Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫الحصة الثالثة‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬األسس العامة للتنظيم اإلداري‬


‫تعتبر نظرية التنظيم اإلداري من أهم مداخل القانون اإلداري لتعلقها باإلدارة العمومية أي‬
‫بوظائفها ونشاطاتها‪ ،‬إذ تدخل دراسة المؤسسات اإلدارية من الناحية القانونية تحت ما يسمى‬
‫بالتنظيم اإلداري‪.‬‬
‫وبالتال ي يقصد بالتنظيم اإلداري مجموعة النظريات التي يبنى على أساسها التنظيم اإلداري في أية‬
‫دولة‪ ،‬وأهم هذه األسس؛ التي سنحاول دراستها في هذا اإلطار نظرية الشخصية المعنوية (الفصل‬
‫األول)‪ ،‬ثم نظرية المركزية والالمركزية اإلدارية (الفصل الثاني)‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الشخصية المعنوية‬


‫تحتل نظرية الشخصية المعنوية مكانة بالغة األهمية في التنظيم اإلداري خاصة والقانون اإلداري‬
‫عامة‪ ،‬فاإلنسان منذ والدته يتمتع بالشخصية القانونية التي تﹸمكنه من اكتساب الحقوق وتحمل‬
‫االلتزامات‪ ،‬إالﹼ أن عجز اإلنسان عن القيام بمتطلبات الحياة اإلدارية النتهاء شخصيته بالوفاة كان‬
‫ال بد من منح األهلية القانونية ألشخاص أخرى‪ ،‬وهي أشخاص معنوية‪ .‬وقد لجأ إليها المشرع في‬
‫الدولة كحيلة قانونية حتى تتمكن الهيئات من تحقيق أغراضها واإلنسان وحده من يتمتع بالشخصية‬
‫الحقيقية‪.‬‬
‫غير أنه اختلفت أراء فقهاء القانون اإلداري وتباينت مواقفهم إزاء نظرية الشخصية المعنوية‪،‬‬
‫فهناك من يعترف بوجودها وهناك من ينكرها‪ .‬إذن ومن خالل ما سبق ما هو مفهوم الشخصية‬
‫المعنوية ومقوماته (المبحث األول)‪ ،‬و ما هي أنواعه (المبحث الثاني)‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الشخصية المعنوية‬
‫من المعلوم أن القانون ينبني على عدت مقومات من أهمها تنظيم الحق وربطه بالحقوق‬
‫وااللتزامات المتولدة عنه‪ ،‬وهذا الحق ليس خياليا بل هو حقيقيا يرتبط بالشخص موضوع هذا‬
‫الحق‪ ،‬هذا الشخص الذي هو اإلنسان الطبيعي اآلدمي‪.‬‬
‫وإذا كان واقعيا من غير المعقول التسليم بوجود الشخص لغير الشخص الطبيعي أي اإلنسان‪ ،‬فإنه‬
‫وعلى عكس ذلك فإن اللغة القانونية باإلضافة إلى هذا الشخص الطبيعي الذي منحت له حقوق‬
‫وفرضت عليه واجبات‪ ،‬هناك شخص معنوي أو اعتباري اعتبره القانون كذلك ورتب له هو األخر‬
‫حقوقا وفرض عليه بعض االلتزامات‪،‬مما جعل منه ظاهرة قانونية ساهمت بفعالية في تطوير‬
‫المعامالت اإلنسانية‪ ،‬سواء في عالقة الخواص في نطاق القانون الخاص أو في عالقة الدولة في‬
‫نطاق القانون العام‪ ،‬حيث يمكن التمييز هنا بين الشخص المعنوي العام والشخص المعنوي الخاص‪.‬‬
‫وقد عرفت نظرية الشخصية المعنوية نشأتها وتطورها في نطاق القانون الخاص‪ ،‬إال أن أهميتها‬
‫والتطورات الهامة التي عرفتها ارتبطت بمجال القانون العام‪ ،‬وذلك بالنظر للفرق الموجود بين‬
‫القانونين حيث إذا كان األول يهتم باألشخاص الطبيعيين فإن الثاني ال يهتم بهم إال بصفتهم ممثلين‬
