Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫اإلدراك والسلوك الرياديين‪ :‬الدور السابق للتأثير‬

‫‪ 9.1‬نظرة عامة على الفصل‬ ‫‪‬‬

‫يبحث هذا الفصل في ت أثير الت أثير على س لوك ري ادة األعم ال‪ .‬يفتح الفص ل بالطائف ة‪ ، 9.2 .‬مقدم ة‬
‫تستكشف الثورة العاطفية التي تحدث في أدبيات ري ادة األعم ال وت أثير الت أثير على الس لوك‪ .‬يتب ع ه ذا‬
‫الطائف ة‪ ، 9.3 .‬يتم مناقش ة فحص وجه ات النظ ر النظري ة ح ول الت أثير ‪ -‬كص فة ‪ ،‬كحال ة ‪ ،‬والت أثير‬
‫بالتسريب ‪ ،‬والتأثير كمعلومات‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬يتم تقديم طبيعة التأثير التي تبدو غير متناسقة ‪ ،‬حيث‬
‫يمكن أن تؤدي ردود الفع ل العاطفي ة المتعارض ة على م ا يب دو إلى س لوك مماث ل (على س بيل المث ال ‪،‬‬
‫الت وتر والحم اس هم ا حالت ان عاطفيت ان مختلفت ان ينتج عنهم ا س لوك مش ابه ‪ ،‬أي المعالج ة النش طة‬
‫للمعلوم ات من البيئ ة)‪ .‬ين اقش القس م ‪ 9.3.1‬العالق ة بين الت أثير والس لوك من خالل عدس ة الص حة‬
‫العقلية ‪ ،‬مع اإلشارة إلى الطبيعة التكيفية لنظام التثبيط السلوكي ‪ /‬نظام النهج الس لوكي (‪)BIS / BAS‬‬
‫والثالوث المظلم (الميكافيلي ة والنرجس ية واالعتالل النفس ي) ‪ .‬وق د تم رب ط ه ذه الشخص يات المعادي ة‬
‫لري ادة األعم ال ‪ -‬النواي ا ‪ ،‬والس لوك‪ .‬الطائف ة‪ 9.3.2 .‬يستكش ف الع واقب الريادي ة للت أثير من خالل‬
‫األبحاث الحالية حول مشاعر معينة‪ .‬على س بيل المث ال ‪ ،‬تحف ز الثق ة المفرط ة ق رارات دخ ول الس وق‬
‫والتقليل من المنافسة ‪ ،‬في حين أن التأثير السلبي يمكن أن يكون تكيفًيا ‪ ،‬ويسهل التفكير النق دي ‪ ،‬ويزي ل‬
‫تأثيرات الهال ة والتح يزات االس تنتاجية ‪ ،‬مم ا يقل ل ب دوره من الس ذاجة ويزي د من الش ك‪ .‬يس لط القس م‬
‫‪ 9.3.3‬الضوء على الجذور الفلسفية التي توجه فهمنا للتأثير ‪ ،‬بينم ا الطائف ة‪ 9.3.4 .‬ترك ز على فائ دة‬
‫كل من التأثيرات اإليجابية والسلبية‪ .‬يقال إن النص أمر بالغ األهمية في ش رح الت أثيرات العاطفي ة على‬
‫النتائج السلوكية‪.‬‬

‫‪ 9.2‬مقدمة‬ ‫‪‬‬

‫في الصحافة الشعبية ‪ ،‬وتماشًيا مع حركة اليقظة ‪ ،‬فإن دور التأثير (خاصة الت أثير اإليج ابي) في حياتن ا‬
‫اليومية هو موضوع الكثير من النقاش‪ .‬انعكس التركيز على التأثير في األدبيات األكاديمية حيث اعترف‬
‫بارون (‪ )2008‬بريادة األعمال باعتبارها رحل ة عاطفي ة‪ .‬يتم تعري ف عاطف ة ري ادة األعم ال من قب ل‬
‫(كاردون وآخرون ‪ ، 2012‬ص ‪ )3‬على أنها "التأثير والعواطف والحاالت المزاجية أو مشاعر األف راد‬
‫أو المجموعة ‪ -‬التي تكون سابقة ومتزامنة مع أو نتيجة العملية التمهيدية ‪ ،‬بمعنى االعتراف ‪ /‬اإلنش اء ‪،‬‬
‫التقييم ‪،‬‬

‫إعادة الصياغة و ‪ /‬أو استغالل فرصة محتملة "‪ .‬بينما كان هناك ترك يز كب ير على الت أثير الموَّج ه نح و‬
‫النهج اإليجابي مثل التفاؤل والثقة (كيه وآخرون ‪ )2002‬والكفاءة الذاتية (ستروبيل وآخرون ‪، )2011‬‬
‫في الس نوات األخ يرة ‪ ،‬خض عت المش اعر الس لبية للت دقيق م ع استكش افات الخ وف (‪Morgan and‬‬
‫‪Sisak 2016‬؛ ‪ )Cacciotti and Hayton 2015‬والحزن (‪Shepherd and Kuratko‬‬
‫‪2009‬؛ ‪ )Shepherd and Wolfe 2014‬والع ار (س ينغ وآخ رون ‪ ، )2015‬يظه ر الش عور‬
‫بالذنب (‪ ، )Mandl et al. 2016‬باإلضافة إلى عيوب في الشخصية مثل الجشع (‪Akhtar et al.‬‬
‫‪ )2013‬والغطرسة (‪.)Hayward et al. 2006‬‬

