جذاذات صفات المفسرين المبحث الثالث الباب الأول

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 5

‫ومن المعلوم أن من شروط المفسر التي ذكرها علماء األصول أن يكون‬

‫المفسر مسلما ً صحيح االعتقاد‪ ،‬مجرداً عن الهوى‪ ،‬وأن يطلب أوالً تفسير القرآن‬

‫بالقرآن‪ ،‬ثم يطلبه بالسنة النبوية المطهرة‪ ،‬فإن لم يجد رجع إلى أقوال الصحابة‬

‫(رضوان هللا عليهم) ‪ ،‬ثم إلى أقوال التابعين‪ ،‬ثم يكون بعد ذلك كله عالما ً باللغة‬

‫العربية وفروعها‪ :‬كالنحو‪ ،‬والصرف‪ ،‬وعلم االشتقاق‪ ،‬وعلوم المعاني‪ ،‬والبديع‪ ،‬والبيان وعلم القراءات‪ ،‬وأسباب النزول‪ ،‬والناسخ‬
‫والمنسوخ‪ ،‬واآلثار المبينة‬

‫لتفصيل المجمل‪ ،‬وتوضيح المبهم‪ ،‬وغير ذلك من‌صفات‌المفسرين التي ذكرها‬


‫‪1‬‬
‫العلماء‬

‫واالشتقاق‪ ،‬والمعاني‪ ،‬والبيانُ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫عشر شرطا ً لل ُم َفس ِِّر؛ هي‪« :‬اللُّغ ُة‪ ،‬وال َّنحوُ ‪ ،‬وال َّتصريفُ ‪،‬‬
‫َ‬ ‫وقد َذ َك َر السُّيوطيُّ في ِ‬
‫كتابه اإلتقان خمس َة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫زول‪ ،‬وال ّناسِ ُخ والمنسو ُخ‪ ،‬والفقهُ‪ ،‬واألحاديث ال ُم َبيِّنة‬ ‫ُأ‬
‫ين‪ ،‬و صول الفِقهِ‪ ،‬وأسبابُ ال ُّن ِ‬
‫لتفسير‬
‫ِ‬ ‫والبديعُ‪ ،‬وعل ُم القراءاتِ‪ ،‬وأصو ُل ال ِّد ِ‬
‫ُّ‬
‫إتقان علوم اللغة‬
‫ِ‬ ‫اّل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫المُج َم ِل والمُب َه ِم‪ ،‬وعِ ل ُم ال َموهبةِ»‪ .‬فنصفُ ‌شروطِ ‌المفس ِِّر إتقانُ علوم اللغة العربيّة‪ ،‬ونصفها اآلخ ُر ال يكونُ إ بعد‬
‫أويل مع أ َّنه لم ُيح ِْط بعلوم العربيّة‬ ‫ُأ‬
‫العربيّة‪ ،‬وبعدَ ذلك ُكلِّه نرى في زمانِنا َمن يتجرَّ على الخوض في ال َّت ِ‬
‫فسير وال ّت ِ‬
‫‪2‬‬

‫فإن المفسر أمين على إبالغ الناس مراد هللا من كتابه‪ ،‬وال يتأ ّتى له ذلك إال بمعرفة اللغة وعلومها‪ ،‬وتصوره الدقيق الستعماالت‬
‫العربية فيها‪ ،‬والممارسة لجملة من فنونها‪ ،‬ارتياضا ً بها‪ ،‬وحذقا ً لتصرّ فات القول حذقا ً يصل به إلى اكتشاف مغالق المعاني وأسرار‬
‫البيان وخصائص التعبير لدى األمة من أهل هذه اللغة الذين خاطبهم هللا بلسانهم‪ ،‬وأنزل عليهم كتابا ً عربيا ً مبينا ً ال َي ْخلَ ُق على طول‬
‫الر ِّد ‪ .‬فصحة التفسير يكفلها شرح التراكيب القرآنية ببيان المقصود من ألفاظ القرآن بحسب ما جرى عليه استعمالها في اللغة العربية‪.‬‬