‫لألشخاص المعنوية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ويعرف فقهاء القانون الشخص بأنه كل كائن قادر على اكتساب حقوق وتحمل الواجبات‪ ،‬وقد تم‬
‫تقسيم هذا الشخص إلى شخص طبيعي‪ ،‬وشخص معنوي أو اعتباري‪ .‬والشخص الطبيعي هو‬
‫اإلنسان بصفته اآلدمية‪ ،‬أما الشخص المعنوي االعتباري فينقسم إلى نوعين‪:‬‬
‫شخص معنوي خاص يخضع ألحكام القانون الخاص مثل الشركات والجمعيات‪،‬أما الشخص‬
‫المعنوي العام فهو الذي يخضع للقانون العام كالدولة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية‪.‬‬
‫والقانون اإلداري يستثني األنواع األخرى ويكتفي بدراسة األشخاص المعنوية العامة لكونها تعد‬
‫موضوعاته األساسية‪.‬‬
‫وانطالقا مما سيق فيمكن تعريف الشخص المعنوي االعتباري كونه "مجموعة من األشخاص أو‬
‫مجموعة من األموال منحها المشرع الشخصية المعنوية التي تؤهلها الكتساب حقوق وتحمل‬
‫واجبات وتفرض عليها بعض االلتزامات"‪ .‬وعليه فالشخص المعنوي ال يقتصر فقط على مجموعة‬
‫األشخاص الطبيعيين المجتمعين لتحقيق غرض أو هدف معين‪،‬بل أيضا مجموعة من األموال‬
‫رصدت لتحقيق غرض معين‪ ،‬إذ البد من تجمع أشخاص طبيعيين أو أموال يضفي عليها القانون‬
‫صفة شخص معنوي أو اعتباري‪ ،‬ومن ثم يمكن للشخص المعنوي التملك والتعاقد والتقاضي‪...‬إلخ‪،‬‬
‫شأنه شأن باقي األشخاص الطبيعيين‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مقومات الشخصية المعنوية‬
‫للشخصية المعنوية مقومات وأركان ضرورية (المطلب األول)‪ ،‬تميزها عن األشخاص الطبيعيين‬
‫(المطلب الثاني)‪ ،‬مع ما يترتب عن ذلك من نتائج‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أركان الشخصية المعنوية‬
‫تقوم الشخصية المعنوية على عدت أركان‪ ،‬يمكن إجمالها في ضرورة التوفر على عنصرين‪:‬‬
‫عنصر موضوعي أو مادي وعنصر شكلي‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالعنصر الموضوعي فيتجلى فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وجود جماعة من األموال أو األشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬وجود مصالح مشتركة‪ :‬بمعنى أن تكون بين مجموعة األشخاص الطبيعيين المكونين للشخص‬
‫المعنوي مصالح مشتركة تتحقق عن طريق وجود الشخص المعنوي‪ .‬فمثال أعضاء النقابة‬
‫تجمع بينهم مصالح مهنية تستهدف الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية والمهنية‪ ،‬أما أعضاء‬
‫الجمعية فتربط بينهم مصالح اجتماعية أو إنسانية أو سياسية أو دينية يسعون لتقوية االتصال‬
‫والتضامن بينهم في تلك الميادين‪ ،‬وأعضاء الشركة تجمع بينهم مصلحة استثمار أموالهم وجلب‬
‫األرباح‪ ،‬وأعضاء الجماعات الترابية تجمع بينهم مصالح مشتركة حول قضايا محلية أو‬
‫حاجات يسعون إلشباعها‪ .‬أما المؤسسات العمومية فتنطلق من وجود مصالح يجب تحقيقها‬
‫حيث يعهد إليها بتحقيق أغراض معينة من أجلها اكتسبت صفة الشخصية المعنوية‪.‬‬
‫‪ -‬وجود ارتباط بين المصالح المشتركة‪ :‬أي وجود قيد التخصص حيث تتخصص المؤسسات‬
