و ...ال أعلم هل هذه المرأة المسنه تكون قريبتي أو أنها إحدى مدرساتي فالصورة
مأخوذة من حفلة مدرسيه كما يبدو..
تأملت مالمح عائلتها بوجه متألم قبل أن تهمس :توقعت أن أتذكر عائلتي فور رؤيتي لهم أو
لصورهم على األقل ولكن لم يحدث أي شيء ،لم أتذكرهم بعد ،لما فقدان الذاكرة مؤلم الى
هذا الحد ؟
سقط الظرف من على رجليها أرضا ً فعقدت حاجبها عندما الحظت طرف ورقة ما داخل
الظرف..
إنحنت وإلتقطت الظرف فوجدت بداخلها ورقة مطويه..
لقد ضنّت بأن الصور كانت كل مافي الظرف!
أعادت الصور بهدوء بداخله ووضعته جانبا ً ثُم فتحت الورقة لتجدها كرسالة مكتوبة باليد..
*صغيرتي ,أكتب لك رسالتي الصغيرة هذه وأنا على عجل لذا أُعذري أي تقصير فيها فأنا
بحق لم يُعجبني أمر إخفاء كُل شيء عنك وكأنك دُميه ,ولم يُعجبني إختيار عائلة إلكسندر من
أجل إخفائك ولكن ماذا عساي أن أفعل فأنا ضعيف ولم أقوى على المعارضه ,وصول رسالتي
هذه لك تعني شيئا ً واحدا ً وهو أننا لن نلتقي ُمجددا ً ,أيا ً ما كان ستسمعينه عني فتأكدي بأن
األمر لم يكن خطأك فأنا كان علي الموت منذ زمن طويل وبفضلك وحدك عشتُ الى هذا الحد
ت إبنتي ولكني لطالما رأيتُك كذلك لذا ال تُحملي نفسك ذنب موتي ....عزيزتي ,رغم أنك لس ِ
ت ال تزالين رضيعه لذا أرجو أن تعيشي حياة سعيده ُمسالمه بعيده تماما ً عن موطنك منذ أن كُن ِ
ومدينتك باريس ,ال تنبشي خلف ماضيك ,ال تحاولي البحث عن أي أقارب أو عالقات فالقدر
قد ساق لك حياة تعيسه لذا ال تُحاولي الرجوع إليها مطلقا ً ,أرجوك ,ال تدعي تضحية والدك
ت أيضا ً ,وإن خانك الحظ وقابلتي أشخاصا ً تذهب هباءا ً ,عيشي فال فائدة من موته إن ُمتي أن ِ
سيئين وأسمعوك كالما ً سيئا ً فال تستمعي لهم مطلقا ً ! عزيزتي ,حتى وإن كانت نتائج أفعالك
أسفرت عن المآسي فتأكدي بأنك لم تفعلي سوى الصواب ,وأنك لم ولن تكوني شخصا ً سيئا ً
في حياته ,لذا فقط عيشي بعيده قدر ال ُمستطاع عن باريس ,وإن أمكنك فعيشي بعيدا ً عن
ستراسبورغ أيضا ً وعن عائلة إلكسندر أيضا ً ،وأخيرا ً ،حادث صدمك لم يكن ريكس المخطئ
فيه لذا ال تُحمليه ذنب فقدانك للذاكره ،ففقدانك لذاكرتك هو خطأ جانبي لم نتوقع حدوثه مطلقا ً
,كُل ما أردناه إبعادك وإخفائك بطريقة طبيعيه لذا لوميني أنا على ذلك وليس أي أحد آخر ,
سترافقك دعواتي ,أُحبك صغيرتي* كوني بأمان دوما ً و ُ
عيناها البنيتان أصابتهما ال ُحرقة من شدة إتساعهما دهشةً مما قرأته..
"ال تدعي تضحية والدك تذهب هباءا ً"
هذا يعني بأن والدها كان شخصا ً جيدا ً فلن يُضحي الشخص السيء بنفسه!
"فالقدر قد ساق لك حياة تعيسه لذا ال تُحاولي الرجوع إليها مطلقا ً"
هي محقه ,ماضيها بالفعل سيء الى هذه الدرجه!
"حتى وإن كانت نتائج أفعالك أسفرت عن المآسي"
ال تُريد حتى أن تُفكر بما قد تكون هذه المآسي..
"فقدانك لذاكرتك هو خطأ جانبي لم نتوقع حدوثه مطلقا ً"
وفي النهايه ,كُل هذا كان ُمخططا ً له..
"لذا ال تُحملي نفسك ذنب موتي"
بعد كُل هذا ....يقول بأنه سيموت!..
وضعت رأسها بين يديها وهي تكاد تُجن من كُل هذا..
عواطفها لم تعد تحمل المزيد..
هذا جنوني ,جنوني الى درجة ال يُمكنها إحتمالها أبدا ً..
والدها الذي قُتل إتضح أنه قُتل ألجلها!!
المسن الذي يعتبرها كإبنته من الواضح بأنه هو أيضا ً مات ألجلها!
عذابها من فقدانها لذاكرتها كان ُمخططا ً له وحياتها التعيسة هذه مخطط لها وحياتها السابقه
كانت أتعس مليئه بإختياراتها التي البد من أنها إختيارات أنانيه ما دامت أنها أسفرت عن
المآسي كما قال!!!
كيف لها أن تحتمل هذا ؟
ً
سالت الدموع على خديها وفتحت فمها لتُطلق تلك الصرخة المرتفعه مخرجة فيها كُل ألم أو
كبت أتاها من بعد قراءة ما كُتب..
هذا حقا ً كثير..
كثير للغايه..
***
10:03 pm
أغلق آلبرت الباب خلفه وجلس على األريكة ال ُمستقله الموجوده في غرفته وإسترخى فيها
وعينه مركزتان على المغلف البني الذي أمامه..
أبعد عينه عنه عندما طرق الباب فقال :أُدخل..
دخلت إستيال وتقدمت منه ,إتكأت بكتفها على الجدار الذي بجانبها ناظرة إليه تقول :الى متى
؟
آلبرت :الى متى ماذا ؟
إستيال :الى متى ستتجاهل حقيقة أن فرانس هو أخاك األصغر الذي يجب عليك حمايته
ومساعدته ؟
نظر إليها قليالً وهو يتذكر كالم فرانس األخير له..
"جينيفر على األقل عندما تفعل شيئا ً تفعله بوضوح ولمصلحتها هي ! لم تتعذر مثلكم بإسم
العائله لتصبحوا مثاليين !! لديها الكثير من العيوب ولكنها لم تُغلفها كما تفعل أنت"
"صدقني ,هي الوحيدة التي تعرف ما أُريد ووعدتني أن تُحققه لي ,أنت لم تفعل قط"
أجابها ببرود تام :جينيفر أصبحت والدته ,دعيها هي من تتكفل بأمره فال شأن لي به بعد
اآلن..
إستيال بإستنكار :أنتَ لستً جادا ً صحيح ؟!!!
ت ُهنا لتتحدثي فقط عن ذلك الفاشل فغادري.. آلبرت :إن كُن ِ
إستيال :آلبرت!!!!!!
وضع رأسه بين يديه ناظرا ً الى األسفل وهو يهمس :إستيال أتركيني وحدي!
بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت :ما الذي يحدث معك ؟ أنت لم تكن هكذا مطلقا ً ! أنت
تتصرف بطريقة ال يُمكن فهمها ! ماذا عن صراخك اليوم في وجه فلور وكأنك تقصد أحدا ً آخر
صدمت حقا ً ؟ منذ متى وأنت تفقد رباطة جأشك وتُخرج صراعاتك الداخليه لآلخرين ؟ لقد ُ
عندما حدثتني فلور عن األمر!..
إنتظرت ردة فعله على كالمها ولكن ال فائده..
تقدمت وجلست على األريكة األخرى المستقله تقول :أليس سفرك من المفترض أن يكون ليلة
البارحه ؟ لما ال تزال ُهنا ؟
لم يرفع رأسه لها ولم يُجبها بشيء..
تنهدت وبقيت تنظر إليه طويالً قبل أن تقول :آلبرت ,مابك حقا ً ؟ هل حدث شيء ما ؟
رفع رأسه بهدوء ونظر إليها لفتره بعدها سأل :حسنا ً ,أحدهم أعطاني شيئا ً وأنا محتار في
معرفة من يكون ,هل هو فرانس أم من..
إستيال :من أعطاك ماذا ؟
فقط حرك عينيه تجاه المغلف فنظرت الى حيث ينظر بعدها أخذت المغلف ونظرت إليه من
الخارج تقول :لقد أُرسل لك عبر البريد في يوم 23أي في صباح يوم األمس ,ال يوجد إسم
المرسل فقط إسم ال ُمستلم..
نظرت الى آلبرت وأكملت :ما الذي جعلك تعتقد بأنه قد يكون فرانس ؟ أعني هو محبوس في
غرفته منذ يوم أمس لذا...
قاطعها آلبرت :لم يبدأ حبسه سوى في الليل..
نظرت إليه قليالً بعدها أخرجت ما بداخل المغلف حيث كان عبارة عن كومة أوراق عمليه
كثيره..
بدأت بالتقليب فيها مبدئيا ً بشكل سريع قبل أن تندهش تدريجيا ً وتبدأ بقراءة محتوياتها بتركيز
تام..
بقيت على حالها تقرأ في األوراق قرابة ربع ساعه وهي تطلق من شفتيها بين فترة وفتره
بعض عبارات عدم التصديق..
رفعت أخيرا ً عينيها الى أخاها تقول بصدمه :ال أجد ما أقوله بتاتا ً ,إني حتى ال أستطيع تكذيب
كُل هذا فكلها أوراق رسمية وليست مجرد نسخ ؟!!!! إنها أمور ال تُصدق!
هزت رأسها نفيا ً وهي تُكمل :لطالما كرهتُ ريكس وحقدت عليه وتمنيت سقوطه لعديد من
المرات ولكن لم أكن قادرة في قرارة نفسي على التقليل من شأنه ففي نظري كان ناجحا ً ذكيا ً
حتى لو لم أعترف بذلك !! ولكن هذه األوراق........
لم تستطع حتى أن تُكمل فقال آلبرت بهدوء :مخالفات قانوينه جنونيه ,تهريب مواد ممنوعه ,
رشوة جهات حكوميه وخاصه ,صفقات غير رسميه ,أموال مغسوله ,وسرقات غير قانونيه
,كُل شيء غير قانوني فعله ريكس بجداره وجميع هذه األرواق أدلة رسمية لها..
بقيت تهز رأسها نفيا ً غير مصدقه وهي تنقل نظرها بين األوراق حيث بعضها كانت صرفيات
الشيكات الرشويه ,وحواالت األموال المغسوله ,وتواقيع رسمية على الصفقات الممنوعه
والكثيير الكثير مما لم تعد بإستطاعتها قراءته..
تحدث آلبرت بهدوء يقول :األمر يشغل بالي منذ الصباح ,صدمة لم أتخيلها قط ,هل علم
فرانس بكُل هذا لذا كان يتفوه بتلك الكلمات لي عندما قال أنه فعل هذا ألجلي وأن ريكس لم
يستحق ؟! إن كان أجل يعلم بكل هذا فلما لم يقله علنا ً أمام الحاضرين فهذه الضربة أقوى
بعشرات المرات ؟ لما حتى فكر بأخذ الجهاز اللوحي عنوة من فلور ليقرأ ويتحدث عن شيء
هو ال شيء أمام كُل هذا ؟!!!! أنا لم أعد أفهم..
أنزل رأسه ينظر الى األسفل وهو يتكئ بساعديه على ركبتيه وهمس :ولما ريكس فعل كُل هذا
؟! ال يمكنني تجاوز هذه الصدمه..
همست إستيال :في األخير لم يكن ريكس بتلك الروعة التي يضنها الجميع ,هو مجرد مرتشي
مهرب وجبان يلتجيء الى الممنوع ليرتقي ,أشمئز من كونه قريب لي..
نظرت الى آلبرت تقول :ماذا ستفعل ؟
أجابها بهمس :ال أعلم..
عقدت حاجبها تقول :كيف ال تعلم !!..على عمي رؤية هذا ! عليه أن يُصدق أن ريكس ال
يملك أدنى إستحقاق ليكون وريثه !! حتى فلور تستحق أكثر منه ,ألم تسمع كالمه على الغداء
اليوم ؟ كان يتحدث وكأن طريقة إدارة ريكس ألعماله مشكلة بسيطه سيحلها ريكس ببساطه ,
هو ال يزال يريده أن يكون الوريث ! عليك أن تفعل شيئا ً !! على هذه األوراق أن تخرج للعلن
قبل أن يكتشف األمر أي أحد من الخارج!!..
إتسعت عيناها بصدمه عندما سمعته يقول :ال يمكنني..
هزت رأسها تقول :ماذا تقصد بال يُمكنني ؟!!! آلبرت أ ُجننت ؟!! إنه مجرم حتى النُخاع ويجب
أال يتم التستر على أمثاله ,إنه يدمر الجميع!!
شد على أسنانه ثم رفع رأسه إليها يقول :ولكنه إبن عمي !!!! أنا لم أكرهه يوما ً ,كُنتُ فقط
أراه ُمنافسا ً أسعى للتغلب عليه ! نمتلك نفس الدم يا إستيال فال تتوقعي أن أتعامل معه كما
أتعامل مع أي غريب!!
بعدها وقف وغادر صافقا الباب خلفه وإستيال مصدومة مما سمعت..
همست بعدم تصديق :أخي آلبرت ُ ....جن حقا ً!
***
11:55 pm
توقفت السيارة السوداء في هذه البقعة الشبه مظلمه ونزل السائق مسرعا ً ليفتح لسيدته
الباب..
كان الجو باردا ً للغايه وينذر بيوم مثلج قريبا ً لذا كانت تردي معطفها الباهض وهي تنزل من
السيارة وبين شفتيها الحمراوتين تدفئ جسدها بسيجارة صغيره..
وقف جميع من في هذا المكان المكشوف إحتراما ً لمجيء قائدتهم فتقدمت لهم وجلست على
كُرسي أُعد لها ُمسبقا ً وهي تقول :هل و َ
صلَت ؟
أجابها أحدهم حيث هو المسؤول وقال :من المفترض أن تصل خالل خمس دقائق ,لننتظر
قليالً ونرى..
لفت بعينيها حول المكان تقول :ذلك المدعو بريكس هنا ؟
إبتسم ريكس وأجابها :أجل..
نظرت الى حيث الصوت وقالت بعدها :أتعلم ,لو تمت الشحنة عن طريق الخط الذي أمنته لنا
...فسأُسعد بك كثيرا ً..
إبتسم يقول :وهذا ُمرادي..
كشر ماثيو هامسا :وماذا يعني ؟ حتى أنا أستطيع تأمين خط أمن..
علق الذي بجواره :توقفت أعمالنا ألشهر بسبب عدم إمتالكنا لواحد فلما لم تُرنا براعتك ؟ ال
أحد بالمنطمة إستطاع إيجاد طريق مناسب لتهريب الممنوعات دون أن تمر من أعين الشرطة
أو من أنوف كالبها المزعجين ,الجمارك في كل مكان يا صديقي فلو نجح ريكس فسيكبر
شأنه كثيرا ً..
إنزعج ماثيو وهو يهمس :ليس سوى مجرد بربري ثري مدلل ال يصلح لهذا المكان..
ضحك صديقه وهمس :بربري ومدلل ؟ ال أعلم كيف يمكن أن تجتمعا الصفتين في شخص
واحد..
في حين كان ريكس يقف بهدوء متكئ على صندوق خشبي ينظر الى الشمال حيث من
المفترض أن تصل السيارة التي تحمل القليل من البضاعه حيث إنطلقت منذ ما يُقارب الخمس
ساعات وعليها أن تنجح في التجربه وتتجاوز كُل شيء..
هو واثق من الخط الذي أمنه ولكنه ال يستطيع منع نفسه من القلق ,فإكتشاف السيارة هذه
التي أطلقتها العصابة من أجل التجربه سيضره هو فلقد حرصت زعيمتهم كارمن أن تنطلق
بإسمه تحسبا ً ألي خطأ..
ظهر على شفتيه شبح إبتسامه عندما الحظها من بعيد في حين إتسعت أعين أفراد العصابة
بصدمه وبدأوا ينظرون الى بعضهم البعض بفرح وسعاده..
وصلت السيارة فتقدم المسؤول هنا وبدأ بتفقد البضاعة قبل أن يلتف الى الزعيمة ويشير إليها
بأن كُل شيء في مكانه وأن التجربة نجحت تماما ً..
إبتسمت هامسه :وأخيرا ً..
بدأ أفراد العصابة من حولها يهتفون فرحا ً فنظرت إليهم تقول ألحدهم :كيفين ,أعد حفلة
شرب كبيرة في المقر على حسابي الخاص ,أعمالنا أخيرا ً ستُعاود اإلستمرار كالسابق..
إتسعت أعينهم وبدأوا بالصراخ وشكرها فإبتسمت وعندما إلتفتت لتعود الى سيارتها نظرت
الى ريكس الذي ال يزال على وضعه وقالت :ريكس كن متأهبا ً في أي وقت ,سآخذك معي في
زيارتي القادمه للمقر الرئيسي في باريس..
دُهش للحضه قبل أن يبتسم قائالً :أنا جاهز دائما ً..
صفر شخص بجانبه يقول :أووه لقد أصبحتَ شخصا ً ُمهما ً حقا ً ,مبارك ريكس..
فتقدم آخر منه يعبر عن دهشته في مقدرة ريكس على تأمين خط كهذا وتقدم ثالث ليبارك له
وهكذا بينما ماثيو ينظر إليه بإنزعاج قبل أن يقول :ال يستحق أي من هذا !! أنا هنا منذ أربعة
أعوام فلما هو يسرق كل المجد قبلي لدرجة ذهابه الى إجتماعات الرؤساء والمهمين في
باريس ؟!!! ال أُحب ذلك..
إبتسم صديقه يقول :إنها أوامر الزعيمة كارمن ,هل ستُعارضها ؟
شد على أسنانه غيضا ً ولم يُعلق..
في حين عبرت سيارة كارمن الخط السريع فسألت الشخص الذي يجلس بجانب السائق والذي
هو أكثر من تثق فيه بمجموعتها وقالت :ماذا حدث بخصوص األمر الذي أتاك من المقر
الرئيسي ؟
أجابها :لقد تتبعت الصور ووصلت للمنطقة التي أُلتقطت فيها ولكن كانت قد هربت قبل مجيئي
بساعتين على األقل..
كارمن :وماذا ؟ أهذا كُل ما فعلته ؟ كان عليك تتبع أثرها فهي تعتبر من أعدائنا وقد تأذى
المركز الرئيسي منها كثيرا ً..
علق قائالً :ال يمكنني تتبعها فال كميرات توجد من حيث غادرت سيارتها ,ولكني تتبعت المسن
الذي أبعدها وحققت معه وعندما لم أجد أي فائدة قد ترجى منه قمت بقتله ...الفتاة البد من
أنها ستظهر مجددا ً حالما تسمع بموته..
تنهد وأكمل :ولكن أعتذر لن يمكنني المضيء بتتبعها أكثر ,هاتفني أحدهم من مقر باريس
قائالً بأن المدعو بموريس المسؤول عن البحث عنها غضب وأمر أن يتوقف الفرع الموجود
في ستراسبورغ عن التدخل في عمله لذا إعذريني..
نظرت كارمن عبر النافذه تقول :ال تعتذر ,لطالما عُرف المدعو بموريس هذا بعقليته المعقده
,أترك الفتاة لهم فنحن مشغولون بما هو أهم..
هز رأسه وقال :عذرا ً ,لقد إكتشفتُ أمرا ً خالل تعقبي..
نظرت إليه فأكمل :المسن الذي ساعدها على الهرب يعمل كبواب لدى إمرأه تُدعى جينيفر ,
هذه المرأه هي زوجة والد عضونا ريكس..
دُهشت للحضه فقال :لذا قد يكون هناك صلة معرفة أو...
قاطعته :كال ,ال أضن ,هي على عالقة ببواب يعمل لدى زوجة والده ,عالقة طويله ال يمكن
أن تتيقن بأنهما يعرفان بعضهما من خاللها وخاصة أن موطن الفتاة هو باريس أصالً وليس
ستراسبورغ ,إنسى هذا األمر وال تكشفه لموريس عندما يستجوبك عما توصلت إليه
بخصوص الفتاة ,فأنا ال أُريد منه أن يصل به الوضع أن يُحقق من أعضائي أيضا ً..
هز رأسه وقال :كما تُريدين..
بعدها نظر الى األمام وضاقت عيناه بعدها بهدوء غريب..
***
25 juonyour
10:05 am
***
2:24 pm
كان يجلس في وسط سريره كعادته منهمكا ً في كتاب علمي يذاكره من أجل إختباره..
قطع عليه ذلك طرق باب الغرفة بهدوء فنظر الى الباب يقول :أُدخل..
تعجب عندما رأى بأن جينيفر هي من دخلت ال أحد آخر فإبتسم يقول :أصبحتي تزورين
غرفتي كثيرا ً هذه األيام..
أغلقت الباب خلفها تقول :ماذا عساي أن أفعل فأنت من تدعوني الى زيارتك..
عقد حاجبه فتقدمت وجلست على طرف السرير ومدت يدها لتُغلق الكتاب وهي تقول :لذا دعنا
نتحدث قليالً..
نظر إليها دون تعليق فتنهدت قليالً قبل أن تبتسم وتقول :عزيزي كين ,أصبحتَ تتمادى قليالً
,تغاضيتُ عن إستراقك للسمع ولكن ال تجعل األمر يصل الى السرقه!
ئ ثمين ؟ سرق منك شي ٌ بقي صامتا ً لفتره قبل أن يبتسم قائالً :عن ماذا تتحدثين عمتي ؟ هل ُ
أبلغي الشرطة فالخدم الطامعون هذه األيام يتكاثرون..
إبتسمت له بدورها تقول :عزيزي سألتُك سؤاالً ُمباشرا ً لذا أجبني إجابةً ُمباشره فكالنا يعلم
سرق ليس باهض الثمن بل أوراقا ً خطيره قد تُنهي حياة شخص ما.. بأن ما ُ
كين :ولما إذا تحتفظين بشيء خطير كهذا ؟ إنه خطر يا عمتي ,هذا ليس من صالحك..
زالت إبتسامتها وبدأ صبرها ينفذ وهي تقول :كين ال يزال العمر أمامك ,ال تمشي للموت
بقدميك..
إبتسم يقول :إني جالس في مكاني يا عمتي..
بقيت تنظر إليه مطوالً قبل أن تُخرج هاتفها وتفتح على إحدى ملفات الـ pdfالتي تحتفظ فيها
بمكتبة الهاتف..
رمت الهاتف أمامه تقول :هل سمعت عن هذا األمر ؟
تعجب من تصرفها فسحب الهاتف ونظر الى الكالم والصور ال ُمرفقه وبالكاد منع نفسه من
الصدمه فسحبت هاتفها من بين يديه تقول :إن تم نشر حرف واحد من تلك األوراق فسأنشر
بدوري هذا ,لذا دعنا نرى شخصين يتدمران في الوقت نفسه حسنا ً ؟
بعدها وقفت مكمله :لذا حاول إرجاعها بأسرع وقت فال أعلم الى أي حد قد أصبر..
رفع نظره إليها يقول بهدوء :ماذا لو لم أكن أنا السارق ؟
جينيفر ببرود :فات األوان على أن تُنكر فلقد إعترفت بتصرفاتك قبل قليل..
إلتفتت لتُغادر وعندما إقتربت من الباب توقفت ونظرت إليه فإذ هو يرمقها بحقد تام..
إبتسمت تقول :مادام األمر يغيضك ويُكبلك الى هذه الدرجه فسأحاول أن أستعمل هذه المعلومة
جرب وإشتكي ألخوتك عن األمر وأنظر ماذا قد أفعل.. إلبتزازك ُمستقبالً ,أيضا ً ّ
بعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها هامسه :األطفال أمثالهم علينا تهديدهم حتى يتصرفون
بإحترام..
عض كين على شفتيه قبل أن يهمس لنفسه :ولكني بحق لم أسرق شيئا ً ,كيف يمكنني أن
أسرق بعد أن طلبني آلبرت بنفسه أن أتوقف عن إستفزازها ؟!
***
4:20 pm
يجلس على األريكة وأمامه كومة أوراق ي ُحظر ألسئلة طالبه فاألختبارات هذه األيام كثيفة
للغايه..
وبنفس المكان أخته الكُبرى تجلس ببرود تام تقلب في التلفاز..
منذ شجارهم آخر مره بخصوص آليس وإخفاءه ألمرها لم يُخاطبا بعضهما ُمطلقا ً..
وهي لم تقل شيئا ً بعدما علمت بأنه شعر بالذنب أخيرا ً وإتصل على أخاه ليُخبره عن مكانها..
لذا البرود التام يحل في هذه الشقه وكُل واحد منهم يتصرف وكأنه في المكان لوحده..
رن جرس المنزل فوقف آندرو وذهب ليفتح الباب..
دُهش وهو يرى أخاه األكبر ثيو يقف أمامه مرتديا ً ُحلة بنيه اللون ثقيله بسبب البرد القارص
في الخارج..
إحتضنه يقول :أهالً بأخي إشتقتُ إليك..
أخاه ببرود :ولهذا أخفيت عني أمر إبنة فينسنت ؟
إبتعد آندرو عنه يقول :ال تُفسد فرحة اللقاء..
مر ثيو من أمامه ودخل الشقة قائالً :أنت من أفسدها منذ البدايه..
دُهش آندرو ولحق به يقول :ماذا ؟!!! ال تقل أنك أنت أيضا ً ستبقى ُهنا ؟!!!! هذا حقا ً كثير..
توقف ثيو في غرفة المعيشن ونظر الى أخته قائالً :كال بل أتيت ألصطحب روانا معي فلقد
إستأجرتُ مسكنا ً بالفعل..
بقيت على نفس جلستها تقول بعينين عنيدتين :لن أغادر المكان..
تنهد ثيو وهو ينزل القفازات عنه قائالً :ستُغادرينه عزيزتي..
إنزعجت وقالت :لن أفعل فهذا الطفل يحتاج الى المراقبة فتصرفاته تُصبح أغرب فأغرب!..
ثيو :ال بأس سأُحدثه لذا جهزي حقيبتك وتعالي معي..
روانا :لن أفعل!
إبتسم ثيو يقول :ال أُريد أن أغضب فأنا بحق مليء باألفكار السلبيه..
مطت شفتيها بعدم رضى بعدها وقفت وغادرت لتوضب حقيبتها فإبتسم آندرو ونظر الى أخاه
قائالً :واااه شكرا ً لك ,لقد كانت....
قاطعه ثيو ببرود :لم أفعلها ألجلك فأنت ال تستحق..
توقف آندرو عن الحديث وقد فهم اآلن ما يقصده أخاه باألفكار السلبيه..
هو بالتأكيد غاضب إلخفاءه األمر عنه..
إلتفت ثيو ناظرا ً إليه يقول :باألمس إنتشرت صورا ً لها برفقة شاب يدعى إدريان ,إنه األخ
األصغر لصديقك ريكس..
تصنع آندرو الدهشه يقول :أوه حقا ً ,ريكس يملك أخا ً مشهورا ً!!
ثيو بحده :منذ متى تعرف بوجودها يا آندرو ؟
توتر آندرو يقول :أخبرتك بأنه من فترة قصيره أي....
قاطعه ثيو :توصيله لها من حفلة ريكس حتى البين تعني بأنه يعرفها معرفة شخصيه طويله !
ال تُقنعني بأنك لم تكون تعرف طوال ذلك الوقت ؟!!
آندرو بإنزعاج :أنا صديق ريكس وليس صديق إدريان ,ما أدراني عن صديقاته!
ثيو :ال تتغابى!..
خرجت روانا في هذا الوقت فأشاح ثيو بوجهه وغادر من أمام آندرو يقول :لدي حديث طويل
معك يا آندرو..
بعدها غارد الشقة فتنهدت روانا هامسه :تستحق ماهو أكثر..
سحقا ً ألمر هذه اإلشاعه , وغادرت خلف أخاها فعض آندرو على شفتيه وجلس أرضا ً يقولُ :
دى!س ً
جعلت كُل تأخيري ومحاوالتي إلبعادها عن العائله تذهب ُ
ركب ثيو بسيارة األجرة التي إنتظرته في األسفل وركبت بجواره روانا فأشار للسائق بالتحرك
الى الوجه المطلوب..
نظرت روانا إليه وهو ينظر الى النافذه بحاجبين معقودان دليل اإلستياء الذي يشعر به..
سعدتُ برؤيتك ولكن غضبي من آندرو مدت يدها وضغطت على يده تقول بإبتسامه :أتعلم ُ ,
منعني من الترحيب بك..
إلتفت إليها بعدها إبتسم وقال :ال عليك ,كيف صحتك ؟
روانا :بخير ,وعلى أية حال أردتُ إخبارك بأني حجزتُ سابقا ً رحلة الى باريس يوم غد ,لدي
الكثير من األعمال بالكاد أجلتها من أجل اإلهتمام باألخ األحمق هذا..
تنهد ونظر الى الخارج بعينيه الزرقاوتين قائالً :نعم ,هو بالفعل أحمق..
إبتسمت وهي تنظر إليه..
إنها تراه كوالدها تماما ً ,لقد ورث عنه كُل شيء حتى شعره األسود وعينيه الزرقاوتين..
ورث عنه قوة المظهر وكاريزما الحظور ,بوجوده تشعر وكأن والدها ال يزال حيا ً بينهم..
همست :ال تدلل آندرو كثيرا ً ..سيُفسده هذا..
ثيو بهدوء وهو ال يزال ينظر الى الخارج :ال تقلقي ,أعرف كيف أتعامل معه..
نظر إليها وأكمل :وأيضا ً كان عليك إخباري..
عقدت حاجبها تقول :إخبارك بماذا ؟
ثيو بهدوء :بأمر إشتباكه مع أحد أفراد تلك المنظمه..
تنهدت تقول :قال لي بأنه لم يحتك كثيرا ً لذا لم...
قاطعها :بل فعل!
دُهشت وقالت :وكيف عرفت ؟
توقفت السياره أمام المكان المقصود فقال لها :إنزلي ,شقتي رقم , 111إرتاحي ُهناك..
روانا :ماذا عنك ؟ للتو جئت من سفر..
ثيو :لم آتي الى ستراسبورغ ألرتاح ,أتيتُ من أجل الفتاة فحسب..
لم تُناقشه أكثر فلقد كان مزاجه ال يزال مثعكرا ً للغايه..
تمنت له التوفيق وغادرت فنظر الى سائق األجره يقول :أوصلني الى أقرب شركة تأجير
سيارات..
تحرك السائق في حين ضاقت عينا ثيو وهمس :جماعة ذلك المدعو بموريس قد وصلوا هنا
ي أن أسبقهم أنا إليها ,فبواسطتها هي فقط يمكنني تدميرهم تماما ً وإكمال مالم أيضا ً ,عل ّ
يستطع والدي إكماله..
part end
Part 29
***
8:40 pm
رائحة الشاي األسود تسللت الى أنفها وأيقظت خاليا مخها النائمه..
حركت جفنها قليالً وفتحته ناظرةً الى السقف الشبه مظلم..
إلتفتت الى اليسار فرأت باب الحجره شبه مفتوح مما سمح لبعض النور ولرائحة الشاي أن
تتسلل الى الداخل..
سحقا ً له..
عقدت حاجبها وهي تشعر بصداع يلتهم رأسها فهمستُ :
حركت جسدها وحاولت الجلوس فإتسعت عيناها بألم وعضت على شفتيها وبقيت جالسة دون
حراك لفتره وهي تهمس :جسدي يكسوه األلم ،لما ؟
نظرت حولها قليالً وبدأت ذاكرتها تعود الى الوراء شيئا ً فشيئا ً لتتذكر عندما وقفت أمام منحدر
مرتفع بعدة أمتار ورمت نفسها من فوقه..
طأطأت رأسها بهدوء هامسه :أجل ،نسيت أني حاولت قتل نفسي..
رفعت يدها لتنظر الى الشاش األبيض الذي يلف كامل معصمها وساعدها فأكملت :من األحمق
الذي يرتدي أطنانا ً من المالبس ويرمي بنفسه على كومة ثلج ؟ سيُصاب بالرضوض ليس
أكثر ،لم أُحسن التحضير لألمر ,يالي من حمقاء..
نزلت من على السرير بهدوء وهي تشعر بوخزات األلم ُهنا و ُهناك وتقدمت من الباب ولكنها
توقفت عندما مرت من جانب مرآة طويله بالقرب منه..
نظرت الى نفسها حيث كانت ترتدي تيشيرت قصير األكمام مع بنطال طويل ويتضح من فتحة
صدرها أن رقبتها وكتفها األيسر ملفوفان بالشاش كامالً..
رفعت قميصها لتكشف عن معدتها فإذ بلصق جروح عريض بجانبها األيمن فهمست :من
أعتنى بي بهذه الدرجة من اإلهتمام ؟ ليس وكأنهم يعرفونني فلما يُساعدوني ؟
نظرت الى الباب وخرجت خارجا ً وبدأت بإتباع الرائحه حتى وصلت الى غرفة المعيشه حيث
بشاب طويل يعطيها ظهره واقفا ً أمام غالية يطهو الشاي فوقها..
نظرت الى المكان حولها فكان بغاية البساطة..
أريكتان طويلتان بنيتا اللون وتلفاز بالزما صغير الحجم مع مكتبة كتب عن يسارها وأخيرا ً
دوالب يبدو كركن للقهوه يقف أمامه الشاب الغريب اآلن..
همست له بهدوء :لما ساعدتني ؟
ت على ما يُرام ؟ إلتفت ناظرا ً إليها قبل أن يبتسم قائالً :إستيقظتي أخيرا ً ،هل أن ِ
إتسعت عيناها دهشةً وهي تراه لتقول بعدم تصديق :دانييل!!
ظهرت البهجة على وجهه يقول :تتذكريني ؟!! جيد..
بعدها بدأ بصب الشاي في كوبين وهو يُكمل :لم نتقابل سوى لمرة وكان هذا قبل فترة لذا
ضننتُك نسيتي وجهي..
جلست على األريكة وهي تقول بعدم تصديق :لكن ..كيف ؟؟ أعني....
تقدم ووضع كوبا ً أمامها قائالً :حسنا ً سقطتي مع على منحدر بإحدى األحياء والحظك الناس ،
ت غريبة عنهم وال يعرفون بمن يتصلون وبسبب عنواني الموجود في معطفك إتصلوا بي فأن ِ
لذا إستعانوا بالعنوان وقد ضنوا بأنه عنوان أحد أفراد عائلتك..
جلس على األريكة بدوره وإبتسم ضاحكاً :حسنا ً عندما وصفوك لي عبر الهاتف قُلتُ لهم أني
أخاك هههههههههه..
دون فيها ريكس عنوان دانييل.. تذكرت بأنها عند خروجها أخذت معها الورقة التي ّ
رغبت برؤيته ولكن لم تتوقع أن تقابله بهذه الطريقه..
شعرت بالخجل قائله :شُكرا ً إلعتنائك بإصاباتي..
إبتسم يقول :ال عليك الطبيب الذي إعتنى بك طيب للغايه وال يأخذ المال مقابل العالج لذا
فاتورة أدويتك هي فقط ما قُمتُ بدفعه..
شعرت بقليل من الراحه فمن كشف جسدها وعالجها كان طبيبا ً وليس هو لذا زال الحرج من
على وجهها وهي تسأله :هل تعيش قريبا ً من الحي الذي كُنتُ أنا فيه ؟
رشف قليالً من كوبه وهو يقول :ليس كثيرا ً..
بقيت تنظر إليه لفتره فإنتبه لها ،ضحك يقول :ماذا ؟
إبتسمت وهزت رأسها نفيا ً قبل أن تلتفت بالمكان حولها لتسأله بعدها :أتعيش وحدك ؟
دانييل :أجل ،هذا ال يعني بأن عائلتي متوفاه ولكن أنا أتنقل كثيرا ً بسبب بحثي عن عمل..
آليس :وجدته ؟
إبتسم بغباء يقول :حسنا ً ،ليس تماما ً ههههه..
إبتسمت ولم تُعلق وبدأت بشرب الشاي الخاص بها وهي ال تعلم حتى ماذا تفعل..
إنها تتحدث وتسأل وتشرب أيضا ً ولكن شيئا ً ما بداخلها فارغ بحق..
دانييل الذي شاجرت ريكس ألجله أمامها اآلن ولكن لم يعد لديها ما تسأله عنه..
لم يعد يهمها الماضي ،وال الحاضر ،وال حتى ال ُمستقبل..
كُل ما قرأته في تلك الرسالة حطمها تماما ً ولم تعد تسعى ألي شيء سوى الموت بهدوء تام..
فهل ستجد الراحة بعد ذلك ؟
نعم البد من أن تجد راحتها بعد أن تموت فال شيء يربطها في هذا العالم كي تشعر بالندم
ألجله..
ربما فقط ستندم على شيء واحد وهو أنها لم تودع مارك جيدا ً ،لقد أحبته حقا ً كأخيها
األصغر وودت لو ساعدته قليالً في مشاكله مع والدته ولكن لم تستطع..
هي لم تستطع مساعدة نفسها فكيف ب ُمساعدة اآلخرين ؟
همست بهدوء :إنه يملك أما ً فلما يشاجرها دائما ً ,أُراهن بأنه سيندم عندما ترحل من حياته..
بدأ وجهها يشحب تدريجيا ً وهي تنظر الى إنعكاس وجهها على سطح الشاي الصافي..
ذكرى قديمه بدأت تُراودها عن نفسها وهي صغيرة كما في الصورة العائليه تلك حيث تجلس
أرضا ً وتغطي وجهها باكية بمراره..
إرتجف كوب الشاي بيدها وسقط أرضا ً ففزع دانييل وذهب إليها مسرعا ً يقول :مابك ؟!!
أتشعرين بألم في أي مكان ؟
جحضت عيناها وغاصت بذكراها حيث إقترب والدها وجلس يحضنها لتقول من بين شهقاتها
له "لما تركتنا والدتي ؟ لما أخذت أختي معها ؟ أرجوك أخبرها بأن تعود وسأعدها بأني
سأتوقف عن عصيان أوامرها ،سأكون فتاة جيده لذا أطلب منها العودة يا أبي"
تجمعت الدموع في عينيها بشكل ال إيرادي من هذه الذكرى وبدأت تشعر وكأن والدها يضمها
حقيقةً وليس فقط بالذكرى وهو يهمس لها "آسف صغيرتي ،إنها غلطتي ،سأعوضك عن
هذا طيلة حياتي لذا سامحيني"
إرتجف جسدها وتزايد تساقط دموعها من عينيها وهي تهمس :عن أي غلطة تتحدث ؟
ما لبثت الى أن إستوعبت بأن من كان يضمها ليس إال دانييل يقول لها :إهدأي توقفي عن
البكاء ،أخبريني فقط مابك وسأُساعدك!
توقف جسدها عن اإلرتجاف تدريجيا ً ورفعت كفها تمسح دموعها فإبتعد عنها قليالً يقول:
مابك ؟ أخبريني..
نظرت الى عينيه القلقتين لتهمس بعدها :إعذرني ،لم أقصد أن أسبب الفوضى في المكان..
ت !! لما بدأتي بالبكاء فجأه وعن أي غلطة دانييل :ال يهمني أمر الشاي المسكوب بل أن ِ
تقصدين ؟
هزت رأسها نفيا ً وهي تقول :ال تهتم ،أعتذر ،لقد أقلقتُك من دون سبب..
ت بخير ؟ ال تُعانين من شيء ؟ تنهد ونظر إليها لفتره بعدها قال :على أية حال أن ِ
هزت رأسها نفيا ً تقول :مجرد آالم الرضوض التي تلت حادثة سقوطي..
دانييل :ال بأس ،ال تُجهدي نفسك فهي ستأخذ وقتا ً كي تلتئم ،إشتريتُ لك مرهم وبعض
المسكنات كما وصف الطبيب لذا داومي عليها وستختفي في أسبوع أو إثنين تقريبا ً..
هزت رأسها تهمس :سأفعل..
وقف وذهب بعدها ليحضر منشفة مبلله وينظف األرضيه بينما بقيت تنظر الى الفراغ بصمت
تام وعقلها يسترجع تلك الذكرى مرارا ً وتكرارا..
***
9:30 pm
دخلت آلبرت بهدوء الى غرفة الطعام حيث حان موعد العشاء فوجد أمامه أغلب العائله
موجودون..
نظر لفتره الى ريكس الذي كان مشغوالً بهاتفه النقال..
تنهد وتقدم جالسا ً في مقعده ثُم عاود النظر إليه لفتر ٍة ليست بالقصيره..
رفع ريكس عينيه عن هاتفه عندما أحس بنظراته وحالما تالقت عيناهما أشاح آلبرت بنظره
وأخذ لقمة وبدأ بتناول الطعام فضاقت عينا ريكس قبل أن يقطع تفكيره وصول رسالة الى
هاتفه..
فتحها فإذ هي من رقم مجهول مكتوب فيه عن موعد إجتماع هام بالمنظمة غدا ً بخصوص
الشحنة التاليه..
عقد حاجبه وهو لم يتوقع أن يبدأو بالتهريب بهذه السرعه!
سرقت من عنده فلما في حين راقبه آلبرت لفتره وهو يهمس بداخله" :األوراق البد من أنها ُ
ال يُبدي أي ردة فعل ؟ هل لم يكتشف إختفائها بعد ؟"
أكمل تناول طعامه وهو حتى هذه اللحضه لم يتخذ أي خطوة بخصوص ما رأى..
يريد أن يعرف أوالً من أرسلها إليه وبعدها يواجه ريكس فيها..
البد من أن يُحادثه عنها ويفهم األمر جيدا ً..
ال يريد أن يشعر بأي ندم فيما بعد..
ألقى نظرة الى كين الذي يتناول طعامه بهدوء وهو يهمس بداخله" :كين هو الوحيد الذي
أتوقع هذا منه ولكنه وعدني بأال يتسبب بالمشاكل وأن يُركز على دراسته ,حتى لو أخلف
وعده فهو لن يرسل إلي األوراق حتى ال أُشاجره عليها بل كان سيرسلها الى إستيال على األقل
,وأيضا ً ,كين ال يكره ريكس الى درجة النبش خلفه هكذا" ..
وال يشك بإستيال فلقد تفاجأت بحق عندما رأت محتويات الملفات..
إدريان ربما سيسرق مثل هذه األوراق من ريكس لكنه قطعا ً لن يرسلها إليه..
وإليان بعيدة تمام البعد عن شجار السياسة هذا..
فلور ليست بالذكاء الذي يخولها أن تعرف حتى ما إن كانت هذه األوراق مهمة أو ال..
ال يجد غير فرانس يفعلها..
ولكنه في الوقت هذا ال يستطيع أن يقتنع بأن فرانس حقا ً فعلها!!
فلو كان يعلم عنها لنشرها هي في الحفله بدالً من أمر إدارة ريكس ألعماله..
وفوق كُل هذا تشاجرا صباحا ً في نفس وقت إرسال المغلف ,فرانس شخص تتحكم فيه أفكاره
وعواطفه أكثر من المنطق لذا بعد غضبه ذاك ما كان ليُرسل األوراق إليه..
إذا من بالضبط فعلها ؟!!!
هل فعلها شخص من الخارج ؟
منافس لريكس مثالً ؟
لو كان أجل فلما لم ينشرها بدالً من أن يُرسلها هكذا ؟
غزا الصداع رأسه وهو يحق سيُجن من التفكير باألمر..
ال خيار أمامه سوى سؤال مركز إرسال الطرود فربما قد يُعطونه إسم المرسل..
رغم أن األمر يُعتبر خصوصي لديهم ولن يفصحوا عن هكذا معلومات ولكن ال بأس بال ُمحاوله
..
صوت رسالة نصيه أيقضه من تفكيره ونظر الى شاشة هاتفه..
لم يستطع منع نفسه من اإلبتسام وأخذ بعدها الهاتف وبدأ بإرسال رد الى المرسل على كالمه
..
في حين كان يراقبه كين بطرف عينه قبل أن تضيق قليالً ويشيح بنظره بعيدا ً غامسا ً بأفكاره
التي لم تكن بعيدةً أبدا ً عن أفكار أخاه األكبر..
سرق حتى يعرف من سرقه! فهو ال يدري ما الذي ُ
وقف فنظر إليه عمه وهو يقول :صحنُك ال يزال ُممتلئا ً!
حاول كين اإلبتسام وهو يقول :لقد تناولت بعض الكعك ال ُمحلى قبل ساع ٍة تقريبا ً لذا ال أشعر
بالجوع يا عمي..
رفعت إليان حاجبها ونظرت الى كين الذي إلتفت وغادر الغرفه فهمست في داخلها" :كُنت
أجلس بالقرب من الدرج لساعتين ولم أره ينزل أو يصعد أحد باألكل إليه ! لما يكذب" ؟
هي بحق متعجبه فكين ليس من األشخاص الذين يكذبون بهذه األمور..
البد من وجود خطب!
تجاهلت األمر وأكملت تناول طعامها في حين كان كين قد أنهى صعود الدرج..
بقي واقفا ً في مكانه لفتره ونظر بعدها خلفه حيث الدرج والمساحة األماميه له فلم يكن هناك
أثر ألي شخص..
فالخدم في أماكنهم وأفراد العائله جميعهم في غرفة تناول الطعام..
تردد قليالً بعدها إتجه الى حيث تقع غرفة فرانس..
إقترب من الباب وطرقه بهدوء فلم يسمع ردا ً..
طرقه مجددا ً فسمع رد فرانس البعيد يقول :ماذا ؟
لم يُجبه كين وطرق الباب مرةً ثالثه..
جلس فرانس الذي كان مستلقيا ً على فراشه ونظر الى الباب بتعجب..
الطرق بالكاد يُسمع وأيضا ً لم يرد عليه أحد عندما سأل..
عاود اإلستلقاء وتجاهل هذا الطرق ولكنه لم يستطع أن يدم على عناده لفترة طويله فعلى ما
يبدو بأن الطارق شخص يُريد تمرير رسالة إليه دون علم عمه فال أحد سيطرق بهذا الخفوت
مالم يكن متسلالً..
إقترب من الباب وقال :من ؟
بقي كين صامتا ً لفتره وهو يتذكر تحذير جينيفر من أن يُخبر أحد أخوته عن األمر..
تردد لثواني قبل أن يقول :ما الذي سرقتُه من جينيفر ؟
عقد فرانس حاجبه وبعد فترة صمت طويله قال :أولست من قال بأني كلبها الوفي ؟ لما إذا ً
تتدخل باألمر ؟
شد كين على أسنانه ليقول بعدها بهدوء :أجبني فحسب..
فرانس :لن أفعل فلستُ شخصا ً تقضي حاجتك منه كُلما أردت..
غضب كين وقال :أال تدرك بأن أفعالك الهوجاء قد تُدمر عائلتك!!
فرانس بحده :أنا أعرف ما أفعله وأعرف من أضر به لذا ال تتدخل بأمور ليست في عمرك
وركز على دراستك فحسب!
شد كين على أسنانه وهو يقول :أنا حقا ً ...أكر ُهك..
نظر فرانس بهدوء الى الباب ولم يُعلق..
في حين إلتفت كين ُمغادرا ً لكنه وقف بتفاجؤ وهو يرى عمه أليكسندر ينظر إليه ببرود تام..
شعر بالكثير من التوتر فقبل قليل لم يكن ُهناك أحد ولم يتوقع أن ينتهي عمه من تناول طعامه
بهذه السرعه..
توتر وهو يهمس :أعتذر..
بعدها مشي بخطوات سريعه وتجاوزه فقال العم بهدوء تام :إياك وأن تُغادر غرفتك لثالثة أيام
يا كين..
توقف كين قليالً بعدها أكمل طريقه وغادر المكان..
بقي أليكسندر يقف في مكانه بهدوء وهو يتذكر جملة كين األخيرة التي سمعها حين وصوله..
كرهت فيه الجميع حتى أخوته ! نظر الى الباب وهو يقول في نفسه" :أعماله الطائشة ّ
فرانسوا تُصبح شخصيته أسوأ فأسوأ" ..
إلتفت وغادر بعدما كان ينوي أن يتحدث مع فرانس ولكن لم يعد يملك الرغبة في رؤية وجهه
..
في حين كان فرانس يجلس بهدوء وهو يعطي الباب ظهره ويُفكر بكالم كين..
همس لنفسه :لما ال يفهمني أحدهم ؟ لما أنا ال ُمخطئ في كُل األحوال ؟
سحقا ً للجميع!أغمض عينيه وهو يشد على أسنانه هامساًُ :
وبعد فترة قليله فتح عينيه وقال بهدوء :ولكن ....ماذا كان يقصد بسؤاله ؟ عن أي سرقة
يتحدث ؟
***
10:39 pm
وضع موريس رجالً على رجل يقول لروماريو وبقيت أتباعه العشره الموجودين أمامه :أيا ً
كان ال تحتكوا بهم أو تُشاجروهم فهذا لن يعود علينا بالنفع ,ال نُريد صراعات داخليه فأعدائنا
في الخارج ...بالمقابل لو بدأوا هم فال تسكتوا بتاتا ً وتجلبوا الخزي الى إسم موريس مفهوم
؟!!
تتالت أصواتهم الحماسيه وهم منتشرون في المكان منهم من يجلس على األرائك ومنهم من
يقف بمحاذاة الحائط..
تنهد روماريو يقول :كان يُمكنك اإلكتفاء بالقسم األول من النصيحه..
نظر إليه موريس يقول :هل من أخبار عن المجموعة التي تُراقب ذلك ال ُمغني ؟
هز روماريو رأسه يقول :ال ,إنهم يُراقبونه مراقبة لصيقه ولكن لم يحدث وأن قابل الفتاة
حتى اآلن..
موريس :ومنزله ؟
روماريو :هناك عشرة من أتباعنا يحيطون المنزل من كُل مكان وينتظرون أن تأمرهم بالتسلل
والتأكد ما إن كانت الفتاة بالداخل..
موريس :ال ,فقط دعهم يُراقبونه دون التعدي على القوانين ,إال المشاهير عليهم أن يكونوا
حذرين عند التحري عنهم فكلمة واحده لإلعالم من هذا المشهور قد تُدمر المنظمة تماما ً!!
تنهد رومايرو يقول :ماذا لو أن الفتاة بالداخل ؟
موريس :ال بأس ,أنا أثق بتابع كارمن ,لقد قال أنها هربت من شقتها ولم تظهر مجددا ً ال في
منزله وال في شقتها ,لذا فقط دعهم يراقبون تحسبا ً لعودتها أو شيء من هذا القبيل..
روماريو :حسنا ً كما تُريد..
أحد أتباعه بإنزعاج :ماذا لو كان يكذب عليك من أجل أن تنال رئيسته شرف اإلمساك بها ؟!!!
موريس :كال ,كارمن إمرأه جيده وهي لم تتعدى قط على أعمال غيرها ,هي قطعا ً ليست
كالوغد دارسي لذا ال تقلقوا..
روماريو بصدمه :سيدي أرجوك كف عن شتمه عالنية هكذا إنه...
موريس بإنزعاج :فليذهب الى الجحيم ,على أية حال ماذا حدث مع ال ُمخترق ؟ هل إستطاع
الوصول الى الكاميرات الحكوميه التي بالشارع ؟ إن ركبت في سيارة عند هربها البد من أن
يتبع هذه السياره لنعرف على األقل الوجهة التي هي فيها!..
روماريو :ال سيدي ,ال جديد..
إرتسم اإلنزعاج التام على وجهه وهو يهمس :نعرف الكثير عنها ولكن ال جديد في أي شيء
!! لما الحظ يُحالفها الى هذه الدرجه ؟
صمت لفترة من الوقت وبقي أتباعه من حوله هادؤون للغايه..
ضاقت عيناه لوهله بعدها إلتفت الى روماريو يقول :ما تحركات المغني اآلن ؟
روماريو :قبل نصف ساعه خرج من المنزل وذهب الى أحد النوادي..
إبتسم موريس يقول :هو في مكان مزدحم ,هذا جيد..
نظر إليه وقال :إفعلها أنت ,إذهب الى حيث هو اآلن وأسرق هاتفه المحمول وقم بتسجيل
جميع األرقام التي إتصل بها من وقت صدور اإلشاعه ,حتى لو كانت مجرد عشيقة مؤقته
بالنسبة له فالبد من أنه تواصل معها بعد اإلشاعه ,سنتحرى في أمر جميع هذه األرقام
وسنصل إليها بالنهايه..
دُهش روماريو لفتره بعدها إبتسم يقول :رائع يا سيدي ,لم أتوقع بأنك قد تأتي بخطة جيده
هكذا!
موريس بإبتسامه :إذا ً أسرع ونفذها..
هز روماريو رأسه وغادر فإسترخى موريس في مقعده هامساً :نحن نقترب يا قطتي الجميله
..
عقد حاجبه لفتره بعدها إتسعت عيناه غضبا ً وإلتفت الى حيث خرج روماريو وهو يصرخ :ذلك
الوغد ماذا يقصد بأنه لم يتوقع خطة جيده مني !!! أقسم بأنه سيُعاقب!
***
26 juonyour
9:20 am
ضاقت عينا ثيو وهو يُراقب الشاشة الصغيرة التي تعرض مشاهد متحركه لشوارع المدينة..
تحدث الشرطي الذي يجلس على الكُرسي أمام الشاشه يقولُ :هنا توقف تتبع السياره فلقد
دخلت الى أحياء تخلو من كاميرات ال ُمراقبه ...والعجيب أننا لم نستطع أن نجدها بعد ذلك
وكأن السيارة إختفت بالداخل..
ثيو الذي كان يقف بجانبه مستندا ً بيده على المكتب قال بهدوء :أو ربما تم نقلها الى سيارة
أُخرى وعبرت عن طريقها مكانا ً آخر ,وبالوقت نفسه ال أستبعد كونها بداخل المنطقة هذه..
نظر الشرطي الى ثيو الذي بدأ بإرتداء معطفه فقال له :هل تُريد مني إرسال كتيبة ل ُمساعدتك
؟
هز ثيو رأسه يقول :كال ,هي ذكيه ,ستُالحظنا وتفر مني ,سأذهب وحدي..
نظر الى الشرطي وأكمل :ولكن دعهم يكونوا على إستعداد في حال إحتجتُ الى خدماتهم..
الشرطي :حسنا ً لك ذلك ,إنتبه على نفسك فالعجوز الذي ساعدها على الهرب ُو ِجد مقتوالً لذا
لن يترددوا بقتلك لو إعترضتهم..
إبتسم بسخريه مرتديا ً قفازه وهو يهمس :أتحداهم أن يُحاولوا..
خرج بعدها من الغرفه ليجد في وجهه أحد أفراد الشرطه الذي مد له المفتاح يقول :لقد
إستأجرتُ لك سيارة كال ُمواصفات التي أردتها..
أخذ المفتاح منه يقول :أشكرك..
ركب السيارة وفتح المغلف الذي أخذه من القسم وبدأ بتمرير عينيه الزرقاوتين على األوراق
بشكل شامل قبل أن يضعها جانبا ً ويُحرك سيارته..
همس لنفسه :ال أُصدق أن صديق والدها كان هو فقط من يدعمها ,البد من وجود طرف آخر
فذلك العم هو مجرد رجل كبير بالسن عاش حياة طبيعيه للغايه ,ال يملك الذكاء الكافي كي
يبعدها عن باريس ويطلب من مالكة المنزل الذي يعمل فيه أن تستأجر شقة للفتاة ,وال أعتقد
بأنها فكرته في إبعادها الى منطقة تخلوا من كاميرات المراقبه ,والفتاة رغم ذكائها إال أن
خبرتها قليله لذا ال يمكنها التصرف كالجواسيس هكذا ..من عساه إذا ً يكون الطرف الثالث ؟
ضاقت عيناه وهو يتذكر آخر لقاء له معها..
أغمض ثيو عينيه عندما وقف أمام إشارة المرور وهمس :وهذا الشخص ذكي بما فيه الكفاية
للتالعب بها ,إنه حتى يعرف الكثير عني ,البد من وجود سبب جعلها تُصدقه هو..
ما إن فُتحت اإلشارة حتى سار بها قليالً قبل أن يقف أما مؤسسة WRPGالترفيهيه..
نزل من السيارة ودخل الداخل ولكُنه ُمنع من التوغل دون تصريح فأخرج بطاقته التي تدل عن
كونه ذا مركز كبير بالشرطه وطلب مقابلة إدريان..
أتاه مسؤول ليتم التشاور معه هو لذا ما كان من ثيو إال أن هددهم بإتهام مؤسستهم بعرقلتهم
لتحقيقه الخاص..
فخالل نصف ساعه من وصوله أتاه إدريان أخيرا ً الذي وقف أمامه بإستهتار يقول :نعم ؟ لما
الشرطه ؟ سأحرص على مقاضاتكم إن كان السبب سخيفا ً..
وبجواره كان يقف مدير أعمال إدريان الفنيه حيث ُو ِج َد كي يسيطر على الوضع لو تطور
لألسوأ..
بقي ثيو ينظر إليه لفتره بعدها قال :الفتاة التي إنتشرت صورك معها ,هل لك أن تُعطيني كُل
معلومة لديك عنها ؟
إبتسم إدريان بسخريه يقول :ومن تكون ألُعطيك ؟ هل أنت ُمعجب مهووس ؟ ما الذي قد يدفع
الشرطة للتحقيق بأمر من أُصاحب ؟
تنهد ثيو وأخر ورقة أمام إدريان يقول :هي مجرمة هاربه وبحيازتها ملفات مسروقه ,تعاون
معنا حتى ال تُتهم بالتستر والشراكه..
إتسعت عينا إدريان بصدمه ومد يده ليأخذ الورقة ولكن ثيو أبعدها عنه وأعادها الى الملف
قائالً :حسنا ً دعني أسألك ُمجددا ً ,ما عالقتك بها وأين هي اآلن ؟
بقي إدريان ينظر إليه وهو غير مستوعب لما سمعه اآلن بتاتا ً..
آليس مجرمه!!!
هذا حقا ً صادم!
تحدث مديره يقول :إدريان ما دامت الفتاة لها سوابق فمن األفضل أن تعترف بكُل شيء
لتُخرج نفسك ,تحدث وأعطه ما يُريد..
نظر الى ثيو يقول :بال ُمقابل تلك الفتاة مجرد إحدى الفتيات اللواتي يتعرف عليهن بين فترة
وفتره لذا ال عالقة له بها فأرجو عدم التشهير بإسمه وإال...
قاطعه ثيو ببرود :أعرف مصلحة القضية أكثر منك لذا ال داعي للتهديد..
نظر إدريان الى ثيو لفتره بعدها قال :ال أعرف عنها شيئا ً..
ثيو بسخريه :وال رقم هاتف حتى ؟ إدريان اإلنكار لن يفيدك ,لقد حظرت الى حفلة أخاك
األكبر ,الحفلة التي ال يحظرها سوى المدعوين ,كيف حظرتها وكيف وصلتها الدعوة إن كُنتَ
ال تعرف عنها شيئا ً ؟ أنا أُريد أن أُنهي الموضوع بشكل ودي لذا دعنا ال نجعل األمر يكبر
ويتعقد ويُصبح رسميا ً..
إدريان :لم أُرسل إليها أي دعوه ,شاهدتُها في الحفل وتعرفتُ عليها ومن ثم أوصلتها الى
العنوان الذي أعطتني إياه ,ال أعرف أكثر من ذلك..
ثيو :حسنا ً يبدو بأنك تُحب أن تظهر بمظهر أحمق لذا دعني أسألك ,لما عنوانها كان بإسم
والدتك السيدة جينيفر ؟
إنزعج إدريان بعدها قال :حسنا ً في هذه الحاله إسأل السيدة جينيفر وليس أنا..
ثيو :ال بأس ,ال أملك الوقت ألُضيعه بتهربك الجبان ,خالل يومان ستُصدر بحقك دعوى
قضائيه ووقتها ستعرف كيف تتجاوب بدون مشاكل..
إلتفت وغادر من أمامه وإدريان ينظر إليه بصدمه بعدها إلتفت الى مديره يقول :هل يمكنه فعل
ذلك ؟
أجابه :ال أعلم ,هذا يعتمد على قوة القضية التي يُحقق فيها ..لذا إن كُنتَ تملك أي معلومة
عنها حتى لو كانت تافهه فإذهب وأخبره بذلك ,أنت تملؤك المشاكل بالفعل فال تذهب
بمستقبلك الفني الى الهاويه!!
أشاح إدريان وجهه وغادر يقول :أنا بالفعل ال أعرف أكثر مما قلته..
بعدها دخل الى إحدى الغرف وجلس يحاول إستيعاب الموقف بأكمله..
مجرمه ومطلوبه ودعوه قضائيه..
هل كُل هذا صحيح ؟ أم أنه يتخللها بعض األكاذيب ؟
هو حقا ً ال يعرف ماذا يفعل..
أخرج هاتفه النقال ليجرب اإلتصال بأليس ويستفسر منها عن حقيقة األمر لكنه تفاجأ بهاتفه
يرن وأخته تتصل به..
تعجب وهمس :من المفترض أنها تدرس ,لما إتصلت ؟
ما إن كاد يرد حتى فُتح الباب وظهر مدير أعماله يقول :إدريان تعال ,المدير يُريد أن يُحدثك
..
كشر إدريان بوجهه يقول :أخبرته بما قال ذلك الشرطي صحيح ؟!!!!
تنهد وأجابه :لم أفعل ولكن وصله خبر عن وجود شرطي يصر على مقابلتك لذا إستعد
إلستجوابه..
سحقا ً لكم جميعا ً!..
إنزعج إدريان ووضع هاتفه النقال في جيبه هامساًُ :
وترك أخته التي لم تكن إطالقا ً ستتصل بهذا الوقت مالم تملك سببا ً قويا ً بحق..
***
10:27 am
يجلس بكُل هدوء في غرفته الخاصه وبيده كتاب ممتع لقصص ميكي وبطوط..
أنهى إحدى القصص بعدها تنهد ونظر الى الباب وهو يهمس :منذ يومان كامالن لم يأتي أحد
من أخوتي لرؤيتي ،أشعر بالوحده..
عاود النظر الى الكتاب لفتره ليهمس بعدها :لماذا ؟ هل هناك أمر هام يشغلهم عني ؟
سكن الحزن وجهه وبدأت الظلمة تُعاود غزو قلبه الصغير لتتألأله بعدها عيناه بالدموع..
فُتح الباب فإنفرجت أساريره فورا ً ونظر الى الباب بسعاده ولكن جحضت عيناه وإرتعب ناظرا ً
الى الرجل البارد الذي دخل الغرفه..
حرك كرسيه المتحرك الى الخلف ببطئ وعيناه الخائفتين متعلقةً بهذا الرجل الذي يُشكل معنى
الرعب الحقيقي له..
ما إن يراه حتى يتمنى شيئا ً واحد فحسب..
أن يأتي من ينقذه من هذا الجحيم..
ولكن أمنيته هذه لم تتحقق من قبل..
بالمنزل المجاور..
كان مارك يقف أمام باب منزله متكتفا ً يراقب من بعيد منزل جينيفر حيث توجد سيارة شرطة
أمام الباب وضابطان يتحدثان مع المزارع الخاص بالعائله..
إنهم يحققون مع سكان المنزل بحادثة قتل البواب..
همس بحقد :أتمنى أن تُتهم تلك السافله بقتله وتُجر الى السجن جرا ً حتى يعود ماهو ملكي
ي..إل ّ
نظر الى المنزل بعدها عاود النظر الى سيارة الشرطه فأصدر شتيمة من بين شفتيه ليلتفت
بعدها ويدخل الى المنزل مغلقا ً الباب خلفه..
دخل الى غرفته وجلس على الكُرسي ناظرا ً الى لمبة مكتبه لفتره وهو يسرح في خياله بعيدا ً
..
إرتسمت تلك اإلبتسامة على شفتيه بشكل غير إرادي ليهز رأسه بعدها وهو يقول :كال كال هو
وغد ال يستحق ذلك!!
وقع نظره بعدها على صندوق صغير بجانب عامود اإلنارة ونظر إليه لفتره ليسحبه بعدها
ويفتحه..
أخذ القالدة التي فيه وتأملها لفترة ليست بالقصيره قبل أن يضغط عليها بقوه والحزن العميق
يغزو قلبه..
فالذكرى التي تُصاحب هذه القالدة النادره ،هي ذكرى موت عزيز..
***
11:19 am
تنهدت آليس ورفعت رأسها تنظر الى السقف بشرود تام في حين كان دانييل ينظر إليها
بهدوء..
بعد فتره سألها :إعذريني على تدخلي ولكن ....لما لم تتصلي حتى اآلن بعائلة السيد
آليكسندر ؟ أوليسوا هم من يعتنوا بك ؟
آليس بهمس وهي ال تزال تنظر الى السقف :ليس بعد اآلن..
عقد حاجبه يقول :ماذا تقصدين ؟
صمت لوهله بعدها أكمل بتفاجؤ :هل وجدتي عائلتك ؟
شبح إبتسامه ساخره ظهر على شفتيها وهي تقول :نعم ،ولكن أمواتا ً..
إتسعت عيناه بصدمه بينما بدأت اإلبتسامه تختفي تدريجيا ً من على شفتيها وهي ال تزال تُفكر
بالذكرى التي راودتها باألمس..
أغمضت عيناها وهمست بداخلها" :إياك والتأمل بكونهما على قيد الحياة ،ال تُدمري نفسك
ُمجددا ً ،لقد ماتتا حتى هما ،بالتاكيد فذلك العم قطعا ً كان سيُخبري عن مكانهما لو أنهما على
قيد الحياة ،لذا إياك والتأمل يا آليس" ..
همس دانييل :أعتذر لسؤالي..
فتحت عيناها بهدوء ثُم نظرت إليه تقول :ليست غلطتك لذا ال تعتذر..
دانييل :إذا ً ...ما الذي ستفعلينه اآلن ؟ أتعودين للعيش مع عائلة آليكسندر و....
قاطعته :ال..
عقد حاجبه فتنهدت ونظرت الى كوب الحليب الساخن الذي كانت تحمله بين كفيها طوال
الوقت وقالت :ال أملك الجرئة أن أعود ..هم في النهايه لم يكونوا مدينين لي إطالقا ً..
دانييل :لم أفهم..
إبتسمت بهدوء وعينيها على حليبها الذي لم ترشف منه وال رشفه فقالت :إتضح أنهم لم
يكونوا المتسببين بهذا بل ذلك العم ،هم لم يكونوا مدينين لي منذ البدايه ،لذا إن كُنتُ سآراهم
فسيكون هذا فقط ألجل شكرهم على رعايتهم لي واإلعتذار على إتهامي لريكس بقلة األدب
والوقاحه ..ال شيء آخر..
بقيت عيناه معلقتان بها بصدمه قبل أن يقول :ولكن في هذه الحاله.....
قطع عليه صوت رن الجرس فنظر الى الدهليز الذي يوصل الى الباب بتعجب فقالت آليس :هل
تنتظر أحدا ً ؟
دانييل :إطالقا ً..
آليس :ربما أصدقائك إذا ً..
وقف دانييل وذهب الى الدهليز ليفتح الباب فوجد رجل غريب يرتدي المالبس السوداء فقال
بتعجب :عفوا ،أي خدمه ؟
سأله الرجل بهدوء :هل أنت مالك هذا المنزل ؟
تعجب دانييل وقال :أجل أنا هو..
الرجل :حسنا ً ،هل يسكن معك أحد آخر اآلن ؟ فتاة شابه مثالً ؟
دُهش دانييل لوهله قبل أن يقول :ولما تسأل عن األمر ؟
فتح فمه ليُجيبه ولكن أبعده رجل أصلع كان خلفه وتقدم هو من دانييل..
أنزل النظارة الشمسيه من على عينيه وإبتسم يقول :أجبنا عزيزي دون أي سؤال فالفضول
يقتل القط كما تعلم..
شعر دانييل بالريبة وقال :أنا ال أفهم عما تتحدثون..
إبتسم هذا األصلع الذي لم يكن سوى موريس نفسه وقال :عجيب ،إشارة هاتفها توجد في
هذا المنزل ،فإما هي بالداخل وإما أنك سارق هواتف..
رفع دانييل عينيه قليالً ليرى خلفهم سيارة سوداء كبيره وإستطاع من مكانه رؤية العديد من
الرجال المسلحين بداخلها..
ماذا يحدث!
ما الذي عليه أن يفعل اآلن ؟!!
فتح فمه ليتحدث ولكن جاءه صوت آليس من الداخل تقول :إن كانوا أصدقائك فإرحل وال تهتم
ألمري أنا سأكون بخير..
إتسعت عينا موريس بصدمه قبل أن تبتسم شفتيه بعدم تصديق وهو يقول بنبرة منتصر :ذلك
الصوت الصغير ،لطالما تُقت لسماعه منذ مده!
Part 30
ً
محاوال النجاة من كل ما فهمت" ً
محاوال فهم كل شيء ،وتنهيها "تبدأ حياتك
-فرانز كافكا-
11:20 am
أخذ آندرو نفسا ً عميقا ً بعدما أنهى أخيرا ً تحضير المحاضرة القادمه التي ستبدأ بعد عشر
دقائق من اآلن..
نظر الى المكان حوله فلم يجد سوى جينا في مكتبها والبقية في صفوفهم الدراسيه من دون
شك..
تنهد وهو يسند بجسده على كرسيه ويتصفح هاتفه المحمول..
توقف عن التصفح لفتره مفكرا ً في أخيه ثيو قبل أن يهمس بداخله" :ال أحب هذا ،ال أحب
رؤية كم يجاهد من أجل أن يُكمل عمل والدي ،إنه ال يهتم بنفسه وال بصحته ،لم يأخذ أي
إجازة قط منذ وفاة والدي ،أعلم كم هو يكرههم وأنا أيضا ً أكره هذه المنظمة ولن أسامح قط
أي فرد فيها ولكن .....عليه أن يلتفت لنفسه قليالً" ..
نظر الى الفراغ وهو يكمل" :كيف أقنعه بأخذ إجازه" ؟
إستيقظ من شروده على المنبه حيث لم يبقى سوى خمس دقائق عن محاضرته..
تنهد وأخذ كتابه ودفتر التحضير وخرج يمشي في الممر وباله مشغول تماما ً في أخيه..
توقف أمام آلة بيع القهوه وأدخل بعض القطع النقديه وطلب لنفسه كوبا ً من القهوة السوداء
فرأسه يكاد ينفجر حقا ً..
وصل الى مسامعه جملة طالبة مرت من خلفه مع صديقتها تقول :كُنتُ أعلم هذا بأن من هم
بالمراتب العليا تملؤهم القذاره ! أعني ال أحد يحصل كُل هذه الدرجات باإلجتهاد فحسب ! هذا
ُمستحيل كما تعلمين..
أخذ كوبه وإتجه الى صفه حيث قد بدأ موعد محاضرته بالفعل..
ت مرتفع وبالكاد أجابه كم طالب.. دخل الى الصف الذي تعمه الفوضى وهو يُلقي التحية بصو ٍ
عقد حاجبه وتقدم من مكتبه واضعا ً أغراضه عليها قبل أن يضرب سطح المكتب بقلمه كي
ينتبه الطالب إليه..
مرت من أمامه مجموعة فتيات يتحادثن وحالما رأته واحدةً منهن قالت بإبتسامه :صباح
الخير دكتور..
إبتسم لها ُمشيرا ً ألن تجلس ولكن صديقتها قاطعته تقول لها :أال تعرفين ما إسمها ؟
تقدمت الفتاة من مقعدها تقول :كال أنا ال أحفظ أسماء آكلي الكتب أمثالها ولكن ما أعرفه أن
عائلتها غنيه للغايه..
ردت صديقةٌ ثالثه تقول :أنا متأكده بأنها إليان إذا ً ! ال أحد غيرها..
تعجب وقال قبل أن يبتعدن عنه :عن ماذا تتحدثن ؟
نظروا إليه لتبتسم إحداهن تقول :فقط عن طالبة ما ،يُقال بأنها ضُبطت باإلختبار وبحوزتها
قصاصات ورق تلخيصات الماده ،أي ضُبطت وهي تغُش..
دُهش يقول :وهل الفتاة تُدعى إليان حقا ً ؟!!
واحده أخرى اجابته :أعتقد هذا وبقوه ،يقال بأن الفتاة متفوقة ومن أعلى المراكز بجامعتنا
وتنتمي الى صف الدكتور آرثر ،إنها هي بدون شك..
بقي مصدوما ً لفتره فضحكت إحداهن تقول :دكتور ال تُصدم هكذا ،الكُل بالفعل يعلم بأنه من
المستحيل للمتفوقين البقاء بمراكزهم من دون واسطة ما كمعرفتهم بأحد في اإلدارة التعليميه
وغيره وهي تمتلك عائله ثريه ،ومع محاولة الغش هذا أصبح كل شيء واضحا ً..
ضحكت أخرى تقول :ههههههههه أعلم بأنكم تحبون الطلبة المتفوقون ولكن تفوقهم الظاهر
هذا خدعه قد وقعتم فيها أنتم األساتذه..
أخذ نفسا ً عميقا ً ليقول بعدها :ليس من الجيد أن تتناقلوا الكالم وأنتم لم تتأكدوا بعد من هوية
الطالبه!
غادرن من أمامهم وإحداهن تقول :ههههههههه لقد كُسر قلب دكتورنا..
بقي يراقبهم والصدمة حتما ً تأكله من الداخل..
هو يعلم كم هي طالبه متفوقه حقا ً ،ال يمكنه أن يصدق أبدا ً أنها قد تسلك طريق الغش!
أخرج هاتفه المحمول وكاد أن يتصل بريكس ولكنه توقف عندما تذكر بأنهما متشاجران..
ماذا يفعل ؟ هو قلق ويريد التأكد ولكنه ال يعرف كيف!
***
عقدت آليس حاجبها عندما سمعت صوت إرتطام شيء ما عند الباب..
إلتفتت تنظر الى تلك الجهه لفتره قبل أن تقول بتعجب :دانييل هل هناك خطب ما ؟
جائها جسد دانييل وصوت شخص خلفه يقول بصوت فيه نبرة تقليد فاشله :ال خطب يا
عزيزتي سوى أن موريس أفقدني الوعي..
وبعدها تداعى جسده أرضا ً بعد أن أفلته موريس واإلبتسامة تُسيطر تماما ً على شفته..
شهقت آليس ووقفت ال إيراديا ً وعيناها المرعوبتان مصوبتان على دانييل الواقع أرضا ً دون
ِحراك..
عاودت تنظر الى موريس الذي دخل من خلفه ثالثة رجال كل منهم وقف أمام أحد مداخل
المنزل كي يمنعوا أي محاولة هرب قد تحدث..
شعرت بضربات قلبها تزداد من هذا الموقف الذي يحدث أمامها بينما بقي هو يحملق فيها
ت حقا ً ،ياله من يوم جميل ،لقد إنتظرتُ هذه اللحضة منذ فترة بسعاده عارمه يقول :إنها أن ِ
طويله يا عزيزتي..
شعرت برجفة تسري بجسدها وهي ترى هذه األشكال التي من المستحيل أن تكون أي شيء
سوى أنهم أفراد عصابه..
نظرت الى موريس الذي كان أصلع الرأس تماما ً بوشم ع رقبته مع خواتم فضيه بيده اليسرى
ومالبس جلد سوداء والبقيه كانوا ذو وجوه ال تفارقها الندوب القديمه ومالمح شرسه مخيفه
..
هل هؤالء يتبعون ذاك القاتل من باريس ؟؟
هل هم من كان يبعدها عنهم ذلك الرجل المسن ؟
هل هم من يطاردونها ألجل سبب ال يمكنها معرفته بتاتا ً!
كيف وجدوها إذا ً!!!!
لفت بنظرها حولها ليقول موريس :إنسى ذلك فلقد أمنت المكان بالكامل فال يمكنك الهرب
كالعاده ،ال يمكنك معرفة كم عانيت ألجل هذه اللحضه ،يكفي بأنك السبب في خسراني لكل
شعري..
عقدت حاجبها تنظر إليه وهي تتسائل بداخلها" :ماذا يقصد ؟ هل حدث وأن أحرقتُ شعره في
الماضي ؟"
نظر موريس الى أحدهم وقال :أحظر لها معطفا ً أو أي شيء ثقيل فنحن ال نريد أن تموت بردا ً
قبل أن نحصل على ُمرادنا..
هز رأسه ودخل الى الداخل فبلعت ريقها وهي حتما ً ال تعرف ماذا عليها أن تفعل اآلن!
بالسابق ساعدها ذلك الشاب الذي يمتلك رائحة عطر مميزه أما اآلن الشخص الوحيد الذي قد
يتدخل من أجلها هو فاقد للوعي أمامها وبسببها ايضا ً..
بسببها ؟
ماذا ؟ لما الجميع يستمر بالتأذي بسببها هي ؟؟
إذا ً هذا صحيح ،أيا ً كان إختيارها بالماضي فهي تسبب المآسى لمن حولها وال زالت تُسببها!!
لما إذا ً مستمرة بالعيش حتى اآلن!!!!
عليها أن تموت حتى يتوقف الشؤم الذي يالحق كل من حولها!..
أحضر الرجل معطفا ً من الداخل مع حذائها ووضعه أمامها فقال موريس :هيّا إردتي هذا
ورافقينا بهدوء فال أضن بأنك تريدين أن تُجري كالكالب ؟ إستغلي طيبتي قبل أن أغضب..
نظرت الى األسفل حيث معطفها وحذائها لفتره ورفعت بعدها عينها بإتجاه جنب موريس لترى
هناك حزام مخصص لحمل المسدس..
ماهو أفضل حل ؟
ُمرافقته أو تحاول الهروب ليضطر الى إنهاء حياتها التعيسة بطلقه واحده ؟
الخيار اآلخر هو األفضل لها فال تريد سماع المزيد من الحوادث السلبيه عن حياتها السابقه..
تحدث موريس يقول :لما لم تتحدثي حتى اآلن ؟ لم أعهدك فتاة هادئه..
نظرت إليه ثُم بحرك ٍة سريعه ذهبت الى أحد الرجال الذين يقفون أمام الباب الذي يؤدي الى
الغرفه وهاجمته وبالكاد إستطاع إمساكها ولكن حركاتها المتوحشه جعلته يبدأ في فقدان
السيطرة على نفسه فتدخل اآلخران وأمسك كل واحد فيهما ذراعها وأجبروها على الجلوس
أرضا ً..
في حين تقدم موريس منها وهو يبدو معكر المزاج ووقف أمامها يقول :ألن تتركي عادتك
المستحيله هذه ؟؟ المكان كله محاصر ،ال أمل لك لذا توقفي عن ذلك..
شدت على أسنانها قبل أن تهمس :أقتلني..
ضاقت عيناه قليالً قبل أن يبتسم قائالً :سأفعل هذا ال تقلقي فلقد وعدتك بالسابق ولكن عليك أن
سرق يا عزيزتي.. تُعيدي إلينا ما ُ
ظهرت الحدة في عينيها تقول :لقد تخلصتُ منه تماما ً لذا ال فائده..
لم يكن أمامها سوى أن تكذب بأمر شيء ال تعرفه أساسا ً فلربما يتخلصون منها وترتاح..
بقي ينظر إليها لفتره بعدها قال :كاذبه ،هو الشيء الوحيد الذي يساعدك لإلنتقام من أجل
والدك لذا يستحيل أن تتخلصي منه..
دُهشت للحضه قبل أن تتمالك دهشتها وتقول بغضب :سئمتُ منكم ومن األذى الذي تلحقونه
بكل من أعرفهم لذا أريد أن يتوقف كل هذا!!
ظهر بعض اإلنزعاج على وجهه يقول :نحن نلحق األذى ؟؟
ت من قتلها بنفسك فال تتهمينا !! أكمل بغضب :آريستا قطعا ً لم تكن لتموت لوال عنادك ،أن ِ
وسيحدث المثل ألختك الصغيره إن لم تعطيني ما سرق أفهمتي ؟!!! لذا بحق هللا كفي عن
المراوغه!!!!
إتسعت عيناها على وسعها من الصدمتين المتتاليتين التي حلت عليها!!!
آريستا ؟!!
إنه اإلسم الذي كانت تنطق به بشكل ال إرادي..
إنه إسم فتاة تسببت هي بقتلها ؟!!!
ماتت بفعلها هي ؟!!!!
و.....
لديها أخت صغرى ؟!!!
تذكرت تلك الذكرى القصيرة باألمس فبدأت الدموع تنهطل من عينيها وهي تهمس بداخلها:
"اختي ،حيه! "
ثم مالبثت إال أن تتسع عيناها بصدمه عندما إسترجعت ذاكرتها منظر فتاة مطروحة على
سرير في المشفى وشاب يقف بجوارها بعينين تملؤهما الدموع ليلتفت إليها هي التي كانت
تقف أمام الباب ويصرخ في وجهها..
استمرت دموعها بالهطول وهي تهمس :جاكي ،أقسم بأن ال شأن لي..
عقد موريس حاجبه من همسها فصرخت بعدها بكل ألم :أقسم بأن والدي وهم المسؤولون
وليس أنا!!!!..
ليسقط بعدها جسدها فاقدا ً للوعي أمام أنظار موريس المصدومه..
بقي ينظر إليها لفتره قبل أن يلتفت الى رجاله ويقول :دفئوها جيدا ً وأحضروها الى السياره..
وضع نظارته الشمسيه وغادر الى الخارج..
***
pm2:34
دخل إدريان الى الفيال وهو عبوس الوجه منزعج من كُل شيء..
من ذاك الشرطي الذي ال يزال تهديده يؤرقه ومن الشركه التي إنهالت عليه باألسئلة عن األمر
وبمحاوالتهم إلجباره على طرق لتفادي إنتشاره ،ومن البواب الذي قتل بشكل مريب ودعى
هذا الشرطة الى التردد على هذه الفيال مرارا ً وتكرارا ً..
أال يكفيهم بالبداية ما فعله إبن العم األحمق في حفلة ريكس قبل أيام ؟!! هو حقا ً بحاجة الى
فترة استراحه فهذه الحوادث المتتاليه تجعله مزاجه سيئا ً يوما ً بعد يوم..
أخرج هاتفه النقال وإتصل على آليس فعليه أن يعرف أوالً ما حكايتها حتى يعرف ما التصرف
الصحيح تجاه األمر..
شد على أسنانه بإنزعاج تام عندما إنتهى الرن دون رد..
لقد إتصل عليها ما يُقارب الخمس مرات وال يوجد أي رد!!
مابالها هي األخرى!!!
رمى الهاتف بكل إنزعاج بجانبه على األريكه فجائه صوت والده يقول :مابك ؟
دُهش إدريان ووقف من فوره ينظر الى الخلف حيث والده ويبدو بأنه حضر للتو..
إدريان :أ أهالً والدي..
تقدم آليكسندر يقول :مابالك تبدو معكر المزاج ؟ هل هناك مصيبة ال أعلم عنها!
إدريان بسرعه :كال إطالقا ً يا والدي ،إنها فقط أمور فنيه روتينيه في عملي ،ال تشغل بالك
بها..
جلس آليكسندر يقول ببرود :من الواضح بأنك تكذب ،لذا كف عن الكذب وأخبرني!!
إدريان بدهشه :ال والدي صدقني إنه....
قاطعه والده :هل أنت المتسبب بمقتل البواب ؟!!
صدم إدريان وقال بسرعه :الاا والدي ماهذا الذي تقوله ؟!!! أُقسم بأنه ال عالقة لي باألمر ُ
بتاتا ً البته ! أُقسم بهذا!
نظر إليه آليكسندر مطوالً قبل أن يقول :حسنا ً صدقتُك ولكن هذا ال يعني بأنه ال يوجد خطب بك
لذا أخبرني..
تنهد إدريان قبل أن يقول :أنا حقا ً جاد بكالمي ،إنها مشكالت العمل الطبيعيه ،ال تشغل بالك
بتاتا ً..
صمت آليكسندر لفتره قبل أن يسأله :هل أنت تبلي بالءا ً حسنا ً فيه ؟ أال تحتاج الى ُمساعده ؟
إبتسم إدريان يقول :ال تقلق كُل شيء على ما يُرام..
نظر آليكسندر الى المكان يقول :أين والدتك ؟ وإليان ؟
دُهش إدريان عندما تذكر مكالة إليان التي لم يرد عليها..
ال بأس ،ما دامت لم تتصل مجددا ً فالبد بأن كُل شيء على ما يُرام..
أجاب والده قائالً :لقد سألتُ الخادمه عند دخولي عن ما إن كان هناك أحد من العائله ولكنها
أجابت بالنفي..
آليكسندر :هل من عادة إليان أن تتأخر ؟ لقد قاربت الساعة الثالثه!
إدريان :ال أعلم عن جدولها الكثير ولكنها في بعض األحيان تذهب مع صديقتها الى محل
والدتها الخاص بالحلوى..
صمت آليكسندر لفترة يفكر قبل أن ينظر الى إدريان يقول :هل هناك مشكلة بين إليان وريكس
؟ منذ فترة لم أراهما يتبادالن الحديث..
حاول إدريان إخفاء دهشته من هذا السؤال وهو يقول :والدي ،إن كالً منهما مشغول بعمله
لذا نادرا ً ما يتحدثان وهذا طبيعي ،ثم ماذا قد يكون بينهما مثالً ؟
ضحك وأكمل :ثم ال تنسى بأن شخصيتهما منغلقه بعض الشيء لذا الهدوء هو ما يُسيطر
عليهما دائما ً ،ال تقلق..
آليكسندر :لم يكونا هكذا عندما كانا صغارا ً..
إدريان :العباقرة هكذا عندما يكبرون ،يركزون على مجالهم واإلبداع فيه لدرجة أنهم يفقدون
مهاراتهم اإلجتماعيه شيئا ً فشيئا ً..
لم يُعلق آليكسندر وبقي صامتا ً قبل أن يقف ويقول :إن رأيت أُمك أخبرها بأني توليت عنها
أمر التحقيق في مقتل البواب لذا لن يزعجوكم المحققين مجددا ً..
إدريان :حسنا ً سأُخبرها بذلك..
بعدها إلتفت وغادر فتنفس إدريان الصعداء وهو يقول :وااه بالكاد حافظتُ على رباطة جأشي
أمامه ،لقد كذبتُ عليه كثيرا ً فأرجو أال يكتشف ذلك في يوم من األيام..
نظر الى الهاتف حيث رقم آليس وجرب اإلتصال عليها مجددا ً ولكن الصمت كان هو الجواب..
***
pm5:55
***
8:40 pm
خرج موريس من الغرفة التي تُحتجز فيه آليس وهو معقود الحاجبين بإستياء كبير..
لحق به روماريو يقول :سيدي ما العمل اآلن ؟
موريس بإنزعاج :تبدو كجثة هامده بالنسبة لي !! ال وجود ألي ردة فعل وال حتى رمشه !
كنتُ حقا ً على وشك قتلها ولكن لألسف قتلها خارج صالحياتي!!!
روماريو :كان عليك أن تستخدم إسم أختها لعلها تتحدث!
موريس وهو يمشي في الممر متجها ً الى غرفته :ذكرتُه لها هذا الصباح وبدالً من أن تغضب
وتصرخ في وجهي إنجنت وفقدت وعيها ،هي بالفعل أصبحت تعرف بحوزتها معنا لذا إكتفت
بممارسة الصمت!
نظر الى روماريو وأكمل :لديها قوة غير طبيعيه ! ألهذه الدرجة ال تُريد الكشف عن مكان ما
سرق !! أتتذكر حادثة الفتاه تلك !!! إنها حقا ً مجنونه..
ُ
تنهد روماريو يقول :أجل ُمحق ،رغم تهديدنا إياها بصديقتها ال ُمقربه إال أنها لم تبح بأي
شيء..
دخل موريس غرفته يقول :لهذا هي مجنونه تماما ً لذا ال أستبعد بكونها ستقبل بموت أختها في
سبيل أن تُحافظ على السر!!..
روماريو بتعجب :الى هذه الدرجه ؟!! لكنها أختها الوحيده ؟ ال أُصدق!
موريس :بل ستفعل فالفتاة مجنونة بحق ،صديقتها تلك رافقتها منذ الطفوله ومع هذا فرطت
فيها بكل برود فماذا عن أخت لم تعش معها طويالً ! الجواب واضح ،أنا حقا ً ِضقتُ ذرعا ً بها
..
جلس على كُرسيه وأكمل :أعتقد بأني سأُسلم أمرها الى أحد المرؤسين وبما أننا هنا فربما
سأتركها لكارمن فربما تُريحنا وتأمر بقتلها ،هي تملك هذه الصالحيه..
بعدها أكمل بهمس :ضاعت جهودنا سدى في محاولة اإلمساك بأختها..
هز روماريو رأسه يقول :حسنا ً إذا ً ،سأُبلغ السيدة كارمن باألمر فعلى ما أضن قد عادت لتوها
من مهمة شحن بضاعتها..
نظر موريس إليه يقول :عادت ؟ حسنا ً في هذه الحاله سأذهب بنفسي وأنت إجلب الفتاة بعد
بضع دقائق..
بعدها وقف وغادر وروماريو يقول :أمرك..
في حين جلست كارمن في هذه الغرفة الكبيره بعدما عادت للتو من موقع نقل البضاعه والذي
تم على أحسن ما يُرام..
كانت الغرفة واسعه ذات ألوان تدرجات البني ومليئة باللوحات المعلقه وحولها ما يُقارب سبع
نوافذ مطله على حديقة خارجيه وبجانب كل نافذه يقف حارس تحسبا ً ألي محاولة هجوم
خارجيه قد تحدث..
نظرت الى مساعدها الذي تثق فيه أكثر من أي شيء وقالت :كن على إطالع بأخبار البضاعة
أول بأول وعند حدوث أي أمر طارئ أخبرني به شخصيا ً ،أفهمت يا باتي ؟
هز باتريك رأسه يقول :كما تأمرين سيدتي..
راض تماما ً عن البضاعه كما أخبرنا ٍ تنهدت ثُم قالت :بخصوص التاجر الروسي يبدو بأنه
جاسوسنا هناك ،لذا توقع منه إتصال في وقت قريب يخبرك فيه برغبته بتوقيع عقد تجارة
معك ،كن متأهبا ً لهذا...
نظرت إليه وأكملت :أفهمت ريكس ؟
هز ريكس رأسه دون أن يقول شيئا ً ثُم نظر الى ساعته حيث قاربت الساعه التاسعه..
رفع رأسه راغبا ً في اإلعتذار والمغادره ولكنه توقف عندما دخل موريس الى الغرفة
واإلبتسامة على شفتيه..
موريس :مرحبا ً بكارمن ،رغم أني هنا منذ يومان إال إنها المرة األولى التي أُقابلك فيها وجها ً
ت جميلة كما عهدتُك.. لوجه ،أن ِ
إبتسمت كارمن تقول :وما سبب قدومك ؟ أولست مشغوالً باإلمساك بإبنة الخائن ؟
موريس بإبتسامه واثقه :أمسكتُ بها بالفعل ،ال شيء صعب في وجه موريس..
دُهشت كارمن في حين عقد ريكس حاجبه من هذه المحادثه..
نعم لقد سمع سابقا ً عن وجود خائن خان المنظمة وتمت تصفيته على يد دارسي ليكتشفوا
بعدها بأن الموقع الذي أعطاهم إياه لمسروقاته كان موقعا ً خاطئا ً..
هل هذا ما يتحدثون عنه ؟
قرر البقاء واإلستماع الى ما يحدث فكلما زادت معرفته بأسرار المنظمة كلما إرتفعت مكانته ،
فالمكانة أيضا ً تُبنى بالمعلومات..
كارمن :حسنا ً ،هذا تقدم جيد ،ماذا إذا ً بخصوص ما خبأه والدها ؟
أبدى موريس بعض اإلنزعاج وهو يقول :حسنا ً ،كما في السابق ،إنها عنيدة للغايه ..
رفضت اإلفصاح عن أي شيء ،إنها حتى لم تتحدث وبقيت صامته طوال اليوم وأنا حقا ً ِضقتُ
ذرعـ..
توقف عن الكالم وهو ينظر الى ريكس وقال :من هذا ؟ إنه وجه جديد!
نظرت كارمن الى ريكس تقول :أحد أتباعي المفيدين..
موريس :ههههه وأخيرا ً أصبح هناك شخص آخر تثقين به غير باتريك!!
كارمن :إني حتى اآلن ال أثق سوى في باتي..
موريس :وإذا ً ؟ لما هو هنا في حين أن المعلومات التي نتحدث عنها بالغة السريه ؟
إبتسمت كارمن تقول :ال بأس ،هو ليس من األشخاص الذين يستطيعون خيانتنا ،وهو قطعا ً
يستحيل أن يكون جاسوسا ً ألي شيء خارجي..
تنهد موريس يقول :حسنا ً ،على أية حال هي رفضت اإلفصاح عن أي شيء ،وبما أن ما
سرق جزءا ً منه يضرك شخصيا ً قلتُ لنفسي سأجعل أمرها لك ،رجاءا ً حققي لي أُمنيتي ُ
وأؤمري بقتلها..
طرق الباب فقال موريس :إنها هي.. إبتسمت كارمن دون تعليق في حين ُ
أشار باتريك برأسه للحارس الذي يقف أمام الباب ففتح الحارس الباب ليدخل روماريو وخلفه
كينتو وجوليان وهما يمسكان بيد آليس ويسحبانها معهما وهي تُطأطأ رأسها لألسفل..
توقف روماريو عن يسار موريس في حين تركا أعوان موريس يدي آليس التي إنهارت فورا ً
جالسه وهي ال تزال تُطأطأ رأسها الى األسفل وخصالت شعرها تتناثر حول عنقها بإنسيابيه..
في حين كانت عينا ريكس تتسع تدريجيا ً من الصدمة فالفتاة تبدو كآليس تماما ً رغم أن مالمح
وجهها غير واضحة له..
نظرت كارمن إليها ببرود وقالت :لم أتوقع بأن من جنن المنظمة هي مجرد شابه صغيره ! هذا
حقا ً ُم ٍ
خز..
موريس :صحيح بأن السرقه تمت على يدي والدها الوغد ولكن براعتها بإخفاء المسروقات
حقا ً شيء آخر ،ال يُمكنني سوى اإلعجاب بذلك..
شدت آليس على شفتيها وقلبها يتمزق من كالمهم وهي حتى اآلن ال تعرف ما العمل وماذا
تفعل ؟
كانت لتتمنى الموت وتسعى له ولكن جملته هذا الصباح بخصوص إمتالكها ألخت قيدها تماما ً
وأصبحت ال تعلم ماذا يجدر بها أن تفعل..
كارمن بشيء من الحقد :لقد كان مجرد خادم لدينا ! لو سقط في يدي أنا لعذبته مرارا ً قبل
قتله..
نظر ريكس بهدوء الى كارمن بعد جملتها األخيره ثم نظر الى هذه الفتاة وهو يملؤه التوتر هل
يغادر أم أنها فقط مجرد شبيهه بها ؟
إتسعت بعدها عيناه بدهشه عندما رفعت الفتاة رأسها تنظر الى كارمن بكل حقد وكره..
كارمن ببرود :لقد أخافتني نظرتك كثيرا ً..
إلتفت باتريك الى جهة كارمن قاصدا ً محادثتها ولكن عينه توقفت على نظرات ريكس
المصدومة آلليس..
ضاقت عيناه قليالً في حين شد ريكس على أسنانه وأشاح بنظره وهو يهمس بداخله" :إنها
هي !!! أنا ال يُمكنني إستيعاب األمر مطلقا ً ! لما هي موجودة في هذه المنظمه ؟!! أي صدفةً
هذه التي جعلتني أصطدم بفتاة على عالقة بمنظمة أعمل فيها ! هذا ال يُصدق" ..
في حين قررت آليس التحدث أخيرا ً تقول :دعوني أذهب!
ت في وعيك ؟ أطلبي شيئا ً رفعت كارمن حاجبها في حين نظر موريس إليها يقول :هل أن ِ
معقوالً كشرب ماء مثالً..
نظرت الى موريس وأكملت :أنا ال أعرف أي شيء ،دعوني أرحل..
ت ؟ لقد كان سالحا ً فاشالً في الماضي موريس :إذا ً اإلنكار هو سالحك اآلن ،أال تتعلمين أن ِ
فلما تستمرين بالتمسك به ؟
كارمن :سلمي ما لديك بهدوء وربما حينها سألتمس لك العفو..
نظر موريس إليها بعدم تصدق في حين نظرت آليس إلى عينيها تقول :أخبرتُك بأني ال أعرف
،هذه الحقيقه ،لقد فقدتُ ذاكرتي مؤخرا ً لذا ال أعلم عماذا تتحدثون ،أتركوني وأتركوا أختي
أيضا ً..
عقدت كارمن حاجبها تقول :أُختك ؟
موريس :هددتُها كذبا ً بأختها لعلها تتحدث لذا...
نظرت آليس إليه بصدمه تقول :أتعني بأنها ليست موجوده ؟ هل هي ميته!!!
نظر موريس الى صدمتها لفتره قبل أن يقول :أجل ،ميته..
عقدت كارمن حاجبها ونظرت الى موريس في حين كان ينظر الى آليس التي إتسعت عيناها
بصدمة عارمه وهي تهمس :إذا ً ...هي أيضا ً ؟
في هذا الوقت إلتفت ريكس وقرر المغادرة بهدوء فليس من مصلحته أن تُبدي آليس أي
معرفةً به ولكن أوقفه صوت باتريك يقول :الى أين ياريكس ؟
شد ريكس على أسنانه منزعجا ً في حين أن آليس المصدومة إتبعت الصوت الذي نطق بإسم
ريكس بشكل غير إرادي ليتحدث ريكس دون أن يلتفت :لدي عمل و...
قاطعه باتريك :إبقى حتى تصل إلينا أخبار عن وصول البضاعة بأمان ،لقد أخبرناك منذ
األمس كي تفرغ نفسك..
شتمه ريكس بداخله قبل أن يعود الى موقعه وهو يشعر بنظرات آليس المصدومة مصوبةً
نحوه..
ت كنُت على إستعداد لتبيعيها في سبيل في حين قال موريس لها :ولما هذه الصدمه ؟ أولس ِ
ت مع صديقتك سابقا ً ؟ عدم اإلفصاح عن سر والدك كما فعل ِ
نظرت آليس إليه فورا ً بعدم تصديق تقول :ماذا ؟!!! عما تتحدث أنت ! ماذا تقصد ببيعها ؟!!
وأي صديقة تقصد ؟
ت الحديث بينما سابقا ً تمسكتي موريس بإنزعاج :كفي عن التظاهر بالغباء وأيضا ً لما اآلن قرر ِ
ت إستفزازي بهذا التصرف ؟ بصمتك ! هذا مزعج أتعرفين ؟ هل قصد ِ
بقيت عيناها معلقةً به وذكرى هذا الصباح تمر بعقلها حيث تلك الفتاة على السرير وبجانبها
شاب يصرخ في وجهها متهما ً إياها بإيصال الفتاة الى هذه الحاله..
تجمعت الدموع في عينيها بشكل ال إيرادي وهي تقول بداخلها" :أهذا صحيح ؟ أحقا ً إخترتُ
أن تموت صديقةً لي في سبيل حماية هذا الذي يستمرون بالتحدث عنه ؟ هل أنا فتاة سيئه الى
هذا الحد ؟"
تذكرت ذاك المجرم من باريس عندما أجابها على ذات السؤال قائالً "بل أكثر من ذلك! "
إنهطلت الدموع من عينيها وهي ال تزال تنظر الى موريس الذي قال :هل هي الدموع هذه
ت أن تستخدمي حيلة الدموع لكسب قلوبنا ؟ هذا تفعلينه يا عزيزتي أمام المره ؟ هل قرر ِ
أصدقائك أو جيرانك كي يصدقوا مدى برائتك وليس أمام مجموعة مجرمين ال يتأثرون
بالدموع مطلقا ً!
أشارت له كارمن بالتوقف ونظرت هي إليها لفتره قبل أن تقول :إليك هذه المعلومه ،إحتفاظك
بما سرقه والدك ليس تأمينا ً لمنعنا من قتلك ،سنختار أن نقتلك لو طال صمتك وطال إنكارك ،
فصمتك ليس دليالً إال على أنه حقا ً ال يوجد لديك تأمين غيره لذا لن نخاف من مسألة وجود
شريك حسنا ً ؟
نظرت آليس إليها لفتره ودار نظرها بعدها الى ريكس الذي بقي ينظر الى عينيها ببرود وكأنه
يهددها من التحدث إليه..
ظهر اإلشمئزاز في نظراتها المليئه بالدموع ودرات بعدها حول البقيه لتعود الى كارمن وتقول
بكل حقد :سفله..
ت تجرؤين أقتليني فهذا هو ما أبحث ظهر البرود التام في عيني كارمن لتكمل آليس :إن كُن ِ
عنه منذ مده..
ت تبحثين عن الموت الى هذه الدرجه فسأحققه لك.. كارمن ببرود :إن كُن ِ
موريس بدهشه :لحضه ...أعني....
صمت قليالً وتقدم من كارمن هامسا ً لها :أوليست ثقتها هذه مريبه ؟ ماذا لو حقا ً كان تملك
شريكا ً وهو بدوره سينشر كل شيء إن ماتت ؟
تدخل باتريك يقول :وما أدراه إن ماتت ؟ ستموت هنا ولن يخرج الخبر خارج هذه الغرفه لذا
لن يصل إليه شيء وفي هذا الوقت سنتبع كل معارفها إبتدائا ً بذلك المغني الذي ظهرت معه
في الصور وإنتهائا ً بالشاب الذي كان يأويها قبل إيجادكم لها ،قد نضطر لقتلهم حتى ...ربما
سنقوم بقتل حتى معارفها القدامى المهم لن نضع حياة منظمتها بيدي سافلة صغيرة مثلها!
نظر إليه موريس يقول :أتنوي أن تصنع مجزرة في سبيل بضع شكوك ؟!!
باتريك ببرود :بل إباده جماعيه لكل من يعرف حتى إسمها..
ظهر اإلستنكار التام في عيني موريس فقالت كارمن :هذا يكفي ،سنحتجزها ليومين على
األقل ،في هذا الوقت عليكما التحقيق خلف كل معارفها فإن تم الشك ولو بواحد بالميه في
أحدهم ...سيموت..
صمتت للحضه وأكملت :بالنسبة لها سأقتلها مالم يكن هناك أي أمر جديد خالل هذا اليومين..
نظر ريكس إليهم بهدوء حيث أن همسهم يصل إليه بما أنه يقف قريبا ً من كارمن لينظر بعدها
الى آليس لفتره ليست بالقصيره..
إلتفت موريس الى أتباعه كينتو وجوليان قائالً :أرجعاها حيث كانت وراقباها جيدا ً فهي تمتلك
شهادةً ُمعتمده عالميا ً في الهرب..
أخذاها كما أمر وخرجوا من الغرفه فنظرت كارمن الى باتريك تقول :قبل أن تشرع بالبحث
أوصل رسالة الى المقر الرئيسي والى دارسي خاصةً أخبره فيها أنها بحوزتنا لذا إن كان يريد
محادثتها قبل أن نتخلص منها فعليه أن يأتي ألجلها خالل يومان..
نظر موريس الى كارمن يقول :هل هذا ضروري ؟
كارمن :بينهما أمر شخصي لذا ربما يريد أن يُصفيه قبل موتها..
عقد موريس حاجبه فأجابته تقول :ال تسأل فحتى أنا ال أعرف ماهو..
تنهد ثم إلتفت وغادر فخرج خلفه روماريو يقول :واآلن ماذا ستفعل ؟
موريس :سأحقق خلف ذلك الرجل الذي كان يأويها عندما أخذناها فالبد من وجود عالقة
تربطهما..
روماريو :حسنا ً ،ماذا عن الطفله ؟
موريس :أخبر الذي يرافقها أن يهتم بأمرها لحين عودتي وحينها سأرى ماذا أفعل ،ربما
أنقلها ألحد دور الرعايه كي يهتموا بها..
روماريو :ألن تخبرهم عن إمساكك لها ؟
موريس :وفي ماذا يهم األمر ؟ ضننتُ بانها قد تكون وسيلة ضغط جيدة ألختها ولكن لم يكن
ضني في محله لذا ال فائده من أخبارهم عنها فربما يقرروا قتلها ،أكره أن يموت أشخاص ال
عالقة لهم باألمر..
راض تماما ً عن قتل صديقتهاٍ نظر الى روماريو وأكمل :ولعلمك ،حتى هذه اللحضه أنا غير
المدعوة بآريستا ،ربما هذا السبب الذي يجعلني أمقت دارسي من كل قلبي ! لن أسمح له هذه
المرة بمعرفة شيء عن الطفله حتى ال يتكرر األمر مجددا ً أمام عيني..
بعدها غادر فتنهد روماريو قبل أن يلحق به..
***
pm9:55
رن هاتفها النقال للمرة العاشره فلم تُكلف نفسها عناء معرفة من المتصل حتى..
دخلت زميلتها الى الحجره وتنهدت وهي تحمل صحن عشائهما وقالت :هاتفك يا إيلي!
لم تُجبها إليان بل بقيت تجلس على وضعها منذ ساعات فوق السرير واللحاف يحيطها من كل
جانب..
وضعت جيسيكا صحن العشاء على الطاولة الصغيرة في منتصف غرفتها تقول :حسنا ً ال بأس
ت لم تتناولي أي شيء منذ الصباح.. ،تعالي وكلي شيئا ً فأن ِ
أجابتها إليان بهدوء تام :تناولي عشائك وعندما أشعر بالجوع سآكل..
جيسيكا :كاذبه ،هذا كالمك عن طعام الغداء ومع هذا لم تتناوليه ،هيّا تعالي قبل أن أغضب..
رفعت إليان عينيها ونظرت الى جيسيكا تقول :إن كان وجودي يضايقك فسأرحل..
جيسيكا بنفاذ صبر :هذا ليس ما عنيته !! اخخخ..
ت هكذا تُصبحين حساسةً للغايه ، وجلست وحدها وبدأت بتناول الطعام وهي تقول :أكرهك وأن ِ
ت تضنين تصرفي شيئا ً آخر.. أنا أهتم بأمرك وأن ِ
عاود الهاتف الرن فتنهدت جيسيكا ونظرت الى إليان وقبل أن تفتح فمها همست إليان :هل
إقترفتُ شيئا ً سيئا ً في حياتي ألُعاقب هكذا ؟ لما يحدث كُل هذا لي ؟
صمتت جيسيكا لفتره قبل أن تقول :ال بأس هذا طبيعي ،أعني يحدث الكثير من سوء الفهم
مع أي طالب و...
قاطعتها إليان :كال ليس بالطبيعي ! إني أتعب وأسهر الليل وأستذكر ومع هذا تنقص درجاتي ،
إني أُخلص وأجتهد وأمرض من شدة اإلستذكار وفي األخير أُتهم بالغش..
شدت على أسنانها ليتضح شيئا ً من الرجفة في صوتها وهي تكمل :فلما الكُل يصدق أني حقا ً
غشيت ؟ لقد كان الجميع يتملقني فلما تحولوا فقط من أجل ورقة ال علم لي عنها !! ورقة لم
يتم اإلثبات حتى اآلن بكونها ملكي ! كيف لهم أن يكرهوني الى هذه الدرجة وأنا لم أؤذي أحدا ً
منهم!!
دفنت وجهها بركبتيها اللتان تضمهما بيدها وهي تهمس :جيسي آسفه ولكن أرجوك أتركيني
..
نظرت جيسيكا إليها لفتره بعدها قالت :حسنا ً ،سأحضر لك عصير ليهدئك قليالً..
بعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها وإتكأت عليه قليالً وهي تهمس :من قد يحقد عليها الى هذه
الدرجه ؟ حتى أن ورقة الغش كانت مطبوعة لذا ال يمكن معرفته من خط يده..
صمتت قليالً لتكمل بهدوء :أراهن بأن البصمات الوحيده الموجودة فيه هي بصمات إليان ،لو
لم أكن أعرفها حق المعرفه لصدقتُ بأنها تغش..
في الجهة األخرى أغلق إدريان هاتفه لتسأل والدته :ماذا ؟
مط شفته يقول :ال ترد بتاتا ً ..إنه يستمر بالرن حتى يُغلق من نفسه!
تنهدت والدته التي تجلس في صالة منزل العائله وقالت :البد من أن شيئا ً قد حدث معها ،هل
تملك رقم صديقتها تلك التي دائما ً ما تُرافقها ؟ ما دامت لم ترجع مع السائق فالبد من أنها
رجعت معها..
إدريان :لألسف ال أعرفه ،لقد إتصلت علي إليان مرة منه ولكن لم أسجله في قائمة األسماء
..
أخذ نفسا ً عميقا ً ونظر الى والدته وأكمل :ال خوف عليها فهي ليست طفله ،البد من أنها في
مكان ما تختلي مع نفسها فهذا ما تفعله كلما حدث أمر يُضايقها ،ولكني قلق من مدى سوء
هذا األمر!
صمت قليالً وأكمل بهدوء :هي تقترب من موعد إمتحاناتها النهائيه ،أتفهم بأن درجة واحده
تنقصها قد تجعل مزاجها معكرا ً أكثر مما يجب ،لكن ماذا لو كان ما حدث هو األسوأ ؟ نقصت
الكثير مثالً ! ضاعت ورقتها أو أخطأت في التظليل وضاعت الكثير من الدرجات ،قد تفعل في
نفسها أمرا ً سيئا ً ،أكره هذا الجانب منها ،أكره كونها تخلص في دراستها الى هذا الحد ! ال
يمكنني منع نفسي من القلق ألجلها..
مر من أمامهما ريكس الذي دخل لتو فقالت جينيفر :لحضه ريكس..
توقف ونظر إليها ثم تقدم منهما..
إنشغل إدريان بمطالعة هاتفه المحمول في حين قالت جينيفر :عزيزي هل تواصلت معك إليان
لهذا اليوم ؟
عقد ريكس حاجبه في حين علق إدريان :ولما قد تتواصل معه وأخاها الشقيق موجود ؟
رد ريكس على جينيفر بالنفي فقالت :حسنا ً هل يُمكنك اإلتصال بها ؟ هي ال ترد على إتصاالتنا
لذا جرب أنت..
إبتسم إدريان بسخريه وهمس :وكأنها سترد عليه..
أخرج ريكس هاتفه وإتصل عليها ،رن الهاتف حتى أُغلق ولم يرد عليه أحد فسألت جينيفر:
ماذا ؟
هز ريكس رأسه بالنفي فإبتسم إدريان هامساً :أخبرتُكم..
سأل ريكس :هل هناك أمر ما ؟
جينيفر :لم تعد مع السائق وال ترد على إتصاالتنا لذا أشعر ببعض القلق ،هل تعرف رقم
إحدى زميالتها ؟
إدريان :إسألي أسئلة معقوله يا أمي..
أجابها ريكس بهدوء :كال..
جينيفر :حسنا ً ال بأس ،ال تشغل بالك هي بالتأكيد بخير ولكن أنا أفرط بالقلق..
إلتفت ريكس مغادرا ً فعلق إدريان :ال تشعر بالقلق ؟ وكأنه سيقلق أصالً ،هذا الحجر ال يملك
مشاعر نبيله ،مشاعره فقط تُثار ألجل محظ جاسوسه لعينه..
صدمت جينيفر وقالت بسرعه :إدريان!! ُ
في حين إلتفت ريكس وأوقف إدريان عنوة وهو يمسك بياقة قميصه يقول بعينين تشتعالن
غضباً :ألم أُحذرك من عدم المساس بها بأي كلمه !! ألم يكن تحذيري واضحا ً بالنسبة إليك
؟!!!!
شد إدريان على أسنانه يقول :ألنك وغد لعين ! أُختك تواجه أمرا ً سيئا ً من دون شك ولكنك ال
ت ُعير األمر أي إهتمام!!
ضاقت عينا ريكس يقول :أولم تكن أنت من أخبرني بعدم التدخل في شؤنها ؟!! لما تتناقض
كاألطفال ؟!!
إدريان بغضب :ألني حقا ً أكرهك !!! منذ طفولتنا وهي تُفضلك علي ،وعلى الرغم من معرفتك
بقدر حبها لك إال أنك تستمر بجرحها وخذالنها !! هذا يغضبني ! كن على قدر تطلعاتها نحوك
! ال تكن وغدا ً هكذا!!!
دفعه ريكس بغضب الى الخلف يقول :للمرة الثانيه أقول لك كف عن التناقض وال تتدخل بي
وبتصرفاتي !! مرات تأتي لتُخبرني باإلبتعاد عنها وعدم إيذائها نفسيا ً واآلن تطلب مني العكس
؟؟ ما حكايتك بالضبط ؟!!
زاد غضبه وهو يُكمل :باألخير األمر كله ال عالقة له بوالدتي كي تستفزني بها !! إياك أن
تتحدث عنها بسوء ،إياك أن تأتي بذكرها حتى !! أقسم بأني حينها سأُفسد هذا الوجه يا
إدريان!
شد إدريان على أسنانه وتقدم من ريكس فقالت جينيفر :إيد هذا يكفي !! توقف!
أمسك إدريان بقميص ريكس وإقترب من وجهه يقول وهو يضغط على كلماته :بل سأفعل ،
فأنت تُثبت لي يوما ً بعد يوم بأنك فاسد حتى النخاع مثلها تماما ً !! هي مجرد جاسوسة روسيه
إقتحمت بالدنا وحياتنا وأفسدتها لذا علي أن أوقفك قبل أن تفعل أنت مثلها و...
أسكته ريكس بلكمة في وجهه صرخت على إثرها جينيفر وتقدمت فورا ً ممسكةً بريكس الذي
تقدم من إدريان بغضب عارم..
جينيفر :ريكس يكفي أال ترى بأنك قد تماديت!!
حاول ريكس إبعادها وهو ينظر الى إدريان يقول :لقد حذرتك أليس كذلك !! حذرتك يا إدريان!
شد إدريان على أسنانه يقول :الحقيقة هذه من المفترض أن تخجل منها ال أن تغضب !! يالك
من ناكر حقا ً !! فبعد أن أنتشلتك والدتي وربتك كإبنها ال تزال تكن الحب ألم تخلت عنك ألجل
هدفها اللعين ،إنها وصمة عار في عائلة آليكسندر !! ال تفتخر بعار!!
جينيفر بغضب :إدريان أخبرتك أن تتوقف!!
دفعها ريكس بقوه عنه ولكم إدريان مجددا ً بكل غضب ولكن إدريان تفادى لكمته ومد يده
ليلكمه فأمسكها ريكس قبل أن تصل إليه ودفعها بعيدا ً عنه وهو يقول :سأحرص على أن تحذر
المرة القادمه من التحدث عنها بسوء..
وقفت جينيفر التي تأذت إثر دفعها على األريكة وشدت على أسنانها وهي تراهما متشابكان
ويتبادالن اللكمات فأبعدتهما عن بعضهما وهي تقول بغضب :توقفا قبل أن يصل آليكسندر
وحينها ستندمان بحق!
ريكس وهو يشد على أسنانه :إبتعدي!
ضاقت عيناها تنظر الى عينيه وتقول :ريكس ،قُلت يكفي ،أال يمكنك أن تفهمها ؟
بقي ينظر الى عينيها بغضب شديد قبل أن يمسك بيدها ويبعدها بعنف عن صدره ويغادر فشد
إدريان على أسنانه من تصرفه وصرخ يقول له :كن محترما ً وممتنا ً فلوال والدتي لما نجحت
في حياتك هذه بتاتا ً!!!
أبعدت جينيفر يدها األخرى عن إدريان وهي تقول :توقف أنت اآلخر..
أشاح بوجهه يقول بهمس :أكرهه ،إنه يغضبني في كل مرة أتحدث فيها معه ،حقير..
عادت جينيفر تجلس على مقعدها تقول :أنت من تبدأ بإستفزازه..
نظر إدريان إليها يقول :هو من يفعل بتصرفاته هذه !! أتعلمين امي ؟ أتعلمين عن أن إليان
بكت كثيرا ً في ليلة عيد ميالده وفضيحته تلك ،بكت وهي تقول بأنها ال تريد ال لوالدها وال
لريكس أن يهويان الى الحضيض بسبب إشاعات فرانس تلك ،رغم تصرفاته المزعجه إال أنها
تقدره كثيرا ً وهو ال يفعل بالمقابل !! ووالدي طوال فترة عمري يفضله علي ومع هذا هو
ت من قررتي في طفولته أن تتبنينه لكي يُمحى يستمر بأعماله التي تجلب السوء للعائله !! أن ِ
من سجالته عن كون والدته جاسوسة خائنه للبلد ويستطيع اإلستمرار بعيش حياته ومع هذا
هو ليس ممتنا ً أبدا ً !! كل هذا وتقولين لي أني أستفزه!!!!
تنهدت جينيفر وقالت :حسنا ً هذا يكفي ،قد تكون كل ترهات فرانس محض إشاعات..
شد إدريان على أسنانه يقول :أجل ،عندما سألت ريكس في ذات الليله عن صحتها أخبرني
أنها إشاعات ،وأعترف بأني صدقته وقتها ولكن تصرفاته الوقحه تجاه العائله تؤكد لي بأنها
صحيحه وبأن ما يُخبؤه هو األسوأ بكثييير!!
أشاح بوجهه ومن ثم غادر المكان وجينيفر تنظر إليه ببرود تام..
في حين دخل ريكس الى غرفته وصفق الباب خلفه بقوه وجلس على األريكة واضعا ً رأسه
بين يديه وهو ينفجر غضبا ً من الداخل..
شد على أسنانه هامساً :ذلك الوضيع!
زاد غضبه وركل الطاولة الزجاجيه الصغيرة التي أمامه فإنقلبت وتحطم زجاجها بالكامل..
أسند بظهره على األريكة ناظرا ً لألعلى ونيران الغضب بداخله أبت أن تنطفئ..
عض على شفتيه وسرى بعقله كلمات إدريان بخصوص والدته فوقف بإنزعاج وركل بقايا
الزجاج مجددا ً وإلتفت ذاهبا ً الى النافذه المطله على الحديقة المظلمه..
بقي ينظر الى الظالم الذي يسيطر على الحديقة وبدأ إنعقاد حاجبيه الغاضبين يلينان شيئا ً
فشيئا ً..
مع تركيز نظراته بدأ يرى مالمح وجهه تتضح على الزجاج المعكوس فبقي صامتا ً لفتره قبل
أن يهمس :بداخلي شيطان يا إدريان ،شيطان كان عليك أال تُحاول إيقاضه فهذا ليس الوقت
ال ُمناسب له..
وضرب بعدها زجاج النافذه بقبضة يده مغمضا ً عينيه يحاول تهدئة نفسه..
ظهر طيف وجه آليس المصدوم ففتحها قليالً وبقي ينظر الى النافذه لفترة ليست بالقصيره قبل
أن يهمس :هذا ...ليس ممكنا ً..
صمت للحضات ثم أخرج هاتفه النقال ودخل الى آندرو وبدأ بكتابة رسالة له..
"آندرو ،هل يمكن لك أن تحصل لي على صورة للمدعو فينسنت الذي يحقق في مقتله أخاك
؟ أريد أي صوره وحبذا لو كانت قديمه لمـ....
توقف عن الكتابه بدهشه وهو يتذكر كالم آندرو عن آليس وعن كونها تنتمي بكل تأكيد الى
منظمة سيئه يحقق خلفها أخاه االكبر..
تذكر سابقا ً عندما تحدث آندرو عن كرهه الشديد لتلك المنظمة وعن كونه يريد اإلنتقام منها
مهما كان األمر وعن كونه قطعا ً لن يسامح أي فرد فيها..
إذا ً تلك المنظمة السيئة التي يقصدها ...هي نفسها التي هو يعمل فيها اآلن!
سرح قليالً قبل أن يتحرك أصبعه ويضغط على زر الحذف لتنحذف جميع الكلمات واألحرف
التي كتبها بعدها أغلق هاتفه ورماه على األريكه..
شيء كهذا ،لما لم يُالحظه مسبقا ً!
أخفى عن آندرو كونه مع مجموعة سيئه ،ولكن ...أن تكون هذه المجموعة السيئه هي
أعدائه!
هذا يعني أن المستقبل بال شك سيجعله يصطدم به في يوم من األيام لتنكشف هذه الحقيقة
لصديقه!
هو صديقه الوحيد ،يريد حقا ً تفادى مثل هذا الموقف..
ولكن ...كل شيء يتعقد ويتشابك أكثر فأكثر..
سحقا ً!!
لما كل شيء في حياته يسير على عكس ما يريده!!
لما تستمر العراقيل بالظهور في طريقه دائما ً!
شد على أسنانه ثم إلتفت وأخذ هاتفه وغادر الغرفه..
Part End
فتحت آليس عيناها بهدوء تام ونظرت الى الفراغ لفتره قبل أن تعتدل جالسة على هذا السرير
الصغير..
رفعت عيناها تجاه النافذه الصغيره وهمست :كم الوقت اآلن ؟
نظرت عن يمينها الى صحن طعام عبارة عن فطائر جبن مع كوب برتقال..
مدت يدها وتحسسته فهمست :يبدو أنه هنا منذ فتره ،وضعوه دون أن يوقظوني..
نظرت الى الباب المغلق بإحكام ثم وقفت وتقدمت منه ،حاولت فتحته ولكن دون جدوى..
إتكأت برأسها عليه هامسه :هذا ُمرهق ،الحياة تجرني الى المتاعب وكلما حاولت التخلص
منها تتفاقم وتزداد ،متى سيبتسم لي الفجر ؟
ظهر اإلنكسار في عينها وأكملت :لي أخت ،يهددني بها ثم يقول أنها ماتت ! هل يتالعب بي
أو ماذا ؟ أنا أكره هذا حقا ً..
أغمضت عينيها ليراجع عقلها أحداث وقوفها أمام كارمن ليتوقف على وجه ريكس الذي يقف
بكل برود وكأن ال صلة له بها..
فتحت عينيها بهدوء وهمست :لم يعد غريبا ً كونه مكروه من كل العائله ،من أخته وأخاه
وأبناء عمومته ،هو مجرم حقير ،كل شيء كان يدل على ذلك لذا رؤيته معهم لم يكن ُمفاجئا ً
حقا ً..
ضاقت عيناها قليالً وأكملت :إذا ً ،هل المنظمة هي من أمرته بدهسي ؟ ولكن ذلك الرجل
العجوز قال أن األمر ليس غلطة ريكس ! ولكنه ينتمي الى المنظمة ذاتها ،البد من وجود
شيء ناقص ال أفهمه..
صمتت لفتره طويله لتسأل بهدوء :إذا ً ،مادام منهم ،لما لم يبلغهم بوجودي معه بالمنزل ؟
لماذا لم يفعل ؟ كان سيتلقى الثناء بدون شك ! ومنها يمكنه اإلنتقام مني لكوني أزعجه دائما ،
هذا ُمحير..
إبتسم وقال :مرحبا ً..
إنتفضت فزعه حيث الصوت كان قريبا ً منها جدا ً..
رفعت رأسها تنظر الى الباب المؤصد وعندما سمعت صوت المفتاح تراجعت قليالً ليُفتح الباب
ويظهر موريس..
أسند كتفه بجانب الباب ينظر إليها ويقول :ما الذي يحيرك عزيزتي ؟
عرفت بأنه سمع آخر جملة نطقت بها فلم تُجبه ونظرت الى عينيه بقوه ودون خوف..
ت هادئه ،لما لم تُحاولي الفرار كعادتك ؟ إبتسم وقال :غريب ،أن ِ
شدت على أسنانها تقول :أخبرتُكم بأني فاقده لذكرياتي فلما ال تُصدقونني ؟!!
نظر إليها لفتره وقال :ولهذا أنا أتيت إليك..
عقدت حاجبها فتقدم وتجاوزها ليجلس على الكُرسي ،ألقت نظرة الى الباب المفتوح لترى
في الخارج العديد من الحرس ..
إلتفتت تنظر الى حيث يجلس فبادر بالحديث قائالً :حسنا ً ،في البداية لم أُصدقك عندما أدعي ِ
ت
ت لمت على طبيعتك ،أن ِ فقدانك لذاكرتك ،ولكن بعدما جلستُ لوحدي إكتشفت بأنك لس ِ
تُحاولي الهرب ،لم تتواقحي في أسلوب كالمك ،لم تُظهري التحدي والعجرفه في حديثك ،
ت منهارة بالكامل ،إنها ليست المرة األولى التي نقبض فيها عليك ومع هذا لما لقد كن ِ
تنهارين ؟ كل هذا كان داللة على أنك حقا ً فاقده لذاكرتك ،خاصةً عند ذكري ألختك كن ِ
ت
كالضائعه وكأن معلومة أنك لديك أخت هي معلومة جديده ..
صمت قليالً بعدها أكمل :حسنا ً ،كذبتُ أمام كارمن ،أختك ليست ميته ..
إتسعت عيناها من الدهشة قليالً قبل أن تضيق عيناها تقول :كف عن التالعب بي ! أنا لن
أصدقك بعد اآلن ..
إبتسم يقول :ال تُصدقيني ؟
فتح بعدها هاتفه ودخل على غرفة الدردشة مع روماريو وأخذ الرقم ال ُمرسل منه إليه ثُم
إتصل على صاحبه مكالمة فيديو ..
ثواني حتى ظهر له وجه فتاة تقول بملل :من الذ....
ثم قطعت كالمها بصدمه وهي ترى موريس لتقف بعدها وتصرخ دون وعي ..
إنزعج موريس يقول :لما الصراااخ !!
تلعثمت ووجهها يكاد ينفجر إحمرارا ً وهي تقول :أ أسفه ،،أنا فقط مصدومه ،أ أنا ...أعتذر
منك سيدي أعتذر شديد اإلعتذار ..
مط شفتيه قبل أن يقول :هل الطفلة معك ؟
هزت رأسها بقوه تقول :نعم ،إني أهتم بها أكثر من نفسي ،ال تقلق يا سيدي فأوامرك
ُمطلقه !!
موريس :حسنا ً ،إفتحي الكاميرا الخلفيه ودعيني أراها دون أن تشعر هي بذلك ،تصرفي
وكأنك تصورين مقطعا ً لنفسك أو أيا ً يكن ..
ريتا :أمرك سيدي ..في الحال ..
إبتسم عندما إنتقلت الصوره الى الكاميرا الخلفيه حيث كانت نينا تجلس في حديقة تالعب
إحدى القطط ..
لف بشاشة الجوال على آليس يقول :حسنا ً أعلم بأنك فاقده لذاكرتك ولكن العائله شيء آخر ،
البد من أن تشعري بالحنين على األقل من رؤيتك لها ..
إقتربت آليس منه تنظر الى الطفلة لترى بأنها تشبهها عندما كانت صغيره كما في الصورة
التي أعطاها ذلك المسن ..
إذا ً هو محق دون شك ..
أختها ال تزال حيه !
إبتسم عندما رأى الدهشة في وجهها فأغلق الهاتف وقال :واآلن ،هل تُصدقيني ؟
رفعت عينيها إليه ثم قالت :إنها طفله ،ال تكونوا حقراء لتهددوني بطفله !
تنهد وقال :إسمعي ،كارمن قررت قتلك بالفعل خالل يومين ،وهي قطعا ً لن تصدق أمر
فقدانك لذاكرتك ،ستموتين دون مقدرتك على فعل شيء وتعيش أختك وحدها دون أي قريب
،أليس هذا مؤسف حقا ً ؟
عندما لم يجد ردا ً إبتسم وقال :ما رأيُك إذا ً بصفقه ؟
عقدت حاجبها تقول :صفقة ألجل ماذا وأنا ال أملك شيئا ً بالفعل!
موريس :بلى تملكين!
آليس :أخبرتُك بأني فاقده لذاكرتي لذا ال أتذكر أي شيء وهذا يضعني بموقف الفتاة التي ال
تملك شيئا ً!
موريس :بل تملكين.
إنزعجت وصرخت في وجهه :أخبرتُك بأني ال أملك شيئا ً فلما ال تفهم!!!!!
وضع موريس رجالً على رجل يقول :أخبرتُك بأنك تملكين فكفي عن اإلنكار..
عقدت حاجبيها بإستنكار قبل أن تقول :حسنا ً ،أخبرني مالذي أملكه ؟
إبتسم ليقول بعدها :تملكين شخصا ً قويا ً بجانبك..
تعجبت تقول :ومن يكون ؟
موريس :هذه هي صفقتنا ،أخبريني من يكون بمقابل...
قاطعته تقول :أأنت مجنون !!! أنت لم أسألك إال ألني بالفعل ال أعلم من يكون!
رفع حاجبه وقال :ال تقاطعيني مجددا ً فأنا بالفعل بدأت أفقد أعصابي!
شدت على أسنانها ولم تُعلق فقال :لم يحضرك الى ستراسبورغ سواه هو ،لم يهتم بإخفاء
ت تسكنين فيها لحضة أختك الصغيره سواه هو ،حتى أمر إخفائك بعيدا ً عن الشقة التي كن ِ
صدور صورك كان هو اآلمر ولكن لم نستطع أخذ أي معلومة بخصوصه من ذلك المسن ،ال
تقنعيني أنه يساعدك دون حتى أن تعرفي من يكون!
إرتجفت شفتيها قبل أن تهمس :شياطين..
رفع إحدى حاجبيه فنظرت الى عينيه وأكملت :إنه رجل مسن ،الشياطين وحدهم من يقتلوا
رجالً في هذا العمر!!
تكتف وقال :إنه عدو منذ األزل واآلن أظهر نفسه ،كان صديقا ً ُمزعجا ً لوالدك وكان أحد الذين
وقفوا في صف تلك اإلمرأة الملعونه وأحد الذين سعوا إلخفائك عنا ،موته كان مسألة وقت..
شدت على أسنانها تقول :أخرج!
ت مجرد سجينه ، وقف وتقدم منها قبل أن يمسكها من قميصها ويقول بشيء من الغضب :أن ِ
عليك طلب المغفرة بدل التواقح أسمعتي!!
دفعها عن وجهه وأكمل :الصفقة ُملغاة فال تأتيني باكيةً في ال ُمستقبل..
ثُم خرج وصفق الباب خلفه قبل أن تسمع بعدها صوت القفل..
عضت على شفتيها ثم تقدمت وجلست على السرير تداري دموعها وهي تهمس :لما يحصل
لي كل هذا ! لقد تعبتُ حقا ً..
***
27 juonyour
7:20 am
أخذ نفسا ً عميقا ً وهو ينظر لساعته فهاقد مر حتى اآلن أربعون دقيقة منذ إنتظاره في سيارته
..
نظر أمامه حيث منزل بدورين األسفل منه كان عبارة عن مخبز حلوى..
هو متأكد بأنه لم يرى أحدا ً يخرج منه ,إذا هل يستمر باإلنتظار أو أن األمر ال طائل منه ؟
ربما غيروا منزلهم ؟ ربما لديهم باب خلفي!
طرد كُل هذه األفكار ال ُمتشائمه حالما شاهد شابة تخرج من الباب وهي تحمل حقيبتها
ومعطفها بيد واحده..
طرق بوق السياره فحالما إلتفتت إليه أشار لها بأن تقترب..
تعجبت وتقدمت نحوه وما إن أنزل النافذه حتى عرفته وقالت :أوه ريكس صحيح ؟ مرحبا ً..
ريكس :مرحبا ً ,إليان في منزلك صحيح ؟
ظهر التوتر عليها من السؤال ال ُمباشر هذا ولم تدري بماذا تُجيب فقال :ال تقلقي ,لن تعلم
بأنك أخبرتني..
تنهدت جيسيكا وقالت :حسنا ً ,أجل..
ريكس :هناك أمر يجري معها ,أريد أن أعرف هل هو يدعو الى القلق أم أنه شيء بسيط ؟
أبعدت عيناها عنه قليالً بشيء من التردد فقال لها ُمجدداً :ال تقلقي ,لن تعلم..
تنهدت مرة أُخرى تقول :أجل ,أعني ليس كبيرا ً ولكن تصرفاتها تجعله يتفاقم الى األسوأ..
ريكس :ماذا حدث ؟
جيسيكا :وجدوا ورقة غش معها ,لم يتم التحقيق بعد في إن كانت تخصها و ال ولكن مع
إنتشار هذا األمر في الكليه أصابها األمر بصدمة عارمه جعلتها اآلن ترفض الذهاب ,أعني
...كان بإمكانها أن تتخذ موقفا ً صارما ً تجاه األمر ولكن تغيبها هذا سيجعل الجميع يتأكد بأنها
بالفعل لم تأخذ مراتب الشرف السابقه إال عن طريق الغش ,لقد تعبتُ في إقناعها ,هي عنيده
للغايه..
نظر إليها ريكس قليالً قبل أن يقول :حسنا ً ,سأنظر في األمر..
إبتسمت رغما ً عنها وقالت :أعتمد عليك..
رفع زجاج السياره وغادر وهو يُفكر في األمر..
أخذ بعدها هاتفه النقال ليجد فيه رسالة مرسلة منذ ثلث ساعه تقريبا ً..
فتحها فإذ هي من أحدهم كتب فيها "دارسي سيُسافر الى ستراسبورغ الساعة الثانية ظهرا ً"
نظر الى الرسالة لفتره قبل أن يخرج منها ويتصل على آندرو..
ثواني حتى رد عليه آندرو قائالً :إن كُنتَ ستطلب مني التغيب عن الكلية مجددا ً فلن أستمع
إليك..
ريكس :كف عن قول هذه الجملة في كل مرة أتصل فيها باكرا ً!
تنهد آندرو وقال :حسنا ً ماذا أفعل إن كان هذا هو ما تطلبه مني عادةً كُل صباح ؟
ريكس :هل تعلم بخصوص ما حدث مع إليان ؟
دُهش آندرو وقال :هل...
قاطعه ريكس :إذا ً كُنتَ تعلم ولم تخبرني ؟
صمت آندرو قليالً بعدها قال :حسنا ً ,لم أضن بأن إتصالي بك سيجدي بأي نفع..
ريكس :على أية حال هل يُمكنك أن تُخرس الجميع عن هذه الشائعات ؟
آندرو :بصراحه ال أضن..
ريكس :ولكنك شعبي في تلك الكلية على ما أذكر!
آندرو :هههه شعبيتي لحضيه ,بإمكانهم جميعا ً رمي بعيدا ً عندما أحاول التدخل في أمر فتاة
يغار منها الكثير فال تنسى بأن سمعتي ليست جيده من األساس..
مط ريكس شفتيه فعلق آندرو :ولكن إن كانت مجرد إشاعات فسيظهر الحق أخيرا ً لذا ال أضن
بأن هناك داعي للقلق..
ريكس :أُريدها أن تخرس اآلن فكلما طالت مدة إنتشارها زاد يقين الجميع بأنها حقيقه!
صمت آندرو لفتره بعدها قال :حسنا ً ,سأُحاول التحدث الى أستاذها المسؤول وبعض معارفي
,قد أستطيع فعل شيء ,ولكن هل هي متواجدة اآلن في الكليه ؟ سيكون األمر أسهل لو هي
من سعت الى إطفائها ؟
ريكس :لألسف ال ..حسنا ً سأتصل بعد ساعتين وأرى تطور األمر..
أغلق بعدها الهاتف وحرك سيارته الى عمله وتفكيره كله بها..
***
10:11 am
***
12:23 pm
توقفت سيارة الجيب السوداء أمام المنزل الصغير ونزل منها موريس مع عدد من أتباعه..
أدخل يديه في جيب معطفه فهاهو الثلج بدأ ُمجددا ً في الهطول..
تقدم من الباب وطرقه وخالل ثواني قال أحدهم من خلف الباب :من ؟
موريس :سانتا كلوز يا عزيزي..
تردد دانيال كثيرا ً قبل أن يفتحه فإبتسم موريس يقول له :مرحبا ً ,ألن تدعونا الى تناول بعض
الشراب الساخن فالجو بارد كما ترى!
فتح لهم دانييل الباب كله فدخل موريس بصحبة ثالث من رجاله وبقي الباقون في الخارج..
تقدم وجلس على األريكة ذاتها التي كانت تجلس عليها آليس صباح األمس وقال :أُريد شراب
الشوكوال الساخن وشكرا ً على السؤال..
ُوضع أمامه كوبا ً من القهوة الساخنه وقال بإبتسامه :على الرحب والسعه..
تفاجئ موريس ونظر عن يمينه ليتفاجئ بثيو الذي إبتسم وقال :مرحبا ً ,إلتقينا ُمجددا ً..
بعدها تقدم من األريكة المقابله وجلس عليها وهو يُمسك بكوب القهوة الخاص به..
إستل الثالثة أسلحتهم البيضاء فقال موريس بهدوء :ال بأس ,توقفوا..
وأكمل في نفسه" :هذا الشرطي المزعج أال يمل من مطاردتنا!!!!" ..
نظر الى دانييل الذي تراجع بعيدا ً وقال :كنت أشعر بوجود خطب غريب تجاه طاعة هذا الفتى
لنا ,ضننته يهابني ولهذا يتبع أوامري بكُل هدوء كيال أؤذيه ولكن األمر كان أكبر مما ضننت
..مرحبا ً ثيو ,مر وقت لم أرك فيه..
نظر إليه ثيو بعينيه الزرقاوتين الباردتين قليالً قبل أن يبتسم قائالً :مرحبا ً موريس ,لقائنا
األخير كان ُمريعا ً للغايه ,أليس كذلك ؟
إنزعج موريس ليكمل بعدها ثيو ببرود :وسأحرص أن يكون هذا اللقاء ُمروعا ً أكثر من
السابق..
إبتسم موريس يقول :وكيف سيحدث هذا ؟
ثيو :ال أعلم..
وشرب من كوبه ببرود تام فقال موريس :أتعلم ,الكثيير يريد رؤية رأسك ,سأُحقق الكثير من
األمنيات إن تخلصتُ منك ُهنا واآلن..
وضع ثيو كوبه على الطاولة الصغيرة التي أمامه وهو يقول :ولكنك لألسف لن تجرؤ..
إستاء موريس من هذه الحقيقة المزعجه ليقول بعدها بهدوء :وإذا ً ؟ ُمحاصرتي وقتلي هو
هدفك من إنتظارك لي هنا ؟
ثيو :أنتَ تعرف من أريد في المقام األول..
موريس :التخلص من منضمتنا ,هذا هو ما تريده صحيح ؟
نظر إليه ثيو ببرود قبل أن يقول :نعم ولكن لدي أولويات اآلن وهي أبنة فينسنت لذا ال تُضيع
الموضوع وأخبرني عن مكانها!
موريس ببالهه :إبنة فينسنت ؟ ومن يكون فينسنت هذا ؟!!
ثيو :التظاهر بالبالهه لن يفيدك ,حتى وإن كانت ستراسبورغ خارج منطقة عملي فسنوات
عملي السابقة بَنَت لي الكثير من العالقات ,أنت بالفعل ُمحاصر وأنا وحدي من يمكنه السماح
لك بال ُمغادره وأنت وحدك تعرف ما ُمقابل ذلك لذا دعنا ال نُماطل أكثر من ذلك..
نظر الى الثالثة الذي يقفون مستعدين للهجوم خلفه وقال :وهؤالء فقط من معك فالبقية اآلن
تم حجزهم لحين إصدار أوامري بشأنهم..
إسترخى موريس في جلسته وقال بإبتسامه :حسنا ً ,لن تجني شيئا ً ,قم بحجزي وحينها سيتم
إخراجي فال أدلة لديك ضدي..
أشار الى دانييل وأكمل :شكواه ضدي لضربي له ستكون تافهه وقليل من الواسطة سيخرجني
منها..
أخرج مسدسه من خاصرته وقال :مسدسي ُمرخص ,وال أدلة لديك لخطفي للفتاة فحتى
الشاهد الذي يختبئ خلفك لم يرى لحضة خطفي لها لذا ما الدليل الذي ستقدمه لقاء إحتجازك
لي ؟
إبتسم ثيو يقول :لما ؟ ألم تكن تعلم عن وجود كاميرات بالقرب من المدخل ؟
إختفت إبتسامة موريس ليُكمل ثيو :جارهم شخص حريص ,لديه كاميرات تصور كل شيء
حول بيته ,بعد تفتيش الكاميرات وجدتُ صورة رائعة لك ,أتريد أن أضعها في إيطار ألجلك ؟
إبتسم موريس ُمجددا ً يقول :أنت ُمزعج كعادتك..
أكمل بعدها :ولكن ,بهذه الطريقة اإلتفاقية التي بيننا سيتم هدمها وعائلتك ستالقي مصيرا ً
بشعا ً..
إبتسم ثيو نصف إبتسامه وهو يقول :أنت أتيت لهنا مجددا ً لتحقق مع الشاب شكا ً بأن يكون
شريكا ً لها صحيح ؟ ببساطه ,سأتخلص منك بدون أي أدله وسيتم وضع الشاب في قائمة
حماية الشهود ويختفي تماما ً لذا لن يكون أمام منظمتك العزيزة سوى اإلعتقاد بأنه بالفعل
شريكا ً إلبنة فينسنت وقد قام بالتخلص منك وسيبحثون عنه في كل مكان كالمجانين دون أن
يضعوني حتى في توقعاتهم ,أرأيت كيف أن األمر بسيط للغايه ؟
ضاقت عينا موريس بإنزعاج شديد فهذا المزعج كالعاده ال شيء يقف في وجهه!
لديه حلول لكل المواقف حتى أسوأها!!
بعد فترة صمت قال :وهل ستجرؤ على فعل ذلك وأنت تحمل شارة العداله ؟
ثيو :الدم ال يُغسل إال بالدم يا عزيزي..
موريس :إذا أنت ال تستحقها..
ثيو :ال أحتاج أن تُخبرني بذلك..
وقف موريس وأخذ مسدسه وصوبه الى رأس ثيو يقول :ماذا لو أنا من تخلص منك ؟ هل
كاف ليردعني ؟
فريقك الذي بالخارج ٍ
إبتسم ثيو ورفع عينيه ينظر الى موريس بثقة وهو يقول :جرب..
موريس :ربما ال تعرفني جيدا ً ولكن عندما ال تعجبني قرارات منظمتي أقوم بتجاوزها لذا
سأقتلك حتى لو منعوا ذلك في النهاية كُل ما سيحدث هو تخفيض رتبة ال أكثر فأنا ُمفيد لهم
للغايه..
ثيو :هل نصف عقلك ذهب مع شعرك ؟ أال تعرف ماقد يترتب عليه قتلي ؟ أتضن رئيسك منع
التشابك معي من دون سبب ؟
إبتسم بسخريه وأكمل :هل أنت حقا ً جاد عندما قلت بأنك ُمفيد ! هذا صادم..
إنزعج موريس من سخريته هذه وحرك الزناد يقول :ألم يخبروك بأني سريع الغضب وبالكاد
أُسيطر على أعصابي ؟!!!
ثيو :ال ألومك فإقتالع شعرك قد هيّج خالياك العصبية دون شك..
إنطلقت رصاصة كادت أن تصم إذن ثيو من صوتها حيث مرت بجانب رأسه وإستقرت في
األريكة خلفه تماما ً..
رفع عينيه الزرقاوتين الباردتين ونظر الى موريس بهدوء قبل أن يقول :إرتكبت جريمة في
حق نفسك..
وبعد أن أنهى جملته دخل حشودا ً من الشرطة وحاصروا المكان بعد سماعهم إلطالق النار
الذى دوى قبل لحضات..
أشهروا أسلحتهم في وجه موريس وأتباعه فإبتسم موريس ورفع يديه قائالً :حسنا ً ال داعي
للعنف..
وقف ثيو وأخرج األصفاد وبدأ في تكبيل موريس وهو يقول :أنت رهن اإلعتقال بتهمة إشهار
سالحك في وجه ضابط في الشرطة ومحاولة قتله ,سيتم إحتجازك ومصادرة سالحك ,يمكنك
ممارسة حقك بالصمت وتوكيل محامي للدفاع..
بعدها إلتفت وهو يقول ألحدهم :خذهم الى المركز..
ت له بأي فائده..وخرج خارجا ً وهو منزعج فحواره مع موريس لم يأ ِ
تبا ً!
***
3:44 pm
***
4:26 pm
part end
Part 32
لدي سؤال آخر لك ,وبما أنك إبنة فينسنت يستحيل أال تعرفي عندارسي :أتركي هذا جانبا ً ّ ,
األمر شيئا ً..
عقدت حاجبها تقول :ماذا ؟
دارسي بهدوء تام :تلك الجاسوسة الروسيه ,لمن كانت تودع جميع أسرارها ؟
تعجبت آليس من السؤال في حين إتسعت عينا ريكس من الصدمه!
إذا ما كان يُفكر به صحيحا ً!!
فينسنت هو إسم الرجل الذي كان يُساند والدته في الماضي!!
إذا ً هو من كان يملك مفتاح كل شيء!
في حين أجابته آليس :ال أعرفها ولم أسمع بها..
دارسي :كاذبه..
آليس :أخبرتك بأني ال أعرفها !! أنا ال أكذب!.
ت بأنك ال تعرفين شيئا ً عن عالقاتها لصدقتُك لكن أن تُنكري معرفتك دارسي بإبتسامه :لو قل ِ
بها بالكامل فهذه كذبة واضحه ! عزيزتي أنا بالفعل أعلم حتى لو كان هذا حدث منذ زمن بعيد
لذا كفي عن المراوغه بأكاذيب حمقاء وأجيبيني..
لم تعد تعرف كيف تتعامل معه ،أخبرته بأنها فاقده لذاكرتها ولم يصدقها ،أنكرت معرفتها
بهذه المرأة ولم يصدقها!
ماذا يمكنها أن تفعل أكثر ؟؟!
تحدثت بعد فترة صمت قائله :هذا ما لدي..
رفع حاجبه ليقول بعدها :ال تمانعين أن تموتي إذا ً ؟
آليس بهدوء :أبدا ً..
دارسي :وتتركين أختك خلفك وحيده ؟
شعرت باأللم وهمست :سيرعاها من هو أكفأ مني..
دارسي :ماذا لو لحق بها األذى بسببك ؟
عضت على شفتها وبدأ صوتها يرجف وهي تحاول أن تقول بحده :كفوا عن التعرض لألطفال
األبرياء !! هذا شيء ال يفعله سوى المجرمين الجبناء فحسب!!!
دارسي ببرود تام :عزيزتي ،لقد أخذتُ بالفعل حياة كل من هو قريب منك ،والدك ،صديقتك
،فال تضني أن بعض كلمات تقليدية كهذه ستمنعني من أخذ حياة أختك!
بقيت عيناها كالسابق معلقتان به ولكنها تنهمر دموعا ً هذه المرة وهي تردد كالمه بإستنكار
وألم :أكان أنت من سفك دماء والدي ؟ أقتلت صديقتي البريئه ؟ هل حياة اآلخرين ملك لك
لتنهيها متى ما شئت ؟
إرتجفت شفتيها وهي تكمل :وحش..
ت تعرفين كم أنا متوحش لما ال تعترفين بدالً من اإلنكار والكذب ؟ دارسي ببرود :ما دُم ِ
شدت على أسنانها وصرخت في وجهه :أخرج !!!! أغرب عن وجهي وأخرج من هناا!!!
أمسكت بوسادتها ورمتها بإتجاهه وهي تصرخ عليه وصداع غريب مؤلم يجتاح رأسها بينما
هو تفادى الوساده ينظر إليها ببرود تام ليتقدم بعدها وينحني بإتجاهها موقفا ً حركتها عن
طريق لف قبضته على عنقها الصغير هامسا ً في وجهها :ال تختبري صبري حتى ال أجعل
موتك بطيئا ً ومؤلما ً!
إزرق وجهها وإنقطع نفسها وهي تُحاول إبعاد قبضته القويه بينما نظر إليها لفترة ثم دفعها
يقول :لديك من اآلن حتى غروب الشمس لتغيري رأيك وبعدها ستكون مسألة وقت قبل أن
تري جثة تلك الصغيرة أمام ناظريك..
وخرج تاركا ً إياها تسعل خلفه بقوة ليرفع هاتفه ويرسل رسالة الى أحدهم في فرع باريس
يطلب منه التحري خلف رجال موريس الموجودون هناك والبحث عن الطفله..
إرتجفت شفتا آليس بألم ودفنت وجهها في لحاف السرير تبكي من كل شيء يحدث لها..
تعبت ،لقد تعبت حقا ً!
بكت وأخرجت كل مافي جوفها وهي تكاد تموت ألما ً من الصداع الذي يمأل رأسها وتلك
المشاهد التي تتكرر أمام افكارها دون أن تركز فيها ،فما يحدث في حاضرها كان أقوى من
أن يستوعب عقلها ذكريات ماضيها التي إنهطلت عليها بشك ٍل ُمفاجئ..
***
5:14 pm
***
1 pm
تنهدت ريتا بملل وهي تتصفح إحدى مواقع التواصل المفضله لديها والتي لم يكن فيها حاليا ً
أي شيء يجذب إهتمامها..
أغلقت هاتفها وهي تمضغ علكتها هامسه :ماهذا الملل ! لم يعد بإمكاني تحمل مجالسة األطفال
أكثر من هذا ! لما ال يُرسل سيدي موريس أي أوامر جديده بهذا الشأن ؟
نقلت نظرها الى نينا التي كانت ترقد على الكرسي الخشبي وهي تُغطي جسدها بمعطف ريتا..
تنهدت ُمجددا ً حيث كانت تجلس مقابلها أرضا ً تسند ظهرها على جدار أحد المنازل فرن هاتفها
النقال..
نظرت إليه بسرعه ولكنها أُحبطت وهي ترى رقما ً غريبا ً..
سحقا ً..
ُ
هو ليس بموريس وال أحد من شركائها الذي يعملون ألجله..
ردت بملل تقول :نعم..
ت لعدة أيام عن المنظمه ،هل لي أن أعرف السبب ؟ جائها صوت هادئ يقول :تغيب ِ
نظرت الى رجل فقير يمر من أمامها في هذا الزقاق القذر وهي تُجيب :إني في مهمة خارجيه
ألجل سيدي موريس..
الرجل بهدوء :وماهي هذه المهمه ؟
كادت أن تُجيب بسخرية عن كونها مجالسة أطفال ولكنها تراجعت فالمتحدث أعلى منها رتبة
لذا قالت :مراقبة أحد ما وتتبع أثره..
عقدت حاجبها عندما صمت الطرف الثاني لفتره طويله ليقول بعدها :مراقبة فتاة صغيره ؟
ريتا بدهشه :كيف علمت بذلك ؟
شبح إبتسامة إرتسمت على شفتيه فلقد وجدوا ظالتهم أخيرا ً..
قال لها :حسنا ً ،عودي الى المنظمة برفقتها خالل أقل من ساعتين..
ترددت ريتا قليالً قبل أن تقول :ولكن سيغضب مني السيد موريس إن عصيتُ أوامره ،لن
يُمكنني فعلها..
الرجل بهدوء :لستُ أنا من يأمر بهذا بل دارسي ،هل ستعصين أوامره ؟
خافت من مجرد ذكر إسمه فدارسي من أهم األعضاء في المنظمه..
إنه أهم من سيدها موريس حتى ولكنها بالمقابل تخشى عصيان أوامر سيدها..
هو ربما لن يعاقبها بما أن األمر أتى ممن يعلوه رتبه ولكن سيخيب ضنه بها ولن يعتمد عليها
في المستقبل..
وهذا الشيء هي ال تُريده مطلقا ً..
إنها المرة األولى التي يطلب فيها موريس منها مهمة سريه لذا ال يمكنها خذالنه..
مهمة سريه ؟!!!
تعجبت وتسائلت في نفسها عن كيفية معرفة هذا الرجل بمهمتها رغم كونها سريه ؟
هل أخطأت عندما أجابته باإليجاب عن سؤاله ؟
ترددت قبل أن تقول :حسنا ً ،سأستأذن من سيدي وآتي فورا ً..
فقد الرجل هدوءه للحضه وهو يقول بسرعه :كال!!
عقدت حاجبها ليكمل بهدوء :أقصد هو مشغول بأمر إبنة فينسنت ،ال تفسدي مهمته بأمور ال
داعي لها ،أسرعي قبل أن يغضب دارسي..
وأغلق بعدها الهاتف فأبعدته عن أُذنها بهدوء تنظر الى الشاشه قبل أن ترفع عينيها بإتجاه
نينا التي تغط في نوم عميق..
مطت شفتيها ثُم دخلت الى أحد برامج الدردشه وأرسلت الى روماريو...
pm : 6:23مرحبا ً ،هل سيدي موريس متفرغ ؟ أُريد محادثته بخصوص الطفله
إنتظرت لعدة دقائق ولكن ال ُمجيب حتى أنه لم يظهر إشعار يؤكد بأن الطرف اآلخر قد إستلمها
فتنهدت وهمست :إنهم حقا ً مشغولون كما قال الرجل..
وقفت وسحبت معطفها من فوق نينا وبدأت في إرتدائه في حين إستيقظت نينا ونظرت الى
ريتا بعينين ناعستين وهي تقول :أختي ريتا هل ستذهبين الى مكان ما ؟
هزت ريتا رأسها تقول :أجل ،مكان دافئ يقينا برد الشتاء ،تعالي معي..
جلست نينا وهي تتثاوب ثم نزلت من على الكرسي ولحقت بها..
الزقاق ومشيا على الرصيف فسألتها نينا :وهل هذا المكان هو منزلك ؟ هل خرجا من ُ
تصالحتي مع عائلتك ؟
ريتا بال ُمبااله :كال ليس منزلي ولكنه منزلي في الوقت ذاته ،أما عائلتي فال لم أتصالح معهم
..
في حين أكملت في نفسها" :ما الذي قد يريده دارسي منها ؟ هل سيتخلص منها ؟ سيدي
موريس وجد الفتاة لذا هل أصبح ال داعي لبقاء الطفلة على قيد الحياة ؟ حسنا ً دارسي يكره
زيادة الشهود لذا أضن بأنه بالفعل سيتخلص منها" ..
تنهدت وأكملت بصوت مسموع :على األقل سأرتاح من التجول في الشوارع البارده..
ت تتظاهرين بالقوه.. نظرت نينا إليها ثُم إبتسمت تقول :أن ِ
عقدت ريتا حاجبها ونظرت الى نينا قائله :ماذا تقصدين ؟
نينا :دائما ً ما تُغطيني بمعطفك قائله بأن البرد ال يؤثر فيك والحقيقة أنك تشعرين بالبرد ،
أختي ريتا لطيفه حتى لو حاولت إظهار العكس..
إنزعجت ريتا تقول :لستُ كذلك وأيضا ً كُفي عن مناداتي بأختي..
نينا :ولكنك تذكريني بها ،لم يعطف علي أحد في حياتي من بعدها سواك انتي وجدتي..
ضحكت وأكملت :أم تريديني أن أناديك بجدتي ريتا هههههه..
أوقفت ريتا سيارة أجره تقول بإنزعاج :كفي عن تشبيهي بمجـ....
صمتت قليالً قبل أن تفتح الباب وتركب فركبت نينا بعدها..
وصفت للسائق العنوان ثُم نظرت عبر النافذه وهي تهمس بداخلها" :لما أعصابي مشدودة
هكذا ؟ لما تزعجني كل تصرفاتها ؟"
تذكرت وجهها وهي تُشبهها بأختها وتذكر جدتها ثم أكمل بداخلها" :ال تبتسمي بوجهي ،لستُ
شخصا ً جيدا ً سحقا ً لك"!!!!
وضربت بعدها برجلها مقعد السائق وهي بحق منزعجه فقلقت نينا ونظرت إليها تقول :مابك
؟ هل تؤلمك رجلك من المشي ؟
همست لها :إخرسي..
تعجبت نينا وشعرت بالحزن وهي تهمس :آسفه لم أقصد أن أكون مزعجه..
تجاهلتها ريتا وبقيت تُحدق في الطريق لدقائق عده قبل أن تمط شفتيها ثم تلتفت الى السائق
قائله :توقف هنا!
السائق بتعجب :لم يبقى سوى خمس دقائق عن الموقع..
ريتا :ال شأن لك توقف ُهنا..
إنزعج السائق وقال وهو ينظر الى إنعكاس وجهها على المرآة األماميه :كفي عن التحدث
بفضاضه فأنا لستُ خادما ً لديك كي تحدثيني بقلة إحترام ،يمكنك طلب ما تريدين بأدب و...
قاطعته بغضب :أوقف هذه السيارة اللعينة أوالً ومن ثم ألقي محاضرتك كما تشاء ! أوقفها!!
أوقفها بطريقة ُمفاجئه إصطدم فيها وجه نينا بالمقعد األمامي في حين إلتفت حيث ريتا التي
كانت تفتح محفضتها وهو يقول بإنزعاج :أخبرتُك بأني لستُ
خادما ً لديك كي تتواقحي معي و....
قاطعته تمد له المال وهي تقول :خذ مالك..
ومن ثم نزلت فإستشاط غضبا ً وهو يصرخ :ال تجبريني على الشكوى ضدك يا آنسه!!
فتحت الباب اآلخر وأمسكت بذراع نينا وسحبتها معها الى الخارج وصفقت الباب قائله :إفعل
شئت..
ما ِ
غضب وضغط على البنزين ومن ثم مر من أمامهما مصدرا ً إزعاجا ً كبيرا ً..
نظرت ريتا في الشارع حولها بحثا ً عن سياره أُجره قبل أن تنظر الى جهة الشمال حيث ال يبعد
المقر سوى شارعا ً واحدا ً عن مكانها..
بقيت تنظر في تلك البقعه قبل أن تشعر بقطرة ماء على وجهها فدُهشت ورفعت رأسها الى
السماء قائله :هل ستُمطر ؟!!!
نظرت حولها بسرعه وإتجهت الى مقعد إنتظار طويل تحت مظلة على قارعة الطريق..
إحتميتا تحته في حين شدت على أسنانها بإنزعاج تهمس :سحقا ً ! لما تمطر اآلن ؟ ال أريد
البقاء في هذه المنطقة أكثر فهم يتجولون فيها كثيرا ً!
جلست على الكُرسي تنظر الى الطريق تنتظر سيارة أجره واألمطار حولها في تزايد..
وضعت رأسها بين يديها تهمس بداخلها" :ما الذي تفعلينه يا ريتا !! لما تعصين األوامر ؟ لما
تتصرفين هكذا ! ما الذي دهاك بحق هللا"!!!
عضت على طرف شفتها السفلى تنظر الى الشارع وهي تهمس بداخلها" :ولكن دارسي بدون
أدنى شك سيقتلها ،إنه يتوعد بذلك منذ زمن ولهذا سيدي موريس أخفى وجودها عن
المنظمه.....
ت
شدت على أسنانها وعاودت وضع رأسها بين يديها وهمست بصوت مسموع :وما شأنك أن ِ
لتتدخلي ؟!!! ليفعل ما يشاء فال شأن لك بكل هذا ! أطيعي األوامر فحسب ،أطيعيها أيتها
الغبيه!!
ت بـ... نظرت نينا إليها لفتره قبل أن تتردد وتقول :هل أن ِ
قاطعها صوت رجل يقول بتعجب :ريتا ؟
ت الى ناحيتها وهو يمسك رفعت ريتا رأسها فورا ً ونظرت الى يمينها لتُدهش بوجود رجل أ ٍ
مظلته..
إنه!!
إنه أحد أعضاء المنظمه!
قامت له فورا ً وتصنعت اإلبتسامه تقول :مرحبا ً بريف ،كيف حالك ؟
قالت جملتها وهي تتقدم منه ومن ثم تدخل معه تحت المظلة جاعلةً منه يستدير ويعطي ظهره
لنينا كي ال تقع عيناه عليها وهو يُحادثها..
بريف :لم أرك منذ فترة طويله ،أين إختفيتي ؟
ريتا :هههههه مهمة ما علقتُ بها..
ت هي تابعة موريس الذي يتحدث عنها الجميع ؟ التي ستجلب بريف :آه هل بالمصادفه أن ِ
الطـ...
صدمت وقاطعته فورا ً تُغير الموضوع :ما الذي أخرجك في هذا الجو الماطر ؟ لو كُنتُ أنا ُ
لجلستُ في كُرسي ُمريح وإحتسيتُ بعض الشراب الساخن..
بريف :هههههههه كانت صدفه ،أعني لقد تنبأوا بسقوط األمطار بعد الثامنه ،لقد سقطت
قبلها بشكل ُمفاجئ قبل حتى أن أصل الى المقر..
ضحك وأكمل :من الجيد أني كُنتُ بقرب محل لبيع المظالت ،ال يبدو بأنك تملكين واحده ؟
ريتا :أنا أيضا ً ُخدعتُ باألنباء ولم آخذ إحتياطاتي..
إبتسم قبل أن يقول :بالمناسبه...
أكمل وهو يستدير الى الخلف :هل هذه الطفلة هي ذاتها التي يريدها السيد دارسي ؟
مألت الصدمة وجه ريتا لتقول دون وعي :ال ،ليست هي..
إلتفت إليها مجددا ً يقول :ههههه يالها من نكته ،لن أُخدع بها كما تفعلين بي دائما ً ،على أية
حال ما دام المقر قريبا ً فسأُرافقها إليه فالمطر ال يبدو وكأنه سيقف بعد فترة قصيره..
إلتفت مجددا ً الى نينا مبتعدا ً عن ريتا التي كان وجهها يخلو من أي تعابير..
وجه بارد أشد برودةً من جو هذه الليله..
أدخلت يدها في جيب معطفها وأخرجت سلكا ً رفيعا ً لفته حول يدها قبل أن تتقدم من بريف
الذي يُعطيها ظهره وبشكل ُمفاجئ لفت السلك على عنقه وشدته بقوه..
إتسعت عيناه بصدمه وسقطت المظلة أرضا ً محاوالً اإلفالت من هذا السلك وهو بالكاد يقول:
ريتا ! ماذا تـ ـفعـ......
ولم يقدر على إخراج صوته بعدها وهي تشد بأقوى ما لديها في حين كانت نينا واقفةً واضعةً
يديها على فمها وعيناها متسعتان من الصدمه وغائرتان بالدموع..
زادت ريتا بالشد حتى جحضت عينا بريف وثقل جسده فأرخت يديها ليسقط أرضا ً فاقدا ً للوعي
..
أعادت السلك بسرعه الى جيبها وأخذت مظلته ثُم تقدمت من نينا وأمسكتها من يدها وسحبتها
معها الى داخل الحي الذي خلفهم..
بدأت تمشي بخطى سريعه بين المنازل والمحال مبتعدةً تماما ً عن موقعهما السابق..
ربع ساعة مرت قبل أن تبدأ بالتخفيف من سرعة مشيها حتى توقفت تدريجيا ً..
جسد نينا بالكامل كان يرجف وهذا ما أحست به ريتا من مسكتها ليدها..
ت خائفه مني ؟ همست بهدوء دون أن تلتفت إليها :هل أن ِ
رفعت عيناها الصغيرتان المليئتان بالدموع ونظرت الى ريتا قبل أن تهمس بتردد وخوف بالغ:
ل ال..
شدت ريتا على أسنانها وقالت بحده :كفي عن الكذب!!
إنتفضت نينا برعب قبل أن ترتجف شفتيها وتعاودت عيناها البكاء وهي تهمس برجفه :أ أجل
..
شدت ريتا على أسنانها ولم تلتفت إليها لتتقدم بعدها وهي ال تزال تسحبها خلفها..
توقفا بعد عدة دقائق في زقاق مظلل ومحمي من المطر..
تركت يدها وجلست بهدوء أرضا ً واضعةً المظلة بعيدا ً عنها وهي تقول :حسنا ً ،خذيها
وغادري الى حيث تُريدين ولكن ليس الى مكاننا السابق..
رفعت نينا يدها ومسحت دموعها وهي تنظر الى ريتا قبل أن تنحني وتلتقط المظله..
تراجعت خطوات الى الخلف وبقيت تنظر الى ريتا لفتره قبل أن تقول بعد تردد :أ أنا آسفه..
ريتا بهمس وهي تنظر الى الجدار الذي أمامها :أنا من عليها أن تتأسف ،غادري..
قبضت نينا بيديها على المظلة بقوة وبدأ جسدها يرجف للحضات قبل أن تهمس :آسفه..
إنزعجت ريتا وإلتفتت إليها تقول :أخبرتُك....
توقفت عن الكالم وهي ترى نينا قد بدأت بالبكاء فتوترت وقالت :لما تبكين ؟
ت فتاةً سيئه ،أنا ت لس ِت ُمرتجف :أن ِ رفعت نينا إحدى يديها تمسح دموعها وهي تقول بصو ٍ
هي السيئه ألني خفت منك ،أرجوك ال تتركيني وحدي ..أنا خائفه..
عضت ريتا على شفتها قبل أن تُشيح بنظرها بعيدا ً تقول :ألم نتفق على أن تبقي معي حتى
أعود الى عائلتي ؟ حسنا ً أنا عائده لذا هذا يكفي..
حاولت نينا جاهده أن تتوقف عن البكاء وبعد جهد توقفت ونظرت الى ريتا لفتره قبل أن تقول
لها :حسنا ً ،آسفه ،شكرا ً إلعتنائك بي..
بعدها إلتفتت وغادرت بخطوات متثاقله مبتعدةً عن المكان..
بقيت ريتا تنظر الى الجدار الذي يُقابلها لفتره قبل أن تدفن رأسها في ركبتيها هامسه :حتما ً
سيقتلوني حالما يرونني ،لقد دمرتي نفسك أيتها الحمقاء!!
صوت رنين هاتفها أفزعها وبدا وكأنه يدق أجراس ساعاتها األخيره في هذه الحياة..
***
pm7:02
منذ ما يُقارب ساعة مضت وصلته رسالة من أحد األشخاص يخبره بأنهم وجدوا الطفله
وسيعيدونها الى مقرهم خالل فترة قصيره..
إمتالكه لهذه المعلومة كان كافيا إلراحة تفكيره وإستمراره بتهديده ذاك آلليس..
مشي بهدوء عبر الممر الذي يوصل إليها وهو مشغول الفكر بقرارها..
لطالما كانت فتاة عنيده ،إنها لم تتنازل بتاتا ً عندما هددوها بقتل صديقتها..
هل سيختلف األمر عندما يصل األمر الى أختها الوحيده ؟
هل ستتحدث ؟
توقف في مكانه هو والرجل الذي كان يُرافقه وعقد حاجبه وهو يرى حجرتها مفتوحه فتقدم
منها ولم يجد أحد بالداخل..
أين هي ؟ هل إستدعتها كارمن لسبب ما ؟
ولكنه طلب من الجميع أن يتركوا أمرها له!
وكارمن ليست من النوع الذي يتصرف تصرفات طفوليه وتتحداه..
إلتفت الى رجل جالس على الكرسي وسأله بهدوء :أين الفتاه ؟
أجابه الرجل فوراً :السيدة كارمن طلبت رؤيتها منذ ساعة مضت..
تعجب فلم يكن يتوقع أن تتدخل كارمن في خصوصياته..
إنها حتى من طلبت إستدعائه من باريس فهي ليست مهتمة بها بتاتا ً..
ال عمل لها معها فلما تطلب رؤيتها!
تدخل ال ُمرافق قائالً :هل هذا معقول ؟ لما تطلب مقابلتها وهي مشغولة بموضوع إختفاء
موريس ؟
نظر دارسي إليه وقال :ماذا تقصد بمشغوله بموضوع موريس ؟
أجابه :لم يعد منذ أن خرج إلستجواب الفتى الذي كان يأوي الفتاة وهاتفه ُمغلق وبعض رجاله
مختفون أيضا ً..
رفع دارسي حاجبه يقول :هل أُمسك بذلك األحمق من ِقبل الشرطه ؟
هز كتفه مجيباً :ال نعلم..
أشاح دارسي بوجهه قائالً :ه ذا غريب..
نظر بعدها الى الرجل وسأله :من الذي أخذ الفتاة من هنا ؟
الرجل :أحد رجال السيدة كارمن ،وقد كان هذا منذ ساعة مضت..
دارسي :أسمه ؟
الرجل :إنه ريوك..
نظر دارسي الى ُمرافقه يقول :ربما كانت تُريدها بأمر خاص ،على أية حال إبحث عن هذا
الرجل ريوك وتأكد منه ثم أعلمني باألمر..
هز رأسه يقول :كما تأمر سيدي..
غادر بعدها دارسي المكان بينما ريوك هذا كان اآلن متواجدا ً بداخل المطار منتظرا ً رحلته الى
لوس آنجلوس..
رحلة ذهاب دون عوده!
***
9:33 pm
يجلس بملل على األريكة وهو ينظر الى قائمة اإلتصاالت بهاتفه حيث كانت مليئه ب ُمكالماته
الصادره ل ُكالً من إليان وآليس..
وجميعها لم يتم الرد عليها..
تنهد وهمس :ما خطبهما ؟ هذا ُمقلق..
شرد بخياله وهو يتذكر الصحفي الذي بدا وكأنه رجل عصابه والذي إعترض طريقه ظهر
اليوم..
لما كان يسأله عن آليس ؟ ولما ذكر ريكس!
إنه صحفي غريب!
يا تُرى هل كان ينتمي الى إحدى مجالت الفن ؟
إن كان كذلك فكان عليه أن يسأله عن عالقته بالفتاة من بعد إنتشار صورهما سويه فلما لم
يفعل ؟
لما إهتم بعالقتها بريكس بدالً عنه ؟
هل ينتمي إذا ً لمجالت األخبار التجاريه ويتقصى خلف ريكس ؟
في هذه الحاله لما يهتم بعالقاته العاطفيه بدالً من اإللتفات لإلشاعات التي أطلقها فرانس في
حفل ذكرى مولده ؟
مهما فكر فيستحيل أن يكون علم مثالً عن حادثة صدمه لها..
من قد يتحدث عن هذه الحادثه ؟
حتى فرانس الذي هاجم ريكس في الحفله لم يتطرق الى ذلك!
وأخوته لن يتجرؤا على إغضاب عمهم إليكسندر..
فمن إذا ً فعل ؟
هل هي آليس ؟
هل هذا يُمكن ؟
لكنها لطالما ذكرت أنها ُممتنه ألمه جينيفر على اإلعتناء بها لذا ال يضن بأنها قد تفعل هذا..
وربما فعلت..
نظر الى شاشة هاتفه وهمس :لذا لما ال تُجيبين على إتصاالتي ؟
نظر الى رقم ثالث كان في قائمة المكالمات ليهمس بعدها :حتى عندما وصفتُ ذلك الصحفي
ألحدهم من أجل أن يأتيني بمعلومات عنه هو ومجلته لم يجد أي شخص يُشابه وصفي ،هل
هو حقا ً ينتمي الى مجله ؟
ي أصالً..صمت لفتره من الوقت قبل أن يهمس :أو ربما ليس بصحف ّ
ضاقت عيناه بتفكير ولم يصل الى أي شيء فتنهد وقال :على أية حال أتمنى أال أُقابله مرة
أُخرى فطريقته لمحادثتي كانت مخيفه ،هو بال شك ينتمي الى منظمة إجراميه..
قاطعه تنحنح إحدى الخدم فرفع رأسه ونظر إليها وهي بقمة توترها فقال :ماذا هناك ؟
ترددت قليالً قبل أن تقول :ال أعلم إن كان يحق لي التطفل على هكذا أمور أو ال ولكن لم
أستطع أن أصمت فربما يكون أمرا ً سيئا ً..
عقد حاجبه وقال :ماذا حدث ؟
الخادمه :قبل نصف ساعة من اآلن ذهبتُ الى الحديقة الجانبيه من أجل أن أنضف المقاعد
فاآلنسه فلور كانت تستذكر دورسها هذا العصر فيه ،المهم لقد الحظتُ شيئا ً أسودا ً بارز
وعندما رفعتُ رأسي وجدتُ شخصا ً متخفيا ً ومتعلقا ً بنافذة السيد فرانس بالدور الثاني ويُحادثه
،تصرفتُ وكأن ال شأن لي وغادرت ولكن ال أعلم ،بدأتُ بعدها بالشك ،هل كان يحادثه حقا ً
أو كان ُمجرما ً يريد إيذاء السيد لذا أتيتُ وأخبرتُك..
إنحنت وأكمل :آسفه إن كان هذا تدخالً مني في خصوصيات اآلخرين..
إدريان بهدوء :ال بأس لم تفعلي خطئا ً ،يُمكنك الذهاب..
الخادمه :شكرا ً سيدي ،باإلذن..
غادرت من أمامه وهو عاقد الحاجبين يُفكر بكالمها قبل أن يهمس :على ماذا يُخطط هذا
ال ُمزعج ؟
تنهد وهو ال يعلم ،هل يتدخل في األمر أو يكتفي بإخبار والده عما حدث ؟
حسنا ً هو يُرجح الخيار الثاني..
في األعلى كان فرانس في حجرته يقلب في أدراجه ليتأكد من عدم إبقاء أي شيء مهم خلفه..
فهو يُخطط للهروب من هنا دون أي عوده..
***
10:00 pm
مشي بهدوء تام على طول الرصيف ينظر الى خطواته وهو سارح التفكير..
اليوم يحمل ذكرى مهمه لعائلته وهذه الذكرى جعلت والدته تتصرف بجنون مما نشب بينهما
جدال كبير وكعادته ترك لها البيت وذهب للتسكع مع رفاقه..
إنهم بحق رفاق سوء ولو إستمر على هذا الحال سيهرب من المنزل الى األبد ويعيش حياة
بائسه سيئه..
توقف ونظر الى الفيال التي مر بجانبها للتو وظهر بعض الحقد على وجهه..
صدم عندما رآها قادمة من عقد حاجبه عندما تسلل الى أنفه رائحة حريق ونظر بإتجاهها ف ُ
إتجاه منزله فأسرع ركضا ً إليه وفتح باب الحوش بكل خوف ليتالشى تدريجيا ً وهو يرى أمه
تجلس بكل شرود أمام صندوق معدني قد شبت بداخله النار وبدأت برمي بعض األوراق
والصور فيه..
نظر بجوارها حيث العديد من ألبومات الصور واألوراق كانت بالتأكيد قد جمعتها من مخزن
المنزل..
تقدم ووقف أمام الصندوق مادا ً ذراعيه يتدفى قليالً من برد الشتاء وهو ينظر الى األوراق
والصور التي تنهشها النار بالداخل..
عاود النظر الى أمه والتي ال تزال تبدو في عالم آخر وهي تلقي بالصور حبة تلو األخرى..
نظر الى الصندوق حيث صورة تجمعها مع رفيقاتها في إحدى فعاليات التزلج قبل عدة أعوام
..
ضاقت عيناه بشيء من األلم وهو يرى صورة أُخرى أُلقيت لتوها لوالده وهو يساعده على
ركوب الدراجة قبل ما يُقارب االثنى عشر عاما ً..
إنها ذكرى عزيزه وبالوقت ذاته ذكرى مؤلمه تذكره بشخص كان طيبا ً معهم قبل أن يقسو
ويُصبح أنانيا ً يركض خلف أحالمه الخاصه اللعينه!!
ال يدري ،هل هو بسبب شرارة النار ودخانها أم ماذا ولكن عيناه بالفعل تدمعان وهو يرى
الصورة تتالشى لتصبح كالرماد..
سقطت صورة أخرى جعلته يعقد حاجبه ويمسح عينيه ليرى جيدا ً حيث كانت لطفلة تبتسم
وهي تحمل قالدة تُلوح بها للكاميرا وخلفها تقف إمرأة غريبة كان قد ُحرق جزء من وجهها
فمد يده بسرعه وإلتقط الصورة وحاول إطفائها وبالكاد نجح عندما إختفت مالمح هذه المرأة
ولم يبقى سوى شعرها األسود..
ال..
لم تكن المرأة هي من تهمه بل القالدة التي كانت تُلوح بها الفتاة للكاميرا..
القالدة هذه ذات التصميم المييز والنادر ،إنها تُشابه خاصته تماما ً..
نظر الى أمه وسألها :أمي من هاتان ؟
رفعت أمه نظراتها نحو ولدها الوحيد مارك ونظرت الى الصورة التي رفعها بالقرب من
وجهها لتتسع عيناها بعدها بصدمه وتصرخ بجنون :فلتمت !! هذه اللعينة عليها أن تمت!
إبتعد عنها عندما حاولت خطف الصورة من يده وهو يقول بإنزعاج :باهلل عليك أجيبيني ولو
لمرة دون التصرف كالمجانين !! لقد سألتُ سؤاالً واحدا ً فهل هذا صعب عليك ؟!
نظرت الى عينيه بغضب :إنها من ألد أعدائنا ! إنها كاللعنة تسبب المصائب أينما حلت !!!
على ذكراها أن يُحرق دونما أثر ! إمرأة ملعونه!!
مارك :لم أستفد أي شيء من كالمك ! من هذه المرأه ومن هذه الطفله ولما هي تمتلك ذات
القـ....
قاطعته بغضب :أمرتُك أن تحرق صورتها !! ال أريد رؤية أي شيء يخص تلك الروسية
اللعينه ! أحرقها ! ألقها بالنار حاالً قبل أن أضربك على عصيانك هذا..
دُهش من كالمها عن المرأة قبل أن يشد على أسنانه يقول :لن أفعل..
فصرخت أمه بغضب وقامت برمي جميع الكتب واأللبومات بشكل عشوائي فتطايرت أوراقها
في كل أرجاء المكان حتى أن بعضها خرج الى الشارع..
نظر إليها بعينين غاضبتين وقال :مجنونه!
ومن ثم دخل المنزل وصعد الى غرفته مباشرةً..
أغلق الباب خلفه وإتكأ عليه وهو يهمس :إنك أم مجنونه ! مجنونه بحق..
صمت لفتره بعدها تقدم وفتح درجه..
أخرج قالدته ووضع الصورة بجانبها..
إنهما متطابقان..
متطابقان للغايه..
ما عالقة هذه المرأة والطفله بعائلته ؟
يشعر بفضول غريب تجاه هذا األمر..
فالقالدة هذه بالذات والده فقط من يحملها وهي كالكنز بالنسبة لعائلته..
فمن تكون هذه الطفلة ليعطيها والده القالدة ذاتها ؟
هل هي بأهمية إبنه الوحيد ؟
شد على أسنانه هامساً :سحقا ً لك ،هربت لتلحق بطموحك وتركتني خلفك دون أي إجابات..
سحقا ً..
هو بحق يكرهه للغايه..
Part end
33
28 juonyour
8:11 am
وقف وهو يحمل على كتفه شنطة سفر صغيره ونظر الى هذا المنزل ذا الدور الواحد في هذا
الحي الهادئ..
تقدم من الباب ورن الجرس وخالل ثوان فُتح وظهرت من خلفه فتاة ذات عينان خضراوتان
وشعر أسود قصير بنمش خفيف على خديها..
إبتسمت تقول :كُنتُ في إنتظارك..
فتحت الباب كله وأكملت :تفضل..
دخل وهو يقول :ألم تذهبي الى مدرستك ؟
ضحكت وأغلقت الباب قائله :تخرجتُ السنة الماضيه أنسيت!
إلتفت ينظر إليها وقال :والجامعه ؟
توترت قليالً قبل أن تقول :درجاتي لم تكن جيدة كفايه لتقبلني أحداهن ،وأيضا ً ال بأس من
الراحه بعد عناء 12سنه دراسه..
أنزل حذائه ووضعه في صندوق األحذية المحاذي للباب وهو يقول :ولكنه ُمستقبلك كارا ،كان
عليك اإلهتمام ولو قليالً..
بعدها أكمل :أين والدتك ؟
كارا :ال تزال نائمه..
غرفةً لك و... أخذت الحقيبة منه تقول :لقد جهزتُ ُ
قاطعها وهو يدخل الى غرفة المعيشه :ال داعي لقد وجدتُ مكانا ً ُمناسبا ً ألستأجر فيه..
بقيت واقفةً في الردهه وهي تنظر الى األسفل بحزن من كالمه قبل أن تُحاول اإلبتسامه وتتبعه
الى الداخل..
وضعت حقيبته على األريكة وجلست بجانبها تقول له :هل تناولت إفطارك ؟
هز رأسه نفيا ً وهو يقول :كال وال أريد اآلن ،دعينا ننتظر والدتك عندما تصحو..
ترددت قبل أن تسأله :هل شاهدك أحد ؟
أجاب بهدوء :كال ولكن لن يلبث األمر طويالً حتى يكتشف عمي األمر..
كارا :إنها خطوة جريئه..
علق دون إهتمام :لم يكن إسم العائله يوما ً ما مهما ً بالنسبة لي ..لدي أمور أهم من لعب لعبة
البقاء والرئاسة هذه..
تعجبت وسألته :أمور أهم ؟
نظر الى الفراغ وهمس :أجل ،أمور أهم..
من جملته عرفت بأنه ال ينوي اإلفصاح عنها لذا لم تقل شيئا ً رغم أنها متأكده بأن لتلك الفتاة
المدعوة بآليس يدا ً فيها..
فهو لطالما عاش حياته غير مكترثا ً بنظرة الناس له حتى أخوته ولكنه مع هذا طلبها في تلك
الليله كي تُبعد آليس هذه عن ساحة الضيوف حتى ال ترى أي شيء..
يا تُرى ما سبب ذلك ؟
وقفت تقول :تريد شرب شيء ساخن ؟ شوكوال ؟
هز رأسه وقال :أجل شكرا ً كارا..
ضحكت وقالت :كف عن شكري فنحن لسنا أغرابا ً..
وغادرت فتنهد بعمق قبل أن يفتح إزرار قميصه ويُخرج القالدة ال ُمعلقة على رقبته والتي ال
ت نادره.. تُفارقه إال في أوقا ٍ
تأمل تصميمها ذا الجناح المغلول بالسالسل قبل أن يهمس :أجل هناك ما هو أهم من البقاء
بحجرة العقاب تلك..
فرانس..
فرانس كان هو مالك القالدة الثالثه!...
***
9:45 am
إنتهى وقت محاضرتها فبدأت بلم أغراضها وهي تقول للطلبه :ال تنسوا إختبار األسبوع القادم
،إبدأوا باإلستذكار من هذه اللحضه فالمادة دسمه وال يُمكنكم إنهائها خالل يوم واحد..
تبادل الطلبة نظرات السخريه فالمعلمة هذه ال تعلم بأن قراءة الدروس لمرة واحده تعني
اإلستذكار بالنسبة لهم..
ضربت بالكتاب على الطاوله لتتوقف همهمات السخريه وهي تُكمل :وعلى أية حال ما دُمنا قد
فتحنا موضوع اإلختبار واإلستذكار أتمنى من الجميع إيقاف الشائعات السخيفه بخصوص
زميلتكم إليان فقد تبين بأنه توجد بصمات أخرى غريبة على تلك الورقة لذا هذا تلفيق واضح
من أحد زمالئها..
ضحك البعض وتبادل البعض اآلخر النكات فضربت الكتاب ُمجددا ً على الطاولة تقول :لذا
توقفوا عن ذكر األمر وأتمنى من الفاعل أن يعترف بنفسه فلو قدمت زميلتكم شكوى رسميه
فسيتم التحقق من بصمات جميع زمالئها وحين يُكشف سيكون حسابه عسيرا ً وأتمنى أن
تتوقفوا عن مثل هذه التصرفات التي تقتضي تشويه سمعة زميل ،جميعكم هنا في العمر ذاته
وفي خضم الدروس ذاتها لذا عليكم التعاون بدالً من إطاحة بعضكم البعض فهذا سيؤثر على
تصرفاتكم المستقبليه وتخرجوا بشخصيات فاسده تؤثر في المجتمع ،إبدأوا حياتكم العمليه
بالجد بدل الخداع وإيقاع الفخاخ باآلخرين ...أراكم في المرة القادمه..
خرجت من الصف فعاود الجميع الحديث بسخريه عن األمر وجيسيكا تنظر إليهم بشيء من
اإلنزعاج..
وقفت ُمحدثةً ضجه لينتبه لها الجميع وقالت :سمعتم ما قالته لذا كفوا عن السخريه ،وللعلم
إليان لن ترضى بهذا الظلم لذا بالتأكيد ستطلب التحقق من بصمات الجميع فعلى الفاعل
اإلعتراف بدل إحراج نفسه فيما بعد..
ظهر التقزز على وجهها وأكملت :وعليكم التوقف عن هذا بدل من أن تضعوا أنفسكم في
موقف محرج عندما يظهر الفاعل الحقيقي..
ضحك أحدهم وقال :إذا ً هل هذا صحيح ؟ أهي حبيبتك لتُدافعي عنها بكل هذه البساله ؟
إنزعجت من تعليقه ليقول اآلخر :واااه حب الفتيات نوعي المفضل ،سأحرص على ُمراقبتكما
من اآلن وصاعدا ً..
ت ؟ ألهذا تستمرين بقص شعرك ضحك البعض لتكمل إحداهن :من يلعب دور الرجل ؟ أهو أن ِ
كلما طال هههههههههه..
وتتالت السخريات فأخذت أغراضها وغادرت القاعة وهي تتجاهل تعليقاتهم السخيفه..
الرد عليهم هو جنون بحق..
توقفت عندما سمعت صوت يناديها فلما إلتفتت فإذ هو بآندرو الذي تقدم منها قائالً :مرحبا ً
جيسيكا..
تعجبت فهذه أول مرة يُحادثها منذ أن كانت طالبة عنده السنة الماضيه فردت عليه :أهالً
دكتور..
إبتسم وسألها :كيف هي دراستك ؟
أجابته :ال بأس بها ولكنها بالتأكيد أصعب من السنة الماضيه..
ت سنه تزداد الصعوبه وعليك أن تبذلي جهدك أكثر.. آندرو :هذا متوقع فكلما صعد ِ
إبتسمت تقول :شكرا ً على نصيحتك..
صمت قليالً قبل أن يسألها :كيف حال إليان ؟
ال تعلم بماذا تُجيبه لذا إكتفت بقول :متغيبة لهذا اليوم..
آندرو :إذا ً ألم يخبركم أي دكتور عن تطورات موضوع ورقة الغش تلك ؟
شعرت باإلنزعاج وأجابت :بلى أخبرتنا إحداهن للتو..
إبتسم وقال :هذا جيد ،وكيف كانت ردت فعل الطلبه ؟
بقيت صامته لفتره بعدها أجابت :مجتمع طلبة الجامعه من أسوأ المجتمعات على اإلطالق ،
إنهم مجموعة بشر خرجوا لتوهم من سن ال ُمراهقه وبدأ كل واحد بإثبات كونه األقوى سواءا ً
كان هذا عن طريق التنمر أو اإلساءة ألي شخص كالميا ً أو جسديا ً ضنا ً منه بأنه تسلق القمه
وأصبح محط إعجاب اآلخرين ،مجتمع قذر يتصارعون فيه إلثبات مدى نجس أفكارهم
وكلماتهم..
إنحنت له وأكملت :إعذرني دكتور..
بعدها غادرت وهو ينظر إليها لفتره قبل أن يهمس :إنها ُمحقه وأُراهن حتى لو ظهر الفاعل
الحقيقي لن يكفوا عن التعرض إلليان بالكالم السيء..
تنهد وأكمل :ماذا عساي أفعل أكثر من ذلك ؟
إلتفت ليُغادر ولكن وقعت أنظاره على فتاة كانت تنظر إليه..
ما إن تالقت أعينهم حتى دُهشت الفتاة ثُم أشاحت بوجهها وغادرت من المكان..
بقي ينظر الى حيث ذهبت لفترة طويله وهو يتذكر أول مرة أتت لمحادثته قبل سنة من اآلن..
كانت حينها طالبةً ُمجدّه في صفه..
★قبل عام★
رفع رأسه عن أوراقه ونظر الى الفتاة التي تقف أمام مكتبه..
إبتسم يقول :أهالً ماريا ،هل هناك خطب ؟
بدأ الخجل والتردد واضحا ً عليها وهي تُمسك مجموعة أوراقه دُبست ببعضها قبل أن تضعها
على مكتبه وهي تقول :هل ...يُمكنني أن أطلب منك خدمه ؟
اجابها باإلبتسامة ذاتها :إن كُنتُ أستطيع فلن أُقصر في ذلك..
نظرت الى عينيه ُمباشرةً وقالت :إذا ً ،هل يُمكنني أن أستخدم إسمك ؟
عقد حاجبه وهو يسأل :تستخدمينه ؟ في ماذا ؟
صدم منه وبشكل ال إيرادي رفضه تماما ً لم تُزح عينيها عن عينيه وهي تطلب طلبها الذي ُ
ليتفاجئ بعدها بإنكسارها وشرحها لظروفها التي تمنعها راجية منه أال يكون هو أيضا ً عقبةً
في طريق تحقيق أحالمها..
كالمها كان وقعه مؤثرا ً في نفسه وإستخدمت كلمات تجعل من الصعب ألحدهم أن يرفض..
لذا إستسلم ووافق على هذه الخدمه..
لقد كان طيبا ً ،متسامحا ً ،محبا ً لمساندة الغير..
لكنه لم يكن يدرك ما معنى أن يكون الشخص طيبا ً في هذا الزمن..
ولم يدرك أن الطيبون وحدهم فقط من يتم إستغاللهم....
وإطاحتهم للقاع!
***
1:12 pm
في المطار..
تنهدت وهي تقول :حسنا ً إذا ً متى ستعود ؟
أجابها :ال أعلم يا استيال ،ولكني سأُحاول العودة في أقرب فرصه فال تزال هناك العديد من
ي فعلها..
األمور التي يجب عل ّ
إستيال :أال يُمكنك تأجيل سفرك ولو قليالً ؟
هز رأسه نفيا ً يقول :ال ،لقد تركت العديد من األمور العالقة هناك في لندن ،علي إنهاؤها..
إستيال :وماذا عن موضوع تلك األوراق ؟ هل ستُبقيها معك دون فعل شيء ؟ ماذا عن فرانس
؟ هل سترحل هكذا دونما التدخل وتصحيح مساره ؟ ماذا عن عمي الذي ال ينفك عن رغبته
بجعل ريكس وريثا ً إلسم العائله ! األمور العالقة ُهنا أكثر أهمية مما في لندن !! آلبرت لديك
أولويات!
صمت آلبرت لفتره بعدها قال :بخصوص فرانس فلم يعد لدي عمل معه ،دعي والدته تتكفل
به..
إستيال بدهشه :مهما كان فهو أخانا يا آلبرت ! ال تتخلى عنه..
تجاهل آلبرت كالمها وأكمل :وأما عمي لن يمكنه في الفترة القريبه أن يفعل شيئا ً حتى لو أراد
فال زال ُهراء فرانس بخصوص ريكس متداوالً..
صمت قليالً وأكمل :وتلك األوراق ال يمكنني نشرها دون معرفة من أرسلها لي ،هذا سيكون
تصرفا ً سيئا ً بحق نفسي..
إستيال :إذا ً هل ستتجاهل ما كُتب ؟!!!
آلبرت :بالتأكيد ال ،ولكن ليس اآلن..
نظر إليها وقال :دعي فرانس وشأنه ،فلور أيضا ً ليست ممن يسببون مشاكل عويصه لذا
ركزي إهتمامك بكين حسنا ً ؟
تعجبت وسألته :ولما كين ؟ هو أكثر أخوتي من يمكنه اإلهتمام بنفسه وال خوف عليه..
آلبرت بإنزعاج :كفوا عن قول هذا ! إنه ال يزال ُمراهقا ً ومعرض للخطر ،فالذكاء والغرور
هما وجهان لعمل ٍة واحده لذا تأكدي بأن ال يسيطر الغرور عليه ويجعله يدخل نفسه بمخاطر
أكبر من عمره..
وقف وأمسك بحقيبته وهو يقول :أنا ذاهب ،ال تنسي ما أخبرتُك به..
تنهدت ووقفت بدورها تنظر إليه وهو يرحل قائلةً :رافقتك السالمه..
لبست نظارتها الشمسيه ثم إلتفتت وخرجت من المطار ُمتجهةً الى سيارتها..
ما إن ركبت حتى رن هاتفها النقال فردت وهي تقول :ماذا ُهناك فلور ؟
فلور بسرعه :مصيبةً يا إستيال!..
عقدت إستيال حاجبها تقول :ماذا هناك ؟؟!
فلور :إنه فرانس ،لقد هرب من المنزل آخذا ً حاجياته معه ،وعمي يشتعل غضبا ً والجو في
المنزل متوتر للغايه!!
شدت إستيال على أسنانها هامسه :ذلك المعتوه األحمق!
أغلقت الهاتف وحركت سيارتها بإتجاه المنزل..
من جه ٍة أُخرى أغلقت فلور هاتفها وهي ال تزال بزيها المدرسي وذهبت بهدوء الى حيث
غرفة فرانس لتجد عمها ال يزال يجلس ُهناك غاضبا ً وجينيفر أمامه تمشي جيئةً وذهابا ً في
الغرفه..
وقفت بعدها تنظر الى آليكسندر وهي تقول :أتعلم ،لقد كان هذا خطأك!
عقد آليكسندر حاجبه ورفع رأسه لها يقول بإستنكار :خطأي ؟!!! خطأي أنا!!
جينيفر :أجل خطأك أنت ! أال تعلم كم يبلغ من العمر ؟ إنه في الخامسة والعشرون ! قد تكون
شخص بالغ ! كيف يمكنك أن تتعامل مع شخص ٌ تصرفاته مزعجةً كاألطفال ولكنه في األخير
بالغ هكذا ؟ حبسه بغرفته الى أجل غير ُمسمى ؟ هذا بالتأكيد جعله يوما ً بعد يوم يشعر بالنقص
واإلنزعاج ولهذا قرر الهروب..
آليكسندر :ألنه أخطأ كثيرا ً !! لقد أخطأ بحقي وبحق ريكس وبحق كُل فرد ينتمي الى هذه
العائله ! أليس كان من المفترض عليه أن يركع معتذرا ً على تصرفاته الطائشه بدالً من
الهروب من أوامري وكأني ال شيء أمامه ؟!!!
جينيفر :إذن برأيك من الصائب ُمعاقبته هكذا أمام أخوته الصغار ؟ إنك تهز رجولته يا
إليكسندر وأنظر اآلن الى طريقتك الخاطئة بالعقاب ماذا أسفرت من نتائج!
ت ستستمرين بإعادة كالمك مرارا ً وتكرارا ً فغادري من أمامي!.. آليكسندر :إن كُن ِ
رفعت حاجبها وقالت :أنصحك أال تتجاهل األمر وأن تبحث عنه جيدا ً فمن يعلم ماذا قد يفعل
لينتقم..
بعدها إلتفتت وخرجت فإختبأت فلور من فورها خلف الجدار وحالما إبتعدت جينيفر عادت الى
مكانها لترى عمها ينظر الى األرض بغضب كبير..
همست :هل جينيفر محقه ؟ هل حقا ً قد يُفكر أخي فرانس باإلنتقام من عمي ؟
تراجعت خطوات الى الخلف قبل أن تلتفت وتمشي مفكرةً بما قد حدث..
توقفت وهي ترى أخاها كين يصعد الدرج وهو يحمل حقيبته المدرسيه ويبدو بأنه قد عاد
لتوه..
ما إن وصل الى األعلى حتى قالت له فلور :هل سمعت ؟
نظر إليها قائالً :ماذا ؟
فلور :أخي فرانس هرب من المنزل آخذا ً معه حاجياته..
نظر كين إليها مطوالً قبل أن يتنهد ويلتفت الى جهة غرفته قائالً :حسنا ً ،هذا كان متوقعا ً منه
..
فلور بدهشه :أال تهتم لما قد يحدث ؟
هز رأسه نفيا ً دون أن يلتفت إليها فقالت بعدم تصديق :هيه كين نحن نعلم كم أن فرانس
مزعج ومن دون فائده ولكنه أخانا !! ال تكن قاسيا ً كآلبرت الذي فضّل السفر عن التحدث
لوالدي بشأنه!
توقف مكانه متفاجئا ً ونظر إليها يقول :آلبرت سافر ؟!!!
هزت رأسها قائله :قال ذلك على العشاء البارحه واليوم رافقته إستيال الى المطار..
بقيت عيناه المصدومتان ُمعلقتان بها قبل أن يلتفت ويذهب الى غرفته مسرعا ً..
عقدت حاجبها متعجبه وهي تهمس :مابه ؟ هل سفر آلبرت أكثر أهمية من هروب فرانس!!!
دخل كين غرفته وجلس على السرير وهو يلتقط هاتفه النقال..
اتصل على أخاه ولكن لم تكن هناك إشارة فشد على أسنانه بإنزعاج وهو يهمس :لما فجأه
قرر السفر ؟!! ألم يقل بأنه سيبقى ويُنهي جميع أمور العائله العالقه ؟! لما فجأه إذا ً ؟!!
رمى الهاتف بجانبه ونظر الى األرض بإنزعاج شديد وهو يقول :واآلن كيف لي أن أُنهي أمر
تلك األوراق المسروقه ؟!! تلك العمة لن تتردد في تنفيذ تهديدها ذاك ! ماذا علي أن أفعل ؟
أسند رأسه على يديه وأكمل :سحقا ً لي ،لماذا لم أُخبره يوم األمس ! لقد كانت تلك فرصتي
األخيره ،ماذا علي أن أفعل اآلن ؟؟ حتى أن الوغد فرانس هرب أيضا ً!
رفع رأسه بهدوء وضاقت عيناه هامساً :هل من الممكن أن ريكس قد إستمع الى طلبي وحدث
آلبرت بخصوص األوراق ؟ أتمنى ذلك..
***
1:47 pm
خرج إدريان من مؤسسته ذاهبا ً الى سيارته وهو يشعر بصداع كبير فاليوم كان ُمتعبا ً بحق..
كان عليه أن يتحدث مع المسؤولين وأن يُفسر عالقته بتلك الفتاه التي ظهرت معه بالصور
ومن ثم مقابلة أحد الصحفيين ليُجروا معه لقائا ً نصيا ً ليُنشر في مجالت العدد القادم..
بالكاد خرج بعذر مقنع بعدما قال بأنها كانت صديقةً ألُخته الصغرى وأوصلها بنفسه الى
المنزل ألنها أُجهدت في تلك الليله ولم يحدث ماهو أكثر..
إلصاق العالقة بأخته كان أفضل حالً لكي ال يسألوه المزيد من التفاصيل فلقد أوضح مسبقا ً
وبشك ٍل قطعي بأنه لن يتحدث عن عائلته بتاتا ً لذا توقف األمر عند هذا الحد..
ركب السياره وقام بتشغيلها..
إتجه الى الخط السريع وماهو سوى كيلوا مترا ً واحد قطعه حتى تضررت إحدى إيطارات
السياره وبالكاد سيطر عليها وأوقفها على جانب الطريق..
عقد حاجبه بشيء من اإلنزعاج ونزل من السياره متجها ً الى اإلطار الخلفي ليزداد إنزعاجه
عندما تأكد من كونها تعطلت حقا ً..
هذا ليس بالوقت ال ُمالئم..
تقدمت منه فتاةً كانت قد أُضطرت هي أيضا ً للوقوف بما أنها كانت تسلك الطريق ذاته خلف
سيارته..
إنحنت الى اإلطار تقول :لقد تضررت حقا ً ،لن يُمكنك السياقة وهي هكذا..
تفاجئ من حظورها ليلتفت الى باب مقعده وهو يقول :ال مشكله حوادث مثل هذه تحدث دائما ً
..
نظرت إليه وقالت :هل تُريد أن أوصلك الى المنزل إذا ً ؟
إلتقط هاتفه وهو يقول :شكرا ً لعرضك ال ُمساعده لكني سأتصل بأحدهم..
تفاجئ من كون هاتفه فارغ الشحن ،ما هذا الحظ السيء الذي يُحالفه لهذا اليوم ؟!
بينما إبتسمت الفتاة بمرح تقول :وهل ستقف هنا منتظرا ً ؟ ال عليك سأوصلك على طريقي فأنا
متفرغة تماما ً..
سحقا ً ،ماذا يفعل ؟
ُ
كيف لهاتفه أن تفرغ بطاريته وهو قد أخذه هذا الصباح ممتلئا ً!
نظر الى الفتاة وهو بحق ال يُحب ُمساعدة الغرباء وخاصةً أنه ال يعلم من هذه فقد تكون
معجبه متربصه تستغل هذا األمر للتقرب منه ومعرفة طريق منزله..
حسنا ً ،ليس وكأن موقع منزله سرا ً ولكن مع هذا ال يريد أن يعرف المعجبون موقعه لكيال
يتجمهرون حوله..
ت تودين المساعده فدعيني أستعير هاتفك قليالً ألتصل بصديق.. إبتسم لها يقول :حسنا ً إن كُن ِ
الفتاة بإبتسامه :آسفه ،صحيح عرضتُ عليك ال ُمساعده ولكن أنا ال أُحب إعطاء رقمي
للغرباء..
إدريان :إذا ً لما تُساعدين هؤالء الغرباء ؟
الفتاة :أخبرتني جدتي مره بأنه كُلما ساعدتي غريبا ً واقعا ً في مشكله ستجدين من يرد لك
الدين عندما تقعين في مشكله لهذا أنا أتبع هذا األسلوب دائما ً..
نظر إليها لفتره وتأكد من كالمها بأنها ليست ُمعجبه متربصه فلو كانت ذلك إلستغلت األمر
وأعطته هاتفها كي تملك رقم صديقه المزعوم..
حسنا ً ،هو بحق تعب من هذا اليوم كله وال قدرة لديه على التجادل أكثر أو البحث عن حلول
أخرى..
وهي ايضا ً لم تتحدث معه بصيغة إعجاب أو إحترام دليل بأنها ال تعرف عن كونه مغنيا ً لذا ال
ضير في الذهاب فكُل ما يُريده اآلن هو السرير فحسب..
إبتسمت وهي تنظر إليه بعدها إلتفتت وذهبت الى سيارتها مشيرةً الى الجهة األُخرى قائله :إذا ً
هل إتفقنا ؟ يمكنك الركوب ُهنا..
وركبت بعدها في مقعدها فتنهد وإلتفت ليُغلق سيارته ويأخذ المفتاح ثم ركب بجوارها..
حركت السياره وسألته الى أي حي يريد الذهاب إليه فأخبرها..
خالل دقائق هادئه إبتسمت تقول :لم نتعرف ،أنا أُدعى شيري ،وأنت ؟
صمت لفتره قبل أن يقول :إد..
شيري :حسنا ً إد هل تريد أن تتوقف لتناول الطعام في إحدى المطاعم ،أنت لم تتناول غدائك
صحيح ؟
إدريان وهو ينظر عبر النافذه :ال داعي ،شكرا ً لعرضك..
شيري بإحباط :ولماذا ؟ دعني أُثبت روعتي ولو قليالً!
إدريان :شكرا ً لك لقد أثبتيها بعرضك..
توقفت أمام إشارة حمراء وقالت :أتسائل من كان مخترع فكرة اإلشارات هذه ؟ لما إختار هذه
ي األخضر واألحمر لذا هذا سيسبب له األلوان بالضبط ؟ أعني ُهناك من يُعاني من عمى لون ّ
الكثير من التشويش وهذا ليس جيدا ً!
لم يُعلق إدريان على الموضوع فنظرت إليه وسألت :ألم تسأل نفسك هذا السؤال يوما ً ؟
أجاب :كال..
عاودت النظر الى األمام بتعجب قائله :كُنتَ وحدك في السياره وهذا دليل أنك تعود يوميا ً من
عملك لوحدك ،إن لم تُفكر في مثل هذا األمر عندما توقفك إشارة المرور ففي ماذا تُفكر ؟
ضحكت وأكملت :حسنا ً هل من الممكن أنك تفعل مثلي ؟ تقرأ الحروف الموجودة في السيارات
وتُحاول تكوين كلمة بها ههههههههههههه ؟
تنهد إدريان وهو ال يزال ينظر الى الشارع عبر النافذه وهمس بداخله" :هل أخطأتُ عندما
قبلتُ ُمساعدتها ؟ أجل يبدو ذلك" ..
حركت السياره ُمجددا ً عندما أُضيئت اإلشارة الخضراء وهي تقول :أُحب الشتاء فهو يجعل
طرقات ُمبهجةً مكسوة بالبياض وهذا أمر يسبب اإلسترخاء لكل من يراه ،إد ما هو فصلك ال ُ
المفضل في السنه ؟
أجاب بملل :الربيع..
أمالت شفتيها بعدم رضى تقول :نحنُ مختلفان ،حسنا ً ،في الشهر القادم سيأتي الفالنتاين ،
هل لديك صديقة لتُهديها هديه ؟
أجاب :ال..
شيري :إذا ً هل يُمكنك ُمساعدتي ؟ أخبرني ماذا يُفضل شبان هذه األيام ،إني ال أعرف ماذا قد
أُهدي لمن أُحب ُ ،محتاره جدا ً وأفضل حل هو سؤال شاب عن األمر ،أرجوك ساعدني..
تنهد وقد تعب حقا ً من ثرثرتها ،بقي صامتا ً لفتره بعدها أجاب :أعطيه شيئا ً يُحبه المهم أال
يكون باهضا ً فالشبان ال يُحبذون الهدايا الباهضه فهي تجعلهم يشعرون بالنقص وبأن
صديقتهم تشفق على حالته الماديه مهما كانت وأيضا ً سيُسبب الكثير من الحرج إن كانت
هداياهم أقل قيمه وحينها قد تتوتر العالقه..
