Professional Documents
Culture Documents
التقويم
التقويم
تدرس المقالة خصائص الحكم المهني في تقويم المعلم ،والتي تم تصورها على أنها عملية معرفية وممارسة
اجتماعية مرتبطة بسياقات مختلفة .ويجادل البعض في تعدد الحجج في األحكام المتعلقة بالتقويم المهني،
مما يدل على أنه يستدعي وضع أطر مرجعية ومعايير مرجعية مختلفة .يقدم المقال بحثًا عن مناهج التقويم
الموجز والتنبؤي التي نفذها عشرات المعلمين في جنيف في المرحلة السادسة االبتدائية .تصف النتائج
اإلجراءات التي يستخدمها المعلمون لتحديد الدرجات في الكتاب المدرسي وتعديالت التقويم التي يجرونها
فيما يتعلق بحاالت الطالب الفريدة .ويسلط الضوء على األبعاد االجتماعية واألخالقية للحكم على التقويم
المهني .تم تحديد نمذجة من أربع نقاط .يمكن أن تجد أنشطة تدريب وتعاون جماعي يمكن أن تطور اتساق
وصرامة الحكم المهني للمعلمين وبالتالي الحد من التحيزات التي تؤثر على ممارسات التقويم الخاصة بهم.
منظورا يخرج عن فكرة أن التقويم سيتكون من وضع الطالب ميكانيكيًا على مقاييس القياس
ً تقدم هذه المقالة
دون مراعاة الممارسات والمعاني االجتماعية والثقافية التي تستند إليها القرارات ،التقويمية .مع وضع ذلك
يعرف )Lafortune (2006
في االعتبار ،ندرس بشكل خاص الحكم المهني للمعلمين في تقويم المدرسةّ .
الحكم المهني للمعلم بأنه:
"عملية تؤدي إلى صنع القرار ،وتراعي االعتبارات المختلفة المستمدة من الخبرة المهنية (الخبرة
والتدريب) .وتتطلب هذه العملية الدقة واالتساق والشفافية .وبهذا المعنى ،فإنه يفترض مسبقا جمع
المعلومات باستخدام وسائل مختلفة ،وتبرير اختيار الوسائل فيما يتعلق باألهداف أو المقاصد ،وتقاسم
نتائج النهج من منظور تنظيمي".
صا بالتقويم ،ولكنه يتعلق بجميع أنشطة المعلم ،ال سيما اختيار وترتيب
هذا التعريف للحكم المهني ليس خا ً
المواقف التعليمية ،وإدارة الفصل واألنشطة التعليمية ،والتبادل مع الزمالء حول المشاريع المشتركة ،وكذلك
1
جميع مراحل تقويم التعلم ،سواء كان تكوينيًا أو تلخيصيًا أو تنبؤيًا ( .)Allal & Lafortune 2008وبعبارة
أخرى ،ال يقتصر الحكم المهني على جانب معين من جوانب عملية التقويم.
في هذه المقالة ،نركز على ما نسميه حاالت التقويم الموجز ،أي التي تساهم في االعتراف بالمهارات واعتماد
تعلم الطالب ،وما يسمى بالتقويمات التنبؤية التي تستخدم لبناء القرارات حول مستقبل الطالب ،فإن هدفنا
هو فحص خصائص هذا الحكم عندما يتعلق األمر بمهنية المعلم .بدون الدخول في نقاش واسع حول الوضع
المثير للجدل إلى حد ما للمعلم المهني ،ندرس الطريقة التي يتم بها صياغة أحكام التقويمفيما يتعلق ببعض
الشروط الخاصة بمهنة التدريس (على سبيل المثال Gohier ،و Bednarzو Gaudreauو Pallascio
1999 ،& Parent؛ ،Altet ،Lafortune & Allal, 2008; Laveault, 2005; Paquay
،)1996 ،Charlier & Perrenoudخاصة عندما:
-يمارس الحكم التقويمي في حاالت المشاكل المعقدة التي ال يكون تطبيق القواعد الموحدة مناسبا لها،
-يتطلب تسوية الخبرة وتعبئة المعارف المهنية،
-اتخاذ القرار الذي هو مسؤولية المعلم واستقالليته،
-ينطوي األمر على تحليل للموارد والقيود المتصلة بالسياقات المعنية،
-التفكير النقدي ،الفردي والجماعي،
-ألشكال التكيف اإلبداعي في ضوء حاالت فردية.
