Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 426

‫أنا حممد وأنا أمحد‪...

‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫اجلزء األول‬

‫تأليف‬
‫سماحة اإلمام العالمة‬

‫صالح الدين التجاني‬


‫‪‬‬‫احلسين‬
‫‪-1-‬‬ ‫‪‬‬
-2- 
‫حديث شريف‬

‫َ‪٪‬م َول َر ُ‪ٟ‬م ُ‬


‫قل اهللِ ‪: ‬‬

‫و٘مل ا َّ‪٬‬م ِذي‬ ‫ُمؿ ٌد ‪ ،‬و َأ َكو َأْح ُد ‪ ،‬و َأ َكو ا‪ٚ‬م ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫[ َأ َكو ُ َ َّ‬
‫ي َُ‬
‫‪٧‬م‬ ‫وذ ا َّ‪٬‬م ِذي ُْ‬ ‫ُ‬
‫يؿحك ِِب ا ْ‪٬‬م ُؽ ْػر ‪ ،‬و َأ َكو احل ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ى‬‫ى ؛ َوا ْ‪٬‬م َعو‪٪‬م ُ‬ ‫وس َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َ‪٣‬مؼبِل ‪َ ،‬و َأ َكو ا ْ‪٬‬م َعو‪٪‬م ُ‬ ‫ا‪٬‬مـَّ ُ‬
‫ا َّ‪٬‬م ِذي َ‪٬‬م ْق َس َٔم ْع َد ُه َكبِل]‬
‫متفق عليو من حديث‬
‫جبّب بن مطعم ‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪-3-‬‬ ‫‪‬‬
-4- 
‫تزمج٘‬

‫مْالىا العارف باهلل تعاىل‬

‫مساح٘ اإلماو الشزٓف‬

‫صالح الدًٓ التجاىٕ‬


‫رضٕ اهلل تعاىل عيُ ّأرضاِ‬
‫‪-5-‬‬ ‫‪‬‬
-6- 
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪‬‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫‪٤‬مّل ٱمڈم مصر ‪ ،‬عآب األشراؼ وشريف العلماء ‪ ،‬اإلماـ‬
‫‪٧‬بدث العصر ‪ّ ،‬‬
‫اجملدد صبلح الدين التجاين ا‪٢‬بسِب ‪ ،‬نادرة عصره ُب مصره ‪ .‬هبجة‬
‫احملدثْب وزي نة ا‪٤‬بسندين ‪ ،‬العآب العامل العارؼ ‪ ،‬حامل لواء أىل‬
‫الرواية واألثر ‪ .‬فما روى حديثاً وال أثراً ‪ ،‬وال خرباً َإٓ ولو عنده سند ‪.‬‬
‫نسيب ينتهي نسبو الشريف إٔب موالنا ا‪٢‬بسن بن علي رضي‬
‫ٌ‬ ‫حسيب‬
‫ٌ‬
‫اهلل عنهم أ‪ٝ‬بعْب ‪.‬‬
‫فهو ‪ ‬عدًن النظّب ُب علم ا‪٢‬بديث على اختبلؼ فنونو ‪ ،‬عا‪٤‬با بصحيحو‬
‫من سقيمو ومعلولو ‪.‬‬
‫طأطأ لو علماء عصره الرؤوس ‪ ،‬لعلو سنده ‪ ،‬ومضاء ٮبمو ‪ ،‬فهو خاًب‬
‫ا‪٢‬بفاظ ‪ ،‬وفارس ا‪٤‬بعاين واأللفاظ ‪ .‬يروي بأعلى سند ‪ ،‬عن أساطْب احملدثْب‬
‫ُب عصره ‪ ،‬قاؿ ‪٠‬باحتو ‪:‬‬
‫ومن ِِّو وفضلو علينا ‪ -‬نروي عن وفرة وفّبة من‬
‫و‪٫‬بن ‪ -‬وا‪٢‬بمد هلل على كرمو َ‬
‫أكابر احملدثْب وا‪٢‬بفاظ ُب ىذا العصر ‪ ،‬أوردهتا بكتايب (بلوغ األماني في‬
‫أسانيد الشريف صالح الدين التجاني) ولكن لضيق ا‪٤‬بقاـ ‪ ،‬وخوؼ‬

‫‪-7-‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬ ‫ترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫اإلطالة ‪ ،‬فقد اخَبت منهم أربعة ‪ ،‬ىم أساطْب العلم ُب الدنيا ‪ ،‬وعليهم‬
‫مدار الرواية ُب علم ا‪٢‬بديث ‪ُ ،‬ب ىذا العصر ‪:‬‬
‫‪ -‬فأولها ‪ :‬عن أيب الكماؿ ‪٧‬بدث الدنيا ‪ :‬العارؼ باهلل سيدي ‪٧‬بمد‬
‫ا‪٢‬بافظ التجاين ا‪٤‬بصري ‪. ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬وثانيها ‪ :‬عن مسند ا‪٢‬برمْب الشريفْب ‪ :‬الشيخ أيب الفيض ‪٧‬بمد ياسْب‬
‫بن ‪٧‬بمد عيسى الفاداين ا‪٤‬بكي ‪. ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬وثالثها ‪ :‬عن ا‪٢‬بسيب النسيب عبلمة ا‪٤‬بغرب األقصى ومفخرة ا‪٤‬بغرب‬
‫على ا‪٤‬بشرؽ ‪ :‬سيدي أيب العبلء إدريس بن العابد العراقي ‪. ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬ورابعها ‪ :‬عن عبلمة ا‪٤‬بغرب ‪ :‬الشيخ عبد اهلل بن صديق الغماري ‪. ‬‬
‫‪‬‬

‫ر‪ٞ‬بهم اهلل ‪ٝ‬بيعا ‪ ،‬وجزاىم عنا خّب ا‪١‬بزاء ‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬العالمة محمد الحافظ التجاني ‪ ،‬ويروي عن كل من ‪:‬‬


‫ٔ‪ -‬العبلمة ‪٧‬بمد عبد ا‪٢‬بي الكتاين ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬السيد بدر الدين الدمشقي ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬الشيخ ألفا ىاشم ا‪٤‬بدين ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬الشيخ كماؿ الدين بن أيب احملاسن القاوقجي ‪.‬‬

‫‪-8-‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪‬‬
‫٘‪ -‬أمة اهلل بنت الشيخ عبد الغِب الدىلوي ‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬الشيخ ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمود خفاجة الدمياطي ‪.‬‬
‫‪ -ٚ‬الشيخ ‪٧‬بمد عبد الباقي األنصاري ‪.‬‬
‫‪ -ٛ‬الشيخ عبد اهلل بن غازي ا‪٥‬بندي ‪.‬‬
‫‪ -ٜ‬ا‪٤‬بعمر ‪٧‬بمد بن إبراىيم العقودي ا‪٤‬بصري ‪.‬‬
‫ٓٔ‪ -‬الشيخ عبد الستار بن عبد الوىاب الصديقي ا‪٥‬بندي ‪.‬‬
‫ٔٔ‪ -‬الشيخ ‪٧‬بمد الصادؽ الرياحي التونسي ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬العالمة الفاداني ‪ ،‬ويروي عن خلق ال يحصيو العاد ‪ ،‬وأشهرىم ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬الشيخ علي بن فاّب الظاىري ا‪٤‬بدين ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬الشهاب أ‪ٞ‬بد بن عبد اهلل ا‪٤‬بخلبلٌب الشامي ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬الشيخ خليفة بن ‪ٞ‬بد النبهاين ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬الشيخ إبراىيم بن موسى ا‪٣‬بزامي السوداين ‪.‬‬
‫٘‪ -‬العبلمة السيد ‪٧‬بمد عبد ا‪٢‬بي بن عبد الكبّب الكتاين ‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬الشيخ عمر ‪ٞ‬بداف احملرسي ‪.‬‬
‫‪ -ٚ‬الشيخ ‪٧‬بمد علي بن حسْب ا‪٤‬بالكي ا‪٤‬بكي ‪.‬‬
‫‪ -ٛ‬الشيخ ‪٧‬بمد عبد الباقي اللكنوي ا‪٤‬بدين ‪.‬‬
‫‪-9-‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬ ‫ترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫ثالثا ‪ -‬العالمة إدريس العراقي ‪ ،‬ويروي عن كل من ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬العبلمة احملدث الشريف ‪٧‬بمد ا‪٤‬بدين بن الغازي بن ا‪٢‬بسِب الرباطي ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬العبلمة ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد ا‪٢‬بجوجي ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬السيد العبلمة ‪٧‬بمد ا‪٢‬بافظ التجاين ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬العبلمة سيدي أ‪ٞ‬بد بن ا‪٢‬باج العياشي سكّبج ‪.‬‬
‫٘‪ -‬العبلمة سيدي ا‪٢‬بسن بن ا‪٢‬باج عمر َم ُزور ‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬العبلمة السيد ‪٧‬بمد عبد ا‪٢‬بي الكتاين ‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬العالمة الشيخ عب د اهلل بن صديق الغماري ‪ ،‬ويروي عن‬
‫كل من ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬الشيخ ‪٧‬بمد ٖبيت ا‪٤‬بطيعي ‪ ،‬مفٍب مصر ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬الشيخ عبد اجمليد اللباف ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬الشيخ ‪٧‬بمد حسنْب ‪٨‬بلوؼ ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن البنا ‪.‬‬
‫٘‪ -‬الشيخ ‪٧‬بمد زاىد الكوثري ‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬الشيخ ‪٧‬بمد ا‪٣‬بضر حسْب ‪.‬‬

‫‪- 11 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -ٚ‬الشيخ إدريس السنوسي ‪ ،‬ملك ليبيا ‪.‬‬
‫‪ -ٛ‬الشيخ الطاىر بن عاشور ‪.‬‬
‫‪ -ٜ‬الشيخ يوسف النبهاين ‪.‬‬
‫ٓٔ‪ -‬الشيخ بدر الدين ا‪٢‬بسِب الدمشقي ‪.‬‬
‫ونحن نروي صحيح اإلمام البخاري ‪ ،‬بأعلى سند على وجو األرض ‪،‬‬
‫فنرويو ‪:‬‬
‫‪ -1‬عن ‪ :‬سيدي ‪٧‬بمد ا‪٢‬بافظ التجاين ‪ ،‬والشيخ الفاداين ‪ ،‬والشيخ العراقي ‪.‬‬
‫‪ -2‬ثبلثتهم عن ‪ :‬الشيخ ‪٧‬بمد عبد ا‪٢‬بي بن عبد الكبّب ا‪٢‬بسِب الكتاين ‪.‬‬
‫‪ -3‬وىو عن ‪ :‬ا‪٤‬بعمر الشيخ أ‪ٞ‬بد بن منبل صاّب السويدي البغدادي الشافعي ‪.‬‬
‫‪ -4‬وىو عن ‪ :‬نادرة الزماف ا‪٢‬بافظ ‪٧‬بمد مرتضى الزبيدي ا‪٢‬بسِب ‪.‬‬
‫‪ -5‬وىو عن ‪ :‬ا‪٤‬بعمر ‪٧‬بمد بن سنَّة الفبلين ا‪٤‬بالكي ‪.‬‬
‫الع ِجل اليمِب ‪.‬‬
‫‪ -6‬وىو عن ‪ :‬الشيخ أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد بن َ‬
‫‪ -7‬وىو عن ‪ :‬القطب النهرواين ‪.‬‬
‫‪ -8‬وىو عن ‪ :‬الشيخ أ‪ٞ‬بد بن أيب الفتوح الطاوسي ‪.‬‬
‫‪ -9‬وىو عن ‪ :‬ا‪٤‬بعمر بابا يوسف ا‪٥‬بروي ‪.‬‬
‫‪- 11 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬ ‫ترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪ -11‬وىو عن ‪ :‬أيب عبد اهلل ‪٧‬بمد بن شاذ ٖبت الفارسي الفرغاين ‪.‬‬
‫‪ -11‬وىو عن ‪ٰ :‬بٓب بن شاىاف ا‪٣‬بتبلين ‪.‬‬
‫‪ -12‬وىو عن ‪٧ :‬بمد بن يوسف الفربري ‪.‬‬
‫‪ -13‬وىو عن ‪ :‬اإلمام الحافظ الحجة ‪ :‬محمد بن إسماعيل‬
‫البخاري ‪. ‬‬
‫‪‬‬

‫‪ ‬فبفضل اهلل وكرمو ‪ ،‬بيِب وبْب البخاري ‪ ،‬اثنا عشر راويا ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وعلى ىذا ؛ فيكوف بيِب وبْب رسوؿ اهلل ‪ُ ، ‬ب ثبلثيات‬
‫البخاري ‪ٟ ،‬بسة عشر راويا ‪ .‬وىذا أعلى ما وقع ُب الرواية ‪،‬‬
‫وا‪٢‬بمد هلل رب العا‪٤‬بْب ‪.‬‬
‫وكل من ذكرهتم من ا‪٤‬بشايخ السابقْب ؛ أسانيدىم معروفة معلومة ‪ ،‬متصلة‬
‫عند أىل ا‪٢‬بديث ‪ ،‬فبل نذكرىا ىنا خوؼ التطويل ‪.‬‬

‫‪- 12 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪‬‬
‫حديث األولية ‪:‬‬
‫أما حديث األولية فنرويو عن خلق كثّب ‪ ،‬ونذكر ىنا سنداً لنا ‪ ،‬ىو أعلى‬
‫سند على ظهر األرض ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬فنرويو عن شيخنا أيب الكماؿ ‪٧‬بدث الدنيا ‪٧‬بمد ا‪٢‬بافظ التجاين ‪. ‬‬
‫‪‬‬‫وىو أوؿ ‪.‬‬
‫‪‬‬‫ٕ‪ -‬عن الشيخ ألفا ىاشم ا‪٤‬بدين ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫‪‬‬‫ٖ‪ -‬عن الشيخ صاّب الفبلين ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬عن الشيخ ‪٧‬بمد بن ِسنَّة الفبلين ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫الووالٌب ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬‫٘‪ -‬عن الشريف ُ‬
‫‪ -ٙ‬عن ا‪٤‬بعمر ابن ْأرْكماش ا‪٢‬بنفي ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫‪ -7‬عن أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقالني ‪ .‬وىو‬
‫أول ‪.‬‬
‫‪ -ٛ‬عن ا‪٢‬بافظ أيب الفضل زين الدين العراقي ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫‪ -ٜ‬عن أيب الفتح ‪٧‬بمد البكري الصدر ا‪٤‬بيدومي ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫ٓٔ‪ -‬عن الشيخ أيب النجيب عبد اللطيف بن عبد ا‪٤‬بنعم ا‪٢‬بََّراين ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫ٔٔ‪ -‬عن ا‪٢‬بافظ أيب الفرج بن ا‪١‬بوزي ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫ٕٔ‪ -‬عن الشيخ أيب سعيد إ‪٠‬باعيل بن أيب صاّب ا‪٤‬بؤذف النيسابوري ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫ٖٔ‪ -‬عن أبيو ‪ ،‬أيب صاّب ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬

‫‪- 13 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬ ‫ترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫ٗٔ‪ -‬عن أيب طاىر ‪٧‬بمد بن َْ‪٧‬ب َمش الزيادي ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫٘ٔ‪ -‬عن الشيخ أيب حامد أ‪ٞ‬بد بن ٰبٓب بن ببلؿ البزار ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫‪ -ٔٙ‬عن الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن بن بشر بن ا‪٢‬بكم النيسابوري ‪ .‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫‪ -ٔٚ‬قاؿ ‪ :‬حدثنا سفياف بن عيينة ‪.‬‬
‫وىنا انقطعت سلسلة األولية ؛ أي انقطع قو‪٥‬بم ‪ :‬وىو أوؿ ‪.‬‬
‫‪ -ٔٛ‬عن الشيخ عمرو بن دينار ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ -ٜٔ‬قاؿ ‪ :‬حدثنا أبو قابوس مؤب عبد اهلل بن عمرو بن العاص ‪.‬‬
‫ٕٓ‪ -‬قاؿ ‪ :‬حدثِب عبد اهلل بن عمرو بن العاص ‪ ‬أف رسوؿ اهلل ‪‬‬
‫ْحؽ ُْؿ َم ْـ‬ ‫ْحقا َم ْـ ِّم ْإَ ْر ِ‬ ‫قاؿ ‪ِ [ :‬‬
‫ض َي ْر َ ْ‬ ‫ْح ُـ ‪ْ ،‬ار َ ُ‬
‫ا‪٬‬مر ْ َ‬
‫ْح ُف ْؿ َّ‬
‫قن َي ْر َ ُ‬
‫اْح َ‬
‫ا‪٬‬مر ُ‬
‫َّ‬
‫ِّم ا‪٬‬م َّس ََم ِء] (ٔ) ‪.‬‬

‫فبيننا وبْب رسوؿ اهلل ‪ )ٕٓ( ‬رجبل ‪ ،‬وىو أعلى ما وقع ُب الدنيا ‪ُ -‬ب‬
‫عصرنا ىذا ‪ُ -‬ب حديث األولية ‪ ،‬وا‪٢‬بمد هلل على منو وفضلو ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه أبو داود والَبمذي وصححو وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي ُب الشعب والسنن‬
‫وا‪٢‬بميدي وابن أيب الدنيا وابن ا‪٤‬ببارؾ عن سفياف عن عمرو بن دينار عن قابوس عن عبداهلل‬
‫بن عمرو ‪ ‬يرفعو ‪ .‬وأورده بالسند ا‪٤‬بتصل كل من ‪ :‬الشيخ العبلمة الفاداين ُب العجالة ُب‬
‫األحاديث ا‪٤‬بسلسلة ‪ ،‬وا‪٢‬بافظ ابن حجر العسقبلين ُب كتابو اإلمتاع باألربعْب ا‪٤‬بتباينة‬
‫ا‪٤‬بزي ُب هتذيب‬ ‫السماع ‪ ،‬وا‪٢‬بافظ العراقي ُب األربعْب العشارية لو ‪ ،‬وا‪٢‬بافظ ‪ٝ‬باؿ الدين ِّ‬
‫الكماؿ ‪ ،‬وا‪٢‬بافظ ابن عساكر ُب تاريخ دمشق ‪.‬‬

‫‪- 14 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪‬‬
‫حديث األولية‬

‫الشيخ‬ ‫ا‪٢‬بافظ‬ ‫سيدي‬


‫أيب حامد البزار‬ ‫زين الدين العراقي‬ ‫محمد الحافظ التجاني‬

‫الشيخ‬ ‫الشيخ‬ ‫الشيخ‬


‫عبد الر‪ٞ‬بن بن ا‪٢‬بكم‬ ‫أيب الفتح ا‪٤‬بيدومي‬ ‫ألفا ىاشم ا‪٤‬بدين‬

‫الشيخ‬ ‫الشيخ‬
‫اإلماـ‬
‫أيب النجيب ا‪٢‬بََّراين‬ ‫صاّب الفبلين‬
‫سفياف بن عيينة‬
‫ا‪٢‬بافظ‬ ‫الشيخ‬
‫الشيخ‬ ‫أيب الفرج ا‪١‬بوزي‬ ‫‪٧‬بمد ِسنَّة الفبلين‬
‫عمرو بن دينار‬
‫الشيخ‬ ‫الشيخ الشريف‬
‫الشيخ‬ ‫ابن أيب صاّب‬ ‫الووالٌب‬
‫ُ‬
‫أيب قابوس‬
‫الشيخ ا‪٤‬بعمر‬
‫أبيو‬
‫ابن ْأرْكماش‬
‫سيدي‬
‫الشيخ‬ ‫الحافظ‬
‫عبد اهلل بن عمرو ‪‬‬
‫أيب طاىر الزيادي‬ ‫ابن حجر العسقالني‬

‫‪- 15 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬ ‫ترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫السند المبارك ‪:‬‬
‫وأذكر لك سنداً ‪ ،‬نروي بو معظم كتب ا‪٢‬بديث الشريف ‪ ،‬فنذكره تربكا‬
‫بذكر الوٕب الكبّب ‪ ،‬والقطب الشهّب ‪ ،‬سيدي أ‪ٞ‬بد التجاين رضي اهلل تعأب‬
‫عنو ‪ ،‬وأرضاه وعنَّا بو ‪ .‬وهبذا السند نروي ‪ٝ‬بيع كتب السنة ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬عن ‪ :‬الشيخ ‪٧‬بمد ا‪٢‬بافظ التجاين ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬وىو عن ‪ :‬الشيخ ‪٧‬بمد الصادؽ الرياحي التونسي ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬وىو عن ‪ :‬الشيخ الطيب النيفر التونسي ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬وىو عن ‪ :‬العبلمة الشيخ ا‪٤‬باحي الدارفوري ‪.‬‬
‫‪ -5‬وىو عن ‪ :‬شيخنا القطب الرباني موالنا أحمد بن محمد الحسني‬
‫التجاني ‪. ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -ٙ‬وىو عن ‪ :‬الشيخ ‪٧‬بمود الكردي العراقي ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -ٚ‬وىو عن ‪ :‬شيخ اإلسبلـ الشيخ ‪٧‬بمد بن سآب ا‪٢‬بفِب ا‪٤‬بصري ‪.‬‬
‫‪ -ٛ‬وىو عن ‪ :‬الشيخ ‪٧‬بمد عبد اهلل السلجماسي ‪.‬‬
‫‪ -ٜ‬وىو عن ‪ :‬شيخ اإلسبلـ الشيخ عبد اهلل بن سآب البصري ا‪٤‬بكي ‪.‬‬
‫ٓٔ‪ -‬وىو عن ‪٧ :‬بمد بن الشيخ عبلء الدين البابلي ا‪٤‬بصري ‪.‬‬

‫‪- 16 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪‬‬
‫ٔٔ‪ -‬وىو عن ‪ :‬الشيخ أيب النجا سآب بن ‪٧‬بمد السنهودي ‪.‬‬
‫ٕٔ‪ -‬وىو عن ‪ :‬خا‪ٛ‬بة ا‪٢‬بفاظ النجم ‪٧‬بمد بن أ‪ٞ‬بد بن علي الغيطي ‪.‬‬
‫ٖٔ‪ -‬وىو عن ‪ :‬شيخ اإلسبلـ الشيخ أيب ٰبٓب زكريا بن ‪٧‬بمد األنصاري ‪.‬‬
‫‪ -14‬وىو عن ‪ :‬أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر‬
‫العسقالني المصري ‪.‬‬

‫َّأما الفقػػو ‪:‬‬


‫فهو الفقيو ا‪٤‬بتبحر عآب األمة ‪ ،‬وفخر األئمة ‪ .‬درس أحد عشر مذىبا فقهيا‬
‫باإلجازة والسند ا‪٤‬بتصل ‪٬ ،‬بص منها أسانيده ُب ا‪٤‬بذاىب األربعة ا‪٤‬بعتربة‬
‫عند أىل السنة وا‪١‬بماعة ‪ ،‬فدرس ‪:‬‬
‫‪ -‬مذىب اإلماـ مالك ‪ ‬على شيخ ا‪٤‬بذىب با‪٢‬بجاز ‪ ،‬وأ علم من‬
‫استجاز وأجاز ‪ ،‬الفقيو العبلمة ‪٧‬بمد بن إبراىيم ا‪٤‬ب بارؾ ‪ ،‬ر‪ٞ‬بو‬
‫اهلل تعأب ‪.‬‬
‫‪ -‬ومذىب اإلماـ الشافعي ‪ ‬على العآب النحرير ذي العلم الغزير شيخ‬
‫ا‪٤‬بذىب بالشاـ الشيخ عبد السبلـ النابلسي ‪ ،‬وذلك مدة إقامتو‬
‫باإلحساء ‪ ،‬با‪٤‬بنطقة الشرقية بالسعودية ‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬ ‫ترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪ -‬ومذىب اإلماـ أ‪ٞ‬بد بن حنبل ‪ ‬على الشيخ الفاضل العآب والفقيو‬
‫أيب بكر ا‪٢‬بنبلي شيخ ا‪٤‬بذىب باإلحساء ‪.‬‬
‫‪ -‬وأما مذىب اإلماـ األكرب أيب حنيفة النعماف ‪ ‬فعلى الشيخ العآب‬
‫ا‪٤‬بهيب ‪ ،‬والفقيو النابو ا‪٢‬بسيب النسيب موالنا أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد الدىلوي‬
‫الصغّب ‪ ،‬وذلك مدة إقامة شيخنا با‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة ‪ ،‬على ساكنها أفضل‬
‫الصبلة والسبلـ ‪.‬‬

‫وأما القراءات ‪:‬‬


‫َّ‬
‫‪ -‬فقد قرأ على عبلمة عصره وفريد دىره مشس القراء وقطب اإلقراء‬
‫الشيخ أ ‪ٞ‬بد بن عبد العزيز بن أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد الزيات ‪ .‬قرأ عليو‬
‫القراءات العشر من طريق طيبة النشر ‪ ،‬وحصل منو على إجازة‬
‫القراءات العشر الكربى ‪.‬‬
‫‪ -‬كما قرأ على شيخ القراء باألزىر الشريف الشيخ ‪٧‬بمد بن إ‪٠‬باعيل‬
‫ا‪٥‬بمداين ‪ ، ‬وحصل منو على إجازة العشر الكربى أيضاً ‪.‬‬
‫ولو ‪ ‬أسانيد كثّبة ُب ا‪٢‬بديث والفقو ‪ ،‬والتفسّب والقراءات‬
‫وا‪٤‬بسلسبلت ‪ٝ ،‬بعها ورتبها ُب كتابو ‪ ( :‬غاية األماني في أسانيد‬
‫ومسلسالت الشريف التجاني) ‪.‬‬

‫‪- 18 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪‬‬
‫وىو ‪ ‬فَ ْخ ٌم ُم َف َّخ ٌم ‪ ،‬ذو ىيبة ووقار ‪ ،‬عريض ا‪١‬ببْب ‪ ،‬واسع العينْب ‪،‬‬
‫بساـ الثغر ‪ .‬ربعة ‪ ،‬ليس بالطويل وال بالقصّب ‪ٝ ،‬بيل ا‪٣‬بَلق وا‪٣‬بُلُق ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫متواضع ُب ملبسو ‪ ،‬وىيئتو ‪ ،‬ومأكلو ‪ ،‬ومشربو ‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬تتؤلأل منو أنوار جده ‪ ، ‬أبيض مشرب‬
‫حسِب ‪٧‬بمد ي‬
‫ي‬ ‫وجهو ‪ ‬وجوٌ‬
‫با‪٢‬بمرة ‪.‬‬
‫ي ُب‬
‫ْب ُب غّب انكسار ‪ ،‬قو ي‬
‫رحيم ُب غّب ضعف ‪ ،‬لَِّ ٌ‬
‫ومن صفاتو ‪ ‬أنو ‪ٌ :‬‬
‫ط ُب كل شيء ‪ .‬يسمع أكثر ‪٩‬با يتكلم ‪ ،‬شديد ا‪٢‬بياء ُب‬ ‫وس ٌ‬
‫غّب عنف ‪َ .‬‬
‫الظاىر والباطن ‪ ،‬ىادئ الطباع ‪ ،‬ذو حلم وكرـ ‪.‬‬
‫وىو ‪ ‬أسهل الناس ‪ ،‬وأرؽ الناس ‪ ،‬وألْب الناس ‪ .‬ما نظر إليو أحد َّإال‬
‫قابلو بابتساـ وحناف ‪ ،‬وكأ٭با ترىب ُب حجر نيب ‪.‬‬
‫ك‬
‫إذا سكت فذو ىيبة ووقار ‪ ،‬وإذا تكلم فذو فصاحة وبياف ‪ ،‬وكأ٭با َملَ ٌ‬
‫ينطق على لسانو ‪.‬‬
‫َّأما تالميذه ( رضي اهلل عنو ) ‪:‬‬
‫فبل يكاد ٰبصيهم العاد من كثرهتم ‪ ،‬وكلهم َّ‬
‫مقدـ ُب بلده ُب العلوـ الشرعية‬
‫ا‪٢‬بقيَّ ِة ‪ .‬فكانوا يفدوف إليو من كل قطر وبلد ‪ ،‬فما يدخلوف زاويتو َإٓ‬
‫و ِّ‬
‫ومشلتهم العناية التجانية ‪ ،‬وا‪٢‬بضرة القدسية بأنوارىا ‪ٍ ،‬ب يعودوف إٔب ببلدىم‬

‫‪- 19 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬ ‫ترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫بأجسامهم ‪ ،‬وتَبكهم أرواحهم مقيمة عنده ُب الزاوية ‪ ،‬أسّبة ألنوارىا‬
‫و‪ٝ‬با‪٥‬با ‪.‬‬
‫كاف مولده الشريف ‪ ‬صبيحة ا‪٣‬بميس ا‪٣‬بامس والعشرين من شهر ذي‬
‫القعدة سنة سبع وسبعْب وثبل‪ٜ‬بائة وألف ىجرية ‪ .‬ا‪٤‬بوافق الثاين عشر من‬
‫يونيو سنة ‪ٜ‬باف و‪ٟ‬بسْب وتسعمائة وألف ٕبي السيدة زينب من القاىرة ‪.‬‬
‫نشأ نشأة علم وعفاؼ ‪ ،‬بْب أبوين كرٲبْب شريفْب ‪ .‬وكاف أجداده ‪ ‬من‬
‫جهة أبيو ‪ ،‬كلهم علماء وفقهاء ‪ .‬فقد كاف أبوه عا‪٤‬باً من علماء األزىر‬
‫األفاضل ‪ ،‬حافظاً لكتاب اهلل تعأب ‪ ،‬عارفاً ‪٢‬بدوده ‪ ،‬وأصولو وفروعو ‪،‬‬
‫متواضعاً هلل تعأب ‪ ،‬تكاد ال ‪ٙ‬بس بو إذا جاء أو انصرؼ ‪.‬‬
‫وىو ‪ ‬رغم شرؼ نسبو ا‪٢‬بسي ‪ ،‬إال أنو شديد التمسك بنسبو ا‪٤‬بعنوي ‪،‬‬
‫وىو ‪ ‬إذا ُسئل عن نسبو قاؿ ‪ " :‬أنا ابن الشيخ التجاين ‪ ،‬ال أعلم ٕب‬
‫نسبًا سواه " ‪.‬‬
‫فحج ‪ ‬بيت اهلل ا‪٢‬براـ ‪ ،‬وزار نبيو ‪ ‬مرتْب ‪ :‬مرة‬
‫من اهلل على شيخنا َّ‬
‫ولقد َّ‬
‫وعمره ‪ٟ‬بسة عشر عاماً ‪ ،‬والثانية وسنوُ ‪ٜ ‬باين عشرة سنة ‪.‬‬
‫فلما بلغ من عمره ا‪٤‬بديد سبعاً وعشرين سنة ؛ تزوج زوجتو الفاضلة‬
‫الشريفة النسيبة العفيفة ‪ ،‬وأ‪٪‬بب منها القمرين ا‪٤‬بنّبين سيدي ‪٧‬بمد‬
‫وسيدي إبراىيم ‪ ،‬وكذا ابنتو ا‪٢‬بسيبة النسيبة نادية ‪ ،‬وىو ‪ ،  ،‬كما قاؿ‬
‫‪- 21 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪‬‬
‫رسوؿ اهلل ‪َٙ [ : ‬م ْ ُ‪ٜ‬م‪٫‬م ُْؿ َ‪ٙ‬م ْ ُ‪ٜ‬م‪٫‬م ُْؿ َِٕ ْهؾِ ِف ‪َ ،‬و َأكَو َ‪ٙ‬م ْ ُ‪ٜ‬م‪٫‬م ُْؿ َِٕ ْه ِ‪٤‬م] (ٔ) ‪.‬‬

‫ولقد ‪ٝ‬بع اهلل لو بْب العلم والعمل ‪ ،‬واإلجازات ‪ ،‬والتأليف ُب الفقو‬


‫ورىب وأفاد ‪ ،‬وكاف عمره ٓب يتجاوز‬
‫فدرس َّ‬
‫وا‪٢‬بديث ‪ ،‬وعلوـ القرآف ‪َّ ،‬‬
‫السابعة عشر ‪.‬‬
‫ٍب تاقت روحو الشريفة إٔب معرفة اهلل تعأب ‪ ،‬وسلوؾ الطريق ‪ ،‬فظل يبحث‬
‫ويتحقق ‪ ،‬حٌب أمره جده ‪ ‬إٔب اال‪٫‬بياش إٔب جناب سيدي أ‪ٞ‬بد التجاين‬
‫‪ -‬رضي اهلل تعأب عنو وأرضاه ‪ -‬وكاف عمره آنذاؾ ‪ٜ‬باين عشرة سنة ‪.‬‬
‫وسنوُ ٓب تتجاوز العشرين ‪ ،‬وذلك عن إذف‬ ‫ٍب أخذ ُب بناء زاويتو ا‪٤‬بباركة ‪ِ ،‬‬
‫سيدنا رسوؿ اهلل ‪ . ‬وىو ‪ ‬ٲبتاز بعزٲبة ال تلْب ‪ ،‬فكلما عزـ على أمر‬
‫بدأه ‪ ،‬وكلما بدأ أمراً أ‪ٛ‬بو ‪ ،‬فعمل على بنائها و٘بميلها حٌب أ‪ٛ‬بها اهلل تعأب‬
‫عليو أحسن ‪ٛ‬باـ ‪.‬‬
‫َّأما مقامو الشريف ‪ -‬رضي اهلل تعأب عنو وأرضاه وعنا بو ‪ -‬وتبحره ُب‬
‫علوـ ا‪٢‬بقيقة ‪ ،‬وكذا الكبلـ على كراماتو ‪ - ‬بالرغم من كثرهتا ‪ -‬فقد‬
‫هنى أشد النهي عن ا‪٣‬بوض فيها ‪ ،‬أو اإلٲباء إليها ‪َ ،‬إٓ أنو كاف يقسم باهلل‬

‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي والبيهقي ُب السنن والشعب والدارمي وابن حباف والطربي ُب هتذيب اآلثار‬
‫عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وابن ماجة وابن حباف عن ابن عباس ‪. ‬‬
‫والشهاب القضاعي ُب مسنده عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 21 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬ ‫ترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫العظيم ويقوؿ ‪ :‬واهلل ‪٫‬بن أسعد خلق اهلل باهلل تعأب ‪ ،‬وا‪٢‬بمد هلل رب‬
‫العا‪٤‬بْب ‪.‬‬
‫وىناؾ كثّب من القصائد ألىل الزاوية احملبْب ‪ُ ،‬ب مدح سيدنا الشيخ‬
‫صبلح ‪ -‬رضي اهلل تعأب عنو وأرضاه وعنا بو ‪ -‬وكلها من نفحاتو وفيض‬
‫أنواره ‪ ،‬زاده اهلل نوراً وفضبلً وكرماً وجوداً ‪ ،‬علينا وعلى ا‪٤‬بسلمْب من أمة‬
‫ا‪٢‬ببيب ‪. ‬‬
‫آمْب ‪ ..‬آمْب ‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪‬‬
‫مؤلفاتو ‪‬‬
‫أما عن مؤلفاتو ‪ ‬فهي شهّبة وكثّبة ُب زماننا ‪١ ،‬بأ إليها الكتاب ‪ ،‬والشعراء‬
‫لينهلوا من فيضها ورونقها ‪ .‬و‪ٝ‬باؿ أسلوهبا وصياغتها ‪ ،‬واكتناز ألفاظها ‪،‬‬
‫ودقتها ‪ ،‬وقدرهتا على امتبلؾ ناصية ا‪٤‬بوضوع الذي يطرحو وٯبيب عنو ويفنده ‪،‬‬
‫تتميز بأسلوب لغوي ر ٍاؽ ‪ ،‬وأذكر من ىذه الكتب وا‪٤‬بؤلفات اآلٌب ‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب الكنػز في المسائل الصوفية ‪ .‬الطبعة األؤب ‪ :‬ا‪٥‬بيئة ا‪٤‬بصرية‬
‫العامة للكتاب سنة ‪ٜٜٔٛ‬ـ ‪ .‬الطبعة ثانية ‪ :‬صدرت مؤخرا عن‬
‫ا‪٥‬بيئة ا‪٤‬بصرية العامة للكتاب سنة ‪ٕٓٓٛ‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -2‬الطريقة التجانية المباركة ‪ :‬طبعة خاصة ‪.‬‬
‫‪ -3‬جػوامع الكلم من أحاديث سيد العرب والعجم ‪ .‬الطبعة األؤب ‪:‬‬
‫ا‪٥‬بيئة ا‪٤‬بصرية العامة للكتاب سنة ‪ٜٜٜٔ‬ـ ‪ .‬والطبعة الثانية ‪ :‬مكتبة‬
‫األسرة سنة ٕٓٓٓ ـ ‪.‬‬
‫‪ -4‬النجوم السائرة في القراءات العشر المتواترة ‪ .‬الطبعة األؤب ‪ :‬ا‪٥‬بيئة‬
‫ا‪٤‬بصرية العامة للكتاب سنة ٕٓٓٓ ـ‬
‫‪ -5‬المحػػاريب ‪.‬‬
‫‪ -6‬الدرر السنية في األربعين حديثا التجانية ‪.‬‬
‫‪ -7‬الياقوتة الفريدة في التوحيد والعقيدة ‪.‬‬

‫‪- 23 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬ ‫ترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫وىذه الكتب الثبلثة األخّبة صدرت ‪٦‬بتمعة ُب طبعة ‪ٙ‬بت اسم (احملاريب)‬
‫عن ا‪٥‬بيئة ا‪٤‬بصرية العامة للكتاب سنة ٕٕٓٓـ ‪.‬‬
‫‪ -8‬كتاب الرحيق المختوم في طريقة القطب المكتوم ‪ .‬وىو موسوعة‬
‫ُب ‪ٟ‬بسة أجزاء ُب الطريقة التجانية ا‪٤‬بباركة ‪.‬‬
‫‪ -9‬كشف الغيوم عن بعض أسرار القطب المكتوم ‪ .‬صدر عن دار‬
‫التيسّب للطبع والنشر سنة ‪ٜٜٜٔ‬ـ ‪ .‬نػفد ‪.‬‬
‫‪-11‬كتاب النور في الطريقة التجانية ‪ .‬الطبعة األؤب ‪ :‬سنة ٖٕٓٓـ ‪،‬‬
‫والطبعة الثانية ‪ :‬مكتبة القاىرة سنة ‪ٕٓٓٙ‬ـ ‪ٍ .‬ب أُعيد تنقيحو‬
‫وتنسيقة وطُبع عاـ ٕٔٔٓ ـ ‪.‬‬
‫‪-11‬كتاب قطرات النور ‪ُ .‬ب اإلعجاز العلمي للقرآف والسنة ا‪٤‬بطهرة ‪.‬‬
‫صدر عن دار ىػبل للنشر والتوزيع ‪ .‬سنة ٕٗٓٓـ ‪.‬‬
‫‪-12‬كتاب نهر النور ‪ُ .‬ب اإلعجاز العلمي للقرآف والسنة ا‪٤‬بطهرة ‪ .‬صدر‬
‫عن مكتبة الثقافة الدينية ‪ .‬سنة ‪ٕٜٓٓ‬ـ ‪.‬‬
‫‪-13‬كتاب عػين الحػياة ‪ .‬وىو من أىم ما صػدر ُب الفَبة األخّبة من‬
‫كتب ‪ ،‬يتضمن األسرار العليا عن الوجود وأسراره ‪ .‬الطبعة األؤب ‪:‬‬
‫مكتبة القاىػػرة سنة ‪ٕٓٓٙ‬ـ ‪.‬‬
‫‪-14‬كتاب األنفػػاس من أحاديث سيد الناس ‪ . ‬وىو ‪ٚ‬بريج وشرح‬
‫لبعض األحاديث ا‪٤‬بنتقاة ‪ ،‬و‪٥‬با سند مقبوؿ ‪ ،‬والٍب ال تزيد عن بضع‬
‫‪- 24 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪‬‬
‫كلمات قصّبة ‪ ،‬ويصل عدد ىذه األحاديث إٔب ٔٔٔٔ حديث ‪.‬‬
‫صدر ُب جزأين عن سلسلة الَباث ا‪٥‬بيئة ا‪٤‬بصرية العامة للكتاب سنة‬
‫‪ٕٓٓٚ‬ـ‬
‫‪-15‬كتاب زبدة الفتوحات المكية ‪ .‬وىو ‪٨‬بتصر للفتوحات ا‪٤‬بكية ‪.‬‬
‫صدر عن سلسلة (ا‪٤‬بختصرات الَباثية) با‪٥‬بيئة ا‪٤‬بصرية العامة للكتاب‬
‫سنة ‪ٕٓٓٙ‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -16‬تفسير القرآن ‪ .‬صدر حٌب اآلف ستة أجزاء منو ‪ .‬وستصدر بقية‬
‫األجزاء الثبلثْب تباعا بإذف اهلل تعأب – نسأؿ اهلل تعأب ‪ -‬أف يتمو‬
‫عليو ‪ ،‬وىو موفور الصحة والكرامة ‪ ،‬وُب رفعة وفتوح دائم إف شاء‬
‫اهلل تعأب ‪.‬‬
‫‪-17‬كتاب مواكب الحب ‪ .‬صدر أيضا عن دار ىبل للنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫سنة ٕ٘ٓٓـ ‪.‬‬
‫‪-18‬كتاب أنا محمد وأنا أحمد ‪ .‬بْب أيدينا اليوـ وىو مكوف من‬
‫‪٦‬بلدين ُب ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪.‬‬
‫‪-19‬كتاب الخصائص النبوية ‪ .‬سيصدر قريبا إف شاء اهلل تعأب ‪.‬‬
‫‪-21‬كتاب عظيم فضل األمة المحمدية ‪ .‬سيصدر قريبا إف شاء اهلل تعأب ‪.‬‬
‫‪-21‬مختصر جامع األحاديث للسيوطي ‪ .‬صدر ُب جزأين وا‪٢‬بمد هلل‬
‫تعأب ‪ .‬عن سلسلة ا‪٤‬بختصرات الَباثية با‪٥‬بيئة ا‪٤‬بصرية العامة للكتاب ‪.‬‬
‫‪- 25 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬ ‫ترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫سنة ‪ٕٓٓٛ‬ـ ‪.‬‬
‫‪-22‬القنديل في خواص آي التنػزيل ‪ .‬ضمن ‪٦‬بموعة رسائل ستصدر‬
‫قريبا ‪ ،‬بإذف اهلل تعأب ‪.‬‬
‫‪-23‬األحاديث المتواترة ‪ .‬ضمن ‪٦‬بموعة رسائل ستصدر قريبا ‪ ،‬بإذف‬
‫اهلل تعأب ‪.‬‬
‫‪-24‬المثَليَّة في األحاديث النبوية ‪ .‬ضمن ‪٦‬بموعة رسائل ستصدر قريبا ‪،‬‬
‫بإذف اهلل تعأب ‪.‬‬
‫‪-25‬األلف النبوية من أحاديث خير البرية ‪ .‬ضمن ‪٦‬بموعة رسائل‬
‫ستصدر قريبا ‪ ،‬بإذف اهلل تعأب ‪.‬‬
‫‪-26‬كتاب القبس في معرفة الطاىر والنجس ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪-27‬غرائب الرغائب ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪-28‬غاية المكارم في حد العورة والمحارم ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪-29‬تنبيو السمع في أحكام القصر والجمع ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪-31‬الجواىر المصفوفة في قراءة إمام أىل الكوفة ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪-31‬رفع المالم عن بعض اآلثام ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪-32‬النور الفائض في علم الفرائض ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪-33‬الفرقان في لغة القرآن ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪-34‬النسائم في معرفة الفيء والغنائم ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪- 26 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -35‬فتح الكريم في خواص آيات القرآن العظيم ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪ -36‬كتاب المفاتيح في تفسير القرآن بالسنة المطهرة ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪ -37‬كتاب القواعد الفقهية ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪ -38‬كتاب الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪ -39‬كتاب البصائر وىو الناسخ والمنسوخ في الحديث الشريف ‪.‬‬
‫ٓب يطبع ‪.‬‬
‫‪ -41‬كتاب الجواىر المرصعة في أربعة أجزاء ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪ -41‬غاية األماني في أسانيد الشريف التجاني ‪ٓ .‬ب يطبع ‪.‬‬
‫‪ -42‬كتاب الكنػز األعظم وال سر المطلسم في األسرار العرفانية ‪.‬‬
‫ٓب يطبع ‪.‬‬
‫‪ -43‬تفسير القرآن ‪ .‬دالالت ا‪٤‬بعاين ‪ ،‬واإلشارات الصوفية ‪ ،‬مع‬
‫الَبكيز على ما أشار بو الرسوؿ العظيم ‪ ‬من إشارات وشرحها ‪.‬‬
‫ٓب يطبع ‪.‬‬
‫ت ما أهنيت ا‪٢‬بديث ‪ ،‬وظللت أحكي عن مناقبو ‪ ،‬ومآثره العالية ‪،‬‬ ‫ولو تُ ِرْك ُ‬
‫إٔب ما شاء اهلل تعأب ‪.‬‬

‫‪- 27 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬ ‫ترجمةىالمؤلفى‪‬‬
‫ولكن ليهنأ القارئ الكرًن ببعض ما أ‪ٙ‬بفناه بو ‪ ،‬من فيض موالنا ‪ ،‬وشيخنا ‪،‬‬
‫وحبيبنا ‪ ،‬وصاحب األفضاؿ علينا ‪ُ ،‬ب ا‪٢‬بياة وبعد ا‪٤‬بمات ‪ ،‬سيدي صبلح‬
‫الدين التجاين ا‪٢‬بسِب ‪ ،‬الذي ٓب نوفِّػو حقو ُب الكبلـ عن مناقبو ‪.‬‬
‫وزاويتو ا‪٤‬بباركة ‪ ،‬الزاوية التجانية بامبابة ‪ٗ ،‬بحافظة ا‪١‬بيزة ‪ ،‬تلك الٍب يقصدىا‬
‫العلماء والفقهاء ‪ ،‬واحملدثوف واألدباء والشعراء ‪ ،‬من كل صوب وحدب ‪.‬‬
‫وىو ‪ ‬الذي قيلت ُب فضائلو القصائد العظاـ ‪ ،‬وأُرسلت إليو الرسائل‬
‫‪ٚ‬بطب وده ‪ ،‬وترجو رضاه ‪ ،‬أُنْساً بو ‪ُ ،‬‬
‫وحباً لو ‪٤ ،‬با لو من خصوصية عند‬
‫اهلل ‪ ،‬وعند رسولو ‪ ، ‬وكذلك عند سيدي أ‪ٞ‬بد التجاين ‪ ،‬رضي اهلل تعأب‬
‫عنو وأرضاه وعنَّا بو ‪.‬‬
‫آمين ‪ ..‬آمين‬

‫سعٔد عبد الفتاح‬


‫بهرمس – القاىرة‬
‫‪2118 / 6 / 15‬‬

‫‪- 28 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬

‫أىا حمنـــد‬

‫ّأىا أمحـــــد ‪...‬‬

‫‪- 29 -‬‬ ‫‪‬‬


‫ى‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫َٔمدْ ٌر َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َ‪٩‬م َؾ ِؽ ا‪٬‬م ُعال َ‪ٟ‬م َ َ‪ٜ‬ما ُك ُف‬ ‫ى ا‪٬‬مؽ َََم ِل ُم ِضق َئ ٌي‬
‫َ‪٠‬م ْؿ ٌس ‪٣‬م‪ٛ‬م ُ‪٪‬م ْط ِ‬

‫ً إِ ْمؽَو ُكــــــــــ ُف‬ ‫ش ا‪ٚ‬مَؽِ ِ‬


‫‪٥‬م ُم َث َّب ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ْض ِة ا‪٬‬م ُع ْؾ َقو َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ا‪٬‬م َع ْر‬ ‫قق َ‬ ‫َمؾِ ٌ‬
‫ؽ َو َ‪٩‬م َ‬
‫احل ْ َ‬

‫إِٓ ُ٘م َبو ًٔمو َأ ْ‪ٙ‬م َر َٗم ْتـــــــ ُف ِدكَو ُكـــــــ ُف‬ ‫ْس ِه إِ ْن َ٘م َؼ ُؼقا‬
‫ا‪٬‬مق ُٗمق ُد ٔمِ َل ْ ِ‬
‫َ‪٬‬م ْق َس ُ‬

‫َزَل َأ َ‬
‫زْمو ُكـــــــــ ُف‬ ‫قر َو ََل ْ ٕم ْ‬
‫َٕم ْػـَك ا‪٬‬مدُّ ُه ُ‬ ‫َون َو ِ‪٣‬مـْـــــــدَ ُه‬
‫ا‪٬‬مؽ ُُّؾ ‪٩‬مِ ِقف َو ِمـْ ُف ‪٫‬م َ‬

‫َوك ‪٬‬مِ َسو ُكـــــ ُف‬


‫َوإَ ْم ُر ُي ْ ِ‪ٝ‬م ُم ُف ُهـ َ‬ ‫ً َ‪ٟ‬م ََم ُ‪٣‬مال ُه ‪٫‬مَخَ ْر َد ٍل‬ ‫َ‪٩‬م َ‬
‫وخل ْؾ ُؼ ْحت َ‬

‫ّم إِ ْصب ٍع ِمـْ ُف ‪َ ،‬أ َٗم ْؾ َأ‪٫‬م َْقا ُك ُف‬ ‫ْج ُع ُف َ‪٬‬مدَ ْي ِف ‪٫‬مَخَ وٕم ٍؿ‬
‫َقن َأ ْ َ‬
‫َوا‪٬‬مؽ ُ‬

‫َو‪٬‬مؼ ْط ِر َٔم ْؾ ِم ْـ َ‪٩‬م ْق ِق َذ َ‬


‫اك َمؽَو ُك ُف‬ ‫‪٫‬م ِ‬ ‫ور ِه‬
‫َٕم َّق ِ‬ ‫ّم‬ ‫َوا َ‪ٚ‬م َؾؽ ُ‬
‫ُقت‬ ‫َوا‪ٚ‬مُ ْؾ ُ‬
‫ؽ‬

‫َوا‪٬‬م َّؾ ْق ُح ُيـ ِْػ ُذ َمو َ‪٪‬م َضو ُه َٔمـَو ُك ُف‬ ‫ا‪٬‬مس ََم‬
‫قق َّ‬‫الك ِم ْـ َ‪٩‬م ِ‬
‫َوٕمُطِق ُع ُف إَ ْم ُ‬

‫ُه َق َم ْر‪٫‬مَزُ ا‪٬‬مت ْ ِ‬


‫َّ‪٧‬مي ِع َو ْه َق َمؽَو ُك ُف‬ ‫ُه َق ُك ْؼ َط ُي ا‪٬‬مت َّْح ِؼ ِقؼ َو ْه َق ُ ُِمق ُط ُف‬

‫‪- 31 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬

‫ض ُ‪٣‬م ُبق َد ٍة َو َم َعو ُك ُف‬


‫قػ َأ ْر ِ‬
‫ُه َق َ‪ٟ‬م ُ‬ ‫قه ٍي َو ِ‪ٙ‬م َض ُّؿ َفو‬
‫ُه َق ُد ُّر َٔم ْح ِر ُأ ُ‪٬‬م َ‬

‫‪٥‬م َٔم ْؾ إِك َْسو ُك ُف‬ ‫ِ‬ ‫ُه َق َهوؤُ ُه ُه َق َو ُاو ُه ُه َق َٔموؤُ ُه‬
‫ُه َق ‪ٟ‬مق ُـ ُف َوا‪٬‬م َع ْ ُ‬

‫ُقر ُه ُه َق ك َُور ُه ُه َق َرا ُك ُف‬


‫ُه َق ك ُ‬ ‫ُه َق َ‪٪‬مو ُ‪٩‬م ُف ُه َق كُق ُك ُف ُه َق َ‪١‬موؤُ ُه‬

‫َ‪٩‬مو‪٬‬مدَّ ْه ُر َد ْه ُر ُه َوإَ َو ُ‬
‫ان َأ َوا ُكــــــ ُف‬ ‫َو َٖمـَوئِ ِف‬ ‫ٔمِ ُؿ َح َّؿ ٍد‬ ‫ا‪٬‬م ِّؾ َقا‬ ‫ُ‪٣‬م ِؼدَ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪٥‬م َو ِ‪ٟ‬مق َؾ ٍي‬


‫ُي َ‪٤‬م ِ َِبو َر ْ َ‬
‫ْحو ُك ُف‬ ‫هل ‪٬‬مؾ َػتَك ُ ْ‬ ‫َو َ‪٬‬م ُف ا َ‪٬‬مق َ‪ٟ‬مو َ‪١‬م ُي َو ْه َق َ‪٣‬م ُ‬

‫ََل ْ َيدْ ِر ِم ْـ َ‪٠‬م ْل ٍن َٕم َع َو‪٦‬م َ‪٠‬م ْل ُك ُف‬ ‫َو َ‪٬‬م ُف ا َ‪ٚ‬م َؼ ُو ُم َو َذ‪٬‬مِ َ‬
‫ؽ ا َ‪ٚ‬م ْح ُؿق ُد َمو‬

‫َو َأ َمو ُك ُف‬ ‫َأ ِمقـ ِ ِف‬ ‫وح‬


‫ُر ُ‬ ‫َو‪٫‬م ََذ َ‬
‫اك‬ ‫ِمقؽ َُول ‪١‬مِ ْسً َم ْق َٗم ٌي ِم ْـ َٔم ْح ِر ِه‬

‫ا‪٬‬مص َبو َو ِ٘م َرا ُك ُف‬


‫َّ‬ ‫َ‪٫‬مو‪٬‬م َّث ْؾٍِ ِ َي ْع ِؼدُ ُه‬ ‫الك ِم ْـ َأم َقا ِهـــــ ِف‬
‫ؤم ِؼق ُي إَمــــــــ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َّ‬

‫َمال ُه ُٖم َّؿ َُم ُّؾــــــــــــــ ُف َو َمؽَو ُكــــــ ُف‬ ‫د ُٖم َّؿ ا‪ٚ‬مُـْت ََفك‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َوا‪٬‬م َع ْر ُش َوا‪٬‬مؽ ُْر ُّ‬

‫ُ‪٩‬م ْر َ‪٪‬مو ُك ُف‬ ‫وءكَو‬


‫َٗم َ‬ ‫َ‪٪‬مدْ‬ ‫َؤمِ َؿدْ ِ٘م ِف‬ ‫هلل َ٘م ْسبل َمو َٕ ْ َ‬
‫ْحدَ ُمـْت ََفك‬ ‫ا ُ‬

‫إِ ْذ ‪٫‬م ُُّؾ ‪٨‬مَوي ِ‬


‫وت ا‪٬‬مـ َُّفك ُٔمدْ آ ُك ُف‬ ‫َ‬ ‫و‪٠‬مو ُه ََل ْ ٕمُدْ َر ُك َٕ ْ َ‬
‫ْحدَ ‪٨‬مَو َي ًي‬ ‫َ٘م َ‬

‫‪- 31 -‬‬ ‫‪‬‬


‫تمكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد‬

‫متهيد‬
‫و‪٣‬م ُر ‪٫‬مَؾِ َؿ ُي‬
‫ا‪٬‬مش ِ‬ ‫عن أيب ىريرة ‪ ‬قاؿ ‪ :‬قاؿ النيب ‪َ [ : ‬أ ْصدَ ُق ‪٫‬مَؾِ َؿ ٍي َ‪٪‬م َ‬
‫وَلو َّ‬
‫ر ٍء َمو َ‪ٙ‬م َال اهللَ َٔمو‪١‬مِ ٌؾ] (ٔ) ‪.‬‬ ‫ٍ َ‬
‫َ‪٬‬مبِقد ‪ :‬أ َٓ ‪٫‬م ُُّؾ َ ْ‬
‫ا‪٢‬بق ىو اهلل ‪ ،‬وا‪١‬بائز ىو ا‪٣‬بلق ‪.‬‬
‫اهلل ىو الوجود ‪ ،‬والباطل ىو العدـ ‪.‬‬
‫فبل قياـ للجائز (ا‪٣‬بلق) إال بإٯباد اهلل لو ‪.‬‬
‫وإف شئت قلت ‪ :‬إال بتجل اهلل عليو ‪.‬‬
‫وإف شئت قلت ‪ :‬إال بظهور اهلل فيو ‪.‬‬
‫وإف شئت قلت ‪ :‬إال بوجود اهلل فيو ‪.‬‬

‫[ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ] {ا‪٢‬بجر ‪:‬‬ ‫قاؿ تعأب ‪:‬‬


‫‪ ، ٕٜ‬ص ‪ٓ . }ٕٚ :‬ب يستوجب آدـ ‪ ‬السجود لو إال بعد أف سواه اهلل‬
‫تعأب ‪ ،‬ونفخ فيو من روحو ‪ .‬والتسوية ىي هتيئة احملل لقبوؿ الروح ‪.‬‬
‫فالسجود كاف هلل ُب آدـ ‪. ‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم وأ‪ٞ‬بد وابن ماجة وابن حباف وأبو يعلى وابن أيب شيبة والبيهقي ُب‬
‫الشعب والسنن وابن راىويو وا‪٢‬بميدي والَبمذي ُب الشمائل عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 32 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىتمكود‬
‫‪‬‬

‫وهلل در من قاؿ ‪:‬‬

‫وء ا َّ‪٬‬م ِذي ُه َق َكؤمِ ُع‬ ‫َو َأ ْك َ‬


‫ً ِبو ا‪ٚ‬مَ ُ‬ ‫ول إِٓ َ‪٫‬م َث ْؾ َج ٍي‬ ‫اخل ْؾ ُؼ ّم ا‪٬‬م ِّتؿ َث ِ‬
‫ْ‬ ‫َو َمو َ‬

‫ا‪٬‬م‪٧‬مائِ ُع‬ ‫ٍ‬


‫َو َ‪٨‬م ُ‪ٜ‬م آن ّم ُ٘م ْؽ ٍؿ َد َ‪٣‬م ْت ُف َّ َ‬ ‫قؼـَو ‪٨‬مَ ُ‪ٜ‬م َموئِ ِف‬ ‫ومو ا‪٬‬م َّث ْؾٍ ّم َ ْحت ِؼ ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬
‫وء َوإَ ْم ُر َو ِا‪٪‬م ُع‬ ‫قضع ٘م ْؽؿ ا‪ٚ‬مَ ِ‬
‫َو ُي َ ُ ُ ُ‬ ‫َو َ‪٬‬مؽِ ْـ ٔمِ َذ ِ‬
‫وب ا‪٬‬م َّث ْؾٍِ ُي ْر َ‪٩‬م ُع ُ٘م ْؽ ُؿ ُف‬
‫ً َو ُه َق َ‪٣‬مـْ ُف َّـ َ‪ٟ‬مو‪١‬مِ ُع‬ ‫و‪٩‬مِ ِ‬
‫قف َٕم َ‬
‫ال‪٠‬م ْ‬ ‫َ‬ ‫ا٘م ِد ا‪٬‬م َب َفو‬
‫ً إَ ْضدَ اد ّم و ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ َتؿع ِ‬
‫َّ َ‬

‫[ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ] {الفرقاف ‪. }ٕ :‬‬ ‫قاؿ تعأب ‪:‬‬

‫‪ ‬فا‪٣‬بلق ىو تقدير الثلج من ا‪٤‬باء ‪ .‬أو ىو إعطاء ا‪٤‬باء حكم الثلج ‪.‬‬
‫‪ ‬فالثلج ىو العبودية ‪ ،‬وا‪٤‬باء ىو الربوبية ‪.‬‬
‫‪ ‬وسرياف ا‪٤‬باء ُب الثلج ‪ ،‬ىو سرياف وجود ا‪٢‬بق ُب ا‪٣‬بلق ‪ ،‬ا‪٤‬بعرب عنو‬
‫[ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ] {ا‪٢‬بجر ‪ ، ٕٜ :‬ص ‪. }ٕٚ :‬‬ ‫بقولو تعأب ‪:‬‬

‫‪ ‬وذوب الثلج ‪ ،‬ىو ا‪٤‬بعرب عنو بانتهاء الدورة ا‪٣‬بلقية الكربى ‪ ،‬وفناء ا‪٣‬بلق‬
‫ُب ا‪٢‬بق ‪ ،‬أو رجوع قطرة ا‪٣‬بلق إٔب ٕبر األحدية ‪.‬‬

‫فا‪٣‬بلق ‪ :‬حقيقتو أو (باطنو) ماء ‪ ،‬ومظهره أو (ظاىره) ثلج ‪[ :‬ﯴ ﯵ‬

‫ﯶ ﯷ ﯸﯹ ] {ا‪٢‬بديد ‪. }ٖ :‬‬

‫‪- 33 -‬‬ ‫‪‬‬


‫تمكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫فالكوف كلو ظلمة ‪ ،‬وإ٭با أناره ظهور ا‪٢‬بق فيو ‪.‬‬


‫فمن رأى الكوف ‪ ،‬وٓب يشهده فيو ‪ ،‬أو عنده ‪ ،‬أو قبلو ‪ ،‬أو بعده ‪ ،‬فقد‬
‫وح ِجبت عنو مشوس ا‪٤‬بعارؼ بسحب اآلثار ‪.‬‬‫أعوزه وجود األنوار ‪ُ ،‬‬
‫تكوف عن القدرة ‪ .‬فبل تنحجب ٗبا كاف ‪،‬‬
‫فاآلثار ىي ال َك ْو ُف ‪ .‬وال َك ْو ُف ىو ما َّ‬
‫عن َم ْن َك َّونَو ‪[ .‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ] {األنعاـ ‪[ . }ٜٔ :‬ﭺ ﭻﭼ ﭽ‬

‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ] {األنعاـ ‪. }ٜٔ :‬‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬

‫ﮡ ] {البقرة ‪. }ٔٔ٘ :‬‬

‫[ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ] {ا‪٢‬بديد ‪. }ٗ :‬‬ ‫وقاؿ تعأب ‪:‬‬

‫َح ِّدد بصر اإلٲباف ‪٘ ،‬بد اهلل ُب كل شيء ‪ ،‬وعند كل شيء ‪ ،‬ومع كل‬
‫شيء ‪ ،‬وقبل كل شيء ‪ ،‬وبعد كل شيء ‪ ،‬وفوؽ كل شيء ‪ ،‬و‪ٙ‬بت كل‬
‫شيء ‪ ،‬وقريباً من كل شيء ‪ ،‬و‪٧‬بيطاً بكل شيء ‪ ،‬بقرب ىو وصفو ‪،‬‬
‫وٕبيطة ىي نعتو ‪ .‬وعُد عن الظرفية وا‪٢‬بدود ‪ ،‬وعن األماكن وا‪١‬بهات ‪،‬‬
‫وعن الصحبة والقرب با‪٤‬بسافات ‪ ،‬وعن الدور با‪٤‬بخلوقات ‪ ،‬وا‪٧‬بق الكل‬
‫[ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ] {ا‪٢‬بديد ‪. }ٖ :‬‬ ‫بوصفو تعأب ‪:‬‬

‫‪- 34 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىتمكود‬
‫‪‬‬

‫َ‪ٜ‬م ُه] (ٔ) ‪ .‬وىو تعأب ال‬ ‫َون اهللُ ‪َ ،‬و ََل ْ َيؽ ُْـ َ ْ‬
‫ر ٌء ‪٨‬م ْ ُ‬ ‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪٫[ : ‬م َ‬
‫يتغّب ‪ :‬فهو اآلف على ما عليو كاف ‪.‬‬
‫فليس ٍب ىنالك إال اهلل ‪ ،‬و٘بلياتو ‪.‬‬
‫وإف شئت قلت ‪ :‬ليس ٍب ىنالك إال اهلل ‪ ،‬وأ‪٠‬بائو ا‪٢‬بسُب ‪ .‬وىو قولو‬
‫[ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ] {األعراؼ ‪. }ٔٛٓ :‬‬ ‫تعأب ‪:‬‬

‫فمسمى ا‪٣‬بلق ‪ :‬ىو أ‪٠‬باء اهلل ا‪٢‬بسُب الٍب دعا النيب ‪ ‬هبا اهلل تعأب ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ؽ‪:‬‬ ‫حيث قاؿ ‪َ [ :‬أ ْ‪ٟ‬م َل ُ‪٬‬م َ‬
‫ؽ ٔمِؽ ُِّؾ ْا‪ٟ‬م ٍؿ ُه َق َ‪٬‬م َ‬

‫ً ٔمِ ِف َك ْػ َس َؽ ‪.‬‬
‫‪َٟ ‬م َّؿ ْق َ‬

‫‪َ ‬أ ْو َ‪٣‬م َّؾ ْؿ َت ُف َأ َ٘مدً ا ِم ْـ َ‪ٙ‬م ْؾ ِؼ َؽ ‪.‬‬

‫‪َ ‬أ ْو َأ ْك َز ْ‪٬‬م َت ُف ِّم ‪٫‬مِتَؤمِ َ‬


‫ؽ‪.‬‬

‫ٔ ‪ -‬هبذا اللفظ رواه البخاري ُب صحيحو والبيهقي ُب السنن وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية وابن أيب‬
‫عاصم ُب األوائل وا‪٤‬بزي ُب هتذيب الكماؿ عن عمراف بن حصْب ‪ . ‬وبلفظ ‪:‬‬
‫[ َ‪٫‬م و َن اهللُ َو ‪٬‬مَقْ َس َر ٌء َ‪٨‬م ُ‪ٜ‬مه] رواه ابن حباف ُب صحيحو عن عمراف بن حصْب ‪. ‬‬
‫َون اهللُ َوَٓ َ ْ‬
‫ر َء َ‪٨‬م ْ ُ‪ٜ‬م ُه] رواه النسائي والطرباين ُب الكبّب وابن أيب شيبة ُب‬ ‫وبلفظ ‪٫[ :‬م َ‬
‫كتاب العرش وابن خزٲبة ُب التوحيد عن عمراف بن حصْب ‪ ، ‬ورواه ابن جرير‬
‫وابن ا‪٤‬بنذر وابن حباف وأبو الشيخ ُب العظمة وا‪٢‬باكم (وصححو) وابن مردويو عن‬
‫بريدة ‪. ‬‬

‫‪- 35 -‬‬ ‫‪‬‬


‫تمكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪َ ‬أ ْو ْا‪ٟ‬مت َْل َٖم ْر َت ٔمِ ِف ِّم ِ‪٣‬م ْؾ ِؿ ا ْ‪٬‬م َغ ْق ِى ِ‪٣‬مـْدَ َك‪ ]...‬ا‪٢‬بديث (ٔ) ‪.‬‬

‫فأ‪٠‬باء اهلل ليست ىي األ‪٠‬باء ا لواردة ُب الكتاب والسنة فقط ‪ ،‬بل ىي‬
‫وعرفك بنفسو أنو متجل فيو ‪ ،‬فهو‬
‫اسم كل شيء ٘بلى اهلل لك فيو ‪َّ ،‬‬
‫اسم لو تعأب ُب حقك أنت فقط ‪ ،‬كما قاؿ تعأب ُب قصة موسى‬
‫‪[ : ‬﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽‬

‫﮾ ﮿ ﯀﯁﯂ ﯃﯄﯅﯆﯇﯈ ﯉ ﯊ ﯋‬
‫﯌ ﯍ ﯎﯏ ﯐ ﯑ ﯒ ﯓ ﯔ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ]‬
‫{ طػو ‪. }) ٔٗ – ٔٓ( :‬‬

‫فلم يعلم موسى ‪ ‬أف النار ىي مظهر لتجلي اهلل تعأب ‪ ،‬إال عندما‬
‫عَ َّرفَوُ تعأب بنفسو فيها ! ‪ .‬وىذا ‪٤‬بوسى ‪ ‬فقط ‪ ،‬وليس للمحيطْب‬
‫بو ‪ ،‬حيث كاف أىلو معو ‪ ،‬فليس ‪٥‬بم ىذا التجلي ‪.‬‬
‫وهلل در من قاؿ ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب األ‪٠‬باء والصفات وابن حباف وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين ُب الكبّب‬
‫وُب الدعاء وابن أيب شيبة وأبو يعلى والبزار وابن السِب ُب عمل اليوـ والليلة عن عبد اهلل بن‬
‫مسعود ‪ . ‬وقاؿ ابن حجر ُب فتح الباري ‪ :‬صححو ابن حباف ‪.‬‬

‫‪- 36 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىتمكود‬
‫‪‬‬

‫قى َ‪١‬مالئِ ُع‬ ‫‪٬‬مؾحبِ ِ‬


‫مرأى َ‬
‫ً‬ ‫‪٩‬مػل ‪٫‬م ُِّؾ‬ ‫ْجو‪٬‬مِ ِفِ‬ ‫ِ‬
‫َ َت َّ‪ٛ‬م َ٘مبقبل ّم َم َرائل َ َ‬
‫‪ٟ‬مَمء َ‪٩‬م ُف َّـ َم َطو‪٬‬مِ ُع‬
‫ٕمَسؿك ٔمِ َل ٍ‬
‫َ ّ‬ ‫َ‪٩‬م َؾ َّم َٕم َبدَّ ى ُ٘مسـُ ُف ُم َتـ َِّق‪٣‬م ًو‬
‫أٖمور َمـ ُه َق َصوكِ ُع‬ ‫ُ‬ ‫َ‪٩‬م َذ‪٬‬مِؽ ُُؿ‬ ‫قف آ َٖم َور َو ْص ِػ ِف‬ ‫و َأٔمر َز ِمـْف ‪٩‬مِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َْ‬
‫ا‪٬‬مذات واهلل َٗم ِوم ُع‬
‫ِ‬ ‫‪٥‬م‬
‫َقن َ‪٣‬م ُ‬
‫ُه َق ا‪٬‬مؽ ُ‬ ‫َ‪٩‬م َلوصو ُ‪٩‬م ُف َواإل ُ‬
‫‪ٟ‬مؿ َوإَ َٖم ُر ا َّ‪٬‬مذي‬
‫سؿقع َومو َٖم َّؿ َ‪ٟ‬م ِوم ُع‬
‫ٌ‬ ‫َومو َٖم َّؿ َم‬ ‫َ‪٩‬مَم َٖم َّؿ ِمـ َر ٍء ِ‪ٟ‬مقى اهللِ ّم ا َ‪٬‬مق َرى‬

‫فسيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬ىو حقيقة ا‪٢‬بقائق ‪ ،‬الٍب ىي للحق من وجو ‪ ،‬ومن‬


‫الوجو اآلخر ىي للخبلئق ‪.‬‬
‫‪ ‬فوجهو ‪ ‬الذي للحق ‪ :‬ىو كونو نور اهلل الذاٌب ‪.‬‬
‫‪ ‬ووجهو ‪ ‬الذي للخلق ‪ :‬ىو رسالتو وبشريتو ‪ ،‬وكونو أسوة للخبلئق‬
‫ُب معراجهم للحقائق ‪.‬‬

‫‪- 37 -‬‬ ‫‪‬‬


‫تمكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫فمن حيث نورانيتو ‪: ‬‬

‫‪ ‬نص الكتاب على أف رسوؿ اهلل ‪ ‬نور ‪.‬‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ]‬


‫{ا‪٤‬بائدة ‪. }ٔ٘ :‬‬

‫فالنور ‪ :‬ىو رسوؿ اهلل ‪ ، ‬والكتاب ‪ :‬ىو القرآف الكرًن ‪.‬‬


‫وكما أف القرآف غّب ‪٨‬بلوؽ ‪ ،‬فنور سيدنا ‪٧‬بمد ‪ - ‬من حيث أنو نور اهلل‬
‫الذاٌب ‪ -‬فهو غّب ‪٨‬بلوؽ ‪.‬‬
‫نور سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬ىو روحو ‪ ،‬وىو ‪ ‬كلو روح ‪ ،‬وروحو ‪ ‬من اهلل ‪.‬‬
‫والنور ‪ ،‬ال يُرى ‪ ،‬ولكن تُرى بو األشياء ‪.‬‬
‫‪ ‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ٓ[ : ‬م َو ْ‪٪‬م ًٌ َم َع اهللِ ‪َ ٓ ،‬ي َس ُعـل ‪٩‬مِ ِقف َ‪٨‬م ْ ُ‪ٜ‬م َرِب] وُب‬
‫ً مع اهللِ ‪ ٓ ،‬يسعـل ‪٩‬مِ ِ‬
‫قف َم َؾ ٌ‬
‫ؽ ُم َؼ َّر ٌب ‪َ ،‬وٓ َك ٌ‬
‫بل‬ ‫ََ ُ‬ ‫رواية ‪ٓ[ :‬م َو ْ‪٪‬م ٌ َ َ‬
‫ُم ْر َ‪ٟ‬م ٌؾ] (ٔ) ‪.‬‬
‫َبل ُم ْر َ‪ٟ‬م ٌؾ]‪ .‬قاؿ فيو العجلوين‬ ‫ً َم َع اهللِ ‪َ ٓ ،‬ي َس ُعـل ‪٩‬مِ ِقف َم َؾ ٌ‬
‫ؽ ُم َؼ َّر ٌب ‪َ ،‬وٓ ك ٌ‬ ‫ٔ‪ -‬حديث ‪ٓ[ :‬م َو ْ‪٪‬م ٌ‬
‫ُب كشف ا‪٣‬بفاء ُب ا‪٢‬بديث رقم ‪ : ٕٜٔ٘‬ىو ُب رسالة القشّبي بلفظ ‪ٓ[ :‬م َو ْ‪٪‬م ٌ‬
‫ً َم َع‬
‫اهللِ ‪َ ٓ ،‬ي َس ُعـل ‪٩‬مِ ِقف َ‪٨‬م ْ ُ‪ٜ‬م َرِب] ويقرب منو ما رواه الَبمذي ُب مشائلو والطرباين ُب الكبّب‬
‫والبيهقي ُب الدالئل والشعب وابن راىويو ُب مسنده عن علي كرـ اهلل وجهو ُب حديث ‪:‬‬
‫َاء ‪ُٗ :‬م ْز ًءا هللِ ‪َ ،‬و ُٗمزْ ًءا َِٕ ْهؾِ ِف ‪َ ،‬و ُٗم ْز ًءا =‬
‫َون ‪ -  -‬إِ َذا َأوى إِ َ‪٦‬م مـ ِْز‪٬‬مِ ِف ٗم َّز َأ د ُ‪ٙ‬مق َ‪٬‬مف َٖم َال َٖم َي َأٗمز ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫[‪٫‬م َ‬

‫‪- 38 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىتمكود‬
‫‪‬‬

‫فبل يستطيع أحد أف يدرؾ ما عليو روح رسوؿ اهلل ‪ . ‬ولكن غاية‬
‫الغايات ألعظم األولياء ىي الفناء ُب رسوؿ اهلل ‪ ، ‬والفناء فيو ‪ ‬ليس‬
‫‪‬‬‫إدراكا ‪ .‬إذ ال إدراؾ ُب الفناء ‪.‬‬
‫قل ‪[ :‬إِ َّن‬ ‫هلل ‪َ ‬ي ُٺم ُ‬ ‫قل ا ِ‬ ‫‪ ‬عن عبد اهلل بن عمرو ‪ ‬قاؿ ‪٠َ :‬م ِٽم ْٷم ُډم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ُقر ِه ‪٩َ :‬م َؿ ْـ‬
‫اهللَ ‪٣َ -‬مزَّ َو َٗم َّؾ ‪َٙ -‬م َؾ َؼ َ‪ٙ‬م ْؾ َؼ ُف ِّم ُ‪٢‬م ْؾ َؿ ٍي ‪٩َ ،‬م َل ْ‪٬‬م َؼك َ‪٣‬م َؾ ْق ِف ْؿ ِم ْـ ك ِ‬

‫ػ‬ ‫قل َٗم َّ‬‫ؽ َأ ُ‪٪‬م ُ‬ ‫ُّقر ْاهتَدَ ى ‪َ ،‬و َم ْـ َأ ْ‪ٙ‬م َط َل ُه َض َّؾ ‪٩َ .‬مؾِ َذ‪٬‬مِ َ‬ ‫َأ َصو َٔم ُف ِم ْـ َذ‪٬‬مِ َؽ ا‪٬‬مـ ِ‬

‫‪‬‬ ‫ا ْ‪٬‬م َؼ َؾ ُؿ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‪٣‬م ْؾ ِؿ اهللِ] (ٔ) ‪.‬‬

‫فكاف ا‪٣‬بلق كلو ُب ظلمة العدـ ‪:‬‬


‫‪ -‬وٓب ٱبرج إٔب الوجود إال بشفاعة رسوؿ اهلل ‪. ‬‬
‫‪ -‬و‪٤‬با خرج إٔب الوجود ؛ ما ظهر إال بنور ا‪٤‬بصطفى ‪. ‬‬

‫ورضي اهلل عن اإلماـ البوصّبي حيث وصف رسوؿ اهلل ‪ ‬بقولو ‪:‬‬

‫= ‪٬‬مِـَ ْػ ِس ِف ‪ُٖ ،‬م َّؿ َٗمز ََّأ ُٗم ْز َأ ُه َٔمقْـَ ُف َو َٔم ْ َ‬


‫‪٥‬م ا‪٬‬مـَّو ِ‬
‫س] كذا ُب الآللئ ‪ ،‬وزاد فيها ‪ :‬ورواه ا‪٣‬بطيب‬
‫بسند قاؿ فيو ا‪٢‬بافظ الدمياطي أنو على رسم الصحيح ‪ .‬وىذا ا‪٢‬بديث أورده ا‪٢‬بافظ عبد‬
‫الرؤوؼ ا‪٤‬بناوي ُب كتابو فيض القدير بشرح ا‪١‬بامع الصغّب بدوف إسناد ُب شرح ا‪٢‬بديث‬
‫رقم ‪. ٖٗٚٚ‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وحسنو والبزار وأ‪ٞ‬بد (وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬رجاؿ أ‪ٞ‬بد ثقات) وابن حباف والبيهقي‬
‫‪‬‬‫وا‪٢‬باكم وصححو (وقاؿ الذىيب ‪ :‬ال علة لو) وابن عساكر والطيالسي ‪.‬‬

‫‪- 39 -‬‬ ‫‪‬‬


‫تمكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫ؽ ِ‪٣‬م ْؾ َؿ ا‪٬‬م َّؾ ْقحِ وا‪٬‬م َؼ َؾ ِؿ‬ ‫و ِمـ ‪٣‬م ُؾ ِ‬


‫قم َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‪٩‬منِ َّن م ْـ ُٗمقد َك ا‪٬‬مدُّ ْكقو َ َّ‬
‫وَض َتــــو‬

‫وضرهتا ‪ :‬أي اآلخرة ‪.‬‬


‫فهو ‪ ‬سبب وجود الدنيا واآلخرة ‪ .‬فما ظهرا إال عنو ‪ ، ‬وما ظهرا إال‬
‫بػػو ‪ ، ‬ومػػا ظه ػرا إال ألجل ػو ‪ . ‬وُروي عػػن عمػػر بػػن ا‪٣‬بطػػاب ‪ ‬أنػػو‬
‫ؽ‬‫‪ٞ‬مفَ آ َد ُم اخلطِقئَ َي ‪٪َ ،‬م َول ‪َ :‬يو َر ِّب َأ ْـ‪ٟ‬م لَ‪٬‬مُ َ‬
‫قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ٚ[ : ‬مو ا ْ‪٪‬م َ َ‬
‫ُم َّؿـ دً ا َو ََل ْ‬ ‫ُم َّؿـ ٍد ‪ٚ‬مَ ـو َ‪٨‬م َػـ ْر َت ِٓم ‪٩َ ،‬م َؼـ َول اهللُ ‪َ :‬يـ و آ َد ُم ‪َ ،‬و َ‪٫‬م ْق ـػَ َ‪٣‬م َر ْ‪٩‬مـ َ‬
‫ً َُ‬ ‫ٔمِ َحــ ِّؼ ُ َ‬
‫ؽ‪،‬‬ ‫ً ِ َّّم مِـ ْـ ُرو٘مِـ َ‬ ‫َّؽ ‪ٚ‬مَو ‪ٙ‬مَ َؾ ْؼتَـِل ٔمِ َق ِد َك ‪َ ،‬و َك َػخْ َ‬
‫َأ‪ٙ‬مْ ُؾ ْؼ ُف ؟ َ‪٪‬م َول ‪َ :‬يو َر ِّب ‪َٕ ،‬ك َ‬
‫ش َم ْؽتُق ًٔمـ و ‪ َٓ :‬إِ‪٬‬مَ ـ َف إِ َّٓ اهللُ ُ َ‬
‫ُم َّؿـ دٌ‬ ‫‪ٛ‬م َ‪٪‬مـ َقائِ ِؿ ا‪٬‬مْ َعـ ْر ِ‬‫ً َ‪٣‬مـ َ َ‬ ‫ً َر ْأ ِد ‪٩َ ،‬م َر َأ ْيـ ُ‬ ‫َر َ‪٩‬م ْعـ ُ‬
‫ـول‬‫ـؽ ‪٩َ ،‬م َؼ َ‬ ‫ـى اخل ْؾ ِـؼ إِ َ‪٬‬م ْق َ‬‫ؽ إِ َّٓ َأ َ٘م َّ‬ ‫ػ إِ َ‪٦‬م ْا‪ٟ‬م ِؿ َ‬ ‫َّؽ ََل ْ ٕم ُِض ْ‬
‫ً َأك َ‬ ‫قل اهللِ ‪٩َ .‬م َعؾِ ْؿ ُ‬ ‫َر ُ‪ٟ‬م ُ‬
‫ـؽ ‪.‬‬ ‫ى اخل ْؾ ِؼ إِ َ َّٓم ‪ ،‬ا ْد ُ‪٣‬مـِـل ٔمِ َح ِّؼ ِـف ‪٩َ ،‬م َؼـدْ َ‪٨‬م َػ ْـر ُت َ‪٬‬م َ‬
‫ً َيو آ َد ُم ‪ ،‬إِ َّك ُف ََٕ َ٘م ُّ‬‫اهللُ ‪َ :‬صدَ ْ‪٪‬م َ‬
‫َو‪٬‬مَ ْقَٓ ُ َُم َّؿدٌ َمو ‪ٙ‬مَ َؾ ْؼت َُؽ] (ٔ) ‪.‬‬
‫أما قولو ‪ ‬أف مػن علومػو ‪ ‬علػم اللػوح والقلػم ؛ فيشػرحو ا‪٢‬بػديث ا‪٤‬بػروي‬
‫چمس ‪٤َ ‬م ِـ ا٭مپمَبِ ِّل ‪٫َ ‬م َچمل ‪ٚ[ :‬مو َ‪ٙ‬م َؾ َؼ اهللُ ا ْ‪٬‬م َؼ َؾ َؿ ‪٪َ ،‬م َول َ‪٬‬م ُف ‪ :‬ا ْ‪٫‬مت ُْى ‪.‬‬
‫َ‪٤‬مـ ا ْٕم ِـ َ‪٤‬م َب ٍ‬

‫ٔ‪ -‬رواه ا‪٢‬باكم )وصححو( واللفظ لو والطرباين ُب األوسط والصغّب وأبو نعيم والبيهقي‬
‫كبلٮبا ُب الدالئل وابن عساكر عن عمر بن ا‪٣‬بطاب ‪ . ‬وروى الديلمي عن ابن‬
‫ً َ‬
‫الـَّ ُي ‪َ ،‬و ‪٬‬مَ ْق َ‬
‫ٓك َمو‬ ‫ٓك ‪ٚ‬مو ‪ٙ‬مُ ؾ ِ َؼ ِ‬ ‫عباس ‪ ‬مرفوعا ‪[ :‬أَ َٕموين ِٗم ْ ِ‬
‫‪ٝ‬م يؾ َ‪٩‬م َؼ َول ‪َ :‬يو ُُمَ َّؿ دُ ‪٬‬مَ ْق َ‬

‫‪ٙ‬مُ ؾِ َؼ ًِ ا‪٬‬مـَّو ُر] ‪.‬‬


‫‪‬‬

‫‪- 41 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىتمكود‬
‫‪‬‬

‫ا‪٬‬مسو َ‪٣‬م ِي] (ٔ) ‪ .‬وىذا ا‪٢‬بديث فيو ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‪٩‬م َج َرى ٔمِ ََم ُه َق ‪٫‬مَوئ ٌـ إِ َ‪٦‬م ‪٪‬م َقو ِم َّ‬
‫‪ -‬أف علم القلم ‪ ،‬يقتصر على ما ىو كائن ‪ ،‬حٌب قياـ الساعة فقط ‪.‬‬
‫‪ -‬بينما علم رسوؿ اهلل ‪ ، ‬يتضمن ‪ -‬زيادة عن العلم الذي كتبو‬
‫القلم ُب اللوح ‪ -‬علمو ‪ٗ ‬با ٓب يكن لو كاف كيف كاف يكوف ‪،‬‬
‫‪٥‬م َأ ْ‪٢‬م ُف ِر‪٫‬م ُْؿ ‪َ ،‬م و َ٘م َّؾ ‪٬‬مَ ُف إِٓ‬ ‫كقولو ‪[ : ‬واهللِ ‪٬‬مَ ْق ‪٫‬مَو َن ُم َ‬
‫ق‪ٟ‬مك َ٘مقًّو َٔم ْ َ‬
‫َأ ْن َي َّتبِ َعـِل] (ٕ) ‪.‬‬

‫‪ ‬بل إف علمو ‪ ‬يتجاوز ذلك حٌب انتهاء الدورة ا‪٣‬بلقية الكربى ‪ ،‬وىو‬
‫قولو تعأب لو ‪[ : ‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ] {طو ‪ . }ٔٔٗ:‬وقولو تعأب لو‬
‫‪[ : ‬ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ] {النَّجم ‪ . }ٕٗ:‬على ما سيأٌب بيانو فيما يلي‬
‫ٔ‪ -‬رواه الطرباين ُب الكبّب (وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬رجالو ثقات) والطرباين ُب األوائل وعبد اهلل بن أ‪ٞ‬بد‬
‫ُب السنة عن ابن عباس ‪ ‬مرفوعا ‪ .‬ورواه عبد الرزاؽ والفريايب وسعيد بن منصور وعبد بن‬
‫‪ٞ‬بيد وابن جرير وابن ا‪٤‬بنذر وابن مردويو وابن أيب حاًب وأبو الشيخ ُب العظمة وا‪٢‬باكم‬
‫وصححو والبيهقي ُب األ‪٠‬باء والصفات وا‪٣‬بطيب ُب تارٱبو والضياء ُب ا‪٤‬بختارة عن ابن‬
‫عباس ‪ ‬موقوفا ‪ .‬ورواه البخاري ُب تارٱبو وابن جرير وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية والطرباين ُب‬
‫مسند الشاميْب عن عبادة بن الصامت ‪ . ‬وا‪٢‬بكيم الَبمذي عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫والطرباين ُب مسند الشاميْب عن ابن عمر ‪ . ‬وا‪٣‬بطيب ُب تارٱبو عن علي بن أيب طالب‬
‫كرـ اهلل وجهو ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد وأبو يعلى وابن أيب شيبة والبيهقي ُب الشعب والديلمي وأبو النصر السجزي ُب‬
‫اإلبانة عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫‪‬‬

‫‪- 41 -‬‬ ‫‪‬‬


‫تمكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫من ىذا الكتاب إف شاء اهلل تعأب ‪.‬‬

‫[ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ] {األنبياء ‪. }ٔٓٚ :‬‬ ‫‪ ‬قاؿ تعأب ‪:‬‬

‫وقاؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬إِك َََّم َأكَو َر ْ َ‬


‫ْح ٌي ُم ْفدَ ا ٌة] (ٔ) ‪.‬‬

‫وىذه‬ ‫[ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ] {األعراؼ ‪. }ٔ٘ٙ :‬‬ ‫وقاؿ تعأب ‪:‬‬


‫الر‪ٞ‬بة الٍب وسعت كل شيء أ‪٠‬باىا ‪٧‬بمدا ‪.‬‬
‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ] وقاؿ ‪[ :‬ﮐ ﮑ ﮒ‬

‫فكل مربوب هلل تعأب ‪ ،‬فهو مرحوـ‬ ‫ﮓ ﮔ] {األنبياء ‪. }ٔٓٚ :‬‬

‫برسوؿ اهلل ‪ . ‬وكاف افتتاح الر‪ٞ‬بة ‪ :‬ىو شفاعتو ‪ُ ‬ب إخراج ا‪٣‬بلق من‬
‫العدـ ‪ .‬وختامها ‪ :‬ىو الشفاعة ُب رجوع قطرة ا‪٣‬بلق إٔب ٕبر ا‪٢‬بق ‪ُ ،‬ب انتهاء‬
‫الدورة ا‪٣‬بلقية الكربى ‪.‬‬
‫فالدورة الخلقية الصغرى ‪ :‬بدايتها الوالدة ‪ ،‬وهنايتها ا‪٤‬بوت ‪.‬‬
‫والدورة الخلقية الوسطى ‪ :‬بدايتها ا‪٤‬بيثاؽ ‪ :‬يوـ ألست بربكم ‪ ،‬وهنايتها‬
‫ا‪١‬بنة أو النار ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه البيهقي ُب الدالئل والشعب والدارمي وا‪٢‬باكم وصححو وابن أيب شيبة وابن‬
‫عساكر ‪ .‬وبلفظ ‪ُٔ [ :‬م ِع ْث ًُ َر ْ َْح ًي ُم ْفدَ ا ًة] رواه الطرباين ُب الكبّب واألوسط والصغّب والبزار‬
‫وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬رجاؿ البزار رجاؿ الصحيح ‪.‬‬

‫‪- 42 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىتمكود‬
‫‪‬‬

‫أما الدورة الخلقية الكبرى ‪ :‬فبدايتها التعْب ُب علم اهلل ‪ ،‬وهنايتها رجوع‬
‫القطرة إٔب البحر ‪.‬‬

‫‪- 43 -‬‬ ‫‪‬‬


‫تمكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫وأما من حيث بشريتو ‪: ‬‬

‫ون ‪٪َ ،‬مدْ ْا‪ٟ‬متَدَ َار ‪٫ ،‬م ََف ْقئَتِ ِف ‪َ ،‬ي ْق َم َ‪ٙ‬م َؾ َؼ ا ُ‬
‫هلل‬ ‫فقد ورد عنو ‪ ‬أنو قاؿ ‪[ :‬إِ َّن ا‪٬‬مز ََّم َ‬
‫ات َو ْإَ ْر َض] (ٔ) ‪ .‬فما زاؿ فلك النبوة دائراً ‪ ،‬إٔب أف عاد األمر‬ ‫ا‪٬‬مسؿق ِ‬
‫َّ َ َ‬
‫من حيث بدأ ‪ ،‬وختم ٗبن لو كماؿ االصطفاء ‪ ،‬فهو الفاتح ا‪٣‬باًب ‪ ،‬نور‬
‫األنوار ‪ ،‬وسر األسرار ‪ ،‬وا‪٤‬ببجل ُب ىذه الدار ‪ ،‬أعلى ا‪٤‬بخلوقات منارا ‪،‬‬
‫وأ‪ٛ‬بهم فخارا ‪.‬‬
‫فلما انتهى الزماف باالسم الباطن ‪ُ ،‬ب حق سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬إٔب وجود‬
‫جسمو الشريف ‪ ،‬وارتباط الروح بو ‪ ،‬انتقل حكم الزماف ُب جريانو إٔب‬
‫االسم الظاىر ‪ ،‬فظهر سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬بذاتو جسماً وروحاً ‪.‬‬
‫‪ ‬فقبل زماف بعثتو ‪ ‬كاف معلوما للرسل واألنبياء فقط ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪:‬‬
‫[ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬

‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳‬
‫﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾] {آؿ عمراف ‪. }ٛٔ :‬‬

‫ٔ‪ -‬أخرجو البخاري ومسلم وأ‪ٞ‬بد وأبو داود والنسائي وابن أيب عاصم والطرباين ُب األوسط وأبو‬
‫عوانة وابن أيب حاًب وابن حباف وابن مردويو والبيهقي والبزار وابن منده ُب التوحيد عن أيب‬
‫بكرة ‪ . ‬وابن أيب حاًب وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن ابن عمر ‪. ‬‬

‫‪- 44 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىتمكود‬
‫‪‬‬

‫وأنبأت الرسل بو أقوامهم ‪ ،‬حٌب كانوا يعرفونو ‪ ،  ،‬كما يعرفوف‬


‫أبناءىم ‪ ،‬كما ُب قولو تعأب ‪ [ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬

‫ﭖ ﭗﭘ ] {البقرة ‪ ، ٔٗٙ:‬األنعاـ ‪ [ . }ٕٓ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬

‫ﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜ ﭝﭞﭟﭠﭡ ﭢﭣﭤﭥ‬

‫ﭦ ﭧ ﭨﭩ ] َّ‬
‫{الص ف ‪. }ٙ :‬‬

‫و‪٤‬با بُعِث ‪ ، ‬كانت بعثتو للعاـ وا‪٣‬باص ‪ ،‬واألسود واأل‪ٞ‬بر ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪:‬‬
‫[ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ] {سبأ ‪ . }ٕٛ :‬وقاؿ ‪: ‬‬
‫ْح ِر َو ْإَ ْ‪ٟ‬م َق ِد] (ٔ) ‪.‬‬
‫َّوس ‪٫‬مَو َّ‪٩‬م ًي ؛ ْإَ ْ َ‬ ‫[ ُٔم ِعثْ ُ‬
‫ً إِ َ‪٦‬م ا‪٬‬مـ ِ‬

‫كما بُعث النيب ‪ ‬للجن ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬

‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ] {األحقاؼ ‪. }ٕٜ :‬‬

‫كما بُعث النيب ‪ ‬للنبات ‪٫َ .‬م َچمل أ‪٤‬مرايب ٭مټمپمبل ‪َ ... : ‬و َٱم ْـ َي ْٲم َٿمدُ َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م َٱمچم‬
‫قل اهللِ ‪َ ، ‬و ِه َك ٕمِ َٲمچم‪٢‬مِ ِئ‬ ‫ِِ‬
‫ا‪٬‬مس َؾ َؿ ُي] ‪٪َ .‬مدَ َ‪٤‬م َ‬
‫چمهچم َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫قل؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪َ [ : ‬هذه َّ‬ ‫َٖم ُٺم ُ‬
‫تدا إَر َض َ‪ٚ‬مد ا ا ‪ٙ ،‬مََك َ‪٫‬مچمٱم ْډم ٕم َ ِ‬ ‫ا ْ٭مق ِ‬
‫ادي ‪٪َ ،‬م َڂم ْ‪٫‬م َب َټم ْډم َ ُ‬
‫‪٦‬م َيدَ ْيف ‪٪َ ، ‬م ْ‬
‫چم‪٠‬مَ َْٲم َٿمدَ َهچم‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد والطرباين ُب الكبّب وا‪٢‬بكيم الَبمذي وابن مردويو عن ابن عباس ‪ . ‬والطرباين ُب‬
‫الكبّب وا‪٢‬بكيم الَبمذي عن ابن عمر ‪ . ‬والطرباين ُب األوسط عن جابر ‪. ‬‬

‫‪- 45 -‬‬ ‫‪‬‬


‫تمكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫السلَ َمةُ ‪ :‬نوع من الشجر (ٔ) ‪.‬‬


‫َٗمّلَٗم ًچم ‪٪َ ،‬م َٲم ِٿمدَ ْت َٗمّلَٗم ًچم َأ َځم ُف ‪٬ ‬م َََم َ‪٫‬م َچمل ‪َّ .‬‬

‫ڇم إِ َ‪٧‬م ِ٘م ْذ ٍع ‪٪َ ،‬م َټم ََم َات ََذ‬ ‫َچمن ا٭مپمَبِ ال ‪ْ َ ‬‬ ‫ِ‬
‫َي ُٵم ُ‬ ‫هلل َ‪٤‬مپم ُْٿم ََم َ‪٫‬مچمل ‪٬ :‬م َ‬ ‫َو َ‪٤‬مـ ا ْٕم ِـ ُ‪٤‬م َٽم َر َر َ‬
‫ِض ا ُ‬
‫اْل ْذ ُع ‪٪َ ،‬م َڂمٖمَچم ُه ‪٪َ ‬م َٽم َس َح َيدَ ُه َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف ‪ .‬وْم ٕمٷمض ا٭مروايچمت ‪:‬‬ ‫ْ‪ٞ‬م َ ََت َق َل إِ َ٭م ْڀم ِف ‪٪َ ،‬م َح َـ ِْ‬ ‫ِ‬
‫ا ْ‪ٛ‬مپم َ َ‬
‫چم‪ٙ‬مَ ََٴمپمَ ُف َ‪٪‬م َس َٻم َـ َ‪٪‬م َٺم َچمل ‪٬َ [ : ‬م ْق ََل ْ َأ ْ٘مت َِضـْ ُف ؛ َحل َّـ إِ َ‪٦‬م َي ْق ِم ا ْ‪٬‬م ِؼ َق َوم ِي](ٕ) ‪،‬‬‫َ‪٪‬م َڂمٖمَچم ُه َ‪٪‬م ْ‬
‫ا‪ٙ‬م َ‪ٞ‬م َأ ْن َأ‪٨‬م ِْر َ‪ٟ‬م َؽ ِْم ا‪ٚ‬مؽ ِ‬
‫َون‬ ‫وُب رواية زيادة أنو ‪ ‬قاؿ للجذع بعدما سكن ‪ْ ْ [ :‬‬
‫َ‪٧‬م َب ِم ْـ‬ ‫ِ‬
‫ؽ ْم الـَّي َ‪٩‬مت ْ َ‬ ‫ًْ ‪َ ،‬وإِ ْن ِ‪٠‬مئ َ‬
‫ًْ َأ ْن َأ‪٨‬م ِْر َ‪ٟ‬م َ ِ‬ ‫ًْ ‪٩‬مِ ِقف ‪٩َ ،‬م َتؽ َ‬
‫ُقن ‪٫‬م َََم ُ‪٫‬مـ َ‬ ‫ا َّ‪٬‬م ِذى ُ‪٫‬مـ َ‬
‫ؽ‬‫وء اهللِ ِم ْـ َٖم َؿ َرٕمِ َؽ َو َكخْ ؾِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُؽ َو ُٕم ْثؿ َر ‪٩َ ،‬م َق ْل‪٫‬م َُؾ َأ ْو‪٬‬م َق ُ‬
‫ورهو و‪٣‬مق ِ‬
‫قْنَو َ‪٩‬م َق ْح ُس َـ َك ْبت َ‬ ‫َأ ْْن َ ِ َ َ ُ ُ‬
‫َ‪٦‬م ‪٪َ ،‬م ُس ِئ َؾ ا٭مپمَبِ اك ‪‬‬‫ً] ‪َ .‬ٱم َرٖم ْ ِ‬ ‫‪٫‬مچمل ٭مف ا٭مپمَبِ ال ‪َ [ : ‬ك َع ْؿ َ‪٪‬مدْ َ‪٩‬م َع ْؾ ُ‬ ‫ً] ‪ٗ .‬مؿ َ‬ ‫َ‪٩‬م َع ْؾ ُ‬
‫الـ َِّي] َ‪٪‬م َټم ََم ُ‪٫‬مبِ َض ا٭مپمَبِ ال ‪ُ ‬د‪٪‬مِ َع اْلذع‬ ‫ا‪ٙ‬مت ََور َأ ْن َأ‪٨‬م ِْر َ‪ٟ‬م ُف ِْم َ‬
‫‪٤‬مـ ذ٭مؽ ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪ْ [ :‬‬
‫إِ َ‪٧‬م ُأ َ ِّيب ٕمـ ‪٬‬مٷمڇم ‪٪َ ، ‬م َټم ْؿ َي َز ْل ِ‪٤‬مپمْدَ ُه َ‪ٙ‬مََك َأ َ‪٬‬م َټم َْ ُف ْإَ َر َض ُڈم (ٖ) ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه الدارمي وأبو يعلى والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح عن ابن عمر ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري والَبمذي والدارمي والبيهقي ُب السنن عن ابن عمر ‪ . ‬ورواه ابن ماجة‬
‫وأ‪ٞ‬بد والطرباين وأبو يعلى وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن أنس ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد والدارمي والطرباين ُب الكبّب‬
‫وابن أيب شيبة عن ابن عباس ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد والطرباين ُب األوسط وابن أيب شيبة عن جابر ‪. ‬‬
‫والطرباين ُب الكبّب عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة أـ سلمة رضي اهلل عنها ‪ .‬وابن أيب شيبة عن أيب‬
‫سعيد ‪ ‬وىذه الرواية فيها زيادة ‪٩َ [ :‬م َل َم َر ٔمِ ِف ‪َ ‬أ ْن ُ ْي َػ َر َ‪٬‬م ُف ‪َ ،‬و ُيدْ َ‪٩‬م َـ] ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬ىذه الزيادة من رواية أ‪ٞ‬بد وابن عساكر ُب تارٱبو وأيب نعيم ُب الدالئل عن ابن أيب بن‬
‫كعب عن أبيو ‪ . ‬والدارمي والقاضي عياض ُب الشفاء عن ابن بريدة عن أبيو ‪. ‬‬

‫‪- 46 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىتمكود‬
‫‪‬‬

‫وا‪١‬بماد كذلك يعرؼ النيب ‪ ‬ويشهد لو بالرسالة ‪ ،‬ويطيعو ُب أوامره ‪ ،‬بل‬


‫وٰببو وٱبشاه ويعظمو ‪ :‬فقد َو َر َد َ‪٤‬مـ اإلٱمچم ِم َ‪٤‬م ِ ِّ‪٥‬م ْٕم ِـ َأ ِيب َ‪٢‬مچم٭م ِ ٍ‬
‫ڇم ‪٬‬م ََر َم اهللُ‬
‫ض ځمَق ِ‬
‫ا‪ٙ‬م َڀمٿمچم ‪٪َ ،‬م ََم‬ ‫َو ْ٘م َٿم ُف ‪ ،‬أځمف َ‪٫‬م َچمل ‪٬ُ :‬مپم ُْډم َٱم َع ا٭مپمَبِ ِّل ‪ٕ ‬مِ َٽم َٻم َڈم ‪٪َ ،‬م َخ َر ْ٘مپمَچم ِْم َٕم ْٷم ِ َ‬
‫قل اهللِ (ٔ) ‪.‬‬ ‫ا٭مس َّل ُم َ‪٤‬م َټم ْڀم َؽ َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل ‪َ :‬‬ ‫ا‪٠‬م ََ ْٺم َب َټم ُف َ٘م َب ٌؾ َو َٓ َ‪١‬م َج ٌر إِ َٓ َو ُه َق َي ُٺم ُ‬
‫ْ‬
‫و‪٤‬مـ َأځمَس ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ :‬ص ِٷمدَ ا٭مپمَبِ ال ‪ُ ‬أ ُ‪ٙ‬مدً ا ‪َ ،‬و َٱم َٷم ُف َأ ُٕمق َٕمٻم ٍْر َو ُ‪٤‬م َٽم ُر َو ُ‪٤‬م ْث ََم ُن ‪،‬‬
‫ؽ إِ َّٓ‬
‫َض َٕم ُف ٕمِ ِر ْ٘مټمِ ِف ‪٩َ -‬م َؾ ْق َس َ‪٣‬م َؾ ْق َ‬ ‫ُ‬
‫ػ ‪َ .‬و َ‪٫‬م َچمل ‪ْ [ : ‬ا‪ٟ‬مؽ ُْـ أ ُ٘مدُ ‪َ -‬أ ُ‪٣‬مپما ُف َ َ‬ ‫َ‪٪‬م َر َ٘م َ‬
‫ان] (ٕ) ‪.‬‬ ‫َكبِل َو ِصدِّ ٌيؼ َو َ‪٠‬م ِفقدَ ِ‬

‫قل اهللِ ‪٢َ ‬م َټم َع َ٭م ُف ُأ ُ‪ٙ‬مدٌ َ‪٪‬م َٺم َچمل ‪َ [ :‬ه َذا َٗمبَ ٌؾ‬ ‫س ٕم ِـ ٱمچم٭م ِ ٍ‬
‫ؽ ‪َ ‬أ َن َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫و َ‪٤‬م ْـ َأ َځم ِ ْ َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وا‪٢‬باكم وصححو والدارمي والبيهقي وأبو نعيم كبلٮبا ُب الدالئل وأبو الشيخ‬
‫ُب العظمة وابن أيب الدنيا ُب ىواتف ا‪١‬بناف والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح وا‪٤‬بنذري ُب‬
‫الَبغيب والَبىيب والقاضي عياض ُب الشفا وا‪٤‬بزي ُب هتذيب الكماؿ والفاكهي ُب أخبار‬
‫مكة وابن عساكر ُب تاريخ دمشق وابن كثّب ُب البداية والنهاية والذىيب ُب تارٱبو عن اإلماـ‬
‫علي بن أيب طالب كرـ اهلل وجهو ‪.‬‬
‫ٕ ‪ -‬رواه البخاري وأبو داود والَبمذي وا لنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن حباف والط رباين ُب األوسط‬
‫وأبو يعلى عن أنس بن مالك ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد والط رباين ُب الكبّب وعبدالرزاؽ وعبد‬
‫بن ‪ٞ‬بيد عن سهل بن سعد ‪ ‬عن عثماف بن عفاف ‪ . ‬وُب رواية أخرى‬
‫للَبمذي والنسائي والدارقطِب عن ‪ٜ‬بامة بن حزف القشّبي عن عثماف بن عفاف ‪: ‬‬
‫ض ‪٫ .‬مَ َچمل ‪٪ :‬مَ َر َ‪٬‬م َٴم ُف ٕم ِ ِر ْ٘م ټم ِ ِف ‪َ ،‬و ‪٫‬مَ َچمل ‪:‬‬ ‫ډم ِ‪ٙ‬م ج چمر ُٖم ف ٕم ِ ِ‬
‫چمحلٴم ڀم ِ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َح َر َك اْل بَ ُؾ َ‪ٙ‬م َ َك ٖم ََس چم َ‪٫‬م ٵمَ ْ‬
‫َ‪٪‬م َ َ‬

‫ا‪ٟ‬م ُؽ ْـ َٖم ب ِ ُ‬
‫‪ٜ‬م ] ‪.‬‬ ‫[ ْ‬

‫‪- 47 -‬‬ ‫‪‬‬


‫تمكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫ُيِ ُّبـَو َوك ُِح ُّب ُف] (ٔ) ‪.‬‬

‫وعن ‪٧‬بمد بن عبد ا‪٤‬بلك بن مرواف قاؿ ‪ :‬أف األرض زلزلت على عهد‬
‫ؽ‬‫رسوؿ اهلل ‪ ، ‬فوضع يده عليها ‪ٍ ،‬ب قاؿ ‪[ :‬ا‪ٟ‬مؽُـل ‪٩َ ،‬منِ َّكف َل ي ْلن َ‪٬‬م ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ‬
‫إن َر َّٔمؽ ُْؿ َي ْس َت ْعتِ ُبؽ ُْؿ ‪،‬‬
‫َٔم ْعد] ٍب التفت إٔب أصحابو ‪ ،‬فقاؿ ‪َّ [ :‬‬
‫َ‪٩‬م َل ْ‪٣‬متِ ُبق ُه](ٕ) ‪.‬‬

‫وبُعث النيب ‪ ‬للحيواف ‪ :‬فقد ُروي عن عمر بن ا‪٣‬بطاب ‪ ‬أنو قاؿ أف‬
‫أعرابيا جاء النيب ‪ ، ‬فقاؿ لو ‪ :‬إف آمن بك ىذا الضب ‪ ،‬آمنت بك ‪.‬‬
‫فقاؿ رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬يو َض ُّى] ‪ .‬فكلمو الضب بلساف عريب مبْب‬
‫يفهمو القوـ ‪ٝ‬بيعا ‪ :‬لبيك وسعديك يا رسوؿ رب العا‪٤‬بْب ‪ .‬فقاؿ رسوؿ اهلل‬
‫‪َ [ : ‬م ْـ َٕم ْع ُبد ؟] ‪ .‬فقاؿ الضب ‪ :‬الذي ُب السماء عرشو ‪ ،‬وُب‬
‫األرض سلطانو ‪ ،‬وُب البحر سبيلو ‪ ،‬وُب ا‪١‬بنة ر‪ٞ‬بتو ‪ ،‬وُب النار عذابو ‪.‬‬
‫فقاؿ ‪٩َ [ : ‬م َؿ ْـ َأكَو َيو َض ُّى ؟] ‪ .‬قاؿ ‪ :‬أنت رسوؿ رب العا‪٤‬ب ػ ػ ػْب ‪،‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما ومالك والَبمذي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن حباف‬
‫والطرباين ُب األوسط وأبو يعلى عن أنس بن مالك ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن أيب ىريرة ‪ . ‬ومالك‬
‫عن ىشاـ بن عروة عن أبيو ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬هبذا اللفظ رواه ابن أيب الدنيا ُب العقوبات ‪ .‬ورواه بدوف قولو ‪ْ [ : ‬ا‪ٟ‬م ُؽـ ِل ‪٩َ ،‬منِ َّك ُف ََل ْ َي ْلن‬
‫َ‪٬‬م ِؽ َٔم ْعد] كل من ابن أيب شيبة ُب مصنفو وابن األثّب ُب أسد الغابة وأورده ابن حجر‬
‫العسقبلين ُب تلخيص ا‪٢‬ببّب عن شهر بن حوشب ‪. ‬‬

‫‪- 48 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىتمكود‬
‫‪‬‬

‫وخاًب النبيْب ‪ ،‬قد أفلح من صدقك ‪ ،‬وقد خاب من كذبك (ٔ) ‪.‬‬
‫قل اهللِ ‪‬‬ ‫َچمن َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫ا٭مس ِّڀمدَ ِة ُأ ِّم َ‪٠‬م َټم َٽم َڈم َرِض اهللُ َ‪٤‬مپمْٿمچم ‪٫َ ،‬مچم َ٭م ْډم ‪٬ :‬م َ‬ ‫‪٦‬م َ‬ ‫ا‪ٛ‬مڃم ِٱمپمِ َ‬
‫َو َ‪٤‬م ْـ ُأ ِّم ْ‬
‫َچمد ِيف ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫َچمديچم يپم ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قل اهللِ ‪٪َ ،‬مچم ْ٭م ََ َٹم َډم ‪٪َ ،‬م َټم ْؿ َي َر َأ َ‪ٙ‬مدً ا ‪ُٗ ،‬م َؿ‬ ‫ا٭مٳم ْح َراء ‪٪َ ،‬مڄمِ َذا ُٱمپم ً ُ‬ ‫ِْم َ‬
‫قل اهللِ ‪٪َ ،‬مدَ ځمَچم ِٱمپم َْٿمچم َ‪٪‬م َٺم َچمل ‪:‬‬ ‫ا ْ٭م ََ َٹم َډم َ‪٪‬مڄمِ َذا َ‪٣‬م ْب َڀم ٌڈم ُٱم َق َٗم َٺم ٌڈم ‪٪َ ،‬م َٺمچم َ٭م ْډم ‪ :‬ا ْد ُن ِٱمپمِّل َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َؽ ؟] َ‪٫‬مچم َ٭م ْډم ‪ :‬إِ َن ِٔم َ‪ٚ‬م َٲم َٹم ْ ِ‬ ‫[٘موٗمت ِ‬
‫ڇم ‪،‬‬ ‫اْل َب ِؾ َ‪٪‬م ُح َټمپمل َ‪ٙ‬مََك َأ ْذ َه َ‬ ‫‪٦‬م ِْم َذ٭م َؽ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫‪٥‬م ؟] َ‪٫‬مچم َ٭م ْډم ‪٤َ :‬م َذ َٕمپمِل اهللُ‬ ‫ِ‬
‫َ‪٪‬م ُڂم ْر ِض َٷم ُٿم ََم ‪ُٗ ،‬م َؿ َأ ْر ِ٘م ُع إِ َ٭م ْڀم َؽ ‪٫َ ،‬م َچمل ‪َ [ :‬و َٕم ْػ َعؾ َ‬
‫چمر إِ ْن ََل ْ َأ ْ‪٪‬م َٷم ْؾ ‪٪َ ،‬م َڂم ْ‪٢‬م َټم َٺم َٿمچم ‪٪َ ،‬م َذ َه َب ْډم ‪٪َ ،‬م َڂم ْر َض َٷم ْډم َ‪ٚ‬م َٲم َٹم ْڀم َٿمچم ‪ُٗ ،‬م َؿ‬‫اب ا ْ٭م ِٷم َٲم ِ‬ ‫ٕمِ َٷم َذ ِ‬

‫قل اهلل ؟ ‪.‬‬ ‫چم٘م ٌڈم َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬‫ايب ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪َ :‬٭م َؽ َ‪ٙ‬م َ‬ ‫َر َ٘م َٷم ْډم ‪٪َ ،‬م َڂم ْو َٗم َٺم َٿمچم ‪َ . ‬وا ْځم ََ َب َف إَ ْ‪٤‬م َر ِ ا‬
‫َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬ك َع ْؿ ‪ُٕ ،‬م ْطؾِ ُؼ َه ِذ ِه] ‪٪َ .‬م َڂم ْ‪٢‬م َټم َٺم َٿمچم ‪٪َ ،‬م َخ َر َ٘م ْډم َٖم ْٷمدُ و ‪َ ،‬و ِه َل َٖم ُٺم ُ‬
‫قل ‪َ :‬أ ْ‪١‬م َٿمدُ‬
‫قل اهللِ (ٕ) ‪.‬‬
‫َأ ْن ٓ إِ َ٭م َف إِٓ اهللُ َو َأځم ََؽ َر ُ‪٠‬م ُ‬

‫و َ‪٤‬م ْـ َي ْٷم َ‪ٜ‬م ْٕم ِـ ُٱم َر َة ‪٫َ ‬م َچمل ‪٬ُ :‬مپم ُْډم ِ‪٤‬مپمْدَ ُه ‪َ٘ ‬مچم٭م ِ ًسچم َذ َ‬
‫ات َي ْق ٍم ‪ ،‬إِ ْذ َ٘مچم َء ُه َ َ‬
‫َج ٌؾ‬
‫ؽ!‬ ‫ي َ‬ ‫َيبڇم ‪ٙ ،‬مََك صقب ٕمِ ِجراځمِ ِف ٕم َ ِ‬
‫‪٦‬م َيدَ ْيف ‪ُٗ ،‬م َؿ َذ َر َ‪٪‬م ْډم َ‪٤‬م ْڀمپمَچم ُه ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪َ [ : ‬و ْ َ‬
‫َ َ َ َ َْ‬ ‫ُ َ ِّ ُ َ‬
‫ٔ‪ -‬رواه الطرباين ُب الصغّب والبيهقي وأبو نعيم كبلٮبا ُب الدالئل وابن منده ُب جزء تر‪ٝ‬بة الطرباين وابن‬
‫عساكر ُب تارٱبو وابن كثّب ُب البداية والنهاية عن عمر بن ا‪٣‬بطاب ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬هبذا الل فظ رواه الطرباين ُب الكبّب وا‪٤‬بنذري ُب الَبغيب والَبىيب وابن كثّب ُب البداية والنهاية‬
‫عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة أـ سلمة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأبو الشيخ ُب العظمة وأبو نعيم ُب‬
‫الدالئل عن ثابت البناين عن أنس بن مالك ‪ . ‬وابن عساكر ُب تارٱبو وابن كثّب ُب‬
‫البداية والنهاية عن زيد بن أرقم ‪. ‬‬
‫‪- 49 -‬‬ ‫‪‬‬
‫تمكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫چم‪ٙ‬م َب ُف ‪،‬‬ ‫ډم َأ ْ٭مَ َِٽمس ص ِ‬


‫ُ َ‬ ‫ال َؿ ُؾ ‪ ،‬إِ َّن ‪٬‬مَ ُف ‪٬‬مَ َشلْكًو] ‪٫َ .‬م َچمل ‪٪َ :‬م َ‬
‫خ َر ْ٘م ُ‬ ‫ا ْكظُ ْر ‪٬‬مِـ َؿ ْـ َه َذا َ‬

‫چمر ‪٪َ ،‬مدَ َ‪٤‬م ْق ُٖم ُف إِ َ٭مڀمْ ِف ‪٪َ . ‬م َٺم َچمل ا٭مپمبل ‪ ‬٭مف ‪َ [ :‬مو‬ ‫ْٳم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‪٪‬م َق َ٘مدْ ُٖم ُف ٭م َر ُ٘م ٍؾ ٱم ْـ ْإ َځم َ‬
‫ؽ َه َذا ؟] ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪َ :‬و َٱم چم َ‪١‬م ْڂم ُځم ُف ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ َٓ :‬أ ْد ِر ي َواهللِ َٱمچم َ‪١‬م ْڂم ُځم ُف ‪.‬‬ ‫ْج ؾِ َ‬‫َ‪٠‬م لْ ُن َ َ‬
‫ا٭مس َٺمچم َي ِڈم ‪٪َ ،‬م ْڂم ََت َ ْر ځمَچم ا ْ٭مبَ ِ‬
‫چمر َ‪ٙ‬م َڈم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‪٤‬م ٽم ْټمپمَچم َ‪٤‬م َټمڀمْف ‪َ ،‬وځم ََٴم ْحپمَچم َ‪٤‬م َټمڀمْف ‪َٙ ،‬مََك َ‪٤‬م َج َز َ‪٤‬م ْـ ِّ‬
‫َأ ْن َځمپم َْح َر ُه ‪َ ،‬و ُځم َٺم ِّس َؿ َحلْ َٽم ُف ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ا٭مپمبل ‪٩َ [ : ‬م َال َٕم ْػ َع ْؾ ‪َ ،‬هبْ ُف ِٓم ‪َ ،‬أ ْو‬
‫ا٭مٳمدَ َ‪٫‬م ِڈم ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫قف] ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪َٕ :‬م ْؾ ُه َق َ٭م َؽ َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫ٔم ِعـ ِ ِ‬
‫قل اهللِ ‪٪َ .‬م َق َ‪٠‬م َٽم ُف ‪ٕ ‬مِس َٽمڈم َ‬ ‫ْ‬
‫ُٗم َؿ َٕم َٷم َڊم ٕمِ ِف (ٔ) ‪.‬‬

‫قل اهللِ إِ َن‬ ‫چمس ‪٫َ ، ‬م َچمل ‪َ٘ :‬مچم َء َ‪٫‬م ْق ٌم إِ َ‪٧‬م ا٭مپمَبِ ِّل ‪٪َ ‬م َٺمچم ُ٭مقا ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫و َ‪٤‬م ِـ ا ْٕم ِـ َ‪٤‬م َب ٍ‬

‫ط ‪٪َ ،‬م َجچم َء إِ َ٭م ْڀم ِف ا٭مپمَبِ ال ‪٪َ ‬م َٺم َچمل ‪َٕ [ :‬م َع َول] َ‪٪‬م َجچم َء ُٱم َٵم ْڂم‪٢‬مِ ًئچم‬‫ٕم ِٷم‪ٝ‬م ًا َ٭مپمَچم َ‪٫‬م َط ِْم ‪ٙ‬م ِچمئ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َر ْأ َ‪٠‬م ُف ‪َٙ ،‬مََك َ‪ٚ‬م َٵم َٽم ُف ‪َ ،‬و َأ ْ‪٤‬م َٵمچم ُه َأ ْص َحچم َٕم ُف ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل َ٭م ُف َأ ُٕمق َٕمٻم ٍْر ‪َ : ‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ‬
‫‪٥‬م ٓ َٔم َت ْق َفو َأ َ٘مدٌ إِٓ َي ْع َؾ ُؿ َأ ِّين‬ ‫َ‪٬‬م َڂم َځم ُف َ‪٤‬م ِټم َؿ َأځم ََؽ ځمَبِل ! َ‪٪‬م َٺم َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قل اهللِ ‪َ [ : ‬مو َٔم ْ َ‬
‫إلك ِ‬
‫ْس] (ٕ) ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫َكبِل ‪ ،‬إِٓ َ‪٫‬م َػ َر ُة ِْ‬
‫ال ِّـ َوا ِ‬

‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد ُب مسنده (وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬رجالو رجاؿ الصحيح) وابن أيب شيبة عن يعلى بن‬
‫مرة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬هبذا اللفظ رواه الطرباين ُب الكبّب (ووثق ا‪٥‬بيثمي رجالو) ورواه البيهقي ُب الدالئل وابن كثّب‬
‫ُب البداية والنهاية عن ابن عباس ‪ . ‬وحديث شكوى البعّب أورده الكتاين ُب نظم ا‪٤‬بتناثر‬
‫من ا‪٢‬بديث ا‪٤‬بتواتر حديث رقم ٔ‪. ٕٚ‬‬
‫‪- 51 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىتمكود‬
‫‪‬‬
‫ا‪٬‬مس ََم ِء َو ْإَ ْر ِ‬
‫ض إِ َّٓ َي ْع َؾ ُؿ‬ ‫‪٥‬م َّ‬ ‫وْم روايڈم أ‪ٚ‬مرى أځمف ‪٫ ‬مچمل ‪[ :‬إِ َّك ُف َ‪٬‬م ْق َس َ ْ‬
‫ر ٌء َٔم ْ َ‬
‫وص ِْ‬ ‫ِ‬ ‫َأ ِّين َر ُ‪ٟ‬م ُ‬
‫ْس] (ٔ) ‪ .‬فكاف ‪ ‬مرسبلً للكوف‬ ‫اإلك ِ‬ ‫ال ِّـ َو ْ ِ‬ ‫قل اهللِ ‪ ،‬إِ َّٓ َ‪٣‬م َ‬

‫كلو ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ‪{ ]‬الفتح ‪ . }ٕٜ :‬ليكوف ‪ ‬قائدا لركب‬
‫العوآب إٔب اهلل ‪.‬‬
‫‪ ‬أما بعد انتقالو ‪ ‬إٔب الرفيق األعلى ؛ فهو مرسل للخاص فقط ‪.‬‬

‫ففي زماف بعثتو ‪ ‬قيل لو أف يقوؿ أنو بشر ‪ ،‬وىو قولو تعأب ‪[ :‬ﰄ ﰅ‬

‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ] {الكهف ‪ ، ٔٔٓ :‬فصلت ‪ . }ٙ :‬فجعلو تعأب بشرا ‪،‬‬


‫ليكوف أُسوة يُقتدى بو ‪ ،‬ليصح لو ‪[ :‬ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬

‫ﯶ ] {األحزاب ‪ٍ . }ٕٔ :‬ب ميَّز اهلل تعأب بشريتو ‪ ‬بأنو يُوحى إليو ‪،‬‬
‫فأصبح ‪ ‬بشرا ال كالبشر ‪ ،‬أو بشرا ليس على ىيئة البشر ‪.‬‬
‫وىذا ما يفسره قولو ‪٬َ [ : ‬م ْس ًُ ‪٫‬م ََف ْقئَتِؽ ُْؿ] (ٕ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه أ‪ٞ‬بد (وقاؿ ا‪٥‬بيثمي رواتو ثقات) والدارمي وعبد بن ‪ٞ‬بيد وابن حباف ُب‬
‫الثقات والقاضي عياض ُب الشفا عن جابر بن عبد اهلل ‪ . ‬ورواه الطرباين ُب الكبّب‬
‫وا‪٤‬بطوالت والبيهقي ُب الدالئل عن يعلى بن مرة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬أخرج البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والنسائي عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل‬
‫عنها قالت ‪ :‬هنى رسوؿ اهلل ‪ ‬عن الوصاؿ ر‪ٞ‬بة ‪٥‬بم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إنك تواصل ؟ ‪ .‬قاؿ ‪= :‬‬

‫‪- 51 -‬‬ ‫‪‬‬


‫تمكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫وقولو ‪٬َ [ : ‬م ْس ًُ ‪٫‬م ََل َ٘م ِد‪٫‬م ُْؿ] (ٔ) ‪.‬‬

‫وقولو ‪٬َ [ : ‬م ْس ًُ ‪٫‬م ََل َ٘م ٍد ِمـْؽ ُْؿ] (ٕ) ‪.‬‬

‫وقولو ‪٬َ [ : ‬م ْس ًُ ‪٫‬م َِؿ ْثؾِؽ ُْؿ] (ٖ) ‪.‬‬

‫وىذا ما يفسر كثرة الكتب الٍب كتبت ‪ٙ‬بكي عن خصائصو ‪. ‬‬


‫وخصائصو ‪ :‬تعِب ما اختص اهلل تبارؾ وتعأب بو نبيو ‪ ‬عما سػ ػ ػواه ‪ :‬من‬
‫‪٥‬م ] ‪ .‬وُب الباب ما رواه مسلم‬ ‫ً َ‪٫‬م َف ق ْ ئ َت ِ ُؽ ْؿ ‪ ،‬إ ِ ِّين ُي طْ عِ ُؿ ـ ِل َر ِِّب َو َي ْس ِؼ ِ‬
‫= [إِ ِّين ‪٬‬مَ ْس ُ‬
‫ومالك ُب ا‪٤‬بوطأ وأبو داود وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن عن ابن عمر ‪ . ‬ومالك عن‬
‫أيب ىريرة ‪ . ‬والبخاري عن ابن مسعود ‪ . ‬والبخاري وأ‪ٞ‬بد وأبو داود عن أيب‬
‫‪‬‬‫سعيد ‪. ‬‬
‫ٔ‪ -‬روى الَبمذي وصححو وأ‪ٞ‬بد والدارمي وأبو يعلى وابن حباف وابن منده ُب التوحيد ‪٤‬مَ ْـ َأځم ٍ‬
‫َس‬
‫قل اهلل ‪٫َ ،‬م َچمل ‪[ :‬إِ ِّين‬ ‫‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل ر‪٠‬مق ُل اهللِ ‪ٕ ٓ[ : ‬مُق ِ‬
‫اص ُؾقا] ‪٫َ .‬مچم ُ٭مقا ‪٪َ :‬مڄمِځم ََؽ ُٖمق ِ‬
‫اص ُؾ َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫َ‪٬‬م ْس ًُ ‪٫‬م ََل َ٘م ِد‪٫‬م ُْؿ ‪ ،‬إِ َّن َر ِِّب ُي ْط ِع ُؿـِل َو َي ْس ِؼقـِل] ‪ .‬وُب الباب ما رواه الَبمذي وصححو عن أـ‬
‫أيوب رضي اهلل عنها ‪ .‬وما رواه أ‪ٞ‬بد عن ابن عمر ‪ . ‬وما رواه أ‪ٞ‬بد وا‪٢‬بميدي وابن‬
‫حباف وابن خزٲبة عن أيب ىريرة ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد وأبو يعلى عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪. ‬‬
‫‪‬‬‫والنسائي وابن راىويو عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد عن أنس ‪ . ‬ومسلم ُب صحيحو وأبو داود والنسائي‬
‫وأ‪ٞ‬بد والدارمي وابن خزٲبة والبزار وعبد الرزاؽ والبيهقي ُب السنن عن عبد اهلل بن عمرو ‪. ‬‬
‫وأ‪ٞ‬بد عن عبد اهلل بن عمر ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن أيب ىريرة ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة‬
‫عائشة رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫‪‬‬‫ٖ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد عن أيب أيوب األنصاري ‪ . ‬وعبد الرزاؽ عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 52 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىتمكود‬
‫‪‬‬

‫البشر عامة ‪ ،‬ومن الرسل واألنبياء خاصة ‪ .‬على ما سيأٌب بيانو ُب موضعو‬
‫من ىذا الكتاب ‪ ،‬إف شاء اهلل تعأب ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫قل ِْم َصّلٖمِ ِف ‪َ ،‬أ ْو ِْم‬ ‫چمس ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ٘ :‬م َٷم َؾ ر‪٠‬مقل اهلل ‪َ ‬ي ُٺم ُ‬ ‫َ‪٤‬مـ ا ْٕم ِـ َ‪٤‬م َب ٍ‬
‫ُقرا ‪َ ،‬و ِّم َٔم َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُقرا ‪َ ،‬و ِّم َ‪ٟ‬م ْؿعل ك ً‬ ‫اٗم َع ْؾ ِّم َ‪٪‬م ْؾبِل ك ً‬
‫ِِ‬
‫ُقرا ‪،‬‬
‫ٮمي ك ً‬ ‫ُ‪٠‬م ُجقده ‪[ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ ْ‬
‫ُقرا ‪َ ،‬و َ‪٩‬م ْق ِ‪٪‬مل‬ ‫ِ‬
‫ُقرا ‪َ ،‬و َ‪ٙ‬م ْؾػل ك ً‬
‫ِ‬
‫ُقرا ‪َ ،‬و َأ َمومل ك ً‬
‫وري ك ً‬ ‫ُقرا ‪َ ،‬و َ‪٣‬م ْـ َي َس ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َو َ‪٣‬م ْـ َيؿقـل ك ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اٗم َع ْؾـل ك ً‬
‫ُقرا] (ٔ) ‪ .‬ففي ىذا الدعاء طلب النيب‬ ‫ُقرا ‪َ ،‬و َ ْحتتل ك ً‬
‫ُقرا ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ك ً‬
‫‪ ‬أف ٯبعل اهلل جسمو نورا ‪.‬‬
‫وىذا يفسر قوؿ ابن عباس ‪ٓ( : ‬ب يكن لرسوؿ اهلل ‪ ‬ظل ‪ .‬وٓب يقم مع‬
‫مشس قط ‪ ،‬إال غلب ضوءه ضوء الشمس ‪ .‬وٓب يقم مع سراج قط ‪ ،‬إال‬
‫غلب ضوءه ضوء السراج) (ٕ) ‪.‬‬
‫فا‪٣‬بلق كلهم ُب معراج إٔب اهلل ‪.‬‬
‫وىو ‪ُ ‬ب تدؿ من اهلل ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه مسلم ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد وأبو عوانة والطيالسي و‪٧‬بمد بن نصر ا‪٤‬بروزي ُب‬
‫ِ‬
‫اٗم َع ْؾـل ك ً‬
‫ُقرا] رواه‬ ‫قياـ الليل عن ابن عباس ‪ . ‬وُب رواية أخرى بدوف قولو ‪َ [ : ‬و ْ‬
‫البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن حباف وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين وأبو‬
‫يعلى وعبد الرزاؽ والبيهقي ُب الشعب عن ابن عباس ‪. ‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬‫ٕ‪ -‬رواه عبد الرزاؽ بسنده عن ابن جريج عن نافع عن ابن عباس ‪. ‬‬

‫‪- 53 -‬‬ ‫‪‬‬


‫تمكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓﭔ ] {الفتح ‪ . }ٕٜ :‬فهو ‪ ‬صادر عن اهلل ‪،‬‬


‫أي قادـ إلينا رسوال من اهلل ‪ ،‬أي من عند اهلل ‪ .‬أي ٍ‬
‫متدؿ لنا ‪ ،‬ليأخذ‬
‫بأيدينا إٔب اهلل ‪ ،‬ألنو ‪ ‬ىو الراعي األعظم ا‪٤‬بسئوؿ عن ا‪٣‬بلق كافة ‪.‬‬
‫ُّقر ( َو ِْم ِر َوا َي ِڈم َأ ِيب‬ ‫ِ‬
‫عن أيب موسى ‪ ‬قاؿ ‪ :‬قاؿ النيب ‪٘[ : ‬م َجو ُٔم ُف ا‪٬‬مـ ُ‬
‫ٮم ُه ِم ْـ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وت َو ْٗمفف ‪َ ،‬مو ا ْكت ََفك إِ َ‪٬‬م ْقف َٔم َ ُ‬ ‫َٕمٻم ٍْر ‪ :‬ا‪٬‬مـ َُّور) َ‪٬‬م ْق ‪٫‬م ََش َػ ُف ؛ ََٕ ْ٘م َر َ‪٪‬م ْ‬
‫ً ُ‪ٟ‬م ُب َح ُ‬

‫َ‪ٙ‬م ْؾ ِؼ ِف] ‪ٍ .‬ب قرأ أبو عبيدة ‪ [ :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬

‫ﮣ] {النمل ‪ . )ٔ( }ٛ :‬وما حجبك عنو وجود موجود معو ‪ ،‬ولكن‬
‫حجبك توىم موجود معو ‪ .‬إذ لو حجبو شيء ؛ لسَبه ما حجبو ‪ ،‬ولو‬
‫كاف لو ساتر ؛ لكاف لوجوده حاصر ‪ ،‬وكل حاصر لشيء ؛ فهو لو قاىر‬
‫[ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﰆ] {األنعاـ ‪. }ٙٔ ، ٔٛ :‬‬

‫فهو ‪ ‬ا‪٢‬بجاب األعظم القائم منو ‪ ،‬بو ‪ ،‬فيو ‪ ،‬إليو ‪ ،‬بْب يديو تعأب ‪.‬‬
‫فبل يصل واصل إال إليو ‪ . ‬وال يرد وارد إال عليو ‪ ، ‬وال يسّب سائر إال‬
‫على أثره ‪ ، ‬قاؿ تع ػ ػ ػأب ‪[ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬

‫ٔ‪ -‬أخرجو مسلم وعبد بن ‪ٞ‬بيد وابن ماجو وابن ا‪٤‬بنذر وابن أيب حاًب وابن مردويو وأبو الشيخ ُب‬
‫العظمة والبيهقي ُب األ‪٠‬باء والصفات وأبو يعلى من طريق أيب عبيدة عن أيب موسى‬
‫االشعري ‪ . ‬واآلية من رواية ابن ماجة وأبو يعلى فقط ‪.‬‬

‫‪- 54 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىتمكود‬
‫‪‬‬

‫ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ] {آؿ عمراف ‪ . }ٖٔ :‬فلن ٰببهم اهلل ؛‬


‫ويغفر ‪٥‬بم ‪ ،‬إال إذا اتبعوؾ ‪ ،‬ألهنم لن ٯبدوا اهلل غفورا رحيما توابا ‪ ،‬إال‬
‫عندؾ ‪ ،‬كما قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬

‫ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹]‬
‫{النساء ‪. }ٙٗ :‬‬

‫وال يشرب شارب إال بيديو ‪ . ‬وىذا ىو الكوثر ‪:‬‬


‫‪ ‬يشرب منو العواـ ُب اآلخرة ‪ُ .‬ب الدورة ا‪٣‬بلقية الوسطى ‪.‬‬
‫‪ ‬ويشرب منو ا‪٣‬بواص ُب الدنيا واآلخرة ‪ .‬ألهنم ال دنيا ‪٥‬بم وال آخرة ‪،‬‬
‫النتهاء الدورة ا‪٣‬بلقية الكربى ُب حقهم ‪.‬‬

‫‪- 55 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الخلوفةى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫اخللٔف٘ ‪‬‬
‫اعلم أف اهلل تعأب ٘بلى بأ‪٠‬بائو وصفاتو ‪ -‬على كثرهتا وتعددىا ‪ -‬على ‪ٝ‬بيع‬
‫خلقو ‪ ،‬وٓب يتجل التجلي الذاٌب إال على روح رسوؿ اهلل ‪. ‬‬
‫‪ -‬فمن فِب ُب اهلل ‪ ،‬فإ٭با فِب ُب األ‪٠‬باء والصفات ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن فِب ُب رسوؿ اهلل ‪ ، ‬فإ٭با فِب ُب الذات ‪.‬‬
‫‪ ‬فكاف رسوؿ اهلل ‪ ‬ىو خليفة اهلل تعأب على الوجود كلو ‪ ،‬علويو‬
‫وسفليو ‪ .‬أما آدـ ‪ ‬فقد جعلو اهلل تعأب خليفة ُب األرض فقط ‪،‬‬
‫‪ .‬وقاؿ ‪:‬‬ ‫[ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ] {البقرة ‪}ٖٓ :‬‬ ‫فقاؿ ‪:‬‬
‫[ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ] {ص ‪. }ٕٙ :‬‬

‫‪ ‬فرسوؿ اهلل ‪ ‬ىو خليفة اهلل ُب كونو وزمانو على اإلطبلؽ ‪ .‬أما باقي‬
‫األنبياء فهم إما نيب خليفة ‪ ،‬وإما نيب غّب خليفة ‪ .‬فالنيب ا‪٣‬بليفة ىو‬
‫خليفة عن رسوؿ اهلل ‪ ، ‬ال عن اهلل تعأب ‪ .‬وىذا ا‪٣‬بليفة عن رسوؿ‬
‫اهلل ‪: ‬‬
‫‪ -‬إما أف يكوف خليفة خبلفة عامة ُب األرض كلها ‪ ،‬كآدـ ‪. ‬‬

‫‪- 56 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالخلوفةى‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬وإما أف يكوف خليفة خبلفة ‪٧‬بدودة ٗبكاف وزماف معينْب ‪ ،‬وعلى‬
‫قوـ ‪٨‬بصوصْب ‪ ،‬كداود ‪. ‬‬
‫ى ِّم‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬كاف رسوؿ اهلل ‪ ‬يقوؿ ُب دعاء السفر ‪[ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َأك َ‬
‫ا‪٬‬مصو٘م ُ‬ ‫ًْ َّ‬
‫ا‪٬‬مس َػ ِر ‪َ ،‬واخلؾِق َػ ُي ِّم ْإَ ْه ِؾ] (ٔ) ‪ .‬فما جعلو ‪ ‬خليفة ُب أىلو ‪ ،‬إال‬‫َّ‬
‫َي ُر ْج َو َأكَو‬
‫عند فقدىم إياه ‪ .‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ ‬عن الدجاؿ ‪[ :‬إِ ْن َ ْ‬
‫قٍ‬ ‫ً ‪٩‬مِقؽ ُْؿ ‪٩َ ،‬م ْوم ُرؤٌ َ٘م ِ‬
‫ج ُ‬ ‫قج ُف ُدو َكؽ ُْؿ ‪َ .‬وإِ ْن َ ْ‬
‫َي ُر ْج َو َ‪٬‬م ْس ُ‬ ‫ج ُ‬‫‪٩‬مِقؽ ُْؿ ‪٩َ ،‬م َلكَو َ٘م ِ‬

‫َك ْػ ِس ِف ‪َ .‬واهللُ َ‪ٙ‬مؾِق َػتِل َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ‪٫‬م ُِّؾ ُم ْسؾِ ٍؿ] (ٕ) ‪ .‬فينوب اهلل عن أي شيء ‪،‬‬
‫أي يقوـ مقاـ ذلك الشيء هبويتو ‪ .‬وىذا ىو تعريف ا‪٣‬بليفة الذي‬
‫نقصده ‪ .‬فبل خليفة عن اهلل إال رسوؿ اهلل ‪ ، ‬وال خليفة عن رسوؿ‬
‫اهلل ‪ ‬إال اهلل ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو وأبو داود والَبمذي وحسنو وأ‪ٞ‬بد والدارمي وابن حباف ُب صحيحو‬
‫وعبد الرزاؽ والبيهقي ُب السنن عن ابن عمر ‪ . ‬وأبو داود والَبمذي وحسنو والنسائي‬
‫وأ‪ٞ‬بد عن أيب ىريرة ‪ . ‬والَبمذي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن والنسائي عن عبد اهلل بن‬
‫سرجس ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد وابن حباف ُب صحيحو والطرباين ُب الكبّب واألوسط وابن أيب شيبة‬
‫والبيهقي ُب السنن عن ابن عباس ‪ . ‬وأبو يعلى عن الرباء ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه مسلم وأبو داود والنسائي وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو (ووافقو الذىيب) عن النواس بن‬
‫‪٠‬بعاف ‪ . ‬وابن ماجة وا‪٢‬باكم وصححو (ووافقو الذىيب) والطرباين ُب الكبّب وابن أيب‬
‫عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين عن أيب أمامة الباىلي ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد والطرباين ُب الكبّب وابن أيب‬
‫شيبة وابن راىويو وا‪٢‬بميدي عن أ‪٠‬باء بنت يزيد رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫‪- 57 -‬‬ ‫‪‬‬
‫الخلوفةى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ ‬ولكل أمة باب خاص إ‪٥‬بي ‪ ،‬ونيب ىذه األمة ىو حاجب ذلك‬
‫الباب ‪ ،‬الذي تدخل منو أمتو على اهلل تعأب ‪ ،‬وسيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬ىو‬
‫حاجب ا‪٢‬بُ َّجاب ‪ ،‬لعموـ رسالتو دوف سائر األنبياء عليهم السبلـ ‪،‬‬
‫نيب ورسوؿ ‪.‬‬‫فهم حجبتو ‪ ‬من آدـ ‪ ‬إٔب آخر ّ‬
‫وإ٭با قلنا أهنم حجبتو ‪ ،‬لقولو ‪: ‬‬
‫‪[ -‬آ َد ُم ‪٩َ ،‬م َؿ ْـ ُدو َك ُف ‪ْ َ ،‬حت ًَ ‪٬‬مِ َقائِل] (ٔ) ‪.‬‬

‫‪ -‬وُب رواية أخرى ‪[ :‬آ َد َم ‪٩َ ،‬م َؿ ْـ ِ‪ٟ‬م َقا ُه ‪ ،‬إِ َّٓ َ ْحت ًَ ‪٬‬مِ َقائِل] (ٕ) ‪.‬‬

‫َّوس ِم ْـ َأ َ٘م ٍد إِٓ َو ُهق َ ْحت َ‬


‫ً‬ ‫‪ -‬وُب رواية أخرى ‪َ [ :‬مو ِمـ ا‪٬‬مـ ِ‬

‫‪٬‬مِ َقائِل](ٖ) ‪.‬‬

‫‪ -‬وُب رواية أخرى ‪َ [ :‬و َ‪٬‬مدُ آ َد َم ُ‪٫‬م ُّؾ ُفؿ َ ْحت ًَ ‪٬‬مِ َقائِل] (ٗ) ‪.‬‬

‫هبذا اللفظ رواه أ‪ٞ‬بد وأبو يعلى والبيهقي ُب الشعب وابن عساكر عن ابن عباس ‪. ‬‬ ‫ٔ‪-‬‬
‫وا‪٤‬بروزي ُب تعظيم قدر الصبلة عن أنس بن مالك ‪. ‬‬
‫رواه الَبمذي وصححو وابن عساكر عن أيب سعيد ‪. ‬‬ ‫ٕ‪-‬‬
‫رواه ابن عساكر ُب تارٱبو وابن حجر ُب الفتح ‪ .‬وأورده ا‪٥‬بيثمي ُب ‪٦‬بمع الزوائد حديث رقم‬ ‫ٖ‪-‬‬
‫‪‬‬‫ٕٔ٘‪ ٔٛ‬عن عبادة بن الصامت ‪. ‬‬
‫رواه ابن عساكر عن حذيفة ‪. ‬‬ ‫ٗ‪-‬‬

‫‪- 58 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالخلوفةى‪‬‬
‫‪‬‬
‫ملحوظة ‪:‬‬

‫االعَباض بأف كل الروايات السابقة ‪٥‬بذا ا‪٢‬بديث ‪ ،‬زمنها ىو يوـ القيامة غّب‬
‫مقبوؿ ‪ .‬حيث ال اختبلؼ بْب ا‪٢‬باضر وا‪٤‬بستقبل ُب حق اهلل تعأب ورسولو ‪، ‬‬
‫وىذا من قبيل قولو تعأب ‪[ :‬ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬

‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ] {غافر ‪ . }ٔٙ :‬فنحن ‪ُ -‬ب كل زماف ومكاف ‪-‬‬


‫بارزوف هلل ال ٱبفى عليو ‪ِ ،‬منَّا ‪ ،‬خافية ‪ ،‬وىو صاحب ا‪٤‬بلك على الدواـ ‪،‬‬
‫ولكن ُب تقدير الزمن ‪ :‬ىذا األمر باطن اليوـ ‪ ،‬وظاىر يوـ القيامة ‪ .‬ىذا‬
‫استطراد كاف البد منو ‪ ،‬لذا فقد لزـ التنويو ‪.‬‬
‫‪٤َ ‬م ْـ َأ ِيب ُه َر ْي َر َة ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ :‬مچم ُ٭مقا َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ َٱمََك َو َ٘م َب ْډم َ٭م َؽ ا٭مپما ُب َق ُة ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪:‬‬
‫ا‪٬‬مروحِ َوال َس ِد] (ٔ) ‪ .‬أي ٓب يوجد آدـ بعد ‪ ،‬فاألنبياء ‪-‬‬ ‫‪٥‬م ُّ‬ ‫[ َوآ َد ُم َٔم ْ َ‬
‫‪٦‬برد ‪ ،‬عارؼ بذلك قبل‬
‫عليهم السبلـ ‪ -‬نوابو ُب عآب ا‪٣‬بلق ‪ .‬وىو روح ّ‬
‫نشأة جسمو ‪ .‬إٔب أف وصل زماف ظهور جسده ا‪٤‬بطهر ‪ ، ‬فلم يبق‬

‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وصححو عن أيب ىريرة ‪ . ‬وابن مردويو والبزار والطرباين ُب الكبّب‬
‫واألوسط وأبو نعيم ُب الدالئل عن ابن عباس ‪ . ‬وابن سعد ُب الطبقات الكربى عن‬
‫عبد اهلل بن شقيق ‪ . ‬وابن سعد ُب الطبقات الكربى وأ‪ٞ‬بد والبخاري ُب تارٱبو‬
‫والطرباين وا‪٢‬باكم وصححو وأبو نعيم والبيهقي معا ُب الدالئل وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية وابن‬
‫أيب عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين وابن أيب شيبة عن ميسرة الفجر ‪. ‬‬

‫‪- 59 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الخلوفةى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫حكم لنائب من نوابو ‪ ،‬من سائر ا‪٢‬بُ َّجاب اإل‪٥‬بيْب ‪ ،‬وىم الرسل‬
‫واألنبياء عليهم السبلـ ‪ ،‬إال عنت وجوىهم لقيومية مقامو ‪ ،‬إذ كاف ‪‬‬
‫فقرر من شرعهم ما شاءه ‪ ،‬بإذف سيده ومرسلو‬ ‫حاجب ا‪٢‬بُ َّجاب ‪ّ ،‬‬
‫تبارؾ وتعأب ‪ ،‬ورفع من شرعهم ما أُِمر برفعو ونسخو ‪.‬‬
‫فرٗبا قاؿ من ال علم لو هبذا األمر ‪ :‬أ ّف موسى ‪ ‬مثبل كاف مستقبلً ‪-‬‬
‫مثل سيدنا ‪٧‬بمد ‪ - ‬بشرعو ‪ ،‬فقد أقسم رسوؿ اهلل ‪ ‬قائبل ‪:‬‬
‫ق‪ٟ‬مك َ٘م ًّقو َٔم ْ َ‪٥‬م َأ ْ‪٢‬م ُف ِر‪٫‬م ُْؿ ‪َ ،‬مو َ٘م َّؾ َ‪٬‬م ُف إِٓ َأ ْن َي َّتبِ َعـِل] (ٔ) ‪.‬‬ ‫هلل َ‪٬‬م ْق ‪٫‬م َ‬
‫َون ُم َ‬ ‫[وا ِ‬
‫وصدؽ رسوؿ اهلل ‪. ‬‬
‫‪ ‬قاؿ ‪َ [ : ‬أكَو َ‪ٟ‬م ِّقدُ َو َ‪٬‬م ِد آ َد َم](ٕ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد وأبو يعلى وابن أيب شيبة والبيهقي ُب الشعب والديلمي وأبو النصر السجزي ُب‬
‫اإلبانة عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫ٕ ‪ -‬رواه مسلم وأبو داود وأ‪ٞ‬ب د وابن أيب شيبة عن أيب ىريرة ‪ . ‬وأخرجو الَبمذي‬
‫وصححو وأ‪ٞ‬بد وابن ماجة وابن مردويو عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪ . ‬والطرباين ُب‬
‫األوسط وأبو يعلى عن أنس بن مالك ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد والطيالسي وأبو يعلى عن ابن‬
‫عباس ‪ . ‬وابن حباف عن واثلة بن األسقع ‪ . ‬وابن حباف وا‪٢‬باكم وصححو‬
‫وال طرباين ُب الكبّب عن ابن مسعود ‪ . ‬وأبو يعلى عن عبد اهلل بن سبلـ ‪. ‬‬
‫وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين ُب الكبّب عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫‪‬‬‫والطرباين ُب األوسط عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬

‫‪- 61 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالخلوفةى‪‬‬
‫‪‬‬
‫وقاؿ ‪[ : ‬آ َد ُم َ‪٩‬م َؿ ْـ ُدو َك ُف َ ْحت ًَ ‪٬‬مِ َقائِل] (ٔ) ‪.‬‬

‫ُقل َ‪٣‬م ْـ َر ِ‪٣‬م َّقتِ ِف] (ٕ) ‪.‬‬


‫وقاؿ ‪٫ُ [ : ‬م ُّؾؽ ُْؿ َرا ٍع َو ُ‪٫‬م ُّؾؽ ُْؿ َم ْسئ ٌ‬

‫فهو ‪ ‬الراعي األعظم ا‪٤‬بسؤوؿ عن ا‪٣‬بلق كلهم ‪ ،‬من بدء ا‪٣‬بليقة‬


‫النتهائها ‪ .‬فكما شفع ُب ا‪٣‬بلق ُب االبتداء ‪ ،‬ليخرجوا من العدـ ‪،‬‬
‫فسيشفع فيهم يوـ القيامة ‪.‬‬
‫كل ىذا وردت بو األخبار الصحيحة ‪ ،‬وىذا ظننا ُب اهلل ‪ ،‬وال موجب عليو‬
‫تعأب إال نفسو ‪:‬‬
‫‪ -‬فهو تعأب قد أوجب على نفسو أف ال ُٱبزي نبيو ‪ُ ، ‬ب قولو تعأب ‪:‬‬
‫[ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ] {التَّحرًن ‪. }ٛ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬وىو تعأب أوجب على نفسو أف يُرضي نبيو ‪ُ ، ‬ب قولو تعأب ‪:‬‬
‫[ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ] {الضحى ‪. }٘ :‬‬
‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه أ‪ٞ‬بد وأبو يعلى والبيهقي ُب الشعب وابن عساكر عن ابن عباس ‪. ‬‬
‫‪‬‬‫وا‪٤‬بروزي ُب تعظيم قدر الصبلة عن أنس بن مالك ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه مالك ُب ا‪٤‬بوطأ والبخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود والَبمذي وصححو وأ‪ٞ‬بد‬
‫وابن حباف والطرباين ُب األوسط وعبد الرزاؽ عن ابن عمر ‪ . ‬والبخاري ُب صحيحو وأبو‬
‫يعلى عن عبد اهلل بن مسعود ‪ . ‬والطرباين ُب األوسط عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة‬
‫رضي اهلل عنها ‪ .‬والطرباين ُب األوسط والصغّب عن أنس ‪ . ‬والطرباين ُب األوسط عن أيب‬
‫‪‬‬‫موسى ‪. ‬‬

‫‪- 61 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الخلوفةى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ -‬وىو ‪ ‬كل ا‪٣‬بلق ‪ٙ‬بت لواءه من آدـ ‪ ‬فما دونو ‪ .‬وىو ‪ ‬ال‬
‫يرضى و‪ٙ‬بت لواءه من يُعذب ! ‪ .‬وكيف يرضى بذلك ‪ ،‬وقد قاؿ اهلل‬
‫تعأب فيو ‪[ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ] {األنبياء ‪. ! }ٔٓٚ :‬‬

‫‪- 62 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىخلفاءىردولىاللهى‪‬‬
‫‪‬‬

‫خلفاء رسْل اهلل ‪‬‬


‫ق‪ٟ‬م ُف ُؿ‬ ‫ْسائِ َ‬
‫قؾ ٕم َُس ُ‬ ‫ًَ َٔمـُق إِ ْ َ‬
‫‪٤‬مـ َأيب ُه َر ْي َر َة ‪٫َ ‬م َچمل ‪٤ :‬مـ ا٭مپمَبِ ِّل ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫[ :‬مَوك ْ‬
‫ؽ َكبِل َ‪ٙ‬م َؾ َػ ُف َكبِل ‪َ ،‬وإِ َّك ُف َٓ َكبِ َّل َٔم ْع ِدي ‪َ ،‬و َ‪ٟ‬م َقؽ ُ‬
‫ُقن ُ‪ٙ‬م َؾ َػ ُ‬
‫وء‬ ‫ْإَ ْكبِ َق ُ‬
‫وء ‪٫ُ ،‬م َّؾ ََم َه َؾ َ‬
‫َ‪٩‬م َق ْؽ ُث ُر َ‬
‫ون] (ٔ) ‪ .‬أي أف خلفاء النيب ‪ ‬ىم ٗبنزلة أنبياء بِب إسرائيل ‪.‬‬

‫ڇم ِْم‬ ‫هلل ‪٤َ ‬م ِ َ‪٥‬م ْٕم َـ َأ ِيب َ‪٢‬مچم٭م ِ ٍ‬ ‫قل ا ِ‬‫ػ َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫چمص ‪٫َ ‬م َچمل ‪َٚ :‬م َټم َ‬ ‫َ‪٤‬م ْـ َ‪٠‬م ْٷم ِد ْٕم ِـ َأ ِيب َو َ‪٫‬م ٍ‬

‫چمن ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪َ [ : ‬أ َمو‬ ‫ت ِّټم ُٹمپمِل ِْم ا٭مپمِّس ِچمء وا٭مٳمبڀم ِ‬
‫َ َ ِّ ْ َ‬ ‫هلل ُ َ‬
‫قل ا ِ‬ ‫َ‪٩‬م ْز َو ِة َٖم ُب َ‬
‫قك ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫‪٨‬مَ‪ٜ‬م َأ َّك ُف َٓ َكبِ َّل َٔم ْع ِدي] (ٕ) ‪.‬‬ ‫ق‪ٟ‬مك ‪َ ْ ،‬‬ ‫ون م ْـ ُم َ‬
‫ُقن ِمـِّل ٔمِؿـ ِْز َ‪٬‬م ِي هور َ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ٕم َْر ََض َأ ْن َٕمؽ َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن والدالئل وأبو عوانة وابن حباف‬
‫‪‬‬ ‫ُب صحيحو وابن راىويو وا‪٣‬ببلؿ وابن أيب عاصم كبلٮبا ُب السنة عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي وابن ماجة والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي‬
‫ُب السنن وعبد الرزاؽ وا‪٢‬باكم و(صححو) والطرباين ُب الكبّب عن سعد بن أيب وقاص ‪. ‬‬
‫والَبمذي و(حسنو) وأ‪ٞ‬بد والطرباين ُب الكبّب عن جابر بن عبد اهلل ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن أيب سعيد‬
‫ا‪٣‬بدري ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد والنسائي عن أ‪٠‬باء بنت عميس رضي اهلل عنها ‪ .‬وأ‪ٞ‬بد والنسائي وا‪٢‬باكم‬
‫و(صححو) والطرباين ُب الكبّب عن ابن عباس ‪ . ‬والنسائي عن أيب بكر ‪ . ‬وا‪٢‬باكم‬
‫و(صححو) عن اإلماـ علي كرـ اهلل وجهو ‪ .‬والطرباين ُب الكبّب عن حبشي بن جنادة ‪. ‬‬
‫والطرباين ُب الكبّب عن أيب أيوب ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب عن الرباء بن عازب وزيد بن أرقم ‪. ‬‬
‫‪‬‬‫وابن أيب عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين عن زيد بن أيب أوَب ‪ُ ‬ب حديث ا‪٤‬بؤاخاة ‪.‬‬

‫‪- 63 -‬‬ ‫‪‬‬


‫خلفاءىردولىاللهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫َون َٔم ْع ِدي َكبِل ؛ َ‪٬‬مؽ َ‬


‫َون‬ ‫هلل ‪٬َ [ : ‬م ْق ‪٫‬م َ‬ ‫َ‪٤‬م ْـ ُ‪٤‬م ْٺم َب َڈم ْٕم ِـ َ‪٤‬م ِچمٱم ٍر ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قل ا ِ‬
‫ُ‪٣‬م َؿ َر ْٔم َـ اخل َّط ِ‬
‫وب] (ٔ) ‪.‬‬

‫ُب ىذين ا‪٢‬بديثْب أخرب النيب ‪ ‬أف الفاروؽ عمر بن ا‪٣‬بطاب ‪، ‬‬
‫واإلماـ علي بن أيب طالب كرـ اهلل وجهو ‪ ،‬كبل منهما قد حاز خصاؿ‬
‫النبوة ‪ ،‬ولكن م نعت منو ا‪٤‬برتبة ‪ ،‬ألف ا‪٤‬بصطفى ‪ ‬ىو خاًب النبيْب ‪،‬‬
‫فبل نيب بعده ‪.‬‬
‫ٍب عمم النيب ‪ ‬ا‪٣‬بّب ألمتو ‪ ،‬فقد ورد ‪:‬‬
‫عن عبد اهلل بن عمرو ‪ ، ‬عن رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ ‪َ [ :‬م ْـ َ‪٪‬م َر َأ ا‪٬‬م ُؼ ْر َ‬
‫آن‬
‫ق٘مك إِ َ‪٬‬م ْق ِف] (ٕ) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪٥‬م َٗمـْ َبقف ‪٨َ ،‬م َ‪ٜ‬م َأ َّك ُف ٓ ُي َ‬ ‫َ‪٩‬م َؽ َل َّكَم ا‪ٟ‬متُدْ ِر َٗمً َّ‬
‫ا‪٬‬مـبق ُة َٔم َ‬
‫ْح َؾ َي ا‪٬‬م ُؼ ْر ِ‬
‫آن ‪٩َ ،‬م َؿ ْـ‬ ‫وعن ابن عمر ‪ ، ‬عن رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ ‪َ [ :‬أ ْ‪٫‬م ِر ُمقا َ َ‬
‫ق‪٪‬مفؿ ‪٩َ ،‬منِ َّْنُؿ ِم َـ اهللِ‬ ‫ْح َؾ َي ا‪٬‬م ُؼ ْر ِ‬
‫آن ُ٘م ُؼ ُ‬ ‫ؼصقا َ َ‬ ‫َأ ْ‪٫‬م َر َم ُف ْؿ َ‪٩‬م َؼدْ َأ ْ‪٫‬م َر َم اهللَ ‪َ .‬أٓ َ‪٩‬مال َٕمـْ ُ‬
‫وء ‪ ،‬إِٓ َأ َّك ُف ٓ ُي َ‬ ‫ِ‬ ‫ٔمِ َؿ َؽ ٍ‬
‫ق٘مك إِ َ‪٬‬م ْق ِف ْؿ] (ٖ) ‪.‬‬ ‫ْح َؾ ُي ا‪٬‬م ُؼ ْرآن َأ ْن َي ُؽق ُكقا َأ ْكبِ َق َ‬
‫ون ‪٫َ .‬مو َد َ َ‬
‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي و(حسنو) وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم و(صححو) والطرباين ُب الكبّب واآلجري ُب الشريعة‬
‫‪‬‬‫عن عقبة بن عامر ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه ابن أيب شيبة وا‪٢‬باكم و(صححو) والبيهقي ُب الشعب وُب األ‪٠‬باء والصفات وابن‬
‫ا‪٤‬ببارؾ ُب الزىد وا‪٤‬بنذري ُب الَبغيب والَبىيب عن عبد اهلل بن عمرو ‪ . ‬و‪ٛ‬باـ ُب فوائده‬
‫‪‬‬‫عن الرباء بن عازب ‪. ‬‬
‫‪‬‬‫ٖ‪ -‬رواه الديلمي ُب الفردوس عن ابن عمر ‪. ‬‬

