Professional Documents
Culture Documents
المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم
المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم
تأليف
1
“2“
2
“3“
3
““4
4
““5
اإلهداء
إلى أبي الروحي ،سيدنا أبو العباس الدندراوي .
تقف حروفي على اعتاب صفاتك المحمدية ،يمنعها
من التشكل حياء التقصير . .فترتد عاجزة ،ويسفر
جمال كمالك فوق كل تعبير .
سعاد الحكيم
5
“6“
6
““7
"ولقد آمنا باهلل ورسوله وما جاء به مجمال ومفصال ،مما وصل الينا من تفصيله وما
لم يصل الينا ،ولم يثبت عندنا .فنحن مؤمنون بكل ما جاء به . . .
أخذت ذلك عن أبوي أخذ تقليد . . . .فعملت على ايماني بذلك حتى كشف هللا عن
بصري وبصيرتي وخيالي . .فصار األمر لي مشهودا ،والحكم المتخيل المتوهم
بالتقليد ،موجودا . . .فلم أزل أقول وأعمل ما أقوله ،واعمله ،لقول النبي صلى هللا
عليه وسلم ،ال لعلمي ،وال لعيني ولشهودي " . .
الشيخ األكبر محيي الدين ابن العربي
560ه 638 -ه
الفتوحات المكية ج 3ص 323
7
“8“
8
““9
شكر وتقدير
استهل كالمي بتقدير وشكر عميقين ألستاذي ،فقيدنا الغالي األب الدكتور بولس نويا ،
الذي جعل كل تجربته وخبرته ورصيده الفكري والثقافي ،مرآة مصقولة أمام تفتّح
فكري وقلمي ،فلم يحجبني بايقاع تفكيره ،وال سعى إلى تكويني على ذلك االيقاع ،
بل تركني أرى ذاتي تتحدد وتتبلور في صدق مرآته .
فالتقينا وراء الحروف ،وراء الكلمات .
واثنّي بشكر حار وتقدير صادق للدكتور عبد الكريم اليافي ،العضو في مجمع اللغة
العربية بدمشق ،الذي اتسع قلبه لقراءة معظم مفردات هذا المعجم ،واطمعني كرمه
بأن استقي من معين صوفيته الرائق ،عذب تجربته الخاصة ونظرته التي أرادها
بسيطة إلى الكون ،فجاءت الغنى كله .
كما أتقدم بالشكر إلى السيد محمد رياض المالح الذي فتح لي أبواب المكتبات الخاصة
والعامة ،أتزود من مخطوطاتها سطور هذا المعجم ،فلم يبخل بوقت أو بجهد بل كان
دائما في خدمة البحث والباحثين .
وأخيرا . . .إلى رفيق درب التعب هذا . .إلى زوجي . .حسن شرف الدين ،اقدم
صافي الشكر على قناعته الشخصية بجدية العمل الذي أقوم به ،فكان عزمه يشد
عزمي في لحظات الفتور ،وتأتي ابتسامته لتضيء أحلك ليالي الجهد ،تمدني بالصبر
على اكمال الطريق .
سعاد
9
“ “ 10
10
“ “ 11
[ ] :النص داخل هذين القوسين ،اضافته المؤلفة زيادة في توضيح المتن .
* :هذه النجمة مهمتها ان تحدد معنى للمصطلح مميزا عن المعنى السابق والالحق .
اما بخصوص االختزاالت المستعملة حول أسماء الكتب تجنبا لتكرارها.
فالرجاء مراجعة اسم الكتاب بنصه كامال ،في ثبت المراجع المخطوطة والمطبوعة ،
في قسم الفهارس
11
“ 12 “
12
“ “ 13
تقديم
إن الكتابة في التصوف اليوم ،تتطلب رجوعا جذريا إلى منابع نصوصه نفسها ،بعيدا
عن المؤلفات التي طالعنا بها العصر الحديث ،بعد األربعينات . .
مؤلفات أخذت في ظاهرها منهجية علمية ،أرادتها موضوعية فجاءت استشراقا بعيدا
عن الفهم لهذه التجربة االسالمية .ولم تكتف بذلك بل توالدت ،تنقل عن بعضها
البعض .فال نكاد نحصل ّ -اال نادرا -على كتاب حول تاريخ التصوف ورجاله
الخ . .إال أن يكون مبوبا تبويبا أضحى تقليديا ،ال يكلف المؤلف نفسه عناء تمحيصه
صوف الموضوعي ،فجاء واحدا يشمل :نشأة التصوف ،سبب التسمية ،مصادر الت ّ
االسالمي .وهكذا . .
وبرع دارسو التصوف في كل علم ،فانطلقوا من هذا العلم في قراءة ايديولوجية
للنصوص الصوفية ،وهم يتوهمون موضوعية ،سقطت امام أحدية الجانب الذي
ينظرون منه إلى هذه النصوص .
فالبحث الصوفي اليوم ،حتى يكون صوفيا ،عليه أن يرجع إلى الجذور ،رجوعا
يحقّق فصال معينا بين الباحث والمتصوف في عالقة من داخل ،تفتّح أمامه :
رؤية إسالمية تجريبية .تضم إلى أبعادها الكونية -اإللهية ،بعدا باطنيا إنسانيا .
وتطرح هذه العودة أمام الباحثين “ شركا “ سقط فيه الكثير منهم ،فلم يميزوا بين
التجربة الصوفية وبين التعبير عنها .
فطابقوا بينهما ،مطابقة هي المسؤولة في إرجاعهم التصوف االسالمي إلى أصول
تارة يونانية ،وهندية ،وأخرى فارسية . .
الخ. .
13
“ “ 14
فالتجربة الصوفية ،حيث تقف “ ذات “ المتصوف في مواجهة موضوع حبها أو
معرفتها .هي تجربة جوانية تتحرك في اطار ذاتية معيشة ،بعيدا عن الحروف ،
والكلمات . .بعيدا عن “ اآلخرين “ .وهي تجربة قرب وعرفان مجالها الحيوي :
َّللا َويُعَ ِّلّ ُم ُك ُم َّ
َّللاُ “[ / 2 القرآن والسنة .تجربة اسالمية من نمط قرآني خاص َ ”:واتَّقُوا َّ َ
ض “[ 3 / 191 ] . 1 ت َو ْاأل َ ْر ِّ
سماوا ِّ َ ““ ] 282ويَتَفَ َّك ُرونَ فِّي خ َْل ِّ
ق ال َّ
أما التعبير عن هذه التجربة ،فهو خروج من الذاتية والجوانية إلى “ اآلخرين “ ،هي
عودة الصوفي من رحلته في “ األعماق “ إلى “ اآلفاق “ .
وهنا تأخذ هذه الجوانية اشكاال لدى التعبير عنها :تأخذ لغة “ اآلخرين “ .
وهذا منسجم تماما مع السنّة “ ،أمرنا ان نكلم الناس على قدر عقولهم “ ،فالخطاب
تنزل من عوالم “ الذات “ في اطالقها إلى حدود الحرف . .إلى افهام اآلخرين . .إلى ّ
“ قدر العقول “ .
وهنا على مستوى التعبير ،تدخل العبارات واالصطالحات والمفاهيم السائدة في زمن
الخطاب ،فيتناولها “ الصوفي “ ليعبر بها عن تجربته ،في محاولة تواصل مع
“ اآلخرين “ .فتظهر بالتالي مفردات نجد جذورها في فلسفات شرقية ويونانية ،تظهر
على مستوى “ التعبير “ ،وهي المرحلة التي تلي صفاء ونقاء التجربة .
ولكن هل عبّر المتصوفة عن تجربتهم بلغة اآلخرين ؟
-وهنا تنتفي إمكانية معجم صوفي .وتظل دراستهم محصورة بالنظريات -أم خلقوا
من تجربتهم لغة جديدة ؟
..........................................................................................
) ( 1ان القرآن يدفع االنسان إلى التفكر في كل شيء ،في كل قضية ما عدا الذات
اإللهية ،يدفعه من كونه عاقال وليس مؤمنا فقط ،فظهر فعل التعقل في القرآن مخالفا
للعقل اليوناني أو األوروبي -الكانتي ،فهو فعل يقوم به االنسان بجملته ،انه نتاج
االنسان ككل يمتزج فيه المعقول بالالمعقول من حيث كونه واقعا . .حادثا .
فالواقع يتخطى المعقول بامتزاجه بطاقات خفية يسعى االنسان للتوصل إليها ،حتى
العلم الحديث نفسه يتجه إلى الطاقات الخفية في االنسان ،والعلم االنساني إلى اليوم
محدود ،حتى العلم بأقرب األشياء الينا وهو جسدنا نحن إلى اليوم نجهل عنه الكثير ،
فكيف بأرواحنا وأنفسنا ؟ وما إلى ذلك من كونياتنا المغيبة عن بصرنا ،الحاضرة في
واقعنا .
14
“ “ 15
إذ ان الكلمة ال تستطيع ان تعبر بتطابق كلي عن الحال المعيشة ،فنرى المفردات
تتعدد بتسلسل متدرج في محاولة يائسة ساعية نحو التطابق مع التجربة ،ويظهر
الحرف والكلمة في كتاباتهم “ غيرا “ و “ سوى “ و “ ثانيا “ إلى جانب المراد منه ،
ويتضح عجزه عن التعبير عن ذات التجربة ،بل حتى عن اتحاده الحقيقي
بمضمونه .
وربما رجع سبب هذا العجز إلى أنهم حاولوا التعبير عن تجربة خاصة ،ذات طبيعة
فردية بلغة عامة لم تخلقها تجربتهم .
واألهم من ذلك ان محاولة التعبير هذه ،كانت من داخل التجربة نفسها ،يدل على ذلك
ظهور عبارات قيلت تحت وطأة الشطح ،والسكر ،والفناء والبهللة . .إلى آخر أنواع
الغيبات السلوكية .
لغة “ تنظير “ لتجربة من خالل مقدرة فذة على التعبير عن هذه التجربة :
كان الشيخ ابن العربي من أوائل من انفصل من المتصوفة عن تجربته الصوفية
ليحللها ،وينتقل بها من ميدان المواجيد واألحوال ،إلى منطق العلم والنظريات .
ولذلك يأخذ بعض عليه “ برودته الصوفية “ ،ويرى بعض آخر فضله في ادخال
الغرباء عن عالم التصوف ،إلى محراب هذا العالم ،وذلك بتؤدة العلماء ،دون ان
تزلزلهم صيحات الوجد وال تغرقهم بحار الغيبة .
وقد كان يتحلى ،إلى جانب تجربته الواسعة الغنية ،بملكة التعبير عنها إذ انه يمتلك
أسلوب التعبير الصحيح بالوسائل “ الكالسيكية “ جميعها ،فنراه يعبّر عن فكرته
الواحدة بفنون من القول ،كما أن الكلمة لدنه تتحد بمضمونها ال لتعبّر عنه بل لتكونه ،
وتنتقل الكلمة من كونها “ سوى “ يثنّى المضمون إلى واحد هو عين المضمون ،وال
نجد عند شيخنا األكبر تلك الشكوى ،من حدود الحرف وعجزه وتقصيره ،بل العكس
يتحول الحرف إلى ذات مضمونه .
وبالتالي ال تتعدد لديه
15
“ “ 16
المترادفات ،بل كل مفرد هو غير اآلخر ،ألنه وان كان يرمز إلى الحقيقة الواحدة ،
اال ان نسبته إليها من وجه خاص ،ال يشترك فيه مع غيره .اذن انفردت الكلمة
بمضمون وحيد ،ألنها استطاعت عند الشيخ ابن العربي أن تكون المراد منها ،فلم
يحتج إلى التعداد .
وان أردنا التعبير بلغة الشيخ األكبر ،نقول :ان التجربة الصوفية هي :
الظاهر ،والتعبير هو :المظهر .
فال “ تظهر “ التجربة اال في “ مظهرها “ ،متحققة في كلمات .
وهذا التطابق بين التجربة واللغة ال يتحقق اال عند بلوغ التجربة مرحلة االكتمال -
فيتحول نشاطها إلى الخارج للتعبير عن نفسها .وهذا ما نلمسه عند الشيخ ابن
العربي .
غير أن هذا التطابق ال ينفي وجود العالمين :عالم الذات في نقاوته أو جوانية التجربة
،وعالم اآلخرين المتمثل في :المشاكل الفكرية المطروحة -في زمن التعبير عن
التجربة -من جهة ،واللغة الحية آنذاك من جهة أخرى .
ولقد ظهرت مع الشيخ ابن العربي في أفق التصوف لغة جديدة ،هي ال شك وليدة
نمط فكري جديد ،وتجربة اسالمية اكتملت خالل قرون ستة ،ونظرة شمولية إلى
الكون . .نظرة عبقري من النمط الفريد على المستوى العالمي وليس على المستوى
االسالمي فقط .
لقد استطاع الشيخ ابن العربي ان يكون نهاية مرحلة ،بكل ما تحويه هذه الفكرة من
ابعاد ،فكما اختتم “ أرسطو “ مرحلة في الفكر اليوناني ،و “ كانت “ وضع نهاية
مرحلة في الفكر االنساني ،هكذا يجب ان ننظر إلى الشيخ ابن العربي الذي
استوعبت كتبه التجربة الصوفية السابقة ،فاختصر قرون ستة سابقة وقضى على
قرون ستة الحقة .
على مستوى هذه العبقريات الكبرى يجب ان ننظر إلى الشيخ ابن العربي ،الذي
اعطى الديانة االسالمية وافق أفكارها وسعا عالميا كونيا ،وان لم يلمس العالم الغربي
عن قرب هذه العبقرية [ باستثناء طبعا المهتمين باالسالميات والتصوف االسالمي
كماسينيون ،وهنري كوربان ] .
فذلك انه لم يترجم ،ع ّل عذره هو ضخامة نتاج الشيخ ابن العربي وغموضه.
16
“ “ 17
ومن هنا أهمية الشيخ ابن العربي في كل عمل موسوعي يتناول التصوف .فهو من
جهة يمثل قمة تفتح امكانات التجربة الصوفية عبر تطورها التاريخي .
كما أنه من جهة ثانية ،يتمتع بطاقة غريبة على خلق المفردات ،لكأني به يشعر
بامتالكه الشيء عند تسميته .
فهو عندما يحاول ان يشرح للقارئ مثال :حاال من األحوال ،أو عالما من العوالم ،أو
مرتبة من المراتب الكونية ،أو حكما من األحكام . .يوضح مظاهره ،واألهم من ذلك
كله يعطيه :اسما .وهذه الرغبة الملحة لديه في تسمية األشياء المتالكها .
خلقت لغة جديدة .لغة استطاعت ،ان تضع امام كل أفكار التصوف السابقة
وجزئياته :أسماء و “ مفردات “ .
كل ذلك يبرر ظهور “ معجم صوفي “ من جهة ،ويحتم نسبته إلى الشيخ األكبر من
جهة ثانية .فهو “ قطب “ اللغة الصوفية ومفرداتها .وكل “ مفرد “ يطالعنا في
نصوص أرباب الصوفية :اما انه يتجه إلى التكامل عنده ،أو عالة عليه .
ولكن هل تحققت هذه اللغة الجديدة باصطالح فيه بعض من ثبوت أعطاها اسم اللغة ؟
نجيب عمليا عن هذا السؤال ،بنقاط نستخلصها من منهج الشيخ ابن العربي في
نظرته إلى المفردات .
17
“ “ 18
فقد أفرغ الشيخ ابن العربي كلمة “ توكل “ وأمثالها من مقامات التصوف الكالسيكي
ومنازله ،من مضامينها الخاصة .
ولكن جدليته ال تنتهي عند هذا النفي ،بل تعطي إثباتا بديال ،يتميز المتوكل به عن
المسمى في العادة غير متوكل ،بالوعي conscience ) ( prise deفالمتوكل هو
من وعي هذا الواقع التوكلي الحادث .
وهكذا تخطى الشيخ األكبر كل المقامات الكالسيكية التي تفترض إرادتين ووجودين ،
إلى وحدة هي غنى مثقل بالمفاهيم والنسب واإلضافات ،استوعب الثنائية الكالسيكية
كحدي تحقق جدلي.
كذلك “ الفناء والبقاء “ نظر اليهما التصوف الكالسيكي ،على أنهما حاالن نفسيتان
روحيتان معينتان .
نقلهما الشيخ األكبر في مرحلة ثانية ،إلى صعيد الوجود .
فأضحى الفناء والبقاء برأيه هما فناء الوجود وزواله ثم عودة الوجود ال بذاته بل بمثله
( انظر كلمة “ خلق جديد “ ) .
وهكذا انتقلت هاتان الكلمتان من ميدان الشعور واالحساس إلى ميدان الوجود العيني .
18
“ “ 19
فقد يقول في نص ورد في أول فتوحاته مثال :إن أول مخلوق هو القلم األعلى ثم ال
يلبث بعد ان يملي مئات الصفحات في مواضيع مختلفة ،ان يقول عن أول مخلوق إنه
معرفا ،فعبّر به عن ذاتلوح .هل يتناقض ؟ كال .ففي الجملة األولى استعمل القلم ّ
واحدة متميزة .فالقلم األعلى هو بمثابة “ اسم علم “ ،على حين انه في الجملة الثانية
استعمل لفظة “ لوح “ نكرة .وبالتالي ال تعبر عن ذات مميزة واحدة هي :ثاني
مخلوق ،بل هي هنا :مرتبة االنفعال ،اذن القلم األعلى الذي هو أول مخلوق :منفعل
عن األلوهية ،ومن هذه الناحية هو :لوح .
كل ذلك بديناميكية جدلية خاصة ،تلتقط في كل مضمون ما يحمله في حناياه ،من
بذور إلغائه .
وهكذا إلى ما ال نهاية ألنه “ :ليس للترقي انتهاء “ .
ويشير الشيخ ابن العربي إلى موقفه هذا بأنه يتكلم “ :بلسان أعلى من لسان “ .
ونورد لذلك مثال بسيطا ،نلمس فيه ديناميكية الكلمة في ترقيها بالمضامين ،ونختار
كلمة لم تبتدعها عبقرية الشيخ ابن العربي .
وان كانت لغته قد دمغتها :الغربة.
19
“ “ 20
حيث نالحظ انها:
في معناها األول تقارب المفهوم العادي لطائفة المتصوفة ،
اما في معناها الثاني فقد لبست خلعة مقام ارقى .
وفي المعنى الثالث تطوعت لتالئم تفكير الشيخ ابن العربي في وحدة الوجود .
20
“ “ 21
ونستطيع ان نعبر خاللها إلى نظرياته كلها ألنها وحدة غنية ،هي في الواقع
ي.
تركيبSyntheseللطريحةtheseوالنقيضةantitheseبتأليف جدلي ح ّ
ونأخذ عدة وجوه من هذه الوحدة ،تبين أسس الفكر الحاتمي الديناميكية .
ي يجمعها دون ان ونرى كيف ان وحدة حكيم مرسية تؤلف االضداد العينية ،في ك ّل ح ّ
يلغي أحدها ،وتخلق هنا مفردات وكلمات جديدة ،أمثال :حق في خلق ،خلق في حق
[ راجع هذه المصطلحات ] ،تعبر عن الوحدة التي انتهى إليها ،والتي هي في الواقع
ي ،ورؤية حركية لوحدة عينية ملموسة ،نتجت عن حركة جدلية من تركيب جدلي ح ّ
خالل اثنينية كالسيكية .
..........................................................................................
) ( 1هنا تظهر كل لغته الجديدة في التجلي والخلق والظهور والفيض والفتح والمرايا
والصور ،وما إلى ذلك .فليراجع كل من هذه المفردات في أماكنها .
21
“ “ 22
وبصدد التشبيه والتنزيه ،نظر الشيخ ابن العربي في النصوص القرآنية واألحاديث
الشريفة فرأى ،في المرحلة األولى إشارات إلى تشبيهه تعالى بالمخلوقات .فقبل
التشبيه .
ثم في مرحلة ثانية ،تد ّخل الفكر ليقدس الحق ،وينزهه عما ال يليق به تعالى ،مما قد
يستشف منه تشبيها بالمخلوقات .فقال بالتنزيه .
ثم في مرحلة ثالثة تفاعلت مقدماته بحركية أضحت معروفة ،ومن مميزات تفكيره
ي لتؤلف :تنزيها في تشبيه ،وتشبيها في تنزيه .ولكن هاتين العبارتين
الديناميكي الح ّ
ال تشفان عن كنه رأيه ،الذي هو ليس جمعا وتوفيقا أو تلفيقا ،بل هو تركيب أصيل
يبرز عند تعمق دراسة نظرياته وتفهمها.
22
“ “ 23
وهكذا خالل هذه األمثلة البسيطة ،نستطيع ان نلمس األسس المحركة لتفكير الشيخ
األكبر ،دون ان نخوض في نظرياته بل نعرفه إلى القارئ بايجاز يوضح غموضه ،
ونضع بين يديه ،إلى جانب ما جاء في المعجم من مفردات -الخيط الجامع حبات
تفكيره الفذّ .
وتحددت بمعجم واحد تقريبا هو معجم مقاييس اللغة ،الحمد بن فارس لما يتمتع به من
مزية منطقية ،إذ جمع إلى ايجازه شمول كل األصول التي يمكن ان تتفرع إليها
الكلمة .
ثم ثنّيت المعنى اللغوي بمعنى الكلمة في القرآن .وقد حاولت اال ارجع قدر االمكان
إلى كتب التفاسير الكثيرة وذلك على عمد ،الن كل من انبرى لمحاولة تفسير القرآن ،
كان يراه بمرآته هو ،ومن خالل تجربته هو ،ويفسره بالفن الذي برع به .
فنغرق إذ ذاك في بحث قرآني يخرجنا عن مقصودنا .لذلك بذلت جهدي حتى أورد
يفرع عملي إلى
معاني الكلمة من القرآن ايرادا بسيطا صافيا ،ال تشوبه النظريات وال ّ
مصطلحات جديدة تثنّي المصطلحات موضوع معجمنا .
وأخيرا في القسم الثالث ،حاولت تحديد مضمون الكلمة عند الشيخ ابن العربي ولم
يكن ذلك ليحصل دون عناء ،ألسباب متعددة منها المادي ومنها الفني .ولعل السبب
المادي األكبر ،هو غزارة نتاج متصوف مرسية ،إذ بلغ من ضخامة نتاجه ان افراد
له عثمان يحي رسالة دكتوراة ظهرت في مجلدين تكلم فيهما على اعماله فقط .
اما الصعوبات الفنية ،فاهمها اننا ال نلمس منهجا منطقيا في عرضه لنظرياته ،وربما
كان هذا المنهج مقصودا لذاته ،كما أشار البعض [ أبو العال عفيفي.
23
“ “ 24
مقدمة الفصوص ] وقد يكون عدم ترابطه صورة عن الواقع الذي نشأ عنه ،إذ ان
معظم كتبه كانت جوابات عن سؤاالت سألها أحد تالميذه ،أو جوابا عن رسالة ارسلها
اليه أحد أصحابه ،فهي اذن ،لم تكن مقصودة لذاتها ،وربما كان الشيخ ابن العربي
لم يدون بعضها .بل كان يمليه على اتباعه باستطراد األحاديث العادية ،التي يتسامر
بها جماعة في مجلس ما .
وقد تخطينا ما تقدم ،بعزل كل النصوص التي يرد فيها المصطلح موضوع البحث
على حدة ،ثم قارنا بعض هذه النصوص ببعضها ،واستخلصنا من ذلك المراحل التي
مرت بها مضامينها ،فقسمنا بالتالي مضمون المصطلح إلى نقاط ،تتعدد بتعدد
المراحل المذكورة .
وقد ابتدرنا كل نقطة بتعريف مختصر يبين معنى الكلمة ،وحرصنا ان يجمع هذا
المعجم الكثير من نصوص الشيخ األكبر ،ليستنى للقارئ ان يعيش مفاتن لغته الجديدة
وينفذ إلى عمق تعبيره عنها :فألحقنا كل تعريف بشاهد أو عدة شواهد من نصوصه ،
التي تدعم ما أوردناه مقتصرين في شروحنا لهذه النصوص على الغامض منها .
ولعل السبب األهم في ايرادنا هذه الشواهد في كل نقطة ،هو ان الكلمة أو المصطلح
بحد ذاته لدى تعريفه يتحول إلى معنى فارغ من كل مدلول بالذات .
وهذا المعنى الفارغ ال يأخذ مدلوله بالذات اال في نص .
لذلك عددنا النصوص معيدين بذلك “ المفرد “ إلى دالالته ،إلى طبيعته التي فقدها عند
عزله وتحديده .
فمعجم صوفي تنتقي مفرداته من قمة تفتح التجربة الصوفية واللغة الصوفية ،في
اطاللتها على الفلسفة بأنواعها والفلك والجفر و . . .يجعل عمال كهذا في حكم
24
“ “ 25
المشروع االنساني ،يضاف إلى ذلك غزارة نتاج الشيخ األكبر إذ ان فتوحاته تزيد
على ثالثة آالف صفحة فقط ،والوصول إلى مرتبة كمالية في عمل مماثل ،يتطلب
جهد جماعة من الباحثين ألنه عندئذ قد يستوعب عشرات المجلدات ،إذ انه ال يقل في
شيء عن القديس توما االكويني الذي استغرقت مفرداته أربعة وعشرين مجلدا ،كل
منها في حوالي سبعماية صفحة من القطع الكبير Index thomisticus.ولكن هذا
المعجم وان لم يكن كامال ،اال انه يعتبر خطوة علمية موضوعية .
وبدء طريق قد نترافق بها ،ونكمل الدرب ما اتسع لنا السير فيه .
وأخيرا ،نضع صفحاتنا هذه بين يدي القارئ ينبض كل حرف فيها في صراحة ،
بتقديرنا وحبنا لهذه الشخصية الفذة التي تألقت عبر نضج تجربتها الصوفية باصالة
عربية حقيقية ،والتي استطاعت بصدق نبراتها ان تسد مسام الثغرة التي تفصلنا عن
القرن السادس الهجري ،وتمدنا بذاك التواصل الحقيقي مع تراثنا العربي وحضارتنا
الشرقية .
ال نكاد نجد بين مفكري االسالم ،من تفتح هذا الدين في دمه فكان تجسيدا لتعاليمه
وتحقيقا لجزئياته كهذا االنسان القادم من مرسية .الذي استحق لقبه “ محي الدين “ .
بسيطا في انقياده ،راسخا في رؤيته ،اعطى القرآن ذاته فانسكب حرفا حرفا في كيانه
،ساترا بالصفات المحمدية ما كان من صفاته .
فنرى االسالم في كلماته حيا نابضا يجري في عروق الكون ،ونتلمس النبوة كأنها
اآلن أطلت من الغيب بالتشريع االسالمي .
فمن كان االسالم منه في الصدر بهذا الموقع فهو ال يخشى الكلمة [ كثيرا ما يخشاها
المنافق ،ألنها تفضح صدق أعماقه ] .
لذلك تأتي أحيانا في االذن الغريبة على عالمه وفكره ،البعيدة عن منطلقاته ،شاذة
الوقع منكرة ،يجفل قارئها خوف مالمستها حدود الكفر .
وما بين بساطة أعماقه الراسخة ،وخصوصية داللة مفرداته ،توالت التصانيف زاهية
بين مدح وذم .وانقسم المشرق االسالمي فريقين بين مؤيد له ومنكر عليه.
25
“ “ 26
ي ،ليس في وفي فرصة قريبة ،سنعود إلى دراسة هذا التيار الصوفي الفكري الح ّ
جزئيات مفرداته ،بل في كليات نظرياته .ونعلن امام الفكر االنساني اجمع تحدي
ابتكار الشيخ األكبر -على الرغم من القرون التي تفصلنا -لحصيلة ثقافتنا الشرقية
والغربية المعاصرة .
الدكتورة بيروت 1981
26
“ “ 27
حرف أ
27
“ 28 “
28
“ “ 29
- 01إبراهيم
في اللغة :
“ قال الجواليقي هو اسم قديم ليس بعربي 1وقد تكلمت به العرب على وجوه
اشهرها :إبراهيم وقالوا ابراهام وقرىء به في السبع وابراهم بحذف الياء وابرهم 2
وهو اسم سرياني 3معناه :أب رحيم وقيل مشتق من البرهمة وهي شدة النظر حكاه
الكرماني في عجائبه ( “ . . .االتقان في علوم القرآن .السيوطي ج 2ص ) 138
“ البرهمة :إدامة النظر وسكون الطرف “ ( لسان العرب مادة “ برهم “ )
29
“ “ 30
) ( 4اما عن الصفة التي أضحت لقبا له فنقول “ :ان كال من األنبياء العظام يوصف
َّللا تعالى بلقب مخصوص ،فآدم ( ع ) صفيّه ،ونوح بوصف خاص وينسب إلى ّ
( ع ) نجيّه . . .وكان موسى ( ع ) كليمه . . .وكان عيسى ( ع ) كلمته
َّللا تعالى لنفسه خليال ”َ . . . “ 6وات َّ َخذَ َّ
َّللاُ وروحه . . .واما إبراهيم ( ع ) فقد جعله ّ
يال ) . “( 4 / 135يم َخ ِّل ً
ِّإبْرا ِّه َ
( ج ) يتميز إبراهيم عليه السالم عن بقية أنبياء القرآن بذاك النسب الذي يربط
االسالم به ،بل باألحرى نسبين :نسب جسدي ونسب معنوي .
َّللا عليه وسلم . 7 َّللا صلى ّ النسب الجسدي يتلخص في أنه عليه السالم هو جد رسول ّ
صرانِّيًّا َول ِّك ْن كانَ
والنسب المعنوي ورد في التنزيل ”:ما كانَ ِّإبْرا ِّهي ُم يَ ُهو ِّديًّا َوال نَ ْ
َحنِّيفا ً ُ 8م ْس ِّلما ً َوما كانَ ِّمنَ ْال ُم ْش ِّر ِّكينَ “ ( ) 67 / 3
س َّما ُك ُم ْال ُم ْس ِّل ِّمينَ ِّم ْن قَ ْب ُل “( ) 78 / 22 ” ِّملَّةَ أ َ ِّبي ُك ْم ِّإبْرا ِّه َ
يم ُه َو َ
عند الشيخ ابن العربي :
* إبراهيم رمز لحقيقة االنسان الكامل التي من ناحية تجمع في كونها جميع الحقائق
اإللهية ،ومن ناحية ثانية المحل والمجلى والمظهر الكامل للحق . 9يعتمد الشيخ ابن
العربي في بيان هذه المرتبة على كلمة “ الخليل “ : 10فالحق يتخلل صورة إبراهيم
،وإبراهيم يتخلل جميع ما اتصفت به الذات اإللهية ،فهناك تبادل في فعل التخلل
والدليل عليه تبادل ظهور كل من الحق والخلق بصفات االخر ،وليس المتخلّل
والمتخلّل سوى الظاهر والباطن ، 11
يقول :
“ . . .انما سمي الخليل خليال لتخلله وحصره جميع ما اتصفت به الذات اإللهية
قال الشاعر : 12
قد تخللت مسلك الروح مني * وبه سمي الخليل خليال
كما يتخلل اللون المتلون . . .أو لتخلل الحق وجود صورة إبراهيم عليه السالم . . .
اال ترى الحق يظهر بصفات المحدثات . . .ا ال ترى المخلوق يظهر بصفات
الحق . . .فالمتخلّل محجوب بالمتخلّل . . .فاسم المفعول هو الظاهر ،واسم الفاعل
هو الباطن المستور “ ( .فصوص ج 1ص ص .) 81 - 80
30
“ “ 31
وهذا التبادل في الظهور بين الحق والخلق يؤدي في الواقع إلى مقامي قرب النوافل
وقرب الفرائض ،فعند ما يتخلل الحق الخلق يظهر حكم مقام قرب النوافل .وعندما
يتخلل الخلق الحق يظهر حكم مقام قرب الفرائض . 13
يقول :
“ فإن كان الحق هو الظاهر فالخلق مستور فيه ،فيكون الخلق جميع أسماء الحق :
سمعه وبصره ( -مقام قرب الفرائض ) .
وان كان الخلق هو الظاهر فالحق مستور باطن فيه ،فالحق سمع الخلق وبصره ويده
ورجله وجميع قواه ( -مقام قرب النوافل ) ( “ . . .فصوص . ) 81 / 1
وهكذا تتخلل المحب الهيمان 14صفات محبوبه ،وتوجد عالقة 15منشؤها حبي
وصورتها :تبادل الظهور بين المحب والمحبوب ،وهما هنا الحق والخلق .
وقد اشاح الحاتمي في تعبيره عن هذه العالقة الحقية الخلقية عن كل المفردات الموحية
بالحلول ،واكتفى بإشارات تمثيلية على ايحاءاتها المادية :التخلل -التغذية . 16
والتغذية تصور فعل تخلل الظاهر الباطن ،والباطن الظاهر .
فعندما يتخلل الظاهر الباطن يغذيه باالحكام 17وعندما يتخلل الباطن الظاهر يغذيه
بالوجود 18وال يجب ان نؤخذ بمادية تشبيه الشيخ ابن العربي فنظن اثنينية بين
المتخلّل والمتخلّل أو المتغذّى والمتغذّى ،بل هي مجرد صور تشبيهية يحاول بها ان
يشير إلى نوعية معينة من العالقة بين وجهي الحقيقة :الحق والخلق .
يقول :
“ فأنت غذاؤه باالحكام ،وهو غذاؤك بالوجود . . .لذاك الحق اوجدني * فأعلمه
فأوجده . . .
سن القرى 19وجعله ابنولما كان للخليل هذه المرتبة التي بها سمى خليال لذلك ّ
مسرة مع ميكائيل لالرزاق . . .فان الغذاء يسرى في جميع اجزاء المغتذى كلها وماّ
هنالك اجزاء .فال بد ان يتخلل جميع المقامات اإللهية المعبر عنها باألسماء فتظهر
بها ذاته جل وعال ( “ . . .فصوص 1ص .)83 / 84
31
“ “ 32
اجتلت المراجع المتقدمة صورة النبي إبراهيم ببعديها الديني والتاريخي من القرآن
الكريم ،فبرز من خاللها حنيفا مسلما وابا للمسلمين.
مما يغري بالمقارنة مع صورته في الموسوعات األجنبية والكتابات المسيحية .
راجع :
-----
32
“ “ 33
..........................................................................................
) ( 6تواريخ األنبياء :تأليف حسن اللواساني ط .أولى بيروت 1964ص . 65
) ( 7تواريخ األنبياء ص . 65
) ( 8لقد أورد المرجع السابق ان الحنيفية ملة إبراهيم وهي السنن العشر التي امره
َّللا تعالى وأمته باتباعها .فليراجع ص . 66 ّ
) ( 9ان إبراهيم أتم مجلى من حيث إنه االنسان الكامل في زمنه ،واالنسان الكامل
يترقى في مراتب الخالفة ،فال يلزم من كمال االنسان كمال خالفته .
َّللا
َّللا وان الخالفة عن ّ يقول الشيخ ابن العربي “ :ان معنى االنسانية هو الخالفة عن ّ
َّللا ]
مرتبة تشمل :الوالية والنبوة والرسالة واإلمامة واالمر والملك . . .وجمع [ ّ
إلبراهيم الوالية والنبوة والرسالة وابتدأ اإلمامة ( “ . . .بلغة الغواص ق ) 54
انظر “ خليفة “ “ خالفة “ .
) ( 10يقول أبو العال عفيفي في تعليقه على اشتقاق كلمة خليل “ :والخليل إذا أخذت
ال على أنها من الخلة اي الصداقة ،بل على أنها من التخلل وهو السريان -وهذا
بالضبط ما يفعله المؤلف -فهمنا لم اعتبر إبراهيم مثاال أعلى من أمثلة االنسان
الكامل ( “ . . .فصوص ) 57 / 2
على أن المالحظ ان الشيخ ابن العربي ال يحيد عن الخلة إلى التخلل .فالخلة والتخلل
أصل واحد وهذا مما تؤيده اللغة العربية يقول أحمد بن فارس “ :خل :الخاء والالم
أصل واحد يتقارب فروعه . . .فاما الخليل الذي يخالك ،فمن هذا أيضا كأنكما قد
تخاللتما “ ( . . .معجم مقاييس اللغة )
َّللا إبراهيم خليال “ يقول البيضاوي في كما تؤيده تفاسير القرآن لآلية الكريمة “ واتخذ ّ
شرحها " :والخلة من الخالل فإنه ود تخلل النفس وخالطها “( أنوار التنزيل ج 1ص
( ) 103المرجع نفسه ج 1ص 56تفسير الخلة ) .
ويتضح موقف الشيخ ابن العربي في الخلة والتخلل من جملته في الفتوحات :
وقال “ :ما ث ّم اال أسماؤه وليست سواه وما هي دالئل عليه بل هي عينه ،وقد تخللها
َّللا عليه وسلم الخلة والوسيلة المتخلق الكامل فهو الخليل . . .وقد نال محمد صلى ّ
بدعاء أمته ( “ . . .ج 4ص ) 404راجع معنى “ خلة “ عند الشيخ ابن العربي .
) ( 11ان إبراهيم يمثل كمال التخلل اإللهي للصورة االنسانية ،وهذا ال يعني انه
انفرد بالتخلل اإللهي .فان الحق يتخلل كل صور الموجودات ويظهر في كل فرد من
الممكنات ،اال ان كمال ظهوره وتجليه وتخلله في صورة إبراهيم عليه السالم .
راجع “ ظاهر -باطن “ .
) ( 12الشاعر هو بشار :
“ وقال :ثعلب :انما سمي الخليل خليال الن محبته تتخلل القلب فال تدع فيه خلال اال
مألته وأنشد الرياشي قول بشار :
قد تخللت مسلك ( “ . . .أدب الدنيا والدين الماوردي مطبعة السعادة 1921ص :
) 21
33
“ “ 34
..........................................................................................
) ( 13راجع “ مقام مقرب الفرائض “ و “ مقام قرب النوافل “ .
) ( 14ان الخلة والتخلل صفة المحب المفرط في محبته “ ولذلك جعل شيخنا األكبر
عنوان الفص اإلبراهيمي “ :فص حكمة مهيمية في كلمة ابراهيمية “ .
كما يراجع ) :- Corbin L'imagination creaticep . 231( 15يرى
كركيغارد في كتابه” “ Crainte et tremblementانه في بعض اللحظات يحدث
َّللا ،وفي هذه األحيان تبطل القواعد الخلقية .وفي ضوء هذا اتصال بين البطل وبين ّ
الفكر تكلم في مسألة إبراهيم وذبح ابنه .على حين نجد الشيخ ابن العربي يستعين
بنظريته في “ عالم الخيال “ ورموزه وأوهامه التي تحتاج إلى تعبير .يقول : “ . . .
قال [ إبراهيم ( ع ) ] البنه “ اني أرى في المنام اني أذبحك “ [ / 2 . ] 37والمنام
حضرة الخيال فلم يعبرها . . .فالتجلي الصوري في حضرة الخيال محتاج إلى علم
َّللا تعالى بتلك الصورة ( “ فصوص ) 85 / 1 آخر يدرك به ما أراد ّ
) ( 16انظر بخصوص التغذية وعالقتها بالحب والخلة :- Corbin :
) L'Imagination p 99 et suiv .( 17من حيث إن عين الممكن هي التي
تجعل الحق بمألوهيتها الها .
) ( 18ال يقوم الممكن اال بالحق .فالوجود الحقيقي ّّلل فقط ،راجع “ خلق جديد “ و
“ وجود “ .
) ( 19الضيافة .راجع كتاب “ تواريخ األنبياء “ السنن العشر التي سنها إبراهيم
( ع ) ص . 65
) ( 20راجع “ األب الثاني “ المعنى “ الرابع “ .
– 2األب
في اللغة :
“ الهمزة والباء والواو تدل على التربية والغذو . . .وبذلك سمي األب أبا . . .قال
الخليل :األب معروف والجمع آباء وأبوه “ . . .
( معجم مقاييس اللغة مادة “ أبو “ )
34
“ “ 35
****
األب هو األصل العقلي الروحي الذي ينتسب اليه الولد في مقابل األصل الجسمي
الطبيعي ( أ ّم ) .4
كل اثر أو “ ولد “ هو نتيجة ،وال يكون اال عن مقدمتين ،هما األصالن المشار
35
“ “ 36
عندما يتكلم الشيخ ابن العربي على اآلباء وينسبها إلى الضمير المتصل ،يقصد جملة
المسلمين المؤمنين ،وبخاصة األولياء اخوانه :
36
“ “ 37
َّللا عليه وسلم من حيث إنه ( أ ) فأول أب لهذا الولي المسلم المؤمن هو محمد صلى ّ
أبو األرواح واألصل الروحي الذي صدر عنه هذا الولي .
( ب ) واألب الثاني لهذا الولي هو آدم عليه السالم ،من حيث أنه أبو األجساد
واألصل الجسمي الذي صدر عنه هذا الولي .
( ج ) واألب الثالث هو نوح عليه السالم ،من حيث إنه أول رسول أرسل ،ويستدل
شيخنا األكبر على كون نوح أول رسول وكل من سبقه كان نبيا ال رسوال :ان كل
س ْلنا ِّفي قَ ْريَ ٍة ِّم ْن
األنبياء السابقين كانت رسالتهم في ،بينما نوح إلى َ .” 1وما أ َ ْر َ
س ْلنا نُوحا ً إِّلى قَ ْو ِّم ِّه . . . “( 7 / 59 ) . ي ٍ ”) 94 / 7 (“ . . .لَقَ ْد أ َ ْر َ نَبِّ ّ
( د ) األب الرابع هو إبراهيم عليه السالم ،فهو أبو االسالم ،وهو الذي سمانا مسلمين
وهو أبونا بنص القرآن [ انظر “ “ األب الثاني “ المعنى “ الرابع “ ] .
والنص التالي للشيخ ابن العربي يثبت ما ذهبنا اليه في آبائنا األربعة :
َّللا عليه وسلم ،فهو أول اآلباء روحا ،وآدم “ ان أصل أرواحنا روح محمد صلى ّ
أول اآلباء جسما ،ونوح أول رسول أرسل ،ومن كان قبله انما كانوا أنبياء كل واحد
على شريعة من ربه ،فمن شاء دخل في شرعه معه ومن شاء لم يدخل َ ”. . .وإِّ ْن ِّم ْن
ِّير “( / 24 ) 35ليس بنص في الرسالة ،وانما هو نص في أن أ ُ َّم ٍة إِّ َّال خَال فِّيها نَذ ٌ
باّلل وبأمور اآلخرة وذلك هو النبي ال الرسول ،ولو كان الرسول في كل أمة عالما ّ
لقال إليها ولم يقل فيها . . . 2فأول شخص استفتحت به الرسالة نوح عليه السالم ،
َّللا عليه وسلم وأول جسم انساني وجد جسم وأول روح انساني وجد روح محمد صلى ّ
آدم . . .فهؤالء االباء الثالثة هم آباؤنا فيما ذكرنا ،واألب الرابع هو إبراهيم عليه
السالم ،وهو أبونا في االسالم وهو الذي س ّمانا مسلمين . . .فانظر من كانت هذه
مقدماته وهو محمد وآدم ونوح وإبراهيم عليهم السالم ومن كان أبوه هؤالء المذكورين
فال أسعد منه وهو ارفع األولياء ( “ . . .ف ) 50 / 3
..........................................................................................
) ( 1نالحظ ان التنزيل العزيز لم يتقص ربط النبوة بالحرف “ في “ والرسالة
بالحرف “ إلى “ :
وال ِّم ْن ُك ْم يَتْلُوا َ
علَ ْي ُك ْم آياتِّنا ) “( 2 / 151 س ْلنا فِّي ُك ْم َر ُ
س ً ”َ -كما أ َ ْر َ
منكم -من العرب .تفسير النسفي ج 1ص ، 83
37
“ “ 38
س ً
وال ِّم ْن ُه ْم ) “( 62 / 2 ث فِّي ْاأل ُ ِّ ّم ِّيّينَ َر ُ
”ُ -ه َو الَّذِّي بَعَ َ
في األميين -في العرب .تفسير ابن عباس ص ، 470
س ْلنا فِّي قَ ْريَ ٍة ) 94 / 7 (“ . . .) ( 2إشارة إلى اآلية” َوما أ َ ْر َ
........................................
- 4األب األول
مرادف :أول اآلباء .
األب األول هو أول أصل يتولد عنه األثر أو المولود ،وهذا المصطلح عند الشيخ ابن
العربي ال يعبر عن ذات واحدة مميزة يمكن تسميتها باألب األول بل هي مرتبة كونية
تطلق على كل من يشغلها :مثال ،إذا أخذنا أجسام اشخاص الجنس البشري نجد ان
أول أصل تولدت عنه هو آدم ،اذن آدم :األب األول الجسام اشخاص الجنس
َّللا عليه وسلم هي
البشري . .ولكن في الروحانيات نجد ان “ حقيقة محمد “ صلى ّ
األب األول وهي أبو آدم وأبو العالم ،
ويمكن حصر مضمون األب األول عند الشيخ ابن العربي في شقين رئيسين :
****
األب األول هو آدم ( -أبونا ،والدنا ) 1
يظهر من خالل ما تقدم ان األب األول الجسام اشخاص الجنس البشري هو آدم ،إذ
انه أول جسم ظهرت عنه األجسام .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ . . .فأول موجود ظهر من األجسام االنسانية كان آدم عليه السالم ،وهو األب
َّللا من هذا الجنس ،ان الفضل بيد
األول من هذا الجنس . . .وهو أول من ظهر بحكم ّ
َّللا ،وان ذلك االمر ما اقتضاه األب األول لذاته “ . . .
ّ
( ف . )136 / 1
وفي جملة الشيخ ابن العربي األخيرة “ ان الفضل . . .لذاته “ تثبت بوضوح كالمنا
في أن مصطلح األب األول ال يعبر عن ذات واحدة مميزة بل هي مرتبة كونية .يقول
“ . . .فلنتكلم على سفر [ -يقصد سفر آدم في هبوطه إلى األرض ]األب الجسمي
َّللا عليه وسلم وأبو بني آدم كلهم خاصة “ . . .
[ آدم ] وهو أبو محمد صلى ّ
( كتاب االسفار ص . ) 23
“ آدم أول اآلباء جسما ( “ . . .ف . ) 50 / 3
***
38
“ “ 39
“ . . .ذلك ان النفوس خلقت من معدن واحد كما قال تعالى ”َ :خلَقَ ُك ْم ِّم ْن نَ ْف ٍس ِّ
واح َدةٍ
وحي “[ ] 15 / 29 “[ ] 6 / 39وقال بعد استعداد خلق الجسد” َونَفَ ْختُ فِّي ِّه ِّم ْن ُر ِّ
فمن روح واحدة صح السر المنفوخ في المنفوخ فيه وهو النفس . . .فلما كان أصل
هذه النفوس الجزئية الطهارة من حيث أبيها ( “ . . . 4ف ) 272 / 2
َّللا
“ األب األول في الروحانيات ،وهو أبو آدم وأبو العالم ،وهو حقيقة محمد صلى ّ
عليه وسلم وروحه ( “ . . . 5كتاب االسفار ص . ) 23
َّللا عليه وسلم فهو أول اآلباء َّللا ،ان أصل أرواحنا روح محمد صلى ّ “ اعلم أيدك ّ
روحا ( “ . . .ف ) 50 / 3
..........................................................................................
) ( 1كثيرا ما ترد كلمة “ أبينا “ أو “ والدنا “ عند الشيخ ابن العربي مضافة ،دون
بيان ،إلى ضمير الجمع المتصل ويقصد بهذا الضمير المتصل البشر ،فيكون أبونا أو
والدنا هو ابا البشر :آدم .
“ بها قد استخلف الرحمن والدنا [ . . .إشارة إلى اآلية ِّ :إ ْذ قا َل َرب َُّك ِّل ْل َمالئِّ َك ِّة ِّإ ِّنّي
ض َخ ِّليفَةً” / 30 “ ] “ ( 2ف ) . 26 / 4 جا ِّع ٌل فِّي ْاأل َ ْر ِّ
“ االمالك . . .وهم تالمذة أول االباء . . .فالبنون ما عندهم من العلم اال ما نقل إليهم
39
“ “ 40
علَّ َم آ َد َم ْاألَسْما َء ُكلَّها ث ُ َّم المأل االعلى مما استفاده من أبيهم [ إشارة إلى اآليتين” َو َ
علَى ْال َمال ِّئ َك ِّة “ ”31 / 2قا َل يا آ َد ُم أ َ ْن ِّبئْ ُه ْم ِّبأَسْما ِّئ ِّه ْم ،فَلَ َّما أ َ ْنبَأ َ ُه ْم ِّبأَسْما ِّئ ِّه ْم “2
ض ُه ْم َ
ع َر َ
َ
. . . ] 32 /
- 05األب الثاني
األب الثاني هو المقدمة الثانية التي تبعث على ظهور النتيجة.
فاالثر أو الولد ال يكون اال عن مقدمتين أو أصلين “ فال يكون أمر اال عن امرين ،
وال نتيجة اال عن مقدمتين “ ( ف . ) 50 / 1
المقدمة األولى هي بمثابة األب األول ، 1
والمقدمة الثانية بمثابة األب الثاني
( كما يسميها الشيخ ابن العربي أحيانا “ أ ّما “ من حيث إنها ثانية ،وتحتفظ المقدمة
األولى بصفة “ األب “ ) .
وهكذا يتغير اسم المقدمة ومضمونها بتغير شخص األثر أو “ الولد “ موضوع البحث
،بحيث يكون المضمون نفسه أبا أوال ألثر ،وأبا ثانيا بالنسبة آلخر .
مثال :آدم هو أب أول لألجسام ،وأب ثان كما سيأتي ذكره .
ويمكن ايضاح جملة المقصود باألب الثاني عند الشيخ ابن العربي كاآلتي :
****
األب الثاني هو النفس الكلية ،أو “ حواء “ 2كما يصورها الشيخ ابن العربي .
ان العالم هو األثر المولود من تداخل مقدمتين هما :
العقل األول والنفس الكلية .
ويحتفظ العقل األول بلقب األب األول عند الشيخ ابن العربي اما النفس الكلية ( أو
حواء ) فهي :
) ( 1أ ّم من حيث إنها منفعلة ومؤثر فيها والعقل فاعل مؤثر .
) ( 2أب ثان 3من حيث إنها المقدمة الثانية أو األصل الثاني المؤثر في بروز العالم
،والعقل أصل أول .
40
“ “ 41
يقول الشيخ ابن العربي :
“ ) ( 1والنفس الكلية هي . . .محل القاء القلم اإللهي . . .وكل ما دونها فهو من
عالم التولد ،العقل [ -العقل األول ،القلم االعلى ] أبوه والنفس أمه ( “ . . .ف / 2
. ) 429
) ( 2لألب الثاني الذي هو النفس الكلية ( “ . . .ف ) 141 / 1
صل عنه [ عن األب األول -آدم ] أبا ثانيا سماه أ ّما ،فصح لهذا األب األول ، “ ثم ف ّ
الدرجة عليها [ -حواء -االم -األب الثاني ] لكونه أصال لها ( “ . . .ف / 1
) 136
****
األب الثاني هو الطبيعة .
) ( 1االباء العلويات للعالم في معناها الثاني أربعة [ راجع “ األب العلوي “ ] :
العقل األول ،النفس الكلية ،الطبيعة ،الهباء .
اما العقل األول فمهما اختلفت االعتبارات نراه دائما أول االباء .
في حين ان النفس الكلية يمكن اعتبارها أ ّما من حيث انفعالها للقلم االعلى ،فتترك
مكانتها الثانية للطبيعة التي هي بدورها فاعلة مؤثرة في الهباء .
فهكذا تكون الطبيعة األب الثاني ،اي الفاعل المؤثر الثاني بعد العقل األول .
اذن هذه االباء األربعة ليست أصوال منفصلة للعالم بل متداخلة تتوالد فيما بينها ،
وكونها اباء للعالم ال يمنع أن تكون أمهات فيما بينها .
) ( 1إذا اعتبرنا معنى :أب -مؤثر
العقل األول -أب أول
النفس الكلية -أم
الطبيعة -أب ثان
الهباء -أم
41
“ “ 42
بالهباء . . .فانكح الطبيعة الهباء فولد بينهما صورة الجسم الكلي وهو أول جسم ظهر
،فكان الطبيعة األب ،فان لها األثر ،وكان الهباء االم فان فيها ظهر األثر . . .
“ ( ف . ) 140 / 1
) ( 2يظهر مما تقدم ان الطبيعة هي األب الثاني من حيث تأثيرها في الهباء وترتيبها
بعد العقل األول ،اما هنا فان الطبيعة تعتبر أبا ثانيا من حيث إنها األصل الثاني أو
المقدمة الثانية لوجود العالم .وان كانت في مضمونها أما من حيث انفعالها للحق
[ راجع “ االم العالية الكبرى للعالم “ ] .
يقول الشيخ األكبر :
“ وليست اال الطبيعة في هذه الدار فإنها محل االنفعال . . .ألنها للحق بمنزلة األنثى
للذكر ( “ . . .ف ) 150 / 4
“ فلما كان أصل هذه النفوس الجزئية الطهارة من حيث أبيها [ 4األب األول -الروح
الكلي ] ولم يظهر لها عين اال بوجود هذا الجسد الطبيعي فكانت الطبيعة األب
الثاني ( “ . . .ف . ) 272 / 2
****
األب الثاني هو آدم .
راجع كلمة “ آباؤنا “ في هذا المعجم .
****
األب الثاني هو “ إبراهيم “ عليه السالم . 5
عندما يذكر الشيخ ابن العربي آباءنا [ راجع هذا المصطلح ] يصل إلى أربعة ،اما
االن فنجد ان الشيخ ابن العربي يحصر نسبنا في أبوين ،والمقصود باإلضافة هنا “
االنسان المسلم “ فيكون عدد آباء الشخص المسلم اثنين ، 6ينسب أوال إلى أقرب أب
َّللا عليه وسلم .ثم يأتي بعده أب ابعد قليال ينسب وهو األب األول له ،محمد صلّى ّ
اليه كذلك وهو إبراهيم عليه السالم .اما كون إبراهيم أبا للمسلمين فان القرآن قد أثبت
ذلك .يقول الشيخ ابن العربي :
“ األب الثاني الذي س ّمانا مسلمين ( “ 7ف ) 5 / 1
..........................................................................................
) ( 1راجع “ أب أول “ .
-----
42
“ “ 43
) - - - - - ( 2راجع “ انثي “
) ( 3راجع “ األب العلوي “ في هذا المعجم ،ألن “ اآلباء العلويات “ في المعنى
( الثاني ) أربعة ،ثانيها النفس الكلية .
) ( 4في النص “ أبيها “ انظر الحاشية رقم ( ) 4مفرد “ األب األول “
) ( 5راجع “ إبراهيم “
) ( 6ينظر الشيخ ابن العربي هنا إلى األب كأصل روحي ديني .
س َّما ُك ُم ْال ُم ْس ِّل ِّمينَ ِّم ْن قَ ْب ُل / 22 (“ . . . ) ( 7إشارة إلى اآلية” ِّملَّةَ أ َ ِّبي ُك ْم ِّإبْرا ِّه َ
يم ُه َو َ
. ) 78
علوي
ّ - 6أب
ان كلمة “ أب علوي “ تقابل عند الشيخ ابن العربي “ أما سفلية “ .ولذلك تخضع في
شرحها لنظرية الخلق نفسها في مرحلتي فيضها :االقدس والمقدس 1ويكون بالتالي
مضمون األب العلوي :
****
االباء العلوية هي األسماء اإللهية .
ان األسماء اإللهية هي أول مؤثر وباعث على وجود الخلق ، 2الن المشيئة 3التي
أرادت اظهار الخلق ترجع إلى الحضرة اإللهية من حيث األسماء ،ال الذات .
فاألسماء هي التي توجهت على األعيان الثابتة الظهارها . 4
وهكذا يكون :أول باعث تو ّجه إلى اظهار عين الخلق هو في مرتبة األب العلوي
للخلق .يقول الشيخ ابن العربي :
“ . . .فلو رأيت . . .توجهات هذه األسماء اإللهية االعالم لرأيت امرا عظيما . . .
وبعد ان أشرت إلى فهمك الثاقب ونظرك الصائب باألب األول الساري وهو االسم
الجامع 5األعظم الذي تتبعه جميع األسماء “ . . .
(ف . ) 139 / 1
* * * *ا
الباء العلويات أربعة : 6
العقل األول -النفس الكلية -الطبيعة الكلية -الهباء .
ان المضمون الثاني لآلباء العلويات ،اي العقل األول والنفس الكلية والطبيعة الكلية
والهباء هي أسباب موضوعة بالوضع اإللهي ،بخالف المضمون األول [ -األسماء
اإللهية ] .
43
“ “ 44
44
““45
يراجع بهذا الموضوع :الفص األول ج 1ص ص ، 50 - 48مع شرح عفيفي ج 2
ص ص - ، 10 - 6كما يراجع “ اسم الهي “
..........................................................................................
) ( 3راجع “ مشيئة “
) ( 4يبين الشيخ ابن العربي في هذا النص كيف تكون أولى األمهات السفليات شيئية
المعدوم الممكن ،وأول االباء العلويات األسماء اإللهية ،من حيث توجهها على
األعيان الثابتة اليجاد عينها :
“ فأول االباء العلوية معلوم وأول األمهات السفلية شيئية المعدوم الممكن ،وأول نكاح
القصد باالمر وأول ابن وجود عين تلك الشيئية “ ( .ف [ ) 139 / 1راجع “ أم
سفلية “ ]
َّللا .انظر “ االسم الجامع “ . ) ( 5االسم الجامع ّ -
) ( 6يصف الشيخ ابن العربي اآلباء “ بالعلويات “ حين تكون أربعة [ هذا المعنى
“ الثاني “ ] و “ بالعلوية “ حين يكون المراد بها األسماء الحسنى وهي كثيرة [ المعنى
“ األول “ ] والتفريق في الوصف هذا متناسق تماما مع التعبير العميق في اللغة
العربية .
جاء في درة الغواص”:وكذلك اختاروا [العرب] ان الحقوا بصفة الجمع الكثير الهاء .
فقالوا اعطبته دراهم كثيرة وأقمت أياما معدودة ،والحقوا بصفة الجمع القليل األلف
والتاء فقالوا :أقمت أياما معدودات ،وكسوته اثوابا رفيعات .وعلى هذا جاء في
ار ِّإ َّال أَيَّاما ً َم ْعدُو َدة ً “وفي سورة آل عمران” ِّإ َّال التنزيل في سورة البقرة” لَ ْن ت َ َم َّ
سنَا النَّ ُ
ت “كأنهم قالوا أوال بطول المدة التي تمسهم فيها النار ثم تراجعوا عنه أَيَّاما ً َم ْعدُودا ٍ
فقصروا تلك المدة “ .
راجع - :الحريري .درة الغواص في أوهام الخواص .الطبعة األولى .قسطنطينية
سنة 1299ص - 117شرح درة الغواص .احمد شهاب الدين الخفاجي ص
. 117
) ( 7يشير الشيخ ابن العربي أحيانا إلى اآلباء العلويات األربعة بالعالم العلوي أو
باألرواح .يقول “ :وبنكاح العالم العلوي ( “ . . .ف “ . ) 138 / 1فاألرواح
كلها اباء “ ( ف . ) 138 / 1أنا ابن آباء أرواح مطهرة “ ( .ف . ) 138 / 1
) ( 8ان الشيخ ابن العربي ال يجعل اآلباء العلويات سببا في ايجاد الخلق ،بل سببا
َّللا .
يوجد عنده الخلق ،فالفاعل الحقيقي هو ّ
“ فإنه [ تعالى ] قال” أ َ ِّن ا ْش ُك ْر ِّلي “[ اآلية ] 14 / 31فقدم نفسه ،ليعرفك انه السبب
األول واألولى .ثم عطف وقال” َو ِّلوا ِّل َدي َْك “[ اآلية ] 14 / 31وهي األسباب التي
َّللا عندها ( “ . . .ف / 142 ) . 1 أوجدك ّ
) ( 9لزيادة معرفة االباء العلويات راجع الفتوحات ج 1ص ص . 143 - 138
45
“ “ 46
- 07أبو األجسام اإلنسانيّة
أبو األجسام االنسانية ،هو األب األول الجسمي [ راجع “ األب األول “ المعنى
“ األول “ ] أو األصل الجسمي الذي عنه صدرت جميع األجسام :آدم .
يقول شيخنا األكبر :
“ . . .وآدم أول اآلباء جسما ( “ . . .ف ) 50 / 3
“ فآدم أبو األجسام االنسانية ( “ . . .ف ) 457 / 3
ويشير الشيخ ابن العربي أحيانا إلى آدم باألب الثاني [ راجع “ األب الثاني “ ] .
- 08أبو األرواح
ان ابا األرواح هو األب األول في الروحانيات [ راجع “ األب األول “ المعنى “ ] “ 2
ويرجع السبب في تسمية “ روح محمد “ ابا األرواح إلى أنها أصل جميع األرواح ،
وأول روح ظهرت . 1
46
“ “ 47
- 10أبو الورثة
يرتبط هذا المصطلح في مضمونه “ باألب األول “ و “ أبي األرواح “ [ راجع هذين
يفرع الوجودالمصطلحين في هذا المعجم ] ،حيث يتضح ان الشيخ ابن العربي ّ
َّللا عليه وسلم ،فأولالروحي من نقطة وجودية واحدة هي “ روح محمد “ صلى ّ
َّللا عليه وسلم وأول نبي في الوجود [ ال في الظهور ] موجود بالروح هو محمد صلى ّ
َّللا عليه وسلم 1
هو محمد صلى ّ
َّللا عليه وسلم أول نبي ،فكل نبي ظهر بعد ذلك من آدم وانطالقا من كون محمد صلى ّ
َّللا عليه وسلم هو وارث للعلم المحمدي ، 2وبالتالي كل ولي إلى زمن محمد صلى ّ
وارث كذلك للعلم المحمدي .فيكون “ روح محمد “ هو ابا الورثة ،والممد بعلمه لكل
وارث له [ ، 3راجع “ أب “ المعنى “ الخامس “ ] .
يقول الشيخ األكبر :
َّللا عليه وسلم ألنه كان نبيا وآدم بين“ . . .فآدم ومن دونه انما هو وارث محمد صلى ّ
َّللا عليه وسلم وال آدم
الماء والطين ، 4لم يكن بعد موجودا ،فالنبوة لمحمد صلى ّ
َّللا عليه وسلم أبو الورثة من آدم إلى خاتم االمر من الورثة ، . . . 5ومحمد صلى ّ
فكل شرع ظهر وكل علم انما هو ميراث محمدي في كل زمان ورسول ونبي من آدم
َّللا آدم األسماء كلها . . . 7
إلى يوم القيامة ،ولهذا أوتي جوامع الكلم 6ومنها علم ّ
“ ( ف - 457 ) . 456 / 3
..........................................................................................
) ( 1راجع “ وجود “ و “ ثبوت “
) ( 2راجع “ انسان كامل “ و “ الحقيقة المحمدية “ .
) ( 3راجع “ الحقيقة المحمدية “ .
) ( 4إشارة إلى الحديث “ كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد “ انظر فهرس األحاديث
حديث رقم ) ( 2
47
“ “ 48
..........................................................................................
) ( 5راجع “ الحقيقة المحمدية “ .
) ( 6إشارة إلى الحديث “ بعثت بجوامع الكلم “ انظر فهرس األحاديث حديث رقم
)(3
علَى ْال َمالئِّ َك ِّة / 2 (“ . . .
ض ُه ْم َ علَّ َم آ َد َم ْاألَسْما َء ُكلَّها ث ُ َّم َ
ع َر َ ) ( 7إشارة إلى اآلية” َو َ
. ) 31
المؤثر هو العلة أو الفاعل ،وفي تركيب الشيخ ابن العربي الفكري المشبع بالوحدة
تتوحد المؤثرات في مؤثر واحد ،وتنتظم االفعال في فاعل واحد حقيقي تصدر
48
“ “ 49
َّللا . 3
عنه كل االفعال اذن :المؤثر على كل حال وبكل وجه وفي كل حضرة هو ّ
ينتج مما تقدم وحدة المؤثر التي ستظهر في وجهين :
َّللا .
- 1الوضوح :اي يتضح بجالء ان المؤثر هو ّ
- 2التضمين :اي ان الظاهر يوحي بان الفعل والتأثير ممكن بين موجودين وهذا
مناف لتفكير الشيخ األكبر ،فالموجود ال يؤثر مطلقا ألنه خلق وقد يؤثر بالمرتبة ال
َّللا [ .فالمؤثر هو
بالذات في موجود غيره ،ولكن الفاعل الحقيقي في كل ذلك هو ّ
الحق ،أو نسبة عدمية يفعل من خاللها الحق . ] 4
****
المؤثر فيه على كل حال وبكل وجه وفي كل حضرة هو العالم اي الخلق .وكل تأثير
يظهر من ممكن ينافي أصله 5فيجب التدقيق في هذا التأثير واعادته إلى حضرته ،
اي إلى الحق ألنه الفاعل الحقيقي والمؤثر الواحد .
على أن اثنينية المؤثر والمؤثر فيه ليست سوى ثنوية صفات لحقيقة واحدة ال انقسام
فيها ،وليست بحال من األحوال ثنوية جوهرية تفترض وجود جوهرين متمايزين :
جوهر فاعل وآخر منفعل ،وليس هناك ما يمنع القائل بوحدة الوجود ان يقول بثنوية
الصفات في الحقيقة الوجودية الواحدة .كما قال سبينوزا بوصفي االمتداد والعقل في
الجوهر الواحد الذي هو أصل جميع الموجودات . 6
يقول شيخنا األكبر :
“ ) ( 1ان االمر ينقسم إلى مؤثر ومؤثر فيه وهما عبارتان :فالمؤثر بكل وجه وعلى
َّللا .والمؤثر فيه بكل وجه وعلى كل حال وفي كل كل حال وفي كل حضرة هو ّ
حضرة هو العالم ( “ . . . 7فصوص ) 183 / 1
“ والمؤثر واحد والتأثير مختلف بحسب القوابل “ ( بلغة الغواص ص ) 35
“ ) ( 2فعلى الحقيقة ال أثر لموجود في موجود وانما األثر للمعدوم 8في الموجود
وفي المعدوم ،الن األثر للنسب كله وليست النسب اال أمورا عدمية يظهر ذلك بالبديهة
في احكام المراتب :كمرتبة السلطنة . . .فيحكم السلطان في السوقة بما تريد رتبة
السلطنة وليس للسلطنة وجود عيني ( “ . . .ف ) . 452 / 3
“ فإنه ال تأثير له [ للعالم ] من ذاته ،وانما الحق سبحانه جعل لكل شيء منه مرتبة في
التأثير والتأثر على حد معلوم . . .ومكن سبحانه كل ذي مرتبة من مرتبته . . .تمكينا
يبقيه عليهم ما شاء ويعزلهم عنه إذا شاء ،وعبر سبحانه عن
49
“ “ 50
هذا التمكين باالذن . . . 9فبيّن سبحانه انه ال تأثير للعالم دونه على سبيل االستقالل ،
وانه المؤثر خلف حجاب الوسائط ال بالوسائط “
(بلغة الغواص ص ص ) . 82 - 81
“ ان األسباب 10كلها معدات 11ال مؤثرات ،والمؤثر انما هو الحق تعالى بقدرته
عند األسباب ( “ .مراتب التقوى ق 175أ ) .
-----
) ( 1انظر تفصيل ذلك في معجم مقاييس اللغة .أحمد بن فارس مادة “ اثر “ .
) ( 2فاالثر هو نتيجة للمؤثر والمؤثر فيه .إذا كان المؤثر صفة ( قدرة -علم ) يكون
األثر عين الصفة ،وفي الوقت نفسه يظهر استعداد القابل .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ ومن ادعى العلم وال يؤثر فيه ما هو عالم . . .ان العلم له اثر في العالم “ ( ف / 3
) 216
“ فان األثر ما يظهر عن النظر [ في اللوح المحفوظ ] بل عن استعداد القابل “ ( ف 3
) 322 /يراجع النفري :المواقف والمخاطبات طبع اربري القاهرة . 1934فهرس
المصطلحات الفنية كلمة “ اثر “ .
َّللا بكل
َّللا وليس الذات اإللهية الخالية من النسب والصفات ،بل ّ ) ( 3ان الفاعل هو ّ
النسب والصفات واإلضافات التي تغني مفهوم األلوهية .ولذلك عندما يقول الشيخ ابن
العربي امر عدمي يقصد به كذلك من الحضرة اإللهية :الصفات والنسب التي هي
أمور عدمية وهذا سبقه اليه الغزالي[راجع في معجم الغزالي األب فريد جبر كلمة
"اثر"
ويستقيم عندها هذا التناقض الذي يخيل لالنسان من تضارب المؤثر عند الشيخ ابن
َّللا من حيث الصفة التي هي امرَّللا :فيكون ّالعربي فحينا امر عدمي وأحيانا ّ
عدمي .أو الخلق من حيث نسبة أو مرتبة أو صفة هي أمر عدمي يفعل عنده الحق
حقيقة .
َّللا “ “ اسم الهي “ “ الصفة “ .
راجع ّ “ :
) ( 4يبين الشيخ ابن العربي في الفصوص ان الفاعل الحقيقي والمؤثر في كل حال
َّللا ،بينما في الفتوحات يؤكد ان المؤثر هو امر عدمي أو نسبة وانه ال وبكل وجه هو ّ
تأثير لموجود قط ،وقد أظهرنا كيف ان االمر العدمي اي المعقول هو في الواقع علة
ظاهرة يفعل من خاللها الحق حقيقة ،وهذه الفكرة ال ينفرد بها الشيخ ابن العربي بل
نجدها عند من تقدمه من فالسفة ومتصوفي االسالم وخاصة الغزالي الذي يلخص
نظرية السببية عند السنة .
) ( 5من حيث إن الممكن له االفتقار الدائم والثبوت في العدم .فهو في أصله “ ال
يفعل “ ولذلك يرى الشيخ األكبر ان صيغة االمر الذي أعطاه الحق آلدم :ال تقرب
الشجرة .هو بمثابة قوله :ال تفارق أصلك في مقابل أمره إلبليس :اسجد آلدم .الذي
هو بمثابة قوله :فارق أصلك .
-----
50
“ “ 51
راجع “ :عين ثابتة “ “ إبليس “ .
-----
) ( 6أبو العال عفيفي الفصوص ج 2ص . 262
) ( 7راجع شروحات أبي العال عفيفي لهذا الفص ج 2ص ص . 267 - 262
) ( 8راجع “ عدم “ .
) ( 9راجع “ اذن الهي “
) ( 10يميز الشيخ ابن العربي بين السبب والعلة ،ويعطي لذلك مثال :الداء والدواء
والشفاء .فالدواء سبب والشفاء علة .اذن العلة هي مسبب السبب .يقول . . . “ :
فالعلة اثبات السبب والحق عين السبب . . .وهو مسبب األسباب فخلق الداء والدواء ،
وما جعل الشفاء اال له خاصة .فالشفاء علة إلزالة المرض وما كل علة شفاء فكل
مسبب سبب وما كل سبب مسبب “ ( .ف . “) / 490 2
) ( 11معدات “ تعني :االستعداد والقابلية فهي المعدات لحصول األثر ،فان الفعل
ال يظهر اال بعد استعداد المؤثر فيه .
- 12األيثار 1
لم يخرج الشيخ ابن العربي بمفهوم االيثار عن معناه اللغوي ،كما أنه لم يضف جديدا
على نتاج الصوفية قبله 2على أنه يتفرد بمقدرته الفذة على التمييز بين الكلمات
المتشابهة المترادفة .
يقول :
“ الوهب في العطاء :هو لمجرد االنعام وهو الذي ال يقترن به طلب معاوضة” ِّإنَّما
ش ُكورا ً “( ) 9 / 76والكرم :عطاء بعد َّللا ال نُ ِّري ُد ِّم ْن ُك ْم َجزا ًء َوال ُ
ط ِّع ُم ُك ْم ِّل َو ْج ِّه َّ ِّ نُ ْ
سؤال .والجود :عطاء قبل السؤال .
والسخاء :عطاء بقدر الحاجة .
وااليثار :عطاؤك ما أنت محتاج اليه في الحال وهو األفضل -وفي االستقبال -وهو
دون المعطى في الحال . . .ولكل عطاء اسم الهي اال االيثار .
فاّلل تعالى :و ّهاب كريم جواد سخي وال يقال فيه عز وجل مؤثر ( . . . “ 3ف / 4 ّ
. ) 263
رغم ان الشيخ ابن العربي لم يغن مفهوم الكلمة كمصطلح ،اال انه بوأها في نظريته
مكانا مميزا .
سن الخليل القرى ، 4يقول : فااليثار يوصل إلى الخلة ،الن االيثار عطاء شامل كما ّ
51
“ “ 52
“ فالجود :عطاؤك ابتداء قبل السؤال ،والكرم :عطاؤك بعد السؤال عن طيب نفس ال
عن حياء . . .والسخاء :عطاؤك قدر الحاجة للمعطى اليه ال غير ،وااليثار :
عطاؤك ما أنت محتاج اليه .واعلم أن بالعطاء صحة الخلة على ما قيل إلبراهيم عليه
َّللا تعالى أرسل اليه جبريل على صورة شخص فقال :يا إبراهيم السالم .وذلك ان ّ
أراك تعطي األوداء واألعداء فقال :تعلمت الكرم من ربي رأيته ال يضيعهم فانا ال
َّللا تعالى اليه ان :يا إبراهيم أنت خليلي حقا ( “ . . .مواقع النجوم اضيعهم ،فأوصى ّ
ص ص . ) 98 - 97
-----
) ( 1بالنسبة لمعناها اللغوي والقرآني راجع كلمة “ اثر “ .
) ( 2يراجع فيما يتعلق بااليثار :
-التمكين في شرح منازل السائرين .تأليف محمود المنوفي ط .دار النهضة القاهرة
باب االيثار ص ص . 140 - 137
-الرسالة القشيرية ،باب الجود والسخاء ص ص ، 2 - 11511السخاء والكرم
وااليثار .
-طبقات الصوفية .السلمي .تحقيق نور الدين شريبة ص ص ، 122 - 120
-شفاء السائل لتهذيب المسائل .ابن خلدون نشر األب عبده خليفة ص . 44
-لطائف االعالم ق ق 37ب 39 -أ ،حيث يتكلم على االيثار وأنواعه وإضافاته
مثل :
ايثار الشريعة ،ايثار الحقيقة ،ايثار االيثار ،ايثار المالمتيه ،ايثار المتقين . . .
) ( 3طبعا ال يجوز على الجناب اإللهي االيثار ألنه كيف يعطي ما يحتاج اليه .وهل
يحتاج عز وجل إلى شيء ؟ !
) ( 4راجع “ الخلة “ عند الشيخ ابن العربي .
- 13أجير
ليس لمفرد أجير معنى اصطالحيا عند الشيخ ابن العربي ولكنه يأخذ قيمته من
مقارنته بالعبد ،فاألجير هو الذي يطلب المعاوضة في حال القيام بالخدمة على حين
ان العبد ال ينتظر معاوضة .فإذا كان هذا المفرد يعبر عن موقف المخلوق تجاه
الخالق فبالتالي يتميز األجير من العبد ويكون أدنى منه رتبة ألنه ينتظر بدال عن
عبادته .
52
“ “ 53
– 14آدم
في اللغة :
“ ( آدم ) أبو البشر ذكر قوم انه أفعل :وصف مشتق من األدمة ولذا منع الصرف .
قال الجواليقي أسماء األنبياء كلها أعجمية اال أربعة :آدم وصالح وشعيب ومحمد ،
واخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي الضحى عن ابن عباس قال :
انما سمى آدم ألنه خلق من أديم األرض ،وقال الثعلبي التراب بالعبرانية آدم فسمي
آدم به ( “ . . . 1االتقان في علوم القرآن .جالل الدين السيوطي ج 2ص ص 137
) . 138 -
“ الهمزة والدال والميم أصل واحد ،وهو الموافقة والمالءمة . . . 2فان قال قائل :
فعلى اي شيء تحمل األدمة وهي باطن الجلد ؟ قيل له :األدمة أحسن مالءمة للّحم من
البشرة ،ولذلك سمي آدم عليه السالم ألنه اخذ من أدمة األرض ويقال هي الطبقة
الرابعة ( “ .معجم مقاييس اللغة .مادة “ آدم “ ) .
في القرآن :
َّللا
آدم في القرآن شخصية تاريخية معروفة ،فهو أول افراد الجنس البشري خلقه ّ
بيديه ،عاش في الجنة ،عصى ربه ،فهبط إلى األرض ،خليفة َ ”. 3وقُ ْلنا يا آ َد ُم
ت َوزَ ْو ُج َك ْال َجنَّةَ َو ُكال ِّم ْنها َرغَدا ً “( ”) 35 / 2فَقُ ْلنا يا آ َد ُم ِّإ َّن هذا َ
عد ٌُّو لَ َك ا ْس ُك ْن أ َ ْن َ
عصى آ َد ُم َربَّهُ فَغَوى “( ”) 121 / 20 َو ِّلزَ ْو ِّج َك فَال يُ ْخ ِّر َجنَّ ُكما “( َ ”) 117 / 20و َ
عد ٌُّو ) “ ( 2 / 36 ض َ ض ُك ْم ِّلبَ ْع ٍ
طوا 4بَ ْع ُ َوقُ ْلنَا ا ْهبِّ ُ
ولما كان آدم أول افراد الجنس البشري ،كان جميع البشر أبناءه ولذلك عندما يتوجه
الحق عز وجل إلى البشر كثيرا ما يخاطبهم بنسبهم ”.يا بَنِّي آ َد َم (* “ . . .األعراف
اآليات ) 35 ، 31 ، 27 ، 26
53
“ “ 54
54
“ “ 55
يقول الشيخ ابن العربي :
“ ) ( 1فأن هذا الباب مخصوص بابتداء الجسوم االنسانية ،
وهي أربعة أنواع :
جسم آدم ،وجسم حواء ،وجسم عيسى ،وأجسام بني آدم ،
وكل جسم من هذه األربعة ،نشؤه يخالف نشء [ الجسم ] االخر في السببية ،مع
االجتماع في الصورة الجسمانية والروحانية . . .وينطلق على كل واحد من هؤالء
اسم االنسان بالحد والحقيقة . . .فكان نشء جسم آدم في صورته ،كنشء الفاخوري
فيما ينشئه من الطين والطبخ .
وكان نشء جسم حواء نشء النجار فيما ينحته من الصور في الخشب .فلما نحتها في
الضلع ،وأقام صورتها ،وسواها ،وعدّلها . . .فقامت ( حواء ) حية ناطقة ،أنثى
ليجعلها محال للزراعة والحرث لوجود االنبات الذي هو التناسل “ . . .