وال يمارس الحكم المهني وحده ؛ ويتم ذلك في تفاعل مباشر إلى حد ما مع األشخاص المشاركين في
القرارات الناتجة (الطفل وأسرته) ،ومع المجموعة المهنية القريبة من المعلم (زمالؤه وغيرهم من المهنيين
الذين يعمل معهم) ودائما في عالقة بالمؤسسة التعليمية وعلى نطاق أوسع بالمجتمع .وبذلك يكون الحكم
على التقويم المهني جزءا ً من نهج متعدد الجوانب .ينطوي على أطر مرجعية ومعايير مختلفة :المعايير
المهنية التي ينظر إليها على أنها معترف بها ويتقاسمها أصحاب المصلحة ،واالشتراطات المؤسسية التي
أصبحت رسمية في القوانين أو األنظمة أو مبادئ التطبيق ؛ اختيارات جامعية لمدرسة أو مؤسسة تتحقق
أحيانا في ميثاق ؛ والثقافة الجزئية للفصل التي تبنى بين كل معلم وطالبه والتي تحدد التوقعات والمعايير
والممارسات المشتركة فيما يتعلق باألنشطة المنفذة بالفعل ،القيم الشخصية للمعلم ومعتقداته التي تدمج من
بين أمور أخرى ،الجوانب الواعية إلى حد ما للحكم التقويمي (الفو .)2005 ،كما أشار "عالل والفورتشن"
( ،)2008فإن تعقيد الحكم المهني ناتج بشكل خاص عن التأخير،أو االختالفات بين هذه المعايير المختلفة،
وكذلك بين المعلومات المختلفة التي تم جمعها وتفسيرها عن نفس الطالب .بشكل عام ،وخاصة في حاالت
عدم اليقين ،يبني الحكم المهني شرعيته على المبادئ األخالقية لمهنة التدريس .في هذه المقالة ،سنعتمد على
2
نتائج بحث اجريناه مع نحو عشرة معلمين من جنيف في الصف السادس .كان الغرض من هذا البحث هو
دراسة خصائص الحكم المهني في حاالت التقويم الموجز والتنبؤي التي تمت دراستها من خالل المقابالت
مع المعلمين .واستنادا إلى الوثائق التقييمية التي تنشئها (المعلومات الواردة في الكتاب المدرسي ،وأدوات
التقييم ،وسجل النتائج ،وآثار المالحظات ،وما إلى ذلك) .نحن نربط النتائج الرئيسية لسلسلتين بحثيتين،
وهما:
-اإلجراءات التي وضعها المعلم لتعيين الدرجات في نهاية الفصل الدراسي والسنة.
تعديالت التقويم التي أدخلها المعلم فيما يتعلق بالحاالت الفردية لبعض الطالب وعمليات التواصل -
المتعلقة بالمالحظات.
فرضيتنا هي أن حكم المعلم يجب أن يكون مشكلة كعملية معرفية فردية (الربط بين مختلف المعلومات
والمنطق والتفسير والتقدير وصنع القرار) وفي نفس الوقت كممارسة اجتماعية تتميز بالسياقين االجتماعي
والثقافي الذي تقع فيه (المشاورات مع الزمالء ،والتبادالت مع أولياء أمور التالميذ ،وغيرهم) و التي تجتمع
فيها مباشرة إلى حد ما (اإلشارة إلى تعليمات وتوجيهات المدرسة ،ومدونة أخالقيات المهنة ،على وجه
الخصوص) .لذلك التحدي هو تسليط الضوء ،من نتائج أبحاثنا ،بشأن البعدين الفردي واالجتماعي لحكم
التقويم المهني ،الذي سنصفه بأنه «يقع» ،بالترتيب ،من ناحية ،لمحاولة فهم أفضل للعمليات التي تشكله،
ومن ناحية أخرى ،لتوضيح كيف يمكن اعتبار هذا الحكم الصادر عن المعلم ضمن اختصاصه المهني.
