Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫املركز اجلهوي ملهن الرتبية و التكوين فاس‪-‬مكناس (فرع محرية)‬

‫"احرتام الرأي الآخر وتمنية حس النقد و الاختالف‬


‫والتسامح" من خالل أنشطة احلياة املدرس ية‪ ،‬كداة انجعة‬
‫لتحقيق وترس يخ هذه القمي‪.‬‬

‫حتت إشراف األستاذ‪:‬‬


‫من اعداد األستاذ املتدرب‪:‬‬
‫‪ o‬عاصم منادي إدريسي‬
‫‪ o‬حممد السعيدي (الفوج‬
‫الثاين‪ ،‬الرقم‪)19 :‬‬

‫جمزوءة احلياة‬
‫املدرس ية‬

‫السنة الدراسية ‪2022 - 2021‬‬


‫‪ ‬حمرض تأسيس النادي‬

‫انعقد يوم اإلثنين ‪ 13‬ماي ‪ 2022‬على الساعة العاشرة صباحا الجمع العام التأسيسي لنادي "الفلسفة و‬
‫االحترام و التسامح"‪ ،‬تحت إشراف األستاذ محمد السعيدي أستاذ مادة الفلسفة‪ ،‬وبحضور منخرطي النادي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى حضور أولياء امور التلميذات و التالميذ‪.‬‬
‫وقد قدم منسق النادي في بداية اللقاء بنية النادي‪ ،‬وكيفية إنتخاب هياكله‪ ،‬والتي على ضوئها قام المنخرطون‬
‫بانتخاب أعضاء المكتب المسير الذين إختاؤوا من بينهم رئيس المكتب ومساعده‪ ،‬ومنسقي اللجان الوظيفية‪.‬‬
‫كما تم كذلك خالل هذا الجمع تعيين مساعدي منسقي اللجان الوظيفية وتشكيل فرق العمل وتحديد منسقيها‬
‫ومساعديهم‪.‬‬
‫وقد مرت جميع هذه العمليات في جو تربوي ديموقراطي يسوده الشعور بالمسؤولية و اإلحساس باالنتماء‬
‫الجماعي‪.‬‬

‫اإلدارة‬

‫‪ .I‬متهيد‪:‬‬

‫تعد المدرسة مؤسسة من مؤسسات التنشئة االجتماعية‪ ،‬إذ تقوم بمجموعة من األدوار التي تتكامل مع باقي‬
‫الفاعلين والمؤسسات (كاألسرة و المجتمع و جماعة الرفاق)‪ .‬وتبعا لهذا التحديد العام‪ ،‬فإن دور المدرسة‬
‫كمؤسسة توجد في وسط باقي المتدخلين يعتبر أكثر تأثيرا‪ .‬وبإعتبار المدرسة كمؤسسة يقضي فيها المتعلم‬
‫معظم أوقاته منذ طفولته المبكرة وصوال إلى سن الرشد‪ .‬وإذا كان البعض يرجع السبب وراء عدم قيام‬
‫المدرسة بدورها القيمي إلى ضخامة وطول المقررات الدراسية التي ال تسعف المدرسين حتى إلنهاء المقرر‬
‫الدراسي وهذا أمر اليمكن إنكاره‪ .‬إن هذا السبب ال يكفي لتبرير عدم قيام المدرسة عبر مختلف المتدخلين‬
‫فيها بدورها فيما يخص التربية على القيم‪ .‬فهناك هامش يمكن من خالله تربية النشء على القيم‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى اإلمكانية التي يتيحها الدرس‪ ،‬والمقصود هنا أنشطة الحياة المدرسية بمختلف أصنافها‪ .‬وكما أشرت‬
‫في العنوان‪ ،‬سوف أتحدث عن احترام الرأي اآلخر وتنمية حس النقد و االختالف والتسامح كقيم مركزية‬
‫يفترض من الحياة المدرسية أن تعمل على ترسيخها‪ ،‬وألن الفلسفة كفكر يعتمد أساسا على النقد وإعمال‬
‫العقل وبالتالي الوقوف في وجه النزعات المتطرفة التي ال تقبل االختالف‪ ،‬فإنها أقدر على ترسيخ هذه القيم‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫سواء في األنشطة الفصلية أو المندمجة‪ ،‬إذ نجد أن طروحات الفالسفة والمفكرين تقدما الكثير من المداخل‬
‫التي من شأنها التأسيس لعيش مشترك يحترم حقوق اإلنسان وإنسانيته‪ ،‬وتحدد الحدود التي ال يجب تجاوزها‪.‬‬

