Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫النظرية النسوية يف العالقات الدولية‬

‫‪Feminism theory International Relations‬‬

‫النسوية "‪"Feminism‬‬
‫تعترب الفرنسية هيوبرتني أوكلريت عام ‪ ،1882‬أول من استخدم مصطلح "النسوية" لإلشارة‬
‫إىل التزام إيديولوجي ابلعمل على حتقيق املساواة االجتماعية واالقتصادية والسياسية بني الرجال‬
‫والنساء‪ ،‬سواء كان ذلك داخل البلد الواحد أم عرب العامل‪.‬‬
‫ورغم ذلك هناك العديد من اآلراء اليت ترى أن املصطلح يسبق ذلك التاريخ بكثري‪ ،‬وصوالً إىل‬
‫أورواب القرن اخلامس عشر‪ ،‬إال أن املالحظ على هذا املفهوم أنه ينقسم إىل اجتاهني‪:‬‬
‫‪ -‬النسوية مبعناها اخلاص‪ ،‬املتمثل يف كوهنا (نظرية)‪.‬‬
‫‪ -‬ومبعناها العام كوهنا (حركة)‪.‬‬
‫ويتم تعريف االجتاه األول أبهنا نظرية سياسية قائمة على أساس املساواة‪ ،‬وتطالب أبن حتوز‬
‫النسوة حقوقهن القانونية والسياسية واالجتماعية‪ ،‬اليت ُحرمن منها على مدار التاريخ‪ .‬أما املعىن‬
‫العام‪ ،‬فيعين املناضلة من أجل املرأة ومحايتها‪ ،‬وهذا الفعل ليس اختيارايً‪ ،‬بل أمراً واقعاً‪ .‬فاحلركة‬
‫ساعية إىل إعادة تنظيم العامل على أساس املساواة بني اجلنسني يف مجيع العالقات اإلنسانية‪.‬‬
‫مبعىن‪ ..‬اإلدراك التام لعدم مالءمة تشويهات األيديولوجيات اليت أوجدها الذكور‪ ،‬مث مواصلة‬
‫التفكري والعمل على أساس هذا اإلدراك‪ .‬وهي بذلك تتعدى كوهنا حركة سياسية‪ ،‬إىل حركة‬
‫اجتماعية نقدية وثورية‪.‬‬
‫األهداف الرئيسية للمدرسة النسوية‬
‫سعت هذه املدرسة منذ بدايتها إىل تضمني العنصر النسائي يف اجملال العام‪ ،‬ومتكينه للعديد‬
‫من احلقوق‪ .‬ومثلت املدرسة النسوية حتداي كبرياً للعديد من القواعد العامة اليت مت ترسيخها‬
‫وبنائها بواسطة املدارس الفكرية والثقافية املختلفة‪ ،‬فبالرغم من تعدد املدارس واإلسهامات‬
‫الفكرية اليت عملت على حتليل العالقات بني اجلماعات املختلفة داخل اجملتمع والدولة‪ ،‬إال‬
‫أن أي من هذه املدارس مل يتطرق من قبل للرتكيز على املرأة كعنصر رئيسي داخل هذه‬
‫اجلماعات‪ ،‬فلم يلعب العنصر اجلندري أى دور يذكر‪ ،‬ومل يتم الرتكيز على خصوصية املرأة‬
‫كعنصر منفصل له العديد من احلقوق واملساحات اليت مل يسبق للنساء احلصول عليها أو‬
‫ممارستها‪ ،‬ولعل أهم األسباب يف ذلك يعود إىل الرؤية اجملتمعية والثقافية الكالسيكية للمرأة قبل‬
‫ظهور هذه املدرسة‪ ،‬فكانت الرؤى الغالبة حتصر دور املرأة الرئيسي يف النطاق األسري‪ ،‬دون‬
‫النظر يف املساحات األكرب من األسرة أو العائلة‪ ،‬فعلى اختالف الثقافات اجملتمعية من مكان‬
‫إىل آخر إال أن أي منها مل يركز على األدوار اليت من املمكن أن متارسها املرأة خارج إطار‬
‫األسرة‪ ،‬ابلرغم من وجود عدة مناذج للنساء عرب التاريخ جنحن يف مثل هذه األدوار على الساحة‬
‫السياسية واالقتصادية والعلمية ‪.‬‬
‫مرت املدرسة النسوية بعدة مراحل وموجات‪ ،‬وخالل هذه املراحل شهدت العديد من التطورات‬
‫الىت حتكم هيكل احلجج واملفاهيم الذى تعتمد عليه املدرسة من أجل متكني املرأة يف اجملاالت‬
‫املختلفة‪ :‬السياسي واالجتماعي واالقتصادي‪ ،‬ولكن على الرغم من ذلك ميكن القول أن‬
‫املدرسة النسوية بشكل عام قد أعتمدت على عدد من املفاهيم الرئيسية خالل مراحلها املختلفة‬
‫من أجل تفسري الواقع السياسي وأتثري العالقات يف اجملال اخلاص على نظريهتا يف اجملال العام‪.‬‬
‫وحتاول الباحثة من خالل هذه الورقة البحثية توضيح أهم املفاهيم واألهداف الرئيسية اليت‬
‫قامت عليها املدرسة النسوية يف الفكر‪ ،‬مث عرض مراحل وموجات تطور الفكر النسوي والوقوف‬
‫على أهم األفكار واحلجج الرئيسية لكل مرحلة ونتائجها‪ ،‬ومن مث التعرف على رؤية املدرسة‬
‫النسوية للدولة واجملتمع‪.‬‬
‫املفاهيم الرئيسية الىت قدمتها املدرسة النسوية‬
‫اجلندر (النوع االجتماعي) ‪:‬‬
‫كلمة "اجلندر" أو "النوع القائم على اجلنس" لغواي تنحدر من أصل التني)‪ ، (Genus‬ومن‬
‫لفظة )‪ (Gendre‬الفرنسية القدمية‪ .‬ويدل معناها على النمط‪ ،‬واملقولة‪ ،‬والصنف‪ ،‬واجلنس‪،‬‬
‫والنوع‪ ،‬والفصل بني الذكورة واألنوثة‪ ،‬بيد أن املرادف احلقيقي لكلمة )‪ (Gender‬هو النوع‬
‫االجتماعي‪ ،‬أو الدور االجتماعي‪.‬‬
‫وهو املعىن الذي قامت املدرسة النسوية بتطويره وفرضه على اجملال العلمي والبحثي والسياسي‬
‫على حد سواء‪ ،‬ومتثلت األمهية العلمية هلذا املصطلح يف كونه حل حمل العديد من التعبريات‬
‫يف اللغة الىت كان يتم اللجوء إليها للتعبري عن ذات املعين واملتمثل يف "األدوار االجتماعية الىت‬
‫يفرتض لكل نوع (رجل أو أمرأة)‪ ،‬القيام هبا داخل اجملتمع"‪ ،‬ويرتبط ابلعالقات االجتماعية‬
‫الىت تربط األنواع املختلفة وحتدد منط العالقات بينهم‪.‬‬
‫وكانت احلركة النسوية هي احملرك األساسي للدراسات اجلندرية‪ ،‬فقد أاتح مفهوم اجلندر دراسة‬
