‫المحاضرة السادسة‬

‫مقومات التواصل بأريحية‬

‫التواصل هو تبادل لألفكار واآلراء بين المرِس ل والمتلقي‪ ،‬وما دام األمر يقوم على‬
‫التبادل فإن المرِس ل يصبح متلٍّق ‪ ،‬والمتلقي يصبح مرِس ال‪ ،‬مما يعني أن أي تواصل يتم عبر‬
‫دورة تسمى دورة التواصل بشكل عام‪ ،‬وتسمى دورة التخاطب في حالة التعبير الشفهي‪،‬‬
‫وتتم دورة التخاطب على الشكل التالي‪:‬‬

‫دورة التخاطب‬

‫الخطاب (الرسالة)‬

‫المتكلم‬ ‫المخاَط ب‬

‫قناة الخطاب‬
‫المرَس ل إليه‬ ‫المرِس ل‬

‫المرجع‬

‫‪ -1‬المرِس ل‪ )Destinateur( :‬هو مصدر اإلرسال‪ ،‬وهو الشخص الذي يرسل المعلومة‪.‬‬

‫‪ -2‬الرسالة‪ )message( :‬هي الفكرة أو المحتوى الذي يرسله المرِس ل إلى المستقبل‬
‫(المرسل إليه)‪ ،‬وقد تكون هذه الرسالة منطوقة أو مكتوبة‪.‬‬
‫‪ -3‬المرَس ل إليه‪ :)Destinataire( :‬هو الشخص المعني بالرسالة التي أرسلها المرِس ل‪،‬‬
‫وقد يكون المستقبل شخصا واحدا أو عدة أشخاص‪.‬‬
‫‪ -4‬القناة‪ )canal(:‬هي الوسيلة أو األداة التي من خاللها يتم نقل الرسالة من المرِس ل إلى‬
‫المرَس ل إليه‪.‬‬
 ‫‪ -5‬المرجع (‪ :)Référent‬وهو المحتوى الذي يشير إليه المرِس ل‪ ،‬وما يتحدث عنه من‬
‫موضوعات‪.‬‬
‫‪ -6‬اللغة أو الوضع (‪ :)Code‬وهي مجموعة العالمات المركبة والمرتبة في قواعد‪،‬‬
‫والمشتركة بين جماعة لغوية معينة‪.‬‬
‫يقتضي التواصل الفعال االستعمال الجيد لهذه العناصر‪ ،‬وخصوصا ما تعلق بقطبي‬
‫العملية التواصلية (مرِس ل‪ -‬متلقي)‪ ،‬حيث يمكن أن تصاب دورة التخاطب بالتشويش‪ ،‬وهذا‬
‫التشويش قد يصيب أي عنصر من عناصرها‪ ،‬لكن الذي يعنينا في هذا المقام هو المهارات‬
‫الواجب توفرها في قطبي التواصل‪ ،‬حتى يتم بكل أريحية وينعكس إيجابا على العالقات‬
‫الشخصية أو المهنية لكال الطرفين‪.‬‬
‫تعريف المهارة‪ :‬هي القدرة العالية على أداء فعلي أو حركي معقد في مجال معين بسهولة‬
‫وسرعة ودقة‪ ،‬مع القدرة على تكييف األداء مع الظروف المتغيرة‪.‬‬
‫أ‪ -‬مهارة التحدث‪ :‬التحدث شكل من أشكال التواصل مع اآلخرين‪ ،‬يعتمد بشكل أساسي على‬
‫الصوت المنطوق‪ ،‬وهو القدرة على استخدام الرموز اللفظية لتعبير الفرد عن أفكاره‬
‫ومشاعره بفاعلية‪،‬والمحادثة كوسيلة اتصال هي األكثر تكرارا وممارسة واستعماال في‬
‫مختلف المواقف الحياتية‪ ،‬ولضمان وصول الرسالة إلى المستقبل على الوجه األكمل‪ ،‬على‬
‫المتحدث أن يمتلك مجموعة من المهارات‪:‬‬
