‫ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻷﻓﻼﻃﻮﻥ‬

‫ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻷﻓﻼﻃﻮﻥ ﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻬﺮﺓ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮًﺍ‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ"‪.‬‬
‫ُﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻴﺜﺎ ًﻗﺎ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﻭﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻔﻬﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ‪.‬‬

‫ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻗﺼﺔ ﺗﺨﻴﻠﻴﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺤﺎﺻﺮﻭﻥ‬

‫ﻓﻲ ﻛﻬﻒ‪ ،‬ﻭﻫﻢ ﻣﻜ َّﺒﻠﻮﻥ ﺑﺴﻼﺳﻞ ﺗﺤﺠﺰ ﺣﺮﻛﺘﻬﻢ ﻭﺗﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ‪.‬‬
‫ﻳﻈﻞ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻘﻴﺪﻳﻦ ﻭﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ ﻟﻠﻜﻬﻒ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻤﺮ‬
‫ﺧﻠﻔﻬﻢ ﺷﻌﻠﺔ ﺗﻀﻲء ﻭﺗﻨﻴﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ‪ .‬ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎءﺍ‬
‫ﻟﻤﺎﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﻠﺔ ﻇﻼًﻟﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ ﻟﻠﻜﻬﻒ‪ ،‬ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﻼﻝ‪٠‬‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺋﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻮﻥ‪.‬‬

‫ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻛﺮﻣﺰ ﻟﻺﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﺤ ُّﻘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺤﺎﺻﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻳﻤﺜِّﻠﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ‪ .‬ﻭﺍﻟﺸﻌﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻴﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎء ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﻣﻦ ﺣﻮﺍﺳﻪ ﻭﺗﺠﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻬﺪﻑ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺘﺤ ّﺮُﺭ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌ ُّﺒﺪ ﻟﻠﻈﻼﻝ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪.‬‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍء ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄ ُّﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻈﻼﻝ‪.‬‬