المنظور الظرفي (استنادًا إلى نظريات التعلم واإلدراك الموجودة) ،على سبيل المثال ،عند "براون وكولينز
ودوجويد ،"1989 ،بإيالء أهمية خاصة لسياقات الوساطة في النشاط التقويمي من حيث المعايير
والممارسات والمعاني والخطابات واألدوات التي ينظر إليها على أنها معترف بها اجتماعيا ً وتتقاسمها
«جماعات ممارسين» أو أكثر .وهي توفر إطارا تفسيريا يعطي معنى ألنشطة ومعارف أعضائها بينما
يشكل الممارسات االجتماعية والتعلم الذي يتم تحقيقه.
3
ومن وجهة نظر هذه النظرية ،يتطلب مفهوم التقويم الموضعي أن يكون مفهوما في عالقاته الجدلية مع
المجتمعات السوسيو -الثقافية التي يتشكل فيها ،ويتم التفاوض بشأنه وفهمه .وبالتالي يصبح التقويم تفسيريا ً
أساسيا ً ،ليس فقط فيما يتعلق بمعايير التقويم «الكالسيكية» ولكن أيضا ً من خالل النظر في الممارسات
والقيم ،وغالبا ً ما تكون قواعد ضمنية لمجتمعات الممارسة .النهج التفسيري في صميم التقويم هو األساسي
لتنظيم العمليات واألجهزة ومناهج التدريب .ويعتبر تثليث المعايير ومصادر المعلومات ضمانا لمزيد من
صحة وموثوقية األحكام التفسيرية الصادرة.
يشجع منظور تقويم الحالة على وضع تصور للعالقة بين الفرد في النشاط (األعضاء الذين يقومون
بالتقويم/يجري تقييمهم) وسياق تطور هذا النشاط ،سواء من حيث السياق المباشر (الصف ،المدرسة) أو
من حيث عالقته بسياق سوسيو -ثقافي ،والتاريخ االقتصادي األوسع (النظام المدرسي ،وتقاليده ،وعالقته
بسوق العمل) .يقودنا هذا المفهوم إلى دراسة الحكم المهني في التقويم كممارسة اجتماعية ،تعبئة اإليماءات
المعرفية التي تتميز أساسا ً بمختلف السياقات االجتماعية والثقافية المترابطة ،وأهمها الفصل الدراسي
والمدرسة والمؤسسة التعليمية .كيف يمارس المعلم الحكم في التقويم ،كعملية معرفية فردية وممارسة
اجتماعية مرتبطة بمجتمعات الممارسة التي تتطور من خاللها ؟ هذا السؤال العام يقودنا إلى االستفسار عن
القرار المتخذ ضمن قرارات تقويمية تستند إلى المعلومات المختلفة التي جمعها المعلم (نتائج التالميذ في
التقويمات الرسمية ،ومعلومات عن حالة الطفل األكثر عمومية ،والتقدم المحرز في التعلم خالل السنة ،وما
إلى ذلك) ،المعايير األخالقية لمهنة التدريس ،وشبكات الممارسة والتواصل بين األشخاص المعنيين ،وهي
اللوائح التي وضعها النظام المدرسي المعني.
" البحث"
بحثنا ،الذي أجري في ربيع عام " ،"2006ملخص وتنبؤي لمعلمي الصف السادس إبتدائي ،العام األخير
قبل انتقال الطالب إلى التعليم االعدادي .الكتيب المدرسي المستخدم ،يرسل إلى الوالدين في نهاية كل فصل
دراسي ،تشمل الدرجات والتقييمات العددية لمختلف التخصصات تقييمات الحياة المدرسية ،أي مالحظات
يكتبها المعلم وفي الربع الثالث ،نتائج اختبارات الكانتونات "(التقييمات الخارجية)" .وتتوافق التصنيفات
العددية (التصنيفات الكاملة من 1إلى )6مع فئات التقويم النوعي ،من المهم مالحظة أن دراستنا أجريت
قبل إدخال في سبتمبر ،2007أحكام تنظيمية جديدة في التعليم االبتدائي في جنيف تتطلب تخصيص عالمات
رقمية الكتشاف الفحوصات الكتابية ،وال سيما وضع المالحظات في الكتيب عن طريق حساب المعدالت.
