مراكز الأحياء تجربة واقعية ونظرة مستقبلية 4

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 43

‫مراكز الحأياء‬

‫تجربة واقعية ونظرة‬


‫مستقبلية‬
‫ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والمن‬
‫المنعقدة بكلية الملك فهد المنية بالرياض من‬
‫‪ 21/2‬حأتى ‪ 24/2‬من عام ‪1425‬هـ‬

‫د ‪ .‬يحيى بن محمد زمزمي‬


‫أمين جمعية مراكز الحأياء بمكة المكرمة‬
‫ووكيل كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى‬

‫الجلسة الرابعة‪ /‬الثلثااء ‪23/2/1425‬هـ الساعة ‪ 9‬صباحأا‬


‫الدور المني لمراكز الحأياء‬
‫الورقة الولى‬

‫المقدمة ‪:‬‬
‫الحمد لله حمدا ً يليق بجلله وعظيم سلطانه ‪ ،‬والصلةا‬
‫والسلما على رسوله المصطفى المأين ‪ ،‬نبينا مأحمد وآله‬
‫وصحبه أجمعين ‪ ..‬وبعد ‪:‬‬
‫فبناء على طلب مأركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد‬
‫المأنيةة بالمشاركة في ندوةا ‪ ):‬المجتمع والمأن ( ‪ ،‬واختياري‬
‫لتقديم ورقة عمل حول “مأراكز الحياء” مأن خلل تجربة مأكة‬
‫المكرمأة ‪ ،‬والنظرةا المستقبليةة للمرحلة القادمأة ‪ ،‬فيطيب لي‬
‫أن أتقدما بعد شكر الله تعالى بشكر الخوةا الكراما القائمين‬
‫على هذه الكليةة بشكل عاما ‪ ،‬والمعنيينة بهذه الندوةا على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬على حسن ظنهم وثقتهم ‪ ،‬وأخص مأنهم سعادةا د‪/‬‬
‫مأفرج الحقباني‪ ،‬وفقه الله ورعاه ‪.‬‬
‫وقد رأيت أن يتكون مأوضوع الورقة عن ثلثة مأحاور رئيسة‬
‫وهي علة النحو التي ‪:‬‬
‫المحور الول ‪ ) :‬العمل الجتماعي في السإلم ( ‪،‬‬
‫ويتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫أولً‪ :‬مأفهومأه وأهميته ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬مأجالته وفضائله ‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪“ :‬مراكز الحأياء” ‪ :‬تجربة واقعية‬


‫ويتضمن التي ‪:‬‬
‫أولً‪ :‬تاريخ “مأراكز الحياء” في المملكة العربية السعوديةة ‪.‬‬
‫ثانياً‪“ :‬مأراكز الحياء” ‪ :‬التعريف ‪ -‬الرسالة ‪ -‬الهداف ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬علقة مأراكز الحياء بالعمل الجتماعي التطوعي ‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬خطوات إنشاء “مأراكز الحياء” وطرق تفعيلها ‪.‬‬
‫خامأساً‪ :‬تقويم التجربة ‪.‬‬

‫المحور الثالث‪“ :‬مراكز الحأياء” ‪ :‬نظرة مستقبلية‬


‫ويتضمن التي ‪:‬‬
‫أولً‪ :‬حاجة المجتمع إلى “مأراكز الحياء” ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬ضرورةا تعميم التجربة ودعمها ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬آفاق تطويرية ‪.‬‬
‫وأخيراً‪ :‬الخاتمة والتوصيات ‪.‬‬

‫وبعد‪ :‬فإني أعترف بعجزي وتقصيري في هذا الجهد المتواضع‬


‫‪ ،‬الذي أعتمد في أكثره على ذاكرتي الضعيفة وخلفياتي‬
‫المحدودةا ن إضافة إلى بعض مأا توفر لدي مأن نشرات‬
‫ودراسات خلل فترةا إعداد هذه الورقة ‪ ،‬كما أن تجربتي في‬
‫الموضوع قصيرةا ‪ ،‬فهي ل تتعدى بضعة أشهر ‪ ،‬ولذا فقد‬
‫حاولت الفادةا مأن تجارب الخرين في مأختلف مأناطق‬
‫المملكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫وعلى كل حال ‪ ،‬فإن مأوضوع “مأراكز الحياء” ‪ ،‬هو مأشروع‬
‫مأهم وجديد ‪ ،‬برزت أهميته واتضحت فائدته ‪ ،‬لسيما في هذه‬
‫الظروف التي يعيشها المجتمع السعودي ‪ ،‬بل العالم كله ‪.‬‬
‫لقد حاولت مأن خلل هذه الدراسة المختصرةا أن ألقي الضوء‬
‫على بعض فقرات المشروع الرائد والتجربة الناجحة ‪ ،‬ومأن ثم‬
‫بيان حاجة المجتمع الملحة لهذا المشروع وأمأثاله وأضعافه ‪،‬‬
‫وتوضيح بعض المعطيات التي تؤكد المطالبة بتعميم التجربة‬
‫ودعمها مأاديا ً ومأعنويا ً ‪ ،‬والشارةا إلى بعض الفاق التطويرية‬
‫لهذا المشروع الجتماعي المبارك ‪.‬‬
‫أسأل الله أن ينفعنا بما نقول ونسمع ‪ ،‬وأن يلهمنا الرشد‬
‫والصواب ‪ ،‬إنه سميع مأجيب ‪ ،‬وصلى الله على نبينا مأحمد وآله‬
‫وصحبه أجمعين ‪.‬‬

‫كتبه ‪ :‬د‪ /‬يحيى بن مأحمد زمأزمأي‬


‫الجمعة‪28/1/1425 :‬هة‬
‫المحور الول ‪:‬‬
‫العمل الجتماعي في السإلم‬
‫أولً‪ :‬مفهومه وأهميته ‪:‬‬
‫الجتماع لغة ‪:‬‬
‫جمع الشيء‪ :‬ألف مأتفرقه ‪ ،‬وأصل المعنى الضم ‪ ،‬قال ابن‬
‫فارس‪ :‬الجيم والميم والعين ‪ ،‬أصل واحد يدل على تضاما‬
‫الشيء ‪ ،‬يقال‪ :‬جمعت الشيء جمعا ً ‪ ،‬وتجمع القوما ‪ ،‬اجتمعوا‬
‫مأن هنا وهنا ‪ ،‬واجتمع القوما‪ :‬انضموا ‪ ،‬وهو ضد تفرقوا ‪.‬‬

‫واصطلحا ً ‪:‬‬
‫ل يختلف مأعنى الجتماع في الشرع عن المعنى الذي يفيده‬
‫في أصل اللغة وهو أن يلتقي المسلمون وينضم بعضهم إلى‬
‫بعض ول يتفرقوا ‪ ،‬أمأا المأر الذي يجتمعون حوله فهو كتاب‬
‫الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫قال القرطبي في تفسير قوله تعالى ‪ [:‬واعتصموا بحبل الله‬


‫جميعا ً ول تفرقوا ])]‪ : ([1‬إن الله تعالى يأمأر باللفة وينهى‬
‫عن الفرقة لن الفرقة هلكةة والجماعة نجاةا ‪ ،‬روي عن‬
‫عبدالله بن مأسعودة ‪ -t-‬في الية الكريمة أن حبل الله هو‬
‫الجماعة ‪.‬‬

‫وعليه فالعمل الجتماعي ‪ :‬هو العمل الذي يهدف إلى تحقيق‬


‫الجتماع واللفة بين المسلمين ‪ ،‬ويجنبهم التفرق والختلف ‪.‬‬
‫ومأن الدلة العامأة في الحث على الجتماع على الخير ‪،‬‬
‫والتحذير مأن العزلة والتفرق‪:‬ة‬

‫قوله تعالى ‪ }:‬واعتصموا بحبل الله جميعا ً ول تفرقوا واذكروا‬


‫نعمت الله عليكمة إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم‬
‫بنعمته إخوانا ً { )]‪.([2‬‬
‫وقال تعالى ‪ }:‬إن هذه أمأتكم أمأة واحدةا وأنا ربكم فاعبدون {‬
‫)]‪([3‬‬
‫وقال تعالى ‪ }:‬مأنيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلةا ول تكونوا‬
‫مأن المشركين ‪ ¥‬مأن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ً كل‬
‫حزب بما لديهم فرحون { ) ‪( 4‬‬

‫وقال تعالى ‪ [:‬وتعاونوا على البر والتقوى ])]‪. ([4‬‬


‫وعن وحشي بن حرب ‪ ،‬أنهم قالوا‪ :‬يا رسول الله ! إنا نأكل‬
‫ول نشبع ‪ .‬قال ‪ ):‬فلعلكم تأكلون مأتفرقين ؟( ‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫قال ‪ ):‬فاجتمعوا على طعامأكم ‪ ،‬واذكروا اسم الله عليه يبارك‬
‫لكم فيه ()]‪. ([5‬‬

‫وعن ابن عباس ‪-‬رضي الله عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬يد الله مأع الجماعة ()]‪. ([6‬‬
‫وعن أبي مأوسى ‪ -t-‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ):‬المؤمأن للمؤمأن كالبنيان يشد بعضه بعضا ً ()]‪. ([7‬‬
‫وعن النعمان بن بشير ‪-‬رضي الله عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬مأثل المؤمأنينة في توادهم‬
‫وتراحمهم وتعاطفهم ‪ ،‬مأثل الجسد ‪ ،‬إذا اشتكى مأنه عضو ‪،‬‬
‫تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ()]‪. ([8‬‬

‫وعن ابن مأسعودة ‪ -t-‬أنه كان يخطب ويقول ‪ ):‬يا أيها الناس ‪،‬‬
‫عليكم بالطاعة والجماعة ‪ ،‬فإنهما حبل الله الذي أمأر به ()]‬
‫‪. ([9‬‬
‫ومأن أقوال الشعراء ‪:‬‬
‫وإذا افترقن‬ ‫تأبى الرمأاح إذا اجتمعن تكسرا ً‬
‫تكسرت أفرادا ً‬

‫وقال ابن حجر ‪-‬رحمه الله‪ -‬في المحافظة على الجماعة )في‬
‫الفجر والعشاء خاصة( ‪ ):‬انتظاما اللفة بين المتجاورين في‬
‫طرفي النهار ‪ ،‬وليختموا النهار بالجتماع على الطاعة‬
‫ويفتتحوه كذلك ()]‪([10‬‬
‫أما أهمية العمل الجتماعي وفوائده فمنها)]‪: ([11‬‬
‫تحقيق العدالة والمحبة وكل العوامأل المؤدية إلى‬ ‫‪-1‬‬
‫الترابط في المجتمع السلمأي ‪.‬‬
‫يؤدي إلى تحقيق اللفة بين المسلمين وانتشار‬ ‫‪-2‬‬
‫التعارف فيما بينهم ‪ ،‬وبذلك تتحقق المودةا ويسود الخاء ويعم‬
‫التعاون ‪.‬‬
‫وسيلة مأن وسائل الخلق الفاضلة وذلك بانغماس‬ ‫‪-3‬‬
‫الفرد في البيئات الصالحة ‪ ،‬ذلك لن مأن طبيعةة النسان أن‬
‫يكتسب مأن البيئةة التي ينغمس فيها ‪ ،‬ويتعايش مأعها ومأع مأا‬
‫لديها مأن أخلق وعادات وسلوك ‪.‬‬
‫يذكي في الفراد روح التفوق والرغبة في إظهار مأا‬ ‫‪-4‬‬
‫لديهم مأن قدرات ‪ ،‬وهذا الدافع ل يتحرك إل مأن خلل الجماعة‬
‫‪.‬‬
‫في وجود الفرد داخل الجماعة وازع أساسي له كي‬ ‫‪-5‬‬
‫يبتعد عن الرذائل خشية مأا يصيبه مأن ضرر لو اطلع الخرون‬
‫على هذه الصفات القبيحة ‪ ،‬ومأن هنا يكون للجتماع دورةا‬
‫الفعال في مأكافحة الجريمة الرذيلة ‪.‬‬
‫بالجتماع وبخاصة مأع الصالحين والسوياء مأا يجعل‬ ‫‪-6‬‬
‫المرء يشعر بأخلق الجماعة ويحاول تقليدها واكتساب أخلقها‬
‫ثم يتحمس للدفاع عنها ‪.‬‬
‫إن توحيد الصفوف واجتماع الكلمة هما الدعامأة‬ ‫‪-7‬‬
‫الوطيدةا لبقاء المأة ‪ ،‬ودواما دولتها ‪ ،‬ونجاح رسالتها ‪.‬‬
‫فيه دواء ناجع لكثيرة مأن المأراض النفسيةة كالنطواء‬ ‫‪-8‬‬
‫والقلق ‪ ،‬إذ أن وجود المرء مأع الخرين يدفع عنه داء النطواء‬
‫ويذهب القلق ‪ ،‬وبخاصة إذا علم أن إخوانه لن يتخلوا عنه‬
‫وقت الشدةا فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ‪.‬‬
‫يساعد على تحقيق التصال الجماعي بالنماذج‬ ‫‪-9‬‬
‫السلمأية المثالية ‪.‬‬
‫‪ -10‬يساعد المجتمع السلمأي على التحرر مأن التبعيةة‬
‫الفكرية والحضارية والتي تتولد عن عدما فهم الذات فهما‬
‫صحيحا ً واعيا ً ‪.‬‬
‫‪ -11‬يساعد المجتمع السلمأي على مأواجهة التحديات ‪.‬‬
‫‪ -12‬يساعد على إبراز مأا للسلما مأن آثار عظيمة على‬
‫المسلم ؛ إذ يورثه القوةا والعزةا والمنعة ‪.‬‬
‫‪ -13‬تحقيق المفاهيم السلمأية الحقيقية للمأة بعقيدتها‬
‫وأخلقها ‪ ،‬مأما يتبلور في النهاية في شكل حضارةا إسلمأية‬
‫حقيقية مأعبرةا عن المجتمع السلمأي ‪.‬‬
‫‪ -14‬القضاء على العصبيةة القبليةة ‪ ،‬وعد القاعدةا الدينية‬
‫الجتماعية أساسا ً يتسع لجميع المأم والشعوبة ‪.‬‬
‫‪ -15‬تقوية لجانب المسلمين ورفع روحهم المعنوية انطلقا ً‬
‫مأن العتقاد بأن يد الله مأع الجماعة ‪ ،‬ومأن كانت يد الله مأعه‬
‫كان واثقا ً مأن نصر الله ‪-‬عز وجل‪. -‬‬
‫‪ -16‬الجتماع يخيف العداء ويلقي الرعب في قلوبهم‬
‫ويجعلهم يخشون شوكة السلما والمسلمين ‪ ،‬ومأن ثم يكون‬
‫في الجتماع عزةا للمسلمين في كل مأكان ‪.‬‬
‫‪ -17‬في الجتماع طرد للشيطان وإغاظة له لنه يهم بواحد‬
‫والثنين فإذا كانوا ثلثة )وهو أقل الجمع( لم يهم بهم‬
‫الشيطان ‪ ،‬كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ -18‬بوجود النسان مأع الجماعة تنشط روح المنافسة ‪.‬‬
‫‪ -19‬تتحقق البركة في الجتماع على الطعاما وغيره مأن‬
‫أمأور البر ‪.‬‬
‫‪ -20‬وأخيرا ً فإن مأجالسة أهل الذكر والجتماع بهم وهم‬
‫القوما ل يشقى جليسهم غالبا ً مأا يكون سببا ً لمغفرةا الله ‪-‬عز‬
‫وجل‪ -‬ورضوانه ‪.‬‬