‫‪- 64 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىخلفاءىردولىاللهى‪‬‬
‫‪‬‬
‫فقراءة وحفظ القرآف ٮبا وسيلتاف الستنزاؿ النبوة ‪.‬‬
‫فما ارتفعت النبوة بالكلية ‪ ،‬وإ٭با ارتفعت نبوة التشريع ‪ ،‬فهذا معُب قولو ‪: ‬‬
‫ِ‬
‫ع خاصة ‪ ،‬ال أنو ال يكوف بعده نيب ‪،‬‬‫[ٓ َكبِ َّل َٔم ْعدي] (ٔ) ‪ .‬أي ال ُم َش ِّر َ‬
‫ْسى َٔم ْعدَ ُه ‪َ .‬وإِ َذا َه َؾ َ‬ ‫ِ‬ ‫فهذا مثل قولو ‪[ : ‬إِ َذا ه َؾ َ ِ‬
‫ؽ َ‪٪‬م ْق َ ُ‬
‫ٮم ‪،‬‬ ‫ْسى ‪٩َ ،‬م َال ‪٫‬م ْ َ‬
‫ؽ ‪٫‬م ْ َ‬ ‫َ‬

‫َ‪٩‬م َال َ‪٪‬م ْق َ َ‬


‫ٮم َٔم ْعدَ ُه] (ٕ) وٓب يكن كسرى وقيصر إال ملوكا للروـ والفرس ‪ ،‬وما زاؿ‬
‫ا‪٤‬بلك من الروـ والفرس ‪ ،‬ولكن ارتفع ىذا االسم مع وجود ا‪٤‬بلك فيهم ‪،‬‬
‫وتسمى ملكهم باسم آخر بعد ىبلؾ قيصر وكسرى ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬ىذا جزء من عدة أحاديث رواىا البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب‬
‫السنن عن أيب ىريرة ‪ . ‬ومسلم والَبمذي وابن ماجة والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة‬
‫عن سعد بن أيب وقاص ‪ . ‬وا‪٢‬باكم و(صححو) عن اإلماـ علي كرـ اهلل وجهو ‪.‬‬
‫وأبو داود والَبمذي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن وابن أيب عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين وا‪٢‬باكم‬
‫و(صححو) عن ثوباف ‪ . ‬والَبمذي عن جابر بن عبد اهلل ‪ . ‬وابن ماجة وابن أيب‬
‫عاصم وا‪٢‬باكم و(صححو) عن أيب أمامة الباىلي ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن ابن عمرو ‪. ‬‬
‫وأ‪ٞ‬بد عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن حذيفة ‪ . ‬والنسائي عن أ‪٠‬باء بنت‬
‫عميس رضي اهلل عنها ‪ .‬وابن أيب عاصم عن زيد بن أيب أوَب ‪ . ‬وابن أيب عاصم عن‬
‫‪‬‬‫أيب قتيلة ‪ . ‬وغّبىم كثّب ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن والدالئل‬
‫وا‪٢‬بميدي وابن حباف والطيالسي عن أيب ىريرة ‪ . ‬والبخاري وأ‪ٞ‬بد والطرباين ُب الكبّب‬
‫واألوسط وابن حباف عن جابر بن ‪٠‬برة ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب عن جابر بن عبداهلل ‪. ‬‬
‫‪‬‬‫والطرباين ُب األوسط عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪. ‬‬

‫‪- 65 -‬‬ ‫‪‬‬


‫خلفاءىردولىاللهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫كذلك اسم النيب ؛ زاؿ بعد رسوؿ اهلل ‪ ، ‬ألنو زاؿ التشريع ا‪٤‬بنزؿ من‬
‫عند اهلل بالوحي بعده ‪ ، ‬فبل يشرع أحد بعده شرعا إال ما اقتضاه نظر‬
‫اجملتهدين من العلماء ُب األحكاـ ‪ ،‬فإنو صح بتقرير رسوؿ اهلل ‪، ‬‬
‫فحكم اجملتهد من شرعو الذي شرعو ‪ ‬الذي يعطي اجملتهد دليلو ‪ ،‬وىو‬
‫الذي أذف اهلل بو ‪ ،‬فما ىو من الشرع الذي ٓب يأذف بو اهلل ‪ ،‬فإف ذلك‬
‫كفر وافَباء على اهلل ‪.‬‬
‫فالنبوة سارية ُب ا‪٣‬بلق إٔب يوـ القيامة ‪ ،‬وإف كاف التشريع قد انقطع ‪،‬‬
‫فالتشريع جزء من أجزاء النبوة ‪ ،‬فإنو يستحيل أف ينقطع خرب اهلل وأخباره من‬
‫العآب ‪ ،‬إذ لو انقطع ٓب يبق للعآب غذاء يتغذى بو ُب وجوده ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪:‬‬
‫[ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ‬

‫ﰁ ﰂ] {الكهف ‪ . }ٜٔٓ :‬وقاؿ ‪[ :‬ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ‬

‫ﯺﯻﯼﯽﯾﯿ ﰀﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅﰆﰇ‬


‫ﰈ] {لقماف ‪ . }ٕٚ :‬وقد أخرب اهلل أنو ما من شيء يريد إٯباده إال يقوؿ‬
‫لو ‪( :‬كن) (ٔ) وأف عيسى ‪ ‬كاف كلمتو (ٕ) ‪ .‬فهذه كلمات اهلل ال‬
‫تنقطع ‪ ،‬وىي الغذاء العاـ ‪١‬بميع ا‪٤‬بوجودات ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ] {النحل ‪. }ٗٓ :‬‬
‫‪‬‬
‫ٕ‪ -‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ] {النساء ‪. }ٔٚٔ :‬‬
‫‪‬‬

‫‪- 66 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىخلفاءىردولىاللهى‪‬‬
‫‪‬‬
‫فهذا جزء واحد من النبوة ال ينفد ‪ ،‬فأين أنت من باقي األجزاء الٍب ‪٥‬با ؟ ‪.‬‬
‫وقد شهد النيب ‪ ‬أف ُب أمتو نظّب لكل نيب من أنبياء بِب إسرائيل ‪:‬‬
‫‪ ‬فعْب ‪ ‬بعضهم باالسم ‪:‬‬
‫‪ -‬حْب قاؿ للصديق أيب بكر ‪ ‬أف مثلو مثل إبراىيم ‪ ، ‬ومثلو‬
‫مثل عيسى ‪ . ‬وقاؿ للفاروؽ عمر ‪ ‬أف مثلو مثل نوح ‪، ‬‬
‫ومثلو مثل موسى ‪. )ٔ( ‬‬
‫ِ َ‬ ‫قل اهللِ ‪َ [ : ‬مو َٕم ُؼق ُ‪٬‬م َ ِ‬ ‫ٔ‪٤ -‬مَ ْـ َ‪٤‬مبْ ِد اهللِ ْٕمـ َٱم ْس ُٷمقد ‪٫َ ‬م َچمل ‪ٛ :‬مَچم ‪٬‬مَچم َن َي ْق ُم َٕم ٍ‬
‫ْسى] ؟ ‪.‬‬ ‫قن ّم َه ُم َٓء ْإ ْ َ‬ ‫دْر َ‪٫‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قب َ‪٤‬م َټم ْڀم ِٿم ْؿ ‪َ .‬و َ‪٫‬م َچمل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‪٪‬م َٺم َچمل َأ ُٕمق َٕمٻم ٍْر ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ َ‪٫‬م ْق ُٱم َؽ َو َأ ْه ُټم َؽ ‪ْ ،‬ا‪٠‬م ََ ْبٺم ِٿم ْؿ َو ْا‪٠‬مَ َْڂمن ِِبِ ْؿ ‪َ ،‬٭م َٷم َؾ اهللَ َأ ْن َي َُ َ‬
‫قل‬ ‫ا‪ٙ‬م َڈم ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫چمَض ْب َأ ْ‪٤‬مپمَچم َ‪٫‬م ُٿم ْؿ ‪َ .‬و َ‪٫‬م َچمل َ‪٤‬م ْبدُ اهللِ ْٕم ُـ َر َو َ‬ ‫قك ‪٫َ ،‬م ِّر ْ ُِب ْؿ ‪٪َ ،‬م ْ ِ‬ ‫قك َو‪٬‬م ََذ ُٕم َ‬ ‫قل اهللِ َأ ْ‪ٚ‬م َر ُ٘م َ‬ ‫ُ‪٤‬م َٽم ُر ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫چمس ‪٫َ :‬م َٵم ْٷم َډم َر ِِح ََؽ ‪.‬‬ ‫ڇم ‪٪َ ،‬م َڂم ْد ِ‪ٚ‬م ْټم ُٿم ْؿ ‪٪‬مِ ِڀمف ‪ُٗ ،‬م َؿ َأ ْ ِ‬
‫َض ْم َ‪٤‬م َټم ْڀم ِٿم ْؿ ځم ًَچمرا ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ا ْ٭م َٷم َب ُ‬ ‫احل َٵم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫هلل ا ْځم ُٶم ْر َواد ًيچم ‪٬‬مَث َ‪ٝ‬م ْ َ‬
‫ا ِ‬
‫َچمس ‪َ :‬ي ْڂم ُ‪ٚ‬م ُذ ٕمِ َٺم ْق ِل‬
‫َچمس ‪َ :‬ي ْڂم ُ‪ٚ‬م ُذ ٕمِ َٺم ْق ِل َأ ِيب َٕمٻم ٍْر ‪َ .‬و َ‪٫‬م َچمل ځم ٌ‬ ‫قل اهللِ ‪َ ، ‬و ََل ْ َي ُر َد َ‪٤‬م َټم ْڀم ِٿم ْؿ َ‪١‬م ْڀمئًچم ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ځم ٌ‬ ‫دَ‪ٚ‬م َؾ َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫َ‪٪‬م َ‬
‫قل اهللِ ‪٪َ ، ‬م َٺم َچمل ‪[ :‬إِ َن اهللَ َ٭م ُڀمټمِ‪٦‬مُ‬ ‫ا‪ٙ‬م َڈم ‪٪َ .‬م َخ َر َج َ‪٤‬م َټم ْڀم ِٿم ْؿ َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫هلل ْٕم ِـ َر َو َ‬ ‫َچمس ‪َ :‬ي ْڂم ُ‪ٚ‬م ُذ ِٕم َٺم ْق ِل َ‪٤‬م ْب ِد ا ِ‬ ‫ُ‪٤‬م َٽم َر ‪َ .‬و َ‪٫‬م َچمل ځم ٌ‬
‫قن َأ َ‪١‬مدَ ِٱم ْـ‬
‫چمل ‪٪‬مِ ِڀمف ‪َٙ ،‬مََك َٖم ُٻم َ‬
‫قب ِر َ٘م ٍ‬ ‫قن َأ ْ٭م َ ِ‬
‫‪٦‬م ٱم ْـ ا٭م َټم َب ِـ ‪َ .‬وإِ َن اهللَ َ٭م َڀم ُٲمدا ُ‪٫‬م ُټم َ‬
‫ٍ ِ ِ‬
‫قب ِر َ٘مچمل ‪٪‬مڀمف ‪َٙ ،‬مََك َٖم ُٻم َ َ‬
‫ُ‪٫‬م ُټم َ‬

‫ڀمؿ ‪٫َ ‬م َچمل ‪[ :‬ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬


‫احل َج َچمرة ‪َ .‬وإِ َن َٱم َث َټم َؽ َيچم َأ َٕمچم َٕمٻم ٍْر ‪٬‬م ََٽم َث ِؾ إِ ْٕم َراه َ‬
‫ڀمسك ‪٫َ ‬م َچمل ‪[ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ‬ ‫ِ‬
‫ﮁ ] {إبراىيم ‪َ . }ٖٙ :‬و َٱم َث َټم َؽ َيچم َأ َٕمچم َٕمٻم ٍْر ‪٬‬م ََٽم َث ِؾ ‪٤‬م َ‬
‫قح ‪٫َ ‬م َچمل ‪[ :‬ﯫﯬﯭﯮ‬
‫ﯶﯷﯸﯹ ﯺ] {ا‪٤‬بائدة ‪َ . }ٔٔٛ :‬وإِ َن َٱم َث َټم َؽ َيچم ‪٤‬مُ َٽم ُر ‪٬‬م ََٽم َث ِؾ ُځم ٍ‬

‫ق‪٠‬مك ‪٫َ ‬م َچمل َر ِّب ‪[ :‬ﯽ‬ ‫ِ‬


‫ﯯ ﯰﯱﯲﯳ ﯴ] {نوح ‪َ . }ٕٙ :‬وإِ َن ٱم ْث َټم َؽ َيچم ُ‪٤‬م َٽم ُر ‪٬‬م ََٽم َث ِؾ ُٱم َ‬
‫ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ] {يونس ‪ . }ٛٛ :‬رواه أ‪ٞ‬بد والطرباين ُب الكبّب وابن أيب‬
‫شيبة والبيهقي ُب السنن وابن أيب حاًب ُب تفسّبه وابن عساكر ُب تارٱبو ‪.‬‬

‫‪- 67 -‬‬ ‫‪‬‬


‫خلفاءىردولىاللهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫ُقن ِمـِّل ٔمِ َؿـ ِْز َ‪٬‬م ِي‬


‫‪ -‬وقاؿ لئلماـ علي كرـ اهلل وجهو ‪َ [ :‬أ َمو ٕم َْر ََض َأ ْن َٕمؽ َ‬
‫ق‪ٟ‬مك ‪٨َ ،‬م ْ َ‪ٜ‬م َأ َّك ُف َٓ َكبِ َّل َٔم ْع ِدي] (ٔ) ‪.‬‬ ‫هور َ ِ‬
‫ون م ْـ ُم َ‬ ‫َ ُ‬

‫‪ ‬وعممها لؤلمة ‪ ،‬كما ُب قولو ‪َ [ : ‬مو ِم ْـ َكبِل إِٓ َ‪٬‬م ُف َكظِ ٌ‪ٜ‬م ّم ُأ َّمتل ‪َ :‬أ ُٔمق‬
‫ق‪ٟ‬مك ‪َ ،‬و ُ‪٣‬مثْ ََمن َكظِ ُ‪ٜ‬م َه ُورون ‪َ ،‬و َ‪٣‬م ِ‪٤‬م َكظِ‪ٜ‬مي ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َٔم ْؽر َكظ ُ‪ٜ‬م إِ ْٔم َراهقؿ ‪َ ،‬و ُ‪٣‬م َؿ ُر َكظ ُ‪ٜ‬م ُم َ‬
‫‪‬‬ ‫ْس ُه َأ ْن َيـْ ُظ َر إ‪٦‬م ِ‪٣‬م َقسك ا ْٔم ِـ َم ْر َي َؿ َ‪٩‬م ْؾ َقـْ ُظ ْر إ‪٦‬م َأِب َذر ا ِ‪٬‬مغ َػ ِور ِّي] (ٕ) ‪.‬‬
‫َو َم ْـ َ َّ‬
‫ُم َّؿ ٍد ‪،‬‬‫وُب حديث كيفية الصبلة على النيب ‪[ : ‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َص ِّؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ َ‬
‫َّؽ َْحِقدٌ‬ ‫قؿ ‪ ،‬إِك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قؿ ‪َ ،‬و َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م آل إِ ْٔم َراه َ‬
‫ِ‬ ‫ُم َّؿ ٍد ‪٫ ،‬م َََم َص َّؾ ْق َ‬
‫ً َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م إِ ْٔم َراه َ‬ ‫آل ُ َ‬ ‫َو َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‬
‫ِ‬ ‫ُم َّؿ ٍد ‪٫ ،‬م َََم َٔم َور‪٫‬م َ‬ ‫ُمؿ ٍد ‪َ ،‬و َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‬ ‫َ َِمقدٌ ‪ .‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َٔم ِ‬
‫قؿ ‪،‬‬‫ًْ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م إِ ْٔم َراه َ‬ ‫آل ُ َ‬ ‫ور ْك َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ َ َّ‬
‫قؿ ‪ ،‬إِك ََّؽ َْحِقدٌ َ َِمقدٌ ] (ٖ) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م آل إِ ْٔم َراه َ‬
‫(اللهم صل على ‪٧‬بمد وعلى آؿ ‪٧‬بمد) ‪ :‬أي بأف ٘بعل آلو من‬
‫أمتو (ٗ) أنبياء من أصحاب النبوة العامة ‪.‬‬
‫سبق ‪ٚ‬برٯبو ‪.‬‬ ‫ٔ‪-‬‬
‫‪‬‬ ‫رواه ابن األعرايب ُب معجمو وابن عساكر ُب تارٱبو والديلمي عن أنس بن مالك ‪. ‬‬ ‫ٕ‪-‬‬
‫رواه البخاري وأبو داود والَبمذي والنسائي وابن ماجة عن كعب بن عجرة ‪ . ‬والبخاري‬ ‫ٖ‪-‬‬
‫‪‬‬‫والنسائي وابن ماجة عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪ . ‬وابن ماجة عن أيب ‪ٞ‬بيد الساعدي ‪. ‬‬
‫ال تتخيل أف آؿ سيدنا ‪٧‬بمد ‪ : ‬ىم أىل بيتو خاصة ‪ .‬ليس ىذا عند العرب ‪ .‬آؿ الرجل ‪ :‬ىو كل‬ ‫ٗ‪-‬‬
‫من انتسب إٔب الرجل من قريب أو بعيد ‪ .‬أما أىل الرجل ‪ :‬فهم خاصتو ‪ ،‬أىل بيتو ‪ .‬وقد ٯبمع‬
‫‪‬‬‫الرجل بْب األىل واآلؿ ‪ :‬كا‪٢‬بسن وا‪٢‬بسْب وجعفر ‪ ،‬وعلماء أىل البيت ‪ٝ‬بيعا عليهم السبلـ ‪.‬‬

‫‪- 68 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىخلفاءىردولىاللهى‪‬‬
‫‪‬‬
‫(كما صليت على إبراىيم وعلى آؿ إبراىيم) بأف جعلت آلو أنبياء‬
‫ورسبل ‪ُ ،‬ب ا‪٤‬برتبة عندؾ (أي نبوة تشريع) ‪ .‬لذا فقد أعطى اهلل أمة‬
‫سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬ا‪٢‬بديث ‪ ،‬فمنهم احملدَّثوف (ٔ) ‪ ،‬وىو مقابل للوحي ‪.‬‬
‫وشرع ‪٥‬بم االجتهاد ‪ ،‬وقرره حكما وشرعا ‪ ،‬وىو مقابل لتشريع الرسل‬
‫السابقْب ‪.‬‬

‫وقد فطر اهلل قلوب العارفْب من ىذه األمة ‪ ،‬على قلوب من سبقهم من‬
‫األنبياء ‪ :‬فقد صح عن رسوؿ اهلل ‪ ‬أنو قاؿ ‪ْ [ :‬إَ ْٔمدَ ُال ِّم َه ِذ ِه ْإُ َّم ِي‬
‫وت َر ُٗم ٌؾ ؛ َأ ْٔمدَ َل اهللُ‬
‫ْح ِـ َ‪٣‬م َّز َو َٗم َّؾ ‪٫ُ .‬م َّؾ ََم َم َ‬
‫ا‪٬‬مر ْ َ‬
‫قؾ َّ‬‫قؿ َ‪ٙ‬مؾِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َٖم َال ُٖم َ ِ‬
‫قن ‪ ،‬م ْث ُؾ إِ ْٔم َراه َ‬
‫َٕم َب َور َك َو َٕم َع َو‪٦‬م َمؽَو َك ُف َر ُٗم ًال] (ٕ) ‪.‬‬

‫َون ‪٩‬مِ َقَم َم َه َ‪٪‬م ْب َؾؽ ُْؿ ِم ْـ ْإُ َم ِؿ ُُمَدَّ ُٖم َ‬


‫قن ‪َ ،‬وإِ َّك ُف إِ ْن‬ ‫ٔ‪٤ -‬مَ ْـ َأ ِيب ُه َر ْي َر َة ‪٤َ ، ‬م ْـ ا٭مپمَبِ ِّل ‪٫َ ‬م َچمل ‪[ :‬إِ َّك ُف َ‪٪‬مدْ ‪٫‬م َ‬
‫وب] رواه البخاري ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد ُب فضائل‬ ‫َون ِّم ُأ َّمتِل َه ِذ ِه ِمـ ُْف ْؿ ؛ َ‪٩‬منِ َّك ُف ُ‪٣‬م َؿ ُر ْٔم ُـ اخل َّط ِ‬
‫‪٫‬م َ‬
‫الصحابة وا‪٣‬بطيب ُب تاريخ بغداد وابن عساكر ُب تاريخ دمشق ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد ُب مسنده وابن عساكر ُب تارٱبو عن عبادة بن الصامت ‪ ، ‬وصححو السيوطي‬
‫وقاؿ ا‪٤‬بناوي ‪ :‬بإسناد صحيح ‪ .‬وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬رجالو رجاؿ الصحيح ‪ ،‬غّب عبد الواحد بن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قن َر ُٗمال م ْـ ُأ َّمتل ُ‪٪‬م ُؾ ُ ُ‬
‫قِب ْؿ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َ‪٪‬م ْؾ ِ‬
‫ى‬ ‫قيس وقد وثقو العجلي وأبو زرعة ‪ .‬وبلفظ ‪َ ٓ[ :‬يز َُال َأ ْر َٔم ُع َ‬
‫ض ‪ُ ،‬ي َؼ ُول ََُل ُؿ إَ ْٔمدَ ُال] ‪٫َ ،‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قؿ ‪َ ،‬يدْ َ‪٩‬م ُع اهللُ ِِبِ ْؿ َ‪٣‬م ْـ َأ ْه ِؾ إَ ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫قل اهللِ ‪[ : ‬إِ َّْن ُ ْؿ ََل ْ‬ ‫إِ ْٔم َراه َ‬
‫قهچم ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪:‬‬ ‫قل اهللِ ‪٪َ ،‬مبِ َؿ َأ ْد َر ُ‪٬‬م َ‬‫الة َوٓ ٔمِ َص ْق ٍم َوٓ َصدَ َ‪٪‬م ٍي] ‪٫َ ،‬مچم ُ٭مقا ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫يدْ ِر‪٫‬مُقهو ٔمِص ٍ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫قح ِي ‪٬‬مِ ْؾ ُؿ ْسؾِ ِؿ َ‪٥‬م] ‪ .‬رواه الطرباين وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية عن ابن مسعود ‪. ‬‬
‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫[ٔمِ َّ‬
‫و‪٬‬مسخَ وء َوا‪٬‬مـَّص َ‬

‫‪- 69 -‬‬ ‫‪‬‬


‫خلفاءىردولىاللهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫وورد عن ابن مسعود ‪ ،  ،‬أف رسوؿ اهلل ‪ ، ‬قاؿ ‪:‬‬


‫آد َم ‪. ‬‬
‫‪‬‬ ‫ب َ‬‫الخل ِق ‪ :‬ثَالثَ ِمائٍَة ‪ ،‬قُػلُوبُػ ُهم َعلَى قَػل ِ‬ ‫‪[ ‬إِ َّن ِ‬
‫هلل َع َّز َو َج َّل في َ‬
‫وسى ‪. ‬‬ ‫الخل ِق ‪ :‬أَربَػعُو َن ‪ ،‬قُػلُوبُػ ُهم َعلَى قَػل ِ‬ ‫‪ ‬وِ‬
‫ب ُم َ‬ ‫هلل في َ‬ ‫َ‬
‫يم ‪. ‬‬ ‫الخل ِق ‪ :‬سبػعةٌ ‪ ،‬قُػلُوبػهم َعلَى قَػل ِ ِ ِ‬ ‫‪ ‬وِ‬
‫‪‬‬ ‫ب إبػ َراى َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َ‬ ‫هلل في َ‬ ‫َ‬
‫الخل ِق ‪َ :‬خمسةٌ ‪ ،‬قُػلُوبػ ُهم َعلَى قَػل ِ ِ‬ ‫‪ ‬وِ‬
‫يل ‪. ‬‬ ‫ب جب ِر َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هلل في َ‬ ‫َ‬
‫يل ‪. ‬‬ ‫الخل ِق ‪ :‬ثَالثَةٌ ‪ ،‬قُػلُوبػ ُهم َعلَى قَػل ِ ِ ِ‬ ‫‪ ‬وِ‬
‫ب مي َكائ َ‬ ‫ُ‬ ‫هلل في َ‬ ‫َ‬
‫يل ‪. ‬‬ ‫اح ٌد ‪ ،‬قَػلبوُ َعلَى قَػل ِ ِ ِ‬ ‫الخل ِق ‪ :‬و ِ‬ ‫‪ ‬وِ‬
‫‪‬‬ ‫ب إس َراف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هلل في َ‬ ‫َ‬
‫‪‬‬ ‫اح ُد ‪ ،‬أَب َد َل اهللُ َم َكانَوُ ِم َن الثَّالثَِة ‪.‬‬
‫ات الو ِ‬
‫‪ ‬فَِإ َذا َم َ َ‬
‫س ِة ‪.‬‬ ‫الخم َ‬‫ات ِم َن الثَّالثَِة ‪ ،‬أَب َد َل اهللُ َم َكانَوُ ِم َن َ‬ ‫‪َ ‬وإِ َذا َم َ‬
‫سبػ َع ِة ‪.‬‬ ‫س ِة ‪ ،‬أَب َد َل اهللُ َم َكانَوُ ِم َن ال َّ‬ ‫ات ِم َن َ‬
‫الخم َ‬ ‫‪َ ‬وإِ َذا َم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ِمن ال َّ ِ‬
‫‪‬‬ ‫ين ‪.‬‬ ‫سبػ َعة ‪ ،‬أَب َد َل اهللُ َم َكانَوُ م َن األَربَع َ‬ ‫‪َ ‬وإِذَا َم َ َ‬
‫ين ‪ ،‬أَب َد َل اهللُ َم َكانَوُ ِم َن الثَّالثَ ِمائَ ٍة ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬وإِذَا م َ ِ‬
‫ات م َن األَربَع َ‬ ‫َ َ‬
‫الع َّام ِة ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬وإِذَا م َ ِ‬
‫‪‬‬ ‫ات م َن الثَّالثَ ِمائَة ‪ ،‬أَب َد َل اهللُ َم َكانَوُ م َن َ‬ ‫َ َ‬
‫الء] ‪.‬‬ ‫ت ‪َ ،‬ويَدفَ ُع البَ َ‬ ‫يت ‪َ ،‬ويُم ِط ُر ‪َ ،‬ويُػنبِ ُ‬‫فَبِ ِهم يُحيِي ‪َ ،‬ويُ ِم ُ‬
‫قيل لعبد اهلل بن مسعود ‪ :‬كيف ‪ ،‬هبم ٰبيي وٲبيت ؟ !‬
‫قاؿ ‪ :‬ألهنم يسألوف اهلل إكثار األمم ‪ ،‬فيكثروف ‪ .‬ويدعوف على ا‪١‬ببابرة ‪،‬‬
‫فيقصموف ‪ .‬ويستسقوف ‪ ،‬فيسقوف ‪ .‬ويسألوف ‪ ،‬فينبت ‪٥‬بم األرض ‪ .‬ويدعوف ‪،‬‬

‫‪- 71 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىخلفاءىردولىاللهى‪‬‬
‫‪‬‬
‫فيدفع هبم أنواع الببلء (ٔ) ‪.‬‬
‫ِ‬
‫وصح عنو ‪ ‬أنو قاؿ ‪[ :‬إِ َّن ا ْ‪٬‬م ُع َؾ ََم َء ُه ْؿ َو َر َٖم ُي ْإَ ْكبِ َقوء ‪َ ،‬وإِ َّن ْإَ ْكبِ َق َ‬
‫وء ََل ْ‬
‫َهو ‪ ،‬إِك َََّم َو َّر ُٖمقا ا ْ‪٬‬م ِع ْؾ َؿ ‪٩َ ،‬م َؿ ْـ َأ َ‪ٙ‬م َذ ُه ؛ َأ َ‪ٙ‬م َذ ٔمِ َحظ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُي َق ِّر ُٖمقا ديـ ًَورا َو َٓ د ْر َ ً‬
‫َوا‪٩‬مِ ٍر](ٕ) ‪ .‬فّبثوف أحوا‪٥‬بم وعلومهم ومقامهم ‪.‬‬
‫ليس ىذا فقط ‪ ،‬بل ورد عنو ‪ ‬أف جعل درجتهم مثل درجة األنبياء –‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فيما عدا نبوة التشريع – حيث قاؿ ‪٬َ [ : ‬م ْـ َ ْت ُؾق إَ ْرض م ْـ َأ ْر َٔمع َ‬
‫‪٥‬م‬
‫وت ِمـْ ُف ْؿ‬ ‫ْح ِـ ‪٩َ ،‬مبِ ِف ْؿ ٕمُس َؼ َ‬
‫قن ‪َ ،‬و ِِبِ ْؿ ُٕمـْ َٮم َ‬
‫ون ‪َ ،‬مو َم َ‬ ‫ِ‬
‫ال ‪ ،‬م ْثؾ َ‪ٙ‬مؾقؾ َّ‬
‫ا‪٬‬مر ْ َ‬
‫رٗم ً ِ‬
‫َ ُ‬
‫آ‪ٙ‬م َر] (ٖ) ‪ .‬فا‪٤‬بخاطب ىم علماء األمة ‪ ،‬وٓب‬ ‫َأ َ٘مدٌ إِ َّٓ َأ ْٔمدَ َل اهللُ َم َؽو َك ُف َ‬
‫يقل ورثة نيب واحد ‪ ،‬ولكن قاؿ ‪ : ‬ورثة األنبياء ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫ٔ‪ -‬أخرجو أبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية وابن عساكر عن ابن مسعود ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬هبذا اللفظ رواه البخاري ُب صحيحو ُب باب العلم قبل القوؿ والعمل ‪ .‬ورواه أ‪ٞ‬بد وابن‬
‫ماجة والَبمذي وأبو داود وابن حباف والبيهقي ُب الشعب والطرباين ُب مسند الشاميْب عن‬
‫‪‬‬‫أيب الدرداء ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬أخرجو الطرباين ُب األوسط عن أنس وُب آخره قاؿ سعيد ‪ :‬و‪٠‬بعت قتادة يقوؿ ‪ :‬لسنا‬
‫حسنو السيوطي وقاؿ ا‪٥‬بيثمي (حديث رقم‬ ‫نشك أف ا‪٢‬بسن منهم ‪ .‬وىذا ا‪٢‬بديث َّ‬
‫ٗ‪ُ ٔٙٙٚ‬ب اجملمع) ‪ :‬إسناده حسن ‪ .‬وبلفظ " ثبلثْب " أخرجو ابن حباف ُب تارٱبو عن‬
‫أيب ىريرة ‪ . ‬وأخرجو أ‪ٞ‬بد ُب مسنده وا‪٢‬بكيم الَبمذي ُب نوادر األصوؿ وا‪٣‬ببلؿ ُب‬
‫كرامات األولياء عن عبادة بن الصامت ‪ ‬وقاؿ ا‪٥‬بيثمي (حديث رقم ٕ‪ُ ٔٙٙٚ‬ب‬
‫‪‬‬‫اجملمع) ‪ :‬رجالو رجاؿ الصحيح غّب عبد الواحد وقد وثقة العجلي وأبو زرعة ‪.‬‬

‫‪- 71 -‬‬ ‫‪‬‬


‫خلفاءىردولىاللهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫أما رسوؿ اهلل ‪ ‬؛ فبل يُفطَر قلب أحد على قلبو ‪ ،‬ألنو مقاـ عزيز ا‪٤‬بناؿ ‪.‬‬
‫لذا ‪ ،‬فقد قاؿ الشيخ أبو يزيد البسطامي ‪ ،‬رضي اهلل عنو وأرضاه ‪٨ ،‬برباً عن‬
‫ىذا ا‪٤‬بقاـ ‪ :‬لو أعطاك ‪:‬‬
‫خلة ابراىيم ‪. ‬‬
‫ومكالمة موسى ‪. ‬‬
‫‪‬‬
‫وروحانية عيسى ‪. ‬‬
‫فاطلب منو المزيد ‪ ،‬فإن عنده ما وراء ذلك ‪.‬‬
‫وذ إَ ْكبِق ِ‬
‫ِ‬
‫وء‬ ‫َ‬ ‫قاؿ العارؼ باهلل تعأب الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيبلين ‪َ : ‬‬
‫(م َع َ‬
‫ُأوٕمِقت ُُؿ ا‪٬‬م َّؾ َؼ َى ‪َ ،‬و ُأوٕمِقـَو َمو َل ٕم ُْمٕمَق ُه) ‪.‬‬

‫‪ -‬فأما قولو ‪( :‬أوتيتم اللقب) أي ُحجر علينا إطبلؽ لفظة النيب ‪ .‬وإف‬
‫‪‬‬‫كانت النبوة العامة سارية ُب أكابر الرجاؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬وأما قولو ‪( :‬وأوتينا ما ٓب تؤتوه) فيُصرؼ إٔب معنيْب ‪:‬‬
‫‪‬‬

‫أوال ‪ -‬أف يكوف َ‬


‫ا‪٤‬بخاطَب ىم أنبياء األولياء ‪ ،‬وى م أىل النبوة العامة ‪.‬‬
‫فيكوف قد صرح الشيخ عبد القادر بتقدمو عليهم ‪ٙ ،‬بدثا‬
‫بنعمة اهلل ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪- 72 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىخلفاءىردولىاللهى‪‬‬
‫‪‬‬

‫ثانيا ‪ -‬أف يكوف َ‬


‫ا‪٤‬بخاطَب ىم أنبياء بِب إسرائيل ‪ ،‬وىو ا‪٤‬بقصود ىنا ‪ ،‬وىو‬
‫معُب قوؿ ا‪٣‬بضر – الذي شهد ا‪٢‬بق تعأب بعدالتو وتقدمو ُب العلم ‪-‬‬
‫هلل ‪٣َ ،‬م َّؾ َؿـ ِ ِقف ‪َٓ ،‬‬
‫ق‪ٟ‬مك إِ ِّين َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‪٣‬م ْؾ ٍؿ ِم ْـ ِ‪٣‬م ْؾ ِؿ ا ِ‬
‫‪٤‬بوسى ‪َ [ : ‬يو ُم َ‬
‫َٕم ْع َؾ ُؿ ُف َأك ًَْ ‪َ ،‬و َأك ًَْ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‪٣‬م ْؾ ٍؿ َ‪٣‬م َّؾ َؿ َؽ ُف َٓ َأ ْ‪٣‬م َؾ ُؿ ُف] (ٔ) ‪ .‬فهذا عْب‬
‫معُب (وأوتينا ما ٓب تؤتوه) ‪.‬‬
‫ق‪٠‬مك‬ ‫ق‪٠‬مك َ٭م ْڀم َس ٕمِ ُٽم َ‬ ‫َچمٔم َيزْ ُ‪٤‬م ُؿ َأ َن ُٱم َ‬ ‫چمس ‪ ‬إِ َن ځم َْق ً‪٪‬مچم ا ْ٭م َبٻم ِ َ‬‫ڀمد ْٕم ُـ ُ٘م َب ْ ٍ‪ٝ‬م ‪٫َ ‬م َچمل ُ‪٫‬م ْټم ُډم ِٓ ْٕم ِـ َ‪٤‬م َب ٍ‬ ‫ٔ‪٤ -‬مـ ‪٠‬م ِٷم ٍ‬
‫َ‬
‫ٕمپمِل إِ ِ‬
‫ڇم ‪٤َ ‬م ْـ ا٭مپمَبِ ِّل ‪‬‬ ‫يب ْٕم ُـ َ‪٬‬م ْٷم ٍ‬
‫آ‪ٚ‬م ُر ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪٬ :‬م ََذ َب ‪٤‬مَدُ او اهللِ ‪َٙ .‬مدَ َٗمپمَچم ُأ َ ا‬
‫ق‪٠‬مك َ‬ ‫ْسائ َڀمؾ ‪ ،‬إِځم َََم ُه َق ُٱم َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫َّوس َأ ْ‪٣‬م َؾ ُؿ ؟ ‪٩َ .‬م َؼ َول ‪َ :‬أكَو َأ ْ‪٣‬م َؾ ُؿ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ْسائِ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ي ا‪٬‬مـ ِ‬ ‫قؾ ‪٩َ ،‬م ُسئ َؾ َأ ُّ‬ ‫ق‪ٟ‬مك ا‪٬‬مـَّبِ ُّل ‪ٙ‬مَ طق ًبو ّم َٔمـل إِ ْ َ‬ ‫‪٫‬مچمل ‪٪َ [ :‬مو َم ُم َ‬
‫َى اهللُ َ‪٣‬م َؾ ْق ِف ‪ ،‬إِ ْذ ََل ْ َي ُر َّد ا ْ‪٬‬م ِع ْؾ َؿ إِ َ‪٬‬م ْق ِف ‪٩َ .‬م َل ْو َ٘مك اهللُ إِ‪٬‬مَ ْق ِف ؛ َأ َّن َ‪٣‬م ْبدً ا ِم ْـ ِ‪٣‬م َبودِي ٔم ِ َؿ ْج َؿ ِع ا‪٬‬مْ َب ْح َر ْي ِـ‬ ‫َ‪٩‬م َعت َ‬
‫قؾ َ‪٬‬م ُف ‪ْ :‬اْحِ ْؾ ُ٘مقٕمًو ِّم ِم ْؽت ٍَؾ ‪٩َ ،‬منِ َذا َ‪٩‬م َؼدْ َٕم ُف ‪٩َ ،‬م ُف َق َٖم َّؿ ‪.‬‬
‫ػ ٔمِ ِف ؟ ‪٩َ .‬م ِؼ َ‬
‫ُه َق َأ ْ‪٣‬م َؾ ُؿ ِمـ َْؽ ‪٪َ .‬م َول ‪َ :‬يو َر ِّب َو َ‪٫‬م ْق َ‬
‫ا‪٬‬مصخْ َرةِ ‪َ ،‬و َض َعو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْح َال ُ٘مقٕمًو ِّم م ْؽت ٍَؾ ‪َ٘ ،‬متَّك ‪٫‬مَوكَو ‪٣‬مـْدَ َّ‬ ‫ق‪٠‬م َع ْٔم ِـ ك ٍ‬
‫ُقن ‪َ ،‬و َ َ‬ ‫َ‪٩‬مو ْك َط َؾ َؼ ‪َ ،‬وا ْك َط َؾ َؼ ٔمِ َػتَو ُه ُي َ‬

‫احلقت ِم ْـ ا‪ٚ‬مْ ِ ْؽت َِؾ ‪[ :‬ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ] {الكهف ‪. }ٙٔ :‬‬


‫ُ‬ ‫و‪ٟ‬م ُف ََم ‪َ ،‬وك ََومو ‪٩َ ،‬موك َْس َّؾ‬
‫ُر ُء َ‬
‫ق‪ٟ‬مك ‪٬‬مِ َػتَو ُه ‪[ :‬ﭕ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ق‪ٟ‬مك َو َ‪٩‬متَو ُه َ‪٣‬م َج ًبو ‪٩َ ،‬مو ْك َط َؾ َؼو َٔمؼ َّق َي َ‪٬‬م ْق َؾت ِف ََم َو َي ْق َم ُف ََم ‪٩َ ،‬م َؾ ََّم َأ ْص َب َح ‪٪َ ،‬م َول ُم َ‬
‫و‪٫‬م َ ِ‬
‫َون ‪ٚ‬مُ َ‬ ‫َ‬
‫ق‪ٟ‬مك َم ًّسو ِم ْـ ا‪٬‬مـ ََّص ِ‬
‫ى َ٘متَّك‬ ‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ] {الكهف ‪َ . }ٕٙ :‬و ََل ْ َُيِدْ ُم َ‬
‫َون ا َّ‪٬‬م ِذي ُأ ِم َر ٔمِ ِف ‪٩َ ،‬م َؼ َول َ‪٬‬م ُف َ‪٩‬متَو ُه ‪[ :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬‫وو َز ا‪ٚ‬مؽ َ‬
‫َٗم َ‬

‫ق‪ٟ‬مك ‪[ :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ] {الكهف ‪٪َ . }ٖٙ :‬م َول ُم َ‬
‫‪٬‬مصخْ َر ِة ؛ إِ َذا َر ُٗم ٌؾ ُم َس ًّجك ٔمِ َث ْق ٍ‬
‫ب ( َأ ْو َ‪٫‬م َچمل ‪ٕ :‬م ََس َّجك‬ ‫ﭼ ﭽ ] {الكهف ‪٩َ . }ٙٗ :‬م َؾ ََّم ا ْكت ََف َقو إِ َ‪٦‬م ا َّ‬
‫ق‪ٟ‬مك‬‫ق‪ٟ‬مك ‪٩َ .‬م َؼ َول ‪ُ :‬م َ‬ ‫ا‪٬‬مس َال ُم ‪٩َ .‬م َؼ َول ‪َ :‬أكَو ُم َ‬ ‫ؽ َّ‬ ‫ْض ‪َ :‬و َأكَّك ٔمِ َل ْر ِض َ‬ ‫ٔمِ َثقٔمِ ِف) َ‪٩‬مس َّؾؿ مق‪ٟ‬مك ‪٩َ ،‬م َؼ َول َ ِ‬
‫اخل ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ْسائِ َ‬
‫قؾ ؟ ‪٪َ .‬م َول ‪َ :‬ك َع ْؿ ‪٪َ .‬م َول ‪[ :‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ] {الكهف ‪= }ٙٚ :‬‬ ‫ِ‬
‫َٔمـل إِ ْ َ‬

‫‪- 73 -‬‬ ‫‪‬‬


‫خلفاءىردولىاللهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫ً ‪٩َ ،‬م َال َر ُ‪ٟ‬م َ‬


‫قل‬ ‫ثبت أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ ‪[ :‬إِ َّن ِّ‬
‫ا‪٬‬مر َ‪ٟ‬مو َ‪٬‬م َي َوا‪٬‬مـُّ ُب َّق َة َ‪٪‬مدْ ا ْك َؼ َط َع ْ‬
‫َٔم ْع ِدي ‪َ ،‬و َٓ َكبِ َّل] فلما قاؿ النيب ‪ ،  ،‬ذلك ‪١َ :‬م َؼ َذ٭م ِ َؽ َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ا٭مپم ِ‬
‫َچمس ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ات ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪:‬‬ ‫‪٨‬م ُ‬‫هلل َو َٱمچم ا‪ٛ‬م َب ِّ َ‬
‫قل ا ِ‬ ‫ات] ‪٫َ .‬مچم ُ٭مقا ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫َ‪٪‬م َٺم َچمل ‪٬َ [ : ‬مؽ ْـ ا‪ٚ‬م َب ِّ َ‬
‫‪٧‬م ُ‬

‫ًْ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‪٣‬م ْؾ ٍؿ َ‪٣‬م َّؾ َؿ َؽ ُف ‪،‬‬


‫ًْ ‪َ .‬و َأك َ‬ ‫= يو مق‪ٟ‬مك ‪ :‬إِين ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‪٣‬م ْؾ ٍؿ ِمـ ِ‪٣‬م ْؾ ِؿ اهللِ ‪٣ ،‬م َّؾؿـ ِ ِ‬
‫قف ‪َٕ َٓ ،‬م ْع َؾ ُؿ ُف َأك َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫َٓ أَ ْ‪٣‬م َؾ ُؿ ُف ‪ [ .‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ] {الكهف ‪٩َ . }ٜٙ :‬مو ْك طَ َؾ َؼو‬
‫و٘م ِؾ ا‪٬‬مْبح ِر ‪٬ ،‬مَقس َلَم ‪ٟ‬م ِػقـَ ٌي ‪٩َ ،‬مؿر ْت ِِبَِم ‪ٟ‬م ِػقـَ ٌي ‪٩َ ،‬م َؽ َّؾؿقهؿ َأ ْن َ ِ‬
‫ون ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ‪ٟ‬م ِ‬ ‫ِ‬
‫قَهو ‪،‬‬ ‫يؿ ُؾ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َي ْؿشقَ ِ َ َ‬
‫ا‪٬‬مس ِػقـ َِي ‪٩َ ،‬مـَ َؼ َر‬ ‫ِ‬
‫قر ‪٩َ ،‬م َق َ‪٪‬م َع َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َ٘م ْر ف َّ‬
‫وء ُ‪٣‬م ْص ُػ ٌ‬
‫قَه و ٔم ِغ ِ ٍ‬
‫ْض ‪٩َ ،‬م َح َؿ ُؾ ُ َ ْ‬
‫َ‪ٜ‬م ك َْق ل ‪٩َ ،‬م َج َ‬
‫َ‪٩‬م ع ِر فَ َ ِ‬
‫اخل ُ‬ ‫ُ‬
‫ؽ ِم ْـ ِ‪٣‬م ْؾ ِؿ اهللِ‬ ‫ق‪ٟ‬م ك َم و َك َؼ َص ِ‪٣‬م ْؾ ِؿل َو ِ‪٣‬م ْؾ ُؿ َ‬ ‫ْض ‪َ :‬ي و ُم َ‬
‫َ‪٥‬م ِّم ا‪٬‬مْبح ِر ‪٩َ ،‬م َؼ َول َ ِ‬
‫اخل ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َك ْؼ َر ًة َأ ْو َك ْؼ َرٕم ْ ِ‬

‫ا‪٬‬مس ِػ قـ َِي َ‪٩‬مـَ َز َ‪٣‬م ُف ‪٩َ ،‬م َؼ َول‬ ‫ِ‬


‫ْض إ ِ َ‪٦‬م ‪٬‬مَ ْق حٍ م ْـ أَ ‪٬‬مْ َق احِ َّ‬
‫قر ِّم ا‪٬‬مْبح ِر ‪٩َ ،‬م ع ؿ دَ َ ِ‬
‫اخل ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫إ ِ َّٓ َ‪٫‬مـَ ْؼ َر ةِ َه َذا ا‪٬‬مْ ُع ْص ُػ ِ‬

‫َ‪ٜ‬م ك َْق ٍل ‪٣َ ،‬م َؿدْ َت إِ َ‪٦‬م َ‪ٟ‬م ِػقـَت ِ ِف ْؿ َ‪٩‬مخَ َر ْ‪٪‬مت ََفو ‪٬‬مِتُغ ِْر َق َأ ْه َؾ َفو ؟ ‪[ .‬ﯲ ﯳ‬ ‫ْح ُؾقكَو ٔمِغ ْ ِ‬
‫ق‪ٟ‬مك ‪٪َ :‬م ْق ٌم َ َ‬ ‫ُم َ‬
‫ﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅ]‬
‫ِ‬ ‫ًَ ْإ ُ َ ِ‬
‫ق‪ٟ‬مك ك ْسقَوكًو ‪٩َ .‬م و ْك طَ َؾ َؼو ‪٩َ ،‬م ن ِ َذ ا ُ‪٨‬م َال ٌم َي ْؾ َع ُ‬
‫ى َم َع‬ ‫و‪٦‬م م ْـ ُم َ‬ ‫{الكهف ‪٩َ . })ٖٚ – ٕٚ( :‬م ؽَوك ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ا‪٬‬مْ ِغ ْؾَم ِن ‪٩َ ،‬ملَ‪ٙ‬مَ َذ َ ِ‬
‫ْض ٔمِ َر ْأ‪ٟ‬مف م ْـ َأ ْ‪٣‬م َال ُه ‪٩َ ،‬مو ْ‪٪‬متَ َؾ َع َر ْأ َ‪ٟ‬م ُف ٔمِ َقده ‪٩َ ،‬م َؼ َول ُم َ‬
‫ق‪ٟ‬مك ‪[ :‬ﰍ ﰎ‬ ‫اخل ُ‬ ‫َ‬
‫{الكهف ‪. }ٚ٘ :‬‬ ‫ﰏ ﰐ ﰑ] {الكهف ‪[ . }ٚٗ :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ]‬

‫َ‪٪‬م َول ا ْٔم ُـ ُ‪٣‬م قَقْـَ َي ‪َ :‬و َه َذا أَ ْو ‪٫‬مَدُ ‪ [ .‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬

‫ْض ٔمِ َق ِد ِه َ‪٩‬م َل َ‪٪‬م َوم ُف ‪،‬‬‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ] {الكهف ‪٪َ . }ٚٚ :‬م َول َ ِ‬
‫اخل ُ‬
‫ق‪ٟ‬مك ‪ [ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ] {الكهف ‪. })ٚٛ – ٚٚ( :‬‬
‫َ‪٩‬م َؼ َول َ‪٬‬م ُف ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ٝ‬م َ٘متَّك ُي َؼ َّص َ‪٣‬م َؾ قْـَو م ْـ أَ ْم ِر َ‬
‫َه و] ‪ .‬رواه‬ ‫َ‪٪‬م َول ا‪٬‬مـَّبِ ُّل ‪َ :  ،‬ي ْر َ٘م ُؿ اهللُ ُم َ‬
‫ق‪ٟ‬مك ‪٬ ،‬مَ َق د ْدكَو ‪٬‬مَ ْق َص َ َ‬
‫البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي وأ‪ٞ‬بد ‪.‬‬

‫‪- 74 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىخلفاءىردولىاللهى‪‬‬
‫‪‬‬
‫[ ُرؤْ َيو ا‪ٚ‬م ْسؾِ ِؿ ‪َ ،‬و ِه َل ُٗم ْز ٌء ِم ْـ َأ ْٗم َز ِاء ا‪٬‬مـُّ ُب َّق ِة] (ٔ) ‪.‬‬

‫ىذا ا‪٢‬بديث من أرجى األحاديث ‪ ،‬الٍب تظهر لك مدى ر‪ٞ‬بتو ‪ ‬بأمتو ‪،‬‬
‫حٌب أهنم ‪٤‬با شق عليهم انقطاع الرسالة والنبوة ‪ ،‬استثُب ‪٥‬بم جزءا ىو من‬
‫أجزاء النبوة ‪ ،‬فيا لو ‪ ‬من رحيم ! ‪.‬‬
‫و‪٤‬با علم رسوؿ اهلل ‪ ‬إف ُب ّأمتو من ي شق عليو ذلك ‪ ،‬وأنو ٓب يكتف‬
‫با‪٤‬ببشرات ‪ ،‬الٍب ىي جزء من النبوة فقط ‪ ،‬فر‪ٞ‬بهم بر‪ٞ‬بة أوسع ‪ ،‬وجعل‬
‫ا‪٬‬مش ِ‬
‫وهدُ‬ ‫‪٥‬بم نصيباً من الرسالة أيضا ‪ ،‬فقاؿ ‪ ‬للصحابة ‪٬[ :‬مِ ُق َب ِّؾغ َّ‬
‫ا‪٬‬مْغَوئِ َى] (ٕ) ‪.‬‬

‫فأمرىم النيب ‪ ‬بالتبليغ ‪ ،‬كما أمره اهلل تعأب بالتبليغ (ٖ) ‪ .‬لينطلق‬
‫عليهم أ‪٠‬باء الرسل ‪.‬‬

‫[ك َّ َ‬
‫َْض ( ُيروى ٕمچم٭مَخٹمڀمػ وا٭مَٲمديد ‪ ،‬ٱمـ ا٭مپمٴمچمرة ‪ ،‬وهل ‪ٙ‬مسـ ا٭مق٘مف ‪،‬‬ ‫وقاؿ ‪: ‬‬
‫وٕمريٺمف ‪ ،‬وا‪ٛ‬مراد ‪َٙ :‬م َس َـ ‪ٚ‬مټمٺمف و‪٫‬مدره ) اهللُ َ‪٣‬م بْداً ؛ َ‪ٟ‬م ِؿ َع َم َؼ و‪٬‬مَت ِل ‪٩َ ،‬م َح ِػ ظَ َف و ‪،‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وصححو وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو عن أنس بن مالك ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وابن ماجة والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن عن أيب‬
‫بكرة ‪ . ‬والبخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن‬
‫عن أيب شريح ‪ . ‬والبخاري وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة عن ابن عباس ‪. ‬‬
‫ٖ ‪ -‬حيث قاؿ لو ‪ [ :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ]‬
‫{ا‪٤‬بائدة ‪. } ٙٚ :‬‬

‫‪- 75 -‬‬ ‫‪‬‬


‫خلفاءىردولىاللهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫َو َو َ‪٣‬م َوهو ‪٩َ ،‬مل َّد َاهو ‪٫‬م َََم َ‪ٟ‬م ِؿ َع َفو] (ٔ) ‪ .‬يعِب حرفاً حرفاً ‪ ،‬وىذا ال يكوف إال‬
‫‪٤‬بن بلغ الوحي ‪ ،‬من قرآف أو سنة ‪ ،‬بلفظو الذي جاء بو ‪ ،‬وىذا ال يكوف‬
‫إال لنقلة الوحي من ا‪٤‬بقرئْب واحملدثْب ‪ ،‬ليس للفقهاء ‪ ،‬وال ‪٤‬بن نقل ا‪٢‬بديث‬
‫الثوري وغّبه ‪ -‬نصيب وال حظ فيو ‪ ،‬فإف‬
‫ّ‬ ‫على ا‪٤‬بعُب ‪ -‬كما يراه سفياف‬
‫الناقل على ا‪٤‬بعُب ‪ ،‬إ٭با نقل إلينا فهمو ُب ذلك ا‪٢‬بديث النبوي ‪ ،‬ومن نقل‬
‫إلينا فهمو ؛ فإ٭با ىو رسوؿ نفسو ‪ ،‬وال ٰبشر يوـ القيامة فيمن بلغ الوحي‬
‫كما ‪٠‬بعو ‪ ،‬و ّأدى الرسالة ‪ ،‬كما ٰبشر ا‪٤‬بقرىء واحملدث الناقل لفظ الرسوؿ‬
‫عينو ‪ُ ،‬ب صف الرسل عليهم السبلـ ‪.‬‬
‫‪ ‬فالصحابة إذا نقلوا الوحي ‪ -‬على لفظو ‪ -‬فهم رسل رسوؿ اهلل ‪. ‬‬
‫‪ ‬والتابعوف رسل الصحابة رضواف اهلل عليهم ‪.‬‬
‫‪ ‬وىكذا األمر جيبلً بعد جيل إٔب يوـ القيامة ‪.‬‬
‫‪ ‬فإف شئنا قلنا ُب ا‪٤‬ببلغ إلينا أنو ‪ :‬رسوؿ اهلل ‪.‬‬
‫‪ ‬وإف شئنا أضفناه ‪٤‬بن بلغ عنو ‪ ،‬كأف نقوؿ رسوؿ رسوؿ اهلل ‪ ،‬أو رسوؿ‬
‫رسوؿ رسوؿ اهلل ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه الشافعي ُب مسنده (واللفظ لو) وأبو داود والَبمذي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والدارمي وابن‬
‫حباف وا‪٢‬باكم والطرباين وقاؿ الكتاين ُب نظم ا‪٤‬بتناثر ‪ :‬ذكر ابن منده ُب تذكرتو أنو رواه عن‬
‫النيب ‪ ‬أربعة وعشروف صحابيا ‪ٍ ،‬ب سرد أ‪٠‬باءىم ‪ .‬نقلو ابن حجر ُب أماليو ‪.‬‬

‫‪- 76 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىخلفاءىردولىاللهى‪‬‬
‫‪‬‬
‫جوزنا حذؼ الوسائط ؛ ألف رسوؿ اهلل ‪ ‬كاف ٱبربه جربيل ‪، ‬‬ ‫وإ٭با ّ‬
‫وىو ملك من ا‪٤‬ببلئكة ‪ ،‬وال نقوؿ فيو ‪ ‬أنو رسوؿ جربيل ‪ ،‬وإ٭با نقوؿ فيو‬
‫رسوؿ اهلل كما قاؿ اهلل تعأب ‪[ :‬﯆ ﯇ ﯈ ﯉ ﯊ ﯋ ﯌ ﯍‬

‫﯎ ﯏] {األحزاب ‪ . }ٗٓ :‬مع قولو تعأب ‪[ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬

‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ] {الشعراء ‪ . })ٜٔٗ - ٜٖٔ( :‬ومع ىذا فما‬


‫أضافو اهلل إال إٔب نفسو ‪.‬‬

‫وقاؿ عز وجل ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ] {الفتح ‪ . }ٕٜ :‬ىنا عطف‬


‫(الذين معو) على (محمد) ٕبرؼ العطف الذي ىو (و) ُب صفة (رسول‬
‫اهلل) ‪٤‬بن ٓب يقف ُب التبلوة على الوقف ا‪١‬بائز ‪ ،‬عند لفظ (اهلل) ‪ .‬ويؤيد‬
‫َّوس َ٘م ْق ُز ‪َ ،‬و َأكَو َو َأ ْص َح ِوِب‬
‫ما ذىبنا إليو قوؿ الصادؽ ا‪٤‬بصدوؽ ‪[ : ‬ا‪٬‬مـ ُ‬
‫َ٘م ْقزُ ] (ٔ) ‪ .‬وىذا القدر من الرسالة ىو خّب عظيم ‪ ،‬امًب بو على أمتو ‪.‬‬
‫ومهما ٓب ينقلو الشخص بسنده متصبلً ‪ ،‬غّب منقطع ‪ ،‬فليس لو ىذا ا‪٤‬بقاـ ‪،‬‬
‫وال شم لو رائحة ‪ ،‬فإف مقاـ الرسالة ال ينالو أحد بعد رسوؿ اهلل ‪ ‬؛ إال‬
‫بقدر ما بينَّاه ‪ ،‬فهو الذي أبقاه ا‪٢‬بق تعأب علينا ‪ ،‬ومن ىنا تعرؼ شرؼ‬
‫مقاـ احملدثْب ‪ ،‬نقلة الوحي بالرواية ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد والطرباين ُب الكبّب وابن أيب شيبة وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪. ‬‬
‫احتَ َازهُ ‪.‬‬
‫حيز ‪ :‬كل من ضم شيئا إٔب نفسو فقد َح َازهُ و ْ‬
‫‪- 77 -‬‬ ‫‪‬‬
‫خلفاءىردولىاللهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫فخلفاؤه ‪ٗ -  -‬بنزلة أنبياء بِب إسرائيل ‪ ،‬ليس ىذا فقط ‪ ،‬بل ورسلهم‬
‫أيضا ‪ ،‬بل ‪٥‬بم زيادة على ذلك وىو التبعية احملمدية ؛ على ما سيأٌب بيانو‬
‫ُب الباب التإب إف شاء اهلل تعأب ‪.‬‬

‫‪- 78 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتبعوةىالمحمدوة‬
‫‪‬‬

‫التبعٔ٘ املـحندٓ٘‬
‫‪٤‬با علم موسى ‪ ‬عن ىذه األمة احملمدية ‪ ،‬سأؿ اهلل تعأب قائبل ‪:‬‬
‫(اجعلِب نبيهم) فقاؿ تعأب لو ‪( :‬نبيهم منهم) ‪ .‬فقاؿ موسى ‪( :‬رب‬
‫فاجعلِب منهم) ‪ .‬فقاؿ تعأب ‪( :‬إنك لن تدركهم) (ٔ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬روى أبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية وابن عساكر ُب تارٱبو وابن جرير الطربي والقرطيب والبغوي وعبد‬
‫الرزاؽ الصنعاين ُب تفاسّبىم عن نوؼ البكإب ا‪٢‬بمّبي ‪ ‬قاؿ ‪٤ :‬با اختار موسى قومو‬
‫سبعْب رجبل ‪٤‬بيقات ربو ؛ قاؿ اهلل تعأب ‪٤‬بوسى ‪ :‬أجعل لكم األرض مسجدا وطهورا ‪،‬‬
‫تصلوف حيث أدركتكم الصبلة ‪ ،‬إال عند مرحاض أو ‪ٞ‬باـ أو قرب ‪ ،‬وأجعل السكينة ُب‬
‫قلوبكم ‪ ،‬وأجعلكم تقرءوف التوراة عن ظهر قلوبكم ‪ ،‬يقرأىا الرجل منكم وا‪٤‬برأة وا‪٢‬بر والعبد‬
‫والصغّب والكبّب ‪ .‬فقاؿ ذلك موسى لقومو ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ال نريد أف نصلي إال ُب الكنائس ‪،‬‬
‫وال نستطيع ‪ٞ‬بل السكينة ُب قلوبنا ‪ ،‬ونريد أف تكوف كما كانت ُب التابوت ‪ ،‬وال‬
‫نستطيع أف نقرأ التوراة عن ظهر قلوبنا ‪ ،‬ونريد أف ال نقرأىا إال نظراً ‪ .‬فقاؿ اهلل تعأب ‪:‬‬
‫[ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ‬

‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬
‫ﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾ‬
‫ﭿﮀﮁﮂ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ‬
‫ﮊﮋ ﮌﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓﮔ ﮕﮖ ﮗ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ] {األعراؼ ‪= . })ٔ٘ٚ – ٔ٘ٙ( :‬‬ ‫ﮘ ﮙﮚﮛﮜ‬

‫‪- 79 -‬‬ ‫‪‬‬


‫التبعوةىالمحمدوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫سؤال ‪ :‬ما تأويل قوؿ موسى ‪ ‬اجعلِب من أمة سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬؟ ‪.‬‬
‫الجواب ‪٤ :‬با عرؼ موسى ‪ ‬أف األنبياء ُب النسبة إٔب سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬؛‬
‫ىي نسبة أمتو إليو ‪ ،‬وأف نسبة أمتو إليو ىي من ا‪٠‬بيو تعأب ‪ :‬الظاىر‬
‫والباطن ‪ ،‬وأف نسبة األنبياء إليو ‪ ‬من ا‪٠‬بو تعأب ‪ :‬الباطن فقط ‪ .‬أراد‬
‫موسى أف ٯبمع اهلل لو بْب اال‪٠‬بْب ُب شرعو ‪ٍ .‬ب إنو ‪٤‬با علم أنو تَػبَ ٌع (أي‬
‫نيب متبوع) ؛ أراد إقامة جاىو عند سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬على غّبه من الرسل ‪،‬‬
‫إذ كاف التباىي يوـ القيامة بالتكاثر باألمم واألتباع ‪ ،‬وليس ُب الرسل أكثر‬
‫أتباعاً من موسى ‪ - ‬كما أخرب ‪ُ ‬ب الصحيح ‪ -‬حْب رأى سواداً‬
‫ق‪ٟ‬مك ِّم َ‪٪‬م ْق ِم ِف] (ٔ) ‪.‬‬
‫أعظم ‪ ،‬فسأؿ ‪ ،‬فقيل لو ‪َ [ :‬ه َذا ُم َ‬

‫= فجعلها ‪٥‬بذه األمة ‪ .‬فقاؿ موسى ‪ :‬يا رب ‪ ،‬اجعلِب نبيهم ‪ .‬فقاؿ ‪ :‬نبيهم منهم ‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬رب اجعلِب منهم ‪ .‬قاؿ ‪ :‬إنك لن تدركهم ‪ .‬فقاؿ موسى ‪ :‬يا رب ‪ ،‬أتيتك‬
‫بوفد بِب إس رائيل ‪ ،‬فجعلت وفادتنا لغّبنا ‪ .‬فأنزؿ اهلل عز وجل ‪ [ :‬ﯥ ﯦ ﯧ‬

‫فرضي موسى ‪ .‬قاؿ نوؼ ‪:‬‬ ‫{األع راؼ ‪. } ٜٔ٘ :‬‬ ‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ]‬
‫فا‪ٞ‬بدوا اهلل الذي جعل وفادة بِب إسرائيل لكم ‪ .‬وذكر أبو نعيم أيضا ىذه القصة‬
‫من حديث األوزاعي قاؿ ‪ :‬حدثنا ٰبٓب بن أيب عمرو السيباين قاؿ ‪ :‬كاف نوؼ‬
‫البكإب يقوؿ ‪ :‬ا‪ٞ‬بدوا ربكم الذي شهد غيبتكم ‪ ،‬وأخذ بسهمكم ‪ ،‬وجعل وفادة‬
‫بِب إسرائيل لكم ‪.‬‬
‫ً َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م ْإُ َم ُؿ ‪َ ،‬و َر َأ ْي ُ‬
‫ً َ‪ٟ‬م َقا ًدا‬ ‫چمس ‪٫َ ‬م َچمل ‪َٚ :‬م َر َج َ‪٤‬م َټم ْڀمپمَچم ا٭مپمَبِ ال ‪َ ‬ي ْق ًٱمچم َ‪٫‬م َچمل ‪٣ُ [ :‬م ِر َض ْ‬
‫ٔ‪٤َ -‬م ْـ ا ْٕم ِـ َ‪٤‬م َب ٍ‬

‫‪‬‬ ‫ق‪ٟ‬مك ِّم َ‪٪‬م ْق ِم ِف] ‪ .‬رواه البخاري ُب صحيحو ‪.‬‬ ‫قؾ ‪َ :‬ه َذا ُم َ‬‫‪٫‬مَثِ ً‪ٜ‬ما َ‪ٟ‬مدَّ ْإُ ُ‪٩‬م َؼ ‪٩َ ،‬م ِؼ َ‬

‫‪- 81 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتبعوةىالمحمدوة‬
‫‪‬‬
‫َّوس َي ْق َم ا ْ‪٬‬م ِؼ َق َوم ِي] (ٔ) ‪ .‬والسيد ال يُ َكاثػَ ُر ‪.‬‬
‫وقد قاؿ ‪ ‬أنو ‪َٟ [ :‬م ِّقدُ ا‪٬‬مـ ِ‬

‫فإذا كاف موسى ‪ ‬بدعائو أف يكوف من أمة سيدنا ‪٧‬بمد ‪ُ ‬ب الدرجة‬
‫الظاىرة والباطنو ‪ -‬مثل ما ‪٫‬بن ‪ -‬زاد ىو وأمتو ُب سوادنا ببل شك ‪.‬‬
‫وما قاؿ ‪[ : ‬إِ ِّين ُمؽَوٖمِ ٌر ٔمِؽ ُْؿ ْإ ُ َم َؿ] (ٕ) ‪ .‬إال ُب أمم ٓب يكن لنبيها‬
‫‪٦‬بموع اال‪٠‬بْب اللذين دعا اهللَ موسى ‪ ‬أف يكونا لو ‪.‬‬
‫فكل من ‪ٝ‬بع بْب اال‪٠‬بْب ؛ حشر معنا ُب أمتو ‪. ‬‬
‫فيباىي موسى بأمتو سائر االنبياء الذين حشروا معنا ‪ ،‬فيكونوف معو ٗبنزلة‬
‫األمراء ا‪٤‬بقدمْب على العساكر ‪ ،‬فأكربىم أمّباً أكثرىم جيشا ‪ ،‬وأكثرىم‬
‫جيشاً أعظمهم قدرا وحرمة عند رسوؿ اهلل ‪. ‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والنسائي والبيهقي ُب‬
‫الدالئل وأبو عوانة وابن حباف وابن ا‪٤‬ببارؾ ُب مسنده وابن منده ُب اإلٲباف وابن خزٲبة ُب‬
‫التوحيد وىناد ُب الزىد وابن أيب عاصم ُب السنة وابن أيب الدنيا ُب األىواؿ عن أيب ىريرة‬
‫‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب الدالئل والشعب والدارمي وابن منده ُب اإلٲباف واآلجري ُب‬
‫الشريعة وا‪٣‬برائطي ُب مكارـ األخبلؽ عن أنس بن مالك ‪ . ‬وا‪٢‬باكم وصححو عن‬
‫عبادة بن الصامت ‪ . ‬وا‪٢‬باكم والطرباين ُب األوسط وابن أيب عاصم ُب األوائل وا‪٣‬برائطي‬
‫‪‬‬‫ُب مكارـ األخبلؽ عن حذيفة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه ابن ماجة عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأبو داود والبيهقي ُب السنن‬
‫عن معقل بن يسار ‪ . ‬والَبمذي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة عن الصنإبي ‪. ‬‬
‫وأ‪ٞ‬بد عن جابر بن عبد اهلل ‪ . ‬والبيهقي ُب السنن عن أيب أمامة ‪. ‬‬

‫‪- 81 -‬‬ ‫‪‬‬


‫التبعوةىالمحمدوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪٥‬م َأ ْ‪٢‬م ُف ِر‪٫‬م ُْؿ َمو َ٘م َّؾ َ‪٬‬م ُف‬


‫ق‪ٟ‬مك َ٘م ًّقو َٔم ْ َ‬
‫َون ُم َ‬ ‫ومن ىنا فقد قاؿ النيب ‪٬َ [ : ‬م ْق ‪٫‬م َ‬
‫ق‪ٟ‬مك َ٘م ًّقو َمو َو ِ‪ٟ‬م َع ُف إِ َّٓ َأ ْن‬ ‫َون ُم َ‬ ‫إِ َّٓ َأ ْن َي َّتبِ َعـِل] (ٔ) ‪ .‬وُب رواية ‪٬َ [ :‬م ْق ‪٫‬م َ‬
‫ِ‬
‫ق‪ٟ‬مك‬ ‫َي َّتبِ َعـل] (ٕ) ‪ .‬ومن ىنا أيضا قاؿ النيب ‪ ‬لليهود ‪َ [ :‬أكَو َأ َ٘م ُّؼ ٔمِ ُؿ َ‬
‫ِمـْؽ ُْؿ] وُب رواية [ك َْح ُـ] (ٖ) ‪.‬‬
‫ومعلوـ أف عيسى ‪ ‬ال بد أف ينزؿ ُب ىذه األمة ‪ُ ،‬ب آخر الزماف (ٗ) ‪،‬‬
‫وٰبكم بسنة سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬مثل ما حكم ا‪٣‬بلفاء ا‪٤‬بهديوف الراشدوف ‪،‬‬
‫ويدخل بدخولو ُب األمة احملمدية ‪ -‬من أىل الكتاب ‪ُ -‬ب اإلسبلـ خلق‬
‫كثّب أيضاً ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد وأبو يعلى عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي ُب الشعب وأبو يعلى والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح عن‬
‫جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه البخاري وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب الشعب وأبو يعلى وا‪٢‬بميدي وأبو عوانة عن ابن‬
‫‪‬‬ ‫عباس ‪. ‬‬
‫ق‪٠‬مؽ ََّـ َأ ْن َيـ ِْز َل ‪٩‬مِقؽ ُْؿ ا ْٔم ُـ‬
‫قل اهللِ ‪[ : ‬وا َّ‪٬‬م ِذي َك ْػ ِز ٔمِق ِد ِه ؛ َ‪٬‬مق ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٗ‪٤ -‬مَ ْـ َأيب ُه َر ْي َر َة ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫ا‪ٚ‬مول َ٘متَّك َٓ‬
‫قض ُ‬ ‫ال ْز َي َي ‪َ ،‬و َي ِػ َ‬ ‫مريؿ ٘مؽََم م ْؼ ِس ًطو ‪٩َ ،‬مقؽ ِْْس ا‪٬‬مصؾِقى ‪ ،‬وي ْؼت َُؾ ْ ِ‬
‫اخلـ ِْز َير ‪َ ،‬و َي َض َع ْ ِ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ‬ ‫ََْ َ َ ً ُ‬
‫َي ْؼ َب َؾ ُف َأ َ٘مدٌ ] ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب‬
‫شيبة والبيهقي ُب السنن وعبد الرزاؽ وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين وأبو عوانة وا‪٢‬بميدي وابن‬
‫حباف ‪ .‬وتوجد زيادة ‪َ [ :‬وٓ َي ْؼ َب ُؾ َ‪٨‬م َ‪ٜ‬م ا ِإل ْ‪ٟ‬مال ِم] ُب رواية عبد الرزاؽ ُب مصنفو ومعمر بن‬
‫ا٘مدَ ٌة هللِ َر ِّب ا‪٬‬م َعو‪ٚ‬م ِ َ‪٥‬م] ُب رواية عبد الرزاؽ ُب‬
‫قن ا‪٬‬مسجدَ ُة و ِ‬
‫راشد ‪ .‬وتوجد زيادة ‪َ [ :‬و َٕم ُؽ ُ َّ ْ َ‬
‫مصنفو والطرباين ُب الكبّب واألوسط ومعمر بن راشد ‪.‬‬

‫‪- 82 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتبعوةىالمحمدوة‬
‫‪‬‬
‫ومن ىنا أيضا قاؿ النيب ‪َ [ : ‬أكَو َأ ْو َ‪٦‬م ا‪٬‬مـ ِ‬
‫َّوس ٔمِو ْٔم ِـ َم ْر َي َؿ] (ٔ) ‪ .‬فنحن‬
‫أؤب بو من النصارى ألنو من األمة احملمدية ‪.‬‬
‫قاؿ أبو يزيد البسطامي ‪( : ‬خضنا بحرا وقفت األنبياء بساحلو) ‪.‬‬
‫وقاؿ سلطاف العاشقْب عمر بن الفارض ‪: ‬‬

‫ٔمسو٘مؾف ‪ ،‬صقكو ‪ٚ‬مقضع ٘مرمتل‬ ‫ودوكؽ ٔمحرا ‪ٙ‬مضتف و‪٪‬مػ إوٓم‬

‫وقاؿ بعض العارفْب ‪( :‬نهاية أقدام النبيين بداية أقدام األولياء) ‪.‬‬
‫وىناؾ شرح نفيس للقطب ا‪٤‬بكتوـ ختم األولياء سيدي أ‪ٞ‬بد التجاين ‪-‬‬
‫رضي اهلل عنو وأرضاه ورضي عنا بو ‪٥ -‬بذه العبارات حيث قاؿ ‪:‬‬
‫[ للعارؼ وقت يطرأ عليو الفناء واالستغراؽ ‪ ،‬حٌب ٱبرج بذلك عن دائرة‬
‫حسو وشهوده ‪ ،‬وٱبرج عن ‪ٝ‬بيع مداركو ووجوده ‪.‬‬
‫‪ ‬لكن تارة يكوف ذلك ُب ذات ا‪٢‬بق سبحانو وتعأب ‪ ،‬فيتدٔب لو من‬
‫قدس البلىوت ‪ ،‬من بعض أسراره ‪ ،‬فيض يقتضي منو أف يشهد ذاتو‬
‫عْب ذات ا‪٢‬بق تعأب حملقو فيها ‪ ،‬واستهبلكو فيها ‪ ،‬ويصرح ُب ىذا‬
‫ا‪٤‬بيداف بقولو ‪ :‬سبحاني ‪ ،‬ال إلو إال أنا وحدي ‪...‬إْب من التسبيحات ‪،‬‬
‫‪‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود وابن حباف ُب صحيحو والطرباين ُب مسند‬
‫الشاميْب وابن عساكر ُب تارٱبو عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 83 -‬‬ ‫‪‬‬


‫التبعوةىالمحمدوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫كقولو ‪ :‬جلَّت عظمتي وتقدس كبريائي ‪ .‬وىو ُب ذلك معذور ‪ ،‬ألف‬


‫العقل الذي ٲبيز بو الشواىد والعوائد ‪ ،‬ويعطيو تفصيل ا‪٤‬براتب ‪ٗ ،‬بعرفة‬
‫كل ٗبا يستحقو من الصفات ‪ ،‬غاب عنو وا٭بحق ‪ ،‬وتبلشى‬
‫واضمحل ‪ ،‬وعند فقد ىذا العقل وذىابو ‪ ،‬وفيض ذلك السر القدسي‬
‫عليو ‪ ،‬تكلم ٗبا تكلم بو ‪ ،‬فالكبلـ الذي وقع فيو خلقو ا‪٢‬بق فيو نيابة‬
‫عنو ‪ ،‬فهو يتكلم بلساف ا‪٢‬بق ‪ ،‬ال بلسانو ‪ ،‬ومعربا عن ذات ا‪٢‬بق ‪،‬‬
‫ال عن ذاتو ‪ ،‬ومن ىذا ا‪٤‬بيداف قوؿ أيب يزيد البسطامي ‪ : ‬سبحاني‬
‫ما أعظم شأني ‪ .‬وقوؿ ا‪٢‬ببلج ‪ : ‬أنا الحق ‪ .‬وما في الجبة إال‬
‫اهلل ‪ .‬وكقوؿ بعضهم ‪ :‬فاألرض أرضي ‪ ،‬والسماء سمائي ‪ .‬وكقوؿ‬
‫التسَبي ‪ ‬عنو ‪:‬‬

‫ٖمؿ ٖموين‬
‫أكو ا‪ٚ‬محى واحلبقى مو َّ‬ ‫اكظر أكو رء ‪٣‬مجقى ‪ٚ‬مـ يراين‬

‫وكقولو أيضا ‪ :‬أنا من أىوى ‪ ،‬ومن أىوى أنا ‪...‬البيت ‪ .‬وأقواؿ ابن‬
‫الفارض مثل ىذه كثّبة ‪ ،‬وىذا ‪٩‬با يعطيو الفناء واالستغراؽ ُب ذات‬
‫ا‪٢‬بق ‪ .‬وىذا أمر خارج عن ا‪٤‬بقاؿ ‪ ،‬يدرؾ بالذوؽ وصفاء األحواؿ ‪،‬‬
‫فبل يعلم حقيقتو إال من ذاقو ‪.‬‬
‫‪ ‬وتارة يكوف االستغراؽ للعارؼ ‪ ،‬والفناء ُب ذات النيب ‪ ، ‬لغيبتو عن‬
‫ذاتو ُب ذات النيب ‪ ، ‬فيتدٔب لو ‪ ‬ببعض أسراره ‪ ،‬فإذا كسيت‬
‫‪- 84 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتبعوةىالمحمدوة‬
‫‪‬‬
‫علمو ببعض ما‬ ‫ذاتو ذلك السر ‪ ،‬فبل يشهد ذاتو إال ذات النيب ‪ ، ‬ويُ ُ‬
‫اختص بو نبيو ‪ ، ‬من ا‪٣‬بصوصيات الٍب ال مطمع فيها لغّبه ‪، ‬‬
‫فيتكلم بلساف النيب ‪ ، ‬نيابة عنو ببعض ما اختص اهلل بو نبيو ‪، ‬‬
‫من ا‪٣‬بصوصيات العظاـ ‪ ،‬ما لو بو علو وشرؼ وشفوؼ على مراتب‬
‫‪ٝ‬بيع النبيْب وا‪٤‬برسلْب ‪ ،‬فهو ٱبرب عما أعطى اهلل نبيو ‪٨ ، ‬بربا عن‬
‫نفسو ‪ ،‬فمن يسمعو ؛ يظن أنو ينسبو لنفسو ‪ ،‬وإ٭با نسبو للنيب ‪، ‬‬
‫لغيبتو ُب ذاتو ‪ ،‬فإذا انفصل عن ىذا الفناء واالستغراؽ ‪ ،‬ورجع ‪٢‬بِِ ِسو‬
‫وشاى ِده ‪ ،‬تربأ من ذلك ‪ ،‬لعلمو ٗبرتبتو ‪ ،‬وسق ىذا ا‪٤‬بساؽ ُب كل ما‬
‫ِ‬
‫تسمع من الشيوخ ‪٩ ،‬با يقتضي أف ‪٥‬بم شفوفا على مراتب النبيْب‬
‫وا‪٤‬برسلْب ‪ ،‬مثل قوؿ الدسوقي ‪: ‬‬

‫ٔمحقرا و‪١‬مق‪٩‬موكو ‪٣‬م‪ٛ‬م ‪٫‬مػ ‪٪‬مدريت‬ ‫أكو ‪٫‬مـً مع كقح َّ‪ٚ‬مو ‪٠‬مفد ا‪٬‬مقرى‬
‫ومو أكزل ا‪٬‬مؽبش إٓ ٔمػتقيت‬ ‫أكو ‪٫‬مـً ّم رؤيو ا‪٬‬مذٔمقح ‪٩‬مداءه‬
‫ومو ُ‪٠‬م ِػ َقً ٔمؾقاه إٓ ٔمد‪٣‬مقيت‬ ‫أكو ‪٫‬مـً مع أيقب ّم زمـ ا‪٬‬مبال‬

‫وأَ ْكثَػَر من ىذا رضي اهلل عنو ‪ ،‬فكل ذلك لفنائو ُب ذات النيب ‪ ، ‬مَب‪ٝ‬با‬
‫عن مقامو ‪ ، ‬وىذا يغِب ُب ا‪١‬بواب ‪ ،‬ومن وراء ذلك ما ال يلحقو العقل ‪،‬‬
‫وال يأٌب عليو القوؿ ‪ ،‬وال ٰبل ذكره ‪ ،‬لبعده عن األفهاـ ‪ ،‬والسبلـ ‪.‬‬

‫‪- 85 -‬‬ ‫‪‬‬


‫التبعوةىالمحمدوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫وىذا الذي ذكرناه من فناء العارؼ ُب ذات اهلل ‪ ،‬وُب ذات النيب ‪ ، ‬ليس‬
‫ىو لكل العارفْب ‪ ،‬وال ُب كل وقت من أوقات من يقع لو ‪ ،‬بل ىو خاص‬
‫ببعض األوقات ‪ ،‬لبعض العارفْب فقط ‪.‬‬
‫البحر الذي خاضو رسوؿ اهلل ‪ ، ‬ووقفت األنبياء بساحلو ‪ ،‬ىي ٕبار‬
‫ا‪٢‬بقائق ‪ ،‬الٍب ٘بلى اهلل هبا عليو ‪ ،‬دوف غّبه من أكابر النبيْب وا‪٤‬برسلْب ‪،‬‬
‫فمن دوهنم ‪ ،‬إٔب ىلم جرا ‪ .‬فإف تلك ا‪٢‬بقائق ‪ ،‬لو ٘بلى اهلل هبا للنبيْب‬
‫وا‪٤‬برسلْب ‪ ،‬ولو بأقل قليل منها ‪ ،‬لصاروا ‪٧‬بض العدـ ُب أسرع من طرفة‬
‫البصر ‪ ،‬وإ٭با وقفوا بساحل تلك التجليات ‪ ،‬وىي التجليات الٍب اختصهم‬
‫اهلل هبا ‪ ،‬من طلوع ا‪١‬ببلؿ وا‪١‬بماؿ والعظمة والكربياء ‪ ،‬فتلك ا‪٢‬بقائق الٍب‬
‫ىي ‪٥‬بم بالنسبة إٔب حقائقو ‪ ، ‬ا‪٤‬بنكشفة لو خصوصا ‪ ،‬كالساحل للبحر ‪،‬‬
‫فإهنم تكلموا بلسانو ‪ ، ‬لغيبتهم فيو ‪ ،‬وفنائهم فيو ‪ٍ .‬ب قاؿ ‪ : ‬وأما ما‬
‫وراء ىذا ‪ ،‬من العبارة على حقيقة البحر ‪ ،‬فبل ٰبل ذكره ‪ ،‬فضبل عن كتبو‬
‫ُب األوراؽ ] اىػ ‪.‬‬
‫فما ٍب مرتبة بْب النيب ‪ ‬وأمتو ‪ ،‬ألف قصارى أملهم ىو غيبتهم عنهم ‪،‬‬
‫وفناؤىم فيو ‪ ،‬وظهورىم بو ‪ ،‬فهو ‪ : ‬األوؿ واآلخر والظاىر والباطن ‪،‬‬
‫على ما سنبينو ُب ىذا الكتاب ‪ ،‬إف شاء اهلل تعأب ‪.‬‬

‫‪- 86 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالدجودىللنبيى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫السجْد للييب ‪‬‬


‫هلل ‪٬ ‬م َ‬
‫َچمن‬ ‫قل ا ِ‬‫َ‪٤‬م ْـ أم ا‪ٛ‬مڃمٱمپم‪٦‬م ا٭مسڀمدة َ‪٤‬م ِچمئ َٲم َڈم رِض اهلل ‪٤‬مپمٿمچم ‪٫‬مچم٭مډم ‪َ :‬أ َن َر ُ‪٠‬م َ‬
‫چمر ‪٪َ ،‬م َجچم َء َٕم ِٷم ٌ‪ٝ‬م ‪٪َ ،‬م َس َجدَ َ٭م ُف ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َأ ْص َحچم ُٕم ُف ‪َ :‬يچم‬
‫يـ َو ْإَځم َْٳم ِ‬ ‫ا‪ٛ‬مٿم ِ‬
‫چم٘م ِر َ‬
‫ِ‬
‫ِْم َځم َٹم ٍر ٱم ْـ َ‬
‫ا٭مٲم َج ُر ! َ‪٪‬مپم َْح ُـ َأ َ‪ٙ‬م اؼ َأ ْن ځم َْس ُجدَ َ٭م َؽ ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل‬ ‫هلل ٖم َْس ُجدُ َ٭م َؽ ا ْ٭م َب َٿم ِچمئ ُؿ َو َ‬
‫قل ا ِ‬‫َر ُ‪٠‬م َ‬
‫‪[ : ‬ا ْ‪٣‬م ُبدُ وا َر َّٔمؽ ُْؿ ‪َ ،‬و َأ‪٫‬م ِْر ُمقا َأ َ‪ٙ‬مو‪٫‬م ُْؿ] (ٔ) ‪.‬‬
‫َج ٌؾ َي ْسپمُ َ‬
‫قن‬ ‫ډم ِٱم ْـ ْإَځم َْٳم ِ‬
‫چمر ََل ُ ْؿ َ َ‬ ‫َچمن َأه ُؾ ٕمڀم ٍ‬
‫َس ْٕم ِـ َٱمچم٭مؽ ‪٫َ ‬م َچمل ‪٬ :‬م َ ْ َ ْ‬
‫ِ ٍ‬ ‫و َ‪٤‬م ْـ َأځم ِ‬

‫ڇم َ‪٤‬م َټم ْڀم ِٿم ْؿ ‪٪َ ،‬م َٽمپمَ َٷم ُٿم ْؿ َ‪٣‬م ْٿم َر ُه ‪َ ،‬وإِ َن ْإَځم َْٳم َچمر َ٘مچم ُءوا‬ ‫ِ‬ ‫َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف ‪َ ،‬وإِ َن ْ‬
‫اْلَ َٽم َؾ ْ‬
‫ا‪٠‬م َُ ْٳمٷم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِ َ‪٧‬م ر‪٠‬م ِ‬
‫ڇم‬‫ا‪٠‬م َُ ْٳمٷم َ‬‫َج ٌؾ ُځم ْسپمل َ‪٤‬م َټم ْڀمف ‪َ ،‬وإِ َځم ُف ْ‬
‫َچمن َ٭مپمَچم َ َ‬‫قل اهللِ ‪٪َ ، ‬م َٺمچم ُ٭مقا ‪ :‬إِ َځم ُف ‪٬‬م َ‬ ‫َ ُ‬
‫هلل ‪‬‬ ‫قل ا ِ‬ ‫ا٭مز ْر ُع َوا٭مپم َْخ ُؾ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫َ‪٤‬م َټم ْڀمپمَچم ‪َ ،‬و َٱمپمَ َٷمپمَچم َ‪٣‬م ْٿم َر ُه ‪َ ،‬و َ‪٫‬مدْ َ‪٤‬مٵمِ َش َ‬
‫َچم‪ٙ‬م َڀم ٍڈم ‪،‬‬
‫اْلٽم ُؾ ِْم ځم ِ‬
‫احلچمئ َط ‪َ ،‬و ْ َ َ‬
‫َِٕصحچمٕمِ ِف ‪٪ُ [ :‬مقمقا] ‪٪َ .‬م َٺمچمٱمقا ‪٪َ ،‬مدَ َ‪ٚ‬م َؾ ‪ِ ْ ‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫َح َق ُه ‪٪َ ،‬م َٺمچم َ٭م ْډم ْإَځم َْٳم ُچمر ‪َ :‬يچم ځمَبِ َل اهللِ إِ َځم ُف َ‪٫‬مدْ َص َچمر ِٱمثْ َؾ‬
‫َ‪٪‬م َٽم َٲمك ا٭مپمَبِ ال ‪ ‬ځم ْ‬
‫چمف َ‪٤‬م َټم ْڀم َؽ َص ْق َ٭م ََ ُف ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪: ‬‬
‫َخ ُ‬‫ڇم (أي ا٭مٻمټمڇم ا‪ٛ‬مسٷمقر) ‪َ ،‬وإِځمَچم ځم َ‬ ‫ڇم ا ْ٭مٻمَټمِ ِ‬
‫ا ْ٭م َٻم ْټم ِ‬

‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد (وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬إسناده جيد) واآلجري ُب الشريعة والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح‬
‫وابن كثّب ُب البداية والنهاية (وقاؿ ‪ :‬اسناده على شرط السنن) عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة‬
‫عائشة رضي اهلل عنها ‪.‬‬

‫‪- 87 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الدجودىللنبيى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬
‫ِ‬
‫[ َ‪٬‬م ْق َس َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م مـْ ُف َٔم ْل ٌس] ‪٪َ .‬م َټم ََم َځم َٶم َر ْ َ َ‬
‫قل اهللِ ‪َ ، ‬أ ْ‪٫‬م َب َؾ ځم َْح َق ُه ‪،‬‬ ‫اْلٽم ُؾ إِ َ‪٧‬م ر‪٠‬م ِ‬
‫َ ُ‬
‫َچمص َڀمَِ ِف ‪َ ،‬أ َذ َل َٱمچم ‪٬‬مَچمځم ْ‬
‫َډم‬ ‫قل اهللِ ‪ٕ ‬مِپم ِ‬ ‫‪٦‬م َيدَ ْي ِف ‪٪َ ، ‬م َڂم َ‪ٚ‬م َذ َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫َ‪ٙ‬مََك َ‪ٚ‬مر ‪٠‬م ِ‬
‫چم٘مدً ا َٕم ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِِ‬ ‫َ‪٫‬م اط ‪َٙ ،‬مََك َأ ْد َ‪ٚ‬م َټم ُف ِْم ا ْ٭م َٷم َٽم ِؾ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َ٭م ُف َأ ْص َحچم ُٕم ُف ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ َهذه َِبِ َ‬
‫ڀمٽم ٌڈم َٓ‬
‫َٖم ْٷم ِٺم ُؾ ‪ٖ ،‬م َْس ُجدُ َ٭م َؽ ‪َ ،‬وځم َْح ُـ َځم ْٷم ِٺم ُؾ ‪٪َ ،‬مپم َْح ُـ َأ َ‪ٙ‬م اؼ َأ ْن ځم َْس ُجدَ َ٭م َؽ ! ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪: ‬‬
‫‪٧‬م] (ٔ) ‪.‬‬ ‫‪٧‬م َأ ْن َي ْس ُجدَ ‪٬‬مِ َب َ ٍ‬‫[ َٓ َي ْص ُؾ ُح ‪٬‬مِ َب َ ٍ‬

‫‪٪‬مچم‪٩‬م ََ َټم ََم ‪،‬‬


‫‪٪‬محّلن ‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫َچمن َ٭م ُف‬
‫چمر ‪٬‬م َ‬ ‫چمس ‪َ : ‬أ َن َر ُ٘مّل ِٱم َـ إَځم َْٳم ِ‬ ‫و َ‪٤‬م ِـ ا ْٕم ِـ َ‪٤‬م َب ٍ‬

‫چمب ‪ُٗ ،‬م َؿ َ٘مچم َء إِ َ‪٧‬م ا٭مپمَبِ ِّل ‪٪َ ‬م َڂم َرا َد َأ ْن َيدْ ُ‪٤‬م َق‬ ‫ِ‬
‫َ‪٪‬م َڂم ْد َ‪ٚ‬م َټم ُٿم ََم َ‪ٙ‬مچمئ ًٵمچم ‪٪َ ،‬م َسدَ َ‪٤‬م َټمڀمْ ِٿم ََم ا ْ٭مبَ َ‬
‫چم‪٤‬مدٌ ‪َ ،‬و َٱم َٷم ُف َځم َٹم ٌر ِٱم َـ إَځم َْٳم ِ‬
‫چمر ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪َ :‬يچم ځمَبِ َل اهللِ إِ ِِّّن ِ٘م ْئ ُډم‬ ‫َ٭مف ‪ ،‬وا٭مپمَبِل ‪٫َ ‬م ِ‬
‫ُ َ ا‬
‫ِ‬ ‫چم٘م ٍڈم ‪َ ،‬وإِ َن َ‪٪‬م ْح َټم ْ ِ‬
‫ت ا ْ٭مبَ َ‬
‫چمب‬ ‫و‪٠‬مدَ ْد ُ‬‫‪٦‬م ِٔم ا ْ‪٩‬مََ َټم ََم ‪٪َ ،‬م َڂم ْد َ‪ٚ‬م ْټمَُ ُٿم ََم َ‪ٙ‬مچمئ ًٵمچم ‪َ ،‬‬ ‫ِْم َ‪ٙ‬م َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قمقا‬‫ڇم َأ ْن ٖمَدْ ُ‪٤‬م َق ِٔم َأ ْن ُي َس ِّخ َر ُُهچم اهللُ ِٔم ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َٕ ْص َح ِچمٕمف ‪٪ُ [ :‬م ُ‬ ‫َ‪٤‬م َټم ْڀم ِٿم ََم ‪٪َ ،‬م ُڂم‪ٙ‬م ا‬
‫ا٭مر ُ٘م ُؾ َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م‬ ‫چمب ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪[ :‬ا ْ‪٩‬مت َْح] ‪٪َ ،‬م َڂم ْ‪١‬م َٹم َؼ َ‬ ‫َم َعـَو] ‪٪َ ،‬م َذ َه َ‬
‫ڇم َ‪ٙ‬مََك َأٖمَك ا ْ٭م َب َ‬
‫يڇم ِٱم َـ‬ ‫‪٦‬م َ‪٫‬م ِر ٌ‬ ‫ا٭مپمَبِ ِّل ‪٪َ ، ‬م َٺم َچمل ‪[ :‬ا ْ‪٩‬مت َْح] ‪٪َ ،‬م َٹمَ ََح ا ْ٭م َب َ‬
‫چمب ‪٪َ ،‬مڄمِ َذا َأ َ‪ٙ‬مدُ ا ْ٭م َٹم ْح َټم ْ ِ‬

‫٭م ٍء َأ َ‪٠‬مدُّ ٔمِ ِف َر ْأ َ‪ٟ‬م ُف ‪،‬‬ ‫ِِ‬


‫چمب ‪٪َ ،‬م َټم ََم َر َأى ا٭مپمَبِ َل ‪٠َ ‬م َجدَ َ٭م ُف ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ا٭مپمَبِ ال ‪[ : ‬ائْتـل ٔمِ َ ْ‬
‫ا ْ٭م َب ِ‬

‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد ُب مسنده (وىو حديث رقم ٖ٘ٔٗٔ ُب ‪٦‬بمع الزوائد وقاؿ ا‪٥‬بيثمي عنو ‪ :‬رواه‬
‫أ‪ٞ‬بد والبزار ورجالو رجاؿ الصحيح غّب حفص ابن أخي أنس وىو ثقة) ‪ ،‬وابن كثّب ُب‬
‫البداية والنهاية (وقاؿ ‪ :‬إسناده جيد) ‪ ،‬وا‪٤‬بنذري ُب الَبغيب والَبىيب (وقاؿ عنو ‪ :‬رواه‬
‫أ‪ٞ‬بد والنسائي بإسناد جيد رواتو ثقات مشهوروف والبزار بنحوه) ‪.‬‬

‫‪- 88 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالدجودىللنبيى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫وأمؽِـ َُؽ ِمـْف] ‪٪َ ،‬مجچمء ٕمِ ِ‬
‫خ َٵمچم ٍم ‪٪َ ،‬م َٲمدَ ٕمِ ِف َر ْأ َ‪٠‬م ُف ‪ ،‬و َأ ْٱم َٻمپمَ ُف ِٱمپمْ ُف ‪ُٗ ،‬م َؿ َٱم َٲم َڀمچم إِ َ‪٧‬م‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫چم٘مدً ا ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ٭م ِ َټمر ُ٘م ِؾ ‪:‬‬ ‫أ‪ٚ‬م ِر ‪٪َ ،‬م َټمَم رآ ُه ؛ َو َ‪٫‬م َع َ٭م ُف ‪٠‬م ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ط ‪ ،‬إِ َ‪٧‬م ا ْ٭م َٹم ْح ِؾ َ‬‫احل ِچمئ ِ‬
‫َأ ْ‪٫‬م َٰم ْ َ‬
‫ِ‬ ‫[ائْتِـِل ٔمِ َ ٍ‬
‫٭مء َأ َ‪٠‬مدُّ ٔمِف َر ْأ َ‪ٟ‬م ُف] ‪٪َ ،‬م َٲمدَ َر ْأ َ‪٠‬م ُف ‪ ،‬و َأ ْٱم َٻمپمَ ُف ٱمپمْ ُف ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪[ :‬ا ْذ َه ْ‬
‫ى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫قل‬‫چمب ا٭مپمَبِ ِّل ‪َ ‬ذ٭م ِ َؽ ‪٫َ ،‬مچم ُ٭مقا ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫ؽ] ‪٪َ ،‬م َټم ََم َر َأى َأ ْص َح ُ‬ ‫َ‪٩‬منِ َّْن ُ ََم ٓ َي ْعصقوكِ َ‬
‫‪٦‬م ٓ يٷم ِٺم ِ‬
‫ّلن ‪٠َ ،‬م َجدَ ا َ٭م َؽ ‪َ ،‬أ َ‪٪‬مّل ځم َْس ُجدُ َ٭م َؽ ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪:‬‬ ‫اهللِ ‪َ ،‬ه َذ ْي ِـ َ‪٪‬م ْح َټم ْ ِ َ ْ‬
‫[ٓ ُآم ُر َأ َ٘مدً ا َأ ْن َي ْس ُجدَ َٕ َ٘م ٍد] (ٔ) ‪.‬‬

‫فطاعة الكوف لو ‪ ، ‬ىي طاعة الكوف هلل ‪ ،‬لظهور اهلل فيو ‪. ‬‬
‫وسجود ا‪٢‬بيوانات لو ‪ ، ‬ىي سجود هلل فيو ‪ ، ‬كسجود ا‪٤‬ببلئكة آلدـ‬
‫‪ . ‬وىي ليست سجود ‪٨‬بلوؽ ‪٤‬بخلوؽ ‪ ،‬ولكنو سجود ‪٨‬بلوؽ ‪٣ ،‬بالق ‪،‬‬
‫٘بلى على ‪٨‬بلوؽ ‪ ،‬فأفناه عن نفسو ‪ ،‬وأحياه بو ‪ ،‬فكاف ىو عوضا عنو ‪،‬‬
‫فيو ‪ ،‬ظاىرا ُب مظهره ‪:‬‬

‫‪ ‬فقولو تعأب ‪[ :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ] {األنفاؿ ‪. }ٔٚ :‬‬

‫أثبت اهلل تعأب الرمي للصورة احملمدية ‪ٍ ،‬ب نفاه عن الصورة ‪ ،‬وأثبتو‬
‫للحقيقة ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه الطرباين ُب الكبّب (وىو حديث رقم ٖ٘ٔٗٔ ُب ‪٦‬بمع الزوائد وقاؿ ا‪٥‬بيثمي عنو ‪ :‬فيو‬
‫أبو عزة الدباغ وثقو ابن حباف وا‪٠‬بو ا‪٢‬بكم بن طهماف وبقية رجالو ثقات) ‪.‬‬

‫‪- 89 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الدجودىللنبيى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫وقولو تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬

‫أثبت أهنم يبايعوف الصورة احملمدية ‪ ،‬وبدوف‬ ‫ﭚﭛ] {الفتح ‪. }ٔٓ :‬‬

‫نفي ‪ ،‬أثبت أف ىذه الصورة ىي ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪ُ ،‬ب نفس الوقت ‪،‬‬
‫بدليل قولو تعأب ُب ا‪٢‬بديث القدسي ‪٫ُ [ :‬مـ ًُْ َ‪ٟ‬م ْؿ َع ُف ا‪٬‬مَّ ِذي َي ْس َؿ ُع ٔمِ ِف ‪،‬‬
‫ٮم ٔمِ ِف ‪َ ،‬و َيدَ ُه ا َّ‪٬‬متِل َيبْطِ ُش ِ َِبو َو ِر ْٗم َؾ ُف ا‪٬‬مَّتِل َي ْؿ ِ٭م ِ َِبو] (ٔ) ‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٮم ُه ا َّ‪٬‬مذي ُي ْب ُ‬
‫َو َٔم َ َ‬
‫عن بريدة ‪ ، ‬قاؿ ُب قصة األعرايب والشجرة ‪ :‬فقاؿ األعرايب ‪ :‬يا‬
‫رسوؿ اهلل أئذف ٕب أف أقبل رأسك ورجلك ‪ .‬فأذف لو ‪ٍ . ‬ب قاؿ ‪:‬‬
‫يا رسوؿ اهلل أئذف ٕب أف أسجد لك ‪ .‬فقاؿ ‪َ ٓ[ : ‬ي ْس ُجدُ َأ َ٘مدٌ‬
‫َٕ َ٘م ٍد] (ٕ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري وابن حباف ُب صحيحو والبيهقي ُب السنن عن أيب ىريرة ‪ . ‬ورواه أ‪ٞ‬بد‬
‫وا‪٢‬بكيم وأبو يعلى والطرباين ُب األوسط وأبو نعيم ُب الطب والبيهقي ُب الزىد وابن‬
‫عساكر عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬ورواه ابن السِب ُب الطب عن‬
‫‪٠‬بويو ‪ .‬ورواه أبو يعلى عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة ميمونة رضي اهلل عنها ‪ .‬والطرباين ُب الكبّب‬
‫عن أيب أمامة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه ابن ا‪٤‬بقرئ ُب جزء تقبيل اليد وابن عساكر ُب تارٱبو وابن األعرايب ُب ا‪٤‬بعانقة وأبو نعيم‬
‫ُب الدالئل وأورده اإلماـ ‪٧‬بمد بن يوسف الصا‪٢‬بي الشامي ُب سبل ا‪٥‬بدى والرشاد ُب سّبة‬
‫خّب العباد عن البزار ‪ ،‬وأورده ابن حجر ُب الفتح ضمن األحاديث الٍب إسنادىا جيد ُب‬
‫تقبيل اليد عن بريدة ‪. ‬‬

‫‪- 91 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالدجودىللنبيى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫ون َ‪ٛ‬م ِر ُزٕم ٍ‬ ‫س ٕم ِـ ‪٠‬مٷم ٍد ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ :‬أ َٖمڀم ُډم ِْ‬
‫چمن‬ ‫احل َ‪ٝ‬م َة ‪٪َ ،‬م َر َأ ْي َُ ُٿم ْؿ َي ْس ُجدُ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫و َ‪٤‬م ْـ َ‪٫‬م ْڀم ِ ْ َ ْ‬
‫قل اهللِ َأ َ‪ٙ‬م اؼ َأ ْن ُي ْس َجدَ َ٭م ُف ‪٫َ .‬م َچمل َ‪٪‬م َڂم َٖم ْڀم ُډم ا٭مپمَبِ َل ‪، ‬‬‫ََل ُ ْؿ ‪٪َ ،‬م ُٺم ْټم ُډم ‪َ :‬ر ُ‪٠‬م ُ‬
‫ون َ‪ٛ‬م ِر ُزٕم ٍ‬
‫چمن ََل ُ ْؿ ‪٪َ ،‬م َڂمځم َ‬ ‫َ‪٪‬م ُٺم ْټم ُډم ‪ :‬إِ ِِّّن َأ َٖمڀم ُډم ِْ‬
‫ْډم َيچم‬ ‫احل َ‪ٝ‬م َة ‪٪َ ،‬م َر َأ ْي َُ ُٿم ْؿ َي ْس ُجدُ َ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫قل اهللِ َأ َ‪ٙ‬م اؼ َأ ْن ځم َْس ُجدَ َ٭م َؽ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ : ‬أ َر َأ ْي َ‬
‫ً َ‪٬‬م ْق َم َر ْر َت ٔمِ َؼ ْ ِ‪ٝ‬مي ؛‬ ‫َر ُ‪٠‬م َ‬
‫َأ ُ‪٫‬مـ ًَْ ٕم َْس ُجدُ َ‪٬‬م ُف ؟] ‪٫َ .‬م َچمل ‪٫ُ :‬م ْټم ُډم ‪٫َ . َٓ :‬م َچمل ‪٩َ [ :‬م َال َٕم ْػ َع ُؾقا] (ٔ) ‪.‬‬

‫‪ ‬سؤاؿ النيب ‪َ [ : ‬أ َر َأ ْي ًَ َ‪٬‬م ْق َم َر ْر َت ٔمِ َؼ ْ ِ‪ٝ‬مي ؛ َأ ُ‪٫‬مـ ًَْ ٕم َْس ُجدُ َ‪٬‬م ُف ؟] ‪.‬‬
‫معاف رقيقة ‪ ،‬وىي أف ا‪١‬بسم للروح كالقرب ‪ ،‬فشبو‬ ‫ٰبمل ُب طياتو ٍ‬
‫حجاب جسده الشريف ‪ ، ‬على حقيقتو ‪ ، ‬بالقرب ‪ ،‬وجواب قيس‬
‫بالنفي يدؿ على ا‪٫‬بجابو ببشريتو ‪ ‬عن روحانيتو ‪ ،‬وإف شئت قلت ‪:‬‬
‫‪‬‬‫ا‪٫‬بجابو ٖبلقيَّتو ‪ ‬عن حقيَّتو ‪ ،‬فعندىا يصبح السجود لو ‪ ‬شرؾ ‪.‬‬
‫‪ ‬أما البهائم ‪:‬‬
‫قل اهللِ َه ِذ ِه‬
‫‪٪ -‬مٺمد ‪٫‬مچمل ‪٤‬مپمٿمچم أصحچمٕمف ‪ْ ‬م احلديڊم ا٭مسچمٕمؼ ‪َ ( :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫َِبِ َڀمٽم ٌڈم َٓ َٕم ْع ِؼ ُؾ ‪ٖ ،‬م َْس ُجدُ َ٭م َؽ) ومعُب أهنا التعقل ‪ :‬أي ال تنحجب‬
‫ٕبجاب ا‪٣‬بلقية ‪ ،‬فيحق ‪٥‬با السجود ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه أبو داود وا‪٢‬باكم وصححو (وأقره الذىيب) والبيهقي ُب السنن والتربيزي ُب مشكاة‬
‫ا‪٤‬بصابيح وا‪٤‬بنذري ُب الَبغيب والَبىيب عن قيس بن سعد ‪. ‬‬
‫‪- 91 -‬‬ ‫‪‬‬
‫الدجودىللنبيى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ -‬و‪٫‬مچم٭مقا ‪َ ( :‬وځم َْح ُـ َځم ْٷم ِٺم ُؾ ‪٪َ ،‬مپم َْح ُـ َأ َ‪ٙ‬م اؼ َأ ْن ځم َْس ُجدَ َ٭م َؽ !) ونعقل ىنا ‪:‬‬
‫‪ٙ‬بمل ُب طياهتا علة منع السجود ‪ ،‬لبل‪٫‬بجاب با‪٣‬بلقيَّة عن ا‪٢‬بقيَّة ‪.‬‬
‫‪ -‬لذا فقد رد عليهم ا‪٤‬بصطفى ‪ُ ‬ب ا‪٢‬بديث السابق ‪ ،‬بقولو ‪:‬‬
‫‪٧‬م َأ ْن َي ْس ُجدَ ‪٬‬مِبَ َ ٍ‬
‫‪٧‬م ] ‪.‬‬ ‫[ َٓ َي ْص ُؾ ُح ‪٬‬مِبَ َ ٍ‬

‫فعْب ما احتجوا بو ‪ ،‬ىو عْب ا‪٢‬بجة عليهم (ٔ) ! ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫فطا‪٤‬با رأوه بشرا ‪ ،‬فبل ٰبق ‪٥‬بم السجود لو ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وطا‪٤‬با ٓب تره البهائم بشراً ‪ ،‬ورأتو حقا ‪ ،‬حق عليها السجود لو ‪ ،‬كما‬ ‫‪-‬‬
‫سجدت ا‪٤‬ببلئكة آلدـ ‪. ‬‬
‫وىذا السجود من البهائم ‪ ،‬كاف تلقائيا ‪ ،‬لشدة ظهور حقيتو ‪ُ ،‬ب‬ ‫‪-‬‬
‫‪‬‬‫خلقيتو ‪.  ،‬‬
‫‪ -‬وهلل در من قاؿ ‪:‬‬

‫ف ا‪٬‬م َؼ َؿ َرا‬‫إِ َّٓ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َأ ْ‪٫‬م َؿ ٍف ٓ َي ْع ِر ُ‬ ‫َ‪٬‬م َؼدْ َ‪٢‬م َف ْر َت َ‪٩‬مال َ ْت َػك َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َأ َ٘م ٍد‬
‫‪٬‬معزَّ ِة ْا‪ٟ‬م َت َ‪ٞ‬ما !‬
‫ػ ي ْظفر مـ ٔمِو ِ‬
‫َو َ‪٫‬م ْق َ َ َ ُ َ ْ‬ ‫‪ٞ‬م َت َ‪٣‬مـ إَ ْٔم َص ِور َيو َص َؿدٌ‬
‫ُٖم َّؿ ْا‪ٟ‬م َت َ ْ‬

‫ٔ‪ -‬وىذا ليس معناه أنو ىناؾ من ىو أعلم من الصحابة رضواف اهلل عليهم ‪ ،‬ولكن حدث ىذا‬
‫ا‪٢‬بوار ليعلمنا ىذه ا‪٤‬بعاين ا‪١‬بليلة ‪ ،‬الٍب لوال أهنم سألوا رسوؿ اهلل ‪ ‬عنها ما علمناىا ‪.‬‬
‫فجزاىم اهلل عنا خّب جزاء ‪ ،‬ورضي اهلل عنهم ‪ ،‬ورضي اهلل عنا هبم ‪ ،‬وجعلنا اهلل خّب خلف‬
‫‪٣‬بّب سلف ‪ ،‬آمْب ‪.‬‬

‫‪- 92 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالدجودىللنبيى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫‪ -‬وصدؽ رسوؿ اهلل ‪ ‬حيث قاؿ ‪[ :‬إِ َّن اهللَ ‪٣َ -‬م َّز َو َٗم َّؾ ‪ -‬إِ َذا َٔمدَ ا‬
‫٭م ٍء ِم ْـ َ‪ٙ‬م ْؾ ِؼ ِف ؛ َ‪ٙ‬م َش َع َ‪٬‬م ُف] (ٔ) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪٬‬م َ ْ‬

‫‪ -‬فبل سجود إال للحق جل وعبل ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه النسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن وا‪٢‬باكم وصححو وابن خزٲبة ُب صحيحو‬
‫وابن األعرايب عن النعماف بن بشّب ‪ . ‬والدارقطِب عن أيب بكرة ‪ . ‬وابن خزٲبة ُب‬
‫صحيحو والروياين عن قبيصة البجلي ‪. ‬‬
‫‪- 93 -‬‬ ‫‪‬‬
‫الوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫الْحٕ‬
‫الوحي لو وجهاف ‪ :‬األوؿ ىو وحي القرآف ‪ .‬والثاين ىو وحي الفرقاف ‪.‬‬
‫‪ ‬فوحي القرآف ‪ :‬حصل عند رسوؿ اهلل ‪ ‬قرآناً ‪٦‬بمبلً ‪ ،‬غّب مفصل‬
‫اآليات والسور ‪.‬‬
‫‪ ‬و‪٥‬بذا كاف ‪ ‬يعجل بو ‪ ،‬حْب كاف ينزؿ عليو جربيل ‪‬‬
‫بالفرقاف ‪ ،‬فقيل لو ‪[ :‬ﭖ ﭗ ﭘ] {طو ‪ . }ٔٔٗ :‬الذي‬
‫عندؾ ‪ ،‬فتلقيو ‪٦‬بمبلً ‪ ،‬فبل يُفهم عنك ‪[ :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬

‫ﭞ ﭟ] {طو ‪ . }ٔٔٗ :‬فرقاناً مفصبلً ‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ]‬


‫ُب من ا‪٤‬بعاين (ٔ) ‪.‬‬
‫{طو ‪ . }ٔٔٗ :‬أي علماً بتفصيل ما أ‪ٝ‬بلتو ّ‬
‫ٔ‪ -‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬متد إَ ْرض َي ْقم ا ْ‪٬‬م ِؼ َق َومي مدّ إديؿ ‪ ،‬وٓ يؽقن ‪٬‬مب‪٧‬م ِم ْـ ٔمـل آدم ‪٩‬مقفو إٓ‬

‫مقضع ‪٪‬مدمف ‪ُٖ ،‬م َّؿ أد‪٣‬مك أول ا‪٬‬مـوس ‪٩ ،‬مل‪ٙ‬مر ‪ٟ‬موٗمد ًا ‪ُٖ ،‬م َّؿ يمذن ٓم ‪٩ ،‬مل‪٪‬مقل ‪ :‬يورب ‪ ،‬أ‪ٙ‬م‪ٝ‬مكك َه َذا –‬
‫ل‪ٝ‬ميؾ ‪ ، ‬وٗم‪ٝ‬ميؾ َ‪٣‬م ْـ يؿ‪٥‬م ا‪٬‬مرْحـ ‪ ،‬واهلل مورآه ٗم‪ٝ‬ميؾ ‪٪‬مط ‪٪‬مبؾفو ‪ -‬أكؽ أر‪ٟ‬مؾتف إٓم ‪ -‬وٗم‪ٝ‬ميؾ‬
‫‪ٟ ‬مو‪٫‬مً ٓ يتؽؾؿ ‪٘ -‬متك َي ُؼ ُ‬
‫قل ا‪٬‬مرب ‪ :‬صد‪٪‬مً‪ُٖ ..‬م َّؿ يمذن ٓم ّم ا‪٬‬مشػو‪٣‬مي ‪٩ ،‬مل‪٪‬مقل ‪ :‬أي رب‬
‫‪٣‬مبودك ‪٣‬مبدوك ّم أ‪١‬مراف إَ ْرض ‪٩ ،‬مذ‪٬‬مؽ ‪ :‬ا‪ٚ‬مؼوم ا‪ٚ‬محؿقد] ‪ .‬أخرجو عبد الرزاؽ وعبد بن ‪ٞ‬بيد وابن‬
‫جرير وابن أيب حاًب وا‪٢‬باكم وصححو وابن مردويو والبيهقي ُب الدالئل وا‪٢‬بارث ُب مسنده وأبو بكر‬
‫الشافعي ُب الغيبلنيات وابن حجر ُب ا‪٤‬بطالب العالية من طريق علي بن حسْب ‪. ‬‬
‫‪- 94 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫[ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ] { ُ‬
‫الدخاف‬ ‫وقد أشار تعأب إٔب ذلك بقولو ‪:‬‬
‫‪ . }ٖ :‬وٓب يقل بعضو ‪ .‬وىذا ىو وحي القرآف ‪ٍ .‬ب قاؿ ‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬

‫ﭤ] ُ‬
‫{الدخاف ‪ . }ٗ :‬وىذا ىو وحي الفرقاف ‪.‬‬

‫خلق اهلل تعأب جربيل ‪ ‬من نور سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬وىو يتطلع‬
‫شوقاً ألف يعود إٔب ذلك األصل ‪ ،‬فقاؿ جربيل ‪ُ ‬ب ا‪٢‬بديث‬
‫هلل] (ٔ) ‪.‬‬ ‫الصحيح ‪َ [ :‬و َأكَو ِمـْؽ ََُم َيو َر ُ‪ٟ‬م َ‬
‫قل ا ِ‬

‫نزوؿ جربيل ‪ ‬على النيب ‪ ‬بالوحي ‪ ،‬ىو معراج ‪١‬بربيل ‪ ، ‬حيث‬


‫‪٠‬بى اهلل تعأب النزوؿ من ا‪٤‬ببلئكة إلينا عروجاً ‪ .‬والعروج إ٭با ىو لطالب‬
‫العلو ‪ ،‬ألف هلل ُب كل موجود ٘بليا ‪ ،‬ووجهاً خاصا بو ‪ٰ ،‬بفظو ‪ ،‬وال سيما‬
‫وقد ذكر أنو سبحانو وسعو قلب عبده ا‪٤‬بؤمن ‪.‬‬
‫و‪٤‬با كاف للحق سبحانو صفة العلو على اإلطبلؽ ‪ ،‬سواء ٘بلى ُب السفل ‪،‬‬
‫أو ُب العلو ‪ ،‬فالعلو لو ‪ .‬وا‪٤‬ببلئكة أعطاىم اهلل من العلم ٔببللو ‪ٕ ،‬بيث إذا‬
‫ٔ‪ -‬هذا ٘مزء ٱمـ احلديڊم ا‪ٛ‬مروي ‪٤‬مـ َأ ِيب را‪٪‬مِ ٍع ‪٫َ ، ‬م َچمل ‪ٛ :‬مچم َ‪٫‬مَ ََؾ اإلٱمچمم ِ‬
‫‪٤‬مَ‪٥‬م ‪٬ -‬م ََر َم اهللُ َو ْ٘م َٿم ُف ‪َ -‬ي ْق َم‬ ‫َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫چمب إَ ْ٭م ِق َي ِڈم ‪٫َ ،‬م َچمل ِ٘م ْ ِ‪ٞ‬م ُيؾ ‪َ : ‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫ٍ‬
‫ا‪٠‬مچم ُة ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ا٭مپمَبِ ال ‪: ‬‬ ‫هلل ‪ ،‬إِ َن َهذه ََل َل َ‬
‫ا‪ٛ‬مق َ‬ ‫قل ا ِ‬ ‫ُأ ُ‪ٙ‬مد َأ ْص َح َ‬
‫[إِ َّك ُف ِمـِّل ‪َ ،‬و َأكَو ِمـْ ُف] ‪٫َ .‬م َچمل ِ٘م ْ ِ‪ٞ‬م ُيؾ ‪َ :‬و َأځمَچم ِٱمپمْ ُٻم ََم َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهلل ‪ .‬رواه الطرباين ُب الكبّب وأ‪ٞ‬بد بن‬
‫حنبل ُب فضائل الصحابة والطربي ُب ذخائر العقىب وُب الرياض النضرة ُب مناقب العشرة‬
‫والعصامي ُب ‪٠‬بط النجوـ العوإب ‪.‬‬
‫‪- 95 -‬‬ ‫‪‬‬
‫الوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫توجهوا من مقامهم ‪ ،‬ال يتوجهوف إال هلل ‪ ،‬ال لغّبه ‪ ،‬فلهم نظر إٔب ا‪٢‬بق ‪،‬‬
‫ُب كل شيء ينزلوف إليو ‪ ،‬فمن حيث نظرىم إٔب ما ينزلوف إليو ‪ ،‬يقاؿ‬
‫تتنزؿ ا‪٤‬ببلئكة ‪ ،‬ومن حيث أهنم ينظروف إٔب ا‪٢‬بق سبحانو ‪ ،‬عند ذلك األمر‬
‫الذي إليو ينزلوف ‪ -‬ولو سبحانو مرتبة العلو ‪ -‬يقاؿ ‪ :‬تعرج ا‪٤‬ببلئكة ‪ .‬فهم‬
‫ُب نزو‪٥‬بم ‪ ،‬أصحاب عروج ‪ .‬فنزو‪٥‬بم إٔب ا‪٣‬بلق ‪ ،‬عروج إٔب ا‪٢‬بق ‪ ،‬وإذا‬
‫رجعوا منا إٔب مقاماهتم ‪ ،‬يقاؿ ‪ :‬أهنم عرجوا بالنسبة إلينا ‪.‬‬
‫وعلى ىذا ؛ فقد كاف نزوؿ ا‪٤‬بلك على قلبو ‪ ، )ٔ( ‬كي يُقرئو الفرقاف‬
‫من قلبو ‪٩َ [ : ‬م َج َوء ُه ا‪ٚ‬م َؾ ُؽ ‪٩َ ،‬م َؼ َول ‪ :‬ا ْ‪٪‬م َر ْأ ‪٪َ .‬م َول ‪َ :‬مو َأكَو ٔمِ َؼ ِور ٍئ] (ٕ) ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ] {البقرة ‪ . }ٜٚ :‬وقاؿ ‪:‬‬
‫[ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ] {الشعراء ‪. })ٜٔٗ – ٜٖٔ( :‬‬

‫َچمن َأ َو ُل َٱمچم ُٕم ِدئَ‬


‫ا٭مس ِّڀمدَ ة ‪٤‬مَچمئِ َٲمڈم رِض اهلل ‪٤‬مپمٿمچم َ‪٫‬مچم َ٭م ْډم ‪٬[ :‬م َ‬ ‫ِِ‬
‫ٕ‪ْ -‬م ‪ٙ‬مديڊم ٕمدء ا٭مق‪ٙ‬مل ‪٤‬م ْ‬
‫َـ ُأ ِّم ا‪ٛ‬مُڃمٱمپم‪٦‬مَ َ‬
‫ت ِٱم ْث َؾ َ‪٪‬م َټم ِؼ‬ ‫قل اهللِ ‪ِ ‬ٱمـ ا ْ٭مق‪ٙ‬م ِل ا٭مرؤْ يچم ا٭مٳم ِ‬
‫چمد َ‪٫‬م َڈم ِْم ا٭مپم َْق ِم ‪٪َ ،‬مٻم َ‬
‫َچمن َٓ َي َرى ُرؤْ َيچم إِ َٓ َ٘مچم َء ْ‬ ‫ا َ َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ٕمِ ِف َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫َچمر ِ‪ٙ‬مر ٍاء ‪ ،‬يََحپم َُڊم ‪٪‬مِ ِڀمف ‪ ،‬و ُهق ا٭م ََٷمبدُ ا٭م َټمڀم ِچمٔم ُأو َٓ ِ‬ ‫ڇم إِ َ٭م ْڀم ِف ْ‬
‫ت‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ َ َا‬ ‫َ َ‬ ‫َي ُټمق ٕمِٸم ِ َ‬ ‫اْلَ َّل ُء ‪٪َ ،‬مٻم َ‬
‫َچمن َ ْ‬ ‫ا٭مٳم ْب ِح ‪ُٗ .‬م َؿ ُ‪ٙ‬م ِّب َ‬
‫ا‬
‫جي َڈم َ‪٪‬م َڀمََزَ َو ُد ‪ٛ‬م ِ ْثټمِ َٿمچم ‪َٙ ،‬مََك َ‪٪‬م ِج َئ ُف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْ٭م َٷمدَ د ‪٫َ ،‬م ْب َؾ َأ ْن َي ْر٘م َع إِ َ‪٧‬م َأ ْهټمف ‪َ ،‬و َيََزَ َو ُد ٭م َذ٭م َؽ ‪ُٗ ،‬م َؿ َي ْر٘م ُع إِ َ‪٧‬م َ‪ٚ‬مد َ‬
‫ِ‬

‫َچمر ِ‪ٙ‬م َر ٍاء ‪٪َ ،‬م َجچم َء ُه ا‪ٛ‬م َټم ُؽ ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪ :‬ا ْ‪٫‬م َر ْأ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ :‬ٱمچم َأځمَچم ٕمِ َٺم ِچمر ٍئ ‪٫َ .‬م َچمل ‪٪َ :‬م َڂم َ‪ٚ‬م َذ ِِّن ‪٪َ ،‬م َٸم َٵمپمِل‬ ‫احل اؼ َو ُه َق ِْم ‪٩‬م ِ‬‫َْ‬
‫اْلَ ْٿمدَ ‪ُٗ ،‬م َؿ َأ ْر َ‪٠‬م َټمپمِل ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪ :‬ا ْ‪٫‬م َر ْأ ‪٫َ .‬م َچمل ‪٫ُ :‬م ْټم ُډم ‪َ :‬ٱمچم َأځمَچم ٕمِ َٺم ِچمر ٍئ ‪٫َ .‬م َچمل ‪٪َ :‬م َڂم َ‪ٚ‬م َذ ِِّن َ‪٪‬م َٸم َٵمپمِل‬
‫َ‪ٙ‬مََك َٕمټمَغَ ِٱمپمِّل ْ‬
‫اْل ْٿمدَ ‪ُٗ ،‬م َؿ َأ ْر َ‪٠‬م َټمپمِل ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪ :‬ا ْ‪٫‬م َر ْأ ‪٪َ .‬م ُٺم ْټم ُډم ‪َ :‬ٱمچم َأځمَچم ٕمِ َٺم ِچمر ٍئ ‪٪َ .‬م َڂم َ‪ٚ‬م َذ ِِّن ‪٪َ ،‬م َٸم َٵمپمِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا٭م َثچمځم َڀم َڈم ‪َٙ ،‬مََك َٕمټمَغَ ٱمپمِّل ْ َ‬
‫اْل ْٿمدَ ‪ُٗ ،‬م َؿ َأ ْر َ‪٠‬م َټمپمِل ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪[ :‬ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا٭م َثچم٭م َث َڈم ‪َٙ ،‬مََك َٕمټمَغَ ٱمپمِّل ْ َ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ] {العلق ‪= . })٘ - ٔ( :‬‬

‫‪- 96 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫واختُلِف ُب تفسّب (ما) ‪:‬‬


‫‪ -‬ىل ىي (ما) النافية ٗبعُب ‪ :‬ال أجيد القراءة ‪.‬‬
‫‪ -‬أو ىي (ما) االستفهامية ٗبعُب ‪ :‬ما الذي أقرأه ؟ ‪.‬‬
‫وقد نقل التفسّبين اإلماـ ابن حجر العسقبلين ‪ُ ، ‬ب كتابو فتح الباري ‪،‬‬
‫ُب معرض شرحو ‪٥‬بذا ا‪٢‬بديث ‪.‬‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ‬

‫ﭣ] {طو ‪ }ٔٔٗ :‬أي زدين من عطائك وتأديبك ٕب ؛ ما أزيد بو علماً بك ‪.‬‬

‫فإنو ‪ ‬قد استزاد ىنا من العلم ؛ أي العلم بشرؼ التأين عند الوحي ‪ ،‬أدباً‬
‫مع ا‪٤‬بعلم الذي أتاه بو من قِبَ ِل ربو ‪ ،‬و‪٥‬بذا أتت ىذه اآلية بعد قولو تعأب ‪:‬‬
‫[ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ] {طو ‪ . }ٔٔٔ :‬وعنت ‪ :‬أي ذلت ‪ .‬فأراد علوـ‬
‫التجلي ‪ ،‬والتجلي أشرؼ الطرؽ إٔب ‪ٙ‬بصيل العلوـ ‪ ،‬وىي علوـ األذواؽ ‪.‬‬
‫اعلم أف ا‪٤‬بعلم على ا‪٢‬بقيقة ىو اهلل تعأب ‪ ،‬والعآب كلو مستفيد ‪ ،‬طالب ‪،‬‬
‫مفتقر ‪ ،‬ذو حاجة ‪ ،‬وىو كمالو ‪:‬‬

‫= أخرجو البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والبيهقي ُب السنن والدالئل وعبد الرزاؽ وا‪٢‬باكم‬
‫وصححو وأبو عوانة وابن حباف وابن راىويو وابن منده والدواليب واآلجري ُب الشريعة وأبو‬
‫نعيم ُب الدالئل والبللكائي ُب األصوؿ ‪.‬‬

‫‪- 97 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ -‬فمن ٓب تكن ىذه أوصافو ؛ فقد جهل نفسو ‪.‬‬


‫‪ -‬ومن جهل نفسو ؛ فقد جهل ربو ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن جهل أمراً ؛ فما أعطاه حقو ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ٓب يعط أمراً حقو ؛ فقد جار عليو ُب ا‪٢‬بكم ‪ ،‬وعرا عن مبلبسة‬
‫العلم ‪.‬‬
‫فقد تبْب لك أف الشرؼ كلو ؛ إ٭با ىو ُب العلم ‪.‬‬
‫و ّأوؿ َمن قَبِ َل العلم ‪ ،‬ىو ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪ ،‬فعقل عن اهلل ما علمو ‪ ،‬وأمره‬
‫أف يكتب ما علمو ُب اللوح احملفوظ ‪ ،‬بالقلم الذي خلقو منو ‪.‬‬
‫الروح األمْب ؛ جربيل ‪ُ ، ‬م َعلِّم الرسل ‪.‬‬
‫فلما أوحي إٔب سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬كاف ‪ ‬يعجل بالقرآف ‪ ،‬قبل أف يُقضى‬
‫إليو وحيو ‪ ،‬وذلك ألف اهلل تؤب تعليمو ‪ ،‬من الوجو ا‪٣‬باص الذي ال يشعر‬
‫بو ا‪٤‬بلك ‪ ،‬وجعل اهلل ا‪٤‬بلك النازؿ بالوحي صورة حجابية ‪.‬‬

‫ٍب أمره اهلل تعأب فيما أوحى إليو ‪ [ :‬ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ]‬


‫{القيامة ‪ . }ٔٙ :‬أدباً مع الوحي النازؿ إليو ‪ ،‬فإنو ‪ ‬يقوؿ ‪[ :‬إِ َّن اهللَ‬
‫َأ َّد َٔمـ ِل َ‪٩‬م َل ْ٘م َس َـ َأ َدِب] (ٔ) ‪ .‬وىذا ‪٩‬با يؤيد أف اهلل تؤب تعليمو بنفسو ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه أبو سعد بن السمعاين ُب أداب االستمبلء وابن عساكر ُب تارٱبو وجزـ بو ابن األثّب ‪.‬‬
‫‪- 98 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ٍب قاؿ مؤيداً أيضاً لذلك ‪ [ :‬ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬

‫ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ] {القيامة ‪ . })ٜٔ – ٔٚ( :‬فما ذكر تعأب سوى‬


‫نفسو ‪ ،‬وما أضافو إال إليو ‪ ،‬وٓب ٯبر لغّب اهلل ُب ىذا التعريف ذكر ‪ ،‬وهبذا‬
‫جاء لفظ النيب ‪ُ ‬ب قولو ‪[ :‬إِ َّن اهللَ َأ َّد َٔمـ ِل َ‪٩‬ملَ ْ٘م َس َـ َأ َدِب] ‪ .‬فلم يذكر إال‬
‫عرفَنا ‪.‬‬
‫اهلل ‪ .‬ما تعرض لواسطة وال ‪٤‬بلك ‪ .‬فإف اهلل ىكذا َّ‬
‫فرجوع التعليم بالواسطة وبغّب الواسطة إٔب الرب ‪ ،‬ولذلك قاؿ ا‪٤‬بلك ‪:‬‬
‫[ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ] {مرًن ‪ . }ٙٗ :‬فتبْب لك من ىذا صورة التعليم ‪.‬‬

‫‪- 99 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫صفة الوحي ‪:‬‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ] {ا‪٤‬بزمل ‪ . }٘ :‬لذا فقد كاف رسوؿ‬


‫اهلل ‪ ‬يعاين ُب الوحي أشد ا‪٤‬بعاناة ‪.‬‬
‫قص علينا رسوؿ اهلل ‪ ‬بعضا من صور ىذه ا‪٤‬بعاناة ‪ ،‬ونقل إلينا‬ ‫وقد َّ‬
‫الصحابة ‪ ‬البعض اآلخر من ا‪٤‬بظاىر الٍب شاىدوىا عليو ‪:‬‬
‫ث ْٕم َـ‬ ‫احلَ ِ‬
‫چمر َ‬ ‫‪٪َ -‬م َٺمدْ َو َر َد َ‪٤‬م ْـ ُأ ِّم ا‪ٛ‬مُڃمٱمپم‪٦‬م ا٭م َسڀمِّدَ ة َ‪٤‬مچمئِ َٲم َڈم َر ِْض اهللُ ‪٤‬مپمٿمچم َأ َن ْ‬
‫قل اهللِ‬ ‫ڀمؽ ا ْ٭م َق ْ‪ٙ‬م ُل ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫ػ َي ْڂمٖمِ َ‬ ‫قل اهللِ ‪٬َ ، ‬مڀمْ َ‬ ‫ِه َٲمچم ٍم َ‪٠‬م َڂم َل َر ُ‪٠‬م َ‬
‫‪٤‬م ‪،‬‬ ‫َ‬
‫س ‪َ ،‬و ُه َق أ َ‪٠‬مدُّ ُه َ‪٣‬م َ َّ‬ ‫‪َ [ : ‬أ ْ٘م قَوكًو َيلْٕمِقـ ِل ِّم ِم ثْ ِؾ َص ْؾ َص َؾ ِي ال َر ِ‬

‫ؽ َر ُٗم ًال ‪،‬‬ ‫ً َمو َ‪٪‬م َول ‪َ .‬و َأ ْ٘مقَوكًو َيتَ َؿثَّ ُؾ ِٓم ا‪ٚ‬م َؾ ُ‬ ‫َ‪٩‬مقَ ْػ ِص ُؿ َ‪٣‬مـِّل َو َ‪٪‬مدْ َو َ‪٣‬مقْ ُ‬
‫ا٭مسڀمِّدَ ة َ‪٤‬مچمئِ َٲم ُڈم َر ِْض‬‫ډم ُأ ِّم ا‪ٛ‬مُڃمٱمپم‪٦‬م َ‬ ‫قل] ‪٫َ .‬مچم َ٭م ْ‬‫َ‪٩‬م ُق َؽ ِّؾ ُؿـ ِل ‪٩َ ،‬م لَ ِ‪٣‬م ل َم و َي ُؼ ُ‬
‫‪ٞ‬م ِد ‪٪َ ،‬م َڀم ْٹم ِٳم ُؿ َ‪٤‬مپمْ ُف ‪،‬‬ ‫اهللُ ‪٤‬مپمٿمچم ‪ :‬و َ٭م َٺمدْ ر َأيَُف يپم ِْز ُل َ‪٤‬م َټمڀم ِف ِْم ا ْ٭مڀمق ِم َ ِ ِ‬
‫ا٭مٲمديد ا ْ٭م َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫َوإِ َن َ٘مبِڀمپمَ ُف َ٭مڀمَََ َٹم َٳمدُ َ‪٤‬م َر ً‪٫‬مچم (ٔ) ‪.‬‬

‫َون ا ْ‪٬‬م َق ْ٘مل‬


‫َچمن َي ُٺمقل ‪٫[ :‬م َ‬ ‫‪٫‬مچمل َأ َن ا٭مپمَبِ ّل ‪٬ ‬م َ‬
‫قن ‪َ ‬‬ ‫ا‪ٛ‬مچم٘م ُٲم ِ‬
‫‪٤ -‬مـ َأ ِيب ‪٠‬م َټمٽمڈم ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِْ ِ‬
‫ا‪٬‬مر ُٗمؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م‬ ‫َيلٕمقـل َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ك َْح َق ْي ِـ ‪َ :‬يلٕمقـل ٔمِف ٗم ْ‪ٝ‬ميؾ ‪٩َ ،‬مقُ ْؾؼقف َ‪٣‬م َ َّ‬
‫‪٤‬م ‪٫‬م َََم ُي ْؾؼل َّ‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو ومالك والَبمذي وصححو والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن حباف والطرباين ُب‬
‫الكبّب والبيهقي ُب السنن والدالئل وابن منده وابن خزٲبة والبللكائي والتربيزي ‪.‬‬

‫‪- 111 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫اك َيـْ َػؾًِ ِمـِّل ‪َ .‬و َي ْلٕمِقـ ِل ِّم َٔم ْقتِل ِم ْثؾ َص ْقت ال َرس ‪َ٘ ،‬متَّك‬
‫ا‪٬‬مر ُٗم ِؾ ‪٩َ ،‬م َذ َ‬
‫َّ‬
‫اك ا َّ‪٬‬م ِذي َٓ َيـْ َػؾًِ ِمـِّل] (ٔ) ‪.‬‬ ‫َيو‪٬‬مِط َ‪٪‬م ْؾبِل ‪٩َ ،‬م َذ َ‬ ‫َُ‬

‫ډم ‪َ :‬ي چم‬ ‫‪٤َ -‬م ْـ َ‪٤‬م بْ ِد اهلل ِ ْٕم ِـ َ‪٤‬م ْٽم ٍر و ‪٫َ ‬م َچمل ‪٠َ :‬م ڂمَ ْ٭م ُ‬
‫ډم ا٭مپم َب ِ َل ‪٪َ ، ‬م ُٺم ْټم ُ‬
‫قل اهللِ ‪َ [ : ‬ك َع ْؿ ‪،‬‬ ‫قل اهللِ َه ْؾ َُت ِ اس ٕم ِچم ْ٭م َق ْ‪ٙ‬م ِل ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ً ِ‪٣‬م ـ ْدَ َذ ‪٬‬م ِ َ‬
‫أَ ْ‪ٟ‬م َؿ ُع َص َال ِص َؾ ‪ُٖ ،‬م َّؿ أَ ْ‪ٟ‬م ُؽ ُ‬
‫ق٘م ك إ ِ َ َّ‬
‫ٓم ؛‬ ‫ؽ ‪٩َ ،‬م ََم م ْـ َم َّر ة ُي َ‬
‫قض ] (ٕ) ‪.‬‬ ‫ًْ أَ َّن َك ْػ ِز ٕم َِػ ُ‬ ‫إ ِ َّٓ َ‪٢‬م ـَـ ُ‬

‫قل اهللِ ‪َ ‬أ ْٱم َ‪ٜ‬م َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف ‪ [ :‬ﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫‪٤ -‬مـ َزي ِد ٕم ِـ َٗمچمٕمِ ٍ‬
‫ډم ‪َ ، ‬أ َن َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫ْ ْ‬

‫ﭔ ﭕ] ‪[ ،‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ] {النساء ‪٪َ . }ٜ٘ :‬م َجچم َء ُه ا ْٕم ُـ ُأ ِّم‬


‫ڀمع ِْ‬ ‫ِ‬ ‫َٱم ْٻم َُق ٍم ‪َ ،‬و ْه َق ُي ِٽم اټم َٿمچم َ‪٤‬م َ َ‪٥‬م ‪٫َ ،‬م َچمل ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫اْل َٿمچم َد‬ ‫هلل َواهللِ َ٭م ْق َأ ْ‪٠‬مََٵم ُ‬
‫قل ا ِ‬
‫َچمن َأ ْ‪٤‬مٽمك ‪٪َ -‬م َڂمځم َْز َل اهللُ َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ر‪٠‬مق٭م ِ ِف ‪ - ‬و َ‪٪‬م ِ‬
‫خ ُذ ُه َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫چمهدْ ُت ‪َ -‬و‪٬‬م َ َ‬ ‫ْل َ‬ ‫ََ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ‪٪‬مخذي ‪٪َ -‬م َث ُٺم َټم ْډم َ‪٤‬م َ َ‪٥‬م ‪َٙ ،‬مََك ‪ٚ‬م ْٹم ُډم َأ ْن ٖم َُر َض َ‪٪‬مخذي ‪ُٗ ،‬م َؿ ُ ِّ‬
‫ْس َي َ‪٤‬مپمْ ُف ‪،‬‬

‫َ‪٪‬م َڂمځم َْز َل اهللُ ‪[ :‬ﭖ ﭗ ﭘ] (ٖ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه ابن سعد ُب طبقاتو وقاؿ ابن حجر ُب الفتح ‪َ :‬و َه َذا ُٱم ْر َ‪٠‬مؾ َٱم َع ٗمِ َٺمڈم ِر َ٘مچم٭مف ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد ُب مسنده ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو والَبمذي وصححو والنسائي وابن عساكر وابن سعد ُب طبقاتو‬
‫والطحاوي ُب مشكل اآلثار ‪.‬‬

‫‪- 111 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫ق‪ٙ‬مك إِ َ‪٧‬م‬ ‫ِض اهللُ َ‪٤‬مپمْ َٿمچم َ‪٫‬مچم َ٭م ْډم ‪[ :‬إِ ْن ‪٬‬م َ‬ ‫ِ‬ ‫‪٤َ -‬مـ ُأم ِ‬
‫َچمن َ٭م ُڀم َ‬ ‫٭مس ِّڀمدَ ة َ‪٤‬مچمئ َٲم َڈم َر ْ َ‬
‫پم‪٦‬م ا َ‬
‫ا‪ٛ‬مڃمٱم َ‬ ‫ْ ِّ‬
‫َْض ُب ‪٤‬م‪ٜ‬م ِِ٘م َر ِاِنَچم ‪ِ ،‬ٱم ْـ ٗمٺمؾ ٱمچم ُيق‪ٙ‬مك‬ ‫ا‪ٙ‬م َټمَِ ِف ‪٪َ ،‬مَ ْ ِ‬
‫هلل ‪ ، ‬وهق َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫قل ا ِ‬‫ر‪٠‬م ِ‬
‫َ ُ‬
‫إ‪٧‬م ر‪٠‬مقل اهلل ‪ ، ‬وإن ‪٬‬مچمن ٘مبڀمپمف ٭مڀمٵمػ ٕمچم٭مٷمرق ْم ا٭مڀمقم ا٭مٲمچميت ‪ ،‬إذا أو‪ٙ‬مك‬
‫اهلل إ٭مڀمف] (ٔ) ‪ .‬ا‪١‬براف ‪ :‬باطن العنق ‪.‬‬

‫‪َ -‬و َ‪٤‬م ْـ َأ ْ‪٠‬م ََم َء ٕمِپم ِْډم َي ِزيدَ رِض اهلل ‪٤‬مپمٿمچم َ‪٫‬مچم َ٭م ْډم ‪[ :‬إِ ِِّّن َٔ ِ‪ٚ‬م َذ ٌة ٕمِ ِز َٱمچم ِم ا ْ٭م َٷم ْٴم َب ِچمء ‪-‬‬
‫ا‪ٛ‬مچمئدَ ُة ُ‪٬‬م اټم َٿمچم ‪٪َ ،‬مٻمَچم َد ْت ِٱم ْـ ٗمِ َٺم ِټم َٿمچم ٖمَدُ اق‬
‫هلل ‪ - ‬إِ ْذ ُأځم ِْز َ٭م ْډم َ‪٤‬م َټمڀم ِف ِ‬
‫ْ‬ ‫قل ا ِ‬‫ځمَچم َ‪٫‬م ِڈم ر‪٠‬م ِ‬
‫َ ُ‬
‫ٕمِ َٷم ُٴم ِد ا٭مپمَچم َ‪٫‬م ِڈم] (ٕ) ‪.‬‬

‫قل اهلل ِ ‪‬‬ ‫ډم َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ر ‪٠‬م ِ‬


‫َ ُ‬ ‫‪َ -‬و َ‪٤‬م ْـ َ‪٤‬م بْ ِد اهلل ِ ْٕم ِـ َ‪٤‬م ْٽم ٍر و ‪٫َ ‬م َچمل ‪[ :‬أُ ځم ِْز َ٭م ْ‬
‫َت ِٽم ټمَ ُف ‪،‬‬
‫ا‪ٙ‬م َټم َ ِ ِف ‪٪َ ،‬م َټم ْؿ َٖم ْس ََٵم ِ ْع أَ ْن َ ْ‬
‫‪٠‬م قر ُة ا‪ٛ‬مچمئِ َد ةِ ‪ ،‬و ه ق ر ا‪٬‬م ِڇم َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ٌ‬ ‫ُ َ‬
‫َ‪٪‬م پم ََز َل َ‪٤‬م پم ْ َٿم چم] (ٖ) ‪.‬‬

‫‪٤ -‬مـ أيب أروى ا٭مدود ‪٫ ‬مچمل ‪[ :‬رأيډم ا٭مق‪ٙ‬مل يپمزل ‪٤‬م‪ٜ‬م ا٭مپمبل ‪ ، ‬وأځمف‬
‫‪٤‬م‪ٜ‬م را‪ٙ‬مټمَف ‪٪ ،‬م‪ٟ‬م‪٩‬مق ‪ ،‬وٖمٹمَؾ يدهيچم ‪ٙ ،‬مَك أ‪٣‬مـ أن ذرا‪٤‬مٿمچم ٖمپمٺمٳمؿ ‪٪ ،‬مرٕمَم‬
‫ٕمر‪٬‬مډم ‪ ،‬ورٕمَم ‪٫‬مچمٱمډم ٱمقٖمدة يدهيچم ‪ٙ ،‬مَك يرسى ‪٤‬مپمف ٱمـ ٗمٺمؾ ا٭مق‪ٙ‬مل ‪ ،‬وإځمف‬
‫ٔ ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬ب د (وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬رواة أ‪ٞ‬بد رجاؿ الصحيح) وا‪٢‬باكم ( واللفظ لو) والبيهقي‬
‫ُب الدالئل ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد والطرباين ُب الكبّب وابن راىويو ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد ُب مسنده ‪.‬‬
‫‪- 112 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫٭مڀمَحدر ٱمپمف ٱمثؾ اْلَمن] (ٔ) ‪ .‬ا ُ‬


‫ْل ََمن ‪ :‬هق ا٭م اټمڃم٭مڃم ا ّ‬
‫٭مٳمٸمچمر ‪ .‬و‪٫‬مڀمؾ َ‪ٙ‬مڇم ُيََخذ ٱمـ‬
‫ا ِ٭مٹم َٴمڈم أ ْٱمثچمل ا٭مټمڃم٭مڃم ‪.‬‬

‫قل اهللِ ‪، ‬‬ ‫ڇم ا ْ٭م َق ْ‪ٙ‬مل ٭مِر‪٠‬م ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫‪َ -‬و َ‪٤‬م ْـ َز ْيد ٕمـ َٗمچمٕمِډم ‪٫َ ، ‬م َچمل ‪٬ُ [ :‬مپم ُْډم َأ ْ‪٬‬م َُ ُ‬
‫َ َ ُ‬
‫َچمن إِ َذا ځم ََز َل َ‪٤‬م َټمڀمْ ِف ؛ َأ َ‪ٚ‬م َذ ْٖم ُف ُٕم َر َ‪ٙ‬مچم ٌء َ‪١‬م ِديدَ ٌة ‪َ ،‬و َ‪٤‬م ِر َق َ‪٤‬م َر ً‪٫‬مچم َ‪١‬م ِديدً ا ِٱمثْ َؾ‬ ‫َو‪٬‬م َ‬
‫رس ٍة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ْس َي َ‪٤‬مپمْ ُف ‪٪َ ،‬م ُٻمپم ُْډم َأ ْد ُ‪ٚ‬م ُؾ َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف ٕمِ ِٺم ْٵم َٷم ِڈم ا ْ٭م َٺمَ ِ‬
‫َڇم َأ ْو ‪٬‬م ْ َ‬
‫ْ ِ‬
‫اْل ُ ََمن ‪ُٗ ،‬م َؿ ُ ِّ‬
‫َرس ِٱم ْـ ٗمِ َٺم ِؾ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ڇم ‪َ ،‬و ُه َق ُي ْٽم‪٥‬م َ‪٤‬م َ َ‪٥‬م ‪٪َ ،‬م ََم َأ ْ‪٪‬م َر ُغ َ‪ٙ‬مََك َٖمٻمَچم َد ر ْ٘م َ َ‪٥‬م َٖمپمْٻم ُ‬ ‫َ‪٪‬م َڂم ْ‪٬‬م َُ ُ‬
‫قل ٓ َأ ْٱم ِٮم َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ِر ْ٘م َ َ‪٥‬م َأ َٕمدً ا ‪٪َ ،‬مڄمِ َذا َ‪٪‬م َر ْ‪٩‬م ُډم ‪٫َ ،‬م َچمل ‪: ‬‬ ‫آن ‪َٙ ،‬مََك َأ ُ‪٫‬م َ‬ ‫ا ْ٭م ُٺمر ِ‬
‫ْ‬
‫[ا ْ‪٪‬م َر ْأ ُه] ‪٪َ .‬مڄمِ ْن ‪٬‬م َ‬
‫َچمن ‪٪‬مِ ِڀمف َ‪٠‬م ْٺم ٌط َأ َ‪٫‬مچم َٱم ُف ‪ُٗ ،‬م َؿ َأ ْ‪ٚ‬م ُر ُج ٕمِ ِف إِ َ‪٧‬م ا٭مپم ِ‬
‫َچمس (ٕ) ‪.‬‬
‫وىذا ا‪٢‬بديث يبْب أنو ليس فقط رسوؿ اهلل ‪ ‬ىو الذي يثقل عليو‬
‫القرآف ‪ ،‬ولكن ىذا زيد بن ثابت ‪ ‬يعلن أف رجلو كادت أف تنكسر‬
‫من ثقل القرآف ‪ ،‬حيث إنو ‪ ‬كاف أوؿ متلقي للقرآف من رسوؿ اهلل‬
‫‪ ، ‬وكاف عليو ‪ٞ ‬بل تبليغو للناس بعد ذلك ! ‪.‬‬
‫َچمن ځمَبِ ال اهللِ ‪ ‬إِ َذا ُأځم ِْز َل َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف‬
‫ډم ‪٫َ ‬م َچمل ‪٬[ :‬م َ‬ ‫‪ -‬و َ‪٤‬مـ ُ‪٤‬مبچمد َة ٕم ِـ ا٭مٳم ِچمٱم ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ‬
‫ؽ ‪َ ،‬وٖم ََر َٕمدَ َو ْ٘م ُٿم ُف (ٖ) ‪ .‬تربد ‪ :‬أي تغّب وتلوف ‪.‬‬ ‫ا ْ٭م َق ْ‪ٙ‬م ُل ؛ ُ‪٬‬م ِر َب ٭م ِ َذ٭م ِ َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه ابن سعد ُب طبقاتو ‪.‬‬


‫ٕ‪ -‬رواه الطرباين ُب الكبّب واألوسط (وقاؿ ا‪٥‬بيثمي رجالو موثقوف) وابن عساكر ُب تارٱبو ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو والبيهقي ُب الدالئل والشاشي والتربيزي ُب ا‪٤‬بشكاة وابن سعد ُب طبقاتو ‪.‬‬

‫‪- 113 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫َچمن ا٭مپمَبِ ال ‪ ‬إِ َذا ُأځم ِْز َل َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف ا ْ٭م َق ْ‪ٙ‬م ُل‬
‫ډم ‪٫َ ‬م َچمل ‪٬[ :‬م َ‬ ‫‪ -‬و َ‪٤‬مـ ُ‪٤‬مبچمد َة ٕم ِـ ا٭مٳم ِچمٱم ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ‬
‫و‪٠‬م ُٿم ْؿ ‪٪َ ،‬م َټم ََم ُأٖم ِ َْ‪٥‬م َ‪٤‬مپمْ ُف َر َ‪٪‬م َع َر ْأ َ‪٠‬م ُف] (ٔ) ‪.‬‬
‫َس َأ ْص َحچم ُٕم ُف ُر ُء َ‬ ‫َس َر ْأ َ‪٠‬م ُف ‪َ ،‬و َځمٻم َ‬
‫َځمٻم َ‬

‫َچمن إِ َذا َ٘مچم َء ا ْ٭م َق ْ‪ٙ‬م ُل َٓ‬ ‫‪َ -‬و َ‪٤‬م ْـ َأيب ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬‬
‫‪٫‬مچمل ‪َ ...[ :‬و َ٘مچم َء ا ْ٭م َق ْ‪ٙ‬م ُل ‪َ ،‬و‪٬‬م َ‬
‫هلل ‪َٙ ‬مََك‬ ‫َي َٹمك َ‪٤‬م َټم ْڀمپمَچم ‪٪َ ،‬مڄمِ َذا َ٘مچمء ؛ َ‪٪‬م َټم ْڀم َس َأ َ‪ٙ‬مدٌ َير َ‪٪‬م ُع َ‪٢‬مر َ‪٪‬م ُف إِ َ‪٧‬م ر‪٠‬م ِ‬
‫قل ا ِ‬ ‫َْ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِض ا ْ٭م َق ْ‪ٙ‬م ُل] (ٕ) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َيپمْ َٺم َ‬
‫َچمن ا٭مپمَبِ ال ‪ ‬إِ َذا ُأځم ِْز َل َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف ا ْ٭م َق ْ‪ٙ‬م ُل ؛‬ ‫چمب ‪٫َ ‬م َچمل ‪٬ :‬م َ‬ ‫‪َ -‬و‪٤‬مـ ُ‪٤‬م َٽمر ْٕمـ ْ‬
‫اْلَ َٵم ِ‬

‫ُ‪٠‬م ِٽم َع ِ‪٤‬مپمْدَ َو ْ٘م ِٿم ِف َ‪٬‬مدَ ِو ِّي ا٭مپم َْح ِؾ ‪٪َ ،‬م ُڂمځم ِْز َل َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف َي ْق ًٱمچم ‪٪َ ،‬م َٽم َٻم ْثپمَچم َ‪٠‬مچم َ‪٤‬م ًڈم ‪،‬‬
‫چم‪٠‬م ََ ْٺم َب َؾ ا ْ٭م ِٺم ْب َټم َڈم َو َر َ‪٪‬م َع َيدَ ْي ِف ‪َ ،‬و َ‪٫‬م َچمل ‪[ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ ِز ْدكَو َو َٓ‬ ‫رس َي َ‪٤‬مپمْ ُف ‪٪َ ،‬م ْ‬ ‫َ‪٪‬م ُ ِّ‬
‫َٕم ْـ ُؼ ْصـَو ‪َ ،‬و َأ‪٫‬م ِْر ْمـَو َو َٓ ُتِـَّو ‪َ ،‬و َأ ْ‪٣‬مطِـَو َو َٓ َ ْحت ِر ْمـَو ‪َ ،‬وآٖمِ ْركَو َو َٓ ٕم ُْمٖمِ ْر َ‪٣‬م َؾ ْقـَو ‪،‬‬
‫وار ِضـَو وار َض ‪٣‬مـَّو] ‪ُٗ .‬مؿ َ‪٫‬م َچمل ‪ُ [ : ‬أك ِْز َل ‪٣‬م َ‪٤‬م ‪٣‬م ْ‪٧‬م آي ٍ‬
‫وت ‪َ ،‬م ْـ‬ ‫َ َّ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫َأ َ‪٪‬م َوم ُف َّـ َد َ‪ٙ‬م َؾ الـَّ َي] ُٗم َؿ َ‪٫‬م َر َأ ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ] {أوؿ سورة ا‪٤‬بؤمنوف} ‪.‬‬
‫چمت (ٖ) ‪.‬‬ ‫‪ٙ‬مََك َ‪ٚ‬مََؿ َ‪٤‬م ْ‪٨‬م آي ٍ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو والتربيزي ُب ا‪٤‬بشكاة ‪.‬‬


‫ٕ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو والبيهقي والنسائي وا‪٢‬باكم وصححو وابن حباف ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه عبد الرزاؽ وأ‪ٞ‬بد وعبد بن ‪ٞ‬بيد والَبمذي والنسائي وابن ا‪٤‬بنذر وا‪٢‬باكم وصححو‬
‫والبيهقي ُب الدالئل والضياء ُب ا‪٤‬بختارة والبزار ُب البحار الزخار ‪.‬‬

‫‪- 114 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫‪٤ -‬مـ ا٭مٹمټمَچمن ٕمـ ‪٤‬مچمصؿ ‪٫ ‬مچمل ‪٬ :‬مپمچم ‪٤‬مپمد ر‪٠‬مقل اهلل ‪ ، ‬و ُأځمزل ‪٤‬مټمڀمف ‪،‬‬
‫و‪٬‬مچمن إذا ُأځمزل ‪٤‬مټمڀمف ؛ دام ٕمٯمه ‪ ،‬و‪٤‬مڀمپمچمه ٱمٹمَق‪ٙ‬مڈم ‪ ،‬و‪٪‬مرغ ‪٠‬مٽمٷمف و‪٫‬مټمبف ‪ٛ‬مچم‬
‫يڂمٖمڀمف ٱمـ اهلل ‪٤‬مز و٘مؾ ‪٪ ،‬مٻمپمچم ځمٷمرف ذ٭مؽ ٱمپمف (ٔ) ‪.‬‬

‫‪٤ -‬مـ ‪٤‬مٻمرٱمڈم ‪٫ ‬مچمل ‪٬ :‬مچمن إذا أو‪ٙ‬مل إ‪٧‬م ر‪٠‬مقل اهلل ‪ ‬و‪٫‬مذ ٭مذ٭مؽ ‪٠‬مچم‪٤‬مڈم‬
‫ِ‬
‫‪ .‬ا٭مق‪٫‬مذ ‪ :‬ا٭مسٻمـ ‪ .‬يٺمچمل ‪َ :‬و َ‪٫‬م َذه احل ْټم ُؿ إذا َ‪٠‬م َٻمپمَف ‪َ .‬‬
‫وا٭مق ْ‪٫‬مذ‬ ‫‪٬‬مٿمڀمئڈم ا٭مسٻمران (ٕ)‬
‫‪‬‬ ‫ْم إصؾ ‪ :‬ا٭مْضب ا ُ‪ٛ‬م ْث ِ‬
‫خ ُـ وا٭مٻمرس ‪.‬‬

‫چمْل ْٷم َراځم َِڈم ‪َ ،‬و َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف‬


‫‪٤َ -‬م ْـ َي ْٷم َ‪ٜ‬م ْٕم ِـ ُأ َٱم َڀم َڈم ِ‪َ ‬أ َن َر ُ٘م ًّل َأٖمَك ا٭مپمَبِ َل ‪َ ‬و ُه َق ٕمِ ِْ‬

‫ػ َٖم ْڂم ُٱم ُر ِِّن َأ ْن‬ ‫اْلَ ُټم ِ‬


‫قق ‪َ -‬أ ْو َ‪٫‬م َچمل ُص ْٹم َر ٌة ‪٪َ -‬م َٺم َچمل ‪٬َ :‬مڀمْ َ‬ ‫ُ٘مبَ ٌڈم ‪َ ،‬و َ‪٤‬م َټمڀمْ ِف َأ َٗم ُر ْ‬
‫ت‬ ‫ب ‪َ ،‬و َو ِد ْد ُ‬ ‫ِ‬
‫َأ ْصپمَ َع ِْم ُ‪٤‬م ْٽم َر ِيت ؟ ‪٪َ .‬م َڂمځم َْز َل اهللُ َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ا٭مپمَبِ ِّل ‪٪َ ، ‬م ُس َ‬
‫‪ٟ‬م ٕمِثَ ْق ٍ‬