‫وحتليل البىن االجتماعية اليت تشكل اهلوية اجلندرية وتصنع الفوارق اجلندرية والالمساواة بني‬
‫الرجال والنساء‪ .‬وذلك هبدف التحرر من اجلربية البيولوجية اليت كانت ترد الالمساواة بني‬
‫الرجال والنساء إىل الفوارق الطبيعية؛ فلقد أصبحت السلطوية اليت تقيد وختضع املرأة ال تنبع‬
‫من اخلصائص البيولوجية بل من عوامل اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية‪ ،‬تسعى احلركة‬
‫النسوية مبختلف اجتاهاهتا إىل حتليلها وإعادة بنائها مبا ميَُ ّكن املرأة من استعادة حقها الطبيعي‪.‬‬
‫فأكدت املدرسة النسوية أن النوع االجتماعي يفرتض به القيام بدورين رئيسيني‪:‬‬
‫أ‪ -‬األدوار املرتبطة ابجملال اخلاص (الدور اإلجنايب‪-‬اخلدمي‪-‬اجملتمعي)‪ :‬هذه األدوار مرتبطة‬
‫ابجملال اخلاص‪ ،‬أو اجملال الذى ال يتم ممارسة السياسة هبا‪ ،‬وهو مرتبط إبستمرار التناسل‪،‬‬
‫وتوطيد العالقات االجتماعية‪ ،‬وقد أكدت املدرسة النسوية مبختلف موجاهتا أن القمع‬
‫الذى تعاين منه املرأة مرتبط ابألساس حبصر دورها على هذا اجملال‪ ،‬ابإلضافة لتحميلها‬
‫مجيع األعباء املرتبطة به‪ ،‬والتقليل من أمهيته‪.‬‬
‫ب‪ -‬األدوار املرتبطة ابجملال العام (التمثيل السياسي‪-‬الدور اإلنتاجي)‪ :‬وهي األدوار الىت‬
‫ترتكز هبا عملية صنع القرار‪ ،‬والسيطرة على مصادر القوة داخل اجملتمع‪ ،‬والتأثري على‬
‫العالقات واألمناط األجتماعية الىت تربط األفراد داخل اجملتمع‪ ،‬وترى املدرسة النسوية‬
‫أن أستبعاد املرأة من هذا اجملال أدى لغياب األصوات النسائية الىت متتلك القدرة يف‬
‫نقل احتياجات املرأة يف اجملتمع‪ ،‬وهو ما انعكس ابلسلب على وضع املرأة يف اجملال‬
‫اخلاص‪ ،‬حيث أن اجملال العام اصبح يصدر قرارات وعدد من األفعال الىت ال تراعي‬
‫النوع اآلخر املكون للمجتمع‪ ،‬بل أن األمر مل يقتصر على عدم مراعاة اخلصوصية الىت‬
‫تتمتع هبا املرأة‪ ،‬بل تطور وحتول اجملال العام إىل أداة لقمع املرأة وإخضاعها لسلطة‬
‫الرجل يف ظل األنظمة األبوية‪.‬‬
‫وكنتيجة للقمع الذى تتعرض له املرأة يف اجملال اخلاص وغياهبا عن اجملال العام سعت احلركة‬
‫النسوية للخروج ابملرأة من هذا الوضع من خالل العمل على تدعيمها لتتمتع بذات احلقوق‬
‫الىت متتع هبا أقرانئها من الذكور يف ذات اجملتمع‪ ،‬وقد عربت املفكرة النسوية كيت ميليت عن‬
‫هذا األمر من خالل قوهلا " النظرية النسوية هي النظرية الىت تسعى للكشف عن اآللية الىت تتم‬
‫هبا هيمنة الرجال على النساء‪ ،‬وميكن أعتبار النظام األبوي األيدولوجية األكثر تغلغال يف‬
‫حضارتنا الىت تركز على مفهوم القوة‪ ،‬وهي ذات اإليدولوجية الىت ميكن اعتبارها املصدر األول‬
‫للسيطرة على النساء وقمعهن"‪.‬‬
‫ومن هنا ظهر مفهوم آخر قامت املدرسة النسوية أيضا بسكه وتطويره وهو متكني املرأة‪.‬‬
‫البناء النظري للنظرية النسوية‬
‫تعترب النظرية النسوية اجتاها جديدا يف العالقات الدولية‪ ،‬وقد تركزت أساسا اهتمامها حول‬
‫اجلنس (مذكرات‪ ،‬مونت) ورفض هتميش دور املرأة يف العالقات الدولية‪ .‬وبذلك ميكن تعريف‬
‫النظرية على أساس اجلنس‪(gender).‬‬
‫كما تعد النظرية النسوية مساحة واسعة وممتدة للنقاشات والستمرار البحاثيني يف البحث عن‬
‫زواايها املختلفة ويف حتليل طبيعتها ومع استمرار ذلك سيستمر ادخال اجتاهات فكرية جديدة‬
‫حتلل النظرية النسوية خصوصا مع انتشارها يف اآلونة احلديثة ودخوهلا للمجتمعات العربية‬
‫واإلسالمية وظهور النسوايت بشكل واضح يف وسائل التواصل االجتماعي مما منح النظرية‬
‫النسوية منصة انطالق أوسع يف الوصول للنساء ويف مواجهة اجملتمعات ويف توجيه رسائلهن‬
‫ويف كشف الصعوابت واالنتهاكات اليت متارس حبق النسوايت من قبل اجملتمعات الرافضة هلا‪.‬‬
‫التطور التارخيي للنظرية النسوية‬
‫دخلت قضااي اجلنس (املذكر املؤنث) هي والفروع األخرى للعلوم االجتماعية واإلنسانية‪.‬‬
‫االجتاه السائد يف العالقات الدولية عرب النظرية النقدية وأحباث السالم والدراسات اإلمنائية‬
‫خالل سبعينيات والثمانينات القرن العشرين‪ ،‬وبعد ذلك بدأت دراسة املرأة واحلرب والسالم‬
‫والتنمية تعتز واألجندة التقليدية وتتوج ذلك عام ‪ 1988‬حني نشرت اجمللة الربيطانية ميلنيوم‬
‫)‪(Mellenium‬عددا خاصا حول “املرأة والعالقات الدولية” وبعد ذلك الوقت احتلت‬
‫قضااي وأدب اجلنس (املذكر واملؤنث مكاان مرموقا ومكثفا يف الدراسة ال سيما يف النظرية‬
‫السياسية الدولية )‪(C.N Murphy 1996‬‬
‫وميكن تعريف اجلنس على أنه‪“ :‬االدراك واالعرتاف ابلفروق البيولوجية واالجتماعية بني اجلنس‬
‫فالفروق البيولوجية هي تلك الفروق املرتبطة ابجلنس )‪ (Féménin-Masculin‬أمام‬
‫الفروق االجتماعية‪ ،‬وبذلك تعتمد النسوايت أن اخلصائص البيولوجية هي اثبتة وال ميكن‬
‫التحكم فيها على اعتبار أهنا معطى مسبق وال ميكن تغيريه بينما العالقات االجتماعية املؤسسة‬