4
هذا يعني أن معلمي بحثنا يمكنهم ممارسة حكمهم المهني مع مزيد من االستقاللية واإلجراءات المتنوعة
والنوعية أكثر مما هو عليه الحال بعد عام .2007تتكون العينة من 10معلمين لديهم خبرة مهنية تتراوح
بين ستة سنوات و أربعين سنة .نصفهم يدرسون في مدارس في مناطق محرومة نسبيًا في كانتون جنيف
والنصف اآلخر في أحياء ذات نمط مختلف عن المناطق األولى .أجرينا مقابلتين بحثيتين مع كل معلم :واحد،
في مارس (نهاية الربع الثاني) وآخر ،في يونيو (نهاية الثلث الثالث وكذلك السنة األخيرة من المستوى
االبتدائي) .في ضوء المقابلة ،كان على المعلمين جمع المعلومات التي بحوزتهم إلكمال الكتاب المدرسي
لطالبين معينين ،التي ترددوا بشأنها بين مالحظة (األهداف المحققة) ومالحظة (األهداف التي تحققت
تقريبا) .فرضيتنا كانت أن الحكم المهني في هذا النوع من الحاالت المعقدة ،من بين أمور أخرى ،قضايا
هامة تتعلق بالترقية والتوجيه نحو نظام التعليم الثانوي في نهاية السنة السادسة ابتدائية .غطت التبادالت
تخصصين مختلفين( :الرياضيات) ،تمرير االنضباط المدرسي المنخرط في قرارات الترقية والتوجيه
والبيئة (الجغرافيا والتاريخ والعلوم الطبيعية) ،التي لم تحدد لها شروط للترويج والتوجيه.
دليل مقابلة هيكل التبادالت ،تشجيع المعلمين على التعبير عن أنفسهم بشأن مصادر المعلومات المختلفة
كانوا يخصصون درجات في الكتاب المدرسي ،بشأن الخطوات المتخذة للبت في هذه المذكرة ،بشأن أساليب
التواصل المصاحبة لتسليم كتيب المدرسة ،بشأن قرارات الترويج والتوجيه .لكل هذه العناوين طلبت
إيضاحات وتبريرات لفهم دور الحكم المهني بشكل أفضل في ممارسات وتصاميم تقويم المعلمين .باإلضافة
إلى خطاب المعلمين ،جمعنا المعلومات المكتوبة من الطالب (أمثلة لالختبارات الكتابية( ،صفحات من
الكتيبات المدرسية) والمعلم (صحائف موجزة للتقييمات ،والسجالت ،وكتب المالحظة ،وما إلى ذلك).
أجرينا تحليالً نوعيا ً للبيانات التي تم جمعها .ألغراض التكثيف والتصنيف ،لقد أنشأنا «أشكال» العد ،بمعنى
ضا
"هوبرمان ومايلز" ( ،)1991وقد أنشأنا مختلف الجداول والرسوم البيانية المتعلقة بالبيانات .قمنا أي ً
بتحليل التفسيرات المقدمة من قبل المعلمين بشأن عمليات التقويم ،فيما يتعلق بعدة نقاط مرجعية :المراجع
الرسمية ،اختيار الكلية ،واالستراتيجيات التربوية ،والقيم الشخصية ،والقيود التعليمية ،ودعم األسرة
الطالبية .حاولنا المحاسبة ،في تفسيرنا ،ليس من منطق تجميد/تثبيت حسب الفئات المفككة ،ولكن للقبض/
المسك على تعدد االبعاد و التبريرات المرتبطة بها إلى الحكم المهني.
←مالحظة :في ختام هذا الجزء ،أن الدراسة النهائية لألبعاد المكونة للحكم المهني تنطوي على إحالة
مرجعية منهجية بين المسندات/الوثائق المختلفة للعد والتحليل تتطلب أخذ و رد منظ ًما بين الرمز الحرفي و
األشكال و اآلثار األصلية.
5
" النتاجئ"
من أجل فحص األبعاد الفردية واالجتماعية التي يتكون منها الحكم مهنيا في التقويم من الضروري البدء
بوصف ممارسات المعلمين :أي كيف ينطلقون من التقييمات الدقيقة األداء خالل فترة تدريب معينة التخاد
قرار بشأن مالحظة الدخول في تقرير المدرسة.
