Professional Documents
Culture Documents
مراكز الأحياء تجربة واقعية ونظرة مستقبلية 4
مراكز الأحياء تجربة واقعية ونظرة مستقبلية 4
مراكز الأحياء تجربة واقعية ونظرة مستقبلية 4
المقدمة :
الحمد لله حمدا ً يليق بجلله وعظيم سلطانه ،والصلةا
والسلما على رسوله المصطفى المأين ،نبينا مأحمد وآله
وصحبه أجمعين ..وبعد :
فبناء على طلب مأركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد
المأنيةة بالمشاركة في ندوةا ):المجتمع والمأن ( ،واختياري
لتقديم ورقة عمل حول “مأراكز الحياء” مأن خلل تجربة مأكة
المكرمأة ،والنظرةا المستقبليةة للمرحلة القادمأة ،فيطيب لي
أن أتقدما بعد شكر الله تعالى بشكر الخوةا الكراما القائمين
على هذه الكليةة بشكل عاما ،والمعنيينة بهذه الندوةا على وجه
الخصوص ،على حسن ظنهم وثقتهم ،وأخص مأنهم سعادةا د/
مأفرج الحقباني ،وفقه الله ورعاه .
وقد رأيت أن يتكون مأوضوع الورقة عن ثلثة مأحاور رئيسة
وهي علة النحو التي :
المحور الول ) :العمل الجتماعي في السإلم ( ،
ويتضمن ما يلي :
أولً :مأفهومأه وأهميته .
ثانياً :مأجالته وفضائله .
واصطلحا ً :
ل يختلف مأعنى الجتماع في الشرع عن المعنى الذي يفيده
في أصل اللغة وهو أن يلتقي المسلمون وينضم بعضهم إلى
بعض ول يتفرقوا ،أمأا المأر الذي يجتمعون حوله فهو كتاب
الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال :قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ):يد الله مأع الجماعة ()]. ([6
وعن أبي مأوسى -t-قال :قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ):المؤمأن للمؤمأن كالبنيان يشد بعضه بعضا ً ()]. ([7
وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما -قال :قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ):مأثل المؤمأنينة في توادهم
وتراحمهم وتعاطفهم ،مأثل الجسد ،إذا اشتكى مأنه عضو ،
تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ()]. ([8
وعن ابن مأسعودة -t-أنه كان يخطب ويقول ):يا أيها الناس ،
عليكم بالطاعة والجماعة ،فإنهما حبل الله الذي أمأر به ()]
. ([9
ومأن أقوال الشعراء :
وإذا افترقن تأبى الرمأاح إذا اجتمعن تكسرا ً
تكسرت أفرادا ً
وقال ابن حجر -رحمه الله -في المحافظة على الجماعة )في
الفجر والعشاء خاصة( ):انتظاما اللفة بين المتجاورين في
طرفي النهار ،وليختموا النهار بالجتماع على الطاعة
ويفتتحوه كذلك ()]([10
أما أهمية العمل الجتماعي وفوائده فمنها)]: ([11
تحقيق العدالة والمحبة وكل العوامأل المؤدية إلى -1
الترابط في المجتمع السلمأي .
يؤدي إلى تحقيق اللفة بين المسلمين وانتشار -2
التعارف فيما بينهم ،وبذلك تتحقق المودةا ويسود الخاء ويعم
التعاون .
وسيلة مأن وسائل الخلق الفاضلة وذلك بانغماس -3
الفرد في البيئات الصالحة ،ذلك لن مأن طبيعةة النسان أن
يكتسب مأن البيئةة التي ينغمس فيها ،ويتعايش مأعها ومأع مأا
لديها مأن أخلق وعادات وسلوك .
يذكي في الفراد روح التفوق والرغبة في إظهار مأا -4
لديهم مأن قدرات ،وهذا الدافع ل يتحرك إل مأن خلل الجماعة
.
في وجود الفرد داخل الجماعة وازع أساسي له كي -5
يبتعد عن الرذائل خشية مأا يصيبه مأن ضرر لو اطلع الخرون
على هذه الصفات القبيحة ،ومأن هنا يكون للجتماع دورةا
الفعال في مأكافحة الجريمة الرذيلة .
بالجتماع وبخاصة مأع الصالحين والسوياء مأا يجعل -6
المرء يشعر بأخلق الجماعة ويحاول تقليدها واكتساب أخلقها
ثم يتحمس للدفاع عنها .
