Tafsir Al Manar QS. Ayat 176

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫يستفتونك قل هللا يغنيكم فى الكاللة ) أى يطلبون منك أيها الرسول العنيا فیمن پورث كاللة كجابر بن عبد هللا

الذى ليس له والد وال‬


‫ولد ‪ ،‬وله أخوات من من عصبته وهؤالء لم يفرض لم شىء فى التركة من قبل ‪ ،‬وانما فرض الالخوة ‪ ،‬األم السدس للواحد منهم‬
‫والثلث لما زاد عن الواحد شركاء فيه مهما‪ 8‬كثر واألنه سهم أمهم ليس لها سواه ‪ ،‬فقل لهم ان هللا يغنيكم في الكاللة التي سألتم عنها‬
‫بقول‬

‫إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك ( هلك مات وال يستعمل منذ قرون إال فى مقام التحقير ‪ ،‬وقد استعمله القرآن‬
‫في غير هذا المكان بمعنى الموت مطلقا بقوله عن يوسف عليه السالم ) حتى إذا هلك قلم لن يبعث هللا من بعده رسوال ) و ( ليس له‬
‫ولد » صفة امرؤ أو حال من الضمير في هلك ‪ .‬والمعنى از هلك امرؤ عادم للولد أو غير ذى ولد والحال ان له اختا من أبو يه مما‬
‫أو من أبيه فقط فلها نصف ماترك‬

‫والنكتة في االكتفاء بنفى الولد و عدم اشتراط نفى الوالد تظهر بوجوه‪ )١( :‬أنه داخل في مفهوم الكاللة لغة (‪ )۲‬ان األكثر أن االنسان‬
‫يموت عن تركة بعد موت والديه ألن المال الذى يتركه إما ان يكون ورثه منهما واما أن يكونا كتسبه و إنما يكون الكب في سن‬
‫الشباب والكهولة ويقل فى هذه الحال بقاء الوالدين فلم يراع في الذكر ایجازا (‪ )۳‬وهو العمدة أن عدم ارث االخوة واألخوات مع‬
‫الوالد الذي يدلون به قد علم من آيات الفرائض التى أنزلت أوال وتقدمت في أوائل السورة ‪ ،‬ومضت السنة في بيانها والعقل بها على‬
‫ذلك ‪ -‬وعلم أيضا من القاعدة القياسية المأخوذة من تلك اآليات كون األصل في االرث أن يكون الذكر من كل صنف مثل حظ‬
‫االنثيين ‪ ،‬ومن قاعدة حجب الوالد ألوالده ‪ .‬قال تعالى في اآليات األولى ( فان لم يكن له ولد وورثه أبواه فالمه الثلث ( أى والباقي‬
‫وهو ومن هذه اآلية ‪ ،‬وهى‬
‫النساء ‪ -‬من ‪ ( ٤‬الولد المني في السكاللة دارت االج أعنه بها ‪١٠٩‬‬

‫الثلثان ألبيه عمال بالقاعدة ) فإن كان له إخوة فالمه السدس ) ألن أوالدها يحجبوها حجب نقصان فيكون ثلثها مساء والسيسي اآلخر‬
‫يكون لهم عندان عباس ‪ ،‬وأما الجمهور فيقولون ان الباقي كله لألب ألن اآلية بينت أن وجودها ينقص فرضها ولم تفرض لهم شيئا ‪،‬‬
‫وعلى كل قول ليس لهم فرض مع وجود اآلب الذى يحجهم حجب حرمان ألنهم ال يصلون إلى أخيهم إال به وما يتركه من هذا المال‬
‫وغيره يعود إليهم ‪ ،‬فلهذه الوجوه لم يكن الشتراط هدم األب فائدة ترك إيجازاً للعلم به من لفظ الكاللة ومن اآليات السابقة‪ ،‬والقواعد‬
‫الثابتة ‪ ،‬وكذا من قول النيل المبنى على ماذكر والمبين له وهو ما رواه الشيخان وغيرها من حديث ان عباس و ألحقوا الفرائض‬
‫بأهلها فما بقى فال ولى رجل ذكر ‪ ،‬وليس االستغناء عن نفى الوالد هنا مع إرادته إال مثل االستغناء عن اشتراط أن يكون هذا‬
‫الفرض من بعد وصية بوصى بها أو دين ‪ ،‬كل منهما علم مما قبله ‪ ،‬فاستغنى عن إعادة ذكره ‪ ،‬بل االستغناء عن ذكر نفى الوالد‬
‫أقوى لما ذكرناه من العلم به من اللفظ‪ ،‬وكون الغالب أنه ال يوجد ‪ ،‬وكونه إن وجد يكون حجبه ألوالده معلوما قطعيا ألنه منصوص‬
‫ومقيس‪ .‬وانما اطلت فى هذه المسألة وكررت بعض المعاني الضطراب المتقدمين والمتأخرين في الكاللة وعدم االطالع على بيان‬
‫تام في التوفيق بين ماجرى عليه جمهور الصحابة واتفق عليه المتأخرون وبين عبارة القرآن المجيد ‪ ،‬والحمد هلل الذى هدانا لهذا وما‬
‫‪ .‬كنا لنهتدي لوال أن هدانا هللا‬