( ف السفر الثاني فق فق . “ ) 368 - 364
) ( 2فآدم ،لجميع الصفات ،وحواء لتفريق الذوات ،إذ هي محل الفعل والبذر . . .
“ ( ف السفر األول فقرة . ) 534
*****
في حين يتبوأ “ آدم “ في المعنى السابق مرتبة االجمال في مقابل “ حواء “ ( -مرتبة
َّللا عليه
التفصيل ) ،نرى هنا انه يظهر في مرتبة التفصيل في مقابل “ محمد “ صلى ّ
وسلم الذي له الجمع .
) ( 1يأخذ “ آدم “ مرتبة االجمال بالنسبة لحواء :الن الموجودات المجملة فيه تظهر
من خالل فعله مفصلة فيها .
َّللا عليه وسلم هو أول بالقصد ( -مرتبة اجمال ) 18وان كان ) ( 2محمد صلى ّ
آخرا في الظهور .
ومن حيث إن آدم هو أول مظهر جمع كل حقائق األكوان فهو تفصيل في مقابل محمد
َّللا عليه وسلم . 19
صلى ّ
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا عليه وسلم للجمع ،وآدم للتفريق “ ( ف السفر الثاني فق . ) 237 “ فمحمد صلى ّ
كما يفرد الشيخ األكبر الصفحات في كالمه على البسملة .
َّللا عليه وسلم فآدم بداية االمر ومحمد
ليبين كيف انها تبدأ بآدم وتنتهي بمحمد صلى ّ
نهايته . 20
55
“ “ 56
56
“ “ 57
) ( 6ينوه شيخنا األكبر بوجود مائة الف آدم ،وان كانت الفكرة غير جلية اال اننا من
خالل نصين سنوردهما نستطيع ان نتبين مراده من وجود مائة الف آدم وعالقة ذلك
َّللا لم يزل وال يزال خالقا ،واآلجال في المخلوق ال في الخلق . . . بالخلق ،فان ّ
يقول :
“ ولقد أراني الحق تعالى فيما يراه النائم وانا طائف بالكعبة مع قوم من الناس ال
اعرفهم بوجوههم . . .فقال لي واحد منهم وتسمى لي باسم ال اعرف ذلك االسم ثم
قال لي :أنا من أجدادك قلت له :كم لك منذ .فقال :لي بضع وأربعون الف سنة .
فقلت له :فما آلدم هذا القدر من السنين .فقال لي :عن اي آدم تقول عن هذا األقرب
َّللا خلق
َّللا عليه وسلم :ان ّ
َّللا صلى ّ
إليك أو عن غيره ؟ فتذكرت حديثا عن رسول ّ
مائة الف آدم ( “ . . .ف / 549 ) . 3
كما يروي الشيخ ابن العربي هذه الرؤيا للنبي إدريس عليه السالم في معراجه يقول :
“ قلت [ الشيخ ابن العربي للنبي إدريس ] :رأيت في واقعتي . . . :شخصا بالطواف
أخبرني انه من أجدادي وسمي لي نفسه فسألته عن زمان موته فقال لي :أربعون الف
سنة ،فسألته عن آدم لما تقرر عندنا في التاريخ لمدته .فقال لي :عن اي آدم تسأل
عن آدم األقرب .
َّللا وال أعلم للعالم مدة نقف عندها
فقال [ إدريس عليه السالم ] :صدق ،اني نبي ّ
بجملتها ،اال انه بالجملة لم يزل خالقا وال يزال دنيا وآخرة ،واآلجال في المخلوق
بانتهاء المدد ال في الخلق . . .قلت :فعرفني بشرط من شروط اقترابها [ الساعة ]
فقال :وجود آدم من شروط الساعة ( “ ف ) . 348 / 3
-ان وجود عدة شخصيات تسمى آدم قبل آدمنا الذي ننتسب اليه وارد في الحضارة
العربية االسالمية .
جاء في لزوميات المعريجائز ان يكون آدم هذا * قبله آدم على اثر آدم
وشبيه األقوام مثلي أعمى * فهلموا في حندس نتصادمبخصوص الحديث الوارد “ ان
َّللا خلق مائة الف آدم “ انظر فهرس األحاديث :حديث رقم 4 ّ
) ( 7يظهر “ آدم “ كشخص محدد في كثير من النصوص عند الشيخ ابن العربي ،
نكتفي بان نشير إلى التالية - :ف - 293 / 2ف السفر الثاني فقرة - 348ف / 3
- 346 ، 341ف “ 111 / 4
) ( 8وللحقيقة االنسانية مظاهر في جميع العوالم :فمظهره األول في عالم الجبروت
هو الروح الكلي المسمى بالعقل األول فهو آدم وحواء النفس الكلية . . .في عالم
وحواه الطبيعة . . .
ّ الملكوت هو النفس الكلية التي يولد منها النفوس الجزئية الملكوتية
وفي عالم الملك هو آدم أبو البشر “ ( . . .شرح فصوص الحكم للقيصري ص
. ) 45
57
“ “ 58
58
“ “ 59
- 15ادم األرواح
استعمل الشيخ ابن العربي عبارة “ آدم األرواح “ بترادف كلي مع عبارة “ أبو
األرواح “ .
يقول :
َّللا عليه وسلم آدم األرواح ويعسوبها ،كما أن آدم أبو األجساد وسببها “
“ فهو صلى ّ
(تذكرة الخواص فقرة ) 52
انظر “ أبو األرواح "
- 16ادم الزمان
يقول الشيخ ابن العربي :
باّلل تعالى المحقق صاحب هذا المقام ،الوارث 1القدم المحمدي 2 “ . . .هو العارف ّ
الذي يأتي على رأس كل قرن يعل ّم الناس أمور دينهم ،لقوله عليه الصالة والسالم :
َّللا
يأتي على رأس كل قرن رجل من أمتي . .الخ الحديث 3فهو آدم زمانه ،وخليفة ّ
َّللا به الوجود “ . .
في ارضه ،رحم ّ
( رسالة شق الجيوب ق ق . ) 29 - 28
يتضح من النص ان آدم الزمان هو شخص واحد فقط في الزمان الواحد ،وقد يكون
هو ما يسميه الصوفية والشيخ ابن العربي “ القطب “ ،اال ان ثمة فارقا يميزه عن
القطب وهو القدمية المحمدية .فقد يكون القطب في الزمان مثال “ عيسويا “ أو
“ موسويا “ ،اما آدم الزمان أو آدم زمانه فهو محمدي المقام .
َّللا عليه وسلم ويظهر في صورة كاملفاالنسان الكامل في الوجود هو محمد صلى ّ
الوقت ،لذلك يرى الشيخ ابن العربي ان آدم هو أول تفصيل ، 4وأول مظهر لجمعية
َّللا عليه وسلم ،من هنا مفرد آدم الزمان ،اي التفصيالت الزمانية الظاهر
محمد صلى ّ
فيها بالتوالي االنسان الكامل.
59
“ “ 60
هذا إلى جانب ما في كلمة آدم من إشارات إلى مفهوم “ الخالفة “ 5
..........................................................................................
) ( 1راجع “ ارث “
) ( 2راجع “ محمدي “
) ( 3انظر فهرس األحاديث حديث رقم ( 5 ) .
) ( 4راجع “ آدم “
) ( 5راجع “ الخالفة "
ي
- 17اإلذن اإلله ّ
في اللغة :
“ الهمزة والذال والنون أصالن متقاربان في المعنى 1متباعدان في اللفظ ،أحدهما
آذن كل ذي اذن ،واالخر العلم وعنهما يتفرع الباب كله . . .واألصل االخر العلم
واالعالم تقول العرب :قد اذنت بهذا االمر اي علمت . . .والمصدر االذن وااليذان
وفعله باذني اي بعلمي ويجوز بأمري ،وهو قريب من ذلك ( “ . . .معجم مقاييس
اللغة مادة “ اذن “ ) .
60
“ “ 61
61
“ “ 62
َّللا لها في هذه الصورة كاالستعداد َّللا ال بقطعهم . . .فان اذن ّتنقطع فانقطعت باذن ّ
َّللا ،يعني للشجرةفي الشيء ،فالشجرة مستعدة للقطع فقبلته من القاطع فقوله :فباذن ّ
كقوله “ فيكون طائرا باذني ( “ . . .ف .) 143 -142 / 2
“ فيقوم [ الطائر ] حيّا باالذن اإللهي ،الساري في تلك النفخة [ نفخة عيسى ] وفي
ذلك الهواء .ولوال سريان االذن اإللهي ،ما حصلت حياة في صورة أصال
“ ( الفتوحات السفر الثالث فق . ) 1 - 44
) ( 2كما أن الشيخ األكبر يجعل القدر وجهين :
َّللا واذن به فكان .
مشيئة واذن ،فالقدر هو ما شاء ّ
َّللا عليه وسلم ان تهلك أمته كما هلكت األمم قبلها بنسيان القدر يقول “ :حذّر صلّى ّ
الذي هو المشيئة واالذن ، 9إذ النفوس شديدة التعلق واالنس باألسباب ( “ . . .بلغة
الغواص ص . ) 85
..........................................................................................
) ( 1لبيان تقارب األذن واالذن البد لنا من أن نشير عرضا إلى بالغة اللغة العربية
حين اشتقت عضو السمع وهو األذن من لفظ اإلذن ،بمعنى العلم من أصل واحد ،إذ
تكشف البحوث السيكولوجية عن هذه العالقة الوثيقة ،فحاسة السمع عقلية ولها أهمية
كبيرة في تلقي العلم لمزاياها الموضوعية المتعددة .
) ( 2راجع البيضاوي شرح اآليتين 97 / 2و 102 / 2حبث يجد ان االذن هو
االمر اإللهي أو التيسير ( أنوار التنزيل ج 1ص ص ) 33 - 32
) ( 3قال البيضاوي في شرحه لآلية 49من سورة آل عمران ما يلي “ :فيصير
َّللا تعالى ال منه [ عيسى ] . . .كرر َّللا نبه به على أن احياءه من ّ [ الطير ] حيا بأمر ّ
َّللا دفعا لتوهم األلوهية فان االحياء ليس من جنس االفعال البشرية “ ( أنوار باذن ّ
التنزيل ج 1ص ) 67
) ( 4انظر أنوار التنزيل ج 2ص 255
) ( 5انظر أنوار التنزيل ج 1ص 60
) ( 6اذن -اعلم .ومن هنا كان اآلذان [ في وقت الصالة ] هو االعالم .
) ( 7آذنتكم :أعلمتكم
) ( 8راجع “ اثر “
62
“ “ 63
– 18ارض
في اللغة :
“ فكل شيء يسفل ويقابل السماء [ هو ارض ] يقال ألعلى الفرس سماء ولقوائمه
ارض ،قال :
فريا واما ارضه فمحو وأحمر كالديباج اما سماؤه *** ّ
لسماؤه :أعاليه ،وارضه :قوائمه واألرض :التي نحن عليها “
( معجم مقاييس اللغة مادة ارض ) .
“ واألرض أيضا أسفل قوائم الدابة وكل ما استقر عليه قدماك وكل ما سفل . . .
“ ( محيط المحيط .بطرس البستاني ) .
في القرآن :
لقد وردت كلمة ارض في القرآن دائما مفردة ،فلم تجمع وان كانت قد أضيفت إلى لفظ
الجاللة وإلى “ ضمير متصل “ .
َّللا “ “ ارضي “ “ أرضكم “ “ ارضنا “ “ ارضهم “ . “ ارض ّ
وفي أكثر األحيان نجد “ األرض “ في مقابل “ السماء “ ،وهي لم تخرج عن كونها
تشير إلى األرض التي يعيش عليها االنسان .
عند الشيخ ابن العربي :
لقد وردت كلمة “ ارض “ عند الشيخ ابن العربي في صيغة المفرد والجمع ، 1
واتخذت عدة معان :
****
األرض هي صفات الخلق في مقابل صفات الحق ( سماء ) ،والسفل 2في مقابل
العلو ( سماء ) ،وعالم الفساد في مقابل عالم الصالح ( سماء ) .
63
“ “ 64
يقول :
) “ ( 1فان كنت سماء مع بقاء ارضيتك عليك في مقامها ،وذلك هو الكمال ،فإنه من
علَيْها ٍ
فان “[ / 55 َّللا من يفني عينها [ عين ارضه ] لقوله تعالى ”ُ :ك ُّل َم ْن َ رجال ّ
] 26فالعارف انتقل من ظهرها إلى بطنها ،فما فني عنها بل تحقق بها ،كذلك فليكن
[ فلتكن ] “( ف . ) 433 / 4
يظهر من هذا النص كيف ان ارض العارف هي :صفات الخلق فيه المقابلة لصفات
الحق فيه ،ويريد الشيخ ابن العربي ان ينفي فناء االنسان عن صفاته ويوجب التحقق
بها ( .انظر “ فناء “ ) .
َّللا تعالى 3انه ما خلق “ السماوات “ وهو كل عالم علوي ، ) “ ( 2كما قال ّ
“ واألرض “ وهو كل عالم سفلي ،السماء من عالم الصالح واألرض من عالم الفساد
،ومنه اشتقت اسم األرضة لما تفسده في الثياب والورق والخشب ،ويسمى أيضا
السوس والعث “ .وما بينهما اال بالحق ( “ . . .ف .” ) 285 / 2
ط ْوعا ً َو َك ْرها ً 4ولست اعني بالسماء هذه
ض َ ت َو ْاأل َ ْر ِّسماوا ِّّلل يَ ْس ُج ُد َم ْن ِّفي ال َّ
" َو ِّ َّ ِّ
المشهودة المعلومة فهي إشارة إلى الرفع ،واألرض [ إشارة ] إلى الخفض . . .فقد
يكون في السماء من هو من أهل األرض . . .وقد يكون في األرض من هو من أهل
السماء “ ( ف . ) 439 - 438 / 4
****
األرض هي العالم الذي نعيش على سطحه 5مع بدن االنسان المخلوق منه -وهي
محل ظهور 6الرزق .
ففي حين ان األرض هي العالم 7الذي نعيش عليه ،ال يغفل الشيخ ابن العربي لحظة
اننا خلقنا من تراب هذه األرض ،واننا منها وفيها وبالتالي نحن هي.
فبدن االنسان أو نشأته البدنية هي “ األرض “ 8التي يعيش فيها ،ويكون بذلك
كوكب األرض وبدن االنسان مضمونا واحدا لكلمة “ ارض “ ،ويظهر هذا المضمون
من كالم الشيخ ابن العربي على األرض بأنها محل لظهور االرزاق .
ومحل الظهور هذا ليس اال العالم وبدن االنسان ،يقول:
64
“ “ 65
“ األرض بما فيها من القبول والتكوين لالرزاق فإنها محل ظهور االرزاق “
( ف . ) 115 / 4
“ فإذا نظر االنسان إلى نشأته البدنية قامت معه األرض التي خلق منها وجعل منها
َّللا في العادة من غيرها “ غذاءه ،وما به صالح نشأته ،لم يرزقه ّ
( ف . )249 / 3
****
األرض هي الخلق في مقابل زينتها ( الحق ) .
ض ِّزينَةً لَها ، 9وليس األرض في االعتبار سوى يقول ”:إِّنَّا َجعَ ْلنا ما َ
علَى ْاأل َ ْر ِّ
المسمى خلقا ،وليس زينتها 10سوى المسمى حقا ( “ ف ) . 250 / 4
..........................................................................................
) ( 1لقد جمع الشيخ ابن العربي “ ارض “ “ :ارضون “ ( انظر الفتوحات ج 3
الرسم في ص ) 424وهو بهذا منسجم مع التعبير العربي السليم .يقول الحريري :
“يقولون في جمع ارض :أراضي ،فيخطئون فيه الن األرض ثالثية ،والثالثي ال
يجمع على افاعل والصواب ان يقال في جمعها ارضون بفتح الراء “ ( . . .درة
الغواص في أوهام الخواص ص ) 29
والنحويون يدعون هذا الجمع ملحقا بجمع المذكر السالم .
) ( 2ان “ السفل “ عند الشيخ ابن العربي يتخطى المفهوم المكاني إلى صفة االنفعال
،فكل “ سفلي “ “ منفعل “ ،راجع “ أم سفلية “ .وهكذا تأخذ األرض مفهوم القابل
والمنفعل ،وهذا ورد عند السهر وردي واتضح بتوسع عند صدر الدين الشيرازي .
يقول هنري كوربان :
65
“ “ 66
ق “( 15 / 85 ) . ض َوما بَ ْينَ ُهما إِّ َّال بِّ ْال َح ّ ِّ ت َو ْاأل َ ْر َ سماوا ِّ ) ( 3اآلية َ ”:وما َخلَ ْقنَا ال َّ
ط ْوعا ً َو َك ْرها ً . “( 13 / 15 ) . ض َ ت َو ْاأل َ ْر ِّ سماوا ِّ ّلل يَ ْس ُج ُد َم ْن فِّي ال َّ
”) َ ( 4و ِّ َّ ِّ
) ( 5ننقل هنا نصا للحكيم الترمذي من كتاب سلوة العارفين وبستان الموحدين ،يظهر
بصورة تمثيلية وطأة وجود األرض كحي عاقل يقول :
َّللا عليه وسلم قال :ان األرض لتنادي كل َّللا صلى ّ َّللا عنه عن رسول ّ “ عن ثوبان رضي ّ
َّللا الكلن لحومكم وجلودكم .هذا نداء يوم سبعين مرة يا بني آدم كلوا ما شئتم واشتهيتم فو ّ
متسخط فيه وعيد . . .فاما األنبياء واألولياء عليهم السالم فال تسخط األرض عليهم بل
تفرح بكونهم على ظهرها . . .فإذا وجدتهم في بطنها ضمتهم ضمة الوالدة الوالهة
بولدها . . .فاألرض أذل وأقل من أن تجترىء عليه . . .فإذا كانت النار تخمد لممر عبد
[ إبراهيم عليه السالم ] فكيف تجترىء األرض على اكله ( “ . . .ص 227طبع
استانبول ) .
) ( 6ان األرض هي محل ظهور الرزق ،نشدد على كلمة ظهور ،الن الرزق ال ينحصر
َّللا .فيكون بما تعطيه األرض من خيرات بل يتعداها إلى ما تتقوم به نشأة االنسان وهو ّ
العالم أو األرض أو بدن االنسان محال للظهور .
راجع كلمة “ رزق “ .
) ( 7يقول أبو العال عفيفي في تعليقه على الفص الخامس والعشرين “ :فاألرض وما
يخرج منها من ألوان النبات رمز للعالم “ ( فصوص . ) 298 / 2
) ( 8ان بدن االنسان هو األرض التي يعيش فيها ،ولكن ال نستطيع ان نقول إنها ارضه
َّللا [ انظر “ األرض اإللهية الواسعة ] “ [ انظر “ أرض االنسان “ ] ،ألنها ارض ّ
ع َم ًال ) “( 18 / 7 س ُن َ ض ِّزينَةً لَها ِّلنَ ْبلُ َو ُه ْم أَيُّ ُه ْم أَحْ َ علَى ْاأل َ ْر ِّ ) ( 9اآلية ”:إِّنَّا َجعَ ْلنا ما َ
-يرى ابن عباس ان زينة األرض هي من عليها من الرجال والنساء ،أو النبات والشجر
ض )من الرجال والنساء ( زينة لها ) زهرة علَى ْاأل َ ْر ِّ والدواب ِّ (“ :إنَّا َجعَ ْلنا ما َ
لألرض . . .
ض ) من النبات والشجر والدواب والنعيم ( زينة لها ) زهرة علَى ْاأل َ ْر ِّ ويقال ِّ (:إنَّا َجعَ ْلنا ما َ
لألرض ( “ . . .تنوير المقباس من تفسير ابن عباس -المكتبة الشعبية -بيروت ص
. )244
ضعلَى ْاأل َ ْر ِّ-اما النسفي فيجد ان زينة األرض هي الصالح من زخرفها“ ِّ ( :إنَّا َجعَ ْلنا ما َ
ِّزينَةً لَها ) اي ما يصلح ان يكون زينة لها وألهلها من زخارف الدنيا وما يستحسن منها “ .
( تفسير النسفي -نشر دار الكتاب العربي بيروت ج 3ص . ) 3
-اما اللغة فتعرف الزينة “ :الزاء والياء والنون أصل صحيح يدل على حسن الشيء
سنها عشبها “ . وتحسينه . . .وأزينت األرض وازينت وازدانت إذا ح ّ
(معجم مقاييس اللغة .أحمد بن فارس ) .
-والشيخ ابن العربي لم يخرج في مفهومه للزينة عن هذا النهج ،يقول في بيان معنى
“ اعفاء اللحية “ في الحديث الشريف “ احفوا الشارب واعفوا اللحى “ :
َّللا “[ ] 32 / 7 “ فمن فهم من هذا الحكم طلب الزينة اإللهية في قوله” قُ ْل َم ْن َح َّر َم ِّزينَةَ َّ ِّ
نظر في لحيته ،فان كانت الزينة في توفيرها وان ال يأخذ منها شيئا تركها ،وان كانت
الزينة
66
“ “ 67
اظهر في أن يأخذ منها قليال حتى تكون معتدلة تليق بالوجه وتزينه اخذ منها “ . . .
( ف . ) 303 / 4
67
“ “ 68
والمعاني التي ال توجد اال في هذه األرض البدنية االنسانية . 7واما قوله فتها جروا
فيها 8فإنها محل للهوى ومحل للعقل فتهاجروا من ارض الهوى منها إلى ارض العقل
منها .وأنت في هذا كله فيها ما خرجت عنها ( “ . . .ف . ) 250 - 249 / 3
يظهر من خالل النصين السابقين ان :
األرض -بدن االنسان ( راجع المعنى الثاني لكلمة ارض ) .
َّللا ،من حيث إنها مجلى للربوبية . اإللهية -هذه األرض مضافة إلى ّ
الواسعة -لما وسعته من القوى والمعاني . . .
اذن األرض اإللهية الواسعة : 9هي بدن العبد المحض .
..........................................................................................
) ( 1ان “ ارض العبادة “ هي “ األرض اإللهية الواسعة “ يظهر ذلك من عنوان
الباب الخامس والخمسين وثلثماية في الفتوحات ج 3ص : 247في معرفة . . .
ضي وا ِّسعَةٌ فَإِّي َ
َّاي ِّي الَّذِّينَ آ َمنُوا ِّإ َّن أ َ ْر ِّ
وارض العبادة واتساعها وقوله تعالى” يا ِّعباد َ
فَا ْعبُد ِّ
ُون “.
( إشارة إلى اآلية ) 56 / 29
) ( 2راجع “ ربوبية “
) ( 3للشيخ ابن العربي نص في كتاب التراجم ،يقسم فيه األرض أرضين :ارض
عبادة وارض نعمة وهذا ينسجم تماما مع الخطين الرئيسين للعطاء والرحمة بنظره
وهما :االستحقاق والمنة .
فكل عطاء أو جزاء أو رحمة اما يستحق للعبد ويكون من باب الوجوب ،واما ان ينعم
َّللا عليه به ويكون من عين المنة . ّ
“ األرض ارضان ارض عبادة ،وأرض نعمة . . .ارض العبادة التي يرثها
َّللا تعالى . . .يرثها في العامة . . .ومنها من عين المنة “ . . . الصالحون من عباد ّ
( كتاب التراجم -نشر حيدر اباد ص ) 43
كما يراجع “ :المنة واالستحقاق “ في هذا المعجم .
ُون “( 29 / 56 ) . َّاي فَا ْعبُد ِّ ضي وا ِّسعَةٌ فَإِّي َ ِّي الَّذِّينَ آ َمنُوا ِّإ َّن أ َ ْر ِّ
”) ( 4يا ِّعباد َ
) ( 5يضيف الشيخ ابن العربي في النص انه في هذه األرض منذ سنة 590ه حتى
َّللا فيها من سنة تسعين وخمسماية تاريخ كتابته هذا النص يقول “ :ولي منذ عبدت ّ
وانا اليوم في سنة خمس وثالثين وستماية “ ( ف . ) 224 / 3
ُون “( 29 ضي وا ِّسعَةٌ فَإِّي َ
َّاي فَا ْعبُد ِّ ِّي الَّذِّينَ آ َمنُوا ِّإ َّن أ َ ْر ِّ
) ( 6إشارة إلى اآلية” يا ِّعباد َ
/ 56 ) .
) ( 7إشارة إلى كون االنسان “ نسخة جامعة “ ،و “ كونا جامعا “ و “ صورة
“ فليراجع كل من الكلمات الواردة في أماكنها .
هاج ُروا فِّيها “( 4 / 97 ) . َّللا وا ِّسعَةً فَت ُ ِّ
ض َّ ِّ ) ( 8إشارة إلى اآلية” قالُوا أ َ لَ ْم ت َ ُك ْن أ َ ْر ُ
) ( 9هناك باب خاص في الفتوحات بهذا الموضوع بالتفصيل فلتراجع ( ف / 3ص
) 247وما بعد .
68
“ “ 69
- 20ارض الحقيقة
المرادفات :مسرح عيون العارفين ،األرض المخلوقة من بقية طينة آدم .
لقد افرد الشيخ األكبر كتابا خاصا ،للكالم على هذه األرض 1كما افرد لها بابا في
الفتوحات :الباب الثامن ،ننقل منه نصا طويال يبين ماهية هذه األرض وما تحويه من
الغرائب ،ومن معطيات النص نستطيع ان نستخلص تحديدا ألرض الحقيقة عند الشيخ
األكبر .
يقول :
تكون ،وجعلهَّللا تعالى لما خلق آدم عليه السالم الذي هو أول جسم انساني ّ “ اعلم أن ّ
أصال لوجود األجسام االنسانية وفضلة من خميرة طينته فضلة خلق منها النخلة 2فهي
أخت آلدم عليه السالم وهي لنا ع ّمة . . . 3وفضل من الطينة بعد خلق النخلة قدر
السمسمة في الخفاء ،فم ّد ّ
َّللا في تلك الفضلة أرضا واسعة الفضاء ،
إذ جعل :العرش وما حواه والكرسي والسماوات واألرضون وما تحت الثرى
والجنات كلها والنار في هذه األرض .كان الجميع فيها كحلقة ملقاة في فالة من
األرض .
وفيها [ فضلة طينة آدم ] من العجائب والغرائب ما ال يقدر قدره . . .
َّللا .وعظمت عند المشاهد لها قدرته [ تعالى ] وكثيروفي هذه األرض ظهرت عظمة ّ
من المحاالت العقلية ،التي قام الدليل الصحيح العقلي على احالتها ،هي موجودة في
هذه األرض .
وهي مسرح عيون العارفين . . .وإذا دخلها العارفون انما يدخلونها بأرواحهم ال
بأجسامهم فيتركون هياكلهم في هذه األرض الدنيا ويتجردون . . .وتعطي هذه
األرض بالخاصية لكل من دخلها الفهم بجميع ما فيها من األلسنة . . .
ودخلت في هذه األرض :أرضا من الذهب األحمر اللين ،فيها أشجار كلها ذهب . . .
ودخلت فيها أرضا من فضة بيضاء في الصورة ذات شجر وانهار وثمر شهي كل ذلك
فضة . . .ودخلت فيها أرضا من الكافور اال بيض . . .وكل ارض من هذه األرضين
التي هي أماكن في هذه األرض الكبيرة لو جعلت السماء فيها لكانت حلقة في فالة
بالنسبة إليها . . .وخلقها [ سكان ارض الحقيقة ]
69
“ “ 70
70
“ “ 71
اذن هي ليست أرضا محسوسة ،بل هي مسرح عيون العارفين ،انها عالم الخيال ،
ويظهر ارتباطها بعالم الخيال من هذه النصوص للشيخ ابن العربي .
يقول “ :وهذا القدر كاف فيما ذهبنا اليه من علم الخيال .وقد تقدم . . .معرفة
األرض التي خلقت من بقية طينة آدم عليه السالم . . .فالعلم بتلك األرض جزء من
هذه المسئلة “ ( .ف . ) 313 / 2
“ فالعالم كله في صور مثل منصوبة ،فالحضرة الوجودية ،انما هي حضرة الخيال ثم
تقسم ما تراه من الصور إلى محسوس ومتخيل والكل متخيل . . .ومن علم ما قررناه
علم علم األرض المخلوقة من بقية خميرة طينة آدم عليه السالم ،وعلم أن العالم بأسره
ال بل الموجودات هم ع ّمار تلك األرض وما خلص منها اال الحق تعالى ( “ . . .ف
. ) 525 / 3
“ فلما قرعا [ الناظر بحكم العقل والمقلد التابع للرسول ] السماء الثالثة فتحت فصعدا
فيها ،فتلقى التابع يوسف عليه السالم ،وتلقى صاحب النظر كوكب الزهرة . . .فجاء
كوكب الزهرة إلى يوسف عليه السالم وعنده نزيله وهو [ نزيله ] التابع ،وهو
َّللا به من العلوم المتعلقة بصور التمثل والخيال . . .
[ يوسف ] يلقي اليه ما خصه ّ
َّللا من بقية طينة آدم عليه السالم ( “ . . .ف
َّللا بين يديه األرض التي خلقها ّ
فاحضر ّ
. ) 275 / 2
71
“ “ 72
كما يشير إلى أهمية النخلة ،ويقارن بين “ نخلة مريم “ التي ولدت عيسى تحتها كما
ورد في القرآن ،وبين النخلة التي هي “ أخت آدم “ .راجع النص الفرنسي :Terre
celeste p 214
) ( 4يراجع كتاب الشيخ ابن العربي “ شجرة الكون “ حيث يقيم مقابلة تامة بين جسم
االنسان وعالم الملك .ص ص 11 - 9طبع مصر -مكتبة الشمرلي .
) ( 5يقول الشيخ ابن العربي في الفتوحات السفر الثاني فقرة : 348
َّللا -عز وجل “ -خلق جنة عدن بيده ،وكتب التوراة بيده ، “ ورد في الخبر ان ّ
وغرس شجرة طوبى بيده “ .وخلق آدم ،الذي هو االنسان ،بيده فقال -تعالى -
إلبليس ،على جهة التشريف آلدم -عليه السالم (-ما َمنَعَ َك أ َ ْن ت َ ْس ُج َد ِّلما َخلَ ْقتُ بِّيَ َد َّ
ي
؟ )( ) 75 / 38راجع بشأن الحديث فهرس األحاديث حديث رقم : ( 7 ) .
) ( 6لقد وضع هنري كوربان كتابا بعنوان :” Terre Celeste et corps de
“Resurrectionرجع في كتابه هذا إلى الجذور اإليرانية القديمة لفكرة األرض
السماوية ،وتتابعها في النصوص االسالمية ابتداء من شهاب الدين السهروردي .ت
587ه .إلى الشيخ عبد القاسم ابراهيمي ولد سنة 1314هـ.
وقد افرد القسم الثاني من الكتاب لترجمة نصوص عربية قيمة إلى اللغة الفرنسية
منها :
- 1الباب الثامن من الفتوحات المكية افرده الشيخ ابن العربي ألرض الحقيقة Terre
Celeste pp . 213 - 223 .
- 2الفصل السادس من مقدمة شرح فصوص الحكم لداود القيصري ( ت 751هـ )
حيث يتكلم فيها على العالم المثالي :Terre Celeste pp . 227 - 231-فصل
من كتاب االنسان الكامل لعبد الكريم الجيلي ( ت 805ه ) ( ج 2ص ص - 27
72
“ “ 73
28طبعة القاهرة 1304ه .بعنوان “ :في الخيال وانه هيولى جميع العوالم
. “ )Terre Celeste pp . 237 - 246
) ( 7يتكلم الجيلي على تجليات الصفات اإللهية في االنسان الكامل الباب الرابع عشر
،وعندما يصل إلى صفة القدرة يسهب في شرح تجلياتها ،ويجد ان من تجلياتها :
عالم الخيال . . .
وعجائب السمسمة الباقية من طينة آدم . . .يقول :
“ . . .ومن هذا التجلي [ تجلي صفة القدرة ] عالم الخيال وما يتصور فيه من غرائب
عجائب المخترعات . . .ومن هذا التجلي عجائب السمسمة الباقية من طينة آدم الذي
ذكرها الشيخ ابن العربي في كتابه ( “ . . .االنسان الكامل ج 1ص . ) 41
) ( 8راجع “ عالم الخيال “ ،كما يقول الجيلي في تعريفها “ :انها اللطيفة التي ال
َّللا من هذه الطينة
تفنى على الدوام والمحل الذي ال تمر عليه الليالي واأليام خلقها ّ
[ طينة آدم ] . . .وجعلها حاكمة على الجميع . . .يجور فيها المحال ويشهد فيها
بالحس صورة الخيال . . .فقلت [ روح -الجيلي ] :وهل أجد سبيال إلى هذا المحل
العجيب [ ارض الحقيقة ] والعالم الغريب .فقال [ رجل عزيز السلطان يسمى روح
الخيال ] :نعم .إذا كمل وهمك وت ّم ،فاتسعت لجواز المحال وتمكنت بمشاهدة الحس
لمعاني الخيال “ . . .
( االنسان الكامل -الجيلي ج 2ص . ) 27
- 21مخاض األرض
في اللغة :
“ الميم والخاء والضاد أصل صحيح يدل على اضطراب شيء في وعائه مائع ،ثم
الطلق .وهذا أيضا على معنى التشبيه يستعار . . .والماخض :الحامل إذا ضربها ّ
كأن الذي في جوفها شيء مائع يتم ّخض “ . . .
( معجم مقاييس اللغة .مادة “ مخض “ . ) .
في القرآن :
ورد لفظ “ المخاض “ في المعنى اللغوي السابق ،الرامي إلى بيان حالة الحامل في
خاض ِّإلى ِّج ْذعِّ النَّ ْخلَ ِّة “( . ) 23 / 19
ُ أثناء وضعها ”:فَأَجا َءهَا ْال َم
عند الشيخ ابن العربي :
لقد استعار الشيخ ابن العربي صورة مخاض المرأة ليضيفها على األرض ،فإذا به
يرسم في كلمتين فقط ( مخاض األرض ) أجمل وأبلغ تعبير عن القيامة كما تصورها
73
“ “ 74
أديان البعث .بل ال نجد عند مفكر آخر هذا النبض الدافىء الذي يغمر الكيان انسا في
أحرج ساعات البشرية .
يقول :
“ . . .ولم أر . . .من يقول ببقاء السبب مع نفي ترتيبه الزماني فإنه علم عزيز . . .
فما يكون عن سبب في مدة طويلة يكون عن ذلك السبب في لمح البصر . . .وقد ظهر
ذلك فيما نقل في تكوين عيسى عليه السالم .وفي تكوين خلق عيسى الطائر ،وفي
احياء الميت من قبره قبل ان يأتي المخاض لألرض في ابراز هذه المولدات ليوم
القيامة وهو يوم والدتها [ األرض ] “ . . .
( فتوحات . ) 275 / 2
- 23أصل العالم
أصل العالم -االنسان الكامل
انظر “ انسان كامل ".
- 24إكسير العارفين
إكسير العارفين عبارة استفادها الشيخ ابن العربي من الكيمياء ،ليطلقها على خاصيّة
بالذات في الكيمياء الطبيعية .
ونستشف من خالل مفرداته رؤيته للطبيعة تلك الرؤية الحركية التي لم تخرج لحظة
عن تقيدها “ بالخلق الجديد “ 1 .
فالكيمياء دليل على التبديل واالستحالة .
وكل تبديل غايته “ الذهبية “ :اي درجة الكمال في األشياء .
وهي علم ينسحب على كل ما هو طبيعي أو روحاني أو الهي .
واإلكسير هو الذي يقوم بالتبديل لذلك كانت الكيمياء هي :العلم باالكسير.
74
“ “ 75
ويظهر إكسير العارفين وهو العلم ب :وجه الحق في األشياء أو الوجه اإللهي الخاص
الذي لكل موجود .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ان األكاسير برهان يدل على *** ما في الوجود من التبديل والغير . . .الكيمياء
عبارة عن العلم الذي يختص بالمقادير واألوزان في كل ما يدخله المقدار والوزن من
األجسام والمعاني محسوسا ومعقوال ،وسلطانها [ الكيمياء ] في االستحاالت اعني
تغير األحوال على العير الواحدة ،فهو علم طبيعي روحاني الهي . . .فعلم الكيمياء :
العلم باالكسير . . .فاعلم أن المعادن كلها ترجع إلى أصل واحد وذلك األصل يطلب
بذاته ان يلحق بدرجة الكمال وهي :الذهبية ( “ . . .ف . ) 270 / 2
ويفصل الشيخ ابن العربي معراج األرواح في السماء األولى ،يقول :
َّللا
“ يقف [ المقلد ] من علم آدم على الوجه اإللهي الخاص الذي لكل موجود سوى ّ
الذي يحجبه عن الوقوف مع سببه وعلته ،وصاحب النظر 2ال علم له بذلك الوجه
أصال ،والعلم بذلك الوجه هو العلم باالكسير في الكيمياء الطبيعية .
فهذا هو إكسير العارفين ( “ . . .ف . ) 273 / 2
وغني عن البيان ان معرفة هذا اإلكسير الذي هو إكسير العارفين يدخل في كيمياء
السعادة ،كما يحلو للشيخ ابن العربي ان يسميها .وهذا بحق ألنها بنظره الكيمياء
الموصلة إلى السعادة ،البد .
انظر الفتوحات الباب السابع والستون ومائة .في معرفة كيمياء السعادة .
ج 2ص ص . 272 - 270
..........................................................................................
) ( 1انظر “ خلق جديد “
) ( 2يميز الشيخ ابن العربي بين صاحب النظر والمقلد .فصاحب النظر دون المقلد
في الرتبة ،الن المقلد تام االيمان يستقي علمه من النبي مباشرة .
75
“ “ 76
- 25األلف 1
مرادف :قيوم الحروف 2
يقول الشيخ األكبر :
“ ان الحروف أمة من األمم مخاطبون ومكلفون ،وفيهم رسل من جنسهم ولهم أسماء
من حيث هم وال يعرف هذا اال أهل الكشف من طريقنا ،وعالم الحروف افصح العالم
لسانا وأوضحه بيانا وهم على اقسام كأقسام العالم المعروف في العرف :فمنهم عالم
الجبروت . . .ومنهم العالم االعلى . . .ومنهم العالم الوسط . . .ومنهم العالم األسفل
وهو عالم الملك والشهادة . . .ولكل عالم رسول من جنسهم ولهم شريعة تعبدوا
لها . . .وفيهم عامة وخاصة وخاصة الخاصة وصفا خالصة خاصة الخاصة . . .
“ ( ف ج 1ص . ) 58
لقد أوردنا هذا المقطع من الفتوحات ،العطاء فكرة عن عالم الحروف وتشعبه
واستحالة الخوض فيه في بحثنا هذا الذي يقتصر على شرح المصطلحات الصوفية -
العرفانية عند الشيخ األكبر .
والحروف عالم بذاته يتطلب تخصصا مستقال .
ولكن من الممكن ان نشير بايجاز إلى ما يرمز اليه “ األلف “ ،وإلى مكانته بنصوص
نختار منها ما يتفق بوضوحه مع ما التزمناه .
فال نسهب في الشرح ،وال نخوض فيما ال نستطيع استيفاءه . 3
يقول الشيخ ابن العربي :
“ األلف ليس من الحروف عند من شم رائحة من الحقائق ،ولكن قد سمته العامة حرفا
التجوز في العبارة ،ومقام
ّ ،فإذا قال المحقق :انه حرف ،فإنما يقول ذلك على سبيل
َّللا وله من الصفات القيومية . . .وله من
األلف مقام الجمع ، 4وله من األسماء اسم ّ
المراتب كلها . . .وله مجموع عالم الحروف ومراتبها ( “ . . .ف . ) 65 / 1
“ األلف يسرى في مخارج الحروف كلها 5سريان الواحد 6في مراتب االعداد . . .
وهو قيوم الحروف . . .فكل شيء يتعلق به وال يتعلق هو بشيء ،فاشبه الواحد الن
وجود أعيان االعداد يتعلق به وال يتعلق الواحد بها ،فيظهرها وال تظهره . . .ان
الواحد ال يتقيد بمرتبة دون غيرها . . .كذلك األلف ال يتقيد
76
“ “ 77
بمرتبة ويخفي اسمه في جميع المراتب فيكون االسم هناك للباء والجيم والحاء وجميع
الحروف والمعنى :لأللف “ ( . 7كتاب األلف ط .حيدراباد ص ص . ) 13 - 12
“ فان األلف تعطي الذات “ ( ف . ) 102 / 1
نستخلص من النصوص السابقة :
ان األلف ليس حرفا بل هو قيوم الحروف ،يسرى فيها جميعا خافيا اسمه في اسمها ال
تقيده مرتبة -ويشار به إلى الذات .
..........................................................................................
( 1 ) -يعرف القاشاني “ األلف “ في اصطالحات الصوفية مخطوط رقم 685
األوقاف حلب ؛ “ األلف “ يشار به إلى الذات األحدية اي الحق من حيث هو أول
األشياء في أزل اآلزال “ .
-التعريف نفسه حرفيا نجده عند الكمشخانوي في جامع األصول ص . 54
-كما يراجع تعريف عز الدين عبد السالم بن غانم المقدسي ؛ رسالة اصطالحات
الصوفية مخطوط الظاهرية رقم 5524ص 76أ .
-اما كتب التعريفات الصوفية األخرى فلم يرد فيها تعريف لأللف مثال :تعريفات
الجرجاني -الكشاف للتهانوي -لطائف االعالم ( للقونوي على األرجح ) .
) ( 2يقول الشيخ ابن العربي في إشارات القرآن ص 60أ “ ،األلف :قيوم
الحروف “ .
) ( 3من يبغي االستزادة من هذا الموضوع فليراجع :
-كتاب األلف .طبع حيدراباد ،
-كتاب “ الحروف “ وقد أشار عثمان يحي في كتابهHist . et cla R . G 250إلى
أن الموضوع نفسه تتضمنه الفتوحات ج 1ص ص ، 91 - 51وهذه الصفحات
األربعون مهمة في معرفة الحروف ومراتبها .
-كما ننقل عن مجلة المشرق سنة 1967عدد تموز -تشرين ص . 448فصول
“ كتاب األلف “ لعبد الكريم الجيلي حيث تظهر رمزية األلف من الوجهة الباطنية :
) 1حقيقة األلف وسريانه في سائر الحروف ) 2 - ،مرتبة األلف وما يناسبه من
العالم الكبير ) 3 - ،عدد األلف وبسائطه ) 4 - ،األسماء الظاهرة والباطنة في األلف
) 5 - ،طبيعة األلف ) 6 - ،أطوار األلف ) 7 - ،ما يناسب األلف من المالئكة
المقربين ) 8 - ،خصوصية األلف وعموميته ) 9 - ،ما يناسب هذا الحرف من
االنسان ) 10 - ، . . .صورة األلف في العالم العلوي . .
وقد وقع بأيدينا على هامش شرح الوسيلة األبواب الثالثة األخيرة من كتاب األلف
هذا .
انظر المخطوط المذكور ق ق 10أ 13 -ب .
) ( 4راجع “ جمع “
77
“ “ 78
) ( 5يقول الشيخ ابن العربي بالمعنى نفسه في كتابه “ المقنع في ايضاح السهل
الممتنع “ .مخطوط الظاهرية رقم 5570ص 143ب :
َّللا ] االسم في األسماء على اختالفها كذلك سرت االلفات في الحروف
“ فكما اسرى [ ّ
على تباين ألفاظها “ .
) ( 6راجع “ واحد “ .
) ( 7يستحسن الرجوع هنا إلى الجفر كما يمارسه اإلسماعيليون أو الشيعة عامة .
انظر - Massignon . Passion T 2 pp 103 - 110- Nwyia .
Exegese coranique pp . 164 - 168
****
للا
ّ - 26
في القرآن :
َّللا “ في القرآن يطلق على الحقيقة الفاعلة الجامعة لحقائق األسماء ان كلمة “ ّ
والصفات الحسنى جميعا .
عوا فَلَهُ ْاألَسْما ُء ْال ُحسْنى ) “( 17 / 110
الر ْحمنَ أَيًّا ما ت َ ْد ُ
عوا َّ َّللا أ َ ِّو ا ْد ُ
عوا َّ َ ” قُ ِّل ا ْد ُ
اما كتب التفاسير فقد توغلت في مفاوز هذه الكلمة واسهبت في شرح وجوهها
ومتعلقاتها ،وأفردت لها الصفحات لتشرحها من الناحية اللغوية والكالمية والصوفية
مما ال يتسع المجال لتعدادها . 1
وقد أوردت هذه الكتب شرح لفظ الجاللة بعد شرحها “ االسم “ الن كل سورة في
َّللا الرحمن الرحيم “ . القرآن تبدأ “ بسم ّ
فأي كتاب تفسير تناولنا نجد فيه مطلوبنا .
فليراجع :
-تفسير الفخر الرازي ج 1ص ص 164 - 156المطبعة البهية ،
-اآللوسي :روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ج 1ص ص 54
– 58
عند الشيخ ابن العربي : 2المترادفات :
-االسم الجامع
-االله المطلق 3
-االله الحق 4
-االله المجهول 5
للا :هو اسم علم ذاتي لمرتبة األلوهية الجامعة لحقائق األسماء كلها ؛ فهو االسم * ّ
الكامل المحيط الجامع لجميع األسماء -المتقابلة وغير المتقابلة -فما ث ّم من يقبل
َّللا .
االضداد في وصفه اال ّ
78
“ “ 79
79
“ “ 80
َّللا “ ( ف ) 417 / 2“ فما ث ّم من يقبل االضداد في وصفه اال ّ
****
للا - :كما رأينا في المضمون األول -هو االسم الجامع لألسماء المتقابلة وغير ّ
المتقابلة [ جالل جمال ] ،ولكنه بجمعه لها يتحكم بتجلياتها :يولّي االسم -الذي هو
“ الرب “ على المحل الخاص بظهور حكمه -أو يعزله .وله التنوع باألسماء [ كل
يوم هو في شأن ] في مقابل الرب أو االسم اإللهي الذي له الثبوت .
َّللا اال نسبة خاصة ،اي اسم الهي ،العبد مظهرا له
( أ ) ان كل موجود ليس له من ّ
ومجلى ،وهذا االسم هو في الحقيقة :ربه . 8فاألسماء اإللهية هي أرباب لمظاهرها
َّللا “ فهو رب جميع الموجودات .
ومجاليها .اما “ ّ
كقول أيوب عليه السالم إذ نادى ربه اني مسني الضر 11يطلب :عزل االسم الضار
وإزالة حكمه ( “ . . .ف .) 130 / 4
80
“ “ 81
في حين ان الشيخ ابن العربي هنا يضع بينهما الهو :الذات تتجلى وتظهر في الهو ،
َّللا ،الذي يتجلى ويظهر في األسماء كلها .
الذي يتجلى ويظهر في االسم الجامع اي ّ
فمرتبة الهوية تفصل بين الذات المطلقة عن كل نسبة وقيد ،وبين مرتبة األلوهية التي
ترتبط بالمألوه . 15
81
“ “ 82
كالذات للصفات وهم له كالصفات للذات :فالذات مهيمنة على الهو ،والهو مهيمن
على االسم الجامع ،واالسم الجامع مهيمن على سائر األسماء ،إذ هي تتعلق به وهو
يتعلق بالهو والهو يتعلق بالذات ،إذ هو مظهر تجليها واالسم الجامع مظهر تجليه
واألسماء كلها تجليات االسم الجامع “ ( رسالة شق الجيوب ص . ) 70
****
َّللا :هو المؤثر على االطالق في مقابل العالم المتأثر على االطالق . 16
ّ
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا .والمؤثر فيه بكل وجه
“ فالمؤثر بكل وجه وعلى كل حال وفي كل حضرة هو ّ :
وعلى كل حال وفي كل حضرة هو :العالم “ ( فصوص . ) 183 / 1
****
َّللا :هو االله الحق ،المطلق ،المجهول ،الذي ال يكون باالتخاذ والجعل فال تضبطهّ
الحدود ،في مقابل االله المخلوق أو المجعول : 17اله المعتقد الذي تحده العقائد
وتنسحب عليه عملية التنزيه .
يقول الشيخ ابن العربي :
) “ ( 1واالله الحق .ال يكون باالتخاذ والجعل إذ ألوهيته محققة في نفس االمر . . .
“ ( وسائل السائل ص ) 3
“ فكل صاحب نظر ما عبد وال اعتقد اال ما أوجده في محله .وما وجد في محله وقلبه
اال مخلوق وليس هو االله الحق ( “ . . .ف . ) 211 / 4
) “ ( 2فاله المعتقدات تأخذه الحدود وهو االله الذي وسعه قلب عبده .فان االله
المطلق ال يسعه شيء ألنه عين األشياء وعين نفسه ( “ . . .فصوص ) 226 / 1
“ فال تصح العبودية المحضة 18التي ال يشوبها ربوبية أصال اال لالنسان الكامل
وحده .وال تصح ربوبية ال تشوبها عبودة بوجه من الوجوه اال ّّلل تعالى . . .فهو
[ االنسان ] المألوه المطلق ،والحق سبحانه هو االله المطلق “ ( ف .) 603 / 2
) “ ( 3فاعبد ربك . . .في كل إضافة 19حتى يأتيك اليقين . . .ما عبد أحد االله
المطلق عن اإلضافة فإنه االله المجهول ( “ . . .ف .) 417 / 4
خاتمة :لقد أخرنا المضمون السادس للفظ الجاللة ،ألنه في الواقع يلغي كل ما تقدم
ونعرف
ّ ذكره ،فلو حاولنا تطبيقيا ان نتبع الشيخ األكبر في تفكيره
82
“ “ 83
َّللا “ في نظره لصمتنا .فالصمت تعريف ما ال تحده الحدود ،ولكن العقل يرفض “ ّ
اال ان يحدد حتى الال محدود .
َّللا “ في سطورنا ولذلك تجاوزنا الكلمات في محاولة تحديد مرتبيه حتى ال يصبح “ ّ
الها آخر جديدا من آلهة المعتقدات [ راجع “ اله المعتقدات “ ] .
َّللا
َّللا “ وهو كما يقول الشيخ األكبر “ :فال شاهد وال مشهود اال ّ فكيف نحدد “ ّ
“ ( رسالة القواعد الكلية ق 16أ ) .
..........................................................................................
) ( 1فليراجع :
كتاب شرح الجاللة .ص 42لعبد الرحمن الكردي سنة 1195هـ .وهو تلميذ عبد
الغني النابلسي ،مخطوط من مكتبة السيد مطيع الحافظ الخاصة وهي نسخة قيمة لعلها
َّللا “ وما يحويه من المعاني وما بخط المؤلف .هذا الكتاب قد افرد للفظ الجاللة ّ “ :
يرمز اليه من الحقائق والحضرات على منهج الشيخ األكبر .
َّللا الحسنى الزجاج ص . 25 -تفسير أسماء ّ
-شرح جوهرة التوحيد ص 10نشر محمد محي الدين عبد الحميد .
-كتاب االرشاد الجويني ص ص 144مطبعة السعادة بمصر 1950م .
-احمد الغزالي :التجريد في كلمة التوحيد ص . 17
َّللا ،
) ( 2يباين الشيخ ابن العربي بين االشتقاقات الثالثة لألصل أله :إله -اإلله ّ -
وهو بذلك يوافق علماء اللغة والمفسرين .
إله :كل ما عبد من صورة أو بشر أو شجر أو صنم . . .
االله :كل ما عبد ،ولكن قد يكون المعبود الحقيقي .ولذلك يستعملها أحيانا بمعنى
َّللا “ فيقول :االله الحق أو االله المطلق كما ورد في مترادفات لفظ الجاللة .“ ّ
وأحيانا أخرى بمعنى “ اله “ فيقول :االله المخلوق االله المجهول كما سنرى في
مرادفات كلمة “ اله المعتقدات “ فلتراجع .
صل مضامينه .َّللا :هو المعبود الحقيقي الذي سنف ّ
ّ
َّللا “ :
يقول الشيخ ابن العربي في معرض الكالم على “ ال اله اال ّ
َّللا . . .وتوجه النفي على النكرة وهو اله ،وتوجه االثبات على المعرفة “ ال اله اال ّ
َّللا .وانما توجه النفي على النكرة وهو :اله ،الن تحتها كل شيء ،وما من وهو ّ :
شيء اال وله نصيب في االلوهة يدّعيه ،فلهذا توجه عليه لنفي الن االله من ال يتعين
له نصيب ،فله االنصباء كلها .ولما عرف ان االله حاز االنصباء كلها عرفوا انه
َّللا “ ( ف . ) 89 / 4مسمى ّ
83
“ “ 84
كما يراجع -شرحه للجملة نفسها في الفتوحات ج 2ص . 225 - 224
-أنوار التنزيل البيضاوي ص . Islam . Jean During . ed . Robert 2
) .laffont pp 194 - 195 : ( Lenom “ Allah “ selon Ibn Arabi
- 27اإلله المطلق
َّللا “ المعنى “ السادس ".
انظر “ ّ
- 28اإلله الحق
َّللا “ المعنى “ السادس “
انظر “ ّ
84
“ “ 85
- 29اإلله المجهول
َّللا “ المعنى “ السادس “ .
انظر “ ّ
85
“ “ 86
ربه ( “ . . .ف . ) 41 / 1
“ للعقل نور يدرك به أمور مخصوصة . . .فبنور العقل تصل إلى معرفة االلوهة وما
يجب لها ،ويستحيل .وما يجوز منها فال يستحيل وال يجب . . . “ 7
****
األلوهية هي برزخ بين الذات والخلق -انها األسماء الحسنى السارية في الخلق
جميعا .
يقول الحاتمي :
“ ان الحق بين الخلق وبين ذاته الموصوفة بالغنا عن العالمين ،فااللوهة في الجبروت
8البرزخي 9فتقابل الخلق بذاتها وتقابل الذات بذاتها .
ولهذا لها التجلي في الصور الكثيرة والتحول فيها والتبدل ،فلها إلى الخلق وجه به
يتجلى في صور الخلق ولها إلى الذات وجه به تظهر للذات ،فال يعلم المخلوق الذات
اال من وراء هذا البرزخ وهو االلوهة ،وال تحكم الذات في المخلوق بالخلق اال بهذا
البرزخ وهو االلوهة .
وتحققناها فما وجدناها سوى ما ندعو به من األسماء الحسنى ( “ 10ف - 208 / 4
. ) 209
سب المعبودات ،فان سريان األلوهية في الموجودات ،ولوال ذلك ما قامت ،
“ فال ت ّ
ولوال قيوميتها ما دامت “ ( إشارات القرآن ص . ) 56
“ وصور العالم ال يمكن زوال الحق عنها أصال ،فحد األلوهية له بالحقيقة ال بالمجاز
كما هو حد االنسان [ للجسد االنساني ] إذا كان حيا ( “ 11فصوص .) 69 / 1
..........................................................................................
) ( 1يستعمل الشيخ ابن العربي كلمتي األلوهية وااللوهة على الترادف وسنورد
نصين يتكلم فيهما على مرتبة اله المعتقدات ويطلق عليها :االلوهة واأللوهية ،
يقول :
“ واأللوهية مرتبة تخيل العابد له انها مرتبة معبودة ،وهي على الحقيقة مجلى الحق
لبصر هذا العابد المعتكف على هذا المعبود في هذا المجلى المختص ( “ .فصوص 1
. ) 195 /
“ ان لاللوهة احكاما . . .وفي صور هذه األحكام يقع التجلي في الدار اآلخرة “ ( ف
. ) 41 / 1
راجع “ اله المعتقدات “
) ( 2راجع اصطالحات الشيخ ابن العربي طبع مكتبة لبنان ص . 295
َّللا ،تتمتع بما له من
َّللا “ و “ اله المعتقدات “ الن األلوهية نسبة إلى ّ ) ( 3راجع “ ّ
هيمنة على صفات وأسماء وتفارق مثله الذات والربوبية بما له من احكام .
86
“ “ 87
َّللا “ ان الذات غنية عن العالمين بينما
) ( 4لقد سبق ان بينا في كالمنا على “ ّ
األلوهية مفتقرة إلى المألوه .فلتراجع .
َّللا “ .كما يراجع النص الثالث
) ( 5راجع “ ربوبية “ والمضمون الثاني لكلمة “ ّ
حيث قال نوح “ :رب “ ما قال “ الهي “ .مع شرحه الفصوص ج 2ص ص - 41
. 42
) ( 6إشارة إلى الحديث الذي يثبت تجلى الحق في اآلخرة في صورة االعتقادات
راجع “ اله المعتقدات “
) ( 7راجع “ اله المعتقدات “ حيث يضع الشيخ ابن العربي العقل في مواجهة القلب
،األول للحدود والقيود والثاني للتقلب مع التجليات .فااللوهة عند الشيخ ابن العربي
فيعرف األلوهية في ّ تأخذ في أكثر األحيان مرتبة “ اله المعتقدات “ .اما التهانوي
الكشاف ج 1ص ص 104 - 103ننقل منها “ :األلوهية . . .اسم مرتبة جامعة
وَّللا اسم لرب هذه المرتبة “ . . .فليراجع .
لمراتب األسماء والصفات كلها ّ . . .
“ ) ( 8الجبروت عند أبي طالب المكي عالم العظمة يريد به عالم األسماء والصفات
باالمريات الج ّمة “ .
ّ اإللهية وعند األكثرين عالم األوسط .وهو البرزخ المحيط
(تعريفات الجرجاني .ط مكتبة لبنان ص ) . 77
) ( 9راجع “ برزخ “ .
) ( 10راجع “ اسم “
) ( 11راجع شرح المقطع هذا في الفصوص ج 2ص . 35 - 34
87
“ “ 88
عزل عملية خلق االنسان لصورة إلهه الذي يعبده .س ّمي هذا “ االله “ أو باألحرى
هذه الصورة ،ب “ اله المعتقدات “ .
فاّلل حقيقة ال يصل إلى اعتاب اطالقه مخلوق ،فهو المجهول ، 3وال يزيد نصيب ّ
العبد منه عن صورة مخلوقة ،فاالنسان في الحقيقة لم يعبد سوى نفسه الن الصورة
من خلقه هو .فما ثمة اال عابد وثنا . 4
ويؤكد ما ذهب اليه بهذا الحديث الشريف الذي يردده في أكثر من نص :
“ ان الحق يتجلى يوم القيامة للخلق في صورة منكرة ،فيقول :انا ربكم االعلى ،
باّلل منك ،فيتجلى في صورة عقائد هم فيسجدون له . “ 5 فيقولون :نعوذ ّ
ولكن الشيخ ابن العربي ال يترك المخلوق امام هذه النتيجة ،يدور في حلقة ذاته ال
يخرج منها بفعل االيمان إلى الخالق .
واال قضى على االنسان بعزلة أبدية .بل نجده بما أوتي من عبقرية في قمة البعد بين
الحق والخلق يخرج من مأزق الفصل هذا بجانب من جوانب نظريته في وحدة
الوجود .
إذ ان “ اله المعتقدات “ هو مخلوق من جملة المخلوقات :اذن تجل من جملة التجليات
َّللا أي أوجدها . 6
اإللهية التي رحمها ّ
واذن ،كل صورة أو معبود عبد ،هو مجلى من المجالي اإللهية ،علم العابد ذلك أم لم
يعلمه ،فال يخرج شيء عن الدائرة :فما ثمة اال ذات وتجلياتها .
َّللا في مجلى منفكل من عبد شجرة أو نجما أو صنما فهو في الحقيقة لم يعبد سوى ّ
مجاليه .
وهكذا يفسر الشيخ ابن العربي اآلية” َوقَضى َرب َُّك أ َ َّال ت َ ْعبُدُوا إِّ َّال إِّيَّاهُ17 / ( “ 7
)23
ولكن الشيخ ابن العربي ليس من عداد الذين يكتفون بصورة أو مجلى من مجالي
َّللا فيه ،بل يحاول من خالل تجربته الخاصة ومراقبته لما توصل األلوهية يتعبدون ّ
اليه السالكون إلى الحق ،ان يضع يده على العقبات ،ويطرح حلوال مناسبة .
فأبرز خطأ وقع به عبدة اإلله المخلوق هو انهم أصحاب عقل :فالعقل للحصر والتقييد
ليس من طاقته ان يتقلب في أنواع الصور ،اي يتقلب مع تجليات الحق .
على حين ان القلب يتقلب مع تجليات الحق . 8
وبذلك يخالف الشيخ ابن العربي كل من سبقه من المتصوفة الذين يثبتون ان :الحق
يتجلى لقلب العبد بقدر طاقته واستعداده .
فالقلب عنده هو الذي يتقلب مع تجليات الحق . 9
اذن الخطوة األولى هي في استبدال القلب بالعقل ، 10والوصول به إلى مرتبة الكمال
،اي “ القابلية المحضة “ كما يشير إلى ذلك قائال:
88
“ “ 89
“ لقد صار قلبي قابال كل صورة * فمرعى لغزالن ودير لرهبان “( ترجمان األشواق
ص ) 43
وعندما يصل القلب إلى مرتبة الكمال ال يتقيد بعقد مخصوص ،بل يصبح هيولي
لصور المعتقدات كلها . 11
ونورد فيما يلي نصوص الشيخ ابن العربي التي تثبت تعريف “ اله المعتقدات “ الذي
ابتدرنا به كالمنا :
َّللا خالق في نفسه بنظره ما يعتقده ،فما عبد اال إلها خلقه
“ ) ( 1فان الناظر في ّ
َّللا الذي جاء به الرسول
بنظره .وقال له كن فكان ،ولهذا أمرنا الناس ان يعبدوا ّ
ونطق به الكتاب ،فإنك إذا عبدت ذلك االله :عبدت ما لم تخلق بل عبدت خالقك . . .
باّلل ال يصح ان يكون علما اال عن تقليد ( “ . . .ف . ) 143 / 4 فان العلم ّ
“ . . .فقال كل صاحب نظر بما أداه اليه نظره ،فتقرر عنده ان االله هو الذي له هذا
الحكم وما علم أن ذلك عين جعله ،فما عبد اال إلها خلقه في نفسه واعتقده . . .فما
وَّللا
ترى أحدا يعبد إلها غير مجعول فيخلق االنسان في نفسه ما يعبده وما يحكم عليه ّ
هو الحاكم ( . “ . . .ف .) 279 / 4
“ حقيق على الخلق ان ال يعبدوا اال ما اعتقدوه من الحق فما عبد اال مخلوق . . .
َّللا أكبر ،إلى تحوله في الصور 12فلو ال تحقق العالمة في يوم القيامة 13
والدليل ّ
َّللا ] المعروف المنكور ،كل معتقد مخالف
ما عرف أحد عالمة .فيوم النشور هو [ ّ
من خالفه وموافق من وافقه فما ثم اال عابد وثنا ( “ . . .ف . ) 386 / 4
“ الحق الذي يخلقه العبد في قلبه بنظره الفكري أو بتقليده االله المعتقد “ ( فصوص 1
. ) 225 /
“ ثم رفع الحجاب بينه وبين عبده فرآه في صورة معتقده ،فهو عين اعتقاده .
فال يشهد القلب وال العين ابدا اال صورة معتقده في الحق .فالحق الذي في المعتقد هو
الذي وسع القلب صورته ، 14وهو الذي يتجلى له فيعرفه .فال ترى العين اال الحق
االعتقادي ( “ 15فصوص .) 121 / 1
89
“ “ 90
هذا النص األخير يبين ان العبد ال يرى في شهوده الحق ،ولكن اله المعتقدات واله
معتقده هو على األخص .فما يقوله الصوفية عن رؤية الحق ليس اال :صورة
شهودهم لصور اعتقاداتهم .
( 2 ) “ . . .فال بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها اليه ويطلبه فيها ،فإذا
وتعوذ منه . . .ّ اقر ] به ،وان تجلى له في غيرها أنكره
واقر [ ّ
ّ تجلى له الحق فيها
فال يعتقد معتقد إلها اال بما جعل في نفسه ،فاالله في االعتقادات بالجعل ،فما رأوا اال
نفوسهم وما جعلوا فيها . . . 16فإياك ان تتقيد بعقد مخصوص وتكفر بما سواه
َّللا تعالى
فيفوتك خير كثير . . .فكن في نفسك هيولى لصور المعتقدات كلها فان ّ
أوسع وأعظم من أن يحصره عقد دون عقد ( “ . . .فصوص . ) 113 / 1
َّللا
“ فكان موسى أعلم باالمر من هارون ألنه علم ما عبده أصحاب العجل ،لعلمه بان ّ
َّللا بشيء اال وقع . . .
قد قضى اال يعبد إال إياه 17وما حكم ّ
فان العارف من يرى الحق في كل شيء بل يراه عين كل شيء “ 18
( فصوص . ) 192 / 1
في النص األخير يبين الشيخ ابن العربي ان العلم هو الفيصل الدقيق بين الكفر
وااليمان .
فعبادة أصحاب العجل للعجل كفر ،ألنهم غير عارفين بما يعبدون .اما العارف فهو
من يرى الحق في كل شيء ،حتى في العجل . 19
ثم يختتم الشيخ ابن العربي فصوص الحكم بجملة يبين فيها مكانة اإلله المطلق من إله
المعتقدات يقول :
“ فإله المعتقدات تأخذه الحدود وهو اإلله الذي وسعه قلب عبده ،فان االله المطلق ال
يسعه شيء ألنه عين األشياء وعين نفسه ،والشيء ال يقال فيه يسع نفسه وال يسعها .
“ ( فصوص . ) 226 / 1
..........................................................................................
) ( 1لن يتجلى الشيخ ابن العربي هنا مفكرا يعرض جوانب نظريته بل ناقدا .انتقد
أبناء زمنه وكل من جعل الحق صورة حبيسة اعتقاده .ولهذا ال يجب ان نؤخذ بقوله
كما سيمر معنا “ فما ثمة اال عابد وثنا “ فهو هنا ناقد وليس مفكرا يقرر نظرية .
90
“ “ 91
) ( 2إشارة إلى الحديث “ ما وسعني ارضي وال سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن
فاّلل الذي وسعه قلب المؤمن هو :اله المعتقدات . “ ّ
َّللا “ المعنى السادس “ الفقرة “ . 3
) ( 3راجع “ ّ
باّلل في
) ( 4اي انه يعبد الها من خلقه .ولذلك يحصر الشيخ ابن العربي العلم ّ
طريق التقليد .
) ( 5راجع فهرس األحاديث حديث رقم : ( 8 ) .
كما يراجع كتاب هنزي كوربان :L'imagination creatrice p . 224 , note
) n ? 30 et p . 256 , note n ? 182( 6راجع “ رحمة “
) ( 7راجع “ عبادة “
) ( 8راجع فصوص الحكم ج 1ص ص . 124 - 122
)(9
) ( 10راجع “ قلب “ كما يراجع كتاب عبد العزيز سيد األهل “ .محي الدين بن
العربي من شعره “ طبع دار العلم للماليين ص ص . 243 - 242العنوان :قلب
الصوفي .
) ( 11راجع “ دين “ وخاصة فيما يتعلق بوحدة األديان
) ( 12مفهوم “ اله المعتقدات “ يثبت تحول الحق في الصور ،وهذه من االفكار
المهمة عند الشيخ ابن العربي .راجع “ صورة “ .
مر آنفا عن تجلي الحق يوم القيامة الذي يدعم به ) ( 13إشارة إلى الحديث الذي ّ
الشيخ األكبر كالمه في “ اله المعتقدات “ .
) ( 14راجع فتوحات ج 4ص 340بخصوص الحق المعتقد في القلب .
) ( 15راجع شرح المقطع في الفصوص ج 2ص ص . 147 - 146
) ( 16يراجع :
-فصوص 178 / 1مع شرح المقطع ج 2ص ص 250 - 249عن الحق
المخلوق .
91
“ “ 92
شرح جملة الشيخ ابن العربي “ لذلك الحق اوجدني ،فاعلمه فاوجده “ ( .فصوص ج
2ص ص . ) 67 - 66
-الفصوص ج 2ص ص . 346 - 345الحق المخلوق هو الحق المنزه .- H .
Corbin L'imagination creatrice pp 145 - 148
) ( 17إشارة إلى اآلية” َوقَضى َرب َُّك أ َ َّال ت َ ْعبُدُوا ِّإ َّال ِّإيَّاهُ “( 17 / 23 ) .
) ( 18راجع شرح المقطع فصوص ج 2ص . 285
) ( 19هذه من االفكار المهمة عند الشيخ األكبر وتتضح في موقفه من األحوال
َّللا شئنا أم أبينا .ولذلك يفقد التوكل
والمقامات التي تتعلق بالفعل .فالفاعل الحقيقي هو ّ
وغيره من المقامات المماثلة معناه ،ولكن ما يميز المتوكل عن غير المتوكل ليس
التوكل بل وعي األول :
الفاعل الحقيقي ونسبة الفعل اليه .اذن الفارق الوحيد هو العلم .
- 32اإلله المخلوق
انظر “ اله المعتقدات ".
- 33اإلله المجعول
انظر “ اله المعتقدات ".
- 34المألوه المطلق
مرادف :االنسان الكامل
يضع الشيخ ابن العربي عبارة المألوه المطلق في مقابل االله المطلق ؛ فهي تشير إلى
مرتبة االنسان الكامل في عبودية المحضة في مقابل مرتبة األلوهية .
92
“ “ 93
وعبارة المألوه المطلق ال تطلق على االنسان العادي الن ذاته غير مستخلصة من
شوائب الربوبية التي يمارسها على غيره .
انظر “ االنسان الكامل ".
كذلك الشيخ ابن العربي وان كان قد تخطى المتكلمين والفالسفة لسببين :
نزعته الشعرية التي تجمح به أحيانا -ومتابعته بشجاعة لتجربته الصوفية االنسانية .
وقد كانت أول معصية المر الهي .
هي معصية إبليس لالمر اإللهي بالسجود آلدم ، 5ففتحت بذلك امام المتصوفين -
وبخاصة الذين يولون عناية
93
“ “ 94
فائقة قصة آدم وإبليس -مجاال لشاعريتهم ولتجربتهم ان تخوضاه ،على اثره يتكلمون
بالرمز حينا ،وباإلشارة أحيانا وقلما يصرحون .وربما كان تصريحهم أشد الغازا من
إشاراتهم .
وقد تناظر “ الحالج مع إبليس “ ،واتبع في مناظرته التصريح فكان شجاعا في اثبات
“ الفتوة “ في موقف هذا األخير . 6
وال يقل الشيخ ابن العربي عن الحالج في تجربته ،اال انه لم يتوغل في عباراته
فاكتفى بالرمز واإلشارة ،وبحث الموضوع على مستوى النظريات العامة والمبادئ
دون التعرض لقصة ما بالذات .
“ فالمعصية “ قد تحمل في طياتها أربعة أسئلة بوضعها االمر اإللهي في مواجهة
اإلرادة اإللهية :
- 1هل يمكن ان يعصى االمر اإللهي ؟
- 2هل يمكن ان يخرج فعل عن اإلرادة اإللهية ؟
َّللا بفعل وال يريده ؟
- 3هل يعقل ان يأمر ّ
َّللا الشر والمعصية ؟ - 4هل يريد ّ
حاول الشيخ األكبر اإلجابة عن هذه األسئلة األربعة بقسمته االمر اإللهي شقين :امر
الهي دون واسطة البد من أن ينفذ ،وامر الهي بواسطة قد ينفذ وقد ال ينفذ .فسمى
الواحد :االمر التكويني ،واآلخر :االمر التكليفي .
انظر “ االمر التكويني “ “ االمر التكليفي “
..........................................................................................
) ( 1لقد توسع التهانوي في الكشاف بشرح لفظ االمر وصيغة االمر من الناحية
اللغوية والصوفية فلتراجع ج 1ص ص . 71 - 68
) ( 2فليراجع تفصيل هذه األصول الخمسة في المرجع المذكور ج 1ص ص 137
. 139 -
) ( 3راجع المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم :مادة “ امر “ .
) ( 4يراجع :
-مقاالت االسالميين .األشعري ج 1ص ص . 102 - 100
-الكتاب األوسط للناشيء األكبر ص 101نشر يوسف فان اس بيروت ، 1971
-االقتصاد في االعتقاد .الغزالي مكتبة الجندي تحقيق محمد مصطفى أبو العال ص
ص 107 - 105
94
“ “ 95
يس أَبى “ *( ) 34 / 2 ) ( 5اآلية” َوإِّ ْذ قُ ْلنا ِّل ْل َمالئِّ َك ِّة ا ْس ُجدُوا ِّآل َد َم فَ َ
س َجدُوا إِّ َّال إِّ ْب ِّل َ
واآليات / 116 . 20 ، 18 / 50 ، 61 / 17 ، 11 / 7
) ( 6يراجع بخصوص الحالج :
-كتاب الطواسين نشر ماسينيون .باريس 1913ص ص 150 - 145نظرية
االمر واإلرادة عند الحالج .
-المرجع السابق .طاسين األزل وااللتباس .ص ص . 55 - 41حيث تناظر
الحالج مع فرعون وإبليس فقال هذا األخير “ :وان سجدت ،سقط عني اسم الفتوة “ .
وينتهي الحالج إلى القول “ :فصاحبي وأستاذي إبليس وفرعون “ . . .
-المرجع السابق .التعليق على طاسين األزل وخاصة ص ص ، 94 - 91
-وبينما يفصل الحالج من خالل رؤيته لمعصية إبليس ،بين االمر وتنفيذه زمنيا
ويربطه بالفهم والعلم ،نجد النفري على العكس يرفض العلم فاصال موصال االمر إلى
التنفيذ بل االمر يستدعي تنفيذه دون علم ؛ ألنه في حال العلم لم يطع االمر اإللهي بل
َّللا . علمه لالمر .اذن أطاع االنسان علمه وليس امر ّ
فليراجع “ موقف االمر “ النفرى .كتاب المواقف ط .آربري . 1934ص ص 28
. 31 -
ي
ي -األمر التكليف ّ
- 36األمر التكوين ّ
مترادفات االمر التكويني :امر المشيئة -االمر بالتكوين -االمر الخفي . 1
مترادفات االمر التكليفي :امر الواسطة -األمر الجلي . 2
لنترك الشيخ ابن العربي يبين بنصوصه شقي االمر اإللهي 3اللذين اقترحهما ،وبعد
ان نتوصل إلى تعريفهما نحاول ربطهما بكامل نظريته مظهرين مدى اجابتهما عن
األسئلة األربعة ،التي طرحناها عند الكالم على االمر اإللهي .
95
“ “ 96
يقول :
“ فال يقع في الوجود شيء وال يرتفع خارجا عن المشيئة ،فان االمر اإللهي إذا خولف
َّللا أحد
هنا بالمسمى معصية ،فليس اال االمر بالواسطة ال االمر التكويني .فما خالف ّ
قط في جميع ما يفعله من حيث امر المشيئة ،فوقعث المخالفة من حيث امر
الواسطة ( “ . . .فصوص . ) 165 / 1
“ فان امره سبحانه برفع الوسائط ،ال يتصور ان يعصى ألنه “ بكن “ .إذ “ كن “ ال
تقال اال لمن هو موصوف بلم “ يكن “ ،وما هو موصوف بلم “ يكن “ ما يتصور منه
اباية ،وإذا كان االمر اإللهي بالوساطة يكون . . .بما يدل على الفعل فيؤمر بإقامة
الصالة وإيتاء الزكاة فيقال له :أقم الصالة . . .فاشتق له من اسم الفعل اسم االمر ،
فيطيعه من شاء منهم ويعصيه من شاء منهم ( “ . . .ف . ) 588 / 2
“ . . .االمر اإللهي ال يخالف اإلرادة اإللهية فإنها داخلة في حدّة وحقيقته ،وانما وقع
االلتباس من تسميتهم صيغة االمر -وليست بأمر -امرا .
والصيغة مرادة بال شك ،فاوامر الحق ،إذا وردت على ألسنة المبلغين ،فهي صيغة
األوامر ال األوامر فتعصى .
َّللا .وبهذا
وقد يأمر االمر بما ال يريد وقوع المأمور به ،فما عصى أحد قط امر ّ
علمنا أن النهي الذي خوطب به آدم عن قرب الشجرة انما كان بصيغة لغة الملك الذي
أوحى اليه به . . .فقيل عصى آدم ربه “ ( .ف . ) 430 / 4
96
“ “ 97
نصوص الشيخ ابن العربي :بشأن هذا السؤال واضحة وسنوردها بكاملها على طولها
نظرا ألهميتها :
“ فالرسول والوارث خادم االمر اإللهي باإلرادة ،ال خادم اإلرادة . 8فهو يرد عليه
به طلبا لسعادة المكلف . . .فالرسول مبلّغ :ولهذا قال شيبتني “ هود “ وأخواتها 9لما
ت “( ) 112 / 11فشيبته “ كما أمرت “ فإنه ال تحوي عليه من قوله” فَا ْست َ ِّق ْم َكما أ ُ ِّم ْر َ
يدري هل امر بما يوافق اإلرادة فيقع ،أو بما يخالف اإلرادة فال يقع .
َّللا عن بصيرته
وال يعرف أحد حكم اإلرادة اال بعد وقوع المراد ،اال من كشف ّ
فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها ( “ . . .فصوص .) 99 - 98 / 1
َّللا عليه وسلم :شيبتني هود وأخواتها 10 . . .والحكم للعلم ال َّللا صلّى ّ“ قال رسول ّ
َّللا ّ
بظالم العبيد ،فإنه ما علم تعالى اال ما أعطته المعلومات ،فالعلم لالمر ، 11وما ّ
يتبع المعلوم 12وال يظهر في الوجود اال ما هو المعلوم عليه . . .فصح قوله َ ”:وال
يَ ْرضى ِّل ِّعبا ِّد ِّه ْال ُك ْف َر “( ) 7 / 39والرضا إرادة فال تناقض بين االمر واإلرادة ،وانما
النقض بين االمر وما أعطاه العلم التابع للمعلوم .
فهو فعّال لما يريد وما يريد اال ما هو عليه العلم ،وما لنا من االمر اإللهي اال صيغة
االمر . . .فانظر فيما أمرت به أو نهيت عنه . . .فمتعلق االمر عند صاحب هذا
يء محله باالنتظار ،فإذا جاء االمر اإللهي الذي يأتي بالتكوين بال واسطة النظر ان يه ّ
،فينظر اثره في قلبه أوال فان وجد اإلباية قد تكونت في قلبه فيعلم انه مخذول ،وان
خذالنه منه ألنه على هذه الصورة في حضرة ثبوت عينه التي أعطت العلم ّّلل به .
وان وجد غير ذلك وهو القبول فكذلك أيضا . . .
فال نزال نراقب حكم العلم فينا من الحق حتى نعلم ما كنا فيه ،فإنه ال يحكم فينا اال
بنا . . .ومن كان هذا حاله في مراقبته وان وقع منه خالف ما أمر به فإنه ال يضره ،
َّللا . . .فان المراد قد حصل . . .وهو المراقبة ّّلل في تكوينه . . .
