Professional Documents
Culture Documents
المشكلات العملية في قانون التحكيم المغربي
المشكلات العملية في قانون التحكيم المغربي
المشكلات العملية في قانون التحكيم المغربي
MarocDroit.com
مداخلة قدمت ضمن فعاليات المؤتمر المهني األول للتحكيم ،المنظم من طرف األكاديمية الدولية للوساطة
والتحكيم وعدد من الجهات المهنية في مختلف الدول العربية ،تحت شعار "التحكيم العربي الحاضر
في إطار وضعها لقوانين تنظم التحكيم ،سارت العديد من الدول على نهج القانون النموذجي الذي وضعته لجنة
قانون التجارة في األمم المتحدة "األونيسترال" ،هذه القوانين التي يعتبر أبرزها القانون المصري للتحكيم رقم 27
لسنة ،[1]1994في حين استلهمت العديد من الدول قوانينها الخاصة بالتحكيم ،من القانون الفرنسي .
ويعتبر القانون المغربي للتحكيم النموذج األبرزتجسيدا لالستلهاممن القانون الفرنسي للتحكيم ،فبالرغم من أن
قانون التحكيم المغربي و الذي هو القانون رقم 05ـ [2]08قد صدر سنة ، 2007وأن القانون الجديد للتحكيم
و لعل سببذلك يرجع إلى اعتماد واضعي مشروع القانون رقم 05ـ 08على مرسومي 1980و 1981من
القانون الفرنسي ،وكذلك على النقاشات الفقهية و القانونية التي سبقت صدور مرسوم 2011بفرنسا .
وقد جاء قانون 08.05القاضي بنس خ وتعويض الباب الثامن بالقسم الخامس من قانون المسطرة المدنية بناء
على التوجيهات الملكية] ، [5والتي أكدت على ضرورة اإلعداد السريع لمشروع قانون التحكيم التجاري الوطني
فالقانون رقم 08.05جاء استجابة للتطورات التي يعرفها ميدان المال واألعمال ،ليتالءم مع المبادئ الدولية
للتحكيم الذي أصبح السبيل األكثر شيوعا لفض النزاعات التي تنشأ فيما بين األشخاص الذين ينتمون لجنسيات
مختلفة ،بصدد عالقاتهم التعاقدية الناجمة عن عقود مشاريع واعتبارا التساع دائرة المعامالت التجارية في ظل
و للحديث عن المشكالت العملية في قانون التحكيم المغربي ،فانه من الواجب أبراز المرتكزات األساسية لقانون
التحكيم المغربي ،حتى نصل إلى وضع اليد على أهم اإلشكاالت العملية و التطبيقية لهذا القانون .
وحتى يتأتى لنا ذلك ،فإننا سنتناول ذلك عبر محورين :
و المقصود هنا ،موضوع المنازعات التي يشملها اتفاق التحكيم و التي نص القانون المغربي على إمكانية حلها
فالفصل 308من ق م م ،أعطى لجميع األشخاص من ذوي األهلية الكاملة سواء كانوا طبيعيين أو معنويين أن
و المقصود بهذه الحقوق تلك الحقوق القابلة ألن تكون موضوع اتفاق التحكيم "الحقوق المالية] ،[7بما
فيها النزاعات ذو طابع مالي ناتجة عن التصرفات األحادية للدولة أو الجماعات المحلية أو غيرها من الهيئات
المتمتعة باختصاصات السلطة العمومية أو النزاعات المتعلقة بالعقود التي تبرمها الدولة أو الجماعات
المحلية ،لكن في دائرة التقيد بالمقتضيات الخاصة بالمراقبة أو الوصايا المنصوص عليهما في النصوص
التشريعية أو التنظيمية الجاري بها العمل فيما يخص العقود المعنية[8] .
كما أن الفقرة الثانية من الفصل 308من ق م م ،نصت على اإلحالة إلى النزاعات التي تدخل في اختصاصات
المحاكم التجارية التي تعد محل اتفاق التحكيم عمال بمقتضيات المادة 5من القانون رقم 95.53القاضي بإحداث
المحاكم التجارية ،فالفقرة األخيرة من الفصل 308نصت على أنه :يمكن بوجه خاص أن تكون محل اتفاق تحكيم
النزاعات الداخلة في اختصاص المحاكم التجارية عمال بالمادة 5من القانون رقم 53.95القاضي بإحداث محاكم
تجارية".
و بالوقوف على نص المادة 5من قانون إحداث المحاكم التجارية رقم ، 95.53فإنها قد حددت االختصاص
بحيث جاء في أحكام الفقرة الرابعة من المادة 5من القانون رقم ، 53.95كما تم تغييرها بمقتضى المادة الثالثة
" يجوز لألطراف االتفاق على عرض النزاعات المبينة أعاله على مسطرة التحكيم والوساطة وفق أحكام الفصول
أما المواضيع غير القابلة للتحكيم فقد جاء في الفصل 309من ق م م على أنه ":مع مراعاة مقتضيات الفصل
308أعاله ،ال يجوز أن يبرم اتفاق التحكيم بشأن تسوية النزاعات التي تهم حالة األشخاص وأهليتهم أو الحقوق
هذا القانون تلك النزاعات التي تتعلق بحالة األشخاص] [10و أهليتهم ،[11]،الرتباطها الوثيق بالنظام العام و
كل ما له عالقة بأهلية األفراد باعتبارها خارج كل اتفاق أو تراض بينهما ،و كذلك بالنسبة للحقوق
الشخصية] ، [12إال أنه بالنسبة لهذه األخيرة أجاز أن تكون محل تفاق التحكيم مادامت أنها موضوع تجارة.
ولقد ظلت هناك بعض المجاالت التي أثير حولها نقاش على مستوى الفقه حول مدى جواز حلها عن طريق
التحكيم ،بالرغم من أن المشرع المغربي لم ينص عليها صراحة سواء في المقتضيات السابقة أو الالحقة بموجب
قانون 05ـ ، 08و يرجح الفقه البت فيها الختصاص المحاكم و ليس للمحكم لما تتعلق بالنظام العام ،و أهم هذه
المجاالت:
ـ القانون الجنائي :نظرا ال عتبار القانون الجنائي هو يمثل المصلحة العامة و مصلحة المجتمع فهو بذلك يرتبط
بالنظام العام بحيث ال يتصور فيه قابلية حل المنازعات ذو الطابع الجنائي عن طريق التحكيم ،و أن األمر يرجع
الختصاص المحاكم الزجرية وحدها ،بل فقط يمكن جوازه فيما يخص المطالب المدنية التي قد يمكن أن تكون محل
ـ المساطر الجماعية :و هنا يبرز المنع الواضح فيما يخص جواز التحكيم في المنازعات المتعلقة بصعوبات
المقاولة ،ذلك أنه يبدو من غير المعقول الجمع بين اتفاق التحكيم الذي مصدره و قوامه مبدأ سلطان إرادة
األطراف و الطابع الذي يصبغ هذه النوع من المنازعات في صعوبة المقاولة ،ذلك أن هذه األخيرة تقوم على
التوازن بين مصالح المقاولة و مصلحة االقتصاد الوطني و مصلحة الدائنين و اإلجراء ،و هي بذلك تتعلق بالنظام
العام لذلك لم يدرجها المشرع ضمن االختصاص النوعي للمحاكم التجارية في الفصل 5مع تلك المنازعات القابلة
للتحكيم.
و يذهب بعض الفقه المغربي في ذلك إلى ضرورة التمييز بين اتفاق التحكيم الذي أبرم قبل صدور الحكم بفتح
مساطر صعوبات المقاولة ،و بين ما إذا أبرم بعد افتتاح هذه المساطر ،ذلك أم الحكم القاضي بفتح مساطر
صعوبات المقاولة ال يؤثر من الناحية القانونية على مسطرة التحكيم التي تبقى قائمة حتى يصدر المحكمون
قرارهم بشأنها ،و أن القاضي ال يمكنه أن يوقفها .أما بخصوص شرط التحكيم الذي أبرم بعد فتح هذه المساطر،
فإنه يكون باطال لتعلقه بالنظام العام و بإجراءات جوهرية حرصت التشريعات الحديثة أن تسند االختصاص حصريا
بشأنها للمحاكم الوطنية ،و منها التشريع المغربي الذي جعل من مادة صعوبات المقاولة من اختصاص المحاكم
التجارية.
ـ الملكية الصناعية :نظم المشرع المغربي الملكية الصناعية بموجب قانون لحماية الملكية الصناعية المغربي
الصادر بتنفيذ قانون رقم 17ـ 97و المعدل بموجب قانون 31ـ 05الصادر بتاريخ 14فبراير ،[13] 2006
فمازالت المنازعات المتعلقة بهذه المادة (الملكية الصناعية) خاضعة للمحاكم التجارية وحدها] ،[14و لم ينص
نص الفصل 310من القانون رقم 05ـ ، 08على أنه يمكن أن تكون النزاعات المتعلقة بالعقود التي تبرمها
الدولة أو الجماعات المحلية ،وكذلك النزاعات المالية الناتجة عن التصرفات األحادية للدولة أو الجماعات
المحلية أو غيرها من الهيئات المتمتعة باختصاصات السلطة العمومية محل اتفاق تحكيم في دائرة التقيد
بالمقتضيات الخاصة بالمراقبة أو الوصاية المنصوص عليهما في النصوص التشريعية أو التنظيمية الجاري بها
و هذا المقتضى األخير من المستجدات الهامة التي تضمنها المشرع المغربي في قانون التحكيم رقم 05ـ 08ألول
مرة ،فقد كان يحظر على األشخاص العمومية من اللجوء التفاق التحكيم في المنازعات اإلدارية بصفة مطلقة تحت
مسمى النظام العام] ، [15و ذلك لما تتنافى مع إمكانية اللجوء للتحكيم للفصل فيها و تتعلق بمشروعية القرار
اإلداري ،خاصة ما يتعلق بدعوى اإل لغاء التي تتعارض مع طبيعة التحكيم لتعلقها بالنظام العام ،غير أن هذا
الفصل وضع حدودا إلمكانية االتفاق على التحكيم في المنازعات اإلدارية .