‫ډم ا٭مپمَبِ َل ‪َ ، ‬و َ‪٫‬مدْ ُأځم ِْز َل َ‪٤‬م َټمڀمْ ِف ا ْ٭م َق ْ‪ٙ‬م ُل ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ُ‪٤‬م َٽم ُر ‪: ‬‬ ‫َأ ِِّّن َ‪٫‬مدْ َر َأ ْي ُ‬
‫رس َك َأ ْن َٖمپمْ ُٶم َر إِ َ‪٧‬م ا٭مپمَبِ ِّل ‪َ ،‬و َ‪٫‬مدْ َأځم َْز َل اهللُ َ‪٤‬م َټمڀمْ ِف ا ْ٭م َق ْ‪ٙ‬م َل ؟ ‪.‬‬
‫َٖم َٷم َچمل ‪َ ،‬أ َي ُ ا‬
‫ڀمط ‪َ ،‬و َأ ْ‪ٙ‬م ِسبُ ُف‬
‫ت إِ َ٭م ْڀم ِف َ٭م ُف َ‪٩‬مٵمِ ٌ‬ ‫ف ا٭مثَ ْق ِ‬
‫ب ‪٪َ ،‬مپمَ َٶم ْر ُ‬ ‫ډم ‪َ :‬ځم َٷم ْؿ ‪٪َ .‬م َر َ‪٪‬م َع َ‪٢‬م َر َ‬ ‫ُ‪٫‬م ْټم ُ‬
‫ا‪٬‬مسوئِ ُؾ َ‪٣‬م ْـ ا ْ‪٬‬م ُع ْؿ َر ِة ؟ ‪.‬‬
‫ْس َي َ‪٤‬مپمْ ُف َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬أ ْي َـ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‪٫‬م َچمل ‪٬َ :‬م َٸمٵمڀمط ا ْ٭م َبٻمْر ‪٪َ .‬م َټم ََم ُ ِّ‬

‫ٔ‪ -‬رواه أبو يعلى ا‪٤‬بوصلي (بسند صحيح) وأورده ابن كثّب ُب السّبة النبوية وُب البداية‬
‫والنهاية ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه ابن سعد ُب طبقاتو ‪.‬‬

‫‪- 115 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الوحيىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫ْؽ ‪َ ،‬و َأك ِْؼ ُّ‬


‫ا‪٬‬مص ْػ َر َة ‪َ ،‬و ْ‬
‫اصـ َْع‬ ‫ْؽ ال َّب َي ‪َ ،‬وا ْ‪٨‬م ِس ْؾ َأ َٖم َر اخل ُؾ ِ‬
‫قق َ‪٣‬مـ َ‬ ‫ا‪ٙ‬مْ َؾ ْع َ‪٣‬مـ َ‬
‫ِّم ُ‪٣‬م ْؿ َرٕمِ َؽ ‪٫‬م َََم ٕم َْصـ َُع ِّم َ٘م ِّج َؽ] (ٔ) ‪.‬‬

‫هلل َ‪٤‬مپم َْٿمچم َ‪٫‬مچم َ٭م ْډم ‪َٚ :‬م َر َ٘م ْډم َ‪٠‬م ْق َد ُة ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ -‬و َ‪٤‬م ْـ ُأ ِّم ا‪ٛ‬مُ‬
‫ِض ا ُ‬ ‫ا٭مس ِّڀمدَ ة َ‪٤‬مچمئ َٲم َڈم َر َ‬
‫ڃمٱمپم‪٦‬م َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫چم٘مَِ َٿمچم ‪َ ،‬و‪٬‬مَچمځم ْ‬ ‫ِ‬ ‫َضب ِْ‬
‫ت َٹمك َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م‬ ‫َډم ا ْٱم َر َأ ًة َ٘مس َ‬
‫ڀمٽم ًڈم ‪ْ َ َٓ ،‬‬ ‫حل َ‬ ‫چمب ‪َ -‬‬‫احل َج ُ‬ ‫َٕم ْٷمدَ َٱمچم ُ ِ َ‬
‫اْلَ َٵم ِ‬
‫چمب ‪٪َ ، ‬م َٺم َچمل ‪َ :‬يچم َ‪٠‬م ْق َد ُة َأ َٱمچم َواهللِ َٱمچم‬ ‫َٱم ْـ َي ْٷم ِر ُ‪٪‬م َٿمچم ‪٪َ ،‬م َر َ‬
‫آهچم ُ‪٤‬م َٽم ُر ْٕم ُـ ْ‬
‫‪٦‬م ‪٫َ .‬مچم َ٭م ْډم ‪٪َ :‬مچم ْځم َٻم َٹم َڂم ْت ر ِ‬
‫ا٘م َٷم ًڈم ‪،‬‬ ‫ػ َت ُْر ِ٘م َ‬ ‫‪٦‬م َ‪٤‬م َټم ْڀمپمَچم ‪٪َ ،‬مچم ْځم ُٶم ِري َ‪٬‬م ْڀم َ‬ ‫َْ‬
‫ت َٹم ْ َ‬
‫َ‬
‫هلل ‪ِْ ‬م َٕم ْڀمَِل ‪َ ،‬وإِ َځم ُف َ٭م َڀم ََ َٷم َٲمك ‪َ ،‬و ِْم َي ِد ِه َ‪٤‬م ْر ٌق ‪٪َ .‬مدَ َ‪ٚ‬م َټم ْډم ‪،‬‬ ‫قل ا ِ‬ ‫َو َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫چم٘مَِل ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ِٔم ُ‪٤‬م َٽم ُر ‪٬ :‬م ََذا‬
‫ض َ‪ٙ‬م َ‬ ‫هلل إِ ِِّّن َ‪ٚ‬م َر ْ٘م ُډم ٭م ِ َب ْٷم ِ‬
‫قل ا ِ‬ ‫َ‪٪‬م َٺمچم َ٭م ْډم ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫هلل إِ َ٭م ْڀم ِف ‪ُٗ ،‬م َؿ ُر‪٪‬مِ َع َ‪٤‬مپمْ ُف ‪َ ،‬وإِ َن ا ْ٭م َٷم ْر َق ِْم َي ِد ِه ‪َ ،‬ٱمچم‬
‫َو‪٬‬م ََذا ‪٫َ .‬مچم َ٭م ْډم ‪٪َ :‬م َڂم ْو َ‪ٙ‬مك ا ُ‬
‫وٗمتِؽ َُّـ] (ٕ) ‪ .‬قاؿ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َض َٷم ُف ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪[ :‬إِ َّك ُف َ‪٪‬مدْ ُأذ َن َ‪٬‬مؽ َُّـ َأ ْن َت ُْر ْٗم َـ َحل َ‬
‫ب عنو إحساسو‬
‫اإلماـ ابن كثّب ‪ :‬فدؿ ىذا على أنو ٓب يكن الوحي يػُغَيِّ ُ‬
‫بالكلية ‪ ،‬بدليل أنو جالس ‪ ،‬وٓب يسقط العرؽ أيضا من يده ‪ ،‬صلوات‬
‫اهلل وسبلمو دائما عليو ‪ .‬اىػ ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬أخرجو البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود والَبمذي والنسائي والشافعي وأ‪ٞ‬بد وابن‬
‫أيب شيبة عن يعلى بن أمية ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬أخرجو البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد وابن جرير وابن أيب حاًب وابن سعد ُب‬
‫طبقاتو ‪.‬‬

‫‪- 116 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالقرآنىوالدنةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫الكزآٌ ّالسي٘‬
‫ى ْام ُرؤٌ ِمـْؽ ُْؿ ؛ َ‪٪‬مدْ َ‪٠‬مبِ َع َ٘متَّك َٔمطِ َـ ‪َ ،‬و ُه َق ُمتَّؽِ ٌئ‬ ‫ي َس ُ‬‫‪٫‬مچمل ا٭مپمبل ‪َ [ : ‬أ َ ْ‬
‫ي ِّر ْم َ‪٠‬م ْقئًو إِٓ ِّم ا ْ‪٬‬م ُؼ ْر ِ‬
‫آن ‪َ ،‬أ َٓ َوإِ ِّين‬ ‫هلل ‪٣َ -‬مزَّ َو َٗم َّؾ ‪ََ -‬ل ْ ُ َ‬ ‫قل ‪ :‬إِ َّن ا َ‬‫َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َأ ِريؽَتِ ِف ‪َ ،‬ي ُؼ ُ‬
‫آن َأ ْو َأ ْ‪٫‬م َث ُر] (ٔ) ‪.‬‬ ‫ً َ‪٣‬م ْـ َأ ْ‪٠‬م َقوء إِ َّْنَو ‪ٚ‬مَ ِ ْث ُؾ ا ْ‪٬‬م ُؼ ْر ِ‬ ‫ً َو َأ َم ْر ُت ‪َ ،‬و َْن َ ْق ُ‬ ‫َواهللِ َ‪٪‬مدْ َو َ‪٣‬م ْظ ُ‬
‫َ‬
‫‪‬‬ ‫ِ‬
‫بَط َن ‪ :‬من باب طَ ِر َ‬
‫ب ‪ :‬أي عظم بطنو من الشبع ‪.‬‬

‫فقولو ‪( ‬أكثر) ىو ُب رفع ا‪٤‬بنزلة ‪.‬‬


‫فإف القرآف الكرًن ‪ ،‬بينو ‪ ، ‬وبْب اهلل ‪ ،‬فيو الروح األمْب ‪.‬‬
‫وا‪٢‬بديث من اهلل إليو مباشرة ‪.‬‬
‫ومعلوـ أف القرب ُب اإلسناد أعظم رتبة من البعد فيو ‪ ،‬ولو بشخص واحد‬
‫ينقص من الطريق ‪ ،‬وذلك ألنو ينقص حكمو فيو ‪ ،‬فإنو ال بد أف‬
‫يكتسب ا‪٣‬برب صورة من ا‪٤‬ببلغ ‪ ،‬فبل يبقى على ما ىو عليو ُب األصل‬
‫الذي ينقل عنو ‪ ،‬وال يكوف ُب الصدؽ ‪ُ ،‬ب قوؿ ا‪٤‬بخرب ىذا كبلـ فبلف ‪،‬‬
‫مثل من ينقلو عنو ‪ ،‬أو يسمعو منو ‪ ،‬وذلك لتبدؿ اللغة واللساف فيو ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه أبو داود والطرباين ُب الكبّب واألوسط ومسند الشاميْب والبيهقي ُب السنن وابن أيب‬
‫عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين عن العرباض بن سارية السلمي ‪. ‬‬
‫‪- 117 -‬‬ ‫‪‬‬
‫القرآنىوالدنةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫فإف الَب‪ٝ‬باف ال ينقل عْب ما تكلم بو من ينقل عنو ‪ ،‬وإ٭با يتكلم ُب نقلو‬
‫ٗبا فهمو منو (ٔ) ‪ ،‬وإذا كنت أنت الذي تنقل عنو ‪ ،‬كنت ُب طبقتو ‪،‬‬
‫وقد تفهم منو ما ٓب يفهمو منو ا‪٤‬بَبجم لك عنو (ٕ) ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬ودليل ما ذىبنا إليو ىو قولو ‪١ ‬بابر بن عبد اهلل األنصاري ‪٤ ‬با أف حزف عند استشهاد‬
‫قل اهللِ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ :‬مو َ‪٫‬م َّؾ َؿ ا ُ‬
‫هلل‬ ‫‪٧‬م َك ٔمِ ََم َ‪٬‬م ِؼ َل اهللُ ٔمِ ِف َأ َٔم َ‬
‫وك] ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ٘مچمٕمر ‪َٕ :‬م َ‪ٜ‬م َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫َ ُ‬
‫أبوه ‪[ :‬أ َ‪٩‬م َال أ َٔم ِّ ُ‬
‫و٘مو ‪٩َ ،‬م َؼ َول ‪َ :‬يو َ‪٣‬م ْب ِدي متَ َ َّـ َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م ُأ ْ‪٣‬مطِ َ‬
‫ؽ ‪]...‬‬ ‫ِ‬ ‫َأ َ٘مدً ا َ‪٪‬م ُّط إِ َّٓ ِم ْـ َو َر ِاء ِ٘م َج ٍ‬
‫وب ‪َ ،‬و َأ ْ٘م َقو َأ َٔم َ‬
‫وك َ‪٩‬م َؽ َّؾ َؿ ُف ‪٫‬م َػ ً‬
‫(كفاحا) أي مواجهة ليس بينهما حجاب وال رسوؿ ‪ .‬رواه الَبمذي وحسنو وابن ماجة‬
‫ي اهللِ ‪،‬‬ ‫وا‪٢‬باكم وصححو وابن أيب عاصم ُب ا‪١‬بهاد ‪ .‬وقاؿ ‪٬َ [ : ‬م َق ِؼ َػ َّـ َأ َ٘مدُ ‪٫‬م ُْؿ َٔم ْ َ‬
‫‪٥‬م َيدَ ْ‬
‫وب ‪َ ،‬و َٓ ٕم َْر ُ َْج ٌون ُي َ ْ‪ٞ‬م ِٗم ُؿ َ‪٬‬م ُف ‪ُٖ ،‬م َّؿ َ‪٬‬م َق ُؼق َ‪٬‬م َّـ َ‪٬‬م ُف ‪ ]... :‬رواه البخاري ومسلم ُب‬ ‫ِ‬
‫َ‪٬‬م ْق َس َٔم ْقـَ ُف َو َٔم ْقـَ ُف ٘م َج ٌ‬
‫صحيحيهما والَبمذي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد عن عدي بن حاًب الطائي ‪ . ‬فلو أنو ال أفضلية‬
‫للكبلـ ا‪٤‬بباشر ‪ ،‬عن الكبلـ من وراء حجاب الوحي ‪ ،‬أو عن طريق تر‪ٝ‬باف ‪ ،‬وغّبه ؛ ما‬
‫صحت ا‪٤‬بزية ُب ىذه األحاديث الصحيحة ! ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬قاؿ رسوؿ اهللِ ‪ُ [ : ‬ر َّب َ٘م ِوم ِؾ ِ‪٣‬م ْؾ ٍؿ إِ َ‪٦‬م َم ْـ ُه َق َأ ْ‪٣‬م َؾ ُؿ ِم ْـ ُف] ‪ .‬رواه الطرباين ُب األوسط‬
‫والصغّب عن أيب قرصافة جندرة بن خيشنة الليثي ‪ . ‬وبلفظ ‪ُ [ :‬ر َّب َ٘م ِوم ِؾ ‪٩‬مِ ْؼ ٍف إِ َ‪٦‬م َم ْـ‬
‫ُه َق َأ ْ‪٩‬م َؼ ُف ِمـْ ُف ‪َ ،‬و ُر َّب َ٘م ِوم ِؾ ‪٩‬مِ ْؼ ٍف َ‪٬‬م ْق َس ٔمِ َػ ِؼ ٍقف] رواه أبو داود والَبمذي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والدارمي‬
‫وابن حباف عن زيد بن ثابت ‪ . ‬وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والدارمي وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين‬
‫عن جبّب بن مطعم ‪ . ‬والَبمذي والشافعي ُب مسنده عن ابن مسعود ‪ . ‬وابن ماجة‬
‫عن أنس بن مالك ‪ . ‬وا‪٢‬باكم والطرباين عن النعماف بن بشّب ‪. ‬‬
‫ومن البديهيات أنو ليس أعلم باهلل وال أكثر خشية هلل من رسوؿ اهلل ‪ ، ‬وىذا العلم وىذه‬
‫ا‪٣‬بشية ىي الٍب جعلتو ‪ ‬ٱبَبؽ السبع الطباؽ ‪ ،‬ويدنو من ربو دنواً ليس ألحد ‪ ،‬ال ‪١‬بربيل‬
‫‪ ، ‬وال لغّبه ‪ .‬لذا فقد ورد َ‪٤‬م ْـ َ٘م چمٕم ِ ٍر ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قل اهللِ ‪= : ‬‬

‫‪- 118 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالقرآنىوالدنةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫فبهذا كاف ا‪٢‬بديث أكثر من القرآف كما ورد ‪ .‬وغايتو أف يكوف ‪ -‬إذا‬
‫نزؿ عن ىذه الطبقة ‪ -‬مثلو ‪.‬‬
‫وما عدؿ رسوؿ اهلل ‪ ‬إٔب األكثرية ‪ ،‬إال واألمر أكثر ببل شك ‪ .‬فإف‬
‫الرسل ال تقوؿ إال الصدؽ ‪.‬‬

‫وإ٭با قلنا ُب القرآف إنو بواسطة ‪ ،‬لقولو تعأب ‪[ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮝ‬

‫ﮞ ] {الشعراء ‪ . })ٜٔٗ – ٜٖٔ( :‬وقولو ‪[ :‬ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬

‫ﯵ ﯶ] {النحل ‪. }ٕٔٓ :‬‬

‫أما قولو ‪[ :‬ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ‬

‫ﭢ ﭣ ] {طو ‪ . }ٔٔٗ :‬أي علما ٗبا يكوف من اهلل إليو ‪ ،‬برفع الواسطة ‪،‬‬
‫وىو ا‪٢‬بديث الذي ال يسمى قرآناً ! ‪.‬‬
‫وكبلمنا ىنا ال يعِب تفضيل أحد مصدري التشريع على اآلخر ‪ ،‬وإ٭با‬
‫لبياف أهنما صدرا عن اهلل تعأب ‪ ،‬بطريقْب ‪٨‬بتلفْب ‪ِ ،‬منَّةً ِم ْنوُ تعأب على‬
‫نبيو ‪. ‬‬
‫س ا ْ‪٬‬م َب ِوٓم ‪ِ ،‬م ْـ ‪ٙ‬مَ ْش َق ِي اهللِ َ‪٣‬مزَّ َو َٗم َّؾ] ‪.‬‬ ‫ا‪ٚ‬مل ْإَ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ‪٫ ،‬م ِْ‬
‫َوحل ْؾ ِ‬ ‫ي ِِب ‪َ ،‬م َر ْر ُت َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِٗم ْ ِ‪ٝ‬م َيؾ ِّم َ ِ ْ‬ ‫= [ َ‪٬‬م ْق َؾ َي ُأ ْ ِ‬
‫ْس َ‬
‫رواه ابن أيب عاصم ُب السنة والطرباين ُب األوسط وابن أيب الدنيا وابن مردويو وقاؿ‬
‫السيوطي ُب الدر ا‪٤‬بنثور ‪( :‬بسند صحيح) ‪ .‬وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪( :‬رجالو رجاؿ الصحيح) ‪.‬‬

‫‪- 119 -‬‬ ‫‪‬‬


‫القرآنىوالدنةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫يٌ َ‪٣‬مـِّل ‪َ ،‬و ُه َق‬ ‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬أ َٓ ه ْؾ ‪٣‬م سك رٗم ٌؾ يب ُؾ ُغف ِ‬
‫احلد ُ‬ ‫َ َ َ َ ُ َْ ُ‬
‫قل ‪ٔ :‬مقـَـَو ؤمقـَؽُؿ ‪٫‬مِتَوب اهلل ‪٩َ ،‬مَم وٗمدْ كَو ‪٩‬مِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫قف َ٘م َال ًٓ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُم تَّؽ ٌئ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َأ ِريؽَتف ‪٩َ ،‬م َق ُؼ ُ َ ْ َ َ ْ ْ‬
‫قل اهلل ‪‬‬ ‫ا‪ٟ‬متَح َؾ ْؾـَوه ‪ ،‬وم و وٗمدْ كَو ‪٩‬مِ ِ‬
‫قف َ٘م َر ا ًم و َ٘م َّر ْمـَو ُه ‪َ .‬وإ َّن َمو َ٘م َّر َم َر ُ‪ٟ‬م ُ‬ ‫ْ ْ ُ ََ َ َ‬
‫‪٫‬م َََم َ٘م َّر َم اهللُ] (ٔ) ‪.‬‬
‫‪ٙ‬مرم اهلل َتچمٱمچم ‪٪ ،‬مٺمد ورد َ‪٤‬م ْـ َ‪٤‬م ْب ِد ا ِ‬
‫هلل ْٕم ِـ‬ ‫‪ٙ‬مرم ر‪٠‬مقل اهلل ‪٬ ، ‬مَم َ‬ ‫وٕن ٱمچم َ‬
‫ً ِ‬ ‫ِ‬
‫َز ْيد ‪٤َ ‬م ْـ ا٭مپمَبِ ِّل ‪[ : ‬إِ َّن إِ ْٔم َراه َ‬
‫ا‪ٚ‬مديـَ َي ‪،‬‬ ‫قؿ َ٘م َّر َم َم َّؽ َي ‪َ ،‬و َد َ‪٣‬مو ََلو ‪َ .‬و َ٘م َّر ْم ُ‬ ‫ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قؿ َم َّؽ َي ‪َ ،‬و َد َ‪٣‬م ْق ُت ََلو ِّم ُمدِّ َهو َو َصو‪٣‬م َفو ‪ ،‬م ْث َؾ َمو َد َ‪٣‬مو إِ ْٔم َراه ُ‬
‫قؿ‬ ‫‪٫‬م َََم َ٘م َّر َم إِ ْٔم َراه ُ‬
‫‪ٚ ‬مَ ِ َّؽ َي] (ٕ) ‪ .‬وما ورد قرآف بتحرًن ا‪٤‬بدينة ‪ ،‬واقتصر ‪ٙ‬برٲبها على السنَّة‬
‫بنبوة‬
‫الصحيحة ‪ ،‬وذلك تشريفا لقدر النيب ‪ ، ‬فإنو تعأب قرف الشهادة ّ‬
‫سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬ورسالتو ‪ ، ‬بشهادة التوحيد ‪ ،‬تشريفاً لو ‪. ‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وحسنو وأبو داود وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والدارمي والطرباين ُب الكبّب وُب مسند‬
‫الشاميْب والبيهقي ُب السنن وابن حباف وا‪٢‬باكم والدار قطِب عن ا‪٤‬بقداـ بن معديكرب‬
‫الكندي ‪ . ‬ورواه البخاري ُب التاريخ الكبّب والَبمذي وصححو وأبو داود وابن ماجة‬
‫وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو على شرط الشيخْب (وأقره الذىيب) والطرباين ُب الكبّب واألوسط‬
‫‪‬‬‫والبيهقي ُب السنن وا‪٢‬بميدي والشافعي ُب مسنده عن أيب رافع ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن عبد اهلل‬
‫بن زيد ‪ . ‬ومسلم والبيهقي ُب السنن والنسائي وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫ومسلم والبيهقي ُب السنن والنسائي عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪ . ‬والطرباين ُب األوسط عن‬
‫مالك بن األشَب عن علي بن أيب طالب كرـ اهلل وجهو ‪.‬‬

‫‪- 111 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالقرآنىوالدنةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫حرـ مكة ‪ ،‬فجعل لرسولو ‪ٙ ‬برًن‬


‫وأنو ال يكوف اإلٲباف إال هبما ‪ .‬واهلل قد ّ‬
‫حرـ اهلل ! ‪.‬‬
‫ٰبرـ كما ّ‬
‫ا‪٤‬بدينة ‪ ،‬تأييداً لشرؼ الشهادة ‪ ،‬فجعل لو أف ّ‬
‫جدُ اْل ِ‬ ‫جدُ ٱمس ِ‬ ‫ڀمڇم ٕمـ َأ ِيب َ‪٪‬م َٴمچم َ٭م َڈم ا‪ٛ‬مَٻمِّل ‪ٛ :‬مچم ٕمپمل َه َذا ا‪ٛ‬مَس ِ‬
‫چمٱم ِع ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‪٫‬م َچمل َ‪ٙ‬مبِ ُ‬
‫ا٭مٲم َٹمچم َ‪٤‬م َڈم ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل َر ُ٘م ٌؾ ِٱم َـ‬
‫‪٦‬م ‪َ٘ ‬مچم٭م ِ ٌس ‪٪َ ،‬م َذ‪٬‬م َُروا ِ‪٤‬مپمْدَ ُه َ‬ ‫ان ٕمـ ُ‪ٙ‬م َٳم ْ ٍ‬ ‫َو ِ‪٤‬م ْٽم َر ُ‬
‫َجدُ ََلچم َأصّل ِْم ا ْ٭م ُٺمر ِ‬ ‫ا ْ٭م َٺمق ِم ‪ :‬يچم َإٔمچم ُځمجڀم ٍد إِ َځم ُٻمؿ َ٭مَُحدِّ ُٗمقځمَچم ٕمِ َڂم‪ٙ‬م ِ‬
‫آن ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫يڊم َٱمچم ځم ِ َ ْ‬ ‫چمد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َْ‬
‫آن ؟ ‪.‬‬‫‪٦‬م ؛ َو َ‪٫‬م َچمل ٭م ِ َټمر ُ٘م ِؾ ‪٫َ :‬م َر ْأ َت ا ْ٭م ُٺم ْر َ‬
‫ڇم ِ‪٤‬م ْٽم َرا ُن ٕمـ ُ‪ٙ‬م َٳم ْ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‪٪‬م َٸمٴم َ‬
‫َ‪٪‬م َول ‪َ :‬ځم َٷم ْؿ ‪.‬‬
‫ب َٗمّل ًٗمچم ‪ ،‬وصّل َة ا ْ٭م ِٷم َٲم ِ‬
‫چمء َأ ْر َٕم ًٷمچم ‪َ ،‬و َصّل َة ا ْ٭م َٸمدَ ِاة‬ ‫َ‪٪‬م َول ‪َ :‬و َ٘مدْ َت ‪٪‬مِ ِڀمف َصّل َة ا‪ٛ‬م ْٸم ِر ِ‬
‫َ َ‬
‫ٯم َأ ْر َٕم ًٷمچم ؟ ‪.‬‬ ‫َر ْ‪٬‬م َٷمَ ْ ِ‬
‫َ‪٦‬م ‪َ ،‬وإُ َ‬
‫و‪٧‬م َأ ْر َٕم ًٷمچم ‪َ ،‬وا ْ٭م َٷم ْ ُ‬
‫َ‪٪‬م َول ‪. ٓ :‬‬
‫َ‪٪‬م َول ‪٪َ :‬م َٷم َٽم ْـ أَ َ‪ٚ‬م ْذ ُٖم ْؿ َه َذ ا َ‬
‫ا٭مٲم ڂمْ َن ؟ ‪َ ،‬أ َ٭م ْس َُ ْؿ أَ َ‪ٚ‬م ْذ َُت ُق ُه َ‪٤‬م پمَچم ‪َ ،‬و أَ َ‪ٚ‬م ْذ ځمَچم ُه َ‪٤‬م ْـ‬
‫قل اهللِ ‪. ‬‬ ‫ر ‪٠‬م ِ‬
‫َ ُ‬
‫ُهچم ؟ ‪َ .‬و ِْم ُ‪٬‬م ِّؾ ‪٬‬م ََذا َو‪٬‬م ََذا ‪١َ ،‬مچم ًة ؟ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َأو٘مدْ ُٖمؿ ِْم ُ‪٬‬م ِّؾ َأرٕم ِٷم َ ِ‬
‫ُهچم ‪ ،‬د ْر َ ً‬
‫‪٦‬م د ْر َ ً‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫و ِْم ُ‪٬‬م ِّؾ ‪٬‬م ََذا و‪٬‬م ََذا ٕم ِٷم‪ٝ‬ما ‪٬ ،‬م ََذا ؟ ‪َ .‬أو٘مدْ ُٖمؿ ِْم ا ْ٭م ُٺمر ِ‬
‫آن ؟ ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‪٪‬م َول ‪. ٓ :‬‬
‫‪‬‬
‫َ‪٪‬م َول ‪٪َ :‬م َٷمٽم ْـ َأ َ‪ٚ‬م ْذ ُٖمؿ َه َذا ؟ ‪َ .‬أ َ‪ٚ‬م ْذځمَچم ُه َ‪٤‬م ْـ ر‪٠‬م ِ‬
‫قل اهللِ ‪َ ، ‬و َأ َ‪ٚ‬م ْذ َُتُق ُه َ‪٤‬مپمَچم ‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪- 111 -‬‬ ‫‪‬‬


‫القرآنىوالدنةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬
‫َ‪٪‬مٿم ْؾ و٘مدْ ُٖمؿ ِْم ا ْ٭م ُٺمر ِ‬
‫آن ‪[ :‬ﮱ ﯓ ﯔ] {ا‪٢‬بج ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫‪ }ٕٜ‬؟ ‪َ .‬و َ٘مدْ ُٖم ْؿ َه َذا ُ‪٢‬مق ُ‪٪‬مقا َ‪٠‬م ْب ًٷمچم ؟ َو ْار َ‪٬‬م ُٷمقا َر ْ‪٬‬م َٷمَ ْ ِ‬
‫َ‪٦‬م َ‪ٚ‬م ْټم َ‬
‫ػ ا‪ٛ‬م َٺمچم ِم ‪،‬‬
‫آن ؟ ‪.‬‬ ‫َأو٘مدْ ُٖمؿ ه َذا ِْم ا ْ٭م ُٺمر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫َ‪٤‬م َٽم ْـ َأ َ‪ٚ‬م ْذ َُتُق ُه ؟ ‪َ .‬أ َ٭م ْس َُ ْؿ َأ َ‪ٚ‬م ْذ َُتُق ُه َ‪٤‬مپمَچم ‪َ ،‬و َأ َ‪ٚ‬م ْذځمَچم ُه َ‪٤‬م ْـ ځمَبِ ِّل اهللِ ‪ ‬؟ ‪.‬‬
‫َڇم ‪َ ،‬وٓ ِ‪١‬م َٸم َچمر ِْم ِ‬
‫اإل ْ‪٠‬مّل ِم ؟ ‪.‬‬ ‫ڇم َوٓ َ٘مپم َ‬
‫ِ‬
‫َأ َو َ٘مدْ ُٖم ْؿ ِْم ا ْ٭م ُٺم ْرآن ‪َ٘ ٓ :‬م َټم َ‬
‫َ‪٪‬م َول ‪. ٓ :‬‬
‫ِ‬ ‫َ‪٪‬م َول ‪ :‬إِ ِِّّن َ‪٠‬م ِٽم ْٷم ُډم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫َور‬
‫َى َوٓ ‪٠‬مغ َ‬ ‫قل ‪َٗ ٓ[ :‬م َؾ َ‬
‫ى َوٓ َٗمـ َ‬ ‫قل اهللِ ‪َ ، ‬ي ُٺم ُ‬

‫قل َِٕ ْ‪٫‬م َقا ٍم ِْم ‪٬‬مََِچمٕمِ ِف ‪[ :‬ﰖ ﰗ ﰘ‬ ‫ِّم ا ِ‬


‫إل ْ‪ٟ‬مال ِم] َأ َ‪٠‬م ِٽم ْٷم َُ ُؿ اهلل ‪َ ،‬ي ُٺم ُ‬

‫ﰙ ﰚﰛﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠﰡﰢﰣﰤﰥﰦ‬
‫ﰧﰨ ﰩ ﰪﰫﰬﰭ ﰮ ﰯﰰﰱﰲ ﰳ ﭑ‬
‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ] {ا‪٤‬بدَّثر ‪. })ٗٛ – ٕٗ( :‬‬

‫ا٭مٲم َٹمچم َ‪٤‬م ُڈم ځمَچم‪٪‬مِ َٷم ٌڈم" (ٔ) ‪.‬‬ ‫ڀمڇم ‪َ :‬أځمَچم َ‪٠‬م ِٽم ْٷم ُډم ‪٤‬مٽمران َي ُٺم ُ‬
‫قل ‪َ " :‬‬ ‫َ‪٫‬م َچمل َ‪ٙ‬مبِ ٌ‬
‫ٔ ‪ -‬رواه بطولو الطرباين ُب الكبّب وابن بطة ُب اإلبانة وا‪٤‬بروزي ُب تعظيم قدر الصبلة‬
‫والروياين ُب مسنده ‪ .‬ورواه باختصار أبو داود ُب سننو وابن أيب عاصم ُب السنة ‪.‬‬
‫الشغار ‪ :‬كاف نوعاً من ال نكاح معروفاً ُب ا‪١‬باىلية ‪ ،‬كاف يقوؿ الرجل للرجل ‪ :‬زوجِب‬
‫أختك أو بنتَك أو من تَلي أمرىا ‪ ،‬حٌب أزوجك أخٍب أو بنٍب أو من إٔب أمرىا ‪،‬‬
‫بدوف مهر ‪.‬‬

‫‪- 112 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالقرآنىوالدنةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫‪٫‬مچمل ا٭مپمبل‪َ [ : ‬م ْـ َر ِ‪٨‬م َى َ‪٣‬م ْـ ُ‪ٟ‬مـَّتِل َ‪٩‬م َؾ ْق َس ِمـِّل] (ٔ) ‪.‬‬

‫رغب عن سنٍب ‪ :‬معناه من تركها إعراضا عنها ‪ ،‬غّب معتقد ‪٥‬با على ما ىي‬
‫عليو ‪ .‬قاؿ ابن حجر ُب الفتح ‪ :‬من داوـ على ترؾ السنن ‪ ،‬كاف نقصا ُب‬
‫دينو ‪ .‬فإف كاف تركها هتاونا هبا ‪ ،‬ورغبة عنها ‪ ،‬كاف ذلك فسقا ‪.‬‬
‫و‪٫‬مچمل ا٭مپمبل ‪َ [ : ‬ص ُّؾقا ‪٫‬مََم َر َأ ْيت ُُؿ ِ‬
‫قين ُأ َص ِّ‪٤‬م] (ٕ) ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ا‪ٙ‬م َټمَِ ِف َي ْق َم‬
‫ډم ا٭مپمَبِل ‪ ‬ير ِٱمل َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ر ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫و‪٤‬مـ َ٘مچمٕمِ ِر ْٕم ِـ َ‪٤‬مبْ ِد اهللِ ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ :‬ر َأ ْي ُ‬
‫قل ‪٬[ :‬مِتَلْ‪ٙ‬مُ ُذوا مـ ِ‬
‫َو‪ٟ‬م َؽؽ ُْؿ ‪٩َ ،‬من ِ ِّين َٓ َأ ْد ِر ي ‪٬‬مَ َع ِّ‪٤‬م َٓ َأ ُ٘م ٍُّ َٔم ْعدَ‬ ‫ا٭مپم َْح ِر ‪َ ،‬و َي ُٺم ُ‬
‫َ‬
‫َ٘م َّجتِل َه ِذهِ] (ٖ) ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن حباف والبيهقي ُب الشعب‬
‫عن أنس بن مالك ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد وابن خزٲبة عن عبد اهلل بن عمرو ‪ . ‬والدارمي عن‬
‫‪‬‬‫سعد بن أيب وقاص ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو والدارمي وابن خزٲبة وابن حباف والشافعي ُب مسنده والبيهقي ُب‬
‫السنن والدارقطِب عن مالك بن ا‪٢‬بويرث ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو وأبو داود والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن والدالئل والطرباين‬
‫ُب الكبّب وأبو عوانة وأبو يعلى وابن خزٲبة والطيالسي عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫والطرباين ُب الكبّب واألوسط عن عبد اهلل بن عمرو ‪ . ‬ورواه بلفظ ‪ٙ[ :‬مُ ُذ وا َ‪٣‬مـِّل‬
‫م ـَ ِ‬
‫و‪ٟ‬م َؽ ُؽؿ] البيهقي ُب السنن والطرباين ُب مسند الشاميْب وأورده ابن حجر العسقبلين‬ ‫َ‬
‫ُب تلخيص ا‪٢‬ببّب ‪.‬‬

‫‪- 113 -‬‬ ‫‪‬‬


‫القرآنىوالدنةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫فالصبلة ‪ ،‬ومناسك ا‪٢‬بج ‪ ،‬وكثّب من أمور الدين ‪ ،‬ورد مفصبل ُب السنة ‪ ،‬وٓب‬
‫يرد تفصيلو ُب القرآف ‪.‬‬
‫قل اهللِ ‪٪َ ‬م َٺم َچمل ‪َ [ :‬أ ُّ َُّيو ا‪٬‬مـ ُ‬
‫َّوس َ‪٪‬مدْ َ‪٩‬م َر َض‬ ‫َ‪٤‬م ْـ َأ ِيب ُه َر ْي َر َة ‪٫َ ‬م َچمل ‪َٚ :‬م َٵم َبپمَچم َر ُ‪٠‬م ُ‬

‫قل اهللِ ؟ َ‪٪‬م َسٻم َ‬


‫َډم‬ ‫اهللُ َ‪٣‬م َؾ ْقؽ ُْؿ َّ‬
‫احلٍ ‪٩َ ،‬م ُح ُّجقا] ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َر ُ٘م ٌؾ ‪َ :‬أ ُ‪٬‬م َؾ َ‪٤‬مچم ٍم َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ً ‪َ ،‬و‪ٚ‬مَو‬ ‫ً َك َع ْؿ ‪٬َ ،‬م َق َٗم َب ْ‬ ‫قل اهلل ‪٬َ [ : ‬م ْق ُ‪٪‬م ْؾ ُ‬ ‫چمَلَچم َٗم َّل ًٗمچم ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫َ‪ٙ‬مََك َ‪٫‬م َ‬
‫ؽ َم ْـ ‪٫‬مَو َن َ‪٪‬مبْ َؾؽ ُْؿ‬ ‫وين َمو ٕم ََر ْ‪٫‬متُؽ ُْؿ ‪٩َ .‬منِك َََّم َه َؾ َ‬ ‫ْا‪ٟ‬م َت َط ْعت ُْؿ] ‪ُٗ .‬م َؿ َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬ذ ُر ِ‬

‫٭م ٍء ‪٩َ ،‬م ْلٕمُقا ِمـْ ُف‬ ‫َ‬ ‫َ ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٔم ِ َؽثْ َرة ُ‪ٟ‬م َماَل ْؿ ‪َ ،‬وا‪ٙ‬مْ ت َال‪٩‬مف ْؿ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م أ ْكبِ َقوئ ف ْؿ ‪٩َ .‬من ِ َذ ا أ َم ْر ُٕمؽ ُْؿ ٔمِ َ ْ‬
‫ر ٍء ‪٩َ ،‬مدَ ُ‪٣‬مق ُه] (ٔ) ‪.‬‬
‫َمو ْا‪ٟ‬م َت َط ْعت ُْؿ ‪َ .‬وإِ َذا َْن َ ْق ُتؽ ُْؿ َ‪٣‬م ْـ َ ْ‬

‫ىذا حديث جامع ‪ ،‬يوضح بعض اآلداب ‪ ،‬الٍب ٯبب أف يلتزـ هبا ا‪٤‬بسلم ‪،‬‬
‫مع سنة رسولو ‪. ‬‬
‫وانظر ‪ ،‬و‪ٛ‬بعن ‪ُ ،‬ب قوؿ النيب ‪٬َ [ : ‬م ْق ُ‪٪‬م ْؾ ًُ َك َع ْؿ ‪٬َ ،‬م َق َٗم َب ًْ] لتعلم قدر‬
‫ما وكلو اهلل إليو ‪ُ ‬ب التشريع ‪ ،‬وىذا ىو ا‪٤‬بوضوع القادـ ‪ .‬ويكفي ىذا‬
‫القدر لتعلم أف السنة كالقرآف أو أكثر ! ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو وابن حباف ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد ُب مسنده والبيهقي ُب السنن وابن‬
‫راىويو عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 114 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالقدوة‪‬‬
‫‪‬‬

‫الكدّٗ ‪‬‬
‫[ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ] {األحزاب ‪. }ٕٔ :‬‬ ‫قاؿ تعأب ‪:‬‬

‫ُسئِلت أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها عن ُخلُ ِق رسوؿ اهلل ‪، ‬‬
‫آن] (ٔ) ‪ .‬وا‪٣‬بُلُ ُق ‪ :‬ىو النعت والصفة ‪،‬‬‫َون ُ‪ٙ‬م ُؾ ُؼ ُف ا ْ‪٬‬م ُؼ ْر َ‬
‫فقالت ‪٫[ :‬م َ‬
‫وكماؿ االتصاؼ بالصفة أف يصبح ا‪٤‬بوصوؼ عْب الصفة (ٕ) ‪.‬‬
‫ٔ ‪ -‬رواه البخاري ُب األ دب ا‪٤‬بفرد والنسائي وابن ا‪٤‬بنذر وا‪٢‬باكم وصححو وابن مردويو‬
‫والبيهقي ُب ال دالئل عن يزيد بن بابنوس عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫وأخرجو ابن أيب شيبة وعبد بن ‪ٞ‬بيد ومسلم وابن ا‪٤‬بنذر وا‪٢‬باكم وابن مردويو عن‬
‫سعد بن ىشاـ عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأخرجو ابن ا‪٤‬بنذر‬
‫وابن مردويو والبيهقي ُب الدالئل عن أيب ا لدرداء عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي‬
‫اهلل عنها ‪ .‬وأخرجو ابن مردويو عن عبد اهلل بن شقيق العقيلي عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة‬
‫عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأخرجو ابن مردويو عن زينب بنت يزيد بن وسق عن أـ‬
‫‪‬‬‫ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬إ٭با قالت أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها أنو ‪( : ‬كاف خلقو القرآف) ‪ ،‬ألنو ‪‬‬
‫متفرد ا‪٣‬بلق ‪ ،‬والبد أف يكوف ذلك ا‪٣‬بلق ا‪٤‬بفرد جامعاً ‪٤‬بكارـ األخبلؽ كلها ‪ .‬ووصف اهلل‬
‫ذلك ا‪٣‬بُلُق بالعظمة ُب قولو ‪[ :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ] {القلم ‪ . }ٗ :‬كما وصف القرآف‬
‫بالعظيم ُب قولو تعأب ‪[ :‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ] {ا‪٢‬بجر ‪ . }ٛٚ :‬فكاف‬
‫القرآف ُخلُ ُقوُ ‪ ،‬فمن أراد أف يرى رسوؿ اهلل ‪٩ - ‬بن ٓب يدركو من أمتو ‪ -‬فلينظر =‪‬‬

‫‪- 115 -‬‬ ‫‪‬‬


‫القدوة‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫لذا قيل عن المصطفى ‪ ‬أنو ‪ :‬كان قرآنا يمشي بين الناس ‪ .‬فكاف‬
‫‪ ‬ىو عْب القرآف ‪ ،‬الذي وصفو اهلل تعأب بقولو ‪[ :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬

‫ﮅﮆ] {األنعاـ ‪. }ٖٛ :‬‬

‫فما خرج شيء عن ا‪٤‬بصطفى ‪ ، ‬إذ ىو حقيقة كل شيء ‪:‬‬


‫يشهده ذوقا ‪ ،‬يقظة ومناما ‪َ ،‬م ْن َسعِد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويؤمن بذلك ‪َ ،‬من كاف لو نصيب من ا‪٣‬بّب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويُ َك ِّذب بذلك ‪ ،‬من جهل حقيقة األمر ‪ ،‬نسأؿ اهلل لو ا‪٥‬بداية ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪-‬‬

‫ولن يكمل اقتداؤؾ بو ‪ ‬؛ إال إذا اتبعتو اتباعا ال عوج فيو ‪ٕ ،‬بيث تنطبع‬
‫على األ٭بوذج احملمدي ‪ ،‬وىذا ىو معُب قولو تعأب ‪[ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬

‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ] {آؿ عمراف ‪. }ٖٔ :‬‬

‫فما أحب اهلل من ٓب يتبع رسولو ‪ . ‬فإنا ما عرفناه تعأب إال منو ‪، ‬‬
‫وما علمنا طريقو تعأب إال منو ‪. ‬‬
‫= إٔب القرآف ‪ ،‬فإذا نظر فيو ‪ ،‬فبل فرؽ بْب النظر إليو وبْب النظر إٔب رسوؿ اهلل ‪ . ‬فكأف‬
‫القرآف أنتشأ صورة جسدية ‪ ،‬يقاؿ ‪٥‬با ‪٧‬بمد بن عبد اهلل ‪ .‬والقرآف كبلـ اهلل وىو صفتو ‪،‬‬
‫فكاف سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬صفة ا‪٢‬بق تعأب ٔبملتو ‪ ،‬فػ [ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ]‬

‫{النساء ‪ . }ٛٓ :‬ألنو ‪ ‬قاؿ تعأب فيو ‪[ :‬ﭛﭜﭝﭞ] {النَّجم ‪ ، }ٖ :‬فهو ‪ ‬لساف حق ‪.‬‬

‫‪- 116 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالقدوة‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬و‪٥‬بذا فقد كاف الصحابة ‪ -‬رضواف اهلل عليهم ‪ -‬يتعلموف حبو ‪، ‬‬
‫قبل أف يتعلموا الشرع الذي أتى بو ‪.‬‬
‫چم‪٤‬م ِڈم ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪:‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫َس ْٕم ِـ َٱمچم٭مؽ ‪َ ‬أ َن َر ُ٘م ًّل َ‪٠‬م َڂم َل ا٭مپمَبِ َل ‪٤َ ‬م ْـ َ‬
‫ا٭مس َ‬ ‫َ‪٪‬م َٺمدْ ُروي َ‪٤‬م ْـ َأځم ِ‬
‫َ‬
‫چم‪٤‬م ُڈم ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ : ‬و َمو َذا أ ْ‪٣‬مدَ ْد َت ََلو ؟] ‪٫َ .‬م َچمل ‪ْ َ َٓ :‬‬
‫َش َء ‪ ،‬إِ َٓ َأ ِِّّن‬ ‫ا٭مس َ‬
‫َٱمََك َ‬
‫ً] ‪٫َ .‬م َچمل َأځم ٌَس ‪٪َ :‬م ََم‬ ‫ًْ َم َع َم ْـ َأ ْ٘م َب ْب َ‬
‫ڇم اهللَ َو َر ُ‪٠‬مق َ٭م ُف ‪٪َ . ‬م َٺم َچمل ‪َ [ :‬أك َ‬ ‫ِ‬
‫ُأ‪ٙ‬م ا‬
‫ٮم ٍء َ‪٪‬م َر َ‪ٙ‬مپمَچم ٕمِ َٺم ْق ِل ا٭مپمَبِ ِّل ‪َ [ : ‬أك ًَْ َم َع َم ْـ َأ ْ٘م َب ْب ًَ] (ٔ) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ‪٪‬مر ْ‪ٙ‬مپمَچم ٕمِ َ ْ‬
‫وْم روايڈم أ‪ٚ‬مرى ‪ٛ‬مچم َ‪٫‬م َچمل ا٭مپمَبِ ال ‪ ‬٭مټمر٘مؾ ‪َ [ :‬مو َذا َأ ْ‪٣‬مدَ ْد َت ََلو ؟] ‪٪َ .‬م َٻم َڂم َن‬
‫قل اهللِ َٱمچم َأ‪٤‬مْدَ ْد ُت ََلَچم ‪٬‬مَبِ َ‪ٝ‬م ِص َڀمچم ٍم َو َٓ َص َّل ٍة َو َٓ‬ ‫َچمن ‪ُٗ ،‬م َؿ َ‪٫‬م َچمل ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ا٭مر ُ٘م َؾ ْا‪٠‬م ََٻم َ‬
‫َ‬
‫ً] ‪.‬‬ ‫ًْ َم َع َم ْـ َأ ْ٘م َب ْب َ‬
‫ڇم اهللَ َو َر ُ‪٠‬مق َ٭م ُف ‪٪ .‬م َٺم َچمل ٭مف ‪َ [ : ‬أك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َصدَ َ‪٫‬مڈم ‪َ ،‬و َ٭مٻمپمِّل ُأ‪ٙ‬م ا‬
‫اإل ْ‪٠‬م َّل ِم َ‪٪‬م َر َ‪ٙ‬م ُٿم ْؿ ِ َِب َذا (ٕ) ‪.‬‬ ‫ا‪ٛ‬مسټمِ ُٽم َ‬
‫قن َٕم ْٷمدَ ْ ِ‬ ‫َ‪٫‬م َچمل َأځم ٌَس ‪٪َ :‬م ََم َر َأ ْي ُډم َ‪٪‬م ِر َح ْ‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والبخاري ُب األدب ا‪٤‬بفرد وأ‪ٞ‬بد وابن حباف والطرباين‬
‫ُب األوسط وأبو يعلى وعبد الرزاؽ وابن أيب شيبة والبيهقي ُب الشعب والنسائي وعبد بن‬
‫‪ٞ‬بيد وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية وا‪٢‬بميدي عن أنس ‪ . ‬وابن خزٲبة عن شريك ‪ . ‬والطرباين‬
‫ُب الكبّب عن أيب سرٰبة ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب واألوسط عن أيب قتادة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما ومالك والَبمذي وصححو وأ‪ٞ‬بد وابن حباف والطيالسي‬
‫والطرباين ُب األوسط وأبو يعلى عن أنس ‪ . ‬والدارقطِب والبزار عن ابن مسعود ‪ ‬وُب‬
‫آخر ىذه الرواية ‪٤‬با قاؿ لو النيب ‪٩َ [ :‬منِك ََّؽ َم َع َم ْـ َأ ْ٘م َب ْب ًَ] قاؿ فذىب الشيخ فأخذ يبوؿ ُب‬
‫ُقن ِم ْـ َأ ْه ِؾ‬
‫ا‪٤‬بسجد فمر عليو الناس فأقاموه قاؿ رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬د ُ‪٣‬مق ُه ‪٣َ ،‬م َسك َأ ْن َيؽ َ‬
‫الـ َِّي] ‪٪َ .‬م َٳم ابقا ‪٤‬م ََ‪ٜ‬م َٕم ْق٭مِ ِف ا‪ٛ‬مچم َء ‪.‬‬

‫‪- 117 -‬‬ ‫‪‬‬


‫القدوة‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ ‬بل إف حبو ‪ ‬ىو وأىلو ‪ ،‬وتفضيلو على من سواه ‪ ،‬ىو من كماؿ‬


‫اإلٲباف ‪ ،‬بل ال إٲباف بدونو ‪:‬‬
‫قل اهللِ ‪ُ ٓ[ : ‬ي ْم ِم ُـ َ‪٣‬مبْدٌ َ٘متَّك‬ ‫فعن َأ ِيب َ٭م ْڀم َ‪ٜ‬م ‪٫َ ، ِ ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ى‬ ‫ى إِ‪٬‬مَقْف م ْـ َأ ْهؾف ‪َ ،‬و َذ ِايت َأ َ٘م َّ‬
‫ى إِ‪٬‬مَقْف م ْـ َك ْػسف ‪َ ،‬و َأ ْه‪٤‬م َأ َ٘م َّ‬‫َأ‪٫‬مُق َن َأ َ٘م َّ‬
‫إ ِ‪٬‬مَ ْق ِف ِم ْـ َذإم ِ ِف] (ٔ) ‪ .‬وقاؿ ‪ُ َٓ [ : ‬ي ْم ِمـ َأ َ٘مد‪٫‬م ُْؿ َ٘متَّك َيؽُقن‬
‫ث َم ْـ‬ ‫َه َقا ُه َٕمبَ ًع و ‪ٚ‬م َِو ِٗمئًْ ٔمِ ِف] (ٕ) ‪ .‬وىذا معُب قولو ‪َٖ [ : ‬م َال ٌ‬
‫ى إِ‪٬‬مَقْ ِف ِِم َّو‬
‫اإل َيَم ِن ‪َ :‬أ ْن َيؽُق َن اهللُ َو َر ُ‪ٟ‬مق‪٬‬مُ ُف َأ َ٘م َّ‬
‫‪٫‬مُـ ‪٩‬م ِ ِ‬
‫قف َو َٗمدَ َ٘م َال َو َة ْ ِ‬ ‫َّ‬
‫اَه و ‪َ ،‬و َأ ْن‪ )ٖ( ]...‬ا‪٢‬بديث ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ٟ‬م َق ُ َ‬

‫‪ ‬ونزل القرآن الكريم معلما للصحابة األدب معو ‪: ‬‬


‫‪ -‬فعدـ األدب معو ‪ ، ‬دليل على عدـ العقل والسفو ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه الطرباين ُب الكبّب واألوسط والبيهقي ُب الشعب عن أيب ليلى ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري (ُب قرة العينْب برفع اليدين ُب الصبلة) والبيهقي (ُب ا‪٤‬بدخل إٔب السنن) وابن‬
‫بطة العكربي ُب اإلبانة والنسوي ُب أربعينو وابن أيب عاصم ُب السنة والتربيزي ُب مشكاة‬
‫ا‪٤‬بصابيح وأورده ابن حجر ُب الفتح (وقاؿ ‪ :‬رجالو ثقات) ‪ .‬وصححو النووي ُب أربعينو ‪،‬‬
‫عن عبد اهلل بن عمرو ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي وصححو والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب‬
‫شيبة والبيهقي ُب السنن وعبد الرزاؽ والعكربي ُب اإلبانة والطرباين ُب األوسط عن أنس بن‬
‫مالك ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب واألوسط عن أيب أمامة الباىلي ‪. ‬‬

‫‪- 118 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالقدوة‪‬‬
‫‪‬‬

‫[ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬

‫ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ] {ا‪٢‬بجرات ‪. })ٗ – ٖ( :‬‬

‫‪ -‬وعدـ الرضا بقضائو ‪ ‬دليل على عدـ اإلٲباف ‪[ :‬ﯜ ﯝ ﯞ‬

‫ﯟ ﯠﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦﯧ ﯨ‬
‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ] {النساء ‪. }ٙ٘ :‬‬

‫‪ -‬وأذيتو ‪ ‬سبب لغضب اهلل تعأب ‪[ :‬ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬

‫ﮙﮚﮛﮜ ﮝ ﮞﮟﮠ ﮡ ﮢﮣﮤ‬


‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ‬
‫ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻‬
‫﮼﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﯁ ﯂ ﯃ ﯄﯅ ﯆ ﯇‬
‫﯈﯉ ﯊﯋﯌ ﯍﯎﯏﯐﯑﯒ﯓ‬
‫ﯔﯕ ﯖﯗﯘ ﯙﯚ ﯛﯜﯝﯞﰀ]‬
‫{األحزاب ‪. }ٖ٘ :‬‬

‫‪- 119 -‬‬ ‫‪‬‬


‫القدوة‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ ‬وما نراه اليوـ ؛ من اىتماـ الناس بتعلم الشرع ‪ ،‬دوف اىتمامهم ٗبحبة‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ، ‬وأىلو ‪ ،‬واألدب معو ومعهم ‪ ،‬ىو ا‪٫‬بجاب بالفرع عن‬
‫األصل ‪ ،‬وسبب ‪:‬‬
‫‪ -‬للحرماف من بركة العلم ‪.‬‬
‫ث‬ ‫‪ -‬بل حرماف من كماؿ اإلٲباف وحبلوتو ‪ ،‬لنص قولو ‪َٖ [ : ‬م َال ٌ‬
‫ى إِ َ‪٬‬م ْق ِف ِِمَّو‬
‫اإل َيَم ِن ‪َ :‬أ ْن َيؽُق َن اهللُ َو َر ُ‪ٟ‬مق ُ‪٬‬م ُف َأ َ٘م َّ‬
‫مـ ‪٫‬مُـ ‪٩‬مِ ِ‬
‫قف َو َٗمدَ َ٘م َال َو َة ْ ِ‬ ‫َ ْ َّ‬
‫اَهو ‪. )ٔ( ]... ،‬‬ ‫ِ‬
‫‪ٟ‬م َق ُ َ‬

‫وَيٲمك عليو من سوء العاقبة ‪ ،‬إال‬


‫‪ -‬بل حرماف من أصل اإلٲباف ‪ُ ،‬‬
‫من رحم ريب ‪ ،‬لنص قولو ‪ُ ٓ[ : ‬ي ْم ِم ُـ َ‪٣‬م ْبدٌ َ٘م َّتك َأ‪٫‬م َ‬
‫ُقن َأ َ٘م َّ‬
‫ى‬
‫إِ َ‪٬‬م ْق ِف ‪. )ٕ( ] ....‬‬

‫ٔ‪ -‬سبق ‪ٚ‬برٯبو ‪.‬‬


‫ٕ‪ -‬سبق ‪ٚ‬برٯبو ‪.‬‬

‫‪- 121 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىمقدمةىفيىالطارةىوالمعصوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬

‫مكدم٘‬

‫يف الطاع٘ ّاملعصٔ٘‬


‫ظهر ا‪٢‬بق ُب صورة ا‪٣‬بلق ‪.‬‬
‫قرٕمِ ِف] (ٔ) ‪.‬‬
‫‪٪‬م َٷم ْـ َأ ِيب ُه َر ْي َر َة ‪٤َ ‬م ْـ ا٭مپمَبِ ِّل ‪٫َ ‬م َچمل ‪َٙ [ :‬م َؾ َؼ اهللُ آ َد َم َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُص َ‬
‫قل اهللِ ‪ُٕ ٓ[ : ‬م َؼ ِّب ُحقا ا ْ‪٬‬م َق ْٗم َف ‪٩َ ،‬منِ َّن ا ْٔم َـ‬
‫و َ‪٤‬م ِـ ا ْٕم ِـ ُ‪٤‬م َٽم َر ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫ْح ِـ َٕم َع َو‪٦‬م] (ٕ) ‪.‬‬ ‫آدم ُ‪ٙ‬مؾِ َؼ ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ص ِ‬
‫ا‪٬‬مر ْ َ‬
‫قرة َّ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ََ‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم وأ‪ٞ‬بد ُب مسنده وعبد بن ‪ٞ‬بيد والدارقطِب ُب الصفات والطرباين وابن‬
‫عساكر عن أيب ىريرة ‪ . ‬وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن أيب سعيد ‪ . ‬والدارقطِب ُب الصفات‬
‫وا‪٣‬بطيب عن ابن عمر ‪ . ‬وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن قتادة ‪ ‬مرسبل ‪ .‬ورفعو أ‪ٞ‬بد عن قتادة ‪‬‬
‫‪‬‬‫عن أيب أيوب ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه الطرباين (ووثق رجالو ا‪٥‬بيثمي) والبيهقي ُب األ‪٠‬باء والصفات وابن عساكر وابن بطة‬
‫العكربي ُب اإلبانة والدارقطِب وابن خزٲبة ُب التوحيد وابن أيب عاصم ُب السنة واآلجري ُب‬
‫الشريعة وا‪٢‬بارث ُب مسنده وابن عساكر عن ابن عمر ‪ . ‬وبلفظ ‪[ :‬إِ َذا َ‪٪‬موٕم ََؾ َأ َ٘مدُ ‪٫‬م ُْؿ‬
‫َ‪٩‬م ْؾ َق ْجتَـ ِ ْى ا ْ‪٬‬م َق ْٗم َف] رواه البخاري ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد وابن بطة العكربي ُب اإلبانة والدارقطِب‬
‫ُب الصفات وابن أيب عاصم وعبد الرزاؽ عن أيب ىريرة ‪ . ‬وأورده ابن حجر ُب الفتح‬
‫مستعرضا طرقو ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪- 121 -‬‬ ‫‪‬‬


‫مقدمةىفيىالطارةىوالمعصوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫وقاؿ تعأب ‪[ :‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ] {التوبة ‪ . }ٙ :‬ورسوؿ اهلل ‪‬‬


‫[ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ] {النساء‬ ‫ىو ا‪٤‬بتكلم (ٔ) ‪ .‬وقاؿ تعأب ‪:‬‬
‫‪ . }ٛٓ :‬كما قاؿ تعأب فيو ‪[ : ‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬

‫ﭤ ﭥ ] {النَّجم ‪. })ٗ – ٖ( :‬‬

‫فلوال حكم النِّسب ‪ ،‬و‪ٙ‬بقيق النَّسب ‪ ،‬ما كاف لؤلسباب عْب ‪ ،‬وال ظهر‬
‫عندىا أثر ‪ ،‬واستناد أكثر العآب إٔب األسباب ‪ ،‬فلوال أف اهلل عندىا ‪ ،‬ما‬
‫استند ‪٨‬بلوؽ إليها ‪ .‬فإنا ٓب نشاىد أثراً إال منها ‪ ،‬وال عقلناه إال عندىا ‪.‬‬
‫فمن الناس من قاؿ هبا ‪ ،‬وال بد ‪.‬‬
‫ومن الناس من قاؿ عندىا ‪ ،‬وال بد ‪.‬‬
‫و‪٫‬بن ‪ -‬ومن شاىد ما شاىدنا ‪ -‬نقوؿ باألمرين معاً ‪:‬‬
‫‪ -‬عندىا عقبلً ‪.‬‬
‫‪ -‬وهبا شهوداً وحساً ‪.‬‬

‫فذلك ىو األصل الذي قاؿ تعأب فيو ‪ [ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬

‫ٔ‪ -‬ىنا كاف الكبلـ كبلـ اهلل ‪ ،‬وا‪٤‬بتكلم ىو رسوؿ اهلل ‪ ، ‬أي أف الباطن ىو اهلل ‪ ،‬والظاىر‬
‫ىو رسوؿ اهلل ‪ ، ‬أي أف رسوؿ اهلل ‪ ‬كاف حجاباً على ا‪٢‬بق تعأب ‪ ،‬وىو إشارة‬
‫ًْ َ‪ٟ‬م ْؿ َع ُف ا َّ‪٬‬م ِذي‬
‫للحديث القدسي ‪ ،‬ا‪٤‬بروي ُب صحيح البخاري وابن حباف والبيهقي ‪٫ُ [ :‬مـ ُ‬
‫ٮم ٔمِ ِف ‪َ ،‬و َيدَ ُه ا َّ‪٬‬متِل َي ْبطِ ُش ِ َِبو ‪َ ،‬و ِر ْٗم َؾ ُف ا َّ‪٬‬متِل َي ْؿ ِ٭م ِ َِبو] ‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي ْس َؿ ُع ٔمِف ‪َ ،‬و َٔم َ َ‬
‫ٮم ُه ا َّ‪٬‬مذي ُي ْب ُ‬

‫‪- 122 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىمقدمةىفيىالطارةىوالمعصوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬

‫ﮙ ﮚﮛ ] {ىود ‪ . }ٕٖٔ :‬فهل طلب منك ما ليس لو فيو تعمل ؟ ‪.‬‬


‫[ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ] {ىود ‪. }ٕٖٔ :‬‬

‫فبل بد من حقيقة ىنا تعطي اإلضافة ُب العمل إليك ‪ ،‬مع كوف ىذا العمل‬
‫{الصافات ‪. }ٜٙ :‬‬
‫َّ‬ ‫[ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ]‬ ‫خلقاً هلل تعأب ‪ ،‬كما قاؿ ‪:‬‬
‫أي وخلق ما تعملوف ‪ .‬وأىل اإلشارة جعلوا ىنا (ما) نافية ‪ .‬فالعمل لك ‪،‬‬
‫وا‪٣‬بلق هلل ‪.‬‬
‫فما أضاؼ إليو تعأب ‪ ،‬عْب ما أضافو إليك ‪ ،‬إال لتعلم أف األمر الواحد لو‬
‫وجوه ‪:‬‬
‫‪ -‬فمن حيث ما ىو عمل ‪ ،‬أضافو إليك ‪ ،‬وٯبازيك عليو ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن حيث ما ىو خلق ‪ ،‬ىو هلل تعأب ‪.‬‬
‫‪ -‬وبْب ا‪٣‬بلق والعمل فرقاف ُب ا‪٤‬بعُب واللفظ ‪ ،‬فبل ‪ٙ‬بجب عن معرفة ىذا ‪،‬‬
‫فإنو لطيف خفي ‪.‬‬

‫ظهر ا‪٢‬بق باحتجابو ‪ ،‬فهو الظاىر احملجوب ‪ .‬فهو الباطن للحجاب ‪ ،‬ال‬
‫لك ‪ .‬وىو الظاىر لك ‪ ،‬وللحجاب ‪ .‬فسبحاف من احتجب ُب ظهوره ‪،‬‬
‫وظهر ُب حجابو ‪.‬‬

‫‪- 123 -‬‬ ‫‪‬‬


‫مقدمةىفيىالطارةىوالمعصوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫فبل تشهد عْب سواه ‪ ،‬وال ترتفع ا‪٢‬بجب عنو (ٔ) ‪ .‬وهلل در من قاؿ ‪:‬‬

‫ـؽ ‪٩‬مقفو ا َ‪٬‬م‪ٝ‬م ِا‪٪‬م ُع‬


‫َ‪٩‬مفو ِه َل مق َطً َ‪٣‬م َ‬ ‫٘م‪٥‬م َ‪ٙ‬م َؾؼتَفو‬
‫َ‬
‫قً ّم إَ ِ‬
‫‪٠‬مقوء‬ ‫َ َت َّؾ َ‬
‫صؾ ‪٪‬مو‪١‬مِ ُع‬ ‫َؽ َمقصقًٓ َوٓ َ‪٩‬م ُ‬ ‫َو ََل ٕم ُ‬ ‫ؽ ِ‪٪‬مط َع ًي‬ ‫ذات ك ِ‬
‫َػس َ‬ ‫عً ا‪٬‬مقرى ِمـ ِ‬
‫َ‪٪‬م َط َ َ‬
‫‪٬‬مقهق ًي ‪٬‬مِ ِّ ِ‬
‫ِ‬ ‫َو َ‪٬‬مؽِـَّفو َأ٘مؽو ُم ُرٕم َبتِ َؽ ا‪٪‬مت ََضً‬
‫َجوم ُع‬
‫ؾضد ‪٩‬مقفو ا‪٬‬مت ُ‬ ‫ُأ َّ‬

‫ٔ‪ -‬ا‪٢‬بق ليس ٗبحجوب عنك ‪ ،‬إ٭با احملجوب أنت عن النظر إليو ‪ ،‬إذ لو حجبو شيء لسَبه ما‬
‫حجبو ‪ ،‬ولو كاف لو ساتر ‪ ،‬لكاف لوجوده حاصر ‪ ،‬وكل حاصر لشيء فهو لو قاىر ‪،‬‬
‫ا‪٢‬بق تعأب ‪٧‬باؿ ُب حقو ا‪٢‬بجاب ‪ ،‬فبل‬ ‫{األنعاـ ‪. }ٙٔ ، ٔٛ :‬‬ ‫[ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﰆ]‬
‫ٰبجبو شيء ‪ ،‬ألنو ظهر بكل شيء ‪ ،‬وقبل كل شيء ‪ ،‬وبعد كل شيء ‪ ،‬فبل ظاىر معو ‪،‬‬
‫وال موجود ُب ا‪٢‬بقيقة سواه ‪ ،‬فهو ليس ٗبحجوب عنك ‪ ،‬وإ٭با احملجوب أنت عن النظر إليو ‪،‬‬
‫العتقادؾ الغّبية ‪ ،‬وتعلق قلبك باألمور ا‪٢‬بسية ‪ ،‬فلو تعلق قلبك بطلب ا‪٤‬بؤب ‪ ،‬وأعرضت‬
‫بالكلية عن رؤية السوى ‪ ،‬لنظرت إٔب نور ا‪٢‬بق ساطعاً ُب مظاىر األكواف ‪ ،‬وصار ما كاف‬
‫‪٧‬بجوباً عنك بالوىم ُب عداد الشهود والعياف ‪ ،‬وهلل در القائل ‪:‬‬
‫ومـ ‪٣‬مجى أن ا‪٬‬مظفقر ٕمس‪ٞ‬م‬ ‫ً إٓ ٔمر‪٩‬مع ٘مجوِبو‬ ‫ومو ا ْ٘متُ ِ‬
‫ج بَ ْ‬
‫صَّوُر أف ٰبجبو شيء ‪ ،‬وىو‬ ‫صَّوُر أف ٰبجبو شيء ‪ ،‬وىو الذي أظهر كل شيء ؟ ‪ .‬وكيف يػُتَ َ‬ ‫فكيف يػُتَ َ‬
‫صَّوُر أف ٰبجبو شيء ‪ ،‬وىو الذي ظهر ُب كل شيء ؟ ‪ .‬وكيف‬ ‫الذي ظهر بكل شيء ؟ ‪ .‬وكيف يػُتَ َ‬
‫صَّوُر أف ٰبجبو شيء ‪ ،‬وىو الظاىر قبل‬ ‫صَّوُر أف ٰبجبو شيء ‪ ،‬وىو الذي ظهر لكل شيء ؟ ‪ .‬وكيف يػُتَ َ‬ ‫يػُتَ َ‬
‫صَّوُر أف‬
‫صَّوُر أف ٰبجبو شيء ‪ ،‬وىو أظهر من كل شيء ؟ ‪ .‬وكيف يػُتَ َ‬ ‫وجود كل شيء ؟ ‪ .‬وكيف يػُتَ َ‬
‫صَّوُر أف ٰبجبو شيء ‪ ،‬وىو أقرب إليك من‬ ‫ٰبجبو شيء ‪ ،‬وىو الواحد الذي ليس معو شيء ؟ ‪ .‬وكيف يػُتَ َ‬
‫صَّوُر أف ٰبجبو شيء ‪ ،‬ولواله ما كاف وجود كل شيء ؟ ‪ .‬يا عجبا كيف يظهر‬ ‫كل شيء ؟ ‪ .‬وكيف يػُتَ َ‬
‫الوجود ُب العدـ ! ‪ ،‬أـكيف يثبت ا‪٢‬بادث مع من لو وصف القدـ ! ‪.‬‬

‫‪- 124 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىمقدمةىفيىالطارةىوالمعصوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫وٓب يزؿ ربا ‪ ،‬وٓب نزؿ عبيداً ‪ُ ،‬ب حاؿ عدمنا ‪ ،‬ووجودنا (ٔ) ‪.‬‬
‫فكل ما أمر ‪٠ :‬بعنا وأطعنا ‪ُ ،‬ب حاؿ عدمنا ‪ ،‬وحاؿ وجودنا ‪.‬‬
‫فمن كاف منا مشهوده ما وراء ا‪٢‬بجاب ‪ ،‬وىو ا‪٤‬بثل والرسوؿ ‪٠ ،‬بع‬ ‫‪-‬‬
‫فأطاع من حينو ‪.‬‬
‫ومن كاف مشهوده ا‪٤‬بثل ‪٠ ،‬بع ضرورة ‪ ،‬وٓب يطع للحسد الذي خلق‬ ‫‪-‬‬
‫عليو ‪ ،‬من تقدـ أمثالو عليو ‪.‬‬
‫فظهر ا‪٤‬بطيع والعاصي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أي عصى على مثلو ‪ ،‬لكونو ما نفذ فيو أمره بالطاعة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ما عصى على اهلل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫و‪٥‬بذا قاؿ بعضهم ‪ :‬إ٭با احتجب اهلل ُب الدنيا عن عباده ‪ ،‬ألنو سبق ُب‬ ‫‪-‬‬
‫علمو أنو يكلفهم ويأمرىم وينهاىم ‪ .‬وقد قدر عليهم ٗبخالفة أمره ‪،‬‬
‫وٗبوافقتو ُب أوقات ‪ ،‬فبلبد من ظهور ا‪٤‬بخالفة وا‪٤‬بوافقة ‪ ،‬فخاطبه ػ ػم‬

‫العب ِد ‪َ ،‬رب) فالعبد بكل ٘بليات‬


‫الرب ‪ ،‬بِ ُكل َ‬ ‫(العب ُد ‪ ،‬بِ ُكل َّ‬
‫الرب ‪َ ،‬عب ٌد ‪َ .‬و َّ‬ ‫ٔ‪ -‬قاؿ ابن ‪ٝ‬بيل ‪َ :‬‬
‫الربوبية عليو سيظل عبداً ‪ ،‬ولن يصبح ربا ‪ .‬وأف الرب بكل تنزالتو لعباده مثل تنزلو ُب الربع‬
‫األخّب من الليل إٔب السماء الدنيا ‪ ،‬ومثل قولو مرضت فلم تزرين ‪ ،‬ذلك كلو ال يقدح وال يغّب‬
‫منزلتو كرب ‪ .‬فالعبد عبد مهما عبل ‪ ،‬والرب رب مهما تنزؿ لعباده وتدٔب ‪٥‬بم ‪ .‬وبْب مرتبٍب‬
‫الربوبية والعبودية ؛ توجد مرتبة الربزخ الكلي وىي ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪ .‬واهلل أعلم ‪.‬‬

‫‪- 125 -‬‬ ‫‪‬‬


‫مقدمةىفيىالطارةىوالمعصوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫على ألسنة الرسل عليهم السبلـ ‪ ،‬وحجب ذاتو سبحانو عنهم ُب صورة‬
‫الرسوؿ ‪ ، ‬وذلك ألنو قاؿ ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ]‬

‫[ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ] {التوبة ‪. }ٙ :‬‬ ‫وقاؿ ‪:‬‬ ‫{النساء ‪. }ٛٓ :‬‬

‫فلوال أف الرسوؿ ‪ ‬ىو صورتو ‪ -‬تعأب ‪ -‬الظاىرة ا‪٤‬بشهودة ‪ ،‬ما صح‬


‫ىذا القوؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬فوقعت ا‪٤‬بخالفة من ا‪٤‬بخالف ؛ بالقدر السابق ‪ ،‬وا‪٢‬بكم القضائي ‪.‬‬
‫‪ -‬وال يتمكن أف ٱبالف أمره على الكشف ‪.‬‬
‫‪ -‬فا‪٫‬بجب باإلرساؿ ‪ ،‬ا‪٫‬بجابو باألسباب ‪.‬‬
‫‪ -‬فوقع الذـ على األسباب ‪.‬‬
‫‪ -‬فهي وقاية الر‪ٞ‬بن ‪.‬‬
‫‪ -‬فما خالف أحد اهلل تعأب ‪ ،‬وما خولف إال اهلل تعأب ‪.‬‬
‫وهلل در من قاؿ ‪:‬‬

‫‪- 126 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىمقدمةىفيىالطارةىوالمعصوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬

‫َـوزُع‬
‫بقى ٕم ُ‬ ‫احل ِ‬ ‫عؾ َ‬ ‫َومو ِ َٓم َمع ‪٩‬مِ ِ‬ ‫قٌ َأ‪ٟ‬م َؾ َؿـل ا‪٬‬م َؼضو‬ ‫َ‪٩‬م َس َّؾ ُ‬
‫ؿً كَػز َ٘م ُ‬
‫س رإمِ ُع‬ ‫َـوئ ِ‬ ‫و َأين َ‪١‬مقر ًا ّم ا‪٬‬مؽ ِ‬
‫َ ِّ‬ ‫سوٗم ِد ‪٣‬مو‪٫‬مِػ ًو‬
‫َ‪٩‬م َطقر ًا ٕمَراين ّم ا َ‪ٚ‬م ِ‬

‫دار إَصؤمِ ُع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َأكو َ‪٪‬م َؾ ٌؿ َواإل‪٪‬مت ُ‬ ‫ُم ِّر‪٫‬مل‬‫هق ُ َ‬ ‫راين ‪٫‬مَؤٓت َو َ‬ ‫َأ َ‬
‫ريد مو َ‪٬‬م ُف َمـ ُيدا‪٩‬مِ ُع‬ ‫عول م ٍ‬
‫‪٩‬م َ ُ‬
‫ِ‬ ‫سً ٔمِج ِ‪ٝ‬مي و َ‪٬‬مؽِـ م ِ‬
‫شوهدٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َ‪٬‬م ُ‬
‫‪٬‬م‪٧‬مائِ ُع‬ ‫َو٘مقـ ًو ٔمَِم َ‪٣‬مـ ُف َْنَتـو ا َ‬ ‫َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م ٔمِطو َ‪٣‬م ٍي‬ ‫َيؼيض‬ ‫َ‪٩‬م ِ‬
‫آوكَي‬
‫الػـ ِ‬ ‫‪٬‬مِ َ‬
‫دام ُع‬ ‫َوآيت ا َّ‪٬‬مذي َيـفو ُه َو َ ُ‬ ‫مر ُه‬‫ُـً َأ ُٕمر ُك َأ َ‬ ‫ذاك ٕمَراين ‪٫‬م ُ‬
‫سوم ُع‬ ‫و٘م َّؼ ََلو َأن ٕمَر‪٣‬مقُّيو ا َ‪ٚ‬م ِ‬ ‫َوٓم كُؽ َت ٌي ‪٨‬م َّرا ُهـو َ‪ٟ‬م َل ُ‬
‫‪٪‬مقَلو‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪٩‬مقف ٔم ِ‬ ‫ِ‬ ‫رق مو ٔم‪٥‬م ا‪٬‬مق ِٓم و ِ‬ ‫ِه َل ا‪٬‬م َػ ُ‬
‫دائ ُع‬ ‫َ‬ ‫َٕمـَ َّبف ََلو َ‪٩‬موَٕ ُ‬
‫مر‬ ‫‪٩‬مو‪ٟ‬م ٍؼ‬ ‫َ َ َ ِّ َ‬
‫ِ‬ ‫‪٪‬مع ِف‬
‫بؾ و ِ‬
‫وا‪٪‬م ُع‬ ‫‪ٝ‬م َ‪٪‬مؾبل ٔمِو َّ‪٬‬مذي ُه َق‬ ‫َُ‬
‫َي ِّ ُ‬ ‫َ‪٩‬مَم ُه َق إِ ّٓ َأ َّك ُف َ‪٪‬م َ َ‬
‫عول ٕمُطو‪٬‬مِ ُع‬ ‫بؾ ا ِ‪٬‬مػ ِ‬ ‫َو َ‪٣‬مقـل ََلو َ‪٪‬م َ‬ ‫ؼضقف ِ َّّم ُمرا ُدهو‬ ‫َ‪٩‬م َلٗمـل ا َّ‪٬‬مذي ي ِ‬
‫َ‬
‫َوإَ‪ٟ‬م‪ٜ‬م ُم ِ‬
‫طوو ُع‬ ‫ُ‬ ‫عؾ ِمـّل‬
‫َأرى ا ِ‪٬‬مػ َ‬ ‫بؾ مو‬ ‫ُـً َأرى ِمـفو ا ِ‬
‫إلرا َد َة َ‪٪‬م َ‬ ‫َو‪٫‬م ُ‬
‫َ٘م َقتو إَضو‪٬‬مِ ُع‬ ‫‪٬‬مِ َذ‪٬‬مِ َؽ ّم ٍ‬
‫كور‬ ‫فجتل‬ ‫ِ‬
‫َ‪٩‬مآيت ا َّ‪٬‬مذي َتقا ُه مـّل َو ُم َ‬
‫احلؼق َؼ ِي ‪١‬موئِ ُع‬
‫َ‬ ‫َ‪٩‬منِ ِّ َين ّم ِ‪٣‬مؾ ِؿ‬ ‫‪٬‬م‪٧‬ميع ِي ِ‬
‫‪٣‬موصق ًو‬ ‫َ‪٩‬منِن ‪٫‬م ُ‬
‫ُـً ّم ُ٘مؽ ِؿ ا َ َ‬

‫‪- 127 -‬‬ ‫‪‬‬


‫مقدمةىفيىالطارةىوالمعصوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ -‬فبل تزاؿ األسباب للمحجوبْب مشهودة ‪.‬‬


‫‪ -‬وال يزاؿ ا‪٢‬بق للعارفْب مشهوداً ‪ -‬مع عقلهم ا‪٢‬بجب ُب حق من حجبتو ‪.‬‬
‫فكثف اللطيف عندىم ‪ ،‬ولطف الكثيف عند العارفْب باهلل ‪.‬‬
‫‪ -‬فجمع العارفوف بْب العقل والبصر ‪ ،‬فلهم قلوب يفقهوف هبا ‪ ،‬و‪٥‬بم‬
‫أعْب يبصروف هبا ‪ ،‬و‪٥‬بم آذاف يسمعوف هبا ‪.‬‬
‫ا‪٤‬بخاطَب ‪ ،‬وىو ا‪٤‬بتكلم السامع ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ا‪٤‬بخاطب و َ‬
‫‪ -‬ا‪٢‬بق تعأب ىو َ‬
‫‪ -‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ]‬
‫{األنفاؿ ‪ . }ٕٗ :‬فَػ َو َّح َد الداعي بعد ذكر االثنْب ‪ ،‬فعلمنا أف األمر واحد ‪.‬‬
‫وما ‪٠‬بعنا متكلماً إال الرسوؿ بالسماع ا‪٢‬بسي ‪ .‬و‪٠‬بعنا كبلـ ا‪٢‬بق ‪،‬‬
‫بسمع ا‪٢‬بق ‪ ،‬بالسمع ا‪٤‬بعنوي ‪.‬‬
‫‪ -‬فاهلل ‪ ،‬والرسوؿ ‪ ،‬ا‪٠‬باف للمتكلم ‪.‬‬
‫‪ -‬فإف الكبلـ هلل ‪ -‬كما قاؿ اهلل ‪ -‬وا‪٤‬بتكلم ا‪٤‬بشهود ‪ ،‬عْب لساف سيدنا‬
‫‪٧‬بمد ‪. ‬‬

‫‪ -‬قاؿ اهلل تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ] {النساء ‪ . }ٛٓ:‬ألنو‬


‫ال ينطق إال عن اهلل ‪ ،‬بل ال ينطق إال باهلل ‪ ،‬بل ال ينطق إال اهلل منو ‪.‬‬
‫فإنو ‪ ‬صورتو ‪.‬‬
‫‪- 128 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىمقدمةىفيىالطارةىوالمعصوةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬وما ورد ‪( :‬ومن يعص الرسوؿ فقد عصى اهلل) كما أنزلو ُب الطاعة ‪،‬‬
‫ألف طاعة ا‪٤‬بخلوؽ هلل ذاتية ‪ ،‬وعصيانو بالواسطة ‪ .‬فلو أنزؿ ىنا الرسوؿ‬
‫كما أنزلو ُب الطاعة ‪ٓ ،‬ب يكن إ‪٥‬با ‪ ،‬وىو إلو ‪ ،‬فبل يُعصى إال ٕبجاب ‪،‬‬
‫وليس ا‪٢‬بجاب سوى عْب الرسوؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬و‪٫‬بن اليوـ ‪ ،‬أبعد ُب ا‪٤‬بعصية للرسوؿ ‪ ،‬من أصحابو ‪ ،‬إٔب من دوهنم ‪،‬‬
‫إلينا ‪.‬‬
‫‪ -‬فنحن ما عصينا إال أوٕب أمرنا ‪ُ ،‬ب وقتنا ‪ ،‬وىم العلماء منا ‪ٗ ،‬با أمر‬
‫اهلل بو ‪ ،‬وهنى عنو ‪.‬‬
‫‪ -‬فنحن أقل مؤاخذة ‪ ،‬وأعظم أجراً ‪ .‬ألف للواحد منا أجر ‪ٟ‬بسْب ‪٩‬بن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ٝ‬م‬ ‫يعمل بعمل الصحابة ‪ .‬يقوؿ النيب ‪[ : ‬إِ َّن م ْـ َو َرائؽ ُْؿ َأ َّي ًومو ‪َّ ،‬‬
‫ا‪٬‬مص ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ض ‪٣‬م َ‪ٛ‬م الؿ ِر ‪٬ ،‬مِ ْؾع ِوم ِؾ ‪٩‬مِ ِ ِ‬ ‫‪٩‬مِ ِ ِ‬
‫‪٥‬م َر ُٗم ًال‬‫قف َّـ م ْث ُؾ َأ ْٗم ِر ََخْس َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫قف َّـ م ْث ُؾ ا ْ‪٬‬م َؼ ْب ِ َ‬
‫‪٦‬م ِٱمپمَچم َأ ْو ِٱمپم ُْٿم ْؿ ؟ ‪.‬‬
‫َخ ِس َ‬ ‫قن ِم ْث َؾ َ‪٣‬م َؿؾِؽ ُْؿ] ‪٫ِ .‬م َڀمؾ َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ ‪َ :‬أ ْ٘م ُر َ ْ‬ ‫َي ْع َؿ ُؾ َ‬
‫َ‪٫‬م َچمل ‪َٔ [ : ‬م ْؾ َأ ْٗم ُر ََخ ِْس َ‪٥‬م ِمـْؽ ُْؿ] (ٔ) ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وحسنو وأبو داود وابن ماجو وابن جرير والبغوي وابن ا‪٤‬بنذر وابن أيب حاًب‬
‫والطرباين ُب الكبّب وأبو الشيخ وابن مردويو وا‪٢‬باكم وصححو (وأقره الذىيب) والبيهقي ُب‬
‫السنن والشعب وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية عن أيب أمية الشعباين ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب عن أيب‬
‫أمامة ‪ . ‬وابن مردويو عن معاذ بن جبل ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب واألوسط عن عتبة بن‬
‫غزواف ‪ . ‬وابن بطة العكربي عن أنس ‪ . ‬والبزار عن ابن مسعود ‪. ‬‬
‫‪- 129 -‬‬ ‫‪‬‬
‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫طاعتُ ّمعصٔتُ ‪‬‬


‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ] {النساء ‪ . }ٛٓ:‬وقاؿ ‪:‬‬
‫[ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ] {األحزاب ‪. }ٚٔ :‬‬

‫‪َ ‬م ْن بلَّ َغ أمر اهلل وهنيو ‪ ،‬وٓب يكن لو من نفسو إذف من اهلل تعأب ‪ ،‬أف‬
‫يأمر وينهى ‪ ،‬فهو رسوؿ يبلغ رساالت ربو ‪ ،‬قاؿ اهلل تعأب على لساف‬
‫نوح ‪[ : ‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬

‫ﮙ] {األعراؼ ‪ . }ٕٙ :‬وقاؿ على لساف ىود ‪[ : ‬ﭑ‬

‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ] {األعراؼ ‪ . }ٙٛ :‬وقاؿ على لساف شعيب‬


‫‪[ : ‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ‬

‫وقاؿ ُب األنبياء السابقْب‬ ‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ] {األعراؼ ‪. }ٜٖ :‬‬

‫على سيدنا ‪٧‬بمد ‪[ : ‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﮲ ﮳‬

‫﮴﮵﮶﮷ ﮸﮹﮺﮻﮼﮽﮾ ﮿‬
‫﯀ ﯁ ﯂ ﯃ ﯄ ﯅ ] {األحزاب ‪. })ٖٜ – ٖٛ( :‬‬

‫‪- 131 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬من كاف لو التحليل والتحرًن ‪ ،‬واألمر والنهي ‪ ،‬فهو الرسوؿ ا‪٣‬بليفة ‪ ،‬قاؿ‬
‫تعأب ‪[ :‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬

‫ﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂ ﮃ‬
‫ﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋﮌ‬
‫ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕﮖ ﮗ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜﮝﮞﮟ ﮠ] {األعراؼ ‪. }ٔ٘ٚ :‬‬

‫‪ ‬وهبذا باف لك الفرقاف بْب الرسوؿ فقط ‪ ،‬والرسوؿ ا‪٣‬بليفة ‪ .‬و‪٥‬بذا جاء‬
‫باأللف والبلـ ُب قولو تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ]‬
‫{النساء ‪. }ٛٓ:‬‬

‫‪ ‬وقاؿ عز وجل ‪[ :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬

‫ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ‬
‫ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ] {النساء ‪. }ٜ٘ :‬‬

‫‪[ -‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ] أي فيما أمركم بو ‪ -‬تعأب ‪ -‬على‬


‫لساف رسولو ‪٩ ‬با قاؿ فيو ‪ : ‬إ ّف اهلل يأمركم ‪ .‬وىو كل أمر‬
‫جاء ُب كتاب اهلل تعأب ‪.‬‬

‫‪- 131 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ٍ -‬ب قاؿ ‪[ :‬ﯺ ﯻ] ‪ .‬ففصل أمر طاعة اهلل ‪ ،‬من طاعة‬
‫رسولو ‪ . ‬فلو كاف يعِب بذلك ما بلغ إلينا من أمر اهلل تعأب ‪ٓ ،‬ب‬
‫تكن ٍب فائدة زائدة ‪ .‬فبل بد أف يوليو رتبة األمر والنهي ‪ ،‬فيأمر‬
‫وينهى ‪ .‬فنحن مأموروف بطاعة رسوؿ اهلل ‪ ‬عن اهلل ‪ ،‬بأمره ‪.‬‬
‫[ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ] {النساء ‪. }ٛٓ:‬‬ ‫وقاؿ تعأب ‪:‬‬
‫وطاعتنا لو فيما أمر بو ‪ ، ‬وهنى عنو ‪٩ ،‬با ٓب يَػ ُقل ىو من عند اهلل ‪،‬‬
‫فيكوف قرءآنا ‪ .‬قاؿ اهلل عز وجل ‪[ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬

‫فأضاؼ النهي إليو ‪ ‬فأتى‬ ‫ﮥ ﮦ ﮧﮨ ] {ا‪٢‬بشر ‪. }ٚ :‬‬

‫باأللف والبلـ ُب الرسوؿ ‪ ،‬يريد هبما التعريف والعهد ‪ .‬أي الرسوؿ‬


‫الذي استخلفناه عنا ‪ ،‬فجعلنا لو أف يأمر وينهى ‪ ،‬زائدا على تبليغ‬
‫أمرنا وهنينا إٔب عبادنا ‪.‬‬

‫‪ٍ -‬ب قاؿ تعأب ُب اآلية عينها ‪[ :‬ﯼ ﯽ ﯾﯿ ] (ٔ) ‪ .‬أي إذا ُوٕب‬
‫ٔ ‪ -‬عند أىل اهلل العارفوف بو ‪ ،‬ا‪٤‬بقصود ب أوٕب األمر ُب قولو تعأب ‪ [ :‬ﯸ ﯹ ﯺ‬

‫أي أصحاب األمر ‪ ،‬وأصحاب األمر على‬ ‫{ النساء ‪. } ٜ٘ :‬‬ ‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ]‬


‫ا‪٢‬بقيقة ىم الذين ال يقف ألمرىم شيء ‪ ،‬ألهنم باهلل يأمروف ‪ ،‬كما بو يسمعوف ‪ ،‬كما‬
‫بو يبصروف ‪ .‬فإذا قالوا لشيء (كن) ‪ ،‬فإنو (يكوف) ‪ .‬ألهنم بو – تعأب ‪ -‬يتكلموف ‪.‬‬
‫فهذا معُب [ﯼ ﯽ ﯾﯿ ] عند أىل االعتبار ‪.‬‬

‫‪- 132 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫عليكم خليفة عن رسوٕب ‪ ،‬أو وليتموه من عندكم ‪ ،‬كما شرع‬
‫لكم ‪ ،‬فا‪٠‬بعوا لو وأطيعوا ‪ ،‬ولو كاف عبدا حبشيا ‪٦‬ب ّدع األطراؼ ‪.‬‬
‫فإف ُب طاعتكم إياه ‪ ،‬طاعة رسولو اهلل ‪ . ‬و‪٥‬بذا ٓب يستأنف ُب‬
‫(أوٕب األمر) ‪ ،‬أطيعوا ‪ ،‬واكتفى بقولو ‪( :‬أطيعوا الرسوؿ) ‪ .‬وٓب‬
‫يكتف بقولو ‪( :‬أطيعوا اهلل) عن قولو ‪( :‬أطيعوا الرسوؿ) ففصل ‪،‬‬
‫[ﭡ ﭢﭣ ﭤ] {الشورى ‪. }ٔٔ :‬‬ ‫لكونو تعأب ‪:‬‬
‫‪ -‬واستأنف القوؿ بقولو ‪( :‬وأطيعوا الرسوؿ) ‪ .‬فهذا دليل على أنو‬
‫تعأب قد شرع لو ‪ ‬أف يأمر وينهي ‪.‬‬
‫[ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ] { النساء ‪:‬‬ ‫‪ -‬وقاؿ تعأب لو ‪:‬‬
‫٘ٓٔ} ‪ .‬فانظر ُب حديث ا‪٢‬بج حيث قاؿ َأ ُٕمق ُه َر ْي َر َة ‪َٚ : ‬م َٵم َبپمَچم‬
‫احل ٍَّ ‪،‬‬ ‫قل اهللِ ‪٪َ ‬م َٺم َچمل ‪َ [ :‬أ ُّ َُّيو ا‪٬‬مـ ُ‬
‫َّوس َ‪٪‬مدْ َ‪٩‬م َر َض اهللُ َ‪٣‬م َؾ ْقؽ ُْؿ َ‬ ‫َر ُ‪٠‬م ُ‬

‫قل اهللِ ؟ ‪٪َ .‬م َسٻم َ‬


‫َډم َ‪ٙ‬مََك‬ ‫َ‪٩‬م ُح ُّجقا] ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َر ُ٘م ٌؾ ‪َ :‬أ ُ‪٬‬م َؾ َ‪٤‬مچم ٍم َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ً ‪َ ،‬و‪ٚ‬مَو‬
‫ً ‪َ :‬ك َع ْؿ ؛ َ‪٬‬م َق َٗم َب ْ‬
‫قل اهللِ ‪٬َ [ : ‬م ْق ُ‪٪‬م ْؾ ُ‬
‫چمَلَچم َٗم َّل ًٗمچم ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫َ‪٫‬م َ‬
‫َون‬
‫ؽ َم ْـ ‪٫‬م َ‬ ‫وين َمو ٕم ََر ْ‪٫‬م ُتؽ ُْؿ ‪٩َ .‬منِك َََّم َه َؾ َ‬‫ْا‪ٟ‬م َت َط ْعت ُْؿ] ‪ُٗ .‬م َؿ َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬ذ ُر ِ‬

‫٭م ٍء‬ ‫َ‬ ‫َ ِِ‬ ‫اَل ْؿ ‪َ ،‬و ْ ِ ِ ِ‬


‫ا‪ٙ‬مت َال‪٩‬مف ْؿ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م أ ْكبِ َقوئف ْؿ ‪٩َ .‬منِ َذا أ َم ْر ُٕمؽ ُْؿ ٔمِ َ ْ‬
‫َ‪٪‬مب َؾؽُؿ ٔمِ َؽ ْثر ِة ‪ٟ‬م َم ِ‬
‫ْ ْ َ ُ‬
‫ر ٍء َ‪٩‬مدَ ُ‪٣‬مق ُه] (ٔ) ‪.‬‬ ‫ْ ِ‬
‫َ‪٩‬ملٕمُقا مـْ ُف َمو ْا‪ٟ‬م َت َط ْعت ُْؿ ‪َ ،‬وإِ َذا َْن َ ْق ُتؽ ُْؿ َ‪٣‬م ْـ َ ْ‬
‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن وابن حباف عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 133 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫وُب رواية أنو ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ ، َٓ [ :‬و َ‪٬‬م ْق ُ‪٪‬م ْؾ ُ‬


‫ً َك َع ْؿ َ‪٬‬م َق َٗم َب ْ‬
‫ً] ‪٪َ .‬م َڂمځم َْز َل اهللُ ‪:‬‬

‫[ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹‬

‫﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﯁ ﯂ ﯃﯄ ﯅ ﯆ ﯇ ]‬
‫{ا‪٤‬بائدة ‪. )ٔ( }ٔٓٔ :‬‬

‫‪ -‬وىذا من قبيل رفع ا‪٢‬برج عن األمة ‪ ،‬ومثاؿ ذلك األحاديث الٍب‬


‫ورد فيها لفظ ‪( :‬لوال أف أشق على أمٍب) ‪ .‬كقولو ‪: ‬‬

‫ْس َّي ٍي‬


‫ت َّؾػَ َ‪٣‬م ْـ َ ِ‬ ‫ً َأ ْن َٓ َأ َ َ‬ ‫‪٬[ ‬مَ ْق َٓ َأ ْن َأ ُ‪٠‬م َّؼ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُأ َّمتِل ‪ْ٘ َ َٕ ،‬مبَبْ ُ‬
‫قؾ اهللِ ‪َ .‬و‪٬‬مَؽِـِّل َٓ َأ ِٗمدُ َمو َأ ْْح ِ ُؾ ُف ْؿ َ‪٣‬م َؾقْ ِف ‪َ ،‬و َٓ‬ ‫َت ُْر ُج ِّم َ‪ٟ‬مبِ ِ‬

‫َُي ِدُ و َن َم و َيت ََح َّؿ ُؾق َن َ‪٣‬م َؾ ْق ِف ‪٩َ ،‬مقَخْ ُر ُٗم ق َن ‪َ ،‬و َي ُش ُّؼ َ‪٣‬م َؾ ْق ِف ْؿ َأ ْن‬
‫قؾ اهللِ ؛ َ‪٩‬ملُ ْ‪٪‬مت َُؾ ‪ُٖ ،‬م َّؿ‬ ‫ت َأ ِّين ُأ َ‪٪‬موٕم ِ ُؾ ِّم َ‪ٟ‬م ب ِ ِ‬
‫َيتَخَ َّؾ ُػقا َٔم ْع ِد ي ‪٩َ .‬م َقدِ ْد ُ‬
‫ُأ ْ٘مقَو ‪٩َ ،‬ملُ ْ‪٪‬مت َُؾ ‪ُٖ ،‬م َّؿ ُأ ْ٘مقَو ‪٩َ ،‬ملُ ْ‪٪‬مت َُؾ] (ٕ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وحسنو وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وابن أيب حاًب وأبو يعلى والدارقطِب والبزار‬
‫وا‪٤‬بروزي ُب السنة عن اإلماـ علي كرـ اهلل وجهو ‪.‬‬
‫ٕ ‪ -‬رواه مالك ُب ا‪٤‬بوطأ والبخاري ومسلم ُب صحيحيهما والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب‬
‫السنن والشعب وعبد الرزاؽ وأبو عوانة وابن حباف والطرباين عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 134 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫َّوس ‪ََٕ -‬مر ُتؿ ٔمِو‪٬‬مسق ِ‬
‫اك‬ ‫‪٬َ [ ‬م ْق َٓ َأ ْن َأ ُ‪٠‬م َّؼ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُأ َّمتِل ‪َ -‬أ ْو َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ا‪٬‬مـ ِ‬
‫َ ْ ُ ْ ِّ َ‬
‫َم َع ‪٫‬م ُِّؾ َص َال ٍة] (ٔ) ‪.‬‬

‫‪٬َ [ ‬م ْق َٓ َأ ْن َأ ُ‪٠‬م َّؼ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُأ َّمتِل ‪َ ََٕ ،‬م ْر ُ ُت ْؿ َأ ْن ُي َم ِّ‪ٙ‬م ُروا ا ْ‪٬‬م ِع َش َوء] (ٕ) ‪.‬‬
‫‪٬َ [ ‬مق َٓ َأ ْن َأ ُ‪٠‬م َّؼ ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُأمتِل ‪ََٕ ،‬مر ُتؿ ِ‪٣‬مـْدَ ‪٫‬م ُِّؾ ص َال ٍة ٔمِق ُض ٍ‬
‫قء] (ٖ) ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬

‫فهذه أحاديث عدة ‪ ،‬تدلنا على أف األمر وعدمو مرجعو إليو ‪ . ‬وأنو لو‬
‫أراد أف يأمر هبذه األشياء ‪ ،‬أو بغّبىا ‪ ،‬أمر إٯباب وفرض ‪ ،‬لََف َعل ‪ ،‬ولَلَ ِزَـ‬
‫ذلك األمة ‪.‬‬
‫لكنو تركو رفقا بأمتو ‪ ،‬وشفقة عليهم ‪ ،‬وىذا ‪٩‬با يدؿ على تفويض األمر إليو‬
‫عموما وخصوصا ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه مالك ُب ا‪٤‬بوطأ والبخاري ُب صحيحو والَبمذي والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب‬
‫شيبة والبيهقي ُب السنن وعبد الرزاؽ عن أيب ىريرة ‪ . ‬وأبو داود والَبمذي وأ‪ٞ‬بد وابن‬
‫أيب شيبة عن زيد بن خالد ا‪١‬بهِب ‪ . ‬وابن ماجة عن أيب أمامة ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن أـ‬
‫ا‪٤‬بؤمنْب السيدة أـ حبيبة رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو والنسائي وأ‪ٞ‬بد وعبد الرزاؽ والطرباين عن ابن عباس ‪. ‬‬
‫والَبمذي عن زيد بن خالد ا‪١‬بهِب ‪ . ‬والَبمذي والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب‬
‫السنن وعبد الرزاؽ وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين والدارمي وأبو عوانة عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫وأ‪ٞ‬بد والطرباين عن ابن عمر ‪ . ‬وأبو يعلى عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد والنسائي وا‪٤‬بنذري ُب الَبغيب والَبىيب عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 135 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫و‪٩‬با يدلك على أف األمر موكل إليو ‪: ‬‬


‫‪ ‬تركو األمر بقتل الكبلب لكوهنا أمة من األمم ‪ ،‬فكره إفنائها وإعدامها‬
‫بالكلية ‪ ،‬لتسبيحها هلل عز وجل ‪ ،‬وداللتها بذواهتا عليو سبحانو ‪،‬‬
‫وعلى عجيب صنعو ‪ ،‬فقد ورد عنو ‪ ‬أنو قاؿ ‪٬َ [ :‬م ْق َٓ َأ َّن ا ْ‪٬‬مؽِ َال َب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُأ َّم ٌي م ْـ ْإُ َم ِؿ ؛ ََٕ َم ْر ُت ٔمِ َؼتْؾ َفو ‪٩َ .‬مو ْ‪٪‬م ُت ُؾقا مـ َْفو ْإَ ْ‪ٟ‬م َق َد ا ْ‪٬‬م َب ِف َ‬
‫قؿ] (ٔ) ‪.‬‬

‫‪ ‬تركو ‪ ‬ىدـ البيت وإعادة بنائو ‪ ،‬خوفا على الناس من الفتنة ‪٪ ،‬م َٷم ْـ‬
‫هلل َ‪٤‬مپم َْٿمچم ‪٫ ،‬مچم٭مډم ‪َ :‬أ َن ا٭مپمَبِ َل ‪٫َ ‬م َچمل ََلَچم ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِض ا ُ‬‫أم ا‪ٛ‬مڃمٱمپم‪٦‬م ا٭مسڀمدة َ‪٤‬مچمئ َٲم َڈم َر َ‬
‫وهؾِق ٍي ؛ ََٕمر ُت ٔمِو‪٬‬مْبق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ؽ َ٘م ِد ُ‬ ‫[يو ‪٣‬موئِ َش ُي ‪٬‬مَق َٓ َأ َّن َ‪٪‬مقم ِ‬
‫ً‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫يٌ َ‪٣‬م ْفد ٔمِ َج َّ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ً َ‪٬‬م ُف‬
‫ض ‪َ ،‬و َٗم َع ْؾ ُ‬‫قف َمو ُأ‪ٙ‬مْ ِر َج ِمـْ ُف ‪َ ،‬و َأ‪٬‬مْ َز ْ‪٪‬متُ ُف ٔمِ ْوٕ َ ْر ِ‬
‫ً ‪٩‬مِ ِ‬
‫َ‪٩‬م ُف ِد َم ‪٩َ ،‬ملَ ْد‪ٙ‬مَ ْؾ ُ‬
‫ِ‬ ‫‪٥‬م ؛ ٔمؤمو َذ ِ‪٪‬مقو ‪ ،‬ؤمؤمو ‪٨‬مَ رٔمِقو ‪٩َ ،‬مب َؾغ ُ ِ‬
‫قؿ] (ٕ) ‪.‬‬ ‫ًْ ٔمِف َأ َ‪ٟ‬م َ‬
‫وس إِ ْٔم َراه َ‬ ‫َٔمو َٔم ْ ِ َ ً ْ ًّ َ َ ً ْ ًّ َ‬

‫ٔ ‪ -‬رواه أبو داود والَبمذي والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والدارمي وابن حباف وعبد بن ‪ٞ‬بيد‬
‫وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة عن عبد اهلل بن مغفل ‪ . ‬وابن أيب شيبة والبيهقي ُب السنن‬
‫وابن حباف عن جابر ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب وأبو يعلى عن ابن عباس ‪. ‬‬
‫والطرباين عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬والطرباين عن اإلماـ علي كرـ‬
‫اهلل وجهو ‪ .‬وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٕ ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن والنسائي‬
‫وا‪٢‬باكم وصححو والد ارمي وابن حباف وابن خزٲبة والطيالسي عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة‬
‫عائشة رضي اهلل عنها ‪.‬‬

‫‪- 136 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وتركو ‪ ‬إخبار قريش ٗبا ‪٥‬با عند اهلل خوفا عليها من البطر ‪ ،‬فقد ورد‬
‫ش ِّم َه َذا ْإَ ْم ِر ‪ِٙ ،‬م َق ُور ُه ْؿ ِّم‬
‫َّوس َٕم َب ٌع ‪٬‬مِ ُؼ َر ْي ٍ‬
‫عنو ‪ ‬أنو قاؿ ‪[ :‬ا‪٬‬مـ ُ‬
‫اإل ْ‪ٟ‬م َال ِم إِ َذا َ‪٩‬م ِؼ ُفقا ‪َ .‬واهللِ َ‪٬‬م ْق َٓ َأ ْن َٕم ْب َط َر ُ‪٪‬م َر ْي ٌش ؛‬
‫الوهؾِ َّق ِي ِ‪ٙ‬م َق ُور ُه ْؿ ِّم ْ ِ‬
‫ِ‬

‫ََٕ ْ‪ٙ‬م َ ْ‪ٝ‬م ُ َتو َمو ِخل َق ِور َهو ِ‪٣‬مـْدَ اهللِ َ‪٣‬م َّز َو َٗم َّؾ] (ٔ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وأباح اهلل تعأب لو ‪ ‬مكة ‪ ،‬يدخلها فا‪ٙ‬با ‪ ،‬وىي البلد ا‪٢‬براـ على‬
‫طوؿ الزمن ‪ ،‬إٔب قياـ الساعة ‪ :‬فقد ورد عنو ‪ ‬أنو قاؿ ُب الغد من‬
‫َّوس ‪٩َ ،‬م َال َي ِ ُّؾ‬ ‫يوـ الفتح ‪[ :‬إ ِ َّن َم َّؽ َي َ٘م َّر َم َفو اهللُ ‪َ ،‬و ََل ْ ُ َ‬
‫ي ِّر ْم َفو ا‪٬‬مـ ُ‬
‫ؽ ِ َِب و َد ًمو ‪َ ،‬و َٓ َي ْع ِضدَ ِ َِب و‬
‫ِٓ ْم ِر ٍئ ُي ْم ِم ُـ ٔم ِوهللِ َوا‪٬‬مْ َق ْق ِم ْأ ِ‪ٙ‬م ِر ؛ َأ ْن َي ْس ِػ َ‬
‫ِ‬ ‫َول ر‪ٟ‬م ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫قفو ‪٩َ ،‬م ُؼق‪٬‬مُقا ‪ :‬إِ َّن اهللَ‬
‫قل اهللِ ‪٩ ‬م َ‬ ‫َ‪٠‬م َج َر ًة ‪٩َ .‬من ِ ْن َأ َ٘مدٌ ٕم ََر‪ٙ‬مَّ َص ‪٬‬مؼت َ ُ‬
‫ور ‪،‬‬‫قفو َ‪ٟ‬م و َ‪٣‬م ًي ِم ْـ َْن َ ٍ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‪٪‬مدْ َأذ َن ‪٬‬م َر ُ‪ٟ‬مق‪٬‬مف ‪َ ،‬و ََل ْ َيلْ َذ ْن ‪٬‬مَؽ ُْؿ ‪َ .‬وإِك َََّم َأذ َن ِٓم ‪٩‬م َ‬
‫ا‪٬‬مش ِ‬
‫وهدُ‬ ‫س ‪َ .‬و‪٬‬مْ ُقبَ ِّؾ غْ َّ‬ ‫ت ُ٘م ْر َمت َُفو ا‪٬‬مْقَ ْق َم ‪٫‬م َُح ْر َمتِ َفو ٔم ِ ْوٕ َ ْم ِ‬ ‫ُٖم َّؿ َ‪٣‬م و َد ْ‬
‫ا‪٬‬مْغَوئِ َى] (ٕ) ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والشافعي والبيهقي وأبو نعيم والبزار وابن أيب عاصم ُب السنة ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن‬
‫والطرباين عن أيب شريح ‪ . ‬والبخاري ومسلم ُب صحيحيهما والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن أيب‬
‫شيبة والبيهقي ُب السنن وال طرباين والدارقطِب عن ابن عباس ‪ . ‬والبخاري ومسلم ُب‬
‫صحيحيهما والبيهقي ُب السنن وأبو عوانة وأبو يعلى والدارقطِب وابن حباف عن أيب‬
‫ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 137 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬
‫وشرع اهلل تعأب لو ‪ ‬أف ي َشِّرع ‪٤‬بن شاء ‪ ،‬ما شاء ‪ُِ .‬‬
‫وٰب َّل ٍ‬
‫لبعض ‪َ ،‬ما ُحِّرَـ‬ ‫ُ َ‬
‫ض ‪ ،‬وشرع تعأب لو أف ُٯبيز ُب حاالت ‪٨‬بصوصة ‪ ،‬ما ال ٯبيزه ُب‬ ‫َعلى بَػ ْع ٍ‬
‫حاالت أخرى ‪ ،‬فهو ‪ ‬كما قاؿ فيو اإلماـ البوصّبي ‪: ‬‬

‫َأ َٔم َّر ّم َ‪٪‬م ْق ِل ٓ ِمـْ ُف َوٓ َك َع ِؿ‬ ‫أم ر ا‪٬‬مـَّ ِ‬


‫وهل َ‪٩‬مال َأ َ٘مدٌ‬ ‫ُ‬
‫َك بِقـو ِ‬
‫ُّ‬

‫وذلك كما نستدؿ عليو فيما يلي من األحاديث ‪ ،‬الٍب نورد منها أحد‬
‫عشرة مسألة على سبيل ا‪٤‬بثاؿ ‪ ،‬ال ا‪٢‬بصر ‪:‬‬

‫‪- 138 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬

‫‪ -1‬مسألة رضاع الكبير ‪:‬‬

‫جعل رسوؿ اهلل ‪ ‬رضاع سآب مؤب أيب حذيفة ‪ -‬وىو كبّب ‪ -‬رضاعا‬
‫ُٰبَِّرـ ‪ ،‬فقد ُروي َ‪٤‬م ْـ أم ا‪ٛ‬مڃمٱمپم‪٦‬م ا٭مسڀمدة َ‪٤‬مچمئِ َٲم َڈم رِض اهلل ‪٤‬مپمٿمچم أِنچم ‪٫‬مچم٭مډم ‪:‬‬
‫َډم ‪-‬‬ ‫َأ َن َ‪٠‬مچم‪ٛ‬مًِچم َٱم ْق َ‪٧‬م َأ ِيب ُ‪ٙ‬م َذ ْي َٹم َڈم ‪٬ ،‬مَچم َن َٱم َع َأ ِيب ُ‪ٙ‬م َذ ْي َٹم َڈم َو َأ ْهټمِ ِف ِْم َٕمڀمَِْ ِٿم ْؿ ‪٪َ ،‬م َڂمٖم ْ‬
‫ډم ‪ :‬إِ َن َ‪٠‬مچم‪ٛ‬مًِچم َ‪٫‬مدْ َٕم َټم َغ َٱمچم َيبْ ُټم ُغ‬ ‫َٖم ْٷمپمِل ا ْٕمپمَ َڈم ُ‪٠‬م َٿمڀمْ ٍؾ ْٕم ِـ َ‪٤‬م ْٽمرو ‪ -‬ا٭مپمَبِ َل ‪٪َ ، ‬م َٺمچم َ٭م ْ‬
‫ا٭مر َ٘م ُچمل ‪َ ،‬و َ‪٤‬م َٺم َؾ َٱمچم َ‪٤‬م َٺم ُټمقا ‪َ ،‬وإِ َځم ُف َيدْ ُ‪ٚ‬م ُؾ َ‪٤‬م َټمڀمْپمَچم ‪َ ،‬وإِ ِِّّن َأ ُ‪٣‬م اـ َأ َن ِْم َځم ْٹم ِ‬
‫س َأ ِيب‬ ‫ِّ‬
‫حت ُر ِم ل َ‪٣‬م َؾقْ ِف ‪،‬‬ ‫‪ٙ‬م َذي َٹم َڈم ِٱمـ َذ٭م ِ َؽ َ‪١‬مڀمئًچم ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ََل چم ا٭مپمَبِل ‪َ [ : ‬أ ر ِض ِع ِ‬
‫قف َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫س َأ ِِب ُ٘م َذ ْي َػ َي] ‪٪َ .‬م َر َ٘م َٷم ْډم ‪٪َ ،‬م َٺمچم َ٭م ْډم ‪ :‬إِ ِِّّن َ‪٫‬مدْ‬ ‫ى ا‪٬‬مَّ ِذي ِّم َك ْػ ِ‬ ‫َو َي ْذ َه ُ‬
‫ڇم ا َ٭م ِذ ي ِْم َځم ْٹم ِ‬
‫س َأ ِيب ُ‪ٙ‬م َذ ْي َٹم َڈم ‪ .‬وُب بعض الروايات زيادة‬ ‫َأ ْر َض ْٷمَُ ُف ‪٪َ ،‬م َذ َه َ‬
‫ػ ُأ ْر ِض ُٷم ُف َو ُه َق َر ُ٘م ٌؾ‬ ‫أنو ‪٤‬با قاؿ ‪٥‬با النيب ‪ : ‬أرضعيو ‪٫َ .‬مچم َ٭م ْ‬
‫ډم ‪َ :‬و َ‪٬‬م ْڀم َ‬
‫‪٬‬مَبِ ٌ‪ٝ‬م ؟ ‪( .‬وْم روايڈم ‪٬ :‬مڀمػ أرضٷمف وهق ذو حلڀمڈم ؟) ‪٪َ .‬مََبَ َس َؿ َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قل اهللِ‬
‫‪َ ، ‬و َ‪٫‬م َچمل ‪٪َ [ :‬مدْ َ‪٣‬مؾِ ْؿ ًُ َأ َّك ُف َر ُٗم ٌؾ َ‪٫‬مبِ ٌ‪ٜ‬م] (ٔ) ‪.‬‬

‫قاؿ القاسم بن ‪٧‬بمد ‪ :‬إ٭با كاف ذلك رخصة من رس ػ ػوؿ اهلل ‪ ‬لسآب ‪ٍ ،‬ب‬

‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن ماجة وعبد الرزاؽ والطرباين ُب الكبّب وابن أيب‬
‫عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين وأبو عوانة وابن حباف وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة وابن راىويو عن أـ‬
‫ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪.‬‬

‫‪- 139 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫ٓب يرخص رسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب رضاع على فرؽ (أي على كِرب) ألحد بعده ‪.‬‬
‫وبديهي أف ىذا الرضاع قد ًب بطريقة غّب مباشرة ‪ ،‬وبدوف أف يلمس فاه‬
‫ثديها ‪ ،‬أي بأف تنزؿ ىي بعضا من اللنب ُب كوب ‪ ،‬أو ما شابو ذلك ‪ٍ ،‬ب‬
‫يشربو ىو ‪.‬‬
‫وقد أورد ا‪٢‬بافظ ابن حجر العسقبلين ُب فتح الباري قوؿ أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة‬
‫(أ َٔمك َ‪ٟ‬موئِر َأز َْواج ا‪٬‬مـَّبِ ّل ‪َ ‬أ ْن ُيدْ ِ‪ٙ‬م ْؾ َـ َ‪٣‬م َؾ ْق ِف َّـ‬
‫أـ سلمة رضي اهلل عنها ‪َ :‬‬

‫ا‪٬‬مر َضو َ‪٣‬مي ‪َ ،‬و ُ‪٪‬م ْؾ َـ ‪٬‬مِ َعوئِ َشي ‪َ :‬واهلل َمو ك ََرى َه َذا إِ َّٓ ُر ْ‪ٙ‬م َصي ‪٬‬مِ َس ِوَلٍ ‪٩َ ،‬م ََم‬
‫ؽ َّ‬ ‫َأ َ٘مدً ا ٔمِتِ ْؾ َ‬
‫ا‪٬‬مر َضو َ‪٣‬مي َو َٓ َر َأ ْيتـَو ) (ٔ) ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُه َق ٔمِدَ ا‪ٙ‬م ٍؾ َ‪٣‬م َؾ ْقـَو َأ َ٘مدٌ ِ َِبذه َّ‬

‫مع أف األحاديث الصحيحة ‪ ،‬تدلنا على أف الرضاع احملرـ ىو ما كاف ُب‬


‫الصغر ‪ ،‬قبل العامْب ‪ ،‬بدليل األحاديث التالية ‪:‬‬
‫و‪٣‬م ِي] (ٕ) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ا‪٬‬مر َضو َ‪٣‬م َي م ْـ َ‬
‫ا‪ٚ‬مج َ‬ ‫‪َّ [ ‬‬
‫احلرٱمڈم ؛ و َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َت ّؾ ِ َِبچم‬ ‫قاؿ ابن حجر ُب الفتح ‪َ :‬أ ْي َ‬
‫ا٭مر َضچم َ‪٤‬مڈم ا َ٭مَل َٖم ْث ُبډم ِ َِبچم ْ ُ ْ َ َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه مالك ُب ا‪٤‬بوطأ ومسلم ُب صحيحو والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي وعبد الرزاؽ وأبو عوانة‬
‫وابن حباف والشافعي ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة‬
‫والبيهقي ُب السنن والدارمي وأبو عوانة والطيالسي وابن راىويو عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة‬
‫رضي اهلل عنها ‪.‬‬

‫‪- 141 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫ا٭مر ِضڀمع ‪٢‬مِ ْٹم ًّل ‪ ،‬٭م ِ َسدِّ ا٭م َټم َبـ َ٘م ْق َ‪٤‬مَف ‪َ َِٕ ،‬ن‬ ‫ِ‬
‫اْلَ ْټم َقة ؛ ه َل َ‪ٙ‬م ْڀم ُڊم َي ُٻمقن َ‬ ‫ْ‬
‫َج ْز ٍء ِٱم ْـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َٱمٷمدَ ٖمف َضٷمڀم َٹمڈم َيٻمْٹم َڀمٿمچم ا٭م َټم َبـ ‪َ ،‬و َيپمْ ُبډم ٕمِ َذ٭م َؽ َحلْٽمف ‪٪َ ،‬م َڀمٳم‪ٝ‬م ‪٬‬م ُ‬
‫ِ‬

‫َ‪ٞ‬مة‬ ‫دهچم ‪٪َ ،‬م َٻم َڂم َځم ُف َ‪٫‬م َچمل َٓ َر َض َ‬


‫چم‪٤‬مڈم ُٱم ْٷمَ َ َ‬ ‫ا‪ٛ‬مر ِض َٷمڈم ‪٪َ ،‬م َڀم ْٲم َ ِ‪ٟ‬مك ِْم ْ‬
‫احلُ ْر َٱمڈم َٱم َع َأ ْو َٓ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫إِ َٓ ا‪ٛ‬م ْٸمپم َڀمڈم َ‪٤‬م ِـ َ‬
‫ا‪ٛ‬مجچم َ‪٤‬مڈم ‪َ ،‬أ ْو ا‪ٛ‬م ْٵمٷم َٽمڈم ٱم َـ َ‬
‫ا‪ٛ‬مجچم َ‪٤‬مڈم ‪.‬‬

‫ا٭مٳم ب ِ اك ٓ َ‬ ‫ت ‪٪َ ،‬م َج َٷم َؾ َ‬ ‫‪٬ ‬مچمن َر ُ٘م ٌؾ َٱم َٷم ُف ا ْٱم َر أَ ُٖم ُف ‪َ ،‬و ُه َق ِٓم َ‪٠‬م َٹم ٍر ‪٪َ .‬م َق َ٭م دَ ْ‬
‫ص َ٭م بَپم َ َٿم چم َو َي ُٽم اج ُف ‪َٙ ،‬م ََك َو َ٘م دَ َ‪٢‬م ْٷم َؿ َ٭م بَپم ِ َٿمچم‬
‫ص ‪٪َ ،‬م ڂمَ َ‪ٚ‬م َذ َز ْو ُ٘م َٿم چم َي ُٽم ا‬ ‫َي ُٽم ا‬
‫ق‪٠‬م ك إ َ ْ‪١‬م َٷم ِر َى ‪٪َ ، ‬م َذ َ‪٬‬م َر َذ ٭م ِ َؽ َ٭م ُف ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪:‬‬ ‫ِِ‬
‫ِٓم َ‪ٙ‬م ْټم ٺم ف ‪٪َ ،‬م َڂم ٖمَك َأ َٕم چم ُٱم َ‬
‫ْډم ا َ٭م ِذ ى‬ ‫ډم َ‪٤‬م َټم ڀم َؽ اٱم ر أَ ُٖم َؽ ‪٪َ .‬م ڂمَ ٖمَچمه إم ـ ٱم س ٷم ٍ‬
‫قد ‪٪َ ‬م َٺم َچمل ‪ :‬أَ ځم َ‬ ‫ُ ْ ُ َ ْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‪ٙ‬م ُر َٱم ْ‬
‫قل اهللِ ‪َ َ ٓ[ : ‬ر َض و َع إ ِٓ َّ َمو‬ ‫ُٖم ْٹم َ ِك َه َذ ا ٕم ِ َٻم َذ ا َو َ‪٬‬م َذ ا ؟ ‪َ .‬و َ‪٫‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫َ‪٠‬م دَّ ا‪٬‬مْ َع ظْ َؿ ‪َ ،‬و أَ ْكبَ ًَ ا‪٬‬م َّؾ ْح َؿ ] (ٔ) ‪.‬‬
‫احلق َ‪٬‬م ْ ِ‬
‫‪٥‬م] (ٕ) ‪.‬‬ ‫َون ِْم ْ‬
‫وع إَِّٓ َمو ‪٫‬م َ‬
‫‪ ‬و‪٫‬مق٭مف ‪َ َٓ[ : ‬ر َض َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه أبو داود والبيهقي ُب السنن والدارقطِب و(اللفظ لو) عن ابن مسعود ‪ . ‬وابن ا‪٤‬بقرئ‬
‫ُب معجمو عن ابن عباس ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه الدارقطِب عن ابن عباس ‪ ‬مرفوعا ‪ ،‬ورواه البيهقي ُب السنن وُب ا‪٤‬بعرفة وعبد الرزاؽ‬
‫وسعيد بن منصور عن ابن عباس ‪ ‬موقوفا ‪ .‬وقاؿ البيهقي ‪ :‬الصحيح موقوؼ ‪ .‬ورواه ابن‬
‫أيب شيبة والبيهقي ُب السنن وسعيد بن منصور عن ابن مسعود ‪ ‬موقوفا ‪.‬‬

‫‪- 141 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ -2‬مسألة أمره ‪ ‬للبراء ‪ ‬بلبس َّ‬


‫الذ َىب ‪:‬‬

‫‪ٞ‬م ِاء َ‪ٚ‬م َچمَتًچم ِٱم ْـ‬ ‫ِ ٍ‬


‫فقد حدَّث ُُم َ َٽمدُ ْٕم ُـ َٱمچم٭مؽ ٱمق‪٧‬م ا٭م‪ٞ‬ماء ‪٫َ ، ‬م َچمل ‪َ :‬ر َأ ْي ُډم َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ا ْ٭م َ َ‬
‫ڇم ‪َ ،‬و َ‪٫‬مدْ َِنَك َ‪٤‬مپمْ ُف ا٭مپمَبِ ال ‪ ‬؟ ‪.‬‬ ‫قن َ٭م ُف ‪َِ :‬ل َ َ َ‬
‫تَ َُؿ ٕمِ َ‬
‫چم٭مذ َه ِ‬ ‫َچمس َي ُٺمق ُ٭م َ‬
‫َچمن ا٭مپم ُ‬ ‫ڇم ‪َ ،‬و‪٬‬م َ‬ ‫َذ َه ٍ‬

‫ڀمٽم ٌڈم َي ْٺم ِس ُٽم َٿمچم ‪٠َ :‬م ْب ٌل‬ ‫ِ ِ‬


‫‪٦‬م َيدَ ْيف َ‪٩‬مپم َ‬‫قل اهللِ ‪َ ، ‬و َٕم ْ َ‬ ‫َ‪٪‬م َٺم َچمل ا ْ٭م‪ٞ‬ماء ‪َٕ :‬م ْڀمپمَچم ځم َْح ُـ ِ‪٤‬مپمْدَ ر‪٠‬م ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ََ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اْلچمٖم َُؿ ‪٪َ ،‬م َر َ‪٪‬م َع ‪‬‬ ‫َو ُ‪ٚ‬م ْرٗمل ‪ -‬اْلُ ْرٗمِ ال ‪َ :‬أ ْر َد ُأ ا‪ٛ‬مَََچم ِع وا٭مٸمَپمچمئِؿ ‪٪َ -‬م َٺم َس َٽم َٿمچم ‪َٙ ،‬مََك َٕمٺم َل َه َذا ْ َ‬
‫َ‪٢‬م ْر َ‪٪‬م ُف ‪٪َ ،‬مپمَ َٶم َر إِ َ‪٧‬م َأ ْص َحچمٕمِ ِف ‪ُٗ ،‬م َؿ َ‪ٚ‬م َٹم َض ‪ُٗ ،‬م َؿ َر َ‪٪‬م َع َ‪٢‬م ْر َ‪٪‬م ُف ‪٪َ ،‬مپمَ َٶم َر إِ َ٭م ْڀم ِٿم ْؿ ‪ُٗ ،‬م َؿ‬
‫َ‪ٚ‬م َٹم َض ‪ُٗ ،‬م َؿ َر َ‪٪‬م َع َ‪٢‬م ْر َ‪٪‬م ُف ‪٪َ ،‬مپمَ َٶم َر إِ َ٭م ْڀم ِٿم ْؿ ُٗم َؿ َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ : ‬أ ْي َٕم َرا ُء] ‪٪َ .‬م ِج ْئ َُ ُف ‪َٙ ،‬مََك‬
‫اْلچمٖمَؿ ‪٪َ ،‬م َٺمب َض َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ُ‪٬‬مر‪٠‬م ِ‬ ‫َ‪٫‬مٷمدْ ُت ٕم َ ِ‬
‫‪٢‬مرف ا٭مزَ ځم ِْد‬
‫ُ‬ ‫– ا٭م ُٻم ْر ُ‬
‫‪٠‬مقع ‪:‬‬ ‫ق‪٤‬مل‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪٦‬م َيدَ ْيف ‪٪َ ،‬م َڂم َ‪ٚ‬م َذ ْ َ َ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫هلل‬ ‫ا٭مذي ي‪٥‬م ِاْلپم ِْٯم‪ ،‬وهق ا٭مپمچمٖمئ ‪٤‬مپمد ُا٭مر‪٠‬مغ ‪ُٗ -‬م َؿ َ‪٫‬م َچمل ‪ُٙ [ : ‬م ْذ ا ْ‪٬‬م َب ْس َمو ‪٫‬م ََس َ‬
‫وك ا ُ‬
‫قل‬ ‫ػ َٖم ْڂمٱمر ِ‬
‫وِّن َأ ْن َأ َض َع َٱمچم َ‪٫‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫‪ٞ‬ما ُء ‪َ ‬ي ُٺم ُ‬
‫قل ‪٬َ :‬م ْڀم َ ُ ُ‬ ‫َو َر ُ‪ٟ‬مق ُ‪٬‬م ُف] ‪َ .‬و‪٬‬م َ‬
‫َچمن ا ْ٭م َ َ‬
‫اهللِ ‪[ : ‬ا ْ‪٬‬م َب ْس َمو ‪٫‬م ََس َ‬
‫وك اهللُ َو َر ُ‪ٟ‬مق ُ‪٬‬م ُف] (ٔ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد وأبو يعلى عن ‪٧‬بمد بن مالك ‪ . ‬وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ُب ‪٦‬بمع الزوائد عن ىذا‬
‫ا‪٢‬بديث ‪٧[ :‬بمد بن مالك مؤب الرباء وثقو ابن حباف وأبو حاًب ولكن قاؿ ابن حباف ٓب‬
‫يسمع من الرباء ‪ ،‬قلت ‪ :‬قد وثقو ‪ ،‬وقاؿ ‪ :‬رأيت ‪ ،‬فصرح ‪ ،‬وبقية رجالو ثقات] اىػ ‪ .‬وروى‬
‫ابن أيب شيبة عن أيب السفر قاؿ ‪( :‬رأيت على الرباء خا‪ٛ‬با من ذىب) ‪ .‬وقاؿ ا‪٢‬بافظ ابن‬
‫حجر ُب فتح الباري ‪ :‬اسناده صحيح ‪.‬‬

‫‪- 142 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬

‫‪ -3‬مسألة ترخيصو ‪ ‬لعبد الرحمن بن عوؼ والزبير بن العوام‬


‫‪ ‬بلبس الحرير ‪:‬‬

‫ف َو‪٬‬مِؾ ُّز َٔم ْ ِ‪ٜ‬م ْٔم ِـ‬


‫قل اهللِ ‪٬ ‬مِعب ِد ا‪٬‬مرْح ِـ ٔم ِـ ‪٣‬مق ٍ‬
‫َ ْ َّ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫َس ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ ( :‬ر َّ‪ٙ‬م َص َر ُ‪ٟ‬م ُ‬
‫َ‪٤‬م ْـ َأځم ٍ‬

‫ا‪٬‬مس َػ ِر ِم ْـ ِ٘مؽ ٍَّي ‪٫‬مَوك ًَْ ِِبِ ََم) (ٔ) ‪.‬‬


‫ص احل ِر ِير ِّم َّ‬
‫ا ْ‪٬‬م َع َّقا ِم ِّم ُ‪٪‬م ُؿ ِ‬

‫فهذه خصوصية ‪٥‬بما ‪ ،‬واستثناء من القاعدة العامة ؛ وىي أف ا‪٢‬برير‬


‫حراـ على رجاؿ األمة حبلؿ لنسائها ‪ ،‬كما ورد ُب األحاديث‬
‫الصحيحة ‪:‬‬
‫هلل ‪ٔ ‬مِ َس ْب ٍع ‪َ ،‬و َْنَوكَو َ‪٣‬م ْـ‬
‫قل ا ِ‬ ‫ب ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ :‬‬
‫(أ َم َركَو َر ُ‪ٟ‬م ُ‬ ‫‪ٞ‬م ِاء ْٕم ِـ َ‪٤‬م ِ‬
‫چمز ٍ‬ ‫‪٪َ ‬م َٷم ِـ ا ْ٭م َ َ‬
‫س ‪َ ،‬وإِ َٗمو َٔم ِي‬
‫قً ا ْ‪٬‬م َعو‪١‬مِ ِ‬
‫الـَوز َِة ‪ ،‬وٕم َْش ِؿ ِ‬
‫َ‬ ‫يض ‪َ ،‬وا ِّٕم َبو ِع ِْ‬ ‫َ‪ٟ‬م ْب ٍع ‪َ .‬أ َم َركَو ٔمِ ِع َقو َد ِة ِ‬
‫ا‪ٚ‬مر ِ‬

‫َٮم ا‪ٚ‬م ْظ ُؾق ِم ‪َ ،‬وإِ ْٔم َر ِار ا‪ٚ‬م ْؼ ِس ِؿ ‪َ .‬و َْنَوكَو َ‪٣‬م ْـ‬ ‫ِ‬
‫ا‪٬‬مدَّ ا‪٣‬مل ‪َ ،‬وإِ ْ‪٩‬م َشوء َّ‬
‫ا‪٬‬مس َال ِم ‪َ ،‬وك ْ ِ‬ ‫ِ‬

‫ب ِّم ا ْ‪٬‬م ِػ َّض ِي ‪َ -‬أ ْو َ‪٪‬م َول آكِ َق ِي ا ْ‪٬‬م ِػ َّض ِي ‪َ -‬و َ‪٣‬م ْـ‬
‫ا‪٬‬م‪٧‬م ِ‬
‫ى ‪َ ،‬و َ‪٣‬م ْـ ُّ ْ‬ ‫ا‪٬‬مذ َه ِ‬ ‫َ‪ٙ‬م َقإمِق ِؿ َّ‬
‫اإل ْ‪ٟ‬مت ْ ََ‪ٝ‬م ِق) (ٕ) ‪.‬‬ ‫س احل ِر ِير ‪َ ،‬وا‪٬‬مدِّ ي َبوجِ ‪َ ،‬و ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ز ‪َ ،‬و َ‪٣‬م ْـ ُ‪٬‬م ْب ِ‬‫ا‪ٚ‬م َقوٖم ِر ‪َ ،‬وا ْ‪٬‬م َؼ ِّ ِّ‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن وأبو‬
‫عوانة وأبو يعلى وابن حباف ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والبيهقي ُب الشعب وأبو عوانة وابن حباف ُب صحيحو‬
‫والتربيزي ُب ا‪٤‬بشكاة ‪.‬‬

‫‪- 143 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫ى َواحل ِر ُير‬ ‫هلل ‪٫َ ‬م َچمل ‪ُ [ :‬أ ِ٘م َّؾ َّ‬
‫ا‪٬‬مذ َه ُ‬ ‫ق‪٠‬مك ‪َ ‬أ َن َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل ا ِ‬ ‫‪ ‬و َ‪٤‬م ْـ َأ ِيب ُٱم َ‬
‫ُقر َهو] (ٔ) ‪.‬‬ ‫َوث ُأ َّمتِل ‪َ ،‬و ُ٘م ِّر َم َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُذ‪٫‬م ِ‬
‫إلك ِ‬ ‫ِِ‬

‫ٔ‪ -‬رواه النسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن وعبد الرزاؽ والطرباين والطيالسي وابن ا‪٤‬بنذر والروياين‬
‫وابن ا‪٤‬بقرئ وابن شاىْب ‪.‬‬

‫‪- 144 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬

‫‪ -4‬مسألة الذبح قبل صالة األضحى ‪:‬‬


‫ا٭مٳم َّل ِة ‪،‬‬
‫ب ‪٫َ ‬م َچمل ‪َٚ :‬م َٵم َبپمَچم ا٭مپمَبِ ال ‪َ ‬ي ْق َم ْإَ ْض َحك َٕم ْٷمدَ َ‬ ‫‪ٞ‬م ِاء ْٕم ِـ َ‪٤‬م ِ‬
‫چمز ٍ‬ ‫َ‪٤‬م ْـ ا ْ٭م َ َ‬
‫َ‪٪‬م َٺم َچمل ‪[ :‬إِ َّن َأ َّو َل َمو َك ْبدَ ُأ ِّم َي ْق ِمـَو َه َذا َأ ْن ك َُص ِّ َ‪٤‬م ‪ُٖ ،‬م َّؿ ك َْر ِٗم َع َ‪٩‬مـَـ َْح َر ‪٩َ ،‬م َؿ ْـ َ‪٩‬م َع َؾ‬
‫ا‪٬‬مص َال ِة َ‪٩‬منِك َََّم ُه َق َحل ٌؿ َ‪٪‬مدَّ َم ُف َِٕ ْهؾِ ِف ‪،‬‬ ‫وب ُ‪ٟ‬مـَّ َتـَو ‪َ ،‬و َم ْـ ك ََح َر َ‪٪‬م ْب َؾ َّ‬ ‫ؽ َ‪٩‬م َؼدْ َأ َص َ‬ ‫َذ‪٬‬مِ َ‬
‫َ‪٬‬م ْق َس ِم ْـ ا‪٬‬مـ ُّْس ِؽ ِّم َر ٍء] ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َر ُ٘م ٌؾ ِٱم ْـ ْإَځم َْٳم ِ‬
‫چمر ‪ُ ،‬ي َٺم ُچمل َ٭م ُف َأ ُٕمق ُٕم ْر َد َة ْٕم ُـ‬ ‫ْ‬
‫هلل َذ َٕم ْح ُډم ‪َ ،‬و ِ‪٤‬مپم ِْدي َ٘م َذ َ‪٤‬م ٌڈم َ‪ٚ‬م ْ ٌ‪ٝ‬م ِٱم ْـ ُٱم ِسپم ٍَڈم ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪: ‬‬ ‫قل ا ِ‬ ‫چمر ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫ځمِ َڀم ٍ‬

‫ُقّم ‪َ -‬أ ْو َ ْت ِز َي ‪٣َ -‬م ْـ َأ َ٘م ٍد َٔم ْعدَ َك] (ٔ) ‪ .‬فاستثناه‬ ‫اٗم َع ْؾ ُف َمؽَو َك ُف ‪َ ،‬و َ‪٬‬م ْـ ٕم ِ َ‬ ‫[ ْ‬
‫النيب ‪ ‬من شرط السن ‪ ،‬وجعلها خصوصية ‪٥‬بذا الرجل ُب ىذ الوقت ‪،‬‬
‫وال ٘بوز ُب وقت آخر ‪ ،‬أو لشخص آخر ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن والطرباين‬
‫ُب الكبّب والدارمي وأبو عوانة وأبو يعلى وابن حباف والطيالسي عن الرباء بن عازب ‪. ‬‬
‫وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين والطرباين ُب الكبّب عن أيب زيد‬
‫األنصاري ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد وأبو يعلى وابن حباف عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫‪- 145 -‬‬ ‫‪‬‬
‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ -5‬مسألة إقراره ‪ ‬شهادة خزيمة بن ثابت األنصاري ‪‬‬


‫بشهادة رجلين ‪:‬‬

‫چمب ا٭مپمَبِ ِّل ‪- ‬‬ ‫َ‪٤‬م ْـ ُ‪٤‬م ََم َر َة ْٕم ِـ ُ‪ٚ‬م َز ْي َٽم َڈم ‪َ ‬أ َن َ‪٤‬م َٽم ُف َ‪ٙ‬مدَ َٗم ُف ‪َ -‬و ُه َق ِٱم ْـ َأ ْص َح ِ‬

‫چم‪٠‬مَََْبَ َٷم ُف ا٭مپمَبِ ال ‪ ‬٭مِڀمَ ْٺم ِٴمڀمَ ُف َٗم َٽم َـ‬ ‫ِ‬
‫َأ َن ا٭مپمَبِ َل ‪ ‬ا ْٕمََچم َع َ‪٪‬م َر ً‪٠‬مچم ٱم ْـ َأ ْ‪٤‬م َر ِ ٍّ‬
‫ايب ‪٪َ ،‬م ْ‬
‫ايب ‪٪َ ،‬م َٵم ِٹم َؼ ِر َ٘م ٌچمل‬ ‫ا‪ٛ‬مٮم ‪َ ،‬و َأ ْٕم َٵم َڂم ْإ َ ْ‪٤‬م َر ِ ا‬
‫قل اهللِ ‪َ ْ ‬‬ ‫ْس َع َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‪٪‬م َر‪٠‬مف ‪٪َ ،‬م َڂم ْ َ‬
‫س ‪َ ،‬و َٓ َي ْٲم ُٷم ُر و َن َأ َن ا٭مپم َب ِ َل ‪‬‬ ‫ايب ‪٪َ ،‬م ڀمُ َس ِ‬
‫چمو ُٱم ق َځم ُف ٕم ِچم ْ٭م َٹم َر ِ‬ ‫َي ْٷم َ ِ‬
‫‪ٟ‬م ُض ق َن ْإ َ ْ‪٤‬م َر ِ َ‬
‫قل اهللِ ‪٪َ ، ‬م َٺم چم َل ‪ :‬إ ِ ْن ُ‪٬‬م پم َ‬
‫ْډم ُٱم بََْچم ً‪٤‬م چم َه َذ ا‬ ‫ايب َر ُ‪٠‬م َ‬‫ا ْٕم ََچم َ‪٤‬م ُف ‪٪َ ،‬م پمَچم َد ى ْإ َ ْ‪٤‬م َر ِ ا‬
‫س و إ ِ َٓ ٕم ِٷم َُف ‪٪َ .‬م َٺم چمم ا٭مپم َب ِل ‪ِٙ ‬م َ ِ ِ‬
‫ايب ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪:‬‬ ‫‪٦‬م َ‪٠‬م ٽم َع ځم دَ ا َء ْإ َ ْ‪٤‬م َر ِ ِّ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ا ْ٭م َٹم َر ِ َ‬
‫ايب ‪َ َٓ :‬واهللِ َٱمچم ٕمِ ْٷمَُ َٻم ُف ‪.‬‬ ‫ْؽ ] ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ْإ َ ْ‪٤‬م َر ِ ا‬ ‫[أَ َو ‪٬‬مَ قْ َس َ‪٪‬م دْ ا ْٔم تَ ْع تُ ُف ِم ـ َ‬
‫قل ‪َ :‬ه ُټم َؿ‬ ‫ايب َي ُٺم ُ‬ ‫ِ‬
‫ْؽ] ‪٪َ .‬م َٵمٹم َؼ ْإ َ ْ‪٤‬م َر ِ ا‬ ‫َ‪٪‬م َٺم َچمل ا٭مپمَبِ ال ‪َٔ [ : ‬م َ‪ٛ‬م َ‪٪‬مدْ ا ْٔمتَ ْعتُ ُف ِمـ َ‬
‫َؽ َ‪٫‬مدْ َٕمچم َي ْٷمََ ُف ‪٪َ .‬م َڂم ْ‪٫‬مبَ َؾ‬‫ډم ‪َ : ‬أځمَچم َأ ْ‪١‬م َٿمدُ َأ ځم َ‬ ‫َ‪١‬م ِٿمڀمدً ا ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ُ‪ٚ‬م َزي ٽم ُڈم ٕمـ َٗمچمٕمِ ٍ‬
‫ْ َ ْ ُ‬
‫ا٭مپمَبِ ال ‪٤َ ‬م َ‪ٜ‬م ُ‪ٚ‬م َز ْي َٽم َڈم ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪ٔ[ :‬م ِ َؿ ٕم َْش َفدُ ] ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪ٕ :‬مَِ َْٳم ِدي ِٺم َؽ َيچم‬
‫‪٦‬م (ٔ) ‪.‬‬ ‫قل اهللِ ‪١َ ‬م َٿمچم َد َة ُ‪ٚ‬م َز ْي َٽم َڈم ٕمِ َٲم َٿمچم َد ِة َر ُ٘م َټم ْ ِ‬
‫قل اهللِ ‪٪َ .‬م َج َٷم َؾ َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ِ‬
‫وْم روايڈم ‪َ :‬أ َن ا٭مپمَبِ َل ‪ْ ‬ا‪١‬م َ َ‬
‫‪ٟ‬مى ځمَچم َ‪٫‬م ًڈم ٱم ْـ َأ ْ‪٤‬م َر ِ ٍّ‬
‫ايب ‪َ ،‬و َأ ْو َ‪٪‬مچم ُه ا٭مثَ َٽم َـ ‪ُٗ ،‬م َؿ َ٘م َحـدَ‬
‫ٔ‪ -‬رواه أبو داود والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن وُب ا‪٤‬بعرفة وعبد الرزاؽ وا‪٢‬باكم ُب‬
‫ا‪٤‬بستدرؾ وصححو والطرباين ُب الكبّب وابن سعد ُب طبقاتو وابن عساكر ُب تارٱبو ‪.‬‬

‫‪- 146 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫قل ‪َ :‬وا َ‪٩‬مدْ َرا ُه ‪َ ،‬ه ُټم َؿ ٕمِ ِف َ‪١‬م ِٿمڀمدً ا ‪.‬‬ ‫ا‪٠‬مَِڀم َٹمچم َء ا٭مثَ َٽم ِـ ‪َ ،‬و َ٘م َٷم َؾ َي ُٺم ُ‬ ‫ْإ َ ْ‪٤‬م َر ِ ا‬
‫ايب ْ‬
‫َ‪٪‬م َٺم َچمل ‪[ : ‬مـ ي ْشفدُ ِٓم] ؟ َ‪٪‬م َٺم َچمل ُ‪ٚ‬م َزيٽم ُڈم ٕمـ َٗمچمٕمِ ٍ‬
‫ډم ‪َ : ‬أځمَچم َأ ْ‪١‬م َٿمدُ َ٭مؽ‬ ‫َْ ْ ُ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫ايب َٗم َٽم َـ ا٭مپمَچم َ‪٫‬م ِڈم ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪٫َ [ :‬مقْػَ ٕم َْش َفدُ ِٓم‬ ‫َؽ َأ ْو َ‪٪‬مڀمْډم ْإ َ ْ‪٤‬م َر ِ َ‬
‫قل اهللِ َأ ځم َ‬‫َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ إځمَچم ُځم َٳمدِّ ُ‪٫‬م َؽ ‪٪‬مِ َڀمَم َٖم ْڂمٖمِڀمپمَچم ٕمِ ِف ِٱم ْـ َ‪ٚ‬م َ ِ‪ٞ‬م‬‫ْض كَو] ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫حت ُ ْ‬‫َو ََل ْ َ ْ‬
‫ْ‪ٞ‬م ٕمِ ِف ِٱم ْـ َأ َد ِاء َٗم َٽم ِـ ا٭مپمَچم َ‪٫‬م ِڈم ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪: ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا٭مس ََمء ‪َ ،‬أ َ‪٪‬م َّل ُځم َٳمدِّ ُ‪٫‬مؽ ‪٪‬م َڀمَم ُت ِ ُ‬ ‫َ‬
‫[ َم ْـ َ‪٠‬م ِفدَ ‪٬‬مَ ُف ‪ٙ‬مُ َز ْي َؿ ُي ؛ َ‪٩‬م َح ْسبُ ُف] (ٔ) ‪.‬‬

‫ا‪٬‬مش َف و َد ِة ‪َ ،‬و ََل ْ َٕمؽ ُْـ َم َع ُف‬


‫ؽ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َّ‬ ‫ْح َؾ َ‬‫وُب رواية أنو ‪٫َ ‬م َچمل َ٭م ُف ‪َ [ :‬مو َ َ‬
‫وَض ا] ؟ ‪٫َ ،‬م َچمل ‪َ :‬صدَ ْ‪٫‬م َُ َؽ ‪ٛ‬مچم ِ٘م ْئ َډم ٕمِ ِف ‪َ ،‬و َ‪٤‬مټمِ ْٽم ُډم َأځم ََؽ ٓ َٖم ُٺم ُ‬ ‫ِ‬
‫قل إِٓ َ‪ٙ‬م اٺمچم ‪.‬‬ ‫َ٘م ً‬
‫قل اهللِ ‪َ [ : ‬م ْـ َ‪٠‬م ِفدَ َ‪٬‬م ُف ُ‪ٙ‬م َز ْي َؿ ُي ‪َ ،‬أ ْو َ‪٠‬م ِفدَ َ‪٣‬م َؾ ْق ِف َ‪٩‬م َح ْس ُب ُف] (ٕ) ‪.‬‬ ‫َ‪٪‬م َٺم َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬

‫ُب حْب أنو تعأب قاؿ ‪[ :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬

‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ] {البقرة ‪. }ٕٕٛ :‬‬

‫إذاً فقد اختص رسػ ػ ػوؿ اهلل ‪ ‬خزٲبة ‪ ‬هبذه الصفة ‪ .‬وىذه ا‪٣‬باصية وضعها‬

‫ٔ‪ -‬رواه ا‪٢‬بارث بن أيب أسامة ُب مسنده عن النعماف بن بشّب ‪ . ‬وابن سعد ُب طبقاتو عن‬
‫عمارة بن خزٲبة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه ا‪٢‬باكم وابن أيب عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين والبيهقي ُب السنن والطرباين ُب الكبّب وابن‬
‫أيب شيبة والبخاري ُب التاريخ وابن عساكر ُب تارٱبو وابن األثّب ُب أسد الغابة ‪.‬‬

‫‪- 147 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫الصحابة ‪ ‬موضع التنفيذ ‪ُ ،‬ب أخطر قضايا ىذه األمة ‪ ،‬أال وىو ‪ٝ‬بع‬
‫ػ‪،‬‬‫و٘م ِ‬
‫ػ ِّم ا‪ٚ‬مص ِ‬
‫ا‪٬‬مص ُح َ‬ ‫القرآف الكرًن ‪٫َ .‬م َچمل َزيدُ ٕمـ َٗمچمٕمِ ٍ‬
‫َ‬ ‫ً ُّ‬ ‫ډم ‪[ : ‬ك ََسخْ ُ‬ ‫ْ ْ ُ‬
‫هلل ‪َ ‬ي ْؼ َر ُأ ِ َِبو ‪٩َ ،‬م َؾ ْؿ‬ ‫ًْ َأ ْ‪ٟ‬م َؿ ُع َر ُ‪ٟ‬م َ‬
‫قل ا ِ‬ ‫قر ِة ْإَ ْ٘مز ِ‬
‫َاب ‪٫ُ ،‬مـ ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‪٩‬م َػ َؼدْ ُت آ َي ًي م ْـ ُ‪ٟ‬م َ‬
‫قل اهللِ ‪‬‬ ‫ي ‪ ،‬ا َّ‪٬‬م ِذي َٗم َع َؾ َر ُ‪ٟ‬م ُ‬ ‫ً ْإَك َْص ِ‬
‫ور ِّ‬
‫َأ ِٗمدْ هو إِ َّٓ مع ُ‪ٙ‬م َزيؿ َي ٔم ِـ َٖمؤمِ ٍ‬
‫َْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‪٠‬م َفو َد َٕم ُف َ‪٠‬م َفو َد َة َر ُٗم َؾ ْ ِ‬
‫‪٥‬م ‪َ ،‬و ُه َق َ‪٪‬م ْق ُ‪٬‬م ُف ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬

‫ﭘﭙ] {األحزاب ‪. )ٔ( ]}ٕٖ :‬‬

‫قل اهللِ ‪، ‬‬ ‫َو ُ‪ٚ‬م َز ْيٽم ُڈم هذا ‪٬‬مچمن ‪٫‬مد ر َأى ِْم ا‪ٛ‬مپمَچم ِم َأ َځم ُف ‪٠‬م َجدَ َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م َ٘م ْب َٿم ِڈم ر‪٠‬م ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قل اهللِ ‪َ ، ‬و َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬صدِّ ْق‬ ‫چمض َٵم َج َع َ٭م ُف َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫‪ٞ‬م ا٭مپمَبِ َل ‪ٕ ‬مِ َذ٭م ِ َؽ ‪٪َ ،‬م ْ‬
‫َ‪٪‬م َڂم ْ‪ٚ‬م َ َ‬
‫قل اهللِ ‪ . ‬وْم روايڈم َ‪٫‬م َچمل َ٭م ُف ا٭مپمَبِ ال‬ ‫وك] َ‪٪‬مس َجدَ َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م َ٘م ْب َٿم ِڈم ر‪٠‬م ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ؽ ُرؤْ َي َ‬ ‫ٔمِ َذ‪٬‬مِ َ‬
‫اصـ َْع ‪٫‬م َََم َر َأ ْي ًَ] (ٕ) ‪.‬‬ ‫‪ِ [:‬‬
‫اٗمؾ ْس ‪َ ،‬و ْا‪ٟ‬م ُجدْ ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ْ‬

‫وخزٲبة استشهد مع اإلماـ علي كرـ اهلل وجهو بصفْب ‪ ،‬بعد استشهاد عمار‬
‫بن ياسر ‪. ‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن وعبد الرزاؽ وعبد بن ‪ٞ‬بيد والطرباين‬
‫وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة وأبو داود ُب ا‪٤‬بصاحف ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد والنسائي وابن أيب عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين والطرباين وابن حباف وأبو نعيم ُب‬
‫ا‪٤‬بعرفة وا‪٢‬بارث ُب مسنده والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح وابن حجر ُب اإلصابة وابن سعد ُب‬
‫طبقاتو وابن األثّب ُب أسد الغابة ‪.‬‬

‫‪- 148 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬

‫‪ -6‬مسألة إقطاعو ‪ ‬تميماً الداري ‪ ‬أرض قومو بالشام ‪:‬‬

‫قاؿ ا‪٢‬بافظ السيوطي ‪ : ‬كاف ‪ ‬يقطع األراضي قبل فتحها ‪ ،‬ألف اهلل‬
‫وؿ اهللِ ‪[ : ‬إِ َّن اهللَ ز ََوى ِٓم ْإَ ْر َض ‪،‬‬
‫ملَّ َكو األرض كلها ‪ .‬فقد قَ َاؿ َر ُس ُ‬
‫َ‪٩‬م َر َأ ْي ًُ َم َش ِور َ‪٪‬م َفو َو َمغ َِور َ َِبو ‪َ ،‬وإِ َّن ُأ َّمتِل َ‪ٟ‬م َق ْب ُؾغُ ُم ْؾؽ َُفو َمو ز ُِو َي ِٓم ِمـ َْفو] (ٔ) ‪.‬‬
‫وُب ا‪٣‬برب أف رسوؿ اهلل ‪ ، ‬كتب لتميم بن أوس الدارى ‪ٔ[ : ‬مِ ْس ِؿ اهللِ‬
‫هلل ‪٬ ،‬مِت َِؿق ِؿ ْٔم ِـ َأ ْو ٍ‬
‫س ا‪٬‬مدَّ ِار ِّ‬
‫ي ‪َ ،‬أ َّن‬ ‫ُمؿ ٍد ر‪ٟ‬م ِ‬
‫قل ا ِ‬ ‫ا‪٬‬مرْح ِـ ا‪٬‬مر ِ٘مق ِؿ ‪ ،‬ه َذا ‪٫‬مِت ِ‬
‫َوب م ْـ ُ َ َّ َ ُ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ َ َّ‬
‫وء َهو َو َ٘م ْر َٖم َفو‬‫ُقن ‪٪َ ،‬م ْر َيت ََفو ُ‪٫‬م َّؾ َفو ‪َٟ ،‬م ْف َؾ َفو َو َٗم َب َؾ َفو َو َم َ‬
‫ً َ‪٣‬م ْقـ َ‬ ‫َ‪٬‬م ُف َ‪٪‬م ْر َي َي َ٘م ْ َ‬
‫‪ٝ‬مى َو َٔم ْق َ‬
‫يو َّ‪٪‬م ُف ‪٩‬مِ َقفو َأ َ٘مدٌ ‪َ ،‬و َٓ َيؾِ ْج ُف َ‪٣‬م َؾ ْق ِف ْؿ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َو َأ ْك َبو َ‪١‬م َفو َو َٔم َؼ َر َهو ‪َ ،‬و‪٬‬م َعؼبِف م ْـ َٔم ْعده ‪َ ُ َٓ ،‬‬
‫َأ َ٘مدٌ ٔمِ ُظ ْؾ ٍؿ ‪٩َ ،‬م َؿ ْـ َ‪٢‬م َؾ َؿ ُف ْؿ َأ ْو َأ َ‪ٙ‬م َذ ِم ْـ َأ َ٘م ٍد ِمـ ُْف ْؿ َ‪٠‬م ْقئًو ‪٩َ ،‬م َع َؾ ْق ِف َ‪٬‬م ْعـَ ُي اهللِ‬
‫ْج ِع َ‪٥‬م ] ‪ .‬وكتبو علي كرـ اهلل وجهو (ٕ) ‪.‬‬ ‫ا‪ٚ‬مالئِؽ َِي َوا‪٬‬مـ ِ‬
‫َّوس َأ ْ َ‬ ‫َو َ‬

‫قاؿ البكري ‪ُ ‬ب كتابو ‪( :‬معجم ما استعجم) ‪( :‬وكاف سليماف بن‬


‫عبد ا‪٤‬بلك إذا مر هبا ‪ٓ ،‬ب يعرج ‪ ،‬ويقوؿ ‪ :‬أخاؼ أف ‪ٛ‬بسِب دعوة رسوؿ‬
‫اهلل ‪. )‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو وأبو داود والَبمذي وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي وابن أيب عاصم ُب‬
‫اآلحاد وا‪٤‬بثاين وا‪٢‬باكم ُب ا‪٤‬بستدرؾ وصححو وابن حباف والشهاب والداين واألصبهاين‬
‫والروياين عن ثوباف ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد والبزار عن شداد بن أوس ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬أورده ابن ز‪٪‬بويو ُب األمواؿ وابن سعد ُب الطبقات وابن عساكر ُب تارٱبو ‪.‬‬

‫‪- 149 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫وىذا اإلقطاع ‪٥‬بم من رسوؿ اهلل ‪ ‬ىو إقطاع جازـ ‪ ،‬ال تعليق فيو ‪ُ ،‬ملزـ‬
‫‪٤‬بن خلفو من الصحابة ‪ ،‬فأنفذه ا‪٣‬بليفة عمر بن ا‪٣‬بطاب ‪. ‬‬
‫وكاف حجة اإلسبلـ أبو حامد الغزإب ‪ ‬قد أفٌب بكفر من عارض أوالد‬
‫‪ٛ‬بيم الداري ‪ ،‬فيما أقطعهم رسوؿ اهلل ‪. ‬‬

‫‪- 151 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬

‫‪ -7‬مسألة اختصاصو ‪ ‬سراقة بن مالك ‪ ‬بسواري كسرى‬


‫ومنطقو وتاجو ‪:‬‬

‫سراقة ىذا أدرؾ النيب ‪٤ ، ‬با ىاجر إٔب ا‪٤‬بدينة ‪ ،‬ودعا النيب ‪ ، ‬حٌب‬
‫ساخت رجبل فرسو إٔب صدرىا ُب أرض صلد ‪ ،‬فوثب عنها ‪ ،‬وقاؿ ‪ :‬يا‬
‫‪٧‬بمد ‪ ،‬قد علمت أف ىذا عملك ‪ ،‬فادع اهلل أف ينجيِب ‪٩‬با أنا فيو ‪،‬‬
‫فواهلل ألعمْب على من ورائي من الطلب ‪ ،‬وىذه كنانٍب ‪ ،‬فخذ منها‬
‫سهماً ‪ :‬فإنك ستمر بإبلي وغنمي ‪ُ ،‬ب موضع كذا وكذا ‪ ،‬فخذ منها‬
‫وٗم َي ٓم ‪٩‬مِ َقفو] ‪.‬‬
‫حاجتك ‪ .‬فقاؿ رسوؿ اهلل ‪َ٘ ٓ[ : ‬م َ‬

‫فأطلق ‪ ،‬فرجع إٔب أصحابو ‪ ،‬وجعل ال يلقى أحداً إال قاؿ ‪ :‬كفيتم ‪ ،‬ما‬
‫ىا ىنا ‪ .‬فبل يلقى أحداً إال رده ‪.‬‬
‫وإف أبا جهل ‪٤‬با ‪٠‬بع قصة سراقة أنشأ ىذين البيتْب ‪:‬‬

‫ُم َّؿ ِد‬


‫ٮم ُ َ‬ ‫ْسا َ‪٪‬م َي َي ْس َت ْغ ِقي ٔمِـَ ْ ِ‬
‫َُ‬ ‫وف َ‪ٟ‬م ِػ ْق َف ُؽ ْؿ‬
‫إِ ِّين َأ َ‪ٙ‬م ُ‬ ‫َٔمـ ِل ُمدْ ‪٬‬مٍٍِ‬
‫َ‪٩‬م ُق ْصبِ َح َ‪٠‬م َّتك َٔم ْعدَ ِ‪٣‬مز َو ُ‪ٟ‬م ْم َد ِد‬ ‫ْج َع ُؽ ْؿ‬‫َأ َّٓ ُي َػ ِّر َق َ ْ‬ ‫َ‪٣‬م َؾ ْق ُؽ ْؿ ٔمِ ِف‬