‫واستمداد ذلك يكون باجتذاب المعاني من الداللة اللغوية لأللفاظ‪ ،‬ومن التصرّ فات القولية التي وردت بها تراكيبه‪ ،‬ومن الحس بها‪،‬‬
‫واإلدراك للخصائص البالغية التي ت ّتسم بها تلك التراكيب‪.‬‬

‫وال يتأ ّتى للمفسر أن يغوص على أسرار الكتاب‪ ،‬ويتعمّق معانيه إال متى اكتمل إدراكه لنظمه البديع‪ ،‬فيتجه به كل اتجاه لتصوّ ر‬
‫محامله‪ _،‬والوقوف على احتماالته مهما تعددت‪.‬‬

‫وما من شك في أن لثقافة المفسر في هذا أثراً كبيراً في التوصل إلى الغاية من عمله‪ ،‬وال يعوقه تحقيق هذا الغرض إذا ما تأيَّد‬
‫بالمقاالت النفيسة ألئمة هذا الفن من المتقدمين والمتأخرين‪ ،‬شرط أن تكون نقوله عنهم غير مجافية لألصول وال للعربية‪.‬‬
‫وبجانب هذا كله ّ‬
‫حذ ر الشيخ ابن عاشور من جملة محاذير يضعف بها التفسير ويسخف ويفسد ويبطل‪.‬‬

‫ومثل ذلك كثرة االستطرادات‪ ،‬واالندفاع إلى بيان أغراض ليست من مفادات التراكيب القرآنية‪ .‬فهذا ال يكون تفسيراً‪ ،‬وإنما هو‬
‫ضرب من التدليس على المطالعين ممن لم تبلغ بهم مراتبهم العلمية مبلغ التمحيص‪ ،‬وتضلي ٌل لعامة المسلمين‪ .‬وكذلك االقتصار في‬
‫التفسير على بيان المعنى بحيث يكون عمله بمنزلة نقل الكالم وترجمته من لغة إلى لغة أخرى‪ ،‬فال يفيد طالب الهدي اإللهي‪ ،‬وال‬
‫‪3‬‬
‫شداة المعرفة بالقرآن الكريم‬

‫‪ 1‬مجلة البيان القسم‪ :‬الجوامع الكتاب‪ :‬مجلة البيان (‪ ٢٣٨‬عددا) المؤلف‪ :‬تصدر عن المنتدى اإلسالمي مجلة البيان‬
‫تاريخ النشر بالشاملة‪ ٨ :‬ذو الحجة ‪ .١٤٣١‬العدد ‪ 95‬الصفحة ‪.46‬‬
‫شرح َم ْنظوم ِة ِ‬
‫ابن ال ِّشحْ ن ِة (في علوم المعاني والبيان والبديع)‬ ‫ِ‬ ‫‪ 2‬الكتاب‪ُ :‬درَ ُر ال َفرائ ِد المُسْ َتحْ سَ َنة في‬
‫الطرَ اب ُْلسِ يّ (ت نحو ‪ ١٠٢٤‬هـ)‬ ‫المؤلف‪ :‬ابن عَ ْب ِد الحَ ِّق ال ُعم َِريّ َّ‬
‫تحقيق ودراسة‪ :‬الدكتور ُسلَيمان حُسَ ين ال ُعمَيرات‬
‫الناشر‪ :‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪ ١٤٣٩ ،‬هـ ‪ ٢٠١٨ -‬م الصفحة ‪.13‬‬
‫‪ 3‬مقاصد الشريعة اإلسالمية‬
‫المؤلف‪ :‬محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (ت ‪١٣٩٣‬هـ)‬
‫المحقق‪ :‬محمد الحبيب ابن الخوجة‬
‫الناشر‪ :‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬قطر‬
‫عام النشر‪ ١٤٢٥ :‬هـ ‪ ٢٠٠٤ -‬م‬
‫عدد األجزاء‪٣ :‬‬
‫تاريخ النشر بالشاملة‪ ١٣ :‬جُمادَ ى اآلخرة ‪١٤٣٦‬‬
‫‌‌آداب‌المفسِّر‪:‬‬