وال ينقصه عند ّ
“ ( ف . ) 182 / 4
يتخلص الشيخ ابن العربي من المأزق الفكري الذي يواجه االمر باإلرادة ،بادخاله
نسبة “ العلم “ ،فاإلرادة ال تخالف بين “ االمر اإللهي “ و “ العلم اإللهي “ أو على
األصح بين صيغة االمر اإللهي التي وردت إلى المكلف بوساطة الرسل ،
97
“ “ 98
ومن ناحية ثانية اإلرادة االنسانية مجبرة في كل افعالها ،الن ما كانت به في “ ثبوتها
“ تظهر به في وجودها العيني ، 14فهذه جبرية ال تفرض على الممكن من خارج
وانما هي جبرية ذاتية .
وهكذا وصل إلى جبرية ،كان لها صدى في منهجه الخلقي ،شلت سعي االنسان إلى
الترقي في معارج الكمال وأثبتت :االنتظار والمراقبة ،موقفا ايجابيا .
حتى اآلن نكون قد أجبنا عن األسئلة الثالثة األولى .يبقى السؤال الرابع واألخير :هل
َّللا الشر والمعصية ؟يريد ّ
ان جميع األفعال عند الشيخ األكبر خير في ذاتها ،وال توصف بالشر اال عرضيا
. 15
والرحمة اإللهية 16أوجدت جميع األشياء في صور أعيانها الثابتة قبل ان يوجد تمييز
بين خير وشر أو طاعة ومعصية . 17
..........................................................................................
) ( 1و ( ) 2يستعمل الشيخ ابن العربي االمر أخفي واألمر الجلي كمترادفات
لالمر التكويني واالمر التكليفي يقول :
“ أوامر الحق مسموعة مطاعة إلى قيام الساعة ،لكن األوامر الخفية ،ال األوامر
الجلية ،فان شرعه عن امره وما قدره كل سامع حق قدره ،فلما جهل قدره عصى
نهيه وامره ( “ . . .ف . ) 350 / 4
98
“ “ 99
99
“ “ 100
لم يكن االمر كذلك لم يصح له في نفسه الغنى عن العالمين ،ألنه إذا كانت المعلومات
أعطته العلم من نفسها فقد توقف حصول العلم له على المعلومات ،ومن توقف وصفه
على شيء كان مفتقرا إلى ذلك الشيء في ذلك الوصف .ووصف العلم له وصف
َّللا عن ذلك علوا
نفسي فكان يلزم من هذا ان يكون في نفسه مفتقرا إلى شيء ،تعالى ّ
كبيرا “ ( . . .االنسان الكامل .ج 1ص . ) 46
لقد استند الجيلي إلى غنى الحق عن العالمين في نقده لشيخنا األكبر .والواضح ان هذا
األخير عندما يتكلم على تبعية العلم للمعلوم ال يخرج عن الدائرة اإللهية .فالمعلوم هنا
غير موجود خارج العلم اإللهي بل إنه أشبه بذرات العلم اإللهي ان أمكن التعبير .
فالعلم اإللهي يتبع المعلوم وذلك قبل وجود الخلق .وبعد وجود الخلق يتبع الموجود
العلم اإللهي ( -عينه الثابتة ) .
اذن تبعية العلم اإللهي للمعلوم هي في الواقع تبعيته لذاته ،وغنى الحق عن العالمين لم
يمس .انظر “ عين ثابتة “ .
) ( 13هذا نص للشيخ ابن العربي يبين بوضوح كيف ان التكوين للشيء عن امر
المكون للشيء يقول :
ّ َّللا هو
َّللا .وليس امر ّ
ّ
“ فما أوجد هذا الشيء بعد ان لم يكن عند االمر بالتكوين اال نفسه ،فاثبت الحق تعالى
ان التكوين للشيء نفسه ال للحق ،والذي للحق فيه امره خاصة .وكذلك اخبر عن
نفسه في قوله “ انما أمرنا لشيء إذا أردناه ان نقول له كن فيكون “ فنسب التكوين
َّللا . . .وهذا هو المعقول في نفس االمر ( “ . . .فصوص / 1 للشيء نفسه عن امر ّ
. ) 116 - 115
) ( 14انظر “ عين ثابتة “ .
) ( 15سننقل هنا نصا للشيخ ابن العربي جريئا في تصريحه مخيفا في نتائجه للمؤمن
العادي الغريب عن آراء الشيخ األكبر ،يشير في هذا النص إلى التبديل اإللهي ،
َّللا سيئات قوم حسنات ،حتى يندم عند التبديل المسيىء بأنهوالتبديل عبارة عن ابدال ّ
لم يأت بذنوب الدنيا كلها ،ويندم على ما فاته من الكبائر .كما يحاول ان يبين ان
السيئة قد تفضل الحسنة .ولكن ما سر هذا التبديل ومتى تصبح السيئة خيرا من
الحسنة ؟ انها التوبة .التوبة كأنها إكسير عجيب يقلب صورة الفعل وصفته .فالفعل
َّللا صفة الشر ويكسوهبذاته خير ،وال يوصف بالشر اال عرضيا وبالتوبة يزيل عنه ّ
كسوة الرضى التي تزيد في جماله فيفوق الفعل الحسن نفسه .يقول الشيخ ابن
العربي “ :ومن الناس من يرى الندم على ما فاته من فعل الكبائر في وقت المخالفة
ألنه يشاهد التبديل :كل سيئة بما يوازيها من الحسنات . . .فان السوء للعمل عارض
بال شك والحسن له ذاتي ،وكل عارض زائل وكل ذاتي باق . . .فالحسنة كشخص
جميل في غاية الجمال ال بزة عليه .وشخص جميل مثله في غاية الجمال طرأ عليه
وسخ من غبار فنظف من ذلك الوسخ العارض ،فبان جماله ثم كسي بزة حسنة فاخرة
تضاعف بها جماله وحسنه ،ففاق األول حسنا ( “ . . .ف . ) 141 - 140 / 2
100
“ “ 101
) ( 16راجع “ رحمة “
) ( 17انظر فصوص الحكم ج 2ص ص . 121 - 120
ي
ي -األمر الجل ّ
- 37األمر الخف ّ
راجع االمر التكليفي -االمر التكويني
ي الساري
- 39األمر الكل ّ
االمر الكلي الساري في جميع الموجودات هو :وجه الحق في كل شيء .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ . . .يا محجوب لم لم تر وجه الحق في كل شيء في ظلمة ونور ومركب وبسيط
ولطيف وكثيف ،حتى ال تحس بألم الفراق وتغيب عين المطلوب عنك في كل
شيء . . .ما هو مخصوص بهذا المقام [ الثبور ] وحده بالمحجوب عن االمر الكلي
الساري في جميع الموجودات ( “ . . .ترجمان األشواق هامش رقم 3و 4ص
) 63
“ سريان األلوهية في الموجودات ،ولوال ذلك ما قامت ،ولوال قيوميتها ما دامت . . .
“ ( إشارات القرآن ق ) 56
- 40اإلمامة – األمام
في اللغة :
َّللا عليه وسلم :امام
“ واالمام :كل من اقتدى به وقدّم في األمور .والنبي صلى ّ
األئمة ،والخليفة امام الرعية ،والقرآن :امام المسلمين “ ( .معجم مقاييس اللغة ج 1
ص . ) 28
101
“ “ 102
في القرآن :
وردت كلمة امام بمعنى :المقدّم المتبوع سواء كان شخصا أم كتابا ”.
اس ِّإماما ً قا َل َو ِّم ْن ذُ ِّ ّريَّ ِّتي “( ) 124 / 2 قا َل ِّإ ِّنّي جا ِّعلُ َك ِّللنَّ ِّ
تاب ُموسى إِّماما ً َو َر ْح َمةً) 17 / 11 ( “ 1 " َويَتْلُوهُ شا ِّه ٌد ِّم ْنهُ َو ِّم ْن قَ ْب ِّل ِّه ِّك ُ
102
“ “ 103
يقول :
“ . . .كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، 8فع ّمت اإلمامة جميع الخلق ،فحصل
ويتصرف بقدر ما ملّكه ّ
َّللا من التصرف ّ لكل شخص منهم مرتبة اإلمامة . . .
فيه ( “ . . .ف . ) 476 / 3
“ فما من انسان اال وهو مخلوق على الصورة ، 9ولهذا ع ّمت اإلمامة جميع االناسي
والحكم في الكل واحد من حيث ما هو امام ،والملك يتسع ويضيق . . .
فاالمام مراقب أحوال مماليكه مع األنفاس ،وهذا هو االمام الذي عرف قدر ما ّ
واله
َّللا عليه وقدّمه . . .كذلك االمام ان غفل بلهوه وشأنه . . .ولم ينظر من أحوال ما هو
ّ
مأمور بالنظر في أحواله من رعاياه ،فقد عزل نفسه بفعله ورمت به المرتبة وبقي
َّللا ( “ . . .ف / 4ص ص . ) 6 ، 5عليه السؤال من ّ
“ اعلم أن اإلمامة هي المنزل الذي يكون النازل فيها متبوعا وكالمه مسموعا . . .
وحكم االمام على قسمين :لما كان االمام امامين :ناطق ومضمن نطقا ،وصادق
ومودع صدقا كاالمام الذي هو الكتاب الصحيح . . .وفي كل أمة . . .نذير من
جنسها على حسب نفسها ،وال بد من اتخاذ االمام المتبع في الشيء الذي قدم له واتبع
َّللا لفسدتا فقد قرن الفساد
،فان نازعه آخر هلك ،لو كان فيهما آلهة اال ّ
باالشتراك . . .وإمام الصالة :إمام فيها على أركانها ومبانيها ( “ . . .عنقاء مغرب
. ) 61 - 60
“ كذلك هذه النشأة االنسانية . . .فيها أيمة كما فيها أمم . . .والروح الفكري امام ،
والروح العقلي امام ، 10والحواس أئمة ،ولكل امام من هذه األئمة أمة واالمام
األكبر . . .القلب ( “ . . .عنقاء مغرب . ) 62
نالحظ من النصوص السابقة ان كلمة “ امام “ أصبحت لفظا خاليا من قوته الرمزية
إلى شخص االمام المقصود .واكتفت بان تنسب إلى ما تؤمه ،اي تحولت إلى اسم ال
يعرف اال بإضافته إلى مأموميه . 11
****
ال يظل الشيخ ابن العربي على نظرته الشاملة إلى اإلمامة ،بل يذرها في أيدي العامة
من قارئي كتبه ،ساترا بها حقيقة رؤيته لإلمامة .
ولكن ،لكي نفهم “ اإلمامة “ و “ االمام “ عنده ،يجب ّاال نتوقع بحثا كالميا في
اإلمامة ،كما جرت العادة ،بل رؤية صوفية.
103
“ “ 104
فاالمامة هي الوالية نفسها بتعبير آخر .والوالية عند الشيخ األكبر عالم قائم بذاته
كالنبوة له مفرداته الخاصة وتعابيره االصطالحية .
( أ ) أثبت الشيخ ابن العربي في من الواحد امامين :امام ظاهر هو الخليفة الحاكم
السياسي ( متفقا في ذلك مع أهل السنة ) وامام باطن هو الخليفة على الحقيقة ، 12
ولكن هذين االمامين ال تنافر بينهما بل يم ّد الثاني األول ، 13فالثاني هو ما يسمونه
“ بالقطب “ و “ الغوث “ و “ صاحب الوقت “ . 14
( ب ) وكما أن للوالية ختما ،كذلك اإلمامة تختم “ باالمام األكبر “ .ولكن الختم له
وظيفة في منتهى األهمية لن نبحثها هنا حتى ال نقع في تكرار فلتراجع في “ ختم
الوالية “ .
وهذا االمام األكبر هو المهدي أو اإلمام المهدي كما يسميه الشيخ ابن العربي
( ج ) يوازن الشيخ ابن العربي بين الوالية واإلمامة حرفيا تقريبا ،فنجده يشير إلى
َّللا .وذلك ينسجم مع
َّللا ،كما سيرد ان “ الولي “ هو ّ
أن “ االمام االعلى “ هو ّ
َّللا .
نظريته القائلة :ان كل شيء في الحقيقة هو ّ
“ واعلموا ان المبايعة ال تقع اال على الشرط المشروط . . .فقد يبايع شخص على
اإلمامة 15وفي غيره تكون العالمة . 16فتصح المبايعة على الصفات المعقولة . . .
فيمد عند تلك المبايعة ، 17للخليفة الناقص في ظاهر الجنس الخليفة المطلوب يده من
حضرة القدس .فتقع المبايعة عليها من غير أن ينظر ببصره إليها ( “ . . . 18عنقاء
مغرب ص . ) 62
ّ
المعظم ،حامل لواء الوالية المكرم ،واالمام المتبوع
ّ َّللا تعالى ذكر الختم
“ ) ( 2ان ّ
وخاتمها ،وامام الجماعة وحاكمها . . .فان اإلمام المهدي ،المنسوب إلى بيت
النبي . . .اماما متبوعا وامرا مسموعا ( “ . . .عنقاء مغرب ص ) .72
104
“ “ 105
“ واالمام األكبر المتبع الذي اليه النهاية والمرجع وتنعقد عليه أمور األمة اجمع ،فكل
امام ال يخالف في إمامته إذا ظهر بعالمته ،وكل امام تحت امر هذا اإلمام الكبير ،
كما أنه [ اإلمام الكبير ] تحت قهر القاهر القدير ،فهو اآلخذ عن الحق ،والمعطي
بحق في حق فال تحزبوه وانصروه “ ( . . .عنقاء مغرب ص ) . 61
َّللا “ ( ف ) 305 / 4 “ ) ( 3فان الوالي على الحقيقة هو ّ
“ ولما كان الحق تعالى :األمام االعلى والمتبع األولى ،قال ”ِّ :إ َّن الَّذِّينَ يُبا ِّيعُون ََك ِّإنَّما
َّللا فَ ْوقَ أ َ ْيدِّي ِّه ْم “ ) “( 48 / 10
َّللا .يَ ُد َّ ِّ
يُبا ِّيعُونَ َّ َ
( عنقاء مغرب ص . ) 63
..........................................................................................
) ( 1راجع شرح اآلية في لطائف اإلشارات للقشيري ج 3ص . 129
) ( 2يقول األشعري “ :وأول ما حدث من االختالف بين المسلمين -بعد نبيهم صلى
َّللا عليه وسلم -اختالفهم في اإلمامة “ ( مقاالت االسالميين -تحقيق محمد محي الدين ّ
عبد الحميد ص ) . 39
هذا االختالف الذي أشار اليه األشعري حدث بعد وفاة النبي وأدى إلى نشوء ثالث
فرق :
“ األنصار أصحاب السقيفة ،والمهاجرون الذين بايعوا أبا بكر ،وبنو هاشم الذين
اجتمعوا في منزل فاطمة مع علي بن أبي طالب “ ( مسائل اإلمامة للناشيء األكبر -
ت 293ه .نشر يوسف فان اس .سلسلة نصوص ودراسات يصدرها المعهد
األلماني في بيروت ص ) . 15
على أن ماسينيون ال يوافق األشعري فيما ذهب اليه .بل يرى أن أول اختالف في
شخص االمام كان عام ، 656 / 36تاريخ مقتل عثمان (La passion d'Al
)Hallaj p . 725
والحقيقة ان الخالف رغم وقوعه لحظة تعيين الخليفة -اي الزمن الذي أشار اليه
األشعري -اال انه لم يتطور إلى فتن وحروب ،بل استمر المسلمون متكاتفين
يجاربون المرتدين المنشقين إلى زمن مقتل عثمان حين تف ّجر خالفهم األول الذي لم
يكن قد تالشى بل كمن فظهر عند مقتل عثمان .
يراجع فيما يتعلق بالفرق الثالث المشار إليها :
-مسائل اإلمامة .للناشئ األكبر ص ص . 15 - 10
-مقاالت االسالميين لألشعري ص ص . 42 - 39
“ -لمع األدلة “ الجويني ت 478ه .ص ص - 116 - 114تعليق د .فوقية حسين
محمود .
المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر الطبعة األولى . 1965وقد حصر الجويني
أيام
105
“ “ 106
الخالفة بزمن الخلفاء الراشدين الذين حققوا شروطها مستندا في ذلك إلى حديث
شريف “ :سنة الخالفة بعدي ثالثون سنة ،ثم تصير ملكا عضوضا “ وكانت أيام
الخلفاء هذا القدر .
-مذاهب االسالميين تأليف عبد الرحمن بدوي ج 1دار العلم للماليين بيروت
. 1971ص ص ( 327 - 326اإلمامة عند المعتزلة ) وص ص - 633 627
(اإلمامة عند الباقالني ) .
-غاية المرام في علم الكالم ،سيف الدين اآلمدي .تحقيق حسن عبد اللطيف القاهرة
. 1971لجنة احياء التراث االسالمي ص ص - 391 - 363حيث يبحث معتقد
أهل السنة ،ووجوب اإلمامة وشرائطها .
-اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع ،األشعري .تحقيق حمودة الخانجي .بالقاهرة
سنة 1955ص ص . 136 - 133
-اإلبانة عن أصول الديانة ط .حيدرآباد .دون تاريخ .األشعري ص ص - 92
- . . 96التمهيد في الرد على الملحدة والرافضة .الباقالني .تحقيق الخبيري وأبو
ريدة دار الفكر العربي .القاهرة سنة 1947ص ص . 293 - 164
-معالم أصول الدين .فخر الدين الرازي .بهامش المحصل ط .الحسينية سنة
1323هـ . .ص ص . 182 - 153
-محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين ط .الحسينية مصر 1323ه ص ص - 176
183الرازي - . .كتاب األربعين في أصول الدين .ط .حيدرآباد سنة 1353ه .
الرازي ص ص - . ، 478 - 426الفصل في الملل واألهواء والنحل البن حزم
األندلسي ت 456ه .مكتبة المثني بغداد ج 4ص ص . 111 - 87
) ( 3وقعة الجمل ،وحرب معاوية وعلي في صفين ومهزلة التحكيم ،كربالء ومقتل
الحسين .
يراجع بهذا الشأن :
-مسائل اإلمامة للناشيء األكبر ص ص ، 19 - 15ص ص . 24 - 22
-مقاالت االسالميين لألشعري مع حواشي محمد عبد الحميد ص ص . 64 - 54
) ( 4لسنا في معرض بحث كالمي في اإلمامة لكي نبين موقف كل من الفرق والشيع
من االمام ،وقبولهم اإلمامة شرعا أو عقال .وأبحاثهم في شرائط اإلمامة ،لذلك نكتفي
بان نحيل القارئ إلى الكتب التي في أيدينا والتي توضح هذه النقطة إذ ال يكاد يخلو
كتاب من كتب علم الكالم من هذه المسألة ،وهذا ما سيظهر من المراجع التي سنشير
إليها :
-Passion d'al Hallajماسينيون ص ص 730 - 725وخاصة هامش رقم 3
ص 725حيث اظهر باختصار موقف كل من الفرق الكالمية المعروفة من اإلمامة .
-االقتصاد في االعتقاد .الغزالي .مكتبة الجندي .تحقيق محمد مصطفى أبو العال ،
ص ص 206 - 197يشير الغزالي إلى االمام بقوله “ :امام مطاع “ انظر ص
197
106
“ “ 107
راجع “ ختم الوالية العامة “ “ ختم الوالية الخاصة “ .
) ( 5كان “ شخص االمام “ مثار جدل في األوساط الشيعية أدى إلى كثرة الفرق التي
وصلت إليها :إسماعيلية ،اثنا عشرية ،قرامطة . . .
اما أهل السنة فقد ظلوا على الوالء للخليفة بمعنى انهم ارتضوه إماما .ولكن هل ماشى
المتصوفة أهل السنة فيما ذهبوا اليه ،أم كان لهم امامهم الخاص أسوة بالشيعة ؟ ان
يورث ،ملغية بذلك أهم ما يميزها وهو االختيار الخالفة بعد معاوية ،أصبحت ملكا ّ
[ يقول الجويني :
“ وما نص النبي عليه السالم على امامة أحد بعده . . .وإذا ثبت ان اإلمامة لم تثبت
نصا الحد د ّل انها ثبتت اختيارا “ ( اللمع ،] ) 115 - 114 -إذ لم يعد الخليفة يحوى
بالضرورة شرائطها ،فهل يرتضيه المتصوفة ؟ ان المتصوفة لم تجاهر بمخالفتها
سو َل َوأُو ِّلي ْاأل َ ْم ِّر ِّم ْن ُك ْم “. [ 4 / َّللا َوأ َ ِّطيعُوا َّ
الر ُ للخليفة اتباعا للنص القرآني” أ َ ِّطيعُوا َّ َ
] 59ولكن ذلك أدى إلى نوع من عزلة سياسية أشبه باليأس السياسي ،تفسرها حاالت
الزهد والعزلة والخلوة ،والبعد عن الناس .اذن ،عدم رضاهم عن شخص الخليفة
جعلهم لم يعتقدوا غيره “ تقية “ ولكنهم قاموا بعملية فصل بين وظيفتي االمام :الدين
والسياسة .اي لم يعد االمام الديني واالمام السياسي واحدا كما كان على عهد الخلفاء
الراشدين .بل أصبح الخليفة :هو االمام السياسي المتبوع ،والولي أو القطب أو ما
يشير اليه من المترادفات :هو االمام الديني المتبوع .
) ( 6يقول الشيخ ابن العربي في اشتقاق اإلمام من األمام :
صل االنسان الكامل اإلمامة حتى كان عالمة واعطى العالمة وكان الحق “ . . .ما ح ّ
امامه ،وال يكون مثله حتى يكون وجها كله .فكله أمام فهو إمام ،ال خلف يحده فقد
انعدم ضده ( “ . . .ف . ) 385 / 4
) ( 7ان اإلمامة تشبه الخالفة عند الشيخ ابن العربي .راجع الفرق بينهما في لفظ
“ الخالفة “ كما يراجع :
-فصوص الحكم ج 1ص ، 162
-فتوحات ج 3ص ، 410
) ( 8انظر فهرس األحاديث حديث رقم ) : ( 10
) ( 9بالصورة صحت لالنسان اإلمامة .راجع “ صورة “ .
) ( 10يقول الشيخ ابن العربي في عنقاء مغرب ص : 6
“ واجعل عقلي إماما علي واطلب منه اآلداب الشرعية في باطني وظاهري ،وأبايعه
على اصالح أولى وأخرى . . . “ .
) ( 11يقول ابن حزم األندلسي :
107
“ “ 108
“ وقال قوم ان اسم اإلمامة قد يقع على الفقيه العالم وعلى متجلي الصالة بأهل مسجد
ما .
قلنا :نعم ،ال يقع على هؤالء اال باإلضافة ال باالطالق فيقال فالن :امام في الدين ،
وامام بني فالن ،فال يطلق ألحدهم اسم اإلمامة بال خالف من األمة اال على المتولي
ألمور أهل االسالم “ ( الفصل في الملل ج 4ص 90 ) .
لقد أوردنا كالم ابن حزم نظرا لما قيل من أن الشيخ ابن العربي منسوب اليه .يقول
الشيخ ابن العربي في ديوانه ص 47نشر مكتبة المثنى ”:نسبوني إلى ابن حزم واني
* لست ممن يقول قال ابن حزم
ال وال غيره فان مقالي * قال نص الكتاب ذلك علمي “- - - - -
) ( 12راجع كالم الدكتور الشيبي في :الصلة بين التصوف والتشيع ص 378عن
االمام الباطن واالمام الظاهر عند الشيخ ابن العربي .
-كما تراجع الفتوحات ج 4ص 3حيث يتكلم الشيخ ابن العربي على الخالفة
الظاهرة والخالفة الباطنة .
) ( 13الغريب في االمر انه بقدر ما يذعن المفكرون من أمثال الشيخ ابن العربي
لواقع اإلمامة الظاهرة نراهم كردة فعل ال شعورية يتفننون في شرائط اإلمامة الباطنة
،يقول في شرائطها :
“ وهي [ شرائط اإلمامة ] :الذكورية والبلوغ والعقل والعلم والحرية والورع والنجدة
والكفاية ونسب قريش وسالمة حاسة السمع والبصر ( “ . . .ف السفر األول فقرة
) . 229
والذكورية في الجملة الواردة هي مرتبة الفعل عند الشيخ ابن العربي وقد تكون هذه
المرتبة للمرأة .
راجع “ انوثة “ كما نالحظ ان صفة العصمة غير واردة .
راجع كتاب “ الصلة بين التصوف والتشيع “ د .كامل الشيبي ص ص 379 - 376
حيث يبحث اإلمامة عند محي الدين بن العربي .
“ -األحكام السلطانية “ الماوردي حيث يتكلم على شرائط “ االمام “ .
) ( 14راجع هذه المفردات في أبوابها .
) ( 15اإلمامة الظاهرة السياسية .
) ( 16عالمة اإلمامة الباطنة .
) ( 17في ذلك إشارة إلى أن امام الباطن يمد امام الظاهر ويسد نقصه كما سبق
الكالم عليه .
) ( 18يتضح بجالء موقف الشيخ ابن العربي السني في هذا النص ،فامام الباطن ال
ينفرد بالحكم والتصرف منعزال ملغيا امام الظاهر .بل العكس يمده ويعضده .ولذلك
أهل السنة ال يخرجون على طاعة “ الوالي “ أو “ الحاكم “ ألنه االمام الظاهر الممد
من االمام الباطن .
108
“ “ 109
- 41األمامان
للمتصوفة دولة قائمة بذاتها نسجت على منوال الدولة السياسية التي يعيشون في ظلها
ظاهرا .
فهناك الخليفة الذي هو الغوث أو القطب ، 1ولهذا الخليفة وزيران هما “ :االمامان
“.
لن نسهب في الشرح بل نترك الشيخ ابن العربي يتكلم ،فنصوصه هنا واضحة .
يقول :
َّللا عنهم األئمة وال يزيدون في كل زمان على “ ومنهم [ من أصناف الرجال ] رضي ّ
َّللا . . .
اثنين ال ثالث لهما .الواحد :عبد الرب .واآلخر :عبد الملك .والقطب عبد ّ
فلكل رجل اسم الهي يخصه به يدعى . . .ولو كان اسمه ما كان ، 2فاالقطاب كلهم
َّللا ،واألئمة في كل زمان :عبد الملك وعبد الرب .وهما اللذان يخلفان القطب عبد ّ
إذا مات ،وهما للقطب بمنزلة الوزيرين ،الواحد منهم مقصور على مشاهدة عالم
الملكوت ،واآلخر مع عالم الملك ( “ .ف . ) 6 / 2
“ ووزر للقطب االمامين ،وجعلهما امامين على الزمامين ( “ 3ف . ) 4 / 1
يصور الشيخ ابن العربي القطب واالمامين : 4خليفة يجلس في سدة الملك ،عن
يمينه وزير هو االمام الروحاني 5أو عبد الملك ،وعن يساره االمام األكمل 6أو عبد
الرب الذي ينتقل اليه “ السر “ بموت القطب . 7
..........................................................................................
) ( 1راجع “ قطب “
) ( 2اي ان هذا االسم اإللهي هو اسم للمرتبة التي يكون فيها الرجل .
) ( 3اي عالم الملكوت وعالم الملك ،
“ ( 4 ) -االمامان هما الشخصان اللذان أحدهما عن يمين الغوث اي القطب ونظره
في الملكوت ،وهو مرآة ما يتوجه من المركز القطبي إلى العالم الروحاني من
االمدادات التي هي مادة الوجود والبقاء . . .واآلخر عن يساره ونظره في الملك وهو
مرآة ما يتوجه منه إلى المحسوسات من المادة الحيوانية وهذا مرآته ومحله وهو أعلى
من صاحبه وهو الذي يخلف القطب إذا مات ( “ .الجرجاني ص ) . 36
“ -االمامان هما الشخصان اللذان أحدهما عن يمين الغوث اي القطب ونظره في
الملكوت واالخر عن يساره ونظره في الملك وهو أعلى من صاحبه وهو الذي يخلف
القطب “ .
109
“ “ 110
- 42األمام األعظم
َّللا عليه وسلم من حيث إنه المتبوع لكل متبوع ،حتى االمام األعظم هو محمد صلّى ّ
األنبياء تتبعه ،أليس هو الحقيقة التي “ نبي الزمن “ نائبها ؟
يقول الشيخ ابن العربي :
“ وانظر في قوله -عليه الصالة والسالم “ : -لو كان موسى حيا ما وسعه اال ان
َّللا عليه وسلم باتباع الدين وهدى يتبعني “ ، 1فأضاف االتباع اليه ،وأمر هو صلّى ّ
األنبياء ،ال بهم . 2
فان االمام األعظم إذا حضر ،ال يبقى لنائب من نوابه حكم اال له ،فإذا غاب ،حكم
النواب بمراسمه ،فهو [ اي االمام األعظم ] الحاكم غيبا وشهادة ( “ . . .ف .السفر
الثاني فقرة . )452
يثبت الشيخ ابن العربي في هذا النص ان الجميع ال يسعه اال ان يأت ّم بمحمد صلّى ّ
َّللا
َّللا عليه وسلم لم يؤمر باتباع أحد من األنبياء ،بل أمر عليه وسلم ولكن محمدا صلّى ّ
َّللا اي الدين . باتباع هداهم الذي هو هدى ّ
..........................................................................................
) ( 1انظر فهرس األحاديث .حديث رقم ) : ( 11
) ( 2إشارة إلى اآلية ”:أُولئِّ َك الَّذِّينَ َه َدى َّ
َّللاُ فَبِّ ُهدا ُه ُم ا ْقت َ ِّد ْه “( . ) 90 / 6
- 43األمام األعلى
َّللا .
االمام االعلى هو ّ
انظر “ امامة “ المعنى “ الثاني “ الفقرة “ “ 3
110
“ “ 111
- 44األمام األكبر
االمام األكبر هو “ ختم اإلمامة “ كما يسميه “ المهدي “ أو “ اإلمام المهدي “ انظر
“ امامة “ المعنى “ الثاني “ .الفقرة “ “ 2كما يراجع “ مهدي ".
- 45امام مبين
في القرآن :
مام ش ْيءٍ أ َ ْح َ
صيْناهُ فِّي ِّإ ٍ وردت عبارة “ امام مبين “ في موضعين من القرآن َ ”:و ُك َّل َ
ين ) “( 15 / 79 ين “( ”) 12 / 36فَا ْنتَقَ ْمنا ِّم ْن ُه ْم َو ِّإنَّ ُهما لَ ِّبإِّ ٍ
مام ُم ِّب ٍ ُم ِّب ٍ
ففي الموضع األول تتفق كتب التفاسير تقريبا بان المشار اليه باالمام المبين هو :
اللوح المحفوظ ، 1اما الموضع الثاني فقد عبّر باالمام المبين عن :الطريق الواضح
.2
عند الشيخ ابن العربي :
تتضارب نصوص الشيخ ابن العربي في االمام المبين ،فهو يتفق مع المفسرين
للقرآن في أنه اللوح المحفوظ ،كما يصرح أحيانا بأنه العقل األول أو القلم االعلى .
فهل يتناقض الشيخ األكبر ؟
كال .ولكن يستحسن ان ننبه إلى أن الكلمة نفسها تتخذ عدة معان عنده إذا نظرنا إليها
اسما للذات أو للمرتبة ،وهذا ما يجعل مصطلحات الشيخ األكبر ماء ينساب من أيدي
الباحثين .
****
إذا نظرنا إلى “ االمام المبين “ على أنه اسم لذات يصبح المقصود منه :الكتاب ،اي
القرآن - 3واللوح المحفوظ . 4
111
“ “ 112
صاحب الديوان كاتب الحضرة اإللهية وهذا الكاتب وهو :االمام المبين ،
ين “( 36 / 12 ) . . .مام ُم ِّب ٍ ش ْيءٍ أ َ ْح َ
صيْناهُ ِّفي ِّإ ٍ قال تعالى ”َ :و ُك َّل َ
واما االمام فهو الكتاب وهو اللوح المحفوظ ( “ . . .ف . ) 287 / 4
َّللا يشهد االمر قبل ظهورة في الحس ،وهو التكوين اآلخر ،يشهده في “ ومن أهل ّ
االمام المبين وهو اللوح المحفوظ الحاوي على المحو واالثبات فكل شيء فيه . . .
“ ( ف ) 83 / 4
****
إذا نظرنا إلى االمام المبين على أنه اسم لمرتبة ،يكون االمام المبين هو مرتبة
االحصاء :فكل “ ما “ أو “ من “ احصى جملة من الصفات أو الحقائق فهو امام مبين
لما أحصاه .
ومن هذه الزاوية يصبح العقل األول أو القلم االعلى أو االنسان الكامل هو االمام
المبين .
الن الذات المشار إليها بالتعبيرات الثالثة السابقة أحصت كل الحقائق التي نرى
تفصيلها في عالم الكون . 5
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا
“ باب في خلق العقل األول وهو القلم االعلى [ -العنوان ] ،فأول ما أوجد ّ
تعالى . . .جوهرا بسيطا . . .وسماه الحق في القرآن :حقا وقلما وروحا ، 6وفي
السنة :عقال . . . 7وهو أول عالم التدوين والتسطير . . .فهو العقل . . .وهو
القلم . . .وهو الروح . . .وهو العرش . . .وهو االمام المبين من حيث
االحصاء ( “ . . .االنسان الكلي ورقة 4ب ) .
“ اعلم أن “ منزل المنازل “ ،عبارة عن المنزل الذي يجمع جميع المنازل التي تظهر
في عالم الدنيا ،من العرش إلى الثرى .وهو المسمى باالمام المبين . . .ألنه ليس فيه
َّللا العالم .إلى أن ينقضي حال الدنيا ،
[ االمام المبين ] اال ما كان ،من يوم خلق ّ
وتنتقل العمارة إلى اآلخرة “ ( .ف .السفر الثالث فقرة . 8 ) 121
كما ننقل هذا النص من الفتوحات الذي يوميء فيه إلى االمام المبين بإشارات يستدل
منها ان المقصود منه :االنسان الكامل .
يقول :
“ االمام المبين هو الصادق الذي ال يمين ،مجلى ما أحاط به العلم وتشكل فيه الكيف
والكم . . .وجوهر الجواهر . . .رفيع المكانة . . .هو المحصي لما علم وجهل
وفصل وأجمل ،لكل صورة فيه عين وله في كل صورة كون ،يم ّد ويستم ّد . . .منه
ظهرنا وإياه نهينا وأمرنا “ ( ف .) 327 / 4
112
“ “ 113
لقد شرح الجيلي هذا المقطع شرحا وافيا في كتابه “ شرح مشكالت الفتوحات المكية 9
،مبينا ان االمام المبين هو االنسان الكامل . 10
..........................................................................................
) ( 1انظر شرح اآلية :
-لطائف اإلشارات ،القشيري ج 5ص ، 213
-أنوار التنزيل البيضاوي ج 2ص ، 149
) ( 2انظر شرح اآلية :
-لطائف اإلشارات ج 3ص ، 278
-أنوار التنزيل ج 1ص ، 271
) ( 3راجع “ كتاب “ “ قرآن “ ،
صغ ََر ِّم ْناما اآليات التي يستدل منها على أن االمام المبين هو الكتاب فهي ”َ :وال أ َ ْ
عها ُك ٌّل فِّي ين ”) َ “( 10 / 61ويَ ْعلَ ُم ُم ْستَقَ َّرها َو ُم ْست َ ْو َد َ ذ ِّل َك َوال أ َ ْكبَ َر ِّإ َّال فِّي ِّكتا ٍ
ب ُم ِّب ٍ
ين “ ( 6 / 59 ) . ب َوال يا ِّب ٍس ِّإ َّال ِّفي ِّكتا ٍ
ب ُم ِّب ٍ ط ٍ ين “( َ ”) 6 / 11وال َر ْ ب ُم ِّب ٍ ِّكتا ٍ
) ( 4راجع “ لوح محفوظ “ .
صيْناهُ فِّيش ْيءٍ أ َ ْح َ “ ) ( 5االمام المبين هو محل االحصاء المشار اليه بقوله” َو ُك َّل َ
َّللا تعالى ،قال تعالى َ ”:وال ين “( ) 12 / 36فهذا االمام تارة يراد به كتاب ّ مام ُمبِّ ٍ
ِّإ ٍ
ين “( . . . ) 59 / 6وتارة يراد باالمام المبين ب ُم ِّب ٍ ب َوال يا ِّب ٍس ِّإ َّال فِّي ِّكتا ٍ ط ٍ َر ْ
االنسان الكامل إذ كانت الحقائق كلها االهيّتها وكونيتها محصاة فيه ( “ .لطائف
االعالم ق 33ب ) .
ق “”) 73 / 6 ( . ض بِّ ْال َح ّ ِّت َو ْاأل َ ْر َ
سماوا ِّ ) ( 6إشارة إلى اآليات َ ”:و ُه َو الَّذِّي َخلَقَ ال َّ
علَّ َم بِّ ْالقَلَ ِّم “( / 4 ) . 96 الَّذِّي َ
َّللا العقل “ -انظر فهرس األحاديث .حديث ) ( 7إشارة إلى الحديث “ :أول ما خلق ّ
رقم : ( 12 ) .
) ( 8كما يراجع فقرة . 123 ، 122 ، 1 - 112
) ( 9راجع كتاب الجيلي .مخطوط حلب .المكتبة العثمانية رقم 761ق ق 11 - 9
،يبدأ الجيلي شرحه لهذا النص قائال :
“ سر االمام المبين وهو الروح الذي تكلم عليه في الباب األول من الفتوحات وهو
حقيقة الختم اإللهي “ . . .
) ( 10راجع “ انسان كامل “ وبخاصة في وظيفتيه االنطولوجية واالبستمولوجية .
المهدي
ّ - 46األمام
انظر “ االمام األكبر “ “ مهدي “
113
“ “ 114
- 47امام الوقت
انظر “ صاحب الوقت ".
– 48األ ّم
في اللغة :
“ أم كل شيء أصله وعماده “ ( الفيروزآبادي المحيط ج 4ص . ) 76
“ واما الهمزة والميم فأصل واحد ،يتفرع منه أربعة أبواب ،وهي :األصل ،
والمرجع ،والجماعة والدين “ ( معجم مقاييس اللغة أحمد بن فارس ج 1ص ) 21
“ واالم :الرئيس “ ( المرجع السابق ص . ) 31
114
“ “ 115
“ تشكلت [ الكلمة المقولة ] في الهواء ملكا مسبحا يعرف أمه وهو القائل ،وال يعرف
تكون فيه “ ( . . .ف . ) 203 / 4 له أبا ،ماله نسب يعرفه سوى الذي ّ
“ ورأى [ التابع 2في معراجه الروحي ] في هذه السماء [ السماء الوسطى -الرابعة ]
غشيان الليل النهار ، 3والنهار الليل ،وكيف يكون كل واحد منهما لصاحبه ذكرا وقتا
وأنثى وقتا . . .
وما يتولد فيهما من المولدات بالليل والنهار ،والفرق بين أوالد الليل وأوالد النهار ،
فكل واحد منهما أب لما يولد في نقيضه ،وأم لما يولد فيه ( “ . . .ف . ) 276 / 2
****
االم هي الجامعة الكلية لكل ما يظهر في المولود -والحاكمة على مجموع ما هي ا ّم
له .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ ) ( 1فاألم هي الجامعة الكلية “ ( ف ) 111 / 1
“ األم هي الجامعة ومنه أ ّم القرى ،والرأس أ ّم الجسد ،يقال أ ّم رأسه ألنه مجموع
القوى الحسية والمعنوية كلها التي لالنسان ،وكانت الفاتحة أما لجميع الكتب ،اي
المجموع العظيم الحاوي لكل شيء ( “ . . .ف / 134 ) . 2
“ ) ( 2فليس في ا ّم الكتاب [ 4هنا الفاتحة ] آية غضب بل كلها رحمة وهي الحاكمة
على كل آية في الكتاب ألنها االم ( “ . . .ف ) 551 / 3
****
االم هي المؤثر فيه في مقابل المؤثر ( أب ) ،والصفة العاملة في مقابل الصفة العالمة
( أب ) ،والقابل بالنسبة للفاعل ( أب ) .
“ وكل مؤثر فيه أم ( “ . . .ف . ) 138 / 1
ولكن ال يكفي ان يتأثر الموجود ليكون أما ،بل هو في هذه الحالة أنثى فقط ،
وليكتسب األمومة ال بد من الولد ،فاالمومة مرتبطة ارتباطا وثيقا بوجود األبوة
والبنوة ،فالولد يعطيها اسم االم .
115
“ “ 116
“ . . .فإن لم يقم السامع وهو ا ّم بال شك فهو عقيم ،وإذا كان عقيما فليس بأ ّم في تلك
الحالة ( “ . . .ف . ) 139 / 1
وهذا ال يعني ان مجرد علمك الشيء يجعلك أبا له ،بل ال بد من توصيل العلم عن
طريق العمل إلى االيجاد ،واال كان العالم محال لعلمه ليس أكثر ،ويتحول إلى أ ّم بدل
ان يكون أبا فاالبوة هي :العلم المؤثر المنتج .
“ فكل أب ليس عنده صفة العمل فليس هو أب من ذلك الوجه ،حتى أنه لو كان عالما
ومنع آلة التوصيل بالكالم أو اإلشارة ليقع االفهام وهو غير عامل لم يكن :
أبا من جميع الوجوه ،وكان :أما لما حصل في نفسه من العلوم ( “ .ف ) 140 / 1
وهكذا تكون االم :كاالنوثة ، 5وصفا ونسبة تطلق على الشيء من وجه ،بحيث
يكون الشيء نفسه أما وأبا في وقت واحد من وجهين مختلفين :أما منفعال عما فوقه ،
وأبا فاعال فيما دونه .
“ . . .األفالك ذكور والعناصر محال التكوين والظهور ،وقد كانت األفالك أمهات
لما ظهر فيها من المولدات ،الفاعالت امالك والمنفعالت أفالك ( “ . . .ف / 4
. ) 337
****
االم هي األصل الجسمي الذي ينتسب اليه الولد .
بهذا المعنى يقارب الشيخ ابن العربي المعنى اللغوي من حيث إن االم هي األصل
ولكن يميز الشيخ ابن العربي بين أصلين للمولود :أصل جسمي مادي ( أ ّم ) وأصل
روحي عقلي ( أب ) . 6
“ فمن اكتنز ماله فقد دفن قلبه في ارض طبيعته . . .ومثل هذا يكون ابن أمه ،وان
كان له أب ولكن ال ينسب اليه ،كعيسى ابن مريم عليهما السالم ينسب إلى أمه . . .
فما نسب اال إلى البقعة الجسمية ( “ . . .ف / 320 ) 3
“ فان حواء خلقت من آدم .وآدم خلق من األرض ،فهو [ آدم ] :اال ّم لحوا ،وهو ابن
األرض ،واألرض له :أ ّم ( “ . . .ف . ) 415 / 4
“ فإنه انما انشأك من األرض ،فال تعلو 7عليها فإنها " ( ف . ) 458 / 4
..........................................................................................
) ( 1العقل -العقل األول -القلم االعلى -القلم اإللهي ( .انظر مادة “ قلم “ و “ عقل
“).
116
“ “ 117
****
- 49أ ّمهات األسماء اإللهيّة
عبارة “ أمهات األسماء “ مؤلفة من لفظين [ :أم -اسم ] األول ينحصر مضمونه في
المعنى الثاني لكلمة أم عند الشيخ ابن العربي :
اي الجامعة والحاكمة على مجموع ما يظهر في االبن . 1
اما اللفظ الثاني [ االسم ] فيتفرع عدة مضامين يمكن حصرها بثالثة وهذا يستتبع تفرع
أمهات األسماء .
فتأخذ بالتالي معاني ثالثة هي :
المقصود من االسم اإللهي مظهره : 2نورد نصا للشيخ ابن العربي مع تعليق أبي
العال عفيفي عليه ،على أن نستنتج في النهاية المقصود بأمهات األسماء .
َّللا ال تتناهى ألنها تعلم بما يكون عنها -وما يكون عنها غير متناه -وان
“ وأسماء ّ
كانت ترجع إلى أصول متناهية هي :أمهات األسماء أو حضرات األسماء “
( فصوص الحكم )65 / 1
“ كذلك األسماء اإللهية التي ال ينحصر عددها إلى أصول عامة محصورة العدد ،
وهذه األصول هي أمهات األسماء ،وهي المعروفة باألسماء الحسنى أو الحضرات
االسمائية . . .فحضرة الرحمن هي مجموعة المجالي التي يظهر فيها اثر للرحمة
اإللهية ،وان كانت حاالت الرحمة ال تتناهى عدّا الن الكائنات المرحومة ال تتناهى
عدّا ( “ . . .الفصوص . ) 26 / 2
نستنتج من النص ان :
األسماء اإللهية -مظاهر األسماء اإللهية
االم -الجامعة والحاكمة على مجموع ما يظهر في العالم .
األسماء الحسنى -األصول الجامعة للمظاهر أو التجليات كافة .
117
“ “ 118
اذن أمهات األسماء -األسماء الحسنى أو حضرات األسماء .
****
المقصود من األسماء اإللهية :األسماء الحسنى المتوجهة على ايجاد العالم 3نضع
المعادالت التالية لنصل إلى معنى أمهات األسماء .
األسماء اإللهية -األسماء الحسنى المتوجهة على ايجاد العالم .
االم -الجامعة والحاكمة .
اذن :
أمهات األسماء -األمهات السبع التي ينضوي تحتها جميع األسماء
المتوجهة على ايجاد العالم .يقول الشيخ ابن العربي :
“ ولكن قصدنا األمهات التي ال بد اليجاد العالم منها . . .فالذي نحتاج اليه من معرفة
األسماء لوجود العالم 4وهي أرباب األسماء وما عداها فسدنه لها ،
كما أن بعض هذه األرباب سدنة لبعضها فأمهات األسماء : 5الحي ،العالم المريد ،
القادر ،القائل ،الجواد ،المقسط “ ( ف . ) 100 / 1
****
المقصود من االسم اإللهي :داللته على المسمى .وهنا نجد ان الشيخ ابن العربي
َّللا -الرب -الرحمن . يحصرها في ثالثة هي ّ :
َّللا -الرب -الرحمن ] هي :أمهات األسماء وإذا تتبعت “ وهذه الثالثة األسماء [ ّ
َّللا والرب والرحمن دائرة فيه ( “ .ف 2 القرآن العزيز وجدت هذه األسماء الثالثة ّ :
. ) 437 /
..........................................................................................
) ( 1راجع المعنى الثاني لكلمة أم .
) ( 2اي المعنى الثالث “ لالسم اإللهي “ كما ورد عند الشيخ ابن العربي ،فليراجع
في مكانه .
) ( 3راجع المعنى الرابع الفقرة ( أ ) من االسم اإللهي .
“ ) ( 4على أن أئمة األسماء من غير نظر إلى العالم انما هي أربعة ال غير اسمه :
الحي والمتكلم ،والسميع ،والبصير “ ( ف . ) 100 / 1
) ( 5هذه األمهات السبع هي المقصودة في جملة الشيخ ابن العربي التالية : “ . . .
خلق آدم على صورته وسماه بأمهات األسماء التي يدخل كل اسم تحت احاطتها . . .
“ ( ف . ) 412 / 3
118
“ “ 119
- 50أ ّم سفليّة 1
كلمة “ ا ّم “ :هنا تنضوي في مضمونها تحت المعنيين األول والثالث لكلمة ا ّم ( انظر
ا ّم ) ،والصفة “ سفلية “ :أطلقت عليها ألنها منفعلة في مقابلة علوية ( فاعلة )
لشرح “ أم سفلية “ ال بد من التعرض لنظرية الخلق عند الشيخ ابن العربي ،فان
العالم هو االبن المولود من اتصال األمهات السفليات باآلباء العلويات . 2
الخلق عند الشيخ ابن العربي ليس ابداعا من عدم بل تجليا يتم على مرحلتين من
التعين “ في طبيعة الوجود المطلق “ ، 3هاتان المرحلتان يطلق عليهما اسم :
الفيض االقدس والفيض المقدس 4وفي كلتا المرحلتين من الظهور أمهات سفليات
وآباء علويات ،ولذلك ال بد من التمييز بينهما ،
فيكون :
االم السفلية هي :شيئية المعدوم الممكن .
في المرحلة األولى من الخلق [ الفيض االقدس ] يتجلى الحق في “ الصور المعقولة
للكائنات “ ، 5هذه الصور المعقولة هي مجرد “ قوابل “ للوجود ،يطلق عليها الشيخ
ابن العربي اسم األعيان الثابتة . 6
“ العين الثابتة “ أو “ شيئية المعدوم الممكن “ هي أول “ أم سفلية “ للموجودات من
حيث إنها القابل الذي قبل توجه األسماء الحسنى اليجاد عين العالم .
“ وكل أم سفلية فإنها مؤثر فيها . . .وأول األمهات السفلية شيئية المعدوم الممكن ،
وأول نكاح القصد باالمر ، 7وأول ابن وجود عين تلك الشيئية “ ( ف )139 / 1
119
“ “ 120
َّللا ما يتولد فيها ( . . .فطائفة ) زعمت أن كل واحد من هذه األربعة األربعة ،يوجد ّ
[ األركان ] أصل في نفسه ،وقالت طائفة ركن النار هو األصل . . .
وقالت طائفة ركن الهواء هو األصل . . .وقالت طائفة األصل امر خامس ليس واحدا
من هذه األربعة . . .وهذا المذهب باألصل الخامس هو الصحيح عندنا وهو المسمى
بالطبيعة ، 8الن الطبيعة معقول واحد عنها ظهر ركن النار وجميع األركان . . .
“ ( ف . ) 139 - 38 / 1
َّللا اجرام العالم كله القابل للتكوين فيه ،جعل من ح ّد ما يلي مقعر “ . . .ولما أنشأ ّ
السماء الدنيا إلى باطن األرض عالم الطبيعة . . .وجعلها بمنزلة االم ( “ . . .ف / 1
) 141
..........................................................................................
) ( 1يرد هذا المصطلح عند الشيخ ابن العربي في أكثر األحيان مضافا إلى “ جمع
المتكلم “ ويقصد به االنسان فيقول :أمهاتنا السفليات ،ويرجع السبب في ذلك إلى :
) 1ان العالم واالنسان توأمان ،
) 2ان االنسان هو المقصود من العالم ،
يقول الشيخ ابن العربي :
“ ال يغتر االنسان بكونه روح العالم فيقول :انا أشرف منه ،هو أخوك ،العالم
واالنسان توأمان ( “ . . .كتاب التراجم ص . ) 34
“ . . .لما كان المقصود من هذا العالم االنسان وهو االمام ،لذلك أضفنا اآلباء
واألمهات اليه ،فقلنا آباءنا العلويات وأمهاتنا السفليات “ ( ف . ) 138 / 1
) ( 2راجع مادة “ أب علوي “ .
) ( 3أبو العال عفيفي .فصوص الحكم ج 2ص 9كما يراجع مادة “ خلق “ في هذا
المعجم ،
) ( 4راجع كلمة “ فيض أقدس “ و “ فيض مقدس “ .
) ( 5فصوص الحكم ج 2ص . 9انظر “ عين ثابتة “ في هذا الكتاب .
) ( 6فصوص الحكم ج 2ص . 9انظر “ عين ثابتة “ في هذا الكتاب .
ش ْيءٍ إِّذا أ َ َر ْدناهُ “( 16 / 40 ) .
) ( 7إشارة إلى اآلية” إِّنَّما قَ ْولُنا ِّل َ
) ( 8قارن كالمه في الطبيعة هنا مع كالمه في العنصر األعظم انظر “ العنصر
األعظم ".
120
“ “ 121
“ وليست اال الطبيعة في هذه الدار فإنها محل االنفعال . . .ألنها للحق بمنزلة األنثى
َّللا . . .
1للذكر ،ففيها يظهر التكوين اعني تكوين كل ما سوى ّ
فللطبيعة القبول . . .فهي االم العالية الكبرى للعالم ( “ . . .ف . ) 150 / 4
ال بد من اإلشارة إلى أن الشيخ ابن العربي وصف االم هنا بالعلو ، 2وان كانت هي
نفسها االم السفلية بمعناها الثاني . 3
اما الصفة “ كبرى “ ،لمقارنتها الحق في كونها شقا ثانيا من شقي الوجود الكبيرين :
الحق والطبيعة .
اذن :
أم -منفعلة ،محل ايجاد .
عالية -علو مكانة ،
كبرى -لمقارنتها ومقابلتها للحق ،
..........................................................................................
) ( 1راجع “ أنثى “ .
) ( 2العلو عند الشيخ ابن العربي نوعان :علو مكان وعلو مكانة ،وهنا المقصود
“ باالم العالية “ علو المكانة وليس المكان .راجع فصوص الحكم ج 1ص 75 - 76
،
َّللا هذه السماء ( السماء الرابعة )كما يقول في الفتوحات ج 2ص “ 445وسمى ّ
مكانا عليا لكونها قلبا ،فان التي فوقها أعلى منها فأراد علو مكانة المكان ،فلهذا
المكان من المكانة رتبة العلو “ .
) ( 3راجع “ أم سفلية “ المعنى “ الثاني “ .
121
“ “ 122
مرتبة التفصيل .اذن :
أ ّم -مرتبة االجمال
الكتاب -الكتاب المبين -مرتبة التفصيل .
صلة في الكتاب المبين .
أ ّم الكتاب -المجموع المجمل لكل الحقائق المف ّ
122
“ “ 123
123
“ “ 124
ولكن قبل الشيخ ابن العربي كان النسب الروحي لالنسان ينحصر دائما باألب ،ولم
نكن لنجد عبارة “ االم الروحية “ أو ما يقابل مفهوم هذه العبارة ذلك الن كل من نقرأ
له من اعالم التصوف ،ان تربّى على يد شيخ ،فان هذا الشيخ كان ذكرا .
فان الشيخ ابن العربي هو الذي ابتدع عبارة “ االم اإللهية “ مجاورة لألب الروحي
وفي مقابل االم الترابية واألب الترابي ، 3أو باألحرى اخذها عن امرأة كان لها في
124
“ “ 125
) ( 3هذه الموازاة بين النسبين في االم يتبعها موازاة في الولد فهناك “ ولد طين “ و
“ ولد دين “ يقول الشيخ ابن العربي في كتاب التراجم ص : “ 35فهناك فرق بين
ولد الطين وولد الدين . “ . . .
- 54أ ّم الموجودات
انظر “ ابن الرحمة ".
125
“ “ 126
والتفريق بينه وبين الوجود .الوجود واحد يسري في جميع الموجودات على حين ان
الكون أصل التمييز والكثرة :هذه من االفكار الرئيسة عند الشيخ ابن العربي حيث
تتصف العين بالوحدة والكون بالكثرة ،ألن العين هي الوجود ،والكون هو المرتبة
التي يتجلى فيها الوجود .
لهذا فالوجود يرد دائما بصيغة المفرد ( انظر “ أمهات الوجود “ ) على حين ان الكون
1يقبل الجمع ألنه يتصف بالكثرة ومن هنا جاءت لفظة “ أمهات األكوان “ . 2
وهي تعني :المراتب الوجودية الرئيسة المجملة التي ترجع إليها كل مرتبة وجودية
مفصلة في العالم وعددها خمس : 3
االنسان الكلي ،القلم االعلى ،اللوح المحفوظ ،الهباء .والجسم .
“ . . .أوضحت لك مقامات أمهات األكوان وهي االنسان الكلي ،والقلم االعلى ،
واللوح المحفوظ والهباء ،والجسم ( “ . . .االتحاد الكوني ق 147ب ) .
..........................................................................................
) “ ( 1كون “ الشيء هو :مرتبته الوجودية كما يظهر من النص التالي :
“ ومرتبتي [ فرعون ] االن :التحكم فيك يا موسى بالفعل ،وانا أنت بالعين وغيرك
بالرتبة .
فلما فهم ذلك موسى منه أعطاه حقه في كونه ( “ . . .فصوص ) 209 / 1
راجع كلمة “ كون “ في هذا “ المعجم “ .
) ( 2يطلق القونوي على أمهات األكوان لفظ “ األمهات العلوية “ يراجع بهذا
الشأن :
-القونوي .اعجاز البيان ص . 5 - 4 - 3
-عفيفي ؛ فصوص الحكم ج 2ص ( 92 - 291التعينات الكلية ) .
) ( 3أمهات األكوان هي الحضرات الخمس عند الشيخ ابن العربي .
*****
- 56أ ّمهات الوجود
مرادف :االم الجامعة لجميع الموجودات .
ان عبارة “ أمهات الوجود “ ابتكرها الشيخ ابن العربي في اللفظ دون المضمون ،
ألنها “ مقوالت المنطق “ ارتدت في ظهورها عنده اللفظ المناسب لفكره .
وهي األصول أو الحقائق المفردة 1التي بتركيبها يظهر كل وجود عيني .
ومن خالل نصوص الشيخ ابن العربي المتعلقة بأمهات الوجود نلمس موقفه من
المقوالت ،هذا الموقف الذي يلخص تقريبا موقف العالم االسالمي من مقوالت أرسطو
:2
126
“ “ 127
في المرحلة المغربية ،نالحظ ان المقوالت عنده عشر اخصرها في أربع بعد رحيله
إلى الشرق . 3
يرسم الشيخ ابن العربي في انشاء الدوائر أمهات الوجود التي يسميها هنا الجدول
الهيوالني .
ويظهر عددها عشر :الجوهر ،العرض الزمان ،المكان ،الحال ،الوضع ،اإلضافة
،العدد ،ان ينفعل ،ان يفعل .
يقول :
“ اعلم أن هذا الجدول الهيوالني ( انظر الرسم ) هو الحقيقة التي أوجد الحق من مادتها
الموجودات العلويات والسفليات ،فهي االم الجعة لجميع الموجودات ( “ .انشاء الدوائر
. ) 26 - 25
اما في الفتوحات فيحصر الشيخ ابن العربي أمهات الوجود في ربع 4يتركب منها
المقوالت الباقية .
يقول :
َّللا لما خلق العالم ومأل به الخال ،لم يبق في عالم جوهر يزيد وال ينقص ،فهو“ ان ّ
بالجوهر واحد . .ال يزال الحق تعالى في [ في الجوهر الواحد ] خالقا على الدوام بما
يفتح فيه من االشكال . . .ويظهر من الصور ،ويحدث فيه من االعراض . . .فما
َّللا بعد ذلك جوهرا لكن يحدث فيه . . .
أحدث ّ
هذا الجوهر الذي مأل الخالء . . .وفيه يظهر الجوهر انوري والعرض والزمان والمكان
وهذه أمهات الوجود ليس غيرها وما ( عليها فإنه مركب منها ،من فاعل ومنفعل
وإضافة ووضع وعدد والك . . . “ 5
( ف .) 404 / 3
127
“ “ 128
..........................................................................................
) ( 1يقسم الشيخ ابن العربي الحقائق بقسمين “ :حقائق توجد مفردات في العقل كالحياة
والعلم والنطق والحس ،وحقائق توجد بوجود التركيب كالسماء والعالم واالنسان
والحجر “ ( . . .ف ) 55 / 1
) ( 2ان المقوالت التي حصرها أرسطو في عشر ،ردها الرواقيون إلى أربع ،وعرفها
العالم االسالمي عشر وذهب فيها مذهبين مغايرين للفكر اليوناني .فلنستمع إلى علي
سامي النشار “ :وحصر أرسطو األجناس العالية في عشرة ،وهذه األجناس العشرة
هي مبحث المقوالت . . .اما الرواقيون فبحثوا المقوالت من وجهة نظر أرسطو ولكن
ردوها إلى أربعة :
الكيفية ،الجوهر ،اإلضافة ،والوضع .ومن العسير معرفة تفصيالت هذا الرد .
عرف االسالميون اذن مذاهب في المقوالت غير المذهب االرسططاليسي ( الرواقي -
االفلوطيني ) نرى هنا مذهبين مختلفين عنه :اما المذهب األول فاعتبر المقوالت أربعا :
هي الجوهر والكم والكيف والنسبة الشاملة لبقية المقوالت .وليس هذا المذهب هو
المذهب الرواقي ولكنه يقترب منه كثيرا . . .وال نستطيع ان نجزم في الحقيقة بالمصدر
الذي استمد االسالميون منه هذا التقسيم .
اما المذهب الثاني فهو مذهب السهروردي “ ( مناهج البحث عند مفكري االسالم .طبع
دار المعارف بمصر . ) 1965
والجدير بالذكر ان السهروردي ينفي كون هذه المقوالت ارث ارسطي ينسبه إلى
الفيتاغوريين يقول في ص 12من التلويحات في جواب عن سؤال “ .خالفت المعلم
األول ( أرسطاطاليس ) والجمهور ؟ جواب :اما المقوالت فليست مأخوذة عن المعلم
بل عن شخص فيتاغوري يقال له ارخوطس وليس له برهان على الحصر في العشرة
والبرهان هو الذي نتّبع “ .
-اما الهنود فقد جعلت المقوالت ست :الجوهر ،الكيفية ،الفعل ،العام ،الخاص ،
التجمع .والفيلسوف األلماني كانت ) (Kantارجعها إلى اربع :الكم ،الكيف ،اإلضافة
،الحالة ( ،راجع مجلة المشرق 1966ص . ) 471
) ( 3النص الذي يرجع المقوالت إلى عشر موجود في كتابه انشاء الدوائر الذي ألفه
في تونس سنة 598ه .انظر- Yahia : Hist . et class R . G . 289على حين
ان النص الذي يختصرها في أربع وارد في الفتوحات المكية الذي انتهى من كتابته للمرة
األولى عام 629ه .انظر ) - Yahia : Hist . et class R . G . 135( 4سبق
ان تكلمنا كيف ان العالم االسالمي افترق عن الفكر اليوناني بوضعه مذاهب جديدة في
المقوالت وكيف حصرها في اربع هي :الجوهر ،والكم ،والكيف ،والنسبة .
128
“ “ 129
اما هنا فينبري السهروردي إلى انتقاد هذا المذهب ليثبت موقفه هو ،يقول :
“ ولما حصرنا المقوالت المشهورة في كتاب التلويحات في خمسة وجدنا بعد ذلك في
موضع لصاحب البصاير [ عمر بن سهالن الساري ] حصرها في اربع -في الجوهر
والكم والكيف والنسبة .
وإذا اعتبرت هذا الحصر . . .ال تجده صحيحا ،فان الحركة لم تدخل تحت الجوهر
ألنها عرض وال تحت الكم . . .وليست كيفا . . .وال النسبة . . .فاألقرب لمن يريد
ان يثبت المقوالت حصرها في خمس :الجوهر والكيف والكم واإلضافة والحركة . . .
“
( كتاب المشارع والمطارحات .نشر هنري كوربان ص . ) 278
-يراجع كذلك ،كتاب التلويحات نشر هنري كوربان .التلويح األول ص ص / 4
. 17
129
“ “ 130
130
“ “ 131
تقاس عنده بكمية المعلومات المحفوظة أو بمعرفة القراءة والكتابة ،ولكنها منهجية
يفرغ ويطهر محله ليقبل بكليته على الفتح اإللهي [ في مقابل جدلية :فاالمي هو الذي ّ
العالم بنظره الفكري ] .
“ األمية عندنا ال تنافي حفظ القرآن وال حفظ االخبار النبوية ولكن . . .من لم يتصرف
بنظره الفكري وحكمه العقلي في استخراج ما تحوى عليه من المعاني واالسرار وما
تعطيه من األدلة العقلية في العلم بااللهيات . . .فإذا سلم القلب من علم النظر الفكري
شرعا وعقال كان أميا ،وكان قابال للفتح اإللهي ( “ . . .ف . ) 644 / 2
..........................................................................................
) ( 1اما الحالج فيربط األمية بجمعية الهمة .فاألرجح انه يأخذها كنسبة إلى أم القرى
،ألنه استعمل في مقابلها “ مكة “ و “ الحرم “ .
يقول “ :سماه الحق “ أميا “ [ ] 157 / 7لجمع همته “ ( الحالج .الطواسين .طس
الرابع نشر األب نويا .ص . ) 191
***
– 58األمانة
في اللغة :
“ األمانة التي هي ضد الخيانة ومعناها :سكون القلب “
( معجم مقاييس اللغة ج 1ص . ) 133
131
“ “ 132
“ النفس الناطقة المميزة العاقلة التي هي ثمرة الكون وغاية الوجود تنقسم إلى قسمين :
َّللا
نفس منسوبة إلى الحق ونفس منسوبة للعبد ، 5فاما النفس المنسوبة للحق فهي سر ّ
المستحق الوجود الذي قام به كل موجود . . .وهي التي أشار إليها الرسول األعظم
َّللا عليه وسلم :من عرف نفسه فقد عرف ربه . . . 6فهذه النفس هي بقوله صلى ّ
األمانة ( “ . . .شق الجيوب ص . )43 - 45
“ كما قيل ألبي يزيد حين خلع عليه خلع النيابة وقال له :اخرج إلى خلقي بصفتي فمن
رآك رآني .فلم يسعه اال امتثال امر ربه ،فخطا خطوة ،إلى نفسه من ربه فغشي عليه
-فإذا النداء “ :ردوا على حبيبي . . . “ 7واستراح من حمل “ األمانة المعارة
“ ( فتوحات -السفر الثالث فقرة .) 36
132
“ “ 133
“ فالشمس كاملة والقمر ناقص :ألنه محو .فصفة ضوئه معارة ،وهي “ األمانة التي
حملها “ ( ف -السفر األول فقرة . ) 479
نالحظ في النصين الثالث والرابع تركيز الشيخ ابن العربي على صفة اإلعارة في
األمانة .وهذا يتفق ونظريته في الخالفة والصورة .
..........................................................................................
) ( 1فسر القشيري “ األمانة “ بقوله :
“ ويقال :األمانة القيام بالواجبات أصولها وفروعها .
ويقال :األمانة التوحيد عقدا وحفظ الحدود جهدا “ ( لطائف اإلشارات ج 5ص
. ) 173
-اما البيضاوي فيقول :
“ . . .الطاعة وسماها أمانة من حيث إنها واجبة األداء ( “ . . .أنوار التنزيل ج 2
ص . ) 136
“ -األمانة :الطاعة والعبادة “ ( تفسير ابن عباس المكتبة الشعبية بيروت ص . ) 358
) ( 2سبق الغزالي الشيخ ابن العربي إلى هذه النظرة .فاألمانة عنده بمعناها
االصطالحي شقان :األول هو المعرفة والتوحيد .والثاني هو القلب أو العقل أو السر .
( راجع في معجم الغزالي .األب جبر ص ص . ) 9 - 8
) ( 3راجع “ صورة “ .
) ( 4راجع “ خالفة “ .كما يراجع “ المواقف “ لألمير عبد القادر الجزائري ص ص
( 396 - 395األمانة -الخالفة ) .
) ( 5النفس المنسوبة إلى الحق هي المخلوقة على الصورة .والنفس المنسوبة للعبد
هي النفس المذمومة .
) ( 6راجع فهرس األحاديث حديث رقم : ( 13 ) .
) ( 7انظر شطحات صوفية .عبد الرحمن بدوي ج 1ص 116القاهرة . 1949
***
– 59األيمان
في اللغة :
“ الهمزة والميم والنون أصالن متقاربان :أحدهما األمانة التي هي ضد الخيانة ومعناها
سكون القلب ،واآلخر :التصديق َ ”. . .وما أ َ ْن َ
ت ِّب ُمؤْ ِّم ٍن لَنا “[ ] 17 / 12اي مص ّدق
لنا ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ امن “ ) .
133
“ “ 134
) ( 2والدليل على أن االيمان تصديق “ القلب “ هو ان التنزيل العزيز جعل محله القلب
يمان
اإل ِّ ،وقارنه باالسالم الذي هو تصديق اللسان ِّ ”. 1إ َّال َم ْن أ ُ ْك ِّرهَ َوقَ ْلبُهُ ُم ْ
ط َم ِّئ ٌّن ِّب ْ ِّ
يمان فِّي قُلُوبِّ ُك ْم “ ( 49 / 14 ) . اإل ُ ”َ “( 16 / 106 ) .ول ِّك ْن قُولُوا أ َ ْسلَ ْمنا َولَ َّما يَ ْد ُخ ِّل ْ ِّ
) ( 3واما كلمة “ بالغيب “ فتظهر من األصول التي يتضمنها االيمان ،اي من موضوع
َّللا ،ومالئكته ،ورسله وكتبه ،واليوم اآلخر ،والقدر ”. 2فَ ُردُّوهُ ِّإلَى االيمان وهو ّ :
اّلل َو ْاليَ ْو ِّم ْاآل ِّخ ِّر ”َ “( 4 / 59 ) .والَّ ِّذينَ يُؤْ ِّمنُونَ ِّبما سو ِّل ِّإ ْن ُك ْنت ُ ْم تُؤْ ِّمنُونَ ِّب َّ ِّ
الر ُ َّ ِّ
َّللا َو َّ
أ ُ ْن ِّز َل ِّإلَي َْك َوما أ ُ ْن ِّز َل ِّم ْن قَ ْب ِّل َك “( . ) 4 / 2
134
“ “ 135
“ ولهذا قال فيه حنفاء ّّلل 9اي مائلين به إلى جانب الحق الذي شرعه واخذه على
المكلفين من جانب الباطل ،إذ قد سماهم الحق مؤمنين في كتابه فقال في طائفة :انهم
باّلل فكساهم حلة االيمان .فما االيمان مختص بالسعداء وال الكفر
آمنوا بالباطل وكفروا ّ
مختص باألشقياء ،فوقع االشتراك وتميزه قرائن األحوال ( “ . . .ف . ) 57 / 4
َّللا 10قابل لكل ما يرد منه من دين أو شرع ،حاصل في قلب االيمان هو نور من ّ
العبد ،موصال إيّاه إلى االمن 11فهو اذن تصديق واستعداد للتصديق 12قبل المشاهدة
والعيان وبعدهما .
يقول :
“ ان االيمان عبارة عن نور حاصل من قبل الحق تعالى ،متعين من حضرة االسم
الرحيم والهادي والمؤمن إلزالة ظلمة الهوى والطبع ،قابل لكل ما يرد منه [ من الحق
تعالى ] من دين أو شرع أو نحوهما فيستحق حامله . . .االمن من سخط الرحمن ،
فيسمى بهذا الوصف والحكم الخاص ايمانا وتصديقا ،وعلى التحقيق انما هو أول اعتبار
من العلم متعلق بالدين والشرع . . .من غير اعتبار تأييد بدليل وبرهان عقلي أو سمعي
َّللا عليه وسلم :فذلك مثلهم ومثل
أو كشفي . . .والدليل على كونه نورا قول النبي صلى ّ
ما قبلوا من هذا النور . . . 13واما الدليل على وروده على القلب 14قوله عز من
قائل “ أولئك كتب في قلوبهم االيمان “ ( 58 / 22 ) . . .
( تحرير البيان في تقرير شعب االيمان ص . ) 3 - 2
وهناك نص آخر يظهر فيه االيمان طاقة قابلة لاليمان ،وليس ايمانا بنص محدود وهذه
من أمهات االفكار عند الشيخ األكبر .
إذ ان كل ما في االنسان من القوى كالخيال والفكر يتحول إلى طاقة مستعدة لقبول آية
صورة ترد عليها ،فكمال 15علم كل قوة من قواه في تخلصها من كافة ما تعلم
ورجوعها إلى حالة االستعداد . 16
باّلل وبرسله وما جاء به مجمال ومفصال مما وصل الينا من تفصيله وما لم“ ولقد آمنا ّ
ي
يصل الينا ، 17ولم يثبت عندنا فنحن مؤمنون بكل ما جاء به . . .اخذت ذلك عن ابو ّ
َّللا عن بصري وبصيرتي وخيالي . . . اخذ تقليد . . .فعملت على ايماني بذلك حتى كشف ّ
فصار االمر لي مشهودا والحكم المتخيل المتوهم بالتقليد موجودا . . .فلم أزل أقول
َّللا عليه وسلم ال لعلمي وال
واعمل ما أقوله واعمله لقول النبي صلى ّ
135
“ “ 136
لعيني ولشهودي ،فواخيت بين االيمان والعيان 18وهذا عزيز الوجود في االتباع .
فان مزلة االقدام لالكابر انما تكون هنا :إذا وقعت المعاينة لما وقع به االيمان فتعمل
على عين [ اي عن شهود ] ال على ايمان فلم يجمع بينهما . . .والكامل من عمل على
االيمان مع ذوق العيان وما انتقل وال اثر فيه العيان ( “ . . .ف . ) 323 / 3
وقد فسر شيخنا األكبر االيمان من خالل التوازن النفسي الذي يعطيه للشخصية بل جعله
عين ذلك التوازن ،هذا التوازن هو في الواقع ثمرة الوصول . 19ولكنه فارق علم
النفس الحديث بجعله االيمان فعال سلبيا المؤمن فيه قابال لاليمان وليس فاعال له ،
َّللا وهو هديته ألهل منته وأحبابه .
فااليمان نور من ّ
يقول الشيخ ابن العربي :
“ االيمان ،هو عبارة عن استقرار القلب وطمأنينة النفس .وذلك ان العبد لما كان طالبا
لربه مترددا في طلبه مرة إلى الوثن ومرة إلى الشمس والقمر ومرة إلى النيران ،وهو
َّللا منه صدق القصد أفاض على في ذلك كله متحير 20ال يستقر وال يسكن ،فلما علم ّ
قلبه نور الهداية فاستقر القلب واطمأنت النفس ( “ . . .تذكرة الخواص فقرة . ) 78
“ . . .ان حقيقة االيمان كالشمس :تشرق على بصائر القلوب دون حجاب . . .ويعبر
عنه في اصطالح القوم باسفار صبح الكشف وهو :مقام عين اليقين .فإذا حالت بينهما
غيوم الغفالت والهوى نقص االشراق . . .فإذا ذهبت الغيوم والهوى زاد في اشراقه
َّللا
فاستقر القلب واطمأنت النفس وانبسطت الجوارح للعبودية . 21فالنور 22هدية ّ
ألهل منته 23وأحبابه وأوليائه والسعداء من عبيده “ ( .تذكرة الخواص فقرة . ) 79
“ . . .اسم المؤمن 24فألنه استقر واطمأن عن الترداد والجوالن في طلب ربه . . .
“ ( تذكرة الخواص فقرة . ) 82
..........................................................................................
) ( 1يورد الحديث تفصيال لهذه النقطة حيث نجد االيمان في مرحلة بين االسالم
واالحسان ،االسالم من حيث إنه تصديق اللسان وااليمان تصديق القلب بالغيب ،
واالحسان تصديق
136
“ “ 137
باّلل ،
َّللا عليه وسلم فقال “ :ان تؤمن ّ) ( 2إشارة إلى سؤال جبريل النبي صلى ّ
ومالئكته وكتبه ،ورسله والبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره “ .
راجع الحديث مع شرح تفصيلي في كتاب “ مختصر شعب االيمان “ للحافظ البيهقي
المتوفى سنة 458ه .مع الحواشي بقلم محمد منير الدمشقي .طبع المطبعة المنيرية
1355ه .ص ص . 17 - 8
) ( 3عند الكالم على االيمان عند الشيخ ابن العربي ال بد من التعرض إلى مسألة
شغلت العالم االسالمي بعده ،وهي مسألة ايمان فرعون ،فقبل الشيخ األكبر كان هناك
شبه اجماع على كفر فرعون ،الن فرعون آمن لحظة الموت وايمان الباس ال يعتد به
( غير أن الحالج جعل فرعون وإبليس من أهل الفتوة راجع كتابه الطواسين ص . 172
و “ إبليس “ في بحثنا هذا ) .ولكن للشيخ ابن العربي نظرة أخرى في فرعون فهو لم
يؤمن لحظة موته بل ظهر ايمانه ،الذي كان قد آمنه سابقا ،لحظة الموت .يقول :
“ علم فرعون صدق موسى عليه السالم وأضمر االيمان في نفسه الذي أظهره [ االيمان ]
عند غرقه حين رأى البأس “ ( ف 421 / 3طبعة بوالق ) .
“ فلما اخذ [ فرعون ] قلوبهم [ قلوب قومه ] بالكلية اليه ولم يبق ّّلل فيهم نصيب يعصمهم
َّللا فغضب فانتقم فكان حكمهم في نفس االمر خالف حكم فرعون في نفسه ، ،اغضبوا ّ
َّللا
َّللا في ظاهره بما صدر عنه وحكم ّ فإنه علم صدق موسى عليه السالم ،وعلم حكم ّ
في باطنه بما كان يعتقده من صدق موسى فيما دعاهم اليه ،وكان ظهور ايمانه المقرر
َّللا مخصوصا بزمان مؤقت ال يكون اال فيه وبحالة خاصة فظهر االيمان في باطنه عند ّ
لما جاء زمانه وحاله فغرق قومه آية ونجا فرعون ببدنه دون قومه عند ظهور ايمانه آية
َّللا بعباده قال فاليوم ننجيك ببدنك يعني دون قومك لتكون لمن خلفك آية ،فمن رحمة ّ
َّللا ببدنه ( “ . . .ف 217 / 3بوالق ) .
باّلل ان ينجيه ّ
اي عالمة لمن آمن ّ
“ فعلم [ فرعون ] ان الذي أرسال [ موسى وهارون ] به هو الحق ،فحصل القبول في
نفسه وستر ذلك عن قومه . . .فلما رأى البأس قال آمنت فتلفظ باعتقاده الذي ما زال
َّللا :
معه فقال له ّ
وَّللا اعلم “ . . .
َّللا بقوله االن انه آمن عن علم محقق ّ
االن قلت ذلك .فاثبت ّ
( ف 697 / 3بوالق ) .
137
“ “ 138
-راجع شروح الجامي على هذا المقطع األخير من فصوص الحكم ،ج 2ص ص
314 - 313طبع مطبعة األمان سنة 1304ه .على هامش شرح النابلسي .
اما فيما يتعلق بهذه المسألة التي شغلت كثيرا من المفكرين االسالم وبعد الشيخ ابن
العربي فليراجع :
-رسالة في ايمان فرعون الكوملجني منه نسخة في جامع شريفي في استانبول رقم
868عمومي .
-كتاب في ايمان فرعون للجالل الدواني توفى سنة 928ه .طبع المطبعة المصرية
سنة 1964م 1383 ،ه .تحقيق عبد اللطيف ابن الخطيب .
-األجوبة المرضية عن أئمة الفقهاء والصوفية لألمام الشعراني ورقة 140مخطوط
عند السيد رياض المالح .
-المواقف لألمير عبد القادر ج 1ص 54و ، 306
“ -فر العون من مدّعي ايمان فرعون “ علي بن سلطان محمد القادري .منه نسخة
ببرلين ، 2112وقد طبع بهامش ايمان فرعون للدّواني المطبعة المصرية سنة 1964
تحقيق عبد اللطيف ابن الخطيب .