‫باتب اع ه ذا المفه وم للف رد كك ائن ع اطفي ‪ ،‬وفي االبتع اد عن الترك يز على اآلث ار المزاجي ة اإليجابي ة‬
‫والسلبية بشكل عام (ليرنر وآخرون‪ .‬تقييماتهم الناتجة (مثل اليقين وإمكانية التحكم)‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬تس تمر‬
‫أبحاث ريادة األعمال في "خدش السطح" فقط ألنها تولي اهتماًما وثيًق ا للحاالت العاطفية المعتدلة ‪ ،‬بحجة‬
‫أهميتها الرئيسية في عملية ريادة األعم ال (‪ Baron 1998‬؛ ‪ .)Baron et al. 2012‬تم توثي ق‬
‫ت أثير الت أثير على اإلدراك جي ًد ا وإثبات ه في أدبي ات الس لوك التنظيمي (‪Forgas and George‬‬
‫‪ )2001‬ولدي ه الق درة على ش رح مجموع ة واس عة من س لوكيات تنظيم المش اريع (‪Baron 2008‬؛‬
‫‪.)Baron et al. 2011‬‬

‫يمكن التع رف بس هولة على س لوك ري ادة األعم ال ب أثر رجعي ‪ ،‬ولكن فهم الس وابق المعرفي ة أك ثر‬
‫صعوبة‪ .‬وجد كيركلي (‪ )2016‬أربع قيم تعتبر حاسمة في التحف يز والتعب ير عن س لوكيات المش اريع ‪-‬‬
‫استقاللية السلوك العصبي ‪ ،‬واإلبداع ‪ ،‬والطموح ‪ ،‬والجرأة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬يج ادل المؤلف ون ب أن ه ذه القيم‬
‫األربع يمكن تقويضها وتآكله ا من خالل الت أثير والعاطف ة‪ .‬الخ وف ‪ ،‬وت أثيره ‪ ،‬ه و أح د ه ذه الح االت‬
‫العاطفية ‪ ،‬وسوف يتم استكشافه بمزيد من التفصيل الحًقا في الفص ل ‪ ،‬حيث يتم التع رف على العواط ف‬
‫والحاالت المزاجية كمؤثرين محتملين للعمل الريادي (‪ .)Baron 1998‬في هذا الفصل ‪ُ ،‬تستخدم كلمة‬
‫"ي ؤثر" كمص طلح ش امل لإلش ارة إلى ك ل من المش اعر المح ددة وح االت الحال ة المزاجي ة (‪Baron‬‬
‫‪ 2008‬؛ ‪ Barsade‬و ‪)Gibson 2007‬‬

‫لقد ثبت أن التأثير يختلف من حيث البعدين الرئيسيين ‪ ،‬وهما التكافؤ (اإليجابي مقابل الس لبي) واإلث ارة ‪/‬‬
‫الطاقة (اليقظة أو االنخراط مقابل النعاس أو فك االرتباط) (راسل وباريت ‪ .)1999‬وم ع ذل ك ‪ ،‬هن اك‬
‫أدلة تشير إلى أن ه ذين البع دين وح دهما ال يفس ران بش كل ش امل العالق ة بين الت أثير واتخ اذ الق رار (‬
‫‪.)Lerner and Keltner 2000، 2001‬‬

‫يحدد اإلطار المفاهيمي المقدم في نهاية هذا الفصل التنافر واالنتباه العاطفي كأبعاد إض افية محتمل ة يجب‬
‫أخذها في االعتبار عند استكشاف الصلة بين التأثير والفعل‪.‬‬

‫يعتبر ‪ Affect‬أمًر ا بالغ األهمية في الس عي وراء ري ادة األعم ال ويش كل اإلدراك الري ادي‪ .‬عالوة على‬
‫ذلك ‪ ،‬قد يؤثر التأثير على عم ل ري ادة األعم ال بط رق مختلف ة اعتم اًد ا على س ياق الموق ف‪ .‬ق د يك ون‬
‫للحاالت العاطفية الخفيفة تأثير واسع االنتشار على اإلدراك والسلوك ‪ ،‬ال س يما في األم اكن ال تي تتطلب‬
‫التفكير البناء واالستخدام المكث ف للم وارد المعرفي ة (فورج اس ‪ .)1995‬ه ذا ه و الح ال بش كل خ اص‬
‫عندما يتعين على ص انع الق رار أن يول د أفك اًر ا بش كل مس تقل ويبحث عم ا وراء المعلوم ات المعط اة (‬
‫‪ .)Fiedler 1991‬إن المغامرة التجارية والسعي وراء الفرص ودخول السوق غير مؤك دة بطبيعته ا (‬
‫‪ )and Shepherd 2006 McMullen‬؛ اإلج راءات والنص وص المخط ط له ا مفق ودة إلى ح د‬
‫كبير ‪ ،‬مما يتطلب من األفراد العمل بطريقة عرض غير كامل ة‪ .‬وبالت الي ‪ ،‬ف إن مث ل ه ذا الس ياق يمّك ن‬
‫المزاج من غرس المعرفة والعم ل الري اديين (‪ .)Baron 1998‬عالوة على ذل ك ‪ ،‬يع د ك ل من تولي د‬
‫األفكار الريادية (‪ )Hayton and Cholakova 2012‬وتحديد األهداف (‪Delgado-García et‬‬
‫‪ )al. 2012‬أمثلة على عمليات التفكير البناء أو التولي دي في س ياق إنش اء مش روع جدي د‪ .‬ل ذلك ‪ ،‬ف إن‬
‫األفراد الذين يسعون لدخول أس واق جدي دة يعمل ون في بيئ ة غ ير مؤك دة ‪ ،‬م ع معلوم ات غ ير كامل ة ؛‬
‫وبالتالي فإن عمليات التفكير التوليدي مطلوبة ‪ -‬مثل هذا التقاء العوامل يزيد من األهمية المحتملة للتأثير‪.‬‬
‫عالوة على ذلك ‪ ،‬فإن اإلحساس بالتماهي والتشابك الشخصي الذي يتشكل بين صاحب المش روع وعمل ه‬
‫قوي ‪ ،‬على هذا النحو ‪ ،‬العاطفة ‪ -‬إيجابية (مثل الثقة والفرح) والسلبية (اإلح راج والح زن) ‪ -‬ت ؤثر على‬
‫السلوك واتخاذ القرار ‪ -‬في سياق ريادة األعمال (‪ Wolfe and Shepherd 2015‬؛ ‪Shepherd‬‬
‫‪ .)and Kuratko 2009‬التأثير (اإليجابي والسلبي) ل ه ه دف ‪ ،‬ويه دف ه ذا الفص ل إلى استكش اف‬
‫لوك‪.‬‬ ‫ه على الس‬ ‫لل‬ ‫أثير المحتم‬ ‫الت‬