‫و‪٤‬با ‪٠‬بع سراقة شعر أيب جهل قاؿ ‪:‬‬

‫‪- 151 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫َِٕ ْم ِر َٗم َق ِادي إِ ْذ َٕم ُسقخُ َ‪٪‬م َقائِ ُؿ ُف‬ ‫ً َ‪٠‬م ِ‬


‫وهد ًا‬ ‫َأ َٔمو َ٘م َؽ ٍؿ َوا ِ‬
‫هلل َ‪٬‬م ْق ُ‪٫‬مـْ َ‬
‫ون َ‪٩‬م َؿ ْـ َذا ُي َؼ ِ‬
‫وو ُم ُف‬ ‫قل ٔمِ ُ‪ٝ‬م َه ٍ‬
‫ْ‬ ‫َر ُ‪ٟ‬م ٌ‬ ‫ؽ ٔمِ َل َّن ُ َ‬
‫ُم َّؿد ًا‬ ‫ً َو ََل ْ َٕم ْش ُؽ ْ‬‫َ‪٣‬مؾِ ْؿ َ‬
‫َأ َرى َأ ْم َر ُه َي ْقم ًو َ‪ٟ‬م َت ْبدُ و َم َعو‪٬‬مِـ َؿ ُف‬ ‫ػ ا‪٬‬م َؼ ْق ِم َ‪٣‬مـْ ُف َ‪٩‬منِ َّكـ ِل‬ ‫ؽ ٔمِ َؽ ِّ‬‫َ‪٣‬م َؾ ْق َ‬
‫وس ُ‪١‬م ًّرا ُي َسو‪٬‬مِـ ُؿ ُف‬ ‫قع ا‪٬‬مـَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ٔمِ َل َّن َْج َ‬ ‫ْس ِه ْؿ‬ ‫ٔمِ َلم ٍر يقد ا‪٬‬مـَّوس ‪٩‬مِ ِ‬
‫قف ٔمِ َل ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ ُّ‬

‫ْسى] ! ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ؽ إِ َذا َ‪٬‬مبِس َ ِ‬‫قػ ٔمِ َ‬


‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪ ‬لسراقة ‪٫َ [ :‬م َ‬
‫ً ‪ٟ‬م َق َاري ‪٫‬م ْ َ‬ ‫ْ‬
‫فلما أٌُب عمر ‪ ‬بسواري كسرى ‪ ،‬ومنطقتو وتاجو ُب وقعة القادسية ‪،‬‬
‫وظفر جنده ‪ ‬بالغنيمة ‪ ،‬دعا سراقة بن مالك ىذا ‪ ،‬فألبسو السوارين ‪.‬‬
‫وكاف سراقة رجبلً أزب الذراعْب ‪ ،‬كثّب شعرٮبا ‪ ،‬وقاؿ لو عمر ‪ :‬ارفع يديك‬
‫‪ ،‬وقل ‪ :‬اهلل أكرب ‪ ،‬ا‪٢‬بمد هلل الذي سلبهما كسرى بن ىرمز ‪ ،‬الذي كاف‬
‫يقوؿ ‪ :‬أنا رب الناس ‪ ،‬وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم ‪ ،‬أعرابيا من‬
‫بِب مدِب ‪ .‬فرفع صوتو ‪ ،‬وقاؿ ذلك (ٔ) ‪.‬‬
‫ُب ىذه القصة تنبأ النيب ‪ ‬بفتح فارس ‪ ،‬ووعد سراقة بسواري كسرى قبل‬
‫سنوات وسنوات من ‪ٙ‬بقيق ذلك ‪.‬‬
‫وىنا رخص النيب ‪ ‬لسراقة بلبس الذىب خصوصية لو ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬قصة سراقة أوردىا البيهقي ُب الدالئل والسنن وا‪٤‬بعرفة والطربي ُب هتذيب اآلثار والشافعي ُب‬
‫األـ ‪.‬‬

‫‪- 152 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬

‫‪ -8‬مسألة ترخيصو ‪ ‬لمعاذ بن جبل ‪ ‬في قبول الهدية ‪:‬‬

‫رخص لو ُب ذلك حْب بعثو إٔب اليمن قاضيا ‪ ،‬وال ٯبوز قبو‪٥‬با للقضاة ‪ ،‬وال‬
‫لغّبىم من سائر الوالة ‪ ،‬بعده ‪. ‬‬
‫ً‬ ‫فقد ورد أف النيب ‪ ‬قاؿ ‪٤‬بعاذ ‪ ‬حْب بعثو إٔب اليمن ‪[ :‬إِ ِّين َ‪٪‬مدْ َ‪٣‬م َر ْ‪٩‬م ُ‬
‫ؽ َاَل ِد َّي ُي ‪٩َ ،‬منِ ْن‬ ‫ؽ ِم َـ ا‪٬‬مدَّ ِ‬
‫يـ ‪َ ،‬و‪٪‬مدْ َ‪١‬م َّق ْب ُ‬
‫ً َ‪٬‬م َ‬ ‫يـ ‪َ ،‬وا‪٬‬مذي َ‪٪‬مدْ َر‪٫‬مِ َب َ‬
‫الء َك ّم ا‪٬‬مدِّ ِ‬
‫َٔم َ‬
‫ُأ ْه ِد َي َ‪٬‬م َؽ َر ٌء َ‪٩‬مو ْ‪٪‬م َب ْؾ] ‪٪ .‬مر٘مع ‪ٙ‬م‪٦‬م ر٘مع ٕمثّلٗم‪٦‬م رأ‪٠‬م ًچم أهديډم ٭مف (ٔ) ‪.‬‬

‫چمت َٕمپمِل ُ‪٠‬م َټم ْڀم ٍؿ ‪ُ ،‬يدْ َ‪٤‬مك‬ ‫مع أنو قد ورد عنو ‪ ‬أځمف ا‪٠‬م ََٷمٽم َؾ ر٘م ًّل َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م صدَ َ‪٫‬م ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َْ َ ُ‬
‫قل‬‫چم‪٠‬م َب ُف ‪٫َ ،‬م َچمل ‪َ :‬ه َذا َٱمچم ُ٭م ُٻم ْؿ ‪َ ،‬و َه َذا َه ِد َي ٌڈم ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫ِ‬
‫ا ْٕم َـ ا٭م َټمََبِ َڀمڈم ‪٪َ ،‬م َټم ََم َ٘مچم َء َ‪ٙ‬م َ‬
‫ُؽ إِ ْن ُ‪٫‬مـ َ‬
‫ًْ‬ ‫ؽ َه ِد َّيت َ‬ ‫ؽ ‪َ٘ ،‬متَّك ٕم َْلٕمِ َق َ‬ ‫قؽ َو ُأ ِّم َ‬‫ً َأٔمِ َ‬‫ً ِّم ٔمق ِ‬
‫اهلل ‪٩َ [ : ‬م َف َّال َٗم َؾ ْس َ َ ْ‬
‫ڇم ‪٪َ ،‬م َح ِٽمدَ اهللَ ‪َ ،‬و َأ ْٗمپمَك َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف ‪ُٗ ،‬م َؿ َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬أ َّمو َٔم ْعدُ َ‪٩‬منِ ِّين‬ ‫ِ‬
‫َصود ً‪٪‬مو] ‪ُٗ .‬م َؿ َ‪ٚ‬م َٵم َ‬
‫قل ‪َ :‬ه َذا َمو ُ‪٬‬مؽ ُْؿ ‪،‬‬ ‫ا‪٬‬مر ُٗم َؾ ِمـْؽ ُْؿ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ا ْ‪٬‬م َع َؿ ِؾ ‪ِِ ،‬مَّو َو َّٓ ِين اهللُ ‪٩َ ،‬م َقلْ ِيت َ‪٩‬م َق ُؼ ُ‬ ‫ِ‬
‫َأ ْ‪ٟ‬م َت ْعؿ ُؾ َّ‬
‫قف َو ُأ ِّم ِف َ٘متَّك ٕم َْلٕمِ َق ُف َه ِد َّي ُت ُف ‪َ .‬واهلل‬ ‫ً َأٔمِ ِ‬
‫ً ِٓم ‪َ .‬أ َ‪٩‬م َال ٗم َؾس ِّم ٔمق ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َو َه َذا َه ِد َّي ٌي ُأ ْه ِد َي ْ‬
‫ي ِؿ ُؾ ُف َي ْق َم ا ْ‪٬‬م ِؼ َق َوم ِي ‪٩َ ،‬م َ َ‬
‫ل ْ‪٣‬م ِر َ‪٩‬م َّـ‬ ‫ِ‬ ‫َٓ ي ْل ُ‪ٙ‬م ُذ َأ٘مدٌ ِمـْؽُؿ َ‪٠‬مقئًو ٔمِغ ِ ِ‬
‫َ‪ٜ‬م َ٘م ِّؼف ‪ ،‬إِ َّٓ َ‪٬‬مؼ َل اهللَ َ ْ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوء ‪َ ،‬أ ْو َٔم َؼ َر ًة ََلو ُ‪ٙ‬م َق ٌار ‪َ ،‬أ ْو َ‪٠‬مو ًة َٕم ْق َع ُر] ‪.‬‬ ‫هلل َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأ َ٘مدً ا مـْؽ ُْؿ َ‪٬‬مؼ َل ا َ ْ‬
‫يؿ ُؾ َٔمع ً‪ٜ‬ما َ‪٬‬م ُف ُر‪٨‬م ٌ‬

‫ٔ‪ -‬رواه الطربي ُب التهذيب وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة وابن قانع ُب معجمو وابن حجر ُب اإلصابة‬
‫وابن عساكر ُب تارٱبو ‪.‬‬
‫‪- 153 -‬‬ ‫‪‬‬
‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫ٮم‬ ‫چمض إِ ْٕمٵمِ ِف ‪َ ، ‬ي ُٺم ُ‬


‫قل ‪[ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َه ْؾ َٔم َّؾغ ُ‬
‫ًْ ؟ ‪َٔ .‬م ْ َ‬ ‫ُٗم َؿ َر َ‪٪‬م َع َيدَ ُه ‪َٙ ،‬مََك ُر ِئ َل َٕم َڀم ُ‬
‫َ‪٣‬م ْقـِل ‪َ ،‬و َ‪ٟ‬م ْؿ َع ُأ ُذ ِين] (ٔ) ‪.‬‬
‫وقاؿ ‪[ : ‬هدَ ايو إُمر ِ‬
‫اء ُ‪٨‬م ُؾ ٌ‬
‫قل] (ٕ) ‪.‬‬ ‫َ َ ََ‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد ُب مسنده والبيهقي ُب السنن وعبد الرزاؽ‬
‫والطرباين ُب األوسط والصغّب والدارمي وأبو عوانة وابن حباف ُب صحيحو وابن خزٲبة عن‬
‫أيب ‪ٞ‬بيد الساعدي ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه ابن أيب شيبة عن أيب سعيد ‪ . ‬والبيهقي ُب السنن وأبو عوانة وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة‬
‫عن أيب ‪ٞ‬بيد الساعدي ‪ . ‬وعبد الرزاؽ والطرباين ُب األوسط وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية عن جابر‬
‫بن عبد اهلل ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب واألوسط عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 154 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬

‫‪ -9‬مسألة إذنو ‪ ‬لإلمام علي بن أبي طالب كرم اهلل وجهو في‬
‫الجمع بين اسمو وكنيتو في الولد الذي يولد لو بعده ‪: ‬‬

‫َ‪٫‬م َچمل ا٭مپمَبِ ال ‪َٟ [ : ‬م ُّؿقا ٔمِ ْو‪ٟ‬م ِؿل ‪َ ،‬و َٓ َٕم ْؽ َتـُقا ٔمِ ُؽ ْـ َقتِل] (ٔ) ‪ .‬ىذه ىي‬
‫القاعدة ‪.‬‬
‫ولكنو ‪ ‬استثُب اإلماـ عليا كرـ اهلل وجهو منها ‪٪ .‬مٺمد ورد أن اإلٱمچم َم َ‪٤‬مټمِ اڀمچم َ‪٬‬م َر َم اهللُ‬
‫چم‪٠‬م ِٽم َؽ ‪َ ،‬و ُأ َ‪٬‬مپمِّ ِڀمف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قل اهلل َأ َر َأ ْي َډم إِ ْن ُو٭مدَ ِٔم َٕم ْٷمدَ َك َو َ٭مدٌ ؛ ُأ َ‪٠‬م ِّٽمڀمف ٕمِ ْ‬
‫َو ْ٘م َٿم ُف ‪٫‬مچمل ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهلل ‪ ‬٭مِ َٷم ِ ٍّ‪٥‬م (ٕ) ‪.‬‬ ‫ٕمِ ُٻمپمْ َڀمَِ َؽ ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ :‬ك َعؿ] ‪٪َ .‬مٻمَچمځم َْډم ر ْ‪ٚ‬م َٳم ًڈم ِٱم ْـ ر‪٠‬م ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬

‫وقاؿ النيب ‪ ‬لئلماـ علي كرـ اهلل وجهو ‪[ :‬إ َّك ُف َ‪ٟ‬م ُقق َ‪٬‬مدُ َ‪٬‬مؽ َٔم ْع ِدي ُ‪٨‬م َال ٌم ‪،‬‬
‫َ‪٩‬م َؼدْ ك ََح ْؾتف ْا‪ٟ‬م ِؿل َو ُ‪٫‬مـْ َقتِل ‪َ ،‬و َٓ َيِ ُّؾ َِٕ َ٘م ٍد ِم ْـ ُأ َّمتِل َٔم ْعدَ ُه] (ٖ) ‪ .‬وىو‬
‫اإلماـ ‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بنفية ‪. ‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫والبخاري ومسلم ُب صحيحيهما وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد عن أنس ‪ . ‬والبخاري ومسلم ُب‬
‫صحيحيهما وأبو داود وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد عن جابر بن عبد اهلل ‪ . ‬وغّبىم كثّب ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أبو داود وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي ُب السنن وا‪٤‬بعرفة والبخاري ُب األدب وُب‬
‫التاريخ وابن سعد ُب طبقاتو وابن عساكر ُب تارٱبو والدواليب ُب الكِب والتربيزي ُب‬
‫مشكاة ا‪٤‬بصابيح ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه البيهقي ُب الدالئل وابن سعد ُب طبقاتو وابن عساكر والذىيب ُب سّب أعبلـ النببلء عن‬
‫اإلماـ علي كرـ اهلل وجهو ‪.‬‬

‫‪- 155 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ -11‬مسألة إذنو ‪ ‬لإلمام علي كرم اهلل وجهو بالمكوث في‬


‫المسجد النبوي ُجنُبًا ‪:‬‬

‫‪٫‬مچمل ٖمٷمچم‪٧‬م ‪ [ :‬ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵﮶ ] {النساء ‪. }ٖٗ :‬‬

‫ىذه ىي القاعدة العامة ‪ .‬ولكنو ‪ ‬استثُب اإلماـ عليا كرـ اهلل وجهو‬
‫قل اهللِ ‪‬‬ ‫ڀمد ‪٫َ ، ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫من ىذه القاعدة ؛ فقد ورد َ‪٤‬مـ َأ ِيب ‪٠‬م ِٷم ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ج ِد‬
‫ى ِّم َه َذ ا ا‪ٚ‬م ْس ِ‬ ‫٭مِٷم ِ‪٥‬م َ‪٬‬مرم اهللُ و ٘مٿمف ‪[ :‬ي و ‪٣‬م ِ‪٤‬م َٓ َي ِ ُّؾ ِٕ َ٘م ٍد َأ ْن ُ ِ‬
‫ُي ـ َ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫َ ْ َ ُ‬ ‫َ ٍّ َ َ‬
‫َ‪٨‬م ْ ِ‪ٜ‬م ي َو َ‪٨‬م ْ ِ‪ٜ‬م َك] (ٔ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وحسنو والبيهقي ُب السنن والبزار وابن عساكر ‪.‬‬

‫‪- 156 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬

‫‪ -11‬مسألة تحريمو ‪ ‬على اإلمام علي بن أبي طالب كرم اهلل‬


‫وجهو أن يتزوج على السيدة فاطمة ‪:‬‬

‫ويُستفاد منو ‪ٙ‬برًن إيذائو ‪ ‬ىو وأىلو ‪ ،‬بكل وجو ‪ ،‬وعلى كل حاؿ ‪ ،‬وإف‬
‫تولَّد ىذا اإليذاء ‪٩‬با أصلو مباح ‪ .‬وٯبب منع ىذا اإليذاء ‪ ،‬حٌب ولو أدى‬
‫إٔب ‪ٙ‬برًن حبلؿ أحلو اهلل ‪.‬‬

‫فاألصل ىو إباحة تعدد الزوجات ‪ ،‬لقولو تعأب ‪[ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬

‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ] {النساء ‪. }ٖ :‬‬

‫ولكن رسوؿ اهلل ‪ ‬حرـ على اإلماـ علي كرـ اهلل وجهو ‪ ،‬أف ٯبمع بْب‬
‫ابنتو السيدة فاطمة رضي اهلل عنها ‪ ،‬وبْب غّبىا ‪ ،‬فقد ورد َ‪٤‬م ْـ ا‪ٛ‬مْ ِ ْس َق ِر‬
‫ْ‪ٞ‬م ‪[ :‬إ ِ َّن‬ ‫قل َو ُه َق َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ا‪ٛ‬مِْپم َ ِ‬ ‫قل اهلل ‪َ ‬ي ُٺم ُ‬ ‫ْٕم ِـ ِمَ ْ َر َٱم َڈم ‪٫َ ، ‬م َچمل َ‪٠‬م ِٽم ْٷم ُ‬
‫ډم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ى؛‬ ‫‪٤‬م ْٔم َـ َأ ِِب َ‪١‬مو‪٬‬مِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫َٔم ـِل ِه َشو ِم ْٔم ِـ ا‪ٚ‬م ِغ‪ٜ‬م ِة ْ ْ‬
‫ا‪ٟ‬متَل َذكُقا ّم أ ْن ُيـْؽ ُح قا ا ْٔمـَت َُف ْؿ َ‪٣‬م َّ‬ ‫َ‬
‫ى َأ ْن ُيطَ ِّؾ َؼ‬ ‫َ‪٩‬م َال آ َذ ُن ‪ُٖ ،‬م َّؿ َٓ آ َذ ُن ‪ُٖ ،‬م َّؿ َٓ آ َذ ُن ‪ .‬إِ َّٓ َأ ْن ُي ِريدَ ا ْٔم ُـ َأ ِِب َ‪١‬م و‪٬‬مِ ٍ‬

‫اِب و ‪َ ،‬و ُي ْم ِذيـِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ا ْٔمـَت ل ‪َ ،‬و َيـْؽ َح ا ْٔمـَت َُف ْؿ ‪٩َ .‬منِك َََّم ه َل َٔم ْض َع ٌي مـِّل ‪ُ ،‬ي ِريبُـل َم و َأ َر َ َ‬
‫َمو آ َذ َاهو] (ٔ) ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو وأبو داود والَبمذي والبيهقي والنسائي وأبو عوانة وابن حباف وابن‬
‫شاىْب وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية ‪.‬‬

‫‪- 157 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫ً ُأ َ٘م ِّر ُم‬


‫وُب رواية ‪٥‬بذا ا‪٢‬بديث ؛ قاؿ فيها رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬وإِ ِّين َ‪٬‬م ْس ُ‬
‫َ٘م َال ًٓ ‪َ ،‬و َٓ ُأ ِ٘م ُّؾ َ٘م َر ًامو] (ٔ) ‪.‬‬

‫ومعناه عندنا أنو ‪ُ - ‬ب منعو اإلماـ علي كرـ اهلل وجهو من ىذا الزواج ‪-‬‬
‫ال ٰبل حراما ‪ ،‬وال ٰبرـ حبلال ‪ ،‬ولكن ما يشرعو ‪ ‬وٰبكم بو ُب أي‬
‫مسألة ؛ ىو عْب ا‪٢‬ببلؿ وا‪٢‬براـ ‪ ،‬ليس غّبه ! ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود وأ‪ٞ‬بد والبيهقي وابن أيب عاصم والطرباين‬
‫والدارمي وأبو عوانة وابن حباف عن ا‪٤‬بسور بن ‪٨‬برمة ‪. ‬‬
‫‪- 158 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫ا‪٤‬براد بنقل كل ىذه األمثلة ؛ ىو اإلعبلـ بأنو ‪ ‬ىو الوكيل ‪ ،‬أو ىو‬
‫ض عنو ُب األحكاـ‬‫ا‪٤‬بوَّك ل من رب العزة سبحانو وتعأب ‪ ،‬وىو ا‪٤‬بَُف َّو َ‬
‫َ‬
‫الشرعية ‪ ،‬فيحكم باجتهاده ‪ ، ‬كأنو تعأب قاؿ لو ‪ :‬احكم ٗبا تشاء ‪،‬‬
‫اب ‪ ،‬موافق ‪٢‬بكمي ‪ ،‬وىذا لو ‪ ‬خاصة ‪،‬‬ ‫فما حكمت بو ؛ فهو صو ٌ‬
‫وليس لغّبه ‪.‬‬
‫وكثّب من العارفْب ٓب يرتض قو‪٥‬بم ‪ :‬أنو ‪ ‬حكم باجتهاده ‪ ،‬ألف ذلك ليس‬
‫من باب االجتهاد ‪ ،‬ألنو ليس عن دليل ‪ ،‬وإ٭با ىو ‪ ‬أراد ذلك ‪ ،‬فحكم‬
‫بو ‪ .‬فليس األمر اجتهاداً ‪ ،‬وإ٭با ىو كما قالت فيو أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة‬
‫اك] ! (ٔ) ‪.‬‬ ‫ور ُع ِّم َه َق َ‬
‫هلل َمو َأ َرى َر َّٔم َؽ إِٓ ُي َس ِ‬
‫رضي اهلل عنها ‪َ [ :‬وا ِ‬

‫وليس ألوٕب األمر (ٕ) أف يُ َشِّرعُوا شريعة ‪ ،‬إ٭با ‪٥‬بم األمر والنهي ‪ ،‬فيما ىو‬
‫مباح ‪٥‬بم ‪ ،‬ولنا ‪ .‬فإذا أمرونا ٗبباح ‪ ،‬أو هنونا عن مباح ‪ ،‬وأطعناىم ُب ذلك ‪،‬‬
‫أُ ِجرنا ُب ذلك أجر من أطاع اهلل ‪ ،‬فيما أوجبو عليو ‪ ،‬من أمر وهني ‪ .‬وىذا من‬
‫كرـ اهلل بنا ‪ .‬وال يشعر بذلك أىل الغفلة منا ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو والنسائي ُب السنن وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد ُب مسنده وأبو عوانة وابن‬
‫حباف وابن أيب حاًب ‪.‬‬
‫[ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ] {النساء ‪. }ٜ٘ :‬‬ ‫ٕ‪ -‬أي ُب قولو تعأب ‪:‬‬

‫‪- 159 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬

‫ﯤﯥ ] {األنفاؿ ‪ . }ٕٗ :‬فإف اهلل ورسولو ما يدعونا إال ‪٤‬با ٰبيينا بو ‪،‬‬
‫فلتكن منا اإلجابة على كل حاؿ ‪ ،‬إذا دعانا ‪ .‬فإنو ما نكوف ُب حاؿ إال‬
‫منو ‪ ،‬فبل ب ّد أف ‪٪‬بيبو إذا دعانا ‪ ،‬فإنو الذي يقيمنا ُب أحوالنا ‪ ،‬وإ٭با‬
‫فصل ىنا بْب دعوة اهلل ‪ ،‬ودعوة الرسوؿ ‪ ،‬لنتحقق من ذلك صورة ا‪٢‬بق‬
‫‪‬‬‫الٍب رسوؿ اهلل ‪ ‬عليها ‪ ،‬وىو الداعي ُب ا‪٢‬بالتْب إيانا ‪:‬‬
‫‪ ‬فإذا دعانا بالقرآف ‪ ،‬كاف مبلغاً وتر‪ٝ‬باناً ‪ ،‬وكاف الدعاء دعاء اهلل ‪،‬‬
‫‪‬‬‫فلتكن إجابتنا هلل ‪ ،‬واإل‪٠‬باع للرسوؿ ‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا دعانا بغّب القرآف ‪ ،‬كاف الدعاء دعاء الرسوؿ ‪ ، ‬فلتكن إجابتنا‬
‫للرسوؿ ‪. ‬‬
‫‪ ‬وال فرؽ بْب الدعاءين ُب إجابتنا ‪ ،‬وإف ‪ٛ‬بيز كل دعاء عن اآلخر ‪ ،‬بتميز‬
‫الداعي ‪:‬‬
‫و‪٬‬مسـ َِّي ‪٫ ،‬م َََم َيـ ِْز ُل‬ ‫ِ‬
‫َون ِٗم ْ ِ‪ٝ‬ميؾ َيـ ِْز ُل َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َر ُ‪ٟ‬مقل اهللِ ‪ٔ ‬مِ ُّ‬
‫وروي أنو ‪٫[ :‬م َ‬
‫‪ُ -‬‬
‫وهو ‪٫ ،‬م َََم ُي َع ِّؾ ُؿ ُف ا‪٬‬م ُؼ ْر َ‬
‫آن] (ٔ) ‪.‬‬ ‫ٔمِو‪٬‬م ُؼ ْر ِ‬
‫آن َ‪٩‬م ُق َع ِّؾ ُؿ ُف إِ ْي َ‬
‫ٔ‪ -‬أخرجو الدارمي وابن ا‪٤‬ببارؾ ُب الزىد وابن بطة العكربي ُب اإلبانة و‪٧‬بمد بن نصر ا‪٤‬بروزي ُب‬
‫السنة وا‪٣‬بطيب البغدادي ُب الفقيو وا‪٤‬بتفقو وُب الكفاية عن حساف بن عطية مرسبل ‪ .‬وقاؿ‬
‫ابن حجر العسقبلين ُب الفتح ‪ :‬أخرجو البيهقي بسند صحيح عن حساف بن عطية أحد‬
‫التابعْب من ثقات الشاميْب ‪.‬‬
‫‪- 161 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫يٌ َ‪٣‬مـِّل ‪،‬‬ ‫احلد ُ‬ ‫‪ -‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬أ َٓ ه ْؾ ‪٣‬مسك رٗم ٌؾ يب ُؾ ُغف ِ‬
‫َ َ َ َ ُ َْ ُ‬
‫َوب اهللِ ‪٩َ ،‬م ََم‬ ‫ِ‬ ‫َو ُه َق ُمتَّؽِ ٌئ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َأ ِريؽَتِ ِف ‪٩َ ،‬م َق ُؼ ُ‬
‫قل ‪َٔ :‬م ْقـَـَو َو َٔم ْقـَؽ ُْؿ ‪٫‬مت ُ‬
‫قف ٘م َال ًٓ ا‪ٟ‬متَح َؾ ْؾـَوه ‪ ،‬وم و وٗمدْ كَو ‪٩‬م ِ ِ‬
‫قف َ٘م َر ًامو َ٘م َّر ْمـَو ُه ‪َ .‬وإ ِ َّن‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ ْ ُ ََ َ َ‬ ‫َو َٗمدْ كَو ‪٩‬م َ‬
‫هلل] (ٔ) ‪.‬‬ ‫َم و َ٘م َّر َم َر ُ‪ٟ‬م ُ‬
‫قل اهللِ ‪٫ ‬م َََم َ٘م َّر َم ا ُ‬

‫ى ا ْم ُر ؤٌ ِم ـْ ُؽ ْؿ ؛ َ‪٪‬م دْ َ‪٠‬م ب ِ َع َ٘م تَّك‬ ‫‪ -‬و‪٫‬مچمل ر‪٠‬مقل اهلل ‪[ : ‬أَ َيْ َس ُ‬


‫َٔم ط ِ َـ ‪َٕ -‬م ٵمِ َـ ‪ :‬ٱمـ ٕمچمب ‪٢‬مَ ِر َب ‪ :‬أي ‪٤‬مٶمؿ ٕمٵمپمف ٱمـ ا٭مٲمبع ‪َ -‬و ُه َق ُم تَّؽِ ٌئ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م‬
‫آن ‪،‬‬‫ي ِّر ْم َ‪٠‬م ْقئًو إِٓ ِّم ا‪٬‬مْ ُؼ ْر ِ‬ ‫قل ‪ :‬إ ِ َّن اهللَ ‪٣َ -‬م َّز َو َٗم َّؾ ‪ََ -‬ل ْ ُ َ‬‫َأ ِريؽَت ِ ِف ‪َ ،‬ي ُؼ ُ‬
‫وء ‪ ،‬إ ِ َّْن َو ‪ٚ‬مَ ِثْ ُؾ‬
‫ً َ‪٣‬م ْـ َأ ْ‪٠‬م قَ َ‬
‫ت َو َْن َقْ ُ‬‫ً ‪َ ،‬و َأ َم ْر ُ‬ ‫َأ َٓ َو إ ِ ِّين َو اهللِ َ‪٪‬م دْ َو َ‪٣‬م ظْ ُ‬
‫ا‪٬‬مْ ُؼ ْر ِ‬
‫آن ‪ ،‬أَ ْو أَ ْ‪٫‬م ثَ ُر ] (ٕ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وحسنو وأبو داود وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والدارمي والطرباين ُب الكبّب وُب مسند‬
‫الشاميْب والبيهقي ُب السنن وابن حباف وا‪٢‬باكم والدار قطِب عن ا‪٤‬بقداـ بن معديكرب‬
‫الكندي ‪ . ‬ورواه البخاري ُب التاريخ الكبّب والَبمذي وصححو وأبو داود وابن ماجة‬
‫وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو على شرط الشيخْب (وأقره الذىيب) والطرباين ُب الكبّب واألوسط‬
‫والبيهقي ُب السنن وا‪٢‬بميدي والشافعي ُب مسنده عن أيب رافع ‪ . ‬ورواه ابن ماجة عن‬
‫أيب ىريرة ‪ . ‬ورواه الطرباين ُب الكبّب عن خالد بن الوليد ‪ . ‬ورواه أبو يعلى عن جابر‬
‫بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أبو داود والطرباين ُب الكبّب واألوسط ومسند الشاميْب والبيهقي ُب السنن وابن أيب‬
‫عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين عن العرباض بن سارية السلمي ‪. ‬‬

‫‪- 161 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫فقولو ‪َ [ : ‬أ ْو َأ ْ‪٫‬م َث ُر] يشبهو مقالة أيب يزيد البسطامي ‪: ‬‬
‫(بطشي أشد) (ٔ) ‪.‬‬
‫فإف كبلـ اهلل ‪ -‬سواء ‪٠‬بعناه من اهلل ‪ ،‬أو من الرسوؿ ‪ -‬ىو كبلـ اهلل ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فإذا قاؿ اهلل ‪ -‬على لساف عبده ‪ -‬ما يبلغو الرسوؿ ‪ ،‬فإنو ال ينطق عن‬
‫ا‪٥‬بوى ‪ ،‬فإنو أكثر ببل شك ‪ ،‬ألَنَّا ما ‪٠‬بعناه إال من عْب الكثرة ‪.‬‬
‫وىو من الرسوؿ أقرب مناسبة أل‪٠‬باعنا ‪ ،‬للتشاكل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كما ىو من اهلل أقرب مناسبة ‪٢‬بقائقنا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فإف اهلل أقرب إلينا من الرسوؿ ‪ ،‬ال بل أقرب إلينا منا ‪ ،‬فإنو أقرب إلينا من حبل‬ ‫‪‬‬
‫الوريد ‪.‬‬
‫فإذا دعانا اهلل ‪ِ ،‬منَّا ‪ ،‬فلنجبو ‪ ،‬بو ‪ ،‬ال بد من ذلك ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وإذا دعانا بالرسوؿ ‪ ،‬منا ‪ ،‬فلنجبو ‪ ،‬باهلل ‪ ،‬ال ‪ ،‬بو ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فنحن ‪ُ ،‬ب الدعاءين ‪ ،‬بو ‪ ،‬ولو ‪ ،‬وللرسوؿ ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فقاؿ ‪( :‬بطشي أشد من‬ ‫{الربوج ‪. }ٕٔ :‬‬ ‫ٔ‪٠ -‬بع أبو يزيد قارئا يقرأ ‪[ :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ]‬
‫بطش ا‪٢‬بق) ‪ .‬اعلم أف بطش ا‪٢‬بق ووعيده مطلق ‪ ،‬ولكن ىو مشوب بر‪ٞ‬بتو ولطفو ‪ ،‬ولوال‬
‫ذلك لتبلشى العآب ‪ ،‬وٓب يبق لو وجود ‪ ،‬وأما بطش ا‪٤‬بخلوؽ فهو ‪٧‬بض نقمة ‪ ،‬ال يشوبو‬
‫شيء من الر‪ٞ‬بة ‪ ،‬وسبب ذلك ضيق ا‪٤‬بخلوؽ ‪ ،‬فهو يبطش بغّبه ليسَبيح من ا‪٢‬برج والضيق‬
‫الذي ٯبده ُب نفسو ‪ ،‬فيطلب الر‪ٞ‬بة بنفسو ‪ ،‬ولو كاف ُب ذلك ىبلؾ غّبه ٖببلؼ بطش‬
‫ا‪٢‬بق ‪ ،‬فإنو لسبق العلم بأخذ ىذا ا‪٤‬ببطوش بو ‪ ،‬للسبب ا‪٤‬بوجب لو ال غّب ‪ ،‬وا‪٤‬بنتقم لغّبه‬
‫ما ىو كا‪٤‬بنتقم لنفسو ‪.‬‬

‫‪- 162 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫ا‪٤‬بدعو فيما دعي بو ‪:‬‬
‫ولينظر ّ‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬فإف وجد حياة علمية زائدة على ما عنده ‪ٰ ،‬بيا هبا ُب نفس الدعاء ‪،‬‬
‫وجبت اإلجابة ‪٤‬بن دعاه اهلل أو دعاه الرسوؿ ‪ ،‬فإنو ما أمر‬
‫باإلجابة إال إذا دعاه ‪٤‬با ٰبييو ‪ ،‬وما يدعوه اهلل ورسولو لشيء إال ‪٤‬با‬
‫ٰبييو ‪.‬‬
‫‪ -‬فلو ٓب ٯبد طعم ا‪٢‬بياة الغريبة الزائدة ‪ٓ ،‬ب يدر من دعاه ‪ ،‬وليس‬
‫ا‪٤‬بطلوب لنا إال حصوؿ ما ‪٫‬بيا بو ‪ ،‬و‪٥‬بذا ‪٠‬بعنا وأطعنا ‪ ،‬فبل بد من‬
‫اإلحساس ‪٥‬بذا ا‪٤‬بدعو هبذا األثر الذي تتعْب اإلجابة ‪ ،‬لو ‪ ،‬بو ‪.‬‬
‫فإذا أجاب َمن ىذه صفتو ‪ ،‬حصلت لو فيما يسمعو حياة أخرى ‪ٰ ،‬بيا‬ ‫‪‬‬
‫هبا قلب ىذا السامع ‪.‬‬
‫فإف اقتضى ما ‪٠‬بعو منو عمبل ‪ ،‬وعمل بو ‪ ،‬كانت لو حياة ثالثة ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫فانظر ما ٰبرـ العبد ‪ ،‬إذا ٓب يسمع دعاء اهلل ‪ ،‬وال دعاء الرسوؿ ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫والوجود كلو كلمات اهلل ‪ ،‬والواردات كلها رسل من عند اهلل ‪ ،‬ىكذا‬ ‫‪‬‬
‫ٯبدىا العارفوف باهلل ‪ .‬فكل قائل عندىم ؛ فليس إال اهلل ‪ .‬وكل قوؿ ؛‬
‫علم إ‪٥‬بي ‪.‬‬
‫وما بقيت الصيغة إال ُب صورة السماع من ذلك ‪ ،‬فإنو ٍب قوؿ امتثاؿ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫شرعاً ‪ ،‬وقوؿ ابتبلء ‪ ،‬فما بقي إال الفهم ‪ ،‬الذي بو يقع التفاضل ‪.‬‬
‫‪- 163 -‬‬ ‫‪‬‬
‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫فاقتصر علماء الرسوـ على كبلـ اهلل ا‪٤‬بعْب ‪ ،‬ا‪٤‬بسمى ‪ :‬فرقاناً وقرآناً ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫وعلى الرسوؿ ا‪٤‬بعْب ‪ ،‬ا‪٤‬بسمى ‪٧ :‬بمدا ‪. ‬‬
‫والعارفوف عمموا السمع ُب كل كبلـ ‪ ،‬فسمعوا القرآف قرآناً ‪ ،‬ال فرقاناً ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وعمموا الرسالة ‪ .‬فاأللف والبلـ الٍب ُب قولو ‪( :‬وللرسوؿ) عندىم‬
‫‪‬‬‫للجنس والشموؿ ‪ ،‬ال للعهد ‪.‬‬
‫فكل داع ُب العآب ؛ فهو رسوؿ من اهلل ‪ ،‬باطناً ‪ ،‬ويفَبقوف ُب الظاىر ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أال ترى إبليس ‪ ،‬وىو أبعد البعداء عن نسبة التقريب ‪ ،‬وكذلك الساحر‬ ‫‪‬‬
‫بعده كيف شهد ‪٥‬بم بالرسالة ‪ ،‬وإف ٓب يقع التصريح ‪.‬‬

‫‪ ‬فقاؿ ُب السحرة ‪ [ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ]‬


‫{البقرة ‪ . }ٕٔٓ :‬وال معُب للرسالة إال أف يكوف حكمها ىذا ‪ ،‬وىو إذف‬
‫‪‬‬ ‫اهلل ‪.‬‬

‫‪ ‬وقاؿ ُب إبليس ‪ُ ،‬ب إثبات رسالتو ‪[ :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬

‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ] {اإلسراء ‪ٍ . }ٖٙ :‬ب عرفنا اهلل سبحانو ما‬


‫أرسلو بو ‪ ،‬فقاؿ ‪[ :‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴‬

‫﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻﮼ ] {اإلسراء ‪:‬‬
‫ٗ‪. }ٙ‬‬
‫‪- 164 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫وىذه األحواؿ كلها ‪ ،‬عْب ما جاءت بو الكمل من الرسل عليهم‬ ‫‪‬‬
‫السبلـ ‪ ،‬الذين أعطوا السيف ‪.‬‬
‫فسعد العارؼ بتلقي رسالة الشيطاف ‪ ،‬ويعرؼ كيف يتلقاىا ‪ .‬ويشقى‬ ‫‪‬‬
‫هبا آخروف ‪ ،‬وىم القوـ الذين ما ‪٥‬بم ىذه ا‪٤‬بعرفة ‪.‬‬
‫يسعد ا‪٤‬بؤمنوف كلهم ‪ -‬والعارفوف معهم ‪ -‬بتلقي رسالة الرسل صلوات‬ ‫‪‬‬
‫اهلل وسبلمو عليهم ‪ ،‬ويكوف العامل ٗبا جاء ُب تلك الرسالة ‪ ،‬أسعد‬
‫‪‬‬‫من ا‪٤‬بؤمن الذي يؤمن هبا عقداً وقوالً ‪ ،‬ويعصي فعبلً وقوالً ‪.‬‬
‫فكل متحرؾ ُب العآب ‪ ،‬منتقل ‪ ،‬فهو رسوؿ إ‪٥‬بي ‪ ،‬كاف ا‪٤‬بتحرؾ ما‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫كاف ‪ .‬فإنو ال تتحرؾ ذرة إال بإذنو سبحانو ‪.‬‬
‫فالعارؼ ينظر إٔب ما جاءت بو ُب ‪ٙ‬بركها ‪ ،‬فيستفيد بذلك علماً ‪ٓ ،‬ب‬ ‫‪‬‬
‫يكن عنده (ٔ) ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫ٔ‪ -‬ىذا دأب من تعلم ُب مدرسة سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬أف يستفيدوا علما من كل شيء ‪ ،‬ألهنم‬
‫ُي ِّر ُك َ‪٢‬مچمئِ ٌر‬
‫يتعاملوا مع اهلل ُب كل شيء ‪ ،‬فعن أىب ذر ‪ ‬قاؿ ‪َ [ :‬٭م َٺمدْ ٖم ََر َ‪٬‬مپمَچم ُُم ََٽمدٌ ‪َ ‬و َٱمچم ُ َ‬
‫ا٭مس ََم ِء إَِٓ َأ ْذ‪٬‬م ََرځمَچم ِٱمپمْ ُف ِ‪٤‬م ْټم ًَم] ‪ .‬هبذا اللفظ رواه أ‪ٞ‬بد ُب مسنده والطرباين والطيالسي‬ ‫٘مپم ِ‬
‫َچم‪ٙ‬م ْڀمف ِٓم َ‬
‫َ َ‬
‫ووكيع ُب الزىد وابن سعد ُب طبقاتو وابن عساكر ُب تارٱبو عن أيب ذر ‪ . ‬ورواه أبو يعلى‬
‫عن أيب الدرداء ‪ . ‬وىناؾ زيادة ُب لفظو عند ابن جرير فعن أيب ذر ‪ ‬قاؿ ‪ :‬ا ْځم ََ َٵم َح ْډم‬
‫چمن ِ‪٤‬مپمْدَ ا٭مپمَب ِ ِّل ‪٪َ ، ‬م َٺم َچمل ٔم ‪َ [ :‬يو أَ َٔمو َذ ِّر أَ َٕم دْ ِري ‪٩‬م ِ َقَم ا ْك تَطَ َح تَو] ؟ ‪٫ُ .‬م ْټم ُډم ‪٫َ . ٓ :‬م َچمل ‪:‬‬ ‫َ‪١‬م چم َٖم ِ‬

‫ڇم َ‪٢‬مچمئِ ٌر‬ ‫[ َ‪٬‬مؽِ َّـ اهللَ َيدْ ِري ‪َ ،‬و َ‪ٟ‬م َق ْؼ ِيض َٔم ْقـَ ُفَم] ‪٫َ .‬م َچمل َأ ُٕمق َذ ِّر ‪َ [ :‬٭م َٺمدْ َٖم َر َ‪٬‬مپمَچم َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قل اهللِ ‪َ ‬و َٱمچم ُي َٺم ِّټم ُ‬
‫ا٭مس ََم ِء إِٓ َذ َ‪٬‬م َر َځمچم ِٱمپمْ ُف ِ‪٤‬م ْټم ًَم] ‪.‬‬ ‫٘مپمَ ِ‬
‫چم‪ٙ‬م ْڀمف ْم َ‬
‫َ َ‬

‫‪- 165 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ ‬ولكن ٱبتلف األخذ من العارفْب ‪ ،‬من ىؤالء الرسل ‪ ،‬الختبلؼ الرسل ‪،‬‬
‫فليس أخذىم من الرسل أصحاب الدالالت ‪ -‬سبلـ اهلل عليهم –‬
‫كأخذىم من الرسل الذين ىم عن اإلذف من حيث ال يشعروف ‪.‬‬
‫ومن شعر منهم ‪ ،‬وعلم ما يدعو إليو ‪ ،‬كإبليس إذ قاؿ لصاحبو اكفر ‪،‬‬
‫فيتلقاه منو العارؼ تلقياً إ‪٥‬بياً ‪ ،‬فينظر إٔب ما أمره ا‪٢‬بق بو من السَب ‪،‬‬
‫فيسَبه ‪ .‬ويكوف ىذا الرسوؿ ىو الشيطاف ا‪٤‬بطرود من اهلل ‪ ،‬منبهاً عن‬
‫اهلل ‪ ،‬فيسعد ىذا العارؼ ٗبا يسَبه ‪ ،‬وىو غّب مقصود الشيطاف الذي‬
‫أوحى إليو ‪.‬‬
‫‪ ‬والذي ىو غّب العارؼ ‪ ،‬يكفر بالذي يقوؿ لو اكفر ‪ ،‬فإذا كفر ‪،‬‬
‫يقوؿ لو الشيطاف ‪ [ :‬ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ]‬
‫رب العا‪٤‬بْب ‪ُ ،‬ب‬
‫{ا‪٢‬بشر ‪ . }ٔٙ :‬فشهد اهلل للشيطاف با‪٣‬بوؼ من اهلل ّ‬
‫دار التكليف ‪ .‬وشهد لو أيضا باإلٲباف برب العا‪٤‬بْب ‪[ .‬ﭑ ﭒ‬

‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ] {ا‪٢‬بشر‪ . }ٔٚ:‬ألهنا موطنهما ‪:‬‬


‫‪‬‬

‫‪ -‬الواحد خلق منها ‪ ،‬وىو الشيطاف ‪.‬‬


‫‪ -‬واآلخر خلق ‪٥‬با ‪ ،‬وإف كاف فيو منها ‪.‬‬
‫‪ ‬فَ َس َكنَاىا ٕبكم األىلية ‪ ،‬وعُ ِّذبا فيها ٕبكم ا‪١‬برٲبة ‪ ،‬ما شاء اهلل ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪- 166 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬فالعالم كلو ‪ -‬عند العارؼ ‪ -‬رسول اهلل ‪ ،‬من اهلل ‪ ،‬إليو ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وىو ‪ ،‬ورسالتو ‪ -‬أعِب العا َٓب ‪ُ -‬ب حق ىذا العارؼ ‪ -‬ر‪ٞ‬بة ‪ .‬ألف الرسل‬
‫ما بُعثوا إال ر‪ٞ‬بة ‪ ،‬ولو بُعثوا بالببلء ‪ ،‬لكاف ُب طيو ر‪ٞ‬بة إ‪٥‬بية ‪ ،‬ألف الر‪ٞ‬بة‬
‫[ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ] {األعراؼ ‪:‬‬ ‫اإل‪٥‬بية وسعت كل شيء ‪:‬‬
‫‪ . }ٔ٘ٙ‬فما ٍب شيء ال يكوف ُب ىذه الر‪ٞ‬بة ‪[ .‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ]‬
‫{النَّجم ‪ . }ٖٕ :‬فبل ‪ٙ‬بجر واسعاً ‪ ،‬فإنو ال يقبل التَّ ْح ِجّب ‪.‬‬
‫ِحپمِل َو ُُم َ َٽمدً ا ‪َ ،‬و َٓ ٖم َْر َ‪ٙ‬م ْؿ َٱم َٷمپمَچم َأ َ‪ٙ‬مدً ا ‪.‬‬
‫ا٭مٳم َّل ِة ‪ :‬ا٭م َټم ُٿم َؿ ْار َ ْ‬
‫‪٫َ ‬م َچمل َأ ْ‪٤‬م َر ِايب َو ُه َق ِْم َ‬
‫ايب ‪٬َ [ :‬م َؼدْ َ٘م َّج ْر َت َو ِا‪ٟ‬م ًعو] ‪ُ .‬ي ِريدُ َر ْ َ‬
‫ِح َڈم‬ ‫َ‪٪‬م َټم ََم َ‪٠‬م َټم َؿ ا٭مپمَبِ ال ‪٫َ ، ‬م َچمل ٭مِ ْ َ‬
‫ْل ْ‪٤‬م َر ِ ِّ‬
‫هلل (ٔ) ‪ .‬يعِب حجرتو قوالً وطلبة ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ا ِ‬

‫‪ ‬فإذا كاف عند العارؼ ‪ ،‬مثل ىذا كبلـ اهلل ‪ ،‬يأخذه ُب الر‪ٞ‬بة ا‪٣‬باصة ‪،‬‬
‫الٍب يناسب اهلل هبا بْب ىذا القائل وبْب سيدنا ‪٧‬بمد ‪ . ‬فشارؾ‬
‫الرسوؿ ىذا األعرايب ُب الر‪ٞ‬بة ‪ ،‬الٍب ير‪ٞ‬بو اهلل هبا ‪ ،‬والٍب ال يرحم هبا‬
‫‪‬‬ ‫غّبه ‪ ،‬فإف الغّب ما لو تلك ا‪٤‬بناسبة ا‪٣‬باصة ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو وأبو داود والَبمذي والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن خزٲبة وابن حباف‬
‫والشافعي ُب مسنده والبيهقي ُب السنن وا‪٢‬بميدي والطرباين ُب مسند الشاميْب عن أيب‬
‫ىريرة ‪ . ‬وعبد الرزاؽ عن عبيد اهلل بن عبد اهلل بن عتبة ‪. ‬‬

‫‪- 167 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫فآمنت بو ‪،‬‬
‫‪ ‬فإف الرسوؿ لو مناسبة بكل واحد من األمة الٍب بعث إليها ‪َ ،‬‬
‫فهو مع كل مؤمن من أمتو ‪ٗ ،‬بناسبة خاصة ‪ ،‬يعينها ذلك ا‪٤‬بؤمن ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬فإف ا‪٤‬بتبوع ُب نفسو ‪ ،‬لكل تابع إياه ‪ ،‬منزلة ‪ ،‬يتميز هبا عنده عن‬
‫‪‬‬ ‫غّبه ‪.‬‬

‫[ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ] {النساء ‪. }ٛٓ :‬‬ ‫‪ ‬قاؿ اهلل تعأب ‪:‬‬


‫فحبله با‪٠‬بو ‪ ،‬وكاف ظاىراً ‪ ،‬فسَبه ‪.‬‬

‫‪ ‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ] {الفتح ‪. }ٔٓ :‬‬


‫فأظهره بكاؼ ا‪٣‬بطاب ‪ٍ ،‬ب سَبه ‪.‬‬

‫[ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ] {األنفاؿ ‪:‬‬ ‫‪ ‬وقاؿ تعأب ‪:‬‬


‫ْب ‪َ ،‬وفَػَّر َؽ ‪.‬‬
‫‪ . }ٔٚ‬كما أنو َميَّػَز ‪َ ،‬و َع َّ َ‬
‫‪ ‬فقاؿ ‪ [ :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ‬

‫ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ] {النساء ‪ . }ٜ٘ :‬أي ‪ :‬فردوه إٔب اهلل‬


‫حكماً ‪ ،‬وإٔب الرسوؿ عيناً ‪.‬‬
‫‪ -‬فمن أىل اهلل من يقيم مثل ىذا ‪ -‬إذا ورد ‪ -‬نشأةً ذات روح‬
‫وجسد ‪ ،‬فيسَب با‪٢‬بركة احملسوسة فعل الروح ‪ ،‬بصراً ‪ .‬ويسَب‬

‫‪- 168 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫باحملرؾ فعل ا‪١‬بسد ‪ ،‬بصّبة ‪ .‬وفيها يكوف اإلنساف خالقاً ‪،‬‬
‫ويكوف ا‪٢‬بق أحسن ا‪٣‬بالقْب ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯗ ﯘ ﯙ‬

‫ﯚ ] {ا‪٤‬بؤمنوف ‪. }ٔٗ :‬‬

‫‪ -‬ومن أىل اهلل من ال يرى إال اهلل ‪ ،‬فبل سَب عنده ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أىل اهلل من ال يرى إال ا‪٣‬بلق ‪ ،‬فبل ظهور عنده ‪.‬‬
‫صيب ‪.‬‬
‫‪ -‬وُكلي ُم ٌ‬
‫‪ -‬وأىل األدب ىم ال ُك َّمل ‪ ،‬فيحكموف ُب ىذا األمر ٗبا حكم اهلل ‪،‬‬
‫من سَب و٘بل ‪ ،‬وإخفاء وإظهار ‪.‬‬

‫‪ ‬يغار رسوؿ اهلل ‪ ‬أف يكوف واسطة بْب اهلل وخلقو ‪:‬‬

‫‪ -‬قاؿ رجل للنيب ‪ : ‬ما شاء اهلل ‪ ،‬وشئت ‪ .‬فقاؿ لو ‪: ‬‬


‫هلل َو ْ٘مدَ ُه] وُب رواية ‪٬[ :‬مِ َق ُؼ ْؾ َمو‬ ‫ِ‬
‫[ َأ َٗم َع ْؾ َتـل هللِ كدً ا ؟ ‪٪ُ .‬م ْؾ ‪َ :‬مو َ‪٠‬م َ‬
‫وء ا ُ‬

‫وء اهللُ ‪ُٖ ،‬م َّؿ َ‪٠‬م َ‬


‫وء‬ ‫وء اهللُ ‪ُٖ ،‬م َّؿ ِ‪٠‬مئ َ‬
‫ًْ] ‪ .‬وُب رواية ‪٪ُ [ :‬مق ُ‪٬‬مقا َمو َ‪٠‬م َ‬ ‫َ‪٠‬م َ‬
‫ُ َُم َّؿدٌ ] (ٔ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد وابن ماجة والنسائي وابن مردويو والطحاوي وأبو نعيم والبخاري ُب األدب ا‪٤‬بفرد‬
‫وا‪٣‬بطيب ُب تاريخ بغداد عن ابن عباس ‪. ‬‬

‫‪- 169 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ -‬وقاؿ ‪٤ ‬بن ‪ٝ‬بع بينو ‪ ،‬وبْب اهلل تعأب ُب ضمّب واحد ‪ٔ[ :‬مِئ َْس‬
‫قى َأك ًَْ] (ٔ) ‪.‬‬‫ِ‬
‫اخلط ُ‬

‫ىذا من حيث التشريع ‪ .‬ولو معُب آخر من حيث التحقيق ‪ ،‬وىو أنو ليس‬
‫من األدب مع ا‪٢‬بق أف يضيفو ا‪٤‬بتكلم إال ‪٤‬با أضافو ا‪٢‬بق إٔب نفسو ‪ ،‬أو أمر بو‬
‫رسولو ‪ ، ‬أو من آتاه اهلل علما من لدنو ‪ ،‬كالعبد الصاّب ا‪٤‬بشار إليو باسم‬
‫ا‪٣‬بضر ا‪٤‬بنصوص عليو ‪ ،‬فهذا من ذلك الباب ‪.‬‬
‫فلما كاف ىذا ا‪٣‬بطيب عريا من العلم اللدين ‪ ،‬وٓب يكن رسوؿ اهلل ‪ ‬تقدـ‬
‫قى َأك ًَْ] ‪ .‬فإنو‬‫ِ‬
‫ذمو ‪ ،‬وقاؿ ‪ٔ[ :‬مِئ َْس اخلط ُ‬
‫إليو ُب إباحة مثل ىذا ‪٥ ،‬بذا َّ‬
‫كاف ينبغي لو أف ال ٯبمع بْب ا‪٢‬بق وا‪٣‬بلق ُب ضمّب واحد ‪ ،‬إال بإذف إ‪٥‬بي‬
‫من رسوؿ ‪ ،‬أو علم لدين ‪ ،‬وٓب يكن واحد من ىذين األمرين عنده ‪ ،‬فلهذا‬
‫َذ َّموُ رسوؿ اهلل ‪. ‬‬
‫وقد قاؿ رسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب خطبة خطبها ‪ ،‬فذكر اهلل تعأب فيها ‪ ،‬وذكر‬
‫نفسو ‪ٍ ، ‬ب ‪ٝ‬بع بْب ربو تعأب وبْب نفسو ‪ ‬فيها ُب ضمّب واحد ‪،‬‬

‫ٔ‪ -‬روى مسلم ُب صحيحو (واللفظ لو) وأبو داود والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي ُب‬
‫ڇم ِ‪٤‬مپمْدَ ا٭مپمَبِ ِّل ‪٪َ ‬م َٺم َچمل ‪َ :‬ٱم ْـ ُيٵمِ ْع‬ ‫ِ‬ ‫السنن والشعب واألدب ‪٤‬م ِ‬
‫َـ َ‪٤‬مد ِّي ْٕم ِـ َ‪ٙ‬مچمٖم ٍؿ ‪َ : ‬أ َن َر ُ٘مّل َ‪ٚ‬م َٵم َ‬
‫ْ‬
‫قى َأك َ‬‫ِ‬
‫ًْ ‪.‬‬ ‫قل اهللِ ‪ٔ[ : ‬مِئ َْس اخلط ُ‬
‫اهللَ َو َر ُ‪٠‬مق َ٭م ُف َ‪٪‬م َٺمدْ َر َ‪١‬مدَ ‪َ ،‬و َٱم ْـ َي ْٷم ِٳم ِٿم ََم َ‪٪‬م َٺمدْ ‪٩‬مَ َقى ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬

‫ص اهلل َو َر ُ‪ٟ‬مق َ‪٬‬م ُف َ‪٩‬م َؼدْ َ‪٨‬م ِق َ‬


‫ي] ‪.‬‬ ‫ُ‪٪‬م ْؾ ‪َ :‬و َم ْـ َي ْع ِ‬

‫‪- 171 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫ْض إِٓ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فقاؿ ‪َ [ :‬م ْـ ُيط ِع اهللَ َو َر ُ‪ٟ‬مق َ‪٬‬م ُف ؛ َ‪٩‬م َؼدْ َر َ‪٠‬مدَ ‪َ .‬و َم ْـ َي ْعصف ََم ‪٩َ ،‬مال َي ُ ُّ‬
‫ْض اهللَ َ‪٠‬م ْقئًو] (ٔ) ‪ .‬وىو ‪ ‬قاؿ تعأب فيو ‪[ :‬ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫َك ْػ َس ُف ‪َ ،‬و َ‪٬‬م ْـ َي ُ َّ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ] {النَّجم ‪. })ٗ – ٖ( :‬‬

‫وكذا قاؿ ا‪٣‬بضر ‪ [ :‬ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸]‬


‫فجمع بْب نفسو وبْب ا‪٢‬بق ُب ضمّب واحد ‪ٍ ،‬ب قاؿ ‪:‬‬ ‫{الكهف ‪. }ٛٔ :‬‬

‫يعِب ‪ٝ‬بيع ما فعلو من‬ ‫[ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ] {الكهف ‪. }ٕٛ :‬‬

‫األعماؿ ‪ ،‬و‪ٝ‬بيع ما قالو من األقواؿ ‪ُ ،‬ب العبارة ‪٤‬بوسى ‪ ‬عن‬


‫ذلك ‪ ،‬فافهم ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ٔ‪ -‬روى الطرباين ُب الكبّب وا‪٢‬بافظ ابن حجر ُب فتح الباري ‪٤‬مَ ْـ َ‪٤‬م ْب ِد اهلل ٕمـ ٱمسٷمقد ‪٤ ‬م ِ‬
‫َـ‬
‫احلؿدُ هللِ ك َْست َِعقـُ ُف ‪َ ،‬وك َْس َتغ ِْػ ُر ُه ‪َ ،‬و َك ُعق ُذ ٔمِوهللِ ِم ْـ‬ ‫احل ِ‬
‫چم٘مڈم ‪ْ [ :‬‬
‫ِ‬
‫قل ِْم ُ‪ٚ‬م ْٵم َبڈم ْ َ َ‬ ‫ا٭مپمَبِ ِّل ‪َ ، ‬أ َځم ُف ‪٬‬م َ‬
‫َچمن َي ُٺم ُ‬
‫ي َ‪٬‬م ُف ‪َ ،‬و َأ ْ‪٠‬م َفدُ َأ ْن ٓ إِ َ‪٬‬م َف إِٓ اهلل ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ُذ ِ ِ‬
‫ور َأ ْك ُػسـَو ‪َ ،‬م ْـ َ ُّْيده اهلل َ‪٩‬مال ُمض َّؾ َ‪٬‬م ُف ‪َ ،‬و َم ْـ ُي ْضؾ ْؾ َ‪٩‬مال َهود َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْض إِٓ‬ ‫َوأ ْ‪٠‬م َفدُ أ َّن ُُم ََّؿدً ا َ‪٣‬م ْبدُ ُه َو َر ُ‪ٟ‬مق ُ‪٬‬م ُف ‪َ ،‬م ْـ ُيط ِع اهللَ َو َر ُ‪ٟ‬مق َ‪٬‬م ُف َ‪٩‬م َؼدْ َر َ‪٠‬مدَ ‪َ ،‬و َم ْـ َي ْعص ِف ََم َ‪٩‬مال َي ُ ُّ‬
‫َك ْػ َس ُف ‪َ ،‬و َ‪٬‬م ْـ َي ُ َّ‬
‫ْض اهلل َ‪٠‬م ْقئًو] ‪ .‬ومثالو ما صح عن النيب ‪ ‬فيما رواه البخاري ومسلم ُب‬
‫صحيحيهما والَبمذي والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة وعبد الرزاؽ والطرباين ُب‬
‫َس ْٕم ِـ َٱمچم٭مِؽ ‪‬‬
‫الكبّب واألوسط والبيهقي ُب السنن والشعب وأبو يعلى وابن حباف ‪٤‬مَ ْـ َأځم ِ‬

‫ى إِ َ‪٬‬م ْق ِف‬ ‫إل َيَم ِن ‪َ :‬أ ْن َيؽ َ‬


‫ُقن اهلل َو َر ُ‪ٟ‬مق ُ‪٬‬م ُف َأ َ٘م َّ‬ ‫الو َة ا ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َـ ا٭مپمَبِ ِّل ‪٫َ ‬م َچمل ‪َٖ [ :‬م ٌ‬
‫الث َم ْـ ‪٫‬م َُّـ ‪٩‬مقف َو َٗمدَ َ٘م َ‬ ‫‪٤‬م ْ‬
‫ِ ِ‬
‫اَهو ‪. ]..‬‬‫ِم َّو ‪ٟ‬م َق ُ َ‬

‫‪- 171 -‬‬ ‫‪‬‬


‫طارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ ‬ويغار اهلل تعأب أف يعرفو أحد إال إف دخل عليو من باب رسوؿ اهلل ‪: ‬‬
‫فمنع أف يدخل عليو داخل إال من بابو وعن طريقو ‪ ، ‬قاؿ تعأب ‪:‬‬
‫[ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ] {آؿ عمراف ‪:‬‬

‫فخبأ اهلل تعأب حبو ورضاه ومغفرتو ُب رضا رسوؿ اهلل ‪ . ‬وقاؿ‬ ‫ٖٔ} ‪.‬‬

‫فخبأ طاعتو‬ ‫[ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ] {النساء ‪. }ٛٓ :‬‬ ‫تعأب ‪:‬‬


‫تعأب ُب طاعة رسولو ‪. ‬‬
‫وقد صح أنو ‪ ‬قاؿ ‪٤‬بن قدـ لو معروفا ‪[ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ ‪ ،‬إِ َّن َ‪٣‬م ْبدَ َك َهذا‬
‫‪ٞ‬م َّض َ‬
‫وك َ‪٩‬م ْور َض َ‪٣‬مـْ ُف] (ٔ) ‪ .‬فالثابت أنو فَػ َع َل ا‪٤‬بعروؼ برسوؿ اهلل ‪، ‬‬ ‫َي َ َ‬

‫ٔ‪ -‬روى الطرباين ُب الصغّب وأبو نعيم ُب أخبار أصبهاف عن أنس ‪ ، ‬أف النيب ‪ ‬قاؿ ذات‬
‫يوـ لغبلـ من األنصار ‪َ [ :‬ك ِوو ْ‪٬‬مـ ِل َك ْع‪٤‬م] ‪ .‬فقاؿ الغبلـ ‪ :‬يا نيب اهلل ‪ ،‬بأيب أنت وأمي‬
‫‪ٞ‬م َّض َ‬ ‫ِ‬
‫وك ‪،‬‬ ‫اتركِب حٌب أجعلهما أنا ُب رجليك ‪ ،‬فقاؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ ‪ ،‬إ َّن َ‪٣‬م ْبدَ َك َه َذا َي َ َ‬
‫َ‪٩‬م ْور َض َ‪٣‬مـْ ُف] ‪ .‬وروى البزار والبيهقي ُب الشعب وا‪٣‬بطيب البغدادي ُب األخبلؽ عن أنس‬
‫‪ ‬قاؿ ‪ :‬كاف رسوؿ اهلل ‪ ‬جالساً ُب حلقة فأراد القياـ ‪ ،‬فقاـ غبلـ فتناوؿ نعلو ‪ ،‬فقاؿ‬
‫ض اهللُ َ‪٣‬مـْ َؽ] فكاف لذلك الغبلـ شأف ُب ا‪٤‬بدينة‬ ‫رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬أ َر ْد َت ِر َضو َر ِّٔم َ‬
‫ؽ ‪َ ،‬ر ْ َ‬
‫حٌب استشهد ‪ .‬وروى البيهقي ُب الشعب عن ثابت البناين ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬كاف النيب ‪ ‬يوما‬
‫يتوضأ ‪ ،‬وبإزاء النيب ‪ ‬غبلـ ‪ ،‬فمج النيب ‪ ، ‬فتلقى الغبلـ ‪٦‬بة النيب ‪ ، ‬فشرهبا ‪.‬‬
‫‪ٞ‬م َّض َ‬ ‫ِ‬
‫وك ‪٩َ ،‬م ْور َض َ‪٣‬مـْ ُف] ‪َ .‬مج ‪ :‬لََف َ‬
‫ظ ا‪٤‬باء و‪٫‬بوه من فمو ‪،‬‬ ‫فقاؿ النيب ‪[ : ‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ ‪ ،‬إ َّن َ‪٣‬م ْبدَ َك َي َ َ‬
‫وطرحو وألقاه ‪.‬‬

‫‪- 172 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىطارتهىومعصوتهى‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫وا‪٢‬باصل أنو ‪ ‬نسب ىذه الَبضية هلل تعأب ‪.‬‬
‫فما أعظمها من نسبة بْب اهلل ورسولو ‪ ، ‬تعجز عن دركها العقوؿ ! ‪.‬‬

‫‪- 173 -‬‬ ‫‪‬‬


‫التذكدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫التشَد‬
‫التَّ َش ه ُد على ا‪٢‬بقيقة معناه االستحضار ‪ ،‬فإنو على وزف (تػَ َف ع ل) من‬
‫الشهود ‪ ،‬وىو ا‪٢‬بضور ‪ .‬واإلنساف مأمور با‪٢‬بضور ُب صبلتو ‪ ،‬فبل بد‬
‫من التشهد ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫َ‪٤‬م ْـ َ‪٤‬م ْب ِد اهللِ ِ‬
‫ٕمـ َٱم ْس ُٷمقد ‪٫َ ‬م َچمل ‪٬ُ :‬مپمَچم إِ َذا َص َټم ْڀمپمَچم َٱم َع ا٭مپمَبِ ِّل ‪٫ُ ‬م ْټمپمَچم ‪َ :‬‬
‫ا٭مس َّل ُم‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ا٭مس َّل ُم َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ٱمڀمٻمَچمئ َڀمؾ ‪َ ،‬‬
‫ا٭مس َّل ُم‬ ‫ا٭مس َّل ُم َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ٘م ْ ِ‪ٞ‬م َيؾ ‪َ ،‬‬
‫َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م اهللِ َ‪٫‬مبْ َؾ ‪٤‬مبَچمده ‪َ ،‬‬
‫ف ا٭مپمَبِ ال ‪َ ‬أ ْ‪٫‬م َب َؾ َ‪٤‬م َټم ْڀمپمَچم ٕمِ َق ْ٘م ِٿم ِف ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪[ :‬إِ َّن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ُ‪٪‬م َّلن َو ُ‪٪‬م َّلن ‪٪َ .‬م َټم ََم اځم َ َ‬
‫ْٯم َ‬
‫وت هللِ‬ ‫اهللَ هق ا‪٬‬مس َالم ‪٩َ ،‬منِ َذا ٗم َؾس َأ٘مدُ ‪٫‬مُؿ ِّم ا‪٬‬مص َال ِة َ‪٩‬م ْؾق ُؼ ْؾ ‪ :‬ا‪٬‬مت ِ‬
‫َّح َّق ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ُ َ َّ ُ‬
‫ؽ َأ ُّ َُّيو ا‪٬‬مـَّبِ ُّل َو َر ْ َ‬
‫ْح ُي اهللِ َو َٔم َر‪٫‬مَو ُٕم ُف ‪،‬‬ ‫ا‪٬‬مس َال ُم َ‪٣‬م َؾ ْق َ‬
‫وت ‪َّ ،‬‬ ‫ط ِّق َب ُ‬ ‫ات َوا‪٬‬م َّ‬
‫ا‪٬‬مص َؾ َق ُ‬
‫َو َّ‬
‫وب ‪٫‬م َُّؾ‬ ‫ؽ ؛ َأ َص َ‬ ‫‪٥‬م ‪٩َ .‬منِ َّك ُف إِ َذا َ‪٪‬م َول َذ‪٬‬مِ َ‬ ‫ِ‬
‫ا‪٬‬مصوحل َ‬
‫ِ ِ‬
‫ا‪٬‬مس َال ُم َ‪٣‬م َؾ ْقـَو َو َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ‪٣‬مبَود اهللِ َّ‬
‫َّ‬
‫ض ‪َ .‬أ ْ‪٠‬م َفدُ َأ ْن َٓ إِ َ‪٬‬م َف إِ َّٓ اهللُ َو َأ ْ‪٠‬م َفدُ َأ َّن ُ َ‬
‫ُم َّؿدً ا‬ ‫ا‪٬‬مس ََم ِء َو ْإَ ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‪٣‬م ْبد َصو‪٬‬محٍ ِّم َّ‬
‫ٍ‬

‫َ‪٣‬مبْدُ ُه َو َر ُ‪ٟ‬مق ُ‪٬‬م ُف ‪ُٖ ،‬م َّؿ َيتَخَ َّ ْ‪ٜ‬م َٔم ْعدُ ِم ْـ ا ْ‪٬‬مؽ ََال ِم َمو َ‪٠‬م َوء] (ٔ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود والَبمذي والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن‬
‫أيب شيبة والبيهقي وعبد الرزاؽ والطرباين والدارمي وأبو عوانة وأبو يعلى والدارقطِب وابن‬
‫حباف والبزار عن عبد اهلل بن مسعود ‪. ‬‬
‫‪- 174 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتذكدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫و‪٤‬با كاف ا‪٤‬بتشهد ‪٨‬باطباً بالعلم ٗبا يشهد بو ‪ٓ ،‬ب يصح ا‪٢‬بضور وال‬
‫االستحضار من غّب علم ا‪٤‬بتشهد ٗبن يريد شهوده ‪ ،‬فبل ٰبضر معو من‬
‫ا‪٢‬بق إال قدر ما يعلمو منو ‪ ،‬وما خوطب بأكثر من ذلك ‪.‬‬
‫و‪٦‬م ‪٪ِ -‬م َب َؾ َو ْٗم ِف ِف (أي ‪٫‬مبؾ و٘مف‬
‫[إِ َّن اهللَ ‪َٕ -‬م َب َور َك َو َٕم َع َ‬ ‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪: ‬‬
‫ا‪ٛ‬مٳم‪٥‬م) إِ َذا َص َّ‪ٛ‬م] (ٔ) ‪ .‬وُب رواية ‪[ :‬إِ َّن َر َّٔم ُف َٔم ْقـَ ُف َو َٔم ْ َ‪٥‬م ا ْ‪٬‬م ِؼ ْب َؾ ِي] (ٕ) ‪.‬‬
‫فلما أعلمك رسوؿ اهلل ‪ ‬بذلك ‪ ،‬واستيقنتو استيقانا ‪ ،‬كأنك شهدتو ‪،‬‬
‫هلل‬
‫وت ِ‬ ‫وجب عليك أف ‪ٚ‬باطبو ‪ -‬تعأب ‪ -‬و‪ٙ‬بييو ‪ ،‬فتقوؿ ‪[ :‬ا‪٬‬مت ِ‬
‫َّح َّق ُ‬
‫ات َوا‪٬‬م َّط ِّق َب ُ‬
‫وت] ‪.‬‬ ‫ا‪٬‬مص َؾ َق ُ‬
‫َو َّ‬

‫ا‪٬‬م َّس َال ُم َ‪٣‬م َؾ ْق َؽ َأ ُّ َُّيو ا‪٬‬م َّـبِ ُّل ‪ :‬السبلـ ىنا باأللف والبلـ ‪ ،‬للشموؿ والعموـ ‪ ،‬أي‬
‫بكل سبلـ ‪ ،‬وىذا يػُ ْؤِذف بأ ّف العبد ‪ُ -‬ب تشهده ‪ -‬قد انتقل من مشاىدة ربو ‪-‬‬
‫من حيث اإلطبلؽ ‪ -‬أو أمر ما من األمور الٍب كاف فيها ُب سجوده (ٖ)‬
‫ٔ‪ -‬رواه مالك والبخاري ومسلم ُب صحيحيهما والنسائي وأ‪ٞ‬بد وعبد الرزاؽ وأبو عوانة عن ابن‬
‫عمر ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد والبيهقي وأبو يعلى وا‪٢‬بميدي وابن ا‪٤‬بنذر وابن ا‪١‬بارود‬
‫والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح عن أنس ‪. ‬‬
‫ُقن ا ْ‪٬‬م َع ْبدُ ِم ْـ َر ِّٔم ِف َو ُه َق‬
‫قل اهللِ ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ [ :‬أ ْ‪٪‬م َر ُب َمو َيؽ ُ‬
‫ٖ‪ٙ -‬مڀمڊم ورد َ‪٤‬م ْـ َأ ِيب ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬أ َن َر ُ‪٠‬م َ‬
‫َ‪ٟ‬م ِ‬
‫وٗمدٌ ] ‪ .‬رواه مسلم ُب صحيحو وأبو داود والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي وأبو‬
‫عوانة وأبو يعلى وابن حباف وابن ا‪٤‬بنذر ‪ .‬ورواه البزار عن عبد اهلل بن مسعود ‪. ‬‬

‫‪- 175 -‬‬ ‫‪‬‬


‫التذكدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫النيب ‪ ، ‬فلما قدـ عليو با‪٢‬بضور ‪ ،‬سلم عليو ‪-‬‬ ‫إٔب مشاىدة ا‪٢‬بق ُب ِّ‬
‫النبوة ُب حق‬ ‫‪٨‬باطباً ‪ ،‬مواجهة ‪ -‬بالنبوة ‪ٓ ،‬ب يسلم عليو بالرسالة ‪ ،‬فإف ّ‬
‫ص بو ُب نفسو ‪ ،‬وما‬ ‫اختُ َّ‬
‫أعم وأشرؼ ‪ ،‬فإنو يدخل فيها ما ْ‬‫النيب ‪ّ ‬‬ ‫ذات ّ‬
‫ؼ ما ينبغي أف ُٱباطب‬ ‫وعَّر َ‬
‫فع َّم ‪َ ،‬‬
‫أمر بتبليغو ألمتو ‪ ،‬الذي ىو منو رسوؿ ‪َ ،‬‬
‫بو رسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب ذلك ا‪٢‬بضور ‪.‬‬
‫ؽ َأ ُّ َُّيو‬
‫ا‪٬‬مس َال ُم َ‪٣‬م َؾ ْق َ‬
‫اعلم أنك عندما تسلم على النيب ‪ُ ‬ب قولك ‪َّ [ :‬‬
‫ا‪٬‬مـَّبِ ُّل] فإنك تسلم على النيب ‪ ‬ا‪٢‬بي السميع اجمليب ‪ ،‬الذي قاؿ ‪َ [ :‬مو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫م ْـ َأ َ٘مد ُي َس ِّؾ ُؿ َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م ‪ ،‬إِ َّٓ َر َّد اهللُ َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م ُرو٘مل ‪َ٘ ،‬متَّك َأ ُر َّد َ‪٣‬م َؾ ْقف َّ‬
‫ا‪٬‬مس َال َم] (ٔ) ‪.‬‬
‫ولذا فهو يرد عليك ‪ ،‬منك من مرتبة ‪[ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ]‬
‫ا‪٬‬مس َال ُم َ‪٣‬م َؾ ْقـَو] ‪.‬‬
‫{ا‪٢‬بجرات ‪ . }ٚ :‬عندما أمرؾ أف تقوؿ نيابة عنو ‪َّ [ :‬‬
‫ود اهلل ا‪٬‬مص ِ‬
‫وحل َ‪٥‬م ‪ :‬فشمل الصا‪٢‬بْب باأللف والبلـ ‪،‬‬ ‫ا‪٬‬مس َالم ‪٣‬م َؾقـَو و‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‪٣‬مب ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ ْ َ َ‬
‫ليصيب سبلمو كل عبد صاّب هلل ُب السموات واألرض ‪ ،‬وال ينوي من‬
‫الصا‪٢‬بْب ما ىو ا‪٤‬بعهود ُب العرؼ ‪ ،‬فما ٍب إال صاّب ‪ .‬فإف اهلل يقوؿ ‪:‬‬
‫[ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ] {اإلسراء ‪ . }ٗٗ :‬فكل شيء ينزه ربو ‪ ،‬فهو‬
‫ِ‬
‫صلحوا لو ‪ ،‬وليس سوى‬ ‫صاّب ‪ ،‬فَانْ ِو بالصا‪٢‬بْب ؛ الذين استُػ ْعملُوا فيما َ‬
‫ٔ‪ -‬رواه أبو داود وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن والشعب والطرباين ُب الكبّب واألوسط وابن راىويو‬
‫واألصبهاين ُب أخبار أصبهاف والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 176 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتذكدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪‬‬
‫التسبيح ‪ ،‬فإف اهلل أخرب عنهم أهنم هبذه الصفة ‪ ،‬فلم يبق كافر وال مؤمن ؛‬
‫[ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ] {اإلسراء ‪:‬‬ ‫إال وقد مشلت تفاصيلو ىذه اآلية ‪،‬‬
‫‪ .‬ألهنم ال يسمعوف وال يشهدوف ‪ ،‬وقد عذرىم اهلل تعأب ٔبهلهم ‪،‬‬ ‫ٗٗ}‬

‫[ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ] {اإلسراء ‪. }ٗٗ :‬‬ ‫وختم اآلية بقولو ‪:‬‬

‫‪- 177 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫الصالٗ عل‪ ٙ‬الييب ‪‬‬


‫‪‬‬
‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ‬

‫ﭾ ﭿ] {األحزاب ‪ . }٘ٙ :‬فعندما نصلي عليو نقوؿ ‪ :‬اللهم صل ‪ ...‬فنحن‬


‫نعجز من حيث (‪٫‬بن) أف نصلي عليو من حيث (ىو) ‪ .‬وا‪٤‬ببلئكة تصلي عليو وىي ال‬
‫تعلمو ‪ .‬فنحن نوكل اهلل تعأب أف يصلي عليو ‪ ،‬ألنَّا ال نقدر على ذلك ‪ .‬واهلل تعأب دائم‬
‫الصبلة عليو ‪ ،‬وأتى بالفعل ا‪٤‬بضارع ُب [ﭵ] ليدلك على ذلك ‪.‬‬

‫‪ ‬والفرؽ بْب أف يصلي اهلل تعأب عليو ال صبلة الدائمة ‪ ،‬وبْب أف يصلي‬
‫عليو لصبلتنا ‪٫‬بن عليو ‪ ،‬ىو انعكاس تلك الصبلة علينا ‪٫‬بن ‪،‬‬
‫وصبلتو تعأب علينا ‪ ،‬لقولو تعأب ‪[ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ]‬
‫‪٤‬م ‪٩َ ،‬من ِ َّك ُف َم ْـ َص َّ‪ٛ‬م‬
‫{ا‪٢‬بجرات ‪ . }ٚ :‬وذلك تفسّب قولو ‪َ [ : ‬ص ُّؾ قا َ‪٣‬م َ َّ‬
‫ِ‬
‫‪٤‬م َص َال ًة ‪َ ،‬ص َّ‪ٛ‬م اهللُ َ‪٣‬م َؾقْف ِ َِب و َ‪٣‬م ْ ً‬
‫‪٧‬م ا] (ٔ) ‪.‬‬ ‫َ‪٣‬م َ َّ‬
‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو وأبو داود والَبمذي وأ‪ٞ‬بد والنسائي والبيهقي ُب السنن وأبو عوانة‬
‫وعبد بن ‪ٞ‬بيد والطرباين والبزار عن ابن عمرو ‪ . ‬والَبمذي عن ابن مسعود ‪ . ‬والَبمذي‬
‫عن أيب ىريرة ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب وابن حباف عن أيب طلحة ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب‬
‫عن ابن عمر ‪ . ‬والطرباين ُب األوسط وابن السِب ُب عمل اليوـ والليلة عن أنس بن‬
‫مالك ‪ . ‬والبيهقي ُب الشعب عن عامر بن ربيعة ‪. ‬‬
‫‪- 178 -‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫‪ ‬وعندما تطلب لو ‪ ‬مقاـ الوسيلة الذي الينبغي إال لواحد (ٔ) ‪،‬‬
‫فإنك تطلبو لنفسك ‪ ،‬ألنو ‪ ‬أخرب أنك إذا دعوت بذلك لو ‪ ،‬أ ََّمنَت‬
‫ا‪٤‬ببلئكة ‪ ،‬وقالت ‪َ [ :‬و َ‪٬‬م َؽ ٔمِ ِؿ ْث ٍؾ] (ٕ) ‪.‬‬

‫فحقيقة ا‪٢‬باؿ ىي أف الصبلة والسبلـ على النيب ‪ُ ‬ب الصبلة ‪ ،‬وُب غّبىا ‪،‬‬
‫ىي دعاء من العبد لسيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬بظهر الغيب ‪ ،‬فشرع ذلك رسوؿ اهلل‬
‫ا‪٤‬بصلِّي عليو من ّأمتو‬ ‫‪ ، ‬وأمر هبا اهلل تعأب ‪ ، ‬ليعود ىذا ا‪٣‬بّب على َ‬
‫ِ‬
‫قل اهللِ إِ ِِّّن ُأ‪٬‬مْث ُر َ‬
‫ا٭مٳم َّل َة‬ ‫‪ . ‬ومن ىنا ‪٤‬با َ‪٫‬م َچمل ُأ َ ا‬
‫يب ْٕم ُـ َ‪٬‬م ْٷمڇم ‪َ : ‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ًْ] ‪٫َ .‬م َچمل‬ ‫َ‪٤‬م َټم ْڀم َؽ ‪٪َ ،‬مٻم َْؿ َأ ْ٘م َٷم ُؾ َ٭م َؽ ِٱم ْـ َص َّل ِيت ؟ َ‪٪‬م َٺم َچمل ا٭مپمَبِ ال ‪َ [ : ‬مو ِ‪٠‬مئ َ‬
‫يب ‪:‬‬ ‫ًْ ‪٩َ ،‬منِ ْن ِز ْد َت َ‪٩‬م ُف َق َ‪ٙ‬م ْ ٌ‪ٜ‬م َ‪٬‬م َؽ] َ‪٫‬م َچمل ُأ َ ا‬ ‫ا٭مر ُٕم َع ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ : ‬مو ِ‪٠‬مئ َ‬
‫يب ‪ :‬ا‬ ‫ُأ َ ا‬
‫يب ‪:‬‬ ‫ًْ ‪٩َ ،‬منِ ْن ِز ْد َت َ‪٩‬م ُف َق َ‪ٙ‬م ْ ٌ‪ٜ‬م َ‪٬‬م َؽ] ‪٫َ .‬م َچمل ُأ َ ا‬ ‫ػ ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ : ‬مو ِ‪٠‬مئ َ‬ ‫ا٭مپم ِّْٳم َ‬
‫يب ‪َ :‬أ ْ٘م َٷم ُؾ‬ ‫ؽ] ‪٫َ .‬م َچمل ُأ َ ا‬ ‫‪٦‬م ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ : ‬مو ِ‪٠‬مئ َ‬
‫ًْ ‪٩َ ،‬منِ ْن ِز ْد َت َ‪٩‬م ُف َق َ‪ٙ‬م ْ ٌ‪ٜ‬م َ‪٬‬م َ‬ ‫َ‪٪‬مچم٭م اث ُټم َث ْ ِ‬

‫ٔ ‪ -‬حديث ‪َٟ [ :‬م ُؾقا اهللَ ِٓم ا‪٬‬مْ َق ِ‪ٟ‬مق َؾ َي ‪٩َ ،‬من ِ َّْن َو َمـ ِْز ‪٬‬مَ ٌي ِّم الـ َِّي ‪َٕ َٓ ،‬مـْبَ ِغ ل إ ِ َّٓ ‪٬‬مِ َعبْ ٍد ِم ْـ ِ‪٣‬مبَودِ اهللِ ‪،‬‬
‫َو أَ ْر ُٗم ق أَ ْن أَ ‪٫‬مُق َن أَ كَو ُه َق ] ‪ .‬رواه مسلم ُب صحيحو والنسائي والبيهقي ُب السنن وابن‬
‫خزٲبة وأبو عوانة وعبد بن ‪ٞ‬بيد والطرباين والبزار عن ابن عمرو ‪ . ‬والَبمذي عن‬
‫أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ا‪ٚ‬مق‪٫‬م َُّؾ ٔمِ ِف ‪ِ :‬آم َ‪٥‬م ‪َ ،‬و َ‪٬‬م َؽ ٔمِ ِؿ ْث ٍؾ] ‪ .‬رواه مسلم ُب‬
‫ؽ َ‬ ‫ٕ‪ -‬حديث ‪َ [ :‬م ْـ َد َ‪٣‬مو َِٕ ِ‪ٙ‬م ِقف ٔمِ َظ ْف ِر ا ْ‪٬‬م َغ ْق ِ‬
‫ى ؛ َ‪٪‬م َول ا‪ٚ‬مْ َؾ ُ‬

‫صحيحو وأبو داود وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي ُب السنن والشعب والطرباين ُب‬
‫الكبّب وعبد بن ‪ٞ‬بيد والبخاري ُب األدب عن أـ الدرداء عن زوجها ‪. ‬‬

‫‪- 179 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫َ٭م َؽ َص َّل ِيت ُ‪٬‬م َټم َٿمچم ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪[ : ‬إِ ًذا ُٕم ْؽ َػك َ َّ‬
‫َه َؽ ‪َ ،‬و ُي ْغ َػ ُر َ‪٬‬م َؽ َذ ْك ُب َؽ] (ٔ) ‪.‬‬

‫قل اهللِ ‪٩َ ، ‬م َح ِّسـُقا‬ ‫هلل إمـ ٱمسٷمقد ‪[ : ‬إِ َذا َص َّؾقتُؿ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ر‪ٟ‬م ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‪٫‬م َچمل َ‪٤‬م ْبدُ ا ِ‬
‫ون َ‪٬‬م َع َّؾ َذ‪٬‬مِ َؽ‬ ‫ا‪٬‬مصال َة َ‪٣‬م َؾ ِقف ‪٩ -‬منِكؽ ُْؿ ٓ ٕمَدْ ُر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا‪٬‬مصال َة َ‪٣‬م َؾ ْقف ‪ -‬وُب لفظ ‪٩َ :‬م َل ْ٘مسـُقا َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫َؽ‬‫ْحت َ‬ ‫َؽ َو َر ْ َ‬ ‫اٗم َع ْؾ َصالٕم َ‬ ‫ُي ْع َر ُض َ‪٣‬م َؾ ْقف ‪٪َ ،‬م َول ‪٩َ :‬م َع َّؾ َؿـَو ‪٪َ ،‬م َول ‪٪ُ :‬مق ُ‪٬‬مقا ‪ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ ْ‬
‫ُم َّؿ ٍد َ‪٣‬م ْب ِد َك‬ ‫‪٥‬م ‪َ ُ ،‬‬ ‫‪٥‬م ‪َ ،‬و َ‪ٙ‬مو َٕم ِؿ ا‪٬‬مـَّبِ ِّق َ‬
‫ِ‬
‫‪٥‬م ‪َ ،‬وإِ َمو ِم ا‪ٚ‬متَّؼ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ؽ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َ‪ٟ‬م ِّقد ا‪ٚ‬م ْر َ‪ٟ‬مؾ َ‬ ‫َو َٔم َر‪٫‬مَوٕمِ َ‬
‫ْح ِي ‪ ،‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ ا ْٔم َع ْث ُف َم َؼ ًومو‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ؽ ‪ ،‬إِ َمو ِم اخل ْ ِ‪ٜ‬م ‪َ ،‬و َ‪٪‬موئد اخل ْ ِ‪ٜ‬م ‪َ ،‬و َر ُ‪ٟ‬مقل َّ‬
‫ا‪٬‬مر ْ َ‬ ‫َو َر ُ‪ٟ‬مق‪٬‬مِ َ‬
‫ُم َّؿ ٍد ‪،‬‬‫آل ُ َ‬‫ُمؿ ٍد ‪َ ،‬و َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‬
‫ون ‪ ،‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َص ِّؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ َ َّ‬
‫أ‪ٙ‬م ُر َ‬‫قن و ِ‬ ‫ِ‬
‫ُم ُؿق ًدا َي ْغبِ ُط ُف ٔمِف إَ َّو ُ‪٬‬م َ َ‬ ‫َْ‬
‫قؿ ‪ ،‬إِك ََّؽ َْحِقدٌ َ َِمقدٌ ] (ٕ) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قؿ َوآل إِ ْٔم َراه َ‬
‫ِ‬
‫ً َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م إِ ْٔم َراه َ‬ ‫‪٫‬م َََم َص َّؾ ْق َ‬

‫و‪ٙ‬بسْب الصبلة عليو ُب ىذا ا‪٢‬بديث ا‪٤‬بوقوؼ الوارد عن ىذا الصحايب‬


‫ا‪١‬بليل ‪ ،‬يفتح باب االجتهاد ُب الصبلة على النيب ‪ ، ‬كل حسب علمو‬
‫ُب النيب ‪ ، ‬وكل طبقا ‪٤‬بشهده منو ‪ . ‬وىذا يفسر لك ورود صيغ‬
‫كثّبة عن شيوخ الصوفية للصبلة على النيب ‪ ، ‬فكل منهم لو ُب صبلتو‬
‫ىذه سر طريقو إٔب اهلل تعأب ‪ ،‬ألنو ال دخوؿ على اهلل تعأب إال من باب‬
‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وصححو وا‪٢‬باكم وصححو وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي ُب الشعب وعبد بن‬
‫‪ٞ‬بيد وابن شاىْب والتربيزي وابن عساكر عن أيب بن كعب ‪ . ‬وابن أيب عاصم ُب اآلحاد‬
‫وا‪٤‬بثاين والطرباين ُب الكبّب والبيهقي ُب الشعب وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة عن حباف بن منقذ ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه ابن ماجة والطرباين والبيهقي وأبو يعلى والشاشي وا‪٤‬بنذري ُب الَبغيب والَبىيب ‪.‬‬

‫‪- 181 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫النيب ‪ ، ‬وال وصوؿ إال إٔب النيب ‪ ، ‬إذ ىو ‪ ‬ا‪٢‬بجاب األعظم ‪.‬‬
‫ومن ىنا قاؿ من قاؿ ‪[ :‬اللهم إنو سرؾ ا‪١‬بامع لكل األسرار ‪ ،‬ونورؾ الواسع‬
‫‪١‬بميع األنوار ‪ ،‬ودليلك الداؿ بك عليك ‪ ،‬وقائد ركب عوا‪٤‬بك إليك ‪،‬‬
‫وحجابك األعظم القائم لك بْب يديك ‪ ،‬فبل يصل واصل إال إٔب حضرتو‬
‫ا‪٤‬بانعة] ‪.‬‬

‫‪٤‬با نزؿ قولو تعأب ‪[ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ‬

‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ] {األحزاب ‪ . }٘ٙ :‬سأؿ ا‪٤‬بؤمنوف رسوؿ‬


‫اهلل ‪ ‬عن كيفية الصبلة الٍب أمرىم اهلل أف يصلوىا عليو ‪.‬‬
‫س َ‪٠‬م ْٷم ِد‬
‫قل اهللِ ‪ِْ ‬م ََمْټمِ ِ‬ ‫قد ْإَځم َْٳم ِ‬
‫چمر ِّي ‪َ ‬أ َځم ُف َ‪٫‬م َچمل ‪َ :‬أٖمَچمځمَچم َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫َ‪٪‬مٷمـ َأ ِيب ٱمسٷم ٍ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫قل‬ ‫ْٕم ِـ ُ‪٤‬م َبچم َد َة ‪٪َ ، ‬م َٺم َچمل َ٭م ُف َٕم ِٲم ُ‪ٝ‬م ْٕم ُـ َ‪٠‬م ْٷمد ‪َ :‬أ َٱم َرځمَچم ا ُ‬
‫هلل َأ ْن ُځم َٳم ِّ َ‪٥‬م َ‪٤‬م َټم ْڀم َؽ َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫َ‬
‫قل اهللِ ‪َٙ ‬مََك ََتَپمَ ْڀمپمَچم أ َځم ُف ََل ْ‬ ‫َډم َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫ػ ُځم َٳم ِّ‪٥‬م َ‪٤‬م َټم ْڀم َؽ ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪٪َ :‬م َسٻم َ‬‫اهللِ ‪٪َ ،‬م َٻم ْڀم َ‬
‫ً‬ ‫ُم َّؿ ٍد ‪٫ ،‬م َََم َص َّؾ ْق َ‬ ‫ُمؿ ٍد َو َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‬
‫آل ُ َ‬ ‫َي ْس َڂم ْ٭م ُف ‪ُٗ ،‬م َؿ َ‪٫‬م َچمل ‪٪ُ [ :‬مق ُ‪٬‬مقا ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َص ِّؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم َّؿ ٍد ‪٫ ،‬م َََم َٔم َور‪٫‬م َ‬ ‫ُمؿ ٍد َو َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‬ ‫قؿ ‪َ .‬و َٔم ِ‬ ‫ِ‬
‫ًْ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م آل إِ ْٔم َراه َ‬
‫قؿ‬ ‫آل ُ َ‬ ‫ور ْك َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ َ َّ‬ ‫َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م إِ ْٔم َراه َ‬
‫ِّم ا ْ‪٬‬م َعو‪ٚ‬مَ ِ َ‪٥‬م ‪ ،‬إِك ََّؽ َْحِقدٌ َ َِمقدٌ ] (ٔ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه مالك ُب ا‪٤‬بوطأ ومسلم ُب صحيحو وأبو داود والَبمذي والنسائي وأ‪ٞ‬بد‬
‫والبيهقي وعبد الرزاؽ وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين وأبو عوانة والدارقطِب وابن حباف ‪.‬‬

‫‪- 181 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫اعلم أف اهلل تعأب ُب كتابو الكرًن ‪ ،‬أمرنا بالصبلة على رسوؿ اهلل ‪ ، ‬وٓب‬
‫يأمرنا بالصبلة على آلو ‪ُ ،‬ب القرآف ‪ ،‬وجاء اإلعبلـ بذلك ‪ُ ،‬ب تعليم رسوؿ‬
‫اهلل ‪ ‬إيانا الصبلة عليو ‪ ،‬بزيادة الصبلة على اآلؿ ‪.‬‬
‫فما طلب ‪ ، ‬الصبلة من اهلل عليو ‪ ،‬مثل صبلتو تعأب على إبراىيم ‪ ،‬من‬
‫ص بأمور‬
‫حيث أعياهنما ‪ .‬فإف العناية اإل‪٥‬بية برسوؿ اهلل ‪ ‬أًب ‪ ،‬إذ قد ُخ َّ‬
‫نيب قبلو ‪ ،‬ال إبراىيم وال غّبه ‪ ،‬وذلك من صبلتو تعأب عليو ‪،‬‬
‫ٓب ُٱبَص هبا ي‬
‫فكيف يطلب الصبلة من اهلل عليو ‪ ،‬مثل صبلتو على إبراىيم ‪ ،‬من حيث‬
‫عينو ؟ ‪ .‬وإ٭با ا‪٤‬براد من ذلك ما أبينو إف شاء اهلل تعأب ‪.‬‬
‫وذلك أف الصبلة على الشخص ‪ ،‬قد تُصلى عليو من حيث عينو ‪ ،‬ومن‬
‫حيث ما يضاؼ إليو غّبه ‪ .‬فكأف الصبلة ‪ -‬من حيث ما يضاؼ إليو غّبه‬
‫‪ -‬ىي الصبلة من حيث اجملموع ‪ ،‬إذ للمجموع حكم ليس لآلحاد إذا‬
‫انفردوا ‪.‬‬
‫اعلم أف آؿ الرجل ‪ُ -‬ب لغة العرب ‪ -‬ىم خاصتو األقربوف إليو ‪.‬‬
‫وخاصة األنبياء ‪ ،‬وآ‪٥‬بم ‪ ،‬ىم الصا‪٢‬بوف ‪ ،‬العلماء باهلل ‪ ،‬ا‪٤‬بؤمنوف بو ‪.‬‬
‫النبوة‬
‫وقد علمنا أف إبراىيم ‪ ‬؛ كاف من آلو أنبياء ورسل هلل ‪ ،‬ومرتبة ّ‬
‫والرسالة قد ارتفعت ُب الشاىد ُب الدنيا ‪ ،‬فبل يكوف بعد رسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب‬
‫يشرع اهلل لو ‪ ،‬خبلؼ شرع سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬وما منع‬
‫نيب وال رسوؿ ‪ّ ،‬‬‫ّأمتو ّ‬
‫‪- 182 -‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫ا‪٤‬برتبة ‪ ،‬وال حجرىا من حيث ال تشريع ‪ ،‬والسيما وقد قاؿ ‪ ‬فيمن قَػَرأَ‬
‫النبوة أدرجت بْب جنبيو (ٔ) ‪ ،‬وقاؿ ُب ا‪٤‬ببشرات أهنا ىي ما بقي‬
‫القرآف أف ّ‬
‫النبوة (ٕ) ‪ ،‬فوصف بعض ّأمتو بأهنم قد حصل ‪٥‬بم ا‪٤‬بقاـ ‪ ،‬وإف ٓب‬ ‫من ّ‬
‫يكونوا على شرع ٱبالف شرعو ‪.‬‬
‫ومعلوـ أف آؿ إبراىيم من النبيْب والرسل الذين كانوا بعده ‪ ،‬مثل إسحق‬
‫ويعقوب ويوسف ‪ ،‬ومن انتسل منهم من األنبياء والرسل عليهم السبلـ ‪،‬‬
‫النبوة عند اهلل ‪ ،‬أراد رسوؿ اهلل ‪‬‬
‫بالشرائع الظاىرة الدالة على أف ‪٥‬بم مرتبة ّ‬
‫النبوة عند اهلل ‪،‬‬
‫أف يلحق ّأمتو ‪ ،‬وىم آلو العلماء الصا‪٢‬بوف من أمتو ‪ٗ ،‬برتبة ّ‬
‫وإف ٓب يشرعوا ‪ ،‬ولكن أبقى ‪٥‬بم من شرعو ضرباً من التشريع ‪ ،‬فقاؿ ‪: ‬‬
‫ِ‬ ‫ُم َّؿ ٍد ‪٫ ،‬م َََم َص َّؾ ْق َ‬ ‫ُمؿ ٍد َو َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‬
‫ً َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م إِ ْٔم َراه َ‬
‫قؿ ‪.‬‬ ‫آل ُ َ‬ ‫[ ُ‪٪‬مق‪٬‬مُقا ‪ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َص ِّؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ َ َّ‬

‫ق٘مك إِ َ‪٬‬م ْق ِف] ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫آن ؛ َ‪٩‬م َؼ ِد ْا‪ٟ‬م َتدْ َر َج ا‪٬‬مـُّ ُب َّق َة َٔم َ‬
‫‪٥‬م َٗمـْ َب ْقف ‪٨ ،‬مَ ‪ٜ‬م َأ َّك ُف ٓ ُي َ‬ ‫ٔ‪ -‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬م ْـ َ‪٪‬م َر َأ ا‪٬‬م ُؼ ْر َ‬
‫رواه ابن أيب شيبة وا‪٢‬باكم وصححو والبيهقي وابن ا‪٤‬ببارؾ وا‪٣‬بطيب البغدادي ُب الفقيو‬
‫وا‪٤‬بتفقو و‪ٛ‬باـ ُب فوائده وا‪٤‬بروزي ُب قياـ الليل وابن عساكر ُب تارٱبو عن ابن عمرو ‪. ‬‬
‫قل َٔم ْع ِدي َو َٓ َك بِ َّل ] ‪.‬‬ ‫ً ‪٩َ ،‬م َال َر ُ‪ٟ‬م َ‬ ‫قل اهللِ ‪[ : ‬إ ِ َّن ِّ‬
‫ا‪٬‬مر َ‪ٟ‬م و‪٬‬مَ َي َو ا‪٬‬مـُّبُ َّق َة َ‪٪‬م دْ ا ْك َؼطَ َع ْ‬ ‫ٕ‪٫َ -‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫ِ‬ ‫َ‪٪‬م َٲم َؼ َذ ٭م ِ َؽ َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ا٭مپم ِ‬
‫ات ؟ ‪.‬‬ ‫‪٨‬م ُ‬ ‫ات] ‪٫َ .‬م چم ُ٭م قا ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ َو َٱمچم ا‪ٛ‬مبَ ِّ َ‬ ‫‪٧‬م ُ‬ ‫َچمس ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪٬[ :‬مَ ؽ ْـ ا‪ٚ‬مبَ ِّ َ‬
‫ا‪ٚ‬مس ؾِ ِؿ ‪َ ،‬و ِه َل ُٗم ْز ٌء ِم ْـ أَ ْٗم َز ِاء ا‪٬‬مـُّ ُب َّقةِ] ‪ .‬رواه البخاري ُب صحيحو وابن أيب‬ ‫َ‪٫‬م َچمل ‪ُ [ :‬رؤْ َي و ْ‬
‫شيبة والنسائي عن أيب ىريرة ‪ . ‬والَبمذي وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو عن أنس بن‬
‫مالك ‪ . ‬وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد عن أـ كرز الكعبية رضي اهلل عنها ‪ .‬والطرباين عن حذيفة‬
‫بن أسيد ‪. ‬‬

‫‪- 183 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم َّؿ ٍد ‪٫ ،‬م َََم َٔم َور‪٫‬م َ‬ ‫ُمؿ ٍد َو َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‬
‫قؿ ِّم ا ْ‪٬‬م َعو‪ٚ‬مَ َ‬
‫‪٥‬م ‪،‬‬ ‫ًْ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م آل إِ ْٔم َراه َ‬ ‫آل ُ َ‬ ‫َو َٔم ِ‬
‫ور ْك َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ َ َّ‬
‫إِك ََّؽ َْحِقدٌ َ َِمقدٌ ] (ٔ) ‪.‬‬
‫أي قولوا ‪( :‬اللهم صلي على ‪٧‬بمد وعلى آؿ ‪٧‬بمد) ‪ ،‬أي صل عليو من‬
‫حيث ما لو من آؿ ‪( ،‬كما صليت على إبراىيم وعلى آؿ إبراىيم) ‪ ،‬أي‬
‫نبوهتم‬
‫النبوة ‪ ،‬تشريفاً إلبراىيم ‪ ،‬فظهرت ّ‬ ‫من حيث أنك أعطيت آؿ إبراىيم ّ‬
‫علي ‪ ،‬وعلى إٓب ‪ ،‬بأف‬ ‫بالتشريع ‪ ،‬وقد قضيت أف ال شرع بعدي ‪ ،‬فصل ّ‬
‫النبوة عندؾ ‪ ،‬وإف ٓب يشرعوا ‪.‬‬‫٘بعل ‪٥‬بم مرتبة ّ‬
‫فكأف من كماؿ رسوؿ اهلل ‪ ‬؛ أف أ‪٢‬بق آلو باألنبياء ُب ا‪٤‬برتبة ‪ ،‬وزاد على‬
‫إبراىيم ‪ ‬بأ ّف شرعو ال يُنسخ ‪ ،‬وبعض شرع إبراىيم ومن بعده نسخت‬
‫الشرائع بعضها بعضاً ‪.‬‬
‫وما علَّمنا رسوؿ اهلل ‪ ، ‬الصبلة عليو على ىذه الصورة ‪ ،‬إال بوحي من‬
‫األمة من‬
‫اهلل ‪ ،‬وٗبا أراه اهلل ‪ ،‬وأف الدعوة ُب ذلك ‪٦‬بابة ‪ ،‬فقطعنا أف ُب ىذه ّ‬
‫‪٢‬بقت درجتو درجة األنبياء ُب النبوة عند اهلل ‪ ،‬ال ُب التشريع ‪.‬‬
‫قل َٔم ْع ِدي َو َٓ َكبِ َّل](ٕ) ‪.‬‬
‫ْب رسوؿ اهلل ‪ ، ‬وأكد بقولو ‪٩َ [ :‬م َال َر ُ‪ٟ‬م َ‬
‫و‪٥‬بذا بَػ َّ َ‬
‫فأكد بالرسالة ‪ ،‬من أجل التشريع ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه مالك ُب ا‪٤‬بوطأ ومسلم ُب صحيحو وأبو داود والَبمذي والنسائي وأ‪ٞ‬بد‬
‫والبيهقي وعبد الرزاؽ وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين وأبو عوانة والدارقطِب وابن حباف ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه الَبمذي وصححو وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو عن أنس ‪. ‬‬

‫‪- 184 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬

‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ] {البقرة ‪ . }ٖٔٗ :‬فأكرـ اهلل رسولو ‪، ‬‬


‫بأف جعل آلو شهداء على أمم األنبياء ‪ ،‬كما جعل األنبياء شهداء على‬
‫األمة ‪ -‬أعِب علماءىا ‪ -‬بأف شرع ‪٥‬بم االجتهاد‬‫أ‪٩‬بهم ‪ٍ ،‬ب أنو خص ىذه ّ‬
‫وقرر حكم ما ّأداه إليو اجتهادىم ‪ ،‬وتعبدىم بو ‪ ،‬وتعبد من‬
‫ُب األحكاـ ‪ّ ،‬‬
‫قلدىم بو ‪ ،‬كما كاف حكم الشرائع لؤلنبياء ومقلديهم ‪ ،‬وٓب يكن مثل ىذا‬
‫منزٍؿ ‪.‬‬
‫ألمة نيب ‪ ،‬ما ٓب يكن نبيا بوحي َّ‬
‫ّ‬
‫فجعل اهلل وحي علماء ىذه األمة ُب اجتهادىم ‪ ،‬كما قاؿ تعأب لنبيو‬
‫فاجملتهد ما‬ ‫‪ [ :‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ] {النساء ‪. }ٔٓ٘ :‬‬ ‫‪‬‬
‫حكم إال ٗبا أراه اهلل ُب اجتهاده ‪ ،‬فهذه نفحات من نفحات التشريع ‪،‬‬
‫ما ىو عْب التشريع ‪.‬‬
‫النبوة‬
‫فآلؿ سيدنا ‪٧‬بمد ‪ - ‬وىم ا‪٤‬بؤمنوف من أمتو ‪ ،‬العلماء ‪ -‬مرتبة ّ‬
‫عند اهلل ‪ ،‬تظهر ُب اآلخرة ‪ ،‬وما ‪٥‬با حكم ُب الدنيا إال ىذا القدر من‬
‫االجتهاد ا‪٤‬بشروع ‪٥‬بم ‪ ،‬فلم ٯبتهدوا ُب الدين واألحكاـ إال بأمر مشروع‬
‫من عند اهلل ‪.‬‬

‫‪- 185 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫حياة النبي ‪ ‬بعد انتقالو ‪:‬‬

‫اخلالئِ ِؼ ‪٩َ ،‬م َال ُي َص ِّ‪٤‬م‬


‫‪٫َ ‬م َچمل ‪[ : ‬إِ َّن اهللَ َو‪٫‬م ََّؾ ٔمِ َؼ ْ ِ‪ٝ‬مي َم َؾؽًو ‪َ ،‬أ ْ‪٣‬م َطو ُه َأ ْ‪ٟ‬م ََم َء َ‬
‫قف ‪٪َ ،‬م َول ‪َ :‬ص َّ‪ٛ‬م‬ ‫‪٣‬م َ‪٤‬م َأ٘مدٌ إِ َ‪٦‬م يق ِم ا ْ‪٬‬م ِؼقوم ِي ‪ ،‬إِ َّٓ َأٔم َؾغَـِل ٔمِو‪ٟ‬م ِؿ ِف وا‪ٟ‬م ِؿ َأٔمِ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َّ َ‬
‫ا‪٬‬مر ُٗم ِؾ ٔمِؽ ُِّؾ‬
‫ؽ َّ‬ ‫ا‪٬‬مر ُّب َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َذ‪٬‬مِ َ‬
‫َ‪٣‬م َؾ ْقؽ ُ‪٩‬م َال ٌن َو ُ‪٩‬م َال ٌن ‪٫ ،‬م ََذا َو‪٫‬م ََذا ‪٩َ ،‬م ُق َص ِّ‪٤‬م َّ‬
‫ِ ٍ‬
‫‪٧‬ما] (ٔ) ‪.‬‬ ‫َوا٘مد َ‪٣‬م ْ ً‬
‫ا‪٬‬مصال َة َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م ِّم ا‪٬‬م َّؾ ْق َؾ ِي ا‪٬‬مز َّْه َر ِاء َوا ْ‪٬‬م َق ْق ِم إَز َْه ِر ‪٩َ ،‬منِ َّن‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬وقاؿ ‪َ [ : ‬أ‪٫‬مْث ُروا َّ‬
‫الليلة الزىراء واليوـ األزىر ‪ :‬أي ليلة ا‪١‬بمعة‬ ‫َصال َٕمؽ ُْؿ ُٕم ْع َر ُض َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م] (ٕ) ‪.‬‬
‫ويومها ‪.‬‬

‫‪َ ‬و َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ : ‬مو ِم ْـ َأ َ٘م ٍد ُي َس ِّؾ ُؿ َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م ‪ ،‬إِ َّٓ َر َّد اهللُ ‪٣َ -‬م َّز َو َٗم َّؾ ‪٣َ -‬م َ َّ‪٤‬م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا‪٬‬مس َالم] (ٖ) ‪.‬‬ ‫ُرو٘مل ‪َ٘ ،‬متَّك َأ ُر َّد َ‪٣‬م َؾ ْقف َّ‬

‫الؿ َع ِي ‪٩ ،‬مِ ِقف ُ‪ٙ‬مؾِ َؼ آ َد ُم ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫قل اهللِ ‪[ : ‬إِ َّن م ْـ َأ ْ‪٩‬م َض ِؾ َأ َّيومؽ ُْؿ َي ْق َم ُ‬
‫‪َ ‬و َ‪٫‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬

‫ٔ‪ -‬رواه البزار والطرباين ُب الكبّب وأبو الشيخ ُب العظمة وابن ا‪٤‬بقرئ ُب معجمو وابن عساكر‬
‫والبخاري ُب التاريخ عن عمار بن ياسر ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه الطرباين ُب الكبّب عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه أبو داود (وقاؿ ا‪٢‬بافظ ابن حجر ُب الفتح عن رواتو أهنم ثقات) وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب‬
‫السنن والشعب وابن راىويو والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح وأبو نعيم ُب أخبار أصبهاف وابن‬
‫عساكر ُب تارٱبو عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 186 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬
‫قف ا‪٬‬مصع َؼ ُي ‪٩َ ،‬م َل‪٫‬مْثِروا ‪٣‬م َ‪٤‬م ِمـ ا‪٬‬مص َال ِة ‪٩‬مِ ِ‬
‫قف ‪،‬‬ ‫قف ا‪٬‬مـَّ ْػخَ ُي ‪ ،‬و‪٩‬مِ ِ‬
‫قف ُ‪٪‬مبِ َض ‪ ،‬و‪٩‬مِ ِ‬
‫و‪٩‬مِ ِ‬
‫ُ َ َّ ْ َّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ػ ُٖم ْٷم َر ُض‬ ‫قل اهللِ َو َ‪٬‬م ْڀم َ‬ ‫َ‪٩‬منِ َّن َص َال َٕمؽ ُْؿ َم ْع ُر َ‬
‫وض ٌي َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م] ‪٫َ .‬مچم ُ٭مقا ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ڀمډم ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪[ :‬إِ َّن اهللَ َ‪٣‬م َّز‬‫َص َّل ُٖمپمَچم َ‪٤‬م َټم ْڀم َؽ َو َ‪٫‬مدْ َأ ِر ْٱم َډم ؟ ‪َ .‬ي ُٺمق ُ٭مق َن ‪َٕ :‬مټمِ َ‬
‫ض َأٗمسود ْإ َ ْكبِق ِ‬
‫وء] (ٔ) ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َو َٗم َّؾ َ٘م َّر َم َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ْإ َ ْر ِ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫قل اهللِ ‪َ [ : ‬أ‪٫‬مْث ُروا َّ‬
‫ا‪٬‬مص َال َة َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م‬ ‫‪ ‬وروايڈم َأ ِيب ا٭مدَ ْر َد ِاء ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫ا‪ٚ‬مالئِ َؽ ُي ‪َ ،‬وإِ َّن َأ َ٘مدً ا َ‪٬‬م ْـ ُي َص ِّ َ‪٤‬م َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م إِ َّٓ‬
‫َي ْق َم ال ُؿ َع ِي ‪٩َ ،‬منِ َّك ُف َم ْش ُفق ٌد ‪ٕ ،‬م َْش َفدُ ُه َ‬
‫ً ‪٣‬م َ‪٤‬م ص َال ُٕمف ‪٘ ،‬متَّك ي ْػر َغ ِمـْفو] ‪٫ُ .‬م ْټم ُډم ‪ :‬وٕمٷمدَ ا‪ٛ‬مق ِ‬
‫ت ؟ ‪٫َ .‬مچم َل ‪:‬‬ ‫ََْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‪٣‬م ِر َض ْ َ َّ َ ُ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫[ؤمعدَ ا‪ٚ‬مق ِ‬
‫ض َأ ْن ٕم َْل‪٫‬م َُؾ َأ ْٗم َسو َد ْإَ ْكبِ َقوء ‪٩َ ،‬مـ ُّ‬
‫َبل‬ ‫هلل َ٘م َّر َم َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ْإَ ْر ِ‬
‫ت ‪ ،‬إِ َّن ا َ‬ ‫ََْ ْ‬
‫اهلل َ٘مل ُي ْر َز ُق] (ٕ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن والشعب وابن أيب عاصم‬
‫وا‪٢‬باكم ُب ا‪٤‬بستدرؾ وصححو والطرباين ُب الكبّب والدارمي وابن حباف وابن خزٲبة والبزار‬
‫عن أوس بن أوس الثقفي ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه ابن ماجة وصححو ُب زوائده والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح وا‪٤‬بزي ُب هتذيب‬
‫الكماؿ ‪ .‬قاؿ السندي ُب حاشيتو على ابن ماجة ‪٫َ { :‬م ْق ٭مف ‪٩َ [ :‬م ـَب ِ ُّل اهللِ َ٘م ل ُي ْر َز ق] ‪:‬‬
‫اق ‪َ .‬و َُيْ َ َِٽمؾ أَ َِن َچم‬‫اإل َض چم َ‪٪‬مڈم ِْم َ‪٫‬م ْق ٭مف ځمَبِل اهلل ‪ ،‬٭م ِ ِّل ‪٠‬م َِٸمْر ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َص َټم َق ات اهلل َو َ‪٠‬م َّل ٱمف َ‪٤‬م َټمڀمْ ِف ؛ َُيْ َ َِٽمؾ ْ ِ‬

‫ڀمف ‪٪َ ،‬م َٺم دْ َ٘م چم َء ِٱمثْټمف ِْم‬


‫چمهر ‪ُٗ .‬م ؿ َه َذ ا َٓ يپمْب ِٸمل أَ ْن ي َٲم َؽ ‪٪‬مِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫٭م ِ ْټم ٷم ٿم ِد ‪ ،‬و ا‪ٛ‬مر اد َځم ْٹم سف ‪ ،‬و ُه ق ا٭م َٶم ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫چمديڊم ِٱم ْـ َُجْ َټمَ َٿم چم ‪َ ،‬أ َځم ُف ‪‬‬‫‪ٙ‬م ِّؼ ا٭مٲما ٿم َد اء ‪٪َ ،‬م َٻم ڀمػ ْإ َ ْځمب ِڀم چمء ! ‪ .‬و َ‪٫‬م دْ ٘مچمء ِْم ‪ٙ‬م ڀمچمة ْإ َځمْبِڀمچمء أَ‪ٙ‬م ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‪٠‬مك ُي َٳم ِّ‪٥‬م ِْم َ‪٫‬م ْ‪ٞ‬مه ‪َ ،‬و َ‪٩‬م ْ‪ٝ‬م َذ ٭م ِ َؽ} اهـ ‪.‬‬
‫َر أَى ُٱم َ‬

‫‪- 187 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫فهذا اإلحياء لو ‪ ، ‬قد ًب بصبلتك وتسليمك عليو ؛ وال ٱبلو الكوف كلو‬
‫‪ُ -‬ب أي ‪٢‬بظة ‪ -‬من صبلة وتسليم عليو ‪ ،‬فلذلك فهو ‪ ‬حي على‬
‫الدواـ ‪ .‬ىذا ُب الظاىر ‪ ،‬وبالدليل النقلي والعقلي ‪.‬‬
‫أما عندنا فا‪٤‬بعُب الظاىر على ما ىو عليو ‪ ،‬ويزيد عليو ا‪٤‬بعُب الباطن ‪،‬‬
‫وىو أنك ٔبثمانيتك قربه ‪ ، ‬وأنك بصبلتك وتسليمك عليو ‪ٙ‬بييو ُب‬
‫داخلك ‪ ،‬فإذا ظهر ىو فيك ؛ تفُب أنت عنك ‪ ،‬ويكوف ىو فيك نيابة‬
‫عنك ‪ ،‬فتستقبل من اهلل تعأب بقابليتو ىو ‪ ،‬وليس بقابليتك أنت ‪ ،‬وعلى‬
‫قدره ىو ‪ ،‬ليس على قدرؾ أنت ‪ ،‬ومن ىنا كنت أنت ‪ -‬بصبلتك عليو ‪-‬‬
‫َّوس ِِب َي ْق َم ا ْ‪٬‬م ِؼ َق َوم ِي ؛‬
‫أؤب الناس بو ‪ ،‬كما ورد ُب ا‪٢‬بديث ‪َ [ :‬أ ْو َ‪٦‬م ا‪٬‬مـ ِ‬

‫َأ ْ‪٫‬م َث ُر ُه ْؿ َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م َص َ‬


‫ال ًة] (ٔ) ‪ .‬ولفظ أؤب الناس يب ‪ٙ‬بتمل معاف كثّبة ‪ ،‬وا‪٤‬بعُب‬
‫ا‪٤‬بقصود هبا ىنا ‪ :‬أف تصبح أنت منو ‪ ،‬وىو منك ‪.‬‬
‫ول ِ‬
‫اهلل ‪ ‬طَرفَةَ‬ ‫ب َعني َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫وىذا يشرح قوؿ بعض السادة ‪( : ‬لو ُحج َ‬
‫المسلِ ِمين) على ما بيناه ُب مواضع كثّبة من‬ ‫عي ٍن ‪ ،‬ما ع َدد ُ ِ ِ‬
‫ت نَػفسي م َن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ىذا الكتاب ‪.‬‬
‫ونلقي الضوء ُب الصفحات التالية على ٍ‬
‫بعض من معاين صبلة الفاتح‬
‫وجوىرة الكماؿ ‪ ،‬وٮبا أساس الطريق التجاين ا‪٤‬ببارؾ ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وحسنو وابن أيب شيبة والطرباين ُب الكبّب والبيهقي ُب شعب اإلٲباف وأبو يعلى‬
‫وابن حباف والشاشي والتربيزي والبخاري ُب التاريخ عن ابن مسعود ‪. ‬‬

‫‪- 188 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫صالة الفاتح ‪:‬‬

‫ُم َّؿ ٍد ‪ ،‬ا‪٬‬م َػوٕمِ ُح ‪ٚ‬م ِو ُأ ْ‪٨‬مؾِ َؼ ‪،‬‬


‫ا‪٬‬مؾف َّؿ َص ِّؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َ‪ٟ‬م ِّق ِد َكو ُ َ‬
‫‪ُ ‬‬
‫احل ِّؼ ٔمِ َ‬
‫وحل ِّؼ ‪،‬‬ ‫اخلوٕمِ ِؿ ‪ٚ‬م ِو َ‪ٟ‬م َب َؼ ‪َ ،‬ك ِ ِ‬
‫وس َ‬ ‫َو َ‬

‫ؽ ا ُ‪ٚ‬م ْس َت ِؼق ِؿ ‪َ ،‬و َ‪٣‬م‪ٛ‬م آ‪٬‬مِ ِف ‪،‬‬


‫سا‪١‬مِ َ‬
‫َ‬
‫ودي إ‪٦‬م ِ‬
‫و َاَل ِ‬
‫َ‬

‫َ٘م َؼ َ‪٪‬م ْد ِر ِه َو ِم ْؼ َد ِار ِه ا‪٬‬م َعظِق ِؿ‪‬‬


‫‪[ ‬ا‪٬‬مؾفؿ صؾ ‪٣‬م‪ٛ‬م ‪ٟ‬مقدكو ُمؿد] ‪:‬‬

‫‪٤‬با أمر اهلل ‪ -‬سبحانو ‪ -‬عبيده بقولو ‪[ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬

‫ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ] {األحزاب ‪. }٘ٙ :‬‬

‫ف الفقر‬‫توجو العبيد إليو تعأب ‪ -‬استجابةً وتنفيذاً ألمره ‪ -‬رافعْب أ ُك َّ‬


‫والضراعة ‪ ،‬ألنو ‪ -‬سبحانو ‪ -‬سأ‪٥‬بم من أنفسهم ما ال ٲبلكونو إال بو تعأب ‪،‬‬
‫وقاؿ ا‪٢‬بق عنهم على لساهنم ‪[ :‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬

‫ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ]‬
‫{يوسف ‪ . }ٛٛ :‬فنطقت ألسنة الصوامت منهم قائلة ‪:‬‬
‫‪- 189 -‬‬ ‫‪‬‬
‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫اللهم إنا قد عجزنا من حيث إحاطة عقولنا ‪ ،‬وغاية أفهامنا ‪ ،‬ومنتهى‬


‫إرادتنا ‪ ،‬وسوابق ٮبمنا ‪ ،‬أف نصلي عليو من حيث ىو ‪ ،‬وكيف نقدر على‬
‫ذلك ‪ ،‬وقد جعلت كبلمك خلقو ‪ ،‬وأ‪٠‬باءؾ مظهره ‪ ،‬ومنشأ كونك منو ‪،‬‬
‫وأنت ملجؤه وركنو ‪ ،‬وملؤؾ األعلى عصابتو ونصرتو ‪ ،‬فصل اللهم عليو من‬
‫حيث تعلق قدرتك ٗبصنوعاتك ‪ ،‬و‪ٙ‬بقق أ‪٠‬بائك بإرادتك ‪ ،‬منو ابتدأت‬
‫ا‪٤‬بعلومات ‪ ،‬وإليو جعلت غاية الغايات ‪ ،‬وبو أقيمت ا‪٢‬بجج على‬
‫ا‪٤‬بخلوقات ‪ ،‬فهو أمينك ‪ ،‬خازف علمك ‪ ،‬حامل لواء ‪ٞ‬بدؾ ‪ ،‬معدف سرؾ ‪،‬‬
‫مظهر عزؾ ‪ ،‬نقطة دائرة ملكك ‪ ،‬و‪٧‬بيطو ومركبو وبسيطو ‪.‬‬
‫فالكوف ‪ -‬كلو ‪ -‬شغلو الشاغل ؛ ىو الصبلة على النيب ‪ ، ‬ألنو ‪ ‬ىو‬
‫إنساف عْب الكل ُب حضرة الوحدانية ‪ ،‬و‪ٝ‬بع ‪ٝ‬بع األحدية ‪ ،‬من حيث إحاطة‬
‫قولو تعأب ‪[ :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬

‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ]‬
‫{األحزاب ‪ . })ٗٚ – ٗ٘( :‬فكاف الػ ُمبَشُِّر عْب الػ ُمبَ َّش ِر بو ‪.‬‬
‫‪[ ‬ا‪٬‬مػوٕمح ‪ٚ‬مو أ‪٨‬مؾؼ] ‪:‬‬

‫وىو على عدة معاف ‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬


‫أوال ‪ -‬أنو ‪ ‬ىو الفاتح ‪٤‬با أغلق من صور األكواف ‪ ،‬فإهنا كانت مغلقة‬

‫‪- 191 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫ُب حجاب البطوف وصورة العدـ ‪ ،‬وفُتحت مغاليقها بوجوده ‪ ، ‬وخرجت‬


‫من صورة العدـ إٔب صورة الوجود ‪ ،‬ومن حجابية البطوف إٔب عآب الظهور ‪.‬‬
‫إذ لواله ‪ ‬ما خلق اهلل موجودا ‪ ،‬وال أخرجو من العدـ إٔب الوجود ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬أنو تعأب فتح بسببو ‪ ‬على ا‪٣‬بلق ‪ ،‬مغاليق الر‪ٞ‬بة اإل‪٥‬بية ‪ ،‬ولوال‬
‫أف اهلل تعأب خلق سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬؛ ما رحم ‪٨‬بلوقا ‪ ،‬فالر‪ٞ‬بة من اهلل تعأب‬
‫‪٣‬بلقو بسبب نبيو ‪. ‬‬
‫ثالثا ‪ -‬أنو تعأب فتح بسببو ‪ ‬على ا‪٣‬بلق أنواع ا‪٣‬بّبات ‪ ،‬وأبواب‬
‫السعادات الدنيوية واألخروية ‪ ،‬وبْب ألمتو ما أوحي إليو ‪ ،‬أو فتح ٕبكمتو‬
‫ما انغلق عليهم فهمو من أمورىم ودينهم ‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬وىو ‪ ‬الفاتح ‪ ،‬ألنو افتتح النبوة ‪ ،‬فكاف ‪ ‬نبيا وآدـ ‪‬‬
‫منجدؿ ُب طينتو (ٔ) ‪.‬‬
‫قل ‪[ :‬إِ ِّين َ‪٣‬م ْبدُ اهللِ ‪ِّ ،‬م ُأ ِّم‬ ‫هلل ‪َ ‬ي ُٺم ُ‬ ‫قل ا ِ‬ ‫٭مس َټم ِٽم ِّل ‪٫َ ، ‬م َچمل ‪٠َ :‬م ِٽم ْٷم ُډم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫چمض ْٕم ِـ َ‪٠‬م ِچمر َي َڈم ا ا‬ ‫َـ ا ْ٭م ِٷم ْر َٕم ِ‬
‫ٔ‪٤ -‬م ِ‬

‫قؿ ‪َ ،‬ؤمِ َش َور ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ؽ ‪َ :‬د ْ‪٣‬م َقة َأ ِِب إِ ْٔم َراه َ‬ ‫يؾ َذ‪٬‬مِ َ‬
‫‪٥‬م َوإِ َّن آ َد َم ‪ٚ‬مـ َْج ِد ٌل ِّم ‪١‬مِقـَتِ ِف ‪َ .‬و َ‪ٟ‬م ُل َك ِّب ُئؽ ُْؿ ٔمِت َْل ِو ِ‬
‫َوب ‪َ ،‬خلوٕم َُؿ ا‪٬‬م َّـبِ ِّق َ‬‫ا ْ‪٬‬مؽِت ِ‬

‫ؽ ٕم ََرى‬ ‫‪٬‬مشو ِم َو‪٫‬م ََذ‪٬‬مِ َ‬


‫قر ا َّ‬ ‫وء ْت َ‪٬‬م ُف ُ‪٪‬م ُص ُ‬ ‫ُقر َأ َض َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قسك َ‪٪‬م ْق َم ُف ‪َ ،‬و ُرؤْ َيو ُأ ِّمل ا َّ‪٬‬متل َر َأ ْت ‪َ :‬أ َّك ُف َ‪ٙ‬م َر َج مـ َْفو ك ٌ‬
‫ِ‬
‫‪٣‬م َ‬
‫ات اهللِ َ‪٣‬م َؾ ْق ِف ْؿ] ‪ .‬رواه أ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين ُب الكبّب وُب مسند‬ ‫ُأ َّم َف ُ‬
‫وت ا‪٬‬م َّـبِ ِّق َ‬
‫‪٥‬م َص َؾ َق ُ‬
‫الشاميْب والبيهقي ُب الدالئل وابن حباف ُب صحيحو وابن بشراف ُب أماليو والتربيزي ُب ا‪٤‬بشكاة‬
‫والبخاري ُب التاريخ والقاضي عياض ُب الشفا وابن سعد ُب الطبقات الكربى وابن عساكر ُب‬
‫تارٱبو والذىيب ُب تاريخ اإلسبلـ (وقاؿ ‪ :‬إسناده حسن إف شاء اهلل) ‪.‬‬

‫‪- 191 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫خامسا ‪ -‬وىو ‪ ‬الفاتح لؤلنوار ‪ ،‬ألف أوؿ ما خلق اهلل نور النيب ‪. )ٔ( ‬‬
‫سادسا ‪ -‬وىو ‪ ‬أوؿ من يفتح باب ا‪١‬بنة ‪ ،‬ألنو ‪ ‬أمر خازف ا‪١‬بنة أف‬
‫ال يفتح ألحد قبلو (ٕ) ‪.‬‬
‫فهو سيد السادات ‪ ،‬ومراد اإلرادات ‪ ،‬وحبيبو تعأب ا‪٤‬بكرـ بالكرامات ‪،‬‬
‫وا‪٤‬بؤيَّد بالنصر والسعادات ‪ ،‬السر الظاىر ‪ ،‬والنور الباىر ‪ ،‬ا‪١‬بامع ‪١‬بميع‬
‫ا‪٢‬بضرات ‪ ،‬صاحب لواء ا‪٢‬بمد ‪ ،‬الذي ىو مفتاح أقفاؿ األعطية اإل‪٥‬بيات ‪.‬‬
‫وىو الفاتح لكل شاىد حضرة ا‪٤‬بشاىد ‪ ،‬الذي أسري ٔبسمو الشريف‬
‫ا‪٢‬باوي ‪١‬بميع الكماالت ‪ ،‬وعُ ِر َج بروحو األقدس العإب إٔب أعلى ا‪٤‬بقامات ‪،‬‬
‫وخاطبو ربو وأكرمو بأعظم التحيات ‪ ،‬فهو النور األهبر ‪ ،‬والسراج ا‪٤‬بنّب‬
‫األزىر ‪ ،‬القائم بكماؿ العبودية ُب حضرة ا‪٤‬بعبود مع أًب العبادات ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬عن جابر بن عبد اهلل ‪ ، ‬قاؿ ‪ :‬سألت رسوؿ اهلل ‪ ‬عن أوؿ شيء خلقو اهلل قبل‬
‫األشياء ؟ ‪ .‬فقاؿ ‪َ [ : ‬أ َّو ُل َمو َ‪ٙ‬م َؾ َؼ اهللُ ك ُ‬
‫ُقر َكبِ ُّق َؽ َيو َٗمؤمِ ُر] ‪ .‬رواه عبد الرزاؽ الصنعاين‬
‫بسنده عن معمر عن ابن ا‪٤‬بنكدر عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫وب الـ َِّي َي ْق َم ا‪٬‬مْ ِؼ قَو َم ِي ‪٩َ ،‬ملَ ْ‪ٟ‬متَ ْػت ِ ُح ‪،‬‬‫قل اهلل ‪ِ [ : ‬آيت َٔم َ‬ ‫ؽ ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫س ٕم ِـ ٱم چم٭م ِ ٍ‬
‫ٕ‪٤َ -‬م ْـ َأ َځم ِ ْ َ‬
‫ؽ]‬ ‫ت َٓ َأ ْ‪٩‬مت َُح ِٕ َ َ٘م ٍد َ‪٪‬مبْ َؾ َ‬ ‫ؽ أُ ِم ْر ُ‬‫قل ‪ٔ .‬م َ‬ ‫قل ‪ُُ :‬مَ َّؿ دٌ ‪٩َ .‬م قَ ُؼ ُ‬ ‫ًْ ؟ ‪٩َ .‬م لَ ُ‪٪‬م ُ‬‫وز ُن ‪َ :‬م ْـ أَ ك َ‬ ‫قل اخل ِ‬
‫َ‪٩‬م َق ُؼ ُ‬

‫رواه مسلم ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب الدالئل وأبو عوانة وعبد بن ‪ٞ‬بيد وابن‬
‫بشراف ُب أماليو وابن منده ُب اإلٲباف وابن ا‪٤‬ببارؾ ُب الزىد واآلجري ُب الشريعة‬
‫والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح ‪.‬‬

‫‪- 192 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫وىو ‪ ‬نور األ‪٠‬باء ‪ ،‬ا‪٤‬بتشعع باأل‪٠‬باء ُب حضرة ا‪٤‬ب َس َّمى ‪ ،‬فكاف ىو ‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬عْب مظاىرىا الوجودية ‪ ،‬من حيث إحاطة علمو تعأب ‪.‬‬
‫‪ -‬وعْب أسرارىا ا‪١‬بودية ‪ ،‬من حيث إحاطة كرمو ‪.‬‬
‫‪ -‬وعْب اخَباعاهتا الكلية الكونية ‪ ،‬من حيث إحاطة إرادتو ‪.‬‬
‫‪ -‬وعْب مقدوراهتا ا‪١‬بربوتية ‪ ،‬من حيث إحاطة قدرتو وقهره ‪.‬‬
‫‪ -‬وعْب إنشاءاهتا اإلحسانية ‪ ،‬من حيث إحاطة سعة ر‪ٞ‬بتو ‪.‬‬
‫فأَنِلنا اللهم من بركاتو ‪ ،‬وافتح اللهم أقفاؿ قلوبنا ٗبفاتيح حبو ‪ ،‬وكحل‬
‫أبصار بصائرنا بإ‪ٜ‬بد نوره ‪ ،‬وطهر أسرار سرائرنا ٗبشاىدتو وقربو ‪ ،‬حٌب ال‬
‫نرى ُب الوجود إال أنت ‪ ،‬بِِو ‪ ،‬ومن نوـ غفلتنا ننتبو ‪.‬‬
‫‪[ ‬واخلوٕمؿ ‪ٚ‬مو ‪ٟ‬مبؼ] ‪:‬‬

‫وىو على عدة معاف ‪:‬‬


‫‪ -‬فهو ‪ ‬ا‪٣‬باًب ‪٤‬با سبق من النبوة والرسالة ‪ ،‬ألنو ختمها وأغلق باهبا ‪ ،‬فبل‬
‫مطمع ألحد فيها بعده ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬وكذا فهو ‪ ‬ا‪٣‬باًب ‪٤‬با سبق ‪ ،‬من صور التجليات اإل‪٥‬بية ‪ ،‬الٍب ٘بلى‬
‫ا‪٢‬بق سبحانو وتعأب بصورىا ُب عآب الظهور ‪ ،‬ألنو ‪ ‬أوؿ موجود‬

‫‪- 193 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫أوجده اهلل تعأب ُب العآب ‪ ،‬من حجاب البطوف وصور العماء الرباين ‪،‬‬
‫ٍب مازاؿ يبسط صور العآب بعدىا ‪ُ ،‬ب ظهور أجناسها ‪ ،‬بالَبتيب‬
‫القائم على ا‪٤‬بشيئة الربانية ‪ ،‬جنسا بعد جنس ‪ ،‬إٔب أف كاف آخر ما‬
‫٘بلى بو ُب عآب الظهور ؛ الصورة اآلدمية على صورتو ‪ ، ‬وىو‬
‫ا‪٤‬براد بالصورة اآلدمية ‪ ،‬فكما افتتح بو ظهور الوجود ؛ كذلك أغلق‬
‫‪‬‬‫بو ظهور صور ا‪٤‬بوجودات ‪. ‬‬
‫‪ -‬وبعبارة أخرى أف أوؿ موجود أوجده اهلل تعأب من حضرة الغيب ىو روح‬
‫سيدنا ‪٧‬بمد ‪ٍ ، ‬ب أخرج اهلل تعأب أرواح العآب من روحو ‪ ، ‬والروح‬
‫ىنا ىي الكيفية الٍب هبا مادة ا‪٢‬بياة ُب األجساـ ‪ ،‬وخلق من روحو ‪‬‬
‫النورانية والظلمانية ‪ ،‬ألنو ‪ ‬لو نسبتْب أفاضهما على الوجود كلو ‪،‬‬
‫فالنسبة األؤب نسبة النور احملض ‪ ،‬ومنو خلقت األجساـ النورانية‬
‫وا‪١‬بنة و‪ٝ‬بيع درجاهتا ‪ .‬والنسبة الثانية ىي نسبة الظبلـ ‪ ،‬ومن ىذه‬
‫النسبة خلقت األجساـ الظلمانية وا‪١‬بحيم ودركاهتا ‪ .‬فهذه نسبة‬
‫العآب كلو إٔب روحو ‪. ‬‬
‫فهو ‪ ‬السيد الكامل ‪ ،‬الفاتح ا‪٣‬باًب ‪ ،‬ا‪٢‬ببيب الشفيع ‪ ،‬الرؤوؼ الرحيم ‪،‬‬
‫الصادؽ األمْب ‪ ،‬السابق للخلق نوره ‪ ،‬والر‪ٞ‬بة للعا‪٤‬بْب ظهوره ‪ ،‬وىو األوؿ ُب‬
‫اإلٯباد والوجود ‪ ،‬ومن بو ختم اهلل النبوة والرسالة والسؤدد ‪ ،‬نور عْب‬
‫العنايات ‪ ،‬وسيد أىل األرضْب والسماوات ‪.‬‬
‫‪- 194 -‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫‪[ ‬كوس احلؼ ٔموحلؼ] ‪:‬‬

‫وىذا على معنيْب ‪:‬‬

‫‪ -‬أف يكوف ا‪٢‬بق ُب اللفظْب ىو اهلل تعأب ‪ ،‬كقولو ‪[ :‬ﯘ ﯙ ﯚ‬

‫ﯛ] {‪٧‬بمد ‪. }ٚ :‬‬

‫‪ -‬أو أف يكوف ا‪٢‬بق األوؿ ىو اهلل تعأب ‪ ،‬وا‪٢‬بق الثاين ىو سيدنا ‪٧‬بمد‬
‫‪ ، ‬فهو ‪ ‬القائل ‪َ [ :‬و ُ َُم َّؿدٌ َ٘مؼ] (ٔ) ‪.‬‬
‫فاللهم صل على حقيقة حقك ‪ ،‬وصفوتك من خلقك ‪ .‬الذي بنوره ُِ‬
‫‪ٞ‬بلَت‬
‫َ‪ٞ‬بَلَةُ عرشك ‪ ،‬وبسره ُرفعت ‪٠‬باواتك ‪ ،‬وبُسطت أرضك ‪ ،‬فهو ‪٠‬باء ‪٠‬بائك ‪،‬‬
‫وعناية عيوف إحسانك ‪ ،‬ومظهر عزؾ وسلطانك ‪ ،‬فأنت العليم بو من‬
‫حيث ا‪٢‬بق وا‪٢‬بقيقة ‪ ،‬فصل رب عليو من حيث حقيقة علمك بذلك ‪،‬‬
‫و‪ٙ‬بققو ‪٤‬با ىنالك ‪.‬‬
‫َچمن ا٭مپمَبِ ال ‪ ‬إِ َذا َ‪٫‬مچم َم ِٱم ْـ ا٭م َټم ْڀم ِؾ َيَ ََٿم َجدُ َ‪٫‬م َچمل ‪:‬‬
‫چمس ‪ ‬أځمف ‪٬‬م َ‬ ‫ٔ‪ -‬هذا ٘مزء ٱمـ احلديڊم ا‪ٛ‬مروي َ‪٤‬م ْـ ا ْٕم ِـ َ‪٤‬م َب ٍ‬
‫ًْ َ‪٪‬مقؿ ا‪٬‬مسؿق ِ‬ ‫ض َو َم ْـ ‪٩‬مِ ِ‬
‫ات َو ْإَ ْر ِ‬‫ًْ كُقر ا‪٬‬مسؿق ِ‬
‫ات‬ ‫احلؿدُ َأك َ ِّ ُ َّ َ َ‬ ‫ؽ ْ‬ ‫قف َّـ ‪َ ،‬و َ‪٬‬م َ‬ ‫ؽ احل ْؿدُ َأك َ ُ َّ َ َ‬ ‫[ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َ‪٬‬م َ‬
‫ؽ َ٘مؼ ‪َ ،‬و‪٬‬مِ َؼوؤُ َك َ٘مؼ ‪،‬‬ ‫ًْ احل ُّؼ ‪َ ،‬و َو ْ‪٣‬مدُ َك َ٘مؼ ‪َ ،‬و َ‪٪‬م ْق‪٬‬مُ َ‬ ‫احلؿدُ َأك َ‬
‫ؽ ْ‬ ‫ض َو َم ْـ ‪٩‬مِ ِ‬
‫قف َّـ ‪َ ،‬و َ‪٬‬م َ‬ ‫َو ْإَ ْر ِ‬

‫ا‪٬‬مسو َ‪٣‬م ُي َ٘مؼ ‪َ ،‬وا‪٬‬مـَّبِ ُّق َ‬


‫قن َ٘مؼ ‪َ ،‬و ُُم ََّؿدٌ َ٘مؼ] ‪ .‬رواه البخاري ُب‬ ‫َوالـَّ ُي َ٘مؼ ‪َ ،‬وا‪٬‬مـ َُّور َ٘مؼ ‪َ ،‬و َّ‬
‫صحيحو والنسائي وابن ماجة وعبد الرزاؽ والدارمي وأبو عوانة وا‪٢‬بميدي وابن خزٲبة وابن‬
‫منده وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية ‪.‬‬

‫‪- 195 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫اللهم صل على ا‪٤‬بتخلق بصفاتك ‪ ،‬ا‪٤‬بستغرؽ ُب مشاىدة ذاتك ‪ ،‬ا‪٢‬بق‬


‫ا‪٤‬بتخلق با‪٢‬بق ‪ ،‬حقيقة ا‪٢‬بق ‪[ :‬ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ‬

‫ﰑﰒ] {يونس ‪[ . }ٖ٘ :‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ]‬


‫{الذاريات ‪. }ٕٖ :‬‬

‫‪[ ‬واَلودي إ‪٦‬م سا‪١‬مؽ ا‪ٚ‬مستؼقؿ] ‪:‬‬

‫‪ -‬ومعناه أنو ‪ ‬ىو الذي يهدي ‪ٝ‬بيع العباد إٔب دين اهلل القوًن ‪ ،‬الذي ال‬
‫تبديل فيو وال تغيّب ‪ ،‬وال زيادة وال نقصاف ‪ ،‬كما قاؿ تعأب ُب حقو ‪:‬‬
‫[ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬

‫ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ] {الشورى ‪. })ٖ٘ – ٕ٘( :‬‬

‫‪ -‬وا‪٤‬بعُب الثاين من قولو تعأب ‪ [ :‬﯍ ﯎ ﯏﯐ ﯑ ﯒ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ]‬


‫{النور ‪ . }ٖ٘ :‬يهدي اهلل لنوره (سيدنا ‪٧‬بمد ‪ )‬من يشاء من خلقو ‪،‬‬
‫و‪٠‬بِّي بو لكونو طريقاً موروداً إٔب ا‪٢‬بق ‪،‬‬
‫فالصراط ا‪٤‬بستقيم ىو النيب ‪ُ ، ‬‬
‫فبل وصوؿ ألحد إٔب ا‪٢‬بضرة القدسية ‪ ،‬وذوؽ أسرارىا ‪ ،‬واالبتهاج‬
‫بأنوارىا ‪ ،‬إال بالسلوؾ عليو ‪ ،‬وىو باب اهلل األعظم ‪ ،‬وىو الصراط‬
‫ا‪٤‬بستقيم إٔب اهلل تعأب ‪ ،‬فمن راـ من السالكْب الوصوؿ إٔب اهلل تعأب ‪،‬‬

‫‪- 196 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬
‫ِ‬
‫ُب حضرة جبللو وقدسو ‪ ،‬معرضا عن حبيبو ‪ ‬؛ طُِرَد ولُع َن ‪ُ ،‬‬
‫وسدَّت‬
‫ورَّد بعصا األدب إٔب اسطبل الدواب ‪.‬‬‫عليو الطرؽ واألبواب ‪ُ ،‬‬
‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬

‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ] {التوبة ‪. }ٙ :‬‬

‫[ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ] ‪ :‬ا‪٤‬بشركوف ىنا ‪ :‬ىم ا‪٤‬بقصودوف ُب قولو‬


‫[ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ] {يوسف ‪. }ٔٓٙ :‬‬ ‫تعأب ‪:‬‬
‫فا‪٤‬بشركوف ىنا ىم عواـ ا‪٤‬بؤمنْب ‪ ،‬وىم من يرى ُب الوجود غّب اهلل ‪.‬‬

‫[ﯪ] ‪ :‬أي طلب جوارؾ يا ‪٧‬بمد ‪ ،‬وا‪١‬بوار ا‪٤‬بطلوب ىنا ىو الفناء‬


‫ُب اهلل ورسولو ‪.‬‬

‫[ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ] ‪ :‬أي فأعلمو أنك مظهر اهلل ‪ ،‬الذي يسمع‬


‫منو من اهلل تعأب ‪.‬‬

‫[ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ] ‪ :‬وال مأمن إال عندما يكوف ا‪٢‬بق تعأب ىو ‪٠‬بعو‬


‫وبصره ‪ ،‬ويده ولسانو ‪ ،‬وكلو ‪ ،‬وجزءه ‪[ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ]‬

‫{ا‪٢‬بجرات ‪ . }ٚ :‬وقولو ‪[ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ] {ا‪٢‬بديد ‪. }ٗ :‬‬

‫‪- 197 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫[ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ] ‪ :‬أي ‪٧‬بجوبوف عنَّا فيك ‪ ،‬أو َح َجبتهم بشريتك‬


‫عن ربوبيتك ‪ ،‬أو حجبتهم عبوديتك عن ألوىيتك ‪ ،‬أو حجبهم قوؿ اهلل ‪[ :‬ﰄ‬

‫ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ] عن قولو تعأب ‪ [ :‬ﰉ ﰊ] {الكهف ‪ . }ٔٔٓ :‬وقولو ‪:‬‬


‫[ﭑ ﭒ ﭓ ] عن قولو تعأب ‪ [ :‬ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬

‫ﭚ ﭛ] {الفتح ‪. }ٔٓ :‬‬

‫فاللهم صل على سرؾ ا‪١‬بامع الداؿ عليك ‪ ،‬سيدنا ‪٧‬بمد ا‪٤‬بصطفى ‪ ،‬كما‬
‫ىو الئق ‪ ،‬بك منك إليو ‪ ،‬وسر بنا ُب سبيلو القوًن ‪ ،‬وصراطو ا‪٤‬بستقيم ‪،‬‬
‫إٔب حضرتو ا‪٤‬بتصلة ٕبضرتك القدسية ‪ ،‬واجعل اللهم روحو سر حقيقٍب‬
‫ذوقا وحاال ‪ ،‬وحقيقتو جامع عوا‪٤‬بي ُب ‪٦‬بامع معا‪٤‬بي حاال ومآال ‪ .‬ألنو‬
‫السر ا‪٤‬بصوف ‪ ،‬وا‪١‬بوىر الفرد ا‪٤‬بكنوف ‪.‬‬
‫فهو الياقوتة ا‪٤‬بنطوية عليها أصداؼ مكنوناتك ‪ ،‬والغيهوبة ا‪٤‬بنتخب منها‬
‫معلوماتك ‪ ،‬فكاف غيبا من غيبك ‪ ،‬وبدال من سر ربوبيتك ‪ ،‬حٌب صار‬
‫بذلك مظهرا نستدؿ بو عليك ‪ ،‬فكيف ال يكوف كذلك ؛ وقد أخربتنا‬
‫بذلك ُب ‪٧‬بكم كتابك ‪ ،‬بقولك ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ]‬
‫{الفتح ‪ . }ٔٓ :‬فزاؿ عنا بذلك الريب ‪ ،‬وحصل االنتباه ‪ ،‬فاجعل اللهم‬
‫داللتنا عليك بو ‪ ،‬ومعاملتنا معك من أنوار متابعتو ‪.‬‬
‫‪- 198 -‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫‪[ ‬و‪٣‬م‪ٛ‬م آ‪٬‬مف] ‪:‬‬

‫سئل النيب صلى اهلل عليو وآلو وسلم ‪َ :‬من آؿ ‪٧‬بمد ؟ ‪ .‬فقاؿ ‪٫ُ [ :‬م ُّؾ َٕم ِؼل] ‪.‬‬
‫وتبل رسوؿ اهلل ‪[ : ‬ﭟﭠﭡﭢ] {األنفاؿ ‪. )ٔ( }ٖٗ :‬‬

‫‪٘[ ‬مؼ ‪٪‬مدره ومؼداره ا‪٬‬معظقؿ] ‪:‬‬

‫أي صل اللهم‬ ‫[ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ] {األنعاـ ‪. }ٜٔ :‬‬ ‫قاؿ تعأب ‪:‬‬


‫عليو ‪ ،‬على قدر ما منحتو من عظيم إفضالك ‪ُ ،‬ب قولك ‪[ :‬ﯾ‬

‫ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ] {النساء ‪ . }ٖٔٔ :‬وقولك ‪[ :‬ﮄ ﮅ‬

‫ﮆ ﮇ ] {الضحى ‪. }٘ :‬‬

‫فصل اللهم عليو على قدر مقامو العظيم لديك ‪ ،‬ومقداره الرفيع عندؾ ‪.‬‬
‫كيف ال ! وىو ‪ ‬السبب ُب وجود كل موجود (ٕ) ‪ ،‬ومن نوره كاف كل‬
‫نور موىوب ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البيهقي ُب السنن والطرباين ُب األوسط والصغّب و‪ٛ‬باـ ُب فوائده عن أنس بن مالك ‪. ‬‬
‫‪ٞ‬مفَ آ َدم اخلطِق َئ َي ‪٪َ ،‬م َول ‪َ :‬يو َر ِّب َأ ْ‪ٟ‬م َل ُ‪٬‬مؽ ٔمِ َح ِّؼ ُُم ََّؿ ٍد ‪َّ ‬إٓ َمو‬ ‫ٕ‪٤َ -‬م ْـ ا٭مپمَب ِّل ‪َ ‬أ َځم ُف َ‪٫‬م َچمل ‪ٚ [ :‬مو ا ْ‪٪‬م َ َ‬
‫ِ‬

‫ػ َ‪٣‬م َر ْ‪٩‬مً ُُم ََّؿدً ا َو ََل ْ َأ‪ٙ‬مْ ُؾ ْؼ ُف ؟ ‪٪َ .‬م َول ‪َ :‬يو َر ِّب َِٕكَّؽ ‪ٚ‬مو َ‪ٙ‬م َؾ ْؼتَـِل ‪،‬‬ ‫َ‪٨‬م َػ ْر َت ِٓم ‪٩َ ،‬م َؼ َول اهللُ َٕم َع َو‪٦‬م ‪َ :‬و َ‪٫‬م ْق َ‬
‫ً ِّم َ‪٪‬م َقائِ ِؿ ا ْ‪٬‬م َع ْر ِ‬
‫ش َم ْؽتُق ًٔمو ‪ َٓ :‬إ َ‪٬‬م َف َّإٓ اهللُ ُُم ََّؿدٌ‬ ‫ً َر ْأ ِد ‪٩َ ،‬م َر َأ ْي ُ‬ ‫و٘مؽ ‪َ ،‬ر َ‪٩‬م ْع ُ‬ ‫و َك َػخْ ً ِّم ِمـ ر ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قل اهللِ ‪٩َ ،‬م َع َر ْ‪٩‬مً َأكَّؽ ََل ْ ٕمُضػْ َإ‪٦‬م َك ْػسؽ َّإٓ َأ َ٘م َّ‬
‫ى اخل ْؾ ِؼ إ َ‪٬‬م ْقؽ ‪٩َ ،‬م َؼ َول اهللُ َٕم َع َو‪٦‬م ‪َ :‬صدَ ْ‪٪‬مً =‬ ‫َر ُ‪ٟ‬م ُ‬

‫‪- 199 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫فاللهم صل عليو حٌب ال تبقى صبلة ‪ ،‬وبارؾ عليو حٌب ال تبقى بركة ‪،‬‬
‫وسلم عليو حٌب ال يبقى سبلـ ‪ ،‬وار‪ٞ‬بو حٌب ال تبقى ر‪ٞ‬بة ‪ ،‬وكما ىو أىلو‬
‫ومستحقو ‪ ،‬صبلةً أنت ‪٥‬با أىل ‪ ،‬وىو ‪٥‬با أىل ‪ ،‬فصل على سيدنا ‪٧‬بمد‬
‫كما ىو أىلو ومستحقو ‪.‬‬

‫فضل صالة الفاتح ‪:‬‬

‫قاؿ القطب ا‪٤‬بكتوـ ‪ ،‬وا‪٣‬بتم احملمدي ا‪٤‬بعلوـ ‪ ،‬سيدي أ‪ٞ‬بد التجاين ‪ ،‬رضي‬
‫اهلل عنو وعنا بو ‪:‬‬
‫[كل أعمار الناس ذىبت ‪٦‬بانا ‪ ،‬إال أعمار أصحاب الفاتح ‪٤‬با أغلق ‪ ،‬فإهنا‬
‫فازت بالربح دنيا وأخرى ‪ ،‬وال يتصل هبا إال سعيد ‪ ،‬وخاصية صبلة الفاتح أمر‬
‫إ‪٥‬بي ‪ ،‬ال مدخل فيو للعقل ‪ ،‬فلو قدرت مائة ألف أمة ‪ُ ،‬ب كل أمة مائة ألف‬
‫قبيلة ‪ُ ،‬ب كل قبيلة مائة ألف رجل ‪ ،‬وعاش كل رجل منهم مائة ألف سنة ‪،‬‬
‫يذكر كل واحد منهم مائة ألف صبلة على النيب ‪ ، ‬من غّب صبلة الفاتح ‪،‬‬
‫و‪ٝ‬بعت ثواب ىذه األمم كلها ‪ُ ،‬ب ىذه السنْب كلها ‪ُ ،‬ب ىذه األذكار‬
‫كلها ‪ ،‬ما ‪٢‬بقوا كلهم ثواب مرة واحدة من صبلة الفاتح] ‪.‬‬
‫إٓم ‪ ،‬إ ْذ َ‪ٟ‬م َل ْ‪٬‬متَـِل ٔمِ ِف َ‪٩‬م َؼدْ ‪٨‬مَ َػ ْرت َ‪٬‬مؽ ‪َ ،‬و َ‪٬‬م ْق َٓ ُُم ََّؿدٌ َمو َ‪ٙ‬م َؾ ْؼتُؽ ] ‪ .‬رواه‬ ‫= َيو آ َدم ‪ :‬إ َّك ُف ََٕ َ٘م ُّ‬
‫ى اخل ْؾ ِؼ َ َّ‬
‫ا‪٢‬باكم ُب ا‪٤‬بستدرؾ وصححو والطرباين ُب األوسط والصغّب والبيهقي ُب الدالئل واآلجري‬
‫ُب الشريعة وابن عساكر ُب تارٱبو عن عمر بن ا‪٣‬بطاب ‪. ‬‬

‫‪- 211 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫وقد ذكر الشيخ سيدي أ‪ٞ‬بد التجاين ‪ ‬؛ أف االسم األعظم الكبّب ‪ ،‬قد‬
‫اشتملت عليو صبلة الفاتح ‪ٔ ،‬بميع حروفو ‪.‬‬
‫صبلة الفاتح ىي الصبلة الوحيدة ‪ ،‬والصيغة الفريدة الٍب ٓب يرد فيها التسليم‬
‫على رسوؿ اهلل ‪ ، ‬فهي الصبلة الٍب اختصها اهلل تعأب ‪ ،‬فصلى هبا ُب‬
‫أزلو القدًن ‪ ،‬على رسولو الكرًن ‪ ،‬كما ُب اآلية ‪[ :‬ﭲ ﭳ ﭴ‬

‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ] وٓب يأت بلفظ السبلـ ‪ ،‬فلم يقل ويسلموف ‪.‬‬

‫ولكن السبلـ على رسوؿ اهلل ‪ ‬؛ أمر بو ا‪٤‬بؤمنْب ُب عجز اآلية ‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬
‫[ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ] {األحزاب ‪ . }٘ٙ :‬أما اهلل‬
‫وا‪٤‬ببلئكة فيصلوف فقط هبذه الصبلة الكافية الشافية ‪.‬‬

‫وإف ا ستكثرت أف يكوف كل ىذا الفضل ‪ ،‬لصيغة من صيغ الصبلة على‬


‫رسوؿ اهلل ‪ ‬؛ فقد ورد ْم احلديڊم َ‪٤‬م ْـ ‪٠‬مڀمدځمچم َأ ِيب َٕمٻم ٍْر ِّ‬
‫ا٭مٳمدِّ ِيؼ ‪٫َ ، ‬م َچمل ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‪٬‬مپمْډم َٱم َع ا٭مپمَبِ ِّل ‪٪َ ، ‬م َجچم َء ُه َر ُ٘م ٌؾ ‪٪َ ،‬م َس َټم َؿ َ‪٤‬م َټم ْڀمف ‪٪َ ،‬م َر َد ‪٤َ ‬م َټم ْڀمف َ‬
‫ا٭مس َّل َم ‪،‬‬
‫ِ‬
‫َو َأ ْ‪٢‬م َټم َؼ َو ْ٘م َٿم ُف ‪َ ،‬و َأ ْ٘م َټم َس ُف َإ‪٧‬م َ٘مپمْبِف ‪٪َ ،‬م َټم ََم َ‪٫‬م َڅم َ‪ٙ‬م َ‬
‫چم٘م ََ ُف َو َِن َ َض ؛ َ‪٫‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قل‬
‫ض] ‪.‬‬ ‫ا‪٬‬مر ُٗم ُؾ ُي ْر َ‪٩‬م ُع َ‪٬‬م ُف ‪٫‬م َُّؾ َي ْق ٍم َ‪٫‬م َع َؿ ِؾ َأ ْه ِؾ ْإَ ْر ِ‬
‫اهللِ ‪َ [ : ‬يو َأ َٔمو َٔمؽ ٍْر َه َذا َّ‬
‫قل اهللِ ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪[ :‬إ َّك ُف ُ‪٫‬م َّؾ ََم َأ ْص َب َح َو َأ ْم َسك ؛ َص َّ‪ٛ‬م َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م‬
‫ُ‪٫‬م ْټمډم ‪َ :‬و َِل َ َذ٭م ِ َؽ َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬

