‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.

20‬‬

‫المبحث الث اني‪ :‬مس تجدات الق انون ‪ 43.20‬في إط ار إرس اء الثق ة في المع امالت‬
‫اإللكترونية‬
‫المطلب األول‪ :‬التوقيع اإللكتروني على ضوء القانون ‪43.20‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬درجات وشروط التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫تدارك المشرع المغربي النقص الدي اعترى القانون ‪ 53.05‬الخاص بالتب‪++‬ادل اإللك‪++‬تروني‬
‫للمعطيات القانونية‪ ،‬الدي ال يعترف فيه بالتوقيع االلكتروني‪ ،‬وانما اع‪++‬ترف بحجي‪++‬ة التوقي‪++‬ع‬
‫االلكتروني ألمؤمن فقط‪ ،‬هذا التدارك يتمثل في ادرجاه ‪ 3‬مستويات للتوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني من‬
‫خالل القانون ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‪.‬‬
‫وبه‪++‬ذا فق‪++‬د دهب المش‪++‬رع المغ‪++‬ربي في الق‪++‬انون الس‪++‬ابق ال‪++‬دكر الى التم‪++‬يز بين ‪ 3‬مس‪++‬تويات‬
‫للتوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني‪ ،‬بنص‪++‬ه في الم‪++‬ادة ‪ 4‬من الق‪++‬انون ‪ 43.20‬على أن "التوقي‪++‬ع يك‪++‬ون ام‪++‬ا‬
‫بسيطا أو متقدما أو مؤهال"‪.‬‬
‫وفي هدا الشأن سيتم التح‪++‬دث عن درج‪++‬ات التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني والش‪++‬روط المتطلب‪++‬ة في ك‪++‬ل‬
‫واحد منهم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التوقيع اإللكتروني البسيط‬

‫أوج‪++‬دت التش‪++‬ريعات توقيع‪++‬ات الكتروني‪++‬ة ذات مس‪++‬تويات تت‪++‬درج في األم‪++‬ان اإللك‪++‬تروني‪،‬‬

‫وتحوز القدرة على اتباث الوث‪++‬ائق الحامل‪++‬ة لمض‪++‬امين المع‪++‬امالت‪ ،‬يت‪++‬أرجح م‪++‬داها بين الق‪++‬وة‬
‫والضعف‪ ،‬تبعا لألساليب الموثوقية التي يعتمدها هدا التوقيع أو داك‪.1‬‬

‫ويشكل التوقيع اإللكتروني البسيط أدنى التوقيعات درجة في القوة اإللكترونية إد تعلق األم‪++‬ر‬
‫بإثبات التصرفات عند النزاع‪ ،‬ودلك راجع لعدم ت‪++‬وفره على ميكانيزم‪++‬ات األم‪++‬ان والش‪++‬روط‬
‫المتطلبة صراحة في باقي التوقيعات اإللكترونية الحائزة على قوة اإلثبات‪.‬‬
‫وللحديث أكثر عن التوقيع اإللكتروني البس‪+‬يط س‪+‬يتم التط‪++‬رق في البداي‪++‬ة إلى تعريف‪++‬ه (‪ )1‬ثم‬
‫تحديد شروطه (‪ )2‬ثم بعد دلك المزايا التي يتوفر عليها والمخاطر التي تهدده (‪)3‬‬
‫‪ 1‬تعريف التوقيع اإللكتروني ألبسيط ‪:‬‬
‫ورد تعريف التوقيع اإللكتروني البسيط في قانون األونسترال النموذجي بأنه "بيانات في‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫‪ 1‬مصطفى مالك‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ ،328‬ف‪.189‬‬

‫شكل إلكتروني كرمز‪ ،‬حرف‪ ،‬إشارة صوت‪ ،‬شفرة‪ ،‬موضوع متصل ومرتبط بشكل منطقي‬
‫مع رسالة بيانات‪ ،‬ويستخدم بواسطة شخص أو نيابة عنه‪ ،‬بغرض تحديد شخص‪++‬يته والدالل‪++‬ة‬
‫على رضائه"‪.‬‬
‫في حين تم تعريفه في القانون ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بش‪++‬أن المع‪++‬امالت اإللكتروني‪++‬ة‬
‫في مادت‪++‬ه الثاني‪++‬ة من‪++‬ه بأن‪++‬ه" توقي‪++‬ع يتجلى في اس‪++‬تعمال طريق‪++‬ة ذات موثوقي‪++‬ة للتعري‪++‬ف‬
‫اإللكتروني تضمن ارتباط التوقيع بالوثيقة المتعلقة به‪ ،‬ويعبرعن رضى صاحب التوقيع‪".‬‬
‫‪ 2‬شروط التوقيع اإللكتروني البسيط‪:‬‬
‫يستنتج من التعريف أعاله المعطاة للتوقيع اإللكتروني البسيط بموجب المادة ‪ 2‬من القانون‬
‫‪ ،43.20‬على أن التوقيع اإللكتروني البسيط‪ 1‬يتطلب لصحته استعمال الموقع لطريقة ذات‬
‫موثوقية للتعريف اإللكتروني(أ) وأن تضمن الوسائل المس‪++‬تعملة في التوقي‪++‬ع ارتب‪++‬اط التوقي‪++‬ع‬
‫بالوثيقة المتعلق به(ب)‪.‬‬
‫استعمال طريقة ذات موثوقية للتعريف اإللكتروني‪ :‬يتضمن ه‪++‬ذا الش‪++‬رط على أن‪++‬ه يجب في‬
‫التوقيع اإللكتروني أن يكون قادرا على التعريف بشخص‪++‬ية الموق‪++‬ع‪ ،‬كم‪++‬ا الح‪++‬ال في التوقي‪++‬ع‬
‫التقلي‪++‬دي بمختل‪++‬ف أنواع‪++‬ه (الختم والبص‪++‬مة واإلمض‪++‬اء) ال‪++‬ذي ي‪++‬دل على التعري‪++‬ف بش‪++‬خص‬
‫صاحبه‪ ،‬وبهذا فإنه يجب في التوقيع اإللكتروني حتى وإن لم يكن مش‪++‬تمال على اس‪++‬م الموق‪++‬ع‬
‫فإنه يكفي أن يحدد شخصية الموقع على الرسائل اإللكترونية‪ ،‬وذلك من خالل الرج‪++‬وع مثال‬
‫إلى الجهات التي أصدرت التوقيعات اإللكترونية والتي من خاللها حتما سيتبين شخصية هدا‬
‫المستخدم للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬مثال على دلك التوقيع بالبطاقة الوطنية‪.2‬‬
‫وينتج عن هده األخيرة تحديد شخصية الموقع‪ ،‬ألن المؤسسة البنكية ال تمنح هده البطاقة وال‬
‫الرمز السري الخاص به‪++‬ا إال بع‪++‬د أن تتأك‪++‬د من هوي‪++‬ة عميله‪++‬ا‪ ،‬زي‪++‬ادة على دل‪++‬ك فالش‪++‬خص‬
‫الموقع هو الدي اختار هدا الشكل ليعبر عنه ويحدد هويته‪.3‬‬

‫‪ 1‬تجدر اإلشارة على أن هناك من يطلق على التوقيع اإللكتروني البسيط اسم التوقيع اإللكتروني العادي أو الغ‪++‬ير المع‪++‬زز‬
‫أو الغير المؤهل‪ ،‬كما أن فكرة تسمية التوقيع اإللكتروني البسيط ترجع فكونه توقيع ال يتوفر على تلك الشروط ال‪++‬تي أقره‪++‬ا‬
‫المشرع في التوقيع اإللكتروني المؤهل‬

‫‪2 Xavier limant de bellefond: le droit du commerce électronique، luf، 2005:64‬‬

 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫‪ 3‬مشيمش ضياء أمين‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬دار المنشورات الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2003 ،‬ص ‪.129‬‬

‫ب_ أن تضمن الوسائل المستعملة في التوقي ع ارتب اط التوقي ع بالوثيق ة المتعلق ة ب ه‪ :‬من‬
‫أجل أن يؤدي التوقيع اإللكتروني لوظيفته في إثبات و إق‪++‬رار الموق‪++‬ع لم‪++‬ا ورد في مض‪++‬مون‬
‫المحرر فالبد أن يكون هدا التوقيع مرتبطا بالوثيقة اإللكترونية المتعلق به‪ ،‬مما يفترض علم‬
‫الموقع بكافة شروطه واليقبل منه الدفع بجهله له‪++‬ده الش‪++‬روط واليحتج من طرف‪++‬ه في كونه‪++‬ا‬
‫غير معلومة بالنسبة له‪ ،‬أو ليس مقبولة منه‪.‬‬
‫فالتوقيع اإللكتروني يعبر في الوقت الراهن بعد كل هدا التطور الدي شهده العالم في وس‪++‬ائل‬
‫التكنلوجيا والمعلومات واالتصاالت وسيلة آمنة‪.1‬‬
‫كما أن االرتباط بالمحرر ال يس‪++‬مح لص‪++‬احب التوقي‪++‬ع بتع‪++‬ديل التوقي‪++‬ع إال خالل ف‪++‬ترة زمني‪++‬ة‬
‫مح‪++‬ددة وبع‪++‬د القي‪++‬ام بإخب‪++‬ار كاف‪++‬ة األط‪++‬راف ال‪++‬ذين أق‪++‬ام معهم عالق‪++‬ات قانوني‪++‬ة حفاظ‪++‬ا على‬
‫حقوقهم‪ ،‬فهدا الشرط يقوم بحماية طرفي العقد‪.2‬‬