فبالنسبة للنزاعات المتعلقة بالتصرفات األحادية للدولة أو الجماعات المحلية أو غيرها من الهيئات المتمتعة
باختصاصات السلطة العمومية و المقصود هو القرارات اإلدارية التي ال تقبل التحكيم ،إضافة إلى حظر التحكيم
فالمشرع المغربي عندما أتاح لألطراف إمكانية التحكيم في المنازعات اإلدارية ،فانه فلم يسمح بذلك إال فيما
يتعلق بالنزاعات المالية الناتجة عن هذه المنازعات كما هو واضح من خالل الفصل المذكور ،لغرض حماية
المراكز الفردية و الحقوق الشخصية ألطرافها و تعويض المتضرر عن ما لحق به من ضرر من جراء قرار غير
مشروع أو فعل مادي ضار من جانب اإلدارة ،و بذلك فهي بعيدة كل البعد عن مبدأ المشروعية ،مع التقيد
بالمقتضيات الخاصة بالمراقبة] [17أو الوصاية المنصوص عليهما في النصوص التشريعية أو التنظيمية الجاري
بها العمل فيما يخص العقود المعنية ،ذلك أنه بالرغم من تحديد المشرع المغربي لمجال أو محل اتفاق التحكيم إال
نص الفصل 318من ق م م على أن شرط التحكيم يعتبر اتفاقا مستقال عن شروط العقد األخرى ،و ال يترتب على
بطالن العقد أو فسخه أو إنهائه أي أثر على شرط التحكيم الذي يتضمنه إذا كان هذا الشرط صحيحا في ذاته".
إذا كان اتفاق التحكيم بنوعيه ـ سواء في صورة شرط تحكيم أو عقد تحكيم ـ يقتضي تضمين الشروط األساسية
كأي عقد باعتباره يعد "اتفاق داخل اتفاق" ،إال أنه ليس بالضرورة أن ما يسري على العقد األصلي من شروط
إضافية أو متطلبة فيه تنطبق بالضرورة على اتفاق التحكيم ،فالغاية هي تحقيق استقاللية اتفاق التحكيم عن العقد
األص لي بما فيها شروطه ،و االقتصار فقط على ما يالءم اتفاق التحكيم الداخلي و خاصة الدولي ذو الصبغة
الخاصة.
النزاع المتفق حله عن طريق التحكيم من جهة ،و من جهة أخرى أولويته للنظر في النزاع (عدم اختصاص
فالفصل 327-9من ق م م نص على أنه "على الهيئة التحكيمية ،قبل النظر في الموضوع أن تبت ،إما تلقائيا أو بطلب من
أحد األطراف ،في صحة أو حدود اختصاصاتها أو في صحة اتفاق التحكيم وذلك بأمر غير قابل للطعن وفق نفس شروط
وترتيبا على ذلك ،نص القانون المغربي على مبدأ أولوية المحكم للنظر في النزاع (االختصاص السلبي للقضاء)،
فالفصل 327من ق م م نص على أنه عندما يعرض نزاع مطروح أمام هيئة تحكيمية عمال باتفاق تحكيم ،على
نظر إحدى المحاكم ،وجب على هذه األخيرة إذا دفع المدعى عليه بذلك قبل الدخول في جوهر النزاع أن تصرح
بعدم القبول إلى حين استنفاد مسطرة التحكيم أو إبطال اتفاق التحكيم ،كما أنه إذا كان النزاع لم يعرض بعد على
الهيئة التحكيمية ،وجب كذلك على المحكمة بطلب من المدعى عليه أن تصرح بعدم القبول ما لم يكن بطالن اتفاق
التحكيم واضحا.
و يتعين على المدعى عليه أن يدفع بذلك قبل الدخول في جوهر النزاع ،وال يجوز للمحكمة في كلتا الحالتين أن
تصرح تلقائيا بعدم القبول ،كما أنه و عندما ترفع أمام المحكمة الدعوى موضوع المنازعة التحكيمية ،يمكن،
بالرغم من ذلك ،مباشرة مسطرة التحكيم أو متابعتها ،ويمكن إصدار حكم تحكيمي في انتظار أن تبت المحكمة في
ذلك.
و من خالل هذا النص ،فالمشرع المغربي ألزم القضاء بامتناعه عن نظر نزاع يتضمن اتفاقا تحكيميا و ذلك من
خالل بتصريحه بعدم القبول ،متى عرض أحد األطراف و هو "المدعى عليه" تحديدا على القضاء للبت في هذا
النزاع ،سواء أكان النزاع معروضا مسبقا على الهيئة التحكيمية أم لم يعرض بعد عليها ،و مادام لم يتم الدخول
في جوهر النزاع .و في جميع األحوال و مهما يكن ،لم يسمح للقضاء بتصريحه بعدم القبول تلقائيا .و من ثم،
فإذا قام أحد األطراف برفع دعواه أمام القضاء على الرغم من وجود شرط التحكيم ،فإنه يعتبر بذلك متنازال عن
الحق في اللجوء إلى التحكيم بشكل صريح ،و في مقابل ذلك يعتبر الطرف اآلخر متنازال ضمنيا إذا شارك في
إجراءات الدعوى دون أن يدفع بوجود شرط التحكيم .و ال يجوز بالرغم من ذلك و في جميع األحوال للقضاء
إعمال األثر السلبي من تلقاء نفسه ،ما لم يبادر إلى ذلك المدعى عليه.
فالواضح من خالل هذا ا لفصل ،أن المشرع المغربي قد أقام تفرقة بين الحالة التي تسبق فيها هيئة التحكيم النظر
في النزاع قبل اللجوء إلى القضاء ،و الحالة الثانية المتمثلة في كون النزاع لم يعرض بعد على الهيئة التحكيمية و
ـ ففي الحالة األولى ،يجب على قضاء الدولة الذي يرفع أمامه نزاع سبق عرضه أمام هيئة التحكيم أن تصرح بعدم
قبولها .فصيغة الوجوب التي تضمنها المشرع المغربي في الفقرة األولى من هذا الفصل تعتبر تخلي القضاء عن
ـ أما في الحالة الثانية ،و التي لم يسبق فيها أن تم عرض النزاع المتضمن التفاق التحكيم على الهيئة التحكيمية و
إنما أمام القضاء ،ففي هذه الحالة أيضا تصرح المحكمة بعدم قبول هذا النزاع الذي تقدم به المدعى عليه.
و قد استثنى المشرع المغربي من مبدأ وجوب عدم قبول القضاء لهذا النزاع أو "عدم قبوله" ،و بمعنى آخر
بتدخله للنظر في النزاع استثناءا ،في حالتين :األولى ،إن لم يكن التحكيم قد استنفذ أو تم إبطاله طبقا للفقرة
األولى .و الحالة الثانية ،والتي يكون فيها اتفاق التحكيم باطال بطالنا واضحا كما جاء في الفقرة الثانية من هذا
الفصل.
و بالوقوف تحديدا عند هذه الحالة األخيرة ،فإن هذه القاعدة لها تطبيقات عملية على مستوى سوء صياغة اتفاق
التحكيم ،ألنه في الواقع العملي نواجه في العديد من الحاالت بأن هناك شرط تحكيم يعطي االختصاص لقضاء
التحكيم و للقضاء الرسمي في نفس الوقت ،و هذا النوع من الشروط يصطلح عليها بالشروط المعتلة La
. clause pathologiqueو بالتالي يطرح التساؤل ،هل أننا نسند االختصاص في هذه الحالة إل التحكيم أم
إلى القضاء؟ أم أنه على القضاء التصريح بأن هذا الشرط باطل و بالتالي فإن الجهة المختصة هي جهة القضاء
الرسمي.
جهة القضاء الرسمي ،و ال يعتبر هذا الشرط باطال مادام أنه و للتقرير ببطالن شرط التحكيم فإن البطالن يجب أن
يكون بطالنا واضحا أو كما عمل على ذكر ذلك المشرع الفرنسي بموجب مرسوم 2011أن تكون عدم إمكانية
وأمام هذا الوضع ،فإن المشرع المغربي لم يسمح بوقف اإلجراءات لحين النظر في الدفع المقدم أمام القضاء و
الحكم بعدم قبوله ،و ذلك عندما نص المشرع المغربي في الفقرة األخيرة من المادة 327على أنه "عندما ترفع
أمام المحكمة الدعوى المشار إليها في الفقرتين األولى و الثانية أعاله ،يمكن بالرغم من ذلك مباشرة مسطرة
التحكيم أو متابعتها ،و يمكن إصدار حكم تحكيمي في انتظار أن تبت المحكمة في ذلك".
عادة ما يعترض تشكيل الهيئة التحكيمية عدة إشكاالت ،و تسهيال لحل هذه اإلشكاالت جاء الفصل 327-5لوضع
إطار قانوني يحدد أكال تدخل القضاء بالمساعدة في تشكيل الهيئة التحكيمية ،ذلك أن الفصل 327-5نص على
أنه " إذا لم يتم تعيين الهيئة التحكيمية مسبقا وكيفية وتاريخ اختيار المحكمين أو لم يتفق األطراف على ذلك ،
إذا كانت هيئة التحكيم تتكون من محكم واحد يتولى رئيس المحكمة المختصة تعيين المحكم بناء على •
-2إذا كانت هيئة التحكيم مشكلة من ثالثة محكمين يعين كل طرف محكما ويتفق المحكمان المعينان •
على تعيين المحكم الثالث ،فإذا لم يعين أحد الطرفين محكمه خالل 15يوما التالية لتسلمه طلبا بذلك من
الطرف اآلخر أو إذا لم يتفق المحكمان المعينان على اختيار المحكم الثالث خالل 15يوما التالية لتاريخ
تعيين آخرهما ،تولى رئيس المحكمة المختصة تعيينه بناء على طلب أي من الطرفين ،وتكون
رئاسة هيئة التحكيم للمحكم الذي اختاره المحكمان المعينان أو الذي عينه رئيس المحكمة .
