‫الفصـل الثالث‬

‫المجتمع والعينة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أوال‪ :‬المجتمع اإلحصائي والعينة اإلحصائية‬

‫ثانياً‪ :‬طريقة الحصر الشامل وأسموب العينة‬

‫ثالثاً‪ :‬أنواع العينات‬

‫رابعاً‪ :‬شروط اختيار العينة‬

‫خامساً‪ :‬مصادر الخطأ في العينة‬

‫سادساً‪ :‬العوامل التي تحدد حجم العينة‬

 ‫أوال‪ :‬المجتمع اإلحصائي والعينة اإلحصائية‬
‫المجتمع ‪ :Population‬يعرف المجتمع عمى أنو مجموعة من األفراد محل الدراسة والتي‬
‫ليا خصائص مشتركة‪ .‬وقد يكون مجتمع البحث من افرادا او جماعات او منظمات وفي جميع‬
‫األحوال يبقى الشرط األساسي في ان ال يكون البحث مبيما‪ .‬ويقسم المجتمع اإلحصائي إلى‬
‫قسمين‪:‬‬
‫‪ .1‬مجتمع محدود ‪: Limited community‬والذي يكون فيو عدد محدود من األفراد‬
‫مثل عدد أجيزة الكمبيوتر فى المعمل‪ ،‬عدد طالب الفرقة األولى في كمية ما‪.‬‬
‫‪ .2‬مجتمع غير محدود ‪ : Unlimited community‬ىو المجتمع الذي يكون فيو عدد‬
‫األفراد غير منتو مثل عدد النجوم في السماء‪ ،‬عدد حبات القمح المحصود في مزرعة‬
‫معينة‪...‬إلخ‪ .‬وىناك طريقتان لعمل البحث‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬طريقة الحصر الشامل وأسموب العينة‬
‫طريقة الحصر الشامل ‪ : Comprehensive inventory method‬معناه جمع البيانات‬
‫من جميع افراد مجتمع البحث ويفضل االعتماد عمى أسموب الحصر الشامل إذا كان مجتمع‬
‫البحث صغيرا او مرك از في مكان محدد او كان اليدف من البحث ىو جمع البيانات من مجتمع‬
‫البحث كمو‪ .‬او عندما تكون النتائج المطموب التوصل الييا عمى درجة كبيرة من األىمية مما‬
‫يقتضي الحصر الشامل‪.‬‬
‫مميزات طريقة الحصر الشامل‪:‬‬

‫‪ .1‬تجنب أخطاء التعميم التي تنتج عن استخدام بيانات مأخوذة من عينة وتطبق‬
‫نتائجيا عمى المجتمع كمو‪.‬‬
‫‪ .2‬تفادي أخطاء االعتماد أخطاء االعتماد عمى العينة وخاصة خطا الصدفة وخطا‬
‫التحيز‪.‬‬
‫‪ .3‬دقة النتائج المتحصل عمييا او الوثوق منيا نظرا لجمع البيانات من جميع‬
‫مفردات المجتمع‪.‬‬

‫عيوب أسموب الحصر الشامل‪:‬‬

 ‫‪ .1‬تحتاج الى تكاليف باىضو‪.‬‬
‫‪ .2‬يحتاج الى وقت وجيد كبيرين في جمع المعمومات واستخالص النتائج‪.‬‬
‫‪ .3‬يتطمب جيا از إداريا وفنيا ضخما ومدربا لمقيام بو‪.‬‬

‫العينة ‪Sample‬‬

‫في بعض األحيان يكون من الصعب مالحظة بيانات جميع أفراد المجتمع لما يكمف ذلك‬
‫من جيد ووقت ومال‪ ،‬أو قد يكون استحالة ذلك مثل فحص جميع دم المريض‪ .‬ولمتغمب عمى‬
‫ذلك يمكن اختيار جزء من المجتمع يسمى بالعينة والتي تعرف بأنيا جزء من المجتمع والتي‬
‫يتم اختيارىا بحيث تمثل جميع صفات المجتمع‪ .‬وقد تكون الحاجة ضرورية ألخذ العينة بديال‬
‫عن دراسة المجتمع كمو‪ ،‬مثل أخذ عينة من دم مريض لفحصيا حيث إننا ال نستطيع فحص‬
‫كل دم المريض ألن ذلك يؤدى إلى الوفاة‪.‬‬