شيري بتعجب :أحقا ً ؟ ولكن سمعت أن العديد من الشبان يُحبون الهدايا الباهضه!!
إدريان :لن يطلب أحدهم هديةً باهضه إال إن كان يستغل صديقته فقط..
ليديا بإنبهار :واااه لم أكن أعلم ذلك..
صمتت لفتره بعدها سألت :حسنا ً ال يُمكنني تحديد شيء كهذا ،أعني ال خبرة لي ،أعطني
بعض األمثله رجاءا ً..
إدريان بال ُمبااله :إن كان حبيبك رياضيا ً فأهديه لبس رياضي مميز ،إن كان ُمدخنا ً فإشتري
له والعة وإختاري تصميمها بنفسك ،إن كان ُمحبا ً لفرقة ُمعينة فتذكرة لحضور إحدى
حفالتهم ستكون هدية رائعه أو إن كان ُمحبا ً للموسيقى بشك ٍل عام فإشتري له مشغل موسيقى
وإدرجي أغانيه المفضلة فيها ،وإن كان هاويا ً للتصوير فكاميرا ديجيتال ستُعجبه بكُل تأكيد
وعلى هذا النحو يمكنك إختيار الهدايا ،حددي أوالً فقط ماهو ميوله وسيُصبح كُل شيء سهالً
بعدها..
ثوان قليالً أعطيتني قائمه لم أكن ألُفكر بها قط! ٍ عبقري حقا ً !! في
ٌ ليديا :أنت
ضحكت وأكملت :ههههههه ف ُجل ما يطري على بال المرأة هو عطر أو ساعه لذا تشعر بأنه ال
توجد خيارات كثيره لتختار منها وهذا عادةً ما يُصيبها بإحباط..
لم يُعلق على كالمها فكُل ما يريده هو الوصول الى المنزل والدخول في نوم عميق..
بعد فترة صمت تحدثت وقالت :إد هل أُخبرك سرا ً وتعدني بأال تُخبر أحدا ً به ؟
إدريان بنفسه" :ولما تُخبرين شابا ً قابلتِه للتو بأسرارك" ؟
أجاب :ال داعي ألن تفشي أسرارك هكذا للغرباء..
ضحكت تقول :تبادلنا األسماء واألحاديث إذا ً نحنُ لسنا بغُرباء أليس كذلك ؟
نظرت إليه وأكملت :هيّا عدني بأنك لن تُخبر أحد بسري ؟
تنهد يقول :حسنا ً أ ِعدُك..
إبتسمت ونظرت الى األمام حيث إقتربت من موقع منزله وقالت :يالك من لئيم ،تعدني وأنت
لست ُمهتما ً حتى بمعرفته..
عقد حاجبه بإستنكار وإلتفت ينظر إليها فضحكت وقالت :جيد نظرتَ إلي فمنذ أن ركبت وأنت
تتأمل الشوارع ،شعرتُ بأني مجرد سائق أُجره وهذا أحزنني ههههههه..
لم يعلم بماذا يُعلق لذا فضل السكوت بينما هي بدأت تُبطئ من حركة سيارتها وهي تسأل :أيهم
منزلك ؟
أشار بعينيه وهو يقول :ذاك هو..
توقفت أمامه فنظر إليها وقال :شكرا ً على التوصيله..
ليديا :العفو..
نزل ودخل الى الداخل فتابعته بنظرها قبل أن تبتسم بهدوء وغرابه لفترة من الوقت ثُم إلتفت
وخرجت بسيارتها من هذه المنطقه..
***
4:21 pm
كان ُكالً من كارمن ودارسي وبعض األعوان المهمين بالمنظمة كباتريك وإثنان أخرون
متواجدون في نفس المكان..
أطفأ الرجل الذي يقف أمام كل من كارمن ودارسي جهازه المحمول ونظر إليهم قائالً :هذا هو
كُل شيء بخصوص ريوك..
ضاقت عينا كارمن وبدا اإلنزعاج فيهما في حين قال دارسي :وما الذي يدفعه فجأه لخيانة
المنظمة والهرب ؟ ولما قد يفكر في مساعدة تلك السجينه ؟
هز الرجل كتفه يقول :ال علم لدي فريوك وحده من يملك اإلجابات..
علق أحد أتباع كارمن قائالً :موريس سيُجن جنونه عندما يعلم بأنه قد تم تهريبها..
نظر دارسي إليه ثم الى كارمن قائالً :سمعتُ بأنه ُمختفي ,هل هو هكذا حقا ً ؟
علقت كارمن بهدوءُ :مكلف باإلستقصاء خلف الشاب الذي وجدنا الفتاة في منزله ولكن
اتصاالته بنا قُطعت منذ ذلك الوقت ،كان أمره يُحيرني ولكن موضوع هرب تلك الفتاة أشغلني
عنه..
هربها هو أحد رجالي المخلصين ! ال يُمكنني تصديق ذلك شدت على أسنانها وهمست :ومن ّ
بتاتا ً!!
خطب ما فريوك لم يعر تلك الفتاة أي إهتمام فلما قد ٌ تحدث باتريك يقول بهدوء :هناك بالتاكيد
يُفكر بتهريبها ؟
تحدث أحد رجال كارمن قائالً :نعم هو لم يعلق في موضوعها بتاتا ً ولكن هربه خارج البالد ال
يدل سوى على أنه بالفعل فعلها رغم أننا ال نعرف السبب بعد!
دارسي :هما كميرتان فحسب ،إحداهما على غرفتها حيث إصطحبها من هناك والثانية
بالشارع حيث أخذها معه بسياره ،التهمة ثابته ويبدو بأنه خائن منذ زمن وللتو تحرك ،هل
من الممكن أن يكون هو الشخص الذي كان يدعمها بالخفاء منذ زمن ؟
كارمن :مستحيل ،لقد كانت تصرفاته موالية لنا دائما ً وأبدا ً وجميع أوامري يُطيعها دون تردد
،لقد قُتل العشرات على يده ،يستحيل أن يكون رجالً صالحا ً يقف في صفها ،ربما يكون
هناك خطب ما كما قال باتريك!
دارسي :هل قبل برشوة من أحدهم ؟
نظرت إليه بحده تقول :رجالي المخلصين ال تزعزهم الرشاوي!!.
إبتسم وهمس :حسنا ً أعتذر إن كُنت أغضبتُ األمبراطوره الجميله..
تجاهلت تعليقه وقالت :على أية حال علينا اآلن أن نهتم في أمر موريس أوالً فالبد من وجود
خطب حدث معه وبعدها ربما نجد لديه بعض التفسير..
وقف دارسي وقال :بهذه الحاله سأعود الى باريس حتى تجدوا موريس وإن كانت هناك
معلومات بخصوص الفتاة أخبروني عنها..
نظرت كارمن إليه وقالت :بالكاد أتيت لستراسبورغ فلما العودة سريعا ً ؟!
تجهم وجهه وإتجه خارجا ً وهو يقول بهدوء :هناك قطة لعينة تجرأت على عصيان أوامري لذا
أنا بحاجة ألخذ روحها..
وغادر وتفكيره كله بمساعدة موريس التي وصل له خبر عن كونها تجاهلت أوامره وقامت
بإخفاء الطفلة بعيدا ً عن المنظمه..
تجاهل أوامره خطيئة ال تُغتفر..
نظر باتريك الى الرجل الذي بجانبه وسأله :أين ريكس ؟
أجابه :أنت تعلم بأنه ال يحضر إال عندما يُطلب يا عن طريق ُمهمه أو عن طريق الزعيمه..
باتريك :هل حضر يوم أمس ؟
هز رأسه :نعم ،حضر عصرا ً ولكنه لم يأخذ وقتا ً طويالً وغادر بعدها..
ضاقت عيناه وسأله :وهل كان ُهناك مهمة يوم أمس ؟ أو الزعيمة طلبته ؟
فكر قليالً قبل أن يُجيب :ال لم يكن هناك مهمه وبالنسبة للزعيه فال أعلم إن كانت طلبته أو ال
لكنني لم أره يذهب إليها..
نظر باتريك إليه لفتره قبل أن يشيح بنظره عنه وهو يتذكر كالم إدريان باألمس عندما أوقفه
عنوة..
صدفه بأن تُسمى بآليس من بين جميع األسماء ،أليس هذا همس بداخله" :بالتأكيد ليست ُ
صحيحا ً يا ريكس ؟"
***
8:55 pm
"هذه الفتره أمر بضغوطات بدراستي لذا أريد اإلختالء بنفسي لبعض الوقت ،ال تقلق علي يا
والدي فأنا بخير"
كتبت هذه الرسالة التي كذبت وبقوه في آخر كلمة فيها ثم أرسلتها الى والدها فهي متأكده
بأنهم قلقون ألجلها وال تريد منهم أن ينشغلوا بها..
توقف سائق التاكسي أمام العنوان المطلوب فنظرت عبر النافذه الى هذا المقهى قبل أن تُعطي
السائق حقه وتنزل من السياره..
نظرت الى الجو حولها وقد كان باردا ً وذا رائحة رطبه وكأنه يُنذر بهطول المطر كما الليلة
السابقه..
دخلت الى المقهى وجلست على أحد الكراسي فتقدمت منها تيلدا وهي تقول بإبتسامه :ماهو
طلبك آنستي ؟
تعرفت على هذه الزبونة قبل أن تُعاود لثوان عندما ّ ٍ نظرت إليان إليها فإختفت إبتسامة تيلدا
اإلبتسامة ُمجددا ً..
ت تُريدين من ريو أن لم تُجبها إليان على الفور فإلتفتت تيلدا وغادرت قائله :حسنا ً فهمت أن ِ
يقوم بخدمتك ،عذرا ً على اإلزعاج..
تحدثت إليان بهدوء بالغ تقول :أُريد قهوة سوداء..
سكر ؟إبتسمت تيلدا قليالً قبل أن تلتفت وتعود أمام الطاوله وهي تقول :ما نسبة ال ُ
سكر..إليان بهدوء :من دون ُ
دونت تيلدا الطلب وهي تقول :خالل خمس دقائق سيكون الطلب أمامك.. ّ
بعدها غادرت من أمامها وإليان تُراقبها بنظراتها لتلتفت بعدها وتنظر الى الخارج عبر الزجاج
بهدوء بالغ..
دخلت تيلدا الى الداخل وأعطت الطلب الى صانع القهوه لتبتسم عندما ترى ريو قد دخل للتو
هو أيضا ً فقالت :هل رأيت األميره ؟
عقد حاجبه غير مدركا ً لما تقصد وقدم ورقة طلبه الى مسؤول الحلوى وهو يقول :ال مزاج لي
لهرائك..
تيلدا :هههههههه ومنذ متى كُنتَ بمزاج جيد أصالً..
تجاهلها وهو يأخذ صحن الحلوى وإتجه خارجا ً ليُقدمه للزبون فإبتسمت وقالت له :ال تنسى
أن تُلقى نظرة على الطاولة الثامنه..
تجاهلها وإتجه الى زبونه وقدم الحلوى له كما طلبها..
عندما إلتفت عائدا ً لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرةً خاطفة الى الطاولة الثامنه ليندهش من
وجود تلك المترصده تجلس فيه..
شعر بإنزعاج شديد لكنه تحكم في نفسه ودخل الى الداخل فهو ال يُريد أن يُسبب لنفسه
المشاكل داخل مجال عمله..
إبتسمت وهي ترى وجهه الغاضب وقالت :ما با ُل األمير غاضب ؟
فتح لنفسه قارورة ماء وهو يقول :تيلدا اخرسي..
ضحكت قليالً قبل أن تأخذ كوب القهوه وتخرج لتقدمه إلليان والتي كانت طوال ذلك الوقت
شاردةً بنظرها الى الخارج..
قدمت طلبها وسألتها :هل من طلب آخر ؟
تجاهلتها إليان ولم تلتفت لها حتى فنظرت إليها تيلدا قبل أن تلتفت وتتجه الى زبونة شابه
دخلت لتوها..
سألتها بإبتسامه :ما طلبك يا عزيزتي ؟
نظرت الشابه إليها قبل أن تقول :امم هل ريو متفرغ ؟
ت..تيلدا :أجل ،سأستدعيه إن أرد ِ
هزت الشابه رأسه باإليجاب فإلتفتت وغادرت تيلدا بينما إليان نظرت بهدوء الى تلك الشابه
وبعد ثوان ذهب إليها ريو وسألها عن طلبها..
دون الطلب عاد مارا ً بالقرب من إليان التي إبتسمت بسخريه تقول :لما لم توبخها ؟ حالما ّ
أكمل طريقه وهو يُجيبها بهدوء تام :هي فقط ُمعجبه وليست ُمالحقة مترصده..
شدت على أسنانها بغيض شديد وإلتفتت فورا ً الى جهته لتجده قد دخل الى الداخل..
عاودت النظر أمامها عندما سمعت صوتا ً لتُفاجئ بفتاة جلست على الكرسي المقابل لها وهي
تقول بإبتسامة :وقح صحيح ؟ أتريدين أن أُلقنه درسا ً ؟
بقيت إليان تنظر الى الفتاة لفتره قبل أن تقول :ما الذي أتى بك الى ُهنا ؟
أجابتها ببرود :منزلي يقع خلف المقهى تقريبا ً..
عقدت إليان حاجبها فهذا ليس المكان الذي أتت إليه مع إدريان ليصطحبانها الى الحفله فقالت:
ماذا عن منزلك السابق ؟
نظرت إليها لفتره قبل أن تنظر الى الشارع بهدوء تام عبر النافذه لتُجيب بعدها :حسنا ً الفضل
يعود إلدريان فقد أزعجتني الصحافه لذا قررتُ تغير موقع منزلي..
إليان بهدوء :سأقتُلك إن تحدثتي عني أمام إدريان أو أحد آخر من العائله..
نظرت الفتاة إليها والتي لم تكن سوى آليس ثُم إبتسمت بهدوء تام وهي تهمس :إطمئني
فلستُ على تواصل مع أي أحد منهم..
إلتفتت بعدها عندما مر ريو من جانبهما عائدا ً الى الفتاة ليُعطيها طلبها فقالت بصوت مرتفع
قليالً :لو سمحت..
سلم ريو الطلب وإلتفت الى صاحبة الصوت ليظهر الضيق على وجهه عندما رأى بأنها فتاة
تجلس مع إليان في نفس الطاوله..
تقدم منها يقول ببرود تام :أي خدمه ؟
نظرت الى وجهه بإبتسامه وسألت :أتبيعون العلك ُهنا ؟
ياله من سؤال !! بالتأكيد ال..
البد من أن هذه الفتاة تريد السخرية فحسب..
أجابها ببرود :ال..
ُ
ظهر اإلحباط على وجهها وهي تقول :خساره ،حسنا ً ال بأس ،أريد شراب شوكوال ساخن وال
سكر..تضعوا فيه ال ُ
هز رأسه وغادر فتبعته آليس بعينيها في حين أمالت إليان شفتيها بسخريه تقول :أهذا هو كُل
ما تستطيعين فعله ؟
إبتسمت آليس ونظرت إليها تقول :إنتظري فلم أنتهي بعد..
رفعت إليان إحدى حاجبيها بعدها أخذت كوبها لترتشف منه القليل وهي تهمس :ليس وكأني
كُنتُ أريد منك فعل شيء لذا كفي عن التدخل..
لم تُجبها آليس وإكتفت بإبتسامه صغيره وهي تراه قادم بالكوب ومن الجيد بأن ما تمنته حدث
حقا ً..
وضع الكوب أمامها فرفعت حاجبها ونظرت إليه تقول :أين السكر ؟
ت تريدينه من دون سكر! رفع حاجبه بدوره وأجاب :قُل ِ
سكر وهذا ألني أنا من أُريد وضع وزنيتي الخاصة ،أليس من آليس :ال بل قُلت ال تضعوا ال ُ
المفترض أن تُحضر بعض األظرف معه ؟
بقي ينظر إليها لفتره وقد بات من الواضح أنها ت ُحاول إستفزازه..
إلتفت وغادر ليعود بعد برهه بثالثة أظرف بجوار ملعقة صغيره..
وضعه أمامها وعندما إلتفت ليُغادر قالت :ال تكفيني!
شد على أسنانه وحاول ضبط أعصابه وإلتفت إليها يقول :ماذا ؟
آليس :ثالثة أظرف ال تكفيني ،أُريد المزيد فأن أُحب أن يكون طعمه كالعسل..
إلتفت وغادر ليعود بعدها بسبع أظرف فكتمت ضحكتها وهي تقول :ليس الى هذه الدرجه ! أو
أنك تخشى أن أطلبك المزيد هههههههه..
ريو ببرود :هل من شيء آخر ؟
هزت رأسها باإليجاب تقول :أريد الكريب بشوكوال الجالكسي فأنا ال أُحب أنواع الشوكوال
األُخرى..
غادر من أمامها لتُعلق إليان ببرود :أهو مشروع تسمين أو ماذا ؟ كل ما طلبته مشبع
بالسكريات!
إبتسمت آليس تقول :ليس وكأني سآكله أصالً..
رفعت إليان حاجبها فهل تنوي آليس هذه على المزيد!
شعرت باإلنزعاج وأشاحت بوجهها وهي تهمس بداخلها" :إنها فقط تلك المزعجة التي
أغاضتني في أول لقاء ،لما أنا أزعج نفسي بالتفكير فيما قد تفعله ! ليس وكأني حقا ً أنتظر
منها شيئا ً! "
بعد دقائق قليله عاد ووضع الصحن أمامها وعندما رفع صوص الشوكوال ليبدأ بسكبه قالت
بسرعه :إنتظر!
نظر إليها فأخرجت هاتفها النقال وهي تقول :أُريد تصوير هذا فإنتظر..
هو حقا ً قد تعب منها!!
إنها تغيضه بطريقة ذكيه فهي واثقه من أنه لن يستطيع الرفض أو الغضب فكُل ما تطلبه
طبيعي للغايه يطلبه كُل زبون عادي هنا!
تأخرت آليس وهي تفتح هاتفها لتنظر بعدها الى ريو بإبتسامه قبل أن تسأله :ألديك مانع
بتصوير وجهك أيضا ً ؟
أجاب بهدوء :نعم لدي..
فتحت كاميرا الهاتف وهي تقول :بخيل..
بدأ بسكب الصوص على الكريب وهي تصور المقطع وحالما إنتهى إلتفت ليُغادر فقالت:
لحضه..
إلتفت إليها بطريقة حاده لم يستطع السيطرة فيها على إنزعاجه منها لتقول ببراءه :مابك ؟
ي بهاتين العينين ؟ بدأتُ أخاف.. لما تنظر إل ّ
تنهد وأخذ نفسا ً يُهدئ نفسه ،هو يعلم بأنها تكذب ولكن كُل شيء ُهنا يصور بالكاميرات ولو
إشتكت فهو من سيتضرر فقط..
ت تُريدين ؟ريو :عذرا ً على هذا ،ماذا كُن ِ
إبتسمت :لفه لي في علبة فأنا ال أُريد أكله..
نظر إليه لفتره ليقول بعدها :ولما لم تقولي هذا منذ البدايه ؟
آليس بتعجب :ضننتُك ستستنتج ذلك ،أعني ال توجد فتاة طبيعيه تتناول كُل هذا الشوكوال دفعة
كاف فكيف بكريب شوكوال أيضا ً ؟ ال أضن بأن أحدهم فعلها من قبل واحده ،شراب الشوكوال ٍ
..
وأكملت بإبتسامه :إعذرني يبدو بأني أزعجتُك ،أنت شاب لطيف فلم أسمعك تتذمر ،سأتحدث
بشكل جيد عنك من دون شك..
أخذ الصحن فقالت :وآتي لي بالحساب معك..
إلتفت وغادر وبعدها فتره عاد ووضع أمامها كرتون ورقي ثُم مد بقائمة الحساب لها..
أخذت قائمة الحساب وهي تقول :الكريب أتمنى أن يقوم المقهى بإعطائه ألي فقير قد يمر من
هنا ،أضن بأن هذا المقهى يُقدم خدمة مثل هذه صحيح ؟
ريو ببرود :ال..
نظرت إليه بتعجب تقول :أحقا ً ؟ ولما ! هذا غريب ،أين المسؤول هنا ،يجب أن أتأكد!!
بقي ينظر إليها لفتره قبل أن يقول :حسنا ً عذرا ً ،سنتكفل بذلك..
إبتسمت :شكرا ً أنت حقا ً شاب لطيف..
نظر إليها بعينين هادئتين وهي تُخرج المال من محفضتها وبعدها لف بنظره الى إليان التي
كانت هناك شبح إبتسامة على شفتيها..
تفاجأت لوهله عندما نظر إليها ليختفي التفاجئ ويحل محله إبتسامة أُخرى ولكن ُمستفزه..
أطلق شتيمة بينه وبين نفسه لتقدم بعدها آليس المال له وتقول :حسنا ً شكرا ً لخدمتك كان
رائعه ،سأحرص على المجيء يوميا ً الى ُهنا ،ليس لديك مانع صحيح ؟
أخذ المال مع الكريب وإلتفت ليُغادر فقالت بتعجب :ماذا ؟ غريب ! هل تجاهل سؤالي للتو ؟
أهذا أمر طبيعي لموضفي هذا المقهى ! أيعلم المالك بهذه التصرفات الوقحه ؟
توقف وضبط أعصابه قدر ال ُمستطاع قبل أن يقول دون أن يلتفت :إعذريني ،نعم أجل يُمكنك
ت والمقهى مفتوح لك دائما ً.. المجيء متى ما أرد ِ
بعدها غادر من فوره..
فتحت آليس ظرفا سكر فقط ووضعته في كوبها وهي تقول دون أن تنظر الى إليان :ما رأيُك ؟
كاف أم تُريدين أن أفعل المزيد ؟أهذا ٍ
نظرت إليان إليها بهدوء لتقول بعدها بنبرة غير مهتمه :لم أطلب منك فعل شيء ،والمرة
القادمه ال تتدخلي بخصوصياتي فأنا ال أزال أُكن لك الكُره..
نظرت إليها آليس تقول بإحباط :أوه ألم تنسي بعد ؟ ه ّيا لقد إعتذرتُ لك كثيرا ً!
نظرت إليها إليان مطوالً لتسأل بعدها :إيدي دائما ً ما كان يقول عنك بأنك فتاة لطيفة بريئه
وطيبه ،شخصيتك اآلن ال تتطابق مع أقواله ،لما ؟ أيهم هو وجهك المزيف ؟ الذي تُظهرينه
ألخي أو الذي تظهرينه أمامي ؟
إختفت نظرة اإلحباط التي كانت على وجهها وحل محلها الهدوء التام..
نظرت الى الشارع حيث بدأت قطرات المطر ترسم رسمتها على النافذة من الخارج فهمست:
حتى أنا ال أعلم ،شخصيتي ،حياتي ،وكل ما يدور حولي هو لغز بالنسبة لي..
لفت بنظرها إليها وأكملت :حتى وجودي اآلن في مثل هذا المكان هو لغز لم أفهمه بعد..
ي فيه دون... همست بعدها :وأضن بأني إكتفيت وتعبت من محاولة حله لذا قررت المض ّ
توقفت عندما تسلل الى أُذنيها أصوات ضحكة طفلة تختار إحدى الطاوالت برفقة والدتها..
نظرت إليها بهدوء وبقيت تتأملها في حين كانت إليان تنظر إليها وهي تهمس بداخلها" :فتاة
غريبه حقا ً"!
بعد فترة من الوقت نظرت آليس إليها وقالت :أتعلمين ؟ لقد تذكرتُ إسمي ,إنه لطيف وسلس
النطق ,أجمل من إسم آليس حتى..
إليان ببرود :ال تُحاولي فلن أسألك ماهو لذا ال تنتظري..
آليس بإحباط :هيّا إنسي يا إليان ,لقد إعتذرتُ منك كثيرا ً!..
تجاهلتها إليان فتنهدت آليس ونظرت الى المطر لفتره قبل أن تبتسم بسخريه قائله :لن يهتم
بذلك سوى ذلك الوغد ريكس فحتى اآلن لم أنسى ردة فعله الهجوميه حالما عرف إسمي
وكأني قتلتُ له عزيزا ً !! وغد مجنون..
تحدثت إليان ببرود دون أن تنظر إليها قائله :هذا طبيعي ,إنه إسم والدته التي ال زال الكُل
يُعايره بها فقط لكونها جاسوسه روسيه لذا هو معتاد على العنف عندما يذكر أحدهم شيئا ً
عنها..
عقدت آليس حاجبها لفتره قبل أن تتسع عيناها من الدهشه وتلتفت ناظرةً الى إليان بعدم
تصديق..
هل هذا يعني!.....
***
10:34 pm
ـ Parisـ
في حين إتجه جاكي ُمباشرةً نحو غرفته حالما دخل المنزل..
وضع كيس مشترياته بجانب مكتبه قبل أن يستلقي على السرير ُمفكرا ً في حديثه مع كلود..
مد يده وأخذ برواز الصوره الموجود على سطح الدوالب المجاور ونظر الى مافيها بهدوء تام
..
مرر أصبعه اإلبهام على وجه تلك الفتاة التي كانت تتوسط الصوره وهمسُ :هناك الكثير من
األسئلة التي لم تُعطيني إجاباتها بعد ،أين إختفيتي بدون ترك أي عنوان أو تفسير لما يحدث
معك ؟ عليك العوده ،عليك أن تُبرري لنا كُل شيء ،أن ِ
ت مدينة لنا بتفسير لذا ال تكوني جبانه
!..
وضع الصورة بإهمال بجانبه على السرير وأغمض عينيه هامساً :سأنتظرك دائما ً ،سأنتظرك
دائما ً يا رين..
Part end
Part 34
29 juonyour
5:12 am
***
11:23 am
وصله الصوت الهادئ عبر سماعة الهاتف وهو يقول :لذا إعذرني ثيو ،ال يُمكنني إبقاؤه
تحت الحجز لفترة أطول ! حرفيا ً ال شيء يُدينه ،السالح الذي معه مرخصا ً ،إختطافه للفتاة
المصور ليس دليالً فلقد قال بأنها صديقته وقد كانت مريضه لذا أخذوها للمشفى والعجيب أنه
بالفعل هناك فتاة مريضه بالمشفى أكّدت على كالمه ،دانييل ال تؤخذ شهادته فهو لم يرى أي
شيء بعينيه ،وأنت ال يُمكنهم إعتبارك شرطيا ً ما دُمت لم تأتي الى هذه المدينة بتصريح
تحقيق لذا إشهار مسدسه في وجهك لم يُدينه ،حجته أقوى بمراحل يا ثيو ،إعذرني فلقد
حاولت ولكن محاميه ذكي للغايه لذا....
ولم يُكمل كالمه فبقي ثيو صامتا ً لفتره بعدها شد على أسنانه قبل أن يهمس :فهمت ،شُكرا ً
على مساعدتك ،أُقدر لك هذا كثيرا ً..
سحقا ً له حقا ً!
أغلق الهاتف بعدها وهو يشعر بإنزعاج تام ،كان يعلم بأنه سيخرج منها ُ ،
لف بسيارته الى اإلتجاه ال ُمعاكس حيث مركز الشرطة ال ُمحتجز فيه موريس وبعضا ً من رجاله
،على األقل سيبدأ ب ُمالحقته فقد يوصله هذا الى إبنة فينسنت..
بعد دقائق ،ركب موريس سيارته واإلبتسامه الساخره على شفتيه وهو يهمس :لكم كُنتُ
أتمنى رؤية وجه ثيو قبل مغادرتي ،جبان..
ركب بجانبه روماريو وهو يفتح هاتفه يتصفح ما فاته وهو يقول :لن يظهر ،ال يوجد رجل
يسبب اإلحراج لنفسه بنفسه..
عقد حاجبه وهو يقرأ رسالة ريتا ومن ثم قام بالرد عليها..
حرك أحد رجال موريس السيارة بعدما ركبها وهو يقول :الى أين سيدي ؟ الى السيدة كارمن
أو نعود الى ذلك المنزل مجددا ؟
موريس :كال بل الى كارمن ،أنا متعب من الجو الخانق في الحجز وأُريد تناول طعاما ً شهيا ً
والنوم على سرير مريح..
هز رأسه وحرك السيارة في حين وضع روماريو الهاتف على إذنه متصالً على ريتا عندما
رأى بأنها لم تستلم رسالته..
أنزل الهاتف عن أذنه عندما قيل له بأنه ُمغلق وإتصل الى أحد رجال موريس المتبقون هناك
ثوان رد عليه ليسأله روماريو مباشرةً :هل عادت ريتا الى المقر ؟
ٍ وخالل
أجابه بهدوء :نعم..
إنزعج روماريو وقال :ومن أمرها بذلك ؟!!
صمت الرجل لفتره قبل أن يقول :السيد دارسي..
دُهش روماريو ونظر فورا ً الى موريس ولكنه كان مسترخيا ً مغمض العينين فقال بهدوء:
وكيف لدارسي أن يأمرها بذلك ؟! هل حدث شيء ما ؟ هل أتت ومعها طفله ؟
الرجل :ال ،أُمرت بالحضور هي والطفلة التي معها ولكنها هاجمت أحد أفراد المنظمة وخبأت
الطفله قبل أن تعود وهي اآلن ُمحتجزه تنتظر أوامر دارسي بشأنها..
صمت للحضه بعدها أكمل :سيقتلونها ،هذا ما عرفته..
نظر روماريو الى موريس لفتره قبل أن يقول :حسنا ً فهمت..
وأغلق الهاتف بعدها ليقول بعد فترة صمت :سيدي موريس..
موريس :هممم..
روماريو :هناك أمر قد حدث..
موريس :أ ّجله فرأسي يؤلمني وال أريد الحديث عن أي شيء..
روماريو :إنه يخص الطفله..
فتح موريس إحدى عينيه وقال :مابها ؟
روماريو :يبدو بأنه بطريقة ما عرف دارسي عنها..
إعتدل موريس بجلسته بشكل ُمفاجئ وهو يقول :ماذا قلت !!!! وكيف ؟!! تلك التابعة الحمقاء
كُنتُ أعلم بأنها لن تحمي الطفلة ! ما كان علي الوثوق بها بتاتا ً!
روماريو بسرعه :دعني أشرح لك..
موريس بغضب :ال تُحاول التغطية عليها ! أُقسم بأني سأقتلها بيدي !!!! وماذا عن الطفله ؟
ماذا حدث معها ؟!
روماريو :الطفلة بأمان ،لقد حرصت ريتا تابعتك على إخفائها حالما طلب منها دارسي العودة
برفقتها..
صعداء وهو يقول :هذا جيد.. إختفى الغضب تدريجيا ً من على وجه موريس وتنفس ال ُ
روماريو :واآلن يبدو بأنهم يستجوبون ريتا عنها وأنت تعلم دارسي ،هو سيقتلها بالتأكيد
ألنها عصت أوامره..
صمت قليالً بعدها أكمل :وأخشى أن يعذبوها ،ريتا شابه صغيره وقد ال تتحمل ،ربما ستضطر
في األخير الى اإلفصاح عن مكانها..
نظر موريس إليه لفتره بعدها قال :ال عليك ،دارسي اآلن منشغل بأمر إبنة فينسنت ،أنت
إذهب الى باريس وتحرى من تلك الفتاة عن مكان الطفله وخبئها جيدا ً..
روماريو :ماذا لو قُتلت ريتا قبل أن أصل إليها ؟
موريس :أخبرتُك بأن دارسي هنا مشغول بإبنة فينسنت هذه األيام..
روماريو :مكالمة واحده منه تعني النهايه ،دارسي الذي يعصي أوامره يقتله لذا لن يهتم بأمر
كونها الوحيدة التي تعرف مكان الطفلة من عدمه..
صمت موريس لفتره ُمفكرا ً بعدها قال :سأتحدث مع دارسي عند وصولي المقر ،أنت ال داعي
ألن ترتاح ،غادر ُمباشرةً الى باريس..
هز روماريو رأسه بينما خلفهم وعلى مسافة غير بعيده كانت سيارة ثيو تلحق بهم بهدوء..
***
1:55 pm
مسترخيا ً بهدوء تام في شقته التي إستأجرها صباح األمس ومنتظرا ً وصول طلبية الغداء التي
طلبها عبر موقعهم اإللكتروني..
إستيقظ من غفوته القصيرة على صوت رن الجرس ففتح الباب ليبتسم في وجهه موصل
البيتزا قائالً :طلبيتك أيها ال ُمحترم..
أخذ الكرتون ونظر الى ورقة السعر ليقول :هل يمكنني الدفع عن طريق الشبكه ؟
هز الموصل رأسه يقول :أجل يمكنك..
وأخرج آلة الدفع ومدها أمامه ليضع اآلخر هاتفه المحمول ولكن تم رفض البطاقه مرارا ً
وتكرارا ً..
عقد حاجبه وسأله :هل جهازكم معطل ؟
أجابه الموصل من فوره :كال لقد إستعملته قبل دقائق عند الزبون السابق ،ربما هناك مشكلة
في بطاقتك ،قد تكون معطله..
عقد حاجبه بإستنكار يقول :مستحيل ،باألمس دفعت إيجار الشقة مقدما ً بواسطتها..
تأفف ثم قال :حسنا ً انتظرني سأحضر لك المال..
ودخل بعدها وهو يتأفف ،فتح محفضته التي لم تكن تحوي الكثير من المال ولكن يوجد ثمن
البيتزا على األقل..
دفع الثمن وأغلق بعدها الباب وجلس على المقعد..
سحب بطاقته من محفضته ونظر إليها لفتره هامساً :هل من الممكن ان يكون...
هز رأسه نفيا ً وهو يكمل :كال فرانس أبعد هذا التفكير من رأسك ،البد من أن جهازهم معطل ،
ال سبب آخر..
وبدأ بتناول غداءه بنهم فهو بحق جائع للغايه..
نظر الى شاشة هاتفه عندما وصلته رسالة من كارا على رقمه الجديد فرقمه القديم أطفأه
مؤقتا ً حتى ال يزعجه أخوته وغيرهم باإلتصال به..
فتح الرسالة ليقرأ ما فيها:
"لقد كُنتَ ُمحقا ً فرانس ،قبل قليل دخل أحد األشخاص وإعتذر من والدتي قائالً أنه عليه
التفتيش بالمنزل بحثا ً عن فرانس فهذه أوامر آليكسندر ،إنهم يبحثون عنك ،من الجيد
إتخاذك لشقة مجهوله"
نظر فرانس الى الرسالة مطوالً قبل أن يهمس :قُلتُ هذا من باب التوقع ال أكثر ولكن ....يبدو
بأن عمي جاد في مسألة البحث عني ! لما ؟ عليهم فقط تجاهلي كالعاده فأنا مجرد مزعج ال
فائدة منه ،لما يبحث عني لدرجة أنه وصل الى منزل والدة كارا ! ال أفهم هذا..
إلتفت ليُكمل تناول طعامه ولكن وقعت عيناه على بطاقته البنكيه ليظهر اإلنزعاج عليها وهو
يقول :ال تقل لي!....
ترى قطعة البيتزا وأخذ بطاقته ونزل فورا ً الى األسفل..
قطع الشارع ووقف أمام الصرافة اآلليه وجرب سحب مبلغا ً من المال..
إتسعت عيناه بصدمه عندما جاءه إشعار أن بطاقته مرفوضه!
إذا ً هذا صحيح !! عمه بالفعل قام بإلغاء بطاقته!
لما يفعل هذا ؟؟ إنها بطاقته هو بإسمه هو فما دخل عمه إذا ً وكيف فعلها ؟
شعر باإلنزعاج عندما تذكر بأن أحد شركاء والده هو مسؤول مهم في البنك هذا..
سحقا ً !! هل يُحاول عمه تضييق الخناق عليه ؟
لكن لما ؟ لما يحاول إعادته بكل هذه اإلستماته!
لم يكن يوما ً مهتما ً به قط فلما اآلن ؟!!
***
2:45 pm
8:30 pm
ـ parisـ
تثاوب وهو في غرفته يستذكر دروسه ورفع رأسه الى الساعة ليقول بعدها :هيّا كفاك نُعاسا ً
فال زال الوقت ُمبكرا ً على النوم..
عاود النظر الى كتابه وبدأت الكتابات تتداخل في عينيه من شدة النُعاس..
هو ُمعتاد على النوم باكرا ً فما إن تأتي الساعة العاشره حتى يُصبح في سريره وفي طريقه الى
األحالم..
ولكن ألن هذا اليوم لم يأخذ قيلولة الظهر كعادته بدأ يشعر بالنُعاس ُمبكرا ً..
طرق الباب وفتحته أُخته تقول :هل يُمكنني الدخول ؟ُ
أشار له بيده لتدخل وهو يتثاوب للمرة الثانيه فجلست أمامه وقالت :أخي أُريد بعض األمور
من المكتبه..
رفع حاجبه يقول :اآلن ؟!! الوقت متأخر لماذا لم تتحدثي باكرا ً و...
هال ساعدتني قليالً قاطعته وهي تضم كفيها ببعضهما تقول :أعتذر لقد كان خطأي لذا ّ
وأحضرتها لي إنها ُمهمه وأُريد إنهاء واجبي المدرسي قبل الخلود للنوم..
نظر إليها قليالً قبل أن يتنهد ويقول :حسنا ً ولكن أمي ستغضب لو علمت..
غمزت بإحدى عينيها تقول :أمي ليست ُهنا لتعرف وأخي الكبير الرائع لن يُفشي هذا لها بكُل
تأكيد..
رفع حاجبه بعدها إبتسم وقال :حسنا ً حسنا ً ،ماهي طلباتك ؟
خالل دقائق كان بالفعل مغادرا ً المنزل بعد أن أوصى أخوته أال يخرج أحدهم من المنزل وأال
يتسببوا بالمشاكل لحين عودته..
إتجه مشيا ً الى المكتبة الموجودة في حيهم هذا وهو ينظر الى ساعة هاتفه المحمول هامساً:
ال بأس يُمكنني العودة ُمبكرا ً وتنويمهم في اسرتهم ،أتمنى أال أواجه مشاكل في ذلك..
عقد حاجبه ورفع عينيه عن شاشة هاتفه ناظرا ً الى بقعة مظلمة بين منزلين فوجد هناك
شخصا ً يجلس متكورا ً على نفسه بالكاد يُرى..
تقدم منه فلقد ُزرع في شخصيته منذ طفولته حب سؤال الناس و ُمساعدته ولكنه تفاجئ عند
إقترابه بكونه فتاة صغيره وليس رجالً بالغا ً..
ت مع عائلتك ؟ت بالخارج ؟ هل تشاجر ِ نظر الى المظلة التي بجانبها ثُم نظر إليها يقول :لما أن ِ
رفعت رأسها ونظرت الى عينيه الخضراوتين اللطيفتين التي جعلتها تشعر بالراحة حقا ً
وأجابته :آسفه إن سببتُ اإلزعاج ،سأُغادر..
ووقفت آخذةً المظلة معها لتُغادر فأمسك بمعصمها يقول :كال كال عزيزتي ليس هذا ما أقصده
،أنا فقط كُنتُ قلقالً ألجلك فالجو بارد ،يُمكنك البقاء كما تشائين ولكن أريد لك األفضل
والعودة الى منزلك ..
نظرت إليه لفتره وهي بدأت تشعر برغب ٍة في البكاء..
هي تريد منزالً ولكن ال يوجد لها أي منزل..
عقد حاجبه وهو يتأمل وجهها الذي بالكاد يُرى فحيهم هذا هادئ وقليل األضواء..
ت فوجهك يبدو مألوفا ً لدي ؟ سألها :إبنة من أن ِ
بدأت تشعر بالتوتر وحاولت سحب يدها من يده وهي تقول :شكرا ً للطفك ،سأعود للمنزل
اآلن..
تعرف على وجهها كانوا من إنها تخاف هذا كثيرا ً ،تخاف أن يتعرف عليها أي أحد فكُل من ّ
تلك المنظمة السيئه..
راض بهذا ولكن لم يستطع إجبارها.. ٍ فلتت من يده وغاصت في الظالم وهو واقف غير
وفقط لكي ال يشعر بالذنب تبعها بهدوء حتى يطمئن عندما تدخل منزلها ولكن تفاجئ عندما
رآها وجدت لنفسها بقعة مظلمة أُخرى وجلست فيها..
صرخت فزعه عندما جلس أمامها ليضع فورا ً يده على كتفها يقول :أعتذر لم أقصد إخافتك..
شعرت بتوتر عارم وهو بقي يتأملها لفتره قبل أن يقول :هل طردك أحدهم من المنزل ؟ أو
ت وغادرتي بنفسك ؟ غضب ِ
أشاحت بنظرها عنه تقول :أجل لقد غضبتُ قليالً..
تحدث في نفسه يقول" :تشيح بنظرها يسارا ً عند اإلجابه ،إنها تكذب" ..
فتح فمه ليسألها ولكن صورة صديقته رين هي ما أتت في رأسه فلقد إعتادت دوما ً على الكذب
وكان يكشفها بهذه الطريقة عندما تشيح بنظرها يسارا ً..
تنهد وهو ال يعلم لما تذكرها اآلن وفي هذا الموقف ؟
حاول طردها من رأسه ليتحدث مع الطفله لكنه دُهش وهو يتذكر صديقته وهي تُريهم صورة
لطفلة وهي تقول بسعاده "إنها أُختي الصغرى ،سأراها بعد فترة إنقطاع طويله ،أنا سعيدة
بهذا" ..
الطفلة هذه!
إنها تشبه تلك التي في الصوره!!
يستحيل أن ينسى فلقد أرتهم رين الصورة مرارا ً وتكرارا ً من شدة سعادتها بهذا..
لقد حفظها تماما ً وفوق كُل هذا تمتلك الفتاة عينان ولون شعر كرين تماما ً!!
سألها ليتأكد رغم أنه يضن بأنه من الجنون أن تكون هذه بالفعل أخت رين :هل ....أُختك هي
رين فينسنت ؟
إتسعت عينا نينا على وسعهما فمخاوفها صحيحه بكل تأكيد!
هذا الرجل ينتمي الى المنظمه!
حتى وإن كانت عيناه لطيفتان هو حقا ً ينتمي إليها وقد كشفها اآلن!
ماذا تفعل ؟
هي خائفه ،خائفة للغايه!
Part end
Part 35
سألها ليتأكد رغم أنه يضن بأنه من الجنون أن تكون هذه بالفعل أخت رين :هل ....أُختك هي
رين فينسنت ؟
إتسعت عينا نينا على وسعهما فمخاوفها صحيحه بكل تأكيد!
هذا الرجل ينتمي الى المنظمه!
حتى وإن كانت عيناه لطيفتان هو حقا ً ينتمي إليها وقد كشفها اآلن!
ماذا تفعل ؟
هي خائفه ،خائفة للغايه!
دُهش وهو يرى ردة فعلها الفزعة هذه ،لما تفزع ؟
هو فقط سألها سؤاالً!!
ربت على كتفها يقول :إهدأي صغيرتي مابك ؟
هزت رأسها نفيا ً ،حتى لو كان لطيفا ً فهو مجرم في النهايه..
حتى ريتا كانت لطيفه ولكنها كانت مجرمه حتى أنها آذت رجالً وربما حتى قتلته..
تخاف الثقة بأحد آخر ،تخاف هذا كثيرا ً..
زادت دهشته وهو يرى عينيها تغوران بالدموع فلم يعد يعرف ماذا يفعل!
لما تبكي ؟ لما هي خائفه منه ؟! لم يتوقع أنه من الصعب فهم األطفال هكذا!
أخذ نفسا ً عميقا ً فربما كانت هذه الطفلة من النوع الذي يخشى الغرباء لهذا سيُحاول أن
يفهمها موقفه حتى ال تخافه..
إبتسم لها بلطف وقال :حسنا ً أُدعى جاك ولكن إعتاد أصدقائي على تسميتي بجاكي ،أنا فقط
أُريد ُمساعدتك ال أكثر ،الوقت ليل والجو بارد وليس من الجيد أن تبقى طفلة مثلك وحدها
بالشارع هكذا ،هذا خطير..
نظرات الحذر من عينيها لم تختفي بعد ولكن دموعها توقفت فأسعده هذا وشعر بأنه طريقته
هذه تُجدي نفعا ً..
أخرج هاتفه المحمول وقلّب كثيرا ً في الصور حتى توقف على صورة ما وأراها إياها قائالً:
صغرى ت تُشبهينها بعض الشيء وهي لديها أُخت ُ هذه الفتاة صديقة لي منذ سنوات ،أن ِ
بعمرك تقريبا ً لهذا سألتُك عن معرفتك بها..
أبعد الهاتف عن وجهها ليتفاجئ بدموعها عادت للظهور فقال بسرعه :إهدأي إهدأي أنا....
قاطعته برجفه :أنت حقا ً صديق أُختي ؟
توقف عن الحديث مندهشا ً من سؤالها..
إذا ً ...هي بالفعل أخت رين!
هز رأسه باإليجاب وهو ال يزال مندهشا ً ،هل هذا يعني أن رين عادت أخيرا ً ؟!
لكنه األسبوع الماضي مر على منزلها وقد كان مهجورا ً كما هو!
تجاهل كُل هذا ومد يده يمسح على شعرها القصير وهو يقول بإبتسامه :نعم ،أنا صديق أُختك
،أنتي هي لينا صحيح ؟
هزت رأسها نفيا ً وهي تمسح دموعها هامسه :نينا هو إسمي..
جاكي :عذرا ً لخبطتُ قليالً ،نينا ،حسنا ً نينا إهدأي وال تخافي..
وأكمل في نفسه" :إن كان تخاف الغرباء الى هذا الحد فلما هي بالشارع ؟ أين رين عنها ! ما
الذي يحدث معك يارين ؟"
لم يستطع أن يسأل الطفلة كُل هذه األسئله فتنهد وإبتسم مجددا ً يقول :جائعه ؟
رفعت رأسها إليه بعدما مسحت دموعها لتهزه بهدوء فقال :حسنا ً ،بجانب المكتبة التي أنا
ُمتجه إليها محل شطائر لذيذ ،أتأتين معي ؟
بقيت تنظر إليه لفتره بعدها هزت رأسها باإليجاب..
لقد قال بأنه صديق ألختها ،وأراها صورة تجمعه معها مع رفقاء آخرون..
إذا ً هو بالفعل صديقها ،بالنسبة لها أي صديق ألختها يعني بأنه شخص جيد..
وقف وأمسك بيدها يساعدها على الوقوف بعدها ذهبا الى محل الشطائر أوالً..
إشترى لها شطيرتين ولم يأخذ لنفسه شيئا ً فمنذ ساعة أو أقل تناول مع إخوته طعام العشاء
ولهذا هو ال يشعر بالجوع..
أخذها معه الى المكتبه وجعلها تجلس على كرسي تأكل شطائرها لحين ينتهي من شراء طلبات
أخته الصغرى..
ذهب الى ال ُمحاسب ليُحاسب على ال ُمشتريات وهو يُفكر بأمر الطفله..
هل يسألها اآلن لما كانت بالشارع وحدها ؟
هو ال يمكنه تركها هكذا ! يريد إعادتها الى أختها التي حتى ال يعلم أين هي!..
تنهد ودفع لل ُمحاسب النقود بعدها إلتفت ناظرا ً الى نينا وقال :هل نُغادر ؟
هزت رأسها وخرجت برفقته..
مشيا قليالً قبل أن يسألها :حسنا ً نينا ،أين أختك ألوصلك إليها ؟ من الخطر أن تبقي وحدك
في الشارع..
شعرت نينا بغصة في حلقها بالكاد إستطاعت أن تنتبلع لقمتها فشعر بالحزن وتمنى بأنه لم
يسألها ولكن ال خيار آخر لديه..
لتُجيبه بعد فتره بهمس :ال أعلم..
تعجب من إجابتها ! أيُعقل أن حتى عائلتها ال تعرف عن مكانها اآلن ؟!!
لما يا رين ! ما الذي يحدث معك بالضبط لتختفي عن الجميع هكذا ؟!
تنهد وسأل :ألديك أقارب ؟
إرتجف صوت نينا وهي تقول :ماتت جدتي ،ال يوجد لي أحد غيرها..
شعر بالحزن ألجلها وقال :ال بأس عزيزتي ،لديك أُختك ،حسنا ً وأين هو منزل جدتك ؟ لما
ت منه في هذا الوقت ال ُمتأخر من الليل ؟ خرج ِ
بدأت دموعها بالهطول وهي تهمس :ألنه لم يصبح بيتنا ،لقد إحتله األشرار ،ال أستطيع
العودة الى ُهناك..
إتسعت عيناه بدهشه وتوقف عن المشي..
ت تتجولين جلس ليصبح قريبا ً منها وهو يقول بعدم تصديق :هل هذا يعني بأنه منذ وقتها وأن ِ
بالشارع ؟
هزت رأسها باإليجاب فشعر ببعض الغضب ،يبدو بأنها كانت تعيش مع جدتها في بيت
ُمستأجر وقام صاحب البيت بطردها حالما ماتت جدتها ولهذا هي تقول عنهم أشرارا ً..
سحقا ً ! أي قلب يملك ليطرد طفله! ُ
كان بإمكانه على األقل أخذها الى أحد دور األيتام..
ت وحدك ! لديك أُخت رائعه ت لس ِ نظر إليها مطوالً قبل أن يبتسم ويقول :هيّا لما البُكاء ؟ أن ِ
بالتأكيد تبحث عنك..
ضحك وأشار الى نفسه يقول :ولديك صديق أختك الرائع الذي لن يجعلك تشعرين بالحزن
ت محظوظه ههههههه.. مجددا ً ،أن ِ
إبتسم عندما رآها تُحاول مسح دموعها ،يبدو بأنه نجح في إبهاجها..
ضمها الى صدره وقال :حسنا ً ال تقلقي عزيزتي ،ستذهبين معي اآلن الى منزلي لترتاحي
وغدا ً سنُفكر معا ً بطريق ٍة إليجاد أختك ما رأيك ؟
هزت رأسها وهي تهمس :شكرا ً لك ،أنت لطيف جدا ً..
إبتسم وإبتعد ناظرا ً الى وجهها يقول :من عساه ال يمكنه أن يكون لطيفا ً وهو يرى مالكا ً
صغيرا ً أمامه ؟
شعرت بالخجل وإبتسمت فأراحه هذا كثيرا ً لذا وقف وأخذها معه الى المنزل وهو بحق ال
يعرف ماذا عساه أن يفعل بعد ذلك..
***
9:20 pm
جلس كين على السرير عاضا ً شفتيه وهو يهمس :كما توقعت!
دار بنظره في كافة أرجاء غرفة أخاه األكبر وأكمل :هو لم يترك األوراق خلفه ،لقد أخذها
معه الى لندن !! ما العمل اآلن ؟
بدأ يقضم أظفره وهو يفكر ثُم أخذ هاتفه المحمول وإتصل على أخاه..
ثوان حتى رد آلبرت يقول :ماذا هناك كين ؟
صمت كين قليالً ثم قال :لما سافرت دون إخباري ؟
تنهد آلبرت وقال :عذرا ً على هذا فلقد نسيت ولم أتذكر سوى صباحا ً وحينها كُنتَ أنت في
المدرسه..
شد كين على أسنانه وقال :هذا ليس بالتصرف الجيد..
صمت آلبرت لفتره ليقول بعدها :إعذرني على هذا ،نعم لقد أخطأت..
هز كين رأسه يقول :لن أعذرك حتى تعود اآلن..
نظر آلبرت الى األوراق التي أمامه يقول :ال يُمكنني اآلن فلدي الكثير من األعمال التي تركتها
خلفي ،ربما أجد فرصةً بعد أسبوع ولكن من المستحيل اآلن..
كين بهمس :لن أُسامحك!
عقد آلبرت حاجبه وسأل :كين ،هل من خطب ما ؟ أنت ال تتصرف بشكل طبيعي!
بقي كين صامتا ً لفتره قبل أن يهمس :أخبرني الحقيقه ،هل عُدت الى لندن من أجل أعمالك أو
من أجل أن تراها ؟ هل هذه الفتاة أهم من البقاء وإنهاء مشاكل أخوتك الصغار ؟ أجبني
آلبرت..
دُهش آلبرت من كالمه وقال :كين أنت كيف....
ولم يُكمل سؤاله ،صمت لفتره وقال بعدها :صدقني ،أعمالي في لندن هي السبب الرئيسي
لعودتي بهذه السرعه..
لم يجبه كين بسرعه بل استمر بصمته قبل أن يهمس :جينيفر تعلم بعالقتك بها..
عقد آلبرت حاجبه ليُكمل كين :تعرف عن عالقتك بإحدى موظفاتك ،ولديها ملفات عن
اإلمتيازات التي أعطيتها لها ..أنت تعلم ،من غير الجيد أن يرتبط الرئيس بعالقة عاطفيه مع
احد موظفيه فماذا إذا كان يُغرقهم باإلمتيازات والواسطه ؟ لما تفعل هذا ؟ لطالما كُنتَ مثاليا ً
في عملك فلما تُدمره هكذا ! لما تجعل لآلخرين فرصة لتدميرك يا آلبرت ؟
شد آلبرت على أسنانه وهو يهمس بداخله" :تلك اللعينه!!! "
لم يُجبه فهو ال يعلم ماذا يقول..
حرص على إخفائه جيدا ً.. صدم أصالً من معرفة جينيفر بمثل هذا األمر فلقد ِ
لقد ُ
هو يعترف بكونه أخطأ عندما وقع بالحب مع موظفة لديه ،فشخص بمركزه اآلن سيُعاقب من
قبل الجميع على مثل هذه العالقه!
إنها عالقة محرمة في عالم التجاره والعديد من الرؤساء فُصلوا من أجل أسباب كهذه..
حاول في مرات عديده اإلبتعاد عنها ولكن لم يستطع لذا لم يجد حالً سوى إخفائه حتى يجد لها
عمالً ُمناسبا ً في مكان ُمغاير..
سحقا ً لتلك اللعينه!
ُ
جاءه صوت كين يقول :لما ال تُجيبني ؟ لما تُخطئ بمثل هذا الخطأ وتجعل لها فرصةً لكسرك
أو تهديدك ؟ أنت أخونا األكبر ،أنتَ من عليه أن يكون األقوى بيننا وال تسمح ألحد أن يمسك
عليك أي زله!
صمت آلبرت لفتره وسأل بعدها :وكيف عرفت بهذا ؟ أهي من أخبرتك أو ماذا ؟
لم يعلم بماذا يُجيبه كين..
ال يريد أن يقول له عن تهديدها فهذا سيجعله يشعر بالخسارة أمام جينيفر وهو ال يريد ألخيه
األكبر أن يشعر بالهزيمة بسببها!
تحدث وأجابه :سمعتها صدفه..
أكمل كذبته :كانت حينها تتحدث عن األوراق المسروقة منها ويبدو بأنها بالمقابل إن لم تعد
هذه األوراق ستُهددك فربما تضن أنك من سرقها ،لذا أخي ،أعد لها األوراق ،أرسله عن
طريق البريد دون أن تكتب عنوانا ً ،ال تجعلها تتأكد من كونك السارق ،هل يمكنك أن تفعل
هذا من أجلي ؟ سأُسامحك إن فعلتها..
بقي آلبرت صامتا ً لفترة ليست بالقصيره قبل أن يقول :آسف كين ،لن أفعلها ،يزعجني
ريكس كثيرا ً ولكني ال أحب أن أراها تُكبل عنقه هكذا ! سأتخذ قريبا ً موقفا ً جادا ً تجاه محتويات
هذه األوراق وأما بالنسبة لما تمتلكه ضدي فال أضنها ستُقدم عليه ،هذه هي ورقتها الرابحه
الوحيدة ضدي ،لن تستعملها فقط لكونها تشك بكوني السارق ! ال تقلق..
شد كين على أسنانه وهو يهمس بداخله" :أنت ال تفهم !! ال تفهم األمر جيدا ً يا آلبرت!! "
أكمل آلبرت :واآلن ال تُفكر باألمر كثيرا ً وإنسه تماما ً ،وأيضا ً كف عن التنصت ألم تعدني بذلك
؟
كين بسرعه :ولكن آلبرت.....
قاطعه آلبرت :أراك الحقا ً..
وأُقفل الخط بعدها فشد كين على أسنانه وأبعد الهاتف عن أذنه..
ضغط على الهاتف يهمس :لم يعد لدي سوى خيار أخير..
لم يكن يُريد أن يقدم عليه فمسألة كشف جينيفر لهذا هو ثمانون بالمائه وقد يتضرر هو بذلك
..
ولكن ...هذا أفضل من أن يتضرر أخاه آلبرت..
وقف وغادر الغرفة بهدوء حتى ال يكتشف أحد كونه كان فيها..
نزل الى األسفل بحثا ً عن عمه حتى وجده بمكتبه يُراجع أحد األوراق منتظرا ً أن يحين موعد
العشاء..
طرق الباب يقول :هل يُمكنني الدخول ؟
نظر عمه إليه ثُم قال :أدخل..
دخل كين ووقف أمام مكتبه يقول :أريد أن آخذ من وقتك خمس دقائق..
أغلق عمه الملف الذي كان بين يديه ونظر الى كين فجلس كين على الكُرسي وبقي صامتا ً
قليالً قبل أن يقول :لقد ،عرفتُ أمرا ً ليس جيدا ً بخصوص أخي آلبرت..
عقد عمه حاجبه متعجبا ً وسأل :ماذا ؟
كين بتردد :آلبرت تربطه عالقة عاطفيه بإحدى موظفات الشركه التي يعمل مديرا ً فيها..
دُهش آليكسندر من األمر في حين أكمل كين :إن أكتشف الموضفون ذلك فسيكرهون هذا
وسيشتكون الى صاحب الشركه وسيكبر األمر وسيُطرد أخي أخيرا ً بعد أن أصبح قريبا ً من
إمتالك أحد أفرعها الرئيسيه ،سيتحطم تماما ً..
صمت قليالً وأكمل :وأيضا ً يبدو بأنه توسط ليُرقيها قليالً براتب أعلى..
شعر آليكسندر باإلنزعاج الشديد من هذا األمر فلم يتوقع أن يُقدم آلبرت من بين الجميع على
عمل أحمق كهذا!!!
كين :لذا أرجوك عمي ،جد طريقة لتخليص آلبرت قبل أن يكتشفه أحد ،مثالً جد لتلك الفتاة
عمالً في مكان آخر فآلبرن يبدو بأنه قطعا ً لن يُوافق على فصلها ،لديك الكثير من الشركاء..
وصل للنقطة الحاسمه وهو يُكمل :وأخبر عمتي جينيفر بذلك لعلها تملك حالً مناسبا ً ،إن كُنتُ
أنا علمت عن األمر فربما قد يعلم عنه أي أحد في القريب العاجل ،أرجوك تصرف باألمر
سريعا ً..
بقي آليكسندر صامتا ً وهو منزعج مما سمعه عن آلبرت..
أال يكفيه ريكس خيب ضنه حتى يأتي هذا اآلخر أيضا ً!!!
هذا كثييير ! لن يحدث أي خير لو تعرض آلبرت للطرد ،حينها سمعة العائله بأكملها ستُلطخ
تماما ً
هو اآلن يحاول التغطية عن تلك اإلشاعات عن ريكس وال يريد تأكيدا ً من فرد آخر من العائله
عن كون آليكسندر بالفعل فاشل بتربية عائلته وأن عائلته ال تستحق أبدا ً المكانة التي هي فيها
اآلن!
سحقا ً آللبرت ولريكس ولفرانس الذي بدأ كُل هذا!
أخذ نفسا ً عميقا ً وقال :حسنا ً فهمت كين ،يمكنك الذهاب..
إبتسم كين وغادر المكتب..
همس :بعد كالمي عمي بالتأكيد سيُفاتح جينيفر بالموضوع الليله ،جينيفر هل ستكونين بهذا
ت فقط من سيعلم باألمر ولكن يكون من الغباء لتفضحيه اآلن ؟ ألنه في األخير أنا وعمي وأن ِ
الجيد أن تفضحيه ألن عمي لن يشك سوى بك وهذا سيوتر عالقتك به كثيرا ً وتتعطل معظم
مخططاتك مع ذلك اللعين!
مشي متجها ً الى غرفته وهو يعلم بأن طريقته هذه ستغيض جينيفر كثيرا ً وستنتقم منه أشد
إنتقام..
ال بأس..
المهم أن آلبرت سيكون على ما يرام ويبقى كما هو األقوى هنا..
هذا المهم والباقي ال..
***
10:24 pm
ـ Parisـ
تمشي طوال ال ُحجره الكئيبة جيئة وذهابا ً وهي تعض على شفتيها حتى ُجرحت إحداهما من
شدة توترها والندم الذي يسكنها..
شاتت برجلها شيئا ً ما كان على األرض وهي تخاطب نفسها قائله :كم كُنتُ حمقاء !! أنا الفتاة
الحقيره التي ال تُساوي شيئا ً أجرؤ على الوقوف في وجه أشهر قاتل ! كيف فعلتُها !! كيف
عصيتُ أوامره وتركت الطفلة تهرب !! لقد حكمتُ على نفسي بالموت ،حكمتُ على نفسي
بالهالك والعذاب األبدي ! أنا أكبر حمقاء عرفتها البشريه..
جلست أرضا ً في وسط الحجره التي أُحتجزت فيها منذ األمس وضمت ركبتيها الى صدرها
هامسه :ولكن ،ال أعلم ...إنها طفله صغيره ،ناهيك عن كون سيدي موريس ال يريد لها أن
تُقتل ،لستُ نادمه وفي الوقت ذاته نادمه..
دفنت وجهها بركبتها مكمله :أنا حقا ً خائفه..
تعبت من العذاب النفسي الذي تعيشه ،متى يأتي دارسي هذا وينهي أمرها لترتاح..
إنها تفكر مرارا ً وتكرارا ً بالطرق التي سيستخدمها دارسي لقتلها أو تعذيبها أو أيا ً كان..
إنها تموت كُل ساعة ألف مره..
متى يأتي وترتاح ؟!!
**
في الجهة األُخرى كان موريس يجلس على كرسي من الجلد ويهز رجله اليمنى بتوتر بالغ
وغضب شديد..
ضغط مجددا ً على زر اإلتصال ناظرا ً الى الشاشه ينتظر أن يرد ذلك الوغد على مكالمته..
إنه في أوج توتره وغضبه وال يعرف شيئا ً عما يحدث اآلن!
أخبره روماريو عن كونه ُمنع تماما ً من رؤيتها وال يعرف حتى عن مكانها!
سحقا ً لذلك اللعين المزعج الذي يتدخل في أعمال غيره!!
ُ
همس وهو يشد على أسنانه :هل أجبرها على اإلعتراف ؟؟؟! هل الطفلة أصبحت بين يديه ؟!!
سحقا ً!
سحقا ً ُ
ُ
أال يكفيه أن تعب األشهر الماضيه ذهب سدى عندما هربت إبنة فينسنت تلك من قبضتهم!!
أال يكفي هذا!!
ال يُريد أن يعود الى نقطة البدايه مجددا ً!
ال يريد هذا!
سحقا ً يالهم من أغبياء !! بالمكان إثنان من كبار المنظمة ومع هذا هربت من تحت همسُ :
أنظارهم بدون أي صعوبة تُذكر !! سحقا ً لهم!
وقف وقد قرر أخيرا ً العودة بنفسه الى باريس وسيُأجل البحث مجددا ً عن إبنة فينسنت الى
وقت آخر..
لن يُطارد عصفورا ً هاربا ً وبقفصه المكسور واحد آخر على وشك الطيران!
هناك أولويات عليه المحافظة عليها قبل أن يخسر كُل شيء..
***
29 juonyour
9:30 am
شارع عام..
ٍ جلست إستيال بهدوء بالغ في أحدى المقاهي على المفتوحة على
طلبت لنفسها قهوتها التركيه المفضله وهي تنظر عبر الزجاج الذي يغطي كامل واجهة المحل
ويفتح على الشارع..
تنهدت ونظرت الى ساعة معصمها هامسه :مرت نصف ساعه ولم يأتي بعد ! أيمزح معي أم
ماذا ؟
ما إن أنهت تساؤلها حتى جلس على المقعد الذي أمامها وهو يقول :مرحبا ً..
نظرت ببرود الى عيني أخاها األكبر واألحمق وهي تقول :هل سأجد تفسيرا ً على أفعالك ؟
إنزعج فرانس وهو يقول :لم أتصل بك ألفسر أي شيء..
رفعت إستيال حاجبها وهي تقول :أها إذا ً إتصلت لنتدردش وكأننا أخوة طبيعيون ال مشاكل
تجري معهم ؟
صمت قليالً ثم أجابها :أجل..
ظهر اإلستنكار على وجهها بينما إلتفت فرانس وإستدعى المضيف ،حالما أتى أشار الى
إستيال يقول له :أحضر لي مثل طلبها..
هز المضيف رأسه وغادر بينما إبتسم فرانس لها يقول :كيف حالك إستيال ؟ مضت فترة
طويله على خروجنا معا ً هكذا..
إستيال ببرود :أعرف بأنك لم تفعل كُل هذا إال ألتوسط لك بأمر ما ،حسنا ً أتمنى بأن يكون عن
رغبتك للعودة الى المنزل صحيح ؟ إذا كان أجل فسأعدك أن أُساندك..
ظهر اإلنزعاج على وجهه ولم يُعلق حيث قد تقدم المضيف وقدم له القهوة التركيه..
ت حقا ً جميله ،واثق بعدما غادر إبتسم فرانس مجددا ً إلستيال يقول :أتعلمين ،ال أُبالغ ولكن أن ِ
بأنه قد غازلك وتقرب منك الكثير من الرجال صحيح ؟
أصبح األمر واضحا ً لديها ،هو ال يبدأ بالكالم اللطيف إال ألن طلبه سيرفض عادةً..
سألته :على أية حال لما تأخرت لنصف ساعة ؟ ألم تؤكد علي أن أحضر في تمام التاسعه ؟
صمت قليالً بعدها قال :كُنتُ أراقبك وأتأكد بأنك لم توقعيني بفخ..
رفعت حاجبها بإستنكار ففسر كالمه بإنزعاج قائالً :اإلتصاالت المتكرره على رقمي وتفتيش
كُل بُقع ٍة إعتدتُ الذهاب إليها وأخيرا ً تجميد حسابي بالبنك !! لم يتبقى سوى أن تستأجروا
حرسا ً شخصيين ليُمسكوا بي ويُعيدونني الى المنزل عنوه!
إستيال ببرود :أتُخطئ وتتوقع أنه يمكنك الهرب من خطأك بسهوله ؟
فرانس بإنفعال :لكنه منذ البدايه خيرني عمي بين أن أُطرد وأمنع من أحقية اإلنتماء الى هذه
العائله ! لماذا إذا ً عندما أختار هذا الخيار أُطارد هكذا ؟!! لما ال يدعني وشأني ها ؟!!!
إستيال بهدوء :أخفض صوتك رجاءا ً..
إنتبه لنفسه وصمت لفتره قبل أن يأخذ نفسا ً عميقا ً بعدها أخذ كوبه ورشف رشفةً منه..
كاد أن يبصق ما شربه عندما شعر بمرار ٍة ال تُطاق فرفع وجهه الى إستيال يقول :باهلل عليك
ما هذا الشيء اللعين الذي تشربينه ؟!!!
لم تُجبه ورشفت من كوبها بكُل برود فإلتفت وإستدعى المضيف طالبا ً منه بعض الماء..
سألته :حسنا ً دعنا من كُل هذه المقدمات وأخبرني بالسبب الرئيسي لطلبك ُمقابلتي..
إستمر بالصمت حتى أتاه كوبا ً من الماء فشربه كله دفعةً واحده قبل أن يأخذ نفسا ً عميقا ً
وينظر إليها..
أجابها :عودة الى ذلك المنزل قطعا ً لن تحدث مهما كانت محاوالتكم ومهما كان ما تفعلونه
ومهما كانت الطرق التي ستستخدمونها ،ال أمانع البقاء في األحياء القذره أشحذ المال أو
أسرقه ولكن أن أعود فهذا ُمستحيل يا إستيال وهذا كالم قاطع ال نقاش فيه..
نظرت إليه لفتره بهدوء تام ،إنه حقا ً ال يزال أخا ً عنيدا ً يسبب المشاكل بتصرفاته التي ال تملك
أي تفسير ُمقنع..
أكمل فرانس كالمه عندما لم تُعلق أخته على هذا وقال :لذا أردتُ أن أطلب منك خدمه ،
أعيريني مبلغا ً جيدا ً من المال أو أعطيني حسابك البنكي اآلخر وأعدك بأني سأُعيده لك كُل
قرش أصرفه ،وإن كان يُمكنك أن تفكي التجميد عن حسابي المصرفي فسأكون مدينا ً لك ٍ
طوال حياتي..
بقيت صامته لفترة طويله قبل أن تقول :فرانس ،لماذا تفعل كُل هذا ؟ لماذا أنت مختلف عن
البقيه ؟ ما سبب تصرفاتك ؟ لماذا في البداية فعلتَ هذا لريكس أمام الجميع ؟ لما تتصرف
بعناد بعدها وكأنك لم تُخطئ ؟ لماذا تتهرب من عالقاتك بنا وتُنكرها ! أنا ال أفهمك..
إبتسم بسخريه وهو يهمس :ولن يفهمني أحد..
أكمل بعدها :إستيال هل ستُعطيني أم ال ؟ أريد جوابا ً نهائيا ً..
إستيال :سأفعل..
إبتسم ُرغما ً عنه وبان الفرح على ُمحياه لتُكمل كالمها قائله :بشرط أن تُخبرني بسبب
تصرفاتك المتمرده والعنيدة هذه..
عاد اإلنزعاج الى وجهه وأشاح بوجهه بضيق وهو يهمس :إذا ً لن تُعطيني صحيح ؟
إستيال :كالمي واضح أخبرتُك بأني سأُعطيك..
ت ال نظر الى عينيها يقول :تضعين شرطا ً تعجيزيا ً وتقولين سأُعطيك ؟!!! نيتك واضحه ،أن ِ
تُريدين!
إنفعلت إستيال ألول مره تقول :مابك بحق هللا ؟!!! لما تُخفي كُل شيء وترفض اإلفصاح عنه
؟!! تتصرف تصرفات طائشه جنونيه وعندما نُعاتبك تقول "اووه أنتم ال تفهمونني" !!! حسنا ً
إذا ً ،إشرح لي حتى يُمكنني فهمك ؟!! أنا مستعده لإلصغاء إليك حتى النهايه ولكن إشرح
رجاءا ً!
أشاح بنظره بكُل ضيق يقول :لن تفهمين ،ستقولين بأنها أسباب تافهه غبيه ،أُفضل أال
أقولها على أن تستهيني بها..
وقف وأخرج ما تبقى من مال في محفضته واضعا ً إياه بجانب كوبه وهو يُكمل :لم أعد أرغب
بأي شيء منك ،هذا حساب قهوتي..
بعدها إلتفت وغادر فشدت على أسنانها ثم قالت :فرانس توقف!
سحقا ً ! لما هو
لم يسمع لها وغادر المقهى فوضعت فورا ً رأسها على يديها وهي تهمسُ :
هكذا ؟ ولما أنا بالفعل ال يُمكنني فعل شيء لتغييره ؟
أغمضت عينيها وهي تُكمل بهمس :لقد تعبتُ من كُل هذا..
***
1:42 pm
***
2:55 pm
تجلس آليس بهدوء تام على سريرها وهي شاردة الذهن تنظر األرض بهدوء تام..
منذ األمس وما تُفكر فيه هو أسئلة ريكس لها..
ماذا ستفعل من اآلن ؟
نعم ماذا عليها أن تفعل ؟ ما الخطوة القادمة التي يجب أن تُقدم عليها ؟
ماهي مخططاتها ل ُمستقبلها المجهول هذا ؟!
عليها أن تُفكر في هذه األمور بجدية أكبر فهي ال تعيش حياة عاديه لتجعلها تسير وقفا ً للحظ
..
عليها أن تدرس خطواتها وأن تنتبه لنفسها أكثر فأكثر..
حسنا ً إكتشفت بعض األمور الفضيعه التي حدثت قبل فقدانها للذاكره لذا عليها تجاوزها وعدم
اإلستسالم لها..
لديها أمور مهمه ،لديها أخت صغيره يتيمه عليها أن تجدها وتأويها وتهتم بها..
هي مرتاحة نوعا ً ما فذلك األصلع صدق كونها فاقده لذاكرتها ولكنه لم يُبد أي رغبة في قتلها
..
بالمقابل ذلك ال ُمدعى بدارسي غير مصدق لكونها فقدت ذكرياتها ولديه رغبة عارمه بقتل
الصغيره ولكن يبدو بأنه لن يفعل حاليا ً فهو يستخدمها لتهدديها..
ومن كالمه يبدو بأنه يبحث عن أسئلة ال يملك إجاباتها سوى هي لذا لن يخاطر بقتل آخر فرد
تربطها عالقة به..
لذا األمور ُمستقره اآلن..
األهم لديها اآلن العثور عليها..
هي ليست مسجونة أو شيء من هذا القبيل ف ُمكالمة الفيديو تلك رأت فيها أختها بحديقة عامه
..
ولكن كيف تصل إليها ؟
هي بباريس دون أدنى شك ولكن هناك الكثير ممن يرغبون باإلمساك بها وتخاف المخاطرة
بالذهاب..
في هذه الحاله بقيت لديها خطة واحده..
إبتسمت بهدوء وهمست :سأستغل ريكس أحسن إستغالل ،لقد إستطاع تهريبي ،لذا يمكنه
إحضار أختي إلي..
ضاقت عينيها وأكملت :كُل ما علي فعله هو الكذب وإيهامه بأني إسترجعت بعضا ً من ذكرياتي
بخصوص والدته الروسية تلك..
أخذت نفسا ً عميقا ً وهي تقول :ولكن أحكمي كذبتك جيدا ً ،فهو لن يصدقك فقط إن قُلتيها كالما ً
،حاولي جمع بعض المعلومات فإن أفصحتي عن معلومة ما من المفترض أال أتذكرها هذا
سيجعله يصدق كوني إسترجعتُها حقا ً ..إذا ً من يُمكنه تزويدي بمعلومات عن والدته ؟
صمتت لفترة تُفكر قبل أن تتنهد وتقف مغادرةً الغرفه الى المطبخ فقد شعرت ببعض الجوع
وستطبخ لها بعض الطعام..
فتحت األدرج فقد كان المطبخ مجهز بالكامل وهذا شيء جيد فعله ذاك المزعج..
ضاقت عيناها قليالً قبل أن تهمس :أخوته وأبناء عمومته البد من أنهم يعرفون شيئا ً ! من
منهم المناسب لجر كُل المعلومات منه ؟
ي قائالً بأنه صديق
إبتسمت قليالً وقالت :ومن غيره ! ذاك الكاذب المنافق الذي ضحك عل ّ
إدريان ،سأستغل كذبته هذا لجر عاطفته والتظاهر بضيقي تجاه هذا األمر ألجعل المعلومات
هي ثمن الذي عليه دفعه ل ُمراضاتي ! هذا سيُجدي نفعا ً..
جلست فورا ً مخرجةً هاتفها وهي تُكمل :هو عاطفي للغايه لذا علي إرسال رسالة تستثير
ي ركضا ً دون تفكير..
عاطفته وتجعله يأتي إل ّ
فتحت الهاتف وكتبت هذه الجمل القصيره..
"على الرغم من كذبك علي إال أنك الوحيد الذي أثق به ،أرجوك ،أنا في مشكلة وأحتاج الى
ُمساعدتك ،ال تُعطيني ظهرك كما فعل البقية معي ،ال تتركني وحدي فرانس"
إبتسمت وضغطت زر اإلرسال..
***
4:19 pm
دخل ريكس الى مقر الرئيسة كارمن ليجدها أمامه في الباحة الكبيره تُحادث باتريك ورجالً آخر
معه..
حالما الحظت ريكس أشارت له بالقدم فتقدم ووقف أمامها لتقول :لقد تأخرت..
ريكس :إعذريني ،كان هناك بعض الزحام في الطريق..
كارمن :ال بأس ،على أية حال لدي إجتماع ُمهم مع الرئيس في باريس لذا سأترك المكان
ألسبوع تقريبا ً ،باتريك سترأس المكان بغيابي وأُريد لكُل شيء أن يستمر دون إنقطاع وإذا
إحتجت لشيء ما عليك ُمكالمتي فحسب ،كُل شيء تحت سيطرتك فكُن حذرا ً..
هز رأسه بهدوء دون تعليق فنظرت الى ريكس وقالت :أعلم عن كون عملك يُشغلك قليالً ولكن
ال أريد وضع أمر تهريب البضائع عبر المنفذ سوى عليك أنت ،ستهتم باألمر بأكمله وهذا
يعني حضورك بشكل شبه دائم ،فترة أسبوع واحده هل يُمكنك تحملها ؟
ريكس :أجل يُمكنني..
كارمن :هذا جيد ،المنفذ تحت سيطرتك بالكامل ،ال ترجع إلي بأي شيء بخصوصه بل
إستعمل حدسه وقدراتك ،هل يمكنني الوثوق بك في األمر ؟
هز رأسه مجيبا ً بهدوء :ال تقلقي حيال ذلك..
نظرت الى الثالث وتحدثت معه في حين ضاقت عينا باتريك وهو يُراقب شرود ريكس..
حالما إنتهت أعطتهم كلمتها األخيره ثُم إلتفتت وغادرت..
تنهد الثالث وبدأ بالتوجه الى الداخل وهو يقول :واااه لدي مسؤولية كبيره ،علي التركيز فيها
وإال سيخيب ضنها بكُل تأكيد..
إلتفت ريكس ليُغادر بدوره فقال باتريك بهدوء :توقف قليالً..
توقفا كالهما ،إلتفت الرجل الثالث وعندما رآه يقصد ريكس إلتفت وغادر بينما ريكس إلتفت
بهدوء ونظر إليه فقال باتريك :الى أين ؟
ريكس ببرود :عمل علي اإلنتهاء منه حتى أتفرغ هذه الليله ألمر البضائع..
باتريك :وماهو هذا العمل ؟
لم يرتح ريكس لهذا السؤال فأجاب بهدوء :إنها أمور خاصة خارج نطاق عملي هنا لذا ال
داعي لمعرفة أحد بها..
باتريك :سمعتُ بأنك كُنت هنا في اليوم الذي هربت فيه السجينه ؟ صحيح ريكس!
ضاقت عينا ريكس قليالً ثم تقدم منه حتى وقف أمامه وتحدث ببرود وهو يقول :إن كانت لديك
بعض الشكوك فإحتفظ بها ألنك لو أخرجتها للعلن وإتهمتني فسأثبت كون إتهامك زورا ً
وسأُطالب بحق إسترجاع لكرامتي ،وهذا لن يضر سواك أنت باتريك..
بعدها إلتفت وغادر وهو عاقد الحاجبين منزعج!
منذ البدايه يعلم عن كون باتريك يكرهه وال يُحب وجوده ،هل وصل األمر به الى تقصي
تحركاته!
إن باتريك هو آخر من يريده أن يشك بشيء ،يتمنى أن يتوقف شكه عند هذا الحد فحسب..
في حين بقي باتريك في مكانه لفتره قبل أن يهمس :وهل تضنني سأتهمك هكذا ؟ كُل ما علي
هو أن أخطط لألمر جيدا ً وأجعلك بنفسك تُقدم على خطوة حمقاء أمام الجميع..
ضاقت عيناه وأكمل :نعم ،هذا هو فقط ما علي فعله واألمر ال يتطلب سوى شيئا ً بسيطا ً للغاية
عزيزي..
ُ
إلتفت متجها ً الى الداخل وأكمل بهمس :لذا دعني أرى إن كانت شكوكي صحيحه أو أني أبالغ
فقط..
***
5:33 pm
ـ parisـ
***
pm5:39
مشّط شقته جيئةً وذهابا ً وهو يُفكر برسالة آليس التي وصلته قبل فتره..
قلبه بأكمله معها ويُريد الذهاب فورا ً لرؤية ما خطبها ولكنه ال يزال يشعر بالعار من كذبه
عليها..
هل يذهب أم ماذا ؟
هو جبان ،ال يمكنه مواجهتها وفي الوقت ذاته ال يمكنه تركها هكذا وهي بحاجة ماسه إليه
؟!!
ماذا يفعل ؟
هو محتار بالكامل..
نظر الى الرسالة مترددا ً ،أصبعه على زر الرد ولكنه ال يُريد أن يرد..
شد على أسنانه قبل أن يستيقظ من أفكاره على صوت رسالة أُخرى..
فتحتها فإذ هي من إستيال تقول فيها "كم المبلغ الذي تحتاجه ؟"
إبتسم رغما ً عنه يهمس :نعم رغم صرامتها إال أنها ألطف من آلبرت كثيرا ً ،هل أرد اآلن ؟
فكر قليالً وقرر تأخير الرد حتى ال يظهر وكأنه كان ينتظر رسالتها هذه..
شعر براحة عارمه تسكن صدره فهاهو اآلن إستطاع أن يتدبر أمر المال..
مجددا ً جائه صوت رسالة أُخرى فتعجب وهو يهمس :أهو اليوم العالمي للرسائل أو ماذا ؟
أتسعت عيناه بدهشه وهو يرى إسم المرسل..
هذا الشخص !!! آخر مرة تواصل معه هو في يوم حادثة صدم ريكس آلليس حيث أنه كان
العقل المدبر خلف هذا الحادث..
ماذا !! يُخيفه أمر أن يتواصل معه مجددا ً..
ماذا يفعل ؟
هو جبان لدرجة أنه خائف حتى من فتح الرسالة ومعرفة محتواها..
أغمض عينيه وأخذ نفسا ً عميقا ً وقرر فتحها ليجد أمامه عنوان فقط مع موعد..
أيريد منه الحضور الى هذا العنوان في هذه الساعه ؟
البد من ذلك..
رفع عينيه ليرى كم الساعه ليتفاجئ من أنه لم يتبقى سوى أقل من نصف ساعه!
سحقا ً كيف سيمكنه الوصول بهذه السرعه!! ُ
أخذ مفتاح سيارته فورا ً وغادر الشقه وهو يقول :آخخخ حتى آليس سيتأخر أمر ردي عليها ،
أخشى بأن مشكلتها كبيره!
ركب السياره وإنطلق ُمسرعا ً الى الوجهة المطلوبه وهو يُفكر في ماذا قد يطلبه اآلن!
لم يطلب منه سوى القليل من األمور وكلها كانت متعلقة بشكل أو بآخر بذلك المزعج..
هل ....األمر مشابه ؟
ال يدري!
ولكنه سيُحاول إستغالل األمر وطلب منه خدمة بأن يجد له حالً في أمر مالحقة عمه له..
ال يعرف كيف سيجد له حالً بهذا األمر ولكنه سيطلب هذا على أية حال..
فهو بحق مل من البقاء بوسط هذه العائلة التي ال تنتهي مشاكلها بتاتا ً!
أوقف سيارته ونظر الى الفندق حيث سيُقابله في المقهى الموجود بالطابق الثالثون..
أخذ نفسا ً عميقا ً ثم نزل من السياره..
Part end
Part 36
فُتح باب المصعد فخرج فرانسوا منه متجها ً الى المقهى الموجود في هذا الطابق..
ما إن دخله حتى إلتفت يُمنةً ويُسره ليجده بعدها يجلس بكُل هدوء على طاولة لشخصين
وأمامه كوب قهوة مع القليل من البسكوت الذي يُقدم عادةً معه..
هندم مالبسه جيدا ً وأخذ نفسا ً عميقا ً قبل أن يتقدم ويقترب منه..
إبتسم يقول :مرحبا ً..
رفع عينيه الهادئتين إليه ثُم أشار الى الكرسي الذي أمامه فجلس فرانس عليه فسأله الرجل
ُمباشرةً :هل أنت على تواصل مع آليس ؟
تفاجئ فرانس من دخوله الى صلب الموضوع مباشرةً..
أجابه :ليس تماما ً..
ضاقت عينا الرجل ففسر فرانس كالمه قائالً :بعد حفل ريكس مررتُ ببعض المشاكل مع
عائلتي فلم نتواصل من وقتها..
الرجل ببرود :ألم أطلب منك البقاء على تواصل دائم معها ؟
شتت فرانس نظره يقول :أعتذر..
ثُم عاود النظر إليه وقال بسرعه :ولكنها للتو أرسلت رسالة إلي تطلب فيها ُمقابلتي ،عالقتنا
ال تزال جيده ال تقلق..
بقي ينظر الرجل إليه لفتره بعدها قال :حسنا ً عندما تُقابلها ال تنسى أن تسألها عما فعلته في
األيام السابقه بعد ليلة الحفلة تلك ،حاول معرفة ما حدث بالضبط وال تُخفق..
أجاب فرانس بهدوء :حسنا ً..
قال حسنا ً وهو يعلم بأنه قد ال يستطيع فعلها فعالقته مع آليس متوتره بعد كشفها لكذبته..
يخشى أن تسوء األمور أكثر فحينها ماذا يفعل ؟
سرقت من عمتك ؟ سأل الرجل بعدها :ما قصة األوراق التي ُ
ي يسألونني عنها لما هز فرانس كتفه يقول :ال أعلم عنها شيئا ً ،لوال حضور كين وآلبرت إل ّ
علمت أصالً أي شيء عن األمر..
الرجل :إعرف لي بالضبط ما محتوياتها ومن سرقها وأين هي اآلن..
تردد فرانس قليالً بعدها قال :ال يُمكنني..
ضاقت عينا الرجل بحده فتوتر فرانس وقال :أعني ،أنا هربتُ من منزل عمي وال أنوي
العودة إليه ،هناك العديد من المشاكل والفجوات بيني وبين كُل فرد في تلك العائله لذا ال
يُمكنني..
رفع الرجل حاجبه وقال بعدها :ما تصرف ال ُمراهقين هذا ؟ هل لديك دخل ثابت بعد هروبك ؟
أم أنك فقط فكرتَ في ال ُمستقبل القريب ولم تُفكر فيما سيحدث بعدها ؟
فرانس بهدوء :سأتدبر األمر بطريق ٍة أو بأُخرى..
الرجل بحده :كفاك سخرية على نفسك !!! المال الذي لديك سينفذ في فترة وجيزه وبعدها ماذا
ستفعل ! كيف ستعيش ؟!! هل العالم الخارجي بهذه البساطة في نظرك ؟ لما ال تُفكر كعاقل بدل
التصرف كجبان ُمراهق ؟!!
شعر فرانس بالغضب من كلماته هذه ولكنه لم يستطع الحديث فهو محق بهذا..
ماذا بيده أن يفعل إذا ً ؟!!!
نظر إليه ُمجددا ً وقال :سأعمل وسأتدبر األمر ،األمر بسيط..
ظهر اإلنزعاج على وجه الرجل للحضات وقبل أن يتحدث وصلت رسالة نصية الى فرانس..
لف فرانس بنظره قليالً جهة الهاتف لتتسع عيناه بصدمه وهو يرى إسم ال ُمرسل..
سأله الرجل بهدوء بعد رؤية صدمته :من ؟
نظر فرانس إليه يقول بتعجب :إنه ريكس!
عقد الرجل حاجبه فال سبب قد يدعو ريكس الى مراسلته..
في حين أن فرانس كان متفاجئا ً للغايه فهو ال يتذكر بأنه قد تواصل مع ريكس مطلقا ً ولوال
خطة الحادث ذاك لما سجل رقمه في هاتفه أصالً..
إلتقط هاتفه وفتح الرسالة بفضول ليتعجب أكثر عندما وجد طلبا ً منه..
إنه يطلب رقم آليس!!
لماذا ؟! ومنذ متى هناك عالقة بينهما ليطلب رقمها ؟
وفي أي شيء قد يريد الرقم ؟!
هذا يسبب الدهشة ويُثير الكثير من التساؤل..
رفع رأسه الى الرجل وقال :يطلب مني رقم آليس ؟
أخذ الرجل كوبه ورشف القليل منه وهو يقول :حسنا ً ولماذا ال تُعطيه ؟
فرانس :ولما قد عساه يطلبه ؟!!! األمر ُمحير!
وضع الرجل كوبه وهو يقول :أعطه فحسب..
ضاقت عيناه وهو ينظر الى سطح كوبه يُكمل بهدوء :فربما في األخير هو من سيستطيع أن
يجعلها تُخبره بكُل شيء..
إبتسم بهدوء وفرانس ينظر إليه متعجبا ً فهو حتى اآلن لم يفهم نوع عالقته بآليس فكُل ما
يعرفه بعض األمور ولكن ما شأن آليس ؟! لما هو مهتم للغايه بأمرها ؟!
هل ربما يريد أن.....
معقول ؟!!
***
**
***
6:44 pm
تقف بهدوء تام متكئه على الجدار المجاور للمقهى القريب من الشقه التي تسكنها..
ترتدي معطفا ً طويالً وتُغطي رأسها به وعيناها تدوران بالشارع بهدوء تام..
الجو بارد ولكن ال وجود ألي قطرة مطر وال حبة ثلج..
أخذت نفسا ً عميقا ً وهي تهمس :هل تسرعتُ عندما أرسلتُ ذلك الكالم لفرانس ؟ منذ حينها لم
يُجيبني!
أغمضت عيناها قليالً تقول :ال بأس ،سأنتظر فربما لم يُشاهد الرسالة بعد..
بقيت مسترخية على الرغم من كونها ال تزال واقفةً لتفتح عينها بعد فتره وتأخذ نفسا ً عميقا ً
آخر فهي بحق تحب الخروج بدالً من البقاء داخل تلك الشقه فهذه األجواء وروائحها النديه
شيء ال يُعوض البته..
رفعت رأسها حيث أن الشمس قد أغربت وبدأ اللون األسود يكسوا السماء بأكملها..
نظرت الى يسارها حيث يدخل الزبائن الى هذا المقهى..
نظرت عبر الزجاج الى داخل المقهى بشكل عام فلم تجد أثرا ً إلليان..
همست لنفسها وهي تعود لمراقبة الشارع :لما قابلتُ إليان ُهنا في تلك المرة ؟ إنه ليس
بالشارع المشهور والمقهى عادي ال شهرة له فكيف تعرفه فهو أيضا ً بعيد عن مواقع الفلة
والقصر التي تعيش فيهما ؟
صمتت لفتره تتذكر محادثتهما القديمه للغايه في الفله حيث ذكرت إليان أمر شاب تريد اإلنتقام
منه..
هل إذا ً كانت تعرف الشاب سابقا ً ؟ زميل لها في الجامعة مثالً ولهذا بحثت عن مكان عمله
لتأتي إليه وتُغيضه ؟
همست :ال يبدو ما تفعله إغاضه ! إنها حتى تعقبته الى مكان عمله ،إنه إهتمام ال تُريد
اإلعتراف به..
تنهدت وقالت :وما شأنُك بها ؟ دعيها يا عزيزتي وشأنها..
إبتسمت بعدها وهي تتذكر لقائهما في المقهى قبل يومين تقريبا ً..
لقد تقربت منها قليالً بعدما كان األمر يبدو ُمستحيالً بعد أول لقاء كارثي لهما..
إختفت إبتسامتها تدريجيا ً ونظرت الى األرض بهدوء وهي تهمس :لماذا هي من بين إخوتها
وأبناء عمومتها أنا مهتمة بالتعرف عليها ؟ أألنها تبدو في مثل عمري ؟
بدأ األلم يسكن عيناها وهي تُكمل بذات الهمس :أم أن أعماق ذاكرتي تشتاق لصديقتي ولهذا
أنا أبحث عن شخص يعوض مكانها ؟
أخذت نفسا ً عميقا ً وإلتفتت تدخل الى المقهى فقد بدأت تبرد من الجو..
جلست بهدوء على الكُرسي شاردة الذهن لتستيقظ على صوت ال ُمضيف وهو يقول :ماهو
طلبك ؟
رفعت رأسها ناحية الصوت لتتفاجئ من كونه ريو الذي هو بدوره تفاجئ عندما رأى مالمح
وجهها..
إختفى تفاجؤه وحل محله البرود ينتظر أن تطلب طلبها في حين إبتسمت وهي تقول :إنك تلعن
حظك الذي أوقعك بي مجددا ً صحيح ؟
بقي ينظر الى مالمح وجهها بشيء من الشرود بينما قالت :ما دُمتَ مهذبا ً فلن أُزعجك ،على
أية حال كوب ماء فحسب هو ما أُريده..
تعجبت عندما لم يُجبها فقالت بصوت أعلى :أريد كوب ماء..
إستيقظ من شروده لتعود تلك النظرة الباردة على وجهه وهو يُسجل طلبها بعدها إلتفت وغادر
فهمست :ما خطبه ؟
وصل الى مسامعها صوت رسال ٍة نصيه فإبتسمت هامسه :إنه فرانس أخيرا ً..
أخرجت هاتفها ليُصيبها اإلحباط وهي ترى رقما ً غريبا ً..
فتحت الرسالة وبدأت بقراءة ُمحتواها..
"إياك و ُمغادرة المنزل تحت أي ضرف من الضروف ،وال تفتحي الباب ألي كائن ما كان"
رفعت حاجبها وهمست :ريكس صحيح ؟ ليس وكأني سأقتل نفسي بتلك الشقه ! أيمزح ؟
أغلقت الرساله ونظرت حولها وهمست :فما دُمتُ أُخفي نفسي وأذهب ألماكن قريبه غير
مشهوره فال بأس ،أكره البقاء ُمكبله هكذا..
تقدم ريو وقدم لها كوب الماء بعدها إلتفت وغادر فراقبته بنظرها قبل أن تهمس :أكره أمثاله
،الذين فقط لمجرد كونهم يملكون بعض الجاذبيه يضنون بأنه من حقهم أن يكونوا باردين
وجافين ومغرورين..
تنهدت ونظرت الى هاتفها هامسه :ماذا عن فرانس ؟ متى سيتصل ؟ أحقا ً سيتجاهل رسالتي ؟
لم أضنه هكذا..
الوقت لديها مهم للغايه فهي تخشى أن يُصيب أختها مكروه ،إذا ً هل ترسل له رسالة أُخرى ؟
حسنا ً ،لن تخسر شيئا ً..
فتحت هاتفها ودخلت على إسمه لتُرسل رساله ولكنها تفاجئت عندما جائها إشعار رسالة منه
..
فتحتها فإبتسمت عندما رأته يسأل عن مكانها كي يأتي إليها..
ترددت قليالً ،هل تُعطيه مكان المقهى أو مكان الشقة التي تسكُنها ؟
قررت في األخير أن تُرسل له موقع المقهى وتطلب منه أن يُسرع..
أغلقت الهاتف واإلبتسامة على شفتيها..
***
7:00 pm
ـ Parisـ
جلست كارمن على الكُرسي المخملي ال ُمريح وأخذت كأسا ً من الشراب الذي قدمته لها فتاة
تعمل في ذات المنظمه..
فتاة ُمبتدأه عملها اآلن فقط خدمة ضيوف رئيسها وهو الركن الثالث من أركان المنظمه..
إلتفتت وإتجهت الى دارسي الذي يجلس هو أيضا ً على كُرسي ُمشابه وسألته عن نوع الشراب
الذي يُريده..
صبت له كأسا ً قبل أن تنحني وتقف في مكان ليس ببعيد..
كانت الغرفة هادئه واإلضائات فيها منخفضه ويغلب اللون العودي على المكان واألثاث..
نظر دارسي الى الفتاة وسألها :أين فيكتور ؟
أجابته :سيدي سيأتي بعد لحضات ،هو فقط إنشغل ب ُمكالمة من الزعيم..
دارسي بتعجب :البروفيسور ؟ غريب..
نظرت كارمن إليه وقالت :أتعلم بأنه طلب ُمقابلتي أيضا ً ! بما أنه في عمل بالخارج قررتُ أن
أبقى في باريس ألسبوع حتى يعود وحتى اآلن وأنا أتسائل في داخلي عن السبب..
دارسي :هل هناك تقصير في عملك ؟
كارمن :بل أن العمل يجري أفضل من السابق بكثير..
قطع حوارهما دخول فيكتور الى الداخل ومر من جانب الفتاه وهو يقول :صبي لي كأسا ً من
الباربون..
هزت رأسها وبدأت تُحضر له الكأس بينما تقدم وجلس على الكُرسي قائالً :عذرا ً على التأخير
فلقد أتتني ُمكالمة ُمهمه..
كارمن :البروفيسور ؟
هز رأسه وقال :نعم..
إبتسم للفتاة وهي تُقدم له الكأس وقال لها :واآلن أغلقي الباب وال تسمحي ألحد بالدخول أيا ً
كان حسنا ً عزيزتي ؟
إبتسمت وقالت :كما تأمر..
إلتفتت وغادرت الغرفه ُمغلقةً الباب خلفها..
نظر إليهما وقال :منذ متى لم نجتمع كلنا الثالثه ؟
كارمن :مر وقت طويل على هذا ،أتمنى أال يكون إجتماعنا اليوم لمشاكل أيضا ً ؟
ت حازمةً للغايه كارمن.. ضحك فيكتور وقال :أن ِ
إبتسم دارسي يقول :من النادر أن يكون مزاجك جيدا ً ،يبدو بأن إجتماعنا فقط للدردشه..
توقف فيكتور عن الضحك وإبتسم يقول :كال لن ندردش عن الماضي ،بل سنتحدث عن
ال ُمستقبل ف ُهناك تطورات ُممتعه تحدث اآلن..
عقدت كارمن حاجبها في حين سأله دارسي :وماهي ؟
إسترخى فيكتور في جلسته ورشف القليل من كأسه وهو يقول :أوالً دعونا نتحدث عن
المشاكل اآلن ،ما جديدكم ؟ أخبرني موريس عصر اليوم عن إبنة الخائن ذاك ،أحقا ً هربت
من تحت أنظاركما ؟
أشاحت كارمن عيناها بإنزعاج في حين قال دارسي :أُراهن أن حظ العالم كُله يقف في صفها
هربها وسافر بعدها الى دولة بعيده.. لدرجة أن أحد رجال كارمن ال ُمخلصين كان هو من ّ
رفع فيكتور حاجبه ونظر الى كارمن يقول :من النادر وجود خونه في فرعك!
كارمن بهدوء :هناك خطب ما فريوك ال يفعلها ،هناك خطب وسأعرفه بدون شك..
نظر فيكتور إليها لفتره بعدها نظر الى دارسي يقول :وماذا عنك أنت ؟ يشتكي موريس منك
كثيرا ً..
تنهد دارسي بقلة حيله يقول :دعه جانبا ً ،إنه عاطفي بعض الشيء وأمثاله يزعجونني كثيرا ً
لذا أُحاول القيام باألمور الوحشيه بدالً عنه..
طله وإحتجزه إبتسم فيكتور يقول :لكنه مفيد على األقل ،على أية حال أخبرني عن كون ثيو ع ّ
لعدة أيام..
رفع دارسي حاجبه يقول :ثيو ؟!! ذلك ال ُمزعج!
نظرت كارمن إليهما تقول :ومن ثيو هذا ؟
دارسي :محقق مزعج تربطه عالقة مزعجة مع البرفيسور ،لقد عقد إتفاقية في أن يدعه
زعمينا وشأنه هو وعائلته في سبيل أال يعترض هو خططنا ..ولكن لما إحتجز موريس ؟!
أوليس هذا ُمخالف إلتفاقيته مع البروفيسور ؟
فيكتور :تعلم بأن ال شيء يردع ذاك ال ُمنتقم عن ُمالحقتنا ،كان من الممكن أال يُكشف األمر لو
أُتهم موريس بشيء قوي وبقي بالسجن دون أن نعلم السبب ولكنه خرج وبهذا أخبرنا عنه..
إبتسم دارسي بسخريه يقول :لو كُنت أعلم لما تراجعت عن قتل أخاه المزعج عندما إصدمتُ
به أمام المتحف..
نظر فيكتور إليه يقول بهدوء :حتى لو أن ثيو أخل باإلتفاقيه فعلينا أال نفعل حتى يأمرنا
البروفيسور بذلك ،تذكر هذا دارسي..
إكتفى دارسي بإبتسامة سخريه بداخله ولم يُعلق فلقد وعد نفسه سابقا ً بأنه لو وقف ذاك
المزعج في وجهه مجددا ً فلن يتردد بقتله أبدا ً..
نظر فيكتور الى كارمن يقول :حسنا ً هل من مشاكل هناك في ستراسبورغ ؟
كارمن :عدا هروب تلك الفتاة فال يوجد ،حتى أن إقتصادنا يرتفع..
فيكتور :هذه أخبار جيده..
تنهد وأكمل :مشاكل فرعي ال تنتهي ،يكفي أن أغلب الخونه كانوا من عندي ،ياله من أمر
ُمخجل..
صمت لفتره وبدأ الجد على وجهه يقول :هناك أمر ُمريب يحدث معي..
نظرا إليه في حين سأل دارسي :ماذا تقصد ؟
فيكتور :بشك ٍل إسبوعي يختفي أحد أعضائنا ونجده بعد فتره ميتا ً ،لم أُعر األمر إهتماما ً فلم
يكونوا ذا أهميه ولكن تكرار األمر جعلني أقلق ُ ،هناك هجوم من الخارج ضدنا ال أعرف
مصدره ،وال ُمشكلة كُل أعدائنا بيننا وبينهم إتفاقية متبادله لذا ال يُمكن ألحدهم أن يُخل بها..
كارمن :هل من ال ُممكن أن يكون عدو جديد ؟
فيكتور :كيف عدو ونحن ال نعرفه ؟ كيف له أن يعرف رجالنا هكذا ! األمر ُمزعج..
دارسي :ربما له عالقة بأحد الخونة سابقا ً..
فيكتور :كُل الخونة السابقين وضعنا أقربائهم تحت المراقبة وحتى أن بعضهم قتلنا أقاربهم
الذين قد يشكلون خطرا ً ،هل ُهناك شخص غفلنا عنه ؟
دارسي :ربما ..ماذا ستفعل ؟
تنهد فيكتور وقال :ال عليك كلفتُ أحدهم باألمر ،فاألمر ليس خطيرا ً الى هذا الحد وقد يكون
في األخير األمر مصادفه ..فأنت تعلم بأن األعضاء منخفضوا الرتبه يصنعون المشاكل خارجا ً
إلثبات قوتهم فليس من الغريب أن يواجهوا من هم أقوى وينتهي األمر بقتلهم..
إبتسم بعدها وقال :حسنا ً دعونا نتوقف عن الحديث بهذه األمور فأنا أريد أن تكون الليلة
سعيده..
كارمن :حسنا ً أخبرنا عن تلك التطورات ال ُممتعه التي تحدثت عنها في بداية حوارنا..
صمت لفتره بعدها قال :تعرفونها صحيح ؟ أكبر خائنة في تاريخ المنظمة ،تلك الروسية
اللعينه..
دارسي :ومن ال يعرفها ؟
إبتسم فيكتور وقال :البرفيسور قد وجد بعض األمور ال ُممتعه التي كانت تُخبئها جيدا ً..
ضاقت عينا دارسي وبدا اإلنزعاج فيهما في حين قالت كارمن بدهشه :هذا رائع ! منذ سنين
وكل شيء عنها غامض وأماكن ما أخذته سري أيضا ً ،ما الذي وجده ؟
فيكتور :لم يُخبرني ،قال بأنه سيتأكد من شيء ما وبعدها قد يدعونا الى إجتماع ويُخبرنا به..
دارسي :وهل ما وجده قيما ً ؟
فيكتور :ال أعلم ولكن بدا سعيدا ً للغايه وهذا يعني أجل..
أشاح دارسي بنظره الى الفراغ بهدوء بينما قالت كارمن :يبدو جيدا ً من جملة تطورات ممتعه
لل ُمستقبل..
فيكتور :أجل هذا ما قاله لي يعني بأن ما وجده سواءا ً كان معلومات أو أوراق فهو في
صالحنا تماما ً وربما نعود كسابق عهدنا أقوى منظمات فرنسا..
إبتسمت كارمن ورشفت من كأسها تقول :حسنا ً كُنتَ ُمحقا ً ،الليلة هذه حتما ً سعيده..
***
8:12 pm
رفعت آليس حاجبها وهي ترى فرانس دخل لتوه الى المقهى وبدأ يتلفت بحثا ً عنها..
نظرت الى ساعتها وهمست بسخريه :اووه لقد أتى أبكر من المفترض..
تقدم منها عندما رآها وجلس على الكُرسي ال ُمقابل محاوالً تجنب النظر الى عينيها فال يزال
يشعر بالحرج لدرجة أنه أخذ الكثيييير من الوقت حتى نزل من السيارة فقط..
تحدث يقول بتردد :أعتذر عن التأخير ..لقد ،لقد كان هناك بعض الزحام و...
إبتسمت تقول بسخريه :ال بأس لم تتأخر ،فقط ساعة والنصف تقريبا ً ال تقلق..
زاد حرجه منها بعد سخريتها هذه ،هل يمكن بأنها ال تزال منزعجة من كذبه ؟
إذا ً هل يعتذر عن ذلك األمر أم يبدأ بسؤالها عن مصيبتها التي ذكرتها بالرساله ؟
آليس بهدوء :لما كذبت علي ؟ ما السبب ؟
توتر فلقد بدأت هي بسؤاله وهذا لم يكن بحسبانه مطلقا ً..
بماذا يُجيب ؟ ال يعلم..
آليس :إنها كذبة ال معنى لها ،ال يُمكنني فهم سببها حتى!
صمتت قليالً بعدها قالت :أنظر الى عيني وأجبني ،سأتفهم ذلك لذا أخبرني بسببك..
بقي صامتا ً لفتره قبل أن ينظر إليها ويقول :إعذريني آليس..
آليس :قبل اإلعتذار أُريد تفسيرا ً..
تردد قبل أن يقول :إنه سبب تافه لن يُرضيك..
آليس :أُريد سماعه..
أخذ نفسا ً عميقا ً وقال بعدها :حسنا ً ،العائله بشكل عام تُخفي الكثير من األسرار ،ضننتُ بأنه
لو عرفتي بأني فردا ً منها فلن تثقي بي وستتجنبينني أيضا ً..
آليس :ولما كُنتَ تُريد أن أثق بك ؟
سحقا ً ،زل لسانه!!
ُ
واآلن ماذا يقول ؟
حاول أن يُفكر بكذبة ُمناسبه فهو ال يستطيع أن يُخبرها بأنها كانت أوامر من شخص آخر ألن
هذه اإلجابه ستفتح بابا ً واسعا ً من التساؤالت األُخرى..
أخذ نفسا ً عميقا ً وقال :بصراحه ،أنا أيضا ً أكره هذه العائله ولم أكن أُريد أن يخدعوك أو
يستخدمونك لذا قررتُ أن أكذب كي أكون موجودا ً دائما ً حولك وأعاونك على كُل شيء..
آليس بهدوء :بإختصار أشفقت علي ؟
فرانس بسرعه :كال ليس هذا ما عنيته!
أشاحت بنظرها عنه تهمس :على أية حال لم يكن هذا سبب إستدعائي لك..
صمتت قليالً بعدها أخذت نفسا ً عميقا ً وعاودت النظر إليه تقول :ماذا تعرف عن آليس ؟ أقصد
والدة ريكس..
ت ُمهتمة بأمرها ؟ تفاجئ من سؤالها عنها وقال :و ولما أن ِ
آليس بهدوء أشبه بالبرود :أنا لم أعد أثق بك فلما أُجيبك ؟
أشاح بنظره عنها بضيق شديد قبل أن يهمس :ال أعرف شيئا ً..
آليس :فلور وإستيال يعرفانها كثيرا ً فكيف أنت ال تعرفها ؟ لقد كانت زوجة عمك!
حاول فرانس اإلستمرار على كذبه يقول :ولكنهما إنفصال وأنا بعمر صغير للغايه لذا...
قاطعته :إستيال وفلور يصغرانك بالعمر وخاصةً فلور فكيف يعرفان وأنت ال تعرف ؟ فرانس
هل ستستمر بالكذب علي أكثر من هذا ؟
شعر بالذنب من كالمها وبقي صامتا ً لفتره قبل أن يقول :حسنا ً إسألي بشكل أدق حتى أعرف
كيف أُجيبك..
نظرت إليه لفتره بعدها قالت :هي متوفاه صحيح ؟
فرانس :أجل..
آليس :منذ متى ؟
فرانس :منذ عدة سنوات..
آليس :كم سنه ؟
فرانس :ال أذكر ولكن كان هذا منذ سنوات طويله ..ربما عشر أو خمسة عشره وال أدري فقد
يكون منذ عشرون سنه ،صدقيني ال أتذكر متى بالضبط..
بعدها صمت وهو يشعر بالذنب فلقد كذب للمرة الثانيه..
آليس :حسنا ً ،متى إنفصال هي وعمك ؟
فرانس :منذ سنوات عده..
آليس :متى بالضبط ؟ قبل والدة إدريان ؟
صمت قليالً بعدها هز رأسه باإليجاب..
آليس :ما سبب اإلنفصال ؟
فرانس :ال أعلم..
آليس :فرانس هذا يكفي ،لما تستمر بالكذب ؟ ما مصلحتك من هذا ! إنك مجددا ً تكذب بأمور
ال أرى سببا ً مقنعا ً لكذبك فيها..
شد على أسنانه لفتره وبقي صامتا ً دون أي تعليق حتى نظر إليها يقول :آليس ،ال تُخبري
أحدا ً بما سأقوله لك..
رفعت حاجبها تقول :ال أخبر أحدا ً ؟ مثل من ؟
أكمل فرانس كالمه :فقط كفي عن التعمق في حياة هذه المرأه ،إبتعدي عن هذه المدينه
ت تستحقين أن تعيشي بعيدا ً براحه ،أكملي دراستك وصادقي أصدقاء جدد وهؤالء الناس ،أن ِ
وأكملي عيش حياتك بعيدا ً عن كُل هذه المؤامرات التي أدخلوك فيها رغما ً عنك..
صمت قليالً وهو يشعر ببعض األلم قبل أن يُكمل :حتى هو ،ال أحد حولك يساعدك ألجلك ،
كلهم يساعدونك لمصالحهم الشخصيه وأنا واثق بأنهم سيلقون بك جانبا ً عندما تنتهي فائدتك ،
أرجوك آليس..
بقيت تنظر إليه لفتره وهي بداخلها مصدومة من كالمه الذي يدل بأنه يعرف عنها الكثييير..
سألته :إذا ً فقط أخبرني ،أخبرني من أكون بالضبط وألين أنتمي وماهي حياتي ؟ أخبرني حتى
أعرف من يستحق ثقتي ومن ال يستحقها..
ت عنيده ويستحيل أن تهربي من كُل هذا ،وأيضا ً .... هز رأسه نفيا ً يقول :ال يُمكنني ،أن ِ
ت تثقين بهم قبل فقدانك للذاكره لذا سترين األشخاص الذين أطلب منك اإلبتعاد عنهم هم من كُن ِ
كالمي مجرد ُهراء وستُرددين جملة أنك تعرفين مصلحة نفسك وأنك كبيرة كفايه لتُقرري من
العدو ومن الصديق..
شد على أسنانه وهمس :ال أحد في العالم أستطيع أن أخبرك بأنه يستحق ثقتك ،لذا الهروب
من كل هذا هو الحل األنسب ،أرجوك ،إستمعي إلي آلخر مره..
آليس :ال أريد..
أشاح بنظره عنها بضيق شديد فأكملت :لن أفعل ،لستُ ممن يهربون ،وهناك أمر أهم من
حياتي نفسها وأُريد أن أصل إليه ولن أستطيع إال عن طريق هذه المرأة التي ال تُريدني أن
أتعمق في أمرها ،لذا أخبرني ،إن كُنتَ حقا ً تهتم ألمري فأخبرني المزيد عنها ،أي شيء ،
فقط أخبرني..
بقي الجو هادئا ً لفترة طويله ولم تتحدث هي فيه بل تنتظر منه أن يبدأ هو حتى أخيرا ً فتح فمه
يقول بهدوء :كانت جاسوسة روسيه تعمل مع إحدى المنضمات الشهيره الفرنسيه ،عمي علم
عن هذا وخيرها بين حياتها معه ومع إبنهما أو عملها ولكنها إختارت عملها فلم يكن لعمي
خيار سوى اإلنفصال رغم أنه كان يحبها للغايه وأُراهن بأنه ال يزال يكن لها الحب لهذا يُفضل
ريكس على الجميع ويشعر دائما ً بأنه السبب في أن يعيش ريكس بعيدا ً عن والدته ،بعد
سنوات قُتلت على يد أحد أفراد تلك المنظمة بعدما كشفوا أمرها..
صمت لفترة طويله قبل أن يقول بهدوء :ال أعلم كيف ولكن كُل ما أعرفه أن عمل طائش من
ريكس هو ما جعل تلك المنظمة يكتشفون أمر خيانتها ولهذا هو يعيش حياته مثقالً بالذنب..
وأكمل بهمس أكبر بالكاد يُسمع :وهذا ما جعله يرضخ لصفقة جينيفر تلك..
صمت قليالً بعدها قال :موتها سبب صدمة كبيره للجميع وخاصةً لي وإلستيال وآلبرت فلقد كُنا
نعرفها من زياراتها بين فترة وأخرى من أجل إبنها ،جميعنا كُنا نكن لها اإلحترام ونُحبها
للغاية لدرجة أن آلبرت حتى هذه اللحضه يكن لريكس اإلحترام ألجل والدته ،كانت إمرأه
رائعه يستحيل أن ينساها أي أحد مرت هي في حياته..
نظر إليها يقول :آسف ،هذا ما أستطيع أن أُخبرك به..
بقيت تنظر إليه وهي بحق مندهشة من الكالم الذي قاله وقد تأكدت من أنه يقول الصدق فهي
حتى هذه اللحضه تتذكر عندما فلور إستفزت ريكس بقولها عن والدته مجرمة ففي ذلك
الموقف وبختها إستيال وحذرتها من أن تقول أي كلمة سيئه عن تلك المرأه..
لقد كانت جاسوسه من خارج البالد ،هي حقا ً كانت مجرمه فحقا ً هي متعجبة من حب الجميع
لها..
ولكن ....إن كان هذا الكالم صحيحا ُ فلما ريكس يعمل في نفس المنظمه ؟
أال يعلم بأنهم من قتلوا والدته ؟
لحضه!!
هل من ال ُممكن أن دخوله الى المنظمة كان ألجل......
قاطع أفكارها صوت فرانس يقول :هل هذا يكفي ؟ هل ستقبلين أسفي السابق ؟
نظرت إليه قليالً بعدها قالت :هذا ليس عدالً ،ما قُلته لي الكُل بالتأكيد يعرفه فلقد أخبرتني
جينيفر سابقا ً عن كون ريكس خان المدعوة بآليس أي أمه ،وقد رأيتُ سابقا ً دفاع إستيال
عنها ،كُل ما أخبرتني به هو فقط أمور عائلتك تعرفها ،أريد شيئا ً جديدا ً ال يعرفه أحد..
أكملت كالمها بترجي :أرجوك فرانس ،لو شيئا ً واحدا ً وأعدك بعدها بأني سأصفح لكذباتك
السابقه جميعها ،أرجوك ،فقط أمر واحد ال يعلمه أحد..
ظهر التردد التام في نظراته وبدأ يشتتها في أنحاء المقهى وهو بحق ال يعلم ماذا يقول..
هو أصالً ال يعرف لما هي مهتمة بمعرفة أمور عنها!
ماذا يقول ؟
ال يعرف..
بعد فترة صمت طويل كانت ترمقه فيها بنظراتها المترقبه ضعف أخيرا ً وقال :فقط شيئا ً واحدا ً
..
إبتسمت بفرح تقول :أجل ،شيئا ً واحدا ً..
صمت لثوان يفكر في شيء يقوله حتى عاود النظر الى عينيها وقال بهدوء :زعيم المنظمة
التي قتلتها يُلقب بالبرفيسور .....لقد كان يحبها للغايه لدرجة أنه....
صمت قليالً مترددا ً في النقطة القادمه ولكنها قرر أال يقولها فأكمل كالمه وقال :على أية حال
هو ال يزال حتى هذه اللحضه يبحث بين أعضاء منظمته عمن قتلها كي يقتله بنفسه..
***
9:45 pm
على طاولة عشاء العائله..
األغلب كان متواجدا ً ،إستيال وأخوتها الصغار وإدريان وريكس وبالطبع األب األكبر للعائله
وزوجته..
تحدث آليكسندر وهو يتناول طعامه قائالً :إن تواصل فرانسوا مع أحد منكم فأخبروني ،ال
تُغطوا عليه مفهوم ؟
فلور :مفهوم عمي..
رفع آليكسندر نظره ناحية إستيال يقول :مفهوم إستيال ؟
نظرت إليه وقالت :أعلم يا عمي ،سأُخبرك..
عاودوا بعدها تناول طعامهم بهدوء في حين قالت إستيال في نفسها" :حسنا ً أنا البالغة الوحيدة
هنا التي قد يفكر فرانس بالتواصل معها لذا عمي قلق من أمري" ..
نظرت الى هاتفها تتسائل في داخلها عن فرانس فمنذ أن أخبرته برغبتها في إعطائه المال لم
يتواصل معها..
هل إنشغل ؟ أو ربما لم يرى الرسالة فرقمه هذا يكون غالب األوقات مغلقا ً..
أما كين فرفع نظره ينظر الى عمته التي تأكل بشكل طبيعي للغايه..
يتسائل في نفسه عن كونها تُدبر ألمر ما أم إستسلمت ؟
على أية حال يكفيه أن أمر األوراق وأخاه آلبرت أصبحوا بعيدين عنه واألمور بخير حتى هذه
اللحضه..
ال يفهم فيما هي تفكر ولكن لم يعد األمر يُقلقه فعمه بالتأكيد تصرف كما كان يأمل..
أشاح بنظره فورا ً عندما رفعت عمته عينيها فقال بسرعه لعمه :إليان ألن تفكر بالعوده ؟
آليكسندر ببرود :وهل إشتقت إليها ؟
كين :في الحقيقة أجل ،لم أعتد على غيابها الطويل عن طاولة الطعام..
فلور بسخريه :لقد أخذت عالمة سيئه لهذا هي تعزل نفسها عن العالم ،وااااه إهتمامها
ال ُمبالغ في الدراسة يُشعرني بالغثيان..
آليكسندر :أمثالها وحدهم من ينجحون في المستقبل وليس ممن يلعب وتسعده القليل من
الدرجات!
أمالت شفتيها تقول دفاعا ً عن نفسها :عمي هذا ليس مقياسا ً ،إدريان لم يكن مجدا ً في دراسته
ولكنه نجح في حياته المهنيه..
إبتسم إدريان يقول :أشكرك على إعترافك الذي خرج من شفتيك بعد سنوات من اإلنكار..
إنزعجت تقول :لم أقصد هذا بالضبط ! أعني...
قاطعها عمها يقول :بال ُمقابل فرانسوا لم يكن مجدا ً في دراسته وهو اآلن فاشل ! من ال
يملكون موهبة محدده فعليهم اإلجتهاد حتى يجدوا اإلختصاص الذي يُناسبهم ويبدأون يبدعون
فيه ،أخوتك إستيال وآلبرت خير مثال لذا عليك اإلقتداء بهم ولو قليالً..
شعرت بالضيق من توبيخه فهمست :حسنا ً فهمت..
إبتسم إدريان بسخريه فإنزعجت فلور ولكن لم تجد ما تقول فإبتسم كين ونظر الى أخته يقول:
عمي ُمحق في كالمه فعلى المرء بذل جهده في كل شيء وليس بدراسته أم أنك تُريدين أن
تُستخدمي مستقبالً من أجل إلماع نجم شخص آخر ؟ هذا ليس جيدا ً فلور..
نظر إدريان إليه وشعر باإلنزعاج الشديد في حين لم تفهم فلور ولكن ما دام أن إدريان إنزعج
فهذا يكفيها لذا إبتسمت تقول :حاضر يا أخي..
جينيفر بهدوء :لذا على الجميع في سن المراهقه اإلهتمام بكتبهم ودراستهم فليس من الجيد
أن يتحطم ُمستقبلهم بالكامل بسبب إنشغالهم بأمور ال تعنيهم ،هذا سيجعلهم يعضون أصابعهم
ندما ً في كُل يوم..
إختفت اإلبتسامة تدريجيا ً من على شفتي كين وإلتفت ينظر الى عمته بهدوء وهو يهمس
بداخله" :يتحطم ُمستقبلهم ! إنه تهديد ولكن ماذا تعني به ؟ ما الذي تُخطط عليه ؟"
وقف ريكس في هذه اللحضه وإلتفت مغادرا ً بعدما شبع فقالت جينيفر :ريكس..
توقف ونظر إليها فقالت :أُريدك الليله..
همس لها :أعتذر ،مشغول بشيء ما..
جينيفر :كما تشاء ،إذا ً غدا ً حسنا ً ؟
نظر إليها قليالً بعدها هز رأسه باإليجاب وغادر المكان فإلتفت آليكسندر إليها يقول :فيماذا
تُريدينه ؟
جينيفر :بعد شائعات فرانس بتلك الحفلة والتي هي حقيقة لألسف أحتاج الى أن أتدخل قليالً
وأُحاول تصحيح مساره ،هو ال يزال في العشرينيات لذا هو ال يزال بحاج ٍة الى من يسانده ،
أنت مشغول وأنا متفرغه لذا أخذتُ هذا الدور..
ت..تنهد وقال :حسنا ً فعل ِ
إبتسمت وأكلت طعامها بهدوء وكين ينظر إليها وهو يشعر بلسانه يحكه للغايه..
يريد قولها ،ولكن المشاكل التي أدخل نفسه فيها تكفيه لذا إضطر الى منع نفسه من فتح فمه
وإحراج عمته بسؤاله..
**
Part End
Part 37
أوقف ريكس سيارته حالما وصل الى مخزن بضائع بالقرب من الطريق الذي بدأوا بإستخدامه
مؤخرا ً لنقل بضائهم..
توقفت السيارات الثالث خلفه بينما تلك السيارة التي تتبعهم توقفت في مكان بعيد أضطر
صاحبها الى النزول والتسلل بمفرده لرؤية ما يحدث..
تقدم ريكس من حارس للبوابة الحديدة وأشار له ففتح القفل ومن ثم البوابه..
دخل وبدأ المكان يُضيء بعدما فتح الحارس األنوار فلف ريكس بنظره حول المكان بعدها
إلتفت الى ماثيو والبقيه يقول :أحصوا لي عددها وتأكدوا هل تم فتحها أو ال تزال ُمغلقه
بإحكام..
إنتشروا وكُل واحد منهم بدأ بمجموعة من الكراتين الكبيرة البيضاء وبدأ يتفحصها..
في حين تقدم ريكس من الغرفة الداخليه وجلس على الكرسي أمام شاشة كبيره وبدأ بتفقد
مشاهد الليلة الماضيه حيث ُوضعت البضاعه وحتى اآلن حتى يتأكد من أن ال أحد إقترب..
تقدم ماثيو بهدوء من إحدى الكراتين البيضاء والتي يلتف حولها كمية من ورق النايلون
وفوقهم شرائط خضراء ،إنها محكمة الغلق حقا ً..
لف بنظره حول البقيه الذين يتفقدون الصنادق فإبتسم عندما رأى إثنان منهما يدخنون
السجائر في هذا الوقت..
إتكأ على الجدار وإنتظر مرور عدة دقائق حتى رمى أحدهما سجارته أرضا ً وبدأ بإشعال واحدة
أُخرى وهو ُمستمر بالتفقد..
إنتظره حتى إبتعد تدريجيا ً عن مكان رمي سجارته السابقه ليتقدم هو بعدها من نفس المكان..
أعطى البقيه نظرة أخيره وعندما تأكد من كونهم شارفوا على اإلنتهاء أخرج والعته وخنجره
الصغير من جيبه وجلس أمام أقرب صندوق للسيجارة ال ُملقاه ومن ثم قطع القليل من النايلون
الملفوف بإحكام على الكرتون ومن ثم قطع الكرتون نفسه من الزاوية السفلى..
أخرج منديل قماشي من جيبه وأشعل في طرفه النار وحشره داخل الكرتون بين القوارير
الموجودة بداخله..
وقف بعدها وإبتعد عن مكانه قليالً وقال بعدها :حسنا ً أضن بأن الجميع قد إنتهى ،دعونا
نخرج خارجا ً وننتظر ريكس هناك..
قال أحدهم :ولكن أنا...
قاطعه ماثيو بإنزعاج :أنت ماذا ؟ لقد تفقدنا جميع الكراتين ،هل تريد البقاء أكثر في مكان
مختنق برائحة البضائع!
بعدها إلتفت وخرج فخرج اآلخرين خلفه بقلة حيله وبقيوا حول سياراتهم يتجاذبون أطراف
الحديث..
بينما ماثيو كان يلقي نظرة نحو المخزن بين فترة وأخرى ،من مكان وقوف سياراتهم ال
يُمكنهم سوى رؤية نصف المخزن..
يشعر بالقلق فلم يخرج أي دخان حتى اآلن ،هل إنطفأت تلك النار الصغيره ؟
الكرتون نفسه يقع بالجهة اليسرى من المخزن وهو من مكانه ال يرى سوى الجهة اليمنى
منه لذا سيتفائل ويُخبر نفسه بأن كُل شيء يجري كما خطط..
أما ريكس فقد كانت عيناه ُمستقرتان على الشاشه يُراقب األحداث الماضيه ويبدو بأن كُل
شيء على ما يُرام..
إن كانت البضاعة محكمة الغلق ولم يقترب أحد من المخزن فسيكون هذا أمرا ً جيدا ً ُمبشرا ً..
شيئا ً فشيئا ً بدأت عيناه ال ُمستقرتان هذه تشرد وبدأ عقله يتذكر أمور قديمه جعلت من شفتيه
العبوستين دائما ً تتحركان وتُظهران تلك اإلبتسامة الصغيره عليهما..
هز رأسه ليعود الى أرض الوقع وبدأ يفرك عيناه قبل أن يُعاود النظر الى الشاشه ولكن تلك
الذكرى القديمه لم تغب عن باله..
أدخل يده في جيب بنطاله وأخرج محفضته الصغيرة والتي تحوي على بطائق فحسب..
أخرج صورةً من تحت بطاقة الهويه ونظره بهدوء الى تلك المرأة الفاتنه ذات الشعر األسود..
حرك بأصبعه اإلبهام على وجهها ال ُمبتسم متأمالً مالمحها وبدأ شيئا ً فشيئا ً تتسلل الى أنفه
رائحة دخان جعل هذا يحفز ذاكرته متذكرا ً ليلة الشواء حيث كانت والدته تستعرض قدرتها في
شوي قطع اللحم..
كانت ليلة سعيده ذهب فيها هو وآلبرت وإستيال وفرانس وإدريان الى منزلها ويجلسون في
ساحته منتظرين العشاء..
كانوا صغارا ً للغايه ،أتت لبيت العائله ألخذ إبنها فطلب البقية مرافقته عندما عرفوا بأنها
ستُحضر عشاءا ً مشويا ً..
ال يزال ظهرها ال ُمستقيم أمام آلة الشواء راسخا ً في رأسه..
كان يُحبها ،يُحبها أكثر من أي أحد آخر..
إستيقظ فزعا ً من بحر ذاكرته على دخول أحدهم من الباب المفتوح يقول بخوف :ريكس هناك
حريق!
وقف فورا ً تاركا ً محفضته والصوره أمام الشاشة وخرج ليُصدم من زاوية المخزن الذي
تشتعل فيه النيران..
ال ! هذا خطير!!
البضائع لم تكن سوى بعض المشروبات الكحوليه لذا شعلة نار واحده ستأكل البقيه دون أي
رحمه!!
كيييف حدث هذا ؟!!!
صرخ بالجميع الذين كانوا بالمكان منصدومين وقال :هيّا فلتُطفئوا هذه النار بسرعه!!!
بدأوا يتحركون بشكل غير متوازن ليقول ماثيو وهو رافعا ً حاجبه :وكيف سنطفئها ؟ نأخذ
قوارير بالستك نملؤها من صنابير المغسله ونبدأ بعملية اإلطفاء ؟
إنزعج ريكس ليس من كالمه بل من الحقيقة هذه ليقول شخص آخر :أاتصل باإلطفاء ؟
ريكس بسرعه :إياك!!
ثم إلتفت الى البقيه وقال :البد من وجود نظام طوارئ ،إن لم يعمل بسبب الدخان فأشغلوه
عنوه ،إبحثوا عنه!!
إنتشروا يبحثون عن أي شيء يدل عن كونه نظام طوارئ بينما كان ينظر الى النار التي
إلتهمت حتى اآلن ربع البضاعه!
ُمستحيل ،كيف يمكنه إيقافها ؟
ال يستطيع طلب اإلطفاء فهذا سيفتح باب التحقيق وسيعرفون إنها كحول غير مرخصه ولم
تُدفع ضرائبها حتى!
ال ُمشكلة أن غدا ً هو يوم نقلها وهو منذ اليوم مسؤول عنها ! لما يحدث معه هذا الحظ السيء
اآلن ؟!!
لم تحصل حادثةً كهذا من قبل فلما تحدث ألول مره وعندما يكون هو المسؤول!
إنه ليس الوقت ال ُمناسب بتاتا ً..
أخرج منديله القماشي من جيبه وغطى به أنفه وفمه عندما بدأ الدخان يخنق المكان..
شعر باإلرتياح عندما إشتغل نظام األمان ونزلت رشاشات الماء على النيران الضخمه هذه..
جيد ،لقد وجد أحدهم الزر المناسب..
لم يدم هذا اإلرتياح طويالً حتى قل الرشاش وإنتهى في األخير فلف على أحدهم يقول بصدمه:
لما أطفأتوها ؟!!
تحدث أحدهم يقول :لم نفعل!
علق اآلخر :البد أن خزان الماء مفرغ..
صدم مما سمع بينما إنفجارات النيران وأصوات إشتعالها كان يرعب قلوبهم..ُ
نظر الى النيران التي أكلت نصف البضاعه..
شد على أسنانه فلقد فات اآلوان ،دقيقتان على أكثر تقدير وسينتهي أمر البضاعة تماما ً..
عليه أن يستسلم للواقع المؤلم هذا..
خرج البعض من المخزن بينما قال أحدهم لريكس :إنتهى األمر ،علينا أن نخرج..
هز ريكس رأسه بهدوء فغادر البقيه بينما لحقهم بهدوء وهو يُفكر بطريقة لتعويض كل هذا..
لقد دفعوا أمواالً طائله من أجل هذه البضاعه ،كيف يمكنهم أن يحلوا األمر اآلن ؟
ناهيك عن أن الطرف الثاني من ال ُمفترض أن يستلمها ليلة الغد ! هذه حقا ً ُمعضلة من دون
حل..
ال يُمكنه تخيل ماذا ستكون ردة فعل كارمن مما حدث!!
لقد حاول جاهدا ً الصعود وكسب الثقه وال يُريد ُخسارنها اآلن بسبب حادث أتى ُمصادفه!
شد على أسنانه ينظر الى النيران التي تلتهم كل شيء بالمخزن وهمس للبقية الذين يقفون
بالقرب منه :إياكم أن يصل هذا األمر ال لكارمن وال حتى باتريك..
تبادلوا النظرات وهزوا بعدها رأسهم بالموافقه بينما إبتسم ماثيو بسخريه يهمس بداخله:
"أتمزح معي ؟ لم أفعل كُل هذا كي يتم التستر عليه ،لن أدع لك فرصة لتصحيح األمر أو حتى
إخبارهم بنفسك بطرقك التي قد تهون األمر"
أخرج هاتفه النقال وهو يعود الى الخلف قليالً كي ال يره أحد بعدها أخذ مقطع فيديو قصير
للمخزن الذي تبتلعه النار ومن ثم قام بإرساله..
ومن الخلف بمسافه..
كان ثيو يقف بهدوء ببقعة ال يستطيعون رؤيته فيها وهو ينظر الى ما يحدث هامسا ً بداخله:
"ال أعلم على ماذا كانوا يخططون ولكن يبدو بأن خطتهم بطريقة ما قد فشلت ،أهي بضاعة
عليهم تهريبها أو نقلها ؟ ال أعلم ولكن ما حدث جيد بنظري"
عقد حاجبه بتعجب وإندهاش وهو يرى ريكس يجفل فجأه ومن ثم ينطلق ركضا ً الى داخل
المخزن الذي بالكاد يُرى ما داخله بفعل النيران والدخان..
ماذا يفعل هذا الشخص ؟!!!
في حين صرخ أحدهم يقول :ريكس هذا خطر ماذا تريد ؟!!
لم يجبه ريكس وذهب فورا ً الى الداخل وتفكيره في صورة أمه التي تركها بالغرفة الداخليه..
لم يفكر بالبطائق ووثائقه فالصورة هي األهم ،هي الصورة الوحيده لها التي كانت تنظر فيها
الى الكاميرا بإبتسامه..
يستحيل أن يسمح إلبتسامتها هذه أن تختفي من حياته..
إلتفت أحد الرجال الى ماثيو يقول :ما الذي علينا فعله ؟!!
بقي ماثيو صامتا ً لفتره بعدها قال :ماذا يمكننا نفعل ؟ نحن لسنا أبطاالً أخيار كي نتهور من
أجل متهور أحمق!!
رجل آخر :ولكنه قائدنا و...
قاطعه ماثيو بحده :بشكل مؤقت !! ومن تصرفه هذا تستطيع أن تعرف بأنه ال يستحق هذه
المكانة ُمطلقا ً ،سيدتنا كارمن بالتأكيد لن تُعطيه هذا المركز بتاتا ً بعد أن أثبت فشله بجداره!..
إلتفت الى السيارة وأكمل :سأعود فال سبب يجعلني أبقى أكثر ،البد من أنه شعر بالخزي من
فشله لذا قرر رمي نفسه إما ليقتل نفسه أو ليتشوه ضنا ً منه أن هذا سيُقلل من غضب كارمن
منه..
ركب الى السيارة وهو يقول للسائق الذي أوصلهم :ما الذي تنتظره ؟!!!
نظر السائق الى زميله قليالً قبل أن يتنهد وركب فتبعه رجالن وركبا بذات السياره..
تحركت السيارة ُمبتعده وبقي اآلخرون في مكانهم يتبادلون النظرات حتى قال أحدهم :هو
محق ،ما الذي سنجنيه من بقائنا هنا ؟! أعني ال أحد سيدخل هناك من أجل ريكس ! وعندما
يخرج كُل ما سيفعله هو العودة صحيح ؟ هذا إن لم تحرقه تلك النيران!
صمت قليالً ثم قال :سأعود..
تردد البقيه وشيئا ً فشيئا ً حتى غادر الجميع تاركين ريكس الذي خرج لتوه وجلس فورا ً مستندا ً
على الجدار الخارجي للمخزن الذي يستمر باإلحتراق..
تقدم منه الحارس بقلق وهو يرى مالبسه قد تمزقت بفعل الحريق وقال :هل أنت بخير ؟
ريكس بهمس شديد :يمكنك المغادره والعودة غدا ً..
هز الحارس رأسه ووضع قارورة ماء بجانبه قبل أن يذهب..
فتح ريكس عيناه الحمراوتين التي إحترقتا من الدخان المنتشر ونظر الى سيارته التي أصبحت
وحيدة هناك بدون وجود أي أحد..
همس من بين شفتيه :أولئك األوغاد..
قرر البقاء قليالً ليأخذ قسطا ً من الراحه قبل أن يعود هو أيضا ً فالنار هذه ستتوقف عندما ال
تجد شيئا ً آخر ألكله..
المخزن موجود بمنطقة نائيه ومع ظالم الليل هذا يستحيل أن يرى أي أحد الدخان من بعيد..
ستُطفأ بنفسها دون أن يعلم أحد باألمر..
همس لنفسه :أم علي البقاء حتى تخمد ؟ ال أدري..
ُمحبط للغايه لدرجة عدم رغبته بفعل أي شيء..
فمعضلته هذه دمرته بالفعل وال يدري ماذا يفعل حيالها..
شعر بعينيه تسترخيان وبدا وكأنه سيأخذ غفوة دون أن يشعر بذلك..
تقدم ثيو منه بهدوء ووقف أمامه مباشرةً ولكن لم يتحرك ريكس ولم يفتح عينيه حتى..
نظر ثيو الى ثيابه المتضرره والى بعض الحروق التي أصبحت واضحة في ذراعيه..
نظر بهدوء الى ما يُمسك طرفه بقوة في قبضته وجلس بهدوء أمامه..
لم تكن الصورة واضحه فالسواد يغطيها ولكنه علم بانها صوره..
هل عاد من أجلها ؟!
إذا ً هل تدمرت الصوره او ان السواد هذا مجرد رماد وسيزول ببعض التنظيف..
فتح ريكس عينيه عندما شعر بنفس قريب منه وسقط نظره على رجل أحدهم يجلس أمامه..
ماذا ؟ ألم يغادر الجميع ؟
رفع رأسه ونظر الى ثيو الذي كان وجهه غريب عنه بالكامل..
هو ليس أحد الرجال الذين أتو معه!
إذا ً هو أحد المارين ،هذا ليس الوقت المناسب لوجود متطفلين..
ثيو بهدوء :ماهو هدفك ؟
رفع ريكس حاجبه متعجبا ً من سؤاله!
هذا ليس بسؤال يسأله متطفل !! إذا ً من يكون ؟!!
نظر خلفه فلم يجد أي سيارة قريبه فتحدث ثيو يقول مجدداً :سؤالي واضح يا ريكس ،ماهو
هدفك ؟
ضاقت عينا ريكس وعاود النظر إليه بهدوء وحذر فهذا الشخص بحق ليس بالشخص العادي
..
من ؟!!
ال يمكنه أن يفكر بأحد قد يسأله بسؤال مثل هذا!
أو هل هو من جماعة باتريك ويضن بأنه السبب بإفتعال الحريق ويسأله عن الهدف ؟!!
باتريك هذا أال يمل من الشك!
تحدث ببرود يقول :أيا ً ما كان تقصده بسؤالك فال سبب يجبرني على إجابتك..
بقي ثيو ينظر إليه لفتره وهو يهمس بداخله" :يبدو من ردة فعله العاديه ومن إجابته هذه بأنه
لم يعرف من أكون ! كيف إذا ً يحوم حول آندرو وهو ال يعرف شكل أخاه األكبر والذي يزعج
منظمتهم بإستمرار ؟ هل إستنتاجي كان خاطئا ً! "
ضاقت عيناه وأكمل بداخله" :كال ليس خاطئا ً ،فإن لم يكن هو من يتقرب من أخي ألسباب
خفيه فعلى األقل أحدهم أمره بذلك"
سأله بشكل أوضح يقول :ما هدفك من البقاء مع آندرو وكسب ثقته هكذا ؟
ضاقت عينا ريكس لفتره وهو مصدوم من ذكر إسم آندرو في هذه المحادثه..
ما دخله ؟! ومن يكون هذا ليسأله عنه هكذا!
لحضه!
نظر الى عينيه الزرقاوتين الحادتين وشعر وكأنه ينظر الى آندرو..
قد ال يملكان نفس اللون ولكن عيناهما ذاتها ،هل هو إذا ً أخاه األكبر ذاك ؟!!
نعم ،ال يوجد توقع غير هذا فعلى حسب ما يقول له آندرو فأخاه يالحق منظمة ما والتي قريبا ً
إكتشف بأنها منظمته ذاتها لذا ليس من الغريب أن يُصادفه هكذا..
سحقا ً ،هذا ليس باللقاء الجيد بتاتا ً!
لما اآلن!
سأل ليتأكد من شكوكه :ثيو ؟
ثيو ببرود :بلحمه وشحمه..
شد ريكس على أسنانه ..سحقا ً لحظه السيء الذي يستمر بالتمسك به خالل هذا اليوم بالذات
!!
تكفيه مصيبة واحده هو ليس بحاج ٍة الى المزيد!
إبتسم بسخريه وقال :هل كُنتَ تُراقب صديق أخاك ؟ هذه وقاحه..
نظر إليه ثيو لفتره قبل أن يقول :بل أُراقب أشخاص أوغاد ألكتشف باألخير كونك أحدهم..
ريكس بذات النبرة الساخره :إذا ً ال تنسى أن تحرص على إعالم الجميع بإكتشافك ال ُمبهر هذا
وأولهم أخاك حسنا ً ؟
سحقا ً أصبح عقلي يُفكر بطريق ٍة أكمل بعدها في نفسه" :ماذا تفعل يا ريكس ؟ لما تستفزه ! ُ
حمقاء !! لم أعد أعرف أين الصواب حتى"!
في حين بقي ثيو ينظر إليه بهدوء بالغ قبل أن يعاود سؤاله السابق :ما هدفك ؟
لم يُجبه ريكس بل قرر منع نفسه من اإلستمرار بإستفزازه وتحامل على نفسه حتى إستقام
واقفا ً..
تقدم متجاوزا ً إياه فهمس له ثيو وهو ال يزال على وضعيته ذاتها :إن أصاب أخي خدش واحد
فأنت أول من سأسعى لقتله..
إبتسم ريكس بسخريه وذهب الى سيارته فوقف ثيو بهدوء بعدها إلتفت ينظر الى السيارة التي
تحركت وبدأت ب ُمغادرة المكان..
إلتفت بعدها ونظر الى المخزن التي بدأت النار تختفي تدريجيا ً فلم يعد هناك ما يمكنها أكله
بينما الجدار والسقف كان بصحة جيده فلقد تميز المخزن بسقف مرتفع وبجدران قويه..
تنهد وبقي ينظر الى النار لفتره قبل أن يهمس :إنه واحد منهم ولكنه في الوقت ذاته مكروه
بينهم فلقد تخلوا عنه ببساطه..
أخرج هاتفه النقال ومثّل كونه عابر سبيل وهو يُبلغ عن حادثة حريق..
على األقل سيُسبب لتلك المنظمة بعض المشاكل..
إلتفت وغادر المكان..
***
juonyour30
7:40 am
دخلت إليان عبر بوابة الكلية متجهه ُمباشرةً نحو غرفة محدده..
كان وجهها جادا ً وبالكاد سيطرت على مالمحها كي ال تُظهر أي ضيق أو غضب من الهمسات
التي تسمعها طوال مرورها من بين الطالب لدرجة أن أحدهم رفع صوته مخاطبا ً إياها بسؤال
مستفز ولكن لم تدع له فرصة إكمال سؤاله فقد جعلته يتوقف من تلقاء نفسه غاضبا ً عندما
غادرت وتجاهلته تماما ً أمام الجميع..
دخلت الى مكتب أحد المسؤولين الكبار ووقفت أمامه تقول ببرود :أُريد تحقيق شامل..
رفع المسؤول رأسه وعندما وقعت عيناه عليها قال ببعض اإلنزعاج :أال تعرفون كيف
تُطرقون الباب قبل أ....
قاطعها مد يدها بورقة أمامه تقول بنبرتها الباردة نفسها :هذا ُمحامي رسمي وكلته بالتحقيق
وهذه ورقة رسمية لكي توقعوا على الموافقه ،عليه أن يتعاون معكم في مسألة التحقيق مع
ُكل شخص ينتمي الى القسم الذي أدرسه سواءا ً كان طالبا ً أو معلما ً ،إداريا ً كان أو حتى منظفا ً
! الجميع عليه التعاون ومن يرفض ستتوجه إليه أصابع اإلتهام..
أبعدت يدها عن الورقه وأكملت بهدوء :فلقد قدمتُ شكوى الى وزارة التعليم الوطني بتهمة
سمعه ومحاولة إلصاق تهمة كاذبة بي.. تشويه ُ
إتسعت عيناه بصدمه ووقف من فوره يقول بعدم تصديق :أيا ً كان ما حدث فعليك إرسال
شكواك الى رئيس قسمك وسيتم حل األمر بدالً من أن تجعلي األمر يصل الى الوزارة و....
قاطعته ببرود :سيأتي مبعوث منهم ويتحدث معك عن تفاصيل التحقيق الذي سيحدث ،كان
لطفا ً مني أن أُخبرك باألمر حتى تستعد وتعرف كيف تستقبل المبعوث بلطف..
بعدها إلتفتت وغادرت الغرفه..
مشيت وهي تنظر الى الفراغ بعينين حادتين وتهمس بداخلها" :أُقسم بأني سأخرس جميع
األلسنه وسأُعاقب ال ُمتسبب بأعسر عقاب قد يخطر بباله"
إصدمت حقيبتها بيد أحدهم مما جعله يفقد تركيزه قليالً وتُرمى كتبه وأغراضه أرضا ً..
لم تصدر منها أي ردة فعل بل إستمرت بالمشي وكأن ال شيء قد حدث ،حتى نظرة واحده لم
ترمها على هذا الرجل..
بينما دُهش وإلتفت فورا ً الى الفتاة الوقحه التي مرت وأخطأت وغادرت دون حتى إعتذار
ولكن غضبه تالشى عندما وقعت عيناه عليها..
إنها إليان!!!!
هذا غير معقول ! كيف عادت ؟!!
لقد ُوضعت بموقف ُمحرج وأمثالها من الطلبة المتفوقون ينهارون تماما ً عند أول حادثة كبيره
تُشكك بجهدهم!
لم يتوقع عودتها بالمره!!
ضاقت عيناه وهمس :ولكنها لن تستمر ،لن تحتمل مضايقات الطلبه ،مسألة وقت وستُعاود
اإلختفاء..
إبتسم بسخريه ،فربما أصالً أتت لهذا اليوم كيف تنتقل الى مدرسة أُخرى..
لم أغراضه بإبتسامة عندما تقدمت طالبتين ل ُمساعدته بعدها إلتفت وغادر بهدوء..
***
8:00 am
نظرت آليس الى أرجاء المنزل نظرة أخيره وهي تحمل بين يديها الظرف الذي يحوي الصور
ورسالة ذلك المسن الطيب..
لقد عادت الى هذا المنزل من أجل إستعادتهما فتلك هي صور عائلتها الغاليه وال تُريد
ُخسارنها..
فتحت دوالب المالبس لتجد تقريبا ً أربع قطع مالبس لشابة بمثل عمرها ،لقد تم اإلهتمام بها
حقا ً من طرف المسن ومن معه..
مر برأسها صوت فرانس وهو يحذرها من الثقة بأحد..
أخذت نفسا ً عميقا ً بعدها سحبت قبعةً سوداء وحيده ووقفت أمام المرآة..
لمت شعرها كله الى األعلى جيدا ً وغطته بالقبعه..
حسنا ً ،قبعة سوداء ومعطف عادي ال يبدو نسائيا ً على اإلطالق ،هذا أعطاها مظهرا ً رجوليا ً
كاف من أجل وجهتها القادمه.. بعض الشيء ،هذا التنكر البسيط ٍ
خرجت من المنزل وذهبت الى أقرب شارع وبقيت واقفةً لدقائق قبل أن توقف سيارة أجره..
جلست خلفه وأعطته عنوانا ً حفظته عن ظهر قلب منذ أن أعطاها إياه ريكس..
خالل دقائق توقفت السياره ودفعت أجرته قبل أن تنظر الى جهة المنزل ببعض التردد..
في آخر مره تم أخذها منه عن طريق ذاك الرجل األصلع وجماعته ال ُمخيفه..
البد من أنهم ال يزالون يُراقبون المكان..
عليها أن تكون حذره وتتصرف وكأنها شاب أتى لزيارة صديقه..
رنت الجرس وخالل ثوان أتاها صوته يقول :من ؟
إبتسمت نصف إبتسامه فيبدو بأنه من بعد حادثة إقتحام تلك العصابة لمنزله وهو حذر في
تصرفاته..
أجابته بهدوء :إنها أنا..
لثوان قليله حتى فتح لها الباب فإبتسمت ودخلت تقول :مرحبا ً دانييل.. ٍ لم تسمع ردا ً منه
أجابها باإلبتسامة ذاتها :أهالً بك..
ثم ألقى نظرةً خاطفه باألرجاء ولكنه لم يرى أي أحد بالجوار..
أقفل الباب جيدا ً ثم لحق بها الى الصالة الصغيره يقول بشيء من القلق :ما الذي حدث معك ؟!
ألم يختطفك ذاك األرعن وجماعته!
جلست وإبتسمت له تقول :وهربتُ منهم..
تردد قليالً فقالت :ال تقلق ،لن أبقى كثيرا ً..
دُهش وقال بسرعه :هذا ليس ما عنيته البته!!
أنزلت القبعة وتركت شعرها ينسدل على كتفيها وهو أخيرا ً قد عاود لونه الطبيعي األشقر
وأصبحت الصبغة القديمة البنيه تزين أطرافه السفليه فحسب..
نظرت إليه قليالً بعدها قالت :ماذا ؟ ألن تُقدم لي شيئا ً ..؟
إعتذر فورا ً يقول :آسف ،ماذا تريدين أن تشربي ؟
آليس :حليب ساخن فلقد تجولتُ اليوم كثيرا ً ودخل البرد الى عظامي..
لتُكمل بعدها بهمس وكأنها تُكلم نفسهاُ :رغم أنه حذرني من الخروج من المنزل..
ذهب دانييل ليُحظر لها الكوب وهي تنظر إليه لفترة ليست بالقصيره وسألته بعدها :كيف حال
إصابتك ؟
إبتسم يقول :ال تقلقي ،أنا بخير..
آليس :هل عاودوا الرجوع الى هنا ؟
دانييل :ومجددا ً أقول لك ال تقلقي ،نعم عادوا ولكن شرطيا ً يبدو بأنه ليس بشرطي عادي كان
بإنتظارهم وقبض عليهم ومنذ يومها لم أرى أي أحد..
عقدت حاجبها تقول :شرطي ؟ هل إتصلتَ إذا ً على...
قاطعها :كال كال لم يحدث..
إلتفت وتقدم إليها واضعا ً كوب الحليب الساخن أمامها بينما جلس على أريكة قريبه وهو
يُمسك بكوب آخر وضع فيه بعض القهوه المفضله لديه..
أكمل كالمه يقول :أال تعرفينه ؟ يملك عينان زرقاوتان وشعر حالك السواد ! لقد كان يبدو
وكأنه على معرفة بك!
عقدت حاجبها بتعجب تُفكر بموصفات كهذه..
حسنا ً ريكس يملك شعرا ً حالك السواد ولكنه ليس بشرطي بل مجرم وغد..
وهناك أيضا ً أبناء عمه فرانس وكين واآلخر الكبير وكلهم يمتازون بشعورهم السوداء ولكن ال
تضن بأن أحدهم شرطي..
رغم أنها ال تعرف ما نوع عمل ذاك األخ الكبير إال أنها ال تتذكر كونه يملك عينان زرقاوتان..
من إذا ً ؟
أجابته :كال ،ال أعرف شخصا ً بهذه المواصفات..
ت فاقده لذاكرتك فلذا من المحتمل أال تتذكريه.. تعجب للحضات قبل أن يقول :أوه نسيت ،أن ِ
تنهدت بهدوء فهو ُمحق بذلك ،البد من أنه شخص مما كانت تعرفهم قبل فقدانها لذاكرتها..
سألته :وكيف قابلته ؟
دانييل :بدا لي وكأنه يتعقبك فلقد أتى وسألني عنك وعندما أخبرته عما حدث بدا عليه
اإلنزعاج منه وكأنه كان يعلم بأن هذا قد يحدث..
بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت :إذا ً كيف أمسك بهم ؟
دانييل :عادوا بعد فتره على حسب توقعاته وكان بإنتظارهم ،إستفز زعيمهم ليتصرف عكس
القوانين وقبض عليه بسببها..
هزت رأسها بهدوء دون أن تُجيبه..
علق وقال :لقد أعطاني رقمه في حال سمعتُ شيئا ً عنك أو تواصلتي معي ،هل تريدين أن
أُخبره ؟
ال تعلم لما ولكنها منذ أن إستيقظت صباح اليوم وجملة فرانس ال تغب عن عقلها وال لمره..
لذا ،لن تثق بأشخاص ال تعرفهم ،وأيضا ً ال ترى داعيا ً من مقابلته فهدفها هو واحد ال غير..
إيجاد أختها الصغرى..
قالت :كال ،على أية حال دانييل لقد عُدتُ لسبب واحد فحسب ،سؤال واحد أُريدك أن تُجيبني
عليه..
ظهر التعجب على وجهه وقال :ماهو ؟
صمتت لفتره ثم سألته :ما إسمي ؟
عقد حاجبه يقول :سؤالك غريب ،هل أتيتي من أجل هذا السؤال فحسب ؟
هزت رأسها باإليجاب فقال :أخبرتُك سابقا ً به ،هل نسيته أم ماذا ؟
آليس :آسفه ولكن أريد أن أسمعه مجددا ً..
صمت لفتره قبل أن يقول :هل إستعدتي ذاكرتك ؟
هزت رأسها بالنفي فقال :أمرك غريب..
آليس :هل سؤالي صعب الى هذه الدرجه ؟ مابك!
تنهد وقال :حسنا ً ،لقد كان ليندا..
نظرت إليه لفتره بعدها سألته :أتتذكر إسم والدي أيضا ً ؟
دانييل :ليس تماما ً ،ولكنه كان من األسماء ال ُمتداوله ،شيء يدخل فيه حرف السين أو ما
شابه..
آليس وببطئ :أتقصد فـيـنـ...
وصمتت فقال بسرعه :أجل تذكرت لقد كان فينسنت..
بقيت تنظر إليه لفتره وعقلها يكاد يُجن..
العالم من حولها يقول بأن إسم والدها هو فينسنت ،وقبل وقت قصير تذكرت ذكرى صغيره
لشخص ما يُناديها برين..
في البدايه من بعد هذه الذكرى أيقنت أن دانييل يكذب عليها لسبب ما وقد أتت لتعرفه ولكنها
فوجئت بكونه يعرف إسم والدها!
صحيح لم يتذكره ُمباشرةً ولكنه يعرفه!!
في هذه الحاله ماهو إسمها حقا ً ! ليندا أم رين ؟!
هل هذا على حق ؟ إذا ً ما سبب ذكراها تلك ؟
إنها حتى لم تستطع تذكر وجه من نادها بهذا اإلسم..
لقد كان رجالً ،إن لم يكن والدها فمن ؟
صديق لها ؟
هذا ليس ما يهم ،األهم هو أمر إسمها هذا..
سألته :هل أنت واثق من أن إسمي هو ليندا ؟
تعجب وقال :هل هناك خطب ؟ ال يمكنني فهم إصرارك في هذا السؤال!
أشاحت بنظرها تنظر الى كوبها لفتره قبل أن تهمس :أملك أخت صغرى ،هل تعرف إسمها ؟
أجاب بعد فترة صمت :أعتذر ،عالقتنا لم تكن قوية لذا ال يُمكنني تذكر أنك تملكين أُختا ً أصالً
..
تنهدت ونظرت الى عينيه لفتره قبل أن تقول بهدوء وهي تُراقب ردة فعله :لقد تذكرتُ إسمي
وهو لم يكن ليندا..
إتسعت عيناه للحضه بعدها عاد الهدوء على وجهه وهو اآلن بات يعرف سبب إصرارها على
ذكر إسمها..
رشف القليل من كوبه ولم يُعلق على كالمها ُمطلقا ً..
قالت له بهدوء بعدما طال صمته :أخبرني ريكس بهذا ،لم يقلها ُمباشرةً ولكنه كان يُلمح
لمسألة أنك كاذب..
عقد حاجبه ونظر إليها فأكملت :قال لي جملة لم أفكر فيها مطلقا ً ولكن بعدما إستعدتُ ذكرى
إسمي راجعتُ جملته وفكرتُ فيها وتذكرت الموقف الذي حدث عندما ذكرت هذه الجملة لك..
دانييل :فسري كالمك..
آليس :غضبتُ عليه جدا ً عندما طردك من أمام المنزل وغضبتُ أكثر عند معرفتي بعودتك
وطردك مجددا ً ،في األخير أعطاني عنوانك وقال لي أخبريه عن حالك اآلن وعن كونك لم
تعودي تعيشي معنا..
نظر إليها بهدوء فأكملت :عندما أتيتُ إليك أخبرتُك بهذا ،عن كوني لم أعد معهم فسألتني
متى سأعود للعيش معهم ،ولما أخبرتُك بأني قطعا ً لن أفعل بدت الصدمة الكبيرة على وجهك
ونطقت بجملة لم تستطع إكمالها بسبب رن الجرس وحظور المجرمين آنذاك..
صمتت للحضه ثم سألت :هل ما أُفكر به صحيح ؟ أعني حتى عندما فتحت لي اآلن لم تُبدي
سعادة كبيره بوجودي كما كُنتَ تفعل سابقا ً ..أخبرني الصدق يا دانييل..
بقي ينظر إليها لفتره ليست بالقصيره بتاتا ً..
لم تُعلق ولم تُكرر سؤالها وبقيت هادئه تنتظره يتحدث حتى قال أخيرا ً بهدوء :عندما أتيتُ
للمنزل للمرة الثانيه شاهدني المدعو بريكس ،حاولتُ أن أكون لطيفا ً معه ولكنه قال لي بشكل
ُمباشر "أنا أعرف أشكالك ،تتظاهر بكونك تتذكر الفتاة فقط كي تحصد المال من العائله الثريه
صدمت من كالمه وحاولتُ الدفاع ولكن ردوده كانت ُملجمه وطلب لي األمن التي تهتم بها" ُ ،
وقتها..
وسكت بعدها فقالت :إذا ً ...كان ُمحقا ً ؟
إبتسم نصف إبتسامه وأجاب :حسنا ً ،تقريبا ً..
دُهشت للحضه فشرب رشفة من كوبه ثُم نظر الى عينيها وأكمل :ولكن لدي أسباب أُخرى
ت ُمهتمة بسماعها ؟ أيضا ً ..هل أن ِ
بقيت تنظر إليه بهدوء قبل أن تُشيح بوجهها تنظر الى الفراغ وهي تهمس :ال..
لقد ،صدمها..
أكثر مما تعتقد..
وثقت به ورأته طوال الفترة الماضيه حبل نجاتها وخيط أملها ولكن كُل هذا كان سرابا ً وكذبا ً..
تحدث متجاهالً إجابتها قبل قليل وهو يقول :أنا شاب عاطل أكثر مما تتخيلين ،أُريد المال ،أنا
حقا ً أُريده بأي طريقة وثمن وحينها وقعت صورة بالغ إختفائك بين يدي ،و ُهنا كان الفرج..
شدت على أسنانها لتقول دون أن تلتفت إليه :أخبرتُك بأني لم أعد أُريد سماع شيء منك..
أكمل من دون ُمبااله :العنوان الموضوع كان ينتمي لعائلة ثريه وهذا يعني المجد بالنسبة لي ،
لن أتظاهر بكوني من عائلتها ألنه حينها سيتحتم علي أخذها من عندهم ،لذا تظاهرتُ بكون
جار قديم ،مثل هذا التظاهر سيجعلني قريبا ً من هذه العائله وبكل شهامة سأتطوع للبحث
بنفسي عن عائلتها لكوني أعرفهم لذا حينها سيدفعون لي األموال ك ُمساعدة لي في بحثي ،
أردتُ إستنزاف أموالهم بهذه الطريقة شيئا ً فشيئا ً..
آليس بهمس :يكفي ،أنت قذر في عيني لذا ال تُحاول أن تبدو أكثر قذارة مما أنت فيه..
دانييل بشيء من اإلحباط :ولكن إبن العائله أبدى عدائية كبيرة تجاهي وهنا شعرتُ بأن خطتي
في طريقها للفشل وخاصةً بعدما قابلته للمرة الثانيه..
نظر إليها وهي ال تزال تُشيح بنظرها عنه وقال :ولكن أخبرتُك فهذا ليس سببي الوحيد..
صمت قليالً بعدها قال :صورتك لم تكن غريبةً عني ،تذكرت فتاة ما رأيتها قبل فتره كانت
ت بالفعل.. ت وحينما قابلتُك تأكد لي هذا الضن فلقد كانت أن ِ تُشبهك للغايه لذا ضننتُ بأنها أن ِ
ضاقت عيناها للحضه فأكمل :ال أعتقد بأنك ستتذكريني حتى لو لم تكوني فاقده لذاكرتك ،أنا
حتى لم أرك سوى لمرة واحده برفقته ،برفقة وغد سافل أكرهه حتى الموت ،شعرتُ بأنه
عندما أستغلك سأكون بهذا إنتقمتُ منه ،وهذا الذي جعلني ال أعرف إسمك مطلقا ً ولكني
بال ُمقابل أعرف إسم والدك..
إلتفتت ونظرت إليه فقال :آسف لكوني وغدا ً ولكن ضعي اللوم عليه وليس علي..
وقف وأخذ كوبه الى ركن القهوة الخاص به كي يملئه من جديد وهو يُكمل :لذا أنصحك من
اآلن وصاعدا ً اإلبتعاد عني فكرهي لذلك الوغد شديد لذا لن أتردد بإستغالل وأذية كُل من لهم
عالقة به..
إبتسم وأكمل :وإعذريني ألني لن أُجيبك عندما تسأليني عن هويته ،فهذا أيضا ً نوعا ً من
اإلنتقام ألني أعرفه جيدا ً ،لو سمع فقط بكونك مختفيه فسيقلب العالم على رأسه بحثا ً عنك ،
هذا يُسعدني وال أريد منه أن يجدك ُمطلقا ً..
تنهد وهمس :آسف ألني وغد الى هذه الدرجه ..لو عرفتي ما فعل بي لعذرتيني على هذا..
همست بنبرة حقد :يستحيل أن أعذرك..
إبتسم وقال :سنرى حينها..
تركت كوبها وعاودت إرتداء قبعتها قبل أن تلتفت وتخرج الى الخارج..
إتكأت بظهرها على جدار المنزل الخارجي قبل أن تهمس :إنه وغد حتى النُخاع..
***
1:34 pm
خرج آندرو من أحد مكاتب الدكاتره وعالمات الضيق واضحة للغايه على ُمحياه..
مشي بخطوات شبه سريعه وعيناه تدوران بالمكان على أمل أن يُصادفها فهذا المبنى يحوي
على فصولها الدراسيه التي تتردد إليها..
يريد رؤيتها وفي الوقت ذاته ال يريد فال زال يشعر ببعض الخجل منها بعد تلك الحادثة
المزعجه..
تباطئت خطواته تدريجيا ً وهو يراها تقف ببرود مع زميلتها أمام شابان على نهاية الممر..
تردد بعض الشيء ،هل يُحادثها أو ال ؟
ولكن ال يستطيع ،يُريد أن يوصل إليها وجهة نظره فما تفعله خطير وقد يضرها..
هو ال يريد لها الضرر ُمطلقا ً..
شاهدها ترحل من أمام الشابين الغاضبين برفقة زميلتها فعرف أنهما كانا يضايقانها وكعادتها
ردت لهم األمر بشكل مضاعف..
إبتسم وهمس :إنها تُشابه ريكس في الردود ال ُملجمه..
تنهد وقرر أخيرا ً اللحاق بها والتحدث معها رغم أنه يخشى ردة فعلها..
خرجا الى الساحة الخارجيه وبعد أن مشيا فيها لخطوات جائهما صوت آندرو يقول :لحضه يا
فتيات..
توقفتا وإلتفتتا الى الخلف لتتسع عينا إحداهما والتي لم تكن سوى إليان وعندما إلتفت مجددا ً
لتتجاهله كان قد جائها من األمام وإعترض طريقها..
تنهد وقال :هل يُمكنني أخذ بضع دقائق من وقتك ؟
إحتدت نظراتها الحاقده وهمست :ال أتحدث الى ُمجرمين..
وعندما مشت يسارا ً لتتجاوزه قطع طريقها ُمجددا ً يقول :خمس دقائق فقط إيلي ،صدقيني..
شعرت بالغضب وقالت بحده :ال تنادي بهذا اإلسم!
نظرت جيسيكا إليهما قليالً قبل أن تلتفت وترحل قائله :سأسبقك الى الخارج..
إتسعت عينا إليان بدهشه وهي ترى صديقتها ترحل وتتركها!
أال تعلم هذه عن مقدار كرهها له فلما ترحل وتتركها معه ؟!!
ت بقوة غير متوقعه ولكن ما جائها صوت آندرو الهادئ يقول :أنا سعيد لكونك لم تُكسري وعُد ِ
تفعلينه خطأ..
نظرت إليه بحده فأكمل كالمه :أوافقك بأمر التحقيق هذا ولكن أُعارضك في إدخال حتى
دكاترتك ضمنه ! هذا ليس جيدا ً لك إليان ،سوف تزرعين الكراهية فحسب بينك وبينهم !
عالقات الثقه واإلعجاب التي بنيتِها طوال العام الماضي وهذا العام ستتهدم تماما ً وستحكمين
على نفسك بالتعاسة في بقية سنوات دراستك ،أنا أحدهم ومن بينهم لذا أعرفهم حق المعرفه
،لن يتوانون في الضغط وحتى اإلنتقام بكُل الطرق سواءا ً بالبحوثات أو اإلختبارات ،مهما
ت ذكيه ومجده فال أضمن أنك ستجدين درجات تُعادل جهدك ،صدقيني إليان.. كُن ِ
ضاقت عيناها تقول :رغم معرفتك بكوني أتعب وأنزعج من مجرد رؤيتك تأتي بكل وقاحه
وتُحادثني!
زادت الحدة في صوتها تقول :كف عن التصرف وكأنك تهتم ألمري ! هذا يشعرني بالغثيان !
أخبرتُك أن تتظاهر وكأنك غريب تماما ً عني لذا إستمر بذلك ودعني أتصرف وفق هواي أنا
فأنا لستُ طفلة لتُشكك بقراراتي!!
بعدها إلتفتت وغادرت من أمامه وهو ينظر إليها بهدوء تام قبل أن يهمس :لما ال يُمكنها أن
تُفكر بعقالنيه ولو قليالً ؟
"هذا يشعرني بالغثيان"!
ضاقت عيناه ببعض الضيق قبل أن يخرج ويذهب الى سيارته عائدا ً لمنزله..
***
3:12 pm
نزل ريكس من سيارته ودخل بهدوء الى منزل كارمن الشاسع والذي يكفي لتواجد أعضاء
منضمتها بشكل دائم..
إتجه بهدوء الى حيث يكون باتريك حتى وصل الى غرفة أنيقه يجلس فيها باتريك على األريكة
وهو يتحدث مع بوفير الذي يجلس على أريكة أُخرى..
توقفا عن الحديث عندما دخال عليهما فتقدم جلس على أريكة أخرى في حين سأله باتريك:
أحقا ً ما سمعت ؟
لعنهم ريكس بداخله فهم لم يكتموا األمر كما طلب منهم ،على أية حال أمر كبير كهذا لم يكن
ليظل طي الكتمان لفترة طويله..
أجابه بهدوء :أجل صحيح..
شعر باتريك بشيء من الغضب وهو يقول :وتُجيبني ببرود أيضا ً ! إنها كارثه إن كُنت ال تعي
حجم األمر..
نظر ريكس إليه وقال :أعلم هذا ،أنا المسؤول لذا سأتصرف في األمر..
تحدث بوفير يقول :أال تعلم بأن الشرطة صباح اليوم بدأت بالتحقيق حول المخزن ؟
عقد ريكس حاجبه وبشكل ُمباشر طرأ برأسه صورة ثيو ،يبدو بأنه من بلغ عن األمر..
أكمل بوفير حديثه :المخزن تحت إسم مزيف وأوراق مزيفه ،األمر لن يمر مرور الكرام على
الشرطه وسيكثفون التحقيقات وقد تطول ،واألسوأ أن المخزن قريب من منطقة تهريب
بضائعنا لذا لن يمكننا طوال تلك الفترة أن نفعل أي شيء وستتوقف أعمالنا لفترة غير
محدوده ،هذا إذا ً لم تسوء األمور ويجدون خيطا ً قد يدلهم علينا أو على أحدنا على األقل ،
األمر مخيف بالكامل فهل حقا ً أنت تعي حجم هذا األمر ؟ ناهيك عن األشخاص الذين قد وقعوا
عقودهم معنا ! كيف سنسلمهم البضائع ؟ ال تنسى بأن أهمهم موعد تسليم بضاعته هو الليله
! وبضاعته هذه دُمرت بالكامل ! ماذا ستفعل ؟ كيف ستحل األمر ؟
لم يُجبه ريكس على تساؤالته الصعبة هذه..
هو يعلم حجم هذه الكارثه ولكنه لم يستطع التوصل الى أي طريقة لحلها وخاصةً لحل أمر
البضاعة التي دُمرت باألمس!
باتريك بهدوء :كيف نشب الحريق في المخزن ؟
ريكس :ال علم لدي..
باتريك :توجد كاميرات لداخل المخزن أيضا ً فلما لم تتفقدها ؟
ريكس بهدوء :كُنتُ منشغالً بتفقد الكاميرات الخارجيه وعندما نشب الحريق لم أملك وقتا ً
لتفقدها وخاصةً أنها البد وأن تكون تضررت أيضا ً..
باتريك :ماذا لو لم تتضرر غرفة الكاميرات يا ريكس ؟ أتعلم ما يعنيه هذا ؟
إتسعت عينا ريكس بدهشه فهو لم يُفكر في هذا األمر مطلقا ً..
التسجيالت ال ُمباشره البد من أنها إلتقطته هو ومن معه عند دخولهم للمخزن!
صورته بالتأكيد ستصبح بين يدي الشرطه!
باتريك :نظرا ً الى صدمتك فهذا يعني بأنك لم تُدمرها !! لقد قالوا لي عن كونك هرعت الى
الداخل لذا ضننتُ بأن السبب هو تدمير األدله ،إن لم يكن هذا سببك فماهو ؟
لم يُجبه ريكس على سؤاله فقال باتريك بهدوء تام :هل الحريق جاء ُمصادفه أم أنه ُمتعمد ؟
نظر ريكس إليه في حين عقد بوفير حاجبه يقول :ماذا تقصد ؟
تحدث باتريك يقول وعينيه على ريكس :أجبني على سؤالي..
بقي ريكس ينظر إليه بهدوء تام قبل أن يقول :كثرت الشكوك قد تدعو الطرف اآلخر الى
الخيانه..
باتريك :ماذا لو كان خائنا ً من األصل ؟
ريكس :أثبتها باألدلة أو أغلق فمك فالشك لوحده ليس دليالً إال على كون روحك ضعيفه..
باتريك ببرود تام :مقاطعة ******* شارع الـ***** شقه ثمانيه بالعمارة السادسه ،أتعرف
هذا العنوان ؟
إتسعت حدقتا عين ريكس فهذا هو عنوان الشقة التي إستأجرها ليُخبئ فيها آليس لفترة من
الزمن ،كيف عرف عنها ؟
هل ....قبضوا عليها ؟
ال ،لن يتسرع بالحديث..
ً
أجابه ببرود :من الوقاحة أن تبحث خلف أمور خاصة بي ال عالقة لها بعملنا..
باتريك :أوليس من الغريب أن تُستأجر الشقة في ذات اليوم الذي هربت فيه تلك الفتاة ؟
ريكس :الشكوك العقيمة ال أرد عليها..
ت بذكرها ،يبدو بأنها سمعت لكالمي ولم تفتح الباب ألي طارق ، وأكمل في نفسه" :لم يأ ِ
غريب منها هذه الطاعة ال ُمطلقه" ..
باتريك :ماذا تُفسر إذا ً وجود متعلقات نسائيه في الشقه ؟
حافظ ريكس على مالمح وجه من الدهشة التي حلت عليه..
هذا يعني بأنه فتش فيها!!
لحضه ؟ متعلقات نسائيه ؟!!
إذا ً لم يجدوها بالداخل..
إبتسم بسخريه هامسا ً لنفسه" :كُنتُ أعلم بأنها يستحيل أن تُطيعني" ..
باتريك :لم تُجبني ؟
وقف ريكس وقال بسخريه :ربما كُنتُ أُخبئ فيها خليلتي السريه ،وربما إستأجرتُها ألُختي
التي تركت المنزل منذ أيام ،الخيارات كثيره فكر بها ألني حتما ً لن أعطيك إجابة..
بعدها أكمل بهدوء :وأتمنى بأن تكف عن التقصي خلفي ألني ضقتُ ذرعا ً بك وصدقني سأرفع
شكوى بخصوص أفعالك هذه..
بعدها إلتفت متجها ً الى الخارج فقال بوفير :لحضه ريكس ماذا بخصوص حادثة المخزن ؟!!
نحنُ هنا كي نناقشها و...
قاطعه ريكس :مشكلتي وأنا من سيحلها..
بعدها خرج وأغلق الباب خلفه فنظر بوفير الى باتريك يقول :وماذا عنك ؟ لما بدأت بخلق
شكوك خارج مجال حديثنا ؟ أتعجب ألمرك حقا ً!
خرج ريكس وفتح هاتفه وأرسل رسالة الى آليس يتمنى فيها أن تسمع كالمه لهذه المرة على
األقل..
في الجهة األُخرى..
كانت آليس تمشي بهدوء تام على الرصيف وشاردة الذهن تماما ً..
أخرجت هاتفها عندما وصلها صوت رسالة ما ففتحتها..
عقدت حاجبها وهي تقرأ "الشقة ُمراقبه ،ال تعودي إليها وسأُدبر لك مكان آخر قبل أن ينتهي
هذا اليوم" ..
ً
نظرت الى الرسالة بهدوء لفتره بعدها نظرت الى العمارة التي أصبحت قريبة منها للغايه..
تنهدت وإلتفتت تتجه الى المقهى لتجلس فيه حتى يرسل لها ُمجددا ً..
إبتسمت هامسه بسخريه :غريب ،لما أنا أستمع إليه ؟
***
4:33 pm
***
4:56 pm
مشي بسيارته بهدوء في هذه المنطقه وهو يرمي بنظراته يُمنةً ويُسره..
لم يرى أي شيء غريب لذا لو كان ُهناك من يُراقب فهو بالتأكيد يُراقب العمارة فحسب لذا
الشارع الذي يفتح عليه باب المقهى هو بعيد عن األنظار وبزاوية حادة أيضا ً..
أوقف سيارته أمام المقهى ومن مكانه نظر الى األشخاص الذين بالداخل عبر الزجاج الكبير
على طول مقدمة المقهى..
عقد حاجبه عندما رأى شخصا ً يرتدي معطفا ً ويلبس قبعة تُغطي ُمعظم مالمحه ..هو الوحيد
الذي لم يلمح مالمحه كالبقيه إذا هذه هي من دون أدنى شك..
حسنا ً من الجيد أن تعي الخطر الذي هي فيه لذا تُخفي نفسها جيدا ً..
أخرج هاتفه وأرسل رسالة لها وبعدها راقبها من مكانه..
شاهد هذا الشخص يُخرج هاتفه النقال وينظر إليه وبعدها يلتفت الى الزجاج لينظر الى
السيارة التي تنتظر في الخارج..
كما توقع لقد كانت هي..
خالل دقيقتين كانت قد خرجت من المقهى وجلست بجواره فحرك سيارته قائالً :من الخطر أن
أستأجر لك شقة أُخرى فعلى ما يبدو بأنهم يراقبون مخرج مصروفاتي لذا يعرفون كُل شيء
أشتريه أو أستأجره عن طريق البطاقه..
أكمل بعدها :وال يُمكنني سحب مبلغ مالي وأدفع المبلغ مباشرةً فهذا سيزيد شكوكهم ليس إال
..
بعدها صمت لفترة ليست بالقصيره فهمست له :أُريد التحدث معك على إنفراد..
أجابها :ليس اليوم فلدي عمل مهم علي انجازه..
نظرت إليه آليس لفتره بعدها قالت :لن أُطيل حديثي ،نصف ساعة ستكون كافيه..
رد بعد فترة صمت قصيره :حسنا ً ال بأس..
أكمل في نفسه" :ربما تكون هذه المرة الوحيدة التي أستطيع محادثتها فأنا على يقين بأن
باتريك سيتمادى ُمستقبالً ويُعين أشخاصا ً ليُراقبوا تحركاتي"
بعد فترة من الوقت توقف أمام منزل ..بل قصر كبير كئيب المظهر فلقد نمت األحشاش على
جدرانه الخارجيه وأصبح يبدو كمسكن لألشباح..
نظر إليها لفتره بعدها قال :ستبقين ُهنا ،ال يغرك المظهر فهو آمن وخالي من األشباح إن
ت تخشينها ،فقط ال تُغادريه مطلقا ً ،ستجدين غرفة واحده مرتبه ونظيفه وصالحه للنوم.. كُن ِ
أكمل بعدها :ال بأس سأُريك أين هي..
أمسك مقبض بابه ولكن رن هاتفه جعله يتراجع ،أخذ الجوال كي يرى المتصل في حين نزلت
آليس وأغلقت الباب خلفها تنظر الى المظهر الخارجي للمكان..
بقيت عينا ريكس المدهوشتان ُمعلقتان على الهاتف وهو يرى إسم أخته إليان!
هي ...منذ فترة طوييله لم تتصل به ُمطلقا ً!!
لما اآلن ؟! ماذا حدث ؟!
أجاب عليها ليسمع صوتها تقول :ألو ؟
رد :أهالً إليان..
بقيت صامته لفتره قبل أن تقول :يُقززني أن أتصل بمجرم ولكن لم أجد غيرك ليُساعده..
شعر بضيق من جملتها األولى قبل أن يسأل :يساعده ؟ ماذا تعنين ؟!
بدأ التوتر والخوف في صوتها وهي تقول :إيدن ،إنه مريض للغايه لدرجة أنه يسعل دما ً ،
يجب أن يرى الطبيب في الحال..
دُهش من كالمها وقال :حسنا ً حسنا ً أنا قادم في الحال..
أغلق الهاتف بعدها تذكر أمر آليس والكالم الذي تريد قوله له..
تردد قليالً بعدها فتح نافذة بابها وعندما فتح فمه ليُنادي عليها شعرت بشيء من الضيق فهو
ال يُريد أن يُسميها بآليس!..
بعد فترة قصيره قرر أن يطرق بوري السياره فإلتفتت على ناحيته..
أشار لها بأن تقترب فإقتربت حتى إتكأت على نافذة بابها وقبل أن يفتح فمه قالت بهدوء:
رين..
عقد حاجبه بعدم فهم فقالت :اُضطررت لطرق البوري ألنك لم ترغب ب ُمناداتي بآليس صحيح ؟
حسنا ً إسمي رين..
إبتسمت وأكملت :إستعدتُ بعضا ً من ذكرياتي وإسمي من ضمنهم ،وأيضا ً هناك بعضا ً من
الذكريات التي تخص المرأة الروسيه..
دُهش من كالمها فقالت :أعلم بأن اإلتصال يبدو عاجالً وناديتني لتعتذر ،ال بأس إذهب
وسأنتظرك..
نظر إليها قليالً بعدها رمى لها ال ُمفتاح يقول :كوني حذره وال تُصدري أي شيء يُشكك
اآلخرين بوجودك..
إبتسمت بعدها إلتفتت متجهه الى الداخل تهمس لنفسها :بعد الكالم الذي قُلته له أُراهن بأنه
سيأتيني في أقرب فرصة تسنح له..
مدت يدها وأدخلت المفتاح بالباب وعندما فُتح سمعت صوت سيارته تُغادر..
تنهدت ودخلت الى الداخل وهي ال تعلم عن وجود شخص آخر ينتظر هناك..
Part End
Part 38
دخلت آليس بهدوء الى المنزل المظلم إال من بعض األضواء التي تتسلل من بعض النوافذ
الغير ُمغطاه جيدا ً..
مشيت بهدوء تنظر الى المكان حولها وهي تشعر ببعض التوتر يتسلل الى قلبها..
هل السبب كون المكان مظلم أو ماذا ؟ هي ال تدري..
تقدمت حتى دخلت الى صالة شاسعه للغايه حيث أمامها بعد مسافةً كبيره درج يوصل الى
األعلى..
المكان ضخم أكثر مما كانت تعتقد..
عقدت حاجبها قليالً وإلتفتت الى اليمين لتجد جلسة ُهناك وشخص ما يجلس على أحد آرائكها
بإسترخاء..
تراجعت خطوة الى الخلف بقلق هامسه :لم يُخبرني بوجود أحد !! هل هي خادمه أم ماذا ؟
نظرت الى ال ُمفتاح الذي بيدها ،هي متأكده بأن الباب كان مؤصد قبل أن تفتحه ،هذا يعني
بأن هذا الشخص لم يدخل عنوة..
عقدت حاجبها ونظرت إليه مجددا ً هامسه :أو ربما ُخيّل لي أنه شخص ! المكان مظلم لذا ربما
أخطأتُ النظر..
عاودت تنظر الى محيط المكان فتصميمه حقا ً غريب وجميل بحق..
همست :هل من الممكن أنه منزل والدته ؟ ال توقع آخر لدي سوى هذا!
عاودت النظر الى تلك األريكة التي لم يتحرك الجسد المسترخي عليها وال لحركة واحده منذ
دخولها وهذا يؤكد أنه ليس ببشر فربما كان غرض ما موضوع هناك ويبدو بشكل بشري من
بعيد..
تقدمت منه تدريجيا ً لتزداد دهشتها فهو يبدو كجسد بشري كلما تقدمت!
وقفت أمامه تنظر إليه بصدمه..
لقد كان شابا ً جالسا ً بهدوء ويبدو وكأن النُعاس قد غلبه لذا نام على هذه الوضعيه..
هذا الشاب تعرفه جيدا ً!
لما هو ُهنا ؟!!
حسنا ً ،ما دام أنه حظر حفل ريكس فهذا يعني بأنه قريب له أو صديق رغم أنها متعجبه من
كون كتلة الوقاحة المتحجرة تلك يملك أصدقاءا ً..
ولكن البد من أنه كذلك بعدما إتهمها كثيرا ً بكونها كاذبه وأنها تحوم حول ريكس ألذيته..
بدأ الكره يظهر في وجهها هامسه :إنه حتى لم يُعطني إسم العطر!
يبدو بأن همسها هذا جعله يستيقظ من غفوته الغير متعمده ويفتح عينيه ناظرا ً للجسد الذي
يقف أمامه ُمباشرةً..
بقي حاجباه معقودان قبل أن تتسع عيناه بدهشه ويعتدل بجلسته وهو يقول بعدم تصديق:
المخادعه!!
أجابته بإنزعاج :ال يحق لخائن بوصفي هكذا!
عقد حاجبه يقول :خائن ؟
آليس :نعم فرغم أنك وعدتني إال أنك لم تفي بوعدك ولم تُعطني إسم العطر ! هذه خيانه وغدر
!!
رد عليها بإنزعاج شديد يقول :أنتي في النهاية من رفض قائله بأن األمر لم يعد يهمك!!
آليس :هذا ال يُغير حقيقة كونك خائن غدار!
إنزعج أكثر من كالمها الذي يُذكره بكالم أخيه ثيو له هذا الظهر!!
وقف وأصبح مواجها ً لها يقول :ما الذي أتى ب ُمخادعة مثلك الى هذا المكان ؟! أجيبيني ! لما
تسعين خلف ريكس بكُل هذه الضراوه ! ما هدفكم من ذلك!!
تكتفت وقالت :لن أُجيبك بأي شيء حتى تُخبرني بإسم العطر..
إنزعج أكثر وقال :ليس عطري بل عطر أخي فماسبب تعلقك به هكذا ؟!!!!
إختفى إنزعاجه تدريجيا ً ُمفكرا ً في حين قالت :وهل أخاك فقط يملكه في العالم !! هل هو
بإسمه حتى ترفض إخباري إياه !! هااه ؟
إبتسم بسخريه ولم يُجبها فتعجبت وزاد إنزعاجها في الوقت ذاته وقالت :مابك تتبسم وكأنك
ترى عرضا ً مسرحيا ً ؟
عاود الجلوس بكُل برود واضعا ً رجالً على رجل يقول :ما رأيُك لو أخذتُك الى صاحب العطر
نفسه ؟
رفعت حاجبها وقالت :ال ،أريد اإلسم فقط لذا أعطني إياه وكف عن المراوغة أيها الخائن..
بقيت اإلبتسامة تُالزمه وهو يقول :أعلم لما تبحثين عنه ،ففاقد الذاكرة يتذكر الروائح قبل
األوجه عادةً ،وصدقيني أنا أعرف من صاحب العطر الذي يربطك بماضيك..
إبتسمت بسخريه تقول :أخيرا ً إقتنعت بكوني فاقده لذاكرتي ؟
صرح بهذا اإلقتناع فمازال ال يفهم لما هي حول ريكس إن كانت فعالً فاقده إنزعج من كونه ّ
لذاكرتها لذا قال :حسنا ً بعضها وليس كلها أنا واثق بأنك ال تزالين تتذكرين الكثير وتُخفين
األمر..
سألته :إذا ً من هو ؟
عقد حاجبه فأوضحت سؤالها تقول :من هو الرجل الذي أنت واثق من كونه صاحب العطر
الذي أنا أتذكره ؟ ولما تعرف هذا وما عالقتك بي ؟
حسنا ً ،فاجئه إهتمامها وسؤالها له بهدوء فلقد ضن بأنك ستُكمل المحادثة بالصراخ والعناد..
سألها :ولما تريدين ذلك بشده ؟
لما ؟ هي حتى ال تعرف!
ما زال وجهه غير واضحا ً في ذاكرتها ..كُل ما تتذكره هو وجوده يستجوبها وهي ال ترد بتاتا ً
..
تتذكر غضبه عليها وعلى صمتها وهي ال تُجيبه..
تتذكر خاتم الفضه الذي كان يميز أصبعه والذي كانت تنظر إليه دائما ً لتتجنب نظراته..
لكن لما كانت تتجنبها ؟
شعورها آنذاك ال يُمكنها تذكره جيدا ً ولكن....
ولكنه لم يكن شعور الخوف مطلقا ً..
هي لم تكن تخافه بتاتا ً..
أال يعني هذا بأنه ليس بالرجل السيء ؟
ال يمكنها التيقن بهذا األمر بعد لذا ....هي حقا ً تُريد تذكر هذا الشخص..
نظرت الى آندرو مطوالً بعدها أجابته على سؤاله قائله :ال أعلم..
رفع إحدى حاجبيه يقول :ال تعلمين ؟ تصرين كُل هذا اإلصرار على معرفته وتتشاجرين معي
ألجل ذلك ومع هذا ال تعلمين لما تفعلين كُل هذا ؟!!
سحقا ً !! لما ال يفهمها ؟!!
ُ
هي فاقده لذاكرتها لذا كُل ما تفعله هو إتباع مشاعرها وحدسها من دون أي أسباب منطقيه..
ال يوجد لديها سبب منطقي فكيف ستُجيبه..
أشاحت بنظرها عنه وقررت الذهاب وهي تقول :إنسى األمر..
ت هنا اآلن ؟ وقف بسرعه وأمسك بمعصمها قبل أن تُغادر وهو يقول :لم تُجيبيني ،لما أن ِ
قالت من دون أن تلتفت إليه :لم تُخبرني بهوية صاحب العطر وبعالقتي به لذا لما أُجيبك ؟
بقي ينظر الى مؤخرة رأسها لفتره قبل أن يقول :إن أجبتيني أوالً أعدك بأني سأُجيبك على كُل
شيء..
قالت بصوت ال يخلو من السخريه :كاذب فلقد قلتها لي سابقا ً ولم تنفذ وعدك..
شعر باإلنزعاج ولكنه لم يُعلق لذا قال :حسنا ً أُقسم بأني سأفعل هذه المرة..
بقيت في مكانها لفتره ثُم إلتفتت تنظر الى وجهه وتقول :حقا ً ؟
آندرو :نعم لقد أقسمتُ بذلك..
سحبت يدها بهدوء من يده وقالت :ريكس أحضرني ،واآلن أجب على أسئلتي..
إتسعت عيناه بدهشه يقول :يستحيل لريكس أن يفعل ذلك!!
إنزعجت تقول :ماذا ؟ تكذيبي اآلن هو عذر جديد لتتجنب إجابتي صحيح ؟!!
آندرو بذات اإلنزعاج :كال ليس كذلك !! بل أنا جاد فريكس حتما ً لن يأخذ أي أحد الى هذا
ت التي يكره وجودها !! قولي كذبةً معقوله! المنزل فكيف بك أن ِ
آليس :يكره وجودي !! من ال ُمفترض أن أكره أنا وجوده وليس العكس فهو من أوصلني الى
هذا الضياع والتخبط !! وال مصلحة لي بكذبة كهذه فلو كُنتُ حقا ً متسلله لما إقتربتُ منك
وأيقضتُك صحيح!!
دُهش من جملتها األخيره ال ُمقنعه فقال بعدم تصديق :ولكن لما يفعل ريكس هذا ؟ ال أجد سببا ً
ُمقنعا ً!
آليس :إسأله هو وليس أنا!
أشاح بوجهه بضيق ودهشه فال شيء يحدث منطقي بتاتا ً..
أولها حديث ثيو له هذا اليوم واآلن تصرف ريكس!
لما يفعل ريكس هذا معها ؟!!
هي مجرمة تنتمي الى منظمة وضيعة فلما يُقدم على ُمساعدتها ..؟
همس لنفسه" :ولكن ...هو ال يعلم عن كونها مجرمه فأنا لم أُخبره ! هل حدث ال ُمستحيل
ومال قلبه لها وأصبحا مقربين وأنا ال أعلم ؟ ومتى حدث كل هذا ؟!! ولكنه التفسير الوحيد
فربما أيضا ً شاهدهما أخي ولهذا بدأ بالتحدث عن ريكس بهذا الكالم السلبي ! سحقا ً !! علي
تحذير ريكس منها وإخباره عمن تكون بالضبط ! ربما ال أعرف الكثير عنها ولكن بما أن أخي
يُطاردها فهي عضوة حقيرة منهم لذا عليه أن يحذر منها ،قد تكون ُمسالمةً اآلن بسبب كونها
فاقده لذاكرتها ولكن األمر لن يطول الى األبد!! "
عاود النظر إليها قبل أن يهمس :حقيره..
قطبت حاجبيها بإستنكار تقول :إني أراك تبدأ اآلن بالهجوم كي ال تُجيبني !! ه ّيا ! أنت ُمرتبط
بقسمك لذا عليك اإليفاء به..
أشاح بنظره مجددا ً عنها بضيق شديد..
ال يُريد ،يكرهها وال يُريد أن يُخبرها عن أي شيء..
صمت لفتره ُمفكرا ً قبل أن يُقرر هذا القرار..
سيُخبر أخاه ثيو عنها وعن مكانها أيضا ً ،ما دامت عالقتها بريكس أصبحت معروفة لدى أخاه
فإذا ً ال خيار اآلن سوى إخبار ثيو عنها ليقبض عليها وتُغادر بعيدا ً..
نظر إليها لفتره وقال :هل آخذك إليه ؟
هزت رأسها نفيا ً تقول :ال أثق بك ،أعطني إسمه ومعلومات عن عالقته بي وحسب ،طلبي
ليس صعبا ً..
آندرو :ستطلبين ُمقابلته إن أخبرتُك لذا دعينا نختصر األمر و...
قاطعته :لدي ماهو أهم وأنا أعمل عليه اآلن لذا لن أُغادر ألي أحد ،أعطني المعلومات فقط..
إنزعج من عنادها وقال مهاجماً :ماذا تقصدين بلديك ماهو أهم ؟ تخططين على شيء صحيح
؟!!
إنزعجت هي األخرى منه وقالت :نعم أُخطط على شيء ولكن هذا الشيء يخصني أنا وأنا
وحدي فقط فإطمئن يا عزيزي فبالكاد أعرفك حتى تخشى على نفسك!
آندرو :هذا ليس ما أقصده بـ...
قاطعته بسخريه :ولن يضر هذا األمر صديقك العزيز ريكس لذا إطمئن..
صمت وهو يشتمها بداخله فلقد أخرسته حقا ً بردودها..
إنها ُمزعجه حتى النُخاع وال يتمنى أن يصطدم بها ُمجددا ً..
لذا أفضل طريقة هي إخبار أخيه ليأخذها معه الى باريس ويتخلص من وجهها..
باريس ؟
إختفت نظراته المنزعجه وهو يتذكر عندما قابلها دارسي وكان يهددها..
هو يعلم عن كونها متورطة مع تلك المنظمة ،من المفترض أن تكون فردا ً منها فلما كان
دارسي إذا ً يهددها ؟
هل نشب خالف داخلي ؟
هز رأسه يبعد هذا التفكير عنه فأمرها ال يُهمه كي يفكر فيه..
بقي ينظر إليها لفتره وهو غير مقتنع بأمر إخبارها بمعلومات ،ولكنه وعدها وأقسم على
ذلك..
حسنا ً ،لم يُخبرها بالتفاصيل بل ببعض األمور وهذا أفضل..
أخرج هاتفه النقال وقلب في الصور كثيرا ً حتى وأخيرا ً عثر على صورة واضحة لثيو..
أدار الشاشة إليها يقول :هل تتذكرينه ؟ قابلته لمرات كثيره قبل فقدانك لذاكرتك!
نظرت الى الصورة ومدت يدها لتأخذ الهاتف ،لم يكن راضيا ً ولكنه تركها تأخذه..
بقيت تتأمل في وجهه لفتره ولكن ذاكرتها لم تتنشط وهذا ضايقها كثيرا ً..
نظرت الى آندرو تقول :هل هو حقا ً ؟ لم أتذكره!
أجابها بإنزعاج :ومن قال فاقد الذاكره يتذكر األوجه فور رؤيتها ؟ لو كان كذلك إلستعاد كُل
فاقدوا الذاكرة ذاكرتهم حالما يستيقضون وحولهم عائلتهم !! البعض حتى أمه ووالده ال
يتذكرهم فماذا بشخص غريب!
إنزعجت من هجومه !! أوليس هو من سألها في البداية إن كانت تتذكره فلما إذا ً يُعطي
ُمحاضرةً حول األمر!!!
ياله من بغيض!
عاودت النظر الى وجهه لفترة طويله بعدها نزلت بنظرها آلخر الصورة حيث يده اليمنى وذلك
الخاتم الفضي الذي تتذكره جيدا ً يزين أصبعه..
عاودت النظر الى وجهه وهي اآلن أصبحت واثقه من كونه الرجل نفسه..
بقيت تتأمل مالمح وجهه الحاده لفترة حتى سحب منها آندرو الهاتف قائالً :كفي عن تفحصه
هكذا!!
سألته :هل هو متزوج ؟
صدم من سؤالها الغير متوقع ليُجيب بسرعه :كال لم يتزوج ولم يُنجب األبناء حتى ! ولما قد ُ
تسألين مثل هذا السؤال أصالً ؟؟
وأكمل بعدها بإنزعاج :إياك أن تضعي عينيك عليه فهو ليس ممن يمكنك إيقاعهم بشباكك
القذره و...
سحقا ً لك وألفكارك التي تذهب ألبعد مما أتخيل !! لقد رأيتُ خاتمه ودار في قاطعته بإنزعاجُ :
بالي هذا السؤال فقط ال أكثر..
تنهد براحه مما زاد هذا من إنزعاجها..
أغلق هاتفه يقول بال ُمبااله :حسنا ً وفيت بوعدي وأريتك إياه لذا...
قاطعته :كال لم تفعل فلقد سألتُك عن عالقته بي ولم تُجبني عليها بعد..
آندرو :سؤال بسؤال أنا ال أُعطي بدون ُمقابل..
إنزعجت لتعقد حاجبها تسترجع كالمه عندما تحدثوا عن العطور فإبتسمت بسخريه تقول :إذا ً
هو أخاك ؟
دُهش من كالمها ! هل تعرف منذ زمن أو تذكرت أم أنها تُخمن هذا!!
دهشته كانت كافيه لتأكيد ذلك فضاقت عيناها قليالً تُفكر وهي تتذكر كالمها مع دانييل هذا
الصباح فسألته :ويعمل في الشرطه ؟
ت تمثلين أمر فقدانك للذاكره ها ؟!!!! وقف ُرغما ً عنه يقول :إذا ً كُن ِ
جوابه كان تأكيدا ً لشكوكها فنظرت إليه وهو ينتظر إجابتها على سؤاله فإبتسمت بسخريه
تقول :أجل..
بعدها إلتفتت وغادرت وهو مصدوم من كالمها بينما هي صعدت الدرج تفكر بإجابتها األخيره
..
ما دام أنه صديق لريكس فإذا ً البد أن يصل الى ريكس معلومة إسترجاعها لذاكرتها وهذا
سيُعزز موقفها معه عندما تحادثه سيكون مقتنعا ً بالكامل بصدقها..
إبتسمت ،هذا حقا ً لصالحها تماما ً!
***
5:30 pm
رفعت رأسها الى الباب مذعورةً عندما فُتح فجأه فآخر ما تتمناه اآلن هو حضور والدتها!
صعداء عندما كان ريكس هو القادم والذي أسرع الى الطفل الصغير وجلس أمامه تنفست ال ُ
يقول بقلق :إيدن هل أنت على ما يُرام ؟
إتسعت عينا إيدن بدهشة عندما رأى بأن من إتصلت به إليان كان ريكس ال غير فلقد خشي أن
تتصل بذلك الطبيب..
إبتسم بسعاده يقول :أخي ريكس كيف حالك ؟
ريكس بحده :أجب عن سؤالي وال تتظاهر بالعكس!
جفل إيدن مرتعبا ً من نبرته وأشاح بنظره بعيدا ً وهو بحق اآلن لم يعد بإستطاعته إدعاء
العافيه..
إرتجفت شفتاه وهمس :أنا أتألم ،معدتي تتمزق ،جسدي كُله يشتعل وشعور دائم بالغثيان
يُالزمني ...أنا ُمتعب للغايه يا ريكس..
إرتجفت شفتا إليان منصدمةً مما يشعر به أخاها الصغير..
في حين أن ريكس بعدما سمع ما سمعه لم يتردد وال للحضه في أن يفتح كرسيه ال ُمتحرك
ومن ثُم يحمله على ذراعه قائالً :يجب أن تذهب الى الطبيب..
إتسعت عينا إيدن بصدمه وهو يقول :ال أرجوك ال أريد..
وبدأ يُحاول إسقاط نفسه بعنوه فإلتفت ريكس الى إليان وقال :هذا الطفل قطعا ً لن أُعيده الى
ُهنا ،إن سألت والدتك عنه فأنكري معرفتك بأي شيء ،سأتحمل هذا األمر بالكامل..
ومن ثُم خرج خارجا ً وإليان تتبعه بهدوء تام لتشد بعدها على أسنانها هامسه بألم :كف عن
ذلك ،كف عن التصرف هكذا!
نزل ريكس من الدرج فإتسعت عينا ال ُمربية على وسعهما وهي التي كانت للتو حضّرت طعاما ً
آخر غير الذي أخذته إليان الى غرفتها..
وبسرعه وقفت أمامه تقول :الى أين تأخذه ؟!! هل ُجننت أخيرا ً يا ريكس ! أعده ،أعده الى
مكانه حاالً..
ريكس بهدوء تام :كانت أُمي تُحبك لذا ال أُريد إيذائك ،رجاءا ً غادري من أمامي..
نظرت المربيه إليه ولم تعد تدري ماذا تفعل..
لقد ربته بيدها وتعرفه أكثر من اآلخرين ،هو حتما ً لن يستمع إليها..
إبتعدت من أمامه بهدوء فأكمل نزول الدرج وهو يقول لها :تصرفي وكأنك لم ترني..
وبعدها خرج من المنزل ووضعه في المقعد الخلفي من السيارة يقول :كف عن البكاء..
إيدن وهو يستمر بالبكاء :أرجوك ال تفعل ،سيُعاقبني جان ،سيُعاقبني كثيرا ً على هذا..
شد ريكس على أسنانه يقول بحده :ال تذكر أسم ذلك الحقير !! سأُبعدك عن حياتك هذه ،لن
تخاف أحد بعد اآلن!
بعدها أغلق الباب بقوه وإلتفت ذاهبا ً الى المقعد األمامي وإنطلق بعدها خارج المنزل..
في حين خرجت جينيفر من إحدى الغرف وجذبها صوت سيارة ريكس التي إبتعدت وهي
تُصدر صوتا ً ُمزعجا ً للغايه..
نظرت عبر الباب المفتوح الى الخارج قليالً بعدها نظرت الى المربية التي ال تزال تقف في
منتصف الدرج متوتره للغايه..
سألتها :ماذا حدث ولما يرحل ريكس مسرعا ً هكذا ! قبل نصف ساعه لم يكن موجودا ً حتى!
ترددت المربيه ولم تدري ما تقول فقالت جينيفر بشك :هل تشاجر مع إليان ؟
هزت المربية رأسها وقررت أن تتحدث قائله :كال لم يحدث وال أدري ما به ،حتى أنا لم أشعر
سوى بصوت سيارته العالي وهو يبتعد خارجا ً وال أدري ماذا حدث..
نظرت جينيفر الى الصحن الذي تحمله وقالت :حسنا ً ال بأس ،أكملي ما كُنتي ستفعلينه..
هزت المربية رأسها وصعدت الى األعلى وهي اآلن على إستعداد للتظاهر بالصدمة من إختفاء
إيدن..
وكل ما تستطيع فعله هو الدعاء بداخلها أن يمر هذا األمر على خير..
***
6:05 pm
مشت بقدميها الحافيتين على هذه الحشائش الخضراء التي تُغطي المكان..
المكان كُله من خلفها عبارة عن أرض شاسعه ال نهاية لها مليئة بالحشائش الصغيره..
نظرت أمامها وتقدمت تخرج من أرضها الخضراء الى رمال صفراء ناعمه وبارده وبدأت
قدماها تغوص فيهما وهي تتقدم من شاطئ البحر..
توقفت عندما بدأت مياه البحر تُداعب قدميها فإبتسمت تنظر الى األفق الشاسع القرمزي
والذي يُعلن عن موعد شروق شمس هذا الصباح..
إستنشقت رائحة البحر بعمق وشعرت به يتسلل الى رئتيها ويُعطيها بهجة وسعاده ال توصف
..
فتحت عيناها تدريجيا ً وبدأ قوس الشمس يلوح لها من األفق البعيد..
لقد كان ساطعا ً يشخص األبصار من ضوءه الكبير..
بدأت إبتسامتها تتسع وهي ترى نصفه قد ظهر لها من حدود البحر البعيد..
وضعت يديها أمام عينها فنوره قوي قوي أكثر مما تتخيل..
ال ،ليس الشمس..
فما الح لها باألفق وسطع عينيها بهذا الشكل لم يكن سوى رأس زعيمها يشرق بصلعته
الساطعه عليها..
نوره أقوى من نور الشمس بأضعاف فهمست بسعاده :سيدي موريس..
عقد هذا الشاب حاجبه ونظر عن يمينه حيث ترقد فتاة شابه على سرير أبيض وفير ورأى
إبتسامة غريبه تعلو ُمحياها..
هل تحدثت أم أنه كان يتخيل ؟
عاود النظر الى المجلة الفنيه التي بين يديه ليصله صوتها مجددا ً تقول :أنت ساطع للغايه
كعادتك..
إلتفت بسرعه إليها ولكنها كانت نائمه!
إذا ً ،هل تتحدث في نومها أو ماذا ؟!
هذا يعني بأنها أصبحت في صحة جيده ،هذا ُمطمئن..
أغلق المجلة وحاول ُمحادثتها وهو يقول :ريتا ،هل تسمعينني ؟
عقدت حاجبها وبدأت إبتسامتها تختفي وهي تهمس :ال تغب ،لم يحن موعد غروبك أرجوك..
هزها بخفه فزاد إنعقاد حاجبيها حتى بدأت تفتح عينيها تدريجيا ً..
ظهرت نظرت حزن على عينها وهي تنظر الى السقف الكئيب وهمست :سيدي موريس..
تحدث الشاب يقول :هل تشعرين بأي ألم ؟
نظرت عن يمينها إليه لفتره قبل أن تسأل :أين أنا ؟ أين الشاطئ ؟ لما غاب سيدي بهذه
السرعه فهو لم يُكمل شروقه بعد!
عقد حاجبه وهو ال يفهم عما تتحدث ولكنه خمن أنها كانت تحلم لذا قال :كان ُحلما ً ،كيف
تشعرين اآلن ؟ هل أنت على ما يُرام ؟
لم تفهم عن ماذا يسأل فأجابته :كُنتُ كذلك ولكن كُل شيء تالشى..
تمجددا ً تحدثت بأمور ال يفهمها فقال :على أية حال من الرائع أنك ال تزالين بخير ،لقد كُن ِ
راقده ألربعة أيام دون حركه ،هل يؤلمك كتفك ؟
بقيت تنظر إليه محاول ٍة إستيعاب جملته حتى الح لها منظر دارسي وهو يُطلق عليها النار من
دون رحمه..
صرخت وجلست بسرعه تُمسك مكان الرصاصة ففزع هو اآلخر وقال :ريتا مابك ؟
بقيت عيناها شاخصتان في الفراغ وهي تهمس :قتلني ،لقد قتلني ولكني بحق لم أكن أعلم
فبماذا أُجيبه!!
وضع يده على ظهرها يقول :ال تتحركي بطريقة حاده فالخياطة ستُفتح هكذا..
أبعدت يدها تدريجيا ً عن مكان إصابتها الذي للتو بدأت تشعر بألمه ثُم همست :لم أمت ؟
هز رأسه وقال :ال لم يحدث هذا..
نظرت إليه وقالت :لما ؟
تنهد وأجابها :سيدي موريس تدخل عنوة في األمر وأخذك ،حسنا ً لتعلمي فحتى اآلن ال يعرف
أحد بأنك بخير فحتى دارسي نفسه كان موقنا ً بأنك ستموتين حاالً ،لذا عليه أن يستمر في
ضنه هذا..