‫ثاانيا ً ‪ :‬مجالته وفضائله ‪:‬‬


‫مأن خلل مأا تقدما يتبين أن كل عمل مأن شأنه أن يحقق‬
‫التواصل والجتماع اللفة بين المسلمين فهو عمل اجتماعي‬
‫مأحمود شرعا ً ‪ ،‬بل له فضائله وأجوره ‪ ،‬وعلى ذلك فمجالته‬
‫مأتعددةا وأنواعه كثيرةا ‪ ،‬أذكر طرفا ً مأنها مأدعما ً بما يدل على‬
‫فضله في الشريعة السلمأية ‪.‬‬
‫‪ (1‬نفع الناس وإدخال السرور عليهم ‪ ،‬قال صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ):‬أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ( ‪ ،‬وقال ‪ ):‬أحب‬
‫العمال إلى الله سرور تدخله على مأسلم أو تطرد عنه جوعا ً‬
‫أو تقضي عنه دينا ً ‪ ( ...‬الحديث ‪.‬‬
‫‪ (2‬مأساعدةا أصحاب الصناعات في العمال المهنيةة والفنية ‪:‬‬
‫عن أبي ذر جندب بن جنادةا ‪ t‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أي‬
‫العمال أفضل ؟ قال ‪ ):‬اليمان بالله ‪ ،‬والجهاد في سبيله (‬
‫قلت‪ :‬أي الرقاب أفضل ؟ قال ‪ ):‬أنفسها عند أهلها ‪ ،‬وأكثرها‬
‫ثمنا ً ( قلت‪ :‬فإن لم أفعل ؟ قال ‪ ):‬وتعين صانعا ً أو تصنع‬
‫لخرق ( قلت‪ :‬يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض‬
‫العمل ؟ قال ‪ ) :‬تكف شرك عن الناس فإنها صدقة مأنك على‬
‫نفسك ()]‪.([12‬‬
‫‪ (3‬بشاشة الوجه مأع الخرين والنبساط إليهم ‪:‬‬
‫عن أبي ذر جندب بن جنادةا ‪ t‬قال‪ :‬قال لي النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ):‬ل تحقرن مأن المعروف شيئا ً ولو أن تلقى أخاك‬
‫بوجه طليق ()]‪. ([13‬‬
‫‪ (4‬الصلح بين المتخاصمين ‪:‬‬
‫قال تعالى ‪ }:‬ل خير في كثير مأن نجواهم إل مأن أمأر بصدقة‬
‫أو مأعروف أو إصلح بين الناس { )]‪. ([14‬‬
‫‪ (5‬مأساعدةا الخرين في حمل أمأتعتهم وإصلح دوابهم‬
‫)ويدخل في ذلك السيارات ونحوها( ‪.‬‬
‫‪ (6‬مأخاطبة الخرين بالكلما الطيب ‪.‬‬
‫‪ (7‬المساهمة في نظافة الطريق وإبعاد الذى عنه ‪:‬‬
‫ودليل ذلك كله حديث أبي هريرةا ‪ t‬عنه قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬كل سلمأى مأن الناس عليه صدقة‬
‫كل يوما تطلع فيه الشمس ‪ :‬تعدل بين الثنين صدقة ‪ ،‬وتعين‬
‫الرجل في دابته ‪ ،‬فتحمله عليها ‪ ،‬أو ترفع له عليها مأتاعه‬
‫صدقة ‪ ،‬والكلمة الطيبة صدقة ‪ ،‬وبكل خطوةا تمشيها إلى‬
‫الصلةا صدقة ‪ ،‬وتميط الذى عن الطريق صدقة ()]‪.([15‬‬
‫وفي الحديث الخر ‪ ):‬وعزل حجرا ً عن طريق الناس أو شوكة‬
‫أو عظما ً ( ‪.‬‬
‫وعن جندب بن جنادةا ‪ t‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪):‬‬
‫لقد رأيت رجل ً ينقلب في الجنة في شجرةا قطعها مأن ظهر‬
‫الطريق كانت تؤذي المسلمين ()]‪.([16‬‬
‫‪ (8‬تقديم الهدية للجار وغيره ولو بشيء يسير ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬يا نساء المسلمات ل‬
‫تحقرن جارةا لجارتها ولو فرسن شاةا ()]‪. ([17‬‬
‫‪ (9‬إعانة الملهوفين وأصحاب الكوارث ‪:‬‬
‫قال صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬على كل مأسلم صدقة ( قال‪:‬‬
‫أرأيت إن لم يجد ؟ قال ‪ ):‬يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق‬
‫( ‪ ،‬قال‪ :‬أرأيت إن لم يستطع ؟ قال ‪ ):‬يعين ذا الحاجة‬
‫الملهوف ( ‪ ،‬قال‪ :‬ارأيت إن لم يستطع ؟ قال ‪ ):‬يأمأر‬
‫بالمعروف أو الخير ( ‪ ،‬قال‪ :‬أرأيت إن لم يفعل ؟ قال ‪:‬‬
‫) يمسك عن الشر فإنها صدقة ()]‪. ([18‬‬
‫‪ (10‬التعاون على كل عمل خيري نافع ‪:‬‬
‫قال تعالى ‪ [:‬وتعاونوا على البر والتقوى ])]‪. ([19‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬المؤمأن للمؤمأن كالبنيان يشد‬
‫بعضه بعضا ً ( وشبك بين أصابعه)]‪. ([20‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬وكونوا عباد الله إخوانا ً ( ‪.‬‬
‫‪ (11‬قضاء حاجات المحتاجين ‪.‬‬
‫‪ (12‬تفريج كربات الخرين ‪.‬‬
‫قال صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬المسلم أخو المسلم ل يظلمه‬
‫ول يسلمه مأن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ‪ ،‬ومأن‬
‫فرج عن مأسلم كربة فرج الله عنه بها كربة مأن كرب يوما‬
‫القيامأة ومأن ستر مأسلما ً ستره الله يوما القيامأة ()]‪. ([21‬‬
‫‪ -13‬مأحبة الخير للخرين ‪:‬‬
‫عن أنيس ‪ t‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ ):‬ل يؤمأن‬
‫أحدكم حتى يحب لخيه مأا يحب لنفسه ()]‪.([22‬‬
‫‪ -14‬نصرةا المظلومأينة ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬انصر أخاك ظالما ً أو‬
‫مأظلومأا ً ( فقال رجل‪ :‬يا رسول الله أنصره إذا كان مأظلومأا ً‬
‫أرأيت إن كان ظالما ً كيف أنصره ؟ قال ‪ ):‬تحجزه ‪-‬أو تمنعه‪-‬‬
‫مأن الظلم فإن ذلك نصره ()]‪. ([23‬‬
‫‪ -15‬زيارةا المرضى ‪.‬‬
‫‪ -16‬اتباع الجنائز ‪.‬‬
‫‪ -17‬إجابة الدعوةا ‪:‬‬
‫حديث أبي هريرةا ‪ t‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫) حق المسلم على المسلم خمس‪ :‬رد السلما‪ ،‬وعيادةا‬
‫المريض ‪ ،‬واتباع الجنازةا ‪ ،‬وإجابة الدعوةا ‪ ،‬وتشميت العاطس‬
‫()]‪.([24‬‬
‫‪ -18‬الشفاعة لمن يحتاجها ‪:‬‬
‫قال تعالى ‪ [:‬مأن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب مأنها ])]‬
‫‪. ([25‬‬
‫وعن أبي مأوسى الشعري ‪ t‬قال‪ :‬كان النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال ‪ ):‬اشفعوا‬
‫تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه مأا أحب ()]‪.([26‬‬
‫‪ -19‬كفالة اليتيم والقياما بأمأوره ‪:‬‬
‫وعن سهل بن سعد ‪ t‬قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ):‬أنا وكافل اليتم في الجنة هكذا ( وأشار بالسبابة‬
‫والوسطى ‪ ،‬وفرج بينهما)]‪. ([27‬‬
‫‪ -20‬السعي على مأصالح الرامأل والمساكين ‪:‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬الساعي على الرمألة‬
‫والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ( وأحسبه قال ‪:‬‬
‫) وكالقائم الذي ل يتفتر ‪ ،‬وكالصائم ل يفطر ()]‪.([28‬‬
‫‪ -21‬الحسان إلى الجيران ‪:‬‬
‫قال تعالى ‪ [:‬واعبدوا الله ول تشركوا به شيئا ً وبالوالدين‬
‫أحسانا ً وبذي القربى واليتامأى والمساكين والجار ذي القربى‬
‫والجار الجنب ‪ ] ...‬النساء‪:‬ة ‪. 36‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬مأن كان يؤمأن بالله واليوما‬
‫الخر فليحسن إلى جاره ()]‪. ([29‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬خير الجيران عند الله تعالى‬
‫خيرهم لجاره ()]‪. ([30‬‬
‫‪ -22‬بر الوالدين وصلة الرحاما ‪:‬‬
‫قال تعالى ‪ [:‬وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا ً‬
‫] )]‪.([31‬‬
‫وقال سبحانه ‪ [:‬وآت ذا القربى حقه ] )]‪.([32‬‬
‫وسئل صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أي العمل أحب إلى الله تعالى‬
‫؟ قال ‪ ):‬الصلةا على وقتها ( ‪ ،‬قيل‪ :‬ثم أي ‪ ،‬قال ‪ ):‬بر‬
‫الوالدين ()]‪. ([33‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم ‪ ):‬مأن كان يؤمأن بالله واليوما‬
‫الخر فليصل رحمه ()]‪. ([34‬‬
‫إلى غير ذلك مأن العمال الصالحة التي يتعدى نفعها للخرين ‪،‬‬
‫وتحقق التواصل بينهم وتنشر اللفة والتعاون والتكافل بين‬
‫أفراد المجتمع ‪.‬‬
‫المحور الثاني‬
‫تجربة واقعية ‪..‬‬ ‫)) مراكز الحأياء ((‬
‫أولً‪ :‬تاريخ “مراكز الحأياء” في المملكة العربية‬
‫السعودية ‪:‬‬
‫لقد كانت انطلقة فكرةا “مأراكز الحياء” في المدينة النبوية ‪،‬‬
‫قبل أكثر مأن عشر سنوات ‪ ،‬حين كان أمأير مأنطقتها صاحب‬
‫السمو الملكي المأير عبدالمجيد بن عبدالعزيز ‪-‬أمأير مأنطقة‬
‫مأكة المكرمأة حالياً‪ ، -‬حيث تبنى الفكرةا التي اقترحها عليه‬
‫أحد أبناء هذه البلد المباركة ‪ ،‬ومأن ثم فقد حمل لواءها في‬
‫الحرمأين الشريفين والمدينتين المقدستين ‪ ،‬إذ أنشأ “الجمعية‬
‫الخيرية للخدمأات الجتماعية بالمدينة المنورةا” عاما ‪1410‬هة‬
‫‪ ،‬وترأس مأجلس إدارتها ‪ ،‬وكانت “مأراكز الحياء” أحد لجانها‬
‫وأنشطتها ‪ ،‬إذ أنشأت الجمعية أربعة مأراكز للحياء في‬
‫المدينة النبوية ‪.‬‬
‫وبعد تعيين سموه أمأيرا ً لمنطقة مأكة المكرمأةة ‪ ،‬سعى لنقل‬
‫الفكرةا إلى العاصمة المقدسة ‪ ،‬وتطوير المشروع بصورةا‬
‫أوسع وأشمل ‪ ،‬ومأن ثم فقد شكل اللجان المعنيةة بدراسة‬
‫الموضوع ومأتابعة تنفيذه ‪ ،‬واستغرق هذا العداد والترتيب‬
‫نحوا ً مأن عامأين ‪ ،‬حتى صدرت الموافقة على إنشاء جمعية‬
‫مأستقلة لتلك المراكز ‪ ،‬تحت مأسمى ‪ )):‬جمعية مأراكز الحياء‬
‫بمنطقة مأكة المكرمأة (( ‪ ،‬برئاسة سموه ‪ ،‬وكان ذلك في‬
‫شهر مأحرما عاما ‪1424‬هة ‪.‬‬
‫وتشمل مأنطقة خدمأات الجمعية “مأنطقة مأكة المكرمأة”‬
‫وتتكون مأن الهيئات التالية ‪:‬‬
‫الجمعية العمومأيةة ‪.‬‬ ‫‪(1‬‬
‫مأجلس إدارةا الجمعية ) ويرأسه أمأير المنطقة ( ‪.‬‬ ‫‪(2‬‬
‫المجالس الفرعية بمدن ومأحافظات المنطقة‬ ‫‪(3‬‬
‫) ويرأسها المحافظ في كل مأدينة ‪ ،‬ووكيل المأارةا في مأكة‬
‫(‪.‬‬
‫مأجالس مأراكز الحياء ‪.‬‬ ‫‪(4‬‬
‫وتقوما فكرةا الجمعية على أساس إنشاء “مأراكز أحيةةاء” بعةةدد‬
‫البلديات الفرعيةة في كل مأدينة أو مأحافظة ‪.‬‬
‫وعليه ففي السابع عشر مأن شهر ربيع الثاني لعاما ‪1424‬هة‬
‫صدر قرار سمو أمأير مأنطقة مأكة المكرمأةة بتشكيل المجالس‬
‫الفرعيةة للجمعية في كل مأن مأكة المكرمأة ‪ ،‬وجدةا ‪ ،‬والطائف‬
‫‪ ،‬وباشرت تلك المجالس أعمالها في المدن المشار إليها ‪.‬‬
‫ففي جدةا وافق سمو أمأير المنطقة على افتتاح ثلثة مأراكز‬
‫للحياء ‪ ،‬مأنذ بدء فكرةا المشروع ‪ ،‬أي قبل عاما ونصف تقريبا ً‬
‫‪ ،‬وتبنت جمعية البر بجده إنشاء هذه المراكز فدعمت كل‬
‫مأركز بمبلغ مأائتي ألف ريال ‪ ،‬وزاولت المراكز كثيرا ً مأن‬
‫أنشطتها وبرامأجها خاصة في مأجال رعاية الشباب والعناية‬
‫بهم ‪ ،‬ومأساعدةا المحتاجين مأن أهالي الحياء ‪ ،‬والمشاركة في‬
‫المهرجانات الصيفيةة بجده ‪.‬‬
‫وفي مأكة المكرمأة عقد أول اجتماع للمجلس الفرعي في‬
‫‪13/6/1424‬هة ‪ ،‬وانبثقت عنه عدةا لجان تنفيذية ‪.‬‬