‫‪ 3‬مزايا ومخاطر التوقيع اإللكتروني البسيط‪:‬‬

‫ويستنتج من خالل تعريف وشروط التوقيع البسيط على أن‪++‬ه دو مزاي‪++‬ا متع‪++‬ددة (أ) وفي نفس‬
‫الوقت تحومه عدة مخاطر(ب)‪.‬‬
‫أ_ مزايا التوقيع اإللكتروني العادي‪:‬‬
‫تتمثل مزايا التوقيع اإللكتروني البسيط فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ال يتطلب شروطا تقنية أو علمية محددة من أجل استخدام عادي‬
‫‪ -‬ال يشترط أي متطلبات لتحقق من هوية الموقع‬
‫‪ -‬سهولة االستعمال‬
‫‪ -‬توقيع غير مكلف‬
‫ولق‪++‬د ج‪++‬اء ه‪++‬دا الن‪++‬وع من التوقيع‪++‬ات لكي يغطي بعض العملي‪++‬ات البس‪++‬يطة ك‪++‬العقود ذات‬
‫الرهانات المنخفضة مثل طلبات القروض البنكية وطلب دفاتر األوراق التجاري‪++‬ة والتص‪++‬ريحات‬
‫التي تخص الضرائب وغيرها من العمليات التي ال تتسم بالمخاطرة الكبيرة‪.3‬‬

‫‪ 1‬محمد بيسن‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في ضوء القانون ‪ ،43.20‬رسالة لنيل دبل‪++‬وم الماس‪++‬تر في الق‪++‬انون الخ‪++‬اص‪ ،‬تخص‪++‬ص‬
‫األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانوني‪+‬ة واالجتماعي‪+‬ة بتط‪+‬وان‪ ،‬جامع‪+‬ة عب‪+‬د المال‪+‬ك الس‪+‬عدي‪ ،‬الس‪+‬نة الجامعي‪+‬ة ‪ ،2020/2021‬ص‬
‫‪129‬‬

‫‪ 2‬سهام فرجاوي‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني‪ ،‬م‪++‬ذكرة تكميلي‪++‬ة لني‪++‬ل ش‪++‬هادة الماس‪++‬تر في الق‪++‬انون الخ‪++‬اص‪ ،‬تخص‪++‬ص ق‪++‬انون‬
‫األعمال‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم الوافي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014/2015‬ص‪54‬‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫‪ 3‬محمد بيسن‪ ،‬م سن‪ ،‬ص ‪21‬‬

‫ب_ مخاطر التوقيع اإللكتروني العادي‪:‬‬

‫رغم تعدد مزايا التوقيع اإللكتروني البسيط إال أن هدا لم يمن‪+‬ع من أن تع‪+‬دد مخ‪+‬اطره أيض‪+‬ا‪،‬‬
‫هده المخاطر هي على الشكل التالي‪:1‬‬
‫سهولة تزويره‪ :‬يعنبر هدا التوقيع أكثر التوقيع‪+‬ات تعرض‪+‬ا لل‪+‬تزوير نظ‪+‬را لع‪+‬دم اعتم‪+‬اده‬ ‫‪‬‬
‫على آليات متطورة إلنشائه‪.‬‬
‫س‪++‬هولة اختراق‪++‬ه‪ :‬من المعل‪++‬وم أن ه‪++‬دا التوقي‪++‬ع ال يعتم‪++‬د على تقني‪++‬ات تكنولوجي‪++‬ة مح‪++‬ددة‬ ‫‪‬‬
‫لحمايته كتقنية التشفير لذلك يبقى دائما عرض للقرصنة واالختراق اإللكتروني‪.‬‬
‫سهولة إنكاره‪ :‬هدا راجع باألس‪++‬اس فكون‪++‬ه غ‪++‬ير مت‪++‬وفر على ش‪++‬هادة إلكتروني‪++‬ة موثوق‪++‬ة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وذلك ما يجعل إمكانية إنكاره أمرا سهال‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التوقيع اإللكتروني المتقدم‬

‫كما تمت اإلشارة سابقا فإن للتوقيع اإللكتروني صورة ثانية ه‪+‬ده األخ‪+‬يرة تتمث‪+‬ل في التوقي‪+‬ع‬
‫اإللكتروني المتق‪++‬دم كدرج‪++‬ة ثاني‪++‬ة ج‪++‬اء به‪++‬ا الق‪++‬انون ‪ 43.20‬المتعل‪++‬ق بخ‪++‬دمات الثق‪++‬ة بش‪++‬أن‬
‫المعامالت اإللكترونية‪.‬‬
‫لدلك ستتطرق الدراسة لكل من تعريف التوقيع اإللك‪++‬تروني المتق‪++‬دم(‪ )1‬وإلى الش‪++‬روط ال‪++‬تي‬
‫يجب أن يستجمعها(‪ )2‬ثم أخيرا إلى مزاياه(‪.)3‬‬
‫‪ 1‬تعريف التوقيع اإللكتروني المتقدم ‪:‬‬

‫قد عرفته المادة ‪ 5‬من القانون ‪ 43.20‬بأنه" التوقيع اإللكتروني المتقدم هو توقيع إلكتروني‬
‫بسيط"‪ .‬مما يستخلص معه ومن باب استغراق الكل للجزء‪ ،‬أن التوقيع األول يستحوذ على‬
‫معنى الثاني لكنه ال يختزل فيه‪ ،2‬لكون أن التوقيع اإللكتروني المتقدم دو درجة أكبر من‬
‫ناحية األمن أي أكبر من تلك التي يوفرها التوقيع اإللكتروني البسيط‪ ،‬ودلك راجع لكونه‬

‫‪ 1‬محمد بيسن‪ ،‬م سن‪ ،‬ص ‪21‬‬

 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫‪ 2‬مصطفى مالك‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ ،341‬ف ‪198‬‬

‫‪1‬‬
‫يتطلب التحقق من الهوية‪ ،‬ومتطلبات تنظيمية‪ ،‬بإضافة إلى ارتك‪++‬ازه على ش‪++‬هادة إلكتروني‪++‬ة‬
‫وتوفير ملف األدلة‪.‬‬
‫وهدا على غرار التوقيع اإللكتروني البسيط الدي ال يتشدد في كل ما سلف دكره‪.‬‬
‫‪ 2‬شروط التوقيع اإللكتروني المتقدم ‪:‬‬

‫قد عرفته المادة ‪ 5‬من القانون ‪ 43.20‬وأوجبت استفاؤه للشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون خاصا بصاحب التوقيع؛‬
‫‪ -‬أن يسمح بتحديد هوية الموقع؛‬
‫‪ -‬أن يتم إنشاؤه بواسطة معطيات إنشاء التوقيع اإللكتروني التي يمكن أن يس‪++‬تعملها ص‪++‬احب‬
‫التوقيع تحت مراقبته بصفة حصرية‪ ،‬وبدرجة عالية من الثقة تحدد من قبل السلطة الوطنية؛‬
‫‪ -‬أن يرتكز على شهادة إلكترونية أو بكل وسيلة تعتبر معادلة لها تحدد بنص تنظيمي؛‬
‫‪ -‬وأن يكون مرتبطا بالمعطيات المتعلقة بهذا التوقيع بكيفية تمكن من كشف كل تغيير الح‪++‬ق‬
‫يطرأ عليها‪.‬‬
‫‪ 3‬مزايا توقيع اإللكتروني الغير البسيط‪:‬‬

‫تتمثل مزايا توقيع اإللكتروني البسيط فيما يلي‪:2‬‬

‫يتمتع هدا التوقيع بقوة قانوني‪+‬ة تف‪+‬وق تل‪+‬ك المخص‪+‬ص للتوقي‪+‬ع اإللك‪+‬تروني البس‪+‬يط حيث‬ ‫‪‬‬
‫يتوفر على شروط تقنية وتنظيمية للمستوى المتوسط‪.‬‬
‫أكثر مرونة من التوقيع المؤهل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مفيد لتطوير استخدامات ذات رهان متوسط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويمكن اس‪++‬تعمال التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني المتق‪++‬دم في التص‪++‬ريحات ذات الرهان‪++‬ات المتوس‪++‬طة‪،‬‬

‫(كالضمان االجتماعي والضرائب وشهادة التسجيل‪ ،)...‬والعقود ذات الرهانات المتوسطة‪.‬‬