‫‪ 9.3‬وجهات النظر النظرية حول التأثير‬ ‫‪‬‬

‫يمكن استكشاف التأثير من خالل عدسات السمات أو الحاالت ( ‪1985 Watson and Tellegen‬؛‬
‫‪ .)George 1991‬الس مات العاطفي ة هي نزع ات مس تقرة لالس تجابة بط رق متش ابهة بش كل فع ال‬
‫(إيجابي ة مقاب ل س لبية) لمجموع ة متنوع ة من األح داث في الحي اة (ليوبوميرس كي وآخ رون ‪.)2005‬‬
‫الم ؤثرات اإليجابي ة والس لبية وق د ثبت أن الس مات مرتبط ة بتحدي د أه داف ري ادة األعم ال والرض ا (‬
‫‪ .)Delgado-García et al. 2012‬عندما يتعلق األمر بالسلوك ‪ ،‬يشير نهج السمات ‪ -‬سواء ك ان‬
‫عاطفًيا أم ال ‪ -‬إلى تصرف شخص ي مس تقر ‪ ،‬بغض النظ ر عن الخص ائص المح ددة ‪ ،‬بينم ا يعت بر نهج‬
‫الحالة السلوك نتيجة للعمليات النفسية التي تس ببها الخص ائص الظرفي ة (‪Cacciotti and Hayton‬‬
‫‪ .)2015‬كانت أبحاث السمات حجر الزاوية في أبحاث ريادة األعمال المبكرة ؛ وم ع ذل ك ‪ ،‬هن اك ع دد‬
‫صغير ولكن متزايد من المقاالت التي تدرس ما إذا كان رواد األعمال لديهم سلوك ع اطفي إيج ابي أعلى‬
‫من عامة السكان (‪ et al. 2011 Baron‬؛ ‪.)Baron et al. 2012‬‬

‫تم اقتراح تأثير الدولة (التأثير الذي يتم تجربته في لحظة معينة) لتشكيل اإلدراك الري ادي واتخ اذ الق رار‬
‫الالحق (‪ .)1998 Baron‬إحدى الطرق التي يمكن للتأثير (اإليجابي والسلبي) أن يغرس فيه ا تفكيرن ا‬
‫هي عن طريق تنشيط مادة معرفية متشابهة بشكل فعال من خالل الذاكرة والتجارب الماضية‪ .‬على سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬إذا فشل صاحب المشروع تماًما في مسار عمل معين ‪ ،‬فمن المرجح أن تظل تلك العثرة المحددة‬
‫مرتبطة في أذهانهم بالتأثير الس لبي أو غ ير الس ار‪ .‬وفًق ا للنم اذج الترابطي ة لل ذاكرة البش رية (‪Bower‬‬
‫‪ ، )1981‬من المحتمل أنه في موقف مستقبلي ‪ ،‬عندما يواجه صاحب المش روع حال ة عاطفي ة مماثل ة ‪،‬‬
‫فإنه سيستعيد ويتذكر المعلومات المتطابقة مع ه ذا الش عور الس لبي‪ .‬على س بيل المث ال ‪ ،‬يمكن أن تش مل‬
‫المعلوم ات المتطابق ة بش كل م ؤثر ت ذكر الخس ائر المالي ة الس ابقة أو التك اليف االجتماعي ة والشخص ية‬
‫المرتبط ة بالفش ل الري ادي‪ .‬ه ذا النهج النظ ري ل ه ج ذوره في نظري ة الت أثير والتس ريب (فورغ اس‬
‫‪ ، )1995‬وال تي تلقت دعًم ا تجريبًي ا واس ًع ا (فورغ اس ‪ 2002‬؛ ت ان وفورج اس ‪ 2010‬؛ فورغ اس‬
‫‪ .)2013‬الطريقة التكميلية الثانية (‪ )Forgas and George 2001‬التي يمكن من خاللها للم زاج‬
‫وبعض المشاعر المحددة (‪ )Schwarz 2002‬أن تؤثر على عمليات التفكير هي من خالل آلية الت أثير‬
‫كمعلوم ات (‪ .)2003 Schwarz and Clore‬يعت بر ه ذا اإلط ار النظ ري أن ص انعي الق رار‬
‫يستخدمون مزاجهم الحالي كمصدر صالح للمعلومات لتوجيه السلوك الالحق (‪.)et al. 2001 Clore‬‬
‫تشير إلى أن التأثير قد يكون له قيمة إعالمية فعلية ‪ -‬يقوم الفرد بتقييم تص رفه الع اطفي ‪ ،‬واعتم اًد ا على‬
‫المستوى المخصص لألهمية ‪ /‬األهمية المرتبطة بالتأثير ‪ ،‬يقومون بدمج ذلك في تقييمهم لفرصة معين ة (‬
‫‪ .) Welpe et al. 2012‬بشكل أساسي ‪ ،‬قبل التص رف بن اًء على فرص ة م ا ‪ ،‬هي مش اعر "رائ د‬
‫األعمال"تشكيل تأثير التقييم المعرفي للفرصة على الميل إلى استغاللها "( ‪Welpe et al. 2012، p.‬‬
‫‪ .)70‬قد تشير الحالة العاطفية اإليجابي ة إلى أن البيئ ة الحالي ة حمي دة وآمن ة ‪ ،‬وبالت الي هن اك حاج ة إلى‬
‫القليل من اإلجراءات للتكيف معها ( ‪ .)Schwarz and Clore 2003‬وبالمثل ‪ ،‬فإن التأثيرات عالية‬
‫الطاقة مثل العصبية والتوتر (كالهما سلبي) والحماس واإلثارة (كالهما إيج ابي) تش رك ص انعي الق رار‬
‫لمعالجة المعلومات بفاعلية من بيئاتهم ‪ ،‬مع انخفاض تتماشى الحالة المزاجية للطاقة مثل الملل واالكتئاب‬
‫(س لبي) والرض ا والص فاء (اإليج ابي) م ع االنس حاب والمش اركة المنخفض ة (‪Healey and‬‬
‫‪Hodgkinson 2017‬؛ ‪.)Elsbach and Barr 1999‬‬