‫‪ - 1‬حسن النية وصحة المقصد‪ :‬فإنما األعمال بالنيات‪ ،‬والعلوم الشرعية أولى بأن يكون هدف صاحبها منها الخير العام‪ ،‬وإسداء‬
‫المعروف لصالح اإلسالم‪ ،‬وأن يتطهر من أعراض الدنيا ليسدد هللا خطاه‪ ،‬واالنتفاع بالعلم ثمرة اإلخالص فيه‪.‬‬

‫‪ -2‬حسن ال ُخلُق‪ :‬فالمفسِّر في موقف المؤ ِّدب‪ ،‬وال تبلغ اآلداب مبلغها في النفس إال إذا كان المؤ ِّدب مثااًل يُحتذى في ال ُخلُق والفضيلة‪،‬‬
‫والكلمة النابية قد تصرف الطالب عن االستفادة مما يسمع أو يقرأ وتقطع عليه مجرى تفكيره‬

‫‪ -3‬االمتثال والعمل‪ :‬فإن العلم يجد قبواًل من العاملين أضعاف ما يجد من سمو معارفه ودقة مباحثه ‪ -‬وحسن السيرة يجعل المفسِّر‬
‫قدوة حسنة لما يقرره من مسائل الدين‪ ،‬وكثيرً ا ما يصد الناس عن تلقي العلم من بحر زاخر في المعرفة لسوء سلوكه وعدم تطبيقه‪.‬‬

‫‪ - 4‬تحري الصدق والضبط في النقل‪ :‬فال يتكلم أو يكتب إال عن تثبت لما يرويه حتى يكون في مأمن من التصحيف واللَّحن‪.‬‬

‫‪ - 5‬التواضع ولين الجانب‪ :‬فالصلف العلمي حاجز حصين يحول بين العالِم واالنتفاع بعلمه‪.‬‬

‫‪ -6‬عزة النفس‪ :‬فمن حق العالِم أن يترفع عن سفاسف األمور‪ ،‬وال يغشى أعتاب الجاه والسلطان كالسائل المتكفف‪.‬‬

‫‪ -7‬الجهر بالحق‪ :‬فأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر‪.‬‬

‫‪ -8‬حسن السمت‪ :‬الذي يُكسب المفسِّر هيبة ووقارً ا في مظهره العام وجلوسه ووقوفه ومشيته دون تكلف‪.‬‬

‫ً‬
‫سردا بل يفصِّله وي ُِبين عن مخارج حروفه‪.‬‬ ‫‪ -9‬األناة والروية‪ :‬فال يسرد الكالم‬

‫‪ - 10‬تقديم من هو أولى منه‪ :‬فال يتصدى للتفسير بحضرتهم وهم أحياء‪ ،‬وال يغمطهم حقهم بعد الممات‪ _،‬بل يرشد إلى األخذ عنهم‬
‫وقراءة كتبهم‪.‬‬

‫‪ - 11‬حسن اإلعداد وطريقة األداء‪ :‬كأن يبدأ بذكر سبب النزول ‪ -‬ثم معاني المفردات وشرح التراكيب وبيان وجوه البالغة واإلعراب‬
‫الذي يتوقف عليه تحديد المعنى‪ ،‬ثم يبين المعنى العام ويصله بالحياة العامة التي يعيشها الناس في عصره‪ ،‬ثم يأتي إلى االستنباط‬
‫‪4‬‬
‫واألحكام‬