-3تتبع اإلجراءات المذكورة في الفقرة 2أعاله من هذه المادة إذا كانت هيئة التحكيم مشكلة من أكثر •
-4يجب أن يراعي رئيس المحكمة المختصة في المحكم الذي يختاره الشروط التي يتطلبها هذا القانون •
وتلك التي اتفق عليها الطرفان ويصدر قراره بعد استدعاء األطراف وال يكون هذا القرار قابال للطعن
تطبق نفس المقتضيات كلما اعترض تشكيل الهيئة التحكيمية صعوبة بسبب أحد األطراف أو صعوبة في •
و هنا سنبدأ بقاعدة ذهبية لقضاء التحكيم ،و هي قاعدة َمفصَلية تحدد العالقة بين القضاء الرسمي أي •
قضاء الدولة و التحكيم كقضاء خاص ،و هذه القاعدة الذهبية مختصرة في هذه المقولة هو أن "قاضي
إذ من المعروف أن التقاضي يكون على درجتين ،الدرجة األولى االبتدائية و الدرجة الثانية االستئنافية ،و أن
الطعن باالستئناف يكون له أثر ناشر و هذا يعني أن النزاع و أطرافَه و الحكم الصادر فيه ابتدائيا يُنقَل بموجب
ُعرض على أنظار المحكمة األعلى درجة .إال أن األمر مختلف تمام االختالف عندما نكون أمام حكم
االستئناف لي َ
التحكيم ،فحكم التحكيم صدر بناء على بت الهيئة التحكيمية في نزاع عُرض عليها وحدها و بتّت فيه لوحدها و ال
رقابة لغيرها على هذا النزاع .أما إمكانية الطعن في حكم التحكيم فإن النزاع ال يُنقَل و ال يُنشَر من جديد لي َ
ُعرض
أمام قاضي الطعن سواء تعلق األمر بمسطرة التذييل بالصيغة التنفيذية أو بمسطرة الطعن بالبطالن ،و إنما ينحصر
دور قاضي الدولة أي القاضي الرسمي للتأكد من مدى احترام حكم التحكيم للشروط الشكلية لصحته دون أن
ُعرض النزاع أو أصل المنازعة على قاضي الطعن و إلمكانية نفاذه للرقابة على ما قضت به الهيئة التحكيمية من
ي َ
اذا كنا قد استعرضنا بشكل موجز أهم مراكز القوة في قانون التحكيم المغربي ،فان التطبيق العملي لهذا القانون
و لعل أهم اإلشكاالت العملية لقانون التحكيم المغربي تتلخص في النقط التالية :
بموجب القانون رقم 08.05حلت أحكام الفصول من 306إلى 327-70محل أحكام الباب الثامن بالقسم
الخامس (الفصول من 306إلى )327من قانون المسطرة المدنية المصادق عليه بالظهير الشريف المعتبر
بمثابة قانون رقم 1.74.447بتاريخ 11من رمضان 28( 1394سبتمبر ،)1974والتي تم
وبمقتضى المادة الثانية من نفس القانون ، 08.05ظلت مقتضيات الباب الثامن من القسم الخامس من قانون
-اتفاقات التحكيم المبرمة قبل تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ؛
-الدعاوى التحكيمية الجارية أمام الهيئات التحكيمية أو المعلقة أمام المحاكم في التاريخ المذكور إلى حين
رقم 08-05حيز التنفيذ ال يجعل هذا األخير هو الواجب التطبيق وانما تبقى المقتضيات المنظمة للتحكيم في ظل
قانون المسطرة المدنية لسنة 1974هي الواجبة التطبيق ،اذا كان النزاع المعروض على المحكمين يجد
مصدره في اتفاق تحكيم ابرم قبل التعديل ،مما يجعلنا أمام نصين قانونيين مختلفين تماما و هما قانون المسطرة
المدنية لسنة 1974و القانون رقم ، 08-05الشيء الذي طرح عدة إشكاالت على المستوى العملي .
فقضاء محكمة النقض المغربية اعتبر بأنه "إن تعلق النزاع بالمقتضيات التحكيمية المنبثقة عن المقرر التحكيمي
فالقانون الواجب التطبيق هو قانون التحكيم الذي قد يكون هو الباب الثامن من القسم الخامس من قانون المسطرة
المدنية الملغى إن كان مصدر المقرر التحكيمي موضوع النزاع هو اتفاق تحكيم أبرم قبل دخول القانون 08-05
حيز التنفيذ بتاريخ 2007/12/06و إال طبق قانون التحكيم الجاري به العمل إن كان منطلق التحكيم يرجع
التفاق تحكيم أبرم ابتداء من تاريخ دخوله حيز التنفيذ عمال بما تقضي به المادتان 1و 2من القانون المذكور و
المحكمة التي بالرغم مما ثبت لها من أن اتفاق التحكيم أبرم بتاريخ 2007/07/12و طبقت على النزاع
مقتضيات قانون التحكيم رقم 08-05الذي ال تطبق مقتضياته إال على نزاعات التحكيم المنبثقة عن اتفاقات تحكيم
أبرمت في ظله تكون قد عللت قرارها تعليال فاسدا معتبرا بمثابة انعدامه مما يعرضه للنقض".
قرار محكمة النقض عدد 1467الصادر بتاريخ 2011/12/22في الملف عدد (2011/1/3/208:منشور
ب المجلة المغربية للتحكيم العربي و الدولي -العدد األول 2015ص 88ومابعدها) ،كما أن محاكم االستئناف
التجارية بالمغرب سلكت نفس النهج ،ونذكر هنا بالقرار الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش (قرار
محكمة االستئناف التجارية بمراكش رقم 202الصادر بتاريخ 2015/2/5في الملف رقم :
2014/8232/1592بالمجلة المغربية للتحكيم العربي و الدولي -العدد الثاني 2016ص 162ومابعدها) .
في حالة تحكيم خاص ،تتكفل الهيئة التحكيمية بتنظيمه مع تحديد المسطرة الواجب اتباعها ما عدا إذا اتفق
عندما يعرض التحكيم على مؤسسة تحكيمية ،فإن هذه األخيرة تتولى تنظيمه و ضمان حسن سيره طبقا لنظامها.
طبقا للقانون المغربي ،فانه يعهد بالتحكيم إلى مؤسسة أو مركز تحكيم دولية أو محلية تتولى االطالع بتسيير و
إدارة العملية التحكيمية وفقا لنظامها األساسي كشخص معنوي طبقا للفصل 320من هذا القانون .و من ثم ففي
حالة اختيار األطراف اللجوء إلى مؤسسة تحكيمية معينة ي جب أن يتقيدوا بالقواعد و النظام المتبع لدى المؤسسة
المختارة ،كما أشار إلى ذلك في العديد من الفصول كالفصل 2-327و الفصل 4-327من ق.م.م.
و في التحكيم المؤسساتي يجب التنبيه على أن المؤسسة التحكيمية ليست هي من تقوم بالتحكيم ،بحيث ال يمكن
أن يقوم بمهمة التحكيم إال الشخص الطبيعي أما مهمة المؤسسة التحكيمية هي اإلشراف على العملية التحكيمية و
و المالحظ أن المشرع المغربي بالرغم من نصه على التحكيم المؤسساتي ،فانه لم يخلق إطارا قانونيا لهذا النوع
من التحكيم مما انع كس سلبا على تفعيل التحكيم المؤسساتي بالمغرب.
فبالرغم من كثرة المؤسسات التحكيمية ،فانه و على أرض الواقع يالحظ تخبط و ضبابية في الممارسة وخلط بين
مهمة و ليس مهنة ،و القول بمهنة التحكيم هو ضرب لألسس المحددة لفلسفة التحكيم.
فالتحكيم منطلقه و فلسفته هي الهروب من الرسميات و الهروب من الشكليات ،كما أن القول بمهنة التحكيم بدال
غير أن المشرع المغربي ال يعني أنه أغفل الشروط الواجب توفرها في المحكّم ،و هذا ما عمل على تحديده في
الفصول ،321 ،320و 326من قانون رقم (08-05يلزم المحكمون بكتمان السر المهني طبقا لما هو
منصوص عليه في القانوني الجنائي) ،غير أنه بالوقوف تحديدا عند مقتضيات المادة 321من هذا القانون التي
طرحت إشكاال كبيرا في فهم كيفية القيام بمهمة المحكم ،و باالستناد كذلك على ما جاء في الدورية الصادرة عن
فطبقا للفصل 321من هذا القانون جاء ينص على ما يلي " :يجب على األشخاص الطبيعيين الذين يقومون
اعتياديا أو في إطار المهنة بمهام المحكم إما بصورة منفردة أو في حظيرة شخص معنوي يعتبر التحكيم أحد
أغراضه االجتماعية،
أن يصرحوا بذلك إلى الوكيل العام لدى محكمة االستئناف الواقع في دائرة نفوذها محل إقامة األشخاص الطبيعيين
يسلم الوكيل العام وصال بالتصريح ويقيد المعنيين باألمر في قائمة المحكمين لدى محكمة االستئناف المعنية وذلك
بعد دراسة وضعيتهم " .و ذلك بعد أن نص الفصل 320من ق م م على أنه" ال يمكن إسناد مهمة المحكم إال
إلى شخص ذاتي كامل األهلية لم يسبق أن صدر عليه حكم نهائي باإلدانة من أجل ارتكاب أفعال تخل بالشرف أو
صفات االستقامة أو اآلداب العام ة أو بالحرمان من أهلية ممارسة التجارة أو حق من حقوقه المدنية .
إذا عين في االتفاق شخص معنوي ،فان هذا الشخص ال يتمتع سوى بصالحية تنظيم التحكيم وضمان حسن سيره
.