‫‪- 211 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫ُم َّؿ ٍد ا‪٬‬مـَّبِ ِّل ‪٣َ ،‬مدَ َد‬ ‫ات ‪ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َص ِّؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ َ‬ ‫قل ‪٣‬م ْ‪٧‬م مر ٍ‬
‫ْج َع ‪َ ،‬ي ُؼ ُ َ َ َ َّ‬
‫ِ‬
‫‪٫‬م ََص َالة اخل ْؾ ِؼ َأ ْ َ‬
‫ُم َّؿ ٍد ا‪٬‬مـَّبِ ِّل ‪٫ ،‬م َََم َأ َم ْرٕمـَو َأ ْن ك َُص ِّ َ‪٤‬م َ‪٣‬م َؾ ْق ِف ‪،‬‬
‫َم ْـ َص َّ‪ٛ‬م َ‪٣‬م َؾ ْق ِف ِم ْـ َ‪ٙ‬م ْؾ ِؼؽ ‪َ ،‬و َص ِّؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ َ‬
‫َو َص ِّؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ َُم َّؿ ٍد ا‪٬‬مـَّبِ ِّل ‪٫ ،‬م َََم َيـْ َب ِغل َ‪٬‬مـَو َأ ْن ك َُص ِّ َ‪٤‬م َ‪٣‬م َؾ ْق ِف] (ٔ) ‪.‬‬

‫قل اهللِ ‪‬‬ ‫وورد ‪٤‬مـ َ‪٤‬م ْب ِد اهللِ ْٕم ِـ َ‪٤‬مٽم ٍرو ‪ ‬أځمف َ‪٫‬م َچمل ‪[ :‬م ْـ َص َّ‪ٛ‬م َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ر‪ٟ‬م ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪٥‬م َص َال ًة ‪٩َ .‬م ْؾ ُق ِؼ َّؾ َ‪٣‬م ْبدٌ ِم ْـ َذ‪٬‬مِ َؽ ‪َ ،‬أ ْو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َال ًة ‪ ،‬ص َّ‪ٛ‬م ا ُ ِ‬
‫هلل َ‪٣‬م َؾ ْقف َو َم َالئ َؽ ُت ُف َ‪ٟ‬م ْبع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪٬‬مِ ُقؽْثِ ْر] (ٕ) ‪ .‬فانظر كم عدد ا‪٤‬ببلئكة ‪ٍ ،‬ب اضرب ذلك ُب سبعْب ‪ ،‬وانظر‬
‫فضل اهلل الواسع الذي يعطيو للمصلي على رسوؿ اهلل ‪. ‬‬
‫واعلم أف فضل اهلل أوسع من ذلك بكثّب واهلل أعلم ‪.‬‬
‫فمن كاف لو إذف صحيح ‪ ،‬بقراءة صبلة الفاتح مرة ‪ ،‬يعطي اهلل لو مثل‬
‫ما أعطى ألصناؼ ا‪٣‬بلق ‪ ،‬من النشأة إٔب وقت تلفظو هبا ‪ ،‬وزيادة‬
‫ٓٓٓٓ‪ ٙ‬ألف ضعف ‪ ،‬وُب ا‪٤‬برة الثانية كذلك ‪٦ ،‬بموع ‪٥‬با الػ ٓٓٓٓ‪ٙ‬‬
‫ضعف لصبلة الفاتح ُب ا‪٤‬برة األؤب ‪ ،‬وكذلك يسري التضعيف ُب الثالثة ‪،‬‬
‫‪٦‬بموع لو ثواب صبلة الفاتح ُب ا‪٤‬برتْب األؤب والثانية ‪ ،‬وىذا التضعيف‬
‫من يوـ أخذ العه ػد بالدخوؿ ُب الطري ػق ‪ ،‬إٔب آخر عمره ‪ ،‬ببل انقط ػ ػاع‬
‫ٔ‪ -‬رواه الدار قطِب ُب األفراد وابن النجار ُب تارٱبو ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد ُب مسنده وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬إسناده حسن والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح وابن‬
‫عساكر ُب تارٱبو ‪.‬‬

‫‪- 212 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫للتضعيف ‪ ،‬وذلك إف قرأىا بغّب نية االسم ‪ ،‬أما إذا قرأىا بنية االسم ؛‬
‫ضوعفت تلك التضاعيف ٓٓٓٓ‪ ٚ‬مرة من صبلة الفاتح ‪ ،‬وفضل اهلل‬
‫واسع ‪ [ :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ]‬
‫{يونس ‪. }ٔٓٚ :‬‬

‫بعض فوائد صالة الفاتح ‪:‬‬


‫جبر صالة الفريضة ‪ :‬تقرأ صالة الفاتح مرة واحدة بعد الفريضة ‪ ،‬بنية‬ ‫ٔ‪-‬‬
‫جرب ما فاتو من ا‪٣‬بشوع ُب الصبلة ‪ ،‬وذلك قبل أف يتكلم ‪ ،‬أو يغّب‬
‫جلستو ‪.‬‬
‫التوسل ‪ :‬مهما أردت حاجة من حوائج الدنيا واآلخرة ‪ ،‬فصل على‬ ‫ٕ‪-‬‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ‬بصالة الفاتح ‪ ،‬مائة مرة ‪ ،‬واىد ثواهبا لرسوؿ اهلل ‪، ‬‬
‫بنية ا‪٢‬باجة الٍب تريدىا ‪ٍ ،‬ب تقوؿ ‪ :‬يارب توسلت إليك ٕببيبك‬
‫ورسولك ‪ ،‬وعظيم القدر عندؾ ‪ ،‬سيدنا ‪٧‬بمد ‪ُ ‬ب قضاء ا‪٢‬باجة‬
‫الٍب أريدىا (مائة مرة) ‪ٍ ،‬ب تقوؿ ‪ :‬اللهم إين أسألك وأتوجو إليك ‪،‬‬
‫ٔباه القطب الكامل ‪ ،‬سيدي أ‪ٞ‬بد التجاين ‪ ،‬وجاىو عندؾ ‪ ،‬أف‬
‫تعطيِب كذا وكذا (تسمي حاجتك بعينها) عشرا ‪ٍ .‬ب تصلي على رسوؿ‬
‫اهلل ‪ ‬بصالة الفاتح ‪٤‬با أغلق (ثبلثا) ‪.‬‬

‫‪- 213 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫توجو صالة الفاتح ‪ :‬وىي أف تقرأ كل يوـ صالة الفاتح ‪٤‬با أغلق ‪،‬‬ ‫ٖ‪-‬‬
‫اثنٍب عشرة مرة ‪ٍ ،‬ب تقوؿ ‪ :‬اللهم إين أسألك وأتوجو إليك ‪ٕ ،‬ببيبك‬
‫ورسولك ‪ ،‬ورفيع القدر عندؾ ‪ ،‬سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬أف ترزقِب ‪٧‬ببة‬
‫خاصة ‪ ،‬خالصة فيك وُب حبيبك ‪ ،‬سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬واجعلِب ُب‬
‫الدنيا واآلخرة من أىل واليتك ا‪٣‬باصة الكاملة ‪ ،‬والصرفة الٍب ال شائبة‬
‫فيها لغّبؾ ‪ ،‬إنك على كل شيء قدير ‪ .‬اثنٍب عشرة مرة ‪.‬‬
‫فائدة ‪ :‬وجد ٖبط سيدنا ‪ ، ‬أف من قاؿ يوـ االثنْب وا‪١‬بمعة ‪ ،‬بعد‬ ‫ٗ‪-‬‬
‫صبلة الصبح ‪ ،‬وقبل االنصراؼ من موضع الصبلة ‪ ،‬وقبل التكلم مع‬
‫أحد من ا‪٣‬بلق ‪ ،‬صالة الفاتح عشر مرات ‪ٍ ،‬ب وضع يده اليمُب على‬
‫عينيو ‪ ،‬وقاؿ ‪ :‬إ‪٥‬بي اجعل حبييب سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬راضيا عِب ‪ ،‬وال‬
‫٘بعلو ساخطا علي ‪ ،‬وشفعو ُب وُب كل من يراين ُب ىذا اليوـ من‬
‫ا‪٤‬بسلمْب ‪ٍ .‬ب يرفع يده ‪ ،‬ويردىا ‪ ،‬ويقرأ الدعاء ثانيا ‪ٍ ،‬ب يرفعها ويعيدىا‬
‫ويقرأ ذلك ثالثا ‪ٍ ،‬ب يقوؿ سبحاف اهلل احمليط بالكل ‪ ،‬الذي يعلم كلية الكل ‪.‬‬
‫فكل من رآه ُب ىذين اليومْب يدخل ا‪١‬بنة ‪ ،‬وراثة ‪٧‬بمدية ‪.‬‬
‫ومعُب قولنا عن ىذا ا‪٤‬بقاـ أنو (وراثة ‪٧‬بمدية) ؛ أف صاحب ىذا ا‪٤‬بقاـ ‪،‬‬
‫وارث عن رسوؿ اهلل ‪ ‬ا‪٤‬بقاـ الذي أُخربنا عنو ‪ُ ،‬ب األحاديث ا‪٤‬بروية عنو‬
‫‪ ‬أنو ‪:‬‬

‫‪- 214 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫و‪ٚ‬م ِ ْـ َرأى َم ْـ َرأى َم ْـ‬


‫‪ -‬قاؿ ‪١[ :‬مق َٔمك َ‪ٚ‬م ِ ْـ َر ِآين ‪َ ،‬و َ‪ٚ‬م ِ ْـ َرأى َم ْـ َر ِآين ‪َ ،‬‬

‫َر ِآين] (ٔ) ‪.‬‬

‫‪ -‬وقاؿ ‪ َٓ [ :‬متَ َ ُّس ا‪٬‬مـ َُّور ُم ْسؾِ ًَم َر ِآين ‪َ ،‬أ ْو َر َأى َم ْـ َر ِآين] (ٕ) ‪.‬‬

‫قل اهللِ ‪َ ،‬ٱم ْـ َأ ْو٭م ِ َڀمچم ُء اهللِ ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪:‬‬
‫‪ -‬وقاؿ ‪٦‬بيبا ا٭مر٘مؾ ا٭مذي ‪٠‬مڂم٭مف ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫يـ إِ َذا ُرؤُ وا ُذ‪٫‬مِ َر اهللُ َ‪٣‬م َّز َو َٗم َّؾ] (ٖ) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫[ا َّ‪٬‬مذ َ‬
‫ٔ‪ -‬رواه ا‪٢‬باكم عن عبد اهلل بن بسر ‪ . ‬والطرباين ُب األوسط والعراقي ُب األربعْب العشارية‬
‫وأبو نعيم ُب أخبار أصبهاف وابن أيب طاىر ُب أماليو و‪ٛ‬باـ ُب فوائده وابن عساكر وا‪٣‬بطيب‬
‫البغدادي كبلٮبا ُب التاريخ عن أنس بن مالك ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب عن علقمة بن وائل‬
‫عن أبيو ‪ . ‬والبخاري ُب تارٱبو وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن أيب سعيد ‪ . ‬و‪ٛ‬باـ ُب فوائده عن‬
‫أيب أمامة ‪ . ‬وابن عساكر ُب تارٱبو عن واثلة بن األسقع ‪ . ‬وا‪٣‬بطيب البغدادي ُب‬
‫تارٱبو عن اإلماـ علي كرـ اهلل وجهو ‪ .‬وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة عن عبد الر‪ٞ‬بن بن جبّب بن نفّب ‪،‬‬
‫عن أبيو ‪ ،‬عن جده نفّب ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه الَبمذي وحسنو وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة والضياء ا‪٤‬بقدسي ُب ا‪٤‬بختارة والتربيزي ُب مشكاة‬
‫ا‪٤‬بصابيح وا‪٤‬بزي ُب هتذيب الكماؿ عن جابر بن عبد اهلل ‪ . ‬وقاؿ طلحة بن خراش ابن‬
‫أيت جابرا ‪،‬‬
‫عم جابر ‪ ،‬لراوي ا‪٢‬بديث ‪ :‬يا ابن أخي ‪ ،‬وقد رأى جابر رسوؿ اهلل ‪ ، ‬وقد ر ُ‬
‫وقد رأيتِب ! ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه ابن جرير وابن أيب شيبة وابن ا‪٤‬ببارؾ ُب الزىد والدواليب ُب الكِب وابن أيب الدنيا عن‬
‫سعيد بن جبّب ‪ . ‬وابن أيب حاًب وابن جرير والنسائي والطرباين ُب الكبّب وأبو نعيم ُب‬
‫أخبار أصبهاف وابن ا‪٤‬ببارؾ ُب الزىد وا‪٢‬بكيم الَبمذي عن ابن عباس ‪ ‬مرفوعا وموقوفا ‪.‬‬
‫والبغوي ُب تفسّبه عن أيب مالك األشعري ‪. ‬‬

‫‪- 215 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫جوىرة الكمال ‪:‬‬

‫‪‬ا‪٬‬مؾفؿ صؾ و‪ٟ‬مؾؿ ‪٣‬م‪ٛ‬م ‪٣‬م‪٥‬م ا‪٬‬مرْحي ا‪٬‬مرٔموكقي ‪ ،‬وا‪٬‬مقو‪٪‬مقٕمي‬


‫ا‪ٚ‬متحؼؼي احلوئطي ٔمؿر‪٫‬مز ا‪٬‬مػفقم وا‪ٚ‬معوين ‪ ،‬وكقر إ‪٫‬مقان‬
‫ا‪ٚ‬متؽقكي ‪ ،‬أدمل صو٘مى احلؼ ا‪٬‬مرٔموين ‪ .‬ا‪٬‬م‪ٝ‬مق إ‪ٟ‬مطع‬
‫ٔمؿزون إرٔموح ا‪ٚ‬مو‪٬‬مئي ‪٬‬مؽؾ متعرض مـ ا‪٬‬مبحقر وإواين ‪،‬‬
‫وكقرك ا‪٬‬مالمع ا‪٬‬مذي ملت ٔمف ‪٫‬مقكؽ احلوئط ٔملمؽـي ا‪ٚ‬مؽون ‪.‬‬
‫ا‪٬‬مؾفؿ صؾ و‪ٟ‬مؾؿ ‪٣‬م‪ٛ‬م ‪٣‬م‪٥‬م احلؼ ا‪٬‬متل ٕمتج‪ٛ‬م مـفو ‪٣‬مروش‬
‫احلؼوئؼ ‪٣‬م‪٥‬م ا‪ٚ‬معورف إ‪٪‬مقم سا‪١‬مؽ ا‪٬‬متوم إ‪ٟ‬مؼؿ ‪ .‬ا‪٬‬مؾفؿ‬
‫صؾ و‪ٟ‬مؾؿ ‪٣‬م‪ٛ‬م ‪١‬مؾعي احلؼ ٔموحلؼ ‪ ،‬ا‪٬‬مؽـز إ‪٣‬مظؿ ‪ ،‬إ‪٩‬موضتؽ‬
‫مـؽ إ‪٬‬مقؽ ‪ ،‬إ٘مو‪١‬مي ا‪٬‬مـقر ا‪ٚ‬مطؾسؿ ‪ ،‬ص‪ٛ‬م اهلل ‪٣‬مؾقف و‪٣‬م‪ٛ‬م آ‪٬‬مف ‪،‬‬
‫صالة ٕمعر‪٩‬مـو ِبو إيوه ‪‬‬

‫‪- 216 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫‪[ ‬ا‪٬‬مؾفؿ صؾ و‪ٟ‬مؾؿ] ‪ :‬الصبلة من اهلل تعأب على النيب ‪ ‬فوؽ ما‬
‫يدركو العقل ‪ ،‬وال ٰبيط هبا ‪٨‬بلوؽ ‪ .‬والسبلـ منا على رسوؿ اهلل ‪ ‬ىو‬
‫طلب للسبلـ واألماف علينا من اهلل ‪ ،‬ألنو ‪ ‬يرد السبلـ على من سلم‬
‫عليو (ٔ) ‪ ،‬لندخل ُب قولو تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬

‫ﭗﭘﭙﭚ] {يونس ‪. }ٕٙ :‬‬

‫‪٣[ ‬م‪٥‬م ا‪٬‬مرْحي] ‪ :‬الذي قاؿ تعأب فيو ‪[ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬

‫ﮔ ] {األنبياء ‪ . }ٔٓٚ :‬وىو ‪ ‬الر‪ٞ‬بة ا‪٤‬بهداة للخلق ‪ ،‬وىو ىداية‬


‫األولْب واآلخرين ‪ ،‬ور‪ٞ‬بة ا‪٣‬بلق أ‪ٝ‬بعْب ‪ ،‬فإفاضة الوجود على وجود‬
‫‪ٝ‬بيع األكواف مفاضة من ذاتو الكرٲبة ‪ ، ‬فهو ‪ ‬ا‪٤‬بستفيض األوؿ ‪،‬‬
‫وا‪٤‬بفيض الثاين ‪ ،‬ومن ىنا يتبْب لك أف الفيض من ذاتو الشريفة ينقسم‬
‫إٔب ر‪ٞ‬بتْب ‪:‬‬
‫الرحمة األولى ‪ :‬إفاضة الوجود على ‪ٝ‬بيع األكواف ‪ ،‬حٌب خرجت من‬
‫العدـ إٔب الوجود ‪.‬‬

‫قل اهللِ ‪٫َ ‬م َچمل ‪[ :‬مو ِمـ َأ٘م ٍد يس ِّؾؿ ‪٣‬م َ‪٤‬م ؛ إِ َّٓ رد اهللُ ‪٣‬م َ‪٤‬م ر ِ‬
‫و٘مل ‪،‬‬ ‫ٔ‪٤َ -‬م ْـ َأ ِيب ُه َر ْي َر َة ‪َ ، ‬أ َن َر ُ‪٠‬م َ‬
‫َ َّ ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ُ َ َّ‬
‫ِ‬
‫َ٘متَّك َأ ُر َّد َ‪٣‬م َؾ ْقف َّ‬
‫ا‪٬‬مس َال َم] ‪ .‬رواه أبو داود وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن والشعب والطرباين ُب‬
‫الكبّب واألوسط وابن راىويو وأبو نعيم ُب أخبار أصبهاف ‪.‬‬

‫‪- 217 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫الرحمة الثانية ‪ :‬إفاضة فيض الر‪ٞ‬بة اإل‪٥‬بية ‪ ،‬على ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بوجودات ‪ ،‬من‬
‫‪ٝ‬بلة األرزاؽ وا‪٤‬بواىب وا‪٤‬بنافع وا‪٤‬بنح ‪ ،‬من العلم بصفات اهلل‬
‫تعأب وأ‪٠‬بائو ‪ ،‬وكماالت ألوىيتو ‪ ،‬وبأحواؿ الكوف وأسراره ‪،‬‬
‫ومنافعو ومضاره ‪ ،‬وباألحكاـ اإل‪٥‬بية أمرا وهنيا ‪ ،‬فبذلك يدوـ‬
‫‪ٛ‬بتعها بالوجود (ٔ) ‪.‬‬
‫‪[ ‬ا‪٬‬مقو‪٪‬مقٕمي] ‪ :‬وصفو ‪ ‬لرسوؿ اهلل ‪ ‬بالياقوتة ‪ ،‬ىو ‪٩‬با يعظمو بو‬
‫ُب عيوف الناس ‪ ،‬تقريبا لؤلفهاـ ‪ ،‬وإف كاف ىو ‪ ‬أشرؼ من ذلك ‪.‬‬
‫‪[ ‬ا‪ٚ‬متحؼؼي] ‪ :‬أي ا‪٤‬بتصفة ٔبميع الصفات واأل‪٠‬باء اإل‪٥‬بية ‪ ،‬الٍب‬
‫يتوقف عليها وجود الكوف ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬إِك َََّم َأكَو َ‪٪‬م ِو‪ٟ‬م ٌؿ َواهللُ ُي ْعطِل] وقاؿ ‪[ :‬إِك َََّم َأكَو َ‪٪‬م ِو‪ٟ‬م ٌؿ َو ُي ْعطِل اهللُ] ‪.‬‬
‫رواه البخاري ُب صحيحو والطرباين ُب الكبّب واألوسط وُب مسند الشاميْب والتربيزي ُب‬
‫مشكاة ا‪٤‬بصابيح عن معاوية بن أيب سفياف ‪ . ‬وأبو يعلى وأ‪ٞ‬بد والنسائي عن أيب‬
‫ىريرة ‪ . ‬وُب رواية عنو ‪ ‬أنو قاؿ ‪[ :‬مو ُأ‪٣‬مطِقؽُؿ و َٓ َأمـَعؽُؿ ‪ ،‬إ ِكََّم أَ كَو َ‪٪‬م ِ‬
‫و‪ٟ‬م ٌؿ َأ َض ُع‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ ُ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬
‫َ٘م قْ ٌُ أُ ِم ْر ت] ‪ .‬هبذا اللفظ رواه البخاري ُب صحيحو والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح‬
‫عن أيب ىريرة ‪ . ‬وبلفظ ‪َ [ :‬م و ُأ وٕمِق ُؽ ْؿ ِم ْـ َر ٍء ‪َ ،‬و َم و أَ ْم ـَ ُع ؽ ُُؿ ق ُه ‪ ،‬إ ِ ْن أَ كَو إِ َّٓ ‪ٙ‬مَ ِ‬
‫وز ٌن ‪،‬‬ ‫ْ‬
‫أَ َض ُع َ٘مقْ ٌُ أُ ِم ْر ُت ] ‪ .‬رواه أبو داود وأ‪ٞ‬بد وابن راىويو والطرباين ُب مسند الشاميْب عن‬
‫أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 218 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫‪[ ‬احلوئطي ٔمؿر‪٫‬مز ا‪٬‬مػفقم وا‪ٚ‬معوين] ‪ :‬أي أنو ‪ ‬احمليط بالفهوـ‬


‫الٍب قسمها اهلل تعأب ‪٣‬بلقو ‪ُ ،‬ب إدراؾ معاين كبلمو تعأب ‪ُ ،‬ب ‪ٝ‬بيع‬
‫كتبو ‪ ،‬وُب إدراؾ معاين األحكاـ اإل‪٥‬بية ‪ ،‬وُب إدراؾ معاين أ‪٠‬بائو‬
‫وصفاتو ومعارفو ‪ ،‬عناية ربانية بو لقولو تعأب ‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ]‬
‫{طو ‪ . }ٔٔٗ :‬فكاف ‪ ‬يقوؿ عن نفسو ‪[ :‬إِ َّن َأ ْٕم َؼو‪٫‬م ُْؿ َو َأ ْ‪٣‬م َؾ َؿؽ ُْؿ ٔمِو ِ‬
‫هلل‬
‫َأكَو] (ٔ) ‪ .‬وذلك ‪ٙ‬بدثا بنعمة اهلل تعأب عليو ‪ ،‬كما أُمر بذلك ُب قولو‬
‫[ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ] {الضحى ‪. }ٔٔ :‬‬ ‫تعأب ‪:‬‬

‫‪[ ‬كقر إ‪٫‬مقان ا‪ٚ‬متؽقكي] ‪ :‬أي أنو ‪ ‬ىو نور اهلل ا‪٤‬بفاض على‬
‫ا‪٣‬بلق ا‪٤‬بخلوؽ ُب الظلمة ‪ ،‬ليخرجو من العدـ للوجود ‪ ،‬وىو قولو ‪‬‬
‫ُب ا‪٢‬بديث ‪[ :‬إِ َّن اهللَ َ‪٣‬مزَّ َو َٗم َّؾ َ‪ٙ‬م َؾ َؼ َ‪ٙ‬م ْؾ َؼ ُف ِّم ُ‪٢‬م ْؾ َؿ ٍي ‪٩َ ،‬م َل ْ‪٬‬م َؼك َ‪٣‬م َؾ ْق ِف ْؿ ِم ْـ‬
‫ُقر ِه ‪٩َ ،‬م َؿ ْـ َأ َصو َٔم ُف ِم ْـ َذ‪٬‬مِ َؽ ا‪٬‬مـ ِ‬
‫ُّقر ْاهتَدَ ى ‪َ ،‬و َم ْـ َأ ْ‪ٙ‬م َط َل ُه َض َّؾ] ‪٪َ .‬م ِټم َذ٭مِ َؽ‬ ‫ك ِ‬

‫ػ ا ْ٭م َٺم َټم ُؿ َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ِ‪٤‬م ْټم ِؿ اهللِ (ٕ) ‪.‬‬ ‫َأ ُ‪٫‬م ُ‬
‫قل ‪َ٘ :‬م َ‬

‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه البخاري ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه الَبمذي (وحسنو) وأ‪ٞ‬بد والبيهقي وابن بطة ُب اإلبانة وا‪٢‬باكم وصححو وابن حباف ُب‬
‫صحيحو والطيالسي وابن بشراف ُب أماليو وابن أيب عاصم ُب السنة واآلجري ُب الشريعة‬
‫والبللكائي والفريايب ُب القدر والتربيزي ُب ا‪٤‬بشكاة وابن عساكر ُب تارٱبو عن عبد اهلل بن‬
‫عمرو بن العاص ‪. ‬‬

‫‪- 219 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪[ ‬أدمل صو٘مى احلؼ ا‪٬‬مرٔموين] ‪ :‬ألنو ‪ ‬القائل ‪َ [ :‬م ْـ َر ِآين‬

‫َ‪٩‬م َؼدْ َر َأى َّ‬


‫احلؼ] (ٔ) ‪.‬‬

‫‪[ ‬ا‪٬‬م‪ٝ‬مق إ‪ٟ‬مطع] ‪ :‬ىو وصف للحقيقة احملمدية ‪ :‬بالربؽ من حيث‬


‫ظهورىا ‪ ،‬ألف الربؽ ال ٱبفى إال على األعمى ‪ .‬واألسطع معناه أنو لو اليد‬
‫العليا بالعطاء ‪ ،‬والكل لو اليد السفلى باالستعطاء ‪ .‬فهو كما قلنا ا‪٤‬بستفيض‬
‫األوؿ من اهلل تعأب ‪ ،‬وا‪٤‬بفيض الثاين على ا‪٣‬بلق كلهم ‪.‬‬

‫‪ٔ[ ‬مؿزون إرٔموح] ‪ :‬ـ ز ف ‪ :‬ا‪٤‬ب ْزنة ‪َّ :‬‬


‫الس َحابة البَػْيضاء ‪ ،‬وا‪١‬بَ ْمع‬
‫ُ‬
‫ُم ْزف ‪ .‬والػ ُم ْزنة أيضاً ‪ :‬الػ َمطْرة ‪ .‬وا‪٤‬براد ٗبزف ىنا ىو الر‪ٞ‬بات اإل‪٥‬بية ‪.‬‬
‫واألرباح ‪ٝ :‬بع ربح ‪ .‬وقرف بْب الربؽ وا‪٤‬بزف ؛ ألف الربؽ ُب معظم‬
‫األحياف مقارف للمطر ‪ ،‬كما أف ا‪٢‬بقيقة احملمدية مبلزمة للر‪ٞ‬بة اإل‪٥‬بية ‪،‬‬
‫وا‪٢‬باصل أف مزوف األرباح ؛ ىي الر‪ٞ‬بة الفائضة من حضرة ا‪٢‬بق على‬
‫خلقو ‪ ،‬وىي فيوضات العلوـ وا‪٤‬بعارؼ ‪ ،‬واألسرار والتجليات واألنوار ‪،‬‬
‫ودقائق ا‪٢‬بكم ‪ ،‬وما ال ساحل لو من ٕبور ا‪٤‬بنح وا‪٤‬بواىب ‪ ،‬وصفاء‬
‫األحواؿ ‪ ،‬والصفات القدسية ا‪٤‬بنصبة على قلوب العارفْب ‪.‬‬
‫‪[ ‬ا‪ٚ‬مو‪٬‬مئي] ‪ :‬نعت ‪٤‬بزوف ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وابن عساكر والتربيزي عن أيب قتادة ‪ . ‬ورواه‬
‫البخاري وا‪٣‬بطيب عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪. ‬‬

‫‪- 211 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫‪٬[ ‬مؽؾ متعرض] ‪ :‬التعرض تارة يكوف بالتوجو إٔب اهلل تعأب والتهيوء‬
‫واالستعداد ‪ ،‬وتارة يكوف با‪١‬بذبة اإل‪٥‬بية ‪ ،‬وكل ذلك من قبيل قولو ‪: ‬‬
‫وت ‪٩َ ،‬م َت َع َّر ُضقا ََلو ‪٬َ ،‬م َع َّؾ ُف َأ ْن ُي ِصق َبؽ ُْؿ‬
‫[إِ َّن ‪٬‬مِ َر ِّٔمؽ ُْؿ ِّم َأ َّيو ِم َد ْه ِر‪٫‬م ُْؿ َك َػ َح ٌ‬
‫َك ْػ َح ٌي ِمـ َْفو ‪٩َ ،‬مال َٕم ْش َؼ ْق َن َٔم ْعدَ َهو َأ َٔمدً ا] (ٔ) ‪ .‬وُب رواية ‪[ :‬ا ْ‪٩‬م َع ُؾقا اخل ْ َ‪ٜ‬م‬
‫ْحتِ ِف ‪،‬‬ ‫ٍ ِ‬
‫هلل ‪٩َ ،‬منِ َّن هللِ َك َػ َحوت م ْـ َر ْ َ‬ ‫ْح ِي ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َد ْه َر‪٫‬م ُْؿ ‪َ ،‬و َٕم َع َّر ُضقا ‪٬‬م َـ َػ َحوت َر ْ َ‬
‫قى ِ َِبو َم ْـ َي َش ُوء ِم ْـ ِ‪٣‬م َب ِود ِه] (ٕ) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُيص ُ‬
‫‪[ ‬مـ ا‪٬‬مبحقر] ‪ :‬أي قلوب أكابر العارفْب ‪.‬‬
‫‪[ ‬وإواين] ‪ :‬األواين ىي قلوب األولياء ‪ .‬وىذه االستعارة مستوحاة‬
‫ض ‪َ ،‬وآكِ َق ُي َر ِّٔم ُؽ ْؿ‬‫من قوؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬إِ َّن هللِ آكِ َق ًي ِم ْـ َأ ْه ِؾ إَ ْر ِ‬

‫وحل‪٥‬م ‪َ ،‬و َأ َ٘م ّبفو إِ َ‪٬‬م ِقف َأ ْ‪٬‬م َقـفو َو َأ َر ّ‪٪‬مفو] (ٖ) ‪.‬‬
‫ود ِه ا‪٬‬مص ِ‬
‫َّ‬
‫ُ‪٪‬م ُؾقب ِ‪٣‬مب ِ‬
‫ُ َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه الطرباين ُب الكبّب واألوسط والرامهرمزي وا‪٢‬بكيم الَبمذي ُب نوادر األصوؿ عن ‪٧‬بمد‬
‫بن مسلمة األنصاري ‪ . ‬والدواليب ُب الكِب عن ابن عمر ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه الطرباين ُب الكبّب وُب الدعاء والبيهقي ُب الشعب وُب األ‪٠‬باء والصفات وأبو نعيم ُب‬
‫ا‪٤‬بعرفة والشهاب القضاعي ُب مسنده وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية وابن عساكر ُب تارٱبو عن أنس بن‬
‫مالك ‪ . ‬وابن أيب شيبة وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية عن أيب الدرداء ‪ . ‬وابن أيب الدنيا وابن‬
‫عساكر ُب تارٱبو عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه الطرباين بإسناد جيد عن أيب عنبة ا‪٣‬بوالين ‪. ‬‬
‫‪- 211 -‬‬ ‫‪‬‬
‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪[ ‬كقرك ا‪٬‬مالمع ‪ ،‬ا‪٬‬مذي ملت ٔمف ‪٫‬مقكؽ احلوئط ٔملمؽـي ا‪ٚ‬مؽوين] ‪:‬‬
‫ىذا وصف للحقيقة احملمدية أهنا ‪ٛ‬بؤل الوجود كلو ‪.‬‬
‫وردت على‬
‫وقد ُروي عن الشيخ أبو ا‪٢‬بسن الطنجي ‪ ‬أنو قاؿ ‪ُ :‬‬
‫سيدي أ‪ٞ‬بد الرفاعي ‪ ‬فقاؿ ٕب ما أنا شيخك ‪ ،‬إ٭با شيخك عبد‬
‫الرحيم بقنا ‪ُ ،‬ر ْح إليو ‪ ،‬فسافرت إٔب قنا ‪ ،‬فدخلت على الشيخ عبد‬
‫الرحيم ‪ ، ‬فقاؿ ‪ :‬أعرفت رسوؿ اهلل ‪ ‬؟ ‪ .‬قلت ‪ :‬ال ‪ .‬قاؿ ٕب ‪:‬‬
‫ت إٔب بيت‬ ‫ُر ْح إٔب بيت ا‪٤‬بقدس حٌب تعرؼ رسوؿ اهلل ‪ . ‬فَػ ُر ْح ُ‬
‫ا‪٤‬بقدس ‪ ،‬وحْب وضعت رجلي ؛ وإذا بالسماء واألرض والعرش‬
‫والكرسي ‪٩‬بلوءة من رسوؿ اهلل ‪. ‬‬
‫‪[ ‬ا‪٬‬مؾفؿ صؾ و‪ٟ‬مؾؿ ‪٣‬م‪ٛ‬م ‪٣‬م‪٥‬م احلؼ] ‪ :‬لفظة ا‪٢‬بق تطلق ويراد هبا‬
‫معنياف ‪:‬‬
‫عين الذات ‪ :‬وىذا ىو ا‪٢‬بق احملض ‪ ،‬الذي ىو الذات العلية ا‪٤‬بقدسة ‪،‬‬
‫وما عداىا كلو باطل ‪ ،‬وىو معُب قوؿ رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬أ ْصدَ ُق‬
‫ر ٍء َمو َ‪ٙ‬م َال اهللَ َٔمو‪١‬مِ ٌؾ] (ٔ) ‪.‬‬ ‫ٍ َ‬ ‫ِ‬ ‫وَلو َّ ِ‬
‫ا‪٬‬مشو‪٣‬م ُر ؛ ‪٫‬مَؾ َؿ ُي َ‪٬‬مبِقد ‪ :‬أ َٓ ‪٫‬م ُُّؾ َ ْ‬ ‫‪٫‬مَؾِ َؿ ٍي َ‪٪‬م َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي ُب السنن والشمائل وأ‪ٞ‬بد وابن ماجة وابن‬
‫حباف وأبو يعلى وابن أيب شيبة والبيهقي ُب الشعب والسنن وابن راىويو وا‪٢‬بميدي وأبو نعيم‬
‫ُب ا‪٤‬بعرفة عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 212 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫صفة الذات ‪ :‬وىي ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪ ،‬القائمة بصورة العلم األزٕب ‪،‬‬
‫النافذ ُب كل شيء ‪ ،‬وىذا ىو السر الساري ُب ‪ٝ‬بيع األ‪٠‬باء‬
‫والصفات ‪.‬‬
‫ص ِّل اللهم على من جعلتو سببا النشقاؽ أسرارؾ ا‪١‬بربوتية ‪ ،‬وانفبلقاً‬ ‫فَ َ‬
‫ألنوارؾ الر‪ٞ‬بانية ‪ ،‬فصار نائباً عن ا‪٢‬بضرة الربانية ‪ ،‬وخليفةً ألسرارؾ الذاتية ‪،‬‬
‫فهو ياقوتة أحدية ذاتك الصمدية ‪ ،‬وعْب مظهر صفاتك األزلية ‪ ،‬فبك‬
‫منك صار حجاباً عنك ‪ ،‬وسراً من أسرار غيبك ‪ُ ،‬حجبت بو عن كثّب من‬
‫خلقك ‪ ،‬فهو الكنز ا‪٤‬بطلسم ‪ ،‬والبحر الزاخر ا‪٤‬بطمطم ‪ ،‬فنسألك اللهم‬
‫ٔباىو لديك ‪ ،‬وبكرامتو عليك ‪ ،‬أف تعمر قوالبنا بأفعالو ‪ ،‬وأ‪٠‬باعنا بأقوالو ‪،‬‬
‫وقلوبنا بأنواره ‪ ،‬وأرواحنا بأسراره ‪ ،‬وأشباحنا بأحوالو ‪ ،‬وسرائرنا ٗبعاملتو ‪،‬‬
‫وبواطننا ٗبشاىدتو ‪ ،‬وأبصارنا بأنوار ‪٧‬بيا ‪ٝ‬بالو ‪ ،‬وخواًب أعمالنا ُب مرضاتو ‪،‬‬
‫حٌب نشهدؾ بو ‪ ،‬وىو بك ‪.‬‬
‫‪[ ‬ا‪٬‬متل ٕمتج‪ٛ‬م مـفو ‪٣‬مروش احلؼوئؼ] ‪ :‬أي أف ىذه ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪،‬‬
‫ا‪٤‬بوصوفة بعْب ا‪٢‬بق ‪ ،‬ىي الٍب تتجلى منها ا‪٢‬بقائق ‪ ،‬الٍب ىي كالعروش ‪،‬‬
‫حيث أف كل حقيقة منطوية على ما ال غاية لو من العلوـ وا‪٤‬بعارؼ ‪،‬‬
‫واألسرار وا‪٤‬بواىب والفيوضات ‪ .‬وشبهت بالعروش ‪ ،‬ألف العرش ‪٧‬بيط‬
‫ٗبا ُب جوفو من ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بخلوقات ‪ ،‬وأيضا ‪٤‬با كاف العرش ىو غاية الرفعة‬

‫‪- 213 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫والشرؼ من ا‪٤‬بخلوقات ُب علم ا‪٣‬بلق ‪ ،‬وكانت ا‪٢‬بقائق ُب غاية العلو‬


‫والرفعة والشرؼ ‪ ،‬ألهنا صدرت من حضرة ا‪٢‬بق ‪ ،‬الذي ال غاية لعلوه‬
‫وشرفو ‪ ،‬فهو غاية الغايات ‪ ،‬وكانت ا‪٢‬بقائق الصادرة من حضرتو‬
‫سبحانو وتعأب ‪ ،‬مكسوة هبذه الصفة العلية ‪ ،‬لذا فقد أطلق عليها اسم‬
‫العرش من ىذا الباب ‪.‬‬
‫و‪٤‬با كانت ا‪٤‬بعارؼ اإل‪٥‬بية ‪ ،‬ا‪٤‬بفاضة على ‪ٝ‬بيع األكابر من النبيْب‬
‫وا‪٤‬برسلْب واألقطاب ‪ ،‬كلها فائضة من ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪ ،‬وليس شيء‬
‫من ا‪٤‬بعارؼ يُفاض من حضرة ا‪٢‬بق خارجاً عن ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪ .‬وال‬
‫يفاض شيء منها على أحد من ا‪٣‬ببلئق ‪ ،‬إال وىو بارز من ىذه‬
‫ا‪٢‬بقيقة ‪ ،‬لذا فقد وصفو الشيخ ‪ ‬بأنو ‪:‬‬
‫‪٣[ ‬م‪٥‬م ا‪ٚ‬معورف] ‪ :‬ألنو ‪ ‬ىو خزانة ىذه ا‪٤‬بعارؼ الٍب ال تنفد ‪،‬‬
‫وينبوعها الذي ال ينضب ‪.‬‬
‫‪[ ‬إ‪٪‬مقم] ‪ :‬أي ا‪١‬باري ُب ‪٦‬باري العدؿ اإل‪٥‬بي ‪ ،‬الذي ال يعوج بوجو ‪،‬‬
‫وال ٱبرج عن ا‪١‬بادة ا‪٤‬بستقيمة ‪ ،‬ومن ىنا كاف ا‪٠‬بو ‪ ‬بػ (أ‪ٞ‬بد) ‪ ،‬ألنو‬
‫‪ ‬أكمل من َو ََّب مقاـ ا‪٢‬بمد ‪ ،‬ألنو أ‪ٞ‬بد ا‪٢‬بامدين ‪ ،‬فهو ا‪٤‬بوُب أداب‬
‫ا‪٢‬بضرة اإل‪٥‬بية ‪ ،‬علما وحاال ‪ ،‬وذوقا ومنازلة ‪ ،‬و‪ٚ‬بلقا و‪ٙ‬بققا ‪.‬‬

‫‪- 214 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫‪[ ‬سا‪١‬مؽ ا‪٬‬متوم] ‪ :‬معلوـ أف الصراط ىو ا‪١‬بسر الذي يُعرب عليو ‪،‬‬
‫فما عرب أحد إٔب حضرة ا‪٢‬بق جل جبللو إال عليو ‪ ، ‬فمن خرج عنو‬
‫انقطع وانفصل وطرد ولعن ‪ .‬ومن ىنا قاؿ الشيخ ‪٧‬بيي الدين بن عريب‬
‫‪ُ ‬ب صبلتو ‪( :‬إذ ىو بابك ‪ ،‬الذي من ٓب يقصدؾ منو ‪ُ ،‬س َّدت عليو‬
‫ورَّد بعصا األدب إٔب اسطبل الدواب) ‪.‬‬
‫الطرؽ واألبواب ‪ُ ،‬‬
‫‪[ ‬إ‪ٟ‬مؼؿ] (ٔ) ‪ :‬ىو وصف للصراط ‪ ،‬أي الكامل االستقامة ‪.‬‬

‫‪ [ ‬ا‪٬‬مؾفؿ صؾ و‪ٟ‬مؾؿ ‪٣‬م‪ٛ‬م ‪١‬مؾعي احلؼ ٔموحلؼ] ‪ :‬أي أف ا‪٢‬بقيقة‬


‫احملمدية ىي ا‪١‬بامعة ‪٤‬بطالع األ‪٠‬باء والصفات اإل‪٥‬بية ‪ ،‬الٍب مسماىا‬
‫عْب ا‪٢‬بق الكلي ‪ٔ ،‬بميع ما ظهر عنو من األ حكاـ اإل‪٥‬بية وا‪٤‬بقادير‬
‫الربانية ‪ .‬وهبذا االعتبار كاف ا‪٢‬بق تعأب ىو الواحد ‪ ،‬ورسوؿ اهلل ‪‬‬
‫ىو الواحد الثاين ‪ .‬والواحد لو من ا‪٢‬بروؼ األلف ومرتبتها ُب‬
‫حساب ا‪١‬بمل (ٔ ) ‪ ،‬والواحد الثاين لو من ا‪٢‬بروؼ الباء ‪ ،‬ومرتبتو‬
‫ُب حساب ا‪١‬بمل (ٕ = ٔ‪ ) ٔ+‬و‪٥‬بذا قلنا بأنو الواحد الثاين ‪ ،‬وٓب نقل‬

‫ٔ‪ -‬األسقم ‪ :‬أفعل تفضيل من [استقاـ] السداسي ‪ ،‬الذي أصلو [قاـ] الثبلثي ‪ ،‬زيد على بنائو‬
‫ثبلثة أحرؼ ‪ ،‬فصار استفعل ‪ ،‬فلما أريد بناء أفعل التفضيل منو ؛ حذفت األلف والتاء‬
‫واأللف ا‪٤‬بنقلبة من الواو مع أهنا عْب الكلمة ‪ ،‬وأبقيت السْب مع أهنا زائدة ‪ ،‬لتدؿ بأنو‬
‫مصوغ من [استقاـ] السداسي ‪ .‬ال من [قاـ] ‪.‬‬

‫‪- 215 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫اثنْب ‪ ،‬ألف ا‪٢‬بقيقة احملمدية ىي الواحد الكثّب ‪ ،‬أو الواحد ا‪٤‬بتعدد ‪ ،‬أو‬
‫ظهور الواحد ُب الكثرة ‪ ،‬أو إف شئت قلت ىي ظهور ا‪٢‬بق ُب ا‪٣‬بلق ‪:‬‬
‫[ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ] {ا‪٢‬بديد ‪. }ٖ :‬‬

‫‪[ ‬ا‪٬‬مؽـز إ‪٣‬مظؿ] ‪ :‬وصفو ‪ ‬للنيب ‪ ‬بالكنز ‪ ،‬أي أنو ‪‬‬


‫سبب ‪ٙ‬بصيل الفوائد وا‪٤‬بطالب وا‪٤‬بنافع ‪ ،‬لطاليب ا‪٤‬بنح والفيوضات‬
‫الربانية ‪ ،‬الدنيوية واألخروية ‪ ،‬والعلوـ وا‪٤‬بعارؼ واألسرار واألنوار ‪،‬‬
‫واألعماؿ واألحواؿ وا‪٤‬بشاىدات ‪ ،‬والتوحيد واليقْب واإلٲباف ‪ ،‬وآداب‬
‫ا‪٢‬بضرة اإل‪٥‬بية ‪ ،‬إذ ىو ‪ ‬ا‪٤‬بفيض ‪١‬بميعها على ‪ٝ‬بيع الوجود ‪ٝ ،‬بلة‬
‫وتفصيبل ‪.‬‬
‫‪[ ‬إ‪٩‬موضتؽ مـؽ إ‪٬‬مقؽ] ‪ :‬أي أنك أظهرت ىذه ا‪٢‬بقيقة احملمدية‬
‫منك ‪ٍ ،‬ب سلخت منها العآب كلو ‪.‬‬
‫اعلم أنو ‪٤‬با اقتضت إرادتو تعأب إٯباد خلقو ؛ أبرز ا‪٢‬بقيقة احملمدية‬
‫وذلك عندما ٘بلى بنفسو لنفسو ‪ ،‬وكاف العآب كلو انسبلخا من تلك‬
‫ا‪٢‬بقيقة ‪ ،‬ومن ىنا قلنا أف ا‪٢‬بقيقة احملمدية جامعة لكل شيء ‪.‬‬
‫وا‪٢‬باصل أف سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬أوؿ ا‪٤‬بوجودات وأصلها ونورىا ‪ ،‬وبربكتو‬
‫أُوجدت ‪ ،‬ومنو استمدت ‪.‬‬

‫‪- 216 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫‪[ ‬إ٘مو‪١‬مي ا‪٬‬مـقر ا‪ٚ‬مطؾسؿ] ‪ :‬أتى بوصف اإلحاطة على صيغة ا‪٤‬بصدر ‪،‬‬
‫ليصف بو عظم ىذه اإلحاطة ومشو‪٥‬با ‪ .‬وا‪٤‬بطلسم ىنا ٗبعُب الغامض‬
‫ا‪٤‬بكتوـ اجملهوؿ ‪ .‬أي أف سر األلوىية الغامض ا‪٤‬بكتوـ قسمو اهلل تعأب‬
‫قسمْب ‪:‬‬
‫‪ -‬قسم قدر اهلل تعأب أف يكتمو ‪ ،‬وال يطلع عليو غّبه ‪ ،‬فهذا ال‬
‫مدخل ألحد فيو ‪.‬‬
‫تعرؼ اهلل تعأب بو إٔب خلقو ‪ ،‬فبثو ُب ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪،‬‬ ‫‪ -‬وقسم َّ‬
‫وقد كتم ‪ ‬منو ما كتم بينو وبْب ربو ‪ ،‬وقسم منو ما قسم على‬
‫ورثتو ‪ ،‬وىذا ىو ا‪٤‬براد بقوؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬إِكََّم َأكَو َ‪٪‬م ِ‬
‫و‪ٟ‬م ٌؿ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫َواهللُ ُي ْعطِل] (ٔ) ‪.‬‬

‫وبعبارة أخرى ؛ فإف ا‪٤‬براد بالنور ا‪٤‬بطلسم ؛ ىي الكماالت اإل‪٥‬بية ‪ ،‬الٍب‬


‫سبق ُب سابق علمو تعأب أف يظهرىا ‪٣‬بلقو ‪ ،‬ويطلعهم عليها ‪ ،‬كل حسب‬
‫ما يناسبو ‪ ،‬وعلى قدر قابليتو الٍب يطيقها ‪ ،‬فأفاض اهلل تعأب على نبيو ‪‬‬
‫الذي قابليتو تسع قابلية ا‪٣‬بلق أ‪ٝ‬بع ‪ ،‬ومنو ‪ ‬أفيضت ىذه ا‪٤‬بعارؼ‬
‫والعلوـ واألسرار على مستحقيها ‪ٕ ،‬بسب قوابلهم ا‪١‬بزئية ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو والطرباين ُب الكبّب واألوسط وُب مسند الشاميْب والتربيزي ُب مشكاة‬
‫ا‪٤‬بصابيح عن معاوية بن أيب سفياف ‪ . ‬وأبو يعلى وأ‪ٞ‬بد والنسائي عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 217 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪[ ‬صالة ٕمعر‪٩‬مـو ِبو إيوه] ‪ :‬أي تعرفنا هبا نبيك ‪٧‬بمداً ‪ُ ‬ب مراتب‬
‫بطونو ‪ .‬فقد طلب ا‪٤‬بصلي من اهلل تعأب أف يعرفو ٕبقيقة رسولو ‪ ‬؛ إما‬
‫بالوصوؿ إٔب معرفة حقيقة روحو ‪ ،‬أو حقيقة عقلو ‪ ،‬أو قلبو أو نفسو ‪:‬‬
‫‪ -‬أما حقيقة روحو ‪ ، ‬فبل يصل إليها إال األكابر من األنبياء‬
‫وا‪٤‬برسلْب واألقطاب ومن ضاىاىم من األفراد ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن العارفْب من يصل إٔب مقاـ عقلو ‪ ، ‬فتكوف معارفو وعلومو‬
‫ٕبسب ذلك ‪ ،‬إذ ليس مقاـ العقل وعلومو كمقاـ الروح وعلومو ‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم من يصل إٔب مقاـ قلبو ‪ ‬فتكوف معارفو وعلومو ٕبسب ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم من يصل إٔب مقاـ نفسو ‪ ‬فتكوف معارفو وعلومو ٕبسب ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬وأما مقاـ سره ‪ ، ‬فبل مطمع ألحد ُب دركو ‪.‬‬
‫‪ -‬والفرؽ بْب مقاـ سره ‪ ‬وبْب مقامات عقلو وقلبو ونفسو ؛ أف‬
‫مقاـ سره ‪ ‬ىي مق اـ ا‪٢‬بقيقة احملمدية الٍب ىي ‪٧‬بض النور‬
‫اإل‪٥‬بي ‪ ،‬الٍب عجزت العقوؿ واإلدراكات من كل ‪٨‬بلوؽ عن‬
‫إدراكها وفهمها ‪.‬‬
‫‪ٍ -‬ب ألبست ىذه ا‪٢‬بقيقة احملمدية لباسا من األنوار اإل‪٥‬بية ‪ ،‬واحتجبت‬
‫هبا عن الوجود ‪ ،‬فسميت روحا ‪.‬‬

‫‪- 218 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫‪ٍ -‬ب تنزلت بإلباس آخر من األنوار اإل‪٥‬بية ‪ ،‬واحتجبت هبا ‪ ،‬فسميت‬
‫عقبل ‪.‬‬
‫‪ٍ -‬ب تنزلت بإلباس آخر من األنوار اإل‪٥‬بية ‪ ،‬واحتجبت هبا ‪ ،‬فسميت‬
‫نفسا ‪.‬‬
‫فاللهم صل وسلم ٔبميع الشؤوف ‪ُ ،‬ب الظهور والبطوف ‪ ،‬على من منو‬
‫انشقت األسرار الكامنة ُب ذاتو العلية ظهورا ‪ ،‬وانفلقت األنوار ا‪٤‬بنطوية ُب‬
‫‪٠‬باء صفاتو السنية بدورا ‪ ،‬وفيو ارتقت ا‪٢‬بقائق منو إليو ‪ ،‬وتنزلت علوـ آدـ‬
‫بو فيو عليو ‪ ،‬فأعجز كبل من ا‪٣‬ببلئق فهم ما أودع من السر فيو ‪ ،‬ولو‬
‫تضاءلت الفهوـ ‪ ،‬وكل عجزه يكفيو ‪ ،‬فذلك السر ا‪٤‬بصوف ٓب يدركو منا‬
‫سابق ُب وجوده ‪ ،‬وال يبلغو الحق على سوابق شهوده ‪ ،‬فأعظم بو من نيب‬
‫رياض ا‪٤‬بلك وا‪٤‬بلكوت بزىر ‪ٝ‬بالو الزاىر مونقة ‪ ،‬وحياض معآب ا‪١‬بربوت‬
‫بفيض أنوار سره الباىر متدفقة ‪ ،‬وال شيء إال وىو بو منوط ‪ ،‬وبسره‬
‫الساري ‪٧‬بوط ‪ ،‬إذ لوال الواسطة ُب كل صعود وىبوط ؛ لذىب كما قيل‬
‫ا‪٤‬بوسوط ‪ .‬فاللهم أ‪٢‬بقنا بنسبو الروحي ‪ ،‬وحققنا ٕبسبو السبوحي ‪ ،‬وعرفنا‬
‫إياه معرفة نشهد هبا ‪٧‬بياه ‪ ،‬ونصّب هبا ‪٦‬ببله ‪ ،‬كما ٰببو ويرضاه ‪ ،‬ونَ ْسلَ ُم هبا‬
‫من ورود موارد ا‪١‬بهل بعوارفو ‪ ،‬ونكرع هبا من موارد الفضل ٗبعارفو ‪ .‬آمْب يا‬
‫رب العا‪٤‬بْب ‪.‬‬

‫‪- 219 -‬‬ ‫‪‬‬


‫الصالةىرلىىالنبي ‪‬ىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫بعض خواص جوىرة الكمال ‪:‬‬


‫ىذه الصبلة ا‪٤‬بسماة جوىرة الكماؿ ‪ ،‬ىي من إمبلء سيدنا رسوؿ اهلل‬ ‫ٔ‪-‬‬
‫‪ ، ‬على شيخنا القطب الرباين موالنا أيب العباس التجاين ‪ ، ‬يقظة ‪،‬‬
‫ال مناما ‪.‬‬
‫ىذه الصبلة ىي تفسّب للفظ ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪.‬‬ ‫ٕ‪-‬‬

‫بعض فوائد جوىرة الكمال ‪:‬‬


‫ا‪٤‬برة الواحدة منها تعدؿ تسبيح العآب ثبلث مرات ‪.‬‬ ‫ٔ‪-‬‬

‫من قرأىا سبعا فأكثر ‪ٙ‬بضره روح النيب ‪ ‬وا‪٣‬بلفاء األربعة ‪ ‬ماداـ‬ ‫ٕ‪-‬‬
‫يذكرىا ‪.‬‬
‫ومن داوـ عليها سبع مرات ‪ ،‬قبل النوـ ‪ ،‬على فراش طاىر ووضوء ‪،‬‬ ‫ٖ‪-‬‬
‫يرى النيب ‪. ‬‬
‫من الزمها كل يوـ أزيد من سبع مرات أحبو رسوؿ اهلل ‪٧ ‬ببة خاصة ‪،‬‬ ‫ٗ‪-‬‬
‫وال ٲبوت حتما حٌب يكوف من األولياء ‪.‬‬
‫كل من ذكرىا اثنٍب عشرة مرة ‪ ،‬وقاؿ ‪ :‬ىذه ىدية مِب إليك يا رسوؿ‬ ‫٘‪-‬‬
‫اهلل ‪ .‬فكأ٭با زاره ‪ُ ‬ب قربه ‪ ،‬يعِب روضتو الشريفة ‪ ،‬وكأ٭با زار ‪ٝ‬بيع‬
‫األنبياء واألولياء والصا‪٢‬بْب ‪ ،‬من أوؿ الوجود إٔب وقتو ذلك ‪.‬‬

‫‪- 221 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالصالةىرلىىالنبي ‪‬‬

‫قراءهتا بعد أي عبادة ثبلث مرات ‪ ،‬بنية جرب ما فاتو من ا‪٣‬بشوع فيها ‪،‬‬ ‫‪-ٙ‬‬
‫فإنو ٯبرب ما فاتو من ذلك ‪.‬‬

‫‪- 221 -‬‬ ‫‪‬‬


‫رؤوةىالنبي ‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫رؤٓ٘ الييب ‪‬‬


‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬م ْـ َر ِآين َ‪٩‬م َؼدْ َر َأى َّ‬
‫احلؼ] (ٔ) ‪ ،‬وُب رواية أخرى ‪:‬‬
‫[ َم ْـ َر ِآين َ‪٩‬م َؼدْ َر ِآين َّ‬
‫احلؼ] (ٕ) ىذا ا‪٢‬بديث ٱبرب أف ا‪٤‬بصطفى ‪ ‬قد‬
‫انتهت ُب حقو الدورة ا‪٣‬بلقية الكربى ‪ ،‬وأف نقطتو قد التحقت ببحر‬
‫األحدية ‪ ،‬وىذا ىو ما يشرح قولو ‪َ [ : ‬م ْـ َر ِآين ِّم ا‪ٚ‬مـَو ِم َ‪٩‬م َس َ َ‪ٜ‬م ِاين ِّم‬
‫ا ْ‪٬‬م َق َؼ َظ ِي] (ٖ) ‪ ،‬وقولو ‪َ [ : ‬م ْـ َر ِآين ِّم ا‪ٚ‬مـَوم َ‪٩‬م َؼدْ َر ِآين ‪٩َ ،‬منِ ِّين ُأ َرى ِّم ‪٫‬م ُّؾ‬
‫قرة] (ٗ) ‪ .‬وأقل مراتب الكشف أف يسوغ بو ُب اليقظة ما يسوغ بو‬
‫ُص َ‬
‫ُب النوـ ‪ .‬لكن بْب النوـ والكشف فرؽ ‪ .‬وىو أف الصورة الٍب يرى فيها‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وابن عساكر والتربيزي عن أيب قتادة ‪ . ‬ورواه‬
‫البخاري وا‪٣‬بطيب عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد عن أيب ىريرة ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن أيب قتادة ‪( ‬وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬رجالو رجاؿ‬
‫الصحيح) ‪ .‬وأ‪ٞ‬بد عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪ . ‬والطرباين ُب مسند الشاميْب عن ابن‬
‫عمرو ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود وأ‪ٞ‬بد والطرباين ُب الكبّب وُب مسند‬
‫الشاميْب وا‪٣‬بطيب ُب تارٱبو والبيهقي ُب الدالئل عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٗ‪ -‬رواه ابن أيب عاصم وأبو نعيم عن أيب ىريرة ‪ . ‬وأورده ا‪٢‬بافظ ابن حجر ُب الفتح وا‪٢‬بافظ‬
‫جبلؿ الدين السيوطي ُب الديباج على مسلم ‪.‬‬

‫‪- 222 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىرؤوةىالنبي ‪‬‬

‫سيدنا ‪٧‬بمد ‪ُ ‬ب النوـ ‪ ،‬ال يوقع ا‪٠‬بها ُب اليقظة على ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪،‬‬
‫ألف عآب ا‪٤‬بثاؿ يقع التعبّب فيو ‪ ،‬فيعرب عن ا‪٢‬بقيقة احملمدية إٔب حقيقة تلك‬
‫الصورة ُب اليقظة ‪.‬‬
‫ٖببلؼ الكشف ‪ ،‬فإنو إذا كشف لك عن ا‪٢‬بقيقة احملمدية أهنا متجلية ُب‬
‫صورة من صور اآلدميْب ‪ ،‬فيلزمك إيقاع اسم تلك الصورة على ا‪٢‬بقيقة‬
‫احملمدية ‪ ،‬وٯبب عليك أف تتأدب مع صاحب تلك الصورة تأدبك مع‬
‫سيدنا ‪٧‬بمد ‪٤ ، ‬با أعطاؾ الكشف أف سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬متصور بتلك‬
‫الصورة ‪ ،‬فبل ٯبوز ذلك بعد شهود سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬فيها أف تعاملها ٗبا‬
‫كنت تعاملها من قبل ‪ٍ ،‬ب إياؾ أف تتوىم شيئا ُب قوٕب من مذىب‬
‫التناسخ ‪ ،‬حاشا اهلل وحاشا رسوؿ اهلل ‪ ، ‬أف يكوف ذلك مرادي ‪ .‬بل‬
‫إف رسوؿ اهلل ‪ ‬لو من التمكْب ُب التصور بكل صورة حي ‪ ،‬يتجلى‬
‫ُب ىذه الصورة ‪.‬‬
‫وقد جرت سنتو ‪ ‬أنو ال يزاؿ يتصور ُب كل زماف بصورة أكملهم ‪ ،‬وىو‬
‫اإلنسان الكامل ليعلي شأهنم ‪ ،‬ويقيم مي ِ‬
‫بلهنم ‪ .‬فهم خلفاؤه ُب الظاىر ‪،‬‬‫ََ‬
‫وىو حقيقتهم ُب الباطن ‪ .‬وكاف بعض السادة إذا ُسئِل عن شيء ‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬
‫حٌب أعرضو عليو ‪ٍ ، ‬ب يطرؽ ‪ٍ ،‬ب يقوؿ ‪ :‬قاؿ ‪ ‬كذا ‪ ،‬فيكوف كما‬
‫أخرب ‪ ،‬ال يتخلف ‪.‬‬

‫‪- 223 -‬‬ ‫‪‬‬


‫رؤوةىالنبي ‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫وقد وقع لكثّب من أكابر الصوفية ‪ ،‬أنو ارتقى إٔب دواـ مشاىدتو ‪ ‬؛ فقد‬
‫قاؿ العارؼ أبو العباس ا‪٤‬برسي ‪( : ‬واهلل لو حجب عِب رسوؿ اهلل ‪‬‬
‫طرفة عْب ‪ ،‬ما عددت نفسي من ا‪٤‬بسلمْب) اىػ ‪ .‬وقاؿ لو رجل ‪ :‬ياسيدي‬
‫لقيت عبادا وببلدا ‪ ،‬فلما خرج ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬ما الذي أراد بعبادا‬
‫صافحِب ‪ ،‬فقد َ‬
‫وببلدا ؟ ‪ .‬قالوا ‪ :‬يريد أنك صافحت عبادا ‪ ،‬وسلكت ببلدا ‪ ،‬اكتسبت‬
‫بركاهتا ‪ ،‬وإذا صافحتو حصل لو منك بركة ‪ .‬فضحك الشيخ وقاؿ ‪( :‬واهلل‬
‫ما صافحت هبذه اليد إال رسوؿ اهلل ‪ )‬اىػ ‪ .‬و‪ٙ‬بقيق ذلك ‪ :‬أف الشيخ‬
‫أبو العباس ‪ -‬حْب جلس للناس ‪ -‬بعد انتقاؿ شيخو أبو ا‪٢‬بسن الشاذٕب –‬
‫كاف يقوؿ ‪ :‬قاؿ الشيخ ‪ ...‬قاؿ الشيخ ‪ ...‬فقيل لو ‪ٓ :‬ب تقوؿ ‪ :‬قاؿ‬
‫قلت ؟ ‪ .‬فكاف يرد عليهم قائبل ‪:‬‬
‫الشيخ ‪... :‬قاؿ الشيخ ‪ .... :‬وال تقوؿ ‪ُ :‬‬
‫(لو أردت على عدد األنفاس أف أقوؿ ‪ :‬قاؿ اهلل ‪ ،‬لقلت ‪ :‬قاؿ اهلل ‪ .‬ولو‬
‫أردت على عدد األنفاس أف أقوؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ ‬لقلت ‪ :‬قاؿ رسوؿ‬
‫اهلل ‪ . ‬ولو أردت على عدد األنفاس أف أقوؿ ‪ :‬أنا ‪ ،‬قلت ‪ :‬أنا ‪ .‬ولكن‬
‫أقوؿ ‪ :‬قاؿ الشيخ ‪ ،‬وأترؾ نفسي ‪ ،‬أدباً) اىػ ‪.‬‬

‫وإذا ظن البعض أف ما يراه ىؤالء السادة ‪ ،‬خياالت ٲبثلها ‪٥‬بم الشيطاف ‪،‬‬
‫فقد أخطأ ُب حق رسوؿ اهلل ‪ ، ‬ألنو ‪ ‬قد ضمن العصمة من‬
‫الشيطاف ‪ ،‬للرائي لو ‪ ، ‬فقاؿ ‪: ‬‬

‫‪- 224 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىرؤوةىالنبي ‪‬‬

‫‪ُ ‬ب رواية ‪[ :‬إِ َّن َّ‬


‫ا‪٬‬مشق َط َ‬
‫ون ٓ َيتَخَ َّق ُؾ ِب] (ٔ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وُب رواية ‪[ :‬إِ َّن َّ‬


‫ا‪٬‬مشق َط َ‬
‫ون ٓ َيت ََش َب ُف ِب] (ٕ) ‪.‬‬

‫ون ٓ َيت ََص َّق ُر ٔمِ ُص َ‬


‫قريت] (ٖ) ‪.‬‬ ‫‪ ‬وُب رواية ‪[ :‬إِ َّن َّ‬
‫ا‪٬‬مشق َط َ‬

‫‪ ‬وُب رواية ‪[ :‬إِ َّن َّ‬


‫ا‪٬‬مشق َط َ‬
‫ون ٓ َيت ََص َّق ُر ِب] (ٗ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وُب رواية ‪[ :‬إِ َّن َّ‬


‫ا‪٬‬مشق َط َ‬
‫ون ٓ َيتَؽ ََقكُـل] (٘) ‪.‬‬
‫ون ٓ يتَؿ َث ُؾ ِ‬
‫ٔمؿ ْث ِ‪٤‬م] (‪. )ٙ‬‬ ‫‪ ‬وُب رواية ‪[ :‬إِ َّن َّ‬
‫ا‪٬‬مشق َط َ َ َ‬

‫ون ٓ َيت ََؿ َث ُؾ ‪٣‬م‪ٛ‬م ُص َ‬


‫قريت] (‪. )ٚ‬‬ ‫‪ ‬وُب رواية ‪[ :‬إِ َّن َّ‬
‫ا‪٬‬مشق َط َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو والَبمذي ُب الشمائل عن أنس ‪ . ‬ورواه أ‪ٞ‬بد عن عبد اهلل ابن‬
‫مسعود ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد وابن حباف عن أيب ىريرة ‪ . ‬وابن حباف والطرباين ُب الكبّب وابن عساكر عن‬
‫أيب جحيفة ‪ . ‬وابن عساكر عن أيب بكرة ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه ابن النجار عن الرباء ‪ ، ‬حديث رقم ‪ُ ٜٗٔٗٚ‬ب كنز العماؿ ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد عن أيب ىريرة ‪ . ‬وا‪٤‬بزي ُب هتذيب الكماؿ وابن عساكر ُب تارٱبو عن الرباء بن‬
‫عازب ‪. ‬‬
‫٘‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪. ‬‬
‫‪ -ٙ‬رواه أ‪ٞ‬بد ُب مسنده عن كل من أيب ىريرة وعبد اهلل بن مسعود ‪. ‬‬
‫‪ -ٚ‬رواه ابن ماجة عن عبد اهلل بن مسعود ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 225 -‬‬ ‫‪‬‬


‫رؤوةىالنبي ‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪ ‬وُب رواية ‪[ :‬إِ َّن َّ‬


‫ا‪٬‬مشق َط َ‬
‫ون ٓ َيت ََؿ َث ُؾ ِب] (ٔ) ‪.‬‬

‫ون ٓ َيت ََؿ َّث ُؾ ّم ُص َ‬


‫قريت] (ٕ) ‪.‬‬ ‫‪ ‬وُب رواية ‪[ :‬إِ َّن َّ‬
‫ا‪٬‬مشق َط َ‬

‫‪ ‬وُب رواية ‪[ :‬إِ َّن َّ‬


‫ا‪٬‬مشق َط َ‬
‫ون ٓ َيت ََؿ َّث ُؾـل] (ٖ) ‪.‬‬

‫ون ٓ َي ْستَطِ ُقع َأ ْن َيت ََش َّب َف ِب] (ٗ) ‪.‬‬ ‫‪ ‬وُب رواية ‪[ :‬إِ َّن َّ‬
‫ا‪٬‬مشق َط َ‬

‫ون ٓ َي ْستَطِ ُقع َأ ْن َيت ََؿ َّث َؾ ِب] (٘) ‪.‬‬ ‫‪ ‬وُب رواية ‪[ :‬إِ َّن َّ‬
‫ا‪٬‬مشق َط َ‬

‫وىو ‪ ‬عندما يراه الرائي ُب ا‪٤‬بناـ ‪ ،‬فإف الرائي يكوف نائما ‪ ،‬مغمض العينْب‬
‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين ُب األوسط وابن‬
‫راىويو عن أيب ىريرة ‪ . ‬والَبمذي وصححو والطرباين ُب األوسط وأبو يعلى عن عبد اهلل‬
‫بن مسعود ‪ . ‬وابن ماجة والطرباين ُب األوسط والصغّب وابن أيب شيبة عن أيب سعيد‬
‫ا‪٣‬بدري ‪ . ‬وابن ماجة والطرباين ُب الكبّب عن ابن عباس ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد والطرباين ُب‬
‫األوسط وأبو يعلى وابن أيب شيبة عن أنس بن مالك ‪ . ‬والطرباين ُب األوسط عن ابن‬
‫عمرو ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو والطيالسي وابن أيب شيبة عن أيب ىريرة ‪ . ‬وابن أيب شيبة عن‬
‫جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه الَبمذي ُب الشمائل عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٗ‪ -‬رواه الطرباين ُب الكبّب عن أيب جحيفة ‪ . ‬وابن أيب شيبة والَبمذي ُب الشمائل وابن‬
‫عساكر عن ابن عباس ‪. ‬‬
‫٘‪ -‬رواه الطرباين ُب الكبّب وأبو يعلى وا‪٤‬بزي ُب هتذيب الكماؿ والبخاري ُب التاريخ الكبّب عن‬
‫أيب جحيفة ‪. ‬‬
‫‪- 226 -‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىرؤوةىالنبي ‪‬‬

‫وعلى ىذا ؛ فإف ىذا الرائي يراه ُب خيالو (ٔ) من داخلو ‪ .‬وقد صح عنو ‪‬‬
‫أف رؤيتو ُب ا‪٤‬بناـ ال ‪ٚ‬بتلف عن رؤيتو حقيقة ‪ ،‬أو كرؤيتو ُب اليقظة ‪.‬‬
‫‪٪ -‬مٺمد ورد َ‪٤‬م ْـ ا٭مپمَبِ ِّل ‪ ‬أځمف َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬م ْـ َر ِآين ِّم ا‪ٚ‬مـَو ِم َ‪٩‬م َؼدْ َر ِآين ِّم‬
‫ا ْ‪٬‬م َق َؼ َظ ِي](ٕ) ‪.‬‬

‫‪ -‬وورد َ‪٤‬مپمْف ‪ ‬أځمف َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬م ْـ َر ِآين ِّم ا‪ٚ‬مـَو ِم َ‪٩‬م َؼدْ َر ِآين] (ٖ) ‪.‬‬

‫‪ -‬وورد َ‪٤‬مپمْف ‪ ‬أځمف َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬م ْـ َر ِآين ِّم ا‪ٚ‬مـَو ِم َ‪٩‬مؽَلَك َََّم َر ِآين ِّم‬
‫ا‪٬‬مْقَ َؼظَ ِي](ٗ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬راجع كتابنا (مواكب ا‪٢‬بب – باب عوآب اإلنساف) للتوسع ُب معرفة عآب ا‪٣‬بياؿ ُب‬
‫اإلنساف ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه ابن ماجة عن ابن مسعود ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد والطيالسي عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن حباف وا‪٢‬باكم وصححو‬
‫والطيالسي والطرباين ُب األوسط عن أيب ىريرة ‪ . ‬والبخاري وأ‪ٞ‬بد عن أنس ‪. ‬‬
‫والَبمذي وصححو وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والدارمي والطرباين ُب األوسط عن ابن مسعود ‪. ‬‬
‫وابن ماجة عن جابر بن عبد اهلل ‪ . ‬وابن ماجة عن أيب سعيد ‪ . ‬وابن ماجة والطرباين‬
‫ُب الكبّب عن ابن عباس ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد والطرباين ُب الكبّب عن األشجعي ‪ . ‬والدارمي عن‬
‫أيب قتادة ‪. ‬‬
‫ٗ‪ -‬رواه ابن ماجة وابن حباف والطرباين ُب الكبّب وأبو يعلى والبخاري ُب تارٱبو الكبّب عن أيب‬
‫جحيفة ‪ . ‬وابن عساكر ُب تاريخ دمشق والذىيب ُب تاريخ اإلسبلـ عن عبد اهلل بن‬
‫عمرو ‪. ‬‬

‫‪- 227 -‬‬ ‫‪‬‬


‫رؤوةىالنبي ‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫(رآين) ِّم ا‪ٚ‬مـَو ِم َ‪٩‬مؽ ََلك َََّم زَا َر ِين ِّم‬


‫‪ -‬وورد َ‪٤‬مپمْف ‪ ‬أځمف َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬م ْـ زَا َر ِين َ‬
‫ا ْ‪٬‬م َق َؼ َظ ِي] (ٔ) ‪.‬‬

‫‪ -‬وورد َ‪٤‬مپمْف ‪ ‬أځمف َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬م ْـ َر ِآين ِّم ا‪ٚ‬مـَو ِم َ‪٩‬م َس َ َ‪ٜ‬م ِاين ِّم ا ْ‪٬‬م َق َؼ َظ ِي] (ٕ) ‪.‬‬

‫[ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ] {التوبة ‪}ٕٔٛ :‬‬ ‫قاؿ تعأب ‪:‬‬


‫فهذه اآلية معناىا عند أىل الظاىر ‪ :‬أنو ‪ ‬عريب من قريش منكم ‪،‬‬
‫وعندنا كذلك ‪ ،‬ولكن يزيد على ذلك ا‪٤‬بعُب ‪ ،‬ما ذىبنا إليو ‪ :‬من أنو ‪‬‬
‫من نفس كل واحد فينا ‪ ،‬وىذا معُب ا‪٢‬بديث ا٭مذي رواه َ‪٤‬مبْدُ اهللِ ْٕم ُـ ِه َٲمچم ٍم‬
‫چمب ‪٪َ ، ‬م َٺم َچمل َ٭م ُف‬ ‫اْلَ َٵم ِ‬‫آ‪ٚ‬م ٌذ ٕمِ َڀم ِد ُ‪٤‬م َٽمر ْٕم ِـ ْ‬
‫‪٫َ ‬م َچمل ‪٬ُ :‬مپمَچم ٱمع ا٭مپمَبِل ‪ ، ‬وهق ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ‬
‫َش ٍء ‪ ،‬إِ َٓ ِٱم ْـ َځم ْٹم ِِس ‪٪َ .‬م َٺم َچمل‬ ‫ْډم َأ‪ٙ‬م ِ ِ‬
‫ڇم إ َ َٔم ٱم ْـ ُ‪٬‬م ِّؾ َ ْ‬ ‫قل اهللِ ؛ ََٕځم َ َ ا‬‫ُ‪٤‬م َٽم ُر ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ؽ]‬ ‫ؽ ِم ْـ َك ْػ ِس َ‬ ‫ى إِ‪٬‬مَ ْق َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا٭مپمَبِ ال ‪َ ، َٓ [ : ‬وا‪٬‬مَّذي َك ْػز ٔمِ َقده ‪َ٘ ،‬متَّك َأ‪٫‬مُق َن َأ َ٘م َّ‬
‫ڇم إِ َ َٔم ِٱم ْـ َځم ْٹم ِِس ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ا٭مپمَبِ ال ‪: ‬‬ ‫َ‪٪‬م َٺم َچمل َ٭م ُف ُ‪٤‬م َٽم ُر ‪٪َ :‬مڄمِ َځم ُف ْأ َن َواهللِ ََٕځم َ‬
‫ْډم َأ َ‪ٙ‬م ا‬
‫[ ْأ َن َيو ُ‪٣‬م َؿ ُر] (ٖ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه الطرباين عن عبد اهلل بن عمرو ‪. ‬‬


‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود وأ‪ٞ‬بد والطرباين ُب مسند الشاميْب وا‪٣‬بطيب‬
‫البغدادي عن أيب ىريرة ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب عن مالك بن عبد اهلل ا‪٣‬بثعمي ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين ُب األوسط والبيهقي ُب‬
‫الشعب وابن عساكر عن عبد اهلل بن ىشاـ ‪. ‬‬

‫‪- 228 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىرؤوةىالنبي ‪‬‬

‫هلل ‪ُ ٓ[ : ‬ي ْم ِم ُـ َ‪٣‬م ْبدٌ‬ ‫قل ا ِ‬ ‫وُب رواية أخرى عن َأ ِيب َ٭م ْڀم َ‪ٜ‬م ِ‬
‫‪٫َ ، ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ى‬ ‫ى إِ َ‪٬‬م ْقف م ْـ َأ ْهؾف ‪َ ،‬و َذ ِايت َأ َ٘م َّ‬
‫ى إِ َ‪٬‬م ْقف م ْـ َك ْػسف ‪َ ،‬و َأ ْه‪٤‬م َأ َ٘م َّ‬ ‫ُقن َأ َ٘م َّ‬
‫َ٘متَّك َأ‪٫‬م َ‬
‫إِ َ‪٬‬م ْق ِف ِم ْـ َذإمِ ِف] (ٔ) ‪ .‬فلن ٰببو ‪ ‬أح ٌد أكثر من نفسو ‪ ،‬إال إذا كاف ىو‬
‫‪ ‬نفسو ! ‪.‬‬
‫وقاؿ ‪ُ َٓ [ : ‬ي ْم ِمـ َأ َ٘مد‪٫‬م ُْؿ َ٘متَّك َيؽُقن َه َقا ُه َٕم َب ًعو ‪ٚ‬مَ ِو ِٗمئًْ ٔمِ ِف] (ٕ) ‪.‬‬
‫اإل َيَم ِن ‪َ :‬أ ْن َيؽُق َن‬ ‫ث مـ ‪٫‬مُـ ‪٩‬مِ ِ‬
‫قف َو َٗمدَ َ٘م َال َو َة ْ ِ‬ ‫وىذا معُب قولو ‪َٖ [ : ‬م َال ٌ َ ْ َّ‬
‫اَهو ‪َ ،‬و َأ ْن‪. )ٖ( ] ...‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اهللُ َو َر ُ‪ٟ‬مق ُ‪٬‬م ُف َأ َ٘م َّ‬
‫ى إِ َ‪٬‬م ْقف ِمَّو ‪ٟ‬م َق ُ َ‬

‫وىذا ىو معُب قولو تعأب ‪[ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬

‫ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ] {آؿ عمراف ‪. }ٖٔ :‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه الطرباين ُب الكبّب واألوسط والبيهقي ُب الشعب وابن الشجري ُب أماليو وأبو الشيخ ُب‬
‫الثواب والديلمي عن أيب ليلى ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ُب قرة العينْب برفع اليدين ُب الصبلة والبيهقي ُب ا‪٤‬بدخل إٔب السنن وابن بطة‬
‫العكربي ُب اإلبانة والنسوي ُب أربعينو وابن أيب عاصم ُب السنة والتربيزي ُب مشكاة‬
‫ا‪٤‬بصابيح وأورده ابن حجر ُب الفتح وقاؿ رجالو ثقات ‪ .‬وصححو النووي ُب أربعينو ‪ ،‬عن‬
‫عبد اهلل بن عمرو ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي وصححو والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن‬
‫أيب شيبة والبيهقي ُب السنن وعبد الرزاؽ والعكربي ُب اإلبانة والطرباين ُب األوسط عن أنس‬
‫بن مالك ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب واألوسط عن أيب أمامة الباىلي ‪. ‬‬

‫‪- 229 -‬‬ ‫‪‬‬


‫رؤوةىالنبي ‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫‪.‬‬ ‫[ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ] {ا‪٢‬بجرات ‪}ٚ :‬‬ ‫ويؤيد ذلك قولو تعأب ‪:‬‬
‫فكلمة (فِي ُكم) ‪:‬‬
‫‪ ‬معناىا أياـ بعثتو ‪ ‬بالنسبة للصحابة ‪ :‬بْب ظهرانيكم ‪ ،‬ومعكم ‪.‬‬
‫‪ ‬ومعناىا لنا اآلف ‪ُ :‬ب داخلكم (ٔ) ‪.‬‬
‫فهو ‪ُ ‬ب ا‪١‬بهة ا‪٢‬بقية من النفس ‪ ،‬ا‪٤‬بقابلة للروح ‪ُ ،‬ب كل منا – سواء‬
‫كاف كافرا أو مسلما – ولكن ال يسقط ا‪٢‬بجاب ‪ ،‬بْب ا‪٤‬برء ‪ ،‬ونفسو ا‪٢‬بقية ‪،‬‬
‫إال بإذف اهلل تعأب ‪ ،‬وىو قولو تعأب ‪[ :‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬

‫ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵] {اإلسراء ‪ . }ٗ٘ :‬وىو ما‬


‫سيكشف لو عنو عند ا‪٤‬بوت ‪ ،‬وىو قولو تعأب ‪[ :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬

‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ] {ؽ ‪. }ٕٕ :‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هلل ‪[ : ‬م ْـ َأ َ‪٠‬مدِّ ُأ َّمتل ِٓم ُ٘م ًّبو ؛ ك ٌ‬
‫َوس‬ ‫‪٫‬مچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قل ا ِ‬ ‫َ‪٤‬م ْـ َأ ِيب ُه َر ْي َر َة ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ :‬‬
‫ُقن َٔم ْع ِدي ‪َ ،‬ي َق ُّد َأ َ٘مدُ ُه ْؿ َ‪٬‬م ْق َر ِآين ٔمِ َل ْهؾِ ِف َو َمو‪٬‬مِ ِف] (ٕ) ‪ .‬فهذا ا‪٢‬بب عندنا‬
‫َيؽُقك َ‬

‫ٔ‪ -‬وىذا ىو معُب قولنا فيما سبق أنو ‪ ‬زماف بعثتو كاف لكافة ا‪٣‬بلق ‪ ،‬وبعد انتقالو ‪ ‬ىو‬
‫مرسل للخاصة فقط ‪.‬‬
‫ٕ ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد وابن حباف ُب صحيحو والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح‬
‫عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 231 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىرؤوةىالنبي ‪‬‬

‫‪٫‬بن الغّب معاصرين لو ‪ ‬حسيا ؛ ىو الذي يدفعنا للعمل على كشف‬


‫السَب بيننا وبينو ‪ ،‬والفناء فيو ‪ ، ‬وىو قولو تعأب ‪[ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬

‫ﭳ ﭴ ﭵ ] {آؿ عمراف ‪. }ٖٔ :‬‬

‫وىذا ىو ا‪٤‬بقصود بلفظ الطريق ُب مصطلح الطائفة الصوفية ‪ ،‬لقوؿ ا‪٢‬بق ُب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا‪٢‬بديث القدسي ‪٩َ [ :‬منِ َذا َأ ْ٘م َب ْب ُت ُف ‪٫ُ :‬مـ ُ‬
‫ًْ َ‪ٟ‬م ْؿ َع ُف ا َّ‪٬‬مذي َي ْس َؿ ُع ٔمِف ‪َ ،‬و َٔم َ َ‬
‫ٮم ُه‬
‫ٮم ٔمِ ِف ‪َ ،‬و َيدَ ُه ا َّ‪٬‬متِل َي ْبطِ ُش ِ َِبو ‪َ ،‬و ِر ْٗم َؾ ُف ا َّ‪٬‬متِل َي ْؿ ِ٭م ِ َِبو] (ٔ) ‪ .‬وىذا‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا َّ‪٬‬مذي ُي ْب ُ‬
‫معُب قولو ‪ ‬لغّب واحد ‪ ،‬ىو ‪ :‬مِب وأنا منو (ٕ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو وابن حباف ُب صحيحو والبيهقي ُب السنن عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ورواه أ‪ٞ‬بد وا‪٢‬بكيم الَبمذي وأبو يعلى والطرباين ُب األوسط وأبو نعيم ُب الطب والبيهقي ُب‬
‫الزىد وابن عساكر عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬ورواه ابن السِب ُب‬
‫الطب عن ‪٠‬بويو ‪ . ‬ورواه أبو يعلى عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة ميمونة رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫والطرباين ُب الكبّب عن أيب أمامة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬قا‪٥‬با رسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب حق جليبيب ‪ . ‬فيما رواه مسلم ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد والبيهقي‬
‫عن أيب برزة ‪ . ‬وقا‪٥‬با ‪ُ ‬ب حق من ٓب يعن الظا‪٤‬بْب على ظلمهم ‪ .‬فيما رواه عنو‬
‫الَبمذي وحسنو والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي وا‪٢‬باكم عن كعب بن عجرة‬
‫‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن النعماف بن بشّب ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد‬
‫والطرباين ُب الكبّب عن حذيفة ‪ . ‬وقا‪٥‬با ‪ُ ‬ب حق سيدنا علي بن أيب طالب كرـ‬
‫اهلل وجهو ‪ .‬فيما رواه الَبمذي وحسن و وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم عن عمراف بن حصْب ‪. ‬‬
‫وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والطرباين ُب الكبّب عن حبشي بن جنادة ‪= . ‬‬

‫‪- 231 -‬‬ ‫‪‬‬


‫رؤوةىالنبي ‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫وىذا الوصف معناه ُب التحقيق ‪ :‬أف صاحبو اتبع النيب ‪ ‬اتباعا‬


‫دقيقا ‪ ،‬حٌب انطبع على األ٭بوذج احملمدي ‪ ،‬فأصبح صورة من الرسوؿ‬
‫‪ُ ‬ب مرآة ا‪٢‬بق ‪ ،‬كل يرى نفسو فيو عْب اآلخر ‪ ،‬أي أنو أصبح تعددا‬
‫للرسوؿ ‪ . ‬ولو كاف ىذا ا‪٢‬بديث مقتصرا فقط على االتباع ‪ ،‬دوف‬
‫الطبع على األ٭بوذج ‪ ،‬القتصر ا‪٢‬بديث على كلمة [ ِمـِّل] ‪ ،‬وٓب يزد‬
‫[ َو َأكَو ِمـْ ُف] ! ‪.‬‬

‫‪ -‬فقولو ‪ : ‬ىو مِب ‪ :‬يصبح ىو الباطن فينا ‪.‬‬


‫‪ -‬وقولو ‪ : ‬وأنا منو ‪ :‬يصبح ىو الظا ىر فينا بدال منا ‪ ،‬أو عوضا لنا‬
‫عنا ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ىنا كاف التسلسل ُب قوؿ النيب ‪ ٓ[ : ‬متَ َ ُّس ا‪٬‬مـ َُّور ُم ْسؾِ ًَم َرآين ‪،‬‬

‫= وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم والط رباين ُب الكبّب عن ابن عباس ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن ٰبٓب بن آدـ‬
‫السلوٕب ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن بريدة ‪ . ‬وقا‪٥‬با ‪ُ ‬ب حق العباس ‪ . ‬فيما رواه‬
‫الَبمذي وصححو وأ‪ٞ‬بد والنسائي والط رباين ُب الكبّب عن ابن عباس ‪ . ‬وقا‪٥‬با‬
‫‪ُ ‬ب حق ا‪٢‬بسْب بن علي ‪ . ‬فيما رواه الَبمذي وحسنو وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد‬
‫وابن أيب شيبة وا‪٢‬باكم وصححو وابن حباف والط رباين ُب الكبّب وأبو نعيم ُب‬
‫ا‪٤‬بعرفة عن يعلى بن مرة ‪ . ‬وقا‪٥‬با ‪ُ ‬ب حق درة ب نت أيب ‪٥‬بب رضي اهلل‬
‫عنها ‪ .‬فيما رواه أ‪ٞ‬بد (وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬رجالو ثقات) والطحاوي ُب مشكل اآلثار‬
‫عن درة رضي اهلل عنها ‪.‬‬

‫‪- 232 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىرؤوةىالنبي ‪‬‬

‫َأ ْو َر َأى َم ْـ َرآين] (ٔ) ‪ .‬فمن رأى من رآه ‪ ،‬يأخذ حكم من رآه ‪،‬‬
‫النطباعو على األ٭بوذج ‪.‬‬

‫قاؿ اهلل تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ] {النساء ‪ . }ٛٓ :‬وقاؿ ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه هبذا اللفظ الَبمذي والضياء ا‪٤‬بقدسي عن جابر بن عبد اهلل ‪ ، ‬وقاؿ الَبمذي حسن‬
‫غريػػب ‪ .‬ورواه الطػرباين ُب الكبػػّب واألوسػػط عػػن عبػػد الػػر‪ٞ‬بن بػػن عقبػػة بلفػػظ ‪َ ٓ[ :‬ي ـدْ ُ‪ٙ‬م ِؾ‬
‫ا‪٬‬م َّـ ـ َور ُم ْس ـؾِ ٌؿ َرآين ‪َ ،‬أ ْو َر َأى َم ـ ْـ َرآين ‪َ ،‬و َٓ َر َأى َم ـ ْـ َر َأى َم ـ ْـ َرآين] ‪ .‬وأخػػرج أ‪ٞ‬بػػد وأبػػو يعلػػى‬
‫واب ػػن جري ػػر واب ػػن أيب ح ػػاًب واب ػػن حب ػػاف واب ػػن مردوي ػػو وا‪٣‬بطي ػػب ُب تارٱب ػػو ‪ ،‬ع ػػن أيب س ػػعيد‬
‫آك َوآ َٱمـ َـ ٕمِ َ‬
‫ــ َر َ‬‫ِ‬ ‫ا‪٣‬بدري ‪ ، ‬عن رسوؿ اهلل ‪ : ‬أف رجبل قػاؿ ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ـؽ ‪.‬‬ ‫قل اهللِ ُ‪٢‬مق َٕمك َ‪ٛ‬م ْ‬
‫ــ ِِب َو ََل ْ َي َـر ِين] ‪٫‬مَـ َچمل ٭مَـ ُف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـؿ ُ‪١‬مـق َٔمك َ‪ٚ‬م ْ‬
‫ــ َآم َ‬ ‫َ‪٫‬م َچمل ‪١ُ [ :‬مق َٔمك َ‪ٚ‬م ْـ َر ِآين َو َآم َـ ِِب ‪ُٖ ،‬م َّؿ ُ‪١‬مق َٔمك ُٖم َّؿ ُ‪١‬مق َٔمك ُٖم َّ‬
‫وب َأهْـ ِؾ الـ َِّـي َت ُْـر ُج مِـ ْـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َر ُ٘م ٌؾ ‪َ :‬و َٱمچم ُ‪٢‬مق َٕمك ؟ َ‪٫‬م َچمل ‪٠َ [ :‬م َج َر ٌة ِّم الـَّي َمس َ‪ٜ‬م ُة موئَـي ‪٣‬مَـ و ٍم ‪ٖ ،‬مقَـ ُ‬
‫َأ‪٫‬م ََْم ِم َفو] ‪ .‬وأخػرج الطيالسػي وأ‪ٞ‬بػد والبخػاري ُب تارٱبػو والطػرباين وا‪٢‬بػاكم عػن أيب أمامػة‬
‫ْ‬ ‫الباىلي ‪ ‬قاؿ ‪ :‬قػاؿ رسػوؿ اهلل ‪١ُ [ ‬مق َٔمك ‪ٚ‬مَِ ْـ َر ِآين َو َآم َـ ِِب ‪َ ،‬و‪١‬مُـ ق َٔمك ‪ٚ‬مَِـ ْـ آمَـ َـ ِِب َو ََل‬
‫َي َر ِين َ‪ٟ‬م ْب َع مِـ َر ٍار] ‪ .‬وأخػرج الطيالسػي وعبػد بػن ‪ٞ‬بيػد عػن نػافع قػاؿ ‪ :‬جػاء رجػل إٔب ابػن‬
‫عمػػر ‪ ‬فقػػاؿ ‪ :‬يػػا أبػػا عبػػد الػػر‪ٞ‬بن رأيػػتم رسػػوؿ اهلل ‪ ‬بػأعينكم ىػػذه ؟ قػػاؿ ‪ :‬نعػػم ‪ .‬قػػاؿ ‪:‬‬
‫طوىب لكم ‪ .‬فقاؿ ابن عمػر ‪ :‬أال أخػربؾ بشػيء ‪٠‬بعتػو مػن رسػوؿ اهلل ‪ ‬؟ قػاؿ ‪ :‬بلػى ‪.‬‬
‫قاؿ ‪٠ :‬بعتو يقػوؿ ‪١ُ [ :‬مق َٔمك ‪ٚ‬مَ ِ ْـ َر ِآين َو َآم َـ ِِب ‪َ ،‬و ُ‪١‬مق َٔمك ‪ٚ‬مَ ِ ْـ َآم َـ ِِب َو ََل ْ َي َر ِين ٖمالث َم َّـرات] ‪.‬‬
‫وأخرج الطرباين ُب الكبّب وا‪٢‬باكم ُب ا‪٤‬بستدرؾ عن عبد اهلل بن بسػر ‪١ُ [ : ‬مق َٔمك َ‪ٚ‬م ِ ْـ َر ِآين‬
‫‪َ ،‬و ُ‪١‬مق َٔمك َ‪ٚ‬م ِ ْـ َر َأى َم ْـ َر ِآين ‪َ ،‬و َ‪ٚ‬م ِ ْـ َر َأى َم ْـ َر َأى َم ْـ َر ِآين َو َآم َـ ِِب] ‪ .‬وأخرج عبد بن ‪ٞ‬بيد عن‬
‫أيب سعيد ‪ ، ‬وابن عساكر عن واثلة ‪١ُ [ : ‬مق َٔمك َ‪ٚ‬م ِ ْـ َر ِآين َو َ‪ٚ‬م ِ ْـ َر َأى َم ْـ َر ِآين ‪َ ،‬و َ‪ٚ‬م ِ ْـ َر َأى‬
‫َم ْـ َر َأى َم ْـ َر ِآين] ‪.‬‬

‫‪- 233 -‬‬ ‫‪‬‬


‫رؤوةىالنبي ‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫[ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ] {الفتح ‪. }ٔٓ :‬‬

‫ى َ‪٣‬م ْب ِدي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫هلل ‪َ :‬مو َو‪ٟ‬م َعـل َأ ْرض َو َٓ َ‪ٟ‬م ََمئل ‪َ ،‬و َو‪ٟ‬م َعـل َ‪٪‬م ْؾ ُ‬ ‫وُب ا‪٣‬برب ‪٪َ [ :‬م َول ا ُ‬
‫‪٥‬م] (ٔ) ‪.‬‬ ‫ا‪ٚ‬م ْم ِم ِـ ؛ ا‪٬‬مـ َِّؼ ِّل ا‪٬‬مت َِّؼ ِّل ‪ ،‬ا ْ‪٬‬م َق ِاد ِع ا‪٬‬م َّؾ ِّ ِ‬

‫فاألمر حق ‪ ،‬ظاىره صورة خلق ‪.‬‬


‫فهو من وراء ما بدا ‪ ،‬كما أف ا‪٤‬برتدي من وراء ردائو ‪.‬‬
‫ٔ ‪ -‬ذكره ُب اإلحياء بلفظ ‪ ( :‬قال اهلل ‪ :‬لم يسعني سمائي وال أرضي ‪ ،‬ووسعني‬
‫قلب عبدي المؤمن اللين الوادع) ‪ .‬وأخرج اإلماـ أ‪ٞ‬بد ُب الزىد عن وىب بن‬
‫قؾ ‪:‬‬ ‫ش ‪٩َ ،‬م َؼ َول ِ٘م ْز ‪٪‬مِ ُ‬
‫قؾ ‪َ٘ ،‬م تَّك َك ظَ َر إ ِ‪٦‬م ا‪٬‬مْ َع ْر ِ‬ ‫حل ْز ‪٪‬م ِ َ‬
‫وات ِ‬ ‫منبو ‪ " :‬إ ِ َّن ا هللَ َ‪٩‬م تَح ا‪٬‬مس ََم ِ‬
‫َ َّ‬
‫وات َو إ َ ْر َض َض ُع ْػ َـ َ‪٣‬م ْـ أَ ْن‬ ‫ؿؽ ي و ر ب ! ‪٩َ .‬م َؼ َول ا هلل ُ ‪ :‬إ ِ َّن ا‪٬‬مس َم ِ‬
‫َّ َ‬ ‫َؽ َم و أَ ْ‪٣‬م ظَ َ َ َ ِّ‬ ‫ُ‪ٟ‬م بْ َح وك َ‬
‫‪٥‬م " ‪ .‬وقد روى الطرباين عن أيب عنبة‬ ‫ى ا ‪ٚ‬م ُ ْم ِم ِـ ا‪٬‬مْ َق ادِ ِع ا ‪٬‬مْ ؾَّ ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي َس ْع ـ َـ ل ‪َ ،‬و َو ‪ٟ‬م َع ـل َ‪٪‬م ْؾ ُ‬
‫ا‪٣‬بوالين رفعو ‪ ،‬ورواه ابن ما جة عن أيب عنبسة ‪( :‬إن هلل آكقي مـ أهؾ إرض ‪ ،‬وآكقي‬
‫رٔمؽؿ ‪٪‬مؾقب ‪٣‬مبوده ا‪٬‬مصوحل‪٥‬م ‪ ،‬وأ٘مبفو إ‪٬‬مقف ‪ :‬أ‪٬‬مقـفو وأر‪٪‬مفو) ‪ .‬وُب مسند الفردوس‬
‫للديلمي حديث رقم ‪ ٗٗٙٙ‬عن أنس بن مالك ‪ ‬قاؿ ‪ :‬قاؿ اهلل عز وجل ‪ٓ( :‬‬
‫يسعـل رء ‪ ،‬وو‪ٟ‬معـل ‪٪‬م ؾى ‪٣‬مبدي ا‪ٚ‬مممـ إذا أ‪٬‬مبستف ‪٬‬مبسي أ٘مبوئل) ‪ .‬و‪٫‬مَ َ‬
‫چمل ا ْٕم ُـ ا ْ٭م َٺم ڀمِّ ِؿ‬
‫ڇم ‪٬ ( :‬مَ ْس ً‬ ‫ڇم ْٕم ِـ ُٱم پم َبِّ ٍف أَ ځمَ ُف َ‪٫‬م َچمل ِْم َٕم ْٷم ِ‬
‫ض ا ْ٭م ُٻم َ ُ ِ‬ ‫ڇم ‪َ :‬و َ‪٫‬م ْد ُذ ‪٬‬م ِ َر َ‪٤‬م ْـ َو ْه ِ‬ ‫ِْم ا ْ٭م َٻم ټم ِ ِؿ ا٭م ٵمَ ڀم ِّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫قت و َٓ ٕمَس ع ـ ِل ‪ ،‬و أَ ي َ ٍ‬
‫ات َ٘م شْ ُق‬ ‫ا‪٬‬مس َؿ َق ُ‬‫ي َٔم قْ ً َي َس ُع ـ ل َو َّ‬ ‫ر ء َي َس ُع ـ ل َو أَ ُّ‬ ‫َ ُّ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُـ ا‪٬‬مْ بُ قُ َ َ‬ ‫أَ ْ‪ٟ‬م ؽ ُ‬
‫ر ٍء ِ‪ٟ‬م َق ا َي ) ‪ .‬وُب الرسالة القشّبية‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ى ا‪٬‬مْ َق اد ِع ا‪٬‬متَّور ك ‪٬‬م ؽ ُِّؾ َ ْ‬ ‫‪٫‬م ُْر ِد ‪َ .‬و ‪٬‬مَ ؽ ِ ْـ أَ كَو ِّم َ‪٪‬م ْؾ ِ‬

‫قاؿ ‪ُ :‬ب بعض الكتب ‪ :‬أف موسى ‪ ‬قاؿ يارب ‪ :‬أين تسكن ؟ ‪ .‬فأوحى اهلل‬
‫تعأب إليو ‪ّ ( :‬م ‪٪‬مؾى ‪٣‬مبدي ا‪ٚ‬مممـ) ‪.‬‬

‫‪- 234 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىرؤوةىالنبي ‪‬‬
‫ِ‬
‫فالعبد ىو كربياء ا‪٢‬بق ‪ ،‬وعظمتو ‪ .‬فإنو تعأب قاؿ ‪[ :‬ا ْ‪٬‬مؽ ْ ِ‪ٝ‬م َي ُ‬
‫وء‬
‫ِر َدائِل](ٔ) ‪.‬‬

‫و‪٥‬بذا كاف ا‪٤‬بخلوؽ ‪٧‬بل عظمة اهلل ‪ ،‬أل ّف العظمة صفة ُب ا‪٤‬بعظِّم ‪ ،‬ال ُب‬
‫ا‪٤‬بعظَّم ‪ .‬ولو كانت ُب ا‪٤‬بعظَّم ؛ ‪٤‬بَا ّ‬
‫تعوذ منو من ال يعرفو (ٕ) ‪.‬‬
‫قاؿ اهلل تعأب أليب يزيد البسطامي ‪٤ ‬با خلع عليو أ‪٠‬باءه ‪( :‬اخرج إٔب‬
‫عبادي بصورٌب ‪ ،‬فمن رآؾ رآين ‪ ،‬فلما خطا خطوة غُشي عليو ‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن حباف والطرباين ُب األوسط وابن أيب شيبة‬
‫والبيهقي ُب الشعب وابن راىويو وا‪٢‬بميدي عن أيب ىريرة ‪ ، ‬وابن ماجة وابن حباف عن‬
‫ابن عباس ‪ . ‬والطرباين ُب األوسط والصغّب عن اإلماـ علي كرـ اهلل وجهو ‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قل اهللِ َه ْؾ‬
‫َچمس ‪َ :‬ي چم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫ٕ‪َ -‬ه َذ ا ا ْ‪٫‬مَ بَ ٌ‬
‫چمس ٱم َـ احلَد يڊم ا‪ٛ‬مَ ْر ِو ِّي َ‪٤‬م ْـ أَ ِيب ُه َر ْي َر َة ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل أُ ځم ٌ‬
‫وب ] ؟ ‪.‬‬
‫وْن َو َ‪ٟ‬م َح ٌ‬‫س ‪٬‬مَقْ َس ُد َ‬ ‫ا‪٬‬مش ْؿ ِ‬ ‫ور و َن ِّم َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ځم ََر ى َر َٕمپم َچم َي ْق َم ا ْ٭م ٺمڀمَچم َٱم ڈم ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪َ [ :‬ه ْؾ ٕم َُض ُّ‬
‫ون ِّم ا ْ‪٬‬م َؼ َؿ ِر َ‪٬‬م ْق َؾ َي ا ْ‪٬‬م َبدْ ِر َ‪٬‬م ْق َس ُدو َك ُف َ‪ٟ‬م َح ٌ‬
‫وب] ؟ ‪.‬‬ ‫قل اهللِ ‪٫َ ،‬م َچمل ‪َ [ :‬ه ْؾ ٕم َُض ُّور َ‬ ‫َ‪٫‬م چم ُ٭م قا ‪َ َٓ :‬ي چم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫َّوس ‪٩َ ،‬م َق ُؼ ُ‬
‫قل ‪َ :‬م ْـ‬ ‫ُي َؿ ُع اهللُ ا‪٬‬مـ َ‬ ‫قل اهللِ ‪٫َ ،‬م َچمل ‪٩َ [ :‬منِ َّكؽ ُْؿ ٕم ََر ْو َك ُف َي ْق َم ا ْ‪٬‬م ِؼ َق َوم ِي ‪٫‬م ََذ‪٬‬مِ َ‬
‫ؽ‪ْ َ ،‬‬ ‫َ‪٫‬مچم ُ٭مقا ‪َ َٓ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬

‫َون َي ْعبُدُ ا ْ‪٬‬م َؼ َؿ َر ‪َ ،‬و َي ْت َب ُع َم ْـ ‪٫‬م َ‬


‫َون‬ ‫ا‪٬‬مش ْؿ َس ‪َ ،‬و َي ْت َب ُع َم ْـ ‪٫‬م َ‬ ‫َون َي ْع ُبدُ َّ‬ ‫َون َي ْع ُبدُ َ‪٠‬م ْقئًو َ‪٩‬م ْؾ َق َّتبِ ْع ُف ‪٩َ ،‬م َق ْت َب ُع َم ْـ ‪٫‬م َ‬
‫‪٫‬م َ‬
‫قن ‪،‬‬‫قر ِة ا َّ‪٬‬متِل َي ْع ِر ُ‪٩‬م َ‬ ‫ا‪٬‬مص َ‬ ‫قف ْؿ اهللُ ِّم ْ ِ‬
‫‪٨‬مَ‪ٜ‬م ُّ‬ ‫قهو ‪٩َ ،‬م َق ْلٕمِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫قً ‪َ .‬و َٕم ْب َؼك َهذه ْإُ َّم ُي ‪٩‬م َقفو ُمـَو‪٩‬م ُؼ َ‬ ‫ا‪٨‬م َ‬ ‫يعبدُ ا‪٬‬م َّطق ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُْ‬
‫قن ‪َ :‬ك ُعق ُذ ٔموهلل ِمـ َْؽ ‪َ ،‬ه َذا َمؽَو ُكـَو َ٘متَّك َي ْلٕمِ َقـَو َر ُّٔمـَو ‪٩َ ،‬منِ َذا َإٔمَوكَو َر ُّٔمـَو َ‪٣‬م َر ْ‪٩‬مـَو ُه ‪.‬‬ ‫قل ‪َ :‬أكَو َر ُّٔمؽ ُْؿ ‪٩َ .‬م َق ُؼق ُ‪٬‬م َ‬ ‫َ‪٩‬م َق ُؼ ُ‬

‫ًْ َر ُّٔمـَو ‪٩َ .‬م َق ْت َب ُعقكَفُ ‪]...‬‬ ‫قن ‪َ :‬أك َ‬ ‫قل ‪َ :‬أكَو َر ُّٔمؽ ُْؿ ‪٩َ .‬م َق ُؼق ُ‪٬‬م َ‬ ‫قن ‪٩َ ،‬م َق ُؼ ُ‬‫قر ِة ا َّ‪٬‬متِل َي ْع ِر ُ‪٩‬م َ‬‫ا‪٬‬مص َ‬ ‫قف ْؿ اهللُ ِّم ُّ‬ ‫َ‪٩‬م َق ْلٕمِ ِ‬

‫ا‪٢‬بديث ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي وصححو وأ‪ٞ‬بد وابن حباف‬
‫وعبد الرزاؽ والطرباين ُب مسند الشاميْب وابن ا‪٤‬ببارؾ ُب الزىد وا‪٢‬باكم عن أيب سعيد‬
‫ا‪٣‬بدري ‪. ‬‬
‫‪- 235 -‬‬ ‫‪‬‬
‫رؤوةىالنبي ‪‬ىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫علي ‪ٙ‬مبڀمبل ‪ ،‬فإنو ال صرب لو عِب) (ٔ) ‪.‬‬


‫ردوا ّ‬
‫ّ‬
‫فمن عرؼ نفسو ‪ ،‬عرؼ اهلل ‪.‬‬
‫ومن عرؼ اهلل ‪ٓ ،‬ب يعرؼ نفسو ‪.‬‬
‫والعلم باهلل تعأب ‪ ،‬جهلك بك ‪.‬‬
‫والعلم بك ‪ ،‬علمك باهلل ‪.‬‬

‫فإنك منو داخل ُب ‪٦‬بمل ‪ٝ( :‬بيعا منو) الوارد ُب اآلية ‪[ :‬ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬

‫ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ] {ا‪١‬باثية ‪ . }ٖٔ :‬ما ىو منك ‪.‬‬

‫فمن رآه ‪ ‬على ما بَػيَّناه ‪ ،‬فقد انتهت ُب حقو الدورة ا‪٣‬بلقية الكربى ‪،‬‬
‫وذاب ثلج بشريتو ‪ ،‬ورجع ثلج ِخلقيتو إٔب ماء حقيتو ‪ ،‬غارقا ُب ٕبر‬
‫األحدية ‪ ،‬على ما أوضحناه بفصيح العبارة ‪ ،‬وغامض اإلشارة ‪ُ ،‬ب غّب ما‬
‫موضع من ىذا الكتاب ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬كاف أبو يزيد ال يرغب ُب ا‪٣‬بروج إٔب الناس ألنو صاحب حاؿ ‪ّ .‬أما العإب من الرجاؿ وىم‬
‫األكابر ‪ ،‬وىم ورثة رسوؿ اهلل ‪ - ‬فإف أمروا بالتبليغ ‪ -‬فيحتالوف ُب سَب مقامهم عن‬
‫اإل‪٥‬بي ‪،‬‬
‫أعْب الناس ‪ ،‬ليظهروا عند الناس ٗبا ال يعلموف ُب العادة أهنم من أىل االختصاص ّ‬
‫فيجمعوف بْب الدعوة إٔب اهلل ‪ ،‬وبْب سَب ا‪٤‬بقاـ ‪ .‬فيدعوهنم بقراءة ا‪٢‬بديث وكتب الرقائق‬
‫العامة إال أهنم نقلة ‪ ،‬ال أهنم يتكلموف عن‬
‫وحكايات كبلـ ا‪٤‬بشايخ ‪ ،‬حٌب ال تعرفهم ّ‬
‫أحوا‪٥‬بم من مقاـ القربة ‪.‬‬

‫‪- 236 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىدرونيىماىتركتكمىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫دعْىٕ ما تزكتكه‬
‫اعلم أف الشريعة أتت بلساف ما تواطأت عليو األمة ‪ ،‬الٍب شرع اهلل ‪٥‬با ما‬
‫شرع ‪ ،‬فمنو ما كاف عن طلب من األمة ‪ ،‬ومنو ما شرعو ابتداء من‬
‫األحكاـ ‪ ،‬و‪٥‬بذا كاف رسوؿ اهلل ‪ ‬يقوؿ ‪َ [ :‬د ُ‪٣‬م ِ‬
‫قين َمو ٕم ََر ْ‪٫‬م ُتؽ ُْؿ ‪ ،‬إِك َََّم‬
‫ا‪ٙ‬متِ َال‪٩‬مِ ِف ْؿ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َأ ْكبِ َقوئِ ِف ْؿ ‪٩َ ،‬منِ َذا َْن َ ْق ُتؽ ُْؿ َ‪٣‬م ْـ‬ ‫َون َ‪٪‬مب َؾؽُؿ ٔمِس َم ِ‬
‫اَل ْؿ ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ؽ َم ْـ ‪٫‬م َ ْ ْ ُ‬ ‫َه َؾ َ‬
‫وٗمتَـ ِ ُبق ُه ‪َ ،‬وإِ َذا َأ َم ْر ُٕمؽ ُْؿ ٔمِ َل ْم ٍر َ‪٩‬م ْلٕمُقا ِمـْ ُف َمو ْا‪ٟ‬م َت َط ْعت ُْؿ] (ٔ) ‪.‬‬ ‫َ ٍ‬
‫رء َ‪٩‬م ْ‬ ‫ْ‬

‫فإف كثّباً من الشريعة نزؿ بسؤاؿ من األمة ‪ ،‬لو ٓب يسألوه ما نزؿ ‪.‬‬

‫فكانت األحكاـ ‪ٙ‬بدث ٕبدوث السؤاؿ عن النوازؿ ‪ ،‬فكاف غرض النيب‬


‫‪ ، ‬حْب علم ذلك ؛ أف ٲبتنع الناس عن السػ ػؤاؿ ‪ ،‬وٯبروف مع طبعهم ‪،‬‬

‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه البخاري ُب صحيحو والدارقطِب والبيهقي ُب القضاء والقدر عن أيب‬
‫ىريرة ‪ . ‬وبلفظ ‪َ [ :‬ذ ُر ِ‬
‫وين َم و ٕم ََر ْ‪٫‬م تُ ُؽ ْؿ] رواه مسلم والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد‬
‫والبيهقي ُب السنن والطرباين ُب الكبّب واألوسط وأبو يعلى وا‪٢‬بميدي وابن حباف وابن‬
‫خزٲبة والشافعي عن أيب ىريرة ‪ . ‬والطرباين ُب األوسط عن ا‪٤‬بغّبة بن شعبة ‪. ‬‬
‫وبلفظ ‪[ :‬إم ُْر ‪٫‬م ِ‬
‫ُقين َمو ٕم ََر ْ‪٫‬م ُتؽ ُْؿ] رواه الَبمذي وعبد الرزاؽ ُب مصنفو والطرباين ُب‬
‫األوسط وأبو يعلى وابن حباف والشافعي عن أيب ىريرة ‪ . ‬والطرباين ُب األوسط عن‬
‫ا‪٤‬بغّبة بن شعبة ‪. ‬‬

‫‪- 237 -‬‬ ‫‪‬‬


‫درونيىماىتركتكمىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫حٌب يكوف ا‪٢‬بق ىو الذي يتؤب من تنزيل األحكاـ ما شاء ‪ ،‬فكانت‬


‫الواجبات واحملظورات تقل ‪ ،‬وتبقى الكثرة ُب قبيل ا‪٤‬بباحات ‪ ،‬الٍب ال يتعلق‬
‫هبا أجر وال وزر ‪.‬‬
‫فأبت النفوس قبوؿ ذلك ‪ ،‬وأف تقف عند األحكاـ ا‪٤‬بنصوص عليها ‪،‬‬
‫فأثبتت ‪٥‬با علبل ‪ ،‬وجعلتها مقصودة للشارع ‪ ،‬وأ‪٢‬بقت ا‪٤‬بسكوت عنو ُب‬
‫ا‪٢‬بكم با‪٤‬بنطوؽ بو ‪.‬‬

‫قاؿ اهلل تعأب لنبيو ‪ ‬آمراً ‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ] {طو ‪ . }ٔٔٗ :‬يريد‬


‫من العلم بو ‪ ،‬من حيث مالو تعأب من الوجوه ُب كل ‪٨‬بلوؽ ومبدع ‪ ،‬وىو‬
‫علم ا‪٢‬بقيقة ‪.‬‬
‫فما طلب االستزادة من علم الشريعة ‪ ،‬بل كاف يقوؿ ‪َ [ :‬د ُ‪٣‬م ِ‬
‫قين َمو‬
‫ٕم ََر ْ‪٫‬م ُتؽ ُْؿ] (ٔ) ‪ .‬وعلم الشريعة علم ‪٧‬بجة ‪ ،‬وطريق ال بد لو من سالك ‪،‬‬
‫والسلوؾ تعب ‪ ،‬فكاف النيب ‪ ‬يريد التقليل من ذلك ‪.‬‬
‫انظر أي ٘بل يعدمك ‪ ،‬فبل تسأؿ اهلل أف يعطيكو ‪ ،‬فيعطيكو ‪.‬‬
‫فبل ٯبد ‪ ،‬فيك ‪ ،‬من يأخذه منو ! ‪.‬‬
‫وهلل در من قاؿ ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬سبق ‪ٚ‬برٯبو ‪.‬‬


‫‪- 238 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىدرونيىماىتركتكمىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫قؽ َ‪٣‬مـْــــــ َؽ َ‪٩‬منِ َكـ ِل‬ ‫ُي ْػـ ِ َ‬ ‫ٓ َٕم ْط ُؾ َبــــ َّـ َ َت ِّؾقــــــ ًو‬
‫ؽ َ‪٩‬مو ْك َثـ ِل‬‫وء َ‪٣‬مقـ ِـــــ َ‬‫‪٬‬مِ َػـَ ِ‬ ‫آ‪ٙ‬مـــ ٍذ‬ ‫ً ٔمِ ِ‬ ‫ُأ ْ‪٣‬مطِل َو َ‪٬‬م ْس ُ‬
‫َأ ْمر ًا َ‪٣‬م َؾقـــــــــ ِف َيـْ َبـ ِل‬ ‫َ‪٣‬م ْـ ِم ْث ِؾ َه َذا َوا ْ‪١‬م ُؾ َب َّـ‬
‫ٔمِ ََم ُٕم َس َّؿك َٕم ْؽـَـ ِــــــــــل‬ ‫‪٥‬م ا‪٬‬م َب َؼو َوٓ َٕم ُؽــــــ ْـ‬
‫َ‪٣‬م ُ‬

‫اعلم أف البقاء والفناء ‪ ،‬ال يعقبلف ُب ىذا الطريق ‪ ،‬إال مضافْب ‪ .‬الفناء‬
‫عن كذا ‪ ،‬والبقاء مع كذا ‪ .‬وال يصح الفناء عن اهلل أصبلً ‪ ،‬فإنو ما ٍبّ إال‬
‫يردؾ إليو ‪ ،‬و‪٥‬بذا تسمى تعأب لنا بالصمد ‪ ،‬ألف الكوف‬ ‫ىو ‪ ،‬فإف االضطرار ّ‬
‫[ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ] {ىود ‪. }ٕٖٔ :‬‬ ‫يلجأ إليو ُب ‪ٝ‬بيع أموره ‪:‬‬

‫فلم يبق أف يكوف فناؤؾ إال عنك ‪.‬‬


‫وال تفُب عنك ‪ ،‬حٌب تفُب عن ‪ٝ‬بيع األكواف واألعياف ‪ ،‬أعِب فناء أىل اهلل ‪.‬‬
‫فإف أ‪ٙ‬بفك ا‪٢‬بق بتحفة منو تعأب ‪ ،‬فَػتُ َح ُفوُ من ‪ٝ‬بلة أكوانو ‪ ،‬فهي ‪٧‬بدثة ‪،‬‬
‫فتطلبك التحفة ‪ ،‬لتقبلها ‪ ،‬فتجدؾ فانياً عنها ‪ ،‬فعادت إٔب معطيها ‪ ،‬فكاف‬
‫ذلك سوء أدب منك ُب األصل ‪ ،‬حيث سألت ما قادؾ إٔب مثل ىذا ‪،‬‬
‫فإف اهلل يعطي دائماً ‪ ،‬فينبغي للعبد أف يكوف قاببلً دائماً ‪ ،‬فبل تسأؿ ‪ -‬إف‬
‫كنت من أىل اهلل ‪ -‬إال عن أمر إ‪٥‬بي أعِب على التعيْب ‪ ،‬وإال فاسأؿ اهلل‬
‫من فضلو ‪ ،‬من غّب تعيْب ‪.‬‬

‫‪- 239 -‬‬ ‫‪‬‬


‫درونيىماىتركتكمىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫واعلم أف ٘بليات ا‪٢‬بق على نوعْب ‪:‬‬


‫‪٘ ‬بل يفنيك عنك ‪ ،‬وعن أحكامك ‪.‬‬
‫‪ ‬و٘بل يبقيك معك ‪ ،‬ومع أحكامك ‪.‬‬
‫ومن أحكامك ‪ :‬مبلزمة األدب ُب األخذ والعطاء ‪.‬‬
‫فمثل ىذا التجلي ‪ ،‬فاسأؿ ‪ ،‬ما دمت ُب دار التكليف ‪.‬‬
‫فإذا انتقلت إٔب غّب ىذا ا‪٤‬بوطن ‪ ،‬فكن ٕبسب ذلك ا‪٤‬بوطن ‪.‬‬
‫ولوال التكليف ‪ ،‬ما وقعت من اهلل وصية ألحد من عباد اهلل ‪.‬‬
‫فما أوصى العليم باألمور ‪ ،‬إال وقد علم أف للوصية أثراً ُب األمور ‪.‬‬
‫بعض الناس يرى أموراً قد أباحها الشرع ‪ ،‬ٯبد ُب نفسو أف لو كاف لو ا‪٢‬بكم‬
‫وحرمها ‪ ،‬فكأنو يرجح نظره ُب مثل ىذا على ما أباح اهلل فعلو ‪،‬‬ ‫فيها ‪٢‬بجرىا َّ‬
‫وكأنو يرى أنو ُب رأيو أرجح من اهلل ميزاناً ‪ ،‬ومن رسولو ‪ُ ، ‬ب ىذا الذي‬
‫خطر لو ‪ ،‬ورٗبا يغتاظ حٌب يقوؿ ‪ :‬أي شيء أصنع ؟ ‪ .‬ىذا شيء قد أباحو‬
‫اهلل ‪ ،‬فلنصرب على ذلك ‪ ،‬فيصرب على كره ‪ ،‬وقد ظهر مثل ىذا ُب الزماف‬
‫األوؿ ُب آحاد الناس ‪ ،‬و َّأما اليوـ فهو فاش ُب كثّب منهم ‪.‬‬
‫ّ‬
‫فنحن نعلم أف الشارع ىو اهلل تعأب ‪ ،‬وأف الرسوؿ ‪ ‬شخص مبلغ عن اهلل‬
‫حكمو فيما أراه اهلل ‪ ،‬وقاؿ تعأب فيو ‪[ :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬

‫‪- 241 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىدرونيىماىتركتكمىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ] {النجم ‪ . })ٗ-ٖ( :‬واهلل يقوؿ عن نفسو ‪[ :‬ﰖ ﰗ ﰘ‬

‫ﰙ] {مرًن ‪ . }ٙٗ :‬واهلل أش ّد غّبة من عباده ‪ ،‬وما ّقرر من الشرائع إال ما تقع‬
‫بو ا‪٤‬بصلحة ُب العآب ‪ ،‬فبل يزاد فيها وال ينقص منها ‪ ،‬ومهما زاد فيها أو نقص‬
‫منها ‪ ،‬أو ٓب يعمل ٗبا ّقرره ‪ ،‬فقد اختل نظاـ ا‪٤‬بصلحة ا‪٤‬بقصودة هلل ‪ ،‬فيما نزلو‬
‫وقرره من األحكاـ ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫من الشرائع ‪ّ ،‬‬
‫ﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫ ﯬ‬
‫ﯭ ﯮ] {النساء ‪ . }ٙ٘ :‬ففي مسئلة ا‪٤‬برأة أهنا ال تسَب وجهها ُب‬
‫اإلحراـ ‪ ،‬والغّبة يعطي حكمها السَب ‪ ،‬وقد ثبت ُب الصحيح أنو ‪ ‬قاؿ ُب‬
‫‪٨‬مْ‪ٜ‬م ِمـْ ُف ‪َ ،‬وا ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫سعد بن عبادة ‪َ [ : ‬أ َٕمعجب َ ِ‬
‫‪٨‬مْ‪ٜ‬م‬
‫هلل أ َ ُ‬ ‫قن م ْـ ‪٨‬مَ ْ َ‪ٜ‬مة َ‪ٟ‬م ْعد ‪َ ،‬واهللِ َٕكَو أ َ ُ‬‫ْ َُ‬
‫ا٘م َش ؛ َمو َ‪٢‬م َف َر ِمـ َْفو َو َمو َٔم َط َـ] (ٔ) ‪.‬‬
‫هلل ٘مرم ا ْ‪٬‬م َػق ِ‬ ‫ِمـِّل ‪ ،‬و ِمـ َأٗم ِؾ ِ‬
‫‪٨‬مَ‪ٜ‬مة ا ِ َ َّ َ َ‬‫َ ْ ْ َْ‬
‫فجعل ذلك األمر الذي ىو عند اهلل ليس ٗبمنوع ‪ُ ،‬ب حكم ا‪٤‬بمنوع ‪ ،‬إذ‬
‫حرـ الفواحش ما ظهر منها وما‬
‫‪٢‬برمها ‪ ،‬فإف اهلل ّ‬
‫لو كاف عند اهلل ‪٩‬بنوعا ‪ّ ،‬‬
‫بطن ‪ ،‬فعم ا‪٢‬بكم ‪ ،‬فما أحسن قولو تعأب ‪[ :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين ُب‬
‫الكبّب والدارمي وأبو عوانة وابن حباف وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن ا‪٤‬بغّبة بن شعبة ‪ . ‬ومسلم‬
‫وأ‪ٞ‬بد والبيهقي والطرباين ُب األوسط وأبو عوانة عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 241 -‬‬ ‫‪‬‬


‫درونيىماىتركتكمىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫فلو عرض اإلنساف‬ ‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ] {النساء ‪. }ٙ٘ :‬‬

‫نفسو ‪ ،‬وأدخلها ُب ىذا ا‪٤‬بيزاف ‪ ،‬لرأى نفسو وكأنو قد دخل ُب ىذه اآلية‬
‫الكرٲبة ‪[ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ] {النساء ‪. }ٙ٘ :‬‬

‫فلو كاف السَب ‪٥‬با أصبلً ؛ ‪٤‬با قيل ‪٥‬با ُب اإلحراـ ‪ :‬ال تسَبي وجهك ‪.‬‬
‫أال ترى آية ا‪٢‬بجاب (ٔ) ما نزلت ابتداء ‪ ،‬وإ٭با نزلت ‪ -‬ىي وغّبىا ‪-‬‬
‫باستدعاء بعض الصحابة رضي اهلل تبارؾ وتعأب عنهم أ‪ٝ‬بعْب ‪ .‬فكثّب من‬
‫أحكاـ الشرع ‪ ،‬نزؿ بأسباب كونية ‪ ،‬لوال تلك األسباب ؛ ما أنزؿ اهلل فيها‬
‫ما أنزؿ ‪.‬‬
‫ِض اهللُ َ‪٤‬مپم َْٿمچم َ‪٫‬مچم َ٭م ْډم ‪َٚ :‬م َر َ٘م ْډم َ‪٠‬م ْق َد ُة َٕم ْٷمدَ َٱمچم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‪٪‬م َٷم ْـ ُأ ِّم ا‪ٛ‬مُ‬
‫ا٭مس ِّڀمدَ ة َ‪٤‬مچمئ َٲم َڈم َر َ‬
‫ڃمٱمپم‪٦‬م َ‬
‫َ‬
‫ت َٹمك َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م َٱم ْـ َي ْٷم ِر ُ‪٪‬م َٿمچم ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫چم٘مَِ َٿمچم ‪َ ،‬و َ‪٬‬مچمځم ْ‬ ‫ِ‬ ‫َضب ِْ‬
‫َډم ا ْٱم َر َأ ًة َ٘مس َ‬
‫ڀمٽم ًڈم ‪ْ َ َٓ ،‬‬ ‫حل َ‬
‫چمب ‪َ ،‬‬‫احل َج ُ‬ ‫ُ ِ َ‬
‫‪٦‬م َ‪٤‬م َټم ْڀمپمَچم ‪،‬‬ ‫چمب ‪٪َ ، ‬م َٺم َچمل ‪َ :‬يچم َ‪٠‬م ْق َد ُة َأ َٱمچم َواهللِ َٱمچم َ ْ‬
‫ت َٹم ْ َ‬ ‫اْلَ َٵم ِ‬
‫آهچم ُ‪٤‬م َٽم ُر ْٕم ُـ ْ‬ ‫َ‪٪‬م َر َ‬
‫قل اهللِ ‪ِْ ‬م َٕم ْڀمَِل ‪،‬‬ ‫‪٦‬م ‪٫َ .‬مچم َ٭م ْډم ‪٪َ :‬مچم ْځم َٻم َٹم َڂم ْت ر ِ‬
‫ا٘م َٷم ًڈم ‪َ ،‬و َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫َ‬ ‫ػ َت ُْر ِ٘م َ‬
‫َ‪٪‬مچم ْځم ُٶم ِري َ‪٬‬م ْڀم َ‬
‫قل اهللِ إِ ِِّّن َ‪ٚ‬م َر ْ٘م ُډم‬ ‫َوإِ َځم ُف َ٭م َڀم ََ َٷم َٲمك ‪َ ،‬و ِْم َي ِد ِه َ‪٤‬م ْر ٌق ‪٪َ .‬مدَ َ‪ٚ‬م َټم ْډم ‪٪َ ،‬م َٺمچم َ٭م ْډم ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬

‫ٔ‪ -‬روى البخاري وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن والنسائي والطرباين والطيالسي والبزار وابن أيب عاصم‬
‫ُب السنة عن أنس بن مالك ‪ ‬قاؿ ‪ :‬قاؿ الفاروؽ عمر بن ا‪٣‬بطاب ‪َ : ‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ َ٭م ْق‬

‫چمب ‪[ :‬﮾ ﮿‬ ‫چم٘مر ‪٪َ ،‬مپمَزَ َ٭م ْډم آي ُڈم ِْ‬


‫ِ‬ ‫ت ځمِسچمء َك َأ ْن َ ِ‬
‫احل َج ِ‬ ‫َ‬ ‫ُيََج ْب َـ ‪٪َ ،‬مڄمِ َځم ُف ُي َٻم ِّټم ُٽم ُٿم َـ ا ْ٭م َ ا‬
‫‪ٞ‬م َوا ْ٭م َٹم ُ‬ ‫ْ‬ ‫َأ َٱم ْر َ َ َ‬
‫﯀ ﯁ ﯂ ﯃ ﯄﯅ ﯆ ﯇ ﯈ ﯉﯊ ] {األحزاب ‪. }ٖ٘ :‬‬

‫‪- 242 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىدرونيىماىتركتكمىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫چم٘مَِل ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ِٔم ُ‪٤‬م َٽم ُر ‪٬ :‬م ََذا َو‪٬‬م ََذا ‪٫َ .‬مچم َ٭م ْډم ‪٪َ :‬م َڂم ْو َ‪ٙ‬مك اهللُ إِ َ٭م ْڀم ِف ‪ُٗ ،‬م َؿ‬
‫ض َ‪ٙ‬م َ‬ ‫٭م ِ َب ْٷم ِ‬

‫ُر‪٪‬مِ َع َ‪٤‬مپمْ ُف ‪َ ،‬وإِ َن ا ْ٭م َٷم ْر َق ِْم َي ِد ِه ‪َ ،‬ٱمچم َو َض َٷم ُف ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪[ :‬إِ َّك ُف َ‪٪‬مدْ ُأ ِذ َن َ‪٬‬مؽ َُّـ َأ ْن‬
‫وٗمتِؽ َُّـ] (ٔ) ‪ .‬وىنا ٓب يلزمهم رسوؿ اهلل ‪ٗ ‬با أشار بو‬ ‫ِ‬
‫َت ُْر ْٗم َـ َحل َ‬
‫سيدنا عمر ‪ ، ‬ونزؿ الوحي ‪٨‬بالفا لرأيو ‪ . ‬وٓب يوافقو ا‪٢‬بكم كما‬
‫‪‬‬‫وافقو ُب ا‪٢‬بجاب ‪.‬‬
‫يفرؽ أىل اهلل ‪:‬‬
‫ولذلك ّ‬
‫اإل‪٥‬بي ابتداء ‪.‬‬
‫‪ ‬بْب ا‪٢‬بكم ّ‬
‫اإل‪٥‬بي إذا كاف مطلوباً لبعض عباد اهلل ‪ ،‬فيكوف ذلك‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬وبْب ا‪٢‬بكم‬
‫الطلب سبباً لنزوؿ ذلك ا‪٢‬بكم ‪ ،‬فكأف ا‪٢‬بق كاف مكلفا ُب تنزيلو ‪ ،‬إذ‬
‫لوال ىذا ما أنزلو ‪ٖ .‬ببلؼ ما أنزلو ابتداء ‪.‬‬
‫اإل‪٥‬بي ا‪٤‬بنزؿ ابتداء ‪ ،‬بغّب الوجو الذي يأخذ بو ا‪٢‬بكم‬
‫فاحملقق يأخذ ا‪٢‬بكم ّ‬
‫اإل‪٥‬بي الذي ٓب ينزؿ ابتداء ‪.‬‬
‫ّ‬
‫يغرنك أيها السائل ؛ كوف ا‪٢‬بق أنزؿ األشياء ٕبكم سؤاالت السائلْب ‪،‬‬
‫فبل ّ‬
‫أي نوع كاف ‪ -‬مشروح الصدر ‪ ،‬طيب النفس ‪،‬‬ ‫فبادر إٔب قبوؿ حكمو ‪ّ -‬‬
‫إف أردت أف تكوف مؤمناً ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬أخرجو البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد ُب مسنده وابن جرير وابن أيب حاًب ُب‬
‫تفسّبيهما وابن سعد ُب طبقاتو ‪.‬‬

‫‪- 243 -‬‬ ‫‪‬‬


‫درونيىماىتركتكمىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫اإل َٱمچم ِم َ‪٤‬م ِ ٍّ‪٥‬م ‪٬‬م ََر َم اهللُ َو ْ٘م َٿم ُف َ‪٫‬م َچمل ‪ٛ :‬مچم ځم ََز َ٭م ْډم َه ِذ ِه ْأ َي ُڈم ‪[ :‬ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫َ‪٤‬م ْـ ِ‬

‫هلل‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴﮵ ] {آؿ عمراف ‪٫َ . }ٜٚ :‬مچم ُ٭مقا ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬


‫قل ا ِ‬
‫َډم ‪٫َ . ‬م َچمل ‪ُٗ :‬م َؿ‬ ‫َډم ‪٪َ . ‬م َٺمچم ُ٭مقا ‪َ :‬أ ِْم ُ‪٬‬م ِّؾ َ‪٤‬مچم ٍم ؟ ‪٪َ .‬م َسٻم َ‬
‫َأ ِْم ُ‪٬‬م ِّؾ َ‪٤‬مچم ٍم ؟ ‪٪َ .‬م َسٻم َ‬
‫ً] ‪٪ .‬مپمزل‬ ‫َ‪٫‬مچم ُ٭مقا ‪َ :‬أ ِْم ُ‪٬‬م ِّؾ َ‪٤‬مچم ٍم ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪َ ، َٓ [ : ‬و َ‪٬‬م ْق ُ‪٪‬م ْؾ ُ‬
‫ً َك َع ْؿ ؛ َ‪٬‬م َق َٗم َب ْ‬

‫‪٫‬مق٭مف ٖمٷمچم‪٧‬م ‪[ :‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ]‬


‫ً َك َع ْؿ َ‪٬‬م َق َٗم َب ْ‬
‫ً‬ ‫{ا‪٤‬بائدة ‪ . )ٔ( }ٔٓٔ :‬وْم روايڈم أ‪ٚ‬مرى أځمف ‪٫ ‬مچمل ‪٬َ [ :‬م ْق ُ‪٪‬م ْؾ ُ‬
‫َو‪ٚ‬مَو ْا‪ٟ‬م َت َط ْعت ُْؿ] (ٕ) ‪.‬‬

‫فاهلل تعأب ي َف ِّه ُمنا وإياؾ مقاصد الشرع ‪ ،‬فبل ٰبجبنا ما ظهر منها عما‬
‫بطن ‪.‬‬
‫متضرعْب ‪،‬‬
‫وعبادة ا‪٢‬بج شبيهة بالناس ُب أحوا‪٥‬بم يوـ القيامة ‪ ،‬شعثاً غرباً ّ‬
‫مهطعْب إٔب الداعي ‪ ،‬تاركْب للزينة ‪ ،‬يرموف باألحجار ‪ ،‬من يراىم وال‬
‫يعرفهم يظنهم ‪٦‬بانْب ‪ ،‬ألهنم ُب عبادة ‪ -‬لو علموا ما فيها ‪ -‬لذىلت‬
‫عقو‪٥‬بم ‪ ،‬فكانوا كاجملانْب يرموف با‪٢‬بجارة ‪ .‬فجعلو اهلل تنبيهاً ‪٥‬بم ُب رمي‬

‫ٔ‪ -‬أخرجو أ‪ٞ‬بد والَبمذي وحسنو وابن ماجة وابن أيب حاًب وا‪٢‬باكم وأبو يعلى والدار قطِب‬
‫والبزار عن علي بن أيب طالب كرـ اهلل وجهو ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬أخرجو مسلم وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 244 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىدرونيىماىتركتكمىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ا‪١‬بمار ‪ ،‬إف ا‪٤‬بشهد عظيم ‪ ،‬يذىب بالعقوؿ عن أماكنها ‪ ،‬وما ٍب عبادة‬


‫ىي تعبد ‪٧‬بض ُب أكثر أفعا‪٥‬با إال ا‪٢‬بج ‪ .‬وكذلك النساء ُب الدار اآلخرة ُب‬
‫القيامة ؛ عاريات ‪ ،‬ولسن مكشفات الوجوه فقط ‪ ،‬كما ىو ُب حاؿ‬
‫اإلحراـ ‪ ،‬ولوال تعلق األغراض النفسية ُب إنزاؿ ا‪٢‬بجاب ؛ ما نزلت آية‬
‫ا‪٢‬بجاب ‪ ،‬فإف اهلل تعأب ما أخرىا ‪٥‬بذا السبب ‪ ،‬ىي وغّبىا من األحكاـ‬
‫ا‪٤‬بوقوفة على مثل ىذا ‪ ،‬إال ذخّبة ‪٢‬بساب ىذا الشخص ‪ ،‬الذي كاف‬
‫سبباً ُب تكليف الناس هبا ‪.‬‬

‫‪- 245 -‬‬ ‫‪‬‬


‫درونيىماىتركتكمىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ى‬

‫التجلٕ الذاتٕ‬

‫ّالتجلٕ األمسائٕ ّالصفاتٕ‬


‫اعلم أف اهلل تعأب إذا ٘بلى ‪ -‬بذاتو ‪ -‬لعبده ‪ ،‬أفناه عن نفسو ‪ ،‬وكاف اهلل‬
‫عوضا ‪ ،‬عنو ‪ ،‬لو ‪ ،‬فيو ‪ ،‬فخلص ىيكلو من رؽ ا‪٢‬بدثاف ‪ ،‬وفك قيده من‬
‫قيد األكواف ‪ ،‬فهو أحدي الذات ‪ ،‬وأحدي الصفات ‪ ،‬ال يعرؼ اآلباء‬
‫واألمهات ‪ ،‬فمن ذكر اهلل فقد ذكره ‪ ،‬ومن نظر اهلل فقد نظره ‪ ،‬وحينئذ‬
‫أنشد لساف حالو بغريب عجيب مقالو ‪:‬‬

‫‪- 246 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتيىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫‪٥‬م َمو َأ َكو َو ِا‪٪‬م ُع‬ ‫ِ‬


‫َأ َٗم ْؾ ‪٣‬م َقض ًو َٔم ْؾ َ‪٣‬م ُ‬ ‫ً َّّم َ‪٣‬مـِّل كِ َقو َٔم ًي‬
‫َ‪ٙ‬م َب ْتـ ِل َ‪٩‬م َؽو َك ْ‬

‫قد ُم ْػ َر ٍد َم ْـ ُي َـ ِ‬
‫وز ُع ؟‬ ‫َلو ّم وٗم ٍ‬
‫ُ ُ‬ ‫ً َأ َكو ِه َل َو ْه َل َ‪٫‬مو َك ْ‬
‫ً َأ َكو َو َمو‬ ‫َ‪٩‬م ُؽـْ ُ‬

‫وض َ‪٫‬م َذا َو ُم َض ِ‬


‫َو َ٘موٓم ِ َِبو َم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َٔم ِؼ ُ‬
‫ور ُع‬ ‫قً ِ َِبو ‪٩‬م َقفو َوٓ َٕم َ‬
‫وء َٔم ْقـَـَو‬

‫ً ِمـ َك ِ‬
‫قمل َ‪٩‬مَم َأ َكو َض ِ‬ ‫ً ا‪٬‬مـَّ ْػس َ‪٩‬مور َٕم َػع ِ‬
‫َو َ‪٬‬مؽِ ْـ ُر‪٩‬مِ ْع ُ‬
‫وٗم ُع‬ ‫َ‬ ‫َو ُك ِّب ْف ُ ْ‬ ‫احل َجو‬ ‫َ ْ َ‬

‫ؽ ا‪٬‬م َّطالئِ ِعُ‬


‫احل ْس ِـ ٕمِ ْؾ َ‬ ‫َ‪٩‬م‪٤‬م ّم َٗمبِ ِ‬
‫‪٥‬م ُ‬ ‫‪٥‬م َ٘م ِؼق َؼتِل‬
‫وهدْ ُٕمـل َ٘م ًّؼو ٔمِ َع ِ‬
‫َو َ‪٠‬م َ‬

‫‪٬‬مِ ُق ْط َب َع ‪٩‬مِ َقفو ‪٬‬مِ ْؾ َؽ ََم ِل َم َطؤمِ ُع‬ ‫ً ِمرآيت‬


‫وٗم َت َؾ ْق ُ‬ ‫َٗم َؾ ْق ُت َ َ‬
‫ْجوٓم َ‪٩‬م ْ‬

‫ال ََم ِل َم َطو‪٬‬مِ ُع‬


‫َو َأ ْ‪ٙ‬مال ُ‪٪‬م َفو ٓم ّم َ‬ ‫َ‪٩‬م َل ْو َصو ُ‪٩‬م َفو َو ْص ِػل َو َذايت َذ ُاتو‬

‫َٓم ْا‪ٟ‬م ٌؿ َوٓم ٕمِ ْؾ َ‬


‫ؽ ا‪٬‬مـُّ ُعق ُت َٕم َقأمِ ُع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوإ ْ‪ٟ‬مؿل َ٘م ًّؼو إ ْ‪ٟ‬م ُؿ َفو َو ْا‪ٟ‬م ُؿ َذ َ‬
‫اتو‬

‫‪- 247 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫التجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتي‬

‫فلما كاف ا‪٢‬بق عوضا ‪ ،‬عنو ‪ ،‬فيو ‪ ،‬قامت ُب ا‪٤‬بسمى إنسانا ؛ لطيفة إ‪٥‬بية ‪.‬‬
‫َّ‬
‫ىذه اللطيفة ىي إما ذاتية ‪ ،‬وإما صفاتية ‪.‬‬
‫‪ -‬فإذا كانت ذاتية ؛ ٓب يكن ذلك ا‪٥‬بيكل اإلنساين إال سيدنا ‪٧‬بمد ‪. ‬‬
‫‪ -‬وإذا كانت صفاتية ؛ فهذه اللطيفة ٓب تكن إال ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪،‬‬
‫قامت بذلك ا‪٥‬بيكل اإلنساين لذلك الرسوؿ أو النيب أو الوٕب ‪ .‬وىو‬
‫[ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ] {البقرة ‪. }ٔ٘ٔ :‬‬ ‫قولو تعأب ‪:‬‬
‫[ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ] {التوبة ‪. }ٕٔٛ :‬‬

‫[ﮜ ﮝ ﮞ ] {الشعراء ‪[ . }ٕٜٔ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ]‬


‫{ا‪٢‬بجرات ‪. }ٚ :‬‬

‫٘بلى اهلل بأ‪٠‬بائو وصفاتو على خلقو كلهم ‪ ،‬وما ٘بلى بذاتو إال على رسوؿ‬
‫اهلل ‪. ‬‬
‫هلل ُي ْعطِل] وقاؿ ‪[ :‬إِك َََّم َأكَو‬ ‫‪ -‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬إِكََّم َأكَو َ‪٪‬م ِ‬
‫و‪ٟ‬م ٌؿ َوا ُ‬ ‫َ‬
‫و‪ٟ‬م ٌؿ َو ُي ْعطِل ا ُ‬
‫هلل] (ٔ) ‪.‬‬ ‫َ‪٪‬م ِ‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو والطرباين ُب الكبّب واألوسط وُب مسند الشاميْب والتربيزي ُب‬
‫مشكاة ا‪٤‬بصابيح عن معاوية بن أيب سفياف ‪ . ‬وأبو يعلى وأ‪ٞ‬بد والنسائي عن أيب‬
‫ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 248 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتيىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫‪ -‬وُب رواية عنو ‪ ‬أنو قاؿ ‪[ :‬مو ُأ‪٣‬مطِقؽُؿ و َٓ َأمـَعؽُؿ ‪ ،‬إِكََّم َأكَو َ‪٪‬م ِ‬
‫و‪ٟ‬م ٌؿ‬ ‫ْ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫َأ َض ُع َ٘م ْق ٌُ ُأ ِم ْرت] (ٔ) ‪.‬‬
‫‪ -‬فلما أعطى اهلل نبيو ‪ ‬التجلي الذاٌب ‪ ،‬قسمو على أمتو ‪ ،‬ٲبنح وٲبنع‬
‫‪[ :‬ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ] {ص ‪. }ٖٜ :‬‬ ‫كما يشاء (ٕ)‬
‫‪ -‬فتجلى اهلل تعأب بذاتو على الكمل من أفراد أمتو ‪ ‬من خبلؿ‬
‫حجاب رسوؿ اهلل ‪ . ‬فمن فِب ُب رسوؿ اهلل ‪ ‬قامت بو ا‪٢‬بقيقة‬
‫احملمدية ‪ ،‬عوضا ‪ ،‬لو ‪ ،‬عنو فيو ‪ ،‬عند ذلك يستقبل عن اهلل بقابلية‬
‫رسوؿ اهلل ‪ . ‬فيتمتع بالتجلي الذاٌب عليو ‪.‬‬
‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬إِ َّكؽ ُْؿ َ٘م ِّظل ِم ْـ ْإُ َم ِؿ ‪َ ،‬و َأكَو َ٘م ُّظؽ ُْؿ ِم ْـ ا‪٬‬مـَّبِ ِّق َ‪٥‬م](ٖ)‬
‫فرببك قل ٕب ‪ :‬أَينا أوفر حظا ؟ ‪ .‬ىو ‪ ‬؟ ‪ .‬أـ أمتو ‪ ‬؟ ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه البخاري ُب صحيحو والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ر ٍء ‪َ ،‬و َمو َأ ْمـَ ُعؽ ُُؿق ُه ‪ ،‬إِ ْن َأكَو إِ َّٓ َ‪ٙ‬م ِوز ٌن ‪َ ،‬أ َض ُع َ٘م ْق ٌُ ُأ ِم ْر ُت] رواه‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫وبلفظ ‪َ [ :‬مو أوٕمقؽ ُْؿ م ْـ َ ْ‬
‫أبو داود وأ‪ٞ‬بد وابن راىويو والطرباين ُب مسند الشاميْب عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬ألنو ‪ ‬ال يشاء إال أف يشاء اهلل ‪ ،‬ألنو متحقق بقولو تعأب ‪[ :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ]‬
‫{اإلنساف ‪ ، ٖٓ:‬التكوير ‪. }ٕٜ :‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد وابن حباف ُب صحيحو وعبد الرزاؽ والبيهقي ُب الشعب وا‪٣‬بطيب ُب األخبلؽ عن عبد‬
‫اهلل بن ثابت ‪ . ‬وأبو نعيم ُب أخبار أصبهاف عن أيب الدرداء ‪ . ‬وأورده ا‪٥‬بيثمي ُب ‪٦‬بمع‬
‫الزوائد حديث رقم ٘ٓ‪ ٔٙٚ‬عن أيب الدرداء ‪ ‬وقاؿ عنو ‪( :‬رواه البزار ورجالو رجاؿ الصحيح‬
‫غّب أيب حبيبة الطائي وقد صحح لو الَبمذي حديثا وذكره ابن حباف ُب الثقات) ‪.‬‬
‫‪- 249 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫التجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتي‬

‫‪ ‬فإف قلنا ‪ -‬ألنو ‪ ‬حظنا ‪ -‬فنحن أوفر حظا منو ‪ . ‬فقد أسأنا‬
‫األدب معو ‪.‬‬
‫‪ ‬وإف قلنا أنو أوفر حظا ‪ ،‬مطلقا ‪ ،‬فهو صدؽ ‪ ،‬وىذا ما ٲبليو األدب‬
‫معو ‪. ‬‬
‫‪ ‬وإف قلنا ‪ -‬ألنو حظنا ‪ -‬فنحن ‪ ،‬من حيث ىو ‪ ، ‬كما قاؿ الشيخ‬
‫‪٧‬بيي الدين بن عريب ‪( : ‬ما ٍب مرتبة بْب النيب وأمتو) فنحن أوفر‬
‫حظا ‪ ،‬فقد صدقنا ‪ .‬وما تعدينا األدب ‪.‬‬
‫‪ -‬التجلي األ‪٠‬بائي والصفاٌب ‪ ،‬من التلوين ‪ ،‬لذا ٘بد لو لذة وحبلوة ‪،‬‬
‫ترتاح ‪٥‬با النفس ‪.‬‬
‫‪ -‬التجلي الذاٌب ‪ ،‬ثقيل ‪ ،‬يشق على النفس ‪ ،‬ألنو يفنيها ‪ ،‬لذا فقد كاف‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ‬يعاين ُب الوحي أشد ا‪٤‬بعاناة ‪ ،‬وىو قولو تعأب ‪[ :‬ﭦ‬

‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ] {ا‪٤‬بزمل ‪. }٘ :‬‬

‫التجلي الذاٌب لرسوؿ اهلل ‪ ‬باألصالة ‪ ،‬ول ُك َّمل الورثة من أمتو بالتبعية ‪،‬‬
‫من حيث أهنم منو ‪ ،‬وىو منهم ‪.‬‬
‫فالتجلي الذاٌب مباشر على رسوؿ اهلل ‪ ، ‬وغّب مباشر من خبلؿ حجاب‬
‫رسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب ا‪٤‬بوت وا‪٤‬برض والببلء ‪.‬‬

‫‪- 251 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتيىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫التجلي الذاتي في الموت ‪:‬‬

‫الموت ىو محراب الحياة ‪.‬‬


‫فبوقوعو تثبت ا‪٢‬بياة األبدية السرمدية ‪ ،‬وىو سور عظيم ‪ ،‬وبرزخ قدًن ‪ ،‬لو‬
‫باب مستور ‪ ،‬باطنو فيو الر‪ٞ‬بة ‪ ،‬وظاىره من قبلو العذاب ‪ .‬يفصل بْب‬
‫ا‪٢‬بياة ‪ ،‬وا‪٢‬بيواف ‪ .‬فا‪٢‬بياة ‪ :‬هنايتها ا‪٤‬بوت ‪ ،‬وا‪٢‬بيواف ‪ :‬حياة ال هناية ‪٥‬با ‪:‬‬
‫[ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ] {العنكبوت ‪}ٙٗ :‬‬

‫أتى اهلل تعأب بػ [ ﭟ ﭠ ﭡ] ُب آخر اآلية ألف كثّبا من الناس‬


‫ال يعلموف ذلك ‪.‬‬
‫وُب ا‪٤‬بوت قاؿ النيب ‪٬َ [ : ‬م ْـ ٕم ََروا َر َّٔمؽ ُْؿ ٘متك متَ ُقٕمُقا] (ٔ) ‪ .‬وىو قولو‬
‫[ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ] {ؽ ‪. }ٕٕ :‬‬ ‫تعأب ‪:‬‬
‫ا‪٤‬بوت ىو صفة سيدنا ‪٧‬بمد ‪[ : ‬ﰁ ﰂ ] {الزمر ‪ . }ٖٓ :‬لذا فقد‬
‫ٔ ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد ُب مسنده وعبد اهلل بن أ‪ٞ‬بد ُب السنة ونعيم بن ‪ٞ‬باد ا‪٤‬بروزي ُب الفًب‬
‫واآلجري ُب الشريعة والنسائي ُب السنن وُب األ‪٠‬باء والصفات والطرباين ُب مسند‬
‫الشاميْب والدارمي ُب الرد على ا‪١‬بهمية وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية عن عبادة بن الصامت‬
‫‪ . ‬وابن ماجة وا‪٢‬باكم (وصححو وأقره الذىيب) وابن أيب عاصم ُب اآلحاد‬
‫وا‪٤‬بثاين وا‪٤‬بروزي ُب الفًب و‪ٛ‬باـ ُب فوائده وابن عساكر ُب تارٱبو عن أيب أمامة‬
‫الباىلي ‪. ‬‬

‫‪- 251 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫التجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتي‬

‫ا‪ٚ‬مم ِم ِـ] (ٔ) ‪.‬‬


‫ا‪ٚ‬مق ُت ُ ْحت َػ ُي ْ‬
‫قاؿ النيب ‪ْ [ : ‬‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ] {ؽ ‪ . }ٜٔ :‬تلك السكرة الٍب‬


‫تأٌب با‪٢‬بق تعأب ‪ ،‬و٘بمعك بو ‪ ،‬فتشاىده كما تشاىد القمر ليلة البدر ‪،‬‬
‫ليس دونو سحاب ‪٪ ،‬مٺمد ُروي ْم ا٭مٳمحچمح َأ َن ُأځم ً‬
‫َچم‪٠‬مچم ِْم َز َٱم ِـ ا٭مپمَبِ ِّل ‪٫َ ‬مچم ُ٭مقا ‪:‬‬
‫قل اهللِ َه ْؾ ځم ََرى َر َٕمپمَچم َي ْق َم ا ْ٭م ِٺم َڀمچم َٱم ِڈم ؟ ‪٪ .‬م َٺم َچمل ا٭مپمَبِ ال ‪َ [ : ‬ك َع ْؿ ‪َ .‬ه ْؾ‬ ‫َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِّم ُرؤْ َي ِي َّ‬
‫وب] ؟ ‪٫َ .‬مچم ُ٭مقا ‪:‬‬ ‫س ٔمِو‪٬‬م َّظ ِف َ‪ٜ‬مة ‪َ ،‬ض ْق ٌء َ‪٬‬م ْق َس ‪٩‬م َقفو َ‪ٟ‬م َح ٌ‬ ‫ا‪٬‬مش ْؿ ِ‬ ‫ٕم َُض ُّور َ‬
‫ون ِّم ُرؤْ َي ِي ا ْ‪٬‬م َؼ َؿ ِر َ‪٬‬م ْق َؾ َي ا ْ‪٬‬م َبدْ ِر ‪َ ،‬ض ْق ٌء َ‪٬‬م ْق َس ‪٩‬مِ َقفو‬
‫َٓ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ :‬و َه ْؾ ٕم َُض ُّور َ‬
‫ورو َن ِّم ُرؤْ َي ِي اهللِ َ‪٣‬م َّز‬
‫وب ] ؟ ‪٫َ .‬مچم ُ٭مقا ‪٫َ . َٓ :‬م َچمل ا٭مپمَبِ ال ‪َ [ : ‬م و ٕم َُض ُ‬ ‫َ‪ٟ‬م َح ٌ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫َو َٗم َّؾ ‪َ ،‬ي ْق َم ا ْ‪٬‬م ِؼ َق َوم ِي ‪ ،‬إِ َّٓ ‪٫‬م َََم ٕم َُض ُور َ‬
‫َهو] (ٕ) ‪.‬‬ ‫ون ِّم ُرؤْ َيي َأ َ٘مد َ‬

‫ومازاؿ العارفوف ينتظروف ا‪٤‬بوت ‪ ،‬ألف فيو كماؿ التجلي ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه هبذا اللفظ الديلمي والدارقطِب عن جابر بن عبد اهلل ‪ ‬مرفوعا ‪ .‬وبلفظ ‪[ :‬ا‪ٚ‬م ْق ُت‬
‫ُ ْحت َػ ُي ‪٫‬م ُِّؾ ُم ْم ِم ٍـ] رواه الطرباين ُب الكبّب عن عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬موقوفا ‪ .‬وبلفظ ‪:‬‬
‫ا‪ٚ‬مق ُت ُ ْحت َػ ٌي ‪٬‬مؽ ُِّؾ ُمسؾؿ] رواه ابن أيب شيبة عن عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬موقوفا ‪.‬‬
‫[ ْ‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو وأبو عوانة وأبو يعلى وابن‬
‫حباف والطيالسي والبيهقي ُب األ‪٠‬باء والصفات عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪ . ‬والبخاري‬
‫ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود والَبمذي وأ‪ٞ‬بد وأبو عوانة وعبد الرزاؽ والنسائي وأبو‬
‫يعلى وا‪٢‬بميدي وابن حباف والطيالسي عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 252 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتيىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫وىناؾ تشبيو ‪ٝ‬بيل ‪ ،‬فكانوا يشبهوف كماؿ التجلي ؛ بالبئر العميق ‪ .‬وا‪٢‬بياة ؛‬
‫با‪٢‬ببل ا‪٤‬بثبت فيو الدلو ‪ ،‬والذي ال يبلغ قاع البئر ‪ ،‬كذلك ال يبلغ العارؼ‬
‫كماؿ التجلي إال بعد ا‪٤‬بوت ‪ ،‬واالنتقاؿ إٔب ا‪٢‬بيواف ‪.‬‬

‫لذا فقد روي عن ا‪٢‬ببلج ‪ ‬أنو كاف ينشد ‪:‬‬

‫إِ َّن ّم َ‪٪‬مت‪٤‬م َ٘مقويت‬ ‫ٖمِؼويت‬ ‫يو‬ ‫ا ْ‪٪‬متؾقين‬


‫َِمويت‬ ‫َو َ٘مقويت ّم‬ ‫َ٘مقويت‬ ‫ّم‬ ‫َو َِمويت‬
‫ِمـ َأٗم ِّؾ ا‪ٚ‬مَؽر ِ‬
‫موت‬ ‫َأكو ِ‪٣‬مـدي َُم ُق ذايت‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِمـ َ‪٪‬مبقحِ ا‪٬‬مسق ِ‬
‫ئوت‬ ‫ِصػويت‬ ‫َو َٔمؼوئل ّم‬
‫َّ ِّ‬
‫قوت‬‫ّم ا‪٬‬مر‪ٟ‬مق ِم ا‪٬‬مبو‪٬‬مِ ِ‬ ‫َ‪ٟ‬مئِ َؿً رو٘مل َ٘مقويت‬
‫ُ‬
‫وت‬ ‫ٔمِ ِعظــــومل ا‪٬‬مػوكِقــــ ِ‬ ‫َ‪٩‬مو‪٪‬متُؾــقين َوا ِ‬
‫٘مر‪٪‬مــقين‬
‫ا‪٬‬مدار ِ‬
‫‪ٟ‬موت‬ ‫ِ‬ ‫ّم ا‪٬‬م ُؼ ِ‬
‫بقر‬ ‫ٔمِ ُر‪٩‬مويت‬ ‫ُٖم َّؿ مـُروا‬
‫ا‪٬‬مبو‪٪‬م ِ‬
‫قوت‬ ‫ِ‬ ‫ّم َ‪١‬مـــقايو‬ ‫َ٘مبقبل‬ ‫ْس‬ ‫تدوا ِ‬‫َِ‬
‫َّ‬

‫‪- 253 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫التجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتي‬

‫التجلي الذاتي في المرض ‪:‬‬

‫قل اهللِ ‪[ : ‬إِ َّن ا َ‬


‫هلل‬ ‫ْم احلديڊم ا٭مٺمدد ‪٤َ :‬م ْـ َأ ِيب ُه َر ْي َر َة ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫‪‬‬ ‫قل َي ْق َم ا ْ‪٬‬م ِؼ َق َوم ِي ‪:‬‬
‫‪٣َ -‬م َّز َو َٗم َّؾ ‪َ -‬ي ُؼ ُ‬

‫ًْ َر ُّب‬ ‫ػ َأ ُ‪٣‬مق ُد َك َو َأك َ‬ ‫ً َ‪٩‬م َؾ ْؿ َٕم ُعدْ ِين ‪٪َ .‬م َول ‪َ :‬يو َر ِّب َ‪٫‬م ْق َ‬ ‫‪َ ‬يو ا ْٔم َـ آ َد َم َم ِر ْض ُ‬
‫ً‬‫ً َأ َّن َ‪٣‬م ْب ِدي ُ‪٩‬م َالكًو َم ِر َض َ‪٩‬م َؾ ْؿ َٕم ُعدْ ُه ‪َ ،‬أ َمو َ‪٣‬مؾِ ْؿ َ‬ ‫‪٥‬م ؟ ‪٪َ .‬م َول ‪َ :‬أ َمو َ‪٣‬مؾِ ْؿ َ‬ ‫ِ‬
‫ا ْ‪٬‬م َعو‪ٚ‬مَ َ‬
‫‪‬‬‫َّؽ َ‪٬‬م ْق ُ‪٣‬مدْ َٕم ُف َ‪٬‬م َق َٗمدْ ٕمَـِل ِ‪٣‬مـْدَ ُه ‪.‬‬
‫َأك َ‬