من خالل تحليل خطاب المعلمين ومن اآلثار المكتوبة للضوابط الخاصة بهم يتبين أن جميعها تحدد إطار
العمل ،كمعايير مرجعية لتقييم إنتاج التالميذ بإتمام شرح معايير التعلم والتقويم المحددة مسبقا في بداية
اإلستمارات المكتوبة ،ووفقا لتوصيات المؤسسية للتعليم اإلبتدائي في جنيف مثال حيث تظهر هذه المعلومات
بشكل واضح للتالميذ وأولياء أمورهم .من بين المعلمين العشرة في بحثنا تم إختيار سبعة في الضوابط
المكتوبة ،لتقويم كمي مع عدد النقاط وثالثة تفصل التقدير النوعي المعبر عنه بالفئات اللفظية والرموز
والتعليقات .فيتم التعبير عن النتائج إما على أنها مؤيدة أو من خالل تقييم شامل غير محدد الكمية .الدرجة
في تقرير المدرسة تتكون اإليماءات من مقارنة النتائج المحددة التي أنتجت خالل فترة تدريب معينة ومنحها
معنى فيما يتعلق بمعنى التعاريف الرسمية للفصل .لهذا تم النظر على وجه التحديد في كيفية دمج المعلمين
في مختلف التقويمات المخصصة للوصول إلى الدرجة النهائية دون الخوض في تفاصيل ملفات تعريف
الممارسات المختلفة التي تم تحديدها عن طريق األعمار لذى ( موتير لوبيز وكثافي .)2005يتضح أن
مدرسا واحدا يتحول إلى أشكال التقويمات المحددة في مالحظات رقمية من أجل حساب الحد المتوسط ثم
يقرر هذا المعلم تقريب العالمة أو النقطة إعتمادا على المعلومات اإلضافية المتاحة لكل طالب.
في حين يقول جميع المعلمين اآلخرين أنهم ال يحتاجون إلى إعادة الركض نحو خوارزميات رياضية لتحديد
الدرجة ،كما أن ثمانية منهم يفحصون بعناية نتائج جميع عناصر التحكم ،كتابات وإختبارات صغيرة ( غالبا
ما يتم نسخها في سجل أو على ورقة ملخص مقابل أهداف التعلم).
6
ثم أنظمة التتبع تشهد على تفسير النتائج المسجلة من خالل الفحص عن كل طالب يحصل المعلمون عن
فكرة أولية في التصنيف ربع السنوي أو في مجموع التصنيفات التي يجب مراعاتها .وهناك مدرس أخير ال
يعتبر اإلختبارات الكتابية كما يجب بالضرورة أن يكون المصدر الرئيسي ،إذ يشرح أنه يبدأ ببناء تمثيل
عالمي للعمل المدرسي للطالب من خالل فحص مصادر المعلومات المختلفة ( اإلختبارات الكتابية وأنشطة
التعلم) مما يؤدي به إلى تحديد العالمة الفصلية التي يجب مراعاتها في حالة التردد بين الصفين الثالث
والرابع بسبب إختالف نتائج الطلبة.
من هنا يبدو أن جميع المعلمين في بحثنا يقدمون التعديالت على إجراءات التقويم الخاصة بهم التي تسمح
لهم بذلك حين يحاولون النظر بطريقة أكثر تميزا في المواقف الفردية للتالميذ المعنيين .لذلك نحن نعتبر هذه
التعديالت لتكون ثمثيلية بشكل خاص لممارسة الحكم المهني من قبل المعلم بإعتبار المعلم له القدرة على
تكييف نظام التقسيم الخاص به مع مراعاة تأخد في االعتبار االختالفات بين الطالب لإلنفصال عن روتينهم
أو اإلبتعاد عن القواعد الخاصة من أجل إتخاد أنسب قرار ممكن وهو مؤشر المحرك الرئيسي للوضع
المهني.
تحليل خطاب المعلمين يوضح أنهم يقومون بما يلي :
-بأنشطة التعلم في الفصل ( مع األخذ في اإلعتبار على سبيل المثال األنشطة والبنود التي يتم تقويمها
في الشيكات أو السجالت المكتوبة ،مثل قرارات فتح مشاكل في الرياضيات مما يجب على المعلم
توفيره للطالب إلكمال المهمة).
-استثمار الطالب في األنشطة المدرسية ( انخراط ،مشاركة ،جودة الفهم).
-تقدم التعلم خالل العام أو خالل الدورة ( من الصف الخامس إلى الصف السادس).
-نتائج اإلختبارات أي التقويمات الخارجية التي تم إجتيازها في الفصل الدراسي األخير من المرحلة
اإلبتدائية والتي توفر معايير على التوقعات المؤسسية لجميع الطالب.