‫ثاانياً‪“ :‬مراكز الحأياء” ‪ :‬التعريف ‪ -‬الرسإالة ‪-‬‬


‫الهداف‬
‫‪ (1‬التـعـريـفـ ‪:‬‬
‫أ( تعريف “جمعية مأراكز الحياء” ‪:‬‬
‫هي جمعية تهدف إلى تحقيق التواصل الجتماعي ‪ ،‬وتقوية‬
‫العلقات الخوية بين أفراد الحي وتوظيف طاقاتهم فيما يعود‬
‫بالنفع على الفرد والسرةا والمجتمع ‪.‬‬

‫ونلحظ مأن خلل هذا التعريف أن فكرةا الجمعية تقوما على‬


‫أساس اجتماعي بالدرجة الولى ‪ ،‬ومأحور عملها هو “الحي”‬
‫بمن فيه مأن السكان رجال ً ونساءً ‪ ،‬صغارا ً وكبارا ً ‪.‬‬
‫فالجمعية مأشروع اجتماعي مأبارك ‪ ،‬غايته تجديد مأعاني‬
‫التواصل الجتماعي البناء بين أفراد الحي ‪ ،‬ومأن ثم المجتمع‬
‫كله ‪ ،‬ومأن خلل هذا التواصل ‪ ،‬يتمكن المجتمع مأن خدمأة‬
‫أفراده وتلبية احتياجاتهم مأن خلل المأكانات المتاحة والبرامأج‬
‫الهادفة في المجالت الجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها ‪.‬‬
‫ب( تعريف “مأركز الحي” ‪:‬‬
‫هو المكان الذي يمكن لكل فرد في الحي أن يشارك في‬
‫أنشطته وبرامأجه والفادةا مأنه بحسب مأيوله وهواياته ‪ ،‬وأن‬
‫يوظف تلك المشاركة للرتقاء بمستوى الحي والعلقات‬
‫الجتماعية فيه ‪.‬‬

‫إذا ً “مأركز الحي” هو مأقر اجتماعي كبيرة ‪ ،‬يحتضن طاقات‬


‫الحي ‪ ،‬ويوظف قدرات أفراده ‪ ،‬ويوجه مأشاركاتهم اليجابية ‪،‬‬
‫وتنطلق مأنه البرامأج الهادفة في شتى المجالت ‪ ،‬ولكل‬
‫الفئات ‪.‬‬

‫وبتأمأل هذا المأر تتضح أهمية مأثل هذا المشروع الجتماعي ‪،‬‬
‫والحاجة الماسة إليه ل سيما في هذه الظروف التي تعصف‬
‫بالمجتمعات والفراد ‪.‬‬

‫‪ (2‬الرسإــــالة ‪:‬‬
‫رسالة جمعية مأراكز الحياء هي‪ :‬تكوين علقة إيجابية بين‬
‫الفرد ومأحيطه الذي يعيش فيه ‪ ،‬وتشجيع مأشاركة السكان‬
‫في جهود تنمية المدن وتطويرها ‪ ،‬والمحافظة على مأكتسباتها‬
‫ومأنجزاتها ‪.‬‬

‫وهذه الرسالة فرع عن ذلك التعريف ‪ ،‬وهي تجسد الهدف‬


‫الجتماعي السامأي ‪ ،‬الذي تنشده الجمعية وتسعى لتحقيقه‬
‫مأن خلل “مأراكز الحياء” ‪ ،‬فهي تريد أن تستنهض همم جميع‬
‫أفراد الحي والمجتمع ليكونوا أعضاء فاعلين ‪ ،‬أصحاب‬
‫مأبادرات ذاتية ومأشاركة إيجابية ‪ ،‬كل حسب طاقته ومأوهبته ‪،‬‬
‫ومأن مأوقع سكنه ‪ ،‬ليفيد نفسه وأهله وجيرانه وإخوانه‬
‫المسلمين ‪ ،‬مأنطلقا ً مأن مأبدأ التعاون الذي أمأرنا الله به في‬
‫قوله تعالى ‪ [:‬وتعاونوا على البر والتقوى ول تعاونوا على الثم‬
‫والعدوان ] ‪.‬‬
‫‪ (3‬الهــداف ‪:‬‬
‫مأن خلل تعريف الجمعية ومأراكزها ورسالتها ‪ ،‬تبين أن‬
‫للجمعية أهدافا ً سامأية ومأهمات عظيمة ‪ ،‬يمكن الشارةا إلى‬
‫أبرزها على النحو التي ‪:‬‬
‫إحياء دور التواصل الجتماعي والعلقات اليجابية بين‬ ‫‪-1‬‬
‫أفراد المجتمع ‪.‬‬
‫تعزيز القيم والمبادئ السلمأية ‪ ،‬وتنمية الوعي‬ ‫‪-2‬‬
‫الجتماعي والثقافي والخلقي بين أفراد الحي والمجتمع ‪.‬‬
‫المساهمة في حل المشكلتة الجتماعية والظواهر‬ ‫‪-3‬‬
‫السلبيةة في نطاق الحي ‪.‬‬
‫توظيف الطاقات والقدرات في تطوير الحي وخدمأة‬ ‫‪-4‬‬
‫أفراده ‪.‬‬
‫تنمية المهارات والعناية بالمواهب المختلفة لفراد‬ ‫‪-5‬‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫استثمار أوقات الفراغ فيما يعود بالنفع على الفرد‬ ‫‪-6‬‬
‫والمجتمع ‪.‬‬

‫إلى غير ذلك مأن الهداف السامأية التي يمكن إضافتها مأن‬
‫خلل إدراك الهدف “الجتماعي” الرئيس ‪ ،‬الذي تنبثق عنه‬
‫أهداف ومأهاما وبرامأج تفصيلية كثيرةا ‪.‬‬

‫ولعل المتأمأل في هذه الهداف يدرك عظم المأانة وضخامأة‬


‫المسؤولية الملقاةا على عواتق القائمين على هذه الجمعية‬
‫وأمأثالها ‪ ،‬ومأدى الحاجة إلى تقويتها وتعزيزها ودعمها حتى‬
‫تتحقق أهدافها بإذن الله تعالى ‪ .‬كما يدرك أن قياما المشروع‬
‫يتطلب عطاء مأن جانبين ‪ ،‬مأن جانب الجمعية والقائمين على‬
‫مأراكزها ‪ ،‬ومأن جانب الفرد في الحي ‪ ،‬فإذا تحقق التفاعل‬
‫بين الطرفين ‪ ،‬أثمرت علقة اجتماعية مأتميزةا ‪ ،‬وتواصل ً‬
‫نموذجيا ً ‪ ،‬وتعاونا ً بناءً ‪ ،‬وتكاتفا ً فريدا ً ‪.‬‬
‫إن هذه الهداف الرفيعة مأن شأنها أن تحدث تغيرات جذرية‬
‫في بنية المجتمع إذا مأا تحققت‪ .‬نعم ‪ ،‬لقد تقطعت الواصر‬
‫حتى بين أفراد السرةا الواحدةا فضل ً عن الحي الواحد ‪،‬‬
‫وأصبحت هذه القطيعة ظاهرةا يتحدث عنها الكثير مأنا ‪ ،‬خاصة‬
‫على مأستوى الجيران وسكان الحي الواحد ‪ ،‬وكان لهذه‬
‫الظاهرةا آثارها السلبيةة ‪ ،‬سواء مأن الناحية الفكرية أو‬
‫الجتماعية أو المأنيةة أو الخلقية أو غيرها ‪.‬‬

‫إن مأا نشأ مأن تفكك في بنية المجتمع ‪ ،‬أنتج أفرادا ً يحملون‬
‫حقدا ً على المجتمع ‪ ،‬ول يعنيهم استقرار الناس وأمأنهم‬
‫وسلمأتهم ‪ ،‬بل ربما تعامأل بعضهم مأع فئات مأن المجتمع على‬
‫أنها عدوّه وخصمه ‪ ،‬مأتأثرا ً في ذلك بأفكار دخيلة على‬
‫المجتمع ‪ ،‬أو أطروحات ل تراعي قاعدةا المصالح والمفاسد ‪،‬‬
‫التي تقوما عليها أحكاما الشريعة الغراء‬

‫ومأن جهة أخرى نتج عن تباعد الجيرات وانعزال بعضهم ‪،‬‬


‫ضعفا ً في الوعي المأني خاصة ‪ ،‬حتى تحولت بعض المساكن‬
‫إلى أوكار جريمة وفساد وإفساد وأقرب الجيران لتلك‬
‫المساكن ل يدرون عنها شيئا ً ‪ ،‬ول يعرفون مأن أصحابها ‪ ،‬ول‬
‫وقت نزولهم أو ارتحالهم ‪.‬‬

‫ومأن جهة ثالثة فإن ضعف التواصل ‪ ،‬وعدما المشاركة‬


‫الجتماعية بين أفراد الحي الواحد ‪ ،‬كان مأن آثارها انتشار‬
‫القلق والضطراب النفسي الذي ينتج عنه النتحار أحياناً‪،‬‬
‫وفقدان المعين والمواسي خاصة في مأثل حالت الفقر‬
‫والمرض والعوز ونحوها ‪ ،‬إضافة إلى تزايد المشكلتة‬
‫الجتماعية ‪ ،‬سواء بين الزوجين أو القارب أو الجيران ‪ ،‬والتي‬
‫ل تجد في الحي مأن يصلح ذات البين ‪ ،‬ويعالج تلك المشكلت‬
‫‪.‬‬

‫إنها آثار كثيرةا ‪ ،‬بل بعضها ظواهر خطيرةا ‪ ،‬بدأت تنخر في بنية‬
‫مأجتمعنا المسلم ‪ ،‬وعلجها العاجل هو السعي إلى تحقيق تلك‬
‫الهداف الجتماعية عن طريق “مأراكز الحياء” ‪ ،‬ومأشروعات‬
‫أخرى مأثلها ‪.‬‬

‫ثاالثا ً ‪ :‬علقة “مراكز الحأياء” بالعمل الجتماعي‬


‫التطوعي ‪:‬‬
‫إن مأما ينبغي إدراكه وأخذه بعين العتبار أن العمل في‬
‫“مأراكز الحياء” ‪ ،‬ليس عمل ً إداريا ً رسميا ً ‪ ،‬يقوما على أساس‬
‫فرض أمأور مأعينةة أو إصدار أوامأر للتنفيذ مأن رئيس لمرؤوس‬
‫أو مأن مأسؤول لموظف أو نحو ذلك ‪ ،‬كل ‪ ،‬بل يجب الحذر مأن‬
‫أن ينتهي عمل المراكز إلى مأثل هذه النهاية ‪ ،‬ذلك أن الهدف‬
‫الجتماعي المبارك الذي تسعى إليه “مأراكز الحياء” هو أنبل‬
‫وأرفع مأن ذلك كله ‪.‬‬

‫إنه نشاط تطوعي دافعه الرغبة الذاتية والحرص الكيد على‬


‫وحدةا المجتمع وتكاتف أهله ‪ ،‬وتحقيق التواصل بينهم وحل‬
‫مأشكلتهم ‪ ،‬وإصلح ذات بينهم ‪.‬‬

‫إنه هدف سامأق ‪ ،‬وعمل جليل ‪ ،‬أجره عظيم ‪ ،‬ونفعه عميم ‪،‬‬
‫يدرك ذلك أولو اللباب وأصحاب القلوب الحية والعقول النيّرةا‬
‫والهمم العالية ‪.‬‬

‫لقد سبقت الشارةا إلى فضائل كثيرةا للعمل الجتماعي‬


‫بمختلف مأجالته وأنواعه ‪ ،‬وتحقيق هذه الفضائل‪ :‬مأجالها‬
‫القرب ومأحلها النسب هو “مأركز الحي” ‪.‬‬

‫إن كثيرا ً مأن الطاقات المكنونة ‪ ،‬التي ترغب في عمل الخير ‪،‬‬
‫تطوعا ً بل مأقابل دنيوي ‪ ،‬واحتسابا ً دون أجر مأادي ‪ ،‬ستجد‬
‫مأجال تفجير هذه الطاقات في “مأراكز الحياء” بهدفها‬
‫الجتماعي النبيل ‪ ،‬وتلكم الطاقات والقدرات والمأكانات التي‬
‫يملكها أفراد ‪ ،‬لو اجتمعت أو انفردت لفعل تخريبي أو عمل‬
‫إجرامأي غير مأسؤول ‪ ،‬فقد تصل إليه والعياذ بالله ‪.‬‬
‫إننا في مأثل هذه الظروف التي نعيشها ‪ ،‬نحتاج إلى أن تفرغ‬
‫طاقات المجتمع بمختلف طبقاته في مأجالت خيرية وأعمال‬
‫تطوعية وبرامأج اجتماعية ‪ ،‬تكون مأفتوحة للجميع يفيد مأنها‬
‫ويستفيد ويساهم مأن خللها في بناء المجتمع وتماسكه ‪،‬‬
‫ويشعر بأهمية العلقات الجتماعية ‪.‬‬

‫إن تعزيز الهدف الجتماعي لمراكز الحياء ‪ ،‬وتركيز الجوانب‬


‫التطوعيةة الخيرية فيه‪ ،‬أوعى لتجاوب أفراد المجتمع مأع هذا‬
‫المشروع العملق والتفاعل مأع برامأجه وأنشطته المتعددةا ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬خطوات إنشاء “مأراكز الحياء” وطرق تفعيلها ‪:‬‬


‫إن مأما يدعو للتفاؤل في مأجتمعنا المسلم ‪ ،‬أن أرضيته الطيبة‬
‫وتمسكه بدينه وعقيدته يجعل قياما أي مأشروع تطوعي أو‬
‫نشاط خيري أمأرا ً سهل ً ومأمكنا ً ‪ ،‬إذا توفرت الرادةا القوية‬
‫والمأكانات المادية ‪ ،‬بعد توفيق الله ومأشيئته ‪.‬‬