‫ؽ َو َأك َ‬
‫ًْ‬ ‫ػ ُأ ْ‪١‬م ِع ُؿ َ‬ ‫ُؽ َ‪٩‬م َؾ ْؿ ُٕم ْط ِع ْؿـِل ‪٪َ .‬م َول ‪َ :‬يو َر ِّب َو َ‪٫‬م ْق َ‬ ‫‪َ ‬يو ا ْٔم َـ آ َد َم ْا‪ٟ‬م َت ْط َع ْؿت َ‬
‫ؽ َ‪٣‬م ْب ِدي ُ‪٩‬م َال ٌن َ‪٩‬م َؾ ْؿ ُٕم ْط ِع ْؿ ُف ‪،‬‬ ‫‪٥‬م ؟ ‪٪َ .‬م َول ‪َ :‬أ َمو َ‪٣‬مؾِ ْؿ َ‬
‫ً َأ َّك ُف ْا‪ٟ‬م َت ْط َع َؿ َ‬ ‫ِ‬
‫َر ُّب ا ْ‪٬‬م َعو‪ٚ‬مَ َ‬
‫‪‬‬‫ؽ ِ‪٣‬مـ ِْدي ‪.‬‬ ‫َّؽ َ‪٬‬م ْق َأ ْ‪١‬م َع ْؿ َت ُف َ‪٬‬م َق َٗمدْ َت َذ‪٬‬مِ َ‬
‫ً َأك َ‬ ‫َأ َمو َ‪٣‬مؾِ ْؿ َ‬

‫ًْ َر ُّب‬ ‫قؽ َو َأك َ‬‫ػ َأ ْ‪ٟ‬م ِؼ َ‬


‫ُؽ َ‪٩‬م َؾ ْؿ ٕم َْس ِؼـِل ‪٪َ .‬م َول ‪َ :‬يو َر ِّب َ‪٫‬م ْق َ‬ ‫‪َ ‬يو ا ْٔم َـ آ َد َم ْا‪ٟ‬مت َْس َؼ ْقت َ‬
‫وك َ‪٣‬م ْب ِدي ُ‪٩‬م َال ٌن َ‪٩‬م َؾ ْؿ ٕم َْس ِؼ ِف ‪َ ،‬أ َمو إِك َ‬
‫َّؽ َ‪٬‬م ْق َ‪ٟ‬م َؼ ْق َت ُف‬ ‫‪٥‬م ؟ ‪٪َ .‬م َول ‪ْ :‬ا‪ٟ‬مت َْس َؼ َ‬ ‫ِ‬
‫ا ْ‪٬‬م َعو‪ٚ‬مَ َ‬
‫‪‬‬‫َو َٗمدْ َت َذ‪٬‬مِ َؽ ِ‪٣‬مـ ِْدي] (ٔ) ‪.‬‬

‫انظر إٔب قولو تعأب ُب ا‪٤‬برض ‪٬َ [ :‬م َق َٗمدْ ٕمَـِل ِ‪٣‬مـْدَ ُه] ‪ :‬أي بذاٌب ‪ ،‬أي كنت‬

‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو (واللفظ لو) وابن راىويو والبيهقي ُب األ‪٠‬باء والصفات والطرباين ُب‬
‫مكارـ األخبلؽ والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح وا‪٤‬بنذري ُب الَبغيب والَبىيب ‪.‬‬

‫‪- 254 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتيىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫أنا جزاءؾ ‪ .‬وقولو ُب ا‪١‬بوع والعطش ‪٬َ [ :‬م َق َٗمدْ َت َذ‪٬‬مِ َؽ ِ‪٣‬مـ ِْدي] ‪ :‬أي‬
‫بأ‪٠‬بائي وصفاٌب ‪ ،‬أي أجزيك من حسناٌب ‪ .‬وشتاف بْب من كاف ىو تعأب‬
‫جزاؤه بنفسو ‪ ،‬وبْب من كاف جزاؤه منو ا‪٢‬بسنات !‬
‫قل اهللِ ‪َ ‬و ُه َق ُي َ‬
‫ق‪٤‬م ُؽ ‪،‬‬ ‫َ‪٤‬م ْـ َ‪٤‬م ْب ِد اهللِ ٕمـ ٱمسٷمقد ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ :‬د َ‪ٚ‬م ْټم ُډم َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ر‪٠‬م ِ‬
‫َ ُ‬
‫ق‪٤‬م ُؽ َو ْ‪٤‬مٻمًچم َ‪١‬مديدً ا ! ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ :‬أ َٗم ْؾ إِ ِّين ُأ َ‬
‫ؽ‬‫و‪٣‬م ُ‬ ‫ِ‬ ‫هلل إِځم ََؽ َ٭م َُ َ‬ ‫َ‪٪‬م ُٺم ْټم ُډم َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل ا ِ‬
‫‪٫‬م َََم ُيق َ‪٣‬م ُؽ َر ُٗم َال ِن ِمـْؽ ُْؿ] (ٔ) ‪.‬‬

‫وال ٱبفى على أحد مرض أيوب ‪ ، ‬فقد روى وىب بن منبو أف‬
‫الشيطاف قاؿ لرب العا‪٤‬بْب ‪ :‬فهل أنت مسلِّطي على جسده ؟ ‪ .‬فأنا لك‬
‫َّك‬
‫زعيم ‪ ،‬لئن ابتليتو ُب جسده لينسينك ‪ ،‬وليكفر ّف بك ‪ ،‬وليَ ْج َحدن َ‬
‫نعمتك ‪ ،‬قاؿ اهلل ‪ :‬انطلق فقد سلطتك على جسده ‪ ،‬ولكن ليس لك‬
‫عدو اهلل‬
‫فانقض ّ‬ ‫ّ‬ ‫سلطاف على لسانو وال على قلبو ‪ ،‬وال على عقلو ‪.‬‬
‫فعجل قبل أف يرفع رأسو ‪ ،‬فأتاه من قِبَل‬
‫جوادا ‪ ،‬فوجد أيوب ساجدا ‪َّ ،‬‬
‫األرض ُب موضع وجهو ‪ ،‬فنفخ ُب منخره نفخو اشتعل منها جسده ‪ ،‬فَبىل ‪،‬‬
‫فحك‬
‫ونبتت بو ‪ :‬ثآليل مثل أليات الغنم ‪ ،‬ووقعت فيو حكة ال ٲبلكها ‪ّ ،‬‬
‫وحك با‪٢‬بجارة ا‪٣‬بشنة ‪،‬‬
‫حك بالعظ ػاـ ‪ّ ،‬‬‫بأظفاره حٌب سقطت كلها ‪ٍ ،‬ب ّ‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي ُب السنن والشعب‬
‫والنسائي والدارمي وأبو يعلى وابن حباف والطيالسي والبزار ‪.‬‬

‫‪- 255 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫التجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتي‬

‫وبقطع ا‪٤‬بسوح ا‪٣‬بشنة ‪ ،‬فلم يزؿ ٰبكو حٌب نَِفد ‪٢‬بمو وتقطع ‪ ،‬و‪٤‬با نَغِ َل‬
‫ُ‬
‫تل وجعلوا لو‬ ‫جلد أيوب وتغّب وأنًب ‪ ،‬أخرجو أىل القرية ‪ ،‬فجعلوه على ّ‬
‫عريشا ‪ ،‬ورفضو خلق اهلل غّب امرأتو ‪ ،‬فكانت ‪ٚ‬بتلف إليو ٗبا يُصلحو ويلزمو ‪،‬‬
‫وكاف ثبلثة من أصحابو اتبعوه على دينو ‪ ،‬فلما رأوا ما ابتبله اهلل بو رفضوه ‪،‬‬
‫من غّب أف يَبكوا دينو ‪ ،‬واهتموه ‪.‬‬
‫ومر بو رجبلف ‪ ،‬وىو على تلك ا‪٢‬باؿ ‪ -‬وال واهلل ما على‬
‫قاؿ ا‪٢‬بسن ‪ّ :‬‬
‫ظهر األرض يومئذ أكرـ على اهلل من أيوب ‪ -‬فقاؿ أحد الرجلْب لصاحبو ‪:‬‬
‫لو كاف هلل ُب ىذا حاجة ‪ ،‬ما بلغ بو ىذا ‪ ،‬فلم يسمع أيوب شيئا كاف‬
‫أش ّد عليو من ىذه الكلمة ‪.‬‬

‫وىذا الببلء ٰبكيو قولو تعأب ‪[ :‬ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ‬

‫ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﭑ ﭒ‬
‫ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠ‬
‫ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ] {ص ‪. })ٗٗ – ٗٔ( :‬‬

‫وقولو تعأب ‪ [ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ‬

‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ] {األنبياء ‪. })ٛٗ – ٖٛ( :‬‬

‫‪- 256 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتيىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫التجلي الذاتي في البالء ‪:‬‬


‫هلل إِ ِِّّن‬ ‫هلل ْٕم ِـ ُٱم َٸم َٹم ٍؾ ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل َر ُ٘م ٌؾ ٭مِټمپمَبِ ِّل ‪َ ‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ َوا ِ‬ ‫َ‪٤‬م ْـ َ‪٤‬م ْب ِد ا ِ‬
‫هلل إِ ِِّّن َُٕ ِ‪ٙ‬م اب َؽ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪:‬‬
‫قل] ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ :‬وا ِ‬ ‫َُٕ ِ‪ٙ‬م اب َؽ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪[ :‬ا ْك ُظ ْر َمو َذا َٕم ُؼ ُ‬
‫ات) ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪[ :‬إِ ْن‬ ‫ث ٱمر ٍ‬ ‫ِ‬
‫قل] ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ :‬واهللِ إِ ِِّّن َُٕ‪ٙ‬م اب َؽ ‪َٗ ( .‬م َّل َ َ َ‬ ‫[ا ْك ُظ ْر َمو َذا َٕم ُؼ ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َِ ِ‬ ‫ُ‪٫‬مـ َ ِ ِ‬
‫ْس ُع إِ َ‪٦‬م َم ْـ ُي ُّبـل م ْـ َّ‬
‫ا‪٬‬مس ْق ِؾ‬ ‫ًْ ُحت ُّبـل ؛ َ‪٩‬مل‪٣‬مدَّ ‪٬‬م ْؾ َػ ْؼ ِر ْت َػو ً‪٩‬مو ‪٩َ ،‬منِ َّن ا ْ‪٬‬م َػ ْؼ َر أ ْ َ‬
‫إِ َ‪٦‬م ُمـْت ََفو ُه] (ٔ) ‪.‬‬

‫َ‪٤‬م ْـ َأيب َذ ٍّر ‪َ ، ‬أ َځم ُف َأ َٖمك ا٭مپمَبِ َل ‪٪َ ‬م َٺم َچمل ‪ :‬إِ ِِّّن ُأ ِ‪ٙ‬م اب ُٻم ْؿ َأ ْه َؾ ا٭م َب ْڀم َډم ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل َ٭م ُف‬
‫ا٭مپمَبِ ال ‪[ : ‬آهلل] ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪ :‬آهلل ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪٩َ [ : ‬م َل ِ‪٣‬مدَّ ‪٬‬مِ ْؾ َػ ْؼ ِر ِ ْت َػو ً‪٩‬مو ‪٩َ ،‬منِ َّن‬
‫ا‪٬‬مس ْق ِؾ ِم ْـ َأ ْ‪٣‬م َ‪ٛ‬م إَ ْ‪٫‬م َؿ ِي إِ‪٦‬م َأ ْ‪ٟ‬م َػؾِ َفو] (ٕ) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ا‪٬‬م َػ ْؼ َر أ ْ َ‬
‫ْس ُع إ‪٦‬م َم ْـ ُي ُّبـَو ‪ ،‬م َـ َّ‬
‫التجفاؼ ‪ :‬ما ٯبلل بو الفرس من سبلح وآلة تقيو ا‪١‬براح ‪.‬‬
‫األكمة ‪ :‬ما ارتفع من األرض دوف ا‪١‬ببل ‪.‬‬
‫ڀمډم ا٭مپمَبِ َل ‪َ ‬يق ًٱمچم ‪٪َ ،‬م َر َأ ْي َُ ُف ُٱم ََ َٸم‪ٝ‬م ًا ‪٪َ .‬م ُٺم ْټم ُډم َ٭م ُف ‪:‬‬
‫ڇم ْٕم ِـ َ‪٤‬م ْج َرة ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ :‬أ َٖم ُ‬
‫َ‪٤‬م ْـ َ‪٬‬م ْٷم ِ‬

‫اك ُٱمََ َٸم‪ٝ‬م ًا ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ : ‬مو َد‪ٙ‬مَ َؾ َٗمقّم َمو َيدْ ‪ٙ‬مُ ُؾ‬
‫ٕمِ َڂميب َأ ْځم َډم َو ُأ ِّٱمل ‪َ ،‬ٱمچم ٔم َأ َر َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وحسنو والطربي ُب هتذيب اآلثار والبيهقي ُب الشعب والروياين والتربيزي ُب‬
‫مشكاة ا‪٤‬بصابيح عن عبد اهلل بن مغفل ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه ا‪٢‬باكم وصححو ‪.‬‬

‫‪- 257 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫التجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتي‬

‫قدي َي ْس ِٺمل إِٕمِ ً‬ ‫ات َ‪٫‬مبِ ٍد مـْ ُذ َٖمالث] ‪٫َ .‬م َچمل ‪٪َ :‬م َذهب ُډم ‪٪َ ،‬مڄمِ َذا هي ِ‬ ‫قف َذ ِ‬ ‫َٗم َ‬
‫ّل َ٭م ُف ‪،‬‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫ڀمډم َ٭م ُف ‪٤َ ،‬م َ‪ٜ‬م ُ‪٬‬م ِّؾ َد ْ٭م ٍق ََت ْ َر ٌة ‪٪َ ،‬م َج َٽم ْٷم ُډم ََت ْر ًا ‪٪َ ،‬م َڂم َٖم ْڀم ُډم ٕمِ ِف ا٭مپمَبِ َل ‪٪َ ، ‬م َٺم َچمل ‪:‬‬
‫َ‪٪‬م َس َٺم ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ى] ؟‬ ‫‪ٞ‬م ُه ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ا٭مپمَبِ ال ‪َ [ : ‬أ ُحت ُّبـل َيو َ‪٫‬م ْع ُ‬ ‫ى] ؟ ‪٪َ .‬م َڂم ْ‪ٚ‬م َ َ‬ ‫[م ْـ َأ ْي َـ َ‪٬‬م َؽ َيو َ‪٫‬م ْع ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ا‪٬‬مس ِ‬
‫قؾ‬ ‫ْس ُع إِ‪٦‬م َم ْـ ُي ُّبـل م َـ َّ‬ ‫َ‪٫‬مچم َل ‪ٕ :‬مِ َڂميب َأ ْځم َډم ‪َ ،‬ځم َٷم ْؿ ‪٪ .‬مٺمچمل ‪[ : ‬إِ َّن ا‪٬‬م َػ ْؼ َر أ ْ َ‬
‫الء ‪٩َ ،‬م َل ِ‪٣‬مدَّ َ‪٬‬م ُف ِ ْت َػو‪٩‬م ًو] ‪٪َ .‬م َٹم َٺمدَ ُه ا٭مپمَبِ ال ‪٪َ ، ‬م َٺم َچمل‬ ‫ودكِ ِف ‪َ ،‬وإِ َّك ُف َ‪ٟ‬م ُق ِصق ُب َ‬
‫ؽ َٔم ٌ‬
‫إِ‪٦‬م مع ِ‬
‫َ َ‬
‫يض ‪٪َ ،‬م َخ َر َج ‪َ ‬ي ْٽم ِٮم ‪َٙ ،‬م ََك َد َ‪ٚ‬م َؾ‬ ‫ى] ؟ ‪٫َ .‬مچم ُ٭مقا ‪َ :‬ٱم ِر ٌ‬ ‫‪َ [ : ‬مو َ‪٩‬م َع َؾ َ‪٫‬م ْع ُ‬
‫َ ِ‬
‫‪٧‬م َيو َ‪٫‬م ْع ُى] (ٔ) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ‪٤‬م َټم ْڀمف ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪َ ‬٭م ُف ‪[ :‬أ ْٔم ْ‬
‫وْم روايڈم ‪٤‬مـ أيب هريرة ‪ ‬أن ر٘مّل ٱمـ إځمٳمچمر إٔمٯم ْم و٘مف ر‪٠‬مقل اهلل ‪‬‬
‫اْلٿمد ‪٪ ،‬مٺمچمل ‪ :‬ٱمچم ٭مؽ يچم ر‪٠‬مقل اهلل ؟ ‪٫ .‬مچمل ‪[ : ‬اخلؿص] – أي اْلقع ‪-‬‬

‫‪٫‬مچمل ‪٪ :‬مٵمټمڇم ‪ -‬إځمٳمچمري ‪ْ -‬م ٕمڀمَف ‪٪‬مټمؿ جيد ‪١‬مڀمئچم ‪٪ ،‬مٽمر ‪٤‬م‪ٜ‬م هيقدي وهق‬
‫يسٺمل ‪ٙ‬مڀمٵمچمځمف ‪٫ ،‬مچمل ‪ :‬أ‪٠‬مَٺمل ٭مؽ ؟ ‪٫‬مچمل ‪ :‬ځمٷمؿ ‪٪ ،‬مچم‪٠‬مَٺمك ٭مف ‪٬ ،‬مؾ د٭مق ٕمَٽمرة ‪،‬‬
‫٭مڀمس ‪٪‬مڀمٿمچم ‪ٚ‬مدرة وٓ يچمٕمسڈم وٓ ٖمچمرزة ‪٫ ،‬مچمل ‪٪ :‬مٷمٽمؾ ‪ٙ‬مَك أ‪٬‬مٽمؾ صچم‪٤‬م‪٦‬م ‪،‬‬
‫‪٫‬مچمل ‪٪ :‬مڂمٖمك ِبَم ر‪٠‬مقل اهلل ‪٫ ، ‬مچمل ‪٪ :‬مڂمر‪٠‬مؾ إ‪٧‬م أزوا٘مف ‪ٕ ‬مٳمچمع وأ‪٬‬مؾ ‪ٗ ،‬مؿ‬
‫‪٫‬مچمل ‪ ‬٭مْلځمٳمچمري ‪[ :‬حتبـل] ؟ ‪٫ ،‬مچمل ‪ :‬ځمٷمؿ ‪٫ ،‬مچمل ‪[ :‬اتذ ‪٬‬مؾػؼر تػو‪٩‬مو] ‪،‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه الطرباين ُب األوسط وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ُب ‪٦‬بمع الزوائد ‪ :‬إسناده جيد ‪ .‬ورواه ابن عساكر ُب‬
‫تارٱبو ‪.‬‬

‫‪- 258 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالتجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتيىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ا‪٬‬مق َ‪٬‬مدَ ‪َ ،‬و َم ْـ َأ ْٔم َغ َضـ ِل َ‪٩‬م ْور ُز ْ‪٪‬م ُف‬ ‫ِ‬
‫ٗمؿ ‪٫‬مچمل ‪[ : ‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َم ْـ َأ َ٘م َّبـل َ‪٩‬م ْومـَ ْع ُف ا‪ٚ‬مَ َول َو َ‬
‫وء ِم ْـ َأ ْ‪٣‬م َ‪ٛ‬م‬ ‫ا‪ٚ‬مَ َول وا‪٬‬مق َ‪٬‬مدَ ] ٗمؿ ‪٫‬مچمل ‪٬َ [ :‬م ْؾ َػ ْؼر إِ َ‪٦‬م مـ ُيِبـ ِل ؛ َأْسع ِمـ ا‪ٚ‬مَ ِ‬
‫َْ ُ َ‬ ‫َ ْ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫قض] (ٔ) ‪.‬‬ ‫احل ِض ِ‬ ‫ال َب ِؾ إِ َ‪٦‬م َ‬
‫َ‬

‫چم٘م ََ ُف ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫اْلُدْ ِر ِّي ‪َ ‬أ َځم ُف َ‪١‬مٻمَچم إِ َ‪٧‬م ر‪٠‬م ِ‬ ‫و‪٤‬مـ َأ ِيب ‪٠‬م ِٷم ٍ‬
‫ڀمد ْ‬
‫قل‬ ‫قل اهللِ ‪َٙ ‬م َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اص ِ َ‬
‫ا‪٬‬مس ْق ِؾ‬
‫ْس ُع م ْـ َّ‬ ‫‪ٝ‬م أ َٔمو َ‪ٟ‬معقد ؛ َ‪٩‬منِ َّن ا ْ‪٬‬م َػ ْؼ َر إِ َ‪٦‬م َم ْـ ُي ُّبـل مـْؽ ُْؿ أ ْ َ‬
‫اهللِ ‪ْ ْ [ : ‬‬
‫َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َأ ْ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ا ْ‪٬‬م َق ِادي ‪َ ،‬و ِم ْـ َأ ْ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ال َب ِؾ ‪ ،‬إِ َ‪٦‬م َأ ْ‪ٟ‬م َػؾِ ِف] (ٕ) ‪.‬‬

‫وء ‪ُٖ ،‬م َّؿ ْإَ ْم َث ُؾ‬


‫َچمس َأ َ‪١‬مدا َٕم َّل ًء ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪ْ [ :‬إَ ْكبِ َق ُ‬ ‫قل اهللِ َأ اي ا٭مپم ِ‬ ‫َو ِ‪٫‬مڀم َؾ ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫َون ِديـُ ُف ُص ْؾ ًبو ؛ ْا‪٠‬متَدَّ َٔم َالؤُ ُه ‪،‬‬ ‫ى ِديـ ِ ِف ‪٩َ ،‬منِ ْن ‪٫‬م َ‬ ‫َ‪٩‬م ْوَٕ ْم َث ُؾ ‪٩َ .‬م ُق ْبت ََ‪ٛ‬م َّ‬
‫ا‪٬‬مر ُٗم ُؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َ٘م َس ِ‬

‫‪ٝ‬م ُح ا ْ‪٬‬م َب َال ُء ٔمِو ْ‪٬‬م َع ْب ِد ؛ َ٘متَّك‬ ‫َون ِّم ِديـ ِ ِف ِر َّ‪٪‬م ٌي ؛ أمت ُِ‪٤‬م ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ٘مس ِ ِ ِ ِ‬
‫ى ديـف ‪٩َ .‬م ََم َي ْ َ‬ ‫ْ َ َ َ َ‬ ‫َوإِ ْن ‪٫‬م َ‬
‫ض ‪َ ،‬مو َ‪٣‬م َؾ ْق ِف َ‪ٙ‬مطِق َئ ٌي] (ٖ) ‪.‬‬ ‫‪ٞ‬م َ‪٫‬م ُف َي ْؿ ِ٭م َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ْإَ ْر ِ‬ ‫َي ْ ُ‬
‫و‪٤‬با علم أصحاب رسوؿ اهلل ‪ ‬أف التجلي الذاٌب هلل تبارؾ وتعأب ُب‬
‫الببلء ‪ ،‬استعذبوا الببلء ‪ ،‬فجاىدوا ُب سبيل اهلل ‪ ،‬غّب مكَبثْب بالقتل ‪،‬‬
‫وإذىاب ا‪٤‬بهج واألرواح ‪ .‬فالصحابة ‪ ‬وأمث ا‪٥‬بم من أحباب اهلل تعأب ‪،‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه الطربي ُب هتذيب اآلثار والبيهقي ُب الشعب وابن عساكر ‪ .‬وروى بعضو ابن ماجة ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد ُب مسنده والبيهقي ُب الشعب ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه الَبمذي وصححو وابن ماجة والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن والشعب والدارمي‬
‫وابن حباف وا‪٢‬باكم وصححو وعبد بن ‪ٞ‬بيد والطيالسي عن سعد بن أيب وقاص ‪. ‬‬

‫‪- 259 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫التجليىالذاتيىوالتجليىاألدمائيىوالصفاتي‬

‫فرحوا بأسباب يتعوذ الناس منها ‪ ،‬فكانوا إذا نزؿ هبم الببلء ‪ ،‬شكروا و‪ٞ‬بدوا ‪،‬‬
‫وحزنوا بأسباب فرح الناس ‪٥‬با ‪ ،‬من رغد العيش ‪ ،‬وزيادة ا‪٤‬باؿ والصحة ‪،‬‬
‫فكاف رسوؿ اهلل ‪ ‬ال يستطيع أف يبيت ‪ ،‬وُب بيتو درٮباف ‪ ،‬ويظل ‪٧‬بزونا‬
‫حٌب ينفقها ‪ ،‬فكاف ىو ‪ ‬وصحابتو ‪ ‬يصربوف على الرخاء ‪ ،‬الذي‬
‫يشكر الناس عليو ‪ ،‬ويشكروف على الببلء ‪ ،‬الذي يصرب الناس عليو ‪،‬‬
‫وذلك لسعة معرفتهم باهلل تعأب ‪.‬‬
‫وقد كاف السلف يستوحشوف ‪ ،‬إذا خرج عاـ وٓب يصابوا فيو بنقص ُب نفس‬
‫أو ماؿ ‪ ،‬ألف اهلل تعأب يقوؿ ‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬

‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬
‫ﭲﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﭿ‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ] {البقرة ‪. })ٔ٘ٚ – ٔ٘٘( :‬‬

‫‪- 261 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىادمىاللهىاألرظمىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫اسه اهلل األعظه‬


‫قاؿ العارؼ باهلل تعأب ‪ :‬الشيخ إبراىيم الدسوقي ‪( : ‬اهلل رب العزة ‪،‬‬
‫كتب ا‪٠‬بو على كل شيء أعزه) ‪ .‬وليس ٍب شيء أخرجو تعأب من العدـ‬
‫إٔب الوجود ٓب يعزه ‪ ،‬ألنو ٓب يصبح موجودا إال بظهور ا‪٢‬بق فيو ‪ .‬فا‪٠‬بو‬
‫تعأب على كل شيء ‪.‬‬
‫ٯم َأٖمَك ا٭مپمَبِ َل ‪٪َ ‬م َٺم َچمل ‪ :‬ا ْد ُع ا َ‬
‫هلل‬ ‫َض َير ا ْ٭م َب َ ِ‬‫ػ ‪َ ‬أ َن َر ُ٘م ًّل َ ِ‬ ‫َ‪٤‬مـ ُ‪٤‬م ْثَم َن ٕم ِـ ‪ٙ‬مپمَڀم ٍ‬
‫ْ َ ْ ُ ْ‬
‫اك ‪٩َ ،‬م ُف َق‬‫ًْ َأ َّ‪ٙ‬م ْر ُت َذ َ‬ ‫ؽ ‪َ ،‬وإِ ْن ِ‪٠‬مئ َ‬ ‫ًْ َد َ‪٣‬م ْق ُت َ‪٬‬م َ‬ ‫َأ ْن ُي َٷمچم‪٪‬مِ َڀمپمِل ‪٫َ ،‬م َچمل ‪[ : ‬إِ ْن ِ‪٠‬مئ َ‬
‫َ‪٦‬م ‪،‬‬‫َ‪ٙ‬م ْ‪ٜ‬م] ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪ :‬ا ْد ُ‪٤‬م ُف ‪٪َ .‬م َڂم َٱم َر ُه ‪َ ‬أ ْن َيَ ََق َض َڂم َ‪٪‬م ُڀم ْح ِس َـ ُو ُضق َء ُه ‪٪َ ،‬م ُڀم َٳم ِّ‪٥‬م َر ْ‪٬‬م َٷمَ ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ُم َّؿ ٍد ‪َ ‬كبِ ِّل‬ ‫ؽ َُ‬ ‫ؽ َو َإٔم ََق َّٗم ُف إِ َ‪٬‬م ْق َ‬
‫ؽ ٔمِ َـبِ ِّق َ‬ ‫چمء ‪[ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ إِ ِّين َأ ْ‪ٟ‬م َل ُ‪٬‬م َ‬
‫ويدْ ‪٤‬مق ِِب َذا ا٭مدا ‪٤‬م ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َُ َ‬
‫وٗمتِل َه ِذ ِه َ‪٩‬م َت ْؼ ِيض ِٓم ‪ ،‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ‬
‫ؽ إِ َ‪٦‬م َر ِِّب ِّم َ٘م َ‬ ‫ْح ِي ‪َ ،‬يو ُ َ‬
‫ُم َّؿدُ إِ ِّين ٕم ََق َّٗم ْف ُ‬
‫ً ٔمِ َ‬ ‫ا‪٬‬مر ْ َ‬
‫َّ‬
‫َ‪٠‬م ِّػ ْع ُف ِ َّّم] ‪ .‬فدعا هبذا الدعاء ‪ ،‬فقاـ وقد أبصر (ٔ) ‪.‬‬

‫ف آ َدم اخلطِق َئ َي ‪٪َ ،‬م َول ‪َ :‬يو َر ِّب َأ ْ‪ٟ‬م َل ُ‪٬‬مؽ ٔمِ َح ِّؼ‬ ‫َ‪٤‬م ْـ ا٭مپمَب ِّل ‪َ ‬أ َځم ُف َ‪٫‬م َچمل ‪ٚ[ :‬مو ا ْ‪٪‬م َ َ‬
‫‪ٞ‬م َ‬ ‫ِ‬

‫ُم َّؿدً ا َو ََل ْ َأ ْ‪ٙ‬م ُؾ ْؼ ُف ؟ ‪.‬‬ ‫ُم َّؿ ٍد ‪َّ ‬إٓ َمو ‪٨‬مَ َػ ْر َت ِٓم ‪٩َ ،‬م َؼ َول اهللُ َٕم َع َو‪٦‬م ‪َ :‬و َ‪٫‬م ْق َ‬
‫ػ َ‪٣‬م َر ْ‪٩‬م َ‬
‫ً َُ‬ ‫َُ‬

‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وصححو وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو وأقره الذىيب وابن خزٲبة والنسائي وعبد بن‬
‫‪ٞ‬بيد وابن عساكر ‪.‬‬
‫‪- 261 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫ادمىاللهىاألرظمىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ً َر ْأ ِد ‪،‬‬ ‫و٘مؽ ‪َ ،‬ر َ‪٩‬م ْع ُ‬ ‫َ‪٪‬م َول ‪ :‬يو رب َِٕكَّؽ ‪ٚ‬مو َ‪ٙ‬م َؾ ْؼتَـِل ‪ ،‬و َك َػ ْخً ِّم ِمـ ر ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ِّ‬
‫قل اهللِ ‪٩َ ،‬م َع َر ْ‪٩‬مً‬ ‫ش َم ْؽتُق ًٔم و ‪ َٓ :‬إ‪٬‬مَ َف َّإٓ اهللُ ُُمَ َّؿدٌ َر ُ‪ٟ‬م ُ‬ ‫ً ِّم َ‪٪‬م َقائِ ِؿ ا‪٬‬مْ َع ْر ِ‬‫َ‪٩‬م َر َأ ْي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ى اخل ْؾ ِؼ إ‪٬‬مَقْؽ ‪٩َ ،‬م َؼ َول اهللُ َٕم َع َو‪٦‬م ‪َ :‬صدَ ْ‪٪‬مً‬ ‫َأكَّؽ ََل ْ ٕمُضػْ َإ‪٦‬م َك ْػ سؽ َّإٓ َأ َ٘م َّ‬
‫إٓم ‪ ،‬إ ْذ َ‪ٟ‬ملَ‪٬‬مْتَـِل ٔمِ ِف ؛ َ‪٩‬م َؼدْ َ‪٨‬م َػ ْرت ‪٬‬مَؽ ‪َ ،‬و‪٬‬مَ ْق َٓ‬ ‫ِ‬
‫ى اخل ْؾؼ َ َّ‬ ‫َي و آ َدم ‪ ،‬إ َّك ُف َٕ َ َ٘م ُّ‬
‫ُُمَ َّؿدٌ َمو ‪ٙ‬مَ َؾ ْؼتُؽ] (ٔ) ‪.‬‬

‫وليس ىناؾ َمن َ‪ٝ‬بَع ‪ٝ‬بيع أ‪٠‬باء اهلل وصفاتو ‪ -‬حٌب الذاتية منها ‪ -‬إال‬
‫رسوؿ اهلل ‪ . ‬ليس ىذا فقط ‪ .‬بل إنو ‪ ‬ىو النور الذاٌب ‪ ،‬والسر‬
‫الساري ُب سائر األ‪٠‬باء والصفات ‪ .‬أي أنو ‪ ‬سر اسم اهلل األعظم ‪.‬‬
‫ُروي أنو خطر بباؿ الشيخ أيب ا‪٢‬بسن الشاذٕب ‪ ‬أف يسأؿ شيخو عبد‬
‫السبلـ بن مشيش ‪ ‬عن اسم اهلل األعظم ‪ .‬فأُجيب بدوف أف ينطق‬
‫بالسؤاؿ ‪ :‬ل يس األمر أف تعلم اسم اهلل األعظم ‪ ،‬ولكن األمر أف تكوف‬
‫أنت اسم اهلل األعظم ‪ .‬فكاف الشيخ أبو ا‪٢‬بسن عندما جلس على‬
‫كرسي القطبانية العظمى يقوؿ ‪ :‬من كانت لو إٔب اهلل حاجة فليقسم‬
‫عليو يب ! ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه ا‪٢‬باكم وصححو والطرباين ُب األوسط والصغّب وُب الدعاء والبيهقي ُب الدالئل‬
‫وا‪٣‬بطيب ُب ا‪١‬بامع ألخبلؽ الراوي واآلجري ُب الشريعة وابن عساكر ُب تارٱبو عن عمر بن‬
‫ا‪٣‬بطاب ‪. ‬‬

‫‪- 262 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىادمىاللهىاألرظمىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫روى القشّبي ‪ ‬عن معروؼ الكرخي ‪ ‬أنو قاؿ لتبلمذتو ‪ :‬إذا كاف‬
‫لكم إٔب اهلل حاجة ‪ ،‬فأقسموا عليو يب ‪ ،‬فإين الواسطة بينكم وبينو اآلف ‪.‬‬
‫وذلك ٕبكم الوراثة لو عن ا‪٤‬بصطفى ‪. ‬‬
‫فالوارثوف الكمل يرثوف االسم األعظم ‪ ،‬ولكن سر االسم األعظم ىو سيدنا‬
‫‪٧‬بمد ‪. ‬‬
‫ومن ىنا قاؿ الشيخ أبو يزيد البسطامي ‪ ، ‬حينما سألو بعض الناس عن‬
‫اسم اهلل األعظم ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬أروين األصغر حٌب أريكم األعظم ‪ .‬أ‪٠‬باء اهلل‬
‫كلها عظيمة ‪ ،‬فاصدؽ ‪ ،‬وخذ أي اسم إ‪٥‬بي شئت ‪ .‬اىػ ‪.‬‬

‫‪- 263 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫األدماءىالنبووةىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫األمساء اليبْٓ٘‬
‫لو ‪ ‬نوعان من األسماء ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬أ‪٠‬باء وكُب عُ ِر َ‬


‫ؼ ‪ ‬هبا ُب الظاىر ‪ ،‬كاالسم ‪٧( :‬بمد ‪ -‬أ‪ٞ‬بد ‪ -‬يس‬
‫‪ -‬طو ‪ -‬أبو القاسم ‪ -‬ا‪٢‬باشر ‪. ) .... -‬‬
‫ٕ‪ -‬أ‪٠‬باء عُرؼ ‪ ‬هبا ُب الباطن ‪ ،‬وىي من األ‪٠‬باء ا‪٢‬بسُب ‪ ،‬كاالسم ‪:‬‬
‫(النور ‪ -‬ا‪٢‬بق ‪ -‬الرؤوؼ ‪ -‬الرحيم ‪ -‬ا‪٥‬بادي ‪ -‬الشهيد ‪. ).... -‬‬
‫وىي ما يطلق عليو السادة الصوفية مصطلح ‪ :‬الكماالت المحمدية‬
‫في الصفات واألسماء اإللهية ‪.‬‬

‫محمد ‪‬‬
‫‪‬‬
‫اللهم صل على ميم ملكك ‪ ،‬وحاء حكمتك ‪ ،‬وميم ملكوتك ‪ ،‬وداؿ‬
‫دٲبوميتك صبلة تستغرؽ العد ‪ ،‬و‪ٙ‬بيط با‪٢‬بد ‪.‬‬
‫اللهم صل على ميم اجملد ‪ ،‬وحاء الر‪ٞ‬بة ‪ ،‬وميم ا‪٤‬بلك ‪ ،‬وداؿ الدواـ ‪،‬‬
‫السيد الكامل الفاضل الفاتح ا‪٣‬باًب ‪ ،‬وعلى آلو وأصحابو وأزواجو وذريتو‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫‪- 264 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاألدماءىالنبووة‬
‫‪‬‬
‫أحمد ‪‬‬
‫‪‬‬
‫اللهم صل على ألف أحديتك ‪ ،‬وحاء وحدانيتك ‪ ،‬وميم ملكك ‪ ،‬وداؿ‬
‫فقد أخلصت ا‪٣‬بالص ‪،‬‬ ‫[ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ] {الزمر ‪. }ٖ :‬‬ ‫دينك ‪:‬‬
‫القائم بالدين ا‪٣‬بالص ‪ ،‬وأضفتو إليك ‪ .‬فصل رب على من قاـ إليك ‪ٗ ،‬با‬
‫أضفت على التحقيق إليك ‪ ،‬فأًب دينك ‪ ،‬وبلغ رسالتك ‪ ،‬وأوضح سبيلك ‪،‬‬
‫وأدى أمانتك ‪ ،‬وأقاـ الربىاف على وحدانيتك ‪ ،‬وأثبت ُب القلوب أحديتك ‪،‬‬
‫فهو سرؾ ا‪٤‬بصوف هبيبتك وجبللك ‪ ،‬ا‪٤‬بتوج بنور أسرارؾ و‪ٝ‬بالك ‪.‬‬
‫الواحد ‪‬‬
‫‪‬‬
‫اللهم صل على الواحد الثاين ‪ ،‬ا‪٤‬بخصوص بالسبع ا‪٤‬بثاين ‪ ،‬السر الساري ُب‬
‫منازؿ األفق الر‪ٞ‬باين ‪ ،‬القلم ا‪١‬باري ٗبداد مدد ا‪٤‬بدد الرباين ‪ ،‬على طور‬
‫العقل اإلنساين ‪ ،‬صبلة تتجدد بتجدد ر‪ٞ‬بتك عليو ‪ ،‬وانتهاء نورؾ وسرؾ‬
‫إليو يارب العا‪٤‬بْب ‪.‬‬
‫المحمود ‪‬‬
‫‪‬‬
‫ومظهر خزائن‬‫اللهم صل على نورؾ ‪ ،‬موضع نظرؾ ‪ ،‬ومظهر منظرؾ ‪ُ ،‬‬
‫كرمك ‪ ،‬عقدة عزؾ ‪ ،‬ومفتاح قدرتك ‪٧ ،‬بل ر‪ٞ‬بتك ‪ ،‬و‪٦‬بد عظمتك ‪.‬‬
‫خبلصتك من كنو كونك ‪ ،‬وصفوتك ‪٩‬بن خصصتو باصطفائيتك ‪ ،‬النيب‬

‫‪- 265 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫األدماءىالنبووةىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫األمي ‪ ،‬الرسوؿ العريب األبطحي القرشي ‪ ،‬أ‪ٞ‬بد ا‪٢‬بامدين ُب سرادقات‬


‫جبللك ‪ ،‬و‪٧‬بمد احملمودين ُب بساط ‪ٝ‬بالك ‪.‬‬
‫أبو القاسم ‪‬‬
‫‪‬‬
‫اللهم صل على ألف إبداعك ‪ ،‬وباء بداية اخَباعاتك ‪ ،‬وواو ودؾ ُب‬
‫إنشاءاتك ‪ ،‬وألف إبرازؾ ‪٤‬بخلوقاتك ‪ ،‬والـ لطفك ُب تدبّباتك ‪ ،‬وقاؼ‬
‫إحاطة قدرتك على خلق أرضك و‪٠‬باواتك ‪ ،‬وسْب سرؾ بْب ‪ٝ‬بيع أضداد‬
‫مبدوعاتك ‪ ،‬وميم ‪٩‬بلكتك احمليطة ٗبعلوماتك ‪.‬‬
‫كهيعص ‪‬‬
‫‪‬‬
‫اللهم صل على كاؼ كفايتك ‪ ،‬وىاء ىدايتك ‪ ،‬وياء ٲبنك ‪ ،‬وعْب‬
‫عظمتك ‪ ،‬وصاد صراطك ‪[ :‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬

‫ﭳ] {الفا‪ٙ‬بة ‪[ . }ٚ :‬ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬

‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ] {الشورى ‪. }ٖ٘ :‬‬

‫النور ‪‬‬
‫‪‬‬
‫اللهم صل على شجرة األصل النورانية ‪ ،‬و‪٤‬بعة القبضة الر‪ٞ‬بانية ‪ ،‬وأفضل‬
‫ا‪٣‬بليقة اإلنسانية ‪ ،‬وأشرؼ الصورة ا‪١‬بسمانية ‪ ،‬ومعدف األسرار الربانية ‪،‬‬
‫وخزائن العلوـ االصطفائية ‪ ،‬صاحب القبضة األصلية ‪ ،‬والبهجة السنية ‪،‬‬
‫‪- 266 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاألدماءىالنبووة‬
‫‪‬‬

‫والرتبة العلية ‪ ،‬من اندرجت النبيوف ‪ٙ‬بت لوائو ‪ ،‬فهم منو ‪ ،‬وإليو ‪[ :‬ﭑ‬

‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱﭲ ﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ] {الفتح ‪. }ٕٜ :‬‬

‫صبلة وسبلما ‪ ،‬ينزالف من أفق كنو باطن الذات ‪ ،‬إٔب فلك ‪٠‬باء مظاىر‬
‫األ‪٠‬باء والصفات ‪ ،‬ويرتقياف من سدرة منتهى العارفْب ‪ ،‬إٔب مركز جبلؿ‬
‫النور ا‪٤‬ببْب ‪ ،‬موالنا ‪٧‬بمد عبدؾ ونبيك ورسولك ؛ علم يقْب العلماء‬
‫الربانيْب ‪ ،‬وعْب يقْب ا‪٣‬بلفاء الصديقْب ‪ ،‬وحق يقْب األنبياء ا‪٤‬بكرمْب ‪،‬‬
‫الذي تاىت ُب أنوار جبللو أولو العزـ من ا‪٤‬برسلْب ‪ ،‬و‪ٙ‬بّبت ُب درؾ‬
‫حقائقو عظماء ا‪٤‬ببلئكة ا‪٤‬بهيمْب ‪ ،‬ا‪٤‬بنزؿ عليو بلساف عريب مبْب ‪[ :‬ﯣ‬

‫ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﯮﯯﯰ‬
‫ﯱﯲﯳ ﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ‬
‫ﯻ] {آؿ عمراف ‪. }ٔٙٗ :‬‬

‫‪- 267 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫األدماءىالنبووةىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫أ‪٠‬باءه ‪ ‬توقيفية ‪ ،‬أي يُراعى فيها الكتاب والسنة واإل‪ٝ‬باع ‪ ،‬فكل اسم‬
‫ورد ُب ىذه األصوؿ جاز إطبلقو عليو ‪ ، ‬وما ٓب يرد فيها ال ٯبوز‬
‫إطبلقو ‪ ،‬وإف صح معناه ‪ ،‬إال إذا كاف إ‪٥‬باما وتعليما من اهلل تعأب ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ا‪ٟ‬م ٍؿ ُه َق ‪٬‬مَ َ‬
‫ؽ ‪َٟ :‬م َّؿقْ َ‬ ‫قياسا على قولو ‪ُ ‬ب دعائو ‪َ ...[ :‬أ ْ‪ٟ‬ملَ‪٬‬مُ َ‬
‫ؽ ٔمِؽ ُِّؾ ْ‬
‫ؽ ‪َ ،‬أ ْو َأ ْك َز‪٬‬مْتَ ُف ِّم ‪٫‬مِتَؤم ِ َ‬
‫ؽ ‪َ ،‬أ ْو‬ ‫ؽ ‪َ ،‬أ ْو َ‪٣‬م َّؾ ْؿتَ ُف َأ َ٘مدً ا ِم ْـ ‪ٙ‬مَ ْؾ ِؼ َ‬ ‫ٔم ِ ِف َك ْػ َس َ‬
‫ى ‪ . )ٔ( ]...‬فهذه األ‪٠‬باء الٍب يعلِّمها ا‪٢‬بق‬ ‫ت ٔم ِ ِف ِّم ِ‪٣‬م ْؾ ِؿ ا‪٬‬مْ َغ ْق ِ‬‫ا‪ٟ‬م تَلْ َٖم ْر َ‬
‫ْ‬
‫‪٣‬بلقو ىي صحيحة ‪ ،‬وٯبب االعتقاد فيها على من قاـ ا‪٢‬بق بتعليمها لو ‪،‬‬
‫أو على أتباعو ‪٩‬بن يعتقدوف واليتو ‪ .‬وال ٯبب اعتقاد صحتها على من‬
‫دوهنم ‪.‬‬
‫والتسمي بأ‪٠‬باء األنبياء ‪ -‬عامة ‪ -‬مندوب لقولو ‪ٕ[ : ‬م ََس َّؿ ْقا ٔمِ َل ْ‪ٟ‬م ََم ِء‬
‫ْإَ ْكبِ َق ِوء] (ٕ) ‪.‬‬

‫والتسمي با‪٠‬بو ‪ - ‬خصوصية من دوف األنبياء ‪ -‬ىو مبارؾ ميموف ‪٤‬با‬


‫ورد ُب فضيلة ذلك ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد ُب مسنده وابن أيب شيبة وا‪٢‬باكم وصححو وابن حباف ُب صحيحو والبيهقي ُب‬
‫األ‪٠‬باء والصفات وا‪٣‬بطيب البغدادي والشاشي وابن السِب عن عبد اهلل بن مسعود ‪. ‬‬
‫وابن السِب عن أيب موسى ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أبو داود والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة والبخاري ُب األدب وابن عبد‬
‫الرب ُب االستيعاب عن أيب وىب ا‪١‬بشمي ‪. ‬‬

‫‪- 268 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاألدماءىالنبووة‬
‫‪‬‬
‫و‪ٟ‬م ِؿل] ‪ .‬وُب رواية ‪ٕ[ :‬م ََس َّؿ ْقا‬ ‫‪ ‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪َٟ [ : ‬م ُّؿقا ٔمِ ْ‬
‫ٔمِ ْو‪ٟ‬م ِؿل] (ٔ) ‪.‬‬

‫و‪ٟ‬م ِؿل ‪َ ،‬ي ْر ُٗمق َٔم َر َ‪٫‬متِل ‪٨ ،‬مَ دَ ْت َ‪٣‬م َؾ ْق ِف‬


‫‪ ‬وقاؿ رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬م ْـ َٕم َس َّؿك ٔمِ ْ‬
‫ا‪٬‬مؼ َق َوم ِي] (ٕ) ‪.‬‬ ‫ً ‪ ،‬إ‪٦‬م يق ِم ِ‬
‫َ‬ ‫ا‪٬‬م‪ٝ‬م َ‪٫‬م ُي َو َر َ‬
‫ا٘م ْ‬ ‫ََ‬
‫‪ ‬وقاؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬إِ َذا َ‪ٟ‬م َّؿ ْق ُت ْؿ ُ َ‬
‫ُم َّؿد ًا َ‪٩‬م َال َ ْت َب ُفق ُه ‪َ ،‬و َٓ َ ْحت ِر ُمق ُه ‪َ ،‬و َٓ‬
‫س ‪٩‬مِ ِ‬‫ُم َّؿدٌ ‪َ ،‬ؤمِ َؿ ْجؾِ ٍ‬ ‫ً ‪٩‬مِ ِ‬ ‫ُمؿ ٍد ‪ ،‬وّم ٔمق ٍ‬ ‫ُٕم َؼ ِّب ُحق ُه ‪ُٔ .‬م ِ‬
‫قف‬ ‫قف ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫قر َك ّم ُ َ َّ‬
‫‪ .‬ا‪١‬بَْبو ‪ :‬ىو اإلذالؿ واالستقباؿ بالؤلذى ‪.‬‬ ‫ُ َُم َّؿدٌ ](ٖ)‬

‫قل اهللِ ‪َ [ : ‬م ْـ ُو‪٬‬مِدَ َ‪٬‬م ُف َٖمال َٖم ٌي َ‪٩‬م َؾ ْؿ ُي َس ِّؿ َأ َ٘مدَ ُه ْؿ ُ َ‬
‫ُم َّؿدً ا َ‪٩‬م َؼدْ‬ ‫‪ ‬و َ‪٫‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫َٗم ِف َؾ] (ٗ) ‪.‬‬

‫رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد وأبو يعلى وعبد بن ‪ٞ‬بيد وابن ماجة عن‬ ‫ٔ‪-‬‬
‫أنس بن مالك ‪ . ‬والبخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد وعبد بن ‪ٞ‬بيد والطيالسي‬
‫وابن ماجة عن جابر بن عبد اهلل ‪ . ‬والبخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود وابن‬
‫ماجة وأ‪ٞ‬بد والطرباين ُب الكبّب واألوسط والطيالسي وابن راىويو وابن أيب شيبة عن أيب‬
‫ىريرة ‪. ‬‬
‫رواه ابن أيب عاصم وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة وأورده ابن حجر ُب اإلصابة عن جشيب ‪. ‬‬ ‫ٕ‪-‬‬
‫رواه البزار عن أيب رافع ‪ . ‬والديلمي عن جابر ‪. ‬‬ ‫ٖ‪-‬‬
‫رواه الطرباين ُب الكبّب وأورده ابن حجر ُب ا‪٤‬بطالب العالية وابن بكّب وا‪٢‬بارث ُب مسنده عن‬ ‫ٗ‪-‬‬
‫ابن عباس ‪. ‬‬

‫‪- 269 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫األدماءىالنبووةىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫قل اهللِ ‪[ : ‬مو َض أ٘مد‪٫‬مؿ ‪٬‬مق ‪٫‬مون ّم ٔمقتف ُمؿد ‪ ،‬وُمؿدان ‪،‬‬
‫‪ ‬و َ‪٫‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫وٖمالٖمي ؟] (ٔ) ‪.‬‬

‫َود ‪َ :‬أ َٓ ‪٬‬مِ َق ُؼ ْؿ‬


‫َون يقم ا ْ‪٬‬م ِؼقوم ِي كَودى مـ ٍ‬
‫‪َ ‬و َ‪٤‬م ِـ إمـ ‪٤‬مبچمس ‪َ ‬أ َځم ُف َ‪٫‬م َچمل ‪[ :‬إ َذا ‪٫‬م َ َ ْ ُ َ َ َ ُ‬
‫َم ْـ ْا‪ٟ‬م ُؿ ُف ُ َُم َّؿدٌ ‪٩َ ،‬م ْؾ َقدْ ُ‪ٙ‬م ِؾ الـَّ َي ‪٫ ،‬م ََر َام ًي ‪٬‬مِـَبِ ِّق ِف ُ َُم َّؿ ٍد ‪. )ٕ( ]‬‬

‫واسم يدخل صاحبو ا‪١‬بنة ‪ -‬جملرد التسمي بو ‪١ -‬بدير بالتعظيم والتقديس ‪.‬‬
‫وىذا ألف أ‪٠‬باءه ‪ ‬ىي أ‪٠‬باء ‪٥‬با قوة فاعلة ‪ ،‬ومؤثرة ُب مسماىا ‪.‬‬
‫فمن ُ‪٠‬بِّي هبا هبذه النية ‪ ،‬فقد حاز نصيبا من معناىا ‪.‬‬
‫ا‪ٚ‬مو٘مل ا َّ‪٬‬م ِذي‬
‫ُمؿدٌ ‪ ،‬و َأكَو َأْحدُ ‪ ،‬و َأكَو ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫َ‪٫‬م َچمل ا٭مپمَبِ ال ‪ِٓ [ : ‬م ََخ َْس ُي َأ ْ‪ٟ‬م ََمء ‪َ :‬أكَو ُ َ َّ‬
‫َّوس َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َ‪٪‬مدَ ِمل ‪َ ،‬و َأكَو‬ ‫يَُ‬
‫‪٧‬م ا‪٬‬مـ ُ‬
‫ِ‬
‫وذ ا َّ‪٬‬مذي ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫َي ْؿ ُحق اهللُ ِ َِب ا ْ‪٬‬م ُؽ ْػ َر ‪َ ،‬وأكَو احل ُ‬
‫ا ْ‪٬‬م َع ِو‪٪‬م ُى] (ٖ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه ابن بكّب والقاضي عياض عن أيب مليكة ‪ . ‬وابن سعد عن عثماف العمري ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬أورده ابن سبع ُب ا‪٣‬بصائص والبيجرمي ُب حاشيتو على ا‪٣‬بطيب وا‪٢‬بجاوي ُب اإلقناع عن‬
‫ابن عباس ‪ . ‬والقاضي عياض ُب الشفا عن جعفر بن ‪٧‬بمد عن أبيو ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو ومالك ُب ا‪٤‬بوطأ والنسائي والطرباين ُب الكبّب والبيهقي ُب الشعب‬
‫والدالئل والطحاوي ُب مشكل اآلثار عن جبّب بن مطعم ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب‬
‫واألوسط عن أيب موسى ‪. ‬‬

‫‪- 271 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاألدماءىالنبووة‬
‫‪‬‬
‫وا‪٤‬بباح التسمي بو من أ‪٠‬بائو ىو كاسم ‪٧ :‬بمد ‪ ،‬وأ‪ٞ‬بد ‪ ،‬و‪٧‬بمود ‪ ،‬وغّبىا‬
‫‪...‬‬
‫ولكن اسم كا‪٢‬باشر ‪ ،‬أو العاقب ‪ ،‬أو ا‪٤‬باحي ‪ ،‬فهذه أ‪٠‬باء خاصة للنيب‬
‫‪ . ‬وذلك ألف كل اسم لو داللة خاصة ‪ ،‬ال تنطبق إال على النيب ‪. ‬‬
‫أباح النيب ‪ ‬التسمي ببعض أ‪٠‬بائو ‪ ،‬وٓب يبح التكِب بكنيتو ‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬
‫و‪ٟ‬م ًَم ‪َ ،‬أ ْ‪٪‬م ِس ُؿ‬
‫ً َ‪٪‬م ِ‬
‫و‪ٟ‬م ِؿل ‪َ ،‬و َٓ َٕم َؽـ َّْقا ٔمِ ُؽـْ َقتِل ‪٩َ ،‬منِ ِّين إِك َََّم ُٗم ِع ْؾ ُ‬
‫[ َ‪ٟ‬م ُّؿقا ٔمِ ْ‬
‫ْب النيب ‪ ‬علة عدـ التكِب بكنيتو ‪( :‬أيب القاسم) أف‬‫َٔم ْقـَؽ ُْؿ](ٔ) ‪ .‬فبَػ َّ َ‬
‫كونو قا‪٠‬با ؛ ىذه خصوصية من اهلل تعأب لو ‪ ،‬ليست لغّبه ‪.‬‬
‫فأ‪٠‬باءه ‪ ‬تدؿ على مسماه ‪ ،‬وكانت خبلئقو إ٭با ىي تفصيل ‪ٝ‬بلة ا‪٠‬بو ‪،‬‬
‫وشرح معناه ‪ .‬وذلك أف أشهر أ‪٠‬بائو ‪ ‬ىو ‪٧( :‬بمد) ‪.‬‬
‫فاحملمد ُب اللغة ؛ ىو الذي ُٰب َم ُد ‪ٞ‬بدا‬
‫وىذا االسم منقوؿ من الصفة ‪َّ ،‬‬
‫بعد ‪ٞ‬بد ‪ ،‬وال يكوف مفعل مثل ‪٩‬بدح ؛ إال ‪٤‬بن تكرر فيو الفعل مرة بعد‬
‫مرة ‪.‬‬
‫وال يُعرؼ ُب العرب من تسمى هبذا االسم قبلو ‪ ‬إال ثبلثة ‪ ،‬طمع آباؤىم‬
‫‪ -‬حْب ‪٠‬بعوا بذكر سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬وبقرب زمانو ‪ ،‬وأنو يُبعث ُب ا‪٢‬بج ػ ػاز ‪،‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة وأبو يعلى والتربيزي ُب مشكاة‬
‫ا‪٤‬بصابيح وابن عساكر ُب تارٱبو عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬

‫‪- 271 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫األدماءىالنبووةىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫أف يكوف ولداً ‪٥‬بم (ٔ) ‪.‬‬


‫أما أ‪ٞ‬بد ؛ فهو ا‪٠‬بو ‪ ‬الذي ُ‪٠‬بي بو على لساف عيسى ‪ )ٕ( ‬فإنو منقوؿ‬
‫أيضا من الصفة الٍب معناىا التفضيل ‪ ،‬فمعُب أ‪ٞ‬بد ‪ :‬أي أ‪ٞ‬بد ا‪٢‬بامدين لربو ‪.‬‬
‫وقد اختص ‪ ‬من معُب ا‪٢‬بمد ٗبا ٓب ٯبتمع لغّبه ‪:‬‬
‫‪ ‬فإف ا‪٠‬بو ‪٧ ‬بمد وأ‪ٞ‬بد ‪.‬‬
‫‪ ‬وأمتو ‪ ‬ا‪٢‬بمادوف (ٖ) ‪ٰ ،‬بمدوف اهلل ُب السراء والضراء ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬ذكرىم ابن فورؾ ُب كتاب الفصوؿ وىم ‪ :‬األوؿ ‪٧ -‬بمد بن سفياف بن ‪٦‬باشع ‪ ،‬جد جد‬
‫الفرزدؽ الشاعر ‪ ،‬والثاين ‪٧ -‬بمد بن أحيحة بن ا‪١‬ببلح بن ا‪٢‬بريش بن ‪ٝ‬بحي بن كلفة بن‬
‫عوؼ بن عمرو بن عوؼ بن مالك بن األوس ‪ ،‬والثالث ‪٧ -‬بمد بن ‪ٞ‬براف بن ربيعة ‪.‬‬
‫وكاف آباء ىؤالء الثبلثة قد وفدوا على بعض ا‪٤‬بلوؾ ‪ ،‬وكاف عنده علم من الكتاب األوؿ ‪،‬‬
‫فأخربىم ٗببعث النيب ‪ ، ‬وبا‪٠‬بو ‪ ،‬وكاف كل واحد منهم قد خلف امرأتو حامبل ‪ ،‬فنذر‬
‫كل واحد منهم إف ُولد لو ذكر أف يسميو ‪٧‬بمدا ‪ ،‬ففعلوا ذلك ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬

‫{الصف ‪. }ٙ :‬‬ ‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ]‬


‫قل اهللِ ‪ِٓ ‬م ا٭مَ َْق َرا ِة ؟‬ ‫ّمدُ َځم ْٷم َډم ر‪٠‬م ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ػ َِ‬ ‫چمر ‪٬َ : ‬م ْڀم َ‬ ‫ڇم إَ ْ‪ٙ‬م َب ِ‬ ‫چمس ‪َ : ‬أ َځم ُف َ‪٠‬م َڂم َل َ‪٬‬م ْٷم َ‬ ‫َـ ا ْٕم ِـ ‪٤‬مَ َب ٍ‬ ‫ٖ‪٤ -‬م ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُي َٽمدُ َ‬
‫ون‬ ‫ڇم ‪ :‬ځمَجدُ ُه ُُم ََٽمدَ ْٕم َـ َ‪٤‬م ْبد اهللِ ‪ُ ،‬يق َ٭مدُ ٕمِ َٽم َٻم َڈم ‪َ ،‬و ُ َهيچم٘م ُر إِ َ‪٧‬م َ‪٢‬مچم َٕم َڈم ‪ُ ،...،‬أ َٱم َُ ُف ْ َ‬
‫احل ََم ُد َ‬
‫ون َ ْ‬ ‫َ‪٪‬م َٺم َچمل َ‪٬‬م ْٷم ٌ‬
‫‪٤‬مَ‪ٜ‬م ُ‪٬‬م ِّؾ ځم َْج ٍد ‪ُ ،‬ي َق ِّض ُئق َن َأ ْ‪٢‬م َرا َ‪٪‬م ُٿم ْؿ ‪َ ،‬و َي ْڂمٖم َِز ُرو َن ِْم‬ ‫ون اهللَ َ‬ ‫َ‪ٞ‬م َ‬ ‫اهللَ ِٓم ا٭مرس ِاء َ ِ‬
‫وا٭مْضاء ‪َ ،‬و ُيٻم ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫چم٘م ِد ِه ْؿ ‪٬‬مَدَ ِو ِّي ا٭مپم َْح ِؾ ‪،‬‬ ‫َچمَلؿ ‪َ ،‬د ِوهيؿ ِْم ٱمس ِ‬
‫اُ ْ َ َ‬
‫قن ِْم صّل ِ َِِتؿ ‪٬‬مََم يٳم اٹم َ ِ ِ‬
‫قن ِْم ‪٫‬مَ ْ‬ ‫ْ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َأ ْو َ‪٠‬مچم‪٢‬مِ ِٿم ْؿ ‪َ ،‬ي ُٳم اٹم َ‬

‫ا٭مس ََم ِء ‪ .‬رواه أبو نعيم والدارمي والتربيزي وابن سعد وابن عساكر ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُي ْس َٽم ُع ُٱمپمَچمدهيِ ْؿ ِْم َ٘م ِّق َ‬

‫‪- 272 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاألدماءىالنبووة‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وصبلتو ‪ ، ‬وصبلة أمتو ‪ ،‬مفتتحة با‪٢‬بمد ‪.‬‬
‫ان‬‫ق‪٠‬مك ْٕم َـ ِ‪٤‬م ْٽم َر َ‬ ‫فعن أنس ‪ ، ‬قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬إِ َن ُٱم َ‬
‫ْل َب ُچمر َٖم َب َچمر َك َو َٖم َٷم َچم‪٧‬م ‪... :‬‬ ‫ات َي ْق ٍم ْم َ‪٢‬م ِر ٍيؼ ‪٪َ ،‬مپمَچم َدا ُه ا َ‬‫چمن َي ْٽم ِٮم َذ َ‬
‫‪٬َ ‬م َ‬
‫چم‪ٙ‬مدٌ ٭م ِـ ُٽم َح َٽم ٍد َأ ْد َ‪ٚ‬م ْټم َُ ُف‬
‫يچم ٱمق‪٠‬مك ‪َ ،‬ځمبئ ٕمپمِل إِْس ِائ َڀمؾ َأ َځمف ٱمـ َ٭م ِٺمڀمپم ِل وهق ٘م ِ‬
‫ُ َ ْ َ َ ُ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ڀمٽمل ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪ :‬إِ َ َِلل َو َٱم ْـ ُُم َ َٽمدُ ؟‬ ‫اهڀمؿ وٱمق‪٠‬مك َ‪٬‬م ِټم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا٭مپمَچمر ‪ ،‬و َ٭مق َ‪٬‬م َ ِ‬
‫چمن َ‪ٚ‬مټمڀم‪٥‬م إِ ْٕم َر َ َ ُ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ق‪٠‬مك ‪َ ،‬و ِ‪٤‬م َزيت َو َ٘م َّلٔم ‪َ ،‬ٱمچم َ‪ٚ‬م َټم ْٺم ُډم َ‪ٚ‬م ْټم ًٺمچم َأ ْ‪٬‬م َر َم َ‪٤‬م َ َ‪٥‬م ِٱمپمْ ُف ‪،‬‬‫َ‪٪‬م َٺم َچمل ‪َ :‬يچم ُٱم َ‬
‫ات َوإَ ْر َض‬ ‫ش ‪٫َ ،‬مب َؾ َأ ْن َأ ْ‪ٚ‬م ُټم َؼ ا٭مسَمو ِ‬ ‫َ‪٬‬م ََب ُډم ا‪٠‬مٽمف ٱمع ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ا‪٠‬مٽمل ْم ا٭م َٷم ْر ِ ْ‬ ‫ْ َُ َ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ا٭مٲم ْٽم َس َوا٭م َٺم َٽم َر ٕمِ َڂم ْ٭م َٹم ْل َأ ْ٭مػ َ‪٠‬مپمَڈم ‪َ .‬و‪٤‬م َزيت َو َ٘م َّلٔم ‪ ،‬إِ َن ا َ‬
‫ْلپمَ َڈم َ٭مـ ُٽم َح َر َٱم ٌڈم‬ ‫َو َ‬
‫ق‪٠‬مك ‪َ :‬و َٱم ْـ ُأ َٱم ُڈم ُُم َ َٽم ٍد ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ََجڀم ِع َ‪ٚ‬م ْټمٺمل َ‪ٙ‬م ََك َيدْ ُ‪ٚ‬م َټم َٿمچم ُُم َ َٽمدٌ َو ُأ َٱم َُ ُف ‪٫َ .‬م َچمل ُٱم َ‬
‫چمل ‪َ ،‬ي ُٲمدا َ‬
‫ون‬ ‫ون ُص ُٷمقد ًا َو ُه ُبق ً‪٢‬مچم َو َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م ُ‪٬‬م ِّؾ َ‪ٙ‬م ٍ‬ ‫ُي َٽمدُ َ‬ ‫َ‪٫‬م َچمل ‪ُ :‬أ َٱم َُ ُف احلَ ََم ُد َ‬
‫ون ‪ْ َ ،‬‬
‫ڀمؾ ‪،‬‬ ‫چمن ٕمِچم٭م َټم ِ‬
‫چمر ‪ُ ،‬ر ْه َب ٌ‬ ‫ون َأ ْ‪٢‬م َرا َ‪٪‬م ُٿم ْؿ ‪َ ،‬ص ِچمئ ُٽم َ‬
‫قن ٕمِچم٭مپمَ َٿم ِ‬ ‫َأ ْو َ‪٠‬مچم َ‪٢‬م ُٿم ْؿ ‪َ ،‬و ُي َٵم ِّٿم ُر َ‬
‫ْلپمَ َڈم ٕمِ َٲم َٿمچم َد ِة َأ ْن َٓ إِ َ٭م َف إِ َٓ اهللُ ‪٫َ .‬م َچمل ‪ :‬إِ َ َِلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأ ْ‪٫‬م َب ُؾ ٱمپمْ ُٿم ُؿ ا٭م َڀمس َ‪ٝ‬م ‪َ ،‬و ُأ ْد‪ٚ‬م ُټم ُٿم ُؿ ا َ‬
‫ا٘م َٷم ْټمپم ِل ِٱم ْـ ُأ َٱم ِڈم َذ٭مِ َؽ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا٘م َٷم ْټمپمل َځمبِ َل ٖم ْټم َؽ إُ َٱمڈم ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ :‬ځمبِ اڀم َٿمچم ٱمپمْ ُٿم ْؿ ‪٫َ .‬م َچمل ‪ْ :‬‬‫ْ‬
‫ِ‬
‫ق‪٠‬مك َ‪٠‬م َڂم ْ َ‬
‫َج ُع‬ ‫ق‪٠‬مك ‪َ ،‬و َ٭مٻم ْـ َيچم ُٱم َ‬ ‫ا‪٠‬م ََ ْڂم َ‪ٚ‬م ُروا َيچم ُٱم َ‬ ‫ا‪٠‬م ََ ْٺمدَ ْٱم َډم َو ْ‬‫ا٭مپمَبِ ِّل ‪٫َ .‬م َچمل ‪ْ :‬‬
‫ْل َّل ِل] (ٔ) ‪.‬‬ ‫َٕم ْڀمپمَ َؽ َو َٕم ْڀمپمَ ُف ْم َد ِار ا َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه ابن أيب عاصم ُب السنة وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية ‪.‬‬

‫‪- 273 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫األدماءىالنبووةىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫‪ ‬وخطبو ‪ ‬مفتتحة با‪٢‬بمد ‪.‬‬


‫‪ ‬وكتابو ‪ ‬مفتتح با‪٢‬بمد ‪ ،‬وخص هبا دوف سائر األنبياء ‪.‬‬
‫ص ‪ ‬با‪٤‬بقاـ احملمود الذي يغبطو بو األولوف واآلخروف ‪ ،‬وتُفتح‬ ‫وخ َّ‬
‫‪ُ ‬‬
‫عليو ‪ُ ‬ب ىذا ا‪٤‬بقاـ ؛ ‪٧‬بامد ٓب يُفتح هبا على أحد قبلو (ٔ) ‪،‬‬
‫فيحمد ربو هبا ‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا قاـ ‪ُ ‬ب ذلك ا‪٤‬بقاـ ؛ ‪ٞ‬بده حينئذ أىل ا‪٤‬بوقف كلهم ‪ ،‬مؤمنهم‬
‫وكافرىم ‪ ،‬أو‪٥‬بم وآخرىم ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ٔ‪ُ -‬ب حديث الشفاعة ‪٩َ ...[ :‬مق ُؼ ُ ِ‬


‫ى َ‪٪‬م بْ َؾ ُف‬ ‫ْض ْ‬ ‫ى ا‪٬‬مْقَ ْق َم َ‪٨‬م َض بًو ََل ْ َي غ َ‬ ‫قسك ‪ :‬إ ِ َّن َر ِِّب َ‪٪‬م دْ َ‪٨‬م ض َ‬ ‫قل ‪٣‬م َ‬ ‫َ‬
‫‪ٜ‬م ي ‪،‬‬ ‫ى َٔم ْع دَ ُه ِمثْ َؾ ُف ‪َ ،‬و ََل َي ْذ ‪٫‬م ُْر َذ ْكبًو ‪َ ،‬ك ْػ ِز َك ْػ ِز َك ْػ ِز ‪ ،‬ا ْذ َه بُ قا إ ِ َ‪٦‬م َ‪٨‬م ْ ِ‬ ‫ْض َ‬ ‫ِم ثْ َؾ ُف َ‪٪‬م ُّط ‪َ ،‬و ‪٬‬مَ ْـ َي غ َ‬
‫ْ‬
‫وء ‪،‬‬ ‫قل اهللِ ‪ ،‬و ‪ٙ‬مَ وٕم ِؿ ْإ َ ْكب ِق ِ‬ ‫ًْ َر ُ‪ٟ‬م ُ‬ ‫ا ْذ َه ُب قا إ ِ َ‪٦‬م ُُم ََّؿ ٍد ‪٩َ .‬م قَلْٕمُق َن ُُم ََّؿ دً ا ‪٩َ ،‬مقَ ُؼ ق‪٬‬مُق َن ‪َ :‬يو ُُم ََّؿ دُ أَ ك َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ؽ ‪َ ،‬أ َٓ ٕم ََرى إ ِ َ‪٦‬م َم و ك َْح ُـ‬ ‫ا‪٠‬م َػ ْع ‪٬‬مَـَو إِ َ‪٦‬م َر ِّٔم َ‬‫ؽ َو َم و ٕمَلَ‪ٙ‬مَّ َر ‪ْ ،‬‬ ‫ؽ َم و َٕم َؼ دَّ َم ِم ْـ َذ ْكب ِ َ‬ ‫َو َ‪٪‬م دْ َ‪٨‬م َػ َر اهللُ ‪٬‬مَ َ‬
‫‪٤‬م ِم ْـ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ش ‪٩َ ،‬مل َ‪٪‬م ُع َ‪ٟ‬م وٗم دً ا ‪٬‬م َر ِِّب َ‪٣‬م َّز َو َٗم َّؾ ‪ُٖ ،‬م َّؿ َي ْػ ت َُح اهللُ َ‪٣‬م َ َّ‬ ‫ًْ ا‪٬‬مْ َع ْر ِ‬ ‫قف ؟ ‪٩َ .‬م لَ ْكطَ ؾ ِ ُؼ َ‪٩‬م ِآيت َحت َ‬ ‫‪٩‬م ِ ِ‬

‫َوء َ‪٣‬م َؾ قْ ِف ‪٠َ ،‬مقْئًو ََل ْ َي ْػت َْح ُف َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م أَ َ٘م ٍد َ‪٪‬م ْب ِ‪٤‬م ‪ُٖ ،‬م َّؿ ُي َؼ ُول ‪َ :‬يو ُُم ََّؿ دُ ْار َ‪٩‬م ْع‬ ‫َوم ِد هِ ‪ ،‬و٘م س ِـ ا‪٬‬مثَّـ ِ‬
‫َ ُ ْ‬
‫َُم ِ‬

‫َر أْ َ‪ٟ‬م َؽ ‪َٟ .‬م ْؾ ُٕم ْعطَ ْف ‪َ .‬و ْا‪٠‬م َػ ْع ٕم َُش َّػ ْع ] ‪ .‬ر واه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي‬
‫وأ‪ٞ‬ب د وابن أيب شيبة والنسائي والبيهقي ُب الدالئل عن أيب ىريرة ‪ . ‬والبخاري‬
‫ومسلم ُب صحيحيهما وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي ُب السنن والنسائي عن‬
‫أنس بن مالك ‪ . ‬والبخاري والَبمذي عن أيب سعيد ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن ابن عباس ‪. ‬‬
‫والطرباين ُب الكبّب عن سلماف ‪ . ‬وغّبىم كثّب ‪.‬‬

‫‪- 274 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاألدماءىالنبووة‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وىو ‪٧ ‬بمود ٗبا مؤل بو األرض من ا‪٥‬بدي واإلٲباف ‪ ،‬والعلم النافع ‪ ،‬والعمل‬
‫الصاّب ‪ ،‬وما ‪ٞ‬بل عليو الناس من ‪٧‬باسن األخبلؽ ‪ ،‬ومكارـ الشيم ‪.‬‬
‫‪ ‬ويُعقد لو ‪ ‬لواء ا‪٢‬بمد (ٔ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وانظر كيف ُشرع لنا سنة وقرآنا ‪ ،‬أف نقوؿ عند اختتاـ األفعاؿ ‪،‬‬
‫وانقضاء األمور ‪ :‬ا‪٢‬بمد هلل رب العا‪٤‬بْب ‪ .‬فقد قاؿ اهلل سبحانو وتعأب ‪:‬‬
‫وقاؿ‬ ‫[ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ] {الزمر ‪. }ٚ٘ :‬‬

‫[ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ] {يونس ‪}ٔٓ :‬‬ ‫أيضا ‪:‬‬


‫وسن ‪ ‬ا‪٢‬بمد بعد األكل والشرب ‪ ،‬وقاؿ عند انقضاء السفر ‪:‬‬
‫ون ‪٬ ،‬مِ َر ِّٔمـَو َ٘م ِومدُ َ‬
‫ون] (ٕ) ‪.‬‬ ‫قن ‪ٕ ،‬مَوئِ ُب َ‬
‫قن ‪٣َ ،‬مؤمِدُ َ‬ ‫[آيِ ُب َ‬

‫‪...‬و َأكَو َ٘م ِوم ُؾ ‪٬‬مِ َق ِاء احل ْؿ ِد َي ْق َم ا ْ‪٬‬م ِؼ َق َوم ِي] ‪ .‬هبذا اللفظ رواه الَبمذي‬
‫ٔ‪ -‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬‬
‫‪...‬ؤمِ َق ِدي ‪٬‬مِ َق ُاء‬
‫والدارمي والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح عن ابن عباس ‪ . ‬وبلفظ ‪َ [ :‬‬
‫احل ْؿ ِد َو َٓ َ‪٩‬مخْ َر] ‪ .‬رواه الَبمذي واآلجري ُب الشريعة عن أيب سعيد ‪ ، ‬وأ‪ٞ‬بد والبيهقي‬
‫ُب الشعب والدالئل وأبو يعلى والطيالسي وأبو نعيم ُب الدالئل عن ابن عباس ‪ ، ‬وأبو‬
‫يعلى وابن حباف عن عبد اهلل بن سبلـ ‪ ، ‬واآلجري ُب الشريعة عن أنس بن مالك ‪، ‬‬
‫وأبو نعيم ُب الدالئل عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وابن أيب شيبة والنسائي عن أنس ‪ . ‬والبخاري‬
‫ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود والَبمذي وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي وعبد الرزاؽ عن‬
‫ابن عمر ‪ . ‬والَبمذي وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة وعبد الرزاؽ والنسائي عن الرباء بن عازب ‪. ‬‬
‫وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والطرباين عن ابن عباس ‪ . ‬والطرباين عن جابر ‪. ‬‬

‫‪- 275 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫األدماءىالنبووةىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫‪ٍ ‬ب انظر لكونو ‪ ‬خاًب األنبياء ‪ ،‬ومؤذنا بانقضاء الرسالة ‪ ،‬وارتفاع‬
‫الوحي ‪ ،‬ونذيرا بقرب الساعة ‪ ،‬و‪ٛ‬باـ الدنيا ‪ ،‬مع أف ا‪٢‬بمد ‪ -‬كما‬
‫قدمنا ‪ -‬مقروف بانقضاء األمور ‪ ،‬مشروع عنده ؛ ٘بد معاين أ‪٠‬بائو‬
‫‪ٝ‬بيعا ‪ ،‬وما خص بو من ا‪٢‬بمد واحملامد ‪ ،‬مشاكبل ‪٤‬بعناه ‪ ،‬مطابقا‬
‫لصفتو ‪ ،‬وُب ذلك برىاف عظيم ‪ ،‬وعلم واضح على نبوتو ‪ ،‬و‪ٚ‬بصيص‬
‫اهلل لو بكرامتو ‪ ،‬وأنو قدـ لو ىذه ا‪٤‬بقدمات قبل وجوده ‪ ،‬تكرمة لو ‪،‬‬
‫وتشريفا ‪.‬‬
‫‪ ‬وىذا االسم اشتمل على ا‪٢‬بمد ‪ ،‬فإنو ‪٧ ‬بمود عند اهلل ‪٧ ،‬بمود عند‬
‫ا‪٤‬ببلئكة ‪٧ ،‬بمود عند إخوانو من االنبياء ‪٧ ،‬بمود عند أىل األرض‬
‫كلهم ‪ -‬وإف كفر بو بعضهم ‪ -‬فإف ما فيو من صفات الكماؿ ‪٧‬بمودة‬
‫عند كل عاقل ‪ -‬وإف كابر عقلو جحوداً أو عناداً أو جهبلً باتصافو هبا ‪-‬‬
‫ولو علم اتصافو هبا ‪٢‬بمده ‪ ،‬فإنو ٰبمد من اتصف بصفات الكماؿ ‪،‬‬
‫وٯبهل وجودىا فيو ‪ ،‬فهو ُب ا‪٢‬بقيقة حامد لو ‪. ‬‬

‫‪ ‬قاؿ تعأب ُب ‪٧‬بكم آياتو ‪ [ :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬

‫ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆﮇﮈﮉ ﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏ‬


‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ] {الرعد ‪ . }ٖٔ :‬وقاؿ ‪[ :‬ﮉ ﮊ‬

‫ﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔ ﮕﮖ‬
‫‪- 276 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاألدماءىالنبووة‬
‫‪‬‬

‫و‪٤‬با كاف‬ ‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ] {ا‪٢‬بشر ‪. }ٕٔ :‬‬

‫سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬قرآنا ٲبشي على األرض ‪ -‬ولفظ (قرآف) أتى ُب آية‬
‫سورة الرعد نكرة ‪ -‬لذا فقد كاف سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬ىذا القرآف ؛ الذي‬
‫تُسيَّػ ُر بو ا‪١‬بباؿ ‪ ،‬و‪ٚ‬بشع لو ‪ ،‬وتُقطع بو األرض ‪ ،‬ويُ َكلَّم بو ا‪٤‬بوتى ‪،‬‬
‫ومن ىنا قاؿ البوصّبي واصفا ىذه ا‪٤‬بكانة العظمى لرسوؿ اهلل ‪: ‬‬
‫ِ‬ ‫ً َ‪٪‬مـدْ َر ُه آ َيو ُٕمــــــ ُف ِ‪٣‬م َظ ًؿــــو‬
‫‪٥‬م ُيدْ َ‪٣‬مك َد ِار َس ِّ‬
‫ا‪٬‬مر َم ِؿ‬ ‫َأ ْ٘م َقو ْا‪ٟ‬م ُؿ ُف ٘م َ‬ ‫َو‪ٟ‬م َب ْ‬
‫‪٬‬مق ك َ‬

‫‪- 277 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫اللهىجلىجاللهىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫اهلل جل جاللُ‬
‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ] {اإلسراء ‪. }ٔ :‬‬

‫الباء ُب (بعبده) حرؼ جر ‪ ،‬عبده ‪ :‬اسم ‪٦‬برور بالباء وعبلمة جره الكسرة ‪،‬‬
‫(عبد) مضاؼ ‪ ،‬وا‪٥‬باء ُب (بعبده) مضاؼ إليو ‪.‬‬
‫ؼ باإلضافة إٔب (ا‪٥‬باء) ‪.‬‬
‫(عبد) نكرة ‪ ،‬عُِّر َ‬
‫العبد ىو سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ،‬وا‪٥‬باء ىي ا‪٥‬بوية ‪.‬‬
‫فأضاؼ اهلل تعأب روح سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬إٔب اسم ا‪٥‬بوية ‪ ،‬ليعرفو لنا ‪.‬‬
‫عرؼ ‪.‬‬
‫وبقيت ذاتو تعأب ُب عمائها ‪٦ ،‬بهولةً ‪ ،‬ال تُ َ‬
‫فما ظهر عن الذات غير سيدنا محمد ‪ ، ‬فقاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ‬

‫ﭒ ﭓﭔ ] {الفتح ‪. }ٕٜ :‬‬

‫ظاىر ‪ ،‬باطنو ‪ ،‬اهلل ‪.‬‬


‫أي ‪ :‬سيدنا ‪٧‬بمد ‪ٌ ،‬‬
‫وال ظاىر ‪ ،‬وال باطن ‪ ،‬إال ىو ‪ ،‬فقاؿ تعأب ‪[ :‬ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬

‫ﯸﯹ ] {ا‪٢‬بديد ‪. }ٖ :‬‬

‫‪- 278 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاللهىجلىجالله‬
‫‪‬‬
‫وألجل ىذا ا‪٤‬بعُب ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪:‬‬

‫‪[ ‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ] {النساء ‪. }ٛٓ :‬‬

‫‪[ ‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ] {األنفاؿ ‪. }ٔٚ :‬‬

‫‪[ ‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ] {الفتح ‪. }ٔٓ :‬‬

‫وٓب يعرب القرآف ُب أي من ىذه اآليات باسم آخر إال لفظ ا‪١‬ببللة ‪ :‬اهلل ‪.‬‬
‫بل جعل ىذا االسم عْب سيدنا ‪٧‬بمد ‪ُ ، ‬ب سائر ما أخرب بو ‪٩‬با سبق ‪.‬‬
‫فجعل ظاىر سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬نائبا مناب ا‪٠‬بو (اهلل) جل جبللو ‪.‬‬
‫فلم يتجلى اهلل بذاتو على روح أحد من خلقو ‪ ،‬إال على روح رسوؿ اهلل ‪، ‬‬
‫فمن أراد التجلي الذاٌب ؛ فليفن ُب رسوؿ اهلل ‪. ‬‬

‫‪- 279 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫النورىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫اليْر‬
‫قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲﮳‬

‫﮴ ﮵ ﮶﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﯁‬
‫﯂ ﯃ ﯄ ﯅ ﯆ ﯇ ﯈ ﯉ ﯊ ﯋﯌ ﯍ ﯎ ﯏﯐ ﯑ ﯒‬
‫ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﰀ] {النور ‪. }ٖ٘ :‬‬

‫اللهم صل على مشكاة جسمو ‪ ،‬ومصباح قلبو ‪ ،‬وزجاجة عقلو ‪ ،‬وكوكب‬


‫سره ‪ ،‬ا‪٤‬بوقد من شجرة ‪ ،‬أصلها النور ا‪٤‬بفاض عليو من نور ربو ‪ ،‬نور على‬
‫نور ‪ .‬بل صل على الضمّب البارز ا‪٤‬بستور ‪ُ ،‬ب النور الثاين اآلخر ‪ ،‬ا‪٤‬بضروب‬
‫بو ا‪٤‬بثاؿ ُب عآب ا‪٤‬بثاؿ ‪.‬‬
‫اللهم صل على من نورت بنوره ملكوت ‪٠‬باواتك وأرضك ‪ ،‬مثل نوره‬
‫كمشكاة كونك ‪ ،‬فيها مصباح من نوره ‪ ،‬ا‪٤‬بصباح ُب زجاجة أجساـ‬
‫أنبيائك ومبلئكتك ورسلك ‪ ،‬الزجاجة كأهنا كوكب دري ‪ ،‬يوقد من شجرة‬
‫أصلها النور الذي ىو ا‪٤‬بفاض عليو من فيض ذاتك ‪ ،‬نور على نور ‪ ،‬يهدي‬
‫اهلل لنوره سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬من يشاء من خلقو ‪ ،‬ويضرب اهلل األمثاؿ للناس ‪،‬‬
‫واهلل بكل شيء عليم ‪.‬‬
‫‪- 281 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالنور‬
‫‪‬‬
‫اللهم إنك عليم هبذا النور البارز ا‪٤‬بستور ‪ ،‬الباىر ا‪٤‬بشهور ‪ ،‬الذي هبرت‬
‫بو كلية الكونْب ‪ ،‬وطرزت بو الثقلْب ‪ ،‬وزينت بو أركاف عرشك ‪،‬‬
‫ومبلئكة قدسك ‪ ،‬وأدنيتو من حضرة جربوتك ‪ ،‬وجعلتو ا‪٤‬بتشفع إليك‬
‫ُب مبلئكتك وأنبيائك ورسلك ‪ ،‬فهو باب الرضى ‪ ،‬والرسوؿ ا‪٤‬برتضى ‪.‬‬
‫اللهم صل على سراج دينك ‪ ،‬وكوكب يقينك ‪ ،‬وقمر توحيدؾ ‪ ،‬ومشس‬
‫مشاىدة إحسانك ُب إٯباد إنسانك ‪.‬‬
‫الفطرة ىي النور الذي تشق بو ظلمة ا‪٤‬بمكنات ‪ ،‬ويقع بو الفصل بْب‬
‫الصور ‪ ،‬فيُقاؿ ىذا ليس ىذا ‪ ،‬عند االختبلؼ ‪ .‬وقد يُقاؿ ىذا عْب ىذا ‪،‬‬
‫[ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ] {فاطر ‪. }ٔ :‬‬ ‫عند االشَباؾ ‪ ،‬فػ‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ] والعآب كلو ‪٠‬باء وأرض ‪،‬‬


‫ليس غّب ذلك ‪ ،‬وبالنور ظَ َه َر ‪ .‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑﭒﭓﭔ]‬
‫فالسماوات واألرض ؛ اهلل مظهرىا ‪ ،‬فهو نورىا ‪،‬‬ ‫{اإلسراء ‪. }ٔٓ٘ :‬‬

‫فظهور ا‪٤‬بظاىر ىو اهلل ‪ ،‬فهو تعأب [ﮡ ﮢ ﮣ] ففطر‬


‫السماء واألرض بو ‪ ،‬فهو فطرهتا ‪ ،‬وىي [ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬

‫ﯞ ﯟ] {الروـ ‪. }ٖٓ :‬‬

‫‪- 281 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫النورىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫فكل مولود يولد على الفطرة (ٔ) ‪.‬‬


‫فأخذىم وسأ‪٥‬بم ُب عآب َّ‬
‫الذِّر ‪[ :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬

‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵﭶ ﭷﭸ ﭹ] {األعراؼ ‪. }ٕٔٚ :‬‬

‫فما فطرىم إال عليو ‪ ،‬وال فطرىم إال بو ‪.‬‬


‫فبو ‪ٛ‬بيزت األشياء ‪ ،‬وانفصلت ‪ ،‬وتعينت ‪.‬‬
‫واألشياء ‪ُ -‬ب ظهورىا اإل‪٥‬بي ‪ -‬ال شيء ‪.‬‬
‫فالوجود ‪ ،‬وجوده ‪ .‬والعبيد ‪ ،‬عبيده ‪.‬‬
‫فهم العبيد ‪ ،‬من حيث أعياهنم ‪ .‬وىم ا‪٢‬بق ‪ ،‬من حيث وجودىم ‪.‬‬
‫فما ‪ٛ‬بيز وجودىم من أعياهنم إال بالفطرة ‪ ،‬الٍب فصلت بْب العْب ووجودىا ! ‪.‬‬
‫فلما كاف ذلك غامضا ‪ ،‬فقد ذيَّ َل اهلل تعأب اآلية بقولو ‪[ :‬ﯨ‬

‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ] {الروـ ‪. }ٖٓ :‬‬

‫أنعم ا‪٢‬بق على عباده ‪ ،‬حْب دعاىم إٔب معرفتو ‪ ،‬فَػتَػنَػ َّزَؿ بضرب األمثاؿ‬
‫صلوا بذلك ؛ القدر الذي أراد منهم ‪ ،‬أف يعلموا منو ‪ ،‬مثل قولو‬ ‫‪٥‬بم ‪ ،‬ليُ َح ِّ‬
‫قد إِ َّٓ ُيق َ‪٬‬مدُ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ا ْ‪٬‬م ِػ ْط َر ِة ‪٩َ ،‬م َل َٔم َقا ُه ُ َُّي ِّق َداكِ ِف َأ ْو‬
‫ٔ‪٤َ -‬مـ َأيب ُهرير َة ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ ،‬م َچمل ا٭مپمَبِل ‪[ : ‬مو ِمـ مق ُ‪٬‬م ٍ‬
‫َ ْ َْ‬ ‫ا‬ ‫ََْ‬ ‫ْ‬
‫َٮماكِ ِف َأ ْو ُي َؿ ِّج َسوكِ ِف] ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما ومالك وأبو داود والَبمذي وأ‪ٞ‬بد‬ ‫ُيـ ِّ َ‬
‫والبيهقي وعبد الرزاؽ والطرباين وأبو يعلى وا‪٢‬بميدي وابن حباف والطيالسي ‪.‬‬

‫‪- 282 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالنور‬
‫‪‬‬

‫[ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﮲ ﮳] لقولو ‪ [ :‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ]‬


‫فجعل (النور) نفسو ألنو خرب ا‪٤‬ببتدأ ‪ ،‬أي صفتو وىويتو (النور) من حيث‬
‫إنو (اهلل النور) ‪.‬‬

‫وأين نور ا‪٤‬بصباح من قولو ‪ [ :‬ﮩ ﮪ ] ‪.‬‬

‫ُب قولو تعأب ‪[ :‬﯑ ﯒ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ] أضاؼ النور إٔب نفسو ‪ ،‬ال‬


‫إٔب غّبه ‪ .‬وُب قولو ‪[ :‬ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ] أضاؼ النور إٔب‬
‫السموات واألرض ‪ ،‬ليهدينا إٔب معرفة نوره ا‪٤‬بطلق ‪ ،‬كما جعل ا‪٤‬بصباح‬
‫ىادياً إٔب نوره ا‪٤‬بقيد ‪ ،‬و‪ٛ‬بم ذلك بقولو ‪[ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ‬

‫ﯝ ﯞ ﰀ] {النور ‪ . }ٖ٘ :‬وذكر اهلل تعأب حيثية ضربو األمثاؿ بأنو‬


‫تعأب بكل شيء عليم ‪ .‬لذا ‪٤‬با هنانا اهلل تعأب عن ضرب األمثاؿ بقولو ‪:‬‬
‫[ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ] { النحل ‪ . } ٚٗ :‬علل‬
‫حيثية النهي بأننا ال نعلم ‪ ،‬فسبحاف اهلل العليم ا‪٣‬ببّب ‪.‬‬
‫اهلل اسم جامع ‪١‬بميع األ‪٠‬باء اإل‪٥‬بية ‪٧ ،‬بيط ٗبعانيها كلها ‪ ،‬وضرب‬
‫األمثاؿ ٱبص ا‪٠‬باً واحداً معيناً ‪ ،‬فإف ضربنا األمثاؿ هلل ‪ -‬وىو اسم‬
‫جامع شامل ‪ -‬فما طبقنا ا‪٤‬بثاؿ على الػ ُم َمثَّ ِل ‪ ،‬فإف ا‪٤‬بثاؿ خاص ‪،‬‬

‫‪- 283 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫النورىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫والػ ُم َمثَّل بو مطلق ‪ ،‬فوقع ا‪١‬بهل ببل شك ‪ .‬فنُهينا أف نضرب ا‪٤‬بثل من‬
‫ىذا الوجو ‪ ،‬إال أف نعْب ا‪٠‬باً خاصاً ينطبق ا‪٤‬بثل عليو ‪ ،‬فحينئذ يصح‬
‫ضرب ا‪٤‬بثل لذلك االسم ا‪٣‬باص ‪ ،‬كما فعل اهلل ُب ىذه اآلية ‪ ،‬فعْب‬
‫سبحانو ا‪٠‬باً آخر غّب االسم (اهلل) ‪ ،‬فضرب ا‪٤‬بثل با‪٤‬بصباح لذلك االسم‬
‫اآلخر وىو (النور) ‪ ،‬أي ىكذا فافعلوا ‪ ،‬وال تضربوا األمثاؿ هلل ‪ ،‬فإين ما‬
‫تأدب‬
‫ضربتها ‪ ،‬فافهموا ‪ .‬فَػ َّه منا اهلل وإياكم مواقع خطابو ‪ ،‬وجعلنا ‪٩‬بن ّ‬
‫ٗبا عرفناه من آدابو ‪ ،‬إنو اللطيف بأحبابو ‪.‬‬
‫درؾ هبا ‪.‬‬
‫درؾ ‪ ،‬وال يُ َ‬
‫درؾ بو ‪ .‬والظلمة تُ َ‬
‫درؾ ‪ ،‬ويُ َ‬
‫النور يُ َ‬
‫درؾ بو ‪.‬‬
‫درؾ ‪ ،‬وال يُ َ‬
‫وقد يعظم النور ‪ٕ ،‬بيث أف يُ َ‬
‫درؾ بو ‪.‬‬
‫درؾ ‪ ،‬ويُ َ‬
‫وقد يلطُف ‪ٕ ،‬بيث أف ال يُ َ‬
‫وال يكوف إدراؾ إال بنور ‪ ،‬ال بد من ذلك ‪ .‬لذا ‪٤‬با ُسئِل النيب ‪ : ‬ىل‬
‫ُقر ‪َ ،‬أكَّك َأ َرا ُه !] (ٔ) ‪ .‬فنبو هبذا القوؿ على‬
‫رأيت ربك ؟ ‪ .‬فقاؿ ‪[ :‬ك ٌ‬
‫غاية القرب ‪ ،‬فإنو تعأب قاؿ ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬

‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ] {ؽ ‪ . }ٔٙ :‬أقرب إٔب اإلنساف من حبل وريده‬


‫‪‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه مسلم وأ‪ٞ‬بد واللفظ لو والطرباين ُب األوسط وأبو عوانة والطيالسي وابن منده والبزار‬
‫‪‬‬‫وابن خزٲبة ُب التوحيد ‪.‬‬

‫‪- 284 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالنور‬
‫‪‬‬

‫[ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ] {الواقعة ‪. }ٛ٘ :‬‬ ‫وقاؿ ‪:‬‬

‫فا‪٢‬بق ىو النور احملض ‪ ،‬واحملاؿ ىو الظلمة احملضة ‪.‬‬


‫فالظلمة ال تنقلب نوراً أبداً ‪ ،‬والنور ال ينقلب ظلمة أبداً ‪.‬‬
‫وا‪٣‬بلق بْب النور والظلمة ‪ ،‬برزخ ‪ ،‬ال يتصف بالظلمة لذاتو ‪ ،‬وال بالنور‬
‫لذاتو ‪.‬‬
‫وىو الربزخ والوسط ‪ ،‬الذي لو من طرفيو حكم ‪.‬‬

‫و‪٥‬بذا قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬

‫ﮡ ﮢ ] { البلد ‪ . })ٔٓ – ٛ( :‬لكونو بْب طريقتْب ‪.‬‬

‫فبالعْب الواحدة ‪ ،‬يقبل النور ‪ ،‬وينظر إليو بقدر استعداده ‪.‬‬


‫وبالعْب األخرى ‪ ،‬ينظر إٔب الظلمة ‪ ،‬ويقبل عليها ‪.‬‬
‫وىو ‪ُ -‬ب نفسو ‪ -‬ال نور وال ظلمة ‪.‬‬
‫فبل ىو موجود ‪ ،‬وال ىو معدوـ ‪.‬‬
‫فيتلقى اإلنساف النور والظلمة ‪:‬‬
‫‪ ‬فيكتسب هبذا التلقي ‪ -‬من النور ‪ -‬ما يُوصف بو من الوجود ‪.‬‬
‫‪ ‬ويكتسب هبذا التلقي ‪ -‬من الظلمة ‪ -‬ما يُوصف بو من العدـ ‪.‬‬

‫‪- 285 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫النورىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫فبل يقدر قدر ا‪٣‬بلق إال اهلل ‪ ،‬فهذا أصل األنوار والظلمات الظاىرة ُب العآب ‪،‬‬
‫وىو ما انصبغ بو ا‪٤‬بمكن من الطرفْب ‪ ،‬ولوال ما ىو هبذه ا‪٤‬بثابة ‪ ،‬من ا‪٢‬بفظ‬
‫لعْب الطرفْب ؛ ما وصف ا‪٢‬بق نفسو ٗبا أوجبو على نفسو ‪ ،‬بقولو ‪[ :‬‬

‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ] {األنعاـ ‪ . }٘ٗ :‬وقولو ‪[ :‬ﭥ‬

‫وسيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬ىو ر‪ٞ‬بتو ‪ ،‬الٍب‬ ‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ] {األعراؼ ‪. }ٔ٘ٙ :‬‬

‫رحم هبا كل شيء ‪ ،‬كما نص على ذلك القرآف ُب قولو تعأب ‪[ :‬ﮐ‬

‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ] {األنبياء ‪ . }ٔٓٚ :‬فصدؽ فيو ‪ ‬قوؿ من‬


‫قاؿ ‪ :‬لواله ما ُخلِقت األفبلؾ وال األمبلؾ ‪.‬‬
‫فأفاض تعأب على اإلنساف من حقيقتو ‪ -‬ا‪٤‬بسماة ‪٧‬بمد – فأُضيف‬
‫للممكن وصف الوجود ‪ ،‬فاتصف ا‪٤‬بمكن بالوجود والعدـ معا ‪ ،‬وإف شئت‬
‫قلت بأنو ال موجود وال معدوـ ‪:‬‬
‫‪ ‬فلو كاف موجوداً ‪ ،‬ال يتصف بالعدـ ‪ ،‬لكاف حقاً ‪.‬‬
‫‪ ‬ولو كاف معدوماً ‪ ،‬ال يتصف بالوجود ‪ ،‬لكاف ‪٧‬باالً ‪.‬‬
‫ومن ىنا صدؽ فيو قوؿ القائل ‪:‬‬

‫ً َٕم ْؽ ِذ ُب‬
‫قف َٔمو‪١‬مِ ٌؾ َ‪٬‬م ْس َ‬
‫ً ‪٩‬مِ ِ‬
‫َوإِ ْن ُ‪٪‬م ْؾ َ‬ ‫ؽص ِ‬
‫ود‪٪‬مـ ًو‬ ‫ون َ‪٪‬مق ُ‪٬‬م َ َ‬ ‫َ‪٩‬منِ ْن ُ‪٪‬م ْؾ َ‬
‫ً َ٘م ٌؼ َ‪٫‬م َ‬

‫‪- 286 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالنور‬
‫‪‬‬
‫ظهور الشمس ُب مرآة القمر ؛ ظهور حق ُب خلق ‪ .‬ألف النور اسم من‬
‫أ‪٠‬باء اهلل تعأب ‪ ،‬فظهر با‪٠‬بو النور ُب ظهور القمر ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭴ‬

‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ] {نوح ‪ . }ٔٙ :‬فالقمر ‪٦‬بلى لنور الشمس ‪،‬‬


‫منور ‪.‬‬
‫والنور ىو ا‪٢‬بق سبحانو وتعأب ‪ ،‬فإنو ا‪٤‬بم ّد بالنورية لكل ّ‬
‫فهو تعأب الذي جعل الشمس سراجاً ‪ ،‬وكذلك جعل نبيو ‪ ‬سراجاً منّباً ‪،‬‬
‫[ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ] {األحزاب ‪. }ٗٙ :‬‬ ‫ُب قولو تعأب ‪:‬‬
‫ألنو تعأب ٲب ّده ‪ ‬بالنور ‪ ،‬الذي بدوره ٲبد ‪ ‬بو كل من دعاه إٔب ا‪٢‬بق ‪،‬‬
‫فهو ‪ ‬ا‪٤‬بستفيض األوؿ وا‪٤‬بفيض الثاين ‪:‬‬
‫‪ ‬ا‪٤‬بستفيض األوؿ ‪ :‬أي أنو ‪ ‬ال مستمد من اهلل مباشرة غّبه ‪.‬‬
‫‪ ‬ا‪٤‬بفيض الثاين ‪ :‬أي أنو ‪ ‬يفيض على ا‪٣‬بلق ثانية ‪ ،‬ما استفاضو من‬
‫اهلل تعأب أوال ‪.‬‬

‫قاؿ اهلل تعأب ‪[ :‬ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ] وقاؿ ُب معرض االمتناف ‪:‬‬


‫وما ٲبشي إال‬ ‫[ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ] {األنعاـ ‪. }ٕٕٔ :‬‬

‫بنفسو ‪ ،‬فعْب نفسو ‪ ،‬قد يكوف عْب نوره ‪ ،‬وليس وجوده سوى الوجود‬
‫ا‪٢‬بق ‪ ،‬وىو النور ‪ ،‬فهو ٲبشي ُب الناس بربو ‪ ،‬وىم ال يشعروف ‪ ،‬كما قاؿ ‪:‬‬
‫إذا أحب اهلل عبداً كاف ‪٠‬بعو الذي يسمع بو ‪ ،‬وذكر ُب ىذا ا‪٣‬برب ‪ٝ‬بيع‬
‫‪- 287 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫النورىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫قواه وأعضائو ‪ ،‬إٔب أف قاؿ ‪ :‬ورجلو الٍب يسعى هبا (ٔ) ‪ ،‬وما مشى ُب‬
‫الناس إال برجلو ‪ ،‬فهو ُب حاؿ مشيو بربو ‪ ،‬فهو ا‪٢‬بق ليس غّبه ‪ .‬فأزاؿ‬
‫بنوره ظلمة الكوف ا‪٢‬بادث ‪.‬‬

‫[ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ] {الزمر ‪}ٜ :‬‬ ‫قاؿ تعأب لنبيو ‪: ‬‬


‫وقاؿ تعأب ُب حق من ال يعلم ‪[ :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬

‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ] {األنعاـ ‪. }ٕٕٔ :‬‬

‫والكفر ىو السَب واإلخفاء ‪ ،‬أي أف الذين سَبوا وجود ا‪٢‬بق فيهم ال‬
‫يعلموف ‪ .‬فيُحشروف ُب ظلمة جهلهم ‪ ،‬ما ‪٥‬بم نور ٲبشوف بو ‪ ،‬وال يسعى‬
‫بْب أيديهم ‪.‬‬
‫وا‪٤‬بؤمنوف ىم الذين أظهروا وجود ا‪٢‬بق فيهم ‪ ،‬فظهرت أنواره عليهم ‪،‬‬
‫بْب أيديهم وبأٲباهنم ‪ ،‬فقيل فيهم ‪[ :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬

‫ٮم ٔمِ ِف ‪،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬


‫ٔ‪ -‬إشارة إٔب ا‪٢‬بديث القدسي ‪٩َ ...[ :‬منِ َذا أ ْ٘م َب ْب ُت ُف ُ‪٫‬مـ ًُْ َ‪ٟ‬م ْؿ َع ُف ا َّ‪٬‬مذي َي ْس َؿ ُع ٔمِف ‪َ ،‬و َٔم َ َ‬
‫ٮم ُه ا َّ‪٬‬مذي ُي ْب ُ‬
‫َو َيدَ ُه ا َّ‪٬‬متِل َي ْبطِ ُش ِ َِبو ‪َ ،‬و ِر ْٗم َؾ ُف ا َّ‪٬‬متِل َي ْؿ ِ٭م ِ َِبو ‪ . ]...‬رواه البخاري (واللفظ لو) والبيهقي ُب السنن‬
‫واأل‪٠‬باء والصفات والزىد والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح وابن حباف ُب صحيحو عن أيب ىريرة‬
‫‪ . ‬ورواه أ‪ٞ‬بد وا‪٢‬بكيم وأبو يعلى والطرباين ُب األوسط وأبو نعيم ُب الطب والبيهقي ُب الزىد‬
‫وابن عساكر عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأبو يعلى عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة‬
‫‪‬‬‫ميمونة رضي اهلل عنها ‪ .‬ورواه ابن السِب ُب الطب عن ‪٠‬بويو ‪. ‬‬

‫‪- 288 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالنور‬
‫‪‬‬

‫ﭱﭲﭳﭴ ﭵﭶﭷﭸ ﭹ ﭺﭻﭼﭽﭾ‬


‫ﭿ ] {التحرًن ‪. }ٛ :‬‬

‫وإ‪ٛ‬باـ النور ا‪٤‬بقصود ىنا ىو ‪:‬‬


‫‪ -‬أف ٯبعلهم اهلل تعأب نورا ‪.‬‬
‫‪ -‬أو إف شئت قلت ‪ :‬يفنيهم عنهم ‪ ،‬ويقيمهم بو ‪.‬‬
‫‪ -‬أو إف شئت قلت ‪ :‬يكوف ىو تعأب عوضا فيهم ‪٥ ،‬بم ‪ ،‬عنهم ‪.‬‬

‫‪ -‬أو إف شئت قلت ‪ :‬يعطيهم العلم اليقيِب بقولو ‪[ :‬ﭱ ﭲﭳ‬

‫ﭴ ﭵﭶ ] {ا‪٢‬بجرات ‪. }ٚ :‬‬

‫قل ِْم َصّلٖمِ ِف ‪َ ،‬أ ْو ِْم‬ ‫چمس ‪ ‬أ َځم ُف َ‪٫‬م َچمل ‪َ٘ :‬م َٷم َؾ ر‪٠‬مقل اهلل ‪َ ‬ي ُٺم ُ‬ ‫َ‪٤‬م ِـ ا ْٕم ِـ َ‪٤‬م َب ٍ‬
‫ُقرا ‪َ ،‬و ِّم َٔم َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُقرا ‪َ ،‬و ِّم َ‪ٟ‬م ْؿعل ك ً‬‫اٗم َع ْؾ ِّم َ‪٪‬م ْؾبِل ك ً‬
‫ِِ‬
‫قرا ‪،‬‬‫ٮمي ُك ً‬ ‫ُ‪٠‬م ُجقده ‪[ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ ْ‬
‫ُقرا ‪َ ،‬و َ‪٩‬م ْق ِ‪٪‬مل‬ ‫ِ‬
‫ُقرا ‪َ ،‬و َ‪ٙ‬م ْؾػل ك ً‬
‫ِ‬
‫ُقرا ‪َ ،‬و َأ َمومل ك ً‬
‫وري ك ً‬ ‫ُقرا ‪َ ،‬و َ‪٣‬م ْـ َي َس ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َو َ‪٣‬م ْـ َيؿقـل ك ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُقرا] (ٔ) ‪ .‬فأجاب اهلل تعأب دعاءه ‪: ‬‬ ‫اٗم َع ْؾـل ك ً‬ ‫ُقرا ‪َ ،‬و ْ‬‫ُقرا ‪َ ،‬و َ ْحتتل ك ً‬ ‫ك ً‬
‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه مسلم ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد وأبو عوانة والطيالسي و‪٧‬بمد بن نصر ا‪٤‬بروزي ُب‬
‫ِ‬
‫اٗم َع ْؾـل ك ً‬
‫ُقرا] رواه‬ ‫قياـ الليل عن ابن عباس ‪ . ‬وُب رواية أخرى بدوف قولو ‪َ [ : ‬و ْ‬
‫البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن حباف وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين وأبو‬
‫يعلى وعبد الرزاؽ والبيهقي ُب الشعب عن ابن عباس ‪. ‬‬
‫‪‬‬

‫‪- 289 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫النورىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫‪ ‬فأخربنا تعأب عن ذلك بقولو ‪[ :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬

‫ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ] {األحزاب ‪. })ٗٚ – ٗ٘( :‬‬

‫فجعلو اهلل تعأب سراجاً منّبا ‪ ،‬فجعلو نوراً كما سأؿ ‪ ،‬ليس ذلك فقط ‪،‬‬
‫بل أمره اهلل تعأب أف يبشر ا‪٤‬بؤمنْب بذلك النور احملمدي ؛ بأف ‪٥‬بم من‬
‫اهلل فضبل كبّبا ‪ ،‬وليس ىناؾ فضل أفضل من أف يشرؽ ىذا النور‬
‫احملمدي على ظلمتنا ‪ ،‬فتستنّب بأضوائو جوا‪٫‬بنا ‪ ،‬حٌب نستحق أف‬
‫نكوف منو ‪ ، ‬وىو ِمنَّا ‪.‬‬
‫ِ‬
‫اٗم َع ْؾـل ك ً‬
‫ُقرا] أي حٌب أكوف بذاٌب عْب‬ ‫‪ ‬دعاء النيب ‪ ‬ربو ‪َ [ :‬و ْ‬
‫االسم اإل‪٥‬بي (النور) ‪ ،‬ومن كاف ا‪٢‬بق ‪٠‬بعو وبصره ولسانو ويده‬
‫ورجلو(ٔ) ‪ ،‬والينطق عن ا‪٥‬بوى (ٕ) ؛‬
‫فما ُى َو ُى َو ‪.‬‬
‫وما بقي لمن يراه ‪ ،‬ما يرى ‪ ،‬إال اهلل ‪.‬‬
‫عرؼ ذلك الرائي ‪ ،‬أو ٓب يعرفو ‪ ،‬ىكذا يشاىده أىل العلم باهلل ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬سبق ‪ٚ‬برٯبو ‪.‬‬


‫‪[ :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ] {النجم ‪. })ٗ – ٖ( :‬‬
‫‪‬‬ ‫ٕ‪ -‬إشارة إٔب قولو تعأب‬

‫‪- 291 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالنور‬
‫‪‬‬
‫ُقرا] ‪ .‬وقاؿ ُب ا‪٢‬بديث ‪ِ٘ [ :‬م َجو ُٔم ُف‬ ‫ِ‬
‫اٗم َع ْؾـل ك ً‬ ‫‪ ‬قاؿ ‪ُ ‬ب دعائو ‪َ [ :‬و ْ‬
‫وت َو ْٗم ِف ِف‬ ‫ُّقر ‪َ -‬و ِْم ِر َوا َي ِڈم َأ ِيب َٕمٻم ٍْر ‪ :‬ا٭مپم َُچمر ‪٬َ -‬م ْق ‪٫‬م ََش َػ ُف ؛ ََٕ ْ٘م َر َ‪٪‬م ْ‬
‫ً ُ‪ٟ‬م ُب َح ُ‬ ‫ا‪٬‬مـ ُ‬
‫ٮم ُه ِم ْـ َ‪ٙ‬م ْؾ ِؼ ِف] (ٔ) ‪ .‬فالسبُحات أنوار ‪ ،‬والنور ال ٰبَبؽ‬ ‫ِ‬
‫َمو ا ْكت ََفك إِ َ‪٬‬م ْقف َٔم َ ُ‬
‫بالنور ‪ ،‬ولكن يندرج فيو ‪ ،‬أي يلتئم معو للمجانسة ‪ ،‬و‪٤‬با وقف ‪‬‬
‫على ذلك ا‪٤‬بقاـ الذي ذكرناه ‪ ،‬أداه إٔب أف يطلب أف يكوف نوراً ‪،‬‬
‫فكأنو يقوؿ ‪ :‬اجعلِب أنت ‪ ،‬حٌب أراؾ بك ‪ ،‬فبل تذىب عيِب برؤيتك ‪،‬‬
‫‪‬‬‫لكن اندرج فيك ‪.‬‬
‫قاؿ النابغة الذبياين ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫إِ َذا َ‪١‬م َؾ َع ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٔمِ َل َّك َ‬
‫ؽ َ‪٠‬م ْؿ ٌس َوا‪ٚ‬مُ ُؾ ُ‬
‫ً ََل ْ َي ْبدُ م ْـ ُف َّـ َ‪٫‬م ْق َ‪٫‬م ُ‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫قك َ‪٫‬م َقا‪٫‬م ُ‬

‫وما ذىب للكواكب عْب ‪ ،‬وما ظهر ‪٥‬با عْب ‪ ،‬فهي تَػَرى ‪ ،‬وال تُػَرى ‪،‬‬
‫ألهنا خلف حجاب النور األعظم ‪ ،‬الذي لو ا‪٢‬بكم ُب ظاىر األمر ‪،‬‬
‫وألنوار الكواكب حكم ُب باطن األمر ‪ ،‬مندرج ُب النور األعظم ‪.‬‬
‫ِ‬
‫اٗم َع ْؾـل ك ً‬
‫ُقرا] ‪:‬‬ ‫‪ ‬قاؿ ‪ُ ‬ب دعائو ‪َ [ :‬و ْ‬

‫كأنو ‪ ‬يقوؿ ‪ :‬اجعلِب أنت ‪ .‬فإنو تعأب ‪[ :‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ]‬

‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن بطة وأبو عوانة وابن منده وابن خزٲبة وابن أيب‬
‫‪‬‬‫عاصم واآلجري وأبو الشيخ ُب العظمة عن أيب موسى ‪. ‬‬

‫‪- 291 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫النورىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫فهناؾ قاؿ ا‪٢‬بق تعأب ‪ :‬كنت ‪٠‬بعو عندما يسمع ‪ ،‬وبصره عندما يبصر ‪،‬‬
‫ورجلو عندما ٲبشي ‪ ،‬ويده عندما يبطش ‪ ،‬ولسانو عندما يتكلم (ٔ) ‪.‬‬
‫كأنو ‪ ‬يقوؿ ‪ :‬اجعلِب نوراً يَهتدي يب كل من رآين ‪ُ ،‬ب ظلمات بر‬
‫ظاىره ‪ ،‬وٕبر نفسو وباطنو (ٕ) ‪ .‬فأعطاه تعأب القرآف ‪ ،‬وأعطانا الفهم فيو ‪.‬‬
‫فإف ىذه ا‪٤‬بنحة من أعلى ا‪٤‬بنح ‪ُ ،‬ب رتبة ىي أسُب ا‪٤‬براتب ‪.‬‬
‫ومعناه ‪ :‬غيبِب عِب ‪ ،‬وكن أنت بوجودي ‪ ،‬فّبى بصري كل شيء بك ‪،‬‬
‫ويسمع ‪٠‬بعي كل مسموع بك ‪ ،‬فإف نور كل عضو إدراكو ‪ ،‬وىكذا ‪ٝ‬بيع‬
‫ما فصلو ا‪٢‬بديث ‪ٍ ،‬ب أقمِب بعد ىذا ُب عْب ا‪١‬بمع والوجود ‪ ،‬فتتحد‬
‫األنوار بأحدية العْب ‪:‬‬
‫‪ -‬فإف ٓب أكن ىناؾ ؛ فبجعلك إياي نورا ‪.‬‬
‫ُب نوراً أىتدي بو ُب ظلمات كوين ! ‪.‬‬
‫‪ -‬وإف كنت ىناؾ ؛ فبجعلك َّ‬

‫ٔ‪ -‬سبق ‪ٚ‬برٯبو ‪.‬‬


‫ٕ‪ -‬قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬

‫ﮄ ﮅ ] {األنعاـ ‪. }ٜٚ :‬‬

‫‪- 292 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاألولىواآلخر‬
‫‪‬‬

‫األّل ّاآلخز‬
‫عن جابر بن عبد اهلل ‪ ، ‬قاؿ ‪ :‬سألت رسوؿ اهلل ‪ ‬عن أوؿ شيء خلقو‬
‫اهلل قبل األشياء ؟ ‪ .‬فقاؿ ‪َ [ : ‬أ َّو ُل َمو َ‪ٙ‬م َؾ َؼ اهللُ ُك ُ‬
‫قر َكبِ ِّق َؽ َيو َٗمؤمِ ُر] (ٔ) ‪.‬‬

‫آ‪ٙ‬م َر ُه ْؿ ّم ا‪٬‬م َب ْع ٌِ](ٕ) ‪.‬‬


‫اخل ْؾ ِؼ و ِ‬
‫ق‪٥‬م ّم َ َ‬ ‫ً َأ َّو َل ا‪٬‬مـَّبِ َ‬
‫وقاؿ رسوؿ اهلل ‪٫ُ [ : ‬م ْـ ُ‬

‫وح‬
‫ا‪٬‬مر ِ‬
‫‪٥‬م ُّ‬ ‫ِ‪٫‬م َڀمؾ ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ َٱمََك َو َ٘م َب ْډم َ٭م َؽ ا٭مپما ُب َق ُة ؟ ‪٫َ .‬مچم َل ‪َ [ :‬وآ َد ُم َٔم ْ َ‬
‫الس ِد] (ٖ) ‪.‬‬ ‫َو َ‬

‫‪٥‬م َ‪ٙ‬م ْؾ ِؼ آ َد َم َو َك ْػخِ‬ ‫ِ‪٫‬م َڀمؾ ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬


‫قل اهللِ َٱمََك َو َ٘م َب ْډم َ٭م َؽ ا٭مپما ُب َق ُة ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َٔ [ :‬م َ‬
‫ا‪٬‬مروحِ ‪٩‬مِ ِقف] (ٗ) ‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫ٔ‪ -‬رواه عبد الرزاؽ الصنعاين بسنده عن معمر عن ابن ا‪٤‬بنكدر عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البيهقي وأبو نعيم كبلٮبا ُب الدالئل والطرباين ُب األوسط وابن بطة العكربي ُب اإلبانة‬
‫و‪ٛ‬باـ ُب فوائده وا‪٣‬ببلؿ ُب السنة عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬هبذا اللفظ رواه الَبمذي وصححو والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح والقاضي عياض ُب الشفا‬
‫عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٗ‪ -‬هبذا اللفظ رواه ا‪٢‬باكم والب يهقي وأبو نعيم كبلٮبا ُب الدالئل واآلجري ُب الشريعة‬
‫والفريايب ُب القدر و‪ٛ‬باـ ُب فوائده وابن حباف ُب الثقات وابن عساكر وا‪٣‬بطيب ُب تارٱبو‬
‫عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 293 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫األولىواآلخرىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫الس ِد] (ٔ) ‪.‬‬


‫‪٥‬م ا ُّ‪٬‬مروحِ َو َ‬ ‫ِ‪٫‬م َڀمؾ ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ َٱمََك ُ‪٬‬مپم َْډم ځمَبِ اڀمچم ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ :‬وآ َد ُم َٔم ْ َ‬

‫ا‪٬‬مروحِ‬
‫‪٥‬م ُّ‬‫قل اهللِ َٱمََك ُ‪٬‬مَِ ْب َډم ځمَبِ اڀمچم ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ :‬وآ َد ُم َٔم ْ َ‬‫ِ‪٫‬م َڀمؾ ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫الس ِد] (ٕ) ‪.‬‬ ‫َو َ‬
‫قل اهللِ َٱمََك ُ‪٬‬مپم َْډم ځمَبِ اڀمچم ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ :‬وآ َد ُم ُمـ َْج ِد ٌل ّم ‪١‬مِقـَتِ ِف] (ٖ) ‪.‬‬
‫ِ‪٫‬م َڀمؾ ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬

‫فكاف سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬عْب سابقة النبوة البشرية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬وىو عْب خاًب النبيْب بقولو تعأب ‪[ :‬﯍ ﯎ ﯏ ﯐‬

‫﯑﯒] {األحزاب ‪ . }ٗٓ :‬إف الرسالة يعِب البعثة إٔب الناس بالتشريع‬
‫‪٥‬بم ‪ .‬والنبوة قد انقطعت ‪ .‬أي ما بقي من يُ َشَّرع لو من عند اهلل حكم‬

‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه ابن أيب شيبة والعكربي ُب اإلبانة وا‪٢‬باكم ُب ا‪٤‬بستدرؾ وصححو والطرباين ُب‬
‫الكبّب والبيهقي ُب الدالئل والطحاوي وابن بشراف ُب أماليو وا‪٣‬ببلؿ ُب السنة واآلجري ُب‬
‫الشريعة والفريايب ُب القدر وابن قانع ُب معجم الصحابة وابن سعد ُب طبقاتو عن ميسرة‬
‫الفخر ‪ . ‬ورواية ا‪٣‬ببلؿ ُب السنة فيها زيادة أنو ‪ ‬سئل عن معُب ذلك ‪ ،‬فقاؿ ‪٪[ :‬مبؾ أن‬
‫ٕمـػخ ‪٩‬مقف ا‪٬‬مروح ‪ ،‬و‪٪‬مد ‪ٙ‬مؾؼ] ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب الدالئل وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة وابن أيب عاصم ُب السنة والروياين ُب‬
‫مسنده وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية عن ميسرة الفخر ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب واألوسط عن ابن‬
‫عباس ‪ . ‬وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة عن ابن أيب ا‪١‬بدعاء ‪. ‬‬
‫ٖ‪ -‬هبذا اللفظ رواه ‪ٛ‬باـ ُب فوائده عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 294 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاألولىواآلخر‬
‫‪‬‬
‫يكوف عليو ‪ ،‬ليس ىو شرعنا الذي جئنا بو ‪ ،‬فبل رسوؿ بعدي يأٌب‬
‫بشرع ٱبالف شرعي إٔب الناس ‪ ،‬وال نيب يكوف على شرع ينفرد بو من‬
‫عند ربو يكوف عليو ‪ ،‬فصرح أنو خاًب نبوة التشريع ‪ ،‬ولو أراد غّب ما‬
‫ذكرناه لكاف معارضاً لقولو ‪ :‬إف عيسى ‪ ‬ينزؿ فينا حكماً مقسطاً‬
‫رسوؿ‬
‫يػَ ُؤمنا بنا ‪ :‬أي بالشرع الذي ‪٫‬بن عليو ‪ .‬وال نشك ُب أنو ‪ٌ ‬‬
‫ونيب ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫فعلمنا أنو ‪ ‬أراد أنو ال شرع بعده ينسخ شرعو ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬وسيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬ىو أوؿ من أسلم ‪ ،‬وىو قولو تعأب ‪[ :‬ﮫ ﮬ ﮭ‬

‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲﮳ ] {األنعاـ ‪ . }ٔٗ :‬وقولو تعأب ‪[ :‬ﭛ‬

‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ] {الزمر ‪ . }ٕٔ :‬وقولو تعأب ‪[ :‬ﯓ ﯔ ﯕ‬

‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯤ ﯥ ﯦ ] {األنعاـ ‪. })ٖٔٙ – ٕٔٙ( :‬‬

‫‪ ‬ودخل كل من ُب الكوف ُب اإلسبلـ ‪ُ ،‬ب قولو تعأب ‪[ :‬ﯭ ﯮ‬

‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ] {آؿ عمراف ‪ّ . }ٖٛ :‬‬


‫فكل‬
‫دخل اإلسبلـ ‪ :‬إما طائعا لؤلمر ‪ ،‬وإما مرغما باإلرادة ‪.‬‬

‫‪- 295 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫األولىواآلخرىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ودخل هبذا القوؿ كل إنساف ُب العآب ‪ -‬من بداية ا‪٣‬بلق ‪ ،‬إٔب يوـ‬ ‫‪‬‬
‫القيامة ‪ُ -‬ب أمتو ‪ ، ‬فالنبيوف كلهم مسلموف ‪ ،‬ا‪٠‬بع معي قولو تعأب ‪:‬‬
‫[ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬

‫ﮍ ﮎ ﮏﮐ ] {ا‪٤‬بائدة ‪ . }ٗٗ :‬وقولو تعأب ُب قوـ‬


‫[ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ] {الذاريات ‪. }ٖٙ :‬‬ ‫لوط ‪: ‬‬
‫وقولو تعأب ‪ [ :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ‬

‫ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬
‫ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ﮲﮳ ﮴﮵﮶﮷‬
‫﮸﮹﮺﮻﮼ ﮽﮾﮿﯀﯁﯂﯃‬
‫﯄﯅﯆ ﯇﯈﯉﯊﯋﯌﯍‬
‫﯎ ﯏ ﯐ ﯑ ﯒ ] {البقرة ‪. })ٖٖٔ – ٖٔٓ( :‬‬

‫‪ -‬فا‪٣‬بضر وإلياس وعيسى عليهم السبلـ من أمة سيدنا ‪٧‬بمد ‪‬‬


‫الظاىرة ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن آدـ إٔب زماف بعثة رسوؿ اهلل ‪ ‬من أمتو الباطنة ‪.‬‬

‫‪- 296 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاألولىواآلخر‬
‫‪‬‬

‫‪ ‬فبل دين على ا‪٢‬بقيقة إال اإلسبلـ ‪ ،‬ا‪٠‬بع معي قولو تعأب ‪[ :‬ﭸ‬

‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ] {آؿ عمراف ‪. }ٜٔ :‬‬

‫وال نيب على ا‪٢‬بقيقة إال سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬ا‪٠‬بع معي قولو تعأب ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫[ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬

‫فلفظ (كافة) يفيد العموـ‬ ‫ﮮ ﮯ ﮰ] {سبأ ‪. }ٕٛ :‬‬

‫والشموؿ ‪ ،‬من أوؿ آدـ ‪ ‬إٔب يوـ القيامة ‪ ،‬على ما أوضحناه ُب‬
‫غّب ما موضع من ىذا الكتاب ‪ .‬وأوجد اهلل تعأب العذر ألكثرية‬
‫الناس ‪ ،‬الذين ٯبهلوف ذلك ‪ ،‬فقاؿ تعأب ُب عجز ىذه اآلية ‪:‬‬
‫[ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ] ‪.‬‬

‫فهو النيب بالسابقة ‪ ،‬وىو النيب با‪٣‬با‪ٛ‬بة ‪ ،‬فظهر ُب رسوؿ اهلل ‪ ‬إف‬ ‫‪‬‬
‫السابقة عْب ا‪٣‬با‪ٛ‬بة ُب النبوة ‪.‬‬
‫الس ِ‬
‫مرسل ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫النيب‬
‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬‫ٔ‬‫(‬ ‫]‬‫د‬ ‫وح َو َ َ‬ ‫قاؿ ‪ ‬أنو كاف نبيا ‪َ [ :‬وآ َد ُم َٔم َ‬
‫‪٥‬م ا‪٬‬م ُّر ِ‬

‫بدليل قولو تعأب ‪[ :‬ﮈﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍﮎ ﮏ] {ا‪٢‬بج ‪. }ٕ٘ :‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وصححو عن أيب ىريرة ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة وابن بطة وابن أيب عاصم‬
‫وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين والبيهقي ُب الدالئل وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة عن ميسرة الفخر ‪. ‬‬
‫والطرباين عن ابن عباس ‪. ‬‬

‫‪- 297 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫األولىواآلخرىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ولكن إرسالو ‪ ‬ىنا كاف خبلفة عن اهلل ‪ُ ،‬ب إخراج ا‪٣‬بلق من العدـ ‪ .‬ر‪ٞ‬بها‬
‫[ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ] {األعراؼ ‪:‬‬ ‫اهلل تعأب بر‪ٞ‬بتو الٍب قاؿ عنها ‪:‬‬
‫‪ . }ٔ٘ٙ‬وىذه الر‪ٞ‬بة الٍب وسعت كل شيء أ‪٠‬باىا ‪٧‬بمداً ‪.‬‬
‫اجتمعت صفات اهلل األسُب ‪ ،‬وأ‪٠‬بائو ا‪٢‬بسُب ‪ ،‬وتقابلت ُب معاين‬
‫الكماالت ‪ ،‬إلظهار حقائق الذات ‪ ،‬فأظهرت كل صفة ‪ ،‬ما ٱبصها ‪،‬‬
‫من ا‪١‬بماؿ وا‪١‬ببلؿ ‪ ،‬وأبرز كل اسم ‪ ،‬ما يقتضي معناه ‪ ،‬من الكماؿ ‪،‬‬
‫وبقيت الذات اإل‪٥‬بية على ما ىي عليو من البطوف ‪ ،‬على حقيقة الكنزية‬
‫ُب الكموف ‪.‬‬
‫أظهر اهلل تعأب من ذاتو ‪ ،‬نسخة جامعة أل‪٠‬بائو وصفاتو ‪ .‬بػَ َرَز فيها بروزا ‪،‬‬
‫ىو عْب الكموف ‪ .‬وظَ َهر فيها ظهورا ‪ ،‬ىو عْب البطوف ‪ .‬متصورا ‪،‬‬
‫بصورة بديعة ‪ .‬متنزال ُب مشاىده الرفيعة ‪ .‬تكوف تلك الصورة ‪٦‬بلى‬
‫للشأو الرفيع (ٔ) ‪ ،‬ومظهراً للشأف البديع ‪ ،‬وتستأثر ُب نفسها ‪ٗ ،‬با ‪٥‬با‬
‫درؾ ‪ ،‬وال توصف ‪ .‬فتكوف‬ ‫ٍ‬
‫عرؼ ‪ ،‬وحقيقة ال تُ َ‬
‫ُب قدسها من كنو ال يُ َ‬
‫نسبة ذلك ا‪٤‬بظهر األكمل ‪ ،‬واجمللى األعز األفضل ‪ ،‬إٔب مظاىر ا‪٣‬بلق ‪،‬‬
‫كنسبة الذات إٔب الصفات ‪.‬‬
‫فسماىا ‪٧‬بمداً ‪ ،‬وأ‪ٞ‬بداً ‪ ،‬و‪٧‬بموداً ‪.‬‬
‫فشق من ا‪٢‬بمد ا‪٠‬بها ‪َّ .‬‬
‫الشأْ ُو ‪َّ :‬‬
‫السْب ُق ‪( .‬لساف العرب)‬ ‫الشأْ ُو ‪ :‬الغَايةُ واأل ََم ُد ‪ .‬و َّ‬
‫ٔ‪َّ -‬‬

‫‪- 298 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاألولىواآلخر‬
‫‪‬‬
‫قاؿ ا‪٢‬بافظ بن حجر العسقبلين ُب فتح الباري بشرح البخاري ‪ :‬فأما‬
‫(‪٧‬بمد) فمن باب التفعيل للمبالغة ‪ ،‬وأما أ‪ٞ‬بد فمن باب التفضيل ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫‪٠‬بي أ‪ٞ‬بد ألنو علَ ٌم منقوؿ من صفة ‪ ،‬وىي أفعل التفضيل ‪ ،‬ومعناه أ‪ٞ‬بد‬
‫ا‪٢‬بامدين ‪ ،‬وسبب ذلك ما ثبت ُب الصحيح أنو ‪ ‬يُفتح عليو ُب ا‪٤‬بقاـ‬
‫احملمود ٗبحامد ٓب يُفتح هبا على أحد قبلو ‪ .‬وقيل األنبياء ‪ٞ‬بادوف وىو‬
‫أ‪ٞ‬بدىم ‪ ،‬أي أكثرىم ‪ٞ‬بداً أو أعظمهم ُب صفة ا‪٢‬بمد ‪ ،‬وأما ‪٧‬بمد فهو‬
‫منقوؿ من صفة ا‪٢‬بمد أيضا وىو ٗبعُب ‪٧‬بمود ‪ ،‬وفيو معُب ا‪٤‬ببالغة ‪.‬‬
‫وكاف أبو طالب عم النيب ‪ ‬يقوؿ (ٔ) ‪:‬‬

‫ُم ُؿق ٌد َو َه َذا ُ َ‬


‫ُم َّؿدُ‬ ‫َ‪٩‬م ُذو ا ْ‪٬‬م َع ْرش َ ْ‬ ‫َو َ‪٠‬م َّؼ َ‪٬‬م ُف ِم ْـ إِ ْ‪ٟ‬مؿف ‪٬‬مِ ُق ِ‬
‫ج َّؾـــــــــــ ُف‬

‫واحملمد ‪ :‬الذي ‪ٞ‬بد مرة بعد مرة ‪ ،‬كا‪٤‬بمدح ‪.‬‬


‫فكاف رسوؿ اهلل ‪ ‬ىو حقيقة ا‪٢‬بقائق الٍب ىي للحق من وجو ‪ ،‬ومن وجو‬
‫ىي للخبلئق ‪ .‬فهو ‪ ‬الْ ُم ْستَفيض األوؿ والْ ُم ِفيض الثاين ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬عن علي بن زيد ‪ ،‬قاؿ ‪( :‬اجتمعوا ‪ ،‬فتذاكروا ‪ :‬أي بيت أحسن فيما قالتو العرب ؟ ‪ .‬قالوا ‪:‬‬
‫الذي قالو أبو طالب للنيب ‪: ‬‬
‫فذو العرش محمود وىذا محمد‬ ‫وشق لو من إ سمو ل يجل ػ و‬
‫أورده البخاري ُب التاريخ الصغّب وابن حباف ُب الثقات وا‪٣‬ببلؿ ُب السنة والبيهقي وأبو نعيم‬
‫ُب الدالئل وابن حجر العسقبلين ُب الفتح واإلصابة ‪.‬‬

‫‪- 299 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫األولىواآلخرىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ] {طو ‪ . }٘ٓ :‬فالذي‬


‫أعطى ا‪٣‬بلق ىو اهلل ‪ ،‬والقائم بتنفيذ مهمة ا‪٣‬بلق ىو ا‪٣‬بليفة األوحد ‪،‬‬
‫و‪ٟ‬م ٌؿ ‪َ ،‬واهللُ ُي ْعطِل] (ٔ) ‪ .‬فاهلل يفيض عليو بقدر‬
‫الذي قاؿ ‪َ [ :‬أكَو َ‪٪‬م ِ‬

‫قابليتو ‪ ‬الكلية الٍب تسع كافة ا‪٣‬بلق ‪ ،‬وىو ‪ ‬يفيض بالتإب على ىذا‬
‫ا‪٣‬بلق ‪ ،‬لذا كاف ‪ ‬ٱبلق بكلمة (كن) نيابة عن اهلل تعأب ‪ ،‬فيما‬
‫استخلفو فيو ‪ ،‬فيما صح عنو ‪ ‬أنو قاؿ ‪٫[ :‬م ُْـ َأ َٔمو َذر] (ٕ) ‪،‬‬
‫و[‪٫‬م ُْـ َأ َٔمو ‪ٙ‬مَ ْقثَ َؿ َي] (ٖ) ‪ .‬ففي ىاتين الروايتين تَ َك َّو َن أبو خيثمة وأبو‬
‫ذر ‪ ‬عن كلمة (كن) من النبي ‪. ‬‬

‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه البخاري ُب صحيحو والطرباين ُب الكبّب وُب مسند الشاميْب وابن عبد الرب‬
‫ُب جامع بياف العلم والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح عن معاوية ابن أيب سفياف ‪ . ‬وأبو‬
‫يعلى والطحاوي عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ُ -‬ب غزوة تبوؾ نظر ناظر من ا‪٤‬بسلمْب ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬ىذا رجل ٲبشي على الطريق ‪،‬‬
‫فقاؿ رسوؿ اهلل ‪٫ُ [ : ‬م ْـ َأ َٔمو َذر] فلما تأملو القوـ ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬ىو واهلل أبو‬
‫ذر ‪ .‬رواه ا‪٢‬باكم وصححو والبيهقي ُب الدالئل وابن عساكر وابن ىشاـ ُب سّبتو عن‬
‫عبداهلل بن مسعود ‪. ‬‬
‫اب ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪٫[ : ‬م ُْـ َأ َٔمو َ‪ٙ‬م ْق َث َؿ َي] ‪٪َ .‬مڄمِ َذا ُه َق َأ ُٕمق‬
‫٭مرس ُ‬
‫ٖ‪ -‬ر َأى ر‪٠‬مقل اهلل ‪ ‬ر٘مّل ٱمبڀم ًٴمچم ‪ ،‬يزُ ُ ِ‬
‫ول ٕمِف ا َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ ِّ‬ ‫َ‬
‫ا٭مرساب ‪َ ،‬أ ْي َيَ ََح َرك َو َيپم َْٿمض ‪َ ،‬و َ َ‬
‫ا٭مرساب‬ ‫ِ‬
‫ٻمَرس ا ْ٭م َڀمچمء ُه َق َٕٓمِس ا ْ٭م َب َڀمچمض ‪َ ،‬و َيزُ ول ٕمِف َ َ‬
‫ا‪ٛ‬م َب ِّڀمض ٕمِ ْ ِ‬ ‫َ‪ٚ‬م ْڀم َث َٽم َڈم إَځم َْٳم ِچمر اي ‪. ‬‬
‫ُه َق َٱمچم َي ْٶم َٿمر ٭مِ ْ ِْلځم َْس ِچمن ِْم ْاَلَ َق ِا٘مر ِْم ا ْ٭م َ َ‪ٞ‬م ِار ّي ‪٬‬م ََڂم َځم ُف َٱمچمء ‪ .‬رواه مسلم ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد وعبد الرزاؽ والطرباين‬
‫وابن حباف والطيالسي وابن عساكر عن كعب بن مالك ‪. ‬‬

‫‪- 311 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىاألولىواآلخر‬
‫‪‬‬

‫ٍب شرح اهلل تعأب لنا مكانتو ‪ ‬بعبارة أوضح من ىذا ‪ ،‬حيث قاؿ ‪[ :‬ﭑ‬

‫ٍب زاد إيضاحا وتبيانا‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ] {الفتح ‪. }ٔٓ :‬‬

‫[ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ] {الفتح ‪. }ٔٓ :‬‬ ‫بقولو ‪:‬‬

‫ومن ٍب ‪ ،‬جعل لواء ا‪٢‬بمد لواءه ‪ .‬والوسيلة العظمى مستواه ‪ .‬فاألنبياء‬


‫واألولياء ‪ ،‬صلوات اهلل عليهم ‪ ،‬مظاىر األ‪٠‬باء والصفات ‪ .‬وسيدنا ‪٧‬بمد ‪،‬‬
‫‪ ، ‬مظهر الذات ‪ .‬ولذلك كاف ىو ا‪٣‬بتاـ ‪٤‬بقاـ اإلجبلؿ واإلكراـ ‪ .‬عليو‬
‫وعليهم أفضل الصبلة والسبلـ ‪.‬‬

‫‪- 311 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الظاهرىوالباطنىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫الظاٍز ّالباطً‬
‫أمرنا رسوؿ اهلل ‪ ‬أال نقسم إال بو تعأب ‪.‬‬
‫فهو تعأب عندما أقسم بالضحى والليل ‪ ،‬والبلد ‪ ،‬والفجر ‪ ... ،‬فما أقسم‬
‫إال بنفسو ‪ ،‬ألنو ال ينعقد اليمْب إال عند القسم باهلل ‪.‬‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭢﭣﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨﭩ ﭪ ] {ا‪٢‬باقَّة ‪. })ٖٜ – ٖٛ( :‬‬

‫فما نبصر ‪ :‬ىو الظاىر ‪.‬‬


‫وما ال نبصر ‪ :‬ىو الباطن ‪.‬‬
‫فقد أقسم تعأب بنفسو ُب كليهما ‪.‬‬

‫ٍب بيَّنها تعأب بآية أخرى ‪[ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ]‬


‫{األعراؼ ‪ . }ٜٔٛ :‬فكاف ىو ‪ ‬الظاىر والباطن ‪ ،‬ا‪٤‬بقسوـ بو ُب اآلية‬
‫األؤب ‪ .‬خبلفة عن اهلل تعأب ‪.‬‬

‫قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ‬

‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ] {الشورى ‪. }٘ٔ :‬‬

‫‪- 312 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالظاهرىوالباطن‬
‫‪‬‬
‫فأما الوحي ‪ :‬فهو ما يلقيو ُب قلوهبم ‪ ،‬على جهة ا‪٢‬بديث ‪ ،‬فيحصل ‪٥‬بم‬
‫من ذلك علم بأمر ما ‪ ،‬وىو الذي تضمنو ذلك ا‪٢‬بديث ‪.‬‬
‫وأما الكالم من وراء حجاب ‪ :‬فهو خطاب إ‪٥‬بي يلقيو على السمع ‪ -‬ال‬
‫على القلب ‪ -‬فيدركو من ألقي عليو ‪ ،‬فيفهم منو ما قصد بو من أ‪٠‬بعو‬
‫ذلك ‪ ،‬وقد ٰبصل لو ذلك ُب صور التجلي ‪ ،‬فتخاطبو تلك الصورة اإل‪٥‬بية‬
‫‪ -‬وىي عْب ا‪٢‬بجاب ‪ -‬فيفهم من ذلك ا‪٣‬بطاب علم ما يدؿ عليو ‪،‬‬
‫ويعلم أف ذلك حجاب ‪ ،‬وأف ا‪٤‬بتكلم من وراء ذلك ا‪٢‬بجاب ‪.‬‬
‫وما كل من أدرؾ صورة التجلي اإل‪٥‬بي ؛ يعلم أف ذلك ىو اهلل ! ‪.‬‬
‫فما يزيد صاحب ىذه ا‪٢‬باؿ ‪ -‬على غّبه ‪ -‬إال بأف يعرؼ أف تلك الصورة‬
‫‪ -‬وإف كانت حجاباً ‪ -‬فهي عْب ٘بلي ا‪٢‬بق لو ‪.‬‬
‫وأما قولو تعالى أو يرسل رسوالً ‪ :‬فهو ما ينزؿ بو ا‪٤‬بلك ‪ ،‬أو ما ٯبيء بو‬
‫الرسوؿ البشري إلينا ‪ ،‬إذا نقل كبلـ اهلل خاصة ‪ ،‬مثل قولو تعأب ‪[ :‬ﯦ‬

‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ] {التوبة ‪. }ٙ :‬‬

‫وىذا النوع من الكبلـ ىو مقصودنا ىنا ‪.‬‬


‫يقوؿ العبد حاؿ ركوعو ‪ :‬سبحاف ريب العظيم ‪ٍ .‬ب يرفع ‪ ،‬وىو رحلتو من‬
‫مقاـ التعظيم ‪ ،‬إٔب مقاـ النيابة ‪ ،‬وىذا ىو أفضل أحواؿ العبد ُب الصبلة ؛‬

‫‪- 313 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الظاهرىوالباطنىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫النيابة عن ا‪٢‬بق ‪َّ ،‬‬


‫فإف اهلل تعأب يقوؿ على لساف عبده فيها ‪ :‬سمع اهلل‬
‫لمن حمده ‪ .‬والعبد ىو القائل ببل شك ‪ ،‬فناب العبد ىنا مناب ا‪٢‬بق ‪،‬‬
‫وىذا من االسم الظاىر ‪ ،‬فكأف ا‪٢‬بق ظهر بصورة ىذا القائل ‪٠ :‬بع اهلل‬
‫‪٤‬بن ‪ٞ‬بده ‪.‬‬

‫وكذلك قولو تعأب لنبيو سيدنا ‪٧‬بمد ‪ُ ‬ب حق األعرايب ‪[ :‬ﯦ ﯧ ﯨ‬

‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ] {التوبة ‪ . }ٙ :‬وىذا‬
‫النيب ‪ ، ‬وقاؿ اهلل إف ذلك‬
‫األعرايب ما ‪٠‬بع إال األصوات وا‪٢‬بروؼ من فم ِّ‬
‫كبلمي ‪ ،‬وأضافو إٔب نفسو ‪ ،‬فكأف ا‪٢‬بق ظهر ُب عآب الشهادة ‪ ،‬بصورة‬
‫التإب لكبلمو ‪ ،‬فما ظنك ٗبا ىو األمر عليو بالنسبة إٔب جناب ا‪٢‬بق ‪.‬‬
‫فسبحاف من يكلم نفسو بنفسو ُب أعياف خلقو ‪ .‬فافهم ‪.‬‬
‫فكلم اهلل ا‪٤‬بستجّب من خلف حجاب سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬إذ كاف ىو عْب‬
‫ا‪٢‬بجاب ‪ ،‬ألف ا‪٤‬بستجّب من ا‪٤‬بشركْب ؛ منو ‪٠‬بع كبلـ اهلل ‪ ،‬فبل نشك أف‬
‫اهلل كلمنا على لساف رسوؿ اهلل ‪. ‬‬
‫فا‪١‬بلي ما ظهر ‪ ،‬وا‪٣‬بفي ما استَب ‪ ،‬وال يكوف االستتار وا‪٣‬بفاء إال ُب‬
‫األمثاؿ ‪ ،‬وأما ُب غّب األمثاؿ ‪ ،‬فبل ‪ .‬ألف غّب ا‪٤‬بثل ال يقبل صورة من‬
‫ليس مثلو ‪.‬‬

‫‪- 314 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالظاهرىوالباطن‬
‫‪‬‬
‫أال ترى قولو ‪ُ ‬ب آدـ أنو تعأب خلقو على صورتو (ٔ) ‪ ،‬فجعلو مثبلً ‪ٍ ،‬ب‬
‫[ﭡ ﭢ ﭣﭤ ] {الشورى ‪. }ٔٔ :‬‬ ‫نفى أف ٲباثل ذلك ا‪٤‬بثل ‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬
‫أي ليس مثل مثلو شيء ‪ ،‬فنفى أف ٲباثل ا‪٤‬بثل ‪ ،‬فاستَب ا‪٢‬بق بصورة العبد‬
‫ُب قولو ‪٠ :‬بع اهلل ‪٤‬بن ‪ٞ‬بده ‪ .‬فإف ا‪٤‬بتَػ ْر َج َم َعْنوُ (اسم مفعوؿ) ‪ ،‬يستَب‬
‫بظهور ا‪٤‬بتَػ ْرِج ْم (اسم فاعل) ُب باب ا‪٤‬بماثلة لو ‪ ،‬فيظهر ا‪٢‬بق بالصورتْب ‪.‬‬
‫فإنو ‪٠‬باه عبداً ‪ ،‬وىو عبد قائل عن حق ‪ ،‬فكاف لسانو لساف حق ُب قولو ‪:‬‬
‫‪٠‬بع اهلل ‪٤‬بن ‪ٞ‬بده ‪ ،‬وما زاؿ عن كونو عبداً ُب ذلك ‪ .‬فاهلل تعأب يظهرنا‬
‫وقتاً ‪ ،‬ويسَب نفسو فيما ىو لو ‪ .‬ووقتاً يظهر نفسو ويسَبنا ‪ٕ ،‬بسب ا‪٤‬بواطن ‪،‬‬
‫حكمة منو ‪.‬‬
‫فالكامل من أىل اهلل ينظر مراد اهلل ُب الوقائع ‪ ،‬فأي عْب أراد اهلل ظهورىا ‪،‬‬
‫أظهرىا ‪ .‬وأي عْب أراد اهلل سَبىا ‪ ،‬سَبىا ‪.‬‬
‫‪ ‬واألدب يقضي بأمر كلي ‪ ،‬أف ‪ :‬ما َح ُس َن عرفاً وشرعاً ‪ ،‬نسبو للحق ‪،‬‬
‫فأظهر ا‪٢‬بق فيو ‪ ،‬وجبله للبصائر واألبصار ‪.‬‬
‫قر ٕم ِ ِف ] رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد‬
‫ٔ ‪ -‬حديث ‪ٙ[ :‬مَ َؾ َؼ اهللُ آ َد َم َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُص َ‬
‫ُب مسنده وعبد بن ‪ٞ‬بيد والدارقطِب ُب الصفات والطرباين وابن عساكر عن أيب ىريرة‬
‫‪ . ‬وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن أيب سعيد ‪ . ‬والدارقطِب ُب الصفات وا‪٣‬بطيب عن ابن‬
‫عمر ‪ . ‬وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن قتادة ‪ ‬مرسبل ‪ .‬ورفعو أ‪ٞ‬بد عن قتادة ‪ ‬عن أيب‬
‫أيوب ‪. ‬‬
‫‪‬‬

‫‪- 315 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الظاهرىوالباطنىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫‪ ‬وما قبح عرفا وشرعا ‪ ،‬نسبو إٔب نفسو إف شاء ‪ ،‬وأظهر نفسو فيو وجبله ‪،‬‬
‫أو نسبو إٔب الشيطاف إف شاء ‪ ،‬وأظهر عْب الشيطاف فيو وجبله ‪،‬‬
‫فيكوف باطنو حقا ‪.‬‬

‫‪ -‬كقولو تعأب ‪ [ :‬ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ‬

‫يدلنا اهلل تعأب ُب ىذه اآلية على مقاـ‬ ‫ﰑﰒ ] {النساء ‪. }ٜٚ :‬‬

‫األدب ؛ وىو أف تنسب لنفسك السيئة ‪ ،‬وأنت تنسب إليو تعأب‬


‫ا‪٢‬بسنة ‪.‬‬

‫‪ -‬وُب قولو تعأب ‪[ :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ‬

‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬
‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ] {النساء ‪ . }ٚٛ :‬وقولو ‪[ :‬ﭬ ﭭ‬

‫ﭮ ] {الشمس ‪ . }ٛ :‬وقولو ‪[ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬

‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ] {اإلسراء ‪ . }ٕٓ :‬يدلنا اهلل‬


‫تعأب على مقاـ ترؾ األدب ‪ ،‬وىو اإلطبلؽ ‪ ،‬حيث فيو ننسب كل‬
‫‪‬‬‫شيء إليو تعأب ‪.‬‬

‫وبين األدب وترك األدب تحار العقول ‪.‬‬

‫‪- 316 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالظاهرىوالباطن‬
‫‪‬‬
‫التارؾ لؤلدب أديب من حيث ال يعلم ‪ ،‬فإنو مع الكشف وٕبكمو ‪ ،‬ال مع‬
‫الذي ىم احملجوبوف فيو ‪ .‬فهو يعاين علم اهلل ُب جرياف ا‪٤‬بقادير ‪ ،‬قبل‬
‫وقوعها ‪ ،‬فيبادر إليها ‪ ،‬فينطلق عليو بلساف ا‪٤‬بوطن أنو غّب أديب مع ا‪٢‬بق ‪،‬‬
‫فإنو ‪٨‬بالف ‪ .‬بل ىذا ىو غاية األدب مع ا‪٢‬بق ‪ ،‬ولكن أكثر الناس ال‬
‫يشعروف ‪ ،‬ومنهم من يقاـ ُب اإلدالؿ كعبد القادر ا‪١‬بيبلين ببغداد ‪ ،‬سيد‬
‫وقتو ‪ .‬ومنهم من يكوف وقتو ُب ذلك كنت ‪٠‬بعو وبصره ‪.‬‬
‫واألدب يستدعي الغّب ‪ .‬ألف األدب يطلب أدبا مع آخر أو مع سوى ‪.‬‬
‫ولكن عند فناء األغيار ؛ يزوؿ األدب ‪ ،‬ألنو ما ٍب مع من ‪.‬‬
‫وبا‪١‬بملة فهو موضع حّبة ‪ ،‬ال ٱبلص ‪٥‬بؤالء من ‪ٝ‬بيع الوجوه ‪ ،‬وال‬
‫‪٥‬بؤالء من ‪ٝ‬بيع الوجوه ‪ ،‬فإف اإلخبارات اإل‪٥‬بية أكثرىا تعارض األدلة‬
‫العقلية ُب ىذا الباب ‪ ،‬وأية حّبة أعظم من ىذه ا‪٢‬بّبة ‪ ،‬وىذا من‬
‫ا‪٤‬بتشابو الذي قاؿ تعأب عنو ‪ [ :‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬

‫ﮭﮮﮯﮰﮱ ﮲﮳﮴﮵﮶﮷ ﮸ ﮹﮺‬


‫﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﯁ ﯂ ﯃ ﯄ ﯅ ﯆ ﯇ ﯈] {آؿ‬

‫عمراف ‪ . }ٚ :‬أولو األلباب ‪ :‬ىم اآلخذوف بلب العقل ‪ ،‬ال بقشره ‪.‬‬
‫اللهم اجعلنا منهم ‪.‬‬

‫‪- 317 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الظاهرىوالباطنىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫حجب ا‪٢‬بق تعأب ذاتو بصورة رسوؿ اهلل ‪ ، ‬فكاف ا‪٢‬بق ىو الباطن ‪،‬‬
‫ورسوؿ اهلل ‪ ‬ىو الظاىر ‪:‬‬

‫‪ ‬قاؿ اهلل تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬

‫ﭚﭛ ] {الفتح ‪. }ٔٓ :‬‬

‫[ﭑﭒ ﭓ] فاستَب ا‪٢‬بق تعأب ُب صورة النيب ‪ ، ‬وأظهره‬


‫لنا بكاؼ ا‪٣‬بطاب ‪.‬‬

‫[ ﭔ ﭕ ﭖ] ٍب سَب النيب ‪ ، ‬وظهر ا‪٢‬بق بلفظ ا‪١‬ببللة ‪.‬‬

‫[ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ] أتى هبا تأكيدا لرفع السَب ‪.‬‬

‫‪ ‬وقاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬

‫ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫ﭨ ] {األنفاؿ ‪. }ٔٚ :‬‬

‫[ﭑ ﭒ] فبل يقاؿ ُب ا‪٤‬بكلف إنو القاتل ‪.‬‬

‫[ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ] بل اهلل ىو القاتل با‪٤‬بكلَّف وبالسيف ‪ ،‬فقاـ‬


‫لو ا‪٤‬بكلَّف مقاـ اليد الضاربة بالسيف ‪.‬‬
‫‪- 318 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالظاهرىوالباطن‬
‫‪‬‬

‫[ﭗ ﭘ] فنفى الرمي ‪.‬‬


‫[ﭙ ﭚ ] فأثبت الرمي ‪٤‬بن نفاه عنو ‪ ،‬فأثبت عْب ما نفى ‪.‬‬
‫[ﭛ ﭜ ﭝﭞ ] ٍب ٓب يثبت على اإلثبات ‪ ،‬بل أعقب اإلثبات‬
‫نفياً ‪ ،‬كما أعقب النفي إثباتاً ‪ .‬فما أسرع ما نفى وما أسرع ما أثبت‬
‫لعْب واحدة ‪.‬‬
‫[ﭛ ﭜ ﭝﭞ ] نفى فيها عْب ما أثبتو ‪ ،‬فصار إثبات الرمي‬
‫وسطاً بْب طرُب نفي ‪ .‬فالنفي األوؿ عْب النفي اآلخر ‪ .‬فمن احملاؿ أف‬
‫يثبت عْب الوسط بْب النفيْب ‪ ،‬ألنو ‪٧‬بصور ‪ ،‬فيحكم عليو ا‪٢‬بصر ‪،‬‬
‫وال سيما والنفي اآلخر قد زاد على النفي األوؿ ‪ ،‬بإثبات الرمي لو ‪ ،‬ال‬
‫للوسط ‪ ،‬فثبت الرمي ُب الشهود ا‪٢‬بسي لسيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬بثبوت‬
‫سيدنا ‪٧‬بمد ‪ُ ‬ب كلمة ا‪٢‬بق ‪ ،‬فكما ىو راـ ال راـ ‪ ،‬كذلك ىو ُب‬
‫الكلمة اإل‪٥‬بية ؛ ‪٧‬بمد ال ‪٧‬بمد ‪ ،‬إذ لو كاف ‪٧‬بمداً كما تشهد صورتو ‪،‬‬
‫لكاف رامياً كما يشهد رميو ‪ ،‬فلما نفى عنو ا‪٣‬برب اإل‪٥‬بي ؛ انتفى عينو ‪،‬‬
‫إذ ال فرؽ بْب عينو ورميو ‪.‬‬

‫‪ ‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬

‫ﯤﯥ ] {األنفاؿ ‪َّ . }ٕٗ :‬‬


‫فوح َد الداعي بعد ذكر االثنْب ‪ ،‬فعلمنا أف‬

‫‪- 319 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الظاهرىوالباطنىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫األمر واحد ‪ ،‬وما ‪٠‬بعنا متكلماً إال الرسوؿ ‪ ، ‬بالسماع ا‪٢‬بسي ‪.‬‬
‫و‪٠‬بعنا كبلـ ا‪٢‬بق ‪ ،‬بسمع ا‪٢‬بق ‪ ،‬بالسمع ا‪٤‬بعنوي ‪ .‬فاهلل والرسوؿ‬
‫ا‪٠‬باف للمتكلم ‪ ،‬فإف الكبلـ هلل ‪ -‬كما قاؿ اهلل ‪ -‬وا‪٤‬بتكلم ا‪٤‬بشهود‬
‫[ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ] {النساء‬ ‫ىو عْب لساف ‪٧‬بمد ‪: ‬‬
‫‪ . }ٛٓ :‬فحبله با‪٠‬بو ‪ ،‬وكاف ظاىراً ‪ ،‬فسَبه ‪ٍ .‬ب شرح لنا رسوؿ اهلل ‪‬‬
‫ذلك ر‪ٞ‬بة بعقولنا فقاؿ ‪َ [ :‬م ْـ َر ِآين ؛ َ‪٩‬م َؼدْ َر َأى َّ‬
‫احلؼ] (ٔ) ‪ ،‬وُب‬
‫رواية أخرى ‪َ [ :‬م ْـ َر ِآين ؛ َ‪٩‬م َؼدْ َر ِآين َّ‬
‫احلؼ] (ٕ) ‪ .‬وقاؿ تعأب ُب حق‬
‫رسولو ‪[ : ‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬

‫ﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋﮌﮍﮎ‬
‫ﮏ ﮐ ﮑﮒ ] {األعراؼ ‪ . }ٔ٘ٚ :‬وقاؿ تعأب ‪[ :‬ﮠ ﮡ‬

‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ]‬
‫{ا‪٢‬بشر ‪ . }ٚ :‬فهو ‪ ‬اآلمر الناىي ‪ ،‬الذي ٰبلل وٰبرـ ‪ ،‬نيابة عن اهلل‬
‫تعأب ‪ ،‬ألنو خليفتو ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وابن عساكر والتربيزي والبيهقي ُب الدالئل وابن ا‪٤‬بقرئ‬
‫ُب معجمو وابن اآلبار ُب معجمو عن أيب قتادة ‪ . ‬ورواه البخاري وابن عساكر وا‪٣‬بطيب‬
‫عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد عن أيب قتادة ‪( ‬وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬رجالو رجاؿ الصحيح) ‪ .‬وأ‪ٞ‬بد عن أيب سعيد‬
‫ا‪٣‬بدري ‪. ‬‬
‫‪- 311 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالظاهرىوالباطن‬
‫‪‬‬
‫ال ظهور ‪٢‬بق ٍ‬
‫وخلق معاً ‪ .‬فإذا أظهر ا‪٣‬بلق بطن ىو ‪ ،‬وإذا ظهر ىو‬
‫ىلك ما دونو ‪ٙ‬بت سطو قهاريتو ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬

