Professional Documents
Culture Documents
1
1
الموضوع :
20/..........
يعتبر القانون اإلداري مجموعة القواعد القانونية غير المألوفة ،المتميزة عن قواعد القانون الخاص ،التي تتعلق
باإلدارة العامة حينما تتصرف كسلطة عامة خاصة في ممارسة الدولة لسيادتها من خالل أحد الوسائل األساسية أال و هي
الوظيفة العمومية التي تمثل ضمان هام في استمرارية المرفق العام وتحسين جودة خدماته بشكل مستمر ،و تمار س
اإلدارة نشاطها المرفق من خالل العصب النابض في الجهاز الحكومي المتمثل في الموظف و ذلك بهدف تحقيق أهدافها
من خالل التنظيم اإلداري للمارفق العامة.
كما أن للوظيفة العمومية أحكام تشريعية تختلف من دولة ألخرى ،بإضافة إلى ذلك فإنها حق دستوري مكفول لكل
مواطن و مواطنة و تكون ممارسته وفقا لشروط يحددها القانون ،حيث يحدد هذا األخير أيضا دور الموظف العام و
حقوقه وواجبات المترتبة عليه و شروط االلتحاق بالوظيفة و أيضا مسائلته تأديبيا في الوظيفة العامة.
كما أن لهذا الحق سهر من جهة هياكل مركزية للوظيفة العمومية التي تعهد إليها مهمة تسيير وتنظيم شؤون
التوظيف و الموظفين في مجال الوظيفة العمومية ،ومن جهة أخرى هيئات الوظيفة العامة التي تنشأ في إطار مشاركة
الموظفين في تسيير حياتهم المهنية كاللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء ،و المتمثلة في أنها هيئة استشارية أستحدثها نظام
الوظيفة العمومية ،و هذا بهدف اشتراك الموظف في تسيير حياته المهنية ،و ذلك بحسن تطبيق النصوص القانونية ،
والسلطة التقديرية العادلة ،كما أن لها دور قانوني هام في تسيير حياة الموظف العمومي مهنيا ،وتعتبر ضمانة هامة في
مجال المسائلة التأديبية ،و تتشكل هذه اللجنة من طرفين هما الموظفون و اإلدارة و ذلك بعدد متساو ،حيث أن عدد
األعضاء الممثلين للموظفين يكون بقدر عدد األعضاء الممثلين لإلدارة و ترأسها السلطة التي لها صالحية التعيين
المنصوص عليها قانونيا.
.1مفهوم اللجنة المتساوية األعضاء :
لم يقدم المشرع الجزائري تعريفا جامعا مانعا للجنة المتساوية األعضاء ،و اكتفى ببيان إحداثها و إنشائها و
عملها و تنظيمها من خالل مختلف التشريعات المتعاقبة منذ االستقالل إلى يومنا هذا ،و كذا بعض التعليمات الصادرة عن
المديرية العامة للوظيفة العمومية التي تتدخل بالشرح و التفصيل كلما دعت الحاجة ،سنحاول من خالل هذا المبحث
الوصول إلى مفهوم بسيط حول هذه اللجنة بعد دراسة تحليلية لبعض النصوص التشريعية و التنظيمية التي تناولت مسألة
إنشاء و تنظيم هذه اللجنة.
اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء هي هيئة استشارية استحدثها نظام الوظيفة العمومية ،الغرض منها اشتراك
الموظف في تسيير حياته المهنية ،وحسن تطبيق النصوص القانونية ،والحرص على أن تكون السلطة التقديرية عادلة وفق
ضوابط و .إجراءات لها دور هام قانوني في تسيير حياة الموظف العمومي مهنيا .وتتشكل من طرفين" هما الموظفون و
اإلدارة" ،وبعدد متساو :عدد األعضاء ممثلين للموظفين بقدر عدد األعضاء الممثلين لإلدارة وترأسها السلطة التي لها
صالحية التعين) في قطاع التربية مثال على مستوى الوالية يرأسها مدير التربية أو من ينوب عنه ( .
المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية وفقا للمادة -عرف األمر 03/06منه التي تنص على " :تنشأ
اللجان اإلدارية المتساوية األعضاء ،حسب الحالة ،لكل رتبة أو مجموعة رتب ،أو سلك أو مجموعة أسالك تتساوى
مستويات تأهيلها لدى المؤسسات و اإلدارات العمومية ،تتضمن هذه اللجان ،بالتساوي ،ممثلين عن اإلدارة وممثلين
منتخبين عن الموظفين " ،كما نلت المادة 06على " :تستشار اللجان اإلدارية المتساوية األعضاء في المسائل الفردية
التي تخص الحياة المهنية للموظفين ،وتجتمع زيادة على ذلك ،كلجنة ترسيم وكمجلس تأديبي".
.2تعريف اللجان اإلدارية المتساوية األعضاء :
تعتبر اللجان اإلدارية المتساوية األعضاء من بين هيئات وأجهزة الوظيفة العمومية ،التي تتواجد إلى جانب اللجان
األخرى ،ولذلك جاء هذا المبحث األول لتبيان مفهوم اللجان المتساوية األعضاء.
. 1.2تعريف األمر 03/06
المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية وفقا للمادة -عرف األمر 03/06منه التي تنص
على " :تنشأ اللجان اإلدارية المتساوية األعضاء ،حسب الحالة ،لكل رتبة أو مجموعة رتب ،أو سلك أو
مجموعة أسالك تتساوى مستويات تأهيلها لدى المؤسسات و اإلدارات العمومية ،تتضمن هذه اللجان ،
بالتساوي ،ممثلين عن اإلدارة وممثلين منتخبين عن الموظفين " ،كما نلت المادة 06على " :تستشار
اللجان اإلدارية المتساوية األعضاء في المسائل الفردية التي تخص الحياة المهنية للموظفين،وتجتمع زيادة
على ذلك ،كلجنة ترسيم وكمجلس تأديبي".
.2.2تعريف المرسوم التنفيذي : 199- 20
المتعلق باللجان اإلدارية المتساوية األعضاء في نص -عرف المرسوم التنفيذي 80المادة الثانية منه بقوله " :
تكون لدى المؤسسات و اإلدارات العمومية لجان إدارية متساوية األعضاء ،حسب الحالة ،لكل رتبة أو مجموعة من
الرتب ،لكل سلك أو مجموعة من األسالك .تتساوى مستويات تأهيلها ،ويؤخذ بعين االعتبار في جمع الرتب و األسالك
التي تتساوى مستويات تأهيلها طبيعة المهام لهذه الرتب أو األسالك و تعداداتها وكذا ضرورة الملحة و تنظيمها.
ما يالحظ أن المشرع حافظ على معيار تعريفه للجان المتساوية األعضاء في ظل األمر 03-06على أساس
المجال العضوي ،من خالل كيفية التشكيل -و المرسوم التنفيذي 199-20واإلختالالت المنوص عليها في التشريعات و
التنظيمات التي سبقتهما ،إال أن هناك تغييرات جوهرية مست اإلدارات التي تتواجد على مستواها وكذا المهام الموكلة
إليها .
.3نبذة تاريخية عن اللجان اإلدارية المتساوية األعضاء :
لقد نص المشرع الجزائري منذ أول قانون للوظيفة العمومية عن ضرورة تأسيس لجان إدارية متساوية األعضاء
كهيئة تشاركيه هدفها إشراك الموظف العام من خالل ممثليه في اللجنة المتساوية األعضاء في إدارة شؤونه المهنية ،و من
ناحية أخرى فدور اللجنة في ظل القانون 66 / 133في المجال التأديبي يختلف اختالفا جذريا عن دوره في ظل القانون
الحالي سنتطرق إليه الحقا ،و لعل من أهم الفروقات في النظام التأديبي للموظف هو تبني المشرع الجزائري للتقسيم
الثنائي في بداية األمر 1و هو ما يختلف عن النظام التأديبي في شكله الحالي و عليه سوف نتطرق لشكل اللجنة اإلدارية
المتساوية األعضاء في ظل أول قانون للوظيفة العمومية) الفرع األول ( ،و أول مرسوم الذي يحدد اختصاصات اللجنة
اإلدارية المتساوية ألعضاء في) الفرع الثاني(.