 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫‪ 1‬قد عرفتها المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بأنها شهادة إلكترونية تربط معطيات إثبات صحة التوقي‪++‬ع‬
‫اإللكتروني بشخص ذاتي‪ ،‬والتي تأكد على األقل اسم الشخص المذكور‪ ،‬أو اسمه المستعار عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ 2‬محمد بيسن‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ 24‬و‪25‬‬

‫ثالتا ‪ :‬التوقيع اإللكتروني المؤهل‬

‫إلى ج‪++‬انب الت‪++‬وقعين اإللك‪++‬ترونين البس‪++‬يط والمتق‪++‬دم ق‪++‬د أض‪++‬اف الق‪++‬انون ‪ 43.20‬المتعل‪++‬ق‬
‫بالتوقيع‬ ‫عليه‬ ‫اصطلح‬ ‫أخر‬ ‫قيعا‬ ‫بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية تو‬
‫اإللكتروني المؤهل‪ ،‬هدا األخير يفوق التوقعين السالفين الدكر في درج‪++‬ة األم‪++‬ان والحص‪++‬انة‬
‫القانونية‪ ،‬وتجدر اإلشارة على أن هدا التوقيع كان يطلق عليه بالتوقيع اإللك‪++‬تروني الم‪++‬ؤمن‪،‬‬
‫وق‪++‬د ك‪++‬انت منظم‪++‬ة مقتض‪++‬ياته في الفص‪++‬ول ‪ 417-3‬و‪ 425‬و‪ 426‬من ق‪++‬انون االلتزام‪++‬ات‬
‫والعقود إال أنه مع بروز القانون ‪ 43.20‬قد حل محله التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني المؤه‪++‬ل اس‪++‬تنادا‬
‫إلى المادة ‪177‬من القانون ‪.43.20‬‬
‫وبهذا سيتم تناول كل من تعري‪++‬ف التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني المؤه‪++‬ل (‪ )1‬وإلى الش‪++‬روط ال‪++‬واجب‬
‫استفاؤها في التوقيع اإللكتروني المؤهل(‪ )2‬ثم المزايا التي يتمتع بها (‪.)3‬‬
‫‪ 1‬معنى التوقيع اإللكتروني المؤهل حسب القانون ‪:43.20‬‬
‫إن معنى التوقيع اإللكتروني المؤهل‪ ،‬يجد ضالته في المادة ‪ 6‬من القانون ‪ 43.20‬المتعلق‬
‫بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية حينما نصت على أن" التوقيع اإللكتروني المؤهل‬
‫ه‪+‬و توقي‪+‬ع إلك‪+‬تروني متق‪+‬دم يجب إنتاج‪+‬ه بواس‪+‬طة آلي‪+‬ة إنش‪+‬اء التوقي‪+‬ع اإللك‪+‬تروني المؤهل‪+‬ة‬

‫المنصوص عليها في المادة ‪ 28‬بعده‪ ،‬والذي يستند إلى شهادة مؤهلة للتوقيع اإللكتروني كما‬
‫هو منصوص عليها في المادة ‪ 9‬أدناه"‪.‬‬
‫يستخلص من هدا التعريف السابق أن التوقيع اإللكتروني المؤهل له نفس مميزات أو‬
‫خصائص التي يتحلى بها التوقيع اإللكتروني المتقدم حسب ما أكدت عليه المادة ‪ 6‬من‬

‫‪ 1‬تحل عبارة مؤهل مح‪+‬ل عب‪+‬ارة «م‪+‬ؤمن» ال‪+‬واردة في الفص‪+‬ول ‪( 417-3‬الفقرت‪+‬ان األولى والثاني‪+‬ة) و‪ 425‬و‪ 426‬من‬
‫الظهير الشريف بمثابة ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ 2‬آلية إنشاء التوقيع اإللكتروني المؤهلة هي آلية إنشاء التوقيع اإللكتروني المثبتة بشهادة للمطابقة مس‪+‬لمة من ل‪+‬دن الس‪+‬لطة‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫ويجب أن تستجيب هذه اآللية للمتطلبات التالية‪:‬‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫‪ -‬أن تضمن بوسائل تقنية وإجراءات مالئم‪+‬ة‪ ،‬ع‪+‬دم إمكاني‪+‬ة التوص‪+‬ل إلى معطي‪+‬ات إنش‪+‬اء التوقي‪+‬ع اإللك‪+‬تروني عن طري‪+‬ق‬
‫االستنباط‪ ،‬وإمكانية حماية التوقيع اإللكتروني من أي تزوير‪ ،‬بكيفية موثوق بها وبواسطة الوسائل التقنية المتاحة؛‬
‫‪ -‬أن تضمن بوسائل تقنية وإجراءات مالئمة‪ ،‬أن معطيات إنشاء التوقيع اإللكتروني ال يمكن إعدادها أك‪++‬ثر من م‪++‬رة واح‪++‬دة‬
‫وتكون سريتها مضمونة ويمكن حمايتها من قبل صاحب التوقيع بكيفية مقبولة من أي استعمال من لدن الغير؛‬

‫القانون ‪ 43.20‬غير أنه يتسم بتش‪++‬ديد أك‪++‬بر مقارن‪++‬ة ب‪++‬ه‪ ،‬إذ أن التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني المؤه‪++‬ل‬
‫يقتضي إنشائه بآلية توقيع إلكتروني مؤهلة‪.1‬‬
‫‪ _2‬الشروط الواجب توفرها في التوقيع اإللكتروني المؤهل‪:‬‬

‫قد حدد قانون االلتزامات والعقود في فصله ‪ 2417-3‬الشروط الواجب توفره‪++‬ا من أج‪++‬ل أن‬
‫يأتي هدا التوقيع مؤهال‪ ،‬وكدلك القانون ‪ ،43.20‬المادة ‪ 6‬منه التي نصت على أن "التوقي‪++‬ع‬
‫اإللك‪++‬تروني المؤه‪++‬ل ه‪++‬و توقي‪++‬ع إلك‪++‬تروني متق‪++‬دم يجب إنتاج‪++‬ه بواس‪++‬طة آلي‪++‬ة إنش‪++‬اء التوقي‪++‬ع‬
‫اإللكتروني المؤهلة المنصوص عليه‪++‬ا في الم‪++‬ادة ‪ 8‬بع‪++‬ده‪ ،‬وال‪++‬ذي يس‪++‬تند إلى ش‪++‬هادة مؤهل‪++‬ة‬
‫للتوقيع اإللكتروني كما هو منصوص عليها في المادة ‪ 9‬أدناه‪".‬‬

‫يت‪++‬بين إدن من خالل ق‪++‬راءة مقتض‪++‬يات الم‪++‬ادة ‪ 6‬على أن‪++‬ه يجب إنش‪++‬اء التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني‬
‫المؤهل بشروط أساسية ويتعلق األمر بأن ينتج بواس‪++‬طة آلي‪++‬ة إنش‪++‬اء التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني (أ)‬
‫وأن يستند علال شهادة إلكترونية مؤهلة (ب)‪.‬‬
‫أ_ أن يتم إنت اج التوقي ع اإللك تروني بواس طة آلي ة مؤهل ة إلنش اء التوقي ع اإللك تروني‪:‬‬
‫عرفت المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 43.20‬في بندها العاشر بإن آلية إنشاء التوقيع اإللكتروني هي‬
‫"كل معدات أو برمجيات‪ ،‬أو هما معا‪ ،‬تتضمن العناصر المميزة الخاص‪++‬ة بص‪++‬احب التوقي‪++‬ع‬
‫والمعدة‬
‫لتوظيف معطيات إنشاء التوقيع اإللكتروني والمستخدمة في إنشائه؛ وقد نصت الم‪++‬ادة ‪ 8‬من‬
‫نفس القانون على أنه يجب أن تستجيب هده األلية إلى المتطلبات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬أال تؤدي إلى أي تل‪+‬ف لمحت‪+‬وى الوثيق‪+‬ة اإللكتروني‪+‬ة الم‪+‬راد توقيعه‪+‬ا أو تغي‪+‬يره‪ ،‬وأال تش‪+‬كل عائق‪+‬ا يح‪+‬ول دون أن يك‪+‬ون‬
‫لصاحب التوقيع إلمام تام بمحتوى الوثيقة قبل توقيعها‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬ال يمكن أن يعهد بتوليد معطيات إنشاء التوقيع اإللكتروني المؤهل أو ت‪++‬دبيرها لحس‪++‬اب ص‪++‬احب التوقي‪++‬ع‬
‫إال لمقدم خدمات ثقة معتمد وفقا الحكام المادة ‪ 33‬من هذا القانون‪.‬‬
‫تقوم السلطة الوطنية بنشر الئحة آليات إنشاء التوقيع اإللكتروني المؤهلة على موقع األنترنت الخاص بها‪.‬‬

‫‪ 1‬التأصيل التشريعي للقانون الرقمي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ ،16‬ف‪5‬‬

 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫‪ 2‬ينص الفصل ‪ 417-3‬من ق‪.‬ل‪.‬ع في فقرته الثانية "يعتبر التوقيع اإللكتروني مؤهال إد تم إنش‪++‬اؤه وك‪++‬انت هوي‪++‬ة الموق‪++‬ع‬
‫مؤكدة وتمامية الوثيقة القانونية مضمونة‪ ،‬وفق النصوص التشريعية والتنظيمية المعمول ها في هدا المجال‪"...‬‬