‫‌‌ثانيا‪‌:‬آداب‌المفسر‬

‫س‪ :‬عرفنا‌شروط‌المفسر‪ ،‬فما هي آدابه؟‬

‫ج‪‌:‬آداب‌المفسر للقرآن الكريم كثيرة‪ .‬نختصرها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حسن النية وسالمة القصد‪ ،‬ألن األعمال بالنيات‪ ،‬والعلوم الشرعية عامة أولى بأن يكون هدف القائم بها الخير العام وخدمة‬
‫اإلسالم‪ ،‬وأن يتطهر من أغراض الدنيا الفانية‪ .‬ليسدد هللا تعالى خطاه‪ ،‬ويجعل الجنة مثواه جزاء إلخالصه لخالقه ومواله جل عاله‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حسن الخلق‪ ،‬ألن المفسر في مكان المؤدّب‪ ،‬وال تصل اآلداب إلى نفس المؤدّب إال إذا كان المؤدّب مثاال يحتذى به في الخلق‬
‫الحسن‪ .‬وقد نقل اإلتقان عن البرهان قوله‪( :‬اعلم أنه ال يحصل للناظر فهم معاني الوحي‪ ،‬وال تظهر له أسراره وفي قلبه بدعة أو كبر‬
‫أو هوى‪ ،‬أو حب الدنيا أو إصرار على ذنب أو غير متحقق باإليمان أو ضعيف التحقيق أو يعتمد على قول مفسر ليس عنده علم‪ ،‬أو‬
‫راجع إلى معقوله هو‪ ،‬فهذه كلها حجب وموانع للمفسر عن أن يصل إلى ما يصبو إليه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يتحرى الصدق والضبط في النقل‪ ،‬فال يتكلم وال يكتب إال عن تثبت لما يقوله‪ ،‬حتى يكون في مأمن من اللحن أو الخطأ أو‬
‫الطعن‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أن يكون متواضعا لين الجانب‪ ،‬فالصلف والتكبر يحوالن بين العالم واالنتفاع بعلمه‪ ،‬فلو كان علمه نافعا لنفعه‪.‬‬

‫‪ 4‬مباحث في علوم القرآن‬


‫المؤلف‪ :‬مناع بن خليل القطان (ت ‪١٤٢٠‬هـ)‬
‫الناشر‪ :‬مكتبة المعارف للنشر والتوزيع‬
‫الطبعة‪ :‬الطبعة الثالثة ‪١٤٢١‬هـ‪٢٠٠٠ -‬م‬
‫عدد الصفحات‪٤٠٧ :‬‬
‫تاريخ النشر بالشاملة‪ ٨ :‬ذو الحجة ‪ .١٤٣١‬الصفحة ‪.343_342‬‬
‫خامسا‪ :‬أن يكون عزيز النفس‪ ،‬فمن الواجب عليه أن يترفع عن سفاسف األمور‪ ،‬وال يضع نفسه في مواضع الذلة والمهانة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬أن يتحلى بالتأني والروية في حديثه‪ .‬فال يسرد كالمه سردا سريعا حتى ال يفهمه المستمع‪ ،‬بل عليه أن يفصل الكالم ويبيّنه‬
‫ويوضحه ويخرج الحروف من مخارجها‪ .‬لكي يفهمه المستمع‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬أن يجهر بالحق مهما كلفه ذلك‪ ،‬فأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬أن يق ّد م من هو أولى منه إذا حضر معه في المجلس‪ ،‬فال يتصدى للتفسير بحضرتهم وكذلك ال يغمطهم حقهم بعد لقائهم لربهم‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫تاسعا‪ :‬أن يحسن اإلعداد وطريقة األداء‪ ،‬فيضع كل شيء في موضعه ويرتب األبواب ك ّل حسب ما يقتضيه الحال ‪ ..‬وهللا تعالى أعلم‬