‫العمومية في تحقيق غرض معين‪ ،‬في حين أن الدولة تتخصص في انجاز مهام وطنية‪ ،‬في‬
‫حين تتخصص الجماعات الترابية في تدبير قضايا ترابية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬وجود إ رادة واحدة للشخص المعنوي تظهر في األجهزة المسيرة‪ :‬وتظهر هنا اإلرادة الواحدة‬
‫للشخص المعنوي في اإلجراءات التي يقدم عليها من أجل تحقيق المصالح التي أنشأ من أجلها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون الغرض المراد تحقيقه ممكنا ومشروعا ومعينا‪ ،‬ويمكن أن يكون هذا الغرض‬
‫ماليا كما في الشركات‪ ،‬كما يمكن أن يكون غير مالي كالجمعيات‪.‬‬
‫أما فيما يخص العنصر الشكلي فيتحقق باعتراف الدولة أو المشرع بالشخصية المعنوية‪ ،‬وقد يكون‬
‫اال عتراف صريحا وقد يكون ضمنيا‪ ،‬وقد يتم عن طريق االعتراف العام‪ ،‬وقد يتم عن طريق‬
‫االعتراف الخاص‪ .‬فاألول يتحقق متى تحققت الشروط التي حددها المشرع‪ ،‬أما ما لم تتوفر‬
‫الشروط السابقة فال مجال الكتساب الشخصية المعنوية إال إذا ورد نص خاص بمنحها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز الشخص المعنوي عن الشخص الطبيعي‬
‫تتجلى أهم مظاهر التمييز بين الشخص المعنوي والشخص الطبيعي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يبقى الشخص الطبيعي المنضوي داخل الشخص المعنوي محتفظا بذاتيته المستقلة من حيث الذمة‬
‫المالية ومن حيث المسؤولية والتمثيل‪.‬‬
‫‪ -‬ال يرتبط الشخص المعنوي بمصير أعضائه‪ ،‬حيث تنظم أنظمته األساسية طرق تجديد أجهزته‪.‬‬
‫‪ -‬تصرفات الشخص المعنوي تنحصر في النشاط الذي أحدث من أجله‪ :‬أي مبدأ التخصص‪.‬‬
‫‪ -‬يتمتع الشخص المعنوي ببعض الحقوق بمجرد وجوده في حين أن الشخص المعنوي ال يمكنه أن‬
‫يتمتع بتلك الحقوق إال من خالل تحقق العناصر الشكلية والموضوعية الكتسابه صفة شخص‬
‫معنوي اعتباري‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬النتائج المترتبة عن الشخصية المعنوية‬
‫إذا تم االعتراف بالشخصية المعنوية فإنه يترتب على ذلك عدة نتائج يشترك فيها أشخاص القانون‬
‫العام والخاص (الفرع األول)‪ ،‬غير أنه يفرد القانون لألشخاص المعنوية العامة بعض الخصائص‬
‫لوحدها دون األشخاص المعنوية الخاصة‪( ،‬الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬النتائج المشتركة المترتبة عن االعتراف بالشخصية المعنوية‬
‫إذا تم االعتراف بالشخص المعنوي‪ ،‬فيتمتع بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما لصفة اإلنسان‬
‫وفي الحدود التي يقررها القانون‪ ،‬فيكون لها على وجه الخصوص‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تمتع الشخص المعنوي بذمة مالية مستقلة‪ :‬إذا ما اكتسب الشخص المعنوي الشخصية‬
‫القانونية فإنه ويترتب على ذلـك أن تصبح له ذمة مالية مستقلة‪ .‬ومفاد ذلك أن تكون للـشخص‬
‫المعنـوي أموال خاصة به‪ ،‬يستقل بها عـن ذمـة األشخاص الطبيعيين المكونين له‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األهلية للتعاقد‪ :‬حيث يكون للشخص المعنوي األهلية إلبرام العقود‪ ،‬ويكون التعاقد في هذه‬