-ذيل للرسالة المسماة بفر العون للقاري منه نسخة في برلين . 2114
-بحث وافر عن ايمان فرعون ورده للعالمة أبي سعيد الخادمي انظر شرح الطريقة
المحمدية ج 2ص 285طبع استانبول .
“ -الجاذب الغيبي في شرح الجانب الغربي في حل مشكالت الشيخ ابن العربي “ ،
محمد بن عبد الرسول البرزنجي ت 1303ه .توجد منه نسخة مخطوطة عند رياض
المالح .
-بحث واسع عن ايمان فرعون وما قاله الشيخ األكبر ،راجع شرح االحياء للسيد
مرتضى ج 1ص 256ج 2ص 245طبع المطبعة الميمنية سنة 1306ه .
حيث يجد ان من أثبت ايمان فرعون قد زلت قدمه في فهم الشيخ األكبر الن مراده ليس
فرعون وانما فرعون النفس يقول “ :وانما مراده [ الشيخ ابن العربي ] اسالم فرعون
َّللا في النار وهذا
النفس بدليل ما ذكر ( الباب 62من الفتوحات ) . . .وقسم آخر ابقاهم ّ
القسم هم أهل النار ال يخرجون منها فذكر منهم فرعون وأمثاله ممن ادعى الربوبية
لنفسه . . .وقد أشار إلى كفره في كتابه عنقاء مغرب وفي شرح ترجمان األشواق وفي
تاج التراجم وقال في كتاب االسفار له مشيرا لذلك . . .فكل ذلك يدل على أنه انما أراد
بفرعون النفس “ . . .ج 1ص . 256
-نجد في نفح الطيب تأليف احمد المقري المغربي مطبوعات دار المأمون ،مطبعة
عيسى البابي الحلبي ج 7ص 116هذه األبيات للشيخ بن العربي .قلبي قطبي ،وقالبي
اجفاني * سرى خضري ،وعينه عرفاني .
روحي هارون وكليمي موسى * نفسي فرعون والهوى هاماني.
138
“ “ 139
-بحث عن ايمان فرعون وما قاله الشيخ األكبر راجع كتاب “ الزواجر عن اقتراف
الكبائر “ البن حجر الهيتمي ص 27ج 1طبع مطبعة مصطفى محمد سنة 1356ه .
َّللا
وحيث يجد ان ايمان فرعون باطل ويورد حديثا عن ابن عدي والطبراني انه صلى ّ
َّللا يحي بن زكريا في بطن أمه مؤمنا ،وخلق فرعون في بطن عليه وسلم قال :خلق ّ
ا ّمه كافرا .وان ايمانه ايمان بأس ال ينفع .كما يتعرض لتفاسير الصوفية ويشير إلى
اقدمية فكره ان االيمان ينتفع به ولو عند معاينة العذاب ويرجعه إلى القاضي عبد الصمد
الحنفي .
-التأييد والعون للقائلين بايمان فرعون .انتصر فيها للشيخ بن العربي .لمحمد ابن عبد
الرسول البرزنجي ت 1103ه .منه نسخة بالظاهرية رقم 112عام مقابلة على نسخة
المؤلف .
) ( 4ويربط الشيخ ابن العربي كذلك االيمان باالسالم جاعال إياه تصديقا خاصا .
يقول “ :االيمان هو التصديق وجملته قول وعمل ونية وما وافق السنّة يزيد وينقص
ويقوى ويضعف ،الن العالم أقوى والجاهل أضعف ذلك بعلمه وهذا بجهله .أول منازل
باّلل ومالئكته َّللا تصديقا ّ َّللا محمد رسول ّ القربة من االيمان قول اللسان :ال اله اال ّ
وكتبه ورسله والبعث والنشور .
وعمل بالجوارح أقام الصالة وإيتاء الزكاة وإقامة االحكام .والنية :اخالص العمل ّّلل
َّللا ( “ . . .تذكرة الخواص ص ) . 51 وهو نهوض القلب بعقله ومعرفته إلى ّ
) ( 5االيمان بالحق هو الغالب في اآليات القرآنية مما ال يسمح باإلشارة إلى آية بعينها .
َّللا يَ ْكفُ ُرونَ “( 29 / 67 ) . ) ( 6إشارة إلى اآلية ”:أ َ فَ ِّب ْال ِّ
باط ِّل يُؤْ ِّمنُونَ َو ِّب ِّن ْع َم ِّة َّ ِّ
) ( 7وهذا غالب على تسمية الكافر في القرآن .
س َك بِّ ْالعُ ْر َوةِّ “( 2 ت َويُؤْ ِّم ْن بِّ َّ ِّ
اّلل فَقَ ِّد ا ْست َ ْم َ غو ِّ ) ( 8إشارة إلى اآلية ”:فَ َم ْن يَ ْكفُ ْر بِّ َّ
الطا ُ
/ 256 ) .
غي َْر ُم ْش ِّر ِّكينَ ِّب ِّه “( 22 / 31 ) . ) ( 9إشارة إلى اآلية” ُحنَفا َء ِّ َّ ِّ
ّلل َ
َّللا بينما العارف ) ( 10انظر الفرق بين المؤمن والعارف وكيف ان المؤمن ينظر بنور ّ
باّلل عز وجل الخ . . .اللمع للطوسي ص ص - 64 63تحقيق عبد الحليم محمود ينظر ّ
. 1960
باّلل وليس االيمان عامة ألنه يوصل إلى ) ( 11ان االيمان هنا المقصود به االيمان ّ
االمن .راجع المعنى التالي .
) ( 12انظر درجات االيمان الثالث عند الشيخ ابن العربي في “ كتاب تحرير البيان
في تقرير شعب االيمان “ مخطوط السيد مطيع الحافظ ص ص 9 - 8حيث يصل
السالك من المرتبة الثالثة التي هي األخيرة إلى االحسان .
كما يقسم االيمان إلى خمسة أقسام في الفتوحات : 117 / 1ايمان تقليد ،ايمان علم ،
ايمان عين ،ايمان حق ،ايمان حقيقة . . .اما الحكيم الترمذي ففي كتابه تحصيل نظائر
القرآن يرى أن االيمان له ،مرادفات في القرآن :
التصديق والتوحيد يراجع :كتاب الترمذي المذكور ص ص 125 - 124
Exegese Coranique P 151. - - - - -،
139
“ “ 140
) ( 13راجع كلمة مؤمن .
) ( 14ان االيمان مكانه القلب عند الشيخ األكبر في مقابل االسالم الذي محله
الصدر .وهذه التفرقة :قرآنية .فالقرآن ربط االيمان بالقلب واالسالم بالصدر .
والكالم نفسه يطالعنا عند سهل التستري في كتابه “ تفسير القرآن العظيم “ طبع البابي
الحلبي ص 24حيث يقول :
“ وموضع االيمان با ّّلل تعالى القلب وموضع االسالم الصدر . . . “ .
كما نجد التخصيص نفسه عند الحكيم الترمذي في كتابه “ بيان الفرق بين الصدر
والقلب والفؤاد واللب “ تحقيق نقوال هير نشر البابي الحلبي 1958ص ص - 41
44وص ص . 54 - 53
) ( 15راجع “ كمال “ .
) ( 16ويظهر ذلك من خالل هذا البيت ”:لقد صار قلبي قابال كل صورة * فمرعى
لغزالن ودير لرهبان “ . . .هنا يشير الشيخ ابن العربي إلى وصول القلب عنده إلى
مرتبة كماله ،الن كمال القلب هو في رجوعه إلى حالة االستعداد التي أشرنا إليها .
وعندما يصل إلى هذا الكمال يقبل كل صورة .
وبخصوص تكلمة األبيات وشرحها راجع كلمة “ دين “ ووحدة األديان .
) ( 17تظهر هذه الجملة كيف ان االيمان عند الشيخ ابن العربي هو استعداد
للتصديق وتصديق بالقوة ،أكثر مما هو تصديق بالفعل لموضوع محدد .فااليمان ذلك
النور القابل لكل ما يرد من جانب الحق .
) ( 18لقد درج السالكون على التمييز والفصل بين االسالم وااليمان واالحسان ،
يستندون في ذلك إلى الحديث الشريف .فقد اعتبروا ان االسالم هو المرتبة األولى ،
يرتقي منها إلى االيمان ،وعندما يحصل الشهود والكشف يرتقي إلى رتبة االحسان ،
ولكن هناك فيصال دقيقا هو ان السالك بارتقائه إلى المرتبة االعلى ال تفارقه األدنى ،
فااليمان ال يذهبه العيان ،انه موجود قبل العيان وبعده ،وهذا ما يشير اليه الشيخ ابن
العربي في قوله “ واخيت بين االيمان والعيان “ ويظهر من خالل هذا النص الذي
سنورده ان تقسيم الحديث إلى اسالم وايمان واحسان موجود عند الشيخ ابن العربي
يقول “ :فاالسالم عمل وااليمان تصديق واالحسان رؤية أو كالرؤية .فمن جمع هذه
النعوت . . .عم تجلي الحق له في كل صورة ( “ . . .ف . ) 73 / 4
ولكن كلمة “ جمع “ تظهر بوضوح ما ذهبنا اليه من أنه من يرتقي إلى مرتبة أعلى ال
تفارقه األدنى .واال كان الشيخ ابن العربي استعمل كلمة “ وصل “ إلى االحسان ،
بدال من “ جمع هذه النعوت “ اي جمع النعوت الثالثة .كما يراجع فهرس األحاديث
حديث رقم : ( 14 ) .
) ( 19ان المؤمن يأخذ هنا مقام الواصل إلى الحق من حيث إنه لم يعد “ مترددا “ في
طلبه كما سيرد بذلك النص .
140
“ “ 141
141
“ “ 142
142
“ “ 143
- 61األنثى
المترادفات :حواء - 1لوح .
في اللغة :
“ وأما الهمزة والنون والثاء فقال الخليل وغيره :األنثى خالف الذكر ،ويقال سيف
[ أنيث ] الحديد ،إذا كانت حديدته أنثى . . . “ 2
( معجم مقاييس اللغة مادة “ انث “ ) .
في القرآن :
انحصر مضمون األنثى في القرآن بالمعنى اللغوي السابق ”.يا أَيُّ َها النَّ ُ
اس ِّإنَّا َخلَ ْقنا ُك ْم
ِّم ْن ذَ َك ٍر َوأ ُ ْنثى َو َجعَ ْلنا ُك ْم ُ
شعُوبا ً“. ( 49 / 13 ) .
فالحقيقة االنسانية 3واحدة ،تطلق بكافة مقتضياتها واحكامها على الذكر واألنثى ،فال
يفترقان اال عند االنتاج كما سنرى في المضمون الثاني .
143
“ “ 144
“ واما كون كل انسان خليفة فمن وجه قوله عليه السالم “ :كلكم راع وكلكم مسؤول
عن رعيته “ 5وليس المخصوص بهذا الذكورية فقط ،فكل منا أيضا في صورة
الكامل من الرجال والنساء ،فان االنسانية تجمع الذكر واألنثى ،والذكورية واألنوثة
فيها عرضان ليستا من حقائق االنسانية ،وان كانت تنشأ عنها حقائق أخرى من حقائق
النتاج . . . “ .
(االنسان الكلي ص 2ب مخطوط الظاهرية رقم . ) 4865
“ حواء خلقت من آدم ،فلها حكمان :حكم الذكورة باألصل وحكم األنوثة بالعارض
“ ( ف . ) 84 / 4
****
عندما ينظر الشيخ ابن العربي إلى المرأة كحقيقة منفردة متميزة رغم صدورها عن
الحقيقة االنسانية ،تتحول إلى صفات خاصة يؤلف مجموعها :المرأة أو األنثى .
فاألنثى أو حواء هي صفة أو محل االنفعال والتكوين في مقابل صفة الفعل ( الرجل -
آدم ) -وهي مرتبة التفصيل في مقابل مرتبة الجمع ( الرجل -آدم ) .
وهكذا تتحول المرأة إلى مرتبة من تحقق بصفاتها صار أنثى ولو كان رجال . 6
ولما كانت المرأة كما ذكرت عين ضلع الرجل 7فما كان محل تكوين ما كون فيها اال
نفسه ،فما ظهر عنه مثله اال في عينه ونفسه “ ( ف . ) 505 / 3
“ منزلة حواء من آدم وهي محل التناسل وظهور أعيان األبناء “ ( ف . ) 88 / 3
“ النساء فإنهن محال االنفعال والتكوين لظهور أعيان األمثال في كل نوع . . . 8
“ ( ف . ) 454 / 4
“ فان المرأة من الرجل بمنزلة الطبيعة من االمر اإللهي -ألن المرأة محل وجود
أعيان األبناء ،كما أن الطبيعة لالمر اإللهي محمل ظهور أعيان األجسام فيها
144
“ “ 145
تكونت وعنها ظهرت ،فأمر بال طبيعة ال يكون ،وطبيعة بال أمر ال تكون فالكون
متوقف على االمرين . . .فمن عرف مرتبة الطبيعة عرف مرتبة المرأة ( “ 9ف 3
. ) 90 /
) “ ( 2فالتذكير في األصل وهو آدم . . .والتأنيث في الفرع وهو حواء . . .وقد
أشبعنا القول في هذا الفصل في كتاب الجمع والتفصيل 10الذي صنفناه في معرفة
اسرار التنزيل .
فآدم لجميع الصفات وحواء لتفريق الذوات إذ هي محل الفعل والبذر “ ( .ف / 1
. ) 65
َّللا ما في الكون من رجل
) ” ( 3انا إناث لما فينا يولده * فلنحمد ّ
ان الرجال الذين العرف عينهم * هم اإلناث وهم نفسي وهم املي (“ .ف / 4
. ) 445
نالحظ في النص األخير ،ان األنثى تتحول إلى مرتبة الخلق المنفعل ،في مقابل
مرتبة الحق الفاعل .
اما من الناحية االنطولوجية ،فالمرأة هي النفس الكلية ،ومن حيث كونها النفس الكلية
فهي أول النفوس ،وكل أول يسري 11في كل ما يتكون بعده ،فالمرأة هي األنوثة
السارية في العالم ،اي النفس الكلية السارية في النفوس الجزئية والظاهرة صفاتها
بوضوح في النساء -ومن حيث إن المرأة هي النفس الكلية اذن هي اللوح المحفوظ
الذي يمده القلم االعلى ( آدم -الرجل ) .
145
“ “ 146
) ( 1حواء في أصلها العبري تفيد معنى الحياة .انظر Ency - Britannica ,
Art : Adam.
) ( 2اي اللينة ويقابله السيف الذكير ،وهو الصلب الحديد .
) ( 3راجع “ انسان “
) ( 4انظر فهرس األحاديث حديث رقم ( 16 ) .
اما اآلية القرآنية التي تشير إلى أن للرجال على النساء درجة .فانظر كيف يفسر
الشيخ ابن العربي هذه الدرجة في الفتوحات الجزء الثالث ص 87وهذا الشرح
مهم .
) ( 5راجع فهرس األحاديث حديث رقم : ( 10 ) .
) ( 6يراجع بخصوص المرأة والرجل عند الشيخ ابن العربي :
َّللا عليه وسلم ،
-الفص المحمدي .حيث يتكلم على تحبيب النساء للرسول صلى ّ
وكيف ان شهود الرجل الحق في المرأة أتم وأكمل الشهود ،وذلك ألنه يشاهد الحق من
حيث هو فاعل منفعل ( .الفصوص ج 1ص .) 220 - 214
-ترجمان األشواق -المقدمة ص ص 14 - 7ط دار صادر .حيث تتحول المرأة إلى
رمز يعبر من جمالها المقيد إلى الجمال المطلق األصل ،
وقلما اعطى صوفي المرأة المكانة التي أعطاها إياها الشيخ ابن العربي :
يشهد الحق فيها ،ويعبر إلى الحق منها .وهذا ليس غريبا على نظرية تقول بوحدة
الوجود فما ثمة اال الذات وأسماؤها وصفاتها وتجلياتها .وفي التجلي نشهد الحق ،
ومنه نعبر إلى الحق .
-مجلة “ الهالل “ سنة 1947عدد يوليو مقال بعنوان “ عذراء في حياة صوفي “ .
أبو العال عفيفي .حيث يتكلم على “ نظام “ في حياة الشيخ ابن العربي وبحلل نظرته
إلى محبوبته وعالقته بها في كتابه ترجمان األشواق فلتراجع .
-الفتوحات ج 3ص ص . 90 - 87
-كتاب األلف ط .حيدراباد ص ص . 9 - 8
-منزل القطب ط .حيدراباد ص . 13
) ( 7هل المرأة خلقت من ضلع الرجل ؟ وما رأي القرآن والحديث في هذا الموضوع
؟ ان القرآن ال يشير إلى خلق المرأة من ضلع الرجل ،بل األكثر من ذلك كلمة “ ضلع
“ لم ترد أساسا في القرآن وكل ما يبينه القرآن في خلق المرأة اضافتها إلى النفس
الواحدة التي هي آدم .ورد في التنزيل ُ ”:ه َو الَّذِّي َخلَقَ ُك ْم ِّم ْن نَ ْف ٍس ِّ
واح َد ٍة َو َجعَ َل ِّم ْنها
واح َدةٍ “( / 28 ) .” 31 زَ ْو َجها “( / 189 ) .” 7ما خ َْلقُ ُك ْم َوال بَ ْعث ُ ُك ْم إِّ َّال َكنَ ْف ٍس ِّ
واح َدةٍ ث ُ َّم َجعَ َل ِّم ْنها زَ ْو َجها “( 39 / 6 ) . َخلَقَ ُك ْم ِّم ْن نَ ْف ٍس ِّ
اما الحديث الشريف ،فقد أورد البخاري عدة أحاديث حول تشبيه المرأة بالضلع دون
اضافتها إلى آدم أو الرجل يقول :
146
“ “ 147
147
“ “ 148
خالقة ،من أن يدخل هذه الكلمة في بوتقة أعماقه ويعيدها إلى الفكر الصوفي بثوب ّ
جديد شخصي .
مرت هذه الكلمة بعدة مراحل في فكر الحاتمي وسنحاول ان نتابعها اذن ،لقد ّ
بالترتيب :
لقد غلّط الشيخ األكبر جماعة المتصوفة في تعريفاتهم لالنس ، 3وانساق مع نفيه
باّلل “ جملة واحدة .ولكنه نفي آني سيستبدل به فيلتعريفاتهم إلى نفي “ االنس ّ
المرحلة الثانية ،كما سنرى انسا آخر جديدا .
يقول :
“ . . .ان االنس عند القوم :ما تقع به المباسطة من الحق للعبد . . .واالنس :حال
باّلل
القلب من تجلي الجمال . . .وهو غلط من جملة ما غلطوا فيه . . . 4ولالنس ّ
عالمة عند صاحبه 5فإنه موضع يغلط فيه كثير من أهل الطريق فيجدون أنسا في
باّلل فعندنا وعند
باّلل ،فإذا فقد ذلك الحال فقد االنس ّ
حال . . .فيتخيل ان ذلك أنس ّ
باّلل إذا وقع لم يزل موجودا
باّلل ،الن االنس ّ
الجماعة ان انسه كان بذلك الحال ال ّ
عنده في كل حال ( . . . “ 6فتوحات . )541 – 540 / 2
َّللا ] انك [ العقاب -العقل األول ] في ارض غربة ،وان كنت مني في “ فقال له [ ّ
محل القربة ،فاني لست من جنسك فال بد من استيحاش نفسك ،وفيك قرة عين
فاظهرها في العين فتأنس بمجاورتها فان االنس بي محال “ . 7
(رسالة االتحاد الكوني في حضرة االشهاد العيني ق 144أ ) .
باّلل عقال ، 8حجته في ذلك ان االنس وهكذا ينساق الشيخ ابن العربي إلى نفي االنس ّ
َّللا واالنسان .ولكنه .ال يستمر في نفيه ، يفترض المجانسة ،وهذا محال بين ّ
َّللا واالنسان ،تبقى الفلسفات القائلة بالمناسبة .
ألنه :ان كانت المجانسة مستحيلة بين ّ
وغير خفي ان الشيخ ابن العربي يذهب مذهب هذه الفلسفات . 9
يقول :
باّلل .
“ وحقيقة االنس انما تكون بالمناسب ،فمن يقول بالمناسبة يقول باالنس ّ
باّلل وال وحشة منه “ ( فتوحات / 2 ومن يقول بارتفاع المناسبة يقول ال انس ّ
. ) 541
باّلل :مقبول عقال ،من حيث اسم من أسمائه الحسنى ،وليس من حيث
اذن ،االنس ّ
االسم الجامع .10
148
“ “ 149
باّلل “ وحصره “ باسم من األسماء اإللهية “ ،نجده هنا بعد ما نفى الحاتمي االنس “ ّ
بوحي من وحدته الوجودية ،ينظر إلى كل ظاهر بعينه الموحدة التي ال ترى فيه اال
مجلى لذاك األصل ،وصورة من صور تجليه ،بحيث يكون “ :كل موجود هو مجلى
َّللا تصبح هنا “ كل مأنوس به هو ذلك المجلى “ . من مجالي ّ
باّلل ،ألنه انس بصورة من صور اذن ،كل انس بأي شيء هو في الواقع انس ّ
تجليه .
يقول :
باّلل ألنه
باّلل ،ولكن بعضه ال يشعر ان االنس الذي هو عليه هو ّ “ فالعالم كله ذو انس ّ
ال بد ان يجد انسا بأمر ما بطريق الدوام ،أو بطريق االنتقال بأنس يجده بأمر آخر
باّلل .وان كان ال يعلم .والذي ينظر َّللا في األكوان حكم ،فانسه لم يكن ّ وليس لغير ّ
فيه انه انس به فذلك صورة من صور تجليه ،ولكن قد يعرف وقد ينكر فيستوحش
باّلل وال
العبد من عين ما انس به وهو ال يشعر الختالف الصور ،فما فقد أحد االنس ّ
َّللا ( “ . . .فتوحات . ) 541 / 2 استوحش أحد اال من ّ
..........................................................................................
) ( 1يشبه مضمون الفعل الفرنسي ” “Apprivoiserكما يؤكده سانت اكسبري في
قصته الشهيرة “ األمير الصغير “ .
) ( 2راجع شرح اآلية في لطائف اإلشارات للقشيري ج 4ص . 277دار الكاتب
العربي .
القاهرة .تحقيق إبراهيم بسيوني .
) ( 3أشار متصوفة القرون السابقة للشيخ ابن العربي إلى االنس بالعبارات التالية :
-ذو النون المصري “ :أدنى منازل االنس ،ان يلقي في النار ،فال يغيب همه عن
مأموله “ ( التعرف .ص ( ) 127طبقات الصوفية -السلمي .ص 23 ) .
َّللا “ ( طبقات األولياء ص . ) 219 باّلل من صفاء القلب مع ّ “ االنس ّ
َّللا وحده ،
-السري “ خمسة أشياء ال يسكن في القلب معها غيرها :الخوف من ّ
باّلل وحده “ ( طبقات الصوفية ص . ) 54 واالنس ّ
149
“ “ 150
َّللا إلى مقام انسه “ ( طبقات األولياء ص “ من صبر على مخالفة نفسه أوصله ّ
. ) 236
-يحي بن معاذ :
باّلل استوحش باّلل .ومن انس ّ “ إذا أحب القلب الخلوة أوصله حب الخلوة إلى االنس ّ
من غيره “ ( طبقات األولياء ،ص . ) 323
-الجنيد “ االنس :ارتفاع الحشمة مع وجود الهيبة “ ( التعرف ص . ) 126
-رويم “ االنس ان تستوحش مما سوى محبوبك “ ( طبقات الصوفية . ) 184
-سئل الشبلي عن االنس فقال “ :وحشتك منك ومن نفسك ومن الكون “
( اللمع ص . ) 97
كما قال أيضا “ :هو وحشتك منه “ ( التعرف ص . ) 127
باّلل ان تستوحش من الخلق ،اال من أهل والية -علي بن سهل األصبهاني “ االنس ّ
َّللا “ ( .طبقات الصوفية .ص . ) 235 ّ
-أبو العباس بن عطاء األدمي “ . . .ومن تأدب بآداب األنبياء فإنه يصلح لبساط
االنس واالنبساط “ ( طبقات الصوفية -ص . ) 270
-سئل أبو حمزة الخراساني عن االنس فقال “ :ضيق الصدر عن معاشرة الخلق
“ ( طبقات الصوفية ص . ) 326
-اما الحالج وقد سئل عن االنس فقال “ :هو فرح القلوب بالمحبوب ،وقال أيضا :
االنس انبساط المحب إلى المحبوب ومعناه ما قال إبراهيم عليه السالم ”:أ َ ِّرنِّي َكي َ
ْف
ت ُ ْحي ِّ ْال َم ْوتى “( ) 262 / 2وقول موسى عليه السالم ”:أ َ ِّرنِّي أ َ ْن ُ
ظ ْر ِّإلَي َْك “[ / 7
] 140وقال :االنس ان يستأنس باألركان فيغيب عن رؤية األعيان “ ( حكاية عن
الكرماني L . Tماسينيون .ص . )98 - 99
لقد أوردنا هذه اآلراء على كثرتها بقصد بيان ان أقطاب الصوفية قد وضعت االنس
باّلل في مقابل االنس بالناس .وجعلت بين هذين الحدين عالقة جدلية حيّة :بقدر ما ّ
باّلل .فهما ضدان يقتسمان القلب . . . يخلو القلب من االنس بالناس يدخل فيه االنس ّ
يتجاوران . . .
يتداخالن بشكل جدلي .
150
“ “ 151
يخفى ان هذا الخطاب رغم توجهه إلى شخص معين يخاطب الجنس البشري بأكمله ،
كحقيقة انسانية مباينة للحقيقة اإللهية ،ممثال في “ العقل األول “ من حيث إنه أحد
وجوه “ االنسان الكامل “ .انظر “ العقل األول “ “ االنسان الكامل “ .
باّلل نفيا عقليا منطقيا .يجدر مقارنته بنفي) ( 8ان نفي الشيخ ابن العربي لالنس ّ
َّللا يربو باهل الوجود عنه ( النص في االنس الذي يراه أبو سعيد الخراز حاال مع ّ
الرسالة القشيرية ص ) 34 - 33ونلمح إلى نقارب كالم الخراز من جواب أبي يزيد
المشهور حين سئل :كيف أصبحت .
قال :ال صبح لي . . .
) ( 9كيف ال يقول بالمناسبة ،من يرى االنسان نسخة من جميع الحقائق اإللهية
والكونية يقابلهما بذاته .انظر “ نسخة “ “ صورة “ .
كما يراجع الرسالة التي اعددناها عن القونوي والتي قدمت إلى معهد اآلداب الشرقية
في جامعة القديس يوسف في بيروت ص ص . 82 - 80عنوان الفقرة “ ظروف
الوصول ،وأهمية المناسبة في فلسفة القونوي . . . “ .
باّلل في كتاباته .بل نجده
) ( 10ال يتابع الشيخ ابن العربي ما يقرره من نفي االنس ّ
ينساق بعفوية مع تعبيرات الصوفية السابقين في استعمالهم لالنس .أو ينسجم مع
نظريته في وحدة الوجود التي تصبغ االنس بصبغتها كما سنرى في المرحلة الثالثة .
باّلل .
وسنورد نصين يقرر فيهما الشيخ األكبر االنس ّ
َّللا عنهم ،من اسمه “ الرحمن “ فآثروا [ رجال من أهل الورع ] العزلة . . .فنفّس ّ
“ بوجوه مختلفة من االنس به ،وأعطاهم ذلك “ نفس الرحمن “ فاسمعهم أذكار
األحجار . . .
ومناطق الطير وتسبيح كل أمة من المخلوقات . . .فانس بهم من وحشته وعاد في
جماعة وخلق “ ( .فتوحات .السفر الرابع فقرة . ) 310
باّلل في باطنه ،وتجليات دائمة َّللا ] من ينفّس الرحمن عنه بأنس ّ“ ومنهم [ رجال ّ
معنويات .
باّلل ،وأنس جديد .ومنهم ينفس فال يزال في كل نفس ،صاحب علم مجال جديد ّ
الرحمن عنه ذلك الضيق بمشاهدة عالم الخيال ( “ . . .فتوحات السفر الرابع فقرة
. ) 318 - 317
راجع “ نفس الرحمن “ وخاصة في تعلقه بالتنفيس و “ عماء “
يعرف االنس بعبارات تشابه في روحها تصوف من قبله . كما أنه في اصطالحاته ّ
يقول :
“ االنس :اثر مشاهدة جمال الحضرة اإللهية في القلب وهو جمال الجالل
“ ( االصطالحات ص . ) 287
***
– 63اإلنسان
في اللغة :
“ الهمزة والنون والسين أصل واحد ،وهو ظهور الشيء ،وكل شيء خالف
151
“ “ 152
طريقة التوحش قالوا :االنس خالف الجن ،وسموا لظهورهم .يقال آنست الشيء إذا
رأيته ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ انس “ ) .
ويرى الشيخ ابن العربي ان سبب تسمية االنسان هذا االسم ألنه انس الرتبة الكمالية .
اذن ربط بين األنس واالنسان .وهذا سيظهر من خالل النصوص اآلتية .
في القرآن :
َّللا على نشأتين له ، هو مخلوق تكلم ّ
أحدهما :الصلصال والطين
والثانية :النطفة .
وهو في كال الحالين في أحسن تقويم [ ] 4 / 95ابرز صفاته في القرآن :
هلوعا ،كفورا ،ظلوما ،جهوال ،ضعيفا ،يؤوسا .
ون “( . ) 26 / 15 ص ْلصا ٍل ِّم ْن َح َمإٍ َم ْسنُ ٍ اإل ْنسانَ ِّم ْن َ ( أ ) قال تعالى َ ”:ولَقَ ْد َخلَ ْقنَا ْ ِّ
ين “( 23 / 12 ) . ساللَ ٍة ِّم ْن ِّط ٍ اإل ْنسانَ ِّم ْن ُ قال تعالى َ ”:ولَقَ ْد َخلَ ْقنَا ْ ِّ
شاج 1نَ ْبت َ ِّلي ِّه “ ( . ) 2 / 76 طفَ ٍة أ َ ْم ٍ اإل ْنسانَ ِّم ْن نُ ْ ( ب ) قال تعالى ِّ ”:إنَّا َخلَ ْقنَا ْ ِّ
ق “( 96 / 2 ) . علَ ٍ اإل ْنسانَ ِّم ْن َ قال تعالى َ ”:خلَقَ ْ ِّ
اإل ْنسانَ ُخ ِّلقَ َهلُوعا ً“( 70 / 19 ) . ( ج ) قال تعالى ”:إِّ َّن ْ ِّ
سان ما أ َ ْكفَ َرهُ “( . ) 17 / 80 اإل ْن ُ قال تعالى " :قُتِّ َل ْ ِّ
وال “( . ) 72 / 33 ظلُوما ً َج ُه ً سان ِّإنَّهُ كانَ َ اإل ْن ُ قال تعالى َ ”:و َح َملَ َها ْ ِّ
ض ِّعيفا ً “( . ) 28 / 4 سان َاإل ْن ُ قال تعالى َ ”:و ُخ ِّلقَ ْ ِّ
ُس “( . ) 9 / 11 اإل ْنسانَ ِّمنَّا َر ْح َمةً ث ُ َّم نَزَ عْناها ِّم ْنهُ ِّإنَّهُ لَيَؤ ٌ قال تعالى َ ”:ولَ ِّئ ْن أَذَ ْقنَا ْ ِّ
عند الشيخ ابن العربي :
*االنسان من جهة اطالق اللفظ :
ان المرتبة االنسانية واحدة ال غير ، 2تتحقق في “ االنسان الكامل “ الذي يسميه
الشيخ ابن العربي “ انسانا “ وما عداه يطلق عليه اسم انسان لتشابهه مع االنسان
الكامل في شكل أو صفة .
) ( 1التشابه في الشكل :كل فرد من افراد الجنس البشري يسمى انسانا ،
152
“ “ 153
سواء تحقق بالمرتبة االنسانية أو لم يتحقق .ولكن تعميم التسمية بهذا الشكل غير جائز
الن منطلقه الشبه الصوري بين افراد الجنس البشري ليس اال .فاالنسان الكامل
واالنسان الحيوان يطلق عليهما نظر التشابه في الشكل لفظ “ انسان “ .
) ( 2التشابه في صفة :يطلق الشيخ ابن العربي لفظ االنسان على ثالث مراتب
وجودية مختلفة :مرتبة االنسانية أو االنسان الكامل -العالم أو االنسان الكبير -القرآن
أو االنسان الكلي .وهذا ما سنبحثه في ثالثة مصطلحات تتفرع عن كلمة انسان وهي :
االنسان الكامل -االنسان الكبير -االنسان الكلي ( فلتراجع ) .
153
“ “ 154
يتضح من النص ان النطق ليس صفة خاصة باالنسان ،بل الكل حتى الجماد هو ناطق
عند أهل الكشف ،ويقدم الشيخ ابن العربي دليلين ،األول قرآني ( اآلية ) :
ي عاقل .والثاني من الحديث ش ْيءٍ إِّ َّال يُ َ
س ِّبّ ُح بِّ َح ْم ِّد ِّه ) وال يسبح اال ح ّ (وإِّ ْن ِّم ْن َ
َ
الشريف :حيث ورد ان المؤذن يشهد له مدى صوته من رطب ويابس 7؛ وال يشهد
ي عاقل . اال ح ّ
اذن ،التعريف االرسطي ال يتفق وشهود أهل الكشف ،فلننظر ماذا يقدمون ؟
154
“ “ 155
فالخليفة يظهر بصفات من استخلفه ،لذلك ليس كل فرد من افراد البشر خليفة وبالتالي
ليس انسانا حاز مرتبة االنسانية ،بل بقي حيوانا ،فهو انسان حيوان وليس انسانا
خليفة . 12
..........................................................................................
) ( 1لفتت هذه اآليات وأمثالها من اآليات المتعلقة بمظاهر طبيعية بما تحويه من
معطيات ال يسمح بتفسيرها اال العلم المعاصر ،نظر طبيب جراح فدرس العربية
والقرآن وبالتالي انكب على دراسة الكتب المنزلة لمقارنتها بالعلم الحديث للوصول من
خالل ذلك إلى اثبات منبعها اإللهي .ونجد في الصفحات التي سنرجع القراء إليها ،
تفسيرا كامال عن المراحل التي يمر بها االنسان قبل والدته في مقارنة حرفية بين
القرآن والعلم الحديث .
انظر :- La Bible le coran et la science . Maurice Bucaille .
) Ed . Seghers Paris 1976 PP .200 - 207( 2
155
“ “ 156
ي
- 64اإلنسان األزل ّ
االنسان األزلي -االنسان الكامل انظر “ االنسان الكامل ".
- 65انسان حيوان
االنسان الحيوان هو من افراد الجنس البشري ،جمع حقائق العالم فقط فكان صورة
العالم ،في مقابل االنسان الكامل الذي أضاف إلى مجموع حقائق العالم مجموع حقائق
الحق وكان على الصورتين [ صورة العالم وصورة الحق - ] 1وهو من جملة
الحيوان رتبته من االنسان الكامل رتبة خلق النسناس منه .
يقول :
“ ) ( 1االنسان الحيوان :خليفة االنسان الكامل .وهو الصورة الظاهرة التي بها جمع
حقائق العالم ،واالنسان الكامل هو الذي أضاف إلى جمعية حقائق العالم حقائق الحق
التي بها صحت له الخالفة “ ( ف . ) 437 / 3
“ . . .وان االنسان الكامل يخالف االنسان الحيوان في الحكم :فان االنسان الحيوان
يرزق رزق الحيوان وهو للكامل وزيادة ،فان للكامل رزقا الهيا 2ال يناله االنسان
الحيوان وهو :ما يتغذى به من علوم الفكر الذي ال يكون لالنسان الحيوان ،والكشف
والذوق والفكر الصحيح ( “ . . .ف . ) / 357 3
“ أكمل نشأة ظهرت في الموجودات االنسان عند الجميع ،ألن االنسان الكامل وجد
على الصورة ال االنسان الحيوان ( “ . . .ف . ) 163 / 1
“ وباالنسانية والخالفة صحت له الصورة على الكمال ،وما كل انسان خليفة ،فان
االنسان الحيوان ليس بخليفة عندنا ،وليس المخصوص لها أيضا الذكورية فقط ،
فكالمنا اذن في صورة الكامل من الرجال والنساء “ ( . . .عقله المستوفز ص
. ) 46
156
“ “ 157
وما عدا هذا فهو االنسان الحيواني ،ورتبة االنسان الحيواني من االنسان الكامل رتبة
خلق النسناس من االنسان الحيواني ( “ . . .ف . ) 296 / 3
فرقنا
“ . . .فاالنسان الحيواني من جملة الحشرات فإذا كمل فهو :الخليفة . . .وانما ّ
بين االنسان الحيواني واالنسان الكامل الخليفة لقوله تعالى ”:يا أَيُّ َها ْ ِّ
اإل ْن ُ
سان ما غ ََّر َك
اك فَعَ َدلَ َك “فهذا كمال النشأة االنسانية العنصرية الطبيعية ِّب َر ِّبّ َك ْال َك ِّر ِّيم الَّذِّي َخلَقَ َك فَ َ
س َّو َ
ورةٍ ما شا َء َر َّكبَ َك “ 3ان شاء في صورة الكمال فيجعلك ص َي ِّ ُ ثم قال بعد ذلك ِّ ”:في أ َ ّ
خليفة عنه في العالم ،أو في صورة الحيوان فتكون من جملة الحيوان ،بفصلك المقوم
لذاتك الذي ال يكون اال لمن ينطلق عليه اسم االنسان “ ( ف . ) 297 / 3
تلوح اصالة الشيخ ابن العربي مدهشة في صدقها ؛ فهو يستقي من الفكر الذي سبقه
ولكن اصالته تأبى عليه اال ان يتحد بما يأخذه ،فتظهر الفكرة مرة ثانية من خالله
موسومة بأصابعه ،وليس اغترافه من الثقافات السابقة والمحيطة تهمة نحاول نفيها ،
وهل يولد المفكر في بدء الخليفة ؟ ! كال ،انه انسان مثقف يواكب عصره .
وقد استفاد الشيخ األكبر بكون االنسان نسخة أو صورة . . .من الفلسفات القديمة التي
دخلت الفكر العربي من خالل اخوان الصفاء ،ولكنه تخطى النبع الذي اخذ منه
بنقطتين :
- 1ال يستوي أبناء الجنس البشري جميعهم في االستفادة من مرتبة االنسانية اي من
الحقائق التي يجمعها االنسان في كونه لمجرد انهم من الجنس البشري ،فهو يميّز بين
انسان وانسان :فهناك االنسان الخليفة واالنسان الحيوان .
وهذا لم يرد في الفلسفات المتقدمة .بل كان كل انسان يتمتع بجميع الصفات التي تطلق
على مرتبته .
- 2ان االنسان في الفلسفات التي تتكلم على الصورة والنسخة ،جمع في كونه
الصغير كل حقائق العالم الكبير .اذن ،انه نسخة العالم أو صورة العالم أو مصغر
العالم .
اما الشيخ ابن العربي فيضيف إلى حقيقة االنسان الذي يستحق هذه المرتبة ،مجموع
الحقائق اإللهية .
فهو نسختان :نسخة األكوان ونسخة الحق .
وهذه اإلضافة جعلته في مرتبة برزخية بين الحق والعالم .
وهذا ال يتمتع به انسان الفلسفات القائلة بالنسخة والصورة .4
157
“ “ 158
..........................................................................................
) ( 1ان االنسان الكامل نسختان نسخة الحق ونسخة العالم .أو صورة الحق وصورة
العالم .
راجع “ نسخة “ “ صورة “ “ انسان كامل “ .
) ( 2راجع “ رزق “ .
) ( 3سورة االفطار رقم 82اآليات . 8 ، 7 ، 6
) ( 4راجع “ برزخ “ “ مختصر “ “ انسان كامل “ .
-كما يراجع Voc . tech . et critique de la Philosophie art .
“ microscome “ et “ macrocosme “ .-ومن يبغي االستزادة من موضوع
االنسان الحيوان واالنسان الخليفة عند الشيخ األكبر فليرجع إلى الفتوحات الجزء
الثالث ص 355وص 372وص . 409والجزء الرابع ص 56ص 112ص
364ص . 398
***
- 66اإلنسان الكامل
- 1بعض المصطلحات التي ترادف مفهوم االنسان الكامل في ماهيته أو طبيعته
الميتافيزيقية أو في دالالنه نفسها في التعبير عن التجربة الصوفية . 1
حقيقة الحقائق -الحق المخلوق به - 2فلك الحياة - 3أصل العالم -4أصل الجوهر
الفرد -الهيولي - 5المادة األولى - 6جنس األجناس - 7الحقيقة الكلية -الفلك
المحيط -العدل - 8كل شيء - 9الكتاب - 10المفيض 11 -مركز الدائرة - 12
العقل األول - 13القلم االعلى - 14العقاب -الدرة البيضاء -العرش المجيد - 15
االمام المبين - 16الروح الكلي - 17روح العالم -نور محمد -التعين األول -اللوح
َّللا - 20النسخة
َّللا -ظل ّ
َّللا - 19الخليفة -نائب عن ّ المحفوظ - 18عرش ّ
العظمى أو الجامعة أو الكاملة - 21الكلمة الجامعة - 22البيت االعلى - 23
المختصر الشريف - 24عين الجمع والوجود -الممد األول ( ) 9المعلم األول -
البرنامج الجامع -مرآة الحق والحقيقة -البرزخ -االنسان األزلي . 25
158
“ “ 159
تحتويه من صفات وحقائق ونسب ومفاهيم .
159
“ “ 160
ان أهم ما يميّز فلسفة الحاتمي تلك المكانة التي استوى عليها االنسان :
فالمطالع كتبه يشعر باالعتزاز من تدفق سيل الصفات العالية الرفيعة ،التي تميّز
الحقيقة االنسانية .ولكن رغم ان هذه النظريات المترابطة المتكاملة تنعش الكرامة
االنسانية اال انها تظل في مجملها في مرتبة وجودية مثالية ،اي تصف االنسان “ كما
يجب ان يكون “ ( قيمة كمالية ) ،ال االنسان “ كما هو “ من صميم واقعه االنساني ،
وربما اعترض الشيخ األكبر مشددا بان انسانه الكامل ليس نظرية تصف االنسان
“ كما يجب ان يكون “ .ولكنها واقع عاشه االنسان الكامل .
ال يسعنا هنا اال ان نوافقه الرأي ،ولكن هذه الموافقة ال تخفف من حدة النقد شيئا ،بل
توصلنا إلى االستنتاجين التاليين :
- 1ان “ االنسان الكامل “ ظاهرة فردية ال تنطبق على الواقع االنساني العام .
للا “ مقياسا للكمال االنساني ،بدل ان يستقرىء - 2لقد جعل الشيخ ابن العربي “ ّ
االنسان متخذا إياه القياس .
للا -خليفةللا -عرش ّولذلك تتوالى مصطلحاته المرادفة لالنسان الكامل :ظل ّ
للا . . .
ّ
ربما انتقد أحدهم تقديمنا هذه االستنتاجات على شرح مضمون االنسان الكامل عند
الشيخ األكبر .
ولكن حجتنا في هذا التقديم هو ان نبين بوضوح انه في قلب فلسفة تبحث االنسان
الكامل ،لم نصل إلى مفاهيم انسانية بالتعبيرات الفلسفية الحديثة .
ولذلك يجب ّاال ننتظر بحثا في “ االنسان “ بل بحثا في “ صورة الحق “ .
ولنعد إلى عبارة “ االنسان الكامل “ ،فهي مؤلفة من لفظين وقد سبق لنا ايضاح لفظة
انسان فلتراجع .
اما “ كامل “ فليس لها اي معنى خلقي على االطالق بل تفيد :
تمام الشمول للصفات كافة ،دون النظر إلى تصنيفها الخلقي من خير أو شر .
فللكمال هنا معنى وجودي -اي وجود جميع الصفات اإللهية والكونية أو
160
“ “ 161
قابلية وجودها في االنسان -وليس خلقيا ،اذن انسان كامل في وجوده .
وباّلل .
ّ - 2كمال المعرفة بالنفس
فاالنسان الكامل هو من أدرك في مرحلة من مراحل كشفه وحدته الذاتية بالحق ،
وباّلل .اذن انسان كامل في معرفته
ّ ووصل من تحققه هذا إلى كمال المعرفة بنفسه
. 34
وهكذا نجد ان للكمال معنى انطولوجيا وابستمولوجيا وليس خلقيا .
يجب ان ننبه هنا دفعا لكل التباس ،إلى أن المقصود باالنسان الكامل هو محمد صلى
َّللا عليه وسلم ،ولم يختلط على دارسي الشيخ ابن العربي عبارة أكثر من هذه ،الن ّ
الشيخ ابن العربي نفسه يستعملها أحيانا للكالم على الحقيقة المحمدية ،وأحيانا ليعبر
عن آدم أو عن الكامل من الرجال أمثال أبي يزيد وغيرهم ،اذن ،من هو االنسان
الكامل بين هؤالء ؟
وهل تعني هذه العبارة جنسا يضم في حناياه الكثير من االفراد ،أم هي اسم لحقيقة
واحدة متميزة ؟
اما فحوى هذا المصطلح فيحدده كالمنا السابق على معنى الكمال عند الشيخ األكبر
الن لكل كمال من الكمالين وظيفة .
) - ( 1إذا نظرنا إلى الكمال انطولوجيا ،اي بالمعنى األول للكمال عند الشيخ األكبر
،تتحدد وظيفة االنسان الكامل االنطولوجية بأنه :
االنسان الكامل :هو الحد الجامع الفاصل بين الحق والعالم 37 :
فهو يجمع من ناحية بين الصورتين : 38يظهر باألسماء اإللهية فيكون حقا ،ويظهر
بحقيقة االمكان فيكون خلقا وهو يفصل من ناحية أخرى بين وجهي الحقيقة فيمنع
161
“ “ 162
الخلق من عودة االندراج في الغيب الذي ظهر منه ،انه حد بين الظاهر والباطن يمنع
الظاهر من اندراجه في البطون - 39كما أن االنسان الكامل هو علة وجود العالم
والحافظ له . 40
“ فما صحت الخالفة اال لالنسان الكامل ،فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم
وصوره ،وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى ،ولذلك قال فيه “ كنت سمعه
وبصره “ ما قال كنت عينه واذنه :ففرق بين الصورتين “ ( فصوص . )55 / 1
“ في االنسان قوة كل موجود في العالم ،فله جميع المراتب ولهذا اختص وحده
بالصورة فجمع بين الحقائق اإللهية وهي األسماء وحقائق العالم . . .فكان االنسان
أكمل الموجودات . . .فكل ما سوى االنسان خلق ،اال االنسان فإنه خلق وحق .
فاالنسان الكامل هو على الحقيقة الحق المخلوق به ،اي المخلوق بسببه العالم . . .
“ ( ف . ) 396 / 2
“ ان االنسان الكامل ال يبقى له في الحضرة اإللهية اسم اال وهو حامل له “ ( كتاب
حلية االبدال .ط .حيدرآباد ص .) 9
162
“ “ 163
“ في خلقه على الصورة . . .االنسان الكامل ولهذا س ّمي كامال ،وانه روح العالم ،
والعالم المسخر له علوه وسفله ،وان االنسان الحيواني من جملة العالم المسخر
له ( “ . . .ف . ) 266 / 3
( ب ) “ فكأنه [ االنسان ] برزخ بين العالم والحق وجامع لخلق وحق وهو الخط
الفاصل ،بين الحضرة اإللهية والكونية كالخط الفاصل بين الظل والشمس وهذه
حقيقته ( “ . . .انشاء الدوائر -ص . ) 22
- 2وإذا أخذنا الكمال ابستمولوجيا ،اي بالمعنى الثاني عند الشيخ ابن العربي ،
تتحدد وظيفة االنسان الكامل االبستمولوجية بأنه :المشكاة التي يستمد من خاللها كل
عارف معرفته ،وكل عالم علمه ،حتى األنبياء .فهو الممد للهمم .
وكما هو برزخ بين الحق والخلق في الوجود كذلك هو برزخ بينهما في العلم والمعرفة
. 41
كلمة أخيرة :ال نستطيع ان نقول اننا أشبعنا البحث في االنسان الكامل عند الشيخ ابن
العربي ،الن فكرة االنسان الكامل لها عدة وجوه ستبحث كل منها في مكانها واال
وقعنا في ترداد ممل ،ولذلك نرجو القارئ ان يعود إلى المترادفات التي أثبتناها في
البداية ويرجع إلى أماكنها من المعجم هذا ألن أكثرها يدخل ضمن مصطلحاته .
..........................................................................................
) ( 1أكثر المصطلحات المترادفة التي سترد قد بحثت في هذا الكتاب بشكل مستقل ،
فلتراجع .
163
“ “ 164
) ( 2راجع “ الحق المخلوق به “ كما يراجع انشاء الدوائر ص ، 17و “ عقلة
المستوفز “ ص ، 51ومن اين استقى الشيخ ابن العربي فلسفته الصوفية .مجلة كلية
اآلداب -جامعة اإلسكندرية سنة 1933ص . 10
) ( 3راجع “ انشاء الدوائر “ ص - 17كما يراجع مجلة كلية اآلداب جامعة
اإلسكندرية سنة 1957مقال بعنوان “ أبو القاسم بن قسي “ وكتابه “ خلع النعلين
“ بقلم أبو العال عفيفي ص . 80
) ( 4يظهر العالم عن أصلين :أصل معقول وهو حقيقة الحقائق وأصل موجود وهو
َّللا .راجع “ انشاء الدوائر “ ص 17وص . 32ّ
) ( 5راجع “ انشاء الدوائر “ ص . 19
) ( 6ان عبارة “ المادة األولى “ لم يطلقها الشيخ ابن العربي على حقيقة الحقائق أو
االنسان الكامل .بل تبناها من الفكر الذي سبقه ،وان كان يفضل استبدال عبارة
“ الممد األول “ بها “ راجع “ انشاء الدوائر ص - 19والتدبيرات اإللهية ص . 122
) ( 7راجع “ انشاء الدوائر “ ص ( 8 ) . 19راجع “ عدل “ وف . 60 / 2
) ( 9راجع كالم الشيخ ابن العربي في ارجاعه هذه االلفاظ البن برجان كتاب
التدبيرات اإللهية ص 125وعقلة المستوفز ص . 52
) ( 10راجع “ التدبيرات اإللهية “ ص . 126
) ( 11انظر ارجاع الشيخ ابن العربي لهذا المصطلح ألبي مدين ،التدبيرات اإللهية
) ( 12انظر التدبيرات اإللهية ص . 128 ص . 126
) ( 15راجع عقلة المستوفز ص ، 52 ) ( 14 ) ( 13
) ( 16راجع كالم الشيخ ابن العربي في ارجاعه هذه االلفاظ البن برجان كتاب
التدبيرات اإللهية ص 125وعقلة المستوفز ص . 52
) ( 17راجع عقلة المستوفز ص ، 52
) ( 18راجع كالم الشيخ ابن العربي في ارجاعه هذه االلفاظ البن برجان كتاب
التدبيرات اإللهية ص 125وعقلة المستوفز ص . 52
َّللا “ وليس “ عرش الرحمن “ راجع كتاب “ التدبيرات ) ( 19ان االنسان “ عرش ّ
اإللهية “ ص - 123كما يراجع كتاب الجاللة ص 4ط .حيدرآباد وبلغة الغواص
) ( 20راجع كتاب الجاللة ص . 4 ص - 10
) ( 21راجع “ نسخة “ وكتاب عقلة المستوفز ص . 94 ، 51 ، 45 ، 42
) ( 22راجع “ كلمة “ كما يراجع عقلة المستوفز ص . 94
) ( 23راجع “ عقلة المستوفز “ ص ، 43
) ( 24راجع “ مختصر شريف “ وكتاب عقلة المستوفز ص ، 94
“ ) ( 25االنسان األزلي فنسب االنسان إلى األزل ،فاالنسان خفي فيه األزل فجهل
الن األزل ليس ظاهرا في ذاته ،وانما صح فيه األزل لوجه ما من وجوه وجوده . . .
جهة وجوده على صورته التي وجد عليها في عينه في العلم القديم األزلي المتعلق به
في حال ثبوته فهو موجود أزال ( “ . . .ف ) . 54 / 1
) ( 26نقول “ بعض “ المترادفات ألننا لم نحصها جميعا ،فاالحصاء العلمي الدقيق
لمترادفات هذا
164
“ “ 165
المصطلح يتطلب الكثير من الصفحات الن كل مترادف أشرنا اليه هو بحد ذاته باب
لمجموعة أخرى من المترادفات ،ولذلك نكتفي بما أوردنا على أن يبحث كل ما يمت
إلى االنسان الكامل في أماكن أخرى من هذا المعجم .
) ( 27المعلم األول إشارة إلى موقف آدم من المالئكة وال عالقة لها بارسطو ،
) ( 28من صوفية األندلس توفى بمراكش عام 537ه .
) ( 29أبو مدين شعيب بن الحسين األندلسي التلمساني الصوفي المشهور ،مدفنه
بتلمسان ت -سنة 594ه .له ترجمة طويلة في نفح الطيب : 136 - 144 7
والتشوف إلى رجال التصوف للنادلي ص . 325 - 316
) ( 30راجع هذا الباب من التدبيرات اإللهية .
) ( 31لقد تغلغلت فكرة “ االنسان الكامل “ في كل تراثنا الصوفي بعد الشيخ ابن
العربي ،فال يخلو تعريف من نفحته فلنلق نظرة على “ االنسان الكامل “ بعده :
“ -االنسان الكامل هو الجامع لجميع العوالم اإللهية والكونية الكلية والجزئية وهو
كتاب جامع للكتب اإللهية ،فمن حيث روحه وعقله كتاب عقلي مسمى بأم الكتاب ومن
حيث قلبه كتاب اللوح المحفوظ ومن حيث نفسه كتاب المحو واالثبات .فهو الصحف
المكرمة المرفوعة المطهرة ( “ . . .تعريفات الجرجاني ص . ) 39
نالحظ ان صاحب لطائف االعالم يرادف االنسان الكامل بالتعين الثاني وذلك أنه يميز
بين االنسان الكامل واالنسان األكمل على حين ان الشيخ ابن العربي يقتصر على
االنسان الكامل الذي يوازي األكمل هنا وبالتالي التعين األول .
“ -ومرتبة االنسان الكامل عبارة عن جمع جميع المراتب اإللهية والكونية من العقول
والنفوس الكلية والجزئية ومراتب الطبيعة إلى آخر تنزالت الوجود .ويسمى بالمرتبة
العمائية أيضا فهي مضاهية للمرتبة اإللهية وال فرق بينهما اال بالربوبية والمربوبية
َّللا “ .
لذلك صار خليفة ّ
( مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم .القيصري -ق 4ب) .
-األجوبة عن االنسان الكامل مخطوط الظاهرية رقم 6824من ، - 225215لم
يذكر المؤلف ولكن أجوبته عن أسئلة السائل فيها ،مقاطع كاملة من كتب الشيخ ابن
العربي انظر ص 223ب مثال .
-اما الجيلي فال نقتبس منه خالصة في هذا الموضوع ألنه يعتبر بحق فيما يتعلق
باالنسان
165
“ “ 166
الكامل ،الصورة الواضحة الكاملة التي بذرتها إشارات الشيخ األكبر ،وما على
القارئ اال ان يتصفح كتابه “ االنسان الكامل “ ليرى ثمار المتصوف األندلسي يانعة
طرية .
كما يراجع :
-كتاب “ االنسان الكامل في االسالم “ لعبد الرحمن بدوي .القاهرة 1950
وخصوصا الصفحات من 79إلى 112حيث يترجم مقاله لماسينيون عن االنسان
الكامل في االسالم .
-المرجع السابق نفسه ص ص ، 72 - 63حيث يبين هانز هينرش شيدر األصول
التاريخية التي استمد منها الشيخ ابن العربي نظرية االنسان الكامل ،ويؤكد على أن
الغنوص االسالمي الذي نشأ في بابل متكونا من عناصر مانوية وهلينية قد نقل إلى
إسبانية في عصر مبكر ووجد كماله عند الشيخ ابن العربي ،
ثم يشرح نظرية الشيخ ابن العربي في االنسان الكامل ويقارنها بموقف الحالج ويبين
تأثيرها في الشعر الفارسي والتركي .فليراجع .
-مجلة المشرق بيروت . 1958ص ، 155 - 129مقال األب ميشال الحايك
بعنوان “ االنسان الكامل وميزته النشورية في االسالم “ .
-نظريات االسالميين في الكلمة .أبو العال عفيفي .مجلة كلية اآلداب سنة - 1944
مايو العدد األول .
-في التصوف االسالمي وتاريخه .نيكلسون .ترجمة أبو العال عفيفي .القاهرة ص
ص - Louis Gardet . Etudes de philosophie et de 88 - 85
( mystique comparees ed . J . Vrin . PP : 217 - 218.حيث يقارن
آدم قبل الهبوط في المسيحية مع االنسان الكامل في التصوف االسالمي )
) ( 32ان الشيخ ابن العربي ،في رأي نيكلسون ،هو أول من استعمل عبارة
االنسان الكامل ،وان كان الدكتور كامل مصطفى الشيبي يرى أنه استقاها من رسائل
اخوان الصفاء ،وبالتحديد من العبارة التالية . . . “ :ولما رأيناك [ المقصود المريد
اإلسماعيلي ] بهذه الصفة وعرفناك بهذه المعرفة ،لم يحل لنا وال وسعنا في ديننا ان
نكتمك النصيحة وال نؤدي إليك األمانة لئال ترانا بين الخيانة وليصح عندك قول نبينا
الصادق الفاضل السيد الكامل :سافروا تغنموا “ .
راجع كتاب الصلة بين التصوف والتشيع -الدكتور كامل الشيبي الطبعة الثانية -دار
المعارف بمصر ص ص . 465 - 464
-ويرى هانز هينرش شيدر ان األصول اإليرانية القديمة وبخاصة الخطبة النعاسنية ،
هي التي تقدم اللفظ االصطالحي “ االنسان الكامل “ ألول مرة .انظر :االنسان
الكامل في االسالم .بدوي ص . 34
) ( 33راجع :
-مجلة كلية اآلداب المجلد الثاني الجزء األول 1934نظريات االسالميين في الكلمة
ألبي العال
166
“ “ 167
عفيفي ص ص ، 60 - 59حيث يبين تأثير الفلسفة الرواقية اليونانية في االنسان
الكامل عند الشيخ ابن العربي .
َّللا التستري .ج - 1دراسة وتحقيق الدكتور -من التراث الصوفي .لسهل بن عبد ّ
محمد جمال جعفر الطبعة األولى 1974دار المعارف بمصر ص ص 296 -
310 .حيث يبين الدكتور جعفر “ الحقيقة المحمدية “ عند التستري الذي تبنّى فكرة
سفيان الثوري ت 261ه في “ عمود النور “ .وأثبت أسبقية الوجود المحمدي على
الخليقة دون ان يصل بها إلى صراحة الحالج في نصه على أزلية النبي ،ثم ال يلبث
الدكتور جعفر ان يلمح إلى امكانية استفادة الشيخ ابن العربي من أقوال سهل عن
النور المحمدي ( ص . ) 304
-Exegeses Coranique p . 384حيث أورد األب نويا عبارة للنفري صاحب
المواقف فسرها التلمساني في ضوء فكرة االنسان الكامل .فلتراجع .
اما بخصوص األصول التاريخية لفكرة االنسان الكامل ،فيقول ماسينيون انها “ قد
بدت في تاريخ مذاهب االنسانية من عهد موغل في القدم .وكتب المتون في الدين
المقارن ،وقد جعلت نقطة ابتدائها من آساس سكونية ( استاتيكية ) آرية انما ترى فيه
خصوصا انه “ االنسان الكامل “ و “ الكيومرث “ عند المزدكية .و “ آدم قدمون “ في
كتب القبالة اليهودية ،و “ االنسان القديم “ عند المانوية المستعربة “ ( االنسان الكامل
في االسالم .
نشر بدوي الطبعة الثانية ايار 1976ص . ) 113
167
“ “ 168
“ ) ( 39إعلم ان مرتبة حقيقة االنسان الكامل هي باطن االسم الظاهر -وهو برزخ
بين الظاهر المطلق وبين الباطن المطلق . . .فالحضرة الكونية المسماة بالعالم هي
صورة االسم الظاهر والحضرة اإللهية هي مرتبة االسم الباطن ،وحضرة االنسان
الكامل هي مظهر االسم الجامع بين االسم الظاهر واالسم الباطن . . .فاالنسان الكامل
برزخ بين الحضرة اإللهية والكونية ( “ . . .األجوبة عن االنسان الكامل .مخطوط
الظاهرية رقم 6824ص 220أ )
-يظهر من هذه الوظيفة ان االنسان الكامل ليس كمثله شيء ،فهو فريد في نوعه ،
راجع ما كتبه األمير عبد القادر الجزائري في المواقف .موقف رقم 248فصل . 1
ْس َك ِّمثْ ِّل ِّه َ
ش ْي ٌء ،بأنه تعالى أثبت لجنابه مثال وهو االنسان حيث يفسر قوله تعالى :لَي َ
الكامل ،ونفى ان يماثل هذا المثل ( .دار اليقظة -الطبعة الثانية 1966ص - 569
. ) 570
) ( 40هذه الصفة لالنسان الكامل سترد عند الكالم على “ الماسك “ راجع “ ماسك
“.
) ( 41يقول التهانوي في الكشاف ج 1ص “ 77وقال الشيخ الكبير في كتاب
الفكوك [ الكتاب لصدر الدين القونوي ] ان االنسان الكامل الحقيقي هو البرزخ بين
الوجوب واالمكان والمرآة الجامعة بين صفات القدم واحكامه وبين صفات الحدثان ،
وهو الواسطة بين الحق والخلق وبه وبمرتبته يصل فيض الحق والمدد الذي سبب لقاء
ما سوى الحق إلى العالم كله علوا وسفال .
ولواله من حيث برزخيته التي ال تغاير الطرفين لم يقبل شيء من العالم المدد اإللهي
الوحداني لعدم المناسبة واالرتباط “ . . .
-يقول الجنيد :
“ الطرق كلها مسدودة على الخلق إال على من اقتفى اثر الرسول عليه الصالة
والسالم “ .
[أبو مدين الغوث -عبد الحليم محمود -كتاب الشعب القاهرة 1973ص 31هامش
رقم ] . 1
) ( 42راجع “ كلمة “ .
***
- 67انسان كبير
كما اعطى “ العالم “ اسمه لنسخته ، 1فكان االنسان :العالم الصغير .
تفرق في كونه جميع الحقائق المختصرة فيه ،فكان كذلك اعطى االنسان اسمه لمن ّ
العالم :االنسان الكبير .
اذن ،هناك ثنائيات لفظية أطلقها الشيخ ابن العربي مسبوقا في ذلك بتيار فكري بعيد
الجذور في الفلسفات القديمة 2للتعبير عن فكرة :االنسان صورة العالم .
فوجدت المصطلحات التالية :
168
“ “ 169
“ فاالنسان :عالم صغير ،والعالم :انسان كبير . . .فكان االنسان آخر مولد في العالم
َّللا جامعا لحقائق العالم كله ،وجعله خليفة 6فأعطاه قوة كل صورة موجودة
أوجده ّ
في العالم “ ( ف . ) 150 / 2
فرق بين حدّيولكن بما ذا أغنى الشيخ ابن العربي مفهوم هذا المصطلح ؟ وهل ّ
التشبيه اي بين االنسان الصغير واالنسان الكبير ،أم تركهما على مطابقتهما السابقة
في الفلسفات التي تقدمت عصره ؟
ان العالم أو االنسان الكبير عند الحاتمي ،حصر في كونه جميع حقائق الخلق
واالمكان ،فكان أحد وجهي الحقيقة الكبرى [ وجه الخلق في مقابل وجه الحق ] .
ولكن ال تكتمل للعالم هذه الجمعية إذا أخرجنا االنسان من جملته .فبه تكتمل صورة
العالم .
اما إذا استثنينا منه االنسان كان كالجسد دون روح .اذن فقد الجمعية والصورة .
ان االنسان جزء من صورة العالم بينما العالم ليس جزءا من صورة االنسان .
فاالنسان وحده عالم بذاته والعالم ليس عالما بذاته من دون االنسان . 7
يقول :
“ ما من شيء في العالم اال وله حظ في الصورة اإللهية ،والعالم كله على الصورة
اإللهية وما فاز االنسان الكامل اال بالمجموع . . .وما كملت الصورة من العالم اال
بوجود االنسان ،فامتاز االنسان الكامل عن العالم مع كونه من كمال الصورة للعالم
الكبير بكونه على الصورة بانفراده من غير حاجة إلى العالم “ .
( ف .)231 / 4
169
“ “ 170
“ فإنه [ االنسان ] مجموع العالم من حيث حقائقه ،فهو عالم مستقل وما عداه فإنه
جزء من العالم . . .فاالنسان روح العالم 8والعالم الجسد ،فبالمجموع يكون العالم
كله هو االنسان الكبير واالنسان فيه ( “ . . .ف . ) 67 / 2
..........................................................................................
) ( 1االنسان هو نسخة الكون أو العالم .راجع “ نسخة “ .
) ( 2االنسان الكامل في االسالم .بدوي .ص ص 27 - 26حيث يقول :فقد تبين
بفضل جيتسهGoetzeانه قد تكون بصورة كاملة في إيران في القرن الخامس قبل
الميالد تفسير للعالم شامل على أساس مبدأ التناظر بين الكون األكبر والكون األصغر .
اي المبدأ القائل بان العالم انسان كبير وبان االنسان عالم صغير .
-الرسالة الرابعة والثالثون من رسائل اخوان الصفاء :في معنى قول الحكماء ان
العالم انسان كبير .
رسائل اخوان الصفاء وخالن الوفاء .نشر دار صادر -بيروت -ج 3ص ص 212
، 221 -
-الرسالة السادسة عشرة فصل في بيان معرفة قول الحكماء ان العالم انسان كبير .
رسائل اخوان الصفاء ج 2ص ص . 26 - 24
-مجلة المشرق بيروت 1967ص 460هامش 790حيث يقول عثمان يحي ان
اخوان الصفاء هم أول من استعمل لفظ “ انسان كبير “ في العربية .
) ( 3يراجع بخصوص “ انسان كبير “ عند الشيخ ابن العربي :
-الفتوحات ج 3ص ، 74
-الفتوحات ج 4ص ، 45ص ، 141ص ، 260ص . 409
-كتاب نقش الفصوص ط .حيدراباد ص ، 1
-بلغة الغواص ق ، 13
) ( 4راجع “ روح العالم “ ،
) ( 5راجع “ مختصر “ .
أخر خلق االنسان عن خلق العالم حتى ال يمر زمان ال يكون فيه االنسان َّللا ّ
) ( 6ان ّ
خليفة .
انظر “ خليفة “ .
) ( 7ان االنسان على الصورتين ،صورة الحق وصورة العالم .راجع “ صورة “ .
) ( 8راجع “ روح العالم “ .
170
“ “ 171
أول – اخر ّ - 68
في اللغة :
“ الهمزة والواو والالم أصالن :ابتداء االمر ،وانتهاؤه .
اما [ األصل ] األول :فاألول ،وهو مبتدأ الشيء . . .فاما األوائل فمنهم . . .
واألصل الثاني . . .آل ،يؤول اي رجع “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ أول“ ) .
“ الهمزة والخاء والراء أصل واحد اليه ترجع فروعه وهو خالف التقدم “ ( معجم
مقاييس اللغة .مادة آخر ) .
في القرآن :
ع ِّلي ٌم “. ] [ 57 / 3 1 الظا ِّه ُر َو ْال ِّ
باط ُن َو ُه َو بِّ ُك ِّّل َ
ش ْيءٍ َ ” ُه َو ْاأل َ َّو ُل َو ْاآل ِّخ ُر َو َّ
يشرح القشيري هذه اآلية في كتابه لطائف اإلشارات ج 6ص : 99
“ األول “ الستحقاقه صفة القدم ،و “ اآلخر “ الستحالة نعت العدم .
و “ الظاهر “ بالعلو والرفعة .
“ والباطن “ بالعلم والحكمة .
ويقال “ األول “ فال افتتاح لوجوده .
و “ اآلخر “ فال انقطاع لثبوته “ الظاهر “ فال خفاء في جالل عزه “ ،الباطن “ فال
سبيل إلى ادراك حقه ،
ويقال “ األول “ بال ابتداء و “ اآلخر “ بال انتهاء ،و “ الظاهر “ بال خفاء ،و
“ الباطن “ بنعت العالء وعز الكبرياء “ . 2
اذن ،في القرآن يأخذ األول واآلخر مفهوما زمنيا يوازي :األزل 3واألبد .
171
“ “ 172
( اآلخر ) .وهكذا كل صفة أو ميزة لالنسان ،ونكتفي من ذلك بنقطتين هما :الوجود
-االمر .
) ( 1في الوجود :
نظرا ألن األول واآلخر ال يتمتعان بحقيقة ذاتية لهما فرض “ الخلق “ مفهومهما : 7
اي الوجه الذي ننظر اليه من الخلق يتبعه “ األول “ و “ اآلخر “ ،فإذا نظرنا إلى
وجود الخلق كان الحق هو “ أول “ وجود الخلق بمعنى انه :أصل وجود الخلق .و
“ آخر “ وجود الخلق بمعنى :انه اليه المنتهى .
172
“ “ 173
إلى االستنتاجات التالية التي تقررها نصوص أخرى للشيخ األكبر :
- 1ان “ األول “ و “ اآلخر “ هما -كما تكرر اثبات ذلك -اسمان إضافيان ّّلل
تعالى يحدد مضمونهما صفة النظرة التي نطلقها على “ الخلق “ اي االنسان :فإذا
نظرنا إلى صفة الوجود فيه يصبح معنى األول واآلخر “ :وجود “ .
وهنا ننبه إلى أن هذا االفراغ لمضمون “ األول “ و “ اآلخر “ من كل عناصر ذاتية
تخصهما وتتبيعهما “ للخلق “ هو في الواقع بنظرة أشد عمقا تبعية للحق :
فالخلق على الرغم من وجوده بين حقين ،هو بتعبير الشيخ ابن العربي .لم يفارق
ثبوته في العدم ( انظر “ عين ثابتة “ ) .فكل صفة تظهر في الخلق ليست ذاتية له بل
“ مرتبة “ ظهر فيها ،وهذه الصفة هي باألصالة وبالذات للحق “ أوال “ و “ آخرا “ .
فالخلق ظهر بصفة الحق ،على حين ان هذه الصفة هي حقية “ أوال “ و “ اخرا “ ،
وهكذا الشيخ ابن العربي في اضافته األول واآلخر إلى الخلق ،انما أضافهما في
الواقع إلى أسماء الهية أخرى ومفاهيم حقية .
“ - 2األول “ هو رتبة السبق ينعت بها السابق ،ولذلك قد يتعدد مضمون “ األول
“ بتعدد ميادينه ،ولكنه يبقى في كل حال :الحق .
173
“ “ 174
شيْئا ً جانب الحقيقة في عين ( ولقد” َخلَ ْقت ُ َك ِّم ْن قَ ْب ُل َولَ ْم ت َكُ َ
شيْئا ً “ ) (] [ 19 / 9لَ ْم يَ ُك ْن َ
َم ْذ ُكورا ً )[ ] 1 / 76فكأنا لم نكن ،فال أولية اذن وال آخرية إذ ال نحن .
فبقي هو خاصة وهو المطلوب “ ( كتاب الجاللة .طبع حيدرآباد ص . ) 5
ي اإللهي اسم من األسماء اإللهية كانت ( ب ) “ واعلم أنه لما يتمكن ان يتقدم االسم الح ّ
له رتبة السبق .
ي ،فهو ي في العالم وما في العالم اال ح ّ فهو المنعوت على الحقيقة باألول ،فكل ح ّ
فرع عن هذا األصل . . .كذلك بل هو الممد له بكل ما يظهر فيه . . .كذلك االسم
ي مع سائر األسماء اإللهية ،فكل اسم هو له إذا حققت االمر فيسري سره في جميع الح ّ
العالم فخرج على صورته فيما نسب اليه من التسبيح بحمده ( “ . . . 10فتوحات / 3
. )324
ان النص األخير يبين ان “ األول “ هو نعت لمن حاز رتبة السبق ، 11فهو اذن ليس
من األسماء اإللهية ذات المضمون الذاتي ألنه نعت أحدها
“ .فالحي “ الذي تقدم كل األسماء اإللهية نعت باألول .
وتجدر اإلشارة إلى ناحية مهمة تتعلق “ باألول “ :فكل أول يسري في كل ما يتأخر
عنه ،ومن هنا كان األول عين الباطن . 12
فاألول صفته السريان فيما بعده .حتى أنه يمكن استبدال كلمة “ ساري “ عند الشيخ
ابن العربي ،في كل عبارة تقريبا ،بكلمة “ أول “ .مثال “ :النكاح الساري “ هو
“ النكاح األول “ .
واألب الساري واالم السارية هما األب األول في الروحانيات واالم األولى اي العالية
الكبرى . 13
ي اإللهي ،في النص المتقدم عندما نعت باألول في كل ما ولذلك ،سرى االسم الح ّ
تأخر عنه .فاضحى كل شيء في العالم حيّا عالما مسبحا . 14
ينجلي مما تقدم ان “ األول “ عين “ اآلخر “ ،ومن وجه واحد ال من وجهين مختلفين
كما قد يتبادر إلى الذهن في فلسفة كفلسفة الشيخ ابن العربي توحد الحقائق وتعدد
وجوهها .
فعلى العكس هنا ليس األول واآلخر وجهين لحقيقة واحدة بل هما حقيقة واحدة مستمرة
من وجه واحد .
كما الحظنا في “ الوجود “ وفي “ االمر “ :فالحق أول وجود الخلق وآخر وجود
الخلق فهو هنا :وجود -وهو كذلك له االمر في األول وفي اآلخر .اذن األول عين
اآلخر ومن وجه واحد.
174
“ “ 175
“ فالمرتبة األولى لها الصدق وال تخطئ . . .وكذلك النظرة األولى والحركة األولى
والسماع األول ،وكل ّاول فهو الهي صادق فإذا أخطأ فليس بأول ( “ . . 16ف / 2
. ) 564
..........................................................................................
) ( 1أشار عثمان يحي إلى مخطوط للحكيم الترمذي في مجموعة ليبزغ رقم 212
(القسم العربي )D C . 339الرسالة التاسعة والستون ورقة رقم 60ب - 63أ .
عز وج ّل “ هو األول واآلخر والظاهر والباطن ( “ .راجع ختم عنوانها :تفسير قوله ّ
األولياء تحقيق عثمان يحي .المطبعة الكاثوليكية بيروت ص . ) 64
-كما يشرح سهل التستري هذه اآلية :راجع التفسير العظيم ص 98البابي الحلبي .
) ( 2ويسهب القشيري في شعرية صوفية ما يقرب من صفحتين في تعداد مرادفات
األول واآلخر والظاهر والباطن .فلتراجع ج 6ص 99وما بعد .
175
" " 176
) ( 3من المستحسن هنا ان نشير إلى أن العلماء فرقوا بين القدم واألزل .
انظر :شرح جوهرة التوحيد ص 74الهامش رقم ( ) 1تعليق محمد عبد الحميد .
) ( 4لقد بحثنا “ األول واآلخر “ عند الشيخ ابن العربي معا ،الن النظرة لتي تنطبق
يكرس األول أوال ،يجعل اآلخر على أحدهما تنطبق على اآلخر .فالسبب نفسه الذي ّ
آخر .وهذا سيتضح فيما يلي .
) ( 5ال يقصد بالخلق هنا فعل “ الخلق “ بل االسم بمعنى “ :المخلوقات “ وعلى
األخص “ االنسان “ منها .
) ( 6انظر “ برزخ “ .
) ( 7انظر الفقرة “ الثالثة “ من هذا المصطلح وخاصة فيما يتعلق بمقصود الشيخ ابن
العربي من أن “ األول “ و “ اآلخر “ اسمان إضافيان .
) ( 8يقول الشيخ ابن العربي :
“ . . .ألنه تعالى عين ما ظهر ،وسمي خلقا وبه كان االسم الظاهر واآلخر للعبد .
وبكونه لم يكن [ العبد ] ثم كان .وبتوقف ظهوره عليه وصدور العمل منه كان االسم
الباطن واألول .فان رأيت الخلق رأيت األول واآلخر والظاهر والباطن “ ( فصوص
) 152 / 1
فالخلق برزخ بين األول واآلخر والظاهر والباطن ،وبما ان حقيقة البرزخ تجمع
حقائق طرفيه ،فان رأينا الخلق ،رأينا األول واآلخر .
انظر “ برزخ “ .
) ( 9يشرح أبو العال عفيفي هذا النص من فصوص الشيخ ابن العربي مشيرا إلى أن
أولوية وآخرية الحق ترجع إلى سبب واحد هو افتقار الموجودات اليه .ولكن لو كان
االفتقار يفيد األولوية فالموجود ال ينفك عن افتقاره ابدا ،اذن ،ال يشكل غنى بين
افتقارين حتى يصح اسم األول واآلخر .
والحقيقة ان الجملة المهمة في النص هي “ كان آخرا لرجوع االمر كله اليه بعد نسبة
ذلك الينا “ .فهذه الجملة تثبت استخالف امر بين عدمين .راجع فصوص ج 2ص
. 16
ش ْيءٍ ِّإ َّال يُ َ
س ِّبّ ُح ِّب َح ْم ِّد ِّه “[ 17 / 44 ] . ) ( 10إشارة إلى اآلية َ ”:و ِّإ ْن ِّم ْن َ
) ( 11يعرف الجرجاني األول كما يلي :
“ األول :فرد ال يكون غيره من جنسه سابقا عليه وال مقارنا له “ ( التعريفات ص
. ) 40
-كما يراجع كشاف التهانوي مادة “ أول “ ج 6ص . 1512ومادة “ آخر “ ج 1
ص . 67
) ( 12يقول الشيخ ابن العربي :
“ وهو األول إذ كان وال هي .وهو اآلخر إذ كان عينها عند ظهورها .فاآلخر عين
الظاهر والباطن عين األول ( “ . . .فصوص . ) 112 / 1
176
“ “ 177
-انظر “ باطن “ .
) ( 13راجع “ االم العالية الكبرى “ و “ األب األول “ .
) ( 14راجع “ حياة “ .
) ( 15هذا نص ألبي العال عفيفي يخالف ما يقوله الشيخ ابن العربي هنا .