‫والتنمية يف الثقافة اجملتمعة هي قابلة إلعادة التشكيل والتغيري ألهنا الصقت ابملعرفة اإلنسانية‬
‫عن طريق التقادم أي من خالل تطور فكرة السلطة األبوية )‪ (patriarchy‬عرب الفرتات‬
‫املختلفة للتطور اإلنساين يف خمتلف جوانب احلياة العامة وفيما بعد يف العالقات الدولية مبختلف‬
‫نظرايهتا (الذكورية)‪.‬‬
‫وبعود ظهور احلركة النسوية إىل هناية القرن ‪ 19‬يف كل من فرنسا بريطانيتا واليت ثبت هنجا‬
‫دعائيا حنو الرجل‪ .‬وتعود بداية ثورة النساء على وضعهن إىل عام “‪ 1892‬حيث عقد أول‬
‫مؤمتر يف ابريس هو مؤمتر النساء العاملي األول‪ ،‬وبدأت ابملطالبة حبقها يف التعليم وحقوقها‬
‫القانونية وحق االنتخاب وتركت يف ها الصدد جهود كل من “هاربني اتيلر” “ميل ميلنست”‬
‫“سوزان أنتوين” وغريهن‪”.‬‬
‫جتاوزت بعد ذلك مطالبتهن ابكتشاف ذاهتن وتطويرها حسب ما يرونه مناسبا مع امكانياهتن‬
‫اعتقاداهتن ‪ .‬أي إظهار اجلانب االبداعي من شخصياهتن من خالل إبراز ذواهتن وأهنن قادرات‬
‫على خلق إطار جتديد خيتلف عما جاء به الرجال‪ ،‬وبعدها مخدت احلركة النسوية بعد حصوهلن‬
‫على حق االنتخاب عام ‪ 1918‬يف بريطانيا وعام ‪ 1920‬يف الوالايت املتحدة األمريكية مث‬
‫عادت للظهور فرتة من الزمن‪ ،‬حتديدا يف الستينيات من القرن إذ ظهر تياران فكراين نسواين‬
‫كقوة سياسية هامة يف العامل الغريب األول أتعلو أمريكي والثاين فرنسي ‪ .‬بعدها دخلت النسوية‬
‫حقل العالقات الدولية يف فرتة التسعينيات وسعت إلبراز دور املرأة يف هذا اجملال ‪“ .‬وقد تتوج‬
‫ذلك عام ‪ 1996‬حني نشرت اجمللة الربيطانية ميلينيوم )‪ (Melenium‬عددا خاصا حول‬
‫املرأة والعالقات الدولية” ومنذ ذلك الوقت أصبح احلديث عن نظرية النسوية يف العالقات‬
‫الدولية انطلقت اساسا من انتقاد النظرايت املهيمنة يف العالقات الدولية خاصة منها الواقعية‬
‫الكالسيكية ‪.‬‬
‫وميكن تعريف النظرية النسوية كما يلي‪:‬‬
‫‪ o‬تعرف معجم أوكسفورد ‪“ :‬أهنا االعرتاف أبن للمرأة حقوق وفرص مساوية للرجل”‬
‫وذلك يف خمتلف مستوايت احلياة العلمية والعملية على اعتبار اقصاء املرأة منها‪.‬‬
‫‪ o‬أما معجم ويبسرت فيعرفها ‪“ :‬النسوية هي النظرية اليت تنادي مبساواة اجلنسيني سياسيا‬
‫واقتصاداي واجتماعيا‪ ،‬وتسعى كحركة سياسية إىل حتقيق حقوق املرأة واهتماماهتا وإىل‬
‫إزالة التمييز اجلنسي الذي تعاين منه املرأة‪” .‬‬
‫املنطلقات الفكرية للنظرية النسوية‪:‬‬
‫‪ )1‬تغيري األفكار السياسية السائدة من خالل إعادة بناء فهمنا للسياسة وإدخال املرأة‬
‫اجملال السياسي‪ ،‬واعتبارها كطرف فاعل على مستوى العالقات الدولية مثلها مثل‬
‫الرجل‪.‬‬
‫‪ )2‬السعي إىل حماولة تصحيح العقلة أو النسيان إبعادة اكتشاف كيف نفكر وال نفكر‪،‬‬
‫واالهتمام بتفسري وفهم أسباب وكيفية جتاهل النشاطات االجتماعية والسياسية لشرحية‬
‫كبرية من اجملتمع تسمى النساء‪.‬‬
‫‪ )3‬احلياة اليومية للمرأة مشرتكة بني القوى االقتصادية العاملية وتفاعالت الدول‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فقيادة التجارة العاملية والسياسة اخلارجية تتجاوز املرأة‪ ،‬وتقتصر على الرجال‪ ،‬وهلذا‬
‫جيب إبراز دور املرأة على هذا املستوى‪.‬‬
‫‪ )4‬النسوية ترى ان هناك افالس للحداثة االيديولوجيات والنظم واملؤسسات من خالل‬
‫تعاظم املشاكل العاملية‪ ،‬فوجود احلروب راجع اىل العامل الذكري ووجود الرجل يف صنع‬
‫القرار‪.‬‬
‫‪ )5‬انطلقت انتقادات النظرايت املهيمنة على العالقات الدولية خاصة منها الواقعية‬
‫الكالسيكية من خالل مصطلحاهتا فقد كان هلا أتثري جوهري يف كيفية تصور املفاهيم‬
‫األساسية هلذا الباب من أبواب املعرفة (الفوضى‪ ،‬القوة‪ ،‬السادة‪ ،‬املصلحة القومية‪،‬‬
‫األمن ‪ ،‬األطراف الفاعلة من الدول حبيث أن الواقعية هي النظرية املسيطرة يف العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬وهي نظرية رجالية حبثة‪ .‬كما اهنا اعتمدت مصطلحات فضفاضة وواسعة‬
‫حبيث مل تكن حمددة واتسمت ابلغموض مثل القوة املصلحة الوطنية‪.‬‬
‫التيارات الفكرية للنظرية النسوية‬
‫بتتبع اتريخ النظرية النسوية أمكن التمييز بني اجتاهات ثالث أساسية للنظرية النسوية ‪:‬‬
‫‪ )1‬اجتاه النسوية الليربالية (الفردية) ‪Liberal/Individual Feminism:‬‬
‫يُعد هذا االجتاه أقدم اجتاهات النظرية النسوية اترخيياً ويرتكز على املعتقدات اليت جاء‬
‫هبا عصر التنوير وابإلميان ابلعقالنية وأبن مجيع الناس خلقوا متساويني وما دام أن‬
‫الرجال والنساء متماثالن من حيث طبيعة الوجود فال بد هلذا التماثل أن ميتد ليشمل‬
‫التماثل ابحلقوق كذلك‪ .‬حقق هذا االجتاه تطوراً ملموساً يف نطاق احلقوق املدنية‬
‫والسياسية خالل القرن التاسع حيث أن املناداة ابحلقوق املدنية والسياسية للمرأة ميثل‬
‫اهلدف األساسي لالجتاه الليربايل للنظرية النسوية ‪.‬‬