عقدت حاجبها دون فهم ولكنها في الوقت ذاته إبتسمت وهي تهمس :هل تقول لي بأن سيدي
موريس ساعدتني ؟ هل هو حقا ً فعل ذلك ؟!
ت اآلن الوحيدة التي تعرفين عن مكان الطفله لذا لم يكن يُريد هز رأسه وقال :نعم فأن ِ
خسارتك..
إختفت إبتسامة ريتا تدريجيا ً وأشاحت بنظرها فأكمل لها :لدي رسالة من أجلك ،السيد
موريس سيُعطيك المال الكافي ويطلب منك مغادرة باريس الى األبد..
دُهشت ونظرت إليه فأكمل :قال بأنك ال تزالين صغيرة وساذجه وال داعي ألن تدخلي الى عالم
أكبر منك ،بالكاد نجوتي اآلن من الموت وال يُريد أن تكرار ذلك ،لذا أخبريني عن مكانها
ت إذهبي وعيشي حياتك بعيدا ً عن هنا ،إنها رغبة وسأوصل الموقع الى سيدي موريس وأن ِ
السيد موريس..
ريتا بعدم تصديق :كينتو ما الذي تقوله ؟ كيف أبتعد ؟!! كال ،لقد نذرتُ نفسي لخدمة السيد
موريس الى األبد ،ال تمنعوني من هذا أرجوكم!!
كينتو :أخبرتُك ،إنها رغبة السيد موريس بنفسه ،هذا جيد لك ،ال تزالين في العشرين من
عمرك ،أكملي دراستك وجدي لك أصدقاءا ً..
هزت رأسها نفيا ً تقول :ال أريد ذلك ،أرجوك ال أريد ذلك ،أنا فقط من يعرف ما الجيد لي ،
بقائي بجوار السيد موريس هو السعادة الحقيقيه ،سأبقى أرجوك!
كينتو :ال شأن لي فهي رغبة السيد موريس كما أخبرتك ،لذا عليك إطاعته يا ريتا حسنا ً ؟
هزت رأسها غير مصدقه لما يقوله ،لما ؟
هي ال تُريد الرحيل بعيدا ً ،تريد البقاء بجواره دائما ً..
كفاك بُكاءا ً ! صدقيني أن هذه ِ دُهش عندما شاهد الدموع في محجر أعينها فتنهد وقال :ريتا
أفضل فرصة لك للبدء بحياة جديده ،ال تنظري لألمر بسلبيه..
شهقت ومسحت دموعها دون رد فسألها :حسنا ً ماذا عن الطفله ؟ أين خبأ ِتها ؟
توقفت عن مسح دموعها وهي بحق ال تعرف بماذا تُجيب..
الكُل يضنها خبأتها ،كذبتها في البدايه انتشرت بشكل كبير..
ال ،ال تُريد تخييب ضن سيدها موريس لذا ال يُمكنها قول الحقيقه..
صمتت لفتره ثم نظرت إليه تقول :حسنا ً على األقل دعوني أُكمل ُمهمتي ،سأرعاها بعيدا ً حتى
يطلب مني السيد موريس أن أحضرها إليه وحينها سأغادر باريس ،ال تقلقوا سأُخفي نفسي
جيدا ً ولن يعرف أحد أني ال أزال حيه ،أرجوك..
دُهش من كالمها وقال :ولكن....
قاطعته :سيدي موريس مشغول اآلن بأمر أختها ،ال أُريد إزعاجه باإلهتمام بالطفلة أيضا ً ،
دعوني أُكمل مهمتي ،إنها آخر مهمة لي معه لذا دعوني أُنجزها أرجوك..
سكت لفتره بعدها تنهد وقال :حسنا ً سأخبره بهذا الكالم..
إبتسمت ُرغما ً عنه تقول :شُكرا ً لك كينتو ،أنت شخص رائع..
إبتسم بعدها وقف وغادر الغرفه فتنهدت وعاودت اإلستلقاء على ظهرها هامسه :سأخرج
وأبحث عنها ،ال أُريد لمهمتي األخيره أن تكون فاشله ،ساعدني سيدي موريس ضنا ً منه أني
كُنتُ قويه ولم أُفصح عن مكانها ،ال أريد أن تتغير نظرته هذه لي ،ال أريد ذلك..
أغمض عينيها بهدوء وتدريجيا ً عادت للنوم فجسدها ال يزال ُمرهقا ً حتى اآلن..
***
6:55 pm
غربت الشمس وثالثتهم ال يزالون يجلسون على طاولة خارجيه إلحدى محالت العصائر
الشهيره..
وهي بصغر جسدها ،بالكاد تتكئ بساعديها على الطاوله وهي تُمسك بكوب عصير طازج
طويل وقشته في فمها تشربه ببطئ وعيناها عليهما وهما يتجادالن تاره ويصمتان تارة
أُخرى..
شعرها ال يزال قصيرا ً وتُغطيه بقبعة صوف حمراء تلف رأسها بالكامل وشال آخر صوفي يلف
رقبتها وفوق كُل هذا معطف ثقيل وحذاء طويل لنصف ساقها وقفازان ثقيالن أيضا ً..
لقد ألبسوها جيدا ً وبالغوا في تدفئتها ضنا ً بأنها قد تتأثر من الجو البارد إن أهملوا منطقة دون
تدفئه..
نظر إليها أحدهما ذا العينان الخضراوتين اللتان تشعرانها باألمان وسألها بنبرته اللطيفه :هل
تشعرين بالبرد ؟
إبتسمت وهزت رأسها نفيا ً فعاود النظر الى صديقه يقول :حسنا ً بحثنا اليوم بما فيه الكفايه ،
دعنا نعود اآلن الى منازلنا..
إبتسم صديقه كلود بشيء من السخريه يقول :أحقا ً ؟ وماذا ستقول ألمك ؟
لم يُجبه فال إجابة يملكها اآلن..
والدته منذ علمت بكون الطفلة أخت صديقته رين التي تسببت بمقتل صديقتهم الرابعه آريستا
وهي دائما ً تطلب منه أخذ الطفله الى الشرطة أو أي دار رعايه..
ومنذ وقتها وهو يُماطل في والدته..
نظر الى نينا لفتره وهو يتذكر عندما أخبرها بأنه سيأخذها الى الشرطة وهي ستبحث عن فرد
من عائلتها ،لقد كانت ردة فعلها ُمحزنه ،إرتجفت وبكت وأخبرته بأنها لن تزعجه وستذهب
بحال سبيلها ولكن عليه أال يُجبرها على الذهاب للشرطه..
هذه الطفلة تُخفي شيئا ً ولكنه ال يُحبذ بتاتا ً إستجواب األطفال..
أمثالهم من ال ُمفترض حمايتهم ومالطفتهم وليس إستجاوبهم في حال بقائهم صامتين عما
يحدث معهم..
تنهد وعاود النظر الى صديقه كلود يقول :ال أعلم ،سأُماطلها أكثر..
بقي كلود ينظر إليه لفترة قبل أن يقول :أرأيت ،الكُل من حولك يفكر بنفس الشيء إال أنت
ُمصر على كونها...
قاطعه جاكي :كلود ليس اآلن!
أمال كلود شفتيه ورمى نظرة الى نينا قبل أن يتنهد ويعاود النظر الى المكان من حولهم..
بعد فترة صمت قال :إنسى األمر جاكي..
نظر إليه جاكي فأكمل كلود وهو ينظر في الفراغ :لقد إعتذرت عن هذا الترم في الجامعه ،
سحب من مدرستها ،رين خططت لكُل شيء ،هي إختفت واليوم إكتشفنا عن كون ملف نينا ُ
وأخفت كُل شيء يخصها ،البحث عنها لن يُفيدنا بشيء ،تذكر تلك الحادثه صحيح ؟ أيام
الثانويه عندما غضبت وهربت من المنزل ،ألسبوع كامل بحث الجميع عنها بجنون ولم
يجدوها ،إن قررت الهروب فمن اإلستحاله إيجادها ،لقد كانت هذه الفتاة أذكانا وال تزال كذلك
لذا ال جدوى من خروجنا بشكل يومي والبحث بكُل مكان عنها..
بقي شاردا ً في الفراغ قبل أن يهمس :فالشخص الوحيد الذي كان يعرف كُل شيء عنها وكانت
ال تُخفي عنها أي شيء قد رحلت ،ما دامت آريستا ليست ُهنا فال أحد بالعالم يعلم مكانها..
نظرت نينا الى كلود لفتره ثُم سألت :من آريستا التي تذكرونها دائما ً ؟
دُهش جاكي ونظر فورا ً إليها يقول :آه نينا هذه....
قاطعه كلود يقول :فتاة ماتت..
جاكي بسرعه :كلود!!
كلود بهدوء وهو ينظر الى نينا :كانت صديقتُنا ولكنها ماتت قبل فترة قصيره للغايه ،لقد قُتلت
من دون أي ذنب ،تم إطالق الرصاص عليها بوحشيه وهي ال تزال في ُمقتبل العمر..
جاكي :حسنا ً كلود هذا يكفي..
كلود بهدوء :لم تستحق أن تموت ،إن كان هناك من بيننا يستحق الموت فهو...
قاطعه جاكي :كلوود!!
أكمل كلود بهدوء أكبر :أنا..
دُهشت نينا في حين عقد جاكي حاجبه ونظر الى كلود مطوالً حتى قاطعه صوت نينا تقول:
ولكنك شخص جيد ،أنت ال تستحق الموت..
نظر كلود إليها لفتره قبل أن يبتسم بهدوء يقول :شكرا ً لك..
بعدها وقف وقال :سأشتري شيئا ً ألشربه..
وغادر تحت أنظار جاكي الهادئه قبل أن يتنهد بعمق..
نظر بعدها الى نينا وإبتسم يقول :أتُريدين شيئا ً ما أشتريه ألجلك ؟
هزت رأسها نفيا ً وأشارت الى عصيرها تقول :لم أُنهي هذا بعد..
ربتَ على رأسها بإبتسامه قبل أن يأتي كلود ويجلس ناظرا ً الى نينا وهو يقول :نينا سأسألك
سؤاالً..
نظرت إليه فأخرج هاتفه وقلب في الصور حتى وصل الى صورة ما وقام بتكبير الصوره كثيرا ً
حتى يصل الى إيطار الصوره الموجود على الرف..
لف الصورة عليها وسألها :هذا الشاب ،تعرفينه ؟
نظرت الى الصورة التي كانت تضم ثالث شبان وفتاتان..
إبتسمت وهي ترى أُختها برفقة جاكي وكلود وقالت :هؤالء أنتم ،لقد رأيتُ الصورة في غرفة
جاكي أيضا ً..
كلود :حسنا ً أعلم لكن ركزي بهذا الذي بالطرف ،أتعرفينه ؟
نظرت الى طرف الصورة حيث الشاب الثالث الهادئ المظهر وبقيت تنظر إليه لفتره قبل أن
تنظر الى كلود وتقول :كال ،إنها المرة األُولى التي أراه فيها..
تنهد كلود بشيء من اإلحباط وأغلق هاتفه وهو يشرب من عصيره فقال جاكي :لما تسألها
عنه ؟
كلود :ال فائده من إجابتي ما دامت ال تعرفه..
وبعدها عاد الصمت مجددا ً عليهم..
***
7:45 pm
10:23 pm
قبل شهرين..
تقدمت بهدوء تخطو على طول غرفة المعيشة هذه المتواضعه وهي تقول :كال ،خطتي هي ما
ستُنفذ ال شيء آخر..
إلتفتت الى الرجل الهادئ والذي يبدو في أواسط األربعينات من العمر بينما هو في الحقيقه
أكبر من ذلك بعقد من الزمان..
نظرت للحضه الى نظراته الهادئه الغير راضيه على كالمها فتجاهلت ذلك وأكمل كالمها تقول:
تعبتُ من إخفاء نفسي بطرقك القديمة هذه ،أنا أحتاج ألحد يحميني ،أنا بحاجة لشخص قوي
وذو سلطه ،بإختصار شخص ثري!
رفع حاجبه فتكتفت وأكملت تمشيط الغرفة ذهابا ً وإيابا ً ببطىء وهي تُكمل فكرتها قائله:
إشتريتُ كُرسي متحرك وشكلي غيرته منذ فتره من لون شعري وطوله ،كُل ما علي فعله اآلن
هو إيجاد أسره ثريه ساذجه ..يُفضل أن يملكوا أبنائا ً في بداية طموحهم العلمي ،نعم عليهم
أن يكونوا أسره ثريه لديها مركز بين العائالت وأبناءا ً طموحين يُخشى عليهم للغايه ،بهذه
المواصفات سيضطرون الى حمايتي من أجل سمعتهم وسمعة أبنائهم!
توقفت ونظرت إليه ُمكمله :مثالً أصطدم بالخطأ بأحد أبنائهم وأتظاهر بسقوط أغراضي
الشخصيه من على كرسيي المتحرك ،يُفضل أن تحدث هذه الصدفة في يوم ماطر..
إبتسمت وأكملت :في اليوم التالي أذهب الى أحد كبار هذه العائله ،يُفضل الى األم فهي
ستكون عاطفية من دون شك ،وبتمثيلية صغيره سأُجبرهم على اإلعتناء بي..
رفع حاجبه دليل عدم اإلقتناع وكأنه يطلب منها توضيحا ً أكبر فأكملت :أُخبرها بأني فتاة يتيمه
في أحد دور الرعايه وقبل وفاة مربيتي وجدت لي قريب بعيد للغايه ،مثالً إبن عم والدي أو
شيئا ً من هذا القبيل وكتبت لي عنوانه في ورقه ،سأُخبرها بأن إبنها أُو إبنتها إصطدما بي
وبسبب ذلك سقطت الورقه على الماء وتبعثر الحبر وضاعت عائلتي الوحيده الى األبد وأصبح
ال مكان لي ألعود إليه ،ال بأس في أن أصنع بعض الرضوض في جسدي دليل الرعاية
القاسيه التي تلقيتُها في الدار..
إبتسمت وقالت :لن يُمكنها طردي ،تخشى أن أذهب الى الشرطه وعندما أعطيهم التفاصيل
يتورط إبنهم الطموح في ذلك وتتشوه سمعته وخاصةً بأني أبدو ُمثيرة للشفقه ،شابه صغيره
ُمقعده ال ملجأ لها ..الكُل في هذا األمر سيقف معي وهذا ليس جيدا ً لعائلتهم ،ال بأس لو
قررت أن تنشر معلوماتي باإلنترنت من أجل أن يجدني قريبي المزعوم ففي النهايه ستتكفل
أنت بمحوها..
أكملت بعد برهه :لذا جد لي عائله بهذه الموصفات ويُفضل أن يكون إبنها الذي أُصطدم به
شخص فض وجاف ومغرور فهذا سيزيد من فرصتي..
تحدث أخيرا ً يقول بهدوء :ليست مضمونة مائه بالمائه..
ردت عليهُ :معظم الخطة تعتمد في حواري مع والدته ،وأنا ذكيه بما فيه الكفاية لتحويل كُل
شيء لي..
عاودت المشي وهي تُكمل :فكُل ما أُريده هو إيجاد مكان قطعا ً لن تُفكر تلك المنظمة في
وجودي به ،نفذ مالي وأنا بحاجة الى المال ،ووقتها سأُفكر بهدوء وسأجد أفضل حل
لإلنتهاء من ظروفي السيئة هذه فأنا ال أُريد أن أبقى ُمطارده طوال حياتي من المجرمين
والشرطه!
نظر إليها لفتره بعدها قال :حسنا ً وماذا عنيتي بجملة "يصطدم بي أحد أبنائهم" ؟ أتقصدين
حادث سيارة مثالً ؟
شهقت ووقفت تنظر إليه وتقول :كال !!! أنا ال أُريد الموت ! قصدتُ إصطدام جسدي طبيعي
وعادي!
نظرت الى عينيه الغير ُمقتنعتين فتقدمت منه ووضعت يدايها على جانبي أيدي األريكة لتقترب
من وجهه وهي تقول :لن أُسبب لجسدي أي أذى ،فالشيء الوحيد الذي جعلني أُقاوم في
حياتي البائسة هذه هو نينا ،يجب أن أكون أقوى من أجلها هي وتذكر شيئا ً مهما ! حماية نينا
من حمايتي أنا فإن كُنتَ تخشى علي الموت فعليك أن تخشاه على نينا أوالً لذا في فترة بقائي
بمنزل األسرة الثريه إعتني بها جيدا ً..
وقفت وأنهت حوارهما بجملة :فأي مكروه يحدث لها يعني موتي ال محاله ..فنينا هي خطي
األحمر ،هي خط حياتي..
إرتسمت على شفتيه إبتسامة غريبه وهو يتذكر هذا الحدث الذي مضى عليه أكثر من شهران
..
إرتشف القليل من قهوته الساخنه وهو يجلس بهدوء على أريكة فرديه بوسط هذه الشقة
الواسعه المظلمة التي ال يسكنها سواه وحده..
فكر في أحوالها اآلن فبعد أن عدل خطتها بإرادته الخاصه ومن دون علمها ساءت األمور على
نحو غير متوقع وفقدت ذاكرتها ،يتساءل هل ستعود إليه مجددا ً بعد إسترجاعها لذاكرتها أو
ال ؟
حسنا ً ،ستعود ،فال تملك ُمعينا ً غيره..
صغرى من رفع نظره بهدوء الى الطاولة التي أمامه حيث سابقا ً سحب ملفات أختها ال ُ
المدرسة بعد موت جدتها..
حسنا ً ،حتى اآلن لم يجد لها أثرا ً فالطفلة بشكل غير متوقع هربت من المنزل بعد موت جدتها
مباشرةً ،أين هي اآلن ؟!
بل أين أختها الكبرى في المقام األول ؟!!
يالها من عائلة تعشق الهروب واإلختفاء..
فكُل أفراد العائله من دون إستثناء قد هربوا وإختفوا في إحدى فترات حياتهم إبتدائا ً بوالدتها
التي أخذت طفلتها الصغرى معها وإنتهاءا ً بهذه الصغيره..
قطع عليه أفكاره وصول رسالة نصية الى هاتفه النقال..
أخذ هاتفه ونظر الى نص الرسالة لتتسع عيناه بصدمه وبالكاد منع يده المرتجفه من أن تسقط
كوب القهوة أرضا ً..
ُمستحيل!!
شد بعدها على أسنانه وهمس بعدها :لقد فعلتها تلك المرأة المجنونه ! لقد أخذت مارك معها
وهربوا بعيدا ً!
وقف بطريقة حاده وأخذ هاتفه وذهب ليُبدل مالبسه ويتأكد من األمر..
عليهما أال يرحال بعيدا ً!!
ال بأس في أن يتحمل أمر إختفاء رين وأُختها نينا ولكنه قطعا ً لن يتحمل أمر إختفاء زوجته
ومارك!
كال ،األمر ليس عليه أن يتعقد الى هذا الحد!
Part end
Part 39
11:13 pm
واقف بهدوء في الساحة الصغيره التابعه للمنزل وينظر الى الالفته المعروضة على الباب
والتي كُتبت بخط كبير "للبيع! "
شد على أسنانه وحاول فتح الباب ولكنه كان مؤصد..
سحقا ً!
لقد فعلتها حقا ً!
أخرج هاتفه النقال وإتصل عليها فزاد إنزعاجه عندما وصله صوت يقول بأنه خارج الخدمه..
تلك المجنونه ما دامت قد نوت الهروب فستفعل ذلك بكُل إستطاعتها..
كال ،عليه أن يجدها!
لقد حذرها مرارا ً وتكرارا ً حتى أنه حرص على أن المال الذي يُعطيهما تكفي فقط حاجتهما وال
تزيد حتى ال يكون لها مجاالً لإلدخار والهرب..
كيف فعلتها ؟!! من أين لها بالمال ؟
أو هل من ال ُممكن أنها هربت وهي لم تملك المأوى بعد ؟
إمرأة مجنونة مثلها هي وحدها من تفعلها!
سحقا ً!
ُ
دار حول المنزل وذهب الى ساحته الصغيرة الخلفيه وبالفعل كُل شيء مختفي ،لقد أخذت كُل
أغراضها..
ما دامت أنها أخذتها كُلها فهذا يعني أنها عرضتها للبيع لجمع المال..
هل جمعته هكذا حقا ً ؟
ولكن منازل هذه األيام ليست بهذا الرخص!
إال لو أمنت إستئجار شهر واحد على األقل..
أخرج هاتفه وإتصل على أحدهم والذي كان هو ذاته من أرسل له الرسالة قبل نصف ساعه
تقريبا ً..
بعد مدة رن قصيره جاءه صوته فقال له :إسمع ،حاول إيجادها عن طريق تعقب رقم هاتفها
حتى لو أُضطررت للتبليغ عن كونها خاطفة ل ُمراهق ! المهم تعقبوا هاتفها ،وإبحث بالجوار
عن أي معلومات أُخرى قد تُفيد..
أغلق بعدها الهاتف ودار مجددا ً حول المنزل ليصل الى البوابة األماميه القصيره..
فتحها وخرج منها وبقي واقفا ً في مكانه لفتره ُمفكرا ً قبل أن يصله صوت إمرأة ناعم يقول
بتساؤل :ريكارد ؟
دُهش وإلتفت الى اليمين ليُفاجئ بجينيفر التي تتقدم منه وهي تُحيط جسدها بمعطف فرو
أبيض..
تقدم منها وإلتقيا في المنتصف يقول :أهالً سيدة جينيفر..
جينيفر وهي تنظر خلفه حيث المنزل :لما كُنتَ واقفا ً أمام منزل المرأة المجنونه ؟
إبتسم يقول :الحظت الفتة بيع فتوقفتُ ألتأكد منها وقد بدا لي األمر غريبا ً فأصحاب المنزل
يسكنونه منذ أعوام عديده..
تعجبت جينيفر لتقول بعدها :على أية حال إرتحتُ منها فلقد كانت ال تكف عن رمقي بكره في
كُل مرة تراني فيها..
هز رأسه دون تعليق ليقول بعدها :على أية حال أستئذنُك للذهاب..
هزت رأسها له فإلتفت وغادر الى سيارته بينما بقيت واقفةً لفتره تنظر الى المنزل مطوالً قبل
أن تضيق عيناها ثُم تلتفت وتعود الى فيلتها..
دخلتها وإستدعت الخادمه لتحمل عنها معطفها وعندما أخذته سألتها عن ما إذا كان ريكس قد
عاد فأجابتها بالنفي..
تقدمت بعدها جينيفر عندما الحظت ضوء الممر الذي يقود الى غرفة السينما وفتحت باب
الغرفه فرفعت حاجبها عندما رأت أبنائها يجلسون ويشاهدون فيلما ً ما..
إبتسم إدريان عندما رآها وقال :مرحبا ً بوالدتي العزيزيه!
جينيفر :أوليست طائرتك غدا ً صباحا ً ؟ ضننتُك قد خلدت الى النوم ُمبكرا ً!
ضحك إدريان ووضع يده على كتف أخته الصغرى يقول :بعدما بائت ُمحاوالتي في إقناعها
بالفشل قررتُ على األقل ُمشاهدة فيلم معها ،منذ زمن لم نبقى معا ً ،تعالي معنا الفيلم من
نوعك الذي تكرهينه للغايه ههههههههه..
رفعت حاجبها ونظرت الى الشاشة التي أوقفت إليان عرضه عندما دخلت والدته ونظرت بعدها
عزيزي..
ّ إليهما وقالت :حسنا ً إستمتعا
غرفتي فأنا أُريد محادثتك بأمر قبل نظرت بعدها الى إدريان وقالت :بعدما ينتهي مر على ُ
سفرك..
إدريان :كما تُريدين..
إليان :طاب مساؤك أمي..
إبتسمت لها وقالت :طاب مساؤك عزيزتي..
بعدها خرجت وأغلقت الباب..
إتجهت الى األعلى ودخلت الى غرفتها..
جلست بهدوء تام على كُرسي مكتبها وأخرجت ملفا ً خاصا ً بدرجها الذي دائما ً ما يكون مؤصد
اإلغالق..
وبهدوء تام بدأت بالتخطيط ألمر جديد..
فهي إن هددت بشيء فستفعله دون شك!
***
1 February
9:48 am
كان غارقا ً في نوم عميق وهي تجلس بهدوء تام على األريكة ال ُمقابله تتناول طعام إفطارها
الذي و ُمجددا ً لم تسمع كالمه وخرجت لتشتريه من الخارج..
رفعت عينيها إليه عندما أحست بحركته وأكملت تناول فطيرة الكروسون وهي تراقب
إستيقاظه..
جلس ُممسكا ً رأسه بألم ودار بعينيه على المكان الشبه ُمظلم قبل أن تقف على وجهها
ليستوعب بعدها أنه نام ُمباشرةً بعد تناول الحبة باألمس..
عقد حاجبه ونظر الى جهة إحدى النوافذ والتي على الرغم من كونها ُمغلقه إال أن نور
الشمس تسلل من فتحاتها..
إنصدم من هذا األمر ،هل نام كُل هذه ال ُمده ؟
نظر إليها والى الطعام الذي كان من الواضح أنها إشترته من الخارج فقطب حاجبيه بإنزعاج
وعندما فتح فمه ليُوبخها فاجأته بسؤالها تقول :هل تتعاطى الممنوعات ؟
ت بعد كُل تحذيراتي ؟ تعلقت عيناه المصدومتان فيها قبل أن يتجاهل سؤالها ويقول :لما خرج ِ
أجابته :لما ال ترد على سؤالي أوالً إن كُنتَ ت ُريد إجابتي ؟
شعر باإلنزعاج منها لينعقد حاجبيه عندما وقع نظره بالعلبة التي بجانبها..
إنها علبة حبوب ولكنها ُمختلفه تماما ً عن علبته التي في السياره..
عاود النظر إليها يقول :أي حب ٍة أعطيتني باألمس ؟
أجابته ببرود وهي تقضم لقمتها :إشتريتُ حبوب صداع قويه تُسبب النعاس..
إنصدم من إجابتها وقال بحده :طلبي باألمس كان واضحا ً!!
نظرت الى عينيه وقالت :أجل واضحا ً كوضوح كونك تتعاطى الممنوعات ،لن أدخل في جريمة
معاونة ُمتعاطي لذا أعطيتُك شيئا ً آخر قويا ً يُسكن ألمك ولو قليالً..
أكملت بعدها بال ُمبااله :وقد أدى غرضه بشكل غير متوقع ،يبدو بأن من قال أن نصف الدواء
هو نفسية المريض كان ُمحقا ً فلقد تناولتَه ضنا ً منك أنها حبوبك لذا أدت نفس الغرض..
شد على أسنانه وهو يكاد يُجن من هذه الفتاه..
وقف وسحب ُمفتاح سيارته فإرتسمت على شفتيها إبتسامه تقول :لن تجدها في سيارتك..
توقف عندما مر من أمامها وحاول ضبط أعصابه قبل أن يقول بهدوء تام دون أن يلتفت إليها:
أين هي ؟
أكلت آخر لقمة وهي تقول :تخلصتُ منها..
إتسعت عيناه بصدمه قبل أن يلتفت إليها وبشكل فاجئها أطبق قبضته على عنقها وهو يشد
على أسنانه قائالً :كيف تتصرفين وكأن لك شأنا ً بي ؟!!!
حاولت إبعاد يده عنها وهي تكاد تختنق منه فقالت له :بالفعل الممنوعات تجعل اإلنسان
يتصرف كشيطان!
زاد من قبضته على عنقها حتى ال يُمكنها الحديث ُمجددا ً وهو يقول بنبرة هادئه غاضبه :كان
واضحا ً من البداية أني شيطان لذا ما كان عليك اإلقتراب مني وإستفزازي بهذا الشكل!
أغمض بعدها أحد عينيه لوهله عندما شعر بنغزة ألم وخفّت قبضته فنظرت إليه بهدوء والى
عينيه التي ولّدت بداخلها ذِكرى غريبه فقالت بهدوء :أنتم من أدخلتموني عنوة الى حياتكم
المظلمه لذا ال يحق لكم ُمحاسبتي..
رفع أحد حاجبيه بإستنكار يقول :هل أنا من طلبتُ منك المرور من أمام سيارتي ؟ أو قبول
دعوة جينيفر في البقاء بمنزلنا ؟ أو أن تُمسك بك تلك المنظمة وتظهرين مجددا ً في وجهي ؟!!
هل أنا من طلب منك كُل هذا!
صرخت في وجهه :بل هي من دخلت حياتنا ال ُمسالمه وقلبتها رأسا ً على عقب !! تلك الروسية
السافلة هي السبب بكُل هذا!!
هي ؟
توقفت عن الحديث منصدمه مما تفوهت به شفتاها وال تعلم حتى لما قالتها ؟
عن ماذا كانت تتحدث ؟ ما دخل تلك الروسيه ؟
ال تعلم ،هي بالفعل ال تعلم لما نطقت بتلك الكلمات الغريبه!!
في حين إختفى اإلستنكار من وجه ريكس وحل محله الدهشة وهو يقول :ماذا تقصدين ؟
أشاحت بوجهها وهي تشعر بتوتر غريب قائله :ال أعلم..
لف وجهها عنوة إليه وسألها مجددا ً ولكن بنبرة حاده هذه المره :سألتُك ماذا تقصدين ؟
صرخت في وجهه :ال أعلــم أنا بالفعل ال أعلــم!!!
ودفعته عنها لتقوم وتُغادر ُمبتعده فصرخ فيها :ريــن توقفي!!!
ولكنها صعدت الى األعلى متجاهلةً ندائه فشد على أسنانه ولحق بها حتى دخلت الجناح
مؤصدةً الباب خلفها بقوه..
ضرب الباب يقول :إفتحي الباب حاالً !! إفتحيه قبل أن...
قطع كالمه إغالقها للباب الداخلي أيضا ً وبهذا لن يصلها صوته أبدا ً..
شد على أسنانه قبل أن يرفس الباب بقدمه ويسند ظهره على الجدار..
أغمض عينيه وهو قد بدأ يشعر باأللم والدوار يُعاود جسده مجددا ً فشعر بغضب ُمضاعف
اتجاهها..
***
am10:46
- Colmar -
***
1:33 pm
-London-
أنهى عمله في الشركة وخرج أخيرا ً منها وكُل ما يدور في رأسه هو رسالة عمه له يوم
األمس..
لقد كان جادا ً صارما ً وهو يطلب منه ُمقابلته..
في ماذا قد يطلبه ؟
إنها المرة األولى التي يُرسل فيها مثل هذه الرسائل فبالعاده تكون رسائله طبيعيه ويشرح فيها
سبب طلب مقابلته كحفلة عائليه أو غيرها..
للتو كان في ستراسبورغ فماذا يريد منه اآلن ؟
هل األمر متعلق بهروب فرانس من المنزل ؟
ولكن هذا حدث منذ مده ولو كان سيستدعيه لهذا األمر لفعل ذلك وقتها..
تنهد وفتح باب سيارته وجلس فيها ينظر الى هاتفه التي لم تصله أي رسالة بعد..
لقد رد عليه باألمس قائالً بأنه مشغول فهل األمر بهذه األهميه ؟ ولكنه لم يتلقى أي رد من
عمه حتى اآلن..
لقد أ ّخر أعماله في لندن كثيرا ً لذا ال يُمكنه في هذا الوضع السفر وتركها تتراكم أكثر!
وما يُزعجه أن إستيال حتى هي ال تعرف سبب طلب عمه هذا!
إذا ً ماذا ؟
أخذ نفسا ً عميقا ً يُحاول التوقف عن التفكير فالعمل اليوم كان ُمجهدا ً بما فيه الكفاية وال يُريد
التسبب لنفسه بمزيدا ً من الصداع..
ما إن أخرج مفتاحه ليُشغل سيارته حتى أتته رسالة نصيه فإلتقط هاتفه ينظر الى ال ُمرسل
فرأى بأنها من عمه..
فتحهها وقرأ محتواها القصير الذي ينص على "تعال فورا ً" ..
بقي ينظر الى الكلمتين هذه وتأكد بأن ُهناك مصيبة كبيرة تنتظره ،ماذا عساها تكون ؟
إن لم يكن األمر يتعلق بفرانس فهل يتعلق بريكس ؟
ولكنه لم يناقشه قبالً بأموره!
أطال النظر الى الرسالة ولم يستطع بتاتا ً توقع سبب لذا كتب له "خالل أسبوع سأجد لي
فرصة وآتي" ..
رمى هاتفه منزعجا ً وشغّل سيارته ولكن سرعان ما وصله الرد من عمه ،ألقى نظرةً عليه
وزاد إنزعاجه عندما كان النص كالسابق تماما ً!
ماذا يقصد بتعال فورا ً ؟!!!
ً
هو مشغول وشخص تاجر كعمه عليه أن يعي معنى أن يرتبط الشخص بأعماله وخاصة إن
كانت بعد إنقطاع طويل!
داس على الفرامل وغادر المكان بطريقة ُملفتة لألنظار جعلت هذه الشقراء ذات العينين
العسليتين تنظر الى سيارته بتعجب كبير..
ركبت سيارتها وأخرجت هاتفها الفضي وبحثت عن رقمه بأصابعها النحيلتان المزينتان
بالطالء األحمر على أظافرها..
وضعت الهاتف على أذنها عندما رنت عليه وبقيت تنتظر رده وهي تنظر الى مكان سيارته
السابق بعينين قلقتين من خلف نظارتها الشمسية السوداء..
إنه معروف تماما ً بهدؤه وبقدرته على تمالك أعصابه حتى في أحلك األمور لذا هي قلقه
بخصوص السبب الذي جعله يفقدها اآلن!
لم تجد ردا ً فبقيت في مكانها ضيقتي العينين قبل أن تُحرك سيارتها وتعبر طريقا ً ُمخالفا ً لطريق
منزلها..
دخل الى شقته الفارهه ذات اإليجار السنوي وح ّل ربطة عنقه ورمى بجسده على أريكة صوف
ناعمه..
أغمض عينيه ُمسترخيا ً و ُمفكرا ً بالوقت ذاته في طريقة للذهاب الى ستراسبورغ فلم يعد لديه
خيار آخر ويتمنى أن يكون سبب دعوته كبير ويستحق هذه التضحيه وإال....
تنهد وتوقف عن صنع تهديدات ال طائل منها وبدأ يُفكر بمواعيد عمله يوم غد وكيف
سيؤجلها..
خالل دقائق رن جرس شقته فعقد حاجبه ووقف متجها ً الى الباب ومتعجبا ً فال أحد سيطرق في
مثل هذا الوقت من النهار..
ت آنجي..
فتحه فبانت على شفتيه إبتسامة صغيره وهو يقول :هذه أن ِ
دخل فخلعت آنجيال نظارتها ودخلت خلفه تنظر الى الشقة ال ُمظلمه ثُم نظرت إليه يجلس على
األريكة وهو ال يزال بمالبس العمل..
ظهر اإلستنكار على وجهها وأغلقت الباب خلفها وأنارت إحدى األضواء وهي تقول :آلبرت
ماذا ُهناك ؟
هز رأسه نفيا ً فقالت :بلى هناك خطب فيك دون شك!
تقدمت وجلست باألريكة ال ُمجاوره ومدت يدها تضعها على كتفه تقول :عزيزي مابك ؟
تصرفاتك عندما خرجتَ من العمل لم تكن طبيعيه!
تنهد ونظر الى عينيها الصافيتين اللتان تُشعره دوما ً بالراحة واألمان فإبتسم لها وقال :فقط
بعض مشاكل في ستراسبورغ تتطلب وجودي..
إبتسمت تقول :حسنا ً ال بأس ،إذهب وحلها بهدوء فالتذمر والتفكير ال ُمبالغ لن يُفيدانك بشيء
..
عقد حاجبه بإستنكار يقول :والشركه ؟
أجابته :لن تضيع ما دُمتَ أنت ال ُمدير ،أعلم بأنه يُمكنك تدبر األمر ..أنت آلبرت ريكسوفر من
يصنع ال ُمستحيل فكيف بمعضلة صغيرة كهذه ؟
تنهد وعاود النظر الى الفراغ يقول بهمس :ال أعلم ،ستنتهي طاقتي في يوم ما ،تعبتُ من
لعب دور الشخص الناجح في كُل شيء ،الكُل يطلب مني المستحيل ،الكُل يتوقع مني الكمال
في كُل شيء ،أنا مثل الجميع ،بشر لدي طاقتي ،أُريد الراحة ولو قليالً..
صفقت يديها ببعض تقول :فكره ! ما رأيُك لو ذهبنا وقضينا الليلة في فعالية ما ؟ تزلج أو
عروضا ً مسرحيه ...لندن مليئة بمثل هذه األشياء لذا...
قاطعها بإستنكار :آنجي!!
هزت رأسها نفيا ً ومدت يدها تالطف خده وهي تقول بهدوء :لن أسمح لك باإلعتراض ،
مشاغل اليوم يُمكن تأجيلها ،مشاغل غد يمكن تأجيلها ،نعم ستتراكم عليك األمور بعدها
ولكن ال بأس ،العمل حتى وإن كان ُمجهدا ً إن جاء بعد فترة راحة وإستمتاع سيكون ال شيء
أما ضغط النفس دائما ً باألعمال بحجة أنه ال يُمكن تأجيلها فستستنزف طاقتك شيئا ً فشيئا ً دون
أن تشعر وفجأه تستوعب بأن أدائك في تناقص وهذا سيضعك في ضغط أكبر وأصعب حتى
تنتهي طاقتك تماما ً وعواقب هذا وخيمة للغايه ،فهمتني آلبرت ؟
بقي ينظر الى عيناها لفترة قبل أن يتنهد ويُشيح بنظره هامساً :ال أعلم..
آنجيل :بالتأكيد لن تعلم ،فقط من يُراقبك دائما ً هو وحده من يعلم ،أنت تحتاج لإلسترخاء
واإلستمتاع حتى وإن كان هذا خارج شخصيتك ،لن أترك لك خيار التفكير فأنت اآلن تحت
ضغط العمل لذا أنا من سيُفكر عنك ،ستتناول اآلن طعام غدائك وتأخذ قسطا ً من الراحه حتى
الخامسه ومن ثم أترك جدول الليلة علي ،ال تُفكر بالعمل ،سأتواصل بنفسي مع جدولك لهذا
المساء وسأرتب مواعيدك في أوقات أُخرى من األسبوع ،أنا من سيحجز لك تذكرة الذهاب
والعوده فال تقلق نفسك بالتفكير بهذا أيضا ً ،فقط تناول الطعام ونم ،ال شيء آخر حسنا ً ؟
بقي صامتا ً لفتره ورأسه مليء بمواعيد الليله وبطلب عمه وبسفره فوقفت وقالت :حسنا ً
إتفقنا وال يحق لك الرفض ،بدل ثيابك وخذ حماما ً ساخنا ً وأنا من سيطلب لك الطعام ،إنتهى
األمر..
وذهبت الى التلفون وهو يُراقبها بعينيه الهادئتين قبل أن يأخذ نفسا ً عميقا ً ويجد نفسه ال
إيراديا ً يتبع أوامرها متجها ً الى غرفته ليبدل ثيابه ويأخذ حماما ً ساخنا ً..
***
4:39 pm
- Paris -
قطع عليه نومه طرق الجرس المتكرر بطريقة يتعمد فيها الطارق اإلزعاج!
قام من على سريره وهو متأكد من كون والدته وأخوته الصغار ذهبوا الى منزل خالتهم فهذا
ما يفعلونه عادةً في كُل نهاية أسبوع وهذا يُفسر عدم فتح الباب من قِبل أي واحد منهم..
تقدم من الباب الذي هو متأكد بأن من يقبع خلفه ويُزعجه هكذا هو كلود ال غير..
فتحه بعينيه الناعستين يقول :ماذا كلود ! أال تعلم....
توقف عن الكالم وعينيه متسعتين من الصدمه وهو يرى الفتاة ذات الشعر الثلجي وهي تُبعد
النظارة السوداء عن عينيها وتنتظر إليه بعينيها الزرقاوتين تقول :ماذا ؟ هل رأيتَ شبحا ً
لتر ُمقني بهذه النظره جاكي ؟
رفعت يدها وعبثت بشعره العابث أصالً من نومه ودخلت تنظر الى المنزل وهي تقول :أين
عبارة "مرحبا ً كلير لقد مر وقت لم أرك فيه" ؟ للتو عدت من سفر كما تعلم ! أال تتحمد لي
قاس..
بالسالمة على األقل ؟ هذا ٍ
أغمض عينيه وأخذ نفسا ً عميقا ً وأغلق الباب وهو يلتفت إليها قائالً :فقط لم أتوقع عودتك ،
أخبرتنا بأنك ستُنهين دراستك الجامعيه كامالً في الخارج ،نحن ال نزال في السنة الثانيه لذا
عودتك لم تكن متوقعه كلير..
وضعت طرف نظارتها بين شفتيها وهي تدور في الصالة تقول :إشتقت لرؤيتك ،أال يحق لي
زيارتك عندما أشتاق ؟
وضع يديه في جيب بنطاله يقول :ليس هكذا ،كان عليك إخباري ُمسبقا ً لنتقابل في مكان ما
و....
قاطعته تنظر إليه وتقول :وهل كُنتَ تظهر ردة الفعل الميتة هذه عندما تزورك رين فجأه
لمنزلك ؟ أُراهن بأن اإلجابة هي ال..
عقد حاجبه يقول :كلير دعينا ال نخض في...
قاطعته تقف أمامه وتضع وجهه بين كفيها ناظرةً بجرأه الى عينيه تقول :أنا أُحبك جاكي ،
وسأظل كذلك حتى لو عنى األمر أن أتخلص من عائلة رين كلها..
أخذ نفسا ً عميقا ً وقال :كفي عن إفتراض أمور....
قاطعته :ال أفترض ،أنت واقع بحبها بالكامل ،ولكني سأُكرر األمر مجددا ً ،أنا من سيفوز..
زم على شفتيه بضيق ونظر الى عينيها ليرد عليها ولكنه توقف عندما رآها تنظر خلفه
بتعجب..
إلتفت الى الخلف فدُهش عندما رأى نينا قد خرجت من الغرفة تنظر إليهما..
كال!!
سألته كلير :إنها ليست من أخوتك ،من هذه ؟
نظر إليها يقول بإبتسامة توتر :إنها إبنة خالتي ،أحظرتها والدتها كي أعتني فيها ألنها
مريضة وال تريد منها أن تختلط مع األطفال ..تعرفين أن إخوتي وأبناء خالتي يتجمعون في
مثل هذا اليوم لذا...
تركته وتقدمت من نينا وإنحنت تتأمل وجهها في حين خافت نينا من نظرات التفحص هذه
وأمسكت بحافة الباب بخوف وهي ترمي نظرات إستنجاد لجاكي..
كلير :ياله من وجه يذكرني بفتاة بغيضة تُدعى رين..
سحقا ً ! يعرف كلير ويعرف مدى قوة مالحظتها..
ال يريد منها معرفة صلة القرابه بينهما!..
في حين دُهشت نينا عندما أتت هذه الفتاة الغريبه بذكر أختها ،وأيضا ً ظهر الضيق على
وجهها فلقد نعتتها بالبغضيه..
إنتبهت الى جاكي فنظرت إليه ووجدته يضع أصبعه أمام شفتيه وهو يبتسم لها وكأنه يطلب
منها إلتزام الصمت..
إبتسمت إلبتسامته وهزت رأسها باإليجاب فتعجبت كلير وإلتفتت الى الخلف حيث جاكي
وقالت :ماذا قُلت لها حتى تهز رأسها هكذا ؟
إبتسم جاكي يقول :أُطمئنها كيال تخاف منك..
ظهر اإلنزعاج على وجهها تقول :ال تقل أمورا ً بغيضة بوجه مبتسم هكذا!
ي ضيافتك صحيح ضحك وقال :حسنا ً إنتظريني هنا ،سأُبدل مالبسي لنخرج ونتناول شيئا ً ،عل ّ
؟
تعجبت وتكتفت تقول :ما هذا الكرم ؟ وأيضا ً ماذا عن إبنة خالتك ؟ أستتركها وحدها في
المنزل!
جاكي وهو يدخل غرفته :سنذهب الى المقهى المجاور لوقت قصير ،ال بأس في هذا فهي
ليست مما يخشون البقاء وحدهم ويمكنها الحضور إن شعرت بتوعك فالمكان ال يبعد سوى
امتار قليله..
عقدت حاجبها بتعجب فهو لم يكن يوما ً ُمهمالً باألطفال خاصةً فكيف بقريبته المريضه ؟
ولما فجأه قرر أخذها للمقهى وهو من استنكر في البدايه حضورها من دون موعد!
نظرت الى نينا لفتره قبل أن تهمس :هل يخشى عليها مني ؟!! نعم أكره االطفال ولكني ال
أؤذيهم!!!
ل ّمت شعرها الثلجي لتضعه على كتفها األيمن وهي تجلس على األريكة تنتظره وعينيها على
نينا التي ال تزال تقف قرب الباب ُممسكةً به وهي تُراقبها..
همست :جاكي يُشبه والدته فإذا ً لما ال يتشابهان هو وإبنة خالته في شيء ؟ هل الطفلة أخذت
جينات والدها مثالً ؟
مطت شفتيها وأخرجت هاتفها المزين بفصوص ألماس وبدأت تتصفح تطبيقاتها ال ُمفضله
وتُبعد تفكيرها فهي كانت وال زالت تدقق في كُل شيء حتى وإن كان طبيعيا ً!
خرج جاكي وإتجه الى الباب يقول :ه ّيا..
رفعت حاجبها تقول :هكذا ؟
فتح الباب ونظر إليها بتعجب يقول :ماذا ؟
أشارت بهاتفها تجاه نينا تقول :تذهب دون أن تُعطيها بعض التعليمات كإتصلي بي أو تعالي
إن مللتي أو ال تفتحي الباب لغريب !! أنت يا جاكي ؟!!!
عض على طرف شفتيه لوهله قبل أن يقول :ههههه نعم نسيت ولكن ال بأس فخالتي صارمة
دائما ً وعلمتها على مثل هذه األمور منذ نعومة أظفارها لذا ال داعي للقلق ،هيّا كلير..
رفعت كلير حاجبها بعدها أمالت شفتيها بعدم إهتمام وخرجت قبله فإلتفت ونظر الى نينا يقول:
لن أتأخر فقط سأقوم بإبعادها حسنا ً عزيزتي ؟
هزت نينا رأسها تقول :حسنا ً..
إبتسم لها بعدها خرج وأغلق الباب خلفه..
نظر الى كلير التي تنظر الى السماء تقول :أشعر بأنها ستُمطر..
جاكي :ربما..
أدخلت نظارتها السوداء الى حقيبتها فالجو غيم وال أثر ألشعة الشمس ثُم إتجهت برفقة جاكي
الى مقهى قريب..
جلسا بعدما طلب لهما كوبا ً من القهوة السادة مع الحليب المخفوق..
بادر بسؤالها :هل ستُطيلين البقاء ُهنا ؟
هزت كتفها تقول :هذا يعتمد..
عقد حاجبه وسأل :يعتمد على ماذا ؟
نظرت إليه قليالً ثُم إبتسمت وبدأت ترشف القليل من القهوه قبل أن تقول :صديقك ذاك ما
إسمه ؟ أجل أجل كلود ،ماهي أخباره ؟
بقي صامتا ً لفتره وهو ال يزال قلقا ً مما تفكر فيه ،أجابها بعد فتره يقول :على أحسن ما يُرام
..
كلير :وكيف أصبحت عالقته مع تلك الفتاة رين ؟ سمعتُ بأنه يلومها على مقتل آريستا..
إنزعج من الموضوع الذي فتحته وقال :ال أعلم ،إسأليه هو..
ثُم بدأ يشرب من كوبه وهو ينظر بعيدا ً عنها..
نظرت إليه لفتره ثُم قالت :معه حق في لومها فلو لم تكن رين موجوده لما ماتت آريستا..
ت كُل هذه المسافة لتقولي هذا الكالم شد على أسنانه قبل أن ينظر إليها ويقول :هل قطع ِ
وتفتعلي ال ُمشكالت!!
كلير ببرود تام :لما تغضب إن تحدثنا عن األمر ؟
جاكي :ألني أكره رمي التُهم جزافا ً هكذا على اآلخرين!!
كلير بذات البرود :نحنُ دائما ً ما نُناقش أمورا ً كهذه بهدوء تام وأنت أكثرنا ضبطا ً لألعصاب
ولكن عندما يتعلق األمر برين تنزعج وتغضب ،ألم تسأل نفسك لماذا ؟
إبتسمت إبتسامة غريبه وأكملت :ألنه بقرارة عقلك أنت مقتنع بكونها فتاة سيئه وأنها السبب
بذلك ولكن قلبك يرفض هذا اإلعتراف لهذا ترفع صوتك الخارجي لتُغطي صوت عقلك من
الداخل!
إتسعت عيناه بدهشه من كالمها وهو يقول بسرعه :كال بل....
قاطعته :التوتر في الحديث واإلندفاع دليل عدم الثقة يا جاكي..
أشاح بوجهه عنها وبقي صامتا ً لفتره قبل أن يُخرج ماالً من محفضته ويضعه على الطاولة
وهو يقول بهدوء :آسف كلير ،سأمتنع عن رؤيتك حتى تتوقفي عن قول الهراء..
بعدها وقف ليُغادر فقالت بإبتسامه :لم أقطع كُل هذه المسافة لقول الهراء فحسب ،بل ألنه
وقع بين يدي دليل على ذلك..
توقف في منتصف طريقه ولم يلتفت إليها ،ثواني حتى أكمل طريقه وغادر وهي تنظر إليه
بهدوء تام..
سحقا ً لك يارين!.. همست من بين شفتيهاُ :
***
6:00 pm
- Les Orres -
كان منظر الشفق جذابا ً جعل الكثير يصطف في هذه المساحات الثلجيه الشاسعه من أجل إلتقاط
الصور له..
وهو ،يقف وعيناه تُطالع الشفق كاآلخرين بينما عقله مشغول بوالدته..
تحدثت الفتاة الجذابة بجانبه ولم يسمعها ،رفعت صوتها ولم يسمعها أيضا ً..
إبتسمت وداست على قدمه فشعر باأللم وإستيقظ من شروده يقول :لماذا شارون ؟!!!
إبتسمت شارون له تقول :في ماذا سارح البال يا إدريان لدرجة أن صوتي لم يصلك ؟
تنهد وقال :ال شيء ،أمور منزليه فحسب..
شارون :حسنا ً ما دُمت ال تستمتع بمنظر الشفق فدعنا ندخل حيث مقاعدنا بالداخل ،تعبتُ من
المشي والوقوف المطول..
نظر إليها بتعجب يقول :أال تُريدين ُمطالعة الشفق ؟
إبتسمت وغطت فمها تقول :ماذا ؟ هل أخذتني ووقفت بجانبي طول هذه المدة من أجلي ؟ أنت
راع أكثر مما إعتقدت..ُم ٍ
سخريتها ورد عليها :حسنا ً أنا رجل لبق في األخير ،هيّا لندخل وكفي عن إنزعج من ُ
السخريه..
دخال الى الداخل حيث المهرجان الكبير كان يُقام ،ذهبا الى مقاعدهما ال ُمخصصة في الدرجة
األولى فكالهما لديه عرض بعد بضع ساعات..
إلتفتت إليه تقول :لمن أعطيت التذكرة الثانيه ؟
تنهد وقال :ال أحد ،أردتُها ألُختي ولكنها رفضت..
إبتسمت وسألت :ماذا عن كاتي ؟ ضننتُك ستدعوها ! أنت تعرف بأنها ستُوافق لو كان أنت من
طلب حضورها..
ت شاهدتي آخر تصريح لها.. صمت لوهله قبل أن يرد :لن توافق ،عالقتنا أصبحت سيئه وأن ِ
شارون :إدريان عزيزي الكُل في الوكالة يعرف بالفعل أنها فعلت ذلك من أجل أن تُحركك قليالً
فأنتَ بدأت تُصبح جافا ً معها ،إنها ال تزال تُحبك والكُل يعرف هذا ،حتى أنت تعرف هذا فال
تُنكر..
إبتسمت وأكملت :إذا ً ...متى سينتهي شجار األحباء هذا ؟
صمت لفترة طويله بعدها قال :تعرفين بأنك أحد القالئل الذين أثق بهم في الوكاله..
شارون :ياااه ،ياله من شرف..
إنزعج فكعادتها هي تسخر ،تجاهل ردها وأكمل كالمه :لذا سأُخبرك بأمر ما..
شارون :ماهو سرك الصغير هذا ؟
صمت قليالً ليقول بعدها :أنا لم أ ُحبها قط..
إبتسمت بهدوء ولم تُعلق فأكمل :هي تعلقت بي بالبدايه ،هي أحبتني ،هي فتاة مشهوره ،
إنها الرقم واحد في وكالتنا وتكاد تكون الرقم واحد في فرنسا أيضا ً ..حاولتُ مالطفتها ولكني
تفاجئت بال ُمقابل بأنها تريد عالقة جاده ،وأيضا ً الوكالة كلها تطلب مني الموافقة على هذا..
بدأ اإلنزعاج يظهر على وجهه وأكمل :حتى فجأه أصبح بقائي وشهرتي مرهونا ً بها ،إما أن
أدخل بعالق ٍة معها أو أتحمل كُل األذى الذي ستسببه الوكالة لي..
أشاح بوجهه منزعجا ً فلم يكن يُريد البوح بهذا فقالت شارون بهدوء :حسنا ً كُنتُ أعرف هذا يا
إدريان..
نظر إليها بهدوء فأكملت :إذا ً ؟ وافقتَ على طلباتهم ؟
صمت للحضه ثم قال :نعم..
إبتسم بعدها بسخريه وأكمل :وحينها وجدتُ اإلمتيازات التي لم أكن ألجدها لو عملت لسنوات
سمعتي بين أقراني في الوكالة سيئه فبالنسبة لهم لستُ سوى محتال طويله ،حتى أصبحت ُ
يخدع أفضل واحدة من أجل نيل الشهره ،بالنسبة لهم لستُ سوى ُمتسلق حقير أناني..
إختفت إبتسامته الساخره وهو يُكمل :ال أحب هذا ،كرهتُ مجالي بسببها وبسبب الوكالة التي
أجبرتني أن أكون محركا ً لها كي ال تُصاب هي باإلكتئاب أو المرض النفسي فهذا لن يفيدهم
إطالقا ً..
شارون :إذا ً ؟ متى ستنفجر ؟
إدريان :ال أعلم ،أريد أن أكون ُمستعدا ً للعواقب أوالً ولكني ال أعرف كيف أستع ُد لها..
شارون :من الغريب أن الوكالة هذه األيام ال تضغط عليك ؟
إدريان بسخريه :يضنونه شجار أحباء مؤقت ،مديري يطلب مني يوما ً بعد يوم ُمصالحتها
وأنا أُماطله كثيرا ً..
شارون :والى متى ؟
تنهد يقول :ال أعلم حقا ً ،كفي عن سؤالي فأنا بنفسي ال أعرف اإلجابه..
صمت لفترة ليست بالقصيره ليقول بعدها :في كُل مرة تأتيني فكرة ولكن نهايتها هو الفشل ،
آخرها أخذي لفتاة ما الى حفلة أخي ُ ،هناك صحفي مشهور و ُمحترم سيحضر لتلك الحفله ،
قلتُ لنفسي هذه فرصةً كي يكتب عني بالصحف وعن كوني إصطحبت فتاة جميله الى الحفلة
وبقيت معها طوال الوقت لوحدنا ولكن كُل شيء قد قُلب رأسا ً على عقب في تلك الليله وأولها
أن ذلك الصحفي لم يأتي وبدالً من ذلك صورتني صحيفة قذره وأنا معها بالخارج مما أدى الى
إنتشار صورها في كُل مكان ،ربما إستغللتُها لهدف خاص ولكن لم أقصد أذيتها وإنتشار
صورها لذا ما كان مني سوى إنكار كُل هذا..
تنهد وأكمل :ومن بعدها إختفت ولم أسمع عنها شيئا ً لذا ال أزال أشعر بالذنب تجاهها وأتمنى
بأنها ال تُعاني من قِبل ُمعجباتي أو ُمعجبات كاتالين..
شارون :وهل تُحبها ؟
ُ
إبتسم وهو ينظر الى فرقة رقص صعدت الى المسرح وقال :أصدقك القول بأني متأكد تمام
التأكد بكوني لن أقع بالحب مع اي أحد ،وال تسألني عن السبب فأنا بنفسي ال أعرف ،أشعر
بأن الحب شيء كبير للغايه ،شيء صادق لن يأتي لشخص مثلي..
رفعت حاجبها تقول" :شخص مثلك" ؟ وما بك حتى تُقلل من تقدير نفسك الى هذا الحد ؟
أشاح بنظره عن الراقصات ناظرا ً الى شارون وأجابها :نعم وضعتُ كُل اللوم على الوكالة في
أمر عالقتي مع كاتالين ولكن هذا ال يُنكر حقيقة أني وافقتُ وخدعتُها بحب مزيف حتى لو كُنتُ
مجبرا ً ،أؤمن بأن من يكسر قلب فتاة لن يجد الحب في حياته..
تنهدت شارون ونظرت الى المسرح هامسه :مقولة غبيه واألغبى هو من يُؤمن بها..
ضحك ضحكة قصيره وهو يقول :على أية حال دعينا نُغير هذا الموضوع فنحن ُهنا لنستمتع ال
ألن نتكدر..
إلتفتت إليه لتتحدث ولكن قاطعها أحد العاملين الذي أتى وهمس بإذنها يُخبرها بأن تذهب الى
الكواليس من أجل بعض األمور البسيطة من أجل فقرتها القادمة بعد ساعتين تقريبا ً..
حالما رحل إبتسمت وقالت :سأُغادر لبضع دقائق ،ال تُغادر مكانك حسنا ً فأنا لستُ ممن يحببن
البقاء لوحدهن إطالقا ً..
بعدها غادرت خلف الموظف وإدريان يبتسم لها ليتنهد عندما إبتعدت ويُعاود النظر الى
المسرح، .
بعد فتره أخرج هاتفه النقال وحاول مجددا ً اإلتصال على آليس ولكن كالعادة ال ُمجيب..
أطفأ هاتفه وهو يتمنى أن تكون على ما يُرام على األقل..
عقد حاجبه عندما شعر بوجود شيء ما فإلتفت حيث مقعد شارون المجاور له فوجد باقة
ورود أرجوانية اللون وعليها بطاقه..
نظر حول متعجبا ً!
مقعدهما بين الصفوف األولى أي أن جميع من حولهم هم من الشخصيات الهامه لذا ال يمكن
للمعجبين اإلقتراب ووضع هداياهم..
سحب البطاقة ينظر إليها فتفاجئ كونها ُمهداة إليه هو..
لقد ضنها مهداة الى شارون بما أنه مقعدها..
عاود النظر حوله ولكن ال شيء ُمريب حوله بتاتا ً..
أخذ الباقه وتأملها قليالً قبل أن يهمس :من وضعها وكيف وصل إلي ؟
قرب البطاقة ألنفه يشم رائحة العطر المنبعثة منه.. عقد حاجبه لوهله ثُم ّ
إبتسمت تقول :لم أضنك تُقدر هدايا ال ُمعجبين الى هذا الحد ! هذا لطيف..
إنزعج وأبعد البطاقة عن أنفه وهو ينظر الى شارون التي جلست على مقعدها بعد أن أخذت
الباقه فرد عليها :كال ليس األمر هكذا!
قلبت الباقة بين يديها قائله :ورود أرجوانيه ،هذا يعني حب من أول نظره ،من هذه الفتاة ؟
من الغريب أن يرسلن ال ُمعجبات ورود ذات معاني فبالعادة يخترن اللون األحمر فتفكيرهن
هكذا..
إبتسم بسخريه ووضع البطاقة مكانها بوسط الباقه يقول :لو عرفن أنك ترينهن سطحيات
لشنوا حربا ً ضروس عليك..
شارون :ههههههههههههه سيكون األمر ُممتعا ً..
وضعت الباقة في حجره وهي تُكمل :على أية حال ربما كان إختيارها للون ُمصادفة أيضا ً من
يدري..
تنهد وقال :ولكن كيف أحضرته ؟ أعني جميع من يجلس حولي إما مغنين مثلي أو أشخاص
عاملين بمجاالت فنيه أُخرى ،المنطقة هذه ال يُسمح لل ُمعجبين أو هداياهم بالدخول إليها ،أنا
ُمحتار..
غطت فمها بيدها تقول :يا إلهى ،هل ُمحبتك هذه المرة شخصية هامه ؟ إدريان أنت محظوظ
كعادتك في النساء الالتي يقعن بحبك..
تجاهلها وعاود النظر الى الباقة لفترة ليست بالقصيره قبل أن تعمل موسيقى الكان كان
فتجاهل أمر الباقه ونظر الى المسرح وهو يرفع هاتفه مصورا ً مقطعا ً منه ليرسله الى أخته
كمحاولة منه إلستفزازها بعد رفضها القدوم معه..
***
6:04 pm
فتحت آليس باب غرفتها -أو باألصح غرفة ريكس -وألقت نظرة الى الخارج وإطمأنت عندما
لم تجد له أثرا ً..
ال تعلم لما ضنت بأنه ينتظرها حتى هذا الوقت!
تسللت لخارج الغرفه ومشيت بهدوء تنظر حولها هامسه :والدته هذه تمتلك ذوقا ً رائعا ً في
التزيين..
وقفت أعلى الدرج وطلّت من أعاله فلم تجد له أثرا ً ،حسنا ً هذا واضح هو خارج المنزل من
دون شك..
نزلت وذهبت الى األريكة فوقع نظرها على علبة الدواء التي أعطته حبوبا ً منها ليلة األمس..
جلست وأخذت العلبه لتجد بأن أغلبها فارغ دليل أخذه للكثير من الحبات في الساعات القليله
الماضيه..
نظرت الى العلبة بهدوء قبل أن تهمس :رغم أنه ُمسكن قوي إال أنه إستهلك الكثير منه ،يبدو
بأنه يُعاني كثيرا ً من تعبه ،هل فعلتُ الصواب عندما تخلصتُ من تلك العلبة المشبوهه ؟
لقد كانت علبة مشبوهه حقا ً ،علبة غير مخصصه للدواء وبورقة خارجيه مكتوب عليها بلغة
ال تعرفها ومليئه بالحبوب ،حتى الطفل يستطيع أن يخمن أنها ليست علبة دواء ُمرخصه..
وبالنسبه لألعراض التي عانى منها كانت أعراض مدمنين من دون شك..
هي واثقه من ذلك ،لقد رأت هذا كثيرا ً في األفالم..
إنه حتى لم يُنكر عندما إتهمته بذلك!
أخذت نفسا ً عميقا ً وهمست :حسنا ً وما شأني إن كان ُمدمنا ً أو ال ؟! هو ليس إبني كي أخشى
على صحته !! تصرفي كان مزعجا ً بحق وأتعجب من أنه لم يقتلني حينها!
بقيت عيناها ُمعلقتان على العلبة لفتره لتقرر أخيرا ً الصعود وإرتداء معطفها وحذائها والذهاب
الى الصيدلية حيث ألقت بالعلبة التي كانت في سيارته بإحدى حاويات القمامة القريبة منها..
همست :أتمنى بأنهم لم يُغيروا الحاوية ولم تمتلئ بالقمامة أيضا ً..
بعد عدة دقائق من خروجها أوقف ريكس سيارته ونزل منها لينزل من الجهة الثانيه آندرو
وهو يقول :نسيت أن أُخبرك بأني ُزرتك يوم األمس ُهنا ولم أجدك..
ريكس بال ُمبااله وهو يُغلق سيارته :ألم أطلب منك أال تدخل منزلي مجددا ً دون إذن ؟
هز آندرو كتفه يقول :إعطائك نُسخة من ال ُمفتاح لي يعني ماذا برأيك ؟
توقف ريكس عندما تذكر شيئا ً ونظر الى آندرو يقول :هل قابلتها ؟
هز آندرو رأسه قائالً :تلك الحقيره ؟ أجل..
تنهد ريكس وإتجه الى الداخل يقول :طلبت مني جينيفر إيجاد مأوى مؤقت الى حين أن
تستأجر لها شقة أُخرى غير التي عرفها الصحافة بفضل إدريان..
فتح ريكس باب منزله وهو يشعر باإلنزعاج إزاء تبريره هذا في حين دخل آندرو خلفه ولم
يُعلق على الموضوع فبادر ريكس بتغييره قائالً :على أية حال لما أنت ُمصر على ُمقابلتي هكذا
؟
نظر آندرو إليه قليالً قبل أن يبتسم ويقول :فقط لم أجلس جلسةً ُمطولةً معك منذ مده ،إشتقتُ
للحديث معك..
دخال الى الداخل وأكمل آندرو حديثه يقول بإحباط :إقتربت فترة اإلمتحانات وزادت علي
الضغوط ،بدأ الطلبة من اآلن يتهافتون علي يطلبون إختبارا ً أو بحثا ً من أجل أن يُحسنوا
درجاتهم ! أين كانوا بحق هللا طوال العام !! لم يشعروا بالذنب سوى اآلن!
تنهد وأكمل :على أية حال ضغطتُ نفسي وأعطيتُ الجميع موعدا ً إلختبار تحسين األسبوع
القادم..
ريكس :آندرو ال تكن طيبا ً الى درجة السذاجة ! ال تفعل أمورا ً ال تُريدها من أجل اآلخرين ،
هذا ما جعلك تُخدع من ِقبل تلك الطالبة الحقيره ،إبق ُمتيقضا ً..
وجلس على األريكة بينما آندرو واقف في مكانه وجملته األخيره تدور في رأسه..
"إبق ُمتيقضا ً"
ضاقت عيناه بهدوء تام وهو يتذكر جملة أخاه ثيو أيضا ً..
"الذئاب ليست فقط وحيده ،بل سيئه وخائنه ،غادره و ُمخادعه"
همس له آندرو :هل أنا حقا ً سهل ِ
الخداع ؟
عقد ريكس حاجبه من سؤاله الغريب ونظر إليه يقول :مابك ؟ هل هناك خطب ؟
أغمض آندرو عينيه وأخذ نفسا ً عميقا ً قبل أن يتقدم ويجلس على األريكة ال ُمقابله يقول :على
أية حال كيف هي أحوالك ؟ ألم تنتهوا من أمر تلك المزعجة التي صدمتها ! لقد عوضتموها
أكثر مما يجب ،دعوها ترحل..
إسترخى ريكس ينظر الى علبة الحبوب التي تغير مكانها وأجابه :ال عليك ،مسألة وقت
وسترحل عن عائلتنا..
آندرو :إنها فتاة سيئه من دون شك ،دعها تُغادر من اآلن ! لقد أخبرتُك سابقا ً عن كونها
ُمطارده من قِبل أخي ،لما لم تتخذ موقفا ً جادا ً حيال األمر من وقتها ؟
ريكس بهدوء :ال أعلم..
رفع آندرو إحدى حاجبيه يقول :ال تعلم ؟!! ريكس ال يعلم !! منذ متى وأنت تتردد في مثل هذه
األمور ؟
ثُم أكمل بسخريه يقول :ال تقل لي بأنك أشفقت عليها !! صدقني هذا ألنها فاقده لذاكرتها ،لو
إستعادتها فسترى شيطانيا ً على هيئة بشر..
إبتسم ريكس بسخريه ولم يُعلق..
شيطان ؟!!
ليست هي ،بل هو الشيطان الحقيقي في هذا المكان..
قال بعدها :على أية حال هل تريد ُمقابلتي من أجل الحديث عنها ؟ إن كان أجل فإتمنى أن
ترحل وتدعني آخذ قسطا ً من الراحه..
آندرو بإستنكار :راحه ؟!! ريكس إنك حتى حظرت لعملك ُمتأخرا ً بسبب النوم ،هذا غريب..
تنهد ريكس يقول :حسنا ً أصبح من الواضح بأنك تريد شخصا ً لتتسلى معه تهربا ً من الضغوط
طالبك بدالً من.... التي جلبتها لنفسك ،ما رأيُك لو تُغادر وتكتب أسئلة اإلمتحان ل ُ
قاطعه آندرو بعدما تذكر شيئاً :هل أنت على معرفة بما تريد إليان فعله ؟
عقد ريكس حاجبه فلما رأى آندرو تعجبه قال :كنت أعرف هذا ،ريكس ،حسنا ً أعلم بأن
عالقتك بأختك ُمتوترة بعض الشيء ولكن يجب عليك أن تنصحها ! ما تفعله خطير ! هي
عرض كامل من يُدرسها الى التحقيق بأمر ورقة الغش التي ُو ِجدت بحوزتها !! إنها تنوي أن ت ُ ّ
تُريد التحقيق مع أساتذتها وحتى المسؤولين عن أنشطتها !! هذا خاطئ ! خاطئ بالكامل فهي
بهذا تُهينهم جميعا ً وكأنها تطلب منهم أن يحقدوا عليها ! حقدهم ليس بصالحها فبإمكانهم
جميعهم خسف درجاتها وبهذا ستُطيح بمعدلها الى األسفل وستندم الحقا ً أشد الندم!!
دُهش ريكس من كالمه هذا!
نعم يعلم كم هي قويه وإن أضعفها شيء فستُعاود بعده بقوه ولكن لم يتوقع هذا منها..
صعُبتصمت لفتره بعدها قال :ال تُكبر الموضوع ،هي عبقريه وليست ذكيه فحسب ،حتى لو َ
األسئله فسيُمكنها حلها ،ال تقلق..
آندرو بإستنكار :هل دخلت الجامعه من قبل ؟!! أحقا ً تضن أن الدرجات هي فقط ما تُعطى خالل
الورق ؟!! األنشطه ؟ البحوث ؟ ال ُمشاركات ! هذه درجات يُقررها األستاذ بحسب ما يراه وهنا
مهما عملت بجد فلن تحصل ثمرة ذلك إن كان األستاذ ال يُريد ! لهذا أغلب الطلبة يُحاولون
كسب الدكاترة الى صفهم!
صمت ريكس ولم يدري ماذا يقول ،فهو ال يعلم هل فكرت هي بهذه العواقب أم ال..
من عادتها أن تدرس الموضوع من كُل جوانبه ولكنها أيضا ً متهورة إن كان األمر يعني
اإلنتقام..
آندرو :جرب وحدثها ،جربتُ أنا وفشلت ،على أحد إيقافها ،على األقل حتى لو كان إدريان
فهي تُحبه لذا يُمكن أن يؤثر فيها..
تنهد ريكس وهمس :حسنا ً سأنظر في األمر..
بدأ الصداع يجتاح رأسه تدريجيا ً فمفعول حبة ال ُمهدئ بدأ يختفي..
في حين بقي آندرو ينظر إليه مطوالً بعدها سأله :هل ُهناك خطب ما ؟
عقد ريكس حاجبه بتعجب ونظر إليه يقول :مثل ماذا ؟
آندرو :أي شيء ،مثالً أمر يؤرقك ولم تُخبرني به ،أو شيء تُخفيه أو أي شيء من هذا
القبيل..
نظر إليه ريكس لفترة وأصبح شكه في كون ثيو قد حدثه يزداد..
أجابه بعد فترة صمت :كال ال يُوجد ،لما ؟ هل هناك أمر ما ؟
سخرياتك إبتسم آندرو يقول :كال كال ،تعرف ،أصبحتَ األيام األخيرة تغيب كثيرا ً وأصبحتْ ُ
الالذعة نادره لذا ضننتُ بأن ُهناك ما يشغل بالك..
ريكس :ألهذه الدرجة إشتقتَ أن تُهان ؟
آندرو بإنزعاج :ليس هذا ما أقصده !!! بالطبع سخرياتك تلك صفة سيئه ومن الجيد أنها
إختفت ،أنا فقط أتعجب من األمر ال أكثر..
أكمل بعدها بهمس وهو يُشيح بنظره :ليتني لم أُذكره..
تنهد بعدها بداخله وهو يحدث نفسه قائالً" :اآلن تأكدتُ بأن روانا هي وراء تصرف أخي
سحقا ً لها ،سأتصرف في أمر تلك القزمة ذات اللسان الطويل" باألمس ! ُ
في حين نظر ريكس مجددا ً على علبة الدواء فمن شكله يعني بأنها خرجت من الغرفة..
هل عادت إليها أم أنها كالعادة خرجت خارجا ً من أجل شراء طعام لها ؟!
لحضه!
من أين لها بكل هذا المال أصالً ؟
عندما هربها كانت خاوية اليدين وال أحد غيره يعلم عن مكانها كي يمدها بالمال!
يتمنى أن ما يُفكر به ليس صحيحا ً..
وقف يقول :إعذرني للحضه..
آندرو بتعجب :الى أين ؟
لم يرد عليه ريكس وصعد الى األعلى..
الدواء ،وطعام اإلفطار وباألمس كوبا قهوة من محل مشهور..
يستطيع أن يخمن بأنها تتجاوز المائة!
دخل غرفته فلم يجدها فيها ،هذا يعني بأنها بالفعل غادرت ،ربما لشراءطعام الغداء هذه
المره..
فتح درجه وأخرج محفظةً قديمة فيها وفتحها..
رفع حاجبه وضغط على المحفظه هامساً :كُنتُ أعرف هذا ،كرمها بشراءها لي معها كان من
مالي أنا ..إنها بحق تتصرف وكأنه منزلها!
وضع المحفظة بجيبه حيث تبقى فيه بعض المال وهو يتوعدها بداخله عندما تعود..
ولم يدري بأن ذهابها هذه المرة جعلها تقع بيد شخص لم يكن متوقعا ً بالمره لذا عودتها لن
تكون باألمر السهل بتاتا ً!
Part end
7:00 pm
- Paris -
غربت الشمس وبدأ الظالم يسود هذه المدينة البارده فرفعت عينيها الزرقاوتين تنظر الى
السماء الصافيه وهي تضع يديها في جيب معطفها األبيض الذي يُشابه لون شعرها ال ُمميز..
تنفست بعمق وجعلت الهواء الصافي البارد يدخل الى رئتيها وأعطاها هذا إسترخاءا ً وراحةً
كبيره للغايه..
عاودت النظر الى الطريق الذي تحفظه جيدا ً لتتوقف أخيرا ً عندما أصبح المنزل على مرأى من
عينيها..
كان شاحبا ً على الرغم من أنه لم يكن بالمنزل القديم ولكن ربما فروغه من البشر جعله يُعطي
هذا اإلنطباع!
متر تقريبا ً وهمست :إذا ً هل حقا ً ترك ِ
ت بقيت تنظر الى المنزل الذي يبعد عنها بمسافة مائة ٍ
باريس ؟ هل تلك الشائعات صحيحه ؟
ظهر بعض الحقد في عينيها قبل أن تعقد حاجبها عندما توقفت دراجةٌ ناريه أمام المنزل وأبعد
الشاب الذي يركبها الخوذة عن رأسه ناظرا ً الى المنزل دون أن ينزل من دراجته..
عقدت حاجبها تنظر الى لون شعره الرمادي ومظهره من الخلف فهو ال يبدو غريبا ً عليها ً
وخاصةً أنها ال تنسى األشخاص الذين قابلتهم بتاتا ً!
قررت أن تتقدم لتتعرف عليه ولكنها تراجعت عندما رأت رجالً مشبوها ً يرتدي السواد يتقدم
منه وهو يقول بغضب "هيه أنت"!!
إلتفت الشاب بهدوء ونظر الى الرجل بعينين تشع برودا ً حتى توقف أمامه يقول :لما تقف هنا
ها ؟
الشاب بهدوء تام :وما شأنك ؟
غضب الرجل وكاد أن يُمسكه من ياقة قميصه لكنه تذكر تحذير رئيسه من البدء بالشجار لذا
ضبط أعصابه وهو يقول :المنزل تحت ُمراقبة الشرطة لذا يُمنع ألي أحد اإلقتراب منه..
الشاب بذات البرود :أرني شارتك..
إنزعج الرجل منه ومن أسلوبه البارد وكأنه ال شيء أمامه فقال :إن كُنت تريد رؤيتها فجرب
وخالف القوانين كي نقبض عليك ،واآلن أجبني وقل لي ما صلتك بهذا المنزل كي تقف أمامه
؟!!
نظر إليه الشاب مطوالً وبسهولة عرف بأنه كاذب وبأنه ليس بشرطي فالشرطة ستراقب
المنزل وتُبعد المتطفلين وليس كهذا الذي يستجوبهم وكأنه يحاول قدر اإلمكان جمع المعلومات
عن كُل المقربين من أصحاب المنزل..
إذا ً ...هذا الرجل واحد منهم من دون أدنى شك!
شعر باإلنزعاج الشديد فلم يتوقع أن يصل بهم األمر ل ُمراقبة كُل شيء يخصها حتى منزلها
الذي تركته منذ أشهر..
ثبّت خوذته قبل أن ينزل من الدراجه ويقف أمام الرجل ُمباشرةً ناظرا ً الى عينيه..
سأله بهدوء تام :كم تتقاضى ُمقابل عملك ؟
تعجب الرجل من السؤال الغير متوقع لكنه رد بغضب :كف عن طرح األسئلة وأجبني قبل أن
...
قاطعه الشاب :سأُعطيك الضعف ُمقابل أن تنقلب عليهم وتُعطيني كُل المعلومات التي أُريدها
عنهم ..طبعا ً أقصد جماعتك التي يرأسها المدعو بموريس..
إتسعت عينا الرجل بصدمه و ُهنا تأكد بأن هذا الشاب على معرفة لصيقة بالفتاة الهاربه ! بل
يبدو وكأنهم متعاونون لذا يجب القبض عليه بأي ثمن!..
ضاقت عيناه وهو يفكر بطريقة للقبض عليه ،هل يتركه ويراقبه ويطلب المساعده أو من
اآلن يفقده وعيه ويأخذه ُمباشرةً الى رئيسه موريس ؟!
إبتسم الشاب ألول مره وهو يرى نظرات التفكير التي ير ُمقها له الرجل فقال :لن يُمكنك لذا
أنصحك باإلنصياع لي..
غضب الرجل من أسلوبه وغروره الواضح هذا فقال له :لسنا ممن ينصاع لفتى غر مثلك !
سأحرص على أن تتذوق األلم ونجبرك على البوح بمكان تلك المزعجة الهاربه ومن ثم نرمي
جثتك للكالب لتنهش بلحمك وعظامك..
قال جملته وهو يستعد ليفقد الشاب وعيه ولكنه تفاجئ من ردة فعل الشاب التي سبقته وجعلته
من الالمكان يُخرج خنجره الصغير وبحركة خاطفه قطع شريان عُنقه..
شخصت عيناه وبدأ يسقط أرضا ً والشاب ينظر إليه ببرود وهو يهمس :إذا ً إلحق بمن سبقوك
..
وسقط بعدها الرجل جثةً هامدة على األرض..
أغلق الشاب خنجره وركب دراجته ُمجددا ً ليصله صوتها تقول :لم أتفاجئ بقتلك إياه بكُل برود
فما دامت رين مجرمه فبالتأكيد كُل معارفها يُشابهونها باإلجرام..
إلتفت ونظر بهدوء إليها وعندما رأى شعرها الثلجي عرفها فورا ً..
فعلى الرغم من المرات القليله التي قابل رين فيها إال أنها حدثته عنها وعن كونهما كالنار
والزيت ال يجتمعا في مكان إال ويحدثان حريقا ً فيه..
بقي ينظر الى إبتسامتها اإلستفزازيه لفتره قبل أن يُخرج ورقةً من جيبه ويكتب فيها شيئا ً
ومن ثُم يُعطيها إياها..
دون رقم هاتفه النقال فإنزعجت ونظرت تعجبت من تصرفه وأخذت الورقه لتتفاجئ من كونه ّ
إليه تقول :هذا ُمقرف !! هل ضننتني ممن...
قاطعها :إن عرفتي أي شيء عن رين فإتصلي بي..
رمى نظرةً الى الرجل الميت أمامهما وأكمل :وإن رأيتي أي شخص من جماعة هذا القذر
فأخبريني فورا ً..
لبس خوذته وشغل دراجته هامساً :فأنا أُريد إبادتهم جميعهم..
ومن ثُم إنطلق ُمبتعدا ً عنها وهي في أوج دهشتها من تصرفاته..
عاودت النظر الى رقمه لفتره وهي تتذكره آخر مره عندما كان برفقة رين في حفلة التخرج
من الثانويه..
لقد كان حيويا ً وكثير اإلبتسام والضحك ،على الرغم من مرور عامان فقط على ذلك اليوم إال
أنه مختلف تماما ً اآلن..
تلك العينان الباردتان والهالة ال ُمظلمه التي تحيط به !! يستحيل أن يكون نفس الشخص..
نظرت الى حيث رحل وتسائلت في نفسها..
أي من الشخصيتين هي شخصيته الحقيقيه ؟
***
10:44 pm
شعر بحرقة تسيل على خده فرفع يده ومسح دموعه فورا ً وهو يهمس برجفه :أين أنت يا
ريكس ؟
رفع شرشفه وغطى وجهه متهربا ً من منظر الغرفه وهو يُغمض عينيه بقوه ُمجاهدا ً نفسه بأال
يبدأ بالبُكاء..
دقائق حتى شعر بباب الغرفة يُفتح ببطئ فأبعد الشرشف عن وجهه ُمتلهفا ً واإلبتسامة الكبيرة
تمأل شفتيه الصغيرتين وهو يهم بذكر إسمه ولكن....
تحول كُل هذا الفرح الى رعب وشخصت عيناه وإرتجف جسده وهو يرى هذا الرجل الذي
يُرعبه أكثر من أي شيء في العالم!
إبتسم الرجل إبتسامة لطيفة وهو يقول :كيف حالُك عزيزي إيدن ؟ سمعتُ من ريكس بأنك لم
تكن على ما يُرام..
إحتضن إيدن طرف شرشفه برعب وهو ينطق برجفه :ريـ ـكس ؟
جلس الرجل على الكُرسي ومد يده يربت على شعره وهو يقول :أجل ريكس ،لقد كان قلقا ً
للغاية وهو يُخبرني عن حالك ،إنه حقا ً يُحبك..
إرتجفت شفتا الطفل وهو يتمتم :ريكس أخبـ ـرك ؟
تعجب الرجل يقول :مابك ؟ ألم تُصدقني ؟
هز إيدن رأسه نفيا ً وهو بداخل نفسه غير مصدق لهذا!
لما ؟!!
لما يفعل به ريكس هذا ؟!!
هل حقا ً أخبره ؟ ولكن لما وهو يعرف بأن هذا الرجل هو سبب كُل شقائه ؟
عاود هز رأسه بالنفي يُنكر هذا األمر قدر اإلمكان بينما الرجل والذي كان يرتدي زي طبيب
إبتسم وأنزل يده لخده ُممسحا ً بقايا دموع تراكمت في عيناه وهو يقول :ال تقلق ما دُمتُ هنا ،
ستكون على أحسن ما يُرام..
إنتفض جسده من الداخل وبدأت عيناه تغوران بالدموع ُمجددا ً وهو يهمس :ال ...أنا بخيـ ـر ،
ال أُريد شيئا ً..
إبتسم الرجل وقال :أنا الطبيب ُهنا لذا أنا من يعرف حالتك جيدا ً ،ال تقلق ،ستكون على
أحسن ما يُرام..
وعاود مجددا ً مسح دموعه فإرتجف شفتا إيدن وهو يقول :أُريد رؤية ريكس..
إختفت إبتسامة الرجل للحضه قبل أن يقول :ال تقلق ،ستراه بعدما تُصبح على ما يُرام ،أنت
ال تُريد أن تنتقل إليه العدوى صحيح ؟
إتسعت عينا إيدن بصدمه من كالمه فتظاهر الرجل بالتعجب وهو يقول :مابك ؟ ألم تكن تعلم
بأن مرضك ُمعدي ؟
هز إيدن رأسه بالنفي فتنهد الرجل وقال :بلى يا عزيزي هو ُمعدي وإال فلما أنت معزول عنهم
قاس لدرجة إبعادك عن أخوتك الذين يحبونك ؟ أنا فقط أُريد السالمة لهم ،أنت ؟ أتضن بأني ٍ
أيضا ً ال تُريد أن يُصيبهم ما أصابك صحيح ؟ إن بقي أحدهم برفقتك بضع المرات فال يُمكنني
أن أضمن لك بأنه سيكون على ما يُرام..
إرتعب إيدن ومد يده فورا ً يُمسك بيد الرجل بترجي وهو يقول :ال أرجوك ،ال أُريد أن يمرضوا
،أرجوك تأكد من أن ريكس وإليان لم يصيبهم شيء ! أرجوك طمئني عليهم فأنا ال أُريد أن
أفقدهم بتاتا ً وأعدك بعدها بأني لن أراهم أبدا ً حتى أُصبح بخير ،أرجوك سيدي..
ضاقت عينا الرجل عندما أتى بذكر إليان..
لم يتوقع منها أن تعصي أوامر والدتها ُمطلقا ً!!
همس بداخله بمنتهى الهدوء" :على تلك الفتاة أن تأخذ درسا ً صغيرا ً في األدب" ..
إبتسم بعدها بلطف وهو يقول :حسنا ً ،سأنظر باألمر وأتمنى بأنهم على ما يُرام ولكن بال ُمقابل
كُن ُمطيعا ً ،خروجك من المنزل وإختالطك باألخرين سيؤذيهم هم ،أنت ال تُريد منهم أن يُعانوا
ما عانيته صحيح ؟
هز إيدن رأسه باإليجاب فقال الرجل :إذا ً ،ماذا ستقول لريكس عندما يأتي لزيارتك ؟
صمت إيدن لفتره بعدها سحب يده بهدوء من على يد الرجل وقال :سأطلب منه أن يُعيدني وأن
ال يقترب مني ُمطلقا ً..
إبتسم الرجل برضى وقال :وماذا لو لم يستمع لكالمك ؟
نظر إيدن إليه يقول :سأُقنعه ،ريكس لطيف وسيُلبي رغبتي إن أصررتُ عليها..
راع ،إهتمامك باآلخرين يدل على مد الرجل يده ومسح على شعر إيدن يقول :إنك حقا ً طفل ُم ٍ
نضجك عزيزي ،حسنا ً سأُغادر أنا اآلن لذا أتمنى بأن تكون غدا ً في المنزل ،وال داعي ألن
تُخبر ريكس عن كالمي معك ،أعني سيضن بأن طلبك بالرجوع ليس نابعا ً من قلبك بل بتأثير
مني لذا ربما لن يستمع إليك ،أنت تفهم ما أعني صحيح ؟
هز إيدن رأسه باإليجاب فقال الرجل :طفل ذكي..
بعدها وقف وغادر الغرفة بهدوء كما دخلها تاركا ً إيدن خلفه قلقا ً وخائفا ً ومرعوبا ً للغايه..
ليس من أجل نفسه بل من أجل أخوته الذين قد يُعانوا ما يُعانيه..
من الصعب عليه أن يتحمل كُل هذا وحده ولكنه سيصبر كما طلب منه الطبيب حتى يستطيع
العيش معهم بال ُمستقبل براح ٍة كبيره والى األبد..
الى األبد ؟
إبتسم لهذه الجمله السعيده التي لم يكن يعلم بأنها لن تحدث بتاتا ً ما دام هذا الطبيب المدعو بـ
جان موجودا ً في حياتهم..
***
February2
am11:50
- Paris -
الصداع الشديد ينهش رأسه وهو يرى التقارير التي ُجمعت وقُدمت إليه من قِبل أحد أعضاء
منظمته..
تقارير ألعضاء تختلف ُرتبهم ما بين الرتب الضعيفة والمتوسطه وجميعهم تم قتلهم على
فترات إمتدت ألسبوعين تقريبا ً..
23فردا ً لم يكن هذا باألمر اليسير الذي يجعله يدير ظهره له!
والكُل تقريبا ً قُتل بنفس الطريقة ،بواسطة خنجر أو سكين على األقل!..
أي أن أعضائه الذين بالكاد تخلوا أحزمتهم من األسلحة الناريه قد تم قتلهم بسالح أبيض!
األمر أصبح يستفزه للغايه!
وال ُمشكلة ال دليل..
يُتركون كجثث بدون أي شاهد عيان في الجوار..
حتى أن مواقع قتلهم كانت بشوارع تخلوا تقريبا ً من الكاميرات أو أن يكونوا بنقطة عمياء..
القاتل شخص يستهدفهم من دون أدنى شك..
ولكن من هو ؟
أعدائهم كُثر لذا ال يُمكنه تخمين من يكون!
كُل ما يعرفه هو إن أستمر األمر على نفس هذه الوتيره فلن يبقى في المنظمة أحد خالل أشهر
قليله!!
يجب أن يضع حدا ً لألمر..
تحدث تابعه يقول :سيدي ،أرى بأن أمرا ً كهذا عليه أن يصل الى البروفيسور..
إتسعت عينا فيكتور ونظر الى تابعه يقول :كال!!
تدارك ردة فعله ال ُمبالغه وهو يُكمل :ال تنسى بأنه مشغول بما فيه الكفايه بأمر الخونه..
شد على أسنانه بغيض وهو يُكمل بداخله" :الخونه الذين يُصادف كونهم جميعهم من مقر
إدارتي أنا ! ال أُريد مزيدا ً من الفشل"!!
رفع عينيه الى تابعه وقال :إسمع ،إجمع أربعة من األعضاء ذو الرتب العُليا وأطلب منهم أن
طعما ً لهذا القاتل ،فعلى ما يبدو بأن هذا المزعج يقتل بشكل عشوائي وأي شيء يكونوا ُ
يشاهده تابعا ً لهذه المنظمه..
ضاقت عيناه وقال :قل لهم أن يبقوا يقضين وإحتياطا ً عليهم أن يعينوا إثنان أو ثالثه
يراقبونهم من بعيد ! أُريد خالل يومان فحسب أن يقع ذلك الوغد بين يدي سمعت ؟!
هز تابعه رأسه يقول :كما تأمر..
وسأله بعدها :هل من شيء آخر ؟
أشار فيكتور بيده بأن يرحل فهز التابع رأسه وغادر الغرفة تاركا ً رئيسيه في دوامة عميقه
من التفكير..
***
1:34 pm
***
5:33 pm
pm8:20
- paris -
ظهرت الفرحة على وجهها وهي تقول :هل أنت واثق ؟!! أمعن النظر في الصورة ،هل هي
ذاتها ؟!
هز رأسه يقول :نعم واثق ،أنا أحفظ الزبائن كثيروا التردد على مقهاي..
إبتسمت ُرغما ً عنها وهي تُمسك بكفيه وتشكره كثيرا ً بينما هو متعجب من شكرها ال ُمبالغ له
وبالكاد تخلص منها ليعود الى عمله..
تلفتت حولها تنظر الى هذا المقهى المفتوح حيث أنه يقدم المشروبات في الهواء الطلق..
شدت المعطف األسود على جسدها وهي ال تزال ترتدي نظارتها الشمسيه وتغطي رأسها بقبعة
صوف من ماركتها ال ُمفضله..
جلست على أحد الكراسي ونظرت الى الصورة التي بين يديها هامسه بسعاده :إقتربتُ كثيرا ً
من إيجادها ،سيسعد سيدي موريس كثيرا ً ،سيُغرقني باإلطراء ،أتشوق الى هذه اللحضه..
وبعدها بدأت تُراقب الناس فلقد أخبرها صاحب المقهى عن كونه شاهد هذه الطفلة تأتي الى
هنا مع شابين بشكل شبه متكرر..
ستنتظر هنا طوال هذا اليوم وغدا ً وبعد غد حتى تراها..
إلتفتت يمينا ً عندما الحظت فتاة بعمرها تمشي ولكن لم تكن هي..
بقيت تراقب جميع الفتيات الصغيرات الالتي يمشين ُهنا و ُهناك حتى شاهدت فتاة تشبهها تماما ً
تمر من جانب سور المقهى برفقة شاب آخر..
عقدت حاجبها ووقفت لتلحق بها وتتأكد إن كانت نفسها أو فقط تشبهها..
لم يأخذ هذا منها الكثير من الوقت فلقد عرفتها فورا ً!
إنها هي نينا من دون أدنى شك..
نظرت الى الشاب الذي يُرافقها حيث أنه ُممسكا ً بهاتفه النقال ويتحادث مع شخص آخر
وممسكا ً بيد نينا بيده األُخرى..
قررت مالحقتهم حتى يذهبوا الى مكان يخلوا من البشر وحينها تُهاجمه وتُمسك بنينا..
إبتسمت فالليالي البارده الماضيه التي قضتها تبحث عنها في كُل مكان أثمرت نتائجها أخيرا ً..
في حين ،تنهد جاكي وهو يقول :كلود تعرف بأنه ال يُمكنني تركها!
كلود في الطرف اآلخر من الهاتف :وهل سترعاها الى األبد ؟
جاكي :كال ،أنا واثق بأنها ستظهر في األخير!
سجنت لعدة سنوات ؟ ماذا كلود :وماذا لو كانت ميته ! ماذا لو تسببت ب ُمشكلة وقُبض عليها و ُ
لو هاجرت من فرنسا ؟ أنت تعرف كم هي مجنونه فال تُعلق نفسك بأمل ضئيل ،رين لن تعود
أنا واثق أو باألصح هذا ما أتمناه كي ال أقتلها بيدي..
إبتسم جاكي بهدوء وهو يقول :كال ،ستكون لطيفا ً وتتحدث معها أوالً قبل إفتراض أي شيء ،
أعرف كم أنت لطيف..
كلود بإنزعاج :أنا لستُ بشخص لطيف على اإلطالق !! توقف عن كونك ساذجا ً!
تجاهل جاكي هذا وقال :ال بأس ،سأنتظرها ،أنت ال تتوقع مني رمي الطفلة بالشارع صحيح
؟
كلود :لم أقل إرمها بالشارع بل أودعها عند أي دار للرعايه ،لن تقبل أمك بوجودها أكثر في
منزلك فتوقف عن صنع األعذار وضع حدا ً لهذا فنحن ُمقبلون على فترة إمتحانات لذا ال تُشتت
تركيزك بأمور ال طائل منها..
جاكي :إتصلتُ أطلب حالً يا كلود..
كلود :وهذا هو الحل األنسب لذا إفعله رجاءا ً فاللطف ال ُمبالغ فيه كارثه..
تنهد جاكي وهو محتار للغايه..
همس له :حسنا ً ،أراك غدا ً..
بعدها أغلق هاتفه فنظرت نينا إليه لفتره قبل أن تسأله :أنا أُسبب لك المشاكل صحيح ؟
نظر إليها ُمتفاجئا ً ثم إبتسم وجلس أمامها يقول :إطالقا ً ،أنا فقط قلق بشأن أُختك فلقد بحثنا
عنها في كُل مكان ولم نجدها ،ال تقلقي هي بخير فرين فتاة قويه أكثر مما تتوقعين..
إبتسمت نينا تقول :أجل ،أُختي قويه للغايه ،أُريد أن أُصبح مثلها..
هز رأسه ليقف بعدها ويواصالن المشي الى حيث ال يعلم..
لقد إعتاد على هذا ،على الخروج معها والبحث بشكل عشوائي في كل مكان هو وكلود لينتهي
بهم األمر لشرب شيء ساخن وبعدها يفترقون..
ولكن هذه المره خرج معها هو فقط فلقد مل كلود من األمر وقرر التوقف..
ال يُمكنه لومه إطالقا ً ،بداخله يعلم بأن كلود محق ولكن ال يمكنه التوقف إطالقا ً..
لطفه الزائد هذا حقا ً كاللعنة عليه كما يقول له كلود دائما ً..
توقف عن المشي عندما قطع عليه وقوف فتاة ال يمكنه رؤية مالمح وجهها بسبب النظارة
الكبيره والوشاح الملفوف على عُنقها..
كُل ما الحظه بعض الخصل الورديه من تحت قبعتها السوداء..
رفع حاجبه وسأل :أي خدمه ؟
همست له بهدوء :أعطني الفتاة فأنا من يُمكنها فقط لم شملها مع أختها..
ت؟دُهش من الجواب الذي لم يتوقعه إطالقا ً فقال :من أن ِ
أجابته ريتا ببرود :كف عن طرح األسئلة فأنا شخص مشغول..
عقدت نينا حواجبها وقالت بتساؤل :أُختي ريتا ؟
دُهشت ريتا من معرفتها بها فلقد حاولت تغيير صوتها..
أشاحت بوجهها وهي تشعر بخجل شديد منها بعد آخر موقف حدث ،لقد كانت تنوي إنهاء
المهمة وتسليمها الى موريس دون أن تدعها تعرفها..
ت حاولت تغييره بشده :لستُ كذلك.. قالت بصو ٍ
نظر جاكي الى نينا التي ال تزال تنظر الى أطراف شعر ريتا وقالت :حقا ً ؟
نظر جاكي الى ريتا التي أجابت :نعم ،واآلن أيها الشاب سلمها بدل....
تجاهلها في منتصف حديثها وهو يجلس أمام نينا قائالً :أتعرفينها ؟ أهي أحد أقربائك ؟
هزت نينا رأسها نفيا ً بينما قالت ريتا بإنزعاج :ال تُعطي اآلخرين ظهرك وهم يُحادثونك ! هذه
قلة تهذيب!!
سألها جاكي مجدداً :إذا ً ما صلتك بها فلقد دعوتها بأُختي..
نينا :كانت لطيفة معي عندما لم يكن لدي منزل ألذهب إليه..
جاكي :فقط ؟
هزت نينا رأسها باإليجاب..
بقي ينظر إليها لفتره بعدها وقف وإلتفت ناظرا ً الى ريتا وقال :حسنا ً ،آسف لتجاهلك..
شعرت ريتا بالرضى في حين أكمل :وشكرا ً على إعتنائك بها طوال المدة الماضيه لذا ال تقلقي
بشأنها اآلن فأنا قريب لها وسأتكفل باإلعتناء بها ،شكرا ً إلهتمامك..
سحقا ً!! سحقا ً ُ
سحقا ً ُ
ُ
أشاحت بوجهها وهي تشعر بخجل شديد!!
إنه لطيف معها للغايه ،إنه ال يعرفها ومع هذا يُحادثها بلطف!
كانت تنوي إلحاق األذى به وهاهو يُعاملها بلطف!
لقد آلم هذا قلبها!!
أغمضت عيناها محاولة إستجماع شجاعتها فأوامر موريس هي األهم..
نظرت إليه بحدة وبعزم كبير ولكن كُل هذا تالشى عندما إبتسم لها بإمتنان فشدة على أسنانها
سحقا ً لك.. وصرخت في وجههُ :
ومن ثُم إختفت فجأه وهو مندهش من ردة فعلها..
تسائل في نفسه هامساً :ما خطبها ؟
في حين توارت عن األنظار تُراقبهم من بعيد وهي تعض على وشاحها هامسه :ال بأس ،
سأُراقبهم ،هو لن يبقى برفقتها دائما ً لذا ما إن يفترقا سأُمسك بها وأختفي معها تماما ً..
جائها صوت من الخلف يقول :ولما تُريدين الفتاة الى هذا الحد ؟
إندهشت وإلتفتت فورا ً لتقع عيناها على فتاة في نفس عمرها ذات شعر ثلجي ُمميز..
لحضه ،تعرفها!!
لقد رأتها تمر من أمام المقهي فلقد جذبها لون شعرها هذا!
سحقا ً!
ُ
هل هذا يعني بأنها كانت برفقة الشاب والطفله وشاهدتها وهي تتبعهم!
في حين بقيت كلير تنظر الى هذه الفتاة الغريبه..
لقد ذهبت قبل ساعه الى منزل جاكي لتُحادثه ولكنها توقفت عندما رأته يخرج برفقة إبنة
خالته وألنها من الداخل تُراودها شكوك من ناحيتها قررت مراقبة ما سيفعله وبقيت تلحق
بهما من بعيد لتُفاجئ بعد فتره بهذه الفتاة تالحقهما أيضا ً..
سألت كلير مجدداً :هل كان سؤالي صعبا ً ؟
عضت ريتا على شفتيها وقالت :ال أضن األمر يعنيك..
تقدمت كلير منها حتى وقفت أمامها تماما ً وهمست :أجيبيني وسأُحظر لك الفتاة بال ُمقابل..
دُهشت ريتا وبدأت تشعر بالريبه من هذه الفتاة ولكن لن تخسر شيئا ً إن وافقتها..
أجابت :فقط فتاة هاربه يُريدها شخص ما..
كلير :ولما هي هاربه ؟
ريتا :سبب خاص وصدقيني لن تستفيدي شيئا ً إن عرفته..
صمتت كلير لفتره تُفكر ثُم قالت :سؤال أخير ،هل لها عالقة برين ؟
دُهشت ريتا وقالت :أتعرفين مكانها ؟!!
إبتسمت كلير إبتسامة غريبه فهي لم تكن باإلبتسامة السعيدة بتاتا ً..
همست بداخلها" :كذب جاكي مجددا ً"
إلتفتت لتُغادر فأمسكت بها ريتا تقول :لحضه ! الى أين ؟
كلير ببرود :لم أعدك بإحضارها ،لقد كذبت لذا لومي نفسك على كونك غبيه..
ضاقت عينا ريتا وقد تملكها الغضب فلفتها بقوه كي يصطدم ظهرها بالجدار المجاور لهذا
الزقاق الضيق..
شعرت كلير باأللم فإقتربت ريتا منها كثيرا ً وهي تهمس :أجل قد أكون ساذجه في بعض
األحيان ولكني لستُ ضعيفة أبدا ً..
أمسكت بمعصمها ولفته ُمكمله :لذا أجيبيني ،كيف تعرفين رين وإن لم تُعطني اإلجابة التي
تُرضيني ستخسرين ذراعك..
أصبح كُل شيء واضحا ً في عيني كلير اآلن فهذه الفتاة حتما ً تنتمي لتلك المنظمة التي بسببها
ماتت آريستا..
ت حمقاء ؟ إبتسمت بهدوء هامسه :ما فائدة قوتك إن كُن ِ
نظرت الى عينيها ُمكمله :فلو كذبتُ اآلن ستُصدقينني وسأنجو!
مرض نفسي ؟ إن كان هذا ما ٍ ظهر اإلستنكار على وجه ريتا وهي تقول :هل تُعانين من
ستفعلينه فلما تُخبريني به ؟! إني هكذا سأُقرر إيذائك بكال الحالتين!!!
إبتسمت كلير بدون أي تعليق فشدت ريتا على أسنانها ثُم دفعتها بعيدا ً عنها تقول :ال أملك
الوقت ألُضيعه معك..
بعدها غادرت باحثةً عن نينا لتُكمل ُمراقبتها فهي لم تبتعد بعد بكُل تأكيد..
بقيت كلير واقفةً في مكانها لفتره بعدها أخرجت هاتفها ودخلت الى إحدى تطبيقات الدردشه
وأرسلت الى جاكي..
"أُخت رين إذا ً ؟ وتستمر بإخباري بأنك ال تهتم بأمرها ،أكرهك"
فتح الرسالة وأتاها إشعار كونه يكتب ولكن بعدها خرج دون إرسال أي شيء..
شعرت بغضب عارم وقررت الذهاب دون حتى أن تُخبره عن أن الطفلة ُمراقبه..
ولكنها توقفت عندما تذكرت كم هو أحمق وسيتمسك بالطفلة لدرجة أنه قد يتعرض لألذى من
تلك ال ُمجرمه..
فتحت الدردشه وكتبت مجددا ً..
"هناك متربصه بك تريد خطف الطفله ،إحذرها فهي ُمجرمه"
وبعدها أغلقت الهاتف وغادرت متجاهلة كُل اصوات اإلشعارات التي هي منه دون أي شك
وبداخلها تشعر بغضب جراء تصرفه..
فهو لم يهتم عندما عرفت بكذبه وغضبت منه ولكن بال ُمقابل أي شيء يخص رين سيحرق
هاتفها باإلشعارات من أجلها..
هي حقا ً تكره هذا!
***
10:00 pm
- Les Orres -
مسترخيا ً على السرير ال ُمريح في غرفته بالفندق وفي يده هاتفه النقال..
صغرى إليان حيث كانت تُحاول جاهده اإلدعاء بأن اإلبتسامة على شفتيه وهو يُراسل أُخته ال ُ
أمر الحفلة التي حظرها ليست بتلك األهميه..
همس بإبتسامه :هي غاضبه ،بالتأكيد غاضبه..
صغرى غاضبه لذا أعدك بأن آخذك بنفسي الى أرسل لها مجددا ً ":حسنا ً يؤلمني رؤية أُختي ال ُ
إحتفال ُمشابه فور إنتهائك من فترة اإلمتحانات القادمه"
أرسلها لينفجر ضحكا ً عندما ردت عليه بغضب تُخبره بأنها ليست غاضبه واإلحتفال ال يهمها
..
إكتفى بأن يُرسل إليها تعبير ضاحك بعدما سمع صوت الجرس يرن حيث وصله طعام عشائه
من دون أدنى شك..
تقدم من الباب وفتحه لتدخل الموظفة بعزبية العشاء وتُرتبه بأناقة على الطاوله..
سألته إن كان يُريد شيئا ً آخر وخرجت بعدها عندما أجابها بالرفض..
جلس على الكرسي وسحب المنديل القُماشي ليتفاجأ بسقوط ضرف كان ُمخبئا ً بين طياته..
إنحنى وإلتقطه فلقد كان ضرفا ً خفيا ً للغايه فعرف بأنها رسالةٌ من ُمعجبه فلطالما مر بمثل هاته
المواقف..
فتح الظرف لتضيق عيناه وهو يُخرج مدخل USBاسود فقط..
نظر إليه قليالً ليقوم بعدها من فوق العشاء فقد إستولى هذا التخزين على إهتمامه..
جلس على سريره وهو يفتح جهازه المحمول كي يعرف ماهي محتوياته واإلبتسامة على
شفتيه وهو يهمس :سأُجن حقا ً لو كانت رسالة من ُمعجبه ،إنهم يتطورون مرةً بعد مره..
لقد كان ممتلئا ً دليل وجود الكثير بداخله وليس محض رسالة إعجاب لذا إختفت اإلبتسامة من
على شفتيه وبدأت الجديه تطغى على مالمحه..
وجد ثالث مقاطع فيديو وملف نصوص واحد..
فتح الملف النصي أوالً وقرأه محتواه..
"تُريد التخلص منها ؟ أنا أيضا ً يزعجني كونك تُضحي كثيرا ً من أجلها ،إنها تستنزف طاقة
حياتك شيئا ً فشيئا ً ،ال تُضيع شبابك بعالق ٍة ُمتعبه كهذه ،لدي الكثير من المقاطع والصور التي
ستُدينها لو نشرتُها للعامه عن طريق مواقع الصحافه ،ستتطلخ تماما ً ويستحيل بعدها أن
تعود الى موقعها السابق وبهذا لن تكون هي الرقم واحد ولن تكون أنت ُمضطرا ً لإلستمرار
معها ،يُمكنني فعل ذلك ألجلك ولكن بال ُمقابل عليك أن تعدني بأنك ستُلبي أُمنيتي أيا ً كانت ،
فأنا بال ُمقابل سأُخاطر بمكاني في الصحافه عند نشري لتلك المقاطع فمثل هذا التشهير
سأُعاقب عليه بالطرد كأقل تقدير وقد يصل الى السجن ،لذا أُريد ُمقابالً ل ُمخاطرتي هذه ،إن
كُنتَ موافقا ً فأترك ولو كلمة واحده تدل على موافقتك أو رفضك على التقويم الموجود بالغرفه
،أعتذر فلن اُخبرك اآلن عن ال ُمقابل الذي أُريده ،ولكني أعدك بأنه لن يضرك ُمطلقا ً فأنا لن
اُخاطر ب ُمساعدتك بالتخلص منها كي أضرك بال ُمقابل ،أنتظر ردك"
إتسعت عيناه شيئا ً فشيئا ً وهو يقرأ هذا الكالم ليخرج بعدها من الصفحه ويفتح الفيديوهات
ال ُمرفقه..
صدم وهو يرى فيديوهات لكاتالين بغرف النادي ،بعضها تظهر بمظهر ُمثير للشفقه وهي ُ
تتعاطى الكثير من الكحول وبعضها يصل بها األمر لبناء عالقة مع رجل يُرافقها..
هي بالفعل ستتلطخ بالوحل في حال نشر هذه الفيديوهات..
ضاقت عيناه لفتره وهمس بهدوء :ولكن من هذا الصحفي المجنون الذي يضحي بنفسه
وينشر هذه المقاطع ؟ لو أدانته المؤسسه بشده فسيُسجن لمدة قد تصل الى سبع سنوات ! لما
يفعل هذا ؟ هل يريدني أن أُحقق أُمنيته الى هذا الحد ؟!
صمت لفتره وأكمل بعدها :أم أنه مجرد صحفي حقير يسعى إليقاعي بفخ دنيء ليُدينني أنا!
رفع نظره ودار بالغرفة ليجد التقوم بجانب شاشة التلفاز الكبيره..
ليس لديه الكثير من الوقت ليُجيب على طلبه هذا..
ماذا يفعل ؟
هو بحق يريد التخلص من كاتالين وبشده وفي المقابل ال يريد من مجهول أن يفعل هذا ألجله
..
وأيضا ً ....قد يكون كُل هذا فخ من ُمراسل خبيث أو شخص أرسلته كاتالين لتختبره أو
لتورطه..
ولكن السؤال الذي يتبادر الى رأسه هو كيف لهذا ال ُمراسل أن يعرف بنوع عالقته الحقيقيه
بكاتالين ؟ فال أحد أبدا ً يعرف عنها حتى أخته إليان..
اليوم فقط أخبر شارون وهو يثق بها جدا ً لذا ال يضن بأن لها يدا ً في هذا األمر..
أغلق جهازه المحمول وخرج وهو يُحاول جاهدا ً أال يُفكر بهذا األمر ُمطلقا ً فهذا سيُجهده ليس
إال..
***
10:34 pm
**
فتحت عيناها بهدوء تنظر الى السقف وهذه الذكرى تتكرر في رأسها مجددا ً..
ال تعلم ،هل هو حلم أم أنها إستيقظت مسبقا ً وجائتها هذه الذكرى في مرحلة يقضتها..
كُل ماهي متأكده منه أن يبدو واقعيا ً وقديما ً للغايه..
وكأنه حقا ً ذكرى من عدة سنوات ماضيه..
بدأ عقلها يتجاهل التفكير في هذه الذكرى عندما تسللت رائحة العطر القوية الرجاليه الى
أنفها..
عقدت حاجبها قليالً وشيئا ً فشيئا ً بدأت تستوعب كون هذا السقف غريبا ً عنها بالكامل!
حاولت الجلوس ولكنها ال تزال تشعر بتخدر في جسدها فإلتفتت الى يمينها حيث الغرفة الشبه
مظلمه إال من بعض اإلضائات الخافته ُهنا و ُهناك..
وقعت عيناها على أثاث راقي مخملي وجدران فاخره ذات ألواح متعدده لرسومات غير
واضحة المعالم ودوالب كبيير مليء بزجاجات الشراب ذات األشكال واألحجام المختلفه..
وأمامها ،يقف جسد رجل يُعطيها ظهره ويبدو بأنه يضع بعض الشراب في كأسه الزجاجي
األنيق..
عاد القليل من النشاط الى جسدها وجلست بعدما كانت مستلقية على أريكة مخملية قرمزية
اللون..
شيئا ً فشيئا بدأت ذاكرتها تسترجع األحداث الماضيه عندما قررت الخروج من المنزل متجهة
الى الصيدلية من أجل صندوق النفايات القريب منها..
شعرت أنها في ورطة كبيره عندما تذكرت كُل شيء فبادرت بالسؤال :من أنت ؟
إبتسم ولم يلتفت إليها وهو يقول :أتُريدين كأسا ً ؟
ردت بحده :كال ،واآلن من أنت وأين أنا ؟
ثوان قليله إلتفت وهو يحمل في يده كأسه وتقدم منها وهو يقول :حسنا ً ،ال أذكر بأننا ٍ بعد
ت بإسمي في مرة من المرات ،أنا رايان.. إلتقينا من قِبل ولكن البد من أنك سمع ِ
عقدت حاجبها ولم تتذكر اإلسم ثم إبتسمت على نفسها بسخريه فهي لم تسترجع حتى نصف
ذكرياتها لذا ال تدري حتى إن كانت قد سمعت به أو ال..
قالت :لم أسمع به وال أُريد أن أسمع به حتى ،أُريد أن أُغادر..
جلس بهدوء تام على األريكة ال ُمقابله وبقي ينظر إليها بإبتسامه جعلتها ترتبك..
ال تعلم كم يبلغ من العمر ولكنه تجاوز أواخر الثالثين وربما األربعين أيضا ً ،على الرغم من
أنه في منتصف العمر إال أن إبتسامته كانت ُمربكه للغايه..
لقد كان يتمتع بجاذبيه كبيره للغايه ،شعر أشقر مصفف بعنايه الى الخلف وعينان ناعستان
رمادية مائله للزرقه ،لونا ً مميزا ً لم ترى مثله من قبل!
هي واثقه بأنه قد حظي بالكثير من الصديقات في جميع مراحل عمره فجاذبيته كبيره على
الرغم من أنه تجاوز مرحلة الشباب..
ت تعيشين في األشهر األخيره ؟ أُراهن بأنك إستطعتي رشف القليل من كأسه وسألها :كيف كُن ِ
تدبر أمر نفسك فلقد عرفتُ بأنها ليست المرة األولى التي تهربين فيها ،لقد فعلتي هذا مرارا ً
وتكرارا ً من طفولتك وحتى ُمراهقتك..
تذكرت فورا ً الذكرى التي راودتها قبل دقائق وهمست :من يدري..
إنها ليست المرة األولى التي تسمع فيها من أعدائها عن كونها هاربة بارعه ولكنها حقا ً ال
تدري إن كانت كذلك أو ال!!
فمنذ أن فقدت ذاكرتها وهي لم تهرب وال لمره بنفسها بل كُل شيء كان بمساعدة أحدهم!
أولها في باريس عندما ساعدها المدعو بآندرو من أيدي ذاك المجرم!
وبعدها عندما هربها العجوز بعد إنتشار صورها في كُل مكان..
وأخيرا ً عندما أخرجها ريكس بعدما وقعت بين أيديهم ببساطه..
لقد كانت ساذجه وكانت تتلقى المساعده دوما ً فهل هي حقا ً هاربة بارعه أم أن حتى مغامرات
هروبها قبل فقدانها للذاكره كانت ب ُمساعدة أشخاص آخرين ؟!
هي بالفعل ال تدري..
ت وريكس.. راقبها رايان بعينيه الهادئتين لفتره ليقول بعدها :أرى بأن القدر جمعكما مجددا ً أن ِ
عقدت حاجبها ونظرت إليه فأكمل :ويبدو بأنه قربكما للغاية لدرجة إدخاله لك لمنزله الذي ال
يدخله سوى القلة فقط ،كيف تطورت هذه العالقة ؟ أيُمكنك أن تُجيبيني ؟
نظرت إليه لفتره بعدها قالت :ومن تكون ألُجيبك ؟ أوليس من األدب أن تُعرفني بنفسك أوالً
حتى أعرف مع من أنا أتحدث!
رفع حاجبه قبل أن يبتسم ويقول :أخبرتُك أُدعى رايان والقلة يعرفوني بهذا اإلسم ،لكن يبدو
بأنك لم تكوني منهم كما كُنتُ أضن ،حسنا ً ماذا عن اإلسم اآلخر ؟ يستحيل أن ال تكوني قد
سمعتي به..
عقدت حاجبها ليُكمل ببطيء قائالً :يُلقبونني في كُل مكان بالبروفيسور ،سمعتي به صحيح ؟
إتسعت عيناها بصدمه فهذا آخر شخص كانت تتوقع مقابلته بهذه السرعه!!
Part End
Part 41
-ليرمنتوف-
أما هو..
فبقي يُراقب ردة فعلها بإبتسامة غريبه حتى بدأت هي الحديث قائله بحذر :لما ؟
هذا هو السؤال الوحيد الذي تبادر الى ذهنها..
لما ؟
لما لم يقتلوها ؟
لما هي حية وأمامه هو ؟
وضع كأسه بهدوء تام على طاولة بجانب أريكته بينما كان مسترخيا ً في جلوسه يضع رجله
اليُمنى على اليُسرى..
تشبك أصابعه ببعضها وهو ال يزال يبتسم إبتسامته تلك ويقول :ال تتظاهري بالغباء ،أن ِ
تعرفين لما..
ال ..هي قطعا ً ال تعرف..
لقد تعبت من تكرار هذه اإلجابة على مسامع الجميع!!
وهذا لن يختلف عنهم ،هو أيضا ً لن يُصدق كونها فاقده لذاكرتها!
لم يصدقها أحد من قبل فكيف بالزعيم اآلن ؟
تذكرت ذاك األصلع ،نعم هو في نهاية األمر صدقها..
لو أنه موجود لساندها وأكّد كالمها..
نظرت حولها ك ُمحاولة يائسه للعثور عليه ولكن الغرفة كانت فارغه تماما ً من البشر عداهما..
عاودت تنظر إليه وقالت :وهل ستُصدقني أيا ً كانت إجابتي ؟
ت كالحرباء مثلها تماما ً ،لذا يستحيل أن أُصدقك إال إن أخبرتني عن هز رأسه نفيا ً يقول :أن ِ
مكانه..
عقدت حاجبها وهي تتسائل في نفسها عما يقصد ؟
سرق ؟ هل يقصد ما ُ
إن كان أجل فماذا تفعل ! ذاكرتها عن هذا األمر لم تعد بعد!!
هل سيكون مصيرها الموت ؟
لن يكون لديها خيارا ً آخرا ً سوى تلفيق كذبة ُمقنعه تُخرجها مما هي فيه..
هذا أفضل من أن تقول الحق وتجد التكذيب فهذا لن يوقعها سوى في مزيد من المشاكل..
أجابته بهدوء :آسفه ،ال أستطيع إخبارك عن مكان ما تبحث عنه..
سرق مهم للغايه ولن يقتلوها نعم ..ما دام وصل األمر أن يطلب منها الزعيم هذا فيعني أن ما ُ
حتى يحصلوا عليه..
رغم أنها ال تفهم لما تلك المرأة أمرت بقتلها فدارسي والزعيم يبدون مستميتين للحصول عليه
أكثر من أي شيء آخر..
صغرى ويهددها بها.. ولكن ما تخشاه اآلن هو أن يأتي بذكر أُختها ال ُ
في هذه الحاله ،ستكون نقطة ضعف كبير لها..
لتتمنى فحسب أال يذكر األمر..
بقي ينظر إليها لفترة ليست بالقصيره بعدها قال :ما الذي تقصدينه بالضبط في قولك لن
تُخبريني عن مكانه ؟
حاولت إخفاء توترها قدر ال ُمستطاع فهي حتى اآلن ال تعرف ما الذي سرقه والدها حتى
تُجيبه..
هل كانت ملفات ؟ أم جهاز تخزين ؟ أم ربما شيء آخر!
كيف ستُجيب على هذا السؤال دون أن تكشف كذبها ؟
أجابته بعد فترة صمت :وما غيره ؟ الشيء الذي لن يُمكنك العيش من دونه طبعا ً..
بقيت تُراقب ردة فعله لتعرف إن كانت إجابتها قد أصابت الهدف أو ال لذا كُل ما الحظته هو
وجه هادئ للغايه دون أي ردة فعل..
سرق هو شيء ثمين للغايه بالنسبة له! تأكدت ُهنا بأنها ُوفقت في جملتها ،إذا ً ما ُ
مد يده بعد فترة الصمت هذه وأخذ كأسه ليرشف منه وهو ال يزال هادئ المالمح وذاكرته
تعود لسنين بعيده الى الوراء..
بعدما أنهى شرب كأسه دون أن يشعر سألها بهدوء وعينيه لم يُزيحهما عن الكأس الفارغ :ما
الذي قد يجعلك تتحدثين ؟
أجابته :ال شيء ،ال شيء سيُجبرني على إخبارك عن مكانه..
سألها بالنبرة الهادئة ذاتها دون أن يرفع عينيه إليها :وما الذي ستستفيدنه من إخفائه ؟
فكرت لبرهة قبل أن تُجيبه :اإلنتقام ،قتلتم والدي وصديقتي لذا في ال ُمقابل سأحرص على أن
ال تصلوا الى مرادكم..
ضاقت عيناه لوهله عندما نطقت بـ"صديقتي" ليقول بعدها :حتى لو وصل األذى الى المقربون
منك ؟
أشاحت بنظرها عن وجهه هامسه :لقد وصل إليهم وإنتهى فما الجدوى من الحفاظ على شيء
ليس بموجود ؟
ت بذكر أختها الصغرى فهي الوحيدة التي بقيت لها.. قالت جملتها وهي تدعي مجددا ً أال يأ ِ
رفع عينيه أخيرا ً إليها وراقبها لفترة قبل أن يقول :حسنا ً أجيبيني ،ما نوع عالقتك بريكس ؟
عاودت النظر الى عينيه لفتره تفكر بنوع اإلجابة التي عليها أن تُجيبها..
هل قول الصدق سيُفيدها أم أن الكذب هنا هو المفيد أكثر ؟
أجابته بسؤال آخر تقول :ولما أنت ُمهتم بنوع عالقتنا ؟ هل أنت والده لتقلق من إختياراته ؟
إبتسم إبتسامة غريبه يقول :وماذا لو قُلتُ أجل ؟
لم تستطع إطالقا ً إخفاء صدمتها العارمه من إجابته ليضحك هو في ال ُمقابل رغما ً عنه فلم
يتوقع منها أن تُصدق سخريته الكاذبة هذه..
عندما رأته يضحك إستوعبت كونها ُخدعت من قِبله فأشاحت بنظرها عنه بإنزعاج هامسه:
إسأله هو عن نوع عالقتنا..
كانت سخريته هذه من صالحها لذا سيضن بأنها أجابته هذه اإلجابة بدافع الغضب وليس ألنها
بالفعل ال تعلم بماذا تُجيبه..
إبتسم لها لفتره وسأل بعدها :وهل أخبرته ؟
عقدت حاجبها لوهله ثُم نظرت إليه تقول :عن ماذا ؟
ت تعرفين عزيزتي أن ما يُهمني يهمه أيضا ً بنفس المقدار لذا هل أخبرته ؟ رايان :أن ِ
سرق يُدين ريكس بنفس المقدار ؟!!! ضاقت عيناها هامسه في داخلها" :هل يقصد بأن ما ُ
ولكن ريكس لم يسألني عن مكانه إطالقا ً بل بدى وكأنه مهتم بأمر آخر"!
تذكرت عندما أمسك ريكس بمعصمها سائالً إياها عما يخفيه الزعيم ووالدته!
لحضه!!
همست داخلها" :ال تقولوا لي بأن ما يسعى خلفه الرئيس مختلف تماما ً عما يسعى خلفه
شركائه !! أجل فهذا يُفسر كون تلك المرأة أمرت بقتلي إن لم أعترف بينما الزعيم يبدو وكأنه
سيموت ليعرف فقط مكان الشيء الذي يبحث عنه !! هل والدي سرق شيئان ؟ أم أنه سرق
ملفات ما وبالمقابل يعرف معلومات خاصة عن أمر آخر ؟ هذا منطقي أكثر ويفسر الكثير من
سرق والزعيم يسعى خلف المعلومات"! األمور فالمنظمة تسعى خلف ما ُ
فكرت بداخلها هل تجيبه على سؤاله بأجل أو ال ؟
إن قالت أجل فستورط ريكس ليُصبح مطاردا ً من قِبل زعيمه ألجل معلومات ال يعرفها ،هذا ال
يهمها ،يهمها كونها هل ستخرج من األمر بأمان ؟
هل سيغض الرئيس الطرف عنها ويتركها وشأنها ساعيا ً خلف ريكس بما أنه يعمل تحت
إمرته أم أن هذا سيجعله يفكر بقتلها فلم تعد هي الوحيدة التي تملك المعلومات ؟
ال ،لن تخاطر فلو كانت بمكانه فستأمر بالقتل فال فائدة من وجود شخصان يعرفان بالسر
ذاته..
سر أؤتمن لي لذا لن أبوح به ألي أحد.. أجابته :ولما علي إخباره ؟ إنه ُ
إبتسم بهدوء وأخيرا ً وضع كأسه الفارغ على الطاولة وهو يقول :عنيدة مثلها تماما ً ،لقد
عرفت آليس لمن تودع سرها..
دُهشت وأخفت دهشتها فورا ً كي ال يُالحظ هذا البرفيسور شيئا ً..
أشاحت بنظرها عنه تقول في نفسها" :هل يعني هذا بأن ما يبحث عنه أخبرتني تلك اآلليس
عنه وليس والدي ؟ ولما تُخبرني أنا ! أوليس من األفضل لو أخبرت إبنها!! "
تذكرت الذكرى التي راودتها قبل قليل وهمست بداخلها" :لقد بدت عالقتي بها سيئه للغايه
فكيف لهذا أن يحدث ؟؟؟! ال يُمكنني أن أفهم! "
سحقا ً لذاكرتي الضائعة هذه! شدت على أسنانها لتهمسُ :
ت مضى.. هي اآلن حقا ً تُريد إسترجاعها أكثر من أي وق ٍ
ت ُمصرة على كتم رفع عينيه إليها وقال :حسنا ً عزيزتي لننهي حوارنا بهذا السؤال ،هل أن ِ
هذا األمر ؟
ترددت كثيرا ً فهي ال تعلم ما الذي سيفعله بعد إجابتها..
لقد كشف وجهه لها وأخبرها حتى بإسمه الحقيقي ،ال تضن بأنه سيتركها تعيش مهما كانت
إجابتها..
عاد الرعب الشديد يسكن داخلها وترددت كثيرا ً كثيرا ً للغايه قبل أن تُجيبه :ال..
هذه اإلجابة الوحيدة التي تملكها فهي حقا ً ال تعرف ما يبحث عنه..
ال تملك غير هذه اإلجابه وال يمكنها حتى التراجع عند هذه النقطه وإخباره بأنها فاقده لذاكرتها
فستبدو بمظهر ضعيف وشخص ساذج يتعلق بكذبات غير معقوله للخروج من الموقف..
رفع ساعة معصمه التي تبدو باهضة الثمن وهو يقول :إنها الحادية عشر مساءا ً ،وما دام
أني أُحب لعبة صيد الفئران فسألعبها معك..
عقدت حاجبها ليقول :لذا أريني قدرتك على الهرب ،سأمنحك 24ساعة لإلختباء وبعدها
سيخرج ثالثة من أفضل المغتالين بمنظمتي للحاق بك وقتلك ،أريني مهاراتك بالهرب..
إتسعت عيناها بصدمة من كالمه ليقول بعد رؤيته لصدمتها :عزيزتي ،من يثر عش الدبابير
عليه أن يجيد الركض أليس كذلك ؟
وقف وأخذ كأسه متجها ً ليصب لنفسه مزيدا ً من الشراب وهو يقول :أركضي جيدا ً ،وإبتعدي
عن أحبائك فلن يكونوا على قيد الحياة إن رأوا مغتاليني األعزاء ،حظا ً موفقا ً..
وقفت فورا ً تقول :لكن....
ولم تدري بماذا تُكمل حديثها!!
الخوف الشديد نهش قلبها بالكامل!
إنها الوحيدة اآلن التي تعرف عما يريده فلما يقتلها ؟!!
لقد كانت تضن بأنها تُسيطر على األمر جيدا ً فلما إنتهى بها الى هذا المصير المروع ؟!
ماذا تفعل ؟ ال يبدو بأن ما ستقوله أيا ً كان سيُغير من رأيه فهو زعيم منظمة كامله في نهاية
المطاف..
هي خائفه ،خائفه جدا ً فال تعلم لمن تلتجئ في عالمها هذا الذي قابلت فيه الكثير من الكاذبين
وال ُمجرمين!!..
بعدما صب لنفسه الشراب إلتفت ونظر إليها لفتره قبل أن يُشير الى الباب ويقول :أهربي من
هنا ،الدقائق تمر والـ 24ساعه ليست بالمدة الطويلة كما تعتقدين..
أشار بعدها الى عالقة خزفية مثبتةً بالحائط وقال :خذي معطفك فقد تكون هذه أبرد ليلة تمر
بحياتك..
تقدمت خطوة تجاه المعطف لتكتشف أن رجلها ترتجف بالكامل وبالكاد هي تقف عليها..
هل الرعب الذي بداخلها كبير لهذه الدرجة!
بقيت إبتسامته على شفتيه وهو يرشف من كأسه وينظر إليها قبل أن يقول :ما دُمتُ تُشبهينها
ت على قيد الحياة ،يكفيني أن أعرف بأنك تعرفين بعنادها فال داعي ألن تموت هي وتبقين أن ِ
عن ذلك السر ،فتاة فضولية مثلك يستحيل أال تكون قد زارت المكان لمرة على األقل في
حياتها ،البحث خلف جميع األماكن التي ذهبتي إليها ليس باألمر ال ُمستحيل..
ت تضني بأنك ستلوين ذراع البروفيسور فقط إلمتالكك لهذه زادت إبتسامته وأكمل :لذا إن كُن ِ
ت ُمخطئه بالكامل.. المعلومه فأن ِ
أشار الى الباب بعينيه وأكمل :مرت خمس دقائق ،الوقت ليس بصالحك صغيرتي..
شدت على أسنانها فلقد كانت غبية بالكامل!!
إتجهت الى معطفها وخرجت من الباب وهو يُراقبها بإبتسامة غريبه..
خرجت وكُل تفكيرها هو أن تتجه الى أقرب مكان للشرطة وتخبرهم عن موقعه ،عليها أن
تبدأ هي الصيد قبل أن تُصطاد!!
***
February3
am3:23
نوم -يكره أن يصفه بهذا -ولكنه كان نوما ً عميقا ً و ُمريحا ً للغايه..
إستيقظ من ٍ
تلفت حوله ليجد نفسه في حجرته بداخل فيال جينيفر فشعر ببعض الضيق كما يحدث معه دائما ً
ووقف ُمغادرا ً السرير..
وقف أمام النافذه ينظر الى المحيط الهادئ حوله فأنوار المنازل ُمطفئة وصوت الهواء البارد
الداخل عبر فُتحات النافذه هو ما يزعج هذا السكون التام في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل
..
رفع يده ليفتح النافذه فوقعت عيناه على الضمادة التي تدل على أخذه إلبرة قبل فترة ليست
بالقصيره..
نظر إليها لفتره فهذه اإلبرة أو باألصح هذه الجرعة أراحته من الصداع الذي نهش رأسه في
اليومين الماضيين..
أشاح وجهه بضيق وخرج من غرفته متجها ً الى الممر ال ُمحرم دخوله ولكنه الوحيد الذي
ينتهك هذه الحرمة مهما كانت العواقب موجعه..
فتح الباب الموجود في نهايته وإتجه الى الباب اآلخر وفتحه ليظهر من خلفه سرير وسيع في
غرفة بارده مظلمه..
تقدم من السرير ووقف بالقرب من حافته ناظرا ً الى الوجه الصغير النائم بسالم فقال بهدوء
راض عما فعلته ؟
ٍ تام :هل أنتَ
صمت لفتره بعدها قال :عاد كُل شيء كما السابق ،أيا ً كانت الوعود التي وعدك إياها فهو
يكذب ،أيا ً كان نوع التهديد الذي هددك إياه فهو أجبن من أن يوفي به ،كان عليك الثقة بي
أنا وليس به هو!
شد على أسنانه وهمس :أحمق..
بعدها خرج من الغرفة بضيق وإنزعاج كبير بينما ذلك الخدين الصغيرين قد شقت الدموع
الحارقه طريقها فيهما وظهر الهمس الباكي في الظالم يقول :آسف ،أنا آسف..
***
8:12 am
صوت رنة هاتفه ال ُممله تردد صداها بداخله حتى أيقظته من نومه العميق..
جلس وهو يُغمض إحدى عينيه ونظر الى الهاتف منزعجا ً فهو بالكاد إستطاع أن ينام بعد أن
قضى ليلته كلها بالتفكير في أمر رين ومن حولها..
نظر الى المتصل فعقد حاجبه ورد فورا ً قبل أن ينطفئ وهو يقول :أهالً..
إستمع الى الطرف الثاني بإهتمام شديد وبين شفتيه ترتسم إبتسامة صغيرة تن ّم عن سعادته
مما سمعه..
ما إن أنهى حديثه حتى قال :حسنا ً ،إن كان هذا ال يُزعجك فأرسل لي المقطع ألتأكد أكثر..
بعدها أغلق الهاتف وقام من على السرير فورا ً ليأخذ حماما ً ساخنا ً ويهندم نفسه فلديه عمل ما
لهذا اليوم وقد ينتهي بنتيجة إيجابيه على عكس االيام الماضيه..
ما إن أنتهى حتى وصله طعام اإلفطار الذي طلبه مسبقا ً وجلس بعدها ملتقطا ً هاتفه ليفتح
المقطع الذي وصله قبل لحضات..
كان يُصور ردهة أحد مراكز الشرطه في وقت متأخر من الليل حيث المكان هادئ تقريبا ً حتى
دخلته فتاة بمعطف برد واتجهت الى أحد الشرطيين وبدأت بالتحدث إليه وهي تبدو في عجلة
من أمرها..
لم يكن حوارهما واضح بالكامل بسبب بُعد الكاميرا عنهم ولكنه إستطاع سماع كلمات كـ
"زعيم عصابه ،العنوان ،قبض ،مجرم"
لقد كانت الكلمات ُمطابقه لما قال له الضابط على الهاتف قبل قليل حيث أخبره عن فتاة تُشبه
المتهمة "رين فينسنت" اتت ليلة البارحه لتُبلغ عن منزل شخص ما قائله بأنه زعيم منظمة
سيئه ويُلقب بالبرفيسور وعليهم أن يتحركوا للقبض عليه..
بيد أن الشرطي الذي قابلها لم يأخذ كالمها على محمل الجد فهي لم تُعطه إسمها وال بطاقة
هويتها عندما طلب منها ذلك فما كان منها غير اإلبتعاد من أمامه حالما بدأ يضغط عليها
باألسئلة بخصوص هويتها..
لم تكن الصورة واضحه إال أن هيئتها الخارجيه تُشبه رين فعالً..
هذا يعني أنها ُهنا في ستراسبورغ..
سأل نفسه بهدوء :لما كانت في عجلة من أمرها ومتوتره للغايه ؟ وهل هي جادة عندما قالت
بأنها تعرف عنوان منزل البروفيسور ؟ كيف تعرفه وهو هناك في باريس ؟ من أعطاها
العنوان ؟
ضاقت عيناه وهمس :إال إن كان لديه عنوانا ً آخر هنا بستراسبورغ ؟
قام من على سفرة اإلفطار وإرتدى معطفه وخرج بعدما طلب من خدمة الغرف ترتيب المائده
من خلفه..
سيذهب الى مركز الشرطة هذا ويقابل الشرطي بنفسه فلعل هناك تفاصيل قالتها الفتاة أيضا ً..
ويحتاج أيضا ً ليرى الكاميرات الخارجيه للمركز حتى يعرف في اي إتجاه ذهبت..
خرج متجها ً الى سيارته وهو مرتاح على األقل من كونها ال تزال في ستراسبورغ وغير
متورطة مع أي أحد..
وجودها بتلك الحالة المتوتره تعني بأن ذلك الشخص الذي يساندها أيا ً كان ليس بجوارها في
الفترة الحالية على األقل فلو كان كذلك لما بدت متوترة ومستعجلة هكذا وكأنها لوحدها دون
حليف..
ركب سيارته متسائالً عن السبب الذي يجعل شريكها ليس بجوارها هذه األيام ؟
وأيضا ً ...معرفتها بإسم البرفيسور يعني بأنها ليست فاقده لذاكرتها أو على األقل إسترجعتها
في وقت قريب..
إذا ً لما لم تلتجئ الى هذا الشريك فلطالما قالت له بأنها لن تحتاج ألحد ولن تخسر ضد أحد ما
دام بجوارها..
أمرها غريب..
إستغرق بعض الوقت من أجل أن يعطوه تسجيالت الكاميرا الخارجيه للمركز ،لو لم يكن
المسؤول عن قضيتها ولم يكن يملك األوراق التي تُثبت ذلك لما أعطوه أبدا ً..
راقبها عبر شاشة الكومبيوتر وهي تدخل الى المركز حيث خرجت من إحدى األحياء تركض
كما لو كان ُهناك من يُالحقها..
راقب خروجها مسرعة لتقف بعدها تنظر حولها قبل أن تختار طريقا ً وتسلكه بخطوات سريعه
وهي تضع قلنسوة معطفها على شعرها األشقر..
بعدما شاهد الفيديوهات طلب ُمقابلة الشرطي ال ُمناوب الذي حادثها باألمس ولكن لم يكن لديه
أي معلومة ُمفيده..
خرج بعدها من المركز واضعا ً يده في جيب معطفه ينظر بعينيه الزرقاوتين الى حيث ذهبت
وهمس :إنها ُمطارده ،ومن المنظمة دون أدنى شك ولكن الكاميرات لم تصور أي شخص
غريب يحوم بالجوار..
صمت قليالً يُفكر بخطوته القادمه بعدما تأكد من أنها بالفعل رين ومن أنها سلكت الطريق
الشرقي..
هذه ليست منطقته فال يمكنه نشر رجال الشرطة للبحث عنها ،عليه أن يأخذ تصريحا ً وهذا لن
يحدث قبل يوم على األقل وسيكون حينها األوان قد فات فبالتأكيد ستكون إبتعدت هذا إن لم
يقبض عليها ُمطاردها..
فتلك الفتاة على الرغم من قدرتها الكبيرة على الهرب إال أنه قد تم القبض عليها عدة مرات
لذا البد من أن يتحرك بسرعه ويسبقهم إليها هذه المرة..
ولكن األفكار كُلها تالشت من رأسه..
لقد أتعبته كثيرا ً ،تستحق لقب ملكة الهروب!
***
2:22 pm
نزلت فلور من الدرج وهي تُدندن ألحد األغاني التي نزلت حديثا ً لفنانها ال ُمفضل..
توقفت في منتصف الدرج وقطعت غنائها مندهشة وهي ترى أخاها األكبر آلبرت..
إبتسمت ُرغما ً عنها ونزلت الدرج بسرعه تقول :أخي!
إلتفت إليها أخاها بعد أن أعطى حقيبته الصغيره للخادمه كي تأخذها لغرفته ثم قال :ما هذا
الفرح ؟ أوال تكرهين رؤيتي وتتمنين عدم حظوري!
ت
توقفت عندما كادت أن تحتضنه وقالت بحاجبين عابسين :كف عن قول هذا في كُل مرة تأ ِ
الى ُهنا..
تنهد وربت على شعرها يقول :ال بأس ،أين عمي ؟
أجابته :في الخارج اآلن..
نظر إليها قليالً ثُم قال :هل تعرفين لما يُريد رؤيتي ؟
صمتت قليالً متردده ثُم قالت :ال أعلم..
رفع رأسها لتنظر الى عينيه وقال :أنتي تعلمين..
ترددت كثيرا ً وقالت :أرجوك ال تضعني بموقف صعب ،عمي أخبرنا أال نتحدث عن األمر ،
وإستيال قد تغضب إن تحدثتُ عن أمر يخصها..
عقد حاجبيه يقول :إستيال ؟ ماذا تعنين ؟ هل األمر متعلق بإستيال!
هزت رأسها تقول :أجل ،أشعر بأن ُهناك سبب آخر فلقد بدى غاضبا ً منك أنت أيضا ً لذا ربما
هناك سببان وليس سببا ً واحدا ً..
شعرت بالضيق وأكملت :فجأه بدأ يغضب منا واحدا ً تلو اآلخر ،أوالً فرانس واآلن أنت
وإستيال ،تلك البغيضة هي من تمأل رأسه أنا واثقه..
شدت على أسنانها وهمست :ريكس تملؤه المشاكل ومع هذا لم أره يصرخ في وجهه !
تملكني غضب عارم عندما رأيته يصرخ على إستيال لسبب أتفه من مشاكل ريكس تلك ولكن ال
يمكنني فعل شيء ،هذا ظلم..
ربت على كتفها وقال :ال بأس ،ال تشغلي نفسك بأمور الكبار ،ركزي على دراستك وكُل
شيء سيمر على ما يُرام ..على أية حال أين إستيال ؟
هزت كتفها تقول :منذ شجارها مع عمي خرجت من المنزل ولم تعد إليه..
تنهد وقال :حسنا ً ،وكين ؟ وهل من أخبار جديده عن فرانس ؟
هزت رأسها نفيا ً تقول :ال جديد ،وكين في غرفته..
ت وكين ؟ آلبرت :إذا ً ال أحد في المنزل سواك أن ِ
فلور :نعم..
صمت قليالً ثُم قال :وتلك الفتاة ما آخر أخبارها ؟ المدعوة بآليس..
هزت كتفها تقول :ال علم لي ،لم أسمع عنها أي شيء بعد تلك الحفلة المشؤومه..
هز رأسه متفهما ً ليلتفت عندما وصل الى مسامعه صوت زوجة عمه وهي تُعطي حقيبة عمل
الى الخادمه كي تأخذها الى مكتبها الخاص..
تقدمت منه تقول بإبتسامه :أهالً آلبرت ،سحقا ً للمشاكل التي تُجبرك على ترك عملك مرارا ً
وتكرارا ً ،عمك مهما حاولتُ في أن أمنعه عن إدخالك فيها ال يستمع إلي..
همست فلور مقلدةً صوتها بسخريه فظهرت إبتسامه خافته على شفتي آلبرت قبل أن تصل
جينيفر إليهم ناظرةً الى فلور وتقول :هل قُلتي شيئا ً ؟
هزت فلور رأسها نفيا ً ثُم إبتسمت ألخاها قائله :سأُخبرهم أن يصنعوا لك شراب البرتقال
البارد..
ثُم غادرت في حين عاود آلبرت النظر الى جينيفر وهو يتذكر مكالمته األخيره مع كين..
مع تصرف جينيفر الودود هذا أصبح شكه بكون والده إستدعاه لهذا األمر يزداد..
عمته من هذا النوع الذي يسعى لتدمير من يزعجوها..
على الرغم من أنه متعجب لكونها أخبرت عمه ولم تقم بفضحه ،البد من وجود سبب لذلك..
إبتسم وقال :وجهك مليء بالسعادة على عكس آخر مرة كُنتُ فيها ،هل تحدث معك بعض
األمور الجيده ؟
إبتسمت وردت :أجل ،الجيده للغايه..
آلبرت :حسنا ً هذا جيد ،أتمنى لك التوفيق..
إكتفت بإبتسامة غريبه لجملة "اتمنى لك التوفيق! "
فهذا األحمق على الرغم من أنه قالها غير قاصدا ً بها إال أنه سيندم كثيرا ً ويتملكه الجنون من
شدة الغضب عندما يعرف ما نوع هذه األمور الجيده بالضبط..
***
5:33 pm
"إلتوت شفتيها بإبتسام ٍة جذابه وهي تضع سبابتها على شفتيها برقه هامسه :هذا سرنا
الصغير ،ال تُخبري أحدا ً به يا رين"
فتحت عينيها بهدوء ناظرةً الى السماء الصافيه الخالية من أشعة الشمس..
أخذت نفسا ً عميقا ً قبل أن تجلس بعدما كانت مستلقيةً على هذا الكرسي الخشبي متخذةً معطفها
وسادة لها..
نظرت الى المعطف بهدوء تام ومن ثم همست :هذه الذكرى تُراودني منذ األمس من بعد
أمر ما يُريد البروفيسورخروجي من منزل المدعو بالبرفيسور ،هذا يعني بأنه بالفعل ُهناك ٌ
معرفته يتعلق بهذه المرأه..
صمتت لفتره قبل أن تهمس :لكن لما ؟ لما أخبرتني أنا به ؟ نحنُ بالكاد نملك عالقة ،حتى
أني كُنتُ أكرهها فلما ! أنا حقا ً ال أفهم..
أغمضت عينيها وسحبت نفسا ً عميقا ً فعقلها ُمتشابك وضائع بسبب مقتطفات متباعده متناقضه
في ذاكرتها..
لم تعد تعرف مانوع مشاعرها تجاه هؤالء األشخاص من ماضيها المجهول..
هل هم أعدائها أو ُحلفاء لها..
هل تكُن لهم الحب أو البغض ؟
لم تعد تعرف ذلك ُمطلقا ً..
عاودت فتح عينيها تنظر الى الحافله التي وقفت أمام كرسيها الموضوع بالقرب من مظلة
إنتظار الحافالت..
كم الساعة اآلن ؟
ال تملك هاتفها وال تملك ساعة في معصمها وال تملك القدرة في قراءة الوقت عن طريق الجو
..
لكن الضوء المنتشر حولها ليس دليالً إال على كون المهلة التي أعطاها إياها ذلك البروفيسور
لم تنتهي بعد..
نظرت بهدوء الى الناس وهم يقطعون التذاكر قُبيل دخولهم الى الحافله وهمست :الى أين
أذهب ؟ يستحيل أن أحتمي لدى عائلة جينيفر فالبتأكيد هو ليس بالمكان اآلمن ،إذا ً أين ؟
شدت على أسنانها وأكملت بشيء من الضيق :حتى عندما حاولت قلب الطاولة عليه واإلبالغ
ي أحدهم ولكن ما عن مكانه لم يصدقني أحد ،ربما لو ُزرت مراكز شرطة أكثر إلستمع إل ّ
الفائده ؟ هو بالتأكيد لن يبقى ُهناك طويالً!..
نظرت الى الفراغ لفترة ليست بالقصيره قبل أن تقول :أُريد العودة الى باريس..
نعم ،تعرف بأنه مكان خطير وأن ذلك العم حذرها برسالته من الذهاب ُهناك ولكن ال يمكنها
إحتمال ذلك!..
قد توفي والداها هذا مؤكد ولكن البد من أن هناك من يعرفها ،صديق أو جار أو صلة قرابة
من بعيد..
أي شيء تشعر باإلنتماء إليه..
فشعور الوحدة في هذا العالم قاتل..
وقفت وإرتدت معطفها ،تكتفت تضم جسدها وهي تمشي وتدخل أكثر بين األحياء شاردة
التفكير في الذكريات القليلة التي عادت إليها والتي كانت ُمتناقضة للغايه..
فتارة تصرخ في وجه تلك الروسيه كرها ً وتتهمها بكونها السبب في إنفصال والدها ووالدتها
وتارةً أُخرى تكون معها وكأنهم أصدقاء وزيادة على ذلك تُخبرها بسر يبدو خاصا ً للغايه!..
أغمضت عينيها ُمحاولةً تذكر على األقل ذلك السر الصغير الذي أُخبرت به ،ربما هذا السر
سيفك الكثير من العقد الصعبه وقد تتضح بعدها معالم ماضيها المجهول..
أو على األقل سبب رغبة البرفيسور بمعرفته الى هذا الحد..
وبينما هي تمشي بهدوء مغمضة العينين إصطدمت بجسد شاب كان قد خرج للتو من أحد
المنازل..
أمسكت رأسها بألم وهي تنظر إليه بعين مفتوحه واحده بشيء من اإلنزعاج لكن الكلمات
توقفت في حلقها عندما رأت بأنه ذلك النادل ال غير..
بينما عقد ريو حاجبه ونظر إليها بهدوء غريب جعلها متعجبة من عدم صراخه عليها فهي
ال ُمخطئه وخاصةً أنه بكل تأكيد يكن لها الكره بعد إستفزازها له آخر مره بالمقهى..
إبتسمت عندما طال صمته وعلقت قائله :تنتظر إعتذارا ً ؟
إستيقظ من شروده وقال بعد مدة صمت قصيره :أجل..
صدمت ،لقد قالتها كسخريه فهو لم يبدو كمن ينتظر إعتذارا ً ،وال يبدو كمن يُجاري سخريتها ُ
ويُجيبها باإليجاب..
سرعان ما أغلقته عندما قفزت هذه الفكرة المجنونة الى رأسها.. فتحت فمها ولكن ُ
ال تعلم لما ولكنها في األيام األخيره بدأت تتصرف بلؤم بعض الشيء وتستغل جميع من
حولها..
ال تدري إن كانت هذه شخصيتها القديمه أو أنها ردة فعل بعد تعرضها لكثير من الخداع في
الفترة التي تلت فقدانها للذاكره..
المهم أنها قررت أن تُحاول إستغالل هذا الشاب في تأمين مخبأ ُمناسب لها قبل إنقضاء المدة
التي حددها لها البروفيسور..
إبتسمت وقالت :إعتذار لماذا ؟ إلصطدامي بك أو إلستفزازي لك بالمقهى ؟
بدت عيناه أكثر برودا ً عندما تذكر فعلتها في المقهى لذا تجاهل ما كان يُفكر به وإلتفت ُمبتعدا ً
فلحقت به تقول :ماذا ماذا !! أولم تكن تنتظر إعتذارا ً ؟! لما رحلت وأنت لم تسمعه ؟
لم يُجبها فوضعت يدها على شفتها تُحاول كتم سخريتها وهي تقول :أو ربما ألني ذكرتُك
باليوم الذي تعرضتَ لإلذالل فيه ؟!
وبحركة حاده إلتفت وأمسك بمعصمها وكاد أن يصرخ في وجهها ولكنه توقف في حين
تفاجئت هي وظهر الخوف في عينيها وهي ترى نظراته التي تشتعل نارا ً..
قرر عدم التجادل معها فهي تبدو وكأنها ُمراهقة ال تعي حجم الكلمات التي تنطق بها..
رمى بيدها عنه وإلتفت ُمكمالً طريقه فأمسكت بمعصمها وبدأت بتدليكه وهي تهمس :أرعبني
..
ومع هذا ستُحاول ُمجددا ً فربما لن يُمكنها إيجاد شخص آخر يساعدها غيره..
لحقت به تقول بمزح :هيّا لقد كُنتُ أنتقم فقط لصديقتي فلما أنت غاضب ؟ دعنا نطوي تلك
الصفحة السيئه ولنبدأ من جديد..
تعجب من كونها لحقت به فلقد ضنها ستتوب بعد أن كاد يؤذيها ،لديها إصرار غريب..
هل هي متفرغه الى هذا الحد أو أن لديها هدف ما ؟
عاد البرود يكسو مالمحه عندما خطر بباله كونها تتملقه لتتقرب إليه..
نعم هذا هو سبب إصرارها من دون شك..
إنه حقا ً يكره هذا النوع من الفتيات!..
سألته :ذاهب الى المقهى ؟
لم يجبها ،تذكرت أنها عندما إصطدمت به لم تسمعه يودع أحدا ً وهو خارج من منزله فسألت:
هل تعيش وحدك ؟
لم يُجبها فإبتسمت وقالت :هل يُمكنني ال ُمكوث فيه لبعض ليا ٍل إذا ً ؟
إنزعج كثيرا ً..
فهي ليست من النوع المتملق فحسب..
بل النوع المتملق الجريء أيضا ً..
زادت إبتسامتها تقول :لم تعترض وأفهم من هذا أنه ال مانع لديك!!
توقف عن المشي فتوقفت بدورها تنتظر ردة فعله..
بقي صامتا ً قليالً قبل أن يلتفت ويقول :ال أستقبل فتيات ليل في منزلي..
ضنها ستُصدم أو على األقل ستصرخ منكرةً هذا ال ُمسمى ولكنها فاجئته بإبتسامتها تقول:
أعدك بأني سأبقى مؤدبة في أي حجرة تضعني فيها ،لن أُصدر صوتا ً أو أي إزعاج ،سأكون
كاللوحة تماما ً!
عض على شفته السفليه بانزعاج قبل أن يقترب منها ويقول :ما الذي تريدينه بالضبط!!
ال تُنكر بأنها قد خافت من نظرة العداء التي في وجهه ولكنها لن تتراجع فأولى إهتماماتها هي
أن تبقى حيه لتجد أختها..
هذا هو كُل ما يهمها وستفعل ال ُمستحيل من أجل ذلك حتى لو إتهمها أحدهم بكونها فتاةً سيئه
أو غيره..
أجابته :ال أهدف لشيء ،فقط أُريد مكانا ً أبقى فيه لبضع ليا ٍل حتى أجد طريقة آمنه تأخذني الى
باريس..
كانت كلماتها واثقه للغايه ولكنه لم يستوعب هذا أبدا ً..
فتح فمه ليضع حدا ً لها ولكنه توقف قليالً قبل أن يسأل بهدوء :هاربة من عائلتك ؟
أجابته ببساطه :أجل هاربه ..ولكن ليس منهم بل إليهم..
ضاقت عيناه وبقي ينظر إليها لفترة مطوله بعدها قال :وممن هاربه ؟
هزت رأسها نفيا ً تقول :لن أُخبرك..
تقدمت خطوة حتى أصبح ال يفصل بينهم أي شيء وسألت بهدوء تام :إذا ً هل ستُلبي طلبي أو
ال ؟ سأعطيك أي ُمقابل تُريده!
لو كانت أي فتاة أُخرى لقال ال بدون أي ذرة تردد ولكن!...
إنها الفتاة التي بقي يتأمل صورتها لفترة ليست بالقصيره..
لقد شغلت تفكيره منذ زيارة ذلك الرجل له وطلبه منه أن يتصل عليه إن شاهد الفتاة زبونة
لديه في يوم من األيام..
فهي كما وصف له تعشق المقاهي وتذهب إليها أكثر من ذهابها ألي مكان آخر..
تستفزه بتصرفاتها وفي ال ُمقابل يشعر برغبة دفينة لمعرفة ما حكايتها!
لذا يشعر بالتردد..
أخذ نفسا ً عميقا ً وقال بعدها :أي ُمقابل ؟
أجابته بثقه :نعم ،أي ُمقابل تطلبه..
وأكملت في نفسها" :وكأني سأفعل ! سأهرب حالما أرى أن ال ُمقابل صعب أو ُمستحيل" ..
إبتسم ووضع يديه في جيب بنطاله قائالً :حسنا ً ،أخبريني قصتك وأعدك أن آخذك بنفسي الى
باريس بطريقة آمنه للغايه..
تراجعت خطوة الى الخلف وهي تمط شفتيها بعدم رضى لتقول بعدها :ساعدني أوالً..
ريو :بل ال ُمقابل أوالً..
إنزعجت وبشك ٍل سريع حاولت التفكير بكذبة متقنه فهي ال تربطها أي عالق ٍة بهذا الشاب كي
تحكي له قصة حياتها!..
أجابته :أنا حبيبة سابقه لمشهور وقد قُمتُ بفضحه عندما طلب مني أن ننفصل ،هو غاضب
اآلن ويبحث عني كالمجنون كي يُرغمني على حذف ما نشرته لذا أُريد الهروب الى عائلتي في
باريس..
لقد كانت كذب ٍة سريعه ُمتقنه لم يشك فيها بتاتا ً فسألها وهو يتذكر الشاب :هل بينك وبين
عائلتك تواصل ؟
هزت رأسها قائله :أجل ولكنه ليس بالتواصل الدائم فلقد كانوا يُعارضون عالقتي به لذا هناك
بعض المشاكل..
ريو :الى درجة أنهم ال يعرفون مكانك ؟
أجابته مستنكره :ما بال أسئلتك الغريبة هذه ؟
لم يُعلق فهو يُريد اآلن أن يعرف ما إن كان الشاب الذي أعطاه الصوره من عائلتها أو أنه من
طرف ذاك المشهور..
فجوابها يُحدد تصرفه القادم إما باإلتصال به أو تجاهل ذلك..
قالت بعد فترة صمت :حسنا ً يبدو أن أسئلتك كثيره ،ما رأيُك أن تذهب الى عملك وسأنتظرك
أنا في المنزل لحين عودتك وحينها إسأل كما تشاء..
ت حقا ً جريئه ،أال تخافي على نفسك مني ؟ بقي ينظر إليها بهدوء تام ليقول بعدها :أن ِ
إبتسمت تقول :لن أشعر بالغضب أن تمت ُمغازلتي من شاب وسيم مثلك..
دُهش من إجابتها وتأكد من كونها حقا ً جريئه ،بل جريئة أكثر مما يجب..
إنه بالفعل يكره هذا النوع من الفتيات!..
قرر أال يُساعدها ُمطلقا ً..
إلتفت وغادر فدُهشت ولحقت به تقول :ماذا هل غضبت ! لقد كُنتُ أمزح معك ،أنا فتاة تميل
الى االستفزاز لذا أحببتُ أن ألعب معك قليالً ،سامحني ،لن أُكررها..
لم يجبها فكررت كالمها تقول :هيّا إنها مزحه ،سامحني وأعدك بأني لن أُكررها..
تنهد وتوقف يقول :إذا ً أجيبيني ..لما تطلبين ُمساعدتي بثقه ومن دون خوف مني فنحن ال
نعرف بعضنا ُمطلقا ً..
تنهدت هي األُخرى تقول :إنهم يُطاردونني اآلن لذا أحتاج ُمساعدة أي أحد حتى لو كان غريبا ً
عني ،وأما عن عدم الخوف فأنت ال تبدو من الرجال الذين قد يقتربون من الفتيات دون
رضاهن ،شخصيتك تبدو أرقى من هذا..
تجاهل إطرائها له وقال :سؤال أخير ،أتعرفين شابا ً يملك عينان تشابه لون شعره تماما ً ،
اللون البني الرمادي ؟
عقدت حاجبها متعجبه من سؤاله لها عن شخص ال تعرفه..
لما يسألها ؟ هل الشاب هذا له عالقة بها ؟
ال مستحيل فلو كان كذلك فكيف لنادل أن يعرفه ؟
إذا ً ربما أحد معارفه ويبحث عنه ومن شدة يأسه يسأل الجميع..
أجابته :اللون البني الرمادي ؟ يبدو شكله مميز ،حسنا ً ،ال لم أرى أحدا ً بهذه المواصفات..
ضاقت عيناه وعلم من إجابتها أن الشاب الذي أعطاه الصوره ال يقرب لها..
إذا ً ربما كان احد رجال ذاك المشهور ويبحث عنها في كل مكان..
في هذه الحاله سيتجاهل طلبه باإلتصال في حين رؤيتها..
فعلى الرغم من أن الفتاة هذه أزعجته سابقا ً إال أنه ليس سيئا ً لدرجة أن يرميها ألعدائها..
تنهد وأخرج المفتاح قائالً :إبقي في الصالة مؤدبةً لحين عودتي ووقتها سنتحدث أكثر فال
ِزلتُ أملك بعض األسئله..
إبتسمت وأخذت المفتاح وهي ال تصدق كم هو لطيف على عكس مظهره..
قالت له :شكرا ً لك ،أنت لطيف ،سأرد معروفك يوما ً ما صدقني..
ومن ثم غادرت وهو ينظر إليها لفترة قبل أن يلتفت ويغادر لعمله..
صداع رهيب
وقفت أمام الباب وحالما مدت المفتاح لتفتح الباب أمسكت برأسها حينما فاجأها ُ
جعل عيناها تغوصان بالظالم..
جلست على ركبتيها وصورةً من بعيد بدأت تظهر في ذاكرتها لشاب يبتسم لها بكُل لطف وهو
يقول "فاجئتُك صحيح ؟"
فتحت عيناها تدريجيا ً وبدأ الصداع يخف وهي تنظر الى الفراغ بصدمه لتلتفت بعدها بسرعه
تنظر الى حيث كانت هي وريو يتحدثان..
همست بعدم تصديق :هل يعرفني ؟
***
6:23 pm
دخل الى حجرته بعد أن عاد لتوه من عمله الذي كان أطول من ال ُمعتاد وبدأ بأخذ بعض
ال ُمستلزمات وباله مشغول مع رسالة باتريك التي أرسلها قبل ساعتين يطلب فيها مقابلته
لوحده في مكان بعيد عن مقر المنظمه..
حدسه يُخبره أن خلف هذا الطلب ُمشكلة ما فباتريك لم يفعلها من قبل هذا غير عن كونه بدأ
يشك فيه من لحضة وقوفه أمام كارمن التي أعطته ثقتها..
عليه أن يكون حذرا ً في التعامل معه فللتو صعد الى مركز جيد في المنظمة وال يُريد خسرانه
بسبب ذاك المزعج الذي ال يكف عن التدقيق والشك في كُل شيء..
أخذ نفسا ً عميقا ً عندما تذكر رين..
هل طلب باتريك له عالقة بأمرها ؟
هل امسك بها وهي أخبرته كُل شيء ؟
هو أقرب إحتمال يدور في رأسه اآلن..
إلتفت ليتجه الى باب حجرته ولكنه دُهش عندما فُتح بطريق ٍة حاده ليظهر من خلفه وجه إليان
الحانق المليء بالخذالن وبالغضب!..
عقد حاجبه لتُبادر هي بالحديث قائله بنبرة فيها بعض اإلرتجاف الذي حاولت إخفائه :لما ؟!!!
لم يفهم ما بها وما معنى سؤالها هذا فقالت بصوت منفعل :هل تستمتع برؤيتي أُصدم وأُخذل
من قِبلك الى هذه الدرجه!!
ريكس :ما الذي...
قاطعته بذات اإلنفعال :ال تقل كالما ً إن لم يكن بإستطاعك عمله ! ال تقطع وعودا ً غير ٍ
قادر
على اإليفاء بها !! ال تقل بانك ستُساعد إيدن ولن تُعيده ُمطلقا ً الى ُهنا إن كُنت ستكذب
وتتخاذل!
أشاح بنظره عنها عندما فهم سبب إنفعالها لتقول أخيرا ً بصوت هامس مرتجف مليء بالكره:
حقير جبان ! لم تكن لتتصرف هكذا لو كان أخاك حقا ً!!
ومن ثُم خرجت وهي ترجف الباب خلفها بكُل قوه فصرخ فيها وهو يلحق بها :إليان!!
فتح الباب فوجدها واقفةً تُعطيه ظهرها فأمسك بكتفها ولفها عليه بهدوء يقول :إياك أن
تُكرريها!!
أشاحت بنظرها عن وجهه فهي ال تُريده أن يُشاهد دموعها فأكمل كالمه وهو يصك على
الكلمات :إنه أخي وأهتم به كما لو كانت تربطنا عالقة دم لذا ال تُكرري هذه الج ُملة ُمطلقا ً..
أبعدت يده عن كتفها تقول :إن كان كذلك فلما عاد الى ُهنا ؟!!
أبعد نظره عن عينيها ولم يُجبها فشدت على أسنانها ومن ثُم غادرت من أمامه..
أغمض عينيه وسحب نفسا ً عميقا ً قبل أن يصك على أسنانه بحقد ومن ثُم يُغادر المكان..
نزل الى األسفل وحالما فتح باب المنزل وجد أمامه ُمباشرةً إستيال التي كانت ستد ُخل لتوها..
دُهشت لوهله قبل أن يظهر الغضب والكُره في عينيها ليرفع حاجبه من نظرتها ويتسائل في
نفسه عن سبب غضب هذه األُخرى..
ثوان قبل أن تتسع عيناه بصدمه عندما رفعت يُمناها وصفعته بقوة على وجهه! ٍ
إلتفت ينظر إليها بعينين باردتين حادتين فلم تهتم وقالت بنبر ٍة حاقده :حقير!!
رفعت يدها ودفعته من كتفه وهي تُكمل :وغد جبان!!
لم يتزحزح من مكانه لتستمر بدفعه من كتفه وهي تُكمل بنبر ٍة إنفعاليه :حياتي الخاصه ال شأن
لك بها !! هي حياتي أنا وأنا لستُ بطفل ٍة كي تتدخل فيها وتُخبر عمي عنها !! على األقل ُكن
رجالً وواجهني وجها ً لوجه بدالً من الذهاب الى عمي فهذا لن يُظهر سوى مقدار ُجبنك
وحقارتك!
ضاقت عيناه لوهله قبل أن يُمسك بمعصم يدها التي تدفعه بها وشد بقوة عليها وهو يشد على
أسنانه قائالً :من الوقاحة أن تتهجمي دون أن تفسري سبب ذلك!
إنزعجت وسحبت يدها بقوه وهي تقول :كف عن التظاهر بالبراءه!!
ضحكت بسخريه وأكملت :ال تقل لي بأنك أخبرت عمي بالكثير لذا ال تعرف عما أتحدث عنه
بالضبط ؟!! هذا متوقع من جبان ووغد مثلك!
عاد الغضب يكسو مالمحها وأكملت :ما الذي ستسفيده من كُل هذا !! لما تريد أن تُسبب
المشاكل لنا!!
أكملت ببعض الحقد :األمر واضح للجميع من بعد تلك الحفله ،الكُل بالفعل صار يعرف كم
يُفضلك عمي على الجميع لدرجة التغاضي عن الشائعات التي أطلقها فرانس فإذا ً ما الفائده
التي ستجنيها من التسبب بالمشاكل لنا!!
إنزعج منها فهذا بحق ما كان ينقصه!
تجاوزها ليُغادر دون قول شيء فغضبت وإلتفتت ُممسكةً بذراعه تقول :ال تذهب وأنا لم أُنهي
حديثي بعد!
سحب يده منها بعنف وهو يقول بنبرة حاده :عندما يختفي الشيطان الذي يُسيطر على عقلك
تعالي ألعرف كيف أتحدث معك..
ومن ثُم إتجه الى سيارته لتقول بحقد :كف عن التظاهر بالغباء فال أحد بالعائله يعرف عن
نوع عالقتي بميشيل سواك أنت يا ريكس!
توقف عن المشي وإلتفت ناظرا ً إليها فتقدمت منه ووقفت أمامه تقول :فمن غيرك سيُخبر
عمي بهذا ؟! إنها حياتي أنا ! أن أقع بالحب مع رجل يكبرني بعقدين من الزمان أمر يخصني
وال يحق ألح ٍد التدخل فيه!!
سمعة العائله بسببك أنت ضربته من كتفه ُمجددا ً ُمكملهُ :مستقبلي أنا فلما يتم إتهامي بتشويه ُ
!! هل أصبحتُ اآلن من يشوه سمعتها!!!
هزت رأسها نفيا ً وأكملت :لم أعد أعرف من صاحب هذا الرأي السخيف هل هو عمي أو أنت
من مألت رأسه بهذا ! حقارتك حقا ً تصدمني يوما ً بعد يوم..
ظهر اإلنزعاج في عينيه وقال :هل قال والدي بأني من أخبرته ؟
إستيال :ليس بحاجة لقولها فأنت وحدك من تعرف بهذا!!
ي ! اآلن تأكدتُ بأنك بكُل تأكيد ال تزالين كاف كي تتهجمي عل ّريكس بحده :وهل هذا سبب ٍ
بعمر ال ُمراهقه..
غضبت من إنكاره وكذبه الواضح فظهر اإلستحقار في عينيها تقول :تكذب ؟ من يُبدي
مصلحته على مصلحة والدته يجب أال نستغرب أي تصرف منه!!
إتسعت عيناه بغضب وتقدم خطوةً منها يقول :كرري هذا ألدفنك اآلن!
إستيال :بالتأكيد ستفعلها ،من يتسبب بمقتل أمه لن يفرق معه قتل أي أحد آخر!
صرخ بوجهها وهو يملك أعصابه قدر ال ُمستطاع :إستيـــال!!
رمقته بنظرة إحتقار ومن ثم تجاوزته وهي تضرب كتفها بكتفه بشكل متعمد وذهبت الى
سيارتها..
صوت التفحيط الناتج عن إحتكاك الكفرات باألرض وصل الى مسامعه وهو يُغمض عينيه
ُمحاوالً ضبط أعصابه حتى سمعها تُغادر من البوابة الرئيسيه..
أخذ نفسا ً عميقا ً ومن ثُم إلتفت ووقف أمام سيارته..
أخرج المفتاح وضغط زر فك القفل قبل أن يشد على أسنانه ويرمي بالمفتاح أرضا ً وال زالت
جملتها تتردد في رأسه وتجعله يزداد غضبا ً وذاكرته تتذكر مشاهدا ً لطالما حاول تناسيها..
***
7:30 pm
في اآلونه األخيره أصبح يُالزم غرفته كثيرا ً..
ال يعلم ما قد يكون السبب ،ربما ألنها فترة إمتحانات قصيره ،أو ربما مشاكل هذا المنزل
أصبحت ال تُطاق!
على أريكة ُمريحه طويله كان مستلقيا ً عليها وبيده هاتفه المحمول يلعب في إحدى ألعاب
األلغاز ومندمج في ذلك..
إنتهى عصرا ً من اإلستذكار ولكنه حقا ً لم يعد يملك الرغبة في الخروج ومواجهة المشاكل فما
حدث يوم أمس يكفي..
طرق الباب فتعجب ونظر إليه يقول :من ؟ ُ
ردت الخادمة فزاد تعجبه ألنه لم يطلب أي شيء!
تنهد وسمح لها بالدخول فدخلت وتقدمت منه وبيدها كأس عصير البرتقال الطازج قائله :طلب
مني أخاك األكبر أن أُعطيك كوبا ً عندما علم بأنك لم تتناول شيئا ً منذ الغداء..
عقد حاجبه يقول :أخي األكبر ؟
وضعت الكأس على الطاولة التي أمامه تقول :أجل ،أخاك آلبرت..
دُهش للحضه ثم قال :إذا ً لقد حضر!
أشار لها بالخروج وهو يشعر ببعض الضيق..
عندما كان في ُمشكلة وطلب حضوره رفض ولكن عندما إتصل به عمه لم يرفض..
جلس وهو يُبعد هذا التفكير عن رأسه ونظر الى عصير أخاه ال ُمفضل..
لقد سئم العيش في هذا المنزل..
لطالما تمنى أن يكونا والداه ال يزاالن على قيد الحياة ويعيش هو وأخوته تحت ظاللهما بعيدا ً
عن عمه وعائلته..
بل باألحرى بعيدا ً عن زوجة عمته فهي ليست سوى حية خبيثه تُدير أفكار عمه بمكرها..
في األسفل ،نزلت الخادمه بعدما أعطت الكأس لكين فصادفت في وجهها رب هذه األسره
السيد إلكسندر يدخل لتوه فتقدمت منه قائله :سيدي..
نظر إليها فقالت :لقد عاد السيد آلبرت من سفره..
أشاح بوجهه متجها ً الى مكتبه وهو يقول :إستدعيه لي..
هزت رأسها ومن ثُم ذهبت الى إحدى غرف المنزل حيث رأته يدخل سابقا ً ومعه أخته فلور..
وقفت في إحدى الممرات الفارغه قبل أن تصل الى الغرفه وتلفتت حولها قليالً قبل أن تُخرج
هاتفها المحمول وتفتح على رقم سيدة هذا المنزل..
وبأصابعها السريعه كتبت هذه الرساله..
"لقد أعطيتُه المشروب دون أن يشك بشيء"
ومن ثُم دخلت الغرفه..
* End
Part 42
القطط والنساء سيفعلون دائ ًما ما يحلو لهن ،يجب على الكالب والرجال االسترخاء وتقبل هذه
الحقيقة.
-روبرت أنسون هاينالين-
دخل آلبرت بهدوء تام الى مكتب عمه وألقى التحية قبل أن يجلس على الكرسي ال ُمقابل
للمكتب..
بينما عمه كان يسترخي بمقعده مشبكا ً يديه وعيناه مصوبتان على إبن أخيه منذ دخوله من
الباب وحتى جلوسه..
سأله بهدوء تام :كيف أعمالك بلندن ؟
آلبرت :لم أستطع إنهاء ما فاتني بعد..
وكأنه بجملته يُعاتب عمه ويطلب منه أال يستدعيه مجددا ً عندما ينهمك فيها..
لم يُبالي عمه بذلك وقال :وكيف هي عالقاتك مع الموظفين ُهناك ؟
آلبرت بهدوء :جيده..
عمه :هل عالقاتك معهم عالقات عمل فقط ؟
صمت آلبرت لفتره عندما تأكد بأن زوجة عمته فعلتها حقا ً فقال :نعم ،عالقات عمل فحسب..
بدى وكأن اإلجابة لم تُعجبه فسأل وهو يُصر على كلماته :لم تتعدى عالقاتك أكثر من ذلك ؟
آلبرت :إطالقا ً..
إجاباته كانت هادئه بارده ولو لم تكن ُهناك أدله لصدقه أليكسندر حقا ً..
ي يوما ً!قال بحده أخيراً :لم أضنك قد تكذب عل ّ
آلبرت رد ببروده ذاته :لم أفعل..
إتسعت عينا أليكسندر للحضه منصدما ً من وقاحته فهذا آخر شخص كان يتوقع منه مثل هذا
التصرف..
فسأل بحدة واضحه :وآنجيال ؟
آلبرت :ماذا بها ؟
إنه بالفعل يريد أن يزج بعمه الى مشفى األمراض العقليه ببروده وردوده ال ُمستفزه!
أخذ أليكسندر نفسه عندما كاد أن يصرخ بوجهه وحافظ على رباطة جأشه في آخر لحضه
ليسأل بعدها بهدوء :سمعتُ بأنك على عالقة عاطفية معها ؟
آلبرت :سمعت ؟ ومنذ متى نحنُ نصدق األقاويل دون ادله ؟
أليكسندر :أال يكفي دليل ترقيتك لها دون سبب مقنع ؟
آلبرت بهدوء :طلبتُ خدمةً ما من الموظفين خارج نطاق العمل ووعدتُ بعالوة جيده لمن
يُنجزه وقد كانت هي أول من أنجزه ،هل أخطأتُ عندما وفيت بوعدي ؟
عقد أليكسندر حاجبه وقال :وماذا عن زيادة الراتب ؟
ألبرت :الترقيه تتبعها زيادة في الراتب ،هذه أمور واضحةٌ يا عمي ،مابك ؟ ممن سمعت هذه
األقاويل لدرجة أنه أثر على تفكيرك المنطقي!
نظر إليه عمه لفتره طويلة ليقول بعدها بهدوء :وماذا لو إكتشفتُ أنك تكذب ؟
آلبرت ببررد :أكذب بخصوص ماذا بالضبط ؟
أشاح أليكسندر بوجهه وهو يفكر في السبب الذي قد يجعل كين يكذب عليه ،لطالما كان آلبرت
األخ الذي يحترمونه كثيرا ً فلما يقول مثل ذلك الكالم ؟
هل من الممكن أنه أخطأ في فهم تصرفات أخيه وضن ما ضنه ؟
ربما ،هذا التفسير منطقي..
في حين كان آلبرت راضي تمام الرضى عن كذبته هذه ،أو باألحرى عن مراوغته لألسئله
حيث أنه لم يعطه أي إجابه صريحه..
مع أنه حتى اآلن ال يعرف ما السبب الذي جعل من جينيفر تُحاربه هكذا ؟
هل من الممكن أن عمه قرر تسليم أمور العائله ولهذا قررت تشويه سمعته ؟
ربما رغم أنه ال يزال يضن بأن عمه ال يريد غير ريكس ليمسك بزمام األسرة وأموالها..
قطع أفكار عمه بسؤاله :سمعتُ بأن إستيال غادرت المنزل بعد مشاجرة بينكما ؟ هل لألمر
عالقة بي ؟
عاد اإلنزعاج على وجه أليكسندر من ذكر هذا األمر وقال :بل تصرفاتها الغير عقالنيه هي
السبب!
آلبرت :إستيال ؟ ربما فهمتها خطئا ً فهي حكيمة وعاقلة في جميع خطواتها!
أليكسندر :أجل حكيمه للغايه لدرجة أنها تخطط للزواج من رجل يكبرها بالعمر وذا خلفية
سيئه!
عقد آلبرت حاجبه فقال أليكسندر :أقصد ميشيل صديق والدك ،لم يعجبني منذ البدايه ولكني
لم أمنعه من حظور مناسبات العائله إحتراما ً ألخي ولكم ولكن أن تجمعه عالقة عاطفيه مع
إستيال فهذا شيء لن ارضى به!
دُهش آلبرت وقال :ميشيل ؟!!
أليكسندر :لم أُصدق األمر وواجهتها ألتفاجئ بأنها بالفعل تخطط للزواج منه ! إنه بعمر والدها
وال يملك أي خلفية جيدة بل على العكس عُرف بطفولته بإبن متحرش ! ال شيء جيد فيه ! لم
صدمت للغايه من األمر وصُدمتُ أكثر من أنها تُصر أضنها قد تفكر مثل هذا التفكير مطلقا ً !! ُ
على أنها لم تُخطئ!
صمت آلبرت ولم يعرف بماذا يُعلق..
لقد الحظ بأن إستيال هي أكثرهم تعلقا ً بصديق والدهم ولكن توقع بأنها تراه كوالدها فلقد كانت
أكثر من بكى لوفاته..
لم يضن وال لوهله بأنها قد تفكر باإلرتباط به!
هل حبها الشديد لوالدها جعلها ترغب بأي شيء يربطها به ؟
هل هذا يعني بأنها تضن نفسها واقعة بحبه وهي في الحقيقة متعلقة بكونه صديق والدها
الوحيد ؟
لم يعد يعرف ما السبب ،عليه أن يتحدث إليها ليفهم األمر أكثر..
علق أخيرا ً وقال :سأتحدث إليها..
أليكسندر :إن كُنتَ ستُشجعها على قرارها فال تتدخل من البدايه..
آلبرت :ال تقلق فقط أُترك أمرها لي..
تنهد أليكسندر وقد كان صمته دليل موافقته لترك أمرها ألخاها األكبر..
***
7:44 pm
وصل ريكس الى إحدى المالهي الليليه المرخصه ودخل الى الداخل..
دار بعينه في المكان وتقدم من إحدى الطاوالت حيث كان ينتظره هناك باتريك مع أحد الرجال
..
جلس أمامهما ليتحدث الرجل قائالً :أتُريد شرابا ً ؟
هز ريكس رأسه بالنفي ونظر الى باتريك ينتظر منه معرفة السبب الذي دعاه الى رؤيته في
مكان بعيد عن المنظمه..
رشف باتريك القليل من الشراب وهو ينظر الى وجه ريكس ليقول بعدها :تبدو مشرقا ً أفضل
من األيام السابقه ،هل كان هناك ما يُقلقك سابقا ً ؟
ريكس :ال..
إجابه سريعه مختصره وكأنه ينهي أي حوار ال عالقة له بسبب إستدعائه..
فهو يكره المقدمات كثيرا ً..
تفاجأ عندما بالفعل دخل باتريك في صلب الموضوع سائالً إياه :ما عالقتك بآندرو ؟
صمت ريكس لفتره فقد توقع بأنهم عاجالً أم آجالً سيكتشفون عالقة الصداقة التي تربطه مع
أحد أبناء هذه العائله..
أجابه :زميل..
باتريك بهدوء :من الوقاحة ان تعترف بدون تبرير..
ريكس ببرود :عرفتُه قبل أن أعرف عن كون أخاه األكبر عدو قديم للمنظمة لذا لماذا تحتاج
الى تبرير ؟
باتريك :إقطع عالقتك به..
ريكس :ولما تُملي علي أوامر بخصوص حياتي الخاصه ؟ فأنت لستَ بوالدي وأنا لستُ طفالً
..
باتريك :أنت تتعمد إستفزازي ؟
ريكس :ال يجدر بك حشر أنفك بخصوصياتي إن كُنت ستستنكر ردة فعلي..
حاول باتريك الحفاظ على أعصابه وهو يقول :بل األمر ليس من خصوصياتك إن كان سيضر
المنظمه!
ريكس :وهل أنا طفل ألنشر باألرجاء عن كوني فرد بعصابه ! مادام أنه ال يعرف عن عالقتي
بكم فمما أنت خائف ؟
إبتسم باتريك وأجاب :منك أنت..
رفع ريكس حاجبه فقال باتريك :لستُ قلقالً من أن تكشف نفسك له ،بل قلق من كونك في
صفهم منذ البدايه..
لم يُعلق ريكس وبقي صامتا ً لفتره قبل أن يقول :هل هذا كُل ما لديك ؟ فأنا رجل مشغول..
باتريك ببرود :أثبت والئك بقطع عالقتك به قبل أن أُعلنك كخائن رسمي للمنظمة ليؤمر
بتصفيتك..
مد ويكس يده وألول مره يطاول على باتريك عندما أمسكه من ياقة معطفه ساحبا ً إياه قليالً
وهو يهمس :إنعتني بما تشاء ولكن عليك أن تقول هذا لمن أدخلني الى هذه المنظمه ،فأنت
تعلم بأن من أدخلني هو رجل أعلى منك بكثير لذا كن شجاعا ً وواجه قائالً له "آسف ياسيدي
ولكنك كُنتَ غبيا ً وعينت خائنا ً" ..
دفعه ووقف مغادرا ً فقال باتريك بهدوء :سنرى ما سيحدث يا ريكس..
تجاهل ريكس تهديده الذي يعتقد في قرارة نفسه أنه ال فائدة منه فباتريك لن يستطيع فعل
شيء سوى التفوه بالتهديدات..
ولكنه كان مخطئا ً فباتريك ليسوا مما يرضون اإلهانه وسيرد الصاع صاعين..
***
9:44 pm
***
4 February
am3:23
الهدوء التام يعم الفيال وجمع األنوار ُمطفأه م عدا أنوار قليله ذات إضاءات ضئيله متوزعة
ُهنا و ُهناك..
خرجت من غرفتها وتقدمت تمشي في هذا الدهليز الطويل حتى وصلت الى الغرفة الوحيدة
الموجوده في آخره..
دخلت الى الداخل وكان كُل شيء ُمظل ٌم تماما ً ،إتجهت الى غرفة النوم وأضاءت النور فتحرك
الطفل النائم على السرير وهو يشد على عينيه دليل اإلنزعاج..
تقدمت وجلست على الكُرسي وراقبته هو ومالمحه التى عادت تدريجيا ً الى اإلسترخاء..
همست له :إيدن ؟
قطب حاجبيه فتحدثت ُمجددا ً تقول :إستيقظ ،أُريد ُمحادثتك..
فتح عينيه تدريجيا ً ونظر الى وجهها ليقول بعد فتره بصوت يملؤه النوم :إليان ؟
إبتسمت له تقول :أزعجتُك ؟
هز رأسه نفيا ً وحاول الجلوس فساعدته على ذلك ليسألها :هل طلعت الشمس ؟
إليان :ليس بعد ،إنها الثالثة فجرا ً..
تعجب وقال :هل هناك خطب ما ؟
إليان :فقط أردتُ سؤالك عن أمر ما واإلطمئنان عليك..
أكملت عندما إنتظر سؤالها وقالت :ماذا حدث ؟ لما عُدتَ الى ُهنا بعد أن أخذك ريكس ؟
إتسعت عيناه من الصدمة عندما إستوعب وحاول أن يزحف بجسده بعيدا ً عنها وهو يقول
بتوتر :ال شيء ..إليان أرجوك أُريد النوم هال تركتني وحدي..
دُهشت من تصرفه وقالت :ماذا بك ؟
إيدن :ال شيء ،أشعر بنُعاس شديد ،أُريد النوم..
نظرت الى وجهه وهو يُحاول أن يُشيحه عنها وقالت :هل تكرهني ؟
صدم ونظر إليها يقول :كال أنا أُحبك! ُ
إليان :إذا ً لما تتجنبني ؟
توتر وهو يقول :ال ال شيء..
عرفت بأنه حدث أمر ما فقالت :إذا ً أخبرني بماذا حدث بعدما أخذك ريكس من ُهنا ؟
إيدن :ليس باألمر الهام ،فقط الى المشفى وأعطوني بعض ال ُمسكنات ثُم عُدت..
إليان :وهل أعادك ريكس بنفسه ؟ ولما!
إيدن :أرجوك أُختي غادري قبل أن تعلم والدتي ،أنا أيضا ً أشعر بالنوم..
مطت شفتيها تقول :لن أفعل ،أخبرني ما حدث وحينها سأُغادر..
إيدن :صدقيني لم يحدث شيء ،أصبحتُ على ما يُرام وعُدت ،فقط..
لم تُصدقه فتجاهلت السؤال عن هذا األمر وقالت :حسنا ً ،ما خطبُك مع الدكتور جان ؟
إتسعت عيناه بدهشه ليقول بعدها بتردد :ال شيء ،فقط هو طبيبي الخاص..
إليان :إذا ً لما رفضتَ أن أستدعيه لك عندما مرضت ؟
زاد توتره وشتت نظره في المكان يقول :ألني أكره الدواء..
إليان :فقط ؟
إيدن :أجل ،فقط..
إليان :حسنا ً ،سأسأله بنفسي..
إيدن بدهشه :إليان ال تفعلي..
إليان :ولما ؟
إيدن :ربما يُخبر والدتي عن كونك قد ُزرتني دون إذن منها..
إليان بإستنكار :وما شأنه بي وبوالدتي ؟ ولما سيُخبرها أصالً وهو ال يعلم عن شيء ؟!!
صمت إيدن ولم يُعلق فعقدت حاجبها تقول :هل أخبرته أنت عن ما قالته والدتنا بشأنك ؟
هز رأسه نفيا ً فبقيت تنظر إليه لفتره ليس بالقصيره قبل أن تسأل وهي تخشى اإلجابه :هل هو
والدك ؟
أشاح بنظره بتردد وكأنه يُريد اإلنكار ولكن دهشته من السؤال منعته..
تردده هذا صدم إليان فالطبيب كان آخر شخص قد تفكر بكونه هو والد أخاهم!!
إنها لم تفكر به أصالً!
لقد ضنت بأنه فقط مشرف على حالته الصحيه ولهذا يأتي الى المنزل كثيرا ً..
همست :هذا ال يُصدق!
ت ُمخطئه ،هو فقط... إيدن :أن ِ
قاطعته تقول بإبتسامه باهته :آسفه ألني أيقضت ُك ،عاود النوم عزيزي..
قبلته على جبينه وغادرت الغرفه بصمت كبير..
***
6:44 am
Paris
"أحتاج ل ُمساعدتك من دون أن يعلم سيدي موريس بذلك ،الطفلة مع بعض من أصدقاء رين
بالدراسه وال يُمكنني مواجهتهم لوحدي ،أنتظرك كينتو"
ومن ثُم أرسلت العنوان..
هذا ما فعلته ريتا وهي تختبيء في مكان قريب من منزل جاكي..
فجاكي لم يترك جانب الطفلة طوال الفترة الماضيه وببعض األحيان يكون بجواره صاحبه ،
هذا غير عن تلك الفتاة فلقد لحقت بها سابقا ً وتخاف أن تظهر في وجهها ُمجددا ً..
هي قويه ولكن ال يُمكنها مواجهة ثالث أشخاص بمفردها..
لو أنها تضمن أن جاك لوحده معها لشجعت نفسها وحاولت الوقوف في وجهه ولكنها ال
يُمكنها التأكد من هذا..
فاألفضل إستدعاء بعض ال ُمساعده حتى ال تنتهي ُمهمتها بالفشل..
بالداخل..
ُمستلقي كلود على سرير جاكي بجانبه حقيبته فأولى محاضراته لن تبدأ إال بعد ساعتين من
اآلن لذا قرر زيارة صديقه ليبقى معه قليالً قبل ذهابهما معا ً..
كان يتحدث معه بخصوص موقف حدث يوم أمس في الجامعه بينما اآلخر يجلس على الكُرسي
بهدوء يُنهي واجبه الفني الذي من ال ُمفترض أن يُسلمه اليوم..
ونينا تقف بجانيه مبهورة بعمله على هذه اللوحة الخشبيه وتسأله بين فترة وفتره عن
تفاصيل ما يفعل..
أنهى كلود قصته قائالً :وتدخل حينها مدير القسم وأخذهم جميعهم على مكتبه..
جاكي :هممم هذا غريب..
كلود :بل ُمضحك ،منذ زمن لم أرى شجارا ً ألسباب سخيفه ،فقدتُ هذا النوع من الشجار منذ
التخرج من الثانويه..
إبتسم جاكي وعلق :تقصد أنك إفتقد رين وكلير..
دُهش كلود عندنا إستوعب ما قاله وقال :لم أشتق لوجودها بتاتا ً!!
رفعت نينا رأسها الى جاكي تقول :كلير كانت تتشاجر مع أُختي دائما ً ؟
جاكي :أووه ،في كُل مر ٍة يتقابالن فيها..
إبتسمت نينا ولم تُعلق فتحدث كلود يقول :ماذا حدث بخصوص كلير ؟ ألم تظهر في وجهك
ُمجددا ً ؟
جاكي :كال ،أتمنى بأنها عادت الى منزلها..
كلود :تعلم بأنها تُحبك لذا ال تكن قاسيا ً عليها..
دُهش جاكي وتوقف عن عمله ناظرا ً الى كلود يقول :لستُ قاسيا ً البته !! هي فقط من تتصرف
بطريقة ُمزعجه ! ال تتحدث وكأنك ال تعلم مدى إزعاجها!
هز كلود كتفه وعلق بال ُمبااله :من يدري..
إنزعج جاكي منه فتجاهله وعاود إنهاء عمله..
سأل كلود :ماذا بخصوص المجرمة التي تُالحقك ؟
جاكي :لم أرى أي شيء ،بدأتُ أشك بأنها كذبت علي لتفرغ غضبها ال غير..
كلود :كلير ُمزعجه لكنها ال تكذب في مثل هذه األمور..
جاكي :صدقني ستفعل من أجل أن ترى إن كُنتُ أهتم بأمر رين أكثر منها أو ماذا ،أنا أكثر من
يعرفها..
تحدثت نينا تقول :لما هي تكره أختي ؟
ب تافه..تنهد جاكي وقال :لسب ٍ
تحدثت تقول ببرود مليء بالحقد :آسفه إن كان سببي تافها ً في نظرك!.
صدم لدرجة أنه أخطأ في عمله في حين جلس كلود من الدهشة وهو يرى كلير تقف على ُ
عتبة باب الغرفه..
تحركت نينا ووقفت بالجانب الثاني من جاكي كي تبتعد عنها في حين ظهر اإلنزعاج على وجه
جاكي يقول وهو يُحاول تعديل الخطأ :كان عليك طرق الباب أوالً..
كلير :لقد كان مفتوحا ً فلما أطرقه..
كلود :مرحبا ً كلير ،لم أرك منذ مده..
نظرت إليه وإبتسمت قائله :لقد أصبحت أكثر وسامةً بعد آخر مرة رأيتُك فيها..
كلود :أووه أتقصدين بأنك تفوقتُ على جاكي ؟
كلير :أنتَ تعلم بأنه ال أحد يتفوق عليه..
ضحك كلود ُمعلقاً :هذا في نظرك فقط صدقيني..
كشرت في وجهه قائله :مزعج كعادتك..
نظرت الى جاكي وقالت :وماذا عنك أنت ؟ هل تضنني بهذا الغباء كي أخترع كذبة من أجل أن
أُؤكد لك بأنك تهتم لرين أكثر مني ؟ األمر واضح ويُمكنني معرفة ذلك دون أي ُخدع..
تنهد بقلة حيله ولم يُعلق فإنزعجت وقالت :أنا جاده ،لقد كانت تتبعكما ،هي تُريد الطفلة وقد
تتعرض لألذى من أجل ذلك!
جاكي :كان يُمكنها أذيتي عندما وقفت أمامي سابقا ً ،لستُ غبيا ً ألُصدقك يا كلير..
زاد إنزعاجها ولكنه إختفى تدريجيا ً عندما عرفت كيف تُغيضه..
قالت ببرود تام :أتعلم بأني قابلتُه ؟
جاكي دون أن يرفع عينيه عن لوحته :من ؟
كلير :الشاب الذي أحظرتُه رين في حفل تخرج الثانويه..
ت واثقه ؟!! دُهش ورفع رأسه إليها يقول :هل أن ِ
كلير :ولما قد أكذب ؟ نعم وقد عرفني فورا ً ،أعطاني رقمه من أجل أن أتواصل معه في حال
معرفتي بأي أمر يخصها..
إتسعت عينا جاكي من الدهشه في حين قال كلود :هذا رائع ! أين هو رقمه ؟
إبتسمت تقول :ومن قال بأني سأُعطيه لكما ؟ من قال بأني أُريد أن يتم إيجاد تلك الفتاة ؟ أنا
سعيدة بإختفائها صدقني!
جاكي بصدمه :كلير!
نظرت كلير إليه تقول :ماذا ؟ إن ضايقتك الطفلة فضعها في الدار ،صدقني كان يُمكن لذلك
الشاب أن يجدها لو لم تُخبئها في منزلك..
نظر جاكي الى نينا يقول :لقد حان وقت برنامجك ال ُمفضل على التلفاز ،يُمكنك الذهاب
و ُمشاهدته..
ت تمزحين ؟!!! إنها هزت نينا رأسها وغادرت الغرفه فوقف جاكي وتقدم من كلير يقول :أن ِ
ت تعرفين بأن ذلك الشاب هو الوحيد الذي سيؤمن لها مكانا ً طفله فكيف لم يحن قلبك لها وأن ِ
آمنا ً ! لما لم تُخبريه عنها ؟ لما لم تفعلي ! ال تكوني فتاةً سيئه الى هذا الحد!
أشاحت بنظرها عنه وهي تهمس :أنا فتاةً سيئه منذ اليوم األول الذي خرجتُ فيه من رحم
والدتي!
تالشى غضب جاكي عندما تذكر ما تُعانيه فهي لطالما ح ّملت نفسها سبب موت والدتها فور
والدتها ونعتت نفسها بالسيئة منذ طفولتها..
وحتى هذه اللحضه لم تتجاوز هذا األمر..
ت تكرهينها فال بأس ،هذا أمر يخصكما ولكن في ال ُمقابل ال أخذ نفسا ً عميقا ً وقال :إن كُن ِ
ت سيئة ت لس ِ تلومي طفلة على ذلك ألنها فقط أُختٌ لها ! هذا ليس باألمر الجيد يا كلير ..أن ِ
لتُعاقبيها بسبب مشاكلك مع رين..
نظرت كلير إليها تقول :وماذا لو وجدها الشاب بسبب إخباري له عن مكان أُختها ؟!! ستعود
حينها رين الى حياتك ُمجددا ً وهذا شيء ال يُمكنني أن أتحمله..
نظر إليها لفترة قبل أن يقول :هذا ألنك فتاةً أنانيه..
بعدها سحب معطفه وخرج خارج الغرفة فُدهشت وأرادت اللحاق به ولكنها توقفت ألنها ال
تُريد أن تعترف بخطئها ُمطلقا ً..
تنهد كلود وقال :ال تقولي كالما ً ال يُمثل إعتقاداتك ،ال تجعلي غيرتك تُغيرك..
شدت على أسنانها وقالت دون أن تلتفت إليه :لو لم يكن يكرهني سابقا ً فسيكرهني اآلن
صحيح ؟
نظر إليها كلود لفتره ليبتسم بعدها :ال تقلقي ،جاكي مهما غضب فهو لطيف من الداخل ،
سيتفهك ولكن بال ُمقابل عليك أن تعتذري له..
كلير :ال يُمكنني ذلك فهو سيطلب الرقم ُمقابل أن يُسامحني..
كلود :إذا ً أعطيه ،األمر ليس صعبا ً..
هزت رإسها نفيا ً تقول :ال يُمكنني فعلها ،األمر ليس بيدي ،ال يُمكنك أن تلومني..
تنهد كلود وهو بحق ال يعرف كيف يُقنع فتاة مثلها..
بدأ يشعر بألم شديد وهو يرى بأن خيار تسليمها هو األفضل!
ال ،ال يُريد هذا!!
عليه أن يجد حالً آخر!
أي حل حتى لو عرضه هذا لبعض األذى..
بشك ٍل خاطف دار بعينيه بالمكان محاوالً إيجاد زاوية تُمكنه من الهرب أو عاألقل من الخروج
الى الشارع حيث يتواجد هناك بعض األشخاص الذي سيمنع وجودهم من تمادي هؤالء
ال ُمجرمين..
الحظ كينتو حركة عينيه فقال يعد تنازلياً :عشره ،تسعه...
نظر إليه جاكي بصدمه فلم تمر الدقيقة بعد!!
وقف وهو يشد نينا إليه حتى ال ترى ال ُمسدس وتشعر بالخوف والضعف..
كينتو ببرود :سته ،خمسه...
قاطعه جاكي :صدقني لن تستفيد فرين ليست بالجوار حتى لذا لن تعرف شيئا ً عن أختها!..
كينتو :ثالثه ،إثنان...
جاكي بسرعه :حسنا ً حسنا ً توقف!
توقف كينتو وقال :إذا ً ؟
توتر جاكي قليالً بعدها قال :عدني بأنك لن تمس شعرة منها بتاتا ً ؟
ريتا بسرعه :نعدك بهذا ال تقلق..
جاكي :أن تؤمنوا لها مكانا ً ُمريحا ً ؟
ريتا :لديها غرفة كامله ُمريحه ونلبي جميع طلباتها..
أجابته بكُل سعاده فقد كاد عقلها يطير قبل لحضات عندما كاد ينتهى كينتو من العد..
أشاح جاكي بنظره وقال :حسنا ً ،بشرط أن تصلني أخبارها من أجل اإلطمئنان..
إنزعج كينتو وكاد يتحدث ولكن قاطعته ريتا :ال تقلق ،سأُصورها يوميا ً من أجلك..
بعد فترة صمت طويله قال جاكي بهمس :حسنا ً..
إبتسمت بسعاده وتنهد كينتو بعدم رضى فما إن أرخى مسدسه حتى دفعه جاكي من أمامه
ليسقطه أرضا ً بينما أسرع يجري وهو يسحب نينا خلفه..
إتسعت عينا الرجل بصدمه يقول :خدعنا!!
ولحق به بسرعه بينما وقف كينتو وأخذ سالحه صارخا ً بريتا :لما واقفه ؟!!! إلحقي بهما!
جفُلت من صراخه وقالت فوراً :آه ،حسنا ً..
رغم خداعه لهم من أجل أن يُرخوا دفاعهم قليالً إال أنه أكتشف بأن هذا لم يفده عندما تفاجئ
بطلقة رصاص إخترقت ساقه وجعلته يسقط أرضا ً..
صرخت نينا برعب بينما شد على رجله يتآوه من شدة األلم..
سحقا ً لك ،أنت جلبت هذا لنفسك!!تقدم الرجل منه يلهث وهو يقولُ :
ورفع ال ُمسدس لوجهه ليُنهي عليه فإحتضنته نينا بسرعه تقول وهي تبكي :سآتي سآتي
أرجوك أتركه أرجووك..
دفعها عنه يصرخ :أخرسي!!
وحالما كاد أن يطلق وقفت ريتا في وجهه تقول :يكفي !! الناس يُشاهدون!
دُهش ونظر حوله فرأى إمرأتين واقفتان برعب عند مدخل أحد األزقه..
سحقا ً.. شد على أسنانه هامساًُ :
بعدها أمسك بمعصم الطفله وسحبها معه مبتعدا ً بينما حاول جاكي الوقوف ومنعه ولكن األلم
الشديد أفقده القدرة على الصراخ عليه حتى!!
إنحنت ريتا إليه وضعت يدها بالقرب من قدمها هامسه :آسفه..
بعدها غادرت وهو يغمض عينيه متألما ً ويكاد يفقد قدرته على البقاء واعيا ً..
ما إن إبتعدت حتى تقدمتا المرأتان بسرعه وإتصلت إحداهما على اإلسعاف وهو يشد على
أسنانه متألما على ضعفه في حماية نينا أكثر من ألمه من الرصاصة ال ُمفاجئه التي إخترقت
ساقه..
لم يكن يعلم ُمطلقا ً بأن حتى اآلخر يملك مسدسا ً..
سحقا ً!
ُ
لقد كره غبائه وضعفه كثيرا ً!..
***
1:00 pm
إنتهى وقت ُمحاضرته وبدأ بلم حاجياته وهو يُجيب عن أسئلة عدة طالبات تجمعن حول
طاولته بينما البقية بدأ يُغادر الصف واحدا ً تلو اآلخر..
ت حقا ً ُمخيفه ! ُرغم ُجرأتي إال أنني ال أملك الشجاعة جيسيكا وهي تُعدل خصالت شعرها :أن ِ
لفعل ما فعلتي ! ال أعلم كيف أمكنك هذا!..
سمعتي أهم عندي من أي شيء آخر.. إليان ببرودُ :
جيسيكا :ربما تُبرأين من الغش ولكن ستتطلخ بكونك الوقحة التي قاضت أساتذتها جميعهم!
وقفت إليان من على مقعدها وهي تقول :ال ُجبناء وحدهم من يرونها وقاحه ،لقد طلبتُ
إستجواب الجميع لتبرأة نفسي ،أين الخطأ في ذلك ؟
جيسيكا :لكنهم أساتذتك ! أعني لهم مكانتهم في الكُلية لذا...
قاطعتها إليان بسخريه :ولما علي أن أُراعي ذلك بينما ال أحد منهم حاول التدخل و ُمساعدتي ؟
إتجهت الى باب الصف وهي تُكمل :دعينا ال نتحدث عن هذا األمر..
ناداها أُستاذها قائالً :لحضة يا إليان..
توقفت ونظرت إليه وهو يبتسم للطالبات الالتي بدأن بالخروج في حين ترددت جيسيكا وقررت
الخروج لحين إنتهاء حديث األستاذ مع إليان..
ما إن خرج الجميع حتى تقدم األُستاذ وجلس على أحد مقاعد الطالب األماميه بالقرب من
مكان وقوف إليان وقال :كيف تُبلين هذه األيام ؟
أجابته :جيدا ً..
األُستاذ :هذا ُمطمئن ،فتاة ُمتفوقة مثلك عليها أن تهتم لدرجاتها جيدا ً ،أن تكون بالقمة تعني
أن تُضحي بالكثير من أجل الوصول إليها..
لم تفهم إليان معنى كالمه ولكنها تشعر بأنه يقصد تصرفها إزاء ما حدث معها بشائعة غشها
..
ومن ُهنا إستنتجت بأنه سيُعاتبها على تصرفها تجاهه هو والبقية في أمر اإلستجواب..
تحدث قائالً :ال أُصدق أن جيسيكا صديقةٌ لك فهي على عكسك تماما ً في كُل شيء ،كنصيحة
مني إبتعدي عن كُل من قد يُلهيك عن دروسك سواءا ً كانت هي أو غيرها..
تعجبت من نصيحته وتسائلت في نفسها عن ما إن كانت ُهناك ُمشكلة بينه وبين جيسيكا..
أجابته :صديقاتي ال أُحب أن ينعتهن أحد بالسوء ،ويُمكنني تدبر أمري شُكرا ً لقلقك..
إبتسم وقال :حسنا ً جيسيكا صديقتُك ولكن األُخرى ليست كذلك..
ت صغيره وال تعرفين عن الكيد الذي قد يفعلنه الطالبات من أجل عقدت حاجبها ليُكمل :ال ِزل ِ
إسقاطك ،عليك أن تكوني حذره وال تُصدقي أي شيء ،بل ال تنظري في األمر من األساس
ف ُهناك ماهو أهم وهو ُمستقبلك..
لم تفهم قطعا ً من يقصد ،صديقتها هي جيسيكا..
إال إن كان يقصد األُخريات الالتي تخرج معهن بين فترة وأُخرى ؟
بدأت إبتسامته تختفي تدريجيا ً وتنامى بداخله إنزعاج تام وهو يرى عالمات عدم الفهم على
وجهها..
هو واثق بأنها تعلم كُل شيء فلما تتظاهر بعكس ذلك ؟
هذا ُمزعج!
تحدث بهدوء يقول :تعرفين بأني أقصد ساندي صحيح ؟
زاد تعجبها من هذا اإلسم الذي تسمعه ألول مره فقال :لديك دليل سابق بخصوص األُستاذ
آندرو ،صحيح أن الطالب صدقوا الطالبة في إتهامها لكننا نحن االستاذه نعرف بعضنا ونعرف
بأن آندرو يستحيل أن يفعلها ،دائما ً في أي فضيحة تحدث يأخذ الطلبة جانب من هو مثلهم ،
األمر ُمشابه مع ساندي تماما ً ،كوني ذكيه وحكمي عقلك فهي ليست سوى طائشه متمرده
تُريد التسبب بمشكله ألني فقط لم أستمع لها عندما طلبت زيادةً في الدرجات..
بقيت إليان تنظر إليه لفتره وهي حقا ً ال تعلم عما يتحدث بالضبط!!
تُريد إخباره عن أنه ُمخطئ وأنها ال تعرف هذه الفتاه وال عما يتحدث عنه ولكن الثقة التامه
التي يتحدث بها يجعلها تشك!..
هل حقا ً قابلت فتاة بهذا اإلسم ونست ذلك ؟
حتى لو حدث هذا فهي قطعا ً ال يُمكنها نسيان ما قد تقوله الفتاة لها لو كان يتعلق بهذا األُستاذ
!
فعلى ما يبدو بأنها سببت له مشكله ،لكن لما يأتي إليها هي ؟!!
ما الذي يجعله واثقا ً بأنها تعرف عن األمر!
هي ال تفهم!
بقيت صامته وهي ال تعرف بماذا تُجيبه..
بينما نظر إليها ينتظر منها أي شيء تقوله وعندما لم تتحدث تنهد وقال :ال بأس ،فقط
أعطيني ما أعطته لك وحينها سننسى األمر تماما ً..
تحدثت أخيرا ً تقول :أُعطيك ماذا ؟
ت تعرفين ماهو.. حاول الحفاظ على إنفعاالته وهو يقول :أن ِ
إنزعجت إليان من سوء الفهم الواضح هذا فقالت :عذرا ً البد من أنك ُمخطئ ،اآلن إعذرني..