إن توحيد الصفوف واجتماع الكلمة هما الدعامأة -7
الوطيدةا لبقاء المأة ،ودواما دولتها ،ونجاح رسالتها .
فيه دواء ناجع لكثيرة مأن المأراض النفسيةة كالنطواء -8
والقلق ،إذ أن وجود المرء مأع الخرين يدفع عنه داء النطواء
ويذهب القلق ،وبخاصة إذا علم أن إخوانه لن يتخلوا عنه
وقت الشدةا فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه .
يساعد على تحقيق التصال الجماعي بالنماذج -9
السلمأية المثالية .
-10يساعد المجتمع السلمأي على التحرر مأن التبعيةة
الفكرية والحضارية والتي تتولد عن عدما فهم الذات فهما
صحيحا ً واعيا ً .
-11يساعد المجتمع السلمأي على مأواجهة التحديات .
-12يساعد على إبراز مأا للسلما مأن آثار عظيمة على
المسلم ؛ إذ يورثه القوةا والعزةا والمنعة .
-13تحقيق المفاهيم السلمأية الحقيقية للمأة بعقيدتها
وأخلقها ،مأما يتبلور في النهاية في شكل حضارةا إسلمأية
حقيقية مأعبرةا عن المجتمع السلمأي .
-14القضاء على العصبيةة القبليةة ،وعد القاعدةا الدينية
الجتماعية أساسا ً يتسع لجميع المأم والشعوبة .
-15تقوية لجانب المسلمين ورفع روحهم المعنوية انطلقا ً
مأن العتقاد بأن يد الله مأع الجماعة ،ومأن كانت يد الله مأعه
كان واثقا ً مأن نصر الله -عز وجل. -
-16الجتماع يخيف العداء ويلقي الرعب في قلوبهم
ويجعلهم يخشون شوكة السلما والمسلمين ،ومأن ثم يكون
في الجتماع عزةا للمسلمين في كل مأكان .
-17في الجتماع طرد للشيطان وإغاظة له لنه يهم بواحد
والثنين فإذا كانوا ثلثة )وهو أقل الجمع( لم يهم بهم
الشيطان ،كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم .
-18بوجود النسان مأع الجماعة تنشط روح المنافسة .
-19تتحقق البركة في الجتماع على الطعاما وغيره مأن
أمأور البر .
-20وأخيرا ً فإن مأجالسة أهل الذكر والجتماع بهم وهم
القوما ل يشقى جليسهم غالبا ً مأا يكون سببا ً لمغفرةا الله -عز
وجل -ورضوانه .
وبتأمأل هذا المأر تتضح أهمية مأثل هذا المشروع الجتماعي ،
والحاجة الماسة إليه ل سيما في هذه الظروف التي تعصف
بالمجتمعات والفراد .
(2الرسإــــالة :
رسالة جمعية مأراكز الحياء هي :تكوين علقة إيجابية بين
الفرد ومأحيطه الذي يعيش فيه ،وتشجيع مأشاركة السكان
في جهود تنمية المدن وتطويرها ،والمحافظة على مأكتسباتها
ومأنجزاتها .
إلى غير ذلك مأن الهداف السامأية التي يمكن إضافتها مأن
خلل إدراك الهدف “الجتماعي” الرئيس ،الذي تنبثق عنه
أهداف ومأهاما وبرامأج تفصيلية كثيرةا .
إن مأا نشأ مأن تفكك في بنية المجتمع ،أنتج أفرادا ً يحملون
حقدا ً على المجتمع ،ول يعنيهم استقرار الناس وأمأنهم
وسلمأتهم ،بل ربما تعامأل بعضهم مأع فئات مأن المجتمع على
أنها عدوّه وخصمه ،مأتأثرا ً في ذلك بأفكار دخيلة على
المجتمع ،أو أطروحات ل تراعي قاعدةا المصالح والمفاسد ،
التي تقوما عليها أحكاما الشريعة الغراء
إنها آثار كثيرةا ،بل بعضها ظواهر خطيرةا ،بدأت تنخر في بنية
مأجتمعنا المسلم ،وعلجها العاجل هو السعي إلى تحقيق تلك
الهداف الجتماعية عن طريق “مأراكز الحياء” ،ومأشروعات
أخرى مأثلها .