‫أكد جون لوك (‪- )1٧14–1632‬األب الروحي لليربالية‪ -‬خضوع النساء ألزواجهن‬
‫ومطلق يف الطبيعة ال عالقة له ابملتغريات االجتماعية‪ ،‬وأن مجهرة من‬ ‫كشيء أساسي ُ‬
‫رفاقه شاركوه يف هذا‪ ،‬أدركنا أن الليربالية ليست يف حد ذاهتا فلسفة نسوية‪.‬‬
‫ولكن تبلور ونضج الليربالية يف القرن التاسع عشر عمل على فتح األبواب للحركة‬
‫النسوية‪ .‬ومهما ارتفعت راية االنفصال بني األسرة والدولة‪ ،‬فإن الليربالية حني َّقوضت‬
‫السلطة البطريركية يف حكم الدولة ألقت بظالل هذا على الطبيعة البطريركية للمجتمع‪.‬‬
‫هذا فضالً عن دفاع الليربالية عن احلرية وحق التعليم والتنافس وإطالق إمكانيات الذات‬
‫الفردية وتشارك أفراد اجملتمع يف احلقوق والواجبات‪ .‬هكذا ابتت األجواء مواتية أكثر‬
‫لزعزعة احلتمية البيولوجية املفروضة على املرأة واملناداة أبن وضعها املتدين نتيجة حلرماهنا‬
‫من التعليم والتثقيف وفرص إثبات الذات ونشدان اهلوية‪.‬‬
‫األول‬
‫يف هذه الفرتة ظهر فيلسوف الليربالية ابمتياز وفيلسوف العلم واملنهج االستقرائي َّ‬
‫يف عصره‪ ،‬وهو جون ستيوارت مل ‪ )18٧3–1806( J. S. Mill‬ليكون بال‬
‫جدال أبرز رائد فلسفي للنسوية يف موجتها األوىل املنطلقة آنذاك‪ .‬أجل كانت مثة‬
‫كتاابت كثرية يف تلك اآلونة متهد للنسوية وتزكيها‪ ،‬لعل أمهية كتاب وليم طومسون‬
‫العام ‪" 1852‬استئناف نصف اجلنس البشري (أي النساء) ضد ِّّادعات النصف اآلخر‬
‫(أي الرجال)"‪ ،‬وفيه يرد طومسون على دعاوى جيمس مل — والد جون ستيوارت‬
‫مل — املطروحة يف كتابه "مقال عن احلكم"‪ ،‬حيث يُنكر جيمس مل حاجة النساء‬
‫حق التصويت االنتخايب؛ ألن مصاحلهن مدرجة مع مصاحل‬ ‫والطبقة العاملة إىل ِّّ‬
‫ٍّ‬
‫رد‬
‫أزواجهن ومصاحل الطبقة العاملة مدرجة مع مصاحل أصحاب العمل‪ .‬وكان أسهل ّ‬
‫على هذا أن مصاحل العبيد أيضاً مدرجة مع مصاحل سادهتم‪ .‬واحلق أن جيمس مل‬
‫وصديقة جريمي بنتام أستاذ جون ستيوارت مل ‪-‬وثالثتهم ليرباليون‪ -‬وأقراهنما النفعيني‬
‫كانوا مييلون إىل إعطاء املرأة حقوقاً معينة‪ ،‬وكانت جريدة «وستمنسرت ريفيو» املتح ِّّدثة‬
‫ُ‬
‫ساعدها آنذاك‪ .‬لكن‬ ‫اشتد ُ‬ ‫ِّ‬
‫بلسان املذهب النفعي منرباً للدفاع عن احلركة النسوية اليت َّ‬
‫جيمس مل وجريمي بنتام رأاي أن األجواء ليست مواتية بعد ملنح املرأة حق التصويت‬
‫ابلذات‪ ،‬فكان رد وليم طومسون املذكور عليهما‪.‬‬
‫‪ )2‬االجتاه النسوي املاركسي‪: Socialist Feminism‬‬
‫مل تتناقض النظرية النسوية االشرتاكية مع النظرية السابقة ولكنها اعرتضت على مفاهيم‬
‫القيمة واملكانة وركزت على االطار األكرب الذي يعيش بداخله الرجال والنساء معاً ‪.‬‬
‫اعتربت أبن الفساد أييت من النظام اجملتمعي ككل الذي يعيش يف ظل صراعات‬
‫وتناقضات برجوازية ‪ .‬ويف منظومة الزواج الربجوازي داخل هذا اجملتمع مثلت املرأة‬
‫الطبقة املضطهدة أو العبيد ومثلت السلطة األبوية طبقة املالك وأصحاب األعمال‬
‫وويف ظل هذا النظام االستغاليل فإن كل من الرجل واملرأة مضطهدون فكيف للنظرية‬
‫النسوية أن تُطالب ابملساواة مع الرجال وهم مجاعة مضطهدة؟ ركزت هذه النظرية على‬
‫التناقضات الطبقية بشكل أساسي وسلمت أبن احلل األمثل يكمن يف جناح الثورات‬
‫االشرتاكية والقضاء على النظام الطبقي فالنظرية النسوية تسري مبحاذاة الثورات‬
‫االشرتاكية والنظام االشرتاكي يف اجملتمع ‪.‬‬
‫كانت النسوية االشرتاكية أكثر مرونةً وقوةً؛ ألن الليربالية تسلم أبن األسرة مؤسسة‬
‫ضرورية‪ ،‬وال تفكري يف قضية املرأة َّإال داخل األسرة‪ ،‬إهنا مشكلة "املرأة ضمن األسرة"‬
‫َّأما التيارات االشرتاكية‪ ،‬وخصوصاً الشيوعية‪ ،‬فال تسلِّّم هبذا دائماً‪ .‬رأى بعضها أن‬
‫األسرة مؤسسة ميكن القضاء عليها‪ ،‬فكانت قضيتهم "املرأة واألسرة"‪ .‬هذا فضالً عن‬
‫أن االشرتاكيني ال يعتربون ما هو طبيعي مثاليّاً أو يفرض نفسه‪ ،‬فمهما بدا وضع املرأة‬
‫التقليدي طبيعيّاً‪ ،‬فليس من الضروري فرضه وال بد من تغيريه‪.‬‬
‫ومنذ مطالع القرن التاسع عشر دافع َّرواد االشرتاكية األوائل يف إجنلرتا وفرنسا وأملانيا‬
‫عن احلقوق املتساوية للجنسني‪ ،‬وعن أن االشرتاكية حترير لكليهما‪ .‬كان االشرتاكي‬
‫الفرنسي الرائد شارل فورييه ‪ )183٧–1٧٧2( C. Fourier‬الذي اندى بتطبيق‬
‫االشرتاكية يف جمتمعات تعاونية صغرية تستغىن عن النقود‪ ،‬هو أول من استخدم وضع‬
‫النساء يف اجملتمع كمقياس لدرجة تقدمه‪ ،‬وهذا ابت شبه معتمد يف أايمنا هذه‪ ،‬وأول‬
‫أساسي للتقدم االجتماعي‪ ،‬وهذا ما طوره ماركس يف‬ ‫ٍّ‬
‫كسبب‬ ‫من قدم وضع املرأة‬
‫ٍّّ‬
‫خمطوطات عام ‪ ،1884‬حني أعلن أن تقومي مسألة تطور اإلنسان ككل يتأتى من‬
‫تقومي تطور عالقة املرأة ابلرجل‪.‬‬
‫ولئن كان ماركس مل يعترب النسوية يف ح ِّّد ذاهتا موضوعاً رئيسيّاً‪ ،‬فإن رفيقه فردريك‬
