Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫درر ووصااي الشيخ العالمة أمحد خطيب املنكاابوي ‪-‬رمحه هللا‪-‬‬

‫يف التمسك ابلدن والسنة والتحذنر م البدعة‬

‫‪ ‬إن سنة النيب ملسو هيلع هللا ىلص ما كان عليو من فعل ادلأمورات واجتناب ادلنهيات لقولو تعاىل‪:‬‬
‫{وما آاتكم الرسول فخذوه وما هناكم عنو فانتهوا}‪ .‬فهل توجد سنة النيب صلى هللا‬
‫عليو وسلم يف غًن اتباع أوامره واجتناب نواىيو؟! فإن ادلسلمٌن كلهم ال يعلمون سنة‬
‫النيب ملسو هيلع هللا ىلص غًنه‪( .‬تنبيو األانم‪ :‬ص‪)32‬‬

‫‪ ‬ينبغي لكل مؤمن حيب هللا ورسولو أن يتأسى بو ملسو هيلع هللا ىلص يف كل ذلك (أي يف أقوالو‪,‬‬
‫وأفعالو‪ ,‬وحركاتو‪ ,‬وسكناتو)‪ ,‬وال دييل بفعلو إىل البدع خشية الدخول يف قولو عليو‬
‫الصالة والسالم‪" :‬من رغب عن سنيت فليس مين"‪( .‬تنبيو األانم‪ :‬ص‪)9‬‬

‫‪ ‬ومعىن العمل يف بدعة‪ :‬أن يكون العمل مبتدعا يف الدين مل يعمل بو النيب صلى هللا‬
‫عليو وسلم كصالة الرغائب وغًن ذلك من البدع‪( .‬تنبيو األانم‪ :‬ص‪)04‬‬

‫‪ ‬إن ادلراد ابلعمل يف بدعة‪ :‬أن يكون ذلك العمل يف ضمن البدعة؛ أبن يبتدع عمال مل‬
‫يعمل بو النيب ملسو هيلع هللا ىلص وال أصحابو ويكثر منو‪ .‬وأما العمل ابلوارد عن النيب ملسو هيلع هللا ىلص فال يقال‬
‫لو عمل يف بدعة‪ ,‬بل عمل يف سنة لوقوع العمل فيها‪( .‬تنبيو األانم‪ :‬ص‪)04‬‬

‫‪ ‬فهل تستوي الظلمات والنور أو البدعة والسنة؟! اخلًن كلو يف االتباع‪ ,‬والشر كلو‬
‫يف االبتداع (تنبيو األانم‪ :‬ص‪)08‬‬

‫‪ ‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪" :‬من سن ىف اإلسالم سنة حسنة فعمل هبا بعده كان لو مثل أجر‬
‫من عمل هبا ال ينقص من أُجورىم شيئا‪ ,‬ومن سن يف اإلسالم سنة سيئة كان عليو‬
‫وزرىا ووزر من عمل هبا من غًن أن ينقص من أوزارىم شيئا"‪ ...‬فيا إخواين‪ ,‬إن ىذا‬
‫احلديث كما يصدق على من أبدع ىذه الضاللة (أي يف توريث غًن ادلستحقٌن)‬
‫يصدق على من عمل هبا ألنو متبوع دلن قبلو‪ ,‬فاعتربوا وتفهموا إن كنتم من ذوي‬
‫األلباب عظم ىذه ادلعصية‪( .‬الداعي ادلسموع‪ :‬ص‪)11‬‬

‫‪ ‬وارتفاع شأن ادلسلمٌن وعلو مرتبتهم وانتشار ادلعارف فيهم وصولتهم على بقية األداين‬
‫بسبب متسكهم ابلدين‪ ,‬فهو العامل ادلعنوي يف ترقيهم إىل أوج ادلعايل ويف تغلبهم على‬
‫غًنىم يف سائر أقطار األرض‪( .‬تنبيو األانم‪ :‬ص‪)7‬‬

‫‪ ‬ففي مدة متسكهم ابلدين كانوا أعزاء ومتغلبٌن على البالد‪ ,‬مث إهنم دلا هتاونوا ابلدين‬
‫وارتكبوا ادلعاصي سلط هللا عليهم الكفار وتغلبوا على بالدىم وذىبت عنهم القوى‬
‫احلسية وادلعنوية‪ ,‬وصاروا أذالء‪ .‬فما شؤم ذلك إال من هتاوهنم ابلدين وارتكاهبم‬
‫ادلعاصي من غًن مباالة‪ .‬فلو جروا على ما جرى عليو سلفهم العظام دلا وقعوا يف ىذا‬
‫االحنطاط‪( .‬تنبيو األانم‪ :‬ص‪)7‬‬