‫الحالة باسم الـشخص المعنـوي‪ ،‬ال باسـم ممثله‪ ،‬كما أن التعاقد يكون لحساب الشخص المعنوي ال‬
‫لحساب الممثل أو النائب مـن الشخص المعنوي‪ ،‬وبالتالي يكون دور ممثل الشخص المعنـوي‬
‫يتجلى في التعبير عن إرادة الشخص المعنوي‪ ،‬أما آثار التعاقد من حقوق والتزامات فكلها يتحملها‬
‫الشخص المعنوي ـوليس من يتولى التعبير عن إرادته‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثالثا‪ :‬تمتع الشخص المعنوي بأهلية التقاضي‪ :‬بما معناه أهلية الشخص المعنوي بااللتجاء إلى‬
‫القضاء لرفع الدعاوى للحصول على حقوقه من األغيار‪ ،‬كما يجـوز للغير أن يحرك الدعاوى ضده‬
‫إذا ما تسبب في أضرار لهم أو بمجرد المخاطرة‪ ،‬أو ضد قراراته المتسمة بأحد عيوب الشرعية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬موطن مستقل‪ :‬للشخص المعنوي مستقل خاص به يختلف عن موطن األشخاص المكونين له‬
‫وعادة هو المكان أو المقر الذي يوجد فيه مركز إدارته‪ ،‬وللموطن أهمية خاصة فعلى أساسه تتحدد‬
‫الجهة القضائية المختصة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬نائب يعبر عنه‪ :‬ليس للشخص المعنوي وجود ماديا ملموسا‪ ،‬لذا يجب أن يتوفر على‬
‫شخص طبيعي يمثله و يقوم بالتصرفات ويتقاضى باسمه ولحسابه‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬مسؤولية الشخص المعنوي‪ :‬يترتب عن قيام الشخصية االعتبارية مساءلتها أمام الغير على‬
‫أساس قواعد المسؤولية المدنية والجنائية‪ .‬بحيث تشترك كل األشخاص االعتبارية مهما كان نوعها‬
‫(العامة أو الخاصة) بتحمل تبعات أعمالها في مواجهة األفراد بتعويض األضرار التي تسببها‬
‫للغير‪ ،‬كما تتحمل مسؤولية جنائية إذا ما تم ارتكابها ألعمال يفرد لها القانون الجنائي بعض‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬النتائج الخاصة المترتبة عن االعتراف بالشخصية المعنوية‬
‫إن من أهم النتائج الخاصة المترتبة عن االعتراف بالشخصية المعنوية هو ما أفرده القانون‬
‫للهيئات اإلدارية المتمتع ة بالشخصية المعنوية بجوار الدولة من امتيازات وخصائص تتجلى فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تمتع الشخص المعنوي بامتيازات السلطة العامة‪ :‬والتي تتجلى في حق الشخص المعنوي في‬
‫إصدار القرارات اإلدارية المنفردة والملزمة وكذا استعمال وسائل القانون العام كنزع الملكية ألجل‬
‫المنفعة ال عامة‪ ،‬وإبرام العقود اإلدارية المتضمنة لشروط استثنائية وغير مألوفة في القانون‬
‫الخاص‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬استقالل نسبي في مواجهة الدولة‪ :‬بحيث أن هذه الهيئات وعلى الرغم من تمتعها بالشخصية‬
‫المعنوية فإن ذلك ال يعني أنها دوال مستقلة عن الدولة بل فروع منها وترتبط معها برابط الرقابة‬
‫اإلدارية أو الوصاية اإلدارية سابقا‪ ،‬بحيث تقتسم السلطة معها‪ ،‬كما يمكن لهذه الهيئات أن تتعامل‬