أما الرسالة الدورية الصادرة عن السيد وزير العدل تحت عدد 12س ، 2والموجهة إلى السادة الرؤساء األولين
لمحاكم االستئناف والوكالء العامين لديها والرؤساء األولين لمحاكم االستئناف التجارية والسيدين الرئيسين
األولين لمحكمتي االستئناف اإلدارية لشرح تطبيق مقتضيات الفصل 321من القانون رقم 08.05المتعلق
بالتحكيم والوساطة االتفاقية وتوحيد تطبيق مقتضياته بين كافة محاكم المملكة .
فوفقا لهذه الرسالة الدورية ،فإن القائمة المتحدث عنها في الفصل 321من القانون رقم ، 08.05ال تتعلق
سوى بفئة المحكمين ،وال تعني فئة الوسطاء ،كما ال صلة لها ببعض المقتضيات المشابهة مثل ما نص عليه
المشرع في المادة 568من مدونة الشغل التي ورد فيها أنه " يعهد بإجراء التحكيم إلى حكم يختاره األطراف
باتفاق بينهم ،ضمن قائمة حكام تصدر بقرار للوزير المكلف بالشغل ".
كما أنه ووفقا لهذه الرسالة الدورية فالمشرع لم يقصد بوجوب تصريح األشخاص الطبيعين الذين يقومون
اعتياديا أو في اطار المهنة بمهام المحكم ،سوى إلزام فئة المحكمين ممن يثبت قيامهم على وجه االعتياد
بمهمة التحكيم أو المخولين صراحة القيام بهذه المهمة بمقتضى القوانين الجاري بها العمل ،بأن يصرحوا بذلك
للسيد الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف ،كي يتم تقييدهم في قائمة توضع بمعرفة هذا األخير ،تشمل
أسماء المحكمين وعناوينهم ومؤهالتهم العلمية والمهنية ،وكل البيانات الضرورية ذات األهمية .
كما أن المشرع المغربي لم يهدف من وراء التصريح المذكور ،جعل القيام بمهمة التحكيم حكرا على فئة
المحكمين المقيدين بالقائمة المشار اليها ،كما لم يقصد تقييد حرية األ طراف بإلزامهم باختيار المحكمين من هذه
القائمة ،أو حصر اختيارهم في دائرة األشخاص الذين يقومون بمهمة التحكيم على وجه االعتياد أو في إطار
المهنة ،بل توخى فقط خلق آلية لتسهيل مهمة رئيس المحكمة حين يلجأ إليه في إطار مقتضيات الفصلين
327.4و 327.5قصد تعيين أو إتمام تشكيل هيئة التحكيم ،بحيث يسهل عليه الرجوع لقائمة المحكمين
وعلى غرار ما يجري به العمل في مختلف التشريعات المقارنة المنظمة للتحكيم ،حرص المشرع المغربي على
اإلبقاء على التحكيم باعتباره مهمة – وليس مهنة – يسندها األطراف ،بملء إرادتهم وفي حدود الضوابط التي
وضعها القانون ،لمن ارتضوه من المحكمين ،سواء كانوا مقيدين أم غير مقيدين بالقائمة .
وأما بالنسبة لكيفية ترجمة مقتضيات الفصل 321من القانون رقم 08.05على أرض الواقع ،فقد سطر
المشرع للسيد الوكيل العام للمل ك جملة من الضوابط التي يلزمه التقيد بها في دراسة وضعية المصرحين ،وردت
-1أن يكون المصرح من األشخاص الطبيعيين الذين يثبت قيامهم على وجه االعتياد بمهمة التحكيم أو المخولين
صراحة القيام بهذه المهمة بمقتضى القوانين الجاري بها العمل ،سواء بصورة منفردة أو في حظيرة شخص
معنوي يعتبر التحكيم أحد أغراض االجتماعية ،مع اإلشارة إلى أن واقعة االعتياد يمكن التحقق منها بكافة
القرائن المتوفرة ،ال سيما القرارات التحكيمية التي يمكن أن يدلي بها المصرح والتي تثبت قيامه بهذه المهمة
-2أن يقدم الطلب للسيد الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف الواقع في دائرة نفوذها محل إقامة األشخاص
-3أن يكون المصرح كامل األهلية ،لم يسبق أن صدر في حقه حكم نهائي باإلدانة – سواء أمام هيئة قضائية أو
تأديبية – من أجل ارتكاب أفعال تخل بالشرف أو صفات االستقامة أو اآلداب العامة أو بحرمانه من أهلية ممارسة
تكتسي مسطرة االعتراف باأل حكام التحكيمية وتنفيذها أهمية قصوى ،ومن هذا المنطلق عملت مختلف التشريعات
فعلى غرار المشرعين الفرنسي والمصري ،نظم المشرع المغربي مسطرة االعتراف بأحكام التحكيم وتنفيذها
وإذا كان المشرع المغربي قد عمل على تحديد الجهة القضائية المختصة بالنظر في مسطرة االعتراف باألحكام
التحكيمية الداخلية ،فإن الفصول المحددة للجهة القضائية المختصة تطرح العديد من اإلشكاالت العملية .
كما أن الركون إلى مقتضيات النصوص القانونية وحدها ال يسعف في اإلجابة عن تحديد الجهة القضائية المختصة
في االعتراف باألحكام التحكيمية الدولية وتنفيذها ،ذلك أنه و بالرغم من وضوح النص القانوني وتحديده للجهة
القضائية المختصة ،إال أن االجتهاد القضائي عمل على خلق ازدواجية في الجهة القضائية المختصة في ذلك .
في إطار تحديدها للمسطرة الواجب سلوكها لالعتراف باألحكام التحكيمية الدولية وتنفيذها عمل المشرع المغربي
على تحديد جهة االختصاص القضائي إال أنه -وعلى مستوى التطبيق -فإن تحديد الجهة القضائية المختصة
باألمر باالعتراف والتنفيذ لألحكام التحكيمية الداخلية تثير العديد من اإلشكاالت العملية .
قبل الخوض في تحديد الجهة القضائية المختصة بالرقابة على حكم التحكيم ،فإنه يجب التنويه بأن نطاق هذه
الرقابة ال تتعدى كونها رقابة شكلية ومحدودة تنحصر في إطار مراقبة مدى التقيد بالشروط الشكلية لطلب تذييل
الحكم التحكيمي بالصيغة التنفيذية وفي سالمته من األسباب التي تبيح الطعن في هذا الحكم أو في األمر الصادر
عن رئيس المحكمة المختصة و المتع لق بطلب التنفيذ ،دون أن تتعدى ذلك لموضوع النزاع[19].
واألمر بالتنفيذ هو اإلجراء الذي يصدر من القاضي المختص قانونا ويأمر بمقتضاه بتمتع حكم المحكمين بالقوة
التنفيذية ،فهو يمثل نقطة االلتقاء بين القضاء الخاص والقضاء العام] ،[20وال يقصد بإجراء األمر بالتنفيذ أن
يتحقق القاضي من عدالة المحكم ،فال ينظر في سالمة أو صحة قضائه في موضوع الدعوى ألنـه ال يعد هيئة
استئنافية في هذا الصدد ،وال يعد صدور األمر بالتنفيذ في ذاته دليال على سالمة هذا القضاء].[21
وبالرجوع إلى الفصل 31-327من قانون ،08-05والذي نص في فقرته األولى على أنه" ال ينفذ الحكم
التحكيمي جبريا إال بمقتضى أمر بتخويل الصيغة التنفيذية يصدره رئيس المحكمة الصادر الحكم في دائرتها" يكون
المشرع المغربي قد حدد االختصاص النوعي والمكاني لرقابة القضاء بمناسبة تذييل الحكم التحكيمي بالصيغة
التنفيذية.
فتذييل الحكم التحكيم ي بالصيغة التنفيذية ،يمكن أن يصدر سواء من قبل رئيس المحكمة االبتدائية] [22أو عن
رئيس المحكمة التجارية أو المحكمة اإلدارية الصادر في دائرتها الحكم التحكيمي ،أو الرئـــيس األول لمحكمة
االستئناف أو الرئيس األول لمحكمة االستئناف التجارية أو الرئيس األول لمحكمة االستئناف اإلدارية متى تعلق
األمر باستئناف هذا الحكم ،بحيث يرجع االختصاص بحسب طبيعة العالقة مدنية أو تجارية أو عقد
إداري] [23وإن كان مبدئيا قد أسند المشرع المغربي االختصاص لرئيس المحكمة التجارية طبقا للنص الصريح
والمقصود "بما لم يرد خالف ذلك" أي بحسب طبيعة المنازعة كما ذكرنا[24].
ويعتبر االختصاص النوعي لرئيس المحكمة المذكور من النظام العام ،بحيث ال يجوز إسناد االختصاص بحسب
وقد نظم الفصل 327-31في فقرته األولى التنفيذ الجبري لألحكام التحكيمية ،وذلك انطالقا من أن القاعدة تتمثل في التنفيذ
الطوعي لألحكام التحكيمية وبمبادرة من الطرف الخاسر للدعوى التحكيمية مادام أن األحكام التحكيمية تحوز قوة الشيء
وبالرغم من أن أحكام التحكيم تحوز حجية الشيء المقضي به بمجرد صدورها ،إال أنها تكون مجردة و ال تحوز
في ذاتها القوة التنفيذية وبالتالي ال بد من صدور أمر خاص من القضاء العام في الدولة لألمر بتنفيذها ،وذلك
بعد تثبت القضاء العام من خلو حكم التحكيم من العيوب الجوهرية التي قد تشوبه و انتفاء ما يمنع تنفيذه].[25
وإذا كان المشرع المغربي قد نظم مسطرة التنفيذ الجبري لألحكام التحكيمية التي يكون أطرافها أشخاص من
أشخاص القانون الخاص ،فإن هذه المسطرة تشكل الطريق الوحيد لتنفيذ األحكام التحكيمية التي يكون أحد
أطرافها شخص من أشخاص القانون العام ،مادام أن المشرع المغربي قد اعتبر في الفصل 327-26بأن الحكم
التحكيمي عندما يصدر في نزاع يكون أحد أطرافه شخص من األشخاص المعنويين الخاضعين للقانون العام ال
يكتسب حجية الشيء المقضي به إال بناء على أمر بتخويل صيغة التنفيذ يقدم من قبل الطرف األكثر
استعجاال طبقا للمسطرة المنصوص عليها في الفصل 327 -31وأمام القاضي المختص تطبيقا للفصل 310ق
مم.