‫تدرس العينة بدل المجتمع لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬دراسة المجتمع ككل قد يؤدي الى فقدان جميع عناصره أو إتالفيا‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسة العينة أقل تكمفة من دراسة المجتمع (التعداد السكاني)‪.‬‬
‫‪ .3‬دراسة العينة أكثر سرعة من دراسة المجتمع (تستغرق وقًتا أقل)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع العينات‬

‫‪ - 1‬العينات الالحتمالية ‪ Non probability sampling‬وىي عمى عدة أنواع‪- :‬‬

‫‪ ‬العينة المقصودة‪ :‬وىي التي تستخدم في الدراسات االستطالعية سواء من‬
‫خالل المقابالت او االستبيان بيدف التعرف عمى اتجاىات فئة معينة من‬
‫فئات المجتمع حول انتشار وباء معين او نحو برنامج تمفزيوني او إذاعي‬
‫مثال ثم يقوم الباحث بعد ذلك باختيار عدد من االسر بيذا الحي من دون‬
‫اختيار عشوائي وىنا تبرز اىم وأول عيوب العينة الالحتمالية وىي صعوبة‬
‫تعميم النتائج عمى مستوى المجتمع‪ .‬اما العيب الثاني فيتمثل في صعوبة‬
‫الحصول عمى تقدير صحيح لمخطا المتوقع بسبب المجازفة‪.‬‬
 ‫‪ ‬العينة بالحصة ‪Quota sampling‬‬
‫وىي العينة التي تؤخذ بنسب تواجد الفئات في المجتمع مثل اختيار ‪ %22‬من‬
‫االناث و‪ %42‬من الذكور وىكذا‪ .‬ولكن ىذا النوع من العينات يعد غير‬
‫اىتمامي بمعنى انو ال يوفر فرصة متكافئة لكل مفردات المجتمع االحصائي‬
‫لتظير في العينة مما يؤدي الى اخفاق العينة في ان تمثل المجتمع كما‬
‫وتستخدم عادة في المسوح الالحتمالية لمراي العام‪.‬‬

‫‪ - 2‬العينات االحتمالية ‪Probability Samples‬‬

‫وىي احدى الطرق لتجنب المخاطر التي تترتب عمى اختيار عينة غير ممثمة لمجتمع‬
‫الدراسة وىذه المخاطر ال يمكن تجنبيا تماما ولكن ىذه األساليب تمكننا عمى األقل من‬
‫تحديد نسبة الخطأ المحتمل‪ .‬وتعرف العينة االحتمالية بانيا العينة التي يتم سحبيا‬
‫بحيث يكون لكل مفردة من مفردات المجتمع فرصة معمومة ومتكافئة في ان يكون‬
‫جزءا من العينة‪.‬‬

‫‪ - 3‬العينة العشوائية البسيطة ‪Simple Random sample‬‬

‫وىي العينة التي تختار بحيث تعطي جميع مفردات المجتمع المراد بحثو نفس الفرصة‬
‫في االختيار وىذا يعني عدم االىتمام ببعض المفردات أكثر من البعض االخر واتاحة‬
‫الفرصة المتكافئة امام كل مفردة لمظيور في العينة‪.‬‬

‫‪ - 4‬العينة المنتظمة ‪Systematic sample‬‬

‫ىي نوع من العينات التي مقتضاىا يمكن ان يختار الباحث بعشوائية منتظمة‪ ،‬فمثال‬
‫يمكن ان يختار الباحث فردا من كل عشرة افراد بطريقة العد العشوائي‪ .‬وتعتبر العينة‬
‫المنتظمة اكثر افضمية من العينة العشوائية البسيطة وذلك في حالة توفر قوائم جميع‬
‫مفردات المجتمع األصمي غير ان السيولة في العينة المنتظمة يناظر بعض العيوب‬
‫التي تظير بيذا النوع من العينات‪.‬‬

‫‪ - 5‬العينات الطبقية ‪Stratified Samples‬‬

‫تعتمد ىذه الطريقة عمى تقسيم المجتمع االحصائي الى طبقات او فئات ثم اختيار‬
‫عينة من كل طبقة‪ ،‬تتميز العينة الطبقية عن غيرىا من العينات بانيا باإلضافة الى‬
‫كونيا دراسة لممجتمع ككل فأنيا تتيح لنا دراسة كل طبقة من الطبقات عمى حدة وىذا‬
‫قد يكون مرغوبا فيو في كثير من األحيان‪.‬‬

‫‪ - 6‬العينة غير المتناسبة ‪Disproportionate Sample‬‬

‫يمجا الباحث عادة الى مثل ىذا النوع من العينات إذا كان يريد رفع نسبة معينة مقارنة‬
‫بنسبة أخرى‪.‬‬