7
باإلضافة إلى هذه العناصر المختلفة ثم اإلستشهاد بمصدر تكميلي مهم من قبل المعلمين والتي تتعلق باالراء
واألفكار المقدمة من قبل المتخصصين اآلخرين مثال:
مدرس دعم أو زميل أتيحت له الفرصة لمراقبة الطالب في نشاط التفكيك أو في إطار متابعة جماعية ،معالج
النطق أو علماء النفس في المدرسة.
وبالمثل كثيرا ما توفر المقابالت مع العائالت تقديم معلومات هامة تساعد في توضيح المذكرة ربع السنوية
التي تعكس مهارات الطالب .حيث تسلط عناصر الوصف األولي هذه الضوء على العمليات والمهارات
المعرفية التي يتطلبها أي تقييم لتعلم الطالب :تقديم مجموعة من المعلومات التي تم جمعها لتغييرها ثم
مقارنتها بتعيين " قيمة" من أجل إتخاذ قرار .فهذه اإليماءات المعرفية مدعومة بأدوات التقويم واألطر
المرجعية القائمة على المعايير ،كفئات التقييم وشبكات الملخص وما إلى ذلك .أي إجراء هيكل نظامي
ومشترك بين جميع الطالب ،وفي حالة التردد أو الشك يتم إجراء التعديالت التقويمية بما في ذلك التحصيل
على وجه الخصوص كون هذه التعديالت تتطلب تحليال نقديا لوضع نشوئها وغالبا في منظور زمني مزدوج
مثال :التقدم الذي أحرزه الطالب خالل الفصل الدراسي أو خالل العام الدراسي الماضي ( التقييم تلخيصي
) ،والمسار التدريبي كما هو متوقع في التدريس بالثانوية.
بهذا يبين هذا التحليل أن كل المعلومات اإلضافية هي التي تظهر غالبا العوامل المحددة في القرار التقويمي
للمعلم.
وبناءا على تحليلنا لممارسات المعلمين دعونا نحاول تحديد الطبيعة اإلجتماعية واألخالقية للحكم المهني في
التقويم .إلى أي مدى هو جزء من شبكات اإلتصال المشترك والمعاني؟ وإلى أي مدى هو جزء من ثقافة
التقييم المبنية داخل المدارس؟ ماهي القيم واإلستراتيجيات التربوية المتعلقة بالقرارات التقويمية؟
من المسلم به اآلن أن التقويم جزء من عملية الفهم والتواصل والتفاوض ،مما يعني أن المعامالت والتعديالت
جزء منه.
فاألدوار التي وصفها ( حاجي )1999 ،في ممارسات المعلمين يمكن مالحظتها عبر عدة مستويات :
8
-1بالفعل في إطار استعادة نتائج التقييمات التلخيصية من حين آلخر بناءا على األعمال المنفذة والتفاعالت
التي تتم عبر االجتماعات مع الطلبة ،على سبيل المثال من أجل فهم أخطائهم بشكل أفضل أو الحكم بشكل
أفضل على فهمهم للمهمة.
-2في إطار أساليب اإلتصال التي تحيط بمذكرة كتاب المدرسة على الرغم من أن هذه األساليب تختلف من
معلم آلخر حسب إختالف .بمعنى االختيارات الشخصية يشارك فيها جميع المعلمين في هذا البحث
والتبادالت الشفوية مع الطالب حول الدرجات والمعامالت وغيرها ،ثم صياغة التعليقات المكتوبة في كتاب
تطوير ملف أو وثيقة التقويم.
لكن جميع اإلتصاالت تنص على إرسال رسالة كعنصر يظهر بطريقة ملفتة للنظر من تحليالتنا وهو األهمية
التي يمنحها المعلم إلى الدرجة الفصلية أو في نهاية العام الذي يمنحه فيما يتعلق بقضايا التعلم والتوجيه.
ففي الواقع مثال المذكرة تظهر مسثتمرة مع وظيفة تتجاوز فئة التقدير الذي من شأنه أن يضع الطالب فقط
على مقياس قياس من 1إلى 6عند التردد بين المالحظتين 3و 4يظهر مفهومان متباينان كمحاولة لخطاب
المعلم وال سيما فيما يتعلق بالرياضيات التي لها دور مهم في توجيه التلميذ نحو تيارات التعليم بالثانوية:
-يقرر بعض المعلمين ،خاصة خالل العام منح درجة 3بدال من 4بإعتبار هذه المالحظة يجب أن
تكون بمثابة تحذير إذ تسعى إلى تحفيز إستثمار الطالب في العمل المدرسي وتقوده إلى تحسين نتائجه.