وإلتفتت ُمغادره فقال :عبثا ً تُحاولين..
توقفت ونظرت إليه تقول :عفوا ً ؟
وقف ومر من أمامها ُمغادرا ً وهو يقول :فأنا من ورطك بالغش وحرصتُ على أال أترك أي
دليل ،وسأفعل ماهو أكثر إن لم تستسلمي..
وخرج بعدها تاركا ً إياها في صدمة لم تتوقعها إطالقا ً..
ما الذي يتحدث عنه ؟!!!
هل هو جاد أم أنه يستهزأ ال غير ؟
وإن كان جادا ً فلما!!!
ما الضرر الذي ألحقته به كي يحقد عليها بهذا الشكل ؟!!
هي قطعا ً ال تفهم!!
أيقضها من صدمتها صوت جيسيكا وهي تقول :مابك إيلي ؟!
نظرت إليان إليها لفتره بعينيها المندهشنين لتسأل بعدها :هل تتذكرين مرة آذيتُ فيها الدكتور
آرثر ؟ حتى لو كان ُمجرد تعليق ساخر بإحدى ال ُمحاضرات ؟!
ت ؟!! يستحيل أن تفعليها بأي أُستاذ!! عقدت جيسيكا حاجبيها بإستنكار تقول :أن ِ
إليان بإنفعال :إذا ً لما ؟!!
دُهشت جيسيكا وقالت :إيلي مابك ؟!!
شدت إليان على شفتيها تقول :في البداية يتم ظلمي في إختباراته ومن ثُم يُلفق لي تهمة الغش
واآلن يُهددني !! لما كُل هذا ؟!!
عقدت جيسيكا حاجبها تقول :ماذا تقولين ؟
إلتفتت إليان وغادرت الصف بحثا ً عنه حتى وصلت الى مكتبه لتتفاجئ عندما سألت عنه
بكونه قد غادر فمحاضراته لهذا اليوم قد إنتهت!
مشت في ممر المبنى تعض طرف إظفرها وهي تكاد تُجن لدرجة أنها بدأت تشك فيما سمعت..
ربما قال جملة أُخرى وهي سمعتها خطئا ً!
أجل هذا هو التحليل المنطقي!!
واقف يُحادث بعض الطلبة فضاقت عيناها وإنتظرته حتى ينتهي ٌ توقفت عندما شاهدت آندرو
ومن ثُم تقدمت إليه..
تفاجئ عندما ظهرت أمامه وقبل أن يتحدث سألته ُمباشره :كيف هي عالقتُك مع األُستاذ آرثر
؟
تعجب من سؤالها ومع هذا أجابها قائالً :عالقة عمل..
إليان :ال أهتم بنوع العالقه ،اُريد معرفة ما إن كانت قوية أو سطحيه!
لم يفهم حقا ً ماسبب هذا السؤال فأجابها :حسنا ً ،ال بأس بعالقتنا ..هي ليست سطحية
وبالمقابل ليست قويه..
إليان :إذا ً هو لم يشتكي لك لمرة عن الطالب!
ت تواجهين ُمشكلة فأخبريني.. آندرو :مابك إليان ؟ إن كُن ِ
إليان بحده :أجبني عن سؤالي فحسب!
بدأت شخصيتها تُزعجه..
لم تكن هكذا سابقا ً ،كانت قوية الشخصيه وبالمقابل ُمحترمه!
لقد أصبحت وقحة مع مرور الوقت وهو واثق بأنها لم تنتبه على هذا وتضنها مجرد زيادة في
الثقه وقوة الشخصيه!
ت تستخدمين هذا األسلوب ! أنا أُستاذك بالكلية ناهيك عن كوني أكبُرك أجابها :لن أُجيبك ما دُم ِ
بالعمر..
ومن ثُم مر من جانبها ببرود فشدت على أسنانها وإلتفتت الى حيث يرحل وهي تقول برجفه:
ال تلمني!!
دُهش وإلتفت إليها ففتحت فمها لتتحدث ولكن ترددت كثيرا ً وشعرت باإلنزعاج من نفسها
ألنها ضعفت أمامه..
إلتفتت ُمغادره وهي تقول :إنسى األمر..
لحق بها يقول :إليان لحضه!!
سرعت من خطواتها وإختفت من أمامه بلمح البصر.. ولكنها ّ
بقي واقفا ً في مكانه مندهشا ً قبل أن يهمس :هناك خطب يحدث معها!!
تذكر نبرتها ال ُمرتجفه وود لو كان قريبا ُ منها كما كان سابقا ً ليعرف مابها ويُساعدها..
يؤلمه حقا ً كونها في مرحلة ضعف..
يؤلمه هذا كثيرا ً!.
ذهب الى مكتبه ولم أغراضه وهو شارد البال لدرجة أنه لم يشعر بجينا وهي تُحدثه..
خرج من الكلية فقد إنتهى عمله لهذا اليوم وذهب الى شقته وعيناه على هاتفه المحمول
مترددا ً للغايه..
الزال يحتفظ برقمها..
هل يتصل بها ويُجرب سؤالها فلربما تتحدث معه ؟
أو يستخدم الرسائل ؟
أو ينسى األمر وال يتدخل بأمورها!
ال..
ال يستطيع تجاهل األمر وبالوقت ذاته متردد للغايه في أمر التواصل معها..
فتح باب شقته ودخل إليها ليسند ظهره على الباب ويكتب بضع كلمات ويُرسلها..
إختار الرسالة فهي أهون من مكالمتها..
إبتسم بسخريه وهو يسأل نفسه هل ستصلها رسالته او ال فالسنة الماضية كانت غاضبة منه
لدرجة أنها حظرت رقمه تماما ً..
تنهد ودخل الى الداخل ليتسلل من خلفه غريب بشكل ُمفاجئ ويضرب رأسه بعصا ً جعلت عيناه
تتسع بصدمه ليسقط بعدها على األرض دون ِحراك..
End
* Part 43
"الكذب ال يُخفي الحقيقه ! إنما يؤجل إنكشافها"
-ألدوس هكسلي-
لم يدم فقدانه لوعيه سوى دقائق قليله فقد إستيقظ بعدها تدريجيا ً بسبب األلم الكبير الذي
يشعر به..
أمسك بمؤخرة رأسه جالسا ً وهو يُحاول إستيعاب ما حدث..
رفع رأسه ونظره شبه مشوش إال أنه الحظ رجل ضخم الجثه يقف أمامه ُمباشرةً..
أغمض عينيه وفتحها مرارا ً وتكرارا ً كي يستعيد الرؤيه وهو يسمع هذا الرجل يقول لشخص
ما :لقد إستيقظ..
سمع صوتٌ هادئ يقول :مرحبا ً آندرو..
وقف آندرو وهو يترنح قليالً ونظر بإتجاه الصوت ليجد رجالً يجلس بهدوء على أريكة منفرده
ويقف بجانبه رجل آخر..
نظر إليه والى الرجل بجانبه ثم نظر الى الضخم القريب منه وهو ال يفهم ماذا يفعل هؤالء في
منزله..
شد على أسنانه عندما زاد األلم في رأسه ونظر الى الرجل الجالس يقول :ماذا تفعل ُهنا وكيف
دخلت ؟!
إبتسم الرجل والذي لم يكن سوى باتريك نفسه وقال :ألقيتُ التحيه لذا من األدب ردُّها..
آندرو :بل من األدب عدم دخول بيوت الناس من دون إذنهم!
باتريك :حسنا ً دخلنا وإنتهى األمر ،ال جدوى من البُكاء على الماء المسكوب ،دعنا نُدردش..
نظر آندرو إليه لفتره ومن هيئة من هم حوله أيقن بأنهم يتبعون لمنظمة ليس إال..
المنظمة الشريره الوحيدة التي تبادرت الى رأسه هي ُمنظمة قتلة والده ال غير..
ظهر بعض الحقد في عينيه يقول :كيف لكم أن تكونوا وقحين حتى تظهروا أوجهكم أمامي بعد
مافعلتموه بوالدي ؟
إبتسم باتريك وقال :أُهنئك على ذكائك ،ضننتُ بأن نصف دردشتنا ستضيع في إخبارك عمن
نكون..
حاول آندرو كبت أعصابه وهو ال يعلم حتى ما سبب زيارتهم له بهذه الطريقة ال ُمستفزه..
هل من ال ُممكن أنّ أخاه ثيو قد تمادى معهم وهم اآلن ينتقمون منه عن طريق أخاه األصغر!
أشار له باتريك بمقعد أمامه يقول :إجلس..
أدخل آندرو يده في جيب معطفه يقول :سأتصل بأمن المبنى لكي...
عقد حواجبه وتوقف عن الحديث وهو يبحث عن هاتفه فقال باتريك :ال جدوى فلقد أخذناه..
إلتفت آندرو حتى يتجه الى الباب ويطلب األمن فسد عليه الرجل الضخم الطريق فقال آندرو
بهدوء يُحاول ضبط أعصابه فيه :إبتعد..
الرجل :لم نأتي سوى للحديث ،من الوقاحة الذهاب..
آندرو :بل الوقاحة دخول المنزل بدون إذن!
باتريك :يا إلهي يبدو بأن دخولنا بدون إذن أكثر ما أغضبك ُهنا..
شد آندرو على أسنانه وإلتفت إليه يقول :بل وجودكم بحد ذاته هو ال ُمستفز!
إبتسم باتريك يقول :لما تكرهنا إلى هذا الحد ! فلستُ أنا من انهى حياة والدك بتلك الوحشيه ؟
ُجنّ جنون آندرو وتقدم بهجوم كي يسكته ولكن الرجل الضخم أمسك به فتصنع باتريك الدهشه
يقول :اوه آسف آسف لم أتوقع أن تغضب هكذا!
سحب آندرو نفسه من الضخم يقول :أتركني!!
تركه ليتقدم آندرو خطوة من باتريك ُمكمالً :حذاري أن تتمادى بالكالم مرة أُخرى!
باتريك :وإن فعلت ؟
آندرو بحده :لن آبه بإتفاق أخي معكم وسأدفنُك هنا!
باتريك :وكأن هذا اإلتفاق ما زال جاريا ً بعدما فعلتموه ؟
ي
عقد آندرو حاجبه يقول :لم يُخل أخي بشيء !! بل يبدو وكأنكم أنتم من تماديتم بمجيئكم إل ّ
هكذا!
باتريك :عجبا ً أهذا صحيح ؟
إنزعج آندرو من سخريته هذه وعندما فتح فمه ليتحدث قال باتريك :ال تصطنع الغباء يا آندرو
،فأنا أعلم عن خطتكم التي شارككم ريكس بها..
آندرو بإستنكار :عن ماذا تتفوه أنت ؟!! وما شأن ريكس بأمرنا ؟
إبتسم باتريك بسخريه ولم يُعلق فعندما لم يجد آندرو إجابةً قال :هل لي أن أعرف سبب
ب بها ؟!زيارتك الغير ُمر ّح ٌ
باتريك :إذا تصنعت الغباء فال مجال أمامي سوى إنتظار ريكس..
آندرو بدهشه :مجددا ً !! وما شأنه حتى تذكره في كل مره ؟!!!
إنزعج وتقدم خطوةً أُخرى يُكمل بتهديدُ :مشكلتكم مع عائلتي فإياكم أن تُدخلوا ريكس فيها!
رفع باتريك إحدى حاجبيه ونظر الى الرجل الذي يقف بجانبه فإنحنى الرجل وهمس بإذنه:
ربما فهمنا األمر خطئا ً أال تضن ذلك ؟
باتريك ببرود :أو ربما هو ُممثل بارع..
الرجل :ولكن فكر باألمر ،ثيو تنازل عن الكثير ُمقابل أال نلمس عائلته ،ال يُعقل أن يستخدم
أخاه بخططه صحيح ؟
باتريك :من ال ُممكن أن آندرو خطط لهذا دون الرجوع إليه..
الرجل :حسنا ً ،معك حق هذا ُممكن..
عاود باتريك النظر الى آندرو بتفكير قبل أن يقول :أتسائل ،من منكما يستعمل اآلخر في
خططه ؟
مجددا ً لم يفهم آندرو ما يرمي إليه بجمله الغامضة هذه فقال :هل أتيت لتُدردش في أمور ال
تعنيني ؟ إن لم يكن لديك ما يُقال فغادر حاالً..
باتريك :أنت من يجعل دردشتنا دون فائدة بكذبك ال ُمستمر..
ظهر اإلستنكار على وجه آندرو فوقف باتريك وإتجه الى مكتب ٍة أنيقة موجوده بالصاله وهو
يقول :آندرو أنا أكره العنف لذا لما ال تجعلنا نُنهي حديثنا بسالم ؟
وأمسك بعدها برواية وهو يُكمل :أتُحب قراءة الروايات ؟
آندرو :ال تلمس شيئا ً ال ي ُخصك!
إلتفت باتريك الى جهته وهو يتصفح الكتاب قائالً :حسنا ً ،سأُعيد عليك السؤال بصيغة أُخرى
،أنت وريكس ،من منكما يستعمل اآلخر لإلطاحة بنا ؟
آندرو :وما شأن ريكس لتتحدث عنه ؟
إبتسم باتريك يقول :البد من أنه يسعى لإلنتقام هو أيضا ً فمؤخرا ً علمتُ عن ما حدث لوالدته ،
ربما تم ضمه بنية طيبه وريكس بال ُمقابل يُريد اإلنتقام ليس إال ..فإذا ً ما نوع عالقتكما ؟ هل
تقرب أحدكما لآلخر من أجل مصالحه ؟ ّ
غطت مالمح اإلستنكار على وجهه تماما ً وهو يقول :عن ماذا تتحدث ؟
نظر باتريك إليه لفتره و ُهنا تأكد بأن آندرو ال شأن له بشيء فردات فعله واقعيه للغايه..
إلتفت ُمعيدا ً الكتاب قبل أن تظهر على شفتيه إبتسامة خبيثه..
تقرب منك ألجل جمع المعلومات التي يملكها أخاك إلتفت على آندرو يقول :أوه إذا ً ريكس ّ
بشأننا..
عقد آندرو حاجبه فقال باتريك :لما أال تعلم ؟ ريكس عضو فعّال وجيد من منضمتنا التي
تكرهها أكثر من أي شيء آخر..
إتسعت عينا آندرو بصدمه يقول :ماذا تقول أنت ؟
باتريك :كالمي كان واضحا ً ألم تفهمه ؟ حسنا ً بصيغ ٍة أُخرى صديقك ريكس كلبا ً وفيا ً لقتلة
والدك..
تقدم منه وهو يُكمل بهدوء :فهو يعمل بطاعة تامه تحت إمرة البروفيسور الذي أمر بإنهاء
حياة والدك واآلن بكُل برود يتقرب منك كي تُخبره بتحركات أخاك وخططه..
ُجنّ جنون آندرو وأمسكه من ياقة قميصه يقول بغضب :كف عن التفوه بال ُهراء!!!
أمسكه الرجل الضخم وأبعده عن باتريك بِكُل عنف ليسقط جسده بين األريكة بعدما كسر
الطاولة الصغيره التي تنتصفها..
شد آندرو على أسنانه بألم فتقدم الرجل وإنحنى ليُمسكه من قميصه ويُعطيه لكمة قوية في
وجهه وهو يقول :حتى تتعلم المرة القادمه أال تلمسه لمسةً واحده..
لم يهتم آندرو بهذا التهديد ولم يهتم باآلالم التي تنتشر بجسده بل دفع الرجل بعيدا ً عنه وهو
بالكاد يقف متقدما ً من باتريك يقول :مالذي ستستفيده من هذا ؟!! لما تكذب في مثل هذه
األمور التي....
قاطعه باتريك ببرود :ال تُحاول إنكار الواقع فأنت تعلم بأني لن أستفيد من الكذب شيئا ً..
صرخ في وجهه :كاذب!!!
باتريك :أعلم بأنه من الصعب تقبل حقيقة كون صديقك خائن ويستغلك طوال الوقت..
شده آندرو من ياقته بكُل عنف يقول :توقف عن قول ال ُهراء فأنا يستحيل أن أُصدقك!!
باتريك ببرود :ال أضُنك غبيا ً لدرجة أنك لم تُالحظ مطلقا ً أي تصرف غريب منه..
فتح آندرو فمه ليُسكته لكنه لم يستطع أن ينطق بشيء فإبتسم باتريك يقول :كُل شيء غريب
حوله ،أتسائل لما لم تشك بهذا وال لمر ٍة واحده ؟ خصومه يتم تصفيتهم إما بالقتل أو بسقوط
أعمالهم الى وحل اإلفالس ،لم يُنافس ريكس أي أحد إال وتضرر آخرهم فابريان أال تتذكره ؟
كراج مهجور ،ماذا بشأن كارلوس ؟ هل سمعت عنه شيئا ً مؤخرا ً ؟ لقد ٍ الذي ُو ِجد مقتوالً في
أفلست شركته تماما ً ومن برايك فعل هذا ؟ ..كُل شيء واضح ولكنك كُنتَ أعمى ،لقد أعماك
جيدا ً يا آندرو ،أرثى لحال والدُك فهو أنجب طفل يُخدع بسهوله من قِبل أعداءه..
هز آندرو رأسه بعدم تصديق من كُل ما سمعه اآلن!
***
pm1:33
دخل الى قصر والده ناظرا ً في األرجاء ليجد آلبرت يجلس بهدوء على أحد الكراسي الخارجيه
بالحديقه وأمامه كوبا عصير برتقال..
رغم أنها الظهيره إال أن أشعة الشمس مختفيه ونسمات الهواء البارده هي ما تُداعب
أجسادهم وكأنهم ال يزالون في ساعات الفجر األولى..
تقدم منه وجلس في الكرسي ال ُمقابل يقول :أتمنى أال يكون موضوع إستيال نفسه ؟
ب آخر.. إبتسم آلبرت يقول :كال ،طلبتُ رؤيتك لسب ٍ
أشار الى كوب العصير الذي أمامه يطلب منه رشف القليل منه فتنهد ريكس وهو ال يُفضل
البرتقال بتاتا ً..
إنه يعرف هذا منذ أن كانوا أطفاالً فلما يُقدمه له ؟
تجاهل هذا وأخذ الكأس يشرب قليالً منه فقال آلبرت :ولكن سؤالك شدني ،ماذا تقصد
بموضوع إستيال ؟ أعني إن كان يخص إستيال فلما قد أستدعيك أنت ألُحدثك عنه ؟
ريكس :إسألها هي ،على أية حال ماذا أردت مني ؟
آلبرت :ولما أنت ُمستعجل ؟ نحن لم نجلس مع بعضنا هكذا منذ فترة طويله ،دعنا نُدردش
قليالً..
ريكس :في وقت آخر فأنا على موعد مع أحدهم..
نظر آلبرت إليه لفتره بعدها قال :حسنا ً ،أُريد التحدث معك بخصوص تلكم األوراق التي
تُدينك..
رفع ريكس حاجبه يقول :تحدثنا بخصوصها سابقا ً..
آلبرت :أعلم ،ولكن اآلن أُحدثك بعدما عرفتُ من أرسلها إلي..
إسترخى ريكس في مقعده يقول :أوه حقا ً ؟ ومن كان ؟
آلبرت :ال يبدو عليك وكأنك ستتقطع شوقا ً من أجل معرفة من يكون..
ريكس :ال بأس أخبرني ،فأنا أملك الفضول لمعرفة من يكون..
سخريه! ضاقت عينا آلبرت يقول :كُف عن ال ُ
ريكس :أنا ال أسخر فبالفعل أملك فضوالً لمعرفة من الذي تقصده..
آلبرت :لما ؟ ألهذه الدرجة تُشكك في قدرتي على معرفته ؟
صمت ريكس ولم يُجيبه فأكمل آلبرت :إنه أنت ،أنت من أرسلها لي..
شبح إبتسامة غريبه إرتسمت على شفتيه يقول :ولما قد أُرسل ما يُدينني إليك ؟
آلبرت :هذا السؤال الذي أُريدك أن تُجيبني عليه!
ريكس ببرود :إن كان ال يُمكنك إيجاد سبب فهذا يدل على أن تخمينك خاطئ يا شيرلوك ،ال
تستدعيني ُمجددا ً لتطرح إستنتاجاتك علي..
عقد آلبرت حاجبه يقول بإستنكار :ال أفهم سبب إنكارك هذا ! أتضنني قُلتها هكذا دون أن أملك
دليالً ؟ لما تكذب ؟ ولما تُرسلها لي ؟ لما كُل تصرفاتك غريبه وغير منطقيه ؟ ما الذي تهدف
إليه من كُل هذا!
ريكس :ولما قد يُهمك األمر ؟
آلبرت :ألنك أدخلتني بمخططاتك الغريبه لذا يجب عليك أن تشرحها لي..
وقف ريكس يقول :إن كُنتَ ُمصرا ً على كوني من أرسلها لك فوالدي موجود ،إذهب وإعرض
عليه الملفات فهذه فرصتك كي يتوقف والدي عن جعلي وريث أعماله ..أو قم وأنشرها
للعامه كي يتوقف اآلخرين عن التعامل مع ُمخادع مثلي..
مشي قليالً ليبتعد فوقف آلبرت يقول :لما تضع حياتك في يدي أنا ؟
تجاهله ريكس وغادر دون أن يقول كلمة واحده..
جلس آلبرت ينظر الى كأس ريكس الشبه مملؤ وهو بحق سيُجن منه!!
هو واثق تمام الثقة من أنه ال ُمرسل ولكن ال يُمكنه فهم سبب تصرفه هذا!!!
ماذا يريد ؟ ما الذي يهدف إليه ؟!!!
ولما يجمع كُل ما يُدينه ويُعطيني إياه!
ما سبب فعلته هذه ؟ وما الذي ينتظره في ال ُمقابل ؟!!!
ال يُمكنه إيجاد أي سبب لذلك..
وال حتى سبب واحد!!
***
بعد خمسة عشر دقيقة تقريبا ً أوقف ريكس سيارته أمام المبنى الذي يسكنه آندرو ونزل من
السياره عاقدا ً حاجبيه..
نظر ُمجددا ً الى الموقع ال ُجغرافي فوجد أنها بالفعل توصل الى ُهنا..
إتسعت عيناه بصدمه وأسرع بعدها الى الداخل صاعدا ً الدرج بخطوات واسعه حتى وصل الى
الدور المقصود وحاول فتح الباب..
شد على أسنانه وطرقه مرارا ً وتكرارا ً حتى فتح له الرجل الضخم الباب وإبتسم بعدها..
صدم ريكس من رؤيته ودفعه عنه وهو يدخل الى الداخل ليتوقف فورا ً حالما وجد جسد آندرو ُ
ملقيا ً على األرض دون ِحراك ويبدو وكأنه ضُرب حتى فقد الوعي..
إرتجفت قدمه للحضه قبل أن يتقدم ويجلس محركا ً إياه وهو يُنادي عليه ولكن من دون أي
ُمجيب..
شد على أسنانه قبل أن يرفع نظره الى باتريك الذي كان يُراقبه بهدوء تام..
وقف وتقدم منه حتى وقف على بُعد مساف ٍة قصيرة منه..
ريكس وهو يضغط على كلماته :ما الذي تهدف إليه ؟!!! ألم أُخبرك بأنك ُمخطئ بتوقعاتك
السخيفة هذه !! لما تُهاجمه !! ما شأنه هو ؟!!
باتريك بهدوء :إعترف بهدفك من دخول المنظمه وحينها صدقني لن نفعل أي شيء مرةً
أُخرى..
إتسعت عينا ريكس بغضب يقول :أخبرتُك بأن ال هدف لي وإذهب إسأل البروفيسور بنفسك إن
كُنتَ تشك بشيء فهو من أدخلني بنفسه الى ُهنا!!
ضاقت عينا باتريك فلقد كان يضن بأن دارسي من أدخله وليس البروفيسور بنفسه!!
لما قد يفعل البروفيسور هذا وهو أكثر من تضرر من تلك المرأة الروسيه ؟!!!
وجد نفسه صامتا ً تماما ً ال يقدر على قول أي شيء فلما طال صمته قال ريكس :كان عليك أال
تظهر بمظهر الغبي أمامي وتتوقف عن النبش عن أمور ال ت ُخصك!
ضاقت عيناه وأكمل بعدها بتهديد :خسرتُ الكثير بحياتي لذا قطعا ً لن أُسامح من يتسبب بإيذاء
أي قريب لي فهمتني يا باتريك!
إبتسم باتريك بهدوء بعدها وقف وتجاوز ريكس وهو يقول :هذا إن بقي بجانبك بعد اآلن..
إتسعت عينا ريكس بصدمه وإلتفت ُممسكا ً بكتف باتريك يقول :ماذا قُلتَ له ؟!!!!
أبعد باتريك يد ريكس عن كتفه وهو يقول :الحقيقه..
وبعدها غادر تحت أنظار ريكس المصدومة للغايه!
ثوان بعد خروجهم حتى رمى بجسده على األريكة التي بجانبه ينظر الى األرض بعينين ٍ
جاحضتين تماما ً..
أغمضهما وتكأ برأسه على يديه وهو ال يُصدق ما حدث فآخر ما كان يتمنى حصوله هو هذا..
ماذا يفعل ؟ كيف سيشرح له األمر بعدما كذب عليه طوال هذه المده ؟
وهل سيستمع إليه أصالً ؟!
كم كان غبيا ً عندما كان يضن بأنه سيُخفي األمر حتى ينتهي كُل شيء ويموت بعدها بهدوء..
أخذ نفسا ً عميقا ً بعدها رفع رأسه ونظر الى آندرو لفتره..
وقف وتقدم منه ورفعه قليالً وبالكاد إستطاع حمله حتى السرير بداخل غرفته..
جلس أرضا ً وهو ُمتعب ث ُم بدأ يُفكر بخطوته القادمه..
فعلى الرغم من أنه قلق بشأنه إال أنه ال يُريد منه أن يستيقظ وهو موجود..
ال يمكنه رؤية وجهه بعد اآلن..
سحقا ً لباتريك!!
ُ
***
2:46 pm
Paris
تنهد كلود ونظر خلفه حيث كانت تقف كلير فقال :هل ستفقين خلفي طوال الوقت ؟
كلير ببرود :ألن تدخل لتطمئن على صديقك ؟
هز كتفه بقلة حيله قبل أن يمد يده يوفتح الغرفة التي يرقد فيها صديقه بهذا المشفى الكبير..
دخل فتبعته كلير بهدوء وهي تنظر الى سرير جاكي بقلق كبير..
فتح جاكي عينيه عندما أحس بدخول أحدهم فإبتسم له كلود يقول :مرحبا ً كيف حالُك اآلن ؟
جلس جاكي بالكاد وهو يقول بصوت ُمتعب :أحسن بكثير..
إختفت إبتسامته حينما الحظ كلير فأبعد نظره عنها ناظرا ً الى ما يحمله كلود بيده وقال:
شوكوال !! إنه ال يُناسبك هههههههه..
كشر كلود في وجهه ووضع الشوكوال على الطاولة المجاوره يقول :لقد إشتريتُها بثمن باهض
إن كُنتَ ال تدري..
جاكي :ههههههههه حسنا ً شُكرا ً شُكرا ً لكرمك..
تجاهل كلود ذلك ونظر الى رجل جاكي التي يلفها الضماد بكثره وقال :متى سيُمكنك المشي
عليها ؟
جاكي :قال لي الطبيب أن األمر بسيط ومن الجيد أن الرصاصه مرت دون أن تقطع األوتار أو
تؤذي العظام ،حسنا ً ربما بعد شهر تقريبا ً..
كلود :هذا جيد ! وماذا بخصوص الكليه ؟
أشار جاكي الى الخلف يقول :إمتحاناتُنا إقتربت لذا ال خيار أمامي سوى حظورها بالعكاز كما
ترى..
نظر كلود الى العكاز قبل أن يُعاود النظر الى جاكي يقول :سيكون ُمتعبا ً..
جاكي :حسنا ً سأتحمل ،ال أملك خيارا ً آخر..
تنهد كلود وقال :سحقا ً لهم ،ليتني لحقتُ بك عندما خرجت..
جاكي :كف عن لوم نفسك ،أخبرتُك هذا الصباح بأنه ال ذنب لك..
كلير بهمس :آسفه..
تجاهلها قائالً لكلود :هل إستجوبتك الشرطه ؟
كلود :أجل ،بعد خروجي من عندك صباحا ً أمسكت بي وطرحت العديد من االسئله ،بالكاد
تملصتُ منهم للحاق بآخر ُمحاظراتي لهذا اليوم على األقل..
جاكي :ما كان عليك إنتظارهم حتى يُنهوا عالجي !! محاضراتك أهم..
كلود بإبتسامه :هل أنت جاد ؟!! قطعا ً لن أذهب قبل اإلطمئنان عليك ،ال تقلق فقد إستطعتُ
حظور آخر واحده..
تنهد جاكي وهمس :سحقا ً ..ليتني كُنتُ أقوى ولو قليالً..
قطب كلود حاجبه يقول :يكفي جاكي !!! ال تلم نفسك في شيء كان أكبر منك ! كان هذا
سيحدُث سواءا ً كُنتَ قويا ً أو ال فهم كانوا ثالثة كما أخبرتني ! لم يكن بوسعك التصدي لهم
وأيضا ً توقف عن القلق فعلى الرغم من أنهم أشرارا ً إال أنهم لن يؤذونها كما وعدتك تلك الفتاة
! هم يُريدون رين لذا....
قاطعه جاكي بهدوء :ماذا بخصوص آريستا ؟
دُهش كلود وظهر الضيق على وجهه هامساً :األمر ُمختلف ،فرين القذره لن تتخلى عن أُختها
كما تخلت عن آريستا..
جاكي :توقف عن ذلك ،نحنُ لسنا متأكدون ،تلك عصابة حقيره ،إنها تُنهي حياة الناس دون
أن يأبهوا بشيء ،أنا واثق بأنها لم تكن لتتخلى عنها ،إنها آريستا يا كلود !! أقرب صديقات
رين الى قلبها..
كلود :دعنا نُنهي هذا الحديث فأنا ال أُريد أن أُضايقك بكالمي..
صمتوا بعدها لدقائق قبل أن تتقدم كلير قليالً تقول :هل تشعر بألم ؟
لم ينظر إليها فمطت على شفتيها تقول :حسنا ً أنا آسفه ولكن هذا ليس خطأي !! أخبرتُك من
قبل أن تلك الفتاة تتربص بك فلما خرجت غاضبا ً مني حينها!
ي أنا ؟!! تقدمت منه وأكملت :إعتذرتُ ِمرارا ً فلما ال يقسى قلبك سوى عل ّ
نظر إليها وقال :ال تتصرفي كالمسكينه ! أخبرتُك صباحا ً بأن تُعطني رقم ذلك الشاب وماذا كان
ردك حينها ؟
ُ
إنزعجت وقال :جاكي سافعل أي شيء تُريده لكني قطعا ً لن أعطيك رقمه ! إنسى أمر رين
وأُخت رين وعائلتها كُلها ،عش حياتك كما كُنتَ تعيشها قبل دخول تلك المشؤومة إليها!..
ت حياتي في الرقت ذاته ،فأرى بأن نسيانك نظر إليها جاكي ببرود يقول :ال تنسي بأنك دخل ِ
ت أفضل بالنسبة لي.. أن ِ
عضت على شفتيها وبدأت عيناها تغوران بالدموع فهمست له :أكرهك..
بعدها رمت باقة الورود التي أحظرتها معها في وجهه وغادرت الغرفه!..
أبعد الباقة عن وجهه متألما ً فقال كلود :لقد كُنتَ قاسيا ً معها ،إنها تُحبك كما تعلم لذا ألم يكن
من اللطيف إختيار كلمات أفضل من هذه ؟
وضع الباقه جانبا ً يقول :أكره أنانيتها يا كلود ! لقد أتعبتني بها جدا ً ماذا عساي أن أفعل!!
كلود :جاملها..
جاكي :جاملتُها كثيرا ً لكنها تُريد تملُكي بالكامل ،ممنوع علي اإلهتمام بأي فتاة غيرها ،
ممنوع علي القلق بشأن أي واحده أخرى حتى لو كانت طفله ! هذا ُمبالغ ِ ،ضقتُ ذرعا ً منها
..
تنهد كلود ولم يجد تعليقا ً آخر سوى قول :ال ألومك وبال ُمقابل لقد أحزنتني..
لم يتحدث جاكي وفضّل الصمت..
***
4:22 pm
دخل إدريان الى القصر الكبير وهو يسحب حقيبة سفر صغيرة وراءه..
هرعت إليه إحدى الخدم وأخذت منه الحقيبة وهو يقول لها :جميع المالبس متسخه فإحرصي
على تنظيفها..
هزت رأسها وذهبت الى الداخل بالحقيبة وهو يمشي ناظرا ً حوله فلم يجد أثرا ً ألي أحد..
أين الجميع يا تُرى ؟
ما إن أنهى تساؤله حتى ظهرت فلور في وجهه فأشاح بنظره يقول :أي أحد غيرها..
رفعت حاجبها حينما الحظته فتكتفت تقول :هاقد حظر مشهورنا المشغول أخيرا ً..
نظر إليها ُمبتسما ً يقول :ما الذي فعلتُه في حياتي ألُعاقب بك كأول وجه أراه بعد عودتي ؟
ظهر اإلنزعاج الشديد على وجهها تقول :إدريااان!!
تقدم منها وضرب بإصبعه على جبينها يقول :ال تقطبي جبينك غاضبةً فهذا سيتسبب بظهور
التجاعيد عليه ُمبكرا ً ليس إال..
وبعدها مر بجانبها وهي تُمسك جبينها بإنزعاج تنظر إليه..
ما إن إبتعد حتى فتحت هاتفها النقال وكتبت في ُمحرك البحث "ظهور التجاعيد ُمبكرا ً بسبب
الغضب" ..
وإنهمكت تقرأ المواضيع واحدا ً تلو اآلخر بدهش ٍة كبيره فلقد كانت تضنه يستفزها ولكن األمر
حقيقي بالفعل!!!
إرتجفت رعبا ً عندما علت ضحكته الكبيره من خلفها فإلتفتت تراه يضحك بشكل هيستيري
عليها فغضبت وبدأت بضربه تقول :إيها الوقح ال يحق لك التجسس!!!
أمسك بيدها يقول بنبر ٍة جاده :التجاعيد يا فلور التجاااعيد!
دُهشت وتوقفت عن قطب جبينها فإنفجر ضاحكا ً عليها فاستفزها هذا كثيرا ً فإلتفتت وذهبت
ُمبتعدةً عنه..
إبتسم بعدما أنهى ضحكه يقول :إنها ُممتعة حقا ً..
دخلت والدته للتو وعندما شاهدته قالت :أهالً إيدي ،عُدت من السفر أخيرا ً..
إبتسم وتقدم منها يقول :أوه إشتقتُ الى جميلتي الشقراء..
ت والدتي ؟ اآلن من أين سحقا ً لما أن ِ بعدها أمسك بيدها وقبلها بطريقة كالسيكيه قبل أن يقولُ :
لي أن أجد عشيقةً بجمالك آنستي ؟
إبتسمت له وعبثت بشعره تقول :توقف عن المجامله فعشيقتك بالفعل أجمل بمراحل..
تجاوزته ُمكمله :وكيف لي أن أكون آنسه وأنا قد أنجبتُ طفالن يتجاوزانني بالطول ؟
جاء صوتٌ من بعيد يقول :تقصدين ثالثة أطفال..
إلتفتا الى حيث الصوت فكان كين يتقدم منهما وهو يُمسك كتابه بيده بينما من خلفه آلبرت
ويبدوان قادمان من الجناح الرياضي فظهر البرود على وجهها بسبب جملته ليبتسم كين
يقول :أولم تقولي لعمي بأنك تعتبرين ريكس إبنك ! لما نسيته ؟
همس آلبرت وهو يتجاوزه :ألم آمرك بالتوقف عن تصرفاتك هذه ؟
كين ببراءه :في ماذا أخطأت ؟
لم يُعلق آلبرت فهو ال يرى أي خطأ في جملة كين ولكن ردة فعل جينيفر جعلته يشك بأن أخاه
الصغير يستفزها..
قطب إدريان حاجبه يقول :آلبرت ؟ ما الذي جعلك تعود بهذه السرعه ؟
آلبرت :مشاكل ال أعلم من تسبب بها ،أين كُنت أنت ؟
إدريان :حياة المشاهير صعبه..
توقف آلبرت أمامه وحدثه قائالً :حسنا ً يا أيها المشهور ،من الجيد أني قابلتُك فلدي طلب لك
..
عقد إدريان حاجبه يقول :ماذا ؟
آلبرت :أال يُمكنك وضع حد للصحافه ؟ لقد إستطاعوا الوصول الى مدرسة فلور وحاولوا
مضايقتها بأسئلتهم الكثيرة عنك وعن الفتاة المجهوله وعن عالقاتك..
دُهش إدريان قبل أن يميل بشفتيه قائالً :إنهم كالحشرات فعالً ،لكني حقا ً ال أستطيع فعلها ،
إنهم صائدوا الفضائح لذا ال شيء يردعهم ،بالعكس إن صرحتُ بإنزعاجي لتدخلهم بأقربائي
فسيضنون بأني أُخفي شيئا ً وأخشى وصولهم إليه..
تقدم كين يقول :بسيطه ،هددهم ب ُمقاضاتهم..
نظر إدريان إليه يقول :ال فائده ،أنا مشهور بالمجال الفني ولستُ بتاجر أو سياسي ،أي أن
شُهرتي بيد ال ُمراهقين وال ُمتعصبين ،لو هددتُ ونفذتُ تهديدي فهذا لن يفيدني بل على العكس
سأظهر بمظهر الرجل السيء الذي يستفز ُمعجبيه ،على أمثالنا أن يكونوا مثاليين تماما ً..
كين :هذا ُمقرف..
هز إدريان كتفيه يقول :علي التحمل ما دُمتُ أُريد هذا المجال..
قطع حوارهم صوت فلور المرتجف تقول :أخــي!!
إلتفت الجميع الى حيث الصوت لتتوقف فلور عندما رأتهم والدموع تملؤ عينيها..
من أعلى الدرج لم تُشاهد سوى آلبرت وضنته لوحده في حين عقد آلبرت حاجبه وهو يرى
دموعها فتقدم منها يقول :مابك ؟
ضغطت على هاتفها برجف ٍة تامه واإلنهيار التام واضح عليها..
تعجب إدريان من مظهرها فللتو كانت على أحسن ما يُرام!
وقف آلبرت أمامها وسألها ُمجدداً :مابك ؟ لما تبكين ؟
ت منخفض :أرجوك ،أرجوك ال تغضب مني.. أخفت الهاتف خلفها تقول برجفة وبصو ٍ
زاد تعجبه وقال :لما ؟ ماذا حدث ؟
نزلت دموعها تقول :عدني أوالً بأنك لن تغضب علي!
زاد توتر آلبرت وقال بحده :فلور تحدثي!!
إرتجفت ُرعبا ً فعادت خطوتين الى الخلف ومن ثُم ركضت الى األعلى فصرخ بإسمها ولكن لم
تستمع إليه فصعد خلفها ُمباشرةً..
تقدم كين وذهب خلفهما في حين كانت الدهشة التامه تُغطي على إدريان فهمس :ما بها ؟
إبتسمت جينيفر بهدوء وإتجهت الى الداخل فنظر إدريان إليها لفتره قبل أن يعقد حاجبه ومن
ثُم ينظر الى حيث كانت فلور تقف..
هل من ال ُممكن ...؟
دخل آلبرت خلف فلور التي إرتمت على سريرها تبكي فجلس على طرف السرير يقول :فلور
!! ماذا ُهناك ؟
هزت رأسها نفيا ً تقول :ال شيء ال شيء أتركني..
إنزعج وكاد أن يصرخ عليها لكنه توقف وهدء نفسه قبل أن يسألها ُمجدداً :فلور ماذا ُهناك ؟
ما خطبُك ؟ تحدثي وأعدك بأني سأتفهم األمر أيا ً كان..
وصل كين وبقي واقفا ً عند باب الغرفة للحضات ثُم دخل ُمغلقا ً الباب خلفه..
تقدم قائالً :البد بأنه وصلتها رسالة ما ،لقد كانت تُخفي هاتفها عنك قبل لحضات..
نظر آلبرت الى يدها فوجدها تُخفيها تحت جسدها ال ُمرتمي على السرير..
تنهد وقال :فلور ...حدثيني..
توقفت عن البُكاء ولكنها لم ترفع رأسها إليه ولم تنطق بأي كلمه..
كين بإنزعاج :أن كنتي في مشكلة فأخبري البرت عنها قبل أن يعلم عمي بذلك ،لقد سئمتُ
من المشاكل التي ظهرت تباعا ً في مد ٍة وجيزه..
جفُلت حينها ذكر عمها فرفعت رأسها عن السرير ونظرت الى آلبرت بعينيها الحمراوتين..
حاول آلبرت أن يكون لطيفا ً وهو يسألها :ما بك يا فلور ؟
شتت نظرها في األرجاء قليالً قبل أن تقول بتردد :عدني بأنك لن تغضب ؟
أخذ نفسا ً عميقا ً قبل أن يقول :حسنا أعدك..
موقع للبث ال ُمباشر..
ٍ ترددت قليالً وقالت بتوتر تام وهي تكتم شهقتها :أنا أملك حسابا ً في
عقد حاجبه فأكملت :إنه موقع تصور فيه فيديوهات وعلى حسب عدد المشاهدات تستفيد فإن
تجاوزت مئات اآلالف تكسب المال من خاللها..
بلعت ريقها وحاولت إال تنظر الى عيني أخيها وهي تُكمل :كُنتُ أُصور لهم بشك ٍل شبه يومي..
أكملت بسرعه وبتبرير :ولكنها كانت فيديوهات عاديه صدقني ،أُشغل أغنيةً ما وأرقص عليها
وأنا أضع قناعا ً ،صدقني أخي كُنتُ أضع قناعا ً في كُل مرة ولم أُزله وال لثانية واحده وحتى
إسمي كان ُمزيفا ً ومعلومات وعمري كُل شيء كان ُمزيفا ً تماما ً ،يستحيل أن يعرفني أحد ! لم
أتحدث حتى ُمطلقا ً بالبث وإن حدث فقد عدلت على الصوت عبر برنامج لتعديل األصوات ،
صدقني حرصتُ على أال أُسبب أي ُمشكل ٍة للعائله!
تمالك آلبرت أعصابه قدر ال ُمستطاع فما فعلته أخته خاطئ ويُريد حقا ً توبيخها ولكنه أيضا ً
يُريد معرفة ماذا حدث وما الذي دفعها للبكاء لدرجة أنها أخبرته عن األمر..
بالطبع لم يأبه ألمر وعده لها ،فقط رغبته بمعرفة ما حدث هي ما جعلته يصمت وينتظرها
تُكمل حديثها..
شعرت فلور ببعض الراحة عندما لم تر أي عالمات لغضب أخاها فقالت بتردد :أنا .....أنا....
ت ماذا ؟ أكملي ال تقلقي.. ت حنون مصطنع للغايه :أن ِ
آلبرت بصو ٍ
إبتسمت لنبرته الحنونه بينما رفع كين حاجبه ونظر الى أخاه هامسا ً في نفسه" :قُنبلة ستنفجر
في أي لحضه" ..
فلور :آسفه يا أخي ،أُقسم لك بأني لم أفعلها ،أُقسم لك بهذا صدقني..
آلبرت :حسنا ً أنا أُصدقك ولكن ما الذي حدث بالضبط ؟
فلور :ال أعلم ،أنا حقا ً ال أعلم ،عندما دخلتُ الى حسابي توا ً وجدتُ كُل شيء قد ُ
غ ّير ،
صورتي ذات القناع قد بُدلت بصور ٍة ت ُظهر وجهي كامالً ،معلوماتي ال ُمزيفه بُدلت بمعلوماتي
الحقيقيه ،إسمي كامالً وسكني وعمري وكُل شيء !!! لقد أصبح حسابي في قمة حسابات هذا
اليوم من حيث عدد التعليقات وال ُمشاهدات ،الكُل عرفني وربطني بإسم إدريان المغني
المشهور وآليكسندر الغني صاحب مجموعة كبيره من الشركات ،أُقسم بأني لم أفعلها وال
غيّرت جميع كلمات أعلم من فعلها ،إني حتى ال يُمكنني تسجيل الدخول وتغير كُل هذا فقد ُ
المرور التي إعتدتُ إستخدامها ،أنا آسفه ،اُقسم لك أن ال شأن لي ولم أقصد أن يصل األمر
الى هذا الحد!.
بقيت عينا آلبرت متسعتان من الصدمه لثواني قبل أن يشد على أسنانه ويمد يده قائالً:
أعطيني هاتفك!
أعطته الهاتف فنظر الى الملف الشخصي والى التعليقات ثُم قلّب في فيديوهاتها ذات األعلى
ُمشاهده وهو مصدوم بالكامل!!!
إنها كانت تقتنص أي فرصة مناسبة عالميه لترتدي مالبس تُناسب ذلك ،حتى أن بعضها كان
فاضحا ً للغايه..
هو مصدوم منها ،مصدوم الى درج ٍة كبيره!
بدأ القلق والخوف الشديد يتسلل الى قلبها وهي ترى وجهه..
في حين الحظ كين ذلك فلم يُرد أن يُسلط أخاه غضبه عليها لذا سألها فوراً :أيعرف أحد بأمر
ذلك ؟ صديقة لك أو قريب أو أي أحد ؟
هزت رأسها نفيا ً فقال :حاولي ،تذكري اي شيء..
شتت نظرها باألرجاء ُمفكره قبل أن تتسع عيناها بصدمه تقول :بلى بلى ُهناك شخص ما..
رفع آلبرت عينيه إليها فأكملت :إدريان ،ال أعلم كيف أكتشف ذلك لكنه يعلم بأمر الحساب فقد
إستفزني مرةً بخصوصه..
كين بدهشه :إدريان ؟!!
دُهش بحق ،نعم هو ُمستفز للغايه ولكنه ال يفعل أمورا ً حقيره كهذه!!
في حين وقف آلبرت يقول :متأكده بأن إدريان يعرف ؟
هزت رأسها تقول :أجل واثقه للغايه!
نظر آلبرت في األرجاء قبل أن يُدخل هاتفها النقال في جيبه وهو ينظر الى كين قائالً :قم بجمع
جميع أجهزتها الكهربائيه وضعها بغرفتي ،هي محرومة منه حتى إشعار آخر..
وغادر تحت صدمة فلور العارمه من كالمه..
ت ؟!!! ألم تري غضبه ؟!! حرمانك من وقفت وحاولت اللحاق به فأمسكها كين يقول :هل ُجنن ِ
األجهزه نعمة كبيره لذا ال تُفكري أبدا ً بأن تُحادثيه اآلن فهو بالكاد يُسيطر على أعصابه..
ظهر اإلستنكار على وجهها تقول :ال يُمكنني العيش بدونها!!
رفع كين حاجبه يقول :تُخطىء ومع هذا ترفض أقل أنواع ال ِعقاب..
ت تعرفين ماذا قد تفعل فيك ! لذا كوني هادئه تقدم منها وأكمل :فلو وصل األمر إلستيال فأن ِ
وفكري بخطأك جيدا ً وأدعي أال يصل الخبر ال الى عمي وال الى إستيال..
هز كتفه وأكمل :مع أنني أشك بذلك فلقد إنتشر في الموقع إنتشارا ً مهوالً وخالل فترة قصيره
سنراه إما في مواقع أُخرى أو في مواقع إخباريه..
بعدها ذهب يجمع أجهزتها وهي تجلس على السرير بخوف شديد تهمس :لما يحدث هذا معي
سحقا ً لك يا إدريان ،أكرهك !..أتمنى أن يقتُلك أخي تماما ً..!!! ُ
عقدت حاجبها وإلتفتت تنظر الى مين فوجدته يتكئ بيديه على مكتبها منزالً رأسه الى األسفل
فسألته :مابك ؟ هل أنت على ما يُرام ؟
ثوان حتى رفع رأسه ُمجددا ً هامساً :أجل ،مجرد تعب بسيط ناتج عن اإلرهاق.. ٍ
فلور بتعجب :إرهاق من ماذا وأنت الفترة األخيره دائم النوم والبقاء في غرفتك ؟
حمل الجهاز اللوحي مع حاسبها المحمول وهاتفها اآلخر وخرج وهو يقول :ولما تسألينني ؟
أنا لستُ بطبيب..
نظرت الى حيث رحل قبل أن تهمس :هذا غريب..
مشي آلبرت بهدوء متقدما ً من الغرفة وهو يُرتب األحداث في رأسه قبل أن يفتح الباب ويدخل
فورا ً من دون إستئذان..
رفعت رأسها الى المرآة حيث كانت تمسح زينتها فتعجبت عندما رأت إنعكاس صورته فإلتفتت
إليه وربما تكون هذه هي المرة األولى التي يدخل فيها الى غرفتها الخاصه..
ت منت خلف كُل هذا صحيح ؟ لستُ واثقا ً بأمر إستيال ولكن أن ِ تقدم حتى وقف أمامها وقال :أن ِ
أخبرتي عمي بشأني ومن أيضا ً قام بفعل هذا بحساب فلور!
ظهر التعجب على وجهها تقول :عن ماذا تتحدث ؟
آلبرت :أعرف إدريان جيدا ً ،قد يكون ُمستفزا ً و ُمزعجا ً بعض األحيان ولكنه قطعا ً لن يكون
لئيما ً ويفعل مثل هذه األمور إلبنة عمه حتى لو كانت تزعجه دائما ً فهي ُمجرد ُمراهقه ولن
يأخذ إزعاجها له بمحمل الجد ،ولكن ما دام إدريان وحده من يعلم بذلك فالبد من أنك سمعتي
بهذا منه ،قالها صدفةً أو أنك سمعتي إستفزازه لها بهذا األمر وسألته من باب الفضول
المحض ...ما الذي ستستفيدينه من كُل هذا ؟
تكتفت تقول :عجبا ً ،أرى أنك تتهمني فجأه بشيء غير معروف..
آلبرت :ال بأس معي ومع إستيال ،فنحنُ بالغين وذو حروب دائمه معك ولكن لما تفعلين هذا
مع فلور ؟ إنها ُمراهقه بسيطه ال تمتلك ذاك الدهاء أو المكر كي تفعلي هذا بها ! ال يوجد أي
سبب..
جينيفر :كُن واضحا ً كي أستطيع الرد..
ت كوني واضحه فال جدوى من إدعاء الغباء معي فأنا أكثر من يعرفك.. آلبرت :بل أن ِ
صمت قليالً بعدها تقدم خطوة منها يقول :لمن الدور التالي ؟ كين ؟
شد على قبضة يده يقول بتهديد :إياك واإلقتراب منه أو من أي أحد آخر ،وصدقيني بأني لن
أدع ما فعل ِته يمر مرور ال ِكرام ،صدقيني يا جينيفر..
إلتفت ُمبتعدا ً لكنه توقف قليالً قبل أن يلتفت إليها يقول :كانت آليس أفضل منك بفرق سنين
ت من ُمتي وليست هي فحالنا جميعا ً ستكون أفضل وأروع بوجودها.. ضوئيه ،ليتك أن ِ
ظهر الحقد التام في عينيها فإبتسم ساخراً :حسنا ً ،سمعتي هذا ،أنا من إستفزك لذا إسعي
خلفي أنا وليس خلف أخوتي ،أنتظرك..
بعدها إلتفت وأغلق الباب خلفه تاركا ً إياها في أوج غضبها..
إلتفتت ونظرت الى إنعكاس وجهها بالمرآة هامسه :ماذا عساي أن أفعل أكثر حتى أقطع إسم
هذه المرأة من عقول الجميع ؟!!
***
5:10 pm
Paris
**
من جهة أُخرى إتسعت عينا موريس بصدمه يقول :ماذا قُلت ؟!!!
روماريو :البروفيسور بنفسه طلب التوقف عن متابعة موضوع فينسينت وابنته ،االمر
مفروغ منه فقد ارسل ُمغتاليه ليُنهوا عليها..
سرق مهم !! لما يأمر بقتلها ؟!! كيف لنا أن نجد ما سرقه موريس بعدم تصديق :ولكن ما ُ
والدها إذا ً ؟!!
هز روماريو كتفه يقول :ال أعلم ،إنها أوامر البروفيسور..
هز موريس رأسه محاوالً إستيعاب ذلك في حين قال روماريو :أتعلم ؟ عندما علم دارسي بهذا
غضب كثيرا ً ،هل ألن البروفيسور لم يرسله هو بصفته أفضل ال ُمغتالين ؟
موريس بإنزعاج :أنا منزعج من أمر القتل هذا وأنتَ تُحدثني عن دارسي ؟!!! فليذهب الى
الجحيم ال يهمني أمره!
وبعدها بدأ بتمشيط الغرفة ذهابا ً وإيابا ً وهو غير مصدق وغير مستوعب!
إلتفت بعدها الى روماريو يقول :في هذه الحالة ماذا بشأن تلك الطفله ؟ ماذا بشأن ُخططي ؟
لقد إقتربتُ كثيرا ً فلما يُفسد علي كُل شيء!!!
دُهش روماريو وتلفت حوله فلم يجد أحدا ً ،تنهد براحه وهو يقول :أرجوك كُف عن التحدث
بقلة إحترام عن البروفيسور ،إنه ُمخيف ،سيقتُلك حاالً..
دُهش لحضةً وأكمل :لحضه نسيت...
موريس بإنزعاج :ماذا أيضا ً ؟
روماريو بتعجب :ال أعلم لما ولكنه غاضب بعض الشيء وأمر أن يأتيه من قتل صديقة الفتاة
،تلك المدعوة بآريستا..
رفع موريس حاجبه يقول :ماذا ؟
هز روماريو كتفه يقول :كما سمعت ،أتسائل لما يُريد ذلك ؟
ضاقت عينا موريس بتفكير في حين أكمل روماريو بهمس :البروفيسور غريب للغايه..
***
6:12 pm
كان الثلج يهطل بشده في الخارج وإمتألت الشوارع بألوان المظالت الزاهيه والبرد شديد حتى
لمن هم يحتمون بمنازلهم..
أغلقت المرأة ال ُمسنه الستائر على النافذه وغطت الشاب جيدا ً بمعطف آخر لتحميه من البرد..
وقفت ودارت بالغرفة ذهابا ً وإيابا ً وهي تنتقده بداخلها لعدم توفيره لندفأة بغرفته..
إنهم في شتاء فرنسا ،البرد حينها يُصبح ال يُطاق..
ياله من ُمهمل!
سمعت بعض الهمهمات فإلتفتت بسرعه وتقدمت من سريره لتجده يعقد حاجبيه بألم قبل أن
يفتحهما..
مسحت على شعره تقول :مرحبا ً آندرو ،هل أنت على ما يُرام ؟
نظر آندرو الى وجهها وعرفها فهي جارته العجوز التي يراها كُل صباح تقريبا ً..
نقل نظره في أرجاء غرفته المنخفضة اإلضاءه وعندما حاول الجلوس شعر ببعض اآلالم في
عظامه..
أمسكت به المرأة ال ُمسنه تقول :أرح جسدك يا عزيزي وسأُحظر لك حساءا ً ساخنا ،إنه جاهز
فقط إنتظرني قليالً..
وخرجت فعقد حاجبه وشعر بثقل فيهما..
رفع يده يتحسس جبينه فلمس ضمادة جروح تلتصق فيها..
إتسعت عيناه من الدهشة تدريجيا ً عندما تذكر كُل شيء..
شد على أسنانه ناظرا ً الى باطن يده بألم كبير..
شد على قبضة يده وكالم باتريك كُله يدور في رأسه!..
تدريجيا ً تذكر تحذيرات أُخته من ريكس ،تذكر كالم أخيه ثيو األخير الغريب..
همس :كُنتُ ُمغفالً!
عاود األلم إعتصار صدره من الداخل وهو يُجاهد نفسه أال يدمع وال دمعة واحده من أجل
شخص ال يستحق!!
سحقا ً!!!
سحقا ً ُ
ُ
مر وجه ريكس في ُمخيلته فأفمض عينيه بقوه هامساً :ال أُصدق !!! ال يُمكنني تصديق ذلك!!
دخلت المرأة ال ُمسنه وبيدها صحن فيه بعض الحساء وخبز الثوم المحمر..
وضعته بالطاولة التي بجانب السرير تقول :أنت راقد منذ الظهيرة وأُراهن بأنك لم تتناول طعام
الغداء ،تفضل غذي نفسك ودفء جسدك..
وظر آندرو إليها لفتره قبل أن يقول :كيف دخلتي ؟
تنهدت تقول :إستدعاني صديقُك من أجل أن أعتني بك ،لقد تعب معك كثيرا ً فقد ضمد جروحك
بنفسه ،ما نوع ال ُمشاجرة التي دخلت فيها حتى أصبحتَ هكذا ؟ لم تبدو لي بتاتا ً بأنك من هذا
النوع!
أشاح آندرو بنظره عنها هامساً :شُكرا ً لك يا خالة على اإلهتمام ،يُمكنك العودة وإراحة
جسدك..
تنهدت وقالت :حسنا ً ،إن إحتجت إلي فأنا سأكون متواجده في منزلي طوال اليوم..
هز رأسه فربتت على كتفه قليالً قبل أن تقف وتُغادر..
نظر الى صحن الطعام لفتره ثُم أخذ هاتفه الذي كان موضوعا ً على الطاوله وفتح قائمة
األسماء حتى وصل الى رقم ريكس..
إرتجف أصبعه الذي كاد أن يضغط على اإلتصال عندما وقعت عيناه على اإلسم الذي أعطاه
إياه "الغبي جدا ً" ..
بقي ينظر في اإلسم لفترة طويله ليهمس أخيراً :أنا من كُنت الغبي للغايه..
وبعدها حظر الرقم وحذفه من هاتفه تماما ً..
**
End
Part 44
"مالحياة اال مجموعة من الخيارات السيئة ،وخيار جيد له أعراض جانبية"
-سورين كيركغارد-
***
ما إن غادرا ريكس ورين حتى تقدم ثيو بحذر من جوي وهو يقول :ال أملك وقتا ً للتفاوض
معك ،سأُسلمك للمركز وهم سيبتون بأمرك ..بوجود شخص ُمصاب وشاهدان بالتأكيد ستُزج
بالسجن لبعض الوقت..
إستسلم له جوي بهدوء دون أي محاولة هروب فأخرج ثيو األصفاد التي دائما ً ما تُرافقه وكبّل
إحدى يديه وعندما كاد أن يُكبّل األُخرى إنسل جوي من بين يديه وبحرك ٍة سريعه إلتف حوله
خانقا ً إياه باألصفاد بعدما ركل يديه ليطير ال ُمسدس بعيدا ً..
شد ثيو على أسنانه وحاول التملص منه وعندما كاد أن يُخنق إنزلق الى األسفل ليقلب جوي
الى األمام وضربه أرضا ً..
إنحنى ملتقطا ً ال ُمسدس بينما جوي سحب سكينا ً من حذائه ووقف بسرعه جارحا ً ثيو في
ساعده وعندما كاد جرحه في عنقه غرز ثيو ال ُمسدس في معدته وأطلق الرصاصه!..
إتسعت عينا جوي وجثا على ُركبتيه يُقاوم األلم حتى سقط أرضا ً دون ِحراك..
تقدم في هذا الوقت رجالً آخر وهو يركض قائالً :ماذا حدث ؟!!!
إلتقط ثيو أنفاسه ناظرا ً الى جوي وهو يقول :أطلب الشرطه..
دُهش الرجل حالما وصل ومظر الى ثيو يقول :ولكـ .....ماهذا الذي في يدك ؟!!!
حاول ثيو السيطرة على جرحه وهو يقول :قُل لهم سمعت صوت الرصاص وعندما أتيت
وجدتُ هذا الشخص ُملقا ً على األرض..
إلتفت راحالً وهو يُكمل :سألحق بك فيما بعد ألشرح لهم األمر فلدي ماهو أهم اآلن..
وغادر بينما ُمساعده واقفا ً بدهشه فكُل ما يعرفه ان ثيو سيُقابل إبنة فينسينت وريكس فال يعلم
مالذي جعل األمر يتطور الى هذا الحد..
في حين وقف ثيو في الشارع بالقرب من سيارته وهو ينظر في األرجاء بعينين غاضبتان
للغايه!..
ركل إطار سيارته وهو يهمس :هربت ُمجددا ً!!!!
***
7:45 pm
- Les Orres -
***
9:11 pm
Paris
مشى دارسي في هذا الدهليز الطويل وهو يتسائل في داخله عن سبب رغبة البروفيسور
ب ُمقابلة قاتل تلك الفتاة الشابه المدعوة بإريستا..
ما الذي يجعله يطلب مثل هذا الطلب ؟
وكيف عرف بأمرها أصالً ؟
هو ال يختلط باألعضاء حتى يستمع الى ثرثرتهم فمن قد أوصل إليه هذه المعلومة الغير ُمهمه
؟
األمر غريب حقا ً..
طرق الباب قبل أن يدخل فجائه صوت البروفيسور يقول بهدوء :أُدخل..
دخل دارسي ووجده أمامه يجلس على مقعد من الجلد األسود وذو مظهر هادئ للغايه يبعث
على القلق..
تنهد وتقدم منه يقول :مرحبا ً ،طلبتَ رؤيتي صحيح ؟
وجلس بعدها على مقعد آخر قريب منه فنظر البروفيسور إليه بهدوء قبل أن يقول :ماهي آخر
أخبار ريكس ؟
دارسي :ال جديد ،يعمل كالعاده وأنا كالعادة أُنظف فوضاه كما طلبتَ مني..
البروفيسور :هل من شيء مريب حوله في الفترة األخيره ؟
دارسي :ال أضن ،أموره طبيعيه كال ُمعتاد..
البروفيسور بهدوء :حسنا ً ،إستمر بهذا..
دارسي بإبتسامه :هل تسمح لي بسؤال ؟
نظر إليه البروفيسور دون رد فأكمل دارسي :الى متى ستستمر بالعناية به ؟ ولما كُل هذا
اإلهتمام به ؟
هز كتفه وأكمل :ال أقصد التشكيك بقدراتك ولكن هل أنت حقا ً واثق منه ؟ والدته كانت خائنه ،
أال تعتقد بأنه قد يحذو حذوها ؟
نظر إليه البروفيسور ببرود شديد يقول :ال تنعتها بالخائنه أمامي..
إبتسم دارسي وهز رأسه دون تعليق فأكمل البروفيسور :وبخصوص اآلخر فنفذ األوامر من
دون تفكير..
حرك دارسي يديه يقول :حسنا ً كما تُريد وإعذرني على فضولي..
البروفيسور :على أية حال ُهناك شخص أُريد منك أن تتحرك بشأنه..
نظر إليه دارسي بإهتمام فأكمل البروفيسور :أحد أبناء عمومة ريكس ،اإلبن الثاني ُ ،هناك
عالقة تربطه بآليس ،إكتشف لي ما نوع هذه العالقه..
تعجب دارسي يقول :وكيف عرفت ؟
تجاهل البروفيسور سؤاله يقول :حاول أن يتم األمر بسريه وبسرعه..
تنهد دارسي وهز رأسه باإليجاب قبل أن يقول :هذا كُل شيء ؟
نظر إليه البروفيسور لفتره قبل أن يقول :لما قتلت تلك الشابة المدعوة بآريستا ؟
تعجب دارسي وقال :هذا طبيعي فلقد كُنا نُريد الضغط على رين..
البروفيسور :أمرتُ بقتل والدها فحسب ! أال تعلم بأني أكره قتل األبرياء الذين ال يحشرون
أنوفهم في شيء ؟!
دارسي :البد من التضحيات اثناء تنفيذ األوامر..
البروفيسور :تعلم بأني أكره التبرير ؟
أعتذر لذلك..
ُ تنهد دارسي وقال :حسنا ً لقد أخطأت ،
البروفيسور :حسنا ً ،غادر..
هز دارسي رأسه وخرج من الغرفه..
مشي في الممر وهو يهمس :يبدو معكر المزاج تماما ً!..
أخرج هاتفه من جيبه عندما وصلته رساله فوجدها من الشخص الذي طلب منه تتبع أخبار
رين..
عقد حاجبه وهو يقرأ محتواها:
"جوي أرسل عصر اليوم عن كونه عرف موقعها ومن بعدها قُطعت اإلتصاالت به حتى اآلن ،
نشك في كونه قد قُتل"
رفع دارسي حاجبه ليبتسم بعدها هامساً :هل هي عبقرية أو ُمجرد فتاة محظوظه ؟
أدخل الهاتف في جيبه ومقصده اآلن هو ستراسبورغ..
قطعا ً لن يسمح بقتلها حتى يعرف ما يُريده منها..
ومن الجيد وجود تلك المهمة الجديده لذا لن يشك أحد في سبب ذهابه الى ُهناك..
End
Part 45
" إن الطفل الذي أساء له أبواه ال يتوقف عن حبهما ،بل يتوقف عن حب نفسه"
-سوزان فوروارد-
pm10:00
***
11:49 pm
كان يغط في نوم عميق قبل أن يُشعل أحدهم الضوء ويُعكر صفو نومه..
فتح عينيه بكس ٍل شديد وهو يرى ظل شخص ما يعبث بحقيبة جلد كبيره أحضرها معه..
أغلق عينيه معاودا ً النوم ولكن األصوات في الغرفه منعته من ذلك..
فتح عينيه ُمجددا ً وجلس وهو يُفركهما حتى يستطيع تمييز ما يحدث..
جائه صوته الهادى يقول :إستيقظت ؟
نظر الى حيث الصوت وعندما ميزه ظهر الهدوء والضعف على وجهه وهو يهمس :أجل..
لم يبتسم الرجل حتى وبدأ بوضع بعض األدوات على الطاولة الصغيره القريبة من السرير
فبقي الطفل ينظر إليه لفتره قبل أن يسأل :ماذا سنفعل ؟
الرجل ببرود :نُعالجك..
الطفل بهدوء :وهل سأُصبح بخير بعدها ؟
رد عليه :أال تمل من تكرار نفس السؤال ؟
صمت الطفل إيدن ولم ينطق بشيء فأخرج الطبيب إبرة وأمسك بذراع إيدن ليأخذ منه عينة
دم..
مد إيدن يده بكل طاعه والتي أصبحت ُممتلئه من آثار وخزات اإلبر..
حتى ألم اإلبرة لم يعد يشعر به..
رفع عينيه الى الساعة الجداريه ورآها وهي تقترب من منتصف الليل..
بقيت عيناه تُراقب الثواني والدقائق حتى تالقت جميعها عند الساعة الثانية عشر ُمعلنةً دخول
اليوم التالي..
أنزل نظره الى الطبيب وتردد قليالً قبل أن يبتسم إبتسامة صفراء وهو يقول :يوم ميالد سعيد
يا أبي..
نظر الطبيب إليه ببرود ثُم أكمل ما كان يفعله وهو يقول :كم مرةً أخبرتُك أال تُناديني بأبي ؟
شتت إيدن نظره يقول :إنها ُمناسبةً ُمهمه ،ال بأس بقولها ولو لمره..
الطبيب ببرود :وكيف عرفت عن موعدها ؟
إبتسم إيدن وبدأ يشرح بحماس كيف إكتشف يوم ميالده وكيف بدأ بعد األشهر واأليام بعدها
وبدأ يعتذر عن كونه لم يشتري له هديه فقاطعه جان ببرود :هل تُل ّمح لكونك تُريد الخروج
والتبضع ؟
هز إيدن رأسه بالنفي فورا ً فأكمل جان :هل تُلمح الى كونك تُريد اإلحتفال في يوم ميالدك
القادم ؟
إيدن بسرعه :كال كال ال أُريد ،أنا فقط....
قاطعه جان :أنت ُمختلف ومريض ألم أُخبرك بهذا مرارا ً ؟
إيدن بدهشه :صدقني لم أقصد هذا بتاتا ً ،أنا أردتُ ...
توقف عن الكالم بصدمه وهو يرى ذاك السائل األزرق يمأل اإلبرة التي بيد والده..
إنها تلك الجرعة التي يكرهها..
الجرعة التي تُسبب له آالما ً ال تُطاق البته..
إقشعر جسده من الخوف وهز رأسه نفيا ً وهو يرى والده يطلب منه يده..
جان بحده :مابك ؟!! أعطني يدك!
إيدن بإرتجاف :أرجوك ،لم أعد أُريد أن أصبح بخير ،سأبقى ُهنا لألبد ،لم أعد أُريد العالج
أرجوك إعفني..
سحب جان يده بعنف فبكى الطفل وصرخ بعدها عندما غرزت اإلبره ذراعه وكأن ألمها الذي
لم يكن يشعر به سابقا ً قد زاد أضعافا ً ُمضاعفةً اآلن..
نظر جان الى وجهه وهو يقول :إسترخي على الوساده..
إسترخى إيدن والدموع تمأل عينيه فسأله :كيف تشعر ؟
ت ُمرتجف :كأن شيئا ً يزحف على جسدي ،كأنها أغصان شجرة تنمو وتتمدد إيدن بصو ٍ
بداخلي ....هـ ـذا مؤلـ ـم..
قال آخر جملة بهمس شديد تصحبه شهقات مكتومه فدون جان هذا الكالم في دفتره بعدها
إنحنى على الطفل وفتح قميصه العلوي ينظر الى صدره الذي كان مخططا ً بسبب ألوان عروقه
الخضراء البارزه..
رفع عينيه الى عيني إيدن وقال :اآلن ؟
كتم إيدن شهقته يقول :ما زال يؤلمني..
تحسس جان العروق وبدأ يمسح عليها بيده وهو يقول :هل يؤلمك عندما أضغط عليها ؟
هز إيدن رأسه نفيا ً فجلس جان ُمجددا ً وكتب بعض ال ُمالحظات بعدها أخذ اإلبره وأخذ عينية
أُخرى من دمه..
بعدما إنتهي قام بدم حقيبته الجلديه وخرج ُمطفئا ً الضوء خلفه دون أن ينطق بشيء فسالت
دموع إيدن على خديه واأللم ينهش بجسده كالعاده..
رفع جسمه وأنزل رجليه من فوق السرير ليسقط أرضا ً ويزحف حتى وصل الى النافذه..
بعض من حبات الثلج الى داخل غرفته ٍ رفع نفسه وفتح الشُباك فدخل الهواء البارد مع
ال ُمظلمه..
نظر الى الفضاء الفسيح حيث الظالم الذي تتخلله حبات متساقطه على األرض..
لم يستطع أن يلمح وال نجمة واحده فإرتجفت شفتاه يقول :أُريد الذهاب الى السماء ،ولكنني
خائف فال أحد ُهناك ينتظرني..
جفت الدموع على وجنتيه بفعل الثلج البارد وأمسك بالحاجز الحديدي الذي بدى كالقفص
بالنسبة إليه وعلق عينيه على األرض البعيده..
لو لم يوجد هذا القفص ،لرمى نفسه على هذه األرض البيضاء ليذهب الى السماء بعدها..
ولكن الحديد يمنعه ،وعدم وجود أحد ُهناك يُخيفه..
***
5 February
7:34 am
أجابت عن سؤالها قائله :لن يحضر األُستاذ آندرو لهذا اليوم فلقد أرسل رسالة إعتذار عن
محاضراته لهذا اليوم..
ظهر الضيق في وجه إليان وهي تسمع الى هذه اإلجابه فإلتفتت وغادرت دون أن تشكر
األُستاذة حتى..
ظهر األمس.. بقيت تمشي في الممر تُمسك بحقيبتها وهي تتذكر رسالته التي أرسلها إليها ُ
عط األمر ت وقحة بعض الشيء فلم أ ُ ِ "آسف ألني لم أُعطك إجابةً واضحه لسؤالك ،لقد كُن ِ
ت تواجهين ُمشكلةً مع الدكتور آرثر فحدثيني عنها ،أعلم بعض أهميه ،أعتذر كثيرا ً لذا إن كُن ِ
األمور عنه وسأُساندك بكُل ما أستطيع حتى لو عنى ذلك وضع وضيفتي على المحك ،تأكدي
بأني سأفعل ذلك لذا ال تترددي في سؤالي"
شدت على أسنانها هامسه :وفي األخير غاب دون أن يفي بوعده !! أنا البلهاء التي أردتُ
سحقا ً لي اإللتجاء الى وغد حقير مثلك ! من خدع طالبة ضعيفه هو بالتأكيد وغد فلما صدقتُه ! ُ
بدأت حقا ً في اآلونة األخيره أتخبط بأمور لم أكن ألفعلها قط!
توقفت وجلست على الكُرسي الذي أمامها وشردت بذهنها تُفكر بكالم الدكتور آرثر..
تعبت بحق ،من األمس وال يشغل بالها سواه هو وكالمه!!
ماذا به ؟ مالذي فعلته بالضبط حتى يحقد عليها هكذا ويسبب لها المشاكل!!
عن أي صديقة يتحدث ؟
حاولت باألمس جر كالم من جيسيكا ولكنها لم تكن المقصوده..
والبقيات صديقاتها فقط في الكليه ونادرا ً ما تخرج معهم سوى للمناسبات كأعياد الميالد مثالً
..
ال أحد قريب منها كفايةً ليُخبرها بأسراره سوى جيسيكا ولكنها ليست المقصوده..
من إذا ً ؟!
هل يعقل بأنه ضنني شخصا ً آخر ؟
كال ليس الى هذه الدرجه..
أغمضت عيناها ُمفكره وكُل ما تذكرته منذ األمس هو حادثه صغيره حصلت في المكتبه..
عندما رأت فتاة تبكي ومن خلفها الدكتور آرثر..
ال يُعقل بتاتا ً بأنه يقصد هذه الحادثه فلو كان يقصدها لتحدث بشكل أكثر وضوحا ً..
هو يتحدث وكأن فتاة أعطتها سرا ً..
يستحيل أن يكون يقصد تلك الفتاة فهي بالكاد لمحتها تبكي فكيف بمالمح وجهها ؟!!
ال تعرفها بتاتا ً..
هل كان يضن العكس ؟
ومالذي يجعله يضن هذا ؟!!
ستُجن حقا ً من كُل ما يحدث!!!!!..
أغمضت عينيها وهي تتكأ برأسها على يديها وعقلها مليء بالكثير من األمور التي لم يعد
بإمكانها فهمها جيدا ً..
كانت تضن بأن آندرو قد يُساعدها..
تعبها أوصلها الى أن وغدا ً كهذا تطلب منه ُمساعدتها!
سحقا ً لها ولضعفها ،عليها أال تستسلم..ُ
عليها أن تحل مشاكلها بمفردها فهي قادرة على هذا..
تذكرت عندما إرتجف صوتها أمامه باألمس..
سحقا ً لي.. همست بضيقُ :
وقفت وأخذت حقيبتها بعد أن قررت الغياب لهذا اليوم حتى تلم شتات نفسها وتفكر بشكل
أصح..
ما إن وقفت ُمغادره حتى وجدت أمامها آندرو الذي يبدو وكأنه توقف للتو..
دُهشت وهي تنظر الى شكله ال ُمبعثر فيبدو وكأنه إرتدى مالبسه بشكل عشوائي حتى أنه لم
يُهندمها جيدا ً..
ليس هذا فحسب ،بل وجهه!..
ُهناك لصق جروح في وجهه..
ماذا حدث له ؟!!
أخذ نفسه بهدوء فلقد كان يمشي بعجل وقال لها :آسف ،نسيت أمر وعدي لك ،هل يُمكنك
التغيب عن أول محاضره حتى تنحدث في مكان بعيد من ُهنا ؟
ترددت كثيرا ً فإبتسم ومشي كي تلحق به وبالفعل هذا ما فعلته ُرغما ً عنها..
لقد تحركت قدماها ولحقت به وهي ال تعلم لما إستمعت له..
لما خافت من مظهر وجهه وكأنها تقلق ألجله كما في السابق ؟
إنه حقير ووغد فلما تتصرف معه بود اآلن وتُطيعه كما كانت تفعل قبل دخولها الكليه..
ال تفهم ذلك بتاتا ً..
فتح باب السيارة وركب فبقيت واقفه لفتره قبل أن تفتح الباب ال ُمجاور وتركب..
حرك السياره وهو يالحظ نظراتها في المكان فإبتسم يقول :عذرا ً إنها سيارة جارتي فلقد
أخذتُها على عجل قبل بداية محاضرتك..
نظر الى الساعه وأكمل :من الجيد أني لحقتُك قبل دخولك إليها..
نظرت الى الساعة التي كانت تُشير الى الثامنة إال عشر دقائق وقالت بهمس :كيف تعرف
موعد محاضرتي ؟
لم تجد ردا ً فلفت بعينيها إليه لتتحدث ولكنها توقفت وهي ترى مالمح وجهه عن قرب..
هناك جرح صغير في شفته السفلى وإخضرار طفيف بالقرب منها..
من الواضح بأنه دخل في شجار جسدي..
إنتبه لنظراتها فضحك يقول :صادفتُ شخصا ً مخمورا ً باألمس فشاجرني ضنا ً منه أني صديقه
الذي سرق حبيبته ههههه..
يالها من كذب ٍة غبيه..
هذا ما قالته لنفسها وهي تنظر الى الطريق المليء بالثلج المتراكم بعد عاصفة األمس..
توقف أمام مقهى وقبل أن يتحدث قالت :ال أُريد هذا المقهى..
نظر إليها بدهشه فلقد كان يتوقع بأنها سترفض شرب أي شيء ،صدمه كونها كالسابق
تتشرط في األماكن التي تُعزم إليها..
إبتسم وقال :حسنا ً ،أي واحد تُريدين ؟
أخرجت هاتفها النقال وبحثت قبل أن تُعطيه العنوان فعقد حواجبه فالمقهى بعيد بعض الشيء
ولكن لم يقل شيئا ً وحرك السيارة بإتجاهه..
بعد مدة أوقف سيارته وهو متعجب من كون مقهاها ال ُمفضل بحي أقل من عادي..
عادي جدا ً وال شيء ُمميز فيه..
ٌ حتى أن المقهى
نزلت وهي ال تدري لما أتت..
فهي تعلم بأنه نادرا ً ما يأتي الفترة الصباحية إليه..
ولكنها تتمنى أن عاصفة ثلج البارحه جعلت دوامه يتغير ويأتي صباحا ً فقد حدث وأن أتى..
وأيضا ً ،ال تعلم لما تُريد رؤيته..
آخر مرة شاهدتُه فيها عندما ضايقته آليس في ذلك اليوم..
هل إشتاقت لرؤيته ؟
كال ،ال تُريد التفكير في األمر سواءا ً كان حقيقي أو ال..
دخال الى الداخل وجلسا على أحد الطاوالت..
قلب آندرو في المنيو قليالً قبل أن يسألها :ماذا تُريدين ؟ قهوة بارده كعادتك ؟
لم تنظر إليه وهي تُجيبه :ال تُحدثني وكأنك تعرفني..
تنهد وقال :آسف ،ماهو طلبك ؟
بقيت تنظر الى المنيو لفتره وال تعلم لما ولكن عينيها كانت على األسعار قبل األنواع ،تُريد
أن تختار أغلى قهوه لت ُجيب أخيرا ً عن سؤاله قائله :آيريش كوفي..
ظهرت الدهشة على وجهه فأكملت ببرود :أُريدها ساخنه..
كذبت..
إنها تُفضل البارده ،ال تعلم لما كذبت..
هل تُريد أن تُعانده وتبين له بأنه ال يعرف شيئا ً عنها ؟
بينما هو ال يزال مندهشا ً قبل أن يقول :متأكده ؟
تجاهلته تماما ً فتردد قليالً قبل أن يقول :لقد طلبتي القهوة اإليرلنديه يا إليان..
نظرت إليه تقول :وإذا ً ؟ هل ألني فرنسيه علي تناول القهوة الفرنسيه فحسب!
إبتسم يقول :ليس هذا ما أقصده ،أقصد أن مكوناتها بعض الشيء ....ال أضنها تُناسبك..
إنزعجت منه وقالت بهدوء تام :لستُ طفله وأعرف ما أطلبه لذا ال تتدخل!..
ال يعلم لما هو واثق بأنها ال تعرف ،ال يضنها من النوع الذي يُحب الشراب..
فقال ُمجدداً :إليان القهوه....
قاطعته :سأدفع ثمنها إن كُنتَ ال تستطيع..
آندرو بسرعه :ليس هذا ما أقصده !! القهوة تحتوي على الويكسي ! أنا فقط ُمنصدم فلم أكن
أضنك تشربيه!..
دُهشت من كالمه وحاولت قدر اإلمكان أن تُخفي دهشتها فهي ال تُحب أن تظهر بمظهر الغبيه
أمام أي أحد..
نظرت إليه ببرود وتقول :ولما ال أشربه ؟ أنا في العشرين إن كُنتَ ال تعلم ،لم أعد تلك
ال ُمراهقه التي تعرفها..
ومن ثُم أشغلت نفسها تُقلب في هاتفها وهي ال تعلم كيف ستُخرج نفسها من هذه الورطه..
لم يخطر ببالها أن تنظر الى إسم القهوة أو على ما تحتويه ،كان همها أن تختار أغلى قهوة
ألجل سبب ال تعرفه حتى..
تعجب كثيرا ً منها وتردد في نصحها ،هو ال يُريد منها أن تلتجئ الى الكحول ،هذا غير صحي
،ليس بهذا العمر على األقل!
لكنه قرر الصمت فال يُريد إزعاجها فهي المرة األولى التي توافق فيها على الجلوس معه منذ
أكثر من عام..
طلب طلباتهما وبقيا صامتين فنظرت إليه وتصنعت البرود وهي تقول :أتمنى أال تُثرثر لريكس
عن كوني أطلب هذا النوع من القهوه..
سخريته فلم تبدو وكأنه يسخر منها بل من نفسه.. سخريه ولم يُعلق فتعجبت ل ُ
إبتسم ب ُ
لم تُعطي األمر إهتماما ً وبقيت عيناها ُمعلقتان على هاتفها وهي تدخل جميع التطبيقات بدون
أي هدف يُذكر..
نظرت الى الشخص الذي قدم لهما طلبهما ومن ثُم نظرت في أرجاء المقهى فلم ترى أثرا ً له..
نظرت بعدها الى كوبها وهي تُفكر في طريق ٍة تجعلها إما تغضب وتترك له المكان مع القهوه
أو تُسكبها على األرض وكأنه خطأ غير مقصود..
بدأ آندرو بالحديث قائالً :سألتني سابقا ً عن عالقتي بالدكتور آرثر ،حسنا ً أعرفه بعض الشيء
،ما الذي تُريدين معرفته بخصوصه أكثر ؟
نظرت إليه تقول :هل آذى طالبةً من قبل ؟
تعجب من سؤالها وقال :على حسب علمي فال..
إليان :هل هناك عالقة ربطته بطالبه ؟ أيا ً كان نوع العالقه..
زاد تعجبه ليقول بعدها بشك :هل تحرش بك ؟
إليان بسخريه :ومن يجرؤ!..
تنهد وقال :حسنا ً ،ال أضن..
إليان :هل تحدث عني بأي شكل من األشكال ؟
هز رأسه نفيا ً فوقفت تقول :ال سبب إذا ً يدفعني للبقاء ُهنا أكثر..
دُهش ووقف بسرعه يقول :لحضه لحضه إنتظري..
نظرت إليه ببرود قائله :ولما ؟
ألسباب كثيره لم يستطع قولها..
ألنه يُريد معرفة ما مشكلتها..
ألنه يُحب البقاء بصحبتها..
ألنه ال يُريد أن يبقى وحيدا ً ويتذكر ما حدث ظهر األمس..
أجابها بعكس كُل تلك اإلجابات قائالً :أعرف شيئا ً آخر بخصوصه..
رفعت حاجبها وجلست بعدها تقول :ماذا ؟
صمت محاوالً التفكير بأي كذبه قبل أن يقول :قبل ثالثة أعوام تقريبا ً سمعتُ بأنه تحرش
بإحدى الطالبات ُ ،كنتُ وقتها...
درس في هذه الكُلية أصالً! قاطعته ببرود :كُنتَ وقتها لم ت ُ ّ
أكملت بإستصغار :لما تكذب ؟
ُ
دُهش من إكتشافها لكذبته بسرعه فأكمل بكذب ٍة أكبر :وهذا ما كُنتُ أريد قوله ،كُنتُ وقتها لم
درس في الكُلية بعد ولكن جينا من أخبرتني بهذه القصه.. أُ ّ
أمالت شفتيها تقول :حسنا ً ،وماذا حدث بالضبط ؟
هز كتفه يقول :ال شيء ،كذّبها وهي لم تكن تملك دليالً لذا أُغلق الموضوع وقتها..
بقيت صامته لفتره بعدها قالت :وهل تُصدقها أو تُصدق الدكتور ؟
آندرو :حسنا ً ،ال أعرفهما ولكن ال أضن أن ُهناك فتاةً قد تتبلى عليه دون سبب....
قطع كالمه ُمندهشا ً من نفسه بينما إبتسمت بسخريه تقول :قُلتها بنفسك ،إذا ً ماريا لم تكن
تتبلى عليك كما كُنتَ تقول..
وقفت لتُغادر فوقف فورا ً وأمسك بمعصمها يقول :لحضه إليان ،لم تدعيني وال لمره أشرح لك
األمر كامالً..
سحبت يدها بقوه تقول :ال أُريد سماع أي تبرير!!!
آندرو بسرعه :أنا ال أُبرر بل...
غادرت فتقدم ليلحق بها ولكن أوقفه أحد الموظفين يقول :لحضه ،الحساب!
إنزعج آندرو وأخرج ورقات عشوائيه ووضعها في يد الموظف قبل أن يُغادر..
وكان هذا اليوم هو يوم سعد هذا الموظف فالبقشيش كان كافيا ً ليستأجر ليلة كامله في أفخم
فنادق ستراسبورغ..
ما إن خرج آندرو من باب المقهى حتى رن هاتفه النقال فأخرجه وهو يتلفت يُمنةً ويُسره بحثا ً
عن إليان..
جائه صوت ثيو يقول :هل أزعجتُك في ال ُمحاضره ؟
آندرو :كال ليس لدي اآلن..
ثيو :حسنا ً إسمع ،أتعلم أين ريكس ؟
توقف آندرو عن البحث حوله وبقي صامتا ً لفتره ليقول بعدها وهو يُحاول إخفاء نبرة الضيق
من صوته :كال..
ثيو :هل يُمكنك أن تعرف لي عن مكانه بالضبط ؟
تردد قبل أن يكذب :للتو إتصلت وكان هاتفه ُمقفالً..
ثيو :حسنا ً ال بأس ،أخبرني فورا ً إذا عرفت..
همس :حسنا ً..
أغلق الهاتف ونظر الى الشاشة بهدوء قبل أن يشد على أسنانه هامساً :أُحاول تناسيه ولكن
كُل من حولي يُذكرني به..
أعاد الهاتف الى جيبه وتنهد عندما لم يجد أثرا ً إلليان..
***
8:12 am
- Paris-
***
9:34 am
تسلل الى أُذنيه صوت خشخشة بالجوار ففتح عينيه ينظر الى السقف ومن ثم دار برأسه يمينا ً
ووقع نظره عليها وهي تُقلب في محفظته وتُخرج بطاقاته وأمواله..
ت خافت :تسرقين ُمجددا ً ؟ همس بصو ٍ
ُ
إنتفض جسدُها بفزع قبل أن تلتفت إليه وتقول بإنزعاج :أنا فقط أحصي المال ألتأكد ما إن كان
سيأ ُخذنا الى باريس أو ال!
حاول الجلوس وهو يشعر بألم كبير في كتفه ،نظره الى قميصه األبيض مفتوح األزرار ومن
تحت ضماده كبيره إلتفت على كتفه وصدره بالكامل..
نظر إليها وهي تُكمل عملها في الحساب وحاول أن يتذكر ما حدث ولكن خروجه من الحديقة
هو آخر ما يتذكره..
تحدث بهدوء يقول :ماذا حدث ؟
لم تُجبه قبل أن تُنهي حسابها ومن ثم قالت :سقطتَ مغشيا ً عليك ،مرت سيارة أُجره أخذتُها
وأتيتُ بك الى ُهنا ،طلبتُ طبيبا ً خاصةً ألجلك ،لقد صرفتُ الكثير من المال ولكن كُله ألجلك
لذا ال يحق أن تغضب..
وأكملت هامسه :أنت ثري لذا من ال ُمفترض أال تحتج..
نظر حوله فتذكر هذه الشقه ،ليست نفسها ولكنها في ذات المبنى الذي إستأجر فيه شقة
هربها من المنظمة آخر مره.. ألجلها عندما ّ
نظر إليها ومن ثُم قال :ولما لم تذهبي برفقته ؟ هو أفضل من سيُساعدك وليس أنا..
رين ببرود :لن أثق برجال الشرطه..
رفع حاجبه يقولُ :متأكده ؟
نظرت إليه تقول :ولما تسألني بنبرة شك ؟
إبتسم بسخريه وعلق :ال أدري ،ولكن يُخيل لي بأن عينيك نبضت بالكثير من القلوب حالما
رأيته..
سخريته بشده وقالت :نعم هذا طبيعي !!! كُنتُ في موقف صعب لذا سأُسعد عند إنزعجت من ُ
حضور أي شخص لل ُمساعده!
ت أنه شرطي مع أنه لم يرتدي زيه الرسمي ؟ ريكس بسخريه :أي شخص ؟! وكيف إذا ً عرف ِ
ترددت قليالً قبل أن تقول :أسلوبه كان واضحا ً ،إنه أسلوب رجال أمن..
قرر أال يتجادل معها أكثر وقال :كم صرفتي ؟
رين :ثمن التوصيل وثمن إيجار الشقه وأتعاب الطبيب ،كلفت ما يُقارب الـ 456يورو..
عقد حاجبه وقال :ولما كُل هذا!!
رين :إخترتُ طبيبا ً عشوائيا ً عبر االنترنت وبال ُمصادفه كان باهضا ً وطلب 300يورو ُمقابل
عالجك..
ت إبحثي عن ذاك الشرطي وأطلبي إنزعج من األمر وقال :ال بأس ،سأعود الى منزلي وأن ِ
ُمساعدته ،ال أحد يكره ال ُمنظمة ويقف في وجهها أكثر منه لذا ستشعرين باألمان معه..
إنزعجت وقالت :كال ! بيننا إتفاق ! خذني الى باريس بنفسك ،أنت من أفقدني ذاكرتي لذا
عليك تحمل كُل شيء..
تحسس ريكس مكان إصابته وهو يقول :لم أتفق معك بأي شيء ،وجودك معي ال يجلب لي
سوى المشاكل ،دعيني أُكمل أموري بهدوء تام..
نظرت إليه لفتره قبل أن تقول :البد من أنك ال تعرف..
عقد حواجبه ونظر إليها فقالت :لقد إستطاع ذاك القاتل التملص من يدي الشرطي وهرب ،
بالتأكيد أخبر الجميع عن خيانتك ،مصيرك اآلن إرتبط بمصيري ُرغما ً عنك..
دُهش من كالمها فلم يكن يضن بأن ثيو سيُخفق في اإلمساك به!!
سحقا ً!
ُ
أي ُمصيب ٍة هذه التي حلت عليه ؟!
قالها في وجهها :مغناطيس مشاكل حقا ً..
إنزعجت ولكن لم تتحدث فما يُهمها اآلن هو أن يقبل ُمساعدتها ال غير..
حاولت أن تُثير ذلك بقولها :أتعلم ،األيام األخيره أصبحت أتذكر بعض المواقف بشكل شبه
يومي ،أضن بأني قريبا ً سأسترجع ذاكرتي دون أدنى شك..
نظرت الى عينيه وأكملت :باألمس عندما رأيتُ ال ُمسدس تذكرتُ آليس والدتك ،كُنتُ في
منزلها على ما أضن أُقلب في درجها بحثا ً عن صوره وبال ُمصادفه وجدتُ ال ُمسدس ،أصبحتُ
أتذكر أمورا ً عنها بكثره ،أنا واثقه بأني قريبا ً للغايه سأتذكر ماهو السر الذي أخبرتني به
والذي يسعى البروفيسور جاهدا ً لمعرفة مكانه..
بقي ينظر إليها لفتره قبل أن يقف ويُغادر..
وقف أمام المغسلة وغسل وجهه جيدا ً قبل أن ينظر الى المرآه يُفكر في خطوته القادمه..
هل يضع كُل آماله عليها وعلى ذاكرتها ؟
هل يتخلى عن المنظمة ويوقع نفسه بمشاكل معها ؟
ماذا لو لم تتذكر ؟ ماذا لو أصالً كان السر مختلفا ً تماما ً عن هدفه ؟
ماذا سيفعل حينها ؟
هو حقا ً يُريد معرفته وبال ُمقابل ال يُريد أن يتورط مع المنظمة في هذه الخطوه!
نعم ،لقد هيأ نفسه ُمسبقا ً على الوقوف في وجههم ولكن يشعر بأن الوقت ُمبكرا ً ومن الغباء
أن يقف في وجههم وهو حتى اآلن ال يعرف الكثير عن أسرار والدته وعن غموض مقتلها..
أغمض عينيه ُمفكرا ً وهو يضع في حسبانه كون جوي قد أخبر المنظمة عنه..
هل حقا ً ال يُمكنه التراجع اآلن ؟
األمر صعب للغايه..
من الصعب إتخاذ أي قرار!
***
10:30 am
- Colmar -
End
Part 46
"إن اإلنسان هو إنسان األشياء التي يحتفظ بها لنفسه أكثر من كونه إنسان األشياء التي
يقولها"
-ألبير كامو-
في الجهة األُخرى أغلق ألبرت هاتفه ونظر الى الشاشة لفتره..
سيعود قريبا ً الى لندن ،يُريد إنهاء كُل شيء ُهنا حتى ال يضطر للمجيء ُمجددا ً..
أمر فلور اآلن يُتعبه كثيرا ً وحاول قدر ال ُمستطاع أن يُغطي عليه لذا يتمنى أال يحدث ماهو
أسوأ..
إستيال ُمغلقةً هاتفها وال يُمكنه التواصل معها..
واآلن فرانس منذ ذلك اليوم وهو خارج المنزل..
مهما كان ومهما قال فهو في األخير أخاه األصغر ولن يتركه هكذا..
عقد حاجبه عندما تذكر آخر فرد في عائلته ثُم أوقف أول خادمة رآها يقول :أيقضي كين
وإسأليه عن سبب غيابه عن المدرسة هذا اليوم ،إن كان مريضا ً فأخبريني..
هزت رأسها تقول :كما تأمر..
غرفة كين وطرقت الباب قبل أن تدخل.. إتجهت الى األعلى حيث ُ
تقدمت من السرير وهمست :كين ،مرحبا ً ،ألن تستيقظ ؟ أخاك قلق بشأنك..
فتح كين إحدى عينيه بعدها همس :حسنا ً سأستيقظ حاالً ،أطفئي جهاز التكييف..
إبتسمت وأطفأت التكييف وتقدمت من النافذه تفتحها ليدخل الهواء الى الغُرفه بينما وقف كين
وذهب ُمترنحا ً الى دورة المياه كي يغسل وجهه وأسنانه..
خرج ونظر الى الخادمة التي تُرتب فراشه فجلس على الكرسي قائالً :كم الساعه ؟
ظهرا ً..أجابته :إنها الواحده والنصف ُ
كين :لما لم توقضوني على الغداء ؟
أجابته :لم تتغيب إال ألنك تعب لذا لم يشأ أحد أن يوقضك..
بقي ينظر إليها لفتره فحالما أنهت ترتيب السرير قالت له بإبتسامه :هل أُحضره لك ؟
هز رأسه باإليجاب وعندما إلتفتت لتُغادر أوقفها بسؤاله :ألم تُالحظي أني بدأتُ هذه األيام
أطلب عصير البُرتقال بكثره ؟
إرتبكت للغايه وإلتفتت إليه تقول وهي تتحاشى النظر الى عينيه ُمباشرةً :ماذا تقصد ؟
نظر الى ردة فعلها قليالً قبل أن يبتسم قائالً :أعني هو أصبح ُمفضالً لدي ،لذا أتمنى أن
تُحضريه لي في ِكل مرة دون أن أطلب هذا..
عادت الراحة تكسو مالمحها لتبتسم بعدها قائله :كما تأمر..
ومن ثُم غادرت ُمغلقةً الباب خلفها..
سحقا ً ! لقد فعلتها حقا ً.. إختفت إبتسامته وشد على أسنانه هامساًُ :
وقف وتقدم من النافذه ناظرا ً الى ساحة المنزل لفتره وهو يقول :كيف أُخلص نفسي من هذا ؟
علي إيجاد حالً وبسرعه..
***
1:55 pm
دخلت رين الى الشقة وبيدها كيس طعام من إحدى محالت الوجبات السريعه..
وضعته على الطاوله ومن ثُم دخلت الى الغرفه لتجد ريكس يغط في النوم..
تنهدت ونظرت الى كتفه ال ُمصاب وهي تشعر بالذنب الشديد لما أصابه..
أسندت كتفها على حدود الباب وهي تهمس بهدوء :أضنه هكذا سدد الثمن صحيح ؟ أفقدني
لذاكرتي وبال ُمقابل أُصيب ألجلي..
مر برأسها مشهد إطالق ذاك القاتل وإصابة ريكس بالرصاصه..
لما تشعر بالذنب ناحيته بينما كانت ال تراه سوى كشرير قاسي وقح أفقدها ذاكرتها وأهانها
برمي المال عليها وأخفى الكثير من األمور ولسانه لم يكن لمرة واحده جيد معها!
لما تغير كُل هذا تدريجيا ً مع الوقت ؟
لما تالشى كرهها له هكذا ؟
إستغلته وإستغلت رغبته الشديده لمعرفة تفاصيل ما حدث مع والدته من أجل نفسها فقط بينما
هو لم يستغلها وال لمره!
حتى عندما أنقذها آخر مره بنية أن تُخبره عن ما تعرف لم يكن يتالعب بها بل واضحا ً
بسؤاله..
حتى عندما أخبرته عن كذبها عليه لم يتركها تواجه مصيرها بل ساعدها..
عرض نفسه للخطر فقط ألنه يُعلق نفسه على أمل بسيط قد ال يُفيده بشيء..
تشعر بأنها حقيره ووقحه للغايه..
ندمت كثيرا ً..
على كُرهه دون سبب ..عن إستغالله وعن عدم ُمصارحته منذ البدايه..
أغمضت عينيها وهمست :لم أكف عن ذلك بل كذبتُ عليه بأمر هروب القاتل كي يبقى بجانبي
ويُساعدني ،يالي من حقيره..
تقدمت منه ومدت يدها تهزه قليالً فلما حرك عينيه همست له :ألستَ جائعا ً ؟ أحضرتُ بعض
الطعام..
إبتسمت تقول :ه ّيا ،إنه برجر ذلك العجوز ،أضُنك تُحبه..
فتح عينيه ونظر إليها يقول :ذلك العجوز ؟
رين :نعم ،ذو الشعر األبيض واللحية الغريبة البيضاء ،الذي يرتدي النظارات أال تعرفه ؟
تنهد عندما علم بأنها تقصد كنتاكي وجلس وهو يهمس :ضننتُك تقصدين شخصا ً نعرفه..
رين بدهشه :ومن ال يعرف العجوز كولونيل!
ليس هذا ما يقصده!!
لم يشرح لها وأخذ هاتفه ينظر الى الساعه ،لقد شعر بتعب هذا الصباح من شدت التفكير
وذهب الى النوم..
شعر بأنه غاص بنوم عميق ،ال يُصدق بأنه لم تمر سوى أربع ساعات فقط..
عقد حاجبه عندما الحظ رسالةً نصيه..
فتحها فإذ هي من والده كتب فيها:
"هناك عشاء مع عائلة كالودي لتفسير بعض األمور العالقه ،عليك أن تحضر"
همس بإنزعاج وهو يُغلق هاتفه :هذا ما كان ينقصني..
وقف وخرج فإبتسمت وخرجت خلفه ،بدأت بإخراج حصته من الطعام ووضعتها أمامه وبينما
هي تُخرج حصتها قال :سرقتي محفضتي ُمجددا ً ؟
شخص ال يُصدق ! ثري ٌ إنزعجت وقالت :حالما أستعيد ذاكرتي سأُعيد لك كُل مالك ،أنتَ حقا ً
ويُحاسبني على المال..
إبتسم للحضه بعدها تنهد وأخذ هاتفه النقال فقالت :ماذا ستفعل ؟
إتصل على أحدهم ووضع الهاتف على أُذنه دون أن يُجيبها..
تعجبت وهمست لنفسها :هل سيتصل على ذاك المزعج آندرو ؟
هذا ما خطر ببالها ،البد من أنه ذات الشخص الذي أتصل عليه ُمسبقا ً ليلة األمس..
حينها أقفلت هاتفه دون أن ترد فآخر من تُريد رؤيته هو ذاك المزعج الذي وبدون أدنى شك
سيُحملها هي المسؤولية عما حدث..
بدأت بتناول طعامها فبدأ ريكس بالحديث عندما رد الطرف اآلخر قائالً :إسمع ،هل من أخبار
ُمريبةً داخل المنظمه ؟ عني أو عن جوي ؟
غصت رين في لقمتها فنظر إليها ُمتعجبا ً وهي تُكافح إلبتالعها فإنزعج من غبائها ومد لها
علبة العصير فأخذتها وشربت ربعها تقريبا ً في نفس واحد بينما ريكس يستمع الى الطرف
اآلخر بهدوء..
ظهر التوتر على عيني رين وهي ترى هدوءه وتقول في نفسها" :لو كُنتُ أعلم بأنه يملك
أصدقاءا ً داخل المنظمه لكذبتُ كذبةً أفضل ! أتمنى أال تُكتشف كذبتي ،أتمنى هذا" ..
ريكس بهدوء :حسنا ً فهمت ،وافني بالجديد..
وأغلق بعدها الهاتف فبقيت تنظر إليه بحذر وهو يفتح علبة البرجر دون تعليق..
إرتاحت نسبيا ً فما دام أنه لم يقل شيئا ً فهذا يعني بأن األمور ال تزال في صالحها..
ت بخصوص هروب جوي ؟ صدمها بسؤاله :لما كذب ِ
رفع عينيه إليها وقال :ألم تقولي لي بأنك لن تكذبي ُمجددا ً ؟
شتت نظرها في األرجاء وقالت :حسنا ً ،أخبرتُك بما توقعتُه ،أعني هو قاتل وذاك الشاب
محض شرطي لذا لم أضنه سيقدر عليه..
ت ُمجددا ً فسأُسلمك بنفسي الى.... ريكس ببرود :إن كذب ِ
قاطعته بسرعه :أعدك بأنها آخر كذبه..
رفع حاجبه بعدها أكمل تناول طعامه دون تعليق..
بقي الجو هادئا ً لفتره قبل أن يتحدث ُمجددا ً قائالً :وأيضا ً ،ال تقولي عنه محض شرطي ،لقد
أدخل الكثير الى السجن ولكن كانوا يخرجون بسبب قلة األدله ،كاني وموريس واآلن جوي..
أمالت شفتيها تقول :ذاك األصلع أيضا ً ؟ اممم ال بأس به..
نظر إليها وقال :إنه شخص جيد ،إذهبي برفقته..
إنزعجت وقالت :تحدثنا عن هذا في الصباح ! أنا ال أُريد..
ريكس :هو يملك الكثير من المعلومات عن المنظمه ،وهو عدو صريح لها ،ستكونين في
حمايته ،فكري باألمر مليا ً فأنا ال يُمكنني تقديم األمان لك..
رين :أنا ال أُريد األمان ،أنا أُريد ال ُمساعده ،أُريد شخصا ً في نفس ضروفي ويفهمني ،أُريد
أن أتبادل معه المصالح ،أُساعده ويُساعدني دون سبب ،أُريد بإختصار شخص وقح مثلك ال
ي من أجل مصالحه ، يهتم بإستغاللي وصريح جدا ً معي !!! ذاك الشرطي حتما سيكذب عل ّ
فهمت اآلن لماذا ؟
رفع حاجبه يقول :من الوقاحة أن تصفيني بهذا..
رين بإبتسامه :قول الحقيقة ال يُعتبر وقاحه..
ريكس :حسنا ً إذا ً ،إبحثي عن شخص آخر ليُساعدك..
رين :هذا ما أُريده بالضبط ،شخص مثلك يقول ما يشعر به ُمباشرةً فأنا أكره التملق والكذب
..
ت بارعةً به..
ريكس :عجبا ً ،تكرهين شيئا ً أن ِ
مطت شفتيها بإنزعاج وأكملت تناول طعامها دون تعليق..
بعد فترة من الوقت إبتسمت ونظرت إليه تقول :رأيتُ وجهك..
عقد حاجبه ونظر إليها فقالت :تذكرتُ باألمس ذِكرى لك ،كُنتُ أُقلب بصور ٍة ما ،ال أتذكرها
جيدا ً ولكن كانت صورتك بكُل تأكيد ،أخبرتني حينها والدتُك عن كوني أنا أجمل من إبنها
هههههههههه ..حتى والدتك فضلتني عليك..
ال تعلم لما كذبت في هذه الناحيه ولكن غرورها كأُنثى منعها من اإلعتراف بالحقيقة..
سخريتها وتقرر تجاهل هذا وهو يقول :ما الذي قالته غير هذا ؟ رفع حاجبه من ُ
هزت كتفها تقول :فقط تخبرني بكوني أجمل منك ،أتذكر حينها نفسي وأنا أتطلع ل ُمقابلتك
وجعلك تُناديني بأُختي الكُبرى..
ضحكت وأكملت :عندما قُلتُ هذا لم تعترض والدتُك عن األمر بل يبدو وكأنه أعجبها ،أرثى
لحالك حقا ً..
لم يُعلق بل إسترخى جالسا ً يشرب من العصير وهو يتذكر والدته..
نظر الى رين بهدوء وحتى هذه اللحضه لم يستوعب بعد كونها تربطها عالقةً وثيقه بوالدته..
األمر غريب بشده بالنسبة إليه..
واألغرب كونه يسمع عن ذكريات والدته عن طريق أشخاص آخرين وهو بنفسه ال يملك
سوى القليل من الذكريات معها..
األمر ....آلمه بعض الشيء..
نظرت رين الى عينيه الشاردتين بوجهها فترددت كثيرا ً في سؤاله..
فالفضول الكبير يتملكها ،تُريد معرفة كيف ماتت تلك المرأه..
ولما ريكس يُحمل نفسه ذنب ذلك ؟
ولما الجميع يُحبها رغم كونها جاسوسة روسيه!
هي أيضا ً تمتلك ذكريات جيده عنها!
ما السبب ؟
تنهدت وهي تتذكر ذكرى البارحه ،ذكرى وجه آليس وهي تُحدثها عن الصوره..
لقد كانت تبدو كإمرأة لطيفه تتحدث بشغف عن إبنها الوحيد..
عن إبنها الوحيد..
عن إبنها .....كال!
صداع رأسها فأمسك به بألم ،إستيقظ ريكس من شروده ونظر إليها يقول :مابك ؟ نهش ال ُ
هزت رأسها نفيا ً وشدت على أسنانها وذكرى البارحه تتكرر ُمجددا ً في عقلها..
آليس وال ُمسدس والحديث الذي دار بينهما والصوره..
والصوره..
إتسعت عيناها عندما إتضحت معالم هذه الصوره حيث ذاك الطفل اللطيف فيها..
والذي لم يكن يملك شعرا ً أسود اللون بتاتا ً..
شخصت عيناها بالفراغ قبل أن ترفع نظرها الى ريكس تقول بعدم تصديق :الذي بالصوره ،
لم يكن أنت!
***
2:30 pm
ذكرى ذاك اليوم قبل إثنا عشر عاما ً ال تزال تدور برأسها..
كانت في ليلة بارده تجلس أمام المدفأه تقرأ أحد الكُتب الهزليه تنتظر عودة زوجها الذي
لطالما كان يغيب كثيرا ً عن المنزل..
عقم فيها..
تزوجته منذ ستة أعوام ولم يُنجبا األطفال بسبب ٍ
غيابه الكثير ال يزعجها ،يكفيها كونه متمسك بها رغم أنها ال تُنجب األطفال..
تُحبه وتُحب كُل شيء فيه..
حتى فاجئها في تلك الليله..
عندما دخل عليها المنزل وفي يده طف ٌل لم يتجاوز الرابعة من العمر..
إختفت إبتسامتها ونظرت الى الطفل قائله :ريكارد ،من هذا ؟
أجابها بهدوء تام :مارك .......إبني..
**
***
4:12 pm
خرج فرانس من الشقة التي إستأجرها سابقا ً بالمال الذي أعطته أخته إستيال وتوجه الى
الشارع ليوقف سيارة أُجره..
أرسل ألخيه إسم مقهى ما ليتقابال فيه..
هو ال يُريد هذا اللقاء ولكنه بال ُمقابل لن يمكنه الهروب من غضب أخيه لو لم يُقابله..
سيرى مالديه أوالً..
فربما كان األمر أتفه مما يعتقد رغم أنه الى اآلن متعجب من عودة أخيه الى ستراسبورغ
بهذه السرعه..
ركب السياره وأعطاه العنوان وخالل دقائق قليله وصل..
تنهد وأعطاه أجرته وهو يتمنى لو أنه إختار مقهى أبعد فهو يُريد التأخر عن أخاه خوفا ً من
مقابلته..
سيُقابله عاجالً أو آجالً لكن ال يُمكنه التخلص من خوفه الذي ال مبرر له..
دخل الى المقهى وتفاجئ من كون أخاه يجلس على الطاولة المحجوزه بهدوء وأمامه كوب
قهوه ينظر عبر الزجاج الى الحي الهادئ..
سحقا ً بدأ التوتر يزداد.. لقد أتى باكرا ً ُ ،
أخذ نفسا ً عميقا ً وتقدم ،ما إن إقترب حتى حس عليه آلبرت ونظر إليه ببرود..
جلس وهو يكره هذه النظرة التي يرمقه بها أخاه ولكن ال يمكنه قول هذا فآخر محادث ٍة دارت
بينهما كانت كارثيه بحق..
راض عما قاله.. ٍ إنه لم يعتذر حتى اآلن رغم أنه غير
حقا ً هو جبان بمرتبة شرف..
أتى النادل قائالً :ما طلبُك ؟
توتر فرانس يقول :مثل طلبه..
كالعاده ،ال يترك عادته هذه..
لم يُخبره آلبرت بأنه طلب قهوة تركيه فهو يُحبها مثل إستيال على عكس فرانس الذي يميل
للقهوة ال ُمحاله..
ال يعلم متى سيتوقف عن هذه العادة الغبيه فهي بالتأكيد قد وضعته في مواقف محرجة سابقه
..
دقائق حتى أحضر النادل القهوه وغادر..
شعر فرانس بالتشاؤم وهو يرى اللون الداكن وهمس بداخله" :أتمنى أن يكون مشروب
الشوكواله وليس كمشروب استيال الفضيع ذاك" ..
بدأ آلبرت الحديث قائالً :بالتأكيد تعيش بعيدا ً لوحدك وال تعرف عن المشاكل التي تحدث في
المنزل ؟
لم يجد فرانس ما يقوله لذا بقي صامتا ً..
آلبرت :ال تخف ،لم أستدعيك ألضغط عليك من أجل العودة ،فأنا ال يحق لي إعطائك األوامر
كما أخبرتني سابقا ً..
تألم فرانس من كالمه وود لو يملك بعض الجرأة ويعتذر ولكن ال فائده..
هو جبان بالكامل..
آلبرت :كُل ما أُريده هو أن تفعل شيئا ً بسيطا ً ،ليس من أجلي بل من أجل إخوتك على األقل ،
فأنا ال أ ُريد أن يقوموا بلومك بال ُمستقبل كما قُمتَ أنت بلومي ..فالشعور حتما ً ليس جيدا ً..
صمت آلبرت قليالً ولكن ال فائده..
مهما ل ّمح له بالحديث ال يزال أخاه عنيدا ً..
إنه ال يُريد حتى اإلعتذار على األقل..
هل كلمة "آسف" صعبه الى هذا الحد ؟
هو فقط يريد هذه الكلمه ،ال يريد تبريرا ً أو تفسيرا ً أو إعتذار ُمبالغ..
فقط يُريد أن ينطق أخاه بهذه الكلمه ولكن ال فائده..
أخذ نفسا ً عميقا ً وقال بعدها :على أية حال ،والدتُك جينيفر تؤذي إخوتك ،هل ستبقى صامتا ً ؟
عقد فرانس حاجبه ونظر الى أخيه بتعجب فأكمل آلبرت :من أين لها بكُل هذه المعلومات عنهم
؟ عن عالقات إستيال العاطفيه ،وعن هواية فلور السريه ؟ ال تُخبرني بأنك أنت من تُمرر لها
هذا ؟
فرانس بدهشه :كال لستُ أنا..
آلبرت :واثق ؟
فرانس :لستُ وغدا ً الى هذه الدرجه!!
سخريه :على األقل إعترفتَ بكونك وغد.. إبتسم آلبرت هامسا ً ب ُ
تنهد وأكمل :وإذا ً ؟ هل ستبقى صامتا ً ؟ ألن تفعل شيئا ً ألجلهم ؟
شتت فرانس نظره في األرجاء قبل أن يقول :وماذا أفعل ؟
رفع آلبرت حاجبه يقول :أولم تقل لي بأنك أصبحت كبيرا ً وتملك حق إتخاذ القرار ؟ لما تسألني
؟
لم يجد فرانس أي جواب فصمت وأخذ كوبه يرشف منه قبل أن يمط شفتيه وبالكاد يُحاول
إخفاء تعبيرات وجهه فالقهوة ذات مرار ٍة ال تُطاق..
أشار آلبرت الى النادل وطلب كأس ماء ألجل فرانس..
شعر فرانس بالحرج وحاول تغير الموضوع قائالً :وماذا إن عرفت جينيفر باألمر ،لما تتحدث
وكأنه ُمصيبه ؟
آلبرت :ألنها بالفعل كذلك ! إستيال خارج البيت بعدما تشاجرت مع عمي وفلور إنتشرت
معلوماتها وبالكاد يُمكنني السيطرة على األمر وأنا آمل أال يصل األمر الى الصحافه ألنه حينها
ستتطلخ العائله ب ُمصيبةً غير مصيبة ما فعلتَه بالحفل السابق..
شتت فرانس عينيه وهو يهمس :لدي أسبابي..
آلبرت :أسبابا ً سخيفه !! تلويث إسم العائله شيء ال يفعله سوى األوغاد ! إن لم تُرد أن يتولى
ق أكثر سرية ! على مشاكلنا أن تكون بيننا ال أن نُظهرها على ريكس رئاسة العائله فهناك ُ
طر ٌ
العامه!!
سخريه وأكمل :ومن يفضح العائله ؟ شخص منها ،ياله من أمر ُمشرف.. إبتسم ب ُ
شعر فرانس بالكثير من الضغط النفسي ولكن لم يستطع أن يقول أي شيء..
بقي آلبرت ينظر إليه لفتره ثُم قال :أنتَ تعرفها كثيرا ً ،أخبرنا لم هي تريد تدميرنا ؟ هل الكره
فحسب هو السبب ؟ لما أجبرتك على فضح ريكس أمام العامة ايضا ً ؟
دُهش فرانس وقال بحده :أخبرتُك بأنه لم يُجبرني أحد !! أنا من فعلت ُها بنفسي!
يعلم آلبرت هذا ولكن يُريد إستفزازه فهو يعلم كم أن أخاه أحمق وسيفضح الكثير بلحضة
غضب لذا أكمل إستفزازه قائالً :بل هي من فعلت وأنت توافقها على ذلك ،لما تُريدان تدمير
العائله ؟ ما الذي تستفيدانه عندما تشوهان سمعة ريكس!
زاد إنزعاج فرانس وقال :أخبرتُك بأني من فعلتها !!! أنا ال أوافق تلك الجينيفر في شيء !!!
بالعكس أُحاول تدمير مخططاتها تماما ً ! ألم تسمعها بنفسك وهي تؤيد عمي بإختيار ريكس
؟!!! بل إنها تفعل ال ُمستحيل ليأخذها ريكس فهي تعلم بأنه لعبة في يدها وسيكون كُل شيء
تحت سيطرتها هي بعدما تتخلص منه !! أكره ريكس نعم ولكني بال ُمقابل ال أُحب رؤية األمور
تسير الى هذا المنحنى!!
بالكاد أخفى آلبرت دهشته من كالمه وقال محاوالً إستفزازه أكثر :ريكس راضي وجينيفر
تسعى ألمر لن يضرك ال أنت وال نحن فلما تهتم ؟!!!
ُجن جنون فرانس يقول :نعم راضي ولكن ُرغما ً عنه فال خيار آخر أمامه ،هوسه بأسرار
والدته دفعه الى ذلك وجينيفر تضغط عليه ألنها فقط تمتلك بعض المعلومات عنها !!! أنا ال
أُريد هذا !! هذه ليست الحياة التي تمنيناها ! تمنينا منافسه عادله بينك وبينه ،جينيفر تُفسد
كُل شيء ! تُريد السيطرة على كُل شيء ،بأمواله تمول لمشروعها السري وبعدها ستُلصق
بكُل شيء به وستُنشر بعدها حقيقة من تكون والدته ..ال أُحب هذا ! كرهها العميق آلليس
مقزز ! إنها أفضل منها بمئات المرات !!! إمرأه ُمقززه أكرهها كثيرا ً!
شعر بأن أخاه بدأ يتخبط بعض الشيء وهذا دليل على أمتالكه لكم هائل من المعلومات عنها..
بل أكثر مما يتوقع بكثير..
سأله :ماذا تقصد ؟
وقف فرانس وغادر بسرعه دون قول أي شيء وآلبرت ال يزال جالسا ً يُقلب كالم فرانس في
رأسه..
تلك الجينيفر .....ليست بالبساطة التي يضنها!
توقف فرانس أمام الشارع ليوقف سيارة أُجره وهو ال يزال يشعر باإلنفعال يُسيطر عليه تماما ً
..
ال يتذكر أي شيء مما قاله!
يكره عندما يُستفز بهذه الطريقه!
سحقا ً ،لقد كان يعيش بسالم في هذا األسبوع فلما يعاود الى مشاكل جينيفر هذه!!
ُ
بالكاد هرب منها وقطع تواصله معها فلما تعود إليه عن طريق إخوته!
توقفت سيارةٌ أمامه ومن شدة إنفعاله وتوتره ركبها دون أن يُالحظ بأنها لم تكن سيارة أجره
على اإلطالق..
***
4:55 pm
نزل إدريان من الدرج وهو يُدندن لحن أحد أغانيه القادمه والسعادة تعلو ُمحياه..
ُمنذ أن عاد من سفره وهو ُمبتهج ويرى الدُنيا بعيني متفائل..
ختف ؟ إليان في منزل والدتي منذ فتره وريكس لم تلفت حوله وهو يهمس :ما بال الجميع ُم ٍ
أره منذ عودتي وكين أصبح نادرا ً ما ينزل ،حتى فلور التي لطالما كانت كرادار ُمراقبه لم
أرها منذ ذلك اليوم ؟
جلس على األريكة وبدأ يُدردش في هاتفه وهو متعجب..
حتى إستيال مختفيه!
والعجيب أن والده على طاولة الطعام لم يسأل عنها..
تسائل في نفسه عن السبب ،هل سافرت ؟
وماذا عن فلور ؟ ما الذي حدث معها بالضبط ؟
تنهد وهو يتذكر تلك الليلة التي سبقت سفره حيث كان يُطالع فيلما ً مع إليان..
طلبته والدته في غرفتها وفتحت معه موضوعا ً غريبا ً..
يوم ما على الطعام ول ّمح إدريان لها عن كونه يعرف ما تُخيفه.. لقد تالسن هو وفلور في ٍ
تعجب كون والدته ال تزال تتذكر ذلك اليوم وسألته عن الذي تُخفيه..
أجابها بحسن نيه فلقد ضن بأنه فضول ال أكثر..
يتمنى بأنه كان مجرد فضول وأن سبب بكاء فلور وإستنجادها بأخيها ال عالقة له باألمر..
يتمنى هذا حقا ً..
إبتسم عندما رأى إليان تدخل بهدوء من الباب فوقف وتقدم منها يقول :ماذا ؟ ألن تُحيي أخاك
العائد من سفره ؟
نظرت إليه بنصف عين وتجاهلته فضحك ولحق بها يقول :هيّا ال تقولي بأنك غاضبه!
حاوط رأسها بين يديه بمرح وهو يُكمل :كانت ِمزحه ياعزيزتي ُ ،مجرد مزحه..
دفعت بيده عنها تقول بإنزعاج :هذا مؤلم!..
ضحك وربت على شعرها يقول :أسف أسف لقد أقصد..
مطت شفتيها وتركته قائله :أتركني فال نية لي ألُجاري مزاجك المرح هذا..
إبتسم ومشى بجوارها يقول :أُخبرك ؟
صغرى اللطيفة أن تكون أول عقدت حاجبها ولم ترد فقال :لم أُخبر أي أحد ،أردتُ ألُختي ال ُ
من يعلم..
رفعت حاجبها تقول :ماذا ؟
إدريان :سأكون ضيف شرف في أحد األفالم..
ضهر التعجل على وجهها تقول :عجبا ً ! أولستَ ُمغني ؟ كيف تُصبح ُممثالً فجأه..
ضحك وقال :لقد صورتُ بعض اإلعالنات وأدائي كان جيدا ً ،قرروا إدخالي كضيف شرف بأحد
األفالم ،ولن يكون هذا بعيد عن مهنتي فدوري هو ُمغني مشهور تُقابله البطله ،إنه مشهدان
فحسب..
إليان :امم هذا عجيب ُ ،مبارك لك ،اهذا هو سبب إبتهاجك ؟
إدريان :هههههه هل هذا واضح ؟
فتحت إليان باب غرفتها تقول :أجل..
توقفت ونظرت إليه تقول :الى أين ؟
تعجب وقال :هيّا إيلي ! سأدخل وأُكمل الدردشة معك ،المنزل ُممل..
هزت رأسها نفيا ً تقول :أتيتُ ألنام فقط ال غير!
ت خائنه ! وجودك هنا بالعادة يكون لإلستذكار أو اإلستجمام ،ضننتُك كشر بوجهه يقول :أن ِ
ستبقين معي..
سأل بعدها :ولما لم تنامي بمنزل والدتي ؟ أمرك عجيب فالمكان ُهناك أهدا بكثير..
أشاحت بنظرها تقول :أصبح ال يُطاق..
تعجب وسألها :لما ؟
خمن أن الموضوع له عالقة بريكس..
يبدو بأنهما تشاجرا..
بقيت إليان صامته لفتره قبل أن تهمس :ال يُمكنني فعل شيء ألجله ،لذا أنا أهرب..
عقد حاجبه وقال :من تقصدين ؟
أجابته بعد فتره بهمس :إيدن..
ً
دُهش من حديثها عنه وبقي صامتا ً للحضات قبل أن يقول :لقد كانت والدتي صارمة حياله ،ال
يُمكننا فعل شيء..
إبتسم وأكمل :ال عليك ،ليس وكأنه سيبقى هكذا طول حياته ! سيُشفى وسيخرج بعدها ال
تقلقي..
شدت على أسنانها تقول :األمر ليس بهذه البصاطة يا إدريان !!! أخشى بأنه سيموت قريبا ً !!
األمر ُمخيف للغايه ،أنت ال تعلم ماذا يحدث معه والدكتور جان هذا ليس سوى وحش يـ....
توقفت عن الكالم مصدومة وهي ترى من خلفه كين كان لتوه مارا ً من أمام غرفتها..
في حين لم يفهم إدريان سبب إنفعالها هذا وعندما فتح فمه يستفسر منها أكثر أغلقت الباب
في وجهه..
دُهش وطرق الباب مرارا ً يقول :ايلي !! ماذا يحدث ؟ لما تُغلقين الباب هكذا!!
مط شفتيه وتنهد ومن ثُم إلتفت ُمغادرا ً..
بقيت إليان خلف الباب لفتره وسمعت خطوات إدريان وهي تبتعد..
لم يتوقف أو يتحدث وهذا يعني بأن كين أكمل طريقه..
هل سمعها ؟
من بين الجميع هو من المفترض أال يعرف..
سرب الى هي تعرف كم هو ُمستفز ولو إستفز والدتها بهذا األمر فستعرف أمها عن كونه ُ
الخارج..
ستغضب منها للغايه..
هي ال تُريد ذلك..
ال تُريده ُمطلقا ً!..
تقدمت ورمت نفسها على األريكة الطوليه وهي تتمنى أال تسوء األمور أكثر..
عقدت حاجبها عندما الحظت ملفا ً على الطاولة التي أمامها سحبته وهي ال تزال ُمستلقيه
ونظرت الى إسم ال ُمرسل فلم تجد شيئا ً..
فتحته وأخرجت منه ورقة بجانب الـUSB ..
رفعت حاجبها وفتحت الورقه وبدأت بقرائتها..
ما إن قرأت بدايتها حتى جلست فورا ً مندهشه وأكملت قراءتها حتى آخر كلمة فيها..
أنزلت الورقه عن عينيها ونظرت الى الفراغ لفتره قبل أن تهمس :اآلن فهمتُ لما ذلك الوغد
يترصد بي!
إلتفتت ونظرت الى الـ USBوبعدها أخذته وإتجهت الى جهازها المحمول لتتفقد األدلة
الموجوده فيه كما كُتب في الورقه..
إتسعت عيناها بصدمه عندما وجدت أنا كُل ما قيل صحيح مائة بالمائه!
***
6:11 pm
س ِكب الماء على وجهه وهو يأخذ نفسه بشك ٍل سريع و ُمتتالي.. فزعا ً حالما ُ
إستيقظ ِ
أغمض عينيه قليالً ثُم فتحها وهو ينظر حوله يُحاول إستيعاب ما حدث..
صدم وهو يرى نفسه ُمقيدا ً على كُرسي ٍ من الخشب ويجلس في مكان يبدو كمصنع مهجور أو ُ
ما شابه..
ماذا حدث ؟!!!
كُل ما يتذكره هو التاكسي وبعدها.....
قاطع أفكاره صوتٌ هادئ يقول :كيف حالُك فرانسوا ؟
حيث مصدر الصوت ولكنه لم يستطع.. ُ حاول فرانس اإللتفات الى الخلف
من هؤالء وما الذي يحدث معه بالضبط ؟!!!
الخوف الشديد نهش قلبه واألفكار ال ُمرعبه غزت عقله فتحدث اآلخر يقول :أال تملك لسانا ً
لترد ؟
إرتجفت شفتا فرانس وهو يقول :من أنت ؟
إبتسم الرجل والذي لم يكن سوى دارسي نفسه وقال :هل تُريد أن تخرج من ُهنا بأمان ؟
إذا ً ُمبالغته في الخوف لم تكن من فراغ!!
هم بالفعل ُمجرمون!
ولكن من بالضبط ؟
هل خطفوه ألجل طلب فديه ؟
هل هذا ما يحدث عند طلب فدية من االثرياء ؟
لم يمر بمثل هذا الموقف سابقا ً ولم يرى هذه االمور سوى باألفالم!
وبالطبع قد حدث وقُتل المخطوفون..
هو خائف للغايه!..
حاول الحفاظ على رباطة جأشه وهو يُجيبه :أجل..
دارسي :حسنا ً هذا سهل ،أجبني على أسئلتي بصراحة تامه وبدون أي ُمراوغه وحينها أعدك
أتركك وشأنك.. بأن ُ
ال ،األمر ليس طلب فديه..
يبدو بأنه أحد أعداء آليكسندر ويُريد جمع معلومات عن خصمه..
دارسي :ما عالقتُك بآليس ؟
تحطمت كُل توقعاته حالما سمع السؤال الغريب هذا فقال :عفوا ً ؟
دارسي :ال أُكرر سؤالي مرتين..
حاول فرانس اإللتفات ُمجددا ً كي يرى وجه السائل ولكن لم يستطع فبقي صامتا ً لفتره وهو ال
يعرف من يكون هذا وعن أي آليس يقصد!
هل آليس زوجة عمه السابقه أو تلك الفتاة التي تعيش بينهم..
سأل :أي آليس ؟
دارسي بهدوء تام :بدأتَ تُراوغ ،أنت تُقلل من فرصة نجاتك هكذا إن كُنتَ ال تعلم..
من نبرة صوته بدأ يشعر فرانس بالخوف منها..
إنها نبرة شخص ُمخيف بال شك..
إذا ً .....هل من ال ُممكن أنهم من تلك ال ُمنظمه ؟
ُمستحيل ،ال شيء بتاتا ً يجعلهم يصلون إليه ،هو بعيد تمام البعد عنهم ،بالكاد تربطه صلة
بريكارد والذي هو أيضا ً بعيد عن أعينهم فكيف به هو!
ال ،هذا اإلحتمال غير وارد..
ولكن ..إن لم يكن من طرف المنظمه فمن قد يهتم بمعرفة معلومات عن آليس ؟
تشوش عقله ولم يعد يعرف كيف يُفكر..
أجابه :زوجة عمي السابقه..
دارسي :ال تتذاكى فهذه معلومة تافهه !..أنا أسأل عن عالقتك الشخصيه بها ،ماذا تعرف
عنها بالضبط ؟
حاول فرانس أن تكون إجاباته ُمقنعه وهو يقولُ :زرتُها في بعض المرات للعب بحديقتها ،
إبنها هو إبن عمي لذا عندما....
قاطعه دارسي بهدوء :بدأتُ أغضب وغضبي ليس بصالحك..
بدأ الخوف يزداد بصدر فرانس ولم يعد يعرف كيف يتصرف..
هو فاشل في المواجهات ،فاشل في ال ُمراوغه ،فاشل في إيجاد الحلول..
يكاد يُقسم بأنه أفشل مخلوق على وجه األرض..
ال يعرف كيف يُجادله..
ال يعرف كيف يتخلص منه..
ال يعرف أصالً من يكون حتى!
بينما دارسي ينظر إليه بهدوء تام وهو يُفكر بكالم البروفيسور..
هو حتى اآلن ال يعرف كيف لهذا الشاب أن يملك عالقة بآليس!
إنه حتى ليس بالشاب الذكي وال ال ُمهم!
كُل من تربطهم عالقةً بها كانوا على مستوى عالي من الذكاء والقدره..
هل أخطأ البروفيسور ؟
مستحيل ،هو لم يُخطئ من قبل قط!
إذا ً ماذا ؟
تحدث ُمجددا ً يقول :هل ستُطيل في صمتك ؟ بهذه الطريقة سأمل وأقتُلك..
نظر فرانس الى الرجل الواقف امامه والذي يبدو وكأنه تابع للشخص الذي يُحدثه..
هو لم يره من قبل ولكن مالمحه فرنسيه..
هذا يعني بأن ال دخل لمعارفها بروسيا باألمر..
ال يشك في أحد سوى تلك المنظمه..
إنه منهم!!
ولكن ما الذي قد يُريدونه منه ؟ ما الجواب الذي يبحثون عنه ؟
هو قطعا ً لن يُخبره بكل شيء ،ولكنه بال ُمقابل ال يعرف كيف يتظاهر بإمتالكه القليل من
المعلومات..
لطالما فشل بهذا حيث أن المعلومات التي يُعطيها يكتشف الطرف االخر كونها ناقصه
وبسهوله..
ال يعرف كيف يجعلها ُمقنعه..
بعد تردد كبير نطق قائالً :إذا ً أخبرني ماذا تُريد بالضبط فأنا بحق لم أفهم مقصدك..
إبتسم دارسي وقال" :أخبرني ماذا تُريد بالضبط" ؟ أال يعني هذا كونك تمتلك الكثير من
المعلومات لذا ال تُريد المجازفه بسردها كُلها ؟
شد فرانس على أسنانه وهو يهمس بداخله" :كُنتُ أعلم هذا ! إني فاشل ! بجمل ٍة واحده
فضحتُ نفسي"
دارسي :هيّا عزيزي قُلها ،قُل كُل ما تعرفه بخصوصها حتى يُمكنك أن تنام على سريرك هذا
اليوم..
أغمض فرانس عينيه محاوالً التفكير ،إن كان هذا رجل في المنظمة فهذا يعني بأنه ال بأس
بقول أنها كانت جاسوسه فهم يعلمون هذا..
سيتظاهر بكونه يعلم هذه الحقيقة فحسب..
همس لنفسه" :أتمنى بأن أنجح" ..
تحدث يقول :كُل ما أعرفه هو كونها جاسوسة فحسب ،دخلت الى منظمة ما وتنكرت بكونها
فرنسيه وواحدة منهم وباالخير تم قتلها على يديهم ..هذا هو كُل ما أعرفه بشأنها..
إبتسم دارسي وقال :قُتلت على يديهم ؟ حسنا ً لنقل أنها من أخبرتك عن كونها جاسوسه
وتنتمي الى منظمه ،هال أخبرتني من قد يُخبرك عمن قتلها ؟ كيف عرفت هذه المعلومة يا
عزيزي ؟
ُ
كاد فرانس أن يبكي من شدة غبائه ،ياليته إكتفى بكونها قتلت..
كيف سيخرج من هذا ؟!!
بينما دارسي كان ُمستمتعا ً بإستجوابه فمنذ زمن لم يُقابل شخصا ً ُمغفالً الى هذا الحد..
حاول فرانس الكذب قائالً :هذا واضح ،أعني من قد يقتلها غيرهم ؟
دارسي :ربما الشرطة الفرنسيه ؟ أوليس إبنها من فضح كونها جاسوسة أجنبيه ؟ لذا الشرطة
ستُطاردها بكُل تأكيد!..
فرانس :إنها الشرطه ،لن تقتلها بل ستعتقلها..
دارسي :يبدو أنك ال تعلم ما مقدار الكره الكبير الذي تكنه الحكومه الفرنسيه للروسيين بالذات
،لن يتوانو في قتل أي روسي إن سنحت لهم الفرصة لذلك..
فرانس :لم أكن أعلم بهذا ،لكني حقا ً ال أعرف أكثر مما قُلتُه ..صدقني..
شعر فرانس بأنه يُبلي جيدا ً في كذبته ويتمنى لو يصدقه هذا الرجل ويدعه وشأنه..
وفي الوقت نفسه يخشى بأنه قد يُقدم على قتله عندما يرى بأنه ال فائده منه..
حتى لو وعده بإطالق سراحه ،المجرمين ال يوفون بوعودهم..
دارسي :حسنا ً ،ماذا تعرف عنها أيضا ً ؟
فرانس :ال شيء سوى ما قُلته..
إبتسم دارسي يقول :ولكنك أخبرتني بأنك تذهب الى منزلها كثيرا ً للعب ،يستحيل أال تعرف
عنها أمور أُخرى ،هيّا أي شيء حتى لو كان تافها ً فهذا يزيد من فرصة خروجك بأمان من
ُهنا..
توتر فرانس ولم يعرف بماذا يُجيبه!
بدأ بالتفكير باألمور التافهه وهو يقول :تُفضل األطعمة العضويه ،تُفضل الشاي على القهوه ،
تُحب الجراء الصغيره ،تُحب األطفال ،مثل هذه األمور التافهه فقط..
دارسي بهدوء :أخبرني عن نوع عالقتها بالبروفيسور ؟
دُهش فرانس وحاول السيطرة على دهشة يقول :ماذا تعني ؟
نظر دارسي الى ُمساعده فنظر ُمساعده إليه بهدوء وهو يهز رأسه هزةً صغيره تكا ُد ال تُرى
وكأنه يقول أجل لقد دُهش من سؤالك..
صمت دارسي بعدها لفترة طويله وهو يقول في نفسه" :كان البروفيسور ُمحقا ً ،هذا الشاب
األحمق يعرف شيئا ً"
وقف وقال :حسنا ً فرانسوا ،لن تخرج من ُهنا حتى تُخبرني بكُل شيء يخصهما ،سأزورك
في كُل يوم مرة واحده ،ال أضن بأن ُهناك مجرم يُعطي مثل هذه الفرص بلطافه..
إلتفت ليُغادر ولكن توقف وقال :أوه نسيت ،لن تأكل ولن تشرب أي شيء طوال فترة بقائك ،
إما أن تعترف وإما أن تموت من الجوع..
فرانس بسرعه :أخبرتُك بأني ال أعرف شيئا ً صدقني!..
خرج دارسي من الباب الخلفي متجاهالً كالمه فلحق به ُمساعده وتركاه لوحده في الغُرفه..
سحقا ً !!! أي مصير أسود هذا الذي ُو ِضعتُ فيه! سحقا ً ُ
سحقا ً ُ
شد فرانس على أسنانه يقولُ :
***
7:24 pm
***
8:20 pm
-Paris -
***
8:23 pm
دخل الى المصعد بهدوء وهو ينظر الى هاتفه متعجبا ً من إختفاء أحدهم عن رسائله..
لطالما كان يرد فورا ً خالل ساعة على األكثر ،منذ الرابعة وحتى اآلن لم يرد على رسالته أبدا ً
..
هل حدث معه مكروه ؟
هذا ُمستحيل ،هل هو نائم إذا ً أو يُعاني من انفلونزا الشتاء ؟
تنهد وهمس :اتعامل معه وكأنه طفل وليس رجل بالغ!
خرج من المصعد متجها ً لشقته ،عقد حاجبه وهو يرى إمرأة تجلس بالكرسي ال ُمجاور لبابه
تعرف عليها..فتقدم من بابه ُمخرجا ً مفتاحه وحالما إقترب دُهش عندما ّ
قال بعدم تصديق :ميرفا ؟!!
إستيقظت من غفوتها ورفعت رأسها إليه وحالما رأته نظرت الى ساعة معصمها ودُهشت
لكونها إنتظرته كُل هذه ال ُمده..
ت ومارك ؟!!! لما وقفت وحالما فتحت فمها لتُحادثه سبقها وهو يقول بحده :أين إختفيتي أن ِ
تفعلين هذا وأنا الذي....
قاطعته :ال يحق لرجل كاذب ُمخادع أن يُعاتبني!!
ظهر اإلستنكار على وجهه يقول :عفوا ً ..؟
أخرجت الملف من معطفها السميك وضربت به على صدره تقول :ماهذا ؟!!!
أمسك بالملف قبل أن يسقط وفتحهه فإذ هو بأوراق مارك الرسميه ،شهادة المتوسط وشهادة
الميالد وغيرها من األوراق المطلوبه للتسجيل في المدرسه..
عرف فورا ً ما تقصده ففتح باب المنزل يقول :أدخلي فالمكان غير ُمناسب للنقاش..
شدت على أسنانها ودخلت بغضب..
دخل وأغلق الباب خلفه ثم تقدم يجلس على األريكة ما عداها هي فقد بقيت واقفه متكتفه وتهز
رجلها بتوتر تام..
نظر الى عينيها الغاضبتين اللتان تنتظران تفسيرا ً فقال :أين تسكنان اآلن ؟
أجابته :ال شأن لك ..فسر لي فيبدو بأنك تملك تفسيرا ً ما دُمتَ لم تسألني..
ريكارد :أولم أطلب منك عدم المغادره بتاتا ً ؟
ميرفا :أهملتنا لذا ال يحق لك بإحتجازي أنا وإبني أكثر..
ريكارد :هو ليس إبنك وال يحق لك إجباره على...
قاطعته :لم أجبره !! أخبرته بأن األم هي من تُربي وليس من تولد ! لقد وافق على الذهاب
كأم له وكعائلته الوحيده بدالً من والده الحقيقي الذي تركه معي بملئ إرادته !! إنه حقا ً يراني ٍ
هكذا دون زيارة!..
أكملت بحده :لذا أنت من ال يحق له إجباره على ماال يُريده ألنك فقط والده!!
رمت نظرة الى الملف وقالت :واآلن فسر لي ؟!! لما أوراق مارك مزيفه ؟!! ما ال ُمزيف فيه
بالضبط ؟ لما إكتشفت هذه المدرسة أمر التزييف ولم تكتشفه مدرسته القديمه ؟ إشرح لي كُل
شيء..
ريكارد بهدوء :أين مارك ؟
ضغطت على كلماتها تقول :قطعـا ً لـن تـراه ،أجبني على أسئلتي..
ريكارد :ال تُغضبينني يا ميرفا!!
ردت عليه :وكأن غضبك يهمني أو يُخيفني ! أخبرني أو على األقل أعطني أوراقه الرسميه !!
ال تكن أبا ً سيئا ً لدرجة أن توقفه عن الدراسه!
بقي صامتا ً ينظر إليها لفتره بعدها قال :الى أي مدرسة ستنقلينه إليها ؟ أعطيني إسمها وأنا
سأُدبر أمر تسجيله..
رفعت حاجبها تقول :كما كُنتَ تفعل مع المدارس السابقه ؟ اآلن فهمتُ لما لم تُريد منا اإلبتعاد
عن المنزل ،حتى ال يُكشف أمر التزوير!
ضحكت بإستهزاء وقالت :لن أُخبرك حتى ال تجد لك أي طريق له ،وبالمقابل كُن على علم
بأن ال ُمديرة أعطتني مهلة أسبوع لجلب أوراقه الرسميه وإال ستُبلغ عن التزوير هذا..
لثوان قبل أن يشد على أسنانه قائالً :أعطيني إسم هذه المدرسه.. ٍ إتسعت عيناه بدهشه
هزت رأسها :كال..
ريكارد :األمر ال يحتمل العناد ،أعطيني إسمها!!
أجابته :كال!
حاول السيطرة على أعصابه وهو يقول :كفي عن التصرف بغباء!
ميرفا بسخريه :لطالما كُنتُ الزوجة الغبية المجنونه ،ما الجديد ؟
ريكارد بهدوء :حسنا ً لن أقترب منكما مجددا ً وعيشا في أي مكان تُريدانه المهم أعطيني إسم
هذه المدرسة فأمر مارك عليه أال يُكشف بتاتا ً!..
ميرفا بعناد :لن أُعطيك إياه بتاتا ً حتى تُخبرني بالسبب !! لما أنت تُصر على تغطية األمر ؟
وما المزور بالضبط في أوراقه ولما زورتها !! هل تكره أبنك لدرجة أنك تبخل عليه بحياة
كريمة واضحه!!!
وقف بغضب وتقدم منها يقول وهو يصك على أسنانه :هو ليس إبني!
إتسعت عيناها بدهشه ليُكمل :والده الحقيقي رجل مجرم وضيع ! أمنتني والدته على إبقاءه
بعيدا ً عن أنظاره ليعيش حياةً طبيعيه بعيده عن عالم اإلجرام ! هل فهمتي اآلن ؟!!
هزت رأسها نفيا ً وهي مصدومةً تماما ً من هذه الحقيقة التي لم تتوقعها ُمطلقا ً!
End
Part 47
"الحذر ليس بجبن ،كما ان التهور ليس بشجاعة"
-اندريه موروا-
ميرفا بعناد :لن أُعطيك إياه بتاتا ً حتى تُخبرني بالسبب !! لما أنت تُصر على تغطية األمر ؟
وما المزور بالضبط في أوراقه ولما زورتها !! هل تكره أبنك لدرجة أنك تبخل عليه بحياة
كريمة واضحه!!!
وقف بغضب وتقدم منها يقول وهو يصك على أسنانه :هو ليس إبني!
إتسعت عيناها بدهشه ليُكمل :والده الحقيقي رجل مجرم وضيع ! أمنتني والدته على إبقاءه
بعيدا ً عن أنظاره ليعيش حياةً طبيعيه بعيده عن عالم اإلجرام ! هل فهمتي اآلن ؟!!
هزت رأسها نفيا ً وهي مصدومةً تماما ً من هذه الحقيقة التي لم تتوقعها ُمطلقا ً!
ليس إبنه!!
ليس إبنه ؟!!!
سألت بتردد :ماهذا ال ُهراء الذي تنطق به ؟
أشاح بنظره عنها يقول :ما سمعته..
جلس على الكُرسي ونظر الى عينيها يقول :لهذا لم أُرد أن تُغادي معه بعيدا ً ! أمنتُ له ُهنا كُل
شيء ،وتدبرتُ أمر تجاوز األوراق المزوره كي يدرس بشك ٍل طبيعي ..أرعاه دائما ً وأبدا ً
ولكن عن بعد..
جلست بالكُرسي ال ُمجاور ناظرةً الى عينيه تقول :هل أنتَ جاد ؟!! ريكارد هذه ستكون مزحةً
سخيفه صدقني!
إنزعج وقال :ومنذ متى أنا أمزح معك ؟!!
رمشت بعينيها بعدم تصديق ثُم قالت :ولما كذبتَ علي ؟
ريكارد :وهل ستُغير الحقيقة من شيء ؟
صرخت في وجهه :هل كان من ال ُممتع رؤيتي أُجن من فكرة خيانتك !!! إن كُنتَ لم ت ُخني فلما
كذبت ؟!!! لما جعلتني أعيش بوسط هذا الشعور القاتل !! لما تفعل هذا بي ؟!!
الصمت كانت إجابته..
هزت رأسها بعدم تصديق والدموع تسيل من عينيها لتقول بعدها :حسنا ً ،فعالً لن تُغير
الحقيقة من شيء ُ ،ربما لم تُنجب منها مارك كما كذبتَ علي ولكنك من دون أدنى شك وقعتَ
ب ُحبها وإال لما تفعل كُل هذا من أجل إبنها ؟!! إنك حتى دمرت حياتك معي من أجلها!..
همست له :ستبق وضيعا ً حتى النهايه..
وقفت وقالت :إنسى كُل شيء ،ربيتُه لذا أنا أمه ،إنسى أن أُخبرك عن مكانه..
وقف يقول بحده :ميرفا كُفي عن التصرف بغباء!..
إبتسمت بسخريه تقول :عاملتني بغباء طوال تلك ال ُمده ،ما الفرق ؟
حاول ضبط أعصابه وهو يقول :حسنا ً ،لن آخذه منك ،صدقيني ولكن بال ُمقابل عليك أن
تخافي ألجله ! والده يبحث عنه في كُل مكان كالمجنون ! إن تسربت قضية األوراق المزوره
فسيصل إليه من دون أدنى شك ..أعطيني إسم المدرسه وسأتدبر أمره..
ميرفا ببرود :لن أفعل..
ريكارد بحده :ميرفا!!!
إلتفتت الى جهة الباب فتقدم ووقف أمام الباب يقول :كوني عاقله ودعينا نتحدث بعقالنيه..
ميرفا بدهشه :عجبا ً ! أال تعرغ الى اآلن بأني إمرأة مجنونه ؟!!
ت ال على مارك! ريكارد :دعي جنانك ينقلب عليك أن ِ
رفعت حاجبها تقول :عندما كان ينقلب جناني عليه سابقا ً وأطرده من المنزل في بعض األحيان
أين كُنت ؟ لم تهتم لذلك لذا ال تتظاهر بأنك تكترث ألمره اآلن..
إتسعت عيناه من الصدمه يقول :هل سبق لك وأن طردتيه من المنزل ؟؟
إبتسمت تقول :واااه أنظر لمدى الغضب في كلماتك !! لقد ضربتُه مرةً عندما كسر التلفاز ولم
تغضب واآلن غضبت لمجرد الطرد ! أنتَ تُضحكني..
ريكارد بحده :أين مارك!!
تقدمت منه ووقفت أمامه مباشرةً تقول :أجل أنا إمرأة مجنونه تُفرغ غضبها في مارك ببعض
األحيان ،لطالما كان بيننا شجارات كثيره ،إنه حتى يعلم بأني مجرد زوج ٍة لوالده ولكن إحزر
ماذا ؟ لقد إختارني عليك ،ألن األب واألم ليسا من يولدان بل من يُربيان ،وأنت لستَ والده ال
حقيقةً وال بالتربية حتى لذا ال يحق لك النطق بإسمه فما بالك بمعرفة مكانه ؟!
دفعته عن الباب وغادرت فضاقت عيناه قليالً ثُم إتصل على أحدهم..
حالما رد قال له :غادرت ميرفا من شقتي للتو ،إتبعها حتى أتصل عليك ُمجددا ً..
وأغلق الخط بعدها..
***
8:33 pm
-Paris-
ما إن خرجوا من المطعم وإتجه الشاب الى دراجته حتى قالت له كلير :هل ُجننت!!
بدأ يرتدي خوذته وهو يقول :كم مرةً سألتيني هذا السؤال ؟
كلير بعدم تصديق :ستذهب الى الموت بقدميك!
رفع حاجبه يقول :وما أدراك ؟
كلير :هذا واضح ! إنه وكر منظمه ! ما تفعله ليس شجاعةً بل تهور ،أن ترمي بنفسك الى
الموت!!
صمت لفتره ثُم نظر إليها يقول :قتلوا فينسنت ويُريدون قتل رين أيضا ً ! لقد وصل بهم األمر
إلدخال نينا الى األمر ُرغم كونها مجرد طفله ! ال يُمكنني ُمسامحتهم ،الذهاب لوكرهم من
ي ،شكرا ً لك كلير.. أكبر أمان ّ
كلير بعدم تصديق :لوكا!!!!
ضحك وقال :مابك ؟! أنا لم أطلب منك الذهاب معي ؟ ال تقلقي لن يُصيبك مكروه..
إنزعجت منه ،من الواضح بأنها قلقةً ألجله!
ليست من النوع الذي يقذف بالناس الى موتهم ! هي من أوصلته الى ريتا وهي من جعل األمر
يتطور الى هذا الحد!
ال تُريد أن تكون سببا ً في موت أحدهم حتى لو كان صديقا ً لعدوها!!
كلير :هل لديك خطه ؟
لوكا وهو يُشغل دراجته :ال عليك ،لم أُخطط في حياتي على أي شيء ،أنا ممن يتصرفون
بناءا ً على الموقف..
إبتسم ونظر إليها يقول :هيّا كُفي عن القلق فقد يصل بي األمر إلخبار رين عن هذا ،
سخرية عليك حينها.. وصدقيني هي لن تفوت فرصة ال ُ
مجنون ! هو حقا ً مجنون!!!
نظرت ريتا إليهم وقالت :ما بال هذه ال ُمحادثه ؟
نظرا إليها فقالت :من قال بأني سآخذك وحدك الى ُهناك ؟ لستُ غبيه ! تتواصل معها عبر
الهاتف وهي بدورها تتصل بالشرطه!
إبتسمت كلير وقالت :جيد ،في هذه الحاله لن تأخذيه لوحده صحيح ؟
أخرج لوكا هاتفه النقال من جيبه وسلمه لريتا يقول :ما رأيُك بهذا ؟ اآلن ال يُمكنني نصب أي
فخ صحيح ؟
كلير بصدمه :أ ُجننت ؟!!!
أكمل كالمه لريتا قائالً :ويُمكنك تفتيشي أيضا ً حتى تتأكدي من عدم وجود أي وسيلة تواصل
أُخرى..
كلير بحده :لوكا!!!
صمتت ريتا لفتره ثُم قالت :ماذا لو تبعتنا بسيارة أُجره ؟ ثُم أبلغت عن المكان ؟
نظرت كلير إليها تقول :أجل ،هذا ما سأفعله بالضبط!
ت ؟!! عودي لمنزلك ونامي فغدا ً لديك دراسه! إنزعج لوكا منها وقال :وما شأنك أن ِ
نظرت إليه بحده تقول :لن أذهب وسألحق بك وال يحق لك منعي فالشارع والمدينة وفرنسا
كُلها ليست ملك لك فهمت!!
إستشاط غضبا ً منها ومن عنادها ،كيف يتخلص منها ؟
نظر الى ريتا ،البد من أنها ستركب سيارة أُجره وهو يلحق بها..
في هذه الحاله....
تحدث إليها وقال :ريتا إسمك صحيح ؟
طرق من ال ُمستحيل لها أن هزت رأسها باإليجاب فقال :إركبي خلفي ،سأدخل بدراجتي عبر ُ
تلحق بنا عن طريقها ،ما رأيُك ؟
أمسكت كلير بكتفه ولفّته لها تقول :عن ماذا تتحدث ؟!! لما أنت ُمصر على الموت هكذا!
لك بها..نظر الى عينيها الزرقاوتين ُمباشرةً يقول :ألنها حياتي ،وال شأن ِ
خافت ،هي بحق خائفه!
هو ال يهمها على اإلطالق ،لكن مسألة أن تكون هي السبب بذهابه الى موته تُخيفها..
ُرغم شخصيتها الجافه الوقحه إال أنها ال تُريد أن تكون سببا ً لموت أي أحد!
ماذا تفعل ؟!!!
تحدثت ريتا تقول :ال بأس في هذه الحاله..
وأدخلت هاتفه في جيبها فنزع خوذته عن رأسه وسلمها إياها يقول :جيد ،إرتدي هذا..
كلير بإنزعاج :سالمتك أهم!!..
قال ببرود دون أن ينظر إليها :بل سالمتها فلو تضررت فال أحد آخر سيأخذني إليهم..
مجنون!!
لم ترى أحدا ً في حياتها أكثر جنونا ً منه!!
ركبت ريتا خلفه وتشبثت به فإنطلق بدراجته بسرعه من أمامها وهي لم تعد تعلم ماذا تفعل..
كُل شيء خارج سيطرتها تماما ً..
في جه ٍة أُخرى..
نظر كينتو الى هاتفه حيث رسال ٍة وصلته قبل دقائق من ريتا..
دُهش من محتواها ونظر الى روماريو يقول :ريتا!!!
نظر روماريو إليه يقول :ما بال هذا الحماس بصوتك ! ماذا بها ؟
كينتو :تقول بأنها عرفت ذاك القاتل الذي يُنهي على حياة أتباعنا وستُحضره الى ُهنا..
إتسعت عينا روماريو بصدمه يقول :هل أنت واثق ؟
كينتو :هذا ما قالته بالضبط!
إلتفت روماريو وقرر إخبار موريس باألمر..
فإن كان هذا األمر صحيحا ً فعليهم إتخاذ التدابير الصارمه..
فشخص مثله عليهم أن يستعدوا ألجله أتم اإلستعداد حتى يتأكدوا بأن ال يخرج من ُهنا إال وهو
ُجثه..
***
8:45 pm
***
9:10 pm
أخبرتني عن مكانه ؟
هل يعرف بمعلومة إمتالكها إلبن ؟
إن كان أجل فلما هو مهتم بمعرفة مكانه ؟!!
هي حقا ً ال تفهم!
ت!!
قاطع تفكيرها صوت ريكس يقول :أن ِ
نظرت إليه فقال :لما شاردة الذهن ؟ هل تذكرتي شيئا ً آخرا ً ! هل كالمك السابق فيه بعض
األخطاء ؟
بقيت تنظر إليه وهي تتذكر الجملة التاليه التي قالها البروفيسور في تلك الليله بخصوص
ريكس..
**إبتسم لها لفتره وسأل بعدها :وهل أخبرته ؟
عقدت حاجبها لوهله ثُم نظرت إليه تقول :عن ماذا ؟
ت تعرفين عزيزتي أن ما يُهمني يهمه أيضا ً بنفس المقدار لذا هل أخبرته ؟** رايان :أن ِ
نعم ،هذا يؤكد أن أمر إمتالك آليس لطفل آخر هو السر..
ألنه من الطبيعي أن يهم ريكس!
فهذه والدته وهذا سيكون أخاه!!
ً
بقيت تنظر الى عينيه المشتتين اللتان تنتظران إجابة منها..
ماذا تفعل ؟
هل تُصارحه بما فهمت وتُخبره بأنه يمتلك أخا ً ؟
ولكنه ال يعرف بهذه المعلومة مسبقا ً!
وبحسب الصوره وكالمها آنذاك آلليس فيعني بأن هذا األخ أصغر منها..
أي جاء بعد طالق والدته من والده..
أي أنه ربما يكون طفالً من زوج آخر وربما من خارج إيطار الزواج..
هل هذه المعلومه ستُسعده أو ال ؟
تخشى بأن يُصدم من األمر فهي حتى اآلن ال تعرف نوع عالقته بوالدته بالضبط!
إنها ُمحتاره ُ ،محتارة للغايه!!..
تحدث ريكس قائالً :مابك ؟ لما ال تتحدثين ؟
أشاحت بنظرها تُفكر..
تخشى بأنه يحترم والدته للغايه وقد يُصدم من أنها تركت والده من أجل رجل آخر..
وبال ُمقابل ال يُمكنها الكذب بخصوص إمتالكه ألخ فربما هذا الطفل يحتاجه!
صحيح ...من عساه يكون ؟
طفل بشعر بني وعينان خضراوتان ؟
هل إلتقت به ؟ بحسب ما تتذكره هو رغبتها ب ُمقابلته..
إذا ً هل إلتقته أو ال ؟
وهل هو حي اآلن ؟ وأين يعيش ؟
هل تعرف هذه المعلومه ؟ البد من أنها تعرفها لهذا البروفيسور سألها عن مكانه..
من عساه يكون ؟
ريكس بإنزعاج :رين!!!
إبتسمت بهدوء ونظرت إليه تقول :أتعلم ،أ ُحب عندما تُناديني برين..
رفع حاجبه بإستنكار من الموضوع الغريب الذي فتحته فأكملت بذات اإلبتسامه :ألني حينها
أشعر وكأن لي كيان بهذا العالم ،بعد فقداني لذاكرتي شعرتُ وكأني دخيله غريبه وكان هذا
يُخيفني كثيرا ً ،لم أعلم بأن إمتالك إسم هو نعمةٌ عظيمه..
صمتت قليالً ثُم أكملت :أتسأل هل هذا هو سبب شعوري بالراحة معك ؟ ألنك تُناديني بإسمي
بإسم ُمزيف ؟ ٍ بهويتي وليس
أخذ نفسا ً عميقا ً وقال :حسنا ً فهمت ،واآلن لنعود الى موضوعنا....
قاطعته :آسفه ال أتذكر جيدا ً ،ال أعلم إن قالت إبني بالضبط أو ال ..أحتاج بعضا ً من الوقت
لتذكر تلك ال ُمحادثة جيدا ً..
نظر إليها بهدوء وهو يشعر بأنها تُخفي شيئا ً عنه..
ما الذي تُخفيه بالضبط ؟
فتح فمه ليتحدث فقاطعته :هاتفك ! ألم تُزعجك الرسائل التي تُرسل طوال فترة محادثتنا ؟ أنظر
من ال ُمرسل..
ريكس :ال يهم بالتأكيد والدي يطلبني لحضور العشاء مع عائلة كالودي..
إبتسمت وقالت :مع عائلة والدك بالقانون ُمستقبالً ؟
إنزعج منها وقال :كفي عن ذلك!!
رين :هههههه لما ؟ عندما تتزوج جوليتا سيُصبح أبواها هم أبواك بالقانون ،أشعر بالغيره..
زاد إنزعاجه ولم يُعلق فتنهدت وقالت :ال تكسر قلبها..
رفع حاجبه ونظر إليها فأكملت :إن لم تكن تُريد الزواج منها فكُن واضحا ً وصريحا ً ،ال تتركها
تتعلق بآمال كاذبه ،تجاهلك للحضور ال يعني لها بأنك ال ترغب بها ،هي ستبقى تصنع لك
األعذار يوما ً بعد يوم ،بهذا الشكل أنت تُضيع سنوات من عمرها ،كُن صريحا ً معها
وواجهها..
أشاح بنظره عنها يقول :ليس األمر أني ال أرغب بها!
دُهشت وسألته بهدوء :تُحبها ؟
ريكس :وال هذا أيضا ً..
تعجبت وقالت :إذا ً ماذا ؟!
صمت قليالً ثُم قال :ال أعلم..
رين بإستنكار :عفوا ً ؟ ال تعلم !! هذه إجابة الفتيات يا عزيزي ،الرجال عليهم أن يكونوا أكثر
وضوحا ً بعالقاتهم وال يُجيبون بـ ال أعلم!
إنزعج وقال :ألني بحق ال أعلم ! ال أكرهها ،بالعكس ربطني معها ماضي جيد وأراها كزوج ٍة
جيده ولكني ال أفكر بالزواج ! أنا حتى ال أدري إن كُنتُ سأعيش طويالً أو ال!
ت أكثر من أشار الى كتفه حيث ُجرح الرصاصه مكمالً :فكما ترين قد أموت بأي لحضه ! أن ِ
يعرف هذا لذا عليك أن تتفهمي ال أن تتذاكي..
صمتت رين لفتره ثُم قالت :هذا يعني بأنك لم تُحب من قبل ؟ ستوافق لو سنحت لك الظروف
ألنها فقط زوجة جيده وتعرفها منذ الطفوله ! هذا النوع من الزواج ال أُحبه..
لم يُعلق على كالمها فقالت :حسنا ً ،إذا ً أرفضها ،ال تُبقها ُمعلقةً بك ،ستتأذى هي كثيرا ً لو
حدث األسوأ و ُمت ! فما أنت فيه اآلن سيطول كثيرا ً ،هذه نصيحتي..
هزت كتفها وقالت :وإذا إعتدل حالُك وصرت بوضع أفضل في ال ُمستقبل فكر بأمرها ،إن
شعرتَ بأنك تُحبها فيُمكنك الوصول إليها بأي شكل فالحب ال عائق له ،وإن كُنت ال تزال تراها
كفتا ٍة جيده فأتركها ،جرب ال ُحب ِ ،جد لك فتاة أحالمك وجرب ال ُحب معها..
رفع حاجبه يقول :تتحدثين وكأنك قد جربته..
هزت كتفها قائلةً :ربما فأنا ال ِزلتُ فاقدة للكثير من ذكرياتي..
أبعد نظره عنها هامساً :لما أتحدث بمثل هذه األمور معها!
إبتسمت عندما سمعت همسه وقالت :عجبا ً ،هل ألنك ترتاح لي أيضا ً ؟ أشكرك عزيزي..
إنزعج ووقف وهو يؤشر على كيس بالقرب من باب الغرفه :إشتريت لك بعض المالبس ،ال
تُغادري المنزل إال لو شعرتي بخطر ،سأعود بسرعه فلدي أمور أُريد اإلستفسار عنها
ورجاءا ً....
صمت قليالً وأكمل :كوني صريحة معي حينها..
ثُم إلتفت وخرج فهمست :ماذا ؟ هل الحظ بأني كذبتُ حينها ؟
تنهدت وذهبت الى الكيس تتفقد محتوياته وهي تهمس :ماذا أفعل ؟ هل من الجيد الكذب ؟ لما
أنا أُراعي مشاعره الى هذه الدرجه ؟!
إبتسمت وهي ترى قطع المالبس وقالت :لم يُجرب الحب من قبل ويبدو بأنه لم يبني أي عالقه
حتى ومع هذا لديه ذوق رائع ،أحمق..
***
9:11 pm
أوقف لوكا دراجته ناظرا ً الى المكان حوله حيث العنوان الذي أعطته ريتا..
بينما نزعت ريتا خوذتها وهي تتنفس بسرعه فقد وقف قلبها لمرات عديده بسبب سرعته
وإلتفافاته الخطره..
هي قطعا ً لن تركب دراجةً مرةً أُخرى!..
سألهاُ :هنا ؟
نظرت خلفها حتى تتأكد بأن ال أحد تبعها ،مع أن لوكا دخل من عدة أحياء وممرات يستحيل
للسيارات دخولها إال أنها تُريد أن تتأكد أكثر..
نظرت بعدها إليه وقالت :إتبعني..
مشت وتبعها وهو ينظر حوله متفقدا ً المكان..
دقائق حتى وقفت أمام منزل عتيق وكبير بعض الشيء..
نظر حوله وهمس :إذا ً مكانكم بوسط حي سكني ؟ أتسائل لما لم تخافوا من أن يلحظ أحد
أمر ُمريب ُهنا.. السكان وجود ٍ
دخلت ريتا قائله :له مدخل خلفي بعيدا ً عن أعينهم..
إبتسم وهمس لنفسه :ساذجه..
دخال الى المنزل ولم يُقابال أحدا ً بطريقهم حتى فتحت بابا ً وقالت :إبقى ُهنا ،سأستدعي لك
.....
قاطعها وهو يدخل مارا ً من جانبها :أُريد موريس بنفسه..
إنزعجت وقالت :ال تقلق ستموت على يده..
ومن ثُم أقفلت الباب خلفه بالمفتاح..
إبتسم وهو يتحسس ما بجيبه قائالً :كان من السهل سرقته منها..
نظر حوله مستكشفا الغرفة وهو يُفكر بما سيفعله بعد هذا..
دقائق حتى فُتح الباب ودخل فجأه عدة أشخاص وأحاطوا بالغرفة مصوبين أسلحتهم بإتجاهه
..
كانوا سبعة تقريبا ً..
الحظ نظرة الغضب والكُره الشديد في وجوههم فإبتسم وقال :آسف ،يبدو بأني قتلتُ
أصدقائكم..
ُجن ُجنون أحدهم وكاد أن يُطلق لنار فصرخ من بجانبه :إياك ! ال تدعه يستفزك!..
ثوان حتى دخل روماريو وكينتو وأخيرا ً موريس.. ٍ
تقدم موريس ناظرا ً الى لوكا لفترة قبل أن يقول :هل ما قُلتَه لتابعتي صحيح ؟
لوكا :بخصوص قتلي ألفراد منظمتكم خاصةً من كانوا يُراقبون منزل فينسنت ؟
غضب كُل من حوله فإبتسم لغضبهم وأكمل يقول :نعم صحيح..
تفحصه موريس فلقد توقع أن يكون رجالً ذو قوة وخبره وليس شابا ً في أواخر العشرينيات!
تقدم موريس حتى جلس على الكُرسي وبقي يتفحص لوكا ثُم قال :هل علي أن أُصدقك ؟
لوكا :وما المانع ؟
ت برجلك إلينا ُمعترفا ً!موريس :المانع هو المنطق ،لما قد تأ ِ
لوكا :ببساطه ألني أضمن خروجي من ُهنا بعد أخذي لحياة البعض في طريقي..
جن جنون من حوله ويكادوا ان يُطلقوا النار على رأسه ويُسكتوه لألبد..
فهذا لم يكتفي بقتل أصدقائهم بل أتى الى ُهنا ُمتفاخرا ً بهذا و ُمتحديا ً لزعيمهم!!
حاول موريس أال يظهر إستفزازه من هذا الشاب ال ُمزعج فقال :ولماذا تفعل هذا ؟
وضع لوكا يديه في جيب بنطاله بإستهتار يقول بهدوء :إنتقام لموت فينسنت..
رفع موريس حاجبه يقول :وما عالقتك لتنتقم له ؟
لم يُجبه لوكا فقال موريس :أنت أصغر من أن تكون صديقا ً له ! وال أقارب لديه ،ولستَ من
جيرانه أيضا ً..
لوكا ببرود :أين نينا ؟
عقد موريس حاجبيه بإنزعاج يقول :أجبني على سؤالي!
لوكا :أُريد رؤية نينا..
موريس :وما عالقتك بها ؟!! لما أيت الى مكان خطير ألجلها ؟؟ لستَ من أقاربها بكُل تأكيد
فما عالقتك بها!
إبتسم لوكا يقول :ولكني حقا ً من أقاربها..
على جملته هذه فُتح الباب ودخلت ريتا..
تقدمت من موريس وقالت له :أريتُها صورته ولكنها لم تعرفه ُمطلقا ً..
رفع موريس حاجبه من اإلجابة هذه ،لقد طلب ُمسبقا ً منها أن تعرف من نينا عن هذا الرجل
أكثر ولكن يبدو بأنه ال تربطه عالقة بها!!
نظر الى لوكا يقول :متى ستكف عن الكذب ؟ إنه تصرف الجبناء فحسب..
تقدم لوكا وجلس على كرسي آخر ببرود تحت أنظارهم المصدومه من تصرفه وال كأنه تحت
تهديد السالح..
تحدث لوكا قائالً بهدوء :خالل نصف ساعه على نينا أن تخرج من هذا المكان الى هذا العنوان
،الشارع الخامس بفندق نييال رقم الغرفة إثنان وعشرون..
تحدث كينتو يقول بصدمه :كيف تجرؤ ؟!!
لوكا بهدوء وعينيه على موريس :أُريد صورة تأكد أيضا ً فأنا ال أثق بال ُمجرمين..
زاد غضبهم فتحدث روماريو يقول :هل نقتُله ؟ ال فائده من اإلستمرار بالحوار مع مجنون
مثله..
إبتسم لوكا ونظر إليه يقول :ال تتهور صغيري ،قد تكون هذه نهايتكم حينها..
عندما فتح روماريو فمه ليرد تجاهله لوكا قائالً لموريس :النصف ساعة تمضي..
موريس بهدوء تام :ما مقدار الخطأ الذي إرتكبته لتتمنى الموت الى هذه الدرجه ؟!
ت الجل التحاور معك أصالً بل كان هناك فضول يتملكني لم يُجبه فوقف موريس وقال :لم آ ِ
صدمت من كونه مجرد إنتحاري مجنون لرؤية الشخص الذي شكل تهديدا ً على منظمتنا ولكني ُ
مثلك..
ومن ثُم إتجه الى الخارج فأوقفه صوت لوكا يقول :الملف ..110
إتسعت عينا موريس بصدمه وإلتفت ناظرا ً إليه..
تعجب كينتو من صدمته فسأل روماريو :ماهو الملف 100؟
سرق ،إنه الملف الذي أجابه روماريو وهو ينظر الى لوكا بعيني مندهشتين حذرتين :انه ما ُ
سرقه فينسنت والذي من المفترض أن يكون بحزة إبنته وليس غريبا ً كهذا!
في حين رفع لوكا عينيه الى موريس المصدوم وقال له ببرود تام :تخرج نينا من ُهنا بأمان
وبعدها يُمكنني النقاش معك بهدوء بشأنه..
إختفت الصدمة من عيني موريس وضاقت عيناه بتردد كبير!
***
10:00 pm
في حين نظرت جينيفر الى الساعة ثُم نظرت الى زوجها..
لقد حان موعد طعام العشاء ال ُمقرر!
هل تتواصل مع إدارة المطعم وتطلب تأخير الطعام أكثر ؟
ولكن آليكسندر لم يُعطي لنظراتها أي جواب فحتى هو لم يعد يعرف ماذا يفعل..
طرق الباب ودخلت إحدى الموظفات ،إبتسمت فتنهدت جينيفر وهزت رأسها باإليجاب فإنحنت ُ
الموظفه وغادرت لتُحضر الطعام..
إنطلق لسان مادلين ُرغما ً عنها تقول :لن يحضر ريكس ؟
سحقا ً ،لم تستطع أن تُمسك لسانها!!ُ
غيضها الشديد من الموقف جعلها تنطق دون وعي..
إبتسم آليكسندر وفتح فمه وهو ال يملك أي إجابه حتى..
فتحه وهو ال يعرف ماذا سيقول اآلن!
كانت لحضة ثقيله قبل أن يُقاطعها فتح الباب ودخول ريكس..
تنهد آليكسندر براحه ومن ثم رمى نظرةً قاتله إلبنه الذي تصرف وكأنه لم يرها..
دخل وجلس بجانب جينيفر حيث جوليتا تُقابله وهو يقول بهدوء :عذرا ً على التأخير..
تحدث األب يقول :أهالً ريكس ،خيرا ً هل من مشكل ٍة إستدعت تأخرك ؟
ريكس بوجهه هادئ وكأنه ال يكذب :لقد سد الثلج إحدى الطرق مما عطل هذا حركة السير..
مادلين :لم تُثلج هذا اليوم..
ريكس وهو ُمستمر بكذبته :بلى أثلجت في الشمال حيث كُنت..
مادلين :غريب وما الذي جعلك تذهب الى الشمال ؟
فُتح الباب ودخلت عربة الطعام فأشغل ريكس نفسه في النظر الى الموظفات وهن يوزعن
الطعام كي يجعل تلك المادلين تصمت وتتوقف عن طرح المزيد من األسئله..
هو واثق من أنها لم تُصدقه وتُحقق كي تجد سببا ً لشتمه..
إنها ال تعلم بأن شعوره تجاهها ُمماثل فهو يكره جديتها ورغبتها بأن يكون زوج إبنتها ِمثاليا ً
الى درجة اإلشمئزاز!
في حين كبتت مادلين غضبها لتجاهل ريكس لسؤالها..
إنها حقا ً ال تُحبه..
وقطعا ً لن تحبه حتى لو تغير وطابق مواصفاتها الصعبه!!
إبتسم والد جوليتا وعلق على إحدى اإلطباق فرد آليكسندر عليه وبدآ يتحدثان حتى وصل بهما
األمر للتحدث عن المدن الريفيه الغنيه بالموارد الطبيعيه..
رفعت جوليتا عينيها ونظرت الى ريكس الذي يتناول طعامه بهدوء ويبدو بأن عقله مشغول
بأمر آخر بعيد عما يتحدث به والدهما..
همست له جوليتا تقول :هل ُهناك خطب ما ؟
عقد حاجبه ونظر إليها يقول :ماذا ؟
شعرت مادلين بهمس إبنتها التي تجلس جانبها فتجاهلت أحاديث الرجالن الممله ووضعت
أذنها مع إبنتها لتعرف فيما يتحدثان هذان..
في حين قالت جوليتا له :أقصد يدك ،أنت ال تُمسك السكين بطريقة جيده ،هل تؤلمك ؟
إنها اليد حيث أُصيب بأعالها..
كذب قائالً :أردتُ رفع مقعد السيارة وإستخدمتُ بعض القوة في الوقت الخطأ..
جوليتا :اوه ،لما لم تذهب الى الطبيب وتكشف عليها فربما...
قاطعها :وأتأخر أكثر ؟ هل تُريدين أن تقتلني أمك ؟
ضحكت جوليتا بهدوء بينما إنزعجت مادلين ونظرت إليه فدُهشت عندما رأته ينظر إليها!
ذاك الوقح !!! هل قال جملته ألنه يعلم بأنها تسمعهم ؟!!
ما إن فتحت فمها لتبدأ أخيرا ً بشتمه تحدث آليكسندر يقول :اووه ريكس ممن يحبونها ،إعتاد
دائما ً على شرائها في ِصغره ،صحيح ياريكس ؟
نظر ريكس الى والده وأجابه :أجل ..كُنتُ أستمتع بذلك..
إجابه هادئه طبيعيه وال كأنه ال يعرف أصالً ماذا يقصد..
إبتسمت جوليتا التي إستمعت الى حوار والداهما السابق وقالت :نعم صحيح ،كُنتُ كلما ُزرتكم
أتطلع الى رؤية الجديد ،هههههه كُنا نقضي أغلب وقتنا بتفكيكها وتركيبها..
تدخلت مادلين تقول :وأنا أتذكر عندما صرخ ريكس وغضب ألنك بالخطأ كسرتي إحداها ،
تذكرين عندما قال لك "ال أريد رؤيتك في المنزل مرة أُخرى" ؟
أمها حقا ً تُريد إغاضته بأي طريقه!..
إبتسمت وقالت :هيّا كُنا ِصغارا ً حينها ،من الطبيعي أن نغضب من بعضنا..
ت لم تغضبي وال مادلين وهي تتصنع المزح :هههههه أجل لقد كان دائما ً يغضب تجاهك وأن ِ
لمره ههههههه..
تدخل األب ليُغطي عن نوايا زوجته الواضحه يقول :جوليتا كتومه ،منذ ِصغرها وهي تكتم كُل
شيء حتى لو كانت غاضبه ،هههههه أتذكر عندما.....
وبدأ بسرد إحدى مواقفها القديمه حتى يُغير الموضوع الذي بكُل تأكيد كان سيتحول الى ماهو
أسوأ!..
انهوا طعامهم وبدأن النادالت بلم الصحون من أجل التحلية القادمه..
ما إن خرجوا حتى نظر والد جوليتا الى ريكس وقال :حسنا ً ريكس ،كيف هو عملك اآلن ؟
لقد دخل بصلب الموضوع حقا ً ،أجابه ريكس :على ما يُرام..
سأله :حقا ً ؟ إذا ً ماذا بخصوص ما قاله فرانسوا في تلك الليله ؟
صمت ريكس لفتر ٍة ليست بالقصيره..
فما يُريد قوله هو شيء وما يُريد منه والده قوله هو شيء آخر..
ال يعلم هل يكون صريحا ً أو يتبع رغبة والده..
بعد فترة من الصمت قرر قول ما يُريده والده :ال عليك ،الكُل البد من أن يواجه مشاكل في
عمله ،وربما بالغ فرانس بكالمه فقد أعماه غضبه الشخصي مني ،كُل شيء تحت السيطرة
اآلن وال شيء سيء يحدث حتى..
ظهرت الدهشه في عينيه يقول :اوه هذا جيد ! إني حقا ً ُمتفاجئ من قول فرانسوا لكُل هذا !
اعني انتم عائلته ،وال سبب يدفعه لقول ما قاله حتى لو كان صحيحا ً!..
آليكسندر :فرانسوا شاب طائش ال يُحكم عقله في بعض األحيان ،إنه على عكس الجميع ولقد
أتعب الكُل معه حقا ً..
وقفت جوليتا في هذه اللحضه وقالت بإبتسامه لريكس :سأشرب بعض القهوة تحت السماء
البارده ،هل تُرافقني ؟
علق والدها قائالً :جوليتا وحبها الدائم للنجوم شيء لن يتغير بتاتا ً ههههههههه..
وقف ريكس بدوره دون تعليق فعلقت مادلين قائله" :حسناً" ليست بالكلمة الصعبه..
إنها حقا ً لن ترتاح إن غادر دون أن تفرغ غضبها فيه..
إبتسم لها وقال :آسف..
نظر الى جوليتا وقال :حسنا ً كما تُريدين يا جوليتا..
ومن ثم سبقها الى الخارج تاركا ً المكان موترا ً من بعده جراء تصرفه الغير ُمهذب..
رمى والد جوليتا نظرة عتاب لزوجته لبدئها بإفتعال المشاكل بينما حاولت جوليتا تلطيف الجو
قائله :لن تُزعجانا باإلتصاالت في حين تأخرنا حسنا ً ؟
ت في منتصف العشرين ،ال يحق لي إبقائك تحت سيطرتي بعد ضحك والدها يقول :أصبح ِ
اآلن..
ضحكت له تقول :نِلتُ حريتي أخيرا ً..
تعالت ضحكات والدها لتعتذر منهم بعدها وتُغادر الى الخارج..
تنهدت تنظر الى ريكس الذي كان يقف بهدوء فقالت :هل نذهب ؟
هز رأسه فتقدم ومشت بجانبه حتى خرجا من المطعم..
تحدثت قائله :شرب القهوة كان ذريعةً ألجل أن نرحل عنهم لذا ال تشتري لي شيئا ً فأنا ُممتلئة
بعد العشاء..
هز رأسه باإليجاب يقول :نمشي أو نجلس ؟
جوليتا :دعنا نمشي..
بقيا يمشيان والصمت التام يعم بينهما..
انتظرت كثيرا ً كي يبدأ هو الحديث ولكن يبدو بأنها تنتظر عبثا ً لذا بدأت هي بقولها :هل أنهيت
أعمالك العالقه ؟
نظر إليها يقول :ماذا تقصدين ؟
جوليتا :التي ذكرتها برسالتك لي..
عقد حاجبه محاوالً فهم ما تقصد حتى تذكر أمر الرسالة التي أرسلها آندرو بدالً عنه..
سحقا ً ،نسي أن يسأله ماذا كتب فيها!
ال بل سأله مرارا ً وتكرارا ً ولكن األخير رفض إخباره..
ال يعلم اآلن كيف يُجاريها..
بقي صامتا ً لفتره لعلها تغير السؤال وعندما لم تتحدث قرر توجيه السؤال لها قائالً :ما رأيُك
ت؟ أن ِ
صمتت ُمفكره قبل أن تقول :ال أعلم ،ولكن إن كان حقا ً ُهناك ما يشغلك عن فكرة الزواج لهذه
الفتره فيُمكنني اإلنتظار ،أنا فقط أُريد أن أعرف إن كانت هذه حقا ً رغبتك أو ال..
نظرت إليه وقالت :أجبني ،هل حقا ً ُهناك ما يشغلك أو أنت تبحث عن ُحجج ؟
لم يُجبها ُمباشره بل فكر بسؤالها لفتره قبل أن يقول :أجل ُ ،هناك بالفعل ما يشغلني عن مثل
هذه األمور..
أشاحت بنظرها عنه ناظرةً الى الطريق وهي تسأل :وهل هذا الشيء سيطول ؟ كم من المدة
ستأخذ قبل أن تُفكر بعالقتنا ؟
"كُن صريحا ً"
جملة رين هذه تتردد في رأسه كثيرا ً..
قال :ال أعلم..
صمت للحضه ثُم أكمل :هذا األمر تترتب عليه حياتي بأكملها ،قد أستطيع إنهائه وأنا بخير ،
قد يُغير من شخصيتي وأفكاري ،وقد أموت في منتصفه..
توقفت عن المشي مندهشه فإضطر ألن يتوقف وهو ينظر الى عينيها المصدومتان..
سألته :أنت ...ما الذي تقوله ؟!
من الصعب أن يشرح لها قصته..
إنها أمور خاصه للغايه ،ال يُمكنه قولها ألي أحد..
إنه حتى لم يقلها آلندرو وهو من أكثر المقربين إليه..
لذا فكر في كذبة قبل أن يقول :حسنا ً ....إنه أمر شخصي بعض الشيء ،ال يُمكنني إعطائك
التفاصيل ولكن بشك ٍل عام أنا في مرحلة عالج من مرض خطير ،قد أُشفى منه ،وقد أخرج
بأعراض جانبيه ،وقد أموت..
زادت صدمتها لدرجة أنها لم تجد ما تقوله حتى فقال :لهذا ال أعلم ،ال أُريد أن تنتظري أمرا ً
قد ال يحدث...
صمت قليالً ثُم أكمل :أُفضل أن ننفصل ،عيشي حياتك جيدا ً فقد تجدين ماهو أفضل ...
وبالنسبة لنا لو أن القدر كتب لنا الزواج فسيحدث هذا ُرغما عن الجميع ،حسنا ً ؟
توقفت الكلمات في حلقها وبقيت هادئة تماما ً ُرغم أنها لم تتوقع منه قول هذا..
الصغر..إرتبطا منذ ِ
لم يتحدث ولو لمره حين كان يُعلقان عائلتهما عن كونهمت ُمقدران لبعضهما..
لم يتحدث وكأنه موافق على كُل ما يُقال..
كالمه اآلن يدل على أنه لم يهتم بتاتا ً بكالمهم..
بأنه لم يُفكر أبدا ً بها بشكل جدي..
بل إنه يبدو وكأنه لم يُفكر بموضوع الزواج في حياته قط!!
تاركا ً الكل يُحدد ويُخطط وكأنه عمل كأي من أعماله..
هذا األمر ضايقها..
لو أنه أخبرها على األقل بكونه وقع في حب فتاة أُخرى لتفهمت األمر أكثر .،
لقالت أنه وجد حبا ً آخر سرقه منها..
ولكن أن تستوعب حقيقة كونه لم يُفكر فيها وبعالقتهم أصالً!
بل إنه لم يفكر بالزواج أو الحب سواءا ً معها أو مع أي أحد آخر!....
إستيعاب هذا األمر ضايقها كثيرا ً..
تحدثت أخيرا ً وقالت :ولما لم تقل هذا ؟
ريكس :ماذا ؟
جوليتا :لما لم تقلها بشك ٍل واضح ؟ لما لم تقل لي أو لوالدي أو لوالدك طوال تلك السنين بأنك
ال تهتم بأمور العالقات العاطفيه ؟
صمت لفترة قبل أن يقول :وألني ال أهتم بهذه األمور لم أقلها ،أليس الجواب واضحا ً..
حسنا ً ،هي إستوعبت هذا األمر مسبقا ً ،وإستوعبت أنه صمت ألنه لم يهتم لهذه األمور
لدرجة أنه لم يهتم بقول هذا لهم..
لكنها ودّت لو كذب عليها وأعطاها تبريرا ً لطيفا ً بدل الصراحة الجافة هذه..
كان جافا ً منذ الصغر..
لكنها توقعتها شخصيته ،أنها أفكاره..
لم تتوقع بأنه جاف حتى في مشاعره..
تنهدت وأكملت المشي تقول بهدوء :لما لم تُصارحني بهذا ؟
لم يُجبها فقد بدا وكأن سؤالها هو شكل آخر لسؤالها السابق لذا اإلجابة هي نفسها..
تحدث وقالت :حسنا ً ،على األقل لم كتبت رسالةً لطيفه سابقا ً ؟ إن كُنتَ ال تهتم فلما تعنيت
وكتبت رسالة إلي ؟
كيف سيشرح لها أن آندرو من تدخل وكتب ؟
قرر الصمت أفضل فتنهدت ُمجددا ً عندما لم تجد إجابه وتوقفت عن طرح أسئلة ال طائل منها..
بقيا يمشيان لدقائق عديده حتى توقفت أخيرا ً ونظرت إليه تقول :إسمع ريكس ،إن أنتهى
عالجك على خير فال تُريني وجهك بتاتا ً إال لو إمتلكت مشاعر حقيقة تجاهي ،عدا ذلك ال
تظهر أمامي ألن فقط والدانا يُريدان ذلك حسنا ً ؟
أكملت قبل أن يُعلق :حتى لو قررت أن تتزوج زواجا ً تقليديا ً دون حب فال تخترني أنا ،إبحث
عن شخص غيري فأنا ال أُحب هذا النوع من الزواج حتى لو كان من شخص أُحبه..
ومن ثُم مشت عائده فبقي ريكس واقفا ً في مكانه لفتره ثُم لحق بها ومشى بجوارها قليالً قبل
أن يقول بهدوء :أعتذر..
إبتسمت ولم تُعلق..
فلقد أراحها كونه إستوعب كم جرحها بتصرفه..
هذا وحده يكفيها اآلن..
**
End
Part 48
***
11:00 pm
عقدت إليان حاجبها وإلتفتت تنظر الى الباب عندما وصلها صوت والدها العالي..
وقفت وخرجت من الغرفة لتجد على بُعد مساف ٍة ليست قليله والدها ووالدتها واقفان وأمامها
ريكس يُشيح بنظره عنهما تماما ً..
تعجبت من هذا الموقف والذي يبدو فيه وكأن والدها يصرخ على ريكس وهذا األمر لم يحدث
سابقا ً سوى لمرات ال تُذكر!
يبدو بأنه أرتكب خطئا ً كبيرا ً من دون أدنى شك..
في حين بقي ريكس صامتا ً من دون جواب فزاد غضب آليكسندر وهو يقول :فقط أجبني ! لما
تفعل كُل هذا بي ؟!! لما تقم بإحراجي في كُل مره !! أوالً عندما صفعت يدها في حفلة رأس
السنة ورفضتَ اإلعتذار ومن ثُم تجنبك للحضور عندما أتوا سابقا ً وبعدها كارثة ما قاله
فرانسوا في حفلتك وأخيرا ً اليوم عندما رفضتها بشكل صريح!!
لف ريكس بعينيه الهادئتين الى والده وقال :ألني إبنٌ سيء ،هل يُمكنني الذهاب اآلن ؟
إتسعت عينا آليكسندر من الغضب في حين تدخلت جينيفر قائله :هذه وقاحة يا ريكس ! أال
يُمكنك أن تكن أكثر تهذيبا ً ؟ أجبه على أسئلته وكف عن التصرف كاألشقياء..
نظر ريكس إليها قليالً وهو ال يزال يُفكر بكالم رين عن ذِكرى والدته لذا عاود النظر الى والده
وهو يقول :هل يُمكننا التحدث على إنفراد ؟
رفعت جينيفر حاجبها تقول :ها أنت تُصبح وقحا ً حتى على والدتك!..
ريكس وعينيه ال تزال على والده :والدتي آليس..
ضاقت عينا جينيفر لوهله بعدها إبتسمت وأعادت ُخصالت شعرها الشقراء خلف أُذنها وهي
تقول :عجبا ً ،تعترف بها أخيرا ً بعدما كُنتَ ...
قاطعها آليكسندر بهدوء :جينيفر يكفي..
صمتت جينيفر ناظرةً إليه لفتره بعدها إلتفتت وغادرت بهدوء..
عاود آليكسندر نظره الى ريكس وقال :ماذا ؟ تخشى اإلعتراف واإلعتذار عن وقاحتك أمام أحد
؟
ريكس بهدوء تام :هل قابلتَ والدتي بعد إنفصالكما ؟
تفاجأ آليكسندر من سؤاله الغير متوقع وقال :عن ماذا تتحدث ؟
ريكس بنفس النبره الهادئه :هل قابلتَ والدتي لوحدها بعد إنفصالكما ؟
آليكسندر :ما الذي تُحاول الوصول إليه عبر تهربك من موضوعنا....
قاطعه ريكس بالنبرة ذاتها :هل قابلتها ؟
صمت آليكسندر لفتره وهو يرى جدية السؤال في عيني إبنه فأجابه :كال..
ريكس :وال لمرة واحده ؟
آليكسندر :أخبرتني أال أبحث عنها بعد إنفصالنا ،لم نتقابل وأنت تذكر هذا..
ريكس :وال لمرة واحده دون علم أحد ؟
عقد آليكسندر حاجبه يقول :ما بال هذا السؤال الغريب ؟!!
صمت ريكس قليالً بعدها قال :سأكون واضحا ً وأجبني بصراحه ،لم تجتمع بها لوحدكما ؟ لما
يصل األمر إلقامة عالق ٍة معها بسريه ؟!
صدم والده وقال بغضب :ما الذي تتحدث عنه ؟!!! ُ
ريكس :أرجوك أجبني..
تالشى غضبه وهو يرى نظرة الرجاء في عينيه وال يعرف حتى ما سبب هذا السؤال الغريب
والصادم للغايه..
ُرغم كونه غاضبا ً من هذا اإلتهام الوقح إال أنه أجابه :لم يحدث..
ريكس بصوت هادئ ومنخفض بعض الشيء :هذا يعني بأنه يستحيل أن تملك منها إبنا ً آخر
غيري ؟ صحيح ؟
زاد تعجب آليكسندر وهو يُجيب :نعم مستحيل ،ما السبب خلف سؤالك هذا ؟ هل حدث شيء ؟
هل أخبرك أحدهم بكذب ٍة ما ؟
أشاح ريكس بنظره ينظر الى الفراغ وجملة رين ال تزال تتردد في رأسه..
رغم إنكارها لهذا في النهايه إال أنه ال يُمكنه نسيان هذا األمر..
أمر جملتها بخصوص إمتالك والدته لطفل..
لطفل غيره..
إن لم يكن هذا الطفل من والده..
فمن من ؟
وهل ُهناك حقا ً طفل أو ال ؟
بل...
هل حقا ً يمتلك أخا ً من والدته أو ال ؟
**
***
11:21 pm
- Paris -
على إحدى كراسي األرصفه بالقرب من ُمنتزه مليء بمالهي األطفال ،كانت تجلس عليه
واضعةً رجالً على رجل تهزها وبعض الغضب ظاهرا ً على وجهها..
مر من أمامها طفل يُالحق صديقته فسقط بقوه وتطاير بعض الغبار على حذائها الرياضي
األبيض..
شدت على أسنانها وقالت :هل ُجننت ! أال يُمكنك أن ترى ما أمامك أيها...
قاطعها وهو يقف فزعا ً ويصرخ :عفرييييت!!!
وهرب ُمبتعدا ً بعدما رأى شعرها الثلجي..
مطت شفتيها هامسه :كائناتٌ ُمزعجه ُ ،مزعجةٌ للغايه..
سحقا ً ،علي أن أُغادر وأتجاهل كالم قريب رين !! نعم نظرت الى ساعة معصمها وهمستُ :
أُريد تصحيح غلطي ألجل جاكي ولكن ليس الى درجة اإلستماع الى أوامره و ُمساعدته أيضا ً!
أخذت حقيبتها على كتفها وحالما إستعدت للوقوف وقف أمامها رجل يقول :كلير ؟
رفعت عينيها إليه وقالت :أجل..
أشار ألحدهم فتقدم ومعه نينا التي ما إن رأتها حتى شعرت بالحذر..
أمالت كلير شفيها من ردة فعلها في حين قال الرجل والذي كان كينتو :هذه هي الطفله صحيح
؟
كلير بسخريه :كال..
ظهر البرود بعينيه فتجاهلته وهي تقف متجهةً الى الفندق الذي أمامهم تماما ً فأمسك كينتو
بأعصابه وذهب معها هو ونينا والرجل اآلخر..
في حين فتحت كلير هاتفها وإتصلت على رقم ريتا وهي تستقل المصعد..
جلس لوكا بهدوء واضعا ً الهاتف على المكتب فقال موريس :حسنا ً ،أتمننا اإلتفاق من جهتنا
وسلمنا لك نينا ،هل يُمكنك إتمام اإلتفاق من جهتك ؟
لوكا :إحتاج أوالً أن يصلني إتصال تُخبرني فيه أن كُل شيء على ما يُرام وحينها يُمكننا
التحدث..
موريس :لما تُماطل ؟!
لوكا :أنا ال أُماطل ! أنا بين يديكم لذا ال شيء سيضيع منكم ،فإما الملفات وإما رقبتي صحيح
؟
ضاقت عينا موريس وهو ال يزال يُجاري هذا الشاب..
يريد فقط معرفة مكان الملف وحينها سيقتله دون تردد..
فبسببه فقدوا الكثير من الرجال وهذا شيء ال يُغتفر!.
بال ُمقابل استشعر لوكا كمية الغضب في أعينهم..
يعلم بأنهم لن يدعوه وشأنه بتاتا ً..
لذا ....سيحرص على الخروج من دون إخبارهم عن مكانه..
عليهم أن يخسروا ! فما فعلوه بفيسنت شيء لن يُغتفر لذا لن يسلم لهم ما يُريدون حتى لو
عنى هذا أن يفقد حياته أيضا ً!..
***
6 February
8:05 am
دخلت إليان الى كُليتها بهدوء تام وهي تتوجه الى جهة واحده ال غير..
ما إن دخلت قسم اللُغات حتى بدأت تمشي فيه بهدوء تام عابرةً الصفوف لتتوقف أخيرا ً أمام
الصف رقم ..422
كان يبدو وكأن ُمحاضرةً تجري فيه..
بقيت واقفةً مكانها تتكئ على الجدار المجاور للباب وهي تُراسل صديقتها آنجي تُخبرها عن
كونها مشغوله ولن تأتي اآلن..
تركت هاتفها فورا ً عندما كاد طالب يدخل فأوقفته قائله :لحضه!
نظر إليها فسألتهُ :هناك طالبةٌ تُدعى ساندي في صفكم صحيح ؟
إبتسم يقول :حقا ً ؟ ياله من إس ٍم ُمضحك..
رفعت حاجبها من رد هذا الطالب ال ُمستهتر فجائها صوت يقول :تقصدين ساندي كالوس ؟
إلتفتت إليان فإذ هما بطالبتين كانتا في طريق دخول الصف أيضا ً..
سخريه ودخل الى الصف في حين تقدمت إليان منهما تقول :أجل ،هذا إس ُمها ضحك الطالب ب ُ
..هل هي معكم في الصف ؟
تحدثت إحداهما تقول :أجل ،تحضر معنا هذه المادة منذ بداية العام..
إليان :جميل ،هل لك أن تُخبريني ما شكلها ؟ أو لحضه ،أخبريها أن إليان تبحث عنها
وستنتظرها....
قاطعتها الفتاة األُخرى :هذا إن كانت موجوده..
عقدت إليان حاجبها تقول :عفوا ً ..؟
تحدثت تقول :منذ أسبوع ونصف أو أسبوعين وهي ُمتغيبه وقد الحظ الدكتور األمر ،ال نعرف
السبب ولكنها بالتأكيد لم تأخذ عذرا ً ألجل غيابها..
تحدثت األُخرى قائله :هدد الدكتور بترسيبها إن غابت ألكثر من ثالث ُمحاضرات قادمه..
دُهشت إليان وهمست لنفسها :هل له يد بذلك ؟
عقدت الفتاة حاجبها تقول :ماذا ؟
تجاهلت إليان ذلك وهي تقول :حسنا ً هل لديكن أي وسيلة تواصل معها ؟ هاتفها أو حسابها أو
حتى عنوان منزلها ؟
أخرجت الفتاة هاتفها تقول :هي معنا في المجموعة الدراسيه..
فتحت إليان هاتفها قائله :جيد ،أعطيني رقمها..
أملتها الفتاة الرقم فشكرتهما إليان وغادرت بهدوء وهي تحفظ الرقم تحت إسم ساندي..
و ُهناك ،بقي الدكتور آرثر واقفا ً بهدوء يُراقبها وهي تبتعد حتى قطع عليه صوت إحدى
الفتيات تقول :ماذا ؟ لما لم تدخل هل ستُعفينا من محاضرة اليوم ههههههه..
رسم إبتسامة زائفه ودخل الى الصف وهو يقول :قطعا ً ال..
***
9:13 am
سرعان ما إستوعب األمر وحل به ضيق شديد كانت اإلبتسامة على وجهه وهو يتذكر لكن ُ
وهو يهمس لذاكرته :توقفي عن هذا ! إنه ُمزعج..
عقدت روانا حاجبيها تقول :ماذا ؟
أخذ نفسا ً عميقا ً ثُم قال بعدها :األسبوع القادم لدي فراغ كبير قبل أسبوع اإلمتحانات ،هل
تسمحين لي بزيارتك ؟
رفعت حاجبها تقول :عجبا ً ! لقد نضج أخي الصغير أخيرا ً ،في السابق كُنتُ إما آتي أنا
لزيارتك أو أُرغمك على زيارتي ،هيّا قُل الصدق ،أنت ال تفعل هذا من دون سبب لذا ماذا
ُهناك ؟ ماذا تُريد ؟
آندرو :هههههههههه لما تُحدثيني هكذا ؟
صمت قليالً وقال وهو ينظر الى الشارع :ال سبب صدقيني ،فقط أصبح جو ستراسبورغ خانقا ً
في اآلونة األخيره..
روانا :جوه ال يختلف كثيرا ً عن باريس..
لم يرد عليها فهي بحق لم تفهمه..
تنهدت وقالت :حسنا ً ،إذا ً أراك األسبوع القادم ،إحفظ راتبك جيدا ً فسأحرص على أن تأخذني
في جوله..
دُهش وقال :من األكبر فينا ؟!!
روانا :أولستَ تتباهى بطولك دائما ً ؟ تح ّمل..
آندرو بإستنكار :ما الرابط بين األمرين!!!
روانا ببرود :أراك الحقا ً..
وأغلقت الهاتف فنظر الى الشاشة بدهشه لثواني قبل أن يتنهد ويبتسم..
أكمل شرب حليبه الساخن وقرر القيام بتوظيب أغراضه من اآلن ليُشغل نفسه عن أي شيء
آخر..
***
10:00 am
تجلس جينيفر بهدوء تام على مكتبها وبين يديها ملفات مليئة بالمعلومات الطبيه ُرغم أن
مجال عملها ليس طبيا ً على اإلطالق..
تقرأ التقارير بإندماج كبير وهي تعقد حاجبيها حتى قطع عليها إندماجها رن هاتفها النقال..
رمت نظرةً الى الهاتف وعندما رأت ال ُمتصل إبتسمت فتركت الملف جانبا ً وردت تقول :مرحبا ً
صغرى كايري.. بأُختي ال ُ
إبتسمت كايري التي كانت تجلس في حديقة فيلتها تُالعب قطتها الصغيره وهي تقول :أهالً
جيني ،إشتقتُ إليك حقا ً..
جينيفر بإبتسامه :إن إشتقتي إال فعالً فكان عليك زيارتي ،متى آخر مرة رأينا بعضنا ؟ حفلة
ت جاده ؟!! رأس السنه ! هل أن ِ
صغرى ،تعرفين كم هي مولعة بالسفر.. ضحكت كايري وقالت :هيّا سامحي أُختك ال ُ
ت! عداك أن ِ
ِ جينيفر :لدرجة أنها لم تحضر ذكرى وفاة والدي ؟ قابلتُ الجميع في ليون يومها
كايريُ :رغما ً عني ،لم أجد طائرة تقلني في الوقت ال ُمناسب ،هيّا لم أتصل ألجل العتاب..
إبتسمت جينيفر وقالت :حسنا ً سأتغاضى عن هذا هذه المرة ،كيف هي أحوالك وأحوال
صغيرتك لوسي ؟
إبتسمت كايري تنظر الى قطتها لوسي قائله :بخير ،ستُصدمين عند رؤيتها فلقد أصبحت
سمينة وكسوله..
ت تُدللينها هكذا..
ضحكت جينيفر تقول :كيف لها أال تُصبح سمينة وأن ِ
ت ُمتفرغةً هذه األيام ؟ ضحكت كاري دون أن تُعلق لتقول بعدها :هل أن ِ
نظرت جينيفر الى الملف المفتوح قائله :بعض الشيء..
إبتسمت كايري بفرح وقالت :جيد ،تعالي لزيارتي في فيلتي وأحضري صغارك معك..
عقد جينيفر حاجبها وقبل أن تنطق شيئا ً قالت كايري :عيّا ال أُريد أن اسمع رفضا ً ،لدي سفر
مهم بعد عدة أيام وسأغيب طويالً ،أُريد رؤيتكم والبقاء برفقتكم بعض الوقت ،يومان على
األقل ،تعالي أنتي وصغارك إيلي وآد ،وحتى ريكس أيضا ً ،ال تبخلي بهذا على أختك
صغرى الوحيده.. ال ُ
ترددت جينيفر قائله :ال أضنها فكرةً جيده ،لن يتبقى سوى هذان األسبوعان على إختبارات
إليان النهائيه ،وإدريان للتو عاد من سفره وريكس غائب أغلب الوقت لذا...
قاطعتها كايري :هيّا ،فترة نقاهه ،ليصفو عقل إليان قبل إمتحاناتها ويبتعد ريكس قليالً عن
ضغط العمل وبالنسبة إلدريان فال تقلقي ،إنه لن يرفض البقاء معي..
ضحكت جينيفر تقول :دللته كثيرا ً في صغره..
كايري :ال أزال أراه طفلي الصغير ههههههههههه..
بعدها أكملت بجديه :سأنتظركم يوم غد ،سأُجهز كُل شيء ألجل الجميع ،إحرصي على
وجودهم وإال سأغضب منهم..
وأكملت بمرح :وداعا ً راكم غدا ً..
وأغلقت الهاتف دون أن تترك لجينيفر فُرصةً للحديث أيضا ً..
تنهدت جينيفر هامسه :إنها غير مسؤولة كعادتها ،واآلن كيف لي أن أُقنع إليان وريكس
بالذات ؟
رفعت نظرها بإتجاه الملف حيث كانت أول ورقة بطرفها صورةً لريكس وهمست :سيقتنع ،
ُرغما ً عنه ،لقد أصبح متمردا ً في اآلونة األخيره وعليه أن يلزم حدوده..
ومن ثُم أغلقت الملف وأخذت حقيبتها ُمغادرةً المكتب..
***
10:08 am
فتحت رين النافذة على مصراعيها ونظرت الى الجو الصافي البارد بإبتسامه وأخذت لها نفسا ً
عميقا ً لتُجدد الهواء في صدرها..
تنهدت بعدها ونظرت في األرجاء هامسه :قال سأعود فورا ً ،أين ذهب ؟ إنتظرته طيلة ليلة
البارحه ولم يعد!
تساءلت عما إن كانت نتائج المقابله سيئه للغايه..
إبتسمت بهدوء :أخشى بأن نصيحتي صنعت مشكلة بين اإلبن ووالده..
إلتفتت وخرجت الى الصالة الصغيره وجلست كعادتها على األريكة وبدأت تُقلب التلفاز..
تشعر بجوع شديد وتود لو خرجت لشراء طعام اإلفطار ولكنها لم تفعل..
لديها إحساس داخلي يقول بأن ريكس قادم اآلن وسيُفاجئها بلطفه وهو يحضر لها اإلفطار..
إبتسمت وهمست :سيفعل هذا ،أنا واثقه..
End
قبل بداية البارت حابه أوجه رساله لن تصل الى من راحت روحه يوم األمس الى باريها
د.نبيل فاروق
رحمك هللا يامن كُنتَ ُملهمي وقُدوتي وسببي األول لدخولي لعالم الروايات ال ُممتع ،رحمك هللا
يامن لن يُزال وجودك من ذاكرتي ولن يُزال إسمك من بين أدعيتي
Part 49
حل صمتٌ رهيب بعد سؤال ريكس األخير واستمر هذا الصمت لعشر دقائق كامله..
ريكس شارد في الفراغ وريكارد يتناول قهوته بهدوء..
بعد الدقائق العشر هذه رفع ريكس عيناه الى ريكارد وقال :أين هو ؟
وضع ريكارد قهوته على الطاولة يقول :من ؟
ريكس :أخي..
كلمة غريبه نطقها ،منذ زمن طويل لم يقلها وخاصةً بعد اصطداماته االخيره بإدريان..
واآلن ينطقها مجددا ً ولكن ليس إلدريان بل لغريب ال يعرف عنه أي شيء..
تحدث ريكارد يقول :وكيف لي أن أعلم ؟
إبتسم ريكس بسخريه يقول :إن كُنتَ أنت ال تعلم فمن سيعلم ؟
ريكارد :نعم كُنت أعمل لدى والدتك لسنوات ولكن هذا ال يعني بأني أعرف أدق أسرارها!
بدأ يشعر ريكس بالغضب وهو يقول :تعلم عن أمر إمتالكها إلبن وعن هوية والد الطفل وال
تعلم عن مكانه ؟ تعلم عن عالقتها برين وعن تفاصيل حياة رين والتي هي فقط على معرفة
بوالدتي وال تعرف عن إبنها شيء ؟ هل تراني أحمقا ً!!!