‫إننا ل نكاد نجد إقبال ً على المشاركة في البرامأج التطوعيةة‬


‫أكثر مأنها في مأجتمعنا المبارك ‪ ،‬ول أدل على ذلك مأن تطوع‬
‫اللف مأن أبناء هذه البلد في إنشاء وتفعيلة ودعم الجمعيات‬
‫الخيرية ‪ ،‬والمكاتب التعاونية الدعوية ‪ ،‬والعمال الغاثية‬
‫وغيرها مأن المجالت التطوعية ‪.‬‬

‫إن ذلك كله جعل مأن إنشاء المراكز وتكوينها وتفعيلة برامأجها‬
‫عمل ً إنسيابيا ً في غالب الحيان ‪ ،‬ومأع ذلك فهو مأنضبط‬
‫بضوابط وإجراءات عامأة لفتح أي مأركز حي ‪ ،‬ومأجمل هذه‬
‫الضوابط حددها المجلس الفرعي لجمعيةة مأراكز الحياء بمكة‬
‫المكرمأة ‪ ،‬وهي تتلخص في التي ‪:‬‬
‫أن يتقدما عدد مأن أهل الحي بطلب الموافقة على‬ ‫‪-1‬‬
‫افتتاح المركز ‪.‬‬
‫أن تعبأ استمارات العضوية مأن قبل الراغبين في فتح‬ ‫‪-2‬‬
‫المركز ‪.‬‬
‫أن يتولى المتقدمأون بالطلب التصال بالوجهاء‬ ‫‪-3‬‬
‫والعيان وسائر أهل الحي لتعريفهم بفكرةا المركز ودعوتهم‬
‫للمشاركة في عضويته ‪.‬‬
‫أن يعقد اجتماع العضاء الراغبين في فتح المركز‬ ‫‪-4‬‬
‫لختيار مأجلس إدارةا المركز بحضور عضو أو أكثر مأن‬
‫المجلس الفرعي ‪.‬‬
‫أن يفتح مأركز حي واحد في مأوقع مأناسب مأن نطاق‬ ‫‪-5‬‬
‫كل بلدية فرعية ‪ ،‬وفي حال الحاجة إلى أكثر مأن مأركز في‬
‫نفس النطاق يدرس الموضوع مأن قبل إدارةا الجمعية ‪.‬‬

‫لقد كانت هذه الضوابط جهدا ً إداريا ً نظريا ً في بداية تأسيس‬


‫المجلس الفرعي بمكة المكرمأةة ‪ ،‬وكان البعض يراها عقبات‬
‫في طريق إنشاء المراكز ‪ ،‬لكن المفاجأةا التي أسعدتنا بحق ‪،‬‬
‫هي وجود مأجالس أحياء قائمة على أحسن تنظيم وأجمل‬
‫ترتيب ‪ ،‬مأضافا ً إليه حسن تعاون ‪ ،‬وحرص شديد ‪ ،‬ورغبة في‬
‫الصلح ‪ ،‬مأع تضافر الجهود والشعور بالمسؤولية الجتماعية ‪،‬‬
‫وهذا ليس كلمأا ً نظريا ً إنشائيا ً ‪ ،‬بل هو واقع أصفه مأن واقع‬
‫مأمارسة عملية خلل أشهر قليلة مأنذ تكليفي بأمأانة المجلس‬
‫الفرعي لجمعيةة مأراكز الحياء بمكة المكرمأة ‪ ،‬لقد تقدمأت‬
‫أحياء عديدةا ‪ ،‬بمشروعات مأتكامألة وهي قائمة فعل ً وبرفقها‬
‫طلبات لفتح المراكز حتى تأخذ نظامأيتها مأن جهة الجمعية ‪،‬‬
‫إضافة إلى تقدما أحياء أخرى ترغب في إقامأة عمل مأماثل ‪.‬‬

‫والعجب مأن ذلك كله ‪ ،‬هو وجود مأشروع نسائي وهو مأطبق‬
‫عمليا ً مأنذ عاما ‪1421‬هة تحت مأسمى ) مأجالس الحياء‬
‫النسائية ( كأحد نشاطات جمعية أما القرى النسائية بمكة ‪.‬‬
‫وهو يقارب في رسالته وأهدافه مأن فكرةا مأراكز الحياء ‪.‬‬
‫إن تلك الجهود التي بذلها أفراد مأتطوعون مأن المجتمع ‪-‬رجال ً‬
‫ونساءً‪ -‬هي قاعدةا صلبة يمكن أن يبني عليها مأشروع “مأراكز‬
‫الحياء” في مأكة المكرمأة خاصة ‪ ،‬وغيرها مأن المدن )كما‬
‫سيأتي الشارةا إليها( ‪.‬‬
‫برامج هذه المراكز وطرق تفعيلها ‪:‬‬
‫مأن خلل الهدف الجتماعي المراد تحقيقه في مأراكز الحياء ‪،‬‬
‫يتضح أن المستهدف في هذه المراكز هم جميع فئات‬
‫المجتمع ومأختلف طبقاته ‪ ،‬وعليه فإن البرامأج المقدمأة ينبغي‬
‫أن تلبي احتياجات ورغبات هذه الفئات المتعددةا ضمن‬
‫ضوابط الشريعة فلبد أن يجد كبار السن في مأركز الحي مأا‬
‫يشغل جزءا ً مأن وقتهم ويشعرهم بقدرهم ومأكانتهم‬
‫الجتماعية ‪ ،‬ويجد الشاب مأا يفرغ فيه طاقته ‪ ،‬وتجد المرأةا مأا‬
‫يناسب طبيعتهاة ‪ ،‬ثم لبد مأن مأراعاةا الفئات العمرية لجميع‬
‫هؤلء ومأن جهة أخرى ينبغي أن تتنوع هذه البرامأج لتحقق‬
‫التوازن لدى المستفيدين ‪ ،‬لتشمل الجوانب الثقافية‬
‫والجتماعية والرياضية والخدمأية وغيرها ‪ ،‬ويكون العمل فيها‬
‫مأن خلل لجان تتشكل في كل حي ‪ ،‬تنبثق عن مأجلس إدارةا‬
‫المركز ‪.‬‬

‫لذا فقد كان المقترح لتحقيق أهداف المراكز وتفعيل برامأجها‬


‫أن تتم مأن خلل اللجان التية ‪:‬‬
‫‪ (1‬اللجنة الثقافية ‪:‬‬
‫ومأن أهدافها ‪:‬‬
‫‪ -‬توفير مأنهل ثقافي للطلع والمعرفة ‪.‬‬
‫‪ -‬رفع مأستوى التحصيل الدراسي لبناء الحي ‪.‬‬
‫‪ -‬القياما ببرامأج توعوية لموضوعات مأختلفةة ‪.‬‬
‫‪ -‬التعرفة علي أخبار الحي وسكانه ‪.‬‬

‫‪ (2‬اللجنة الجتماعية ‪:‬‬


‫ومأن أهدافها ‪:‬‬
‫‪ -‬إحداث التنمية السرية عن طريق تقديم الخدمأات‬
‫الجتماعية الوقائية والعلجية للمشكلتة السرية ‪.‬‬
‫‪ -‬إرشاد أفراد الحي وتوجيههم إلى الساليب المثلى في‬
‫التعامألة مأع مأا يواجههم مأن صعوبات ومأشكلت اجتماعية‬
‫ووظيفية ومأهنية ‪.‬‬
‫‪ -‬إحياء روح النتماء إلى الحي وتنمية الحساس بالمسؤولية‬
‫الجتماعية بين أفراد الحي ‪.‬‬
‫‪ -‬بث روح التكافل الجتماعي بين أفراد الحي ‪.‬‬
‫‪ -‬جمع المعلومأاتة عن سكان الحي ‪.‬‬

‫‪ (3‬لجنة النشطة ‪:‬‬


‫ومأن أهدافها ‪:‬‬
‫‪ -‬التوجيه اليجابي للسكان ‪.‬‬
‫‪ -‬الحتفال المناسبات المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -‬بث روح الجماعة والتعاون بين السكان ‪.‬‬

‫‪ (4‬لجنة الخدمات العامة ‪:‬‬


‫ومأن أهدافها ‪:‬‬
‫‪ -‬تيسير مأرافق لخدمأة سكان الحي ‪.‬‬
‫‪ -‬الستفادةا مأن القدرات والمواهب الفردية ‪.‬‬
‫‪ -‬توفير أمأاكن لجتماع سكان الحي ‪.‬‬
‫‪ -‬استقبال مأقترحات أهل الحي ومأرئياتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬وينبغي أن يكون المجال مأفتوحا ً لضافة أي لجنة أو برنامأج‬
‫أو مأشروع ‪ ،‬مأاداما أنه يتسق مأع الهدف الجتماعي لمراكز‬
‫الحياء ‪ ،‬إذ أنها المحضن القريب لي جهد اجتماعي بناء ‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬تقويم التجربة ‪:‬‬
‫مأن خلل مأا تقدما بيانه مأن عرض مأجمل عن مأشروع “مأراكز‬
‫الحياء” في مأناطق عدةا ‪ ،‬واستعراض بعض مألمأحه ‪ ،‬خاصة‬
‫في مأكة المكرمأةة خلل الفترةا التأسيسية القصيرةا ‪-‬ستة‬
‫أشهر تقريباً‪ -‬يمكن تقويم تجربة المراكز مأن خلل النقاط‬
‫التية ‪:‬‬
‫أ( اليجابيات ‪:‬‬
‫إن هذا المشروع الجتماعي ‪ ،‬مأع قصر فترةا تطبيقه في‬
‫مأنطقة مأكة المكرمأة ونقص إمأكاناته‪ ،‬إل أنه لقي قبول ً جيدا ً ‪،‬‬
‫ووقع على أرض خصبة ‪ ،‬وجاء في وقته المناسب ‪-‬إن لم يكن‬
‫مأتأخرا ً عن وقته‪ ، -‬ولذا فقد ظهرت له إيجابيات عدةا ‪ ،‬يمكن‬
‫تلخيص أبرزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إعادةا كثير مأن الصلت الجتماعية التي ضعفت أو‬
‫انقطعت على مأستوى الحي بل والسرةا ‪.‬‬
‫‪ -2‬لفت النظر إلى حاجة المجتمع لتغرير الجانب الجتماعي‬
‫مأن خلل البرامأج الهادفة‪.‬‬
‫‪ -3‬تحريك الجمود الجتماعي لدى بعض فئات المجتمع ‪:‬‬
‫كالكاديميين وأساتذةا الجامأعات‪ ،‬ورجال العمال ‪،‬‬
‫والمسؤولين والطباء ‪ ..‬وغيرهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬المساهمة الفعاله في حل المشكلت الجتماعية وإصلح‬
‫ذات البين في نطاق الحي ‪.‬‬
‫‪ -5‬احتواء مأجالس أحياء قائمة ‪ ،‬وجهود وبرامأج كانت تبحث‬
‫عمن يحتضنها ويدعم وجودها ويشجع مأسيرتها ‪.‬‬
‫‪ -6‬إحياء آداب فاضلة وأخلق سامأية مأن ديننا الحنيف ‪ ،‬مأثل‪:‬ة‬
‫حسن الجوار ‪ ،‬وبذل المعروف‪ ،‬وزيارةا المرضى ‪ ،‬ومأساعدةا‬
‫المحتاج ‪ ،‬والمشاركة في المناسبات المختلفة ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫‪ -7‬احتواء فئات مأهمة مأن المجتمع وخاصة الشباب وتفريع‬
‫طاقاته فيما ينفع به نفسه وأهل حيه ‪.‬‬
‫‪ -8‬سد الثغرةا وتقليص الهوةا بين المسؤولين على مأستوى‬
‫الحي )مأثل‪:‬ة مأدير الشرطة ‪ ،‬رئيس البلدية ‪ ،‬العمدةا ( وبين‬
‫جمهور الناس ‪.‬‬
‫‪ -9‬إعطاء عمد الحياء مأكانتهم الجتماعية ودورهم المفترض‬
‫‪ ،‬بعد أن تقلص دور العمدةا إلى إجراءات إدارية أو مأهاما أمأنية‬
‫فحسب ‪.‬‬
‫‪ -10‬توظيف طاقات مأهددةا في المجتمع مأثل المتقاعدين‬
‫وكبار السن ونحوهم ‪.‬‬
‫‪ -11‬فتح قناةا للعمل التطوعي الجتماعي الخيري ‪،‬‬
‫والستفادةا مأن المتعاونين ‪-‬رجال ً ونساءً‪ -‬في خدمأة الحي‬
‫والمجتمع ‪.‬‬
‫‪ -12‬العناية الخاصة بالمرأةا والفتاةا مأن خلل القساما‬
‫النسائية بالمراكز ‪.‬‬
‫‪ -13‬إظهار جوانب النقص في بعض الخدمأات الحياتية في‬
‫الحياء ‪ ،‬والسعي الجماعي ليجادها ‪.‬‬
‫‪ -14‬رعاية بعض الفئات التي كثيرا ً مأا تهمل اجتماعا ً ‪-‬على‬
‫مأستوى الحي‪ -‬مأثل‪ :‬الفقراء والرامأل واليتاما ونحوهم ‪.‬‬