‫فكيف يمكن ترسيخ قيم احترام اآلخر وتنمية حس النقد واالختالف والتسامح من خالل أنشطة الحياة‬
‫المدرسية؟‬

‫الحرج قبل التطرق لهذه القيم التعرف على الحياة المدرسية فهي كما يعرفها الدليل‪" :‬أنها الحياة التي‬
‫يعيشها الـمتعلمون في جميع األوقات و األماكن المدرسية ( أوقات الدراسة – االستراحة – االطعام‪،)...‬‬
‫قصد تربيتهم باعتماد جميع األنشطة الدينية والتربوية والتكوينية المبرمجة"‪.1‬‬

‫‪ .II‬ترس يخ قمي الاحرتام و النقد والاختالف من خالل النشطة املندجمة للحياة‬


‫املدرس ية‬
‫إذا كانت األنشطة الفصلية مجاال خصبا لترسيخ القيم الكونية‪ ،‬فإن األنشطة المندمجة تختص بترسيخ القيم‬
‫باألساس‪ ،‬وتحقيق النمو العاطفي والعقلي للتالميذ بشكل سليم‪ .‬سوف نشتغل على كيفية إرساء وترسيخ قيمة‬
‫التسامح الديني من خالل توظيف تصور كانت في األنشطة المدرسية‪.‬‬

‫فإذا كانت أهداف األنشطة المدرسية تكمن في تمكين التالميذ من ممارسة التفكير النقدي والسلوك المدني‬
‫والتعبير الحر عن الرأي الشخصي واحترام آراء اآلخرين ومعتقداتهم‪ ،‬فإن األيام الوطنية والدولية تعد‬
‫مناسبة جيدة لالشتغال على ترسيخ هذه القيم‪ .‬أما فيما يخص موضوعنا هذا‪ ،‬فيمكن االشتغال عليه في إطار‬
‫اليوم العالمي للسالم الموافق ل ‪ 21‬شتنبر‪ ،‬أو اليوم العالمي للتسامح والتنمية الموافق لي ‪ 16‬نونبر‪ .‬هنا‬
‫يمكن أن يركز النشاط على تناول موقف كانط الذي يقضي بأن المسألة الدينية متعلقة أساسا باإليمان‪ ،‬وبالتالي‬
‫هي مسألة تختلف باختالف األشخاص والمجتمعات‪ .‬ألن القضايا التي تهتم بها األديان وتقوم عليها من قبيل‬
‫خلود النفس وقدم العالم ووجود هللا وغيرها هي قضايا تندرج في إطار ما يسميه متناقضات العقل المحض‪،‬‬
‫وهي غير قابلة للبرهنة عقليا‪ ،‬لذلك تبقى قضايا مرتبطة بالقلب‪.‬‬

‫‪ -1‬وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني و التعليم العالي‪ ،‬دليل الحياة المدرسية‪ ،‬مديرية الحياة المدرسية (دجنبر‪،)2019‬‬
‫ص ‪.9‬‬
‫‪2‬‬
‫األمسية الثقافية التي سوف ينظم فيها النشاط سوف تحتوي حلى ثالثة أشكال من األعمال‪ ،‬أعمال شعرية‪،‬‬
‫وعرض تاريخي حول أهم الحروب التي كانت دوافعها دينية‪ ،‬ثم مسرحية تجسد أهمية االحترام في نشر قيم‬
‫التسامح‪.‬‬

‫مذكرة صغيرة حول ورشة شعرية ‪ /‬عرض ‪ /‬مسرحية‬

‫الفئة المستهدفة‬ ‫الفائدة من النشاط‬ ‫األهداف‬


‫‪ -1‬احترام اآلخر وتنمية حس ‪ -1‬تدريب المتعلمين على تقبل ‪ ‬الجذوع المشتركة في‬
‫مختلف التخصصات‪.‬‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫النقد‪.‬‬
‫‪ -2‬تنمية االختالف و التسامح‪ -2 .‬الوقوف على تنمية الحس‬
‫النقدي وعدم التعصب لآلراء و‬
‫التسامح في حق االختالف‪.‬‬