‫باختصار ‪ ،‬التأثير مهم في التعرف على الفرصة وكذلك في اإلدراك ( ‪Baron 1998‬؛ ‪Goss and‬‬
‫‪ .)Sadler-Smith 2017‬ترتبط المشاعر اإليجابية بالتفكير الشامل واإلبداعي ‪ ،‬بينما تقترن المشاعر‬
‫السلبية بمعالجة المعلومات النقدية والتحليلية (‪ .)2017 Healey and Hodgkinson‬بناًء على هذه‬
‫الفرضية ‪ ،‬قد يكون رائد األعمال الذي يشعر بمزاج جيد أكثر اس تعداًد ا لالل تزام بس رعة بفرص ة معين ة‬
‫(خطأ محتمل من النوع األول) ‪ ،‬أو على العكس ‪ ،‬إذا كان في مزاج س لبي ‪ ،‬فق د ي رفض فرص ة واع دة‬
‫قبل األوان ( خطأ محتمل من النوع الث اني) (‪ .)Baron 2007‬وم ع ذل ك ‪ ،‬ف إن التص رفات العاطفي ة‬
‫المتعارض ة على م ا يب دو (مث ل االكتئ اب والص فاء) يمكن أن ت ؤدي إلى س لوك مش ابه على ال رغم من‬
‫الظهور من محفزات مختلفة للغاية‪.‬‬

‫‪ 9.3.1‬ربط التأثير والسلوك‪ :‬عدسة الصحة العقلية‬ ‫‪‬‬

‫إن العدسة الجديدة التي يمكن من خاللها مشاهدة العالقة بين الوجدان والسلوك هي الصحة العقلية‪ .‬هن اك‬
‫اهتمام متزايد بالصلة بين الصحة العقلي ة وري ادة األعم ال في الص حافة الش عبية (‪2018 Bruneau‬؛‬
‫‪Kaufman 2018‬؛ ‪ )Bruder 2013‬واألكاديمي ة (‪Stephan 2018‬؛ ‪Wiklund et al.‬‬
‫‪ Wiklund et al. (2018) .)2018‬يجادل بأن السياق هو الذي يحدد إلى حد كبير ما إذا كان يمكن‬
‫اعتبار الخصائص والسلوك البشري المعين وظيفية أو مختلة‪ .‬بحث في ك ل من نظ ام التثبي ط الس لوكي ‪/‬‬
‫نظ ام النهج الس لوكي (‪ )BIS / BAS‬والث الوث المظلم (‪ and Lerner 2016 Hmieleski‬؛‬
‫‪ Haynes et al. 2015a‬؛ ‪ Haynes et al. 2015b‬؛ ‪ Mathieu and St-Jean 2013‬؛‬
‫‪ Ronningstam‬و ‪Baskin-Sommers‬‬

‫‪ )2013‬استكشاف الطبيعة التكيفية لالضطرابات النفسية‪ .‬في حالة وج ود عقل ك و ‪ ، BAS‬تك ون ق درة‬
‫الفرد على الشعور بالخوف موضع تس اؤل (مث ل الس يكوباتية) ؛ ب النظر إلى أن المخ اطرة أم ر أساس ي‬
‫لعم ل ري ادة األعم ال ‪ ،‬يمكن الق ول إن اض طراب مث ل الس يكوباتية مفي د‪ .‬على ه ذا النح و ‪ ،‬فليس من‬
‫المستغرب أن يكون الثالوث المظلم ‪ ،‬الذي يشمل الميكافيلي ة والنرجس ية واالعتالل النفس ي ‪" ،‬مجموع ة‬
‫مهمة من الشخصيات العدائي ة في علم النفس" (ج ونز وفيغيري دو ‪ ، 2013‬ص ‪ ، )521‬مرتبًط ا مب دئًيا‬
‫بدخول ريادة األعمال ( ‪ ، )Hmieleski and Lerner 2016‬والنية التجارية العصبية (‪Kramer‬‬
‫‪ ، )et al. 2011‬وسلوك تنظيم المشاريع (‪.)Rauch and Hatak 2015‬‬
‫ت ؤثر االض طرابات العقلي ة أيًض ا على تخص يص األف راد لالنتب اه للمحف زات البيئي ة بط رق مختلف ة (‬
‫‪ .)Wiklund et al. 2018‬على سبيل المثال ‪ ،‬يوسع اضطراب فرط الحركة ونقص االنتب اه اهتم ام‬
‫األفراد (‪ ، )1997 Kasof‬والذي بدوره يمكن أن يسهل التعرف على فرص ري ادة األعم ال الجدي دة (‬
‫‪ Shepherd et al. 2017‬؛ ‪ .)Wiklund et al. 2018‬يرتبط التوحد بتحديد النمط (‪Baron-‬‬
‫‪ )Cohen et al. 2009‬وعسر القراءة بتفكير أصيل أكثر (‪ .)Tafti et al. 2009‬يعاني األفراد‬
‫المصابون باالضطراب ثنائي القطب واضطراب ف رط الحرك ة ونقص االنتب اه من ت أثير إيج ابي مرتف ع‬
‫بشكل غير عادي ؛ يمكن أن يسهل هذا أيًض ا التعرف على الفرصة ( ‪Baron 2008‬؛ ‪Wiklund et‬‬
‫‪ .)al. 2018‬عالوة على ذل ك ‪ ،‬ق د ي ؤثر رواد األعم ال النرجس يون على "اهتم ام أص حاب المص لحة‬
‫بفرص التغيير ‪ ،‬وزيادة التفاؤل بش أن التغي ير ‪ ،‬وتعبئ ة م واردهم" (‪ ، Wiklund et al. 2018‬ص‬
‫‪ .)19‬إن ميل النرجسيين نحو العمل ألنفسهم ب دًال من العم ل لص الح الش ركة من الم رجح أن يعي ق دعم‬
‫أصحاب المصلحة على المدى الطوي ل ‪ ،‬وم ع ذل ك يمكن أن يك ون متكيًف ا م ع المغ امرة التجاري ة ودعم‬
‫أصحاب المصلحة على المدى القصير (‪.)Wiklund et al. 2018‬‬