يعلم ريكارد أن إصراره على إدعائه عدم المعرفه لن يُنجيه بل من الواضح بأنه يعرف كُل
شيء..
ولكن ...سيستمر بكذبته المكشوفه ،فريكس متهور بعض الشيء بخصوص المقربين منه..
بالتأكيد سيذهب لرؤيته وهذا سيكشف مكانه للبروفيسور..
ال سبيل سوى اإلستمرار بإدعائه الكذب..
أجابه ريكارد :أخبرتُك بأني ال أعلم ،إن كان البروفيسور بنفسه ال يعلم فكيف لي أنا أن أعلم
؟
شد ريكس على أسنانه يقول :ال تختبر صبري!
ريكارد :بل أنت من عليه أال يُصر على معرفة إجابة هي ليست معي على اإلطالق..
ريكس بحده :ريكارد!!!!
تنهد ريكارد وقال :أنت تُعطل عملي يا ريكس..
ضاقت عينا ريكس ووقف يقول :حسنا ً إذا ً ،يبدو بأني سأجد اإلجابة عند البروفيسور..
إتسعت عينا ريكارد وحاول السيطرة على هدوءه وهو يقول :ال فائده فمن الواضح أنه ال يعلم
عن مكانه..
ريكس :البد من انه يعرف عنه أي شيء ،عمره او حتى إسمه..
صمت لفتره قبل أن يقول بهدوء :فحتى لو أخفت أمي عني أمره ،البد من أنها أرادتني أن
أراه ولو لمره ،البد من أنه ظهر في ماضيي ولو لمره..
وإلتفت ليُغادر فوقف ريكارد يقول بحده :كف عن هذا يا ريكس!!!
توقف ريكس ونظر الى الخلف نحوه ببرود فقال ريكارد وهو يشد على أسنانه :متى ستتوقف
عن هذا ؟!! هذه ليست الحياة التي أرادتك والدتك أن تعيشها!
ريكس بهدوء تاك :كُنتَ ُمجرد تابع لوالدتي ،ال يحق لك ُمخاطبتي هكذا!
تجاهله ريكارد وهو يُكمل بحده :لما برأيك إختارا والداك اإلنفصال ُرغم تعلقهما ببعضهما ؟؟
كان ألجلك أنت ! ألجل ُمستقبلك ،ألجل أن تعيش حياة طبيعيه بعيدا ً عن عالم والدتك ال ُمظلم
الذي أُجبرت عليه منذ ِوالدتها ! فتوقف عن هذا ألجلها !! ال تجعل تضحية والدك ألجلك بترك
حبه األول تذهب هباءا ً!!
شد ريكس على أسنانه وهو يهمس بغضب :أخبرتُك أن تتوقف عن ُمخاطبتي هكذا..
ريكارد بهدوء :توقف ،والدتك ليست غاضبة منك ،هي ال تُحملك المسؤوليه ،من الطبيعي
ألي طفل أن يفعل ما فعلتَه عندما يستجوبه الشرطه ،أنت لستَ ُمخطئا ً وهي ال تلومك لذا
توقف عن لوم نفسك..
تقدم ريكس منه وشده من ياقك قميصه يقول بتهديد :إيااك والتدخل بحياتي ! إياك والتحدث
بأمور ال شأن لك بها!!
عض بعدها على شفتيها فقد آلمه كتفه من مسكته هذه فعقد ريكارد حاجبه يقول :هل أنت
بخير ؟
دفعه ريكس بعيدا ً عنه يقول :قُلتَ لك ال تتدخل بحياتي!
ثُم إلتفت ليُغادر فقال ريكارد :توقف ياريكس!
تجاهله ريكس ومد يده ليفتح الباب فشد ريكارد على أسنانه وقال بعدها :سأُخبرك..
توقف فأكمل :سأُخبرك لذا كُف عن توريط نفسك مع البروفيسور أكثر من هذا..
إلتفت ريكس ونظر إليه بهدوء ينتظره يقول ما عنده فقال ريكارد :ال يزال طفالً ُمراهقا ً ،إنه
فقط في السادسة عشر من عمره..
صمت قليالً وقال بعدها :طلبت مني آليس إخفائه عن الجميع حتى يبلغ الثامنة عشر من عمره
..لم يبقى سوا عامان ،انتظرها فقط يا ريكس وسأُخبرك عن مكانه..
ريكس ببرود :ولما عامان ؟ ما السبب ؟
تنهد ريكارد وقال :حتى يُصبح في سن الرشد وحينها سأوضح له الحقيقة التي أخفيتها عنه
ألتركه أمام قراره الخاص ،إما باإلستمرار بالعيش ُهنا في فرنسا ،أو يُغادر للعيش في
روسيا مع أقاربها..
شد ريكس على أسنانه يقول :له اخ ُهنا كما تعلم!
ريكارد :وله والد ايضا ً ولكنه سيكون راشدا ً قادرا ً على إتخاذ قراره الخاص بنفسه ! حتى لو
عائلته بأكملها ُهنا ُربما يختار العيش بعيدا ً عن عالم والده ،ربما يرغب بالعيش في أرض
والدته التي ضحت بحياتها من أجله..
عقد ريكس حاجبه بإستنكار يقول :ضحت بماذا ؟!
بعدها صمت ولم يُكمل وهو بحق لم يعد يعرف كيف تُفكر والدته!
إنفصلت عن والده وتركته من دون أم ألجله..
واآلن عادت الكره وأنجبت طفالً منعته من والده ألجله!
ما تضحياتها بالضبط ؟
ً
ما هذه التضحيات التي تجعلها تُغادر العالم تاركة أبنائها خلفها ؟
تأمين حياة ُمسالمة ليس هو ما يُريده األبناء!
بل العائله هي ما يُريدونه فحسب..
أخذ نفسا ً عميقا ً وقال بهدوء تام :أين هو ؟
ريكارد :أخبرتُك أن تنتظر لعامان..
إبتسم ريكس بسخريه وقال :وماذا بعد العامان ؟ هل ستُخبرني أو تترك الخيار له إن كان يُريد
رؤيتي أو ال ؟
صمت ريكارد ولم يُعلق فهو يشعر بأن مارك لن يقبل بهذه الحقيقه..
لطالما كره عائلة جينيفر ألنه كرس حياته في خدمتها..
لن يقبل قطعا ً بحقيقة أن لديه أخا ً من تلك العائله..
بعد عامان ؟ هو حقا ً يخشى هذا اليوم كثيرا ً..
ريكس :حسنا ً ،سأعرف بنفسي عن مكانه..
ريكارد :كُف عن التورط بأمور قد تودي بحياتك..
إبتسم ريكس يقول بسخريه :أنا ال أُعرض حياتي للخطر ،أنا فقط أُضحي ألجل أخي الصغير ،
أوليس هذا منطق أمي الذي لم تُعارضه عليها بتاتا ً ؟!
بعدها أشاح بوجهه بضيق وفتح الباب وقبل أن يخرج توقف عندما تذكر أمرا ً ما..
نظر اليه وقال :ما عالقتك برين ؟
لم يُجب ريكارد فقال ريكس :هل تكرهها الى هذه الدرجه ؟
ضاقت عيون ريكارد للحضه قبل أن يقول :كيف إستنتجت هذا األمر ؟
صدمت فيه لم تكن فقط تصرفات فرانس غريبه ،حتى تصرفاتك ريكس :في ذلك اليوم الذي ُ
أنت ،إستنتجتُ من فرانس عن وجود طرف ثالث بحادثة صدمي لرين وهذا الطرف بالتأكيد
هو أنت..
إبتسم بسخريه وأكمل :بعدها خبأتَ ُمستنداتها التي تُثبت هويتها ،البد من أنك ت ِكنُّ لها كُرها ً
شديدا ً..
إبتسم ريكارد يقول بهدوء :ربما ،من يدري..
ضاقت عينا ريكس قليالً وبعدها إلتفت وغادر فهمس ريكارد :يُناديها بـ "رين" ،هي بالفعل
إستعادت ذاكرتها أخيرا ً..
أخرج هاتفه وإتصل على أحدهم وحالما رد قال له بهدوء :سيخرج ريكس بعد قليل ،إتبعه
حتى تجده يقابل فتاةً شابه وحينها أرسل لي عنوانها..
***
12:30 pm
دخلت إليان الى قصر العائله بهدوء وال يزال أمر الملف من البارحة يؤرق تفكيرها..
حصلت على رقمها ولكن ُرغم إتصاالتها هي لم ترد بعد..
ال تدري هل حدث لها مكروه أو أنها فقط نائمه وبعيده عن هاتفها..
تنهدت وهمست لنفسها :لدي إمتحانات وبدل ال أُركز فيها ها أنا أهتم لمشكلة فتاة أُخرى!
غرفتها فأوقفها صوت يقول :لحضه.. صعدت الدرج ُمتجهة الى ُ
توقفت إليان ونظرت الى الخلف فتعجبت عندما رأته كين الذي بدوره تقدم منها يقول :هل لي
أن أُحادثك لبضع الوقت ؟
عقدت حاجبها وقالت :حسنا ً ،دعني أوالً أستحم وأبدل مالبسي ومن ثُم...
قاطعها صوت والدتها تقول :إليان هل عُدتي ؟
أشاح كين بنظره هامساً :إنسي األمر..
وغادر تحت أنظار إليان المتعجبه في حين تقدمت والدتها تقول :غريب ،مالذي أوقف كين
معك ؟
إليان وهي تنظر الى حيث ذهب كين :ال أدري..
نظرت إليها وأكملت :مرحبا ً أُمي ،لم تُغادري الى عملك اليوم ؟
جينيفر :ذهبت ولكن طرأ علي أمر ما ،هل لديك غدا ً دروسا ً ؟
إليان بتفكير :كال ُ ،ربما ُمحاضرةً واحده وأُفكر بتخطيها فلقد أنهينا الدروس والدكتوره
ستجلس لتُثرثر كعادتها..
إبتسمت جينيفر وقالت :جيد..
عقدت إليان حاجبها فأكملت جينيفر :ستأتين برفقتي غدا ً ولمدة يومين..
إليان :ولما يومين ؟ هل األمر ُمهم فأنا قسمتُ أيامي بين موادي ألجل اإلختبارات النهائيه..
جينيفر :إبدأي باإلستذكار منذ االسبوع القادم ودعي إجازة نهاية هذا األسبوع كالراحة لك قبل
الضغوط..
كاف لإلستذكار.. ت ٍ إليان :صدقيني أمي راحتي هي في إيجادي لوق ٍ
جينيفر :الكُل بحاجة الى الترفيه عن نفسه قبل اإلختبارات ،مراكمة الضغوط لن تجلب لك
سوى نتائج عكسيه..
إليان :دائما ً ما أصنع لنفسي عدد أيام مناسب لإلستذكار واجلب بسببها درجات كامله..
جينيفر :صدقيني إنها الصدفه ،كُلما تقدمتي بالمراحل الدراسيه كُلما إحتجتي لتصفية ذهنك
تماما ً قبل إمتحانات..
تنهدت إليان وقالت :حسنا ً أُمي هاتِها من األخير ،الى أين تُريدين مني ُمرافقتك ؟
إبتسمت جينيفر وقالت :الى خالتك كايري ،طلبت منا زيارتها والبقاء بمنزلها ليومين قبل
ت لن تكسري بخاطر خالتك صحيح ؟ سفرها الطويل ،أن ِ
مطت إليان شفتيها قليالً تقول :أُحبها ولكن اممم ....أال يُمكنها تأجل ذلك لثالث أسابيع ؟
جينيفر :كال فسفرها قريب ،إليان فكري جيدا ً ،يومان لن تضرك وبال ُمقابل ستُسعدين خالتك
..سنذهب جميعا ً الى ُهناك فسيُحزنها تخلفك عن الحضور..
صمتت إليان لفتره قبل أن تتنهد أخيرا ً وتقول :حسنا ً حسنا ً ،ليومين فقط..
ظهر الغد لذا جهزي حقيبتك.. إبتسمت جينيفر وقالت :جيد ،سنُغادر ُ
ومن ثُم إلتفتت وهي تقول لنفسها :بقي علي إقناع ريكس..
دُهشت إليان وقالت :هل سيحضر ريكس أيضا ً ؟
جينيفر :أجل لقد طلبته خالتك..
مازإن قالت هذه الجملة حتى ظهر ريكس صاعدا ً الدرج على عجل متجها ً لغرفته فأوقفته
جينيفر قائله :توقف ريكس..
إنزعج ونظر إليها يقول بحده :لستُ متفرغا ً لـ...
وتوقف بعدها وهو ينظر الى إليان خلفها..
مط شفتيه ناظرا ً الى جينيفر يقول بهدوء :حسنا ً ماذا ؟
جينيفر بإبتسامه :فرغ نفسك يومي الخميس والجمعه ،سنُغادر الى خالتكم كايري ولن نعود
سوى يوم السبت..
ظهر اإلستنكار على وجهه يقول :عفوا ً ؟ ال ،ال أُريد ،مشغول أنا هذه األيام..
جينيفر باإلبتسامة ذاتها :مشغول في ماذا بالضبط ؟ ألم تلحظ انك هذه األيام ال تُكلف نفسك
عناء حضور الطعام حتى ؟
ريكس :لدي أعمال تُشغلني ،إعتذري لي منها لن آتي..
جينيفر :ريكس عزيزي ،سيذهب ُكالً من إيلي وآد لذا عليك الحضور ما دام أنها طلبتك ،أنت
ال تُريد مني أن أغضب صحيح ؟ تجاهلك لطلبها البسيط هذا يُغضبني قليالً..
بالكاد منع نظرات الكره من أال تظهر على ُمحياه وبقي صامتا ً لفتره قبل أن يقول :ال بأس ،
أمر طارئ..بشرط أن أُغادر إن حل ٌ
جينيفر :ال بأس ما دُمتَ ستعود بعد إنتهائك من األمر الطارئ..
غرفته دون ان رفع عينيه قليالً الى إليان قبل أن يُعاود النظر الى جينيفر ومن ثُم غادر الى ُ
ظهر الغد لذا كن ُمستعدا ً.. ينطق بكلمه فرفعت جينيفر صوتها تقول :سنُغادر ُ
إليان :ما كان عليك إجباره..
إلتفتت تنظر الى إبنتها لتُكمل كالمها قائله :من الواضح بانه مشغول ،يكفي أنا وإدريان فهي
خالتنا لذا من الواجب زيارتها على عكسه فهو ليس بملزوم لتُجبريه..
إبتسمت جينيفر تقول :لم أُربيه ليتصرف بعناد ! أُختي خالته أيضا ً لذا عليه أن يزورها إن
طلبته هذا ..هيّا عزيزتي إذهبي لتبديل ثيابك قبل موعد الغداء..
ومن ثُم غادرت وإليان تُراقبها بضيق شديد وهي تهمس :ال أُريد وجوده معنا..
صعدت فجأه إستيال من الدرج وتوقفت حالما إلتقت عيناهما..
تعجبت إليان من وجودها فكما عرفت أنها خرجت غاضبه من المنزل ولم تعد من يومها..
في حين أشاحت إستيال بنظرها عنها بضيق متجهة الى غرفة آلبرت فهي لم تكن تدري أنها
موجوده..
إنها الثانية عشر ظهرا ً ،ليس من عادتها أن تعود ُمبكرا ً من كُليتها ،بالتأكيد اآلن ستُخبر
والدها عن قدومها وهي التي أرادت أن تأتي بصمت وتُغادر بصمت..
فتحت الباب على آلبرت دون طرقه حتى لتجد ُمنغمسا ً بملف أخرج أوراقه حوله وهو يقرأ
تفاصيل مافيه..
رفع رأسه ناظرا ً الى هذا الرقح ليتفاجئ من كونها إستيال ال غير..
قال بدهشه :ألم تقولي لي بأنك لن تعودي الى المنزل قبل شهر على األقل ؟
تقدمت وجلست على األريكة بجانبه تقول :هذا ال يهم ،أنا قلقه..
عقد حاجبه يقول :مابك ؟
ثُم أكمل :لحضه لحضه..
وبدأ بلم األوراق حتى يمكنه اإلستماع إليها فعيناها حقا ً مليئتان بالقلق والخوف الشديد..
في حين نظرت الى األوراق لتقول بعدها :أوليست التي تخص ريكس ؟ ماذا كُنتَ تفعل ؟
طرق لحل هذه ال ُمخالفات.. آلبرت بهدوء :ال شيء سوى التأكد من محتوياتها ومعرفة ُ
دُهشت وقالت :هل أنت جاد ؟
وضعها بالملف وقال :ليس تماما ً ،موضوع طويل لنتكلم عنه الحقا ً..
وضع الملف جانبا ً ونظر إليها يقول :ماذا بك ؟
أخذت نفسا ً عميقا ً تقول :حسنا ً ،عندما هرب فرانس من المنزل طلب مني ُمساعدته وإعارته
المال..
رفع آلبرت حاجبه فقالت :أجل لقد أخطأت وخالفت أوامر عمي الذي حتما ً لن يُسامحني إن
أكتشف هذا ولكن ليس هذا هو األمر..
آلبرت :ماذا إذا ً ؟
إستيال :عندما صرخ عمي بوجهي قبل عدة أيام وخرجتُ غاضبه إتجهتُ ُمباشرةً الى فرانس
وبقيت معه في شقته مؤقتا ً حتى أعرف ماذا أفعل فيما بعد ،غادرتُ باألمس ُمبكرا ً في الصباح
وهو نائم وكانت آخر رسالة لنا ظهرا ً عندما أخبرتُه أن يتغدى بمفرده فلن أعود اليوم ،عُدتُ
بعدها بوقت متأخر من يوم أمس ولم أجده في المنزل ،راسلته ونمت بعدها وعندما إستيقظت
لم يكن موجودا ً أيضا ً ولم يقرأ رسالتي حتى ! حاولتُ اإلتصال به فأُغلق الهاتف في وجهي
ومن بعدها مهما إتصلت يُخبرونني ان الهاتف ُمغلق ،األمر ُمقلق بعض الشيء ،هو منذ
مجيئي إليه لم ينم وال لمرة خارج المنزل ،واآلن لم يعد طوال الليل وطوال الصباح ُمغلقا ً
هاتفه بعدما أغلقه في وجههي ،أشعر ببعض القلق..
عقد آلبرت حاجبه وقال :لقد قابلتُه عصر األمس..
دُهشت وقالت :حقا ً ؟ إذا ً هل أخبرك عنه أنه سيُغادر أو...
قاطعها آلبرت :كال ،خرج غاضبا ً..
تنهد وأكملُ :ربما لهذا السبب لم يعد الى الشقة وقرر قضاء بعض الوقت ب ُمفرده ..ال تقلقي
األمر بخير..
إستيال :أقول لك بأنه أغلق الخط في وجهي هذا الصباح !! ومن ثُم أصبح هاتفه ُمغلقا ً بالكامل
،إن كان غاضبا ً منك فلما يُغلق الخط في وجهي أنا ؟ لما لم يرد على رسالتي يوم األمس أو
حتى يفتحها ؟
آلبرت :البد من أنه إعتقد بأني أخبرتُك عن شيء بخصوصه وطلبتُ منك محادثته لهذا يتجنبك
،هذا طبيعي فلقد حدث عدة مرات من قبل..
إستيال بحده :آلبرت !! إنه أخاك لذا أظهر بعض اإلهتمام..
لم يُجبها فأكملت :أفهم بأنه عنيد ويتجاهلك وال يستمع إليك ولكن ال تتركه هكذا ؟ يكفي عقابك
له بأال تقف في صفه أثناء عقاب عمي له ،لكن ال تولي له ظهرك اآلن!
آلبرت :ال تكوني عاطفيه ،أخبرتُك بأنك تُكبرين األمر ليس إال ،صدقيني هو اآلن...
وقفت مقاطعةً إياه تقول :يكفي ،سأبحث عنه بنفسي إذا ً!
وإتجهت الى الباب فعقد حاجبه يقول بإنزعاج :حسنا ً إنتظريني حتى أُبدل مالبسي..
إبتسمت ومن ثُم خرجت لتنتظره عند السياره..
***
1:00 pm
- Paris -
كان وجهه ينطق بالسرور التام واإلنتصار العارم وهو يرى ما إستطاع تجميعه من معلومات
طوال ليلة البارحه..
أصبح اآلن يعرف الكثير عنه..
بل ولديه بعض الصور أيضا ً..
يالها من سعاده!
توجه موريس الى الغرفة التي ترك فيها لوكا باألمس وهو ينوي مواجهته بما جمعه من
معلومات عنه..
سيكسر أنف ذلك المغرور بكُل تأكيد وسيحشره في زاويةً ال يُمكنه التملص منها..
فتح الباب واإلبتسامة على وجهه لتختفي بعدها عندما وقعت عيناه على لوكا الذي كان
يسترخي على الكُرسي نائما ً ورجليله ممدودتان على المكتب بكُل أريحيه وكأنه ُمدير شرك ٍة
يأخذ قسطا ً من الراحة في مكتبه!
ضرب الباب بقوه وهو يشعر باإلستفزاز من هدوء هذا الشاب فقطب لوكا حاجبيه وبدأ يصحو
تدريجيا ً من هذا الصوت العالي ال ُمفاجئ..
نظر بعينيه الناعستين الى جهة الباب وعندما وقعت عيناه على الرأس األصلع تنهد وأنزل
رجله من على المكتب يقول :جيد أنك أتيت ،أنظر لرجالك ! لم يُعاملوني بإحترام فقط رفضوا
إعطائي الفطور هذا الصباح عندما طلبتُه..
ي هذا الوقحأُستُفز موريس كثيرا ً من اسلوبه وود لو يُخرج ال ُمسدس ويُطلق رصاصةً بين عين ّ
الوغد!!!
لكنه تراجع فلقد قرر أن يُعامله بالمثل ويستفزه بنفسه..
إبتسم وتقدم ُمغلقا ً الباب خلفه وهو يقول :لوكا چلير ،بالخامسة والعشرون من العمر ،
ضننتُك قد تكون أكبر بما أنك تتصرف بكُل هذه الثقه..
تصنع لوكا الدهشة وهو يقول :عجبا ً ،كيف وصلتم الى معلوماتي السرية للغايه ؟؟!!
ُمجددا ً حاول موريس السيطرة على غضبه من هذا اإلستفزاز الواضح ورمى صورةً على
المكتب أمامه وهي يتكئ بكفه على المكتب قائالً :الصورة األثرية القديمه والوحيده التي
تجمعك مع فينسنت أيام ُمراهقتك..
إبتسم لوكا وأخذ الصورة ينظر إليها وهو يقول بسعاده :شُكرا ً لك ،لقد أضعتُ نُسختي
وتملكني حزن كبير لهذا ،أشكرك على إيجاد نُسخ ٍة أُخرى..
ي موريس الغاضبتين يُكملِ :يمكنني اإلحتفاظ بها صحيح ؟ نظر الى عين ّ
وللمرة الثالثه تمالك موريس أعصابه وهو يقول :أنت أخاه ،أخ فينسنت الغير شقيق ،إثر
ُمشكل ٍة كبيره قديمه بين العائلة إنفصلتُما وعاش كُل واحد في مدينة مختلفه عن اآلخر ،لم
تزره إال مرتين تقريبا ً قبل أن تُصبح شابا ً وقادرا ً على زيارته متى ما أردت..
لوكا :ماهي المشكله ؟
تجاهله موريس يقول :تزره في ال ُمناسبات حتى أنك لم تفوت حفل تخرج رين وحضرته
وخرجت برفقتها مع أصدقائها لإلحتفال ُهنا و ُهناك وأتخذتم الكثير من الصور..
ورمى بعدها تلك الصورة التي جمعته برين وأصدقائها الثالث جاكي وكلود وآريستا..
إبتسم وأخذ الصورة ينظر إليهم ويقول :هؤالء الصغار ،إشتقتُ لهم ،ماذا يفعلون اآلن يا
تُرى ؟
بعدها نظر الى موريس وقال :لم تُجبني ،ماذا كانت ال ُمشكلة التي تسببت بإبعادنا عن بعضنا ؟
تجاهله موريس للمرة الثالثه وهو يقول :ولكن بحسب سجل سفرياتك فآخر مرة أتيت فيها الى
باريس كان قبل عام واحد ،فكيف لك أن تملك الملف ؟ كُنتَ تكذب بشأن هذا صحيح ؟
لوكا :وأمر ُمشكلة عائلتي ماذا حدث بها ؟
إنزعج موريس وصرخ بوجهه :ال اعرف ما نوع ال ُمشكله ،هل إرتحت اآلن!!!
ضحك لوكا وقال :إهدأ إهدأ لقد برز عرق رأسك..
ضربت يد موريس المكتب وهو ينظر الى عيني لوكا يقول :أجبني ،هل كُنتَ تكذب ؟
إبتسم لوكا يقول :لقد أخبرتُك بتفاصيل في الملف يستحيل أن يعرفها من ال يملكه فلما تسأل
سؤاالً أحمقا ً..
ظهر البرود التام على وجه موريس وهو يقول :حسنا ً ،لقد كُنتُ ُمخطئا ً..
أخرج مسدسه وصوبه لوجهه يقول بإنزعاج :قتلُك هي الوسيلة األفضل إلخراس لسانك
السام!!!
إبتسم لوكا وقال بهدوء بالغ :حسنا ً ،أطلق..
عيناه الواثقتين توتره للغايه..
لما هو هادئ ؟!! كُل شيء ضده!
في وكرهم وبين يديهم وخالي من أي وسيلة دفاع فلما هو هادئ هكذا!
ال يُمكنه أن يفهمه..
أزاح المسدس قليالً وأطلق لتستقر بالكُرسي بجانب رأسه ولوكا ال يزال هادئ وال هز هذا
األمر منه شعرةً واحده..
ضاقت عينا موريس وبصراحه ...هو يكرهه للغايه..
بل أكثر مما يتصور ولكنه ال يستطيع أن يُخفي كونه أُعجب به..
بهدوءه ،وثقته ،حتى في أحلك المواقف!!
وضع موريس مسدسه على المكتب وقال له :حسنا ً ،أين الملف ؟ اتوقع باننا فعلنا ماهو أكثر
وسلمنا لك الطفله ،ماذا تُريد أكثر ُمقابل أن تتحدث ؟
ُ
بقي لوكا هادئا ً لفتره بعدها قال :قاتل فينسنت وصديقة رين هما ذات الشخص صحيح ؟ أريد
إسمه ،لو يأتي إلي بنفسه سيكون هذا أفضل..
موريس :تُريد قتله ؟
لوكا :تكون أحمقا ً لو ضننتَ بأنها ليست نيتي ،اجل ،لقد قتَ َل أخي ،ونفسا ً بريئه ،وح ّمل
رين الصغيرة كُل هذا الذنب على كتفيها ! كيف لي أال أجعله يأخذ جزاءه بعدما فعله ؟
موريس :عجيب ،ال تُشبه فينسنت في شيء ،ضننتُك ستستعين بالشُرطه..
لوكا :إنهم ُمجرد حمقى ،يُقتل إثنان وحتى اآلن لم يجدوا أي دليل على الفاعل ! لما أُسلمهم
إياه على طبق من ذهب ليقوموا هم بجعله يدفع الثمن ؟ يُمكنني فعلها بنفسي..
موريس :تفكيرك تفكير ُمجرمين..
لم يُعلق لوكا فبقي موريس ينظر إليه لفتره قبل أن يقول :حسنا ً ،سأنظر باألمر وستتحدث
بعدها صحيح ؟
لوكا :إجلبه لي وسأنظر في األمر..
وتحت دهشة لوكا إلتفت موريس وغادر الغرفه فعقد حاجبه يقول :هل صدقني ؟ هل هو أحمق
؟ ألم يتعلم درسه عندما ُخدع المرة الماضيه ؟
في حين خرج موريس وهو يعلم بأن لوكا قد ال يوفي بوعده..
ولكن هذه المره ال يهمه األمر..
إنها فُرصته وعليه إستغاللها..
يُريد دارسي ؟ حسنا ً ،سيُحاول أن يجعل فيكتور يُحادثه لكي يحضر..
ربما تتحقق أمنيته ويقوم هذا اللوكا بقتله..
لطالما كان دارسي شخصا ً ُمزعجا ً بالنسبة إليه ،سيُجرب التخلص منه هكذا وسيرى ماذا
سيحدث..
إبتسم يقول لنفسه :أصعب شيء أن تكون عدوا ً لموريس..
***
3:55 pm
منذ األمس وجميع محاوالته بائت بالفشل!
القيد ُمحكم على يديه وال مجال له للهرب من ُهنا ،وذاك الصوت كان ُمحقا ً فمنذ األمس لم
يُقدموا له حتى الماء..
إنه جائع للغايه وبفمه مرارة كبيره منذ رشفة القهوة المرة التي شربها برفقة أخاه عصر
األمس..
أخذ نفسا ً عميقا ً وهمس لنفسه :ليتني قُلتُ جملة لطيفة له قبل ذهابي..
رفع عينيه ودار بهما في المكان الشبه مظلم وهو يتسائل هل سيموت ُهنا ؟
نعم ،سيموت
سيموت ال محاله!
فذلك الصوت يستحيل أن يفي بوعده..
هم بالتأكيد لن يدعوه يرحل بعدما يقول لهم كُل ما يعرفه..
سيقتلوه فلقد أصبح ال فائده لهم وقد يُشكل خطرا ً ايضا ً!
سحقا ً..
ُ
إنه دائم الهروب من كُل شيء..
دائم اإلختباء من كُل المشاكل فلما تُالحقه ؟
لما أصبح مصيره الموت وهو الذي يُحاول العيش بسالم!
أغمض عينيه هامساً :ال أُريد الموت هكذا ُ ،هناك أشخاص علي اإلعتذار إليهم..
لحضات حتى سمع الباب خلفه يُفتح..
لقد أتى حقا ً كما قال باألمس..
تقدم دارسي حتى جلس على كُرسي يقول :مرحبا ً فرانس ،كيف كان نومك على كُرسيك
الخشبي ؟
ُ
صمت فرانس قليالً قبل أن يقول :لم يكن ُمريحا ً ،أضطررتُ لإلستيقاظ عشرات المرات..
إبتسم دارسي وقال :حسنا ً ،يُمكنك ال ُخروج والنوم على سرير ُمريح كما تعلم..
فرانس :لكني ال أعلم أي شيء عما تُريدونه!
دارسي :هل سنبدأ بكذب ٍة واضحه ؟ برأيك لما أُمسك بك ؟ هكذا ؟ من الفراغ دون سبب ؟ كال
فرانس ،لقد أُمسك بك ألنك تملك شيئا ً ،لذا دعنا ال نُضيع الوقت ،بالكاد يُمكنك تح ّمل جوعك
وعطشك لذا إن لم تتحدث ستتحمله ليوم آخر أيضا ً ،وربما حتى تموت قبل عصر يوم الغد..
فرانس :ال أحد يموت من عطش يومين فقط!
دارسي :إذا ً ؟ تنوي الصمت حتى يمر الوقت ال ُمحدد لتحملك العطش ؟ يُقال بأن اإلنسان
يستطيع تحمل الجوع لثالث أسابيع ولكنه ال يُمكنه تحمل العطش ألكثر من أسبوع واحد!
لم يجد فرانس ما يقوله فبقي صامتا ً ،أكمل دارسي قائالً :هل تنوي الموت من العطش ؟
فرانس بهمس :ال أحد يُريد الموت..
إبتسم دارسي يقول :إذا ً ؟ لما تتأخر في قول ما لديك ؟ هل تُريد أن تصل الى أقصى مراحل
تح ّملك وبعدها تعترف ! يالها من مشقه..
ومجددا ً لم يجد فرانس ما يقوله وفضل الصمت وهو يتذكر كوب الماء الذي طلبه آلبرت ألجله
عصر األمس بعدما رأى مالمح وجهه من شرب القهوة ال ُمره..
لقد كان كوبا ً بارد والرشح واض ٌح على زجاجه بقطرات تسيل من جوانبه..
لقد كان ُمنعشا ً بكُل تأكيد ،يُريد شُربه..
لو أنه شربه باألمس بدل الغضب الذي ال فائده منه ؟
ال يضن بأنه في هذه اللحضه يشعر بندم أكبر من ندمه لترك ماء بارد منعش كذاك!!
دارسي :حسنا ً ،يبدو بأنك ستبقى صامتا ً هذا اليوم أيضا ً ..ال بأس..
ما إن سمع فرانس صوت الكُرسي دليل وقوف هذا الرجل حتى قال بسرعه :أخبرتُك بأني ال
أعرف شيئا ً ،دعني أرحل..
تجاهله دارسي وإتجه الى الباب فقال فرانس :حسنا ً لحضه!
توقف وإلتفت ناظرا ً الى حيث يجلس فرانس بينما اآلخر بقي صامتا ً لفتره قبل أن يقول :هل
ستقتُلني إن عرفتَ كُل شيء ؟
بقي دارسي ينظر إليه لفتره قبل أن يبتسم :أبعد تأثير السينما عن رأسك ،أخبرتُك بأني
سأدعك ترحل إن أعطيتني معلومات كافيه وشافيه ،أال ترى بأني ال أُظهر وجهي لك حتى!
تردد فرانس ،فليست حتى األفالم ،بل القصص من حوله تؤكد أن ال ُمجرمون ال يوفون
بوعودهم أبدا ً..
ال يعرف ماذا يفعل..
هو ال يُريد الموت ،يخاف الموت بشده!..
ترددت كثيرا ً ،بل كثيرا ً للغايه وشعر بأن ال مجال له سوى التحدث..
هو ليس قويا ً ،ال قوة جسديه وال قوةً عقليه..
ال يُمكنه تحمل الجوع والعطش والموت ألجل أسرار ال تخصه حتى!
ما ذنبه لتنتهي حياته هكذا بسببهم ؟!!!
توقف عن التفكير وهو يتذكر وجه آليس..
ظهرت اإلبتسامه ُرغما ً عنه على وجهه وهو يتذكرها عندما حادثته بلطف وقالت له تلك
الكلمات اللطيفه..
عندما إنحنت لتجلس متساوية لطوله وتُعطيه القالده التي تُحبها كثيرا ً..
عندما أخبرته بأن يحتفظ بهذا السر عن ريكس ألن سيغضب وسيُفجر فيهما إن علم بأنها
أعطته هديه وتركت إبنها..
كانت تقولها وهي تضحك..
وهي تبتسم..
ُرغم كونها جاسوسيه من روسيا..
ُرغم كونها تربت منذ نعومة أظفارها على عالم اإلجرام والجاسوسيه..
إال أنها كانت تملك جانبا ً عاطفيا ً لطيفا ً للغايه..
أغمض عينيه عندما تفاجئ بدموعه تتجمع فيهما..
ت حاول أال يُظهر أي رجف ٍة فيه وقال :ال ....اعرف شيئا ً.. همس بصو ٍ
ظهر البرود التام على دارسي ومن ثُم غادر الغرفه..
***
4:00 pm
أوقف آلبرت السياره أمام هذا المنزل الصغير ونزل برفقة إستيال التي قالت :هذا منزلها ؟
هز آلبرت رأسه وهو يتقدم معها الى الباب..
رن الجرس منتظرا ً أن يرد أصحابه في حين نظرت إستيال إليه لفتره قبل أن تقول :لما كُنتَ
تتصفح أوراق ريكس ؟
تنهد آلبرت وقال :هل ستُصدقينني إن قُلتُ لك أني حقا ً ال أعلم ؟
رفعت حاجبها تقول :أنتَ ال تعلم ؟!! ماذا حدث لك!
آلبرت بهدوء :ال أدري ُ ،مشتت ،األوراق مليئة بال ُمخالفات القانونيه ،إنها جرائم بحق
طرق لحل هذه ال ُمشكالت.. التجاره ولكني ال أعلم ،ال أعلم لما اتصفحها باحثا ً عن ُ
إستيال بإستنكار :هل أنت خائف على ريكس الذي هو بنفسه لم يأبه لألمر وتجاوز كُل هذه
القوانين!!!!!
آلبرت :خائف عليه ؟ ال أضن ،أو ربما هذا صحيح..
تنهد وقال :صدقيني اصبحتُ ضائعا ً بعد معرفتي بكونه من أرسلها..
عقدت حاجبها تقول :ماذا قُلت ؟
فُتح الباب وظهرت من خلفه شابه صغيره ذات شعر قصير اسود وعينان خضراوتان..
ما إن وقعت عيناها عليهما حتى شعرت بالرهبه فلكُل منهما حضورا ً ُمخيفا ً..
فقالت بتردد واضح :اهالً..
تحدث آلبرت قائالً :ماذا كان إس ُمك ؟ كالرا ؟
هزت رأسها نفيا ً تقول :كارا..
آلبرت :أجل كارا ،كيف حالُك ؟
هزت رأسه إيجابا ً بمعنى أني بخير وهي ال تزال تشعر بالخوف منهم ومن سبب قدومهم!..
آلبرت :فرانسوا بالداخل ؟
هزت رأسها بالنفي فسألها :هل إتصل بك في هذه اليومين ؟
هزت رأسها بالنفي ُمجددا ً فقالت إستيال :أال يُمكنك الحديث!
عقد آلبرت حاجبه ونظر الى إستيال هامسا ً :مابك عليها ؟!
ت من ساعد فرانس على الهرب من ت صحيح ؟ أن ِ ضاقت عينا إستيال وقالت لكارا :كانت أن ِ
منزل عمي!..
شعرت كارا بالخوف ولم تستطع اإلجابة فقالت إستيال بحده :كان يُمكنك بدل ُمساعدته نُصحه
ت بعدما اصبح منبوذا ً ؟!! بأن يبقى فالعائلة أهم من أي شيء ! ماذا إستفد ِ
كارا بسرعه :آسفه آسفه..
ت تعرفين مدى عناد فرانس ! هل إنزعج آلبرت بعض الشيء وهو يهمس إلستيال :توقفي ،أن ِ
تضنينها كانت لتُغير شيئا ً من قراراته ؟!
إستيال :لن ندري مالم تُحاول!
أعطاها نظرةً ُمنزعجه وكأنه يطلب منها أال تتدخل ليلتفت بعدها لكارا وهو يرى الخوف
بعينيها..
تنهد وقال :ال بأس ،هذه ليست غلطتك..
وسأل بعدها :سمعتُ مرةً أنك ُمقربةً من فرانس و...
قاطعته :قطعا ً ال ،ال يحق لي أصالً أن...
إنزعج وقاطعها :أنا لستُ ُهنا ألُغضب من أجل أمور تافهه!
جفلت من صراخه وسكتت فتنهد وسأل ُمجدداً :بما أنك من ساعده على الهرب فال بُد بأنك
تعرفين الكثير عنه ،هل تستطيع تخمين مكانه ؟
هزت رأسها نفيا ً تقول :ال أعلم الكثير عنه ،هو فقط كان يأتي ُهنا هربا ً من المنزل ،ال أعرف
أين يُمكن أن يكون..
آلبرت :هل حكى لك يوما ً عن شخص ما ؟ صديق أو صديقه بعيدا ً عننا نحن عائلته ؟
هزت رأسها بالنفي فقال :حاولي التذكر ،أي أحد أيا ً كان ،الم يحدث هذا وال لمره ؟
عقدت حاجبها بتفكير لتقول بعدها :بلى ،قد حدث هذا ،في مرة رن هاتفه وعندما رأى
سحقا ً من هذا العجوز!" .. ال ُمتصل ظهر اإلنزعاج على وجهه يقول " ُ
آلبرت :ربما كان عمي ؟
كارا :كال ،قُلتُ له حينها أن يرد حتى ال يغضب منه عمكما ولكنه أجابني قائالً "ليس عمي بل
عجوز ُمزعج يعمل لدى عمتي" وبعدها ذهب ُمضطرا ً إليه وهو يقول جملةً كـ "ال أستطيع
تجاهله إن طلب رؤيتي" ..
عقد آلبرت حاجبيه ونظر الى إستيال التي قالت :يعمل لدى جينيفر ؟ ربما كان من أجل عم ٍل ما
فأنت تعرف بأن فرانس يعنل لديها ليتعلم..
نظر آلبرت الى كارا وقال :هل يُمكنك أن تتذكري متى حدث هذا ؟
كارا بتردد :أ أعتذر ،ال أتذكر..
آلبرت :في أي وقت من اليوم إذا ً ؟
كارا :كان قرب غروب الشمس..
ظهرا ً ،لنرفع آلبرت حاجبه ونظر الى إستيال يقول :قرب غروب الشمس ! العمل ينتهي ُ
يطلبه من اجل العمل خارج أوقاته الرسميه..
إستيال :حسنا ً أنت ُمحق ،ال أضنه من العمل إذا ً ولكن لما قد يطلبه أحد رجال جينيفر ؟
آلبرت :ال أعلم..
نظر الى كارا وقال :حسنا ً ،شُكرا ً إلجابتك..
أخرج هاتفه ومده لها يقول :إتصلي على هاتفك عبره حتى تُسجلي رقمي وتُخبرينني بأي
جديد تعرفينه عن فرانس..
دُهشت وترددت كثيرا ً فهي لم تتوقع لشخص مثل آلبرت أن يُعطيها رقمه..
أخذت هاتفه وفعلت كما طلب وعندما رن هاتفه بالداخل أخذ آلبرت هاتفه وقال :حسنا ً ،أعلم
بأن فرانس قد يقول لك ال تُخبري أحدا ً ولكن رجاءا ً ...إن رأيته أو إتصل بك أخبريني..
ترددت كارا قبل أن تسأل :لما ؟ هل حدث مكروه لفرانس ؟
أجابتها إستيال :ال أضن األمر يعنيك!
وبعدها غادرت الى السياره فتنهد آلبرت وقال لكارا :ال عليك ،مزاجها ليس جيدا ً..
كارا بسرعه :ال بأس أنا لم أغضب أصالً ،لقد كانت ُمحقه فال شأن لي..
ت قلقه فيحق لك إبداء قلقك فلما تُنكرين هذا ؟ نظر إليها لفتره قبل أن يقول :إن كُن ِ
دُهشت وأشاحت بنظرها تقول :ألنها ُمحقه ،ال شأن لي..
آلبرت :لما ؟ هل فرانس ملك لها ؟ ال أحد ملك ألحد لذا قولي ما تشائين ألي أحد ،كُلنا بشر يا
كارا ،خاطبي الناس بهوياتهم وليس بمكاناتهم اإلجتماعيه..
بعدها إلتفت وغادر الى السياره..
ت لها هذا ؟ هل من سبب لتكرهيها! ركبها وشغلها وهو يقول :لما قُل ِ
بإستيال :أجل فهي ال تُقدر مكانتها ،أتضنني بلهاء ؟ إني منذ زمن أعلم بأنها واقعةً ب ُح ِ
فرانس ،وقحه تجرؤ على النظر الى مرؤوسيها..
ت من تنهد آلبرت وحرك السياره يقول :كالمك ليس صادما ً بقدر كونه يخرج من فمك ،أولس ِ
يقول الحب ال تحكمه األعمار ..؟
إحمر وجهها خجالً وغضبا ً بآن واحد وقالت بحده :قُلتُ األعمار ! ولكن على الشخص أن
ينظر الى من هم بنفس مكانته ! تخيل أن يتزوج فرانس إبن خادمتنا ! هل يُمكنك أن توافق
على هذا ؟!!
آلبرت :إستيال ،األمر سيان فال تُبرري لنفسك ،فعمي أيضا ً ال يُمكنه الموافقة على رجل
يكبرك بجيل كامل ! ال ُحب واحد ،ال تُبرري لفارق العمر وتشتمي فارق الطبقه!
إنزعجت للغايه ولم تُعلق على شيء فهي حقا ً ستخسر المجادله معه إن بدأت..
***
8:23 pm
***
8:33 pm
- Colmar -
منسدح على سريره واضعا ً يد تحت رأسه واليد األُخرى يرفع بها صورةً على مستوى نظره
يتأملها..
صورة طفلةً شقراء حيويه تُمسك قالدة بيدها وبجانبها إمرأة ذات شعر أسود كان قد ُحرق
جزئا ً من الصوره وال يُمكنه رؤية شيء من مالمح وجهها..
نظر الى القالدة لفتر ٍة طويله ثُم الى الطفلة ليهمس بعدها :ال تبدو غريبةً عني..
رفع عينيه الى المرأة والى شعرها األسود وأمعن النظر فيه لدقائق قبل أن يُنزل يده بجانبه
وينظر الى السقف هامساً :هل هي ذاتها ؟
ُ
حيث الكثير من الكراتين التي كانت ُممتلئه سابقا ً بأغراضه قبل أن لف بنظره الى اليمين
يوزعها في الدواليب..
كُلها فارغه تقريبا ً و ُمرتبه في الزاويه ما عدا واحده منهم لم تكن فارغه..
عادت به الذكرى لذلك اليوم الثلجي عندما كان ُكالً من والديه خارج المنزل تاركين إبنهم
لوحده نائما ً..
كان صغيرا ً حينها..
عندما فكر في األمر فمن الغريب أن يتركوه بمفرده في مثل ذاك العُمر!
رن الجرس وذهب لفتح الباب ،كانت تلك هي المرة األولى والوحيده التي رأى فيها تلك
المرأه..
شعر اسود وترتدي معطفها الذي يُشابه لون الثلج من حولها.. إمرأة جميله ذا ٍ
ال يُمكن أن ينسى نظراتها له ،كانت مليئة بالحنان..
هو بال ُمقابل إبتسم لنظراتها ُرغم كونه خائفا ً من وجود غريب يطرق الباب..
تنهد وهمس :حتى اآلن ال أعلم ،هل كانت ذِكرى حقا ً أو ُمجرد حلم ؟ هل كالمها لي حقيقي أو
ُحلم ..؟
يتذكره وكأنه حقيقه ولكن والده عندما حدثه عن األمر أصر على كونه ُمجرد حلم فال وجود
إلمرأة بشعر أسود في الجوار..
وهو صدقه..
فهذا والده ،بالتأكيد سيُصدقه حتى لو قال أن الدببة تطير..
رفع الصورة ُمجددا ً ونظر إليها وهو يتذكر صراخ أمه بشأنها..
لقد شتمتها بشده..
وكأنها ساقطة دخلت الى حياتها ودمرتها..
ما سبب كُل هذا الكُره ؟
من تكون أصالً فهو لم يرها من قبل بعد تلك الذكرى التي تبدو كالحلم..
ومن هذه الطفلة التي معها وتملك قالده تُشابه القالدة التي معه والتي أعطاها له والده..
لحضه...
هل من ال ُممكن ....؟
جلس بسرعه ينظر الى الحائط بصدمه فدخلت والدته لتوها وإبتسمت لرؤيته قائله :آسفه
عزيزي لتأخري عليك..
إلتفت لها وسألها :هل والدي متزوج من إمرأة أُخرى ؟!!
دُهشت من الموضوع الغريب ال ُمفاجئ الذي فتحه وقالت :ماذا تقول أنت ؟!
أراها الصورة يقول :هل هذه هي زوجة والدي وهذه إبنتهما ؟ لهذا هو بعيد عني ! ليس عمله
السبب ؟!!!
عقدت حاجبها تنظر الى الصوره قبل أن تقول بحده :أخذتها إذا ً ُرغم أني أردتُ حرقها!!!
مارك بترجي :أمي أرجوك ،أجيبيني..
نظرت الى نظراته المتوسله ولم تدري ما تقول..
نظراته تحمل الكثير من الخوف ،الخوف من كون والده وجد لنفسه عائلة أخرى تاركا ً إياه
خلفه..
كُل هذا الخوف ! ماذا سيفعل إن عرف الحقيقه وأن هذا الذي يتطلع إليه دائما ً ليس بوالده
حتى!
ماذا سيفعل أن علم من يكون والده الحقيقي!
بالتأكيد لن يعود كمارك السابق..
هذا عليه أال يحدث..
جلست بجانبه على السرير تقول :كال ،ليست كذلك..
عقد حاجبه يقول :إذا ً لما تكرهيها وتحرفىقين صورها ؟
أخذت الصورة من يده ناظرةً إليها وهي تقول :نعم كُنتُ أكرهها لسبب ما ولكنها ليس زوجة
ريكارد ال تقلق ،وهذه الطفلة ال أعرفها ،أعني قد تكون....
وقطعت كالمها وهي تنظر إليها بصدمه لتقول بعدها :لحضه ،أليست هذه هي الفتاة نفسها
؟!!
مارك :من ؟
نظرت إليه تقول :تلك الفتاة التي كُنتَ تتواجد معها في بعض األحيان قبل شهر تقريبا ً ،أال
تتذكرها ؟
عقد حاجبه بتذكر بعدها قال بدهشه :آليس ؟!!
End
Part 50
" إذا كانَ ُهناك ما هو أش ُد خطورةً ِمن اإلسراف في ال ُمخدرات ،فمن دون شَك هو اإلفراط في
الوعي وإدراك األشياء"
َ
-كافكا-
**
***
10:00 pm
* "موقع جغرافي* دخل الى هذه العمارة والى الشقة العاشره ولم يخرج حتى اآلن ،لم أرى
أحدا ً ولكني سمعتُ صوت فتا ٍة معه بالداخل"
كان هذا العنوان الذي أُرسل إليه من ذاك الذي راقب ريكس بعد خروجه من المكتب..
صوت فتاة ؟ إنها رين من دون أدنى شك..
أخذ نفسا ً عميقا ً وهو يجلس على أريكته ال ُمريحة في شقته ذات اإلضائة الخفيفه ويُفكر بكالم
ريكس معه هذا الصباح..
همس بينه وبين نفسه بهدوء :إستعادة ذاكرتها ،ولكن حديثه يدل على أنها لم تُخبره ،لما ؟
أجل ،لما ؟
هل ألنها للتو إستعادة ذاكرتها لذا لم تجد وقتا ً لهذا ؟
لقد فعل الكثير وتحمل ألجل هذا ولكنها ال تزال صامته..
هذا ُ .....مزعج!
تنهد وقرر أن يُعطيها بعض الوقت..
أتته رسالة على هاتفه قطعت عليه افكاره..
فتحهها فإذ هي من ذاك الشخص..
هذا واضح ،اإلجابة سلبيه من دون أدنى شك..
وبالفعل كانت كذلك..
لقد تعب ،كم مر على هذا ؟
الكثير من الوقت حقا ً..
كُل شيء يصير ضده في هذه األيام وأصعبها كون مارك يتقدم بالعمر ويقترب الى سن الرشد!
كيف يُخبره ؟
األمر صعب..
واألصعب كون تلك الميرفا زوجته!
إنها تعرفه جيدا ً ،لقد أرسل من يُطاردها فدخلت الى محل نسائي وخرجت منه بشك ٍل آخر جعل
من يُطاردها ال يعرفها..
إنها تعرفه ولجأت الى هذه الحيله كي تتخلص ممن يطاردوها..
وبالفعل تخلصت منهم!
وذهبت الى مارك الذي ال يعرف اين من الممكن أن يكون..
ستتسبب تلك المجنونة بمشكلة من دون أدنى شك!
رفع هاتفه وجرب اإلتصال بها وكان خارج الخدمة كالعاده..
يُراهن أنها قد قامت بحضر رقمه حتى ال يُزعجها!!
أغمض عينيه والمشاكل بدأت تزيد أمامه ولم يعد يملك الفرصة لتداركها..
موضوع رين وموضوع مارك..
عليه أن يُركز على إحداها..
عقد حاجبه عندما تذكر فرانس فأخرج هاتفه وأرسل له رساله..
هذا األحمق ،عليه أن يُكمل ما بدأه وال يتهرب فقط ألن كذبته كُشفت!
***
10:21 pm
-Paris-
تجلس على جانب دراجتها التي ركنتها بجانب عمود إنارة كبير بجانب الشارع وبيدها قطعة
دونات ُمحالة تتناولها وعيناها على مبنى ال يبعد كثيرا ً عن مرمى نظرها..
أنهت الدونات وكومت الكيس الورقي ومن ثُم رمته بإتجاه سلسلة ال ُمهمالت القريبة منها..
فدخلت داخلها..
ترتدي بنطال جلد وستر ٍة سوداء حمتها نوعا ً ما من برد الليلة الذي بدأ يزداد..
عقدت حاجبها وأخرجت هاتفها النقال عندما أتاها إشعار من إحدى تطبيقات التواصل
اإلجتماعي التي تمأل هاتفها..
قد ال يبدو هذا عليها ولكنها مجنونة بمواقع التواصل ويكاد ال يوجد تطبيق لم تفتح حسابا ً فيه
..
رفعت حاجبها عندما كان اإلشعار عبارةً عن "إعجاب" بفيديو نشرته قبل سن ٍة تقريبا ً..
واإلعجاب من حساب تتشكل حروفه بإسم "دانييل" ؟
همست :ال تقل لي ؟
حركت فكها تمضغ العلك وهي ترفع أُصبعيها على شاشة هاتفها تكتب رسالةً الى واضع
اإلعجاب كاتبةً فيها:
-دانييل ؟
-أرجوك أخبرني بأنه ليس أنت!
-فهذا حتما سيكون أمرا ً ُمقززا ً..
-ستُسمى هذه ُمطارده إن كُنتَ ال تعرف!
جاءها إشعار كونه يكتب ومن ثُم إختفى..
بقيت لدقيقتين تنتظره ولكن من دون إستجابه..
سخريه عندما رأته قد أزال اإلعجاب عن مقطعها خرجت الى قائمة اإلعجابات فمالت شفتيها ب ُ
..
خرجت من التطبيق هامسه :أحمق..
ومن ثُم إتجهت الى الرسائل وأرسلت رسالة كتبت فيها:
"لوكا ! إن لم تخرج فسأُخرجك بالقوة"
وبعدها نظرت الى المبنى تنتظر رده..
إنها ُهنا تقريبا ً منذ األمس..
تأتي وتذهب وتُراقب وتأخذ قسطا ً من الراحة ثُم تعود..
لقد جننها بالفعل!
ال يُريد الخروج قبل أن يُقابل قاتل أخاه!
سيُقتل في هذه الحاله ،تكره فيه صفة عدم الخوف هذه..
أال يعرف الصبر ؟
أال يعرف كيف يستخدم عقله ويتدبر أموره بهدوء وصبر ؟
ال تنتهي مثل هذه األمور بسرعه حتى يستعجل هكذا!
تنهدت وقطع عليها أفكارها صوت رجل يقول :إني أراك ُمنذ األمس ُهنا!
تنهدت ُمجددا ً من هذا الفضولي وإلتفتت إليه تقول :هل هو شارعك ؟
رفع حاجبه من ردها!
كانت تبدو فتاةً شابه ،عينان زرقاوتين وشعر مصبوغ باألسود يصل الى أكتافها ،لقد قُصت
أطرافه بشك ٍل متسا ٍو وفردته ليُصبح ُمستقيما ً تماما ً..
وأخيرا ً نظارةً شمسيه رفعتها لرأسها..
بوجود النظارة الشمسيه فهذا يعني بأنها كانت ُهنا منذ الصباح!
أمرها ُمريب..
ُ
تقدم منها فبدأ الملل على وجهها وهي تهمس :ياله من مزعج..
ت ُهنا ؟ من تُراقبين ؟ توقف أمامها وهو يرفع حاجبه بعدما وصله همسها وقال :لما أن ِ
نظرت إليه وهي تبتسم إبتسامة ُمجارا ٍة واضحه تقول :أُراقب حبيبي ،سمعتُ بأنه يخونني لذا
أُريد التأكد..
فكر قليالً بكالمها ،يبدو عذرا ً ُمقنعا ً ولكن إبتسامتها هذه ُمزعجه..
سألته :هل من سؤال آخر ؟ أنت تُعطلني..
نظر حوله يقول :إنه حي مليء بالمنازل ،أين تُراقبينه بالضبط ؟
من أسئلته الكثيرة هذه عرفت بأنه واحدا ً من الرجال السيئين الذين يُطاردهم لوكا..
البد من أنهم يرتابون في أمر اي أحد يحوم حول مقرهم..
أشارت الى عمار ٍة ذات ثالث طوابق تقول :قيل لي بأنه مع فتا ٍة في هذا المبنى لذا أنا أنتظره
ُهنا ،أُراهن بأنه الحظني لذا بقي ُهناك حتى أرحل ،وأنا لن أرحل ،سأنتظره ،هل من سؤال
آخر!
تفحصها قليالً قبل أن يقول :كال..
حركت يدها تقول :جيد ،حسنا ً إبتعد فأنت تُزعجني..
إبتعد وعينيه لم يُزيلهما عنها في حين رفعت هاتفها وأرسلت ُمجددا ً:
"الرجال السيئين الحظوني ،قد أقع في ُمشكل ٍة بسببك لذا أُخرج حاالً"
إنزعج وهو يقرأ رسالتها الثانيه وهمس :لما هي دائما ً هكذا ؟! دعيني أتهور كما أشاء فلستُ
صغيرا ً كي تعتنين بي!
أرسل لها:
"أخبرتُك ان تضعي نينا بمكان آمن وتبقين برفقتها فقط ،هل كان طلبي صعبا ً ؟ غادري فأن ِ
ت
تُفسدين علي ُخطتي"
ما إن أرسلها حتى أتاه ردا ً ُمباشرا ً منها تقول:
ت قذره" "لن أفعل حتى تخرج ،على فكره ،ذلك الرجل ينظر إلي بنظرا ٍ
إعتدل في جلسته متكئا ً بيديه على رجله قاطبا ً حاجبيه بإنزعاج وهو يُرسل لها:
"صوريه لي"
ومن ثُم خبأ الهاتف في جيبه عندما سمع أقداما ً تقترب من غرفته..
دخل الى الغرفة رجالً يراه ألول مره ،لقد توقع أن يكون ذاك األصلع!
تحدث الرجل يقول ببرود :إتبعني..
ومن ثُم خرج فوقف لوكا وهو يتسائل في نفسه عما إن كان موريس فعلها حقا ً وسيأخذونه
الى قاتل أخاه..
تبعه وهو يتفحص المكان من حوله حتى توقفوا أخيرا ً أمام إحدى األبواب..
فتح الرجل الباب وأشار للوكا بالدخول فرفع اآلخر حاجبه ودخل ليجد غرفةً واسعه يجلس
أحدهم على آريكة منفرده وبالقرب منه يجلس موريس على آريكة أُخرى..
تقدم لوكا بهدوء ينظر الى هذا الشخص الذي يبدو في االربعينات من عمره ويتسائل في نفسه
عما إن كان قاتل أخاه أو ال..
تقدم حتى وصل إليهم و ِبكُل ُجرأة جلس على األريكة ال ُمقابله ناظرا ً الى موريس يقول :هل هذا
هو ؟
رفع موريس حاجبه وقال :لما تجلس هكذا ؟
رفع لوكا بدوره حاجبه أيضا ً ثُم وضع رجالً على رجل يقول :إذا ً أجلس هكذا ؟ ال بأس لدي..
إنزعج موريس وقال :عليك أن تقف !! أنت تجلس مع أعدائك!
تجاهله لوكا ونظر الى الرجل الهادئ للغايه يقول :مرحبا ً ،هل أنت من قام بقتل فينسنت ؟ أو
ربما من أمر بذلك ؟!
نظر إليه فيكتور بهدوء قبل أن يقول :هل لديك فكرة عن كونك لن تخرج من هذا المبنى إال
وأنت ُجثه ؟
لوكا :كال..
فيكتور :حسنا ً ،خذها كمعلومه..
إبتسم يقول :شُكرا ً لك ،سأحفضُها جيدا ً ،ولكن هل هذا يعني بأنك الوغد الذي قتل فينسنت ؟
إحتدت نظرات موريس وهو يقول :إحترم ألفاضك!!
لم يُعلق لوكا في حين تجاهل فيكتور هذا فالشاب سيموت ال محاله لذا ال جدوى من الغضب
منه..
بدأ بالحديث ُمباشرةً يقول :إذا ً ،أنت من يملك ما سرقه فينسنت ؟ كيف ؟ حالما سرق الملف
وهرب لم يُقابل سوى شخص واحد وهو إبنته رين ،بينما أنت كُنتَ في مدين ٍة أُخرى بعيدةً عن
باريس فكيف تملك الملف ؟ رين لم تُقابلك ،كُل من قابلته كانت صديقتها آريستا فكيف وصل
الملف إليك ؟
لوكا :هل ي ُهمك كيف وصل الملف أو الملف نفسه ؟
فيكتورِ :كال األمرين..
لوكا :إذا ً أجبني أوالً ،هل أنت الوغد الذي قتل فينسنت ؟
إنزعج موريس وود لو يلكم هذا الوقح على وجهه ولكنه لم يفعلها ما دام أن رئيسه يتعامل
مع هذه الوقاحة ببرود وتجاهل تام..
فيكتور :وإن كُنتُ أنا ؟
ص على أن تموت ميتةً مؤلمه.. سأحر ُ
ِ ضاقت عينا لوكا يقول:
إبتسم فيكتور قائالً :تحدّث بما يمكنك فعله..
إبتسم لوكا بدوره يقول :صدقني عزيزي ،يُمكنني فعل ما هو أسوأ من هذا..
فيكتور :يا خساره ،لو لم تكن أنت الوقح الذي تطاول على رجالنا وقتلهم لسعِدتُ بضمك إلينا
..
ضحك لوكا ضحكة صغيره ساخره دون أن يُعلق على كالمه فقال فيكتور :إنسى أمر كيف
وصل الملف إليك ،أعطني إياه..
لوكا :لن يحدث..
أعطنا إياه وستنتهى هذه القصة فيكتور :لوكا ،هل تُريد أن يصل الموت الى بنات أخيك ؟ ِ
بقتلك فقط ،صدقني..
ي بمعرفة هوية قاتل أخي ؟ لوكا :ما دُمتَ واثقا ً باني سأموت على أيديكم فلما تبخل عل ّ
فيكتور :وماذا ستستفيد من معرفته وأنت الذي سيموت بعدها ُمباشرةً ؟
لوكا :ال تكن قاسيا ً ،أنا لم أقتل رجالك قبل أن أسألهم ماهي أمنيتهم األخيره ،إفعل المثل لي
..
نظر إليه فيكتور بهدوء تام على عكس الغضب الكبير الذي يجتاحه من الداخل..
فحقا ً هو يُريد قتل هذا الشاب الوقح بأبشع طريق ٍة ُممكنه!
بينما لوكا إنتشرت على وجهه مالمح اإلنزعاج التام بعدما شعر بهاتفه يرن في جيبه..
سحقا ً ! ألم يرن سوى اآلن ؟!!! ُ
بالتأكيد قد قُطع التسجيل الصوتي الذي بدأه قبل دخوله!
في حين رفع موريس حاجبه يقول :مابك ؟ أتُعاني من آالم المعده ؟
رفع لوكا عينيه إليه هامسا ً لنفسه :يالها من ظرافه..
تحدث فيكتور وقال :حسنا ً ،إن سلمتَ لي الملف اآلن سأطلب من الرجل الذي تبحث عنه هكذا
أن يقوم هو بقتلك ،ألستُ لطيفا ً معك ؟
إبتسم لوكا بسخريه وأدخل يديه في جيبه حتى يُغلق الخط في وجه المتصل وهو يقول :وااه ،
برئيس مثلك..
ٍ محظوظون رجالك
ما إن قالها حتى عقد حاجبه ،صديقته التي بالخارج أخبرها أال تتصل به بل تكتفي بالرسائل
..
فإن لم تكن هي ال ُمتصله فمن ؟
وزع عليهم رقمه ألجل معلومات عن رين ؟ هل من ال ُممكن أنه أحد الذين ّ
لحضه !! ماذا لو كان المتصل أمام رين اآلن وبتأخره عن اإلجابة قد تختفي ُمجددا ً ؟
سحقا ً!!ُ
نظر الى فيكتور وقال :حسنا ً ،هل لي أن أبقى ب ُمفردي وأُفكر بكالمك ؟
فيكتور :أنا لستُ ُمتفرغا ً ألجل أن أنتظرك لتُفكر ،المسألة بسيطه ،أعطني الملف وستُقابل
حينها القاتل..
إنزعج لوكا وبداخله إحساس كبير يقول بأن ال ُمتصل له عالقة برين..
كيف يُجيب على إتصاله ؟!!
الهاتف هو وسيلته الوحيدة في الخروج من ُهنا لذا ال يُمكنه إخراجه علنا ً هكذا!
موريس :لما كُل هذا اإلنزعاج ؟ نحنُ طيبون معك أكثر مما يجب أال ترى هذا ؟ لقد لبينا أحد
مطالبك وسنُلبي اآلخر ،عليك أن تكون شاكرا ً..
صمت لوكا لفتر ٍة ثُم قال :حسنا ً ،ال تنوون إخباري عن ذاك الوغد قبل أن أُسلمكم الملف إذا ً ؟
موريس :إنسى هذا ،هيّا األمر بسيط ،تحدث إن كُنتَ تُريد منا التوقف عن ُمطاردة رين..
هز كتفه بال ُمبااله وهو يُكمل :فإن كُنتَ ال تعلم ف ُهناك ُمغتاالن على األقل يبحثان عنها لقتلها
فقط ..الوقت من ذهب..
إتسعت عينا لوكا ووقف يقول بحده :ما الذي تقوله!!!
موريس :أرأيت ؟ األمر خطير ،يُمكنك إنقاذها بمعلومة واحده وهي مكان الملف..
قالها موريس ولم يُعلق فيكتور عليها فكالهما يعلمان بأن ليس بإيديهما فِع ُل أي شيء
بخصوص الذين يسعون خلف تصفية رين..
فتلك أوامر البروفيسور!
وال أوامر فوق أوامر البروفيسور..
في حين شد لوكا على أسنانه وهو يُحاول السيطرة على غضبه..
هل هم جادون ؟!!
بالنسبة له حياة رين أهم من الملف حتى لو كان أخاه خاطر ألجل ذلك..
فأخاه قد مات بسبب هذا الملف ولن يحتمل مسألة أن تموت رين أيضا ً بسببه!!
ولكنه ال يُمكنه أن يثق بأنهما سيتركانها وشأنها إن سلم الملف..
فإذا ً......
وبيده التي في جيبه ضغط الزر مطوالً حتى ظهر رقم الطوارئ وإتصل عليه..
بالجهة األُخرى..
تتكئ بساعديها على مقود الدراجة تُطقطق بالعلك وعينيها على الرجل الذي ال زال يحوم
بالجوار ُمراقبا ً إياها بشك..
همست :ياله من ُمزعج..
عقدت حاجبها عندما رن هاتفها فأخرجته من جيبها وما إن رأت أن ال ُمتصل هو لوكا حتى
المكالمه ورنت ُمباشرةً على الشُرطه.. أطفأت ِ
ثوان حتى تصنعت الخوف وهي تقول بطريقة ُمناقض ٍة لشخصيتها :أنقذوني !! صديقي قد تم
ٍ
خطفه!
ُربع ساعة حتى تجمعت سيارات الشرطة في المكان الذي وصفته بعدما أعطتهم كامل تفاصيل
الخطف الذي إتفقت به مع لوكا ليلة األمس..
إنصدم الرجل الذي كان يُراقبها منذ فتره وذهب ُمسرعا ً الى الداخل كي يُخبرهم عما حدث
حيث أن إحساسه بشكه في الفتاة كان في محله تماما ً!!
أما لوكا فقد ماطلهم قدر إستطاعته وتفكير كُله في ال ُمكالمه التي لم يرد عليها..
هل بالفعل كان أحدهم رأى رين ؟
هل ما زال في نفس المكان معها أم أنها غادرته..
هل سيُمكنه معاودة اإلتصال عليه وإيجادها قبل فوات األوان أو ماذا ؟!!
رغبته في إيجادها قد تضاعفت بعد الكالم الذي سمعه من موريس..
هي في خطر وهو وحده من يُمكنه ُمساعدتها..
موريس :إذا ً ،أنت تقول بأن الملف في إحدى خزائن األمانات التابعه للمكتبة العامه ؟
لوكا :أجل ،وضعتُه ُهناك تحسبا ً ،يُمكنكم إرسال أحدهم للتأكد من كوني ال أكذب..
موريس :وهذا ما سيحدُث ،ولكن تذكر ،إنها فُرصتك األخيره ،إن كذبت فـ...
ت سريعه.. قطع عليه طرق الباب ودُخول أحدهم متقدما ً من فيكتور بخطوا ٍ
إنحنى وهمس في إذنه ببضع كلمات فظهرت الصدمة على وجهه وهو يقول :ولما حدث هذا
؟!!
هز الرجل كتفه دليل عدم المعرفه فعقد فيكتور حاجبه عندما الحظ أمرا ً وما إن ألتفت حتى
إتسعت عيناه بصدمه وهو يرى إبتسامة لوكا اإلستفزازيه ..هذه اإلبتسامه هي اإلجابة لكُل
أسئلته..
نظر فيكتور بحده الى موريس يقول :ألم تقل بأن الوضع آمن ؟ أحضرتموه بسريه وجردتموه
من كُل أجهزة التواصل ؟
عقد موريس حاجبه يقول :حسنا ،أجل ،لما تسأل ؟
وقف فيكتور يقول بحده :الشرطة في الخارج ! ُهناك من أبلغ عن كوننا قُمنا بخطفه!
سخريه :وااه الشرطة بالخارج ؟ كم أكرههم ولكن صدم موريس ونظر الى لوكا الذي قال ِب ُُ
وجودهم اآلن ُمفيد للغايه..
شد موريس على أسنانه وتقدم من لوكا ماسكا ً إياه من ياقة قميصه يقول بغضب :هل ُجننت
؟!!!
لوكا :إنتبه ! ُهم ُهنا ألجلي ،ليس من الجيد أن يجدوني جثة هامده صحيح ؟
موريس بغضب :أال تخشى على إبنة أخيك ؟!!! ألم نعقد إتفاقنا للتو!!!
لوكا :حسنا ً ،أجل ،أخشى عليها ،ولكني أيضا ً أخسى على نفسي..
سخريه ناظرا ً خلفه حيث فيكتور وأكمل :ماهي المعلومة التي أعطيتني إياها ؟ آه كانت إبتسم ب ُ
أني سأخرج من ُهنا وأنا ُجثه صحيح ؟
لكمه موريس بقوة على وجهه في حين صرخ فيكتور :توقف!!
سقط لوكا على األريكة بفعل اللكمه وضحك يقول :شُكرا ً ،سيكون ُهناك دليل على كونكم
عنفتموني أيضا ً..
زاد غضب موريس من نفسه ومن الشاب الوغد الذي أمامه!!
إلتفت حيث فيكتور وقال :إن تخلصنا منه ولم نترك أثرا ً فلن يُطالنا أي شيء من تحقيقات
الشرطه صحيح ؟!
فيكتور :هل أنت أحمق ؟ كيف دخل الى ُهنا ؟ الم تقل بأنه عن طريق دراجته الناريه ؟ كم
كاميرا موجوده على طول طريقه حتى ُهنا ؟ اإلنكار لن يُسبب سوى المشاكل..
نظر ببرود الى لوكا وأكمل :دعهم يدخلون..
موريس بصدمه :سيدي!!
فيكتور بسخريه :جاء الى ُهنا بقدمه هو ،دعوى اإلختطاف هذه لن تُسجل وسيبدو وكأنه
ليوم على األقل بسبب هذه الكذبه.. تشاجر معنا وإتهمنا بإختطافه لإلنتقام منا ،سيُسجن ٍ
وأكمل ببرود :صدقني ،عند خروجك من السجن ستجد قناصا ً ينتظرك..
وقف لوكا وعدل قميصه يقول بسخريه :ماذا ؟ أهي معلومة كالمعلومة السابقه ؟
تجاهله فيكتور ونظر الى موريس يقول :قده الى الخارج وتولى األمر..
نظر موريس الى لوكا بهدوء ثُم تقدمه يقول :يضن بأن كذبة إختطاف تافهه كهذه ستُطيح بنا
،طفل..
لحقه لوكا يقول :وكأن سببي بهذه الكذبة هي إطاحتكم ؟ هدفي فقط الخروج من هنا ،فال
تنسى بأن الملف هو من سيقلبكم رأسا ً على عقب..
ضحك موريس يقول :هذا إن خطوتَ ُخطوةً أُخرى بعد خروجك من الحجز..
خرجا الى الخارج..
واجه موريس رجل الشرطة في حين تقدمت الفتاة من لوكا وتفحصته قبل أن تلمس جانب فمه
تقول :ضربوك !!! ألم تقل لي بأن ال أحد يتجرأ على لمسي ؟!!
نظر لوكا الى جهة موريس يقول :فعلها األصلع..
مط شفتيه وهمس :ولكني لم أستطع الخروج سوى بتسجيل قصير ال أدري إن كان سيِفيد
لإلطاحة بهم أو ال..
عقدت حاجبها بإستنكار تقول :أولم تُخبرني عبر الهاتف بأنك راهنت على ملف ألجل إنقاذ نينا
؟ ماداموا لبوا مطلبك فهذا يعني بأن الملف مهم لدرجة خشيتهم من أن يُسلم للشرطه !..هذا
كاف فلما قد تحتاج الى التسجيالت ؟ٍ
إبتسم بسخريه ولم يُعلق فضربته على رأسه تقول :ال تسخر من أسئلتي!!
شد على أسنانه بإنزعاج قبل أن يتنهد ويقول :هذا ألني كذبت..
عقدت حاجبها تقول :ماذا تقصد ؟
لوكا :الملف ،ليس موجودا ً..
إتسعت عيناها بدهشه تقول :كيف إذا ً فاوضتهم عليه إن كُنتَ ال تملكه ؟
نظر لوكا الى موريس يقول بهدوء :فعلتُ وإنتهى األمر..
تحدثت بإنزعاج تقول :كُف عن تشتيتي !! البد من أنهم طلبوا دليالً لكونك المالك فكيف
أعطيتهم دليالً قاطعا ً كي يُصدقوك ؟
أمر يطول الحظ لوكا رجل الشرطة يقترب منه بعدما أنهى حديثه مع موريس فهمس لهاٌ :
شرحه ،لدي ماهو أهم ،سيستخدمون قناصا ً لقتلي حال خروجي من مركز الشرطة لذا أُريد
منك...
قاطعته بصدمه :عفوا ً ؟!!!
تقدم رجل الشرطة مانعا ً إياه من الحديث وهو يقول :أخبرنا الرجل عن كون دعوى الخطف
هذه كاذبه وبأنك أتيتهم بقدميك وبدأتَ بإفتعال المشاكل صحيح ؟
نظر لوكا الى موريس الذي يقف خلف الشرطي وقال :هذا ليس صحيحا ً..
صدم موريس من إستمراره بكذبته التي ستُكشف عاجالً أو آجالً في حين أكمل لوكا :لقد ُ
ُخطفت وعُذبت تحت أيديهم ،إنهم مجرمون قتلوا أخي ويُريدون قتلي وقتل إبنة أخي أيضا ً..
إنزعج موريس فكالمه هذا سيفتح تحقيقا ً للتأكد من صحته..
هو واثق من كونهم سيخرجون منها بأمان ولكنهم ال يُريدون أي إزعاج خارجي يُعطلهم عن
أعمالهم..
في حين قطع لوكا حدثه حالما تذكر أمر الهاتف وال ُمتصل فأخرج هاتفه يقول :هل لي أن
أُجري ُمكالمةً طارئه ؟
إتسعت عينا موريس وشك بكونه يملك رفاقا ً وسيطلب منهم الوصول الى الملف ونشره فقال
بسرعه :كال !! إني قبل قليل إتهمتُك بتشويه سمعتي بكذبتك ! فكما أنا ُمتهم بإختطافك فأنت
أيضا ً متهم بتلفيق التهم الكاذبه ،وال يُسمح للمتهمين بالتواصل مع أحد..
نظر الشُرطي إليهما بعدها قال :سنُكمل هذا الحوار في قسم الشرطه..
وأشار ل ُمساعديه بأن يقبض عليهما وأشار للفتاة قائالً :وهذه أيضا ً..
لوكا بسرعه :ال شأن لها ،أنا من قال لها أن تقول هذا!
الشرطي :إذا ً تعترف بأنك كاذب ؟
صمت لوكا قليالً بعدها قال :كال ،ولكنها في كال الحالتين ليست شريكة باألمر ،هي فقط
أوصلت كالمي وال علم لها إن كُنتُ أكذب أو ال..
الشرطي ببرود :سنتأكد من األمر في مركز الشرطه..
شد لوكا على أسنانه هامساً :أكره الشرطه!
من جه ٍة ثانيه كان ينظر بعينيه الزرقاوتين الى الشاشه وهو يهمس :لما أغلق الهاتف عند
إتصالي ؟ هل رقمي ُمسجل بهاتفه ؟ إن كان أجل فكرهه لي سيكون كبيرا ً دون أدنى شك ،
فرين حتما ً لن تنقل عني كالما ً حسنا ً..
***
7 February
12:12 am
توقف ريكس على الشارع ناظرا ً الى هاتفه بعدما طلب سائق تاكسي..
فسيارته ال تزال متوقفةً ُهناك امام الحديقه ولم يُحضرها بعد..
توقفت سيارةً أمامه وفُتح شباكها ليقول صاحبها :مر وقتٌ طويل يا ريكس..
ضاقت عينا ريكس وظهر البرود التام فيهما فهذا آخر من كان يُريد رؤيته في مثل هذا الوقت
!
End
Part 51
"خالل الكبرياء نحن نقع في خداع أنفسنا ،لكن بالتعمق تحت سطح الضمير ،فان صوت
صغير هادئ يقول لنا شيئا ما غير صحيح"
-كارل يونج-
كانت إبتسامة اإلستفزاز واضحة على شفتيه بينما ريكس يرمقه بنظر ٍة بارده هادئه..
تحدث مجددا ً يقول :لم تزرنا منذ فتره ،هل تكبرتَ ألن السيدة كارمن أعطك بعض اإلهتمام ؟
ريكس ببرود :ماذا تُريد ؟
تحدث يقول بإستفزاز :ال شيء سوى أن السيدة كارمن بدأت تغضب ،إنك تتجاهل اإلتصاالت
ولم تعد بعد ال ُمصيبة التي فعلتَها في البضاعه..
صبح لطيفا ً من أجلك وأقترح عليك أن أوصلك أشار الى المقعد الخلفي ُمكمالً :لذا أنا ماثيو سأ ُ
بنفسي إليها..
أشاح ريكس بوجهه عنه مغادرا ً يقول :سآتي بنفسي عندما أتفرغ..
ساق ماثيو سيارته الى األمام قليالً يلحق بريكس وتوقف يقول :آسف ولكن هذا طلبها ،أنا ال
أُريد منها أن تغضب مني ُرغم أني سعيد لكونك تتجاهل أوامرها فهذا ليس سوى مؤشرا ً على
إقتراب تصفيتك..
نظر ريكس إليه بهدوء ُ ،رغم كُل ما حدث لم يصل إليهم أي خبر من جوي..
هل مات إذا ً ؟
على أية حال هو ليس متفرغا ً ألمور كارمن وغيرها..
حتى موضوع البضاعة أجلها كثيرا ً حتى إكتشفت كارمن كُل شيء..
مابه ؟
لما اصبح مؤخرا ً يتخبط في أعماله ؟
لما كُل شيء بدأ يخرج عن سيطرته ؟
حسنا ً الجول بسيط..
كُله بسبب مغناطيس المشاكل تلك..
أخذ نفسا ً عميقا ً وقرر أن يُحاول أن يُسيطر على األمور ُمجددا ً وهو يتقدم من الشارع متجاهالً
سيارة ماثيو ليوقف سيارة أجره ويركب فيها..
مط ماثيو شفتيه يهمس :مزعج !! حسنا ً سأُخبر السيدة كارمن عن كونك تعرضنا للخطر بجعل
سيارة أجره توصلك الى المقر!
إبتسم بسخريه وأكمل :ستنتهي قريبا ً يا عزيزي وسيكون من دواعي سروري أن أتطوع
لقتلك..
وبعدها حرك سيارته بإتجاه المقر بينما ريكس طلب من سيارة األجره أخذه الى حيث أوقف
سيارته أول مره..
بعد نصف ساع ٍة تقريبا ً أوقف ريكس سيارته ودخل الى الداخل مارا ً بماثيو الذي كان يتكئ
على الجدار وبيده كوب شراب ويراقبه بإبتسام ٍة وهو يتقدم من الغرفة التي فيها كارمن..
همس :سينتهي حتما ً ،أُحب رؤية لحضة دماره..
مد ريكس يده وطرق الباب قبل أن يفتحه ويدخل..
كانت كارمن تتحدث مع باتريك الواقف بالقرب منها لكنها توقفت حالما رأت ريكس وبدا
اإلنزعاج واضحا ً على وجهها..
تحدثت الى باتريك قائله :على أية حال إفعل كما طلبتُ منك وإجمع لي كُل الخسائر في ملف..
باتريكُ :رغم أنه ال طائل من األمر ولكن كما تُريدين..
ومن ثُم إتجه ُمغادرا ً ورمق ريكس نظرةً سريعة قبل خروجه ولكن اآلخر كان ينظر إليه بحدة
ب داخلي تجاهه..تنم عن غض ٍ
سيُحطمه حتما ً!
لقد تجرأ وآذى صديقه وسيجعله يدفع ثمن هذا قريبا ً..
تحدثت كارمن حال خروج باتريك تقول :تقدم ياريكس..
تقدم ريكس منها يُحاول إبعاد باتريك عن رأسه وهو يقول :طلبتني ؟
كارمن بهدوء :لما ال ترد على إتصاالت باتريك ؟
ريكس :تجاهلتُها عن عمد..
دُهشت من كونه صري ٌح هكذا فقالت :ولما فعلت هذا ؟
ريكس :تد ّخل بيني وبين زميل لي وأفسد عالقتنا لذا األمر أزعجني قليالً..
إنه صريح على عكس ما توقعت فقالت :أجل ،إسمه آندرو ؟ لقد أخبرني عن هذا..
كما توقع ،لقد أخبرها باتريك كُل شيء ،من الجيد أنه لم يكذب..
داع لتجاهل اإلتصاالت ألسباب سخيف ٍة كهذه ،عائلة هذا المدعو صمتت قليالً بعدها قالت :ال ٍ
بآندرو لطالما كانت عدوةً لنا لذا من الطبيعي أن يخطو باتريك مثل هذه الخطوة للتأكد من
وفائك..
ريكس :كان من الواضح بأنه بعيد تماما ً عن أعمال أخيه األكبر لذا ما كان من الداعي أن
يفعلها ،أو على األقل كان يُمكنه التأكد بهدوء دون إحداث هذه الفوضى..
كارمن :حسنا ً ُربما لم يُخبرك ولكن هذا المدعو بآندرو تمادى عدة مرات حال رؤيته لدارسي ،
هو خطر علينا لذا كان على باتريك أن يخطو خطوةً كهذه ،وأرجو أن تقطع عالقتك به إن
كُنتَ تُريد اإلستمرار معنا..
سخريه وهو يهمس :لم يعد ُهناك مجال ألن تعود أصالً.. إبتسم ريكس إبتسامة ُ
تجاهلت كارمن حديثه هذا وقالت :ماذا بخصوص المخزن الذي ُحرق ؟ الى متى كُنتَ تُريد
إخفاء األمر ؟
ريكس :سأتحمل المسؤوليه..
كارمن بإنزعاج :ضننتُك أهالً للثقه ولكن يبدو بأني ُمخطئه ! ما فائدة كالمك هذا بعد أن قطع
التاجر عالقاته معنا ؟ أال تدرك كم هي كمية الخسائر التي خسرناها ؟!!
صدم ريكس من هذا! قطعها ؟! ُ
لقد حاول الحفاظ على العالقات ولكن يبدو بأن إنشغاله برين جعله يغيب عن ُمستجدات األمور
ُهنا..
فتحت كارمن فمها وبدأت تتحدث عن األمور السيئه التي ترتبت على هذه الحادثه بينما ريكس
ينظر إليها بهدوء وهو يُفكر في وضعه ُهنا في المنظمه..
هدف ما..
ٍ دخلها وحاول الوصول ألعلى المراكز ألجل
ألجل معرفة ما السر بين والدته والبروفيسور وهاهو قد عرفه..
بقي فقط السبب الثاني لدخوله وهو معرفة هوية قاتل والدته..
إذا ً ....عليه تح ّمل أخطائه وال ُمحافظة على مركزه قدر اإلمكان فلو تم طرده فلن يستطيع أن
يصل الى أي معلومة..
هذا إن بقي على قيد الحياه فلم يخرج أحدهم من المنظمة إال وهو ميت..
عليه أن يتقرب من كارمن أكثر..
فقاتل والدته أحد ال ِكبار الثالثة هو واثق من هذا..
فيكتور ،كارمن ،دارسي..
لقد قتلها وغطى على هذا جيدا ً قدر ال ُمستطاع لدرجة أن البروفيسور نفسه ال يعلم من يكون..
ما إن يُصبح قريبا ً منها كفايه سيُحاول جعلها تُطلعه على أحلك أسرارها ،فقد تكون في األخير
هي من أرسلت قاتالً لقتلها!..
قطع حديثها يقول :لدي ُخطةً بديله تعوضنا عن كُل هذه الخسائر..
سخريه :حقا ً ؟ وماهي ؟ رفعت حاجبها تقول بشيء من ال ُ
ريكس :سأُعاود بناء عالق ٍة معه ،وهذه المرة بشركتي الخاصة..
سمعةسخرية من وجهها ونظرت إليه لفتره قبل أن تقول :أتقصد أنك تضع ُ إختفت عالمات ال ُ
و ُمستقبل شركتك على المحك ؟
المحك أصالً منذ زمن.. إنها على ِ
أجابها على عكس تفكيره :أجل..
ضاقت عيناها بتفكير ،أجل قد قام بنقل البضائع عدة مرات عن طريق شركته ولكن بناء
عالقة واضحه رسميه أمام أعين الكُل ؟
سمعته من أجل تصحيح خطأه.. إنه يُخاطر حقا ً بنفسه و ُ
لقد ...أُعجبت به..
ظهرت إبتسامةً على شفتيها تقول :حسنا ً ،أرني ماذا يُمكنك أن تفعل خالل ثالثة أيام..
إنها مدة قصيره جدا ً وخاصةً مع موضوع ذهابه مع أخوته الى أخت جينيفر ولكن لم يُرد
اإلعتراض وتدمير الثقة التي بدأت بالعوده..
هز رأسه يقول :كما تُريدين..
بعدها إلتفت وغادر فوجد ماثيو يبتسم في وجهه قائالً :ماذا حدث ؟
تجاهله ريكس وغادر فعقد ماثيو حاجبه وذهب الى سيدته كارمن ليرى ماذا حدث في حين
ركب ريكس سيارته وهو يُفكر بأمر جوي..
مادامت كارمن لم تتحدث عن األمر فهذا يعني بأنه إما قد سجنه ثيو بأي شك ٍل من األشكال أو
...
أن البروفيسور طلب منه إلتزام الصمت!
***
am5:34
لم تشرق الشمس بعد ،كان الوقت ُمبكرا ً للغايه من أجل اإلستيقاظ للعمل..
ولكنه إستيقظ..
صنع لنفسه كوب شوكوال ساخن وجهز حقيبة عمله ومن ثُم جلس على األريكة القريبة من
النافذه المفتوحه..
نعم ،كالعجائز تماما ً..
تنهد بعُمق وقال :لطالما كُنت أعيش بمفردي فلما هذه األيام بدأتُ أشعر بالوحده ؟
نظر الى الساعه ،لدية محاضرةً ُمهمه عليه تدريسها ومن بعدها سيُغادر باريس عند أخته
لبضعة أيام قليله فربما يتغير هذا المزاج ال ُمزعج..
َجفُل للحضه عندما وصله صوتٌ قوي من خارج الشقة وكأن عدة أشياء سقطت على األرض
..
وقف وإتجه الى الباب وحالما فتحهه وجد فتاةً ساقطةً على األرض وبجانبها كيس مشترياتها
الورقي قد تناثرت منه الكثير مما إشترته..
ت بخير ؟ إنحنى مادا ً لها يده يقول :هل أن ِ
رفعت رأسها له فإبتسمت ومدت يدها ُممسكةً به تقول :آسفه على اإلزعاج..
إبتسم بلطفه ال ُمعتاد أمام الفتيات خاصةً وقال :ال عليك ،كُنتُ ُمستيقضا ً على أية حال..
وبعد أن ساعدها على الوقوف جلس بدوره وبدأ يلم أغراضها وهو يُعلق :ههههه من الغريب
أن يذهب أحدهم الى التسوق في مثل هذا الوقت ال ُمبكر..
ضحكت تقول :جعتُ فجأه ولم يكن ُهناك ما يكفي من الطلبات..
ت الجارة الجديده صحيح ؟ إعذريني لم أستقبلك إستقباالً حسنا ً.. سألها :أن ِ
هزت رأسها وقالت :كال كال ال داعي ،أنا من كان عليها محاولة التعرف على جيراني..
إبتسمت وأكملت :إنها سنتي األخيرة في التخرج لذا كُنتُ مشغولة للغايه ببحث تخرجي ..إنه
يُتعبني للغايه وبدأتُ أشعر بأني قد أفشل فيه..
ُ
وقف بعدما أنهى لم كُل شيء ومد لها الكيس يقول بإبتسامه :أنا ُمعيد في الكُليه ،سأسعد
ب ُمساعدتك لو أردتي..
ظهرت الدهشة على وجهها تقول :حقا ً !! أنت ُمعلم ! ياله من شرف ،سأكون شاكره لك
لُطفك..
جائهما صوته الهادئ يقول آلندرو :أنت تُكرر خطأك القديم ُمجددا ً..
تعرف على الصوت وإلتفت إليه ليتأكد فوجده بالفعل ريكس إتسعت عينا آندرو بصدمه عندما ّ
يقف بهدوئه ال ُمعتاد..
أشاح بنظره عنه يقول للفتا ِة بإبتسام ٍة بالكاد خرجت :شقتي بالجوار ،إن أحتجتي ُمساعده
فأُطرقي الباب دون تردد..
هزت رأسها تُبادله اإلبتسامة ذاتها فإلتفت ودخل الى شقته وأغلق الباب خلفه فنظرت الفتاة
الى الباب قليالً ونظرت الى ريكس لتجده ينظر إليها..
توترت وإبتسمت تقول :مرحبا ً..
ت ،أكمليه وال تورطيه تقدم منها فزاد توترها ليقف أمامها أخيرا ً يقول :مشروع تخرجك أن ِ
بأمور ال طائل منها..
عقدت حاجبها لتقل بعدها بإنزعاج :عفوا ؟ عن ماذا تتحدث أنت!
يرك لذا من الطبيعي ريكس :عدد ال ُمعلمين محصور على عكس عدد الطلبه الكبير فبالتأكيد لم ِ
ت من دون شك تعرفين عن كونه أن يضنك من كُلي ٍة أُخرى ولهذا عرض ال ُمساعده ،بينما أن ِ
معلم ُهناك ،ال تِحاولي توريطه ُ ،مساعدة ُمعلم لطالب في ذات الكُليه لهُ عواقب سيئه تُهدد
ُمستقبله المهني..
إتسعت عيناها من الدهشه لتقول بعدها :عن ماذا تتحدث أنت ؟!! سكنتُ منذ فتر ٍة ُهنا ولكنها
المرة األولى التي أراه فيها ،لم أكن أعلم أنه ُمعلم ،ولستُ أيضا ً أدرس في الكُلية القريبة من
ُهنا فلذا....
ت واضحه للغايه ،لم تترددي لحضةً عندما قاطعها وهو ينظر إليها بنظراته الحاده :يكفي ،أن ِ
ت موضوع بحثك الشاق من الفراغ دون سبب ،إن ت فتح ِ
عرض عليك ال ُمساعده ،بال ُمقابل أن ِ
وربما تمنعك من ت ُمجددا ً إستغالله فسأحرص على التسبب بمشكل ٍة تُعيقك عن التخرج ُ حاول ِ
إكمال دراستك فهمتي!!
نظراته الحاده ونبرة صوته التهديده كانت كفيلة بأن تخاف وتتأكد من أنه سيفعلها حقا ً!
سحقا ً له..
ُ
إلتفتت تقول :ال تفترض أمورا ً ليست صحيحه..
وغادرت فورا ً الى داخل شقتها فبقي ريكس واقفا ً في مكانه لفتره قبل أن يأخذ نفسا ً عميقا ً
ومن ثَم يتجه الى شقة آندرو..
مد يده ورن الجرس وبقي بعدها هادئا ً ينتظر خروجه..
ولكن خمس دقائق كامله مرت دون أي ردة فعل..
رفع هاتفه ودخل الى الرسائل يكتب فيها:
"هل لنا أن نحضى ب ُمحادث ٍة أخيره ؟ قد ال يُمكنني مقابلتك بعد هذا اليوم"
أرسلها وبقي واقفا ً ألكثر من خمسة عشر دقيقه دون أي إستجابه..
تنهد وهمس بهدوء :ال بأس ،ربما هذا أفضل..
بعدها إلتفت وغادر بينما بالداخل كان يجلس آندرو بهدوء على األريكة وعينيه على هاتفه
بعدما قرأ الرساله..
همس لنفسه :ماذا تُريد أن تقول ؟ تُبرر ؟ أو تُخبرني بأنهم كاذبون ويهدفون ٍ
ألمر ما ؟!
صمت لفترة ثُم همس :من يكذب مره ...يكذب ألف مره لذا ما فائدة رؤيتي لك إن كُنتُ ال
أستطيع تصديقك بعد اآلن ..؟
***
ت في أُذنيها تستمع الى أُغنية أخاها الجديده والذي دخلت الى الكُلية وهي تضع سماعا ٍ
أزعجها بإرساله لها لتُعطيه رأيها قبل أن تنزل الى العامه!..
كانت اإلبتسامة على شفتيها ،هل ألن األُغنية جيده أو ألنها تستمع الى صو ِ
ت أخاها ؟
ربما اإلثنان معا ً..
كان الوقت ُمتأخرا ً بعض الشيء ،إنها العاشرة صباحا ً..
لم تُزعج نفسها بالحضور ُمبكرا ً بما أن ال ُمحاضرةَ األولى قد إعتذر عنها الدكتور المسؤل
باألمس..
طالب من شُعبتها..توقفت ُمرغمةً عندما حاصرها بعض ال ُ
ثالث طالب وطالبتان..
هاجمتها إحداهن بالحديث قائله بسرعه :إليان !! األُستاذ آندرو هو صديقك صحيح ؟!!
عقدت إليان حاجبها لتقول األُخرى :بلى هو كذلك ،لقد رأيتُه يُحادثك عدة مرات من قبل!
لم تفهم سبب هذا الهجوم الفُجائي لكنها أجابت :حسنا ً ،بمعنى أدق هو صديق أخي األكبر..
طالب يقول :إذا ً لما فعل هذا ؟!! البد من أنك تملكين فكرة عن األمر!سألها أحد ال ُ
نظرت إليه بعدم فهم فقالت إحدى الفتاتين :كان لطيفا ً دوما ً ،لطالما قالت جدتي إحذري الشاب
بكالم معسول ولكني لم أكن أضن بأن األُستاذ آندرو من هذا النوع! ٍ الذي يتحدث
طالب بإنزعاج :حبيبتي شاجرتني مرة ألني شتمتُه وهاهو اآلن يظهر على حقيقته ! قال أحد ال ُ
األمر يُغضبني..
إليان بعدم فهم :عما تتحدثون ؟ ماذا حدث مع آنـ ...األستاذ آندرو بالضبط ؟
ت طوال اليوم ؟ رفع الطالب الثالث حاجبه يقول :أولم تسمعي عن هذا ؟!! اين كُن ِ
إليان :للتو حظرتُ الى الكُليه..
ُ
إحدى الفتاتين بدهشه :هل هذا يعني بأنك لم تسمعي بأمر الجريمة التي فعلها األستاذ آندرو
بحق ماريا ؟؟!
ُ
دُهشت إليان من كالمها وهي تقول :جريمه ؟!! األستاذ آندرو !! ماذا حدث ؟
الفتاة األُخرى :لقد إستغل موهبتها لصالحه هو ،لقد كانت هذه دنائه ،تطلب منه معروفا ً
فيسرق ُجهدها كُله ! لطفه تجاه الفتيات كان ألهدافه الشخصيه..
شعرت إليان ببعض اإلنزعاج وهي تقول :إشرحي بشك ٍل واضح!
رفع أحد الطالب حاجبه يقول :على مهلك لما الغضب ؟ هل ألنها شتمت صديق أخاك ؟
نظرت إليه بإستنكار تقول :عفوا ً ؟!
بعدها خرجت من بينهم بحده تاركتهم خلفها يتحدثون عنها..
تكره هذا!
هي فقط تريد أن تفهم عما يتحدثون بالضبط فقاموا بتفسير تصرفها وكأنه دفاع!
تكره عندما تُترجم تصرفاتها على حسب أهوائهم..
على أية حال ال يوجد سوى آندرو وحده من سيشرح األمر..
البد من أنه سوء فهم..
توقفت عن المشي تدريجيا ً عندما كدت أن تصل الى مكتب آندرو وهي ترى تجمهر بعض
الطلبه وهمسهم..
من الواضح بأن ُهناك أمر ُمتداول بينهم ،وهو موضوع االستاذ آندرو من دون شك..
همست لنفسها" :لحضه ،ماذا لو كان حقا ً فعل أمرا ً سيئا ً ؟"
كرهت هذا ،كرهت كون الشك بدأ يدخل صدرها من جهته..
إنه لطيف للغايه معها..
ال يُمكن له أن يكون سيئا ً بالقدر الذي يجعل الكُل يتهامس هكذا بشأنه..
جاءها صوت من جانبها لفتاة تقول بدهشه :سيُعرضونه للتحقيق ؟!! هذا يدل بأنه بالفعل
سارق!!!
نظرت إليان إليها لتقول صديقتها :صدمني ! لم يكن يبدو كهذا النوع من األشخاص..
همست لهما من دون وعي تقولُ :ربما كان ُهناك سوء فهم..
ت جاده ؟ سوء فهم يجعل األمر كبيرا ً نظرا الى حيث وصلهما صوتها لتقول إحداهما لها :أن ِ
الى هذا الحد ؟ لقد إعترف بنفسه!..
إتسعت عينا إليان بصدمه تقول :إعترف ؟!! ولكن بماذا ؟
ً
ال يعرفانها وال يعرفان صلتها بآندرو ولكنهما أجابها حيث قالت األخرى :طالبة تُدعى ماريا ،
سمعتُ بأنها ذهبت إليه ليُساعدها بكتابة قصتها فقام بسرقة افكارها ونشرها بإسمه..
عقدت صديقتها حاجبها تقول :كال لم يُساعدها ! لقد سمعتُ بأنها كتبتها كامله وكانت تُريد فقط
سماع رأيه..
تركتهما إليان تتجادالن وهي تتجه الى مكتب أحد مسؤولي الكُلية بعدما سألت إحدى الطلبة
عن مكان آندرو الحالي بما أنه ليس في مكتبه..
طالب ممنوعون من الدخول من وصلت الى القسم الخاص بمنسوبي الكُليه وتجاهلت كون ال ُ
دون سبب..
كان المكان شبه فارغ ،فالمسؤلون إما في مكاتبهم أو بأعمال خارج المكتب..
تقدمت بهدوء من الغرفة المقصوده والتي كانت شبه مفتوحه وخفضت خطواتها عندما إقتربت
واقف يُحادث آندرو قائالً :هذا يعني بأن ما يُشاع صحيح ؟!! ٌ كثيرا ً لترى مسؤول شئون الطلبه
تحدث آندرو الذي كان يقف بالقرب من األريكة يقول :ليس تماما ً ،أخبرتُك بأني أُريد رؤية
ماريا أوالً وحينها...
قاطعه المسؤول :هذا مستحيل ! أنت فقط أجبني على سؤالي ،هل ما قالته صحيح ؟ إنها
جريمةٌ يا آندرو!
أخذ آندرو نفسا ً عميقا ً وبدأ يشعر بالتعرق ُرغم ان التكييف عالي في الداخل..
نظر الى عينيه يقول :هذا ليس صحيحا ً تماما ً ،أعني....
قاطعه المسؤول :ولكنه بالفعل بإسمك ؟!!! هل قام أحدهم بتزويرها ..؟
إنه في ورط ٍة تامه وبداخله توتر عارم لم يعرف كيف يُسيطر عليه وهو يُجيب :كال ليست
مزوره ،هو بالفعل توقيعي..
المسؤول بصدمه :هذا يعني بأن إدعائها صحيح ؟
بس ما!شد آندرو على أسنانه يقول :أُريد رؤيتها ! ُهناك لَ ٌ
بس ما ؟!المسؤول بحده :هل ُجننت ؟!! تسرقها وتقول ُهناك لَ ٌ
آندرو :دعني آراها وصدقني....
قاطعه المسؤول :لن يحدث ! من مهام الجهات التعليميه توفير الحماية لطالبها ! قالت
بالحرف الواحد أنها تخافك فكيف نسمح لك ب ُمحادثتها..
آندرو :فلتكن اللجنة كُلها ُهنا ال يهمني ! فقط دعني أُحادثها قبل أي شيء..
تقدم المسؤول وجلس على كُرسيه يقول :دعنا نُنهي األمر يا آندرو ،هي لجأت الى
المسؤولين ُهنا وهذا أمر بسيط فلقد كانت تنوي اللجوء الى الشرطة إن كُنتَ ال تعلم وحينها
من يدري ماذا قد يحدث بك..
أشاح آندرو بنظره بعيدا ً بضيق شديد فقال المسؤول :كُل شيء واضح ،كالمها وإدعائها كان
واضحا ً للغايه ،إعترف ودعنا نحل األمر بهدوء..
بقي آندرو صامتا ً لفتره قبل أن يقول :يُمكنني الذهاب اآلن ؟
أجابه :هذا ليس من صالحك ،األمر منتشر في الكلية كُلها لذا علينا إنهائه اآلن..
إلتفت آندرو وغادر دون حتى قول كلمة واحده بينما إنزعج المسؤول من تصرفه ولكنه قرر
تركه قليالً قبل ُمعاودة الحديث معه..
في حين تحركت رجال إليان وهي ال تزال تحت تأثير الصدمه ولحقت بآندرو الذي خرج دون
أن يلحظ وجودها..
عليها أن تسأله وتفهم منه كُل شيء..
وقبل أن تفتح فمها ُمناديةً عليها توقفت الكلمات في حلقها بصدمه عندما فتح الباب بشك ٍل حاد
ودخل على ماريا التي كانت تجلس وحدها في الغرفه..
دُهشت ماريا من وجوده ووقفت بسرعه خائفه تقول :لما ؟!!
ت جاده ؟!! وقف ُمباشرةً أمامها بحده ضاربا ً بيده على الجدار خلفها يقول :هل أن ِ
حاولت رفع صوتها تقول :يا دكتور!..
صرخ في وجهها قائالً :إخرسي وأجيبيني!!
خبأت وجهها بين كفيها بخوف تقول :أتركني أتركني..
ظهر اإلستنكار على وجهه وقال :لما تتصرفين هكذا ؟!
لم تقل شيئا ً فقال :إذهبي اآلن الى المسؤولين وإسحبي كُل ما قُلته ومن ثم دعينا نتحدث
بهدوء..
هزت رأسها نفيا ً فغضب وقال :ولما ؟!!! األمر شخصي بينك وبيني لذا عليك أال تلتجئي الى
المسؤولين..
شدت على أسنانها وأبعدت يدها عن وجهها تقول :هل أنت جاد ؟!! تسرقني ومن ثَم تُريد مني
أن أصمت ؟!!
ت عندما قُل ِ
ت.... آندرو بإستنكار :ولكن هذا كان طلبك أن ِ
قاطعته :كال لم يكن طلبي !!!من هذا المجنون الذي سيُضيع سنوات من عمره في كتابة قصة
جيده ومن ثُم يطلب من أحدهم أن ينشرها بإسمه!!
آندرو بحده :كُفي عن إستغفالي!
ُف أنت عن الكذب واإلحتيال!.. ماريا بحده ُمماثله :بل ك ّ
ُجن جنونه ورفع يده فصرخت بخوف وجلست متكومةً على نفسها تصرخ :ال تضربني..
صدم من ردة فعلها ! لقد كان ينوي إفراغ غضبه في الجدار ليس إال.. ُ
عض على شفته وقال :كُفي عن هذا!
هزت رأسها نفيا ً وهي ال تزال تُخبئ وجهها في ُركبتيها وبدأ جسدها يرجف وهي تقول :إبتعد
،أتركني..
إنزعج للغايه منها ومن تصرفاتها ،مد يده وأمسك بساعدها ليرفعها عن األرض بقوه ويقول
بوجهها :أخبرتُك أن تتوقفي!!!
بدأت عيناها تغوران بالدموع وهي تقول برجفه :أقسم لي بأني طلبتُ منك أن تنشرها بإسمك
؟ أُقسم لي بهذا..
صدم من دموعها ومن جملتها أيضا ً فبدأ التوتر عليه يقول :أنا ...أعني.. ُ
صرخت في وجهه :أُقسم لي بهذا!!
شد على اسنانه ولم يستطع فعلها..
فجائه صوت إليان المرتجف تقول :أقسم لها بهذا..
صدم وإلتفت بسرعه لتتسع عيناه بدهشة وهو يراها تنظر إليه بأعين مليئة بالخذالن.. ُ
فتح فمه يقول بسرعه :ال إليان إنها.....
صرخت في وجهه :إذا ً أقسم لها!..
شتت نظره في األنحاء قبل أن يُعاود النظر إليها يقول :دعيني أشرح لك األمر..
عضت على طرف شفتها قبل أن تهمس :حقير..
ومن ثُم غادرت ُمسرعه وقبل حتى أن يستوعب ويلحق بها دخل أحد المسؤولين من الباب
صدم من منظر الفتاة شبه منهاره وآندرو يمسك بساعدها بقوه.. اآلخر و ُ
صرخ فيه بحده :آندرو!!!
وكان هذا الصوت هو آخر ما سمعته إليان وهي ُمغادرة..
لينتشر بعدها أمر سرقته وتعنيفه لماريا وإحتياله عليها في أنحاء الكلية كُلها بسرع ٍة كبيره
كما نتشتر النار في الهشيم..
**
صدمت فيه دخلت إليان الى الكُلية بهدوء ولسبب غير معروف كانت تتذكر هذا اليوم الذي ُ
بآندرو صدمةً كبيره..
جعلها هذا تتذكر ريكس أيضا ً..
كانا قريبان منها على عكس اآلن ،لقد كانا يملكان وجها ً آخر غير الذي يُظهرانه للناس..
وهذا صدمها..
تكره اإلستغفال ،وتكره ال ُمجرمين أيضا ً..
تكرههم جدا ً..
توقفت بطابور الطلبه كي تطلب لها قهوةً بارده وعقلها مشغو ٌل بهما..
نعم ،تكره صفاتهما للغايه..
ولطالما قالتها في وجههم بأنها تكرههما جدا ً..
أجل..
ولكن.....
لما تشعر بألم بصدرها كُلما تذكرتهم ؟
إنه ليس ألم الخذالن ..بل ألم آخر..
ال تستطيع تفسيره..
وصلت عند البائعه وطلبت قهوتها وهي تهمس :توقفي عن التفكير بهما..
ولكنها لم تستطع فما إن رأت الكوب حتى تذكر قهوتها األخيرة مع آندرو..
عندما جلست معه إسترجعت تلك اللحضات القديمة التي فقدتها كثيرا ً..
أخذت الكوب وهي تتسائل عن ما إن كان سبب ألم صدرها هو الحنين ؟
هل حقا ً بداخلها تُريد أن ترجع الى تلك األيام القديمه ؟
تقدمت من جيسيكا التي كانت تنتظرها وجلست لتقول قبل أن تتحدث جيسي :هل من الغريب
لشخص أكرهه ؟ ٍ أن أشتاق
عقدت جيسي حاجبها متعجبةً من هذا المزاج الغريب مع الصباح لتقول :مابك إيلي ؟
إليان بهدوء :هل يُمكنك أن تغفري ل ُمجرم ؟
ال فائدة لمعرفة ما بها لذا قررت ُمجاراتها في الحديث تقول :مجرم من أية ناحيه ؟
لم تعرف إليان بأي واحد تُجيبها..
إختارت جانب آندرو تقول :مجرم مستغل ،يستغل اآلخرين ويسرقهم..
جيسي بتفكير :اممم وهل إستغلك انت ؟
إليان :كال..
جيسي :إذا ً ُهناك مجال للغفران..
بشخص خذلني الى هذا الحد ،أكره ٍ شخص سيء ،من الصعب أن أُعاود الثقة
ٌ إليان :ولكنه
ال ُمجرمين..
جيسيُ :ربما يملك سببا ً..
إليان بإستنكار :هل ُهناك شيء يُبرر السرقة واإلحتيال ؟!! هذا بجانب تعنيف الفتيات أيضا ً ،
أكره هذا..
فهمت جيسي بأنها تقصد آندرو لذا أكملت حديثها وكأنها لم تكتشف هذا وقالت :إجلسي معه
وإسمعيه بالكامل وحينها...
قاطعتها إليان :ال يُمكن ! كُل شيء واضح ولم أسمع به بل رأيتُه بعين ّ
ي!
تنهدت جيسي وقالت :حسنا ً ،إسمعي له فقط وحينها قرري ،لم تسألي عن إمكانية غفرانك له
إال ألنه ال يزال ُهناك شعور بداخلك ،عندما تستمعين إليه إما يكبر هذا الشعور أو يختفي كليا ً
،في كال الحالتين سترتاحين..
أشاحت إليان بنظرها ولم تُعلق فبقيتا صامتتين حتى علقت جيسي قائلةً ت ُغير الموضوع :ماذا
ت ببحث الدكتورة ايليت بخصوص الرغبة ال ُمستقبليه ؟ فعل ِ
ضحكت تُكمل :مع أني أعرف إجابتك وهي كونك تُريدين أن تُصبحي تاجرةً كوالدك..
بقيت عينا إليان شاردتان في الفراغ قبل أن تقول :هل ستُصدمين لو أخبرتُك بأني أُريد أن
أُصبح ناشطه ..؟
عقدت جيسي حاجبها بدهشة تقول :وااه هذا غير متوقع ،ناشطه ؟!! عجيب ،أُراهن بأنه
ناشطةً في حقوق المرأة صحيح ؟
هزت إليان رأسها نفيا ً تقول :حقوق الطفل..
زاد تعجب جيسي وقالت :غريب ،لم أرك لمرة تتحدثين بخصوص األطفال بأي شكل من
األشكال ،صدمتني..
تنهدت إليان وأخذت كوبها لتشرب وهي تهمس :مجرد رغب ٍة عابره ال أعلم هل سأفعلها أو ال
..
***
11:20 am
يجلس عاقدا ً حاجبيه يُطالع مجموعة أوراق بين يديه وهو يقول :حسنا ً ،ال بأس بالكلمات ،
تبدو عميقةً بعض الشيء..
لحن جيد ؟
تركها وأكمل ل ُممنتج أغانيه يقول :على أية حال يُهمني اللحن ،هل من ُم ٍ
أجابه قائالً :لم نبحث حتى اآلن ،دعنا ننظر في أمر الكلمات أوالً..
وضع إدريان األوراق على الطاولة الصغيرة التي تتوسط األرائك يقول :نعم الكلمات جيده ،
ت أقوى ،إبحث لي عن كاتب جيد ألجلها.. لكن األغنية الرئيسية لأللبوم تحتاج لكلما ٍ
صمت قليالً بعدها أكمل :دعها تتحدث عن الفقد ،لم تكن هناك أي أغنية رئيسية لي تتحدث
عن الفقد..
ال ُمنتج ُمفكراً :اممم تبدو فكرةً جيده ،سأنظر في األمر..
سفرةً في إنتظاري ، رفع إدريان عينيه الى الساعة ثُم قال :حسنا ً ،سأعود الى المنزل ف ُهناك َ
إن كان ُهناك ماهو ُمهم أجله حتى عودتي ،أُريد اإلستمتاع بعيدا ً عن العمل..
هز ال ُمنتج رأسه وهو يصنع عالمة الـ OKبيده فإبتسم إدريان ثُم خرج من الغرفة ومشى في
الرواق ُمرسالً ألُخته واإلبتسامة على شفتيه: ِ
جبرك على ما تكرهيه" حب أُمي عندما ت ُ ُ
"وأخيرا ً سنُسافر معا ً ،أ ُ ُ
جاءه صوت يقول :إدريان آليكسندر..
تنهد إدريان بملل وإلتفت الى الخلف حيث ال ُمغني الذي يعرف صوته جيدا ً يقول :ماذا ؟ لما
تستمر ب ُمحاولة إستفزازي في كُل مر ٍة تراني فيها ؟
إبتسم بسخريه وتقدم منه يقول :فقط كُنتُ أُريد التأكد من أمر اإلشاع ِة التي نُشرت هل هي
صحيحه ؟
رفع إدريان حاجبه يقول :إذهب وإجري خلف اإلشاعات بعيدا ً عني فهي ال تُهمني حتى لو
كانت عني..
إلتفت ليُغادر فأوقفه كالم ال ُمغني يقول :لديك قريبةً تُدعى فلور ريكسوفر ؟
دُهش إدريان للحضه قبل أن يلتفت إليه بهدوء وهو يخشى بأن ما يُفكر به صحيحا ً!
بطرق ُمنحطه..
ٍ إبتسم ال ُمغني وهمس قائالً :عائلة تعشق الشهرة
ش ّد إدريان على أسنانه وأصبحت مثل هذه اإلهانات ال تُطاق بالنسبة إليه لذا ومن دون تردد
تقدم دافعا ً إياه الى الجدار يقول بحده :كُف عن التدخل فيما ال يعنيك وإهتم بعملك!
إبتسم بإستفزاز يقول :ألم تقل قبل قليل بأن اإلشاعات ال تهمك ؟ عجبا ً إني أراك تحترق من
الغضب و.....
قاطعه لكم إدريان له في وجهه فجعله هذا التصرف يُجن جنونه وهو يصرف فيه :كيف تجرؤ
على لمس وجهي!!!
الوجه هو أهم شيء لل ُمغنين لذا لم يتردد إدريان في صنع كدم ٍة فيه وقال ُمجيبا ً عن سؤاله:
ُف عن التدخل بشؤني وإحرص على نجاحك.. أُعلمك درسك ،لذا أقولها ُمجددا ً ،ك ّ
إبتسم وأكمل وهو يقترب من وجهه هامساً :لقد إنفصلتُ عن كاتالين منذ فترة ومع هذا ال أزال
ناجحا ً ! ما ُحجتك اآلن ؟ أولستَ دائما ً ما تقول بأن سبب نجاحي هو دعم كاتالين و ُمعجبيها ؟
رفع يده وطبطب على خده ببرود يُكمل :الفاشل يُعلق فشله في اآلخرين دائما ً ،ستنزل الى
القاع قريبا ً عزيزي..
وإلتفت بعدها ليُغادر ولكن ال ُمغني كان قد وصل حده في تحمل اإلهانات فتقدم منه وأمسك
بسترته ولفه على جهته ليلكمه في وجهه بعنف جاعالً منه يرجع الى الخلف بقوه ويصطدم
بالجدار..
إتسعت عينا إدريان بغضب ومن ثُم دخل في شجار معه وبالكاد تدخل بعض الموظفين في فض
شجارهم وإبعادهم عن بعضهم..
تحدث ديريك إلدريان يقول بصدمه :هل أنت جاد !! منذ متى وال ُمغنون يدخلون في شجار !!
أنسيت أمر تصوير المشهد ؟!!!!
شد إدريان على أسنانه وزاد إنزعاجه عندما تذكر هذا وعينيه على اآلخر الذي يبدو كالمجنون
يُحاول التملص منهم كي يُكمل الشجار..
ديريك :فلتذهب الى المستوصف ُمباشرةً ليفعلوا شيئا ً بوجهك قبل أن تظهر العالمات!
أشاح إدريان بوجهه وغادر وهو يسمعه يصرخ بإسمه يُناديه ويصفه بالجبان الهارب..
نزل حيث العيادة الصغيره بالمؤوسسه ودخل الى الطبيب الذي هرع فورا ً ليُحضر الكريمات
وال ُمعقمات..
لقد كانت ُهناك كدمة في خده بجانب ُجرح بالقُرب من عينه..
سحقا ً له ،سيجعله يدفع الثمن إن تم اإلستغناء عنه بسبب تشوه وجهه.. ُ
فدوره في الفيلم دور ُمغني صاعد محبوب ووسيم ،قطعا ً لن يُحضروا ُممثالً مشوه الوجه!
وصلته رسالةً الى هاتفه فأخرجه ليرى ممن هي ،كانت من إليان تكتب فيها:
"أنا غاضبه ،أتمنى بأن تهلك"
ُرغما ً عنه تحول غضبه العارم الى ضحك هستيري جعل الطبيب يتعجب منه..
بالكاد سيطر على اصابعه وهو يكتب:
"لقد هلكتُ فعالً ،إليان أنا لن أ ُغضبك بعد اآلن"
**
من جهة أُخرى دخل الى المنزل وهزه تماما ً بصرخته الغاضبه ُمناديا ً على إسمها بكُل ِح ّد ٍة!!
الكُل شعر بالتوتر والخوف حتى وهم بعيدون عن أنظاره..
بالكاد تقدمت الخادمة منه تحمل معطفه عنه وهي تقول بتردد :هل أُجهز الغداء ؟
نظر إليها بحده يقول :هل عادت فلور من المدرسه ؟!!
هزت الخادمه رأسها نفيا ً تقول :لم تذهب إليها أصالً!
شد على أسنانه وصرخ ُمجددا ً يُزلزل القصر قائالً :فلــــــــور!!
إرتجفت الخادمه وقالت بسرعه :سـ سأُناديها لك سيدي..
وغادرت ُمسرعه من أمامه فهي المرة األولى التي تُشاهده فيها بكُل هذا الغضب وكأنه بُركان
ثائر!
في حين أن صوته وصل الى مسامعها بشك ٍل واضح للغايه!!
للتو كانت تتناول بعض الفطائر بغرف ٍة قريبه وما إن سمعت صرخته حتى عرفت سببها فورا ً
لذا من دون أدنى تفكير إختبأت خلف األريكة التي بالقرب من الزاويه وهي ترتجف خوفا ً!
عمها غاضب للغايه وال أحد ُهنا ألجلها..
آلبرت بالخارج وإستيال لم تعد للمنزل وحتى كين في مدرسته!
هي هالكه ال محاله!
فتحت هاتفها بحثا ً عن رقم آلبرت وعيناها تغوران بالدموع ولكن قطع عليها هذا صوت فتح
الباب يتبعه صوت الخادمه تقول :ماذا ؟ أنا واثقه بأنها كانت ُهنا قبل فتر ٍة قصيره..
سدت أُذنيها بيديها متكورةً على نفسها وهي تهمس بعينين ُمغمضتين :أرجوكم دعوا هذا
اليوم يمر على ما يُرام..
وصلها صوت خطواته التي تحفضها جيدا ً وهو يدخل الى الغرفة ليقول بح ّد ٍة بعد أن شاهد
صحن الفطائر :أُخرجي قبل أن أغضب!!
إرتجف جسدها بخوف وهي تهمس لنفسها :أنت غاضب ،أنت بالفعل غاضب..
صرخ آليكسندر بحده :فلــور!!
برعب فلف بنظره إليها عندما ظهرت أخيرا ً وقبل حتى أن يفتح فمه بكت تقول بكُل وقفت فورا ً ُ
رجاء :سامحني لن أُكرهها مرةً أُخرى ،إنها المرة األولى واألخيره صدقني ! سامحني عمي
سامحني أرجوك..
أشار لها يقول بوج ٍه غاضب :تعالي ُهنا..
هزت رأسها نفيا ً فالمكان اآلكثر أمانا ً بالنسبة لها اآلن هو خلف األريكة ،غضب عمها وقال:
أخبرتُك أن تتقدمي ُهنا!!
شعرت أن جسدها قد ينهار من شدة خوفها وزاد بُكائها وهي تقول بشهقات ُمتتاليه :صدقني
ال ذنب لي ،لم أنشر شيئا ً ،أحدهم فعل بي هذا ،صدقني لم أفعل اسفه اسفه اسفه..
تصرف سيء يا فلور ،تعالي ُهنا دون كلمه واحده!!! ٌ آليكسندر بحده :ال تجعلينني أُقدم على
لم تعد ترى طريقها من شدة الدموع المتجمعه في عينيها وتقدمت من خلف األريكة بقدميها
المرتجفتان حتى أصبحت قريبةً بعض الشيء وتوقفت..
حاول عمها السيطرة على أعصابه وهو يقول :أخبرتُك أن تتقدمي ُهنا..
حاولت أن تستنجد به بنظراتها المكسوره ولكن هذا لم يُحرك فيه شعرةً واحده..
فتقدمت وشهقاتها في إزدياد حتى أصبحت أمامه..
ما إن فتح فمه حتى رفعت يدها أمام وجهها وكأنها تحمي نفسها منه وهو يقول :كيف تجرأتي
وفعلتِها ؟!!!!
سمعة السيئه وتنشرين معلوماتك أكمل بغضب :لما تدخلين في مثل هذه المواقع ال ُمخله ذات ال ُ
ُ
ت أيضا ً بفضيح ٍة أخرى!! الكاملة هكذا ؟!!! أال يكفيني فرانس حتى تأتيني أن ِ
إرتجف صوتها وهي تقول :لم افعل لم افعل..
ت فمن فعلها إذا ً ؟!!! قاطعها بغضب :إن لم تفعلي أن ِ
جاء صوتٌ من الخلف يُجيبه قائالً :جينيفر فعلت..
رفعت فلور رأسها فورا ً ودُهشت وهي تراه وبشك ٍل غير إرادي ذهبت إليه فورا ً وإختبأت خلفه
ليحميها بينما سيطر آليكسندر على غضبه وإلتفت ينظر إليه يقول :ما نوع ال ُهراء الذي تتفوه
به ؟
ضاقت عيناه ُمكمالً بحده :أجبني يا ريكس!
End
Part 52
12:55 pm
تستلقي على األريكة ناظرةً الى السقف وهي تهمس :فعلها معي مرةً أُخرى ،وعدني بالقدوم
صباحا ً وها قد أصبح الوقتُ ظهرا ً وال أثر له ،أرجو أن يكون على ما يُرام..
بأمر ما ُمهم..
تذكرت أوراقه التي كانت بين يديه باألمس وهمست :البد من أنه مشغول ٍ
فتحت فمها وهمست ُمجدداً :مللت ،ال هاتف وال رفيق وال خروج من المنزل ،إنه سجن..
تنهدت وهي تتذكر مقطع الفيديو ذاك الذي أراها إياه موريس سابقا ً ألُختها وهمست بهدوء:
أرجو أن تكون على أحسن ما يُرام في أفضل مكان ،أنا بحق قلقةً ألجلها..
جلست ونظرت الى الباب تقول :تعال يا ريكس ،دعنا نُسافر الى باريس اآلن ما رأيُك ؟
فُتح الباب ودخل ريكس فصرخت فجعه وهي تحضن المخدة الصغيره فعقدت حاجبه ونظر
إليها قبل أن يتقدم واضعا ً األكياس على الطاولة الصغيره يقول :ماذا ؟
رين :شبح..
رفع حاجبه :ال تقصدينني صحيح ؟
رين :حسنا ً ،بلى أقصدك!..
األمر
ُ أشارت الى الباب تُكمل :للتو كُنتُ أتحدث إليه ناظرةً الى الباب وفجأه دخلت ،كان
ُمرعبا ً..
جلس يفتح أحد األكياس ُمعلقاً :صديقيني ليس أكثر إرعابا ً من كونك تُحدثين الفراغ..
عقدت حاجبها بتفكير قبل أن تهمس لنفسها :صحيح ،هو ُمحق..
إبتسمت بعدها وهي تراه يُخرج هاتف محمول من كرتونه ويبدأ بتركيب شريح ٍة فيه وقالت:
هو لي صحيح ؟ آخر إصدار ؟ ريكس أصبحتُ أُحبك..
ريكس :ما الجديد ؟ دائما ً ما تُحبين أي شيء يخص مصالحك الشخصيه..
عقدت حاجبها بإستياء وتمتمت بهمس :أُحاول أن أكون لطيفه ولكن ال فائدة مع أمثاله..
رمى الهاتف بإتجاهها فإتسعت عيناها بصدمه وأمسكت به قبل أن يقع تقول بعدم تصديق :هل
ُجننت ؟!!! إنه آخر إصدار!!
تجاهلها يقول :سجلتُ رقمي بالهاتف ،إتصلي عند الحاجه..
إسم حتى!فتحت هاتفها تنظر الى قائمة األسماء لتجده مسجالً رقمه هكذا بدون ٍ
همست بدهشه :بارد حتى مع نفسه !! إنه رقمك لذا أعره بعض اإلهتمام على األقل!!
تنهدت وبدأت تُسجل إسما ً لرقمه ومن ثُم جربت اإلتصال..
رن هاتفه بجواره فإبتسمت وسحبت هاتفه تقول :دعني أُسجل إسما ً لرقمي..
دُهشت عندما رأته قد سجل إسمها بالفعل وتحولت الدهشة الى إنزعاج عندما رأته سماها بـ
"مغناطيس!" ..
سخريتك مني بهذا القلب ؟ أو عن كوني غير رفعت عينيها إليه تقول :على ماذا أُعلق ؟ على ُ
ُمهمة لدرجة أنك لم تُتعب نفسك لكتابة الكلمة االُخرى "مشاكل" ؟ هذا ُمهين..
ظهرت إبتسامةً على شفتيه ولم يرد عليها وهو يلم اوراق الكرتون في الكيس فتنهدت رين
وضغطت زر الشاشة الرئيسيه لتُدهش من قلة التطبيقات في هاتفه!
بالكاد يملك موقعا ً من مواقع التواصل ،وفقط التطبيقات الرئيسيه او الهامه..
إنه حتى ال يملك لُعبةً واحده!!
نظرت إليه تقول :عزيزي ريكس ،لقد مات آخر شخص يُعامل الهاتف لإلتصال ال غير ،لقد
مات حقا ً ! نحنُ في القرن الحادي والعشرون ،رجاءا ً تطور..
تجاهلها فقالت :إذا ً مللت ماذا تفعل ؟ ال ألعاب وال مواقع التواصل الترفيهيه!!
تجاهلها ُمجددا ً فقالت :سأُعيد الحيوية الى هاتفك..
نظر إليها يقول :دعي الهاتف وال تتدخلي..
إبتسمت وهي تدخل المتجر وتختار عدة تطبيقات للتحميل فما إن مد يده ليأخذ الهاتف منها
حتى وضعت الشاشة أمام وجهه بشك ٍل ُمفاجئ كي يقبل بصمة الوجه..
ريكس :هال أعطيتني الهاتف ؟ أُريد الرحيل..
سرعه!دُهشت ونظرت إليه تقول :لما ؟ بهذه ال ُ
ريكس :موعد الرحلة بعد نصف ساعه ،الكُل اآلن في المحطة عداي..
مدت له هاتفه تقول :أال يُمكنك الرفض ؟
ت
أمر طارئ فرقمي معك ،وبالنسبة للدكتور چارلين فأن ِ ريكس :إنتهى األمر ،إن حدث ٌ
تملكين موعدا ً معه عصر اليوم لذا كوني على إستعداد فهو سيأتي بنفسه..
أشار الى الكيس اآلخر وأكمل :بعض الطعام ،أراك الحقا ً..
ومن ثُم خرج وهي مندهشةً من سرعة ما حدث..
إنها حتى لم تملك الفرصك لتُحدثه عما خططت لفعله!!
ال بأس ،رقمه لديها ،ستتصل به بعد بضع ساعات عندما تتأكد من كونه وصل الى وجهته
وإرتاح قليالً..
فاألهم اآلن هو الطعام فهي بحق جائعه..
***
1:10 pm
-Paris-
***
يجلس بحماس ٍة كبيره وهو يُحرك رجليه الى األمام والخلف على الكُرسي األسود الخاصه
بالمطابخ المفتوحه ينظر الى والدته التي تصنع له قالب الحلوى الذي يُفضله للغايه..
تحدث يقول :أُريدها محشوةً بالشوكوالته..
إبتسمت وردت عليه :الشوكوالته ُمضرةً ألسنانك..
دُهش وفتح فمه يقول :ماما أنا أُنظفها دائما ً ،إنها ناصعة البياض أُنظري يا ماما..
ضحكت ُرغما ً عنها تقول :وكم مرةً في اليوم ؟
رفع أصابعه يقول :ثالثة مرات ،هكذا تعلمنا في الروضه..
مدت يدها تعبث بشعره وهي تقول :يالي من محظوظه إلمتالكي طفل رائع مثلك..
إبتسم بسعاده فسحبت يدها ُمكملةً وضع الخليط في القوالب تقول :لم يتبقى سوى الخطوة
األخيره لماكرون ريكس المحبوب..
ريكس بحماس :حشوة الشوكوال يا ماما..
ضحكت تقول :سأفعلها سأفعلها..
رن جرس المنزل فنزل فورا ً من الكُرسي يقول :ال تتوقفي يا ماما أنا من سيفتح..
وذهب راكضا ً الى الباب وفتحه بإبتسامه ليعقد حاجبه بعدها وهو يرى رجاالً يرتدون زي
الشُرطه لينحني أحدهم قائالً :هل آليس باڤيل بالداخل يا صغيري ؟
ريكس :ماما ؟
الشرطي :ماما ؟ آه أجل ،والدتك..
ريكس :حسنا ً سأستدعيها..
ومن ثم دخل الى الداخل وإتجه الى حيث والدته يقول :ماما ،الشُرطة تُريدك..
إتسعت عينا آليس ونزعت قفازاتها والمريلة ووجهها مخطوف للغايه فتعجب ريكس ولحق
بها عندما ذهبت الى الباب..
وقف بجانبها وهي تبتسم للشرطي قائله :أهالً ،أي خدمه ؟
ضاقت عينا الشُرطي يقول :مرحبا ً ،آليس باڤيل صحيح ؟
آليس :أجل صحيح ،أي خدمه ؟
أخرج الشُرطي شارته بجوار أمر التفتيش يقول :إعذريني ُ ،هناك أمر تفتيش..
آليس بهدوء :هل لي أن أعرف سببه ؟
الشُرطي :بالغ قُدّم من شركة اإلتصاالت وعلينا التأكد من بعض األمور..
آليس :أحتاج إجابةً أكثر وضوحا ً..
الشُرطي :سنتأكد فحسب لذا تنحي بهدوء فليس من صالحك عرقلة عملنا..
صدر لوجود أدله ومن حقي معرفتها قبل الشروع بالدخول آليس :ما دام ُهناك أمر تفتيش فقد ُ
..
نظر الشُرطي الى صديقه قليالً قبل أن يُعاود النظر إليها يقول :نشك بكونك عميلةً روسيه
فإتصاالتك بروسيا تُصبح أكثر فأكثر..
ي أن احرم نفسي من عائلتي ألجلكم ؟ هذا ليس سببا ً كافيا ً رفعت حاجبها تقول :عجبا ً ،هل عل ّ
للتفتيش..
الشُرطي :ولما رقم عائلتك غير رسمي ؟
آليس :الكثير ال يشترون أرقاما ً رسميا ً ،أعطني سببا ً أكثر إقناعا ً..
الشُرطي :حسنا ً ُ ،هناك بالغ يقول بأنك تستقطبين زوارا ً ُمريبين في منزلك بين فنيةً وأُخرى..
آليس :ألني روسيه أصبحتُ محط شكوك في مثل هذه األمور التافهه ؟ هل أنا الوحيدة التي
تستقبل ضيوفا ً في منزلها ؟!
ت حقا ً بريئةً من هذه التُهم فلما ترفضين التفتيش هكذا ؟ الشرطي بهدوء :إن كُن ِ
كائن من كان ليعبث فيه ! حتى لو كُنتم أنتم أيتُها ٍ آليس :ألنه منزلي ! لن أسمح بدخول
الحكومة الفرنسيه..
الشرطي :كُل هذا الكُره في نبرتك لنا وال تُريدين منا أن نشك في كونك عميله ؟
رفع ُمذكرة التفتيش وأكمل :ال ُمذكره قد أُصدرت رسميا ً لذا ال شيء سيمنعنا من التفتيش ،هيّا
،ال نُريد أن نستخدم العنف أمام صغيرك..
ضاقت عينا آليس تقول :سأرفع بشكوى وأُطالب برد إعتبار عندما ينتهي تفتيشكم بالفشل!
ومن ثُم إبتعدت تاركةً إياهم يدخلون..
تكتفت تُراقبهم وريكس بجانبها ينظر إليهم قبل أن يرفع رأسه الى جهة والدته يقول :عن ماذا
يُفتشون ؟
آليس بهدوء :ال عليك ،أضاعوا أوراقهم ُهنا وهاهم يبحثون عنها..
هز ريكس رأسه بفهم ثُم عاود النظر إليهم وبدأوا ينتهون من التفتيش واحدا ً تلو اآلخر حتى
جاء آخرهم يقول :لم نحد أي شيء ُمريب..
ضاقت عينا قائدهم يقول :هل بحثتم في كُل مكان ؟ أمتأكدون أنكم لم تنسوا بُقعةً ما ؟
هز الجميع رأسه فنظر القائد الى آليس ال ُمبتسمه بثقه ليقطع صوت ريكس هذه النظرات
ُمشيرا ً الى بُقع ٍة ما يقول لوالدته :لكن ماما إنهم لم يبحثوا ُهناك..
إتسعت عينا آليس بصدمه وأمسكت بيد إبنها بسرعه لتُبعد أصبعه عن اإلشارة لمخبئها السري
في حين عقد القائد حاجبه ونظر الى حيث اشار ريكس سابقا ً ثُم تقدم يقول :أبحثتم ُهنا ؟
تحدث أحدهم وهو ينظر الى الجدار المليء باألرفف يقول :ال شيء ُمريب ،أرفف وبعض
التُحف..
أمرهم قائالً :فتشوا هذه البُقعة جيدا ً حتى لو أُضطررتم لتحطيم الجدار..
آليس بحده :إنك تتجاوز صالحياتك!!
نظر إليها ببرود يقول :سأُعوضك ما تُريدينه إن لم نجد شيئا ً..
تقدم آليس من الهاتف تقول :لقد بالغتم ويجب أن أُرسل أمثالكم الى مجلس التأديب بتهمة
تدمير ُممتلكات المواطن..
إبتسم بسخريه وهو يراها تدق األزرار بيدين سريعتين ُمرتجفتين فقال :مواطن ؟! أأنت جادة
في نُطق هذه الكلمه..
نظرت إليه ببرود فنظراته مليئة باإلستحقار والكُره..
تحدث أحدهم يقول بصدمه :أنظر ماذا وجدت ؟!!
صدمت آليس وهي تراهم يقتلعون ديكور الجدار ليظهر خلفه فُتحةً صغيرة ال يتجاوز مقاسها ُ
أربعون سانتي مترا ً في عشرون ومليئه بالمالفات وأجهزت التخزين..
آن
تقدم الشُرطي وأخرج الملفات يقرأ مافيها وعيناه تتسع بصدمه وبإبتسامة إستمتاع في ٍ
واحد..
الحظريكس كُل هذا فتقدم من والدته وأمسك بيدها يقول بتردد :هل ...فعلتُ شيئا ً خاطئا ً ؟
كان وجهها غير سعيد والصدمة العارمه تمأله وهذا جعله يشعر بأنه إرتكب خطئا ً ما كان عليه
أن يفعله..
تقدم الشُرطي من آليس بإبتسامة يقول :لما أغلقتي الهاتف ؟ ألم تريدي الشكوى ؟
تحولت نظراتها الى البرود التام ليُكمل الشرطي :تقولي بأنك بريئه ؟ وتتهمينا بالتميز
العنصري ضدك ؟
ضاقت عيناه وأكمل :هكذا هم الروس ،مجرمون خونةً منذ نعومة أظفارهم ،تاريخهم
وحاضرهم و ُمستقبلهم مليء بالخيانة والغدر!!
بعدها رفع صوته بلهج ٍة آمره يقول :خذوا هذه الجاسوسة اللعينة الى السياره!!
تقدموا بعنف وكأن إهانة وجرجرة الروسيين هي ُمتعتهم الخاصه ،لكنها أوقفتهم مادةً يدها
تقول :لحضه!
رفع حاجبه لتقول :سأُجري ُمكامله..
ضحك بإستهزاء يقول :تطلبين ال ُمساعدة من حكومتك ؟ صدقيني لن نسمح لك!
آليس ببرود :لن يحدث ُ ،هنا طفل إن كُنت ال تعلم ،علي اإلتصال بوالده كي يأتي من أجله..
ق روسي ، نظر الشرطي الى ريكس الذي تشبث بقدم والدته خوفا ً منهم ليقول :بدمه عر ٌ
سيكون ُمجرما ً..
آليس بحده :ال تنطق بهذه الكلمات أمامه!!!
أعطنا كلماتك ونحن ضحك الشُرطي وقال :اوووه لقد أخفتنا ،على أية حال ممنوع اإلتصال ِ ،
من سيكتبها كرسال ٍة نصيه..
ت هاتفك..ضاقت عيناها بحقد تام ليتقدم أحدهم مادا ً يده قائالً :ها ِ
نظرت إليه قليالً قبل أن تُخرج هاتفها من جيبها فسحبه بقوة وفتح قائمة الرسائل يقول :ما
إسمه ؟
آليس :آليكسندر..
ت رسالتك ودعيها ُمختصرةً ألني لن أُتعب أصابعي من أجل روسيه دخل على اإلسم وقال :ها ِ
..
أخذت نفسا ً عميقا ً وصبرت على إستفزازتهم وإهاناتهم فقط من أجل إبنها ،تُريد التأكد من أنه
سيكون بخير ،هذا ما يهمها اآلن..
قالت بهدوء* :ريكس في منزلي ،تعال وخذه فقط تم اإلمساك بي من قِبل الشرطه* ..
دون كلماتها وبعد إنتهائه سلم الهاتف لقائده الذي قال ببرود :إنتهى ،جروها الى السياره.. ّ
أمسكاها إثنان منهما وسحبوها بقوه فبكى ريكس فجعا ً وهو يُمسك بقدم والدته يقول :ماذا
يحدث ؟ لما تأخذون أمي!
آليس بحده :لحضه !! لن أتركه قبل قدوم والده!
تجاهل القائد كالمها بينما تدخل رج ٌل ثالث وسحب ريكس بعنف راميا ً إياه بعيدا ً عن أمه يقول:
ال ينقصنا سوى ِصغار الروس..
إتسعت عينا آليس بصدمه وهي تراه يرتطم باألرض ويصرخ من األلم..
وبتدريباتها التي تدربتها منذ نعومة أظافرها تخلصت منهما بسهولة بعدما رمت كُل واحد
بركل ٍة قوية في معدته جعلته يسقط أرضا ً من األلم..
جلست فورا ً ترفع ريكس عن األرض تقول بخوف :هل أنت بخير ؟ هل يؤلمك شيئ ما ؟
تحدث من وسط بُكائه يقول :ال تتركيني ،ال تتركيني..
دمعت عيناها وإبتسمت وهي تضع وجهه بين كفيها تمسح دموعه قائله :ال تقلق ،سأخرج ،
سآتي ،قطعا ً لن أتركك وحدك!..
تقدم هذه المرة مجموعة أكثو وأخرجوها بالقوة تاركين ريكس وحده يصرخ من البكاء الشديد
على والدته..
بكى وبكى الى أن إستلقى على األرض في مكانه بعينيه الحمراوتين يشهق وبالكاد يشعر بمن
حوله..
مضى فترةً من الوقت ليفتح بعدها عيناه ينظر الى قدم إمرأ ٍة ترتدي كعبا ً أحمر اللون تتقدم منه
بهدوء..
توقفت أمامه فرفع عينيه ال ُمتعبتين إليها ليقول بعدها بصوته الهامس :عمتي جينيفر ؟
إبتسمت وجلست ُمساعدةً إياه على الوقوف ليُصبح في ُمستوى نظرها..
جينيفر بإبتسامة لطيفه :هل أنتَ بخير ؟
تقوست شفتيه يقول :ماما ...ماما..
إبتسمت جينيفر والتي كانت ال تزال شابةً حينها في بداية العشرين من عمرها تقول :أعلم ،
ماما ذهبت الى السجن ..أخبرني رجل الشرطة الذي يُراقب المنزل..
صدم الطفل يقول :السجن لألشرار ،ماما ليست كذلك!! ُ
جينيفر :أجل ،هي ليست كذلك ،كانت ستكون على ما يُرام وتعيش معك طويالً ،لما فعلتَ
هذا ؟
ظهر اإلنكسار في عينيها تُكمل :لم جعلت أُمك شريره وجعلتهم يُمسكون بها ؟ ألم تكن تُحبها ؟
هز رأسه نفيا ً يقول :ال ال..
هزت جينيفر رأسها بهدوء تقول :لقد كانت تفعل أمرا ً سيئا ً وخبئته ،كان كُل شيء بخير فلما
تُخبر الشرطة عنها ؟ ستُصبح شريرة اآلن ،حتى لو تركوها فهي لن تبقى معك ُهنا ،فاما
مكان بعيد عنك تماما ً ولن تراها مرةً أُخرى..
ٍ سيقتلوها أو تُسافر في
إتسعت عيناه بصدمه وبدأت تُعاود إخراج الدموع وهو يقول :لم أعرف ،لم أكن أدري..
جينيفر :لقد أخطأتَ وجعلتَ ماما سيئه ،ستموت ماما بسببك..
صرخ وأجهش بالبُكاء منهارا ً على األرض وهو يعتذر ويعتذر مرارا ً وتكرارا ً بينما نظرت
اإلنكسار إختفت من عيني جينيفر لتهمس بهدوء :سأُدمره تماما ً ،سأحرص على أن يُصبح
شخصا ً ُمحطما ً من الداخل قبل الخارج ،سترين كم يمكنني فعلها يا آليس وسأُثبت لك مقدرتي
ت فيها!
التي إستهن ِ
**
:ريكس ،ريكس!
فتح ريكس عينيه بعدما كان ُمنغمسا ً بذكرياته القديمه ونظر الى وجه جينيفر لفتر ٍة قبل أن
يُجيبها :ماذا ؟
أشارت الى النافذه تقول :ال تفوت على نفسك هذه المناظر وتنام!
نظر ريكس إليها قليالً ثُم تنهد بِعُمق ،
إنهم في غرف ٍة بالقطار ،إليان بجوار النافذه وجينيفر بجانبها ويُقابلهما ريكس عند النافذه
وإدريان بجانبه..
والكُل حرفيا ً يشغل نفسه عن اآلخر..
إليان تضع السماعات في أُذنيها وتُمسك هاتفها بشك ٍل عرضي تُتابع حلقات ُمسلسلها الجديد..
وإدريان يضع السماعات يستمع الى الملفات الصوتيه التي أرسلها ممنتجه لعدة ألحان من
أجل ألبومه الذي لم يكتمل بعد..
أما ريكس فمنذ دخوله وهو غارق بالتفكير في الماضي..
جملة والده تلك أعادة له الذكريات التي لم ينسها قط من قبل..
نظر الى النافذه حيث الجبال الثلجيه وهو يُفكر بكلمته..
"ال تُح ّمل نفسك خطأ ذلك اليو"
ال يُمكنه ،
هو السبب ،لوال كالمه ذاك ألخذت والدته حذرها من بعد زيارة الشرطة ولوجدت مكانا ً أكثر
أمانا ً ألسرارها..
لوال كالمه لما دخلت السجن وتعذبت كثيرا ً قبل أن تتلقى ال ُمساعده وتخرج منه لتجد نفسها في
حيا ٍة أصعب من حياتها السابقه!
ُمراقبه و ُمحاصره وكُل خطواتها مدروسه وفشلت مهمتها بسبب ذلك وإكتشفت المنظمة
خيانتها وتتالت األمور السيئة في حياتها عاما ً بعد عام حتى سقطت أخيرا ً ُجثةً هامدة على
األرض وإنتهت تماما ً من هذه الحياة!!
بسبب هو ماتت بهذه وحكم عليها أال تُحقق أحالمها وأن تموت بهذا السن ُرغما ً عنها وهي
التي خططت ل ُمستقبلها ولكنه هدم كُل شيء وجعل الرصاص يخترق جسدها من قِبل حاقد لم
يكن ليكتشف خيانتها لوال إخباره لرجال الشرطة....
إستيقظ من إنغماسه النفسي فجأةً على حركة رجلي إليان التي أحدثت بعض الجلبه فنظر الى
وجهها المليء بالقلق والذي فورا ً أبعدت نظرها عنه تُكمل ًمشاهدة الحلقه..
أغمض عينيه لحضةً وللتو إستوعب أن تنفسه كان ُمتسارعا ً وعرقه يمأل جبينه رغم الجو
البارد..
أمر آخر بعيدا ً عن هذه األفكار التي تُتعبه للغايه ليرفع نظره بدأ يُهدئ من نفسه ُمفكرا ً في ٍ
ُمجددا ً الى إليان بعدما إستوعب أنها أحدثت الجلبة عمدا ً ليصحو من أفكاره..
نظر الى جينيفر فوجدها عاقدةً حاجبيها وتبدو مشغولةً في ُمراسل ِة أحد مهم..
نظر الى إدريان ويبدو في عالم آخر وهو يستمع الى الملفات الصوتية واحدا ً تلو اآلخر..
إذا ً ،لم يُالحظه سوى إليان..
أخرج هاتفه وقرر إشغال نفسه فيه حتى يصلوا الى وجهتهم..
رفع حاجبه ينظر الى ثالثة ألعاب غبية للغايه موجودةً على هاتفه..
همس لنفسه :رين تتصرف كما تشاء كالعاده!
بقي ينظر إليهم لفتر ٍة قبل أن يضغط على إحداها وتُفتح ليظهر له مجموعة أشخاص في زاويه
صنع حبل من عندهم الى الطرف اآلخر لينتقلوا بأمان.. عليه ُ
إنهى المرحلة األولى بسهوله فإبتسم وكأنه فعل إنجازا ً كبيرا ً..
أتت المرحلة التاليه والتي بعدها وبعدها حتى جائته مرحلةً كالسابق لوال وجود دائر ٍة كالمنشار
عليه أن يجعلهم ينتقلوا الى النقطة التاليه دون أن تُصيبهم!..
صل الحبل وبدأ يضغط كي ينتقلوا الى الجهة األُخرى ولكن جاء المنشار وإصدم بهم فسالت و ّ
دمائهم وسقطوا..
ما إن شاهد الدم حتى تذكر منظر والدته فأقفل هاتفه تماما ً ونظر الى النافذه ُمحاوالً تجاهل
ذلك المنظر..
ولكن ال فائده..
قرر فتح هاتفه ودخل الى لُعب ٍة أُخرى ليجدها عبارةً عن مجسمات غير متساويه تنزل من
االعلى وعليه ترتيبها لتُكمل الصفوف..
حسنا ً ،هذه يعرفها ،كان يلعبها في طفولته على أجهزة االطفال..
بدأ يلعبها مرحلةً تلو األُخرى وتلو الثانيه بوج ٍه بارد ولكن بإنسجام ٍ
تام جعل إدريان ينتبه عليه
وينظر الى هاتفه ليُصدم مما رآه!..
البد من أنه ُحلم..
كتم ضحكته بالكاد وأشاح بوجهه هامساً :آخر تطورات شخصيته هي العودة الى الطفوله..
صفّر القطار ُمعلنا ً الوصول الى المحطة وتوقف لينزل ُ
الركاب قبل أن يُكمل طريقه الى المحطة
التي تليها..
ونُنهي البارت عند هذا الحد حيث سيكون البارت القادم أكثر إثارةً وتشويقا ً..
كونوا بالقرب يوم اإلثنين القادم وأبهروني الى حينها بتوقعاتك وآرائكم..
End
تنويه صغير
حصل خطأ بالبارت السابق عندما رجعت بذكرى ريكس الى 11عاما ً وهي بالحقيقه 21عاما ً
عدلته لي وردة الزيزفون ربي يسعدها فياليت اللي ينقلوا روايتي بمنتديات أُخرى يعدلوا
هالخطأ كمان ربي يسعدهم
Part 53
***
2:30 pm
- colmar -
"وضع القالدة بين يديه يقول :لذا إعتبرها ذكرى ،ذكرى رحيل والدتك يا مارك ،إحفضها
وكأنها ال تزال على قيد الحياة ،ال تنسها ُمطلقا ً وال تنسى كون أنها عانت ألجلك ولكن الموت
أخذها "
إستيقظ من ذكرى والده -أو كما يضن أنه والده -على صوت ميرفا تقول :مابك شارد الذهن ؟
سيبرد األكل..
هز رأسه وأكمل تناول طعام الغداء وهو يُفكر بهذا األمر الذي يؤلم قلبه..
كان كُلما شاهد القالدة يتذكر وفاة والدته ،وشكل والده المنهار الذي رآه فيها في تلك الليله..
واآلن أصبح يتذكر الموقف حتى لو لم ينظر الى القالده..
لما فجأه أصبح فضوليا ً من ناحيتها ؟
وحتى شكلها على األقل!
لقد أخبره والده بأنها لم تلتقط لنفسها أي صوره..
لما لم تفعل هذا ؟
ولما لم تلتقط صورةً معه على األقل ؟
كُل أم تلتقط صورةً مع إبنها حال والدته فلما هو ال يملك صورةً له معها ؟
همس بألم :صورةٌ واحده كانت لتكون كافيه ،لستُ جشعا ً..
عقدت ميرفا حاجبها ونظرت إليه تقول :مابك ؟
هز رأسه نفيا ً وبعد فترة صمت سألها :هل يُمكنني رؤية والدي ؟
صدمت من السؤال الذي لم تتوقعه قط ووقفت تقول بحده :إنطق إسمه مجددا ً وسأُعاقبُك يا ُ
مارك !! لقد تخلى عنك ليعمل كالكلب عند تلك الجينيفر ! هو ال يستحق حتى أن تقول له
والدي ! الوالد من يُربي يا مارك أسمعت وهو تخلى عنك لذا ال يستحق هذا اإلسم على
اإلطالق..
أشاح بنظره عنها وصمت كيال يتحول األمر الى شجار..
لقد عادت الى جنونها ُمجددا ً من محض سؤال!
ت لن تُشبعي فضولي بعدة أسئله فمن سيفعل ؟ هو وحده من يستطيع همس لنفسه" :إن كُن ِ
ُرغم كُرهي لكونه تركني هكذا" ..
خفت إنعقادت حاجبيه المنزعجه وفكر في فكر ٍة جنونيه..
هو لم يفعلها من قبل حتى وهو بالقرب منه لذا ...هل سيفعلها اآلن ؟
هل سيذهب إليه بنفسه ُرغم كرهه لكونه من يأخذ الخطوة األولى ؟
ال يدري..
هو فقط بدأت تملؤ عقله أفكارا ً غريبه وبداخله شعور قوي بأن والده هو فقط من يستطيع
اإلجابة عنها..
هو ال أحد غيره!
***
3:12 pm
أكملت كالمها بحماس ٍة تقول :من بعدها لم يُكلمني عمي حتى اآلن عن األمر ُمطلقا ً ،ال أعلم
كيف أثر كالم ريكس عليه ،حقا ً أنا سعيده!
ضاقت عينا أخاها األكبر آلبرت يقول :غريب ،كيف عرف أن لجينيفر يد في األمر ؟
األمر صحيحا ً أو ال ..ال ُمهم
ُ صدمت وال أعلم هل كان هزت كتفها تقول :ال أعلم ،أنا بنفسي ُ
أن عمي ُرغم غضبه الشديد ذاك تغير تماما ً ولم يطلبني البته ولم يُحادثني في األمر إطالقا ً ،
واااه لقد أُزيح هم كبير عن صدري..
آلبرت :واآلن ماذا عليك أن تفعلي ؟
عقدت حاجبها وهي ال تفهم ما يقصد فقال :أال يجب عليك شُكر أحدهم ألنه ساعدك وأزاح الهم
عن صدرك ؟
دُهشت وظهر اإلستنكار على وجهها بشك ٍل غير إرادي تقول :ريكس!!
ثُم توقفت وتالشى اإلستنكار تدريجيا ً قبل أن تقول :بصراحه ...لقد أحببتُ تصرفه الغريب هذا
! لم أتخيل بأنه في يوم قد يقف في صفي ،بِتُّ أتسائل لما كُنتُ أكرهه ُمسبقا ً ؟
بعدها عقدت حاجبها تُحاول التفكير باألمر فقال آلبرت :على أية حال ال ترتاحي كثيرا ً فأنا حتى
اآلن لم أُعاقبك على هذا..
عقاب كافي..
ٌ فلور بدهشه :لكنك سحبتَ مني كُل أجهزتي ! هذا
آلبرت بحده :كال!
فُجعت وصمتت تماما ً دون نطق أي حرف..
تنهد بعدها وقال :هل لك تواصل مع فرانس ؟
ق بحق! هزت رأسها نفيا ً فبدأ يُعاوده الضيق الشديد وإختفاء أخيه هذا ُمقل ٌ
ُرغم أنهم إعتادوا على إختفائه ولكنه هذه المرة إختفى بعد شجارهما وقُطعت كُل وسائل
التواصل معه ،مهما حاول تجاهل األمر فسيظل القلق يأكله من الداخل..
صداع وهمس :أين أنت ؟ فرك رأسه بأصابعه عندما داهمه ال ُ
ّ
بأمر ما..
تعجبت فلور وسألته :فرانس ؟ ُربما كعادته يعمل مع جينيفر أو كلفته ٍ
وقف يقول :إذهبي لإلستذكار فلقد إقتربت اإلمتحانات..
ومن ثُم خرج وهو يُحاول اإلتصال ُمجددا ً بفرانس ولكن كالعاده الهاتف ُمغلق..
أدخل الهاتف في جيبه وطلب من الخادمة كوب قهوة ليُهزئ رأسه بينما هو يُفكر بكالم فلور..
كيف علم ريكس بأن لجينيفر يد باألمر ؟
ُهناك أمر ُمريب يحدث معه ،كيف له أن يعرفه ؟
حاول ُمحادثته ولكن ال فائده..
يبدو بأنه يُخبئ أمرا ً خطيرا ً ،خطيرا ً حتى على نفسه..
شد على أسنانه هامساً :أتيتُ فقط ألجل طلب عمي وها أنا ال يُمكنني الرجوع تاركا ً فرانس
ال ُمختفي خلفي وال ريكس الغريب أيضا ً ،ماذا يحدث معكما بالضبط ؟ كُفا عن فعل كُل شيء
ب ُمفردكما!
ضاقت عيناه وهو يتذكر كالم فرانس آخر مره..
*جينيفر تُفسد كُل شيء ! تُريد السيطرة على كُل شيء ،بأموال ريكس تمول لمشروعها
السري وبعدها ستُلصق بكُل شيء به وستُنشر بعدها حقيقة من تكون والدته ..ال أُحب هذا !
كرهها العميق آلليس مقزز ! إنها أفضل منها بمئات المرات !!! إمرأه ُمقززه أكرهها كثيرا ً !
*
راض هكذا ؟ ما الذي تُخفيه حتى تجعله تحت سيطرتها الى ٍ همس :إنها تستغل ريكس فلما هو
هذا الحد ؟ لما ال تُخبرني يا فرانس ؟ لما األمر سري بالنسبة لك كي تُخفيه ؟ ولما ال تتحدث يا
ريكس ؟!
شد على أسنانه هامسا ً بضيق :لما أنتما أحمقان هكذا ؟!!
حسنا ً..
إن كان بهذا ال ُحمق فلن يقف ُمتفرجا ً ينتظر منهما شيء..
سيتدخل..
وسيبحث عن كُل شيء بنفسه..
قالها وهو يأخذ كوب القهوة من الخادمه ويتجه بعدها الى الخارج..
إستيال مشغولة بالبحث عن فرانس لذا سيدع هذا األمر عليها وسيبحث هو عن جينيفر..
فتلك شيطانة بشكل غير طبيعي لدرجة أنها تُدمرهم هكذا..
يستحيل أن يبقى صامتا ً يُراقب العائله وهي تتهاوى بسببها..
عليه أن يتدخل..
من جه ٍة أُخرى..
وعند فيال جينيفر..
توقفت سيارة أُجره ونزل منها هذا ال ُمراهق الذي يبلغ الرابعة عشر من عمره..
أعطاه ماله قبل أن يُحرك السياره ويُغادر الشارع..
تنهد ورفع رأسه ينظر الى الفيال ثُم تقدم ورن جرس المنزل..
بقي واقفا ً في مكانه ينتظر أن يُفتح الباب ولكن ال ُمجيب..
همس :هل ألن جينيفر ُمسافره يتم إغالق الفيال بالكامل ؟ هل حقا ً ال يُوجد أح ٌد بالداخل ؟
كال!
يعيش ُهنا فكالم إليان ذلك اليوم معُ فرغم أنه ال يعلم أين هو تحديدا ً لكنه واثق بأن الطفل إيدن
ُ
مكان يستطيعون فيه رؤيته بين الحين واآلخر.. ٍ أخاها دليل على أنه في
وهذا هو سبب وجود المربيه حتى اآلن في منزل جينيفر..
لذا البد من أن ُهناك من بالداخل..
المربيه أو الخادمة على األقل فهم لن يتركوا طفالً لوحده..
رن الجرس ِمرارا ً وتكرارا ً حتى جاءه صوت إمرأة من الجهاز الصوتي تقول :من بالباب ؟
أجابها :كين ،كين ريكسوفر..
عرفته الخادمه فهذا إبن أخ زوج جينيفر فقالت :أهالً كين ،ماذا أردت ؟
كين :أال يُمكنني الدخول ؟ طلبت مني العمة أن أُحضر لها بعض األقراص من غرفة األفالم..
تعجبت الخادمه ولم تشك بتاتا ً بكونه يكذب ناهيك عن كون أخاه فرانس دائم التردد الى هذا
المنزل لذا من الطبيعي وجود كين وأن تطلب منه جينيفر بعض األمور..
ردت عليه :حسنا ً ،يُمكنك الدُخول..
وسمع بعدها صوت القفل اآللي للبوابة يُفتح فإبتسم ودخل قاطعا ً فناء المنزل حتى وصل الى
البوابة حيث خرجت الخادمه لتوها..
إبتسم لها كين يقول :مرحبا ً ،أزعجتُك ؟
إبتسمت ألسلوبه المرح اللطيف وقالت :على اإلطالق ،أتُريد أن أُحضّر لك شيئا ً ؟
كين وهو يُشير الى يمينه :كوب قهو ٍة من فضلك وأتركيها ُهناك فسأجلس قليالً قبل ُمغادرتي..
هزت رأسها فإبتسم ودخل فلقد إستطاع بسهولة تامه إبقائها في الخارج فهي حتما ً لن تترك
كوب القهوة ُهناك قبل حضوره..
ما إن الحظها تدخل قسم المطبخ حتى غير طريقه من الدور األرضي الى األعلى وإتجه
غرفة جينيفر.. ُمباشرةً الى ُ
فتح الجناح وتلفت حوله قبل أن يتجه الى غرفة مكتبها وعندما حاول فتح الباب وجده مؤصدا ً
بال ُمفتاح..
هيّا!!
هذا ليس الوقت ال ُمناسب للعب لُعبة فتح األقفال!
تنهد ووقف يتفحص المكان حتى وجد بالقرب من األريكة دبوس شعر فأخذه وهو يبحث عن
ي في شيء آخر حا ٍد مثله ليجد أخيرا ً ما يُناسبه وبعدها جلس أمام الباب وهو يفتح مقطعا ً تعلم ّ
اليوتيوب يشرح طريقة فتح أقفال األبواب..
وبالفعل خالل دقائق من الجهد فتحها أخيرا ً ومن ثُم دخل وإتجه الى مكتبها يُقلب في األوراق
فيه..
حيث تضع صورةً لها مع إبنيها إدريان وإليان وهم صغارا ً فإبتسم ُ رفع عينيه الى سطح مكتبها
سخريه وهمس :إنها حقا ً ُمنكرةً وجود إيدن ،شيطانة بالفعل.. ب ُ
عاود التقليب في أوراقها بشك ٍل سريع فكُلها تحوي أمورا ً ال تهمه إطالقا ً..
أخرج من الدرج ملفا ً وفتحه ليعقد حاجبه بدهشه وهو يرى بأنه نفسه ما أرته إياه قبل مده..
إنه عن أخاه آلبرت وعن اإلمتيازات التي أعطاها الى موظفةً لديه وبعض الصور التي تؤكد
كونه على عالق ٍة غرامية معها..
ُرغم أن هذا الملف لم يكن هدفه إال أنه لن يسمح بكون جينيفر تحتفظ فيه..
أخرج الصور واألوراق ال ُمهمه وقام بطيها وتخبئتها في جيب سترته ومن ثُم أكمل البحث..
أنهى تقريبا ً كُل أدراج المكتب ولم يجد ما يُريده فأخذ نفسا ً عميقا ً ورفع عينيه يدور في الغرفة
لتقف بصدمه عندما شاهد هذا الجسد الضخم على الباب ينظر إليه ببرود تام..
بلع ريقه لتتحدث قائله :ماذا تفعل بالداخل ؟
ضاقت عيناه وشكلها ليس غريبا ً عنه ،أجل إنها ُمريبة ريكس والبقية عندما كانوا ِصغارا ً..
إنها معلومة ال يعرفها أحد وهي كون آليكسندر أحضر هذه المربية التي إختارتها آليس
بنفسها..
وهذا يعني بأنها بالتأكيد تُفضل آليس على جينيفر كثيرا ً..
عليه كسبها لصفه..
إبتسم وقال لها بمرح :مرحبا ً سيدتي ،أعرفك ،حدثني عمي عنك وعن كون عمتي آليس
تُحبك كثيرا ً..
دُهشت ال ُمربية للحضه ثُم قالت :ماذا قُلت ؟
كين :عمتي آليس حقا ً تثق بك لهذا إختارتك هي بنفسها لتُربي إبنها ،ريكس أيضا ً ي ِكنُ لك
اإلحترام الكبير..
صمتت لفتره قبل أن تقول :هذا ليس موضوعنا ،ماذا تفعل ُهنا ؟
صمت قليالً قبل أن يقول بشك ٍل ُمباشر :أنا أكره العمة جينيفر..
دُهشت من قوله لهذا لها ُمباشرةً في حين أكمل :هي تؤذي الجميع ،إمرأةً حقوده تُريد إمتالك
كُل شيء لنفسها ،كرهت آليس ألنها زوجةً سابقة لعمي ،كرهتها وسعت لتدمير إبنها ،
كرهتنا تاليا ً ألن بعد وفاة والدانا لم يتبقى لنا أحد لهذا عمي يرعانا ،إمرأه أنانيه تعشق التملك
وتُريد كُل شيء لها ،لديها زوج وأبناء تُريد منهم أن يكونوا ملكا ً لها وال يُشاركها أح ًدا فيهم!
سخريه :الى درجة أنها حرمت إبنها إدريان من ُحبّه وكسرت قلبه فقط ألنه ال يُمكنها أن أكمل ب ُ
تتخيل كون فتاةً أُخرى قد تحصل على ُج ِ ّل إهتمامه!
ضاقت عينا ال ُمريبة قليالً في حين أن كين ال يعلم لما فجأه إسترسل في حديثه هكذا ؟
لم يتوقع أن يملك إتجاهها ُكل هذا الكُره لدرجة عدم سيطرته على إنفعاله..
هي بحق إمرأةً حقيره..
أحقر من أي شخص آخر رآه في حياته..
أعاد األوراق الى مكانها ثُم خرج من الغرفة قائالً :عذرا ً على التدخل ،أتمنى بأن ال تُخبريها
بذلك..
ما إن تجاوزها حتى قالت بهدوء :هي ال تحتفظ بأوراقها ال ُمهمة ُهنا وال في مكان عملها..
توقف قليالً ثُم أكمل طريقه الى الخارج ُمفكرا ً..
إن لم تكن ُهنا وال في عملها إذا ً إين بالضبط ؟
إبتسم للخادمة التي ال تزال تنتظره بالكوب فتقدم وأخذ الكوب منها وعقله مشغول بجينيفر..
هل من ال ُممكن أن تكون في ذلك المكان ؟
لما ال ؟ سيُجرب الذهاب إليه فلن يخسر شيئا ً من ال ُمحاوله..
عليه أن يستغل كون جينيفر بعيدةً من ُهنا..
***
4:16 pm
في حين كان آندرو يمشي بهدوء في الحديقة يُفكر بكالم الموظف الذي قابله قبل دقائق حيث
قال:
"المدير ريكس ؟ حسنا ً ،هو لم يحضر للعمل منذ أكثر من اسبوع ،نتصل عليه وقلما يُجيب
إتصاالتنا ويأمرنا بأن نتصرف كما نشاء"!
ضاقت عيناه وهمس :ما كُل هذا الغياب عن العمل ؟ هل حياة ال ُمجرمين ُممتعه لكي يترك
ُمستقبله من أجلها!
شد على أسنانه وهو يتذكر رسالته فجر اليوم..
"هل لنا أن نحضى ب ُمحادث ٍة أخيره ؟ قد ال يُمكنني مقابلتك بعد هذا اليوم "
ماذا يقصد ؟
لطالما سبب القلق لمن حوله..
ال يُمكنه أن يغفر له كذبته..
ال يُمكنه أن يغفر له كونه مواليا ً لقتلة والده..
لطالما أخبره عن هذه المنظمه ،وعن شرها ،وعن كونه يكن الحقد الكبير تجاهها ولكنه في
ال ُمقابل يعمل كالكلب معها!
لقد خدعه!
كان هو خلف كُل منافسيه الذين سقطوا إما قتلى أو بوحل الفساد ومع هذا كان يدعي البراءه
ويتصرف وكأن شيئا ً لم يكن..
ال يُمكنه أن يغفر له حقا ً!
ضحك بإستهزاء هامساً :هذا يعني بأن كُل ال ُهراء الذي نطق به إبن عمه في الحفل كان حقيق ّ
ي
! مجرم فاسد حتى النُخاع!
ال يُمكنه تحديد مقدار الكُره الكبير الذي يشعر به تجاهه..
كرهٌ لم يتصور في يوم من األيام أن يصل إليه..
إنه حتى تجاوز كرهه لقتلة والده!
مع كُل كمية الكره هذه لما ؟
لما يشعر هكذا ؟
لما ال يُمكنه تجاوز تلك الرسالة ؟
لما هي تُقلقه الى هذه الدرجة ؟
لما وصل به األمر للذهاب الى عمله والسؤال عنه ؟
لما هو اآلن يتمشى في الحديقة التي تتواجد بالقرب من منزل والدته آليس ؟!!
لما كُل هذا!
هذا التناقض في مشاعره يؤلمه..
يؤلمه أكثر مما يتخيل!..
قطع عليه تفكيره اتصال أخته التي قالت حالما رد عليها :مرحبا ً ،ألم تصل باريس بعد ؟
أجابها بهدوء :كال ،طائرتي في المساء..
تعجبت وقالت :طائره ؟ ولما ؟ كان يُمكنك ركوب القطار فهي ارخص ومواعيدها متقاربه..
ت طويل فهذا يجعل األفكار آندرو :أردتُ وسيلة نقل سريعه حتى ال يُمكنني البقاء بمفردي لوق ٍ
التي ال أُريدها تُداهمني..
وأكمل هامساً :كاآلن تماما ً..
روانا :حسنا ً ال أعلم ماذا يحدث بالضبط ولكنك تبدو وكأن قلبك قد كُسر ،عندما تأتي سأُقدم
لك الفتاة التي تُجبره لألبد..
تنهد وقرر أال يُجادلها في األمر..
ُ
حيث أتى ُمحاوالً إشغال وبعد دقائق قليله من تبادل األحاديث أغلق الهاتف وإلتفت ليعود من
رأسه بإمتحانات الطلبه..
ولكنه توقف وهو يرى سيارةً سوداء تقف أمام منزل والدة ريكس..
إنها ليست سيارته!
دُهش عندما رأى أربعةً ينزلون من السيارة ،ثالثةً تقدموا يُحاولون فتح الباب والرابع يقف
خلفهم بهدوء..
ضاقت عيناه وتقدم قليالً حتى دُهش عندما عرفه..
إنه ذاك الوغذ الذي قدم الى شقته قبل أيام..
المدعو بباتريك!
ولكن لماذا هو أمام المنزل ؟
إبتسم بسخريه وهمس :حتى أنك كذبتَ بقولك ال يدخل الى المنزل سوانا..
سخريه وهو يراهم يقتحمونه ويدخلون! إختفت إبتسامة ال ُ
إذا ً ريكس ليس بالداخل وهم لم يأتوا ألجله كما كان يتوقع..
لقد إقتحموه!
إقتحموه وكأن ريكس هذا ليس بحليف..
عدو لهم!!
بل ٌ
***
4:45 pm
إستيقظ إدريان من نومه أو باألصح قيلولته وأخذ هاتفه ناظرا ً الى الساعه..
كان سيُعاود النوم ولكن لم يتبقى سوى ُربع ساعة وتطلبهم بعدها خالته لذا قرر أن يذهب الى
اإلستحمام ويتنشط..
الغرفة ُمظلمه تقريبا ً ،نظر الى يمينه ليجد سرير ريكس فارغا ً..
لم يستطع أن يقولها أمام خالته عن كونه ال يُريد ُمشاركة ريكس ذات الغُرفه..
الزجاجي المخفي بالستائر والذي يُطل على بلكون ٍة خارجيه.. نظر الى الباب ُ
من حركة الستائر يمكنه تخمين أنها مفتوحه وريكس بالخارج..
وقف وأبعد الستائر فوجد ريكس يستند على السور بهدوء ينظر الى الفراغ والسيجارة بين
شفتيه..
كان الجو ُمظلما ً وباردا ً..
ال يعلم هل هو بفعل الغيوم الكثيفة أم أن الغروب قد حان..
ولكنه بحق ُمظلم وكأنهم في منتصف الليل..
عاود النظر الى ريكس ثُم الى سيجارته قبل أن يقول :أنت تقت ُل نفسك ببطئ..
لف ريكس برأسه بهدوء حيث إدريان ليُكمل اآلخر :هذا ما كانت ستقوله إليان لو كانت
عالقتكما جيده كالسابق فهي أكثر من قد يخاف على كلينا من األذى..
الرغم من كونها سوداء إال أنها لم تُمظر تجاهله ريكس وعاود النظر الى الغيوم التي على ُ
حتى اآلن..
وبعد فترة صمت تحدث إدريان يقول بهدوء :ما الذي حدث بالضبط لتكرهك هكذا ؟ لقد رفضت
إيلي إخباري ،أجبني أنت!
ريكس ببرود تام :شاهدتني أمام ُجثة عد ٍو لي مقتول..
لم يتوقع إدريان أنه سيُجيبه ببساطه فضاقت عيناه وسأل :وهل قتلته ؟
ريكس بسخريه :لوحدي وأمام شخص يُصارع الموت ،ماذا برأيك قد حدث ؟
شد إدريان على أسنانه وتقدم بعنف شادا ً ريكس من ياقته صارخا ً في وجهه :لما تتدنى الى
الحقارةً يوما ً بعد يوم ؟!!!
إبتسم ريكس بإستهتار يقول :ولما أنت مصدوم ؟ إنه خطأك ،لم يطلب منك أحد أن تبني نظرةً
جيدةً تجاهي..
إدريان بحد ٍة ممزوج ٍة بالضيق :هذا يعني بأن كالم فرانس عنك ذاك اليوم كان حقيقي ؟!! هذا
يعني بأنك كذبتَ علي عندما أنكرته أمامي!
إختفت إبتسامة ريكس ال ُمستهترة تلك ولم يُجبه على سؤاله فدفعه إدريان بعيدا ً عنه يقول:
أكر ُهك عندما تصمت هكذا!!
إصطدم ظهر ريكس بالسور وسقطت السيجارة من شفتيه فإنحنى وإلتقطها وهو يقول بهدوء:
لم يطلب منك أحد أن تُحبني..
وضعها على شفتيه وأكمل بإبتسام ٍة ساخره :فأنا أموت ببطئ كما ترى لذا إستمر بكرهي..
ظهر اإلستنكار على وجه إدريان وهو بالفعل لم يعد يفهم أخاه أبدا ً!!..
أشاح بوجهه هامساً :فلتمت إذا ً..
وعندما كاد أن يدخل توقف قليالً ثُم إلتفت ونظر الى ريكس ليقول بعد فترة صمت :لما رفضتَ
جوليتا ؟
ريكس ببرود :ألني أموت كما ترى..
إنزعج إدريان وقال بحده :كُف عن إستفزازي !! تسرقها مني ثُم ترفضها !!! لما تفعل هذا بي
؟!!
سحقا ً لك!.. دُهش ريكس في حين إلتفت إدريان الى الداخل يهمس بحدهُ :
تقدم ريكس من فوره دائسا ً على السيجارة التي سقطت منه وأمسك بيد إدريان يقول :لحضه !
عن ماذا تتحدث أنت ؟!!
أفلت إدريان يده منه بقوه يقول :أغرب عن وجهي!!
ومن ثُم غادر الغرفة وريكس ال يزال مندهشا ً بالكامل!
صوت الرعد أيقضه من دهشته ليتقدم بعدها ويُقرر اللحاق به حتى يفهم ما تلك الجملة
الغريبة التي قالها !! عن أي سرق ٍة يتحدث ؟
هو ال يملك أي فِكر ٍة عن هذا األمر إطالقا ً!
End
Part 54
-القسم األول-
"تذكر أن المشاعر التي ال يتم التعبير عنها ال تموت أبدا ً ،إنها تدفن حية ثم تطفو فيما بعد
بطرق أكثر قبحا ً ،عليك أن تعبر عن مشاعرك وإال فإن تلك المشاعر سوف تأكل قلبك "
-شين كوفي -
تقف إليان بهدوء أمام النافذة الكبيره ال ُمطله على الفناء الخارجي تنظر الى السماء التي بدأت
خيوط البرق تلمع فيها..
إلتفتت الى الخلف حيث أمها وخالتي يحتسون الشاي الساخن وقالت :خالتي ،أشعر بقدوم
أمطار غزيره..
رفعت خالتها عيناها إليها تقول :ال أعتقد هذا ،قبل يومين غيّم الجو همذا وتعالت أصوات
الرعد ولكن لم تنزل قطرةً واحده ،سننتظر قليالً للتأكد وبعدها نُغادر..
عاودت إليان النظر الى الخارج بشرو ٍد تام لتعقد بعدها حاجبها وهي ترى أخاها إدريان يمشي
في الفناء وهو يضع سماعات الهاتف في أُذنه ويبحث عن أغنيةً ما ليُشغلها..
لما في الخارج وحده هكذا ؟
هذه ليست طبيعته..
جاءها صوت خالتها تقول :ريكس ! مرحبا ً تعال لتشرب الشاي معنا..
إلتفتت تنظر إليه وهو يدور بنظره في المكان يبحث عن أح ٍد ما قبل أن يعتذر بهدوء من
خالتها ويُغادر بعدها..
كايري بتعجب :عن ماذا كان يبحث ؟
جينيفر :وما أدراني ُ ،ربما هاتفه أو شيء من هذا القبيل..
بقيت إليان تنظر الى الباب حيث خرج ريكس ومن ثُم عاودت النظر الى الخارج حيث خبأ
إدريان كفيه في جيوب معطفه الشتوي الثقيل ويتمشى شارد البال..
إنهما يتصرفان بطريق ٍة غريبه ،هل حدث بينهما شيء بما أنهما في الغرفة ذاتها ؟
ضاقت عيناها بضيق وهي تتذكر ذلك اليوم..
عندما رأت ريكس يقتل أحدا ً وكأنه سفاح!
لقد إنقلب حالُها تماما ً وشعر بها إدريان وسألها مرارا ً عن السبب ولكنها لم تستطع أن تُجبه..
كانت ُمنهاره وتحت تأثير الموقف الصادم!
إنه أخاها الرائع الذي تتطلع إليه دائما ً..
لم تستطع أن تقول ما رأته ألحد ،لقد كرهته للغايه ولكنها في الوقت ذاته ال تُريد ألح ٍد أن
يكرهه أيضا ً!
ي أي أحد آخر.. ال تُريد لصورته الرائعه أن تهتز في عين ّ
تناقض كبير بداخلها أتعبها كثيرا ً..
ولكن صمتها أتى بنتيج ٍة عكسيه فإدريان لم يستطع أن يبقى صامتا ً وذهب ليُشاجر ريكس..
ال يُمكنها نسيان تلك الليلة التي رأتهما يتشاجران فيها..
لقد كانا حادَّين للغايه وكأن بينهما ثأر قديم تراكم مع مرور السنين..
وإدريان ....كان غاضبا ً أكثر مما كانت تتخيل!
كان كمن يكتم شيئا ً بصدره منذ فترة طويله وحان وقت إخراجه الى الخارج..
خرجت مشاعر سلبيه كبيره وشاجره بحدّة أخافتها كثيرا ً..
ومن حينها سائت عالقتهما كثيرا ً..
أصبحا بالكاد يتحدثان ،فإن قاال كالما ً عاديا ً لبعضهما فهما قد شاجرا بعضهما أكثر وأكثر..
آلمها هذا ،ح ّملت نفسها الذنب ولكن لم تستطع قول شيء..
ألن الحقيقة كانت لتزيد من ِحدّة الشجار ،وهذا ماال تُريده..
همست :لما تغيرنا هكذا ؟
لما إنقلب حالهم تدريجيا ً مع األيام ؟
هي ال تفهم..
ولكن بداخلها رغبة دفينة وأُمينه قديمه ألن يعود كُل شيء لسابق عهده..
ويعودوا أخو ٍة كما كانوا..
إتسعت عيناها من الدهشة وهي ترى ريكس يتقدم بإتجاه إدريان ومن ثُم يُمسكه من كتفه
ويلفه تجاهه يُحادثه..
لقد ...حدث بينهما شيء كما كانت تتوقع..
تتمناه أال يكون بذلك السوء..
سخريه على إنعكاس أُمنيتها حال التفكير فيها فهاهو إدريان بدت الحدة على وجهه إبتسمت ب ُ
ت ال يُمكنها سماعها..
ودفع ريكس من كتفه وهو يصرخ في وجهه بكلما ٍ
إلتفتت بهدوء تنظر الى خالتها وأُمها قبل أن تتقدم بهدوء قائله :هل إنتهى الشاي ؟
إبتسمت خالتها فهاهي إليان إقتنعت وستشرب معهما الشاي األسود الساخن..
أجابتها :بالطبع!
وفي الخارج..
أمر غريب ومن ثُم إنزعج ريكس من صراخ إدريان وقال له بحده :ال يحق لك إخباري عن ٍ
تقول لي إنسى األمر ! أخبرني ماذا قصدت بكالمك ذاك!!
شد إدريان على أسنانه يقول :أخبرتُك أن تغرب عن وجهي !! ال شأن لك بي وبكالمي..
ريكس :بلى لي شأن ما دُمتَ قُلتَه في وجهي ! إشرح لي..
أمسك إدريان بياقة قميص ريكس وهمس في وجهه :إستمر بعيش حياتك فقط ولنفسك وكُف
عن التصرف وكأنها تهمك مشاكلي!..
تجاهل ريكس كالمه هذا وقال :إن كُنتَ تُحبها فلما لم تُخبرني من قبل ؟
وكف عن التحدث فيه.. ُ إنزعج إدريان وقال :أخبرتُك أن ال شأن لك باألمر !!
ريكس :لن أفعل ،فكما يحق لك إتهامي بسرقتها منك فأنا ايضا ً يحق لي الدفاع عن األمر ،ال
تقل سرقه وأنت الذي لم تُظهر وال لمر ٍة تعلقك فيها ! فكيف سيعلم الجميع مشاعرك إن لم
تقلها ألحد!!
نزع قبضة إدريان من على قميصه وهو يُكمل :وايضا ً هذا كان في الماضي ! منذ أن كُنا
صغارا ً ل ّمح والدانا األمر ،لم أخترها أنا حتى تتهمني بالسرقه..
ظهر الضيق على وجه إدريان ولم يتحدث..
ماذا يقول ؟
لقد أحبها منذ الطفولة ولكنها لم تنظر إليه وكانت فقط ُمغرمةً بريكس..
عندما تزرهم كانت تتلهف الى رؤية ريكس فقط..
كانت ال تتحدث سوى عنه..
مهما حاول إبهارها فهي لم تنبهر ،نظرةً واحده من ريكس كانت تُعادل ماليين ال ُمحاوالت في
لفته لنظرها..
حاول حتى حينها تقمص شخصية ريكس ولكن ال فائده..
لم يبهرها أو يلفت نظرها وال لمره..
كيف له إذا ً أن يُصرح بمشاعره إن لم تُبادله فيها ؟
إختار الصمت ليبكي وحده عندما تحدث والده عن كون ريكس وجوليتا سيكونان لبعضهما في
ال ُمستقبل..
ال يعلم لما قرر والده هذا القرار فجأه وكأن يتمنى لو يُعارضه ريكس ولكنه لم يفعل..
لذا كتم كُل شيء في صدره طوال السنوات الماضيه وحاول تجاوز حبه لها ألجل أخاه..
عانى كثيرا ً حتى إستطاع تخطي األمر وفي النهاية يُصدم بكون ريكس رفضها بعد كُل هذه
السنوات..
معناته في تخطي األمر لم تكن ذا فائدة منذ البدايه!!
همس له :أكرهك وأكره شخصيتك البغيضة هذه..
عقد ريكس حاجبه فنظر إدريان الى عينيه يقول :تختار الصمت وتُطيع والدي على حساب
مشاعرك ! فلتمت إن لم تكن مشاعرك تهمك ولكن فكر ولو قليالً في مشاعر غيرك ! صمتُك
ال ُمطبق هذا يؤذي اآلخرين ،منذ الطفولة عندما يُثني عليك والدي أكثر مني لم تتحدث ،
عندما نُخطئ على بعضنا بسبب شقاوتي تصمت ويضن والدي أن سبب صمتك هو رغبتك بأال
أُعاقب لذا كان يأخذني جانبا ً ويُوبخني ! يختار لك والدي فتاةً فتقبل بإختياره دون أن تُفكر ولو
قليالً ،لو فكرت فقط لالحظت بأن ُهناك شخص آخر كان حولكما دائما ً وكان يُحاول إبهارها
في أي فرصه ! عندما يتحدث والدي عن ال ُمستقبل ويرى فيك الشخص الذي يرفع رأسه عاليا ً
تصمت وال تُعلق حتى قائالً بأنك لن تُحقق تطلعاته أبدا ً وبأنه عليه على األقل النظر لبقية
أبناءه فلربما كلمةً واحده قد تجعلهم افضل من حالهم مئات المرات!
شد على أسنانه هامساً :أكرهك بالفعل يا ريكس ،وأعشق كونك تُعاني بسبب موت والدتك ،
فهذا يجعلني أشعر بأنك تتلقى جزاء شخصيتك التي دمرت من حولك..
ضاقت عينا ريكس للحضه قبل أن يقول :ال تلمني بشيء تفعله أنتَ أيضا ً ! لستُ وحدي من
بقي صامتا ً طوال الوقت يا إدريان ،لن أعلم بأن صمتي آذى من حولي إن بقيوا هم أيضا ً
صامتين ولم يُخبروني..
أشاح إدريان بنظره ولم يجد ما يقوله..
ال يعلم حتى كيف قال كُل هذا لريكس من بين الجميع!
هل ألنه إعتاد على كونه أخاه األكبر الذي يشكي له مشاكله في صغرهم ؟
ال يعلم..
لقد ضن بأن مشاعر األخوة بينهما طمثتها تراكمات المشاعر السلبية طوال السنين الماضيه..
هو ...ال يزال يكرهه ولكن..
ال يدري..
عاود النظر الى ريكس يقول :فل أذهب الى الجحيم ،انسى أمري ولكن ماذا عن جوليتا ؟ إنها
معك في ذات األمر فلما لم تُفكر وال لمر ٍة في كونك ستجرحها بموافقتك على الزواج الذي
سيجعلها تتعلق بك ؟ قُلت عني بأني ُمخطئ ألني لم أتحدث عن مشاعري ،إذا ً ماذا عن جوليتا
التي أظهرت مشاعرها تجاهك مرارا ً وتكرارا ً ؟ ماهو تبريرك ؟
ريكس :ال أملك أي تبرير ،أعترف حقا ً بكوني أخطأتُ بحقها..
دُهش إدريان وقال :هل أنت جاد ؟!!! ولما إذا ً إستمريت بالصمت وكسرت قلبها هكذا!
لم يتحدث ريكس..
ليس من عادته اإلستمرار بالتحدث عن مشاعره هكذا لذا إختار الصمت..
عادته هذه تُغيض اآلخرين ولكنها شخصيته السيئة التي كبرت معه تدريجيا ً منذ طفولته..
ال يملك خيارا ً آخر..
إنزعج إدريان من صمته وعندما هم بالصراخ قاطعه صوت إليان الهادئ يقول :الجو بارد..
إلتفتا إليها حيث كانت تقف بهدوء مادةً إليهما بكوبا من الشاي الساخن..
أدهشهما تصرفها فهمست :الكوب ثقيل..
إستيقظ إدريان من دهشته وأخذ كوبه منها في حين أخذ ريكس كوب الشاي بهدوء فإلتفتت
وغادرت دون قول شيء..
فترة صمت قصيره ومن ثُم أشاح إدريان بوجهه واضعا ً السماعات في أ ُذنه وأكمل مشيه بعيدا ً
بصمت فهو لم يعد يُريد اإلستمرار بالشجار أكثر..
نظر ريكس الى الشاي لفترة وهو يُفكر متى آخر مرة شرب شايا ً ؟
رفع عينيه حيث ذهب إدريان وهو يُفكر بجمل ٍة قديمة سمعها في ِصغره..
حيث قالتها بكُل وضوح لوالده..
"ريكس وجوليتا من الواضح أنهما يكنان المشاعر لبعضهما ،ما رأيُك عزيزي أن تقترح
زواجا ً ُمستقبليا ً لهما ؟ تؤ ّمن إلبنك زوجةً جيده وتتوطد عالقتك بعائلة كالودي أكثر"
همس بهدوء :إنه إبنها ،هل حقا ً لم تُالحظ مشاعره لتقترح مثل هذا اإلقتراح ؟
إبتسم بعدها بسخريه وغادر..
فتلك الجينيفر سيئةً لدرجة أنه يتوقع منها أي شيء..
***
5:12 pm
رن جرس المنزل أيقضها من غفوتها التي أخذتها دون أن تشعُر بذلك..
ت يملؤه النوم :إنه الطبيب إذا ً فقد رفعت عينها الى الساعة ثُم نظرت الى الباب هامسةً بصو ٍ
قال ريكس بأنه سيأتي عصرا ً..
ذهبت الى المغسل ِة وغسلت وجهها جيدا ً تُبعد آثار النوم ثُم فتحت الباب لتتفاجئ بأن الطارق لم
يكن الطبيب بتاتا ً!
نظرت إليه لفتر ٍة وهي تشعر بأنها قد رأته من قبل ،لم تُفكر باألمر كثيرا ً فشعورها بأنها قد
قابلته يعني بأنه يعرفها!!
وال أحد يعرف عن هذا المكان من معارفها سوى ريكس والطبيب فكيف له أن يعرف ؟!!
أغلقت الباب فورا ً برعب وهي تهمس :منظمة القتله دون أدنى شك ! لقد وصلوا إل ّ
ي..
ذهبت بسرعه الى هاتفها تفتحه بأي ٍد ُمرتجفه لتتصل به ولكن قاطعها صوت رن الجرس
ُمجددا ً..
توقفت قبل أن تضغط زر اإلتصال ونظرت الى الباب لفتره قبل أن تهمس :لما أشعر وكأن
الطارق ليس منهم ؟ إنه لم يتصرف بهمجيه..
إتسعت عيناها بدهش ٍة تقولُ :مدير أعمال جينيفر!
حسنا ً ،البد من أن جينيفر كانت قلقةً ألجلها وأرسلته للبحث عنها..
ماذا تفعل ؟ كيف تُبرر سبب إغالقها للباب في وجهه ؟
قررت أن تدع األمر للقدر وهي تفتح الباب لتتالقى أعينهما قبل أن تقول :يُمكنك الدخول إن
أردت..
دخل ريكارد وقد فسر كون السبب أن الصالة فوضويه لذا رتبتها قبل إستقباله..
ربما..
جلس على األريكة فجلست أمامه جامدةَ المالمح فهي ال تعرف كيف تتعامل معه..
َ
الحديث قائالً :كيف أحوالك اآلن ؟ بدأ
رين :جيده ،بل أفضل من السابق..
تكذب ،ولكنها ال تُريد منهم القلق ألجلها والتدخل في حياتها فهذا سيُعرضهم للخطر ال أكثر..
ريكارد :هذا جيد ،أتمنى دوامها..
إبتسمت دون تعليق فهي حقا ً ال تُريد أن تدوم أيام ُرعبها هذه أكثر..
واآلن هيا ! لقد كذبت بشأن كونها بخير لذا عليه الذهاب وإخبار جينيفر بأال تقلق..
ال تملك مزاجا ً جيدا ً للتتعامل معه ف ُج ّل تفكيرها في حديث ثيو السابق وبالطبيب الذي أصبح
على وصول..
تحدث ريكارد يقول :من الغريب أنك لم تُحاولي التواصل معي ؟
رين بداخلها" :هيا !! عن ماذا يتحدث أيضا ً ؟!! إرحل فأنا ال أُحب تبادل الحديث مع العجائز"
أجابته :أعلم بأن جينيفر طلبت منك إيجاد عائلتي عن طريق توزيع صوري ،ال تهتم ،ال أُريد
أي معلومات فلقد عرفتُ كُل شيء بنفسي..
عقد حاجبه وهو ال يعلم لما تستمر معه بالحديث بهذه الرسميه..
من الواضح أنها إستاعدت ذاكرتها ،وتمسك ريكس بها خير دليل ناهيك عن كونه يُناديها
بإسمها أيضا ً..
ريكارد :إذا ً ،أال تُريدين ُمتعلقاتك ؟
هزت رأسها نفيا ً تقول :كال شُكرا ً لك..
توقفت بعدها عن الحديث وهي تُراجع معنى سؤاله..
ُمتعلقات ؟
ماذا يقصد!
دُهش ريكارد يقول :حتى قالدتك ؟!! ماذا عن هويتك يا رين!
صدمت حال ذكره إلسمها وألمر الهويه أيضا ً!! ُ
رين ؟ هي لم تُخبر أحدا ً به سوى ريكس وإليان..
ال تضن بأنهما قد يُخبران هذا الرجل به!
والهويه ؟
تذكرت موقفا ً قديما ً لريكس عندما أخبرها بوضوع عن كونها تمتلك هويةً ُمزيفه!
سألت دون شعور :الهوية ال ُمزيفه ؟
ت ألجل الحصول عليها فلما اآلن ترفضينها ؟ ما الذي حدث معك يا رين ؟ ريكارد :أجل ،تعب ِ
بدأ علقها يسترجع جميع المواقف القديمه بخصوص ريكس والهويه وعن إتهامها له بأنه
يعرف كُل شيء عنها!
لما هذا الرجل يعرف ايضا ً ؟
هل عالقته قويةً بريكس ؟
هل هذا هو الشخص الذي إتصل به ريكس في تلك الليلة عندما أُصيب ليطلب ُمساعدته ؟
ولكنه ....لم يُخبرها عنه!
لم يُخبرها عن كونه يملك شخصا ً يُسانده..
إنها تشعر ببعض الخيانة نوعا ً ما..
همست لنفسها" :حسنا ً كفي عن هذه اإلفتراضات ! إسأليه بنفسك عندما تُقابليه فربما كان
يملك سببا ً إلخفائه هذا األمر" ..
بقيت صامته لفتره قبل أن تقول :كال ال أُريدها..
أجل ،حتى لو كانت تُريدها فستطلب ريكس ُمباشرةً ..ال تُريد الثقة بأح ٍد آخر حتى لو كان
شريكا ً لريكس..
ريكارد :حسنا ً ،متى إستعدتي ذاكرتك ؟
صدمت ُمجددا ً من سؤاله هذا! ُ
صيغة السؤال تعني بأنه واثق من أنها إستعادت ذاكرتها ولذا يسألها عن متى حدث هذا!!
ما الذي يجعله واثقا ً هكذا ؟
هل كذب ريكس عليه ؟ إن كان أجل فما هدفه ؟
حسنا ً ،من الجيد أن تستمر بهذه الكذبه فبهذه الطريقة ستقطع عالقتها بجينيفر والبقية
تدريجيا ً فهم ساعدوها لحين عودة ذاكرتها لذا لن يُجبروا اآلن على اإلعتناء بها..
أجابته :قبل ُمد ٍة قصيره ،هل يهمك األمر ؟
ت غاضبه وهذه طريق ٍة ُمختلفه للتعبير إبتسم وقال :عجبا ً ،ما بال طريقتك ب ُمحادثتي ؟ هل أن ِ
عن غضبك ؟
إبتسمت بسخريه على الوضع الذي يزداد غرابه..
لم تفهم من سؤاله سوى أنه كان يعرفها في الماضي..
أجابته :هل يُزعجك األمر ؟
وبعدها إبتسمت بسعاده لكونها بارعه في ُمجاراة األمر..
إنها تتصرف كما كانت تتصرف أمام البروفيسور سابقا ً..
وقفت قبل أن تتورط وأكملت :واآلن هل يُمكنك ُمغادرة المنزل ؟
ضاقت عيناه لوهله ثُم قال :لما الفضاضة معي ؟
رين بدهشه ُمصطنعه :هل أنت والدي ألحترمك ؟ آسفه إذا ً لوقاحتي..
ي ،ال بأس ال اضنه سحقا ً سأقتُل نفسي إن كان شخصا ً جيدا ً من ماض ّ سحقا ً ُوأكملت بنفسهاُ " :
ي جائني بعدما إستعدتُ كذلك ،فلو كان جيدا ً ألتاني منذ البداية وليس اآلن ! أجل هو وقح أنان ّ
ذاكرتي كما يضن" ..
ُ
ت غريبه ،أال تُريدين على األقل معرفة ما حدث مع أختك ؟ نظر إليها يقول :أن ِ
صدمت من سؤاله.. ُ
جلست بإحترام قائله :أخبرني من فضلك..
إبتسم ُرغما ً عنه من تصرفها وقال :حسنا ً ،كما إتفقنا ،بقيت عند جدتكما ولكنها توفيت بشك ٍل
ُمفاجئ لذا سحبتُ أوراقها من المدرسه إلبعادها عن أعين موريس والبقيه..
وتوقف عن الحديث ،لم يُكمل عن كونه فقد أثرها بعد ذلك ولم يعد يعرف أين أختفت ،ال يُريد
أن تتدمر عالقتهما بسبب إهماله..
في حين بقيت رين تنتظر بقية حديثه فهي تعلم بأن هذا المدعو بموريس قد إختطفها فلقد
أراها مقطعا ً لها سابقا ً..
ولكن عندما رأت صمته شكت بأنه يُخفي أمرا ً لذا سألت :أين هي اآلن ؟
مكان آمن.. ٍ ريكارد :ال تقلقي ،في
كاذب!
شعرت بالحقد تجاهه..
ال تعلم ما نوع عالقتها به ولكنها حقا ً كرهته لكذبته هذه!
تحدثت تقول :فهمت ،شُكرا ً إلهتمامك ،هل لك أن تُعطيني موقعها ؟
ت جاده ! األعين عليك فهل تُريدين لها أن تتورط ؟ صمت ريكارد قليالً بعدها قال :لس ِ
إبتسمت بسخريه ولم تُعلق..
سألها بعدها :هل ريكس أهالً للثقه ؟
عقدت حاجبها متعجبه من سؤاله ال ُمفاجئ لتقول :ماذا تقصد بالضبط ؟
ريكارد :لم تُريدي أن تقتربي منه ،هل عندما عرفتِه جيدا ً وجدتِه أهالً للثقه ؟
مجددا ً يتحدث بأمور ال تعرفها..
أجابته :أجل ،أنا أثق به..
ظهرت شبح إبتسام ٍة على شفتيه ثُم قال :إذا ً ال سبب يدعوك للغضب ألني غيرتُ قليالً في
خطتنا!
خطه ؟!!
اووه يبدو بانها تعرفه كثيــــــرا ً!
هذا حقا ً ُمقلق..
أجابته :ال أُريد التحدث في هذا األمر..
ريكارد :حسنا ً كما تُريدين ،إنها ليست المرة األولى التي تتجنبين فيها أمورا ً ُمشابهه ...
واآلن ،بعد أن وثقتي به هل ستُخبرينه ؟
عن ماذا بحق هللا يتحدث ؟!!!!
أجابته ببرود :لم أُقرر بعد ،ما رأيُك أنت ؟
أجل ،ستطلب رأيه فربما يُوضح لها األمر..
ريكارد :وكأن رأيي سيهمك ،لقد أقسمتي بأنك لن تُخبري أحدا ً ،حتى أنك أجبتني بسخريه
بأنك ستتحدثين في حال ٍة واحده إن قابلتي شخصا ً تثقين فيه أكثر من نفسك ! فهل مستوى
ثقتك بريكس وصل الى هذا الحد ؟
ظهر اإلنزعاج على وجهها فهو لم يخبرها لذا قالت :كال ،لما ،هل يُزعجك األمر ؟
ريكارد :إطالقا ً ،إنه سرك الخاص الذي ال يعرفه غيرك ،لك األحقية في اإلحتفاظ به كما طلب
والدك..
دُهشت وقالت بسرعه :والدي ؟!!!
عقد حاجبه فتداركت األمر تقول :أعني ...لما برأيك طلب والدي أن أحتفظ به ؟
ت عديده وإجابتي هي نفسها ،ال فكرة لدي مع هز ريكارد كتفه يقول :سألتني هذا السؤال مرا ٍ
أنه من وجهة نظري أن السر عادي للغايه ،ال بأس بإخبار من حولك عنه ،أقلها من تثقين
بهم..
صمتت لفتره ثُم قالت بهدوء :إن كانت رغبة والدي فسأبقى صامته..
ضاقت عينا ريكارد بشيء من اإلنزعاج!
ماذا يفعل معها أكثر ؟
حاول التقرب إليها ولم تُخبره!
أخبر جينيفر ببعض األمور لتقتنع بأن تجعل فرانس يتقرب منها وأيضا ً لم تثق به ولم تُخبره..
واآلن ريكس قريبا ً منها وال تزال ُمصرةً على كتمانه!
ما الذي قد يكسر عنادها هذا ؟
لحضه ؟
ماذا عنه ؟!
هل قد تتحدث إن فعل هذا األمر ؟
ربما ،ال ضير من المحاوله..
إبتسم ووقف يقول :حسنا ً ،سأُغادر اآلن فيبدو بأنك مشوشةً بعض الشيء..
وضع كرت عمله على الطاولة يقول :رقمي ،تأكدي بأني سأكون بجوارك دائما ً كما كُنت ،ال
تترددي بطلب ال ُمساعده..
ومن ثُم خرج وهي تنظر الى كرته بهدوء تام قبل أن تهمس * :سأكون بجوارك دائما ً كما
كُنت* ؟! ماذا يعني هذا ؟
حيث خرج وهمست :هل كان هو الشخص الذي كان بجانبي دوما ً ؟ لقد ُ نظرت الى الباب
أمر ُمشابه فهل هو هذا الشخص ؟ تحدث ثيو عن ٍ
عقدت حاجبها وهي تتذكر بأن ذلك العجوز الذي مات تاركا ً لها رساله قال شيئا ً غريبا ً..
ماذا كان ؟
وقفت وذهبت الى معطفها تُفتش عن رسالته التي إحتفظت بها ولكن قاطعها رن الجرس..
وضعت الرسالة في جيبها وإتجهت الى الباب فهذا هو الطبيب دون شك..
عقدت حاجبها وهي تنظر من فُتحة الباب لتُصدم بأنه ليس كذلك..
تعرف شكله جيدا ً!
إنه أحد رجال المنظمه!
لقد عثروا عليها ُمجددا ً!..
End
"خجلت من نفسي عندما أدركت أن الحياة حفلةٌ تنكرية ،وأنا حضرتها بوجهي الحقيقي".
-كافكا-
5:30 pm
حيث شقته باألعلى وعقله منغمس بالتفكير فيما رآه عند منزل والدة ريكس ُ وصل الى المبنى
..
ت من التفكير ولكنه في الوقت ذاته قرر قطع كُل األمر حقا ً يُثير فضوله ويُدخله في متاها ٍ
أمر يخصه.. الصالة وعدم التفكير بأي ٍ
تعيش بداخله..
ُ يالها من تناقضات كبيرة
هو حقا ً بحاج ٍة للسفر واإلنغماس مع أخته لعله يُصفي ذهنه ويتخلص من األقكار التي ال تعنيه
بتاتا ً..
عقد حاجبه عندما قطع أفكاره رن هاتفه فوقف عند المبنى وهو يُخرج هاتفه ليرى من
ال ُمتصل..
رد عليه ُمبتسما ً لتتالشى إبتسامته تدريجيا ً وهو يستمع لموضوعه الغريب قبل أن يظهر
اإلستنكار على وجهه يقول :عفوا ً ؟ أنت تمزح ؟
أجابه ببرود :منذ متى أمزح في هذه األمور ؟ نفذ ما طلبتُه منك ،وداعا ً..
وأغلق دون حتى أن يترك له أي مجا ٍل لإلعتراض..
قال ما قاله ككلم ٍة أخيره ال رجوع فيها!
وهو عليه التنفيذ ُمجبرا ً دون إعتراض..
ما إن دخل من باب المبنى حتى وجد في وجهه دارسي يقف بهدوء بالقرب من المصعد وبيده
سيجارته يُدخنها بهدوء..
ما الذي أتى بهذا ال ُمزعج هنا ؟
الحظه دارسي فإبتسم يقول :مرحبا ً بشقيق ثيو الصغير ،مر وقتٌ لم أرك فيه..
فتح آندرو فمه وهو يقول لدارسي ببرود :ماذا يُريد ُمجرم من انتظاري طوال النهار ؟
دارسي بإبتسامه :عجبا ً لجرأتك في التحدث بوقاح ٍة مع ُمغتال لطخ يديه بدماء مئات
األشخاص..
آندرو بإشمئزاز :إنه ليس بصف ٍة طيبه لتفخر بها!
دارسي بإبتسامه :تمقت ال ُمجرمين كثيرا ً ؟ عجيب!
شعر آندرو بالدم يفور في عروقه ولم يتحدث..
لقد فهم ما يقصده!
لطالما قالوا له كالما ً ُمشابها ً واآلن فقط بعدما إكتشف كون صديقه مجرم أصبح يفهم
استهزائاتهم هذه!!
والخداع..
ِ األمر ُمستفز للغايه ..كان في وح ٍل مليء باألكاذيب
كان هو وحده بصدقه وطيبته وهم يُمارسون أالعيبهم القذرة عليه!
كال..
الحقيقة هي أنه وحده كان األحمق والساذج فيهم..
إنها ليست غلطتهم ،هم لم يخدعوه ،هو بسذاجته أجبرهم على إستغالل حماقته..
هو حقا ً يكره نفسه..
ويكره كونه يملك هذه الشخصية الضعيفه..
تحدث دارسي يقول :ماذا ؟ صامتٌ هذه المرة على عكس العاده!..
آندرو ببرود :ماذا تُريد ؟
نظر دارسي خلفه نظرةً خاطفه وهو يقول :هل كُنتَ برفقة ريكس ؟
سخريه قبل أن يقول :كال ،كُنتُ مع حبيبتي.. ضحك آندرو نصف ضحكة ُ
إبتسم دارسي يقول :أصدمني وقُل لي أنها ذاتها التي سرقتَها مني في باريس ؟
آندرو ببرود :ذكرني فأنا ال أتذكر األمور التي ال تهمني..
دارسي بإبتسامه :وقاحةً أرغب بإسكاتها..
إبتسم آندرو يقول :يُسعدني رؤيتك تُحاول..
إعتدل دارسي في وقفته وتقدم منه تدريجيا ً حتى وقف أمامه ُمباشرةً يقول بهدوء :هل علمتَ
بهذا ؟ بكون أخاك أصبح تحت أنظار البروفيسور ويرغب بقتله سريعا ً ؟
إتسعت عينا آندرو بصدمه ليبتسم دارسي وهو يرى صدمته ُمكمالً :أجل ،هو فقط يُفكر
بطريق ٍة سريعه ُمالئمه ،وحالما يجد سيُخبرني بها ألتخلص من اإلبن كما تخلصنا من والده..
أخرس هذا اللسان قبل أن شد آندرو على أسنانه بغضب وشد على ياقة معطفه يقول بحدهِ :
أقتلعه!
ت مرتفع هي أفعال ال ُجبناء الذين ال يملكون سوى دارسي بسخريه :لما الغضب ؟ التحدث بصو ٍ
صوتهم فحسب!
نظر إليه بتحدي وأكمل :ه ّيا إذا ً ! إفعلها وأخرس لساني ،كُن قادرا ً على تنفيذ تهديدك ،
فالرجال وحدهم من يستطيعون ،أرني قوتك يا آندرو..
ب عارم وحرقة دمه تزداد بشك ٍل غير متوقع.. إحتدت نظرات آندرو بغض ٍ
يُريد قتله!!
يُريد قتله اآلن حقا ً!