‫ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ]‬
‫{القصص ‪ . }ٛٛ :‬فكل شيء ىو موجود ‪ ،‬نشاىده حساً ‪ ،‬ونعلمو عقبلً ‪،‬‬
‫فليس هبالك ‪ ،‬فكل شيء ؛ وجهو ‪ .‬ووجو الشيء ؛ حقيقتو ‪ .‬فما ُب‬
‫الوجود إال اهلل ‪.‬‬

‫ٍب قاؿ ‪[ :‬ﮜ ﮝ ] وىو ما ظهر ُب عْب األشياء ‪.‬‬

‫ٍب قاؿ ‪[ :‬ﮞ ﮟ] أي مردكم من كونكم أغياراً ‪َّ ،‬‬


‫إٕب ‪ ،‬فيذىب‬
‫حكم الغّب ‪ ،‬فما ُب الوجود إال أنا ‪.‬‬

‫[ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ] فمن أىلك شيئاً ؛ فقد فقده ‪ ،‬وإذا‬


‫فقده ؛ ٓب ٯبده ‪ ،‬وإذا ٓب ٯبده ؛ وجد اهلل عنده ‪ ،‬فهو ٱبلفو ‪،‬‬
‫فكما عاد إٔب الضمّب على الشيء من ٱبلفو ‪ ،‬وال ٱبلف إال مثلو ‪،‬‬
‫ال عينو ‪ ،‬فليس ىو ىو ‪ ،‬وال بد من ا‪٣‬بلف ‪ ،‬فيخلفو اهلل وجوده ‪،‬‬
‫وىو قولو ‪[ :‬ﮄ ﮅ ﮆ] {النور ‪ . }ٖٜ :‬فحيث تفُب األسباب ؛‬
‫ىناؾ يوجد اهلل ‪.‬‬

‫‪- 311 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الظاهرىوالباطنىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬
‫و‪٣‬مر ؛ ‪٫‬مَؾِؿ ُي َ‪٬‬مبِ ٍ‬
‫قد ‪َ :‬أ َٓ ‪٫‬م ُُّؾ‬ ‫وَلو َّ ِ‬
‫‪ ‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬أ ْصدَ ُق ‪٫‬مَؾِ َؿ ٍي َ‪٪‬م َ‬
‫َ‬ ‫ا‪٬‬مش ُ‬
‫ر ٍء َمو َ‪ٙ‬م َال اهللَ َٔمو‪١‬مِ ٌؾ] (ٔ) ‪ .‬الباطل ‪ :‬ىو ما ليس لو حقيقة يثبت‬ ‫َ ْ‬
‫عليها من نفسو ‪ ،‬فما ىو موجود إال بغّبه ‪ ،‬فا‪١‬بوىر الثابت ىو‬
‫العماء(ٕ) ‪ ،‬وليس إال نَػ َفس الر‪ٞ‬بن ‪ ،‬والعآب ىو ‪ٝ‬بيع ما ظهر فيو من‬
‫الصور ‪ ،‬فهي أعراض فيو ‪ ،‬ٲبكن إزالتها ‪ ،‬وتلك الصور ىي ا‪٤‬بمكنات ‪،‬‬
‫ونسبتها من العماء نسبة الصور من ا‪٤‬برآة ‪ ،‬تظهر فيها لعْب الرائي ‪،‬‬
‫وا‪٢‬بق تعأب ىو بصر العآب ‪ ،‬فهو الرائي ‪ ،‬وىو ِ‬
‫العآب با‪٤‬بمكنات ‪ ،‬فما‬
‫أدرؾ إال ما ُب علمو من صور ا‪٤‬بمكنات ‪ ،‬فظهر العآب بْب العماء وبْب‬
‫رؤية ا‪٢‬بق ‪ ،‬فكاف ما ظهر دليبلً على الرائي ‪ ،‬وىو ا‪٢‬بق ‪ ،‬فتفطن ‪،‬‬
‫واعلم من أنت ؟ ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي ُب السنن والشمائل وأ‪ٞ‬بد وابن ماجة وابن‬
‫حباف وأبو يعلى وابن أيب شيبة والبيهقي ُب الشعب والسنن وابن راىويو وا‪٢‬بميدي وأبو نعيم‬
‫ُب ا‪٤‬بعرفة عن أيب ىريرة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬أخرج الطيالسي وابن حباف ُب صحيحو وأ‪ٞ‬بد والَبمذي وحسنو وابن ماجة والطرباين ُب‬
‫الكبّب وابن جرير وابن أيب عاصم ُب السنة وابن ا‪٤‬بنذر وأبو الشيخ ُب العظمة وابن أيب شيبة‬
‫ُب العرش وابن مردويو والبيهقي ُب األ‪٠‬باء والصفات ‪٤‬مـ َأ ِيب َر ِز ٍ‬
‫يـ ا٭مٷمٺمڀم‪٥‬م ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫ُ :‬م ْټم ُډم َيچم‬
‫َون ِّم َ‪٣‬م ََم ٍء ‪َ ،‬مو َ ْحت َت ُف َه َق ٌاء ‪،‬‬
‫قل اهللِ ‪٫[ : ‬م َ‬ ‫َچمن َر إمپمَچم َ‪٫‬م ْب َؾ َأ ْن َ ْ‬
‫َي ُټم َؼ َ‪ٚ‬م ْټم َٺم ُف ؟ ‪٫َ .‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫قل اهللِ َأ ْي َـ ‪٬‬م َ‬
‫َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ون ‪٫َ ،‬م َچمل ‪ :‬ا ْ٭م َٷم ََم ُء ‪َ :‬أ ْي‬ ‫وء] ‪ .‬روى ا٭م‪ٟ‬مٱمذي ‪٤‬مـ ي ِز ِ‬
‫يد ْٕم ِـ َه ُچمر َ‬ ‫ومو َ‪٩‬مق َ‪٪‬مف هقاء ‪ ،‬و‪ٙ‬مَ َؾ َؼ ‪٣‬مر َ‪٠‬مف ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ا‪ٚ‬م ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫ََ ْ ُ َ َ ٌ َ‬

‫َ٭م ْڀم َس َٱم َٷم ُف َ ْ‬


‫َش ٌء ‪.‬‬

‫‪- 312 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالظاهرىوالباطن‬
‫‪‬‬
‫العبد إذا رأى ا‪٢‬بق ‪ ،‬أو ‪ٚ‬بيلو ‪ ،‬فِب فيو عند مشاىدتو ‪ ،‬ألنو على صورتو ‪،‬‬
‫فيقابلو بذاتو ‪ ،‬فما بقي فيو جزء يصحو ‪ ،‬حٌب يعقل بو ‪ ،‬ما فِب ‪ ،‬منو ‪،‬‬
‫فيو تعأب ‪ .‬وىكذا كل جزء من العآب مع ا‪٢‬بق ؛ إذا ٘بلى لو ‪ ،‬خشع‬
‫لو(ٔ) ‪ ،‬وفِب فيو ‪ ،‬ألف كل ما ىو عليو شيء من العآب ؛ ىو صورة‬
‫ا‪٢‬بق ‪٤‬با أعطاه منو ‪ ،‬إذ ال يصح أف يكوف شيء من العآب لو وجود ليس‬
‫ىو صورة ا‪٢‬بق ‪.‬‬
‫فبل بد أف يفُب العآب ُب ا‪٢‬بق إذا ٘بلى لو ‪ ،‬وال يفُب ا‪٢‬بق ُب ا‪٣‬بلق ‪ ،‬ألف‬
‫ا‪٣‬بلق من ا‪٢‬بق ‪ ،‬ما ىو ا‪٢‬بق من ا‪٣‬بلق ‪ ،‬فنسبة ا‪٢‬بق إٔب ا‪٣‬بلق ؛ نسبة‬
‫اإلنساف إٔب كل صنف من العآب ‪ ،‬ما عدا نوع اإلنساف ‪ ،‬فتفطن ‪٤‬با ذكرتو‬
‫لك ‪ ،‬من فناء كل شيء من العآب عن نفسو ‪ ،‬عند ٘بليو سبحانو لو ‪ ،‬وال‬
‫يفُب ا‪٢‬بق ٗبشاىدة ا‪٣‬بلق ‪.‬‬
‫وقد جاء الشرع بتدكدؾ ا‪١‬ببل ‪ ،‬وصعق موسى ‪ ، ‬عند التجلي‬
‫الرباين ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵‬

‫﮶﮷﮸﮹﮺﮻﮼﮽﮾ ﮿ ﯀﯁﯂ ﯃﯄‬


‫٭م ٍء ِم ْـ ‪ٙ‬مَ ْؾ ِؼ ِف ؛ ‪ٙ‬مَ َش َع ‪٬‬مَ ُف] ‪ .‬رواه ابن ماجة وأ‪ٞ‬بد‬ ‫ِ‬
‫قل اهللِ ‪[ : ‬إ ِ َذ ا َت ََّ‪ٛ‬م اهللُ ‪٬‬م َ ْ‬
‫ٔ‪٫َ -‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬

‫والنسائي والبيهقي ُب السنن وا‪٢‬باكم وصححو وابن خزٲبة وابن األعرايب عن النعماف بن‬
‫بشّب ‪ . ‬والدارقطِب عن أيب بكرة ‪ . ‬والنسائي وابن خزٲبة والروياين وابن قانع عن‬
‫قبيصة ‪. ‬‬

‫‪- 313 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الظاهرىوالباطنىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫﯅ ﯆ ﯇ ﯈ ﯉ ﯊ ﯋ ﯌ ﯍ ﯎﯏ ﯐ ﯑ ﯒‬
‫ﯓﯔ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫صعِ َق موسى ‪ ‬ألف‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ] {طو ‪ُ . })ٔٗ – ٜ( :‬‬
‫اهلل تعأب ٘بلى لو من حيث أنا ‪ ،‬وىو قولو تعأب ‪[ :‬ﭗ ﭘ ﭙ ] ‪.‬‬

‫ُح ِك َي أف شابا صغّباً كاف مبلزماً للخلوة ‪ ،‬فقاؿ لو الشيخ أبو تراب النخشيب‬
‫‪ : ‬ىل رأيت أبا يزيد ؟ (يقصد أبا يزيد البسطامي ‪ . )‬قاؿ ‪ :‬ال ‪ .‬فَبكو‬
‫أياما ٍب أعاد عليو القوؿ ‪ ،‬فكانت نفس اإلجابة ‪ .‬فلما أكثر الشيخ ُب سؤالو‬
‫عن رؤية أيب يزيد ‪ ، ‬قاؿ الشاب ‪ :‬رأيت اهلل ‪ ،‬فأغناين عن أيب يزيد ‪ .‬فقاؿ‬
‫الشيخ لو ‪ :‬لو رأيت أبا يزيد مرة كاف أنفع لك من رؤية اهلل سبعْب مرة ! ‪ .‬فقاؿ‬
‫الشاب ‪ :‬قم بنا إليو ‪ .‬فخرجا معاً ُب طلب أيب يزيد ‪ .‬وإذا بأيب يزيد قد خرج‬
‫من النهر ‪ ،‬وفروتو مقلوبة على كتفو ‪ ،‬فلما رآه الشاب صاح ومات ‪ .‬فقيل أليب‬
‫يزيد ُب موتو ‪ ،‬وأنو ذكر أنو يرى اهلل وما مات ‪ ،‬فكيف يراؾ فيموت ؟ ‪ .‬فقاؿ‬
‫أبو يزيد ‪ :‬نعم ! كاف يرى اهلل على قدر حالو ‪ ،‬فلما نظر إٕب ؛ رأى اهلل على‬
‫قدر حإب ‪ ،‬فلم يثبت ‪ ،‬فمات (ٔ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬ىذه ا‪٢‬بكاية رواىا ابن ‪ٟ‬بيس ا‪٤‬بوصلي ُب (مناقب األبرار) واإلماـ الغزإب ُب (إحياء علوـ‬
‫الدين) وأبو طالب ا‪٤‬بكي ُب (قوت القلوب) وفريد الدين العطار ُب (تذكرة األولياء) والشيخ‬
‫األكرب ‪٧‬بيي الدين بن عريب ُب (الفتوحات ا‪٤‬بكية) ‪.‬‬

‫‪- 314 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالظاهرىوالباطن‬
‫‪‬‬
‫فقد رأى ىذا ا‪٤‬بريد ما ال يطيق ‪ ،‬ألنو ٘بلى لو اهلل تعأب من حيث أنا ‪ ،‬فلم‬
‫يطقو ‪ ،‬كما صعق موسى ‪ ، ‬ألف اهلل من حيث أنا ‪٦ ،‬ببله أعظم من‬
‫اجمللى الذي كاف يشهده فيو ذلك ا‪٤‬بريد ‪.‬‬
‫اعلم أف ا‪٢‬بق ال يكلم عباده وال ٱباطبهم ‪ ،‬إال من وراء حجاب صورة ‪،‬‬
‫يتجلى ‪٥‬بم فيها ‪ ،‬وذلك لشدة حيائو جل وعبل ‪ ،‬فبل يتجلى ‪٥‬بم كفاحا ‪،‬‬
‫وتكوف لو تلك الصورة حجاباً عنو ‪ ،‬ودليبلً عليو ‪ ،‬كالصورة الظاىرة‬
‫ا‪١‬بسدية من اإلنساف ؛ إذا أرادت النفس الناطقة أف تكلم نفساً أخرى ‪،‬‬
‫كلمتها من وراء حجاب صورة جسدىا ‪ ،‬بلساف تلك الصورة ولغتها ‪ ،‬مع‬
‫كوف النفس ‪٨‬بلوقة ‪ .‬فكيف با‪٣‬بالق ؟ ‪.‬‬

‫فهو تعأب يتجلى لكل عبد ُب حاجتو ‪ ،‬وىو قولو تعأب ‪[ :‬ﮄ ﮅ‬

‫فتجلى اهلل تعأب ‪٤‬بوسى ‪ُ ‬ب صورة‬ ‫ﮆ ﮇﮈ ] {الزمر ‪. }ٖٙ :‬‬

‫حاجتو ‪ ،‬وىي النار ‪ ،‬كما أخرب تعأب ُب قولو ‪[ :‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬

‫ﮊﮋﮌ ﮍﮎ ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ‬
‫ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ ﮞﮟﮠﮡﮢ ﮣ ﮤﮥ‬
‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶‬
‫﮷﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﯁ ] {النمل ‪. })ٔٓ – ٚ( :‬‬

‫‪- 315 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الظاهرىوالباطنىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫َون َي ْع ُبدُ َ‪٠‬م ْقئًو َ‪٩‬م ْؾ َق َّتبِ ْع ُف ‪،‬‬ ‫َّوس ‪٩َ ،‬م َق ُؼ ُ‬
‫قل ‪َ :‬م ْـ ‪٫‬م َ‬ ‫هلل ا‪٬‬مـ َ‬
‫ُي َؿ ُع ا ُ‬
‫هلل ‪ْ َ [ : ‬‬ ‫َ‪٫‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قل ا ِ‬
‫َون َي ْع ُبدُ ا ْ‪٬‬م َؼ َؿ َر ‪َ ،‬و َي ْت َب ُع َم ْـ ‪٫‬م َ‬
‫َون‬ ‫ا‪٬‬مش ْؿ َس ‪َ ،‬و َي ْت َب ُع َم ْـ ‪٫‬م َ‬ ‫َون َي ْع ُبدُ َّ‬‫َ‪٩‬م َق ْت َب ُع َم ْـ ‪٫‬م َ‬
‫قف ْؿ اهللُ ِّم ‪٨‬م ْ ِ‬
‫َ‪ٜ‬م‬ ‫قهو ‪٩َ ،‬م َق ْلٕمِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫قً ‪َ .‬و َٕم ْب َؼك َهذه ْإُ َّم ُي ‪٩‬م َقفو ُمـَو‪٩‬م ُؼ َ‬ ‫ا‪٨‬م َ‬‫يعبدُ ا‪٬‬م َّطق ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُْ‬
‫ْؽ ‪َ ،‬ه َذا‬‫قن ‪َ :‬ك ُعق ُذ ٔمِوهللِ ِمـ َ‬ ‫قل ‪َ :‬أكَو َر ُّٔمؽ ُْؿ ‪٩َ .‬م َق ُؼق ُ‪٬‬م َ‬ ‫قر ِة ا َّ‪٬‬متِل َي ْع ِر ُ‪٩‬م َ‬
‫قن ‪٩َ ،‬م َق ُؼ ُ‬ ‫ا‪٬‬مص َ‬
‫ُّ‬
‫قر ِة ا َّ‪٬‬متِل‬ ‫َمؽَو ُكـَو َ٘م َّتك َي ْلٕمِ َقـَو َر ُّٔمـَو ‪٩َ ،‬منِ َذا َإٔمَوكَو َر ُّٔمـَو َ‪٣‬م َر ْ‪٩‬مـَو ُه ‪٩َ .‬م َق ْلٕمِ ِ‬
‫قف ُؿ اهللُ ِّم ُّ‬
‫ا‪٬‬مص َ‬
‫قن ‪َ :‬أك ًَْ َر ُّٔمـَو ‪٩َ .‬م َق ْت َب ُعقكَفُ ‪. )ٔ( ]...‬‬
‫قل ‪َ :‬أكَو َر ُّٔمؽ ُْؿ ‪٩َ .‬م َق ُؼق ُ‪٬‬م َ‬ ‫َي ْع ِر ُ‪٩‬م َ‬
‫قن ‪٩َ ،‬م َق ُؼ ُ‬
‫فهو تعأب عند كل معتقد ‪ ،‬وُب تصور من تصوره ‪ ،‬ال يزوؿ بزواؿ تصور‬
‫من تصوره إٔب تصور آخر ‪ ،‬بل يكوف لو أيضاً وجود ُب ذلك التصور‬
‫األوؿ واآلخر ‪ ،‬كما يتحوؿ يوـ القيامة ُب التجلي من صورة إٔب صورة ‪،‬‬
‫وما زالت عنو تلك الصورة الٍب ‪ٙ‬بوؿ عنها ‪ ،‬ألف الذي كانت معتقده‬
‫فيها ‪ ،‬يراه فيها ‪ ،‬فما ىو إال كشف منو تعأب عن عْب ىذا الذي‬
‫يدركها ‪ ،‬ال غّب ‪ .‬فهم على بصّبة ‪ ،‬وإف ذموه ‪ ،‬فهم الذين ‪ٙ‬بوؿ ُب‬
‫حقهم إٔب الصورة الٍب ‪ٙ‬بوؿ إليها بعبلمتهم ‪ ،‬فهم ُب ذمهم على بصّبة ‪،‬‬
‫ألنو لذلك خلقهم ‪ .‬قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ]‬
‫{األنعاـ ‪. }ٜٔ :‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والَبمذي وصححو وأ‪ٞ‬بد وابن حباف وعبد الرزاؽ‬
‫والطرباين ُب مسند الشاميْب وابن ا‪٤‬ببارؾ ُب الزىد وا‪٢‬باكم عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪. ‬‬

‫‪- 316 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالظاهرىوالباطن‬
‫‪‬‬
‫وهلل در من قال ‪:‬‬

‫قف إِ َّٓ َأ ْك ُت ُؿ‬ ‫و٘مقوٕم ُؽؿ مو ‪٩‬مِ ِ‬ ‫إن ا‪٬‬مقٗمقد وإِ ْن َٕمعدَ د َ‪٢‬م ِ‬
‫وهر ًا‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ووٗمقد ه ِذي ا‪٬‬م َؽوئِـَ ِ‬
‫وت َٕم َق ُّه ُؿ‬ ‫َأ ْك ُتؿ ٘م ِؼق َؼ ُي ُ‪٫‬م ِّؾ مقٗم ٍ‬
‫قد َٔمدَ ا‬
‫َ ُ ُ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫َأ ْ‪٩‬م َتك ٔمِ َس ْػ ِؽ َد ِمل ا‪٬‬مذي ٓ َي ْع َؾ ُؿ‬ ‫ّم َٔمو‪١‬مِـل ِم ْـ ُ٘م ِّب ُؽؿ َمو َ‪٬‬مق َٔمدَ ا‬
‫اب ُيـَ َّع ُؿ‬ ‫َصى ٔمِ َل ْك َقا ِع ا‪٬‬م َع َذ ِ‬ ‫َك َّع ْؿ ُت ُؿقين ٔمِو‪٬‬م َع َذ ِ‬
‫اب َو َ٘م َّبـــ َذا‬

‫وقال الشيخ محيي الدين بن عربي ‪: ‬‬

‫َي ُؽ ْـ ِدي ُـ ُف ‪٬‬مِ ِديـ ِل َد ِاين‬ ‫إِ َذا ََل‬ ‫و٘مبِل‬‫ً َ‪٪‬مب َؾ ا‪٬‬مقق ِم ُأ ْكؽِر ص ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‪٬‬م َؼدْ ُ‪٫‬م ْـ ُ ْ َ‬
‫‪٬‬مِ ِغ ْز َٓ ٍن َو ِدير ًا ‪٬‬مِ ُر ْه َب ِ‬
‫ون‬ ‫َ‪٩‬م َؿ ْر َ‪٣‬م ًك‬ ‫قر ٍة‬
‫ال ُ‪٫‬م َّؾ ُص َ‬‫َ‪٩‬م َؼدْ َص َور َ‪٪‬م ْؾبِل َ‪٪‬مؤمِ ً‬
‫ِ‬
‫‪٪‬مرآن‬ ‫َٕم ْق َرا ٍة َو َأ ْو َر ُاق‬ ‫َو َأ ْ‪٬‬م َق ُ‬
‫اح‬ ‫ػ‬ ‫ون و َ‪٫‬معب ُي َ‪١‬م ِوئ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َو َٔم ْقت ًو َٕ ْو َٖم ٍ َ ْ َ‬
‫ى ِديـ ِل َوإِ َيَم ِين‬ ‫َر َ‪٫‬موئِ ُب ُف َ‪٩‬م ُ‬
‫وحل ُّ‬ ‫ى َأ َّكك َٕم َق َّٗم َف ْ‬
‫ً‬ ‫يـ ٔمِ ِد ِ‬
‫يـ ُ‬
‫احل ِّ‬
‫ِ‬
‫َأد ُ‬

‫‪- 317 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫المؤمنىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫املؤمً‬
‫ا‪ٚ‬مممـ ِمرآ ُة ِ‬
‫ا‪ٚ‬ممم ِـ] (ٔ) ‪.‬‬ ‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪ِ [ : ‬‬
‫ُ ْ‬

‫فا‪٤‬براد با‪٤‬بؤمن األوؿ ‪ :‬ا‪٢‬بق تعأب ‪ ،‬ألف ا‪٤‬بؤمن من أ‪٠‬بائو تعأب ‪.‬‬
‫وا‪٤‬براد با‪٤‬بؤمن الثاين ‪ :‬العبد ‪ .‬فا‪٢‬بق تبارؾ وتعأب مرآة عبده ‪.‬‬
‫و‪٩‬بكن أف يكوف ا‪٤‬براد با‪٤‬بؤمن األوؿ ‪ :‬العبد ‪ ،‬وبا‪٤‬بؤمن الثاين ‪ :‬ا‪٢‬بق ‪.‬‬
‫فيكوف العبد مرآة ا‪٢‬بق تعأب ‪ .‬إذ ُب ا‪٢‬بقيقة إنو مرآتك ‪ ،‬وأنت مرآتو ‪:‬‬
‫‪ ‬فمن حيث كونك مرآتو ‪ ،‬يرى ىو صورتو فيك ‪ ،‬فتكوف أنت عنده‬
‫عْب ذاتو ‪ ،‬وصفاتك وأ‪٠‬بائك عْب أ‪٠‬بائو وصفاتو ‪ ،‬و‪ٝ‬بيع ما صدر‬
‫منك ‪ ،‬عْب ما صدر منو ‪ ،‬وهبذا االعتبار قاؿ سبحانو وتعأب ‪[ :‬ﭑ‬

‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ] {النساء ‪[ . }ٛٓ :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬

‫ﭛﭜﭝﭞ] {األنفاؿ ‪[ . }ٔٚ :‬ﭑﭒ ﭓ ﭔﭕﭖ‬


‫‪‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه الطرباين ُب األوسط والضياء ُب ا‪٤‬بختارة (وحسنو السيوطي) ورواه البزار والقضاعي ُب‬
‫مسند الشهاب وأبو الشيخ ُب األمثاؿ و‪ٛ‬باـ ُب فوائده وا‪٤‬باوردي ُب أدب الدنيا والدين وابن‬
‫عدي ُب الكامل ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ . ‬ورواه البخاري ُب األدب وأبو داود والبيهقي‬
‫ُب سننو وُب الشعب والطرباين ُب مكارـ األخبلؽ والديلمي ُب مسند الفردوس والعسكري‬
‫وابن جرير وابن وىب عن أيب ىريرة ‪ ‬وقاؿ العراقي ‪ :‬إسناده حسن ‪.‬‬
‫‪- 318 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالمؤمن‬
‫‪‬‬

‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ] {الفتح ‪ . }ٔٓ :‬ومن ٍب قاؿ ‪َٙ [ : ‬م َؾ َؼ اهللُ آ َد َم‬


‫‪‬‬‫قرٕمِ ِف] (ٔ) ‪.‬‬
‫َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُص َ‬

‫‪ ‬ومن حيث كوف ا‪٢‬بق مرآة لك ‪ ،‬ترى أنت ذاتك متجلية بأ‪٠‬بائو‬
‫وصفاتو ‪ ،‬بل تتحقق أف ذاتك ىي عْب ا‪٤‬بعرب عنو بذاتو ‪ .‬فأنت ىو ‪،‬‬
‫وىو أنت ‪ .‬والتزاؿ تتحقق صورتك ُب مرآة كمالو ‪ ،‬حٌب تتجلى ذاتك‬
‫ٔبميع ما ‪٥‬با من تلك احملاسن الظاىرة ‪ُ ،‬ب تلك ا‪٤‬برآة ا‪٤‬بشهودة على‬
‫التماـ والكماؿ ‪.‬‬
‫قن ِم ِّـل] (ٕ) وىذه الرواية‬
‫ا‪ٚ‬مم ِمـُ َ‬ ‫وروي عنو ‪ ‬أنو قاؿ ‪َ [ :‬أ َكو ِم َـ ا ِ‬
‫هلل ‪َ ،‬و ْ‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم وأ‪ٞ‬بد ُب مسنده وعبد بن ‪ٞ‬بيد والدارقطِب ُب الصفات والطرباين ‪.‬‬
‫وابن عساكر عن أيب ىريرة ‪ . ‬وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن أيب سعيد ‪ . ‬والدارقطِب ُب الصفات‬
‫وا‪٣‬بطيب عن ابن عمر ‪ . ‬وعبد بن ‪ٞ‬بيد عن قتادة ‪ ‬مرسبل ‪ .‬ورفعو أ‪ٞ‬بد عن قتادة‬
‫‪‬‬‫‪ ‬عن أيب أيوب ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬قاؿ العجلوين ُب كشف ا‪٣‬بفاء ‪[ :‬ال يعرؼ هبذا اللفظ مرفوعا بل الذي ثبت ُب الكتاب‬
‫والسنة أف ا‪٤‬بؤمنْب بعضهم من بعض أما الكتاب ففي قولو تعأب ‪[ :‬ﭟ ﭠ ﭡﭢ ]‬
‫{آؿ عمراف ‪ . }ٜٔ٘ :‬وأما السنة ففي قولو ‪ُ ‬ب حي األشعريْب ‪[ :‬هؿ مـل ‪ ،‬وأكو مـفؿ]‬
‫وقولو لعلي كرـ اهلل وجهو ‪[ :‬أكً مـل ‪ ،‬وأكو مـؽ] وقولو للحسن ‪[ : ‬هذا مـل ‪،‬‬
‫وأكو مـف] وكلو صحيح ‪ .‬وعند الديلمي ببل إسناد عن عبد اهلل بن جراد ‪[ : ‬أكو مـ‬
‫اهلل ‪٣‬مز وٗمؾ وا‪ٚ‬مممـقن مـل ‪٩ ،‬مؿـ آذى مممـو ‪٩‬مؼد آذاين]] اىػ ‪ .‬قلت ‪ :‬ولكن معناه يقرب‬
‫من معُب ا‪٢‬بديث الصحيح ‪ [ :‬اهلل اهلل ّم أصحوِب ٓ ٕمتخذوهؿ ‪٨‬مرضو ٔمعدي مـ أ٘مبفؿ=‬

‫‪- 319 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫المؤمنىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫وإف ٓب يثبت نقبل ‪ ،‬فهي ثابتة عندنا كشفا ‪.‬‬


‫قولو ‪[ :‬وا‪ٚ‬مممـقن] ‪ :‬أي ‪ :‬وا‪٤‬بؤمنوف باهلل أنو عينهم ‪ .‬وا‪٤‬بتحققوف ٗبا‬
‫سبق وصفو ‪.‬‬
‫[مـل] ‪ :‬أي ‪ :‬حقيقٍب ىو اهلل ‪ .‬وأنا حقيقة من آمن أف اهلل حقيقتو‬
‫(دوف غّبىم ‪٩‬بن ٓب يؤمن بذلك) ‪.‬‬
‫وكما قاؿ أبو الغيث ابن ‪ٝ‬بيل ‪ ( : ‬العبد بكل الرب ‪ ،‬عبد ‪،‬‬
‫والرب بكل العبد ‪ ،‬رب ) ‪ .‬فبل ا‪ٙ‬باد وال حلوؿ ‪ .‬فإذا ظهر العبد ؛‬
‫بَطُن الرب ‪ .‬وإذا ظهر الرب ‪ ،‬تبلشى (فِب) العبد ‪ .‬فأنت حجابو ‪،‬‬
‫وىو ىوي تك ‪ .‬فبل وجود لك بدوف نسبتك إليو ‪ .‬واهلل عند ظن عبده بو ‪،‬‬
‫فليظن بو ما شاء ! (ٔ) ‪.‬‬

‫= ‪٩‬مبحبل أ٘مبفؿ ومـ أٔمغضفؿ ‪٩‬مببغيض أٔمغضفؿ ‪ ،‬ومـ آذاهؿ ‪٩ ،‬مؼد آذاين ‪ .‬ومـ آذاين ‪٩ ،‬مؼد‬
‫آذى اهلل] الذي رواه الَبمذي وأ‪ٞ‬بد وا‪٣‬ببلؿ ُب السنة وابن حباف ُب صحيحو والبيهقي ُب‬
‫الشعب وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية وابن عساكر ُب تارٱبو عن عبد اهلل بن مغفل ‪( . ‬وقاؿ ابن‬
‫حجر ُب الصواعق احملرقة ‪ :‬رجالو ثقات) ‪.‬‬
‫ٔ‪٫َ -‬م َچمل اهللُ ‪٤‬مَزَ َو َ٘م َؾ ْم احلديڊم ا٭مٺمدد ‪َ [ :‬أكَو ِ‪٣‬مـْدَ َ‪٢‬م ِّـ َ‪٣‬م ْب ِدي ِِب َ‪٩‬م ْؾ َقظُ َّـ ِِب َمو َ‪٠‬م َوء] رواه أ‪ٞ‬بد‬
‫ُب مسنده وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين ُب الكبّب والبيهقي ُب الشعب والدارمي وابن حباف‬
‫وابن ا‪٤‬ببارؾ وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة والدواليب ُب الكُب وابن عساكر وابن أيب الدنيا عن واثلة بن‬
‫األسقع ‪. ‬‬

‫‪- 321 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالغفار‬
‫‪‬‬

‫الغفار‬
‫الغَفر ‪ :‬ىو عبارة عن ٘بل إ‪٥‬بي ‪ٗ ،‬بطلق ا‪١‬بماؿ وا‪٢‬بسن ‪ ،‬فيسَب كل قبح‬
‫ُب الوجود ‪.‬‬
‫وُب ىذا التجلي يظهر بطوف ا‪٢‬بق تعأب ُب األشياء ‪ ،‬من غّب حلوؿ ‪.‬‬
‫وينكشف حجاب الواحدية عن وجوه الكثرة ‪.‬‬
‫ومن فيض ىذا التجلي تصّب األبداؿ أبداال ‪ ،‬والبدلية على ثبلثة أنواع ‪:‬‬
‫وبدلية الذات‬ ‫‪-‬‬ ‫وبدلية الصفة‬ ‫‪-‬‬ ‫بدلية الفعل‬

‫‪ -1‬بدلية الفعل ‪:‬‬


‫بدلية الفعل على نوعْب ‪ :‬أعلى وأدىن ‪.‬‬
‫األعلى ‪ :‬أف يتبدؿ نفس فعل اإلنساف ‪ٕ ،‬بيث يَبؾ ا‪٤‬بعاصي بالكلية ‪،‬‬
‫ويصّب فَػعَّاال للطاعات ‪.‬‬
‫واألدنى ‪ :‬أف يبدؿ اهلل لو سيئاتو حسنات بعفوه تعأب وكرمو ‪[ :‬ﭲ ﭳ‬

‫ﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺ ﭻﭼ‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ] {الفرقاف ‪. }ٚٓ :‬‬

‫‪- 321 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الغفارىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫‪ -2‬بدلية الصفة ‪:‬‬


‫وىي على نوعْب أعلى وأدىن ‪.‬‬
‫فاألعلى ‪ :‬أف تتبدؿ صفات العبد بصفات الرب ‪.‬‬
‫واألدنى ‪ :‬أف تتبدؿ ا‪٤‬بذمومات النفسانية باحملمودات الروحانية ‪ ،‬فيتبدؿ‬
‫ٖبلو كرما ‪ ،‬وغضبو حلما ‪ ،‬وضيقو وسعا ‪ ،‬وضره نفعا ‪.‬‬

‫‪ -3‬بدلية الذات ‪:‬‬


‫وىي أيضا على نوعْب ‪ :‬أعلى وأدىن ‪.‬‬
‫فػاألدنى ‪ :‬أف تتبدؿ ذات العبد بذات الرب ‪ ،‬فبل وجود لذات عبد مع‬
‫ذات رب ‪ ،‬فبل يستطيع العبد رؤية ذاتو بعد أف أشرؽ فيو نور‬
‫ذات الرب ‪ ،‬فيكوف الرب خليفة عن العبد ُب ا‪٤‬باؿ واألىل‬
‫والولد ‪.‬‬
‫واألعلى ‪ :‬أف تتبدؿ ذات الرب بذات العبد ‪ ،‬فتشرؽ ذات العبد ُب مرآة‬
‫ذات الرب ‪ ،‬فيكوف العبد خليفة عن الرب ‪.‬‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲‬

‫﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ] {النساء ‪. }ٙٗ :‬‬

‫‪- 322 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالغفار‬
‫‪‬‬
‫فظلم النفس ‪ :‬أف ال تتحق بأف عينك ىي عينو تعأب ‪ .‬يعِب أف ال تتحقق‬
‫أف روحك من روحو ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬

‫ﯲ ﯳ ﯴ ] {ا‪٢‬بجر ‪ . }ٕٜ :‬انظر كيف رتبت اآلية السجود على‬


‫النفخ ‪ ،‬وال تسجد ا‪٤‬ببلئكة إال هلل تعأب ‪ ،‬فسجدت حيث سطعت أنوار‬
‫الشمس على أرض القمر ‪ ،‬فأصبح ا‪٤‬بؤمن مرآة ا‪٤‬بؤمن ‪.‬‬
‫ولرفع الظلم ا‪٤‬بوجود ُب اآلية السابقة ‪ :‬ٯبب أف تسعى ‪٢‬بضرتو ‪، ‬‬
‫مستشفعا بو ‪ ، ‬إليو ‪ ، ‬لتُفِب قطرتك ُب ٕبره ‪ ، ‬فتستقبل بقابلية‬
‫ىذا البحر ‪ .‬ألنو تعأب جعلو ‪ ‬مفتاحا ألقفاؿ األعطية اإل‪٥‬بيات ‪ ،‬حيث‬
‫ؽ ُأ ِم ْر ُت َٓ َأ ْ‪٩‬مت َُح َِٕ َ٘م ٍد‬
‫صح عنو ‪ ‬أف خازف ا‪١‬بناف ‪ ،‬يقوؿ لو ‪ٔ[ :‬مِ َ‬
‫َ‪٪‬م ْب َؾ َؽ] (ٔ) ‪.‬‬

‫فإنك لن ٘بد اهلل توابا رحيما إال عنده ‪ . ‬ألنو ‪ ‬ىو ر‪ٞ‬بة ربو ‪ ،‬حيث‬
‫[ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ]{األنبياء ‪. }ٔٓٚ :‬‬ ‫قاؿ تعأب لو ‪:‬‬

‫فعندما يتوب اهلل عليك وير‪ٞ‬بك ‪ٰ ،‬بققك بو ‪ ،‬فيك ‪ ،‬منو ‪.‬‬


‫‪‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه مسلم وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب الدالئل وأبو عوانة وعبد بن ‪ٞ‬بيد وابن بشراف ُب أماليو وابن‬
‫أيب عاصم وابن منده ُب اإلٲباف والبيهقي ُب البعث وابن ا‪٤‬ببارؾ ُب الزىد واآلجري ُب‬
‫الشريعة وابن أيب الدنيا عن أنس بن مالك ‪. ‬‬

‫‪- 323 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الغفارىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ؽ‬‫وىو معُب قوؿ رسوؿ اهلل ‪ ‬لسيدنا علي كرـ اهلل وجهو ‪َ [ :‬أٓ ُأ َ‪٣‬م ِّؾ ُؿ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫قر َ‪٬‬م َؽ] ؟ (ٔ) ‪ .‬أي إذا قلتهن ؛‬ ‫‪٫‬مَؾ ََمت إِ َذا ُ‪٪‬م ْؾت َُف َّـ ‪٨‬مُػ َر َ‪٬‬م َؽ ‪٣َ ،‬م َ‪ٛ‬م َأ َّك ُف َم ْغ ُػ ٌ‬
‫يزيدؾ اهلل ‪ٙ‬بققا بو ‪ ،‬فيك ‪.‬‬
‫وىذا ما ال هناية لو ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد ُب مسنده والنسائي وا‪٢‬باكم وصححو والطرباين ُب األوسط والصغّب وابن حباف‬
‫ُب صحيحو وعبد بن ‪ٞ‬بيد والبزار والبيهقي ُب الدعوات وابن أيب عاصم ُب السنة واآلجري‬
‫ُب الشريعة وا‪٣‬ببلؿ وابن ا‪٤‬بقرئ ُب معجمو وابن السِب ُب عمل اليوـ والليلة عن اإلماـ علي‬
‫كرـ اهلل وجهو ‪.‬‬

‫‪- 324 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالوكول‬
‫‪‬‬

‫الْكٔل‬
‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ] {النساء ‪ . }ٛٓ :‬ألف اهلل‬
‫وَّكلو على عباده ‪ ،‬فأمر وهنى ‪َّ ،‬‬
‫وتصرؼ ٗبا أراه اهلل (ٔ) الذي وكلو ‪ ،‬و‪٫‬بن‬
‫وكلناه تعأب عن أمره و‪ٙ‬بضيضو ‪.‬‬

‫[ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ] {ا‪٤‬بزمل ‪. }ٜ :‬‬ ‫فأمره ‪ ،‬ىو قولو ‪:‬‬

‫[ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ] {اإلسراء ‪. }ٕ :‬‬ ‫و‪ٙ‬بضيضو ‪ ،‬ىو قولو ‪:‬‬

‫فالرسوؿ ‪ ،‬وكيل الوكيل ‪ ،‬وىو من ‪ٝ‬بلة من وكل ا‪٢‬بق عن أمره تعأب ‪.‬‬
‫فهو منا ‪ ،‬وىو الوكيل من الوكيل علينا ‪.‬‬
‫تصرؼ‬
‫فوجب على ا‪٤‬بوكل طاعة الوكيل ‪ ،‬ألنو ما أطاع إال نفسو ‪ .‬فإنو ما ّ‬
‫فيو إال بو ‪.‬‬
‫فرتبو الوكالة ‪ ،‬رتبة إ‪٥‬بية ‪ ،‬سرت ُب الكوف ‪ ،‬سرياف ا‪٢‬بياة ‪.‬‬
‫حي ‪ ،‬فما ُب الكوف إال وكيل ُم َوكل ‪ .‬فمن ٓب‬‫فكما أنو ما ُب الكوف إال ّ‬
‫يوكل ا‪٢‬بق بلفظة ‪ ،‬وكلو ا‪٢‬باؿ منو ‪ ،‬وتقوـ ا‪٢‬بجة عليو ‪.‬‬
‫{النساء ‪. }ٔٓ٘ :‬‬ ‫ٔ‪ -‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ]‬

‫‪- 325 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوكولىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫تصرؼ ُب غّب ما‬ ‫وإف وكلو بلفظة ‪ ،‬فا‪٢‬بجة أيضاً عليو ‪ ،‬ألف الوكيل ما ّ‬
‫فَػ َّوض إليو موكلو ‪ ،‬وجعل لو أف يوكل من شاء ‪ ،‬فوكل الرسل ُب التبليغ عنو‬
‫إٔب ا‪٤‬بوكلْب ‪ ،‬إنو من ا‪٤‬بصاّب الٍب رأينا لكم أف تفعلوا كذا ‪ ،‬وتنتهوا عن‬
‫كذا ‪ ،‬فإف ذلكم لكم فيو السعادة والفوز من العطب ‪.‬‬
‫تصرؼ من ا‪٤‬بوكلْب عن أمر وكيل الوكيل ‪ ،‬فقد سعد و‪٪‬با ‪ ،‬وحاز ا‪٣‬بّب‬
‫فمن ّ‬
‫بكلتا يديو ‪ ،‬ومؤلٮبا خّباً ‪[ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬

‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ] {األنفاؿ ‪ . }ٕٗ :‬فبل تتهموا وكيبلً ‪ ،‬وال تتخذوا‬


‫إٔب ٘برٰبو سبيبلً ‪.‬‬
‫قفوا عند ح ّده ‪ ،‬وأوفوا لو بعهده ‪ ،‬وىذه حضرة التسليم والتفويض ‪ ،‬وأنت‬
‫ا‪١‬بناح ا‪٤‬بهيض ‪.‬‬
‫‪ ‬فإنو خلقك على صورتو (ٔ) ‪.‬‬
‫‪ٍ ‬ب كسرؾ ٗبا شرع لك ‪ ،‬فصرت مأموراً منهياً ‪.‬‬

‫‪ٍ ‬ب جربؾ من ىذا الكسر ٗبا سلب منك ‪ ،‬بقولو ‪[ :‬ﯕ ﯖ ﯗ‬

‫ﯘ] َّ‬
‫{الصافات ‪. }ٜٙ :‬‬

‫‪ٍ ‬ب كسرؾ با‪١‬بزاء ‪ ،‬ألنو ما عمل معك إال ما علم ‪ ،‬وما علم إال منك ‪.‬‬
‫قرٕمِ ِف] تقدـ ‪ٚ‬برٯبو ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬حديث ‪ٙ[ :‬مَ َؾ َؼ اهللُ آ َد َم َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُص َ‬

‫‪- 326 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالوكول‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وليس ا‪٤‬بهيض سوى ىذا ‪ ،‬فإنو ا‪٤‬بكسور بعد جرب ‪.‬‬
‫‪ ‬وا‪١‬برب ال يرد إال على كسر ‪.‬‬
‫‪ ‬فاألصل عدـ الكسر ‪ ،‬وىو الصحة ‪.‬‬
‫‪ ‬وليست إال الصورة ‪.‬‬
‫‪ ‬فاعلم ما نبهتك عليو ‪ ،‬واسأؿ بو خبّباً (ٔ) ‪.‬‬
‫‪ ‬فبل علم إال عن ذوؽ ‪.‬‬

‫ا‪٬‬مص َبـو َٔم َي إِٓ َم ْـ ُي َعوكِ َقفــــو‬


‫َوٓ َّ‬ ‫ا‪٬‬مش ْق َق إِٓ َم ْـ ُيؽَؤمِدَ ُه‬
‫ف َّ‬ ‫ٓ َي ْع ِر ُ‬

‫وليس أدؿ على وكالتو ‪ ‬علينا من اهلل ُب ا‪٤‬باضي وا‪٢‬باضر من قولو ‪: ‬‬
‫ث َ‪٬‬م ُؽؿ ‪َ .‬و َو َ‪٩‬مويت َ‪ٙ‬م ٌ‪ٜ‬م َ‪٬‬م ُؽؿ ‪ُٕ ،‬م ْع َر ُض َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م‬ ‫يدَّ ُ‬ ‫[ َ٘م َقويت َ‪ٙ‬م ٌ‪ٜ‬م َ‪٬‬م ُؽؿ ‪َ ُ ،‬حتدِّ ُٖم َ‬
‫قن َو ُ َ‬
‫يً ِم ْـ َذ ْا‪ٟ‬م َت ْغ َػ ْر ُت‬ ‫قف ‪َ ،‬و َمو َر َأ ُ‬ ‫هلل ‪٣‬م َؾ ِ‬ ‫ِ‬
‫يً م ْـ َ‪ٙ‬م ٍ‪ٜ‬م َْحدْ ُت ا َ َ‬
‫َأ‪٣‬مَم ُ‪٬‬م ُؽؿ ‪٩َ ،‬مَم ر َأ ُ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫اهللَ َ‪٬‬م ُؽؿ] (ٕ) ‪ .‬جزاه اهلل عنا خّب ما جازى بو نبيا عن قومو ‪ ،‬ورسوال عن‬
‫أمتو ‪. ‬‬

‫{الفرقاف ‪. }ٜ٘ :‬‬ ‫ٔ‪ -‬قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ]‬


‫ٕ‪ -‬رواه البزار (وقاؿ ا‪٥‬بيثمي رجالو رجاؿ الصحيح) عن عبد اهلل بن مسعود ‪ . ‬ورواه ا‪٢‬بارث‬
‫ُب مسنده وابن سعد ُب الطبقات عن بكر بن عبد اهلل ا‪٤‬بزين ‪. ‬‬

‫‪- 327 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الحقىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫احلل‬
‫َوّم إَ ْ‪ٟ‬م ََم َ‪٩‬م َؾ ْؿ َأ َر ُه ِ‪ٟ‬م َقائِل‬ ‫احل َّؼ ّم إَ ْ‪٣‬م َق ِ‬
‫ون َ٘م ًّؼو‬ ‫ً َ‬ ‫َر َأ ْي ُ‬
‫َ‪٩‬م َف َذا ُ٘م ْؽ ُؿ ُف ّم ُ‪٫‬م ِّؾ َرائِل‬ ‫اك َو ْ٘م ِدي‬ ‫ً ٔمِ َحو‪٫‬مِ ٍؿ ّم َذ َ‬
‫َو َ‪٬‬م ْس ُ‬
‫ا‪٬‬مرائِل َو َك ْح ُـ َ‪٬‬م ُف ا َ‪ٚ‬م َرائِل‬‫ُه َق َّ‬ ‫‪٥‬م ِ‪ٙ‬م َالفُ َه َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو‪٣‬مـْدَ ا‪ٚ‬م ْثبِت َ‬

‫وهلل در من قاؿ ‪:‬‬


‫احل ِؼق َؼ ِي‬
‫ِ‪ٟ‬م َقا ُه َ‪٩‬م ْف َق َ٘مؼ ّم َ‬ ‫احل َّؼ َمو ُهق‬ ‫‪ :‬إِ َّن َ‬ ‫َ‪٩‬م ُؼ ْؾ ِّ‪٬‬م ْؾ َح ِّؼ‬
‫اخلؾِق َؼ ِي‬
‫ون َ‬‫احل ِّؼ َأ ْ‪٣‬م َق ُ‬
‫‪٥‬م َ‬
‫َ‪٩‬م َع ُ‬ ‫ٔمِ َع ْقـ ِل َ‪٨‬م ْ َ‪ٜ‬م َ‪٣‬م ْقـ ِل‬ ‫َ‪٩‬م َؾ ْؿ َأ ْك ُظ ْر‬

‫‪ ‬ا‪٢‬بق ‪ :‬ىويتو ا‪٢‬بق ‪ .‬وظاىره ا‪٣‬بلق ‪ .‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮔ ﮕ ﮖﮗ‬

‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ] {البقرة ‪. }ٔٔ٘ :‬‬


‫فأثبت ا‪٤‬بشرؽ وا‪٤‬بغرب ‪ ،‬وأثبتك ‪ٍ ،‬ب أعلمك باضمحبلؿ الكل بظهور‬
‫وجهو تعأب ‪َّ ،‬‬
‫وذكرؾ بصفتو الٍب استوجبت ذلك بأنو تعأب واسع عليم ‪.‬‬
‫[ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ] {ا‪٢‬بج ‪ . ٕٙ ، ٙ :‬لقماف ‪:‬‬ ‫‪ ‬ا‪٠‬بو ا‪٢‬بق ‪ .‬قاؿ تعأب ‪:‬‬
‫ٖٓ} ‪[ .‬ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ] {النور‪. }ٕ٘ :‬‬

‫‪- 328 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالحق‬
‫‪‬‬

‫‪١‬مئ َ‪ٙ‬م اٺم ُف ‪ .‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮥ ﮦ‬ ‫‪ ‬ا‪٢‬بق ىو ا‪٤‬بخلوؽ بو ‪َ ،‬‬


‫‪٪‬مخ ْټم ُؼ ‪٬‬مؾ ٍ‬

‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ] {ا‪٢‬بجر ‪. }ٛ٘ :‬‬

‫ا‪٤‬بنزؿ ‪ .‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ‬


‫ا‪٤‬بنزؿ ‪ .‬وا‪٢‬بق التنزيل ‪ .‬وا‪٢‬بق َّ‬
‫‪ ‬فا‪٢‬بق ِّ‬
‫ﭒ ﭓ ﭔﭕ ] {اإلسراء ‪[ . }ٔٓ٘ :‬ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬

‫ﰃﰄ ] {البقرة ‪. }ٜٔٔ :‬‬

‫‪ ‬ا‪٢‬بق طلب ا‪٢‬بقوؽ ‪ .‬فبا‪٢‬بق يطلب ا‪٢‬بق ‪[ .‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ]‬


‫{الكهف ‪. }ٕٜ :‬‬

‫‪ ‬وا‪٢‬بق من اهلل ‪ ،‬من حيث ىو ربنا ‪[ .‬ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ‬

‫فا‪٢‬بق الوجود ‪.‬‬ ‫ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ] {يونس ‪. }ٖٕ :‬‬

‫والضبلؿ ا‪٢‬بّبة ُب النسبة ‪.‬‬

‫ص ِرؼ عن ا‪٢‬بق ‪ ،‬إٔب أين يذىب ؟ ‪[ .‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬


‫‪ ‬ومن ُ‬
‫ﯦ ﯧ ] {التَّكوير ‪ . })ٕٚ – ٕٙ( :‬أي أصحاب العبلمات والدالئل ‪.‬‬
‫فا‪٢‬بق ‪ ،‬ىويتو ىي الظاىرة ُب ا‪٤‬بظهر الذي بو كانت رتبة الربوبية ‪ .‬فإف‬
‫أعطى فهو اآلخذ ‪ ،‬وإف أخذ فهو ا‪٤‬بعطي ‪ .‬فمن عرفو ‪ ،‬عرؼ ا‪٢‬بق ‪.‬‬

‫‪- 329 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الحقىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ] {‪٧‬بمد ‪ . }ٕ :‬فالواو رابط ‪ .‬وا‪١‬بملة‬


‫اإل‪٠‬بية من ا‪٤‬ببتدأ وا‪٣‬برب ُب ‪[ :‬ﭣ ﭤ] ُب ‪٧‬بل نصب حاؿ لسيدنا‬
‫‪٧‬بمد ‪ ، ‬ألف ا‪١‬بمل بعد ا‪٤‬بعارؼ أحواؿ ‪ .‬وسيدنا ‪٧‬بمد ىو أقرب‬
‫موصوؼ ‪ .‬أي حالة كونو ‪ ‬ا‪٢‬بق ‪.‬‬
‫وُب ا‪٢‬بديث الصحيح ‪[ :‬وُمؿد ٘مؼ] ‪ ،‬أفرد نفسو ىنا ُب ىذا ا‪٢‬بديث‬
‫رغم أف بقية ا‪٢‬بديث فيها ‪[ :‬وا‪٬‬مـبققن ٘مؼ] ألنو ‪٨ ‬بصوص بالتجلي‬
‫الذاٌب ‪ ،‬وىم ‪ -‬سبلـ اهلل عليهم ‪٥ -‬بم التجلي الصفاٌب واأل‪٠‬بائي ‪ٍ .‬ب دلنا‬
‫ُب بقية ا‪٢‬بديث أف ا‪٢‬بق ىو اهلل تعأب ‪ .‬وأف باقي ا‪٤‬بخلوقات خلقت من‬
‫احلؿدُ‬
‫ؽ ْ‬ ‫ا‪٢‬بقيقة احملمدية ا‪٤‬بخصوصة هبذا التجلي الذاٌب قائبل ‪[ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َ‪٬‬م َ‬
‫ًْ َ‪٪‬مقؿ ا‪٬‬مسؿق ِ‬ ‫ض َو َم ْـ ‪٩‬مِ ِ‬
‫ات َو ْإَ ْر ِ‬‫ًْ كُقر ا‪٬‬مسؿق ِ‬
‫ات‬ ‫احلؿدُ َأك َ ِّ ُ َّ َ َ‬ ‫قف َّـ ‪َ ،‬و َ‪٬‬م َؽ ْ‬ ‫َأك َ ُ َّ َ َ‬
‫احلؼ ‪َ ،‬و َو ْ‪٣‬مدُ َك َ٘مؼ ‪َ ،‬و َ‪٪‬م ْق ُ‪٬‬م َ‬
‫ؽ َ٘مؼ ‪،‬‬ ‫احلؿدُ ‪َ ،‬أك َ‬
‫ًْ ُّ‬ ‫ض َو َم ْـ ‪٩‬مِ ِ‬
‫قف َّـ ‪َ ،‬و َ‪٬‬م َؽ ْ‬ ‫َو ْإَ ْر ِ‬

‫ا‪٬‬مسو َ‪٣‬م ُي َ٘مؼ ‪َ ،‬وا‪٬‬مـَّبِ ُّق َ‬ ‫ِ‬


‫قن َ٘مؼ ‪،‬‬ ‫َو‪٬‬م َؼوؤُ َك َ٘مؼ ‪َ ،‬والـَّ ُي َ٘مؼ ‪َ ،‬وا‪٬‬مـ َُّور َ٘مؼ ‪َ ،‬و َّ‬
‫َو ُ َُم َّؿدٌ َ٘مؼ] (ٔ) ‪.‬‬
‫ُب لفظ البخاري ُب الصحيح ‪:‬‬
‫‪ -‬أنت الحق ‪ :‬لفظة (حق) معرفة بػ (الػ) ألنو تعأب الظاىر ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو (واللفظ لو) والنسائي وابن ماجة وابن خزٲبة وعبد الرزاؽ وابن أيب‬
‫شيبة وا‪٢‬بميدي وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية عن ابن عباس ‪. ‬‬

‫‪- 331 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالحق‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬والجنة حق ‪ ،‬والنار حق ‪ : ... ،‬لفظة (حق) منكرة ألنو ىنا الباطن ‪.‬‬
‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ] {ا‪٢‬بديد ‪ . }ٖ :‬وقاؿ‬
‫تعأب ‪[ :‬ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬

‫ﮡ ] {البقرة ‪. }ٔٔ٘ :‬‬

‫‪[ :‬ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ] {يونس ‪:‬‬ ‫ويؤيد ما ذىبنا إليو ‪ ،‬قولو تعأب‬


‫‪ . }ٔٓٛ‬وُب تفسّب القرطيب "ا‪٢‬بق" ‪ :‬أي القرآف ‪ .‬وقيل ‪ :‬الرسوؿ ‪. ‬‬

‫وُب تفسّب‬ ‫[ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ] {األنعاـ ‪. }٘ :‬‬ ‫وقاؿ تعأب ‪:‬‬


‫القرطيب ‪" :‬با‪٢‬بق" ‪ :‬يعِب بالقرآف ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بسيدنا ‪٧‬بمد ‪. ‬‬
‫وعندنا أف القرآف ىو سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬؛ ألنو كاف قرآنا ٲبشي على األرض ‪،‬‬
‫بدليل قوؿ أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪٤‬با سئلت عن ُخلُِق ِو‬
‫‪‬‬ ‫َون ُ‪ٙ‬م ُؾ ُؼ ُف ا‪٬‬م ُؼ ْر َ‬
‫آن] (ٔ) ‪.‬‬ ‫‪ ، ‬فقالت ‪٫[ :‬م َ‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب األدب ا‪٤‬بفرد والنسائي وابن ا‪٤‬بنذر وا‪٢‬باكم وصححو وابن مردويو والبيهقي‬
‫ُب الدالئل عن يزيد بن بابنوس عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأخرجو ابن‬
‫أيب شيبة وعبد بن ‪ٞ‬بيد ومسلم وابن ا‪٤‬بنذر وا‪٢‬باكم وابن مردويو عن سعد بن ىشاـ عن أـ‬
‫ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأخرجو ابن ا‪٤‬بنذر وابن مردويو والبيهقي ُب الدالئل‬
‫عن أيب الدرداء عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأخرجو ابن مردويو عن عبد‬
‫اهلل بن شقيق العقيلي عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪.‬‬

‫‪- 331 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الحقىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫[ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ] {ا‪٢‬بجر ‪:‬‬ ‫قاؿ تعأب ‪:‬‬


‫٘‪ . }ٛ‬فقصر ا‪٣‬بلق على ا‪٢‬بق ‪ ،‬بأسلوب القصر ‪( :‬ما ‪ ...‬إال) ‪.‬‬
‫[ﮫ ﮬﮭ ] ‪ :‬يعِب برسوؿ اهلل ‪ ، ‬حْب شفع ُب ا‪٤‬بخلوقات إٔب اهلل‬
‫تعأب ‪ ،‬أف ٱبرجها من العدـ إٔب الوجود ‪ ،‬فكساه اهلل تعأب من صفاتو‬
‫وأ‪٠‬بائو وأفعالو ‪ ،‬وقاؿ لو ‪ :‬اخرج عليهم ‪:‬‬
‫‪ -‬فمن رآؾ رآين ‪ ،‬فصح عنو ‪ ‬أنو قاؿ ‪َ [ :‬م ْـ َر ِآين ؛ َ‪٩‬م َؼدْ َر َأى‬
‫‪‬‬ ‫احلؼ](ٔ) ‪ ،‬وُب رواية أخرى ‪َ [ :‬م ْـ َر ِآين ؛ َ‪٩‬م َؼدْ َر ِآين َّ‬
‫احلؼ] (ٕ) ‪.‬‬ ‫َّ‬

‫‪ -‬ومن ‪٠‬بعك فقد ‪٠‬بعِب ‪ .‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬

‫وبديهي أنو‬ ‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ] {التوبة ‪. }ٙ :‬‬

‫سيسمع كبلـ اهلل من سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬فمن ‪٠‬بع سيدنا ‪٧‬بمد ‪‬‬
‫‪‬‬‫فقد ‪٠‬بع اهلل ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أطاعك فقد أطاعِب ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬

‫ﭖﭗ ] {النساء ‪. }ٛٓ :‬‬


‫‪‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وابن عساكر والتربيزي عن أيب قتادة ‪ . ‬ورواه‬
‫البخاري وا‪٣‬بطيب عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد عن أيب قتادة ‪( ‬وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬رجالو رجاؿ الصحيح) ‪ .‬وأ‪ٞ‬بد عن أيب سعيد‬
‫ا‪٣‬بدري ‪. ‬‬
‫‪- 332 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالحق‬
‫‪‬‬

‫‪ -‬ومن بايعك فقد بايعِب ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬

‫ﭕ ﭖ ] {الفتح ‪. }ٔٓ :‬‬


‫‪‬‬

‫‪ -‬وجعل يده تعأب ‪ ،‬عْب يد سيدنا ‪٧‬بمد ‪ُ ، ‬ب البيعة ‪ ،‬فقاؿ ‪[ :‬ﭗ‬

‫ﭘ ﭙ ﭚﭛ ] {الفتح ‪ . }ٔٓ :‬وُب الظاىر كانت يد سيدنا ‪٧‬بمد ‪‬‬


‫ىي الٍب فوؽ أيديهم ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫وىذا ا‪٢‬بق تسميو الطائفة بػ (ا‪٢‬بق ا‪٤‬بخلوؽ بو) ‪ ،‬ويُسمى بالروح احملمدي ‪،‬‬
‫ويسمى با‪٢‬بقيقة احملمدية ‪:‬‬
‫قاؿ جابر بن عبد اهلل األنصاري ‪ : ‬سألت رسوؿ اهلل ‪ ‬عن أوؿ شيء‬
‫ُقر َكبِ ِّق َؽ َيو َٗمؤمِ ْر] (ٔ) ‪.‬‬
‫خلقو اهلل تعأب ‪ ،‬فقاؿ ‪ُ [ :‬ه َق ك ُ‬
‫ٔ‪ -‬رواه عبد الرزاؽ الصنعاين ُب مصنفو عن معمر بن راشد األذدي ا‪٢‬بداين وىو ثقة ثبت فاضل‬
‫توُب سنة أربع و‪ٟ‬بسْب ومائة ىجرية ‪ .‬عن ‪٧‬بمد بن ا‪٤‬بنكدر ‪ ،‬وىو من التابعْب ‪ ،‬وىو ثقة‬
‫فاضل توُب سنة ثبلثْب ومائة ‪ ،‬عن جابر بن عبد اهلل األنصاري ‪ ، ‬وىو أحد مكثري‬
‫الصحابة توُب سنة ‪ٜ‬باف وسبعْب للهجرة عن عمر يقدر بأربع وتسعْب سنة ‪.‬‬
‫ملحوظة ‪ :‬مصنف عبد الرزاؽ ا‪٤‬بطبوع بتحقيق األعظمي ‪ ،‬يبدأ من باب ُب غسل‬
‫الذراعْب وىو الباب ا‪٢‬بادي عشر ‪ .‬ومن ىذا يتضح أف ا‪١‬بزء ا‪٤‬بفقود يشمل عشرة أبواب‬
‫أو‪٥‬با باب ُب ‪ٚ‬بليق نور سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬وىو يشتمل على ‪ٜ‬بانية عشر حديثا ‪ .‬و‪٤‬بزيد من‬
‫االستيضاح انظر ا‪١‬بزء ا‪٤‬بفقود من ا‪١‬بزء األوؿ من ا‪٤‬بصنف بتحقيق الدكتور ‪ /‬عيسى بن عبد‬
‫اهلل بن ‪٧‬بمد بن مانع ا‪٢‬بمّبي ‪.‬‬

‫‪- 333 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الحقىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬

‫ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬
‫ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ] {ا‪٢‬بديد ‪ . })٘-ٔ( :‬وتوضيح ذلك‬
‫ىو أنو تعأب ‪[ :‬ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ] {ا‪٢‬بديد ‪ . }ٖ :‬فسمى‬
‫لنا نفسو أوالً ‪.‬‬
‫فبدؤه أولية ا‪٢‬بق ‪ ،‬وىي نسبة ‪ ،‬ألف مرجع ا‪٤‬بوجودات ُب جودىا إٔب ا‪٢‬بق ‪،‬‬
‫فبل بد أف تكوف نسبة األولية لو ‪ .‬فبدؤه ‪ :‬نسبة األولية لو ‪ .‬ونسبة األولية‬
‫لو ‪ ،‬ال تكوف إال ُب ا‪٤‬بظاىر ‪.‬‬
‫فظهور ا‪٢‬بقيقة احملمدية ؛ ىو أوؿ مظهر عن اهلل ‪ .‬وىو الواحدية الٍب‬
‫ظهرت عن األحدية ‪ .‬والواحدية ىي األلف ‪ .‬واأللف داخلة ُب كل حروؼ‬
‫ا‪٥‬بجاء ‪ .‬فظهر كل ا‪٣‬بلق عن ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪.‬‬

‫قاؿ اهلل تعأب ‪ [ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ]‬


‫{ا‪٢‬بديد ‪. }ٔ :‬‬

‫‪- 334 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالحق‬
‫‪‬‬

‫[ ﯛ ﯜ] فهو ا‪٤‬بسبَّح ‪.‬‬

‫[ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ] من حيث أعياهنم ‪.‬‬

‫[ ﯢ ﯣ ﯤ ] وىو العزيز ا‪٤‬بنيع ا‪٢‬بمى من ىويتو ‪ ،‬ا‪٢‬بكيم ٗبن ينبغي‬


‫أف يسبَّح لو ‪ .‬الضمّب يعود على {اهلل} ‪ ،‬من ‪[ :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ‬

‫ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ] {ا‪٢‬بديد ‪ . }ٕ :‬و‪٥‬بذا يسبحو أىلها ‪،‬‬


‫ألهنم مقهوروف ‪٧‬بصوروف ُب قبضة السموات واألرض ‪.‬‬

‫[ﯫ ﯬ] ٰبيي العْب ‪ ،‬وٲبيت الوصف ‪ .‬فالعْب ‪٥‬با الدواـ من حيث‬


‫حييت ‪ ،‬والصفات تتوأب عليها ‪ ،‬فيميت الصفة بزوا‪٥‬با عن ىذه العْب ‪،‬‬
‫ويأٌب بأخرى ‪.‬‬

‫[ﯮ] الضمّب يعود على اهلل ‪.‬‬

‫[ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ] أي شيئية األعياف الثابتة ‪ ،‬يقوؿ ‪ :‬إهنا ‪ٙ‬بت االقتدار‬


‫اإل‪٥‬بي ‪.‬‬

‫[ﯴ ﯵ] {ا‪٢‬بديد ‪ . }ٖ :‬الضمّب يعود على اهلل من (هلل) ‪ .‬واألوؿ خرب‬


‫الضمّب الذي ىو ا‪٤‬ببتدأ ‪ ،‬وىو ُب موضع الصفة هلل ‪ .‬ومسمى اهلل إ٭با ىو‬

‫‪- 335 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الحقىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫من حيث ا‪٤‬برتبة ‪ ،‬وأوؿ مظهر ظهر ىو ا‪٢‬بقيقة احملمدية ‪ .‬والعْب ما كانت‬
‫مظهراً إال بظهور ا‪٢‬بق فيها ‪ ،‬فهي أوؿ ‪ .‬والكبلـ ُب الظاىر ُب ا‪٤‬بظهر ‪،‬‬
‫ألف بو ‪ٛ‬بيَّز ‪ .‬فاألوؿ ىو اهلل ‪ ،‬وسيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬حجاب عليو ‪ِ ،‬‬
‫و‪٦‬بَ ين لتوإب‬
‫الصفات عليو ‪.‬‬
‫و‪٤‬با كانت األعياف كلها ‪ -‬من كوهنا مظاىر ‪ -‬نسبتها إٔب األلوىية نسبة‬
‫واحدة ‪ -‬من حيث ما ىي مظاىر ‪ -‬تسمى اهلل بػ (اآلخر) ‪ .‬فهو اآلخر‬
‫آخرية األجناس ‪ ،‬ال آخرية األشخاص ‪ .‬وىو األوؿ بأولية األجناس ‪ ،‬وأولية‬
‫األشخاص ‪ ،‬ألنو ما أوجد إال عيناً واحدة ‪ ،‬وىو (نور نبيك) ‪ .‬كيفما‬
‫شئت ‪٠‬بيتو ‪.‬‬
‫و‪٤‬با كاف العآب لو الظهور والبطوف ‪ -‬من حيث ما ىو مظاىر ‪ -‬كاف ىو‬
‫سبحانو الظاىر لنسبة ما ظهر منو ‪ ،‬والباطن لنسبة ما بطن منو ‪.‬‬

‫[ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ] شيئية األعياف ‪ ،‬وشيئية الوجود ‪ ،‬من حيث أجناسو‬


‫وأنواعو وأشخاصو ‪.‬‬
‫فقد تبْب أف بدأه عْب وجود سيدنا ‪٧‬بمد ‪ .‬وىو ا‪٢‬بق ا‪٤‬بخلوؽ بو السماوات‬
‫واألرض ‪.‬‬
‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬

‫ﰄ] {يونس ‪. }ٖٕ :‬‬

‫‪- 336 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالحق‬
‫‪‬‬
‫وليس بعد ا‪٢‬بق إال ا‪٣‬بلق والضبلؿ وا‪٢‬بّبة ‪.‬‬
‫فبا‪٣‬بلق ظهر حكم الضبلؿ ‪.‬‬

‫اخل ْؾ ِؼ ‪٢‬مِؾ َ‪٬‬م ُف َٕم َب ُع‬ ‫و‪٣‬م‪٥‬م وٗم ِ‬


‫قد َ‬ ‫َ َ ُ ُ ُ‬ ‫ُم َؼــ ٌؼ‬ ‫احل ِّؼ ُك ٌ‬
‫قر ُ َ‬ ‫َ‪٩‬مع‪٥‬م وٗم ِ‬
‫قد َ‬ ‫َ ُ ُ ُ‬

‫فا‪٢‬بق عْب الوجود ‪.‬‬


‫وا‪٣‬بلق قَػيَّ َدهُ باإلطبلؽ ‪.‬‬
‫فا‪٣‬بلق قيده مقيد ‪ ،‬فبل حكم إال لو وبو ‪.‬‬
‫وا‪٢‬بق ا‪٢‬باكم ‪ ،‬ال ٰبكم إال با‪٢‬بق ‪.‬‬
‫فحق ا‪٢‬بق ؛ عْب ا‪٣‬بلق ‪[ :‬ﰃﰄ] {يونس ‪ . }ٖٕ :‬واألمر كما قلناه ‪.‬‬
‫وما‪٠‬بِّ َي ا‪٢‬بق خلقاً إال ٗبا ٱبلق منو ‪.‬‬
‫ُ‬
‫فا‪٣‬بلق جديد ‪ ،‬وفيو حقيقة اختبلؽ ‪ ،‬ألنك تنظر إليو من وجو ‪ ،‬فتقوؿ ‪:‬‬
‫ىو خلق وىو ُب نفسو ال حق وال غّب حق ‪ .‬فإطبلؽ ا‪٢‬بق عليو ‪ ،‬أو‬
‫فس ِّم َي خلقاً ‪.‬‬
‫ا‪٣‬بلق ‪ ،‬كأنو اختبلؽ ‪ ،‬فغلب عليو ىذا ا‪٢‬بكم ‪ُ ،‬‬
‫وانفرد ا‪٢‬بق باسم ا‪٢‬بق ‪ ،‬إذ كاف لو وجوب الوجود بنفسو ‪.‬‬
‫وكاف للخلق وجوب الوجود بو ‪ ،‬ال أقوؿ بغّبه ‪ ،‬فإف الغّب ما لو عْب ىنا ‪،‬‬
‫وإف كاف لو حكم ‪ ،‬كالنسب ‪ ،‬ال عْب ‪٥‬با ‪ ،‬و‪٥‬با ا‪٢‬بكم ‪.‬‬
‫فبا‪٢‬بق خلق السماء واألرض ‪.‬‬
‫وبا‪٢‬بق نزؿ القرآف ‪ ،‬ومن ا‪٢‬بق نزؿ ‪ ،‬وللحق نزؿ ‪.‬‬
‫‪- 337 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الحقىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ففي ا‪٣‬بلق تاه ا‪٣‬بلق ‪ ،‬ألنو ليل ُسلِخ منو النهار ‪ ،‬فإذا ىم مظلموف ‪،‬‬
‫حيارى ‪ ،‬ما ‪٥‬بم من نور يهتدوف بو ‪ ،‬كما جعل اهلل النجوـ ‪٤‬بن يهتدي هبا‬
‫العام ِة ‪.‬‬
‫ُب ظلمات الرب والبحر ‪ ،‬وىو نظر َّ‬
‫[ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ] {البقرة ‪:‬‬ ‫وا‪٣‬بواص ُب ظلمات ال يبصروف ‪:‬‬
‫ٔ‪. }ٔٚ‬‬

‫تارة يقولوف ‪٫ :‬بن ‪٫‬بن ‪ ،‬وىو ىو ‪ .‬وتارة يقولوف ‪ :‬ىو ‪٫‬بن ‪ ،‬و‪٫‬بن ىو ‪،‬‬
‫وتارة يقولوف ‪ :‬ال ‪٫‬بن ‪٫‬بن ‪٨‬بلصوف ‪ ،‬وال ىو ىو ‪٨‬بلص ‪.‬‬
‫ٍب صدؽ اهلل ىؤالء ا‪٣‬بواص ُب حّبهتم ‪ ،‬بقولو تعأب ألخص خلقو علماً‬
‫ومعرفة ‪[ :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ] {األنفاؿ ‪ . }ٔٚ :‬فنفى‬
‫عْب ما أثبت ‪ ،‬فما أثبت وما نفى ‪.‬‬
‫فأين العامة من ىذا ا‪٣‬بطاب ؟‬
‫فالعلم باهلل حّبة ‪ ،‬والعلم با‪٣‬بلق حّبة ‪.‬‬
‫وقد حجر النظر ُب ذاتو ‪ ،‬وأطلقو ُب خلقو (ٔ) ‪.‬‬
‫ٔ‪٫ -‬مچمل ر‪٠‬مقل اهلل ‪َٕ [ : ‬م َػؽَّروا ِّم ِ‬
‫آٓء اهللِ ‪َ ،‬وٓ َٕم َػؽ َُّروا ِّم اهللِ] ‪ .‬رواه ابن أيب حاًب ُب تفسّبه‬ ‫ُ‬
‫وأبو الشيخ ُب العظمة والطرباين ُب الكبّب واألوسط والبيهقي ُب الشعب والرافعي ُب أخبار‬
‫قزوين عن ابن عمر ‪ . ‬وبلفظ ‪َٕ [ :‬م َػؽ َُّروا ِّم ‪ٙ‬مَ ْؾ ِؼ اهللِ ‪َ ،‬وٓ َٕم َػؽ َُّروا ِّم اهللِ] ‪ .‬رواه أبو‬
‫الشيخ ُب العظمة عن أيب ذر ‪ . ‬وىناد ُب الزىد عن ا‪٢‬بسن ‪. ‬‬
‫‪- 338 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالحق‬
‫‪‬‬
‫فا‪٥‬بداية ُب النظر ‪ ،‬ال ُب ا‪٣‬بلق ‪ ،‬ألنو ا‪٥‬بادي ‪ ،‬وقد ىدى ‪.‬‬
‫والعمى ُب النظر ُب ا‪٢‬بق ‪ ،‬فإنو قد حجر ‪ ،‬وجعلو سبيل الردى ‪.‬‬
‫وىذا خطاب خاطب بو العقبلء ‪ ،‬ما خاطب بو أىل ا‪١‬بمع والوجود ‪.‬‬
‫فما نظر قط أىل ا‪٣‬بصوص ُب اكتساب علم بو وال معلوـ ‪ ،‬وإ٭با جعل ‪٥‬بم‬
‫أف يهيئوا َ‪٧‬بَ َّ‬
‫ا‪٥‬بُم ‪ ،‬ويطهروا قلوهبم ‪[ :‬ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬

‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ] {ا‪٤‬بائدة ‪ . }ٕ٘ :‬ألهنم عاينوا ما‬


‫وصلوا إليو بالفتح اإل‪٥‬بي ‪ ،‬واألمر عْب ما انفصلوا عنو ‪ ،‬فما زادىم إال إٲباناً‬
‫با‪٢‬بّبة ‪ ،‬وتسليماً ‪٢‬بكمها ‪.‬‬

‫ومن ىذه ا‪٢‬بضرة قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬

‫ﮙ ﮚﮛ ] {األنبياء ‪ . }ٔٛ :‬أثبت أف الباطل شيء ‪ ،‬قَ َذ َ‬


‫ؼ با‪٢‬بق عليو ‪،‬‬
‫فدمغو ‪ ،‬فإذا الباطل زاىق ‪ .‬وال يزىق إال ما لو عْب ‪ .‬وما نتخيل أف لو عيناً ؛‬
‫بد لو من رتبة وجودية ‪ ،‬خياالً كانت أو غّب خياؿ ‪ ،‬وقد اعتُب هبا‬ ‫فبل َّ‬
‫على كل حاؿ ‪.‬‬
‫ٍب أنو من أعظم ا‪٢‬بّبة ُب ا‪٢‬بق ؛ أف ا‪٢‬بق لو الوجود الصرؼ ‪ ،‬فلو الثبوت ‪،‬‬
‫وصور التجلي حق ببل شك ‪ .‬ما من صورة يتجلى فيها ؛ إال ذىبت ما ‪٥‬با‬
‫رجوع وال تكرار ‪ ،‬وليس الزىوؽ سوى عْب الذاىب ‪ ،‬فأين تذىبوف ‪.‬‬
‫‪- 339 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الحقىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫فهل ُب ا‪٢‬بق باطل ؟ ‪ .‬أو ما ىو الباطل ؟ ‪.‬‬


‫وما أذىب الصورة إال قذؼ الصورة األخرى ‪ ،‬وىي تذىب ذىاب أختها ‪.‬‬
‫فهي من حيث ورودىا حق ‪ ،‬ومن حيث زىوقها باطل ‪.‬‬
‫فهي الدامغة ا‪٤‬بدموغة ‪.‬‬
‫فصدؽ من نفى رؤية ا‪٢‬بق ‪ ،‬فإف ا‪٢‬بق ال يذىب ‪.‬‬
‫فإنو إف كانت الصور صورنا ‪ ،‬فما رأينا إال أنفسنا ‪ ،‬و‪٫‬بن ليس بباطل ‪ ،‬وقد‬
‫زىقنا بنا ‪ ،‬فنحن ا‪٢‬بق ‪ ،‬ألف اهلل بنا قذؼ علينا ‪ ،‬فما أتى علينا إال منا ‪.‬‬
‫فاهلل با‪٢‬بق قاذؼ ‪ ،‬والعبد للحكم اإل‪٥‬بي واقف ‪.‬‬
‫فبل تعتمد على من لو الزىوؽ ‪ ،‬فإنو ما ٰبصل بيدؾ منو شيء ‪.‬‬
‫وال تعتمد إال عليك ‪ ،‬فإف مرجعك إليك ‪.‬‬
‫وإٔب اهلل ترجعوف ‪ ،‬كما ترجع األمور ‪.‬‬
‫فمن ىنا قاؿ من قاؿ ‪ ،‬من رجاؿ اهلل ‪ :‬أنا اهلل ‪ .‬فاعذروه ‪.‬‬
‫فإف اإلنساف ٕبكم ما ٘بلى لو ‪ ،‬ما ىو ٕبكم عينو ‪ ،‬وما ٘بلى لو غّب عينو ‪.‬‬
‫فسلم ‪ ،‬واستسلم ‪ ،‬فاألمر كما شرحتو ‪.‬‬

‫[ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ] {األنعاـ ‪[ . }ٜٔٗ :‬ﭬ‬

‫ﭭ ﭮ ﭯ] {النحل ‪. }ٜ :‬‬

‫‪- 341 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬

‫الْلٕ‬
‫رسالة الرسوؿ ‪ :‬ىي بْب الرسوؿ وأمتو ‪.‬‬
‫ونبوة النيب ‪ :‬ىي بْب النيب ونفسو ‪.‬‬
‫ووالية الرسوؿ أو النيب أو ا‪٤‬بؤمن ‪ :‬ىي بينو وبْب اهلل سبحانو وتعأب ‪.‬‬
‫فوالية الرسوؿ والنيب أفضل من نبوتو ‪ ،‬ونبوتو أفضل من رسالتو ‪.‬‬
‫ٓب يطلق اهلل تعأب على نفسو رسوؿ أو نيب ‪ ،‬كما أطلق ُب الوالية ‪ ،‬فسمى‬
‫قل اهللِ ‪[ : ‬إِ َّن‬
‫نفسو ولياً ‪ ،‬وما ‪٠‬بى نفسو نبيا وال رسوال ‪ ،‬و‪٥‬بذا َ‪٫‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قل َٔم ْع ِدي ‪َ ،‬و َٓ َكبِ َّل] َ‪٪‬م َٲم َؼ َذ٭مِ َؽ َ‪٤‬م َ‪ٜ‬م‬ ‫ً ‪٩َ ،‬م َال َر ُ‪ٟ‬م َ‬ ‫ا‪٬‬مر َ‪ٟ‬مو َ‪٬‬م َي َوا‪٬‬مـُّ ُب َّق َة َ‪٪‬مدْ ا ْك َؼ َط َع ْ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫ات ؟ ‪.‬‬ ‫‪٨‬م ُ‬ ‫ات] َ‪٫‬مچم ُ٭مقا ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ َو َٱمچم ا‪ٛ‬م َب ِّ َ‬ ‫‪٧‬م ُ‬ ‫َچمس ‪٫َ ،‬م َچمل ‪َ [ :‬و َ‪٬‬مؽ ْـ ا‪ٚ‬م َب ِّ َ‬ ‫ا٭مپم ِ‬

‫ا‪ٚ‬مسؾِ ِؿ ‪َ ،‬و ِه َل ُٗمز ٌْء ِم ْـ َأ ْٗم َز ِاء ا‪٬‬مـُّ ُب َّق ِة](ٔ) ‪ .‬وما‬ ‫ا‪٬‬مر ُٗم ِؾ ْ‬ ‫َ‪٫‬م َچمل ‪ُ [ :‬رؤْ َيو َّ‬
‫انقطعت إال من وجو خاص ‪ ،‬انقطع منها مسمى النيب والرسوؿ ‪ ،‬ولذلك‬
‫قل َٔم ْع ِدي ‪َ ،‬و َٓ َكبِ َّل] ‪ٍ ،‬ب أبقى منهما ا‪٤‬ببشرات ‪ ،‬وأبقى‬
‫قاؿ ‪٩َ [ :‬م َال َر ُ‪ٟ‬م َ‬

‫منها حكم اجملتهدين ‪ ،‬وأزاؿ عنهم االسم ‪ .‬أبقى ا‪٢‬بكم ‪ ،‬وأمر من ال علم‬
‫لو با‪٢‬بكم اإل‪٥‬بي ‪ ،‬أف يسأؿ أىل الذكر ‪ ،‬قاؿ ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه الَبمذي وصححو وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو عن أنس بن مالك ‪. ‬‬

‫‪- 341 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫[ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ] {النحل ‪ ، ٖٗ :‬األنبياء ‪. }ٚ :‬‬

‫فيفتوهنم ٗبا أداه إليو اجتهادىم ‪ ،‬وإف اختلفوا ‪ ،‬كما اختلفت الشرائع ‪:‬‬
‫وكذلك لكل ‪٦‬بتهد‬ ‫[ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ] {ا‪٤‬بائدة ‪. }ٗٛ :‬‬

‫جعل لو شرعة من دليلو ‪ ،‬ومنهاجا وىو عْب دليلو ُب إثبات ا‪٢‬بكم ‪،‬‬
‫فحرـ الشافعي عْب ما أحلَّو ا‪٢‬بنفي ‪،‬‬
‫وقرر الشرع اإل‪٥‬بي ذلك كلو ‪َّ ،‬‬
‫وأجاز أبو حنيفة عْب ما منعو أ‪ٞ‬بد بن حنبل ‪ ، ‬فأجاز ىذا ما ٓب ٯبز‬
‫ىذا ‪ ،‬فاتفقوا ُب أشياء ‪ ،‬واختلفوا ُب أشياء ‪ ،‬وكل ُب ىذه األمة شرع‬
‫مقرر لنا من عند اهلل ‪ ،‬مع علمنا أف مرتبتهم دوف مرتبة الرسل ا‪٤‬بوحى‬
‫إليهم من عند اهلل ‪.‬‬
‫فالنبوة والرسالة من حيث عينها وحكمها ما نسخت ‪ ،‬وإ٭با انقطع الوحي‬
‫ا‪٣‬باص بالرسوؿ والنيب من نزوؿ ا‪٤‬بلك على أذنو وقلبو ‪ .‬و‪ٙ‬بجّب إطبلؽ اسم‬
‫النيب والرسوؿ ‪ ،‬فبل يقاؿ ُب اجملتهد أنو نيب وال رسوؿ ‪.‬‬
‫فاسم الرسالة والنبوة ما ىو هلل ‪ ،‬وال لؤلولياء ‪ ،‬بل ىو اسم خاص للعبودية‬
‫الٍب ىي عْب القرب من السيد جل وعبل ‪ ،‬وعدـ مزا‪ٞ‬بتو ُب رتبتو ‪ٖ ،‬ببلؼ‬
‫الوالية ‪ ،‬فإف العبد مزاحم لو تعأب ُب اسم الوٕب ‪.‬‬
‫وهلل در من قاؿ ‪:‬‬

‫‪- 342 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬

‫ف إَ َٕم ُّؿ إَ ْ‪٣‬م َظ ُؿ‬ ‫‪٥‬م ا‪٬‬مـُّ ُب َّق ِة َوا‪٬‬م ِق َٓ َي ِي َ‪٩‬م ِ‬
‫َ‪٬‬م ْؽ ْـ ََلو َّ َ‬
‫ا‪٬‬م‪٧‬م ُ‬ ‫ور ٌق‬ ‫َٔم ْ َ‬
‫قؾ إَ ْ‪٪‬م َق ُم‬
‫ا‪٬‬مسبِ ُ‬ ‫ً َو ََلو َّ‬ ‫َو َ‪٪‬م ِد ا ْك َت َف ْ‬ ‫إِ َّن ا‪٬‬مـُّ ُب َّق َة َو ِّ‬
‫ا‪٬‬مر َ‪ٟ‬مو َ‪٬‬م َي َ‪٫‬مو َك َتو‬
‫وء إَ ْد َو ُم‬ ‫ِِ‬ ‫ُم َؽ ًَم‬ ‫ؾق َٓ َي ِي ُ ْ‬ ‫َو َأ َ‪٪‬مو َم َٔم ْقت ًو ‪٬‬مِ ِ‬
‫ّم َذإمف َ‪٩‬م َؾ ُف ا‪٬‬م َب َؼ ُ‬
‫ُم َت َح ِّؽ ُؿ‬ ‫ا‪٬‬مق ُّٓم َ‪٩‬م َؼ ْف ُر ُه‬
‫َ‬ ‫َ‪٩‬م ُف َق‬ ‫ِص َػ ُي ا‪٬‬مدَّ َوا ِم ‪٬‬مِ َذإمِ ِف َك ْػ ِس َّق ٌي‬
‫ُه َق َأ ْ‪٪‬مدَ ُم‬ ‫َوا‪٬‬م َع َوَل ُ إَ ْ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َو َم ْـ‬ ‫َي ْل ِوي إِ َ‪٬‬م ْقــ ِف َكبِ ُّقـــ ُف َو َر ُ‪ٟ‬مق ُ‪٬‬مـــ ُف‬

‫الولي ‪ :‬ىو ا‪٤‬بتوٕب أمر الوجود بذاتو ‪ ،‬ا‪٤‬بتجلي ُب ذلك بأ‪٠‬بائو وصفاتو ‪.‬‬
‫الولي ‪ :‬قد يطلق ويراد بو (الفاعل) ‪ ،‬وقد يراد بو معُب (ا‪٤‬بفعوؿ) ‪.‬‬

‫اهللُ َو ِ ُّٓم ا‪ٚ‬مُ ْم ِم ِـ ‪َ ،‬وا‪ٚ‬مُ ْم ِم ُـ َو ِ ُّٓم اهللِ‬

‫فالوالية مشَبكة ‪ :‬بْب اهلل ‪ ،‬وبْب ا‪٤‬بؤمنْب ‪ ،‬كما قاؿ الصادؽ األمْب ‪: ‬‬
‫[ا ُ‪ٚ‬م ْم ِم ُـ ِم ْرآ ُة ا ُ‪ٚ‬م ْم ِم ِـ] (ٔ) ‪ .‬على ما بيناه ُب موضعو من ىذا الكتاب ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه الطرباين ُب األوسط والضياء ُب ا‪٤‬بختارة (وحسنو السيوطي) والبزار والقضاعي ُب مسند‬
‫الشهاب وابن عدي ُب الكامل ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ . ‬ورواه البخاري ُب األدب وأبو‬
‫داود والبيهقي ُب سننو وُب الشعب والديلمي ُب مسند الفردوس والعسكري وابن جرير عن‬
‫أيب ىريرة ‪ ‬وقاؿ العراقي ‪ :‬إسناده حسن ‪.‬‬

‫‪- 343 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫فكل ما عليو الكوف من الظهور والبطوف ‪ ،‬والتبديل والتغيّب والتحويل ‪،‬‬


‫والنقص والكماؿ ‪ ،‬واإلٯباد واإلعداـ ‪ ،‬والتقدًن والتأخّب وا‪٢‬بدوث ‪ ،‬وغّب‬
‫ذلك ‪٩‬با ىو للوجود بأسره ‪ ،‬فاهلل سبحانو وتعأب متوٕب أمر ذلك ‪ ،‬و‪ٝ‬بيعو‬
‫راجع إليو صورة ومعُب ‪ ،‬وجودا وحكما ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯣ ﯤ ﯥ ]‬
‫{الشورى ‪. }ٜ :‬‬

‫فإف أطلق اهلل ألسنة ا‪٣‬بلق على عبد بأنو ‪( :‬وٕب اهلل) ؛ ورأى ىذا العبد أف‬
‫اهلل تعأب قد أطلق عليو ا‪٠‬با أطلقو على نفسو ؛ فبل يسمعنو إال بأحد‬
‫طريقْب ‪:‬‬
‫‪ -‬يسمعو من اهلل تعأب ‪ ،‬الذي كساه ا‪٠‬با من أ‪٠‬بائو ‪ .‬على أنو خليفة‬
‫‪‬‬ ‫عن اهلل ‪ ،‬وىنا يكوف ٗبعُب (الفاعل) ‪.‬‬
‫‪ -‬يسمعو ‪٩‬بن يسميو بو من ا‪٣‬بلق ‪ ،‬على أنو ٗبعُب (ا‪٤‬بفعوؿ) ال ٗبعُب‬
‫(الفاعل) ‪ ،‬حٌب يشم فيو رائحة العبودية ‪.‬‬
‫وإ٭با قلنا ىذا من أجل ما أُمرنا أف نتخذه ‪ -‬سبحانو ‪ -‬وكيبلً ‪ ،‬حيث قاؿ‬
‫تعأب ‪[ :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ] {ا‪٤‬بزمل ‪ . }ٜ :‬فيما ىو لو ‪٩ ،‬با ‪٫‬بن‬
‫مستخلفْب فيو ‪ ،‬فإف ُب مثل ىذا مكراً خفياً ‪ ،‬فتحفظ منو ‪ .‬ويكفي من‬
‫اإل‪٥‬بي العاصم من ا‪٤‬بكر ؛ كونك مأموراً بذلك ‪ ،‬فامتثل أمره ‪ ،‬وا‪ٚ‬بذه‬
‫التنبيو ّ‬
‫وكيبل ‪ ،‬ال تدعي ا‪٤‬بلك ‪ ،‬فإ ّف اهلل توالؾ ‪ ،‬فإنو تعأب قاؿ على لساف سيدنا‬
‫‪- 344 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬

‫[ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ] {األعراؼ‬ ‫‪٧‬بمد ‪: ‬‬


‫‪ . }ٜٔٙ :‬واسم الصاّب من خصائص العبودية ‪:‬‬
‫‪ -‬و‪٥‬بذا وصف سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬نفسو بالصبلح ‪ ،‬وشهد هبا لنفسو ‪ ،‬وىي‬
‫حالة ال تكوف إال للعبيد ال ُك َّمل ‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم من شهد لو هبا ا‪٢‬بق عز وجل ‪ ،‬بشرى من اهلل ‪ ،‬فقاؿ ُب‬
‫عبده ٰبٓب ‪ [ : ‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬

‫ﭫﭬﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱﭲﭳﭴﭵ‬
‫وإسحاؽ ‪ ‬حيث قاؿ فيو ‪:‬‬ ‫ﭶ] {آؿ عم راف ‪. }ٖٜ :‬‬

‫‪ .‬وقاؿ ُب‬ ‫[ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ] {الصافات ‪}ٕٔٔ :‬‬

‫نبيو عيسى ‪ [ : ‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬

‫ﭗ ] {آؿ عم راف ‪. }ٗٙ :‬‬

‫‪ -‬ومنهم من شهد لو ا‪٢‬بق ؛ أنو سيكوف ُب اآلخرة من الصا‪٢‬بْب مثل‬


‫[ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ] {البقرة ‪ ، ٖٔٓ :‬النحل ‪:‬‬ ‫إبراىيم ‪: ‬‬
‫ٕٕٔ ‪ ،‬العنكبوت ‪. )ٔ( }ٕٚ :‬‬
‫ٔ‪ -‬وىذا من أجل الثبلثة األمور الٍب صدرت منو ُب الدنيا ‪ :‬وىي قولو عن زوجتو سارة أهنا =‬

‫‪- 345 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫‪ -‬وأما سليماف وأمثالو عليهم السبلـ ‪ ،‬فأخربنا ا‪٢‬بق أنو قاؿ ‪[ :‬ﯖ‬

‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ] {النمل ‪. }ٜٔ :‬‬

‫فكلهم ‪ -‬وإف كانوا صا‪٢‬بْب ُب نفس األمر عند اهلل ‪ -‬فهم بْب سائل ُب‬
‫الصبلح ‪ ،‬ومشهود لو بو ‪ ،‬مع كونو نعتاً عبودياً ال يليق باهلل ‪.‬‬
‫الوٕب) ‪ ،‬الذي قد تسمى اهلل بو ‪ٗ ،‬بعُب الفاعل ‪ ،‬فينبغي‬
‫فما ظنك باالسم ( ّ‬
‫أف ال ينطلق ذلك االسم على العبد ‪ ،‬وإف أطلقو ا‪٢‬بق عليو ‪ ،‬فذلك إليو‬
‫تعأب ‪ ،‬ويلزـ اإلنساف عبوديتو ‪.‬‬
‫فلما أنزؿ اهلل تعأب على عبده سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬ىذه اآلية ‪ ،‬ليعرؼ الناس‬
‫هبا ‪ ،‬فكأف اهلل حكى عن نبيو ‪ ‬ما ال بد لو أف يقولو ويتلفظ بو ‪ ،‬فجعلو‬
‫تعأب قرآناً يتلى ‪ ،‬إذ كاف ذلك من خصائص العبيد ُب نفس األمر ‪ ،‬فقاؿ‬
‫[ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ] {األعراؼ ‪:‬‬ ‫تعأب ‪:‬‬
‫‪ . }ٜٔٙ‬فشهد لو بالصبلح ‪ ،‬إذا كاف ا‪٢‬بق حاكياً ُب ىذه اآلية ‪ ،‬وإف كاف‬
‫= أختو ‪ ،‬بتأويل ‪ .‬وقولو ‪ [ :‬ﮓ ﮔ] {الصافات ‪ . }ٜٛ :‬اعتذاراً ‪ .‬وقولو ‪[ :‬ﭼ ﭽ‬

‫ﭾ ﭿ ] {األنبياء ‪ . }ٖٙ :‬إقامة حجة ‪ .‬فبهذه الثبلثة يعتذر يوـ القيامة للناس ‪ ،‬إذا‬
‫سألوه أف يسأؿ ربو فتح باب الشفاعة ‪ ،‬فلهذا ذكر صبلحو ُب اآلخرة ‪ ،‬إذ ٓب يؤاخذه‬
‫‪[ :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ] {الفتح‬ ‫بذلك ‪ .‬كما قاؿ اهلل تعأب لسيدنا ‪٧‬بمد ‪‬‬
‫‪ . }ٕ :‬وقاؿ ‪[ :‬ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ] {التوبة ‪ . }ٖٗ :‬فقدـ البشرى قبل العتاب ‪.‬‬

‫‪- 346 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬
‫آمراً ؛ فيكوف من ا‪٤‬بشهودين ‪٥‬بم بالصبلح ‪ ،‬فعرفنا أف اهلل تواله ‪ ،‬وأخربنا‬
‫أف اهلل [ﭙ ﭚ] فشهد سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬لنفسو بالصبلح ‪،‬‬
‫بالوجو الذي ذكرناه ‪ ،‬وٓب يُنقل ذلك عن غّبه من األنبياء والرسل ‪ ،‬وىو‬
‫قولو تعأب ‪[ :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ] {البقرة ‪ . }ٕٖ٘ :‬أي‬
‫فكذلك أنت ‪ ،‬فكاف من فضلو نيل مثل ىذا ا‪٤‬بقاـ ‪.‬‬
‫وٕب ‪ ،‬نفسك ‪ُ ،‬ب التخلق بأ‪٠‬باء اهلل ا‪٢‬بسُب ؛ فإذا ُوفقت‬ ‫فاحفظ يا ّ‬
‫للتخلق هبا ‪ ،‬فبل تغب ُب ذلك عن شهود آثارىا فيك ‪ ،‬ولتكن فيها ‪،‬‬
‫ومعها ‪ٕ ،‬بكم النيابة عنها ‪ ،‬فتكوف مثل اسم الرسوؿ ‪ .‬فبل تشارؾ ا‪٢‬بق ُب‬
‫إطبلؽ اسم عليك من أ‪٠‬بائو بذلك ا‪٤‬بعُب ‪ ،‬والزـ األدب ‪[ :‬ﭠ ﭡ‬

‫ﭢ ﭣ ] {طو ‪. }ٔٔٗ :‬‬

‫يـ إِ َذا ُرؤُ وا ؛ ُذ‪٫‬مِ َر‬ ‫ِ‬ ‫هلل ‪َ ،‬ٱم ْـ َأ ْو٭م ِ َڀمچم ُء ا ِ‬
‫هلل ؟ ‪٫َ .‬م َچمل ‪[ :‬ا َّ‪٬‬مذ َ‬ ‫َ‪٫‬م َچمل َر ُ٘م ٌؾ ‪َ :‬ي َچمر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل ا ِ‬
‫اهللُ َ‪٣‬م َّز َو َٗم َّؾ] (ٔ) ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه ابن جرير وابن أيب شيبة وابن ا‪٤‬ببارؾ ُب الزىد والدواليب ُب الكِب وابن أيب الدنيا عن‬
‫سعيد بن جبّب ‪ . ‬وابن أيب حاًب وابن جرير والنسائي والطرباين ُب الكبّب وأبو نعيم ُب‬
‫أخبار أصبهاف وابن ا‪٤‬ببارؾ ُب الزىد وا‪٢‬بكيم الَبمذي عن ابن عباس ‪ ‬مرفوعا وموقوفا ‪.‬‬
‫والبغوي ُب تفسّبه عن أيب مالك األشعري ‪ . ‬وُب رواية ‪َ :‬أ َن ا٭مپمَبِ َل ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ [ :‬أ َٓ‬
‫يـ إِ َذا ُرؤُ وا ُذ‪٫‬مِ َر اهللُ َ‪٣‬م َّز َو َٗم َّؾ] =‬ ‫ِ‬
‫قل اهلل ‪٫َ .‬مچم َل ‪[ :‬ا َّ‪٬‬مذ َ‬
‫ُأ ْ‪ٙ‬م ِ‪ٝ‬م‪٫‬مُؿ ٔمِ ِ‬
‫خ َق ِ‬
‫ور‪٫‬م ُْؿ] ؟ َ‪٫‬مچم ُ٭مقا ‪َٕ :‬م َ‪ٜ‬م َيچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫ُ ْ‬

‫‪- 347 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫[إ ِ َذ ا ُر ؤُ وا ؛ ُذ ‪٫‬مِ َر اهللُ] ‪ :‬أي لتحققهم باهلل ‪ ،‬يغيبوف بو ‪ ،‬عنهم ‪،‬‬


‫وعن عيوف ا‪٣‬بلق ‪ .‬فإذا رآىم الناس ؛ ٓب يروا غّب اهلل ‪ ،‬فتذكرىم باهلل‬
‫رؤيتهم ‪ ،‬مثل اآليات ا‪٤‬بذكرات ‪ .‬وىذا ىو قولو تعأب ‪ [ :‬ﯮ‬

‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ] {فصلت ‪. }ٖ٘ :‬‬

‫أي حٌب يعلم أف ا‪٢‬بق ىو عينو ‪ ،‬فيصبح الوٕب ىو ُب نفسو آية ‪ ،‬ألنو‬
‫أصبح مظهرا هلل ‪ ،‬وىو قولو تعأب ُب ا‪٢‬بديث القدسي ‪َ [ :‬م ْـ َ‪٣‬م و َد ى‬
‫ٓم ِِم َّو‬
‫ى إ ِ َ َّ‬
‫ب ‪ ،‬و م و َٕم َؼ ر ب إ ِ َٓم ‪٣‬م ب ِد ي ٔم ِ َ ٍ‬
‫٭م ء أَ َ٘م َّ‬
‫ْ‬ ‫َّ َ َّ َ ْ‬
‫ِ‬
‫ِٓم َو ‪٬‬م قًّ و َ‪٩‬م َؼ دْ آ َذ ْك تُ ُف ٔم ِوحل ْر ِ َ َ‬
‫ٓم ٔم ِو‪٬‬مـ ََّق ا‪٩‬م ِ ِؾ َ٘م تَّك أُ ِ٘م بَّ ُف ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً َ‪٣‬م َؾ قْ ف ‪َ ،‬و َم و َي َز ُال َ‪٣‬م بْد ي َي تَ َؼ َّر ُب إ ِ َ َّ‬ ‫‪ٞ‬م ْض ُ‬ ‫ا ْ‪٩‬م َ َ‬
‫ٮم ٔم ِ ِف ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٮم ُه ا‪٬‬مَّذ ي ُي بْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ًْ َ‪ٟ‬م ْؿ َع ُف ا ‪٬‬مَّذ ي َي ْس َؿ ُع ٔم ِف ‪َ ،‬و َٔم َ َ‬ ‫َ‪٩‬م ن ِ َذ ا أَ ْ٘م بَ بْ تُ ُف ُ‪٫‬م ـ ُ‬
‫َو َيدَ ُه ا َّ‪٬‬متِل َي ْبطِ ُش ِ َِبو ‪َ ،‬و ِر ْٗم َؾ ُف ا‪٬‬مَّتِل َي ْؿ ِ٭م ِ َِبو ‪َ ،‬وإِ ْن َ‪ٟ‬ملَ‪٬‬مَـِل َٕ ُ ْ‪٣‬مطِ َق َّـ ُف ‪َ ،‬و َ‪٬‬مئِ ْـ‬

‫= أخرجو أ‪ٞ‬بد وابن ماجة والطرباين ُب الكبّب وا‪٢‬بكيم الَبمذي وابن مردويو والبيهقي ُب‬
‫الشعب وعبد بن ‪ٞ‬بيد وابن راىويو والبخاري ُب األدب ا‪٤‬بفرد وابن أيب الدنيا ُب األولياء‬
‫عن أ‪٠‬باء بنت يزيد رضي اهلل عنها ‪ .‬وأخرج أ‪ٞ‬بد وا‪٢‬بكيم الَبمذي والطرباين ُب‬
‫األوسط وابن قانع ُب معجمو وابن أيب الدنيا ُب األولياء وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية َ‪٤‬م ْـ َ‪٤‬م ْٽم ِرو‬
‫ِ‬ ‫قل ‪َ َٓ [ :‬ي ِ ُّؼ ا‪٬‬مْ َع ْب دُ َ٘م َّؼ َ ِ‬
‫ى‬ ‫اإل َيَم ِن ‪َ٘ ،‬متَّك ُي َّ‬
‫س يحِ ْ ِ‬ ‫اْل َ ُٽم قحِ ‪َ ‬أ َځم ُف َ‪٠‬م ِٽم َع ا٭مپمَبِ َل ‪َ ‬ي ُٺم ُ‬
‫ْٕم ِـ ْ‬
‫و‪٦‬م ‪َ ،‬و أَ ْٔم غ َ‬ ‫ِ‬
‫ور َك َو َٕم َع َ‬
‫و‪٦‬م ‪٩َ ،‬م َؼدْ‬ ‫َض هللِ َٕم بَ َ‬ ‫ور َك َو َٕم َع َ‬
‫ى هللِ َٕم بَ َ‬ ‫هلل ِ َٕم َع َو‪٦‬م ‪َ ،‬و ُيبْ غ َض هللِ ‪٩َ ،‬م ن ِ َذا أَ َ٘م َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا‪ٟ‬م ت ََح َّؼ ا‪٬‬مْ َق َٓ َء م ْـ اهللِ ‪َ .‬و إ ِ َّن َأ ْو ‪٬‬مقَوئ ل م ْـ ‪٣‬مبَودي ‪َ ،‬و أَ٘م بَّوئ ل م ْـ ‪ٙ‬مَ ْؾ ؼ ل ؛ ا‪٬‬مَّذ َ‬
‫يـ ُي ْذ ‪٫‬م َُر و َن‬ ‫ْ‬
‫ٔم ِ ِذ ‪٫‬م ِْري ‪َ ،‬و أُ ْذ ‪٫‬م َُر ٔم ِ ِذ ‪٫‬م ِْر ِه ْؿ] ‪.‬‬

‫‪- 348 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬
‫ب َولِيَّوُ عن‬ ‫ي‬ ‫غ‬‫ػ‬‫ي‬ ‫وتعأب‬ ‫سبحانو‬ ‫اهلل‬ ‫أف‬ ‫ومعناه‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫ٔ‬ ‫(‬ ‫ف‬ ‫َّ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫قذ‬ ‫ا‪ٟ‬م تَع و َذ ِين َُٕ ِ‬
‫‪٣‬م‬
‫ُ ُ‬ ‫ِّ‬‫َ‬ ‫]‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫نفسو ‪ ،‬عندىا يفُب من ٓب يكن ‪ ،‬ويبقى من ٓب يزؿ ‪ ،‬ويصبح ‪ ،‬ىو ‪ ،‬تعأب ‪،‬‬
‫ُب الوٕب عوضا عنو ‪ ،‬فيصبح الوٕب قائما بقيومية اهلل تعأب عليو ‪ ،‬موجودا‬
‫بوجوده تعأب فيو ‪ ،‬حيا ٕبياتو تعأب ‪ ،‬فّبى بصره كل شيء بو ‪ ،‬ويسمع‬
‫فصلو‬
‫‪٠‬بعو كل مسموع بو ‪ ،‬وىكذا ُب كل عضو ‪ ،‬وىكذا ‪ٝ‬بيع ما َّ‬
‫ا‪٢‬بديث ‪ .‬ويصبح الوٕب ‪:‬‬
‫‪ ‬قادرا بقدرة اهلل تعأب ‪ ،‬كما قاؿ تعأب على لساف وليو ‪[ :‬ﮍ ﮎ‬

‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬
‫الكفر ىنا ىو سَب‬ ‫ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵] {النمل ‪. }ٗٓ :‬‬

‫وجود اهلل ‪ ،‬والشكر ىو نسب الفعل هلل تعأب ‪ ،‬فعند ظهور الكرامة‬
‫على يد الوٕب يكوف ذلك ببلء ‪ ،‬وىو قولو ‪[ :‬ﮥ] ؛ فظهور‬
‫الكرامة ربوبية ‪ ،‬وىذه الربوبية مقتضاىا عبودية ‪ ،‬فإذا نسب الوٕب‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري (واللفظ لو) والبيهقي ُب السنن واأل‪٠‬باء والصفات والزىد والتربيزي ُب مشكاة‬
‫ا‪٤‬بصابيح وابن حباف ُب صحيحو عن أيب ىريرة ‪ . ‬ورواه أ‪ٞ‬بد وا‪٢‬بكيم وأبو يعلى والطرباين‬
‫ُب األوسط وأبو نعيم ُب الطب والبيهقي ُب الزىد وابن عساكر عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة‬
‫عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأبو يعلى عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة ميمونة رضي اهلل عنها ‪ .‬ورواه ابن‬
‫السِب ُب الطب عن ‪٠‬بويو ‪. ‬‬
‫‪- 349 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫الفعل هلل ‪ ،‬وَك َفَر نفسو ‪ ،‬فقد شكر ‪ ،‬وتعرض للمزيد ‪ .‬وإذا نسب الوٕب‬
‫الفعل لنفسو ‪ ،‬وسَب اهلل ‪ ،‬فقد كفر اهلل ‪ ،‬وتعرض للحرماف ‪ .‬قاؿ‬
‫رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬أ ْ٘م ِسـُقا ِٗم َق َار كِ َع ِؿ ا ِ‬
‫هلل] (ٔ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وتنفعل لو األشياء بكلمة (كن) كما ورد عنو ‪ ، ‬أنو قاؿ ‪٫[ :‬م ُْـ‬
‫َأ َٔمو َذر] (ٕ) ‪ ،‬و[‪٫‬م ُْـ َأ َٔمو َ‪ٙ‬م ْق َث َؿ َي] (ٖ) ‪ .‬ففي ىاتْب الروايتْب تَ َك َّو َف‬
‫أبو ذر وأبو خيثمة ‪ ‬عن كلمة (كن) من النيب ‪. ‬‬
‫‪ ‬وٰبيي ا‪٤‬بوتى ‪ ،‬كما حدث ُب قصة سيدنا إبراىيم ‪ ، ‬أنو طلب من‬
‫اهلل تعأب أف يريو كيف ٰبيي ا‪٤‬بوتى ؟ ‪ .‬فأراه اهلل تعأب ذلك من نفسو ‪،‬‬
‫بأف جعلو اهلل تعأب ىو ٰبيي ا‪٤‬بوتى ‪ ،‬كما أخربنا تعأب بقولو ‪[ :‬ﭑ‬

‫ﭒﭓ ﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛ ﭜ ﭝﭞﭟﭠ‬


‫ﭡﭢ ﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮ‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ]‬
‫{البقرة ‪. }ٕٙٓ :‬‬

‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه أبو يعلى عن أنس ‪ . ‬ورواه الطرباين ُب األوسط والبيهقي ُب الشعب‬
‫وا‪٣‬بطيب البغدادي ُب تارٱبو عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬سبق ‪ٚ‬برٯبو ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬سبق ‪ٚ‬برٯبو ‪.‬‬

‫‪- 351 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬
‫فكاف االستدعاء من إبراىيم ‪ ، ‬وكاف البعث واإلحياء من اهلل‬
‫تعأب ‪ ،‬فكاف إبراىيم ‪ ‬مظهرا ‪١‬برياف قدرة اهلل تعأب على يديو ُب‬
‫البعث واإلحياء ‪.‬‬
‫‪ ‬وقاؿ تعأب ُب حق عيسى ‪[ : ‬ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬

‫ﭫﭬﭭﭮﭯ ﭰﭱ ﭲﭳ ﭴﭵ‬
‫ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ‬
‫ﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝﮞﮟﮠ‬
‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ] {ا‪٤‬بائدة ‪ . }ٔٔٓ :‬فهنا أطلق ا‪٢‬بق‬
‫تعأب لفظ [ﮁ] على فعل عيسى ‪ٍ . ‬ب أعلم أف ذلك كاف‬
‫بإذنو تعأب ‪ ،‬فلما ُح ِجبَت النصارى ٗبا ظهر من عيسى ‪ ،‬عن حقيقة‬
‫عيسى ‪ ،‬قالوا فيو ما قالوا ‪ .‬وقد طلب ‪٥‬بم عيسى ‪ ‬العذر ‪ -‬رغم‬
‫ما قالوه ‪ -‬لعلمو بعظم الفتنة الٍب تعرضوا ‪٥‬با ‪ ،‬فقاؿ ‪[ :‬ﯯ ﯰ‬

‫ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ] {ا‪٤‬بائدة ‪. }ٔٔٛ :‬‬

‫(كاؼ) عبادؾ ىي (كاؼ) إضافة ‪ .‬فأضافهم إليو تعأب ‪ ،‬وكفى هبا‬

‫‪- 351 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫شرفاً ؛ شرؼ اإلضافة إٔب اهلل تعأب ! ‪ .‬فتأدب عيسى ‪ ‬مع اهلل ُب‬
‫ىذا القوؿ ‪٤ ،‬با عصى قومو اهلل تعأب ‪ ،‬وٓب يتوبوا ‪ ،‬فعلم اهلل منو ذلك ‪،‬‬
‫ض با‪٤‬بغفرة ‪٤ ،‬با علم أف ر‪ٞ‬بتو تعأب سبقت غضبو (ٔ) ‪.‬‬ ‫وأنو َعَّر َ‬
‫عرب أبو‬
‫‪ ‬فلما أصبح الوٕب قادرا ‪ -‬بقدرة اهلل تعأب – على كل شيء ‪َّ ،‬‬
‫الغيث بن ‪ٝ‬بيل ‪ ‬عن ىذا ‪٤‬با سئل ‪ :‬كيف أصبحت ؟ ‪ .‬فقاؿ ‪:‬‬
‫أصبحت أحيي وأميت ‪ ،‬وأفعل ما أريد ‪ ،‬وأنا على كل شيء قدير ! ‪.‬‬
‫ومن كاف ا‪٢‬بق تعأب ‪٠‬بعو وبصره ولسانو ويده ورجلو ‪ ،‬فما ُى َو ‪ُ ،‬ى َو ‪ ،‬وما‬
‫بقي فيو ‪٤‬بن يراه شيئ منو ‪ ،‬فما يرى الرائي فيو إال اهلل ‪ ،‬عرؼ ذلك الرائي ‪ ،‬أو‬
‫ٓب يعرفو ‪ ،‬ىكذا يشاىده أىل العلم باهلل ‪.‬‬
‫من ا‪٤‬بؤمنْب ا‪٣‬بلفاء ‪ ،‬من يظهر ُب العآب ‪ ،‬وٲبشي ُب األسواؽ ‪ ،‬بصفات‬
‫من استخلفو ‪ .‬قالت بلقيس ُب عرشها ‪ :‬كأنو ىو (ٕ) ‪ ،‬وما كاف إال ىو‬
‫ْحتِل َ‬
‫‪٨‬مَضبِل] أخرجو البخاري ومسلم وابن أيب حاًب وابن مردويو عن أيب ىريرة‬ ‫ٔ‪ -‬بلفظ ‪َٟ [ :‬م َب َؼ ْ‬
‫ً َر ْ َ‬
‫‪ ‬وأخرجو ابن عساكر عن ابن عباس ‪ ‬وأخرجو عبد بن ‪ٞ‬بيد وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد‬
‫اهلل بن عمرو ‪ ‬وأخرجو ابن مردويو وأبو نعيم ُب الدالئل وأبو نصر السجزي ُب اإلبانة والديلمي‬
‫‪٨‬مَضبِل] أخرجو عبد الرزاؽ والفريايب وابن‬
‫ً َ‬ ‫ْحتِل َ‪ٟ‬م َب َؼ ْ‬
‫عن عمرو بن عبسة ‪ . ‬وبلفظ ‪[ :‬إِ َّن َر ْ َ‬
‫أيب شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن ا‪٤‬بنذر وابن أيب حاًب وابن مردويو والبيهقي ُب األ‪٠‬باء‬
‫والصفات عن أيب ىريرة ‪ . ‬ورواه عبد بن ‪ٞ‬بيد عن عكرمة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬إشارة إٔب قولو تعأب ُب سورة النمل ‪[ :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬

‫ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ] {النمل ‪. })ٕٗ -ٗٔ( :‬‬

‫‪- 352 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬
‫ولكن حجبها بعد ا‪٤‬بسافة ‪ ،‬وحكم العادة ‪ ،‬والتنكّب ‪ ،‬وجهلها بقدر‬
‫سليماف ‪ ‬عند ربو ‪ ،‬فهذا حجبها أف تقوؿ ‪ُ :‬ى َو ‪ُ ،‬ى َو ‪ .‬فقالت ‪:‬‬
‫أي مسافة وأي تنكّب ‪ ،‬أبعد من قولو ‪ :‬ليس كمثلو شيء(ٔ)‬ ‫كأنو ىو ‪ .‬و ّ‬
‫‪٩‬بن مثلو أشياء ‪.‬‬
‫قاؿ الكامل ‪ : ‬إ٭با أنا بشر مثلكم ‪ .‬عن أمر اهلل ‪ .‬قاؿ تعأب ‪:‬‬
‫قيل لو ‪: ‬‬ ‫[ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ] {الكهف ‪ ، ٔٔٓ :‬فصلت ‪. }ٙ :‬‬

‫قل ‪ ،‬فقاؿ ‪ .‬وهبذا علمنا أنو عن أمر اهلل ‪ ،‬ألنو نقل األمر لنا ‪ ،‬كما‬
‫أمر بو ‪ ،‬وكاف ىذا القوؿ دواء للمرض ‪ ،‬الذي قاـ ٗبن عبد عيسى‬
‫‪ ‬من أمتو ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إف {اهلل} ىو {ا‪٤‬بسيح ابن مرًن} (ٕ) ‪،‬‬
‫وفاهتم علم كثّب ‪ ،‬حيث قالوا ‪{ :‬ابن مرًن} ‪ ،‬وما شعروا ‪ .‬و‪٥‬بذا قاؿ‬
‫[ ﯬ ﯭﯮ ] {الرعد ‪:‬‬ ‫اهلل تعأب ُب إقامة ا‪٢‬بجة على من ىذه صفتو ‪:‬‬
‫ٖٖ} ‪ .‬فما يسموهنم إال ٗبا يُعرفوف بو من األ‪٠‬باء ‪ ،‬حٌب يعقل عنهم ما‬
‫يريدوف ‪ ،‬فإذا ‪٠‬بوىم ‪ ،‬تبْب ُب نفس االسم أنو ليس الذي طلب منهم‬
‫الرسوؿ ا‪٤‬ببعوث إليهم أف يعبدوه ‪.‬‬

‫{الشورى ‪. }ٔٔ :‬‬ ‫ٔ‪ -‬إشارة إٔب قولو تعأب ‪ [ :‬ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ]‬

‫ٕ‪ -‬إشارة إٔب قولو تعأب ‪[ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ]‬


‫{ا‪٤‬بائدة ‪. }ٕٚ ، ٔٚ :‬‬

‫‪- 353 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫وإ٭با قلنا ُى َو ‪ُ ،‬ى َو ‪٤ ،‬با يعطيو الكشف الصحيح ُب ا‪٣‬بصوص ‪ ،‬واإلٲباف‬


‫اإل‪٥‬بي ‪ ،‬من أف اهلل إذا أحب‬
‫النبوي ّ‬
‫ّ‬ ‫الصريح ُب العموـ ‪ ،‬كما ورد بو ا‪٣‬برب‬
‫عبده ؛ كاف ‪٠‬بعو وبصره ‪ . )ٔ( ... ،‬وذكر قواه وجوارحو ‪ ،‬واإلنساف ليس‬
‫غّب ىذه األمور ا‪٤‬بذكورة ‪ ،‬الذي جعل ا‪٢‬بق ىويتو عينها ‪:‬‬
‫‪ -‬فإف كنت مؤمناً ‪ ،‬عرفت ٗبن آمنت ‪.‬‬
‫‪ -‬وإف كنت صاحب شهود صحيح ‪ ،‬عرفت من شاىدت ‪.‬‬
‫النبوي عن اهلل ؛ ما يكوف ُب ّقوة اإلنساف ‪ ،‬حٌب‬
‫ّ‬ ‫وأكثر من ىذا البياف‬
‫يكوف ا‪٤‬بؤمن صاحب حاؿ عياف ‪ ،‬فيعرؼ عند ذلك من ىو عْب ىذه‬
‫األكواف واألعياف ؟ ‪.‬‬
‫ا‪ٚ‬مم ِمـ ِ َ‪٥‬م] (ٕ) ‪.‬‬
‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬إِ َّن اهللَ َو‪٬‬مِقل ‪َ ،‬و َأكَو َو ِ ُّٓم ْ‬

‫و‪٤‬با كاف سيدنا ‪٧‬بمدا ‪ ‬متوليا بذاتو وصفاتو ‪ ،‬لذات اهلل تعأب وصفاتو ‪،‬‬
‫وكاف التوٕب اإل‪٥‬بي للعآب الكوين راجعا إليو ‪ ، ‬كما ىو راجع إٔب اهلل‬
‫تعأب ‪ ،‬فيكوف الوٕب ىو سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬خبلفةً عن اهلل ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬سبق ‪ٚ‬برٯبو ‪.‬‬


‫ٕ‪ -‬رواه النسائي ُب السنن الكربى وا‪٣‬بصائص وابن عساكر ُب تارٱبو وابن حجر ُب اإلصابة‬
‫وابن األثّب ُب أسد الغابة عن اإلماـ علي كرـ اهلل وجهو ‪ .‬وابن أيب عاصم ُب السنة عن‬
‫زيد بن أرقم ‪. ‬‬

‫‪- 354 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬

‫قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬

‫ﯯ ﯰ ﯱ ] {ا‪٤‬بائدة ‪ . }٘٘ :‬ففتح اهلل تعأب الباب لرسولو ‪ ‬أف‬


‫يوٕب من يشاء ‪ ،‬لذا فقد زاد بعد [ﯧ ﯨ] ُب اآلية السابقة ‪:‬‬
‫[ﯩﯪ] ٍب ذكر وصف ىؤالء ا‪٤‬بؤمنوف بأهنم ‪[ :‬ﯫ ﯬ ﯭ‬

‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ] وىذا الوصف ما ‪٠‬بعنا أنو ورد ُب أحد من‬


‫الصحابة ‪ ،‬إال ُب اإلماـ علي كرـ اهلل وجهو ؛ الذي مر بو سائل وىو راكع ‪،‬‬
‫فأعطاه خا‪ٛ‬بو (ٔ) ‪ .‬وبذلك ناؿ اإلماـ علي بن أيب طالب كرـ اهلل وجهو‬
‫ىذه الوالية ‪ .‬وقد صح ُب ا‪٢‬بديث عن ا‪٤‬بصطفى ‪ ‬أنو يوـ غدير ُخ ِّم‬
‫‪٥‬م ِم ْـ‬ ‫قن َأين َأو َ‪٦‬م ٔمِ ْ ِ ِ‬
‫و‪ٚ‬مممـ َ‬ ‫َأ َ‪ٚ‬م َذ ٕمِ َڀمد َ‪٤‬م ٍّ‪٥‬م ‪٬‬م ََر َم اهللُ َو ْ٘م َٿم ُف ‪َ ،‬و َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬أ َ‪٬‬م ْست ُْؿ َٕم ْع َؾ ُؿ َ ِّ ْ‬
‫ِ ِ‬

‫قن َأ ِّين َأ ْو َ‪٦‬م ٔمِؽ ُِّؾ ُم ْم ِم ٍـ ِم ْـ‬


‫َأ ْك ُػ ِس ِف ْؿ] ؟ ‪٫َ .‬مچم ُ٭مقا ‪َٕ :‬م َ‪ٜ‬م ‪٫َ .‬م َچمل ‪َ [ :‬أ َ‪٬‬م ْست ُْؿ َٕم ْع َؾ ُؿ َ‬
‫َك ْػ ِس ِف] ؟ ‪٫َ .‬مچم ُ٭مقا ‪َٕ :‬م َ‪ٜ‬م ‪٪َ .‬م َڂم َ‪ٚ‬م َذ ‪ٕ ‬مِ َڀم ِد َ‪٤‬م ِ ٍّ‪٥‬م ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪َ [ :‬م ْـ ُ‪٫‬مـ ُ‬
‫ًْ َم ْق َٓ ُه ؛ َ‪٩‬م َع ِ‪٤‬م‬
‫ال مـ و َآه ‪ ،‬و‪٣‬م ِ‬
‫‪‬‬ ‫ود َم ْـ َ‪٣‬مو َدا ُه] (ٕ) ‪.‬‬ ‫َم ْق َٓ ُه ‪ .‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َو ِ َ ْ َ ُ َ َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه ابن جرير الطربي ُب تفسّبه والبغوي ُب تفسّبه وابن أيب حاًب ُب تفسّبه والطرباين ُب‬
‫‪‬‬‫األوسط وابن مردويو وابن عساكر ُب تارٱبو وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه الَبمذي وصححو وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم (وصححو وأقره الذىيب) والطرباين ُب‬
‫الكبّب واألوسط والصغّب وأبو يعلى وابن أيب شيبة وعبد الرزاؽ والنسائي وابن أيب عاصم ُب‬
‫اآلحاد وا‪٤‬بثاين وابن حباف وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة وابن عساكر ُب تارٱبو ‪= .‬‬

‫‪- 355 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ً‬ ‫چمب ‪َٕ ‬م ْٷمدَ َذ٭م ِ َؽ ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ٭مف ‪َ ( :‬هـِقئًو َيو ا ْٔم َـ َأ ِِب َ‪١‬مو‪٬‬مِ ٍ‬
‫ى ‪َ ،‬أ ْص َب ْح َ‬ ‫َ‪٪‬م َټم ِٺم َڀم ُف ُ‪٤‬م َٽم ُر ْٕم ُـ اْلَ َٵم ِ‬

‫َو َأ ْم َس ْق ًَ َم ْق َ‪٦‬م ‪٫‬م ُِّؾ ُم ْم ِم ٍـ َو ُم ْم ِمـ ٍَي) (ٔ) ‪.‬‬

‫وقيل لعمر ‪ : ‬إنك تصنع بعلي كرـ اهلل وجهو ‪ ،‬شيئا ‪ ،‬ال تصنعو بأحد‬
‫من الصحابة ! ‪ .‬فقاؿ عمر ‪( : ‬إِ َّك ُف َمقٓي) (ٕ) ‪.‬‬

‫= وُب نظم ا‪٤‬بتناثر من ا‪٢‬بديث ا‪٤‬بتواتر للكتاين ذكر أف ىذا ا‪٢‬بديث ورد عن واحد وعشرين‬
‫صحابيا ‪ .‬وُب رواية عن اإلماـ أ‪ٞ‬بد أف ىذا ا‪٢‬بديث ‪٠‬بعو من النيب ‪ ‬ثبلثوف صحابيا ‪.‬‬
‫وقاؿ ا‪٢‬بافظ ابن حجر ‪[ :‬حديث كثّب الطرؽ جدا ‪ ،‬استوعبها ابن عقدة ُب كتاب مفرد ‪،‬‬
‫منها صحاح ‪ ،‬ومنها حساف ‪ ،‬قاؿ ذلك يوـ غدير خم] اىػ ‪ .‬وأورد الثعليب ُب تفسّبه‬
‫والعصامي ُب ‪٠‬بط النجوـ العوإب عن ابن عيينة أف النيب ‪٤ ‬با قاؿ ذلك ‪ ،‬طار ُب اآلفاؽ ‪،‬‬
‫فبلغ ا‪٢‬بارث بن النعماف فأتى رسوؿ اهلل ‪ ‬فقاؿ ‪ :‬يا ‪٧‬بمد أمرتنا عن اهلل بالشهادتْب‬
‫فقبلنا ‪ ،‬وبالصبلة والزكاة والصياـ وا‪٢‬بج فقبلنا ‪ٍ ،‬ب ٓب ترض حٌب رفعت بضبعي ابن عمك‬
‫تفضلو علينا ! ‪ .‬فهذا شيء منك أـ من اهلل ؟ فقاؿ رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬وا َّ‪٬‬م ِذي ٓ إِ َ‪٬‬م َف إ ِٓ ُه َق‬
‫إِ َّك ُف ِم َـ اهللِ] َّ‬
‫فؤب ا‪٢‬بارث ‪ ،‬وىو يقوؿ ‪ :‬اللهم إف كاف ما يقولو ‪٧‬بمد ‪ ‬حقا فأمطر علينا‬
‫حجارة من السماء ‪ ،‬أو ائتنا بعذاب أليم ‪ .‬فما وصل لراحلتو حٌب رماه اهلل ٕبجر ‪ ،‬فسقط‬
‫‪‬‬ ‫على ىامتو ‪ ،‬فخرج من دبره ‪ ،‬فقتلو ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح والطربي ُب ذخائر العقىب وابن‬
‫‪‬‬‫عساكر ُب تارٱبو عن الرباء بن عازب ‪ . ‬وا‪٢‬باكم وصححو عن زيد بن أرقم ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه الطربي ُب مناقب العشرة والعصامي ُب ‪٠‬بط النجوـ العوإب وابن عساكر ُب تارٱبو‬
‫وا‪٤‬بناوي ُب فيض القدير عن سآب بن أيب ا‪١‬بعد ‪. ‬‬
‫‪‬‬

‫‪- 356 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬

‫الولي والخليفة ‪:‬‬


‫‪ ‬أولياء اهلل ؛ سيماىم أهنم إذا ُرؤوا ذُكَِر اهلل (ٔ) ‪ ،‬لتحققهم باهلل ‪،‬‬
‫وليس يُرى عليهم إال العبودة احملضة ا‪٣‬بالصة ‪ ،‬الٍب ال تشوهبا ربوبية‬
‫بوجو من الوجوه ‪ ،‬وكل نعت يُرى فيهم ‪ ،‬فيو رائحة ربوبية ‪ ،‬فهو أدب‬
‫ا‪٣‬ببلفة ‪ ،‬ال أدب الوالية ‪.‬‬
‫صر ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صر وال يَػْنتَصر ‪ ،‬وا‪٣‬بليفة يَػْنتَصر ويػُْن َ‬
‫‪ ‬فالوٕب يػُْن َ‬
‫‪ ‬والوٕب ال يسامح ؛ فإف سامح ‪ ،‬فليس بوٕب ‪ .‬وال يؤثر على جناب ا‪٢‬بق‬
‫شيء ‪ ،‬فهو كلو هلل ‪ .‬وا‪٣‬بليفة ىو هلل ُب وقت ‪ ،‬وللعآب ُب وقت ‪،‬‬
‫فوقتاً يرجح جناب ا‪٢‬بق ِغ َّبًة ‪ ،‬ووقتاً يرجح جناب العآب ‪ ،‬فيستغفر ‪٥‬بم ‪،‬‬
‫مع ما وقع منهم ‪٩ ،‬با يغار لو الوٕب ‪ ،‬وىؤالء ىم ا‪٤‬بفردوف ‪ ،‬الذين تؤب‬
‫اهلل آداهبم بنفسو ‪ ،‬يقوؿ ا‪٣‬بليفة ‪ :‬سأزيده على السبعْب ُب وقت (ٕ) ‪،‬‬
‫‪‬‬‫ٔ‪ -‬سبق ‪ٚ‬برٯبو ‪.‬‬
‫يب ‪َ٘ ،‬مچمء ا ْٕمپمُ ُف ‪٤‬مَ ْبدُ اهللِ ْٕم ُـ ‪٤‬مَ ْب ِد اهللِ ‪ ،‬إِ َ‪٧‬م ر‪٠‬م ِ‬
‫قل اهللِ ‪٪َ ‬م َس َڂم َ٭م ُف‬ ‫ٕ‪٤ -‬م ْ‬
‫َـ ا ْٕم ِـ ُ‪٤‬م َٽم َر ‪٫َ ‬م َچمل ‪َٛ :‬مچم ُٖم ُق ِّ َْم َ‪٤‬م ْبدُ ا ِ‬
‫هلل ْٕم ُـ ُأ َ ٍّ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫هلل ‪ ‬٭م ِ ُڀم َٳم ِّ َ‪٥‬م ‪٤‬مَ َټم ْڀم ِف ‪،‬‬
‫قل ا ِ‬ ‫ڀمٳم ُف ‪ُ ،‬ي َٻم ِّٹم ُـ ‪٪‬مِ ِڀمف َأ َٕمچم ُه ‪٪َ ،‬م َڂم‪٤‬مْ َٵمچم ُه ‪ُٗ ،‬م َؿ َ‪٠‬م َڂم َ٭م ُف َأ ْن ُي َٳم ِّ َ‪٥‬م ‪٤‬مَ َټم ْڀم ِف ‪٪َ ،‬م َٺمچم َم َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫َأ ْن ُي ْٷمٵم َڀم ُف َ‪٫‬مٽم َ‬
‫چمك َر إم َؽ َأ ْن ُٖم َٳم ِّ َ‪٥‬م‬ ‫هلل ُٖم َٳم ِّ‪٥‬م ‪٤‬مَ َټم ْڀم ِف َو َ‪٫‬مدْ َِنَ َ‬
‫قل ا ِ‬ ‫قل اهللِ ‪٪َ ، ‬م َٺم َچمل ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬ ‫ب ر‪٠‬م ِ‬
‫َ‪٪‬م َٺمچم َم ‪٤‬مُ َٽم ُر ‪٪َ ،‬م َڂم َ‪ٚ‬م َذ ٕمِ َث ْق ِ َ ُ‬
‫قل اهللِ ‪ : ‬إِځم َََم َ‪ٚ‬م َ َ‪ٝ‬م ِِّن اهللُ ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫‪٤‬مَ َټم ْڀم ِف ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬

‫ا٭مس ْب ِٷم‪٦‬مَ ‪٫َ ،‬م َچمل ‪٤‬مُ َٽمر ‪ :‬إِ َځم ُف ُٱمپمَچم‪٪‬مِ ٌؼ ! ‪.‬‬ ‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ] {التوبة ‪َ . }ٛٓ :‬و َ‪٠‬م َڂم ِزيدُ ُه َ‬
‫‪٤‬مَ‪ٜ‬م َ‬
‫َ‪٪‬م َٳم َ‪ٜ‬م ‪٤‬مَ َټم ْڀم ِف َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قل اهللِ ‪٪َ ، ‬م َڂمځمْزَ َل اهللُ ‪[ :‬ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹﮺ ]‬
‫{التوبة ‪ . }ٛٗ :‬رواه البخاري والبيهقي ُب الدالئل وابن شاىْب ُب الناسخ وا‪٤‬بنسوخ ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪- 357 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ويدعو على رعل وذكواف وعصية ُب وقت (ٔ) ‪.‬‬


‫‪ ‬وأين ا‪٢‬باؿ من ا‪٢‬باؿ ‪ ،‬فا‪٣‬بليفة ‪ٚ‬بتلف عليو األحواؿ ‪ ،‬والوٕب ال ‪ٚ‬بتلف‬
‫عليو ا‪٢‬باؿ ‪ ،‬فالوٕب ال يُتهم أصبلً ‪ ،‬وا‪٣‬بليفة قد يُتهم الختبلؼ ا‪٢‬باؿ‬
‫عليو ‪ ،‬فما ي ّدعي دعوى ؛ إال ويكذبو ‪ -‬مع صدقو ‪ -‬حاؿ آخر يبدو‬
‫منو ‪.‬‬
‫‪ ‬فآداب األولياء آداب األرواح ا‪٤‬بلكية ‪ ،‬أال ترى إٔب جربيل ‪ ‬يأخذ‬
‫من حاؿ البحر ‪ ،‬فيلقمو ُب فم فرعوف ‪ ،‬حٌب ال يتلفظ بالتوحيد ‪.‬‬
‫ويسابقو مسابقة ‪ ،‬غّبة على جناب ا‪٢‬بق ‪ ،‬مع علمو بأنو قد علم أنو‬
‫ال إلو إال اهلل ‪ ،‬وغلبو فرعوف ‪ ،‬فإنو قاؿ كلمة التوحيد بلسانو ‪ ،‬كما‬
‫أخرب اهلل تعأب عنو ُب الكتاب العزيز ‪[ :‬ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬

‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ] {يونس ‪. )ٕ( }ٜٓ :‬‬


‫چمب ٕمِئ ِْر َٱم ُٷمق َځم َڈم ‪َٗ ،‬م َّلٗمِ‪٦‬مَ ‪٩‬مَدَا ًة ‪َ ،‬‬
‫‪٤‬مَ‪ٜ‬م ِر ٍ‬
‫‪٤‬مْؾ‬ ‫ِ‬
‫قل اهللِ ‪٤ ‬م ََ‪ٜ‬م ا َ٭مذي َـ َ‪٫‬م ََ ُټمقا َأ ْص َح َ‬
‫َس ٕم ِـ ٱمچم٭م ِ ٍ‬
‫ؽ ‪٫َ ‬م َچمل ‪َ :‬د‪٤‬مَچم َر ُ‪٠‬م ُ‬ ‫ٔ‪ْ -‬‬
‫‪٤‬مَـ َأځم ِ ْ َ‬
‫َو َذ‪٬‬م َْق َان َو ُ‪٤‬م َٳم َڀم َڈم ‪ .‬رواه البخاري والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن وعبد الرزاؽ وأبو عوانة وأيب يعلى ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫چمس ‪َ ‬أ َن ا٭مپمَبِ َل ‪٫َ ‬م َچمل ‪ٚ[ :‬مَو َأ‪٨‬مْ َر َق اهللُ ‪٩‬مِ ْر َ‪٣‬م ْق َن ‪٪َ ،‬م َول ‪[ :‬ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬ ‫ٕ‪٤ -‬م ْ‬
‫َـ ا ْٕم ِـ ‪٤‬مَ َب ٍ‬

‫يؾ ‪َ :‬يو ُُم ََّؿدُ َ‪٬‬م ْق َر َأ ْيتَـِل َو َأكَو ُ‬


‫آ‪ٙ‬م ُذ‬ ‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ] {يونس ‪٩َ . }ٜٓ :‬م َؼ َول ِٗم ْ ِ‪ٝ‬م ُ‬

‫ا‪٬‬مر ْ َْح ُي] ‪ .‬رواه أ‪ٞ‬بد والطيالسي والَبمذي‬ ‫ول ا ْ‪٬‬م َب ْح ِر ‪٩َ ،‬م َل ُد ُّ‪ٟ‬م ُف ِّم ‪٩‬مِ ِقف ‪َ َ ،‬‬
‫ِمو َ‪٩‬م َي َأ ْن ٕمُدْ ِر َ‪٫‬م ُف َّ‬
‫ِم ْـ َ٘م ِ‬

‫وصححو وعبد بن ‪ٞ‬بيد وابن جرير وابن ا‪٤‬بنذر وابن أيب حاًب والطرباين ُب الكبّب وابن حباف‬
‫وأبو الشيخ وا‪٢‬باكم وصححو وابن مردويو والبيهقي ُب شعب اإلٲباف وابن ىشاـ ُب سّبتو‬
‫عن ابن عباس ‪( .‬حاؿ البحر ‪ :‬طينو األسود) ‪.‬‬
‫‪- 358 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وا‪٣‬بليفة يقوؿ لعمو ‪ :‬قلها ُب أذين أشهد لك هبا عند اهلل (ٔ) ! ‪.‬‬

‫‪ ‬وأين ىذا ا‪٢‬باؿ من حاؿ قوؿ ا‪٣‬بليفة اآلخر ‪[ :‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬

‫ولعلهم لو طاؿ عليهم األمد‬ ‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ] {نوح ‪. }ٕٙ :‬‬

‫فتقر بو أعْب ا‪٤‬بؤمنْب ‪.‬‬


‫لرجعوا ‪ ،‬أو ُب أصبلهبم من يؤمن باهلل ‪ّ ،‬‬
‫‪ ‬فآداب األولياء ‪ :‬غضب ُب ا‪٤‬بغضوب عليهم ‪ ،‬ال رجوع فيو ‪ .‬ورضى‬
‫ُب ا‪٤‬برضي عنهم ‪ ،‬ال رجوع فيو ‪ .‬فإف ذلك أدب ا‪٢‬بق ‪ ،‬وا‪٢‬بق الواقع‬
‫الواجب وقوعو ‪.‬‬
‫ا‪٤‬برضي عنهم ‪ .‬والعفو وقتاً ‪ ،‬والغضب‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬وآداب الخلفاء ‪ :‬الرضا ُب‬
‫وقتاً ‪ُ ،‬ب ا‪٤‬بغضوب عليهم ‪ .‬والكل أولياء ‪.‬‬

‫ت ‪٪ُ [ :‬م ْؾ َٓ إِ َ‪٬‬م َف إِ َّٓ اهللُ ‪َ ،‬أ ْ‪٠‬م َفدُ َ‪٬‬م َ‬


‫ؽ ِ َِبو‬ ‫قل اهللِ ‪ ‬٭مِٷمٽم ِف ِ‪٤‬مپمْدَ ا‪ٛ‬مق ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ٔ‪٤َ -‬م ْـ َأ ِيب ُه َر ْي َر َة ‪٫َ ‬م َچمل ‪٫َ :‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬

‫َي ْق َم ا ْ‪٬‬م ِؼ َق َوم ِي] ‪٪َ .‬م َڂم َٕمك ‪٪َ ،‬م َڂمځمْزَ َل اهللُ ‪[ :‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ‬

‫هبذا اللفظ رواه مسلم والَبمذي وأ‪ٞ‬بد وابن أيب حاًب‬ ‫{القصص ‪. }٘ٙ :‬‬ ‫ﮜ ]‬
‫والبيهقي ُب الدالئل والشعب وابن راىويو وابن منده وابن خزٲبة عن أيب ىريرة ‪ . ‬ورواه‬
‫البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وابن حباف وابن منده وابن عساكر عن سعيد بن ا‪٤‬بسيب‬
‫عن أبيو ‪. ‬‬

‫‪- 359 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫َحط الولي ‪:‬‬

‫قال اإلمام الشبلي ‪ : ‬لو وصلوا ‪ ،‬ما رجعوا ‪.‬‬

‫وء ّم ُ‪٣‬م ُؾ ِّق‬ ‫‪٣‬مروج وارٕمِ َؼ ٍ‬ ‫َ‪٩‬م َؾ ْق َس إِ َّٓ‬ ‫ُ٘م َّط ا‪٬‬م َق ِ ُّٓم‬ ‫إِ َذا‬
‫ُُ ٌ َ ْ‬
‫‪٥‬م ا‪٬‬مدُّ ُك ِّق‬ ‫َ‪٩‬م ِػل َ‪٣‬م ِ‬
‫‪٥‬م ا‪٬‬مـَّ َقى َ‪٣‬م ُ‬
‫َٕم ْؼقِقِدَ ‪٩‬مِ ِ‬
‫قف‬ ‫احل َّؼ ٓ‬ ‫َ‬ ‫َ‪٩‬منِ َّن‬
‫ُ‪ٟ‬م ُؿق ّم ُ‪ٟ‬م ُؿق ّم ُ‪ٟ‬م ُؿ ِّق‬ ‫ول‬‫َ‪٩‬م َح ُول ا‪ٚ‬مُ ْج َت َبل ّم ُ‪٫‬م ِّؾ َ٘م ٍ‬

‫قف ‪٬‬مِ ْؾ ُغ ُؾ ِّق‬


‫و َٓ َٕم ْلٖمِ‪ٜ‬م ‪٩‬مِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‪٩‬مال ُ٘م ْؽ ٌؿ َ‪٣‬م َؾ ْق ِف ٔمِ ُؽ ِّؾ َو ْٗم ٍف‬

‫اعلم ‪ -‬أيدؾ اهلل بروح منو ‪ -‬أف اهلل تعأب أمر ا‪٤‬ببلئكة بالسجود آلدـ ‪،‬‬
‫فقاؿ ‪[ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ]‬
‫{طو ‪ . }ٔٔٙ :‬فظهر األمر فيو ‪.‬‬
‫وحواء عليهما السبلـ ‪[ :‬ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫وقاؿ آلدـ ّ‬
‫ﯦ] {البقرة ‪ . }ٖ٘ :‬فظهر النهي فيهما ‪.‬‬
‫والتكليف مقسم بْب أمر وهني ‪.‬‬
‫فلو أف إبليس ‪٤ -‬با عصى ‪ ،‬وٓب يسجد ‪ٓ -‬ب يقل ما قاؿ ؛ من التكرب ‪،‬‬
‫والفضلية الٍب نسبها إٔب نفسو على غّبه ‪ ،‬فخرج عن عبوديتو بقدر ذلك ‪،‬‬
‫فحلت بو عقوبة اهلل ‪.‬‬

‫‪- 361 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬
‫وكاف تكليف آدـ وحواء يتضمن أمرا بالَبؾ ‪ ،‬وىو (ال تفعل) وىذا ىو أمر‬
‫وحواء ‪٤ ،‬با‬
‫عدمي ‪ ،‬ومن حقيقة ا‪٤‬بخلوؽ أف ال يفعل ‪ ،‬وكانت العقوبة آلدـ ّ‬
‫تكلفا ا‪٣‬بروج عن أصلهما ‪ ،‬وىو الَبؾ ‪ ،‬وفعلوا أمرا وجوديا وىو األكل ‪.‬‬

‫وحواء ُب ضمّب واحد ‪ ،‬فقاؿ ‪[ :‬ﭒ‬


‫فشرؾ اهلل تعأب بْب إبليس وآدـ ّ‬
‫ّ‬
‫ﭓ ﭔ ﭕ] {البقرة ‪ . }ٖٛ :‬وىو كاف أش ّد العقوبة على آدـ ‪ . ‬فقيل‬
‫‪٥‬بم اىبطوا بضمّب ا‪١‬بماعة ‪.‬‬
‫وحواء ‪ ،‬وإ٭با كاف عقوبة إلبليس ‪ ،‬فإف آدـ‬
‫وٓب يكن ا‪٥‬ببوط عقوبة آلدـ ّ‬
‫أُىبط لصدؽ الوعد ‪ ،‬بأف ٯبعلو اهلل تعأب ُب األرض خليفة (ٔ) ‪ ،‬بعد ما‬
‫تاب عليو واجتباه ‪ ،‬وتلقى الكلمات من ربو باالعَباؼ (ٕ) ‪.‬‬

‫‪ [ :‬ﯭ ﯮ ﯯﯰ ] {ص ‪. }ٚٙ :‬‬ ‫فاعَبافو ‪ُ ، ‬ب مقابلة كبلـ إبليس‬


‫فعرفنا ا‪٢‬بق ٗبقاـ االعَباؼ عند اهلل ‪ ،‬وما ينتجو من السعادة ‪ ،‬لنتخذه‬
‫ّ‬
‫وعرفنا بدعوى إبليس ومقالتو ‪ ،‬لنحذر من مثلها عند‬
‫طريقاً ُب ‪٨‬بالفتنا ‪ّ ،‬‬
‫‪٨‬بالفتنا ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬إشارة إٔب قولو تعأب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ‬

‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫{البقرة ‪. }ٖٓ :‬‬ ‫ﭮ]‬

‫{البقرة ‪. }ٖٚ :‬‬ ‫ٕ‪ -‬إشارة إٔب قولو تعأب ‪[ :‬ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ]‬

‫‪- 361 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫حواء للتناسل ‪ ،‬وأُىبط إبليس لئلغواء ‪.‬‬


‫وأُىبطت ّ‬
‫وحواء ىبوط كرامة ‪.‬‬
‫فكاف ىبوط آدـ ّ‬
‫وىبوط إبليس ىبوط خذالف وعقوبة ‪ ،‬واكتساب أوزار ‪.‬‬

‫قيل للجنيد ‪ : ‬أيزني العارؼ ؟ ‪ .‬فقال ‪ [ :‬ﮱ ﮲ ﮳ ﮴‬

‫﮵] {األحزاب ‪ . }ٖٛ :‬ولذلك قال ابن عطاء اهلل السكندري ‪‬‬
‫تعليقا على ذلك ‪ :‬ليت شعري ! لو قيل لو ‪ :‬أتتعلق ىمة العارؼ‬
‫بغير اهلل ؟ ‪ .‬لقال ‪ :‬ال ‪.‬‬
‫وا‪٤‬براد ىنا أف معصية األولياء ىي ٕبكم ال َق َدر النافذ فيهم ‪ ،‬ال أهنم‬
‫يقصدوف انتهاؾ حرمات اهلل ‪ .‬ألهنم إذا كانوا أولياء ‪ -‬عند اهلل تعأب‬
‫حقيقة ‪ -‬فهم ‪٧‬بفوظوف ُب ىذا ا‪٤‬بقاـ ‪.‬‬
‫فبل تصدر منهم معصية أصبل ‪ ،‬انتهاكا ‪٢‬برمة اهلل ‪ ،‬كمعاصي الغّب ‪ ،‬فإف‬
‫اإلٲباف ا‪٤‬بكتوب ُب القلوب ٲبنع من ذلك ‪ ،‬فمن ٱبالف منهم ؛ فإنو ٱبالف‬
‫عرفو اهلل فيو ما قدره عليو ‪ ،‬قبل‬
‫على حضور ‪ ،‬عن كشف إ‪٥‬بي ‪ ،‬قد َّ‬
‫وقوعو ‪ ،‬فهو على بصّبة من أمره ‪ ،‬وبينة من ربو ‪.‬‬
‫وىذه ا‪٢‬بالة ٗبنزلة من يُلقى ُب النار وال ٰبَبؽ ‪ ،‬كإبراىيم ‪ ، ‬فكاف ُب‬
‫النار ‪ ،‬وال حكم ‪٥‬با فيو ‪ ،‬با‪٢‬بجاب الذي ىو ا‪٤‬بانع ‪.‬‬

‫‪- 362 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬
‫كذلك زلة العارؼ ‪ ،‬صاحب مقاـ الكشف لؤلقدار ؛ ‪ٙ‬بل بو النازلة ‪،‬‬
‫وحكمها ٗبعزؿ عنها ‪ ،‬فبل تؤثر ُب مقامو ‪ٖ ،‬ببلؼ من ‪ٙ‬بل فيو ‪ ،‬وىو‬
‫على غّب بينة وال بصّبة ٗبا قدر عليو ‪ ،‬فهذا يستلزمو ا‪٢‬بياء والندـ والذلة ‪،‬‬
‫وذلك العارؼ ليس كذلك ‪.‬‬

‫‪- 363 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫معرفة الولي ‪:‬‬


‫الىوتِِو الثَّاقِ ِ‬
‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ِس َّر َسنَا‬ ‫اسوتَوُ‬
‫نَ ُ‬ ‫ُسب َحا َن َمن أَظ َه َر‬
‫ورةِ اآلكِ ِل َو َّ‬
‫الشا ِر ِ‬
‫ب‬ ‫ظَ ِ‬‫ثم بَ َدا في َخل ِق ِو‬
‫صَ‬ ‫في ُ‬ ‫اىراً‬
‫اج ِ‬
‫ب‬ ‫ب بِالح ِ‬ ‫َكلَحظَِة الح ِ‬
‫اج ِ‬ ‫حتى لقد َعايَػنَوُ َخل ُقوُ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ‬

‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ] {الفرقاف ‪. }ٚ :‬‬

‫لو أحسنت ظنك باهلل ‪ ،‬وبأولياء اهلل ‪ ،‬لرفع اهلل ا‪٢‬بجاب بينك وبينهم ‪،‬‬
‫ووجدهتم أقرب إليك من أف ترحل إليهم ‪.‬‬
‫‪ -‬سبحاف من سَبىم ُب حاؿ ظهورىم ‪ ،‬وأظهرىم ُب حاؿ خفائهم ‪.‬‬
‫‪ -‬فسبحاف من سَب سر ا‪٣‬بصوصية ‪ ،‬بظهور وصف البشرية ‪ ،‬وظهر‬
‫بعظمة الربوبية ُب إظهار العبودية ‪ .‬فا‪٣‬بصوصية ىي نور ا‪٢‬بق ‪ ،‬يشرقو‬
‫اهلل ُب قلوب خواص عباده ا‪٤‬بقربْب ‪ ،‬بعد تطهّبىا من األكدار ‪ ،‬وتنزيهها‬
‫عن ا‪٤‬بساوي واألغيار ‪ .‬يغيبوف بو عن شهود أنفسهم ‪ ،‬بشهود ‪٧‬ببوهبم ‪،‬‬
‫وسرىا ىو ما احتوى عليو ذلك النور من الكماالت العلية ‪ ،‬والنعوت‬
‫القدسية ‪ ،‬والصفات السنية ‪ ،‬الٍب تليق با‪٤‬بتحلي بو ‪ :‬كالكربياء والعز‬
‫والقوة والعظمة واإلجبلؿ ‪ ،‬وكاالتصاؼ بالقدرة التامة ‪ ،‬والعلم احمليط ‪،‬‬
‫‪- 364 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمدىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالولي‬
‫‪‬‬
‫وسائر أوصاؼ الكماؿ ‪ٍ .‬ب إف ا‪٢‬بق سبحانو من عظيم حكمتو وباىر‬
‫قدرتو ؛ أف سَب تلك األوصاؼ البلزمة لذلك النور ‪ ،‬بظهور أضدادىا ‪،‬‬
‫الٍب ىي أوصاؼ العبودية ‪ ،‬فسَب كربياءه وعظمتو بظهور الذؿ والفقر‬
‫والضعف على العبد ‪ ،‬وسَب قدرتو وإراداتو بظهور العجز والقهرية عليو ‪،‬‬
‫وسَب علمو احمليط بظهور ا‪١‬بهل والسهو ‪ ،‬إٔب غّب ذلك من أوصاؼ‬
‫العبودية ا‪٤‬بقابلة ألوصاؼ الربوبية ‪.‬‬
‫‪ -‬فسبحاف من جعل األشياء كامنة ُب أضدادىا ؛ سَب كماالت‬
‫الربوبية بنقائص العبودية ‪ ،‬ولوال ذلك لكاف السر غّب مصوف ‪،‬‬
‫والكنز غّب مدفوف ‪ .‬فسَب أنوار السرائر ‪ ،‬بكثائف الظواىر ‪ ،‬إجبلالً‬
‫‪٥‬با أف تُبتذؿ باإلظهار ‪ ،‬وأف يُنادى عليها بلساف االشتهار ‪ .‬ولذلك‬
‫قاؿ الشيخ أبو العباس ا‪٤‬برسي ‪{ : ‬لو ُكشف عن نور الوٕب ؛‬
‫لعُبِد من دوف اهلل} ! ‪ .‬وكاف يقوؿ ‪{ :‬معرفة الوٕب أصعب من معرفة‬
‫اهلل ‪ ،‬فإف اهلل معروؼ بكمالو و‪ٝ‬بالو ‪ .‬ومٌب تعرؼ ‪٨‬بلوؽ مثلك ؛‬
‫يأكل كما تأكل ‪ ،‬ويشرب كما تشرب ؟ ‪ .‬وإذا أراد اهلل أف يعرفك‬
‫بوٕب من أوليائو طوى عنك وجود بشريتو ‪ ،‬وأشهدؾ وجود‬
‫خصوصيتو} اىػ ‪.‬‬

‫‪- 365 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الوليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫‪ -‬سبحاف من ٓب ٯبعل الدليل على أوليائو ‪ ،‬إال من حيث الدليل عليو ‪،‬‬
‫وٓب يوصل إليهم ‪ ،‬إال من أراد أف يوصلو إليو ‪.‬‬

‫فإف وجدت شيخاً مريباً ‪ ،‬كشف اهلل لك عن أنواره ‪ ،‬وأطلعك على‬


‫خصائص أسراره ‪ ،‬فأنت قطعاً من أىل القرب ‪ .‬وإف ٓب ٘بد شيخاً مربياً ‪،‬‬
‫وغرؾ قوؿ من قاؿ أنو انقطع وجوده ‪ ،‬فأنت قطعاً من أىل اليمْب ‪ ،‬من‬
‫عواـ ا‪٤‬بسلمْب ‪.‬‬

‫‪- 366 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالذاهدىوالذكود‬
‫‪‬‬

‫الشاٍد ّالشَٔد‬
‫و‪١‬م ِٿمدَه ٕمچم٭مٻمرس ُ‪١‬مٿمقد ًا أي‬
‫چمهد ُة ا‪ٛ‬مُٷمچم َيپمڈم ‪َ .‬‬
‫چم‪٢‬مع ‪ .‬وا‪ٛ‬مُٲم َ‬ ‫٭مٲمٿمچمدة َ‪ٚ‬م َ ٌ‬
‫‪ٞ‬م ‪٫‬م ٌ‬ ‫ٱمچمدة ‪ :‬ش هـ د ‪ .‬ا َ‬
‫چمهدٌ ‪ ،‬و‪٫‬مق ٌم ُ‪١‬م ُٿمقد ‪ :‬أي ُ‪ٙ‬م ُٴمقر ‪ .‬وا٭مَ ََٲم اٿمد ْم ا٭مٳمّلة ٱمٷمروف ‪.‬‬ ‫‪ٙ‬م َْضه ‪٪ ،‬مٿمق َ‪١‬م ِ‬
‫َ‬

‫قاؿ تعأب على لساف عيسى ابن مرًن ‪[ : ‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ‬

‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫﯬﯭ] {ا‪٤‬بائدة ‪. }ٔٔٚ :‬‬

‫وقاؿ تعأب ُب األمة احملمدية ‪[ :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬

‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ] {البقرة ‪ . }ٖٔٗ :‬وقاؿ ‪:‬‬


‫[ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬

‫ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﭸ ] {النحل ‪ . }ٜٛ :‬وقاؿ ‪[ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬

‫ﯟ] {األحزاب ‪ ، ٗ٘ :‬الفتح ‪. }ٛ :‬‬

‫فكاف عيسى ‪ ‬شهيدا على أمتو ‪ ،‬حاؿ حياتو ‪ ،‬ووجوده ُب ا‪٢‬بياة الدنيا‬
‫فقط ‪ ،‬بينما استمرت شهادة ا‪٤‬بصطفى ‪ ‬علينا حاؿ حياتو ‪ ،‬وبعد انتقالو ‪.‬‬

‫‪- 367 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الذاهدىوالذكودىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ورد عنو ‪ ‬أنو قاؿ ‪َ٘ [ :‬م َق ِويت َ‪ٙ‬م ْ ٌ‪ٜ‬م َ‪٬‬مؽ ُْؿ ‪َ ،‬و َِم َ ِويت َ‪ٙ‬م ْ ٌ‪ٜ‬م َ‪٬‬مؽ ُْؿ ‪ُٕ ،‬م ْع َر ُض‬ ‫فقد‬
‫َون ِم ْـ َ‪ٟ‬م ِّق ٍئ‬
‫هلل َ‪٣‬م َؾ ْق ِف ‪َ ،‬و َمو ‪٫‬م َ‬ ‫َون ِم ْـ َ٘م َس ٍـ َْحِدْ ت ا َ‬ ‫َأ ْ‪٣‬م ََم ُ‪٬‬مؽ ُْؿ ‪٩َ ،‬م ََم ‪٫‬م َ‬ ‫َ‪٣‬م َ َّ‪٤‬م‬
‫هلل َ‪٬‬مؽ ُْؿ] (ٔ) ‪ .‬وتأييد ذلك من الكتاب ‪ ،‬ىو قولو تعأب ‪:‬‬
‫ْا‪ٟ‬م َت ْغ َػ ْرت ا َ‬

‫[ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ] {التوبة ‪ . }ٔٓ٘ :‬فالرسوؿ ‪‬‬