‫‪-‬على الرغم من ارتف اع مع دل انتش ار األف راد ذوي الخص ائص المظلم ة ال ذين يش اركون في المغ امرة‬
‫التجارية ‪ ،‬إال أنه ال تزال هناك أغلبية كبيرة من المحتمل أن يكون لديهم تجربة عاطفية أك ثر تقريًب ا‪ .‬في‬
‫حين قد ُينذر بالميول المظلمة على أنها مفيدة لريادة األعمال ‪ ،‬فإن علم اء النفس بش كل ع ام يؤك دون أن‬
‫العواطف أكثر تكيًف ا من سوء التكيف ألنها "تقدم إشارات مهم ة فيم ا يتعل ق بدرج ة المالءم ة بين الن اس‬
‫وبيئ اتهم ‪ ،‬وترك يز انتب اههم ‪ ،‬وتمكينهم من االس تجابة بس رعة إلى الوض ع الح الي "(‪Healey and‬‬
‫‪ ، Hodgkinson 2017‬ص ‪ .)112‬عالوة على ذل ك ‪ ،‬الت أثير الس لبي على م ا يب دو ال يخل و من‬
‫االس تخدام ويتم التع رف على الوظ ائف التكيفي ة لح االت الم زاج الس لبي المعت دل في أدب علم النفس‬
‫(فورغاس ‪ .)2013‬باختصار ‪ ،‬يسلط تيار أبحاث الصحة العقلية وريادة األعمال الضوء على أن الت أثير‬
‫(اإليجابي والسلبي) يمكن أن يكون إما متكيًفا أو غير قادر على التكيف اعتماًد ا على الس ياق‪ .‬عالوة على‬
‫ذلك ‪ ،‬تؤدي بعض االضطرابات النفسية إلى سلوكيات ريادية وبدء األعم ال التجاري ة واألبح اث الناش ئة‬
‫تثبت ذلك‪.‬‬

‫‪ 9.3.2‬العواقب المؤثرة على تنظيم المشاريع‬ ‫‪‬‬

‫من أجل مزيد من استكشاف العواقب الريادية للتأثير ‪ ،‬سوف يستكشف هذا القس م األبح اث الحالي ة ح ول‬
‫هذا الموضوع‪ .‬أوًال ‪ ،‬الفرح ‪ ،‬إحدى وظائف الف رح هي اكتش اف الف رص والف رص الجدي دة (‪Carver‬‬
‫‪ .)2003‬لقد وجد أن ‪ Joy‬تزيد االستغالل وتضخم العالق ة بين التق ييم واالس تغالل (‪Welpe et al.‬‬
‫‪ .)2012‬ومن المثير لالهتمام أنه تم العثور على الغضب أيًض ا للقيام بذلك ‪ ،‬وبالتالي مزي د من اإلض اءة‬
‫المرتفعة التي يمكن أن تؤدي تصرفات عاطفية مختلفة للغاية إلى نتائج متطابقة‪.‬‬

‫من ناحية أخرى ‪ ،‬من المرجح أن ينظر األفراد المتفائلون إلى الشدائد على أنها تحد ويظلوا واثقين خالل‬
‫الفترات الصعبة‪ .‬تشير األبحاث إلى أن النهج المتفائل المتحيز في مراحل ريادة األعمال المبكرة ج ًد ا ق د‬
‫يفتح موارد تحفيزية ويزيد األداء في النهاية (‪ .)Bénabou 2015‬يوضح هذا أن ه ح تى عن دما يك ون‬
‫الفرد متحيًز ا بسبب تصرفاته العاطفية ‪ ،‬فقد يكون ذلك مفيًد ا‪ .‬وم ع ذل ك ‪ ،‬تم العث ور على النت ائج المفي دة‬
‫لريادة األعمال للتأثير اإليجابي كموقع مستقر لتكون منحنية الخطوط (‪ .)et al. 2012 Baron‬تخضع‬
‫المشاريع الريادية الجدي دة "لمس ؤولية الحداث ة" (‪ ، )Hannan et al. 1998‬والتف اؤل ال ينفي ه ذه‬
‫المسؤولية‪ .‬وهكذا ‪ ،‬في حين أنه مفيد ‪ ،‬يصبح التفاؤل أقل مالءمة إذا ظه ر في الثق ة المفرط ة‪ .‬لق د وج د‬
‫البحث دعًم ا لعالق ة س لبية بين الثق ة المفرط ة ومع دالت البق اء في أس واق الش ركات الناش ئة الناش ئة (‬
‫‪ .)Koellinger et al.2007‬تؤدي الثقة الزائدة إلى اتخاذ قرارات دخول الس وق والتقلي ل من أهمي ة‬
‫المنافسة ‪ ،‬األمر الذي له آثار طويلة األمد على مستقبل الشركة (‪.)Cain et al. 2015‬‬