‫‪ - 7‬العينات العنقودية ذات المرحمة الواحدة ومتعددة المراحل ‪Single, stage‬‬

‫‪and Multi stage cluster Samples‬‬
‫في حالة العينات كبيرة الحجم يمجا الباحث الى ىذا النوع من العينات لتخفيض نفقات‬
‫اختيار العينة كما ان العينة العنقودية ذات المرحمة الواحدة تستخدم في حالة إذا كان‬
‫المجتمع الذي يراد دراستو عينة صغيرة نسبيا‪ .‬اما العينات الكبيرة فيمجا الباحثون الى‬
‫العينات العنقودية المتعددة المراحل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬شروط اختيار العينة‬

‫يشترط في اختيار العينة ما يمي‪:‬‬
‫‪ - 1‬يجب ان ال تتسم العينة التي تم اختارىا بالتحيز او المحاباة بمعنى ان تأخذىا من بين‬
‫مفردات المجتمع األصمي عشوائيا‪.‬‬
‫‪ - 2‬ان تكون الظاىرة المراد عمل معاينة ليا سائدة ومنتشرة في المجتمع األصمي وال تكون‬
‫نادرة الحدوث‪.‬‬
‫‪ - 3‬يجب ان تكون العينة ممثمة لجميع فئات المجتمع األصمي‪.‬‬
‫‪ - 4‬ضرورة افتراض تجانس مفردات المجتمع األصمي وفي حالة تعذر ذلك في بعض‬
‫المجتمعات غير المتجانسة يمجا الباحث الى تقسيميا الى مجتمعات صغيرة متجانسة‪.‬‬
‫‪ - 5‬ضرورة اجراء حصر مسبق لجميع مفردات المجتمع األصمي المراد بحثو مع تقسيم ىذا‬
‫المجتمع الى وح دات معاينة كل منيا داخل قوائم او ما نسميو احصائيا باألطر فعمى‬
‫سبيل المثال عند دراسة السكان لمجتمع ما فان وحدة المعاينة اما ان تكون االسرة‬
‫كوحدة تحميل او الفرد او الجماعة وقد يكون المجتمع بالنسبة لممجتمعات الكبيرة‪.‬‬
‫‪ - 6‬يجب ان يتناسب اختيار حجم ونوع العينة مع ال يدف األساسي لمباحث من العينات مع‬
‫طبيعة المجتمع او نوع المشكمة وىكذا‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مصادر الخطأ ‪Sources of error‬‬