-يختار مدرسون آخرون العالمة األعلى( 4بدال من )3وهذه مالحظة رائعة ألنهم يرغبون في دعم
وتشجيع الطالب في مسار تعليمي يحكم عليه عالميا.
9
الممارسة ،ألن القرارات الجماعية واألدوات التي تم إنشاؤها يركز المعلمون فيها على عملية التطوير
والمراقبة بأكملها.
فمنذ أن تم تحديد اإلطار المرجعي للمعايير والمقاييس أصبحت اإلختبارات الكتابية ذات أهمية معينة من ثم
فهي تمثل مسؤولية واستقاللية لكل معلم ،واألمر نفسه ينطبق على القرار النهائي لمنح التصنيف ربع
السنوي .كما يؤكد العديد من المعلمين على أهمية تقديم نظام متماسك سواء الطالب أو أولياء أمورهم من
خالل ممارسات التقييم الشامل مع شرحه لحساب التقدم التعليمي الذي تم إحرازه.
ونقطة أخرى تتكرر في حديث األطفال مع معلميهم هو رغبتهم في تقدير قيمة إستثمار التلميذ في العمل
بالمدرسة ،أي مشاركته النشطة والجهود المبذولة ثم التقدم المحرز لهم .هذا ما يجعل المعلمين يتحدثون عن
تتمين النجاحات مقارنة بالصعوبات التي يواجهونها من تالميذتهم ،هنا األمر يتعلق بالسعي عن البحث عن
ما هو إيجابي .لذلك بأغلبية المالحظات على التقويمات تكون عبارة عن تقارير الهدف أو أهميتها تكمن على
إجراء تعديالت تقويمية تسمح ببعض المرونة التي يعتبرها المعلمون لصالح التالميذ.
وقد لوحظت هذه القيم في بعض اإلستراتيجيات التربوية التي يقول المعلمون أنهم يفضلونها بالخصوص
كيفية الموازنة بين التقييمات النهائية والتقييمات النوعية عندما يتطلب الموقف ذلك من وجهة نظرهم التقييم
والتشجيع ،من أجل مراعاة تقدم التعلم.
10
-2يعتمد الحكم المهني على إجراءات التقويم التي يطورها المعلم ويطبقها على جميع الطالب ،بمعنى يجب
على اإلجراءات أن تتكيف مع المواقف الفريدة.
-3الحكم المهني في التقويم هو عمل فردي معرفي ،ولكن يتم تطويره ودمجه في شبكه اتصال ضمن سياق
اجتماعي ومؤسسي.
-4يتضمن الحكم المهني في التقويم ربط متطلبات النظام المدرسي وثقافة المنشأة والقيم الشخصية وكذا
استراتيجيات التدريس للمعلم ،وهذا عكس البحث الذي يتعامل مع الحكم التقويمي كعملية فردية بشكل
اساسي ،تتكون من تقويم المعلومات التي تم جمعها بهدف اتخاذ قرار.
ويتبين من خالل هذه التحليالت للحكم المهني ،أن المعاني تنسب إلى الدرجات ،باإلضافة الى تعريفها من
حيث درجة تحقيق األهداف ،إذ تلعب هذه المعاني دورا حاسما في حالة عدم اليقين مثل التردد بين مالحظتين.