‫ومع ذلك ‪ ،‬يمكن أن تكون الثقة وحتى اإلفراط في الثقة مثمرة في السياق المناسب‪ .‬إنها تؤدي إلى مرونة‬
‫تنظيم المش اريع على الم دى الطوي ل المص طلح وبالت الي يس اعد في تقلي ل أي نت ائج س لبية تنش أ عن‬
‫المخاطرة (‪ )Hayward et al. 2010‬أو فشل تنظيم المشاريع (‪ .)et al. 2013 Ucbasaran‬قد‬
‫تكون الثقة المفرطة طريقة طبيعية للتعام ل م ع بيئ ة ص عبة وق د تك ون أك ثر تكيًف ا في مواق ف معين ة (‬
‫‪ .)Petit 2010 Bollaert and‬تع زز الثق ة الزائ دة الت أثير اإليج ابي في س ياقات ري ادة األعم ال‬
‫(هايوارد وآخرون ‪ .)2010 ،‬هذه الحالة العاطفية اللطيفة ‪ ،‬المدعومة بالنجاح األخير ‪ ،‬قد تمكن األف راد‬
‫ب دورها من معالج ة المعلوم ات ال تي ق د ته دد اح ترامهم ل ذاتهم بس هولة أك بر (‪Trope and‬‬
‫‪ )1998 Pomerantz‬وربما تعزز أداء صنع القرار (‪.)Elorriaga-Rubio ، 2018‬‬

‫عندما يتعلق األمر بالتأثير السلبي (الذي قد ينشأ في بيئات العمل ال تي تتع رض لض غوط زمني ة أو غ ير‬
‫مؤكدة أو صعبة) ‪ ،‬فيمكنه تعزيز آليات الدفاع عن النفس وزيادة االستجابات الداخلي ة (‪Ucbasaran‬‬
‫‪ .)et al. 2013‬ومع ذلك ‪ ،‬يمكن أن يكون التأثير السلبي تكيفًيا في بعض األحيان ‪ ،‬مما يسهل التفك ير‬
‫النقدي (‪ ، )2017 Healey and Hodgkinson‬ويزيد من الحساسية (‪ .)Forgas 2013‬عالوة‬
‫على ذلك ‪ ،‬يؤدي التأثير السلبي لألفراد إلى إيالء اهتم ام أك بر للمعلوم ات الخارجي ة ‪ ،‬وبالت الي تحس ين‬
‫الفعالية الشخصية وتمكين األفراد من تقديم حجج مقنعة عالية الجودة عند الضرورة (فورغاس ‪.)2013‬‬

‫تسلط هذه النتائج الضوء على الطبيعة التكيفية للتأثير‪ .‬ال يوجد أي تأثير إيجابي أو سلبي قابل للتكيف كلًيا‬
‫أو غير قادر على التكيف تماًما ‪ -‬فلكل منها غرضه اعتماًد ا على الموقف المطروح‪.‬‬

‫‪ 9.3.3‬أسالف التأثير‬ ‫‪‬‬

‫عند النظر في الروابط بين التأثير والسلوك في سياق ريادة األعمال ‪ ،‬من المهم فهم سوابق التأثير عن دما‬
‫تتكشف في عملية ريادة األعمال‪.‬‬

‫كثيًر ا م ا كتب الفالس فة عن الص راع بين العق ل والعاطف ة باعتب اره ص راًعا بين األلوهي ة والحيواني ة (‬
‫‪ .)Haidt 2001‬هناك فئتان مساهمتان من الدوافع التي تحيز و ‪ /‬أو تؤثر على التفكير هي دواف ع ذات‬
‫صلة تشير إلى إدارة االنطباع والتفاعالت الس ائلة م ع الن اس ودواف ع التماس ك ال تي "تتض من مجموع ة‬
‫متنوع ة من اآللي ات الدفاعي ة الناجم ة عن التن افر المع رفي والتهدي دات لص حة النظ رة الثقافي ة للف رد‬
‫"(هايدت ‪ .)2001‬يرتبط الدافع األخير بحاجة رواد األعمال إلى حماية إيجابية الصورة الذاتي ة ‪ ،‬وال تي‬
‫قد تكون قوة دافعة أكثر تأثيرًا من المقاربات الموضوعية القائمة على البيان ات في ص نع الق رار (األردن‬
‫وعودية ‪ .) 2012‬عند التنقل في بيئات غير مؤكدة ‪ ،‬قد يكون دافع التعزيز الذاتي ‪ ،‬أي الحاجة إلى رؤية‬
‫الذات من منظور إيجابي ‪ ،‬رد فعل طبيعي للتأقلم النفسي م ع بيئ ة أعم ال غ ير مؤك دة للغاي ة ‪ -‬وبالت الي‬
‫محتمل أن تكون مهددة (‪ -Elorriaga‬روبيو ‪.)2018 ،‬‬