يُريد رؤيته يُصارع الموت أمام ناظريه..
ولكنه ال يجرؤ!
ال يعلم هل هي مبادئه التي تربى عليها أو أنه يكره كونه قاتالً كالذين كان يشمئز منهم طوال
حياته!
مشوش بين عقله وبين رغباته..
سخرية التامه على وجه دارسي وأبعد يد آندرو من على معطفه يقول :ال تُثرثر إذا ً ظهرت ال ُ
كالنساء إن لم تكن قادرا ً على فعلها..
نفس من سيجارته قبل أن يقول :إذا ً ،كُنتَ بالخارج مع ريكس أو إبنة فينسنت ؟ عاود أخذ ٍ
نظر إليه آندرو بهدوء يُحاول فيه إخفاء الغضب العارم الذي يشعر به تجاهه وهو يقول :لما
رئيسكم يستهدف أخي ؟! ماذا ح ّل....
قاطعه دارسي :أعلن أخاك الحرب علينا ً مرارا ً وتكرارا ً ،متهور ال يُمكنه كبت غضبه والتحلي
باإلتفاق ! أمسك بموريس سابقا ً وتغاضينا عن ذلك كونه لم يؤذه ولم يُقدم ادلّة قويةً تجاهه
ولكنه أخيرا ً أطلق الرصاص على ُمغتال من افضل ال ُمغتالين وقام بسجنه وإتهمه بعدة أمور
سجن لمد ٍة طويله ،كُل هذا وال تُريد منا ولوال تخلّف ريكس وإبنة فينست لتأكدت إتهاماته و ُ
إستهدافه ؟
ضاقت عينا آندرو قبل أن يقول :ولما تخلّف ريكس ؟
دارسي :وكيف لي أن أعلم ،إسأله بنفسك لما وضع أخاك بهذا الموقف ال ُمحرج!..
جائه صوت إشعار فقطب آندرو حاجبيه بإنزعاج فهذا هو بالتاكيد مع طلبه الغريب ذاك!
نظر الى دارسي يقول :لدي عمل أهم من الثرثرة معك..
وإلتفت ليُغادر ولكن دارسي أمسكه من كتفه ولفه يقول :لحضةً آندرو ،لم أُنهي حديثي لذا ال
تجعلني أغضب منك..
رفع آندرو يده وأبعد يد دارسي عنه يقول :وكأن غضبك يعنيني!
بعدها إلتفت وخرج من الباب ونظرات دارسي تحولت الى البرود التام وهو يهمس :لوال
الكاميرات المنتشره لعرفتُ كيف أتعامل مع عجرفتك هذه..
وبعدها تسائل في نفسه عن السبب الذي يجعله يعود الى الخارج بعدما أتى للتو منه ؟
ما إن رآه يُحدق في هاتفه حتى شك بكونه يتواصل إما مع ريكس او ابنة فينسنت..
قرر اللحاق به بينما آندرو كان يمشي بهدوء متجها ً الى الشارع وعينيه على شاشة الهاتف..
همس :ال أعرف ما المقص ُد من كُل هذا!
وبعدها أوقف سيارة تاكسي وأعطاه العنوان المقصود..
***
6:00 pm
-Paris -
يجلس بهدوء تام على سريره وبيده جهازه المحمول يستذكر فيه ليُعوض ما فاته من
ُمراجعات..
طرق الباب وجاءه صوت والدته تقول :جاكي صديقتُك عند الباب.. ُ
تنهد جاكي ورفع صوته يقول :أخبريها أني نائم ،ألم أطلب منك أن تفعلي هذا ؟
ت ،مزاجه سيء وال يُريد ُمقابلة أحد..
تنهدت والدته لتنظر الى يمينها قائله :كما سمع ِ
نظرت إليها صديقته كلير وقالت :ال بأس ،سأُغادر قريبا ً لذا البد من أن أُحادثه ،سأتحمل
مزاجه هذا ال تقلقي..
رفعت األم يدها بإستسالم وغادرت فتقدمت كلير من باب الغُرفة ال ُمغلق بال ُمفتاح وطرقته
بهدوء..
لم يأتيها أي رد لذا طرقته ُمجددا ً مرةً وإثنين وثالثه وال وجود ألي ردة فعل..
ُمغلقا ً هاتفه و ُمغلقا ً باب غرفته عنها أيضا ً!
هي حقا ً ال تشعر بأنها كانت ُمخطئه الى هذه الدرجه!!
هذا كثير..
تحدثت قائله :إفتح جاكي..
لم تجد ردا ً فقالت :سأعود قريبا ً الى لندن ،أُريد ُمحادثتك قبل رحيلي..
وأيضا ً ال رد..
شعرت بالغضب وضربت الباب بقدمها تقول بإنفعال :كف عن إبداء الطفلة علي ! حدث ما
حدث وإنتهى األمر فلما أنا ال ُمخطئة في هذا ؟!! هي ُمطارده فلما أكون أنا المسؤوله ؟! ال
تُح ّملني خطأ عدم قُدرتك على ُمساعدتها ! ليست غلطتي أنا يا جاكي..
وصمتت بعدها فقال بهدوء عندما لم تتحدث لفتره :إنتهيتي ؟ حسنا ً غادري..
عضت على شفتيها وقالت :لن أفعل ! أنت ُمرغم على اإلستيقاظ من أوهامك ،قد أكون
تصرفتُ تصرفا ً سيئا ً لكن هذا ال يعني أني ُمخطئه بالكامل ! شخصيتُك أصبحت بغيضه!!
لم يرد عليها فزادت من عضها على شفتيها عندما شعرت ببعض اإلرتجاف..
كال ،لن تبكي..
إنه وغد فلن تبكي بسببه!
مهما كانت تُحبه فلن تطلب العفو وهي التي لم تُخطئ..
همست له :أكرهك..
بعدها إلتفتت وإبتعدت ،سمع صوت خطواتها تبتعد فأخذ عكازته ووقف متجها ً الى النافذه..
أبعد الستارة ينظر إليها بهدوء وهي تخرج من المنزل وتقف بعدها تفرك عينيها قبل أن
ترتدي نظارتها الشمسيه ُرغم أنه ال وجود للشمس في السماء..
ولكنها بالتأكيد فعلتها لتُخفي آثار شي ٍئ ال تُريد ألح ٍد رؤيته..
همس بهدوء :هذا أفضل ،ركزي على دراستك كلير..
الزقاق وعينيه مصوبتان الى كلير وبعدها يرفع عقد بعدها حاجبه وهو يرى رجل يخرج من ُ
هاتفه الى أُذنه ويتحدث..
ماذا يحدث ؟
هل هو ُمطارد أم ماذا ؟
شعر بالقلق ُرغما ً عنه وإلتفت الى سريره ُمتلقطا ً هاتفه..
فتحه مترددا ً بعدها تجاهل غضبه منها وفتح على إسمها ُمرسالً لها بعض الكلمات البسيطه..
"كوني يقضه وال تبقي وحدك لحين سفرك"
وبعدها ترك الهاتف وقلبه ال يزال يشعر بالقلق..
**
من جه ٍة أُخرى وقفت كلير تفتح هاتفها تتفقد الرساله قبل أن تُطفئه هامسهُ :مستفز..
تجاهلت كالمه ،طردها قبل قليل واآلن يُرسل مثل هذا الكالم ؟!
لن تُكلف نفسها حتى عناء فهم ما يقصده..
تكره أمثاله الوقحين الذين يُبدون لطفهم عن بُعد فقط لكي ال يجرحوا كبريائهم..
إن كان لديه ما يقوله فليأتي أمامها وإال فلن تنظر بأمر رسائل تافهه تدل على ُجبن ُمرسلها..
ما إن ه ّمت بالتحرك ُمجددا ً حتى وقف رج ٌل أمامها..
لفت الى اليمين قليالً لتتجاوزه ولكنه وقف في وجهها أيضا ً فرفعت حاجبها تقول :عفوا ً ؟
تحدث بهدوء :هل لنا أن نتحدث على إنفراد ؟
نظرت حولها قبل أن تقول :وهل أنت أحول لتراني عشرة أشخاص ؟ أنا وحدي لذا قُل ما لديك
وخلصني..
مكان عام..
ٍ مكان هادئ وليس ٍ تحدث ُمجددا ً يقول بهدوء :أقصد في
كلير :ومن تكون ألوافق على طلبك ؟
الرجل بهدوء :لن آخذ من وقتك الكثير ،من فضلك..
حسنا ً ،لقد كان ُمحترما ً بعض الشيء وهذا جعلها تُفكر في الموافقه..
أو ُربما ألن جاكي أخبرها بأن تنتبه على نفسها جعلها هذا تملك رغبةً دفينةً ب ُمعاندته ؟
هزت رأسها موافقه تقول :حسنا ً ،لعشر دقائق..
الرجل :صدقيني لن آخذ أكثر من ذلك ،تفضلي..
ومد يده لتمشي أمامه فمشت حتى دخال الى ُزقاق يؤدي لمساحةً شاسعه خلف إحدى المنازل
تحدها البيوت من كُل زاويه وال مخرج سوى من المدخل الذي دخال منه..
نظرت حولها وبدى لها األمر ُمريبا ً بعض الشيء ولكنها ال تُريد اإلعتراف بذلك..
إلتفتت إليه تقول :حسنا ً ،ماذا كُنتَ تُريد ؟
ت برفقة الشاب بالمطعم صحيح ؟ ت من كُن ِ
سألها بهدوء :أن ِ
عقدت حاجبها وقالت :أي شاب ؟
أجابها :المدعو بلوكا..
حسنا ً ،لقد كانت الريبة في محلها فهذا من دون شك صديق لتلك الفتاة المدعوة بريتا..
أجابته :لم أره بعد ذلك اليوم وال تربطني به عالقةً وثيقه لذا ال تُتعب نفسك في طرح أية
أسئله..
الرجل بهدوء :وتتوقعين مني تصديقك ؟
سخريه فعلى ما يبدو أن عنادها سيوصلها الى ُمنحنى سيءٍ على عكس المتوقع.. إبتسمت ب ُ
فتحت حقيبتها وأخرجت تذكرة الطائره وأرته إياها تقول :أنا أعيش بلندن ولم آتي سوى أليام
وسأُعاود السفر قريبا ً كما ترى ،أال يكفيك هذا الدليل لتُصدق بأن ال عالقة بي به ؟
نظر الى التذكره ثُم رفع عينيه إليها يقول :ياال ال ُمصادفه ،هو أيضا ً من خارج باريس وقد
أتاها قبل فتر ٍة قصير ٍة مثلك ،كُفي عن التالعب..
مطت شفتيها وحركت التذكرة أمام وجهه تقول :هل هو أيضا ً قادما ً من لندن ؟ ها ؟
ت إحداهما ،ناهيك عن كونك الرجل :ال يهمني هذا ،منذ وصوله لم يتواصل إال مع فتاتين أن ِ
ت برفقة الطفلة أيضا ً ،عالقتك به وثيقه.. هرب ِ
حسنا ً ال فائده..
ستُحاول إنهاء األمر بهدوء..
تحدثت قائله :حسنا ً كما تُريد ،تربطني به عالقه ،ماذا تُريد إذا ً ؟
الرجل :أودع لديك شي ٌء مهم ،نُريده..
كلير :لم يفعل ،إذهبوا للفتاة األُخرى..
الرجل :وعدتُك بأني لن آخذ من وقتك أكثر من عشر دقائق ،دعينا ال نُماطل فالمكان كما ترين
ال يصلح ألن يكون مقبرةً لفتا ٍة جميله وصغيره مثلك!
جملته األخيره أصابتها ببعض الرعب بداخلها..
ندمت ولعنت نفسها وعنادها مرارا ً وتكرارا ً وهي تنتظرإليه بعينين تُحاول إظهار الثقة فيهما
حتى ال يظفر بكونه أرعبها..
تحدثت بعدها تقول :وعلى اية أساس تضن بأني أُماطل ؟ ما الذي أفعله حتى تُصدق يا سيدي
الموقر بأني صادقه ؟
هز رأسه نفيا ً يقول :لن أُصدقك في أية حاله لذا قولي ما أُريد سماعه..
ظهر اإلستنكار على وجهها تقول :هل تمزح معي ؟!!
الرجل :إليك هذا األمر ،لوكا سيتم قتله ال محاله قريبا ً ،واآلن نسعى خلف معارفه ،فإما نأخذ
منهم الملف وإما نقتلهم ليبقى الملف ضائعا ً ُمختفيا ً الى األبد ،لذا ال خيار أمامك سوى الموت
أو تسليم الملف ..تبقى ثالث دقائق فتحدثي رجاءا ً فأنا ال أُحب أن أنكث بوعدي وأُطيل
الحديث معك..
أخذت نظرةً خاطفةً في المكان ،جدران باليه ونافذ ٍة خلفيه للمنزل ُمغلقه من الداخل ومجموعةَ
كراتين في إحدى الزوايا..
رجعت خطوتين الى الخلف ثُم صرخت بأعلى صوتهاُ :مـجــرم سـاعـدونـــــــي!!
إتسعت عيناه من الصدمه وهجم عليها ليُخرس فمها ولكنها هربت بسرعه لجهة الكراتين
صراخ :النـجــــــده!!! ترميها عليه لتؤخره وهي تواصل ال ُ
أمسكها أخيرا ً من شعرها وجذبها وبفعل الكراتين سقطت بينها بطريق ٍة موجعه جعلت رجلها
تلتوي وتصرخ من األلم..
بهمس غاضب :إخرسي!!! ٍ أطبق بسرع ٍة على فمها يقول
حاولت التملص منها وعيناها إمتلئتا من الدموع من شدة األلم في حين همس بإذنها وهو يشد
على فمها :دقيقةً واحده ،تحدثي وإال موتي ُمختنقه..
هزت رأسها باإليجاب بسرعه فأبعد يده عن فمها فصرخت ُمجدداً :النـجـــــده!!
صدم من وقاحتها وصفعها بوجهها لتصمت ثُم اطبق ُمجددا ً على فمها وأنفها ليمنعها من ُ
التنفس وهو يقول :إخترتي هذا بنفسك ،ال تلوميني..
صلبةٌ كالحديد.. حاولت تخميش يده بأظافرها الطويلة ولكن ال فائده فيده ُ
نفس واحد فهمس لها :ال تخافي فستُالقين إزرق وجهها وبدأت تتخبط بيدها تُحاول إلتقاط ولو ٍ
صديقك قريبا ً..
سالت دموعها وأظلمت الدُنيا في عينيها ليأتي صوتٌ حاد يقول :الشرطة!!!
شعرت بعدها بجسدها يُرمى جانبا ً والرجل يفر بسرعه ناطا ً من فوق الجدار وهي تسعل بقو ٍة
وتُخرج نفسا ً بسرع ٍة وهي تكاد ال تستوعب ما حدث..
لحق الشُرطيان به بينما تقدم الذي أبلغ عن األمر وجلس بسرعه جوارها يقول بخوف :كلير !
ت بخير ؟!! هل أن ِ
سعُلت ُمجددا ً وبدأت الرؤيا تتضح ونفسها يعود كما كان إال أن الدوخة ال زالت برأسها وهي
تلتفت الى هذا الصوت الذي أحبته منذ زمن ووجدته هو بالفعل..
حبيبها جاكي..
أبعد شعرها عن وجهها ال ُمتعرق ُرغم البرودة في المكان ونظر الى عينيها الحمراوتين يسأل
ت بخير ؟ هل آذاك ؟!! بقلق :هل أن ِ
ت ُمتحجرش :لما ؟ تألألت عيناه بالدموع ُمجددا ً وهي التي ال تُريد أن تبكي وقالت بصو ٍ
تنهد جاكي عندما سمع صوتها وبدأ يتفحص جسدها ليُدهش وهو يرى قدمها مجروحة فأمسك
بها يقول :هل...
قاطع كالمه صوتها ال ُمتألم فترك رجلها فورا ً يقول :تؤلمك ؟!!
هزت رأسها باإليجاب..
سألها :هل يُمكنك المشي ؟
هزت رأسها بالنفي فنظر حوله قليالً وهو يقول :عليك أن تذهبي الى المشفى!..
عاود النظر إليها قليالً ثُم أعطاها ظهره يقول :إركبي ،سأحملك..
نظرت إلى رجله ثُم الى عكازته تقول :لكن ...؟
ت ال تُريدين ت ثقيله لذا هيا قبل أن يتسمم ال ُجرح ،أن ِ ت لس ِ جاكي :ال بأس ،األمر سهل ،أن ِ
إكمال حياتك برج ٍل واحده صحيح ؟
شعرت بالرعب من هذه الفكره فمدت يدها وتعلقت بعُنقه في حين سحب عكازه وبالكاد
أستطاع الوقوف..
بإحدى يديه يُمسك بالعكازة واألُخرى يُمسك برجلها وهو يمشي ببطئ الى الشارع العام على
األقل ليوقف سيارة أُجره تُنقلهم الى المشفى..
عضت على شفتيها والهدوء التام يُسيطر على الموقف لتشد بيدها على عُنقه هامسه :آسفه..
جاكي :لما حدث هذا ؟ ماذا يُريد هذا الرجل ليُحاول قتلك هكذا ؟ حبيب سابق أو ما شابه ؟
هزت رأسها نفيا ً تهمس :احد ال ُمجرمين الذين الحقوا الطفله..
عقد جاكي حاجبه يقول :ولما يؤذيك ؟!
صمتت لفتره قبل أن تُجيب :ألني ساعدتُ عمها في إخراجها من المنظمه..
بأمور خطير ٍة هكذا
ٍ ت جاده ؟!!! من طلب منك التدخل إتسعت عيناه بصدمه يقول بحده :هل أن ِ
؟! إنها ُمنظمةً إجراميه !! أال تعين خطورة هذه الكلمه ؟!
بهمس تام :كُنتَ غاضبا ً مني ،لم أحتمل هذا ،أنا أُحبك ..... ٍ دفنت وجهها في كتفه تقول
جاكي أنا ال يُمكنني إحتمال كونك تكرهني..
شد على أسنانه يقول بهدوء :ال أكرهك ! أنا ال أكرهك لذا كُفي عن التهور هكذا..
همست بألم :بلى ،أنت تكرهني ،لقد قُلتها في وجهي..
لم يُجبها فإرتفعت الغصة الى حلقها فلقد تأكدت من كونه لن يُضمر لها الحب مهما فعلت..
تستحق هذا..
منذ البداية ضنت بأنه من السهل لشاب طيب لطيف مثله أن يقع بحب فتاةً ُمثيره وجميله
مثلها..
كانت واثقه من كونه لن ينظر ألي فتاة أُخرى وأنه سيعشقها حتى الجنون لدرجة أنه ال يرى
أخطائها بتاتا ً..
تستحق هذا..
هي حقا ً تستحق..
خرجت الشهقة من شفتيها دون وعي لتُغلق بعدها فمها ُمحاولةً تدارك نفسها وعدم البُكاء..
وصلها همسه يقول :أُحبك كلير..
فتحت عينيها ورفعت رأسها عن كتفه تنظر الى جانب وجهه وهو يُكمل بهدوء :أردتُ فقط أن
تتغيري قليالً ،لو كُنتُ أعلم بأنك ستتهورين لما غضبتُ حينها ،إعذريني..
عضت على شفتيها وعاودت دفن وجهها في كتفه وإنفجرت تبكي كاألطفال تماما ً..
إبتسم بهدوء ولم يُعلق البته..
**
End
Part 55
ي للغايه..
إستلقى على سريره وبيده هاتفه يُقلب بين األسماء الكثيرة بحكم كونه إجتماع ّ
إبتسم وضغط زر اإلتصال وهو ينظر الى سقف غرفته المليء بال ُملصقات ال ُمتنوعه..
ُرغم كونه في أواسط العشرين إال أنه ال يزال يُحب أفعال ال ُمراهقين من ناحية إلصاق صور
األشخاص المفضلين له على الجدران..
وخاصةً العبي كُرة السلة فهو يعشقهم للغايه!
فهاهي صورة ضخمه لمايكل جوردان بجوارها العديد من الصور ال ُمشابهه لنفس الشخصيه
بحجم أصغر.. ٍ ولكن
وبالجهة االُخرى العبه ال ُمفضل كوبي براينت وحوله بعض قُصاصات الجرائد عن خبر موته
الذي سبب له صدمةً كبيره..
سحقا ً للطائرات المروحيه.. همسُ :
رد عليه أخاه يقول :ماذا فعلت لك ؟!
إبتسم لوكا يقول :اووه فينسنت مرحبا ً ،أخبارك ؟
أمر طارئ ؟ فينسنت :على ما يُرام ،هل ُهناك ٌ
لوكا :كال ،لما هل أنت مشغول ؟
فينسنت :حسنا ً ،بعض الشيء..
لوكا :في ماذا ؟ هيّا أشعر بالملل وأُريد التحدث إليك!
أمر ما ...ولكن أوالً هذا سر ال تُخبره ألحد صمت فينسنت قليالً ثُم قال :حسنا ً أنا ُمحتار في ٍ
حسنا ً ؟!
إبتسم لوكا وجلس ُمتربعا ً بحماس يقول :ال تقلق ،هيّا أخبرني من هي المراة التي تُريد أن
تتزوجها ؟
قطب فينسنت حاجبيه يقول :هل ت ُريد لرين أن تقتُلني!
ضحك لوكا ِضحكةً عاليه يقول :أخي المسكين يعيش منذ زمن من دون زوجه والسبب عناد
وأنانية إبنته..
إبتسم فينسنت يقول :ال تقل عنها هكذا..
ي لعنةًلوكا :اوووه اسف اسف تعديت الحدود ،علي التوقف عن شتمها وإال ستُرسل إل ّ
ُمؤذيه..
ضحك فينسنت دون تعليق فقال لوكا :حسنا ً ،ماهو موضوعك ؟ سيكون سرا ً..
صمت فينسنت لفتره ثُم قال :حسنا ً ،الشركة التي اعمل بها تُمارس نشاطات غير مشروعه..
دُهش لوكا وقاطعه يقول :كيف إكتشفت هذا ؟! وما الذي يُمارسونه!
لم يُريد فينسنت أن يتحدث عن التفاصيل فقال :عن طريق الصدفه ،إنها نشاطات كتهريب
الممنوعات او تهريب البضائع لتفادي التفتيش ال ُجمركي ومن هذه األمور ،حسنا ً األمر هو
ملف ُمهم يحوي أسماء وتواقيع المسؤلين عن هذه األفعال وخرائط عن ٍ أني عرفتُ عن مكان
ُ
ممرات تهريبهم والعديد من األمور ال ُمهمه ،أفكر في سرقته وتسليمه للشرطه..
صفر لوكا يقول :اخي بطل عداله ! ياال شهامتك..
سخريه.. قطب فينسنت حاجبيه يقول :ال أُريد ال ُ
سخرية من وجهه يقول :آسف.. أبعد لوكا نظرت ال ُ
علق بعدها :حسنا ً هذا فع ٌل جيد ،ولكن ُربما تخسر وضيفتك فالشركة ستُغلق إن ثَبُتت أدلتك..
فينسنت :ال تهمني الوظيفه ،أُريد أن تتوقف هذه األعمال السيئة لألبد..
لوكا :حسنا ً إذا ً إفعلها ،لما أنتَ ُمحتار ؟
صمت فينسنت قليالً ثُم قال :لديهم رجل شُرطة الى جانبهم ،سيُخفي األدلة حال تسليمي لها
وبهذا لن أستفيد ُ ،هناك ُمحقق أُريد تسليم الملف إليه ولكني ُمحتار..
لوكا :واااه ال ِزلتُ عند قناعتي بأن رجال الشُرطة سيئين ،حسنا ً أوافقك بأال تُسلمها لهم
فسوف تتضرر ليس إال ولن تستفيد شيئا ً ،وماذا عن موضوع ال ُمحقق هذا ؟
شخص يُدعى ثيو ،عدو قديم للمنظمه لذا هو أأمن من أُعطيه الملف ولكنه بال ُمقابل ٌ فينسنت:
رجل ُمتردد عندما يصل األمر الى عائلته ،أخشى أن يصل إليهم األمر ويُهددونه بأخيه أو
أخته كي يسحب الملف ويُغلق القضيه ! لهذا أنا ُمحتار..
صمت لوكا لفتره ُمفكرا ً قبل أن يقولُ :محقق ُمزعج ال يختلف بالسوء عن رجال الشرطه ،
جرب ُمحادثته عن األمر وأنظر الى حسنا ً ال ألومه فالعائلة شيء ُمهم ،قبل أن تسرق األوراق ّ
ماذا تصالن!
فينسنت :هذا رأيُك ؟
المثالي..
لوكا :أرى بأنه الحل ِ
تنهد فينسنت وقال :حسنا ً فهمت ،سأنظر في األمر..
لوكا بإبتسامه :إذا ً أخبرني ،ماذا ستكون خطوتك القادمه ؟
**
فتح عينيه وهمس :ليتني لم أُشجعه على قراره ،لم أتوقع أن يكونوا ُمنظمةً سيئةً الى هذا
الحد!
ُ ُ
لف بنظره ناحية موريس وظهرالحقد فيها هامساً :سأدمرهم ! سأكفر عن ذنبي بإنهائهم عن
بكرة أبيهم..
إبتسم بعدها بهدوء ُمفكرا ً بنفسه..
لم يتوقع أن حادثة قتل أخاه بسببه قد تُحوله الى هذه الدرجه!
من شاب إجتماعي مرح الى حاق ٍد شرير ُمنتقم..
قطع تفكيره صوت رجل شُرطة يقول بصوتِه ال ُمرتفع :لوكا چيلر ِ ،زياره..
عقد حاجبه ونظر الى الشرطي يُفكر بمن قد يزوره اآلن!
سجن! هي حتما ً ليست صديقته وال أحد آخر يعرف عن كونه قد ُ
وقف وذهب الى الخارج..
***
ت قليله..
بعد هذا الحدث بساعا ٍ
إستمعت كارمن الى جملة فيكتور بهدوء تام قبل أن تُبعد السماعة عن أُذنها وتنظر الى رين
التي كانت تقف بهدوءٍ تام..
نظرات كارمن لم تكن تُبشر بخير ،إنها تشعر بقلق كبير إزاء هذا األمر..
ال بأس ،عليها أن تتفائل..
يجب أن تتفائل!
كارمن بهدوء :تقولي لي بأنك تملكين الملف صحيح ؟
بلعت ريقها وحاولت إظهار الثقة وهي تُجيبها :أجل..
كارمن :حقا ً ؟
رين :أجل..
كارمن :أعطني دليالً..
صمتت رين لفتره في حين سمع فيكتور ُجملة كارمن عبر السماعه وقال :أخبرتُك أن تقتليها ،
ال يملكون الملف أنا واثق ،لو إمتلكوه لسلموه للسلطات منذ البدايه ،هم فقط يُقايضونا
لسالمتهم..
كارمن بهدوء :ال بأس ،ال تقلق ،أُكلمك الحقا ً..
ومن ثُم أغلقت الهاتف ونظرت الى رين تنتظر ردها..
عطيك إياه وهذا يُغني عن ألف دليل.. ِ أجابتها رين :ولما تنتظرين الدليل ؟ سأ ُ
ت على شفا ُحفر ٍة من الموت ومع هذا أنكرتي ،كيف تُريدين مني كارمن :حقا ً ؟ سابقا ً كُن ِ
تصديقك ؟
رين :ببساطه ألني إستعدتُ ذاكرتي..
رفعت كارمن حاجبها فأكملت رين :كُنتُ فاقده لذاكرتي ذاك الوقت ،إسألي موريس وهو
سيؤكد لك األمر..
موريس ؟
صمتت كارمن قبل أن تهمس لنفسها" :وكيف سأسأله وهو في بيته الثاني السجن كالعاده ،
لكنها تبدو واثقه من األمر"
كارمن :ولما لم تتحدثي ؟
ُ ً
رين :قُلتها مرارا ً وتكرارا ً بأني ال أتذكر ولكن لم يُصدقني أحد ،ضننتُم بأنها ِكذبة ألخلص
نفسي ،اآلن أنا أتذكر ،وسأُسلمكم الملف ُمقابل تركي وشأني ،ال ِزلتُ شابه وأُريد أن أعيش
حياتي بسالم..
ت ذاتها التي رفضت اإلفصاح عن كارمن بهدوء :من ال ُمفترض أن أُصدقك صحيح ؟ أولس ِ
شيء وبأنك ستنتقمين لموت والدك ! اإلستسالم التام هذا مشكوكٌ فيه..
رين :كُنتُ وقتها تحت تأثير فقدانه ،ال أنكر أني أكرهكم ولكني لستُ ندا ً لكم ،أيقنتُ هذه
الحقيقة اآلن..
نظرت كارمن إليها لفتر ٍة ليست بالقصيره قبل أن تقول :حسنا ً ،أين هو ؟
رينِ :عديني أوالً بأن تتركوني وشأني ُ ،هناك قتلةً يُطاردونني ،إضمني لي حياتي..
حيث قالت :حسنا ً ،سأضمن ُ كذبت كارمن وهي تعرف بأن البروفيسور ال أحد يُعارض كالمه
لك هذا..
رمقتها رين بنظر ٍة ُمطوله قبل أن تسأل بهدوء :ستقتلوني ال محاله صحيح ؟
لم تُجبها كارمن وإكتفت بالصمت ورؤية كالمها القادم..
نظرت إليها رين لفتره ثُم نظرت الى الرجال الثالثه المتواجدين في ذات المكان قبل أن تُعاود
ي ،حققوا لي النظر الى كارمن قائله بهدوء :حسنا ً ،سأقب ُل هذا ،ولكن ال تكونوا قُساةً عل ّ
مطالبي قبل أن تُنهوا حياتي..
أنك تُفكرين بواقعيه.. رفعت كارمن إحدى حاجبيها قبل أن تقول :يُسعدني ِ
رين في نفسها" :وقحيين ال يوفون بوعودهم" ..
أخذت نفسا ً عميقا ً ثُم قالت :والدي عندما عُثر عليه مقتوالً كان فارغ الجيوب ،أعلم بأنكم
إحتفضتم ب ُمتعلقاته لعلّها تُفيدكم ،أُريدها ،إنها آخر ما تركه والدي بعد وفاته ،حتى لو كان
ُمجرد منديل ،قد تكون تافهه بالنسبة لكم ولكنها كالكنز لي وألُختي ،والشيء الثاني واألخير
لدي أُختٌ صغيره ،هي ما بقيت لي بعد وفاة والداي ،أتركوها وشأنها فهي طفله ،رجاءا ً..
ت يائسه ،على أية حال ُمتعلقاته قد تم التخلص منها بعد إبتسمت كارمن تقول :يالها من طلبا ٍ
التأكد من عدم أهميتها وأُختك ستكون على ما يُرام مالم تفتعل هي المشاكل معنا..
رين بإستنكار :طفلة بالعاشره فكيف ستفتعل المشاكل !! وماذا مع أمر تخلصكم من ُمتعلقات
أرجوك قولي كالما ً آخر ،انها بالنسبة لنا كهدية وداع! ِ والدي ؟!!!
ت لواقعك ولنهايتك فلما تُبالين بهذا األمر ؟ كارمن ببرود :إستسلم ِ
ُ
صمتت رين قليالً قبل أن تقول بهدوء :ليس ألجلي بل ألجل أختي ،رحيلي ورحيل والدي معا ً
؟ هذا كثير لتتحمله ،أُريدها أن تحتفظ بآخر ما تبقى منا ،إنها أُمنيتي األخيره ،فقط حققيها
..
نظرت الى عيني كارمن وأكملت :صدقيني أملك الملف ،الملف ، 110يحوي على عقود
ت إحدى هذه الشخصيات ،يحتوي على تفاصيل ت هام ٍة في ال ُمنظمه وأن ِ
وتواقيع شخصيا ٍ
طرق تهريب البضائع وممرات التهريبات ال ُجمركيه ،إنه يفشي الكثير من أعمالكم ويضع ل ُ
بعضكم في مواقف ُمحرجه أمام القانون ومن الصعب التخلص منها ،أنا أملكه حقا ً ،صدقيني
عطيك إياه إن أعطيتني ُمتعلقات والدي األخيره وجعلتِني أُرسلها ألُختي ،سأبقى ُهنا بين ِ سأ ُ
أرجوك..
ِ يديك ولن أطلب أن أذهب بنفسي ،لن أدع أي مجال ألن تعتقدي بأني أكذب ، ِ
جملها األخيرة هذه كانت صادقه للغايه وال هدف منها..
هذا ما جعل كارمن تُفكر في األمر..
إنه طلب بسيط وتافه ،تبدو حقا ً كوصي ِة يكتُبها عجوز على مشارف الموت..
ستُلبي لها هذا ،لن تخسر شيئا ً من ال ُمجازفه..
فهي بحق تُريد إمتالك الملف بدالً من دفنه لألبد كما يُخطط فيكتور..
ألنها أحد األسماء ال ُمتورطة فيه..
ستوافق إذا ً على أُمنيتها هذه ما دامت بسيطه وتافهه..
ت أُخرى ؟ همست لها بهدوء :لن تُغادري الغرفه وتطلبي طلبا ٍ
إتسعت عينا رين بسعاده تقول :نعم لن أفعل ،أعدك..
نظرت كارمن الى أحد الرجال الثالثة تقول :إبقها تحت ناظريك حسنا ً ؟
هز رأسه باإليجاب وأخذ رين معه الى الخارج حيث ستُجري كارمن بعض اإلتصاالت لتُلبي
مطلبها األخير..
خرجت رين برفقة الرجل من الغُرفه وإبتسامه غريبه ترتسم على شفتيها..
إبتسامةً تقول ،
لقد فعلتُها!
***
6:30 pm
أوقف سيارته وهو يُحدث أُخته عبر هاتفه يقول :بدأت الشُرطة بالتحرك منذ عدة ساعات بعد
أن مر أكثر من 24ساعة على بالغ إختفائه ،أعلم بأنه سينزعج من كوننا نُعامله كطفل
ولكن ال يهمني ،لذا اآلن ُخذي قسطا ً من الراحة يا استيال ويُمكنك بعدها إستكمال البحث عنه
ت لم تنامي جيدا ً ُمنذ األمس..فأن ِ
أجابته :ماذا عنك ؟ ماذا حدث معك ؟
آلبرت :ال شيء جديد ،أُحدثك الحقا ً..
إستيال بدهشه :آلبرت لحضـ...
وأغلق الهاتف قبل أن ينزل من سيارته ويقف ناظرا ً الى هذا المنزل الذي لم يعد يعرف كم ٍ
عام
مر ُمنذُ أن دخلَه آخر مره..
أغلق باب سيارته وعبَ َر باحة المنزل قبل أن يمد يده يلف مقبض الباب وهو يعلم بأنه من
دون أدنى شك ُمحكم اإلغالق فصاحبه قد سافر ُمسبقا ً..
دُهش عندما فُتح الباب فدخل الى الداخل وهو يُعلق هامساً :منذ متى كان ريكس بهذا اإلهمال
؟
لحضة صمت مرت على الجميع..
ي يُقلب ب ُمفكر ٍة بحجم الدفتر بين يديه على آلبرت الذي يرى أمامه رجالن أحدهما على كُرس ّ
واآلخر بجواره ُمنحني يقرأ معه..
وعلى باتريك الذي فوجئ بدخول غريب بعد أن أيقن أن ريكس في سفر ويستحيل أن يتواجد
أح ٌد داخل المنزل!
همس للرجل الذي بجانبه :من هذا ؟ تعرفه ؟
رد عليه :كال ،إنها المرة األُولى التي أراهُ فيها..
خرج آلبرت من حالة صمته وتقدم منهما يقول :من أنتما ؟ رفيقان لريكس ؟
علم باتريك أنه أحد معارف ريكس بناءا ً على سؤاله..
حسنا ً ،معضلةً جديده لم يحسب لها حسابا ً..
أجابه :نعم ،من أنت ؟
ضاقت عينا آلبرت ونظر نظرةً خاطفةً خلفهما حيث قد تم نزع ديكور الحائط ليظهر خلفها
ُحفرةً تبدو كخزن ٍة فيها بعض األوراق..
عقد حاجبه وتبادر الى ذُهنه ذِكرى قديمه..
قبل سنوات في ليلة الشواء تلك التي صنعتها والدة ريكس والتي من بعدها إختفت لسنوات
ليتفاجؤا بعدها بخبر موتها..
حينها كانوا أطفاالً ،ريكس في الثامنه وهو في العاشره!
بقيت عينا آلبرت ُمعلقتان في البُقعة ذاتها التي إستمر ريكس في طفولته بالنظر إليها دائما ً..
عاود النظر الى ما يحمله الرجل الجالس بين يديه قبل أن يسأل :أنتَ صديقه آندرو ؟
قرر باتريك اإلستمرار بالكذب حتى يتخلص من هذا الفضولي الذي ال يعرف من أين خرج
فجأه فقال :أجل..
وأكمل في نفسه" :هو على عالق ٍة بريكس ولكنها ليست عالقةً قويه ما دام أنه ال يعرف حتى
شكل آندرو"
ضاقت عينا آلبرت وبسهوله عرف بأنهم ُمتطفلون!
ت في ال ُمناسبات العامه.. فحتى لو لم يكن يعرف آندرو فلقد شاهده حول ريكس عدة مرا ٍ
هذا ُمخادع..
ُمخادع يعرف الكثير عن ريكس..
وهو بالتأكيد ليس بصديق فلو كان كذلك لما إضطر الى الكذب!
همس بداخله" :لديك الكثير من األعداء يا ريكس ،هل هم شركة ُمنافسه أم ماذا ؟"
عاود النظر الى مافي يد باتريك ثُم نظر إليه وتقدم منه يقول بإبتسامه :آندرو ! أخيرا ً حانت
الفرصة للقاءك ،يتحدث عنك ريكس دائما ً..
بدأ اإلنزعاج يتزايد بداخل باتريك فهذا الفضولي ينوي اإلنخراط بالحديث معه!
كيف يتخلص منه ؟
إبتسم وقال :لم تُخبرني من تكون ؟
وقف باتريك أمامه يقول :أحد أقرباء ريكس ،ال تُشاهدني كثيرا ً بما أني كثير السفر..
أخذ ال ُمفكره من يد باتريك يتصنع الدهشه وهو يقول :عجبا ً ! إنها ذاتها التي إهدتها له أُخته
في عيد ميالده العشرون ! أال زال يحتفظ بها ؟
حاول باتريك الحفاظ على أعصابه يقول :أخشى بأني ال أملك الوقت لتبادل الحديث ،سأحرص
على أن أُلبي دعوة ريكس في أي ُمناسب ٍة قادمه ألتعرف عليك أكثر أما اآلن فـ...
قاطعه آلبرت وهو يتظاهر بتفحص ال ُمفكره من الخارج :ريكس يملك جانبا ً لطيفا ً على عكس
المتوقع!
بينما عيناه كانت تعبث بالصفحات لعله يكتشف ماهو ُمدون داخلها!
فلقد أصبح اآلن يفهم أمرا ً ما..
سري وأنّ ريكس بكُل تأكيد لن يحتفظ بداخله سوى بأوراقه الخاصه أن ما بالحائط هو مخبأ ّ
للغايه!
وهذا ُمتطفل لعين يتجرأ على إستغالل غياب ريكس كي يُطيح به..
الكُل حوله يُحاولون اإلطاحة به..
حتى ريكس بنفسه يُحاول تدمير نفسه!!!
يالها من حياة مجنونة هذه التي يُعيشها!
ال يعرف لما لم يكتشف كُل هذه األمور الغريبه التي تدور حوله من قبل ؟
لقد كان معصوب العينين عن الكثير من األمور..
عن جينيفر وأخاه فرانس وأخيرا ً عن ريكس..
سحقا ً للعمل الذي أخذ منه إهتمامه بعائلته!..
ُ
ً
توقف عن التفكير وفتح الصفحه عاقد الحاجبين ينظر الى خط ريكس وهو يرسم شبكة من
حيث كُتب تحت إحداها" عالقته وثيقه بدارسي ،قال ُجملةً ُمريبه ُ األسهم والكثير من األسماء
عن كون آليس إستحقت الموت ،من ال ُمحتمل أنه يعرف من قتلها"
ماهذا بالضبط ؟!!
"قتلها" ؟ أيقصد والدته!
بهدف أسود قاتم يُسمى ٍ ما هذه ال ُمالحظات التي ال تدل على شيء سوى عن كونه منغمس
اإلنتقام!
سحب باتريك ال ُمفكره منه بعد أن الحظ صدمة آلبرت وقال :تشرفتُ بلقائك ،إعذرني فأنا
مشغول..
وأشار الى الرجل الذي بجانبه ليأخذ بقية األوراق التي بالخزانه ليُغادروا المكان..
لقد أتى ليحفر عن أدلة تُدين ريكس وهاقد وجد دليالً قاطعا ً سيوصل ريكس الى الموت
بسهوله..
ي أتى من الفراغ كي يتدخل اآلن ويُعرقل األمر!.. لن يجعل فضول ّ
حيث لم يقرأوا محتوياتها بعد وتقدم الى الخارج وعندما تحرك ُ ل ّم الرجل كُل ما في الخزانه
باتريك خلفه مد آلبرت يده وأوقف باتريك ساحبا ً ال ُمفكرة منه يقول :لحضه ! أحتاج الى تفسير
الموقف!
توقف الرجل وإستعد ليهجم حال يأمر باتريك بذلك بينما اآلخر نظر الى آلبرت بهدوء فهو لم
يكن يُريد أن يُسبب أي ضجه ولكن هذا الفضولي يُرغمه على التصرف ببعض القسوه..
صوت رن الهاتف قطع عليهم الموقف فعقد آلبرت حاجبه وأخرج هاتفه ليُصدم بأنه رقم
فرانس!
رد بسرعه يقول :فرانس!!
جائه صوت رجل يقول :مرحبا ً ،معك الشُرطه..
عقد آلبرت حاجبه ببعض القلق يقول :أهالً ،وجدتم فرانس ؟
الشرطي :حسنا ً ،بناءا ً على اإلسم فأنت من قدم الى المركز لتقديم بالغ اإلختفاء صحيح ؟
عندما لم يجد ردا ً تنهد وأكمل الشُرطي كالمه يقول :نعم وجدناه ولكن أخشى بأن هذا لن يكون
بالخبر السعيد على اإلطالق..
زاد القلق والخوف في قلب آلبرت وهو يسأل :لما ؟
صمت الشُرطي لفتره قصيره قبل أن يقول بهدوء :آسف..
ولم يقل أي كلم ٍة بعدها!
"آسف" فقط كانت كفيله بشرح الموقف..
كانت كفيلةً بأن توصل إليه هذا الخبر ال ُمفجع..
وهذه الحقيقة القاسيه..
حقيقة كون ُمحادثته تلك في المطعم....
قد تكون هي آخر ُمحادثه لهما معا ً..
وأن فرانس ربما لم يعد له وجود في هذا العالم!!
لم يستطع أن يستفسر اكثر..
لم يستطع أن يُجبره على شرح معنى هذه الكلمه..
فمعناها واضح وبداخله أم ٌل ضئيل ال يُريد أن يتالشى عندما يطلب هذا التوضيح..
لذا كُل ما قاله بهمسه الهادئ هو :أين أنتم ؟
بعد دقائق قليله وصل فيها آلبرت بسرع ٍة جنونيه الى الموقع ال ُمرسل ليجد المكان ُمحاطا ً
إسعاف كانت تقف وأنوارها تُضيء المكان..
ٍ بال ُمتفرجين بما أن سيارات الشرطة وسيارة
أبعدهم عن طريقه ليصل الى مركز التجمهر ليجد ال ُمسعفون قد خرجوا من المبنى وهم
بشرشف على حمال ٍة يتجهون بها الى السياره..
ٍ يحملون شابا ً ُم ً
غطى
غطى بالكامل!
لقد كان ُم ً
لقد مات!!
رحل أخاه الصغير بالفعل!
حرك رجاله الثقيلتان عندما أغلق ال ُمسعفون باب السيارة الخلفي ومد يده موقفا ً أحدهم بالكاد ّ
قبل أن يركب بالمقعد األمامي ويُغادر..
نظر إليه ال ُمسعف ينتظر منه أن يتحدث ولكن آلبرت لم يستطع السؤال..
ُرغم انه يعرف اإلجابة إال أنه يخشى سماعها..
يُريد أن يبقى على هذا األمل الضئيل..
يُريد أن يبقى على هذه الكذبة التي تُناقض الحقيقة الموجعه فهو مهما بدا قويا ً ....قطعا ً لن
يحتمل الحقيقه
لن يحتملها على اإلطالق..
فهم ال ُمسعف كُل شيء من عيناه ال ُمتألمتين فتنهد وقال بهدوء :أعتذر ،أعتذر بشده فلقد
وصلنا ُمتأخرا ً ،يبدو بأنه قد تم حبسه ومنعه عن السوائل أليام ،سبب هذا الشيء الجفاف
الشديد لجسده ونقص األكسجين بدمه وقل ضغط دمه ،وتدريجيا ً إختل أيونات البوتاسيوم
والصوديوم وأدى ذلك الى إختالل بالنبضات الكهربائيه بالعقل والحسد ،حالته زادت سؤا ً
تدريجيا ً حتى وصل الى مرحلة لم نعد نعرف فيها إن كان بإمكاننا إنقاذه أو ال..
إتسعت عينا آلبرت من الصدمة على آخر ُجمل ٍة قالها!!
قال "كان بإمكاننا إنقاذه! "
لم يقل "مات!! "
إنهار جسده يجلس على االرض وتنهيدة حاره مؤلمه خرجت من جوف صدره وهو يهمس
ت ُمرتجف :لم يمت ،لم يمت.. بصو ٍ
رفع يده بسرعه يُغطي عينيه عندما شعر بالدموع فيها..
الدقائق القالئل هذه أخذت من عمره سنين طويله..
لقد ُجن فيها بالكامل!!
ضن بأنه خسره..
بأن خسر أخاه الصغير قبل أن يُصلح ال ُمشكلة التي بينهما..
لم يكن ليحتمل هذه الحقيقة على اإلطالق..
لم يأبه بفكرة أنه ُحبس و ُمنع من الشراب
أو أنه بحال ٍة خطيره للغايه
أو أنه قد ال ينجو أصالً!
كُل ما يهمه أنه لم يُصبح في عداد األموات بعد..
هذا يكفي
في هذه اللحضة هذا الخبر يكفيه..
لن يطلب ماهو أكثر..
***
رفعت رين عينيها الى ثيو حيث كان ينظر الى الورقة والى هاتفه بإبتسامه طفيفه على شفتيه
..
ضاقت عيناها ُمفكره بحديثه ُمنذ دخوله وحتى اآلن..
كان لبقا ً ُمقنعا ً للغايه..
إما أنه محق في كُل كلم ٍة قالها أو أنه ُممثل بارع تخطى ببراعته دي كابريو..
سألته :ماذا بخصوص الرقم ؟
رفع عينيه إليها ثُم أغلق هاتفه يقول :نعم ،أعرف صاحبه..
رين :عدو أو صديق ؟
ثيو :شخص يُدعى لوكا ،أال يُمكنك تذكر اإلسم ؟
رين بإنزعاج :ال تسخر مني ! أنت تعرف عن أمر فقداني لذاكرتي و...
سخريه ،لكني ضننتُك قد تتذكريه فور سماعه ..إعذريني فمعلوماتي عن قاطعها :ال أقصد ال ُ
ألفالم شاهدتُها..
ٍ فاقدي الذاكره ال تتعدى عن كونها قصص جانبيه
شعرت بالحرج من اسلوبه اللبق وقالت تُغير الموضوع :حسنا ً ومن لوكا ؟
صمت قليالً قبل أن يقول :بشك ٍل ُمختصر ،عمك..
إتسعت عيناها بصدمه فلم تكن تتوقع أن تمتلك قريبا ً في هذه الحياة غير أُختها!
إنه حتى يبحث عنها في كُل مكان!!
هذا األمر ...صدمها وأفرحها في الوقت ذاته..
شعرت وكأنها ليست وحدها في هذا العالم!
لم تستطع أن تمنع نفسها من اإلبتسام بسعاده وكأنها تلقت للتو إعتراف بالحب!
تالشت اإلبتسامه تدريجيا ً وهي تتذكر تعليق ريكس على شخصيته وعن كونه شخص خطير..
توترت وتسائلت في نفسها هل عمها هذا ....يبحث عنها ألجلها أو ربما ألنه يضع اللوم
عليها في موت أخاه!
عقد ثيو حاجبه عندما الحظ نظرة التوتر التي لحقت إبتسامتها فقال :ماذا ؟
نظرت إليه قليالً قبل أن تقول بعد فترة صمت :بما أنك تعرف الكثير عني وعن والدي ،هل
تفقه نوع عالقتي به ؟
إبتسم إبتسامة منع فيها ضحكته من الخروج..
ي عندما كذب عليها ببراعه بكونه كان متعاونا ً مع والدها لإلطاحة يشعر حقا ً أنه إستغالل ّ
بالمنظمه..
لقد صدقته بكل براءه بما أنه دعم كذبته بالعديد من األدله..
يتسائل عن ماذا ستكون ردة فعلها عندما تستعيد ذاكرتها ؟
ال يُريد التخيل حتى..
أجابها :حسنا ً ،كان عالقته بكم جيده ُرغم المشاكل القديمه بين ِكبار العائله ،إنتظري..
فتح هاتفه وقلّب فيه وهي تهمس بداخلها" :مشاكل بين ِكبار العائله ؟ هذا يعني بأنه صادق
حقا ً ! إنه يعرف الكثير عني ،يستحيل أن يكون ُمجرد ُمحقق عادي ال تربطني به عالقه ،
ي سؤاله هو ُمباشرةً عن إسمه" .. ناهيك عن رائحة عطره التي أسرتني ،عل ّ
لف شاشة الهاتف الى جهتها يقول :أنظري ،أُلتقطت هذه الصوره بعد تخرجك من الثانويه ،
هو الشاب الذي باألخير..
نظرت الى الصورة بدهشه..
لقد شاهدتها من قبل ولكن الشاب هذا لم يكن فيها..
همست :لما لم يكن ُهناك ؟
ُرغم أنه تساؤل بينها وبين نفسها إال أنه فهمها وأغلق هاتفه يُجيبها :إسألي الشخص الذي
دبّر لحادثة صدمك ،البد من أنه يملك سببا ً ُمقنعا ً لقطع صورة عمك عن البقيه..
دُهشت ونظرت إليه بعدم تصديق فقال قبل أن تسأل أي سؤال :لدينا اآلن ماهو أهم ،بعد
اإلنتهاء من كُل شيء سنتحدث بخصوص األمور الجانبيه..
سألها بعدها بجديه :ما رأيُك ؟ موافقه ؟
ترددت بعض الشيء ولكن وجدت بأنه ال يوجد سبب لرفضها..
إنها ُمطارده من قتلة ُمخيفون وسيصلون إليها في أي لحضه..
لطالما كان الحظ بجانبها ولكن ال يُمكنها اإلعتماد على هذا دائما ً..
لم تُفكر قط بمسألة أن تتخلص من المنظمة تماما ً ولكن إن حانت فرصةً ُمناسبه لذلك فال سبب
يدعوها الى الرفض..
فالتخلص منهم أأمن من الهروب بمائة مره..
أجابته :موافقه ،أثق بك..
إبتسم وقال :حسنا ً ،إذا ً سآتِي بخط ٍة وأُخبرك فيها ،لكن اآلن أُريد ُمحادثة عمك لوكا ،كان
خارج دائرة المشاكل ولكن سعيه خلفك لدرجة بحثه عنك بهده الطريقه تعني بأنه من دون
وربما خرج ببعض المعلومات منهم ، أدنى شك إما يعرف شيئا ً أو أنه قد إصطدم بالمنظمه ُ
ساحتاج ألتفه معلومه..
دون فيها رقم هاتفه وهو يُكمل :ما إن تشعري بالخطر إتصلي علي وسأُخبرك أخرج ورقةً ّ
حينها ما ستفعلينه بالضبط..
ت هذا فسأُخلصك منهم تماما ً.. إبتسم قليالً بعدها أكمل :فقط ثقي بي يا رين ،إن فعل ِ
نظرت إليه ُمطوالً ثُم هزت رأسها باإليجاب..
**
تنهدت وهي تتذكر هذا الموقف وتتذكر بعدها ُمكالمتها له عندما رأتهم يطرقون بابها..
لم تكن تملك الوقت لتستفسر منه كُل شيء..
كُل ما قاله لها هو" إذهبي معهم ،مثلي جيدا ً بأنك يائسه مستسلمه وتريدين منهم فقط عهدا ً
بأن يتركوا أختك وشأنها ،وأصري على أن يُعيدوا ُمتعلقات والدك إليك"
لم تعرف لما قالها ،ولكنه بدا واثقا ً وكأنه بالفعل حصل على معلوم ٍة جيده للغايه..
ستثق به ،ستُجرب أن تُعاود الثقة بمن حولها ُمجددا ً..
ريكس كان جيدا ً معها ،وربما ثيو يكون كذلك أيضا ً..
ستتوقف عن أن تشك بالجميع ،فالكُل ليسوا سواسيه..
أغمضت عينيها وهي تتأمل خيرا ً من هذا..
بالخارج..
نزل آندرو من سيارة األجره التي أقلّتهُ الى المكان ال ُمرسل بالرساله وحالما وصل نظر حوله
ثُم أرسل رسالةً يُخبره عن وصوله..
لم تمر ثواني من إرسال الرساله حتى أتاه رد طويل للغايه وكأنه كُتب منذ فتره و ُج ّهز ليُرسل
بعد وصوله..
تنهد هامساً :ما الذي يُخطط عليه ثيو ؟
الرسالة قبل أن يتنهد وينظر حوله ُمجددا ً وهو يهمس بإنزعاج :رين ُمجددا ً ،ال قرأ ُمحتوى ِ
أعلم متى ننتهي من أمرها!
إختفى إنزعاجه تدريجيا ً عندما إستوعب أنه كرهها ألجل ريكس..
كان خائفا ً عليه منها..
والحقيقة كانت العكس ،وهو كاألحمق لم يكن يعلم شيئا ً..
ُف عن التفكير بهذا !! األمر اآلن بالغ األهميه! قطب حاجبيه يهمس :هيّا ك َ
ومن مكان ال يبعُد كثيرا ً عنه..
يستند دارسي على الحائط والسيجارة بين أُصبعيه يُراقب آندرو وهو يهمس :ما الذي أتى به
الى مقر كارمن ؟ وكيف عرفه ؟
ضاقت عيناه وقرر ُمراقبته أكثر ليتبيّن نيته الحقيقيه من قدومه..
فإن كان يُشكل خطرا ً .....فقد وصل الى ُمبتغاه وسيقتُله ب ُك ِل سرور..
***
6:34 pm
-Paris-
من جه ٍة أُخرى تلقى ثيو الرسالة ليبتسم هامساً :وأخيرا ً بعد سن ٍة كامله من زرع ُم ٍ
خبر بينهم
إستطعتُ اإلستفادة منه بمعلوم ٍة قيمه ..أحسنتَ لورانز..
ت قليله حال وصوله
كبّر الصوره يتفقد المحتويات وهو يتذكر ُمحادثته التي حدثت قبل ساعا ٍ
الى باريس..
ت قليله -
-قبل ساعا ٍ
غرفة الزيارات ليعقد حاجبه وهو يرى شابا ً أسود الشعر بعينين زرقاوتين تحمل دخل لوكا الى ُ
كاريزما هادئه وقويه..
تقدم وجلس في الكُرسي ال ُمقابل ينظر حوله حيث َخلَت الغُرفة من الشُرطة عداهما فقط..
نظر أخيرا ً إليه يقول :من تكون ؟
إبتسم ثيو قائالً :إتصلتُ ِبك مرارا ً وتكرارا ً ،لما لم تُجب على إتصالي ؟ هل عرفتَ ُمسبقا ً من
اكون ؟
عقد لوكا حاجبه بتعجب لينطق بعدها ببعض اإلنزعاج :أنتَ ذاك ال ُمزعج الذي أفسد علي
تسجيلي الصوتي بإتصاله!
ت أفضل من هذا إلجراء إتصالك لم يفهم ثيو ما قاله ليُكمل لوكا :ألم يكن بإمكانك إختيار وق ٍ
؟!! كيف ستُعوضني عن هذا ؟ كُنتُ سأضرب ضربتي الجيدة وأتخلص من بعض األفراد على
األقل!!
ثيو :حسنا ً ،دعنا نتحدث في أمور أكثر أهميه..
لوكا :أكثر أهمية من تسجيلي الصوتي ؟
ثيو :دع تسجيلك الصوتي هذا جانبا ً و...
قاطعه لوكا :كال ! لقد افسدته وال تستطيع أن تُقدم إعتذارا ً لبقا ً على األقل و...
قاطعه ثيو :أعتذر عن هذا..
ج من لبقاته لذا قال :ال بأس ،أتمنى بأن تملك سببا ً دُهش لوكا وتوقف عن الحديث فلقد أ ُ ِ
حر َ
قويا ً إلتصالك..
ثيو :ردة فعلك تؤكد بأنك لم تعرف هويتي ،ضننتُ بأن رين حدثتك عني لهذا تجاهلتَ إتصالي
..
لم يأبه لوكا ببقية كالمه فما إن سمع إسم رين حتى قال بدهشه :هل وجدتها ؟!!!
ثيو :هي من أعطتني رقمك..
إتسعت عينا لوكا بصدمه وشبح إبتسام ٍة سعيده ُرسمت على شفتيه..
أخيرا ً!
أخيرا ً وجدها بعد أسابيع من البحث كالمجنون عنها في كُل مكان..
أخيرا ً!!!
سأله ُمباشرةً :أين هي ؟ كيف حالها ؟
حسنا ً ،كان من الواضح بأنه ال يعرف أي شيء عنه ورين بالتاكيد لم تُحدثه سابقا ً..
ال بأس من بعض الكذب عليه ،هو يُريد من كذبه المصلحة العامه..
فقول الحقيقة أمامه وأمام رين لن يسفيد منها شئيا ً فصفة العناد البد من انها متوارثة في
العائله..
أجابه :أجل بخير ،هي متعاونة معي لإلطاحة بقتلة والدها..
دُهش لوكا قليالً ليسأل بعدها :ومن تكون ؟
هل يقول بأنه شرطي ؟
هو يعرف كم تكره رين الشرطه ،فهل هو أيضا ً يكرهها ؟
ب لي.. البد من ذلك ،إنهما يملكان الدم ذاته لذا قال :نملك الهدف ذاته ،أنتقم لموت قري ٍ
نظر إليه لوكا مطوالً قبل أن يهمس في نفسه" :ما دامت قد وثقت رين به فهو جيد إذا ً ،رين
ال تختار سوى األصدقاء الجيدين أمثال آريستا وجاكي واآلخرين ،ناهيك عن كونهما يملكان
العدو ذاته والهدف ذاته ،أتسائل كيف إستطاعت إقناع رجل مثله الى ُمشاركتها" ؟
علق قائالً :حسنا ً مرحبا ،أين رين ؟
شاب قليل الصبر فأجابه :ربما كالمي لن يُعجبك ،دعنا نتحدث برويه ٌ تنهد ثيو وإستنبط بأنه
لنجد أفضل الحلول..
عقد لوكا حاجبه وشعر ببعض التوتر وهو يقول :ماذا ؟!!
ثيو :حقيقةً وضعها ليس بالجيد ،ال أعل ُم عن مدى معرفتك بمشكلتها ولكنها ُمطارده من أجل
ملف..
قاطعه لوكا :سرقه فينسنت من المنظمه..
إبتسم ثيو فهذا يُسهل عليه األمر وقال :أجل ،ولكن يبدو بأنهم قد ضاقوا ذرعا ً من إنكارها لذا
يُريدون قتلها كي يُدفن مكان الملف لألبد و....
قاطعه لوكا :أخبرتهم باني أملكه..
صدم ثيو وضاقت عيناه يقول :هل حقا ً تملكه ؟! ُ
لهدف في نفسي.. ٍ نظر إليه لوكا قليالً بعدها قال :كال ،كذبتُ
ثيو :يعرفون بكذبتك ؟
لوكا :ربما عرفوا بعدما سجنوني ،ال أعلم بالضبط..
بقي ثيو صامتا ً يُفكر بهذه المعلومة الجديده التي ناقضت فكرته السابقه ليقول بعدها :حسنا ً ،
وكيف صدقوك ؟ هم أيقنوا أنها مع رين ألنها الوحيدة التي قابلها فينسنت قبل مماته!
لوكا :لدي بعض المعلومات السطحية عن محتوياته ،صدقوني عند عرضي لها..
ثيو :وكيف تملك هذه المعلومات ؟
لوكا :هل من سبب يُجبرني على إخبارك ؟
تنهد ثيو ،لقد كان جيدا ً حتى اآلن فلما ظهر عرق العناد فجأه ؟
كذب قائالً :رين بين يديهم اآلن..
إتسعت عينا لوكا بصدمه وقبل أن ينطق قاطعه ثيو ُمكمالً :لذا أحتاج ُمساعدتك للخروج بخط ٍة
ُمالئمه لتخليصها من األمر..
ي تصديقك ؟ ُربما تكون أحدهم وتُمثل علي صمت لوكا لفتر ٍة قصيره قبل أن يقول :ولما عل ّ
هدف ما!
ٍ ألج ٍل
حسنا ً..
كان يتوقع ثيو بأنه قد يشك في مصداقيته ،يتسائل لما تحدث بصراحه وللتو بدأ يشعر بعدم
الثقه ؟
أجابه :لما فجأه...
قاطعه لوكا :إمتالكك لرقمي وذكرك إلسم رين ليس سببا ً ألُصدقك وأنت الذي حتى لم تُخبرني
حتى بإسمك أو تُحظر دليالً يُثبـ...
ت تُسبب الشك ،أُدعى ثيو ،لدي ما يُثبت... قاطعه ثيو :آسف للتصرف بتصرفا ٍ
قاطعه وقوف لوكا ال ُمتفاجئ وعينيه مليئتان بالصدمه ليقول بعدها :ثيو ؟ ُمحقق!!!
أشاح ثيو عينيه للحضه فاألمور يبدو بأنها ستتجه لألسوأ!..
عرف عمله ،هذا دليل عن أن رين قد حدثته عنه وهي بالتأكيد لم تقل كالما ً طيبا ً..
كذب بإسمه.. ليته َ
حسنا ً قالها وإنتهى األمر لذا سيُحاول إقناعه..
ثيو :أجل..
بقيت عينا لوكا المصدومتان ُمعلقتان به قبل أن تضيقان بهدوء ويجلس قائالً :لما كذبتَ
بخصوص كونك من الشرطه ؟
ثيو :لم أكذب ،أنتَ لم تسألني..
عقد لوكا حاجبه وبالفعل تذكر بأنه لم يقلها صريحةً بأنه ليس من الشرطه..
كان كالمه عاديا ً جعله يضنه شخصا ً عاديا ً ُمنتقما ً ليس إال..
بقي ينظر إليه لفتره وهو يتذكر كالم فينسنت بخصوصه..
حسنا ً ،هذا الرجل محل ثقه وال يكذب فهو يسعى لإلنتقام كما أخبره فينسنت سابقا ً..
لوكا بهدوء :إذا ً الملف ليس معك ؟
عقد ثيو حاجبه يقول :ما سبب سؤالك الغريب ؟
تجاهل لوكا إستفساره وسأله ُمباشرةً :لو ُهددتَ بأح ٍد من عائلتك فهل ستتخلى عن رين ؟
ضاقت عينا ثيو من سؤاله هذا وإستنبط عن كونه يعرف أمورا ً أُخرى بشأنه ال يعرف كيف
وصل لها..
ت طويله :أعترف بأن التهديد يجعلني أخضع في بعض األحيان ،ولكن أجابه بعد فترة صم ٍ
بأمور تضرني أنا وليس أحدا ً آخر ،ال يُمكنني خذالن شخص وثق بي..
نظر لوكا الى عينيه الصدقتين لفتر ٍة ليست بالقصيره قبل أن يقول :حسنا ً ُ ،رغم كُرهي
للشرطة إال أن فينسنت إختارك من بين الجميع ،ورين إختارتك شريكا ً لها ،سأثق بك..
ضاقت عيناه وأكمل بتهديد :ولكن لو خدعتنا في األخير فستجدني كاألرملة السوداء أُالحقك
حتى في أحالمك الى أن أُنهيك تماما ً..
إبتسم ثيو وقال :ال تقلق ،لن تضطر الى لعب هذا الدور..
بقي لوكا ضيق العينين لفتره قبل أن يقول :حسنا ً ،ماذا ستفعل لتُخرج رين مما هي فيه ؟
ثيو :أحتاج ألن أصل الى الملف ،إن كُنتَ تملكه فسيُمكنني الوصول الى خطة لقلب كُل شيء
على رؤوسهم..
لوكا :ال أملكه ،ولكن ما أعرفه هو أن أخي قُتل قبل أن يُسلمه لك..
مكان ما وأراد لقائك لتعده بأنك ستستعمل محتويات ٍ عقد ثيو حاجبه ليُكمل لوكا :خبئه في
الملف بكُل أمانه وال تُسلمه لهم تحت أي ضرف ،أخبرني بالمكان الذي سيُخبئه فيه وأعرفه
جيدا ً ولكني ال أملك الرقم السري لذا لم أستطع فعل شيئا ً حيال األمر وتركته تماما ً..
إتسعت عينا ثيو بصدمه يقول :أنتَ واثق من كالمك ؟!!
لوكا :إن كُنتَ تشك فتفضل وتجاهلني..
تنهد ثيو من شخصيته ال ُمستفزه هذه وقال :حسنا ً ،هل لك أن تتحدث بتفصيل أكبر ؟ نحتاج
للوصول الى الملف بأسرع وقت..
صمت لوكا قليالً بعدها اخبره عن المكان الذي قال له أخاه بأنه سيُخبو الملف فيه والذي
بالتأكيد قُتل بعد ما خبئه ألنه لم لم يحدث لوجدوا الملف معه..
ثيو بهدوء :إذا ً إما أنه يحفظ الرقم السري ظهرا ً عن قلب أو ربما دونه ك ُمالحظة في ورق ٍة ما
!
ضاقت عيناه بشيء من اإلنزعاج يُكمل :ولكنه لم يكن يحمل شيئا ً ،هم أخذوا حاجياته تماما ً..
تنهد وبقي يُفكر قليالً قبل أن يقول :ال يعرفوا بهذا األمر فلو عرفوا لفتشوا جميع الخزائن بدالً
كرقم تافه بدون معنى لذا لم ٍ من اللحاق بإبنته ،دعنا نأمل بأنه دون الرقم معه ولكنه كان يبدو
يعيروه إهتمامهم..
حسنا ً..
حدد خطوته القادمه التي سيضع كُل رهانه عليها..
على ُمتعلقات فينسنت..
سيصل إليها بأي طريقه..
فلو كان ُهناك ما يجعله يفتح تلك الخزينه فلقد وصل الى الضربة التي ستضرب المنظمة
بضرب ٍة قاسيه ستؤلمهم كثيرا ً..
رن هاتفه في هذا الوقت..
رد على رقم رين التي قالت له بكُل خوف :ثيو ! إنهم هم عند الباب ! ماذا سأفعل ؟
إبتسم ووقف ُمبتعدا ً عن لوكا وهو يقول لها :نفذي ما سأقوله لك..
عن طريقها هي سيصل الى مكان ال ُمتعلقات..
وفي الوقت ذاته سيحرص على أن يجد لها مخرجا ً مما أوقعها فيه..
**
ظهرت اإلبتسامة على شفتيه عندما وقع عينيه على قائمة طلبات المنزل وآخرها رقم من أربع
خانات يبدو وكأنه حساب للمبلغ الذي سينفقه في شراء الحاجيات..
أخيرا ً!
أخيرا ً وصل الى نقطة تجعله يقلب كُل شيء على رؤسهم!
أخرج هاتفه وراسل آندرو يسأله عما فعله..
وهل بلّغ الشرطة كما طلب منه ؟
فيُهمه اآلن خروج رين بأمان..
يعلم بأن إبالغ الشرطة لن يضرهم بشيء وسيخرجون بأمان كعادتهم ولكنه على األقل
سيستفيد بخروجها هي أيضا ً بخير..
وهذا األهم..
لم يكن يُريد إختيار آندرو ولكن إبالغ كهذا عليه أن يأتي من شخص عادي وليس من رجل
شرطه..
هو ال يعرف سوى القليل في ستراسبورغ وجميعهم رجال شرطه..
بالغ عادي كهذا.. ٍ ال يُريد أن يُعرض وظائفهم للخطر من أجل
ال بأس..
حرص على آندرو أن يكون حذرا ً ويُبلغ دون ذِكر إسمه لئال سينتهي كُل شيء بخير فلقد ّ
يكتشفوا المنظمة األمر..
عقد حاجبه عندما أطال آندرو بالرد..
هل هو بعي ٌد عن هاتفه ؟
ال ...لقد طلب منه أال يترك هاتفه ُمطلقا ً وال يجعله يقلق ألجله!
إعتدل في جلسته وإتصل على آندرو وبعد رنتين جائه صوته الهادئ يقول :مرحبا ً ثيو..
تعرف على الصوت وشد فيها على أسنانه فأسوأ إتسعت عينا ثيو بصدمه عندما ّ
السيناريوهات قد حدث فعالً!!
قال بهدوء تام :ماذا تفعل بالضبط ؟!!
إبتسم دارسي وقال بهدوء بعدها :إني أُخفف العبء عن أخاك وأرد على إتصاالته بنفسي ،
ألستُ لطيفا ً ؟
ثيو :إنك تسعى لهاللك منذ فترة ،سأُحققه لك قريبا ً ال تقلق..
إبتسم دارسي وقال :إحزر ماذا ؟ كُل شيء تم ربطه ببعضه بعد إجراء محادث ٍة قصيره بيني
وبين كارمن وفيكتور للتو إنتهينا منها ،عرفنا سبب إصرار رين الكبير على الوصول الى
رقم فيها ،ربطه بكالم أخ ال ُمتعلقات ،فُتشت تلك ال ُمتعلقات جيدا ً من قِبل فيكتور ليُالحظ وجود ٍ
فينسنت عندما قال بأن الملف في خزان ٍة عامه ،لقد كان واثقا ً في كالمه ولم يكن يكذب ،
ولكنه لألسف لم يكن يملكه ....يملك الرقم السري الذي كان بحوزة فينسنت طوال هذه ال ُمده
دون أن ندري ،أتسائل ...هل وصلوا الى الخزنة أم بعد ؟
إتسعت عينا ثيو بصدم ٍة عارمه ليِغلق بعدها الخط في وجهه ويقف ُمسرعا ً ُملتقطا ً معطفه وهو
يُفكر باألمر قبل أن يهمس بإنزعاج :لوكا األحمق ! هل حقا ً أخبرهم عن مكانها ُمسبقا ً ؟!!
يمض سوى ربع ساع ٍة منذ أن أرسل له ُمخبره الرقم.. ِ ال بأس ،لم
ودارسي قالها بنفسه بأنهم للتو قد أنهو حديثهم بخصوص األمر..
لم يتحركوا بعد..
مكان قريب من مكان الخزنه.. ٍ بال ُمقابل هو في
عليه أن يسبقهم إليها..
لن يسمح بأن يتدمر كُل شيء بسبب غلط ٍة غير مقصوده..
خرج من المقهى الهادئ الخالي من الزبائن وهو من صدمته بكالم دارسي نسي بأن خطته
بإخراج رين بأمان قد فشلت..
بل وقد أصبح أخاه متورطا ً في األمر أيضا ً!
End
Part 56
أغلق دارسي الهاتف واإلبتسامة على شفتيه وهو يقول :وقع ثيو بالفخ ! سيذهب برجليه الى
حيث موقع الملف..
وضعت كارمن رجالً على األُخرى وهي تُعلق :قال فيكتور بأن ذاك المدعو بلوكا قد تحدث عن
موقع الملف ،أرى بأنه من األفضل الذهاب ُهناك بدل تتبع ثيو هذا..
دارسي :ربما قالها لكي يُشتتنا عن المكان األساسي ،أوليس تتبع ثيو هو القرار األمثل ؟
لدي هو الحصول على الملف بأي طريقه ،أنا أكثر من هزت كتفها تقول :ال يهمني ،ال ُمهم ّ
سيتضرر لو وقع بيد الشُرطه..
دارسي :ال تقلقي ،فيكتور ُهناك وسيتولى األمور جيدا ً..
أخرج هاتفه وبدأ بكتابة رسالة وهو يُكمل :سأُخبره بأني جعلتُ ثيو يتحرك كاألحمق وليس
عليهم سوى إتباعه وأخذ الملف منه ،وحبذا لو قتلوه أيضا ً..
كارمن :ال أرى داعيا ً لقتله ،تدمير الملف هو الخيار األمثل وأجعلوه يُحطم نفسه من الغضب
واليأس..
ت فتاةٌ قاسيه..
دارسي :وااه كارمن أن ِ
تجاهلت تعليقه وسألت :ماذا حدث ألخاه أو أيا ً كان الذي كان بالخارج ؟
دارسي :أردتُ التخلص منه حقا ً ولكن ثيو وضع كاميرات في األنحاء لذا تراجعتُ ُمرغما ً..
كارمن :وأين هو اآلن ؟
دارسي :تركته بعد أن أخذتُ هاتفه ،ال يُمكنني فعل شيء بوجود الكاميرات فثيو يبدو وكأنه
خرج عن السيطرة وسيفعل ال ُمستحيل ليزج بنا في السجن..
همس بعدها بتساؤل :لما فجأه بدأ بالتصرف بتهور ؟ لم يكن هكذا سابقا ً بل كان أكثر حذرا ً في
كُل تصرفاته..
كارمنُ :ربما نفذ صبره..
دارسيُ :ربما..
وقف وأكمل :أخبريني بال ُمستجدات عندما يتصل بك فيكتور ،أُريد ُمحادثة إبنة فينسنت قليالً..
حيث ُهناك رجالن يحرسان بابها ويُطالن عليها ُ حركت يدها بال ُمبااله فخرج وإتجه الى الغرفة
درس ُمهم للجميع.. ٌ بين فتر ٍة وأ ُخرى فال زالت حادثة هربها السابقه
ترددا عندما وقف دارسي أمامهما ولكن لم يستطيعا قول أي شيء..
ظرف كان أن يدخل إليها حتى ال يتكرر األمر ٍ اخبرتهم كارمن أال يسمحوا باي أحد تحت أي
خائن في اآلخر.. ٍ كما حدث سابقا ً مع ريوك ويصبح
ولكنه دارسي ،يستحيل أن يكون خائنا ً!
فتح أحدهم الباب فدخل دارسي ليجدها تجلس بهدوء على أريك ٍة ُمريحه تنظر الى الباب عندما
سمعته يُفتح..
كانت الغرفه ُمرتبه للغايه ،من شدة خوف كارمن أن تهرب كالعاده وضعتها في غرف ٍة قريبه
للغايه منها حيث ُهناك العديد من الحرس..
إبتسم وتقدم منها وهو يرى نظرات الحذر والخوف الشديد في عينيها..
جلس على االريكة ال ُمقابله ووضع رجالً على األُخرى يقول :سمعتُ من كارمن أنك إستعدتي
ت صادقه عندما أخبرتني سابقا ً عن كونك فقدتِها! بأنك كُن ِ
ذاكرتك ،هذا يعني ِ
رين في نفسها" :لم يُخبرني احدهم أن هذا ال ُمجرم سيكون متواجدا ً ! أنا حقا ً أخافه ،ماذا
افعل ؟"
لم تُجبه وبدت وكأنه تتجاهله بينما هي ال تعرف بماذا تُجيبه أو ماذا تقول حتى..
ت إستعد ِتها فهذا يعني بأنك تعرفين ما أُريده اآلن! تحدث مرةً أُخرى يقول :حسنا ً ما دُم ِ
رين في نفسها" :لقد مضى وقتٌ وأنا ُهنا ! هل كذب علي ثيو ؟ لما لم يُخرجني حتى اآلن ؟!!
ال يُمكنني الدخول في جدال مع هذا ،سيقتُلني حتما ً" ..
بدأ يشعر دارسي باإلنزعاج من صمتها ال ُمهيب وعندما فتح فمه ليتحدث توقف وأخرج هاتفه
ليرى ممن أتته الرسالة النصيه للتو..
عقد حاجبه يقرأها قبل أن يهمس :ذلك المحظوظ ،لقد نجى من حرب الجوع التي كان
يخوضها ،لم أتوقع أن تفتقده عائلته بسرعه ويبلغون الشرطه ،العائالت الكبيرة ال تفعلها
تجنُبا ً لتشويه السمعه..
رفع عينيه الى رين ونظر إليها لفتره قبل أن يقول :هل قطعت كارمن لسانك ؟
حاولت التظاهر بال ُجرأه وهي تقول :إبحث عن إجابات أسئلتك بنفسك..
تسخريه يقول :التظاهر بالشجاعه لن يُكسبك القوه ! أن ِ نظر إليها بهدوء تام قبل أن يبتسم ب ُ
ت بين يدينا!! تجرين نفسك الى التهلُكه فموقفك ضعيف وأن ِ
علق ُمكمالً وهو يضحك نصف ضحك ٍة ساخره :الشابة كعمها حقا ً..
لم تقل شيئا ً..
ولم تُعلق..
ما عرفته هو أنه وعمها بالتأكيد إلتقيا أو على األقل يعرف عنه شيئا ً..
تتمنى أن يكون على ما يُرام..
ب آخر ،ال تُريد أن تفقده قبل أن تتعرف إليه أكثر.. للتو سعُدت بوجود قري ٍ
دارسي :عزيزتي ،دعينا نُنهي األمر سريعا ً ،والدُك كان شديد التكتم ،بالتأكيد لم يُخبر أي
أحد بهذا األمر ،ولكن عندما كُشف أنه السارق أتى إليك ،إن كان سابقا ً وضع الملف في
ب ُمختلف عن الملف ،ماذا عساه يكون ؟ مكان آمن فإذا ً أتى إليك لسب ٍ
ٍ
لقد ملّت منهم حقا ً!!
فبعيدا ً عن غضبها عندما يتحدثون عنه ببرود وال كأنهم قتلوه بيدهم ...هي غاضبةً أيضا ً من
إصرارهم على أنه أخبرها بشيءٍ ما!!
ال زالوا يضعون سببا ً لقدومه إليها فقط قبل موته!!
لما يجب أن يكون هُناكَ سبب ؟!!
إنه أب ...وهي إبنته!
هو ُمطارد من منظم ٍة خطيره!
هذا واضح ،أتى ليُعطيها الوداع األخير..
أتى ليعتذر لها عن تهوره الذي سيسلب حياته منها..
ً
صلبة من بعده!
أتى ليحتضنها ...ليُخبرها أن تكون أقوى ...لي ُمدها بالشجاعة لتبقى ُ
أال يُمكنهم أن يفهموا مثل هذه األمور الطبيعيه ؟
حيث قال :اإللتجاء الى التجاهل هو خيار سيء يا رين.. ُ إنزعاجه من صمتها بدأ يزداد
تكره هذا..
تكره ان يُنادوها بإسمها..
بـ رين!..
لدي ،ال تُتعب نفسك..تحدثت أخيرا ً تقول :لن تجد ما تُريده ّ
إبتسم بهدوء قبل أن يقول :لما تختارين الصمت بامور تهم غيرك وال تهمك ؟ ماذا ستستفيدين
لك وحدك ؟ من إبقاء السر ِ
نظرت إليه بهدوء تُفكر بالموقف..
صر على كون والدها أطلعها على سر ما قبل وفاته.. إنه يُ ّ
حسنا ً ،ما دام هو ُمصر فستلعب هذا الدور..
قالت بهدوء :السر تُرك لي ،لي وحدي ،من ال ُمفترض أن تُحاول كسب تقديري كي أُفكر في
إطالعك عليه..
إبتسمت بعدها وهي ال تعلم كيف فعلتها وقالتها..
وكأن شخص آخر الذي يتحدث..
وكأن نفسها القديمه هي من تُحدثه بكُل هذه الثقة والقوه..
إبتسم يقول :وكأنك تطلبين بفعلك هذا أن أقتُلك اآلن..
رين :جميل ،سيُدفن السر لألبد هكذا..
ضحك دارسي ضحكةً عاليه قبل أن تختفي ضحكته وهو يقول بهمس :فتاةً وقحه!
وقف وتقدم منها فرجعت بجسدها الى الخلف دافنةً ظهرها في األريكة حتى وقف أمامها
وإنحنى يتكئ بيديه حولها ووجهه ُمقابل وجهها يقول بهدوء :والدتُك تطلقت من والدك بسبب
آليس هذه ،لقد دمرت عائلتكم السعيده ،يُقرفني حقا ً كونك ُمخلصةً لها وتُخفين أسرارها عن
الجميع ،هذا ُمقزز..
كان قلبها يدق بقوه وبالكاد كانت تنظر الى عينيه ُمباشرةً ُمتظاهرةً بالشجاعه لتقول أخيراً:
حسنا ً ،إخالصي من عدمه هي أمور ت ُخصني..
مكان قريب
ٍ ظهر البرود في عينيه لفتر ٍة ليقول بعدها بهدوء :لوكا قد قُمنا بسجنه ،وأُختك في
نعرفه ،أُقسم يارين إن إستمريتي بصمتك سأجعلك وحيدةً في هذا العالم..
زادت نبضات قلبها ولم تستطع إخفاء نظرة الخوف التي غزت عينيها من تهديده الصريح هذا
..
إنه يُهددها بعائلتها!
هي خائفه ،خائفةً منه هو بالذات فلقد فعلها سابقا ً وقتل صديقتها..
بالتأكيد لن يتوانى في قتلهما..
همست بحقد :هذه حقاره ! ُمشكلتك معي أنا!
دارسيُ :مشكلتي مع عائلتك كُلها ،الذنب ال يحمله الفرد بل تحمله العائله..
حاولت السيطرة على خوفها وعلى ِحقدها..
يجب أال تستفزه ،هو مهووس بالقتل لذا عليها أال تُحفزه..
ال تعلم ماهي المعلومة التي يُريدها ،ولكن ستقول أي شيء لتُسكته ولو قليالً..
والدها ،آليس ....سر آليس ،بدون أدنى شك والدها يعرف عنه..
هذا ما تعتقده..
ضاقت عيناها تُفكر باألحداث السابقه..
هل يا تُرى ....موضوع إمتالك البروفيسور إلبن هو ما يسعى إليه ؟
تذكرت كالم فرانس بخصوص عالقة آليس والبروفيسور..
تذكرت سؤال البروفيسور عن مكان ما تُخبئه وعن كون ريكس يعلم عنه..
تذكرت لمحة الماضي بخصوص إخبار آليس لها عن إبنها..
البد من أنه السر الكبير الذي يسعى له دارسي..
البد من ذلك..
رين :حسنا ً ،تُريد سر آليس يعني ؟
إبتسم دارسي يقول :أجل..
رين :السر الذي تُخفيه هي والبروفيسور ؟
إتسعت عيناه من السعاده!
نعم !! لقد كانت تعرفه حقا ً!!
كان يُطاردها ألنه يشك باألمر ولكنها بالفعل تعرفه!!
هي أفضل واسهل من ذلك األحمق المدعو بفرانسوا..
س ُر البروفيسور.. إبتسم يقول :أجل ِ ،
رين :وستتركني وشأني ؟
دارسي :سأنكر أصالً معرفتي بك..
دُهشت للحضه وبقيت صامته لفتره قبل أن تقول :لقد كان البروفيسور يُحبها جدا ً .......
ولكنها رفضته ألن قلبها ُمعلق بزوجها السابق..
وصمتت بعدها ...إنتظرها لتُكمل كالمها ولكنها بالفعل صامته..
دارسي :فقط ؟
رين :فقط..
صدم من ردها! ُ
فقط!!
حقا ً فقط ؟!
البروفيسور يبحث كالمجنون خلفها حتى بعد موتها ألنه فقط يُحبها!
إنها كاذبه!!!
هذه الصغيرة اللعينة كاذبه!
كاد أن يُجن جنونه في وجهها ولكن قُطع عليه فتح كارمن للباب تقول :أين أنت دارسي ؟ لدينا
ماهو أهم وأنت تلهو مع هذه التافهه ؟
عض دارسي على شفتيه وعينيه ال تزاالن ُمصوبتان على رين وهو يقول بهدوء :كذبت رين
بخصوص إمتالكها للملف بينما في الحقيقة ُمتعاونة مع ثيو صحيح ؟ مصيرها الموت أليس
كذلك ؟
صدمت رين من إكتشفاهم لهذا األمر بينما رفعت كارمن حاجبها تقول :حسنا ً ،هذا بديهي.. ُ
دارسي :سأفعلها أنا ،قتلتُ والدها لذا أنا من عليه قتلُها..
كارمن :دارسي ُ ،هناك ماهو اهم ،سنعود إليها بعد تخلصنا من ثيو ،هيّا ..أنت ال تُريد
تكرار خطأ موت فينسنت قبل إيجاد الملف صحيح ؟
ضاقت عينا دارسي لفتره وهو يتذكر كم عانوا بعد موت فينسنت..
كانوا واثقين بان الملف مع إبنته وبأنها يتُعطيهم إياه بسهوله ولكن األمر اصبح أكثر صعوبه
..
لو هددوا فينسنت وقتلوه بعد إمتالك الملف لما تعبوا طوال هذه الشهور االخيرة مع رين..
تنهد بعدها إعتدل واقفا ً قبل أن يلتفت ويُغادر من أمام كارمن بهدوء..
إنهارت رين من الضغط النفسي الذي عاشته في هذه اللحضات القصيره وعقلها يسترجع
كالمهما بخصوص ثيو..
لقد كُشف!!
وثقت بالشخص الخطأ!
ماذا ستفعل ؟ مصيرها الموت ال محاله..
هي خائفه!
خائفةٌ للغايه! ..
***
-Paris-
غربت الشمس والتي لم يكن لها ظهور منذ ساعات بسبب تكاثف الغيوم وحجب ضوئها عن
أراضي باريس البارده..
كانت األجواء هادئه وال كأن ُهناك حربا ً ضروس بين الخير والشر إلستعادة ملف قد ظهر
أخيرا ً أمام الجميع..
قامت الحرب الحقيقه ُمنذ سرقته!
سرق فبداخله ما قد يُشتت فهم يبحثون ُهنا و ُهناك ويستجوبون جميع ال ُمقربين به إلستعادة ما ُ
منظمتهم الكبيره ويُضعفها..
وبال ُمقابل وجد ذاك ال ُمحقق الذي يسعى خلفهم خيطا ً جعله يفعل ال ُمستحيل ليحصل عليه
ويُدمرهم!
قد ال يُدمرهم هذا تماما ً ،ولكنها بالتأكيد ستكون ضربةً قاسيه..
وهو فعل أمورا ً لم يعتقد في يوم من األيام أن يفعلها ألجل فقط أن يُدمرهم..
فناهيك عن كونهم منظمةً إجراميه وهذا عمله ...فهم من قاموا بقتل والده!
آن واحد..
لذا يدفعه حس العدالة واإلنتقام في ٍ
أطفأ هاتفه بعدما وصلته رسالةً تُطمئنه عن كون آندرو لم يشتبك بهم كثيرا ً وقد غادر بعد أن
تم إكتشافه وهو اآلن في طريقه لطائرته التي ستُقلع بعد لحضات..
علت اإلبتسامة شفتيه يهمس :من الجيد أنه لم يُحاول تصحيح خطأه وتعقيد األمور في وجهي
وقرر اإلنسحاب..
أوقف ثيو سيارته أمام إحدى المكاتب العامه حيث تحوي على قسم خزائن يُسمح فيه بالتخزين
ي كُل شهر.. ب ُمقابل مال ّ
تسائل في نفسه هل تتخلص مثل هذه الخزائن من ُمحتوياتها فلقد مرت عدة شهور دون أن
يُدفع المبلغ!
نزل من سيارته وذهب إليها تحت أنظار أعين مترصده تُراقبه ُمنذ فتره..
فمثل هذه الخزائن تنقسم الى عدة أقسام..
خزائن يكتفون فقط بالرقم السري وال يُبالون بهوية من يفتحها..
وأُخرى ال يسمحون سوى بصاحب الخزينة أن يفتحها!
في كال حالتين يُمكن لضابط ُمكلف بالتحقيق بالقضيه أن يفتحها..
وما إن يستلم الملف حتى يأخذونه منه بالعنوه..
فهي ليست سيارةً واحده ....بل ثالث سيارات تترصد المكان ..وفوق كُل هذا بعض الرجال
بالداخل ليتأكدوا من أنه أخذ الملف ولم يُعطيه ألح ٍد آخر..
لقد دبروا كُل شيء ولم يجعلوا له فرصةً لخداعهم..
لقد...
جعلوه كالفأر في المصيده!
مرت دقائق قبل أن يخرج ثيو من المبنى وعينيه تدوران في المكان ليرى إن كان ُهناك من
يُراقبه..
يبدو بأن شكوكه قد خابت فهو لم يرى أحدا ً ،لم يتحركوا بسرع ٍة كما كان يضن..
ركب السياره ووضع الملف بجانبه ناظرا ً إليه لفتره قبل أن يهمس :يبدو بأن ال ُمهمة ستكون
اسهل مما ضننت..
حرك السيارة وإتجه الى الطريق العام وأسرع بها ُمتجها ً الى المركز الذي يعمل فيه..
فهو ُمتشوق للغايه لمعرفة ما بداخله وعن المدى الذي يستطيع من خالله تدميرهم..
لقد مات رج ٌل من اجل الملف ! البد من أنه يحوي الكثير أكثر مما أخبره به ُمخبره..
عقد حاجبه ورفع عينيه الى المرآه عندما شعر بسيار ٍة تتبعه..
ت سوداء كما هي عادتهم! عجيب ،إنها ليست سيارا ٍ
لقد فعلوا الكثير ألجل أال يشعر بهم..
حاول البقاء في الخط السريع بين العديد من السيارات تجنبا ً ألن يُحاولوا بدء حرب سيارا ٍ
ت
معه..
لقد حدث هذا ُمسبقا ً ،يُجبروه على خوض مسلكٍ ُمحدد ليتفردوا به في األخير..
يجب أن يكون حذرا ً فربما هذه المرة يُنهون حياته..
ال يريد الموت في هذه النقطه!
هو ُمستعد للتخلي عن الملف إذا لزم األمر ،المهم أال يُخاطر بحياته فمن غيره يستطيع
مواجهتهم والتخلص منهم ؟
كان سيقبل األمر لو مات بعد أن فضحهم وسج بهم بالسجن!
ولكن أن يموت قبل هذا ؟ كما حدث مع والده ؟
ال يُريد هذه النهايه!
الحظ سيارةً أُخرى أكبر من سابقتها..
سيارتان إذا ً ؟
حاول البحث عن المزيد وهو ينظر عبر المرآه ليقطع عليه نظره دخول شاحنة نقل كبيره
وبدأت بالمشي بجواره األيسر تماما ً..
بطئ من سرعته حتى تتجاوزه هذه الشاحنه ألن طريقه الى المركز سيكون عبر أخذ المسلك
األيسر..
بأحجام
ٍ سرعتها و ُهنا إستوعب أنها ثالثة سيارات دُهش عندما بطئت الشاحنة أيضا ً من ُ
ُمختلفه ابتدائا ً من سيارة اكورد صغيره الى شاحنة نقل ضخمه..
سحقا ً!ُ
ال يريد أن يصل األمر الى أن يتفردوا به!
يبدو بأن ال ُمخطط هذه المرة لعمليتهم هو فيكتور أو دارسي..
أسرع بسيارته ليتجاوز الشاحنه فُصدم بسيارة االكورد التي إعترضت طريقه وأصبحت أمامه
سرعة 70كم بالساعه.. بينما سيارة الجيمس خلفه لذا هو ُمجبر على ُ
مخرج من جهة اليمين فهي الجهة الوحيدة ٍ فتح الخريطة عبر هاتفه وقرر الخروج عبر اول
ال ُمفتوحه..
وقبل حتى أن يُنهي التفكير باألمر دخل الى هذا السباق سيارةً سوداء حدّته من جهة اليمين!
صدم عندما رأى بأن الطريق الذي يسلكونه اآلن سيمر بعد فترة من غابة نظر الى الخريطة و ُ
بولونيا!
مكان خالي من الكاميرات كي يقتلوه فيها! ٍ الب من أن هذا هو هدفهم فهو أفضل
عليه أال يجعل األمر يصل الى هذا الحد!
بطأ كثيرا ً من سيارته وربط حزام األمان حتى إصطدم بسيارة الجيمس خلفه وحاول إجبارها
على التوقف ولكن سيارته صغيره ولن توقف سيارةً كبيره كهذه بل على العكس اجبرته على
اإلستمرار بالقيادة!
إبتسم هامساً :عرفوا كيف يوزعون سياراتهم!
ضغط على هاتفه وإتصل بأحدهم وعندما رد قال له :أنا اآلن على طريق الدائره السادسة
عشر ُمتجها ً الى غابة بولونيا ،أحضر لي كتيبة شرطة ُهناك عند مدخل الغابه خالل خمس
أمر عاجل سجله بإسمي.. دقائق ! إنه ٌ
دُهش الطرف اآلخر يقول :لن يُمكننا الوصول بالوقت ال ُمناسب..
ثيو :إفعلها..
وأغلق الهاتف وهو يُحاول تبطئة السياره ليصنع المزيد من الوقت ولكن ال فائدة
فاإلصطدامات ال ُمتكرره من الخلف تؤذي سيارته ويخاف أن يصل األمر الى خلل يؤدي لحدوث
حريق في أسوأ الحاالت!
شد على أسنانه عندما أُجبر إلتخاذ الطريق األيمين وتأكد بأن توقعه كان صحيحا ً فهم يسلكون
طريق الغابه!
إستمرت هذه الحرب حتى وصل بالفعل الى الغابة وبطأوا من سرعتهم ليُجبروه على التوقف
تدريجيا ً بينما هو يتمنى أن تصل الشُرطة في أقرب فرصه..
فإتخاذهم لمثل هذا الطريق دليل على أنهم ال ينوون السرقه بل ينوون قتله أيضا ً!
توقفت السيارات في منتصف الطريق الخالي وال ُمضيء فقط ببعض أعمدة اإلناره..
حل الليل ،وإزدادت البروده وتصاعد توتر ثيو وهو يراهم يقتربون من سيارته التي توقفت
ُمرغمه..
تجمع ما يُقارب 13شخص حول سيارته وطرق أحدهم زجاج نافذته..
بنظر ٍة سريعه لم يرى أي سالح في أيديهم..
سخريه :لم يحملوها تحسبا ً لحضور الشرطه ..أكرههم عندما يُفكرون همس بشيء من ال ُ
جيدا ً..
الزجاج يقولُ :مهاجمة ُمحقق ُ
طرق الباب ُمجددا ً بشيء من القوة هذه المره فأنزل القليل من ُ
مركز رفيع ،يبدو بأنكم تتوقون الى السجن بدرجة كبيره.. ٍ ذو
إبتسم أحدهم بسخريه يقول :وهل من دليل لتس ُجننا ؟
أكمل بعدها بجديه :سلم الملف حاالً وكلمة إعتراض واحده ستُجبرنا على قتلك حاالً ،فالكُل -
واقولها حرفيا ً -يتوقون لرؤيتك ميتا ً!
سخريه في أعين الرجال.. ضاقت عينا ثيو عندما الحظ بعض نظرات ال ُ
هذا الرجل يكذب ،سيقتلونه في ِكال الحالتين..
ربما ال يملكون سالحا ً ناريا ً ولكنهم يملكون بعض االسلحة البيضاء..
و 13رجالً كثير ُمقابل رجل واحد!
عليه ُمماطلتهم لحتى أن تحضر الشرطه..
عليه أن يبقى حيا ً لتتم األمور..
أغمض عينيه عندما فاجئه أحدهم بضرب عصا ً قويه زجاج المقعد ال ُمجاور لتتناثر شظايا في
أرجاء السياره..
سحب الرجل الملف قبل حتى أن يستوعب ثيو ذلك وما إن رآه في يده حتى شد على أسنانه
فالشرطة تأخرت أكثر مما يجب!!!!
ت أبكر!
لو الحظ وجودهم حوله منذ البداية لطلبها في وق ٍ
هذه الغلطة الصغيره ال يُريد منها أن تُكلفه حياته!!!
تحدث أحد الرجال يقول :انزل نُريد تفتيش السيارة والتأكد من عدم وجود ملف مزيف ،
شخص مثلك البد من أنه سيسعى للحفاظ على الملف بأية طريقه..
نزل بهدوء من السيارة وعينيه على الرجل الذي أخذ الملف والذي كان يتصفحه مع احد
الرجال ليتأكدوا من محتواه..
فتش اآلخرون السيارة ولم يجدوا شيئا ً في حين تحدث الرجل يقول :ال بأس ،إنه الحقيقي..
و ُهنا تعالت أصوات أبراق سيارات الشُرطة فإتسعت أعينهم بصدمه فأمر احدهم اآلخرين
قائالً :ليُحرك أحدكم الشاحنه كي تسد الطريق والبقية أهربوا..
ورحل بعد أن أعطى ثيو نظرةً حقد بينما هو هادئ للغايه يُراقبهم..
ت ُمتأخر فلقد هربوا بعد أن قام أحدهم بالفعل بسد الطريق عبر شاحنته وصلت السيارات بوق ٍ
والهروب بعدها معهم بالسياره..
سيارتان شرطة حاولت اللحاق بهم بعد إبعاد الشاحنه بينما السيارة الثالثه توقفت ونزل منهم
رجل وفتاة قالت فيها الفتاة بقلق :هل أنت على ما يُرام ؟ ألم تتأذى ؟!
نظر الرجل الى سيارة ثيو حيث جميع األبواب مفتوحه وقال :هل سرقوا منك شيئا ً ؟!
ثيو بهدوء :أجل..
ت أبكر ولكن األمر كان ُمستحيالً صدم الرجل وقال ُمعتذراً :آسف ،لقد حاولتُ الوصول في وق ٍُ
،سنُطاردهم ،سنستعيده بالتأكيد!
نظر إليه ثيو بهدوء يقول :حسنا ً ،أرني كيف ستفعل ذلك ؟!!
هز الرجل رأسه وإبتعد يعطي أوامره الصارمه لسيارتا الشرطة التي تُطارد السيارات الثالث
التي هربت ويأمر المركز بتطويق المخرج لكيال يدعوا لهم مجاالً للهرب بما لديهم!
***
***
7:30 pm
***
8:00 pm
تجلس كارمن بهدوء شاردة البال بعد أن خرجوا أغلبية رجالها بحثا ً عن رين في كُل مكان..
حتى دارسي لم يستطع البقاء وخرج بنفسه قائالً بأنه قد يعرف الى أين ذهبت..
بال ُمقابل طلبت من باتريك أن يهتم بأمر الرجالن والتحقيق حتى من الكاميرات القالئل
الموجوده بالداخل..
واآلن تجلس ُمسترخيه تتسائل ماذا يفعل فيكتور اآلن بالملف ؟
طلبت أن يتم حرقه حتى يرتاح الجميع ،تتمنى أال يقرر اإلحتفاظ به..
طرق الباب ودخل باتريك يقول :أزعجتُك ؟ ُ
أبعدت يدها عن راسها تقول :كال..
تقدم يقول :مابك ؟ تبدين ُمرهقه!
كارمن :اليوم لم يكن بسيطا ً يا باتريك ،ماذا عنك ؟ إختفتَ دون أثر ولم تتصل بي حتى!
جلس باتريك على األريكة ال ُمقابله يقول :أعتذر ،لقد كان ُهناك ماهو اهم ،لو علمتُ بأن
اليوم سيكون عصيبا ً عليك ألجلتُ عملي الى الغد..
هزت رأسها وقالت :حسنا ً ،ماذا حدث مع الرجالن ؟
تنهد وقالُ :مصران على اإلنكار ،كُل واح ٍد منهما غادر مرةً الى دورة المياه فلذا يتهمان
بعضهما..
صداعها يزداد شيئا ً فشيئا! سخريه ولم تُعلق ف ُ إبتسمت ب ُ
ت ُمتفرغةً اآلن ؟ أرغب بإطالعك على ٍ
أمر هام.. باتريك :حسنا ً ،هل أن ِ
عقدت حاجبها ونظرت الى ال ُمفكرة التي بين يديه وقالت :حسنا ً ،ماذا لديك ؟
باتريك :تتذكرين حديثي عن ريكس ؟
تنهدت بملل تقول :ليس ُمجددا ً ! انت من جهه وماثيو من جهه ! االستفزاز طبيعته لذا توقفوا
عن صنُع مشاكل ألجل هذا!
إبتسم باتريك يقول :كُل شيء حوله غريب يا سيدتي ،يكفي بأن ال ُمغني الذي ظهر مع رين
بالصوره هو أخاه ! كُنتُ أشعر بوجود ِصله..
وضعت كارمن يدها على رأسها تقول :ال ُمحقق باتريك ،هذا ما كان ينقُصني..
ضحك باتريك وقال :هيّا سيدتي دعيني أُنهي حديثي فهو ليس محظ توقعات بل مدعومةً
باألدله..
عقدت حاجبها ونظرت إليه بشيء من اإلهتمام فإبتسم عندما إسترعى إنتباهها وقال :أخبرتُك
بأن كُل شيء حوله ُمريب ،خاصةً بعد فشله في حماية البضائع التي كانت ستُرسل الى التاجر
الروسي ،وحتى بعد أن وعد بتدبر األمر لم يوفي بوعده ،ناهيك عن كوني إكتشفتُ بأن أخ
ثيو صديق لريكس ! من ُهنا بدأتُ أشك بكونه جاسوس لثيو داخل ُمنظمتنا ،وتأكدتُ ألنه كان
متواجدا ً في اليوم الذي ساعد فيها ريوك رين على الهرب ! أتتذكرين عندما شعرتُ بموجود
أمور غريبه بالمنظمه ؟ البد من وجود جاسوس فيها ! انه ريكس ! وأُراهن بأنه السبب ايضا ُ
في هروب رين هذا اليوم فالرجالن يتحدثان بطريق ٍة تبدو وكأنه ُمخطط لها..
ضاقت عينا كارمن لفتره قبل أن تقول :حسنا ً ،إنها إفتراضات منطقيه ولكن أين الدليل ؟
إبتسم وحرك ال ُمفكره يقولُ :هنا..
عقدت حاجبها فأكمل :تتبعتُ أخباره وعرفتُ بأنه سيُسافر لذا إستغليتُ األمر وذهبتُ الى منزله
ت قبل أن أجد مكانا ً سريا ً بالجدار ! و ُهناك عثرتُ على هذه ال ُمفكره وفتشتُه أنا ورجالي لساعا ٍ
المليئه بخطط ريكس ال ُمستقبليه..
أكمل بهدوء بعدها :والتي أهمها هي تدمير هذه المنظمةً رأسا ً على عقب!
إتسعت عيناها من الصدمه وإعتدلت في جلستها ففتح المذكره على إحدى الصفحات وأراها
إياها يقول :إبدأي بقراءة هذه الصفحات القليله..
ت أخذت ال ُمفكره وبدأت بقراءه المعلومات الخاصه عن المنظمه وعن المنتسبين إليها ومعلوما ٍ
عن كُل واحد فيهم..
هذا رج ٌل أحمق..
وهذا عالقته سيئه بالبقيه ولكنها جيده مع باتريك ألنه ينقل المعلومات إليه..
هذا رجل يُثير شكوك من حوله بأفعاله الغريبه..
وهذا يُثرثر عن كون كارمن تثق به فهي ال تطلب من أح ٍد ينظف سيارتها سواه هو!!
والكثير من المعلومات العامه كـ....
لدى كارمن منزل آخر غير الرئيسي هذا وتقضي ُمعظم وقتها فيه!
وعن عدد المخازن والغرف وعدد الرجال في المنظمه وعن مخارج المنزل العامه والخاصه
والكثيييييير!!
شهر أو شهرين!! ٍ ت ال يتم تجميعها في انها معلوما ٍ
األمر صادم للغايه!!!
تحدث باتريك يقول :ووجدتُ أدلة تصويريه ل ُمحادثات خاصه وتهريبات بضائع واالتفاقات !!
لديه كُل شيء ،المعلومات واألدله وبحرك ٍة واحد يُمكنه تدمير المنظمه..
ضاقت عيناه وأكمل :اتسائل لما لم يفعل هذا حتى اآلن ؟
رمت كارمن ال ُمفكره على الطاولة أمامها وبقيت عيناها ُمعلقتان بها بتفكير وهي تهمس :لم
أتوقع هذا قط!
باتريك :لم تكن شكوكي تجاهه من فراغ!
صمت قليالً ثُم قال :سيدتي ،علينا قتله حاالً..
صدم وقال :لما ؟!!! هزت رأسها نفيا ً ف ُ
نظرت إليت تقول :األدلة كُلها معك صحيح ؟
باتريك :أجل ،لم أترك أي شيء..
كارمن :جيد ،إحتفظ بها ،أحتاج ألن أُفكر باألمر أكثر..
باتريك :ماذا ستفعلين ؟
كارمن :ما دام كُل شيء معنا فال سبب يدعونا الى الخوف منه ،وعدني بأنه سيضع شركته
بين أيدينا ألجل الصفقة القادمه ،سأستغله أكبر إستغالل قبل التخلص منه..
باتريك بدهشه :ولكن ماذا لو كان ينوي شيئا ً سيئا ً بوعده هذا ؟ ماذا لو أنه بنى خطةً قويةً
تجاهنا !!! سيدتي نحنُ لسنا بحاج ٍة الى شركته فنحنُ لم نسقط بسبب الصفقة الماضيه التي
فشلت ! ال زلنا أقوياء ! لنُدمره قبل أن يُدمرنا..
نظرت إليه كارمن بحده تقول :من يُعطي األوامر ُهنا ؟
إنزعج أيما إنزعاج ،سيدته ال تُفكر بعقالنيه!!
تحدث يقول :حسنا ً ما رأيُك لو نُعطي البروفيسور نُسخةً مما وجدناه ؟ تحسبا ً لو....
طرف فيها حتى البروفيسور ٍ قاطعتهُ :مشكلتي انا ومشكلة أحد رجالي ! ال أُحب أن يتدخل أي
نفسه!!
ال ! هذا غباء!
لن يجعلها تذهب الى الموت برجليها بسبب مبادئها ال ُمزعجه هذه!!
ال يُريد أن يتم تدمير كُل شيء فهو واثق بأن ريكس لم يتأني ولم يُقرر أن يضع شركته بين
أيدهم إال ألنه يملك سببا ً قويا ً لهذا!..
ماذا لو كان السبب هو ضربةً قاضيه للكُل ؟؟؟
لن يسمح بحدوث هذا..
نعم ،،قد تغضب كارمن قليالً ولكنه رقم واحد بالنسبة لها..
لن تقتله لهذا األمر..
ناهيك عن كونه سيرتفع مكانةً عند البروفيسور بسبب ما كشفه..
إبتسم يقول :ال تقلقي سيدتي ،دعي األمر لي ،سأعرف كيف أتصرف به..
أخذ ال ُمفكره وأكمل :سأطلب من أحدهم أن يُحضر حبوبا ً من أجل رأسك ،عليك أن تأخذي
قسطا ً من الراحه..
دُهشت كارمن وقالت :باتريك !!! كلمتي ُمطلقه!
إعتدل باتريك واقفا ً يقول :نعم ال تقلقي ،إسترخي اآلن..
وإلتفت ُمغادرا ً و ُهنا علمت كارمن بأن باتريك خرج عن السيطره وأصبح ُمتعجرفا ً يضن بأنه
أذكى من الجميع!
لدرجة أنه يعصي أوامرها ضانا ً بأن هذا في مصلحة الجميع..
همست :من تضن نفسك ! أنا من جعل لك شأنا ً ُهنا..
وبطريق ٍة بارده لم يتوقعها باتريك حتى فتحت درجها وأخرجت ُمسدسها الذهبي وأطلقت
رصاصةً إخترقت ظهره..
إتسعت عيناه من الصدمه وهوى على األرض وبالكاد إلتفت من شدة األلم ليجد كارمن تقترب
منه حتى وقفت عند رأسه تماما ً تقول ببرود :صنعتُ منك رجالً وجعلتُ لك مكانةً ُهنا لتُصبع
خاتما ً في أصبعي وليس لتتعجرف وتضن وفسك أذكى مني..
باتريك بعينين ُمتسعتان من شدك الصدمه قال ونفسه يتسارع :سيدتي اسف !!! لم أعنيها !
أنا....
الرعب وهو يراها تُصوب فوهة ال ُمسدس الى وجهه تقول: إبتلع الكلمة في حلقه من شدة ُ
تأخرت ،لن أجعل شخصيا ً وضيعا ً مثلك يُفسد علي ُخطتي ُ ،مت وسأجد رجالً آخر يُصبح
ذراعي األيمن ،هذا سهل..
وأطلقت الرصاصة الى رأسه ُمباشرةً فاتسعت عيناه من الصدمه ومات فورا ً قبل حتى ان
تخرج الصرخة من شفتيه..
طرق الباب فورا ً ودخل ثالث رجال بقلق يقولون :سيدتي كارمن!!! إنحنت وإلتقطت ال ُمفكره ف ُ
توقفوا بصدمه وهم يرون ُجثة باتريك على األرض ومن ثُم نظروا الى سيدتهم التي تحمل
ال ُمسدس بين يديها..
أجابت على تساؤالتهم التي نطقتها أعينهم قائله :هذا هو الخائن في ال ُمنظمه ،أرموه فال
يستحق أن يُكرم ويُدفن..
وبعدها ذهبت الى مكتبها فبدأوا يحملون جثته بصمت بينما جلست ببرود وإلتقطت هاتفها
تكتب فيه:
"استغرب طلبك في حماية ريكس من أي أذى ،على أية حال اضطررت لتسكيت أحدهم في
سبيل ذلك ،أنتَ مدين لي"
وارسلتها ُمباشرةً إليه..
الى من طلب هذا الطلب تلبية لرغبة أخاه..
إليه هو الذي رسم كُل الخطط ببراعة في الخفاء وجعلهم ينعمون باإلنتصار ال ُمزيف..
الى ثيو..
End
Part 57
يجلس على الكُرسي بهدوء تام يُمسك بيده قهوة سريعة التحضير كان قد إشتراها قبل قليل من
إحدى آالت القهوة المنتشره في هذا المشفى..
أخذ نفسا ً عميقا ً وهمس بعدها :ال بأس ،سيكون كُل شيء على ما يُرام..
إلتفت الى اليسار عندما شعر بأحدهم يقترب ووقف حالما رأى بأنه عمه آليكسندر..
توقف آليكسندر أمامه يقول بهدوء عكس القلق الكبير الذي بداخله :كيف حاله اآلن ؟
تنهد آلبرت يقول :يقولون بأن حالته اآلن ُمستقره....
توقف عن الحديث لثواني قبل أن يُكمل :ولكنهم غير واثقين من ما إن كان سيصحو أو
سيستمر بغيبوبته هذه لفتر ٍة قد تمتد الى مماته..
إتسعت عينا آليكسندر من الصدمه فأكمل آلبرت :ال بأس ،الطبيب ال ُمشرف على حالته ُمتفائل
فلقد أخبرني بأن نسبةً كبيره ممن في حالته يصحون بعد عدة أيام ..سيستيقظ فرانس ،هذا
مؤكد..
سحقا ً!
شد آليكسندر على أسنانه يقول :كُل األطباء ُمتفائلين !!! ُ
أشاح بنظره قليالً بينما لم يجد آلبرت شيئا ً ليقوله فهو أيضا ً بداخله قلق وغير ُمتفائل بالمره!
فكلمة غيبوبة لوحدها كلمةً كبيره تعني بأن دماغه قد تضرر وقد يستمر هذا الضرر لسنوا ٍ
ت
عده!
فتح فمه وقال ما قاله له الطبيب :ال بأس ،أخبرني بأن نسبة شفائه كبيره ،فرانس ال يزال
شابا ً قويا ً والشباب يُقاومون الغيبوبة أفضل من غيرهم ،ال شيء يستدعي للقلق ما دامت لم
تستمر ألكثر من ثالث أسابيع..
قالها يُقنع عمه ويُقنع نفسه في الوقت ذاته..
نظر آليكسندر إليه قليالً ثُم قال :أخشى أن يحدث معه ما حدث لتلك الفتاة التي إعتنت فيها
جينيفر..
عقد آلبرت حاجبه ليُكمل آليكسندر :فقد تضرر دماغها وسقطت في غيبوب ٍة السبوع تقريبا ً
ومن ثُم إستيقظت فاقده لذاكرتها..
صمت آلبرت قليالً ثُم قال :حسنا ً ،قال لي الطبيب هذا ،قال بأن األغلبيه يستيقضون من
غيبوبتهم فاقدي لذاكرتهم ،إما ذكريات الماضي أو ذكريات الوقت ما قبل الحادثه ،ولكنه
ليس من النوع ال ُمقلق ففقدانهم للذاكره لن يطول ألشهر عديده ،فقدان الذاكره لشهرين او
ثالثه ال بأس ما دام هو بصح ٍة جيده..
جلس آليكسندر بهدوء على الكُرسي يقول :هل سمحوا لك بزيارته ؟
إستند آلبرت على الجدار ال ُمقابل يقول :أخبروني أن أنتظر قليالً..
مد يده بكوب القهوة التي لم يشرب منها شيئا ً فهز آليكسندر رأسه نفيا ً قبل أن يسأل :كيف
حدث هذا ؟
تنهد آلبرت ورشف القليل من قهوته قبل أن يقول :صدقني ال أعلم وال أملك أي فِكر ٍة عن
سبب تواجده في ذلك المكان ُمكبل اليدين ! إنها تصرفات رجال عصابه وفرانس لم يكن يوما ً
جريئا ً لدرجة التشابك مع أحدهم!!
لم يُعلق آليكسندر وصمتا لفتره قبل أن يقول آليكسندر بهدوء :لقد أخطأتَ عندما طلبتَ البحث
عنه من قِبل الشُرطه..
سبب لنا سابقا ً بفضيحةً في حفل ريكس فال داعي لتسليط المزيد من َ أجابه آلبرت :أعلم ،لقد
األضواء على عالقتنا به ،ولكن كُل هذا لم يهمني بقدر سالمته ،سيُمكننا التعامل مع الناس
بعدها ال ُمهم أن يكون على ما يُرام..
هز آليكسندر رأسه هامساً :يُسعدني كونك تُقدر الموقف..
آلبرت :أفهم هذه األمور ،ولهذا أخبرتُك عنه اآلن كي تأتي ألجله ،فلو شمت الصحافه بعض
األخبار من الشُرطه فبالتأكيد هي تحوم حول هذا المكان ،رؤيتهم لك تأتي ُمسرعا ً ألجله
سيُبعد من رؤسهم شك كون عائلته هي من خططت لتتخلص منه بعدما فضحهم..
دُهش آليكسندر من قدرته على التفكير هكذا بينما هو ُمتعب بما فيه الكفاية من حالة أخاه!
آلبرت حقا ً شخص ُمثير لإلعجاب!
سأل آلبرت :هل أخبرت جينيفر ؟
ً
هز آليكسندر رأسه نفيا ً فقال آلبرت :جيد ،دعوهم ،إنها رحلة عائليه ُمناسبة لكي تتنفس
إليان قليالً قبل اإلمتحانات ،كُلنا نعرف كيف تكون وقت اإلمتحانات لذا ال نُريد أن نضغط عليها
أكثر..
آليكسندر بهدوء :أجل ،قالها كين لي قبل خروجي..
عقد آلبرت حاجبه قليالً ثُم هز رأسه مانعا ً نفسه من التفكير في سبب قول كين لهذا..
فلقد إعتاد على كون كين ال يقل شيئا ً بدون سبب بداخله..
آليكسندر :ما إن عرفا أن فرانس بالمشفى حتى اصرا على القدوم..
آلبرت :حسنا ً فعلت في عدم إحضارهم ،لم ينتهي فرانس من العالج بعد ووضعه غير ُمناسب
للزيارات اآلن..
أمر ُمختلف لينطق أخيرا ً آليكسندر قائالً بهدوء: وصمتا بعدها لفتر ٍة طويله يُفكر ُكالً منهما في ٍ
ربما كان هذا بسببي ! طرده من البيت لم يكن خيارا ً جيدا ً!!
نظر آلبرت الى عمه قليالً قبل أن يقول :ليس خطأك ،أنتَ فعلتَ الصحيح بعقابه ليعرف خطأه
،هو من هرب كاألطفال..
آليكسندر بالنبرة الهادئه ذاتها :ربما لو لم أقسو عليه لما حدث كُل هذا..
آلبرت :يكفي ياعمي ،فرانس لطالما كان شخصا ً يفعل ما يُريده مهما كان ،صدقني ليس
خطأك!
لم يجد آليكسندر ما يقوله وبقي صامتا ً وصدره مليء بالذنب الشديد على فع ٍل لم يفعله بل كان
تبعات اوامره القاسيه..
لو حاول التحدث معه بهدوء!
لو فعلها لمر ٍة واحده على األقل...
ربما لم يكن ليصل الى مثل هذه الحالة السيئه..
***
11:30 pm
تجلس على مكتبها بهدوء تام وبين يديها ال ُمفكرة التي أعطاها باتريك تُقلب فيها وهي تزداد
دهشةً في كُل مره..
همست :ال أُصدق أن ريكس جمع كُل هذا ! هل هو جاسوس لدى ثيو ولهذا طلب مني حمايته
؟ لما لم يُخبرني بشأنه ُمنذ البداية إذا ً ؟!
تنهدت وحينها فُتح الباب ودخل دارسي ُمندهشا ً فتنهدت ُمجددا ً وهي تُغلق ال ُمفكره بهدوء
قائله :إن أردتَ الحديث بخصوص باتريك فدعني وشأني..
ت بالتأكيد غير واعيةً بفعلتك صحيح ؟ تقدم منها يقول :كارمن أن ِ
ظهر البرود في عينيها تقول :ولما ؟ أوليس تابعا ً لي ؟ أليس من حقي ُمعاقبته إن أخطأ!
وقف دارسي أمام مكتبها يقول بإستنكار :بقتله !! هكذا ؟!!
اشاحت بنظرها عنه تقول :لطالما تسربت أُمور من ُمنظمتي ،أخرها هروب رين ،وبعد كُل
هذا أكتشف بأن الفاعل هو يدي اليُمنى ،هل من الطبيعي أن أصفح عنه ؟
دارسي :ولكن باتريك عمل لسنوات طويلة معنا ...إنه...
قاطعته :كُلما زادت ُمدة عمل الشخص زادت قوة عقوبته ! كونه يدي اليمنى لفتر ٍة طويله
تعني بأن أتخلص منه حاالً قبل حتى أن أُفكر بإستجوابه..
دارسي بعدم إستيعاب :ال يُمكنني تصديقك!
كارمن ببرود :لستُ ُمجبرة على إقناعك ،نادرا ً أنا ما أقتل األشخاص ،ولكن إن فعلتُها
فسأفعلها ُمباشرةً دون رحمه..
نظرت الى عينيه وأكملت :أم تُريدني أن أحبسه إلستجوابه وأكتشف في األخير كونه يملك
عُمالء ُهنا وقاموا بتهريبه ! ماذا سأستفيد حينها ؟ كُلما كان الشخص قريبا ً منك تخلص منه
بأسرع وقت ،يكفيني وجع الرأس من موضوع سرقة الملف ال أُريد وجعا ً آخر ُ ،منذ أشهر لم
أنعم براح ٍة نفسيه وعندما حدث هذا وأمسكنا بالملف يظهر باتريك في وجهي ؟ أرجوك هذا
ت أنا ُمقتنعةٌ فيها..يكفي ! ال تلمني على تصرفا ٍ
نظر دارسي إليها لفتره قبل أن يجلس على الكُرسي يقول :كان بإمكانك على األقل سؤاله عن
مكان رين ،او عن هوية من هو جاسوس له..
لب وعنيد وبالتأكيد أنت تعرف هذا ،يستحيل ان ص ٌ
سخريه :وكأنه سيُجيبني ! باتريك ُ
كارمن ب ُ
يتجاوب معي ،دعنا نختصر الطريق بقتله ،وأيضا ً من الواضح بأنه جاسوس لدى ثيو ،من
غير هذا ال ُمزعج يُالحقنا بكُل إستماته ؟!
هز دارسي رأسه بهدوء يقول :البروفيسور علم عن تجاوزات ثيو ومن الغريب أنه لم يُصدر
أي أمر بشأنه..
كارمن :ال فكرة لدي عما يُفكر فيه ،ولكن إن تأخر أكثر فقد نجد نفسنا بالسجن فجأه ! على
أحدهم أن يطلب من البروفيسور اإلسراع!
تنهد دارسي ولم يُعلق على األمر إطالقا ً..
***
8 February
8:30 am
إستيقضت رين ُمبكرا ً منذ ساعتين تقريبا ً وهاهي اآلن أمام المرآة تنظر الى شكلها..
ال عمل لديها ،منذ األمس وهي بالشقة ولم تخرج منها وهذا أشعرها بالملل الشديد لدرجة
التفكير بأمور جنونيه..
كقص الشعر مثالً ؟
نظرت الى شكلها والمقص في يديها هامسه :مللتُ وجهي ،ال بأس من تغير المظهر بين فتر ٍة
وأُخرى..
إبتسمت وهي تتذكر كارمن وقالت :أعجبتني قصتها ،أُريد أن أبدو مثلها..
شعر أسود ،أتسائل إن كان سيبدو تنهدت بعدها وأكملت :ولكني فتاةً شقراء وهي ذات ٍ
مظهري جيدا ً إن فعلتُها ؟
رفعت يدها بالمقص الى أطراف شعرها المبلول وبدأت تقصه بتهور ألكتافها وهي تهمس:
أتمنى بأن أكون بارعةً بالقص ،ال أُريد أن أمشي والكُل يهمس من وراء ظهري على مظهري
ال ُمضحك ،هيّا يا رين ،إفعليها جيدا ً!..
تساقطت خصالت شعرها على المغسلة شيئا ً فشيئا ً حتى توقفت يديها ونظرت الى مظهرها
األخير..
حاولت التركيز لترى ما إن كان طرف شعرها األيسر مسا ٍو للطرف األيمن أو ال..
إبتسمت برضى وهمست :جيد ،جي ٌد جدا ً!
بدأت بالدوران أمام المرأة ُمتمألةٌ شعرها وهي تقول :جميله ُرغم أني أستنكر هذا المظهر
الجديد ولكني سأعتاد عليه ،واااه أرغب حقا ً بالتباهي به أمام أحد..
خطرت في بالها فِكره..
ل ّمت بقايا شعرها بشك ٍل سريع وتخلصت منه لتجلس بعدها على األريكة تُحاول إلتقاط صورةً
شخصية جميلةً لها..
أعجبها ما صورته ففتحت ال ُمحادثات وأرسلتها الى ريكس قائله" :ما رأيُك ؟ هل تنصحني
بفتح صالون تجميل ؟"
أرسلتها وبعدها نظرت الى إسم ثيو قليالً وقررت إرسال الصورة إليه كاتبه "أبدو ُمختلفه
صحيح ؟ ال بأس إذا ً بالخروج من المنزل والتجول قليالً ما رأيك ؟ لن يتعرف علي أحد"
عقدت حاجبها عندما سمعت إسم إدريان فرفعت رأسها تنظر الى الشاشه لتجده برنامجا ً فنيا ً
عن "أكثر عشرة فنانين تداوالً لهذا الشهر" ..
إبتسمت تقول :وااه إنه إدريان حقا ً!
رفعت الصوت تستمع الى صوت ال ُمقدمه وهي تتحدث عن إدريان الذي حل بالمركز الثامن
قائله :إدريان فنان صاعد إزدادت شهرته بشك ٍل كبير عندما إنتشر الشهر الماضي أمر
مواعدته للجميلة كاتالين ،حسن المظهر كانت بدايته عبر مقاطع ُمصغر ٍة نشرها في
اإلنستغرام قبل سنوات ليبدأ ال ُمتابعون على صفحته بإزدياد وليأتي اليوم التي إنتشرت فيه
إحدى مقاطعه في برنامج على التلفاز ليبدأ ترسيمه الرسمي لدى مؤسسة WRPGالترفيهيه
ومن هنا يبدأ مشواره الفني اللطيف وحضي بشعبية جميله قبل أن يلمع نجمه فجأه الشهر
الماضي بعد مواعدته بكاتالين أحد أيقونات فرنسا الغنائيه..
أمالت رين شفتيها تقول :كانت غلطة عمره أن يُعجب بفتا ٍة قبيحة كهذه..
همست ُمكملةً لنفسها :هي بالفعل قبيحه ،ال أقولها ألني أشعر بالغيرة أو ما شابه..
عقدت حاجبها وهي تستمع الى كالم ُممثلة الصوت وهي تتحدث عن إشاعات إنفصالهما التي
لم تؤكد بعد مما جعلهما أكثر ثُنائي ُمتداول لهذا الشهر وختمت حديثها قائله :لنتمنى أن تكون
إشاعات وليحضيا هذان الثُنائي الجميل بعالق ٍة طويله سعيده..
تنهدت رين وهمست :بعد كُل هذه ال ُمقدمه عن كونه إشتهر بفضل كاتالين تقولين أتمنى لهما
حياةً سعيده ؟ أُشفق على إدريان ،ظهر بمظهر الشاب الذي يستغل المشاهير ألجل نفسه..
فجأه شعرت بأنها إشتاقت إليه..
متى كانت آخر مرةً شاهدتُه فيها ؟ أجل في تلك الليله حيث إنتشرت بعدها الشائعات
بخصوصهما..
إبتسمت تقول :من الجيد أنهم لم يُفصلوا ببرنامجهم هذا أمر الشائعه بل إكتفوا بذكرها بشك ٍل
عابر ..ال أُريد أن يتعرض للتحقيق من قِبل ال ُمنظمة بسببي..
إهتز هاتفها ونظرت إليه فإبتسمت عندما رأت ريكس قد رد عليها ففتحت رسالته بحماس
لتجده قد أرسل إليها كلمة واحده..
"قبيحه"
بحرف مثالً وجعلها تبدو
ٍ فربما أخطأت بقرائتها أو أنه أخطأرفعت حاجبها وتأملت الكلمة جيدا ً ُ
كشتم!
ٍ
ولكن ...كانت صحيحه..
مطت شفتيها بإنزعاج بالغ وردت عليه" :القبيح هو من يرى الكُل قُبحاء"
وأرسلتها وهي تعلم كم أن ُجملتها طفولية ونابعةً من غيرة وإنزعاج منه..
فتحت رسالة ثيو عندما وجدته قد رد عليها ليختفي إنزعاجها وتظهر اإلبتسامة على وجهها
وهي تقرأ ما كتبه:
"تبدين أجمل ،ولكن ال تخرجي حتى أُخبرك ،حافظي على سالمتك"
تنهدت تقول :ياله من رجل محترم ،إنه الرجل المثالي ألي فتاة ،ليته لم يكن ُمتزوجا ً لكي
يتسنى لي إيقاعه بشباكي..
قبيحه!
دخلت كلمته الى رأسها وافسدت عليها مزاجها هامسه :لستُ قبيحه ،اي شاب كان ليقع في
شباكي..
قبيحه!!
زاد إنزعاجها وخاصةً انها تسمع الكلمة بنبرة صوته البارده فوقفت وقررت الذهاب لإلستحمام
كي تنسى األمر..
من جه ٍة أُخرى أغلق ثيو هاتفه بعدما رد على رين وتفكيره مشغول بآندرو..
عرف بأنه وصل باألمس الى باريس وذهب الى منزل روانا حتى أنها إتصلت به تدعوه للغداء
هذا اليوم ولكنه رفض بحجة العمل..
ولكن عقله ال يزال مشغوالً بطلب آندرو..
لقد صدمه باألمس ،نعم هو يعرف أن ريكس عضوا بتلك المنظمة ولكن متى علم آندرو بهذا
؟
وما مقدار ما يعرفه ؟
ً ُ
همس لنفسه بهدوء :البد من أنه طلب هذا الطلب بعدما عرف أني أحيك خطة ضدهم ..ال
يُريد أن يُصيبه الضرر ،حسنا ً من ناحيتي لم أكن ألهتم ولكن بما أنه طلبه....
صمت قليالً قبل أن يهمس :ألهذا قرر زيارة روانا ؟ البد من أنه إكتشف األمر قريبا ً وقرر
زيارة روانا ليكف عن التفكير..
وعقد بعدها حاجبه يُفكر بجملة كارمن البارحه..
تخلصت من أحدهم كي ال يتضرر ريكس..
مانوع الضرر الذي كان قد يحدث لو لم تتدخل ؟
هو فرد منهم ،فكيف سيضرونه ؟
عليه أن يسأل كارمن في أقرب فرصةً عن هذا األمر..
فموضوع كون ريكس أصالً فردا ً منهم كان غريبا ً بالنسبة إليه..
تنهد وقرر إنهاء عمله هذا الصباح حتى يقبل دعوة روانا ويذهب معهم للغداء..
عليه أن يطمئن على أخاه..
***
9:11 am
أوقف آلبرت سيارته أمام فيال آليس والتي أصبحت لريكس ونزل منها..
منذ األمس وعقله مشغول بالرجالن اللذان كانا ُهنا..
يتسائل عن هدفهما وعن هويتهما..
موضوع فرانس باألمس جعل عقله يغيب للحضات لدرجة أنه لم يُقاوم وسلم ال ُمذكره لهم قبل
أن يخرج ُمسرعا ً..
لو فكر برويةً قليالً لما أعطاهما إياها فعلى الرغم بأنه ال يفهم األمر إال أنه واثق من كون تلك
ال ُمفكره تُدين ريكس بشك ٍل من األشكال وذلكما الرجالن عدوان له..
فتح الباب ووجدته مفتوحا ً بالفعل ..بعدما إقتحما أولئك الرجالن منزله البارحه لم يعد الباب
مؤصدا ً..
عليه أن يُخبر ريكس أو يحضر شخصا ً ليُصلح الباب قبل أن يكتشف أحدهم األمر ويستغل
الفرصة لسرقة محتويات المنزل..
دخل ونظر ُمباشرةً الى حيث كانوا باألمس فوجد كُل شيء كما كان..
تقدم من الحائط ومد يده يتحسس الفُتحة الفارغة من كُل شيء تماما ً..
همس :هل ما فقده ريكس بتلك األهميه ؟ يبدو كذلك ما دام أنه كان يُخبئه جيدا ً..
وضع يديه في جيب معطفه ودار بنظره في أنحاء المكان هامساً :ال فائده من قدومي ،عل ّ
ي
على األقل إيجاد أحدهم ليؤمن الباب قبل ذهابي..
أخرج هاتفه وإتجه الى الخارج ولكنه توقف عندما شاهد رجالً في ُمنتصف العمر ُمتأنقا ً في
مظهره يقف في الحديقة يتفحص السيارة والمنزل..
تقدم منه وما إن الحظه حتى قال بإبتسامة ُمهذبه :مرحبا ً..
عقد آلبرت حاجبه وتوقف أمامه هامسا ً في نفسه" :يتحدث األلمانيه" ؟
نظر الى الملفات التي يحملها بين يديه ثُم نظر إليه يقول بألمانيه ُمكسره فهو ال يُجيدها جيداً:
أهالً..
بإحترام بالغ :هل ريكس آليكسندر بالداخل ؟ ٍ سأل الرجل
هز آلبرت رأسه نفيا ً فتعجب األلماني قليالً ثُم إبتسم وقدم له بطاقته يقول :عذرا ً ،هل يُمكنك
أن تُخبره عن قدومي ؟ ال أملك سوى رقم عمله وعنوان هذا المنزل ،لم نستطع التواصل معه
ب يحدث معه ؟ وهو لم يأتي لموعد اللقاء ال ُمتفق ،هل من خط ٍ
أخذ آلبرت البطاقة يقول :ال هو فقط في إجازه ،سأُخبره عن زيارتك..
ي بود وغادر بعدها فتنهد آلبرت ونظر الى البطاقة هامسا :البد من أنه عميل أو إبتسم األلمان ّ
ما شابه..
عقد حاجبه وهو يقرأ عن عمل الرجل الطبي!
منذ متى كان لريكس عالقةً بالمجال الطبي ؟
لم يفعلها من قبل..
وفجأه جاء في ذاكرته جملة فرانس تلك!
عن كون ريكس يتناول أدويةً ممنوعه!!!...
دخل القلق الى صدره وأخرج هاتفه وبحث عن اسم الرجل عبر اإلنترنت ليجد رجالً ألماني من
ُمنشأه طبيه بسويسرا..
عقد حاجبه يقرأ عن نوع هذه ال ُمنشأه لتتسع بعدها عينيه بصدم ٍة عارمه!!
هذا األمر لم يخطر بباله وال واحد بالميه!
إنه مجنون!
ريكس هذا مجنون بالكامل!!!
صدمته هذه لم تدع له مجاالً للتفكير أصالً فقد خرج من تطبيق قوقل وذهب الى قائمة اإلتصال
وإتصل بريكس ُمباشرةً ومالمحه تعلوها الصدمة والغضب ٍ
بآن واحد!
رد عليه ريكس يقول :مرحبا ً..
آلبرت بعدم تصديق :قل أنك تمزح يا ريكس ؟!!
عقد ريكس حاجبه قليالً قبل أن يسأل :ماذا ُهناك ؟
آلبرت :متى ستعود ؟ أُريد رؤيتك حاالً!..
ريكس بهدوء :غدا ً..
آلبرت :ال يُمكنني اإلنتظار الى الغد ! أُريد ُمقابلتك اآلن ،أين أنت بالضبط فسآتي إليك إن لم
تستطع أنت القدوم..
ريكس :آلبرت أيا ً كان ما تُريد قوله فأنا لستُ متفرغا ً له اآلن ،لنتقابل غدا ً..
آلبرت بغضب :أتمزح معي ريكس !! ال يُمكنني اإلنتظار ! عليك تفسير كُل شيء لي ! وصل
بك األمر ألن تتعاقد مع تلك ال ُمنشأه اللعينه من سويسرا !! لما ؟!!
إتسعت عينا ريكس بصدمه في حين إستوعب آلبرت كُل شيء وفهم سبب تصرفاته السابقة
كُلها..
ي قابلتُه في حياتي ب كبير قبل أن يهمس :ريكس ،أنتَ أكثر شخص أنان ّ شد على أسنانه بغض ٍ
..
وأغلق الهاتف بعدها..
***
12:55 pm
-Paris-
ج منها مساء اليوم.. يجلس لوكا بهدوء تام في زنزانة الحجز والتي أخيرا ً سيخر ُ
ت إمساكهم له وليس من وقت التحقيق لذا عليه أن يخرج لقد قالوا يومين ،سيحسب من وق ٍ
هذا الليل..
رفع نظره الى موريس النائم على رجل أحدهم والذي قضى وقته إما بالنوم أو بالتسلط على
المساجين..
نظر إليه لفتره وهو يُفكر بتتمة حديثه يوم أمس مع ثيو..
أغلق ثيو الهاتف بعدما حادث رين وإلتفت الى لوكا يقول :حسنا ً ،سأُغادر اآلن..
وقف لوكا يقول :لحضه ،أعطني عنوان رين أو رقمها على األقل..
ثيو :كما تُريد ،سأضعه مع هاتفك النقال لتستلمه عند خروجك من الحجز..
تذكر لوكا وقال :لحضه ،أُريد خدمه..
عقد ثيو حاجبه فأكمل لوكا :المنظمة تتربص بي عند خروجي من المركز غدا ً ،بما أنك من
الشُرطه فدبر لي هذا ،دعهم يتظاهرون أمام موريس بكوني خرجت قبله بينما ياخذوني الى
زنزانة أُخرى ،ال أُبالي ببقائي ُهناك لليلة أخرى ،أريدهم أن يضنوا بأني خرجت ويراقبون
المكان حتى يسأموا ويضننوني فلت من أيديهم ..حسنا ً ؟
صمت ثيو قليالً ثُم قال :لك هذا..
**
تنهد لوكا وهمس :ندمت ،أُريد الخروج بسرعه ،أُريد رؤية رين ،البد من أنها تُعاني وقتا ً
عصيبا ً!
نظر الى موريس قليالً ثُم قال :هيه أنت..
لم يُجبه موريس فلقد كان ُمستغرقا ً في النوم..
مد لوكا رجله ورفسه بقوه فإستيقظ موريس فزعا ً وأمسك بسرعه بقميص الرجل الذي نام
على ِرجله يقول بغضب :أتجرؤ يا هذا ؟!!!!
ق وجه الرجل من الخوف يقول :لستُ أنا لستُ أنا.... إزر ّ
قاطعه لوكا :كان أنا..
شد موريس على أسنانه وترك الرجل بهدوء ملتفتا ً الى لوكا الذي كان يرمقه ببرو ٍد تام..
موريس :ما رأيُك لو قتلتُك ُهنا ؟ سأضمن بأن ال أحد من هؤالء سيشهد علي وسنقول بأنك
ُمت ُمنتحرا ً لتنتهي من حياتك البائس ٍة هذه..
لوكا :حسنا ً ال أُبالي بالموت ولكن ليس على يد ُمجرم حقير مثلك..
موريس :لألسف ،ستموت على يد ُمجرمين ،يالها من حيا ٍة بائسه وموتٌ بائس..
نظر لوكا إليه لفتره ثُم سأله :لم أنتم مستميتون لقتلي ؟
موريس :ولما ال نكون كذلك ؟
لوكا :حسنا ً إكتشفتم كذبتي وأني ال أملك شيئا ً ،أتركوني وشأني وإنتهى األمر..
موريس :لما أنت إذا ً ُمصر على اإلطاحة بنا ؟
لم يُجبه لوكا عندما فهم قصده فقال موريس :لإلنتقام ألخيك ،أجل ،األمر ذاته معنا ،قتلتَ
الكثيرين منا وتستحق الموت..
سخريه وهو يُكمل :يقول ال أُريد الموت على يد ُمجرمين ،وكأن ضحك بعدها نصف ضحكة ُ
يده لم تُلطخ بالدماء قط..
لم يُعلق لوكا وبقي ينظر إليه لفتر ٍة طويله قبل أن يقول :أُخبرك بشيء ؟
نظر إليه موريس فأكمل لوكا :منذ اليوم الذي وصل إلي خبر أن أخي مات مقتوالً إخترتُ أسوأ
طرق ،اإلنتقام بأي طريقه ألجعله يهنأ في قبره وبعدها ....أُعاقب نفسي على أفعالي ، ال ُ
فالقتلة كُلهم يستحقون العقاب ولن أستثني نفسي منهم..
دُهش موريس من رده وبقي يُحدق فيه لفتر ٍة طويله قبل أن يقول :غريب ..ال أفه ُمك..
إبتسم لوكا يقول :هذا طبيعي ،لقد ذهب نصف عقلك مع شعرك..
إنزعج موريس كثيرا ً فهاهو يسمع الجملة ذاتها مرةً أُخرى أولها من ثيو واآلن من هذا
ال ُمزعج..
رفع عينيه الى شعره وكُل ما يرغب به اآلن هو تمزيقه تماما ً فإبتسم لوكا يقول :أعجبك
شعري الجميل ؟ هل تُريد أن تقتلعه كما كُنتَ تُهددني دائما ً ؟
موريس بإبتسامه :نعم سأفعل وإن كُنتَ رجالً ال تصرخ كالعاده ُمناديا ً رجال الشُرطه..
لوكا :ماذا أفعل ؟ أنا جبان وال يُمكنني تركك تتنمر علي دون طلب ال ُمساعده..
موريس :إذا ً إبلع لسانك..
ضحك لوكا ولم يُعلق على األمر ُمطلقا ً..
***
1:13 pm
توقفت سيارة األُجره أمام المنزل ونزل منها هذا الشاب الصغير ذا السادسة عشر من العمر
وقلبه ينبض بقوه من شدة التوتر..
ق عليه الفتة "للبيع! " دفع للسائق أُجرته ونظر الى المنزل الذي ُمعل ٌ
أخذ نفسا ً عميقا ً خائفا ً من هذه الخطوة التي أقدم عليها..
نوم عميق..على السفر من دون علم والدته التي تغط في ٍ
لقد أُضطر الى هذا!
عقله مليء بالتساؤالت ووالده وحده من يُمكنه اإلجابة على كُل تساؤالته هذه..
سيسأله فقط..
لن يطلب منه العودة والعيش معهم..
ُرغم أنه يحبه ولكنه قطعا ً لن يُسامحه..
فقط سيسأله..
تقدم من منزلهم القديم وهمس :بالتأكيد لم يدخل إليه..
نظر بعدها الى يساره حيث تلك الفيال الكبيره..
فيال جينيفر!
تردد كثيرا ً والخوف الكبير يمأل قلبه ولكن عزمه على تنفيذ ما أتى إليه كان كبيرا ً لذا تقدم من
الفيال حتى وصل الى البوابه..
نظر الى الحارس الجديد ال ُمختلف تماما ً عن حارس البوابة العجوز السابق..
تردد قليالً قبل أن يقول :لو سمحت..
نظر إليه هذا الرجل الذي يبدو في منتصف العمر يملؤ الشعر وجهه ولكن بطريق ٍة ُمرتب ٍة بعض
الشيء وقال :ماذا ؟
سأله :هل ...هل ريكارد بالداخل ؟
عقد الرجل حاجبه وقال :ريكارد ؟
أجابهُ :مدير أعمال جينيفر..
هز الرجل رأسه عندما عرفه وقال :آه اجل عرفته ،كال بالتأكيد لن يكون بالداخل..
تردد هذا الشاب الذي لم يكن سوى مارك وقال :هل ،تعرف مكان عمله أو منزله ؟
هز الرجل رأسه نفيا ً فشعر مارك بإحباطٍ كبير وكأن قدومه الجريء هذا لم يأتي بأي هدف!!
تذكر رين ،او باألحرى آليس فهو لم يعرفها سوى بهذا اإلسم..
إكتشف أنها ذات الفتاة في الصوره ،البد من أنها تعرف شيئا ً..
سأله :حسنا ً ،هل آليس بالداخل ؟
الرجل :آليس ؟ من تكون هذه ؟
أخرج مارك الصورة التي كانت لرين في طفولتها مع آليس والتي ُحرق ُمعظم وجهها وقال :ال
أملك صورةً حالية لها ،ولكنها ذات الطفله ،لم يتغير وجهها كثيرا ً ،هل شاهدتها ؟
نظر الرجل الى الصورة قليالً لتتسع عينيه بدهشه وهو يرى القالدة بين يديها ثُم رفع رأسه
الى مارك الذي فرح من صدمته وقال :عرفتها ؟!
سكان المنزل ،وال تردد الرجل بعدها ليقول :كال ،أنا حارس جديد ُهنا ولم أُقابل الكثير من ُ
أضنني قد رأيتُ فتاةً شقراء أصالً سوى السيدة وإبنتها إليان..
تنهد مارك بيأس وقال :شُكرا ً لك يا عم..
وإلتفت ُمبتعدا ً بهدوء يُفكر فيماذا يُمكنه أن يفعل اآلن!
والده ليس ُهنا وآليس كذلك!
ال يُمكنه إنتظارهم فما إن تكتشف والدته إختفائه حتى تتبعه الى ُهنا وتُعيده بالقوه..
ماذا يفعل ؟
في حين بقي الرجل عاقد الحاجبين ُمفكرا ً في الصورة هذه وبصور ٍة سابقه رأها من قبل..
همس :إنها ُمتطابقه ،أجل إنها ُمتطابقه تماما ً..
أخرج هاتفه عندما تأكد من هذا وكتب رسال ٍة صغيره..
ب ُمراهق وقد كان يسأل عن الفتاة الشقراء التي تحمل "رأيتُ ذات القالدة في صور ٍة برفقة شا ٍ
الصورة والتي قال بأن إسمها آليس ،ماذا أفعل سيدي ؟"
وبعدها أرسلها..
الى البروفيسور..
***
1:34 pm
End
لسالمتكم اتمنى تجهزوا حبوب الضغط للبارت القادم ألنه حيستفزكم كثير
وشُكرا ً
Part 58
"كل الوسائل التي كانت ستجعل اإلنسانية أخالقية قد كانت حتى اآلن ال أخالقية للغاية"
-فريدريك نيتشه-
جلس كين على كُرسي الجلد ال ُمريح وهو يتصفح بهدوء إحدى الملفات ويقرأ ُمحتوياتها..
كان هادئا ً للغايه و ُمطمئن لكونه يملك على األقل ساعتين قبل أن يبدأ أي أحد بالقدوم..
سيبحث بهدوء حتى ال يُفوت أي أمر ُمهم بسبب اإلستعجال..
لفتَ نظره الهاتف المحمول على المكتب ،ولكنه لم يشك بكونه قد نسيه..
لثوان
ٍ ُربما كان هاتفا ً آخر ! فال أحد اآلن في هذا الزمان قد يترك الهاتف من يده حتى ولو
فكيف بنسيانه في مقر العمل ؟
وحتى ولو كان ُهناك نسبةً ضئيله بكونه قد نسيه فالبد من أنه يملك محموالً آخر فكُل الدكاترة
هكذا حتى جان نفسه لطالما رأى بيده هاتفا ً من نوع األندرويد ُمختلف عن هاتف االيفون هذا
!
ت قليله..لذا البد من أنه تُرك ُهنا لحين موعد عمله القادم بعد ساعا ٍ
هو حقا ً يأخذ كُل شيء بهدوء تام ،فالحذر الشديد لن يُسبب سوى التشتيت وعدم القدرة على
البحث جيدا ً..
يقرأ الملف بتركيز شديد بعدما خلع درج المكتب ال ُمؤصد بالقفل تاركا ً كُل الملفات الباقية على
أرفف الدوالب الكبير ،فهو على ثقة بأن ما ُخبئ في األدراج هي ُمراده..
وكانت ثقته في محلها..
عيناه تُمشطان السطور تمشيطا ً وهي تتسع بدهشة من كمية المعلومات الجديدة التي بعضها
تؤكد شكوكه السابقه وبعضها جدي ٌد عليه بالكامل..
ُمركزا ً للغايه لدرجة عدم إحساسه ال بالوقت وال بأي صوت..
حتى يكاد يفقد القدرة على اإلحساس بمن حوله فلقد فُتح الباب ودخل الدكتور بهدوء وهو لم
يشعر به حتى!
تعلقت عينا الدكتور جان به بدهشة!
لقد عرف عن كون أحدهم إقتحم عيادته عندما رأى قفل الباب الخارجي فُتح دون ُمفتاح ولكن
أن يكون كين من بين الجميع ؟
هذا الشقي الصغير ! لطالما تحدثت جينيفر عنه وعن فضوله!
ألم يعرف بأن الفضول قد قتل قطة ؟
غمرة أغلق باب المكتب بهدوء وإتكأ على الجدار كاتفا ً يديه الى صدره ينظر إليه وهو في ُ
تركيزه التام..
إرادي الى األعلى وكأن عقله الباطني قد تنبه ّ دقيقتين مرت قبل أن يرفع كين عينيه بشك ٍل ال
بوجود من يقف منذ فترة يُراقبه..
إتسعت عيناه من الدهشة عندما وقعت على الرجل صاحب هذه العياده..
على الدكتور جان بنفسه!
هذا مالم يحسب حسابه...
البد من أنه الهاتف اللعين!!
لم يُعره إهتماما ً ألنه من داخله يعلم بأن اليوم هو اليوم ال ُمناسب ليبحث خلفه ،لم يكن يُريد أن
يوم آخر
يشعر بالخطر ويرحل فهو إن لم يفعلها اليوم وجينيفر ُمسافره فلن يستطيع فعلها في ٍ
فهذان لطالما كانا يجتمعان في العيادة عندما تكون ُمغلقه..
لقد كان اليوم المثالي!
لما اصبح إذا ً كُل شيء ضده وظهر في وجهه فجأه ؟!!
سحقا ً لهذا الهاتف!ُ
ُ
إبتسم الدكتور جان يقول :أهالً كين ،كان عليك إخباري بقدومك كي أضيّفك جيدا ً!
إبتسم كين يقول :أهالً دُكتور ،أعتذر لقدومي ُمبكرا ً ،قررتُ قتل الوقت بالقراءة حتى يحين
الموعد المسائي لفتح العيادة..
بقيت اإلبتسامة على شفتي الدكتور لفترة ثُم قال :هل تُحب الفن اإلنجليزي ؟
لم يُجبه كين فهو لم يعرف هدفه من السؤال حتى..
تقدم الدكتور يقول :أمثلتهم رائعه ،كمثل يُقولون فيه "الفضول قتل القطة" ! أال يُشبه هذا
موقفك ؟
وقف أمامه تماما ً قبل أن يُمسك بشعره بشك ٍل ُمفاجئ ليضرب برأسه المكتب ويُثبته عليه حيث
وجهه يُقابله تماما ً..
شد كين على أسنانه في حين إنحنى الدكتور ليقترب منه أكثر وهو يهمس :أنت تعرف الكثير
بالفعل فلما ال تتوقف عن فضولك هذا ؟ ألم تسمع بالمثل اإلنجليزي اآلخر الذي يقول "من
طمع بالفوز بكُل شيء خسر كُل شيء" ؟!
أمسك كين بيده التي ال زالت تشد شعره وتُثبته على سطح المكتب وإبتسم ُرغم ألمه يقول :لما
درستَ الطب إن كُنتَ تعشق األدب اإلنجليزي الى هذا الحد ؟
إبتسم الدكتور جان يقول :كم أعشق تدمير طويلوا اللسان أصحاب النظرات الجريئة أمثالك!
ضاقت عينا كين وهو يعي حجم ال ُمشكلة التي أدخل نفسه فيها..
ماذا يفعل ؟ التوسل بالتأكيد لن يُجدي نفعا ً ناهيك عن كونها ليست من مبادئه!
ال بأس ُ ،رغم أنه قرأ عن بشاعة ما يفعله هو وجينيفر إال أنه لن يتمادى..
الدكتور ليس أحمقا ً ليُعرض نفسه لمشاكل مع العائله..
أجل ،بالتأكيد سيتركه يرحل بعد بضع كلمات تهديد..
األمر بسيط..
أو....
هذا ما يُحاول إقناع نفسه به..
فنظرات الدكتور جان كانت تقول عكس ذلك تماما ً..
تحدث كين يقول بهدوء :ليس وكأني سأقبل أن أكون فأرا ً لك كما قبل ريكس بذلك..
بقيت اإلبتسامة على شفتي الدكتور لفتر ٍة قبل أن يقول :وهل تضن بأن ريكس قبل بهذا
طواعيه ؟
إبتسم كين يقول :ماذا ؟ دسستُم له سمومكم في طعامه!
إزدادت إبتسامة الدكتور جان يقول :أوه هل إكتشفتَ أمر عصير البُرتقال ؟ وأمر قطع
الشوكوال أيضا ً ؟
أتسعت عينا كين بصدمه!
قطع الشوكوال ؟!!! هل دسوا سمومهم فيها أيضا ً ؟!
إنفجر الدكتور ضحكا ً وترك كين وهو يتجه الى إحدى األرفف يقول :ماهذا ! لم تكتشف ؟! كان
ريكس أذكى منك فلقد إكتشف كُل شيء ُمبكرا ً ،لم تكن بقدر ذكائه لألسف..
كرتون صغير على ٍ ت طبية من إعتدل كين واقفا ً يشد على أسنانه وهو يرى الدكتور يأخذ قفازا ٍ
قدر كبير من الفطنه ، سطح أحد األرفف وهو يُكمل :لم يكن فضوليا ً بقدرك ولكنه كان على ٍ
كان يفهم كُل ما يُقال وكُل ما يحدث ،كان مصدر قلق كبير لجينيفر ،من الجيد أنها حرصت
على إبقائه تحت يديها منذ طفولته ! دمرته نفسيا ً وهاهي اآلن تُدمره جسديا ً..
إرتدى القفازات في يديه ومن ثُم أخرج هاتفه اآلخر يُرسل رسالةً الى أحدهم في حين أدخل
كين يده في جيب بنطاله بهدوء حيث هاتفه فلقد أصبح يعلم قدر الخطر الذي هو فيه..
عقد حاجبه فوصله صوت الدكتور جان يقول :هاتفك ؟ أخذتُه سابقا ً..
صدم كين من كالمه فأكمل الدكتور بعدما أرسل رسالته وأغلق هاتفه :ال مجال للهرب ،دعنا ُ
ُ ُ
نُدردش قليالً فأنا أحب أن أطلع ضحاياي على أفكاري وال ُمستقبل الذي أنشئه عبر التضحيةُ
بهم..
شد كين على أسنانه هامساًُ :مستقبل ؟! ُهراء!
ت ُمباح في سبيل البشرية يا كين.. إبتسم الدكتور ونظر الى وجهه الحاقد يقول :كُل مو ٍ
زاد قلق كين من الداخل فكلمات الدكتور خطيرة للغايه وال تُنبئ بخير بتاتا ً!
***
2:01 pm
-سينت دي-
الجو بارد والسماء صافيه خاليه من الغيوم ومن الشمس أيضا ً..
كان ينظر اليها وهو يتسائل أين قد تختفي الشمس إن لم يكن ُهناك أي غيوم ؟
تنهد ونظر الى خالته ووالدته حيث كانتا أمام شاش ٍة كبيرة فيها أسماء ومواعيد األفالم لهذا
اليوم..
حقا ً ؟ فيلم مع العائله ؟
خالته هذه عجيبه!
حيث ريكس الذي كان ُ ُ
حيث كان يقف على الباب سابقا ً لينظر الى يساره تقدم ودخل الى الداخل
يقف بهدوء ُمتكئ على إحدى أعمدة ديكور المكان وهاتفه النقال بين يديه ويبدو ُمركزا ً فيه
للغايه..
عيناه تكادان تخترقان الهاتف من شدة التركيز ،في ماذا هو مشغول ؟
تجاهله وتقدم من إليان التي تجلس على إحدى الكراسي وهاتفها بين يديها ،جلس بجانبها
يُعلق :خالتي تضُننا ال نزال ِصغارا ً ،باألمس ذهبت بنا الى البُرج لنُلقي نظرةً الى معالم المدينة
ومن ثُم الى محل القطارات الصغيره ألجل أن نلتقط صورا ً لعوالم ال ُمدن ال ُمصغرة واليوم الى
دير قديم تحكي لنا عن تُراثه واآلن تُريحنا ب ُمشاهدة فيلم بالسينما! ٌ
نظر إليها ُمكمالً :إنها حتى تتحدث عن رحل ٍة نقطع فيها الغابة مشيا ً من أجل أن نصل باألخير
حيث تتواجد ُهناك الكثير من المعالم التاريخيه ! وااه يا ُ الى منطق ٍة عالية نرى فيها الوادي
خالتي إنها تُعاملنا ُمعاملة السيُاح..
إليان ببرود :قُل لها هذا الكالم..
تنهد إدريان يقول :كُلما أردتُ إخبارها بهذا وجدتُ الحماسة الكبيرة في عينيها تجعلني أتراجع
..
صمت قليالً ثُم قال ُمتسائالً :هل هي تقوم بتمشيتنا أو تمشية نفسها ؟
ضحك بعدها قليالً قبل أن ينظر الى هاتف إليان ليرى فيماذا هي مشغولة عنه..
إتسعت عيناه بصدمه وسحب هاتفها يقول بإستنكار :بجدية إيلي !! تدرسين ؟!!
قطبت حاجبيها بإنزعاج تقول :هيّا إد ! أعد هاتفي ،إني فقط أفعلها في وقت اإلستراحات لذا
...
قاطعها ُمغلقا ً هاتفها يضعه في جيب معطفه يقول :إنسي..
دُهشت وقالت :إد ال تتصرف بلؤم!
إبتسم ووقف ُمبتعدا ً عنها الى خالته ووالدته ليُعطي رأيه في نوع الفيلم قبل أن يورطوهم بفيلم
من السبعينيات!..
سحقا ً..مطت إليان شفتيها بإنزعاج هامسهُ :
أشاحت بنظره بعيدا ً عنهم ليقع على ريكس الذي كان يُعاين هاتفه بإهتمام شديد..
تذكرت صباح اليوم عندما أتته ُمكالمةً من آلبرت ،لقد أظهر حينها تعابير الصدمة وبقي
وجهه بعدها مخطوفا ً بالكامل لفتر ٍة طويلة..
تتسائل ما سبب ذلك يا تُرى ؟
"تتسائل" ؟
أشاحت بنظرها عنه بضيق..
في السابق لم تكن بحاجة ألن تتسائل ،كانت فقط تتقدم منه وتسأله عما به..
ولكن ،األمر أصبح صعبا ً اآلن..
عقدت حاجبها عندما رأت إدريان يبتعد عن والدته وهو يتظاهر بالنظر الى هاتفه بينما يقترب
شيئا ً فشيئا ً من خلف ريكس وكأنه يُريد معرفة ما الذي يشغله بالهاتف طوال فترة خروجهم
من المنزل..
ي أحمق ! أتمنى أال يُالحظه ريكس حتى ال يكون األمر إبتسمت ُرغما ً عنها تهمس :فضول ّ
ُمحرجا ً..
قالت أتمنى فهي تعرف ريكس جيدا ً ،حرك ٍة غبية كهذه سيُالحظها من دون أدنى شك!
راقبت ريكس لتتعجب من كونه لم يُالحظ إدريان بل كان قاطب الحاجبين بإنزعاج شديد وهو
يضغط األزرار في هاتفه وكأنه يتشاجر مع أحدهم!
حقا ً هي تُريد أن تعرف ما الذي يشغل باله!
البد من أن ُمكالمة آلبرت هي السبب..
ماذا قال له ليُصبح ريكس بهذه الحدة والعصبيه ؟
في حين تظاهر إدريان بالوقوف في طابور لشراء الفُشار بينما يقترب قليالً من خلف ريكس
حتى أصبح هاتفه في مرمى نظره..
فهو أيضا ً قد الحظ تغير ريكس من بعد ُمكالمة آلبرت..
هو أيضا ً يشعر بفضول كبير لمعرفة السبب..
سرع ٍة قبل أن يُالحظه ريكس وبدأ باإلبتعاد قليالً حتى إتسعت عيناه بصدمة وأشاح بنظره ب ُ
جلس على كُرسي بالقُرب من إليان التي الحظت صدمته..
وقفت لتتقدم وتجلس بجواره تسأل :مابك ؟
نظر إليها قليالً قبل أن يهمس :لن تُخبري أحدا ً ؟
زاد قلقها تقول :كال..
رمى إدريان نظرةً سريع ٍة الى ريكس قبل أن يقولُ :هناك خطب يحدث معه من دون أدنى شك
،هو لم يعد ريكس القديم بتاتا ً..
إليان :ماذا تقصد ؟
أدار بجسده الى جهتها يقول :في آخر سنة بالضبط أشعر وكأنه إنقلب تماما ً ،بدأتُ اآلن أشك
بصدق كالم فرانس في آخر حفل ٍة حدثت..
حيث قالت :فرانس يكذب يا إيدي !! هو ُ عضت على شفتيها وبداخلها غضب ال تعرف سببه
...
ت ُمتسرعه ؟ قاطعها :وهل قُلتُ عكس ذلك ! ُمنذ متى وأن ِ
أشاحت بنظراتها قليالً قبل أن تنظر إليه وتقول :ماذا قصدتَ إذا ً ؟
إدريان :أصدقك القول ،سألتُ ريكس بنفسي في تلك الليلة عما إن كان ماقاله فرانس صحيح
فأنكر لي كالمه ،صدقته ..أو باألحرى تظاهرتُ بتصديقه بينما في قلبي بعض الشك ولكني
تجاهلته ،اآلن أنا موقن بأن فرانس حقا ً كان يكذب وريكس يستحيل أن يفعلها..
تعجبت وسألت :وما الذي غير موقفك فجأه ؟
أشار الى ريكس يقول وهو قاطب الحاجبين :من يغضب وتشتد أعصابه طوال اليوم من أجل
لُعب ٍة سخيفه يستحيل أن يملك عقلية ُمجرمين!!
عقدت حاجبها بينما إتكأ إدريان بيديه على ُركبتيه يقول :واااه إني مصدو ٌم فيه بالكامل ! أثار
قلقي منذ األمس ألكتشف بأنه كان يلعب ! كان يُحاول الفوز بمرحل ٍة سخيفه ! إنها لُعبة كور
ملونة تمأل القنينات ،حتى أنا عندما كُنتُ طفالً لم ألعب بهكذا ألعاب!
إبتسمت إليان ُرغما ً عنها ليُكمل إدريان بتساؤل :أتسائل ماذا دار بحواره مع آلبرت ؟ هل هو
اآلخر مثله ؟
نظر الى إليان يُكمل :هل ُهما يتنافسان اآلن على من يُنهي الفوز باللُعبة أوالً ؟
ضحكت إليان ُرغما ً عنها في حين ظهرت الدهشة على وجه إدريان يقول :أجل بالتأكيد !
آلبرت في مرحل ٍة ُمتقدمه وهذا أثار ُحنق ريكس ولهذا طوال اليوم غاضب يُحاول تجاوزه!
زاد ضحك إليان بطريق ٍة جذبت األنظار اليها وهي تقول :إيدي توقف أرجوك!
قطب إدريان حاجبه يهمس :ال تجذبي نظره بضحكك إيلي ،إن علم أننا نتحدث عنه ال يمكنني
تخيل ما قد يفعله بنا ! ُربما يصل به األمر لقذف كُرات اللعبة نحونا ،صدقيني ريكس يفعلها..
زاد ضحكها لدرجة أن ريكس فقد تركيزه باللعبة ورفع نظره إليها ُمتعجبا ً..
متى آخر مرة شاهد فيها إليان تضحك بهذه القوه ؟
مكان عام أيضا ً!
ٍ وفي
بقي ينظر إليها لفتر ٍة لتظهر بعدها شبح إبتسام ٍة على شفتيه قبل أن تتقدم جينيفر منهما تقول:
ماذا يحدث معكما ؟
ُ
حاولت إليان إيقاف ضحكها وهي تمسح دموعها قائله :أمي أبعدي إدريان عني ،إنه يُسبب
لي اإلحراج..
ت قاسيه ،تحطم قلبي..إدريان بدهشه :وأنا الذي حاولتُ زرع البهجة في يومك !! أن ِ
إبتسمت جينيفر لهما لتعقد حاجبها وتُخرج هاتفها عندما إهتز ُمعلنا ً وصول رسال ٍة نصيه..
قرأتها بوج ٍه خا ٍل من المشاعر قبل أن تهمس :كين هذا ...لديه ُجرئةٌ يجب أن يتم كسرها!
لم ترد على الرسالة بل إبتعدت قليالً وهي تتصل على زوجها آليكسندر..
من جه ٍة أُخرى..
رد آليكسندر على الهاتف وهو للتو جلس على طاولة الطعام برفقة آلبرت وفلور فقط..
إبتسمت وبادرته الحديث قائله :كيف حالك عزيزي ؟
آليكسندر :بخير ،ما أحوال األوالد ؟
نظرت جينيفر بإتجاه إدريان الذي يُضحك إليان بحديثه فردت بإبتسامه :بغاية السعاده..
هز رأسه بهدوء وتأكد بأنه كان على حق عندما قرر عدم إخبارهم بوضع فرانسوا السيء
للغايه..
آليكسندر :هذا جيد..
جينيفر :ماذا تفعل في هذا الوقت ؟ هل تناولت طعام الغداء ؟
آليكسندر :للتو عدت من الخارج..
الصغار ؟ فلور وكين ؟
جينيفر :أوه جيد ،ما أخبار ِ
آليكسندر وهو متعجب من بدأها باإلسترسال باالحاديث فهي لم تفعلها عن طريق الهاتف من
قبل..
أجابها :على ما يُرام ويبدو بأنهم أكثر إجتهادا ً ففلور لم تُفارق كُتبها منذ األمس وكين ذهب
الى أصدقائه فلقد كونوا مجموعة دراسيه لإلستعداد لإلمتحانات النهائيه..
إبتسمت لهذه اإلجابة وقالت :حسنا ً ،هذا جيد ،إهتم بنفسك جيدا ً عزيزي ،أحبك..
ومن ثُم أغلقت هاتفها قبل أن تدخل الى الرسائل وترد على رسالة جان..
في حين أغلق آليكسندر هاتفه وهو يُفكر بكالم ريكس سابقا ً بخصوص جينيفر..
لم يملك وقتا ً ليُحادثها قبل سفرها..
األمر يشغله جدا ً..
ريكس لم يتحدث بال ُهراء من قبل!
تنهد وعندما بدأ بتناول الطعام الحظ آلبرت شارد الذهن تماما ً منذ جلوسه على عكس فلور
التي كادت أن تنتهي من صحنها غير آبهة للباقة في إنتظار من هم أكبر منها للبدء..
سأله :آلبرت ماذا ُهناك ؟
إستيقظ آلبرت من شروده وسحب الشوكة يغرسها في صحنه ُمجيبا ً بهمس دون حتى أن ينظر
إليه :ال شيء..
ُهناك شيء ،هذا واضح..
لم يسأله آليكسندر عن ماهيته فلقد توقع كونه قلق ألجل أخاه..
سأله بعد فتره :هل علمت إستيال عما حدث ؟
هز آلبرت رأسه بهدوء يُجيبه :أخبرتُها هذا الصباح..
لم يُعلق آليكسندر على األمر بينما إبتسمت فلور وأخذت هاتفها لتحت الطاوله وبدأت تكتب
رسالة الى أُختها تقول فيها:
"عمي قلق ألجلك ،لقد سأل آلبرت عنك قبل قليل"
***
إبتسم جان وهو يقرأ رسالة جينيفر التي تُخبره فيها أن يفعل ما يشاء ولن تمنعه عن شيء..
واااه ،إنه يُحبها حقا ً..
أغلق هاتفه ونظر الى كين الذي كان يقف بالقرب من كُرسي المكتب وعيناه تُظهران قلقا ً ال
يُمكن تصوره مهما حاول إخفائه..
تقدم جان منه يقول :كين لقد قررت..
ظهر الحذر الشديد على ردة فعل جسده فإبتسم جان يقول :سأُعطيك هذا الشرف الذي يتمناه
ماليين الناس ،شرف التضحية من أجل البشريه..
شد كين على أسنانه يقول :شكرا ً ،ال أُريده..
توقف جان أمامه وإنحنى إليه فتراجع كين الى الخلف كردة فعل تلقائيه ليجد نفسه قد جلس
ُمجددا ً على الكُرسي..
أمسك جان بيدي الكُرسي وإنحنى أكثر يهمس له :ال تقلق ،أعدك بأني سأكتُب إسمك وسيُخلد
التاريخ تضحيتك ،وستتناقل قصتك عبر أجيال ،سيكون لك شأنا ً كبيرا ً يا كين..
الهواء من فم كين كان يخرج برجف ٍة كبيره وجسده يُحاول التماسك قدر ال ُمستطاع وبداخله ند ٌم
لم يشعر به قط طوال حياته..
ت حاول فيه أن يكون قوياً :ال أُريد ،شُكرا ً إلهتمامك.. بالكاد همس بصو ٍ
جان :ال يُمكن لألطفال إتخاذ القرار قبل بلوغهم سن الثامنة عشر ،الكبار هم من يعرفون
مصلحتكم في هذا العمر..
رفع إحدى يديه ووضعها على صدره ُمكمالً :أنظر إلي أنا ! إيدن هو إبني الوحيد ،ال أملك
طفالً غيره ومع هذا لم أكن أنانيا ً!
عاود وضع يده على يد الكُرسي وهو يُكمل :ضحيتُ به ألجل كُل المشلولين في العالم ،الشلل
مرض ُمخيف يا كين ُ ،مخيف أكثر مما تضن و ُمنتشر بصور ٍة فضيعه ! إنه ليس بالمرض
الذي يُمكن الوقاية منه عبر األدويه ! هو مرض يأتيك فجأه ،إما عن طريق حادث سير
مكان عا ٍل ،أو ُربما عن طريق إبر ٍة أُخذت بشك ٍل خاطئ ،إنه ُمخيف ٍ ُمفاجئ ،أو سقوط من
جدا ً ،فهو يأتي بدون ُمقدمات ....وال يُغادرك أبدا ً..
صمت قليالً ينظر الى عيني كين ال ُمرتعبتين واللتان يُحاول أن يجعلهما ثابتين فإبتسم وأكمل:
لهذا أنا ُهنا ،أستخدم عبقريتي ومهارتي من أجل إيجاد دواء لهذا المرض ،لهذا جينيفر ُهنا ،
تجاربناُ تمول لهذا المشروع ،لهذا أنا وهي ُهنا لكي نُضحي بإبننا ليكون حقل بمركزها ومالها ّ
،وكُل هذا من أجل البشرية يا كين ،من أجلهم صدقني..
سيطر كين بالكاد على تنفسه ال ُمرتجف وهو يهمس :وحوش..
جان :وما المانع أن نُصبح هكذا من أجل إنقاذ ماليين المشلولين بالعالم ؟ هل هذا خطأ ؟! ال
أُمانع أن ألقب بهذا ،ال ُمهم البشريه..
شد كين على أسنانه يقول :البشريه والبشريه !! ما تفعلونه هو إجرام ال تفعله حتى
الحيوانات!!.
جان :حقا ً ؟ ومن قال لك بأن البشر أفضل من الحيوانات ؟ كُلنا ...كُل بني جنس البشر أشد
قسوةً من الحيوانات يا كين..
إعتدل في وقفته ووضع يده على صدره يشد على معطفه يقول :فالبشر مجانين ،عروقهم
المجنونة تجري في دمائِنا كُلنا!
إتسعت عيناه بشك ٍل ُمرعب وهو يُكمل :أال يُمكنك أن ترى العالم ؟! الحروب في كُل مكان !
وال ُمنضمات اإلجراميه في كُل مكان ،الكُل يقتل ويسرق ويغتصب ويُفجر !!! ال ُكل يملك أهدافا ً
ت كاذبه كالعدالة أو الدين أو اإلنسانيه وكُلها اسباب سطحيه يُبررون فيها على تحت ُمسميا ٍ
أعمالهم القاسية التي تجري في عروقهم..
إنحنى ُمجددا ً ُمقتربا ً من وجه كين يهمس :السياسيين ،األغنياء ،هل هم ُمستثنون ؟ كال ،هم
مجرمون أيضا ً ،لم يصلوا الى مكانهم إال عن طريق دوسهم على الفقراء ،قتل هذا وإسكات
ُحنجرة اآلخر ،يتأنقون ببدل أنيقة وبإبتسام ٍة ُمنمقه يُخفون خلفها وحوشا ً أشد ضراوةً من
الحيوانات ال ُمفترسه ....والفُقراء ؟ ال أحد ُمستثنى ،يبدو ضعيفين ولكن ما إن تأتيهم
الفرصة حتى ترى وحوشا ً !! ما إن يشموا قضية رأي عام حتى ينتشروا في الشوارع إضرابا ً
يُكسرون ال ُممتلكات ويُفجرون المباني ويقتلون الشُرطه ،كُلنا متوحشون يا كين ،الوحشية
في كُل مكان ،تراها في وجهك ،تقرأها في الهاتف أو تُشاهدها على التلفاز ..ال يُمكنك أن
تكذب على نفسك بقول أن البشر كائنات رحيمه ،كال ليسوا كذلك ،الكُل ليس كذلك..
صمت قليالً ليقول بعدها :هدفنا أنا وجينيفر هو المرضى بالعالم ،لما نكون متوحشين ؟ هل
نحن مثل أولئك الذين يزرعون القنابل بغية قتل األبرياء ؟ هل نحنُ مثل تلك الذئات التي
تستهدف النساء بغية إشباع شهواتهم ؟ هل نحنُ كالسياسين ال ُمتأنقين الذين يُنشؤون بالخفاء
ت قذره لإلستمتاع فقط وتغذية رغباتهم ؟ متاجر بشريه و ُمنضما ٍ
ضاقت عيناه وأكمل بهدوء تام :الكُل يضحي بالغير ألجل نفسه ،نحنُ لسنا وحشوا ً بقدرهم ،
فنحنُ نُضحي الجل الغير..
إعتدل في وقفته وإبتعد عنه فبقيت عينا كين ال ُمرتعبتين من كالمه ُمعلقتان به لفتر ٍة ليست
بالقصيره..
ملف ُمحدد ليقطع هذا الصمتَ قائالً :حتى ريكس فهمنا ٍ وجان تقدم من أحد األرفف يبحث عن
،وسلم نفسه ألجل التجارب هذه ،ضحى بحياته ألجل البشريه..
همس كين ببضعة كلمات فإلتفت إليه جان يقول :ماذا قُلت ؟
ت أكثر وضوحاًُ :مختلون ،كالكما أنت وجينيفر مرضى شد كين على أسنانه يُكرر كالمه بصو ٍ
نفسيين!..
إبتسم جان يقول :ال ألومك فما زلت طفالً ال تعي حقيقة هذا العالم..
كين :بل أنت ال تعي كون أمثالك ليسوا سوى ُمختلين يُصنفون من أسوأ أنواع ال ُمجرمين في
العالم!!
أخرج جان الملف واإلبتسامة على شفتيه يبحث عن ورق ٍة فيه فأكمل كين :طف ٌل أخرجتموه الى
العالم من أجل أن يكون فأر تجارب لكما ! حتى ريكس طوقته جينيفر من كُل مكان وال أعلم
ق منه أنه ال يُريده ويُحاول الهرب كيف فعلتها ليُصبح ُجزءا ً من هذا ال ُهراء ،كُل ما أنا واث ٌ
منه دائما ً!!
لم يُعلق جان بل إستمر بالتقليب في الملف فشد كين على أسنانه وهمس :تبتغون الشُهرة
والمال وتقولون نهدف ألجل البشريه..
أخرج جان الورقة المطلوبة وتقدم من كين واضعا ً إياها أمامه على المكتب يقول :أنظر ،هذا
هو أحد األمراض التي ال عالج لها بالعالم مثل الشلل..
سكري ،من أكثر األمراض ال ُمنتشره نظر كين الى الورقة في حين أكمل جان يشرح :مرض ال ُ
بالعالم ،وال عالج له ،فقط بعض اإلبر التي تُحافظ على ُمستواه ،هذا بالضبط ما زرعته
جينيفر فيك..
إتسعت عيناه بصدمة ورفع رأسه عن الورقة ينظر الى جان الذي أكمل :أوليست لطيفة معك ؟
لم تختر لك مرضا ً ُمميتا ً كاإليدز مثالً ،إنه مرض بسيط يبقى معك طوال العُمر ،وأنا
سأستخدم جسدك لتجربة األدوية التي أصنعها ،لو ُمتَّ في أثناء ذلك فال تقلق ،لستُ حقيرا ً
ألحذف إسمك ،سأكتُبه بشرف كضحية ماتت من أجل إيجاد العالج ،ومن يدري ُ ،ربما أتمكن
من إيجا ِد عالجٍ لك وحينها ياال الشرف الذي ستحضى به في هذا العالم!!
إنحنى قليالً وهمس :ولكني سأكون واضحا ً معك من البداية ،لقد ماتت عشرات التجارب من
قبل ،كُن ُمستعدا ً ألسوء الضروف حسنا ً ؟
لم تختفي الصدمة بعد من عيني كين وهو ينظر الى هذا الدكـ ...بل الى هذا الوحش الذي يقف
أمامه!
هل حقا ً ُهناك أشخاص فضيعين الى هذا الحد ؟!!
زادت صدمته تدريجيا ً عندما تكررت كلمة في إذنه..
"زرعته!! "
هل هذا يعني...
سأل بدون وعي :زرعتَ المرض بي ....هل هذا يعني ....شلل إيدن...
ولم يستطع إكمال سؤاله بعد أن فُجع بإبتسامته البارده التي أجابته عن سؤاله..
عن أن حتى شلل إيدن لم يكن بفعل حادث..
بل كان مقصودا ً!
ومن والديه ايضا ً!!
تنامى حقد وكُره عظيم بداخله تجاههما!
لطالما كره جينيفر وعلم عن أبحاثها الغير قانونيه ولكن...
لم يتصور قط أن تكون بهذه الوحشيه!..
أن تش ّل طفلها من أجل ذلك!
وحش ...وحش عليه أال يبقى في هذا العالم..
كالهما وحوش..
مرض أصبتوه ؟ ٍ همس يسأل سؤاله األخير :وماذا عن ريكس ؟ بأي
تنهد جان بشيء من األسف يقول :موضوع ريكس يؤلمني قليالً..
سخريه" :يؤلمك قليالً ؟!! ياال رحمتك" .. كين بنفسه بشيء من ال ُ
أختار عادةً أمراض ال عالج لها ولكنها على األقل ليست خطيره ،فمثالً شلل ُ أكمل جان:
األطراف ليس خطيرا ً ويُمكن للشخص اإلستمرار بالعيش بسهولة تامه ،كالسكر أيضا ً ،ولكن
بمرض صعب ،صحته تدهور بفعل ذلك وأنا أسهر الليل ٍ عزيزتي جيني أصرت على أن يُصاب
دائما ً من أجل أن أجد عالجا ً له ،فموت أحد التجارب يؤلم قلبي..
تنهد وسحب الورقة يُعيدها في الملف وكين مصدوم من مالمح الحزن الحقيقيه التي ترتسم
على ُمحياه..
أي حقار ٍة هذه ؟!!
هو حرفيا ً يقتُله ويقول بأن قلبه يتألم ألجل ذلك ؟!!
إنه حزين على الضحية التي يقتُلها ؟
مجنون ...جميعهم مجانين!!
ُمعتلين نفسيا ً بحاج ٍة الى القتل وليس الى العالج!!!
ب ُزجاجي مليء باألدوية وبدأ بالعبث فيه حتى وضع جان الملف بالرف ومن ثُم إتجه الى دوال ٍ
أخرج علبةً بالستيكيه وسحب قارورة ماء قبل أن يتقدم من كين الذي ما إن إستشعر الخطر
حتى وقف ولكن جان لم يدع له فرصةً لفعل شيء..
أمسك فكه بقوة وأدخل قرصا حبوب بفمه فحاول كين إبعاده أو بصق الحبوب الى الخارج
حيث فتح علبة الماء وأجبره على شُربها.. ُ ولكن جان لم يترك له فرصةً
حاول كين ضربه أو أبعاده ولكنه سعُل كثيرا ً وإضطر إلبتالعها ُمرغما ً..
إبتسم جان وترك فكه فتهاوى كين على األرض يسعل بقوه وكأن لديه أمل أن تخرج الحبوب
اآلن..
تحدث جان يقول ببرود :أول مراحل العالج ،صرتَ أنت أيضا ً تحت رحمتي ،لن يُمكنك
اإلستمرار بالعيش إال بأدويتي وإال ستمرض وتتعب كثيرا ً وقد تموت ،إياك إخبار أح ٍد باألمر ،
جر ال ُمقربين منك الى هذا الجحيم.. فأنت بالتأكيد ال تُريد ّ
إتسعت عيناه بصدمه عندما رأى كين يُحاول إرغام نفسه على اإلستفراغ..
جلس بسرعه أمامه ُمبعدا ً يديه عن فمه وهو يقول له بحده :دعها تأخذ مفعولها ! أنتَ من
قُدتَ نفسك الى هذا األمر بتطفُلك لذا نل جزائك بصمت!
ت ُمتحجرش بفعل السعال نظر كين إليه بعينيه التي إمتلئتا بالدموع ليبصق بوجهه يقول بصو ٍ
الذي سعله قبل قليل :حقير مريض !!! سأُدمرك ،سأجعلك تندم!!
جان :وفر تهديداتك لنفسك ،فأنا من سأُدمر كُل من هم حولك لو حاولتَ فتح فمك بشيء ...
تُريد النجاة ؟ كُن ُمهذبا ً معي وأعدك حينها بأني سأكون لطيفا ً للغايه ،وربما إن أصبحتَ
ُمطيعا ً سأبدأ بالتخلص من مفعول أدويتي السامة بجسدك لتُكمل حياتك مع السكر وأبره
البسيطه..
ضاقت عيناه وأكمل بتهديد :وال تُحاول اإللتجاء الى الحكومة أو الشُرطه ،كين ...أنا من
صنع هذه األدوية ،ومفعولها يجعل الجسد ُمدمنا ً عليها ،ال ُمستشفيات ال تعرف تركيبها لذا ال
يُمكنها أن تُخلصك منها ،أنا وحدي من أستطيع ،تقبل األمر كين..
إبتسم بهدوء وأكمل :ال نجاة من وضعك وإال فكيف ال يزال ريكس ُمستمرا ً فيه دون أن يقل
كلمةً واحده ؟
إتسعت عينا كين بصدم ٍة كبيره من تهديده هذا..
التهديد الذي يُخبره بأن حياته بالفعل أصبحت بيد ُحقراء مثلهم..
وال يُمكنه التخلص من هذا الطوق الذي لفوه على رقبته..
جسده إرتجف ُرغما ً عنه والندم الكبير ينهش قلبه نهشا ً!!
لقد تدمر..
تدمر تماما ً وال يُمكنه أن يهرب من هذا المصير بتاتا ً..
***
3:11 pm
-قبل عام-
عيناها ُمثبتتان على الحجارة البيضاء وعلى ما نُحت فيها كداللة على ُهوية من هو تحتها..
على هوية الميت ُهنا!
الرجل القوي بحضوره وبمكانته والذي ُ
غدّر بِحقار ٍة تاركا ً خلفه أبنائه الثالثة..
الرمال!
ال زالت تشعر بحضوره ُرغم كونه تحت ِ
إنحنت بهدوء ووضعت الباقة على قبره قبل أن تعتدل واقفه وتهمس شفتيها ببعض العبارات
الخافته للغايه والتي لم تسمعها إذنها حتى..
ولكنها كالعاده ِ ...بكُل تأكيد هي عبارات إعتذار..
على ُجبنها ،وعلى كونها كانت قادره على منع موته....
ولكنها لم تفعل!
هي آسفةٌ على هذا أشد األسف..
ُرغم كونه عدوا ً ...ولكنه لم يكن بالعدو الذي يستحق الموت..
لقد إستحق اإلحترام بجداره..
وكان يستحق أن يُقاتَل بشرف...
ولكنه قُتل بغدر!
"-ماذا تفعلين ؟"
وصلها صوته ُ ...رغم أنها لم تُقابله من قبل ولكنه يُشبه صوت والده تماما ً..
إنه إبنه األكبر بدون شك..
إلتفتت الى الجهة الثانيه لتُغادر فهي ال تُريد منهما أن يتقابال..
لو كانت تعلم أنه سيتواجد ُهنا اليوم لما حظرت..
ولكن أوقفها صوتُه يقول :كارمن ؟
دُهشت من كونه عرفها!
كيف ؟ هو لم يرى وجهها حتى!
إلتفتت بهدوء ليقع نظرها على شاب طويل أسود الشعر بعينين زرقاوتين يرتدي معطفا ً بُني
اللون ويرمقها بهدوءٍ تام..
تقدم بإتجاهها حتى وقف بالقرب من باقة الورود التي وضعتها سابقا ً فقال :ورود صفراء ؟
ت آسفه ؟على ماذا أن ِ
نظرت إليه بهدوء تام ،حتى نبرة صوته وهو يسألها كانت خالية من المشاعر..
سخرية أو هو جاد بسؤاله.. ال تعلم هل يسألها بدافع ال ُ
أجابته بسؤا ٍل آخر :كيف عرفتني ؟
أب برفقة طفلته قاصدين بقيت عيناه ُمعلقتان بها لفتر ٍة قبل أن ينظر الى يساره عندما مر ٌ
ت بين يديه وكان زيارة قبر األم فتابعهما بنظره قبل أن يقول :أخبرني مرةً عن كونك كُن ِ
ت فيه.. بإمكانه الزج بك للسجن ولكن لم يفعلها إحتراما ً للمكان وللظرف الذي كُن ِ
عاود النظر الى عينيها ُمكمالً :إحتراما ً لكونك تزورين قبر والدتك وبرفقتك والدك ال ُمسن ،كُل
شيء كان مثاليا ً ! الدليل معك بالسياره وال أحد حولك من رجالك كي يُعيقوه ،ولكنه لم يفعلها
طل من أجلها ..تركك ألنه ليس إحترما ً لموت والدتك وإحتراما ً لدموع والدك التي رآها ته ُ
ممن يستغلون الفرص في الظروف القاسيه..
سحقا ً لشرفه الذي تسبب بقتله غدرا ً! شد بعدها على أسنانه وهمس بحقدُ :
أشاحت بنظرها بعيدا ً عنه دونما تعليق..
هي آسفةٌ بما فيه الكفايه ! ال تُريد مزيدا ً من الذنب!
ال تحتاج ألن يُخبرها أحدهم عن كونها نجت بفضل شخص ومع هذا رأتهم يخططون لموته
ولم تفعل ألجله أي شيء بال ُمقابل!!
عاود النظر الى الورود لفتره قبل أن يهمس دون أن ينظر إليها :خذي ورودك وال تأتي الى
ُهنا مرةً أُخرى ،ال أُريد أن يتنجس قبر والدي بحضور أمثالك..
نظرت الى الورود حيث ينظر وردت عليه بهدوء :كونه والدك ال يعني أنه بإمكانك أن تُحدد
من يستحق أن يزوره من اآلخرين..
نقلت نظرها الى وجهه الذي بدا غاضبا ً من كالمها وهو ال يزال يُطالع الورود وأكملت :يحق
لي زيارته متى ما أردت ،إن كان قد أسدى لي خيرا ً ولم أُرجعه له بال ُمقابل فهو وحده من
يحق له الغضب من هذا فال تُحاول أن تمتلك مشاعر والدك لك يا ثيو..
رفع عينيه الى اللوحة الحجريه وبقي ينظر إليها لفتره وهو يتأمل حروف إسم والده الذي
لطالما إفتخر به..
أغمض عينيه بعدها قليالً يتدارك الغضب الذي بداخله قبل أن يلتفت وينظر الى كارمن
ت نادمة على تركه يموت بتلك الطريقه ؟ أتُريدين تصحيح خطأك ؟ ليُفاجئها بسؤاله :هل أن ِ
ضاقت عيناها وبقيت صامته لفتره قبل أن تقول :تُحاول عقد إتفاق إذا ً ؟
أشار بنظره الى الورود يقول :أُخلصك من شعور الذنب ،برأيُك كم مرةً ُزرتُ والدي ورأيتُ
ورودا ً صفراء ؟ أستبقين طوال عُمرك تعتذرين ؟
ُ
تقدمت لخطوات قصيرة حتى أصبحت أمامه تماما ً وهمست له بهدوء :ال أحب الخونه ،وال
أُريد أن أكون منهم..
ثيو :ولما تُطلقين عليها خيانه ؟ إنها تصحيح خطأ ،سداد دين ،وسيلة إعتذار ،لها عدة
ُمسميات!
إبتسم ألول مرة وقال :ناهيك عن كون عيناك تفضحك يا كارمن..
ت قيامهم بقتله ،كرهتي ضاقت عيناها تُحاول فهم ما يعنيه فأوضح لها ذلك قائالً :كره ِ
شخص آخر يطلب منك ٌ الطريقة التي قتلوه فيها ،ال ....بل كرهتي نفسك ،وعملك ،وبداخلك
الهرب بعيدا ً عن حياة ال ُمجرمين هذه!
إتسعت عيناها بدهشه فأكمل بهدوء :أنا ُمحقق يا كارمن ،أستطيع معرفة دواخل األشخاص
من النظر ألعينهم فقط..
كارمن :كُف عن إدعائك معرفة كُل شيء ،فقلما يُصيب أمثالك..
ثيو :حسنا ً ،لنقل بأنه نادرا ً أُصيب بنظرتي لآلخرين ،أجيبيني هل تجاوزتُ الصعب وأصبتُ
هذه المره ؟
تعلقت عيناها الهادئتين تماما ً في عينيه الواثقتين قبل أن تقول :أخبرني ماهو هدفك ؟
ثيو :ماذا برأيك ؟
تنهدت عندما صمت ينتظر إجابتها فقالت :اإلنتقام ؟
جواب واضح..
ٌ ثيو :ولما تقوليها بتساؤل ؟ إنه
سخريه :ممن بالضبط ؟ كارمن بنبر ٍة فيها بعض ال ُ
لم يُجبها فقالت :كُن عقالنيا ً يا ثيو ،إنها ُمنظمةٌ عمرها أكثر من عشرون سنة تقريبا ً ،قويه ،
ً
متينه ،صعبه ! لن يُمكنك فعل أي شيء وحدك ..أنت ال تزال شابا ً ،إستسلم فصدقا ً أقولها أنا
وكون أسرةً دافئه.. ال أتمنى لك نهايةً تُشابه نهاية والدك ..عش حياتك وجد حبك ّ
إبتسم ثيو بهدوء يقول :يُمكنني فعل هذا بجانب إكمال عمل والدي الذي مات مغدورا ً في
منتصفه ،صدقيني أستطي ُع فعلها يا كارمن..
ت الهروب من تلك الحياة وإبعاد ندمك الذي إختفت إبتسامته ليقول بعدها بهدوء :فإن أرد ِ
يُثقلك فيُمكننا ُمساعدة بعضنا وستعرفين أين تجدينني ،وإال فإبقي ُهناك ُمحملةً بالذنب لحين
أن يأتي اليوم الذي أزج بك فيه بالسجن برفقة دارسي والبروفيسور والبقيه..
ومن ثُم تجاوزها وغادر تاركا ً إياها تُصارع مشاعرها التي تكاد تتمرد..
فهي على عكس البقيه في ال ُمنظمة ،تربت بوسط أُسرةً دافئه وعاشت طفولةً لطيفه..
بداخلها مشاعر مدفونةً حتى لو كبُرت وسلكت طريقا ً سيئا ً مليء بالقسوة واإلجرام..
فالقلب مهما تصنع القسوة والبرود فهو دائما ً يعود ألصل تنشئته..
**
إستيقظ ثيو من شروده على صوت أُخته تقول :ماذا يا ثيو ؟!!!
نظر الى وجهها الغاضب يقول :ماذا ؟
بعض من وقتك وها أنت اآلن معنا ولكن عقلك ٍ روانا بإنزعاج :بالكاد إستطعتُ الحصول على
مع عملك ! أال يُمكنك أن تتظاهر بكونك ُمستمتع على األقل!
إبتسم يقول :عُذرا ً ،صدقيني لم أكُن أُفكر بالعمل..
علق آندرو وهو يتصفح قائمة الطعام :أُراهن بأنه يُفكر بفتا ٍة ما..
سحقا ً له ولفتاته..إنزعجت روانا هامسهُ :
آسف روانا ،سأجد فُرصةً ُمناسبة لتُقابليها..ٌ ضحك ثيو وقال:
إنفجرت روانا حال بدئه بالحديث عنها وقالت :حقا ً ؟!! ياال سعادتي ! أخيرا ً ستستطيع أن
تجعل زوجتك الجميلة اللطيفه ال ُمجتهدة التي تدرس الدكتوراه في أرقى جامعات العالم تُعطينا
القليل من وقتها وتزورنا كي نرى تلك الطفلة الصغيرة التي لم نرها سوى مرةً واحده فقط
طوال اعوامها األربع..
تنهد آندرو يقول :روانا لم تترك أحدا ً لم تغر منه ،حتى زوجتك يا ثيو..
ضربته روانا بقوة على رأسه جعلت تصفيفة شعره التي تعب ألجلها تتبعثر فقال بإنزعاج :لما
تكرهين الحقيقه ؟!!
زاد غضبها منه فضحك ثيو وعلق حتى ال تتسلط على آندرو كعادتها يقول :حسنا ً آندرو ال
يقصد ،هو يُحب إستفزازك فقط..
آندرو بجديه وهو ينظر الى ثيو :كال أنا أقصدها ،روانا تغار من زوجتك جدا ً ،لم أسمعها
لمرةً تمتدحها في شيء..
نظر الى روانا يُكمل :وتُصرين على أن تجدي لي فتاةً ها ؟ فهمتُ اآلن لما ،لتختارين لي فتاةً
اقل جماالً ونجاحا ً منك كي تشعري بالرضى عن نفسك ،وااااه الفتيات ُمخيفات..
أشاح ثيو بوجهه وإسترخى في مقعده ليتظاهر من اآلن بأنه ال يعرفهما..
ب تام ومن تحت الطاولة رفعت رجلها وغرست كعبها في قدمه عضت روانا على شفتيها بغض ٍ
التي من الجيد أنه حماها بحذاءٍ من الجلد..
صدم منها وقال :حتى وأنا أرتدي حذائا ً قاسيا ً ال تزالين تُريدين تدمير قدمي! ُ
إبتسم وتقدم بجسده منها يهمس :حسنا ً ،سأصدمك ،سأتزوج من فتاة شقراء جميلة ناجحه
و ....أطول منك..
سحقا ً آندرو ،لقد إخترت اإلستفزاز الغير ُمناسب البته ،سيحترق المطعم همس ثيو بداخلهُ " :
بسببك"
إبتسمت روانا ولفت بكامل جسدها جهة آندرو تقول :حقا ً ؟ لما ؟ ماذا تقصد ؟ هل أنا قصيره ؟
توتر آندرو من إبتسامتها وقرر تعديل الوضع قبل أن تقوم الحرب قائالً :أقصد بأني سأختار
فتاةً طويلة كالمودل ،لديهم جمال إستثنائي وقوي..
ثم نظر الى ثيو ُمغيرا ً الموضوع :وأيضا ً روانا ُمحقه ! متى سيمكننا رؤية إبنة أخانا الوحيده
؟! لم أرها ُمنذ عامين عندما كانت بالكاد تمشي ،أُريد رؤيتها ُمجددا ً..
إبتسم ثيو بهدوء يقول :ال عليك ،ستفعل ،وأعتذر إلبعادها هكذا ،والدتها تُكمل دراستها
بدول ٍة أُخرى وبصراحه ال أُريد منها أن تعود في مثل هذه األوضاع..
أجل..
ليس اآلن..
هو في خضم حرب مع تلك المنظمه ،بالكاد يحمي إخوته فكيف بعائلته الصغيره ؟
يُريد إبعادهم عن أي خطر ما داموا لم يعرفوا بعد عن كونه متزوجا ً..
تمتمت روانا ُمعلقه بهمس :إرسال بعض الصور لن يضر..
إبتسم وقال :ألم أُرسل لك ؟ هاتفي يكاد يمتلئ من صورها ال ُمضحكة واللطيفه..
شهقت روانا بصدمه تقول :أيُها الحقير ! وال تُرسل لي صورةً واحده ! برأيك متى آخر مرةً
رأيتُ فيها طفالً بعائلتنا ؟
أشارت الى آندرو تقول :هذا األحمق هو آخر طفل شاهدته ،وياال العجب كُنتُ طفلةً أيضا ً
حينها ،قلبي حقا ً يتألم وأنت ال تشعر..
إبتسم ثيو يقول :آسف روانا ،صدقيني أنسى ذلك فعملي يأخذ كُل تفكيري ..سأُرسلك لك
مقطعا ً وليس صورةً فحسب..
عدلت روانا كلمته قائله :مـقـاطـع..
ثيو :حسنا ً حسنا ً الكثير من المقاطع..
فتحت قائمة الطعام وبدأت تتشاور معهم باألطباق فنقل ثيو نظره منها الى آندرو الذي يتعمد
إختيار األطباق التي تُعاني حساسيةً منها قاصدا ً إغاضتها..
إنه يبدو على ما يُرام..
حسنا ً ،هذا هو ال ُمهم لديه اآلن..
قرر أال يسأله عن شيء ما دام لم يتحدث هو بنفسه..
***
4:23 pm
إزدادت إتصاالت والدته عليه وإزدادت الرسائل ال ُمرسلة التي لم يرد عليها حتى..
يجلس في الحديقة ال ُمقابلة لكال المنزلين وقد أصبح متبلدا ً من شدة التوتر الذي أصابه من
ساعة خروجه من المنزل ُخلسه..
مرت ساعات وهو يُراقب المنزلين من بعيد وال أثر ألحد..
ال لوالده أمام منزلهم أو حتى منزل جينيفر..
وال لتلك الفتاة آليس التي قد تكون على ِعلم ببضعة معلومات..
تنهد ونظر الى هاتفه عندما دقت ال ُمكالمة الثالثة والسبعين وهمس :أردتُ إنهاء كُل شيء
والعودة ُمبكرا ً قبل أن تُالحظ ،حسنا ً ما دامت الحظت فلم يعد ُهناك مجال للتراجع ،سأُنهي ما
ِجئتُ ألجله وبعدها سأعتذر إليها..
أمال شفتيه وأكمل :ستغضب ،ستغضب كثيرا ً ولكن ال بأس ،إعتدتُ على ذلك ،سأخرج حتى
يهدأ غضبها ومن ثُم أعود..
سكان الحي وهم يتمشون ُهنا و ُهناك.. لف بنظره في أرجاء الحديقة يُراقب العدد القليل من ُ
هو حقا ً ُمتبلد بالكامل ،كُل شعور التوتر والقلق والخوف إختفى تدريجيا ً مع الوقت..
هو فقط يجلس بهدوء ينتظر أي أحد ،والده أو آليس أو أي أحد قد يوصله إليهما..
يعرف تقريبا ً عن شق ٍة يسكنها والده عندما تبعه مرةً قبل عامين..
ولكنه غير واثق ما إن كان ال يزال في تلك الشقة أو غيرها ؟
مكان ُمتأكد من أن والده ال يزال يعمل فيه.. ٍ لهذا هو يجلس في
لو طال األمر ولم يظهر قد يُفكر في زيارة تلك الشقه..
رفع نظره ُمجددا ً الى منزله الذي أصبح عُرضةً للبيع وتأمله لفترة قبل أن ينقل نظره الى فيال
جينيفر..
عقد حاجبه عندما الحظ حارس الفيال يتلفت حوله قبل أن يتسلل ُمتجها ً الى الحديقه حيث يقف
أحدهم على طرفها..
همس مارك :ماذا يفعل ؟
رآهما يتجادالن لفتر ٍة ليست بالقصيره فشعر ببعض الفضول ولكن لم يُحاول إشباعه وتجاهل
األمر فهو ال يعنيه بتاتا ً..
ي جمع فيه أغانيه ال ُمفضله.. ألبوم موسيق ّ
ٍ وضع السماعات في أُذنيه يستمع الى
إسترخى بجلسته ُمنغمس بكلمات األغنية التي يُحبها كثيرا ً لدرجة أنه شاهد الحارس يلف
برأسه باألرجاء قبل أن تتالقى أعيُنهما ويقترب منه..
إستوعب عندما أصبح قريبا ً فأخرج هاتفه وأطفأ األُغنية ونظر الى الحارس وهو يهمس :هل
ت عن والدي ؟ لديه معلوما ٍ
وقف الحارس أمامه وإبتسم له يقول :مرحبا ً أال ِزلتَ ُهنا ؟
ب خاص لهذا قررتُ إنتظاره.. مارك :حسنا ً أُريد ُمقابلة ُمدير أعمال جينيفر لسب ٍ
الحارس :غريب ولما تُريده هو تحديدا ً ؟
تردد مارك في أن يُخبره الحقيقه ولكن قلبه الغاضب من والده جعله يفكر باإلنتقام عن طريق
إخبار الجميع عن كونه يملك عائله ويملك إبنا ً!..
أجابه :والدي..
ظهرت الدهشة على الحارس وإلتفت الى الخلف حيث الرجل اآلخر يُراقب من بعيد بعدها عاود
النظر الى مارك يقول :والدك ؟ حقا ً ؟ أولست يتيم األبوين!
عقد مارك حاجبه وهو يتسائل في نفسه عما قاله والده عنه!!
هل قال للجميع عن إبنه بأنه يتيم ؟!!
هذه قسوه!
أجاب وبداخله إنزعاج وضيق كبير :كال ،فقط والدتي ُمتوفيه ،أبي على قيد الحياة..
الحارس :وهو ُمدير أعمال جينيفر ؟ السيد ريكارد ؟
مارك :أجل..
الحارس :واثق من هذا ؟!
أصر مارك على رأيه يقول :أجل واثق ،وإن كان قد أخبركم بعكس هذا فهو كاذب!
الحارس :لديك ما يُثبت كالمك ؟
دُهش مارك يقول :ولما ؟!
شعر بأنها كالحرب بينه وبين والده..
بين الحقيقة وبين كذبة والده..
لم يُفكر بإصرار الحارس على تأكيد عالقتهما ،كُل تفكيره ُمنصب بصدمته من حقيقة كون
والده قد أنكر عالقته بإبنه..
أخرج هاتفه النقال ودخل الى مجموعات الدردشة المدرسيه يُقلب بالوسائط حتى وصل الى
طالب ال ُمشاركين بمشروع الكيمياء.. صور ٍة صورها أحدهم ألسماء ال ُ
أراه الصورة فنظر الحارس الى الصورة وهو يهمس بداخله" :عُمره ،والقالدة تدل على أنه
الطفل الذي يبحث عنه البروفيسور ! ولكنه ليس يتيم األب كما قال لي ! هل هو الطفل
المنشود أو ال ؟"
إبتسم ونظر الى مارك يقول :أجل ،إعذرني..
كذب وهو يُكمل :قيل لي بأن ريكارد ال يملك أطفاالً لذا شككتُ بك ،آسف..
أخرج هاتفه وقال :هل لك أن تُعطيني رقمك ؟ سأُريحك من عناء اإلنتظار وأُعطيك خبرا ً ما إن
يأتي ريكارد الى المنزل..
إبتسم مارك وقال :هذا جيد..
وبدأ يُمليه رقمه ومن ثُم غادر الى حيث يقف رفيقه منذ فتره..
تنهد ليُبادر رفيقه بالسؤال :ماذا ؟
الحارس :ال أضنه هو ...إنه يملك عائله ..لديه وال ٌد على قيد الحياة..
قطب رفيقه حاجبيه يقول :ولكنه يملك صورةً لتلك القالده ،وهو بعمر السادسة عشر ! نفس
مواصفات الطفل الذي طلب منا البروفيسور التفتيش عنه في كُل مكان!!..
فتح الحارس هاتفه يقول :أعلم ،وبال ُمقابل يملك وال ٌد على قيد الحياة ،لم يُخبرنا البروفيسور
منسوب لوالدته أو من دون نسب ،على أية حال ٌ بهوية والد الطفل ولكنه قال بأنه بالتأكيد إما
سأُعطي البروفيسور هذه المعلومة وهو سينظر في أمرها..
بال ُمقابل..
غرفة البروفيسور.. في ُ
يجلس على مقعد جل ٍد كبير ينظر الى الفراغ يُفكر برسالة الحارس بخصوص الطفل..
مواصفاته كانت غريبه ،ال يُشبهه وال يُشبه آليس في لون الشعر واألعين!
ربما ليس هو إبنه..
طوال السنوات الماضيه وجد الكثير من األطفال ال ُمحتملين..
يُشبهونه أو يشبهون آليس ومن دون هويه ولكن وال واح ٍد منهم طابق تحليل الـ DNAتحليله
..
ولكن ...هذه المرة الوحيدة التي يجد فيها طفل على معرف ٍة بتلك القالدة..
مكان بالعالم سوى معها هي.. ٍ القالدة التي ال توجد في أي
مع آليس والتي وزعتها بطريقتها الخاصه..
البد من أنها أعطت إبنها واحدة..
ما دامت قد أعطت غريبا ً كفرانس فالبد من أنها قد أعطت حتى إبنها..
جائته رسالة على هاتفه ففتحها وقرأ ُمحتواها ليعقد بعدها حاجبه يقول :ريكارد ؟ من يكون
هذا!
شعور سيء يقول بأنه لم يجد ضالته هذه المرة ايضا ً..ٌ أتاه
أتته رسالةً ثانيه فيها صورةً قد ألتقطها الحارس ِخلسةً لمارك وهو ينظر الى هاتفه يبحث في
وسائط الدردشات..
عقد البروفيسور حاجبه لثواني ينظر الى الصورة قبل أن تتسع عيناه بصدمه..
لون الشعر ُمختلف تماما ً عنه وعن والدته..
ولكن مالمحه ! مالمح آليس بكُل تأكيد..
نظرته الى األسفل حيث شاشة هاتفه كأنها نظرة آليس الشاردة في كأسها عندما يُقدم لها
شرابا ً..
التعابير نفسها!
يستحيل أن يُخطئ فهو يحفظ وجه وتعابير آليس أكثر من أي شيء في العالم!!
يطلب فيها
ُ ويكتب رسالةً بكال يديه وبأصابع سريع ٍة ُ إعتدل في جلسته يُحني ظهره الى األمام
من هذا الحارس أال يفقده!
يطلب فيها أن يضعه تحت ال ُمراقبة ويُرسل أي عين ٍة منه الى الدكتور.. ُ
ت من أطفا ٍل آخرين طوال السنين الماضيه الى ذاك الدكتور الذي لطالما أرسل إليه عينا ٍ
ليُطابقها مع عينة شعره التي معه والتي في كُل مرةً تكون النتيجة سلبيه..
هو واثق..
واثق بأنها ستكون إيجابيةً هذه المره!
أرسل الرسالة ليقف بعدها ُمتجها ً الى خزانته يُبدل مالبسه ..هل من بعد تلك الصورة التي
كان فيها يُشبه آليس تماما ً قد يستحمل أن يبقى ُهنا ُمنتظرا ً النتائج التأكيديه ؟
كال!
إنه إبنه..