‫أن تضمن بوسائل تقنية وإجراءات مالئم‪++‬ة‪ ،‬ع‪++‬دم إمكاني‪++‬ة التوص‪++‬ل إلى معطي‪++‬ات إنش‪++‬اء‬ ‫‪‬‬
‫التوقيع اإللكتروني عن طري‪++‬ق االس‪++‬تنباط‪ ،‬وإمكاني‪++‬ة حماي‪++‬ة التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني من أي‬
‫تزوير‪ ،‬بكيفية موثوق بها وبواسطة الوسائل التقنية المتاحة‪.‬‬
‫أن تضمن بوسائل تقنية وإج‪++‬راءات مالئم‪++‬ة‪ ،‬أن معطي‪++‬ات إنش‪++‬اء التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني ال‬ ‫‪‬‬
‫يمكن إعدادها أك‪++‬ثر من م‪++‬رة واح‪++‬دة وتك‪++‬ون س‪++‬ريتها مض‪++‬مونة ويمكن حمايته‪++‬ا من قب‪++‬ل‬
‫صاحب التوقيع بكيفية مقبولة من أي استعمال من لدن الغير؛‬
‫أال تؤدي إلى أي تلف لمحتوى الوثيقة اإللكترونية المراد توقيعها أو تغي‪++‬يره‪ ،‬وأال تش‪++‬كل‬ ‫‪‬‬
‫عائقا يحول دون أن يكون لصاحب التوقيع إلمام تام بمحتوى الوثيقة قبل توقيعها‪.‬‬
‫عالوة على ذل‪++‬ك‪ ،‬ال يمكن أن يعه‪++‬د بتولي‪++‬د معطي‪++‬ات إنش‪+‬اء التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني المؤه‪++‬ل أو‬
‫تدبيرها‬
‫لحساب صاحب التوقيع إال لمقدم خدمات ثقة معتمد وفقا ألحكام المادة ‪ 33‬من هذا القانون‪.‬‬
‫تق‪++‬وم الس‪++‬لطة الوطني‪++‬ة بنش‪++‬ر الئح‪++‬ة آلي‪++‬ات إنش‪++‬اء التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني المؤهل‪++‬ة على موق‪++‬ع‬
‫األنترنت الخاص بها‪.‬‬

‫ب_ استناد التوقيع اإللكتروني المؤهل إلى شهادة إلكتروني ة مؤهل ة‪ :‬عرفت الم‪++‬ادة ‪ 2‬من‬
‫القانون ‪ 43.20‬في بندها التاسع بأن ش‪++‬هادة التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني " ش‪++‬هادة إلكتروني‪++‬ة ترب‪++‬ط‬
‫معطي‪++‬ات إثب‪++‬ات ص‪++‬حة التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني بش‪++‬خص ذاتي‪ ،‬وال‪++‬تي تؤك‪++‬د على األق‪++‬ل اس‪++‬م‬
‫الشخص المذكور‪ ،‬أو اسمه المستعار عند االقتضاء؛‬
‫ومن أجل صحة هدا الشرط فالبد من يأتي مستوفيا لمجموعة من الشروط التي نصت عليها‬
‫المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 43.20‬والمتمثل‪+‬ة في " تؤك‪+‬د عملي‪+‬ة إثب‪+‬ات ص‪+‬حة توقي‪+‬ع إلك‪+‬تروني‬
‫مؤهل صحة هذا التوقيع‪ ،‬شريطة‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون الشهادة التي استند إليها التوقيع‪ ،‬أثناء التوقيع‪ ،‬شهادة مؤهل‪++‬ة للتوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني‬
‫وفقا الحكام المادة ‪ 9‬أعاله؛‬
‫‪ -‬أن تكون الشهادة المؤهلة مسلمة من لدن مقدم خدمات ثقة معتمد وصالحة أثناء التوقيع؛‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫‪ -‬أن تكون معطيات إثبات ص‪++‬حة التوقي‪++‬ع مطابق‪++‬ة للمعطي‪++‬ات ال‪++‬تي تم إرس‪++‬الها إلى الط‪++‬رف‬
‫المستعمل؛‬
‫‪ -‬أن تقدم بش‪++‬كل ص‪++‬حيح للط‪++‬رف المس‪++‬تعمل المجموع‪++‬ة الفري‪++‬دة للمعطي‪++‬ات ال‪++‬تي ت‪++‬دل على‬
‫صاحب التوقيع في الشهادة؛‬
‫‪ -‬أن يتم‪ ،‬في حالة استعمال اسم مستعار أثناء التوقيع‪ ،‬إخبار الطرف المستعمل ب‪++‬ذلك بش‪++‬كل‬
‫واضح؛‬
‫‪ -‬أن يتم إنشاء التوقيع اإللكتروني بواسطة آلي‪++‬ة إلنش‪++‬اء التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني مؤهل‪++‬ة وأن يتم‬
‫استيفاء الشروط المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 5‬من هذا القانون عند التوقيع؛‬
‫‪ -‬أال يشوب تمامية المعطيات الموقعة أي اختالل‪.‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬يجب أن يقدم النظام المستعمل إثبات صحة التوقيع اإللكتروني المؤهل إلى‬
‫الطرف المستعمل النتيجة الصحيحة لسلسلة عمليات إثبات الصحة وأن يسمح ل‪++‬ه برص‪++‬د أي‬
‫مشكل وجيه يتعلق بسالمة سلسلة العمليات المذكورة‪.‬‬
‫فهده الشهادة اإللكترونية المؤهلة تك‪+‬ون مس‪+‬لمة من ط‪+‬رف مق‪+‬دم خ‪+‬دمات الثق‪+‬ة معتم‪+‬د‪1‬وهي‬
‫عبارة عن ملف يتضمن ثلة من المعطيات الشخصية لصاحب الشهادة‪ ،‬ومقدم الخدمات الثقة‬
‫أيضا‪ ،‬ويشهد هدا األخير على صحة البيانات الواردة فيها ويشهد على ارتباطها بص‪++‬احبها‪،2‬‬
‫وهدا ما أكدت‪++‬ه الم‪++‬ادة ‪ 9‬من الق‪++‬انون ‪ 43.20‬حينم‪++‬ا نص‪++‬ت على أن‪++‬ه "تس‪++‬لم ش‪++‬هادة التوقي‪++‬ع‬
‫اإللكتروني المؤهلة من قبل مقدم خدمات الثق‪++‬ة معتم‪++‬د وتتض‪++‬من معطي‪++‬ات ومعلوم‪++‬ات تح‪++‬دد‬
‫بنص تنظيمي"‪.‬‬

‫‪ 1‬من أجل الحصول على االعتماد‪ ،‬يجب على مقدم خدمات الثقة‪:‬‬
‫أوال ‪-‬أن يستوفي الشروط التالية‪:‬‬
‫أ (أن يكون مؤسسا في شكل شركة خاضعة للقانون المغربي؛‬
‫ب (أن يستعمل نظما ومعدات وبرمجيات موثوقا بها‪ ،‬ويضمن سالمتها التقنية وموثوقية سلسلة العمليات المتكفل بها؛‬
‫ج (أن يوظف مستخدمين‪ ،‬وأن يلجأ عند االقتض‪++‬اء إلى مق‪++‬اولين من الب‪++‬اطن‪ ،‬لهم التجرب‪++‬ة والم‪++‬ؤهالت الالزم‪++‬ة في مج‪++‬ال‬
‫تقديم خدمات الثقة؛‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫د (أو عن طريق وسائل أخرى للتعريف توفر ض‪++‬مانة تعتبره‪++‬ا الس‪++‬لطة الوطني‪++‬ة معادل‪++‬ة للوس‪++‬ائل الس‪++‬الفة ال‪++‬ذكر من حيث‬
‫موثوقية الحضور الشخصي‪.‬‬
‫‪ 2‬خديجة بطط‪ ،‬التوقيع اإللكتروني على ضوء القانون ‪ 43.20‬المتعلق بشأن المع‪++‬امالت اإللكتروني‪++‬ة‪ ،‬رس‪++‬الة لني‪++‬ل دبل‪++‬وم‬
‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ،2022/2023‬ص ‪25‬‬