‫الموارد الالزمة‬
‫‪-1‬الموارد البشرية‬

‫‪ -‬لجن‬
‫‪ -‬منشطين‪ ،‬متدخلين‬
‫‪ -‬حضور (أولياء األمور‪ -‬االدارة‪)...‬‬
‫‪ -2‬الموارد المالية و اللوجستيكية‬
‫حاسوب‬ ‫‪-‬‬
‫جهاز للعرض‬ ‫‪-‬‬
‫قاعة‪ ،‬كراسي وطاوالت‬ ‫‪-‬‬
‫اكسسوارات للعرض المسرحي‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪-3‬الدعامات‬
‫‪ -‬مطويات‪ ،‬الفتات‪ ،‬ملصقات‬
‫‪ -‬استمارات‬
‫‪ -‬أفالم‬
‫‪-‬‬
‫‪ -4‬تكلفة األنشطة المنجزة‬
‫‪ 1500 -‬درهم‬

‫‪ )1‬ورشة شعرية‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫الهدف من األمسية ليس ترسيخ قيم االحترام والحق في االختالف والتسامح فقط‪ ،‬بل‪ ،‬أيضا‪ ،‬إبراز وتنمية‬
‫مواهب التالميذ‪ .‬لذلك‪ ،‬سوف يقدم التالميذ الذين يحبون الشعر قصائد تتحدث عن التسامح من وجهة نظرهم‪.‬‬

‫← عرض أقوال لبعض احلكامء و الشعراء‬

‫‪ -2‬عرض‪:‬‬

‫أهمية العرض تكمن في قدرته على تقديم صورة شاملة حول الموضوع من جهة‪ ،‬وتدريب التلميذ (ة) المحب‬
‫للبحث على أساليب البحث‪ .‬كما أن البحث التاريخي هنا يحتوي على جانب التشويق‪ ،‬مما يدفع التلميذ‬

‫‪4‬‬
‫ويشجعه على االستمرار‪ .‬كما يمكن إنجاز بحوث حول نصوص دينية تدعو إلى التسامح والحوار واحترام‬
‫اآلخر وحرية االعتقاد‪ .‬ومقارنة ذلك بعض المواقف الفلسفية التي تتقاطع معها‪ .‬هذا البحث يمكن أن يعالج‬
‫أيضا عالقة الفلسفة بالدين ويبين أهمية الفلسفة في ترسيخ قيم التسامح‪ ،‬ومن جهة أخرى يحسم مع التصور‬
‫الذي يقدم الفلسفة على أنها كفر وإلحاد‪ ،‬وأنها عدوة للدين‪.‬‬

‫‪ -3‬املرسحية‪:‬‬

‫تكمن أهميتها في قدرتها على جذب اهتمام التالميذ من جهة‪ ،‬وبالتالي إيصال الفكرة بشكل جيد‪ .‬ومن جهة‬
‫أخرى تشجيع التلميذات والتالميذ الذين يميلون إلى الفن السابع وتوجيههم‪ .‬سوف يتم تقسيم المسرحية إلى‬
‫جزئين‪ :‬في الجزء األول سوف يتم تقديم نموذج التدين المتشدد الذي يقود إلى العنف‪ ،‬وذلك بطريقة ساخرة‬
‫كي ال يصاب التالميذ بالنفور؛ سوف تدور المسرحية بين تلميذين أو تلميذ وتلميذة‪ ،‬أحدهما يفهم الدين‬
‫بطريقة متعصبة‪ ،‬واآلخر معتدل‪ .‬التلميذ الذي يمثل دور الشخص المتشدد سوف يسأل في كل مرة يلتقي‬
‫التلميذ أو التلميذة األخرى عن الصالة والصيام‪ .‬في كل مرة يكونان بصدد الحديث في موضوع معين‪،‬‬
‫يقاطع هو الحديث ويسأله‪ :‬ولكن هل تصلي؟ وفي آخر المطاف سوف ينزعج التلميذ الذي يمثل دور المعتدل‬
‫‪ ،‬والذي هو في األصل مسيحي‪ ... ،‬في الجزء الثاني سوف يقدمان نموذج شخصين يعتبران الدين مسألة‬
‫شخصية ال يحق لآلخر التدخل فيها‪ ،‬ويبينان كيف أن العالقة في هذه الحالة تكون سليمة وتحترم اآلخر‬
‫ومعتقداته‪ ،‬بحيث أنهما سيلتقيان ويفعالن عدة أشياء ويفترقان دون أيسأل أحدهما اآلخر عن دينه‪ .‬ليوصال‬
‫فكرة أن اعتبار التدين مسألة شخصية تخص اإلنسان في عالقته بربه هو أساس حياة مشتركة تسودها قيم‬
‫االحترام وإيجابية االختالف والتسامح‪.‬‬
‫كما يمكن عرض شريط فيديو لفتاة ألمانية رفعت دعوى ضد والديها ألنهما منعاها من التمدرس نتيجة‬
‫اسالمها‪.‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=MYEA0qxJLUw&ab_channel=%D8%‬‬
‫‪A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%D8%B7%D8%B1‬‬
‫‪%D9%8A%D9%82%D8%A5%D9%84%D9%89%D8%A7%D9%84%D‬‬
‫‪( 8%AC%D9%86%D8%A9‬رابط الفيديو المعروض في المسرحية)‬