‫راب ًعا‪ :‬بيان بعض‌آداب‌المفسر والعلوم التي يحتاجها‪ :‬من ذلك‪:‬‬

‫‪ - 1‬التحذير من الخوض في تفسير القرآن بغير علم‪ ،‬مع تطبيق ذلك واقع ًّيا‪ ،‬يتضح ذلك من قول أبي بكر ‪-‬رضي هَّللا عنه‪" :-‬أيّ‬
‫أرض تقلني‪ ،‬وأيّ سما ٍء تظلني‪ ،‬إذا قلت في القرآن ما ال أعلم"‪ ،‬وموقف عمر ‪-‬رضي هَّللا عنه‪ -‬عندما قال في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫{و َقضْ بًا (‬ ‫ٍ‬
‫‪َ )28‬و َز ْي ُتو ًنا َو َن ْخاًل (‪َ )29‬و َحدَ اِئقَ ُغ ْلبًا (‪َ )30‬و َفا ِك َه ً_ة َوَأ ًّبا} [عبس‪ ]31 - 28 :‬كل هذا قد علمناه‪ ،‬فما األب؟ ثم ضرب بيده‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫لعمرك إن هذا لهو التكلف‪ ،‬واتبعوا ما يتبين لكم في هذا الكتاب‪ .‬قال عمر‪ :‬وما يتبين فعليكم به‪ ،‬وما ال فدعوه‪.‬‬

‫‪ - 2‬التنبيه على أهمية إلمام المتصدي للتفسير ببعض علوم القرآن كالناسخ والمنسوخ‪ ،‬كما يتضح ذلك من موقف علي مع الرجل‬
‫‪6‬‬
‫القاص‪.‬‬

‫‌آداب‌المفسر‪:‬‬

‫وكما أن للمفسر شروطا فإن له آدابا ينبغي عليه االلتزام بها وهي كثيرة منها‪ ‌- :‬اإلخالص‪:‬‬

‫بأن يريد بعمله وجه هللا‪ ،‬وأن يطلب رضاه‪ ،‬وال يبتغي بذلك جاها وال منصبا‪ ،‬فإن ابتغى غير ذلك ضل وأضل‬

‫‪ ‌-2‬العمل‪:‬‬

‫فإنه إذا دعا إلى خير فعليه أن يكون أول المؤدين له حتى يلقى القبول من الناس‪ ،‬وإذا نهى عن أمر وجب أن يكون تاركا له نابذا إياه‪،‬‬
‫فإن الناس إذا رأوه يأمر وال يفعل وينهى وال يمتثل نفروا عنه وعن أقواله وإن كانت حقا‬

‫‪ ‌-‬حسن الخلق‪:‬‬

‫في قوله وفي فعله وفي سمته‪ ،‬فإن هذا مما يجذب النفوس إليه‪ ،‬وإذا انجذبت إليه أقبل عليه السمع والبصر‪.‬‬

‫فعليه أن يلتزم حسن الخلق في قوله وعباراته فيلزم الكلمة الطيبة ويحذر الكلمات النابية التي ينفر منها السامع ويفزع‪ .‬وأن يتحرى‬
‫الصدق في سائر أقواله حتى يطمئن الناس إليها فإنهم إذا جربوا عليه كذبا اضطرب عندهم سائر كالمه‪.‬‬

‫‪ 5‬نفحات من علوم القرآن‬


‫المؤلف‪ :‬محمد أحمد محمد معبد (ت ‪١٤٣٠‬هـ)‬
‫الناشر‪ :‬دار السالم ‪ -‬القاهرة‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية‪ ١٤٢٦ :،‬هـ ‪ ٢٠٠٥ -‬م‬
‫عدد الصفحات‪١٤٢ :‬‬
‫[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]‬
‫تاريخ النشر بالشاملة‪ ١٧ :‬محرم ‪ .١٤٣٣‬الصفحة ‪.128_127‬‬
‫‪ 6‬موسوعة التفسير المأثور‬
‫إعداد‪ :‬مركز الدراسات والمعلومات القرآنية‬
‫المشرفون‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬مساعد بن سليمان الطيار ‪ -‬د‪ .‬نوح بن يحيى الشهري‬
‫الناشر‪ :‬مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد اإلمام الشاطبي‪ -‬دار ابن حزم ‪ -‬بيروت‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪. ٢٠١٧ – ١٤٣٩ ،‬الصفحة ‪ 211‬الجزء‪.1‬‬
‫وعليه أن يلتزم حسن الخلق في فعله فيتواضع لمن هم دونه مقا ًم ا وال يتعالى فال تطاله أيديهم فال يستفيدون من علمه‪ ،‬وأن تكون نفسه‬
‫عزيزة فيترفع عن سفاسف األمور والتذلل ألصحاب المال أو الجاه فإن العامة إذا رأوا تهافته على ذلك سقط من أعينهم‪ .‬وعليه أن‬
‫يجهر بالحق وال يكتمه فأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر‪ ،‬والساكت_ عن الحق شيطان أخرس‪.‬‬