‫‪ 3‬مزايا التوقيع اإللكتروني المؤهل ‪:‬‬

‫يتطلب وجوبا تقنية الشفير مما يجعله أكثر التوقيعات في درجة األمان والثقة أمنا‬ ‫‪‬‬
‫له ميزة قرينة الموثوقية‬ ‫‪‬‬
‫مفيد لتطوير لتطوير استخدامات ذات رهانات عالية المستوى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬حجية التوقيع اإللكتروني على الضوء القانون ‪43.20‬‬
‫من أجل قيام المعامالت اإللكترونية‪ 1‬في فضائها اإللكتروني فإن ذلك لن يتم إلى بوجود الثقة‬
‫والحصانة القانونية لهده المعامالت‪ ،‬ومن ثم فإن للتوقيع اإللكتروني دورا أساسيا في تحقي‪++‬ق‬
‫موثوقية المعامالت اإللكترونية وضمان الثق‪++‬ة بين المتع‪++‬املين إلكتروني‪++‬ا‪ ،‬مم‪++‬ا دف‪++‬ع المش‪++‬رع‬
‫المغربي إلى إعطاء التوقيع اإللكتروني نفس حجية اإلثبات التي يقوم بها التوقيع التقليدي‪.‬‬
‫ولعلى من أبرز المستجدات التي أتى بها القانون المتعلق بخدمات الثقة في ه‪++‬دا الخص‪++‬وص‪،‬‬
‫أنه جاء بتالت مستويات للتوقيع اإللك‪++‬تروني وأض‪++‬فى الحجي‪++‬ة على ك‪++‬ل مس‪++‬توى منهم‪ ،‬ه‪++‬دا‬
‫عكس م‪++‬ا ك‪++‬ان علي‪++‬ه الح‪++‬ال في الق‪++‬انون ‪ 53.05‬الخ‪++‬اص بالتب‪++‬ادل اإللك‪++‬تروني للمعطي‪++‬ات‬
‫القانونية الذي أضفى الحجية على التوقيع اإللكتروني المؤمن فقط‪.2‬‬

‫لهدا ستعمل الدراسة لتبيان حجية كل مستوى من مستويات التوقيع اإللك‪++‬تروني على اعتب‪++‬ار‬
‫أن هده الحجية تختل‪++‬ف ب‪++‬اختالف درجات‪++‬ه في األم‪++‬ان والثق‪++‬ة‪ ،‬ل‪++‬دلك س‪+‬نعمل في البداي‪++‬ة على‬
‫تحديد حجية التوقيع البسيط (أوال) على أن نتحدث بع‪+‬د ذل‪+‬ك عن حجي‪+‬ة التوقي‪+‬ع اإللك‪+‬تروني‬
‫المتقدم (ثانيا) لنخلص في األخير بتكلم على حجية التوقيع اإللكتروني المؤهل (ثالتا)‪.‬‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫‪ 1‬المعامالت اإللكترونية‪ :‬كل تبادل أو مراسلة أو عقد أو وثيقة‪ ،‬أو أي معاملة أخرى تبرم أو تنفذ بطريقة إلكترونية بش‪+‬كل‬
‫كلي أو جزئي؛‬

‫‪ 2‬زينب غريب‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪11‬‬

‫أوال ‪ :‬حجية التوقيع اإللكتروني البسيط في اإلثبات‬

‫يقصد بالتوقيع اإللكتروني البسيط أو التوقيع غير المعزز مجموعة من البيان‪++‬ات اإللكتروني‪++‬ة‬
‫التي تتخدد هيئة حروف‪ ،‬أو رموز أو إشارات‪ ،‬وال‪++‬تي تس‪++‬تخدم للتوقي‪++‬ع على رس‪++‬الة بيان‪++‬ات‬
‫عادية بغرض تحديد هوية صاحبها والداللة على شخصية والتزامه بمضمون ما قام بالتوقيع‬
‫عليه‪ ،‬وهدا الن‪++‬وع من التوقي‪++‬ع تقتص‪++‬ر وظيفت‪++‬ه فق‪++‬ط على م‪++‬ا يق‪++‬وم ب‪++‬ه التوقي‪++‬ع التقلي‪++‬دي من‬
‫وظائف‪ ،‬كما أن درجة األمان التي يتمتع بها ليس‪++‬ت بالدرج‪++‬ة العالي‪++‬ة مم‪++‬ا يجع‪++‬ل حجيت‪++‬ه في‬
‫اإلثبات ال ترقى إلى درجة اليقين التام‪ ،‬وإنما تخضع للسلطة التقديري‪++‬ة للقاض‪++‬ي ال‪++‬دى يبحث‬
‫في مدى تحقيق هدا التوقيع لوظائفه‪ ،‬وعلى الرغم في كونه أقل حجتا من التوقيع اإللكتروني‬
‫المتق‪++‬دم والمؤه‪++‬ل إلى أن‪++‬ه ب‪++‬الرجوع إال الالئح‪++‬ة التنظيمي‪++‬ة الص‪++‬ادرة عن االتح‪++‬اد األوربي‬
‫المتعلقة بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية حيث أخصت بدكر هده الالئح‪++‬ة على أن‬
‫التوقيع اإللكتروني البسيط عبارة عن بيانات في شكل إلكتروني يتم إلحاقها أو ربطها منطقيا‬
‫ببيانات أخرى في شكل إلكتروني ويستخدما الموقع للتوقيع‪ ،1‬كما نص‪++‬ت على أن‪++‬ه ال يس‪++‬وغ‬
‫نزع األثر القانوني ألي توقيع إلكتروني و قابلية تقديمه أمام المحاكم لمجرد أن‪++‬ه ليس توقيع‪++‬ا‬
‫إلكترونيا متقدما أو مؤهال‪.‬‬

‫وخالصة القول إن التوقيع اإللكتروني البسيط وعلى رغم من ضعف حجيته مقارنة بالمتق‪++‬دم‬
‫والمؤهل فإن التوجيه األوربي قد كرس في فقرته الثامنة من المادة ‪ 5‬منه‪ ،‬مبدأ ع‪++‬دم إه‪++‬دار‬
‫قيمته في اإلثبات واالعت‪++‬داد ب‪++‬ه ك‪++‬دليل واعتب‪++‬اره كحج‪++‬ة‪ ،‬وإن لم يكن مس‪++‬توفيا لك‪++‬ل ش‪++‬روط‬
‫التوقيع اإللكتروني المعزز أو المؤمن‪ ،‬كما فرض على دول األعضاء االل‪++‬تزام بع‪++‬دم إنك‪++‬اره‬
‫كوسيلة إثبات أمام القضاء‪.2‬‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫أما فيما يخص المشرع المغربي فقد صار على منوال ما تبناه قانون األونسترال النم‪++‬وذجي‪،‬‬
‫من خالل نصه في الم‪+‬ادة الس‪+‬ابعة من الق‪+‬انون ‪ 43.20‬المتعل‪+‬ق بخ‪+‬دمات الثق‪+‬ة على أن‪+‬ه ال‬
‫يمكن رفض األثر القانوني للتوقيع اإللكتروني البسيط والمتقدم كحجة أمام القضاء أو عدم‬

‫‪ 1‬خديجة بطط‪ ،‬التوقيع اإللكتروني على ضوء القانون ‪ 43.20‬المتعلق بشأن المعامالت اإللكترونية م س‪ ،‬ص ‪37‬‬

‫‪ 2‬أسية الحراق‪ ،‬اإلثبات بالوسائل اإللكترونية‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪55‬‬

‫قبول‪++‬ه لمج‪++‬رد تق‪++‬ديم ه‪++‬ذا التوقي‪++‬ع في ش‪++‬كل إلك‪++‬تروني‪ ،‬أو لئن‪++‬ه ال يفي بمتطلب‪++‬ات التوقي‪++‬ع‬
‫اإللكتروني المؤهل المنصوص عليه في المادة ‪ 6‬من نفس القانون‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حجية التوقيع اإللكتروني المتقدم في اإلثبات‬

‫يعد التوقيع اإللكتروني المتقدم من أبرز المستجدات الجديدة ال‪+‬تي ج‪+‬اء به‪+‬ا ق‪+‬انون خ‪+‬دمات‬
‫الثقة ودلك بهدف رئيسي يتمثل في رقمنة غالبية الخدمات ذات الرهانات المتوسطة‪ ،‬ويعتبر‬
‫هدا التوقيع أكثر امتيازا من التوقيع اإللكتروني البسيط نظرا للوظ‪++‬ائف ال‪++‬دي يحققه‪++‬ا‪ ،‬إال أن‬
‫هدا التوقيع يشوبه غموض من حيث حجيته في اإلثبات وهدا هو التساؤل المطروح؟‬

‫ف‪++‬برجوع لمقتض‪++‬يات الم‪++‬واد ‪ 417-1‬و‪ 417-2‬و‪ 417-3‬من ظه‪++‬ير االلتزام‪++‬ات والعق‪++‬ود‬

‫وال‪++‬تي تمت إض‪++‬افتها بمقتض‪++‬ى الق‪++‬انون ‪ 53.05‬المتعل‪++‬ق بالتب‪++‬ادل اإللك‪++‬تروني للمعطي‪++‬ات‬
‫القانونية‪ ،‬كما الثقة في كل من المادة ‪ 4،5،7‬التي تنظم هدا التوقيع بشكل دقيق وواضح‪.1‬‬

