Professional Documents
Culture Documents
Tafsir Al Manar QS. Ayat 176
Tafsir Al Manar QS. Ayat 176
Tafsir Al Manar QS. Ayat 176
إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك ( هلك مات وال يستعمل منذ قرون إال فى مقام التحقير ،وقد استعمله القرآن
في غير هذا المكان بمعنى الموت مطلقا بقوله عن يوسف عليه السالم ) حتى إذا هلك قلم لن يبعث هللا من بعده رسوال ) و ( ليس له
ولد » صفة امرؤ أو حال من الضمير في هلك .والمعنى از هلك امرؤ عادم للولد أو غير ذى ولد والحال ان له اختا من أبو يه مما
أو من أبيه فقط فلها نصف ماترك
والنكتة في االكتفاء بنفى الولد و عدم اشتراط نفى الوالد تظهر بوجوه )١( :أنه داخل في مفهوم الكاللة لغة ( )۲ان األكثر أن االنسان
يموت عن تركة بعد موت والديه ألن المال الذى يتركه إما ان يكون ورثه منهما واما أن يكونا كتسبه و إنما يكون الكب في سن
الشباب والكهولة ويقل فى هذه الحال بقاء الوالدين فلم يراع في الذكر ایجازا ( )۳وهو العمدة أن عدم ارث االخوة واألخوات مع
الوالد الذي يدلون به قد علم من آيات الفرائض التى أنزلت أوال وتقدمت في أوائل السورة ،ومضت السنة في بيانها والعقل بها على
ذلك -وعلم أيضا من القاعدة القياسية المأخوذة من تلك اآليات كون األصل في االرث أن يكون الذكر من كل صنف مثل حظ
االنثيين ،ومن قاعدة حجب الوالد ألوالده .قال تعالى في اآليات األولى ( فان لم يكن له ولد وورثه أبواه فالمه الثلث ( أى والباقي
وهو ومن هذه اآلية ،وهى
النساء -من ( ٤الولد المني في السكاللة دارت االج أعنه بها ١٠٩
الثلثان ألبيه عمال بالقاعدة ) فإن كان له إخوة فالمه السدس ) ألن أوالدها يحجبوها حجب نقصان فيكون ثلثها مساء والسيسي اآلخر
يكون لهم عندان عباس ،وأما الجمهور فيقولون ان الباقي كله لألب ألن اآلية بينت أن وجودها ينقص فرضها ولم تفرض لهم شيئا ،
وعلى كل قول ليس لهم فرض مع وجود اآلب الذى يحجهم حجب حرمان ألنهم ال يصلون إلى أخيهم إال به وما يتركه من هذا المال
وغيره يعود إليهم ،فلهذه الوجوه لم يكن الشتراط هدم األب فائدة ترك إيجازاً للعلم به من لفظ الكاللة ومن اآليات السابقة ،والقواعد
الثابتة ،وكذا من قول النيل المبنى على ماذكر والمبين له وهو ما رواه الشيخان وغيرها من حديث ان عباس و ألحقوا الفرائض
بأهلها فما بقى فال ولى رجل ذكر ،وليس االستغناء عن نفى الوالد هنا مع إرادته إال مثل االستغناء عن اشتراط أن يكون هذا
الفرض من بعد وصية بوصى بها أو دين ،كل منهما علم مما قبله ،فاستغنى عن إعادة ذكره ،بل االستغناء عن ذكر نفى الوالد
أقوى لما ذكرناه من العلم به من اللفظ ،وكون الغالب أنه ال يوجد ،وكونه إن وجد يكون حجبه ألوالده معلوما قطعيا ألنه منصوص
ومقيس .وانما اطلت فى هذه المسألة وكررت بعض المعاني الضطراب المتقدمين والمتأخرين في الكاللة وعدم االطالع على بيان
تام في التوفيق بين ماجرى عليه جمهور الصحابة واتفق عليه المتأخرون وبين عبارة القرآن المجيد ،والحمد هلل الذى هدانا لهذا وما
.كنا لنهتدي لوال أن هدانا هللا
وقد اختلفوا فى الولد هنا هل هو على إطالقه فيشمل البنت أو هو خاص باالبن كما يطلق أحيانا .وسبب الخالف أن األخت ال ترث
شيئا مع وجود االبن باإلجماع وأما مع وجود البنت فترث ،ومن قال إن الولد يشمل الذكر واألنثى هنا لم بر ارث األخت مع وجود
البنت ما نما من اشتراط عدم وجود البنت الرتها النصف فرضا ،ألن الفرض الثابت لها هنا وهو النصف يشترط فيه عدم وجود
البنت ،فانها إذا وجدت تجعلها عصبة ترث ما بقى بعد أخذ كل ذى فرض حقه من التركة ،وقد يكون هذا الباقى النصف وقد يكون
أقل من النصف .فإذا لم يكن تم وارث إال البنت واألخت كان النصف للبقت فرضا والباقي وهو النصف لالختتحصيبا ال فرضا فال
ينافي اآلية ،ألنه إذا كان مع البنت زوجة فانها تأخذ المين فيكون ما بقى لألخت أقل من النصف ،ولو كانت ترث النصف فرضامع