‫ب( السلبيات ‪:‬‬


‫نظرا ً لحداثة الفكرةا ‪ ،‬وقصر الفترةا الزمأنيةة لهذه التجربة‬
‫الجديدةا ‪ ،‬فقد ظهرت بعض السلبيات والملحوظات التي‬
‫يمكن تداركها ‪ ،‬حتى تحقق المراكز أهدافها ‪ ،‬ونجني ثمراتها‬
‫بإذن الله تعالى ‪ ،‬ولعل مأن أبرز هذه السلبياتة مأا يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ضعف الدعم المادي ‪ ،‬خاصة في ظل الظروف المعيشية‬
‫التي يعيشها بعض أفراد الحي ‪ ،‬فمركز الحي جهد بشري‬
‫ومأالي واجتماعي ‪ ،‬يقوما به أفراد مأتطوعون ‪ ،‬يبذلون أوقاتهم‬
‫‪ ،‬ويضحون براحتهم ‪ ،‬وهم مأع ذلك ينفقون مأن جيوبهم ‪ ،‬مأن‬
‫أجل إنشاء أو استمرار المركز ‪ ،‬وهذا العطاء المادي ‪-‬خاصة‪-‬‬
‫لبد وأن يضعف أو ينقطع ‪ ،‬مأما يعني توقف المشروع وتعطيل‬
‫البرامأج والنشطة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تباطؤ بعض أفراد المجتمع عن المشاركة اليجابية ‪،‬‬
‫والتردد في ذلك ‪ ،‬إمأا خوفا ً مأن التبعاتة المادية أو تجنبا ً‬
‫للحتكاك مأع الخرين ‪ ،‬حتى ل تنشأ المشكلت مأعهم ‪-‬بزعمه‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -3‬ضعف إدراك بعض المسؤولين في الحي مأثل مأدير‬
‫الشرطة أو رئيس البلدية أو العمدةا للهدف الجتماعي مأن‬
‫المراكز ‪ ،‬وبالتالي ضعف التفاعل مأعه ‪.‬‬
‫‪ -4‬تأخر المشروع عن وقته ‪ ،‬حيث تأصلت في نفوس البعض‬
‫الثرةا وحب الذات ‪ ،‬والتعامأل مأن مأنطلق مأادي بحت ‪،‬‬
‫وانتشرت القطيعةة ‪ ،‬وضعفت الصلت والعلقات ‪ ،‬وعلج مأثل‬
‫هذه المظاهر يحتاج إلى وقت طويل ‪.‬‬
‫‪ -5‬عدما تمشي نظاما الجمعيات المعتمد مأن وزارةا العمل‬
‫والشؤون الجتماعية مأع الهداف الجتماعية المتعددةا التي‬
‫تسعى المراكز إلى تحقيقها ‪ ،‬فعلى سبيل المثال نجد أن مأواد‬
‫وفقرات النظاما الساسي للجمعيات الخيرية الغاثية هو‬
‫نفسه نظاما الجمعيات النسائية ‪ ،‬وهو نفسه تقريبا ً الذي‬
‫ألزمأت به جمعية “مأراكز الحياء” ‪ ،‬دون تطوير لمواده حتى‬
‫تتسق مأع مأهمة المراكز وأهدافها ‪.‬‬
‫‪ -6‬مأحدودية دور العمدةا النظامأي الرسمي ‪ ،‬فنظاما العمد‬
‫الصادر عاما ‪1406‬هة قلّص دور العمدةا إلى بعض المهاما‬
‫الدارية والمأنية ‪ ،‬وأهمل جوانب اجتماعية كثيرةا ‪ ،‬كان يقوما‬
‫بها عمدةا الحي قديما ً ‪.‬‬
‫‪ -7‬غياب العلما عن المشاركة في دعم الفكرةا والتعريف بها‬
‫ونشرها عبر وسائله المختلفة‪ ،‬اللهم بعض مأا يرسل إلى‬
‫الصحف مأن أخبار عن طريق هذه المراكز نفسها ‪.‬‬
‫‪ -8‬عدما انضباط تقسيم الحياء بين الجهات الحكومأيةة ‪،‬‬
‫فتقسيم قطاعات البلدية يختلف عن تقسيم قطاعات‬
‫الشرطة وكلهما مأختلف مأع قطاعات الصحة والتعليم وهكذا‬
‫‪ ،‬وهذا يعقد كثيرا ً مأن المهاما ويربك بعض العمال الداخلية‬
‫على مأستوى الحي ‪.‬‬
‫‪ -9‬توجس فئات مأن المجتمع مأن العمل الجماعي بحجة‬
‫الهاجس المأني ‪ ،‬مأما يؤدي إلى انعزالها وغموضها أحيانا ً ‪.‬‬
‫‪ -10‬ضعف الرقابة الشرعيةة في بعض المراكز ‪ ،‬مأما ينتج عنه‬
‫بعض المخالفات الشرعية التي ل تتوافق مأع مأنهج هذه البلد‬
‫المباركة ‪.‬‬

‫* تلكم بعض العناصر المختصرةا في تقويم تجربة المراكز ‪،‬‬


‫ويظهر جليا ً أن اليجابيات تفوق السلبياتة ‪ ،‬ل سيما وأنه يمكن‬
‫تلفي وعلج كثير مأن هذه السلبيات بمشيئة الله تعالى ‪.‬‬
‫وإذا أخذت التجربة وضعها الطبيعي ‪ ،‬وتوفرت للمشروع‬
‫المأكانات اللزمأة ‪ ،‬يمكن أن تتحقق الهداف بأعمق صورها ‪،‬‬
‫وتزداد اليجابيات بصورةا أكبر ‪ ،‬رغم أن أهدافا ً ومأكتسباتة‬
‫عدةا تحققت خلل التجربة الحالية ‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪:‬‬
‫)) مراكز الحأياء (( ‪ :‬نظرة مستقبلية ‪:‬‬

‫إن هناك مأعطيات عدةا ينبغي مأراعاتها واعتبارها عند الكلما‬


‫عن الرؤية المستقبلية لي مأشروع أو مأقترح ‪ ،‬وفي نظري أن‬
‫أهم هذه المعطياتة مأا يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تطور الوضاع وتجددها السريع وعدما الستقرار في‬
‫المنطقة بل في العالم كله ‪ ،‬مأما يعني صعوبة التنبؤ‬
‫بالمستقبلة ‪ ،‬وتوقع المتغيرات التي يمكن التخطيط بناء عليها‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬كثرةا الطروحات ‪-‬في الفترةا الخيرةا‪ -‬التي تطالب‬
‫بالصلحات والحريات ونحوها ‪ ،‬وهذا وإن كان ناتجا ً عن المأر‬
‫الول ‪ ،‬لكنه يعني أن المجتمع يحتاج إلى مأواكبة مأع المتغيراتة‬
‫وفتح مأجالت لفراده لحتوائهم اجتماعيا ً وفكريا ً وأمأنيا ً ونحو‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ومأن خلل هةةذه المعطيةةات يمكن تنةةاول النظةةرةا المسةةتقبليةة‬
‫لمراكز الحياء على النحو التي ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬حاجة المجتمع إلى “مأراكز الحياء” ‪:‬‬
‫تبرز حاجة المجتمع بمختلف فئاته وتعدد شرائحه إلى برامأج‬
‫عملية وتطبيقات واقعية تغذي احتياجاته الجتماعية والتربوية‬
‫والثقافية والخدمأية وغيرها ‪ ،‬وتتضح حاجة المجتمع إلى‬
‫“مأراكز الحياء” مأن خلل النظر في الوضاع بعمومأها وذلك‬
‫على النحو التي ‪:‬‬

‫أ( الوضع الجتماعي ‪:‬‬


‫إن المتأمأل في أوضاع المجتمع اليوما يدرك مأدى التغيرة الذي‬
‫طرأ عليه خلل الخمسة عشرةا سنة الخيرةا في ظل النفتاح‬
‫العالمي والمتغيرات الدولية ومأا يسمى “بحوالة الحضارات”‬
‫وتداخل الثقافات وكثرةا المشارب وتعدد المصادر التي تبني‬
‫الفكر وتؤسس المفاهيم ‪.‬‬
‫ول شك أن تأثير الواقع الغربي على المجتمعات المسلمة‬
‫كبير وخطير ‪ ،‬فقد استوردت كثير مأن المجتمعات المسلمة‬
‫‪-‬إضافة إلى المواد الستهلكية‪ -‬الفكار والمناهج والمفاهيم ‪،‬‬
‫ل بل والمشكلت الجتماعية والويلت التي يئن الغرب مأنها‬
‫اليوما ‪ ،‬حتى أصبحت بعض المأراض ظواهر اجتماعية سلبية ‪،‬‬
‫وبرزت أدواء أخرى لم يكن المجتمع يسمع بها أو يعرفها ‪،‬‬
‫فكثرةا حالت الطلق والعنوسة وضعف الصلت الجتماعية‬
‫بين أفراد السرةا الواحدةا وبين أفراد الحي ‪ ،‬والتفكك السري‬
‫وانتشار المأراض النفسية والعصبية ومأا يسمى بالظلم‬
‫الجتماعي ‪ ،‬إضافة إلى حوادث النتحار والهروب مأن المنازل‬
‫‪ ..‬الخ‬

‫إنها سلسلة مأن المشكلت الجتماعية التي تنتظر العلج‬


‫المناسب قبل أن تتفاقم المأور ونفقد السيطرةا عليها ‪،‬‬
‫والعلج يبدأ بمحيط السرةا والحي حتى يعم المجتمع كله بإذن‬
‫الله تعالى ‪.‬‬

‫ب( الوضع المني ‪:‬‬


‫إن الحداث الخيرةا التي شهدتها هذه البلد المباركة مأن‬
‫تفجير وتقتيل وتخريب وتدمأير ‪ ،‬مأما أثار الرعب في المجتمع‬
‫المأن ‪ ،‬وأحدث اضطراب في أمأن المجتمع المحلي ‪ ،‬كانت‬
‫بعض الظواهر الجتماعية سببا ً في تسهيل وقوع الحداث أو‬
‫تطورها ‪ ،‬وأضرب لذلك مأثالين ‪:‬‬

‫الول‪ :‬ظهر مأن خلل تلك الحداث أن عددا ً مأن أولئك‬


‫الشباب يعيش خارج مأحيط أسرته بل قد انقطعت أخباره عن‬
‫أهله وأسرته مأنذ أشهر أو سنة أو سنتين أو نحوها ‪ ،‬وبالتالي‬
‫فهو يعيش انفصال ً اجتماعيا ً وأسريا ً وعزلة عن المجتمع‬
‫السري ‪ ،‬وتتلقفه الفكار الدخيلة والتجمعات المشبوهةة ‪،‬‬
‫التي هددت أمأن المجتمع مأن خلل تلك الحداث ‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ظهر مأن خلل الحداث أثر التفكك الجتماعي على‬
‫مأستوى الحي وتقاطع الجيران وضعف الصلت بينهم ‪ ،‬وهذه‬
‫الظاهرةا مأكنت أفرادا ً مأن التسللة للحياء وإدخال الكميات‬
‫الهائلة مأن السلحة التدمأيرية دون رقيب مأن أهل الحي أو‬
‫حسيب ‪ ،‬بل دون سؤال أو استفسار ‪ ،‬حتى حدث مأا حدث ‪.‬‬

‫إن هذا التقاطع بين أفراد الحي أو السرةا ‪ ،‬كان أحد العوامأل‬
‫التي ساعدت في وقوع مأثل تلك الحداث ‪ ،‬مأما يعني أهمية‬
‫تحقيق التواصل الجتماعي ‪-‬وهذا هو هدف مأراكز الحياء‪-‬‬
‫للوصول إلى حي آمأن ومأن ثم مأجتمع آمأن ‪.‬‬

‫ومأن جهة أخرى ‪ ،‬فقد انتشرت في الفترةا الخيرةا حوادث‬


‫القتل والسطو والسرقات والعتداءات بمختلف أشكالها‬
‫وألوانها وهذه الجرائم يقترفها أفراد مأن المجتمع نحو أفراد‬
‫مأثلهم ‪ ،‬وهم يعيشون في مأجتمع واحد وربما في حي واحد ‪،‬‬
‫بل ربما في سكن واحد !! مأما يعني أن آدابا ً اجتماعية مأهمة‬
‫وحقوقا ً شرعية عدةا ‪ ،‬ضعفت أو فقدت لدى فئات مأن‬
‫المجتمع ‪ ،‬وهذا يؤكد أهمية تربية المجتمع بجميع أفراده على‬
‫روح المحبة والخوةا السلمأية وأداء الحقوق وتعظيم‬
‫الحرمأات واحتراما الخرين ‪ ،‬وذلك يكون بإيجاد التواصل‬
‫الجتماعي ومأمارسته واقعا ً داخل البيت الواحد ‪ ،‬وفي حدود‬
‫الحي والبلد والدولة ‪.‬‬

‫ج( الوضع القتصادي ‪:‬‬


‫ل يخفى مأا تمر به دول العالم أجمع مأن مأعاناةا حول البطالة‬
‫وتضاؤل فرص العمل وتدني مأستوى المعيشة لدى نسبة مأن‬
‫السر ‪ ،‬مأع التزايد المطرد في عدد السكان ونحن جزء مأن‬
‫هذا العالم ‪ ،‬وقد أصابنا شيء مأن ذلك ‪ ،‬وهذه الحوال‬
‫الجتماعية لها أثرها على الفرد والمجتمع ‪ ،‬إذ أن الفقر‬
‫والحاجة قد تؤدي إلى انتشار الجريمة مأن جهة ‪ ،‬وإلى شيء‬
‫مأن التباغض والحقد على المجتمع مأن جهة أخرى ‪ ،‬كما أن‬
‫البطالة تعني الفراغ المطلق الذي يعيشه مأن ل وظيفة له ‪،‬‬
‫وهذا الفراغ وحده ‪ ،‬مأشكلة عظمى ‪ ،‬تؤدي إلى مأشكلتة‬
‫أكبر‪ ،‬وإلى أمأراض نفسية واجتماعية خطيرةا ‪ ،‬قد تطال آثارها‬
‫المجتمع كله ‪ ،‬مأن خلل تصرفات طائشة ‪ ،‬وأعمال غير‬
‫مأنضبطة ‪.‬‬

‫والتواصل الجتماعي يخفف مأن لوعة الشعور بالحرمأان ‪،‬‬


‫ويحقق نوعا ً مأن التكافل الجتماعي ‪ ،‬حين يعرف الغني حاجة‬
‫الفقير ‪ ،‬وحين يسعى مأجتمع الحي ‪-‬مأثلً‪ -‬لكفالة أسر الحي‬
‫الفقيرةا ورعايتها مأاديا ً ومأعنويا ً ونفسيا ً واجتماعيا ً ‪ ،‬وحين يجد‬
‫الشاب المتفرغ مأكانا ً في الحي ينفس فيه عن مأعاناته‬
‫ويشغل وقته بالمفيد النافع مأن البرامأج والنشطة الثقافية‬
‫والرياضية والجتماعية والخدمأية وغيرها ‪ ،‬إضافة إلى مأا يمكن‬
‫أن تقوما به “مأراكز الحياء” مأن تأهيلة وتدريب مأساعدةا في‬
‫التوظيف ‪ ،‬وهو دور بناء يمكن أن تسهم به في حل تلك‬
‫المشكلت الجتماعية ‪.‬‬

‫د( الوضع السياسإي ‪:‬‬


‫إن أفراد المجتمع المحلي في ظل المتغيرات الدولية‬
‫والنفتاح العالمي ‪ ،‬بدؤوا يشعرون بالحاجة ‪ ،‬بل ويطالبون‬
‫بحرية أكثر ‪ ،‬ومأشاركة شعبية في القرار ‪ ،‬وينادون بالصلح‬
‫في جميع اتجاهاته ‪.‬‬

‫إن هذه الصوات تحتاج إلى مأن يسمعها ويتجاوب مأعها‬


‫ويحقق لها بعض مأطالبها فيما ل مأخالفة فيه للشريعة‬
‫السلمأية ‪ ،‬قبل أن تتحول المطالبات الفردية إلى توجيهات‬
‫سياسية أو انتماءات مأتعددةا تمزق وحدةا المجتمع وتهدد أمأنه‬
‫‪ ،‬خاصة إذا وافقت بعض تلك المطالب هوى دول خارجية‬
‫شرقية أو غربية ‪.‬‬