الفرع األول:اللجان اإلدارية المتساوية األعضاء في ظل األمر 66 / 133المتضمن القانون األساسي العام
للوظيفة العمومية.
هي مرحلة ما بعد االستقالل بدأت الدولة في رسم سياساتها من خالل تدعيم هياكلها اإلدارية من حيث شروط
التوظيف و مفهوم الوظيفة العمومية الذي كان يعاني آنذاك من نقص كبي رفي اإلطارات أدى إلى تنزيل مستوى
التوظيف في مختلف أجهزة اإلدارة و إطاراتها ،و االستعانة بعدد كبير من الموظفين المؤقتين .و يمكن القول بأن هذه
الفترة تميزت بعدم االستقرار الحقوقي من جهة و عدم االستقرار في الوظيفة من جهة أخرى ،فالموظفون يبحثون دائما
عن الوضعية التي تدر عليهم بأكثر الفوائد .إذن فالحالة السائدة للموظفين كانت ال تشكل قاعدة انطالق تجعل الوظيفة
العمومية تتقدم تقدما مفيدا ،و لهذا كان من الواجب وضع حد لهذه الحالة و ذلك بإقامة هياكل إدارية صحيحة ،و تكوين
اإلطارات المكلفة بتنظيمها تكوينا كامال بقدر اإلمكان .
كان ذلك من بين المبادئ العامة التي أقرها أول قانون للوظيفة العامة الذي نص على
إحداث اللجان المتساوية األعضاء على أنها هيئة استشارية تمثل الموظفين في بعض جوانب
حياتهم المهنية و اعتبرها تجسيدا لمبدأ الموازنة بين الضروريات القصوى لإلدارة و المصالح الفردية للموظف من خالل
اللجنة التي تمثله بالتساوي مع اإلدارة و بصفة استشارية في التدابير لمتعلقة بتعيين الموظفين و ترقيتهم و نظامهم التأديبي
،تاركا بعض التفاصيل األخرى للمراسيم الالحقة.
الفرع الثاني :المرسوم 66 / 143المؤرخ في 2جوان ، 1966الذي يتضمن اختصاصات اللجان المتساوية
األعضاء و تأليفها و تنظيمها و سيرها
إن صدور هذا المرسوم مباشرة بعد صدور األمر المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية و في نفس
الجريدة الرسمية دليل على نية المشرع الجزائري منذ البداية في ترقية الوظيفة العمومية و محاولة جادة لجعل
الموظف العمومي أكثر راحة و استقرار في أداء وظيفته و استمراره فيها ،و من أهم المبادئ التي جاء بها
المرسوم تؤسس لجنة متساوية األعضاء لكل سلك.
مبدأ المساواة في العدد بين أعضاء اللجنة.
مبدأ االنتخاب لتعيين ممثلي الموظفين.
توضع اللجنة تحت رئاسة اإلدارة المركزية.
تجتمع اللجنة في دورات عادية و أخرى غير عادية
.