وقد تمت مناقشة أيضا بشكل خاص التعددية التفاضلية للحكم المهني في التقويم في هذه المقالة ،باعتباره
متجدرا في الممارسات والمعايير ،وأن معناها مرتبط بسياقات عديدة ( الفصل ،المؤسسة ،المؤسسة
المدرسية . ) .ويولي المعلمون في بحث التقويم أهمية خاصة للمجتمع الذين يمارسون ويشاركون فيه وذلك
من حيث الخيارات الجماعية وثقافة التقويم المشتركة داخل المؤسسة المدرسية ،وهنا نتحدث عن القيم التي
تقدرها المهنة بشكل جماعي ،وذلك لتبرير إجراءات التقويم المنفذة وتعديل التقويم ،التي يتحملون
مسؤوليتها .وهنا نتساءل في الختام لماذا نعتبر أنه من المهم دعم وتطوير الحكم المهني في التقويم؟ وما
الذي يجلبه هذا المفهوم لتقويم التعلم؟
سلطت العديد من الدراسات الضوء على التحيزات التي يمكن ان تحدث في ممارسات درجات المعلمين و
أبرزها البحوث الدوسيمولوجيا ولما لها من تأثيرات إذ من غير العادل أن يكون التقويم مرتبط بخصائص
غير أكاديمية للتلميذ مثل ( :أصله االجتماعي واالقتصادي وجنسي ولباسه ، ) ...حيث يجب على المعلم
ان يأخذ بعين االعتبار عوامل معينه مثل :استثمار الطالب في العمل المدرسي ودعم األسرة ...وهذه هي
العناصر التي تفيد العمل المدرسي والتي تدخل بعد ذلك في الحكم المهني في تقويم المعلم .بحيث تعزز تقدمه
األكاديمي وتطوره الشخصي .وسلطت المناهج االجتماعية أيضا الضوء على الوظائف المختلفة التي يمكن
أن يلعبها التقويم في الفصل ،مما يؤدي الى " ترتيبات " تقويمية متنوعة هي موضوع مفاوضات ضمنية
وصريحة مع الطالب على سبيل المثال لضمان النظام في الفصل ،للسيطرة على النزاعات بين المعلم
والطالب ،بما يتوافق مع معايير الدرجات السائدة لمدرسة معينة.
11
وترتبط أحكام المعلم دائما بالجوانب الالوعي التي يصعب السيطرة عليها ،فالقيام الشخصية للمعلمين ليست
بالضرورة متطابقة وقد تكون متناغمة الى حد ما مع القيم التي يقدرها النظام المدرسي ،وقد يعتمد الحكم
المهني دائما على جوانب جزئية تتجاهل التقويم .وقد تم إجراء بحوث مع معلم المرحلة االبتدائية في جنيف
وكيبيك حيث ناقشت العديد من األساليب التي يمكن أن تساعد في الحد من التحيزات التقويمية وتحسين
اتساق وصرامه ممارسات درجات المعلمين ،و يمكن أن نعتقد أن تعزيز تطوير الحكم المهني هو وسيلة
لقيادة المعلمين ليصبحوا على دراية بالتحيزات التقويمية ولتبني أساليب من المحتمل أن تقلل منها.
إن مسالة إدراك أن التقويم باعتباره يتضمن إجراءات صارمة قائمة على المعايير التي يطورها المعلم
ويطبقها على جميع الطالب ،يجب أن تراعي التناقضات التي توجد بين المعلومات المختلفة التي تم جمعها
وبين نتائج اختبار مكتوب و نجاح الطالب في موقف تعليمي وفي حالة التردد بين درجتين يجب على المعلم
تكييف إجراءاته العادة فحص النتائج وجمع المعلومات التكميلية األخرى .إن القيام بذلك هو االعتراف
ببناء المعلم و لوضوح المواقف ،لذلك فهو االبتعاد عن رؤية المعلم الذي يضع الطالب ميكانيكيا على
مقياس قياس من عدد قليل من االختبارات الكتابية وأسئلة محددة أخرى .
بقبولنا لشرعية الحكم المهني في التقويم فاننا نعترف بحصة من التمايز في التقويم والتي يجب أن تكون
موضوعية من خالل مناهج فردية وجماعية للتحليل التأملي والنقدي .وواضح األمر أن هذه العناصر تعني
تغيير عميقا في مفهوم تقويم تعلم الطالب ،وهذا ما يجعل الحكم المهني في التقويم يمثل هدفا حاسما يجب
تناوله في التدريب األولي والمستمر ،وفي مشاريع تطوير المهني ليس فقط على أساس فردي ولكن ربما
بشكل أكبر جوهرية في منظور التشاور الجماعي وبناء ثقافة التقويم داخل كل مدرسة فيما يتعلق باألحكام
التنظيمية التي من شأنها أن تدعم هذا الجانب الرئيسي من مهنية المعلم.
املرجع املعمتد
- Mottier Lopez, Lucie ; Allal, Linda; "Le jugement professionnel
;"en évaluation: un acte cognitif et une pratique sociale située
12
Schweizerische Zeitschrift für Bildungswissenschaften 30 (2008)
3, S. 465-482.
13