“ . . .الوجود كله حقيقة واحدة ،إذا نظرنا اليه من وجه قلنا إنه حق وإذا نظرنا اليه
من وجه آخر سميناه خلقا . . .وكذلك الحال في صفات االضداد التي وصف بها الحق
،كوصفه بأنه األول واآلخر والظاهر والباطن .فهو األول والباطن من حيث الذات ،
وهو اآلخر والظاهر من حيث الصفات واألسماء ،أو هو األول والباطن من حيث
وحدته ،وهو اآلخر والظاهر من حيث كثرته ( . “ . . .فصوص . ) 50 / 2
ونسمح ألنفسنا بان ننتقد هذا النص في نقطتين مهمتين جدا تلقيان ضوءا على موقف
الشيخ ابن العربي من األسماء األربعة -الظاهر -الباطن -األول -اآلخر .
- 1يستعمل عفيفي األول والباطن بمعنى واحد في تقابل ضدي مع اآلخر والظاهر .
والواقع ان األول والباطن ال يتخذان عند الشيخ ابن العربي معنى واحدا وذلك لعدة
أسباب أهمها :
( أ ) خص الشيخ األكبر الحق باألولية على حين نجده يوسع رقعة “ الباطن “ فيشمل
كل الموجودات :كل موجود له ظاهر وباطن بينما الحق دائما هو “ األول “ .
وزيادة في االيضاح نقول :ان نظرة الشيخ ابن العربي إلى األول واالخر نظرة
مرتبية على حين ان نظرته إلى الظاهر والباطن نظرة تكوينية في طبيعة الوجود .
( ب ) ان تقابل “ األول “ و “ اآلخر “ من جهة و “ الظاهر “ و “ الباطن “ من جهة
ثانية ليس تقابل اضداد في صفات الحق كما يشير اليه عفيفي .بل هو في الواقع تقابل
متوازيين في الصفة الواحدة :بمعنى ان “ األول “ هو عين “ اآلخر “ ( في “ الوجود
“ مثال أو “ االمر “ ) وانما تقابلهما لوجود فاصل بينهما هو االنسان ،أو كما يسميه
الشيخ ابن العربي أحيانا “ الخط الجامع الفاصل “ ( راجع هذا المصطلح ) .
( ج ) ان “ األول “ و “ اآلخر “ مفرغان من كل معنى ذاتي يخصهما ويرجعان في
مضمونهما إلى األسماء اإللهية األخرى والى الخلق ،على حين ان الباطن والظاهر
يتمتعان بمضمون ذاتي ( انظر “ ظاهر -باطن “ ) .
- 2يخلط عفيفي بين “ الظاهر “ و “ المظاهر “ فنجده يقول في آخر جملة من النص
“ وهو اآلخر والظاهر من حيث كثرته “ والحقيقة ان الكثرة هنا منبعها “ المظاهر
“ وليس “ الظاهر “ :ألن الظاهر هو واحد .وهو الحق يتعدد في المظاهر وهي
المخلوقات أو صور التجلي ( .انظر تجلي المعنى “ األول “ “ تجلي وجودي “ ) .
) ( 16النص نفسه في “ كشف الغايات “ نشر عثمان يحي مجلة المشرق 1967ص
157فلتراجع .
-هذه النظرة إلى األول لم يبتدعها شيخنا األكبر بل هذا هو الغزالي يسهب في
تبيانها .
فليراجع كتاب األب جبر في معجم الغزالي .ص ص . 19 - 18
177
“ 178 “
178
“ 179 “
179
“ “ 180
حرف الباء
ب
.
180
“ “ 181
181
“ “ 182
) ( 2راجع “ األلف “ .
) ( 3اي هي رمز إلى حقيقة الحقائق التي ظهر بها الوجود استنادا إلى الحديث :
َّللا نوري ومن نوري خلق كل شيء “ .فالباء هي رمز النور المقصود “ أول ما خلق ّ
في الحديث .
-كما يقول صاحب لطائف االعالم ق 39أ “ :قال الشيخ (ابن العربي ) في كتابه
المسمى بالباء :انهم يشيرون بالباء إلى أول الموجودات ،وهو في الرتبة الثانية من
الوجود وبه قامت السماوات واألرض وما بينهما “ . . .
-راجع “ تعين أول “ في هذا المعجم ،كما يراجع :
كتاب الجيلي “ مراتب الوجود “ ( مكتبة الجندي ص ) 4المرتبة الثانية في مراتب
الوجود .
وكشاف التهانوي ج 1ص 109مادة ( ب ) .
َّللا .فأشار
َّللا عنه :انا نقطة باء بسم ّ
( 4 ) “ . . .وقال أمير المؤمنين علي رضي ّ
بالباء إلى التعين األول ،الذي هو العقل األول ،الن الباء أول تعين في حروف
التهجي ،ونقطة الباء إشارة إلى وجود العالم الواقع تحت التعين األول ،الذي هو
َّللا عليه وسلم .
العقل الكلي والروح األعظم المحمدي صلى ّ
معنى ان وجود العالم بالنسبة إلى الروح األعظم كالنقطة بالنسبة إلى الباء .في التبعية
َّللا عنه :انا تلك النقطة ألنه عالم لحقيقة حقائق
ووقوعها تحته ولهذا قال رضي ّ
العالم “ . . .
( األجوبة عن االنسان الكامل -مخطوط الظاهرية رقم 6824ورقة 222ب) .
) ( 5انها ترمز إلى االنسان الكامل ولذلك كثرت أقوال الصوفية في تعريفهم أنفسهم
انهم “ نقطة الباء “ .كما يراجع “ انسان كامل “ .
) ( 6يشير الشيخ ابن العربي إلى هذا القول للشبلي في ابيات من الفتوحات السفر
األول فقرة . 608
-يقول عبد الرحمن الكردي ( ت 1195 .ه ) تلميذ عبد الغني النابلسي في كتابه
شرح الجاللة مخطوط مطيع الحافظ ص : 1
“ الشبلي :انا النقطة التي تحت الباء اعني انا العبد المميز بالذلة عن العابد الموصوف
بالعزة . “ .
) ( 7النص نفسه في الفتوحات ج 1ص . 102كما يراجع كتاب عثمان يحي Hist
et class R . G . 71فيما يتعلق بالباء للشيخ ابن العربي .
) ( 8كما أن في البشر جماعة هم خالصة خاصة الخاصة المقصود بهم الك ّمل .كذلك
في الحروف تأخذ الباء مكانة االنسان الكامل من البشر .
182
“ “ 183
- 70بحر 1
في اللغة :
“ الباء والحاء والراء .قال الخليل س ّمي البحر بحرا الستبحاره وهو انبساطه
وسعته . . .ورجل بحر ،إذا كان سخيا . . .واألصل الثاني داء . . .رجل بحر إذا
اصابه سالل . . .فإن قال قائل :فأين هذا من األصل األول الذي ذكر تموه في
االتساع واالنبساط ؟
قيل له :كله محمول على البحر .الن ماء البحر ال يشرب ،فإن شرب أورث
داء ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ بحر “ )
في القرآن :
س َّخ َر لَ ُك ُم ْالفُ ْل َك ِّلت َ ْج ِّر َ
ي فِّي لم يخرج مضمون بحر في القرآن عن معناه المعروف َ ”:و َ
ْالبَ ْح ِّر بِّأ َ ْم ِّر ِّه َو َ
س َّخ َر لَ ُك ُم ْاأل َ ْن َ
هار “( . ) 32 / 14
****
يستعمل الشيخ ابن العربي “ البحر “ في مقابل “ البر “ للداللة على الباطن والمعنوي
في مقابل الظاهر والبدني .
يقول :
“ ولما كان القرب بالسلوك والسفر اليه [ تعالى ] ،لذلك كان من صفته “ النور
ت وم ِّلت َ ْهتَدُوا بِّها فِّي ُ
ظلُما ِّ “ لنهتدي به في الطريق .كما قال تعالى َ ”:جعَ َل لَ ُك ُم النُّ ُج َ
ْالبَ ِّ ّر “[ ] 97 / 6وهو [ السلوك ] الظاهر باالعمال البدنية-
183
“ “ 184
****
يستعير الشيخ ابن العربي أحيانا من البحر صفته :االتساع ،الشمول ،اإلحاطة . . .
ليضيفها إلى مصطلح “ البهت “ أو “ الهباء “ مثال يبرز بذلك خروج هذا المصطلح
من ذاتيته وماهيته إلى عالقة باالنسان . . .عالقة عرفانية أو سلوكية في أغلب
األحيان ؛ تضع االنسان في مواجهة مضمون المصطلح . 2
يقول :
“ . . .فإن الميل إلى الجانب األيمن يرمي بسالكه في بحر البهت والسكون ،فيخسر
عمره فتنتقص مرتبته عن مرتبة غيره . . .والميل أيضا إلى الجانب األيسر يلقيه في
بحر التلف وهالك األبد ،فالنجاة في ثبوتك على الطريق الوسطى من غير ميل إلى
أحد الجانبين ( “ . . .نسخة الحق ق 28ب ) .
“ . . .أمطرت براق الهمة وخرجت عن كور هذه العمة ،فوقعت في بحر الهبا
فعاينت من أجاب ومن أبى ،فعاينت اآلخرة واألولى “ . . .
( رسالة االتحاد الكوني ق 141ب )
بحر “ من الرموز العرفانية التي تتمتع بدالالت موحية ،استطاع الشيخ ابن العربي
ان يستغلها في بنيانه الفكري .فترد “ بحر “ عنده ،على األغلب ،في سياق نص
عرفاني علمي 3لتتضمن مفهوم :العلوم واالسرار .
يقول :
“ . . .وقال . . .خضر لموسى -عليه السالم -لما رأى الطائر الذي وقع على حرف
السفينة ونقر من البحر بمنقاره “ :أتدري ما يقول هذا الطائر في نقره في الماء ؟ “
-قال موسى -عليه السالم “ : -ال أدري
“ -قال ( الخضر ) “ :يا موسى ،يقول هذا الطائر :ما نقص علمي وعلمك من علم
َّللا ،اال ما نقص من هذا البحر منقاري ( “ .الفتوحات السفر 4فق ) 137ّ
“ وبين العلم والمعلوم ،بحور ال يدرك قعرها ، 4فان سر التعلّق بينهما ،مع تباين
الحقائق ،بحر عسير مركبه ،بل ال تركبه العبارة أصال وال اإلشارة ،ولكن
184
“ “ 185
يدركه الكشف ،من خلف حجب كثيرة دقيقة ( “ . . .الفتوحات السفر 1فق ) 523
“ فاغطس في بحر القرآن العزيز ،ان كنت واسع النّفس ،واال فاقتصر على مطالعة
كتب المفسرين لظاهره :وال تغطس فتهلك .
فان بحر القرآن عميق ( “ . . .الفتوحات السفر 1فق . ) 625
“ فان ظلمة الجو تقترن معها ظلمة البحر تقترن معها ظلمة الموج . . .فظلمة الليل
ظلمة الطبع ،وظلمة البحر ظلمة الجهل وهو فقد العلم “ ( . . .ف ) 660 / 2
“ ان “ البحر “ عبارة عن العلم “ ( الفتوحات السفر 5فق . ) 560
ويتضح من النصين األخيرين ان “ البحر “ عند شيخنا األكبر يشير إلى العلم فالبحر
اذن عبارة عن العلم ،لذلك يتوجب على القارئ ان يبحث عن مضمون مفرد “ بحر
“ في احدى الفقرات الثالث السابقة أو هذه األخيرة .إذ ال بد ان تنطبق عليها احدى
هذه االستعماالت التي يوردها الشيخ األكبر .مثال .
باالول اتّصف *** اتيت إلى بحر البداية اغترف“ ( فتوحات ّ ّ
الحق يقول ”:ولما رأيت
السفر 4فق .) 151
فبحر البداية ليس مصطلحا جديدا يستوجب التوقف عنده .بل يشمله المضمون
“ الرابع “ لكلمة “ بحر “ .اي “ بحر البداية “ هنا هو “ علم البداية “ .وهكذا يجب ان
نفهم هذا الرمز عند الشيخ ابن العربي في إضافاته بالتقنية التي طرحنا .
****
يعبّر الشيخ األكبر عن فكرته بالوجود الواحد -أو وحدة الوجود كما يحلو لدارسيه ان
يطلقوا عليها -باشكال شتى من الصور والتمثيالت :
الذات والظالل . . .الشمس ونورها . . .ألوان قوس القزح . .الخ. . .
( انظر وحدة وجود ) وهو في كل تلك التمثيالت يراعي أهمية توصيل الصورة إلى
القارئ بأصناف من المدركات السابقة والمقبولة .
ويتكلم هنا الشيخ ابن العربي على الوجود الواحد ،فيرسم صورة الوجود :بالبحر
الواحد ،والبحار األربعة ،واألنهار األربعة .
ولكن لماذا استعار صورة البحر والنهر للداللة على وحدته الوجودية ؟
نجيب عن ذلك ،بان الصورة هنا ليست مقصودة لذاتها وانما هي
185
“ “ 186
186
“ “ 187
الحب -البحر الواحد المحيط -بحر البداية -بحر القرآن -بحر ذات الذات -بحر
األزل -بحر األبد -البحر األجاج -بحر الحقيقة -البحر اللدني -بحار ارض
الحقيقة . . .
) ( 2من الصعب احصاء جملة المصطلحات التي يضيف إليها الشيخ ابن العربي
مفرد “ بحر “ ،ولكن من الممكن اعتبار ما تقدم بمثابة قاعدة عامة يمكن تطبيقها على
نصوص الشيخ األكبر ،والتي تتوفر فيها هذه الخاصية .
) ( 3يكفي للتيقن من ذلك الرجوع إلى النصوص التي تضم هذا المفرد والتي أحلنا
إليها في نهاية مضمونه .
) ( 4من الواضح ان “ بحورا ال يدرك مقرها “ تشير هنا إلى علوم واسرار بعيدة
المنال .
) ( 5إشارة إلى “ وحدة الوجود “ فلتراجع
َّللا قبله .
) ( 6إشارة إلى مقام الصديق :ما رأيت شيئا اال رأيت ّ
) ( 7يراجع بخصوص “ بحر “ عند الشيخ ابن العربي :
-رسالة شق الجيب ص ( 81البحر ) ،ص ( 54بحر ذات الذات )
-عنقاء مغرب ص 67
-الفتوحات الجزء الرابع ص ( 338نهر وبحر ) ؛ ص ( 397األنهار والبحار ) ،
-الفتوحات السفر األول الفقرة ( 433البحر والعلم ) ،فقرة [ 539البحر وصفة
العمق ] فقرة [ 635األنهار والبحار ] -فقرة [ 483بحر األزل -بحر األبد -البحر
الذاتي االقدس ] -فقرة [ 481البحر األزلي -البحر األبدي ] .
-الفتوحات السفر الثاني فقرة [ 399بحار ارض الحقيقة -بحر الذهب -بحر
الحديد ] ،فقرة [ 408بحر التراب ] .
-الفتوحات السفر الرابع فقرة [ 532البحر ] -فقرة [ 533البحر ] -فقرة 575
[ البحران ] فقرة [ 638البحار ] .
-الفتوحات السفر السادس فقرة [ 120البحر األجاج ] ،فقرة [ 331بحر واسع -
علم ،بحر الحقيقة -البحر اللدني ] .
- 71البحران
انظر “ بحر “ المعنى األخير
- 72بدر – األبدار
في اللغة :
“ الباء والدال والراء ،أصالن :أحدهما كمال الشيء وامتالؤه ،واالخر
187
“ “ 188
االسراع إلى الشيء [ .اما ] األول فهو قولهم لكل شيء ت ّم بدر ،وسمى البدر بدرا
لتمامه وامتالئه .وقيل لعشرة آالف درهم بدرة ،ألنها تمام العدد ومنتهاه.
وعين بدرة اي ممتلئة ( “ . . .معجم مقاييس اللغة ،مادة “ بدر “ )
في القرآن :
-بدر :ماء بين مكة والمدينة كان لرجل يسمى بدرا فسمى به ،وهو في القرآن اسم
َّللاُ ِّببَ ْد ٍر َوأ َ ْنت ُ ْم أَذِّلَّةٌ “( 3 / 123 ) . “ موقعة ““ َولَقَ ْد نَ َ
ص َر ُك ُم َّ
-اما لفظة “ بدر “ كاسم من أسماء القمر في مرحلة زمنية معينة فهي ليست قرآنية .
فرأى الشمس نفسه في مرآة ذات البدر فكساه نورا سماه به بدرا ،كما رأى الحق
َّللا في العالم . . .
[ نفسه ] في ذات من استخلفه فهو يحكم بحكم ّ
قال الحق ألبي يزيد [ البسطامي ] . . . :اخرج إلى الخلق بصفتي فمن رآك رآني
َّللا صورة البدر مع الشمس مثال للخالفة
عظمك عظمني . . . 3فنصب ّ ومن ّ
اإللهية ( “ . . .ف .) 556 / 2
188
“ “ 189
..........................................................................................
علَى ْال َمالئِّ َك ِّة “( 2 /
ض ُه ْم َ علَّ َم آ َد َم ْاألَسْما َء ُكلَّها ث ُ َّم َ
ع َر َ ) ( 1إشارة إلى اآلية َ ”:و َ
) 31
ساجدِّينَ “( 38 / 72 ) . وحي فَقَعُوا لَهُ ِّ س َّو ْيتُهُ َونَفَ ْختُ فِّي ِّه ِّم ْن ُر ِّ
”) ( 2فَإِّذا َ
) ( 3راجع شطحات صوفية -عبد الرحمن بدوي ص - 73. 116بدلفي اللغة :
“ الباء والدال والالم أصل واحد ،وهو قيام الشيء مقام الشيء الذاهب .
يقال هذا بدل الشيء وبديله ( “ . . .معجم مقاييس اللغة .مادة “ بدل “ ) .
189
“ “ 190
يقول الشيخ ابن العربي : 4
) “( 1حالة البدلية :وذلك ان العبد لما انخلع عن صفاته الفانية ،خلع عليه المولى
من صفاته الباقية .
فبي يسمع وبي يبصر ، 5فتبدلت الصفات بالصفات وهذه الحالة أعلى الحاالت “
(األجوبة الاليقة عن األسئلة الفايقة -مخطوط الظاهرية رقم 4266ورقة 9ب ) .
َّللا بهم األقاليم السبعة 6
) “ ( 2االبدال :وهم سبعة .ال يزيدون وال ينقصون يحفظ ّ
لكل بدل إقليم فيه واليته .الواحد منهم على قدم الخليل عليه السالم . . .والثاني على
قدم الكليم عليه السالم ،والثالث على قدم هارون ،والرابع على قدم إدريس ،
والخامس على قدم يوسف ،والسادس على قدم يس ،والسابع على قدم آدم على الكل
السالم . . .
وسموا هؤالء ابداال ،لكونهم إذا فارقوا موضعا ويريدون ان يخلفوا بدال منهم في ذلك
الموضع ،المر يرونه مصلحة وقربة يتركون به شخصا على صورته ،ال يشك أحد
ممن أدرك رؤية ذلك الشخص انه عين ذلك الرجل ،وليس هو ،بل هو شخص
روحاني يتركه بدله بالقصد على علم منه ،فكل من له هذه القوة فهو البدل “ “ ( ف
.)/72
“ فاالبدال سبعة . . .سموا ابداال لكونهم إذا مات واحد منهم كان لآلخر بدله . . .
وقيل سموا ابداال ألنهم أعطوا من القوة ،ان يتركوا بدلهم حيث يريدون ،المر يكون
في نفوسهم على علم منهم ( “ . . .ف . ) 160 / 1
..........................................................................................
) ( 1راجع “ امامين “ .
) ( 2يختلف عدد االبدال باختالف نظرية المتصوفة -فمنهم من يجعل االبدال أربعين
نفسا ،راجع :
-فتوحات 160 / 1
-Essai L . Massignon p . 113-تاريخ التصوف في االسالم قاسم غني -
ترجمة صادق نشأة القاهرة 1970ص 329حيث نقل عن الهجويري ان عدد االبدال
أربعون .
-طبقات األولياء ص 146حيث يقول محمد بن علي بن جعفر الكتاني ان االبدال
أربعون .
-نفحات الشاذلية .حسن العدوي ج 2ص . 99
190
“ “ 191
-تعريفات الجرجاني ص . 44
-طبقات األولياء ص . 242 ، 226 ، 146
-نوادر األصول الترمذي ص . 51
-وقد بين ماسينيون موقف المفكرين الذين سبقوا الشيخ ابن العربي من “ االبدال “ ،
فاستوفى البحث على ايجازه .
لذلك نرجع القارئ إلى كتابي ماسينيون ابتعادا عن الترداد Essai p . 112
Passion 754
مع ضرورة مراجعة الهوامش ألنها مثقلة بمراجع تفيد الموضوع .
) ( 3من يريد االستزادة من هذا الموضوع فليراجع الكشاف التهانوي ج 1ص 136
. 137 -
) ( 4راجع كالم الشيخ ابن العربي عن البدل واالبدال :
-فتوحات ج 1ص 40ص 154
-فتوحات ج 2ص 455
-مشاهد االسرار القدسية ص 14
-االصطالحات ص 286
-رسالة روح القدس .حيث أورد نصا عن ذي النون المصري حين سئل ان يصف
َّللا تعالى على خلقه ،ألبسهم النور الساطع من محبته ،االبدال قال . . . “ :فهم حجج ّ
ورفع لهم اعالم الهداية إلى مواصلته . . .وطهر أبدانهم بمراقبته . . .فهممهم اليه
سائرة ،وأعينهم بالغيب اليه ناظرة ( “ . . .ص ص . ) 25 - 24
) ( 5إشارة إلى مقام “ قرب النوافل “ .راجع “ قرب النوافل “ .
) ( 6لمعرفة هذه األقاليم السبعة التي أوردها بطليموس في كتاب الجغرافيا راجع
مقدمة ابن خلدون طبع دار احياء التراث العربي -بيروت -الطبعة الرابعة من ص
- 52إلى ص . 81
صل ابن خلدون اقسام المعمور السبعة التي ذكرها الحكماء مع بيان الحدود حيث يف ّ
الجغرافية لكل قسم .كما أن توزيع بعض األنبياء على األقاليم السبعة يوازي توزيعهم
على أفالك الكواكب السيارة .
إبراهيم -فلك زحل -موسى -فلك المشترى -داود -فلك المريخ إدريس -فلك
الشمس -يوسف -فلك الزهرة -عيسى -فلك عطارد آدم -فلك القمر
فالترتيب حاصل في األرض كما هو حاصل في السماء .
***
– 74البرزخ
في اللغة :
“ البرزخ :الحاجز بين الشيئين ،والبرزخ ما بين الدنيا واآلخرة ،من وقت الموت
إلى البعث .
فمن مات فقد دخل البرزخ . . .برازخ األعيان :ما بين أوله
191
“ “ 192
واخره ،أو ما بين الشك واليقين “ ( أقرب الموارد .الشرتوني .مادة برزخ ) .في
القرآن :
وردت لفظة “ برزخ “ في القرآن في ثالثة أماكن ؛ بالمعنيين اللغويين السابقين :
يان بَ ْينَ ُهما بَ ْرزَ ٌخ 1ال يَ ْب ِّغ ِّ
يان “ ( 55 / - 1الحاجز بين الشيئين َ ”:م َر َج ْالبَ ْح َري ِّْن يَ ْلت َ ِّق ِّ
20 ) .
- 2البرزخ ما بين الدنيا واآلخرة َ ”.و ِّم ْن َورائِّ ِّه ْم بَ ْرزَ ٌخ ِّإلى يَ ْو ِّم يُ ْبعَثُونَ “( / 23
) 100عند الشيخ ابن العربي : 2
*استعمل الشيخ ابن العربي “ البرزخ “ بمعناه الديني ،الذي يوحي بالمكان :البرزخ
عالم نفارق اليه باألجساد في حال الموت ،ونفارق اليه باألرواح أو األنفس في حال
النوم .فهو عالم خيال متجسد -وهو المنزل األول من منازل اآلخرة . 3
والحس عنده موجود والجرح الذيّ ي،“ . . .المريض إذا نام ،ال شك ان النائم ح ّ
يتألم به في يقظته موجود ،ومع هذا ال يجد العضو الما ،الن الواجد لأللم قد صرف
وجهه عن عالم الشهادة إلى البرزخ . . .فارتفعت عنه االآلم الحسية وبقي في
البرزخ . . .فإذا استيقظ . . .وهو رجوع نفسه إلى عالم الشهادة ( “ . . .فتوحات 3
. ) 75 /
) “ ( 2فان الدنيا باالنسان حامل ،والهرم شهر والدتها ،فتقذفه من بطنها إلى البرزخ
وهو المنزل األول من منازل اآلخرة فيتربى فيه كما يتربى المولود إلى يوم
البعث ( “ . . .فتوحات . ) 282 / 4
***
192
“ “ 193
معرف .
*عندما يستعمل الشيخ ابن العربي لفظ “ برزخ “ غير ّ
يقصد به حقيقة أو مرتبة لها عدة صفات :
هي مرتبة الجامع الفاصل بين عالمين أو حالين أو مرتبتين أو صفتين . . .هما في
الواقع متناقضان.
- 4وهذا البرزخ الجامع الفاصل ،استفاد الشيخ ابن العربي صفته “ الفاصلة “ من
المعنى اللغوي للكلمة ،وأضاف صفته “ الجامعة “ االيجابية التي انفرد بها .فالبرزخ
عنده يقابل الطرفين المتناقضين بذاته ،يجمع في ذاته حقيقتهما ويقابلهما بوجهيه دون
ان ينقسم بل يبقى في وحدته . 5
وسنكتفي بان نورد نصا للشيخ ابن العربي يتناول أحد أنواع البرازخ وهو الثبوت .
فالثبوت :برزخ بين الوجود والعدم .وقد اخترنا الثبوت لما له من األهمية عند الشيخ
األكبر 9يقول :
“ فما من متقابلين اال بينهما برزخ ال يبغيان ،اي ال يوصف أحدهما بوصف اآلخر ،
الذي به يقع التميز . . .فهو كالحال الفاصل بين الوجود والعدم ،فهو ال موجود وال
معدوم ،فان نسبته إلى الوجود وجدت فيه منه رائحة لكونه ثابتا ،وان نسبته إلى
193
“ “ 194
العدم صدقت ،ألنه ال وجود له . . .ثم إن هذا البرزخ الذي هو الممكن بين الوجود
والعدم سبب نسبة الثبوت اليه مع نسبة العدم ،هو مقابلته لالمرين بذاته “ ( . . .ف 3
. ) 47 /
****
عندما يستعمل الشيخ ابن العربي لفظ “ برزخ “ معرفا غير مضاف ،يشير به إلى
“ حقيقة االنسان “ التي جمعت بذاتها الصورتين :الحقيقة والخلقية ،فكانت نسختين
ذات نسبتين :نسبة تدخل بها إلى الحضرة اإللهية ،ونسبة تدخل بها إلى الحضرة
الكونية .فهي برزخ بين العالم والحق -وهي “ مرتبة االنسان الكامل “ “ .فالبرزخية
“ هنا وظيفة االنسان الكامل ، 10الحد الجامع الفاصل 11بين الظاهر والباطن . .
بين الحق والعالم .
يقول الشيخ ابن العربي :
) “ ( 1فكأنه [ االنسان ] برزخ بين العالم والحق ،وجامع لخلق وحق ،وهو الخط
الفاصل بين الحضرة اإللهية والكونية ،كالخط الفاصل بين الظل والشمس وهذه
حقيقته ( “ .انشاء الدوائر -ص . ) 22
“ وأنشأه [ االنسان ] برزخا جامعا للطرفين ( “ . . .عقله المستوفز -ص . ) 42
) “ ( 2فان الحضرة اإللهية على ثالث مراتب :باطن وظاهر ووسط ،وهو ما
يتميز به الظاهر عن الباطن وينفصل عنه ،وهو البرزخ ، 12فله وجه إلى الباطن
ووجه إلى الظاهر ،بل هو الوجه عينه فإنه ال ينقسم .
وهو االنسان الكامل اقامه الحق برزخا بين الحق والعالم 13فيظهر باألسماء اإللهية
فيكون حقا ،ويظهر بحقيقة االمكان فيكون خلقا ( “ . . .فتوحات / 391 ) . 2
..........................................................................................
( 1 ) -يقول سهل التستري في شرح البرزخ في هذه اآلية “ :وهو [ البرزخ ]
العصمة والتوفيق “ ( التفسير العظيم ص . ) 97
-اما القشيري فيكتفي في اآلية نفسها بالمعنى اللغوي يقول “ :برزخ اي حاجز بقدرته
لئال يغلب أحدهما اآلخر ،أراد به البحر العذب والبحر المالح “ . . .
( لطائف اإلشارات ج 6ص ) 75
-كما يراجع كتاب “ الغريبين “ غريبي القرآن والحديث للهروي ( ت 401هـ ) ص
ص ، 157 - 155حيث شرح اللفظ في القرآن ،وفي حديث لعلي بن أبي طالب
َّللا عنه حيث قال “ :انه صلى بقوم فأسوى برزخا “ . رضي ّ
194
“ “ 195
195
“ “ 196
يقول :
“ فان البرزخ أوسع الحضرات جودا ،وهي مجمع البحرين :بحر المعاني وبحر
المحسوسات . . .هو يجسد المعاني ويلطف المحسوس ( “ . . .فتوحات / 3
) . 361
-الموضوع نفسه فتوحات . 537 / 3
- 75البرزخ األعظم
البرزخ األعظم -الخيال .
انظر “ خيال “ .
196
“ “ 197
197
“ “ 198
) ( 2راجع “ نسخة “
) ( 3راجع “ صورة “
) ( 4راجع “ مختصر “
) ( 5راجع “ انسان كامل “ “ وصورة ".
- 77البرنامج األكمل
كما تقدم في لفظ البرنامج الجامع من أن الشيخ ابن العربي استعمله للداللة على
االنسان الخليفة ،الذي استحق الخالفة ،
بقبوله الصورتين :الحقية والخلقية .
اما البرنامج األكمل فهو االنسان الكامل أيضا ،ولكن كماله ليس تحققا ،بل له
باألصالة ،اي هو شخص محمد صلّى ّ
َّللا عليه وسلم نفسه . 1
وكل ما يورد الشيخ األكبر من أفعال التفضيل الثبات أسبقية في الرتبة والذات .
فكثيرا ما تكون لتمييز الحقيقة المحمدية وكمالها عن بقية الكماالت االنسانية .
فاالنسان هو البرنامج الجامع الكامل ،ومحمد صلّى ّ
َّللا عليه وسلم هو البرنامج
األكمل .
- 78البرق
انظر “ الشهود الذاتي ".
- 79البسط
انظر “ القبض “
198
“ “ 199
– 80بشر
في اللغة :
“ الباء والشين والراء أصل واحد :ظهور الشيء مع حسن وجمال .فالبشرة ظاهر
جلد االنسان ،ومنه باشر الرجل المرأة ،وذلك افضاؤه ببشرته إلى بشرتها .
وسمي البشر بشرا لظهورهم .والبشير الحسن الوجه .والبشارة الجمال ( “ .معجم
مقاييس اللغة مادة “ بشر “ ) .
في القرآن :
وردت لفظة “ بشر “ في أماكن متعددة من القرآن ،ولكنها انحصرت في الداللة على
جنس االنسان من المخلوقات . 1
” بَ ْل أ َ ْنت ُ ْم بَش ٌَر ِّم َّم ْن َخلَقَ ،يَ ْغ ِّف ُر ِّل َم ْن يَشا ُء َويُعَذّ ُ
ِّب َم ْن يَشا ُء “[ .] 18 / 5
“ . . .ما عرف مقدار البشر اال من عرف معنى :ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي
( “ 3فتوحات . ) 410 / 4
“ البشر :لمباشرة اليدين “ ( فتوحات .) 329 / 4
199
“ “ 200
“ ولهذا قال [ الحق تعالى ] في الفريقين [ السعداء واألشقياء ] بالبشرى ،اي يقول لهم
قوال يؤثر في بشرتهم ،فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا ،فقال في
ْوان “ ] 21 / 9 [ .وقال في حق ش ُر ُه ْم َربُّ ُه ْم ِّب َر ْح َم ٍة ِّم ْنهُ َو ِّرض ٍ
حق السعداء” يُبَ ِّ ّ
ب أ َ ِّل ٍيم “[ . ] 3 / 9 ش ْر ُه ْم ِّبعَذا ٍ األشقياء” فَبَ ِّ ّ
فأثّر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من اثر هذا الكالم “ ( فصوص / 1
. ) 118
..........................................................................................
ش ِّر ْال ُمنافِّ ِّقينَ بِّأ َ َّن لَ ُه ْم َ
عذابا ً أ َ ِّليما ً “[ 4 / 138 ] . ) ( 1إشارة إلى اآليات أمثال ”:بَ ِّ ّ
200
“ “ 201
- 82باطل
انظر “ حق “ المعنى “ الثاني ".
- 83باطن
انظر “ الظاهر ".
– 84البقاء
في اللغة :
“ الباء والقاف والياء أصل واحد ،وهو الدوام .قال الخليل :يقال بقي الشيء يبقى
بقاء ،وهو ضد الفناء . . .
قال ابن السكيت :بقيت فالنا ابقيه ،إذا رعيته وانتظرته . . .االنتظار بعض الثبات
والدوام “ .
( معجم مقاييس اللغة ،مادة “ بقي “ ) .
201
“ “ 202
ق “[ / 16 “ َو ْاآل ِّخ َرة ُ َخي ٌْر َوأَبْقى “[ ”. ] 17 / 87ما ِّع ْن َد ُك ْم يَ ْنفَ ُد َوما ِّع ْن َد َّ ِّ
َّللا با ٍ
. ] 96
202
“ “ 203
“ كل بقاء يكون بعده فناء ال يعول عليه .كل فناء ال يعطي بقاء ال يعول عليه
“ ( رسالة ال يعول عليه ص . ) 8
الفناء والبقاء حاالن مرتبطان متالزمان يكونان للشخص في زمان واحد 3ولكن من
نسبتين مختلفتين :فالفناء نسبة الشخص إلى الكون ،والبقاء نسبته إلى الحق -البقاء
نسبة ال تزول وهي نعت الهي 4في مقابل الفناء [ نسبة تزول وهي نعت كياني ] .
والموصوف بالفناء ال يكون اال في حال البقاء ،والموصوف بالبقاء ال يكون اال في
حال الفناء .
ففي نسبة البقاء شهود حق ،وفي نسبة الفناء شهود خلق :
فحال البقاء أعلى من حال الفناء وان تالزما وكانا للشخص في زمان واحد . . .
السبب الذي افناك عن كذا فهو الذي أنت باق معه . . .ان البقاء نسبة ال تزول وال
تحول ،حكمه ثابت حقا وخلقا ،وهو نعت الهي .
يتضح مما تقدم ان الشيخ ابن العربي نظر إلى البقاء والفناء نظرة انطولوجية ،على
حين ان التصوف السابق في غالبيته تقريبا كان ذا نظرة خلقية لهما .والسبب في ذلك
يعود إلى نظرتهما للتصوف بحد ذاته :فالتصوف السابق ترعوع وشب في صميم
األنظمة الخلقية ،فالكمال هو الكمال الخلقي “ :التصوف خلق من زاد عليك في الخلق
زاد عليك في التصوف “ على حين ان كل تلك المفردات التي ترتبط بالكمال اتخذت
معنى انطولوجيا عند الشيخ األكبر . 6
***
203
“ “ 204
*يفسر الشيخ ابن العربي الفناء والبقاء في ضوء نظريته :الخلق الجديد ، 7وهذا
يؤكد ما ذهبنا اليه من أن الفناء والبقاء لهما معنى انطولوجيا عنده ،
يقول :
َّللا يتجلى في كل نفس وال يكرر التجلي ،ويرون
“ فإنهم يرون [ أهل الكشف ] ان ّ
أيضا شهودا ان كل تجل يعطي خلقا جديدا ويذهب بخلق .فذهابه هو عين الفناء عند
التجلي والبقاء لما يعطيه التجلي اآلخر . “ 8
(فصوص . ) 126 / 1
ولكن الخلق الجديد الذي ربط به الشيخ ابن العربي الفناء والبقاء ليس قصرا على
المتصوفة ،بل هو منسحب على كل الجنس البشري ،بل على كل المخلوقات يتساوى
فيه الجميع .فأين فناء وبقاء سالك المنازل من فناء وبقاء االنسان الحيوان ،والحيوان
،والجماد ؟ !
..........................................................................................
) ( 1راجع كتاب :معالم الفكر العربي .كمال اليازجي دار العلم للماليين بيروت
ص ص ( 273 - 272تأثير الفكر الهندي في فكرة الفناء الصوفية ) .
من يرد االستزادة من هذا الموضوع قبل الشيخ ابن العربي فليراجع إلى الكتب
التالية :
- 1التعرف لمذهب أهل التصوف .الكالباذي .الباب التاسع والخمسون ص ص
. 157 - 147
- 2الرسالة القشيرية ص . 37 - 36
- 3نشأة التصوف االسالمي .الدكتور إبراهيم بسيوني ط .دار المعارف بمصر ص
239 - 238
- 4طبقات الصوفية -السلمي .تحقيق نور الدين شريبة ص . 378
- 5التصوف االسالمي الخالص .محمود أبو الفيض المنوفي ط .دار نهضة بمصر
ص 161 - 158
- 6عوارف المعارف -السهروردي ص . 525 - 524
- 7شرح الرسالة القشيرية لألنصاري ج 2ص . 66 - 60
Exegese Coranique
- 8فهرس المصطلحات مادة “ بقاء “ .
- 9شطحات صوفية بدوي ص 123
- 10ترجمة اللوائح جامي ص 4و ص . 6
- 11اللمع ص 417
204
“ “ 205
- 12في التصوف االسالمي نيكلسون ص 23ترجمة عفيفي .
La Mystique et les Mystiques . Desclee de Brouwer p . - 13
p . 628 - 630 art . la mystique musulmane R . Arlandeze
) ( 3أبو العال عفيفي ،رغم انه من أوائل دارسي الشيخ ابن العربي في العصر
الحديث ،لم ينتبه إلى نظرة الشيخ ابن العربي الخاصة إلى الفناء والبقاء .بل ظل
ينظر اليهما كحالين متتاليين زمنيا .
يقول في فصوص الحكم ج : 2
“ فان فناء الصوفي ليس امرا سلبيا محضا ،وليس امرا عدميا ،بل يعقبه “ بقاء “ اي
بقاء بالحق “ ( ص . ) 72
“ بقاء بعد فناء “ ( ص . ) 83
) ( 4ان البقاء نعت الهي من حيث إن الحق تسمى بالباقي .وقد تحرى علم الكالم
الصفات اإللهية وذهب فيها مذاهب ،وتكلم على معنى “ الباقي “ وصفة “ البقاء “ .
راجع “ :مقاالت االسالميين واختالف المصلين .األشعري ج 2
-ص ( 54 - 53قولهم في البقاء والفناء :وقد اختلفوا فيه على ثمان مقاالت ) .
-ص ( 55 - 54اين يوجد البقاء والفناء ؟ وقد اختلفوا فيه على اربع مقاالت ) .
-ص ( 56 - 55قولهم في معنى “ الباقي “ ) .
) ( 5ان فناء العبد محال عند الشيخ ابن العربي :ألنه من المحال فناء عينه الثابتة ،
فثبوت العبد هو عين بقائه انظر “ فناء “ .
) ( 6راجع “ كمال “ .كما يراجع بشأن البقاء عند الشيخ ابن العربي :
-الفتوحات ج 4ص . 45
-فصوص ج 2ص 72وص 214
-مشاهد االسرار القدسية ق 6وق . 7
-مطلع خصوص الكلم للقيصري ق . 29
-كتاب التراجم ص . 7
يراجع بشأن “ الفناء “ عنده :
-كتاب الهو ص . 205 ، 190 ، 189
-شق الجيوب ق 55
-الديوان ص 50
-وسائل السائل ص 44
-مواقع النجوم ص 15
-الفتوحات ج 3ص 107
) ( 7راجع “ خلق جديد “
) ( 8وهذا يعني ان الخلق في فناء وبقاء مع األنفاس .
205
“ “ 206
للا
- 85بقيّة ّ
في اللغة :
انظر “ بقاء “
في القرآن :
َّللا للبشر من
َّللا “ في موضع واحد وهي تشير إلى ما أبقاه ّ وردت عبارة “ بقية ّ
الحالل بعد ما ،حجر قسما ( الحرام ) .
َّللا َخي ٌْر لَ ُك ْم ِّإ ْن ُك ْنت ُ ْم ُمؤْ ِّمنِّينَ “( . ) 86 / 11
قال تعالى ” :بَ ِّقيَّتُ َّ ِّ
“ ثم إن الرزق على نوعين . . .النوع الواحد يسمى حراما ،والنوع اآلخر يسمى
َّللا . . .التي ابقاها لنا بعد وقوع التحجير وتحريم بعض االرزاق
حالال ،وهو بقية ّ
علينا “ ( ف . ) 463 / 2
َّللا كل ما في األرض
اما سبب التسمية فيرى الشيخ ابن العربي انه باألصالة خلق ّ
جميعا لالنسان ،الذي كان مطلق التصريف في ذلك .
ثم في ثاني حال حجر بعض األمور وسماها حراما .
ولكن الحقيقة انه منذ وجود االنسان في بدء الخليقة وجد الحجر معه ،آدم كان في
حرم عليه الحق االقتراب من الشجرة!الجنة حين ّ
206
“ “ 207
..........................................................................................
َّللا خير بعد الفناء “ مخطوط ) ( 1ان لعبد الغني النابلسي رسالة بعنوان “ بقية ّ
الظاهرية رقم 6069بخط تلميذ المؤلف البيتماني .وبعد مراجعة المخطوط وجدنا
َّللا الذي أورده الشيخ ابن العربي بصلة ،فالعنوان مجرد اسم انها ال تمت لمفهوم بقية ّ
اختاره المؤلف لرسالته .
- 86البلد األمين
“ البلد األمين “ عبارة قرآنية ، 1يرى الشيخ ابن العربي ان المقصود منها هو
االنسان .
سوى من الماء والطين ،والجامع بين أحسن تقويم يقول . . . “ :والبلد األمين الم ّ
وأسفل سافلين ( “ . . .رسالة االتحاد الكوني ق 141ب )
ور ِّسينِّينَ َ ،وهذَا ْالبَلَ ِّد ْاأل َ ِّم ِّ
ين “( ) 3 / 95 ون َ ،و ُ
ط ِّ الز ْيت ُ ِّ ) ( 1اآلية َ ”:وال ِّت ّ ِّ
ين َو َّ
– 87إبليس
في اللغة :
“ الباء والالم والسين أصل واحد ،وما بعده ال يعول عليه ،فاألصل اليأس ،يقال
َّللا
أبلس إذا يئس . . .قالوا :ومن ذلك اشتق اسم إبليس ،كأنه يئس من رحمة ّ
“ ( معجم مقاييس اللغة ،مادة “ بلس “ ) .
207
“ “ 208
يس ا ْست َ ْكبَ َر يس أَبى “( ِّ ”) 34 / 2إ َّال ِّإ ْب ِّل َ “ َو ِّإ ْذ قُ ْلنا ِّل ْل َمالئِّ َك ِّة ا ْس ُجدُوا ِّآل َد َم فَ َ
س َجدُوا ِّإ َّال ِّإ ْب ِّل َ
ْطان َكما أ َ ْخ َر َج أَبَ َو ْي ُك ْم َوكانَ ِّمنَ ْالكا ِّف ِّرينَ “( ”. ) 74 ، 38يا بَ ِّني آ َد َم ال يَ ْف ِّتنَنَّ ُك ُم ال َّ
شي ُ
ِّمنَ ْال َجنَّ ِّة “( األعراف . ) 27 /
عند الشيخ ابن العربي :
في كل فلسفة تفسح فيها مكانا إلبليس ،نجده يتحول إلى مبدأ للشر ،ويتقاسم مع مبدأ
الخير افعال المكلفين وأحوالهم .اال انه عند الشيخ ابن العربي لم يتحول إلى مبدأ للشر
بل بقي في مرتبة االغواء 2للبشر ،ويعود السبب في عدم تجاوزه هذه المرتبة ،إلى
فكرة الخير والشر نفسها عند الشيخ ابن العربي .
إذ انه كالمعتزلة قبله ال يحكم على الفعل ؛ كما أن الوجود عنده خير والشر هو العدم
.3
وبعدم تصدر إبليس للشر ،حافظ الشيخ ابن العربي على نقاوة التوحيد في الفعل ،
َّللا ،وان عباده ليس للشيطان عليهم سلطان ، 4فهو ال يغوى في
فالفاعل الحقيقي هو ّ
الواقع اال من اض ّل ّ
َّللا . 5
208
“ “ 209
خروا له ساجدين
“ كيف لهم ؟ وعلمهم انني *** ابن الذي ّ
واعترفوا بعد اعتراض على *** والدنا بكونهم جاهلين
وأبلس الشخص الذي قد أبى *** وكان للفضل من الجاحدين “
( فتوحات السفر األول فق . ) 351
ان التكليف اإللهي للمخلوقات قسمان :أمر ونهي ،وعندما أشرق القول في أفق
التكليف بدأ “ باألمر “ .
فقال سبحانه وتعالى إلبليس :اسجد آلدم .وفي هذا خروج عن أصل الممكن الذي له
العدم . 6
ثم ثنّى “ بالنهي “ فقال آلدم وحواء :ال تقربا هذه الشجرة .
وفي هذا موافقة الصلهما ،فكأنه قال لهما :ال تفارقا اصلكما .
“ فاالمر “ أشق على النفس من “ النهي “ .
وقد باء التكليف اإللهي من مطلعه بالعصيان في قسميه :فعصى إبليس كما عصى
آدم .
ولهذا يضع الشيخ ابن العربي إبليس في مقابل آدم .
األول :لالمر وعصيان االمر ،
والثاني :للنهي وعصيان النهي ،ولكن آدم باالعتراف تجاوز الخطيئة .
بينما إبليس بالدعوى ،ازداد طغيانه وحقت له جهنم رغم انه ليس من المشركين في
األصل وان كان من األشقياء .
سن الشرك ،وكانت له مرتبة االغواء . فإبليس في دعواه وطغيانه ّ
209
“ “ 210
واهبط إبليس لالغواء هبوط خذالن ،وعقوبة ،واكتساب أوزار ،فان معصيته كانت
َّللا شقيا .
َّللا عليه .وكتبه ّ
ال تقتضي تأبيد الشقاء .فإنه لم يشرك بل افتخر بما خلقه ّ
ودار الشقاء مخصوصة باهل الشرك .
ليسن الشرك . . .فإذا أشركوا وتبرأ إبليس من المشرك ومن ّ َّللا إلى األرض
فانزله ّ
الشرك ،لم ينفعه تبريه منه ،فإنه هو الذي قال له “ اكفر “ . . .
باّلل
فحار عليه وزر كل مشرك في العالم ،وان كان هو موحدا . . .فهو أول مشرك ّ
سن الشرك ،وهو أشقى العالمين ( “ . . .الفتوحات السفر الثالث ص 7وأول من ّ
ص . ) 407 / 402
يظهر بوضوح من خالل ما تقدم موقف الشيخ ابن العربي من إبليس ،فهو ليس مبدأ
للشر ،بل خلقه وأوجده التكليف .وتميز عن بقية المالئكة والجن بالمعصية لالمر
اإللهي ،وجازت مقارنته بآدم المخلوق مثله الذي عصى مثله . 8
وينتقل الشيخ ابن العربي من آدم وإبليس كشخصين إلى بيان التمثيل في قصتهما للشر
كافة .فإبليس رمز المخلوق العاصي صاحب الدعوى المستمر في عصيانه فمعصية
واحدة أدت إلى شركه وكفره وبالتالي إلى شقائه األبدي .
اما آدم رمز المخلوق العاصي التائب المعترف بذنبه المغفور له فالمستخلف في
األرض .
وكما أن آدم رمز للجنس البشري أضحى إبليس رمزا لجنس الشيطان .
ان إبليس أو الشيطان هو الذي يوسوس لالنسان ،وجلي عن البيان كون الوسوسة تأتي
االنسان من داخل نفسه أو من خارجها ،اما الوسوسة الخارجية فهي المعبر عنها
مر في التعريفين األول والثاني ،واما
بإبليس أو الشيطان المنفصل عن االنسان كما ّ
الوسوسة من داخل النفس ،فقد نص القرآن كما أشار الحديث إليها .
فمنبعها النفس المسولة ،وهي الشيطان .
210
“ “ 211
..........................................................................................
يس أَبى “ *تدل على س َجدُوا ِّإ َّال ِّإ ْب ِّل َ ) ( 1واآلية” َو ِّإ ْذ قُ ْلنا ِّل ْل َمالئِّ َك ِّة ا ْس ُجدُوا ِّآل َد َم فَ َ
أن . . .إبليس كان من المالئكة واال لم يتناوله امرهم وال يصح استثناؤه منهم وال يرد
يس كانَ ِّمنَ ْال ِّج ِّّن ] “[ 18 / 50لجواز أن يقال على ذلك قوله سبحانه وتعالى” إِّ َّال إِّ ْب ِّل َ
َّللا تعالى عنه إنه كان من الجن فصال ومن المالئكة نوعا ،والن ابن عباس رضي ّ
روى أن من المالئكة ضربا يتوالدون يقال لهم الجن ومنهم إبليس ( “ . . .أنوار
التنزيل ج 1ص ص . ) 22 - 21
َّللا ص ص 32 - 29 ) ( 2راجع ما كتبه الخراز عن إبليس في كتابه :الطريق إلى ّ
تحقيق عبد الحليم محمود -مكتبة دار العروبة -فهو يشمل ما كتب عن إبليس في
التصوف قبل الشيخ ابن العربي .
) ( 3راجع “ خير “ و “ شر “ عند الشيخ ابن العربي .
طان ِّإ َّال َم ِّن اتَّبَعَ َك ِّمنَ ْالغا ِّوينَس ْل ٌ علَ ْي ِّه ْم ُ
ْس لَ َك َ ) ( 4إشارة إلى اآلية” ِّإ َّن ِّعبادِّي لَي َ
“[ 15 / 42 ] .
َّللاُ فَما لَهُ ِّم ْن ها ٍد “[ . ] 33 / 13 ض ِّل ِّل َّ ) ( 5إشارة إلى اآلية” َو َم ْن يُ ْ
صراطٍ ُم ْست َ ِّق ٍيم “[ 6 / 39 ] . على ِّ ض ِّل ْلهُ َو َم ْن يَشَأ ْ يَ ْجعَ ْلهُ َ ” َم ْن يَ َ
ش ِّأ َّ
َّللاُ يُ ْ
) ( 6انظر “ العدم المكاني “
باّلل رغم كونه موحدا ) ( 7يشرح الشيخ ابن العربي كيف ان إبليس هو أول مشرك ّ
في األصل .والسبب يرجع إلى أن إبليس لكي يغوى البشر بالشرك ،ال بد من أن
يتصور في نفسه مثال ما يريد ان يبرزه ،اي يتصور الشريك ،وتصور الشريك
شرك .كما أنه ال بد من أن يحفظ في نفسه بقاء صورة الشريك ليمد بها المشركين مع
األنفاس .
(راجع الفتوحات السفر الثالث فق فق . ) 365 - 364
) ( 8راجع ما كتبه الشيخ ابن العربي عن التمييز بين خطيئة العارف وخطيئة
االنسان العاصي .
فخطيئة العارف يترقى بها علما وحاال ( . . .الفتوحات السفر الثالث فق ) 366
) ( 9اآلية . 83 / 12 ، 18 / 12
) ( 10راجع تخريج الحديث في فهرس األحاديث رقم ) 17 ( :
– 88بلقيس
في القرآن :
لم يرد االسم [ بلقيس ] في القرآن انما أشار إليها في القصة المعروفة مع سليمان بـ
“ امرأة “
ع ِّظي ٌم“ 27 [ . . .
ش َ ش ْيءٍ َولَها َ
ع ْر ٌ “ . . .إِّ ِّنّي َو َجدْتُ ْام َرأَة ً ت َ ْم ِّل ُك ُه ْم َوأُوتِّيَ ْ
ت ِّم ْن ُك ِّّل َ
.] 23/
211
“ “ 212
عند الشيخ ابن العربي :
تأخذ بلقيس عند الشيخ ابن العربي عدة وجوه تتفاوت في تضاربها ،وهذا نادر جدا ما
يحدث في نصوص الشيخ األكبر ،الذي عودنا صفاء فكر ووضوح منطق ووعيا
متكامال لكل ابعاد كالمه .فما سر هذا التضارب في “ بلقيس “ ؟ وكيف نظر إليها ؟
بلقيس أنثى متولدة بين االنس والجن -أبوها من الجن وأمها من االنس .
يقول في شرح ترجمان األشواق ص : 15
“ . . .وسماها بلقيسا لتولدها بين العلم والعمل ،فالعمل كثيف والعلم لطيف كما كانت
بلقيس متولدة بين الجن واالنس ،فإن أمها من االنس وأباها من الجن .
ولو كان أبوها من االنس وأمها من الجن لكانت والدتها عندهم .
وكانت تغلب عليها الروحانية ولهذا ظهرت بلقيس عندنا “
يمكن تفصيل هذا النص إلى قسمين :
األول يفيد تولد بلقيس بين الجن واالنس ،
والثاني :يفيد ظهورها في دنيا االنس .
فمن حيث تولدها بين االنس والجن هذا منبع االشكال والتضارب في نصوص الشيخ
األكبر ولنا عودة اليه .
اما ظهورها في عالم االنس ،الذي يرجعه الشيخ ابن العربي إلى كون ،أمها من
االنس .
فهذا منسجم تماما مع مجمل أفكاره ألنه يرى أن االم محل التكوين واالستحاالت ،
وبالتالي مكان الظهور [ راجع “ أم “ ] لذلك بلقيس ظهرت تبعا المها ،فكانت والدتها
عند االنس .
وانسجام القسم الثاني من النص مع موقف الشيخ ابن العربي عامة يزيد من حدة تباينه
مع القسم األول ،ويقتضي ضرورة البحث عن سبب هذا االشكال .
وهذا ما سنفعله في نهاية شرحنا لهذا المصطلح .
لم يستمر الشيخ ابن العربي في رؤيته لبلقيس على أنها متولدة بين االنس والجن ،بل
نفى ذلك ناعتا إياه بالمرويات والمقوالت . . .
يقول . . . “ :قالت بلقيس :كأن هو . 1
وهو كان لم يكن غيره ،فطلبنا عين السبب الموجب لجهلها به ،حتى قالت كأنه هو .
فعلمنا ان ذلك حصل لها من وقوفها مع الحركة المعهودة في قطع المسافة البعيدة .
وهذا القول الذي صدر منها يدل عندي ،
212
“ “ 213
انها لم تكن ،كما قيل ،متولدة بين االنس والجان ،إذ لو كانت كذلك لما بعد عليها
مثل هذا من حيث علمها بأبيها ،وما تجده في نفسها من القوة على ذلك ،حيث كان
أبوها من الجان على ما قيل ( “ . . .ف . ) 495 / 2
يستند الشيخ ابن العربي هنا إلى دليل قرآني لنفي تولد بلقيس بين االنس والجن :
“ كأنه هو “ [ ] 42 / 27في صيغتها التعجبية تنفي انتماء بلقيس إلى الجن ،الذي في
قوته قطع المسافات البعيدة في الوقت القصير وغير ذلك.
فجملة “ كأنه هو “ تشهد بانسيتها الكاملة وتجعل تولدها بين االنس والجن من
المرويات التي تفتقر إلى سند واثبات .
ليست بلقيس انثي عادية من االنس ،ولكنها ذات منزلة فقهية استطاعت ان تتنزه عن
َّللا ،فجاء ايمانها غير متقيد ،من نفس طبيعة انقياد الرسل . التقيد في اعتقادها في ّ
واسالمها هذا بالدليل القرآني الذي سيورده الشيخ ابن العربي في النص ،يعبر عن
تفوقها وتفردها وبالتالي اهتمام شيخنا األكبر بها كشخصية “ انثوية “ متفوقة .
يقول :
“ . . .ولما رأت بلقيس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله في تلك المدة
عندها “ ، 2قالت كأنه هو ] 42 / 27 [ “ .
وصدقت بما ذكرناه من تجديد الخلق باألمثال ، 3وهو هو ، 4وصدق االمر ،كما
انك في زمان التجديد ،عين ما أنت في الزمن الماضي . . . 5
ظلَ ْمتُ نَ ْف ِّسي َوأ َ ْسلَ ْمتُ َم َع ُ
سلَيْمانَ “[ : ] 44 / 27 فقالت َ ”. . .ربّ ِّ إِّ ِّنّي َ
ّلل َربّ ِّ ْالعالَ ِّمينَ “[ 27 / 44 ] . اي اسالم سليمان ِّ َّ ِّ ”:
فما انقادت لسليمان وانما انقادت ّّلل رب العالمين ،وسليمان من العالمين .فما تقيدت
َّللا ،بخالف فرعون فإنه قال” َربّ ِّ في انقيادها كما ال تتقيد الرسل في اعتقادها في ّ
هارونَ “[ 26 / 48 ] . . .فكانت أفقه من فرعون في االنقياد ّّلل . . .
ُموسى َو ُ
“ ( فصوص ) 157 - 156 / 1
تعليق على تضارب النصوص :ال تتضارب نصوص الشيخ األكبر اال فيما فيما ندر ،
وهذه من الحاالت النادرة عنده ،فما هو تفسيرنا لها ؟ .
[ الحقيقة اننا نستطيع ان نقدم تفسيرين ]:
213
“ “ 214
أولهما :
ان الشيخ األكبر اعتمد في البداية الروايات القائلة بتولد بلقيس بين االنس والجن ثم لم
يلبث ان تحقق بنفسه من االمر ،بالرجوع إلى القرآن وفهمه الشاراته .كما الحظنا
ذلك في اعتماده على إشارات القرآن الثبات انسية بلقيس الكاملة .
ونؤيد كالمنا برجوعنا إلى تاريخ كتابة كل من النصوص التي اعتمدناها :
-فالنص الذي يجعل تولد بلقيس بين االنس والجن مأخوذ من كتاب “ الذخائر
واالعالق في شرح ترجمان األشواق “ الذي كتبه في حلب عام 611هـ شرحا لديوانه
ترجمان األشواق الذي الفه في مكة عام 598هـ .
-النصان الباقيان اللذان ينفي بهما موقفه السابق ويؤكد على انسية بلقيس الكاملة
ومرتبتها الفقهية ،مأخوذان من كتابيه “ الفتوحات المكية “ و “ فصوص الحكم “ .
والفتوحات كتبه الشيخ ابن العربي مرتين :األولى 598هـ - 629هـ والثانية 632
هـ 636 -هـ ،اما الفصوص فقد أنهاه في دمشق عام 627هـ .
وهذا يؤكد ان آخر كتاباته اي الفصوص كان فيها مرجحا لرأيه في الفتوحات ومؤكدا
له بما ال يدع مجاال للشك .
اذن بدّل الحاتمي رأيه في النهاية بخصوص بلقيس .هذا تفسير أول .
ثانيهما :
ان النص الوحيد الذي يشير إلى تولد بلقيس بين االنس والجن ،موجود في كتابه
“ الذخائر واالعالق “ الذي هو شرح لديوانه “ ترجمان األشواق “ .إذا كالم الشيخ
ابن العربي عن بلقيس هنا جاء في مضمون وجو شعريين .
فمن الجائز ان يكون الشيخ ابن العربي قد انساق متأثرا بالشعر وبما يكتنف المرأة في
هذا الجو الغامض . . .جو الشعر ،من ابعاد . .فقبل لها انتماءات ،ال يؤيدها سوى
حالته الشعرية امام المرأة عند كتابته الديوان .
وهذا التفسير ال يؤكد تبدل رأي الحاتمي ،بل تنوعه وغناه تبعا لتغير أحواله ،شاعرا
ومفكرا . . .وكلها وجوه ال نستطيع ان ننكرها في شخصية الشيخ األكبر الفذة .
..........................................................................................
) ( 1عندما رأت بلقيس العرش في صرح سليمان يشبه عرشها الذي تركته في سبأ ،
تعجبت وأجابت :كأنه هو .عندما سئلت هل هذا عرشك ؟
214
“ “ 215
) ( 2كلمة “ عندها “ تفيد هنا انه مستمر على المعنى الثاني الذي يفيد كونها من
االنس ،ال يخالطها أصل من الجن .لذلك رأت استحالة انتقال العرش في تلك المدة
الزمنية القصيرة .
) ( 3يفسر الشيخ ابن العربي انتقال عرش بلقيس بالخلق الجديد ،اي ان العرش قد
فني في مكانه األول وفي اللحظة نفسها وجد عند سليمان . . .انظر “ خلق جديد “ .
) ( 4العرش “ هو هو “ ،ألنه في الخلق الجديد يلتبس االمر بخلق المثل ،اي يفنى
الشيء ويوجد مثله في اللحظة نفسها فااللتباس نابع من وجود المثل ،فال نحس بفناء
الشيء لعودته في مثل صورته لذلك قالت بلقيس ،عندما عاد العرش في صورته التي
فني عليها “ :كأنه هو “ .و “ هو هو “ .انظر خلق جديد .
) ( 5زمان التجديد :الخلق الجديد ،خلق المثل ،انظر “ خلق جديد “ .
– 89االبن
في اللغة :
“ الباء والنون والواو كلمة واحدة ،وهي الشيء يتولد عن الشيء ،كأبن االنسان
وغيره “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ بنو “ ) .
في القرآن :
وردت كلمة ابن ،أو جمعها في القرآن :
أ -مضافة إلى شخص “ :ابن مريم “ “ بني آدم “ “ بني إسرائيل “ 1
وهي تعني في هذه اإلضافة :الولد .
سبِّي ِّل* “ [] / 60 . . 9 ، / 2153 ، 4 / 36 ب -مضافة إضافة مجازية ”:ابْنَ ال َّ
ت النَّصارى ْال َم ِّسي ُح اب ُْن َّ ِّ
َّللا “[ ”] 30 / 9 َّللا َ ”:وقالَ ِّ
ج -إضافة بصورة حكاية إلى ّ
َّللا ] “[ 9 / 30 ت ْاليَ ُهو ُد ُ
عزَ ي ٌْر اب ُْن َّ ِّ َوقالَ ِّ
َّللا” لَ ْم يَ ِّل ْد َولَ ْم يُولَ ْد“ [ 112 /
َّللا جاءت في معرض الرفض فان ّ وهذه اإلضافة إلى ّ
. ]3
د -كما أن لفظة ابن وردت جمعا غير مضاف ،مقابلة لكلمة ،بنات وإناث .
215
“ “ 216
“ فَا ْست َ ْفتِّ ِّه ْم أ َ ِّل َر ِّبّ َك ْالبَناتُ َولَ ُه ُم ْالبَنُونَ ] “[ 37 / 149
صفا ُك ْم َربُّ ُك ْم ِّب ْالبَ ِّنينَ َوات َّ َخذَ ِّمنَ ْال َمال ِّئ َك ِّة ِّإناثا ً ] 40 / 17 [“ . . .
”.أ َ فَأ َ ْ
216
“ “ 217
الرحمة - 90ابن ّ
ان الرحمة اإللهية أ ّم لجميع الموجودات ،من حيث إنها وسعت وجمعت كل شيء
ش ْيءٍ “[ 7 / 156 ] . يب بِّ ِّه َم ْن أَشا ُء َو َر ْح َمتِّي َو ِّسعَ ْ
ت ُك َّل َ ص ُعذابِّي أ ُ ِّ ”. 1قا َل َ :
اذن :أ ّم = الجامعة والحاكمة .
وأم الموجودات = الرحمة
ومن ناحية ثانية ،ان الرحمة هي الوجود ، 2وابن الرحمة هو ابن الوجود ،واين
يتكون “ الموجود “ اال في “ الوجود ! “
الرحمة = الوجود
اذن :ابن الرحمة = الموجود
الروح
- 91ابن ّ
يقول الشيخ ابن العربي:
” اال ان ختم األولياء رسول *** وليس له في العالمين عديل
هو الروح وابن الروح واالم مريم *** وهذا مقام ما اليه سبيل “
( ف ) 195 / 4
217
“ “ 218
يظهر من خالل النص ،ان ابن الروح هو ختم األولياء ، 1وابن مريم :
“ عيسى “ عليه السالم .
اما كونه ابن مريم فهذا واضح النسبة إليها . 2واما كونه ابن الروح ،فان “ عيسى
“ وهبه لها الروح جبريل ،فيكون “ عيسى “ :ابن مريم وابن الروح .
يقول الشيخ األكبر :
َّللا ] اختص من الرسل من بعدت نسبته من البشر ،فكان نصفه بشرا “ . . .ثم إنه [ ّ
،ونصفه اآلخر روحا مطهرة ،ملكا ،الن جبريل وهبه لمريم بشرا سويا . . . 3
“ ( ف . ) 195 / 4
“ . . .وان كان [ من اكتنز ماله ] له أب ،ولكن ال ينسب اليه ، 4كعيسى ابن مريم
عليهما السالم ،ينسب إلى أمه وما وهبه لها اال جبريل عليه السالم “ .
( ف . ) 320 / 3
..........................................................................................
) ( 1راجع “ ختم األولياء “
) ( 2راجع المعنى الرابع لكلمة “ أم “ .
س ْلنا إِّلَيْها ُرو َحنا فَت َ َمث َّ َل لَها بَشَرا ً َ
س ِّويًّا “[ ”. ] 17 / 9قا َل إِّنَّما ) ( 3إشارة إلى” فَأ َ ْر َ
غالما ً زَ ِّكيًّا “[ 19 / 19 ] . َب لَ ِّك ُ أَنَا َر ُ
سو ُل َر ِّبّ ِّك ِّألَه َ
) ( 4راجع المعنى الرابع لكلمة “ أم “ .
- 92ابن الظلمة
ان الظلمة 1عند الشيخ ابن العربي ترتبط بسلسلة من التصورات ،وهي إشارة إلى
الطبيعة ،وتقابل الروح الذي يشير اليه بالنور .
اما “ ابن الظلمة “ فهو األثر المتكون فيها ومنها : 2الظل . 3
218
“ “ 219
..........................................................................................
) ( 1راجع كلمة “ غيب “
) ( 2راجع المعنى األول والثالث لكلمة أ ّم .
“ ) ( 3الظل “ و “ الصورة “ في فكر الشيخ ابن العربي يتآلفان في نمط تصويري
لإلشارة إلى “ الخلق “ بمعنى المخلوقات :
“ -الظل “ بالنظر إلى النور والظلمة .
“ -الصورة “ بالنظر إلى المرآة والرائي .
راجع “ صورة “ و “ وحدة الوجود “ .
- 93ابن المجموع
قبل الشيخ ابن العربي ،كان من صفات الشيخ الكامل ،الزهد في الدنيا . 1
وكان هناك شبه فصل بين أبناء الدنيا وأبناء اآلخرة .
أبناء الدنيا هم المبهورون بألوانها وأشكالها وأموالها ،وأبناء اآلخرة هم الساعون في
الدنيا إلى نيل اآلخرة بالحسنات والعمل الصالح . . .
اما الشيخ ابن العربي فيرى انه ليس من شرط الشيخ الكامل الزهد في الدنيا ،بل
العكس من كماله 2ان يكون ابنا للمجموع . 3
يقول :
“ واعلم أن للدنيا أبناء ،ولآلخرة أبناء ،وللمجموع أبناء ،وما نبّه غيرنا على أبناء
المجموع فالسعيد من جمع بين البنوتين فهو :الوارث المكمل ( “ . . .ف / 4
. ) 180
..........................................................................................
) ( 1راجع كالم الجنيد والشبلي ويحي بن معاذ . .في الزهد -اللمع ص 73 - 72
-التعرف ص 112
) ( 2راجع “ كمال “
) ( 3ان المجموع مصطلح عند الشيخ ابن العربي مغاير تماما لما ورد هنا .راجع
“ مجموع العالم “ .
219
“ “ 220
– 94بهيمة
ولنترك الشيخ ابن العربي يتكلم على البهائم فنصوصه بخصوصها واضحة :
“ ان البهائم ما اختصت بهذا االسم المشتق من االبهام والمبهم ،اال لكون االمر ابهم
باّلل وبالموجودات . . . علينا ،فانا قد بيّنا لك ما هي عليه من المعرفة ّ
فهي عند غير أهل الكشف وااليمان بهائم . . .فذلك جعلهم يتأولون ما جاء في الكتاب
والسنة من نطقهم [ البهائم ] ونسبة القول إليهم . . .
ض ت ُ َك ِّلّ ُم ُه ْم] “[ 27 / 82
كما قال تعالى ”:أ َ ْخ َر ْجنا لَ ُه ْم َدابَّةً ِّمنَ ْاأل َ ْر ِّ
قال الشيخ " :فأخبر أنها تكلمنا “ ( ف ) 259 / 3
220
“ “ 221
“ ان البهائم أمم من جملة األمم لهم تسبيحات تخص كل جنس ،وجميع ما يظهر من
الحيوان من الحركات والصنائع التي ال تظهر اال من ذي عقل وفكر وروية . . .تدّل
َّللا على العلم به تعالى . . .
على أن لهم علما في أنفسهم . . .واما الحيوان ففطره ّ
َّللا عليه وسلم ] في الصحيح :ان بقرة في زمن بني إسرائيل َّللا صلى ّ
ذكر [ رسول ّ
حمل عليها صاحبها ،فقالت :ما خلقت لهذا وانما خلقت للحرث .
مر بقرب
َّللا ّ ،
) ( 5إشارة إلى قصة أوردها الشيخ ابن العربي عن رجل من أهل ّ
رجل راكب حمارا ،وهو يضرب رأس الحمار حتى يسرع .فقال له :لم تضرب
رأس الحمار .فقال له الحمار :دعه ،فإنه على رأسه يضرب .اذن ،البهائم تعرف
ما تؤول اليه األمور - .انظر ف ج 3ص - 489
221
“ “ 222
- 95البيت 1
في اللغة :
“ الباء والياء والتاء أصل واحد ،وهو المأوى والمآب ومجمع الشمل .
يقال بيت وبيوت وابيات .ومنه يقال لبيت الشعر بيت على التشبيه ،ألنه مجمع
االلفاظ والحروف والمعاني ،على شرط مخصوص هو الوزن “ . . .
( معجم مقاييس اللغة مادة “ بيت “ ) .
في القرآن :
س َكنا ً“ [ / 16 َّللاُ َجعَ َل لَ ُك ْم ِّم ْن بُيُو ِّت ُك ْم َ
-ورد لفظ “ بيت “ بالمعنى اللغوي السابق َ ”:و َّ
]80
معرفا يفيد :الكعبة َ ”.وإِّ ْذ َجعَ ْلنَا ْالبَي َ
ْت -ان لفظ “ البيت “ في وروده القرآني مفردا ّ
اس َوأ َ ْمنا ً “ [ .] 125 / 2
َ 2مثابَةً ِّللنَّ ِّ
عند الشيخ ابن العربي :
ان “ لفظ “ “ البيت “ مفردا ال يؤدي معنى عند الشيخ ابن العربي .فهو من االلفاظ
المضافة التي تكتسب معناها من اضافاتها .
ونالحظ انها تتفرع شقين :
إذا أضيف اسم إلى “ البيت “ يصبح صورة من الصور التمثيلية التي يستعملها الشيخ
ابن العربي مستفيدا من صفة تخص البيت ،وهي صفة قابليته للسكن ،فكل ما سكن
فهو بيت لساكنه . 3
َّللا -بيت الحق -بيت وهنا يتغير مدلول البيت باختالف شخص ساكنه :مثال بيت ّ
الموجودات -بيت العبد . . .كلها ال تشير إلى مدلول واحد كما سنرى .
من بحثها في أماكنها فلتراجع .
إذا أضيفت صفة إلى “ البيت “ ،تعطي العبارة المكونة منهما قوة الرمز .
فالقارىء لن يفهم العبارة ،ولن يستطيع استيضاحها بطاقة تمثيلية خاصة ،فلم يتبق له
سوى الرجوع إلى نصوص الشيخ األكبر لمعرفة رموزه .
مثال :البيت المعمور -البيت االعلى . . .وهذه العبارات سنتعرض لها بايجاز في
أماكنها
222
“ “ 223
فلتراجع .
..........................................................................................
) ( 1بخصوص لفظ “ بيت “ عند الشيخ ابن العربي فليراجع :
-الفتوحات جزء 4ص . 401 ، 365 ، 352
-عقلة المستوفز ص 68
-الفصوص جزء 1ص 74
-كتاب التراجم ص 24
-إشارات القرآن ص 52أ .
-مشاهد االسرار القدسية ص . 51
-ديوان الشيخ ابن العربي ص 5وص . 28
) (( 2البيت ) :الكعبة غلب عليها كالنجم على الثريا “ ( أنوار التنزيل ج 1ص
. ) 35
) ( 3يستعمل النفري التمثيل نفسه للداللة على صفة السكنة .راجع موقف رقم 20
“ موقف بيته المعمور “ نشر اربري ص ص . 41 - 39كما يراجع فهرس
المصطلحاتIndex A . page 256لفظ بيت .
للا 1
- 96بيت ّ
مرادف :بيت الحق .
بيت الحق هو العبد ،من حيث إنه مظهر التجلي الوجودي 2بقبوله الصورة 3
اإللهية .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ألفة العبد باإلله .....هي األلفة التي
ما لها غير وجهتي .....وبها كون قوتي
فانظروا في تبصروا .....حكمة الحق حكمتي
ال تقل باتحادنا .....فتكذبك نشأتي
أنا إن كنت بيته .....فهو بالشرع قبلتي
.....وقد أحضرنا لديه وجمعنا في الصالة عليه فأكلمه به وبي فيرد علي بي . "....
( ف . ) 387 / 4
بيت الحق هو قلب المؤمن ،من حيث إنه وسع الحق “ ما وسعني أرضي وال سمائي
ووسعني قلب عبدي المؤمن 4 “ .
فحين سكن الحق القلب الذي وسعه أضحى هذا القلب بيتا له .
223
“ “ 224
يشير الشيخ ابن العربي في النص األخير إلى تبادل الظهور بين وجهي الحقيقة الواحدة :
حق خلق .وهذا التبادل في الحقيقة ليس سوى مقامي قرب الخلق من الحق :مقام قرب
النوافل :ومقام قرب الفرائض . 9
..........................................................................................
) ( 1لقد أفاض األب نويا بما يتمتع به من فهم علمي موضوعي للتمثيالت والرموز
َّللا .وخاصة عند النوري والنفري . الصوفية في ايضاح إشاراتهم إلى أن القلب ،هو بيت ّ
راجع )(Exegese coranique . pp . 325 - 334
) ( 2راجع “ تجلي وجودي “ .
) ( 3راجع “ صورة “ .
) ( 4راجع “ قلب “
) ( 5كما يراجع بشأن “ بيت الحق “ عند الشيخ ابن العربي :
-التجليات ط .حيدرآباد ص 8
-الفتوحات ج 4ص 400
) ( 6إشارة إلى أن القلب هو “ البيت المعمور “ راجع العبارة .
) ( 7ننقل مقطعا من كتاب التراجم للشيخ ابن العربي يفسر مقصده هنا في أن قلب
العبد هو الكعبة المقصودة يقول “ :اجعل قلبك مثل مكة ،يجبى اليه ثمرات كل شيء
رزقا من لدن ربك ،هذا من الشام ،هذا من مصر ،هذا من اليمن ،هذا من نجد . . .
فإذا جعلت قلبك مثل مكة تجبى اليه الثمرات :حقائق األسماء وحقائق األكوان “ . . .
(التراجم ط .حيدرآباد ص ص ) 45 - 44
) ( 8إذا حصل قلب العبد مرتبة “ بيت الحق “ يصبح الحق بيته .وقد بحثنا موضوع
كون العبد قوى الحق في مقام “ قرب الفرائض “ فليراجع .
) ( 9راجع “ قرب النوافل “ “ قرب الفرائض “ .
224
“ “ 225
- 97البيت األعلى
البيت االعلى هو االنسان الخليفة الذي قبل الصورة ، 1فهو “ أعلى “ :من حيث إنه
أعلى مجلى للكماالت اإللهية .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ فلما نفخ فيه [ آدم ] الروح االنزه . . .عرفت المالئكة حينئذ قدر هذا البيت االعلى
والمحل األشرف األسنى ( “ . . . 2عقلة المستوفز -ص 43 ) .
..........................................................................................
) ( 1راجع “ انسان خليفة “ و “ صورة “ .
) ( 2النص نفسه في رسالة “ االنسان الكلي “ مخطوط الظاهرية رقم 4865ورقة 2
ب.
) ( 2هذا البيت المنور يستحقه العبد إذا وصل قلبه لمرتبة “ بيت الحق “ راجع “ بيت
الحق “ و “ بيت الموجودات “ .
225
“ “ 226
- 99البيت العتيق
البيت العتيق يشير به الشيخ ابن العربي إلى قلب العبد العارف الذي وسع الحق سبحانه .
يقول في شرح “ البيت العتيق “ في ديوانه ترجمان األشواق ص 115هامش رقم
(1):
“ البيت العتيق القديم وهو قلب العبد العارف التقي النقي الذي وسع الحق سبحانه حقيقته
“.
“ . . .كما فعل سبحانه في جميع الموجودات فاختار من كل امر ،في كل جنس امرا
َّللا .
ما . . .اختار من األسماء الحسنى كلمة ّ :
واختار من الناس :
الرسل ،واختار من البيوت :البيت المعمور . . .واما اختياره البيت المعمور فألنه
مخصوص بعمارة مالئكة ،يخلقون كل يوم من قطرات ماء نهر الحياة 4الواقعة من
انتفاض الروح األمين .فإنه ينغمس في نهر الحياة كل يوم غمسة ،ألجل خلق هؤالء
المالئكة ،عمرة البيت المعمور وهم سبعون الف ملك إذا اخرجوا منه ال يعودون اليه
ابدا “ . . .
( ف / 2ص ص ) 171 - 169
226
“ “ 227
) “ ( 2ثم رأيت [ الشيخ ابن العربي ] البيت المعمور فإذا به قلبي ،وإذا بالمالئكة التي
تدخله كل يوم ،تجلي الحق له سبحانه الذي وسعه ،في سبعين الف حجاب من نور
وظلمة ،فهو يتجلى فيها لقلب عبده ،لو تجلى دونها ألحرقت سبحات وجهه عالم الخلق
من ذلك العبد “ ( ف . ) 350 / 3
“ البيت المعمور وهو القلب الذي وسع الحق فهو عامره “ ( ف . ) 526 / 3
..........................................................................................
) “ ( 1البيت المعمور “ كلمة قرآنية [ . ] 4 / 52وموقعه قيل في السماء السادسة ،
وقيل في السماء السابعة وتعمره المالئكة بال انقطاع .