. 4خصائص اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء :
يمكن استخالص خصائص اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء من خالل النصوص القانونية و
التنظيمية المنظمة لها و المتمثلة في:
. 1هيئة استشارية تستشار في إطار المساهمة في تسيير بعض القضايا الفردية المتعلقة بالمسار المهني للموظف ،و
الدفاع عن حقوقهم المقررة قانونا ،ويعتبر الرجوع اليها من قبل السلطات اإلدارية الرئاسية أمر وجوبي بقوة
القانون
. 2هيئة مهنية تشارك اإلدارة في السهر على ضمان السير الحسن للحياة المهنية للموظفين العموميين وحماية
مصالحهم في إطار تنظيمي ،باعتبار أن الموظف هو كل عون عين في وظيفة عمومية دائمة و رسم في رتبة في
السلم اإلداري ،وكل هذا من أجل تفاقم الثقة و تعاون جميع الموظفين الموزعين على مستوى الفئات
. 3هيئة جماعية متساوية األعضاء تجمع بالتساوي بين ممثلين عن اإلدارة ومنتخبين عن الموظفين ،وهذا كله لدراسة
األمور إي المسائل المتعلقة بالموظفين واتخاذ القرارات بصفة جماعية ،وكله ألجل جعل التوازن بين الضمانات
المقررة للموظفين وامتيازات السلطة العامة في حماية حقوق الموظفين في نطاق الوظيفة العامة.
. 4هيئة داخلية موجودة على مستوى المؤسسة أو اإلدارة العمومية بحيث تنشأ حسب الحالة ،لكل رتبة أو مجموعة
رتب ،أو سلك أو مجموعة أسالك بحيث تتساوى مستويات تأهيله.
. 5هيئة تقوم على مبدأ االنتخاب في اختيار ممثلي الموظفين حسب المجال القانوني و اإلداري المركزي و
الالمركزية الذي تنشأ فيه ،وهذا لتحقيق مبدأ ديمقراطية اإلدارة وتحقيق مبدأ المساواة و مبد أحياد اإلدارة في
عالقتها مع الموظفين العموميين.
.5تأسيس اللجان المتساوية األعضاء في ظل القانون الجزائري :
.1.5اللبنة األساسية لتأسيس اللجان المتساوية األعضاء :
تعتبر اللجنة المتساوية األعضاء جزء من نظام الوظيفة العمومية ومفهوم المرفق العام ،والج ا زئر بعد استقاللها
عملت بقانون الوظيفة العمومية الفرنسي إلى غاية 2جوان ) ، 1966إال ما تعارض منه مع السيادة الوطنية (.وهو قانون
يتبنى هذا النظام اإلداري،وهكذا أُنشئت اللجان المتساوية األعضاء في ظل القانون األساسي العام للوظيفة العمومية
الجزائري الصادر باألمر 66 / 133المؤرخ في 02جوان ، 1966وبنص المرسوم 66 - 143المؤرخ في 02جوان
،1966المحدد الختصاص اللجان المتساوية األعضاء وتشكيلها وتنظيمها وعملها،ولقد أسند هذا األمر للجان المتساوية
األعضاء مهام استشارية ،لم تكن واسعة بالقدر الكافي الذي يسمح بحماية حقوق الموظف في النقل والترقية
والتأديب...الخ .كما أن النص التنظيمي لهذا القانون ( ) 66 - 143لم يكن كافيا وال شامال ،ولم يتم سد هذا الجانب
واستكماله إال بعد حوالي 18سنة ،إذ لم تعرف المراسيم التنظيمية الضرورية النور إال عام ، 1984ممثلة في المرسومين
الهامين 84 / 10المؤرخ في 14جانفي 1984المحدد الختصاص اللجان المتساوية األعضاء وتشكيلها وتنظيمها
وعملها ،و 84 / 11الصادر في نفس التاريخ ،المحدد لكيفيات تعيين ممثلين عن الموظفين في اللجان المتساوية األعضاء
،األمر الذي جعل هذين النصين يأتيان في غير وقتهما ،أي في نهاية العمل باألمر) 66 -133سنة قبل ظهور النص
الجديد ( ،وقبل سنة من صدور القانون األساسي النموذجي المنبثق عن القانون العام للعامل.