‫هذا خالفا لما فعله المشرع المغ‪++‬ربي م‪++‬ع التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني المؤه‪++‬ل بحيث نص ص‪++‬راحتا‬
‫على حجية المحررات المذيلة بهذا التوقيع في الفق‪++‬رة الثالث‪++‬ة من الفص‪++‬ل ‪ ،2417-3‬وبالت‪++‬الي‬
‫في ضل غياب واضح لحجية هدا التوقيع سواء في قانون خدمات الثقة أو ظهير االلتزام‪++‬ات‬
‫والعق‪++‬ود وقل‪++‬ة األحك‪++‬ام والق‪++‬رارات في ه‪++‬دا الموض‪++‬وع‪ ،‬ف‪++‬إن ه‪++‬دا يحتم إلزام‪++‬ا الرج‪++‬وع إلى‬
‫القواع‪++‬د العام‪++‬ة ال س‪++‬يما أن المش‪++‬رع ق‪++‬د أخ‪++‬د بمب‪++‬دأ المس‪++‬اواة بين المح‪++‬ررات اإللكتروني‪++‬ة‬
‫والمحررات الورقية وهذا ما أكده الفص‪++‬ل ‪ 417-1‬في فقرت‪++‬ه األولى من ق‪++‬انون االلتزام‪++‬ات‬
‫والعقود حيث نص على أن " تتمتع الوثيقة المحررة على دعامة إلكترونية بنفس قوة اإلثبات‬
‫التي تتمتع بها الوثيق‪+‬ة المح‪+‬ررة على ال‪+‬ورق"‪ .‬ف‪+‬إن المح‪+‬رر اإللك‪+‬تروني ال يفق‪+‬د حجت‪+‬ه في‬
‫اإلثبات لمجرد أنه جاء على دعامة إلكترونية‪ ،‬وبهذا يتم إسقاط شروط المحرر الورقي على‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫المحرر اإللكتروني من أجل أن يصبح للمحرر اإللكتروني نفس حجية وقرينة ثبوتية‪ 3‬ش‪++‬أنه‬
‫في دلك شأن التوقيع اإللكتروني‬

‫‪ 1‬محمد بيسن‪ ،‬التوقيع اإللكتروني على ضوء القانون ‪ ،43.20‬م س‪ ،‬ص‪15‬‬

‫‪ 2‬الفقرة الثالثة من الفصل ‪ " 417-3‬تتمتع كل وثيقة مذيلة بتوقيع إلكتروني مؤهل والمختومة زمنيا بنفس قوة اإلثبات التي‬
‫تتمتع الوثيقة المصادق على صحة توقيعها والمذيلة بتاريخ ثابت"‬
‫‪ 3‬خديجة بطط‪ ،‬التوقيع اإللكتروني على ضوء القانون ‪ 43.30‬المتعلق بشأن المعامالت اإللكترونية‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪59‬و‪60‬‬

‫المؤهل‪ ،‬خصوصا أنه يرتك‪++‬ز على ش‪++‬هادة إلكتروني‪++‬ة مص‪++‬ادق على ص‪++‬حتها تق‪++‬دم من قب‪++‬ل‬
‫مق‪++‬دمي خ‪++‬دمات ثق‪++‬ة مص‪++‬رح ب‪++‬ه ل‪++‬دى الس‪++‬لطة الوطني‪++‬ة لخ‪++‬دمات الثق‪++‬ة بش‪++‬أن المع‪++‬امالت‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫تالثا ‪ :‬حجية التوقيع اإللكتروني المؤهل في اإلثبات‬
‫ويطلق عليه أيضا التوقيع المع‪++‬زز أو المحمي ودل‪++‬ك راج‪+‬ع إلى كون‪++‬ه أرقى وأعلى درج‪+‬ات‬
‫التوقيعات أمنا وثقة‪ ،‬واألك‪++‬ثر من بينهم انتش‪++‬ارا واس‪++‬تعمال‪ ،‬ونظ‪++‬را لألهمي‪++‬ة المفرط‪++‬ة له‪++‬دا‬
‫التوقيع وما يقدمه من حماية بالغة للمعامالت اإللكترونية فإن أغلب التشريعات منحته قرين‪++‬ة‬
‫الموثوقية‪.‬‬
‫لهدا نص المشرع المغ‪++‬ربي ص‪++‬راحة على ذل‪++‬ك في الفص‪++‬ل ‪ 417-3‬من ق‪++‬انون االلتزام‪++‬ات‬
‫العقود اذ نص هدا األخير على ما يلي "يفترض الوث‪++‬وق في الوس‪++‬يلة المس‪++‬تعملة في التوقي‪++‬ع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬عندما تتيح استخدام توقيع الكتروني مؤهل إلى أن يتبث ما يخ‪++‬الف دل‪++‬ك"‪ ،‬كم‪++‬ا‬
‫أكد المشرع المغربي على ذلك في الق‪++‬انون ‪ 43.20‬في مادت‪++‬ه العاش‪++‬رة ال‪++‬تي تنص على أن‬
‫"تؤكد عملية إثبات صحة توقيع إلكتروني مؤهل صحة هدا التوقيع‪.1‬‬
‫كما أكد أيضا في الفصل ‪ 417-3‬في فقرته األخيرة على م‪++‬ا يلي" تتمت‪++‬ع ك‪++‬ل وثيق‪++‬ة مذيل‪++‬ة‬
‫بتوقيع إلكتروني مؤهل والمختومة زمنيا بنفس قوة اإلثبات التي تتمتع الوثيقة المصادق على‬
‫صحة توقيعها والمذيلة بتاريخ ثابت"‪.‬‬
‫ويستخلص إدا من الفصل الس‪++‬ابق على أن المش‪++‬رع أنهى النق‪++‬اش ال‪++‬دي ك‪++‬ان يع‪++‬تري حجي‪++‬ة‬
‫التوقيع اإللكتروني المؤهل وأصبح هدا األخ‪++‬ير متمتع‪++‬ا بنفس حجي‪++‬ة التوقي‪++‬ع التقلي‪++‬دي م‪++‬ادام‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫استوفى الشروط القانونية وص‪+‬ار يس‪+‬تخدم إلثب‪+‬ات جمي‪+‬ع المع‪+‬امالت ال‪+‬تي يقتض‪+‬ي إجرائه‪+‬ا‬
‫بوسائل إلكترونية بغض النظر عن طبيعتها سواء كانت تجارية أو مدنية‪.2‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الخاتم اإللكتروني‬

‫يقصد بالخاتم اإللكتروني تقنية إلكترونية تشفيريه تسمح بالتأكد من كون الوثيقة التي ثم‬

‫‪ 1‬محمد بيسن‪ ،‬التوقيع اإللكتروني على ضوء القانون ‪ ،43.20‬م س‪ ،‬ص ‪ 86‬و‪87‬‬

‫‪ 2‬سناء شاعر‪ ،‬خصوصيات التعاقد الرقمي واألمن التعاقدي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪131‬‬

‫إنشاؤها في تاريخ محدد‪ ،‬وأنه لم يطلها تغيير من ذلك التاريخ‪ ،‬وبهذا فإن‪++‬ه يمكن الق‪++‬ول ب‪++‬أن‬
‫الخاتم عبارة عن ضمانة إلكترونية تتيح التأكد من كون الوثيقة المختومة لم تتغير من ت‪++‬اريخ‬
‫ختمها‪.1‬‬

‫تأسيس‪+‬ا على م‪+‬ا س‪+‬بق يمكن الق‪+‬ول أن المش‪+‬رع المغ‪+‬ربي ت‪+‬دارك النقص ال‪+‬دي ك‪+‬ان يع‪+‬تري‬
‫الق‪+‬انون رقم ‪ 53.05‬المتعل‪+‬ق بالتب‪+‬ادل اإللك‪+‬تروني للمعطي‪+‬ات القانوني‪+‬ة‪ ،‬وأت‪+‬اح لألش‪+‬خاص‬
‫االعتبارية بم‪++‬وجب الق‪++‬انون ‪ 43.20‬ختم الوث‪++‬ائق الص‪++‬ادرة عنهم بخ‪++‬اتم إلك‪++‬تروني لض‪++‬مان‬
‫أصليتها وتماميتها‪.2‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬درجات الخاتم اإللكتروني وفق منظور خدمات الثقة‬

‫باستقرائنا للمادة ‪ 13‬من القانون ‪ 43.20‬نجدها تنص على أن "يكون الخاتم اإللكتروني إما‬
‫بسيطا أو متقدما أو مؤهال"‪.‬‬
‫وعلى هدا األساس سيتم دراس‪+‬ة ك‪+‬ل مس‪+‬توى من مس‪+‬تويات الخ‪+‬اتم اإللك‪+‬تروني ثم بع‪+‬د دل‪+‬ك‬
‫التطرق إلى الموثوقية التي أضفاه المشرع المغربي كل واحد من هده المستويات‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الخاتم اإللكتروني البسيط‬