‫ومن حسن الخلق أن يقدم من هو أولى منه وأن يوقرهم حضورا كانوا أو غائبين فال يغمط أقوالهم حقها بل يظهرها ويعترف بفضلها‬
‫ومزيتها‪ ،‬وال يقدم قوله عليها‪ ،‬ال ينكر سبقهم له إلى رأي رآه‪ ،‬أو قول يقول به‪.‬‬

‫وعليه أن يلتزم حسن الخلق في سمته بأن يلبس لباس العلماء ويتزيا بزيهم‪ ،‬ويلتزم الوقار في جلوسه ووقوفه ومشيته دون تكلف‪ ،‬وال‬
‫يحضر مجالس لهوهم‪ ،‬وأن يتأنى في حديثه حتى يفهم الناس عنه قوله فال يضطرهم إلى كثرة االستفسار والجرأة على قطع حديثه‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وهللا المستعان‬

‫‌‌ثانيا‪‌:‬آداب‌المفسّر‪:‬‬

‫‪ - 1‬حسن النية‪ ،‬وسالمة القصد هلل تعالى‪.‬‬

‫‪ - 2‬حسن الخلق‬

‫‪ - 3‬الورع والتقوى‪.‬‬

‫‪ - 4‬تحرى الصدق والضبط فى النقل‬

‫‪ّ -5‬‬
‫عزة النفس‪.‬‬

‫‪ - 6‬التواضع ولين الجانب‪.‬‬

‫‪ - 7‬الجهر بالحق‪.‬‬

‫‪ - 8‬التروى واألناة فى سر التفسير‪.‬‬

‫‪ - 9‬حسن اإلعداد وطريقة األداء‪.‬‬

‫‪ - 10‬تقديم من هو فى العلم أولى منه‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫وهللا أعلم‬

‫‌‌ثانيا‪‌:‬آداب‌المفسّر‪:‬‬

‫‪ - 1‬حسن النية‪ ،‬وسالمة القصد هلل تعالى‪.‬‬

‫‪ - 2‬حسن الخلق‪ - 3 .‬الورع والتقوى‪.‬‬

‫‪ - 4‬تحرى الصدق والضبط فى النقل‪ّ - 5 .‬‬


‫عزة النفس‪.‬‬

‫‪ - 6‬التواضع ولين الجانب‪ - 7 .‬الجهر بالحق‪.‬‬

‫‪ 7‬دراسات في علوم القرآن الكريم‬


‫المؤلف‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي‬
‫الناشر‪ :‬حقوق الطبع محفوظة للمؤلف‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية عشرة ‪١٤٢٤‬هـ ‪٢٠٠٣ -‬م الصفحة ‪.169‬‬
‫‪ 8‬مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن‬
‫المؤلف‪ :‬عبد الجواد خلف محمد عبد الجواد‬
‫الناشر‪ :‬دار البيان العربى ‪ -‬القاهرة‬
‫عدد الصفحات‪ ٢٤٨ :‬الصفحة ‪.74‬‬
‫‪ - 8‬التروى واألناة فى س ّرد التفسير‪ - 9 .‬حسن اإلعداد وطريقة األداء‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ - 10‬تقديم من هو فى العلم أولى منه‬

‫‪9‬‬

You might also like