ت كثيرة في البحث عنه في كُل مكان.. إبنه الوحيد الذي أمضى سنوا ٍ
لن يبقى في باريس بينما هو ُهناك في ستراسبورغ..
سيقطع المسافات ألجل أن يُقابله..
لطالما كرر بأنه سيقطع الدول وسيجول روسيا العمالقة كُلها لو تطور األمر وعرف بأنه ُهناك
..
لكنه ُهنا..
على بُعد كيلومترات قليله..
اليوم الذي طال إنتظاره..
قد أتى!
***
5:10 pm
صداعا ً رهيبا ً ال يُمكنها تحمله.. صرخت عندما شعرت بخيط كهرباء برأسها يُشعل ُ
جثت على األرض تصرخ من األلم وهي تُمسك رأسها ومشهد صديقتها ال ُمبتسم يتكرر..
ت ُمثلجه جديد.. تبتسم لها ،تُعطيها إقتراحا ً لمقهى مشروبا ٍ
تذهبان ،تشربان..
والدها يحتضنها ويعتذر على كُل شيء..
عن كونه السبب في إنفصاله عن والدتها..
لكونه السبب في تفرقة أُختان عن بعضهما..
ثيو تشتد عروقه من الغضب وهو يصرخ بوجهها كي تتوقف عن عنادها هذا!
يذكرها بكونها ال تزال طفلة ال تعي حجم تصرفاتها هذه!
وجه آليس تنحنى إليها وتربت على شعرها..
تمتدحها وتُعرفها على إبنها ال ِبكر الذي كان يُرافقها آنذاك..
موضوع وهو يُحدثها..
ٍ دارسي ونظرته البارده ،لوكا قاطب الحاجبين منزعج من
صور ،شفاة تنطق بسر يجب كتمانه ،قالدة ،غرفة بالمشفى ،طلقات رصاص ،موت ُ ،جثةً
بوسط بركة دماء...
الكثير من الذكريات المتنوعه هاجمت رأسها جعلت صراخها يزداد أكثر وأكثر..
حنجرتها تكاد تتجرح من شدة صراخها فهذا الكم الهائل من الذكريات أكبر من قدرتها على
التحمل..
عقلها الذي فاجئها بإسترجاع ذكرياتها كُلها فجأه جعل دماغها يخرج عن السيطرة ويُرسل
نبضات ألم ُمتكرره ال تُطاق..
ال يُمكنها تحملها..
صفر بالمئه..
ٍ قدرة تحملها هبطت الى
و....
تهاوت على األرض مغشيا ً عليها!
END
Part 59
أمطار أو ثلوج..
ٍ كان الطقس شديد البروده والسماء صافية ال تُنذر بهطول أي
غربت الشمس ولم يتبقى سوى هذا اليوم قبل عودتهم غدا ً برفقة والدتهم الى ستراسبورغ..
حيث إستأجرت كوخا ً في الغابة ليقضوا الليل ُ أرادت كايري أن تُنفذ آخر ُخططها لهذه الزيارة
فيه..
نوم ومطبخ أمريكي على صال ٍة واسعه تُدفئها نيران المدفئه غرف ٍ كان متوسط الحجم بثالث ُ
التي تتوسطها..
سبا ً ألي حيوان قد يجتاز أسوار منطقة ومن الخارج مساح ٍة شاسعه تحدُها أسوار خشبيه تح ُ
الغابة هذه ال ُمخصصه للسياحه..
ترتدي مالبس ثقيلة ومع هذا وضعت على كتفيها بطانيةً وبدأت تمشي لوحدها في هذه
المساحة الفارغة سارحة البال في كُل األمور التي تشغل تفكيرها الفترة الماضيه..
حيث بدأت بتلك اإلشاعة وما حدث لها بالكُلية ونظرات ُزمالئها ومن ثُم الدكتور الذي يُدبر لها ُ
مكائد ليُضعف موقفها تماما ً وباألخير الفتاة وما أرسلته لها ،تُفكر حتى بحديث آندرو الذي
يخصه ويخص عالقاتها وطريقة تدبرها لألمور ،تُفكر بالماضي والحاضر..
الكثير من األمور التي جعلت الدقائق تمر دون شعور..
جائها صوت خالتها تقول :إيلي..
حيث تقدمت كايري ومشت بعدها بجوارها تقول :ماذا ُ توقفت إليان عن المشي ونظرت خلفها
تفعلين بالخارج طوال هذه ال ُمده ؟
صمتت إليان قليالً قبل أن تُجيبها :أُفكر ،فقط أفكر..
ُ
كايري :باإلختبارات ؟
إليان :تقريبا ً..
تنهدت كايري تقول :يبدو بأني فشلتُ في إزاحة توترك بشأنها..
كاف ،أنا فقط أُفكر بأمور بسيطه ،لستُ ت ماهو ٍ إبتسمت إليان تقول :هيّا ال تُحبطي ،لقد فعل ِ
ُمتوتره بشأنها..
شجار ال أعرف عنه ؟
ٌ إبتسمت كايري ولم تُعلق وبعد فتر ِة صمت سألتها بهدوء :هل ُهناك
عقدت إليان حاجبها لتقول كايري :بينكم وبين ريكس..
نظرت إليان الى األمام وهي كانت واثقه بأن خالتها ستُالحظ األمر دون شك..
ولكن لم تتوقع أن تسأل عن هذا..
أجابتها إليان بهدوء :كال ال يوجد ،ريكس مشغول البال في اآلونة األخيره لذا دائما ً ما يبقى
وحيدا ً..
كايري بهدوء :لستُ حمقاء يا إليان..
إتجهت الى الكُوخ ُمكمله بإبتسامه :ال تبقي طويالً بالخارج فالبرد شديد..
ب كبير إزاء كذبتها هذه.. شعرت إليان بذن ٍ
ولكن ماذا كان بوسعها القول ؟
أجل ؟
وإن سألتها عن السبب ؟
هي ال تُريد إخبار أحد عنه ،يكفي بأنه في لحضة ضُعف أخبرت إدريان وبسبب هذا تشاجرا!
ال تُريد أن تكون سببا ً في شجار أح ٍد معه..
كونه ُمجرما ً أو قاتالً هو شيء ُمرعب ويُخيفها حتى هذه اللحضه ولكن هذا ال يعني بأن تُخبر
الجميع بشأنه..
راضيةً بأن تحتمل هذه الحقيقة في قلبها ولكن لن يُرضيها أن يخافه الناس ويبتعدون عنه..
عقدت حاجبها للحضه عندما تذكرت رين وهمست :لحضه ،حوارنا في غرفة التلفاز ؟ أضنني
تماديتُ وأخبرتُها صحيح ؟
تنهدت وهي ال تتذكر بالضبط..
وإن يكن!
ليس وكأنها ستظهر في حياتهم ُمجددا ً..
تنهدت ُمجددا ً هامسه :ماذا بشأن الخالة كايري ؟ هل أعتذر لها ؟ وإن سألتني حينها عن سبب
الشجار ماذا أقول ؟
فكرت قليالً لتُقرر بأال تُخبرها..
وبدالً من أن تعتذر ستُثبت لها بأنه ال يوجد شجار أصالً..
تُحب خالتها وتعلم كم أن خالتها تُحبهم ،إن علمت بوجود شجار فستحزن لفتر ٍة طويله..
ب هش ورقيق.. إنها لطيفه وذات قل ٍ
ال تُريد لها ال ُحزن بتاتا ً..
إلتفتت وعادت بهدوء الى الكوخ..
دخلت لتجد ريكس يجلس على أريك ٍة ُمريحة بلون الكاكي يُطالع الهاتف وأمامه كوب قهو ٍة
ساخن وبال ُمقابل خالتها التي جلست بالقُرب من قطتها لتُطعمها..
فقط هذان اإلثنان..
جلست على أريك ٍة أُخرى ماظرةً الى ريكس وهي تتسائل ما إن كان ال يزال يلعب تلك اللُعبة أو
أن أمرا ً آخر يشغله..
تتسائل فحسب وراضيةً بهذا التساؤل فهي حتما ً لن تتصرف بطريق ٍة ُمخجله كما فعل إدريان
هذا الصباح ليُرضي فضوله..
غرف ٍة بابها يقع خلف ريكس.. ما إن فكرت بهذا التفكير حتى خرج إدريان من ُ
تقدم وهو يرمي نظره ُخلسةً الى هاتف ريكس ليُكشر بعدها دليل رؤيته للعبة ذاتها..
نظرت إليان إليه وهو يجلس بعدها وهمست :واااه ال زال يتصرف كاألطفال..
ت عزيزتي ؟ "أُحس ُد لكوني أملك أخا ً نظر إدريان إليها عندما أحس بهمسها يقول :ماذا قُل ِ
سمعتُك تقولينها! بهذه الوسامه" ؟ أضُنني ِ
حيث كان يلبس قميصا ً أبيضا ً بدون ستر ٍة وال معطف وكأن الجو بالخارج مزح ٍة ُ إبتسم بعدها
ليس إال..
تجاهلت إليان إبتسامته وثقته ال ُمفرطة هذه ونظرت الى خالتها التي تقدمت وجلست بالقُرب
من إدريان تقول :إيدي لما ال تُدفئ نفسك ؟
إبتسم ومد يده يحتضنها قائالًُ :حضن خالتي يكفيني عن ألف معطف..
ضحكت له بينما جذب إنتباهه كون إليان تُغطي نفسها بباطني ٍة صغيره..
المدفئه ؟
سألها :تشعُرين بالبرد ؟ هل أزيد نِيران ِ
هزت رأسها نفيا ً فنظر إليها قليالً ثُم نظر الى الكوب الساخن لفتره..
إبتسم ووقف آخذا ً إياه من أمام ريكس وجلس بجوارها يُقدمه لها قائالً :إذا ً دفئي نفسك من
الداخل ،هيّا عزيزتي..
عالم آخر صدقيني ال يعرف ما ٍ دُهشت وعندما فتحت فمها لتتحدث قاطعها إدريان :هو في
يحدث حوله وسنُعيد له الكوب فارغا ً وعندما يكتشف ذلك سيضن نفسه قد شربه دون شعور
..
علق ريكس بهدوء :لستُ أحمقا ً..
فُجع إدريان لدرجة أن الكوب إهتز وعندما حاول السيطرة عليه سقط من يده أرضا ً وتناثرت
القهوة على األرضية الخشبيه..
تنهدت إليان هامسه :أحمق..
بينما إنزعج إدريان ورفع رأسه الى ريكس يقول :لقد فاجأتني !!! لما اآلن من بين طيلة
اليومين تكون ُمنتبها ً هكذا ؟ هذه نذاله!
لم يُعلق ريكس وعاد الى هاتفه بينما إدريان إنحنى بمنشف ٍة بيضاء يمسح األرضية بعدما
أحضرتها خالته وكادت ان تمسحها هي عنه..
جلست عندما رفض ونظرت إليه لفتره قبل أن تنظر الى ريكس ،إنتبهت إليان لنظراتها
فوقفت وإتجهت الى آلة القهوه تقول :إسبريسو ؟
رفع إدريان رأسه إليها يقول :كال أُريد كورتادو إن وجد ِ
ت..
نظرت إليه تقول :لم أسألك..
ثوان من الصمت :أجل.. ٍ رفع ريكس عينيه إليها بعد إجابتها ليجدها تنظر إليه ،تحدث بعد
ب من تصرفها.. وقف إدريان ووضع المنشفة على طاولة المطبخ ينظر الى إليان بتعج ٍ
ُهناك خطب دون أدنى شك!
تنهد وتقدم منها ينحني ُمتكئا ً على الدوالب الخشبي بقرب آلة الكبسوالت :لما عزيزتي غاضبه
مني ؟ لما ترفضين أن تُقدمي لي قهوةً وأنا الذي خاطرتُ بنفسي وسرقتُ قهوةً ألجلك ؟! هذا
يُحطم قلبي..
أجابته وهي تُحاول فتح العُلبة التي بالخلف لتُعبئه بالماء :ولما تلتجئ للسرقة من أجلي ؟
وأيضا ً في األيام الباردة أُفضل القهوة البارده كي أوازن درجة حرارة جسدي الداخليه مع
الخارجيه..
أبعد يدها وساعدها بفك العُلبة وبدأ يملؤه بالماء وهو يقول بملل :ال ُهراء بكون البارد يُدفئ
أكثر من الساخن ! أرجوك ال تُعيديه على مسامعي..
صنع القهوة وهي تقول بال ُمبااله :كما ت ُريد ُرغم أنه ال ضير من ركبه لها من جديد فبدأت ب ُ
التجربه..
ُ
ضغطت الزر وبدأ الكوب يستقبل القهوة ال ُمره وبقي الوضع صامتا ً لفتره قبل أن يسألها
بهدوء :هل من خطب يحدث معك ؟
رفعت عينيها إليه تقول :ماذا تقصد ؟
أشار بنظره الى القهوة فحملت الكوب حالما إنتهى وهي تقول :لم أفهم ما تقصد..
ومن ثُم غادرت من أمامه ووضعت الكوب أمام ريكس وهي تتمنى أنه بهذا التصرف البسيط
يرحل كُل الشك من قلب خالتها..
في حين تقدم إدريان وجلس في مكانه يُراقب إليان وهو لم يتجرأ على سؤالها بشك ٍل ُمباشر..
ف ُمنذ ذلك اليوم الذي أخبرته بخصوص ريكس طلبت منه أن ينسى األمر بتاتا ً!
هو ليس أعمى ! يراها وهي دائما ً ما تقوم بتجنبه ولكن لم يتدخل إحتراما ً لرغبتها..
واآلن إجابتها على سؤاله بعدم الفهم دليل على أنها ال تزال ترفض التحدث في األمر بتاتا ً..
ولكنه يُريد التدخل!!!
يُريد على األقل فهم سبب تصرفاتها!
باألمس تُقدم الشاي الساخن واآلن القهوه!
هل بدأت تُسامحه أو ماذا ؟
إنتبهت إليان لنظراته ال ُمتفحصه فتنهدت وتجاهلته وهي تسأل خالتها :أين أُمي ؟
أجابتها :خرجت لتُجري ُمكالمةً ُمهمه..
هزت راسها وبعدها سحبت جهاز التحكم وبدأت تُقلب في القنوات التلفزيونية..
ما إن شاهد إدريان عروض أفالم بالتلفاز حتى إلتفت على خالته يقول :خالتي تفحصي وجهي
،أال زال ُهناك أثار تد ُل على شجاري مع أحدهم ؟
إبتسمت ووضعت يدها على خده تقول :بل أنت بالغ الوسامه..
إدريان :أعلم وهذا ال شك فيه ،ولكن ركزي على األثار ،هل تُالحظين شيئا ً ؟
بدا صوته ُمحبطا ً جعل الخالة تتردد فهي ال تُريد أن تقول له أجل وتزيد من إحباطه..
مظهر كُنت..
ٍ إبتسمت ومسحت على خده تقول :أنتَ وسيم بأي
تنهد إدريان وهمس :شُكرا ً لك على لُطفك خالتي ،وصلتني إجابتك الموجعه..
ت مسموع وهو يرجع بجسده الى الوراء ُمسترخيا ً وينظر الى السقف بعدها تنهد ُمجددا ً بصو ٍ
ُمعلقاً :دوري بالفيلم أصبح بخطر ،ماذا أفعل ؟
لم يصله أي تعليق سوى يد خالته التي ربتت على رجله وكأنها تطلب منه التماسك..
إبتسم ُرغما ً عنه ولم يُعلق..
بقي الجو هادئا ً لفتر ٍة قبل أن يُعيد إدريان رأسه الى الوضع الطبيعي وهو قد أصبح ُمنزعجا ً
بما فيه الكفاية منه!!
من ريكس!
نظر إليه يقول بإنزعاج :ما خطبك بحق هللا ؟!!
نظر الجميع إليه في حين شعرت إليان بالضيق فهاهو إدريان سيتشاجر معه ويُفسد ُمحاولتها
في أن توهم خالتها بأن كُل شيء على ما يُرام..
لم يُعلق ريكس بل إكتفى ينظر إليه وكأنه يسأله ما خطبه فجأه يسأل مثل هذا السؤال بهذا
الشكل ؟
أشار إدريان الى الكوب يقول :تتعنى إيلي ألجلك ُرغم أنها تجلس ككرة صوف من شدة البرد
ومع هذا تعنّت لك وصنعت كوب قهو ٍة ألجلك وها أنت تتركها تبرد دون أن ترتشف رشفةً
واحده!
دخلت جينيفر في هذا الوقت على حديث إدريان وتقدمت بهدوء تنظر إليهم في حين علق
ريكس نظراته في إدريان قليالً قبل أن ينحني ويُنهي الكوب في رشف ٍة واحده..
وعاد بعدها على إسترخائه ذاته يُطقطق بهاتفه..
ضحك إدريان ضحكة قصيره ليهمس بعدها :سيُسبب لي الجنون!!
نظر الى ريكس ُمستنكرا ً وهو يُكمل :من يشرب االسبريسو برشف ٍة واحده هكذا ناهيك عن
كونها أصبحت بارده ؟!! هل تُحاول التسبب لنفسك بالغثيان ؟
ريكس :لما أنتَ ُمنزعج ؟
إدريان بإستنكار :أنا ؟!!!
اكمل بعدها :لستُ ُمنزعجا ً ولكني أكره من ال يُقدر تعب اآلخرون!
ريكس :قدرتُ هذا وشربتُ القهوة حتى وهي بارده ،من ال ُمفترض أن يتوقف إنزعاجك..
إدريان :كال لن يتوقف فأنت شربتها لتُسكتني وليس ألنك تُقدر هذا!
ريكس :سهوتُ عنها ليس إال ،ولو أردتُ إسكاتك لتحدثتُ وأسكتُك فلما تتصرف وكأني قد
أخاف منك ؟
إشتط إدريان من الغضب وقبل أن يتحدث قاطعه ريكس يقول :كُف عن إفتعال ال ُمشكالت بسبب
أمور تافهه قديمه أنت ال ُمخطئ فيها..
ٌ
وبعدها وقف وغادر الكوخ دون حتى أن يأخذ معه أي معطف..
أشاح إدريان بنظره منزعجا ً فلقد اصاب ريكس بكالمه..
هو فقط منزعج منه منذ زمن لذا أي تصرف منه قد يُصيبه بالجنون..
وقع نظره على إليان التي كانت ترمقه بنظر ِة ِعتاب..
أشاح بنظره عنها لتقول خالته له :لما فعلتَ هذا يا إيدي ؟ إنه أخاك األكبر وكان من الواضح
بأنه كان شاردا ً في هاتفه ولهذا نسي القهوه..
علقت جينيفر تقول :ال عليك األطفال ال يكبروا إال عن طريق الشجار..
نظرت كايري إليها تقول :ولكنهم لم يعودوا أطفاالً يا جيني!
ت ؟ ال زالواغرفته ُمغلقا ً الباب على نفسه فتنهدت جينيفر وقالت :رأي ِ وقف إدريان ودخل الى ُ
أطفاالً ،إن عاتبتِهم إنزعجوا وغادروا كما فعال للتو..
نظرت كايري الى الباب تقول :إيدي حساس هذه األيام ،يغضب ألتفه األسباب لما ؟
جينيفر :ضغوط عمله ،ال تقلقي ألجله..
تنهدت إليان ومن ثُم وقفت وذهبت الى غرفته..
حيث الغُرفة ُمظلمه وصغيرة بعض الشيء بسريرين منفصلين وهو كان ُ دخلت الى الداخل
ُمستلقي على أحدها يُغطي وجهه بساعده..
تقدمت منه وجلست على طرف السرير تقول بهدوء :ال تفعلها ألجلي..
أبعد ساعده عن وجهه بهدوء ونظر إليها يقول :ماذا تقصدين ؟
إليان :ال تُضايق ريكس بسبب ما أخبرتُك بشأنه ،طلبتُ منك أن تنسى فلما ال تفعل ؟
عاود وضع ساعده على وجهه وهمس :إنه ليس ألجلك ،دعيني لقد داهمني النوم وأُريد أخذ
غفو ٍة قصيره..
شجار دائم ؟
ٍ إليان :إذا ً ما السبب ؟ لما أنت وريكس في
إدريانُ :مشكلة قديمة..
إليان :ال تكذب علي..
إدريان :أُقسم لك ،إنها ُمشكله قديمه..
بقيت تنظر إليه لفتره قبل أن تسأله بهدوء :هل يُمكنني السؤال عن ماهيتها ؟
لم يُجبها بأي إجابه ال بالقبول وال بالرفض..
سألته :هل ...ألن والدي لطالما كان يُفضله عليك ؟
أجابها بعد فترة صمت :كال ..دعيني أنام يا إليان..
إليان :أخبرني..
إدريان بهمس :دعيني أنام..
إليان :ال تكن أنانيا ً ،أخبرتُك بكُل شيء ي ُخصني فلما ال تفعل أنتَ ذلك بال ُمقابل ؟
إدريان :كاذبه..
عقدت حاجبها من إتهامه ال ُمفاجئ وقالت :ماذا ؟!
ت في ُمشكل ٍة بسبب حادثة الغش في كليتك ، أبعد ساعده عن وجهه ونظر الى عينيها يقول :أن ِ
لما لم تُخبريني ؟ أال تثقين بقُدرتي في حل مشاكلك ؟
أشاحت بعينيها بعيدا ً تقول :إنها ُمشكلتي ،أردتُ حلها بنفسي..
عاودت النظر إليه وأكملت :أصبحتُ في العشرين ،لستُ تلك الطفلة التي ال تعرف كيف
تتصرف ،ولستُ تلك ال ُمراهقه التي تحتاج الى من يُرشدها ،دعني أعتني بأموري ،إنها
رغبتي وليس ألني ال أثق بك..
ت؟إبتسم لها ثُم قال :حسنا ً إن كانت رغبتك ،إذا ً ..ماذا فعل ِ
صمتت إليان لفتره قبل أن تقول :أحضرتُ ُمحاميا ً ليُدافع عني ضد هذا اإلتهام وأتهمتُ كُل
المدرسة ب ُمحاولة توريطي..
طالب صفك أو بمن تعرفين أنهم يُكنون لك ُمشاعر سيئه.. إدريان :كان عليك أن تكتفي ب ُ
إليان :ال أُريد ،على جميع األلسن أن تخرس ،على الجميع في ال ُمستقبل أن يُفكر ألف مرة
قبل أن يُحاول أن يضرني بشيء ! لم أستثني أحد ،جميع الطلبة والطالبات وحتى العاملين
وال ُمدرسين و....
قاطعه بصدمه :ماذا ؟!!
ت جاده ؟!! حتى ُمدرسيك يا إيلي ؟! تنهدت وهي تعرف ما سيقوله في حين قال هو :هل أن ِ
أتُريدين أن تصنعي البغض في صدورهم تجاهك ؟ لن يُمكنك النجاح بتفوق هكذا!
إليان بهمس :ال يهمني ،سأبذل ُجهدي و...
قاطعها إدريان :ال تُحاولي أن تُناقضي نفسك ،واثق بأنك تعرفين بأن العالقة الطيبة مع
ت ُمتفوقه ولكن ماذا لو كرهك ال ُمدرسين هي ما تجعل حياتك الدراسيه طبيعيه وسهله ! أجل أن ِ
ت في ال ُمشاركه أو إيجاد أتفه أُستاذ ؟ أتعتقدين بأنه ال يُمكنه أن يضرك بشيء ؟ إنقاص درجا ٍ
األخطاء في إجابتك وتضخيم العالمة المخصومه ! أال تعين ماذا يعني أن توجهي تُهمةً الى
أُستاذ ؟ يعني بأنك تضعين في ملفه الوظيفي عبارة " ُمشتبه به" ،حتى لو ظهرت برائته فلقد
أفسدتي ملفه يا إليان ،وهذا أمر يستدعي الكُره والحقد !! هذا ليس بصالحك..
نظرت إليه إليان لفتره قبل أن تهمس :نصحتني جيسيكا بخصوص األمر ،حتى آندرو فعل
ولكن...
ت تستطيعين ،أعلم بأن أكثر ما يهمك ليس إيجاد الفاعل بدت ُمتردده فقال :أنهي األمر ما دُم ِ
سمعتك ..ولكن هذا تصرف ُمبال ٌغ فيه.. بل إخراس األلسن وإستعادة ُ
بقيت صامته لفتره قبل أن تقول :حسنا ً ماذا لو قُلتُ لك بأني عرفتُ الفاعل ولكن ال دليل على
ذلك سوى إعررافه لي ؟ ماذا لو قُلتُ أنه أحد األساتذه ؟ دكتور كبير بالكُلية فكيف سأُثبتُ
التُهمة عليه إن لم يقم ال ُمحامي بعمله و....
قاطعها :إتهميه ،هذا سهل ! وجهي أصبع اإلتهام له ُمباشرةً وقولي مافي ُجعبتك ،لن
تتضرري إن لم يستطع ال ُمحامي إيجاد دليل..
إليان :ولكن األمر قد ينقلب علي في األخير ! هذا الدكتور قد أخذتُ عالمةً ناقصةً في أحد
إختباراته وقد إفتعلتُ ضجة ألجلها وكُل من في صفي شهد على ذلك ،إن إتهمتُه ُمباشرةً
فسيضنون بأنها طريقةً خبيثة مني لكي أنتقم منه ! وعدم وجود دليل سيُثبت لهم توقعاتهم..
إدريان :إليان ال تُفكري بسلبيه ! إتهميه ُمباشرةً وال ُمحامي حينها سيتفرغ له بالكامل ،ال
ت بالتأكيد لم تستعيني ب ُمحامي ضعيف توجد جريمة كامله ،سيجد ال ُمحامي دليالً صدقيني وأن ِ
صحيح ؟
هزت رأسها باإليجاب فقال :حسنا ً ،هذه خطوتك القادمه ،تسحبين إتهامك تماما ً وتوجهيه الى
هذا الدكتور فحسب وال تخافي من شيء ،ال من مكانته وال من شعبيته حتى ،ألن كُل من
سيُهاجمك حينها سيعتذر لك الحقا ً عندما تظهر الحقيقه ..فهمتي إيلي ؟
بقيت صامته لفتره قبل أن تقول :حسنا ً ،سأُفكر جيدا ً..
إبتسم لها وقال :جيد ،واآلن هل يُمكنني النوم ؟
نظرت إليه قليالً قبل أن تقول :هل يُمكنني إستشارتك بشيء ؟
إدريان :وهل تستأذنين ؟
إبتسمت قليالً ثُم قالت :لدي صديقه ،وقعت في ُمشكله وطلبت ُمساعدتي ،ولكنها ال تُريد أن
يتم التشهير بها ،وأيضا ً إختفت تماما ً ،ال أعلم كيف أُساعدها دون أن يُكتب إسمها فال يوجد
أي أحد يقبل بشكوى مجهول ! وال وجود لها لكي أتحدث معها بخصوص األمر وأُقنعها ،
ي يُرهقني تماما ً..وموضوع أنها إلتجئت إل ّ
تعجبت عندما إبتسم فقالت :أنا ُمرهقه من هذه ال ُمشكلة بالفعل فال تبتسم!
ضحك ضحكةً قصيره يقول :آسف آسف..
بعدها مد أصبعه وضرب به رأسها يقولُ :هنا شيء أنتُن فقط يالنساء تمتلكنه ،شيء يُسمى
بالمكر يا إيلي ،إستخدميه فليست كُل األمور تُحل بالقانون..
بعدها أغمض عينيه وهو يبتسم بهدوء..
بقيت تنظر إليه بهدوء لفترة طويله..
إغترت كثيرا ً بنفسها قائله بأنها ذكيه وكبيره وهي من تتخذ قراراتها بنفسها ويُمكنها حل
مشاكلها دون ُمساعده..
اآلن إستوعبت أن ال أحد يكبر بُسرعه وأن اإلنسان بحاج ٍة الى ال ُمساعده طوال حياته حتى
مماته..
وهو كعادته يُقدم لها ال ُمساعده..
يبدو وكأنه شخص ُمستهتر ال يعرف كيف يحل مشاكله ولكن ...لم تستشيره يوما ً في أمر إال
وقد وجد لها حلوالً رائعه لم تُفكر بها من قبل..
إبتسمت بهدوء قبل أن تنحني وتطبع قُبلةً على جبينه وهمست :شُكرا ً..
وغادرت الغُرفة بعدها..
***
10:24 pm
تجلس فلور بتوتر تام تبلع ريقها بدل المرة ألف مره وهي تنظر الى عمها الذي يجلس أمامها
على أريك ٍة ُمنفصله..
منذ جلوسها على األريكة قبل دقائق والجو هادئ فلقد كان ُمنشغالً قبل حضورها بتصفح
الجهاز اللوحي و ُمنعقد الحاجبين..
أنهو طعام عشائهم قبل نصف ساعه تقريبا ً لتتفاجئ بكونه يطلب منها أن تجلس معه..
التوتر بداخلها يزداد وعينيها تُراقب وجهه وهي واثقه من كون األمر ُمتعلق بصفحتها
الشخصية على ذلك الموقع..
سحقا ً ،يبدو بأنه حان وقت توبيخه لها.. ُ
ياليتها طلبت من أخاها آلبرت أن يتواجد معها..
غرفته تُريحها جدا ً.. ال بأس ،مسألة وجوده في المنزل حتى وإن كان في ُ
قطعت حبل أفكارها عندما رأته ِيغلق الجهاز ويضعه جانبا ً..
ت ذلك أخذ كوب الشاي األسود الساخن ونظر الى عينيها الخائفتين لفتره قبل أن يسأل :لما فعل ِ
؟
كما توقعت ،واااه هي خائفه للغايه..
أجابته بتوتر بالغ :ماذا ؟ فعلتُ ماذا ال أفهم ؟
خافت عندما قطب حاجبيه بإنزعاج وأجابته فوراً :طيش ،كان طيشا ً وأعتذر لهذا وقد قُمتُ
بإغالق صفحتي وحذفها ،لن تتكرر ُمجددا ً صدقني..
ث
نوع من الطيش هذا الذي يجعلك تستعرضين بجسدك أمام اآلخرين بب ٍ ٍ آليكسندر :ولما ؟ أي
ت تبحثين عن اإلهتمام وإثارة اإلعجاب ؟ موقع سيء كهذا ؟ هل كُن ِ
ٍ على
هزت رأسها نفيا ً وبالكاد حافظت على نبرة صوتها وهي تقول :كال ،كان فـ فضوالً ،وبدا
ُممتعا ً ،كان تصرفا ً خاطئا ً مني أنا أعتذر لهذا..
سمعتها ؟ الساقطات ُهن من يستعرض آليكسندر بهدوء فيه بعض الحده :ألم تُفكري بعائلتك و ُ
بأجسادهن في موقع كهذا يا فلور!
تجمعت الدموع في عينيها وهي بحق نادمه أشد الندم..
أجابته :آسفه ،آسفه جدا ً..
آليكسندر :وهل أسفك سيمحي ما حدث ؟
هزت رأسها نفيا ً وشفتاها ترتجفان فبقي ينظر إليها لفتره فلقد بدا ندمها صادقا ً للغايه..
صمت لفتر ٍة قبل أن يقول :أصدقيني القول ،هل تُريدين أن تُصبحي ُمغنية بال ُمستقبل ؟
إتسعت عيناها بصدمه ورفعت رأسها تنظر إليه بعدم تصديق في حين أكمل وهو يرى
صدمتها :ولهذا دائما ً ما تُحاولين إستفزاز إدريان وشتم قدرته وشهرته وعمله ؟
تحجرت الكلمات في حلقها ولم تسطع الرد في حين أكمل :ولهذا غرفتك مليئة بالمجالت الفنيه
بشتى أنواعها..
ت بأني قد أرفض هذا ؟ سمحته صمت للحضه ثُم أكمل :لما لم تقولي هذا من قبل ؟ هل ضنن ِ
إلدريان فلما أرفضه عنك ؟
أشاحت نظرها بتوتر بالغ وهي تهمس :صوتي ليس رائعا ً كصوته ...قد يسخر مني ُ ....ربما
ترفضون األمر وخاصةً أن الشهرة في هذا المجال تتبعها الكثير من الشائعات ،بدوتَ ُمنزعجا ً
من الشائعات بخصوص إدريان لذا شعرتُ بأنك ال تُريد تكرار األمر..
رفع آليكسندر يده وأشار للخادمه أن تقترب عندما شاهدها مارةً بقربهم..
ما إن وقفت أمامه حتى قال لها :رتبي عشاءا ً لكين و ُخذيه الى ُ
غرفته..
تعجبت وسألت :آخذ العشاء إليه ؟؟!
هز رأسه فتعجبت وغادرت فبالعادة عندما يرفض أحدهم تناول الطعام مع العائلة دون سبب
يمنع آليكسندر أن يتناوله لوحده فيما بعد فكيف بأخذ الطعام الى غرفته!
في حين عاود آليكسندر النظر الى فلور وقال ردا ً على كالمها" :شعرتُ " ؟ ال يحق لك إطالق
األحكام دون ُمحاوله..
صمت بعدها قليالً قبل أن يقول :إجتهدي وأدخلي كليةً فنيه وطوري مهاراتك في الموسيقى
وحينها ستتحسن عندك النوتات وسيُصبح صوتك جيدا ً..
نظرت إليه بدهشه وبالكاد منعت نفسها من اإلبتسام في حين أكمل :ولكن عليك أوالً أن
تُنضفي ما أفسدته ! إمسحي جميع مقاطعك وجميع الروابط التي تؤدي الى صفحتك في
ت جادةً في رغبتك تعلُم الغناء! المواقع األُخرى ،جميع الفيديوهات ال ُمخزنه والصور ،إن كُن ِ
قالت بسرعه وبسعاده :جاده ! أنا جادةٌ بالفعل وسأفعل كُل شيء ولن يبقى ُهناك أي أثر على
وجودي..
تذكرت بعدها ما نُشر وشعرت ببعض اإلحباء والضيق فقال بهدوء :سأهتم بذلك ،عديني فقط
أال تتكرر..
فلور بعدم تصديق :أعدك أعدك يا عمي ،أعدك بعدم تكرارها أبدا ً الى األبد وآلخر ٍ
يوم في
حياتي!..
وبعدها إبتسمت بسعاد ٍة بالغه وعقلها يُصور لها الكثير من األحالم التي ترغب بتحقيقها في
هذا المجال..
لطالما شعرت بالغيرة من إدريان فلقد إمتلك ُكل شيء!
الوجه والصوت والشهره ! إنها األمور التي تحلم بها وتتمناها منذ طفولتها..
هي سعيدةٌ اآلن..
سعيدةٌ بشكل لم تتخيله ُمطلقا ً!
***
10:44 pm
***
11:23 pm
End
Part 60
من جه ٍة أُخرى..
يجلس في إحدى الحدائق العامه يُراقب عرضا ً للمواهب فيها..
أنغام موسيقيه وهو يستعرض بعض الحركات البهلوانيه ومن ٍ فهاهو هذا الشاب يرقص على
حوله أصدقائه وال ُمتفرجون يُصفقون ويُصفرون له..
ومجموعةٌ أُخرى ترفع هواتفها وتصور لترفعها إما على حسابها بشبكات التواصل أو على
قناته على اليوتيوب..
نظر إليهم بشيء من الملل وعيناها تكادان تُغمضان في أي لحض ٍة من شدة شعوره بالنُعاس..
نظر الى ساعة هاتفه التي تُشير الى الثانية عشر إال ُربعا ً..
لم يتبقى الكثير على ُمنتصف الليل..
قطع عليه رنين والدته ُمجددا ً ،يشعر بالذنب من إتصالها ال ُمتكرر..
البد من أنها قلقه..
لطالما خرج من البيت سابقا ً ولم تكن حينها تتصل بكُل هذا اإللحاح!
تردد كثيرا ً وشعر برغب ٍة في الرد عليها ولكنه يخشى أن يُصدم من كونها تبكي عليه ،ألنه لو
سمع صوت بكائها لتراجع وترك كُل ما يبحث عنه خلفه وعاد إليها..
أغمض عينيه وأخذ نفسا ً عميقا ً قبل أن يسمعها تقول :تأخرتُ عليك ؟
حيث كانت تقف أمامه.. ُ فتح عينيه ورفع رأسه إليها
تقدمت وجلست على المقعد الخشبي بجواره تنظر الى اإلستعراض وهي تُعلق :عرض مواهب
في حديق ٍة عامه ،سيُعاقبون لو رأتهم الشُرطه..
رد عليها :وكأنه سيبقون ! ما إن يرون رجالً منهم حتى يفرون تماما ً..
ضحكت وقالت :أجل ،إنه ُممتع ُ ،مخالفة القانون والهروب هكذا..
عقد حاجبه بإستنكار ونظر إليها يقول :لما تقولينها هكذا وكأنك تعشقين كسر القوانين ؟
ضحكت من تعليقه ونظرت إليه تقول :هيّا أقنعني بأنك ال تُحب كسر القوانين ؟! خاصةً
ال ُمراهقون ومن هم بفترة العشرينيات من عمرهم ،يُسببون صداع الرأس لمن حولهم..
إبتسم بهدوء ولم يُعلق..
ت ذاكرتك فبماذا أُناديك ؟ ت إستعد ِ بعد فترة صمت نظر إليها يسأل :حسنا ً ...إن كُن ِ
إجابته بإبتسامه :رين ،رين فينسنت..
هز رأسه يقول :إذا ً لم يعد إلسم آليس وجود ؟ خساره فلقد أحببتُ اإلسم..
إتكأ بيديه الى الخلف ينظر الى السماء وهو يُكمل :لطالما كان هذا اإلسم غريبا ً وكُل من يحمله
كذلك ،يظهرون فجأه يقولون إسمهم ومن ثُم يختفون..
ت الظهور.. ت عاود ِ ضحك ونظر إليها يُكمل :ولكنك أن ِ
مكان آخر ؟ ضننتُك تبحثين ٍ ت مني أن نذهب الى إبتسمت بهدوء دون تعليق فسألها :لما طلب ِ
ً
مكان أكثر خصوصيه ولكنك إخترتي حديقة أيضا ً ! كان بإمكاننا التحدث في الحديقة ٍ عن
السابقه..
لم تُعلق على كالمه فنظر إليها قليالً قبل أن يُشيح بنظره الى العرض الذي أمامه ُمعلقاً :وااه
ت تُزعجينني ،ليتني تجاهلتُك أول مرة قبل شهر ولم أُعرك إهتماما ً.. بدأ ِ
ت
ت تتوقين للتعرف إلي ،وكُد ِ رفعت حاجبها فإبتسم ونظر إليها نظرةً جانبيه يقول :لقد كُن ِ
تموتين من فرط السعادة عندما أوليتك إهتمامي..
ضاقت عيناها ُمكمله :تتشاركان بكونكما ُمزعجين للغايه..
رفع حاجبه يقول :ومن هذا الذي تُشبهينه بي ؟
نظرت الى اإلستعراض الذي أمامها قائله :وكأنك سأُخبرك ُ ،رغم أن األمر ُمهم للغايه ولكني
تراجعت..
شعر بشيء من الفضول وهو يقول :هيّا كُفي عن تشويقي هكذا ،أخبريني عن ماذا تتحدثين ؟
صمتت قليالً قبل أن تقول :ربما إن قُلتَ "أعتذر يا اُختي الكُبرى" قد أتنازل وأرضى..
رفع حاجبه يقول :أُختي الكُبرى ؟ ياال ثقتك العاليه بنفسك!..
نظر الى األمام يقول بال ُمبااله :حسنا ً ،أبقي هذا األمر لنفسك ،أُراهن أنك بنفسك تتوقين
ت..
إلخباري لذا سأتجاهل األمر لتغتاضي أن ِ
مطت شفتيها هامسه :لما ال أُقابل سوى ال ُمزعجين في حياتي ؟
بعدها نظرت إليه عندما رن هاتفه النقال فوضعه على وضعية الصمت وقلب الشاشه وعاود
النظر الى اإلستعراض دون تعليق..
سألته :والدتك ؟
لم يُجبها ُمباشرةً ولكنه في األخير هز رأسه باإليجاب..
بقيت تنظر إليه لفتر ٍة ليست بالقصيره قبل أن تسأله :أُتحبها ؟
إبتسم يقول :ماذا ؟ قلقةٌ ألجلي ؟ ال تقلقي لم نعد نتشاجر كثيرا ً كالسابق..
رين :حسنا ً هذا جيد ولكن أجبني ،أتُحبها ؟
تعجب من إصرارها ليُجيبها بعد فترة صمتُ :ربما كانت إمراةً عصبية وحادة المزاج في كثير
من األوقات ولكنها في األخير أُمي وهي من ربتني ُمنذ طفولتي ،األُم يحق لها فعل أي شيء
ونحنُ علينا أن نُراعي مزاجها..
سخريه وهو يُكمل :وخاصةً إن كانت تمتلك زوجا ً جبانا ً كوالدي يتركها لسنوا ٍ
ت إبتسم ب ُ
ويجعلها تتحمل مسؤولية طف ٍل لوحدها..
نظر إليها يقول :دعينا من موضوع أُمي اآلن ....أنا...
قاطعته وهي تسأل :ألم تقل لك والدتك أي شيء عنها ؟
عقد حاجبه لفتره قبل أن يقول :آليـ أقصد رين ...ما السؤال الذي تُريدين إجابته بالضبط ؟
إختصري الطريق وإسأليه ُمباشرةً..
إبتسمت بهدوء فلم تكن تتوقع أن يفهم هكذا ،ال تعلم لما تُعامل كُل من هم أصغر منها ُمعاملة
األطفال..
تنهدت وقالت :ال أعلم ،أنا أخشى أن أُفسد األمر إن أخبرتك شيئا ً بخصوصها لذا ال يُمكنني
السؤال ُمباشرةً..
بقي ينظر إليها لفتره وهو يتذكر والدته التي تذكرت رين عندما رأت صورتها..
إنهما يعرفان بعضهما بشك ٍل أو بآخر..
فكر قليالً ُمحاولة تخمين ما الذي تُريد رين معرفته ،أمر يخصه هو ووالدته....
سألها :هل تُريدن أن تسألي ما إن كانت والدتي الحقيقيه ؟
دُهشت رين للحضه بعدها قالت :إذا ً أخبرتك ؟
عرف مارك أن رين بدون شك تعرف الكثير عنهم..
شعر ببعض الراحة فهو بحق يخشى أن يواجه والده باألسئله..
صمت قليالً قبل أن يُجيبها على سؤالها :كال لم ت ُخبرني ،أنا كُنتُ أعرف هذا ُمنذ طفولتي ..
فلقد أخذني والدي لها وأنا بالرابعة من عمري ،كُنتُ أعي عن كونها ليست بوالدتي ،ولكني
كُنتُ دائما ً ما أُناديها بأُمي..
رين :كُنتَ بالرابعه ؟ هل هذا يعني بأنك تتذكر والدتك ؟
هز رأسه نفيا ً..
رين بتعجب :ولكنك تتذكر عندما أحضرك والدك ألمك الحاليه ،أال تتذكر حياتك قبلها ؟!!
مارك :صدقيني ال أذكر ،األمر ُمبهما ً في رأسي ،حتى وانا بالرابعة بالكاد أتذكر ذكرى دخولي
المنزل أول مره وال أتذكر الكثير عن تلك الفترة من عمري..
رين :ألم تمتلك فضوالً لتعرف أي نوع من النساء هي ؟
مارك :لقد ماتت وال أتذكر أي شيء عنها ،بالتأكيد لم أفكر بأمرها كثيرا ً..
صمت قليالً يتذكر إحدى الليالي القديمة وهو يقول بهدوء :في ليلة دخل والدي المنزل وكانت
المرة االولى والوحيدة التي أراها فيها ُمنهارا ً هكذا ..بحث عني كالمجنون في المنزل وما إن
رآني حتى جثى على ُركبتيه وإحتضنني بقو ٍة باكيا ً ،كُل ما أتذكر تلك الذكرى اتسائل ،أي نوع
من النساء كانت أُمي ليبكي عليها والدي الى هذه الدرجه ؟
بعد لحض ٍة أكمل بهدوء :أكون كاذبا ً إن قُلتُ بأني ال أُفكر فيها وال أملك فضوالً لرؤية أي شيء
ص ميت ؟ هذا لن يجلب سوى المزيد من األلم.. عنها ،ولكن ما فائدة التفكير بشخ ٍ
تذكرت رين والدها في هذه اللحضه ،أخذت نفسا ً عميقا ً ونظرت الى التصفيق الذي عال بعد
أن أنهت مجموع ٍة راقصه رقصهم وحاولت التوقف عن تذكر والدها في هذه اللحضه ،لقد
بكت هذا اليوم ألجله كثيرا ً ،لن تحتمل أن تتذكره وتتألم ُمجددا ً..
نظرت بعدها الى مارك لفتر ٍة قصيره فمثلما توقعت ،ريكارد لم يُخبره عن كونه ليس بوالده
الحقيقي..
بعد فتر ِة صمت قالت :ألم تفكر يوما ً بكون والدتك كانت متزوجة قبل أن تتزوج بوالدك ؟
أمر رائع بأن يكون لديك أخوةً عقد حاجبه من سؤالها الغريب فإبتسمت تقول :أال تضن بأنه ٌ
أكبر منك ؟
صمت قليالً ُمفكرا ً قبل أن يقول :لم أُفكر باألمر من قبل ،ولكن يستحيل أن يكون كذلك فأين هم
عني بعد وفاة والدتي ؟
هزت رين كتفها تقول :ربما لم تكن لديهم فكره عن كونهم يملكون أخا ً أصغر ! أو أنهم
يعلمون ولكن ال يعرفون مكانك..
أشاح بوجهه عنها بملل يقول :توقفي ،قولي شيئا ً معقوالً ،بالتأكيد حضروا جنازة والدتهم ،
والدي كان ُهناك وبالتأكيد يعرفونه فلما لم يسألوه على األقل ؟ كوني عقالنيةً بتخيالتك ،
أصغر منك وأُوجهك ! عليك أن تخجلي من نفسك..
ص تعرفه جيدا ً.. مطت شفتيها ولم تُعلق ،إنه بحق ُمزعج كشخ ٍ
وعاد الصمت بينهما لتتذكر رين أمرا ً وتسأله :لما تكره عائلة جينيفر ؟
ظهر التقزز على وجهه قبل أن يقول :مغرورين و ُمتكبرين وال أُحبهم ناهيك عن كونهم سرقوا
والدي..
رين :فقطط؟ هذا هو السبب ؟ فقد شعرتُ مرةً أن جينيفر تكرهكم بال ُمقابل ؟ لما ؟
صمت مارك قليالً قبل أن يقول :ال فكرة لدي ،هي تتقزز منا كثيرا ً لذا كرهتهم بال ُمقابل ،
لطالما تشاجرت مع أمي قديما ً لكون أمي على تلك األيام تسكر كثيرا ً وتتمشى في الشارع وهي
سمعة منزلهم ،أتذكر تلك الليله عندما كُنتُ صبيا ً ثمله لذا شاجرتها جينيفر بكونها تُسيء الى ُ
صدمت لتنطق فجأه في العاشرة من عمري وعندما رأتني حينها كان وكأنها رأت جنيا ً !!! ُ
بكونها تكرهني وتكره رؤية وجهي البشع ،من هنا بدأت عداوةً كبيرةً بينهما ومن ُهنا كرهتُها
وكلما رأتني حتى صرخت في وجهي وأمرتني أال أُظهره أمام المنزل وال ألبنائها أبدا ً من
أكبرهم وحتى أصغرهم..
بعدها أكمل بتقزز :متكبره وكُل أبنائها مثلهم تماما ً ،المال شيء قذر فهو يُدمر األخالق تماما ً
..
فكرت بكالمه كثيرا ً قبل أن تضحك تقولُ :ربما ذكرتها بشيء تكرهه لهذا صرخت في وجهك..
مارك بإستنكار :حقا ً ؟!! وما شأني ؟! إنها مريضةٌ دون أدنى شك..
سألته :وهل جميع أبنائها ُمزعجين بالنسبة لك ؟
مارك :أجل..
رين :جميعهم ؟!!
مارك :قُلتُ أجل..
رين :من أكثر واح ٍد تكرهه فيهم ؟
مارك :الجميع..
ضحكت ُرغما ً عنها تقول :هيّا مارك مابك أصبحت تتحدث كاألطفال عندما يغتاضون من
شخص ما ؟
ٍ
سألته قبل أن يُعلق :وهل قابلت الجميع ؟
تنهد وقال :بضع مرات بالصدفه ،كرهتُ أوالً إدريان عندما رآني قبل ثالث سنوات أمشي على
الرصيف بقرب منزلهم ،سألني عمن أكون فهي المرة األولى التي يراني فيها وما إن أخبرته
عني وعن منزلي إختفت إبتسامته وغادر ،نعم أمي كانت إمرأه سيئه ولكن ال يحق لكم كرهها
وكره حتى أبنائها لهذا السبب..
إبتسمت رين ولم تُعلق فلقد بدا وكانه يملك عقدةً تجاه هذا األمر فهي بنفسها من دون أدنى
شك ستكره أمثال أمه الذين يثملون ويمشون بالشارع مسببين األذى لمن حولهم ..ولكن ال
يُمكننها أن تُبرر تصرف إدريان لذا صمتت..
سألته :وريكس ؟ هل قابلته من قبل ؟
مارك :مرةً واحده من بعيد ،كان مغرورا ً للغاية وهو يرفع صوته على أحد لعاملين في الفيال
،الكُل ُهناك إما وقحين أو مغرورين أو اإلثنين معا ً..
إبتسم بسخريه يقول :ال تنسي بأنه من طرد ذاك الشاب الذي اتى باحثا ً عنك تتذكرين ؟
قطبت حاجبيها تقول :ال تُذكرني ! إنه وقح..
مارك :رأيتي ؟! إنهم عائلةً وقحه..
رين :لم أقصد ريكس بل الشاب نفسه..
تعجب وقال :لما ؟ ألم يكن يعرفك ؟
رين :بل كان يُريد أن يستفز أحدهم..
صمتت بعدها ُمفكره وهي تتسائل عمن كان يقصد ؟ قال بأن ُهناك شابا ً يقرب لها قد أذاه
عندما سرق حبيبته ،من يقصد ؟ أحد أصدقائها أو عمها ؟ ال تمتلك شبابا ً حولها سواهم..
تجاهلت التفكير في األمر وقالت :على اية حال أسدى لي ريكس حينها خدمةً عندما طرده ،
ليتني لم أُعاند وأذهب للبحث عنه ،ريكس لطيف..
راقبت ردة فعله على كلمتها األخيره لتتفاجئ من كونه يُظهر عالمات القرف واإلشمئزاز
فتنهدت ولم تُعلق..
همست لنفسها :وما شأني إن كان أخاه يكرهه..
ت؟نظر مارك إليها يقول :ماذا قُل ِ
نظرت إليه بإبتسامه تقول :أردتَ أن تسألني شيئا ً صحيح ؟ ماهو ؟
ت صحيح ؟ أخرج الصورة وأعطاها إياها يقول :هذه أن ِ
أخذتها ونظرت الى نفسها لتبتسم قائله :أنتم تملكون لي صورا ً أكثر مما أملكها أنا..
بعدها رفعت نظرها الى المرأة التي ُحرق ُجزءا ً من الصورة لتختفي مالمحها ولكن شعرها
األسود هو شعر آليس بدون شك..
سألها مارك :هل تعرفينني ؟
نظرت إليه ُمتعجبه فهي لم تفهم مقصد سؤاله فقال :لدينا صورا ً لك في منزلنا ،وتعرفين
والدي ،ووالدتي تعرفك ،ما عالقتك بنا ؟
صمتت قليالً ُمفكره تقول :كيف أقولها .....أجل والدي ووالدتك أصدقاء ُمنذ أكثر من ِعق ٍد
كامل..
دُهش وقال :حقا ً ؟
هزت رأسها باإليجاب فعقد حاجبه قليالً قبل أن يقول :ولكن والدتي طردتك تلك الليلة ،وهي
تكرهك فـ...
قاطعته :والدتك يا مارك ،أقصد البيلوجيه وليست من ربتك..
إتسعت عيناه من الصدمه وهو يسأل :حقا ً ؟ تعرفينها ؟ هل رأيتها من قبل ؟
رين :واااه كثيرا ً كثيرا ً للغايه..
صمت قليالً بعدها قال :هل ....هي التي بالصورة ُهنا ؟
نظرت رين الى الصورة التي بين يديها قبل أن تقول :ما رأيُك ؟ هل تعتقد بأنها هي ؟
نظرت الى وجهه وأكملت :هل تشعر بأنها والدتك ؟
تنهد ونظر الى األمام يقول :ال أعلم ،ولكن والدتي الحاليه تكره هذه المرأة التي بالصوره ،
ت فتاة لذا تفهمين أمور الغيرة هذه ،هذا ما أضن السبب يعود لكونها زوجة والدي سابقا ً ،أن ِ
إستطعتُ تفسيره..
نظرت إليه لفتر ٍة ليست بالقصيره قبل أن تسأله بهدوء :هل تُحبها مهما كانت ؟
عقد حاجبه ونظر الى وجهها يقول :ماذا تقصدين ؟
رين :والدتك البيولوجيه ،هل تُحبها حتى لو إكتشفت كونها ُمجرمه ؟
إتسعت عيناه من الصدمة وهو يهمس ُمجدداً :ماذا تقصدين ؟
ما إن رأت صدمته العارمه حتى تنهدت وإبتسمت بعدها تقول :هيّا كان محض سؤال ! لما
أخذتَه بجديه ؟
لم تختفي صدمته بل سألها:هل هي كذلك فعالً ؟
لفت رين بجسدها الى جهته وهي ترفع رجلها لتقترب منه قائله بإبتسامه :أخبرتُك بأنه محض
سؤال ،أعني ...والدي سمعتُ عنه قبل وفاته عن كونه ُمجرما ً ،بالطبع األمر كان خاطئا ً لذا
شعرتُ بالفضول ،هل الطفل سيُحب والديه مهما كانت حقيقتهما ؟ أنا كُنتُ سأُحبه أيا ً كان ،
ولكن أنتَ لم ترى والدتك من قبل لذا هل كُنتَ ستُحبها ؟ هل مشاعرنا ستختلف بما أن أحدنا
عاش مع والده واآلخر ال ،سؤال فلسفي ومحض فضول ال أكثر ،أعتذر إن أزعجك هذا..
ت تعرفين والدتي .....فهل أحبها بقي ينظر إليها لفتره قبل أن يسألها بهدوء :بما أنك كُن ِ
والدي ؟
تعجبت من سؤاله وتسائلت بداخلها عن السبب الذي جعله يسأل هذا السؤال..
أجابته :ألم تقل بأنه بكى ألجلها كثيرا ً ؟ على ماذا يدل هذا برأيك ؟
أشاح بنظره يقول :فقط ُ ...مجرد سؤال..
ضاقت عيناها وهي تعلم عن كونه يملك سببا ً فسألته :ولما تسأله ؟ هل قال لك والدك شيئا ً
جعلك تشك ..؟
لم يُجبها فبقيت تنتظر إجابته وعندما إستشعر صمتها ورغبتها بمعرفة األجابه قال :لطالما قال
لي أمورا ً عن المجرمين ،القتلة المتوحشين ،قال بأن أمثالهم عليهم أن يُسجنوا وأن يكرههم
الجميع ،وأن اإلنسان عليه أال يُسامح أمثالهم ُمطلقا ً مهما كانت عالقته بهم قوية ،حتى لو
جمعتهم صلة دم ،كررها علي مرارا ً ،هل كان يقصد والدتي به ؟
إتسعت عيناها من الصدمة عندما إستوعبت أن ريكارد كان يشحنه ضد والده منذ طفولته!
حتى ولو كان والده مجرما ً !! ال يحق لريكارد أن يُقرر كيف على مارك أن يُعامله!
اإلبن عندما يكبر عليه أن يُقرر مشاعره بنفسه ! هذه حركة فضيعة من ريكارد..
تنهدت تقول له :ماهذا السؤال ؟! ولما أستشعر كونك ُمتأكد أن والدتك ُمجرمه ؟ الم أقل لك
انها ليست كذلك وقد كان سؤالي في بداية األمر ُمجرد فضول ؟
مارك بهدوء :ألنك تكذبين..
رفعت حاجبها فأكمل :أن تسألي سؤاالً بهذه الجديه ومن ثُم تقولين أنه كان محض فضول ....
أنا لستُ طفالً يا آليس..
إبتسمت وقالت :إسمي رين ،وآسفه ألني أستمر بالتحدث إليك وكأنك طفل ،لن أفعلها ثانيةً..
ثُم أكملت بجديه :ولكن صدقني ....قد تكون فعلت بعض األمور السيئه ولكنها لم تكن مجرمة
تقتل األبرياء ..لم تكن إمرأة تستحق الكُره على اإلطالق..
ً
نظر الى وجهها الجاد فلم يكن له مجاالً سوى تصديقها فلقد بدت صادقة للغايه..
أعطاك إياها ؟
ِ سألها بعدها :حسنا ً ...القالدة هذه التي بالصوره ،من
نظر ُمجددا ً الى الصورة تقول :اووه إنها قصةٌ طويله..
مارك :أنا ُمتفرغ تماما ً..
ضحكت وقالت :إني امزح ،ليست بالقصة الطويله..
صمتت قليالً ثُم قالت :أعلم سبب سؤالك ،أنت تملك مثلها صحيح ؟
هز رأسه باإليجاب فقالت :وتعلم هي ِمن َمن ؟
هز رأسه باإليجاب ُمجددا ً فقالت :حسنا ً ،كانت آليس تُقدّر الرابط األُسري كثيرا ً وخاصةً عالقة
الطفل بوالدته لذا كانت تُشفق كُل طفل محروم من والدته ،أتعلم بأنها حضرت حفل تخرجي
ذات مره ألن والدتي لم تكن بجواري ؟ بسبب ُمشكلة ما إنفصل والداي وإنتقلت والدتي الى
مدين ٍة بعيده لذا نادرا ً ما كُنتُ أراها ،أشفقت علي كثيرا ً ُرغم أني لم أكن أفتقدها كثيرا ً ! أعني
....أُحب والدتي وأفتقدها بالتأكيد ولكني من األطفال الذين يتقبلون أمر إنفصال والديهم
تدريجيا ً ويتعايشون معه..
أشارت الى القالدة بالصورة وقالت :هذه القالئد ككنز لها ،تُعطيه لكُل طفل محروم من والدته
،أنا و....
صمتت قليالً وقد عادت لذاكرتها للتو ذكرى فرانس والقالدة التي شاهدتها على عُنقه في أول
لقاء عندما فقدت ذاكرتها فأكملت :وحتى فرانس الذي توفيت والدته....
ومجددا ً عاد لذاكرتها حديث آلبرت وإستيال عن تعلق فرانس بوالدته وأكملت :الذي كان ُمتعلقا ً
بعمر صغير..
ٍ بها بشده ،والثالة معك أنت من ُحرمت منها
نظرت إليه وأكملت بإبتسامه :هذه قصة القالدة بشك ٍل ُمختصر..
تعجبت من الهدوء الذي كان يكسو مالمحه تماما ً فقالت بتعجب :مابك ؟
سألها :والدتي ....كان إس ُمها آليس ؟
عقدت حاجبها لتستوعب أنها في بداية حديثها أشارت إليها بإسم آليس!
سحقا ً!
ُ
ً
أنزل نظره من وجهها المصدوم الى الصورة التي بين يديها وخاصة الى شعر المرأة األسود
وتلك الليلة الثلجية تُعاود الحضور ُمجددا ً الى ذاكرته..
تلك المرأة ذات الشعر األسود..
التي طرقت باب المنزل في تلك الليله...
والتي ما إن رأته حتى إنقلب وجهها تماما ً وبدأت تنظر إليه بتلك النظرات الغريبة التي لم
يفهمها....
التي حتى عندما أرادت لمسه إستأذنته!
والتي أرادت بشده أن تُخبره عن إسمها ولسبب لم يكن يعرفه...
هل هي .....والدته ؟
عادت الى ذاكرته تلك الليلة وكالمها الذي بدأ يفهمه اآلن!!
***
9 February
am9:34
أدخلن الخادمات حقائب السفر الى غرفة مالبسها وطلبت منهن إفراغها بينما توجهت الى
غرفة نومها لتجد أمامها زوجها يسترخي على أريك ٍة ُمنفرده يقرأ إحدى الجرائد وبين يديه
كوب قهوه..
ما إن رأته حتى إبتسمت وحييته تقول :مرحبا ً آليكسي..
نظر إليها وإبتسم يقول :عُدتم ؟
إتجهت الى المرآة تُعدل شعرها األشقر قائله :للتو ،أصر األوالد على الذهاب الى الفيال فهم
غريب أنك لم
ٌ يُريدون أخذ قِسطا ً من الراحة أما أنا فجئتُ الى ُهنا فلقد توقعت أن أراك تنتظر ،
تذهب الى عملك..
حين وآخر كما تعلمين.. ٍ آليكسندر :أُحب أخذ يوم إجاز ٍة بين
إبتسمت ومن ثُم إتجهت الى الهاتف وطلبت منهم أن يُحضروا طعام اإلفطار لها ولزوجها..
تقدمت بعدها وجلست على األريكة الثانية ال ُمنفرده حيث يتوسطهما طاولةً صغيره فبادرها
بالسؤال :كيف كانت الرحله ؟
إبتسمت قائله :إستمتعنا بحق ،وعزيزتي كايري كما هي لم تتغير ،لقد أخذت دور ال ُمرشد
السياحي ولم تترك مكانا ً لم تأخذنا إليه حتى الحدائق واألسواق ،ههههه أدريان علق قائالً لها
"أرجوك خالتي أنا في الخامسة والعشرين من عمري ،لم أعد طفالً لتأخذيني الى ال ُمنتزه" ..
إبتسم يقول :لطالما عاملتهم كاألطفال ولطالما كان يُحادثها وكأنها صديقةً له..
جينيفر :إنها تُحبه من بين الجميع..
سألها :وإليان إستمتعت ؟ عادةً ما تكون ُمنغلقةٌ على نفسها ما إن تقترب اإلمتحانات وحتى
تنتهي..
أشعر بها في كثير من األحيان تشرد بالتفكير ،ولكن أخوتها حولها لذا ال يتركون ُ جينيفر:
مجاالً لها وخاصةً إدريان ما إن يراها شارده حتى يجلس بجوارها ويُحادثها ..لذا أنا واثقه
بأنها إستمتعت..
آليكسندر :وماذا عن ريكس ؟
جينيفر :كان دائما ً مشغو ٌل بهاتفه لذا أرجو بأن يكون قد إستمتع هو أيضا ً فلقد حاولتُ كثيرا ً
أن أُبعد العمل عن تفكيره كي يحضى بفترة إستجمام بعيدا ً عن الضغوط..
آليكسندر :حسنا ً فعل ِ
ت..
حل صمتٌ بسيط قبل أن يُبارد آليكسندر بالحديث قائالً :فرانسوا بال ُمستشفى..
إتسعت عيناها بدهش ٍة قبل أن تقول :حقا ً ! ولما ؟ هل حدث معه مكروه ؟
آليكسندر :ال فكرة لدي عما حدث معه ،الشُرطة تنتظر إستيقاظه ليُخبرها بالتفاصيل..
عقدت حاجبها عندما قال "إستيقاظه" فسألت :هل حالته سيئه ؟
فاألمر حينها سيكون ُ آليكسندر :إنها ُمستقرةٌ اآلن ولكن لم يستيقظ بعد ،أتمنى أال يطول نومه
ُمقلقا ً..
تنهدت قائله :المسكين ..علي أن أذهب لزيارته..
اليكسندر بهدوء :أشعر أني قسوتُ عليه ،ما كان يجب علي أن أتمادى هكذا..
مدت يدها تربت على كتفه قائله :ال تضع اللوم على نفسك ،مافعله فرانس لم يكن باألمر
الهين ،وبال ُمقابل أنت لم تقسو عليه فهو من كان قليل الصبر وهرب من المنزل ،ربما يكون
هذا درسا ً جيدا ً له..
لم يُعلق لفتر ٍة قبل أن يسأل :ما رأيُك بإستيال ؟
عقدت حاجبها تقول :مابها ؟
نظر إليها قبل أن يرد قائالً :هل ما تفعله صحيح ؟ أن تُحب رجالً بعمر والدها وتُريد الزواج
منه ؟
صمتت جينيفر قليالً ثُم قالت :ماذا ؟ هل ما حدث مع فرانس جعلك تتراخى هكذا ؟
طرق الباب في هذه اللحضه ،أذنت جينيفر لهم بالدخول فدخلت الخادمه ووضعت طعام ُ
اإلفطار على الطاولة قبل أن تأخذ كوب القهوة الشبه فارغ من آليكسندر وتُغادر..
أخذت جينيفر إحدى قطع تارت الفراوله ال ُمقطعه وناولتها آلليكسندر تقول :على أية حال ال
شأن لي ولكن صدقني ما تفعله إبنة أخيك خطأ ،فمهما بدت لك فتاةً طموحه و ُمثقفه فالبد
بأنها ال زالت تمتلك جنون فتيات العشرينيات ،وشخص بالغ كميشيل هذا لن يُمكنه ُمجاراتها
في هذا النوع من المشاعر ..صدقني ستُدرك خطئها هذا عندما ترتبط به..
لم يجد آليكسندر ما يقوله فهو أيضا ً ال يُريد منها الزواج بشخص يكبرها هكذا ،إنه يكاد يكون
ضعف عُمرها!
وفتاةً طموحة وناجحه كإستيال وبعائلة ُمحترمه شهيرة كعائلتها ليس من مصلحتها وال
مصلحة العائله أن تفعل أمرا ً جنونيا ً هكذا!
ومع هذا ،فكرة خروجها من المنزل غاضبه حتى اآلن بدأ يُقلقه وخاصةً بعدما حدث مع
فرانس..
يجب أن يتحدث معها فإما أن يُقنعها وإما أن تُقنعه أفضل من بقاء األوراق مفتوحة هكذا فهذا
ليس من صالح أي ٍ منهما..
عصير طازج وهو يُفكر بفلور وبحديث ريكس ذاك قبل ٍ نظر الى جينيفر وهي ترتشف كأس
يومان..
"سأله ُمباشرةً :كيف تقول جينيفر فعلت بينما فلور هي من تُسجل الفيديوهات ؟! ريكس هذا
ليس واقعيا ً البته!..
ريكس :ربما فلور فعلت وسجلت وإشتهرت ولكنها ال تملك ال ُجرأة لتضع إسمها الكامل هكذا !
إنها حتى ال تُظهر وجهها وصوتها فكيف تضع هويتها ؟
آليكسندر :وإذا ً ؟ هل هذا سببا ً كافيا ً لتقول بأن جينيفر الفاعله ؟
ريكس :لن أُقنعك ،يُمكنك تصديقي أو تكذيبي كما تشاء ،لكن أبي ...فقط تأكد من األمر أوالً
" ..
ما زال يُزعجه ذاك الكالم ولم يجد من وقتها فُرصة ُمناسبه للحديث مع جينيفر بخصوصه..
ريكس ال يكذب ،البد من سبب دفعه لقول هذا..
البد من أنه مثالً سمع شيئا ً أو رأى شيئا ً جعله يعتقد هذا اإلعتقاد ....أو أنها بالفعل فعلت!
الخيار الثاني غير معقول ،البد من أن األمور إختلطت قليالً على ريكس..
"فقط تأكد من األمر أوالً! "
سألها :بخصوص فلور..
عقدت حاجبها ونظرت إليها تقول :مابها ؟
صمت قليالً قبل أن يقول :قررتُ أن أدعم موهبتها ،سأُسجلها حال تخرجها في معهد موسيقي
و ُهناك ستكتشف موهبتها إما بالغناء او كتابة كلمات األغاني او الرقص او التلحين وغيرها ،
هي تُحب هذا المجال ولم أكتشف هذا إال مؤخرا ً ولذا قررتُ أال أتجاهل األمر فتجاهله قد يُسبب
مشاكل كما حدث عندما أُضطرت للتسجيل بمواقع على اإلنترنت..
بدت الدهشة على وجه جينيفر من حديثه!
ماباله آليكسندر بالضبط ؟!! إنه غريب بالكامل!
يُمكنها تخيل أن يُراعي إستيال ويقلق ألجلها ولكن فلور ؟!!! ما حدث مع فلور كبير للغايه فلما
يُظهر مثل هذا النوع من التفهم الذي لم يكن جزئا ً من شخصيته قط!
جينيفر :أنت تمزح صحيح ؟ ستُسامحها ؟! ال أقصد أن هذا الخيار غير ُمتاح ولكن التراخى
هكذا ليس من شخصيتك ! لقد أخطأت خطئا ً فادحا ً وتسببت بظهور بعض المقاالت بشأنك
وشأن عائلتك ،ما فعلتَه كان وكأنه إكماالً لسلسلة األفعال ال ُمشينه التي بدأها فرانس سابقا ً ،
وبكُل بساطة تُريد ترك األمر والتركيز على دعمها ؟
إبتسمت وأكملت :البد من أن تناول القهوة مع الصباح أثر قليالً على تفكيرك..
آليكسندر :لم يؤثر فلقد حادثتُها باألمر بالفعل..
إنصدمت جينيفر منه ! آليكسندر ُجنّ ال محاله!!
جينيفر :أنت لستَ جادا ً صحيح ؟
آليكسندر :لم تكن هي من نشرت معلوماتها على الصفحه ،وبخصوص فتحها لمثل هذا
الحساب فلقد إعتذرت وعاقبها أخاها بسحب جميع أجهزتها وبالكاد أعاد لها هاتفها من أجل
التواصل مع زميالتها ألجل اإلمتحانات ،عوقبت وإعتذرت ولم تكن تُريد أن ينتشر األمر حتى
كاف ،علي اآلن تصحيح مسارها.. فإذا ً هذا ٍ
عقدت حاجبها تقول :ماذا قُلت ؟ ولما أنت واثق من أنها ال تكذب تجنبا ً للعقاب ؟
آليكسندر دون أن ينظر إليها :ألني عرفتُ بالفعل من فعل هذا..
قالها وهو يتظاهر باألكل وعينيه على قاعدة المزهرية الذهبية بجانب صحن اإلفطار حيث
ينعكس وجهها عليه لتضيق عينيه وهو يرى مالمح الدهشة واإلستنكار ترتسم عليه من بعد
كالمه..
ت من الصمت :ماذا تقصد ؟ إن لم تكن فلور نفسها فمن قد يفعلها ؟! سألته بعد لحضا ٍ
لم يُجيبها فسألته :آليكسندر ماذا بك ؟ أنا اسألُك..
نظر آليكسندر إليها ُمبتسماً :دعينا نُغلق هذا الموضوع..
إستشعر نظرات الحذر في عينيها فأشاح بنظره عنها يتناول طعامه وكُل ردات فعلها تُقلقه..
إنها ردات فعل تصدر من شخص أذنب وخائف من كشف ذنبه..
ال يُريد أن يتهمها فقط ألجل هذا ،ولكن ردة فعلها تعني بأنها أصبحت بالفعل بموضع شك..
ولكن لما ؟!
لو كانت هي فلما قد تفعل هذا ؟
ال يُمكنه تخيل أي دافع قد يُجبرها لفعل ذلك وهذا ما يُشتته ويجعله غير واثق مئةً بالمائه..
رفع عينيه بهدوء ُمجددا ً الى إنعكاس وجهها ليراها تُمسك بكأس عصيرها ضائقة العينين
وشاردة الذهن..
ُهنا ....نسبة شكه زادت!
***
1:23 pm
يجلس بهدوء تام في منزله اآلخر بستراسبورغ شارد الذهن و ُمنعقد الحاجبين من غباء هؤالء
الذين يعملون تحت إمرته..
أمره بالبقاء بقربه و ُمراقبته ليتفاجئ بكونه يتصل باألمس ُمعتذرا ً بأن الشاب إختفى من تحت
ناظريه في لحضة سهو!
لم تخرح نتائج التحليل بعد ،ولكنه حتما ً سيُجن لو كانت النتائج إيجابيه والولد ُم ٍ
ختف عن
األنظار!
جائته رسالة الى هاتفه من الحارس الذي أضاع الولد باألمس..
فتحهها وهو يتمنى بأن يكون قد وجدته فلقد إنتشر هو وبعض الرجال للبحث عنه في األرجاء
فالولد ال يمكن أن يبتعد كثيرا ً..
ضاقت عينيه وهو يرى ملف وسائط وتحتها كتب" :عثرتُ على هذا التسجيل من إحدى
كميرات ال ُمراقبة بالحديقه ،تظاهرتُ بأن طفلي ُخطف باألمس فيها فأروني التسجيالت
صدمت مما فيها"! و ُ
فتح المقطع وبدا وكأن الحارس يصور الشاشه دون علم الضابط المسؤول عن كاميرات
المرافق العامه..
كان الولد الذي يُدعى مارك يجلس على الكُرسي وعينيه على هاتفه بشك ٍل عرضي وكأنه يلعب
لُعبةً فيها لتتقدم منه فتاةً وتنتحني إليه ُمخاطبةً إياه ليُبدي ردة فعل لها ويقف بعد كالمها ،
أشارت الى الخلف قبل أن تلتفت تنظر الى فيال قريبه يقف الحارس بجوارها شاردا ً يُجري
ُمكالمه ،نظرت إليه لفتره وكأنها تتأكد من كونه ال يراهما ومن ثُم رفعت أنظارها باألرجاء
لثوان قبل أن
ٍ لتتوقف عندما إلتقت عيناها على عدسة الكاميرا ،بقيت عيناها ُمعلقتان بالعدسة
تبتسم إبتسامة إستفزاز وتُغادر برفقة الولد خارج نطاق التصوير..
إنتهى المقطع وعينا البروفيسور ال تزاالن تُحدقان بشاشة الهاتف..
همس بعدها بشيء من الحده :رين السافله!
لم يعد ُهناك أي مجا ٍل للشك ..فهذا الفيديو ونظرة رين تلك ليست سوى تأكيدا ً بأن ذاك الفتى
هو إبنه!
بدا وكأن نارا ً إشتعلت بداخله ورمى هاتفه أمامه وهو يعض على شفتيه وعقله مليء بالحقد
والغضب..
لقد أخطأ عندما قرر التسلية معها وتركها تهرب من يديه ،كان عليه قتلها آنذاك!
إبنة خائن ورافقت آليس كثيرا ً ،ماذا كان يعتقد من فتا ٍة مثلها ؟
إنها تقلب الطاولة عليه ،تأخذ إبنه بعيدا ً لتلوي ذراعه وتنتقم منه!!
تلك الحقيره!!
ما هدفها القادم ؟ ماذا تنوي أن تفعل بعد هذا ؟!
وكأنه سينتظر خطوتها القادمه!!!
ضاقت عيناه وهمس بهدوء تام :رين تلك عليها أن تكون ميته في أقرب فرص ٍة ُممكنه!
***
4:45 pm
أخذ إدريان قسطا ً من الراحه وخرج بعدها ُمتجها ً الى أحد األصدقاء الذين يعرفهم في المجال
الفني فال زال موضوع الرضوض في وجهه يُضايقه والتصوير أصبح قريبا ً لذا يُريد إيجاد ح ٍل
لها!
في حين كانت إليان في غرفتها تستذكر ُمقدما ً ل ُمراجعة يوم غد وعقلها بين حين وآخر يُفكر
بتلك الفتاة وبكالم إدريان..
أما ريكس فهاهو يخرج اآلن من باب فيال جينيفر والهاتف النقال بين يديه يتصل على رين
فلقد تفرغ لها وبداخله تهديد كبير لها وألفعالها الطائشه فلطالما طلب منها البقاء دون حراك
ولكنها أعند شخص قابله في حياته..
ت؟ وضع الهاتف على أُذنه ينتظر ردها وعندما فعلت سألها ُمباشرةً :أين أن ِ
قطبت حاجبيها تقول :هيّا ريكس ألم تكن رسالتي واضحةً بما فيه الكفايه ؟ أُريد البقاء بفردي
لبضعة أيام ُ ،هناك أمر أُخطط له وأُريد اإلنتهاء منه أوالً..
ريكس :اها ،وفي نهاية تخطيطك أجدك محبوسةً أو تحت تهديد السالح صحيح ؟
أزعجها كالمه ولكن لم تجد ردا ً له فبالفعل غالبية األمر يؤدي تهورها الى نتائج غير جيده..
ت ؟ أُريد ُمقابلتك..
تحدث ُمجددا ً يقول :أين أن ِ
لمكان ما قبل أن يأتيه صوتها الهادئ يقول :هل لك أن ٍ صمتت قليالً بدا له حينها أنها تذهب
تنتظر قليالً ؟ سأُخبرك بعدها بكُل شيء..
ت ال تفعلين أمرا ً متهورا ً صحيح ؟ عقد حاجبه لفتره ثُم قال :أن ِ
رين :األمر اآلن ُمختلف ،التهور وأنا فاقده لذاكرتي كان غباءا ً ،أما اآلن فأنا أعرف أعدائي
جيدا ً..
ضاقت عيناه قليالً ليسألها :ماذا تعنين ؟
كالمها كان يبدو وكأنها أخيرا ً إستعادت ذاكرتها ولكنه يُريد التأكد أوالً لهذا سألها ،ودهش
عندما أجابته بأن ما يُفكر به صحيح..
تقدم عدة خطوات حتى توقف أمام سيارته وبقي صامتا ً لفتره ومن ثُم قال :حسنا ً ،كوني
حذره..
ولم يقل أي كلم ٍة غيرها وهو يُغلق هاتفه..
يشعر برغب ٍة كبيره لمعرفة كُل شيء منها..
عن والدته ،وعن إبنها الذي لم يعرف عنه سوى قبل فتر ٍة قصيره..
ولكنه ليس أنانيا ً ،للتو إستعادت ذاكرتها ..البد من أنها ال تزال مشوشه والبد من أن تذكر
بعض الذكريات السيئه يجعلها ترغب باإلنعزال قليالً..
ركب سيارته وغادر ُمتجها ً الى الشركة أوالً ليعرف تطورات األمور ف ُمنذ فتر ٍة لم يدخلها ومن
بعدها سيذهب الى المنظمه فأمامه اآلن مهمة التقرب من كارمن كثيرا ً فشخص بمكانتها البد
من أنها تعرف شيئا ً قد يقوده الى قاتل أمه..
في حين تقدم إيدن بكرسيه بالقرب من إليان التي تجلس بهدوء تنظر الى الفراغ بعد كلمات
كين المليئة باأللغاز بالنسبة لها..
ماذا يعني ؟!! عن أية غفلة يتحدث ؟
لما يتحدث وكأن جينيفر أذته أوالً ؟ وماذا يقصد بحديثه بخصوص إيدن وريكس ؟!!
أسئلة كثيره تمأل رأسها وتحتاج الى أجوبتها فورا ً..
ت بخير ؟ همس إيدن لها :هل أن ِ
هزت رأسها بهدوء تقول :ال تقلق ،إرتطام خفيف..
بلع ريقه يسأل :من هذا ؟ ولما يُشاجرك ويصرخ عليك بعنف هكذا ؟
همست له :إبن عمي..
هز إيدن رأسه بتفهم وصمت ُرغم أنه يملك الكثير من األسئله..
وقفت إليان وإبتسمت له تقول :سأعود لك قريبا ً حسنا ً عزيزي ،وما حدث هنا ال تُخبره ألحد
..
وبعدها إلتفتت وغادرت قبل حتى أن تسمع إجابته فعقلها مصدوم من فعلة كين ومشوش في
الوقت ذاته من كالمه أيضا ً..
تحتاج أن تأخذ قسطا ً من الراحة وتُفكر باألمر بشكل هادئ لعلها تفهم ماهو هذا الشيء الذي
هي غافلةً عنه هكذا!
***
4:45 pm
إستيقظ قبل دقائق بعد أن أخذ قيلولة الظهر وخرج من الغرفة تاركا ً زوجته التي لم تنم إال
ُمتأخرا ً..
نزل الى األسفل وهو يتفقد هاتفه كعادته يرى رسائل العمل و ُمستجدات األمور..
كانت كثيرةً بعض الشيء بسبب غيابه لهذا اليوم عنه فتفقدها جميعها حتى وصل الى رسال ٍة
من كين..
كين ؟!!!
تعجب وفتحها ليتوقف عندما إقترب من آخر درجات الدرج عاقد الحاجبين ينظر الى صورتين
لطفل أحدهما من الخلف واألُخرى من األمام..
كبّر الصورة الثانية أكثر وهو يرى هذا الوجه ال ُمشوه والذي يشبه الى ح ٍد ما إدريان وخاصةً
بفترة طفولته!
ماهذا ؟
هل هي صورة قديمه إلدريان ؟ ولكن إدريان لم يتعرض لجروح أو حروق في وجهه من قبل
بهذا الشكل!
إن لم تكن إلدريان فلمن تكون ؟
إنها إلدريان دون شك!
ولكنها ليست له في الوقت ذاته!!
إلتفت وعاود الصعود فاتحا ً باب غرفته ليجد زوجته ال تزال تغط في النوم..
أراد سؤالها ،فلربما كانت تتذكر حادثةً حدثت إلدريان فلطالما كانت تُسافر ألشهر أثناء شبابها
وكانت ببعض األحيان تصطحب أبنائها..
تقدم وجلس على األريكة وللتو إستوعب كون الطفل يجلس على كُرسي ُمتحرك!
إنه كُرسي ُمتحرك خاص بذوي اإلحتياجات الخاصه فلما كان يركبه أيضا ً ؟
هذا ُمحير ! ُمحير لدرجة أنه بدأت تأتيه أوهاما ً غريبه ال تمت للواقع بصله..
صوت رسال ٍة نصيه لهاتف جينيفر جعلها تعقد حاجبيها وتفتح إحدى عينيها للحضه وعندما
عاودت أغماضها لتُكمل نومها الحظت آليكسندر يجلس ُمتكئ على ُركبتيه وعينيه منغمستان
بتركيز شديد!
ٍ بهاتفه
ت يملؤه النوم :هل ُهناك خطب ما ؟ عقدت حاجبيها وهمست بصو ٍ
رفع رأسه إليها للحضه ليسألها بعدها :هل تضرر وجه إدريان أثناء طفولته ؟
عقدت حاجبها بتعجب من هذا السؤال الغريب وأجابته :نعم كان شقيا ً لذا البد من أنه أُصيب
ببعض الجروح..
آليكسندر :هل ُحرق أو تشوه ؟
دُهشت وأجابته بسرعه :ال تقل أمورا ً سيئة بشأنه ! قطعا ً لم يحدث له أمرا ً بهذا السوء..
آليكسندر بهدوء :لم تُكسر رجليه مرةً من المرات ؟ لدرجة أنه أُضطر لركوب كرسي ُمتحرك..
عقدت حاجبيها بإستنكار وفجأه أرسل عقلها إشارة خطر من هذه األسئلة التي تعني أمرا ً
واحدا ً..
حاولت إخفاء توترها وهي تقول :ماهذه األسئله الغريبه ؟
وقف وتقدم منها ،جلس بجوارها على السرير وأراها صورة الطفل في هاتفه يقول :من هذا
؟
شعرت بالدم يجف في عروقها وهي ترى صورة إيدن أمام عينيها وبهاتف زوجها!
ثوان حتى رفعت نظرها الى زوجها تقول :ماهذا ؟ ومن أرسلها لك ؟ ٍ
آليكسندر بنبر ٍة هادئه للغايه :لم أسئلك لتُقابليني بسؤا ٍل آخر..
جينيفر بإستنكار :مابال نبرة اإلستجواب هذه بأسئلتك ؟!
آليكسندر :لما تتهربين من اإلجابه ؟
جينيفر بهجوم :ألني ال أعرف ما في الصورة وال أعرف شيئا ً عنه!!..
نظر إليها بهدوء قبل أن يقول :نحن نتحدث ،ما بال ردة فعلك ال ُمبالغة هذه ؟ إنها تبدو نبرة
أمر ما..
شخص يُحاول إنكار ٍ
رفعت جينيفر نفسها وجلست تقول :ماذا برأيك تُريديني أن أُجيبك وأنا أسمعك تستجوبني
وكأنك تشك بي !! أخبرتُك بأني ال أعرفه لذا يجب أن ينتهي األمر ُهنا فأنا ال أُحب نظرة الشك
التي تر ُمقني بها..
ظهر اإلستنكار على وجهه وهو متعجب من تكرار كلمة الشك بكالمها!
هو فقط تذكر مرةً عندما سافرت جينيفر لفتر ٍة طويله تُقارب السنة مع أبنائها وتسائل في
نفسه عما إن كان إدريان قد تعرض لحادث ٍة ُهناك وعالجته دون حتى أن تُخبره بأي شيء..
ولكنها تتحدث وكأنه يشك بها!
يشك بها من أي ناحي ٍة بالضبط ؟!!!
إتسعت عيناه من الصدمة عندما إستوعب هذا!
لم يُفكر به قط ولكن ....هل من ال ُممكن أن هذا الطفل ليس بصور ٍة قديمه إلدريان بل ....
نتيجة خيانه ؟
عاود النظر الى الهاتف و ُهنا بدأ ينظر الى الطفل بنظر ٍة اُخرى ..ال ينظر إليه وكأنه إدريان بل
شخص آخر..
وما إن نظر إليه بهذه النظرة حتى إستطاع إكتشاف بعض اإلختالفات بينه وبين إدريان
وخاصةً بحدود الوجه واألنف!
عاود النظر الى جينيفر وهو يكاد ال يُصدق..
سألها آمالً بأنها تمتلك تفسيرا ً آخر غير الذي يُفكر به..
إن لم يكن لديها ُمبرر ُمقنع فهذا يعني بأن هذا صحيح!
وأن هذا الطفل هو طفلها نتيجة خيانه..
سألها بهدوء :هل هو ...إبنك ؟
شدت على أسنانها فنظراته قبل قليل تعني بأنه شك بها وإنتهى فكيف تُجيبه اآلن ؟
أجابته بعد فترة صمت :كال ليس إبني .....بل إبننا..
عقد حاجبه بإستنكار لتُبرر قائله :إكتشفتُ حملي به في فترة إنتشار خبر موت آليس ،لم يكن
بالك معي ُمطلقا ً لذا لم أُخبرك حتى إكتشفت في أول أشع ٍة أجريتُها أن الطفل ُمعاق ،و ُهنا
قررتُ أن أُخفيه عن األنظار ،ألنك بالتأكيد لم تكن لتقبل به..
آليكسندر بحده :جـيـنيفـــر!!!
جفلت بخوف من صراخه الحاد ال ُمفاجئ ليُكمل لها بحده :كفي عن الكذب علي فلستُ أحمقا ً !!
كونه يشبهك ال يعني بأن تُخفي خطيئتك وتنسبيه إلي ! لديك ُمبرر ضعيف إلخفائه فأنا لم
بأنك خشيت من أُعلق طوال حياتي ُمطلقا ً عن كوني ال أُفضل األطفال المشوهين فكيف تُخبرني ِ
أن أرفض وجوده ؟!!
ت ضيق وتحت ضغط تعرف هذا ! هي تعرف بأن تبريرها كان ضعيفا ً فلقد فكرت به في وق ٍ
نظرات آليكسندر الشاكه!
لم تستعد لهذا اليوم لهذا لم تُحضر كذبةً ُمناسبه على اإلطالق..
سحقا ً!!
ُ
أيا ً كان من فعلها وأخبر آليكسندر به فهي ستقتله ال محاله..
سواءا ً إن كان ريكس أو كين أو أي شخص آخر!
إختفت مالمح التوتر من وجهها وبدلتها بمالمح بارده لتقول بهدوء :حسنا ً ،أنت ُمحق ،هو
ليس إبنك بل نتيجة خطيئة ..ماذا ستفعل ؟ ستلومني ؟
سخريه ُمكمله :إنه خطئك ،أن تبكي ألجل إمرأ ٍة أُخرى أمام زوجتك هو تصرف إبتسمت ب ُ
حقير منك ،إنها تُعتبر خيانه ،كخيانتي لك بالضبط ،هكذا نحنُ ُمتعادالن فال يحق لك لومي..
صدم من كالمها ومن نظرتها الى األمور وكأنها تُساوي بعضها! ُ
إمراه كانت زوجةً سابقه له وهي أم إلبنه بالتأكيد كان ليُبدي ردة فعل عندما يسمع بقتلها ،
ربما أغلب ردة فعله كانت ألجل إبنه الذي سيعيش بدون والدته فكيف تُقارن األمر بخيانتها
لرج ٍل آخر وإنجابها لطف ٍل منه ؟!!
همس لها :مجنونه..
إبتسمت بسخريه تقول :مجنونه ؟ تخون إمرأ ٍة وتصفها بالجنون عندما تنتقم ؟ أنت المجنون
يا آليكسندر..
بهمس حاد :توقفي عن قلب األمور وإتهامي بذنب ال يُسمى ذنبا ً ٍ مد يده وشد على يدها يقول
أصالً ! ال تتهربي من جريمتك يا جينيفر وأجيبيني من هو والد الطفل ؟!
شدت على أسنانها وهمست :أترك يدي يا آليكسندر ! فأنا لستُ ممن يسمحون للرجال
بتعنيفي!!
ت تتهربين ُمجددا ً !! من والد الطفل ؟!! عقد حاجبه بإستنكار ليقول بعدها :ها أن ِ
سحبت يدها بقوه من بين أصابعه القويه التي تركت أثرا ً إثر تخلصها منها بطريق ٍة حاده
لتقول :ال شأن لك ،هذا الطفل ال تربطك به عالقه لذا ال شأن لك بمن يكون والده..
إقترب آليكسندر منها هامسا ً وهو بالكاد يُسيطر على أعصابه :ال تربطني عالقةً بالطفل ولكن
ت ! أجيبيني من هذا الرجل الذي ُخنتيني معه ؟ تربطني عالقة بك أن ِ
نظرت إليه ببرود تام قبل أن تقول :ال تعرفه ولم يعد ُهنا أصالً..
ت تحتفظين بالطفل إبتسم بسخريه يقول :لستُ احمقا ً يا جينيفر ! هو شخص قريب منك ما دُم ِ
حتى اآلن ! لو كان بعيدا ً أو هاجر عنك لرميتي بالطفل في أقرب دار رعايه..
ضاقت عيناه قليالً عندما قال "قريبا ً منك" وفكر لفتره قبل أن يقول :هل هو ريكارد ؟
ظهر اإلستنكار على وجهها ودفعته من صدره بعيدا ً عنها تقول :أبعد تُرهاتك هذه عني..
آليكسندر :من غيره دائما ً ما يُرافقك ويهتم بأمورك ؟
جينيفر :أخبرتُك أن تبتعد بتُرهاتك هذه عني!
آليكسندر :جان إذا ً ؟ الدكتور الذي تمتدحينه دائما ً وتدعينه الى كُل ُمناسب ٍة عائليه..
شدت على أسنانها وقالت :خمن كما تشاء فلقد أخبرتُك إجابتي ولكنك ترفض اإلقتناع بها..
وقف ونظر إليها لفتره قبل أن يقول بنبر ِة تهديد :فعلتُك هذه عليك تح ُّمل تبعاتها يا جينيفر ،
ووالد الطفل هو أحد هذان اإلثنين وسأُريك ماذا سيحدث عندما أعرفه..
بعدها نظر إليها لفترة وهو يشعر بخيب ٍة كبيرة منها..
لقد صدمته!
صدمته بشيء لم يتوقع أن يخرج منها بتاتا ً لدرجة ال يعرف كيف يتصرف تجاه هذا األمر..
إلتفت وغادر فوجهها اآلن هو آخر شيء يُريد رؤيته!
ضاقت عيناها بعد ُخروجه لتهمس بعدها :من هذا السافل الذي فعلها ؟!!!
أخذت هاتفها وفتحتُه ُمرسلةً رساله الى أحدهم..
***
5:38 pm
في شقته الخاصه وبعد أن انهى اإلستحمام تقدم من مكتبه الذي يجلس عليه اكثر من أي
شيء آخر..
جلس وفتح جهازه المحمول وشغله وهو يبدأ بإخراج الملفات وترتيب ما يُريد اإلهتمام بأمره
هذا اليوم..
إلتفت على الجهاز المحمول عندما وصله صوت رسالة بريد حالما فُتح فضاقت عيناه وهو
يعرف هذا البريد جيدا ً..
إنه البريد الذي تُرسل فيه كارمن بعض المعلومات إليه..
مام شديد ليجد ُمرفقا ً لملف PDFومعه بعض من كلماتها.. فتحه بإهت ٍ
"ما أخذه تابعي من منزل إبن تلك المرأه ،عندما فتشتُه بدا لي وكأن مافيه سيُهمك وخاصةً
بعدما أخبرتني بأنك ال تملك جواسيس غير الذين أخبرتني عنهم"
ماذا ؟
هي تقصد الدليل الذي وجده باتريك في منزل آليس ليُدين ريكس به..
هل هو ببالغ األهمية لدرجة أن تُرسله له ؟
فتح ال ُمرفق وبدأ يتصفح الصفحات ال ُمصوره لتتسع عينيه بصدمه وهو يُقلبها واحدةً تلو
األُخرى!
إنها ...ال تدل إال على شيء واحد..
مخطوطات تبدو وكأنها لشخص يسعى لكشف كُل شيء عن عدوه!..
ت عنهم ،واسماء رتبهم والكثيير!! امامن وجودهم ،عددهم ،معلوما ٍ
هل هو جاسوس ؟ ومن عينه ؟
ام انه يعمل وحيدا ً!
األمر بدأ يُشتته كثيرا ً وتذكر تلك الليلة عندما قابله بالقرب من المخزن ال ُمحترق..
همسُ :هناك شيء ال أفهمه ،أُريد البحث خلف األمر أكثر..
أغلق الحاسب بعدها وتفكيره في ريكس..
فلو كان ما يُفكر به صحيح فـ....
تنهد وقرر البحث بنفسه..
End
البارت القادم يوم األحد
Part 61
يوم عادي..
ساع ٍة كامله مرت قبل أن تنزل جينيفر من جناحها بكامل زينتها كأي ٍ
وكأنه لم يحدث شجار قبل قليل باألعلى وينكشف ُجزء من شخصيتها السيئة أمام زوجها..
نزلت بكامل زينتها وبثق ٍة ُمفرطه وكأنها لم تفعل شيئا ً شنيعا ً بحق زوجها..
بل بدا بأن ما بررته يجب أن يؤخذ بعين اإلعتبار ويتعادالن ُهنا!
ما إن نزلت آلخر درجة حتى سألت الخادمة عن آليكسندر لتُخبره بأنه غادر قبل نصف ساعه
..
لم تهتم ،وتجاهلت التفكير بالكامل بمشاعره وكُل ما يهمها اآلن هو معرفة من أخبره..
ولم تستطع التفكير إال بكين!
هو بالتأكيد من فعلها ،وهو بالتأكيد من أخبر عمه عن فلور أيضا ً ُرغم أنها ال تعرف كيف
علم باألمر..
ال أحد يتجرأ أن يقف في وجهها سواه!
ما ردة فعله الغبية هذه ؟ أوليست الطاعه ال ُمطلقه هي ما ستُخرجه حيا ً مما هو فيه ؟
أحمق غبي..
طلبت من الخادمه أن تستدعي تلك الخادمة التي تعمل سرا ً تحت إمرتها..
فهي اآلن تُخطط لر ٍد قوي تجاهه كي يخرس تماما ً ويعض األرض ندما ً على كُل أفعاله..
هي لم تكن أبدا ً تلك المرأة التي يكسرها أحدهم فكيف بطف ٍل مثله!
عقدت حاجبها عندما أجابتها الخادمه لتقول لها :ماذا ؟ ما الذي قُلته ؟
أجابتها الخادمه ُمجدداً :قُلتُ بأن السيد آلبرت أنهى خدماتها باألمس وغادرت طائرتها الى
بلدها صباح اليوم..
بقيت عينا جينيفر ال ُمندهشة ُمعلقةً فيها قبل أن تقول :وما شأنه ؟!! ولما فعل هذا ؟
هزت الخادمه كتفها دليل عدم معرفتها بينما جينيفر مصدومةٌ بالكامل من هذا األمر..
ت قبل أن تعقد حاجبيها هامسةً بداخلها" :ال تقولوا لي بأن كين فعل عكس م توقعت لحضا ٍ
وإلتجأ الى أخيه ؟! هذا هو التفسير الوحيد ! ُرغم تهوره إال أني لم أتوقع أن يصل الى هذا
الحد ! لقد ُجن هذا الصبي تماما ً"
سألتها بعدها :كين بالمنزل صحيح ؟
هزت الخادمه رأسها تقول :أجل عاد من الخارج قبل بضع دقائق..
عاد من الخارج ؟!
إلتفتت ووجهها مليء بالغضب التام وصعدت ُمجددا ً الى األعلى ُمتجهةً إليه..
حيث كان يجلس على األريكة وهاتفه بين يديه ُ فتحت باب ُ
غرفته دون أن تطرقه ونظرت إليه
..
ما إن رآها حتى وضع الهاتف بجانبه ونظر إليها بهدوء دون أي كلمه..
تقدمت منه تقول :كُنتَ في فيلتي قبل قليل صحيح ؟
انتهى األمر لن يُمكنه اإلنكار فالخادمة أخبرتها دون شك لذا لم ينكر األمر ولم يُعلق بتاتا ً..
توقفت أمامه وقالت بهدوء :جان لم يكن واضحا ً معك ؟ لما إذا ً ذهبتَ الى آلبرت ؟
عقد كين حاجبه بإستنكار فأكملت جينيفر :في سبيل الهروب مما أنتَ فيه قُمتَ بجر اآلخرين
شخص فضيع..ٌ إليه ! كين أنتَ
وقف كين بطريق ٍة حاده يقول :ما شأن آلبرت ؟!! لما تُدخلينيه باألمر بينما لم أُخبره بشيء ؟!
جينيفر :اها صحيح ،هو فقط إنزعج من خادمتي بدون سبب وقرر ترحيلها..
دُهش كين من كالمها فهو لم يتوقع أن يفعلها آلبرت ويطردها حقا ً..
ثوان قبل أن يرد عليها قائالً :كال لم أُخبره ،شاجرتُ الخادمه فقام بطردها دون أن أُخبره ٍ
ً
بالسبب ،لما هل تضنين آلبرت يحتاج الى سبب لكي يفعل شيئا من أجلي ؟
إبتسمت تقول :تعتمد عليه حقا ً..
إنقلبت إبتسامتها الى حقد وهي تُكمل بهدوء :كين ،أنت ال تعرفني جيدا ً ! من يُحاول إيذائي
أُمزقه إربا ً هو و ُك ٌل من له عالقةٌ به..
بالكاد سيطر على خوفه منها ومن كالمها وهو يُجيبها :بلى أعرف ،لطالما كرهتي آليس وها
ت تؤذين إبنها الوحيد ،إمرأةً مجنونه.. أن ِ
جينيفر :حسنا ً وهذا يعني بأن حركةً ساذجة منك ستؤذيك أنت وال ُمقربون منك ،ماذا ؟ ألم يقل
جر هو أيضا ً الى هذا المصير ؟ لك جان هذا ؟ بأن من تطلب ُمساعدته يُ ّ
كين بسرعه :أخبرتُك بأني لم أقل له شيئا ً!!!
جينيفر :كيف أفعلُها ؟ في عصير البُرتقال الذي يُحبه كثيرا ً ؟ أو في طعامه ؟
إتسعت عيناه من الصدمه جراء إكمالها لكالمها وكأنها بالفعل جادةً بما تُريد فعله!!
ت لن تفعليها! كين بعدم تصديق :أن ِ
جينيفر :وهل تراني غبيه ؟ لطالما أعطيتُك فُرصا ً كثيره يا كين لكي تتوقف عن التدخل في
شؤوني ،لطالما هددتُك كثيرا ً وال أمل فيك ،لن اصمت أكثر..
كين بإندفاع :أُقسم بأني لم أقل آللبرت شيئا ً !! صدقيني في هذا!!
ضاقت عيناها وقالت :وإن صدقتُك هل هذا يمحي فعلتك بإخبار عمك عن الطفل ؟
كين :أنا من فعلها لذا ال شأن ألحد بذلك..
ي تهديدك بأحدهم.. جينيفر :إن كُنتَ إنتحاريا ً فعل ّ
صمتت للحضه قبل أن تبتسم وتقول :إختر من علي أن أُدمر من إخوتك ؟ آلبرت ،أم فلور ؟
إنحنت تهمس :ماذا عن فرانس لكي ينام الى األبد ؟ أو إستيال فهذا سيُريح عمك من ِعنادها!
إتسعت عيناه من الصدمة ليقول بعدم تصديق :لن تفعليها..
صرخ في وجهها ُمكمالً :أُقسم بأنك لو فعلتها سأُخبر الجميع بهذا حتى أبنائك!!
مدت يدها ودفعتُه بقوة ليسقط الى الخلف على األريكة وهي تقول بحده :سأقتُلك حينها يا كين
!!! إال أبنائي!
شد على أسنانه يهمس :إذا ً ال تتمادي أكثر ،يكفيك أنا..
نظرت إليه بهدوءٍ تام قبل أن تقول :أصبحتَ تُجيد التهديد ؟
أشاح بنظره عنها يُحاول السيطرة على أعصابه وعلى الرجفة التي إجتاحته من كالمها عن
أخوته..
عندما لم يُعلق قالت :ال تكن أنانيا ً ،أنتَ من حشر نفسه في شؤوني لذا عليك تحمل العواقب ،
وكُلما تماديت أكثر كُلما كانت العواقب أكثر سوءا ً ..ال تجر غيرك الى أخطائك وال تِحمل
اآلخرين ذنوبك ! تحملها بنفسك دون كلم ٍة واحده..
رفع عينيه إليها لفتره قبل أن يسأل :لما تفعلين هذا ؟
تجاهلت سؤاله وهي تقول :رحلة ألمك ستكون أقصر إن عشت كالكلب ال ُمطيع..
إلتفتت وإتجهت الى خارج الغُرفة ُمكمله :ما سيحدث الليله ال تُبدي له أي ردة فعل ُمبالغه فهي
نتيجة ما قُلتَه لعمك ..وإن فتحتَ فمك وقتها ستكون النتيجة أقسى...
توقفت عند بابه لفتره تُفكر ثُم إلتفتت إليه تقول :أجل وجدتها ،إن تماديت ُمجددا ً ولو بكلم ٍة
واحده سيتكفل جان بإنهاء حياة فرانس ،فلم يعد ُمفيدا ً لي وهو أيضا ً يعرف الكثير عني أكثر
مما تعرفه أنت لذا التخلص منه هو الخيار األفضل ،كُن غبيا ً وتسبب بقتل أخيك ألجلي حسنا ً
كين ؟
وأغلقت الباب خلفها حال ُخروجها..
شد على يديه يُحاول السيطرة على رجفة جسده وهو ال يعلم مالذي ستفعله جينيفر!
هل أخطأ عندما أخبر عمه عن إيدن ؟!!
ماذا ستفعل ؟ ما الذي ستفعله بالضبط!!!..
رفع قدمه ودفع الطاولة التي أمامه بقو ٍة ُمحدثةً بعض الضجيج لينحني بعدها واضعا ً رأسه
سحقا ً!!!
سحقا ً ُسحقا ً ُبين يديه هامساًُ :
عض على شفتيه قبل أن يصرخ صرخةً أخرج فيها كُل الغضب والخوف واأللم الذي بداخله..
صرخةً عالية وصلت الى مسامعها وهي تنزل الدرج لترتسم إبتسامةً ساخره على شفتيها..
هي حقيقةً لم تُفكر بأي شيء لتفعله ،قالتها لتضعه في دوامة الترقب وتعذيب الضمير..
أمر ُمفجع أسوأ بكثير من حدوثه فعالً.. فعذاب إنتظار حدوث ٍ
تُحب هذا ،تُحب أن تُدمر اآلخرين نفسيا ً أكثر من أن تُدمرهم جسديا ً..
فهذه هوايتها ،وهذه الهواية فقط المجانين يمتلكونها..
***
6:34 pm
توقفت السيارة السوداء أمام هذا المنزل ذو المساحة الواسعة للغايه ونزل السائق يفتح الباب
الخلفي..
شعر أشقر ُمصفف الى الخلف وعينان ناعستين خرج من السيارة رجل في ُمنتصف العُمر ذو ٍ
للزرقه بمالبس سوداء إيطاليه.. رماديتان مائلتان ُ
إنه النوع ال ُمفضل لديه ُرغم كونه فرنسيا ً ولكن الخياطة ال ُمتقنة في المالبس تُجذبه كثيرا ً..
بمظهر أنيق ،وبمالمح جذابةً للغايه..
ٍ يتمتع
سبقه السائق للداخل ليفتح له الباب وما إن خطى الى الداخل حتى وقف األغلبية من قوة
حضوره ُرغم أنهم ال يعرفون من يكون!
فـ "البروفيسور" القلة من األعضاء فقط يعرفون وجهه!
تعرف عليه أحدهم حتى أصابه توتر كامل وهو يتقدم قائالً :أهالً بالزعيم ! إنه شرف لنا ما إن ّ
تزور فرعنا الثانوي ُهنا ،لو ُكنّا نعرف بحضورك ألعددنا لك إستقباالً يليق بك!
إتسعت عينا البقيه وتبادلوا النظرات بينما لم يُعلق البروفيسور على كالمه بل سأله ُمباشرةً
بهدوء :أين كارمن ؟
مد الرجل يده يقول :تفضل ،سآخذك الى الغُرفة الرئيسيه وأستدعيها ألجلك..
أوصله الى إحدى الغُرف ،واسعه و ُمطلة بنوافذها الكبيرة على الحديقة الخارجيه للمنزل..
جلس بهدوء على أريك ٍة ُمنفرده ينتظر كارمن وأمامه الخادمه تسأله عما يُريد شُربه..
طلب منها أن تأتي الحقا ً فال نية لديه بالشرب اآلن لذا إنحنت بطاعه ثُم غادرت الغُرفه ليبقى
وحده برفقة سائقه والذي بدا أشبه بالحارس الشخصي من كونه سائقا ً..
الحظ عبر النوافذ العديد من رجال العصابه يتوزعون واقفين بالقُرب من النوافذ الكبيرة
هجوم غادر..
ٍ ليحرسوها من الخارج تحسبا ً ألي
ثوان لتدخل كارمن وما إن رأته حتى إبتسمت تقول :ماذا ؟ أي تشريف هذا أيُها البروفيسور ؟ ٍ
تقدمت منه تُكمل :هل هي المرة األُولى التي تُشرف هذا الفرع بحضورك ؟
إبتسم البروفيسور قائالً :ما دُمتُ بستراسبورغ قررتُ زيارتك وخاصةً بعدما سمعت عما حدث
..
تنهدت وجلست وهي تُشير للخادمه التي دخلت بعدها لتذهب وتقدم لهم بعض الشراب..
كارمن :إن كان عن إبنة فينسنت فرجاءا ً توقف ،لقد تعبتُ منها ! ال أعلم كيف ال يظهرون
الخونه في فرعي إال عندما نُمسك بها!
البروفيسور :آليس كان لها الكثير من الموالين ،منعتُ التحدث عنها في ال ُمنظمة خشية أن
يتداولون قصتها ويقوم الموالين بأخذ صف كُل من كان معها ،أُراهن أن الخونة لم يُساعدوا
ت أكثر كي أمحي إبنة فينسنت ألنها إبنته بل ألنها على معرف ٍة بآليس ،يبدو بأني أحتاج لسنوا ٍ
إسمها من ال ُمنظمه..
كارمن :في فرعي ال نتحدث عنها أصالً ُ ،ربما القلة ممن كانوا متواجدين في عهدها يعرفون
عنها أما البقية فال..
البروفيسور :على أية حال هذا ليس ما جئتُ ألجله بل ألجل باتريك..
نظرت كارمن الى الخادمه وهي تُقدم الشراب وعلقت :أرجوك الحديث عنه يستفزني..
البروفيسور :لدرجة أن تقتُليه هكذا ؟ أن يكون الخائن شخص له مكانته في ال ُمنظمة هو ٌ
أمر
حساس ! وال يدل إال على أن لديه صلة بعدو من الخارج ،كان عليك حبسه وإستجوابه..
كارمن :باتريك شخص عنيد ،أعرف بأنه لن يتحدث..
طرق لإلستجواب يا كارمن ،معرفة هو جاسوس لمن عليها أن تكون البروفيسورُ :هناك عدة ُ
من أولوياتك ،حتى اآلن ال يُمكنني إستيعاب فعلتك..
كارمن وهي تأخذ كأس الشراب من الخادمه :ال عليك ،تابعي وأنا أكثر من يعرفه ،صدقني لم
يكن ليتحدث وأيضا ً من غيره يُعادينا ؟ أُراهن بأن ثيو هو من زرعه!
صمت البروفيسور لفتر ٍة يُراقب الخادمه حتى خرجت بعد أن أعطته كأسه ،فما إن خرجت
حتى نظر الى كارمن يقول بهدوءٍ تام :ولما ال يكون أنت ؟
بالكاد حاولت عدم إظهار صدمتها وهي تشرب من الكأس قائله :أنا ماذا ؟
البروفيسور بهدوء :تفهمين ما أعني ،الجاسوس يا كارمن..
إبتسمت ووضعت الكأس على الطاولة تقول :لم أعتقد بأنك تُجيد إلقاء الدُعابات..
البروفيسور ببرود تامُ :منذ متى بدأتي بخيانتي ؟
كارمن واإلبتسامة ذاتها على شفتيهاُ :منذ أن بدأت تشك بي ،توقف عن الشك ولن يكون
ُهناك خيانه..
البروفيسور :باتريك كان في منزل آليس طوال الوقت ،متى تسنى له الوقت بتهريب رين ؟
كارمنُ :ربما قام بإيقاف الزمن حتى يُمكنه قراءة الموقف وحله..
البروفيسور :وكيف لبشري أن يوقف الزمن ؟
كارمن :كان يدي اليُمنى ،لن يصل الى هذه المكانة مالم يكن يملك من القُدرات الشيء الكثير
..
سخريه ؟ البروفيسور :الى متى ستستمرين بال ُ
ً
كارمن ببرود :حتى تتوقف عن إتهامي ،فهذه تُعتبر إهانة في حقي..
ت من أهان نفسه عندما قرر سلك طريق الخونه.. البروفيسور بهدوء :أن ِ
كارمن :أحتر ُمك جدا ً لذا ال تجعلني أضطر الى ُمغادرة الغُرفة وتركك!
ت على فيكتور ليتخلص من الملف ؟ إبتسم البروفيسور بهدوء قبل أن يسأل :لما أصرر ِ
كارمن :الملف هذا كان كاللعنه ،لن أحتمل فكرة أن يُسرق ُمجددا ً ونعود الى دائرة القلق
ُمجددا ً..
البروفيسور :لما لم تقتُلي رين ُمباشرةً عندما أمسكتم بها آخر مره فلقد طلبتُ أن تُقتل دون
تردد..
كارمن :أبدت بعض التعاون فقررتُ أن أُعطيها فُرصةً أخيره فالملف كما قُلتُ لك هو من
التنازالت ُرغما ً عنا..
ُ يجعلنا نقلق ونقوم ببعض
البروفيسور :لما غيرا الحارسان الذان كانا يحرسان غرفة رين كالمهما ؟ ففي البداية قالوا
بأن دارسي وحده من دخل لها وعندما قُتل باتريك إتهموه بأنه قد دخل أيضا ً ؟
كارمن :أعتقد بأنه من الواضح كونه هددهم وعندما مات تخلصوا من التهديد وأجابوا
بصراحه..
البروفيسور :باتريك خرج من منزل آليس ببعض األدلة كما قال أحد األعضاء الذين رافقوه
فلما عند موته إختفت ؟
كارمنُ :ربما أخذها معه الى العالم اآلخر..
سخريه.. ضاقت عيناه وبدأ ينزعج من عودتها الى ال ُ
عندما رأت اإلنزعاج على وجهه رفعت حاجبها وقالت :حسنا ً ،المقر تحت يدك ،فتش وإسأل
وإفعل ما تُريد ولكن صدقني ....عندما ال تجد أي دليل على إتهامك لن أُسامحك حينها..
ت طويله ،أن أُقابل باإلتهام بدل اإلمتنان هو إهانة لن وقفت وأكملت :عملتُ تحت يدك لسنوا ٍ
سأترك ال ُمنظمة بعد أن تكتشف كونك أخطأت ُ يُمكنني تجاوزها ،اسفةً على قول هذا ولكني
بحقي..
أكملت :إعذرني..
وبعدها خرجت من الغرفة تاركةً البروفيسور في حير ٍة من أمره..
فربما جعلت شك البروفيسور يتزعزع تركت الغرفة وهي تعلم بأن هذه نُقطة الال عوده ُ ،
بواسطة كالمها ولكن إن بدأ الشك في أحد فلن يتركه أبدا ً..
لذا عليها أن ترسم طريق النهايه فورا ً بطريق ٍة صحيحه قبل أن تنقلب كُل األمور على رأسها..
***
8:12 pm
دخل الى شقته بعد أن أمضى الكثير من الوقت خارجا ً يتأكد من محتويات الملف ال ُمرسل..
لقد إكتشف كونها صحيحة بالكامل ،صحيح بأن أغلب المعلومات هي لفرع ستراسبورغ ولكن
معلوماته عن فرع باريس القليله كُلها صحيحه..
عن الموقع الرئيسي ،وعن موقع منزل البروفيسور وعن كاميرات ال ُمراقبة حوله..
عن المقاهى التي يعتاد أعضاء ال ُمنظمة التجول فيها في أوقات فراغهم وعناوين منازل القليل
من األعضاء البارزين..
كُل شيء كُتب كان حقيقيا ً..
ت ضخمه.. لقد جمع بالفعل معلوما ٍ
جلس على األريكة هامساً :ريكس لم يدخلها إال لإلنتقام!
أخذ نفسا ً عميقا ً فلقد ضن سابقا ً أنه دخل المنظمة ليخطو حذو والدته ولكن األمر ُمختلف..
لم يُفكر بشأنه كثيرا ً وخاصةً بعد تلك الليلة التي رآه فيها يُساعد في نقل بضائع ممنوعةً ألحد
التُجار..
هو يعمل كفر ٍد منهم تماما ً ولكن هدفه اإلنتقام ليس إال..
هدفه جمع كُل المعلومات عنهم ،أصبح ال يدري هل يُريد اإلنتقام من ال ُمنظمة كُلها أو من
شخص ُمحدد ؟
ٍ
أو ربما هناك ما يُريد الوصول إليه ،حقيقة مخفية عنه لهذا يجمع المعلومات للوصول إليها!
ُربما ،ولكن األكيد هو أنه يمتلك هدفا ً ويُجاهد للوصول إليه..
همس لنفسه :هل أُجرب ُمحادثته ؟
سخريه قائله :وتستغله لتحقيق إنتقامك الخاص ؟ رفعت حاجبها ب ُ
إتسعت عيناه من الصدمه ووقف بسرعة ينظر الى الخلف ليجد فتاةً تقف ببرود ناظرةً إليه..
هذه رين ! متى وصلت الى باريس وكيف دخلت شقته ؟!!!
تقدمت منه وتجاوزته لتجلس على أريك ٍة ُمقابله تقول :هل أنت هكذا عادةً ؟ تستغل اآلخرين
ألجل مصلحتك ؟
نظر إليها قليالً قبل أن يجلس هو بدوره يقول :كيف دخلتي ؟
رين :مع النافذه ،ماذا برأيك ؟ شقةٌ بطابق ُمرتفع بالتأكيد سأدخل عبر الباب..
ثيو :وكيف حصلتي على ال ُمفتاح ؟
رين :السرقة سهلة في هذا الزمان..
ت تصورين لي نفسك ،هذا يعني تنهد ليقول بعدها بإبتسامه :مرحبا ً رين ،باألمس فقط كُن ِ
ت أمامي ُمباشرة ! ألهذه الدرجة غاضبه ؟! بأنك إستعدتي ذاكرتك بعدها وها أن ِ
إنزعجت رين وهمست :وقح حقير!
ثيو :ه ّيا بال ُمقابل أخرجتُك من ُهناك ! المصلحة ُمشتركه..
رين :ال أُريد مصالح ُمشتركه ! اإلستغفال جريمة حقيره ..والكذب جريمة أخالقيه ،
واإلستغالل جريمة قانونيه ،وأنت أجرمت بحقي بهذه الجرائم الثالث..
ثيو :هل تعلمتي مؤخرا ً هذه الكلمه ؟ قُلتها خمس مرات في مر ٍة واحده!
سخريه تقول :منذ متى وأنتَ تُجيد اإلستفزاز ؟ أمثالك يلتجؤن لإلستفزاز عندما إبتسمت ب ُ
يكونوا ُمرتاحي البال ،قديما ً كان الغضب واإلنزعاج وحده من يُسيطر على مالمحك ،أما اآلن
سخريه.. ...إستغليتني تماما ً وخرجتَ بفائد ٍة من هذا ،بالتأكيد ستكون ُمتفرغا ً لل ُ
يستطيع أن يستشعر كمية الغضب في نبرتها..
التعامل مع شابةً غاضبه وحانقة عليك لهو أمر بغاية الصعوبه..
حاول تلطيف الجو وهو يقف متجها ً الى مطبخه المفتوح ُمخرجا ً كوبا قهوة أنيقين يقول :في
هذا الجو البارد تُريدين القهوة ال ُمرة أو الشوكوال الساخنه ؟
نظرت إليه تقول :إن كان ُهناك قهوةً تُعادل مرارة أفعالك فأشرب منها ُربما تشعر حينها
بفضاعة ما فعلت..
إبتسم ُرغما ً عنه وبدأ بإعداد كوبين من قهوة الكابتشينو ال ُمحاله لعلها تُخفف من حدة
تصرفاتها ال ِعدائيه تجاهه..
دقائق حتى تقدم ووضع كوب القهوة أمامها ،نظرت إليه ببرود وما إن لمع الخاتم الفضي
بأصبعه في عينيها حتى ظهرت إبتسامة غريبه على شفتيها..
إتجه الى األريكة األُخرى وجلس عليها يقول :حسنا ً ،ماذا أفعل لتُخففي غضبك هذا ؟
رفعت نظرها إليه تقول :أنتقم منك ،هذا فقط سيمحي غضبي تجاهك..
إبتسم يقول :حقا ً ؟ ماذا ستفعلين ؟
صمتت للحضه قبل أن تقول :مثالً أُعطيهم خبر عن كونك تملك عائلةً صغيره بدول ٍة بعيده ،
أُراهن بأن هذا الخبر سيُسعدهم للغاية وخاصةً أمثال دارسي الذي يعشق قتل األبرياء..
إختفت اإلبتسامة من شفتيه قبل أن يقول بهدوء :رين نحنُ لسنا أطفاالً ،دعينا نتحدث بجديه
،أعلم أنك يستحيل أن تفعليها لذا ما الهدف من قولك لكالم ال يُناسب مبادئك ؟ فقط لتستفزيني
؟
أشاحت بنظرها عنه فهاهو يُزعجها ُمجددا ً..
يستفزها وفي الوقت ذاته يكون ُمحقا ً في كالمه..
لطالما سبب هذا الرجل لها الكثير من الزعزعه!
ورغم أنها ُمتهمة من الشُرطة بسبب إشتباهها بقتلها لصديقتها مهما هربت منه وإختبأت عنه ُ
إال أنه لم يُلقي القبض عليها وال لمره في كُل مرة يتقابالن!
كان فقط يُحاول سحب المعلومات منها ،عن والدها وصديقتها وعمن قتلهما وعن ال ُمنظمة
والكثير من األمور..
ومهما رفضت وطردته وصرخت في وجهه لم يتغير موقفه..
كان رجالً قويا ً في نظرها ورغبت من داخلها أن تثق به ولكن بعد أن أخبرها ريكارد عن كونه
يرغب باإلنتقام خافت منه..
ً
خافت من أن تضع ثقتها به ليتخلى عنها حالما تقع في ُمشكلة تُهدد حياته ويختار أول طريق
يوم آخر.. للهروب حتى يتسنى له إكمال إنتقامه في ٍ
خشيت أن يستعملها فقط ال غير ،أخبرها ريكارد عن كونه تنازل كثيرا ً في سبيل حماية أخوته
،هذا الرجل كثيرا ً ما يتنازل عن هدفه إن هدد أحدهم حياة ال ُمقربين منه..
بالتأكيد كان ليتخلى عنها إن خيروه بينها وبين عائلته..
وفقدانها لذاكرتها كان خير دليل ،هو حقا ً ُمستعد لفعل أي شيء لتحقيق إنتقامه حتى لو عنى
ذلك إستغفال وإستغالل فتاةً فاقده لذاكرتها..
إنها ....تكرهه للغايه..
أخذت الكوب ورشفت منه القليل ،بقيت تتأمل سطح الكوب لفتر ٍة قبل أن تقول :إذا ً إسمح لي
بإستغاللك..
عقد حاجبه فرفعت نظرها الى عينيه تُكمل :تشعر بالذنب ؟ إذا ً دعني أستغلك لنتعادل..
إبتسم بهدوء يقول :عجيب ،ضننتُك ستقلبين المكان رأسا ً على عقب من شدة الغضب..
رين :وماذا سأستفيد حينها ؟
ت تُفكرين بعقالنيه..ثيو :أخيرا ً أصبح ِ
سخريته ووضعت الكوب على الطاولة تقول :هل هذا أسلوب شخص يُريد إنزعجت من ُ
اإلعتذار ؟!
إبتسم لها يقول :ومن قال بأني سأعتذر!
ضاقت عيناها تقول ببرود :تراجعتُ عن كالمي ،سأقلب المكان رأسا ً على عقب بالفعل..
ضحك ضحكةً قصيره ثُم قال :حسنا ً ،ما رأيُك بالعمل معا ً ؟ تُريدين اإلنتقام منهم وجعلهم
يدفعون ثمن مافعلوه لك وأنا أُريد إنهائهم عن بكر ِة أبيهم ،أوليس التعاون هو الحل األفضل ؟
رين :الحل األفضل بالنسبة لك ! أنا فقط أُريد قتل دارسي وتأمين حياةً ُمسالمة لي وألُختي ،
لن أخوض في معرك ٍة نسبة عودتي منها حيةً هي % !0
ثيو :إذا ً دارسي هو من أرتكب تلك الجرائم ؟
دُهشت من كونها زلت بلسانها فسابقا ً لطالما حقق معها راغبا ً بمعرفة من يكون القاتل!
تكره عندما تزل هكذا دون وعي!!!
حاول ثيو تغير الموضوع قبل أن تغضب منه ُمجددا ً يقول :لطالما إستفزيتهم ،هم بالفعل
يُريدونك اآلن ميته لذا ال سبيل للهرب ،تدميرهم هو الخيار األفضل..
رين :سأجد طريقه للهروب ،لن أُعرض حياة المزيد ممن حولي الى الخطر!
ت تختبئين في عدة أماكن طوال الشهر الماضي كانوا يصلون إليك في كُل ثيو :حتى عندما كُن ِ
ت كبيرة ال تُعد وال تُحصى.. مره ،عزيزتي ،األمر ُمستحيل فلهم ِصال ٍ
عندما فتحت فمها لتتحدث قاطعها ُمكمالً :الحظي األمر من جه ٍة أُخرى ،أنا لن أستفيد شيء
بالعمل معك ُ ،ربما الملف وبعض المعلومات ما جعلني أُحاول في السابق ولكن اآلن أماك دليالً
يُدينهم وأملك جاسوسا ُ بينهم ،رين هذا عرض سخي مني ،إقبليه فلو رفضته ستواجهين
المشاكل بال ُمستقبل..
ضاقت عيناها لفتره قبل أن تقول :ولو أخبرتُك أن نُقطة ضعف البروفيسور بين يدي ماذا
ستفعل ؟
عقد حاجبه لتبتسم بهدوء قائله :أنا أضمن حياتي بهذا ،قطعا ً لن يمسني سوء ،فحتى لو كان
البروفيسور بعظمته فهو لن يصمد ولو لثانيه تجاه ما أملكه ُ ،ربما يصل به األمر لبيع ُمنظمته
بالكامل وأنا جاده فيما أقوله..
كالمها أثار فضوله للغايه وعقله حاول مرارا ً توقع أي شيء ولكن لم يخطر بباله نُقطة ضعف
بالقوة التي وصفتها!
ما إن رأت عقدة حاجبيه حتى قالت بهدوء وثق ٍة تامه :لطالما وصفوني بكعب أخيل ال ُمنظمه ،
وأنا كذلك بالفعل ،فليس هذا وحسب ما أملكه بل حتى ما قاله لي والدي قبل وفاته..
إختفت مالمح الثقة من وجهها حالما نطقت جملتها األخيره وبدأت الحيرة والضياع تجتاح
مالمحها..
تعجب من إنقالبها هكذا وسألها :مابك ؟
رفعت عينيها إليه بضياع وحاولت فتح فمها لتُجيبه ولكنها لم تستطع..
إنحنت تضع رأسها بين يديها ومنظر الدماء حول ُجثة والدها تحجب عنها الرؤيه!!..
مهما حاولت تذكر تلك اللحضة القصيره قبل وفاته وكالمه المهم ذاك ال يُمكنها!
صداع في رأسها وهي تراه يضع يديه على كتفيها بوج ٍه حاد قلق وفمه يتحرك بشكل إشتد ال ُ
سريع ولكن ال يُمكنها سماع ما يقوله!
تتشوش الصور لتُظهر وجهه تارةً وتارةً وهو ُمضجع بالدماء..
سحقا ً..سحقا ً ُ همست بين شفتيهاً :
"ال تُخبري هذا ألحد ،إياك يارين"......
ت أُخرى..فقط هذه ال ُجملة ،فقط هي ما تتردد مرات وتختفي بمرا ٍ
سرت رجفةٌ بكامل جسدها عندما شعرت بي ٍد دافئه على كتفها لتقف بدفاع تنظر الى ثيو الذي
بدا قلقا ً عليها..
صدرها يعلو وينزل من تنفسها السريع المسموع ليسألها ثيو :مابك فجأه ؟
هزت رأسها نفيا ً تقول :ال شيء ،ال شيء...
وأكملت في نفسها" :لما ؟!! لقد إستعدتُ ذاكرتي فلما ال أتذكر تلك اللحضه ؟"!!
صدمت للغايه وتتذكر كم كانت هذه معلومةٌ بغاية تتذكر مشاعر تلك اللحضه ،وتتذكر كونها ُ
السريه..
معلومة ال يعرفها أي أحد بالعالم سواها هي!!
فلما ال تتذكرها إذا ً!!!
تعرف كم كانت معلومةٌ قويه قد تقلب الموازين فلما ال تتذكرها ؟!
لما ذاكرتها ترفض هذا!!
تقدمت وذهبت الى المطبخ ،أخذت كأس ماء وشربته وهي تُحاول ترتيب أفكارها..
ُربما ألنها لم تستعد ذاكرتها ُمبكرا ً لذا ُهناك بعض الذكريات الضائعة..
نعم ،ال بأس ستتذكرها مع الوقت..
أمر تافه كهذا.. عليها أال تقلق ألجل ٍ
ت تتصرفين وكأنه منزلك.. عادت ُمجددا ً وثيو ينظر إليها قائالً :أصبح ِ
جلست على أريك ٍة أُخرى بعد أن أخذت كوبها قائله :عليك أن تشكرني لكوني لم أرمى الكأس
أرضا ً بدالً من وضعه على الطاوله..
إبتسم بهدوء ليسأل بعدها :حسنا ً ،ماذا عن كالمك سابقا ً ،هل يُمكنك تفسيره ؟
هزت رأسها نفيا ً تقول :كال ،أنت ُمحقق لذا أخشى بأن تفسيري يكشف لك كُل األوراق وأنا
أُريد اإلحتفاظ بها لنفسي..
ثيو :ألم نتفق على كوننا سنتعاون ؟ ال باس إذا ً بكشف األوراق!
عقدت حاجبها بإنزعاج تقول :لم أتفق معك على هذا!!
ت.. ثيو بإبتسامه واثقه :بلى فعل ِ
رين بحده :قُلتُ ال أال تفهم ؟
ت كُل هذه المسافة لتريني ؟ بالتأكيد ليس ألن تُخبريني بمدى غضبك من ثيو :إذا ً ،لما قطع ِ
إستغاللي لك..
صدمت من جملته وأشاحت نظرها عنه فورا ً فلقد كشف ما أخفته في صدرها منذ دخولها!.. ُ
أجل ،لم تحضر سوى لشيء واحد..
بالتأكيد ُمشاجرته وإخباره عن كرهها لتصرفاته كانت أحد األسباب الفرعيه ولكن السبب
الرئيسي كان شيئا ً ُمختلفا ً!..
ُربما إبتعدت عنه في الماضي ولكن في الحاضر ساعدها حتى لو كان ألجل مصلحته!
أنقذها تلك الليلة هي وريكس من ذاك القاتل وال يُمكنها نسيان كم كانت ُممتنة له آنذاك..
وقبل فتر ٍة قصيره أراها كم أنه بمقدرته ُمساعدتها وإخراجها حتى لو كانت بوكرهم وبوجود
إثنان من القاده!
هو شخص قوي ! ال تعلم عن قوته الجسديه ولكنه قوي بتصرفاته وبعقله وبارتباطاته!
التعاون معه هو الحل األمثل..
لشخص في مثل ٍ إن أرادت الهروب واإلختفاء هي ونينا عن أنظار ال ُمجرمين فهي بحاج ٍة
مكانته يُبرئها من تُهمتها ويمحو وجودها ألجل أال يصل إليها أحد..
أخذت نفسا ً عميقا ً ثُم عاودت النظر إليه تقول :كال لم آتي ألتفق معك ،أتيتُ ألُجبرك بالتكفير
عن ذنبك عن طريق السماح لي بإستغالل نفوذك بالحكومه..
ثيو :وبدون ُمقابل ؟
قطبت حاجبيها تقول :إنه إستغالل وتكفير ذنب فكيف يكون ب ُمقابل!!
ثيو :حسنا ً ولكني لن أسمح لك إال بوجود ُمقابل ،ال يوجد قانون يمنعني من طلب هذا..
شدت على أسنانها تقول :أنتَ تلعب بقذاره..
إبتسم قبل أن يقول :رين كوني صريحه ،ألم تفعليها من قبل ؟ إستغالل اآلخرين ألجل
مصلحتك ؟!
حاولت إخفاء توترها من سؤاله..
نعم ،لطالما فعلتها مرارا ً وتكرارا ً سواءا ً كانت في فترة فقدان ذاكرتها أو قبلها..
ثيو :كُلنا نفعل ذلك ،الكُل يغتنم الفرصة حال وجودها بين يديه ،القذر هو من يستغل اآلخر
دون أن يضمن له سالمته ،أنا لم أتركك سابقا ً في ال ُمنظمة وأخليت مسؤوليتي منك ! أخرجتُك
يارين ُ ،ربما أستغليتُك ولكني حرصتُ على أال تتأذي ..ما فعلتُه لم يكن تصرفا ً قذرا ً..
إسترخى في جلسته ُمكمالًُ :ربما ال تعرفين بهذا ولكني قابلتُ لوكا ،أخذتُ منه بضع معلومات
وبال ُمقابل توسطتُ له عند أحد رجال الشُرطة لكي يُحققوا له مطالبه ،أنا لستُ بالشناعة التي
تتصوريها في عقلك..
بقيت تنظر إليه لفتره قبل أن تقول :ولكن هذا ال يعني كوني أخطأتُ عندما كرهتُ إستغاللك
لي!
ثيو :كال يحق لك هذا ،ردات الفعل تختلف عادةً وال ألومك..
صمت قليالً قبل أن يقول :دعينا نختصر الموضوع ،تُريدين أن يتم قتل دارسي لتنتقمي منه
وبال ُمقابل تُريدين أن تعيشي مع أُختك بسالم ،أستطيع أن أؤمن لك مكانا ً آمنا ً وأُخفي وجودك
تماما ً ولكن لن ترضي أن تعيشي في خوف طوال حياتك ؟ لن يمكن لفتا ٍة صغيرة لنينا أن
تشعر بالراحة في حياتها بل ستكون حياةً مليئة بالخوف والقلق وقطعا ً لن تنشأ النشأة
الصحيحه ،صدقيني ،هذا ليس خيارا ً جيدا ً..
بخوف منهم
ٍ أمر ُمستحيل ،عشتُ رين :لكني ال أقوى على مواجهة ُمنظمةً بهذا الحجم ! إنه ٌ
طوال الوقت وكُلما تذكرت كون ُهناك قتلة ُمنتشرون يبحثون عني أستيقظ من نومي ُمرتعبه!
ت تدعمين كالمي بردك هذا ،لن يمكنك ُمطلقا ً أن تنعمي بالراحة دون أن ت ؟ أن ِ
ثيو :رأي ِ
تُنهيهم تماما ً..
ت تُشاهدين أفالم األكشن أكثر من أفالم التحقيق صحيح إبتسم وقال :ولما تُضخمينها هكذا ؟ أن ِ
؟ األشرار يُهزمون دائما ً ،في أفالم األكشن تكون الهزيمة بحاج ٍة الى قوه ومهاره وعدد وفير
من ال ُحلفاء وتكون ُهناك عادةً الكثير من الضحايا ،ولكن بأفالم التحقيق ال تحتاج لهزيمة
األمر بغاية البساطه..
ُ ال ُمجرمين سوى للمعلومات وعقلك ،
لم تُعلق فقد فتح عقلها على نُقط ٍة لم تفقها من قبل..
أكمل كالمه :تجميع المعلومات بشأنهم والدالئل وإيصالهم الى نُقطة النهايه ومن ثُم قلب كُل
شيء على رؤسهم بشك ٍل ُمتتالي ،إن كان لهم أي ٍد بالشُرطه فسنلتجئ للصحافة ولنشر
معلوماتهم للعامة كي تُصبح قضيتهم يصعُب على أح ٍد التستر عليها ،إن أحكموا سيطرتهم
على الصحافة فنحنُ بزمن التكنولوجيا حيث أن مواقع التواصل اإلجتماعي هي ما تحكم العالم
،نشر مقاطع ومعلومات بحسابات مجهوله وإيصالها الى الترند العالمي يجعل من الصعب
على أي أحد أن يغض البصر عنها ،األمر بسيط يارين ،فقط نحتاج الى العقل والمعلومات
وهذا لن يحدث إن عمل كُل واحد منا ب ُمفرده..
ُمجددا ً لم تجد شيئا ً لتقوله..
أتت لتُشاجره وتُجبره على تنفيذ طلباتها ولكنه بال ُمقابل أقنعها بموضوع لم تُتجرأ وتُفكر به
أصالً..
ساد الصمت بينهما لفترة ،هو يشرب قهوته بهدوء ويُراقب وجهها الحائر في كالمه بينما
هي تُقلب األمر مرارا ً وتكرارا ً في رأسها..
الرغم من كونها كذلك إال أن إيجابياتها أكبر بكثير من سلبياتها.. إنها ُمجازفه ،وعلى ُ
تُريد الموافقة ولكن ُهناك ما يمنعها ُ ،ربما ألنها ال تزال حانقةً من تصرفه بشأنها لذا تكره
كونها توافقه على كالمه..
وربما ألن ُمجازفتها هذه ستُعرض نينا للخطر وهذا يُخيفها.. ُ
لقد فقدت صديقتها من قبل بسببهم عندما وقفت في وجههم ،تخاف أن تفقد أُختها الوحيدة
أيضا ً!
رفعت نظرها إليه تقول :هل يُمكنني التفكير ؟ أرغب بُمقابلة أح ٍد أوالً..
ثيو بإبتسامه :ال بأس ،قابلي لوكا وشاوريه باألمر ،وتأكدي من النظر لجميع األمور من
جميع ُمنحنياتها..
عقدت حاجبها وبالكاد أخفت إنزعاجها فهو مهما حاولت أن تُخفي أمرا ً يعرفه..
فربما على وقفت تقول :أخبرتني أنك تملك جاسوس ُهناك بينهم ،هل لي أن أعرف من يكون ُ
حسب مركزه أُقرر ؟
صمت قليالً قبل أن يقول :ال يُمكنني قول هذا لك ،ولكن ...لنقل أنه في مركز موريس أو
أعلى..
دُهشت من كالمه وقالت بسرعه :هو إذا ً بمركز عا ٍل ويملك الكثير من الصالحيات ! كيف فعلتَ
هذا ؟!
إبتسم دون تعليق في حين أكملت :لحضه ،إن كُنتَ تملك جاسوسا ً بمثل هذا المركز فلما لم
تُقضي على ال ُمنظمة ُمبكرا ً ؟
ثيو :تمتلكين فضوالً عاليا ً ،أسئلتُك سأُجيب عنها عندما تُوافقي على العمل معي..
بقيت تنظر إليه لفتره ثُم إلتفتت وغادرت المنزل بدون أي تعليق..
***
10:23 pm
مشي على طول الرصيف وبيده هاتفه التي فرغت بطاريته منذ عدة ساعات كما قال له
الشُرطي بالمركز..
كان اإلنزعاج با ٍد على وجهه فلقد كان ُمتلهفا ً للغاية كي يُحادث رين ولكن عليه اآلن الذهاب
الى شقته وإعادة تعبئة البطارية قبل أن يتصل عليها..
نظر حوله وبالفعل لم يشعر بأي شيء ُمنذ خروجه من المركز ،يبدو بأن فكرة الخروج في
يوم آخر شتتهم بالفعل ،حتى أنه حرص على الخروج مع إمرأ ٍة ُمسنه كانت قد حضرت لتُعطي ٍ
حفيدها ال ُمتهور طعاما ً بما أنه سيبيت بالحجز..
لقد شتتهم ،ويعرف بأن هذا لن يدوم طويالً..
وصل الى شقته وإبتسم وهو يرى دراجته النارية واقفةً ُهناك..
همس :أشكُرك على العناية بها..
سحب الظرف ال ُمخبأ بالخوذه وصعد الى األعلى يفتحه وهو يقرأ الكلمات القليلة التي كتبتها:
"أنت مدين لي بسباق تحدّي بيننا على طول شوارع باريس"
دخل شقته التي كانت بسطح العمارة واإلبتسامة على شفتيه وهو يهمس :على عائلتي أن
تتوقف عن وصفي بالمتهور فهذه الفتاة أكثر تهورا ً مني..
كانت شقته رخيصة الثمن لم يستأجرها إال لفتر ٍة من الوقت ،كانت مفتوحة على بعضها
بالكامل ،صالةً كبيرة فيها مقاعد وسرير للنوم ومطبخ صغير ُمطل ،وقف بالقُرب من سريره
صدم من ظل شخص يجلس بهدوء حيث ُهناك سلك الشاحن وشبك هاتفه فيه وعندما إلتفت ُ
على جانب األريكة ال ُمرتفع وينظر إليه..
شد على أسنانه للحضه قبل أن يتقدم الى مفاتيح الكهرباء ويُشغل اإلضاءه ليظهر في وجهه
رجالً يراه ألول مره..
شعره أسود كالفحم ويربطه الى الخلف بإهمال وتلك األقراط الفضيه تمأل أُذنه اليُسرى ،وجه
قاتل ال محاله..
لوكا بإبتسامه :عجبا ً ،لما لم يخطر ببالي كونكم تنتظروني ُهنا ؟ كان هذا غباءا ً مني..
إبتسم هذا الشخص يقول :بعض التصرفات الغبيه تأخذ روح صاحبها يا عزيزي..
لوكا :هل لي أن أعرف مع من أتخاطب ؟ أنتَ ال تنوي أن تجعلني أموت بفضولي صحيح ؟
ضحك ضحكةً قصيره يقول :تبحث عني كالمجنون وال تعرف حتى شكلي ! عجيب..
عقد لوكا حاجبه للحضه قبل أن تتسع عيناه بصدمه يقول :أنتَ هو الذي....
أكمل له جملته قائالً :أجل ،أنا هو الذي أخذ روح شقيقك األكبر..
إتسعت عينا لوكا على ِوسعها من شدة الصدمة بينما ال تزال اإلبتسامة على شفتي دارسي
وهو يرى مقدار صدمته..
يستمتع حقا ً بمثل هذه المناظر..
ثوان حتى شد لوكا على أسنانه وتنامى بداخله غضب وألم شديد تجاه هذا القاتل!! ٍ
هذا هو من كان يُمشط فرنسا كُلها بحثا ً عنه!!
هذا هو القاتل الذي ذهب الى طريق الالعودة ليقت ًله فقط!
هو حقا ً ال يُريد شيئا ً من الدنيا أكثر من أن يكونوا بنات أخيه بأمان وأن يختفي هذا الرجل من
الوجود..
سحب خنجرا ُ من تحت المخدة وفتحه وهو يقول بهدوء :جيد بأن ذاك األصلع لبى طلبي
وأحضرك أمامي..
دارسي :ال تتفائل ،أتيتُ ألقتُل وليس ألُقتَل..
تقدم لوكا منه يقولُ :هناك من يحفر قبره بيده كما تعلم..
دارسي :دائما ً أمثالك ال يقرؤن الموقف جيدا ً ،الشخص الطبيعي كان ليتوسل ألُبقيه على قيد
الحياة بدالً من تسريع موته وإنهاء حياته بغباء..
أمسك لوكا بالخنجر بطريق ٍة عكسيه وهاجمه فقفز دارسي من فوق األريكة ُمبتعدا ً لتشق
خنجره سطح القُماش..
دارسي :قتلي ُمباشرةً ؟ لو كُنتُ مكانك لسألتُ على األقل ماذا كانت كلمات شقيقك األخيره..
إتسعت عينا لوكا بغضب ولف على جهته ملوحا ً بالخنجر فتفاداها دارسي ُمجددا ً ببراع ٍة
مدروسه وهو يقول :أو على األقل هل كانت لديه وصية أخيره أو ال..
لوح لوكا بالخنجر مرارا ً وتكرارا ً وهو يقول :إخرس..
كان سريعا ً ماهرا ً بتلويحاته دليل إستخدامه ال ُمحترف للسكاكين ولكنها مزقت اثاثه فقط بسبب
مهارات دارسي العالية في التفادي..
حتى آذته آخر تلوحي ٍة على طول ساعده األيسر جعلته يتراجع قليالً الى الخلف وهو يشد على
أسنانه بإنزعاج..
همس بعدها :لن ألعب معك بعد اآلن..
وأخرج ُمسدسه ُمطلقا ً رصاصةً عبر كاتم الصوت ال ُمثبت على فوهته وبالكاد تفادى لوكا
الطلقة وهو يتدحرج الى الجهة األُخرى ولكن دارسي لم يترك له فُرصة أطلق ُمجددا ً مرةً
وأُخرى حتى أصابته الرصاصة الثالثة بعدما تفادى الثانية أيضا ً بصعوبه..
حيث إحتكت الرصاصة فيه قبل ُ صرخ لوكا صرخةً قصيرة من األلم وهو يشد على جانب بطنه
أن تستقر بالحائط..
ت بارده يقول :خط حياتك ال ُمتهوره رفع عينيه الغاضبتين الى دارسي ليُبادله اآلخر بنظرا ٍ
يتوقف ُهنا..
وأطلق الرصاصة الرابعة دون أي تردد أو تأخير وقبل حتى أن يستوعب لوكا الموقف لتستقر
في بطنه ويصرخ بسببها صرخةً عاليه وهو يتهاوى على األرض..
أعاد دارسي ال ُمسدس لمكانه وهو ينظر الى لوكا الذي كان يُصارع األلم وتلك الدماء الحمراء
تتدفق بشد ٍة من جسده..
كان بإمكانه أن يُصوب على قلبه أو رأسه ليموت ميتةً سريعه ولكنه أصبح يحب رؤية
الضحية وهي تُصارع الموت هكذا..
إلتفت بطريقة حاده الى الخلف عندما سمع الباب يُفتح لتتسع عيناه بصدمه وهو يرى رين
تدخل الى الداخل حاملةً هاتفها بيدها..
رين ؟!! ُهنا واآلن!!
ت تنظر الى الموقف ال ُمفجع الذي أمامها.. بينما رين كانت تتبع العنوان لتقف أخيرا ً للحضا ٍ
شاب رمادي الشعر ساقطا ً في بركة دمائه وأمامه ذاك القاتل أسود الشعر..
المشهد يتكرر!!
يتكرر ُمجددا ً!!
سقط الهاتف من بين يديها وهي تهمس برجفه :لوكا..
إتسعت عيناها على ِوسعها وغطت أُذنها تُطلق صرخ ٍة مدوية جعلت لوكا الذي كاد يفقد وعيه
يفتح عيناه بالكاد وينظر بإتجاه الباب ،حاول فتح فمه ولكن لم يستطع..
وفقد حواسه كلها بعدها..
سرعة ليُطبق على فمها فهذه الفتاة في حين تقدم دراسي فور صراخها وأغلق الباب خلفها ب ُ
ستُسبب المشاكل إن سمعها أحد ال ُ
سكان!!
حاولت التملص منه وعيناها تغوران بالدموع وهي ترى عمها الذي كان كالصديق ال ُمقرب
منها جثةً هامده أمامها..
دارسي :ششش اخرسي اخرسي..
طرق الباب فجأه وأتى صوت إمرأ ٍة من خلفه تقول :مرحبا ً ،هل من ُمشكل ٍة هنا ؟ ُ
شد دارسي على أسنانه وحاول تغير صوته وهو يقول :ال بأس ،رأت إبنتي فأرا ً قبل قليل..
المرأة من خلف الباب :اووه تكثر الفئران في االسطح ،هل أستدعي لك البواب ؟
دارسي :كال شُكرا ً لك وكوني حذره فهو يحوم حول الباب وقد يخرج من تحته في أي لحضة..
هذه الجملة جعلتها تُخرج صوتا ً دليل القرف وتبتعد فورا ً من المكان..
ت ُمرتجف قائله :إنك تفعلها ُمجددا ً !!! ال عضته بقوه فأبعد يده بسرعه من األلم لتصرخ بصو ٍ
تسرق عائلتي مني !! ال تسرق أحبابي مني!!
دفعها على الحائط عندما كادت تجري بإتجاه لوكا وثبتها عليه يقول لها :اسمعي!!
ب
بصقت في وجهه وهي تبكي وحاولت دفعه وهي تصرخ في وجهه فشد على أسنانه بغض ٍ
شديد وثبتها ُمطبقا ً يده على فمها يقول :لديك خياران ليس إال ! هو يُصارع الموت ،يُمكنك
إنقاذه وإستدعاء اإلسعاف ألجله ولةن بشرط وإال فسأجعلك ترينه وهو يُغادر العالم ببطئ..
توقفت عن ُمحاولة الهرب وهي تنظر إليه بصدمه فلقد ضنت بأنها فقدته لألبد..
ت ُمرتجف :لك ما تُريد لكن دعني أُنقذه أرجوك.. أبعدت يده عنها تقول بصو ٍ
دارسي :لن يحدث قبل أن تُجيبيني عن أسئلتي..
ت مرتجف وبنبر ٍة باكيه :ارجوك سأُجيبك ولكن دعني أنقذه ، حاولت التملص منه تقول بصو ٍ
أقسم لك بأني سأُجيبك..
دارسي :سقطنا في هذا الفخ عدة مرات ،عمك يموت يا رين وحتى اآلن كُل ما تُفكرين به هو
خداعي ؟ هل حياته غير ُمهم ٍة إلى هذه الدرجه ؟!
صرخت في وجهه :يكفي اخبرني ماذا تُريد بسرعه !!! قلها بسرعه..
دارسي :سر آليس ،السر الذي يجعل اليروفيسور يُجاهد للوصول إليه..
جسدها بالكامل يرجف وعينيها فقط خلف دارسي حيث عمها ُهناك بدون حركة بوسط دماء
تزداد بشك ٍل ملحوظ..
ال مجال حتى للتفكير..
أجابته تقول :يُريد إبنه ،ابنه من آليس التي هربت برفقته..
وبعدها دفعته بسرعه لتذهب الى لوكا تاركةً دارسي في ق ّمة صدمته من كلمتها هذه..
جسدها انتفض وهي ترى وجهه الذي يخلو من أي معالم الحياة وضعت أذنها على صدره
وهي تشهق مرارا ً قائله :أرجوك ال تتركني ،لوكا ال تتركني أرجوك..
لم تسمع شيئا ً ،لم تسمع صوت نبضات قلبه فشعرت بأنها تكا ُد تُجن وهي تصرخ فيه :لوكــا
ال ترحل!!!!
وبشك ٍل يائس حاولت فعل ما فعلته ُمسبقا ً لصديقتها ،حاولت الضغط مرارا ً وتكرارا ً على
صدره ع ّل قلبه يُعاود النبض مر ٍة أُخرى وهي تقول :إستيقظ ،إستيقظ ألجلي أرجوك ،إستيقظ
يالوكا أرجــوك إستيقــظ!!!..
صرخت بآخر ُجمل ٍة بشك ٍل يائس ليرتجف جسدها عندما الحظته فجأه سعُل دما ً وتوقفت حركته
بعدها..
تسارعت انفاسها وهي تضع إذنها ُمجددا ً على صدره لتسمع ذاك القلب ينبض بشك ٍل ضعيف..
مدت يدها تلتقط هاتفه القرب منها وعندما كادت أن تضغط على رقم اإلسعاف سحب دارسي
الهاتف منها لتلتفت إليه بسرعه قائله :توقفف !!! أجبتُك فلما تفعل معي هذا!!!
دارسي :أخبريني عن مكانه وسأُعيد الهاتف..
حاولت رين سحب الهاتف وهي تضربه قائله :ال أعلم ال أعلم أعطني إياه!!!
دارسي بحده :إنه يموت وكًل ما تُفكرين به هو الصمت!!!
شعرت بأنها ستُجن من أفعاله لتصرخ في وجهه :عنوان شقته ب ُمالحظات هاتفي صدقني..
حاولت سحب هاتف لوكا ولكن دارسي أحكم قبضته على الهاتف يقول :إياك والكذب ،ألني
سأُرسل شخصا ً يتبع سيارة اإلسعاف وسيقتل عمك في المشفى إن إكتشفتُ كذبك علي..
هزت رأسها نفيا ً وكأنها تقول بأنها ال تكذب ففعالً أكثر ما يُهمها اآلن أال يموت فردا ً آخر
فإبتسم ومن ثُم رمى الهاتف لها فإلتقطته وإتصلت فورا ً باإلسعاف بينما تقدم دارسي وأخذ
هاتفها ،وجد العنوان بالفعل كما قالت فأرسلها على رقمه ورمى هاتفها قبل أن يُغادر المكان
تاركهم خلفه فهاهو أخيرا ً حصل على ُمراده..
وإقتربت أهدافه من أن تتحقق..
***
10:55 pm
دخل آلبرت الى الغُرفة دون أن يطرق الباب ليرفع حاجبه عندما رأى كين ينام بطريق ٍة خاطئة
على األريكه وأمامه الطاولة مقلوبه وقد كُسر ما عليها من زجاج..
تقدم وجلس بالقُرب منه يقول :كين ؟
إستيقظ كين فورا ً بفزع ليعقد آلبرت حاجبه يقول :مابك ؟ هل كان ُحلما ً سيئا ً ؟
نظر كين إليه بضياع يُحاول إستيعاب الموقف ليتذكر تهديد جينيفر وينظر فورا ً الى الساعة
ليجدها قاربت الحادية عشر ليالً..
عاود النظر الى أخيه بقلق من سبب قدومه وهو يقول :ماذا حدث ؟ هل حدث شيء سيء
لفرانس ؟ او ألي أح ٍد آخر ؟
رفع آلبرت حاجبه يقولُ :منذ متى وأنت ُمتشائم هكذا ؟
ورغم إجابة آلبرت التي تدل على عدم حدوث شيء إال أن القلق ال زال يأكله بلع كين ريقه ُ
تماما ً..
سيحدث شيء سيء قريبا ً ،هو واثق..
بقي آلبرت ينظر إليه لفتره ثُم سأل :لما لم تنزل لتناول طعام العشاء ؟ قالت جينيفر بأنك
رفضت األمر ،أصبحتَ تتجنب وجباتك كثيرا ً ،أنظر الى جسدك كم أصبح هزيالً..
شد على أسنانه ولم يتحدث..
هزيالً ؟!!
سكر ال ريب ُرغم أنه ال أنه منذ األمس بالكاد يُسيطر على الدوخة التي تأتيه ،انه بسبب ال ُ
يعرف كيف يكون هذا المرض وكيف هي أعراضه..
سحقا ً لها ولجان ولُكل ال ُمجرمين أمثالهم!!
ُ
آلبرت بهدوء :هل أنتَ مريض ؟
صدم كين من سؤاله وقال بسرعه :كال ،ولما أكون مريضا ً ؟ ُ
آلبرت :إذا ً لما ذهبت الى العيادات الخاصة ؟
دُهش كين منه ،هل تتبع األماكن التي ذهب إليها ؟!!
كيف فكر بأمر السائق!!
كين :ال ،فقط ألم باألسنان..
تحدث..
تحدث وأخبره بسرعه أيها األحمق!!!
عقله يحثه على الكالم وإخبار أخاه بكُل شيء ولكن قلبه يرفض ذلك..
فلقد رأى بعينيه مدى ُرعب هذان اإلثنان ،ال يُريد ألخاه أي ضرر..
لقد تضرر هو وإنتهى األمر فلما يجر شخصا ً آخر أيضا ً ؟
إذا ....هل يستسلم ؟
ال يُريد اإلستسالم ولكن الهجوم لن يضره هو بل من حوله!!
شد على أسنانه وهو يتذكر جملتها عصر اليوم:
"ال تكن أنانيا ً ،أنتَ من حشر نفسه في شؤوني لذا عليك تحمل العواقب ،وكُلما تماديت أكثر
كُلما كانت العواقب أكثر سوءا ً ..ال تجر غيرك الى أخطائك وال تِحمل اآلخرين ذنوبك ! تحملها
بنفسك"
أجل ..عليه أال يكون أنانيا ً..
هو ال ُمخطئ وهو من أصر على التدخل بشؤونها ُرغم تحذيرات آلبرت ال ُمتكرره له..
لن يكون أنانيا ً ويُح ّمل أخاه فوق طاقته..
جالت في ذاكرته ُجملة إلبرت له يوم األمس:
"أولستَ أصغرنا ؟ ال بأس إذا ً بأن تتصف باألنانيه"
بضياع شديد..
ٍ يشعر بضياع ،
بينما بقي آلبرت يُراقب وجهه لفترة قبل أن يقول :لما تُقدم على ِمثل هذه التصرفات المجنونه
؟
صدم كين ونظر الى أخاه وهو ال يعلم مالذي يقوله! ُ
هل عرف ؟ ولكن ال سبيل ألن يعرف أصالً!!..
سأل بتردد :ماذا تقصد ؟
آلبرت :أخبرني ريكس بهذا!
عقد كين حاجبه يقول :ريكس ؟!! عن ماذا تتحدث ؟
آلبرت :قالت الخادمة انك رأيتها تُراقبكم ،كان عليك أن تعرف بأنها ستُخبر أحدهم بما حدث..
أي خادمه ؟!!
هو ال يفهم ماذا يقصـ....
لحضه!!
تلك الخادمة كانت تُراقب ما حدث لتقوله لريكس وليس لجينيفر كما كان يتوقع!
أكمل آلبرت :تفاجئتُ من إتصال ريكس يًخبرني بشك ٍل ُمختصر عن كونك أدخلت نفسك ب ُمشكل ٍة
مع جينيفر ! لما تفعل هذا ؟ بماذا إستفزتك لتقلب األمور كلها عليها ؟
بلع كين ريقه وما يُفكر به هو كم كان غبيا ً عندما توقع بان الخادمة ستُخبر جينيفر!
لو فكر قليالً ألمكنه اليوم الكذب عليها عندما سألته بقوله بأنه ال يعرف عما تتحدث ولربما
كانت األمور بصالحه!!!
سحقا ً لغبائه!!!
ُ
آلبرت :تأكدتُ بأنك أرسلت الصور بالفعل لعمي عندما رأيتُه يتخلف عن طعام العشاء بدون
سبب كعادته ،ووجه جينيفر اليوم لم يكن طبيعيا ً ،إنها ُمشكلة تخصهما فال شأن لك بها ،لما
تُصر على إفتعال المشاكل معها هكذا!
كين بهدوء :إنها إمرأة خائنه ،تستحق أن يتم كشفها!
آلبرت :ولما أنت من يفعل هذا !! تلك إمرأة مجنونه فلما تتصادم معها ؟
لم يُجبه كين فبقي آلبرت ينظر إليه لفتره ثُم قال بهدوء :أعلم بأنك لن تفعلها مالم تؤذك هي
بال ُمقابل ،لهذا كُنتَ بتلك الحالة باألمس ،أخبرني ،ماذا فعلت بك ؟
لم يتحدث كين..
إنه ُمصر على الصمت كما كان يتوقع..
تنهد وسأل :أال تثق بي لهذه الدرجة ؟
أشاح كين بنظره بعيدا ً يقول :ليس باألمر الجلل ،إنتهى األمر عند هذا الحد ال تقلق لن أفعل
أي تصرف أحمق بال ُمستقبل..
آلبرت :إن كان إنتهى فلما ال تواجهني وجها ً لوجه وتقولها ؟ لما تتحاشى النظر إلي ؟
صمت قليالً ثُم قال :هل تم تهديدك ؟
لم يُجبه فحاول آلبرت السيطرة على غضبه يقول :أخبرني بماذا هددتك ؟
وأيضا ً لم يُجبه..
إنزعج آلبرت فلم يعد يُطيق الصبر ،أمسك فكه ولف وجهه لينظر الى عينيه قائالً وهو يشد
على كلماته :هل يُسعدك كونها ال ُمنتصره ؟ هل ترضى بأن يكون أحد أبناء ريكسوفر تحت
رحمة تهديدها ؟!
إرتجف كين من سؤاله األخير وهو يقول :كـ كال..
آلبرت :إذا ً تحدث ،ال تكن جبانا ً ،إن كُنتَ تُريد أن تُصبح مثل والدنا عندما تكبر فعليك أن
تتصف بصفاته ،وال ُجبن حتما ً لم تكن إحدى صفاته..
ت حاد :كيــن!! أبعد كين نظره عنه فقال آلبرت بصو ِ
برعب ونظر إليه ُمجددا ً والضيق الشديد يمأل صدره بالكامل.. جفُل ُ
ال يُريد ....يُريد التحدث ولكنه ال يستطيع..
خائف ..خائف وحائر..
كرر آلبرت سؤاله بهدوء يقول :ماذا فعلت بك جينيفر لتكسرك هكذا ؟! بماذا هددتك لدرجة أن
ترفض الحديث الى هذه الدرجه ..؟
بلع ريقه وعندما فتح فمه ظهر صوتها في عقله وهي تقول:
"إن تماديت ُمجددا ً ولو بكلم ٍة واحده سيتكفل جان بإنهاء حياة فرانس"
بدالً من الحديث وجد نفسه يهمس قائالً :فرانس....
عقد آلبرت حاجبه يقول :مابه فرانس ؟
كين بتوتر تام :ستقتُله..
توسعت عينا آلبرت للحضه بينما ظهرت الرجفة في صوت كين وهو يقول :ستقتُله إن تحدثت
..
ُجن جنون آلبرت من جملته هذه ومن صوته الخائف وهو يقولها!!
األمر بحق يبدو أكبر مما يتخيل..
أمسك آلبرت بكتفيه يقول :كين ال تقل هذا !! لن يُمكنها المساس به ،فقط أخبرني وأنا
سأتكفل بكُل هذا!!
هز كين رأسه نفيا ً وهو يقول بصوته المرتجف :إنها ُمرعبه يا آلبرت ،ستفعلها ،ستفعلُها
صدقني..
آلبرت بحده :أخبرتُـك أال تكـون جبانـا ً!!!
ي أكثر!!! صرخ كين :أخي أرجوك ال تضغط عل ّ
عض آلبرت على شفتيه ولم يستطع أن يصرخ في وجهه ُمجددا ً..
إحتضنه بهدوء يقول :آسف ،حسنا ً إهدأ ،لن أسألك ُمجددا ً..
تشبث كين به ولم يقل شيئا ً..
سعيد لكون أخاه توقف عن الضغط عليه بينما في داخله رغبةً عارمه بأن يسأله أخاه أكثر
وأكثر..
ولكنها رغبةً ستؤلمه ليس إال..
أغمض آلبرت عينيه يُحاول تهدئة نفسه قبل أن يفتحها ُمجددا ً بنظر ٍة باردة تعلوها وهو يهمس
بداخله" :الى درجة التهديد بالقتل ؟ جينيفر أثرتي اآلن شخصيتي السيئة التي ترغب بتمزيقك
ت أقرب مما تضُنين" الى أشالء وصدقيني سيحدث هذا بوق ٍ
***
11:00 pm
End
Part 62
غرفة العمليات وهي ُمنحنيةً تستند على ُركبتيها تجلس على الكُرسي أمام باب المدخل الى ُ
وعيناها الحمراوتين ضائعتان بالفراغ..
إهتز الهاتف في جيبها فرمشت بعينيها تُحاول العودة الى الواقع..
نظرت حولها قليالً ثُم الى باب العمليات ولم ترى أي أحد يخرج منها..
عضت على شفتيها وقبضت على كفيها وهي تسند رأسها عليهما هامسه :أرجوك ،أرجوك
كُن بخير ،ال تمت بسببي كما ماتت آري ..أرجوك لوكا..
وعاودت الرجفة تسكن جسدها والخوف الشديد ينهش قلبها..
أبعدت رأسها بهدوء عندما تذكرت بأن هاتفها إهتز قبل قليل ُمعلنا ً وصول رسال ٍة نصيه..
مكتوب فيها " :ما أسهل من موت مريض ٌ رقم غريب
أخرجته وفتحت الرسالة التي كانت من ٍ
في المشفى ،كوني ُمستعدة لرحيله"
تنظر الى هذه ال ُجملتين بفراغ حتى إستوعبت تدريجيا ً كونها رسالة تهديد ُمرسلةٌ من دارسي
من دون شك!
ت أحدهم يقول :نحنُ من الشُرطه.. أغلقت الهاتف ورفعت رأسها فور سماعها لصو ِ
وقفت وإختبأت بينما قامت الممرضه بإخبار الشُرطي عن غرفة العمليات التي حضر إليها
ال ُمصاب بعيار ناري قبل نصف ساعه..
غرفة العمليات فلم يجد أحدا ً.. تقدم الشُرطي وصديقه ونظر أمام ُ
قيل له بأن الفتاة التي إتصلت على اإلسعاف ُهنا!
ب ِرسال ٍة طويله الى أحدهم ومن ثُم ضغطت على إرسال بينما إتكأت رين على الجدار وهي تكت ُ ُ
..
**
***
February10
1:12 am
***
7:12 am
END
Part 63
6:34 pm
حيث يرقد عمها والذي إنتهت ُ تجلس على الكُرسي ورأسها ُمسترخي على السرير األبيض
عمليته ليلة األمس على خير ولكنه لم يستيقظ بعد..
أغمضت عينيها فلقد داهمها النوم الذي لم تذقه طوال ليلة األمس من شدة التفكير به وبذلك
الحقير المدعو بدارسي..
خوفها عليه وخوفها من دارسي جعل عقلها يبقى ُمستيقضا ً لفتر ٍة طويله..
ظهرت إبتسامةً خافةً على شفتيها وهي تشعر بكُل هذا الحنان الذي يُداهمها ويُدخل السعادة
الى قلبها الذي لم يذق السعادة منذ فتر ٍة طويله..
ثوان حتى إستوعبت بأن يده تُربت على شعرها فإستيقظت من النوم ورفعت رأسها بسرعه ٍ
لتجده يبتسم لها بوجهه ال ُمتعب هذا..
الدموع تجمعت في عينيها وكتمت شهقتها وودت لو تحتضنه بقوة من شدة السعادة والشوق
الذي يمأل صدرها ولكنها إكتفت بأن تضم يده الى صدرها تقول بصوتها ال ُمرتجف :أنت بخير
؟
بقيت اإلبتسامة على شفتيه هامساً :قصصتي شعرك ؟ أخبرتُك بأنه سيكون أجمل عندما
تفعلينها..
شهقت ُرغما ً عنها تقول بإبتسامه :أتسائل هل كلماتك هذه هي التي دفعتني الى قصه عندما
كُنتُ فاقده لشعري..
ضحك ُرغما ً عنه وتوقف فجأه عندما شعر باأللم فقالت بخوف :مابك ؟!!
ت حمقاء.. إبتسم يقول" :فاقده لشعري" ؟!! أن ِ
قطبت حاجبيها تقول :ال تقولها ،أنتَ تُزعجني..
سحب يده بهدوء من بين يديها ووضعه على خدها يمسح بقايا دموعها وهو يهمس بتعب:
آسف ألني لم أكن موجودا ً بجوارك عندما كان يُفترض بي أن أكون ،هل تأذيتي كثيرا ً ؟
هزت رأسها بالنفي تقول :كال ،ما يهمني هو أنت..
كاف من قدر ٍسألها بهدوء :لما لم تتصلي بي ؟ لما لم تُخبريني عما يحدث لك ؟ ألم أكن على ٍ
الثقة كي تعتمدي علي ؟
هزت رأسها نفيا ً فقال :إذا ً لماذا!
عضت على شفتيها وقالت :دعنا نتحدث بهذا فيما بعد..
قرب وجهها لصدره يحتضنها بهدوء وهو يهمس :آسف نظر الى عينيها المليئتان بالدموع ثُم ّ
لكُل ما حدث معك..
هزت رأسها تهمس بصوتها ال ُمختنق :لم تقترف أي خطأ..
وعم الصمت بينهما لفتر ٍة ليست بالقصيره لتبتعد بعدها رين عن صدره وتنظر الى وجهه
قائله :ماذا حدث ؟ لما ذلك الحقير دارسي كان في شقتك ؟!
ت من أنقذ حياتي ؟ حسنا ً في هذه الحالة حياتي ملك لك ،هيّا ماذا إبتسم لها يقول :إذا ً أن ِ
تُريدين أن أفعل ؟
قطبت جبينها هامسه :توقف عن ِمزاحك هذا ،أنا قلقه ألجلك وأنت تأخذ األمر ببساطه ! أال
يُمكنك أن تتخيل مدى الظالم الذي شعرتُ به وأنا أراك بدون ِحراك ؟ كان األمر ُمخيفا ً ،أسوأ
من الكوابيس ،العالم فجأه توقف أمامي..
إرتجفت شفتيها تُكمل :ضننتُ بأني سأفقدك ،سأُجنّ لو حدث هذا ،سأُجنّ يالوكا..
عقد حاجبه ومسح على شعرها يقول :هيّا توقفي ! أنا أُحاول تغير مزاجك فال تبكي ،لم يحدث
شيء سيء فلما البُكاء!
صرخت في وجهه :كدتَ تموت وتقول لم يحدث شيء سيء ؟!!!
صراخها ورمش بعينيه قليالً قبل أن يبتسم قائالً :ماذا ؟ أال تزال أخالقك سيئة ؟ فزع من ُ
ت أكثر لُطفا ً.. ضننتُك تغيرتي وأصبح ِ
أشاحت بوجهها عنه بضيق ،هي تكاد تموت من الخوف وهو يأخذ األمر بإهمال وال ُمبااله!
نظر إليها لفتره ثُم قال بإبتسامه :لدي هديةً لك ،أال تُريدين رؤيتها ؟
هزت رأسها بالنفي وهي ال تزال تُشيح بنظرها عنه..
تنهد وقال :خساره ،لقد كانت تتوق الى رؤيتك..
نظرت إليه تقول :لقد رأيتُها ليلة األمس..
دُهش وقال :حقا ً ؟ كيف وصلتي لها ؟!!
وأكمل بشيء من الضيق :وأنا الذي أردتُ جمعكما ببعض..
إبتسمت تقول :إحتجتُ ل ُمساعدتها لذا إتصلتُ بها ،إنها لطيفة على عكس ما تبدو..
لوكا :من ؟
رين :صديقتك ،أتت الشُرطة باألمس ليُحققوا بأمرك فطلبتُ منها المجيء لتأخذ مكاني وكأنها
هي من شاهدت الموقف وليس أنا ،وجدتُ رقمها في هاتفك لذا شرحتُ كُل شيء لها كي
تقوله هي للشُرطة بدالً عني ،لقد بقيت بجوارك طوال يوم أمس ولم تُغادر سوى عصر اليوم
،إنها لطيفه..
ت كُل شيء للشرطة ؟ نظر إليها لفتره وقال :ولما لم تقولي أن ِ
تنهدت وقالت :عرفتُ هذا ،عرفتُ بأنك ستغضب إلدخالي لها في األمر ولكني كُنتُ ُمضطره
ولم يخطر ببالي غيرها ..وجدتُ رسالة حديثة منها بهاتفك فتأكدتُ بأنكما ال تزاالن على
تواصل وعالقتكما جيده..
ت لطلب ُمساعدتها ؟ عرفتُ بأن الشُرطة تشتبه بك فلما لوكا :لم يكن هذا قصدي ،لما أُضطرر ِ
حدث هذا اإلشتباه ؟!
لم تكن تُريد أن تتحدث عن األمر اآلن ولكن صوته الجاد هذا يعني بأنه لن يتراجع..
أجابته بهدوء :ال شيء ،فقط عندما قُتلت آري كُنتُ متواجدةً حينها ،طلبتُ اإلسعاف لعلي
أستطيع إنجادها ولكنها كانت بالفعل ماتت عندما وصلت الى المشفى..
صمتت للحضات وعقلها يتذكر ذلك اليوم عندما كانت تنهار باكيه وصديقها جاكي ُهناك ليلحق
بهما بعد فترة كلود أيضا ً..
أكملت بهدوء :عندما أتت الشُرطة لتُحقق بأمر الجريمه .....قال لهم كلود بأني السبب ،
وكُنتُ حينها قد غادرت ،ومن بعدها وهم يبحثون عني وأنا كُنتُ في حال ٍة سيئه ال تسمح لي
حتى بالتفكير بشأنهم لهذا هربتُ منهم وهذا زاد الشكوك بشأني..
عقد حاجبه بإستنكار يقول :ولما يقول صديقك هذا عنك ؟!!!
إبتسمت هامسه :لم يكذب ،كان كُل شيء بسببي..
صمتت للحضه ثُم أكملت :كانوا يسعون خلف ما سرقه والدي ،بسبب عنادي وغضبي لم أُفكر
بشك ٍل جيد وكذبتُ عليهم بخصوص إمتالكي له ،وعندها إضطروا لتهديدي بصديقتي ،كان
هذا غباءا ً مني ،مهما حاولتُ أن أقول الحقيقه لم يصدقني أحد ،وقُتلت..
ووقفت بعدها بهدوء وغادرت الغُرفه عندما شعرت بأنها ستنفجر باكيه..
ي أن أسألها اآلن.. نظر إليها حيث غادرت قبل أن يهمس :ما كان عل ّ
شعر بإنزعاج وغضب شديد بداخله عليهم جميعهم..
وحتى على نفسه التي لم تستطع اإلنتقام من دارسي وهو الذي كان بين يديه!
أمضى الكثير من األيام واألسابيع بحثا ً عنه وعندما وجده سقط هو أوالً!
وبطريق ٍة ُمخجله..
وقعت عيناه على هاتفه وهاتفها على الدوالب المجاور ،حاول الوصول إليه وبالكاد أمسكهما
بألم شديد في معدته.. بعد أن شعر ٍ
فتح هاتفه أوالً ودخل الى قسم الرسائل ليجد صديقته ردت يوم أمس بجمل ٍة واحده "أرسلي لي
العنوان اآلن"!!
تنهد وتمنى لو كان ُهناك خدمة تحفظ الرسائل المرسله فهو يُريد أن يعرف ماذا حدث بالضبط
يوم األمس وما الذي قالته لها..
ال يُريد سؤالها فهي في ضغطٍ نفسي مما حصل معه..
سخريه ،أراد القدوم ل ُمساعدتها وهاهو يسبب لها األلم! إبتسم ب ُ
فتح هاتفها وسجل فيه رقمه ورن رنةً على نفسه ليُحفظ رقمها عنده..
بعدها قلّب الهاتف بين يديه هامساً :إنه آخر إصدار ،كيف حصلت عليه ؟
قدر كبير من الفضول ليعرف من الذين تعرفت عليهم خالل دخل الى قائمة األرقام فهو على ٍ
األشهر القليلة الماضية التي تلت موت والدها..
عقدت حاجبها وهي ترى ثالثة أرقام ُمسجله..
"ريكس ،ثيو ،دارسي"
دُهش من الرقم األخيره وهمس :هل تتواصل معه أم ماذا ؟!! تلك المجنونه!
مكان ما..
ٍ عقد حاجبه ينظر الى إسم ثيو وهو يشعر بأنه قد سمعه في
دخلت رين في هذه اللحضة بعدما غسلت وجهها جيدا ً لتُرغم نفسها على التوقف عن البُكاء..
فالبُكاء والحزن على حوادث الماضي لن يُغير من األمر شيئا ً..
دُهشت وتقدمت منه تسحبه هاتفها قائله :ليس من اللباقة تفتيش هاتف الفتاة!
رفع حاجبه يقول :لما رقم ذاك الحقير في هاتفك ؟
حيث كان مفتوحا ً على قائمة األرقام فعرفت بأنه يقصد ُ عقدت حاجبها ونظرت الى هاتفها
دارسي الذي سجلت رقمه باألمس بعدما أرسل رسالته تلك..
تنهدت تقول :أي حقير فيهم تقصد ؟ ثيو أو دارسي ؟
لوكا :ثيو ؟ ولما تصفينه بالحقير ؟
حركت يدها تقول :ضابط من الشرطه ،هل من سبب أكثر ؟
تنهد لوكا يقول :ضابط ؟ حسنا ً إذا ً يستحق لقب الحقير بجداره..
ضحكت ُرغما ً عنها تقول :واااه لوكا أنت لم تتغير..
ت سابقا ً.. إبتسم لضحكتها ثُم قال :على أية حال لقد أخطأ ِ
عقدت حاجبها ليُكمل :ال ُمفاجئه التي قصدتُها ليست صديقتي ،بل فتاة تعرفينها جيدا ً ،ألم
تشتاقي لرؤيتها ؟
عقدت حاجبها لثواني قبل أن تتسع من الصدمه وتقترب منه تقول :ال تقلها!!!
ابتسم وهز رأسه باإليجاب فرفعت يديها الى فمها تكتم شهقتها لتنحني وتجلس القُرفصاء
ت ُمرتجف :ال أُصدق.. وهي تهمس بصو ٍ
رفع جسده قليالً كي يُمكنه رؤيتها وهو يقول :مابك ؟
ت كتمت فيه نبرة البُكاء :خفتُ عليها كثيرا ً ،كانت بين إيديهم قبل فتر ٍة بلعت ريقها تقول بصو ٍ
قصيره ،كان التفكير باألمر ُمرعبا ً حقا ً..
إبتسم وقال :تشتاق لرؤيتك..
إبتسمت تمسح عينيها هامسه :وأنا أيضا ً ،أين هي اآلن ؟
مكان آمن..
ٍ لوكا :في
رين :وكيف هي اآلن ؟
لوكا :بأحسن حال..
رين بهمس :هذا ُمريح..
نظر إليها قليالً بعدها عاود النظر الى هاتفه يقول :ما الذي ستفعلينه اآلن ؟
لم تُجبه ُمباشرةً ،بقيت صامته لفتره ثُم وقفت تقول :ربما إنتظار صديقتك فلقد إتفقتُ معها
على التناوب في البقاء معك وبعدها سأذهب لرؤية نينا..
رفع حاجبه يقول :ولما هذا اإلتفاق ؟
فتحت هاتفها ووجهت الشاشة الى وجهه حيث رسالة دارسي..
صدم وهو يقرأها فأغلقت الهاتف تقول بهدوء :األمر خطير ،إياك والتهور فلن أحتمل ضربةً ُ
ثالثة لقلبي..
أشاح بنظره عنها يحاول كتم غضبه ،ال يُحب أن يظهر أمامها كرجل قليل الصبر سريع
كاف لذا ال يُريد أن يزيد عليها.. الغضب ،فهذا سيُحزنها ليس إال وما أصابها سابقا ً ٍ
سيبتسم ويدخل الطمأنينة الى قلبها ،عليها أن تعود رين السابقه بدون آالم أو أوجاع تسكُن
قلبها..
ودارسي هذا ....سيقتُله ال محاله!
إلتفت ونظر إليها لفتره وهي شاردة البال فسألها :مابك ؟
نظرت إليه قليالً ثُم قالت :هل ال بأس لو فعلتُها ؟ أنا حائره..
لوكا :تفعلين ماذا ؟
رين :التعاون مع الشُرطه..
رفع حاجبه يقول :هل رين من تتحدث ؟ البد من وجود خطب ما في عقلك..
إبتسمت بهدوء وقالت بعدها :ليس الشُرطة بمعنى أدق ،بل ُمحقق يمتلك الهدف ذاته ...كيف
أقولها ؟
صمتت لحضه ثُم أكملت :محقق ُمستعد لتجاوز القوانين الممله ليصل الى هدفه ،وهدفه
ُمشابه لي ،اإلنتقام لمقتل والده..
لوكا :هذا خطير ،إنسي األمر ودعيه يفعلها لوحده..
نظرت إليه تقول :وماذا أفعل في هذه الحاله ؟ شهران ُمنذ فقداني لذاكرتي وثالث مرات او
أربع تم اإلمساك بي من طرفهم ،لن يمكنني الهرب ،مواجهتهم هو أفضل حل..
طرق عده ،أما مواجهتهم فإنسي ، لوكا :ال داعي للهرب ،إختبئي ،زوري أوراقك ُ ،هناك ُ
لن اسمح لك..
تنهدت وهمست :لهذا لم أكن أُريد أن أُخبرك بشيء..
عقد حاجبه لتتسع عيناه من الصدمة تدريجيا ً يقول :لحضه لحضه !! ثيو ثيو ؟ ثيو ذاك نفسه
؟
لم تفهم ما يقصده فقال بعدم تصديق :ال ُمحقق ؟ بلى هو نفسه ذاك الذي يملك شعرا ً اسود
صداع رأسي منعني من التعرف عليه بسرعه.. اللون ! آه ُ
هزت رأسها فقال بتعجب :لما تقولين أنك ُمحتارةً في أن تنضمي إليه ؟ لما تصفينه بالحقير !
أولستُما ُمتعاونان ُمنذ فتره ؟!
عقدت حاجبها بإستنكار تقول :كال ،بلى ....أقصد كال ولكنه إستغلني عندما كُنتُ فاقده
لذاكرتي ،ولكن الحقيقة هي ال ال يوجد بيننا أي تعاون..
صداع وهو يقول :لحضه ما الذي تقولينه ؟ فاقده لذاكرتي ؟ بدأ يشعر ببعض ال ُ
سخريه :أخيرا ً علقت على األمر ،إنها المرة الثانيه التي أقولها.. رين ب ُ
أمسكت كتفه وساعدته على اإلسترخاء تقول :أنت ُمتعب من دون أدنى شك ونسبة التركيز
عندك هبطت لألسفل ُ ،خذ قسطا ً من الراحة ودعنا نتحدث فيما بعد..
أبعد يدها يقول بعدم تصديق :لحضه رين أجيبيني ؟!! ماذا تقصدين بفقدان الذاكره ؟ ماذا
حدث معك ؟!!
تنهدت تقول :قصه طويله ،سأُحدثك بها عندما تستيقظ ُمجددا ً..
حسنا ً ! لقد صبر بما فيه الكفاية ولكنه بحق يُريد معرفة كُل ما حدث معها!
فاقده لذاكرتها ؟!!
تقول انه أُمسك بها ما يُقارب االربع مرات ؟!!!
ذاك ال ُمحقق استغلها ؟!!
الكثير من األمور يحتاج ألن يسمع لها تفسيرا ً!
لن يتركها حتى تقول كُل ما لديها..
***
10:15 pm
***
11 February
8:34 am
غرفة الطعام لتناول طعامخالل نصف ساعة كان قد إنتهى ولبس مالبسه وهو ُمتجه اآلن الى ُ
إفطار خارجي..
ٍ اإلفطار ولكن أوقفه صوتٌ يقول :إستيقظت أخيرا ً ؟ تعال معي فسأدعوك الى
توقف ريكس وبدأ يشعر بالضيق من هذا الصوت..
حيث كان يجلس على األريكة وبيده مجلةً كان يقرأها وكوب قهوة فارغ
ُ إلتفت الى الخلف
أمامه دليل إنتظاره الطويل..
همس له :أال تمل ؟
ضحك قليالً وترك المجلة يقول :تتجاهل إتصاالتي ورسائلي طوال الوقت ،هل الجلوس معك
صعب الى هذه الدرجه ؟
ٌ
بعدها تقدمه وخرج الى الخارج فشعر ريكس باإلنزعاج وقد قرر أن يتجاهله..
أمر ُمهم بالشركة لذا سأذهب إليه ،دعنا نتناول الطعام سويا ً في ٍ
يوم خرج خلفه قائالً :لدي ٌ
آخر..
فتح سيارته وهو يُجيبه :حسنا ً إذا ً سألحقك الى الشركة ،إنتظرتُك ُهنا لساعتين لذا يُمكنني
مواصلة إنتظارك في الشركة أيضا ً..
ريكس :آلبرت ُمنذ متى وأنتَ لحوح هكذا ؟
إبتسم آلبرت يقول :إلحق بي وسأُخبرك حينها..
وأغلق بعدها باب السياره وبقي فيها بإنتظار ريكس ليركب سيارته ويلحق به..
نظر ريكس إليه لفتره ومن ثُم إلتفت ُمستسلما ً وركب سيارته ،إبتسم آلبرت وخرج من بوابة
الفيال فلحق به ريكس الى الشارع العام..
دقائق مرت إتجه فيها آلبرت الى إحدى مطاعم اإلفطار الشهيه وعينيه على مرآة سيارته
الجانبيه ينظر الى ريكس الذي يتبعه..
صدم بريكس يأخذ اإلتجاه األيسر ويذهب بطريق ُمختلف ما إن مر من أمام إشارة ال ُمرور حتى ُ
تماما ً..
كان شارعا ً عاما ً ،ال مجال للرجوع واللحاق به..
أوقف سيارته جانبا ً وتنهد بعُمق هامساً :لقد صدمني ،ماذا أفعل معه ؟
بعد دقائق أوقف ريكس سيارته أمام شركته ونزل ُمتجها ً إليها..
تقدمت منه السكرتيرة تقول :هاتفك ُممتلئ بالكثير من اإلتصاالت ،العديد من الرسائل
األليكترونيه تتهافت والكثير من ال ُمعامالت الهامه متوقفةً على توقيعك ،ناهيك عن....
قاطعها :يكفي ،أحضري لي كُل األوراق سأوقعها مرة واحدة اآلن..
تعجبت وقالت :إنها مهمة نوعا ً ما ،ستأخذ عدة أيام من أجل ُمراجعتها والتأكد...
دخل الى مكتبه ُمقاطعا ً إياها :يكفي ،أرسليها الي..
وكأن هذا يهمه!
سيوقعها فلقد إقترب كُل شيء من نهايته ولن يهمه إن كان ُهناك إختالس أو صفقات فاشله..
جلس على مكتبه وأغلق هاتفه عندما رن للتو بإتصا ٍل من آلبرت..
أرسل رسالةً الى أحدهم كتب فيها" :ماذا فعلت بخصوص المبلغ الذي أخبرتُك بشأنه ؟"
سرع ٍة غير متوقعه كتب فيها" :األمر ال ما إن وضع هاتفه جانبا ً حتى رد عليه الطرف الثاني ب ُ
يزال صعبا ً ،أعطني مزيدا ً من الوقت"
إنزعج ريكس فشركته على وشك الدمار ولن ينتظر المزيد من الوقت..
طرق الباب ودخلت السكرتيرة بالملفات المطلوبه.. ُ
طلب منها ال ُمغادره وقلّب األوراق بشك ٍل عشوائي حتى توقف عند صفقة شراكه لبناء ُمجمع
تجاري ضخم في أحد األحياء القريبة من الشوارع العامه..
نظر الى الصفقة قليالً وإرتسمت على شفتيه إبتسامه وإستدعى السكرتيره وما إن أتت حتى
أعطاها الملف يقول :أرفضي هذه الشراكه..
أخذت الملف وعندما رأت صفحته األولى قالت بدهشه :إنها صفقةٌ ناجحه ،ويليامز من أشهر
ال ُمستثمرين بالبالد وجميع مشاريعه ناجحة مائه بالمائه ،عليك أن تعقد إجتماعا ً معه وتوافق
على ُمشاركته ،ستكسب الكثير و....
قاطعها ببرود :ماذا قُلت ؟
إنها ال تفهمه ؟!!! من بين جميع الصفقات هذه التي نسبة نجاحها مائة بالمائه!
إن رفضها فسيأخذها غيره وسيتفوقون عليه!..
لم تستطع أن تعترض أكثر لذا هزت رأسها وغادرت..
ما إن خرجت حتى أرسل للرقم ذاته" :سأضع في حسابك مبلغا ً صغيرا ً يُقدر بخمسين ألف
يورو ،إشتر أي أرض في حي نيليا ،إحرص على أن يبدو األمر طبيعي للغايه ،وسجلها
بإسمك ،عندما تفعل أخبرني "
إبتسم عندما أتاه رده موافقا ً فطرق الباب في هذه اللحضه..
طلب منها الدخول فهو سيطلبها ب ُمهم ٍة ما ولكنه دُهش عندما رأى آلبرت من دخل!
صدم منه فلقد ضنه سيمل من تجاهله وسيتركه.. لقد ُ
اإلصرار هذا ُمزعج..
دخل آلبرت وأغلق الباب خلفه يقول :صدمتني عندما إستغفلتني وهربت ،ألهذه الدرجة ال
تُريد مواجهتي ؟
بدأ ريكس يفتح الملفات ويوقعها بشك ٍل عشوائي وهو يقول :أنا مشغول ،ومنذ متى عالقتنا
جيده لتُلح على الجلوس معي ؟
جلس آلبرت على الكُرسي ال ُمقابل للمكتب وقال :لم تكن كذلك إال عندما بدأتُ أراك تتصرف
بطريق ٍة ُمزعجه ،وكأبن عم يكبرك بعدة سنوات شعرتُ بأن هذه مسؤليتي..
ريكس بهمس :لطالما أحببتَ التفاخر بفارق العامان هذا!
إبتسم آلبرت يقول :ولطالما كان هذا التفا ُخر يُزعجك..
رفع ريكس عينيه الى آلبرت ثُم تنهد وضغط زرا ً في الهاتف ليطلب كوبا قهوة لهما فهذا
ال ُمزعج يبدو بأنه ال ينوي ال ُمغادره..
دقائق حتى دخل الموظف بكوبا قهوة وغادر..
ودقائق أُخرى مرت وآلبرت ينظر الى ريكس المشغول بهدوء تام فنفذ صبر ريكس ُهنا وعلق
قائالً :هل أتيت لتُراقبني هكذا ؟
رد آلبرت :ال أُحب الحديث مع رجل مشغول لذا أنا أنتظرك تنتهي..
ريكس :في هذه الحالة لن أنتهي سوى بعد خمس ساعات ،أرح نفسك وغادر..
سأل آلبرت بهدوء :لما ال تتفقد الملفات قبل التوقيع عليها ؟ إنها تقارير فتأكد من مصداقيتها
فعمليات إختالس الموظفين لرؤسائهم شائعه للغايه..
ريكس :شُكرا ً لنصيحتك سأُفكر بها جيدا ً..
نظر آلبرت الى عينيه يقول :اإلختالس ال ُمتكرر سيضر شركتك ووحدك من سيتلقى اللوم
ويُسجن..
ريكس بال ُمبااله :قرأتَ ال ُمخالفات التي أنا فيها ُمسبقا ً ،هل اإلختالس قد يؤثر أكثر ؟
إنزعج آلبرت منه للغايه..
سأله :لما أصبحتَ هكذا ؟ ما الذي تُريده ؟ السجن ؟!! يستحيل أن يكون هذا هدفك بعد إتصالك
بتلك ال ُمنشأه السويسريه!
توقف ريكس عن التوقيع للحضه ثُم أكمل عمله يقول ببرود :ليس األمر كما تضن وال أضنه
يعنيك في شيء لذا ال تُدخل نفسك بأمور اآلخرين فهذا ُمزعج!
شد آلبرت على أسنانه يقول :ما الذي تكرهه في هذا العالم كي تتوق لتركه ؟!!! تمتلك كُل
شيء يا ريكس ! األب واألخوة والمال والمنصب ! ما الذي ينقصك ؟!
أغلق ريكس الملف بقوه ونظر الى آلبرت يقول :ينقصني إبتعاد الفضوليين عني ،أمثالك
بالضبط!
آلبرت بإستنكار :أال يُمكنك حتى التفريق بين الفضول واإلهتمام ؟!!
ريكس :ال حاجة لي بإهتمامك ،لديك كين إذهب وإهتم ألمره..
نظر إليه آلبرت لفتره ثُم قال :سنتحدث أيضا ً بخصوص كين ولكن أوالً....
قاطعه ريكس :تحدث معه هو ال معي ،هل يُمكنك الذهاب فأنت تُشغلني ؟
ضاقت عينا آلبرت لفترة ثُم قال :أنتَ تُزعجني أكثر مما ضننت ..لستُ طفالً لترمي بمشاكلك
علي وترفض أن تُخبرني عنها ! تلك األوراق ياريكس ،أُقسم أني سأُسلمها لعمي إن خرجتُ
من ُهنا دون أن تُخبرني عن أي شيء ،أُقسم أني سأفعلها ياريكس..
نظر إليه ريكس بهدوء ثُم قال :هل أثقلتك الى هذه الدرجه ؟ حسنا ً هاتها وإنسى أمرها..
آلبرت :لن يحدث هذا ،إما أن تُخبرني وإما أن أُسلمها لعمي ليتكفل بأمرك هو ،وسأُخبره
بخصوص تلك ال ُمنشأه األلمانيه..
إتسعت عينا ريكس بصدمه وشد على أسنانه يقول :ال شأن لك بهذا األمر!!
آلبرت بحده :نحنُ عائله لذا يحق لي التدخل عندما يُقرر شخصا ً غبيا ً مثلك أن يسلك هذا
الطريق ال ُمظلم!!
عض على شفتيه قليالً والغضب با ٍد على وجهه وهو يهمس ُمكمالً :هل ُجننت ياريكس ؟ الكُل
ت عديده ،لما تُريد كسر يُمكنه ُمالحظة هذا ُ ،مالحظة كم عمي يُحبك أكثر من الجميع بمرا ٍ
قلبه مرةً أُخرى ؟ لما تُريد له أن يتحطم ُمجددا ً ؟
ضرب على الطاولة يُكمل بحده :لما تُريد اإلستعانة بتلك ال ُمنشأة ؟!!! ماذا فعل العالم لك لـ
.....
قاطعه ريكس بحدة :آلبـــرت!!!
توقف آلبرت عن الحديث وهو ينظر إليه بعينين ُمتألمتين فشد ريكس على أسنانه هامساً :ال
شـأن لـك!
آلبرت بهدوء :تلك ال ُمنشأة لن توافق على ُمساعدتك مالم تكون تُعاني من مرضا ً صعب ،
رأيتُك في تلك الحفلة وأنت تتألم ،أخبرني فرانس عن كونك تتعاطى موادا ً ممنوعه ،وها أنت
تُدمر شركتك بنفسك ! ريكس ما الذي يحدث معك بالضبط ؟
ضاقت عيناه وأكمل :إن لم تتحدث وتُخبرني كُل شيء فسأذهب اآلن الى عمي ُمباشرةً ،فإن
كُنتَ ترا بأنه ال يحق لي أن أتدخل في أمورك فوالدك إذا ً يستطيع..
تبادال النظرات لفتر ٍة طويله قبل أن يقول ريكس :التهديد ال يُمثلك..
ت ال تُمثلني.. آلبرت :بعض األحيان الطرف األخر يُرغمني على أن ألتجئ لتصرفا ٍ
ريكس :حسنا ً ما دُمت سمعت عن أمر األدوية من أخاك فإسئله هو بدالً من سؤالي..
آلبرت :إن كان ُمستيقظا ً لفعلت ولكنه مريض..
عقد ريكس حاجبه فقال آلبرتُ :منذُ رجوعك لم تزر القصر لذا من الطبيعي أال تعلم عما حدث
لفرانس..
أكمل بعدها :تعرض إلختطاف وهجوم من أحدهم ،هل لديك فِكرةً عمن يكون ؟
دُهش ريكس يقول :متى حدث هذا ؟
آلبرت :أثناء زيارتكم ألُخت جينيفر..
ريكس :وكيف حاله اآلن ؟
تنهد آلبرت يقول :ال بأس ،مؤشراته الحيوية جيده ولكنه لم يستيقظ من غيبوبته بعد..
هز ريكس رأسه وهو يتسائل عما حدث له ليصل الى هذا الحد..
رن هاتف آلبرت في هذه اللحضه ،رد عليه ليصله صوت إمرأ ٍة في منتصف العُمر تتحدث
برسمي ٍة تامه..
إتسعت عيناه بصدمه قبل أن يهمس لها :حسنا ً فهمت ،سآتي اآلن..
نظر الى ريكس الذي كان ينظر إليه من البدايه وقال :ماذا ؟
ريكس :هل حدث شيء سيء ..؟
صمت آلبرت قليالً قبل أن يقولُ :مديرة مدرسة كين ،يبدو بأنه داخ عليهم قليالً ،الحظتُ
باألمس بكون وجهه ذابل وأمرته بتناول طعامه ولكن يبدو بأن لم يستمع إلي ..سآخذه الى
المنزل لينال قسطا ً من الراحه..
ريكس بهدوء :إذهب به الى الدكتور..
عقد آلبرت حاجبه يقول :من تقصد ؟
ريكس :كين ،خذه الى الدكتور ليقوم بفحصه..
آلبرت :ولما أفعل ذلك ؟ إن دوار بسبب سوء التغذيه..
ريكس :فكر قليالً آلبرت ،أتتذكر ذلك اليوم الذي سمعتَ فيه جينيفر تتحدث عبر الهاتف
بالصدفه ؟ قبل عدة أشهر..
عقد آلبرت حاجبه قليالً قبل أن تتسع عيناه من الصدمة يقول :لحضه ! أنت ال تعني هذا
صحيح ؟
ريكس :في ذلك اليوم ما سمعتَه جعلك تأخذ فكرة عن كونها تتخلص ممن يُزعجوننا عن
سما ً أو ما شابه ،األمر أكبر من هذا طريق وضع شيء لهم بالشراب ،أُراهن بأنك ضننتَه ُ
بكثير لذا ُخذه الى الطبيب وحينها ُربما قد تفهم..
حاول آلبرت ضبط أعصابه وهو يقول بهدوء :أنت تقصد بأنها وضعت شيئا ً لكين ؟ لتتخلص
منه ؟
صمت ريكس لفترة قبل أن يقول :صدقني ،لو كان هدفها التخلص منه لكان هذا أهون
بعشرات المرات من نيتها الحقيقيه..
إتسعت عينا آلبرت بصدمه من كالمه!
لم يفهم ما يعنيه ،ولكن األمر يبدو أكبر بكثير مما كان يضنه..
لم يسأله ولم يستفسر عن مقصده..
كُل ما فعله هو أنه قام وخرج ليذهب ُمباشرةً الى كين..
عليه أن يأخذه الى الطبيب فورا ً ،عليه أن يفهم ما الذي يحدث!
مدى من السوء يُمكن أن تصل ؟ ً تلك الجينيفر أي
في حين بقي ريكس في مكانه لفترة قبل أن يتنهد هامسا ً:
حسنا ً ،يبدو بأنه نسي موضوعي وهذا أفضل..
وتسائل بعدها في نفسه عن كيفية معرفة آلبرت بأمر تلك ال ُمنشأه..
***
ت يُنيرها..
غرف ٍة ُمظلم ٍة إال من ضوء خاف ٍ تجلس لوحدها في ُ
كانت حين إذن إمرأةً شابه في ُمنتصف الثالثين من عُمرها ولكن وجهها ُمتعب ذابل واألرهاق
الشديد واضح على مالمحها..
طرق الباب فهمست :أُدخل ريكارد.. ُ
حيث تسند رأسها على يديها ُمغمضةً العينين وكأن ه ّما ً كبيرا ً ُ دخل ريكارد وتعجب من مظهرها
يستوطن صدرها..
تقدم منها وقال بهدوء :مابك ؟ إنه اليوم الثاني على التوالي تحبسين نفسك ُهنا ،هل حدث
أمر سيء ؟ٌ
أمر سيء أو جيد.. إبتسمت بهدوء تقول :ال أعلم ،هل هو ٌ
رفعت رأسها له فشعر بالقلق من تغيرها من إمرأ ٍة شابه حيويه الى إمرأ ٍة ذابلة هكذا..
سألها بقلق :ماذا حدث ؟
نظرت إليه لفتره ثُم نظرت الى ورق ٍة كانت بالقُرب منها على الطاوله وهمست :لقد كُنتُ ُمهمله
لمرتين فحسب ،فلما حدث فيهما هذا ؟
عقد حاجبه فهو لم يفهم ما قالته فأخذت نفسا ً عميقا ً ونظرت الى ريكارد تقول :أنا حامل..
سرعان ما إزدادت صدمته وهو يقول :ال تقولي لي بأن.... إتسعت عيناه من الصدمه و ُ
ولم يستطع أن يُكمل فهمست بهدوء :من غيره ،رايان والده..
تقدم وجلس على األريكة بجوارها يقول بسرعه :ال مجال للتفكير ،تخلصي من الطفل !
األمور ستتعقد هكذا!
عضت على شفتيها وظهر الضعف على وجهها والذي ال يظهر إال عندما يتعلق األمر بأطفالها
فقط ال غير..
ت شبه ُمرتجف :إنه طفلي ،قطعةً مني ،ال يُمكنني فعلها.. همست بصو ٍ
ريكارد :آليس أرجوك فكري بعقلك ! الطفل لم ينمو بعد ،لم يتكون جسده ،تخلصي منه فهو
سيُعيق تقدمك وربما تلقين حتفك بسببه!!
نظرت الى الفراغ لفترة قبل أن تهمس :هل تُخبرني أن أقتل إبني ألعيش أنا ؟
ريكارد :ال تقوليها هكذا ،لديك ريكس لذا عيشي من أجله ،أما وجود طفل للبروفيسور ؟!!
هل ُجننتي ؟!!! أال تُريدين أن تُنهي كُل شيء وتبتعدي ؟ فلما إذا ً تتمسكين بشيء يربطك
بالبروفيسور الى األبد!!!
بقيت صامته لفتره قبل أن تهمس :أعلم هذا ،األمر ُمحير ،ولكني في الوقت ذاته قطعا ً لن
أتخلص من الطفل..
ُجن من تفكيرها العاطفي هذا ! لطالما كان عقلها هو ال ُمتحكم دائما ً فلما يحدث هذا اآلن ؟؟!
حاول الضغط عليها قائالً :هل تُريدين له أن يخرج الى عالم كهذا العالم ؟ والده من أكبر رجال
العصابات بفرنسا ووالدته جاسوسة روسيه مجهول مستقبلها ؟ أي حياة هانئة سيعيشها
برأيك ؟ فكري به وال تكوني أنانيه هكذا..
أسندت رأسها على يديها ُمغمضة العينين وهي تهمس :أعلم أعلم..
ريكارد :إذا ً فكري ألجله ،هذا يكفي ،عليك أن تتخلصي منه..
همست :ال أستطيع فعلها..
ت أفضل جاسوسة أرسلتها روسيا خالل هذا العقد ريكارد بدهشه :رجاءا ً كوني عاقله !! أولس ِ
؟!! لما تغيرتي ؟؟ ال مكان للعاطفه فهي ستجعلك تتراجعين وترتكبين األخطاء ! أال يكفيك خطأ
إنجاب ريكس ؟ لما تُريدين تكرار األمر ؟!
همست له :لن يُمكنك أن تفهم هذا ،عندما يكون بداخلك طفل صغير ؟ كيف لقلبي أن يجرؤ
على التخلص منه ! هذه وحشيه ،وأنا لم أرتكب الوحشية بحياتي ألفعلها اآلن مع طفلي !
رجاءا ً ريكارد أصمت وال تتحدث بهذه الطريقه..
هو حقا ً ال يُمكنه تصديق كم أصبحت حساسةً هكذا!!
لقد تغيرت بالكامل بعد زواجها وإنجابها لريكس ،تغيرت من إمرأةً باردة قاسيه بدون أي نقاط
ضعف لديها الى إمرأة ترتكب األخطاء من أجل إبنها!
أال يكفي ما حدث لها قبل عدة أعوام عندما تسبب لها ريكس بالسجن وبقيت فيه لعام كامل
وبالكاد تدخلت الحكومه الروسيه لتُنهي األمر ؟
لعام آخر من أجل أال تجذب أنظار الشُرطة التي بقيت تُراقبها أال يكفيها إنقطاعها عن ُمهمتها ٍ
!!
إنها تتراجع ،وبالكاد عادت الى الطريق الصحيح فلما تُعاود إرتكاب نفس الخطأ!!!
شد على اسنانه وهمس بداخله" :إن لم تفعل هي ذلك فعلي إيجاد طريق ٍة لفعلها بنفسي فهذا
الطفل سيُسبب الكوارث في ال ُمستقبل" ..
**
فتح عينيه بهدوء هامساً :كُنتُ ُمحقا ً ،سيجلب الكوارث فور خروجه الى العالم ،والدتُه
كُشفت ،وتمت ُمطاردتها ،واآلن والده يتحرك بطريق ٍة مجنونة من أجل الوصول إليه لدرجة
أنه سيقتل أي أحد في طريقه ،حتى لو كان أنا..
قالها وهو ينظر الى تسجيل كاميرا ال ُمراقبة ال ُمثبتته في منزله وهو يرى إثنان دخال حين
غيابه وفتشا المنزل رأسا ً على عقب..
يعرفهما فلقد رآهما أكثر من مره ،إنهما من أتباع البروفيسور ووصولهما إليه ال يعني سوى
أنه كُشف..
سحقا ً!
ُ
أخذ هاتفه ونظر الى رقم مارك الذي أخذه من زوجته ُمسبقا ً والتي كلمته يوم األمس تُخبره
بأن مارك رد عليها أخيرا ً ُمعتذرا ً بأنه لن يعود اآلن وعليها أال تقلق ألجله وأغلق هاتفه
بعدها..
ضغط على إسمه ورن الهاتف ولكن كالعاده لم يُجبه ،إنها ُمحاولته المائة ُمنذ األمس..
سحقا ً له ولرين ال ُمزعجه!!!
ُ
نزل باألرقام الى رقم ريكس وهو يُفكر هل يتصل به ؟
هو على إتصال مع رين لذا ُربما يعرف شيئا ً عن مارك..
نظر الى إسمه بهدوء وهو يتذكر جملة آليس في ذات الليلة التي أخبرته فيها عن كونها
حامل..
سيخرج
ُ "أتعلم ريكارد ُ ،ربما األمر ليس سيئا ً الى هذا الحد ،ربما والداه سيئان ولكن الطفل
وله أخ أكبر رائع ،وريكس ُربما ....يتوقف عن لوم نفسه عما حدث لي ويصب إهتمامه في
هذا الطفل ،سيُساندان بعضهما بعضا ً ،ومن يدري ُ ،ربما هذا الطفل يصنع ُمعجزة لم يتخيلها
أحد "
تنهد وهمس :يالها من ُمتفائله..
تراجع عن ُمحاولة اإلتصال به وأغلق الهاتف..
***
6:11 pm
أوقف إدريان سيارته أمام أحد المنازل ومن ثُم نزل منها وهو يتقدم من السيارة التي وقفت
قبله..
إقترب من النافذه ففتح السائق الزجاج ليقول له إدريان بهدوء :حسنا ً أعتقد بأنك تعي ماذا قد
يحدث لك لو أخبرتَ والدتي عن كونك جلبتني الى ُهنا صحيح ؟
هز السائق رأسه وقال :لكن أرجوك ،ال تُخبرها أنت..
تجاهله إدريان يقول :غادر قبل أن يفتقدك أحد..
ومن ثُم إبتعد فتحرك السائق وغادر المكان فورا ً..
حيث أخذه السائق ،هو أكثر من يعرف والدته ويعرف بمن تثق ُ رفع إدريان رأسه ينظر الى
وأولهم هذا السائق لذا إستجوبه وبالكاد أجبره على أخذه الى ُهنا..
حيث طلبت منه جينيفر أن يُخبئ الطفل.. ُ الى
تقدم من المنزل ورن الجرس وبعد دقائق قليله فُتح الباب وظهرت فتاة من خلفه تبدو
ك ُممرضه منزليه..
نظرت إليه بحذر قائله :من أنت ؟
إبتسم لها بمرح يقول :ال ُمغني الرائع إدريان ألم تسمعي بي ؟
بعدها تجهم وجهه وأبعدها عن طريقه وهو يد ُخل عنوه..
سرعة الىظر إليه وهو يتقدم الى الداخل فتراجعت ِخلسه وذهبت ب ُ أغلقت الباب خلفه تن ُ
الهاتف وفتحته على أول رقم..
ما إن ضغطت زر اإلتصال حتى مد إدريان يده من خلفها وسحب الهاتف ُمغلقا ً اإلتصال..
نظر الى الشاشة يقرأ اإلسم وهو يقول" :الدكتور" ؟ هل بال ُمصادفه إسمه جان ؟
ُخطف لون وجهها فعلم بأن كالمه صحيح..