‫وبالمثل ‪ ،‬ووفًقا لبحث حديث ح ول المعتق دات المحف زة التخ اذ الق رار االقتص ادي ‪ ،‬ف إن األف راد ال ذين‬
‫يواجهون قدًر ا كب يًر ا من ع دم اليقين ‪ ،‬مث ل رواد األعم ال ‪ ،‬ق د يس تجيبون "بن اًء على الحكم" (أي داف ع‬
‫للقيام بعمل أفضل) أو "مدفوع بالتأثير" (أي دافع للشعور بتحسن) طرق تعتمد على المهمة المطروحة أو‬
‫الظروف الحالية (‪ .)Bénabou 2015‬يعد فصل األحداث والجوانب الظرفية التي قد تؤدي إلى ردود‬
‫فعل عاطفية مختلفة في رواد األعمال أمًر ا بالغ األهمية ؛ تتس بب األح داث اإليجابي ة والس لبية من البيئ ة‬
‫(على سبيل المثال ‪ ،‬الحصول على تمويل من أحد مالك األعمال أو عدم الحص ول على منح ة حكومي ة)‬
‫في ردود فعل عاطفية مختلفة ‪ ،‬والتي س يكون له ا ع واقب الحق ة مختلف ة على عم ل ري ادة األعم ال في‬
‫المستقبل (‪.)Shepherd and Patzelt 2017‬‬

‫نهج نظري قائم على التأثير في اتخاذ القرار االستراتيجي ‪ ،‬وال ذي يرك ز بالمث ل على س ياق ع دم اليقين‬
‫العالي ‪ ،‬ويف رق أيًض ا بين ه ذين ال دافعين ‪ -‬أي األداء األفض ل والش عور بتحس ن ويق ترح أن المش اعر‬
‫الس لبية تع زز الس لوك االن دفاعي‪ .)James and Ashkanasy 2008-Ashton( iour -‬ومن‬
‫أمثل ة ه ذه الس لوكيات الوجداني ة أو االندفاعي ة االنفج ارات العاطفي ة أو العن ف ( ‪Ashkanasy et‬‬
‫‪ .)al.2002‬بشكل أساسي ‪ ،‬ق د يس تجيب الن اس بط رق مختلف ة من الناحي ة الس لوكية من أج ل اس تعادة‬
‫توازن اختالل التوازن العاطفي لديهم ؛ التأثير ال يساعد المرء دائًما على التكيف بش كل فع ال م ع البيئ ة‪.‬‬
‫بناًء على هذا المنظور النظري ‪ ،‬فإن أحداًث ا اقتصادية معينة ‪ -‬مثل إشارات األداء من الهزات البيئية غير‬
‫المتوقعة ‪ -‬ستسبب مشاعر وأمزجة مختلفة في صانع القرار ‪ ،‬مما يؤثر في النهاية على النت ائج الس لوكية‬
‫(‪Ashton-James and Ashkanasy 2008‬؛ ‪.)Weiss and Cropanzano 1996‬‬

‫تظهر الدراسات في االقتصاد أن البشر يحاولون عن عمد وباستمرار تجنب األخب ار الس لبية من البيئ ة ‪،‬‬
‫كطريقة للحفاظ على احترام الذات وتنظيم الحاالت العاطفية المكروهة‪ .‬وجد ‪and Rao (2011) Eil‬‬
‫أن التعرض لمعلومات موضوعية سلبية ‪ -‬في شكل ترتيب أدى إلى تحديث عقالني أقل مقارنة بالتعرض‬
‫لـ أخبار إيجابية‪ .‬تم تأكيد هذه النتائج من خالل دراسات أخرى (‪ )et al. 2011 Möbius‬التي وجدت‬
‫أيًض ا دعًما للرغبة في تجنب التع رض المباش ر لمعلوم ات موض وعية مه ددة‪ُ .‬يع رف ه ذا باس م "ت أثير‬
‫النعام" (كارلسون وآخرون ‪ .)2009‬ومع ذل ك ‪ ،‬ف إن مث ل ه ذا ال تردد في مواجه ة المواق ف اإلش كالية‬
‫يمكن أن يؤدي إلى تفاقمها بدًال من تخفيفها (‪.)Schulman 1989‬‬