‫‪ ،‬وأجبروها على ولوج مدرسة كاثوليكية‪ .‬وهو فيديو يوثق لسير المحاكمة التي شهدت دفاع كل طرف‬
‫وترافعه‪ ،‬لتنتهي بحكم المحكمة لصالح الفتاة الفيديو يوضح جانبا آخرا من جوانب التعصب الديني الذي‬

‫‪5‬‬
‫غالبا ما يظل مسكوتا عنه‪ ،‬أقصد التعصب اليهودي والمسيحي تجاه اإلسالم‪ ،‬في إطار ما يسمى‬
‫"اإلسالموفوبيا"‪ .‬فقد صار التعصب مقرونا ب"اإلرهاب" الذي صار بدوره مرتبطا باإلسالم‪ ،‬وهو ربط ال‬
‫يخلو من الدافع اإليديولوجي الذي يذهب لترسيخ المركزية الغربية بقيمها الدينية والثقافية‪ .‬وبالتالي سوف‬
‫تكون األمسية تتناول مختلف أبعاد التسامح والتعصب الديني‪ ،‬بطرق مختلفة‪ .‬يمكن أيضا توظيف بعض‬
‫القصص التي تجسد هذا التسامح فعليا‪ ،‬مثل قصة العمارة التي يسكنها أشخاص ينتمون ألديان مختلفة‪ ،‬وكيف‬
‫أنهم يعيشون في سالم‪ ،‬ويزور بعضهم بعضا بشكل طبيعي‪ ،‬بحيث ال يطرح معتقد كل واحد منهم أي مشكل‪.‬‬

‫‪ -II‬خامتة‬
‫ان االنشطة المدرسية جزء محوري في المنهج الدراسي والحياة المدرسية وعنصر اساسي ومهم لبناء‬
‫شخصية التلميذ وصقلها وإعدادها للحياة والمستقبل‪.‬كما تساهم األنشطة المدرسية في تنمية الصفات‬
‫الخلقية الفاضلة كالصبر واالخالص واالهتمام بالبيئة‪ .‬ان الحياة المدرسية تشكل جوهرعمليات التربية‬
‫والتكوين‪ ،‬يلزم أن تكون أنشطتها المتنوعة مفعمة بالحياة ومنفتحة على كافة أبعاد ومكونات محيطها‪،‬‬
‫حتى يتمكن المجتمع المدرسي من مواكبة مستجدات الحياة ومتطلبات التنمية‪ ،‬وتحقيق النمو المتكامل‬
‫والمتوازن لشخصية كل متعلم بعيدا عن أي تمييز أو إقصاء أو تهميش‪ .‬فالحياة المدرسية توفر المناخ‬
‫التربوي واالجتماعي المناسب للتنشئة المتكاملة والمتوازنة‪ ،‬وتركز على إكساب المتعلمين الكفايات‬
‫والقيم التي تؤهلهم لالندماج الفاعل في الحياة‪ ،‬وترجمة القيم واالختيارات إلى ممارسة ملموسة في‬
‫حياتهم من خالل السلوك المدني المواطن‪ ،‬واحترام التنوع الثقافي واالختالف في الرأي‪ ،‬والممارسة‬
‫الديمقراطية‪ ،‬واتخاذ المبادرات والقرارات عن بينة واقتناع‪.‬‬

‫‪ ‬املمصدر‪:‬‬
‫‪ -1‬وزارة الرتبية الوطنية والتكوين املهين و التعلمي العايل‪ ،‬دليل احلياة املدرس ية‪ ،‬مديرية‬
‫احلياة املدرس ية (دجنرب‪.)2019‬‬

‫‪6‬‬

You might also like