ويصدر األمر بالتنفيذ بعد التحقق من أن الحكم التحكيمي قد استوفي من الناحية الشكلية التي تظهر من مجرد
اإلطالع على الشروط التي يتطلبها القانون ،بأنه غير مشوب بعيب من عيوب البطالن ،دون بحث الحكم من
الناحية الموضوعية و مدى مطابقته للقانون ،وعندئذ يجري تنفيذه وفقا لإلجراءات المتبعة لتنفيذ أحكام
القضاء[26].
يثير تحديد االختصاص النوعي في األمر بالتنفيذ واالعتراف باألحكام التحكيمية الداخلية العديد من االشكاالت ،فقد
أثير نقاش حول الجهة المختصة بإسدال الصيغة التنفيذية على األحكام التحكيمية الصادرة في القضايا غير تجارية
وغير إدارية كمنازعات الش غل و قضايا األكرية المدنية والنزاعات المالية بين الزوجين وغيرها ،فعرض هذا
الموضوع على رئيس المحكمة التجارية بالدار البيضاء ،وكان يتعلق بإكساء مقرر تحكيمي بالصيغة التنفيذية
يخص نزاعا شغليا ،فأصدر مقرره بعدم االختصاص النوعي لفائدة رئيس المحكمة االبتدائية ،بعلة أنه ما دام
القانون 05ـ 08يرجع النظر في طرق الطعن في الحكم التحكيمي للمحكمة المختصة نوعيا لبت النزاع الذي كان
موضوع تحكيم ،فإن تذييل الحكم التحكيمي بالصيغة التنفيذية لن يخرج عن ذلك ،و من ثم يرجع االختصاص بمنح
الصيغة التنفيذية لرئيس المحكمة االبتدائية إن تعلق األمر بنزاع مدني ،و لرئيس المحكمة التجارية بالنسبة إلى
النزاعات التجارية ،أما إن كان النزاع إداريا فإن المشرع أوكل ذلك إلى المحكمة اإلدارية طبقا للفصل [27].310
وهذا االتجاه كان معتمدا من طرف قضاء النقض المغربية ،فقد جاء في قرار له يتعلق بمنح الصيغة التنفيذية لحكم
تحكيمي يخص نزاع طرفين حول تجهيز أرض فالحية بمعدات سقوية ،بأن ما ذهبت إليه محكمة االستئناف
التجارية من أن "اختصاص الرئيس هي نفسها سواء عرض النزاع على المحكمة التجارية أو المحكمة االبتدائية"
يعد تعليال فاسدا ،على اعتبار أن قواعد االختصاص ال تخضع لرغبة األطراف و إنما للنصوص القانونية المنظمة
لها ،واستنادا إلى الفصل 320من ق.م.م .و المادة 20من قانون إحداث المحاكم التجارية ،فإنه يتعين على
المحكمة البت في الدفع بعدم االختصاص النوعي في إطار المعطيات المتوافرة لديها بخصوص موضوع النزاع،
فإن كان مدنيا بطبيعته يرجع اختصاص بت منح الصيغة التنفيذية للحكم التحكيمي الصادر في نطاقه لرئيس
المحكمة االبتدائية ،و إن كان تجاريا عاد االختصاص في شأن ما ذكر لرئيس المحكمة التجارية[28].
أما على مستوى االعتراف باألحكام التحكيمية وتنفيذها والتي يكون أحد أطرافها شخص من أشخاص القانون
العام ،فالفصل 310من القانون رقم 05ـ 08يثير إشكاليتان عمليتان .فمن جهة أولى ،فبالرغم من مقتضيات
الفصلين 312و327ـ 31من القانون رقم 05ـ ، 08فإنه وبالنظر إلى الصيغة المبهمة التي جاء بها الفصل
310من نفس القانون ،فقد اعتبر بعض الفقه] [29بأن االختصاص يعود إلى المحكمة اإلدارية وليس لرئيسها
متى تعلق األمر بالتحكيم في العقود اإلدارية التي يكون أحد طرفيها الدولة أو الجماعات المحلية وهو نفس المنحى
الذي ذهب إليه السيد رئيس المحكمة التجارية بالدار البيضاء حيث اعتبر بأنه" :وحيث وأمام الثبوت القاطع بأن
الحكم التحكيمي يرجع النظر في طرق الطعن فيه وكذا بإبطاله إلى المحكمة المختصة نوعيا للبت في النزاع الذي
كان موضوع عملية التحكيم فإن تذييل الحكم التحكيمي بالصيغة التنفيذية ال يخرج عن ذلك و من ثم يتعين الرجوع
إلى رئيس كل محكمة بشأن تلك الصيغة بحسب األحوال ،إما رئيس المحكمة االبتدائية إذا تعلق األمر بنزاع مدني
وإما إلى رئيس المحكمة التجارية إذا تعلق األمر بنزاع تجاري ،أما إذا تعلق بالنزاع اإلداري فالمشرع أوكل ذلك
إلى المحكمة اإلدارية وليس لرئيسها عمال بالفقرة األخيرة من الفصل 310من القانون رقم 05ـ ،[30]"08غير
أننا ال نتفق مع هذا التفسير ونؤكد بأن روح النص تفيد بأن الجهة المختصة تتمثل في السيد رئيس المحكمة
بصفته هاته وليس قضاء الموضوع سواء تعلق األمر بالمحكمة اإلدارية أو بالمحكمة التجارية.
ومن جهة ثانية ،فإنه من المعلوم بأنه وطبقا للمادة 12من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية ،فإن القواعد
المتعلقة باالختصاص النوعي تعتبر من قبيل النظام العام ،كما أنه وطبقا لنفس المادة فإن ألطراف النزاع أن
يدفعوا بعدم االختصاص النوعي في جميع مراحل إجراءات الدعوى ،وعلى الجهة القضائية المعروضة عليها
وبالرجوع الى مقتضيات الفصل 310من القانون رقم ،08-05فالمالحظ بأن المشرع قد أخد بالمعيار
العضوي واستبعد المعيار المادي في إسناد االختصاص للقضاء اإلداري لتذييل الحكم التحكيمي بالصيغة التنفيذية،
ذلك أن الفصل 310يتحدث عن عقود الدولة والجماعات المحلية ،أي أن اختصاص القضاء اإلداري يشمل
العقود اإلدارية وعقود اإلدارة التي لها طابع القانون الخاص والمبرمة من قبل الدولة والجماعات المحلية .
بالرغم من التنصيص قانونا على جهة قضائية وحيدة للبت في مسطرة االعتراف باألحكام التحكيمية الدولية و
حيث أنه لما كان االختصاص بموجب المادة 46 -327في إطار التحكيم الدولي ،مخول لرئيس المحكمة التجارية
بحسب ما إذا كان الحكم التحكيمي األجنبي صادرا بالمغرب أو بالخارج ،حيث نصت الفقرة الثانية من الفصل
327ـ 46منه على أنه" :يخول االعتراف والصيغة التنفيذية لهذه األحكام في المغرب ،وفق نفس الشروط لرئيس
المح كمة التجارية التي صدرت في دائرتها أو رئيس المحكمة التجارية التابع لها مكان التنفيذ إذا كان مقر التحكيم
بالخارج".
كما أن مشروع هذا القانون رقم 05ـ 08كان ينص على اختصاص منح الصيغة التنفيذية ألحكام التحكيم الدولية
من طرف نفس المحكمة ،حيث ذهب في الفصل 327ـ 43من المشروع في الفقرة الثانية منه إلى القول:
"...يخول الصيغة التنفيذية لهذه األحكام في المغرب وفق نفس الشروط رئيس المحكمة التجارية التي صدرت في
دائرتها أو رئيس المحكمة التجارية التابع لها مكان التنفيذ إذا كان مقر التحكيم بالخارج"].[32
يعتبر مفهوم العقد اإلداري الدولي من المفاهيم الحديثة في القانون اإلداري ،فإلى عهد غير بعيد كان مفهوم العقد
اإلداري يتحدد في العقد اإلداري الداخلي فقط] ، [33غير أنه وبالنظر إلى التطور الذي عرفته التدخالت االقتصادية
للدول عبر الحدود تم اإلقرار بوجود العقد اإلداري الدولي فقها و قضاءا].[34
وفي إطار تعديالت المزمع إدخالها على قانون المسطرة المدنية المغربي ،جاءت مسودة تعديل هذا القانون بعدة
ولعل من حسنات هاته المسودة أن المادة 376منها -والتي حلت محل الفصل 327-46من ق م -تضمنت
إضافة فقرة أخيرة تم بموجبها إسناد االختصاص للقضاء اإلداري للبت في االعتراف و منح الصيغة التنفيذية
فمقتضيات الفصل 327-46من ق م م كانت قد خلقت عدة إشكاالت قانونية ،وذلك انطالقا من أن القراءة
الظاهرية لمقتضيات الفصل 310من ق م م تفيد بأن هاته المقتضيات تتعلق بالتحكيم الداخلي في العقود
اإلدارية فقط ] ، [35أما فيما يتعلق بالتحكيم الدولي فالمشرع المغربي لم يميز العقد اإلداري عن باقي العقود
التجارية ولم يحدد أي قيد من القيود التي حددها بخصوص التحكيم الداخلي في العقود اإلدارية ،كما أنه أقصى
القضاء اإلداري من مجال تذييل األحكام التحكيمية بالصيغة التنفيذية متى تعلق األمر بالتحكيم الدولي ،وأسند
ولقد أتيحت للقضاء المغربي مناسبة لتحديد معالم االزدواجية القضائية للبت في مسطرة االعتراف باألحكام
التحكيمية و تنفيذها في ظل القانون رقم ، 05-08وذلك بخصوص نظره في قضية "شركة سليني كونستروتوري
فبالرجوع إلى األمر الصادر عن الس يد رئيس المحكمة التجارية بالرباط ،نجده قد قضى بعدم اختصاصه النوعي
في الطلب المقدم من قبل " شركة سليني كونستروتوري س ب أ " ضد الدولة المغربية ،مستندا في ذلك على
التعليل التالي" :حيث أن الحكم التحكيمي موضوع طلب التذييل بالصيغة التنفيذية صدر في إطار نزاع ناشئ عن
وحيث أنه واستنادا إلى الفصل 310من ق.م.م .فإنه يرجع اختصاص النظر في طلب تذييل الحكم التحكيمي
الصادر في إطار النزاعات المتعلقة بالعقود التي تبرمها الدولة إلى المحكمة اإلدارية التي سيتم تنفيذ الحكم
التحكيمي في دائرتها أو إلى المحكمة اإلدارية بالرباط عندما يكون تنفيذ الحكم يشمل مجموع التراب الوطني.