‫‪ ‬قال ملسو هيلع هللا ىلص يف شأن سنتو‪" :‬لقد جئتكم هبا بيضاء نقية‪ ,‬ولو كان موسى حيا ما وسعو‬
‫إال اتباعي"؛ فكيف أبمتو ال يتبعون سنتو البيضاء اليت يسعد متبعها دنيا وأخرى‪,‬‬
‫ويكون معو ملسو هيلع هللا ىلص يف دار اجلنان ممتعا ابحلور والولدان؟! (تنبيو األانم‪ :‬ص‪)9‬‬

‫‪ ‬فرض هللا الفرائض وبينها وسن األحكام وعينها ومل يرتك من ىذا القبيل فتيال‪...‬‬
‫فالسعيد من اىتدى هبديو‪ ,‬وعمل على مقتضى أمره وهنيو‪ ,‬فجرى على سننو القومي‬
‫يف التحليل والتحرمي‪ ,‬ويف العبادات وادلعامالت‪ ,‬اتركا لقبيح األىواء‪ ,‬والعادات‪ ,‬متبعا‬
‫دلنهج السلف الصاحل من خيار األمة غًن قائل‪{ :‬إان وجدان آابءان على أمة}‪ ,‬إذ كل‬
‫خًن يف اتباع من سلف‪ ,‬وكل شر يف ابتداع من خلف‪ .‬وقد ذم هللا قوما اتبعوا‬
‫ِِ‬
‫الصالة واتَّب عُوا‬ ‫شهوات الدنيا‪ ,‬فقال تعاىل‪{ :‬فخلف ِم ْن ب ْعدى ْم خ ْل ٌ‬
‫ف أضاعُوا َّ‬
‫الشَّهو ِ‬
‫ات فس ْوف ي ْلق ْون غيًّا} (مرمي‪( )99 :‬الداعي ادلسموع‪ :‬ص‪)3‬‬

‫‪ ‬لكل نشاط فتور‪ ,‬فمن كان فتوره برتك االشتغال بغًن السنة إىل االشتغال هبا فقد‬
‫اىتدى وفاز بسعادة الدارين‪ .‬ومن كان فتوره عن السنة إىل غًنىا من الضالل والبدعة‬
‫فقد ىلك يف اآلخرة ابلعذاب واحلسرة‪( .‬تنبيو األانم‪ :‬ص‪)9‬‬

‫‪ ‬إن القرآن فيو الشفاء من العلل الظاىرة والباطنة بصدق النية واإلخالص هلل تعاىل‪,‬‬
‫ولذا كان من أمساء الفاحتة الشافية‪ ...‬واالستشفاء ابلقرآن وارد يف السنة وال وجو‬
‫لإلنكار عليو‪( .‬تنبيو األانم‪ :‬ص‪)9-0‬‬

‫‪ ‬إن ىذه الكتب (أي كتب أىل الكالم وأقوال الفالسفة) مما تزلزل العقائد وتضر وال‬
‫تنفع‪ ,‬فتأخذ العقائد من كتاب هللا تعرف ربك‪ ,‬ويثبت يقينك فيو وحده ال شريك‬
‫لو‪( .‬أمحد اخلطيب‪ :‬ص‪)34‬‬

‫‪ ‬إن من مل يندم على مبارزة الشريعة (برد أحاديث النيب) ويتمادى على اتباع نفسو‬
‫األمارة‪ ,‬فال خيلو أمره‪ :‬إما أن يكون شاكا فيما أخرب بو النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ ,‬ومن شك فيو فهو‬
‫منافق منسلخ عن اإلديان واإلسالم‪ ,‬وإما أن يكون مغلواب على عقلو ابلشهوات‬
‫واللذات فيخشى عليو أن خيتم عليو بسوء اخلامتة‪( .‬الداعي ادلسموع‪ :‬ص‪)6‬‬

‫مجعه‪ :‬موالان ال إندا ‪-‬عفا هللا عنه‪-‬‬

You might also like