‫مع أشخاص معنوية أخرى كما يمكنها أيضا أن تنشأ أشخاصا عمومية تابعة لها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬العاملون لدى األشخاص المعنوية العامة يعتبرون موظفون عموميون يسري عليهم قانون‬
‫الوظيفة العمومية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬استقالل أشخاص القانون العام بأموالهم‪ :‬بمعني أن لكل من الدولة وأشخاص القانون العام‬
‫األخرى ذمة مالية خاصة تتجلى في ميزانية خاصة تتصرف فيها وفق ما يسمح به القانون‪ ،‬مع ما‬
‫يترتب عن ذلك من إمكانية التصرف في دومينها العام والخاص للحصول على مداخيل‪ ،‬إضافة إلى‬
‫حصولها على مساعدات وهبات ووصايا‪ ،‬ويتحمل جراء ذلك الشخص المعنوي العام مسؤوليته‬
‫اإلدارية عن أخطائه أو الفعل الضار أو بمجرد المخاطرة أو اإلثراء بال سبب‪ ،‬وكذا أخطاء التي‬
‫يتسبب فيها موظفيه‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أنواع األشخاص المعنوية‬

‫‪4‬‬
‫تتميز األشخاص المعنوية بتقسيمها لقسمين أي أشخاص معنوية خاصة وأشخاص معنوية عامة‪،‬‬
‫ويرجع ذلك أصال إلى تقسيم القانون إلى قانون عام وقانون خاص‪ ،‬ومن هنا فإنه يخضع الشخص‬
‫المعنوي العام للقانون العام فهو الذي يضبط نظامه ونشاطه‪ .‬إما الشخص المعنوي الخاص فيخضع‬
‫للقانون الخاص في جميع أعماله وتصرفاته‪ ،‬إال أن هذا األمر ليس على إطالقه بحيث يمكن‬
‫للشخص المعنوي العام أن يستعمل أحيان باستعماله ألساليب القانون الخاص‪ ،‬كما أن األشخاص‬
‫الخاصة يمكنها أن تتمتع ببعض مظاهر وامتيازات القانون العام وبتالي مختلف امتيازات السلطة‬
‫العامة عندما يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األشخاص المعنوية الخاصة‬
‫وهي تندرج ضمن القانون الخاص وتخضع ألحكامه‪ ،‬والقضاء العادي هو المختص في فض‬
‫نزاعاتها وهي متعددة ومتنوعة‪ ،‬كما تتميز من حيث الهدف الذي تسعى لتحقيقه‪ ،‬فمنها ما يسعى‬
‫لتحقيق الربح المادي كالشركات‪ ،‬ومنها من ال يتوخى الربح كالجمعيات والنقابات والهيئات‬
‫المهنية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األشخاص المعنوية العامة‬


‫وهي تخضع إلى أحكام القانون اإلداري‪ ،‬وهي نوعيين‪ :‬األشخاص المعنوية العامة الترابية أو‬
‫اإلقليمية‪ ،‬واألشخاص المعنوية المصلحية أو المرفقية‪.‬‬
‫الفرع األول األشخاص المعنوية العامة الترابية‬
‫تحتل الدولة مكانة هامة إذ توجد على رأس األشخاص المعنوية الترابية ثم يأتي بعدها األشخاص‬
‫العمومية الترابية األخرى التي تنشئها‪ ,‬التي حددها دستور المملكة المغربية لسنة ‪ 2011‬ووفق‬
‫الفصل ‪ 135‬الجماعات الترابية للمملكة هي الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات‪ .‬الجماعات‬
‫الترابية أشخاص معنوية‪ ،‬خاضعة للقانون العام‪ ،‬وتسير شؤونها بكيفية ديمقراطية‪ .‬تنتخب مجالس‬
‫الجهات والجماعات باالقتراع العام المباشر"‪.‬‬
‫أ‪ -‬الدولة‪ :‬هي من أبرز األشخاص المعنوية العامة‪ ،‬كما أن شخصيتها ركن من أركان وجودها‬
‫وفقا للقانون الدولي العام‪ ،‬وهي من تضمن لها االستمرار عبر الزمن وذلك بغض النظر عن‬