هو في السماء مثال الكعبة في األرض حيث يطوف بها العباد في كل وقت .
وقد روى الشيخ ابن العربي جملة األحاديث التي ورد ذكره فيها .انظر محاضرة
األبرار :ج 1ص 400
اما القشيري فيرى ان “ البيت المعمور “ “ :في السماء الرابعة ،
ويقال :هو قلوب العابدين العارفين المعمورة بمحبته ومعرفته .ويقال :هي مواضع
عباداتهم ومجالس خلواتهم “ يقول البيضاوي في أنوار التنزيل ج 2ص : 232
“ والبيت المعمور يعني :الكعبة وعمارتها بالحجاج والمجاورين ،أو الضراح وهو في
السماء الرابعة وعمرانه كثرة غاشيته من المالئكة ،أو قلب المؤمن وعمارته بالمعرفة
واالخالص “ .كما يراجع :
-ختم األولياء الترمذي ص ، 138
-شرح مشكالت الفتوحات مخطوط العثمانية حلب رقم 761ق ( 41البيت المعمور :
جسم العبد ) .
“ ) ( 2والبيت المعمور :قال ( سهل التستري ) ظاهرها ،ما حكى محمد بن سوار
َّللا عليه وسلم :ليلة
َّللا عنه أنه قال ،قال النبي صلى ّ باسناده عن ابن مسعود رضي ّ
اسرى بي إلى السماء رأيت البيت المعمور في السماء الرابعة ويروى السابعة ،يحجه
كل يوم سبعون الف ملك ال يرجعون اليه بعده ابدا . . .
وباطنها :القلب ،قلوب العارفين المعمورة بمعرفته ومحبته واالنس به وهو الذي تحجه
المالئكة ألنه بيت التوحيد “ . . .
( تفسير القرآن العظيم -سهل التستري ص ص . ) 95 - 94
) ( 3راجع بخصوص البيت المعمور عند الشيخ ابن العربي :
الفتوحات ج 4ص . 328مع شرح عبد الكريم الجيلي على النص .
مخطوط المكتبة العثمانية -حلب -رقم 761ورقة . 43
) “ ( 4نهر الحياة “ عبارة نجد منبعها اللغوي في الحديث الشريف حيث أشار به إلى
نهر في فوهة من أفواه الجنة وسماه بنهر الحياة .
227
“ “ 228
انظر صحيح مسلم .تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي .دار احياء التراث العربي بيروت .
ج : 1كتاب االيمان حديثي رقم 302و . 304
كما يراجع “ :نهر الحياة ".
- 101بيت الموجودات
يقول الشيخ ابن العربي :
“ فالحق بيت الموجودات كلها ألنه الوجود ،وقلب العبد بيت الحق 1ألنه وسعه ولكن
قلب المؤمن ال غير .
فمن كان بيت الحق فالحق بيته *** فعين وجود الحق عين الكوائن” ( ف . ) 7 / 4
228
“ “ 229
للا
- 102بيّنة ّ
في القرآن :
ورد لفظ “ بينة “ في القرآن بصيغة المفرد ،وبمعنى يكاد يكون واحد تقريبا ،لذلك
نكتفي بآية واحدة منها . 1
على بَ ِّيّنَ ٍة ِّم ْن َر ِّبّي َو َكذَّ ْبت ُ ْم ِّب ِّه “[ 6 / 57 ] .
” قُ ْل ِّإ ِّنّي َ
يقول البيضاوي في شرح اآلية :
“ والبينة :الداللة الواضحة التي تفصل الحق من الباطل ،وقيل المراد بها القرآن
والوحي أو الحجج العقلية أو ما يعمها “ ( أنوار التنزيل ج 1ص . ) 139
فالحق سبحانه وتعالى يتولى تعليمهم ، 3يعرفهم ،يختصهم بفهم ما افترض عليهم من
َّللا عليه وسلم .فالوحي التشريعي اختتم ،ولكن العلم به والفهم
شرع النبي محمد صلى ّ
باّلل حقيقة .
له اختصاص الهي يبينه الحق للخلق فهم العلماء ّ
“ فهذا الراهب 5ممن هو على بينة من ربه ،علمه ربه من عنده ما افترضه على شرع
َّللا .
َّللا عليه وسلم على الطريق التي اعتادها من ّ
نبينا محمد صلى ّ
وهذا عندنا ذوق محقق
229
“ “ 230
“ ان . . .الزهاد الذين كان الورع سبب زهدهم . . .فكلما حاك في نفوسهم شيء
َّللا لهم عالمات يعرفون بها الحالل من الحرام . . . تركوه . . .اال ان جعل ّ
وهذه العالمة . . .ال تكون ابدا ،اال من نفس الرحمن [ انظر نفس الرحمن ] .
رحمهم بذلك الرحمن لما رآهم فيه من التعب والضيق والحرج ،فنفّس الرحمن عنهم ،
بما جعل لهم من العالمات في الشيء . . .واستراحوا إذ كانوا على بينة من ربهم . . .
“ ( ف -السفر الرابع -فقرة . ) 308 - 307
..........................................................................................
) ( 1راجع المعجم الفهرس أللفاظ القرآن .ورد لفظ “ بينة “ 19مرة ،كما أن التنزيل
اطلق البينة على سورة كاملة هي سورة البينة .مكية آياتها تسع .
) ( 2هذه العالمة تكون في بعض األحيان حسية .ونورد على سبيل االستئناس حالة
مشابهة :
أحد األولياء وهو المحاسبي كما يذكر مؤلفو الطبقات ،أدى به ورعه ومجاهدته في
تحري الحالل عند الطعام إلى بينة من الحق وهي العالمة ،فكان إذا مد يده إلى طعام
فيه شبهة ،نفر عرق في إصبعه ،وهذه العالمة الحسية هي عنده بمثابة الدليل اليقيني
عند صاحب الفكر ،ومن المعلوم في العصر الحاضر صلة األمور النفسية باألمور
الجسدية وال سيما الجهاز العصبي والجهاز الهضمي .
) ( 3راجع الفتوحات السفر الثالث الفقرة 331و . 1 - 331
َّللا على بصيرة ويفتي في الدين ، ) ( 4ان من هو “ على بينة من ربه “ يدعو إلى ّ
وشتان بين من يفتي بالدين بعلم اخذه عن الحي الذي ال يموت ،وبين من يفتي في دين
َّللا بغلبة الظن اي أهل الرسوم .راجع الفتوحات السفر الثاني من الفقرة 367إلى الفقرة ّ
. 370
) ( 5الراهب هو ابن برثملة .انظر الفتوحات السفر 3الفقرة . 330
َّللا عليه
) ( 6من عادة المتصوفة في حال شكها في نسبة حديث إلى الرسول صلى ّ
َّللا بها وتعود لتقرر بلهجة يقينية من أن هذا الحديث هو وسلم ان تسلك طرقا اختصها ّ
َّللا عليه وسلم أو ،ال .
للرسول صلى ّ
يقول الشيخ ابن العربي :
“ غير أن الوارث ال يحدث شريعة ،وال ينسخ حكما مقررا ،لكن يبيّن .فإنه “ على
بينة من ربه “ وبصيرة في علمه “ ( ف -السفر الرابع -فقرة . ) 119
230
“ “ 231
حرف التاء
ت
231
“ 232 “
232
“ “ 233
- 103تابوت
في اللغة :
“ التابوت :الصندوق من خشب “ . . .
( المنجد األبجدي -مادة تابوت) .
“ ما أودعت تابوتي شيئا ففقدته اي ما أودعت صدري علما فعدمته.
وانشد أبو حاتم :
تجاوب الصوت بترنموتها *** وتخرج الحية من تابوتها
” ( أساس البالغة -الزمخشري -مادة تبت ) .
في القرآن :
وردت لفظة تابوت في القرآن الكريم في موضعين بمعنى :صندوق ” .إِّ َّن آيَةَ ُم ْل ِّك ِّه أ َ ْن
س ِّكينَةٌ ِّم ْن َر ِّبّ ُك ْم “ ( . ) 248 / 2 يَأْتِّيَ ُك ُم التَّابُوتُ 1فِّي ِّه َ
اح ِّل “( . ) 39 / 20 س ِّت فَا ْق ِّذفِّي ِّه فِّي ْاليَ ِّ ّم فَ ْليُ ْل ِّق ِّه ْاليَ ُّم ِّبال َّ
” أ َ ِّن ا ْق ِّذفِّي ِّه فِّي التَّابُو ِّ
233
“ “ 234
يقول الشيخ ابن العربي :
“ ويتضمن هذا المنزل [ منزل تقرير النعم من الحضرة الموسوية ] :التكليف ،فاعلم
َّللا
َّللا تعالى أمر عباده بااليمان به . . .وجعل مع االيمان الزاما من المعاني امرهم ّ
أن ّ
تعالى ان يحملوها كلها في بواطنهم ،حمال معنويا وجعل محلها القلوب ،وعين أمورا
عملية انزلها على ظواهرهم وحملها جوارحهم . . .
كالصالة والجهاد . . .وإذا أقيمت هذه الحضرة ممثلة في صور حسية يقام له [ للعبد ]
توابيت 4على يمينه وتوابيت على يساره ،فالتوابيت التي على يمينه مملوءة 5درا
وياقوتا واحجارا نفيسة . . . 6وقيل له :ال بد من حمل هذا إلى موضع معين ،إلى دار
حسنة وروضة مورقة ، 7وقيل له :إذا أوصلت هذه األحمال إلى هذه الروضة كان
أجرك عليها وعلى ما آلمك من ثقلها :ما تحوي عليه هذه التوابيت كلها .ولك هذه الدار
التي وصلتها بجميع ما تحوى عليه . . . 8
وقد يجمع له [ للمؤمن العامل ] بين الدنيا واآلخرة فيرى 9العامل ما تحمل تلك التوابيت
من األشياء النفيسة ومآلها ،وقد حصل له البشري 10بأنها له ملك إذا حملها . . . ،
فيهون عليه حملها ويخف لحمل الهمة إياها فال يجد فيها مشقة . . .
وآخر ينظر إلى ثقلها وهو المؤمن الذي ال كشف عنده فيجدها ثقيلة المحمل ( “ . . .ف
/ 2ص ص . ) 650 - 649
..........................................................................................
) ( 1يقول البيضاوي في معنى “ التابوت “ في هذه اآلية :
“ ( التابوت ) الصندوق ،فعلوت من التوب وهو الرجوع ،فإنه ال يزال يرجع اليه ما
يخرج منه ،وليس بفاعول لقلة نحو سلس وقلق . . .ويريد به صندوق التوراة وكان
من خشب الشمشاد مموها بالذهب ( “ . . .أنوار التنزيل ج 1ص ) . 55
) ( 2استعمل الشيخ ابن العربي كلمة تابوت بالمعنى “ األول “ في كتابه إشارات القرآن
-األوراق التالية :
- 50أ ،و 52أو 60أ .
) ( 3لم يزد جامي أو بالي أفندي على شرح الشيخ ابن العربي التابوت بالناسوت شيئا .
يقول جامي :
“ فالتابوت ،بلسان اإلشارة ناسوته اي صورته االنسانية “ ( شرح الفصوص ج 2ص
. ) 308
يقول بالي أفندي :
“ ( فالتابوت ) إشارة إلى ( ناسوته ) وهو الجسم العنصري الموسوي ( . . .فرمى
به ) . . .
( في اليم ) . . .ان هذا الرمي إشارة إلى النفس االنسانية التي ألقيت في تابوت البدن . . .
“ ( شرح الفصوص ص ص . ) 387 - 386
234
“ “ 235
حين يضيف الشيخ ابن العربي التحت والفوق إلى :الحق ،يستحسن ان نستحضر في
أذهاننا مفهومه لنسبتين :الظاهر والباطن .فللفوق والتحت مرتبة الظاهر
235
“ “ 236
والباطن في فكر الحاتمي .وذلك ان الظاهر والباطن ال يميزهما كمرتبتين مستقلتين اال
حقيقة االنسان . 1كذلك الفوق والتحت ال معنى لهما اال باالنسان الذي له الوسط .
كما يستعمل الشيخ ابن العربي لفظي الفوق والتحت مضافين إلى :العلم .
يقول :علوم التحت وعلوم الفوق
يشير بعلوم الفوق إلى الوهب .فكل علم موهوب هو من علوم الفوق .
ويشير بعلوم التحت إلى الكسب .فكل علم مكتسب بالجد واالجتهاد فهو من علوم
التحت .
يقول :
“ ان العلوم على قسمين :موهوبة ،وهو قوله تعالى َ ”:أل َ َكلُوا ِّم ْن فَ ْوقِّ ِّه ْم “( ) 66 / 5
ت أ َ ْر ُج ِّل ِّه ْم “( 5
وهي نتيجة التقوى . . .ومكتسبة وإليها اإلشارة بقوله تعالى َ ”:و ِّم ْن ت َ ْح ِّ
) 66 /يشير إلى كدّهم واجتهادهم ( “ . . .ف َ ”. ) 594 / 2أل َ َكلُوا ِّم ْن فَ ْو ِّق ِّه ْم “( 5
) / 66وهي علوم خارجة عن الكسب” َو ِّم ْن ت َ ْح ِّ
ت
236
“ “ 237
أ َ ْر ُج ِّل ِّه ْم “( ) 66 / 5وهي علوم دخلت تحت الكسب .فهي من علوم التحت والفوق . . .
“ ( ف . ) 488 / 2
..........................................................................................
) ( 1راجع “ ظاهر “ و “ باطن “ .
) ( 2راجع فهرس األحاديث ،حديث رقم . ) 18 ( :
237
“ “ 238
-فاالنسان يترجم خطاب الحق في قلبه من لغة المعاني واإلشارات إلى لغة الخلق :لغة
االلفاظ والحروف .
-واالنسان يبلغ خطاب الحق إلى الخلق ،الن الحقيقة االنسانية هي الوحيدة التي قبلت
الصورة اإللهية وظهرت بالكماالت االسمائية في الخلق . 3
238
“ “ 239
-وفي اضافته إلى الخلق اتبع بالحرف “ إلى “ ِّ ”:إ ِّنّي تُبْتُ ِّإلَي َْك َو ِّإ ِّنّي ِّمنَ ْال ُم ْس ِّل ِّمينَ
“( 46 / 15 ) .
( ب ) كما نالحظ ان توبة العبد بين توبتين للحق :توبة ابتداء من الحق ،وتوبة جزاء
علَ ْي ِّه ْم ِّليَتُوبُوا . . . “( 9 / 18 ) . تاب َ من الحق ”. 1ث ُ َّم َ
من بها على عبده ابتداء من غير أن يستحقها بفعل ِّ ”.إ َّال الَّذِّينَ انها توبة من الحق ّ ،
علَ ْي ِّه ْم “( 2 / 160 ) . وب َ صلَ ُحوا َوبَيَّنُوا فَأُولئِّ َك أَت ُ ُ تابُوا َوأ َ ْ
توبة الحق في هذه اآلية جزاء توبة العبد وعمله الصالح .
تواب وهي كما يقول علماء ( ج ) اما اسم الفاعل من التوبة .فقد ورد بصيغة مشددة ّ :
النحو صيغة المبالغة .وقد اضافه التنزيل العزيز إلى الحق فقط .ولم يشر إلى الخلق
الر ِّحي ُم “( / 2 اب َّ علَ ْي ِّه ِّإنَّهُ ُه َو الت َّ َّو ُ ت فَ َ
تاب َ اال بصيغة الجمع ”:فَتَلَقَّى آ َد ُم ِّم ْن َر ِّبّ ِّه َك ِّلما ٍ
ط ِّ ّه ِّرينَ “( . ) 222 / 2 َّللا يُ ِّحبُّ الت َّ َّوا ِّبينَ َويُ ِّحبُّ ْال ُمت َ َ
”ِّ 37 ) .إ َّن َّ َ
239
“ “ 240
َّللا ِّم ْن من مخالفة فال ب ّد من نقض ذلك العهد ،فينتظم في قوله” الَّذِّينَ يَ ْنقُضُونَ َ
ع ْه َد َّ ِّ
بَ ْع ِّد ِّميثا ِّق ِّه “( ، ) 27 / 2فلم ير أكمل معرفة من آدم عليه السالم حيث اعترف ودعا
َّللا توبة عزم فيها انه ال يعود ،كما يشترطه علماء الرسوم في ح ّد ،وما عهد مع ّ
َّللا بكل وجه . . . “ 6 التوبة . . .فان في العزم سوء أدب مع ّ
( فتوحات . ) 142 - 139 / 2
التوبة اذن هي اعتراف بالذنب وسؤال المعفرة دون عهد أو عزم بعدم العودة اليه . 7
ان “ التوبة “ تفترض “ الذنب “ الذي بدوره يفترض “ فعل العبد التائب “ .
وهذا االفتراض يناقض مبادئ الشيخ ابن العربي في “ وحدة الفاعل “ .فهو يرى أن
الفاعل الحقيقي الوحيد لكل فعل في العالم هو :الحق . 8
اذن :التوبة ان لم تكن “ اشراكا “ يثبت فيه العبد فعله بجانب وجود الحق وفعله ،فهي
َّللا
يعرف التوبة بأنها :التبري من الحول والقوة بحول ّ
على األقل تقاربه ،ولذلك ّ
وقوته .
240
“ “ 241
إلى الحق في كل حال .وهذا حاصل في الكون سواء شعر به الشخص أم لم يشعر
نظرا للقرب اإللهي .فالتائب هو من يشعر بهذا الرجوع الوجودي إلى الحق ولو كان
في حال مخالفة .
241
“ “ 242
-تنبيه الغافلين -السمرقندي .المطبعة الشرقية 1322ه .ص ص ، 39 - 35
-طبقات الصوفية .السلمي كشاف المصطلحات الصوفية مادة “ توبة “ ،
-طبقات األولياء .ابن الملقن .كشاف اصطالحات الصوفية .مادة “ توبة “ .
َّللا .المحاسبي .دار الكتب الحديثة .تحقيق عبد القادر احمد عطا .
-الرعاية لحقوق ّ
الطبعة الثالثة 1970 ،م .ص ص 71 - 68وص ص ، 83 - 81
-كتاب مختصر في التوبة .القشيري نشر الدكتور قاسم السامرائي .مجلة المجمع
العلمي العراقي .المجلد السابع عشر 1969م .ص ص . 284 - 278ويقع الكتاب
في سبعة فصول .
-الرسالة القشيرية .ص . 45
-الغزالي :روضة الطالبين ص . 118منهاج العابدين .ص - 10احياء علوم الدين
المكتبة التجارية الكبرى .مصر -الجزء الرابع كتاب التوبة ص ص ، 60 - 2
-قوت القلوب .ألبي طالب المكي .مطبعة البابي الحلبي 1961م “ .فصل ذكر
فروض التوبة وشرح فضائلها “ ص ص ، 394 - 364
-اللمع الطوسي .ص ص ، 69 - 68بعنوان “ باب مقام التوبة “ .
-عوارف المعارف .السهروردي .الباب الستون “ قولهم في التوبة “ ص ص 487
. 488 -
-مجلة المشرق -بيروت . 1967كتاب كشف الغايات للشيخ الشيخ ابن العربي ص
ص 485 - 484بعنوان “ ( شرح ) تجلي المعاملة “ .
كما يراجع :
ماسينيون:Passion : Table des termes Techniques art : Tawbah-
Essai P . 266-
) ( 3يشير الشيخ ابن العربي هنا إلى أن فعل العبد تابع إلرادة الحق وليس إلرادته
هو مهما ندم وعزم على اال يعود إلى الذنب .
) ( 4لعل من اغرب ما ذهب اليه الشيخ ابن العربي مما يخيف الفقهاء ،ويدعو
المؤمن العادي إلى التوقف ،كالمه في :الندم على ما فات من فعل الكبائر .يقول في
توسيع الركن الثاني من أركان التوبة :
“ . . .فمنهم [ من أصحابنا ( الشيخ ابن العربي ) ] من يندم على ما فاته من
االستغفار عقب كل ذنب ،ومنهم من يرى الندم على ما فاته من الوقت ،ومن الناس
من يرى الندم على ما فاته من الطاعة في وقت المخالفة ،ومن الناس من يرى الندم
على ما فاته من فعل الكبائر في وقت المخالفة ألنه يشاهد التبديل كل سيئة بما يوازيها
من الحسنات . . .فالحسنة كشخص جميل في غاية الجمال ال بزة عليه ،وشخص
جميل مثله في غاية الجمال [ -السيئة ] طرأ عليه وسخ من غبار فنظف من ذلك
الوسخ العارض ،فبان جماله ثم اكتسى بزة حسنة فاخرة تضاعف بها جماله وحسنه
ففاق األول حسنا ( “ . . .فتوحات . ) 141 - 140 / 2
242
“ “ 243
) ( 5العارف في توبته ينتسب إلى أبيه “ آدم “ الذي اعترف بذنبه وسأل ربه المغفرة
دون عهد أو عزم بعدم العودة إلى الفعل .
) ( 6يقول الشيخ ابن العربي :
“ التوبة :أول منزل من منازل السالكين وأول مقام من مقامات الطالبين ،وحقيقة
َّللا تعالى .
التوبة في اللغة الرجوع والمراد في الشرع الرجوع عما ال يرضاه ّ
وللتوبة ثالث شرايط :
الندامة على ما عمل من المعاصي ،وترك الذلة في الحال والعزم ّاال يعود إليها ابدا .
فمن تاب ثم اتفق نقض توبته ،ثم تاب فقبلت توبته ثانيا وثالثا إلى غير نهاية ما دامت
لتوبته الشروط الثالثة المذكورة “ ( كتاب االرشاد .مخطوط األحمدية .حلب .رقم
797ورقة 150ب ) .
يقرر الشيخ ابن العربي في هذا النص الشرط الثالث للتوبة الذي كان قد استبعده لما
يحويه من سوء أدب مع الحق ،ولعل السبب في ذلك أنه هنا ال يناقش حد التوبة
وشروطها بقدر اهتمامه بشرح اسم “ التواب “ في نسبته إلى العبد والمعبود :ففعل
التوبة من العبد فعال متكررا مستمرا إلى ما ال نهاية يقابله قبول التوبة من الحق قبوال
متكررا مستمرا .
) ( 7ان العودة إلى الذنب ال تتفق ونظرة الشيخ ابن العربي بالخلق الجديد .فاالنسان
ال يعود إلى الذنب بل يعود إلى مثله ( انظر الفتوحات ج 2ص ) . 142
) ( 8نالحظ ان الشيخ ابن العربي يظل منسجما مع نظرته الوجودية إلى الكون بل
أكثر من ذلك ،نراه يدخل كل التقسيمات المعتمدة في الفكر االنساني ( االخالق أو
الخير -والجمال ) . . .في بوتقتها ملغيا بذلك صفاتها الذاتية المميزة .فكل مضمون
يمت إلى الخير أو الجمال بصلة يتحول إلى مفهوم وجودي ال عالقة له بالقوانين
الخلقية المتوارثة .
ولو كنا هنا في مجال دراسة نظريات الشيخ األكبر لبينا ما يتضمنه موقفه هذا من
تشابه عميق وغريب مع موقف الفالسفة الوجوديين المعاصرين (Les
existentialistes) .
) ( 9قال الشيخ ابن العربي في الرسالة الغوثية .مخطوط الظاهرية ،رقم 6824
ورقة 80ب “ قلت :
[ يا رب ] أي توبة أفضل عندك ،قال :توبة المعصومين . “ . . .
- 107تاج الملك
في اللغة :
“ التاج معروف ،والجمع اتواج وتيجان ،والفعل التتويج . . .والعرب تس ّمي العمائم
التاج .
وفي الحديث :العمائم تيجان العرب “ ( لسان العرب مادة “ توج “ )
243
“ “ 244
244
“ “ 245
حرف الثاء
ث
245
“ 246 “
246
“ “ 247
- 108الثبوت
المرادفات :العدم الثبوتي ، 1المعدوم ،عدم االمكان . 2
راجع “ عين ثابته “ “ .العدم االمكاني “ .
..........................................................................................
) ( 1راجع فصوص . 203 / 1
) ( 2راجع الفتوحات ج 4ص . 370
- 109اإلثبات
انظر “ المحو ".
– 110التثليث
في اللغة :
“ الثاء والالم والثاء كلمة واحدة .وهي في العدد ،يقال اثنان وثالثة ( “ . . .معجم
مقاييس اللغة مادة “ ثلث “ ) .
في القرآن :
ورد األصل “ ثلث “ في القرآن لإلشارة إلى عدد :
س ِّويًّا “[ . ] 10 / 19الث لَيا ٍل َ اس ث َ َ قال تعالى ”:قا َل آيَت ُ َك أ َ َّال ت ُ َك ِّلّ َم النَّ َ
ون ِّم ْن ن َْجوى ثَالث َ ٍة ِّإ َّال ُه َو را ِّبعُ ُه ْم “[ 58 / 7 ] . قال تعالى ”:ما يَ ُك ُ
وفي اشارتها إلى العدد ،لم يصح اطالقها على الحق الذي له التوحيد والوحدة :
ث ثَالث َ ٍة “. ] 73 / 5 [ 1 قال تعالى ”:لَقَ ْد َكفَ َر الَّذِّينَ قالُوا إِّ َّن َّ َ
َّللا ثا ِّل ُ
247
“ “ 248
وهذه ذات ،ذات إرادة وقول . . .ثم ظهرت الفردية الثالثية أيضا في ذلك الشيء ،
وبها من جهته صح تكوينه واتصافه بالوجود ،
مكونة بااليجاد .
وهي :شيئيته وسماعه وامتثاله أمر ّ
فقابل ثالثة بثالثة :ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها ،وسماعه في
موازنة إرادة موجده ،وقبوله باالمتثال لما أمر به من التكوين قوله كن . . .
فقام أصل التكوين على التثليث اي من الثالثة من الجانبين ،من جانب الحق ومن
جانب الخلق ،ثم سرى ذلك . . .فاصل الكون التثليث ( “ . . .فصوص / 115 - 1
.)117
“ . . .ان االحد ال يكون عنه شيء البتة . . .وال يكون عن االثنين شيء أصال ما لم
يتكون
يكن ثالث يزوجهما ،ويربط بعضهما ببعض ويكون هو الجامع لهما ،فحينئذ ّ
يتكون بحسب ما يكون هذان االثنان عليه . . .فيسري التثليث في جميع
عنهما ما ّ
األمور لوجوده في األصل “ ( .فتوحات .) 126 / 3
“ فال يكون امر اال عن امرين ،وال نتيجة اال عن مقدمتين ( “ . . .فتوحات / 1
.)5
التثليث اذن مبدأ الخلق والنتاج ، 3كان في األصل [ ،تثليث الحق 4في مقابل تثليث
الخلق ] ولذلك فهو يسري في كل نتاج في العالم .
الن كل أول يسري 5في كل ما هو دونه ،فيظهر في جميع ما يذكره الشيخ ابن
العربي عن :الحب ،والنتاج في عالمي الكائنات والمعاني .6
248
“ “ 249
..........................................................................................
) ( 1يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا ثالث ثالثة ،فلو قال ثالث اثنين“ . . .ما كفر القائل بالثالثة وانما كفر بقوله ان ّ
َّللا ثالثهما
َّللا عليه وسلم وأبي بكر ] ّ ألصاب الحق . . .ما ظنك باثنين [ محمد صلّى ّ
َّللا عز وجل حافظهما يعني في الغار في زمان هجرة الدار ( “ . . .فتوحات يريد ان ّ
. ) 370 / 4
) ( 2أفاض أبو العال عفيفي في شرح تثليث الشيخ ابن العربي في ضوء الفلسفة
المسيحية ،يقول في ارجاعه فكرة التثليث إلى أصلها المسيحي :
“ تلعب فكرة التثليث دورا هاما جدا في فلسفة الشيخ ابن العربي ،وغريب حقا ان
يكون لها هذا الشأن في تفكير صوفي مسلم ،ولكن صاحبنا خرج على كل مألوف
ومقرر عند المسلمين ،فلم ال يقتبس من المسيحية كما اقتبس من غيرها ما دام في
استطاعته ان يصبغ كل ما يقتبسه بصبغة نظريته في وحدة الوجود ؟ “ ( فصوص / 2
. ) 133 - 132
كذلك يقول :
“ ويكفي لظهور اثر المسيحية في هذه النظرية االسالمية وجود فكرة التثليث
) (Trinityفيها من أولها إلى آخرها ( “ . . .نظريات االسالمين في الكلمة .مجلة
كلية اآلداب 194ص . ) 68
لقد أخذ أبو العال عفيفي بتشابه االلفاظ ،وكان األولى به ان يتعمق في نظرة الشيخ ابن
العربي بما يتناسب والمستوى العلمي الذي مارس فيه أبحاثه في الشيخ األكبر .
لقد كنا ننتظر ان يضع عفيفي “ التثليث “ في مكانه من نظرية متكاملة في العدد عند
الشيخ ابن العربي فلقد لعب “ العدد “ دورا هاما في فلسفته أسوة بالدور الذي لعبه في
الفلسفة اليونانية ولو سلمنا جدال مع أبي العال ان التثليث استقاه من المسيحية فمن اين
استقى الوحدة ،والتثنية ،والتربيع . . .وغيره ؟
كل عدد له دوره في ميتافيزيقية الشيخ األكبر :فالواحد هو قطب ومحور نظرياته في
الوجود .
والعدد “ “ 2لعب دورا هاما في شرح وجهي الحقيقة الواحدة .والعدد “ “ 4فسر
على أساسه قيومية األشياء ،والعدد “ “ 5للحضرات ،وهكذا . . .
ونشير إلى أن عفيفي استعمل لفظ ثالوث الحق ( فصوص ) 133 / 2لإلشارة إلى
التثليث في الحق .وهذا لفظ لم يستعمله الشيخ ابن العربي بل استعمل لفظ “ فردية
“ فاألولى ان نقول “ فردية الحق . . “ .
) ( 3يراجع بخصوص التثليث عند الشيخ ابن العربي :
-الفتوحات ج 3ص ( 496 ، 172 ، 129تثليث الرحمة ) .
-الفتوحات ج 1ص . 39
-الفتوحات .السفر الثاني فقرة ( 167التثليث في البسملة ) .
-فصوص الحكم ج 1ص ص - 117 - 115ص . 214
249
“ “ 250
) ( 4ان الواحد في مقام أحديته عقيم ،فلالنتاج ال بد من “ تثليث “ .تلك نظريته في
العدد “ ثالثة “ تنطبق على كل انتاج وخلق .وليس “ تثليث الحق “ سوى وجه من
وجوهها الموجودة في كل خلق ،وربما تثليث الحق هذا دفع ابا العال عفيفي إلى
مقارنة نظرية الشيخ ابن العربي في الرقم “ “ 3بفلسفة المسيحية في الثالوث .ولكن
ثالوث المسيحية محدد االشخاص والهدف وال عالقة له بالخلق واالنتاج .في حين ان
تثليث شيخنا األكبر ينسحب على كل خلق وانتاج .
كما أن نظرته في الواقع إلى التثليث عكس النظرة المسيحية ،فاألخيرة توحد األقانيم
الثالثة ،بينما الشيخ ابن العربي يثلث الواحد .
يقول :
“ تثلث محبوبي ،وقد كان واحدا “ [ ترجمان األشواق ص . ] 46
فالحق الواحد في مقام الخلق تثلّث لالنتاج .
راجع فيما يتعلق بالتثليث كما راه عفيفي ،عند الشيخ ابن العربي والمسيحية :
-نظريات االسالميين في الكلمة .مجلة كلية اآلداب 1934ص ص ، 69 - 68
-فصوص الحكم ج 2ص ص ، 134 - 132
) ( 5راجع “ أول “ .
) ( 6في عالم المعاني للحصول على نتيجة ال بد من ازدواج مقدمتين تحدث بينهما
حركة يعبر عنها بالنكاح .راجع “ نكاح “ .
250
“ “ 251
حرف الجيم
ج
251
“ 252 “
252
“ “ 253
- 111جبريل
انظر “ وحي ".
***
– 112جرس
في اللغة :
“ الجيم والراء والسين من أصل واحد ،وهو من الصوت ،وما بعد ذلك فمحمول
عليه .
والجرس :الذي يعلّق على الجمال .وفي الحديث “ ال تصحب المالئكة رفقة فيها
جرس “ ويقال جرست بالكالم اي تكلمت به .
واجرس الحلى :
صوت “ ( .معجم مقاييس اللغة مادة “ جرس “ ) . ّ
وصلصلة الجرس ترجعنا إلى الوحي الذي يرجعنا إلى القرآن ،فنرى ان “ الفاتحة
“ هي “ أم الكتاب “ ألنها تجمل ما فصله الكتاب ،اي القرآن . . .لذلك الجرس هو
الكالم المجمل على شاكلة ،اجمال الفاتحة للقرآن . 1
والجدير بالذكر ان االجمال هنا بعيد عن اي ابهام أو غموض بل يتطلب التفصيل ليس
اال .
253
“ “ 254
على االمر العجاب ،والتحق بذوي األلباب وعرف ما صانه القشر من اللباب “ ( ف
. ) 334 / 4
..........................................................................................
) ( 1راجع “ أم الكتاب “ .
) ( 2راجع االصطالحات ص . 294
- 113تجريد
انظر “ تفريد ".
– 114الجوع
في اللغة :
“ الجيم والواو والعين ،كلمة واحدة ،فالجوع ضد الشبع “
( معجم مقاييس اللغة مادة “ جوع “ ) .
في القرآن :
وردت كلمة “ جوع “ بالمعنى اللغوي السابق :
ت الَّذِّي أ َ ْ
طعَ َم ُه ْم ِّم ْن ُجوعٍ “( . ) 4 / 106 ” فَ ْليَ ْعبُدُوا َربَّ هذَا ْالبَ ْي ِّ
254
“ “ 255
بك أعطاك من الصفاء والرقة واللطافة والتحقق بالعبودة . . .فأنت طالب له غير
مستغن عنه ،فان أعطاك الشبع ما أعطاك الجوع من كل ما ذكرناه ،فقد استغنيت
بالشبع عن الجوع ،إذ الجوع ليس مطلوبا لنفسه . . .
َّللا عليه وسلم يتعوذ من الجوع ويقول :انه بئس َّللا صلّى ّولذلك كان رسول ّ
الضجيع . . .وهذا مذهبنا ،وللجوع ح ّد ومقدار ( “ . . .فتوحات . ) 658 / 2
كما يقول أيضا :
“ واما اللطيفة الروحانية التي تتنعم بالعلوم اإللهية فليس هذا [ الجوع ] بابها ،وانما
باّلل تعالى .وانما حملهم على الجوع بابها قطع الشواغل وترك الفضول وتعلق الهمة ّ
ان تضعف القوى فيقل فضول النفس بهذا السبب .وقد رأيت الرجل 2إذا قوي ترد
عليه الموارد اإللهية في شبعه وجوعه . . .فلو كان الجوع شرطا لما ص ّح زواله ،
ولكان الوارد يتوقف على عدم الشرط “ . . .
( وسائل السائل ص . ) 55
وهكذا نالحظ ان الشيخ ابن العربي لم يتوقف عند الجوع كشرط ضروري من شروط
الطريق كما قرره فكر أسالفه . 3بل نظر إلى الجوع وسيلة لها فوائدها ولها مضارها
( الصحية والفكرية ) ،ولها ممارسة خاصة ( المريد دون األربعين ) 4من خالل
ي عند االفراد ) . نسبيتها ( ح ّد الشبع نسب ّ
..........................................................................................
) ( 1هذا الموقف من الجوع هو من جملة األغاليط التي ينسبها الحاتمي للطائفة .
انظر الفتوحات ج 2ص . 658
اما بخصوص قول يحي بن معاذ انظر اللمع ص . 269
) ( 2انظر “ رجل “
) “ ( 3وأركان الطريق أربعة أشياء :الجوع والعزلة والسهر وقلة الكالم . . .وكان
َّللا تعالى يقول “ :انما أساس باب الطريق الجوع ،ألنهم لم أبو القاسم القشيري رحمه ّ
يجدوا ينابيع الحكمة تحصل لهم اال به “ . . .وكان أبو عثمان المغربي . . .يأكل كل
َّللا التستري ال يأكل اال بعد خمسة ستة اشهر اكلة واحدة . . .وكان سهل بن عبد ّ
َّللا الدنيا جعل في الجوع العلم والحكمة ،وجعل في عشر يوما ،ويقول “ :لما خلق ّ
الشبع الجهل والمعصية ( “ . .األنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية الشعراني ج
1ص . )56 - 57
كما يراجع “ علم القلوب “ ألبي طالب المكي -تحقيق عبد القادر عطا ص - 214
، 220
) ( 4انظر “ وسائل السائل “ ص ، 57 - 56
255
“ “ 256
- 115جليس الحق
َّللا
مرادف :جليس ّ
في اللغة :
“ الجيم والالم والسين كلمة واحدة وأصل واحد وهو االرتفاع في الشيء .
يقال جلس الرجل جلوسا وذلك عن نوم واضطجاع “
( معجم مقاييس اللغة مادة جلس )
256
“ “ 257
وَّللا جليس من َّللا على كل احيانه ّ ، َّللا عليه وسلم يذكر ّ َّللا صلّى ّ
“ لما كان رسول ّ
َّللا عليه وسلم جليس الحق دائما ( “ . . .فتوحات 4 َّللا صلّى ّ
يذكره ،فلم يزل رسول ّ
. ) 184 /
اذن الذاكر هو جليس الحق ،وحيث إن التنزيل العزيز ا ّكد ان الحق يذكر من يذكره”
فَا ْذ ُك ُرونِّي أ َ ْذ ُك ْر ُك ْم “[ ] 152 / 2أصبح الحق كذلك :جليس الذاكر .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ ما بأيدينا من الحق اال الذكر ولذلك قال :أنا جليس من ذكرني ( “ . . .ف / 4
. ) 441
..........................................................................................
) ( 1أشار الحديث الشريف إلى مجالسة االنسان للقرآن ،ومجالسته لربه الجبار .
انظر فهرس األحاديث :حديث رقم ( 19 ) .
َّللا “ في طبقات الصوفية للسلمى ضمن حديث إلبراهيم ) ( 2وردت عبارة “ جليس ّ
بن أدهم ،ولكنها لم تأخذ هذا المعنى االصطالحي ،يقول :
َّللا يغضب“ يا غالم ! إياك -إذا صحبت األخيار - . . .ان تغضبهم عليك ،فان ّ
َّللا
لغضبهم ،ويرضى لرضاهم .وذلك ان الحكماء هم العلماء ،وهم الراضون عن ّ
َّللا غدا ،بعد النبيين والصديقين “ ( ص ص عز وجل إذا سخط الناس ،وهم جلساء ّ
. ) 33 - 32
- 116الجالل
انظر “ صفة “ المعنى األخير اي الرابع .
- 117التجلّى
مرادفات :الفيض -الظهور -التنزل -الفتح .
في اللغة :
مطرد ،وهو انكشاف الشيء ّ “ الجيم والالم والحرف المعتل أصل واحد ،وقياس
وبروزه . . .ويقال تجلى الشيء ،إذا انكشف . . .ويقولون :هو ابن جال ،إذا كان
ال يخفى امره لشهرته ( “ . . .معجم مقاييس اللغة .مادة “ جلو “ ) .
257
“ “ 258
هار ِّإذا ت َ َجلَّى “[ 92 / 2 ] . قال تعالى َ “ :واللَّ ْي ِّل ِّإذا يَ ْغشى َ ،والنَّ ِّ
نص يثبته للخلق .بل حين طلب موسى عليه -اما تجلي الحق ،فلم يرد في القرآن ّ
السالم من ربه ان يراه احاله على الجبل ،واألشد من ذلك ،ان الحق تجلى للجبل
وليس لموسى . 1
اذن ،لم يرد نص قرآني واضح بتجلي الحق للبشر ،فالتجلي اإللهي للبشر كالخطاب
اإللهي ال يكون اال في حجاب الصور الكونية .
قال تعالى ” :فَلَ َّما ت َ َجلَّى َربُّهُ ِّل ْل َجبَ ِّل َجعَلَهُ َد ًّكا َوخ ََّر ُموسى َ
ص ِّعقا ً “( .) 134 / 7
“ وان العالم ليس اال تجليه [ تجلي الحق ] في صور أعيانهم الثابتة التي يستحيل
وجودها بدونه ، 14وانه [ الحق ] يتنوع ويتصور بحسب حقائق هذه األعيان
وأحوالها ( “ . . .فصوص .) 81 / 1
258
“ “ 259
) “ ( 2ان علومنا غير مقتنصة من االلفاظ . . .بل علومنا عن تجليات على القلب
عند غلبة سلطان الوجد وحالة الفناء 18بالوجود فتقوم المعاني مثال وغير مثل ،
259
“ “ 260
260
“ “ 261
انظر “ :فيض أقدس “ “ فيض مقدس “ .
) ( 10ان التجلي دائم مع األنفاس :فالحق لم يزل ابدا متجليا في صور العالم ،
والعالم لم يزل فانيا في ذاته ثابتا في عدمه ( انظر عين ثابتة ) فالحق يتجلى مع
األنفاس ،اي انه دوما في خلق جديد ( انظر خلق جديد ) .
) ( 11درج الشيخ ابن العربي في ايضاحه لتكثر وحدة التجلي في المظاهر على ايراد
الصورة التمثيلية التالية بهدف تشبيهي :النور واحد إذا انعكس على زجاج مختلف
األلوان يتكثر ويتعدد ( نور احمر نور اصفر ) . . .فالنور الواحد هو تشبيه للتجلي
الواحد ،اما تعدد ألوان الزجاج فهو إشارة إلى تعدد استعدادات المظاهر ( المظاهر -
المجالي .انظر “ مجلى “ ) .
) ( 12ان الخلق عند الشيخ ابن العربي ليس ايجادا من عدم مطلق بل هو في الواقع
ظهور ،ظهور للغيب أو للباطن .فالتجلي ظهور وبالتالي يكون من االسم الظاهر .
انظر “ ظاهر “ .
) ( 13ان لالسم الباطن حركة طبيعية تناقض حركة االسم الظاهر .فكما يتوق
الظاهر إلى الظهور نجد الباطن متوجها إلى الغيب ،ولذلك ال يكون فيه تجل ابدا .
) ( 14راجع “ فيض أقدس “ و “ فيض مقدس “ ،
) ( 15التجلي اإللهي الذي يكسب الممكنات الوجود هو الفيض المقدس .ونستطيع ان
نشبّه هذا التجلي الذي يخرج الممكنات من “ الغيب “ إلى “ الشهادة “ بالصورة
التالية :
غرفة مظلمة تحتوي على مجموعة من األشياء ،ولكن الظالم ال يسمح بتمييز شيء
من آخر ففي الظالم تتحد كل األشياء .ولكن إذا أنرنا الغرفة توجد هذه األشياء
باشكالها وذاتيتها فالنور اظهر األشياء .وهكذا التجلي فهو النور الذي اظهر
“ محتويات “ الغيب فأوجدها .
) ( 16هذا التجلي الدائم هو :الخلق الجديد .انظر “ .خلق جديد “ ،كما يقول الشيخ
َّللا :التجلي .وشأن الموجودات : َّللا لشيء خشع له .فشأن ّ
ابن العربي “ :إذا تجلى ّ
التغير ( “ . . .رسالة القواعد الكلية .ورقة 15ب ) .
) ( 17انظر “ تجلي ذاتي “ .
) ( 18ان التجلي العلمي يفني المتجلى له .بخالف التجلي الوجودي الذي يبقى .
) ( 19ترد لفظة “ تجلى “ عند الشيخ ابن العربي دون تحديد النتمائها إلى الوجود أو
العرفان ،ولمعرفة ذلك يدقق في صفاته وآثاره من النص .فهنا مثال التجلي يفنى ألنه
إذا أبقى ال يعول عليه .اذن هو :تجلي عرفاني .
) ( 20لالستزادة من موقف الشيخ ابن العربي من “ التجلي “ ،انظر :
-الفتوحات ج 2ص ، 606 ، 307 ، 305 ، 71
-الفتوحات ج 3ص ( 321 ، 315 ، 311 ، 201 ، 107الجلي ) ، 409 ،
، 524
-الفتوحات ج 4ص ، 357 ، 280 ، 192 ، 43 ، 2
-شق الجيوب .ورقة ، 60
261
“ “ 262
-تاج الرسائل .ورقة 32أ ،
-ترجمان األشواق .ص . 54هامش “ ( 1تجلي الهوية “ ) .
-االرشاد .ورقة ، 148
-مواقع النجوم ص ص ( 160 - 158أنواع التجليات :صمداني ،نوري ،
ضيائي ) .
-رسالة ال يعول عليه ،ص . 13
-عقلة المستوفز .ص . 52
-فصوص الحكم .المقدمة .ص ، 36 - 23ج 2ص ، 146 ، 88 ، 23 ، 21
( ، 162 ، 147التجلي والفيض االفالطوني ) ، 337 ، 291 ، 246 ، 192
كما يراجع بخصوص “ تجلي “ :
من الناحية الصوفية :
-لطائف االعالم من 44ب . 48 -حيث يورد صاحبه اقسام التجليات :التجلي
األول -التجلي الثاني -التجلي الذاتي -التجلي االحدي الجمعي -تجلي الغيب األول -
تجلي الغيب الثاني -تجلي الهوية -تجلي الشهادة -التجلي المعطي لالستعداد -التجلي
الساري -التجلي المفاض -التجلي الصفاتي -التجليات التجردية . . .
-الترمذي .كتاب الرياضة وأدب النفس .ص ، 71
-L'imag inationcreatriceهنري كوربان .ص ص ، 103 - 81
-عفيفيThe mysticalص ص ، 40 - 35
-كتاب شفاء السائل .ص ، 93
-الرسالة القشيرية ص ص ( 40 - 39 ،الستر والتجلي ) ،
من الناحية الشرعية والكالمية :
انظر تعليق المستشرق الووست في كتاب الشرح واإلبانة ( .ابن بطة .الترجمة
الفرنسية ) .
ص . 89تعليق . 3 ، 2
262
“ “ 263
263
“ “ 264
الحقائق .إذ ان تجلي الحق ال يكون اال في صور خلقه . . .في المظاهر -وهو
بتجليه في المظاهر يسمى ذاتيا إذا أعطى الكشف بحقيقة الحقائق .
يقول الشيخ ابن العربي :
) “ ( 1اعلم أن التجلي الذاتي ممنوع بال خالف بين أهل الحقائق في غير مظهر . 1
والتجلي في المظاهر ( “ . . .فتوحات . ) 606 / 2
“ والتجلي من الذات ال يكون ابدا اال بصورة استعداد المتجلي له ( “ . . .فصوص 1
. ) 61 /
) “ ( 2التجلي الذاتي الذي يعطي الكشف بحقيقة الحقائق وبمراتبها ( “ . . . 2انشاء
الدوائر ص ص . ) 36 / 35
..........................................................................................
) ( 1يقول الشيخ ابن العربي في كتاب المسائل :
“ والتجلي الذاتي ال ينقال ،لكن يشهد وإذا شوهد ال ينضبط وال يشهده اال الخاصة ،
وليس في الكون طريق اليه ينال به . . .فهو اختصاص مجرد وليس جزاء . . .
“(ص.)7
ولكن هل يتناقض الشيخ ابن العربي .فيثبت التجلي الذاتي وينفيه ؟
في الواقع انه يثبت التجلي الذاتي ولكن في مظهر ،فالمشاهد المكمل يشهد التجلي
الذاتي في قلبه .اذن في مظهر ( انظر الفتوحات ج 1ص ) 91
) ( 2انظر “ حقيقة الحقائق “ .
***
- 122التجلي العا ّم في الكثرة
وهو تجلي الحق سبحانه وتعالى في الدار اآلخرة ،في الكثيب على أهل الجنة عامة .
فهذا التجلي الواحد الذي يكون للجميع في آن واحد دون ان ينكره أحد 1وبما ينتجه
من علوم تتكثر باستعدادات المحل : 2هو التجلي العام في الكثرة .
يقول الشيخ ابن العربي :
باّلل يزالون في تجل دائم لما علموا ان الحق عين كل “ . . .مع أن العلماء ّ
264
“ “ 265
صورة 3ومع هذا فلهم التجلي العام في الكثيب ،فان ذلك يعطي ذوقا آخر . . .
“ ( فتوحات . ) 15 / 4
“ وتجلي الكثيب هو :تجلي العام في الكثرة “ ( فتوحات . ) 465 / 3
..........................................................................................
َّللا حين يتجلى يوم القيامة ينكره البعض حتى يتجلى لهم في صور ) ( 1ان ّ
اعتقاداتهم .انظر “ اله المعتقدات “ .
) ( 2ينادي الحق أهل الجنان جميعا إلى الكثيب ليتجلى لهم .فالتجلي واحد ولكن
مراتب المتجلي لهم متفاوتة فيتفاوت علمهم الناتج عن رؤيتهم للحق .انظر “ كثيب
“.
) ( 3انظر “ التجلي الدائم “ .
***
ي العا ّم للكثرة
- 123التجل ّ
هو التجلي اإللهي للجميع الذي ينتج علما واحدا .فهو عام بنتيجته العلمية الواحدة .
وهو تجلي الحق عند اخذه الميثاق من الخلق .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ . . .ولهذا وقع االنكار من أهل الموقف عند ظهوره وقوله :انا ربكم ، 1فلو تجلى
لهم في الصورة التي اخذ عليهم الميثاق 2فيها ما أنكره أحد ،فبعد وقوع االنكار
فاقروا به . . .فذلك هو التجلي العامتحول لهم في الصور التي اخذ عليهم فيها الميثاق ّ
للكثرة ( “ . . .فتوحات . ) 465 / 3
..........................................................................................
) ( 1انظر “ اله المعتقدات “
) ( 2ان تجلي الحق في اخذه الميثاق على الخلق هو تج ّل علمي ينتج لهم شهود
الربوبية وبالتالي االقرار بها .لسؤاله تعالى :الست بربكم ! قالوا :بلى .انظر
“ ميثاق ".
***
“ - 124تجلّي غيب “ و “ تجلّي شهادة “
يرادفان بمعناهما :الفيض االقدس ( تجلي غيب ) .والفيض المقدس ( تجلي
265
“ “ 266
شهادة ) انظر فصوص الحكم :ج - 1ص . 121 - 120مع تعليق عفيفي ج 2ص
.) 146 - 145
راجع “ الفيض االقدس -الفيض المقدس “ .
***
- 125التجلّي في الشيء 1
ىان فعل “ التجلي “ من الحق واحد في كل ما يظهر عنه ،انه مبدأ التغير في المتجل ّ
له ألنه ينقله من حال إلى حال :من الثبوت إلى الوجود [ تج ّل في الشيء ( تجل
وجودي ) ] ،من عرض إلى عرض [ تج ّل للشيء ( تج ّل علمي ) ] .
وهذه األحدية في التجلي من حيث الحق هي التي دفعت الشيخ ابن العربي إلى اطالق
لفظ “ التجلي “ في المعنيين :الوجودي .والعلمي . 2
ي له ،ينقله من حال إلى حال .
فالتجلي بتعريف عام :هو مبدأ التغير في المتجل ّ
266
“ “ 267
***
- 126التجلّي للشيء
انظر “ التجلي في الشيء ".
***
- 127المجلى
ان العالم باسره بكل جزئياته ،وجد وبقي على وجوده بالتجلي اإللهي .فهو مجلى
للحق أو منصة 1اي مظهر لألسماء والصفات اإللهية -وات ّم “ مجلى “ أو “ مظهر
َّللا عليه وسلم من حيث إنه ظاهر بكل الكماالت
“ هو االنسان الكامل وهو محمد صلى ّ
اإللهية ،وانه جمع في ذاته كل الحقائق المتجلية في العالم بأسره .
) “ ( 2فاالنسان الكامل الذي يدل بذاته من أول البديهة على ربه . . .مجلى األسماء
اإللهية “ ( فتوحات . ) 105 - 104 / 2
َّللا عليه وسلم أعظم مجلى 4االهي [ الهي ] ( “ . . .فتوحات / 2 “ فكان صلى ّ
. ) 171
..........................................................................................
) ( 1انظر “ منصة “ المعنى اللغوي .
) ( 2ان المجالي تتفاوت باستعداداتها .من هنا تنبع الكثرة المشهودة في الوجود رغم
أحدية التجلي ،فالتجلي واحد يتكثر في المجالي بحسب استعداداتها .اذن ،هناك
عالقة متداخلة حية بين المتجلي الواحد والمتجلي له .
فكما ان التجلي يحكم على المتجلّي له فينقله من حال إلى حال ،كذلك يحكم المتجلّي له
اي المحل على التجلي فتتكثر وحدته في المظاهر رغم أحديته ( .انظر “ تجلي “ ) .
267
“ “ 268
) ( 3يقول الشيخ ابن العربي :
“ المنصة . .مجلى االعراس وهي تجليات روحانية “ ( فتوحات . ) 130 / 2
-يراجع بشأن منصة “ :
الفتوحات .ج 4ص [ 260منصة الحق -العبد ] ،ص ، 373
لطائف االعالم .ورقة 178أ .مادة “ منصة “ ،
) ( 4ولقد توسع صاحب لطائف االعالم في تعداد المجالي .انظر ق ق 158ب -
159أ .
حيث يقسمها عدة اقسام :
المجلى األول [ حقيقة الحقائق والحقيقة المحمدية ] ،
المجلى الثاني [ البرزخية الثانية وحضرة جمع الجمع ] ،
المجلى الثالث [ مرتبة عالم الجبروت ] ،
المجلى الرابع [ مرتبة عالم الملكوت ] ،
المجلى الخامس [ مرتبة عالم الملك ] ،
المجلى السادس [ االنسان الكامل الحقيقي ] ،
المجلى التام [ -المجلى السادس ] ،مجلى األسماء الفعلية . . .مجلى األسماء
الصفاتية . . .مجلى الحقائق . . .فلتراجع .
268
“ “ 269
- 129مجلى النعوت المقدّسة
مجلى النعوت المقدسة هو :صاحب الوقت الظاهر بصورة الحق .
يقول . . . “ :وهو [ القطب ] مرآة الحق ،ومجلى النعوت المقدسة ،ومجلى المظاهر
اإللهية ،وصاحب الوقت وعين الزمان وسر القدر ( “ . . .ف .) 573 / 2
انظر “ صاحب الوقت “ “ قطب “ .
***
- 130الجمال
انظر “ صفة “ المعنى “ الرابع ".
***
– 131الجمع
في اللغة :
“ الجيم والميم والعين أصل واحد ،يدل على تضام الشيء .يقال جمعت الشيء
جمعا ( “ . . .معجم مقاييس اللغة .مادة “ جمع “ ) .
في القرآن :
ورد األصل “ جمع “ في القرآن على أوجه عدة [ انظر المعجم المفهرس .
مادة جمع ] .لم تخرج به عن المعنى اللغوي السابق .
ع َّد َدهُ “[ . ] 2 / 104 ماال َو َ ” الَّذِّي َج َم َع ً
” يَ ْو َم يَ ْج َمعُ ُك ْم ِّليَ ْو ِّم ْال َج ْم ِّع ذ ِّل َك يَ ْو ُم التَّغابُ ِّن “[ . ] 9 / 64
269
“ “ 270
يقول “ :الجمع . . .إشارة إلى حق بال خلق وعليه يرد 2جمع الجمع . . .جمع
َّللا عند رؤية الجمال ( “ 3فتوحات / 2
الجمع . . . :االستهالك بالكلية في ّ
. ) 133
“ الجمع “ في هذا المعنى يقابل “ الفرق “ الذي يشير إلى :خلق بال حق . 4
في المرحلة الثانية يورد الشيخ ابن العربي أقوال سابقيه .بل وأقواله منسوبة إلى
الطائفة في “ الجمع “ و “ جمع الجمع “ . 5ويضع قبالتها نظرته الخاصة .
نعرف “ الجمع “ عنده بل سنترك كلماته تجري على أوراقنا تضوع منها عبق ولن ّ
أصالته وطرافته .
يقول :
“ . . .والجمع عندنا :ان تجمع ما له [ للحق ] عليه مما وصفت به نفسك من نعوته
وأسمائه ،وتجمع مالك عليك مما وصف الحق به نفسه من نعوتك وأسمائك ،فتكون
أنت أنت ،وهو هو .
وجمع الجمع :ان تجمع ما له عليه وما لك عليه وترجع الكل اليه . . .فما في الكون
اال أسماؤه ونعوته . . .ويكفي العاقل السليم العقل قولهم :الجمع ،فإنه لفظ مؤذن
بالكثرة والتمييز بين األعيان الكثيرة ،فمن حيث التمييز كان الجمع عين التفرقة
وليست التفرقة عين الجمع ( . “ . . .فتوحات . ) 516 / 2
الشيخ ابن العربي هنا يفارق النظرة الصوفية الكالسيكية إلى “ الجمع “ كحال يوحد
الحق والخلق ويذهب إلى ضدّها :فالجمع هو عين التفرقة بين الحق والخلق ،بين
صفات القدم والحدوث ،فالجمع عمليتان يحدثان في آن معا ،جمع على صعيد أول
لكل مظاهر القدم وردها إلى أصلها اي :الحق .
وجمع على صعيد ثان لكل مظاهر الحدوث أينما تجلت في القديم أو الحادث وردّها
إلى أصلها اي :الخلق . 6
اذن ،الجمع هو جمع المظاهر ،تفريقها على صعيدين ،وردّها إلى أصلها .
وهنا يظهر الجمع عين التفرقة ( 7هذه النتيجة ال تقبل العكس ) :حيث إن كلمة
“ جمع “ نفسها تثبت الكثرة ألننا ال نجمع اال كثرة متفرقة
اما “ جمع الجمع “ فهو استهالك وجهي الحقيقة ( حق خلق ،قدم حدوث ) في وحدتها
،فالحق والخلق والقدم والحدوث ليست في الواقع سوى وجهين لحقيقة واحدة ندرك
وحدتها في حال “ جمع الجمع “ .8
270
“ “ 271
*الجمع هو الكثرة في مقابل التوحيد . 9
فالوجود كثرة والتوحيد معقول غير موجود .اذن ،الجمع يقابل التوحيد ،ويرادف
التفرقة والكثرة والتمييز بين الحقائق .
يطلق الشيخ ابن العربي مفهوم الجمع على الدرجة القصوى من تركيز القوى االنسانية
،حيث يستجمع االنسان قواه للهرب من شيء ،أو يوجه همته نحو شيء ما فينفعل
له .ويسمى هذا الموقف :الجمعية .مقام الجمعية ،حال الجمعية .
يقول “ :فلما تمثل الروح األمين . . .لمريم عليها السالم بشرا سويا . . .فاستعاذت
َّللا منه . . .فحصل لها حضور تام معباّلل منه استعاذة بجمعية منها ليخلصها ّ
ّ
َّللا ( “ . . .فصوص . ) 139 - 138 / 1 ّ
“ فكيف يبقى لمن يشهد هذا االمر [ امره تعالى بان نتخذه وكيال ] همة يتصرف بها ،
والهمة ال تفعل اال بالجمعية التي ال متسع لصاحبها إلى غير ما اجتمع عليه ؟
وهذه المعرفة تفرقة عن هذه الجمعية ( “ . . . 13فصوص . ) 129 - 128 / 1
“ ان اجرام العالم تنفعل لهمم النفوس إذا أقيمت في مقام الجمعية “ ( فصوص / 1
. ) 158
َّللا تعالى
َّللا به اليه جمعه عليه جمعية ال تفرقة فيها ،حتى يهبه ّ
“ ان االنسان إذا جاء ّ
271
“ “ 272
في ذلك ما يريد ان يهبه مما سبق في علمه ،فإذا خرج عن ذلك المشهد وعن تلك
الحالة . . .فيخرج عن حال جمعيته إلى حال تفرقته ( “ . . . 14فتوحات / 2
. )632
يستعمل الشيخ ابن العربي لفظ “ الجمع “ 15مرادفا لالجمال في مقابل التفصيل .
فكل اجمال يسبق تفصيال هو :جمع ،الوحي مثال ينزل من عالم الجمع إلى عالم
التفصيل . 16
واأللف مقامه الجمع يتفصل في الحروف التي يسري بها . 17
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا وله من الصفات القيومية . . . “ ومقام األلف مقام الجمع ،له من األسماء اسم ّ
“ ( فتوحات . ) 65 / 1
..........................................................................................
) ( 1يراجع بخصوص “ جمع “ قبل الشيخ ابن العربي :
-منازل السائرين .األنصاري ص ص ، 226 - 225
-شفاء السائل .فهرس االصطالحات .مادة “ جمع “
-اللمع .الطوسي .ص ص 550 - 549
-طبقات الصوفية .السلمي .فهرس االصطالحات .مادة “ جمع “ ،
-الرسالة القشيرية ص ص ، 36 - 35
-Exegese coraniqueاألب نويا ص ، 265
-ماسينيونL . Tص ، 12
) ( 2ان “ جمع الجمع “ ال يرد على العبد على حال التفرقة بل على حال الجمع .
ولذلك يقول الشيخ ابن العربي و “ عليه “ اي :وعلى الجمع .
) ( 3النص نفسه تقريبا في االصطالحات ص . 287
) ( 4انظر االصطالحات ص ، 287
) ( 5راجع الفتوحات ج 2ص ص ، 517 - 516
) ( 6هذا الجمع للمظاهر وردها إلى أصلها هي عملية اما شعورية أو عقلية ،ال
وجود لعينها في الواقع ،ألن نظرة الشيخ ابن العربي إلى الحق والخلق نظرة
متداخلة :حق في خلق ،وخلق في حق .لذلك يقول ”:والجمع حال ال وجود لعينه *
وله التحكم ليس لآلحاد “( فتوحات ) 396 / 2
) ( 7يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا جعل له فرقانا ،وان كان في عين القرآن العزيز الذي هو الجمع .من “ فمن اتقى ّ
قريت
272
“ “ 273
الماء في الحوض إذا جمعته فما كل فرقان قرآن ،وكل قرآن فرقان .فعين الجمع عين
الفرق فانظر * بعينك الجتماع في افتراق” ( فتوحات . ) 318 / 3
-انظر “ قرآن “
) ( 8يشير أحيانا الشيخ ابن العربي إلى “ جمع الجمع “ بلفظ “ الجمع “ فقط ،
يقول :
“ الجمع :جمع الحق صفات القدم والحدوث “ ( فتوحات . ) 82 / 4
) ( 9توحيد هنا مأخوذة من زاوية الوجود بمعنى :التوحيد في الوجود .
) ( 10ان التوحيد في الوجود حالة معقولة ،اي ان العقل جردها من الواقع :فالفكر
يو ّحد كثرة الوجود التي في يلتقطها الحس متجمعة .اذن ليس للتوحيد اال الوجود
العقلي .
) ( 11على حين تنحصر فكرة “ توحيد الوجود “ باألفق العقلي نجد “ الجمع في
الوجود “ يعم الوجودين :العقلي والحسي .
( أ ) الجمع له وجود عقلي اي ان العقل يدرك الكثرة الوجودية .
( ب ) الجمع له وجود حسي إشارة إلى تعدد المجالي ( انظر “ تجلي “ “ مجلي “ )
) ( 12جرى الشيخ ابن العربي على تفسير كل المفاهيم الخلقية ( الكمال ) . . .
والصوفية ( الفناء -البقاء ) -وكل ما تناوله بالبحث تفسيرا وجوديا .فكل ما نظر اليه
َّللا أحدا ،ولكن ان
بصمه ببعد وجودي ،كذلك الشرك :ليس ان تشرك في عبادة ّ
َّللا أحدا .
تشرك في الوجود مع ّ
سن الشرك بمعنى :انه خاطب االنسان في القرآن والحق في هذا النص هو أول من ّ
مانحا إياه كل صفات الوجود الحقيقي ( الفعل -التصرف ) -فأمره بالفعل والترك
مثال ،مع أن الحق هو الفاعل الوحيد ،من حيث إنه الوحيد القادر على الفعل ألنه :
الوجود الحقيقي الوحيد .
) ( 13انظر الشرح .الفصوص . 156 - 155 / 2
) ( 14انظر فصوص الحكم ج 2ص ( 66حال الجمع وحال الفرق ) .
) ( 15بخصوص الجمع عند الشيخ ابن العربي يراجع :
-كتاب التجليات .ط .حيدرآباد ص ص ( 27 - 26تجلي رقم . ) 47
-كتاب االرشاد .ورقة - . 148مواقع النجوم ص ، 20
-رسالة روح القدس ص . 153 ، 151
-االسفار عن رسالة األنوار .الجيلي .ص ص ، 290 - 288
-شرح مشكالت الفتوحات المكية .الجيلي .ورقة . 4ورقة ( . 9حيث يشرح عبارة
الشيخ ابن العربي :ما ثم اال جمع ) .
-شرح تائية ابن الفارض .القيصري :ق ، 8ق ق . 28 - 26
-لطائف االعالم .مادة :جمع -جمع الجمع -جمع الفرق -ورقة 74أ -ب .
273
“ “ 274
يرى الشيخ ابن العربي ان كل نبي أو رسول هو “ كلمة “ ، 2أو حقيقة مفردة معينة
متميزة ،على حين ان الحقيقة المحمدية ،أو الكلمة المحمدية هي “ جوامع الكلم “ . ،
اي لها جمعية الحقائق المفصلة في األنبياء والمرسلين . 3
يقول الشيخ ابن العربي :
ي عند هذا القول ”:قُ ْل “ فقلت [ الشيخ ابن العربي ] :الهي اآليات شتات ،فأنزل عل ّ
وب َو ْاألَس ِّ
ْباط يم َو ِّإسْما ِّعي َل َو ِّإسْحاقَ َويَ ْعقُ َ على ِّإبْرا ِّه َ علَيْنا َوما أ ُ ْن ِّز َل َ
اّلل َوما أ ُ ْن ِّز َل َ
آ َمنَّا ِّب َّ ِّ
ي ُموسى َو ِّعيسى َوالنَّ ِّبيُّونَ ِّم ْن َر ِّبّ ِّه ْم ال نُفَ ِّ ّر ُق بَيْنَ أ َ َح ٍد ِّم ْن ُه ْم َون َْح ُن ُ
َوما أو ِّت َ
274
“ “ 275
لَهُ ُم ْس ِّل ُمونَ “[ ] 84 / 3
وقرب علي االمر وجعلها لي مفتاح كل علم . فأعطاني في هذه اآلية كل اآليات ّ ،
فعلمت :اني مجموع من ذكر لي [ من األنبياء ] ،وكانت لي بذلك البشرى باني
َّللا عليه وسلم ،فإنه آخر مرسل وآخر منمحمدي المقام من ورثة جمعية محمد صلى ّ
َّللا جوامع الكلم “ ( . . .ف . ) 350 / 3
اليه تنزل ،آتاه ّ
ويذهب الشيخ ابن العربي إلى ابعد من ذلك ،إلى جعل جوامع الكلم “ إرثا “ يرثه كل
عارف تحقق بالحقيقة المحمدية . 4ويسميه :المحمدي .
يقول “ :المحمدي [ يقول ] “ زدني فيك تحيرا “ . . .فالحائر له الدور والحركة
الدورية 5وصاحب الحركة الدورية ال بدء له فيلزمه “ من “ وال غاية فتحكم عليه
“ إلى “ فله الوجود االت ّم وهو المؤتي جوامع الكلم والحكم “ ( . . .فصوص / 1
. ) 73
ان الحق علم آدم األسماء كلها ، 6اي جعله مظهرا لجميع األسماء ،على حين انه
َّللا عليه وسلم حقائق هذه األسماء الظاهرة في آدم .فآدم هو
تعالى اعطى محمد صلى ّ
َّللا عليه وسلم هو االنسان
االنسان الظاهر المتعين بالوجود الخارجي ،ومحمد صلى ّ
الباطن المتعين في العالم المعقول . 7
275
“ “ 276
َّللا عليه وسلم . ) ( 7كثيرا ما يقيم الشيخ ابن العربي مقارنة بين آدم ومحمد صلى ّ
َّللا عليه وسلم للجمع وآدم راجع “ آدم “ المعنى “ الثالث “ حيث يرى أن “ محمد صلى ّ
للتفريق “ . . .
) ( 8انظر فهرس األحاديث الحديث رقم ( 2 ) .
) ( 9بخصوص جوامع الكلم عند الشيخ ابن العربي راجع :
-الفتوحات ج 3ص ، 409
-فصوص ج 2ص ، 324 - 323
-الفتوحات ج 1ص ص ، 86 - 85
-شرح الفصوص لبالي أفندي ص . 420
علَى ْال َمالئِّ َك ِّة “[ / 2
ض ُه ْم َ
ع َر َ علَّ َم آ َد َم ْاألَسْما َء ُكلَّها ث ُ َّم َ
) ( 10إشارة إلى اآلية َ ”:و َ
. ] 31
***
- 135المجتمع المفترق
انظر “ الواحد الكثير ".
***
- 136مجمع البحرين
إشارة يستعملها الشيخ ابن العربي ليعبر بها عن صفة البرزخ الظاهرة في “ عالم
الخيال “ ،من حيث إنه يجمع بحري :المعاني والمحسوسات .
ّ
ويلطف الثانية . فيجسد األولى
يقول :
“ . . .فان البرزخ أوسع الحضرات جودا وهو مجمع البحرين :بحر المعاني وبحر
المحسوسات .فالمحسوس ال يكون معنى والمعنى ال يكون محسوسا ،وحضرة الخيال
ويلطف المحسوس . . . ّ التي عبّرنا عنه يمجمع البحرين هو يجسد المعاني
“ ( فتوحات . ) 361 / 3
276
“ “ 277
- 137مجموع العالم
المترادفات : 1مجتمع الموجودات -جامع حقائق العالم -الجامع للحق والخلق - 2
مجموع الحق - 3كل شيء 4
ان كل جزء من العالم هو مجموع العالم من حيث إنه يملك األهلية والقابلية للحقائق
المتفرقة في العالم كله .واالنسان خاصة هو مجموع العالم ألنه جمع في حقيقته كل
حقائق العالم ( انظر “ صورة “ “ نسخة “ “ مختصر “ ) .
َّللا عليه وسلم هو مجموع العالم ،من حيث إن النور المحمدي هو
ان محمدا صلى ّ
المادة التي خلق منها العالم بأسره .
277
“ “ 278
) ( 1ان لفظ “ مجموع “ يرادف عند الشيخ ابن العربي “ مختصر “ و “ صورة “ و
“ نسخة “ فمجموع العالم هو صورة العالم أو مختصر العالم أو نسخة العالم .ومن
يفرق بين “ مختصر العالم “ الذي هو االنسان مطلق انسان ، عادة الشيخ األكبر ان ّ
وبين “ مختصر الحق والعالم “ الذي هو “ االنسان الخليفة “ ،اال انه ال يؤكد على هذا
التفريق في اضفائه هنا كلمة “ مجموع “ على االنسان .
راجع “ مختصر العالم “ “ مختصر الحق والعالم “ “ صورة العالم “ “ صورة الحق
والعالم “ .
) ( 2ان االنسان الخليفة يجمع الصورتين .يقول الشيخ ابن العربي :
“ فال بد من واحد جامع صور العالم وصورة الحق يكون لهذه الجمعية خليفة في العالم
“ ( فتوحات . ) 45 / 4
انظر “ خليفة “ و “ صورة “ .
“ ) ( 3العبد الجامع الكامل الظاهر بصورة الحق . . .فالعبد الكامل مجموع الحق
“ ( ف . ) 132 / 4
) ( 4انظر النص األخير من المعنى “ األول “ من هذا المصطلح .
) ( 5نقلها بالي أفندي “ بحقائق “ انظر شرحه ص ، 284
ضإل ْن ت َ ْكفُ ُروا أ َ ْنت ُ ْم َو َم ْن فِّي ْاأل َ ْر ِّ
) ( 6إشارة إلى اآلية َ ”:وقا َل ُموسىلبني إسرائي ِّ
ي َح ِّمي ٌد “[ . ] 8 / 14 َج ِّميعا ً فَإِّ َّن َّ َ
َّللا لَغَنِّ ٌّ
***
- 138مجمع الحقائق
مترادف :المجموع األت ّم .
ان “ مجمع الحقائق “ صيغة يستعملها الشيخ ابن العربي لإلشارة إلى الحقيقة الجامعة
َّللا عليه وسلم . لكل حقائق الحضرتين :اإللهية والكونية ، 1إلى محمد صلى ّ
278
“ “ 279
) ( 2ان صيغة التفصيل في صفات الكمال عند الشيخ ابن العربي تخص الرسول
َّللا عليه وسلم دائما . محمد صلى ّ
) ( 3راجع “ البرنامج األكمل “ .
***
- 139المجمل
انظر “ المفصل “ .
***
ّ
الجن – 140
في اللغة :
“ الجيم والنون أصل واحد ،وهو [ الستر ] والتستر .فالجنة ما يصير اليه المسلمون
في اآلخرة وهو ثواب مستور عنهم اليوم . . .والجن سموا بذلك ألنهم متسترون عن
أعين الخلق .
ْث ال ت َ َر ْونَ ُه ْم “[ ( “ . . . ] 27 / 7معجم َّللا تعالى ِّ ”:إنَّهُ يَرا ُك ْم ُه َو َوقَ ِّبيلُهُ ِّم ْن َحي ُ قال ّ
مقاييس اللغة مادة “ جن “ )
في القرآن :
الجن في القرآن أمة ،مكلّفة ،لها رسلها .محدودة الطاقة والتصريف .
إبليس منها ( .راجع إبليس ) .
علَ ْي ُك ْم آياتِّي “[ / 6 صونَ َ س ٌل ِّم ْن ُك ْم يَقُ ُّاإل ْن ِّس أ َ لَ ْم يَأْتِّ ُك ْم ُر ُ
قال تعالى ”:يا َم ْعش ََر ْال ِّج ِّّن َو ْ ِّ
] 130
ُون “[ . ] 56 / 51 س ِّإ َّال ِّليَ ْعبُد ِّ قال تعالى َ ”:وما َخلَ ْقتُ ْال ِّج َّن َو ْ ِّ
اإل ْن َ
تسماوا ِّ
طار ال َّ ط ْعت ُ ْم أ َ ْن ت َ ْنفُذُوا ِّم ْن أ َ ْق ِّ
اإل ْن ِّس إِّ ِّن ا ْست َ َ قال تعالى ”:يا َم ْعش ََر ْال ِّج ِّّن َو ْ ِّ
ض فَا ْنفُذُوا “[ . ] 33 / 55 َو ْاأل َ ْر ِّ
ع ْن أ َ ْم ِّر َر ِّبّ ِّه “[ . ] 50 / 18 سقَ َ يس كانَ ِّمنَ ْال ِّج ِّّن فَفَ َ س َجدُوا ِّإ َّال ِّإ ْب ِّل َ
قال تعالى ”:فَ َ
279
“ “ 280
يقول الشيخ ابن العربي :
) “ ( 1فان الجن يجتمعون مع االنس في الح ّد ،فان الجن حيوان ناطق . . .
“ ( فتوحات . ) 491 / 3
“ فهو من عنصرين ،هواء ونار ،اعني الجان ،كما كان آدم من عنصرين ،ماء
وتراب عجن به فحدث له [ -الماء ] اسم الطين .
كما حدث المتزاج النار بالهواء اسم المارج .ففتح - 1سبحانه -في ذلك المارج
صورة الجان .
بما فيه من الهواء ،يتشكل ( الجان ) في اي صورة شاء ،وبما فيه من النار . . .
ّ
والعزة . . .فان النار ارفع األركان مكانا . . .وهو السبب طلب القهر واالستكبار
الموجب لكونه استكبر عن السجود آلدم “ ( . . .فتوحات .السفر الثاني .فقرة
. ) 426
َّللا تعالى لما خلق األرواح النورية والنارية اعني المالئكة والجان شرك بينهما“ ان ّ
في امر وهو :االستتار عن أعين الناس . . .ولهذا س ّمى الطائفتين من األرواح جنّا :
اي مستورين عنا فال نراهم. . .
َّللا تعالى بين المالئكة وبين الشياطين في االستتار سمى الكل جنّة .فقال فلما شرك ّ
اس ِّمنَ ْال ِّجنَّ ِّة ُور النَّ ِّ
صد ِّ ْواس ْال َخنَّ ِّ
اس الَّذِّي يُ َو ْس ِّو ُ
س فِّي ُ في الشياطين ِّ ”:م ْن ش ِّ َّر ْال َوس ِّ
اس ) “( 114 / 5يعني بالجنة هنا الشياطين ،وقال في المالئكة” َو َجعَلُوا بَ ْينَهُ َوالنَّ ِّ
سبا ً “( ) 158 / 37يعني المالئكة ( “ . . .فتوحات . “ )3 / 367 َوبَيْنَ ْال ِّجنَّ ِّة نَ َ
) " ( 2هذا إذا لم تكن الجن عبارة عن باطن االنسان فكأنه يقول وما خلقت الجن :
وهو ما استتر من االنسان وما بطن منه ،واالنس :وهو ما يبصر منه لظهوره . . .
“ ( ف . ) 354 / 3
ان الجان أمة منها الطائع والعاصي ،استحق العاصي الكافر اسم الشيطان .
باّلل .
َّللا -والجان أجهل العالم الطبيعي ّ
اي المبعود من رحمة ّ
280
“ “ 281
باّلل . . .ولهذا ما ترى أحدا قط ، ) “ ( 2ثم اعلم أن الجان هم اجهل العالم الطبيعي ّ
باّلل .جملة واحدة .غاية الرجل الذي تعتني به أرواح جالسهم فحصل عنده منهم علم ّ
الجن ،ان يمنحوه من علم خواص النبات واألحجار ،واألسماء ( “ 3فتوحات .
السفر الرابع فقرة . ) 314
..........................................................................................
) ( 1استعمل الشيخ ابن العربي صورة تشبيهية هي “ حركة المفتاح عند الفتح
“ للداللة على فعل الخلق راجع فتح المعنى “ األول “ ( الفتح االيجادي ) .
) ( 2راجع “ إبليس “
) ( 3لقد افرد الشيخ ابن العربي أبحاثا مطولة عن الجان ،تكلم على تناسلهم ونكاحهم
ونشأتهم راجع الفتوحات .السفر الثاني .الفقرات - 434 - 436 - 439 - 431 :
. 440
- 141الجنّة 1
في اللغة :
راجع “ جن “ .
في القرآن :
- 1الجنة -البستان 2
ب“ ( . )/ 2 266قال تعالى ” :أ َ يَ َو ُّد أ َ َح ُد ُك ْم أ َ ْن ت َ ُكونَ لَهُ َجنَّةٌ ِّم ْن ن َِّخي ٍل َوأَعْنا ٍ
- 2الجنة -موطن آدم قبل هبوطه إلى األرض .