‫نص المشرع المغربي على الخاتم البس‪++‬يط بم‪++‬وجب الم‪++‬ادة الثاني‪++‬ة من نفس الق‪++‬انون الس‪++‬الف‬
‫الدكر وعرفه بأنه "معطيات في شكل إلكتروني تم إنش‪++‬اؤه من قب‪++‬ل ش‪++‬خص اعتب‪++‬اري تك‪++‬ون‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫مرفقة بمعطي‪+‬ات في ش‪+‬كل إلك‪+‬تروني أو مرتبط‪+‬ة به‪+‬ا منطقي‪+‬ا‪ ،‬من أج‪+‬ل ض‪+‬مان أص‪+‬ل ه‪+‬ده‬
‫األخيرة وتماميتها"‪.‬‬
‫يستنتج من التعريف ما يلي ‪:‬‬
‫الخاتم اإللكتروني البسيط يتم إنشاؤه من طرف شخص اعتباري‬ ‫‪‬‬
‫الغاية منه هو ضمان أصل الوثيقة المختوم بها وتماميتها‪ ،‬وبمفهوم المخافة فإن الخاتم‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬التأصيل التشريعي للقانون الرقمي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪18‬‬

‫‪ 2‬سناء الشاعر‪ ،‬خصوصيات التعاقد الرقمي واألمن التعاقدي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪123‬‬

‫اإللكتروني ال يمكن اعتماده كوسيلة للتعبير عن اإلرادة كحال التوقيع اإللكتروني‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الخاتم اإللكتروني المتقدم‬
‫إن المشرع المغربي اعتمد الخاتم اإللكتروني البسيط كأرض‪++‬ية للتأس‪++‬يس للخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني‬
‫المتق‪++‬دم م‪++‬ع دعم‪++‬ه بمزي‪++‬د من الحماي‪++‬ة‪ ،2‬بحيث نص في الم‪++‬ادة ‪ 14‬في الفق‪++‬رة األولى من‬
‫القانون ‪ 43.20‬على أنه " الخاتم اإللكتروني المتقدم هو خاتم إلكتروني بسيط كما تم تعريفه‬
‫في المادة ‪ 2‬من هدا القانون"‪.‬‬
‫وتتمثل الحماية الدي أضفاه المشرع على الخاتم اإللك‪+‬تروني المتق‪+‬دم في الش‪+‬روط ال‪+‬تي نص‬
‫عليها في نفس المادة على أنه البد يستوفي الشروط التالية ‪:‬‬
‫أن يكون خاصا بمنشئ الخاتم بما ال يدع مجال للشك؛‬ ‫‪‬‬
‫أن يسمح بتحديد هوية منشئ الخاتم؛‬ ‫‪‬‬
‫أن يتم إنشاؤه بواسطة معطيات إنشاء الخاتم اإللكتروني التي يمكن أن يستعملها منشئ‬ ‫‪‬‬
‫الخاتم تحت مراقبته وبدرجة عالية من الثقة تحدد من قبل السلطة الوطنية؛‬
‫أن يرتكز على شهادة إلكترونية أو بكل وسيلة تعتبر معادلة لها تحدد بنص تنظيمي؛‬ ‫‪‬‬
‫وأن يكون مرتبطا بالمعطيات المتعلقة بهذا الخاتم بكيفية تمكن من كشف كل تغيير الحق‬ ‫‪‬‬
‫يطرأ عليها‪.‬‬
‫ثالتا ‪ :‬الخاتم اإللكتروني المؤهل‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫يعتبر الخاتم اإللكتروني المؤهل من أهم المستجدات التي ج‪+‬اء به‪+‬ا الق‪+‬انون ‪ 43.20‬ويعت‪+‬بر‬
‫أكثر المستويات ضمانا للثقة والحماية‪ ،‬وقد عرفه المشرع المغ‪++‬ربي بم‪++‬وجب الم‪++‬ادة ‪ 15‬من‬
‫القانون ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بش‪+‬أن المع‪++‬امالت اإللكتروني‪++‬ة بأن‪++‬ه "خ‪+‬اتم إلك‪++‬تروني‬
‫متقدم يجب إنتاجه بواسطة ألية إنشاء الخاتم اإللكتروني المؤهلة المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 17‬بعده والدي يستند إلى شهادة خاتم إلكتروني مؤهلة كما ه‪+‬و منص‪+‬وص عليه‪+‬ا في الم‪+‬ادة‬
‫‪ 18‬أدناه"‪.‬‬

‫‪ 1‬عزيز حسني‪ ،‬الضمانات القانونية في ضوء القانون ‪ ،43.20‬م س‪ ،‬ص‪29‬‬

‫‪ 2‬نفس المرجع‬

‫وحتى نكون أمام خاتم اإللكتروني المؤهل فإنه البد أن يتم إنشاؤه بواسطة ألية ‪ 1‬إنشاء الخاتم‬
‫اإللك‪++‬تروني المؤهل‪++‬ة ه‪++‬ده األخ‪++‬يرة حس‪++‬ب الم‪++‬ادة ‪ 17‬من نفس الق‪++‬انون الب‪++‬د أن تس‪++‬تجيب‬
‫للمعطيات التالية ‪:‬‬

‫أن تضمن بوسائل تقنية وإجراءات مالئم‪++‬ة‪ ،‬ع‪++‬دم إمكاني‪++‬ة التوص‪++‬ل إلى معطي‪++‬ات إنش‪++‬اء‬ ‫‪‬‬

‫الخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني عن طري‪++‬ق االس‪++‬تنباط‪ ،‬وإمكاني‪++‬ة حماي‪++‬ة الخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني من أي‬

‫تزوير‪ ،‬بكيفية موثوق بها وبواسطة الوسائل التقنية المتاحة؛‬

‫وأن تضمن بوسائل تقنية وإجراءات مالئم‪++‬ة‪ ،‬أن معطي‪++‬ات إنش‪++‬اء الخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني ال‬ ‫‪‬‬

‫يمكن إعدادها أك‪++‬ثر من م‪++‬رة واح‪++‬دة وتك‪++‬ون س‪++‬ريتها مض‪++‬مونة ويمكن حمايته‪++‬ا من قب‪++‬ل‬

‫منشئ الخاتم بكيفية مقبولة من أي استعمال من لدن الغير؛‬

‫وأال تؤدي إلى أي تلف محتوى الوثيقة المراد ختمها أو تغييره والتشكل عائقا يحول دون‬ ‫‪‬‬

‫أن يكون منشئ الخاتم إلمام تام بمحتوى الوثيقة قبل ختمها‪.‬‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫عالوة على ذل‪++‬ك‪ ،‬ال يمكن أن يعه‪++‬د بتولي‪++‬د معطي‪++‬ات إنش‪++‬اء الخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني المؤه‪++‬ل أو‬
‫تدبيرها لحساب منشئ الخاتم إال لمقدم خدمات ثق‪++‬ة معتم‪++‬د وفق‪++‬ا ألحك‪++‬ام الم‪++‬ادة ‪ 33‬من ه‪++‬ذا‬
‫القانون‪.‬‬
‫تق‪++‬وم الس‪++‬لطة الوطني‪++‬ة بنش‪++‬ر الئح‪++‬ة آلي‪++‬ات إنش‪++‬اء الخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني المؤهل‪++‬ة على موق‪++‬ع‬
‫األنترنت الخاص بها‪.‬‬
‫ومن أجل أن ينتج الحجية التي أقرها المشرع المغربي له فإنه حسب المادة ‪ 19‬البد أن يأتي‬
‫مستوفيا للشروط التي تمنح صحة هدا الخاتم وهي كاآلتي‪:‬‬

‫أن تك‪++‬ون الش‪++‬هادة ال‪++‬تي اس‪++‬تند إليه‪++‬ا الخ‪++‬اتم‪ ،‬أثن‪++‬اء إنش‪++‬اء الخ‪++‬اتم‪ ،‬ش‪++‬هادة مؤهل‪++‬ة للخ‪++‬اتم‬ ‫‪‬‬
‫اإللكتروني وفقا الحك ام المادة ‪ 18‬أعاله؛‬

‫‪ 1‬آلية إنشاء الخاتم اإللكتروني المؤهل‪+‬ة هي آلي‪++‬ة إنش‪+‬اء خ‪+‬اتم إلك‪++‬تروني مثبت‪++‬ة بش‪+‬هادة للمطابق‪+‬ة مس‪+‬لمة من ل‪+‬دن الس‪+‬لطة‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫أن تكون الشهادة المؤهلة مسلمة من لدن مقدم خدمات ثق‪++‬ة معتم‪++‬د وص‪++‬الحة أثن‪++‬اء إنش‪++‬اء‬ ‫‪‬‬
‫الخاتم؛‬
‫أن تكون معطيات إثبات صحة الخاتم اإللكتروني مطابقة للمعطيات التي تم إرس‪++‬الها إلى‬ ‫‪‬‬
‫الطرف المستعمل؛‬
‫أن تقدم بشكل صحيح للط‪++‬رف المس‪++‬تعمل المجموع‪++‬ة الفري‪++‬دة للمعطي‪++‬ات ال‪++‬تي ت‪++‬دل على‬ ‫‪‬‬
‫منشئ الخاتم في الشهادة؛‬
‫أن يتم إنشاء الخاتم اإللكتروني بواسطة آلية إنش‪+‬اء الخ‪+‬اتم اإللك‪++‬تروني المؤهل‪++‬ة‪ ،‬وأن يتم‬ ‫‪‬‬
‫استيفاء الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 14‬من هذا القانون عند إنشاء الخاتم؛‬
‫أال يشوب تمامية المعطيات المختومة أي اختالل؛‬ ‫‪‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬يجب أن يقدم النظام المستعمل إثبات صحة الخاتم اإللكتروني المؤه‪++‬ل إلى‬
‫الطرف المستعمل النتيجة الصحيحة لسلسلة عمليات إثبات الصحة وأن يسمح ل‪++‬ه برص‪++‬د أي‬
‫مشكل وجيه يتعلق بسالمة سلسلة العمليات المذكورة‪.‬‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫ومن أجل أن تأتي خدمة الخاتم مؤهلة إلثبات صحة الخواتم اإللكترونية المؤهلة فقد نصت‬