وحيث بذلك فالطلب الحالي الموجه لجهة غير مختصة ويتعين التصريح بذلك"[38].
ولعل هذا االتجاه هو الذي تبنته محكمة النقض بموجب قرارها الصادر بتاريخ ،[39]2013/3/7و ذلك بعد أن
قضت بتأييد القرار الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء عدد 5275/2012الصادر بتاريخ
20/11/2012ملف [40].3902/2012/4
وبناءا على قرار اإلحالة الصادر عن محكمة النقض ،أحيلت القضية على المحكمة اإلدارية بالرباط لتصدر حكمها
بتاريخ [41]2014/3/11ومستندة على التعليل التالي" :وحيث أنه عطفا على ما سبق بسطه أعاله ،ولما كان
الثابت من خالل المقرر التحكيمي موضوع طلب التذييل بالصيغة التنفيذية كون ما تضمنه من بنود تتعلق
باسترجاع الرسوم والضرائب المفروضة على الشركة المدعية ،وبالتالي مساسه بقواعد النظام العام التي تم النص
عليها في المادة 310من قانون المسطرة المدني المحلية أو غيرها من الهيئات المتمتعة باختصاصات السلطة
العمومية ما عدا المتعلقة بتطبيق قانون الجبائي " وما جاءت به المادة 327-46من نفس القانون التي تنص
على أن " يعترف باألحكام التحكيمية ال دولية في المملكة إذا أثبت وجودها من يتمسك بها ،ولم يكن هذا االعتراف
مخالفا للنظام العام الوطني " مما يجعل الطلب الرامي إلى تذييل حكم المحميين في الجانب المتصل منه بالمجال
الجبائي غير قائم على أساس وأن محكمة التحكيم لم تكن على صواب عندما بتت في هذا الجانب ،كذلك أيضا مع
مقتضيات المادة 244من المدونة العامة للضرائب الذي نصت على أنه "بصرف النظر عن المقتضيات المختلفة
...ال يمكن للنزاعات المتعلقة بتطبيق القانون الجبائي أن تكون موضوع تحكيم "لمساسها بقواعد النظام العام
نظم القانون المغربي للتحكيم الطعن ببطالن حكم التحكيم الداخلي في الفصل 327ـ ،36في حين أنه نص في
الفصل 51-327على الطعن بالبطالن في الحكم التحكيمي الدولي الصادر في المغرب فقط ،دون حكم التحكيم
األجنبي ،ه ذا النوع األخير من األحكام التحكيمية التي اقر المشرع المغربي بإمكانية الطعن باالستئناف في األمر
نص الفصل 36-327في مستهله على انه وبالرغم من كل شرط مخالف فان االحكام التحكيمية تكون قابلة للطعن
بالبطالن ويقدم هذا الطعن طبقا للقواعد العادية امام محكمة االستئناف التي صدر في دائرتها الحكم التحكيمي ،
فمؤدى هذا الفصل أن المشرع المغربي منع امكانية التنازل المسبق عن دعوى البطالن أو ما يعرف ب "شرط
االستبعاد" أو ” ، “Clause exclusionإذ يعتبر هذا الشرط مخالفا للنظام العام[43] .
بنصه على امكانية الطعن في حكم التحكيم عن طريق الطعن بالبطالن فان المشرع المغربي يكون قد ساير
التشريعات المقارنة التي تنصت على امكانية الطعن في حكم التحكيم عن طريق الطعن بالبطالن.
غير أنه وبالرغم من اندراجه تحت طائفة الطعون ،فان الطعن بالبطالن يختلف نطاقه عن باقي الطعون االخرى
مادام ان هذا الطعن هو في حقيقته طعن شكلي يتمحور حول حكم التحكيم و اليمتد الى النزاع موضوع الحكم
التحكيمي .
فالقاضي المختص بنظر دعوى البطالن ال يعيد فحص مضمون الحكم بقصد تعديله ،مهما كانت درجة عدم عدالته
أو مهما كانت جسامة الغلط في التقدير الذي ينتسب إليه ،و إنما ينظر إلى اإلجراءات السابقة أو المعاصرة لصدور
نص الفصل 327ـ( 36فق )2.من قانون رقم 05ـ 08المتعلق بالطعن بالبطالن في حكم التحكيم الداخلي على ما
يلي.." :يكون تقديم هذا الطعن مقبوال بمجرد صدور الحكم التحكيمي .و ال يتم قبوله إذا لم يقدم داخل أجل 15
فمن خالل هذا الفصل يتبين على أن المشرع المغربي نص على أن طلب الطعن بالبطالن يمكن تقديمه بمجرد
صدور الحكم التحكيمي ،غير أنه قد حدد أجال لذلك ،بحيث اعتبر أنه ال يمكن قبول الطعن إن لم يقدم داخل أجل 15
يوما التالية لتبليغ الحكم القابل للتنفيذ ،بمعنى أن القر ار التحكيمي بعد أن يكتسي الصيغة التنفيذية يتعين أن يبلغ
إلى الطرف المحكوم عليه و من تاريخ هذا التبليغ يبدأ سريان أجل 15يوما .
و نفس الشيء في القانون الفرنسي :فإن طلب اإلبطال يمكن قبوله فور صدور القرار التحكيمي ،و ال يعود مقبوال
إذا لم يقدم خالل شهر من تار يخ تبليغ القرار التحكيمي سواء بالنسبة لحكم التحكيم الداخلي] [45أو
الدولي] ، [46على أن يكون التبليغ مبدئيا بطريقة رسمية ما لم يتفق األطراف على خالف ذلك.
و يفهم من خالل المرسوم الفرنسي الجديد ،على أن المشرع الفرنسي قد أعطى الحرية لألطراف في تحديد طرق
تبليغ القرار التحكيمي بالطريقة التي يتوافقون عليها ،و هذا ما تضمنه في الفقرة الثانية من المادة 1494و
نص الفصل 327-36في فقرته االخيرة على ان أجل ممارسة الطعن بالبطالن يوقف تنفيذ الحكم التحكيمي ،كما
أن ممارسة هذا الطعن داخل األجل يوقف تنفيذ الحكم التحكيمي ] ،[47غير أن هذا الفصل يجب ربطه بمقتضيات
327-36و الذي اعتبر بأن الحكم التحكيمي المتعلق بنزاع يكون أحد األشخاص المعنويين الخاضعين للقانون
العام طرفا فيه ،ال يكتسب حجية الشيء المقضي به إال بناء على أمر بتخويل صيغة التنفيذ ،وأنه فيما
عدا الحكم التحكيمي المتعلق بنزاع يكون أحد األشخاص المعنويين الخاضعين للقانون العام طرفا فيه تطبق
بشأنها القواعد المتعلقة بالتنفيذ المعجل لألحكام على األحكام التحكيمية .
كما أنه من جهة أخرى ،فانه يجب التذكير بأن جميع الطعون و أجالها هي موقفة للتنفيذ ،ذلك أن القانون
المغربي نص فيما يتعلق بالتحكيم الدولي بأن أجل تقديم الطعون موقفة لتنفيذ الحكم التحكيمي ] ، [48و نفس
الشيء أقره فيما يتعلق بالتحكيم الداخلي و قرر كذلك بأن أجل ممارسة الطعن بالبطالن يوقف تنفيذ الحكم
التحكيمي كما أن ممارسة هذا الطعن داخل األجل تنفيذ توقف الحكم التحكيمي] ، [49وهذا في نظرنا يحد من
وختاما وفي إطار الحديث الدائر مؤخرا حول اعتماد مدو نة مستقلة للتحكيم بالمغرب ،نتمنى أن يتم إعادة النظر في
طريقة صياغة مواد هذا القانون الجديد ،وذلك رفعا لكل لبس وإبهام.
وشكرا لكم
] - [1منذ تاريخ صدوره ،عدل قانون التحكيم المصري بموجب القوانين والقرارات التالية :
-قانون رقم 9لسنة 1997بتعديل بعض أحكام قانون التحكيم في المواد المدنية والتجارية الصادر بالقانون رقم
27لسنة .1994
-قانون رقم 8لسنة 2000القاضي بتعديل المادة 19من قانون التحكيم فى المواد المدنية والتجارية الصادر
-قرار وزير العدل رقم 8310لسنة 2008القاضي بتنظيم إجراءات إيداع أحكام التحكيم طبقا ً لنص المادة 74
من قانون التحكيم فى المواد المدنية والتجارية الصادر بالقانون رقم 27لسنة .1994
-قرار وزير العدل رقم 6570لسنة 2009القاضي بتعديل تنظيم إجراءات إيداع أحكام التحكيم
] - [2القانون رقم 08.05القاضي بنسخ وتعويض الباب الثامن بالقسم الخامس من قانون المسطرة المدنية
الصادر األمر بتنفيذه ظهير شريف رقم 1.07.169بتاريخ 19من ذي القعدة 30( 1428نوفمبر ،)2007
] [4عمل المشرع الفرنسي على تبني قانون جديد يتعلق بالتحكيم وحدد تاريخ دخوله حيز التطبيق بتاريخ
2011/5/11وذلك بموجب المرسوم الصادر بتاريخ ،2011/1/14وقد جاء هذا التعديل المهم مرفقا بتقرير
صا در عن الوزير األول الفرنسي ومنشور بنفس العدد من الجريدة الرسمية التي نشر بها هذا المرسوم.