ت َوزَ ْو ُج َك ْال َجنَّةَ “( 2 / 35 ) . قال تعالى َ ” :وقُ ْلنا يا آ َد ُم ا ْس ُك ْن أ َ ْن َ
- 3الجنة -ثواب اآلخرة وهي محل رضى الحق عن عبده ،رضى خالد ،في مقابل
النار ( محل الغضب ) .
281
“ “ 282
ار َوأ ُ ْد ِّخ َل ْال َجنَّةَ فَقَ ْد فازَ “( .)185 /3 ع ِّن النَّ ِّ قال تعالى “ :فَ َم ْن ُز ْح ِّز َح َ
علَ ْي ُك ْم َوال أ َ ْنت ُ ْم ت َ ْحزَ نُونَ “( . ) 49 / 7
ف َ ”.قال تعالى :ا ْد ُخلُوا ْال َجنَّةَ ال خ َْو ٌ
ورثْت ُ ُموها بِّما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ “( . ) 72 / 43 قال تعالى َ ” :وتِّ ْل َك ْال َجنَّةُ الَّتِّي أ ُ ِّ
حاب ْال َجنَّ ِّة ُه ْم فِّيها خا ِّلدُونَ “( 7 / 42 ) . ص ُ قال تعالى ” :أُولئِّ َك أ َ ْ
- 4اما عدد الجنات وأوصافها ،فهو دخول في صميم النظريات ،اذن ،لن ندخل
في تفاصيلها ،بل سنترك هذا البحث للشيخ الشيخ ابن العربي ليعدد جنات القرآن كما
يراها هو ( .سترد الجنات في مصطلحاته ) .
اما اآليات التي تثبت تعدد الجنات :
تان “( . ) 46 / 55 قام َر ِّبّ ِّه َجنَّ ِّ خاف َم َ َ قال تعالى َ ” :و ِّل َم ْن
ات 3ت َ ْج ِّري ِّم ْن ت َ ْحتِّ َها ْاأل َ ْن ُ
هار “ ( . ) 15 / 3 قال تعالى ِّ ” :للَّذِّينَ اتَّقَ ْوا ِّع ْن َد َر ِّبّ ِّه ْم َجنَّ ٌ
282
“ “ 283
ان الجنة هي الستر ،لذلك كل من له رتبة الستر فهو جنّة ،و “ االنسان “ من حيث
َّللا من اسمه المتجلي
هو مجلى السم الهي معين ستر من هذه الحيثية الحق ،فهو جنة ّ
َّللا عليه
فيه .أو بكالم آخر “ جنة ربه “ - 7والجنة حضرة الرسول محمد صلى ّ
وسلم .
يقول الشيخ ابن العربي :
) َ ” ( 1وا ْد ُخ ِّلي َجنَّتِّي “[ ] 30 / 89التي بها ستري .وليست جنتي سواك 8فأنت
تسترني بذاتك ،فال اعرف اال بك ،كما انك ال تكون اال بي ،فمن عرفك عرفني وانا
ال اعرف ،فأنت ال تعرف .فإذا دخلت جنته [ جنة ربك ] دخلت نفسك فتعرف نفسك
( “ 9فصوص . ) 92 / 1
) “ ( 2فان الجنة حضرة الرسول عليه السالم ، 10وكثيب الرؤية حضرة الحق . . .
َّللا كذلك تنقلك حضرته التي هي الجنة إلى الكثيب الذي هو
فكما انه ينقلك الرسول إلى ّ
حضرة الحق ( “ . . .فتوحات . ) 103 / 1
الجنة حضرة الرسول :يمكن ان يكون مقصود الشيخ ابن العربي من ذلك ان حضرة
الرسول هو :جنة اي حجاب يستر الحق من وجه ،ويوصل إلى الحق من وجه بما
يتضمن الحجاب من صفة ايجابية .
283
“ “ 284
284
“ “ 285
وهكذا كل اسم يرد من األسماء الكثيرة التي يرددها الشيخ ابن العربي ما هي اال
منازل لجنة االعمال .
ولذلك ال نجد ضرورة في التوسع بها .فهي جغرافية ميتافيزيقية ال تمس مصطلحاتنا
بشكل مباشر . 23
ولكن ،ال يترك الشيخ ابن العربي جناته في قمة كثرتها فها هو يعود بحسه الموحد إلى
النظر إليها :عين واحدة كثيرة األحكام .
يقول .
“ . . .فكل جنة ال نشك انها جنة مأوى وجنة عدن وجنة خلد وجنة نعيم وجنة فردوس
وهي واحدة العين وهذه األحكام لها ( “ . . . 24فتوحات . )241 / 3
..........................................................................................
) ( 1راجع بخصوص جنة :
-التفسير العظيم .سهل التستري ص ، 9
-سلوة العارفين وبستان الموحدين الترمذي ص ، 129
-تنبيه الغافلين .السمرقندي ،العنوان “ باب صفة الجنة وأهلها “ ص ص - 22
. 25
-رسالة في علم التصوف .إسماعيل بن سودكين النوري .مخطوط الظاهرية رقم
8080ورقة 60ب ،
“ ) ( 2والجنة البستان ،وهو ذاك الن الشجرة بورقه يستر “ ( معجم مقاييس اللغة -
مادة :جن ) .
) ( 3راجع المعجم المفهرس أللفاظ القرآن مادة “ جنات “ .
) ( 4راجع جنة بمعنى ستر ،عند الشيخ ابن العربي :
-الفتوحات ج 3ص ( 442الجنة -نعيم صاف ) .
-الفتوحات ج 4ص ، 507 ، 420 ، 380 ، 250
-بلغة الغواص ورقة ( 20استعمل الشيخ ابن العربي لفظ وأجنها بمعنى وسترها ) .
-بلغة الغواص ورقة . 123
-كما يراجع “ ستر “ في هذا المعجم .
) ( 5راجع “ جهنم “ كما يراجع الفتوحات ج 3ص ( 386دار الغضب ودار
الرضى ) .
) ( 6إشارة إلى الخلق الجديد فليراجع ،
) ( 7راجع “ رب “ ،كما يراجع “ شق الجبوب “ ورقة . 55
) ( 8عندما تكون الجنة هي ذات االنسان ،يأخذ معنى :دخول الجنة ونعيمها ،
السعادة التي يدركها االنسان عندما ينزل إلى اعماق نفسه ويتأمل صورته فتنكشف له
وحدة الحق والخلق .
وهي ادراك القديم من خالل الحادث ( انظر فصوص . ) 90 / 2
285
“ “ 286
) ( 9لقد اخذ أبو العال الجنة هنا بمعزل عن اضافتها إلى الرب .فنراه يحدد الجنة
عامة عند الشيخ ابن العربي من خالل هذا النص فقط ( راجع فصوص / 90 ) . 2
) ( 10عندما تكون حضرة الرسول هي الجنة ،يأخذ معنى دخول الجنة ونعيمها :
االندراج في الحقيقة المحمدية والسعادة العظمى الحاصلة عن التحقق بالوحدة الذاتية
معها ،من حيث هي األصل الذي صدرنا عنه ( .راجع “ الحقيقة المحمدية “ ) .
) ( 11يميل أبو العال عفيفي إلى تأويل كل نصوص الشيخ ابن العربي القائلة بوجود
جنة محسوسة ،يقول :
“ وإلى الصنفين أشار [ الشيخ ابن العربي ] باهل الجنة وأهل جهنم :إذ األولون
َّللا ،واآلخرون حاصلون في عين البعد عنه .وليس حاصلون في عين القرب من ّ
للجنة وال لجهنم معنى عنده اال ذاك [ القرب والبعد ] “ ( فصوص / 123 - 2
. )124
كما يقول :
“ غير اننا يجب ان نتذكر ان اللغة الرمزية التي يصوغ بها المؤلف نظريته في وحدة
الوجود ال تسمح بوجود جنة حقيقية وال نار حقيقية في دار غير هذه الدنيا .فان النار
عنده ليس لها معنى اال “ ألم الحجاب “ أو الحال التي ال يدرك فيها االنسان الوحدة
الوجودية للموجودات ،كما أن الجنة “ ( . . .فصوص . ) 236 / 2
ولذلك نرى عفيفي في كل نص يورده الحاتمي مما يشعر بوجود الدار اآلخرة وجودا
حقيقيا محسوسا يتعنى في تأويله ( .انظر فصوص . ) 175 / 2
واننا نتساءل :لماذا يرفض أبو العال عفيفي وجود جنة محسوسة ونار محسوسة في
نظرية الشيخ ابن العربي في وحدة الوجود ؟ وكيف تقبل هذه النظرية نفسها وجود
عالم “ الثبوت “ ( انظر “ عين ثابتة “ ) بل تفسر على أساسه الخلق والظهور وتعتبره
فيضا أول أقدس ( راجع :فيض أقدس “ ) ،تتنزل فيه الذات من غيبها المطلق إلى
عالم الظهور .وترفض “ القيامة “ الحقيقية و “ اآلخرة “ بمنزليها الحقيقيين :الجنة
والنار ؟
نحن نميل إلى االتفاق معه بان اآلخرة بمنزليها ليست مرحلة أخيرة ونهائية في عودة
“ الظهور “ إلى “ البطون “ بل هي مرحلية .
فكما ان الذات في ظهورها تنزلت عوالم حتى تجلت في الصور المحسوسة كذلك في
عودتها إلى البطون تقطع عوالم حقيقية ،لها الوجود نفسه التي قطعتها في تنزلها
وتجلها وظهورها .
ولذلك ال نرى ضرورة في تأويل كل ما يقوله الشيخ ابن العربي في الجنة والجنات
والقيامة والحشر الجسدي ( انظر قيامة ) لما في ذلك من تأويل مئات الصفحات دون
جدوى بل األولى ان نثبت مع الشيخ ابن العربي جنة محسوسة وجنة معنوية .
ونراه يقول في نشأة االنسان في اآلخرة “ :كذلك نشأة االنسان في اآلخرة ال تشبه نشأة
الدنيا وان اجتمعت األسماء والصورة الشخصية فان الروحانية على نشأة اآلخرة أغلب
من الحسية ( “ . . .فتوحات . ) 318 / 1
286
“ “ 287
اذن أثبت الحسية في نشأة اآلخرة .
287
“ “ 288
أهل الفترات ومن لم تصل إليهم دعوة رسول ( “ . . .فتوحات . ) 317 / 1
“ وقال [ الوارد ] ال تعتمد اال على جنة االختصاص فإنها مثل التوفيق لألعمال
الصالحة في هذه الدار ،ال تنال اال بالعناية ال باالكتساب ( “ 3فتوحات / 4
. ) 402
..........................................................................................
) ( 1ال يقابل جنة االختصاص نار اختصاص .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ وليس في النار . . .نار اختصاص “ ( فتوحات . ) 440 / 3
) ( 2كما يراجع الفتوحات ج 2ص ، 280
) ( 3اما نصوص الشيخ ابن العربي المتعلقة بجنة االختصاص .
فليراجع :
-الفتوحات ج 3ص ، 435 ، 327 ، 260
-الفتوحات ج 2ص . 599 ، 441
***
- 143جنّة األعمال 1
ان جنة االعمال هي الجنة التي يدخلها العبد باعماله فهي جزاء وفاق ، 2وليست
َّللا بها عبده ،بل استوجبتها اعماله الحسنة . اختصاصا اختص ّ
وهي منازل [ سبعة ] كل منزل منها مئة درجة . 3
ونظرا لتفاوت االعمال بين العباد تتفاوت جناتهم ،ومن هنا نبعت الكثرة االسمائية
التي نراها للجنات .
“ واعلم أن جنة االعمال مائة درجة ال غير . . .غير أن كل درجة تنقسم إلى
منازل . . .وأعالها جنة عدن . . .فيها الكثيب الذي يكون اجتماع الناس فيه لرؤية
الحق تعالى ،وهي أعلى جنة في الجنات بمنزلة دار الملك ،يدور عليها ثمانية أسوار
بين كل سورين جنة ( “ . . . 4فتوحات . ) 319 / 1
288
“ “ 289
..........................................................................................
) ( 1جنة االعمال يقابلها نار االعمال .يقول الشيخ ابن العربي :
“ وليس في النار نار ميراث وال نار اختصاص وانما ثم نار اعمال “ ( فتوحات / 3
. ) 440
كما يراجع بخصوص الشيخ ابن العربي فيما يتعلق بجنة االعمال :
-فتوحات 2ص ، 599 ، 441
-فتوحات 3ص ، 327
-فتوحات 4ص ، 402
) ( 2راجع “ منة “ .
) ( 3راجع “ جنة “ المعنى “ الثالث “
) ( 4انظر الرسم .الفتوحات ج 3ص . 423
- 144جنّة عدن
َّللا بيده ،وغرس فيها شجرة طوبى
هي أعلى جنات االعمال مكانا ومكانة ،خلقها ّ
بيده - 1وهي للخواص ال يدخلها العامة .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ وأعالها [ الجنات ] جنة عدن وهي قصبة الجنة فيها الكثيب . . .وهي أعلى جنة في
الجنات “ ( فتوحات . ) 319 / 1
َّللا خلقها بيده وجعلها له كالقلعة للملك ،وجعل فيها الكثيب األبيض
“ جنة عدن فان ّ
من المسك . . .شجرة طوبى فان الحق تعالى غرسها بيده في جنة عدن ،وأطالها
حتى علت فروعها سور جنة عدن وتدلت مطلة على سائر الجنات كلها ( “ . . .ف 3
. ) 434 /
“ وجنة عدن هي قصبة الجنة وقلعتها وحضرة الملك وخواصه ال تدخلها العامة اال
بحكم الزيارة “ ( فتوحات . ) 442 / 3
َّللا بيديه .
) ( 1قارنها مع االنسان الذي خلقه ّ
289
“ “ 290
***
- 145جنّة ميراث 1
قال صلّى ّ
َّللا عليه وسلم . . . “ :وان الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه
وبينها االذراع ،فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة .وان الرجل
ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها اال ذراع ،فيسبق عليه الكتاب فيعمل
بعمل أهل النار فيدخل النار “ ( عوارف المعارف .ص . ) 443
ان كل عمل من فرض ونافلة يستحق جنة .ولكن إذا كان عامله من أهل النار ،كما
أشار اليه الحديث المتقدم ،ال يترك الشيخ ابن العربي الفعل دون ثواب ،بل يجعل
اعمال الشقي إرثا يرثه المؤمن الذي ال افعال حسنة لديه .فالمؤمن هنا يدخل جنة
ميراث ورثها من الشقي . 2
290
“ “ 291
- 146جنة الكثيب 1
المترادفات :كثيب الرؤية - 2الكثيب األبيض - 3موطن الكثيب .
الكثيب اسم مكان في جنة عدن ،يتجلى فيه الحق ويدعو جميع الخلق ،من السعداء
الذين نزلوا في أماكنهم من الجنات ،إلى رؤيته -وهو منزل الحق ال ينزل به الخلق
بل ينزلون في جناتهم ،
يقول الشيخ ابن العربي :
) “ ( 1الكثيب هو مسك ابيض في جنة عدن . . .وجعل [ الحق ] في هذا الكثيب
واسرة وكراسي ومراتب الن أهل الكثيب اربع طوائف : ّ منابر
مؤمنون ،وأولياء ،وأنبياء ،ورسل .
وكل صنف ممن ذكرنا اشخاصه يفضل بعضهم بعضا . . .وان اشتركوا في
الدار . . .فدخل فيه جميع بني آدم دنيا وآخرة ،فإذا اخذ الناس منازلهم في الجنة
استدعاهم الحق إلى رؤيته فيسارعون . . .ويجتمعون في الكثيب وكل شخص يعرف
مرتبته علما ضروريا يجري إليها . . .كما يجري . . .الحديد إلى المغناطيس . . .
يرى في منزلته انه قد بلغ منتهى امله وقصده ،فهو يتعشق بما هو فيه من النعيم تعشقا
طبيعيا ذاتيا “ . 4
) “ ( 2لكون المنازل [ منازل الجنات ] لهم [ للخلق ] ،ومنزل الكثيب له [ للحق ]
“ ( فتوحات . ) 44 / 4
“ موطن الكثيب خارج الجنة ( “ 5رسالة األنوار ط .حيدرآباد ص . ) 3
291
“ “ 292
البطون كما يتجلى الحق بنفسه لنفسه في صور أعيان الممكنات في ظهوره راجع
“ عين ثابته “
يقول الشيخ ابن العربي :
“ وكثيب الرؤية حضرة الحق “ ( فتوحات . ) 103 / 1
..........................................................................................
) ( 1انظر رسم الكثيب فتوحات 3ص ، 428
كما يراجع بشأن كثيب عند الشيخ ابن العربي :
-فتوحات 3ص 434وص . 442
-ترجمان األشواق ص ، 110وص ( 117النقا -الكثيب ) ،
) ( 2يسمى كثيب الرؤية ألنه مكان تجلى الحق لخلقه ليروه .
) ( 3يسمى الكثيب األبيض ألنه من المسك األبيض .
) ( 4راجع بقية النص في الفتوحات حيث يشرح الشيخ ابن العربي ،الرؤية األولى
والرؤية الثانية والنتائج العلمية لرؤية الحق . . .
) ( 5راجع شرح الجيلي لرسالة األنوار “ :االسفار “ ص . 59
حيث يقول عن الكثيب “ :وهو ت ّل من مسك ابيض تكون الخالئق عليه عند رؤية
الحق سبحانه وتعالى وهو ( خارج الجنة ) ألنه في جنة عدن وهي خارجة عن الجنات
ألنها قصبة الجنات وقلعتها وحضرة الملك وخواصها ال يدخلها العامة اال بحكم
الزيارة “ .
ولكن في قول الجيلي :ان جنة عدن خارجة عن الجنات .
نوع من تناقض لفظي على األقل .
فكيف تكون جنة خارجة عن الجنات ؟
واألفضل ان نفهم جملة الشيخ ابن العربي كالتالي :
ان الكثيب خارج الجنة بمعنى انه ليس منزال من منازل الجنة ينزل فيه الخلق ،فهو
بذلك خارجها اي انه ليس من منازلها وان كان موقعه في جنة عدن .
***
- 147جنّة الوسيلة 1
َّللا عليه وسلم في الجنان وتتميز بأنها جنة الوسيلة وهي :منزلة الرسول محمد صلّى ّ
أعلى درجة في جنة عدن ،التي هي بدورها أعلى جنات االعمال
- 2ولها شعبة في كل جنة من الجنات ،من تلك الشعبة يظهر صلّى ّ
َّللا عليه وسلم
ألهل تلك الجنة .
292
“ “ 293
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا صلّى ّ
َّللا عليه وسلم “ واما الوسيلة فهي أعلى درجة في جنة عدن وهي لرسول ّ
َّللا ،
حصلت له بدعاء أمته ،فعل ذلك الحق سبحانه . . .فإننا بسببه نلنا السعادة من ّ
َّللا بنا األمم كما ختم به النبيين . .
وبه كنا خير أمة أخرجت للناس ،وبه ختم ّ
“ ( فتوحات ) 319 / 1
َّللا عليه وسلم في الجنان :الوسيلة ،التي تتفرع جميع الجنات منها “ ومنزلته صلّى ّ
وهي في جنة عدن دار المقامة ،ولها شعبة في كل جنة من تلك الجنات ،من تلك
َّللا عليه وسلم ألهل تلك الجنة . . .وهذه منازل كلها حسية ال الشعبة ،يظهر صلّى ّ
معنوية ( “ . . .فتوحات . ) 142 / 3
..........................................................................................
) ( 1انظر الفتوحات ج 3ص . 435
) ( 2راجع “ جنة عدن “ .
***
- 148جنس األجناس
مرادف :الجنس االع ّم
في اللغة :
“ الجيم والنون والسين أصل واحد وهو الضرب من الشيء .
قال الخليل :كل ضرب جنس ،وهو من الناس والطير واألشياء جملة . . .
قال ابن دريد :وكان األصمعي يدفع قول العامة :هذا مجانس لهذا .
ويقول :ليس بعربي صحيح .
وأنا أقول :إن هذا غلط على األصمعي ،ألنه الذي وضع كتاب األجناس ،وهو أول
من جاء بهذا اللقب في اللغة “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ جنس “ ) .
في القرآن :
غير قرآنية
293
“ “ 294
عند الشيخ ابن العربي :
جنس األجناس هو اسم آخر لحقيقة الحقائق ،من حيث إن الحقيقة هنا مأخوذة من نسبة
كونها جنسا .
يقول . . . “ :وهذا الشيء الثالث هو هذه الحقائق كلها بكمالها ،فسمه ان شئت حقيقة
الحقائق أو الهيولى أو المادة األولى أو جنس األجناس “ ( انشاء الدوائر ص . ) 19
“ . . .ومن هذه الحضرة ظهر جنس األجناس وهو المعلوم ثم المذكور ثم الشيء ،
فجنس األجناس هو الجنس األعم الذي لم يخرج عنه معلوم أصال ،ال خلق وال حق
وال ممكن وال واجب وال محال ،ثم انقسم الجنس األعم إلى أنواع “ ( . . .الفتوحات
) 306 / 4
راجع “ حقيقة الحقائق ".
***
- 149األجناس العالية
مرادف :الحقائق األول
األجناس العالية هي األجناس التي يحويها جنس األجناس ،اي الحقائق األول العالية
التي تحويها حقيقة الحقائق الجامعة لكل الحقائق .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ . . .وس ّم الحقائق التي يتضمنها هذا الشيء الثالث [ حقيقة الحقائق ] الحقائق األول
أو األجناس العالية ( “ . . .انشاء الدوائر ص . ) 19
انظر “ :حقيقة الحقائق “ “ الحقائق األول “ “ جنس األجناس “ .
***
- 150المجاهدة
انظر “ الطريق “
294
“ “ 295
***
- 151جهنّم 1
في اللغة :
“ جهنّام . . . :وركية جهنام مثلثة الجيم وجهنم . . .بعيدة القعر وبه سميت
جهنّم ( “ . . .المحيط الفيروزآبادي .مادة جهنام ) .في القرآن :
ْس فِّي َج َهنَّ َم َمثْو ً
ى لم تتعد في ورودها القرآني معنى دار العقاب في اآلخرة ”.أ َ لَي َ
ِّل ْلكافِّ ِّرينَ “[ ”. ] 68 / 29يَ ْو َم يُ َدعُّونَ ِّإلى ِّ
نار َج َهنَّ َم َدعًّا “[ . ] 13 / 52
) “ ( 2ان جهنم اسم لحرورها وزمهريرها .ولجهامتها سميت جهنم ،ألنها كريهة
َّللا .
المنظر ،والجهام ( هو ) السحاب الذي قد هرق ماءه .والغيث ( هو ) رحمة ّ
َّللا الغيث من السحاب بانزاله ،اطلق عليه اسم الجهام ،لزوال الرحمة -
فلما أزال ّ
الذي هو الغيث -منه .
َّللا من جهنم فكانت كريهة المنظر والمخبر .
كذلك الرحمة :أزالها ّ
وسميت أيضا جهنم لبعد قعرها ،
295
“ “ 296
يقال :ركية جهنام ،إذا كانت بعيدة القعر ( “ . . .ف السفر الثاني فقرة . ) 445
جهنم هي أحد أبواب النار السبعة ، 2يدخلها االنسان بنفسه الحيوانية -كما يستعملها
الشيخ ابن العربي أحيانا مرادفه للنار في مقابل الجنة . 3
“ تحريم الجنة على من قتل نفسه .وان كان قاتل نفسه ال يدخل جهنم اال بنفسه
الحيوانية الن جهنم ليست موطنا للنفس الناطقة ولو أشرفت عليها اطفى لهيبها بال
شك ( “ . . .ف . ) 360 / 3
“ ) ( 2ففي اآلخرة منزالن :جنة وجهنم .وفي الدنيا منزلتان ،عذاب ونعيم . . .
“ ( ف . ) 370 / 3
جهنم االنسان هي طبيعته ،ولكن الشيخ ابن العربي هنا يستعملها صورة وتشبيها
معنويا فقد استعار صورة اآلخرة -بصراطها فوق جهنم -ليصور :اجتيازنا في
الحياة الدنيا على صراط الشرع فوق طبيعتنا ( -جهنم ) .
296
“ “ 297
..........................................................................................
)(1
) ( 1انظر الفصوص ج 1ص ( 108جهنم -البعد ) .
) ( 2راجع الفتوحات ج 3ص 368والسفر الثاني فقرة . 445
) ( 3يستعمل الشيخ ابن العربي عادة المتقابالت اآلتية :جنة نار -نعيم جحيم .
( راجعها في أماكنها ) .
) ( 4ان صفة “ محسوس “ هنا تثبت ان جهنم في اآلخرة بعد القيامة لها صفة حسية
،وليست عبارة عن البعد بما يحوي من صفات معنوية فقط بل هي عذاب محسوس .
***
- 152جوهر الجواهر
هو “ حقيقة الحقائق “
يقول الشيخ ابن العربي :
“ االمام المبين هو الصادق الذي ال يمين . . .النور الباهر وجوهر الجواهر . . .
المحصي لما علم وجهل وفصل وأجمل ،لكل صورة فيه عين وله في كل صورة كون
،يمد ويستمد ،ويعد له ويعد ،منه ظهرنا ( “ . . .ف . ) 327 / 4
انظر “ حقيقة الحقائق".
***
- 153جوهر الهيولى
جوهر الهيولى هو الهباء .
يقول “ :والدائرة التي في جوف هذه الدائرة العظمى هي جوهر الهيولى وهو الهباء
“ ( ف . ) 420 / 3
انظر “ هباء “
297
“ 298 “
298
“ “ 299
حرف الحاء
ح
299
“ 300 “
300
“ “ 301
الحب
ّ – 154
في اللغة :
“ الحاء والباء أصول ثالثة ،أحدها اللزوم والثبات ،واآلخر الحبّة من الشيء ذي
الحبّ ،والثالث وصف القصر . . .واما اللزوم فالحب والمحبة ،اشتقاقه من أحبه إذا
لزمه ( “ . . .معجم مقاييس اللغة .مادة “ حب “ ) .
“ وعبارات الناس عن المحبة كثيرة وتكلموا في أصلها في اللغة ،
فبعضهم قال :الحب اسم لصفاء المودة ،الن العرب تقول لصفاء بياض األسنان
ونضارتها :حبب األسنان . . .
وقيل :انه مشتق من حباب الماء ( بفتح الحاء ) وهو معظمه ،
وقيل :هو مأخوذ من الحب ،والحب جمع حبة .وحبة القلب ما به قوامه فسمى الحب
حبا باسم محله ( “ . . .الرسالة القشيرية .ص . 1 ) 144
في القرآن :
َّللا محبة خاصة ال تكون اال لمرتبة األلوهية ،فلم يشر لقد أثبت القرآن حب االنسان ّ
َّللا ”.
التنزيل العزيز إلى سبب آخر -غير مرتبة األلوهية -يدعو الناس إلى حب ّ
َّللا أ َ ْندادا ً يُ ِّحبُّونَ ُه ْم َك ُحبّ ِّ َّ ِّ
َّللا ] “[ 2 / 165 اس َم ْن يَت َّ ِّخذُ ِّم ْن د ِّ
ُون َّ ِّ قال تعالى َ :و ِّمنَ النَّ ِّ
َّللا االنسان فهو اما : اما حب ّ
( أ ) دون اإلشارة إلى سبب استحق به العبد هذه المحبة
( ب ) استحقها العبد لصفة فيه
( ج ) نالها التباعه الرسول .
301
“ “ 302
“ فالمحب الصادق من انتقل إلى صفة المحبوب 6ال من انزل المحبوب إلى صفته 7
“ ( ف . ) 596 / 2
َّللا اال عن الحب ، 8فالحب يستصحب جميع ( ب ) “ . . .لكون العالم ما أوجده ّ
المقامات واألحوال ،فهو سار في األمور كلها ( . . . “ 9فتوحات . ) 104 / 4
****
يوحد الهوى والحب والود ان الشيخ ابن العربي بما يتحلى به من طاقة توحيدية نراه ّ
والعشق 10في عاطفة لها طبيعة واحدة ،تختلف بالصفات فتتغير عليها األسماء .
ولنترك تعابيره تحدد مراده ،يقول :
“ . . .الهوى 11ويقال على نوعين . . .
الواحد :سقوطه في القلب وهو ظهوره من الغيب إلى الشهادة في القلب ،يقال هوى
النجم إذا سقط. . .
302
“ “ 303
والفعل منه هوى يهوى . . .واالسم منه هوى وهو الهوى ،وهذا االسم هو الفعل
ى الذي هو السقوط . . . الماضي من الهو ّ
واما الهوى الثاني :فال يكون اال مع وجود حكم الشريعة
ق َوال تَتَّبِّ ِّع ْال َهوى “[ ] 26 / 38 اس بِّ ْال َح ّ ِّ
اح ُك ْم بَيْنَ النَّ ِّ
وهو قوله لداود ”:فَ ْ
يعني :ال تتبع محابّك . . .فالهوى هنا محاب االنسان . . . 12
َّللا دون سائر السبل ،فإذا واما الحب 13فهو ان يتخلص هذا الهوى في تعلقه بسبيل ّ
تخلص له وصفا من كدورات الشركاء من السبل س ّمى حبّا لصفائه وخلوصه . . . 14
وكذلك الحب في المخلوقين ،إذا تعلّق بجناب الحق سبحانه وتخلّص له من عالقته
باألنداد . . .سمى ذلك حبا ،بل قال فيه تعالى ”َ :والَّذِّينَ آ َمنُوا أ َ َ
ش ُّد ُحبًّا ِّ َّ ِّ
ّلل“ [ 2 /
. . . ]165
واما العشق ،فهو افراط المحبة أو المحبة المفرطة . . .فإذا ع ّم [ الحب ] االنسان
بجملته ،وأعماه عن كل شيء سوى محبوبه ،وسرت تلك الحقيقة في جميع اجزاء
بدنه وقواه وروحه ،وجرت فيه مجرى الدم في عروقه ولحمه ،وغمرت جميع
مفاصله ،فاتصلت بوجوده ،وعانقت جميع اجزائه جسما وروحا ،ولم يبق فيه متسع
لغيره . . .حينئذ يسمى ذلك الحب عشقا . . . 15
واما الود 16فهو ثبات الحب أو العشق أو الهوى ،أية حالة كانت من أحوال هذه
الصفة ،فإذا ثبت صاحبها الموصوف بها عليها ،ولم يغيّره شيء عنها ،وال أزاله
عن حكمها . . .سمي لذلك ودا ،
من ُودًّا “[ ] 96 / 19أي ثباتا في المحبة عند سيَ ْجعَ ُل لَ ُه ُم َّ
الر ْح ُ وهو قوله تعالى ”َ :
َّللا . . .وللحب أحوال كثيرة جدا . . . ّ
مثل :الشوق والغرام والهيام والكلف والبكاء والحزن والكبد والذبول واالنكسار
وأمثال ذلك ( “ . . . 17فتوحات / 2ص ص ) 337 - 335
“ ان الحب مقام الهي فإنه [ تعالى ] وصف به نفسه وتسمى بالودود . . .ولهذا المقام
أربعة ألقاب : . . .الحب . . .الود . . .العشق . . .مشتق من العشقة . . . 18
الهوى ( “ . . .فتوحات . ) 323 / 2
وهكذا يظهر ان المحبة عاطفة واحدة أو حقيقة واحدة العين ،تتطور وتتصعد ،وفي
كل مرحلة من مراحل تصعّدها تتخذ اسما :الحب .الهوى .
العشق .الود .الغرام .الهيام . . .
***
303
“ “ 304
*لقد بحث الشيخ ابن العربي الحب كتعبير انساني ) (Expresion Humsineبكل
ما يضمه الوجود االنساني من مستويات يتوق من خاللها إلى المحبوب :فهناك حب
الهي - 19حب روحاني -حب طبيعي -حب عنصري .
ان الشيخ ابن العربي لم يرق إلى مستوى الفلسفات “ االنسانية “ بمفاهيمها الحديثة ،
اال انه واكبها في نقطة االنطالق :االنسان .فاالنسان :محور أفكاره وقطبها .وان
كانت صيغة االنسان في بنيانه الفكري تختلف عن صيغتها في الفلسفات المعاصرة .
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا أيضا قد يطلق عليه انه الهي .
َّللا لنا ،وحبنا ّ
“ . . .فالحب اإللهي :هو حب ّ
والحب الروحاني :هو الذي يسعى به في مرضاة المحبوب ال يبقى له مع محبوبه
غرض وال إرادة بل هو بحكم ما يراد به خاصة .
سر ذلك المحبوب أو والحب الطبيعي :هو الذي يطلب به نيل جميع اغراضه ،سواء ّ
يسره ( “ . . .فتوحات . ) 327 / 2 لم ّ
“ الحب الطبيعي وهو نوعان :طبيعي وعنصري ( “ . . . 20فتوحات / 2
. ) 334
****
كثيرا ما يقف الباحث في مؤلفات الصوفية الوجدانية :شعرا ونثرا ،أمام دفق حبهم
مترددا :هل ما يقولونه هو حقيقة في الجناب اإللهي من خلف كنايات ورموز ( هند -
أسماء ) ؟ وما نصيب هذه “ الكنايات “ من حبهم 21؟
والشيخ ابن العربي مادة غزيرة في هذا المضمار فديوانه “ ترجمان األشواق “ أثار
أكثر من مجرد أقاويل ،مما دفعه إلى شرحه بنفسه ،شرحا تعنّى في إرجاع جزئياته
الحسية إلى الحضرة اإللهية .
الهوة الفاصلة بين
ونظرة إلى هذا الديوان وشرحه ،تكفي للوقوف على مدى ّ
“ الحضرة اإللهية “ و “ رموزها “ ،وتضع في إطار مناسب ذكاء الشيخ األكبر
الوقّاد .
وال نستطيع هنا في موضوعية مجردة ،ان ننفي مع الشيخ ابن العربي نصيب “ المرأة
“ من ديوانه المذكور .
وهذا يدفعنا إلى اظهار الدور الذي تمثله في نظرية “ الحب اإللهي “ عنده . 22
ان الوجود الحقيقي عند الشيخ األكبر واحد هو :الحق .
وكل ما يرى في هذا العالم من المخلوقات فما هي االرموز ومجالي [ انظر “ مجلى
“ ] وحجب [ انظر “ حجاب “ ].
304
“ “ 305
اذن يعيش الشيخ ابن العربي في عالم “ رموز “ فكل ما يهفو اليه هو في الواقع رمز
وحجاب على الحق .
والحق هو المحبوب على الحقيقة من خلف حجاب الرمز .
وتختلف هذه الرموز فيما بينها ،إذ تتفاوت طاقات داللتها إلى ذات المرموز اليه اي
الحق .
وهنا تبرز “ المرأة “ إذ انها تنفرد من دون سائر الرموز باتاحتها للسالك أكمل شهود
للحق .
وهكذا تظهر المرأة مجلى من مجالي الجمال المطلق ،الذي يتعشقه الشيخ ابن العربي
ويقدسه ويعبده .
فهي ليست محال للشهوة بذاتها ،بل هي رمز لذلك الجمال الشامل ،وطريق موصل
إلى الحق ان جاز التعبير . 23
فان بثّها حبه واشواقه ،فإنما هو في الحقيقة يعبر من خاللها إلى ما ترمز اليه ،إلى
الحق :فالجمال المقيد المحسوس باب مفتوح على الجمال المطلق يعبر منه من ال يقف
مع الرمز .
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا تعالى ] الظاهر في كل محبوب لعين كل محب . . .فالعالم كله محب “ - 1فهو [ ّ
ومحبوب وكل ذلك راجع اليه ،كما أنه لم يعبد سواه . . . 24
وكذلك . . .ما أحب أحد غير خالقه ولكن احتجب عنه تعالى بحب زينب وسعاد . . .
وكل محبوب في العالم ،فأفنت الشعراء كالمها في الموجودات وهم ال يعلمون ،
والعارفون لم يسمعوا شعرا وال غزال . . .اال فيه تعالى من خلف حجاب الصور .
وسبب ذلك الغيرة اإللهية :ان يحب سواه . . .
َّللا “ ( فتوحات . ) 326 / 2
فعلى كل وجه ما متعلق المحبة اال ّ
“ - 2فإذا شاهد الرجل الحق في المرأة كان شهودا في منفعل ،وإذا شاهده في نفسه
-من حيث ظهور المرأة عنه -شاهده في فاعل ،وإذا شاهده في نفسه من غير
استحضار صورة ما تكون عنه ،كان شهودة في منفعل عن الحق بال واسطة .
فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل ،ألنه يشاهد الحق من حيث هو :فاعل منفعل . . .
َّللا عليه وسلم النساء 25لكمال شهود الحق فيهن ،إذ ال يشاهد الحق فلهذا أحب صلى ّ
َّللا بالذات غنّي عن العالمين .مجردا عن المواد ابدا .فان ّ
وإذ كان االمر من هذا الوجه ممتنعا ولم تكن الشهادة اال في مادة ،فشهود الحق في
النساء أعظم الشهود واكمله “ ( فصوص . ) 217 / 1
..........................................................................................
) ( 1لقد تكلم الصوفية على االشتقاق اللغوي لكلمة “ حب “ قبل التعمق في ماهيتها
وفروعها
305
“ “ 306
وصفاتها .راجع :روضة التعريف بالحب الشريف .لسان الدين بن الخطيب - 334
. 338
) ( 2وقد ورد في التنزيل مقابل هؤالء االشخاص الذين استحقوا الحب اإللهي لصفة
اتصفوا بها اشخاص ال يحبهم الحق لصفة اتصفوا بها ،مثال :المعتدون -
الخائنون ( . . .انظر المعجم المفهرس أللفاظ القرآن مادة حب ) .
) ( 3يقول الشيخ ابن العربي :
“ . . .ان األمور المعلومات على قسمين منها ما يحد ومنها ال يجد ،والمحبة عند
العلماء بها المتكلمون فيها من األمور التي ال تحد ،فيعرفها من قامت به ومن كانت
صفته وال يعرف ما هي ( “ . . .ف . ) 325 / 2
) ( 4ال يحلو الكالم في الحب اال بذكر تلك العاشقة العابدة الزاهدة التي صبغت الفكر
الصوفي االسالمي بعبق حبها اإللهي :رابعة .
فبينما كانت الحياة الصوفية في القرن األول للهجرة ،وفي شطر من القرن الثاني
تتمثل بحياة الحسن البصري [ 110 - 21ه ] من زهد قوامه الخوف من عذاب النار
والشوق إلى ثواب الجنة .برزت في أفق الحياة الصوفية زاهدة عاشقة :شمل زهدها
الدنيا والجنة ،وطغى عشقها على خوفها من النار فال تبقى اال االستمتاع بجمال وجه
الحق األزلي .
وانها األولى التي استعملت من غير تردد مفردات الحب والعشق .وهي صاحبة
الفضل األول في شيوع هذه الكلمة فيما بعد .فنحن نالحظ ان الصوفية األوائل ترددوا
في استعمالها أمثال :مالك بن دينار [ 131هـ ] .
عبد الواحد بن زيد [ 177هـ ] على حين استعملها صراحة الصوفية بعد رابعة
أمثال :معروف الكرخي [ 201هـ ] والجنيد [ 297هـ ] والمحاسبي [ 243هـ ] :
ذو النون المصري [ 245هـ ] ويحيى بن معاذ [ 258هـ ] ،الحالج [ 309هـ ]
وآخرين .
يراجع فيما يتعلق بالحب من الوجهة التاريخية الصوفية ،ووقفة عند رابعة ما يلي :
-ابن الفارض والحب اإللهي .د .محمد حلمي .ص ص - 147 - 139وص ص
( 244 - 233الحب والمعرفة ) .وص ص ( 307 - 278الحب والوحدة ) .
-الحياة الروحية في االسالم .د .محمد مصطفى حلمي ص ص ( 80 - 76الزهد
مع الحب :رابعة العدوية ) .
-رابعة العدوية والحياة الروحية في االسالم .طه عبد الباقي سرور .ص ص 132
160 -كما يراجع ص ص ( 162 - 161الحب اإللهي في المسيحية واليهودية ) .
وص ص ( ، 164 - 163الحب اإللهي في الفلسفة األوروبية )
ص ص ( 165 - 164الحب اإللهي في الفيدا البوذية )
-رابعة العدوية .محمود الشرقاوي .ص ص . 114 - 86
-قوت القلوب ج 2ص ص ( 164 - 99المحبة وهي المقام التاسع من مقامات
اليقين ) .
306
“ “ 307
-نشر المحاسن الغالية في فضل المشايخ الصوفية ألبي محمد اليافعي [ 768ه ] ص
ص . 195 - 183
َّللا -الخراز .ص . 70
-الطريق إلى ّ
-اللمع ص ص ( . 88 - 86باب حال المحبة )
-الرسالة القشيرية ص ( 148 - 143باب المحبة ) .
-ماسينيونL . Tفهرس المصطلحات :ص “ 294مادة حب “ .وفهرس ص 13
مادة “ حبب “ ،
-الغزالي :مدخل السلوك ص . 37وروضة الطالبين ص . 59
-أبو العال عفيفي .التصوف :الثورة الروحية في االسالم ص ص . 238 - 220
-النفري -مقالة غريبة في الحب ( انظر نصوص صوفية لألب نويا )
-الهجويري كشف المحجوب نشر اسعاد قنديل ص ص ( 556 - 547محبة الحق
الخلق -ومحبة الخلق الحق ) .
-حقائق عن التصوف .عبد القادر عيسى ص ص ( 418 - 397الحب اإللهي ) .
-ولعل من أكمل المراجع في الحب اإللهي .كتاب لسان الدين بن الخطيب :روضة
التعريف بالحب الشريف .فليراجع :تحقيق عبد القادر احمد عطا نشر دار الفكر
العربي 1968م .
-اما بخصوص الحب من الوجهة الفلسفية فليراجع كتاب الدكتور زكريا إبراهيم :
“ مشكلة الحب “ مع االهتمام بالتذييل ص ص 340 - 322حيث يشرح فلسفة الحب
عند ابن حزم .وهو معروف األثر في الشيخ ابن العربي .- Corbin en Islam
Iranien T 3 p . p 105 - 111 ( La source Preeternelle de
l'amour
) ( 5يربط ابن الخطيب بين اإلرادة والمحبة في لسان العرب قائال :
“ المحبة . . .كناية عن :اإلرادة المؤكدة .تقول :أردت ان افعل كذا وأحببت ان
افعل كذا .والفرق بينهما :ان اإلرادة ان تعلقت بصفة أو فعل ،كما تقول :أريد
كرمك . . .
قيدت بما تعلقت به .وان تعلقت بالذات خصت في األكثر بالمحبة “ ( روضة التعريف
ص . ) 338
( 6 ) -هل انتقال “ المحب “ إلى صفات “ المحبوب “ ،أي انتقال الخلق إلى صفات
الحق يؤدي بهم إلى ما يسميه الفقهاء “ سقوط التكليف “ ؟ الحقيقة ان الشيخ ابن العربي
مهما تعشق الحب كيانه نراه صاحي الذهن يعطي كل مرتبة في الوجود حقها ،فال
يخلط بين الحقائق كما يفعل غيره في “ سكرة الحب “ .انظر فيما يتعلق بالحب والخلة
وسقوط التكليف Jean Chevalier le soufisme p . p 244 - 246” “ :
-أم ان انتقال المحب إلى صفات المحبوب هو “ الفناء “ الذي يعتبر أكبر دليل على
صدق الحب ؟
انظر فيما يتعلق بالحب والفناء .المرجع السابق :ص . 247
كما يراجع بخصوص الحب في المسيحية وعالقته باالتحاد :
307
“ “ 308
Comprendre l'Islam . Frithiaf Shuon p . p 138 - 139-
)“ (“ aimer “ est essetiellement “ s'unir
) ( 7سئل الجنيد عن المحبة ،فقال “ :دخول صفات المحبوب على البدل من صفات
المحب “ ( نشر المحاسن الغالية .اليافعي ص - 187واللمع ص 88 ) .
) ( 8إشارة إلى الحديث الصوفي “ :كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت
الخلق فبه ( وفي رواية “ فبي “ عرفوني “ .فالحب اذن علة وجود العالم .
) ( 9الن الحب كان في أصل الوجود قد سرى في كل موجود ،تلك من االفكار
األساسية عند الشيخ ابن العربي إذ ان كل أول يسرى فيما بعده .راجع “ أول “ .
) ( 10انظر روضة التعريف ص ص 350 - 340حيث يبين ابن الخطيب ان
المحبة هي اسم جامع القسام الحب والعشق .ويوضح الوجه المراد من كل قسم
أمثال :العشق -الصبابة -العلق -الكلف -الخلة -الشغف -الشعف -التتيم -التتبل -
الولوع والغرام -الهيام والهيوم -التدلة -الوله -األلفة -اإلرادة .
) ( 11يقول أبو العال عفيفي :
َّللا :هو الحب عينه ،“ فالهوى اذن -في نظر الشيخ ابن العربي -اسم من أسماء ّ
َّللا على االطالق “ ( التصوف :الثورة الروحية وهو المحبوب ،بل هو أعظم أسماء ّ
في االسالم ص - 227الموضوع نفسه فصوص الحكم ج 2ص ) . 288
على حين يثبت الشيخ ابن العربي اسما للحق من الحب ومن الود نراه ينكر وجود اسم
ّّلل من الهوى .
َّللا ] وصف به نفسه [ يحبهم ويحبونه ] . . .الود يقول “ :ان الحب مقام الهي فإنه [ ّ
وله اسم الهي وهو الودود . . .الهوى وهو استفراغ اإلرادة في المحبوب . . .وليس
ّّلل منه اسم “ ( ف . ) 323 - 322 / 2
يراجع بشأن الهوى عند الشيخ ابن العربي :
-الفتوحات ج 4ص 259وص . 428
-ترجمان األشواق ص . 14
-فصوص الحكم ج 2ص . 288
-التصوف :الثورة الروحية في االسالم .أبو العال عفيفي ص ص ، 223 - 230
كما يراجع بشأن الهوى من الناحية اللغوية والصوفية كتاب روضة التعريف البن
الخطيب ص ص . 340 - 338
) ( 12يراجع بشأن “ الهوى “ في هذا المعنى :
-كشف المحجوب الهجويري ترجمة :اسعاد قنديل ج 2ص ص 431 - 427
( الكالم في حقيقة النفس ومعنى الهوى ) ص ص ( 441 - 438الكالم في حقيقة
الهوى ) .
) ( 13كما يراجع بخصوص الحب عند الشيخ ابن العربي :
-ترجمان األشواق ص . 41
. -الرسالة الغوثية ورقة 79أ
308
“ “ 309
-بلغة الغواص ورقة . 18
-رسالة االرشاد ورقة . 159
-الفتوحات . 450 - 449 / 4
-رسالة االتحاد الكوني ورقة - 141أ .
-تحفة السفرة إلى حضرة البررة .تحقيق محمد رياض المالح ص ص 50 - 37
( المحبة ،الشوق ،العشق )
-فلسفة االخالق في االسالم محمد يوسف موسى ص ص ( 304 - 285الحب ،
االتحاد ،السعادة عند الشيخ ابن العربي ) .
دراسات فنية في األدب العربي .الدكتور عبد الكريم اليافي ص ص 315 - 317
(الحب بين البوح والكتمان عند الشيخ ابن العربي )Massignon . Passion T
2 p . 414 n 0 3-
309
“ “ 310
الفتوحات الجزء الثاني .الباب الثامن والسبعون ومائة ،بعنوان “ في معرفة مقام
المحبة ص ص . 341 - 320كما يراجع ص ص . 347 - 346
) ( 21ان “ الحب العذري “ يظهر في أكثر من وجه في اشعار الصوفية وفي حبهم
اإللهي .انظر - Le soufisme et la Tradition islamique Jean
Chevalier ed . Retz p . p 242 - 244- Hist . de la philo .
Islamique Corbin p . p 278 - 283 ( Ahmed Ghazali et le “ pur
) amour “ )( 22راجع ما للمرأة من أهمية في الخلق والظهور ومراتب
الموجودات في المواد التالية “ :انوثة “ “ أم “ “ االم العالية الكبرى “ “ لوح “ .
كما يراجع :
-مجلة الهالل يوليو 1947مقال بعنوان :عذراء في حياة صوفي .بقلم أبو العال
عفيفي .
) ( 23تجدر مقارنة موقف الشيخ ابن العربي من المرأة هنا مع موقف شعراء
السريالية الذين يجعلونها وسيطا إلى عالم المطلق .انظر :Michel Carrouges :
Andre Breton et les Donnees fondamentales du surrealisme
َّللا هو المعبود في كل
) col . Idees p . p 284 - 292( 24من حيث “ :ان ّ
معبود من خلف حجاب الصورة “ ( ف ) 353 / 2
َّللا “ .
انظر “ عبادة “ “ ّ
ي من دنياكم ثالث :الطيب والنساء وقرة عيني ) ( 25إشارة إلى الحديث “ :حبب ال ّ
في الصالة “ .
وقد أقام الشيخ ابن العربي الفص األخير من فصوصه اي “ الفص المحمدي “ على
هذا الحديث .
فجاء في أكثره يتكلم على المرأة ومكانتها من ترتيب الوجود فليراجع .
310
“ “ 311
حب نوافل
حب فرائض ّ -ّ - 156
راجع “ :قرب الفرائض “ و “ قرب النوافل “ .
كما يراجع “ :عبد اضطرار “ و “ عبد اختيار “ .
– 157حبل
في اللغة :
“ الحاء والباء والالم أصل واحد يدل على امتداد الشيء ثم يحمل عليه ،ومرجع
الفروع مرجع واحد ،فالحبل الرسن معروف والجمع حبال .والحبل :
الرمل يستطيل . . .والمحمول عليه الحبل ،وهو العهد “ ( معجم مقاييس القطعة من ّ
اللغة مادة “ حبل “ )
في القرآن :
ورد األصل “ حبل “ في القرآن على وجهين :
صيُّ ُه ْم يُ َخيَّ ُل ِّإلَ ْي ِّه ِّم ْن ِّس ْح ِّر ِّه ْم أَنَّها تَسْعى “[ 20 - 1الحبل المعروف ”:فَإِّذا ِّحبالُ ُه ْم َو ِّع ِّ
س ٍد “[ 111 / 5 ] 1 ب ِّ ،في ِّجيدِّها َح ْب ٌل ِّم ْن َم َ ط ِّ ”] َ / 66و ْام َرأَتُهُ َح َّمالَةَ ْال َح َ
َّللا َ 2ج ِّميعا ً َوال تَفَ َّرقُوا “ [ ”] 103 / 3 ص ُموا بِّ َح ْب ِّل َّ ِّ - 2على سبيل اإلعارة َ ”:وا ْعت َ ِّ
ب إِّلَ ْي ِّه ِّم ْن َح ْب ِّل ْال َو ِّري ِّد “] 16 / 50 [ 3 َون َْح ُن أ َ ْق َر ُ
311
“ “ 312
- 158حاجب الحق
ان كلمة “ حاجب الحق “ هي من الصور التمثيلية التي يقرب بها الشيخ ابن العربي
إلى األذهان صورة الوسائط بين االنسان والحق ،عن طريق تشبيهها بالوسائط بين
افراد الشعب والملك .
فحضرة الحق يشبهها الشيخ ابن العربي بحضرة الملك ،على بابها حرس وح ّجاب ،
نواب ،كما للملك ،ينفّذ بوساطتهم احكامه في خلقه كما ينفذ الملك احكامه في
وللحق ّ
شعبه .
اذن كلمة حارس وحاجب ونائب تؤدي معنى واحدا في النهاية ،وهو االنسان
312
“ “ 313
الكامل أو الشيخ الواصل الموصل ،الذي يحرس باب الحضرة اإللهية من كونه
حارسا ،ويدخل المريد إلى الحضرة من كونه حاجبا ،ويتصرف في عالم الملك بأمر
ربه من كونه نائبا . 1
يقول الشيخ ابن العربي :
“ واعلم أن حرمة الحق في حرمة الشيخ ،وعقوقه في عقوقه ،هم [ الشيوخ ] ح ّجاب
الحق الحافظون أحوال القلوب على المريدين “ ( .ف ) 366 / 2
“ فاالنسان الكامل هو حاجب الحق تعالى وخليفته في عالمه ،والنائب عنه فيهم . . .
“ ( كتاب نسخة الحق .مخطوط الظاهرية رقم 5570عام ق 29ب )
ويستحسن ان نشير إلى أن هذه الوسائط بين حضرة الحق والمريد السالك ال تجعل
الحق بعيدا منفصال في حضرته عن خلقه ،فهو أقرب إليهم من حبل الوريد 4في
ومنزه في حضرته في مجال العلم والمعرفة وتقريب الرضى . ّ مجال الوجود 5
..........................................................................................
) ( 1راجع “ نائب الحق “ .
) ( 2عظم الحجاب من حيث كونه حجابا موصال .راجع حجاب .
) ( 3عظم الح ّجاب من حيث إنهم يدخلون المريد إلى حضرة الحق .
ب ِّإلَ ْي ِّه ِّم ْن َح ْب ِّل ْال َو ِّري ِّد ] “[ 50 / 16
”) َ ( 4ون َْح ُن أ َ ْق َر ُ
) ( 5راجع كلمة “ وجود ".
– 159حجاب
في اللغة :
“ الحاء والجيم والباء أصل واحد .وهو المنع “
( معجم مقاييس اللغة مادة “ حجب “ )
313
“ “ 314
عاملُونَ “[ 41 / 5 ] . جاب فَا ْع َم ْل ِّإنَّنا ِّ قال تعالى َ “ :و ِّم ْن بَ ْينِّنا َوبَ ْينِّ َك ِّح ٌ
- 2معنى مجازي روحي .
ب “[ ”] 51 / 42
راء ِّحجا ٍ قال تعالى َ ”:وما كانَ ِّلبَش ٍَر أ َ ْن يُ َك ِّلّ َمهُ َّ
َّللاُ إِّ َّال َو ْحيا ً أ َ ْو ِّم ْن َو ِّ
ع ْن َر ِّبّ ِّه ْم يَ ْو َمئِّ ٍذ لَ َم ْح ُجوبُونَ “[ ] 15 / 83 قال تعالى َ " :ك َّال ِّإنَّ ُه ْم َ
يقول :
“ فمنك [ الممكن ] تعرفه ال من غيرك ألنك الحجاب األقرب . . .ومن كونك سترا
وحجابا حددته ،فمعرفتك به في هذا الموطن عين عجزك عن معرفته .وان شئت
قلت :عين الجهل به ،ونريد بالجهل عدم العلم .واما الغير فحجاب أبعد بالنظر
إليك ( “ . . .ف . ) 597 / 2
“ ال يكون في الزمان اال واحد يسمى الغوث والقطب ،وهو الذي ينفرد به الحق
َّللا في كل زمان ال ينظر الحق في زمانه اال
ويخلو به دون خلقه . . .وذلك العبد عين ّ
اليه وهو :الحجاب االعلى ( “ . . .ف . ) 555 / 2
-في النص األول :عين الممكن 5هي الحجاب األقرب اي أقرب طريق موصل إلى
َّللا .
معرفة ّ
ويظهر هذا المعنى الذي أعطيناه من الربط السببي الموجود في جملة الشيخ ابن
العربي.
314
“ “ 315
وعندما يطلق الشيخ ابن العربي على القطب لفظ “ حجاب “ فهذا وحده كاف لإلشارة
إلى مكانة هذا اللفظ ،الن القطب هو أعلى افراد االنسان الكامل في زمانه وال ينعت
اال بكل لفظ عال .اذن ال يمكن ان تحتفظ كلمة “ حجاب “
عند الشيخ ابن العربي بالمفاهيم القديمة ،التي تنم على الحرمان والمنع والقطع والبعد
والنقص . . .
والنصان السابقان يوضحان كيف ان الحجاب إلى جانب كونه طريقا موصال ودليال
على المعرفة ،هو تعين 7من تعينات الذات ،الن “ عين الممكن “ و “ القطب “ هما
في الواقع تعينان من تعينات الذات .
نورد االن نصا يبين بوضوح كيف يتحول الحجاب إلى المطلوب نفسه .
وهكذا لم يكن الحجاب عند الشيخ ابن العربي ليمنع االنسان من الوصول إلى مطلوبه ،
وبخاصة في نظام فكري كل الثنائيات في نهايته تلتقي لتؤلف وحدة متكاملة ،ويصبح
الحجاب عين القصد .والباب عين المطلوب ،ألنه الدليل والطريق .
ولكن هنا تبرز ناحية مهمة ،هو ان الحجب ليست محدودة بجهة وعدد يتخطاها
السالك فيصل إلى مقام ال حجاب بعده .إذ ان المحجوب ال يفارق حجابا حتى يقترب
من حجاب ارفع وأعلى ، 11الن الحق ال يتجلى لمخلوق دون حجاب ابدا .وآخر
حجاب بين االنسان والحق هو :وجود االنسان نفسه .
315
“ “ 316
فال يدرك الحق ادراكه نفسه ،فال يزال في حجاب ال يرفع مع علمه بأنه متميز عن
موجده بافتقاره ( 12 “ . . .فصوص الحكم ) 55 - 54 / 1
..........................................................................................
) ( 1يشرح التهانوي الحجاب عند الصوفية فيقول :
َّللا ؛ اما نوراني
“ قال الصوفية :اعلم أن الحجاب الذي يحتجب به االنسان عن قرب ّ
وهو نور الروح واما ظلماني وهو ظلمة الجسم .والمدركات الباطنة من النفس والعقل
والسر والروح والخفي كلواحد [ كل واحد ] له حجاب .فحجاب النفس :الشهوات
واللذات . . .وحجاب القلب .المالحظة في غير الحق .وحجاب العقل :وقوفه مع
المعاني المعقولة . . .
وحجاب السر :الوقوف مع االسرار . . .وحجاب الروح :المكاشفة . . .وحجاب
الخفي العظمة والكبرياء . . .فان الواصل من ليس له التفات إلى هذه األشياء . . .
“ ( كشاف اصطالحات الفنون نشر خياط ج 2ص ) 276
) ( 2ان األب فريد جبر في كتابه “ في معجم الغزالي “ الذي نشرته الجامعة اللبنانية
بيروت ، 1970بحث كلمة حجب وحجاب عند الغزالي ص . 58
وقد ظهرت هاتان الكلمتان من خالل تعريفه تمتان إلى السلبية المعروفة عن الحجاب
بل هما محدودتان بالفصل والسلبية .ولم نجد اال نصا للغزالي يخرج الحجاب من هذه
السلبية ويضيف اليه ايجابية قريبة من ايجابية الشيخ ابن العربي .يقول :
َّللا عليه وسلم . .ان ّّلل سبعين حجابا من نور وظلمة لو َّللا صلى ّ“ وقال رسول ّ
كشفها ألحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره .وليس المراد بالحجب اال الطرق
الموصلة اليه .فلو كانت براهين فهي حجب نور ولو كانت شبها فهي حجب
ظلمة ( “ . . .كتاب معراج السالكين ص 101تحقيق محمد مصطفى أبو العال -
سلسلة القصور العوالي ج 3نشر مكتبة الجندي القاهرة ) ،وهذا الكتاب مثار جدل في
صحة نسبته للغزالي انظر “ مؤلفات الغزالي “ بدوي رقم / . 80 /
كما يراجع بشأن الحجاب عند الغزالي كتاب مشكاة األنوار من السلسلة نفسها ص ص
49 - 42حيث يشرح الحديث الوارد في المقطع السابق ،ويفصل اقسام
المحجوبين .
-اما روزبهان بقلي فقد قارب الشيخ ابن العربي حين نظر إلى الحجاب كمرآة .
انظر :Hist . de la philo . Ency . de la pleiade T 3 p . 1100-
) - ( 3هذه النظرة االيجابية إلى الحجاب ظهرت بوادرها مع بعض فرق االمامية
( النصيرية .
الحجاب -اظهار الشيء ) واستفادها الحالج في كالمه على “ حجاب االسم
“ راجع :Massignon la passion T 3 pp 183 - 184 . ed .
gallimard ( surtout p . 183 n 0 2 )-
-اما النفري فقد تخطى سكون نظريات الصوفية في الحجاب حتى االيجابية منها ،إلى
جدلية عميقة في “ الرؤية “ حدّاها :الكشف والحجاب ،يقول :
“ . . .الجهل حجاب الرؤية ،والعلم حجاب الرؤية ،انا الظاهر ال حجاب وانا الباطن
316
“ “ 317
ال كشوف ،وقال لي من عرف الحجاب اشرف على الكشف “ ( موقف رقم 29ص
. ) 53
“ وقال لي :إذا رأيتني ستوى الكشف والحجاب “ ( موقف رقم 31ص . ) 55
“ فرأيت العيون كلها تنظر إلى وجهه [ الحق ] شاخصة فتراه في كل شيء احتجبت به
ق َوفِّي أ َ ْنفُ ِّس ِّه ْم “] 53 / 41
وإذا اطرقت رأته فيها [ إشارة إلى اآلية ”:فِّي ْاآلفا ِّ
“ ( موقف رقم 47ص . ) 76
“ . . .واال بداء كله يحجبك [ العبد ] عني [ الحق ] ،نفسك حجابك ،وعلمك حجابك
ومعرفتك حجابك ،وأسماؤك حجابك ،وتعرفي إليك حجابك “ ( . . .موقف رقم 14
ص . ) 31
317
“ “ 318
يقول :
“ ان العالم لم يزل في حال عدمه [ ثبوته .راجع :ثبوت ] مشاهد الواجب
الوجود . . .ولهذا لم ينكره أحد من الممكنات في حال وجوده ،اال ان هذا الموجود
االنساني وحده من بين العالم ،اشرك بعضه به [ واجب الوجود ] فمن غلب عليه
[ من الممكنات ] حجاب الطبع وهو ما اعتاد ان يسمع ويطيع ويعبد باألصالة . . .
“ ( ف . ) 308 / 3
“ وقال الغوث [ راجع الغوث ] :المحبة حجاب بين المحب والمحبوب فإذا افاق
المحب عن المحبة وصل بالمحبوب . . .يا غوث من سألني عن الرؤية بعد العلم فهو
محجوب بعد ( “ . . .الرسالة الغوثية .مخطوط الظاهرية رقم 6824ص 79أ ) .
وهذه النظرة الهرمية إلى الحجاب تجد جذورها عند الغزالي في مشكاة األنوار حيث
يتكلم على المحجوبين بالظلمة المحضة ،والمحجوبين بنور مقرون بظلمة ،
والمحجوبين بمحض األنوار كما يشير إلى :الحجاب الظلماني والحجاب النوراني .
انظر مشكاة األنوار :وتصدير عفيفي ص . 23
) ( 12راجع شرح هذا المقطع من فصوص الحكم في “ شرح جواهر النصوص في
حل كل الفصوص “ للنابلسي ج 1ص ص . 45 - 44
وفي شرح جامي على هامش شرح النابلسي المذكور ج 1ص . 51 - 50
- 160الحجاب األعلى
الحجاب االعلى هو القطب أو الغوث .
انظر “ حجاب ".
- 161الحجاب األقرب
الحجاب األقرب هو عين الممكن نفسه .
انظر “ حجاب ".
- 162المحادثة
انظر خطاب الهي :
المعنى ( األول ) القسم ( ) 2الفقرة ( ثانيا ) .
318
“ “ 319
- 163الح ّد الفاصل
انظر “ انسان كامل ".
الحر
ّ – 164
في اللغة :
“ الحاء والراء في المضاعف له أصالن :فاألول ما خالف العبودية وبريء من العيب
والنقص .يقال هو حر بين الحررية والحرية والثاني :خالف البرد ،يقال هذا يوم
حر ويوم حار ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ حر “ )ّ
319
“ “ 320
) “( 2فإذا وقف الممكن مع عينه كان حرا ال عبودية فيه ،وإذا وقف مع استعداداته
كان عبدا فقيرا ( “ . . .ف ) 227 / 4
“ . . .من لم تمت في صدره العوالم فهو محجوب .فإن وصل هاهنا فهو حر ،
والعبودية فوق هذا المقام ( “ . . .شجون المشجون ق 35أ ) .
– 165الحرف
في اللغة :
“ الحاء والراء والفاء ثالثة أصول :ح ّد الشيء ،والعدول ،وتقدير الشيء .
فاما الح ّد فحرف كل شيء حده ،كالسيف . . .
واألصل الثاني :االنحراف عن الشيء كتحريف الكالم ( “ . . .معجم مقاييس اللغة .
مادة حرف ) .
في القرآن :
ورد األصل “ حرف “ في القرآن بالمعنيين اللغويين المشار اليهما أعاله ،بمعنى حد
وطرف -وبمعنى االنحراف .
على َح ْرفٍ 1فَإِّ ْن أَصابَهُ َخي ٌْر ْ
اط َمأ َ َّن بِّ ِّه اس َم ْن يَ ْعبُ ُد َّ َ
َّللا َ ) ” ( 1قال تعالى َ :و ِّمنَ النَّ ِّ
“[] 22 11 /
عقَلُوهُ َّللا ث ُ َّم يُ َح ِّ ّرفُونَهُ ِّم ْن بَ ْع ِّد ما َ يق ِّم ْن ُه ْم يَ ْس َمعُونَ َك َ
الم َّ ِّ ) ( 2قال تعالى َ ” :وقَ ْد كانَ فَ ِّر ٌ
“[ ] 75 / 2
عند الشيخ ابن العربي : 2
*الحرف هو اجزاء كلمة الحق المقولة .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ الحرف . . .ما يخاطبك به الحق من العبارات ( “ . . .فتوحات . ) 130 / 2
320
“ “ 321
321
“ “ 322
) ( 4لقد كانت نظرة الشيخ ابن العربي إلى الحرف ذات صبغة خاصة وهي ما نسميه
“ علم الجفر “ ،وهذه النظرة سارية في مؤلفات الصوفية عامة .
راجع :Massignon la passion T 3 p . p 105 - 107-رسائل اخوان
الصفاء ج 3ص ص ، 141 - 143
-ابن سبعين وفلسفته الصوفية .أبو الوفا التفتازاني ص ص ( 436 - 433الذكر
والتصرف في األكوان بالحروف ) .ص ص . 142 - 140
ونالحظ ان الشيخ ابن العربي رغم تأثره الواضح بالنفري اال انه لم يعط الحرف ابعادا
صوفية يظهر فيها مرادفا للسوى والحجاب ،وله بعدان :ظاهر وباطن .
فليراجع :
-مواقف النفري .موقف رقم 67بعنوان :موقف المحضر والحرف ص ص - 114
. 122
-وقد شرح األب نويا بتوسع نظرية النفري في الحرف مما ال يسمح بتردادها هنا .
انظر ) Exegese Coranique p . p 363 - 376( 5انظر مراجع الحرف
عند الشيخ ابن العربي في كلمة “ الف “ كما يراجع :
-الفتوحات المكية .االسفار الستة .نشر عثمان يحيى .فهرس المفردات الفنية .مادة
حرف وما يتفرع عنها .
-الفتوحات ج 1ص ( 191الفعل بالحرف والفعل بالهمة )
-الفتوحات ج 2ص ( 122خاصة تركيب الحروف واالنفعال عنها ) .
-الفتوحات ج 3ص ( 319حروف هجاء وحروف معاني ) .
-الفتوحات ج 4ص . 367
-كتاب “ إزالة الشبهات عن قول األستاذ كنا حروفا عاليات “ .تأليف احمد خيري .
طبع مطبعة السعادة .القاهرة 1370ه .ص ص . 45 - 41حيث يبين معنى حرف
عند الشيخ ابن العربي .
- 166حرف عال
َّللا القديم ،اي األعيان الثابتة
الحروف العاليات هي الحقائق المفردة المتميزة في علم ّ
قبل ظهورها في الوجود العيني .
322
“ “ 323
-يشرح القيصري هذين البيتين في رسالته في علم الحقائق ق ق 4ب 5 -ب -نستل
منها كالمه في عبارة “ حروف عاليات “
. . . “ :إشارة إلى الحقائق المسماة باألعيان الثابتة أزلية غير مجعولة . . .في علم
الحق سبحانه . . .كنا حروفا :اي حقائق عينية باثبات في الحضرة العلمية من جملة
األعيان الثابتة “ ( . . .ورقة 4ب ) .
-وقد افرد احمد خيري كتابا في 230صفحة لشرح بيتي الشيخ ابن العربي هذين .
سماه “ إزالة الشبهات عن قول األستاذ كنا حروفا عاليات “ .فليراجع .وخصوصا
ص ص ، 52 - 35
-ويقول النابلسي في ورد الورود في شرح الحروف العاليات “ :فالحروف العاليات
اي المنزهات المقدسات عن الكونية “ ( ورقة . ) 14
) ( 2رسالة في علم الحقائق .القيصري .ورقة 4أ .النص نفسه في كتاب “ إزالة
الشبهات “ احمد خيري .ص . 35
- 167قيّوم الحروف
راجع “ الف ".
– 168الحضرة
في اللغة :
“ الحاء والضاد والراء ايراد الشيء ،ووروده ومشاهدته .وقد يجيء ما يبعد عن هذا
وان كان األصل واحدا . . .وحضرة الرجل :فناؤه “ . . .
( معجم مقاييس اللغة .مادة “ حضر “ ) .
323
“ “ 324
ّلل ْاألَسْما ُء ْال ُحسْنى “[ ] 180 / 7وليست سوى الحضراتَّللا تعالى” َو ِّ َّ ِّ
) “ ( 1قال ّ
َّللا عنها باألسماء الحسنى
اإللهية . . .فلنذكر . . .الحضرات اإللهية التي كنى ّ
حضرة حضرة ولنقتصر منها على مائة حضرة . . . 2فمن ذلك الحضرة اإللهية
َّللا . . .وهي الحضرة الجامعة للحضرات كلها ( “ . . .فتوحات / 4 وهي االسم ّ
. ) 196
“ ان الحضرات اإللهية ال تكاد تنحصر ألنها نسب . . .وكل اسم الهي هو حضرة ،
ومن أسمائه ما نعلم ومنها ما ال نعلم [ . . .و ] كل ما يفتقر اليه هو اسم من أسمائه
تعالى ( “ . . . 3ف . ) 318 / 4
َّللا ،وليس للحق . . .مجلى 4اال العالم ،
“ ) ( 2فمن أحب العالم لجماله فإنما أحب ّ
وهنا سر نبوي الهي خصصت به من حضرة النبوة 5مع كوني لست بنبي واني
لوارث ( “ . . . 6ف . ) 269 / 4
ينتج عن التعريف األول الذي ذكرنا لكلمة “ حضرة “ ،ان عددها في الكون ال
ينحصر الن الحقائق ال تنحصر -ولكن الحضرات اإللهية يرجعها الشيخ ابن العربي
إلى أصول أمهات تجمعها ،كما ارجع كثرة األسماء اإللهية إلى أمهات . 7
324
“ “ 325
واحدة مركبة لها خصائص مميّزة وصورة واضحة .مثال :الخيال هو حقيقة واحدة
مركبة من مجموع حقائق مفردة ،تألفت بشكل معين يعطي خصائص واضحة
موضوعية ،وهذه الحقيقة تسمى :حضرة الخيال . 9
وهكذا يسمى الشيخ ابن العربي كل “ مجموع حقائق ش ّكل وحدة “ :حضرة . 10
يقول :
“ . . .الحضرة االنسانية 11كالحضرة اإللهية ال بل هي عينها 12على ثالث
مراتب :ملك وملكوت وجبروت 13وكل واحدة من هذه المراتب تنقسم إلى ثالث
فهي تسعة . . .فتمتد من كل حقيقة من التسعة الحقية رقائق 14إلى التسعة الخلقية ،
وتنعطف من التسعة الخلقية رقائق على التسعة الحقية “ ( . . .فتوحات . ) 54 / 1
“ قال [ إبراهيم ] البنه ِّ ”:إ ِّنّي أَرى فِّي ْال َم ِّ
نام أ َ ِّنّي أ َ ْذبَ ُح َك “[ ] 102 / 37
والمنام حضرة الخيال فلم يعبرها . . .فالتجلي الصوري في حضرة الخيال محتاج
للا تعالى بتلك الصورة . . . إلى علم آخر يدرك به ما أراد ّ
ومعنى التعبير :الجواز من صورة ما رآه إلى امر آخر ،ان موطن الخيال 15يطلب
التعبير ( “ . . .فصوص . ) 86 - 85 / 1
****
ان كل نسبة بين الحق والخلق تؤلف حضرة ، 16من حيث إن العبد يحضر 17فيها
مع الحق من هذه النسبة .
يقول الشيخ ابن العربي :
عرف عباده ان له حضرات معينة ألمور دعاهم إلى طلب دخولها َّللا تعالى قد ّ
“ ان ّ
وتحصليها منه ،وجعلهم فقراء إليها . . .فمنها حضرة المشاهدة وهي على منازل
مختلفة وان عمتها حضرة واحدة . . .ومنها حضرة المكالمة . . .ومنها حضرة
السماع . . .ومنها حضرة التعليم “ ( . . .فتوحات . )601 / 2
..........................................................................................
) ( 1راجع “ حقيقة “ .
) ( 2ان لكل اسم من األسماء اإللهية حضرة ،وهي مؤلفة من االسم اإللهي [ -
الحاكم والمهيمن على الحضرة ] مع جميع تجلياته في كل العوالم .
وسنذكر بعض هذه الحضرات التي يتكلم عليها الشيخ األكبر ،بأسمائها فقط ،فهي
كافية لوضع خطوط لوحة الوجود العريضة عنده .
-الحضرة الربية -حضرة الرحموت -حضرة الملك -حضرة التقديس -حضرة
السالم -حضرة األمان -حضرة الشهادة -حضرة العزة -حضرة الجبروت -حضرة
كسب الكبرياء -حضرة
325
“ “ 326
الخلق واالمر -حضرة البارئية -حضرة التصوير -حضرة اسبال الستور -حضرة
القهر -حضرة الوهب -حضرة االرزاق -حضرة الفتح -حضرة العلم -حضرة
القبض -حضرة البسط -حضرة الخفض -حضرة الرفعة -حضرة االعزاز -
حضرة السمع -حضرة البصر . . .
فلتراجع هذه الحضرات مع ما بقي منها [ عددها ] 100في الفتوحات ج 4ص ص
. 326 - 198
326
“ “ 327
- 169الحضرة اإللهيّة
ان كل اسم الهي مع تجلياته في الكون هو حضرة الهية [ نكرة ] ،اما الحضرة اإللهية
[ معرفة ] ،فهي الذات اإللهية مع صفاتها وافعالها في مقابل الحضرة االنسانية
[ مظاهر الحضرة اإللهية وتجلياتها ] .
يقول ابن العربي :
“ آدم الذي هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة اإللهية التي هي الذات والصفات
واالفعال ( “ . . .فصوص . ) 199 / 1
“ الحضرة اإللهية وهي عبارة عن الذات والصفات واالفعال “ ( فتوحات / 2
. ) 173
327
“ “ 328
- 170الحضور
*الحضور هو تنبه خاص يطرأ على قلب العبد إلى امر معين 1فيحضر معه ،وفي
هذه الحال تفترض الغيبة 2عما سوى هذا االمر ( 3الحضور يقابل الغفلة ) .
ان الحضور ،كما رأينا ،عبارة عن تنبه يحصل للقلب ويظهر اثره على الجوارح .
وهو يختلف في مراتب ظهوره في الخلق 7فمنه :التام وغير التام أو الكلي وغير
الكلي .
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا عن غفلة قط .وما بقي اال حضور باستفراغ له أو حضور بغير “ فما ذكر 8أحد ّ
استفراغ بل بمشاركة ( “ . . .فتوحات . ) 36 / 4
328
“ “ 329
..........................................................................................
) ( 1ان هذا “ االمر المعين “ هو دائما في نظر الصوفية :الحق ،فالحضور هو
حضور مع الحق .
الن الحضور مع غيره :غيبة .فالحق مدار كل شيء في ألفاظهم .
) ( 2انظر الرسالة القيشيرية ص ص ( 38 - 37الغيبة والحضور ) .
) ( 3ننبه إلى العالقة الجدلية بين الغيبة والحضور ،فبقدر غيبة العبد عن الخلق
يحضر مع الحق والعكس بالعكس .يقول شيخنا األكبر :
“ اعلم أنه ال تكون غيبة اال بحضور فغيبتك من تحضر معه . . .فكل غائب حاضر
وكل حاضر غائب ( “ . . .فتوحات . ) 544 / 2
) ( 4الفكرة هي ذكر الشيء والتفكير فيه ،وذكر الشيء أول مراتب الحضور معه
بل المدخل الوحيد للحضور معه .
) ( 5ان القلب هو القطب الرئيسي في االنسان منه تشع المواجيد التي تستجيب لها
الجوارح فتظهر فيها .فالسمع مثال ال يصل إلى مرتبة الحضور اال إذا كان القلب في
حالة حضور .فغفلة القلب ال تسمح بحضور اي حاسة من حواس االنسان .
) ( 6راجع كتاب “ االرشاد “ ورقة . 149
) ( 7يتوسع الشيخ ابن العربي بثالثة أوجه قسم الحضور إليها وهي :حضور العموم
،حضور الخصوص ،وحضور خصوص الخصوص ،راجع “ :األجوبة الاليقة عن
األسئلة الفايقة “ ورقة 8ب .
) ( 8راجع “ ذكر “ .
) ( 9يظهر من النص ان الحضور التام يفترض جمعية من االنسان ،اي استجماعه
لقواه كافة وتوجيهها للحضور مع المراد الحضور معه .وهذا االستجماع قد يكون في
الواقع استحضارا .انظر الفتوحات ج . 376 / 3
كما يراجع “ جمع “ المعنى “ الرابع “ .
***
– 171الحال
في اللغة :
“ الحاء والواو والالم أصل واحد ،وهو تحرك في دور ،فالحول العام وذلك أنه يحول
،اي يدور ( “ . . .معجم مقاييس اللغة .مادة “ حول “ ) .
“ حل “ .الحاء والالم له فروع كثيرة ومسائل ،وأصلها كلها عندي فتح الشيء ال يشذ
عنه شيء . . .حللت الشيء إذا أبحته واوسعته المر فيه ،
وحل :نزل ( “ . . .معجم مقاييس اللغة .مادة “ حل “ ) .
329
“ “ 330
في القرآن :
الحال :اسم بمعنى صفة الشيء أو هيئته أو كيفيته لم ترد في القرآن .وانما ورد الفعل
حال .يحول :منع َ ”.وحا َل بَ ْينَ ُه َما ْال َم ْو ُج فَكانَ ِّمنَ ْال ُم ْغ َر ِّقينَ “[ . ] 43 / 11
كثيرا ما يورد الشيخ األكبر أقوال أهل الطائفة ممن سبقه ويخرج بها أفكاره .مما
يوقع القارئ في حيرة حول حقيقة رأيه .
وقد نهج في اشتقاق الحال هذا النهج ،فنراه يورد اشتقاقين للفظ الحال مستندين إلى
نظرتين يتبناهما في الغالب .