‫ا ‪ -‬قبل اجراء التحميل االحصائي‬
‫في العمل الميداني يالحظ ان النتائج التي نحصل عمييا من العينة قد ال تتماثل تماما مع‬
‫النتائج التي نحصل عمييا من الحصر الشامل وىذا يعني ان ىناك أخطاء حصمت عند اخذ‬
‫العينات او عند تحميل النتائج ومن ىذه األخطاء‪:‬‬
‫أ ‪ -‬خطا الصدفة (الخطأ العشوائي) ‪Random Error‬‬
‫عند اختيار العينة العشوائية ىناك خطأ ينتج عنو االختالف أو التشتت ‪Variation‬‬
‫بين قيم الوحدات التي تتكون منيا العينة وتمك الوحدات التي تحصل ليا فرصة أن‬
‫تدخل في العينة وىذا الخطأ يسمى بخطأ المعاينة العشوائي أو خطأ الصدفة‪.‬‬
‫يرجع ىذا الخطأ الى طبيعة االختيار العشوائي حيث تختمف نتائج العينة عن المجتمع‪.‬‬
‫ويتوقف خطا الصدفة عمى كل من حجم العينة وتباين المجتمع وطريقة اختيار العينة‬
‫فكمما كبرت العينة قل خطا الصدفة وازدادت ثقتنا في النتيجة‪ ،‬وعمى العكس من ذلك‬
‫لو زاد التباين بين مفردات المجتمع لزاد احتمال حدوث أخطاء عشوائية وعموما لو‬
‫اختيرت العينة بطريقة عشوائية سميمة المكن تقدير ىذا النوع من الخطأ من العينة‬
‫نفسيا‪.‬‬
‫ب ‪-‬خطا التحيز ‪Bias Error‬‬
‫ىذا الخطأ ال يتوقف عمى عنصر العشوائية او الصدفة‪ .‬ويحدث عادة في اتجاه واحد‬
‫أي بالزيادة او بالنقصان فقط وتكون خطورتو في انو ال يمكن حصره او وضع حدود‬
‫لو‪ .‬ىذا النوع من الخطأ ليس قاصرا فقط عمى العينات بل قد يتعرض لو الحصر‬
‫الشامل نتيجة لعدم الدقة في القياس او عدم كفاءة الباحثين او غموض كشف‬
‫األسئمة او إعطاء بيانات غير صحيحة من قبل المبحوثين او عدم جمع البيانات عن‬
‫بعض مفردات المجتمع او جمع البيانات عن بعض مفردات المجتمع اكثر من مرة‬
‫او‪ .................‬الخ‪.‬‬
‫تتعرض العينات لخ طا التحيز لنفس األسباب التي يتعرض ليا الحصر الشامل فضال‬
‫عن اآلتي‪:‬‬
‫‪ - 1‬عدم وجود إطار سميم وحديث ومحدد وشامل عند سحب العينة‪.‬‬
‫‪ - 2‬حالة عدم إمكانية الوصول لبعض مفردات العينة يستعاض عن ىذه الوحدات‬
‫بوحدات أخرى وذلك قد يؤدي الى التحيز‪.‬‬
‫‪ - 3‬قد ينشا التحيز نتيجة لعدم اتباع ال طرق السميمة في حساب التقديرات ويتسم ىذا‬
‫النوع من الخطا بالتحيز غالبا نحو جانب واحد اما بالزيادة او النقصان وتزداد‬
‫أىمية ىذا النوع من الخطأ كمما كبر حجم العينة حيث تقل فرص ىذا النوع من‬
‫الخطأ‪.‬‬
‫ب ‪-‬بعد اجراء التحميل االحصائي‬
‫األخطاء اإلحصائية ‪Statistical errors‬‬
‫ان رفض او قبول فرضية العدم يؤدي الى وقوع الباحث في بعض األخطاء‪ ،‬يوجد‬
‫نوعان من األخطاء التي يحتمل حدوثيا في عممية اختبار الفرضيات ىما‬
‫‪ ‬الخطأ من النوع األول ‪ Type I error‬ويرمز لو بالرمز(‪ )α‬ألفا‪ .‬وىو رفض‬
‫فرضية العدم وىي صحيحة او قبول الفرضية البديمة وىي خاطئة‪.‬‬
‫‪ ‬الخطأ من النوع الثاني ‪ Type II error‬والخطأ من النوع الثاني يرمز لو‬
‫بالرمز ‪( β‬بيتا)‪ ،‬وىو قبول فرضية العدم وىي خاطئة او ىي رفض الفرضية‬
‫البديمة وىي صحيحة‪.‬‬

‫((ىناك عالقة عكسية بين الخطأين األول والثاني أي ان زيادة أحدىما مبنية عمى نقصان‬
‫االخر)‬

‫سادسا‪ :‬العوامل التي تحدد حجم العينة‬

‫ىنالك عدة عوامل تؤثر في اختيار حجم العينة‪ ،‬ومن ىذه العوامل‪:‬‬
‫‪ - 1‬حجم المجتمع االحصائي الذي ستسحب منو العينة‪.‬‬
‫‪ - 2‬درجة االختالف بين مفردات المجتمع االحصائي (التباين) فكمما زاد التباين زاد‬
‫حجم العينة‪.‬‬
‫‪ - 3‬نسبة الخطأ المسموح بو او المقبول ودرجة الثقة التي يرغب الباحث في توافرىا‬
‫في النتائج التي يصل الييا من دراستو لمعينة‪ .‬فكمما زادت درجة الثقة المطموبة‬
‫زاد حجم العينة‪.‬‬

‫وفي مجال العمل االحصائي يوجد اتجاىان عند تقدير حجم العينة‪.‬‬
‫االت جاه األول‪ :‬يعتمد عمى الخبرة السابقة لمباحث في ىذا المجال حيث أوضحت الخبرات‬
‫والتجارب السابقة ان حجم العينة بين ‪ %12‬الى ‪ %22‬من حجم المجتمع األصمي يبدو‬
‫مالئما في معظم الدراسات والبحوث‪.‬‬

‫االتجاه الثاني‪ :‬يرتبط أساسا بنظرية االحتمال مما يتطمب من الباحث االلمام بقدر وافر من‬
‫المعمومات اإلحصائية والرياضية حتى يستطيع استخدام األساليب اإلحصائية في تقدير الحجم‬
‫األمثل لمعينة‪.‬‬