‫وقد اختلفوا فى الولد هنا هل هو على إطالقه فيشمل البنت أو هو خاص باالبن كما يطلق أحيانا ‪ .‬وسبب الخالف أن األخت ال ترث‬
‫شيئا مع وجود االبن باإلجماع وأما مع وجود البنت فترث ‪ ،‬ومن قال إن الولد يشمل الذكر واألنثى هنا لم بر ارث األخت مع وجود‬
‫البنت ما نما من اشتراط عدم وجود البنت الرتها النصف فرضا ‪ ،‬ألن الفرض الثابت لها هنا وهو النصف يشترط فيه عدم وجود‬
‫البنت ‪ ،‬فانها إذا وجدت تجعلها عصبة ترث ما بقى بعد أخذ كل ذى فرض حقه من التركة ‪ ،‬وقد يكون هذا الباقى النصف وقد يكون‬
‫أقل من النصف ‪ .‬فإذا لم يكن تم وارث إال البنت واألخت كان النصف للبقت فرضا والباقي وهو النصف لالختتحصيبا ال فرضا فال‬
‫ينافي اآلية ‪ ،‬ألنه إذا كان مع البنت زوجة فانها تأخذ المين فيكون ما بقى لألخت أقل من النصف ‪ ،‬ولو كانت ترث النصف فرضامع‬
‫وجود البقت م البنت زوجة الميت اعالت المسألة وكان النقص من السهام ال حقا بكل ووجد مع األنصباء فال نقل سهام‪ 8‬األخت عن‬
‫‪ .‬سهام البنت ‪ ،‬فعلم من هذا أن الولد المنفى هنا يشمل الذكر واألنثى وال إشكال فيه‬

‫وهو برنها ان لم يكن لها ولد * أى والمرء برث أخته إذا ماتت إن لم يكن لها ولد ذكر وال أنى ‪ ،‬وال والد يحجبه عن إنها كما علم من‬
‫معنى الكاللة ومن اآليات والقواعد التي أشرنا إليها آنها و بينا أنها هي التي جعلت من اإليجاز البليغ عدم ذكر اشتراط نفى الوالد‪،‬‬
‫ألنه كتحصيل الحاصل‪ ،‬كاشتراط كونه بعد الوصية والدين للعلم بذلك ‪ ،‬فان لم يكن لها ولد البتة ورتها وحده فكان له كل التركة ‪،‬‬
‫وهو موافق لقاعدة الذكر مثل حظ االثنيين‪ .‬والظاهر أن هذا هو المراد ألنه مقابل إرث األخت للنصف ‪ .‬وانما أطلق االرث ولم يبين‬
‫النصيب ألن األخ ليس صاحب فرض معين ال يزيد وال ينقص بل هو عصبة يحوزكل التركة عند ‪ - :‬عدم وجود أحد من أصحاب‬
‫الفروض وأما عند وجود أحد منهم برث هو معه فيحوز كاللة جميع ما بقى على القاعدة المبينة فى الحديث الصحيح الذي ذكرناه آنفا‬
‫‪ ،‬فبنت األخت في مسألتنا لها النصف فرضا إذا انفردت فهو يرث معها‪ 8‬الباقي وهو النصف اآلخر‪ ،‬فاذا ماتت عنه وعن بنت وزوج‬
‫فال بنت النصف وللزوج الربع ولألخ الباقي وهو الربع ‪ .‬وقد أراد بعضهم أن يدخل الصور التي يرث فيها األخ مع بنت األخت في‬
‫مفهوم « وهو برنها ان لم يكن لها ولد ‪ ،‬ففسروا الولد باالبن وال مندوحة عن ذلك اذا ألن البنت ال تحجبه عن الميراث باالجماع ‪،‬‬
‫‪.‬ولكن إرادة هذه الصور غير متعين وحكمها معلوم من النصوص األخرى‬