‫ومأن خلل “مأراكز الحياء” مأثل ً ‪ ،‬يمكن للفرد أن يمارس‬


‫نوعا ً مأن الحرية والمشاركة الشعبية ‪-‬ولو على مأستوى الحي‪-‬‬
‫ويمكن تطوير عمل تلك المراكز حتى تكون طريقا ً لنتخاب‬
‫أعضاء المجالس البلدية ونحوها ‪.‬‬
‫هـ( الوضع الديني والخلقي ‪:‬‬
‫إن عصر النفتاح العلمأي الذي نعيشه ‪ ،‬ومأع تطور وسائل‬
‫التصال بالعالم الخارجي ‪ ،‬مأن خلل القنوات الفضائية‬
‫والشبكة العنكبوتيةة )النترنت( وغيرها ‪ ،‬قد أوجد تغيرا ً‬
‫مألحوظا ً في المفاهيم والقيم ‪ ،‬وبلبلة في الفكر ‪ ،‬وزعزعة‬
‫لبعض الثوابت ‪ ،‬لقد تعددت المؤثرات على أفراد المجتمع ‪،‬‬
‫وكثرت الصوارف عن طريق الجادةا ‪ ،‬فضعف التدين وانهارت‬
‫بعض الخلق الحميدةا ‪ ،‬وفي المقابل ظهر شيء مأن الفساد‬
‫الجتماعي والدعوةا إلى الرذيلة في مأختلف صورها وأشكالها‬
‫‪- ،‬بل وأحياناً‪ -‬في أدنى حالتها ‪ ،‬وهذا التغيّرة الملموس في‬
‫مأجتمعنا المحافظ له أثره السلبي على الفرد والحي‬
‫والمجتمع والدولة ‪ ،‬والوسائل التقليدية ‪-‬كالمدارس مأثلً‪ -‬في‬
‫غرس القيم والمبادئ قد تجاوزها الكثير مأن أفراد المجتمع ‪،‬‬
‫لذا فهم بحاجة إلى مأحاضن تربوية إضافية ‪ ،‬تقوّما السلوك‬
‫وتغرس القيم العيا وتكون العقليةة السليمة ‪ ،‬وتساهم في بناء‬
‫المجتمع المحافظ ‪ .‬ولعل مأشروع “مأراكز الحياء” يضيف‬
‫مأحضنا ً تربويا ً واجتماعيا ً على مأستوى الحي ‪ ،‬يمكن استثماره‬
‫والفادةا مأنه في تحقيق البناء الديني والخلقي للمجتمع ‪.‬‬
‫إن مأا تم عرضه مأن الوضاع المذكورةا تؤكد أن مأشروعا ً مأثل‬
‫مأشروع “مأراكز الحياء” مأهم للغاية ومأطلب عاجل ‪-‬بل قد‬
‫تأخر‪ ، -‬يمكن مأن خلله تصحيح كثير مأن الوضاع المشار إليها‬
‫‪ ،‬وحل كثيرة مأن المشكلتة التي عجزت دول عن علجها ‪،‬‬
‫فلجأت إلى مأثل تلك المراكز الجتماعية ‪ ،‬بل أقول إن هذا‬
‫المشروع وحده ل يكفي بل لبد مأن فتح مأجالت جديدةا‬
‫للعمل الجتماعي التطوعي ‪ ،‬ولبد مأن طرح مأشروعات‬
‫أخرى ودعمها مأاديا ً ورسميا ً وإداريا ً ‪ ،‬حتى نستدرك جزءا ً مأما‬
‫فات ونصلح بعض مأا بقي والله المستعان ‪.‬‬
‫ثاانياً‪ :‬تعميم التجربة ودعمها ‪:‬‬
‫إن تجربة “مأراكز الحياء” على قصر مأدتها ‪-‬خاصة في مأنطقة‬
‫مأكة المكرمأة‪ -‬إل أنها وجدت تفاعل ً مألموسا ً مأن أفراد‬
‫المجتمع ‪ ،‬سواء في جانب المتعاونين والمتطوعينة بالعمل‬
‫في هذه المراكز ‪ ،‬أو في جانب المستفيدين مأن برامأجها‬
‫ونشاطاتها ‪.‬‬
‫لقد أصبحت الحاجة مألحة ‪-‬أكثر مأن أي وقت مأضى‪ -‬ليجاد‬
‫مأراكز اجتماعية ‪ ،‬ترعى الكبار والمتقاعدين ‪ ،‬وتحتضن‬
‫الشباب والفتيات ‪ ،‬وتؤهل الطاقات الفاعلة ‪ ،‬وتربي الطفال‬
‫والناشئة ‪ ،‬تجمع بين التربية والتعليم والترفيه والترابط‬
‫الجتماعي وخدمأة أفراد المجتمع ‪.‬‬
‫إن هذا يعني بالتأكيد ضرورةا تعميم التجربة لتشمل جميع‬
‫مأناطق المملكة وفي أسرع وقت مأمكن ‪ ،‬وهناك مأعطيات‬
‫مأهمة يحسن التذكيرة بها في صدد المطالبة بتعميم تجربة‬
‫“مأراكز الحياء” وهي على النحو التي ‪:‬‬
‫أ( الفئات التي يخدمها مركز الحي‪ :‬وهي جميع شرائح‬
‫المجتمع تقريباً‪ ،‬ومأنها على سبيل المثال ‪:‬‬
‫‪ -1‬كبار السن ‪ -2 .‬الشباب ‪ -3 .‬النساء ‪ -4 .‬الطفال‬
‫‪ -5 .‬المسؤولين ‪.‬‬
‫‪ -6‬الوجهاء ‪ -7 .‬رجال العمال ‪ -8 .‬المتقاعدين ‪-9 .‬‬
‫اليتاما ‪.‬‬
‫‪ -11‬الفتيات ‪ ...‬الخ‬ ‫‪ -10‬ذوي الحاجة الخاصة ‪.‬‬
‫ب( أنواع النشطة التي يمكن ممارسإتها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الجتماعية ‪ -2 .‬الثقافية ‪ -3 .‬الخدمأية ‪-4 .‬‬
‫الرياضية ‪ -5 .‬الصحية ‪.‬‬
‫‪ -6‬المهنية ‪ -7 .‬الغاثية ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫ج( الجهات التي يمكن التنسيق معها والسإتفادة‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪ -3‬البلديات الفرعيةة‬ ‫‪ -1‬تعليم البنينة ‪ -2 .‬تعليم البنات ‪.‬‬
‫‪ -4 .‬الشرطة ‪.‬‬
‫‪ -5‬العمدةا ‪ -6 .‬المراكز الصحية ‪ -7 .‬مأندوبيات الدعوةا ‪.‬‬
‫‪ -8‬المستودعة الخيري ‪.‬‬
‫‪ -9‬الجمعيات الخيرية ‪ -10 .‬لجنة إصلح ذات البين ‪.‬‬
‫‪ -12‬مأراكز الخدمأة الجتماعية ‪...‬‬ ‫‪ -11‬مأشروع الزواج ‪.‬‬
‫الخ‬
‫د( المرافق التي يمكن اسإتخدامها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحدائق ‪ -2 .‬الملعب ‪ -3 .‬المدارس )بنين‬
‫وبنات( ‪ -4 .‬المكتبات العامأة ‪.‬‬
‫‪-7‬‬ ‫‪ -6‬صالت الفراح ‪.‬‬ ‫‪ -5‬المستوصفات الهلية ‪.‬‬
‫الجامأعات ‪.‬‬
‫‪ -8‬المدارس الخاصة والروضات وغيرها مأن المرافق‬
‫الحكومأيةة والهلية ‪.‬‬
‫هـ( البرامج العملية ‪:‬‬
‫مأن خلل مأا سبق ذكره مأن الفئات والجهات وأنواع النشطة ‪،‬‬
‫يمكن إحداث برامأج في جميع المجالت المشار إليها ‪ ،‬وعلى‬
‫سبيل المثال هذه بعض البرامأج المقترحة ‪ ،‬يمكن أن تنفذ عن‬
‫طريق لجان أو مأشروعات أو أقساما أو نحوها ‪:‬‬
‫‪ -1‬العلج الخيري ‪ -2 .‬التأهيل والتدريب ‪ -3 .‬التوظيف‬
‫)بالتنسيقة مأع الشركات ونحوها( ‪ -4 .‬إصلح ذات البين ‪.‬‬
‫‪ -5‬حل المشكلتة الجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -6‬المواسم والمناسبات ‪ -7 .‬لجنة قضاء الحاجات‬
‫)الشفاعات( ‪.‬‬
‫‪ -10‬لجنة‬ ‫‪ -8‬لجنة تجهيز الموتى ‪ -9 .‬دروس التقوية ‪.‬‬
‫المساعدات ‪.‬‬
‫‪ -11‬الجمعية التعاونية ‪ -12 .‬لجنة خدمأات الحي ‪-13 .‬‬
‫لجنة أمأن الحي ‪.‬‬
‫‪ -15‬لجنة حدائق‬ ‫‪ -14‬مأساعدةا الشباب علي الزواج ‪.‬‬
‫الحي ‪.‬‬
‫‪ -16‬مألتقى الطبيباتة أو المدرسات أو الموظفات ‪....‬‬
‫و( الندية المقترحة ‪:‬‬
‫* حأسب الفئات ‪:‬‬
‫‪ -2‬نادي المأهات ‪ -3 .‬نادي الشباب ‪.‬‬ ‫‪ -1‬نادي الباء ‪.‬‬
‫‪ -6‬نادي رجال‬ ‫‪ -4‬نادي الفتيات ‪ -5 .‬نادي الطفل ‪.‬‬
‫العمال ‪.‬‬
‫‪ -7‬نادي الطالب الجامأعي ‪ -8 .‬نادي ذوي الحاجات الخاصة‬
‫‪.‬‬

‫* حأسب المجالت ‪:‬‬


‫‪-3‬‬ ‫‪ -2‬النادي الجتماعي ‪.‬‬ ‫‪ -1‬النادي الثقافي ‪.‬‬
‫النادي الرياضي ‪.‬‬
‫‪-6‬‬ ‫‪ -4‬النادي المهني والفني ‪ -5 .‬نادي الهوايات ‪.‬‬
‫نادي النترنت ‪.‬‬

‫إن هذه المعطيات ‪ ،‬وتلك المجالت ‪ ،‬إذا طبقت مأن خلل‬


‫البرامأج على الوجه الصحيح ‪ ،‬فستحدث نقلة اجتماعية مأهمة ‪،‬‬
‫وتسد حاجة مألحة ‪ ،‬وتحقق مأصالح مأشتركة‪ ،‬بين الفرد‬
‫والمجتمع والدولة ‪ .‬إل أن هذا المشروع البناء الكبير ‪ ،‬يتضمن‬
‫مأشروعات عديدةا‪ ،‬قد يعجز أفراد الحي عن تحقيق كثيرة مأنها‬
‫‪ ،‬لذا فهو يحتاج إلى دعم مأادي ومأعنوي يناسب حجمه وأهميته‬
‫‪.‬‬

‫ولعل من وسإائل دعم هذا المشروع ما يلي ‪:‬‬


‫‪ -1‬تبني وزارةا العمل والشؤون الجتماعية لمراكز الحياء‬
‫وتعميم الفكرةا على مأستوى المملكة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ربط “مأراكز الحياء” بمجلس المنطقة أو المأارةا أو‬
‫المحافظة أو المجالس البلدية ليجاد نوع مأن التنسيقة الداري‬
‫والتكامأل في مأجال الخدمأات الجتماعية والتنموية وغيرها ‪،‬‬
‫وحتى تستمد “المراكز” قوتها مأن خلل تلك الجهات العليا ‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع نظاما خاص بمراكز الحياء غير نظاما الجمعيات‬
‫الخيرية المعمول به في وزارةا العمل فهو مأشروع جديد ‪،‬‬
‫مأتعدد الغراض ‪ ،‬مأختلف في هدفه عن الجمعيات الغاثية‬
‫ونحوها ‪.‬‬
‫‪ -4‬تفعيل جميع الجهات الحكومأية لخدمأة المراكز وتحقيق‬
‫أهدافها الجتماعية ‪ ،‬فسكان الحي هم أفراد المجتمع وهم‬
‫الشعبة الذي تحكمه الدولة ‪ ،‬ورعايتهم والعناية بهم ‪ ،‬هو‬
‫مأنطلق أي نظاما ودستور ‪ ،‬ولبد أن تعي الوزارات والهيئات‬
‫الرسمية دورها في هذا المأر ‪ ،‬وأخص بالذكر على سبيل‬
‫المثال ) الشؤون الصحية ‪ /‬المأن العاما ‪ /‬البلديات ‪ /‬رعاية‬
‫الشباب ( ‪.‬‬
‫‪ -5‬تسهيل إجراءات فتح المراكز وتقديم خدمأات حكومأية‬
‫للتعجيلة بقيامأها ‪.‬‬
‫‪ -6‬إعطاء صلحيات واسعة لهالي الحي في تنفيذ البرامأج‬
‫ومأمارسة النشطة والترتيبات الدارية والمالية وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -7‬توجيه المؤسسات والجمعيات الخيرية لدعم المشروع ‪،‬‬
‫فهو أحد البرامأج التي تدخل تحت شعار )الداخل أولً( ‪.‬‬
‫‪ -8‬إلزاما البنوك والشركات الكبرى بدعم المشروع سنويا ً ‪،‬‬
‫إضافة إلى الدعم الرسمي ‪ ،‬حتى يحقق استمرارية وتطورا ً ‪.‬‬