غرفةً وجد فيها الطفل وضع هاتفها في جيبه وتقدم الى الداخل يفتح الغُرف حتى فتح أخيرا ً ُ
يجلس على كُرسيه وأعصابه مشدودة للغايه..
لقد رن جرس المنزل لذا لن يأتي سوى الدكتور ولكن تحول وجهه من مالمح الحذر والخوف
الى مالمح الصدمه وهو ينظر الى أخاه الذي لم يره ُمنذ فتر ٍة طويل ٍة جدا ً!..
إنه إدريان بكُل تأكيد!!!
في حين نظر إليه إدريان بهدوء وشعر ببعض األلم من منظره ،لقد كبُر قليالً عن آخر مر ٍة
رآه فيها..
تقدم منه وإنحنى يجلس أمامه ينظر الى عينيه يقول :سأسألُك سؤاالً وأجبني عليه بصراحه ،
حسنا ً إيدن ؟
بلع إيدن ريقه متوتر من قرب أخاه ومن الجدية الظاهرة على وجهه ليهز بعدها رأسه
باإليجاب..
إدريان :هل الدكتور جان هو والدك ؟
خائف للغايه..
ٌ ظهرت الصدمة على وجه إيدن وأشاح بنظره وهو
أخطأ في الماضي عندما جعل إليان تشعر بهذا األمر أيضا ً واآلن إدريان ؟!!!
ستغضب منه والدته بدون شك وهو ال يُريد هذا..
شد إدريان على أسنانه واألمر اآلن بات مؤكدا ً..
والدته بالفعل أنجبت هذا الطفل عن طريق الخيانه!
ومن َمن ؟!! جان!! ِ
همس لنفسه" :كيف أنخفضت معايريك هكذا يا أُمي"!!
األمور اآلن مهما حاول تجاهلها فهي تتجه لألسوأ وعليه إتخاذ خطو ٍة تُقلل من عنف األحداث
القادمه..
نظر الى إيدن وهو يتذكر ُمحادثة ريكس ووالدهما عندما أخبره أن يعتني بإيدن..
والده لو رأى الطفل ....فسيزداد غضبه!
-طفل مشلول و ُمشوه ،إن وجهه ذابل حتى!
سيضن السبب هو قلة اإلهتمام!!!
ُ -حرق وجهه بسبب حريق فلما لم تهتم أمه ب ُمعالجة هذا التشوه ؟!!!!
هذا ما سيُفكر به والده وسيُعقد األمور أكثر..
همس بهدوء :علي ُمحاولة تصحيح ما أستطيع من أخطاء والدتي..
نظر إيدن إليه وهو ال يعرف ماذا يقصد بهمسه هذا..
إنتبه إدريان إليه ونظر الى عينيه لفتره ،إبتسم بعدها يقول :كيف حالُك إيدن ؟
بالكاد منع إيدن نفسه من أن يتاثر ويبكي ،لقد إشتاق ألخاه إدريان كثيرا ُ!
لطالما سأل ريكس وإليان عنه ،كان يُريد رؤيته فهو يُحبه للغايه وال يعلم لما..
ُربما ألنه يُشبهه أكثر من البقيه..
ت ُمرتجف فشل فيه من إخفاء نبرته الباكيه :أنا بخير.. بلع ريقه وأجابه بصو ٍ
ت إختفى من قوة نبرة بكائه :إشتـ ـقتُ إليـ ـك.. ليُكمل بصو ٍ
قطب إدريان جبينه ُمتألما ً من ُجملة أخاه..
لقد ....أخطأ كثيرا ً بحقه..
سحقا ً له ولهروبه الدائم من مواجهة المشاكل! ُ
مد يده وبدأ يُصفف ُخصالت شعره وهو يقول :ما دُمتَ تُشبهني هكذا فعليك أن تُصفف شعرك
مثلي لتغدو شابا ً وسيما ً..
صبغمز يُكمل له بهمس :أُراهن بأن الفتيات حينها سيتهافتن عليك ،ال توليهن أي إهتمام و ُ
إهتمامك على الفتاة التي تكره غرورك فهذا هو قانون المشاهير أمثالنا..
سرعه :هل قُلتُ شيئا ً خاطئا ً ؟؟؟ صدم إدريان وقال ب ُ شهق إيدن ُهنا وإنفجر باكيا ً ف ُ
ت غير مفهوم ٍة على ت مسموع ويتكلم ببعض كلما ٍ هز إيدن رأسه نفيا ً وهو يبكي بصو ٍ
اإلطالق..
كالم أخاه األكبر اللطيف والمازح أثر فيه ،يُحبه حقا ً لذا يبكي وال يعلم لما بالضبط..
كُل ما يعلمه أنه سعيد..
سعي ٌد للغايه..
إبتسم إدريان بهدوء وربت على كتفه قبل أن ينحني ويهمس له بأُذنه :أخاك الوسيم الرائع
فعل شيئا ً مجنونا ً هذا الصباح ألجلك ،سرق أوراقك الرسمية من المكان الذي ال يجب عليه أن
يقترب منه ،والدته ستغضب كثيرا ً عندما تكتشف هذا ولكنه سيتحمل ألجلك ....النه يُحبك
ويُريد أن يُرسلك الى الخارج للعالج..
إتسعت عينا إيدن بصدمه فإبتعد إدريان عنه وبدأ يتحسس الحروق في وجهه قائالً :فقط بعض
عمليات تجميل وستُصبح أجمل مني..
أنزل يده الى ُركبتيه ُمكمالً :وقدمك لم تكن مشلولةً منذُ طفولتك لذا ُربما يكون ُهناك عالجا ً لها
،سأبذُل قُصارى ُجهدي لذا أبذل أنت قُصارى ُجهدك لهذا ،وال تقلق إن لم يكن ُهناك عالج فال
بأس من العيش هكذا ،فأخاك سيحرص على أن يُصبح نجما ً عالميا ً وحينها الكُل سيود
خ لمشهور رائع مثلي ..لذا إن تقبلتَ الحديث معك ولن يرمقوك بأي نظرة شفقه بل بكونك أ ٌ
نفسك هكذا وكُنتُ أنا داعما ً لك فلن يُعيقك شللك على اإلطالق..
شعور ُمتضارب عصف بقلب الطفل الصغير.. ٌ
سعيد ل ُمقابلة أخاه ولكالم أخاه وإلهتمام أخاه ولكن ....هذا القدر الكبير من السعادة موجع..
لن يُمكنه أن يقبل بهذا ،الدكتور جان هدده من قبل من تدخل إليان وريكس وبأنه سيؤذيهما
لو طلب منهما ال ُمساعده..
بالتأكيد سيفعل المثل مع إدريان..
بلع ريقه وهمس له :ال أُريد السفر..
عقد إدريان حاجبه قبل أن يبتسم ويقول :هل أنت خائف من أن توبخني والدتي ؟ حسنا ً لقد
فعلتُ خطئا ً وإنتهيت لذا سأوبَخ سواءا ً ذهبت أو لم تذهب..
عض إيدن على شفتيه هامساً :آسف ألني أُسبب لك المشاكل لذا أرجوك دعني..
أمر من ال ُمفترض أن إدريان بإنزعاج :ما بال الشخصية الضعيفة هذه ؟!!! لما تتأسف من ٍ
نفعله ألجلك !! هذا حقك وعليك أن تطلبه من البداية فلما تُح ّمل نفسك خطأنا نحن ؟
خاف إيدن من غضب إدريان وهمس :آسف..
آسف ؟!!
أشاح بنظره عنه وهو ُمنزعج منه و ُمتألم في الوقت نفسه..
إهمالهم له صنع منه شخصا ً ضعيفا ً هكذا..
أخذ نفسا ً عميقا ً قبل أن ينظر إليه ُمجددا ً يقول :إسمع ،عندما يطلب منك أخاك األكبر أمرا ً
عليك أن تُطيعه ،ستُسافر ،وطائرتُك الليله!
والربع ..إنها الليلة بالفعل
ُ أخرج من معطفه تذكرة سفر وقال :أُنظر ! إنها في تمام العاشرة
لذا ال مجال إلعتراضك..
ش ُحب وجه إيدن عندما أيقن بأن أخاه إنتهى من كُل شيء حقا ً!!
حيث التذكره يقول بخوف :أرجوك أخي ال تفعلها ،أرجوك ال تفعلها ُ مد يده وأمسك بيد إدريان
ُ
أرجوك ! إستمع إلي ولو لمرة ،ال أريد السفر ،آسف لكوني سببتُ لك بعض المشاكل ولكونك
فعلت هذا ألجلي ولكني ال أُريده أرجوك..
كانت نظراته ُمرتعبه مليئ ٍة بالخوف والرجاء!
شخص ما ولكن من ؟ ٍ خائف من
ٌ بقي إدريان ينظر الى عينيه وقد أيقن من كونه
والدته ؟ أو ُربما ....الدكتور جان!
نعم هو يعلم عن كون الدكتور يأتي الى المنزل بين حين وآخر ليُعالجه..
هل طلب منه أال يقبل ُمساعدة أحد ؟
صمت لفترة قبل أن يقول :ممن خائف ؟ ال تقلق من والدتي فأنا إبنُها ال ُمفضل ،سأقُنعها بأال
تُحملك أي ذنب ،وأما الدكتور جان...
وربما يؤلمك ما سأقوله ولكن قد تم بأسف ُمصطنع :أعلم بأنه والدك ٍُ صمت قليالً ليُكمل
القبض عليه بتُهم ٍة طبيّة صعبه ُ ،ربما يُحكم عليه باإلعدام أو السجن مدى الحياة لذا ال سبب
يدعوك للخوف منه..
إتسعت عينا إيدن على وسعهها من الصدمة العارمه!!
الدكتور جان ....قُبِضَ عليه ؟!!!
بخوف
ٍ سرع ٍة عن إدريان عندما أدرك الوضع وبدأ جسده يرجف بقوة وهو يهمس أبعد يده ب ُ
شديد :ولكن مرضي ....ال ُمعدي ....كان يُعالجني ......أنا......
ولم يستطع إتمام كلماته ،هو ُمرتعب للغايه..
عقد إدريان حاجبه قليالً قبل أن يقول :أتعلم ماذا سرقتُ أيضا ً ؟ سجلك الطبي ،ساُرسله الى
حيث يتم عالجك ،فأيا ً كان نوع مرضك فسيُصبح عالجه سهالً اآلن فهم يملكون فكرةً ُ الخارج
شاملةً عنه لذا لن يأخذوا وقتا ً في تشخصيه..
كذب عليه وقالها وهو حتى اآلن لم يفهم ماذا يقصد بالمرض ال ُمعدي ؟؟
كالحصبة وغيرها ولكنه يبدو بأفضل حال فماذا عادةً األمراض ال ُمعدية تكون أثارها ظاهره ! ِ
قصد بكالمه ؟
في حين ال زال الخوف يُسيطر على إيدن وأصبح فارغ العقل تماما ً ال يعلم بماذا يُفكر..
فقط دموعه تهط ُل من عينيه..
مقبوض عليه ،قلبه يؤلمه لهذا..ٌ والده
فمهما كان يُخيفه فهو والده..
قطع عليه مشاعره صوت إدريان يقول :ال تقلق ،سأكون بجانبك دائما ً حتى تُشفى ،إليان
وريكس أيضا ً..
إليان وريكس..
شهق إيدن وهو يهمس :اُريد رؤيتهما..
نظر إدريان إليه لفتره ثم قال :حسنا ً ،بشرط أن تُسافر وصدقني حينها سأجعلُهما يأتيان
لتوديعك..
خائف ..هو خائف للغايه من هذه الخطوة الجريئة التي تُعارض تحذيرات والده ال ُمتكرره..
بلع ريقه ونظر الى إدريان يقول :هل ....هل ريكس يعرف عن هذا ؟ هل هو موافق ؟
إبتسم إدريان يقول :إنه صاحب ال ِفكر ِة أصالً..
دُهش إيدن في حين أشاح إدريان بنظره عنه يُحاول إخفاء ضيقه..
إضطر للكذب ،هو فعل كُل هذا ألجله ولكن إهماله السابق له لم يجعل من هذا الصغير أن يثق
به..
ريكس وهو الذي ال تربطه أي عالقة دم كان يهتم به أكثر منه..
لذا سينسب هذا الفضل لريكس ،فماهو ُمهم اآلن هو أن يُقنع الصغير بالذهاب..
عليه أن يفعل شيئا ً ألجله ولو لمره ،ألجله وليس ليتفاخر أمامه بأنه فعل هذا..
إبتسم وعاود النظر الى إيدن يقول :هو فقط مشغول لذا طلب مني فعلها ولكنه حتما ً سيكون
في المطار لتوديعك..
إرتجفت شفتا إيدن وبدأ يبكي بصمت وهو يهمس :إنه ليس غاضبا ً مني ،إنه ليس غاضبا ً
مني..
لم يفهم إدريان لذا قال :ولما يغضب ؟ أال تعلم كم هو يُحبك ؟
هز إيدن رأسه باإليجاب وهو يُحاول إيقاف نفسه من البُكاء فإبتسم له إدريان يقول :إذا ً جهز
نفسك ،سنتذهب للتسوق من أجل شراء المالبس الجميلة واألحذية الرائعه..
وخرج من الغُرفة قبل أن يعترض إيدن ُمجددا ً..
خرج ليجد أمامه تلك الفتاة التي كانت تقف بعيد عنهم تستمع لكُل ما كانا يقوالنه..
إقترب منها لترتجف وترجع الى الخلف حتى إصطدم ظهرها بالحائط..
إتكأ بيده على الحائط وإقترب من وجهها ليبتسم هامساً :عزيزتي هل يُمكن أن أطلب منك
خدمه ؟ لن أُعرضك للتوبيخ بسببي لذا فقط هل يُمكنك الصمت عما حدث ألربع ساعات ؟
وبعدها إفعلي ما تشائين ،أخبري الدكتور إن إضطررتي الى كوني هددتُك أو ضربتُك أو أي
شيء ،فقط أمهلينا أربع ساعات حسنا ً ؟
بلعت ريقها وإحمرت وجنتاها من إبتسامته وطلبه اللطيف لتهمس :حـ حسنا ً..
مد يده األُخرى يُداعب شعرها وهو يقول :كُنتُ أعلم بأن الجميالت أمثالك فقط من يُمكنهن
تف ّهم موقفي ،شُكرا ً لك..
هزت رأسها نفيا ً تنظر الى األسفل تُالعب طرف قميصها بخجل وهي تقول :كال كال ال تشكُرني
..
إبتسم ووضع هاتفها بيدها وبعدها إبتعد عنها ليأخذ أخاه الى حيث أخبره..
***
7:10 pm
في حين نظر آلبرت إليه بهدوء ثُم قال :للتو إستيقضت لذا لنتوقف عن إكمال حوارنا لفتره..
همس كين :لنتوقف عنه لألبد..
وقف آلبرت وأكمل غير ُمبالي برده وهو يضع هاتف كين بجانب الطاولة :سنُكمله في ٍ
يوم آخر
لذا ُخذ قسطا ً من النوم وتوقف عن اإلنفعال فهذا سيضُرك وإتصل بي إن أحتجت الى شيء..
كين بهمس :شُكرا ً على شفقتك..
أشاح آلبرت بوجهه ُمنزعجا ً وغادر الغُرفه ُرغم أنه ال زال يملك الكثير من األسئلة لكنه يخشى
على صحته من التدهور..
أخرج هاتفه ومشى في الممر وهو يتصل على أحدهم..
ما إن رد الطرف اآلخر حتى سأله آلبرت بهدوء :أخبرني ريكس ،هل األمر السيء الذي
تقصده بخصوص جينيفر يتعلق بمرض كين ال ُمفاجئ هذا ؟
لم يجد ردا ً أو تأكيدا ً على كالمه لذا همس بهدوء :هو كذلك إذا ً لهذا يمتلك كين الرغبة في
قتلها ،هل ستُخبرني كيف حدث هذا فاألمر ال يبدو منطقيا ً بالنسبة لي ؟
جاءه صوت ريكس الهادئ يقول :يكفي أن تعتني بكين فاللعب معهما سيقلب األمور الى
األسوأ..
لم تفت على آلبرت كلمة "معهما" لكنه تجاهلها وهو يقول :حسنا ً ال بأس ،إتخذتُ قراري فإما
تُخبرني بنفسك أو أذهب وأنبش خلف جينيفر..
صمتٌ طويل قبل أن يُجيبه ريكس :دع األمر لي ،سأُنهيه في خالل أسبوع..
آلبرت :أسبوع ؟ هذا كثير ،سأفعلها بنفسي..
ومن ثُم أغلق الهاتف قبل أن يسمع منه أي رد..
***
8:00 pm
-Paris-
حيث قناة ديزني ال ُمفضله لجميع األطفال.. ُ تجلس بملل في هذه الشقة تنظر الى التلفاز
ولكنها ملت منها..
ُمنذ أيام وال تُقابل سوى التلفاز وهذه القناه..
تعبت..
تنهدت بهدوء وضمت ُركبتيها الصغيرتين الى صدرها هامسه :متى سأرى أُختي ؟ قالوا لي
قريبا ً ولكن األمر طال كثيرا ً..
أغمضت عينيها لتفز فجأه واقفه عندما رن جرس المنزل..
ذهبت الى الباب وسألت بهدوء :مـ من ؟
جائها صوت تلك الفتاة قائله :إفتحي صغيرتي..
إبتسمت لها فهي تُحب هذه الفتاة كثيرا ً ،لم ترها سوى بعد خروجها من عند ال ُمنظمة ولكنها
كانت لطيفةً معها للغايه وتُلبي جميع إحتياجاتها..
فتحت الباب تقول بمرح :هل أحظرتي لي ما طلبتُه منك ؟!!
إختفت اإلبتسامة من شفتيها وظهرت الصدمة العارمة على وجهها للحضات وهي تهمس بعدم
ت؟ تصديق :من ...أن ِ
حيث رين التي كانت تُساعد عمها على البقاء واقفا ً وعينيها مليئتيان ُ نظرت الفتاة الى يمينها
بدموع الفرح..
إبتسمت لها رين تقول :نعم كان شعري بُني اللون وطويل حينها ،هل نسيتني ؟
ت بخير ؟ لم تموتي ؟ ت هي حقا ً ؟ أن ِ سالت الدموع من عيني الطفلة نينا وهي تهمس :أن ِ
تركت رين عمها -الذي بالكاد تماسك من السقوط قبل أن تهب صديقته ل ُمساعدته -وتقدمت
من نينا تحتضنها وهي تهمس :شُكرا ً ألنك على أحسن ما يُرام ،أنا سعيده ،هذا ُمريح للغايه
..
إنفجرت نينا باكيه ولم تستطع الرد على كالمها ُمطلقا ً فبدأت رين بالمسح على ظهرها تُحاول
تهدئتها وهي تهمس :هيّا يكفي ،كم صار عُمرك لتبكي كاألطفال هكذا ؟ كُل شيء على ما يُرام
لذا توقفي..
ت باكي :قالوا بأنهم سيقتلونك ،قالوا باني لن أراك شهقت نينا وتشبثت بها وهي تقول بصو ٍ
أبدا ً ،كُنتُ خائفه يا أُختي ،خائفةٌ كثيرا ً..
إبتسم رين بألم هامسه :ال تقلقي ،سينتهي هذا الخوف قريبا ً ،كوني واثقةً بي ،ال تقلقي..
ردت عليها نينا بنفس الصوت الباكي :ماتت جدتي وتركتني وحدي ،إنتظرتُك كثيرا ً ولم تأتي
ت هذا بي ؟ ليس لدي في العالم سواك فلما تركتني ؟ ،لما فعل ِ
بالكاد حافظت رين على صوتها من اإلرتجاف وهي تهمس :آسفه ،أنا آسفه ،إغفري لي هذا
،لن أُكررها صدقيني..
شهقت نينا وواصلت البُكاء دون أن تقول شيئا ً فنظر لوكا إليهما بهدوء قبل أن يهمس
لصديقته :دعينا ندخل..
ساعدته على الدخول فلقد كان ُجرحه لم يبرأ بعد لذا ال يُمكنه الضغط عليه أكثر خالل هذين
اليومين على األقل..
جلس على األريكة ُمسترخيا ً فجلست بالقُرب منه تقول :ماذا ستفعل اآلن ؟
أجابهاُ :مضطر للراحة قليالً حتى يُمكنني التحرك براح ٍة ُمجددا ً..
سألته :وإبنة أخاك ؟
مط شفتيه يتذكر ُمحادثتهما باألمس عندما أخبرتُه كُل شيء وأعطته قرارها بخصوص
خطواتها القادمه فهمس :إنها تتغلب علي بالعناد ! لم أستطع إقناعها بتاتا ً..
نظرت إليه قليالً ثُم قالت :هل تشعر بأن قرارها كان خاطئا ً أو رفضك هو ألنك تخاف عليها ؟
وربما ألني كرهتُ ذاك ال ُمحقق ال ُمستغل بعدما تنهد وهمس :ال أعلم ُ ،ربما ألني أخاف عليها ُ ،
أخبرتني كُل شيء حدث معها ،أكره قرارها في أن تتعاون معه ،أُريد تحطيمه حقا ً!!
إبتسمت وقالت :حسنا ً فعل هذا ألجلكما فلما الغضب ؟
نظر إليها يقول :تُريدين الشجار معي صحيح ؟
ضحكت ولم تُعلق فدخلت نينا في هذا الوقت تمسح دموعها في حين دخلت رين خلفها وهي
تُغلق الباب..
جلست رين على األريكة ال ُمقابله لعمها في حين جلست نينا بجوارها وإحتضنتها فإبتسمت لها
رين قبل أن تقول للوكا :عليك البقاء ُهنا لعدة أسابيع حتى تُشفى تماما ً...
علق في نفسه" :عدة أسابيع ؟ وكأن هذا سيحصل"
أكملت :ال تُحاول الخروج بتاتا ً فدارسي الوغد يستهدفك ،ستتكفل صديقتك بإمدادكم بالمال
والطعام لذا ألجلك وألجل نينا ال تتصرف بتهور..
رفعت نينا رأسها الى رين تهمس لها :من هذا ؟
ي عينته ألجلك.. حارس شخص ّ ٌ إبتسمت رين لها هامسه :إنه
إتسعت عينا لوكا بصدمه يقول :نينا ال تُصدقيها !! أنا ع ُمك يا عزيزتي..
قطبت نينا حاجبيها بتفكير قبل أن تهمس :لم تُخبرني جدتي عن كوني أملك أعماما ً..
ت آخر مرة من عند تلك ال ُمنظمة البغيضه ؟ هذا ألني رين بهمس لنينا :هل تعرفين كيف خرج ِ
أرسلتُه ليُقاتلهم ألجلك ،أنا لم أنسك يا عزيزتي..
إبتسمت نينا ُرغما ً عنها وحضنت رين بقو ٍة أكبره هامسةً برجفه :أُحبك كثيرا ً ،أُحبك!..
الصدمة العارمة حلّت على وجه لوكا وقبل أن يُعلق همست له صديقته :توقف ! هل تُريد أن
الحقد قليالً من صدرك! تُفسد عالقة األُختين ؟ إنها سعيده ألن أُختها أنقذتها فلما ال تُبعد ِ
ظهر اإلستنكار على وجهه قائالً :تمزحين صحيح ؟!
إبتسمت وعبثت بشعره الرمادي تقول :تصرف بنضج أكبر..
أراك الحقا ً وكوني حذره فلقد تعبتُ من ِ بعدها وقفت تقول لرين :سأتي لهم صباح الغد حسنا ً ؟
تهور لوكا..
إبتسمت رين تقول لها :ال عليك ،إني أدرس ُخطواتي جيدا ً هذه المره..
ردت لها اإلبتسامة ثُم غادرت المكان..
ضروف أفضل من هذه.. ٍ نظرت رين الى لوكا تقول :لقد أحببتُها ،تمنيتُ لو تعرفتُ عليها في
إبتسم لوكا ولم يُعلق..
بعد فترة صمت قال :حسنا ً ،ماذا ستفعلين اآلن ؟
حديث طويل مع ثيو وبعدها أحتاج ألن أذهب الى منزل السيدة ٌ صمتت لفترة ثُم قالت :لدي
جينيفر ،كانت المأوى لي بعد فقداني للذاكره لذا علي أن أتحدث معها ،وسيكون من حظي لو
قابلتُ إدريان وإليان أيضا ً ،ففي الحقيقة إشتقتُ لهما ُرغم أن األخيرة كانت تُضايقني ،أتسائل
ماذا حدث معها هي وذاك النادل ؟
لوكا :حسنا ً وماذا بعد ؟
صمتت قليالً ثُم قالت :سأذهب لرؤية ريكس ُ ،هناك الكثير من األمور ال ُمشتركه بيننا ،وعدتُه
بعدة أمور علي الوفاء بها فهو ...ساعدني كثيرا ً في األيام القليلة الماضيه..
صمتت للحضه ثُم أكملت :وأُريد رؤية فرانس ايضا ً ،لدي الكثير من األسئلة أُريد سؤاله عنها
...وبعدها سأرى ماذا سأفعل..
ستتركيني ُمجددا ً ؟
ُ رفعت نينا رأسها تنظر الى رين قائله بخوف :هل
إبتسمت رين تقول :أبدا ً ،سنعيش معا ً ولكن نينا في األيام الماضيه ُهناك أشخاص لُطفاء
ساعدوني ،أال يُمكنني شُكرهم على األقل ؟
لم يكن الرضى واضحا ً على وجهها ولكنها همست :حسنا ً كما تُريدين ولكن ال تتأخري..
لعبت رين بخديها تقول :وهل يُمكنني اإلبتعاد عنك بعدما قابلتُك أخيرا ً..
ت تُؤلمينني.. ضحكت نينا تقول :ايي أن ِ
قاطع لوكا لعبهما قائالً :حسنا ً وذاك الصبي مارك ؟
تنهدت رين وهزت كتفها هامسه :ال أعلم ،صحيح أني أحتفظ به كورق ٍة رابحه في حين قام
البروفيسور ب ُمحاولة أذيتي ولكن ...حقا ً ال أعرف ماذا سأفعل ؟ هل أتحدث معه عن عائلته ؟
هل أترك األمر لريكس ؟ ال أعلم حقا ً..
ت ال تعرفين ماذا تفعلين أصالً ؟ لوكا :بإختصار أن ِ
عقدت حاجبها هامسه :ال تُقلل مني هكذا ؟
األمر ُمعقد....
ُ تنهدت وأكملت:
صمتت قليالً ثُم قالت :أُريد قهوةً بارده ،هل تصنعينها ألجلي يا نينا ؟
نظرت نينا إليها ثُم إبتسمت قائله :حاضر..
ووقفت ذاهبةً الى المطبخ فحال إختفائها عن نظرها أكمت رين :إن كُنتُ أُريد اإلنتقام منهم
فعلي إختيار حليف قوي ،أعترف بأني ال يُمكنني فعلها وحدي ،ثيو ُرغم أني ال أزال غاضبةً
منه وال أزال أرغب باإلنتقام إال أنه أفضل حليف ! قوي وذكي ويملك جاسوسا ً بداخل ال ُمنظمه
! سأُوهمه بأني موافقةً على التحالف معه وعند ذهابي الى ستراسبورغ سأُناقش ريكس عن
األمر وأرى رأيه ،إن وافق فسيكون هذا جيدا ً وإن لم يُحبب دخول ثيو فسأرى ماذا سأفعل
حينها..
ت ؟ أعني لما رأي ريكس هذا ُمهم هكذا ؟ عقد لوكا حاجبه يقول :ولما ال تُقررين أن ِ
رين :ألني أثق به ،هو لم يستغلني وال لمر ٍة على عكس ثيو ،وأيضا ً ساعدني عدة مرات ،
ضننتُها في البداية ألنه يرغب بالمعلومات التي لدي ولكن...
صمتت قليالً ثُم أكملت بهدوء :حتى لو لم أملك المعلومات التي يُريدها كان ليُساعدني ،فُضح
امره أمام قاتِل بمنظمته بسببي ولم يُحاول تركي عن طريق حماية نفسه ..ال اعلم ،إستمعتُ
لعقلي طوال المرات السابقه لذا ...أُريد اإلستماع لقلبي هذه المره ،هو يستحق الثقه ،هكذا
أنا أشعُر..
تنهد لوكا ولم يُعلق ُرغم أنه يُزعجه كونه كان من ضمن مجموعة القتلة الذي قتلوا أخاه..
أما رين فكانت شاردة البال بأمره حتى أيقضها صوت نينا التي إبتسمت وقدمت الكوب قائله:
أتمنى أن يُعجبك..
إبتسمت لها رين تقول :دام أنه من هذه اليدين اللطيفتين فسيُعجبني حتما ً..
إبتسمت نينا بسعاده وجلست بجوارها تُراقب ردة فعلها من الطعم وزادت فرحتها عندما
إمتدحتها رين بخصوصه..
تنهد لوكا ُمجددا ً يقول :ألن تقولي لها أني عمها ؟ أال تعلمين أني لم أرها في حياتي سوى
عندما كانت طفلةً صغيرةً ؟
فكرت رين في كالمه وإستوعبت أنه بسبب إنفصال والديها لم تكن نينا تعيش معها لذا لوكا لم
يرها عندما كبُر وأصبح يزورهم دائما ً..
تنهدت تقول :حسنا ً اشفقتُ عليك..
ت لم تُقبليه وهذا ليس جيدا ً ،قلبه نظرت الى نينا تقول :حبيبتي هذا حقا ً ع ُمك ،أخ والدنا ،أن ِ
ُمحطم..
نينا بدهشه :كيف هذا وجدتي لم تقل لي شيئا ً عنه ؟
رين :ربما لم تكن تعلم جدتنا بهذا ،هو كان يسكن في مدين ٍة أُخرى بعيده لهذا لم نره ُمنذ فتر ٍة
طويله..
نظرت نينا إليه لفتر ٍة ثُم تقدمت منه تقول :مرحبا ً عمي..
إنه سال ٌم رسمي أزعجه بعض الشيء..
أشار لها لتقترب أكثر وما إن إقتربت حتى سحبها بخفه الى ُحضنه وهو يقول :عزيزتي
يوم في
ت بكُل هذا ،أعدُك بأن عمك الرائع سيحميك حتى آخر ٍ آسف لكونك مرر ِ
ٌ الصغيره ،
عُمره..
إبتسمت ولم تُعلق فهي سعيدة لكونها تمتلك شخصا ً غير أُختها رين..
هي حتما ً سعيده..
إبتعدت عنه قليالً ونظرت الى رين تقول بقلق :وأخي جاكي ؟!!
عقدت رين حاجبها تقول :ماذا ؟
أرجوك أُختي أُريد
ِ تقدمت منها نينا تقول :ماذا بخصوص أخي جاكي ؟!! لقد تأذى بسببي ،
رؤيته..
ت جاكي أصالً ؟!! وماذا تعنين بأنه تأذى بسببك ؟! دُهشت رين من كالمها وقالت :وكيف قابل ِ
نينا :ألنه كان يحميني منهم ،ولكن األُخت الشريرة ريتا أحضرت أصدقائها وتشاجروا ،
أرجوك أُختي أُريد رؤيته..
هذا الكالم تسمعه ألول مره!
أصدقائها ....لما عليهم أن يتضرروا بسبب مشاكلها أيضا ً!!
تركتهم كيال يتكرر ما حدث مع آريستا ولكن جاكي.....
شعرت بال ُحزن ،لم تكن تُريد أن تُقابلهم اآلن فهي ال تزال خجلة مما حدث آخر مره ولكن لن
يُمكنها التهرب أكثر بعدما أُصيب صديقها من أولئك األوغاد!
***
8:30 pm
***
9:12 pm
يجلس في مكتبه ال ُمظلم إال من نور األباجوره الصغيرة ال ُمثبتته على سطحه..
المبنى بكامله فارغ سواه هو فمنزله أصبح غير آمن ولهذا لم يجد له هذا اليوم سوى البقاء
مكان آخر آمن صباح الغد..ٍ في مقر عمله حتى يبحث عن
صنع القهوة في مكتب الموظفين وعقله مشغول ب قهو ٍة صنعها من آلة ُ
يجلس بهدوء وبكو ِ
بترتيب أفكاره القادمه..
بمارك ،ورين ،وريكس ،والبروفيسور الذي بدأ يبحث عنه في كُل مكان..
عليه أن يجد مخرجا ً من كُل هذا ليُعيد كُل شيء الى نِصابه الصحيح..
ومع هذا فأهم شيء يُفكر به ويُريد منه أن يحدث هو ....أن تعود رين الى صفه!
فلوال ذاك الشيء ال ُمزعج الذي تُخبئه لما إهتم بها بتاتا ً ولكنه بحق سيموت من أجله!
أخذ نفسا ً عميقا ً وهمس :ال تزال فتاةً شابه يافعه ،أمثالُها البد من أن يُخطؤا في قراراتهم ،
علي إيجاد أسلوب وطريق ٍة أدخل منها..
عقد بعدها حاجبه عندما الحظ نورا ً يأتي من النافذة المفتوحه..
المبنى بأكمله ُمظلم وساحته الخارجيه واسعه للغايه لذا أقرب إنارة هي بالشارع العام!
فمن أين هذا الضوء ؟
وقف بهدوء وتقدم من النافذه ينظر الى األسفل حيث ُهناك فارق ثالث طوابق عن الساحه..
ضاقت عيناه وهو يرى ثالث سيارات توقفت ونزل منها ما يُقارب ثمانية رجال وبدأوا
يتشاورن قبل أن يتقدموا من بوابة المبنى..
ظهرت إبتسامة ساخرة على شفتيه هامساً :رجال البروفيسور دون أدنى شك ،هل حانت إذا ً
نهايتي ؟
أبعد رأسه عن النافذه ونظر الى مكتبه لفترة قبل أن يهمس :وتقولين لي يا آليس بأنه سيصنع
ال ُمعجزات ؟ إنه طفل شؤم صدقيني..
End
Part 64
إطار أسود إعتاد على إرتدائها ت ُزجاجية ذات ٍ يرتدي قُبعةً سوداء على شعره األشقر ونظارا ٍ
سبا ً من إنتشار أعين الصحفيين أو ال ُمعجبين.. عند خروجه الى األماكن العامه تح ُ
هو فقط يُريد أن يُرسل أخاه الى الخارج دون أي جذب لألنظار..
يُمسك بالكُرسي ال ُمتحرك ويدف أخاه أمامه وبجانبه أحد موظفي الخدمات بالمطار يسحب معه
عربة الحقائب التي ملئها بمالبس وأحذية والكثير من األمور التي صرف فيها أكثر من ألفي
يورو!
تجاوز جميع اإلجراءات حتى وصل الى إمرأ ٍة في أواخر العشرين من عُمرها كانت تنتظره ُمنذ
فتره..
إبتسم حالما وصل إليها يقول :مرحبا ً كاتي ،كيف الحال ؟
إبتسمت ومدت يدها تِصافحه قائله :أهالً ،بأفضل حال..
نظرت الى إيدن وإنحنت إليه تقول :هل هذا هو الصغير اللطيف إيدن ؟
إنكمش إيدن على نفسه قليالً بخوف فهو غير ُمعتاد على الغُرباء..
إبتسمت وقالت له :سأكون رفيقتُك طوال الرحله ،لننسجم سويا ً حسنا ً ؟
إنحنى إدريان وهمس بإذن إيدن :ال تقلق ،إنها لطيفه ،أخذتُ وقتا ً ألختار فتاةً مثلها ،هي
ذكيه وطبيبه وستفهم كُل طلباتك ،ال تخشاها..
هز إيدن رأسه بهدوء فعاود إدريان الوقوف يقول :سأُرسل لك جميع وسائل التواصل بي في
حال إحتجتي شيئا ً وال تنسي أن تُطلعيني على آخر التحديثات..
مد يده وعبث بشعر أخاه ُمكمالً :أرسلي لي مقاطع وصور له فسأشتاق له كثيرا ً..
لف إيدن رأسه ناظرا ً الى إدريان يقول بقلق :هل سأذهب وحدي ؟
ي إنهاؤها وبعدها سآتي إبتسم إدريان له يقول :ال تقلق ،لدي فقط بعض األمور العالقه عل ّ
إليك ،صدقني لن أتأخر..
إبتسم إيدن في حين تقدمت إليان ومن خلفها ريكس ايبتسم إدريان حال .ؤيتهما ويقول :أنظر
من أتى ألجلك ؟
إلتفت إيدن وعند رؤيتها إبتسم إبتسامةً واسعة يقول :ريكس !! إليااان!
وحرك كُرسيه بنفسه ذاهبا ً إليهما ،تركه إدريان بهدوء وهو ينظر الى مقدار شوقه الكبير
بوجع بصدره جراء هذا المشهد..
ٍ لهما وشعر
لقد ....أخطأ في حق هذا الطفل كثيرا ً..
ال يستحق حتى أن يُسمي نفسه أخا ً كبيرا وهو الذي لم يُفكر وال لمر ٍة في عصيان والدته
وزيارته خفيةً كما فعال ريكس وإليان..
جلست إليان أمامه وإبتسمت أخيرا ً بعد أن كانت ُمتجهمة الوجه طوال الطريق وهي برفقة
ريكس..
تقدمت بجسدها إليه لتحتضنه قائله :عزيزي إيدن ،وأخيرا ً ستكون بخير..
حاول إيدن إبعادها يقول بقلق :أُختي ستتأذي!..
بقيت تحتضنه وقلبها يعتصر من الداخل ،هي سعيدة لكونه سيتعالج أخيرا ً و ُمتألمة لكونها لم
تكتشف ُمنذ البداية بأن بقاؤه بمنزلهم طوال تلك الفترة الماضية لم يكن ألجل العالج!!
أغمضت عينيها وهي تتذكر ال ُمحادثة قبل عدة دقائق..
إبتعدت عن إيدن وبدأت تلمس وجهه بأطراف أصابعها قائلةً بإبتسامه :كُن قويا ً ،سأزورك
حتما ً حال إنتهاء إمتحاناتي وعندما أفعل أ ُريد رؤيتك قد تقدمتَ كثيرا ً بالعالج حسنا ً ؟
هز رأسه باإليجاب فوقفت وتنحت جانبا ً ليتقدم ريكس والذي توتر إيدن حال إقترابه ليقول
بسرعه :آسف أخي ،آسف ألني تجاهلتُ كالمك ،أرجوك ال تغضب علي..
ريكس ببرود :وهل برجائك هذا سيذهب غضبي ؟ ال ِزلتُ غاضبا ً!..
إتسعت عينا إليان بصدمه وتقدمت منه تقول :هيه ماذا تفعل!!!
رفع يده لها بمعنى أال تتدخل فعضت على شفتيها وهي ال تفهم كيف يُمكنه ان يُعامل طفل
مريض هكذا!..
ظهر األلم بوجه إيدن وإرتجفت شفتيه يقول :أرجوك أنا آسف ،كُنتُ فقط ....آسف ،أنا ...
أرجوك سامحني..
ريكس :إن ُكنتَ تُريد ُمسامحتي فأبذل ُجهدك لتكون أفضل ُ ،خذ أدويتك في مواعيدها وتناول
أطعمتك وكُن ُمتفائالً دائما ً ،عندما يحدث هذا سأُسامحك..
إيدن بسرعه :سأفعلها صدقني لذا سامحني..
ريكس :إفعلها أوالً فأنا ال أُريد وعودا ً..
ظهرت الرجفة على صوت إيدن وهو يقول :سامحني اآلن أرجوك أخشى .....أال نلتقي بعدها
!
إتسعت عينا ريكس بصدمه لتتقدم إليان وتجلس أمامه تقول بإبتسامه :ماهذا الكالم إيدن ؟
ستكون بخير وسنلتقي صدقني!
ريكس بهدوء :وماذا لو لم أراك بعدها ؟ هل هذا يعني نهاية العالم ! ال تُفكر بمثل هذا األمور
وكُن بخير..
عقد إدريان حاجبه ورفع عينيه الى ريكس الذي قال ُجملته وأشاح بعدها بوجهه يُشغل نفسه
بهاتفه بينما إليان شتمته على فضاضته وحاولت ُمالطفة إيدن ببعض الكلمات التفاؤليه..
ضاقت عيناه قليالً قبل أن يأتي صوتٌ من خلفه يقول :إدريان ؟
إتسعت عينا إدريان بصدمه وإلتفت بسرعه ليرى بأنها هي بالفعل!!!
تف بتعجب بفر ٍو رمادي تُدفئ جسدها به وقطتها لوسي بين يديها بينما بجانبها خادمتين
تحمالن حقائبها..
تقدمت منها فورا ً ليلفها قليالً كي ال تقع نظرها على إيدن والبقيه وهو يقول بإبتسام ٍة متوتره:
صدف ٍة غير متوقعه ولم صدفة طيبة هذه التي جمعتنا ُهنا ،يالها من ُ أهالً خالتي العزيزه ،أي ُ
أحسب لها حسابا ً ههههههه..
كان التوتر التام يعلوه حتى لو حاول أن يبدو طبيعيا ً فعقدت حواجبها وأجابته على سؤاله :ال
توجد مطارات في سينت دي لذا قدمت الى ستراسبورغ آلخذ بعض الحاجيات التي تنقُصني
وأُسافر..
إدريان :اه هكذا إذا ً ،لم أكن أعلم هذا..
كايري :ما الذي تفعله أنت ُهنا ؟
إدريان :آآه أستقب ُل صديق في المجال الفني..
حاول المشي ليُجبرها أن تمشي معه ويبتعدون وهو يقول :ولكن هذا من حظي فلقد نِلتُ شرف
توديعك بنفسي و...
قاطعته وهي تتوقف عن المشي الذي يُجبرها عليه وتقول بإستنكار :لما تُبعدني عن ريكس
وإليان ؟!! لقد كُنتُ أعلم هذا !!! هناك ُمشكلةٌ بينهما من دون أدنى شك..
وإلتفتت لتذهب إليهما ولكن أوقفها إدريان يقول بسرعه :خالتي أرجوك دعيهما إنهما .....
أجل يستقبال صديق ريكس ذاك الذي يعمل كمدرس في كُلية إليان ،وأنا أنصحك أال تُقابليه
فهو يكره القطط أقصد يُعاني حساسيةً منها لذا....
قاطعته تقول بهدوء :هل أنا حمقاء الى هذه الدرجه ؟
شعر باإلحراج وإضطر أن يتوقف عن ُمحاوالته في إخفاء األمر أكثر..
تركته وتقدمت من ريكس وإليان لتنعقد حاجبيها وهي تُالحظ طفل يجلس على كُرسي ُمتحرك
..
سألت بهدوء حال وصولها :من هذا ؟
رفعت إليان رأسها بصدمه ووقفت فورا ً حيث كانت مشغولةً بالحديث مع إيدن ولم تلحظ
وجودها على اإلطالق بينما رفع ريكس عينيه عن شاشة هاتفه وهو متعجب من وجودها!
هل أخبرها إدريان بهذا أو ماذا ؟
نظرت إليان الى ريكس وكأنها تستنجده فهي ال تعرف ماذا تفعل ووجود خالتها صادم للغاية
بالنسبة لها!
في حين لم يستجيب ريكس إلستنجادها فهو حتى اآلن ال يعلم هل األمر كان ُمصادفةً أو أن
إدريان إستدعاها..
نظرت كايري بهدوء الى نظرات إليان المتوتره التي تر ُمقها لريكس وبات األمر اآلن ُمريبا ً
بالكامل!
ُهناك سر يخفونه هؤالء األطفال..
تجاهلتهم ونظرت الى الطفل لفتر ٍة قبل أن تتسع عيناها بصدمه وتترك قطتها لتنحني منه
تُمسك فكه بيدها هامسةً بعدم تصديق :إنه نُسخةٌ ُمصغرةٌ من إيدي!!
رفعت رأسها الى إليان وريكس لترى األولى تُشيح نظرها في األرجاء بتوتر واآلخر يقلب
بهاتفه وكأن األمر ال يعنيه..
إلتفتت الى الجهة الثانية حيث إدريان الذي كان يضع يدا ً في جيبه واألُخرى خلف رقبته
يفركها ُمشغالً نفسه بتأمل سقف المطار..
نقلت بنظرها بينهم الثالثه لفتره قبل أن تقول :ال أحد فيكم يملك ال ُجرئة ليُفسر لي هذا الموقف
؟
ت ُهنا ؟حاولت إليان اإلبتسامة تقول وهي تتحاشى إلتقاء أعينهم :أهالً خالتي ،لما أن ِ
نظرت إليها كايري بهدوء ثُم الى اآلخران والذان ال زال يتصرفان بغباء!
تجاهلتهم جميعا ً وإنحنت الى إيدن تقول :عزيزي ما إس ُمك ؟
بتوتر تام :إيدن..
ٍ أجابها إيدن
كايري :إيدن ؟ ال فرق كبير بين إسمه وإسم إدريان!
إبتسمت له ُمجددا ً تقول :حسنا ً عزيزي إيدن ،لما أنتَ ُهنا ؟ ولما إدريان والبقية معك ؟
رفع عينيه الى ريكس وإليان ولكن ال أحد ينظر إليه..
يشعر بالخوف من التصرف ب ُمفرده ،يحتاج الى من يوجهه كما إعتاد..
بلع ريقه وأجابها :إنهم يودعوني ،سأُسافر مع هذه السيدة..
ت؟ نظرت كايري الى حيث يؤشر لترى إمرأةً تُقاربها بالعُمر ،سألتها :عفوا من أن ِ
إبتسمت المرأة قائله :أهالً سيدتي ،أُدعى كاترينا ،طبيبةٌ خاصة عيني إدريان لرعاية أخاه
األصغر..
إتسعت عينا كايري بصدمة من كالمها ونظرت فورا ً الى إدريان الذي هذه المرة كان ينظر الى
قدمه عاضا ً على طرف شفتيه..
تقدمت منه تقول بعدم إستيعاب :إدريان ماذا يعني هذا ؟ كيف تقول أنه شقيقك األصغر ؟
فهمني!
األمر هو....
ُ حاول أال ينظر إليها وهو يقول:
أعرف عنه ؟!!!
ُ عندما توتر ولم يجد ما يقوله قالت بعدم تصديق :كيف لكم أن تملكوا أخا ً ال
لما لم أره بحياتي كُلها ؟!!!
عندما لم يستطع أن يُجيبها مطت شفتيها قليالً ثُم قالت :حسنا ً ،على سؤال جيني بنفسي..
وحال إخراجها لهاتفها مد إدريان يده على الهاتف يقول :خالتي كال!
رفعت حاجبها تقول :ولما تمنعني ؟!
بلع ريقه بتوتر يقول :أعني ...ال تُزعجيها ،هي نائمةٌ اآلن..
ظهر اإلستنكار على وجهها تقول :نائمه ؟ قبل أن تصل الساعة العاشرة حتى ؟!!! هل تكذب
علي في أُختي التي أعرفها أكثر من أي أح ٍد آخر ؟!
إختفى إستنكارها تدريجيا ً بعدما أشاح إدريان نظره عنها ولكن ال يزال ُممسكا ً بيدها حيث
هاتفها..
نظرت الى يده لفتر ٍة قبل أن تقول :ما الذي تفعلونه بالضبط من دون علم جيني ؟!
إبتسم إدريان بتوتر يقول :ال شيء خالتي ،نحنُ فقط....
كايري :أكمل ! فقط ماذا ؟
تدخل ريكس يقول :سيتأخر عن طائرته ،عليه أن يدخل الى صالة اإلنتظار قبل الموعد بنصف
ساع ٍة على األقل..
إلتفتت كايري الى جهته لتتقدم منه قائله :جيد أرى بأنك تملك لسانا ً ،حسنا ً أجبني على
السؤال الذي لم يستطع أخاك األحمق أن يُجيب عليه ،ماذا الذي تفعلونه من دون علم جيني ؟
ولما هي تملك طفالً ال أعرف عنه أبدا ً ؟!!!
تنهد ريكس وقال :إسأليها هي ،فهي من خبأت األمر وليس نحن..
رفعت هاتفها تقول :أردتُ سؤالها ولكن منعتوني فلما ؟
إنزعج ريكس عندما أصبح هو في وجه المدفع..
رفع عينيه خلفها حيث إدريان ليجد األخر ينظر إليه بال ُمبااله ويُشير بعينيه وكأنه يقول "كن
أخا ً ولو لمره وأنقذنا"
أخذ ريكس نفسا ً عميقا ً وقال :كان مريضا ً لذا كان دائما ً في رحالت سفر من أجل العالج ..
ت مزيدا ً من التفاصيل ولةن ليس اآلن ،فهذه المرة قرر إدريان أن إسألي جينيفر إن أرد ِ
يذهب به الى مشفى لم تُوافق والدته عليه لهذا هو يفعلها من خلف ظهرها ،يُمكنك ُمحادثتها
غدا ً في األمر لو أرد ِ
ت..
أنظارها على إيدن الصغير لفترة.. ُ نظرت كايري إليه قليالً ثُم الى البقية قبل أن تستقر
ظهر الحزن على وجهها هامسه :الطفل المسكين!
تشعر بالشفقة عليه ،ومن داخلها غضب شديد تجاه الموقف بأكمله!!!
ت آخر ؟!!! لما لم يُخبرها أح ٌد عنه! لما خبئ الجميع عنها أمر إمتالكها إلبن أُخ ٍ
كيف فعلت جينيفر هذا بها ؟!
األمر ال يُمكن تصديقه ! هي حقا ً غاضبةً للغاية تجاه هذا األمر وتجاه تصرف جينيفر هذا الذي
يُشعرها وكأنها ليست ُجزئا ً من العائله..
نظرت الى إدريان تقول :الى أين سيُسافر ؟
أجابها :أمريكا..
كايري :هذا جيد إنه نفس طريق سفري ،نيويورك ؟
هز رأسه نفيا ً يقول :بل لوس آنجلوس..
كايري :ال بأس ،ال يبعُدان كثيرا ً عن بعضهما..
أخذت قطتها من يد خادمتها ُمكملةً ببرود :أنا سأهتم به ،إن أتصل أحدكم عليه فسأغضب
بشده..
وأشارت لكاترينا قائله :هيّا بنا..
هزت كاترينا رأسها ورمت نظرةً الى إدريان ليهز اآلخر رأسه فتنهدت وذهبت معها وهي تدُف
كُرسي إيدن أمامها..
إلتفت إيدن الى الخلف حيث أُخوته فإبتسمت إليان ترفع يدها تلوح له بينما رفع إدريان صوته
قائالً :سنتصل عليك الحقا ً ،كُن بخير وإستمع الى الخالة جيدا ً فهي لطيفة وستُحبها كثيرا ً..
توقفت كايري وإلتفتت إليه فأشاح بنظره يتأمل السقف ُمجددا ً..
تنهدت وهمست :أحمق..
لتبتسم بعدها بهدوء وتُكمل طريقها..
وإختفوا بعدها عن األنظار..
تقدم حينها إدريان من ريكس وقال :إن كُنتَ تنتظر شُكري فلن أشكُرك ،كان هذا واجبك كأخٍ
أكبر..
ريكس ببرود :وهل طلبتُ شُكرا ً ؟ يبدو من كالمك وكأنك تُريد فعلها وبشده..
إنزعج إدريان ليقول بعدها :أجل كُنتُ أُريد ولكني تراجعت ،خسرتَ إمتناني الذي يتمناه
الماليين..
ريكس :أُراهن بأنه ال أحد من هؤالء الماليين بشريا ً صحيح العقل..
قطب إدريان حاجبه يقول :يارجل ! لما ال ِزلتَ تميل الى اإلستفزاز الحقير هذا ؟
ريكس :ألنك ال ِزلتَ تخسر فيه دائما ً..
إنزعج إدريان وغادر بعيدا ً عنه هامساً :ما كان علي أن أُحاول التجادل معه ! لديه قُدرةُ
عجيبة على اإلستفزاز..
***
10:36 pm
دخلت جينيفر من الباب للتو بعدما كانت في الخارج تُنهي بعض األعمال..
رن هاتفها في الوقت الذي أشارت فيه للخادمة أن تُحضر لها طعام العشاء..
نظرت الى الرقم وتلفتت حولها قبل أن تُجيب قائله :أهالً دكتور..
جائها صوت الدكتور جان حانقا ً يقول :أمسكي أبنائك قبل أن أقتُلهم بيدي!
إتسعت عينا جينفير تقول بحده :إال هم يا جان !!! ماذا حدث ؟
حاول ضبط أعصابه وهو يُجيبها :ماذا حدث ؟ بل ماذا لم يحدث ؟ جينيفر المشاكل من جهتك
أال تنتهي ! لقد سئمتُ األمر وبُت أشعر بأن ُحلمي كُله سيتحطم بفضلك!..
إنزعجت من كالمه تقول :كُف عن هذه ال ُمقدمات وقُل ماذا حدث ؟
صمت قليالً قبل أن يقول :إبنك إدريان ! صباحا ً جاء الى عيادتي وطلب رؤيتي ! تشاجر حتى
مع موظف اإلستقبال ضنا ً منه أن يكذب عندما أخبره عن أمر سفري ،واآلن وصل الى المنزل
حيث إيدن وأخذه منه وإختفيا تماما ً!!!
إتسعت عينا جينيفر بصدمه من كالمه وهي تقول :إدريان ؟ تمزح معي !!! هو ال يعرف عن
شيء!
د.جان :ال يعرف عن شيء ويأتيني الى العيادة ؟ ومن ثُم يخطف إيدن بعيدا ً ؟!! أتمزحين معي
جينيفر ؟!!
إنخطف وجهها بالكامل وبدأت تُمتر المكان ذهابا ً وإيابا ً تُفكر بكالمه!!
يستحيل أن يصل الى إدريان أي أمر بأي شكل من األشكال ؟؟؟
ماذا حدث بالضبط ؟
آليكسندر لن يُخبره ،وريكس أيضا ً لن يفعل!
هل هو كين إذا ً ؟!!
ال أحد غير هذا الحقير يفعلها!!!
أغمضت عينيها تُحاول التفكير بعقالنيه فجائها صوت جان يقول :قومي بإنهاء هذا األمر
سرعه ألنك لو لم تفعلي فسأفعل أنا ! ال أُريد ان يتحطم كُل شيء بسبب مشاعر بهدوء و ُ
األمومة الغبية التي تملكينها..
ومن ثُم أغلق الهاتف قبل حتى أن تُعلق!
تصرفاته باتت ُمزعجه! ُ نظرت الى شاشة الهاتف هامسه:
تجاهلته ورنت على إدريان ولكن هاتفه كان ُمغلقا ً..
ضاقت عيناها ثُم صعدت الى األعلى لتتأكد ما إن كان كين الحقير فعلها أو ال!
هذا ليس ب ُمستبعد فلقد أخبر آليكسندر فما الذي سيمنعه من إخبار إدريان أيضا ً..
دخلت الى الغُرفة فوجدت خادمةً تُنظف المكان ،عقدت حاجبها وسألتها :أين كين ؟
أجابتها الخادمه :لقد تعب صباح اليوم وأخذه أخاه من المدرسة الى المشفى وسيبقى فيها
ليومين تقريبا ً..
تعب ؟!!
هذا يعني بأنه أطاعها وأكل الحبة بالفعل!
ما دام فعل فهذا يعني بأنه أصبح ُمطيعا ً لذا يستحيل أن يُخبر إدريان باألمر..
إن لم يكن كين فمن فعلها ؟
خرجت من الغُرفة في الوقت الذي عقدت فيه الخادمة حاجبها وهي ترى قُرص دواء مرمي
بجانب السرير ،أخذته وألقته في سلة ال ُمهمالت وأكملت تنظيف الغُرفه..
نزلت جينيفر الى األسفل وقررت الذهاب الى الفيال لترى إدريان وتعرف منه كُل شيء..
ولم تعلم بأن إدريان هذه الليلة بالذات قرر البقاء بالفُندق ،فغضبها يوم غد سيكون أهون
بمئات المرات من غضبها حين إكتشافها لألمر في لحضتها..
***
February12
8:51 am
***
4:12 pm
-Paris-
كان الجو صافيا ً والشمس باردة والهدوء يعم هذا الحي الهادئ..
وهي تقف بهدوء واضعةً يديها في جيب بنطالها تسند ظهرها على جدار المنزل وشاردة البال
تماما ً..
مكان ما
ٍ دقائق حتى سمعت صوت خشخش ٍة في الجوار وعندما إلتفتت وجدته قد عاد لتوه من
يحمل بيديه كيسا ً ورقيا ً وباليد األُخرى عكازةً يستند عليها..
توقف حالما رآها وعقد حاجبه ينظر الى هذه الفتاة الشقراء ذات الشعر القصير لتتسع عيناه
بصدم ٍة يهمس بعدم تصديق :رين ؟
نظرت الى رجله لثواني قبل أن ترفع عينيها الى وجهه وتُحاول اإلبتسامة وهي تقول :مرحبا ً ،
مر وقتٌ طويل..
لم تختفي الصدمة من عيناه الخضراوتان وبقي ينظر إليها غير ُمصدق بأن من يراها أمامه
هي رين بالفعل!!
آخر مرة رآها فيها هو بالمشفى عندما ماتت آريستا آنذاك..
تحاشت النظر الى عينيه وهي تقول :هل ،يُمكننا الحديث قليالً ؟
ت؟ ت طوال تلك ال ُمده ؟ وأين كُن ِ إختفت الصدمة تدريجيا ً ليسألها بهدوء :لما إختفي ِ
مكان آخر رجاءا ً..
ٍ لم تُجبه فتقدم من باب منزله ليفتحه لكنها قاطعته :في
نظر إليه فتجنبت نظراته وقالت :أُراهن بأن والدتك لن تُسعد برؤيتي..
نظر إليها لفترة ثُم فتح باب المنزل ووضع الكيس الورقي وهو يُنادي إحدى أخوته لكي تأخذ
الكيس الى المطبخ..
يوص ُل الى المقهى القريب فلحقت به بهدوءٍ تام.. أغلق الباب وتقدم من الممر الذي ِ
دقائق حتى جلسا على الكراسي الداخلية للمقهى وطلبا كوبا قهو ٍة لهما..
بدأت هي الحديث تقول :هل رجلك على ما يُرام ؟
هز رأسه بهدوء دون تعليق..
سألته ُمجدداً :متى سيُمكنك التخلي عن العكاز ؟
أجابها بهدوء :بعد أسبوعين على األقل..
وعاد الصمت يسكنهما من جديد ،ال تعرف كيف تُحاوره ،تشعر بأن ُهناك الكثير من الحواجز
بينهما ُرغم كونهما كانا من أعز األصدقاء..
بماذا تبدأ ؟ وماذا تقول ؟
ُمنذ متى وهي تتردد عندما تتحدث معه ؟
تشعر بكُل هذا الذنب الكبير يُثقل كاهليها ؟! ُ لما
ت بالكاد يُسمع :آسفه.. همست بصو ٍ
بتوتر شديد وعيناها ٍ حيث كانت تُمزق المنديل الخاص بالمقهى بيديها ُ رفع عينيه بهدوء إليها
تتحاشا النظر إليه..
ت شعرك ؟ بعد فترة صمت سألها :لما قصص ِ
أجابته بهدوء :ال أعلم ُ ،ربما من أجل التغيير..
ت؟جاكي :هل تأذي ِ
نظرت الى عينيه ولم تفهم مقصد سؤاله فوضح ذلك وهو يقول :علمتُ عن أمر إنتشار
ت من اإلعالم ؟ صورك مع أحد ال ُمغنين ،هل تأذي ِ
دُهشت من معرفته باألمر وبقيت صامته لفترة قبل أن تُجيبه :كال ،لقد تولى ال ُمغني األمر
وتوقفت وسائل اإلعالم عن الحديث عني..
هز رأسه بهدوء فتقدمت ال ُمضيفة وأعطتهما كوبا القهوة وغادرت بعدها..
رشف القليل من قهوته الساخنة وبعد فترة صمت قال بهدوء :الخروج برفقة مشاهير
واإلهتمام بمظهرك بقص شعرك والسفر ُهنا و ُهناك ،البد من أنه كان ُممتعا ً..
أشاحت بنظرها عنه فهي ال تحتمل نظرات ال ِعتاب من عينيه!
لطالما كان الشخص ال ُمتفهم من بين أصدقائها ،الطيب واللطيف والذي يُحبه الجميع..
تلقي ال ِعتاب منه خاصةً لهو ٌ
أمر مؤلم..
تحدث بهدوء :إفعلي ما تشائين وعيشي حياتك كما ترغبين ولكن على األقل إهتمي بأُختك
صغرى ..ال ذنب لها كي تتأذى بسببك ..أم أنك تُريدين منها أن تُالقي مصير آريستا نفسه ؟ ال ُ
حيث الرغوة الكثيفة لفتر ٍة قبل أن تقول :أخبرتني بما حدث ،شُكرا ً ُ نظرت الى سطح قهوتها
ل ُمساعدتك..
صمتت قليالً قبل أن تُكمل بهدوء :وآسفه لكوني سببا ً في تأذيك هكذا ،لقد حاولتُ أن أُبعدكم
عن األمر قدر ال ُمستطاع ولكني فشلت..
رفع نظره الى عينيها اللتان تنظران الى كوبها بهدوء لتُكمل كالمها بذات النبره :ال أملك ما
أقوله بخصوص آري ،لطالما أحببتُها وال ِزلتُ كذلك ،لن يُمكنني أن أجد صديقةً مثلها ،لقد
....أخطأتُ بحقها وتسببتُ بموتها بفضل قراراتي الخاطئه ،ال يُمكنني تصحيح هذا ....مهما
حاولت لن يُمكنني فآري لن تعود الى الحياة أبدا ً..
قالت جملتها اآلخيرة برجف ٍة لم تستطع إخفائها..
تُحاول تجاهل التفكير بها وبما حدث لها ولكن ال يُمكنها ذلك..
لقد قُتلت ،وبسببها رحلت عن هذه الحياة!
ذنب شنيع لن يُمكنها التخلص منه طوال حياتها.. إنه ٌ
النت مالمح جاكي الجامده عندما رأى الدموع في عينيها وهمس لها :يكفي ،ألم تقولي لي
بالمشفى بأنك لم تكوني السبب ؟ حسنا ً إذا ً ال تُحملي نفسك ذنب ذلك يارين..
رفعت يديها وغطت وجهها تكتم بُكائها وتُحاول ُمعاودة السيطرة على مشاعرها من جديد..
تنهد ونظر إليها بهدوء حتى أبعدت يديها وأخذت كوب القهوة الباردة ترتشف القليل منه..
ت بستراسبورغ ؟ سألها :لما كُن ِ
رفعت عينيها إليه وأجابته :أردتُ الهرب واإلختباء لفتره..
ومن َمن ؟
جاكي :لما ؟ ِ
صمتت لفتر ٍة قالت بعدها :والدي تورط مع الرجال الذين كان يعمل لديهم ،إكتشف عنهم بعض
األمور السيئة وعندما أراد فضحهم ....قتلوه..
صمتت قليالً لتُكمل بعدهاُ :مسبقا ً سرق منهم بعض األدله وأخفاها ،ضنوا بأني أعرف مكانها
،عندما إستجوبوني عنها كُنتُ خائفه بعض الشيء ،والدي قُتل على يدهم وعصابةً سيئة
أمر ُمفجع أواجهه ألول مر ٍة بحياتي ،كرهتهم وفي الوقت ذاته خفت من أن أمامي !! إنه ٌ
يقتلوني أيضا ً لذا كُل ما فعلته هو إخبارهم عن كون األدلة معي وسأذهب بها الى الشرطة إن
حاولوا إيذائي ،حدثوني ،رشوني بالمال ولكني لم أتراجع ألني أصالً لم أكن أملك شيئا ً
وكذبتي كانت من أجل أن أنجو من ذاك الموقف السابق الذي كُنتُ ألموت فيه بال شك فهم
واثقون من كوني أملكه ..لم أكن أضن بأن األمر سيتحول الى األسوأ وسيطال األذى أصدقائي
أيضا ً..
أشاحت بنظرها عنه ُمجددا ً تنظر الى من حولها ُمكملةً :لن يُمكن تخيل مقدار الفزع الذي
شعرتُ به عندما ظهر في وجهي وأنا برفقة آريستا ُ ،هددتُ ألول مرة بأن يتم قتلُها لو لم أُسلم
لهم األدلة ،إنهرتُ بشدة وصارحتهم بكوني كذبت وبكوني ال أملك أي شيء ولكن ....لم
يُصدقوني ،وأمام عيني فقدتُها ،ضنوا بأني سأُخبرهم لو تأذت أو أصبحت على مشارف
الموت ،وحتى عندما سقطت شبه ميته لم يُصدقوا وضنوا بأني عنيدة لدرجة أن أتخلى عن
أي أحد ُمقابل أال أُسلمهم ما أوصى به والدي لي..
عاودت النظر الى عينيه تقول :أُقسم لك يا جاكي ،لو كُنتُ أعرف ولو قليالً عن أن األمر
سيصل الى هذا الحد لما كذبتُ في البدايه عليهم ..صدقني ....أنا.....
بلعت ريقها تُحاول إيقاف الرجفة التي بدأت تظهر في صوتها وهي تقول :لطالما عِشتُ عيشةً
طبيعية للغايه ،هذا الجانب الفضيع من البشر لم أتصور قط أنه موجود ! حتى باألفالم التي
تُظهر هذا النوع من الناس لم نكن نُفكر وال للحضه بأنهم موجودون حولنا ،وبأنا لو قابلنا
تصرف أحمق!!ٍ أحدهم فعلينا أن نُفكر ألف مرة قبل أن نتصرف أي
همست بهدوء تام :األفالم تصور الواقع ،ولكن األشخاص المرفهين أمثالنا يغترون بنفسهم
ويقولون "هذا محض فلم" ! أنا ....أصبح الفلم واقعي ،وإغتراري أفقدني أعز أصدقائي..
قالتها برجف ٍة تامه مليئ ٍة بمشاعر األلم والندم اللذان لن يُغيريا في الواقع شيئا ً..
ت إذا ً ؟ نظر جاكي بهدوء الى إنكسارها التام الذي لم يعهده ُمسبقا ً منها ليقول أخيراً :لما هرب ِ
إبتسمت تهمس :ولما أبقى ؟ كان األمر ُمفجعا ً ،أردتُ الهروب والبقاء ب ُمفردي ولو قليالً ،أنا
ت قصير هو شيء لم يُمكنني تحمله حتى حاولت اإلنتحار ففقدان والدي وصديقتي العزيزه بوق ٍ
فوجئتُ بعدها بكون الشُرطة تشتبه بي ،وبكون كلود الذي أخبرهم عن كوني السبب بموتها ِ ،
،كان األمر كثيرا ً علي ،خفتُ من مواجهة األمر ،خفتُ أيضا ً من مواجهتكم ِ ،خفتُ من أن
تتضرروا أيضا ً كما حدث مع آري فتلك ال ُمنظمة ال تزال تُطاردني ،وال تزال واثقةً من كوني
أملك ذاك الدليل ،األمر كان ُمفجعا ً لفتا ٍة عنيدة مثلي إعتادت العيش ب ُحري ٍة وغرور كأي فتا ٍة
عادية دخلت العشرين للتو..
إبتسمت بهدوء ونظرت إليه تقول :ولكن ال بأس ،إستطعتُ تقبُل واقعي البائس وها أنا ذا
أُحاول التخلص منه والعودة كما السابق..
صمتت قليالً ثُم قالت :سامحني جاكي ،هربتُ لستراسبورغ ألقطع ِصالتي بكم تماما ً وألُبعد
ال ُمنظمة عنكم ولكن شائت األقدار أن تتضرر بسببي في النهايه..
وأكملت بعدها :وشُكرا ً لك على حماية أُختي والتي حتى هي لم يتركوها وشأنها ،ضننتُ بأنها
في أمان في منزل جدتي وخاصةً أنها لم تعش معي أنا ووالدي لذا لم أتخيل أن يصلوا إليها ،
إني حتى ُزرتها ألطلب منها أن تُنكر رؤيتها لي وعالقتها بي وتُخبرهم عن كوننا ُمنفصلين ُمنذ
الطفوله ،ضننتُ بأنهم سيتوقفون عند هذا الحد فهي طفلة في النهايه ولكن خابت ضنوني
ونسيت حينها كم هم عصابةٌ قذره قتلوا فتاةً بريئه لذا ال شيء يمنعهم من إيذاء األطفال حتى!
جاكي بهدوء :ما كان عليك تركُها طوال األشهر الماضيه ،على األقل كان عليك اإلطمئنان
آمن لها بعد موت جدتك.. مكان ٍ
ٍ عليها وتدبير
إبتسمت بألم هامسه :أعلم ،ولكن حادثة فقداني لذاكرتي أفسدت كُل شيء..
عقد حاجبه يقول :فقدانك لذاكرتك ؟
رشفت القليل من كوبها لتقول بعدها :خططتُ لشيء حتى أجد مأوى آمن كي أتحضر لخطوتي
حادث تسبب ٌ القادمة في إستعادة حياتي الطبيعيه ولكن األمور خرجت عن السيطرة نتج عنها
في فقداني لذاكرتي ،لوال حضوري الى باريس برفق ٍة فتاةً من األُسرة التي إعتنت بي لما
قابلتُ ذاك الوغد القاتل ولما بدأت كُل تلك األمور السيئة التي ضغطت على ذاكرتي كثيرا ً
ألستعيدها في نهاية المطاف ،أتسائل ،هل كُنتُ حينها ال أزال في منزل تلك السيدة أتناول
طعام اإلفطار وأُشاهد التلفاز كالعاده ؟
جاكي بدهشة :إذا ً حادثة ذاك ال ُمغني ؟
اجابته :كان إبنُ السيدة التي إعتنت بي ،ليلتُها حضرتُ لحفل ٍة وهو أعادني بنفسه الى المنزل
،صدقني لم أكم ألعب ،لم أكن حتى أعرف من أكون وما هي األمور العالقة بسببي ،ليتني
لربما تغير الوضع قليالً ولم تكن لتُصاب بسببي.. ت أبكر ُإستعدتُ ذاكرتي بوق ٍ
بقيا صامتين لفتر ٍة قبل أن يسألها :لما فجأه قررتي أن تُخبريني بكُل هذا ؟ لم تفعليها في ليلة
بإلحاح شديد ،لما اآلن بعد كُل تلك الشهور ؟ ٍ موت آريستا عندما سألتُك عن األمر
األمر سرا ً بيننا ؟
ُ إبتسمت بهدوء قائله :هل سيبقى
عقد حاجبه يقول :ماذا ُهناك يارين ؟
رفعت نظرها الى الفراغ بشرود وهي تقول :قررتُ هذا أخيرا ً ،قرارا ً قد يبدو أنانيا ً..
سخريه تُكمل :عجبا ً ،أشتم صفاتي السيئة التي اوصلتني لهذا الحال وها أنا إبتسمت ب ُ
أستعملُها ُمجددا ً..
بدأ جاكي يشعر ببعض الضغط وهو يقول :ماذا ُهناك بالضبط يارين ؟
ظر الى عينيه قبل أن تقول :أردتُ اإلعتذار منكما أنتَ وكلود ،أمنتُ لنينا حياةً لفت بنظرها تن ُ
أشعر
ُ جيده جدا ً ،كُنتُ ُمحتارةً في األيام القليلة التي تلت إستعادتي لذاكرتي ولكني اآلن
بالراحة عندما إتخذتُ قراري األخير وهو المضيء قِدما ً واإلنتقام لموت والدي وآريستا ،أعلم
مقدار خطورة األمر لذا جهزتُ نفسي وهيأتُها جيدا ً ألسوأ الضروف فكما قيل "إن أردتَ
وقبر لعدوك" ،لهذا أحاول إنهاء جميع األمور العالقة ،فلو ٌ قبر لك
اإلنتقام فإحفر قبران ٌ ،
ندم يجتا ُحني حينها..حدث و ُمتُ في سبيل اإلنتقام ال أُريد أي ٍ
إتسعت عيناه بصدم ٍة يقول :تمزحين ؟!
رين :لستُ كذلك ،إنه قرار سهرتُ طوال ليلة األمس أُفكر به ،لن يُمكنني إكمال حياتي وكأن
شيئا ً لم يكن..
ت بالكاد بدا هادئاً :عندما مات والدكُ ألم تقولي لنفسك ولو تقدم بجسده الى األمام يقول بصو ٍ
لمرة هذا ؟ ألم تقولي "لما والدي قرر قرارا ً أنانيا ً ليكشف فساد المؤسسة التي يعمل لديها ؟"
؟؟ ألم تتمني لو أنه تجاهل ما رآه من أجل أن يُكمل حياته معك ؟ ألم تُفكري بهذا ولو لمره ؟
أجيبيني يارين ؟!!!
أشاحت بنظرها عنه دون جواب ،هذا واضح!
لطالما تمنت هذا ،ولطالما بعد موته ذهبت الى قبره تصرخ فيه وتنعته باألناني..
شد على أسنانه وقال بحده :إذا ً لما تفعلين نفس الشيء يارين ؟!!! لما تقترفين نفس الخطأ !
ت به من مشاعر ؟!!! أن تبكي كُل ليلة وتصفك باألنانية التي هل تُريدين لنينا أن تمر بما مرر ِ
فكرت بنفسها ولم تُفكر بها ولو قليالً ؟!! رين هذا قرار غبي أناني جدا ً!
إعتصر قلبُها ألما من ذِكره لنينا فنظرت الى عينيه ُمباشرةً تقول بألم :إن لم أفعل فكيف لي أن
أُطفئ نار الغضب والندم بصدري ؟ إني أحترق من الداخل وال أحد منكم يُمكنه أن يتخيل مدى
أعرف نفسي جيدا ً وأعرف عن كوني ال يُمكنني ُ األلم الذي يجتا ُحني كًل دقيق ٍة وكُل ثانيه !!!
إكمال حياتي وكأن شيئا ً لم يكن ! أُكملها وذكرى والدي وآري يُنغصان مضجعي كُل ليله !! ال
تصفني باألنانية وأنت الذي لم تُجرب ما ممرتُ به على اإلطالق..
شد على أسنانه بغضب وهو يرى نظرات اإلصرار واأللم في عينيها..
يعرف هذه النظرات ،هي لن تتراجع..
إختفى نظره الغضب تدريجيا ً من عينيه وقال ببرود :حسنا ً ،إذا ً أنا لن اُسامحك مطلقا ً..
إتسعت عيناها من الدهشة فوقف ووضع المال على الطاولة وهو يُكمل :إذهبي وإرمي نفسك
الى الموت ولكن صدقيني أنا لن أغفر لك تصرفاتك الماضيه ...وتصرفاتك اآلتيه..
ومن ثُم غادر تحت صدمتها من كالمه..
ي اآلن وليس أنا!! ثواني حتى قطبت حاجبيها هامسه لنفسها :هو األنان ُّ
ووقفت تخرج من المقهى كي تلحق به ولكنها توقفت فور ما إن رأته يقف وأمامه شابا ً أشقر
الشعر بمثل عُمره..
إنه كلود!
تجمدت أطرافها ولم تدري هل تذهب أو تُواجهه اآلن فكلود على عكس جاكي تماما ً!
لم يكن بإمكانها أن تُفكر أكثر حالما رفع كلود عينيه لتتالقى مع عينيها و ُهنا عرفت أنه ال مفر
من مواجهته..
كانت تتمنى أن تطلب من جاكي أن يشرح له كُل األمر أفضل!..
ي كلود وحل محلها الصدمة وهو يقول :رين ؟؟! ثوان حتى إختفت اإلبتسامة من على شفت ّ ٍ
عاود النظر بسرعه الى جاكي فلقد خرج من الباب أيضا ً قبل قليل وقال له :ماذا يحدث ؟!! هي
رين صحيم ؟!! وكُنتَ تُقابلها ُمنذ زمن ؟
تنهد جاكي وقال له بهدوء :رأيتُها قبل قليل ألول مره..
بقيت الدهشة في عيني كلود لفتر ٍة قبل أن يضغط على أسنانه ويتجاوز جاكي ُمتجها ُ إليها..
ت أن تُظهري وجهك أمامنا ت حاد :هل تجرؤين بعد كُل ما فعل ِ توقف أمامها ُمباشرةً يقول بصو ٍ
؟!!!
فشخص مثله لن تتعامل معه كما تتعامل مع جاكي ،فهو ال يُفضل التفاهم على ٌ تنهدت
اإلطالق!..
نظرت إليه بهدوءٍ تقول :هل هذا ممنوع ؟ أال يُمكنني ُمقابلة أصدقائي عندما أُريد ؟! إن لم
تكن تُريد أن أظهر أمامك فتحدث عن نفسك فقط..
ُجن ُجنونه من كالمها!
ال تزال فتاةً وقحةً كما عرفها دائما ً!
نظرت الى قبضة يده عندما شد عليها بغضب فعقدت حاجبها ونظرت الى عينيه تقول :تحكم
صراخ على فتا ٍة في الشارع أمام جميع هذه األعيُن أشبه برمي نفسك بغضبك ،فضرب أو ال ُ
من على قمة جبل ،في ِكال الحالتين ستموت..
بالكاد سيطر على أعصابه من كالمها هذا الذي زاد من غضبه ليس إال..
إنها بارده وهذا يستفزه..
إبتسمت بعدها وهي ترى ُمحاوالته ال ُمستميتة بالتحكم بأعصابه وقالت :ال تزال كما عهدتُك ،
إشتقتُ لرؤيتك هكذا..
ُجن جنونه ومد يده يسحبها من معصمها بعيدا ً عن أعين الناس حتى يستطيع أن يُجادلها
ويصرخ في وجهها!!
في حين تنهد جاكي وهو يرى رين تُعاود التصرف كما إعتادت بالسابق ،تحرك ولحق بهما..
توقف كلود حال دخولهما الى داخل الحي وبعيدا ً عن أنظار الناس وحالما كاد يصرخ في
وجهها سبقته تقول :آسفه..
عقد حاجبه للحضه فأكملت :أفهم كم أنت غاضب ،لكني حقا ً آسفه..
إحتد صوتها تقول بشيء من اإلنفعال :كان األمر ُمخيفا ً لي فال تقم بلومي هكذا !! أعرف بأني
لي جانبا ً من الخطأ ولكنه ليس ُمتعمدا ً صدقني ،ال اُريد منك أن تكرهني لهذا السبب..
صمتت للحضه وأكملت بعدها بهدوء :فقدتُ آريستا ،فقدتُ أحد أعز أصدقائي ،ال أُريد فقدان
صديق آخر ،ال أُريد أن تكرهني يا كلود..ٍ
ت من قتلها يارين وهربتي !! أيا ً كانت ال ُمشكلة التي شد على اسنانه بغضب يقول :لكنك أن ِ
ت فيها لم يكن عليك أن تُقحميها فيها وتتسببين بقتلها !! إنك حتى هربتي !! لن يقعل هذا أن ِ
سوى ال ُمذنبون وحدهم!!!
أجابته بإنفعال :كان األمر ُمخيفا ً لي !! لم أكن أنوي الهروب لألبد ،كُنتُ سأُخبركم بكُل شيء
حادث أفقدني ذاكرتي ،لم أقصد أن أترككم دون أي ٌ ولو عن إتصال على األقل ولكن حدث لي
تفسير ،صدقني ياكلود!!
كلود بإستنكار :حدث لك حادث أفقدك ذاكرتك ؟ هل هذه طريقةٌ جديده في الدفاع عن نفسك ؟!
رين :أُقسم لك بأن هذا ما حدث!
كلود بحده :لستُ غبيا ً يا رين ُ ،منذ متى برأيُك نعرف بعضنا ؟ أعرف أالعيبك جيدا ً!!
شدت على أسنانها ورفعت صوتها تقول بحده :وهل أخافُك لكي أُبرر لك وأستخدم مثل هذه
األالعيب !! يُمكنني مواجهتك وإخبارك بالحقيقة فال سبب يمنعني ! لذا ال يحق لك تكذيبي ما
دُمتَ تعرفني حق المعرفه!!
شد على أسنانه وضاقت عيناه لفتر ٍة قبل أن يقولُ :ربما خوفك من الذنب يجعلك تكذبين!
رين :لقد إعترفتُ بذنبي قبل قليل وقُلتُ بأني سببا ً في موتها ولكنه ليس بالسبب ال ُمتعمد!!
عضت على شفتيها تُكمل :لذا أرجوك ! يكفيني لوم نفسي..
أشاح بوجهه عنها وإلتفت ُمبتعدا ً لخطوتين يُحاول السيطرة على أعصابه..
إنها تُزعجه وتُغضبه كثيرا ً!!
بداخله شعوران ُمتضادان يتصارعان!!!
أحدهما يراها كفتا ٍة أنانيه قتلت حبيبته بسبب ِعنادها واآلخر يراها كرين صديقته ،بل أحد
أعز أصدقائه التي رافقته لبضع سنوات!
تارةً يرغب باإلنتقام منها لكونها حرمته من اإلنسانة التي أحبها لعدة سنوات وتارةً يرغب
ب ُمساعدتها وبتخفيف األلم الذي يجعلها تشعر بِكُل هذا الذنب لدرجة اإلعتذار..
ثوان ليلتفت بعدها إليها ُمجددا ً يقول :إذا ً لما ؟!!! لما ماتت آريستا ؟!! لما كان عليها أن
ٍ
تموت ؟! لما لم تمنعي هذا ؟!! لما كُل شيء بسببك ؟!!!
هزت رأسها نفيا ً تقول :ال فِكرة لدي ! فقط تورط والدي ببضعه أمور ودفعتُ أنا ثمنها ،دفعتُ
ثمن عدم تقديري لألمور ولخطورتها ! ُرغم أن والدي قُتل على أيديهم ولكني لم أعي مقدار
وحشيتهم ! عندما أخبرت آريستا بما حدث طلبت مني البقاء معها لعدة أيام كي يُشفى قلبي
المجروح من حادثة قتله ،ال أعرف لما إنقلبت األمور ووصلوا إلي ،لم أعرف أنهم
ُمتوحشون لدرجة قتلهم لنفس بريئه !! صدقني بكيت ورجوتهم أن يتركوها وشأنها ويقتلوني
أنا ولكن األمر كان دافعا ً ليس إال لذلك الوغد كي يقتُلها أمامي!!
شدت على أسنانها وأكملت بحد ٍة أكبر :حتى إنه فعلها ُمجددا ً وكاد يقتل لوكا أمامي !!!!
شخص فاق الحيوانات بشراسته وبوحشيته ! عندما أُقابل مجنونا ً ُمغتاالً هوايته قتل الناس أيا ً ٌ
كانوا فكيف يُمكنني أنا التي لم تكن تعرف شيئا ً عن هذا العالم ال ُمظلم أن أتصدى له ؟!!!
مشهد موتها يتكرر برأسي كثيرا ً ويُمرضني من الداخل بشده !!! أرجوك كلود هذا يكفيني
صدقني هذا يكفي!!!!
بعدها أشاحت بوجهها عنه بعيدا ً تُهدأ نفسها التي إنفعلت بشدة وظهر الكُره واأللم بوجهها
وصوتها..
بعد كُل هذا كيف لها أال تنتقم ؟!!!
كيف لها أال تُعرض حياتها للخطر من أجل اإلنتقام ؟!!!
ت ُمرتجف من الغضب :بعد كُل هذا كيف لك أن تطلب مني أن أدع القاتل يستمر همست بصو ٍ
بالحياة وكأن شيئا ً لم يكن ؟!
إلتفتت الى حيث كان يقف جاكي بعيدا ً عنهما وأكملت :كيف يمكنك أن تكون أنانيا ً وتطلب مني
هذا ؟!!
نظر إليها جاكي بهدوء ولم يجد ما يقوله لفتا ٍة سيطر الكُره والغضب عليها ولم تعد تعرف
كيف تُهدئه سوى بسلوك هذا الطريق الخطير الذي ال عودة منه..
عرف اآلن بأنه مهما قال ومهما فعل فلن تتراجع..
نبرة صوتها كان وكأن نارا ً بداخلها تشتعل وتخرج حرارتها بكلماتها!
إنتظرت منه أي تعليق فلم يقل شيئا ً..
نقلت نظرها بينهما قبل أن تقول :تمنيت أن أذهب وأنا ُمرتاحة البال بشأنكما ولكنكما أنانيان
بما فيه الكفاية لتستمرا بتأنيبي وب ُمصادرة قراراتي!!
شدت على أسنانها وهمست :أكرهكما..
وبعدها غادرت من عندهما فال أحد يحاول فهمها!
أحدهم متألم لموت آريستا ويستمر بإلقاء غضبه عليها واآلخر بكُل بساط ٍة يطلب منها أن
تعيش تاركةً اإلنتقام خلف ظهرها!
كسرها ذاك الدارسي كثيرا ً !! جعلها مكسورةً من الداخل والخارج فكيف تسمح له أن يستمر
بذلك ؟
ليست ممن يتم كسرهم وتتنازل!
ال يهمها الموت ما دام هذا في سبيل أن يرقدا والدها وصديقتها بسالم..
وفي سبيل ان تنعم بالراحة طوال حياتها..
ربما قراراها ُمتهورا ً ولكنها ستفعل ال ُمستحيل لكي تخرج منها سالمه..
ألنها ال تُريد حياةً مليئة بالذُل والخوف من قاتل مثله..
ال تُريد هذه الحياة ُمطلقا ً!
***
8:23 pm
***
9:39 pm
End
Part 65
"أعظم إنجاز يمكنك تحقيقه هو أن تصبح نفسك في عالم يحاول بإستمرار أن يجعلك شيئا ً
آخر".
-رالف إيمرسون -
ُ
حيث كان بابها مفتوحا ً على ِمصراعيه فرأته يجلس على أريك ٍة ُمنفرد ٍة ينظر دخلت الى ُ
غرفته
بتركيز شديد..
ٍ الى هاتفه
تقدمت منه والحظت كرتونا كاميرا على الطاولة التي بجانبه أحدهما من نوع التسجيل واآلخر
يبث ُمباشرةً!
ُ
سألته :لما إثنتين ؟
عقد حاجبه ورفع رأسه ليقول :إستيال ؟ لم أشعُر بك..
مكان ما ؟
ٍ نظر الى المعطف الذي ترتديه وسأل :ذاهبةً الى
هزت رأسها تقول :زيارة فرانس ،لم تُجبني عن سؤالي ،أوليست كاميرا واحده كافيه
للتجسس على جينيفر ؟
هز رأسه بالنفي يقول :ماذا لو شعرت بالخطر عند فقدانها لل ُمفتاح وخبأت مافي ِخزانتها
بمكان واضح لتضُنها الوحيدة وتشعر باإلطمئنان.. ٍ بمكان آخر ؟ وضعتُ واحده
ٍ
هزت رأسها ُمتفهمه وقالت :وهل حدث شيء جيد ؟
أنتظرها تُغادر..
ُ إبتسم بهدوء هامسا ً وهو يراها تُقلب بالملفات التي على المكتب :أجل ،فقط
إبتسمت قائله :هل أفعلُها ألجلك ؟
نظر إليها فإلتفتت وقالت :عليك اإلعتماد علي في هذه األمور..
ونزلت بعدها الى األسفل وتوجهت ُمباشرةً الى مكتب جينيفر..
وقفت عند الباب قائله :أين عمي ؟!!
رفعت جينيفر رأسها و ُدهشت من وجود إستيال فهي لم ترها ُمنذ فتره..
سخريه قائله :غريب هذا ُ ،رغم تجاهلتها وهي تضع الملفات في الدُرج فإبتسمت إستيال ب ُ
كونك تتباهين بإعتنائك لفرانس إال أنك لم تزوريه وال لمر ٍة ِخالل األيام الماضيه ! هل يعرف
عمي بهذا ؟
ت..
جينيفر ببرود :ال أدري ،إسأليه إن أرد ِ
إستيال وهي تُطيل الكلمات بشك ٍل ُمتعمد :إذا ً هـل تعلمـين عن كونـه قد إستيقـظ أخيـرا ً ؟
عقدت جينيفر حاجبها للحضه قبل أن تقولُ :مبارك لكم..
إستيال :هذا ُمضحك..
رفعت جينيفر عينيها الى إستيال بحذر من تعليقها الغريب هذا لتُكمل إستيال بإبتسام ٍة ُمستفزه:
ما قاله عنك حال إستيقاظه ُمضحك للغايه ،أتوق لرؤية عمي ألُخبره بهذا ،كما أتوق لمعرفة
ما سيفعله حال سماعه ،جينيفر العظيمة سقطت أخيرا ً!
وبعدها إلتفتت وغادرت فضاقت عينا جينيفر وهي تهمس :ذلك الفاشل ! ما الذي وشى به
بالضبط ؟
أغلقت األدراج وإتجهت الى الخارج وعندما كادت أن تُغلق باب المكتب خلفها توقفت للحضه
ونظرت الى زاوية المكتب بهدوء ومن ثُم دارت بعينيها بأنحاء المكتب قبل أن تبتسم بهدوء
وتُغادره..
**
**
قبلها بدقائق..
غرفته بعد خروج جينيفر من الغرفه فال بد من أنها ستذهب الى وقف آلبرت ينظر من نافذة ُ
المشفى من بعد حديث استيال ذاك..
فال ُمخطئون يتملكهم الخوف من أتفه األمور..
طرق الباب في هذا الوقت فقال :من ؟ ُ
دخلت الخادمه من الباب المفتوح تقول :سيد آلبرت هل لي دقيقةً من وقتك ؟
نظر إليها لتقول ما عندها فقالت بتردد :لقد ...وجدتُ شيئا ً غريبا ً بغُرفة كين أثناء تنظيفي
لها..
عقد آلبرت حاجبه يقول :ماذا وجدتي ؟!
بلعت ريقها وقالت :إنه شيء غريب أشبه بـ ...بممنوعات او شيء من هذا القبيل..
إتسعت عيناه بدهشه يقول :عن ماذا تتحدثين ؟! ال ترمي التُهم ُجزافا ً هكذا!
إنحنت بسرعه تقول :آسفه ،أعتذر لفضاضتي..
غرفة كين.. لثوان ثُم أغلق هاتفه وخرج قبلها الى ُ ٍ بإنزعاج شديد
ٍ قطب حاجبيه
دخلها ودخلت خلفه فسألها :أين هي ؟
تقدمت من الدوالب الجانبي لسريره وفتحته لتُخرج كتابا ً منه..
كيس به بودرةً بيضاء.. ٌ قدمت له الكتاب فأخذه وفتحه ليُفتح فورا ً على صفح ٍة بوسطها
إنها تُشبه بالفعل الممنوعات كما يعرضها لهم اإلعالم بالشاشات..
لثوان قبل أن يقطع طرفه ويضع القليل على أصبعه.. ٍ أخذ الكيس وقلبه بين يديه وتردد
كر مطحون !! أال س ٌ قربها من أنفه لينعقد حاجبيه وبنظر الى الخادمه يقول بإنزعاج :إنه ُ
يُمكنك التفريق قليالً ؟
لتسرعي ،سامحني رجاءا ً.. ُ إنحنت ُمجددا ً تقول :آسفه
أشار له بيده بإنزعاج لترحلت فرحلت فورا ً..
سكرا ً مطحونا ً على اإلطالق! ما إن خرجت حتى عاود النظر الى الكيس الذي لم يكن ُ
أرادها فقط أن تنسى هذا الموضوع وال يخرج الى أي أحد..
رفع رأسه الى النافذه وإقترب منها حال سماعه لصوت فرأى جينيفر تخرج من المنزل أخيرا ً
..
طوى الكيس جيدا ً ووضعه في جيبه ،سيرى أمره حال إنتهائه من موضوع جينيفر..
نزل فورا ً الى األسفل وإضطر إلستخدام القوة كي يكسر الباب فلقد كان ُمحكم اإلغالق..
ال يهمه إن إشتكت حيال هذا فيما بعد ...هذا إذا كان لها فُرصةً لتُفكر بالشكوى..
إتجه ُمباشرةً الى المكان وجلس يبحث في األرض حتى رأى فُتحة األرض الصغيرة التي تكفي
لشيفرة ال ُمفتاح فقط..
أدخل ال ُمفتاح وأدار ال ُمفتاح ففُتح الغطاء وكشف عن خزن ٍة صغيرة باألرض..
لثوان قبل أن يشد على أسنانه هامساً :تلك الحقيره! ٍ عقد حاجبه
قالها بعينيه الغاضبتين حيث ينعكس فيهما منظر األوراق التي قطعها سابقا ً!
لقد فعلتها وبدلت أوراقها الخاصة بهذه ال ُمقطعه لتستفزه!!
هذا يعني بأنها هي من أرسلت الخادمه لتُشغله عنها كيال يلحق بها!
غرفة فرانس وراقبيه أخرج هاتفه فورا ً وإتصل على إستيال وحالما ردت قال لها :أُخرجي من ُ
من بعيد ،إن حظرت جينيفر فأخبريني فورا ً..
لم تفهم ما هدفه ولكن نبرته لم تكن قابلة للنقاش حتى لذا قالت :كما تُريد..
أغلق هاتفه وأمامه فقط أم ٌل واحد!
لمكان آخر لتُخبئ أوراقها هذه.. ٍ يتمنى بأنها ذهبت لتفقد فرانس أوالً قبل أن تذهب
فهي حتما ً لن تُخبئها بهذا المنزل بعد اآلن وستضعها ببُقع ٍة بعيد ٍة عن ُمتناول يده..
لذا لديه أُمنيةً واحده يائسه..
أن تؤجل ذلك لبعد تفقُدها لفرانس..
***
10:12 pm
-Paris-
ت جديده ومرهم يقف أمام مرآ ٍة طويلة بغرفة المعيشة بدون قميصه وبالقرب منه ضمادا ٍ
جروح..
نزع القديمة من على معدته وبدأ بوضع المرهم عليه وهو يقول :ماذا حدث بالضبط ؟
حيث إنعكاس إلبنة أخيه وهي تجلس على األريكة ُمنكمشةٌ على ُ ورفع عينيه الى األعلى قليالً
نفسها تحتضن ال ِوساده..
رفعت عينيها قليالً تقول :لقد تشاجرتُ مع كلود وجاكي..
ت فاشلةً كعادتك.. إبتسم قليالً ليضحك بعدها قائالً :ألم تذهبي لكي تُصلحي سوء الفهم ؟ أن ِ
مطت شفتيها بإنزعاج تقول :ال تسخر ! فأنا ُمنزعجةٌ و ُمتضايقةٌ بما فيه ال ِكفايه..
ت األمر إذا ً ؟ ت كذلك فلما أفسد ِ إبتسم وبدأ يضع الضمادات الجديده قائالً :إن كُن ِ
رين :ألنهما أزعجاني !! أحدهم طيب أكثر من الالزم لدرجة أنه يتصرف بأنانيه لكي ال أفعل
ما أُريده واآلخر شرير أكثر مما يجب وال يُريد ُمسامحتي !! لما شخصيت ُهما هكذا ؟!!! أال
يُمكنهما أن يكونا وسطيين قليالً!
ت صديقةً ل ُهما ؟ ألم تتعلمي حتى اآلن كيفية التصرف معهما ؟ لوكاُ :منذُ متى وأن ِ
رين :لم أكن أُجيد ذلك من البدايه ،آريستا هي حلقة الوصل بيننا وتفهم الجميع ،أما أنا
ففاشله لهذا بدالً من التصالح معهما قُمتُ بالشجار..
لوكا :أُهنئك على شخصيتك الفاشله..
كاد أن يصطدم وجهه بالمرأة بعدما إرتطمت ال ِوسادة برأسه من قِبل رين التي إنزعجت من
تعليقاته الساخره..
نظر الى إنعكاس وجهها ليجدها تأخذ ِوسادةً أُخرى وتحتضنُها من جديد..
تنهد وهمس :إنها غاضبة حقا ً..
حيث تجلس وهو ُ رمى ضماداته القديمة والمناديل بحاوية النفايات قبل أن يغسل يديه ويتقدم
ت الى الشُرطي ال ُمزعج ذاك ؟ يسأل :ذهب ِ
رين :كال..
ت بأنك ستذهبين إليه بعد أصدقائك.. تعجب وقال :لما ؟ قُل ِ
تنهدت وقالت :كان ِمزاجي ُمعكرا ً..
نظرت إليه وقالت :وأيضا ً أردتُ رؤيتك أوالً لذا إنتظرتُك حتى تصحو من النوم..
لوكا بتعجب :ماذا ُهناك ؟
سألته :كم تملك من المال ؟
ت..إبتسم وقال :آها إذا ً أفلس ِ
إنزعجت هامسه :ال تقُلها هكذا!
ثُم أكملت :نعم نفذ المال الذي معي ،ونصف أغراضي فُقدت عندما فقدتُ ذاكرتي لذا ال يُمكنني
ط برجال موريس ،لذا أن أسحب من رصيدي البنكي ،وال يُمكنني الذهاب الى منزلي وهو ُمحا ٌ
أقرضني بعض المال ،الكثير منه إن كان يُمكنك..
لوكا :كم تُريدين ؟
رين :شيئا ً يتجاوز الخمس آالف يورو..
إتسعت عيناه من الدهشة يقول :ماذا تُريدين بكُل هذا ؟
رين :سأُعطي السيدة جينيفر األلف الذي أعطتني إياه سابقا ً ،والبقية لريكس حيث أعطاني
المال أكثر من مرة وإشترى لي هاتفا ً باهض الثمن أيضا ً ،ال أ ُحب أن أكون مدينةً ألحد..
هز رأسه ُمتفهما ً يقول :حسنا ً ،سأُعطيك بطاقتي فمن الخطير أن تحملي كُل هذا المبلغ معك..
رين :وإن إحتجتَ أنت الى بعض المال ؟
إبتسم يقول :ما فائدة التقنيات الحديثة برأيك ؟ يُمكنني الدفع عن طريق هاتفي ال تقلقي..
رين :هذا جيد..
لوكا :ماهي ُخطتك ؟
رين :لن أُخبرك ؟
تعجب وقال :لما ؟
رين :أتضُنني حمقاء ؟ أعرف بأنك تُحاول تجميع أكبر قدر من المعلومات عن خططي حتى
تُساهم بها حالما تشعر ببعض التحسن ،لن أُخبرك..
ت جاده ؟ وأترك نينا وحدها ؟!! لستُ سيئا ً بقدرك.. دُهش من كالمها ليبتسم قائالً :هل أن ِ
ضايقها كالمه ُرغم أنها تعرف بكونه قالها ليستفزها كالعاده..
األمر يتعلق بنينا..
ُ ال تُحب أن يقول لها أحدهم أنها سيئة وخاصةً إن كان
هي تفع ُل كُل هذا ألجلها ،ال تُريد منها أن تُجرب تلك المشاعر ال ُمرعبة مرةً أُخرى!
إن لم تتخلص من ال ُمنظمة فسيضلون يُالحقونها وقد يتعرضون لنينا ُمجددا ً!
وهذا شيء ال يُمكن لها أن تتحمله..
همست للوكا :دعني أفعل ما أراه صائبا ً ،ال تحكم قراراتي الخاصه ،ال تتدخل فيها ،هذه
ُمشكلتي وسأحلُها بنفسي..
نظرت إليه وأكملت :لو تتدخلتَ وحدث خطأ فسألومك أنت حتى لو كان هذا خطأي ،ال أُريد
هذا !! أكره أن أتهم غيري بأخطائي وال يُمكنني منع هذا لذا ال أُريد أي سبيل قد يجعلُني
أفعلها..
لوكا :رين ،كال ُمك بالضبط أوجهه لك ،ال تمنعيني عن فعل ما أُريد حسنا ً ؟
وقف وإتجه الى المطبخ يقول ُمغيرا ً الموضوع :سأطبخ لكما طعام العشاء ،ماذا تُريدين ؟
نظرت إليه لفتر ٍة ثُم إبتسمت قائله :وكأنك تعرف تطبخ شيئا ً غير الباستا!!
ضحك من داخل المطبخ يقول :تُراهنين ؟
ت قصيره لتُرسلها ُمباشرةً الى ثيو.. إبتسمت وهي تُخرج هاتفها وتكتب فيه بعض كلما ٍ
تفهم عمها ،وتفهم مشاعره وكانت لتفعل ما سيفعله ولكنها لن تحتمل فكرة فقدانه!
الثواني ال ُمرعبة التي شعرت فيها حال توقف قلبه ال تُريد أن تعيشها طوال عمرها..
بتاتا ً!
***
13 February
8:11 am
***
1:12 pm
خرجت من صفها الذي تدرس فيه لوحدها من دون صديقتها جيسيكا وإتجهت تمشي بهدوء
الى الخارج لتعود للمنزل..
تنهدت بهدوء وهي تقرأ رسالة والدتها التي أرسلتها لها صباح اليوم تطلب منها أن تُنادي
إدريان الى الفيال وتوهمه بأن والدتهما ذهبت الى ليون من أجل بعض األمور العالقه الخاصة
بجدهما المتوفي..
أغلقت الهاتف تهمس :سوف تُشاجره ،وسيتم إدخالي في الشجار دون شك..
صمتت قليالً ُمفكره تقول :ولكن ..لم تقل شيئا ً عني ! أهذا يعني بأن خالتي لم تقل شيئا ً لها ؟
أتضنُ إدريان فعلها لوحده ؟
إبتسمت ونسيت التفكير في هذا األمر عندما وجدت ال ُمحامي يقف بهدوء عند باب الكُلية يُطالع
في الملف الذي بين يديه..
توقفت أمامه تقولِ :عمتَ مساءا ً ،كيف الحال ؟
ت مساءا ً ،كيف كان يومك ؟ رفع رأسه لها وإبتسم بلباق ٍة يقول :أهالً ِ ،عم ِ
أجابته :جيدا ً..
إبتسم ُمعتذرا ً يقول :آسف لتأخري في إنجاز األمور ،أُراهن أنك تواجهين بعض ال ُمضايقات
بسبب هذا ،سأحرص على أن يُكشف كُل شيء وسيعتذر لك الجميع بعدها..
أجابته بإستنكار :ال تقلق تجاه هذه األمور التافهه ،يُمكنني تدبر أموري بسهوله ،ركز في
عملك و ُخذ وقتك ،األهم لدي هو النتيجه..
ت رؤيتي قبل ُمغادرتي للكلية ،ما السبب ؟ إبتسم لكالمها ليقول بعدها :طلب ِ
أمر يخص الدكتور أُريد أن أُطلعك عليه ،إنها قضيةٌ صمتت للحضة لتقول بعدهاُ :هناك ٌ
ُمختلفه ،ال أُجبرك على أن تقوم بها ،فقط أنظر إليها وإن كان نسبة نجاحك فيها %100
فإفعلها ألجلي ،أما إن كان ينقُصك بعض األمور فسنؤجلها لحين رؤيتي لصاحبة الشأن..
هز رأسه بتفهم يقول :كما تُريدين ،ماهي القضية ؟
أجابته :قضية تحرش بإحدى طالباته...
صمتت قليالً ثُم قالت :عُذرا ً قُلتُها بطريق ٍة ألطف مما يجب ،إحدى طالباته كانت على ِعالق ٍة
معه ُ ،معجبةً به كسائر بقية الطالبات لدرجة أنها تتقرب منه في كُل فُرصةً تُريدها ،أرادت
عالقه عاطفيه لطيفه وهو إستغل األمل وفي مر ٍة دعاها لشقته ،ترددت ولكنها وافقت فهو
ُمدرسها الذي تُحبه وبالتأكيد لن يتمادى ولكنه فعل ! دفع لها المال وأعطاها الدرجات ليُكفر
عن زلته كما يقول لها ولكن حدث وأنها إكتشفت قبل فترة أمر حملها و ُهنا تغيرت معاملته لها
تماما ً وطلب منها أن تُسقطه وتنتقل الى كُلي ٍة أُخرى ..ال أعرف بعدها ماذا حدث فهذا كُل ما
كتبته لي وآخر جملها كانت "انا خائفه ،كل شيء في حياتي ُمرعبا ً"
دُهش قليالً من كالمها ليقول بعدها :حسنا ً فهمت ،هل من دليل ؟
إليان :أجل ولكن ال ُمشكله خوفها من إكتشاف والدها لألمر فهو شديد وال يقبل مثل هذه
ال ِعالقات إال بعد الزواج ،لذا ال تُريد اإللتجاء الى الشُرطة على اإلطالق..
سألها :إذا ً ما الذي تُريده بالضبط ؟ تعويض ؟ إثبات نسب ؟ إجهاض ؟
هزت إليان كتفها تقول :ال أعلم حثا ً ،كالمها لم يكن ُمعتدالً على اإلطالق ،تحدثت عن
مشاعرها أكثر من أي شيء آخر..
ال ُمحامي :حسنا ً ،عليك في هذه الحالة أن تُقابليها أوالً ،مثل هذه القضايا من السهل الفوز
بها ولكن علي أن أعرف أوالً ما الذي تُريده هي ألختار طريقة الفوز ال ُمناسبة التي تخدُمها..
هزت رأسها تقول :حسنا ً ،أملك عنوانها وسأُحاول زيارتها هذا اليوم..
إبتسم لها وقال :جيد ،راسليني حينها..
وبعدها إلتفت وغادر فتنهدت إليان وهمست :أتسائل لما أنا من بين الجميع ؟ أُفكر بكثير من
التخمينات ولكني غير ُمقتنع ٍة بأي واحده منها..
إلتفتت لتُغادر ولكنها توقفت وهي ترى من بعيد تلك الفتاة المدعوة بماريا..
من أحدثت ضجةً السنة الماضيه بخصوص تعرضها لإلستغالل من الدكتور آندرو..
لما توقفت للنظر إليها ؟
لما تملك بداخلها هذه الرغبة في سؤالها عما حدث حقا ً حينها ؟
كُل شيء واضح والكُل يعرف بما حدث فلما تشعر بهذا الشعور ال ُمزعج الذي يقول لها "فقط
تأكدي ولن يضرك األمر" ؟
تحركت قدماها وإتجهت إليها بسبب هذا الشعور ال ُمزعج الذي يُبسط األمر في رأسها ويقول
لها "ه ّيا تأكدي حتى تتخلصي مني نهائيا ً"
حيث كانت برفقة ثالث من صديقاتها يتجادلن حول المطلعم الذي سيذهبون إليه ُ وقفت أمامها
اآلن قبل العودة للمنزل..
توقفوا ونظروا إليها فقالت إليان ب ُمنتهى الهدوء :أُريد خمس دقائق من وقتك على إنفراد..
نظرت ماريا الى صديقاتها حيث هزت إحداهن كتفها بتساؤل لتُعاود بعدها النظر الى إليان
وتقول :حسنا ً..
وتقدمت وذهبت مع إليان بعيدا ً بعض الشيء بالقُرب من شجر ٍة قريبةً من باب ال ُخروج..
ت ؟ هل أعرفك ؟ بادرت ماريا بالحديث قائله :ماذا أرد ِ
لثوان تُفكر بسؤال بسيط ال يبدو وكأنها تستجوبها عما حدث سابقا ً.. ِ نظرت إليان إليها
سألتها بهدوء :في الحقيقة ،أنا إحدى ال ُمعجبات بكتابك الذي أصدرتِه في إجازة العام الماضي
ت ال تُمانعين.. ،ألهمني هذا في تأليف كتاب وأردتُ بعض النصائح إن كُن ِ
إبتسمت ماريا ببعض الحرج تقول :حسنا ً ،لم أفعل الكثير ،أول تجربةٌ لي لذا إحتجت أوالً
لنصائح البالغين ،أقاربي وبعض ال ُمعلمين ،أنجزته على أكمل وجه وأريته لبعض النُقاد كي
يُطلعوني على أخطائي ،لم أنشره إال بعد ما تأكدتُ من كونه ِمثالي..
إليان بدهشه :هذا جيد ! إذا ً هذه النقاط ُمهمة لنجاح الكتاب ؟
شعرت ماريا بالحماسة تقول :أجل ،ولكن الخطوة التالية أيضا ً ُمهمه ،بل هي أهم نقطة في
نجاح الكتاب وهي الدِعايه ،تحتاجين لطريقة لكي يعرف الجميع أنك ستُصدرين ِكتابا ً ،وحينها
سيشتريه الجميع وسيتبادلون المعلومات بخصوصه ويكبر نجاحك مع الوقت ،وبما أن ِكتابك
جيد فسيكتبون عنه إنطباعا ً جيدا ً في المواقع وستزداد شُهرتك ِ ،كال النُقطتان تُكمالن بعضهما
..
إليان :إذا ً الكتاب الناجح لن ينجح بدون ِدعاي ٍة ناجحه ،وبال ُمقابل الدِعاية الناجحه لن تنجح إن
لم يكن ال ِكتاب ناجحا ؟
ماريا :بالضبط!!!
بقيت إليان تنظر إليها بإبتسام ٍة ُمزيفه وبداخلها تفكير مختلف أو باألحرى تخمين ُمخيف لو
كان حقيقي بالفعل!
سالتها :هذه نصائح قيمه ،حسنا ً حدثيني عن تجربتك في الدِعايه ؟ كيف فعلتِها ؟ قصص
الناجحين على اإلنترنت أشعر بأنها ال تُمثلني فهي تتحدث عن أشخاص بالغين وليسوا طلبةً
عاديين مثلنا لذا كنتُ بحاج ٍة ماسه لسماع تجربة شخص في مثل عمري وظروفي الدراسيه..
تحدثت ماريا وأجابتها بكُل حماس ٍة ،تُحب عندما يسألها أحد عن نجاحها ،تُحب إستعراض
هذا..
وإليان تستمع إليها واإلبتسامة ال ُمزيفة لم تُغادر شفتيها قط لتُنهي أخيرا ً حديثها معها ب ُجمل ٍة
لطيفه وتُغادر بهدوء تام..
بعدما تأكدت كُل شكوكها تماما ً..
وفهمت ما حدث بالضبط..
***
2:11 pm
نزل من سيارته ونزع النظارة الشمسيه عن عينيه ينظر الى الجو الصافي تماما ً..
إبتسم ونفسيته من الداخل ُمرتفعه للغايه..
دخل الى الفيال وحالما صادف الخادمه سألها :أين عزيزتي إيلي ؟
غرفة السينما.. أجابته :في ُ
إبتسم وإتجه الى ُهناك هامساً :إيلي الصغيره ،منذ زمن لم تتدعني الى وجبة ،وخاصةً في
أيام حساس ٍة كهذه..
ٍ
ت ال تعلمين لهذا... دخل الى الغُرفة قائالً :عزيزتي غدا ً هو يوم ال ُحب إن كُن ِ
بتر ُجملته حالما رأى والدته تجلس بكُل هدوء على األريكة السوداء تضع رجالً على رجل
وكوب القهوة بين يديها..
وعن يسارها تجلس إليان وهي تبتسم له إبتسامة إعتذار..
ي إغالقُها فـ...إلتفت يقول :أوه السيارة نسيتُها مفتوحه ،عل ّ
قاطعتُه والدته ببرود :إيدي على األقل فكّر ب ُحج ٍة أكثر إقناعا ً..
تنهد وهمس بداخله" :صوتها خا ٍل من الغضب ،على األقل اإلختباء ليومين قد أتى بفائده" .
إلتفت إليها يقول :ماما لقد إشتقتُ إليك ،أشعُر وكأن لي دهرا ً من الزمان لم أرك فيه..
أشارت بعينيها الى األريكة تقول :كالمك المعسول لن يُغير شيء سوى أنه سيزيد غضبي ليس
إال..
جلس على األريكة التي عن يمينها دون تعليق فآخر شيء يُريده هو زيادة غضبها..
عاد الهدوء مرةً أُخرى يُخيم على الغُرفة لتقطعه جينيفر قائله بهدوء :لما عصيتَ أوامري يا
إدريان ؟
إبتسم يقول :حاولتُ ُمساعدتك فقط..
رفعت عيناها الى إبتسامته المتوتره لتقول بعدهاُ :مساعدتي عبر عصيانك ألوامري ؟ كيف
تكون هذه ُمساعده ؟
إدريان :هيّا أُمي ،كان عمالً لطيفا ً من جهتي ألجلك فال تغضبي ،أعني إنك تصرفين الكثير
من األموال على عالجه ُهنا ويشغلك هذا كثيرا ً عن أعمالك ،كبُرتُ اآلن وأصبحتُ رجالً يُعتمد
عليه لذا أردتُ أن أُساعدك ،وفي النهاية هو أخي لذا ال بأس بأن أ ُمد ألخي يد ال ُمساعده
صحيح ؟
جينيفر بحده :سؤالي كان واضحا ً !! لما عصيتَ أوامري ؟!
شتت إدريان نظره بعيدا ً عنها للحضات قبل أن يقول :أعتذر لهذا..
جينيفر :طلبتُ إجابةً ال إعتذار!
تفكير أرعن منيٍ عاود إدريان النظر إليها لفتر ٍة قبل أن يقول :ال أم ِلكُ سببا ً ُمقنعا ً ،كان هذا
أتاتي في لحضة وفعلتُها..
ه ّيا!
الحوار بسرعه! هو يُريد أن يُنهي هذا ِ
ليس ألجله فلقد فعلها وهو ُمستعد للعواقب..
هو فقط ال يُريد أن تظهر أمه بهذا الغضب والعصبية أمام إليان..
يخشى بأن تزل بكلم ٍة عن الطفل أمامها..
لما اصالً دعتها الى ُهنا فهي ال تعلم عن كونها ُمتعاونةً معه!
أمضى يوم أمس كُله يُحاول اإلتصال بخالته وإقناعها بأال تقول لجينيفر أي شيء عن ُمرافقة
إليان وريكس له..
لقد فعلها بنفسه ولهذا سيتحمل وحده كُل شيء..
جينيفر بهدوء :هل تراني ِطفلةً لتُسكتني بهذه الجمله ؟ إد ...ال تجعل والدتك تغضب وأخبرني
لما فعلتَ هذا..
ال يُمكنه أن يقول الحقيقه..
ليس أمام إليان على األقل..
كذب يقول بهدوء :آسف ،وردني إتصا ٌل منه ،بكى يطلب مني أن أذهب به الى دول ٍة أُخرى
فلقد كره فرنسا كُلها ،البد من أنها ضُغوطات بسبب العالجات لهذا أصبح يكره البقاء ُهنا ،لم
آسف أُمي..
ٌ أستطع أن أتجاهل الموقف بتاتا ً ،
إتسعت عينا جينيفر بدهش ٍة لتقول بعدها في نفسها" :إذا ً فهذا خطأُك أنتَ يا جان فلقد عينت
إمرأةً غير كُف ٍؤ في ُمراقبة إيدن! "
سألته :ولهذا سرقت وثائقه من ِخزانتي ؟
إدريان بهدوء :آسف..
ضاقت عينيها وقالت :حسنا ً أين هو اآلن ؟
ماذا يفعل ؟
ال يُريد إخبارها ،وال يُريد أن يتعقد األمر أكثر بإخبارها عن كون إيدن اآلن مع خالته..
يتمنى لو كان يستطيع أن يسألها لما هي قاسيةٌ بعض الشيء مع هذا الطفل ولكنه ال يستطيع
..
يخشى اإلجابة كثيرا ً ناهيك عن كون الوضع اآلن ال يُناسب على اإلطالق..
عندما رأت تردده قالت :إن كُنتَ تُريد مصلحته فعليه أن يعود ِ ،عالجه ُهنا وعليه أن يستمر
عليه ،مرضه صعب ولن يعرف األطباء بالخارج تشخيصه بسهوله ،ماذا ستفعل لو ساءت
حالته أكثر بسببك ؟
دُهش إدريان للحضه قبل أن يقول :لن يحدث ،حرصتُ على ُمحادثة الطبيب بنفسي ،سيكون
على ما يُرام..
جينيفر بهدوء :إذا ً أنتَ تعرف حالته أكثر مني ؟
زاد توتره وأصبح فجأه يتسائل هل ما فعله صحيح ؟
هو ال يعرف شيئا ً عنه أو عن مرضه ! ماذا لو كان مرضه اصعب مما يضن ؟
ماذا لو كان ما فعله سيزيد من عذابه وألمه ليس إال ؟!!
زاد القلق بداخله وللحضه تمنى لو أنه لم يفعلها على اإلطالق..
تدخلت إليان أخيرا ً تقول :الدكتور جان دكتور سيء..
ضاقت عينا جينيفر لوهله ومن ثُم نظرت الى إليان التي قالت بهدوء :سمعته مرةً يُعذب إيدن ،
صدمني األمر كثيرا ً لهذا أنا أوافق إدريان على ما فعله ،على الطفل أن يُعالج في الخارج ،
بقاؤه في المنزل سيُسبب له المرض النفسي وهذا أسوأ من المرض الجسدي حتى..
جينيفر :ما الذي تقولينه ؟ كيف له أن يعذبه ؟!! إليان لما تكذبين ؟!
ظهر اإلستنكار على وجه إليان تقول :أمي لما تنعتيني بالكذب ؟!!! تعرفين كم هي عالقتي
جيده مع الدكتور فلما اكذب بشأنه !! األمر صدمني لدرجة أني لم أُخبرك حتى في حينها واآلن
تقولين أني أكذب ؟!!
لم تقل جينيفر شيئا ً ،لقد صدمها األمر ونعتتها بالكذب ،ولكن في الحقيقة تعلم بأن إليان ال
تكذب..
سحقا ً له! جان ذاك ُ .....
تنهدت وعلقت :حسنا ً فهمت إيلي ،سأتأكد من األمر..
نظرت الى إدريان تقول :وماذا عنك ؟ ألن تُخبرني أين هو اآلن ؟
تحدثت إليان تقول :لما هو مريض هكذا ؟ لما لم تُخبرين والدي عنه ُربما كان يملك طريقةً
مكان ما..
ٍ لعالجه في
دُهش إدريان ل ُجرأتها في سؤالها هذا الذي حذرتهم والدتهم من التحدث بخصوصه تماما ً..
شعر ببعض الضيق كون إليان تتحدث وتسأل على عكس شخصيتها الهادئه لكي فقط تُبعد
والدته عن إرغامه في اإلجابه..
هو األكبر وهو من عليه أن يُساندها وليس العكس..
في حين نظرت جينيفر بهدوء الى إليان تقول ببرود :ماذا قُلتُ بهذا الشأن يا إليان ؟ ال أسئله!
المثالية التي تدخل إدريان يقول :أتفه ُم كون والدي قد يغضب ،أعني هو يهتم بصورة العائلة ِ
ال تشوبها شائبه ،أطفال أصحاء وناجحين ،ولكن أُمي ،والدي سيغضب أكثر ألنك خبأتِه
عنه..
قالها وهو حقا ً ال يعنيها..
هو فقط يُريد من والدته أن تجد هذا عذرا ً وتقوله لهم..
هو عرف الحقيقة وإنتهى األمر بالنسبة إليه ولكن ال يُريد إلليان أن تكتشف هذا..
وخاصةً أن والده غاضب لذا عندما ترى شجارهما ال يُريد منها أن تقفز بإستنتاجاتها بعيدا ً..
في حين نظرت إليه جينيفر بهدوء تام وفي الحقيقة هي ُمنصدمه فلقد ضنت منهم أنهم
سيستنتجون كون الطفل ليس أخاهم الشقيق..
ما دام األمر هكذا فهل إذا ً تفعل كما طلب آليكسندر وتمشي على هذه ال ِكذبه ؟
أليس هذا أفضل ؟
أفضل لها وألبناءها ولكنها ال تثق بتصرفات ذلك الكين..
تخشى بأنه سيقلب كُل شيء ويُخبر الجميع وليس عمه فقط..
ال بأس ،ستكون كاللبوة تحمي أطفالها حتى لو عنى هذا أن تتخلص من كين..
أجابته بهدوء :هذه األمور خاصةً بيني وبين والدك ،ال تتدخل فيها..
فقط ،قررت أن تقول هذا فقط لتؤكد كالمه..
نظرا إليها ولدهما بهدوء دون تعليق..
ولكن بداخلهما ....لقد إهتزت صورة والدتهما..
لم يُعلق أحد وإنتهت ال ُمحادثة عند هذا الحد!
***
3:23 pm
الخزانة الفارغه.. يقف بهدوء تام أمام الحائط في قصر والدته ينظر الى ِ
ال وجود ألي شيء..
ال ألوراقه وال لكُل شيء آخر خبأه طوال الفترة الماضيه..
كُلها أ ُ ِخذت من قِبل مجهول..
تعب بحثه وتجميعه للمعلومات قد ذهب هباءا ً!
لقد أراد أن يُنهي كُل شيء بهدوء ولكن ....كُل شيء ذهب من بين يديه..
تقدم وجلس على األريكة يُفكر فيمن قد يكون من فعلها..
لم يخطر بباله سوى كارمن ،ولهذا هي تعرف كُل شيء عنه..
اآلن عرف كيف إكتشفت ذلك..
واآلن أيضا ً خمن بأنها أخبرت البروفيسور ولهذا طلب رؤيته..
فأمر جوي هذا حدث ُمنذ أكثر من إسبوع فلما يتحدث عنه اآلن ؟
هو فقط إكتشف خيانته وأعطاه فُرصةً أخيره..
إنها الفُرصة األخيرة بين يديه وعليه إستغاللها..
أهداف قليله..
ٌ لم يتبقى أمامه سوى
أولها تدمير شركته وقلب كُل شيء على جينيفر..
وآخرها قتل قاتل والدته والذي يكون دارسي الوغد!
ولكن ماذا ....لو كانت كارمن تكذب عليه ؟
ماذا لو كانت هي من فعلتها وقررت أن تُلقي اللوم على دارسي ؟
ماذا لو أنها قالتها وإتفقت مع البروفيسور ل ُمراقبة ردة فعله ؟
حائر بالكامل!
ٌ عقله
ُمنذ طلب البروفيسور ذاك وهو حائر..
كان يُمكنه تجاهل أوامره والذهاب الى دارسي ُمباشرةً وإنهاء إنتقامه ولكنه يخشى أن يكون
ُمظلّالً من قِبل كارمن..
يحتاج ألن يتمسك بال ُمنظمة أكثر ..يحتاج ألن يتأكد..
يحتاج لبعض األوقت فاإلستعجال سيجعله يموت بندم..
وهذا الشيء ال يُريده..
وصل الى هاتفه ِرسالةً نصيه..
تنهد وأخرجه بهدوء من جيبه فوجدها من رين تطلب رؤيته هذا المساء..
الرسالة قبل أن يهمس :رغبتي باإلنتقام جعلتني أنسى نظر الى إسمها لفترة والى محتوى ِ
موضوع هذا األخ..
عليه اآلن أن يعرف أوالً من يكون وأي حيا ٍة يعيشها بالضبط..
عليه أن يتأكد بأنه يحضى بحيا ٍة سعيدة آمنه..
هذا هو ال ُمهم لديه اآلن..
رد عليها ومن ثُم وقف وغادر المنزل وحالما إتجه الى سيارته توقفت سيارةً بجانبها ونزل
منها آلبرت..
تقدم آلبرت منه يقول :من الجيد أني عثرتُ عليك ،هل أصبح لقاؤك صعب الى هذه الدرجه ؟
فأتركني وشأني.. ريكس :أنا مشغول اآلن فإن كان ما تُريده هو نفس األمر ال ُمزعج ذاك ُ
وقف أمامه ُمباشرةً يقول :جينيفر تغلبت علي وأنا فقدتُ طوالة بالي التي أتمتع بها ولن أكون
صبورا ً لكشف ما تُخبئه لذا أخبرني أنتَ بكُل ما تعرفه عنها وعما فعلتُه لكين..
إبتسم ريكس يقول :هل أنا أتخيل أم أنها المرة األولى التي تطلب فيها ُمساعدتي ؟ سيُجن
أخوتك كثيرا ً فهم يرونك أفضل مني بمراحل وذكاؤك ال تشوبه شائبه..
سكر ،كيف لجينيفر ِعالقه بمرضه ؟ تجاهل إستفزازه يقول :إكتشفتُ أنه يُعاني من مرض ال ُ
هل تعني بأنها عرفتَ هذا ُمسبقا ً ولكنها تكتمت عن األمر لتزداد حالة كين سوءا ً وخاصةً أنه
يُحب الشوكوال كثيرا ً ؟
شد على أسنانه وأكمل :هذا هو بالضبط ما فكرتُ به ولكني غير ُمقتنع البته ،كين ألول مر ٍة
أراه خائفا ً منها هكذا ،تكتمها عن األمر لن يجعله محطما ً هكذا !! ما الذي يحدث بالضبط يا
ريكس ؟!!
ضاقت عيناه وأكمل بتهديد :أُقسم بأني لن أدعك تُغادر من أمامي اآلن إال بعدما تُخبرني حتى
لو عنى ذلك إستخدام القوة معك..
ريكس :لم أضن أنك ستخسر حربا ً ضدها..
آلبرت :لدى هذه المرأةُ أعيُنا ً في كُل مكان ! وتعرف نقاط ضُعفي وتستخدمها ببراعه ..حتى
عندما إقتربتُ أخيرا ً من هدفي إستخدمت خوفي على كين ضدي لتشغلني عن رؤيتها وهي
تُخفي أسرارها بعيدا ً ..ربما أفوز بالحرب لو إستمريتُ بها ولكني لم أعد أُريد اإلستمرار ،
سيخرج كين غدا ً من المشفى وأنا أُري ُد أن أُنهي كُل شيء قبل خروجه.. ُ
خبرك كُل شيء.. ُ
نظر ريكس مطوالً الى عيني آلبرت ليقول بعدها :حسنا ً ،سأ ُ
عقد آلبرت حاجبه وضن لوهله بأن ريكس يكذب عليه فهذا الرجل نادرا ً ما يقول ما لديه..
تحدث ريكس يقول :ولكن ِعدني أوالً بهذا ....بأال يصل إلدريان وإليان أيا ً مما سأقوله لك..
آلبرت :حسنا ً..
قالها بدون وعي لها فهو يُريد معرفة ما يحدث أكثر من أي شيء..
إنزعج ريكس كثيرا ً وقال :آلبرت ،أُقسم بأني سأجعلًك تندم لو وصل إليهما أي شيء ،لن
أُسامحك وسأنتقم منك لو تطلب األمر لذا ...أُريد وعدا ً صادقا ً..
شعر آلبرت ُهنا بأن األمر كبير لدرجة أن يكون ريكس شرسا ً هكذا ألجله..
تردد كثيرا ً ،أجل هو ال يملك سببا ً ليقول أي شيء إلدريان وإليان ولكنه يخشى أن يكون األمر
كبيرا ً لدرجة أنه ال يُمكنه السكوت عنه وحينها ماذا سيفعل ؟!!
ما إن رأى ريكس الحيرة في عينيه حتى فتح باب سيارته يقول :حسنا ً إنسى األمر..
أمسك آلبرت بباب السيارة قبل أن يُغلقه ريكس على نفسه وقال :حسنا ً ،أُقسم لك..
نظر ريكس إليه قليالً ثُم قال :إركب إذا ً..
الجهة األُخرى وركب السيارة معه.. ذهب آلبرت الى ِ
ثران أمام إشارة مرور حمراء تأخذه الى الطريق العام.. ٍ حرك ريكس السيارة لتتوقف بعد
تحدث ُمباشرةً يقول :تملك جينيفر بالخفاء ُمختبرا ً خاصا ً وتفعل ال ُمستحيل لتجني المال من
ت غير أجل هذا ال ُمختبر ..ال يُمكنها صرف األموال ُمباشرةً ألجله فصرف مبالغ ضخمه لجها ٍ
معروف ٍة يُعرضها لل ُمسائلة القانونيه فقضايا غسيل األموال كثيرة للغايه..
صمت قليالً وهو ال يعرف لماذا قرر أن يُخبر آلبرت بكُل شيء حقا ً ؟!!
لقد كان ينوي أن يُخبره عن كين فقط فلما بدأ بسرد كُل شيء من البدايه ؟
تردد للحضات وهو يُفكر هل يُخبره كُل شيء حتى أصغر التفاصيل أو يكتفي بأن يُخبره عما
حدث لكين ؟
نظر آلبرت إليه يقول :مابك ؟
حرك ريكس سيارته عندما أضاءت اإلشارة الخضراء وبقي صامتا ً لفتر ٍة ولم يرد على سؤاله
ليقول بعدها :الدُكتور جان شريكا ً لها ،هو يقوم بال ُمختبر واألبحاث وهي تمده بالمال وتُسهل
عليه الحصول على المزيد من المعلومات من ُمختصين حول العالم بهذا الخصوص..
عقد آلبرت حاجبه للحضه ليقول بعدها :هل تفعل هذا من مالك أنت ؟
ضاقت عينا ريكس للحضه فأكمل آلبرت :سمعتُ مرةً من فرانس عن أن جينيفر تُريد السيطرة
على كُل شيء ،وباموالك وإسمك أنت تمول لمشروعها السري والذي هو هذا ال ُمختبر صحيح
؟ وتنوي في األخير أن تُلصق بك كُل هذا ،ما الذي يجعلك توافقها هكذا ؟ ما الذي تمسكه
عليك وال تُريد منها إفشائه ؟
سأل سؤاله األخير وهو يتذكر بوضوح جملة فرانس التي قالها آخر مره..
* -وستُنشر بعدها حقيقة من تكون والدته ..ال أُحب هذا ! كرهها العميق آلليس مقزز* !
هو ال يفهم هذه النُقطه..
هل يقصد بأنها ستُخبر الجميع بأن والدته جاسوسه ؟
ولكنه هو وأخوته وعمه يعرفون هذا بالفعل..
هل يقصد للعامه ؟ ولما قد تفعلها ؟
حسنا ً وإن يكن فهذا ليس سببا ً ُمقنعا ً ليوافقها ريكس على كُل شيء..
خطب ما..
ٌ ُهناك
لم يُجبه ريكس على اإلطالق فقد تجاهل أسئلته وهو يُكمل :مشروعها وال ُمختبر له نظرةً
ُمستقبليه لعالج األمراض ال ُمزمنة أو التي ال ِعالج لها ،أن تجد دواءا ً لمرض لم يُخلق له
سمعه والمكانه ،وهذا هدفُها.. دواء من قبل فهو اسرع طريقة لتحصيل الثراء وال ُ
سري هكذا ؟ أعني حتى الجمعيات ٌّ عقد آلبرت حاجبه يقول :هل هذا مشروعها ؟ ولما هو
الطبيه حول العالم تدرس األمراض كثيرا ً لتجد العالج ال ُمناسب ..وجود دكتور كالدكتور جان
معها سيُصبح من السهل إستخراج ترخيص رسمي ل ُمزاولة هذا النوع من المشاريع ،فلما هو
سري هكذا ؟
ٌّ
صمت ريكس قليالً ليقول بعدها :ألنهم يختصرون سنوات الدراسه والبحث ويختصرون الكثير
من إجرائات التراخيص ال ُمعقده والتي قد ال يأخذونها حتى ويجرون تجاربا ً ُمباشرةً على البشر
،فهذا أسهل وأسرع ومضمون..
إتسعت عينا آلبرت بصدمه من كالمها وهو يقول :ريكس قُل أنك تمزح ؟!!
ريكس :إنتظر فمن ال ُمبكر أن تُصدم هكذا ،إنهم يأخذوا الفُقراء ويدفعون لهم بال ُمقابل أمواالً
طائله ليجرون التجارب ُ ،هناك عشرات الضحايا ،منهم من مات ومنهم من أصبح بحالة
سيئه وغير قابله للمزيد من التجارب ،هوسهم أوصلهم لفعلها مع إبنهم إيدن ،ليس هذا
فحسب بل أصبحوا يحقنون المرض بالشخص كي يتسنى لهم إجراء التجارب عليه ،وهذا ما
حدث مع أخاك كين بالضبط..
ألجمت الصدمة لسان آلبرت وبات عقله ُمتحجرا ً غير قادرا ً على إستيعاب هذه الحقيقة
ال ُمتوحشه!!
نظر ريكس إليه يُكمل :ألنه من النادر أن يجدوا مريضا ً يرضى بالتجارب لذا يبحثون عن
الشخص ال ُمناسب ويحقنونه بالمرض ومن ثُم يجرون التجارب عليه..
آلبرت بحده :ما هذا ال ُهراء الذي تتفوه به ؟!!!
لم يُعلق ريكس فشد آلبرت على أسنانه والصدمة أوقفت عقله تماما ُ!!
ال يُمكنه إستيعاب هذا!!
األمر صاد ٌم للغايه ،لم يتخيل أن يكون ُهناك وحوشا ً كهؤالء على سطح هذه األرض..
إنهم حتى قريبين منه كفاية!
آن واحد.. رعب في ٍاألمر صادم و ُم ٌ
تعرف كل هذا وتصمت ؟!!! ال تفعل شيئا ً ؟ ترى ُ ب شديد وهو يقول :وأنتشعر بغض ٍ
األشخاص يموتون دون أن تفعل لهم شيئا ً ؟!!
إنزعج ريكس يقول :وماذا أفعل ؟ جميع من وافق على التجارب كانوا فُقراءا ً أغراهم المال !!
لقد وافقوا وهم يعرفون العواقب فكيف أُقنعهم بعكس هذا ؟!! جربتُ مرةً دفع مال أكبر
ليتنازلوا ولكنهم طمعوا وأخذوا مالي ومالهم ووافقوا على التجارب !! إن كانوا حمقى فلما أنا
من يتحمل حماقتهم ؟
آلبرت :أوقف جينيفر عند حدها!!
ريكس :ال تتذاكى علي وأنت لم تستطع فعلها ! تلك المرأة ُمرعبة ،إن أرادت تطويقك فستفعل
وستمنعك عن إتخاذ اي قرار ..صدقني لو كُنتُ أعلم أن األمر سيصل لكين ألوقفتها قبل فعلها
ولكني لم أكن أتخيل هذا أصالً!!
آلبرت :طوقتك بماذا بالضبط ؟!!!
أشاح ريكس بوجهه عنه وأسرع بالسيارة فشد آلبرت على أسنانه والغضب بداخله يزداد على
جينيفر..
يُريد رؤيتها حاالً ،يُريد قتلها!!
إمرأةٌ مثلها عليها أن تموت..
تحدث ريكس بهدوء يقول :عليك حمايته جيدا ً ،سأُقابل جان غدا ً وسأحرص على أن يجد
طريقةً ليتخلص كين من السموم التي بجسده ،لم يكن المرض وراثيا ً أو طبيعيا ً بل أتى بفعل
فاعل ،البد من وجود طريقةً ليتخلص منه قبل أن يستوطن جسده ويتمكن منه ويُصبح أبديا ً..
سخريه يقول :يالك من لطيف ..وهل سيستمع لك ذاك المتوحش اآلخر ؟ إبتسم آلبرت ب ُ
لم يُجبه ريكس..
ألنه يعلم بأن جان لن يستمع إليه إال لو طلب شيء بال ُمقابل..
يشعر بأن ما حدث مع كين غلطته لذا سيُعطيه ال ُمقابل الذي يُريده..
أيا ً كان..
***
5:17 pm
***
6:58 pm
End
نلتقي بالبارت القادم ولو مشي ع حسب تفكيري حيكون طوييييل وحتجلطكم القفله
كونوا ُمستعدينXD
Part 66
"يجب أن ال نبكي على أحبائنا ،إنها رحمة أن نفقدهم بالموت و ال نفقدهم و هم أحياء"
-مونتسكيو-
ت أني أقصد ثيو ؟ رفع حاجبيه للحضة ثُم قال :وكيف خمن ِ
علم بعالقتنا ،لم أكن أضن بأنه رين :ومن غيره ؟ لقد كان ُمحقا ً ،أخبرني بأن دارسي على ٍ
سيُخبر الجميع..
فقد ريكس أعصابه وأطفأ السيجارة يقول بهدوء :رين أنا ال أقصد ثيو..
تعجبت من كالمه فرفع نظره إليها يُكمل :أقصد نفسي ،ماذا لو كان إنتقامي وإكتمال هدفي
مرهونٌ بقتلك فماذا ستفعلين ؟
بقت عيناها ُمعلقتان بعينيه الجادتين لفتره قبل أن تبتسم قائله :لم أضنك تُجيد إلقاء النُكات
هكذا..
لم يُعلق بل بقيت نظرته الحادة ذاتها على وجهه فإختفت إبتسامتها تدريجيا ً وشيء من القلق
غزا صدرها فهو يبدو جادا ً حقا ً بجملته..
ت مرت قبل أن تنطق أخيرا ً قائله :حسنا ً ،حينها سأُقنعك بالعدول عن ذلك.. فترة صم ٍ
ريكس :كيف ؟
أجابته بهدوء :إن كانت هذه أوامر البروفيسور فليس عليك إطاعتها حتى لو عنى هذا أن
ينقلب عليك ،أيامه باتت معدوده ،ليس عليك أن تبقى بجانبه ،تُريد أن تُكمل هدفك باإلنتقام
ممن قتلوا والدتك ؟ ألم تُفكر بأني قد أعرف من فعلها ؟ ريكس ...أترك جانبه ،أترك ال ُمنظمة
طرق صحيحه ،ليس عليك أن تحترف اإلجرام لتصل الى كُلها ،حقق إنتقامك بإستخدام ُ
ُمبتغاك ،ليس عليك أن تقتُل بريئا ً لتنتقم لوالدتك..
بقي ينظر إليها لفتر ٍة قبل أن يبتسم ُمعلقاً :أجعل رئيس ُمنظم ٍة ضخمةً عدوا ً لي ألن فتاةً
تصغُرني بعدة سنوات طلبت ذلك ؟ هل ترين هذا ُمقنعا ً ؟
رين :أجل هذا ُمقنع ،ما دامت هذه الفتاة تمتلك عدة وسائل للتغلّب عليه ،يكفي بأن الشخص
الذي أمضى فترة طويلة بالبحث عنه معي ،هو ال يستطيع أن يقتُلني ،وأُراهن بأنه أرسلك
أنت بالذات ألنك تعرفني ،أُراهن بأنه طلب منك أن تجد الشخص الذي معي أوالً ثُم تقتُلني ،
ودعني أُراهن أيضا ً ...هو لم يخبرك من يكون هذا الشخص صحيح ؟ ألنه إبنه من آليس ،
ألنه أخاك وبالتاكيد كُنتَ ستتردد لو قال لك هذا لذا أخفاه عنك..
هذا ما كان يضنه ريكس طوال الوقت ولهذا تحدث معها في بادئ األمر..
سألها بهدوء :وكيف عرف ؟
رين :لم أكن أُريد أن يعرفوا ،أردتُ أخذه وإخفائه ولكنهم سبقوني إليه ،حارس فيال جينيفر
هو أحد رجالهم ،حالما رأيتُه تعرفتُ إليه فلقد رأيته مرةً من قبل ،كانوا يُراقبونه لذا ما كان
علي سوى أخذه بعيدا ً عن أنظارهم وإعالن كوني من أخذه حتى أضمن بال ُمقابل أني لن أموت
..
ت ستتخلين عنه فورا ً صحيح ؟ ريكس :إذا ً إستخدمتِه كسالح ! لو خيروك بال ُمقابل بشقيقتك كُن ِ
صدمت من كالمه وقالت بإنفعال :قطعا ً لم أكن ألفعلها ،حتى وعمي ُمنهار أمامي على ُ
مشارف الموت لم أفعلها !!! أنا لستُ حقيرةً وال تُفكر بي هكذا ! لم أكن يوما ً من يؤذي بريئا ً
ألجل نفسه ومصلحته..
ريكس بهدوء :ولكنه إبنه لذا لن يؤذيه على اإلطالق ،صدقيني عندما توضعين في ذلك
الموقف ستتخلين عنه وستُهونين األمر على نفسك بقولك أنه والده وسيهتم به..
اإلنفعال بداخلها يكاد ينفجر وهي ال تُصدق لما نظرته سيئه للغايه تجاهها!!
لما يقول هذا الكالم لها ؟؟
لما منه هو ؟!
ردت عليه قائله بحده :ال تُقارني بك ! إن كُنتَ ستفعلها فأنا لن أفعلها..
ت تُهاجميني اآلن ؟ سخريه :بدأ ِ
ريكس ب ُ
رين :إذا ً من ال ُمفترض أن أبقى صامته وأنت تتهمني بأمور ال أفعلُها ؟
ريكس :حسنا ً ،أين هو اآلن ؟
رين :أخاك ؟ لم أعد أرغب بإخبارك ،أنتَ لستَ أهالً للثقة..
ت قبل أن يقول :حسنا ً ،علي فقط البحث عنه في هذه المنطقه ،أُراهن بأنه بأحد إبتسم للحضا ٍ
المنازل التي في هذا الحي..
رين :اتمنى لك التوفيق في بحثك اليائس هذا..
وبعدها حل الصمت بينهما لفتر ٍة قصيره قبل أن تقطعه رين قائله بهدوء :ريكس ،أنا ال
أُصدقك..
نظر إليها لتُكمل بهدوء :إن كُنتَ تضع ال ُمنظمة كأولويتك القُصوى لتخليتَ عني عندما ظهر
ذاك ال ُمغتال أمامي في الحديقه ،ساعدتني وأنت تُدرك العواقب ،ريكس ..لو حقا ً أردتَ قتلي
لما قُلت لي هذا من البداية ،لسألتني عن أخاك أوالً ومن ثُم قتلتني دون أن أعرف ،لكنك ال
تُريد ولهذا أخبرتني..
إبتسم بهدوء يقولُ :ربما ألني لستُ شخصا ً وغدا ً يقتُل بالغدر ولهذا أردتُ إعالمك أوالً لتكون
حربا ً عادله..
نظرت الى عينيه ُمباشرةً قائله :الشخص الذي جرب فقدان عزيز وعاش تحت وطأة هذا األلم
سيكون أرحم من الجميع ،ذِقتَ الفقد في حياتك مرةً لذا يستحيل أن تجعل غيرك يذوقه أيضا ً
ي ياريكس ُ ،ربما كان هذا ُمتأخرا ً ولكني اآلن أصبحتُ أفه ُمك جيدا ً ..ال يُمكنُك ..ال تكذب عل ّ
ِخداعي..
لم تُزح ناظريها عن عينيه الهادئتين اللتان لم تستشعر فيهما أي شيء..
ثوان حتى قال بهدوء :هذا ما قصدتُه بأن تحذري صديقك ألف مرة ،ال تُفرطي بالثقة بي يا ٍ
رين..
ق بك..رين :سأفعل ألني كما قُلتُ لك أصبحتُ أفهمك ولهذا أث ُ
أشاح بنظره عنها ينظر الى الشارع الفارغ إال من عجوزتان تمشيان وتتبادالن الحديث..
ث قائله :أتذكر ذلك الملف الذي مرت فترة الصمت بينهما لدقائق قبل أن تبدأ رين بالحدي ِ
يدي ثيو اآلن والذي تخلصوا منه هو ُمزيف ليس إال ،البروفيسور طاردوني ألجله ؟ إنه بين ّ
مشغول البال بإبنه وإبنه معي ،ثيو يملك جاسوس قوي بداخل المنظمه ال يُمكنك حتى توقع
من يكون ،كُل شيء في صالحنا ،نحنُ ال ِكفة األقوى ،كُل امبراطورية إجراميه ولها نهايه
خير مثال ،قد تتفاجئ بأن بعضهم كانت نهايتهم بسيطه للغايه ! القوة وقصص السابقين ُ
ليست كُل شيء ..أتركهم يا ريكس وتعال الى جانبي ،إن كُنا نحن الثالثه فمعركتُنا ضدهم
ناجحه ،صدقني..
سخريه :لما تُخبريني بهذه التفاصيل الحساسه ؟ أال تخشين أن أُخبرها لهم ؟ ألن سألها ب ُ
يغضب ثيو إن علم أنك أخبرتني ؟
رين :أخبرتُك أني أثق بك ،وال يعلم ثيو بهذا ولكني سأُخبره ،سيغضب بالتأكيد وهذا شيء
يُسعدني فما ِزلتُ غاضبةً منه..
صمتت قليالً وبداخلها الكثير من المشاعر ال ُمتضاربه التي لم تُحددها بعد ولم تتأكد من ِصدقها
حتى!!
ولكن كعادتها ،تقول مافي قلبها ُمباشرةً!
نظرت إليه تقول بهدوء :فكر بكالمي جيدا ً ،أنا أُحبك لهذا ال أُريد أن أستمر في رؤيتك تودي
بنفسك الى الهاويه..
إتسعت عيناه للحضه من الدهشه في حين أكملت :ال تُلقي لكالمي أي بال ،قُلتُه ألني لم أكن
أُريد منه أن يبقى بداخلي ،ال اُرغمك على الرد ُ ،كل ما أًريده منك اآلن هو أن تختار طريقك
جيدا ً..
إبتسمت وقالت :واآلن لنُغير حديثنا ،أُريد منك ِخدمه فهل تفعلها ألجلي ؟
بقي ينظر إليها لفتر ٍة قبل أن يُجيب :ماذا ؟
رين :أُريد زيارة فيال جينيفر ،وحبذا لو إدريان وإليان ُهناك ،أريد شُكرهم..
ُ
ريكس :أال تعرفين الطريق ؟
هزت رأسها نفيا ً تقول :لم أطلب منك ألني ال أعرف الطريق ،ألني أردتُ منك أوالً أن تُخبرني
بنفسك من تكون جينيفر بالضبط..
عقد حاجبه لتُكمل :إنها لطيفه وطيبه وهذا ما تُظهره لي فقط ،ولكن الجميع يقول عكس ذلك
،كالم استيال عنها يتردد في داخلي حتى هذه اللحضه ،لن يكرهها أبناء عمك من دون سبب
،قالت استيال شيئا ً كـ أنك أيضا ً تكرهها ،لذا هل لك أن تُسدي لي معروفا ً وتُخبرني عمن
تكون هذه المرأه ؟
ريكس :وما ال ُمقابل ؟
كشرت في وجهه هامسه :بخيل..
ثُم اكملت :سأتراجع عم كالمي وسأُخبرك كُل شيء عن أخاك ،وعن مكانه ،إنه شخص قد
رأيتَه من قبل عدة مرات..
ظهرت الدهشة في عينيه يقول :عفوا ؟
إبتسمت وقالت :ماذا ؟ أصبحتَ أكثر تشوقا ً لمعرفة من يكون صحيح ؟ أخبرني عن جينيفر
أوالً وسأُخبرك كُل شيء عنه..
ت ال تكذبين ؟ بقي ينظر إليها لفتره قبل ان يسأل :أن ِ
رين :أُقسم لك بأني ال أفعل..
ثوان مرت كان ير ُمقها فيها بهدوء ولكنها بالفعل جاده وهذا حيره أكثر وزاد الفضول بداخله ٍ
..
شغّل سيارته وحركها قائالً :حسنا ً ،ماذا تُريدين أن تعرفيه بالضبط ؟
رين :كُل شيء عن جينيفر..
أجابها :إمرأة تزوجت والدي وهي ال تزال في التاسعة عشر من عمرها ،آنذاك كُنت بعامي
الثاني ،لم تأخذ الكثير من الوقت قبل أن تُنجب إدريان ،عائلتُها كانت تعرف عائلة والدي
لهذا عرفته وتقربت منه حتى تزوجها ،هل من تفاصيل أُخرى تُريدينها ؟
إنزعجت تقول :تستفزني صحيح ؟
ت معرفة كُل شيء عنها.. ت طلب ِإبتسم ُرغما ً عنه يقول :أن ِ
رين :ليس هذا ما أعنيه ! حسنا ً سأكون واضحةً أكثر ،لما تكرهها استيال ؟
ريكس :إسألي استيال نفسها..
ضبطت أعصابها وقالت :حسنا ً ،مانوع عالقتك بجينيفر ؟
ريكس :زوجة والدي ،أي والدتي بالقانون..
إبتسمت رين تقول :شُكرا ً على المعلومات ،جرب إسألني عن أخاك وصدقني إجابتي ستكون
ُمستفزه ،سأردد عليك معلومة أنه أخاك وأنه إبن آليس وأنه إبن البروفيسور..
ضحك ُرغما ً عنه ضحكةً قصيره في حين أشاحت بنظرها تنظر الى الخارج عبر النافذه..
ثوان حتى تحدث قائالً :ألنها أخذت مكان والدتي ،كانت تحوم حول والدي قبل أن ينفصال ٍ
والداي لذا الكُل يكرهها ،الكُل يُقارنها بوالدتي لهذا نشبت العداوة بينهما بين جينيفر وأبناء
عمي..
إلتفتت رين إليه تقول :ولكنها تزوجت والدك وأنت بعامك الثاني ،كانوا ِصغارا ً فكيف يتذكرون
والدتك ؟
ريكس :حتى لو إنفصل والداي فهي تزورني دائما ً وقد أحبها الجميع ،لذا عندما كبرتُ قليالً
وأصبحتُ أذهب لزيارتها كانوا يأتون معي دائما ً ُ ،ربما إنقطعت زيارتي لها لعام وأنا بعُمر
الخامسه ولكن استمرينا بعد ذلك قبل أن تختفي تماما ً وأنا بعامي الثامن..
قال ُجملته األخيره بهدوءٍ تام وسكت بعدها قبل أن يُكمل :لهذا يعرفونها جيدا ً ،توفيت والدتهم
ُمبكرا ً لذا كانوا يرون والدتي وكأنها أ ُ ٌم لهم وخاصةً فرانس فلقد كان ُمتعلقا ً بها لدرجة أن
أعوام أو أكثر بقليل..
ٍ حالته النفسية سائت كثيرا ً عند إعالن خبر وفاتها قبل عشر
أعوام كامله ؟ٍ لثمان
ِ نظرت إليه بهدوء قبل أن تقول :هل تعرف لما ؟ لما إنقطعت عن زيارتك
فهذا كثير..
هز رأسه نفيا ً دون تعليق لتقول :حسنا ً دعنا نتحدث باألهم ،عرفتُ سبب كُرههم لها ولكن
ماذا عن عالقتك أنتَ بها ؟ هل كُنتَ تراها سببا ً إلنفصال والديك ولهذا كرهتها ؟
ريكسُ :ربما..
وصمت بعدها ،لم يُعطيها اإلجابة الوافية التي تُريدها..
سألته ُمجدداً :هل تعرف عنها شيئا ً سيئا ً وتُخفيه عني ؟
لم يُجبها فبقيت تنظر إليه لفتره ثُم قالت :هل تعرف لما كانت تعتني بي بلطف إن كانت سيئةً
هكذا ؟
أجابها :إسألي فرانس أُراهن أنه يعرف..
هزت رأسها هامسه :ينبغي علي ذلك..
بعد فترة صمت طالت بينهما لدرجة أنه إقترب من فيال جينيفر تحدثت أخيرا ً تقول :عُذرا ً ولكن
غيرتُ رأيي ،لن أذهب إليها..
ظهر اإلستنكار على وجهه يقول :عفوا ً ؟
أعرف كُل
ُ رين :ال أُريد الذهاب وأنا لم أعرف من تكون جينيفر بالضبط ،لنؤجل هذا بعدما
شيء من فرانس..
أوقف سيارته على جانب الطريق يقول :إذا ً ؟ تُريدين مني أخذك الى فرانس ؟
ق ذكي.. إبتسمت تقول :يالك من سائِ ٍ
ت ال تعلمين ففرانس يرقُد في المشفى.. رفع حاجبه قبل أن يقول :حسنا ً إن كُن ِ
إتسعت عيناها من الدهشة تقول :لما ؟!!!
ريكس :ال فِكرة لدي ُ ،و ِجد بحال ٍة يُرثى لها داخل أحدى األماكن الغير مأهوله وفاق ٌد لوعيه
أيام تقريبا ً..
و ُمنذ ذلك اليوم لم يستفق بعد ،مر على ذلك أربعة ٍ
ال تُنكر أنها شعرت ببعض القلق..
مما فهمته منه أنه يعرفها ويعرف ب ُمشكلتها ،هل هذا يعني بأن ال ُمنظمة فعلوا له شيئا ً سيئا ً ؟
ال يسعها سوى التفكير بهذا..
رين :حسنا ً ،رجاءا ً ُخذني إليه أود رؤيته..
ت تتصرفين بأريحي ٍة ُمبال ٌغ فيها معي ؟ حرك سيارته يقول :أولس ِ
رين بإبتسامه :أخبرتُك أني أثق بأنك لن تقوم بقتلي لذا ما المانع في التصرف بأريحيه ؟
رفع حاجبه ثُم نظر الى األمام دون أي تعليق..
***
February14
8:20 am
***
10:34 am
غرفته وجلس على سريره في حين دخل من خلفه آلبرت وهو يحمل كيس دخل كين الى ُ
أدويته..
وضعها بهدوء على الطاولة الصغيره بجانب سريره وهو يسأل :كيف حالُك اآلن ؟
أجاب كين :بخير ..أُريد النوم فحسب..
نظر إليه آلبرت لفتره ثُم قال :ألن تُخبرني ماذا يحدث معك ؟ أال ِزلتَ ُمصرا ً على الصمت ؟
كين بهدوء :ال يوجد أي شيء ،أُريد النوم فقط..
بقي واقفا ً لفتر ٍة قبل أن يلتفت ليُغادر ولكنه توقف في مكانه قليالً ثُم إلتفت بإنزعاج وتقدم منه
يقول :لما تُريد مني أن أبقى ُمغفالً ؟ لما ال تُخبرني عما فعلَته لك جينيفر ؟ وعن الدكتور جان
!
دُهش كين ونظر إليه فأكمل آلبرت بشيء من الغضب :عن االدوية الممنوعه وعن تجاربهما
السيئه ؟!!! عن المرض الذي زرعوه فيك وعن كُل ما حدث ؟!
كين بعدم تصديق :كـ كيف عرفت ؟
ُ
تعبث بك كما تشاء ؟!!! آلبرت :إن لم أعرف فهل كُنتَ ستبقى صامتا ً لألبد ؟ وتدعها
أشاح كين بوجهه ولم ينطق بكلمه في حين كبت آلبرت غضبه قدر ال ُمستطاع قبل أن يهمس:
سأحرص على أن ينتهي كُل شيء أيا ً كانت الطريقه..
وحال إلتفاتته ليُغادر أمسك كين بيده يقول :آلبرت رجاءا ً ،ال تظهر لهم أن كشفت أي شيء
!..
زاد غضب آلبرت من طلبه هذا وسحب يده يخرج من الغُرفة دون أي رد في حين شعر كين
بالكثير من الضغط!
صمته طوال الوقت الماضي سيكون بال فائده!!
سيضنونه هو من أخبر أخاه!
سينتقمون حتما ً..
جينيفر بالتأكيد ستنتقم أشد اإلنتقام!
عليه أن يفعل شيئا ً..
عليه أن يُنهي هذه المخاوف التي ال تنتهي!!
طرق!حتى لو إضطر إلختيار أسوأ ال ُ
من جه ٍة أُخرى نزل آلبرت الى األسفل وإتجه الى حيث أخبرته الخادمة عن مكان جينيفر
الحالي..
الرياضيه.. في الصالة ِ
المرآة..
دخل ليجدها ترتدي مالبس رياضية رمادية اللون وترفع شعرها الى األعلى أمام ِ
تقدم منها لتقول وهي ترى إنعكاسه على المرآة :أهالً آلبرت ،أتُريد ُمشاركتي تدريبات هذا
األسبوع ؟
توقف حالما وصل إليها ووضع يديه في جيبه يقول بهدوء :عاد كين من المشفى ،وهو
سكر..مريض بال ُ
جينيفر :آه أجل ،أخبرني آليكسندر ،سأذهب لزيارته ،ياال الصغير المسكين ..لم يتهنى بعد
بسن ُمبكره.. ٍ ب ُمراهقته وهاهو يواجه قدرا ً صعبا ً
إبتسم آلبرت يقول :حقا ً ؟ أيُ ِ
رثيك حاله ؟
تنهدت وإلتفت إليه حال إنتهائها من رفع شعرها وقالت :مابك آلبرت ؟ أنتم أبناء أخ زوجي لذا
من الطبيعي أن يهمني أمركم..
آلبرت :لم نحتج إلهتمامك يوما ً ،كان عليك أن تُعطيه البنائك وتتركينا وشأننا..
ب علي أو ماذا ؟ رفعت حاجبها تقول :هل حزنك لمرض أخاك تحول لغض ٍ
ُ
آلبرت بهدوء :ولما تسألين هذا السؤال بإستنكار ؟ أال يجب علي أن أحول الغضب عليك ؟ أن
أُحملك المسؤليه ؟ أال يحق لي ذلك ؟
جينيفر :أتفهم حزنك وغضبك ولكن من الخطأ أن تُفرغه بأح ٍد آخر!
ت من جعل كين يصل الى هذه المرحلة ؟ أال يعني هذا أنه من حقي أن آلبرت :لما ؟ أولس ِ
أغضب عليك ؟
ضاقت عيناها للحضة تقول :عن ماذا تتحدث ؟ هل أنا من طلب من أخاك أن يُفرط بتناول
السكريات حتى وصل الى هذه الحاله ؟
هز رأسه نفيا ً يقول :كال لم تفعلي فهو لم يكن ليستمع ألوامرك..
أشاحت بنظرها عنه تتقدم من إحدى اآلالت تقول :إذا ً ال تشغلني رجاءا ً وتمالك نفسك قليالً..
حيث ذهبت يقول :أتمالك نفسي أكثر من هذا ؟ كيف ؟ أعني .....أمامي من أدخلت ُ نظر الى
السموم لجسد أخي وعبثت به من أجل تجاربها اللعينة وبالكاد أمنع نفسي من قتلها فكيف
أتمالك نفسي أكثر من هذا ؟
توقفت في مكانها ُمتصلبةً من الصدمة!
لقد عرف ؟!!!
ذلك الكين الحقير ُمجددا ً!!
صنع المشاكل ُرغم كُل التهديدات التي هددته بها! إنه ال يكف عن ُ
بتهور وغباء!!ٍ ال زال ُمصرا ً على التصرف
سحقا!ُ
بأمور أفه ُمها..
ٍ إلتفتت إليه بهدوءٍ تقول :عفوا ً ؟ أتمنى أن تتحدث
بهمس مليء بالغضب :ال تتظاهري بالغباء ،ال تجعليني ٍ تقدم منها حتى وقف أمامها يقول
أُخبر ولديك بأفعالك الشنيعه!..
إتسعت عيناها للحض ٍة قبل أن تقول :ال تقترب من شيء قد يُحرقك يا آلبرت ! فللتوقف عند
هذا الحد قبل أن....
قاطعها :قبل أن ماذا ؟ تُدمريني ؟ أو تُغضبينني أكثر بتعديك على فرانس كما هددتي كين سابقا ً
؟!
ضاقت عينياها وبالفعل الغضب بداخلها يزداد..
إرتسمت على شفتيه إبتسامة ُمتالعبه يقول :تقولين لي بأن آليكسندر من أخبرك عن مرض
كين ؟ كاذبه ! هو غاضب منك بما فيه الكفايه ويُريد اإلنفصال عنك اليوم قبل غد ،أنتهيتي
تماما ً ،ما حدث مع كين والدكتور جان سأحرص على أن ينتشر ،أوراقك العزيزة التي خبأ ِتها
في منزل جان القديم وصلتُ إليها وأصبحت معي ،ستنتهين بأبشع طريق ٍة ُممكنه ..سأجعلك
تتمنين بأنك لم تتعدي الخط األحمر وتعبثي معنا..
وجهها كان ينطق بالغضب والحقد المكبوت الذي ظهرت معالمه على تقاسيم وجهها
المشدوده!..
العصبية واضحةً عليها جدا ً..
يُمكنه رؤية كما تُكافح لتُحافظ على مالمحها الطبيعيه وهي تقول :ماهذا ال ُهراء الذي تتفوه به
؟
آلبرتُ :هراء ؟ حسنا ً ....قريبا ً سيظهر ُجنون أحدهم وسنعرف ما إن كان هذا ُهراءا ً أو ال..
وبعدها خرج وهو ال يعلم بأنه بالفعل الليله ستحدث الكثير من األمور المجنونه..
وستدُق ساعة ُمنتصف الليل على مشه ٍد...
بشع!
***
2:12 pm
خرج من الكُلية وهو يشعر بالكثير من اإلرهاق وشعر بأنه أخطأ عندما طلب أن يأخذ مكان
طالب السنة الثانيه.. الدكتور آرثر ل ُ
نعم لقد أخطأ وهو يعترف بذلك..
تقدم من السياره وهو يُالحظ االجواء حوله ،دائما ً ما تكون ُمفعمه بالنشاط وباأللوان الحمراء
في كُل يوم ُمماثل من كُل سنه..
حتى أنه تلقى بضع هدايا قليل ٍة على مكتبه هذا الصباح عند حضوره..
أخرج ال ُمفتاح وإقترب من سيارته ليتفاجئ عند ُرؤيته إلليان تقف بجوارها وكأنها كانت
تنتظره ُمنذ ُمده..
ترتدي معطفا ً باللون القُرمزي الداكن الذي أبرز لون شعرها األشقر ال ُمنساب على كتفها
األيسر..
ونظارةً شمسيه ال فائدة منها في هذا الجو الصحو البارد..
يُراهن أنها إرتدتها لتُخفي وجهها وال يُالحظ الطلبة من تكون عندما تقف بجاور سيارة أحد
ال ُمعلمين..
تقدمت منه ما إن رأته تقول :هل لك أن تأ ُخذني في جوله ؟
تصرفها تعجبا ً شديدا ً ليقول بعدها :حسنا ً ،كما تُريدين ؟ ُ تعجب من
لثوان ومن
ٍ ركبت السيارة دون تليق بينما بقي واقفا ً لفتره وألقى نظرةً على المكان من حوله
ثُم ركب السياره..
بادرت بالحديث تسأل :لما من النادر تحضر الى الكُلية بسيارتك ؟
آندرو :حسنا ً ...ألنها تكون عند الشركة ال ُمصنعة أغلب الوقت ،مشا ِكلُها كثيره لهذا اصبحتُ
أملها..
إليان :تبدو جيده..
علق ساخراً :من الخارج فحسب..
ومن ثُم خرج خارج ُمحيط الكُلية وهو يُفكر بشك ٍل سريع بجميع المطاعم التي خطرت بباله
وأيهما أفضل..
أو ُربما الذهاب الى مطعم كانت فِكرةٌ ُمبالغه ؟
حاول قطع الصمت بسؤاله :كيف تسير معك أمور الكُلية ؟
أجابته :جيده..
وحل الصمت ُمجددا ً ليسأل مرةً أُخرى :لم يتبقى الكثير عن اإلختبارات ،أدرسي جيدا ً..
ُ
إليان :سأفعل..
تنهد عندما عاودوا الى الصمت ُمجددا ً ليتوقف حينها عن فتح مواضيع ال أهمية لها ويسألها
ت مني أخذك بجوله ؟ ُمنذ زمن لم تطلبي مني ذلك.. ُمباشرةً :لما أرد ِ
نظرت إليه تقول :هل أزعجك ذلك ؟
إبتسم بهدوء وعينيه على الطريق :بل أسعدني بشده..
أشاحت بنظرها تهمس :ال تُبالغ..
أجابها :لستُ أفعل..
ت قبل أن تسأله :أنتَ لم تستغل ماريا صحيح ؟ صمتت للحضا ٍ
دُهش من فتحها لهذا الموضوع الذي تكره التحدث فيه تماما ً..
أجابها :إجابتي هي نفسها ُمنذ العام الماضي..
إليان :طلبت منك أن تُعطي رأيك بكتاباتها ؟
آندرو :وعدلتُ لها الكثير من األخطاء..
إليان :لما ساعدتها ؟
ظروف صعبه ،لم أستطع أن أتجاهل موهبتها.. ٍ صمت ُمفكرا ً قبل أن يقول :كانت تُعاني من
نظرت إليه تقول :ولكنها في األخير إستفادت منك وألفت كتابا ً ِمثاليا ً بسبب تعديالتك
و ُمالحظاتك!
آندرو :ال بأس ،يُخطئ اإلنسان دائما ً وأنا تعلمتُ من خطئي هذا..
تذكر فورا ً الموقف قبل عدة أيام أمام شقته عندما تدخل ريكس آنذاك..
همس بداخله" :هل حقا ً تعلمتُ من خطئي أو ماذا ؟"
أخذ نفسا ً عميقا ً ُمتجاهالً التفكير في األمر لتقول :إذا ً كيف نشرتَ الكتاب بإسمك أول مره ؟
ال يُحب آندرو الحديث في هذا األمر فهو يُذكره بكم كان غبيا ً..
ومع هذا أجابها ألنه ال يُريد منها أن تضن عنه ضنون سيئه..
ظروف صعبه تمر بها وبأنه ُحلمها وبأن ال أحد من عائلتها يوافقها على ٍ آندرو :أخبرتني عن
نشر الكتاب ،حتى أنهم هددوها بشأن هذا ،قالت بأنها ستستمع لهم ولكنها في الوقت ذاته ال
تُريد ل ُحلمها أن يذهب هباءا ُ ،طلبت مني معروفا ً أن أنشره أنا بإسمي ألن وجود الكتاب في
المكاتب أيا ً كان ناشره فهو يُسعدها..
سخريه :إستفادت من خبرتك بتعديل كتابتها وجعلتك تنشره كي تقلب األمر إبتسمت إليان ب ُ
عليك وتتهمك بالسرقه ،آندرو من أكثر ال ُمعلمين شعبية بالكُليه ُمتهم بإستغالل موهبة فتاة !!
الكُل سيملك فضوالً ليعرف ماذا يكون هذا الكتاب ليجرؤ هذا ال ُمعلم على سرقته ،الكُل سيقرؤه
ويتداوله ،إنها أفضل دِعاية قد يحضى فيها أي شخص..
لم يُعلق على كالمها فشدت على أسنانها من الموقف الذي أزعجها بكامله وعلقت :ولما إذا ً لم
تُظهر الحقيقة بعدها ؟
ً
سخريه :ال تقل لي بأنها كذبت عليك ُمجددا ً قائلة شيء كـ "اوه أرجوك لم يُعلق ُمجددا ً فقالت ب ُ
إنه نجاحي االول والوحيد فال تُحطمه" او "أنا فتاةً فقيره وهو مصدر دخلي ،أرجوك ال تفعلها
وتُخبر الجميع عن كذبتي" ..
لم يجد ما يقوله لذا ُمجددا ً فضّل الصمت..
أشاحت بنظرها بشيء من اإلنزعاج هامسه :أُراهن بأنه شيء من هذا القبيل..
تحدث يقول بهدوء :ذكرى تلك الفتاة هي ذِكرى سيئة بالنسبة لي ،دعينا نتوقف عن الخوض
ت كُل شيء.. ت عرف ِ فيها يا إليان ما دُم ِ
إليان :لم أعرف كُل شيء بعد ،لما صمتّ عن األمر وجعلته يمر بدون تشهير ؟! شهرت بك
سمعتك ! هل تم الضغط عليك من اإلداره المثل ألجل ُ ألجل نفسها فقط لذا عليك أن تفعل األمر ِ
؟ أو ماذا حدث ؟
توقف أمام إشارة مرور يقول :الكثير من األمور السيئه حدثت في ذلك اليوم ،وإلنهاء األمر
من الطرفين كان على الجميع الصمت وعدم التحدث عنه ُمجددا ً..
إليان :والرابح الوحيد كانت تلك الفتاة ؟
آندرو :حسنا ً دعينا نتوقف عن الحديث باألمر ،أين تُريدين أن نتوقف ؟
نظرت إليان إليه لفتره ثُم قالت :أوصلني الى منزلي ،لم أعد أرغب بالبقاء معك..
همس لنفسه" :هل أُفسد أنا األمر أم ماذا ؟"!
أخذ الطريق ال ُمعاكس حالما أُضيئت إشارة المرور ليقول لها :أعرف ُمطعما ً لذيذا ً ،
ستشكُرينني عليه وسيكون إدمانك لألش ُه ِر القليلة القادمه..
إليان :أشهر قليله ؟ إذا ً هو ليس بالروعة التي تصفها..
مجازي يا إليان..
ّ تعبير
ٌ إبتسم يقول :إنه
لم تُعلق وبقيت صامته وحتى اآلن ال تزال تُفكر بأمره مع تلك الفتاة..
قررت أن تتوقف عن سؤاله بما أنه أبدى عدم رغب ٍة في الحديث ولكنها حتما ً لن تترك األمر
يمر هكذا!..
لحضه...
نظرت إليه تقول :هل السبب ألنك فقدتَ أعصابك ذلك اليوم ومددت يدك عليها ؟ لهذا
أُضطررت الى الصمت ؟
أجل بالتأكيد هذا ما حصل فهي تتذكر ذلك الموقف جيدا ً..
تتذكر عندما إنتشرت فضيحته بالكُلية وهي ذهبت بحثا ً عنه لكي تستفسر منه ما حدث!
وجدته حادا ً بالتعامل معها وهو يطلب منها أن تتراجع عما قالته..
كان عُنفا ً واضحا ً ل ُمعلم تجاه طالبته!
قاس حقا ً ،لو لم ينتهي األمر بالتسوية طالب ٍ تحدث آندرو يُجيبها بهدوء :قانون حماية ال ُ
والصمت عن األمر لكُنتُ أنا الخاسر ،فالكاميرات صورتني وأنا أتعامل بشيء من العنف بينما
ال يوجد دليل على طلبها لي بأن أنشر الكتاب بإسمي ،القانون ال يحمي ال ُمغفلين ،وأنا أحد
هؤالء ال ُمغفلين..
بقيت عيناها ُمعلقةً به بشيء من الصدمة قبل أن تُشيح بنظرها عنه بشيء من الضيق
واإلنزعاج..
هذا غير عادل....
األمر وإنتهى ،ما كان يُضايقني به هو أن تُفكري ُ إبتسم يقول ملطفا ً للموضوع :هيّا ،لقد ولى
ت كُل شيء فهذا هو ال ُمهم عندي ،إنسي األمر وتطلعي ت أخيرا ً عرف ِ
بي سوءا ولكن ما دُم ِ
للمطعم..
تحدثت بهدوء هامسه :هذا ليس عدالً..
آندرو :لن تبتسم لك الحياة دائما ً ،ال بأس يا إليان..
نظرت إليه بهدوء دون أي تعليق..
***
4:51 pm
دخل ريكس الى منزل العائله وباله مشغو ٌل تمام بالكثير من األمور التي بدأت تختلط عليه
والوقت لم يعُد يُسعفه..
اهمها البروفيسور وماذا يفعل بخصوص أمره بالقتل ؟
هو ...لم يقتل أحد في حياته قط فيكيف بفتا ٍة بريئه ؟
هذا صعب ...بل أشبه بال ُمستحيل حاليا ً..
وأما بخصوص رين....
تذكر كلمتها الغريبة التي فاجأتُه يوم األمس وهمس :إنها تُفاجئني بتصرفاتها دائما ً..
قاطع طريقه ُمرور جينيفر وهي تقول بنبره هادئه آمره :إتبعني..
عقد حواجبه ونظر إليها وهي تتجه الى مكتبها فبقي في مكانه لفتره ثُم لحق بها وهو قد خمن
سبب واحد لطلبها هذا..
دير له ظهرها تقف أمام النافذه التي تفتح على الحديقة ثوان حتى دخل المكتب ليجدها ت ُ ُ
ٍ
الجانبيه للمنزل..
أغلق الباب خلفه وتقدم منها لتقول دون أن تلتفت إليه :هل كان أنت ؟
لم يُجبها وقد بات موقن بأن ما يُفكر به صحيح..
شخص آخر أشُك فيه ٌ تحدثت بعدما طال صمته تقول :كلمتُ جان ولم يكُن الفاعل ،و ُهناك
وحققتُ معه ،لم أثق برفضه ولكن في الوقت نفسه قد ال يكون هو فهل أنت من فعلها ؟
إلتفتت إليه وقالت :قُل الحقيقه ألنه إن أنكرت فلن يدفع الثمن سوى كين..
ب ُمستفز تتمتع به.. ياله من أسلو ٍ
أجابها بهدوء :نعم ،أنا من أخبر آلبرت بكُل شيء..
تجرؤ!
إتسعت عيناها بشيء من الغضب وقالت :ريكس كيف ُ
ت لكين ،أخبرتُك أال تستفزيني بأي شيء ، ت من بدأ هذا عندما تعرض ِريكس بهدوء :أن ِ
والتعرض ألبناء عمي هو نوع من اإلستفزاز ..تحملي العواقب ،ولتكوني على ِعلم فلقد
تصرفك بعد اآلن.. ُّ تدبرتُ أمره ولن يكون تحتَ
ظهر اإلستنكار على وجهها وتقدمت منه تقول :عفوا ً ؟ ما الذي تقوله ؟
أمر آخر ؟ أنا مشغول.. ريكس ببرود :هل من ٍ
جينيفر بحده :ريكس ! هل تعي عواقب ما فعلتَه ؟!
لم يُجلها فأكملت :ال تجعلني أُنفذُ كُل تهديداتي و....
قاطعها :إفعلي كُل ما تستطيعين فعله ،شركتي سأُدمرها بنفسي قبل أن ترمي كُل شيء إليها ،
ملفاتي لم تعد بحوزتك لذا لن يُمكنك فعل أي شيء بالوقت الراهن...
إتسعت عيناها من الصدمة وهي تُقاطعه :ال تقل لي بأنك من سرقها ؟!!
تجاهل سؤالها وهو يُكمل :وبخصوص ذلك الموضوع....
إنحنى وهو يهمس بأذنها :فوالدي اآلن يُجري ترتيبات الطالق ،سيكون ُمجرد ُهراء تنطق به
إمرأة ُمطلقة لتُنفس عن غيضها..
توسعت عيناها من الغضب لتهمس :كيف تجرؤ!!
ومدت يدها لتصفعه من شدة غضبها فأمسك بيدها يقول بهدوء :لقد إنتهيتي ،لديك فُرصةً
لتُكفري عن كُل أخطائك وتعيشي بسالم مع أبنائك ،إستغليها قبل أن يفوت األوان..
ضاقت عيناه وأكمل :فعلى عكسي ...آلبرت يملك قلبا ً قويا ً لذا لن يتراجع وسيفضح أمرك ،
إعتذري إعتذارا ً الئقا ً منه ومن كين وصححي خطأك ،إبتعدي عن جان وأنهي كُل عالقاتك
المشبوهه وركزي على أبنائك وعلى إيدن الذي لم يعرف قط ماذا يعني حنان األُم..
شدة على أسنانها تقول له :صدقني ...جينيفر لن تكون المرأة التي تسقُط بسهوله ،سأقلب
كُل شيء عليكم ،ولن أرأف بك أنت خاصةً بعد اآلن..
ت مليئة بالشفقه :فكري جيدا ً وراجعي موقفك ُ ،ربما نصيحتي هذه هي النصيحة ريكس بنظرا ٍ
ُ ُ
الوحيدة التي أعطيك إياها ،أعطي ألبنائك األولويه وأتركي جشعك بإمتالك كُل شيء ،المال
والعائله والمنصب والشُهره ،ستُكسر رقبتك إن إستمررتي بالنظر الى األعلى..
سحبت يدها منه بالقوه ودفعته من صدره تقول :تمردتَ أكثر مما يجب يا ريكس ،أصبحتَ
قِطعة نِفاي ٍة بالنسبة لي وسأتخلص منك فورا ً ،سأجعلك تندم على كلماتك المغرورة هذه ،
ستتمنى لو أنك إستمريت بصمتك ولم تتجرئ بسرقة أي شيء مني أو إخبار أي أحد بأمري ،
ستندم أشد الندم..
نظر إليها بهدوء قبل أن يبتسم إبتسام ٍة غريبه وهو يقول :سعيتُ تدريجيا ً ألُخلص نفسي منك
ونجحتُ أخيرا ً ،ما تملكينه ضدي اآلن هو تلك المعلومة الغبية والتي كما أخبرتُك لن يُصدقك
أحد وسيضنُ بأنه ُهراء إمرأ ٍة ُمطلقه ....اي شيء آخر ؟ ال يوجد ،ال ُمستندات وال ملفات ،
وال أي شيء ،إعتذري من آلبرت وكين ،إنها نصيحتي ألنه عندما ينشر آلبرت كُل شيء
عنك فسأدعم أقواله بالكالم والدليل..
بعدها إلتفت ليُغادر فصرخت فيه :توقف عندك يا ريكس!!!
لم يستمع إليها وحالما وصل الى الباب صرخت ُمجدداً :توقف يا إبن تلك الجاسوسة الشريره
الحقيره!!!
ت خلف والدي توقف لثواني قبل أن يلتفت إليها يقول :أتعلمين ؟ إنك ُمثيرةٌ للشفقه ..سعي ِ
ت الى ُمرادك لذا وكرهتي والدتي لدرجة أنك نبشتي خلفها حتى تجدي سببا ً لينفصال ،وصل ِ
كان يجب عليك أن تتوقفي عند هذا الحد ،دائما ً ما تُكررين بأن العائلة مهووسةٌ بها ...كال
ت حياةً سعيدة لو توقفتي عن لربما ِعش ِ ت وحدك مهووسة بها حتى وهي ميته ُ ، جينيفر ،أن ِ
ت أن تُصححي طريقك وتذهبي التفكير بها ..أملك رقم دكتور نفسي يُدعى چارلين ،لو أرد ِ
إليه فأخبريني ألُرسله لك..
وبعدها خرج ُمغلقا ً الباب خلفه ُرغم ندائاتها ال ُمتكرره له..
شدة على قبضة يديها من شدة الغيظ وقامت برمي كُل شيء من على المكتب وهي تصرخ من
الغضب!
تسارعت أنفاسها ونار صدرها تزداد إشتعاالً وهي تقول :حسنا ً ،ريكس آلبرت وحتى كين !
سيندم كُل واح ٍد ِمنكم ،إستفزيتموني بما فيه ال ِكفايه ،سأعرف كيف أقلب كُل شيء عليكم ،
ترقبوا هذا!!
وبعدها سحبت معطفها وغادرت المكتب ،بل غادرت المنزل كُله وآالف األفكار السيئه تغزو
رأسها..
***
11:02 pm
بالغ يسكُنه..
بتوتر ٍ
ٍ يجلس في ُ
غرفته
وكالم جينيفر مع عصر اليوم ال يُغادر رأسه..
فكاعدتها تتهمه بكونه من أفشى أسرارها ألخاه آلبرت..
أنكر كما كان ينكر اإلتهامات التي سبقتها ولكن ال فائده فكالعادة لم تُصدقه على اإلطالق..
وغادرت بعد أن أعطته هذه المرة تهديدها قويا ً ووعدت بأن تفعله بالقريب العاجل..
كرهها حتى بات يوقن بأن وجودها في هذا الكوكب لهو خطأ وعليها أن تموت..
إن ماتت فسيعود كُل شيء كسابق عهده وستتوقف األمور السيئه من الحدوث أكثر..
ال مزيد من التهديدات
ال مزيد من المشاكل له أو إلخوته
وال مزيد من جينيفر بعد اآلن!
رفع عينيه بهدوءٍ تام ينظر الى تلك العُلبة التي أمامه..
عُلبةٌ صغيره قاده تفكيره السوداوي لجلبها..
وال يزال يقوده حتى هذه اللحضه!
**
End
Part 67
"كل العائالت السعيدة تتشابه ،لكن لكل عائلة تعيسة طريقتها الخاصة في التعاسة".
-ليف تولستوي-
ي يده اللتان يتكأ بهما على ُركبتيه و ُهما ي يُخفي وجهه بقبضت ّ يجلس إدريان على الكُرس ّ
ترتجفان بشك ٍل واضح..
وكلمات الطبيب تتردد بأذنه بطريق ٍة قاسيةً للغاية على قلبه..
إنها والدته ،وهو كان إبنُهما ال ُمدلل..
كلمة "ماتت" كانت ُمفجعه جدا..
عيناه من حينها لم تتوقفان عن ذرف الدموع..
وجسده لم يتوقف قط عن اإلرتجاف..
وقلبه يعتصر ألما ً مع كُل لحض ٍة تمر..
تقدمت منه قدما والده حتى توقفت أمامه تماما ً ليمد يده يضعها على ظهر إبنه قائالً بهدوء:
يكفي إدريان ،كُن قويا ً..
شهقة خرجت لم يستطع كتمها أكثر وهو يهمس :ماتت أمي ،لقد ماتت ورحلت يا والدي..
ت في حين غفل ٍة ويأخذ األرواح بدون تنهد آليكسندر بهدوء قائالً :هكذا هو الموت ،إنه يأ ِ
رحمه ،علينا أن نكون أقوياء ل ُمجابهته..
لم يستطع أن يقول إدريان أي شيء ،فاأللم بداخله كبير جدا ً..
رفع آليكسندر رأسه عندما تقدم منه الطبيب يقول :هل تقرب لل ُمتوفية جينيفر ؟
أجابه :زوجها..
هال رافقتني لدقائق.. الطبيب :حسنا ً ّ ،
ربت آليكسندر بهدوء على كتف ولده قبل أن يلحق الطبيب تاركا ً إدريان وحده ُمنهارا ً بجانب
الغُرفة التي توفيت فيها والدته..
ظهرت الصدمة على وجه آليكسندر وهو يتقدم ُخطوةً من الطبيب يقول :ما الذي تقوله ؟!
بمكان بعيد عن مكان إدريان وهو يُجيبه :ما سمعته ،وجدنا ٍ تنهد الطبيب الذي كان يقف أمامه
سم في جسدها وهو ما أدى لموتها ،أردتُ إخبار أحد عائلتها بأني سأتصل بالشُرطة بعض ال ُ
لتُحقق ما إن كان ماتت ُمنتحره أو قُتلت..
بقيت الصدمة العارمه ُمسيطرة على آليكسندر وشيء من الذنب دخله وهو يتخيل بأنها
إنتحرت ألنها كرهت كونهما سينفصالن..
هل من ال ُممكن أن هذا ما حدث ؟
يعرفها جيدا ً ويعرف كم تكره اإلنفصال أكثر من أي شيء آخر ولهذا إختار الطالق ليتخلص
منها أوالً ولينتقم أيضا ً لخيانتها له..
ولكنه لم يتخيل أن يصل األمر الى اإلنتحار!
أخذ نفسا ً عميقا ً وهو يهمس بداخله" :ال تستبق األحداث ُ ،ربما....
ولم يُكمل..
قُتلت ؟!!
وكيف ستُقتل ؟!
ومن الذي قد يقتُلها ؟!
الفكرة صادمةٌ أيضا ً!
تحدث الطبيب يقول :بهذه الحالة سيتأخر أمر تسليم ال ُجثة لحين إنتهاء التشريح الجنائي ،
أردتُ إخبارك بهذا..
ُجثه ؟!
الكلمة ثقيلةٌ بعض الشيء..
لقد كره تصرفاتها األخيره وبكونها تملك إبنا ً من رجل آخر ولكن...
ت طويله.. لقد كانت زوجته لسنوا ٍ
كلمة " ُجثه" كلمةٌ قاسية عليه..
همس له :حسنا ً ،إفعل ما تراه ُمناسبا ً ولكن ُ ...كل شيء بسريه ،ال إعالم وال غيره!
هز الطبيب رأسه يقول :بكُل تأكيد..
آليكسندر بهدوء وتهديد في الوقت ذاته :إن أثار األمر فضول أحد العاملين ُهنا ومررها
لإلعالم فسأُقاضي المشفى بأكمله وسأُحملك أنت المسؤوليه!
شعر الطبيب باإلرتباك وهو يقول :سأكون حريصا ً ال تقلق..
وهنا تأكد بأن هذه المرأة أو زوجها يملكان مركزا ً مهما ً قد يجعل اإلعالم يتهافت ألي واقعةً
صل في العائله..تح ُ
خالل دقائق جلس آليكسندر بجانب إدريان يقول له :مرت ساعتين بالفعل ،عُد الى المنزل..
ت ُمرهق من األلم والبُكاء :ال أستطيع..أجابه إدريان بصو ٍ
آليكسندر بهدوء :سأهتم باألمور ُهنا ،عُد و ُخذ قسطا ً من الراحه فأنت لم تنم كما سمعت..
هز إدريان رأسه بالنفي ليهمس بعدها :هل أخبرك الطبيب بسبب الـ ـوفاة ؟
قال الكلمة األخيره بغص ٍة آلمت قلبه وجعلت عيناه تلمعان بالدموع ُمجددا ً فقال آليكسندر :ليس
بعد..
لم يستطع إخباره في حين همس إدريان :لقد كان ُهناك طعاما ً بالقُرب منها ،لطالما كانت تأكل
بطريق ٍة راقيه ،هل غصت أو ماذا بالضبط ؟ لما كانت لوحدها ؟ لما بقيتُ باألسفل بدالً من أن
لربما أنجدتُها !! كُنتُ أعرف أنها ُمستيقظه وأن الخادمة ستُحضر الطعام لها ومع أبقى معها ُ
هذا تجاهلت األمر وبقيت وحدي ،لو لم أفعل....
قاطعه والده بحده :كفى ! ال تبدأ بلوم نفسك فلستَ ال ُمخطئ أتسمعُني ؟!
إرتجفت شفتي إدريان ليعض عليها ويتكئ برأسه على يديه يحبس عبرته وألمه بداخله..
في حين تنهد آليكسندر ومسح على ظهره دون تعليق قبل أن يصله صوت إدريان الهادئ
يقول :ماذا عن إليان ؟ ستُجن..
تألم آليكسندر عندما تذكرها وهمس له :سأُخبرها بنفسي يوم الغد..
وقف بعدها وقال بلهج ٍة آمره :واآلن عُد الى الفيال و ُخذ قسطا ً من النوم ،الفيال يا إدريان
أسمعت!
ومن ثُم غادر ليؤكد إلدريان بأن هذا أمرا ً صارما ً ال رجعة فيه..
ت مليئ ٍة باإلنكسار..
وقف إدريان وخرج من المشفى بخطوا ٍ
ركب الى سيارته وقاد في شوارع المدينة ليجد نفسه تدريجيا ً يقود بسرع ٍة كبيره!
من حوله السيارات السريعه وأضواء المدينه جنونيه و ُمنتشره..
لعطر فرنسي شهير وأضواء األبراج الضخمة قوية تعكس جنون ِ شاشة عمالق ٍة تُعرض إعالنا ً
ليالي فرنسا البارده.
رجل هنا يعزف الكمان واصطفاف الناس حوله ليضعوا المال بقبعته الباليه..
ومجموعة ُمراهقين في الرصيف ال ُمقابل يستعرضون حركاتهم البهلوانية بالرقص!
ومطاعم تضج بشتى أنواع الموسيقى الرومانسيه احتفاالً بعُشاقها الزبائن بمثل هذا اليوم
الكبير من كُل سنه..
صخب في كُل مكان!
ٌ
يُريد الهرب من كُل هذا!
يُريد الهرب من العالم بأسره..
**
***
15 February
9:25 am
تجلس على األريكة وأمامها طعام إفطار تتناوله وهي تُتابع أحد البرامج الواقعية على التلفاز
بإنسجام تام..
غرفته ولم تشعر به ،بقي ينظر إليها لفتره ثُم تقدم منها يسأل :أين طعام حتى أنه خرج من ُ
إفطاري ؟
نظرت الى وجهه ال ُمتجهم لتقول بإبتسامه :أال يُمكنك أن تقول صباح الخير على األقل ؟
تأفف بملل دون تعليق فهزت كتفها بيأس وأشارت الى المطبخ تقولُ :هناك ،يُمكنك تسخينه
بالمايكرويف..
تركها لتُعاود ُمتابعة برنامجها وهي تلقي له نظرةً سريعة بين حين آلخر..
دقائق حتى جلس بالقُرب منها وبدأت يتناول إفطاره ويُتابع معها البرنامج الذي ال يفهم عن
ماذا يتحدث حتى..
ت على تواصل مع هذا الذي يُدعى ريكس ؟ بعد دقائق نظر إليها يقول :هل ما ِزل ِ
إبتسمت لطريقته باإلشارة إليه وقالت :أجل..
تحدث يقول :حسنا ً ،أُريد رؤيته..
نظرت إليه تقول :وأخيرا ً ! بعد يومين تقريبا ً أخيرا ً بدأت تتقبل األمر..
نوع منٍ الحدة يقول :لم أتقبله ! أُريد فقط أن أعرف بالضبط أي نظر إليها بشيء من ِ
ُ
االشخاص هو !! أملك الكثير من األسئلة أريد سؤاله عنها ،هذا كُل مافي األمر..
إبتسمت وإقتربت منه تهمس :ماذا ؟ أعترف ،أنت من الداخل سعيد لكونك تملك أخا ً أكبر
صحيح ؟ ال تقلق لن أُخبره..
زاد إنزعاجه من ُمضايقاتها التي ال تتوقف ليقف قائالً :ال تفترضي أمورا ً ال ِصحة لها!
رفعت حاجبها وكأنها تُحاول تصديق هذه ال ِكذبه ليزداد إنزعاجه ويأخذ طعامه قائالً :لن أبقى
برؤيته.. برفقتك ،وال تتصلي به لم أعد أرغب ُ
تنهدت تقول :حسنا ً مادامت هذه رغبتك..
غرفته ونظر إليها بصدمة وهي تُعاود النظر الى التلفاز.. توقف قبل أن يدخل الى ُ
إنها جاده!!
كتمت إبتسامتها بعد أن الحظت كونه يقف بصدمة..
تُحب إستفزازه بهذا األمر..
تُريد منه أن يعترف بهذا ،فال ِكبرياء أحيانا ً يُشتت العقل وال يجعل اإلنسان يُدرك مشاعره
الحقيقيه..
تُريد منه أن يقولها!
أن يقول بأنه يُريد رؤيته حقا ً ألنه أخاه الوحيد..
وألنه سعيد بهذا..
إن لم يعترف بهذا فستبقى تُزعجه حتى ينطقها..
فالكلمة تقع عند النطق بها وسيُدرك وقتها حقيقة كونه بالفعل يشعر بالسعادة ألنه يملك أخا ً
كبيرا ً يعتمد عليه..
تنهدت عندما لم يقل شيئا ً ودخل غرفته ُمغلقا ً الباب خلفه بقوه..
همست :إنه عنيد ،ال بأس وأنا أكثر ِعنادا ً منه ،سأجعله يعترف بهذا..
رن هاتفها ُمعلنا ً وصول رسالةً لتجدها من ال ُمزعج ثيو..
تعرف محتواها فهو سيسألها ماذا تفعل..
وبالفعل هذا ما سأله..
ألمر ما ومع هذا يُرسل ثالثة ال يثق بها على اإلطالق ،طلب منها اإلنتظار بهدوء ألنه يُرتب ٍ
رسائل يوميا ً ليتأكد من أنها تنتظر بهدوء حقا ً..
أبحث عن ريكارد"ُ أجابته" :أنا بالخارج
رد عليها " :حسنا ً كوني حذره"
ضاقت عيناها هامسه :لما لم يغضب ؟ هل يُراقبني ؟
في حين أغلق ثيو تطبيق التعقب بعدما تأكد أنها ال تزال في الشقه..
وضع هاتفه جانبا ً وهو ينظر الى كارمن التي جلست على المقعد أمامه في هذا المقهى الشبه
ُمظلم بديكوره وأضواءه ،بالكاد يرى الجالس فيه مالمح من هم بالقُرب منه..
صوف سوداء لتحمي أُذنيها من الهواء البارد بالخارج ٍ شعرها األسود القصير تُغطيه بقُبعة
بيج طويل على مالبسها السوداء.. ومعطف ٍ
ت طويل لم يتقابال.. نظرت إليه بعينيها الهادئتين بتفحص ف ُمنذ وق ٍ
سألته :تبدو ُمختلفا ً..
أشار للنادل وهو يقول :بطريق ٍة جيده ؟
هزت كتفها ُمعلقه :من يعلم ،تبدو ُمختلفا ً فحسب..
ث قائله :ماذا تفعل هذه تقدم النادل ووضع القهوة التي طلبها ثيو ُمسبقا ً لتُبادر هي بالحدي ِ
األيام ؟
رشف من قهوته قبل أن يُجيبها :أتنقل من ُهنا و ُهناك بحثا ً عن طريق ٍة ُمناسبه لتنفيذ بعض
ت؟ بخلدي ،كيف هي أوضاع ُِك أن ِ األمور التي تدور ِ
فكرت بالبروفيسور و ُمحادثتهما معا ً قبل أن تُجيب :ال بأس..
سألته بهدوء :إبنة فينسنت معك صحيح ؟
رفع عينيه الزرقاوتان الهادئتين إليها لفتر ٍة قبل أن يُجيب :نعم..
ت عدة في الماضي.. كارمن :كيف ضممتها الى صفك ؟ فشلتَ مرا ٍ
ثيو :هل حقا ً تُريدين مني سرد القصه ؟
تنهدت وقالت :كان سؤاالً تافها ً لم يحتج الى تفصيل في الرد ،على أية حال هل تعلم بأن
البروفيسور إكتشف هذا ؟
ت قبل أن يبدأوا بتعقبي ليصلوا إليها ، هز رأسه قائالً :أعلم ،عن طريق دارسي ..مسألة وق ٍ
ال ِزلتُ أوهمهم أني في باريس لذا....
قاطعته :أنتَ ُمخطئ..
عقد حاجبه لترتشف من قهوتها قليالً قبل أن تُكمل :البروفيسور أرسل إثنان خلفها ،وكالهما
سيبحثان عنها ُمباشرةً دون أن يبدأوا بتعقبك فلديهم وسائلهم الخاصه..
ضاقت عيناه للحضة قبل أن يقول :ماذا تقصدين ؟
ق لها من البداية واآلخر يملك رقم إبتسمت ُمجيبه :أال تعلم ؟ ريكس ودارسي ،أحدهما صدي ٌ
هاتفها فلذا تعقبهما لها سه ٌل للغايه..
دُهش ثيو من كالمها ليقف بعدها يُخرج المال من محفضته فقالت له بإبتسامه :ماذا ؟ ألم
تطلبني لسبب آخر ؟
آسف ل ُمغادرتي
ٌ وضع ثيو طرف المال تحت كوب القهوة وهو يقول :إعذريني ،فيما بعد ..
هكذا..
هزت رأسها تقول :ال بأس..
غادر بعدها من أمامها وهو يهمس :قالت رين بأنها قابلت ريكس باألمس ولكنها لم تقل شيئا ً
بخصوص أوامر البروفيسور ! وكيف لدارسي أن يملك رقمها في المقام األول ؟!! هل أعطاه
ريكس ذلك ؟
ركب سيارته وضغط زر اإلتصال وهو يهمس :ما كان عليها الوثوق به!!
من جه ٍة أُخرى أوقف ثيو سيارته قبل أن يغوص بداخل الحي لتضيق عينيه وهو يرى من
ت والكثير من رجال العصابات ُمنتشرون في المنطقه..بعيد أربع سيارا ٍ
ب يُحدثها رجال العصابات في الحي..
أخرج هاتفه وإتصل على الشُرطة ليُبلغ عن جريمة شغ ٍ
وبالفعل كانوا يفعلون هذا فهم يطرقون أبواب المنازل والشقق بالقوة ويُفتشونها تحت تهديد
األسلحة البيضاء..
يتمنى أن تصل الشرطة قبل أن يصلوا هؤالء الرجال الى مارك أوالً..
ت من الجهة التي فقد رين فيها وضاقت وبمساف ٍة ليست ببعيد ٍة عنه توقف دارسي بعدما كان آ ٍ
عيناه وهو يرى سيارة ثيو من بعيد ليهمس :هو معها بالفعل..
حيث ينظر ثيو وللحضات إستوعب بأنه بالتأكيد لم يكن يراقبهم! ُ نظر الى
البد من أنه إتصل بالشرطة فهو يفعلها دائما ً عندما يرى مجموعة منهم كما حدث آخر مرة
عندما الحقوه من أجل الملف..
أخرج هاتفه وإتصل على تابعه وأعطاه أمرا ً واضحا ً بالهرب واإلختباء لفتره..
أخذ األمر بعض الوقت وهم يخرجون من المنازل ويركبون السيارات وما إن تحركوا حتى
سمعوا أبواق صافرات الشُرطه ففروا هاربين بسياراتهم بعيدا ً بطريق ٍة همجية أثارت إنتباه
رجال الشُرطة ولحقت بهم إحدى السيارات بينما البقيه بقيت في الحي لتتأكد من خلوه من
سكان..رجال العصابات وليسمعوا إفادات ال ُ
شعر دارسي ببعض اإلنزعاج فلقد تمنى بأن تلحقهم جميع الشُرطه ويبقى هو ُمراقبا ً ثيو
ليعرف طريق ذاك الطفل ويُمسك به..
فاألمر صعبا ً بعض الشيء..
ُ ولكن بوجود رجال الشرطة
عاود النظر الى ثيو الذي نزل من سيارته وإتجه الى داخل الحي مشيا ً ،قرر البقاء في مكانه
بمكان بعيد..
ٍ فبعد ما حصل بالتأكيد ثيو لن يدع الطفل ُهنا بعد اآلن وسيأخذه بسيارته
إلتفتت رين الى ثيو تقول بإستنكار :ما الذي تتفوه به!!
ثيو وهو يُراقب الشُرطة الذين يُحصون ال ُممتلكات التي أُفسدت بفضل رجال العصابات :ما
سمعتِه ،لنرحل وندع مارك ُهنا..
تقدمت منه بحده تقول :لن أفعل ! إرحل لوحدك فأنا حتما ً لن أتخلى عنه حتى وإن طاردني
دارسي آلخر العالم..
سنتركه ُهنا فهذا أأمنُ له..ُ عاود النظر إليها رقال :لن نتخلى عنه ،فقط
ظهر اإلستنكار على مالمحها ليُكمل قبل أن تُعلق :كم سن ٍة مضت وأنا أُطاردهم ؟ بِتُّ أعرف كُل
تحركاتهم وأعرف طريقة تفكير كُل واح ٍد منهم..
حول المكان الى فوضى مكان ما ّ ،ٍ رفع نظره الى سيارة دارسي وهو يُكمل :هو يُراقبنا من
وسيعرف بأننا سنُحاول الهرب منه برفقة إبن البروفيسور ،إن هربنا وحدنا فسيُصدم
بمكان بعيد عن مكان
ٍ وسيعتقد بأن إبن البروفيسور لم يكن ُهنا ُمنذ البداية وبأننا نُخفيه
تواجدنا ،صدقيني لن يُعاود البحث ُهنا ،أما الخروج برفقته فسيجعله أوالً يعرف ما شكله ،
وال أدري إن كان يملك آخرين أو ال ولكن تخيلي لو كان يملك رجاالُ آخرين يُطاردوننا عند
خروجنا ؟ إنها خسارةٌ فادحه..
نظرت إليه لفترة وهي غير قادر ٍة على اإلعتراف بكو ِنه أقنعها..
مكان سبق دخولٍ وفي نفس الوقت شعرت بشيء من التردد فهي تخشى أن تترك مارك في
رجال المنظمة إليه..
تنهد وقال :سأُعين أحد ل ُمراقبته من بعيد..
إبتسمت لهذا اإلقتراح وسبقتُه الى السياره..
أخرج هاتفه وكتب فيه بعض كلمات قبل أن يلحق بها ليُشغل السيارة ُمبتعدا ً تحت أنظار
دارسي ال ُمندهشه..
أوليس من ال ُمفترض أن يكون إبن البروفيسور معهم ؟!!
هل هذا يعني بأنه لم يكُن ُهنا في المقام األول ؟
رفع هاتفه وإتصل على تابعه ليأ ُمره ب ُمراقبة سيارة ثيو ُمراقبةً لصيقه وإن فقده فسيقتُله بدون
أن يسمع تبريره..
ويبدو بأن هذا ما سيحدث فذاك التابع المسكين قد فقده..
في حين ظهرت إبتسام ٍة ُمريبه على شفتيه همس فيها :ولكن هذا يعني بأن كالمي كان
صحيحا ً ! يالها من خبيثه!
***
11:18 am
آليكسندر يتحدث بهدوء مع رئيس فريق التحقيق بينما البقيه يجلسوا على األريكة باألسفل
ينتظرون النتائج بعدما عرفوا كُل شيء من آليكسندر هذا الصباح..
وحرص عليهم أال يعرف البقية عن هذا وخاصةً أبنائها..ّ
إستيال غادرت للمشفى تزور فرانس كعادتها ولم يبقى سواهما..
بادر آلبرت بالحديث قائالً :هل تضنُه إنتحارا ً حقا ً كما يضن عمي ؟
لم يُعطه ريكس إجابةً شافيه فحتى هو ال يعلم..
لما قد تنتحر إمرأةً مثل جينيفر ؟!
هل ألنها في طريقها لخسارة كُل شيء ؟
كال ،ليست ممن يستسلم بسرعه..
كانت لتعود أقوى في كُل مره..
إذا ً........
تحدث يقول بهدوءُ :ربما قُتلت..
ظهر شيء من اإلستنكار على وجه آلبرت يقول :ومن سيقتُلها ؟ نعم هي إمرأةٌ سيئه ولكن ال
أحد ممن هم حولها قاتالً ليتجرأ ويفعلها..
فكر ريكس ولم يجد في باله سوى جان..
ولكن جان لن يفعلها هكذا فهو سيخسر الكثير من موتها..
هما شريكان ،هي أحد أهم ال ُمستثمرين بمشروعه هذا..
فإن لم يكن ُهو فمن ؟!!
هل ُربما ظهرت أحد عوائل ضحاياها لينتقموا منها ؟!!
هذا هو التوقع األصح ولكن من ؟
قطع تفكيرهم ر ُجالن نزال وطلبا الخدم..
هاقد بدأوا بالتحقيق مع الخدم..
األمر واضحا ً ،لقد قُتلت..
ُ همس إللبرت :أصبح
لم يُرد آلبرت أن يُصدق هذا..
فمسألة كونها قُتلت ستتعقد كثيرا ً من اآلن..
وقف ريكس وقرر ال ُمغادره فلم يعد ُهناك ما يستحق بقائه فلم يبقى سوى يومان على نهاية
األسبوع لذا عليه أن يجد حالً وسيؤجل أمر جينيفر التي بموتها ال ُمفاجئ سببت بعض
التعقيدات..
ج إلفادتك أوالً.. أوقفته إمرأةٌ برداء الشُرطه تقول :عُذرا ً ،سنحتا ُ
قطب حاجبه بإستنكار وإنزعاج لتقول :آسفه ولكن عليك البقاء..
ومن جه ٍة أُخرى ظهرت الدهشة على وجه آليكسندر يقول :هل أنت واثق من هذا ؟
هز رأسه يقول :أجل ،السيدة جينيفر ماتت مقتوله ،كُل شيء في الغُرفة يقول هذا لذا علينا
التحقيق مع كُل من كان متواجدا ً ليلة األمس..
إختفت الدهشة تدريجيا ً وظهر اإلستنكار على وجهه يقول :هل تقصد بأننا ُمتهمون ؟
إنحنى ُمعتذرا ً يقول :هذا عملي..
آليكسندر بحده :هل ُجننت ؟!!
لم يرد عليه سوى :عذرا ً ،ال أقصد اإلساءة ولكنه عملي..
ت ذاته ولكن ال يُمكنه فعل شيء.. أشاح آليكسندر بوجهه عنه منصدما ً و ُمستنكرا ً في الوق ِ
إنه عملهم!
عاود النظر إليه يقول :فليتم كُل شيء بسري ٍة تامه وينتهي بسرعه أفهمت!
وغادر الغُرفة بعدها ليتنهد ال ُمحقق ويهمس :لهذا أكره التحقيق مع األغنياء..
خرج آليكسندر وهو يُرسل إلدريان طلبا ً بأال يرد على أي إتصال من مجهول..
يُريد أن يُعطيه بعض الوقت قبل أن يكتشف الحقيقة الصادمة لموت والدته..
توقف يُمسك بالدرابزين ال ُمطل على الدور األرضي وأخذ نفسا ً عميقا ً يُحاول السيطرة على
مشاعره..
ُ
ظهرت نظرة ألم في عينيه هامساً :كيف لي أن أخبرك يا إليان ؟
أغمض عينيه لفتر ٍة قبل أن يُعاود فتحها بهدوء وينزل ليُخبر ريكس وآلبرت والذان كانا أول
من سيتم التحقيق معهما وتفتيش حجرتهما بالكامل..
والدور التالي سيكون على كين!
غرفة البواب وقام بتفتيش كاميرات ال ُمراقبة حول حيث ُُ خرج أحد رجال الشُرطة الى الخارج
المنزل للتأكد من كون ال وجود ألي يد من خارج المنزل..
غرفهما ليعثروا على أخذوا ما يُقارب الساعة بالتحقيق مع ُكالً من ريكس وآلبرت وبتفتيش ُ
أي دليل ُمفيد ولكن لم يجدوا..
خرج بعدها ريكس أخيرا ً من المنزل بعد أن وقع تعهدا ً بأنه تحت ذمة التحقيق وعليه أن يُلبي
أي إستدعاء في ال ُمستقبل..
غرفة كين ودخل إليها ليجلس كين بعدما كان ُمستلقيا ً على سريره.. طرق أحدهم باب ُ
تقدم الرجل منه يقول :كين ريكسوفر ؟ لما لم تنزل عندما تم إستدعاؤك لألسفل ؟
أشعر ببعض التعب.. ُ نظر إليه كين بهدوء يقول بهمس:
ي لذا لستَ ضاقت عينا الشُرطي يقول :ولكن يُمكنك التحدث حسبما أرى ! إنه تحقيق أول ّ
تتهرب من شيء ما ؟ ُ ُمجبرا ً على الذهاب للمركز بل فقط النزول لألسفل ،هل
دخل آلبرت يقول :طوال الفترة الماضية كان بالمشفى ولم يخرج سوى باألمس ،مريض
بحاجه الى الراحة لذا