‫فان كانتا اثنتين فلهما‪ 8‬الثلثان مماترك أى فإن كان من يرث باألخوة أختين فلهما الثلثان مماترك أخوها كاللة وكذا إن كنا كثر من‬
‫اثنتين باألولى كاخوات جابر وكن سبما أو تسما ‪ ،‬والباقى لمن يوجد من العصبة إن لم يكن هنالك أحد من أصحاب الفروض‬
‫كالزوجة واال أخذ كل ذى فرض فرضه أوال كما هو مقرر ‪ .‬وعبر بالعدد فقال اثنتين دون أختين ألن السكالم فى األخوة والعبرة في‬
‫الفرض بالعدد إن كانوا اخوة رجاال ونساء أى و إن كان من يرثون باألخوة كاللة ذكورا وإنانا فلماذكر مثل حظ األنثيين منهم على‬
‫القاعدة في كل صنف اجتمع منه أفراد في درجة واحدة إال أوالد األم فإنهم شركاء في سدس أمهم لحلولهم محلها ولوال ذلك لم يرنوا‬
‫‪ ..‬النهم ليسوا من عصبة المبيت وفي العبارة تغليب الذكور على االناث وهو معروف فى اللغة‬

‫بيبين هللا لكم أن تضلوا * أى يبين هللا لكم أمور دينكم ومن أهمها تفصيل هذه الفرائض وأحكامها كراهة أن تضلوا أو تفاديا بها من أن‬
‫تضلوا ‪ ،‬والمراد التقوا يعرفها واالذعان لها الضالل في قسمة التركات وغيرها ‪ .‬هذا هو التوجيه المشهور ردناه بيانا بالتصرف فى‬
‫التقدير‪ ،‬وهو على هذا مفعول ألجله ‪ .‬وقدم البيضاوى عليه وجها آخر فقال ‪ :‬أى يبين هللا لكم ضاللكم الذي من شأنكم إذا خليتم‬
‫وطباعكم التحترزوا عنه وتتحروا خالفه‪ ،‬ونقل الرازى عن الجرجاني صاحب النظم أنه قال‪ :‬بين هللا لكم الصاللة لتعلموا أنها ضاللة‬
‫فتجتنبوها» اه والكوفيون يقدرون حرف النق أي لئال تضلوا ‪ .‬واألول الذى عليه البصريون أظهر ‪ ،‬وفي حديث ابن عمر ‪ :‬وال يدعو‬
‫أحدكم على ولده أن يوافق من هللا ساعة اجابة قيل معناه لئال يوافق ساعة إجابة ‪ ،‬واالظهر تقدير البصر بين أى كراهة أن يوافق ساعة‬
‫إجابة‪ ،‬وفى معنى الكراهة الحدر والتفادى وهو استعمال ‪،‬معروف‪ ،‬وتكرر في القرآن وهللا بكل شيء عليم نما شرع لكم هذه األحكام‬
‫وسواها إال عن علم بأن فيها الخير لكم وحفظ مصالحكم وصالح ذات بينكم ‪ ،‬كما هو شأنه في جميع أحكامه وأفعاله ‪ ،‬كلها موافقة‬
‫للمحكمة الدالة على إحاطة العلم وسعة الرحمة ‪ .‬ومن مباحث‪ j‬اللفظ واألسلوب فى اآلية أنها تدل على أن المعلوم من السياق له حكم‬
‫المذكور في اللفظ حتى فى إعادة الضمير عليه ‪ ،‬فال يتعين تقدير لفظ المرء في‬

‫بیان مرجع ضمير (وهو يرنها ‪ ،‬بل يصح أن نقول إن المعنى وهو أى أخوها يرتها الح ؛ ومثله قوله « فإن كاننا ‪ -‬وإن كانوا » و من‬
‫مباحث تاريخ القرآن وأسباب نزوله ماروى من كون هذه اآلية آخر‬

You might also like