‫إجنلز اعتربها هكذا إىل ح ٍّّد ما‪ ،‬وأخرج يف العام نفسه ‪ 1884‬مؤلفه الثاقب‪« :‬أصل‬
‫األسرة وامللكية اخلاصة والدولة»‪ ،‬حيث أوضح أن الوضع األدىن للمرأة يعود يف أصله‬
‫إىل امللكية اليت تبغي الشيوعية القضاء عليها‪ .‬ويسري يف هذا التيار أوجست ببل ‪A.‬‬
‫‪ ،)1913–1840( Bebel‬وهو من أبرز قادة احلزب الشيوعي الدميقراطي األملاين‪.‬‬
‫وبشكل عام يؤكد االشرتاكيون أن االشرتاكية هي اليت تُعطي املرأة حقوقها وحتمل‬
‫املساواة الكاملة بني اجلنسني‪ ،‬وعمل املفكرون املاركسيون — نذكر منهم على وجه‬
‫اخلصوص الثورية املناضلة روزا لوكسمبورج ‪)1919–18٧0( R. Luxemburg‬‬
‫يتحرر ابلتطور‬
‫على إبراز املاركسية كفلسفة للتحرير‪ ،‬وأن الربوليتاراي والنساء كليهما َّ‬
‫االقتصادي احلتمي حنو الشيوعية‪ ،‬وابملثل تتحرر البشرية أبسرها من نري االستعمار‬
‫واإلمربايلية اليت ربطت حتليالت روزا وسواها — بينهما وبني الرأمسالية‪.‬‬
‫‪ )3‬االجتاه النسوي الراديكايل‪Radical Feminism:‬‬
‫هذا االجتاه ال يطالب ابملساواة فقط بل يرى أبن املرأة تسمو على الرجل وتطالب‬
‫إبذعان الرجل للمرأة قد يصل حد استعباد الرجال‪ .‬جاءت هذه احلركة كحركة مضادة‬
‫ملناهضة السلطة االبوية ونتيجة لذلك فقد تولد يف نطاق هذا االجتاه اجتاهيني أخريني‬
‫فكريني‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجتاه األول يرى أبن السبب يف ضعف واضطهاد املرأة انتج عن السلطة‬
‫األبوية الذي جيعلها خمتصة بوالدة األطفال والعناية ابألسرة واملنزل وما دانت‬
‫مستمرة يف أداء هذه املهام فستستمر تبعيتها للرجل وضعف دورها اجملتمعي‬
‫وخلص هذا االجتاه أن احلل األمثل هو توقفها عن أداء هذه املهام واستغالل‬
‫الثورة التكنولوجية احلديثة اليت جاءت ابألرحام الصناعية وفصل والدة الطفل‬
‫عن جسم املرأة أو من خالل جتنب االتصال اجلنسي مع الرجل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أما االجتاه الثاين يف النظرية النسوية الراديكالية فقد اختذ من مقولة سيمون دى‬
‫بفوار" ‪-Simone de Beauvoir‬إن املرأة ال تولد امرأة‪ ،‬بل تصبح‬
‫امرأة" ‪ .‬فقد اعترب ان العيب ال يكمن يف التكوين البيولوجي للمرأة بل العيب‬
‫يكمن يف السلطة االبوية والتقاليد اجملتمعية اليت ترى أبن كل ما انثوي ابنه‬
‫متدن فعملية التلقيح مثالً تفوق عملية احلمل وحىت األعضاء التناسلية الذكرية‬
‫تفوق االنثوية وهذا جيعل املرأة كائناً متدنياً يف وجود الرجل‪.‬‬
‫تقييم النظرية النسوية‬
‫من خالل التحليل السابق‪ ،‬ميكننا تقييم النظرية النسوية‪ ،‬وذلكم من خالل مستويني أساسني‬
‫مها دورها يف العالقات الدولية واالسهامات املختلفة هلا‪ ،‬ومن خالل تقدمي االنتقادات اليت‬
‫وجهت هلا على خمتلف املستوايت‪.‬‬
‫أ‪ .‬دور النظرية النسوية يف العالقات الدولية‪:‬‬
‫املقصد واملطلب اجلوهري للنظرية النسوية هو إدخال النساء املعرتك السياسي برفع الظلم‬
‫واالستغالل عنهن من خالل ما يسمى ابلسلطة األبوية سواء كانت سلطة األب أو الزوج اليت‬
‫سارت معها والتصقت هبا عرب تطور الفكر اإلنساين يف خمتلف نواحيه‪ ،‬فسعت النساء بذلك‬
‫إلجياد مكانة للنساء يف خمتلف الفروع وخاصة منها العالقات الدولية سواء كمنظرات أو حىت‬
‫كصانعات قرار وإعطاء بديل للسياسة الدولية اليت جنست لصاحل الرجال‪ .‬فكان اسهامها‬
‫على املستوى األونطولوجي من خالل إدخال فاعل جديد يف العالقات الدولية متثل يف املرأة‬
‫والذي مهشته النظرايت املختلفة يف العالقات الدولية‪ ،‬أمام من الناحية االبستيميولوجية فقد‬
‫أتت ببدائل من خالل إعادة صياغة فرضيات جديدة للعالقات الدولية خاصة من خالل‬
‫نقدها للنظرية الواقعية الكالسيكية واعتبارها نظرية جمنسة وغري واضحة وتعتمد على القوة على‬
‫عكس النظرية النسوية التب تعتمد على نظرة سلمية للعالقات الدولية واحالل الصيغة التعاونية‬
‫بدل الصراعية فيها والرتكيز على جمال حقوق املرأة وابلتايل حقوق االنسان ككل‪ .‬وجند أن‬
‫النظرية النسوية قد حققت جزءا من تلك املطالب وذلك على مستوى واقعي ابلدرجة االوىل‬
‫وذلك من خالل احتالل بعض النساء وتقليدهن مناصب إدارية مرموقة ولكنها برغم ذلك‬
‫تبقى مناصب إدارية تنظيمية وليست سياسية حبثة‪ .‬إذ ال ميكن للمرأة من خالهلا اختاذ القرار‬
‫مبفردها‪ ،‬بل فقط تساعد يف صنعه (القرار) وبقدر حمدود حبيث يكون هلا أتثري وليس سلطة‬
‫فعليه جند مثالً‪( :‬كوندوليزارايس) كاتبة اخلارجية االمريكية‪ ،‬وجند يف أملانيا (أجنيال ماركني)‬
‫كمستشارة أوىل للبالد‪ ،‬كما جند يف السعودية عام ‪ 2002‬نصبت االمرية الدكتورة (اجلوهرة‬
‫بنت فهد بن حممد بن عبد الرمحان آل سعود) لوظيفة وكيل مساعد يف وزارة الرتبية وهو أعلى‬
‫منصب إداري يعهد فيه إىل امرأة اململكة السعودية‪ .‬وصول رئيسة امرأة يف افريقيا للحكم‪ ،‬كما‬
‫جند حنان عشراوي الناطقة البعثة الفلسطينية حملاداثت السام يف الشرق األوسط‪ .‬كذلك هازل‬