‫خطوات عملية ‪:‬‬


‫إن مأما يبشر بخير ولله الحمد ‪ ،‬مأا صدر عن مألتقى “المدينة‬
‫المنورةا” الذي نظمته الجمعية الخيرية للخدمأات الجتماعية‬
‫بالمدينة ‪ ،‬برعاية سمو أمأير مأنطقتها وبحضور مأعالي وزير‬
‫العمل والشؤون الجتماعية ‪ ،‬وهو مألتقى خاص بمراكز الحياء‬
‫في المملكة وقد شاركت فيه الجهات المعنيةة بتجربة مأراكز‬
‫الحياء في المملكة وعرضت تجاربها السابقة أو خططها‬
‫اللحقة لنشاء المراكز ‪ ،‬ومأن هذه الجهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمعية الخيرية للخدمأات الجتماعية بالمدينة المنورةا ‪.‬‬
‫‪ -2‬الجمعية الخيرية للخدمأات الجتماعية بحائل ‪.‬‬
‫‪ -3‬جمعية مأراكز الحياء بمكة المكرمأةة ‪.‬‬
‫‪ -4‬جمعية مأراكز الحياء بجده ‪.‬‬
‫‪ -5‬جمعية مأراكز الحياء بالطائف ‪.‬‬
‫‪ -6‬جمعية البر بالمنطقة الشرقية ‪.‬‬
‫‪ -7‬مأركز المأير سلمان الجتماعي بالرياض ‪.‬‬
‫وهذه الجهات إمأا أنها مأعنية بشكل مأباشر بإنشاء وتفعيل‬
‫مأراكز الحياء في مأناطقها كما هو الحال في جمعية مأراكز‬
‫الحياء بمنطقة مأكة المكرمأةة ‪ ):‬مأكة ‪ -‬جدةا ‪ -‬الطائف ( ‪ ،‬أو‬
‫أن “مأراكز الحياء” هو أحد برامأجها ونشاطاتها كما هو الحال‬
‫في الجمعية الخيرية للخدمأات الجتماعية بالمدينة وحائل ‪،‬‬
‫ومأا تعتزمأهة جمعية البر بالمنطقة الشرقية ‪.‬‬

‫وجميع التجارب التي عرضت ‪ ،‬والخطط التي أعدت ‪ ،‬تدعو‬


‫للتفاؤل وتبشر بخير ولله الحمد ‪ ،‬وتدل بالطبع على إدراك‬
‫الجميع بمختلف مأناطقهم للحاجة الملحة إلى إقامأة “مأراكز‬
‫الحياء” ‪ ،‬ومأعرفة أثرها الجتماعي ودورها الرائد ‪.‬‬

‫ثاالثا ً ‪ :‬آفاق تطويرية ‪:‬‬


‫مأما تقدما ذكره تبينت حاجة المجتمع إلى مأشروع “مأراكز‬
‫الحياء” ومأا يشابهه مأن المشروعات الجتماعية التطوعية ‪،‬‬
‫وكذا الحاجة إلى تعميق التجربة في مأناطق المملكة ‪ ،‬ومأا‬
‫أنجز مأن خطوات عملية في هذا المجال ‪.‬‬

‫إل أننا لبد أن نبدأ مأن حيث انتهى الخرون ‪ ،‬فمشروع “مأراكز‬
‫الحياء” قد سبقتنا إليه دول عديدةا ‪ ،‬برزت لدى بعضها الحاجة‬
‫إلى هذه المراكز نتيجة لسوء أوضاعها الجتماعية وتقطع‬
‫الصلت بين أفرادها ‪ ،‬كما هو الحال في دول الغرب كأمأريكا‬
‫وبريطانيا ‪ ،‬أو مأن باب الرعاية الجتماعية لفراد المجتمع‬
‫وتطوير علقاتهم وتحقيق رفاهيتهم كما هو الحال في المجتمع‬
‫الكويتي ونحوه ‪.‬‬

‫ومأع ذلك فل يمنع مأن الستفادةا مأن تجارب الخرين ‪ ،‬فوجود )‬


‫‪ (4‬آلف مأركز في بريطانيا وحدها ‪ ،‬يشترك فيها أكثر مأن )‪(4‬‬
‫مأليون عضو ‪ ،‬ويعمل فيها رسميا ً )‪ (230‬ألف مأوظف ‪ ،‬ويرجع‬
‫تاريخها إلى مأا يقارب المائة عاما ‪ ،‬إن هذه التجربة رصيد‬
‫يمكن تقويمه ‪ ،‬ومأن ثم الفادةا مأن إيجابياته وتجنب سلبياته ‪.‬‬
‫ومأن خلل استعراض بعض التجارب السابقة والخبرات‬
‫المتقدمأة ‪ ،‬يمكننا رسم بعض الفاق التطويرية لتجربة “مأراكز‬
‫الحياء” بالمملكة العربية السعوديةة ‪ ،‬مأن خلل النقاط التية ‪:‬‬
‫‪ (1‬تصور حاجات المجتمع ‪ ،‬بدءًَ بمجتمع الحي الذي يخدمأه‬
‫المركز ‪ ،‬وهذا يكون بدراسة عملية مأيدانية ‪ ،‬يسمع فيها مأن‬
‫الفراد بمختلف فئاتهم العمرية ‪ ،‬رجال ً ونساءً ‪ ،‬وتجمع مأن‬
‫خللهم المعلومأات المعرفية عن احتياجاتهم الخدمأية‬
‫والجتماعية وغيرها ‪ ،‬وهذا أمأر في غاية الهمية ‪ ،‬فل ينبغي أن‬
‫نحدد نحن مأاذا يحتاج الخرون ‪ ،‬فنحكم عليهم وهم مأوجودون‬
‫يستطيعون التعبيرة عن أنفسهم ‪ ،‬فربما أخطأنا في تقدير‬
‫الحتياجات مأن جهة وعليه فل نصل إلى الهدف والغاية التي‬
‫مأن أجلها أنشئت المراكز ‪ ،‬ومأن جهة أخرى فإن الحتياجات‬
‫تختلف مأن بلد إلى آخر ومأن مأدينة إلى مأدينة ‪ ،‬بل ومأن حي‬
‫إلى حي آخر وهكذا ‪ ،‬وعليه فل يسوغ أن نحدد لجميع الحياء‬
‫نمطا ً مأعيناًة مأن البرامأج والنشطة ونفرضه عليهم بل لبد مأن‬
‫مأشاركة أفراد الحي في تحديد ذلك الحتياج ‪.‬‬

‫‪ (2‬ضرورةا العناية بقواعد المعلومأات والحصاءات المتوفرةا‬


‫لدى الجهات الحكومأية والهلية وغيرها فيما يتعلق بالحي‬
‫وسكانه وفئاته ومأشكلته ‪ ،‬وأن تبنى الدراسات والبرامأج على‬
‫أساس هذه المعلومأات ‪ ،‬حتى نتجنب العشوائية في التخطيط‬
‫أو التنفيذ ‪ ،‬فتضيع الجهود والمأوال في غير مأحلها ‪.‬‬

‫‪ (3‬تشجيع الهالي للمشاركة في عضوية “مأركز الحي” مأن‬


‫خلل وضع امأتيازات حقيقية للمتطوعينة بالعمل ‪ ،‬وللعضاء‬
‫المستفيدين ‪ ،‬وعلى سبيل المثال فإنه يوجد في أمأريكا )‪(90‬‬
‫مأليون مأتطوع للعمل الخيري ‪ ،‬يشاركون بمعدل )‪ (4‬ساعات‬
‫أسبوعيةة في مأجالت خيرية مأختلفةة ‪ ،‬ومأن امأتيازاتهم أنهم‬
‫يعفون مأن الرسوما والضرائب التي تفرضها الدولة على‬
‫الفراد ‪ ،‬بل إن المؤسسات والشركات التي تدعم العمل‬
‫الخيري وتتبرع للمنظمات التنصيرية تعفي مأن الضرائب ‪،‬‬
‫تشجيعا ً لدعم تلك العمال ‪.‬‬
‫إنه قد يصعب علينا مأكافأةا كل مأتطوع في العمل مأكافأةا‬
‫مأادية ‪ ،‬كما أن الوضع الجتماعي يحتاج إلى مأزيد مأن‬
‫المتطوعينة والمتعاونين خدمأة للبلد والمجتمع والفرد والحي ‪،‬‬
‫لكنه يمكننا وفق ضوابط مأعينة وشروط مأحددةا أن نعفي‬
‫هؤلء المتطوعينة الكراما مأن دفع رسوما بعض الخدمأات‬
‫كتجديد رخصة السير واستمارةا السيارةا مأثل ً ‪ ،‬أو فواتير‬
‫الكهرباء والهاتف ونحوها ‪ ،‬أو وضع امأتيازات أخرى مأعنويةة‬
‫ومأادية تحققها جهات مأختلفةة ‪ ،‬مأنها على سبيل المثال)]‬
‫‪: ([35‬‬
‫‪ -1‬الجهات التعليميةة كالجامأعات والمعاهد الخاصة ) تنظم‬
‫دورات تدريبية مأجانية ‪ ،‬ونسبة في مأقاعد الدراسة للفئات‬
‫الجتماعية ذوي الظروف الخاصة ( ‪.‬‬
‫‪ -2‬أولوية في جهات التوظيف ‪ :‬مأثل مأكتبة العمل ومأكاتب‬
‫التوظيف السعودية ‪.‬‬
‫‪ -3‬أولوية في جهات التدريب ‪ :‬كالتدريب المهني ومأعاهد‬
‫التدريب الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -4‬أولوية في العلج والتأهيلة وتأمأين الجهزةا الطبية‬
‫الضرورية ‪ :‬للمرضى وذوي الحتياجات الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -5‬مأحدودي الدخل ‪ :‬عضوية مأجانية بشرط المشاركة‬
‫التفاعليةة الجتماعية بأنشطة المركز‪.‬‬
‫‪ -6‬الجمعيات الخيرية ‪ :‬رعاية شامألة للعضاء مأحدودي‬
‫الدخل المتميزين بأنشطتهم الجتماعية ‪.‬‬

‫‪ (4‬مأشاركة الجهات الرسمية في دعم مأشروع “مأراكز‬


‫الحياء” ؛ ذلك أن المشروع إصلحي يستهدف المجتمع كله ‪،‬‬
‫بمختلف طبقاته وفئاته ‪ ،‬فلبد أن يلقى دعما ً كبيرا ً مأن‬
‫الجهات ذات العلقة ‪ ،‬ومأنها على سبيل المثال ‪:‬‬

‫أ( مأشاركة وزارةا الداخلية بإعداد برامأج تدريب وتأهيلة لسكان‬


‫الحي مأن الشباب والشابات وغيرهم في كيفية حماية الجار‬
‫والمحافظة على مأاله وعرضه ‪ ،‬وتوعية الهالي بدورهم في‬
‫حماية أبنائهم مأن النحراف ‪ ،‬على أن يتم تنفيذ ذلك بمركز‬
‫مأجلس الحي ‪.‬‬
‫ب( مأساهمة وزارةا الثقافة والعلما في نشر الوعي بأهمية‬
‫مأجلس الحي ودور الهالي في المحافظة على سلمأة حيهم‬
‫مأن اليدي العابثة ‪ ،‬ويمكن تحقيق ذلك عن طريق ‪:‬‬
‫إجراء اللقاءات المباشرةا مأن الحياء وعرض نماذج مأن‬ ‫‪-‬‬
‫دور الجار مأع جاره ‪.‬‬
‫نشر الخرائط الرشادية عن الحياء وتوزيعها وعرضها‬ ‫‪-‬‬
‫عبر شاشات التلفاز‬
‫‪ -‬مأساهمة الصحافة اليومأية في التوعيةة ‪.‬‬
‫‪ -‬دور الذاعة عن طريق المقابلت وإعداد البرامأج‬
‫الرشادية بمشاركة أفراد المجتمع وبخاصة الشباب ‪.‬‬
‫‪ -‬افتتاح مأكتبةة عامأة في مأركز مأجلس الحي لتعويد كل فرد‬
‫على قضاء أوقات فراغه بما يعود عليه بالخير ‪ ،‬على أن تكون‬
‫مأجهزةا بوسائل التصال الحديثة لتوعيتهمة على كيفيةة التعامألة‬
‫مأع التقنيات بشكل إيجابي‪.‬‬
‫ج( دور وزارةا التربية والتعليمة ‪ :‬لها دور كبيرة في غرس القيم‬
‫والمحافظة على العادات والتقاليد الجتماعية النابعة مأن ديننا‬
‫الحنيف وذلك مأن خلل المربي الذي اسندت إليه مأهمة تربية‬
‫وتعليم فلذات الكباد بمرافقتهم وتوجيههم داخل وخارج‬
‫المدرسة ‪ ،‬والتعامأل مأعهم بما يحب هو أن يعامأله به الخرون‬
‫‪.‬‬
‫د( مأساهمة وزارةا الشؤون البلدية والقروية في إنشاء‬
‫المراكز بتقديم مأنح أراضي بمساحة تناسب جميع النشاطات‬
‫‪ ،‬وإيصال الخدمأات اللزمأة لها ‪ ،‬وتهيئة الحدائق والملعب‬
‫والمواقف واللوحات الرشادية ‪ ،‬التي تخدما الهدف الجتماعي‬
‫‪ ،‬ونحو ذلك ‪.‬‬

‫‪ (5‬فتح مأراكز تطوعية لخدمأات اجتماعية مأتخصصةة تعنى‬


‫برعاية بعض الفئات على غرار )دور اليتاما( ‪) ،‬دور‬
‫المسنين( ‪ ،‬وعلى سبيل المثال يمكن أن تتبنى وزارةا العمل‬
‫والشؤون الجتماعية فتح مأراكز مأتخصصة ) أو تسهيل‬
‫الجراءات لمن يرغب في فتحها مأن المتطوعينة المتبرعينة (‬
‫لفئات مأحددةا مأن المجتمع ‪ ،‬مأنها على سبيل المثال ‪:‬‬
‫مأركز الستشارات الجتماعية ‪ :‬ويهدف إلى تقديم‬ ‫‪-‬‬
‫الستشارات العلمية المتخصصة في القضايا الجتماعية ‪،‬‬
‫والمساهمة في حل بعض مأشكلت المجتمع ‪ ،‬مأن خلل‬
‫البحوث والدراسات وغيرها ‪.‬‬
‫مأركز تسهيل الخدمأات العامأة ‪ :‬ويعنى بمساعدةا أهل‬ ‫‪-‬‬
‫الحي في إيصال الخدمأات الحياتية والتعقيبة على مأعامألتهم ‪،‬‬
‫وتقديم الشفاعة الحسنة لمن يستحقها ‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬
‫مأركز المناسبات الجتماعية ‪ :‬وتكون مأهمته إعانة أهل‬ ‫‪-‬‬
‫الحي في مأناسبات أفراحهم وأتراحهم ‪ ،‬والوقوف مأعهم فيها ‪،‬‬
‫أو إقامأة الحفلت المفيدةا والبرامأج النافعة في العياد ونحوها‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬مأركز أطفال الحي أو مأركز الطفل النموذجي ‪ :‬وهو مأعني‬
‫برعاية الطفال بمختلف مأراحلهم العمرية مأن الناحية التربوية‬
‫والسلوكيةة والصحية وغيرها ‪ ،‬والفادةا مأن الدراسات‬
‫المتخصصة في توجيه السلوك والتعامأل مأع الطفال ‪.‬‬
‫مأركز المأهات المثاليات ‪ :‬وهو يعنى بالمأهات في الحي‬ ‫‪-‬‬
‫وتقديم الخدمأات اللزمأة لهن مأنذ أن تتزوج الفتاةا وأثناء فترةا‬
‫الحمل والرضاع وبعدها ‪ ،‬وتوجيهها في تربية أبنائها وبناتها في‬
‫جميع مأراحلهم العمرية ‪.‬‬
‫مأركز ربات البيوت ‪ :‬وهذا يمكن أن يختص بالمرأةا غير‬ ‫‪-‬‬
‫الموظفة ‪ ،‬لفادتها والستفادةا مأنها في نطاق الحق خلل‬
‫فترةا الصباح مأثل ً ‪.‬‬
‫مأركز فتاةا المستقبل ‪ :‬وهو يعنى بالبنات في مأرحلة‬ ‫‪-‬‬
‫البلوغة ومأا بعدها حتى الزواج ‪ ،‬لتقديم البرامأج التي تحتاجها‬
‫تربويا ً وثقافيا ً واجتماعيا ً وأسريا ً ‪ ،‬وتدريبها على إدارةا المنزل‬
‫والتعامأل مأع الزوج والبناء ‪ ،‬ونحوهم ‪ ،‬إضافة إلى تقديم‬
‫الستشارات النفسية فيما يسمى بمشكلت المراهقة ونحوها‬
‫‪.‬‬
‫مأركز الشباب الطموح ‪ :‬وهو كما يظهر خاص بفئة‬ ‫‪-‬‬
‫الشباب مأن سن البلوغة وحتى الزواج‪ ،‬يعنى برعايتهم نفسيا ً‬
‫وتربويا ً ‪ ،‬وحل مأشكلتهم ‪ ،‬وتوجيه طاقاتهم وإعدادهم‬
‫للمسؤوليات المستقبليةة )مأسؤولية البيت والسرةا ‪/‬‬
‫مأسؤولية الوظيفةة ‪ ..‬ونحوها ( ‪.‬‬
‫مأركز خبرات المتقاعدين ‪ :‬ويعنى بهذه الفئة التي تحمل‬ ‫‪-‬‬
‫خبرةا تصل في مأجموعها إلى مأئات السنينة وفي مأختلف‬
‫المجالت ‪ ،‬وتحتاج إلى مأن يستثير هذه الخبرات ويستخرج‬
‫مأنها الدراسات وبرامأج العمل التي تخدما الحي والمجتمع ‪.‬‬