] - [5الخطاب السامي الذي ألقاه جاللة الملك بمناسبة افتتاح السنة القضائية بأكادير في 29يناير .2003
] - [6انظر تقديم السيد وزير العدل المغربي لمشروع قانون رقم 08.05يقضي بنسخ وتعويض الباب الثامن
بالقسم الخامس من قانون المسطرة المدنية ،محضر مداوالت مجلس النواب – دورة أبريل 2007ص 15وما
بعدها.
] [8ينص الفصل 310من القانون رقم 05ـ 08على أنه" :ال يجوز أن تكون محل تحكيم النزاعات المتعلقة
بالتصرفات األحادية للدولة أو الجماعات المحلية أو غيرها من الهيئات المتمتعة باختصاصات السلطة العمومية.
غير أن النزاعات المالية الناتجة عنها ،يمكن أن تكون محل عقد تحكيم ماعدا المتعلقة بتطبيق قانون
جبائي....يمكن أن تكون النزاعات المتعلقة بالعقود التي تبرمها الدولة أو الجماعات المحلية محل اتفاق تحكيم في
دائرة التقيد بالمقتضيات الخاصة بالمراقبة أو الوصاية المنصوص عليهما في النصوص التشريعية أو التنظيمية
] [9تضمن قانون المسطرة المدنية الملغى أيضا في الفصل 306المواضيع غير القابلة للتحكيم كما يلي:
"يمكن لألشخاص الذين يتمتعون باألهلية أن يو افقوا على التحكيم في الحقوق التي يملكون التصرف فيها ،غير أنه
النزاعات المتعلقة بعقود أو أموال خاضعة لنظام يحكمه القانون العام. •
النزاعات المتصلة بقوانين تتعلق بتحديد األثمان و التداول الجبري و الصرف و التجارة الخارجية. •
التحكيم في:
1ـ النزاعات المتعلقة باألحوال الشخصية باستثناء النزاعات ذات الطابع المالي الناتجة عنها.
3ـ المسائل التي تهم الدولة و الجماعات المحلية و المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ،باستثناء النزاعات
التي تنتج عن العالقات الدولية ذات الطابع االقتصادي أو التجاري أو المالي التي تخضع لمقتضيات الباب الثالث
4ـ كل المسائل التي تتعلق بالنظام العام" .انظر عبد الرحمان المصباحي :المادة التحكيمية أو قابلية النزاع
] [10المقصود بها الحالة المدنية ،أي كل ما يتعلق بالحياة و الموت و السن و الجنس و الجنسية و الحالة
العائلية من نسب و زواج و تطليق ،لما تعد حقوق المجتمع و حقوق هللا.
] [11و نفس الشيء في الفصل 306من ق م م الملغى ،ففضال عن الهبات و الوصايا المتعلقة باألطعمة و
المالبس و المساكن التي تعد أيضا من المسائل التي تمس بخصوصية الفرد و المجتمع ،تضمن أيضا في هذا
الفصل ما يلي.." :غير أنه ال يمكن االتفاق عليه :ـ في المسائل المتعلقة بحالة األشخاص و أهليتهم"...
و كذلك المادة 2من مشروع مدونة التحكيم المغربية التي كانت تنص على ما يلي" :ال يمكن االتفاق على التحكيم
في:
1ـ النزاعات المتعلقة باألحوال الشخصية باستثناء النزاعات ذات الطابع المالي الناتجة عنها.
] [12الحق الشخصي أو االلتزام :هو رابطة بين شخصين تمكن أحدهما من أن يطالب اآلخر إما بالقيام بعمل أو
االمتناع عن القيام بهذا العمل ،فهو التزام شخص تجاه اآلخر ،كالكراء ،مثال .على خالف الحق العيني .للتفصيل
أكثر في الحقوق الشخصية الرجوع للمراجع العامة حول النظرية العامة االلتزام ،مثل الطيب الفصيلي :النظرية
العامة لاللتزام ،الجزء األول ،ـ مصادر االلتزام ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء .و عبد الكريم شهبون:
الشافي في شرح قانون االلتزامات و العقود المغربي ،الكتاب األول ـ االلتزامات بوجه عام ـ الجزء األول ،مصادر
] [14انظر المادة 15من قانون حماية الملكية الصناعية المغربي الصادر بتنفيذ قانون رقم 17ـ.97
] [15تضمن الفصل 306من ق م م الملغى بموجب قانون 05ـ 08في فقرته األخيرة من بين المسائل غير
النزاعات المتعلقة بعقود أو أموال خاضعة لنظام يحكمه القانون العام. •
النزاعات المتصلة بق وانين تتعلق بتحديد األثمان و التداول الجبري و الصرف و التجارة الخارجية. •
إال أن الفصل الثاني من مرسوم 30دجنبر 1998المتعلق بتحديد شروط و أشكال إبرام صفقات الدولة ،يفيد أنه
يمكن إخضاع عقود أشخاص القانون العام لقواعد ا لقانون العادي و شروط إبرام الصفقات المنصوص عليها
بالمعاهدات التي قد تخضع النزاع للتحكيم .كذلك ثمة الفقرة األخيرة من المادة 17من القانون اإلطار رقم 18ـ95
بمثابة ميثاق االستثمار التي نصت على أنه " يمكن أن تتضمن العقود االستثمارية بنودا تقضي بفض كل نزاع قد
ي نشأ بين الدولة المغربية و المستثمر األجنبي بخصوص االستثمارات وفقا لالتفاقيات الدولية التي صادق عليها
المغرب في ميدان التحكيم الدولي" .كما أن القانون رقم 39ـ 89المأذون بموجبه في تحويل منشآت عامة إلى
القطاع الخاص الذي أجاز النص في عقود الخوصصة على شرط اللجوء إلى التحكيم في حالة حدوث نزاع.
] [16للفقرة الثانية من الفصل 310من قانون 05ـ.08
] [17القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة و هيئات أخرى الصادر بتاريخ
18ديسمبر ،2003نص بموجب المادة 9منه على أن مراقب الدولة يتمتع ضمن الحدود التي يعينها الوزير
المكلف بالمالية بسلطة تأشير مسبق على االقتناءات العقارية و جميع العقود أو االتفاقات المتعلقة باألشغال و
التوريدات و الخدمات و كذا منح اإلعانات المالية ...و هو ما يعني أن اتفاقات التحكيم ى تكون صحيحة إال بعد
التأشير عليها من طرف مرا قب الدولة .و في حالة رفض التأشيرة ،يبت الوزير المكلف بالمالية في األمر بصفة
نهائية.
] [18القانون رقم 08.05الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم 1.07.169بتاريخ 19من ذي الحجة 1428
( 30نوفمبر ،)2007الجريدة الرسمية عدد 5584بتاريخ 25ذو القعدة 6( 1428ديسمبر ،)2007ص
.3894
] [19للمزيد حول نطاق الرقابة القضائية على حكم التحكيم بصفة عامة وحكم التحكيم المتعلق بالعقود اإلدارية
نهال اللواح :القاضي الوطني و التحكيم التجاري الدولي – دراسة مقارنة –أطروحة لنيل الدكتوراه في •
مصطفى بونجة :التحكيم الداخلي والدولي في العقود االدارية بالمغرب ،أطروحة لنيل الدكتوراه في •
القانون العام ،كلية الحقوق بطنجة سنة ، 2013ص 325و ما بعدها .
] [20عزمي عبد الفتاح عطية :قانون التحكيم الكويتي ،الطبعة األولى مطبعة جامعة الكويت ،1990 ،ص .343
] [21أحمد عبد الوفا :التحكيم االختياري و االجباري ،منشأة المعارف ،االسكندرية ،الطبعة الخامسة،2001 ،
ص .292
] [22إذ يمكن إصدار األمر بالصيغة التنفيذية للحكم التحكيمي التجاري من طرف رئيس المحكمة االبتدائية مادام
النزاع ال يتجاوز 20.000درهم طبقا للمادة 6من قانون إحداث المحاكم التجارية رقم 53ـ.95
] [23ونقول هذا بالرغم من أن بعض الفقه اعتبر بأن االختصاص يعود للمحكمة اإلدارية وليس لرئيسها .