‫أولريي وزيرة الطاقة يف الوالايت املتحدة االمريكية‪ ،‬إدوارد أنريفادو وزيرة دولة يف الربتغال‪،‬‬
‫سوكورداير بالسيوس انئبة وزير الداخلية يف امليكسيك‪.‬‬
‫كما جند أن النظرية النسوية قد حققت كذلك على املستوى العملي واحدة من فرضياهتا‬
‫واملتمثلة يف التقليل من اإلنفاق العسكري واستثمار نفقاته يف جماالت التنمية املختلفة فمن‬
‫خالل حوار صحفي داخل ندوة للمنظرات النسوايت دار بني كل من (كاترين اني) وهي‬
‫صحفية من الوالايت املتحدة االمريكية و (كازل أولريي) وهي وزيرة الطاقة يف الوالايت املتحدة‬
‫عن تقليص ميزانية التسلح قالت أولريي ‪“ :‬منذ فرتة وضعنا حدا لسياسة التسلح من أجل‬
‫االهتمام مبسألة محاية البيئة ومن أجل دعم سياسة الطاقة لقد حصل نقص يف ميزانية الطاقة‬
‫الذرية ومت استثمار هذه امليزانية يف مشاريع غري عسكرية وأكثر منها لقد مت حتويل وزارة الطاقة‬
‫اليت كانت قدميا مركزا عسكراي سراي إىل مكان أمام اجلميع‪ ،‬وذلك ألن ما نقوم به يرتك آاثرا‬
‫يف بالدان‪.‬‬
‫أما على املستوى النظري فهي على الرغم مما أضافته للعالقات الدولية‪ ،‬فهي مل تستطيع الوصول‬
‫إىل هدف التنظري األساسي يف العالقات الدولية وهو الوصول واجياد نظرية عامة وشاملة فقد‬
‫قدمت وبصفة متواضعة أفكار مشتتة خمتلفة حاولت خالهلا لفت االنتباه إىل العنصر النسوي‬
‫الذي كان مهمشا لفرتات طويلة‪.‬‬
‫االنتقادات املوجهة للنظرية النسوية‪:‬‬
‫ميكن مما سبق استنتاج النقائص أو االنتقادات يف النظرية النسوية كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬هي بداايت نظرية فقط‪ ،‬بل هناك من ال يعتربها نظرية بل اجتاها فقط يف العالقات‬
‫الدولية على اعتبار أن مبادئها كانت جمرد انتقادات للنظرايت الرجالية املهيمنة خاصة‬
‫منها الواقعية‪.‬‬
‫‪ .2‬تفتقر النظرية النسوية لآلليات والوسائل املنهجية لتفسري العالقات الدولية‪ ،‬فإذا كانت‬
‫أتت ابلبديل على املستويني األنطولوجي واألبستمولوجيا فهي على مستوزى املنهج مل‬
‫حتدد منهجا لتحليل العالقات الدولية‪ ،‬حبيث هي ال تشرح الواقع وال حتلله بل تنطلق‬
‫من نظرة ثورية للواقع الذي مهشت فيه النساء فحسب‪.‬‬
‫‪ .3‬تعترب النسوية حركة اجتماعية أكثر منها اجتاها أو نظرية يف العالقات الدولية‪ ،‬ألهنا‬
‫ركزت خاصة يف بداية ظهورها على املطالبة ابحلقوق االجتماعية خاصة هتميشها يف‬
‫اجملتمع‪.‬‬
‫‪ .4‬النسوية كنظرية تعترب أقرب للمثالية منها للواقعية حبيث تطرح بديال ولكن ليست هلا‬
‫القدرة على التنبؤ‪.‬‬
‫‪ .5‬املرأة بطبيعتها ضعيفة وأقل قدرة على املكافحة ومحاية األسرة من الرجل فما ابلك‬
‫بقرارات على املستوى الدويل كما أن املرأة بطبيعتها الفيزيولوجية أقل قدرة على التحمل‬
‫من الرجل لذلك منعت النساء من استعمال عقوهلن ابستمرار‪.‬‬
‫‪ .6‬هناك من النقاد غري املتعاطفني من جيادل أبن توسعة األجندة السياسية ال تقتضي‬
‫تصحيح النظرايت القائمة للسلوك الدويل أي أن البحث عن املرأة ال يغري يف جوهر‬
‫املفاهيم التقليدية للعالقات الدولية‪ ،‬وذلك يعود بشكل رئيسي إىل نظرايت الرتابط‬
‫اللربالية اجلديدة للتعاون يف الفوضى فقد تكون دراسات اجلنس (املذكر واملؤنث)‬
‫أحدث هذا التحول يف النموذج لكنها مل تكن هي اليت بدأته‪.‬‬
‫احلركة النسوية العربية‬
‫تسربت األفكار والنظرايت النسوية الغربية إىل العامل العريب بشكل متفاوت وعلى دفعات‪ ،‬عن‬
‫طريق عدة قنوات‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫‪ )1‬أتثر بعض أعضاء البعثات العلمية إىل الدول الغربية أبفكار الغرب فيما خيص املرأة‬
‫ودورها يف احلياة السياسية‪.‬‬
‫‪ )2‬املؤلفات واألعمال الذي قدمها بعض املثقفني العرب كرفاعة الطهطاوي وقاسم أمني‪.‬‬
‫‪ )3‬موجة تقليد الشرائح االجتماعية شبه االرستقراطية (املنفتحة) للثقافة الغربية‬
‫ومسالكها‪.‬‬
‫تشكلت احلركة النسوية العربية على ثالث مراحل‪ ،‬حىت وصلت إىل ما وصلت إليه اآلن‪،‬‬
‫وذلك على النحو التايل‪:‬‬
‫املرحلة األوىل‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫تسمى هذه املرحلة “بعصر النهضة”‪ ،‬اليت ترافقت مع وصول احلملة الفرنسية إىل‬
‫مصر سنة ‪1٧98‬م ‪.‬وكانت أبرز مالمح النسوية يف هذه املرحلة تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ o‬االهتمام مبسألة املرأة يف هذه املرحلة بشكل اثنوي‪ ،‬وملحق بقضية النهضة‪ ،‬لذلك ال تكاد‬
‫خترج املطالب على حق املرأة يف التعليم‪.‬‬
‫‪ o‬احلديث عن حق املرأة يف العمل‪ ،‬لكنه مل يكن شامالً كما هو يف املراحل التالية‪ ،‬وأيضاً‬
‫دعوا إىل االختالط بني اجلنسني؛ ألن ذلك من مقتضيات التعلم والعمل ‪-‬حسب رأيهم‪،‬‬
‫وليس من منطلق املساواة بني اجلنسني‪.‬‬
‫‪ o‬مل تُطرح فيه قضااي مباشرة مناقضة لثوابت الدين ومسلماته‪ ،‬أو معارضة ألعراف اجملتمع‪ ،‬ومل‬