إنه هدف سامأق ،وعمل جليل ،أجره عظيم ،ونفعه عميم ،
يدرك ذلك أولو اللباب وأصحاب القلوب الحية والعقول النيّرةا
والهمم العالية .
إن كثيرا ً مأن الطاقات المكنونة ،التي ترغب في عمل الخير ،
تطوعا ً بل مأقابل دنيوي ،واحتسابا ً دون أجر مأادي ،ستجد
مأجال تفجير هذه الطاقات في “مأراكز الحياء” بهدفها
الجتماعي النبيل ،وتلكم الطاقات والقدرات والمأكانات التي
يملكها أفراد ،لو اجتمعت أو انفردت لفعل تخريبي أو عمل
إجرامأي غير مأسؤول ،فقد تصل إليه والعياذ بالله .
إننا في مأثل هذه الظروف التي نعيشها ،نحتاج إلى أن تفرغ
طاقات المجتمع بمختلف طبقاته في مأجالت خيرية وأعمال
تطوعية وبرامأج اجتماعية ،تكون مأفتوحة للجميع يفيد مأنها
ويستفيد ويساهم مأن خللها في بناء المجتمع وتماسكه ،
ويشعر بأهمية العلقات الجتماعية .
إن ذلك كله جعل مأن إنشاء المراكز وتكوينها وتفعيلة برامأجها
عمل ً إنسيابيا ً في غالب الحيان ،ومأع ذلك فهو مأنضبط
بضوابط وإجراءات عامأة لفتح أي مأركز حي ،ومأجمل هذه
الضوابط حددها المجلس الفرعي لجمعيةة مأراكز الحياء بمكة
المكرمأة ،وهي تتلخص في التي :
أن يتقدما عدد مأن أهل الحي بطلب الموافقة على -1
افتتاح المركز .
أن تعبأ استمارات العضوية مأن قبل الراغبين في فتح -2
المركز .
أن يتولى المتقدمأون بالطلب التصال بالوجهاء -3
والعيان وسائر أهل الحي لتعريفهم بفكرةا المركز ودعوتهم
للمشاركة في عضويته .
أن يعقد اجتماع العضاء الراغبين في فتح المركز -4
لختيار مأجلس إدارةا المركز بحضور عضو أو أكثر مأن
المجلس الفرعي .
أن يفتح مأركز حي واحد في مأوقع مأناسب مأن نطاق -5
كل بلدية فرعية ،وفي حال الحاجة إلى أكثر مأن مأركز في
نفس النطاق يدرس الموضوع مأن قبل إدارةا الجمعية .
والعجب مأن ذلك كله ،هو وجود مأشروع نسائي وهو مأطبق
عمليا ً مأنذ عاما 1421هة تحت مأسمى ) مأجالس الحياء
النسائية ( كأحد نشاطات جمعية أما القرى النسائية بمكة .
وهو يقارب في رسالته وأهدافه مأن فكرةا مأراكز الحياء .
إن تلك الجهود التي بذلها أفراد مأتطوعون مأن المجتمع -رجال ً
ونساءً -هي قاعدةا صلبة يمكن أن يبني عليها مأشروع “مأراكز
الحياء” في مأكة المكرمأة خاصة ،وغيرها مأن المدن )كما
سيأتي الشارةا إليها( .
برامج هذه المراكز وطرق تفعيلها :
مأن خلل الهدف الجتماعي المراد تحقيقه في مأراكز الحياء ،
يتضح أن المستهدف في هذه المراكز هم جميع فئات
المجتمع ومأختلف طبقاته ،وعليه فإن البرامأج المقدمأة ينبغي
أن تلبي احتياجات ورغبات هذه الفئات المتعددةا ضمن
ضوابط الشريعة فلبد أن يجد كبار السن في مأركز الحي مأا
يشغل جزءا ً مأن وقتهم ويشعرهم بقدرهم ومأكانتهم
الجتماعية ،ويجد الشاب مأا يفرغ فيه طاقته ،وتجد المرأةا مأا
يناسب طبيعتهاة ،ثم لبد مأن مأراعاةا الفئات العمرية لجميع
هؤلء ومأن جهة أخرى ينبغي أن تتنوع هذه البرامأج لتحقق
التوازن لدى المستفيدين ،لتشمل الجوانب الثقافية
والجتماعية والرياضية والخدمأية وغيرها ،ويكون العمل فيها
مأن خلل لجان تتشكل في كل حي ،تنبثق عن مأجلس إدارةا
المركز .