] [24كان النص األصلي الوارد بمشروع مدونة التحكيم في المادة 3على أنه" :يقصد في مدلول هذا القانون
ب 5"...:ـ رئيس المحكمة :رئيس المحكمة االبتدائية أو رئيس المحكمة التجارية حسب الطابع المدني أو التجاري
] [25محمود التحيوي :تنفيذ حكم المحكمين ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية ،طبعة أولى ،2002 ،ص .10
] [26منير عبد المجيد :ا ألسس العامة للتحكيم الدولي و الداخلي ،منشأة المعارف االسكندرية ،سنة 2001ص
.484
] [27أمر صادر عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء ،عدد 569في الملف عدد ،2008/1/261بتاريخ
. 2008/03/05منشور بكتاب "التحكيم التجاري من خالل العمل القضائي المغربي -رصد لقرارات محكمة
النقض و محاكم الموضوع" ،مصطفى بونجة و نهال اللواح ،مطبعة اسبارطيل – طنجة ،الطبعة األولى،2014 ،
ص .472
] [28قرار المجلس األعلى ،عدد 430بتاريخ 2008/4/16في الملف التجاري عدد .2004/1/3/1387
و انظر في ذلك عبد الرحمان المصباحي" :قانون التحكيم المغربي الجديد ،قراءة للقانون رقم 05ـ 08المنظم
للتحكيم و الوساطة االتفاقية المغربي الجديد" .مقال منشور بمجلة التحكيم ،العدد الثالث ـ يوليو ،2009
منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ـ لبنان ،مطبعة دار التعاونية الطباعية ،ص .114
وانظر أيض ا ما ذهب إليه ذ .رياض فخري :اإلطار التشريعي الداخلي لتنفيذ أحكام التحكيم في المغرب .منشور
بالمجلة المغربية للوساطة و التحكيم ،صادرة عن المركز الدولي للوساطة و التحكيم بالرباط " ،" CIMARعدد
] [29عبد الكبير العلوي الصوصي :رقابة القضاء على التحكيم – دراسة في القانون المغربي و المقارن – دار
] [30أمر صادر عن رئيس المحكمة التجارية بالدار البيضاء عدد 569صادر بتاريخ ،2008/03/05ملف
عدد ،2008/1/261منشور بكتاب ،مصطفى بونجة ونهال اللواح ،التحكيم التجاري من خالل العمل القضائي
.1المادة 12من الظهير الشريف رقم 1.91.225صادر في 22من ربيع األول 10( 1414سبتمبر
)1993بتنفيذ القانون رقم 41.90المحدث بموجبه محاكم إدارية حسبما تم تعديله بموجب قانون
] [32انظر عبد المجيد غميجة :مستجدات مشروع القانون المتعلق بالتحكيم و الوساطة .منشور بمجلة المحاكم
"...يرجع اختصاص النظر في طلب تذييل الحكم التحكيمي الصادر في نطاق هذا الفصل إلى المحكمة اإلدارية التي
سيتم تنفيذ الحكم التحكيمي في دائرتها أو إلى المحكمة اإلدارية بالرباط عندما يكون تنفيذ الحكم التحكيمي يشمل
"يعترف باألحكام التحكيمية الدولية في المملكة إذا أثبت وجودها من يتمسك بها ،ولم يكن هذا االعتراف مخالفا
يخول االعتراف والصيغة التنفيذية لهذه األحكام في المغرب وفق نفس الشروط لرئيس المحكمة التجارية التي
صدرت في دائرتها أو رئيس المحكمة التجارية التابع لها مكان التنفيذ إذا كان مقر التحكيم بالخارج".
] [37أمر صادر عن رئيس المحكمة التجارية بالرباط ،رقم ،670بتاريخ ،2012/6/18في الملف رقم
2012/3/414منشور بكتاب ،مصطفى بونجة ونهال اللواح ،التحكيم التجاري من خالل العمل القضائي
أمر صادر عن رئيس المحكمة التجارية بالرباط ،رقم ،670بتاريخ ،2012/6/18نفس األمر و نفس ][38
] [39قرار محكمة النقض عدد 241الصادر عن الغرفة اإلدارية بتاريخ 7/3/2013في الملف عدد
] [40القرار عدد 5275/2012الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء بتاريخ 20/11/2012
في الملف رقم .3902/2012/4منشور بكتاب مصطفى بونجة ونهال اللواح ،التحكيم التجاري من خالل العمل
] [41حكم المحكمة االدارية بالرباط رقم 897الصادر بتاريخ 2014/3/11في الملف رقم 2013-13-133
الفصل . 327-48يكون األمر الذي يرفض االعتراف بالحكم التحكيمي أو يرفض تخويل الصيغة التنفيذية قابال
الفصل . 327-49ال يمكن الطعن باالستئناف في األمر القاضي بتخويل االعتراف أو الصيغة التنفيذية إال في
إذا بتت الهيئة التحكيمية دون اتفاق تحكيم أو استنادا إلى اتفاق باطل أو بعد انتهاء أجل التحكيم ؛ -1
إذا تم تشكيل الهيئة التحكيمية أو تعيين المحكم المنفرد بصفة غير قانونية؛ -2
إذا بتت الهيئة التحكيمية دون التقيد بالمهمة المسندة إليها؛ -3
إذا كان االعتراف أو التنفيذ مخالفا للنظام العام الدولي أو الوطني. -5
الفصل . 327-50يرفع الطعن باالستئناف المشار إليه في الفصلين 327-48و 327-49أعاله أمام محكمة
االستئناف ذات االختصاص المكاني بالنظر إلى مقر المحكمة التابع لها رئيس المحكمة وذلك داخل أجل 15يوما
الفصل . 327-51يكون الحكم التحكيمي الصادر بالمملكة في مادة التحكيم الدولي قابال للطعن بالبطالن في
األمر الصادر بتخويل الصيغة التنفيذية لهذا الحكم التحكيمي غير قابل ألي طعن .على أن الطعن بالبطالن يتضمن
،بقوة القانون ،في حدود النزاع المعروض على المحكمة ،طعنا في األمر الصادر عن رئيس المحكمة أو رفعا
الفصل . 327-52ترفع دعوى البطالن المشار إليها في الفصل 327-51أعاله أمام محكمة االستئناف التي
صدر الحكم التحكيمي في دائرتها ويمكن تقديم هذا الطعن بمجرد صدور الحكم التحكيمي .وال يتم قبوله ،إن لم
يقدم داخل أجل خمسة عشر يوما على تبليغ الحكم القابل للتنفيذ .
] [44انظر في هذا المعنى ،طارق مصدق :قراءة في مستجدات القانون المغربي للتحكيم 08ـ .05م .س ،ص
.45
فبالنسبة لقانون التحكيم المغربي ،فيما يتعلق بالتحكيم الدولي ينص الفصل 327ـ 54من هذا القانون على ما
يلي" :ال تطبق مقتضيات الفصل 327ـ 37على الطعن بالبطالن ".و الفصل المذكور 327ـ 37يتعلق بالتحكيم
الداخلي الذي ينص على أن" :إذا أبطلت محكمة االستئناف الحكم التحكيمي ،تبت في جوهر النزاع في إطار المهمة
المسندة إلى الهيئة التحكيمية ما لم يصدر حكم باإلبطال لغياب اتفاق التحكيم أو بطالنه" .و نفس الشيء بالنسبة
للقانون الفرنسي ،فإن طلب إبطال القرار التحكيمي الدولي الصادر بفرنسا محصور بالحاالت الخمس و هي في كل
حالة ال تترك أي مجال للغوص في أسا س النزاع أو التصدي له .انظر عبد الحميد األحدب :التحكيم الدولي ،ج،2 .
[45] Art. 1494 : « L’appel et le recours en annulation sont portés devant la
Ces recours sont recevables dés le prononcé de la sentence. Ils cessent de
l’etre s’ils n’ont pas été exercés dans le mois de la notification de la
sentence ».
] [46هذا ما نصت عليه المادة 1519من المرسوم الفرنسي الجديد فيما يخص التحكيم الدولي ،و ذلك في
« …Ce recours est recevable dés le prononcé de la sentence.Il cesse de
l’etre s’il n’a pas été exercé dans le mois de la notification de la
sentence.. ».
و ليس كما كانت تنص عليه المادة 1505من ق .م.م .الفرنسي الملغى "من تاريخ تبليغ القرار النافذ".
اعتبر القرار الصادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء بأنه "حيث إن الطلب يرمي إلى إيقاف تنفيذ ][47
األمر القاضي بالتذييل بالصيغة التنفيذية للحكم التحكيمي الصادر عن هيئة التحكيم لدى غرفة التجارة الدولية.
حيث إن الطلب أعاله جاء معيبا شكال ألنه ينصب على األمر القاضي بالتذييل في حين أن الحكم المشمول بالنفاذ
حيث إن طلب إيقاف التنفيذ على الحالة المعروض عليها أعاله يكون مستوجبا للتصريح بعدم قبوله ".قرار محكمة
] [48الفصل . 327-53يوقف أجل تقديم الطعون المنصوص عليها في الفصول 327-48و 327-49و -51
كما يوقف الطعن الممارس داخل األجل تنفيذ الحكم التحكيمي ما لم يكن القرار التحكيمي مشموال بالنفاذ المعجل،
ويمكن في هذه الحالة للجهة ال تي تبت في الطعن أن تأمر بوقف التنفيذ إذا ظهر لها ما يبرر ذلك .
] [49الفصل . 327-36رغم كل شرط مخالف ،تكون األحكام التحكيمية قابلة للطعن بالبطالن طبقا للقواعد
ويكون تقديم هذا الطعن مقبوال بمجرد صدور الحكم التحكيمي .
وال يتم قبوله إذا لم يقدم داخل أجل 15يوما من تبليغ الحكم التحكيمي المذيل بالصيغة التنفيذية .
ال يكون الطعن بالبطالن ممكنا إال في الحاالت اآلتية :
إذا صدر الحكم التحكيمي في غياب اتفاق التحكيم أو إذا كان اتفاق التحكيم باطال ،أو إذا صدر الحكم بعد -1
-2إذا تم تشكيل الهيئة التحكيمية أو تعيين المحكم المنفرد بصفة غير قانونية أو مخالفة التفاق الطرفين
-3إذا بتت الهيئة التحكيمية دون التقيد بالمهمة المسندة إليها أو بتت في مسائل ال يشملها التحكيم أو تجاوزت
حدود هذا االتفاق ،ومع ذلك إذا أمكن فصل أجزاء الحكم الخاصة بالمسائل الخاضعة للتحكيم عن أجزائه الخاصة
بالمسائل غير الخاضعة له ،فال يقع البطالن إال على األجزاء األخيرة وحدها
-4إذا لم تحترم مقتضيات الفصلين ( 327-23الفقرة )2و 327-24فيما يخص أسماء المحكمين وتاريخ
-5إذا تعذر على أي من طرفي التحكيم تقديم دفاعه بسبب عدم تبليغه تبليغا صحيحا بتعيين محكم أو بإجراءات
-7في حالة عدم التقيد باإل جراءات المسطرية التي اتفق األطراف على تطبيقها أو استبعاد تطبيق القانون الذي
تحكم محكمة االستئناف التي تنظر في الطعن بالبطالن من تلقاء نفسها ببطالن حكم التحكيم إذا تضمن ما يخالف
النظام العام في المملكة المغربية أ و إذا وجدت موضوع النزاع من المسائل التي ال يجوز التحكيم فيها .
كما توقف ممارسة هذا الطعن داخل األجل تنفيذ الحكم التحكيمي