‫الصوت‪ :‬على المتحدث أن يكيف نغمة صوته‪ ،‬ودرجة ارتفاعه وانخفاضه‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حسب الموقف‪ ،‬وأن يجعله واضحا رنانا بعض الشيء‪.‬‬
‫درجة السرعة‪ :‬على المتحدث مراعاة درجة السرعة في الحديث‪ ،‬فال يبطئ‪ ،‬وال‬ ‫‪-2‬‬
‫يسرع‪ ،‬وال يجعل كالمه كله على وتيرة واحدة‪.‬‬
‫فترات الصمت أثناء التحدث‪ ،‬هذه الفترات مفيدة ألنها تسمح للمستمع باستيعاب‬ ‫‪-3‬‬
‫ما قيل‪ ،‬خصوصا عند وجود كثافة في األفكار‪.‬‬
‫البساطة‪ :‬أي استخدام كلمات ومصطلحات مألوفة لدى المستمع‪ ،‬ويمكن فهمها‬ ‫‪-4‬‬
‫بسهولة‪ ،‬بحيث تعبر عن فكرته باختصار‪ ،‬وبصورة كاملة (خير الكالم ما قل‬
‫ودل)‪.‬‬
‫سالسة الكالم واستخدام الجمل القصيرة‪ ،‬فالعبارة القصيرة تصيب الهدف بفعالية‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫بينما العبارة الطويلة تشتت تفكير المستمع‪.‬‬
‫الترابط في الحديث‪ :‬إن الترابط الواضح والمتواصل في األفكار يشد المستمع إلى‬ ‫‪-6‬‬
‫متابعة اإلصغاء‪.‬‬
‫استخدام اإلشارات واإليماءات الجسدية‪ ،‬كحركات اليدين والرأس والعينين‪...‬‬ ‫‪-7‬‬
 ‫ب‪ -‬مهارة االستماع‪ :‬تعد مهارة االستماع وحسن اإلصغاء إحدى المهارات األساسية‬
‫والفاعلة في االتصال مع اآلخرين‪ ،‬ويقصد بها اإلنصات والفهم والتفسير‪ ،‬كما يتضمن حسن‬
‫االستماع عدم المقاطعة غير المدروسة‪ ،‬واحترام األخر واحترام رأيه‪ ،‬وإن كان مخالفا‬
‫لرأينا‪ ،‬وتقبل النقد البناء‪.‬‬
‫ولتنمية مهارة االستماع يمكن إتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫االبتعاد عن المقاطعة‪ :‬قد يقاطع المستمع الحديث إذا اعتبر أن الرسالة هجومية‪ ،‬أو‬ ‫‪-1‬‬
‫ليسارع في إعطاء وجهة نظره‪.‬‬
‫الحذر من سرعة الجواب‪ :‬الرد السريع يمنع المتكلم من إتمام كالمه‪ ،‬وبالتالي يمنع‬ ‫‪-2‬‬
‫المستمع من فهم األفكار‪ ،‬أو فهمها بطريقة معكوسة‪.‬‬
‫عدم مقاطعة فترات الصمت‪ :‬فترات الصمت ال تعني دائما أن المتكلم قد أنهى‬ ‫‪-3‬‬
‫كالمه‪.‬‬
‫االستماع الجاد والجلوس باستقامة والتواصل باألعين‪ ،‬كما يتعين على المتلقي أن ال‬ ‫‪-4‬‬
‫يرتبك أو ينشغل بأمر ما أثناء االستماع‪ ،‬وال يدع ذهنه عرضة للشرود‪ ،‬كما أن‬
‫إيماءات الرأس واالبتسام أثناء اإلصغاء تدل على أنك تفهم الرسالة‪.‬‬
‫وعموما فإن محتوى الخطاب (الرسالة)‪ ،‬هو المحور األساسي الذي يوجه طرفي التواصل‬
‫إلى االعتناء به‪ ،‬بحيث يبذل كل منهما كل ما أمكن في سبيل تحصيل الهدف منه‪ ،‬وذلك‬
‫بحسب درجته وأهميته في حياته‪.‬‬