‫المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 43.20‬ال يمكن تقديم خدمة مؤهلة إثبات صحة الخواتم اإللكترونية‬
‫المؤهلة إال من لدن مقدم خدمات ثقة معتمد ‪:‬‬

‫يقدم خدمة إثبات الصحة وفقا ألحكام المادة ‪ 19‬أعاله؛‬ ‫‪-‬‬

‫يسمح للطرف المستعمل بتلقي نتيجة مجموع عمليات إثبات الصحة‪ ،‬بطريق‪++‬ة آلي‪++‬ة وذات‬ ‫‪-‬‬
‫موثوقية وفعالة‪ ،‬وتحمل التوقي‪+‬ع اإللك‪+‬تروني المتق‪+‬دم مق‪+‬دم الخ‪+‬دمات الم‪+‬ذكور أو خاتم‪+‬ه‬
‫اإللكتروني المتقدم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬موثوقية الخاتم اإللكتروني‬

‫كما سبقت اإلشارة فإن الخاتم اإللكتروني من بين أب‪++‬رز المس‪++‬تجدات ال‪++‬تي ج‪++‬اء به‪++‬ا الق‪++‬انون‬
‫‪ 43.20‬وقد قام هدا األخير بتقسيم الخاتم اإللكتروني إلى ‪ 3‬درجات‪ ،‬ه‪++‬ده ال‪++‬درجات تنف‪++‬رد‬
‫كل واحدة منها بموثوقية معينة‪ ،‬وهدا ما سيتم التطرق إليه بتفصيل بحيث سيتم تناول حجي‪++‬ة‬
‫الخاتم اإللك‪++‬تروني البس‪++‬يط (أوال) ثم التط‪++‬رق إلى حجي‪++‬ة الخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني المتق‪++‬دم (تاني‪++‬ا)‬
‫ليخلص في األخير بتكلم عن حجية الخاتم اإللكتروني المؤهل (تالتا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬حجية الخاتم اإللكتروني البسيط‬

‫نصت المادة ‪ 16‬من قانون خ‪++‬دمات الثق‪++‬ة بش‪++‬أن المع‪++‬امالت اإللكتروني‪++‬ة على أن‪++‬ه "ال يمكن‬
‫رفض األثر القانوني للخاتم اإللكتروني البسيط أو المتقدم كحجة أمام القض‪++‬اء أو ع‪++‬دم قبول‪++‬ه‬
‫لمجرد تق‪++‬ديم ه‪++‬دا الح‪++‬اتم في ش‪++‬كل إلك‪++‬تروني أو ألن‪++‬ه ال يفي بمتطلب‪++‬ات الخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني‬
‫المؤهل المنصوص عليه في المادة ‪ 15‬أعاله"‪.‬‬

‫وهكذا يبقى للقضاء‪ ،‬وفق سلطتهم التقديري‪++‬ة‪ ،‬تق‪++‬دير م‪++‬ا إدا ك‪++‬ان الخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني البس‪++‬يط‬

‫يحقق فعال وظيفته في إقامة الحجة على أص‪++‬ل وتمامي‪++‬ة المعطي‪++‬ات القانوني‪++‬ة المختوم‪++‬ة ب‪++‬ه‪،‬‬

‫على أن يك‪++‬ون عبء إثب‪++‬ات ه‪++‬ده الوظيف‪++‬ة على ع‪++‬اتق الم‪++‬دعي علي‪++‬ه‪ ،‬ص‪++‬احب الخ‪++‬اتم‬

‫اإللكتروني‪ ،‬وعليه وإن كان لهدا الخاتم موثوقية المطابقة لدرجته‪ ،‬والمستمدة من مبدأ الحياد‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫التكنلوجي‪ ،‬يثبت منها القاض‪++‬ي‪ ،‬فإن‪++‬ه ال يتمت‪++‬ع بقرين‪++‬ة الموثوقي‪++‬ة ال‪++‬تي تجع‪++‬ل ه‪++‬ده األخ‪++‬يرة‬

‫مفترضة في المعطيات المختومة بالخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني‪ ،‬على نح‪++‬و يك‪++‬ون مع‪++‬ه إثب‪++‬ات العكس‬

‫على عاتق المدعى‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حجية الخاتم اإللكتروني المتقدم‬

‫نص‪++‬ت الم‪++‬ادة ‪ 14‬من ق‪++‬انون خ‪++‬دمات الثق‪++‬ة بش‪++‬أن المع‪++‬امالت اإللكتروني‪++‬ة على الخ‪++‬اتم‬
‫اإللكتروني المتقدم والتي يستخلص منها على أن الخاتم اإللكتروني المتقدم م‪++‬ا ه‪++‬و إال خ‪++‬اتم‬
‫إلكتروني بسيط‪ ،‬وبهذا فالخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني المتق‪++‬دم ليس س‪++‬وى خاتم‪++‬ا بس‪++‬يطا تنض‪++‬اف إلي‪++‬ه‬
‫متطلبات متطلبات يتقدم بها األول على الثاني من حيث درجة الحماية‪.2‬‬

‫‪ 1‬مصطفى مالك‪ ،‬اإلبرام اإللكتروني للعقد‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪386‬‬

‫‪ 2‬سناء الشاعر‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪133‬‬

‫أما فيما يتعلق بحجيته فق‪++‬د نص‪++‬ت الم‪++‬ادة ‪ 7‬من الق‪++‬انون ‪ 43.20‬على أن‪++‬ه " ال يمكن رفض‬
‫اإلثر القانوني للتوقيع اإللكتروني البسيط أو المتقدم كحجة أمام القضاء أو عدم قبوله لمج‪++‬رد‬
‫تقديم هذا التوقيع في شكل إلكتروني‪ ،‬أو ألنه ال يفي بمتطلب‪++‬ات التوقي‪++‬ع اإللك‪++‬تروني المؤه‪++‬ل‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪ 6‬أعاله"‪ ،‬وإدا كان الخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني المتق‪++‬دم يس‪++‬تفيد من مب‪++‬دأ‬
‫عدم التميز‪ ،‬فإنه ال يتمتع بقرينة تمامية المعطيات ودقة مصدرها‪ ،‬خالفا للخ‪++‬اتم اإللك‪++‬تروني‬
‫المؤه‪++‬ل‪ ،‬وم‪++‬ع دل‪++‬ك يس‪++‬تخلص بعض الفق‪++‬ه أن الض‪++‬مانات ال‪++‬تي توفره‪++‬ا متطلب‪++‬ات الخ‪++‬اتم‬
‫اإللك‪++‬تروني المتق‪++‬دم تحت القض‪++‬اء إلى إق‪++‬رار مقبوليت‪++‬ه لإلقام‪++‬ة الحج‪++‬ة على أص‪++‬ل وتمامي‪++‬ة‬
‫المعطيات التي ترتبط به‪.1‬‬

‫ثالتا ‪ :‬حجية الخاتم اإللكتروني المؤهل‬

‫عرفته المادة ‪ 15‬من ق‪+‬انون خ‪+‬دمات الثق‪+‬ة‪ ،‬باعتب‪+‬اره خ‪+‬اتم إلك‪+‬تروني متق‪+‬دم‪ ،‬إال أن‪+‬ه ينف‪+‬رد‬
‫بمعطيات تجعله يتميز عن كل من الخاتمين البسيط والمتقدم‪.2‬‬
 ‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية على ضوء القانون ‪43.20‬‬

‫ويعتبر الخاتم اإللكتروني المؤهل أكثر التوقيعات السالفين الدكر من ناحية الموثوقية‪ ،‬ودل‪++‬ك‬
‫راجع لكونه ضامن أل صل المعطيات من جهة‪ ،‬وضامن لتمامية المعطيات المترتب‪++‬ة ب‪++‬ه من‬
‫جهة ثانية‪ ،‬وهذا ما أكدته المادة ‪ 15‬من نفس القانون حيث نصت "يتمتع الخ‪+‬اتم اإللك‪++‬تروني‬
‫المؤهل بقرينة تمامية المعطيات التي يرتبط بها وبدقة مصدرها هده المعطيات"‪.‬‬

‫‪ 1‬مصطفى مالك‪ ،‬اإلبرام اإللكتروني للعقد‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪389 ، 388‬‬

‫‪ 2‬سناء الشاعر‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪134‬‬