وجود البقت م البنت زوجة الميت اعالت المسألة وكان النقص من السهام ال حقا بكل ووجد مع األنصباء فال نقل سهام 8األخت عن
.سهام البنت ،فعلم من هذا أن الولد المنفى هنا يشمل الذكر واألنثى وال إشكال فيه
وهو برنها ان لم يكن لها ولد * أى والمرء برث أخته إذا ماتت إن لم يكن لها ولد ذكر وال أنى ،وال والد يحجبه عن إنها كما علم من
معنى الكاللة ومن اآليات والقواعد التي أشرنا إليها آنها و بينا أنها هي التي جعلت من اإليجاز البليغ عدم ذكر اشتراط نفى الوالد،
ألنه كتحصيل الحاصل ،كاشتراط كونه بعد الوصية والدين للعلم بذلك ،فان لم يكن لها ولد البتة ورتها وحده فكان له كل التركة ،
وهو موافق لقاعدة الذكر مثل حظ االثنيين .والظاهر أن هذا هو المراد ألنه مقابل إرث األخت للنصف .وانما أطلق االرث ولم يبين
النصيب ألن األخ ليس صاحب فرض معين ال يزيد وال ينقص بل هو عصبة يحوزكل التركة عند - :عدم وجود أحد من أصحاب
الفروض وأما عند وجود أحد منهم برث هو معه فيحوز كاللة جميع ما بقى على القاعدة المبينة فى الحديث الصحيح الذي ذكرناه آنفا
،فبنت األخت في مسألتنا لها النصف فرضا إذا انفردت فهو يرث معها 8الباقي وهو النصف اآلخر ،فاذا ماتت عنه وعن بنت وزوج
فال بنت النصف وللزوج الربع ولألخ الباقي وهو الربع .وقد أراد بعضهم أن يدخل الصور التي يرث فيها األخ مع بنت األخت في
مفهوم « وهو برنها ان لم يكن لها ولد ،ففسروا الولد باالبن وال مندوحة عن ذلك اذا ألن البنت ال تحجبه عن الميراث باالجماع ،
.ولكن إرادة هذه الصور غير متعين وحكمها معلوم من النصوص األخرى
فان كانتا اثنتين فلهما 8الثلثان مماترك أى فإن كان من يرث باألخوة أختين فلهما الثلثان مماترك أخوها كاللة وكذا إن كنا كثر من
اثنتين باألولى كاخوات جابر وكن سبما أو تسما ،والباقى لمن يوجد من العصبة إن لم يكن هنالك أحد من أصحاب الفروض
كالزوجة واال أخذ كل ذى فرض فرضه أوال كما هو مقرر .وعبر بالعدد فقال اثنتين دون أختين ألن السكالم فى األخوة والعبرة في
الفرض بالعدد إن كانوا اخوة رجاال ونساء أى و إن كان من يرثون باألخوة كاللة ذكورا وإنانا فلماذكر مثل حظ األنثيين منهم على
القاعدة في كل صنف اجتمع منه أفراد في درجة واحدة إال أوالد األم فإنهم شركاء في سدس أمهم لحلولهم محلها ولوال ذلك لم يرنوا
..النهم ليسوا من عصبة المبيت وفي العبارة تغليب الذكور على االناث وهو معروف فى اللغة
بيبين هللا لكم أن تضلوا * أى يبين هللا لكم أمور دينكم ومن أهمها تفصيل هذه الفرائض وأحكامها كراهة أن تضلوا أو تفاديا بها من أن
تضلوا ،والمراد التقوا يعرفها واالذعان لها الضالل في قسمة التركات وغيرها .هذا هو التوجيه المشهور ردناه بيانا بالتصرف فى
التقدير ،وهو على هذا مفعول ألجله .وقدم البيضاوى عليه وجها آخر فقال :أى يبين هللا لكم ضاللكم الذي من شأنكم إذا خليتم
وطباعكم التحترزوا عنه وتتحروا خالفه ،ونقل الرازى عن الجرجاني صاحب النظم أنه قال :بين هللا لكم الصاللة لتعلموا أنها ضاللة
فتجتنبوها» اه والكوفيون يقدرون حرف النق أي لئال تضلوا .واألول الذى عليه البصريون أظهر ،وفي حديث ابن عمر :وال يدعو
أحدكم على ولده أن يوافق من هللا ساعة اجابة قيل معناه لئال يوافق ساعة إجابة ،واالظهر تقدير البصر بين أى كراهة أن يوافق ساعة
إجابة ،وفى معنى الكراهة الحدر والتفادى وهو استعمال ،معروف ،وتكرر في القرآن وهللا بكل شيء عليم نما شرع لكم هذه األحكام
وسواها إال عن علم بأن فيها الخير لكم وحفظ مصالحكم وصالح ذات بينكم ،كما هو شأنه في جميع أحكامه وأفعاله ،كلها موافقة
للمحكمة الدالة على إحاطة العلم وسعة الرحمة .ومن مباحث jاللفظ واألسلوب فى اآلية أنها تدل على أن المعلوم من السياق له حكم
المذكور في اللفظ حتى فى إعادة الضمير عليه ،فال يتعين تقدير لفظ المرء في
بیان مرجع ضمير (وهو يرنها ،بل يصح أن نقول إن المعنى وهو أى أخوها يرتها الح ؛ ومثله قوله « فإن كاننا -وإن كانوا » و من
مباحث تاريخ القرآن وأسباب نزوله ماروى من كون هذه اآلية آخر