‫يتم نسبة التخلف الذي كان عليه حال املرأة إىل الدين‪.‬‬
‫‪ o‬يف هذه املرحلة الدعاة حلقوق املرأة كانواً رجاالً‪ ،‬وغاب العنصر النسائي‪.‬‬
‫ب‪ -‬املرحلة الثانية‪:‬‬
‫اختلف الباحثون يف حتديد بداية هذه املرحلة‪ ،‬فمنهم من أرجعها إىل هناية القرن التاسع عشر‬
‫امليالدي‪ ،‬الذي أصدر فيه العلماين القبطي مرقص فهمي كتابه “املرأة يف الشرق” عام‬
‫‪1894‬م‪ ،‬والذي أحدث هزة كبرية يف اجملتمع املصري؛ ألنه نقل موضوع حقوق املرأة إىل ميدان‬
‫املواجهة مع املعتقدات والثوابت اإلسالمية‪ ،‬ومنهم يرجع بدايتها لكتاب قاسم أمني عام‬
‫‪1900‬م‪ ،‬والذي دعا فيه املرأة العربية إىل اقتفاء أثر املرأة الغربية‪ ،‬وسلك املسلك العلماين‬
‫الليربايل التحرري ‪-‬حىت من الدين‪ -‬عند طرحه لقضااي املرأة‪.‬‬
‫كذلك نشطت هذه املرحلة يف مصر بتأسيس االحتاد النسائي املصري عام ‪ 1923‬وحضرت‬
‫رئيسة االحتاد الدويل للحركة النسوية يف العامل إىل مصر ملساعدة املصرايت يف بناء التنظيم‬
‫ودعمه‪ ،‬ومن أبرز نسوايت هذه الفرتة هدى شعراوي وصفية زغلول‪.‬‬
‫وكانت أبرز املالمح النسوية يف هذه املرحلة‪:‬‬
‫▪ أصبحت الكتاابت تتجه حنو املناداة اباللتحاق بركب احلضارة الغربية‪ ،‬وجعل املرأة‬
‫الغربية منوذجاً حيتذى به‪ ،‬وتناولت موضوعات مل تُطرح من قبل‪ ،‬مثل‪ :‬املساواة بني‬
‫اجلنسني يف مرافق التعليم‪.‬‬
‫▪ ظهرت املرأة يف ميدان التأليف للدفاع عن حقوق املرأة‪ ،‬ومل يَعُ ْد مقتصراً على الرجال‬
‫فحسب كما كان يف املرحلة األوىل‪ ،‬وبرزت أمساء جديدة كدرية شفيق‪ ،‬واليت أصدرت‬
‫جملة “بنت النيل‪”.‬‬
‫▪ نظمت املرأة نفسها يف سبيل نيل حقوقها يف االحتادات النسائية اليت ظهرت يف تلك‬
‫املرحلة‪ ،‬وشاركت من خالهلا يف املؤمترات العاملية اليت تدرس وضع املرأة‪.‬‬
‫▪ حماولة توظيف الدين وحرف نصوصه أحياانً‪ ،‬لتصبح صاحلة لالستدالل عليها يف‬
‫كتاابهتم ودعواهتم‪.‬‬

‫‪. 3‬املرحلة الثالثة‬


‫تعود بداية هذه املرحلة إىل مخسينيات القرن املاضي‪ ،‬ويف عهد مجال عبد الناصر‪ ،‬والذي‬
‫سخر اإلعالم للرتويج لسفور املرأة وحتريرها من كل ضابط خلقي وديين‪ ،‬وميكن اعتبار هذه‬
‫الفرتة فرتة مستقلة عن سابقتها‪ ،‬ونشطت يف هذه الفرتة حركة ثقافية قامت برتمجة الكثري من‬
‫منظور ٍّ‬
‫مغاير‬ ‫ٍّ‬ ‫األدبيات الفكرية والفلسفية بكافة تياراهتا‪ ،‬واليت ختص قضية املرأة وحتررها على‬
‫للمنظور الديين‪ ،‬وهي اليت قدمت لل ُكتَّاب العرب األساس النظري يف قضية املرأة‪ ،‬الذي مي ِّّكنهم‬
‫من االسرتشاد يف قضية املرأة على ضوئه‪.‬‬
‫ومن أبرز املالمح النسوية يف هذه املرحلة‪:‬‬

‫✓ انتقلت الدعوات النسوية يف هذه املرحلة من مرحلة التأثر بنمط احلياة الظاهري والعملي‬
‫للمرأة الغربية إىل مرحلة استلهام الرؤى الفلسفية الغربية‪ ،‬وجعلها عقيدة للمرأة يف‬
‫حركتها ووضعها‪.‬‬
‫✓ انتشر يف بعض األدبيات الربط بني حتسني وضع املرأة أو تغيريه‪ ،‬وبني التغيري الشامل‬
‫واجلذري يف قيم اجملتمع‪.‬‬
‫✓ زاد االهتمام بدراسة النوع “اجلندر”‪ ،‬حسب أطروحات الدراسات الغربية‪ ،‬وتبدى‬
‫ذلك يف الكم الكبري من املؤلفات ضمن هذا اجملال‪ ،‬انهيك عن توظيف السينما‬
‫واملسرح والتلفاز وغريها لتحقيق هذه الغاية‪.‬‬

‫وقد واجهت هذه األفكار العديد من االنتقادات واهلجوم نظراً لكوهنا خترج عن اإلطار اجملتمعي‬
‫والثقايف‪ ،‬كما تتعارض بشكل صريح مع النصوص والقيم الدينية احلنيفة يف الكتاب والسنة‪،‬‬
‫واليت تتبناها اجملتمعات العربية واإلسالمية كمنهج حياة‪ ،‬لذا ظهرت بعض التوجهات اجلديدة‬
‫اليت حاولت املوازنة واملواءمة بني اعتبارات الفكر النسوي واملطالبات حبقوق املرأة‪ ،‬وبني اإلطار‬
‫الشرعي للدين اإلسالمي‪ ،‬وظهرت اجتاه فرعي جديد للنسوية‪ ،‬حتت مسمى " االجتاه النسوي‬
‫اإلسالمي"‪.‬‬
‫االجتاه النسوي اإلسالمي‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وهو اجتاه نسوي فرعي لالجتاه العريب‪ ،‬ظهر كرد فعل النتشار أفكار املدرسة النسوية‬
‫الغربية‪ ،‬وانطالقاً من ضرورة احرتام اخلصوصية الثقافية والدينية للمجتمعات العربية‪ ،‬وبدأ‬
‫مصطلح النسوية اإلسالمية ابلظهور يف تسعينيات القرن املاضي‪ ،‬وتعترب الناشطة اإليرانية زيبا‬
‫مري حسيين أول من استخدمه‪.‬‬
‫جتسيدا لفكرة النسوية اإلسالمية فهي “حركة مساواة”‪ ،‬وهي‬ ‫ً‬ ‫أما أبرز احلركات اليت نشأت‬
‫حركة عاملية انطلقت يف مؤمتر عقد يف ماليزاي عام ‪ 2009‬وحضره أكثر من ‪ 250‬امرأة من‬
‫حنو ‪ 50‬دولة حول العامل‪ ،‬وكانت الناشطة اإليرانية زيبا مري حسيين إحدى املؤسسات إىل‬
‫جانب ‪ 12‬شخصية أخرى‪ .‬وانل املصطلح شهرته على يد األمريكية آمنة ودود‪ ،‬أستاذة‬
‫التفسري يف جامعة فرجينيا‪ ،‬وتعترب مؤسسة املرأة والذاكرة اليت أسسها عدد من النساء أبرزهن‬
‫أميمة أبو بكر وهدى الصدة‪.‬‬