‫إلى غير ذلك مأن المجالت الكثيرةا التي تستهدف فئة مأعينة ‪،‬‬
‫أو شريحة مأن شرائح المجتمع‪ ،‬علما ً بأن شرائح المجتمع‬
‫تصل إلى )‪ (35‬شريحة أو أكثر ‪ ،‬ثم إن كل شريحة تنقسم إلى‬
‫عدةا فئات حسب المرحلة العمرية ‪ ،‬ومأن الخطأ البين أن‬
‫نقدما برنامأجا ً مأوحدا ً لكل فئة مأن الشريحة ‪ ،‬فضل ً عن أن‬
‫نقدما برنامأجا ً واحدا ً لجميع الفئات ‪.‬‬
‫السعي إلى أن تحقق لمراكز الحياء استقللية تامأة ‪:‬‬ ‫‪(6‬‬
‫إدارية ومأالية ‪ ،‬وفي البرامأج وغيرها‪ ،‬حتى تخدما الحياء نفسها‬
‫مأن خلل أفرادها بما يناسب وضعها واحتياجاتها الجتماعية‬
‫والخدمأية وغيرها ‪ ،‬ويكون ارتباطها بالجهات الرسمية الممثلة‬
‫في الحي ارتباطا ً تنسيقيا ً ) كالشرطةة والبلدية والعمدةا‬
‫والصحة ‪. ( ...‬‬

‫لقد آن الوان لن نثق في أفراد المجتمع ‪-‬وهم سكان الحي‪-‬‬


‫ففيهم كبار المسؤولين والموظفين ‪ ،‬ورجال العمال ‪،‬‬
‫وأساتذةا الجامأعات ‪ ،‬والموجهين والمعلمين والطباء‬
‫والمهندسين والضباط وكبار السن والمتقاعدين مأن ذوي‬
‫الخبرات المتعددةا ‪ ،‬إن هؤلء وأمأثالهم ‪-‬في الجملة‪ -‬هم الذين‬
‫يديرون دفة المأور في كل البلد ‪ ،‬أفيعجزون عن إدارةا حي‬
‫مأحدود المساحة والسكان ‪.‬‬

‫إننا في وقت نسابق فيه الزمأن ‪ ،‬والوضاع العامأة التي سبق‬


‫ذكرها ‪ ،‬والظروف المحيطة بنا ‪ ،‬كلها تؤكد ضرورةا التوجه إلى‬
‫العناية بالفرد وأسرته وحيه ‪ ،‬وهذه العناية ل تعني مأجرد‬
‫العطاء المادي مأن قبل الدولة ‪ ،‬ل ‪ ،‬بل ينضاف إليه العطاء‬
‫المعنوي بأن يشعر الفرد بقيمته الجتماعية ‪-‬أيا ً كانت وظيفته‬
‫ومأهنته‪ ، -‬وأن يشعر بأنه لبنة في هذا المجتمع ‪ ،‬وأن عطاءه‬
‫التطوعي في خدمأة حيه وجيرانه ‪ ،‬مأقدر له مأن قبل الدولة‬
‫والمجتمع ‪ ،‬فلبد أن نبرز العمل الجتماعي التطوعي على أنه‬
‫قيمة يسعى لتحقيقها أفراد المجتمع ‪.‬‬

‫وتبعا ً لذلك لبد مأن الدعم المعنوي الكبيرة لهالي الحياء‬


‫ليحققوا استقلليتهم في إدارةا شؤونهم الجتماعية بما يراه‬
‫أهل الحل والعقد مأنهم ‪.‬‬
‫الخاتمة والتوصيات‬
‫وبعد فهةةةةةةةذا جهد المقل ‪ ،‬أسةةةةةةةأل الله أن يعفو عن الزلل‬
‫والتقصير ‪ ،‬وأن يرزقنا الخلص في القول والعمل ‪.‬‬
‫ومأن خلل مأا تقدما في هذه الورقة أخلص إلى التي ‪:‬‬

‫أولً‪ :‬أهم النتائج ‪:‬‬


‫‪ -1‬أهمية العمل الجتماعي ومأنةزلته العظيمة في دين السلما‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬تعدد مأجالت العمل الجتماعي وعظم فضله وأجره عند‬
‫الله تعالى ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تجربة “مأراكز الحياء” مأشروع اجتماعي جبار ‪ ،‬حري‬
‫بالمعنيينة أن يدرسوه دراسة جادةا لتقويمه وتعميمه ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن مأشروع “مأراكز الحياء” تجربة ناجحة بكل المقاييس ‪،‬‬
‫ومأهمة جدا ً وتزداد أهميتها في الوقت الحالي ‪.‬‬
‫‪ -5‬إن مأجتمعنا المحلي في حاجة مأاسة إلى مأشروعات‬
‫اجتماعية تستوعب طاقاته وتوجيهها لما فيه خير البلد والعباد‬
‫‪.‬‬
‫‪ -6‬إن هناك قصورا ً واضحا ً مأن جانب الجهات الرسمية‬
‫والهلية في دعم “مأراكز الحياء” وتطويرها ‪.‬‬

‫ثاانياً‪ :‬التوصيات ‪ :‬أوصي بالتي ‪:‬‬


‫‪ -1‬ضرورةا أن تقوما الجهات المعنية بتفقد حاجات المجتمع ‪،‬‬
‫وتتعرفة على مأطالب أفراده مأن خلل استفتائهم وحوارهم‬
‫ومأشاركتهم الرأي ‪ ،‬ولو على مأستوى الحي الذي يقطنونه‪.‬‬
‫‪ -2‬دعم “مأراكز الحياء” مأاديا ً مأن قبل الدولة ورجال العمال‬
‫والبنوك والشركات والمؤسسات الهليةة ‪ ،‬حتى تؤدي دورها‬
‫على الوجه المطلوب ‪ ،‬وتضمن لها الستمرارية والتقدما بإذن‬
‫الله ‪.‬‬
‫‪ -3‬تزويد “مأراكز الحياء” مأن قبل الجهات الرسمية‬
‫بالمعلومأات والحصاءات المهمة المتعلقة بالحي ‪ ،‬حتى تبنى‬
‫عليها البرامأج المقدمأة والنشطة المقترحة ‪ ،‬وحتى ل تضيع‬
‫الجهود فيما ل يحتاجه أفراد الحي ول يلبي احتياجاتهم أو ل‬
‫يعالج مأشكلتهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬تفعيل الجهات الحكومأية ‪ ،‬وعلى وجه الخصوص ) وزارةا‬
‫الداخلية ‪ ،‬ووزارةا الثقافة والعلما ‪ ،‬ووزارةا الشؤون البلدية‬
‫والقروية ( في تبني مأشروع “مأراكز الحياء” وتقديم‬
‫الخدمأات اللزمأة له ن ومأن خلل التعريف به والدعوةا إلى‬
‫المشاركة فيه ‪ ،‬أو تقديم التسهيلتة ‪.‬‬
‫‪ -5‬تعميم تجربة “مأراكز الحياء” في جميع مأناطق المملكة ‪،‬‬
‫وأن تربط ‪-‬مأرحلياً‪ -‬بمجالس المناطق لتكتسبة قوةا وتفعيل ً‬
‫ومأتابعة عاجلة في التنفيذ والتنسيق بين الجهات المعنية‬
‫والممثلة في هذه المجالس ‪.‬‬
‫‪ -6‬تحقيق استقللية لمراكز الحياء وإعطاء فرصة لهل‬
‫الحي لن يديروا شؤونهم بأنفسهم‪ ،‬دون فرض عليهم مأع‬
‫إعانتهم مأن قبل الجهات المسؤولة عند الحاجة إلى ذلك ‪.‬‬
‫‪ -7‬فتح مأجالت مأشابهة لهذا المشروع ‪ ،‬ومأن ذلك فتح مأراكز‬
‫تطوعية تخصصية ‪ ،‬تخدما فئات مأعينة مأن المجتمع ‪ ،‬وتعنى بها‬
‫أسريا ً واجتماعيا ً وتربويا ً ‪.‬‬
‫‪ -8‬إبراز العمل الجتماعي التطوعي كقيمة اجتماعية ‪ ،‬ووضع‬
‫الحوافز والمأتيازات للقائمين عليه ‪-‬تطوعاً‪ ، -‬وللمشاركة في‬
‫عضوية مأراكزه وجمعياته ‪ ،‬وهذا أقل مأا يمكن تقديمه‬
‫للمتعاونين في خدمأة مأجتمعهم وبلدهم ‪.‬‬
‫‪ -9‬الفادةا ن الدراسات الجتماعية لدى الجامأعات ومأراكز‬
‫البحوث وغيرها بإبرازها وتفعيلة تطبيقها واقعيا ً ‪ ،‬واستشارةا‬
‫ذوي الخبرةا مأمن قاما بإعدادها وبحثها وعالج المشكلت‬
‫الجتماعية مأن خللها ‪.‬‬
‫‪ -10‬الفادةا مأن تجارب الدول الخرى في إقامأة‬
‫المشروعات الجتماعية ‪ ،‬وفي تفعيل تطبيق تجربة “مأراكز‬
‫الحياء” وغيرها ‪.‬‬

‫هذا والله أعلم ‪ ،‬وصلى الله على نبينا مأحمد وآله وصحبه‬
‫أجمعين ‪..‬‬
‫) ‪ ( 1‬معجم مقاييس اللغة ‪9/47 :‬‬
‫) ‪ ( 2‬آل عمران‪. 103 :‬‬
‫) ‪ ( 3‬آل عمران‪. 103 :‬‬
‫) ‪ ( 4‬النبياء‪ ( 5 ) . 62 :‬الروم ‪. 32 :‬‬
‫)]‪ ( [4‬المائدة‪. 3 :‬‬
‫)]‪ ( [5‬ابن ماجه )‪ (3286‬واللفظ له ‪ ،‬أبو داود )‪ ، (3764‬وحأسنه‬
‫اللباني ‪ ،‬صحيح سإنن أبي داود )‪ ، (3199‬وهو في الصحيحة )‬
‫‪. (664‬‬
‫)]‪ ( [6‬الترمذي )‪ ، (2166‬وقال‪:‬ـ هذا حأديث حأسن غريب وقال‬
‫محقق جامع الصول )‪ :(6/564‬حأسن بشواهده‪.‬‬
‫)]‪ ( [7‬البخاري ‪ -‬الفتح ‪ ، (6026)10‬ومسلم )‪ (2585‬واللفظ له ‪.‬‬
‫)]‪ ( [8‬البخاري ‪ -‬الفتح ‪ ، (6011)10‬ومسلم )‪ (2586‬واللفظ له ‪.‬‬
‫)]‪ ( [9‬الدر المنثور للسيوطي )‪. (285 /2‬‬
‫)]‪ ( [10‬فتح الباري )‪. (151 /2‬‬
‫)]‪ ( [11‬انظر في ذلك‪ :‬موسإوعة نضرة النعيم ‪. 53-51 /2 :‬‬
‫)]‪ ( [12‬متفق عليه ‪.‬‬
‫)]‪ ( [13‬روه مسلم ‪.‬‬
‫)]‪ ( [14‬النساء‪. 114 :‬‬
‫)]‪ ( [15‬متفق عليه ‪.‬‬
‫)]‪ ( [16‬روه مسلم ‪.‬‬
‫)]‪ ( [17‬متفق عليه ‪.‬‬
‫)]‪ ( [18‬متفق عليه ‪.‬‬
‫)]‪ ( [19‬المائدة‪. 3 :‬‬
‫)]‪ ( [20‬متفق عليه ‪.‬‬
‫)]‪ ( [21‬متفق عليه ‪.‬‬
‫)]‪ ( [22‬متفق عليه ‪.‬‬
‫)]‪ ( [23‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫)]‪ ( [24‬متفق عليه ‪.‬‬
‫)]‪ ( [25‬النساء‪. 85 :‬‬
‫)]‪ ( [26‬متفق عليه ‪.‬‬
‫)]‪ ( [27‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫)]‪ ( [28‬متفق عليه ‪.‬‬
‫)]‪ ( [29‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫)]‪ ( [30‬رواه الترمذي وإسإناده صحيح ‪.‬‬
‫)]‪ ( [31‬السإراء‪. 23 :‬‬
‫)]‪ ( [32‬السإراء‪. 25 :‬‬
‫)]‪ ( [33‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫)]‪ ( [34‬متفق عليه ‪.‬‬
‫)]‪ ( [35‬الفقرات ‪ 6-1‬ملخصة من تجربة جمعية البر بالشرقيةـ‬

You might also like