إن هذا التقاطع بين أفراد الحي أو السرةا ،كان أحد العوامأل
التي ساعدت في وقوع مأثل تلك الحداث ،مأما يعني أهمية
تحقيق التواصل الجتماعي -وهذا هو هدف مأراكز الحياء-
للوصول إلى حي آمأن ومأن ثم مأجتمع آمأن .
إل أننا لبد أن نبدأ مأن حيث انتهى الخرون ،فمشروع “مأراكز
الحياء” قد سبقتنا إليه دول عديدةا ،برزت لدى بعضها الحاجة
إلى هذه المراكز نتيجة لسوء أوضاعها الجتماعية وتقطع
الصلت بين أفرادها ،كما هو الحال في دول الغرب كأمأريكا
وبريطانيا ،أو مأن باب الرعاية الجتماعية لفراد المجتمع
وتطوير علقاتهم وتحقيق رفاهيتهم كما هو الحال في المجتمع
الكويتي ونحوه .
إلى غير ذلك مأن المجالت الكثيرةا التي تستهدف فئة مأعينة ،
أو شريحة مأن شرائح المجتمع ،علما ً بأن شرائح المجتمع
تصل إلى ) (35شريحة أو أكثر ،ثم إن كل شريحة تنقسم إلى
عدةا فئات حسب المرحلة العمرية ،ومأن الخطأ البين أن
نقدما برنامأجا ً مأوحدا ً لكل فئة مأن الشريحة ،فضل ً عن أن
نقدما برنامأجا ً واحدا ً لجميع الفئات .
السعي إلى أن تحقق لمراكز الحياء استقللية تامأة : (6
إدارية ومأالية ،وفي البرامأج وغيرها ،حتى تخدما الحياء نفسها
مأن خلل أفرادها بما يناسب وضعها واحتياجاتها الجتماعية
والخدمأية وغيرها ،ويكون ارتباطها بالجهات الرسمية الممثلة
في الحي ارتباطا ً تنسيقيا ً ) كالشرطةة والبلدية والعمدةا
والصحة . ( ...
هذا والله أعلم ،وصلى الله على نبينا مأحمد وآله وصحبه
أجمعين ..
) ( 1معجم مقاييس اللغة 9/47 :
) ( 2آل عمران. 103 :
) ( 3آل عمران. 103 :
) ( 4النبياء ( 5 ) . 62 :الروم . 32 :
)] ( [4المائدة. 3 :
)] ( [5ابن ماجه ) (3286واللفظ له ،أبو داود ) ، (3764وحأسنه
اللباني ،صحيح سإنن أبي داود ) ، (3199وهو في الصحيحة )
. (664
)] ( [6الترمذي ) ، (2166وقال:ـ هذا حأديث حأسن غريب وقال
محقق جامع الصول ) :(6/564حأسن بشواهده.
)] ( [7البخاري -الفتح ، (6026)10ومسلم ) (2585واللفظ له .
)] ( [8البخاري -الفتح ، (6011)10ومسلم ) (2586واللفظ له .
)] ( [9الدر المنثور للسيوطي ). (285 /2
)] ( [10فتح الباري ). (151 /2
)] ( [11انظر في ذلك :موسإوعة نضرة النعيم . 53-51 /2 :
)] ( [12متفق عليه .
)] ( [13روه مسلم .
)] ( [14النساء. 114 :
)] ( [15متفق عليه .
)] ( [16روه مسلم .
)] ( [17متفق عليه .
)] ( [18متفق عليه .
)] ( [19المائدة. 3 :
)] ( [20متفق عليه .
)] ( [21متفق عليه .
)] ( [22متفق عليه .
)] ( [23رواه البخاري .
)] ( [24متفق عليه .
)] ( [25النساء. 85 :
)] ( [26متفق عليه .
)] ( [27رواه البخاري .
)] ( [28متفق عليه .
)] ( [29رواه مسلم .
)] ( [30رواه الترمذي وإسإناده صحيح .
)] ( [31السإراء. 23 :
)] ( [32السإراء. 25 :
)] ( [33رواه مسلم .
)] ( [34متفق عليه .
)] ( [35الفقرات 6-1ملخصة من تجربة جمعية البر بالشرقيةـ