‫وميكن توضيح أهم خصائص املعرفة النسوية اإلسالمية يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬املعرفة النسوية يف املنظور اإلسالمي هي معرفة نقدية يف جوهرها ومضموهنا‪ ،‬إصالحية‬


‫يف هدفها‪.‬‬
‫‪ .2‬حمكومة ابلضوابط املوضوعية واملنهجية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .3‬معرفة حتررية ضد السلطة املطلقة لفرد أو جنس أو رأي أو نظام وحيد‪.‬‬
‫‪ .4‬تستند إىل إطار معريف عقائدي أكرب‪ ،‬وهي بذلك تتشابه مع النسوية الليربالية‬
‫واالشرتاكية يف انتمائها لغطاء فكري وعقائدي‪ ،‬وتبتعد عن نسوية ما بعد احلداثة اليت‬
‫ترفض املعرفة قبل النسوية‪.‬‬
‫املكون‬
‫‪ .5‬أصالة املكون امليتافيزيقي جنباً إىل جنب مع املصادر املادية للمعرفة‪ ،‬ويعين ذلك ّ‬
‫اإلميان ابهلل تعاىل وابلغيب‪.‬‬
‫‪ .6‬منو املعرفة النسوية رهني بنمو تيار ثقايف اجتهادي يف نسيج املعرفة والثقافة اإلسالمية‬
‫عموماً‪.‬‬

‫وقد انقسم االجتاه اإلسالمي للنسوية إىل تيارين أساسيني‪:‬‬


‫التيار األول‪ :‬التيار النسائي اإلسالمي‪:‬‬
‫يل‬
‫وأهم ما مييزه إميانه الكامل بكل ما جاء به القرآن من أحكام متعلقة ابلنساء دون ّ‬
‫أعناق النصوص‪ ،‬وأن ما جاء به القرآن الكرمي صاحل لكل زمان ومكان‪ ،‬واحرتامه للتفاسري مع‬
‫ترجيحه لتفسري دون آخر استناداً لقوة الدليل‪ ،‬وتؤمن ابحثات هذا التيار بكل األحاديث‬
‫صحت سنداً ومتناً‪ ،‬ومما مييزه أنه ال يعتمد على الفصل العنصري‪ ،‬ومن مث جيتهد‬ ‫الشريفة اليت ّ‬
‫يف هذا اجملال الكثري من الرجال والنساء‪.‬‬
‫ويتشدد هذا التيار يف احلرص على إثبات خصوصية هويته اإلسالمية‪ ،‬بدءاً من املصطلح‬
‫"النسائي" نسبة إىل النساء‪ ،‬وهي اسم سورة سور القرآن الكرمي‪ ،‬ومتييزاً له عن مصطلح "التيار‬
‫النسوي" الغريب‪ ،‬ويرى رواد هذا التيار أن االلتزام أبحكام الدين املتعلقة ابملرأة كجزء من االلتزام‬
‫العام ابلنظام اإلسالمي بشموليته‪ ،‬وهو كفيل حبل كل املشكالت والتحدايت اليت تواجهها‬
‫النساء‪ ،‬وأيخذن موقفاً نقدايً من الواثئق األممية‪ ،‬العتقادهم أبهنا أتسست على هدم وتفكيك‬
‫األسرة وتزييف الوعي وتشبيه النساء ابلرجال‪ ،‬وبرز هذا التيار بشكل أكرب يف البلدان اإلسالمية‬
‫األكثر حتفظاً كالسعودية‪ .‬ومل يتجاوز كونه تياراً نظرايُ انقداً للرؤية الغربية‪ ،‬له بعض الكتاب‬
‫واملفكرين والكثري من رموزه هم من دارسي الشريعة اإلسالمية‪ ،‬لكن مل حيظ التيار مبساحات‬
‫واقعية واسعة للتطبيق‪.‬‬
‫التيار الثاين‪ :‬النسوية اإلسالمية‪:‬‬
‫وهو تيار أكثر مرونة من التيار االول‪ ،‬فآمن ابلفكرة النسوية بوجه عام ورأى أهنا ليست‬
‫تكونت عرب نضال النساء على مدار التاريخ إىل أن وصلت إىل ما‬ ‫نتاجاً غربياً‪ ،‬وإمنا هي أفكار ّ‬
‫وصلت إليه‪ ،‬ويرفض هذا التيار الفكر النسوي املتطرف الذي يعتمد على هدم كل آليات املعرفة‬
‫السابقة والذي ينحاز للنساء ويبحث عن استقواء أنثوي مقابل االستقواء الذكوري‪ ،‬لكنه يؤمن‬
‫أبطروحة "اجلندر" أو النوع االجتماعي ويتعاطى معها إبجيابية‪ ،‬ويرى رموز هذا التيار أنه ال‬
‫تعارض بني الفكر اإلسالمي وبني الفكر النسوي أو أطروحة اجلندر‪.‬‬
‫تعرف أميمة أبو بكر النسوية اإلسالمية أبهنا "موقف له منطلقات أنطولوجية معينة‬ ‫و ّ‬
‫وهدف مزدوج‪ ،‬هو االهتمام بتحسني أحوال النساء‪ ،‬خاصة يف اجملتمعات ذات األغلبية‬
‫املسلمة‪ ،‬وحتقيق العدالة واملساواة للنساء‪ ،‬واهلدف الثاين هو إصالح وترشيد الفكر اإلسالمي‬
‫نفسه ومنهجيات العلوم اإلسالمية والفهم الديين إلعادة قراءة املصادر اإلسالمية ما يسمح‬
‫ببناء معرفة إسالمية نسوية مساوتية"‪.‬‬
‫وقد برزت داخل هذا التيار مدرستان‪:‬‬
‫أ‪ -‬األوىل‪ :‬هي مدرسة اخلارج‪ ،‬أي منظرات الفكر النسوي اإلسالمي من النساء يف البالد‬
‫الغربية حيث تشهد هذه املدرسة زمخاً كبرياً يرتد أثره للداخل اإلسالمي‪ ،‬ومن أعالمها‬
‫آمنة ودود‪ ،‬وهي مدرسة ال تتقيد يف اجتهادها أبي قيد خارج منهجيتها يف التفكري‪.‬‬
‫ب‪ -‬الثانية‪ :‬هي مدرسة الداخل اإلسالمي‪ ،‬حيث تتحرك حبذر أكرب وهي تعلن أهنا ال‬
‫تستورد أجندهتا من اخلارج وأن كل ما يتعلق أبفكار خارجة عن صريح الشرع مثل‬
‫املثلية وحنو ذلك من أفكار النسوية العاملية ال تعنيها ألهنا تتحرك وفق املشكالت‬
‫املوجودة يف الداخل لدينا فقط‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن هذا التيار يقوم ابسترياد مصطلحات وأدوات "اآلخر" النسوية املعرفية إال‬
‫أنه حياول أن يصبغها بصبغة إسالمية‪ ،‬وهو ما يعرض هذا التيار للكثري من االنتقادات‬
‫واالهتامات‪ ،‬كونه يتبىن إطاراً أكثر اتساعاً ومرونة من األطر الدينية املعروفة‪ ،‬إىل احلد الذي‬
‫جيعل رواده يتالعبون يف تفسري بعض النصوص الدينية لكي تتفق مع الرؤى واألفكار اليت‬
‫يقدموهنا‪.‬‬

You might also like