‫‪ 9.3.4‬اآلليات العاطفية اآللية والتكيفية‬ ‫‪‬‬

‫يمكن أن يكون لكل من الحاالت العاطفية اإليجابية والسلبية تأثير مفي د على اإلدراك وتس اعد في معالج ة‬
‫المعلومات بشكل مناسب استجابًة للمطالب الظرفية أو المتعلقة بالمهمة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬ارتبط المزاج‬
‫اإليجابي بزيادة المرونة العقلية واالنفتاح على المعلومات من البيئة ‪ -‬حتى المعلومات التي يمكن أن تهدد‬
‫احترام الذات (‪ .)Trope and Pomerantz 1998‬كما يتم تعزيز االستدالل الس ريع واإلرش ادي‬
‫والقدرة على دمج المعلومات المعقدة في ظل الحاالت العاطفي ة اإليجابي ة (‪.)Estrada et al.1997‬‬
‫لقد ثبت أن التأثير اإليجابي يحس ن اإلب داع (‪ )Isen et al. 1985‬واألداء الف ردي والف رد في ري ادة‬
‫األعمال (‪ .)Baron et al. 2011‬في المقابل ‪ ،‬ارتبط التأثير السلبي بالعملية المجه دة أو التحليلي ة ‪،‬‬
‫والدفاع ‪ ،‬واليقظة ‪ ،‬واالنتباه الذاتي ( ‪ .)Green et al. 2003‬هذه األنواع من األساليب التحليلية للغاية‬
‫والموجهة نحو التفاصيل التي يس هلها الم زاج الس لبي تك ون ذات قيم ة عالي ة في بعض المواق ف ‪ ،‬مث ل‬
‫القرارات المالية التي يتخذها المتداولون ( ‪ .)Au et al. 2003‬في الحالة المحددة لسلوك ريادة األعمال‬
‫‪ ،‬قد يكون االنتباه إلى المعلومات السلبية من الس وق أم ًر ا حاس ًما أيًض ا من أج ل تحس ين رض ا العمالء‬
‫باستمرار (‪ -spe .)Baron et al. 2011‬باإلضافة إلى الحاالت العاطفي ة العام ة ‪ ،‬ف إن المش اعر‬
‫المنفصلة مهمة أيًض ا من أجل التكيف بنجاح مع البيئ ة ؛ تس اعدنا العواط ف على التعام ل م ع األض رار‬
‫المحتملة‪ .‬كل عاطفة لها موضوع أساسي مختلف مرتب ط به ا ‪ ،‬وال تي له ا مع نى كب ير لرفاهي ة الف رد (‬
‫‪ .)1993 Lazarus‬تختلف المشاعر المحددة في بعض التقييمات المعرفية المرتبطة به ا ‪ ،‬مث ل الج دة‬
‫وأهمية الهدف وإمكانية التأقلم ‪ ،‬من بين أم ور أخ رى (‪ .)Ellsworth and Scherer 2003‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يمكن أن تختلف العواطف بشكل كبير في تقييمات اليقين أو "الدرجة التي تبدو بها األح داث‬
‫المستقبلية قابلة للتنبؤ ومفهومة مقابل غير قابلة للتنبؤ وغير مفهومة" وال يزال لها نفس التك افؤ اإليج ابي‬
‫أو السلبي (‪ .)Lerner and Keltner 2000‬كما ذكرنا س ابًقا ‪ ،‬هن اك عاطفت ان تش تركان في نفس‬
‫التكافؤ (أي إيجابية أو سلبية) على السطح ق د ت ؤدي إلى س لوكيات مختلف ة تماًم ا‪ .‬وم ع ذل ك ‪ ،‬ف إن ه ذا‬
‫المفهوم يتعارض مع تنبؤات نظري ة الت أثير والتس ريب (‪ ، )Forgas 1995‬حيث أن ت أثيرات الحال ة‬
‫المزاجية ال تبث اإلدراك والسلوك بطريقة متطابقة مع الحالة المزاجية ‪ -‬كما تتوقع النظري ة‪ .‬على س بيل‬
‫المثال ‪ ،‬لنأخذ حالة السعادة والغضب ‪ ،‬وهما شعوران مختلفان تماًما لهما تكافؤ متنوع ‪ ،‬إيجابي وسلبي ‪،‬‬
‫على التوالي‪ .‬ومن المثير لالهتمام ‪ ،‬أنه قد ثبت أن كالهما يمكن أن ي ؤدي بالتس اوي إلى زي ادة اس تغالل‬
‫الفرص والمخاطرة (‪.)Lerner and Keltner 2001‬‬

‫وبالتالي ‪ ،‬فإن النظريات المختلفة حول التأثير ‪ ،‬مثل نموذج التأثير مثل التس ريب (‪ Forgas 1995‬؛‬
‫‪ )Forgas and George 2001‬ونظريات تقييم المشاعر المنفص لة (‪Lerner and Keltner‬‬
‫‪ 2000 ، 2001‬؛ ‪ ، )Lerner et al. 2015‬قد تسفر عن تنبؤات مختلفة ‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد دعمت‬
‫مجموعة متنوعة من الدراسات القيمة اإلعالمية للتك افؤ اللذي ذ ‪ -‬إيجابًي ا أو س لبًيا ‪ -‬ودافعت عن أهميته ا‬
‫لدراسة العواقب السلوكية للتأثير (فورغاس ‪ 2002‬؛ ت ان وفورج اس ‪ .)2010‬في محاول ة للتوفي ق بين‬
‫النتائج السابقة ‪ ،‬تم اقتراح أن العوامل السياقية ‪ ،‬مثل المتطلب ات المعرفي ة لموق ف أو مهم ة معين ة ‪ ،‬هي‬
‫المفتاح لشرح تط ابق الم زاج مقاب ل حس ابات التن اقض الم زاجي (فورغ اس وج ورج ‪ .)2001‬وج دت‬
‫دراسة أجراها )‪ George and Zhou (2002‬أنه باالعتماد على استدالل التأثير كمعلومات ‪ ،‬كان‬
‫األفراد ذوو المزاج السلبي أكثر إبداًع ا في حل المشكالت من األفراد الذين يتمتعون بمزاج إيجابي عن دما‬
‫سجلوا درجات عالية في وضوح المشاعر‪ .‬اقترح مؤلفو هذه الدراسة أنه في ظل ه ذه الظ روف المح ددة‬
‫(أي وضوح المشاعر) ‪ ،‬يش ير الم زاج اإليج ابي إلى ع دم الحاج ة إلى مزي د من الجه د ‪ ،‬في حين فس ر‬
‫أولئك الذين يعانون من مزاج سلبي مزاجهم غير السار على أنه عالمة على الحاج ة إلى ب ذل المزي د من‬
‫الجهد بالفعل‪ .‬في المقابل ‪ ،‬في ظل ظروف مختلفة ‪ ،‬قد يكون للمزاج اإليجابي عواقب مفيدة على اإلبداع‬
‫(‪ ، )et al. 1997 Estrada‬بل إنه يكمل الدور المفيد للتأثير السلبي على اإلبداع (‪George and‬‬
‫‪ .)Zhou 2007‬بش كل أساس ي ‪ ،‬للس ياق عالق ة حاس مة في ش رح الت أثيرات العاطفي ة على النت ائج‬
‫السلوكية‪ .‬في األقسام التالية ‪ُ ،‬يقترح أن التأثير المتوقع قب ل ق رار دخ ول الس وق ق د يك ون جانًب ا س ياقًيا‬
‫رئيسًيا يجب مراعاته ‪ ،‬خاصًة ألنه يتعلق بالتأثير الفوري الذي يواجهه صانع القرار‪.‬‬

You might also like