‫وا‪٤‬بؤمنوف شهود على أعماؿ األمة مطلقا ‪ ،‬ببل حدود زماف أو مكاف ‪ ،‬حاؿ‬
‫‪...‬وإِ َّن َأ ْ‪٣‬م ََم َ‪٬‬مؽ ُْؿ‬
‫حياهتم ‪ ،‬وبعد انتقا‪٥‬بم ‪ ،‬وىذا ما ورد صرٰبا ُب السنة ‪َ [ :‬‬
‫َون َ‪ٙ‬م ْ ً‪ٜ‬ما َ‪٩‬م ِر ُ٘مقا‬ ‫أ‪ٙ‬م َر ِة ‪٩َ ،‬منِ ْن ‪٫‬م َ‬
‫ورٔمِؽُؿ و‪٣‬م َشوئِ ِر‪٫‬مُؿ ‪ِ ،‬مـ َأه ِؾ ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُٕم ْع َر ُض َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َأ َ‪٪‬م ِ ْ َ َ‬
‫َؽ َ‪٣‬م َؾ ْق ِف ‪،‬‬
‫ُؽ ‪٩َ ،‬م َلمتْ ِ ْؿ كِ ْع َؿت َ‬ ‫ْحت َ‬ ‫ؽ َو َر ْ َ‬‫‪٧‬موا ‪َ ،‬و َ‪٪‬مو ُ‪٬‬مقا ‪ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َه َذا َ‪٩‬م ْض ُؾ َ‬ ‫َو ْا‪ٟ‬م َت ْب َ ُ‬
‫قن ‪ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َأ ْ َِل ْؿ ُف َ‪٣‬م َؿال‬
‫ا‪ٚ‬مز ِء ‪٩َ ،‬م َق ُؼق ُ‪٬‬م َ‬
‫و َأ ِم ْتف ‪٣‬م َؾقفو ‪ .‬ويعر ُض ‪٣‬م َؾق ِفؿ ‪٣‬مؿ ُؾ ِ‬
‫َ ْ ْ َ َ‬ ‫َ ُ َ َْ َُ َْ‬
‫وحلو ‪ٕ ،‬م َْر ََض ٔمِ ِف َ‪٣‬مـْ ُف ‪ ،‬و ُٕم َؼ ِّر ُٔم ُف إِ َ‪٬‬م ْق َؽ] (ٕ) ‪.‬‬ ‫ص ًِ‬
‫َ‬

‫ٔ‪ -‬رواه البزار عن عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬وقاؿ ا‪٥‬بيثمي ‪ :‬رجالو رجاؿ الصحيح ‪ .‬ورواه‬
‫الديلمي عن أنس ‪ . ‬ورواه ا‪٢‬بارث وابن سعد وإ‪٠‬باعيل بن إسحاؽ ُب فضل الصبلة‬
‫على النيب ‪ ‬وأورده ابن حجر ُب ا‪٤‬بطالب العالية عن بكر بن عبد اهلل ا‪٤‬بزين ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد عن أنس بن مالك ‪ . ‬وا‪٢‬باكم وصححو والبيهقي ُب الشعب وأبو الشيخ ُب‬
‫األمثاؿ والدواليب ُب الكِب وابن أيب الدنيا ُب ا‪٤‬بنامات عن النعماف بن بشّب ‪ . ‬والطرباين‬
‫ُب الكبّب واألوسط وُب مسند الشاميْب عن أيب أيوب ‪ . ‬والطربي ُب هتذيب اآلثار عن‬
‫أيب ىريرة ‪ . ‬والطيالسي عن جابر بن عبد اهلل ‪ . ‬وأبو داود وابن ا‪٤‬ببارؾ كبلٮبا ُب‬
‫الزىد عن أيب الدرداء ‪. ‬‬

‫‪- 368 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالكادي‬
‫‪‬‬

‫اهلادٖ‬
‫‪ ‬قاؿ اهلل تعأب لنبيو ‪[ : ‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬

‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ] {األحزاب ‪ٗ٘( :‬‬

‫– ‪ . })ٗٙ‬فكلفو اهلل تعأب بالدعوة ‪ ،‬وٓب يُلزمو با‪٥‬بداية ‪ ،‬فكاف رسوؿ‬


‫اهلل ‪ ‬يدعو كل الناس إٔب اإلسبلـ ‪ ،‬حٌب ولو كاف يعلم من اهلل تعأب‬
‫أنو لن يُسلم ‪ ،‬وذلك تنفيذاً لقولو تعأب ‪[ :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬

‫ﯾ ﯿ ﰀ] {يس ‪ ، }ٚٓ :‬ومصداقا لقولو تعأب ‪[ :‬ﯨ ﯩ‬

‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ] {اإلسراء ‪. }ٔ٘ :‬‬

‫‪ ‬قاؿ اهلل تعأب لنبيو ‪[ : ‬ﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘ ﮙ‬

‫ﮚ ﮛ ﮜ ] {القصص ‪ . }٘ٙ :‬فنفى اهلل تعأب ا‪٥‬بداية عنو ‪، ‬‬


‫وأثبتها لنفسو سبحانو ‪ ،‬وعلل ذلك بأنو تعأب ىو أعلم با‪٤‬بهتدين ‪.‬‬

‫‪ٍ ‬ب قاؿ تعأب لنبيو ‪[ : ‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬

‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ‬

‫‪- 369 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الكاديىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ﭪﭫ ﭬﭭ ﭮﭯﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷ‬


‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ] {الشورى ‪ . })ٖ٘ – ٕ٘( :‬فأثبت‬
‫اهلل تعأب لنبيو ‪ ‬النور ا‪٤‬ب وحى إليو من لدنو ‪ ،‬وىذا ىو الذي يهدي‬
‫بو إٔب صراط مستقيم ‪ُ ،‬ب صورة سيدنا ‪٧‬بمد ‪ . ‬كأنو تعأب يقوؿ‬
‫لنبيو ‪ ‬ما أنت ‪ -‬حْب هتدي ‪ -‬أنت ‪ ،‬ولكن أنت أنا ا‪٥‬بادي إٔب‬
‫صراط مستقيم ‪.‬‬

‫‪ ‬قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬

‫ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ] {الرعد ‪. }ٖٔ :‬‬

‫أي أف اهلل تعأب لو أراد أف يهدي هبذا القرآف ‪ -‬الذي ىو كبلمو ‪-‬‬
‫الناس ‪ٝ‬بيعا ‪٥ ،‬بداىم ‪ ،‬ألف قرآنا كهذا ‪ -‬تُسيَّػ ُر بو ا‪١‬بباؿ ‪ ،‬وتُكلم بو‬
‫ا‪٤‬بوتى ‪٥ -‬بو أؤب بأف يهدي إٔب اهلل تعأب ‪ .‬ولكن اإلعجاز ُب أف قرآنا‬
‫كتب عليو الكفر والشقاء ‪.‬‬ ‫‪ -‬ىذا وصفو ‪ -‬حجب اهلل عنو من َ‬
‫‪ ‬الكبلـ صفة مؤثرة ‪ ،‬مشتقة من ال ُك ْل ِم ‪ ،‬وىو ا‪١‬برح ‪ ،‬فلهذا قلنا مؤثرة ‪،‬‬
‫كما أثر ال ُك ْل ُم ُب جسم اجملروح ‪ .‬فأوؿ كبلـ شق أ‪٠‬باع ا‪٤‬بمكنات كلمة‬

‫‪- 371 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالكادي‬
‫‪‬‬
‫(كن) ‪ ،‬فما ظهر العآب إال عن صفة الكبلـ ‪ ،‬وىو توجو نفس الر‪ٞ‬بن‬
‫على عْب من األعياف ‪ ،‬لينفتح ُب ذلك النفس شخصية ذلك ا‪٤‬بقصود ‪،‬‬
‫فيعرب عن ذلك الكوف بالكبلـ ‪ ،‬وعن ا‪٤‬بتكوف فيو بالنفس ‪ .‬فبل بد لكل‬
‫متكلم من أثر ُب نفس ‪ ،‬من كلمة ‪ .‬غّب أف ا‪٤‬بتكلم ‪ -‬من أىل اهلل ‪-‬‬
‫يؤثر كبلمو ُب األشياء مطلقاً ‪ ،‬من ‪ٝ‬باد ونبات وحيواف ‪ ،‬وكوف ‪ -‬أي‬
‫كوف كاف ‪ -‬علواً وسفبلً ‪ .‬وال متكلم من أىل اهلل أكرب من سيدنا‬
‫‪٧‬بمد ‪ ، ‬وقد قاؿ ‪٤ -‬بن حقت عليو كلمة العذاب ‪ -‬قُل ‪ :‬ال إلو‬
‫إال اهلل ‪ .‬فما ظهر عن أمره نشأة ال إلو إال اهلل ُب ‪٧‬بل ا‪٤‬بأمور ‪ ،‬وإف‬
‫كاف ‪ ‬على بصّبة ُب ا‪٤‬بخاطب بأنو كافر ‪ ،‬ولكنو ‪ ‬مأمور أف يأمر ‪،‬‬
‫ُ‬
‫وىو حريص على األمة ‪ ،‬فا‪٤‬بأمور ما امتنع ‪ ،‬وإ٭با ا‪٤‬بمتنع ال إلو إال اهلل ‪،‬‬
‫فلو تكوف ىذا اللفظ ُب ‪٧‬بل ىذا الشخص ‪ ،‬لظهر عينو عليو ‪ ،‬وأعطاه‬
‫اسم اإلسبلـ ‪ .‬ولكن ىذا الشخص ‪٤‬با قاؿ لو ا‪٢‬بق ‪( :‬كن) وىو ُب‬
‫العدـ ‪ٓ ،‬ب يتمكن لو إال أف يكوف والبد ‪.‬‬

‫‪ ‬فقولو تعأب ‪[ :‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ] {القصص ‪ . }٘ٙ :‬أي إنك‬


‫لست مسئوال أف ٘بعل أحدا ‪٧‬ببلً لظهور ما تريد انشاءه فيو ‪ ،‬ولكن ‪:‬‬
‫[ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ] {ا‪٤‬بائدة ‪ . }ٜٜ :‬فلو أثر كبلـ أحد ُب أحد‬
‫ص ْدقِ ِو ُب كبلمو ‪ -‬ألسلم كل من شافهو النيب ‪ ‬با‪٣‬بطاب ‪ .‬بل‬
‫‪ -‬لِ ِ‬

‫‪- 371 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الكاديىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ورَّد الكبلـ ُب وجهو ‪ ،‬وقوتل ‪.‬‬ ‫ُك ِّذ َ‬


‫ب‪ُ ،‬‬
‫فإف ٓب يكن هلل عناية بالسامع ‪ ،‬بأف ٯبعل ُب قلبو صفة القبوؿ ‪ ،‬حٌب‬
‫يتلقى هبا النور اإل‪٥‬بي من سراج النبوة ‪ ،‬كما وصفو تعأب ‪[ :‬ﭧ‬

‫فأي قلب اعتُب اهلل بو ‪ ،‬وقامت بو حرقة‬ ‫ﭨ] {األحزاب ‪. }ٗٙ :‬‬

‫الشوؽ إٔب ذلك الدعاء ‪ٍ ،‬ب انبعث من ىذا الشوؽ ٮبة إٔب ما دعاه‬
‫إليو الرسوؿ ُب كبلمو ‪ ،‬فتكونت منو قوة جاذبة ‪ ،‬جذبت من نور النبوة‬
‫والوحي وا‪٥‬بداية ذلك القبس ‪ ،‬فرجع بو إٔب قلب صاحبو ‪ ،‬فاىتدى‬
‫واستنار ‪ٍ ،‬ب فارؽ النيب ‪ ، ‬ومشى إٔب أىلو نوراً ‪ ،‬فإف اعتُب اهلل بو ‪،‬‬
‫وأمده بتوفيقو ؛ ثبت لو ُب قلبو نور ا‪٥‬بداية بذاؾ اإلمداد ‪[ :‬ﭭ ﭮ‬

‫ﭯ ﭰ] {إبراىيم ‪ . }ٕٚ :‬من كاف ىكذا فقد قاؿ تعأب ُب حقو ‪:‬‬
‫[ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬

‫ذلك النور ىو‬ ‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ] {األنعاـ ‪. }ٕٕٔ :‬‬

‫نور اإلٲباف ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬

‫ﭝ ﭞﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬ ﭭ] {الشورى ‪. }ٕ٘ :‬‬

‫‪- 372 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالكادي‬
‫‪‬‬

‫‪ ‬قاؿ اهلل تعأب على لساف نبيو ‪[ : ‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ‬

‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ] {يوسف ‪ . }ٔٓٛ :‬أدعو إٔب اهلل وٓب يقل أدعو‬


‫إٔب نفسي ‪ ،‬و (إٔب) حرؼ موضوع للغاية ‪ ،‬فإذا أجاب ا‪٤‬بؤمن ؛ مشى‬
‫إٔب ربو على الطريقة الٍب شرع لو ىذا الرسوؿ ‪ ،‬فلما وصل إٔب اهلل ‪،‬‬
‫تلقاه ا‪٢‬بق تلقي إكراـ وىبات ‪ ،‬ومنح وعطايا ‪ ،‬فصار يدعو إٔب اهلل‬
‫على بصّبة ‪ ،‬كما دعا ذلك الرسوؿ ‪ ،‬فأخرب أف من اتبعو ؛ يدعو إٔب‬
‫اهلل أيضاً على بصّبة ‪.‬‬
‫‪ ‬فإف كنت عارفاً ٗبواقع ا‪٣‬بطاب اإل‪٥‬بي ‪ ،‬وتنبيهاتو وإشاراتو ‪ ،‬فقد عرفك‬
‫ٕبالك مع رسولو ‪ ، ‬وٕبالك معو ‪ ،‬وقد جعلك على صورة نبيو ‪‬‬
‫ُب نوره وإمداده ‪ .‬وىذه من أعظم البشرى ‪.‬‬

‫‪ ‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬

‫ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ] {ا‪٢‬بجرات ‪. }ٔٚ :‬‬

‫قاؿ اهلل تعأب لرسولو ‪[ : ‬ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ] ‪ٍ .‬ب آثر سيدنا‬


‫‪٧‬بمد ‪ ‬اهللَ سبحانو وتعأب على نفسو ‪ ،‬حٌب ال ٯبعل لو نعتاً فيما‬
‫أجرى عليو لساف ذـ ‪ ،‬فقاؿ لو ‪ [ :‬ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬

‫ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ] ‪ .‬ولو شاء لقاؿ ‪ :‬بل أنا أمن عليكم أف‬


‫‪- 373 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الكاديىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫للمن ‪،‬‬
‫ىداكم اهلل يب لئلٲباف الذي أسعدكم بو ‪ ،‬فما جعلو تعأب ‪٧‬ببل ِّ‬
‫ىذا من الفتوة اإل‪٥‬بية الٍب ال يُشعر هبا ‪ ،‬فحكمها موجود ُب ا‪٢‬بق ‪،‬‬
‫وإطبلقها ٓب يرد ُب كتاب وال سنة ‪ ،‬فأ‪٠‬باؤه ‪ -‬من حيث إطبلقها عليو‬
‫‪ -‬موقوفة على ورودىا منو ‪ ،‬فبل يُسمى إال ٗبا ‪٠‬بى بو نفسو ‪ ،‬واف عُلم‬
‫فيو مدلوؿ ذلك االسم ‪ ،‬فالتوقيف ُب اإلطبلؽ أؤب ‪ ،‬وما فعل ىذا ‪-‬‬
‫سبحانو ‪ -‬كلو إال لِيُػ َعلِّم ا‪٣‬بلق األدب معو ‪.‬‬

‫‪- 374 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالرحمنىالرحوم‬
‫‪‬‬

‫الزمحً الزحٔه‬
‫اللهم صل على لوح ر‪ٞ‬بانيتك ‪ ،‬الذي كتبت فيو بقلم رحيميتك ‪ ،‬ومداد‬
‫مدد ر‪ٞ‬بوتيتك ‪[ :‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬

‫ﯵ ﯶ ﯷ] {األنفاؿ‪. }ٖٖ :‬‬

‫اللهم صل على عرش استواء وحدانيتك ‪ ،‬من حيث إحاطة أحدية ألوىيتك ‪،‬‬
‫ور‪ٞ‬بتك الشاملة ‪ ،‬وبركاتك الكاملة ‪ ،‬من حيث إحاطة قولك ‪[ :‬ﮐ‬

‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ] {األنبياء ‪ . }ٔٓٚ :‬بل صل رب العا‪٤‬بْب على‬


‫ر‪ٞ‬بة العا‪٤‬بْب ‪.‬‬
‫اللهم صل على سيدنا ‪٧‬بمد السابق للخلق نوره ‪ ،‬والر‪ٞ‬بة للعا‪٤‬بْب ظهوره ‪.‬‬
‫اللهم إين أتوجو إليك بنبيك سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬نيب الر‪ٞ‬بة ‪ ،‬يا سيدنا ‪٧‬بمداً إين‬
‫أتوجو بك إٔب ربك وريب أف ير‪ٞ‬بِب ‪٩‬با يب ‪ ،‬ر‪ٞ‬بة يغنيِب هبا عن ر‪ٞ‬بة من سواه ‪.‬‬

‫‪ ‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳‬

‫﮴﮵﮶﮷﮸﮹] {التوبة ‪}ٕٔٛ :‬‬

‫‪- 375 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الرحمنىالرحومىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫أنشأه اهلل تعأب با‪٤‬بؤمنْب رؤوفا رحيما ‪ ،‬وما ٍبَّ إال مؤمن ‪ ،‬لذا فقد قاؿ‬
‫[ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ] {األنبياء ‪. }ٔٓٚ :‬‬ ‫لو ‪:‬‬
‫‪ ‬حٌب أف دعاءه ‪ ‬على رعل وذ كواف ‪ ،‬من الر‪ٞ‬بة هبم ‪ ،‬لئبل يزدادوا‬
‫طغياناً ‪ ،‬فيزدادوا من ر‪ٞ‬بة اهلل بعداً ‪ ،‬وحٌب ال ينفذ غضب اهلل تعأب‬
‫فيهم ‪ ،‬فبل تتصرؼ فيهم مرتبتو تعأب ‪ ،‬ولذلك قاؿ إبراىيم ‪‬‬
‫[ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ] {مرًن ‪:‬‬ ‫ألبيو آزر ‪:‬‬
‫[ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫٘ٗ} ‪ .‬وقاؿ تعأب ُب ا‪٣‬بضر ‪:‬‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ] {الكهف ‪ . }ٙ٘ :‬فهذا العبد الصاّب ‪ -‬الذي‬
‫أوٌب من الر‪ٞ‬بة ‪ -‬قتل غبلما ‪ ،‬نفسا زكية ‪ ،‬ر‪ٞ‬بة بو ‪ ،‬لعلمو من اهلل‬
‫تعأب أنو لو عاش لدخل النار بكفره ‪ ،‬أما إذا مات صغّبا ؛ فأمره‬
‫إٔب اهلل تعأب ‪ :‬إف شاء عذبو ‪ ،‬وإف شاء غفر لو ‪ .‬فكأف العذاب برز‬
‫من حضرة الر‪ٞ‬بة ‪.‬‬
‫‪ ‬و‪٤‬با استوى ا‪٢‬بق تعأب على عرشو ‪ -‬الذي ىو ‪٧‬بيط بالوجود كلو ‪ -‬استوى‬
‫با‪٠‬بو الر‪ٞ‬بن ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ] {طو ‪ }٘ :‬لذا فقد‬
‫قاؿ ابن عطاء اهلل ُب مناجاتو ‪( :‬يا من استوى بر‪ٞ‬بانيتو على عرشو ‪ ،‬فصار‬
‫العرش غيبا ُب ر‪ٞ‬بانيتو ‪ ،‬كما صارت العوآب غيبا ُب عرشو ‪٧ .‬بقت اآلثار‬
‫باآلثار ‪ ،‬و‪٧‬بوت األغيار ٗبحيطات أفبلؾ األنوار) ‪.‬‬

‫‪- 376 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالرحمنىالرحوم‬
‫‪‬‬

‫‪ ‬و‪٤‬با قيل لرسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب ا‪٤‬بنافقْب ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬

‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ] {التوبة ‪ . }ٛٓ :‬قاؿ ‪: ‬‬


‫ِ‬
‫‪٥‬م] (ٔ) ‪ ،‬وقاؿ ‪٩َ [ :‬م َؾ ْق‬ ‫ا‪٬‬مس ْبع َ‬ ‫[ َ‪ٙ‬م َّ َ‪ٜ‬م ِين َر ِِّب ‪٩َ ،‬م َق َاهللِ ََٕ ِزيدَ ن َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َّ‬
‫ا‪٬‬مس ْب ِع َ‪٥‬م ‪٨ ،‬م ُِػ َر َ‪٬‬م ُف ‪٬َ ،‬م ِز ْد ُت َ‪٣‬م َؾ ْق َفو] (ٕ) ‪.‬‬ ‫َ‪٣‬مؾِ ْؿ ُ‬
‫ً َأ ِّين َ‪٬‬م ْق ِز ْد ُت َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َّ‬

‫‪ ‬فلما رأى اهلل تعأب حرص رسولو ‪ ‬على ‪ٛ‬باـ الر‪ٞ‬بة ‪ ،‬وصفو بقولو ‪:‬‬
‫ووعده بالنظر ُب أمر‬ ‫[﮵﮶] {التوبة ‪. }ٕٔٛ :‬‬

‫ا‪٤‬بن افقْب ‪ ،‬وأوكلهم إٔب مشيئتو ُب قولو تعأب ‪[ :‬ﭪ ﭫ‬

‫ٔ‪ -‬رواه ابن جرير وابن أيب حاًب عن عروة وابن عباس ‪. ‬‬
‫قل ُد ِ‪٤‬م َل َ٭م ُف َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قل اهللِ ‪‬‬ ‫يب ْٕم ِـ َ‪٠‬م ُټم َ‬
‫چمت َ‪٤‬م ْبدُ اهللِ ْٕم ُـ ُأ َ ِّ‬
‫چمب ‪َ ‬أ َځم ُف َ‪٫‬م َچمل ‪ٛ :‬مچم َٱم َ‬ ‫ٕ‪٤ -‬مَ ْـ ُ‪٤‬م َٽم َر ْٕم ِـ ْ‬
‫اْلَ َٵم ِ‬
‫قل اهللِ ‪َ ‬و َٗم ْب ُډم إِ َ٭م ْڀم ِف ‪٪َ ،‬م ُٺم ْټم ُډم ‪َ :‬يچم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫قل اهللِ َأ ُٖم َٳم ِّ‪٥‬م ‪٤‬م ََ‪ٜ‬م ا ْٕم ِـ ُأ َ ٍّ‬
‫يب َو َ‪٫‬مدْ‬ ‫٭م ِ ُڀم َٳم ِّ َ‪٥‬م َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف ‪٪َ ،‬م َټم ََم َ‪٫‬مچم َم َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫قل اهللِ ‪َ ، ‬و َ‪٫‬م َچمل ‪َ [ :‬أ‪ٙ‬مِّ ْر َ‪٣‬مـِّل َيو‬ ‫َ‪٫‬م َچمل َي ْق َم ‪٬‬م ََذا ‪٬‬م ََذا َو‪٬‬م ََذا ؟ ‪٫َ ،‬م َچمل ‪ُ :‬أ‪٤‬مَدِّ ُد َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف َ‪٫‬م ْق َ٭م ُف ‪٪َ .‬م ََ َب َس َؿ َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫‪٥‬م‬‫ا‪٬‬مس ْب ِع َ‬
‫‪ٞ‬م ُت ‪٬َ .‬م ْق َأ ْ‪٣‬م َؾ ُؿ َأ ِّين إِ ْن ِز ْد ُت َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َّ‬ ‫و‪ٙ‬م َ ْ‬‫ت ‪٤‬مَ َټم ْڀم ِف ‪٫َ ،‬م َچمل ‪[ :‬إِ ِّين ‪ٙ‬مُ ِّ ْ‪ٜ‬م ُت َ‪٩‬م ْ‬ ‫ُ‪٣‬م َؿ ُر] ‪٪َ .‬م َټم ََم َأ ْ‪٬‬م َث ْر ُ‬
‫ف ‪٪َ .‬م َټم ْؿ َي ْٽم ُٻم ْڊم إِ َٓ َي ِس ً‪ٝ‬ما َ‪ٙ‬مََك‬ ‫قل اهللِ ‪ُٗ ، ‬م َؿ اځم َ َ‬
‫ْٯم َ‬ ‫ُي ْغ َػ ْر َ‪٬‬م ُف َ‪٬‬م ِز ْد ُت َ‪٣‬م َؾ ْق َفو] ‪٫َ .‬م َچمل ‪٪َ :‬م َٳم َ‪ٜ‬م َ‪٤‬م َټم ْڀم ِف َر ُ‪٠‬م ُ‬

‫َچمن ِٱم ْـ َٕم َرا َء َة ‪[ :‬ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾‬ ‫ځمَزَ َ٭م ْډم ْأيَ ِ‬


‫َ‬
‫ِ‬
‫﮿ ﯀ ﯁] {التوبة ‪٫َ . }ٛٗ :‬م َچمل ‪٪َ :‬م َٷمج ْب ُډم َٕم ْٷمدُ ٱم ْـ ُ٘م ْر َأ ِيت َ َ ُ‬
‫‪٤‬مَ‪ٜ‬م ر‪٠‬م ِ‬
‫قل اهللِ ‪َ ‬وا ُ‬
‫هلل‬ ‫ِ‬

‫َو َر ُ‪٠‬مق ُ٭م ُف َأ ْ‪٤‬م َټم ُؿ ‪ .‬رواه البخاري ُب صحيحو والَبمذي والنسائي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن وابن أيب‬
‫حاًب وابن حباف وعبد بن ‪ٞ‬بيد والبزار وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية وابن ىشاـ ُب سّبتو ‪.‬‬

‫‪- 377 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الرحمنىالرحومىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ] {األحزاب ‪ . }ٕٗ :‬و َذيَّ َل‬


‫اهلل تعأب اآلية بأنو (غفور رحيم) زيادة ُب إرضائو تعأب لرسولو ‪، ‬‬
‫وذلك بعد أف كاف قد حكم عليهم بقولو ‪[ :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬

‫فعلل اهلل‬ ‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ] {النساء ‪. }ٔٗ٘ :‬‬

‫تعأب كوهنم ُب الدرؾ األسفل من النار ‪ ،‬بعدـ وجود النصّب ‪٥‬بم ‪ ،‬فلما‬
‫جعل اهلل تعأب النيب ‪ ‬نصّباً ‪٥‬بم ‪ ،‬باستغفاره ‪٥‬بم ‪ ،‬انتفى ا‪٢‬بكم‬
‫ا‪٤‬بسبق عليهم ‪ ،‬بكوهنم ُب الدرؾ األسفل من النار ‪ ،‬وأصبحوا ُب‬
‫حكم ا‪٤‬بشيئة ‪ ،‬وٓب يشأ اهلل تعأب إال الر‪ٞ‬بة فقاؿ ‪[ :‬ﭫ‬

‫ﭬﭭﭮﭯ ﭰ] {األنعاـ ‪ . }٘ٗ :‬وقاؿ ‪[ :‬ﭥ‬

‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ] {األعراؼ ‪. }ٔ٘ٙ :‬‬

‫‪ ‬فلو عرؼ الناس من سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬ما علم اهلل منو ‪ٗ ،‬با جبلو اهلل عليو من‬
‫الر‪ٞ‬بة ؛ ما عبد اهللَ أح ٌد ٗبا كلفو ‪ ،‬بل كاف الناس يتبعوف أىواءىم‬
‫بعلم ‪ ،‬ألف اهلل ما أخذ من اتبع ىواه إال لكونو اتبع ىواه بغّب علم ‪ ،‬فا‪١‬بهل‬
‫أوقع هبم ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ]‬

‫{الروـ ‪ . }ٕٜ :‬وقاؿ ‪[ :‬ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ]‬


‫{القصص ‪. }٘ٓ :‬‬

‫‪- 378 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالرحمنىالرحوم‬
‫‪‬‬

‫َّوس إِك َََّم َأكَو َر ْ َ‬


‫َچمن ا٭مپمَبِ اك ‪ُ ‬يپمَچمدهيِ ْؿ ٕمِ َٺمق٭مف ‪َ [ :‬يو َأ ُّ َُّيو ا‪٬‬مـ ُ‬
‫ْح ٌي ُم ْفدَ ا ٌة] (ٔ) ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫‪٬ ‬م َ‬
‫فإذا رحم ا‪٢‬بق با‪٠‬بو الر‪ٞ‬بن أو الرحيم ‪ ،‬فإ٭با يرحم بػ (ر‪ٞ‬بة) ‪ ،‬وكلمة‬
‫(ر‪ٞ‬بة) ُب ا‪٢‬بديث نكرة ‪ ،‬تفيد العموـ ‪ ،‬فما رحم اهللُ تعأب إال‬
‫برسولو ‪ ، ‬إذ كاف الوجود ُب عدـ العدـ ‪ ،‬فلما ٘بلى عليهم ا‪٢‬بق ؛‬
‫أخرجهم إٔب العدـ ‪ ،‬ليس ‪٥‬بم فيو إال السمع عن اهلل تبارؾ وتعأب ‪،‬‬
‫فلما أمرىم اهلل تعأب بالتكوف ‪ ،‬وا‪٣‬بروج إٔب الوجود من العدـ ‪ ،‬ما‬
‫‪ٙ‬بمل ذلك إال رسوؿ اهلل ‪ ، ‬فكاف أوؿ سامع ‪ ،‬وأوؿ ‪٦‬بيب ‪.‬‬
‫‪ ‬فلما أوجب تعأب حقيقة رسولو ‪ ‬ونوره ‪٘ ،‬بلى عليو تعأب بكل‬
‫٘بل ىو متجليو على كل ‪٨‬بلوؽ ‪ ،‬حٌب الببلء ؛ فقد ‪ٙ‬بمل ‪ ‬من‬
‫الء‬ ‫الببلء ما يفوؽ ببلء ا‪٣‬بلق كلهم ‪ ،‬قاؿ ‪َ [ : ‬أ َ‪٠‬مدُّ ا‪٬‬مـَّو ِ‬
‫س َٔم ً‬
‫إ َ ْكبِقَ ُ‬
‫وء](ٕ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه ابن أيب شيبة وا‪٢‬باكم وصححو والدارمي والبيهقي والشهاب والرامهرمزي ُب األمثاؿ‬
‫واآلجري ُب الشريعة وابن األعرايب ُب معجمو والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح وابن سعد ُب‬
‫الطبقات وابن عساكر ُب تارٱبو بعضهم مرسبل عن أيب صاّب ‪ ‬وبعضهم مرفوعا عن أيب‬
‫ىريرة ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد والنسائي وا‪٢‬باكم والطرباين والبيهقي وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة والطحاوي وابن راىويو‬
‫والبزار ُب البحار الزخار والشاشي وابن سعد ُب طبقاتو وابن األثّب ُب أسد الغابة عن أيب عبيدة‬
‫بن حذيفة عن عمتو فاطمة ‪ . ‬وقد وضع البخاري ُب صحيحو ىذا ا‪٢‬بديث عنوانا لباب ُب‬
‫وء ُٖم َّؿ ْإَ ْم َث ُؾ َ‪٩‬م ْوَٕ ْم َث ُؾ) ‪.‬‬
‫س َٔم َال ًء ْإَ ْكبِ َق ُ‬
‫كتاب ا‪٤‬برضى ‪ ،‬أ‪٠‬باه ‪َٔ ( :‬موب َأ َ‪٠‬مدُّ ا‪٬‬مـَّو ِ‬

‫‪- 379 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الرحمنىالرحومىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫وظَ َّل اهلل تعأب يتجلى عليو ‪ -‬إذ أنو أوؿ موجود أوجده ‪ -‬ما شاء اهلل‬
‫من الزماف ‪ ،‬ليس ىناؾ موجود غّبه ‪ ،‬حيث قاؿ ‪َ [ : ‬أ َّو ُل َمو َ‪ٙ‬م َؾ َؼ‬
‫ُقر َكبِ ِّق َؽ َيو َٗمؤمِ ُر] (ٔ) ‪.‬‬
‫اهللُ ك َ‬
‫‪ٍ ‬ب شفع رسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب ا‪٤‬بخلوقات الٍب ُب العدـ ‪ ،‬أف ٱبرجها تعأب إٔب‬
‫الوجود والر‪ٞ‬بة ‪ ،‬فقاؿ لو ربو ‪ :‬إهنم ال يتحملوف ‪ ،‬ولكنِب أحببتك أنت ‪،‬‬
‫فمرىم أنت بالتكوين ‪،‬‬ ‫فكنت لك ‪٠‬بعا وبصرا ‪ ،‬وكنت ‪ٝ‬بيع قواؾ ‪ُ ،‬‬
‫فأمرؾ أمري ‪ ،‬وقولك قوٕب ‪ .‬فأمرىم رسوؿ اهلل ‪ ، ‬فلما ‪٠‬بعوىا منو ‪،‬‬
‫حسبوا أهنم ‪٠‬بعوىا من ا‪٢‬بق ‪ ،‬وصدقوا ‪ ،‬فاهلل تعأب يقوؿ ‪[ :‬ﭗ‬

‫ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ] {األنفاؿ ‪ . }ٔٚ :‬ويقوؿ ‪[ :‬ﭑ‬

‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ] {الفتح ‪ . }ٔٓ :‬فهو‬


‫‪ ‬آمرىم ‪ ،‬وىو ‪٩‬بدىم ‪ ،‬وىو حجاهبم األعظم ‪ ،‬فبل يعرفوف رهبم إال‬
‫من خبللو ‪ . ‬الصبلة والسبلـ عليك يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬األنبياء والرسل‬
‫‪٩‬بدوف من مددؾ ‪ ،‬الذي ُخصصت بو من اهلل ‪.‬‬

‫[ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ] {األعراؼ ‪:‬‬ ‫‪ ‬قاؿ تعأب ُب اآلية الكرٲبة ‪:‬‬


‫‪ . }ٔ٘ٙ‬فا‪٤‬بقصود بػ (ر‪ٞ‬بٍب) ُب اآلية ىي رسولو ‪ . ‬و (وسعت كل‬
‫شيء) حٌب أهنا وسعت العذاب ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه عبد الرزاؽ ُب مصنفو بسنده عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫‪- 381 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالرحمنىالرحوم‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬فكل ٘بل سيتجلى بو اهلل على ‪٨‬بلوؽ ‪ ،‬أودعو ‪ -‬تعأب ‪ -‬رسولَوُ ‪، ‬‬
‫فقاؿ ‪[ : ‬إِك َََّم َأكَو َ‪٪‬م ِو‪ٟ‬م ٌؿ] (ٔ) ‪ .‬فاهلل ‪ -‬تعأب ‪ -‬قد استخلف‬
‫رسولو ‪ ‬على خزائن كل شيء ‪ ،‬ووكلو ‪ُ -  -‬ب أف يقسم ما‬
‫يشاء ‪ ،‬على من يشاء ‪ ،‬ونفى اإلٲباف عن من ٓب يرضى ويسلم ‪ٗ ،‬با‬
‫حكم بو رسوؿ اهلل ‪ ، ‬فقاؿ ‪[ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬

‫ﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫ‬


‫ﯬ ﯭ ﯮ] {النساء ‪. }ٙ٘ :‬‬

‫‪ ‬قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬

‫ﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂ ﮃ‬
‫ﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋ‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ] {األعراؼ ‪ . }ٔ٘ٚ :‬انظر‬
‫إٔب قولو ‪ :‬يأمرىم ‪ ،‬وينهاىم ‪ ،‬وٰبل ‪٥‬بم ‪ ،‬وٰبرـ عليهم ‪ ،‬ويضع عنهم ‪،‬‬
‫‪‬‬‫فهم ال يعرفوف غّبه ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والطرباين والطحاوي ُب مشكل اآلثار عن معاوية ابن‬
‫أيب سفياف ‪ . ‬والبخاري ومسلم ُب صحيحيهما والبيهقي وأبو يعلى عن جابر بن عبد اهلل‬
‫‪ . ‬والبخاري وأ‪ٞ‬بد والنسائي والطرباين وأبو يعلى والطحاوي ُب مشكل اآلثار عن أيب‬
‫ىريرة ‪. ‬‬
‫‪‬‬

‫‪- 381 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الرحمنىالرحومىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫[ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ] {األنبياء ‪. }ٔٓٚ :‬‬ ‫‪ ‬قاؿ تعأب ‪:‬‬


‫وىي ر‪ٞ‬بة عامة لكل العا‪٤‬بْب ‪ ،‬حٌب ا‪٤‬ببلئكة ا‪٤‬بقربْب ‪ ،‬حٌب جربيل‬
‫‪ ، ‬فهو ما اسَباح وأمن سوء العاقبة ؛ إال بعد نزوؿ قولو تعأب ‪:‬‬
‫[ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ] {التكوير ‪. }ٕٓ :‬‬

‫َّور ُم ْس ؾَِم َر ِ‬
‫آين ‪َ ،‬أ ْو َر أَ ى َم ْـ‬ ‫‪ ‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ َٓ [ : ‬متَ َ ُّس ا‪٬‬مـ ُ‬
‫ً‬
‫َر ِآين ] (ٔ ) ‪ .‬لفظة ا‪٤‬بسلم ىنا نكرة ‪ ،‬تفيد عموـ الر‪ٞ‬بة ‪ ،‬ومشوؿ‬
‫الفائدة ‪ ،‬أي أف الر‪ٞ‬بة تشمل كل مسلم رآه ‪ ‬رؤية تعظيم ‪،‬‬
‫يقظة ومناما ‪ ،‬دنيا وأخرى ‪ ،‬من ىذه األمة ‪ ،‬أو ‪٩‬بن سبقها من‬
‫األمم ‪ ،‬فكلهم ‪ٙ‬بت لوائو ‪ ‬من األنبياء والرسل فما دوهنم ‪.‬‬
‫ولفظة ‪[ :‬أَ ْو َر َأ ى َم ْـ َر ِآين ] تفيد تسلسل النور ‪ ،‬وىذه ىي مهمة‬
‫الشيخ الذي يربط ا‪٤‬بريد برسوؿ اهلل ‪. ‬‬

‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه الَبمذي (وحسنو) وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح عن‬
‫جابر بن عبد اهلل ‪ . ‬وبلفظ ‪١ُ [ :‬مق َٔمك ‪ٚ‬مَ ِ ْـ َر ِآين‪َ ،‬و َم ْـ َر َأى َم ْـ َر ِآين َٖمال ًٖمو ] رواه ا‪٢‬باكم ُب‬
‫ا‪٤‬بستدرؾ عن عبد اهلل بن بسر ‪ . ‬والطرباين ُب الكبّب عن وائل بن حجر ‪ . ‬والطرباين‬
‫ُب األوسط عن أنس بن مالك ‪ . ‬وعبد بن ‪ٞ‬بيد وابن أيب عاصم ُب السنة عن أيب سعيد‬
‫ا‪٣‬بدري ‪ . ‬وأبو نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة عن نفّب بن جبّب ‪ . ‬و‪ٛ‬باـ ُب فوائده عن أيب أمامة‬
‫الباىلي ‪. ‬‬

‫‪- 382 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالرحمنىالرحوم‬
‫‪‬‬

‫ا‪٬‬مس ِ‪ٜ‬م‬
‫ً َ‪٣‬م ِـ َّ‬ ‫و‪٬‬مروحِ َزا‪٨‬مَ ْ‬ ‫ُي َم ِّد ُِبو ٔمِ ُّ‬ ‫قخ َ‪٬‬م ُف ُهدَ ى‬ ‫س َ‪٠‬م ٌ‬‫إِ َذا َل َي ُؽ ْـ ‪٬‬مِؾـَّ ْػ ِ‬

‫وه ٍر َيدْ ِري ا‪ٚ‬م ِ َال َ٘م َي ّم ا‪٬‬م َب ْح ِر‬ ‫ِ‪ٟ‬مقى م ِ‬


‫َ َ‬
‫و َٓ يع‪ٝ‬م ا‪٬‬مبحر ِ‬
‫اخل َض َّؿ َو َك ْق َأ ُه‬ ‫َ َ ُُْ َ ْ َ‬
‫ْسي‬ ‫قر َهو َي ْ ِ‬
‫ور َمو ُك ُ‬ ‫َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َم ْق َٗم ِي ا‪٬‬م َّت َّق ِ‬ ‫وء ٔمِ َل ْصؾِ َفو‬ ‫ول ا‪٬‬م ُؽفرٔم ِ‬
‫َُْ‬ ‫َو َ‪٬‬مقٓ ا ِّٕم َص ِ‬

‫‪ ‬اهلل تعأب أنشأ احملمدي ‪ -‬من ورثة رسوؿ اهلل ‪ - ‬على ما أنشأ عليو‬
‫سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬فأنشأه با‪٤‬بؤمنْب رؤفاً رحيماً ‪ ،‬واحملمدي مطلع على‬
‫أسرار العباد ‪ٗ ،‬با أطلعو اهلل تعأب ‪ ،‬حيث كاف اهلل تعأب ‪٠‬بعو وبصره‬
‫ولسانو ويده ‪ ،‬لذا فقد قاؿ ابن عطاء اهلل ‪ُ ‬ب ا‪٢‬بِ َكم ‪( :‬من اطلع‬
‫على أسرار العباد ‪ ،‬ولم يتصف بالرحمة اإللهية ‪ ،‬كان ذلك وباال‬
‫عليو) ‪.‬‬

‫‪- 383 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الكجرةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫اهلجزٗ‬
‫قاؿ اهلل تعأب ‪[ :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ] {النساء ‪ . }ٜٚ :‬وٓب‬
‫يقل منها ‪ ،‬وال إليها ‪ ،‬فهي كلها أرض اهلل ‪ ،‬سواء سكنها من يعبده ‪ ،‬أو‬
‫من يستكرب عن عبادتو ‪.‬‬

‫وقاؿ عز من قائل ‪[ :‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ]‬


‫{العنكبوت ‪ . }٘ٙ :‬فأضاؼ إليو العباد ‪ ،‬وأضاؼ إليو األرض ‪ ،‬وكذلك أضافهم‬
‫ُب األمر بالعبادة إليو ‪ ،‬فقاؿ ‪[ :‬ﭺﭻ] ‪ .‬فانظر لدقة ا‪٣‬بطاب اإل‪٥‬بي ‪.‬‬
‫وىنا أسرار ال يعلمها إال من يعلم األمر على ما ىو عليو ُب نفسو ‪.‬‬
‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪٤ ‬با فتح مكة ‪ِ َٓ [ :‬ه ْج َر َة َٔم ْعدَ ا‪٬‬مْ َػتْحِ ] (ٔ) ‪ .‬فمع‬
‫أف مكة أشرؼ البقاع ‪ ،‬وهبا بيت اهلل ا‪٢‬براـ ‪ ،‬الذي ٰبج إليو من مشارؽ‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو والَبمذي وأ‪ٞ‬بد والطرباين ُب الكبّب عن ابن عباس ‪ . ‬والبخاري‬
‫عن ابن عمر ‪ . ‬ومسلم عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأ‪ٞ‬بد عن عمرو‬
‫بن شعيب عن أبيو عن جده ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة وا‪٢‬باكم وصححو عن أيب سعيد‬
‫ا‪٣‬بدري ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد وابن أيب عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين عن ‪٦‬باشع بن مسعود ‪ . ‬وعبد‬
‫الرزاؽ عن جابر بن عبد اهلل ‪ . ‬وعبد الرزاؽ عن أنس ‪ . ‬وابن أيب عاصم ُب اآلحاد‬
‫وا‪٤‬بثاين والطرباين ُب الكبّب عن غزية بن ا‪٢‬بارث ‪. ‬‬
‫‪- 384 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالكجرة‬
‫‪‬‬
‫األرض ومغارهبا ‪ ،‬ولكن أمر وعظم األجر ‪٤‬بن يهاجر منها ‪ ،‬من أجل‬
‫ساكنيها ‪ ،‬فلما فتحها اهلل ‪ ،‬وأسكنها ا‪٤‬بؤمنْب من عباده ‪ ،‬قاؿ ‪َٓ [ :‬‬
‫ِه ْج َر َة َٔم ْعدَ ا ْ‪٬‬م َػتْحِ ] ‪.‬‬

‫فمن فتح اهلل عليو ؛ رآه تعأب ُب كل شيء ‪ ،‬أو عْب كل شيء ‪ ،‬فلم‬
‫يهاجر ألنو غّب فاقد ‪ .‬فإف ىاجر ‪ ،‬فعن أمره تعأب ‪ ،‬فيهاجر بو ‪ ،‬منو ‪،‬‬
‫إليو ‪ ،‬عن أمره ‪ :‬مثل خروجو إٔب أداء الصبلة ُب مسجد ا‪١‬بماعة ‪ ،‬ومثل‬
‫خروجو إٔب مكة يريد ا‪٢‬بج ‪ ،‬وكخروجو أيضاً إٔب ا‪١‬بهاد ‪ ،‬وإٔب زيارة أخ ُب‬
‫اهلل تعأب ‪ ،‬أو َب السعي على العياؿ ‪ ،‬فهذا كلو ليس هبجرة على ا‪٢‬بقيقة ‪،‬‬
‫وإ٭با ىي سياحة عن أمر إ‪٥‬بي على شهود ‪ .‬وىو قولو تعأب ‪[ :‬ﮘ ﮙ‬

‫ﮚ ﮛ ﮜﮝ] {البقرة ‪ . }ٔٔ٘ :‬وقولو تعأب ‪[ :‬ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬

‫‪ ،‬فإف ٓب تكن على شهود ‪ ،‬وال على حالة كأهنا‬ ‫ﯸﯹ ] {ا‪٢‬بديد ‪}ٖ :‬‬

‫شهود ‪ ،‬وىو قولو ‪َ [ : ‬أ ْن َٕم ْع ُبدَ اهللَ ‪٫‬م ََلك ََّؽ ٕم ََرا ُه] (ٔ) ‪ .‬فما لك نصيب‬
‫ُب ىذا ا‪٤‬بوضع ‪ ،‬فإف ذلك أدىن مرتبة اإلحساف ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة وابن حباف وابن‬
‫خزٲبة عن أيب ىريرة ‪ . ‬ومسلم وأبو داود والَبمذي والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب‬
‫السنن والدالئل والطرباين ُب الكبّب وابن حباف عن عمر بن ا‪٣‬بطاب ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد عن ابن‬
‫عباس ‪ . ‬وابن أيب شيبة عن زيد بن أرقم ‪ . ‬والبيهقي ُب الشعب عن أيب الدرداء ‪. ‬‬

‫‪- 385 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الكجرةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫وإ٭با قلنا أدىن مرتبة ‪:‬‬


‫‪ ‬ألف ا‪٤‬برتبة الٍب تلي ذلك ُب ا‪٢‬بديث ‪٩َ [ :‬منِ ْن ََل ْ َٕمؽ ُْـ ٕم ََرا ُه ‪٩َ ،‬منِ َّك ُف َي َر َ‬
‫اك]‬
‫فهذه رتبة عامة ا‪٣‬بلق ‪ ،‬اشَبؾ فيها كافرىم ومسلمهم ‪ ،‬فهم كلهم ال‬
‫يعلموف أهنم يروف اهلل ‪ ،‬واهلل يراىم ‪ .‬فانظر ُب أي رتبة تطمع أف تكوف ‪.‬‬
‫‪ ‬وألنو أتى بػ (إف) الشرطية ُب قولو ‪٩َ [ :‬منِ ْن ََل ْ َٕمؽ ُْـ ٕم ََرا ُه] والٍب تفيد‬
‫الشك ألنو تعأب بالقطع مرئي ُب كل مرئي ‪ ،‬والشك ىنا ىو ُب عدـ‬
‫رؤيتك لو ! ‪.‬‬
‫و‪٤‬با عبد منا من عبد غّب اهلل ‪ ،‬غار اهلل أف يُعبد ُب أرضو غّبه ‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬
‫قضى ‪ :‬أي حكم ‪.‬‬ ‫[ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ] {اإلسراء ‪. }ٕٖ :‬‬

‫فما َعبَ َد َمن َعبَ َد غّب اهلل إال ‪٥‬بذا ا‪٢‬بكم ‪ ،‬فلم يُعبد إال اهلل ‪ ،‬وأخطؤوا‬
‫ُب النسبة ‪ ،‬إذ كاف هلل ُب كل شيء وجو خاص بو ‪ .‬فما خرج أحد عن‬
‫عبادة اهلل ‪.‬‬
‫و‪٤‬با أراد اهلل أف ٲبيز بْب من عبده على االختصاص ‪ ،‬وبْب من عبده ُب‬
‫األشياء ‪ ،‬أمر با‪٥‬بجرة من األماكن األرضية ؛ الٍب يُعبد اهلل فيها ُب األعياف ‪:‬‬
‫[ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ] {األنفاؿ ‪ . }ٖٚ :‬فا‪٣‬ببيث ىو الذي َعبَ َد‬
‫اهلل ُب األغيار ‪ ،‬والطيب ىو الذي عبد اهلل ال ُب األغيار ‪.‬‬

‫‪- 386 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالكجرة‬
‫‪‬‬
‫قل اهللِ ‪ْ [ : ‬إ َ ْ‪٣‬م ََم ُل ٔمِو‪٬‬مـِّ َّق ِي ‪َ ،‬و ‪٬‬مِؽ ُِّؾ ا ْم ِر ٍئ َم و ك ََق ى ‪٩َ ،‬م َؿ ْـ ‪٫‬مَوك ْ‬
‫ًَ‬ ‫َ‪٫‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫ِه ْج َر ُٕم ُف إِ َ‪٦‬م اهللِ َو َر ُ‪ٟ‬مق‪٬‬مِ ِف ‪٩َ ،‬م ِف ْج َر ُٕم ُف إِ َ‪٦‬م اهللِ َو َر ُ‪ٟ‬مق‪٬‬مِ ِف] (ٔ ) ‪ .‬فهنا قاؿ ‪:‬‬
‫(إٔب اهلل ورسولو) وٓب يقل إٔب ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة ‪ ،‬لينبهك إٔب رفع ٮبتك عن‬
‫األكواف ‪ ،‬لذا فقد قاؿ ابن عطاء اهلل السكندري ‪( : ‬ال ترحل من‬
‫كوف إٔب كوف ‪ ،‬فتكوف كحمار الرحى ‪ ،‬يسّب ‪ ،‬والذي ار‪ٙ‬بل إليو ‪ ،‬ىو‬
‫الذي ار‪ٙ‬بل عنو ‪ ،‬ولكن ارحل من األكواف إٔب ا‪٤‬بكوف ‪[ :‬ﰓ ﰔ ﰕ‬

‫ﰖ ] {النجم ‪. )}ٕٗ :‬‬

‫فالرحيل من الكوف إٔب الكوف ‪ ،‬ىو الرحيل من السوى إٔب طلب السوى ‪ ،‬أو‬
‫ترؾ الدنيا لطلب اآلخرة ‪ ،‬فطلب اآلخرة ‪ -‬وإف كانت أشرؼ ‪ -‬فما ىو‬
‫إال سوى آخر ‪.‬‬
‫فينبغي لك أيها ا‪٤‬بريد أف ترفع ٮبتك إٔب ا‪٤‬بلك اجمليد ‪ ،‬فَبحل من رؤية‬
‫األكواف إٔب طلب شهود ا‪٤‬بلك الدياف ‪ ،‬أو ترحل من الدليل والربىاف إٔب‬
‫رتبة الشهود والعياف ‪ ،‬وىو غاية القصد ‪ ،‬فيكوف ربك ىو منتهاؾ ‪ ،‬فتنتهي‬
‫دورتك ا‪٣‬بلقية الكربى بذوباف قطرتك ُب ٕبر أحديتو ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأبو داود والَبمذي والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد‬
‫والبيهقي ُب السنن والشعب والطرباين ُب األوسط وأبو عوانة وا‪٢‬بميدي والدارقطِب وابن‬
‫حباف وابن خزٲبة وابن ا‪٤‬بنذر وابن منده والبزار عن عمر بن ا‪٣‬بطاب ‪. ‬‬

‫‪- 387 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الكجرةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ا‪٥‬بجرة ىي االنتقاؿ من وطن إٔب وطن آخر ‪ٕ ،‬بيث يهجر الوطن الذي‬
‫خرج منو ‪ ،‬ويسكن الوطن الذي انتقل إليو ‪.‬‬
‫‪ ‬فهناؾ من يهجر بلدا إٔب بلد ُب ىذه ا‪٢‬بياة الدنيا ‪.‬‬
‫‪ ‬وىناؾ من يهجر ىذه ا‪٢‬بياة الدنيا كلها إٔب اآلخرة ‪.‬‬
‫‪ ‬وىناؾ من يهجر الدنيا واآلخرة إٔب اهلل ورسولو ‪.‬‬
‫وىذا األخّب قد ٰبدث لو ذلك وىو ُب الدنيا ‪ ،‬حي يرزؽ بْب الناس ‪٪ .‬م َٷم ِـ‬
‫ػ‬ ‫هلل ‪٪َ ، ‬م َٺم َچمل َ٭م ُف ‪٫َ [ :‬م ْق َ‬ ‫قل ا ِ‬ ‫چمر ِّي ‪َ ‬أ َځم ُف ٱمر ٕمِر‪٠‬م ِ‬
‫ََ َ ُ‬ ‫ث ٕمـ َٱمچم٭مِ ٍؽ إَځم َْٳم ِ‬ ‫احلچمر ِ‬
‫ِ‬

‫ث] ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪َ :‬أ ْص َب ْح ُډم ُٱم ْڃم ِٱمپمًچم َ‪ٙ‬م اٺمچم ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪[ :‬ا ْك ظُ ْر َمو‬ ‫ً َيو َ٘م ِ‬
‫ور ُ‬ ‫َأ ْص َب ْح َ‬
‫ؽ] ؟ ‪٪َ .‬م َٺم َچمل ‪٫َ :‬مدْ َ‪٤‬م َز َ‪٪‬م ْډم‬ ‫ر ٍء َ٘م ِؼق َؼ ًي ‪٩َ ،‬م ََم َ٘م ِؼق َؼ ُي إِ َيَمك ِ َ‬ ‫ِ‬
‫قل ‪٩َ ،‬منِ َّن ‪٬‬مؽ ُِّؾ َ ْ‬
‫َٕم ُؼ ُ‬
‫ت َِن ِ‬
‫چمري ‪َ ،‬و َ‪٬‬م َڂم ِِّّن َأ ْځم ُٶم ُر‬ ‫َځم ْٹم ِِس َ‪٤‬م ِـ ا٭مدا ْځمڀمچم ‪ ،‬و َأ‪٠‬مٿمر ُ ِ ِ‬
‫ت ٭م َذ٭م َؽ َ٭م ْڀم‪٥‬م ‪َ ،‬و َأ ْ‪٣‬م َٽم ْڂم ُ َ‬ ‫َ َ ْ َْ‬
‫اْلَپم َِڈم َيَ ََز َاو ُرو َن ‪٪‬مِڀم َٿمچم ‪َ ،‬و َ‪٬‬م َڂم ِِّّن‬ ‫ش َر ِّيب َٕم ِ‬
‫چمر ًزا ‪َ ،‬و َ‪٬‬م َڂم ِِّّن َأ ْځم ُٶم ُر إِ َ‪٧‬م َأ ْه ِؾ ْ‬ ‫إِ َ‪٧‬م َ‪٤‬م ْر ِ‬

‫ث َ‪٣‬م َر ْ‪٩‬م َ‬
‫ً‬ ‫َچمر َيَ ََٴمچم َ‪٩‬م ْق َن ‪٪‬مِڀم َٿمچم ‪٪َ ،‬م َٺم َچمل ‪َ [ : ‬يو َ٘م ِ‬
‫ور ُ‬ ‫َأ ْځم ُٶم ُر إِ َ‪٧‬م َأ ْه ِؾ ا٭مپم ِ‬

‫‪ .‬يتضاغوف ‪ :‬أي يتصاٰبوف ويتباكوف ‪.‬‬ ‫َ‪٩‬مو‪٬‬مْ َز ْم] ‪َٗ ،‬مّل ًٗمچم (ٔ)‬
‫ففسر ا‪٢‬بقيقة بالنظر والرؤية ‪ ،‬وجعلو بػ (كأف) ألف يوـ القيامة ما وقع حسا ‪،‬‬
‫ولكن وقع ُب حقو ‪٩‬بثبل ‪ ،‬فأدركو ُب التمثيل كالواقع ُب ا‪٢‬بس ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه ابن أيب شيبة وعبد الرزاؽ والطرباين ُب الكبّب والبيهقي ُب الشعب وعبد بن ‪ٞ‬بيد وأبو‬
‫نعيم ُب ا‪٤‬بعرفة وابن ا‪٤‬ببارؾ ُب الزىد ‪.‬‬

‫‪- 388 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالكجرة‬
‫‪‬‬
‫كالعابد الذي قاؿ لو ‪[ : ‬ا ْ‪٣‬م ُب ِد اهللَ ‪٫‬م ََلك ََّؽ ٕم ََرا ُه] (ٔ) ‪ .‬فما ىذا مثل‬
‫العرش البارز ‪ ،‬فإف اهلل ىنا موجود ُب نفس األمر ‪ُ ،‬ب قبلة ا‪٤‬بصلي أو العابد‬
‫ُب أي عمل كاف (ٕ) ‪.‬‬
‫فمن الناس من يعبد اهلل كأنو يراه ‪ ،‬ومن الناس من يعبده على رؤية‬
‫ومشاىدة ‪ ،‬وليس بْب الذي يراه والذي ال يراه ؛ إال كوف ىذا الذي ال يراه‬
‫ال يعرفو ‪ ،‬مع أنو مشهود لو عز وجل ‪ ،‬والعارؼ يعرفو ‪ ،‬ولكن مثل ىذه‬
‫ا‪٤‬بعرفة ال ينبغي أف تُقاؿ ‪ ،‬فإهنا ال تُقبل ‪ ،‬فإذا شهدىا اإلنساف من نفسو ‪،‬‬
‫ٓب يتمكن لو أف ٯبهلها ‪ ،‬فيكوف عند ذلك من الذين يروف اهلل ُب عبادهتم ‪،‬‬
‫ويزوؿ عنهم حكم كأنك تراه ‪.‬‬

‫قاؿ تعأب ‪ [ :‬ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬

‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ] {اجملادلة ‪. }ٚ :‬‬
‫وقاؿ ‪[ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ] {ا‪٢‬بديد ‪ . }ٗ :‬وٓب يقل ‪ :‬وأنتم معو ‪ .‬ألنو‬
‫ٔ‪ -‬سبق ‪ٚ‬برٯبو ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪[ :‬إِ َّن َأ َ٘مدَ ‪٫‬م ُْؿ إِ َذا َ‪٪‬مو َم ُي َص ِّ‪٤‬م ؛ َ‪٩‬منِ َّن اهللَ ‪َٕ -‬مبَ َور َك َو َٕم َع َو‪٦‬م ‪٪ -‬مِبَ َؾ َو ْٗم ِف ِف] هبذا‬
‫اللفظ رواه مسلم ُب صحيحو وأبو داود والب يهقي ُب السنن وابن حباف وابن ا‪٤‬بنذر و‪٧‬بمد‬
‫بن نصر ا‪٤‬ب روزي ُب تعظيم قدر الصبلة عن عبادة بن الصامت ‪ . ‬و‪٫‬بوه عند مسلم‬
‫والبخاري وأبو داود وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والطرباين ُب الكبّب عن ابن عمر ‪ . ‬والبخاري‬
‫عن ابن مسعود ‪. ‬‬
‫‪- 389 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الكجرةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫تعأب ‪٦‬بهوؿ ا‪٤‬بصاحبة ‪ ،‬فيعلم سبحانو كيف يصحبنا ‪ ،‬وال نعرؼ كيف‬
‫نصحبو ‪ ،‬فا‪٤‬بعية ثابتة فينا لو ‪ ،‬منفية عنا فيو ‪ .‬وىذه ا‪٤‬بعية ال ٱبتص هبا‬
‫شيئ من خلق اهلل دوف غّبه ‪ ،‬وىي ا‪٤‬بعية العامة ‪ ،‬و‪٥‬با االسم ا‪٢‬بفيظ‬
‫واحمليط ‪.‬‬
‫ولكن هلل تعأب مع بعض عباده معية اختصاص ‪ ،‬مثل معيتو مع موسى‬
‫وىاروف عليهما السبلـ ‪ُ ،‬ب قولو تعأب ‪[ :‬ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ‬

‫فهذه بشرى ‪٥‬بما حٌب ال ٱبافا ‪ ،‬فإهنما ‪:‬‬ ‫ﯣ ﯤ] {طو ‪. }ٗٙ :‬‬

‫[ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ] {طو ‪ . }ٗ٘ :‬أي يتقدـ‬


‫ويرتفع با‪٢‬بجة ‪ ،‬إذ لو ا‪٤‬بلك والسلطاف ‪ ،‬فآمنهما اهلل ‪٩‬با خافا منو ‪.‬‬
‫ومن ىنا تعرؼ مرتبة سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬وعلوىا على رتبة غّبه من الرسل ‪،‬‬
‫فإف اهلل أخرب عن سيدنا ‪٧‬بمد ‪ُ - ‬ب حاؿ خوؼ الصديق عليو ‪ ،‬وعلى‬
‫نفسو ‪ -‬فقاؿ لصاحبو يؤمنو ويفرحو ‪[ :‬ﮰ ﮱ ﮲ ﮳] ‪ .‬والغار‬
‫ىنا ىو كنف ا‪٢‬بق عليهما ‪[ :‬﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺‬

‫﮻﮼ ] {التوبة ‪ . }ٗٓ :‬فقاـ النيب ‪ُ - ‬ب ىذا اإلخبار ‪ -‬مقاـ ا‪٢‬بق ُب‬
‫معيتو ‪٤‬بوسى وىاروف عليهما السبلـ ‪ ،‬وناب منابو ‪ .‬ىكذا تكوف العناية اإل‪٥‬بية‬
‫بو ‪ . ‬وُب ىذه اآلية السابقة أسرار لسيدنا أيب بكر ‪ ‬منها ‪:‬‬
‫‪- 391 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالكجرة‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬أنو تعأب أثبت لسيدنا أيب بكر ‪ ‬على لساف رسولو ‪ ‬الصحبة ‪،‬‬
‫بقولو ‪[ :‬﮴ ﮵ ﮶] لذا ‪٤‬با استوحش النيب ‪ ‬ليلة ا‪٤‬بعراج ‪،‬‬
‫حْب زج بو ُب األنوار ‪ ،‬نودي بصوت يشبو صوت أيب بكر ‪، ‬‬
‫تأنيساً لو بو ‪ ،‬إذ كاف أنيسو ُب ا‪٤‬بعهود ‪ ،‬فحن لذلك ‪ ،‬وأنس بو ‪.‬‬
‫َّخ ًذا َ‪ٙ‬مؾِ ًقال ‪،‬‬
‫ًْ مت ِ‬
‫‪ ‬ولكن ظلت ا‪٣‬بلة ‪٧‬بجوبة با‪٢‬بديث ‪٬َ [ :‬م ْق ُ‪٫‬مـ ُ ُ‬
‫َٓ َّت َْذ ُت َأ َٔمو َٔمؽ ٍْر َ‪ٙ‬مؾِ ًقال ‪َ ،‬و َ‪٬‬مؽِ ْـ ُأ ُ‪ٙ‬م َّق ُة ْ ِ‬
‫اإل ْ‪ٟ‬م َالم] (ٔ) ‪.‬‬

‫‪ ‬ولكن ىذه ا‪٤‬بعية الٍب دخل فيها سيدنا أبو بكر ‪ ‬بقولو تعأب ‪[ :‬﮴‬

‫﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻﮼ ] {التوبة ‪ . }ٗٓ :‬أورثتو‬


‫السر الذي قاؿ عنو رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬مو َ‪٩‬م َض َؾ ُؽؿ َأ ُٔمق َٔم ْؽ ٍر ٔمِ َؽ ْث َر ِة َص َقو ٍم‬
‫الة ‪َ ،‬و‪٬‬مَؽِ ْـ ٔمِ ِْس َو َ‪٪‬م َر ّم َصدْ ِر ِه] (ٕ) ‪ .‬وظهرت قوة ذلك السر‬ ‫وٓ ص ٍ‬
‫َ َ‬
‫مع وقتو ‪ .‬وكاف رسوؿ اهلل ‪ ‬يعرؼ منو ‪ -‬بالسر الذي حصل عنده ‪-‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم واللفظ لو والَبمذي والنسائي عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪ . ‬ومسلم وابن‬
‫ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والنسائي عن ابن مسعود ‪ . ‬والَبمذي وأ‪ٞ‬بد عن أيب ا‪٤‬بعلى‬
‫‪ . ‬والَبمذي عن أيب ىريرة ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي ُب السنن وعبد الرزاؽ‬
‫عن ابن الزبّب ‪ . ‬والبيهقي ُب السنن عن ابن عباس ‪ . ‬وورد ىذا ا‪٢‬بديث ُب نظم‬
‫ا‪٤‬بتناثر من ا‪٢‬بديث ا‪٤‬بتواتر عن أربعة عشر صحابيا ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه اإلماـ الغزإب ُب اإلحياء عن أيب ىريرة ‪ . ‬وأورده العجلوين ُب كشف ا‪٣‬بفاء والسخاوي ُب‬
‫ا‪٤‬بقاصد ا‪٢‬بسنة ‪ .‬كذا أورده اليافعي ُب مرآة ا‪١‬بناف وابن عريب ُب الفتوحات ا‪٤‬بكية ‪.‬‬

‫‪- 391 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الكجرةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ما ال تعرفو ا‪١‬بماعة ‪ .‬لذا أمر ُب مرضو أف يصلي أبو بكر بالناس ‪،‬‬
‫فقالت أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪[ :‬إِ َّن َأ َٔمو َٔمؽ ٍْر َر ُٗم ٌؾ‬
‫َأ ِ‪ٟ‬م ٌ‬
‫قػ ] (ٔ) ‪ .‬ألهنا ٓب تكن تعلم بذلك السر ‪.‬‬
‫وما بقي أحد يوـ توُب رسوؿ اهلل ‪ ‬إال ذىل ُب ذلك اليوـ ‪ ،‬وخولط‬
‫ُب عقلو ‪ ،‬وتكلم ٗبا ليس األمر عليو ‪ ،‬إال أبو بكر الصديق ‪ ، ‬فما‬
‫طرأ عليو من ذلك أمر ‪ ،‬بل رقي ا‪٤‬بنرب وخطب الناس ‪ ،‬وذكر موت‬
‫ُم َّؿدً ا ‪٩َ ، ‬منِ َّن ُ َ‬
‫ُم َّؿدً ا َ‪٪‬مدْ َم َ‬
‫وت ‪،‬‬ ‫النيب ‪ ، ‬فقاؿ ‪َ [ :‬أٓ َم ْـ ‪٫‬م َ‬
‫َون َي ْع ُبدُ ُ َ‬

‫اؿ ‪[ :‬ﰁ ﰂ ﰃ‬ ‫هلل ‪٩َ ،‬منِ َّن اهللَ َ٘مل َٓ َي ُؿ ُ‬


‫قت ‪َ .‬وقَ َ‬ ‫َون َي ْع ُبدُ ا َ‬
‫َو َم ْـ ‪٫‬م َ‬

‫اؿ ‪[ :‬ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﰄ ] {الزمر ‪َ . }ٖٓ :‬وقَ َ‬
‫ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ] {آؿ عمراف ‪)ٕ( ]}ٔٗٗ :‬‬
‫فسكن جأش الناس ‪ ،‬حٌب قاؿ الفاروؽ عمر ‪ : ‬واهلل ما كأين ‪٠‬بعت‬
‫هبذه اآلية إال ُب ذلك اليوـ ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي ُب‬
‫السنن وابن أيب عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين والطرباين ُب الكبّب وابن حباف وأبو عوانة وابن‬
‫خزٲبة وعبد بن ‪ٞ‬بيد وابن راىويو ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه البخاري والبيهقي ُب السنن وابن راىويو وابن سعد ُب الطبقات عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة‬
‫عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأبو يوسف ُب اآلثار عن أنس بن مالك ‪. ‬‬

‫‪- 392 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالكجرة‬
‫‪‬‬
‫ىذا كلو من السر الذي أعطاه ىذا ا‪٤‬بقاـ الذي ىو مقاـ القربة ‪ ،‬فالذي‬
‫ينبغي أف يقاؿ ‪ :‬ليس بْب سيدنا ‪٧‬بمد وأيب بكر رجل ‪ ،‬ال إنو ليس بْب‬
‫الصديقية والنبوة مقاـ ‪ ،‬لذا فقد ورد عن جابر ‪ ‬عن النيب ‪ ‬أنو قاؿ ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫[ َيت ََج َّ‪ٛ‬م اهللُ ‪٬‬مع َبوده ّم أ‪ٙ‬م َرة َ‪٣‬م َّوم ًي ‪َ ،‬و َيت ََج َّ‪ٛ‬م َِٕب َٔمؽ ٍْر َ‪ٙ‬م َّ‬
‫وص ًي] (ٔ) ‪.‬‬

‫اعلم أف العازـ على سلوؾ الطريق ‪ ،‬مهاجر ‪ .‬والعازـ على الوصوؿ ‪،‬‬
‫واصل ‪ .‬وليس على العبد إال االجتهاد ‪ ،‬فإذا بذؿ ‪٦‬بهوده ‪ ،‬وأخلص‬
‫مقصوده ‪ ،‬فهو والواصل سواء ‪ .‬وكانوا يقولوف ‪ :‬من مات وىو في‬
‫الطريق ‪ ،‬أدركتو الوالية بعد الموت على التحقيق ‪ .‬وقاؿ تعأب ‪:‬‬
‫[ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ] {األنفاؿ ‪:‬‬

‫٘‪ . }ٚ‬وقاؿ تعأب ‪ [ :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬

‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ] {النساء ‪ . }ٔٓٓ :‬ومن مات في طريق اهلل‬


‫فهو شهيد ‪ ،‬ومن توجو ألمر ولم يدركو ‪ ،‬فكأنما أدركو ‪ .‬وال بد ُب‬
‫مبادئ األمور من الصرب والتحمل للمشاؽ ‪ ،‬وقمع النفس عن ا‪٥‬بوى‬
‫والراحة ‪ ،‬ولذلك ُ‪٠‬بِّي جهادىا با‪١‬بهاد األكرب ‪ .‬والقاصد يطلب الباب ‪،‬‬
‫بعد أن كان يطلب سواء السبيل ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه ا‪٢‬باكم ُب ا‪٤‬بستدرؾ والدارقطِب ُب الرؤية وأبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية وا‪٣‬بطيب البغدادي ُب‬
‫تاريخ بغداد وابن عساكر ُب تارٱبو والبللكائي عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬

‫‪- 393 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الكجرةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫وهلل در من قاؿ ‪:‬‬

‫وق ِِم َّو َ‪٪‬مدْ َْنَ ْؾ‬ ‫َو َ‪ٟ‬م َؼك ا‪٬‬م ُع َّش َ‬ ‫َاَل َقى‬ ‫وف ٔمِ َؽو‪ٟ‬م ِ‬
‫وت‬ ‫َ‬ ‫‪ٚ‬مـ َ‪١‬م َ‬ ‫ُ‪٪‬م ْؾ ْ‬
‫ا‪٬‬مع ْؾ ُؿ ِ‪٣‬مـْ ِدي َ‪٫‬مو ْ‪٬‬م َع َؿ ْؾ‬
‫َٓ ‪ ،‬و َٓ ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‪ٟ‬م َقى‬ ‫‪٥‬م‬ ‫ِ‬ ‫َمو َم َؼ َومـــــ ُ‬
‫وت ا‪ٚ‬مح ِّب َ‬
‫ِم ْث َؾ َم ْـ َ‪ٟ‬م َّ ُ‪ٜ‬مو ُه ‪َ٘ ،‬م َّتك َو َص ْؾ‬ ‫و‪٬‬مق ْص ِؾ َ‪٬‬م ُف‬ ‫َ‪٬‬م ْق َس َم ْـ ُم ِّق َه ٔمِ َ‬
‫وب َو‪٬‬مِؾدِّ ي ِر َد َ‪ٙ‬مـــ ْؾ‬ ‫َ‪١‬م َر َق ا‪٬‬م َبــــــ َ‬ ‫اص ُؾ ِ‪٣‬م ْـ ِدي ‪٫َ ،‬مو َّ‪٬‬م ِذي‬ ‫َٓ ‪ ،‬و َٓ ا‪٬‬مق ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َأ ْٗم َؾ ُسق ُه ِ‪٣‬مـْدَ ُه ْؿ ّم ا‪ٚ‬مُ ْس َت َف ْؾ‬ ‫ا‪ٙ‬م ُؾ ِ‪٣‬مـْ ِدي ‪٫َ ،‬مو َّ‪٬‬م ِذي‬ ‫َٓ ‪ ،‬و َٓ ا‪٬‬مدَّ ِ‬
‫َ‬
‫ُمـــــ ْؾ‬ ‫ِ‬ ‫َٓ ‪َ ،‬و َٓ َم ْـ َأ ْٗم َؾ ُسق ُه ِ‪٣‬مـْ ِدي َ‪٫‬مو َّ‪٬‬م ِذي‬
‫َ‪ٟ‬مــــ َور ُرو ُه ‪٩َ ،‬م ْف َق ‪٬‬م ِّ ِّ‬
‫ؾْس َ َ‬
‫ؽ َ‬
‫الدَ ْل‬ ‫وه ْؿ ‪٩َ ،‬مدَ ْع َ‪٣‬مـْ َ‬ ‫َص َور إِ َّي ُ‬ ‫َٓ ‪َ ،‬و َٓ َم ْـ َ‪ٟ‬م َور ُرو ُه ِ‪٣‬م ْـ ِدي َ‪٫‬مو َّ‪٬‬م ِذي‬
‫َمو َٕم َبدَّ ى َٔم ْع ُضـــــــ ُف إِ َّٓ َ‪٪‬م َتـــــ ْؾ‬ ‫اك َر ٌء َ‪٣‬مؾِ َؼ ا‪٬‬م ُػـــــــ َما ُد ٔمِـــ ِف‬ ‫َذ َ‬

‫‪ ‬فإذا وصل الباب ؛ أنتج لو طلب الدخوؿ ‪.‬‬


‫‪ ‬فإذا دخل أنتج لو اجملالسة ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن ُب اجملالسة يطلب ا‪٤‬بساررة ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن ُب ا‪٤‬بساررة يطلب الفناء ُب رسوؿ اهلل ‪ ، ‬الذي قاؿ ‪:‬‬
‫ال ‪َ ،‬و ٕم َْر ِٗم ُع قا إ ِ َ‪٦‬م ِر َ٘م و‪٬‬مِ ُؽ ْؿ‬ ‫َّوس ٔم ِ ْوٕ َم َق ِ‬
‫ْ‬ ‫ى ا‪٬‬مـ ُ‬ ‫[أَ َم و ٕم َْر َض ْق َن َأ ْن َي ْذ َه َ‬
‫‪ٜ‬م ِِم َّو َيـْ َؼؾِ ُبق َن ٔم ِ ِف] ‪٫َ .‬مچم ُ٭مقا ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٔم ِ َر ُ‪ٟ‬م قل اهللِ ‪ ‬؟ ‪٩َ .‬م َق اهللِ َمو َٕمـْ َؼ ؾ ُبق َن ٔمِف ‪ٙ‬مَ ْ ٌ‬

‫‪- 394 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالكجرة‬
‫‪‬‬
‫قل اهللِ َ‪٫‬مدْ َر ِضڀمپمَچم (ٔ) ‪.‬‬ ‫َٕم َ‪ٜ‬م َي چم َر ُ‪٠‬م َ‬
‫ِ ِ‬
‫قع َإ‪٧‬م‬ ‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪َٕ ٓ[ : ‬م َع ُّر َب َٔم ْعدَ اَل ْج َرة] (ٕ) ‪َ .‬أ ْي َٓ ُر ُ٘م َ‬
‫ا٭مزٱم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْ٭م َبدْ ِو َو َأ ْن َي ِٳم َ‪ٝ‬م َأ ْ‪٤‬م َرإمِ اڀمچم ‪َ ،‬و َذ٭م ِ َؽ َأ َځم ُف ‪٬‬م َ‬
‫چمن َ‪٪‬مپمُ ِٿم َل َ‪٤‬مپمْ ُف ‪.‬‬ ‫َچمن ُي َٷمدا ِر َد ًة ِْم َذ٭م َؽ َ َ‬

‫والتعرب ‪ :‬عندنا ىو الرجوع للعامة بعد سلوؾ طريق ا‪٣‬باصة ‪ .‬وكذلك‬


‫التقاعس عن سلوؾ الطريق ‪ ،‬بعد الدخوؿ فيو ‪ ،‬ىو ا‪٫‬بطاط عن ا‪٥‬بمم‬
‫العلية ‪ ،‬لذا فقد قاؿ أىل اهلل ‪ :‬من لعب بالطريق ‪ ،‬لعب بو الطريق ‪.‬‬
‫فمن ىذا حالو ؛ فقد ا‪٫‬بلَّت منو عقدة اإلٲباف بالتقليد ‪ ،‬فإما أف يعقد‬
‫عقدة أخرى وىي اليقْب ‪ ،‬وإما أف ُٱباؼ عليو من سوء ا‪٣‬با‪ٛ‬بة ‪ ،‬أعاذنا اهلل‬
‫من ذلك ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو وابن سعد والطربي ُب تارٱبو وابن ىشاـ ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه الطيالسي وعبد الرزاؽ وقد أورده ا‪٤‬بتقي ا‪٥‬بندي ُب كنز العماؿ وىو حديث رقم‬
‫(ٗ٘ٓ٘ٔ) وأورده اليعقويب ُب تارٱبو عن جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬

‫‪- 395 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫المنتكىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫امليتَ‪ٙ‬‬
‫[ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ] {النَّجم ‪. }ٕٗ :‬‬ ‫قاؿ تعأب ‪:‬‬

‫موضع الشاىد ُب ىذه اآلية ىو كاؼ ا‪٣‬بطاب ُب (ربك) ‪.‬‬


‫فا‪٤‬بنتهى ىو إٔب رب سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬ال إٔب غّبه ‪.‬‬
‫وىنا يثور سؤاؿ ‪ :‬ىل األرباب ‪٨‬بتلفة ؟ ‪.‬‬
‫أو ٗبعُب آخر ‪ :‬ىل ليس رب سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬كرب غّبه ؟ ‪.‬‬
‫هلل] (ٔ) ‪.‬‬
‫ؽا ُ‬‫صح عنو ‪ ‬أنو قاؿ ُب ا‪٢‬بديث ‪َ [ :‬ر ِِّب َو َر ُّٔم َ‬

‫فاهلل تعأب واح ٌد ‪ ،‬وإ٭با الرب ا‪٤‬بتخيَّل ُب معتقدات ا‪٤‬بخلوقْب متعدد ‪ .‬وىذا‬
‫ُ‬
‫ما تطلق عليو الطائفة ‪( :‬إلو المعتقدات) ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه أبو داود وأ‪ٞ‬بد والبيهقي ُب السنن والنسائي وا‪٢‬باكم وصححو وابن خزٲبة عن عبد‬
‫اهلل بن عمر ‪ . ‬والَبمذي وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم والدارمي وأبو يعلى وعبد بن ‪ٞ‬بيد وأبو نعيم‬
‫ُب ا‪٤‬بعرفة عن طلحة بن عبيد اهلل ‪ . ‬كما رواه مسلم وأ‪ٞ‬بد والنسائي والطرباين ُب‬
‫الكبّب والبيهقي ُب الشعب ُب قصة الساحر والراىب عن صهيب ‪ . ‬كما رواه أ‪ٞ‬بد‬
‫والطرباين ُب الكبّب والبيهقي ُب الدالئل والشعب وابن حباف ُب قصة ماشطة ابنة فرعوف‬
‫‪‬‬ ‫عن ابن عباس ‪. ‬‬

‫‪- 396 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالمنتكى‬
‫‪‬‬
‫قر ِة ا َّ‪٬‬متِل َي ْع ِر ُ‪٩‬م َ‬
‫قن ‪.‬‬ ‫ا‪٬‬مص َ‬ ‫وصح عنو ‪ ‬أنو قاؿ ‪٩َ ...[ :‬م َق ْلٕمِ ِ‬
‫قف ْؿ اهللُ ِّم ‪٨‬مَ ْ ِ‪ٜ‬م ُّ‬
‫ْؽ ‪َ ،‬ه َذا َمؽَو ُكـَو َ٘متَّك َي ْلٕمِ َقـَو َر ُّٔمـَو ‪.‬‬ ‫هلل ِمـ َ‬
‫قن ‪َ :‬ك ُعق ُذ ٔمِو ِ‬ ‫قل ‪َ :‬أكَو َر ُّٔمؽ ُْؿ ‪٩َ .‬م َق ُؼق ُ‪٬‬م َ‬
‫َ‪٩‬م َق ُؼ ُ‬

‫قل ‪َ :‬أكَو‬ ‫قر ِة ا َّ‪٬‬متِل َي ْع ِر ُ‪٩‬م َ‬


‫قن ‪٩َ .‬م َق ُؼ ُ‬ ‫ا‪٬‬مص َ‬ ‫َ‪٩‬منِ َذا َإٔمَوكَو َر ُّٔمـَو ‪٣َ ،‬م َر ْ‪٩‬مـَو ُه ‪٩َ .‬م َق ْلٕمِ ِ‬
‫قف ْؿ اهللُ ِّم ُّ‬
‫قن ‪َ :‬أك ًَْ َر ُّٔمـَو ‪٩َ ،‬م َق ْت َب ُعق َك ُف] (ٔ) ‪.‬‬
‫َر ُّٔمؽ ُْؿ ‪٩َ .‬م َق ُؼق ُ‪٬‬م َ‬

‫ومن ىنا تعرؼ إف كل عاقل لو ُب ذات اهلل مقالة ‪.‬‬


‫إ٭با عبد كل عابد ما صوره لو عقلو ‪ ،‬وعلى قدر علمو ‪.‬‬
‫باهلل تعأب‬ ‫والعقل يصور على قدر علمو ؛ فكلما ازداد اإلنساف علماً‬
‫‪ ،‬وما بْب‬ ‫كلما ارتقى معبوده ‪ .‬فا‪١‬باىل يعبد إ‪٥‬باً ‪ ،‬والعاقل يعبد إ‪٥‬باً‬
‫اإل‪٥‬بْب كما بْب العلم وا‪١‬بهل ‪.‬‬
‫وإف هلل عباداً عملوا على إٲباهنم ‪ ،‬وصدقوا اهلل ُب أحوا‪٥‬بم ‪ ،‬ففتح اهلل‬
‫أعْب بصائرىم و٘بلَّى ‪٥‬بم ُب سرائرىم ‪ ،‬فعرفوه على الشهود ‪ ،‬وكانوا ُب‬
‫معرفتهم تلك على بصّبة ‪ ،‬وبينة ‪ ،‬بشاىد منهم ‪ :‬وىو الرسوؿ ا‪٤‬ببعوث‬
‫إليهم ‪ .‬وىؤالء ىم جل أصحاب رسوؿ اهلل ‪. ‬‬
‫فإف اهلل جعل الرسل شهوداً على أ‪٩‬بهم ‪ ،‬وأل‪٩‬بهم ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد وعبد الرزاؽ وأبو عوانة وابن حباف والطرباين ُب‬
‫مسند الشاميْب والبيهقي ُب األ‪٠‬باء والصفات وابن منده ُب اإلٲباف وابن خزٲبة ُب التوحيد‬
‫والدارقطِب ُب الرؤية وابن أيب عاصم ُب السنة عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 397 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫المنتكىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫فمع كوف ىذا ا‪٤‬بؤمن على بينة من ربو ‪ -‬حْب ٘بلَّى لو ‪ -‬تبلوة ‪ُ -‬ب تلك‬
‫ا‪٢‬باؿ ‪ -‬شاىد منو ‪ -‬وىو الرسوؿ ‪ ،‬فأقامو لو ُب الشهود مرآة ‪ ،‬فقاؿ لو ‪:‬‬
‫ىذا الذي جئتك من عنده ‪ ،‬فلما أبصره ‪ ،‬ما أنكره بعد ذلك ‪ ،‬مع‬
‫اختبلؼ صور التجلي ‪ ،‬فرٗبا كُب عنو ‪َ -‬من ىذه حالتو من ا‪٤‬بؤمنْب ‪ٗ -‬با‬
‫وصف نفسو ُب كتبو ‪ ،‬وعلى ألسنة رسلو ‪ ،‬أو وصفتو بو رسلو ‪ ،‬فآمن‬
‫العاقل ا‪٤‬بؤمن بذلك من كتاب اهلل ‪ ،‬وقوؿ الرسوؿ ‪ ،‬وكفر بذلك من قوؿ‬
‫صاحب ىذه ا‪٢‬بالة من ا‪٤‬بؤمنْب ا‪٤‬بتَّبَعْب (األولياء) ‪.‬‬
‫وأما غّب ا‪٤‬بؤمنْب ؛ فهم الذين يقتلوف النبيْب بغّب حق ‪ ،‬ويقتلوف الذين‬
‫يأمروف بالقسط من الناس ؛ وىم الورثة ‪ ،‬الذين دعوا إٔب اهلل على بصّبة ‪،‬‬
‫كما فعل الرسل ‪ ،‬قاؿ تعأب عنو ‪[ : ‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ‬

‫ومعُب البصّبة ىنا ‪ :‬أي على‬ ‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ] {يوسف ‪. }ٔٓٛ :‬‬

‫الكشف ‪ ،‬مثل كشف الرسل ‪.‬‬


‫فكيف آمن هبذا ا‪٤‬بؤمن من الرسوؿ ؟ ‪ .‬وكفر بو بعينو من التابع لرسوؿ اهلل‬
‫‪ - ‬أخيو ا‪٤‬بؤمن ‪ -‬إذا جاء بو ‪ .‬فبل أقل من أف يأخذه منو ‪.‬‬
‫ما رأينا وال ‪٠‬بعنا عن صاحب كشف إ‪٥‬بي من ا‪٤‬بؤمنْب ‪ ،‬خالف كشفو ما‬
‫جاء بو الرسل ‪ٝ‬بلة واحدة ‪ ،‬وال ٘بده ‪ .‬فقد علمت الفرؽ بْب العقبلء ُب‬
‫معرفة عينو ‪ ،‬وبْب الرسل واألولياء ‪ ،‬وما جاءت بو الكتب ا‪٤‬بنزلة ُب ذلك ‪.‬‬
‫‪- 398 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالمنتكى‬
‫‪‬‬
‫فالمؤمن ‪ :‬عند ما أعطاه سبيلو‬
‫والعاقل ‪ :‬عند ما أعطاه دليلو‬

‫ُ‪ٟ‬م ْب َحو َك ُف َٗم َّؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َك ْػ ِس ِف‬ ‫َو َأ ْي َـ ُ٘م ْؽ ُؿ ا‪٬‬م َع ْؼ ِؾ ِم ْـ ُ٘م ْؽ ِؿ ِف‬
‫إِ َّٓ ٔمِ ِف إِ ْذ َ‪٬‬م ْق َس ِم ْـ ِٗمـْ ِس ِف‬ ‫َ‪٨‬م ُ‪ٜ‬م ُه‬ ‫َي ْع ِر ُ‪٩‬م ُف‬ ‫َٓ‬ ‫وت‬
‫َه ْق َف َ‬
‫وس ّم َ٘م ْب ِس ِف‬ ‫ٔمِ ِػ ْؽ ِر ِه ا‪٬‬م َؼ ِ ِ‬ ‫َوا‪٬‬م َع ْؼ ُؾ َ‪٪‬مدْ َأ ْد َ‪ٙ‬م َؾ َم ْع ُبق َد ُه‬
‫ّم َ‪ٙ‬م َؾ ِدي َ‪٩‬م ُف َق َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ‪٪‬مدْ ِ‪ٟ‬م ِف‬ ‫َو َ‪٪‬م َول َه َذا َو َ‪٬‬م ِدي ُصـْ ُت ُف‬
‫َ‪٪‬مو ُ‪٬‬مقا َٕم َع َو‪٦‬م اهللُ ّم َك ْػ ِس ِف‬ ‫ول َ‪٩‬منِ َذا َ٘م ْق َ‪٪‬م ُؾقا‬ ‫َ‪٫‬م َالم َ٘م ٍ‬
‫ُ‬
‫ّم َ‪٩‬م ْر ِ‪٣‬م ِف إَ ْ‪٣‬م َ‪ٛ‬م َوّم َر ْأ ِ‪ٟ‬م ِف‬ ‫‪ٝ‬م‬ ‫َ‪٩‬مخَ و‪٬‬مِ ِؼل ا‪ٚ‬مَخْ ُؾ ُ‬
‫قق َ‪٩‬مو ْ‪٣‬م َت ِ ْ‬

‫فعليك بعبادة اهلل الٍب جاء هبا الشرع ‪ ،‬وورد هبا السمع ‪ ،‬وال تكفر ٗبا أعطاؾ‬
‫دليلك ا‪٤‬بؤدي إٔب تصديقو ‪ ،‬وقصارى األمر أف تسلم لو وألمثالو مقالتو ُب‬
‫ربو ‪ ،‬لثبوت صدقو ‪ ،‬وثبوت ا‪٤‬بؤمن على اتباعو ‪ .‬فإذا أنصفت ُب األمر ‪،‬‬
‫وعلمت ما نطقت بو الرسل عليهم السبلـ ُب حق اهلل ‪ ،‬جوزت أف هتب من‬
‫تلك ا‪٤‬بعرفة نفحة على قلوب ا‪٤‬بتبعْب من ا‪٤‬بؤمنْب ‪ ،‬تؤديهم إٔب ا‪٤‬بوافقة ُب‬
‫النطق ‪ ،‬وأنو حيث كاف لساف ا‪٢‬بق ‪ ،‬فتسلمو ُب الفرع ‪ ،‬كما سلمتو ُب‬
‫األصل ‪ٔ ،‬بامع ا‪٤‬بوافقة ‪ ،‬وإياؾ والكفر ‪ ،‬فإنو غاية ا‪٢‬برماف ‪ ،‬فتكوف من‬
‫الذين آمنوا بالباطل ‪ ،‬وكفروا باهلل ‪ ،‬أولئك ىم ا‪٣‬باسروف ‪.‬‬

‫‪- 399 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫المنتكىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫[ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ] {ا‪٢‬بجر ‪. }ٜٜ :‬‬ ‫قاؿ تعأب ‪:‬‬


‫أي اعبد ربك ا‪٤‬بنعوت ُب الشرع ‪ ،‬حٌب يأتيك اليقْب ‪ ،‬فينكشف الغطاء ‪،‬‬
‫وٰبتد البصر ‪ ،‬فَبى ما رأى ‪ ،‬وتسمع ما ‪٠‬بع ‪ ،‬فتلحق بو ُب درجتو ‪ ،‬من‬
‫مصدقة ُمتَّبِ َع ٍة ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫غّب نبوة تشريع ‪ ،‬بل وراثة ‪٧‬بققة ‪ ،‬لِنَػ ْف ٍ‬
‫س‬
‫وىذا باب يتسع اجملاؿ فيو التساع األفعاؿ ‪ .‬فإف توحيد األفعاؿ يتسع‬
‫باتساعها ‪ ،‬فإف نسب األفعاؿ ال تنتهي ‪ ،‬بل ىي ُب مزيد ‪ ،‬ما داـ الفعل‬
‫يظهر من الفاعل ‪ ،‬ومنو طلب ا‪٤‬بزيد ‪ُ ،‬ب قولو تعأب ‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﭣ ] {طػو ‪ . }ٔٔٗ :‬فإف لو ُب كل فعل ٘بليا خاصا ‪ ،‬ال يكوف إال لعْب‬
‫ذلك الفعل ‪ ،‬و‪٥‬بذا يتميز كل فعل عن غّبه ٗبا ٱبصو من التجلي ‪.‬‬

‫َٓ َٕم ْر َ‪٣‬م َق ْن ‪٩‬مِ ِقف َو َٓ َٕم ْل ِيت‬ ‫احل ِّؼ ا َّ‪٬‬م ِذي ُ‪٪‬م ْؾ ُت ُف‬
‫ً ّم َ‬ ‫َ‪٪‬مدْ ُ‪٪‬م ْؾ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‪٩‬منِ َّك ُف َ‬
‫ا‪٬‬مق ِٓم‬
‫قؿ َ‬ ‫م ْـ ‪٣‬مـْده َو ْه َق ا‪٬‬م َعؾ ُ‬ ‫وءين‬ ‫احل ُّؼ ا َّ‪٬‬مذي َٗمــــــ َ‬
‫قػ ِٓم ؟‬ ‫ُم َم ِّيـــدٌ ٔمِ َؽ ْش ِػ ِف َ‪٫‬م َ‬ ‫ػ ِٓم ٔمِ َر ِّد ِه َو ْهــــ َق ِٓم‬ ‫َ‪٩‬م َؽ ْق َ‬

‫إذا أضاؼ ا‪٢‬بق نفسو إٔب شيء من خلقو ‪ ،‬فانظر إٔب عبادة من أضاؼ‬
‫نفسو إليو ‪ ،‬فقم هبا أنت ‪ ،‬فإنك النسخة ا‪١‬بامعة ‪ ،‬وما َعَّرفَك ا‪٢‬بق هبذه‬
‫اإلضافة ا‪٣‬باصة إال ‪٥‬بذا ‪ .‬ومثاؿ ذلك اإللو ا‪٤‬بضاؼ ُب ‪[ :‬ﯽ ﯾ‬
‫ﯿﰀ ] {البقرة ‪[ . }ٖٔٙ :‬ﰏ ﰐ ﰑ] {طػو ‪[ . }٘ٓ :‬ﮃ ﮄ‬
‫‪- 411 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالمنتكى‬
‫‪‬‬

‫ﮅ ] {ا‪٤‬بزمل ‪[ . }ٜ :‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ] {الشعراء ‪. }ٕٙ :‬‬


‫فعطف وما أظهر اإلضافة ‪،‬‬ ‫[ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ] {الر‪ٞ‬بن ‪. }ٔٚ :‬‬

‫كما فعل ُب غّب ذلك ‪ .‬ما فعلو سدى ‪.‬‬


‫فاعبد ربك ‪ ،‬على ما قلتو لك ُب كل إضافة ‪ ،‬حٌب يأتيك اليقْب ‪.‬‬
‫وإذا أتاؾ اليقْب ‪ ،‬ا‪٪‬بلى لك األمر ‪ ،‬وعرفت شرؼ اإلضافة ‪.‬‬
‫ما عبد أحد اإللو ا‪٤‬بطلق عن اإلضافة ‪ ،‬فإنو اإللو اجملهوؿ ‪.‬‬
‫ومن ذلك السبحات ‪ ،‬ألرباب اللمحات ‪.‬‬

‫فلما قاؿ تعأب ‪[ :‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ] {ا‪٢‬بجر ‪ . }ٜٜ :‬فإف‬


‫الكاؼ ُب ربك ىي سيدنا ‪٧‬بمد ‪ .‬أي اعبد رب ‪٧‬بمد ‪ .‬وما ذكر رب‬
‫سدى ‪ ،‬وإ٭با قاصداً بذكره أف تعبده بشرعو ‪ ،‬ألنو الصراط‬
‫ً‬ ‫‪٧‬بمد ىنا‬
‫ا‪٤‬بستقيم ا‪٤‬بوصل إٔب كشف الغطاء ‪.‬‬
‫ومن ىنا قاؿ باب مدينة العلم اإلماـ علي كرـ اهلل وجهو ‪( :‬لو كشف الغطاء‬
‫ما ازددت يقينا) ‪ .‬ألف النيب ‪ ‬قاؿ فيو ‪٣َ [ :‬مِ‪٤‬م ِمـِّل ‪َ ،‬و َأ َكو ِمـْ ُف] (ٔ) ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬رواه ابن ماجة وأ‪ٞ‬بد ُب مسنده وُب فضائل الصحابة والطرباين ُب الكبّب وأبو يعلى وابن أيب‬
‫شيبة والنسائي ُب السنن وُب ا‪٣‬بصائص وابن أيب عاصم ُب اآلحاد وا‪٤‬بثاين وابن عساكر ُب‬
‫تارٱبو عن حبشي بن جنادة السلوٕب ‪. ‬‬

‫‪- 411 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫وقلىربىزدنيىرلماىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ّقل رب سدىٕ علنا‬


‫[ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ] {طو ‪. }ٔٔٗ :‬‬ ‫أمر اهلل تعأب نبيو ‪ ‬بقولو ‪:‬‬

‫‪َ ‬‬
‫ومن طلب الزيادة فما ارتوى ‪ ،‬وما أمره إٔب وقت معْب ‪ ،‬وال ‪٢‬بد ‪٧‬بدود ‪،‬‬
‫بل أطلق ‪ ،‬فطلب الزيادة والعطاء دنيا وآخرة ‪.‬‬
‫ومن قنع ‪ ،‬جهل ‪ ،‬وأساء األدب ‪ ،‬فبل يزىد ُب الطلب عاقل ‪ ،‬فإف اهلل‬ ‫‪‬‬
‫ما أراد منك ُب ىذا األمر إال دواـ االفتقار ‪ ،‬ووجود االضطرار ‪ ،‬فقاؿ‬
‫[ﯡ ﯢ ﯣ ﯥ ﯦ ﯧ] {الشرح ‪. })ٛ – ٚ( :‬‬ ‫تعأب ‪:‬‬

‫فبل تقطع ا‪٤‬بعاملة ‪ ،‬وعليك باستعماؿ ا‪٤‬براسلة ُب طلب ا‪٤‬بواصلة ‪ .‬مواصلة‬


‫ال أمد النقضائها ‪ ،‬وال راد لقضائها ‪.‬‬
‫فاليداف مبسوطتاف ‪ ،‬واليداف مقبوضتاف ‪.‬‬
‫قبضت ما أعطاىا ا‪٣‬بلق ‪ ،‬وانبسطت ٗبا ٯبود بو ا‪٢‬بق ‪.‬‬
‫فبل يقبض ا‪٢‬بق من العباد ؛ إال ٗبا بو عليهم جاد ‪.‬‬
‫فمنو بدا ا‪١‬بود ‪ ،‬وإليو يعود ‪.‬‬
‫ما بيد ‪٨‬بلوؽ سوى ‪٨‬بلوؽ ‪.‬‬
‫‪- 412 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىوقلىربىزدنيىرلما‬
‫‪‬‬
‫فيا من يطلب القدًن ؛ أنت عدًن ‪.‬‬
‫ال يقبل ا‪٢‬بق إال ا‪٢‬بق ‪ ،‬وال يهب ا‪٣‬بلق إال ا‪٣‬بلق ‪.‬‬
‫فالزـ عملك ‪ ،‬وقصر أملك ‪ .‬وقل لو تعأب ‪ :‬إ٭با ‪٫‬بن بك ولك ‪ ،‬خلقتنا‬
‫لنعبدؾ ‪ ،‬فطلبنا منك أف نشهدؾ ‪ ،‬فعلى قدر ما سألنا من الشهادة ينقصنا‬
‫من العبادة ‪ ،‬فأنت الداؿ وا‪٤‬بدلوؿ والدليل عليك سبحانك ‪.‬‬

‫يريد التزود من العلم بو ‪ ،‬من‬ ‫‪[ ‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ] {طو ‪. }ٔٔٗ :‬‬

‫ومْب َدع ‪ ،‬وىو علم ا‪٢‬بقيقة ‪،‬‬


‫حيث ما لو تعأب من الوجوه ُب كل ‪٨‬بلوؽ ُ‬
‫فما طلب الزيادة من علم الشريعة ‪ ،‬بل كاف يقوؿ ‪[ :‬إم ُْر‪٫‬م ِ‬
‫ُقين َمو‬
‫ٕم ََر ْ‪٫‬م ُتؽ ُْؿ] (ٔ) ‪.‬‬

‫‪ ‬ما قاؿ اهلل لنبيو ‪[ : ‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ] {طو ‪ . }ٔٔٗ :‬وما أ‪٠‬بعنا‬


‫ذلك ‪ ،‬إال تنبيهاً لنا ‪ ،‬لنقوؿ ذلك ‪ ،‬اقتداء بو ‪ ، ‬ونطلبو من اهلل ‪.‬‬
‫ولو كاف ‪٨‬بصوصاً بالنيب ‪ٓ ، ‬ب يكن ليُسمعنا إياه ‪ ،‬أو كاف يذكر أنو‬
‫خاص بو ‪ ، ‬كما خصو بنكاح ا‪٥‬ببة ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه الَبمذي وعبد الرزاؽ عن أيب ىريرة ‪ . ‬وبلفظ ‪َ [ :‬د ُ‪٣‬م ِ‬
‫قين َمو ٕم ََر ْ‪٫‬م ُتؽ ُْؿ]‬
‫رواه البخاري ُب صحيحو والدارقطِب عن أيب ىريرة ‪ . ‬وبلفظ ‪َ [ :‬ذ ُر ِ‬
‫وين َمو ٕم ََر ْ‪٫‬م ُتؽ ُْؿ]‬
‫رواه مسلم ُب صحيحو والنسائي وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والبيهقي والطرباين وأبو يعلى وا‪٢‬بميدي‬
‫وابن حباف وابن خزٲبة وابن راىويو عن أيب ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 413 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫وقلىربىزدنيىرلماىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫‪ ‬قاؿ اهلل تعأب ُب العبد الصاّب ا‪٤‬بسمى با‪٣‬بضر ‪[ :‬ﭿﮀﮁ‬

‫ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ] {الكهف ‪. }ٙ٘ :‬‬

‫و‪٤‬ب ا ٓب يكن ىذا العلم عند موسى ‪ ، ‬أنكر عليو ‪ ،‬مع تكرار‬
‫التنبيو من العبد الصاّب ُب كل مسألة ‪ ،‬فقيل لرسوؿ اهلل ‪: ‬‬
‫ألنو كلما زاد علماً ؛ زاد‬ ‫[ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ] {طو ‪. }ٔٔٗ :‬‬

‫أيضاحاً وكشفاً واتساعاً وانشراحاً ‪ ،‬وتنزىا ُب الوجوه الٍب سفرت من‬


‫براقعها ‪ ،‬وظهرت من وراء ستورىا ‪ ،‬فارتفع الضيق وا‪٢‬برج ‪ ،‬وشوىد‬
‫الكماؿ ُب النقص ! ‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا سأؿ اإلنساف ربو مزيد العلم ؛ فليسأؿ كما أمر اهلل تعأب نبيو أف‬
‫يسأؿ ‪ ،‬إذ قاؿ لو ‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ] {طو ‪َّ . }ٔٔٗ :‬‬
‫فنكَر ‪ ،‬وٓب‬
‫فع َّم َم ‪ .‬فأي علم نزؿ عليو ؛ دخل ‪ٙ‬بت ىذا السؤاؿ ‪ ،‬فإف‬ ‫يػُ َع ِّْب ‪َ ،‬‬
‫النزوؿ عن سؤاؿ أعظم لذة من النزوؿ عن غّب سؤاؿ ‪ ،‬فإف ُب ذلك‬
‫إدراؾ البغية ‪ ،‬وذلة االفتقار ‪ ،‬وإعطاء الربوبية حقها ‪ ،‬والعبودة حقها ‪،‬‬
‫فإف العبد مأمور أف يعطي كل شيء حقو ‪ ،‬كما أعطى اهلل كل شيء‬
‫خلقو ‪ ،‬وُب العلم ا‪٤‬بنزؿ عن السؤاؿ من علو ا‪٤‬بنزلة ما ال يقدر قدر ذلك‬
‫إال اهلل ! ‪.‬‬

‫‪- 414 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىوقلىربىزدنيىرلما‬
‫‪‬‬
‫رض عنو ‪ ،‬ال ‪،‬‬
‫‪ ‬جناب اهلل أوسع من أف ترضى منو باليسّب ‪ ،‬ولكن ا َ‬
‫منو ‪ .‬ألف الرضى منو يقطع ٮبم الرجاؿ ‪ ،‬واهلل يقوؿ آمراً نبيو ‪: ‬‬
‫حصل علم‬
‫مع كونو ‪ ‬قد َّ‬ ‫[ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ] {طو ‪. }ٔٔٗ :‬‬

‫األولْب واألخرين ‪ ،‬وأوٌب جوامع الكلم ‪ .‬فإنو ال يعظم على اهلل شيء‬
‫طُلِب منو ‪ ،‬فإف ا‪٤‬بطلوب منو ال يتناىى ‪ ،‬فليس لو طرؼ نقف عنده ‪،‬‬
‫فوسع ُب طلب ا‪٤‬بزيد ‪ ،‬إف كنت من العلماء باهلل ‪ ،‬وإذا كاف اتساع‬‫ِّ‬
‫ا‪٤‬بمكنات ال يقبل التناىي ؛ فما ظنك باالتساع اإل‪٥‬بي فيما ٯبب لو ‪،‬‬
‫فإذا ترؾ العبد الرضى ؛ فعلى ىذا ا‪٢‬بد يَبكو ‪ ،‬فهو راض عنو ‪ ،‬ال راض‬
‫منو ‪ ،‬ألف الرضى منو جهل بو ‪ ،‬ونقص ‪ ،‬والعبد الكامل ‪٨‬بلوؽ على‬
‫صورة الكماؿ ! ‪.‬‬
‫ْحدُ ُه ٔمِ َؿ َح ِومدَ ‪َ َٓ ،‬أ ْ‪٪‬م ِد ُر َ‪٣‬م َؾ ْق ِف‬
‫‪ ‬يقوؿ النيب ‪ُ ‬ب شأف يوـ القيامة ‪٩َ [ :‬م َل ْ َ‬
‫ْأ َن ‪ُ ،‬ي ْؾ ِف ُؿـ ِ ِقف اهللُ] (ٔ) ‪ .‬فاهلل تعأب ال يزاؿ َ‪ٚ‬م َّل‪٫‬م ًچم إٔب غّب هناية‬
‫فينا ‪ ،‬فالعلوـ إٔب غّب هناية ‪.‬‬

‫‪ ‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ] {طو ‪ . }ٔٔٗ :‬وليس ا‪٤‬براد إال العلم‬

‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ومسلم ُب صحيحيهما وأ‪ٞ‬بد وابن منده ُب اإلٲباف والبيهقي ُب االعتقاد وابن‬
‫خزٲبة ُب التوحيد وابن أيب عاصم ُب السنة وا‪٤‬بروزي ُب تعظيم قدر الصبلة عن أنس بن‬
‫مالك ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد وابن شاىْب والبللكائي عن ابن عباس ‪. ‬‬

‫‪- 415 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫وقلىربىزدنيىرلماىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫ا‪٤‬بتعلق باهلل ‪ ،‬كشفاً وداللة ‪ ،‬وكلمات اهلل ال تنفد ‪ ،‬وىي أعياف‬


‫ي لو ‪ ،‬فإف‬ ‫موجوداتو ‪ ،‬فبل يزاؿ طالب العلم عطشاناً أبداً ‪ ،‬ال ِر َّ‬
‫االستعداد الذي يكوف عليو ‪ ،‬يطلب علماً ٰبصلو ‪ ،‬فإذا حصل ‪،‬‬
‫أعطاه ذلك العلم استعدادا لعلم آخر ‪ ،‬فإذا علم هبذا العلم ؛ يعطش‬
‫إٔب ما بعده ‪ ،‬فطالب العلم كشارب ماء البحر ؛ كلما ازداد شرباً ‪،‬‬
‫ازداد عطشاً ‪ .‬والتكوين ال ينقطع ‪ ،‬فا‪٤‬بعلومات ال تنقطع ‪ ،‬فالعلوـ ال‬
‫تنقطع ‪ ،‬فأين الري ؟ ‪ .‬فما قاؿ بو إال من جهل ما ُٱبلق فيو على‬
‫الدواـ واالستمرار ‪.‬‬
‫‪ ‬ال تعلم من اهلل إال ما يكوف منو ‪ ،‬ويُوجده فيك ‪ ،‬إما إ‪٥‬باما ‪ ،‬وإما‬
‫كشفاً ‪ ،‬عن حدوث ٘بل ‪ .‬وىذا كلو معلوـ ‪٧‬بدث ‪ ،‬فبل علم ألحد إال‬
‫ٗبحدث ‪٩ ،‬بكن مثلو ‪ ،‬وا‪٤‬بمكنات ال تتناىى ‪ ،‬بل توجد مع اآلنات ‪.‬‬
‫‪ ‬فبل يعلم اهلل إال اهلل ‪ ،‬وال يعلم الكوف احملدث إال ‪٧‬بدثاً مثلو ‪ ،‬يكونو‬
‫ا‪٢‬بق فيو ‪ ،‬قاؿ تعأب ‪[ :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ]‬
‫{األنبياء ‪ . }ٕ :‬وىو كبلمو ‪ ،‬وحدث فيهم ‪ ،‬فتعلق علمهم بو ‪ ،‬فما تعلق‬
‫إال ٗبحدث ‪ ،‬وذلك الذي يتخيلو من ال علم لو ‪ ،‬من أنو علم اهلل ‪ ،‬فبل‬
‫صحة لو ‪ ،‬وعلمنا هبذا ‪٧‬باؿ ‪ ،‬فعلمنا باهلل ‪٧‬باؿ ‪ ،‬فسبحاف من ال يُعلم‬
‫إال بأنو ال يُعلم ! ‪.‬‬

‫‪- 416 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىوإنكىلعلىىخلقىرظوم‬
‫‪‬‬

‫ّإىك لعل‪ ٙ‬خلل عظٔه‬


‫كاف رسوؿ ‪ ‬يقوؿ ُب دعائو ‪َ ...[ :‬و ْاه ِد ِين َِٕ ْ٘م َس ِـ ْإَ ْ‪ٙ‬م َال ِق ‪ُّْ َ َٓ ،‬ي ِدي‬
‫ف َ‪٣‬مـِّل َ‪ٟ‬م ِّقئ ََفو إِ َّٓ َأك ًَْ](ٔ) ‪.‬‬ ‫ٮم ُ‬‫ف َ‪٣‬مـِّل َ‪ٟ‬م ِّقئ ََفو ‪َ َٓ ،‬ي ْ ِ‬ ‫َِٕ ْ٘م َسـ ِ َفو إِ َّٓ َأك َ‬
‫ًْ ‪َ .‬و ْ ِ‬
‫اس ْ‬

‫[ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ] {القلم ‪. }ٗ :‬‬ ‫قاؿ تعأب ُب رسولو ‪: ‬‬

‫و‪٤‬با ُسئلت أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها عن خلق رسوؿ اهلل‬
‫‪ ، ‬قالت ‪٫[ :‬مَو َن ‪ٙ‬مُ ُؾ ُؼ ُف ا‪٬‬مْ ُؼ ْرآ َن] (ٕ) وا‪٣‬بُلُ ُق ‪ :‬ىو النعت والصفة ‪،‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو وأبو داود والَبمذي والنسائي وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والبيهقي والدارمي‬
‫وأبو عوانة وأبو يعلى والدارقطِب وابن حباف وابن خزٲبة والطيالسي وابن ا‪٤‬بنذر والبزار‬
‫وا‪٣‬برائطي عن اإلماـ علي بن أيب طالب كرـ اهلل وجهو ‪ .‬والنسائي والدارقطِب والطرباين عن‬
‫جابر بن عبد اهلل ‪. ‬‬
‫ٕ ‪ -‬رواه البخاري ُب االدب ا‪٤‬بفرد والنسائي وابن ا‪٤‬بنذر وا‪٢‬باكم وصححو وابن مردويو‬
‫والبيهقي ُب الدالئل عن يزيد بن بابنوس عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها‬
‫وأخرجو ابن أيب شيبة وعبد بن ‪ٞ‬ب يد ومسلم وابن ا‪٤‬بنذر وا‪٢‬باكم وابن مردويو عن‬
‫سعد بن ىشاـ عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأخرجو ابن ا‪٤‬بنذر‬
‫وابن مردويو والبيهقي ُب الدالئل عن أيب الدرداء عن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي‬
‫اهلل عنها ‪ .‬وأخرجو ابن مردويو عن عبد اهلل بن شقيق العقيلي ع ن أـ ا‪٤‬بؤمنْب السيدة‬
‫عائشة رضي اهلل عنها ‪ .‬وأخرجو ابن مردويو عن زينب بنت يزيد بن وسق عن أـ‬
‫ا‪٤‬بؤمنْب السيدة عائشة رضي اهلل عنها ‪.‬‬

‫‪- 417 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫وإنكىلعلىىخلقىرظومىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫وكماؿ االتصاؼ بالصفة ؛ أف يصبح ا‪٤‬بوصوؼ عْب الصفة ‪ ،‬لذا قيل عن‬
‫المصطفى ‪ ‬أنو ‪ :‬كان قرآنا يمشي بين الناس ‪.‬‬
‫وقاؿ رسوؿ اهلل ‪ ‬عن نفسو ‪[ :‬إِ َّن اهللَ َٔم َع َثـ ِل ٔمِ َتَم ِم َم َؽ ِ‬
‫ور ِم إَ ْ‪ٙ‬م ِ‬
‫الق ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ول] (ٔ) ‪.‬‬ ‫ُم ِ‬
‫و‪ٟ‬م ِـ إَ ْ‪٩‬م َع ِ‬ ‫َو َ‪٫‬م ََم ِل َ َ‬

‫كل فعل أتى بو رسوؿ اهلل ‪ ‬يُوصف بأنو من مكارـ األخبلؽ ‪ ،‬ولو ٓب‬
‫يكن كذلك ؛ ما أتى بو رسوؿ اهلل ‪ ‬الذي بُعث ليتمم مكارـ األخبلؽ ‪.‬‬
‫فمن أراد أف يرى رسوؿ اهلل ‪٩ - ‬بن ٓب يدركو من أمتو ‪ -‬فلينظر إٔب‬
‫القرآف ‪ ،‬فبل فرؽ بْب النظر إليو وبْب النظر إٔب رسوؿ اهلل ‪ ، ‬فكأف‬
‫القرآف أنشأ صورة جسدية يقاؿ ‪٥‬با ‪٧ :‬بمد بن عبد اهلل بن عبد ا‪٤‬بطلب ‪.‬‬
‫والقرآف كبلـ اهلل ‪ ،‬وىو صفتو ‪ ،‬فكاف سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬صفة ا‪٢‬بق تعأب‬
‫ٔبملتو ‪ ،‬فإنو ‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ] {النساء ‪ . }ٛٓ :‬ألنو‬
‫تعأب قاؿ فيو ‪[ :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ] {النجم ‪ . }ٖ :‬فهو ‪ ‬لساف ا‪٢‬بق ‪.‬‬
‫فيكوف سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬ما فُقد من الدار الدنيا ‪ ،‬ألنو صورة القرآف العظيم ‪.‬‬
‫فمن كاف خلقو القرآف من ورثتو ‪ ،‬وأحيا سنة ا‪٤‬بصطفى ‪ ، ‬فقد بعث‬
‫ٔ‪ -‬رواه الطرباين ُب األوسط وُب مكارـ األخبلؽ والبيهقي ُب الشعب والتربيزي ُب مشكاة‬
‫ا‪٤‬بصابيح عن جابر بن عبد اهلل ‪ . ‬وُب موطأ اإلماـ مالك بلفظ ‪ُٔ [ :‬م ِع ثْ ُ‬
‫ً ِٕ ُمتَ ِّ َؿ‬
‫ُ٘م ْس َـ ْإ َ‪ٙ‬مْ َال ِق ] ‪.‬‬

‫‪- 418 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىوإنكىلعلىىخلقىرظوم‬
‫‪‬‬
‫سيدنا ‪٧‬بمداً ‪ ‬من قربه ‪ .‬فحياة رسوؿ اهلل ‪ ‬بعد موتو ىي حياة سنتو ‪:‬‬
‫فإنو‬ ‫[ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ] {ا‪٤‬بائدة ‪. }ٖٕ :‬‬

‫اجملموع األًب ‪ ،‬والربنامج األكمل ‪.‬‬


‫شرع لنا رسوؿ اهلل ‪ ‬من مكارـ األخبلؽ وحسن األدب ‪ ،‬ما علَّمنا بو‬
‫كيف نتعامل مع اهلل تعأب ‪ ،‬وكيف نتعامل مع ما سوى اهلل من َملَك مطهر ‪،‬‬
‫ورسوؿ مكرـ ‪ ،‬وإماـ جعل اهلل أمور ا‪٣‬بلق بيده ‪ ،‬وزوج وزوجة ‪ ،‬وقرابة وولد ‪،‬‬
‫وخادـ وجارية ‪ ،‬ودابة وحيواف ونبات و‪ٝ‬باد ‪ ،‬فمن اتبع رسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب‬
‫ذلك كلو ‪ ،‬كاف منو ‪ ، ‬وىو ‪ ‬منو ‪.‬‬
‫أورد الرازي والنيسابوري ُب تفسّبيهما عن رسوؿ اهلل ‪ ‬أنو قاؿ ‪:‬‬
‫[ت َّؾ ُؼقا ٔمِ َل ْ‪ٙ‬م ِ‬
‫الق اهللِ] ‪ .‬وىو ما تطلق عليو الطائفة مصطلح ‪ :‬التحلي ‪.‬‬ ‫ََ‬

‫ٍ َ‬ ‫ِ‬
‫ْض ‪َٗ ،‬م َع َؾ ُف‬ ‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬إِ َّن هللِ – َ‪٣‬م َّز َو َٗم َّؾ ‪٬َ -‬م ْق ً٘مو م ْـ َز َٔم ْر َٗمد أ ْ‪ٙ‬م َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ش ‪٫َ ،‬م َت ِ ِ‬
‫ً‬ ‫‪٥‬م ‪َٙ ،‬م َؾ ْؼ ُ‬ ‫ا‪٬‬مراْح َ‬ ‫ى ‪٩‬مقف ‪ :‬إِ ِّين َأ َكو اهللُ َٓ إِ َ‪٬‬م َف إِ َّٓ َأ َكو ‪َ ،‬أ ْر َ٘م ُؿ َّ‬ ‫َ‬ ‫ً ا‪٬‬م َع ْر ِ‬ ‫َ ْحت َ‬
‫وء ٔمِخُ ُؾ ٍؼ ِمـْ َفو ‪َ -‬م َع َ‪٠‬م َفو َد ِة َأ ْن َّٓ إِ َ‪٬‬م َف إِ َّٓ‬ ‫ِ‬
‫‪٧‬م َو َٖم َال َٖمَم َئي ُ‪ٙ‬م ُؾ ٍؼ ‪َ ،‬م ْـ َٗم َ‬
‫ٔمِ ْض َع َي َ‪٣‬م َ َ‬
‫الـَّ َي] (ٔ) ‪.‬‬ ‫اهللُ ‪َ -‬د َ‪ٙ‬م َؾ َ‬

‫ٔ‪ -‬هبذا اللفظ رواه الطرباين ُب األوسط وأبو الشيخ ُب العظمة وابن مردويو والبيهقي ُب‬
‫الشعب عن أنس ‪ . ‬وبلفظ ‪[ :‬إن ٔم‪٥‬م يدي ا‪٬‬مرْحـ ٕمبورك وٕمعو‪٦‬م ‪٬‬مق٘م ًو ‪٩ ،‬مقف ٖمالٖمَمئي‬
‫وَخس ‪٣‬م‪٧‬مة ذيعي ‪ ،‬يؼقل ا‪٬‬مرْحـ ‪ :‬و‪٣‬مزيت وٗمالٓم ٓ ُيقئـل ‪٣‬مبد مـ ‪٣‬مبودي ‪ ٓ -‬ي‪٧‬مك ِب =‬

‫‪- 419 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫وإنكىلعلىىخلقىرظومىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫وشهادة اهلل تعأب ُب حق رسولو ‪ ، ‬بقولو ‪[ :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ]‬


‫{القلم ‪ }ٗ :‬تعِب أنو ‪ ‬متخلق هبا ‪ٝ‬بيعا ‪.‬‬
‫ُسئِ َل اإلماـ ا‪١‬بنيد ‪ ‬عن ا‪٤‬بعرفة والعارؼ فقاؿ ‪٬َ ( :‬م ْق ُن ا‪ٚ‬مَ ِوء َ‪٬‬م ْق ُن إِكَوئِ ِف) ‪.‬‬
‫أي ىو متخلق بأخبلؽ اهلل تعأب ‪ ،‬حٌب كأنو ىو ‪ ،‬وما ىو ىو ‪ ،‬وىو ىو ‪.‬‬
‫األديب ىو ا‪١‬بامع ‪٤‬بكارـ األخبلؽ ‪ ،‬والعليم بسفسافها ‪ ،‬ال يتصف هبا ‪،‬‬
‫بل ىو جامع ‪٤‬براتب العلوـ ؛ ‪٧‬بمودىا ومذمومها ‪ ،‬ألنو ما من شيء إال‬
‫والعلم بو أؤب من ا‪١‬بهل بو عند كل عاقل ‪ ،‬فاألدب ‪ٝ‬باع ا‪٣‬بّب ‪ ،‬وىو‬
‫ينقسم إٔب أربعة أقساـ ُب اصطبلح أىل اهلل ‪:‬‬
‫القسم األول ‪ :‬أدب الشريعة ‪ ،‬وىو األدب اإل‪٥‬بي ‪ ،‬الذي يتؤب اهلل تعليمو‬
‫بالوحي واإل‪٥‬باـ ‪ ،‬بو َّأدب اهلل تعأب نبيو ‪ ، ‬وبو َّأدبنا نبيو ‪ ، ‬فهو ‪‬‬
‫ا‪٤‬بؤِدب ‪ .‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪َ [ : ‬أ َّد َٔمـِل َر ِِّب َ‪٩‬م َل ْ٘م َس َـ ٕم َْل ِديبِل] (ٔ) ‪.‬‬
‫ا‪٤‬ب َؤَدب و َ‬
‫= ‪٠‬مقئ ًو ‪٩ -‬مقف وا٘مدة مـؽـ ‪ ،‬إٓ أد‪ٙ‬مؾتف الـي] ‪ .‬أخرجو عبد بن ‪ٞ‬بيد ُب مسنده وأبو يعلى‬
‫عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪ . ‬وبلفظ ‪[ :‬إن هلل ٕمعو‪٦‬م موئي ‪ٙ‬مؾؼ و‪ٟ‬مبعي ‪٣‬م‪٧‬م ‪ٙ‬مؾؼو ‪ ،‬مـ إٔمك‬
‫ٔمخؾؼ مـفو ‪ ،‬د‪ٙ‬مؾ الـي] رواه ا‪٢‬بكيم الَبمذي ُب نوادر األصوؿ والطرباين ُب مكارـ‬
‫األخبلؽ عن سيدنا عثماف ‪. ‬‬
‫ٔ‪ -‬ذكره العسكري ُب كتابو " األمثاؿ " والسرقسطى ُب كتابو "الدالئل " والسيوطي ُب كتابو "‬
‫ا‪١‬بامع الصغّب " وابن السمعاين ُب " أدب اإلمبلء " وأبو نعيم األصفهاين ُب تاريخ أصبهاف ‪.‬‬
‫ومعُب ا‪٢‬بديث صحيح ‪ ،‬ولكن سنده ضعيف ‪ ،‬وإف صححو أبو الفضل بن ناصر ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪- 411 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىوإنكىلعلىىخلقىرظوم‬
‫‪‬‬
‫والقسم الثاني ‪ :‬ىو األدب مع رسوؿ اهلل ‪ ، ‬وىو مفتاح كل خّب ‪،‬‬
‫ومغبلؽ كل شر ‪ .‬انظر إٔب ساداتنا من الصحابة ؛ كيف كاف أحدىم ‪ -‬إذا‬
‫أساء شخص األدب مع رسوؿ اهلل ‪ - ‬يسل سيفو ‪ ،‬ويهم بقتلو ‪ ،‬فما‬
‫استحق ا‪٢‬بياة من أساء األدب مع رسوؿ اهلل ‪ ، ‬ذلك فضبل عن خروجو‬
‫عن ا‪٤‬بلة اإلسبلمية ‪ ،‬بنص القرآف ‪ ،‬حيث قاؿ تعأب ‪[ :‬ﯜ ﯝ ﯞ‬

‫ﯟ ﯠﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦﯧ ﯨﯩ‬


‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ] {النساء ‪ . }ٙ٘ :‬وقاؿ ُب دقائق األدب‬
‫معو ‪[ : ‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬

‫ﯴ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ]‬
‫{ا‪٢‬بجرات ‪ . })٘ – ٗ( :‬فجعل ‪٦‬برد رفع الصوت بالنداء عليو ‪ ‬من السفو‬
‫وانعداـ العقل ‪ ،‬وجعل ‪٧‬ببتو تعأب وغفرانو رىن باتباع الرسوؿ ‪ ، ‬فقاؿ ‪:‬‬
‫[ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ‬

‫ﭼ ] {آؿ عمراف ‪. }ٖٔ :‬‬

‫والقسم الثالث ‪ :‬ىو أدب ا‪٣‬بدمة ‪ ،‬وىو ما أصطلحت عليو ا‪٤‬بلوؾ ُب‬
‫خدمة خدمها ‪ ،‬وملك أىل اهلل ىو اهلل ‪ ،‬فقد شرع لنا كيفية األدب ُب‬
‫خدمتو ‪ ،‬وىو معاملتنا إياه ‪ ،‬فيما ٱبتص بو دوف معاملة خلقو ‪ ،‬فهو‬

‫‪- 411 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫وإنكىلعلىىخلقىرظومىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫خصوص ُب أدب الشريعة ‪ ،‬ألف حكم الشريعة يتعلق ٗبا ىو حق هلل ‪ ،‬وٗبا‬
‫ىو حق للخلق ‪.‬‬
‫والقسم الرابع ‪ :‬أدب ا‪٢‬بق ‪ ،‬وىو األدب مع ا‪٢‬بق ُب أتباعو ‪ ،‬عند من‬
‫ك اهلل واليتو ؛‬
‫يظهر عنده وٰبكم بو ‪ ،‬أي األدب مع أولياء اهلل ‪ ،‬فمن َعَّرفَ َ‬
‫ترجع إليو ‪ ،‬وتقبلو وال ترده ‪ ،‬وال ‪ٙ‬بملك األنفة ‪ -‬إف كنت ذا كرب ُب السن‬
‫أو ا‪٤‬برتبة ‪ -‬وظهر ا‪٢‬بق عند من ىو أصغر منك ِسنا أو قَدراً ‪ -‬أف تتأدب‬
‫معو ‪ ،‬وتأخذ عنو ‪ ،‬وتعَبؼ بفضلو عليك ‪ .‬وىو جزء من آداب الشريعة ‪،‬‬
‫فإف أدب الشريعة ىو األـ لباقي األقساـ ‪.‬‬
‫قاؿ اهلل تعأب ‪ [ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬

‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ] {آؿ عمراف ‪. }ٖٔ :‬‬

‫دؿ ‪.‬‬
‫ذؿ ‪ ،‬ومن أحبو اهلل ّ‬
‫أحب اهلل ّ‬
‫ومن ّ‬
‫فاحملب ذليل ‪ ،‬واحملبوب ذو دالؿ ‪.‬‬
‫ولكن السؤاؿ ىو ‪ :‬كيف تعلم وٕب اهلل ؟ ‪ .‬أمامك طريقاف ‪:‬‬
‫الطريق األولى ‪ :‬الكشف ‪ ،‬فّبيك ا‪٢‬بق منازؿ ا‪٣‬بلق عنده ‪ ،‬فتعامل كل‬
‫طائفة ٗبنزلتها من اهلل ! ‪ .‬قاؿ ابن عطاء اهلل ‪ُ ‬ب ا‪٢‬بكم ‪( :‬سبحان من‬
‫لم يجعل الدليل على أوليائو إال من حيث الدليل عليو ‪ ،‬ولم يوصل‬
‫إليهم إال من أراد أن يوصل إليو) ‪.‬‬

‫‪- 412 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىوإنكىلعلىىخلقىرظوم‬
‫‪‬‬
‫والطريق الثانية ‪ :‬مبلزمة األدب اإل‪٥‬بي ‪ .‬واألدب اإل‪٥‬بي ىو ما شرعو‬
‫تعأب لعباده ُب رسلو ‪ ،‬وعلى ألسنتهم ‪ ،‬فالشرائع آداب اهلل الٍب نصبها‬
‫تأدب بأدب ا‪٢‬بق ‪ ،‬وعرؼ أولياء‬ ‫لعباده ‪ ،‬فمن َو ََّب ٕبق شرعو ‪ ،‬فقد ّ‬
‫ا‪٢‬بق ‪ .‬فإذا رأيت من ‪ٝ‬بع ا‪٣‬بّب بيديو ‪ ،‬ومؤلٮبا بو ‪ ،‬فتعلم أنو قد أخذ‬
‫بأدب اهلل ‪ ،‬فإف رسوؿ اهلل ‪ ‬يقوؿ لربو ‪ ،‬وىو الصادؽ ا‪٤‬بصدوؽ ‪،‬‬
‫العآب بربو ‪َ [ :‬واخل ْ ُ‪ٜ‬م ٔمِقَدَ ْي َؽ] (ٔ) ‪ .‬فا‪٣‬بّب ىو ‪ٝ‬باع مكارـ األخبلؽ ‪،‬‬
‫وىي معروفة عرفاً وشرعاً ‪.‬‬
‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪[ : ‬إكَم ُٔم ِع ْث ُ‬
‫ً ُِٕمتَ ِّ َؿ َمؽ ِ‬
‫َور َم ْإَ ْ‪ٙ‬م َال ِق] (ٕ) ‪ .‬ومعُب‬
‫ىذا أنو ‪٤‬با قسمت األخبلؽ إٔب مكارـ وإٔب سفساؼ ‪ ،‬وظهرت مكارـ‬
‫األخبلؽ كلها ُب الشرائع ا‪٤‬بنزلة على األنبياء والرسل ‪ ،‬وتبْب سفسافها من‬
‫ٔ‪ -‬رواه مالك ُب ا‪٤‬بوطأ ومسلم ُب صحيحو وأبو داود والبيهقي ُب السنن وأبو عوانة وا‪٢‬بميدي‬
‫عن عبد اهلل بن عمر ‪ . ‬وأبو عوانة والدارقطِب وابن حباف والبيهقي ُب ا‪٤‬بعرفة والطحاوي‬
‫عن اإلماـ علي بن أيب طالب كرـ اهلل وجهو ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه هبذا اللفظ البيهقي ُب السنن و‪ٛ‬باـ ُب فوائده والشهاب القضاعي ُب مسنده وا‪٤‬باوردي‬
‫ُب أدب الدنيا والدين والقاضي عياض ُب الشفا عن أيب ىريرة ‪ . ‬وبلفظ [إكَم ُٔم ِعثْ ُ‬
‫ً‬
‫ُِٕمتَ ِّ َؿ َصو‪٬‬مِ َح ْإَ‪ٙ‬مْ َال ِق] رواه أ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم وصححو والبيهقي ُب الشعب والطحاوي وابن‬
‫بشراف ُب أماليو والبخاري ُب األدب وا‪٣‬برائطي ُب مكارـ األخبلؽ عن أيب ىريرة ‪ ‬وابن‬
‫أيب شيبة عن زيد بن أسلم ‪ . ‬وبلفظ [إكَم ُٔم ِع ْث ًُ ُِٕمتَ ِّ َؿ ُ٘م ْس َـ ْإَ ْ‪ٙ‬م َال ِق] رواه مالك ُب‬
‫ا‪٤‬بوطأ والتربيزي ُب مشكاة ا‪٤‬بصابيح ببلغا ‪.‬‬

‫‪- 413 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫وإنكىلعلىىخلقىرظومىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫مكارمها عند ا‪١‬بميع ‪ ،‬وما ُب العآب ‪ -‬على ما يقوـ عليو الدليل ويعطيو‬
‫الكشف وا‪٤‬بعرفة ‪ -‬إال أخبلؽ اهلل ‪ ،‬فكلها مكارـ ‪ ،‬فما ٍب سفساؼ أخبلؽ ‪.‬‬
‫فبعث رسوؿ اهلل ‪ ‬بالكلمة ا‪١‬بامعة إٔب الناس كافة ‪ ،‬وأوٌب جوامع الكلم ‪،‬‬
‫وكل نيب تقدمو على شرع خاص ‪ ،‬فأخرب ‪ ‬أنو بُعث ليتمم مكارـ‬
‫األخبلؽ ‪ ،‬فما ترؾ ‪ُ ‬ب العآب سفساؼ أخبلؽ ؛ إال وأباف لنا مصارؼ‬
‫‪٥‬بذا ا‪٤‬بسمى سفساؼ أخبلؽ ‪ ،‬من حرص وحسد وشره وٖبل وفزع ‪ ،‬وكل‬
‫صفة مذمومة ‪ ،‬فأعطانا ‪٥‬با مصارؼ ؛ إذا أجريناىا على تلك ا‪٤‬بصارؼ ‪،‬‬
‫عادت مكارـ أخبلؽ ‪ ،‬وزاؿ عنها اسم الذـ ‪ ،‬وكانت ‪٧‬بمودة ‪ ،‬فتمم اهلل بو‬
‫مكارـ األخبلؽ ‪ ،‬فبل ضد لو ‪ ،‬كما أنو ال ضد للحق ‪ ،‬وكل ما ُب الكوف‬
‫أخبلقو ‪ ،‬فكلها مكارـ ‪ ،‬ولكن ال تُعرؼ ‪ ،‬وما أمر اهلل باجتناب ما ٯبتنب‬
‫منها ؛ إال العتقادىم فيها أهنا سفساؼ أخبلؽ ‪ ،‬وأوحى إٔب نبيو ‪ ‬أف‬
‫يبْب مصارفها ‪ ،‬ليتنبهوا ‪ .‬فمنا َم ْن َعلِ َم ‪ ،‬ومنا َم ْن َج ِه َل ‪ ،‬فهذا معُب قولو‬
‫‪ ‬أنو بعث ليتمم مكارـ األخبلؽ ‪ ،‬وبو كاف خا‪ٛ‬باً ‪.‬‬

‫‪- 414 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالخلة‬
‫‪‬‬

‫اخلل٘‬
‫[ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ] {النساء ‪. }ٕٔ٘ :‬‬ ‫قاؿ اهلل تعأب ‪:‬‬
‫ًْ مت ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َّخ ًذا‬ ‫قل اهلل ‪َ [ : ‬أ َٓ إِ ِّين َأ ْٔم َر ُأ إِ َ‪٦‬م ‪٫‬م ُِّؾ ‪ٙ‬مؾ م ْـ ‪ٙ‬م ِّؾف ‪َ .‬و َ‪٬‬م ْق ُ‪٫‬مـ ُ ُ‬
‫َ‪٫‬م َچمل َر ُ‪٠‬م ُ‬
‫و٘م َبؽ ُْؿ َ‪ٙ‬مؾِ ُقؾ اهلل] (ٔ) ‪.‬‬ ‫َ‪ٙ‬مؾِ ًقال ؛ َٓ َّت َْذ ُت َأٔمو ٔمؽ ٍْر َ‪ٙ‬مؾِ ًقال ‪ .‬إِ َّن ص ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫إ٭با تربأ رسوؿ اهلل ‪ ‬من كل ِخل ‪ ،‬ألف ا‪٤‬بخاللة ا‪٢‬بقيقية ال تصح إال بْب‬
‫اهلل وبْب عبده ‪ ،‬وىو مقاـ الفناء ‪.‬‬
‫وال تصح ا‪٤‬بخاللة بْب ا‪٤‬بخلوقْب ‪.‬‬
‫ولكن قد انطلق اسم األخبلء على الناس ‪ ،‬وقُ ِ‬
‫ص َد بو الصحبة ‪ُ ،‬ب قولو‬
‫[ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ] {الزخرؼ ‪:‬‬ ‫تعأب ‪:‬‬
‫‪ . }ٙٚ‬فا‪٣‬بلة ىنا ا‪٤‬بعاشرة ‪ ،‬وقد ورد عن رسوؿ اهلل ‪ ‬أنو قاؿ ‪ْ [ :‬‬
‫ا‪ٚ‬مر ُء‬
‫يـ َ‪ٙ‬مؾِقؾِ ِف ‪٩َ ،‬م ْؾ َقـْ ُظ ْر َأ َ٘مدُ ‪٫‬م ُْؿ َم ْـ ُ ََيو‪٬‬مِ ْؾ] (ٕ) ‪.‬‬
‫َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِد ِ‬

‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو والَبمذي وصححو وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد والنسائي والطرباين ُب الكبّب‬
‫واألوسط وأبو يعلى وا‪٢‬بميدي وابن حباف والطيالسي والبزار عن ابن مسعود ‪. ‬‬
‫ٕ‪ -‬رواه أ‪ٞ‬بد وأبو داود والَبمذي وا‪٢‬باكم وصححو وابن بطة ُب اإلبانة والبيهقي ُب الشعب‬
‫وعبد بن ‪ٞ‬بيد والشهاب والطيالسي وابن راىويو وابن بشراف وا‪٣‬برائطي وابن ا‪٤‬بقرئ عن أيب‬
‫ىريرة ‪. ‬‬

‫‪- 415 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الخلةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫وقيل ُب مقاـ ا‪٣‬بلة ‪:‬‬


‫قؾ َ‪ٙ‬مؾِقــــال‬
‫اخلؾِ ُ‬
‫َؤمِـــ َذا ُ‪ٟ‬م ِّؿ َل َ‬ ‫وح ِم ِّـل‬
‫ا‪٬‬مر ِ‬
‫ؽ ُّ‬ ‫َ‪٪‬مدْ َ َت َّؾ ْؾ َ‬
‫ً َم ْس َؾ َ‬

‫وإ٭با قلنا أنو ال تصح ا‪٣‬بلة إال بْب اهلل وبْب عبده ‪ ،‬ألف وجود أعياف‬
‫األشياء ىو عْب قيامها با‪٢‬بق ال غّب ‪ ،‬ووجود الشيء ال ٲبتاز عن عينو ‪،‬‬
‫فلهذا ال تصح ا‪٣‬بلة إال بْب اهلل وعبيده خاصة ‪ ،‬إذ ىذا ا‪٢‬باؿ ال يكوف بْب‬
‫ا‪٤‬بخلوقْب ‪ ،‬ألنو ال يُستفاد من ‪٨‬بلوؽ وجود عْب ‪ ،‬فاعلم ذلك ‪.‬‬
‫واعلم أف شروط ا‪٣‬بلة ال تصح بْب ا‪٤‬بؤمنْب ‪ ،‬وال بْب النيب وتابعيو ‪.‬‬
‫فإذا ٓب تصح شروطها ‪ ،‬ال تصح ىي ُب نفسها ‪.‬‬
‫ا‪٤‬بؤمن تصح ا‪٣‬بلة بينو وبْب اهلل ‪ ،‬وال تصح بينو وبْب الناس ‪ ،‬لكن تسمى‬
‫ا‪٤‬بعاشرة الٍب بْب الناس ‪ -‬إذا تأكدت ُب غالب األحواؿ ‪ -‬خلة ‪.‬‬
‫والنيب ليس لو خليل ‪ ،‬وال ىو صاحب ألحد سوى اهلل ‪ ،‬لذا فقد كاف‬
‫ا‪٬‬مس َػ ِر ‪َ ،‬واخلؾِق َػ ُي‬
‫ى ِّم َّ‬
‫ِ‬
‫ا‪٬‬مصو٘م ُ‬
‫ًْ َّ‬‫رسوؿ اهلل ‪ ‬يقوؿ ُب دعائو ‪[ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َأك َ‬
‫ِّم ْإَ ْه ِؾ] (ٔ) ‪ .‬فبل خليل إال اهلل ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو وأبو داود والَبمذي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي والنسائي والدارمي وابن حباف‬
‫وابن خزٲبة عن ابن عمر ‪ . ‬وأبو داود والَبمذي والنسائي وأ‪ٞ‬بد وا‪٢‬باكم عن أيب ىريرة‬
‫‪ . ‬والَبمذي وأ‪ٞ‬بد والبيهقي والنسائي وابن خزٲبة عن عبد اهلل بن سرجس ‪ . ‬وأ‪ٞ‬بد‬
‫وابن أيب شيبة والبيهقي والطرباين وأبو يعلى وابن حباف عن ابن عباس ‪ . ‬والنسائي وأبو‬
‫يعلى عن الرباء ‪. ‬‬
‫‪- 416 -‬‬ ‫‪‬‬
‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالخلة‬
‫‪‬‬
‫إذا ‪ٚ‬بللت ا‪٤‬بعرفة باهلل أجزاء العارؼ ‪ ،‬ال يبقى فيو أي جزء إال وقد حلت‬
‫فيو معرفة ربو ‪ ،‬فهو عارؼ بو بكل جزء فيو ‪ ،‬ولوال ذلك ما انتظمت‬
‫أجزاؤه ‪ ،‬وال ظهرت روحانيتو ‪ .‬فإذا أحس اإلنساف ٗبا ذكرناه ‪ ،‬و‪ٙ‬بقق بو‬
‫وجوداً وشهوداً ‪ ،‬كاف خليبلً ‪ ،‬فمن حصل ُب ىذا ا‪٤‬بقاـ ‪ ،‬كاف حالو ُب‬
‫العآب نعت ا‪٢‬بق ‪ ،‬فبو يرزؽ مع كفر النعم ‪ ،‬وٲبلي ‪ ،‬ليزداد ذلك الشخص‬
‫إ‪ٜ‬باً ‪ ،‬فيظهر عظم ا‪٤‬بغفرة وسلطاف العفو والتجاوز ‪ .‬وذلك ألف ‪٧‬ببة اهلل‬
‫تعأب قد ‪ٚ‬بللت نفسو ‪ ،‬وخالطتها ‪٨‬بالطة تامة ‪ ،‬أو لتخلقو بأخبلقو تعأب ‪،‬‬
‫ومن ىنا كاف من صفات ا‪٣‬بليل إكراـ الضيف واإلحساف إليو ولو كاف‬
‫الرب والفاجر ‪ .‬وروي أنو نزؿ‬
‫كافراً ‪ ،‬فإف من صفات اهلل تعأب اإلحساف إٔب ِّ‬
‫ضيف من غّب ملة إبراىيم ‪ ،‬بإبراىيم ‪ ، ‬فقاؿ لو إبراىيم ‪َ :‬و ِّحد اهلل‬
‫حٌب أكرمك وأضيفك ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬يا إبراىيم من أجل لقمة أترؾ ديِب ودين‬
‫ك ‪ٕ ،‬ب سبعوف‬ ‫ص َدقَ َ‬
‫آبائي ! ‪ .‬فانصرؼ عنو ‪ ،‬فأوحى اهلل إليو ‪ :‬يا إبراىيم َ‬
‫سنة أرزقو ‪ ،‬وىو يشرؾ يب ‪ ،‬فَبيد أنت منو أف يَبؾ دينو ودين آبائو ألجل‬
‫لقمة ! ‪ .‬فلحقو إبراىيم ‪ ، ‬وسألو الرجوع إليو ليقريو ‪ ،‬واعتذر إليو ‪ ،‬فقاؿ لو‬
‫ا‪٤‬بشرؾ ‪ :‬يا إبراىيم ما بدا لك ؟ ‪ .‬فقاؿ ‪ : ‬إف ريب عتبِب فيك ‪ ،‬وقاؿ‬
‫ٕب ‪ :‬أنا أرزقو منذ سبعْب سنة على كفره يب ‪ ،‬وأنت تريد منو أف يَبؾ دينو‬
‫ودين آبائو ألجل لقمة ! ‪ .‬فقاؿ ا‪٤‬بشرؾ ‪ :‬أََوقَ ْد وقع ىذا ! ‪ .‬مثل ىذا‬
‫ينبغي أف يُعبد ‪ ،‬فأسلم ورجع مع إبراىيم ‪ ‬إٔب منزلو ‪ٍ .‬ب عمت كرامتو‬

‫‪- 417 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الخلةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫خلق اهلل من كل وارد ورد عليو ‪ ،‬فقيل لو ُب ذلك ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬تعلمت الكرـ‬
‫من ريب ‪ ،‬رأيتو ال يضيع أعداءه فبل أضيعهم ‪ ،‬فأوحى اهلل إليو ‪ :‬أنت‬
‫خليلي حقاً ‪.‬‬

‫فهو تعأب‬ ‫[ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ] {البقرة ‪. }ٕٔ٘ :‬‬ ‫قاؿ تعأب ‪:‬‬
‫ما نبهنا على ا‪ٚ‬باذ مقاـ إبراىيم ‪ ‬مصلى ‪ ،‬إال لنناؿ ما نالو من ا‪٣‬بلة ‪،‬‬
‫على قدر ما يعطيو حالنا ‪ .‬فإف اهلل أمرنا أف نتخذه مصلى ‪ ،‬ونبهنا ُب صفة‬
‫ُمؿ ٍد ‪َ ،‬و َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‬
‫آل‬ ‫النيب ‪ ‬فقاؿ لنا ‪٪ُ [ :‬مق ُ‪٬‬مقا ‪ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َص ِّؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ َ َّ‬
‫الصبلة على ّ‬
‫ِ‬ ‫ُم َّؿ ٍد ‪٫ ،‬م َََم َص َّؾ ْق َ‬
‫ً َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م إِ ْٔم َراه َ‬
‫قؿ] (ٔ) ‪.‬‬ ‫َُ‬

‫آل ُ َُم َّؿ ٍد] وا‪٤‬بؤمنوف آلو ‪.‬‬


‫ُمؿ ٍد ‪َ ،‬و َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ِ‬
‫قولو ‪[ :‬ا‪٬‬م َّؾ ُف َّؿ َص ِّؾ َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م ُ َ َّ‬
‫ِ‬
‫ً َ‪٣‬م َ‪ٛ‬م إِ ْٔم َراه َ‬
‫قؿ] أي كما أعطيت إبراىيم ا‪٣‬بلة ‪.‬‬ ‫[‪٫‬م َََم َص َّؾ ْق َ‬

‫فلما دعونا هبا لرسوؿ اهلل ‪ ‬؛ أجاب اهلل دعاءنا فيو ‪ ،‬لنتخذ عنده يداً‬
‫بذلك ‪ ،‬فصلى اهلل عنو علينا بذلك عشراً ‪ ،‬فقاـ تعأب عن نبيو ‪‬‬
‫با‪٤‬بكافأة لنا ‪ ،‬عناية منو ‪ ،‬بو ‪ ،  ،‬وتشريفاً لو ‪ ،‬حيث ٓب تكمل ا‪٤‬بكافأة‬
‫‪‬‬‫ُب ذلك ‪٤‬بلَك ‪ ،‬وال غّبه ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬رواه البخاري ُب صحيحو وأبو داود والَبمذي والنسائي وابن ماجة عن كعب بن عجرة ‪. ‬‬
‫والبخاري والنسائي وابن ماجة عن أيب سعيد ا‪٣‬بدري ‪ . ‬وابن ماجة عن أيب ‪ٞ‬بيد‬
‫‪‬‬‫الساعدي ‪. ‬‬

‫‪- 418 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىالخلة‬
‫‪‬‬

‫النيب ‪٤ - ‬با حصلت اإلجابة من اهلل فيما دعوناه فيو لنبيو ‪: - ‬‬
‫فقاؿ ّ‬
‫ض َ‪ٙ‬مؾِ ًقال ‪َّ َٓ ،‬ت َْذ ُت ا ْٔم َـ َأ ِِب ُ‪٪‬م َحو َ‪٩‬م َي َ‪ٙ‬مؾِ ًقال ‪،‬‬
‫َّخ ًذا ِم ْـ َأ ْه ِؾ ْإَ ْر ِ‬
‫ًْ مت ِ‬
‫[ َ‪٬‬م ْق ُ‪٫‬مـ ُ ُ‬
‫هلل] (ٔ) ‪ .‬ولكن صاحبكم ‪ -‬يعِب نفسو ‪- ‬‬ ‫قؾ ا ِ‬ ‫و٘م ُبؽ ُْؿ َ‪ٙ‬مؾِ ُ‬
‫و َ‪٬‬مؽِـ ص ِ‬
‫َ ْ َ‬
‫خليل اهلل ‪.‬‬
‫ولو صحت لو ىذه ا‪٣‬بلة ‪ ،‬من قبل دعاء أمتو لو بذلك ‪ ،‬لكاف غّب مفيد‬
‫صبلتنا عليو ‪ ،‬أي دعاءنا لو بذلك ‪.‬‬
‫فإف قيل قد حصلت ا‪٣‬بلة بدعاء الصحابة أوالً ‪ ،‬فما فائدة دعائنا ‪ -‬و‪٫‬بن‬
‫مأموروف ُب ىذا الوقت بالصبلة عليو ‪ -‬مع حصوؿ ا‪٣‬بلة ؟ ‪.‬‬
‫فنقوؿ ‪ :‬رٗبا ناؿ ا‪٣‬بلة قبل دعاء أصحابو ‪ ،‬وتكوف نسبة دعائهم هبا لو ‪،‬‬
‫كدعائنا اليوـ ‪ .‬وحكم ا‪٣‬بلة ما ظهر ىنا ‪ ،‬وإ٭با يظهر ذلك ُب اآلخرة ‪،‬‬
‫ففي اآلخرة تُناؿ ا‪٣‬بلة ‪ ،‬لظهور حكمها ىناؾ ‪ ،‬و ّأما الذي يظهر ىنا منها ؛‬
‫لوامع تبدو ‪ ،‬وتؤذف بأنو قد أُ ِّى َل ‪٥‬با ‪ ،‬واعتُِب بو ‪.‬‬
‫وٲبكن ا‪١‬بواب بأف لكل نفس منا حظا من سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ، ‬وىو الصورة‬
‫ٔ‪ -‬رواه مسلم ُب صحيحو والَبمذي وصححو وابن ماجة وأ‪ٞ‬بد وابن أيب شيبة والنسائي ُب‬
‫السنن الكربى والطرباين وابن أيب حاًب والبيهقي والبزار وابن أيب عاصم ُب السنة عن عبد اهلل‬
‫بن مسعود ‪ . ‬والَبمذي وحسنو وأ‪ٞ‬بد والبيهقي وأبو يعلى وا‪٢‬بميدي وابن حباف‬
‫والطيالسي عن أيب ا‪٤‬بعلَّى ‪ . ‬والَبمذي وحسنو عن أيب ىريرة ‪ . ‬والطرباين عن أيب واقد‬
‫الليثي ‪. ‬‬

‫‪- 419 -‬‬ ‫‪‬‬


‫أناىمحمدىوأناىأحمد ى‬ ‫الخلةىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫الٍب ُب باطنو ‪ ،‬أعِب ُب باطن كل إنساف منو ‪[ : ‬ﭱ ﭲ ﭳ‬

‫ﭴ ﭵ ﭶ] {ا‪٢‬بجرات ‪ . }ٚ :‬فهو ‪ُ ‬ب كل نَ ٍ‬


‫فس ‪ ،‬بصورة ما يعتقده فيو‬
‫كل شخص ‪ ،‬فيدعو لو بالصبلة عليو ا‪٤‬بذكورة ‪ ،‬فتَناؿ تلك الصورة احملمدية‬
‫الٍب عنده ‪ ،‬تلك ا‪٢‬باؿ ا‪٤‬بدعو هبا ‪ ،‬بدعائو والصبلة عليو ‪ ،‬فما حصلت لو‬
‫‪ ‬ا‪٣‬بلة ‪ ،‬من ىذا الوجو ‪ ،‬إال بعد دعاء كل نفس لو ‪ ، ‬واهلل أعلم ‪.‬‬

‫‪- 421 -‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬

‫فهرس املـحتوى‬

‫‪- 421 -‬‬ ‫‪‬‬


- 422 - 
‫ىأناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىفكرسىالمحتوى‬
‫‪‬‬

‫فهرس احملتوى‬

‫الصفحة‬ ‫الموضػ ػ ػػوع‬


‫‪3‬‬ ‫حديث شريف‪.................................................................‬‬
‫‪5‬‬ ‫ترجمة موالنا العارؼ باهلل سيدي صالح الدين التجاني ‪................‬‬
‫‪29‬‬ ‫متن كتاب ‪ :‬أنا محمد وأنا أحمد‬
‫‪32‬‬ ‫تمهيد ‪.........................................................................‬‬
‫‪38‬‬ ‫نورانيتو ‪........................................................... ‬‬
‫‪44‬‬ ‫بشريتو ‪............................................................ ‬‬
‫‪56‬‬ ‫الخليفة ‪................................................................... ‬‬
‫‪63‬‬ ‫خلفاء رسول اهلل ‪........................................................ ‬‬
‫‪79‬‬ ‫التبعية المحمدية ‪.............................................................‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪‬‬
‫السجود للنبي ‪............................................................ ‬‬
‫‪94‬‬ ‫الوحي ‪........................................................................‬‬
‫‪111‬‬ ‫صفة الوحي ‪...........................................................‬‬
‫‪117‬‬ ‫القرآن والسنة ‪...............................................................‬‬
‫‪115‬‬ ‫‪‬‬
‫القدوة ‪.................................................................... ‬‬
‫‪121‬‬ ‫مقدمة في الطاعة والمعصية ‪.................................................‬‬
‫‪131‬‬ ‫‪‬‬‫طاعتو ومعصيتو ‪.......................................................... ‬‬
‫‪139‬‬ ‫مسألة رضاع الكبير ‪...................................................‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪142‬‬ ‫مسألة أمره ‪ ‬للبراء ‪ ‬بلبس الذىب ‪................................‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪143‬‬ ‫مسألة ترخيصو ‪ ‬لعبد الرحمن بن عوؼ والزبير بن العوام ‪ ‬بلبس الحرير‪..‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪145‬‬ ‫مسألة الذبح قبل صالة األضحى ‪.......................................‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪- 423 -‬‬ ‫‪‬‬


‫فكرسىالمحتوىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىأناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى‬

‫الصفحة‬ ‫الموضػ ػ ػػوع‬


‫‪146‬‬ ‫مسألة إقراره ‪ ‬شهادة خزيمة بن ثابت األنصاري ‪ ‬بشهادة رجلين ‪....‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪149‬‬ ‫مسألة إقطاعو ‪ ‬تميما الداري ‪ ‬أرض قومو بالشام ‪...................‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪151‬‬ ‫مسألة اختصاصو ‪ ‬سراقة بن مالك ‪ ‬بسواري كسرى ومنطقو وتاجو ‪..‬‬ ‫‪-7‬‬
‫‪153‬‬ ‫مسألة ترخيصو ‪ ‬لمعاذ بن جبل ‪ ‬في قبول الهدية ‪...................‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬مسألة إذنو ‪ ‬لإلمام علي بن أبي طالب كرم اهلل وجهو في الجمع بين‬ ‫‪-9‬‬
‫‪155‬‬ ‫اسمو وكنيتو في الولد الذي يولد لو بعده ‪................................‬‬
‫‪156‬‬ ‫‪ ‬مسألة إذنو ‪ ‬لإلمام علي كرم اهلل وجهو بالمكوث في المسجد النبوي ُجنُبًا‬
‫‪-11‬‬
‫‪ ‬مسألة تحريمو ‪ ‬على اإلمام علي بن أبي طالب كرم اهلل وجهو أن يتزوج‬ ‫‪-11‬‬
‫‪157‬‬ ‫على السيدة فاطمة الزىراء رضي اهلل عنها ‪..............................‬‬
‫‪159‬‬ ‫خاتمة ‪.................................................................‬‬
‫‪174‬‬ ‫التشهد ‪........................................................................‬‬
‫‪178‬‬ ‫الصالة على النبي ‪........................................................ ‬‬
‫‪186‬‬ ‫حياة النبي ‪ ‬بعد انتقالو ‪..............................................‬‬
‫‪189‬‬ ‫صالة الفاتح ‪...........................................................‬‬
‫‪216‬‬ ‫جوىرة الكمال‪.........................................................‬‬
‫‪222‬‬ ‫رؤية النبي ‪................................................................ ‬‬
‫‪237‬‬ ‫‪‬‬ ‫دعوني ما تركتكم ‪............................................................‬‬
‫‪246‬‬ ‫التجلي الذاتي والتجلي األسمائي والصفاتي ‪................................‬‬
‫‪251‬‬ ‫التجلي الذاتي في الموت ‪................................................‬‬
‫‪254‬‬ ‫التجلي الذاتي في المرض ‪...............................................‬‬
‫‪257‬‬ ‫التجلي الذاتي في البالء ‪.................................................‬‬
‫‪261‬‬ ‫اسم اهلل األعظم ‪..............................................................‬‬
‫‪264‬‬ ‫األسماء النبوية‪................................................................‬‬
‫‪278‬‬ ‫جل جاللو ‪................................................................‬‬
‫اهلل َّ‬
‫‪- 424 -‬‬ ‫‪‬‬
‫ىأناىمحمدىوأناىأحمد ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىفكرسىالمحتوى‬
‫‪‬‬

‫الصفحة‬ ‫الموضػ ػ ػػوع‬


‫‪281‬‬ ‫النور ‪..........................................................................‬‬
‫‪293‬‬ ‫األول واآلخر ‪................................................................‬‬
‫‪312‬‬ ‫الظاىر والباطن‪................................................................‬‬
‫‪318‬‬ ‫المؤمن ‪..........................................................................‬‬
‫‪321‬‬ ‫الغفار ‪..........................................................................‬‬
‫‪325‬‬ ‫الوكيل ‪........................................................................‬‬
‫‪328‬‬ ‫الحق‪............................................................................‬‬
‫‪341‬‬ ‫الولي ‪...........................................................................‬‬
‫‪357‬‬ ‫الولي والخليفة‪.............................................................‬‬
‫‪361‬‬ ‫حط الولي‪.................................................................‬‬
‫‪364‬‬ ‫معرفة الولي ‪...............................................................‬‬
‫‪367‬‬ ‫الشاىد والشهيد‪..............................................................‬‬
‫‪369‬‬ ‫الهادي ‪.........................................................................‬‬
‫‪375‬‬ ‫الرحمن الرحيم‪.................................................................‬‬
‫‪384‬‬ ‫الهجرة‪.........................................................................‬‬
‫‪396‬‬ ‫المنتهى ‪........................................................................‬‬
‫‪412‬‬ ‫وقل رب زدني علما‪...........................................................‬‬
‫‪417‬‬ ‫وإنك لعلى خلق عظيم‪........................................................‬‬
‫‪415‬‬ ‫خلَّة‪........................................................................... .‬‬
‫ال ُ‬
‫‪421‬‬ ‫فهرس المحتوى‪.................................................................‬‬
‫‪‬‬

‫‪- 425 -‬‬ ‫‪‬‬


‫مت حبمد اهلل تعاىل وتوفيقه اجلزء األول‬

‫ويليه‬

‫اجلزء الثاني إن شاء اهلل تعاىل‬

‫‪- 426 -‬‬ ‫‪‬‬

You might also like