‫أشكال الحكومات المختلفة التي تتعاقب عليها‪ ،‬من غير حاجة إلى نص دستوري يقرر‬
‫شخصيتها‪ ،‬أما بالنسبة لباقي األشخاص اإلقليمية األخرى فإنها وعلى الرغم من تمتعها‬
‫بالشخصية المعنوية وما يترتب عن ذلك من استقالل مالي وإداري‪ ،‬إال أنها تتفرع من‬
‫شخصية الدولة‪ ،‬وبالتالي فإن الدولة لها هيمنتها على جميع األشخاص المعنوية األخرى‪.‬‬
‫وللدولة والية عامة فهي تتدخل في كل ميادين العمل اإلداري‪ ،‬وتمارس اختصاصا جغرافيا‬
‫وطنيا‪ ،‬وتملك شخصية معنوية واحدة تغطي جميع تصرفاتها‪ ،‬سواء أن اندرجت صمن‬
‫امتيازات السلطة العامة أو التصرفات العادية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجماعات الترابية‪ :‬ونقصد بها تلك الجماعات الترابية التي حددها دستور ‪ 2011‬بموجب‬
‫الفصل ‪" 135‬الجماعات الترابية هي الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات"‪ .‬حيث تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية وتمارس اختصاصاتها التي تحددها لها قوانينها التنظيمية في اإلطار الجغرافي‬
‫المحدد لها تحت الرقابة اإلدارية للدولة‪ .‬كما سنوضح ذلك الحقا في الفصل الموالي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األشخاص المعنوية المصلحية أو المرفقية‬
‫وهي تلك األشخاص التي تسمى بالمؤسسات العمومية وتمارس اختصاصاتها على أساس مصلحي أو‬
‫م رفقي‪ ،‬وهي عبارة عن مرافق عامة تدار بواسطة هيئات عامة إلشباع الحاجات العامة وتحقيق النفع‬
‫العام مع خضوعها للرقابة اإلدارية‪.‬‬
‫وهي تستعمل أساليب في التدبير تختلف عن األسلوب اإلداري العادي أي أن الخدمات التي تؤديها تختلف‬
‫عن الوظائف اإلدارية المعروفة‪ ،‬مما يستوجب تمتعيها بالشخصية المعنوية أي االستقالل المالي‬
‫واإلداري‪.‬‬
‫وتتنوع هذه المؤسسات العمومية إلى عدة أنواع إدارية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬مهنية‪ .‬وقد تكون وطنية‬
‫وجهوية وإقليمية وجماعية أو مشتركة بين عدة جهات في إطار التعاون والتكامل‪.‬‬
‫وعلى عكس الدولة والجماعات الترا بية فإن األشخاص المعنوية المصلحية تخضع لقيد التخصص أي أن‬
‫تدخلها ينحصر في نشاط معين يحدد بموجب القانون المنشأ لها أو بموجب األنظمة الخاصة بها‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬نهاية الشخص المعنوي‬
‫مصير الشخص المعنوي كمصير الشخص الطبيعي مآله الزوال‪ ،‬فانتهاء الشخصية المعنوية عموما يعود‬
‫لألسباب عديدة منها‪:‬‬
‫‪ -‬انتهاء األجل المخصص لها إذا كانت محددة بأجل أو بتحقق الغرض الذي أنشئت من أجله‪.‬‬
‫‪ -‬الحل االتفاقي الذي يكون بإرادة األطراف المؤسسين‪.‬‬
‫‪ -‬الحل اإلداري الذي يكون بقرار إداري صادر عن جهة إدارية مختصة‪.‬‬
‫‪ -‬الحل القضائي الذي يكون برفع دعوى أمام القضاء كما ينقضي الشخص المعنوي يفقد ركن من‬
‫أركانه‪.‬‬
‫وعند نهاية الشخص المعنوي العام أيا كانت صورته تنتقل أمواله إلى الجهة التي حددها القانون‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like