االشتقاق األول :الحال أصله ح ّل :قال به من رأى دوام األحوال دون ان يشهد انها
أمثال تتعاقب ( .انظر “ خلق جديد “ ) .
االشتقاق الثاني ،الحال أصله حال ،يحول :قال به من رأى زوال األحوال في مقابل
ثبات “ المقام “ .
) “ ( 2الحال . . .هو ما يرد على القلب من غير تعمل وال اجتالب ،ومن شرطه ان
يزول ويعقبه المثل بعد المثل إلى أن يصفو ،وقد ال يعقبه المثل ومن هنا نشأ
330
“ “ 331
الخالف بين الطائفة في دوام األحوال .فمن رأى تعاقب األمثال ولم يعلم أنها أمثال
قال بدوامه واشتقه من :الحلول ،ومن لم يعقبه مثل قال بعدم دوامه واشتقه من حال
يحول إذا زال وانشد في ذلك .
لو لم تحل ما سميت حاال *** وكل ما حال فقد زاال
وقد قيل :
الحال تغيّر األوصاف على العبد فإذا استحكم وثبت فهو المقام “ ( فتوحات / 2
) 132
“ الحال ما حال ،فالجود كله حال ال يصح الثبات على شأن واحد ( “ . . .فتوحات 4
. ) 370 /
َّللا تعالى . . .على اربع شعب :بواعث ودواع واخالق “ فاعلم أن الطريق إلى ّ
وحقائق . . .وجميع ما ذكرناه [ تفصيل الشعب األربع ] 6يسمى األحوال
والمقامات .
فالمقام منها كل صفة يجب الرسوخ فيها وال يصح التنقل عنها 7كالتوبة ،والحال
منها كل صفة تكون في وقت دون وقت كالسكر والمحو والغيبة والرضى ،أو يكون
وجودها مشروطا بشرط فتنعدم لعدم شرطها كالصبر مع البالء ( . 8 “ . . .فتوحات
. ) 34 - 33 / 1
وكما تبنى رأى السلف في اشتقاق الحال ،نراه يتتبعهم في مضمونه ،فيجد انه
المتحول في مقابل الثابت ( مقام ) ،الموهوب في مقابل المكتسب ( 9مقام ) .
يقول :
“ الحال . . .ما يرد على القلب من غير تعمل وال اجتالب فتتغير صفات صاحبه له .
واختلف في دوامه . . .واألحوال مواهب ال مكاسب ،اعلم أن الحال نعت الهي . . .
قال تعالى عن نفسه” ُك َّل يَ ْو ٍم ُه َو فِّي شَأ ْ ٍن] “[ 55 / 29
وتلك الشؤون :أحوال المخلوقين وهم المحال لوجودها فيهم . . .واألحوال اعراض
َّللا يخلقها فيهم عبّرعنها :بالشأن . . .هذا أصل األحوال الذي
تعرض للكائنات من ّ
يرجع اليه في اإللهيات ( “ . . . 10ف ) 385 - 384 / 2
ثم إن الشيخ ابن العربي تجاوز االشتقاق إلى االعتبار الزمني وربما كان يستند في هذا
االعتبار إلى النحو سواء من جهة الفعل أو االسم .
331
“ “ 332
*الحال هو الحاضر الدائم المستمر .
يقول الشيخ ابن العربي :
) ” ( 1فالحال في االحياء يشهد دائما * والماضي واآلتي مع األموات “( فتوحات / 3
. ) 356
َّللا في اخباره إيانا بأمور قد انقضت
) “ ( 2والحال له الدوام . . .اال ترى في كالم ّ
عبّر عنها بالزمان الماضي ،وبأمور تأتي عبّر عنها بالزمان المستقبل ،وأمور كائنة
11عبّر عنها بالحال ،فالحال :كل يوم هو في شأن ( “ . . .فتوحات - 546 / 3
) 547
“ الحال له الوجود الدائم وهو الحكم الثابت الالزم ،وما عدا الحال فهو عدم ، 12وما
له في الوجود قدم “ ( فتوحات . ) 362 / 4
الحال :هو ظهور العبد بصفة الحق في التكوين ووجود اآلثار عن همته .
ويحتفظ “ الحال “ عند الشيخ ابن العربي هنا بصفات :الترجح والنقص والزوال رغم
انه “ تخلق “ ،ولذلك نراه يضعه في مقابل العلم الذي له الثبات والكمال ،فالعلم
“ مقام “ والتصرف “ حال “ .
كما تنشأ عالقة جدلية ) (Dialectiqueبين الحال والمقام كلما ترسخ السالك في
المقام نقص في الحال والعكس بالعكس . 13
َّللا ال يعطي العلم اال من يحب ،وقد يعطي الحال من يحب ومن ال يحب ،فان
“ فان ّ
العلم ثابت والحال زائلة ( “ . . .فتوحات . ) 151 / 4
“ فان الحكيم حاكم ،وصاحب الحال محكوم تحت سلطان حاله َ (. . .وقُ ْل َربّ ِّ ِّز ْد ِّني
ِّع ْلما ً )[ ( “ ] 114 / 20كتاب الياء ص .) 14
332
“ “ 333
) “ ( 2فإذا أراد [ صاحب المقام ] التحكم نزل إلى الحال الن التحكم لألحوال ،إذا
علم أن نزوله غير مؤثر في مقامه . . .فإذا سمع من شيخ محقق . . .ان صاحب هذا
المقام [ مقام العلم أو المعرفة ] مالك جميع المقامات فإنه يزيد بالعلم ال بالحال . . .
فان الكامل كلما عال في المقام نقص في الحال . . .كما أن المشاهدة تغني عن رؤية
االغيار كذلك المقام 14يذهب باألحوال 15 “ .
(فتوحات . ) 319 / 2
األحوال أمور عدمية ليس لها عين وانما لها حكم -وهي مبدأ التمييز بين األعيان
وأصله .
يقول الشيخ ابن العربي :
) “ ( 1األحوال وهي احكام المعاني المعقولة أو النسب . . .وهي العلم والقدرة
والبياض والسواد والحماسة ( “ . . .فتوحات . ) 399 / 3
“ثالثة ما لها كيان * السلب والحال والزمانفالعين ،ال ،وهي حاكمات قال به العقل
واللسان “ . 16
( كتاب التجليات ص . ) 46
) “ ( 2فان األعيان ال تنقلب من حال إلى حال ،وانما األحوال تلبسها احكاما فتلبسها
،فيتخيل من ال علم له ان العين انتقل . . .ولوال األحوال ما تميّزت األعيان فإنه ما ث ّم
اال عين واحدة تميّزت بذاتها عن واجب الوجود ،كما اشتركت معه في وجوب الثبوت
17فله تعالى وجوب الثبوت والوجود ،ولهذه العين وجوب الثبوت .
فاألحوال لهذه العين كاألسماء اإللهية للحق . . .
فحصل لهذه العين الكمال بالوجود ،الذي هو [ الوجود ] من جملة األحوال التي تقلبت
عليها ،وذلك ان الحق ينقلب في األحوال ال تتقلب عليه األحوال . . .وعين العالم
ليس كذلك تتقلب عليه األحوال فتظهر فيها [ في عين العالم ] احكامها . . .فالتقلب
للحق في األحوال الظهار أعيانها “ ( . . .فتوحات . ) 314 / 3
يخرج الشيخ ابن العربي عن السلف الصوفي فيما يتعلق باألحوال والمقامات ،
فالمنازل عنده ال تحددها أرقام رغم محاوالته المتعددة لحصرها في اطار معلوم.
333
“ “ 334
والسبب ان األحوال والمقامات عنده تدور حول “ الحقائق “ وبمعنى أوضح :ان كل
“حقيقة “ بكل ما تحويه هذه الكلمة من شعاب وابعاد 18لها “ حال “ أو “ مقام
“يستتبعه “ علم “ .
فقد استعمل الشيخ ابن العربي هنا الحال والمقام على الترادف ليعبّر عن كشف أو
شهود أو رؤية لحقيقة معينة منفصلة متميّزة .هذا الشهود أو هذه الرؤية يستتبعها
“ علم “ . 19
334
“ “ 335
“ التصريف بالحال واالمر “ ( فتوحات . ) 64 / 4
“ ومن سأل بالحال ( “ . . .فتوحات . ) 320 / 3
..........................................................................................
َّللا ؟ انظر “ أسماء األحوال “ . ) ( 1هل يجوز الحال على ّ
) ( 2يراجع بخصوص األحوال والمقامات في الفكر االسالمي :
-الرسالة القشيرية “ المقام والحال “ ص . 32
-اللمع .السراج “ .كتاب األحوال والمقامات “ ص 104 - 65
-عوارف المعارف .السهروردي ص ص . 522 - 469
وقد شرح السهروردي الحال والمقام والفرق بينهما ،كما أشار إلى المقامات واألحوال
وأقوال المشايخ فيها على الترتيب .
-التعرف لمذهب أهل التصوف .ص ص . 89 - 86
-طبقات األولياء البن الملقن .ص . 44
-طبقات الصوفية .السلمي .ص ، 310ص ، 315أرباب األحوال ص 3وص
. 67
-األنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية الشعراني .ج 1ص . 88
-المواقف والمخاطبات .النفري .نشر آربري .فهرس المصطلحات .مادة “ مقام
“ ومادة “ حال “ .
-تاريخ التصوف في االسالم .د .قاسم غني .ترجمة صادق نشأت ص ص - 300
- . 495التصوف االسالمي الخالص .تأليف السيد محمود أبو الفيض المنوفي ص
ص . 100 - 97
) ( 3نالحظ ان الشيخ ابن العربي تقريبا جعل من ارثه الصوفي خلفية ثقافية وركيزة
تفرده وشخصيته الذاتية . قفز من خاللها إلى ّ
ولكن ربما فاته ان يستفيد من أقوال نجم الدين كبرى في األحوال .فالشيخ األكبر أنشأ
عالقة جدلية بين المقام والحال [ انظر المعنى “ الرابع “ ] اال انه لم ينشئ اي عالقة
فيما بين “ األحوال “ في حين ان نجم الدين كبرى أشار إلى عالقة تعادلية بين األحوال
،يقول :
“ الحال بمنزلة الجناحين للطير ،والمقام بمنزلة الوكر له ،وال بد للسيّار من قوتين
مختلفتين في حالة واحدة نبعتا من معنى واحد ،سواء كان السيّار مبتدأ أو متوسطا أو
منتهيا . . .وهاتان القوتان يجب ان تكونا متساويتين ككفتي الميزان . . .فجناحا
الطفل [ -المبتدأ ] الخوف والرجاء ،وجناحا الكهل [ -المتوسط ] القبض والبسط ،
وجناحا الشيخ [ -المنتهي ] االنس والهيبة . . .وهذان الجناحان قد يصح الطيران
بهما إذا كانا متساويين في الذات والتحريك ( “ . . .فوائح الجمال -ص ص - 41
) 42
راجع فيما يتعلق بالحال والمقام عند نجم الدين كبرى في كتاب فوائح الجمال ص ص
) ( 4انظر “ ثبوت . 50 - 40
) ( 5اي ان أحوال “ العين “ تجاورها في عالم الثبوت ،وتحل فيها في عالم الوجود
العيني .
335
“ “ 336
336
“ “ 337
ق – 172الح ّ
في اللغة :
“ الحاء والقاف أصل واحد ،وهو يدل على احكام الشيء وصحته.
فالحق نقيض الباطل ،ثم يرجع كل فرع اليه بجودة االستخراج وحسن التلفيق.
ّ
الحق . . . واحتق الناس في الدّين ،إذا ادعّى كل واحد ّ حق الشيء وجب . . . ويقال ّ
تحق بكل شيء . . . ّ المحتق :الذي يقتل مكانه . . .والحاقة :القيامة ،ألنها
وتقول :حقا ال افعل ذلك .في اليمين . . .ويقال :حققت االمر واحققته ،اي كنت
على يقين منه ( “ . . .معجم مقاييس اللغة .مادة “ حق “ ) .
في القرآن : 1
َّللا .
( أ ) الحق هو ّ
باط ُل ] [ 22 / 62 َّللا ُه َو ْال َح ُّق َوأ َ َّن ما يَ ْدعُونَ ِّم ْن دُونِّ ِّه ُه َو ْال ِّ قال تعالى ” :ذ ِّل َك بِّأ َ َّن َّ َ
َّللا بها المرسلين . ( ب ) الحق -الشرع أو الشريعة التي ارسل ّ
مختطا بذلك للبشر منهجا حيويا في عالقتهم به ،وعالقة بعضهم ببعض ( في مقابل
الباطل ) .
ق بَ ِّشيرا ً َونَذِّيرا ً “[ ” ] 119 / 2 ناك ِّب ْال َح ّ ِّ
س ْل َقال تعالى ِّ ” :إنَّا أ َ ْر َ
باط ِّل “] 42 / 2 [ 2 سوا ْال َح َّق بِّ ْال ِّ قال تعالى " :ال ت َ ْلبِّ ُ
( ج ) الحق -الصدق والوجوب .
َّللا َح ٌّق َ ،وال يَ ْست َ ِّخفَّنَّ َك الَّذِّينَ ال يُوقِّنُونَ ] “[ 30 / 60 ص ِّب ْر ِّإ َّن َو ْع َد َّ ِّ قال تعالى ”:فَا ْ
( د ) الحق -العدل .
ق “[ 38 / اس ِّب ْال َح ّ ِّاح ُك ْم بَيْنَ النَّ ِّ
ض فَ ْ ناك َخ ِّليفَةً ِّفي ْاأل َ ْر ِّ داو ُد ِّإنَّا َجعَ ْل َ قال تعالى ” :يا ُ
] 26
( هـ ) الحق -النصيب ،الحظ .
وم ] “[ 70 / 24 سائِّ ِّل َو ْال َم ْح ُر ِّقال تعالى َ ” :والَّذِّينَ فِّي أ َ ْموا ِّل ِّه ْم َح ٌّق َم ْعلُو ٌم ِّلل َّ
( و ) الحق بمعنى ما وجب للشيء بعين االستحقاق .
َّللا َح َّق ِّجها ِّد ِّه“ ] [ 78 / 22 قال تعالى َ ” :وجا ِّهدُوا فِّي َّ ِّ
337
“ “ 338
ان الحقيقة الوجودية واحدة بذاتها ثنوية بوجهيها :حق خلق -رب عبد -واحد كثير -
قديم حادث . . . ،إلى غير ذلك من الثنائيات التي برع الشيخ األكبر في تعدادها .
“ فالحق “ هنا أحد وجهي الحقيقة الجامع لكل صفات القدم ،في مقابل “ الخلق “ الوجه
اآلخر الجامع لكل صفات الحدوث .
ولكن الشيخ ابن العربي ال يتوقف عند هذه االزدواجية بل ينقلب إلى الوحدة ،ويغلّب
وجه الحق على الخلق .
فالخلق في الواقع ليس اال مظهرا مجلى وتعينا 7للحق –
فالحق أصل الوجود وعينه .8
338
“ “ 339
يقول :
) “ ( 1فالحق مصرف العالم والعالم مصرف الحق اال تراه يقول ” :أ ُ ِّج ُ
يب َدع َْوة َ
عان “[ ] 186 / 2أليست اإلجابة تصريفا “ ( . . .فتوحات . ) 545 / 3 الدَّاعِّ ِّإذا َد ِّ
“ فالكون كله جسم وروح بهما قامت نشأة الوجود ،فالعالم للحق :
كالجسم للروح ( “ . . .فتوحات . ) 315 / 3
) “ ( 2ان هوية الحق :سمع العبد وبصره وجميع قواه ، 9والعبد ما هو اال بقواه فما
هو اال بالحق ،فظاهره صورة خلقية وباطنه هوية الحق “ ( . . .فتوحات / 4
. ) 140
“ والعالم وان تكثّر فهو راجع إلى عين واحدة .فكل من في الوجود حق * وكل من في
الشهود خلق” ( فتوحات ) 306 / 3
“ فان للحق في كل خلق ظهورا : 10فهو الظاهر في كل مفهوم ،وهو الباطن عن
كل فهم ،اال عن فهم من قال إن العالم صورته وهويته :وهو االسم الظاهر ،كما أنه
بالمعنى روح كل ما ظهر ،فهو الباطن “ ( فصوص . ) 68 / 1
الحق بمعنى الشريعة ( 13امر -نهي ) المفروضة من خارج على االنسان منهجا
سلوكيا في مقابل طبعه .
339
“ “ 340
كما استعمل الشيخ ابن العربي لفظة “ حق “ وهو يريد بها عبارة “ الحق المخلوق
به .
يقول :
“ وسماه الحق [ للعقل األول ]
في القرآن :حقا وقلما وروحا ،
وفي السنة :عقال ( “ . . .االنسان الكلي .ورقة 4ب ) .
انظر “ الحق المخلوق به “ .
..........................................................................................
) ( 1نورد بعض أوجه استعمال لفظة “ حق “ في القرآن .الن اإلحاطة بمجمل
وجوهها يتخطى نطاق معجمنا .راجع “ المعجم المفهرس أللفاظ القرآن “ مادة “ حق
“ .كما يراجع كتاب الترمذي “ :تحصيل نظائر القرآن “ .ص . 154 - 153
َّللا -القرآن -االسالم -الرسالة -محمد صلّى ّ
َّللا عليه وسلم ) . ( الحق ّ -
) ( 2انظر تفسير اآلية .أنوار التنزيل .البيضاوي .ج 1ص . 24
) ( 3بخصوص معنى “ حق “ عند الصوفية .فليراجع :
-شفاء السائل ص . 62 - 43 - 39
-طبقات الصوفية السلمي .ص . 177 ، 167 - 106
-فواتح الجمال .ص . 86 ، 11 ، 10
-سلمي ،جوامع ،ص ( . 61 ، 36ماسينيون . .L . Tص . ) 33
-روايات الحالج .ص . 5
-طواسين (IV 5 a 9طاسين الدائرة ) .
-Exegese Coraniqueاألب نويا :ص ص ( 42 - 41الحق -اسالم ،دين ،
َّللا ) ،ص ، 179 ، 169 هدى ،قرآن ،توحيد -مقاتل ) ،ص “ ( 146الحق “ ّ -
181
340
“ “ 341
َّللا -المعروف -الحق -الخراز ) 249 ، 245 ، ( الحالج :انا الحق ) ّ ( 242 ،
( عالقة االنا بالحق .الحالج والخراز ) ( 276حقيقة -حق ) .
-اما الترمذي فقد استعمل كلمة “ حق “ بمعنى غريب غير مألوف ،الحق هو وسيط
َّللا واالنسان ليراقب هذا األخير .
بين ّ
أو بتعبير أدق ليقتضيه بقيام التوحيد ،وهو بهذا المعنى يقابل الرحمة التي تدافع عن
َّللا تعالى ( .ختم األولياء .ص 117هامش ) 13 االنسان امام ّ
-المعرفة عند الحكيم “ الترمذي “ تأليف عبد المحسن الحسيني .دار الكاتب العربي .
القاهرة ص ص ( . 134 - 127المعرفة تبنى على ثالثة أركان :الحق والعدل
والصدق ) .
341
“ “ 342
- 173الحقائق األول
مترادف :األجناس العالية .
الحقائق األول هي الحقائق أو الصفات أو األسماء التي تتضمنها “ حقيقة الحقائق “ .
- 174الحق االعتقادي
المترادفات :الحق المعتقد في القلب -الحق المخلوق في المعتقد
انظر “ االله المخلوق “
342
“ “ 343
ق
ق الح ّ
- 175ح ّ
استعمل الشيخ ابن العربي لفظ “ حق “ هنا للداللة على .ما يجب “ للمقصود “ على
وجه االستحقاق وهو صفة ذاتية له .انظر “ حق “ المعنى “ الرابع “
) ( 2وان كان في اللحظة العلمية الشهودية الثانية ،يغلّب الحق على الخلق ويغرقهما
في وحدة وجودية .انظر “ وحدة وجود “ .
ق الخلق - 176ح ّ
انظر “ ّ
حق الحق “ .
ق خالق - 177ح ّ
انظر “ حق خلق “ المعنى “ األول “
343
“ “ 344
ق خلق - 178ح ّ
*ان الوجود حق كله في مقابل العدم ( باطل ) .لذلك كل موجود هو حق .
وللتمييز بين الخالق والمخلوق بعدما شمل الجميع نعت الحق ،يقول الشيخ ابن
العربي :حق خلق ( عبد -حادث -مؤثّر ) . . .في مقابل حق خالق ( رب -قديم -
مؤثر ) .
فلنستمع اليه :
َّللا
“ فإنه [ تعالى ] قد س ّمى نفسه حقا ووصف نفسه بالكون . . .وقد انبسطت أسماء ّ
الخالق على مظاهرها من الخلق ،فسمى الموجودات والمقدر وجودها حقا .فالموت :
حق خلق ،والمميت :حق خالق .والحياة :حق خلق ،والمحيي :حق خالق .
والقبر :حق خلق ،والمقبر :حق خالق ( “ . . .بلغة الغواص ق . ) 104 - 103
الحق الخلق “ :هو كل برزخ وسط يجمع بين وجهي الحقيقة الواحدة [ حق ،خلق ]
وهو االنسان من حيث إنه صورة الحضرتين :اإللهية والكونية . 1
يقول الشيخ ابن العربي :
) “ ( 1فلما نشأت هذه الصورة العملية الليلية بين هذين الطرفين الكريمين [ االنسان
ينشئ الصورة .والحق ينفخ فيها الروح ] كانت وسطا جامعة للطرفين فكانت :عبدا
سيدا ،حقا خلقا “ ( فتوحات . ) 61 / 4
) “ ( 2فقد علمت حكمة نشأة آدم اعني صورته الظاهرة ،وقد علمت نشأة روح آدم
اعني صورته الباطنة ،فهو الحق الخلق “ ( فصوص . ) 56 / 1
“ حقا خلقا اعني االنسان “ ( بلغة الغواص .ورقة . ) 125
..........................................................................................
) ( 1انظر “ صورة الحق والعالم “ “ .نسخة الحق والعالم “ “ مختصر الحق والعالم
“ “ برزخ ".
ق في خلق - 179ح ّ
ان الوجود حقيقة واحدة 1لها وجهان :حق ،خلق .
يتقوم خلق اال في حق .
وهما متداخالن فال يشهد حق اال في خلق ،وال ّ
344
“ “ 345
فهذا الشيء هو حقيقة حقائق العالم الكلية المعقولة في الذهن ،الذي يظهر في القديم
قديما وفي الحادث حادثا .فان قلت هذا الشيء هو العالم صدقت .
وان قلت ،انه الحق القديم سبحانه ،صدقت . . .وهو الكلّي االع ّم الجامع للحدوث
والقدم ،وهو يتعدد بتعدد الموجودات ،وال ينقسم بانقسام الموجودات ،وينقسم بانقسام
المعلومات ،وهو ال موجود
345
“ “ 346
وال معدوم ،وال هو العالم وهو العالم . . .هذا الشيء الثالث الذي نحن بسبيله ال يقدر
أحد ان يقف على حقيقة عبارته ،لكن نومئ اليه بضرب من التشبيه والتمثيل . . .
فنقول :نسبة هذا الشيء . . .إلى العالم كنسبة الخشبة إلى الكرسي والتابوت والمنبر
والمحمل ،أو الفضة إلى األواني واالآلت التي تصاغ منها ،فخذ هذه النسبة وال
تتخيل النقص فيه كما تتخيل النقص في الخشبة بانفصال المحبرة عنها ،واعلم أن
الخشبة أيضا صورة مخصوصة في العودية فال ننظر ابدا اال للحقيقة المعقولة
الجامعة . . .وهذا الشيء الثالث . . .
فسمه ان شئت :حقيقة الحقائق أو الهيولى أو المادة األولى أو جنس األجناس .وس ّم
الحقائق التي يتضمنها . . .الحقائق األول أو األجناس العالية “ ( . . .انشاء الدوائر
ص ص . ) 19 - 16
“ حقيقة الحقائق المعقولة التي لها الحدوث في الحادث والقدم في القديم . . .
جمعت بين الحق والخلق فأنت العالم وهو العالم ،ولكن أنت حادث فنسبة العلم إليك
حادثة ،وهو قديم فنسبة العلم اليه قديم ،والعلم واحد في عينه وقد اتصف بصفة من
كان نعتا له “ ( ف . ) 311 / 4
“ حقيقة الحقائق . . . 5التي تعم الخلق والحق وما ذكرها أحد من أرباب النظر اال
َّللا قائل ،بالقائلية ،
َّللا ،غير أن المعتزلة نبهت على قريب من ذلك فقالت :ان ّ أهل ّ
وقادر بالقادرية لما هربت من اثبات صفة زائدة على ذات الحق تنزيها للحق فنزعت
هذا النزع فقاربت األمر ( “ 6فتوحات / 433 ) . 2
..........................................................................................
) “ ( 1حقيقة الحقائق :يعنون بها باطن الوحدة وهو التعين األول الذي هو أول رتب
الذات االقدس . . .
وذلك لكليته وكونه أصال جامعا لكل اعتبار وتعين ،باطنا لكل حقيقة الهية وكونية
وأصال انتشئ عنه كل ذلك
.وقد عرفت ان المراد بذلك هو الوحدة بما يندرج فيها من شؤونها واعتباراتها الغير
( غير ) المتناهية ،وهي عين البرزخ األول األكبر األقدم الذي هو األصل الجامع
لجميع البرازخ .
وقد يقال في تفسير حقيقة الحقائق ان ذلك هو اعتبار الذات الموصوف بالوحدة حلت
عظمته من حيث وحدتها واحاطتها وجمعيتها لألسماء والحقائق ،وتسمى أيضا مرتبة
الجمع والوجود وحضرة الجمع والوجود . . .
وفي التحقيق األوضح ان حقيقة الحقائق هي :الرتبة االنسانية الكمالية اإللهية الجامعة
لساير الرتب كلها وهي المسماة بحضرة أحدية الجمع ومقام الجمع . . .
َّللا تعالى “ ( لطائف االعالم .ورقة 82أ ) وهي أول مرتبة تعينت في غيب ذات ّ
346
“ “ 347
كما يراجع في تعريف “ حقيقة الحقائق “ :
-الكشاف .للتهانوي .ج . 2ص ( 334حقيقة الحقائق -العماء ) ج 5ص ص
( 1082 - 1081العمى -العماء ) .
-االصطالحات الصوفية .القاشاني .ورقة 80أ .
-جامع األصول .الكمشخانوى .ص ( 58حقيقة الحقائق -الذات األحدية الجامعة
لجميع الحقائق ) .
-االنسان الكامل .الجيلي ج . 1الباب الخامس ( في األحدية .ص ص - 25
. ) 26
-مشكاة األنوار .الغزالي .نشر عفيفي .ص ص ( 56 - 55حقيقة الحقائق ) .
اما بخصوص “ حقيقة الحقائق “ من ناحية أصلها الفلسفي فيظهر ان الشيخ ابن العربي
استفادها من اوريجن ( انظر “ نظريات االسالميين “ عفيفي .ص 50ومقدمة
الفصوص ،ص )18
) ( 2يظهر عند بحث “ العماء “ انه يرادف “ حقيقة الحقائق “ فليراجع .
) ( 3اي انها حقيقة معقولة .والوجود العقلي ال يتصف بالوجود وال بالعدم .
) ( 4ال تتصف بالحدوث وال بالقدم ألنها من حيث كونها حقيقة معقولة تتبع ما تنسب
اليه فتصبح قديمة في القديم حادثة في الحادث .كالعلم مثال قديم في القديم حادث في
الحادث .
) ( 5اما بخصوص “ حقيقة الحقائق “ عند الشيخ ابن العربي فليراجع :
-الفصوص ج . 1ص ، 49ج 2ص ، 322 ، 10
-انشاء الدوائر ص . 36 ، 1
-التدبيرات اإللهية ،ص ص 128 ، 120
-كتاب األزل .ص . 9
-الفتوحات ج 1ص ، 119ج 3ص . 199
كما يراجع :
-شرح تائية ابن الفارض القيصري ورقة 31
-مطلع خصوص الكلم ورقة . 15 ، 4
-تأويالت القيصري ورقة 166ب .
-اما بخصوص األصل الذي استقى منه الشيخ ابن العربي موقفه في “ حقيقة الحقائق
“ فليراجع مقال عفيفي “ نظريات االسالميين في الكلمة “ .
) ( 6راجع “ صفة “ وموقف المعتزلة خاصة ومشابهته لموقف الحاتمي .
347
“ “ 348
“ الحقيقة المحمدية “ هي أكمل مجلى خلقي ظهر فيه الحق ،بل هي االنسان الكامل
بأخص معانيه . 3وان كان كل موجود هو مجلى خاصا السم الهي ،فان محمدا صلى
َّللا ] 4ولذلك
َّللا عليه وسلم قد انفرد بأنه مجلى لالسم الجامع وهو االسم األعظم [ ّ ّ
كانت له مرتبة الجمعية المطلقة ،
وللحقيقة المحمدية التي هي أول التعينات 5عدة وظائف ينسبها إليها الشيخ األكبر :
- 1من ناحية صلتها بالعالم :الحقيقة المحمدية هي مبدأ خلق العالم وأصله .
َّللا قبل كل شيء وخلق منه كل شيء ( حديث جابر ) من حيث إنها النور الذي خلقه ّ
. 6وهي أول مرحلة من مراحل التنزل اإللهي في صور الوجود -وهي من هذه
الناحية صورة “ حقيقة الحقائق “ .
- 2من ناحية صلتها باالنسان :يعتبر الشيخ ابن العربي الحقيقة المحمدية منتهى
غايات الكمال االنساني ،فهي الصورة الكاملة لالنسان الكامل 7الذي :يجمع في
نفسه حقائق الوجود .
- 3من الناحية الصوفية :
هي المشكاة التي يستقي منها جميع األنبياء واألولياء العلم الباطن .
َّللا عليه وسلم له حقيقة “ الختم “ ( 8خاتم األنبياء ) .من حيث إن محمدا صلى ّ
فهو يقف بين الحق والخلق .
يقبل على األول مستمدا للعلم منقلبا إلى اآلخر ممدا 9له .
وسنثبت ما تقدم بنصوص الشيخ ابن العربي كما تعودنا ذلك ،
يقول :
) “( 1بدء الخلق الهباء ، 10وأول موجود فيه الحقيقة المحمدية ،وال اين يحصرها
لعدم التحيز ومم وجد ؟ من الحقيقة المعلومة التي ال تتصف بالوجود وال بالعدم ( -
حقيقة الحقائق ) .وفيم وجد ؟
في الهباء . . .ولم وجد ؟
الظهار الحقائق اإللهية ( “ . . .فتوحات . ) 118 / 1
“ فلما أراد [ الحق ] وجود العالم وبدأه على حد ما علمه بعلمه بنفسه ،انفعل عن تلك
اإلرادة المقدسة بضرب تجل ،من تجليات التنزيه ،إلى الحقيقة الكلية [ -حقيقة
الحقائق ] انفعل عنها حقيقة تسمى الهباء [ انظر “ هباء “ ] . . .
ليفتح فيها ما شاء من االشكال والصور وهذا هو أول موجود في العالم . . .
ثم إنه سبحانه تجلى بنوره إلى ذلك الهباء . . .
والعالم كله فيه بالقوة والصالحية فقبل منه تعالى كل شيء في ذلك الهباء ،على حسب
قوته واستعداده كما تقبل زوايا البيت نور السراج . . .فلم يكن أقرب اليه
348
“ “ 349
َّللا عليه وسلم المسماة بالعقل ،فكان سيد قبوال في ذلك الهباء اال حقيقة محمد صلى ّ
العالم بأسره وأول ظاهر في الوجود ،فكان وجوده من ذلك النور اإللهي ومن الهباء
ومن الحقيقة الكلية ،وفي الهباء وجد عينه وعين العالم من تجليه “ (11 . . .فتوحات
. ) 119 / 1
يظهر من النص األخير ان الحقيقة المحمدية أول ظاهر في الوجود ،وان كان وجودها
عن الهباء وحقيقة الحقائق .فاألول ،اي الهباء حقيقة معقولة غير موجودة في الظاهر
( انظر “ هباء “ ) .والثانية ،اي حقيقة الحقائق ال تتصف بالوجود وال بالعدم ( انظر
حقيقة الحقائق ) .
اذن ،يتبقى ان “ الحقيقة المحمدية “ هي أول موجود ظهر في الكون ومن تجليه ظهر
العالم . 12
) “( 2ان الوجود كله هو الحقيقة المحمدية ،وان النزول منها إليها وبها عليها ،وان
الحقيقة المحمدية في كل شيء لها وجهان :وجه محمدي ووجه احمدي .
فالمحمدي :علمي جبرائيلي .واألحمدي :ايماني روحي ا ّمي . . . 13وان التنزيل
للوجه المحمدي .
والتجلي للوجه األحمدي “ ( بلغة الغواص ورقة . ) 133
) “ ( 3ولهذا بدىء به [ محمد -الكلمة المحمدية ] االمر وختم ( “ . . .فصوص / 1
) 214
“ وال يزال هذا العقل [ العقل األول -الحقيقة المحمدية ] مترددا بين االقبال واإلدبار .
يقبل على باريه مستفيدا ،فيتجلى له فيكشف في ذاته من بعض ما هو عليه . . .ويقبل
على من دونه مفيدا هكذا ابد اآلباد . . .فهو الفقير الغني ،العزيز الذليل ،العبد
السيد ( “ . . .عقلة المستوفز .ص . ) 562
“ فكل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي ما منهم أحد يأخذ اال من مشكاة خاتم النبيين ،وان
َّللا عليه وسلم “ كنتتأخر وجود طينته ،فإنه بحقيقته 14موجود ،وهو قوله صلى ّ
نبيا وآدم بين الماء والطين “ 15وغيره من األنبياء ما كان نبيا اال حين بعث
“ ( فصوص . ) 64 - 63 / 1
..........................................................................................
“ ) ( 1الحقيقة المحمدية :يشيرون بها إلى هذه الحقيقة المسماة بحقيقة الحقائق
الشاملة لها اي
349
“ “ 350
للحقائق ،والسارية كليا ،سريان الكلى في جزئياته .
وانما كانت الحقيقة المحمدية هي صورة لحقيقة الحقائق ألجل ثبوت الحقيقة المحمدية
في حاق الوسطية والبرزخية والعدالة . . .
فكانت هذه البرزخية والوسطية هي عين النور األحمدي المشار اليه بقوله عليه
َّللا نوري. . .
السالم :أول ما خلق ّ
ومعنى كون هذه الحقيقة هي الحقيقة المحمدية اي ان الصورة العنصرية المحمدية
صورة لمعنى ولحقيقة ،ذلك المعنى وتلك الحقيقة هي حقيقة الحقائق ( “ .لطائف
االعالم .ق ق 82أ -ب ) .
) ( 2كما يراجع مترادفات “ انسان كامل “ ألنها تشير في مضمونها إلى الحقيقة
نفسها .واختالف االلفاظ في الواقع اختالف في النظر إلى تلك الحقيقة من حيثية
معينة .
) ( 3انظر “ االنسان الكامل “ ) ( 4انظر “ االسم الجامع “ “ االسم األعظم “ .
) ( 5انظر “ تعين “
َّللا ) . . .مفصال منذ) ( 6لقد أورد الشيخ ابن العربي حديث جابر ( أول ما خلق ّ
خلق النور المحمدي حتى ظهوره في الجسد المحمدي ( .انظر بلغة الغواص ق ق 8
( 7 ) . ) 9 -انظر “ االنسان الكامل ( 8 ) “ .راجع “ ختم “ .
) ( 9لقد بحث أبو العال عفيفي بتوسع “ الحقيقة المحمدية “ ضمن مقاله “ نظريات
االسالميين في الكلمة “ مجلة كلية اآلداب .جامعة فؤاد األول سنة 1943ص ص
. 75 - 33وتعليقه على الفصوص ج 2ص ص . 321 - 319
ونسمح ألنفسنا بان نستخلص منهما ما يتفق مع واقع نظرتنا إلى موقف الشيخ ابن
العربي من الحقيقة المحمدية .فمن ناحية ،نتابعه في كل ما ذهب اليه بخصوص أوجه
الشبه بين نظرة الشيخ ابن العربي في الحقيقة المحمدية والفكر الذي سبقه :كالم
الشيعة في أزلية “ النور المحمدي “ ومتابعة أهل السنة لهم في ذلك مستندين إلى
َّللا
أحاديث يستنتج منها قدم “ النور المحمدي “ واسبقيته لشخص النبي محمد صلى ّ
عليه وسلم -الغنوصية المسيحية ( كليمنتس اإلسكندري وكالمه في “ النبي الواحد “ )
-الفلسفة األفالطونية الحديثة -مذهب اإلسماعيلية الباطنية والقرامطة . . .
( فليراجع كالم عفيفي ) .
ومن ناحية ثانية :نخالفه في نوعية العالقة التي أثبتها بين الحقيقة المحمدية والنبي
َّللا عليه وسلم .
محمد صلى ّ
يقول " :وهي [ الكلمة المحمدية ] شيء يختلف تمام االختالف عن شخصية النبي
َّللا عليه وسلم ،بل ليس بينهما من الصلة اال ما بين الحقيقة المحمدية واي محمد صلى ّ
نبي من األنبياء أو رسول من الرسل أو ولي من األولياء .فالكلمة المحمدية اذن شيء
ميتافيزيقي محض خارج عن حدود الزمان والمكان ( “ . . .فصوص ) 321 / 2
وهذا الكالم يخالف موقف الشيخ ابن العربي من “ الحقيقة المحمدية “ صراحة .ولذلك
نقول :ان العالقة بين الحقيقة المحمدية وبين اي نبي من األنبياء تختلف عن العالقة
بينها وبين النبي
350
“ “ 351
َّللا عليه وسلم ،فالحقيقة المحمدية التي هي النور المحمدي والتي لها محمد صلى ّ
أسبقية الوجود على النشأة الجسدية المحمدية .لها ظهور في كل نبي بوجه من الوجوه
( نواب محمد :مظهر الحقيقة العيسوية من الحقيقة المحمدية ،والحقيقة الموسوية من
َّللا
الحقيقة المحمدية ) اال ان مظهرها الذاتي التام واحد ،هو :شخص محمد صلى ّ
عليه وسلم .ولذلك يستعملها الشيخ ابن العربي دون فصل بل على الترادف :فكثيرا
َّللا عليه وسلم وهو يقصد “ الحقيقة المحمدية “ وهذا ال يكون ما يقول محمد صلى ّ
لغيره من األنبياء .والفصل السابع والعشرون الذي يشرح فيه ماهية “ الحقيقة
َّللا عليه وسلم المحدد زمانا المحمدية “ هو بنظرة مميزة شرح الحال النبي محمد صلى ّ
ومكانا .
وسيظهر ما أوردناه خالل النصوص التي سنشير إليها في متن الرسالة .
) ( 10انظر “ هباء “ .
) ( 11راجع كالم الشيخ ابن العربي عن كيفية ومراتب نشأة العالم من الحقيقة
المحمدية :عنقاء مغرب ص ص . 43 - 40
) ( 12هذه النتيجة التي توصلنا إليها تخالف ما ذهب اليه أبو العال عفيفي في مقاله
يوحد بين حقيقة الحقائق “ نظريات االسالميين “ الذي أشرنا اليه سابقا ،فهو في مقاله ّ
والحقيقة المحمدية .
) ( 13انظر “ أمية “ .
) ( 14يراجع بخصوص “ الحقيقة المحمدية “ عند الشيخ ابن العربي :
-الفتوحات ج 3ص . 444
-بلغة الغواص ق ق . 11 - 8
-الفتوحات ج 2ص ص . 88 - 87
-شق الجيوب .ورقة . 21
-كتاب التجليات .نشر عثمان يحيى .مجلة المشرق 1966ص ص 677 - 674
مع الهوامش العنوان “ :تجلي اإلشارة من عين الجمع والوجود “ .
-فصوص الحكم .فهرس االصطالحات .مادة “ الحقيقة المحمدية “ .
كما يراجع :
-تعريفات الجرجاني .مادة “ الحقيقة المحمدية “ .
“ -رسالة التحقيقات األحمدية في حماية الحقيقة المحمدية “ للشيخ أحمد بن إسماعيل
بن زين العابدين البرزنجي .ط .القاهرة 1326ه .
-الحياة الروحية في االسالم .الدكتور محمد مصطفى حلمي .ص ص 121 - 116
( نظرية الحالج في الحقيقة المحمدية ) .
-طواسين الحالج .طس السراج .ص ص . 194 - 191نشر األب نويا [ يظهر
َّللا عليه وسلم صورتين مختلفتين :صورته نورا أزليا قديما كان منه ان لمحمد صلى ّ
قبل األكوان ومنه استمد كل علم وعرفان .وصورته نبيا مرسال وكائنا محدثا ( انظر
المرجع السابق أيضا )
-المضمون به على غير أهله .الغزالي .ص ص ( 186 - 184معنى قوله صلى
َّللا عليه وسلم :كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ) .
ّ
351
“ “ 352
-ابن الفارض والحب اإللهي .د .محمد مصطفى حلمي ص ، 381 - 352
حيث يبين الدكتور حلمي ان البن الفارض نظرية في الحقيقة المحمدية ال تقل في
أهميتها عن نظرية الشيخ ابن العربي ،كما انها ال تختلف عنها كثيرا .إذ ان القطب
[ الحقيقة المحمدية ] عند ابن الفارض وعند الشيخ ابن العربي حقيقة واحدة قوامها
فكرة واحدة هي :ان القطب مبدأ الوجود .
وأصل الحياة والتكوين ،وواسطة الخلق ومنبع العلم ،ومفيض القدرة على التصرف -
كما أنه يقارن بين نظرية ابن الفارض في الروح المحمدي وبين نظريات :اليهود
[ الكلمة ] المسيحية [ الكلمة ] ،افلوطين [ الفيض ] اإلسماعيلية [ العقل األول ] ،
َّللا عليه وسلم ] ،كليمان اإلسكندري [ النبي الواحد ] ،
الحالج [ نور محمد صلى ّ
الزرادشتية [ الكلمة اإللهية ] .
َّللا التستري .د .محمد كمال إبراهيم جعفر دار
-من التراث الصوفي .لسهل بن عبد ّ
المعارف بمصر الطبعة األولى 1974ص 314 - 313حيث يرجع إلى حد ما فكرة
الحقيقة المحمدية إلى إبراهيم بن أدهم ،وينوه باثر سفيان الثوري ( ت 261هـ ) في
عبارته “ عامود النور “ .
) ( 15انظر فهرس األحاديث حديث رقم ( ) 2
ق المخلوق - 182الح ّ
انظر “ االله المخلوق “ .
ق المشروع
- 184الح ّ
انظر “ شرع ".
- 185الحق المشهود
هو الحق متجليا في صور الممكنات .فالممكنات من حيث هي صور تجلي الحق ال
وجود لها في ذاتها بمعزل عنه .
والحق ال يظهر وال يشهد اال في صورها ،ولذلك
352
“ “ 353
في نظرية تقول بالوحدة ويتجلى فيها الحق في صور األشياء تصل إلى القول :ان
الحق هو المشهود في كل خلق ،فال يقع النظر اال على الحق ،ونصل إلى المخلوقات
ووجودها بالنظر العقلي .
يقول الشيخ ابن العربي :
متوهم .فالخلق معقول والحق محسوس مشهود “ فهو [ العبد ] حق مشهود في خلق ّ
عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود .وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول ،
والخلق مشهود ( “ 1فصوص . ) 108 / 1
..........................................................................................
) ( 1اي ان المؤمنين وأهل الكشف والوجود ال يقفون مع “ رسم “ األشياء المحيطة
بهم بل يرون فيها الحق .فالحق عندهم هو المشهود في صور المخلوقات ،
والمخلوقات معقولة من خلف شهود الحق .وهذه النظرة هي عكس النظرة العادية
والعامة ،التي تقف مع ظاهر رسم المخلوقات وترى انها المشهودة ،وان الحق هو
المعقول من خلف حجابها .
ق اليقين
- 186ح ّ
فلتراجع في “ يقين ".
- 187الحقيقة 1
*يقصد الشيخ ابن العربي بالحقيقة ما يشير اليه الفالسفة بكلمة “ ماهية “ و “ ذات “ ،
والحقائق ال تنقلب وال تتبدل وال تتفاضل فيما بينها -وهي أصل ومبدأ التمييز .
353
“ “ 354
“ وليس بين حقائق العالم مفاضلة فيقال هذا اشرف من هذا من جهة الحقائق
والذوات . . .وذلك ان كل حقيقة في العالم مربوطة بحقيقة اإللهية [ الهية ] هي
حافظته ( “ . . .التراجم .ص ص . ) 4 - 3
) " ( 3الحق حق ،واالنسان انسان ،والعالم عالم . . .فإنه ان لم تكن ثمة حقيقة
يقع بها تميز األعيان ،لم يصح ان تقول كذا مساو لكذا بل تقول عين كذا “ ( ف / 3
. ) 343
نوضح نظرة الشيخ ابن العربي إلى الوجود 2بالنقاط التالية :
- 1ان كل صفة مفردة في الكون متميزة ( -جزء ال يتجزأ ) هي :حقيقة ،كما
يسميها أيضا حرفا . 3
- 2إذا جمعت عدة حقائق مفردة وركبت بشكل خاص اعطى مفهوما جديدا .يسميه
أيضا حقيقة أو كلمة ، 4مثال :الحقيقة االنسانية التي تتألف من عدة حقائق مفردة
متميزة . . . 5
- 3الحقائق التي ركبّت في الفقرة السابقة من “ حقائق المفردة “ تصنف على أساس
جديد بارجاعها إلى أصلين هما في الواقع وجها الحقيقة الكبرى الواحدة : 6حق خلق
،قديم حادث . . .
“ فما ثمة اال حقيقة واحدة تقبل جميع هذه النسب واإلضافات التي يكنى عنها ،
باألسماء اإللهية .والحقيقة تعطى ان يكون لكل اسم يظهر ،إلى ما ال يتناهى ،حقيقة
يتميز بها عن اسم آخر ،تلك الحقيقة التي بها يتميز هي االسم عينه ال ما يقع فيه
االشتراك ( “ . . .فصوص . ) 65 / 1
354
“ “ 355
يقول الشيخ ابن العربي :
“ ان الحقيقة هي ما هو عليه الوجود بما فيه من الخالف والتماثل والتقابل . . .
فعين الشريعة 7عين الحقيقة ، . . . 8
فالحقيقة ان أعطت أحدية االلوهة فإنها أعطت النسب فيها ،فما أثبتت اال أحدية الكثرة
[ انظر أحدية الكثرة ] النسبية ال أحدية الواحد ،فان أحدية الواحد [ انظر أحدية
الواحد ] ظاهرة بنفسها واحدية الكثرة عزيزة المنال ال يدركها كل ذي نظر ،فالحقيقة
التي هي أحدية الكثرة ال يعثر عليها كل أحد . . .
فالحقيقة : 9ظهور صفة حق خلف حجاب صفة عبد ( “ . . . 10ف . ) 563 / 2
..........................................................................................
) ( 1انظر كالم الحالج في الوجوه التي نظر منها إلى الحقيقة وهي :علم الحقيقة -
حقيقة الحقيقة -حق الحقيقة .الطواسين :طس الفهم II.طاسين الصفاء III.نشر األب
نويا المطبعة الكاثوليكية .بيروت 1972ص ص - 197 . 194
) ( 2ان جغرافية الوجود عند الشيخ ابن العربي تشبه إلى حد بعيد مذهب الذرة
اليوناني .ولكنه يستخدمه بطريقة خاصة بتطبيقه على العالم الحسي والمعنوي
واإللهي .والذرة هنا نستبدل بها كلمة حقيقة .
) ( 3راجع “ حرف “ .
) ( 4انظر “ حرف “ “ كلمة “ .
) ( 5انظر تركيب الحقائق في نظر الشيخ ابن العربي حيث تظهر من موقف آدم
التعليمي للمالئكة وتركيبه الحقائق ( نسخة الحق .ورقة 28ب ) .
) ( 6راجع “ وحدة وجود “ .
) ( 7عندما يتكلم الصوفية على “ الحقيقة “ سرعان ما يأخذهم خوف من الفقهاء مرده
اتهام :ان الصوفية أهل حقيقة وليس أهل شريعة .وقد قال الجنيد :ال يبلغ أحد درج
الحقيقة حتى يشهد فيه الف صديق انه زنديق .
لذلك نجد الشيخ ابن العربي هنا يتبع دائما لفظ الحقيقة بكلمة “ شريعة “ حتى يخيل
للقارئ ان النص هو في العالقة بين الحقيقة والشريعة ،على حين ان هذا النص في
الواقع في “ الحقيقة “ عند الشيخ ابن العربي وما مرادفتها للشريعة اال نتيجة الخوف
الذي سبق الكالم عنه .
هذا ويجب ّاال يفهم مما تقدم ان الحقيقة عند الشيخ ابن العربي ال ترادف الشريعة .
) ( 8يفرق الصوفية بين الطريقة والحقيقة والشريعة يقول الشيخ ابن العربي :
“ يدعون [ جماعة يدعون انهم من أهل الطريقة المثلى ] ان أهل المغرب أهل حقيقة ال
طريقة وهم أهل طريقة ال حقيقة ،وكفى بهذا الكالم فسادا إذ ال وصول إلى حقيقة اال
بعد تحصيل الطريقة ،وقد قال . . .
َّللا :انما حرموا الوصول إلى الحقيقة
أبو سليمان الداراني رحمه ّ
355
“ “ 356
- 189الحقيقة الكليّة
“ الحقيقة الكلية هي “ حقيقة الحقائق “ فلتراجع .
356
“ “ 357
- 190حقيقة اليقين
فلتراجع في “ يقين ".
- 191حكيم الوقت
حكيم الوقت هو القطب .
حواء
ّ - 192
انظر “ أنثى “ .
– 193الحيرة
في اللغة :
“ الحاء والياء والراء أصل واحد هو التردد في الشيء .ومن ذلك الحيرة ،وقد حار
في االمر يحير ،وتحيّر ،يتحير . . .ويقال لكل ممتلئ مستحير ( “ . . .معجم
مقاييس اللغة مادة “ حير “ ) .
في القرآن :
لقد وردت كلمة حيرة في القرآن في آية واحدة وبصيغة “ حيران “ 1
357
“ “ 358
وقال الصدّيق في هذه المنازلة :العجز عن درك االدراك ادراك فتحير فوصل ،
َّللا ،والحيرة أعظم ما تكون
فالوصول إلى الحيرة في الحق هو عين الوصول إلى ّ
باّلل أربعة
ألهل التجلي الختالف الصور عليهم في العين الواحدة . . .ان العلماء ّ
باّلل اال من طريق النظر الفكري . . .
أصناف :صنف ما له علم ّ
باّلل بين الشهود
وصنف . . .من طريق التجلي . . .وصنف ثالث يحدث لهم علم ّ
َّللا قابل لكل معتقد كان ما كان
والنظر . . .والصنف الرابع . . .وهو الذي يعلم أن ّ
ذلك المعتقد ،
وهذا الصنف يقسم إلى صنفين :صنف يقول عين الحق هو المتجلي في صور
الممكنات ،وصنف آخر يقول احكام الممكنات وهي الصور الظاهرة في عين الوجود
الحق ،وكل قال ما هو االمر عليه :ومن هنا نشأت الحيرة في المتحيرين ،وهي عين
الهدى في كل حائر فمن وقف مع الحيرة :حار ،ومن وقف مع كون الحيرة :هدى
وصل ( “ . . .ف . ) 43 - 42 / 4
يظهر من هذا النص علو المكانة التي برزت فيها الحيرة ،فهي النهاية التي وصل
إليها الصنف الرابع القائل بوحدة الوجود ،هذا الصنف يقسم قسمين:
358
“ “ 359
أحدهما يرى أن الحق هو المتجلي في صور الممكنات ،والثاني يرى أن الصور هي
الظاهرة في عين الوجود الحق ،وكل قسم منهما على حق ،اذن الحيرة نبعت من أن
االمر يجمع االضداد .
وهذا يشبه إلى حد بعيد جواب الخراز حين سئل بم عرفت ربك ؟
فقال :بجمعه بين الضدين . . . 4فاجتماع االضداد يؤدي إلى الحيرة .
ولكنها حيرة عين العلم ،
كما في جملة الخراز “ :عرفت “ ،اذن حيرة عرفان ( ألنها موقف مع كون الحيرة
المع الحيرة نفسها ) .
نستطيع اآلن ان نورد تعريفا للحيرة عند الشيخ األكبر ،بعد ما كشفنا مكانتها .
فنقول :
باّلل ، 5مع دوام النظر إلى توالي تجلياته ،
الحيرة هي :الغرق في بحار العلم ّ
ومعرفته في كل تجل - 6وهي الغاية التي إليها ينتهي النظر العقلي والشرعي وكل
باّلل . 7
سلوك في طريق المعرفة ّ
نالحظ من هذا التعريف الفرق بين الحيرة والعلم ،فبينما العالم يحيط بالعلم نجد الحيرة
تحيط بالحائر .فالحائر غارق في بحر العلم .
ولكن هذا الغرق 8ال يغيبه عن ادراك توالي التجليات اإللهية .
يقول :
) “( 1وقد أضلوا كثيرا “ [ اي أضل قوم نوح كثيرا من أهل العلم ] 9اي حيروهم
في تعداد الواحد بالوجوه والنسب “ وال تزد الظالمين “ “ ألنفسهم “ “ . . .اال ضالال
“ حيرة المحمدي “ 10زدني فيك تحيرا “ . . .فالحائر له الدور والحركة الدورية ،
حول القطب فال يبرح منه . . .ال بدء له فيلزمه “ من “ وال غاية فتحكم عليه “ إلى
“ .فله الوجود األتم وهو المؤتي جوامع الكلم والحكم “ .مما خطيئاتهم “ فهي التي
باّلل ،وهو الحيرة ( 11 “ . . .فصوص - 72 / 1 خطت بهم فغرقوا في بحار العلم ّ
. ) 73
َّللا عليه وسلم أنه قال لربه :زدني فيك تحيرا 12لما علم
َّللا صلى ّ
“ ورد عن رسول ّ
من علو مقام الحيرة ألهل التجلي الختالف الصور “ ( ف . ) 490 / 3
359
“ “ 360
السمعي ] واستقصوها غاية االستقصاء إلى أن اودى بهم ذلك النظر إلى العجز
َّللا عليه وسلم :اللهم زدني فيك تحيرا
والحيرة فيه .من نبي أو صديق .قال صلى ّ
فإنه كلما زاده الحق علما به زاده ذلك العلم حيرة “ ( ف . ) 271 - 270 / 1
) “ ( 2فان تأولنا ما جاء به [ الشرع ] لنرده إلى النظر العقلي فنكون قد عبدنا
عقولنا وحملنا وجوده تعالى على وجودنا ،وهو ال يدرك بالقياس فأدانا تنزيهنا الهنا
إلى الحيرة .فان الطرق كلها قد تشوشت فصارت الحيرة مركزا إليها ينتهي النظر
العقلي والشرعي . . .فالنظر العقلي يؤدي إلى الحيرة والتجلي يؤدي إلى الحيرة ،فما
ثمة اال حائرة وما ثمة حاكم اال الحيرة “ ( ف . ) 198 - 197 / 4
باّلل حيرة والعلم بالخلق حيرة . . .فما نظر أهل الخصوص في اكتساب علم “ فالعلم ّ
قط . . .عاينوا ما وصلوا اليه بالفتح اإللهي . . .فما زادهم اال ايمانا بالحيرة ،
وتسليما لحكمها ( “ . . .ف . ) 280 / 4
“ فليس كمثله شيء وهو السميع البصير وذلك هو الفضل المبين أقول له :
أنت ،يقول لي :أنت ،أقول له :فأنا ،يقول لي :ال بل انا ،فأقول له :
فكيف االمر ،فيقول :كما رأيت ،
فأقول :فما رأيت اال الحيرة ،فال تحصيل مني وال توصيل منك .فيقول :قد
أوصلتك .
فأقول :فما بيدي شيء ،فيقول :هو ذاك الذي أوصلت فعليه فاعتمد ( “ . . .ف / 4
. ) 123
النص األخير كيف ان الحيرة هي الحد الذي ينتهي اليه السالكون فنهاية ّ يظهر من هذا
التحصيل الوصول ،ولكنه وصول إلى الحيرة ،
وهذا ما عناه الشيخ ابن العربي حين تكلم على الهدى فقال :
“ فالهدى هو ان يهتدي االنسان إلى :الحيرة ، 13فيعلم ان االمر حيرة ،والحيرة قلق
وحركة ،والحركة حياة ،فال سكون ،فال موت ،ووجود فال عدم “ .
( فصوص . ) 200 - 199 / 1
..........................................................................................
) ( 1ونالحظ ان الحديث الشريف لم يعر كلمة “ الحيرة “ التفاتا خاصا ،فجاءت
مبهمة كما أوردها
360
“ “ 361
َّللا عليه وسلم :يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا
َّللا صلى ّ
القرآن “ :قال رسول ّ
بالدين يلبسون الناس جلود الضان من اللين ،ألسنتهم أحلى من السكر ،وقلوبهم قلوب
َّللا عز وجل أبي يغترون أم علي يجترئون ؟
الذئاب ،يقول ّ
فبي حلفت ألبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيران “ ( سنن الترمذي ج 7ص
127طبع حمص 1967م .تحقيق عزت عبيد الدعاس -حديث رقم . ) 2406
) ( 2راجع كلمة “ ضالل “ .كما تراجع مجلة المشرق 1967ص 733هامش رقم
436حيث يتكلم عثمان يحيى على لونين من الحيرة عند الشيخ ابن العربي :حيرة الجهل
وحيرة العرفان .
) ( 3انظر فهرس األحاديث .حديث رقم ( 20 ) .
) ( 4انظر “ ختم األولياء “ تحقيق عثمان يحيى ص ، 144ويضيف الدكتور عبد الكريم
اليافي في كتابه دراسات فنية في األدب العربي ص ص - 321 320هامش رقم ( : ) 2
“ وينسب مثل هذا القول تماما إلى المفكر المسيحي األلماني نيكوالوس فون
كوزاNikolaus von cusaالمعروف في الالتينية باسمNicolaus cusanusعاش
َّللا بأنه Concidentia appositorum. “ : 1464 - 1401م فقد عرف ّ
) ( 5ان مفهوم الحيرة الذي يتبادر إلى الذهن هو ابهام يستشف منه ضالل .ولكن الشيخ
ابن العربي وضع الحيرة ال في مصاف العلم بل هي “ فرط “ علم .فمن فرط العلم حار
الحائر .ولذلك كان التعريف :انها غرق في بحار العلم .
) ( 6يفرد الشيخ ابن العربي للحيرة مشهدا من كتاب مشاهد االسرار القدسية ،يسميه
“ مشهد الحيرة بطلوع نجم العدم “ نرى فيه تأثير النفري واضحا يقول “ :اشهدني الحق
بالحيرة ،قال لي :
ارجع .فلم أجد اين .فقال لي :اقبل .فلم أجد اين .فقال لي :قف فلم أجد اين . . .ثم قال
لي :أنت أنت وانا انا .ثم قال لي :أنت انا وانا أنت .ثم قال لي :ال أنت انا وال انا أنت ،
ثم قال لي :ال انا أنت وأنت انا ،ثم قال لي :ال أنت أنت وال أنت غيرك . . .ثم قال لي :
الحيرة حقيقة الحقيقة ،ثم قال لي :من لم يقف في الحيرة لم يعرفني ،ثم قال لي :
من عرفني لم يدر الحيرة ،ثم قال لي :في الحيرة تاه الواقفون وفيها تحقق الوارثون وإليها
عمل السالكون ،وعليها اعتكف العابدون وبها نطق الصديقون ،وهي مبعث المرسلين
ومرتقى همم النبيين فلقد أفلح من حار" ( مشاهد االسرار القدسية ومطالع األنوار اإللهية
ص ) 61 - 60
) ( 7لتقريب مفهوم الحيرة هنا نعطي مثال من قبيل التجوز :إذا نظرنا إلى أسفل من مكان
مرتفع نشعر بدوار .كذلك الحيرة دوار عقلي نتج عن محاولة تتبع التجليات اإللهية على
اتساعها .
فاتساع التجلي علم ولكنه أدى بالخلق إلى “ الدوار “ اي الحيرة .وبذلك تكون الغاية التي
باّلل والعارف لوجه الحق في كل تجل هو هذا الدوار اي هذه الحيرة ( إذ يصل إليها العالم ّ
ان االتساع للفكر والعقل هو كالعمق للنظر ان جاز التعبير ) .
) ( 8راجع المقال القيم الذي نشره األب بولس نويا عن الغرق في دائرة المعارف للبستاني
تحت لفظة “ االستغراق “ .
361
“ “ 362
) ( 9انظر شرح الفصوص للجامي .ج 1ص . 128
) ( 10نالحظ ان أبو العال عفيفي لم يفصل بين كلمة “ حيرة “ وكلمة “ المحمدي
“ بفاصل بل جعلها كلمة واحدة مؤلفة من لفظين ،وهذا ما نتحققه عند مراجعة شرحه
لهذا المقطع من الفصوص حيث يرى أن الشيخ ابن العربي سمى هذا النوع من الحيرة
“ بالحيرة المحمدية “ [ يراجع تعليق عفيفي على النصوص ج 2ص . ] 41
والواقع انه بعد مراجعة شرح الفصوص لكل من :القيصري والجامي والنابلسي
الحظنا انهم يفصلون بين اللفظتين فيجعلون لفظة “ حيرة “ متممة لما قبلها اي للفظة
“ ضالال “ .
-المتن الذي يشرحه جامي فيه قبل لفظة “ المحمدي “ “ لفظة “ “ قال “ [ راجع شرح
جامي ج 1ص ] 129
-ومتن النابلسي يوجد بين اللفظتين كلمة “ وفي “ قدرها النابلسي كاآلتي ( “ :و )
هذه الحيرة ( في ) مقام الوارث ( المحمدي ) “ [ راجع شرح النابلسي ج 1ص
. ] 117
-اما القيصري فلم يرد في المتن عنده فاصال بين اللفظتين اال انه فصلهما فقال :
[ نص ] المحمدي زدني فيك تحيرا [ ،شرح ] اي كما قال الناطق المحمدي رب زدني
فيك [ “ . . .راجع شرح القيصري ص . ] 96
) ( 11يقول جامي في تعليقه على هذا المقطع “ :اعلم أن الحيرة على نوعين حيرة
َّللا سره
النظار وإليها أشار الحسين بن منصور الحالج قدس ّ مذمومة وهي حيرة ّ
بقوله ”:
من رامه بالعقل مسترشدا *** اسرحه في حيرة يلهو
وشاب بالتلبيس اسراره *** يقول في حيرته هل هو “
[ انظر ديوان الحالج ص 102رقم 66نشر ماسينيون . ] 1955
وحيرة محمودة وهي حيرة أولي االبصار من توالي التجليات اإللهية وتتالي البارقات
الذاتية وإليها أشار من قال :
قد تحيرت فيك خذ بيدي *** يا دليال لمن تحير فيكا
والمراد ههنا الحيرة األخيرة المحمودة ( قال ) الكامل ( المحمدي ) :طالبا الزيادة في
هذه الحيرة رب ( زدني فيك تحيرا ) من توالي تجلياتك وكثرة تقلبات ذاتك في شؤونك
وصفاتك “ ( شرح الفصوص للجامي ج 1ص . )129
) ( 12انظر فهرس األحاديث حديث رقم ) ( 21
) ( 13لقد تفنن الصوفية في الكالم على الحيرة -حيرة عرفان طلبوا الزيادة منها .
َّللا وذلك في وقفته على عرفات
طلب الحالج الزيادة من الحيرة في ّ
انظر Massignon passion Tl p . p 266 - 267.
كما يقول ابن الفارض :
“ زدني بفرط الحب فيك تحيرا ( “ . . .الديوان ص . ) 142
362
“ “ 363
- 194الحياء
انظر “ الطريق ".
– 195الحياة
في اللغة :
“ الحاء والياء والحرف المعتل أصالن :أحدهما خالف الموت ،واآلخر االستحياء
الذي [ هو ] ضد الوقاحة .فاما األول فالحياة والحيوان وهو ضد الموت والموتان .
ويسمى المطر حيا الن به حياة األرض ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ حيي “ ) .
في القرآن :
جعل التنزيل الحياة في مقابل الموت وهما يتحققان في االنسان ،أو األشياء في مقابل
َّللا تعالى ] . الحي الذي ال يموت [ ّ
ع َم ًال “[ . ] 2 / 67س ُن َ ت َو ْال َحياة َ ِّليَ ْبلُ َو ُك ْم أَيُّ ُك ْم أ َ ْح َ( أ ) قال تعالى ”:الَّذِّي َخلَقَ ْال َم ْو َ
ض بَ ْع َد َم ْو ِّتها “[ 35 / 9 ] . ت فَأ َ ْحيَيْنا ِّب ِّه ْاأل َ ْر َ س ْقناهُ ِّإلى بَلَ ٍد َم ِّيّ ٍ قال تعالى ” :فَ ُ
ي ِّ الَّذِّي ال يَ ُموتُ َو َ
س ِّبّ ْح بِّ َح ْم ِّد ِّه “[ 25 / 58 ] . علَى ْال َح ّ ( ب ) قال تعالى َ ” :وت َ َو َّك ْل َ
كما تعرض القرآن للحياة الدنيا التي تغري البشر ،مستنكرا عليهم التعلق بها وايثارها
على الحياة األخرى .
ب “[ . ] 64 / 29 قال تعالى َ ”:وما ه ِّذ ِّه ْال َحياة ُ ال ُّد ْنيا ِّإ َّال لَ ْه ٌو َولَ ِّع ٌ
363
“ “ 364
ان الحياة السارية في األكوان ،غابت عن ابصار العامة ألنهم يجعلون شرطها الحس
،فكل من له ملكة الحس فهو حي .اال ان الشيخ ابن العربي جعل شرطها
364
“ “ 365
العلم .ولذلك استطاع ان يفيضها على كل الكائنات من حيث إن كل كائن يسبح فهو
عالم بتسبيحه وان كنا نحن ال نفقه تسبيحه . 4
يقول :
َّللا تعالى ] الحيوان على مزاج يقبل به األلم واللذة بخالف النبات والجماد ،
“ وخلق [ ّ
فإنهما وان اتصفا بالحياة عند أهل الكشف فإنهما على مزاج ال يقبل اللذة واأللم . . .
“ ( ف . ) 264 / 3
“ ثم إنه ما من شرط الحي ان يحس فان االحساس والحواس امر معقول زائد على
كونه حيا ،وانما من شرطه العلم وقد يحس وقد ال يحس ( “ . . .ف / 324 ) . 3
كما أن الحياة ليس من شرطها االحساس كما تقدم ،كذلك يرى الشيخ ابن العربي انها
تخالف الروح :فما كل حي روح .
يقول :
“ الروح حي بال شك وما كل حي روح “ ( ف . ) 346 / 3
“ . . .وما عدا الحيوان فروحه عين حياته ال أمر آخر . . .فزال عن الجبل اسم
فاندك ] ولم يزل عن موسى بالصعق اسم موسى وال اسم ّ الجبل [ عندما تجلى له الحق
االنسان ،فأفاق موسى ولم يرجع الجبل جبال بعد دكه ،ألنه ليس له روح يقيمه .فان
حكم األرواح في األشياء ما هو مثل حكم الحياة لها .فالحياة :
دائمة في كل شيء .واألرواح -كالوالة وقتا يتصفون بالعزل ووقتا يتصفون بالوالية
،ووقتا بالغيبة عنها مع بقاء الوالية ،فالوالية ما دام مدبرا لهذا الجسد الحيواني ،
والموت عزله ،والنوم غيبته مع بقاء الوالية عليه “ ( .ف . ) 540 / 2
بعدما عمم الشيخ ابن العربي الحياة 5حتى غمرت حنايا جميع الكائنات ،نراه في
باّلل ،وهو االنسان الكامل 6الذي
نظرة أخرى يحصرها بمن توصل إلى جعل حياته ّ
حمل األمانة 7اي الخالفة في العالم فأدى إلى كل ذي حق حقه . 8
يقول :
“ . . .واالمر أمانة فأدها إلى أهلها قبل ان تسلبها وتوصف بالخيانة ،فاعطها عن
رضى قلبك تفز برضا ربك ،فهؤالء هم االحياء وان ماتوا .
ّّلل قوم وجود الحق عينهم *** هم االحياء ان عاشوا وان ماتوا . . .
ال يأخذ القوم نوم ال وال سنة *** وال يؤودهم حفظ ولو ماتوا. . .
365
“ “ 366
َّللا يحييهم به إذا ماتوا
شرفهم *** ّ
َّللا ّ
كرمهم ّ .
َّللا ّ
ّ
لقد رأيتهم كشفا وقد بعثوا *** من بعد ما قبروا من بعد ما ماتوا “.
( ف ) 395 / 4
كما يستعمل الشيخ ابن العربي لفظ الحياة بمعنى “ النعيم “ فالحياة الدنيا هي :نعيم
الدنيا .
يقول :
“ واعلم أن الحياة الدنيا 9ليست غير نعيمها ،فمن فاته من نعيمها شيء فما وفيت
له ( “ . . .ف . ) 121 / 4
..........................................................................................
“ ) ( 1الحياة :هي احدى المنازل العشرة التي يشتمل عليها قسم الحقائق . . .
ويعنون بها وصول السيار إلى المقام الذي هو فوق المعاينة ،التي هي فوق المشاهدة
المرتفعة عن المكاشفة . . .وذلك بان تتجلى الحقائق بأعيانها وأوصافها
وخصوصياتها على وجه ال يحجب الوصف عن العين ،فيسمى ذلك التجلي حيوة الن
صاحبه يأمن من موت . . .االنفصال عن عين هذا االتصال ،ومن موت الغيبة عن
أزل االزال وعند ذلك يتحقق بالوصول إلى نهاية اآلمال فيحيى بحياة الكبير المتعال ،
وإلى التحقق بهذه الحياة أشار من حيي بها وهو شيخ العارفين [ ابن الفارض ] بقوله
ي ،اال من حياتي حياته ،وطوع مرادي كل نفس في قصيدة نظم السلوك :فال ح ّ
مريدة ( الديوان ص ( “ . ) 95لطائف االعالم مادة “ حيوة “ ورقة 85أ ) .
كما يراجع - :كتاب بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب .الترمذي ص ص
. 96 - 94
[ حيث يتكلم على حياة االنسان بربه بعد ان يموت معناه .ويقسم الحياة إلى الوجوه
التي يراها العامة منها :حياة النفس بالروح وهي حياة الدواب والبهائم . . ،حياة
القلب من ظلمة الكفر بنور االيمان ،حياة النفس بالعلم ،حياة العبد بنور الطاعة من
ظلمة المعصية ،حياة التائب بنور التوبة من ظلمة األحرار -ثم إن الترمذي يجد ان
كل حي انما سمي حيا بالروح .اذن أينما توجد روح توجد حياة وبالتالي :حياة القلب
بروح الحكمة وروح الصدق وحياة الصدر بروح االسالم ] .
.Exegese coraniqueاألب نويا ص [ 155الوحي -حياة ] .
) ( 2نجد مقدمات هذه النظرة إلى حياة الجماد عند ابن قسي .انظر مقال عفيفي “ أبو
القاسم بن قسي وكتابه خلع النعلين “ مجلة كلية اآلداب .جامعة اإلسكندرية سنة
1957ص . 79
) ( 3راجع كتاب “ النطق المفهوم من أهل الصمت المعلوم “ تأليف الشيخ اإلمام
أحمد بن طغربك “ .طبع المطبعة الميمنية بمصر احمد البابي الحلبي رجب سنة
1308ه .حيث يورد أمثلة من نطق الحيوان والوحوش والحشرات والنبات والطير
والجمادات والسحاب . .الخ .
366
“ “ 367
) ( 4اآلية . 44 / 17
) ( 5يراجع بشأن الحياة عند الشيخ ابن العربي .
-بلغة الغواص ورقة [ 84الموت :حياة مطموسة ] .
-الفتوحات ج 4ص [ 365الحي ] .
-فصوص الحكم فهرس االصطالحات مادة “ حياة “ .
) ( 6راجع “ انسان كامل “ .
) ( 7راجع “ أمانة “ .
) ( 8راجع “ حق “ المعنى “ الرابع “ .
) ( 9كما يقول أيضا ان الحياة الدنيا إشارة إلى نعيم القرب ،انظر الفتوحات ج 4
ص . 189
- 196الحياة الفطريّة
الحياة الفطرية :هي الحياة السارية في جميع اجزاء الوجود من انسان وحيوان ونبات
وجماد .
يقول “ :والماء كناية عن العلم فإن به حياة األشياء ،ومنه ظهرت وتعينت متصفة
بالحياة الفطرية “ ( تحرير البيان ق ) 5
انظر “ حياة “ عند الشيخ ابن العربي .
ي المايت
- 197الح ّ
مرادف :المتكلم الصامت
الحي المايت :حال االنسان في البرزخ [ عالم بين الموت والبعث ] (-راجع برزخ )
فجسده في القبر ميت بالنسبة لبشر الدنيا ،حي :استنادا لما يروى في األحاديث
الشريفة من عذاب القبر وسؤال منكر ونكير . . .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ من كان إذا وجهين فبذاته صير نفسه اثنين ،فهو البرزخ لنفسه كالميت في رمسه :
ميت عند السميع والبصير ،حي عند منكر ونكير ،
هو :المتكلم الصامت ،كما هو :الحي المايت ( “ . . .ف ) 396 / 4
367
“ “ 368
- 198الحيوان -الحيوانيّة
ال يقصد الشيخ ابن العربي بالحيوان والمرتبة الحيوانية تلك الصفة الشهوانية المعروفة
1ولكن يشير بها إلى صفة الحياة مصدر اشتقاقها .
وهو يبين ان مرتبة الحيوان أكمل في الحياة وفي شرطها اي العلم 2من مرتبة
االنسان .
وهذا يتفق مع ما ذهب اليه في اشتقاق لفظ بهائم :من ابهام علومها على االنسان . 3
يقول الشيخ ابن العربي :
“ ويكون [ إدريس ] حيوانا مطلقا حتى يكشف ما تكشفه كل دابة ما عدا الثقلين ،
فحينئذ يعلم أنه قد تحقق بحيوانيته .
وعالمته عالمتان :الواحدة هذا الكشف ،فيرى من يعذب في قبره ومن ينعم ، 4
ويرى الميت حيا والصامت متكلما 5والقاعد ماشيا . 6
والعالمة الثانية :الخرس بحيث انه لو أراد ان ينطق بما رآه لم يقدر ،فحينئذ يتحقق
بحيوانيته ( “ 7فصوص . ) 186 / 1
“ فان نكاح صاحب هذا المقام [ القطب ] كنكاح أهل الجنة ،لمجرد الشهوة . . .وعلى
هذا يجرى نكاح البهائم لمجرد الشهوة . . .وقد غاب الناس عن هذا الشرف ،وجعلوه
شهوة حيوانية نزهوا نفوسهم عنها ،مع كونهم س ّموها بأشرف األسماء وهو قولهم
حيوانية ،اي من خصائص الحيوان واي شرف أعظم من الحياة ،فما اعتقدوه قبحا
في حقهم هو عين المدح ( “ . . .ف . ) 574 / 2
“ واما الحيوانات فلنا منهم شيوخ ،ومن جملة شيوخنا الذين اعتمدت عليهم الفرس فان
عبادته عجيبة ،والبازي والهرة والكلب والفهد والنملة وغير ذلك ،فما قدرت قط ان
اتصف بعبادتهم على حد ما هم عليها ،وغايتي ان أقدر على ذلك في وقت دون وقت
وهم في كل لحظة مع اعتقادهم بسيادتي عليهم يوبخونني ويعاتبونني “ ( .روح القدس
ص . ) 147
..........................................................................................
) ( 1أحيانا يستعمل الشيخ ابن العربي لفظ الحيوانية بالمعنى الكالسيكي المشعر
بالنقص .يقول :
“ وزوجت به وتنعم بها ،ونال منها ما نال بحيوانيته ال بروحه وعقله ،فال فرق بينه
وبين سائر الحيوان بل الحيوان خير منه ( “ . . .ف / 125 ) . 4
368
“ “ 369
369
“ 370 “
370
“ “ 371
حرف الخاء
خ
371
“ 372 “
372
“ “ 373
- 199الخوف
انظر “ الطريق “
– 200الختم
في اللغة :
“ الخاء والتاء والميم أصل واحد ،وهو بلوغ آخر الشيء ،يقال ختمت العمل ،وختم
القارئ السورة .فأما الختم .وهو الطبع على الشيء . . .الن الطبع على الشيء ال
يكون اال بعد بلوغ آخره ،في االحراز .والخاتم مشتق منه ،الن به يختم ،ويقال
َّللا عليه وسلم خاتم األنبياء ،ألنه آخرهم ( “ . . .معجم مقاييس الخاتم .والنبي صلى ّ
اللغة .مادة “ ختم “ ) .
في القرآن :
أ -ورد الفعل ختم في القرآن منسوبا إلى الحق واقعا على قوى الكافرين .وهو يشير
علىعلى قُلُو ِّب ِّه ْم َو َ إلى :الكتم ،الطبع ،االغفال ،االقساء ،الوسم ”َ . . .خت َ َم َّ
َّللاُ َ
ع ِّظي ٌم “( 2 / 7 ) . 1 ذاب َ
ع ٌ شاوة ٌ َ ،ولَ ُه ْم َ على أَب ِّ
ْصار ِّه ْم ِّغ َ س ْم ِّع ِّه ْم َو َ
َ
ب -كما ورد األصل “ ختم “ بمعنى اآلخر والخاتم ”.ما كانَ ُم َح َّم ٌد أَبا أ َ َح ٍد ِّم ْن
ْك َ 2وفِّي ذ ِّل َك َّللا َوخات َ َم النَّ ِّب ِّيّينَ “( ِّ ”. ) 40 / 33ختا ُمهُ ِّمس ٌ ِّرجا ِّل ُك ْم َول ِّك ْن َر ُ
سو َل َّ ِّ
سونَ “ ( . ) 26 / 83 فَ ْليَتَنافَ ِّس ْال ُمتَنافِّ ُ
عند الشيخ ابن العربي :
*ختم أي أمر من األمور هو :حدّه ونهايته ؛ ( حدّه ) :من حيث إن الختم يجمع كل
الصفات المتفرقة في النوع الذي يختمه ،فهو “ الح ّد “ الذي ال يتخطى كماله امر من
األمور التي يختمها .وهنا ال عناصر زمنية تدخل في مفهوم الختم ،فقد يكون أول
النوع أو أوسطه في الظهور .
( ونهايته ) :من حيث إنه ال يكون بعده الحد ان يظهر بمثل ما ظهر به ،مثال :ان
محمدا صلّى ّ
َّللا عليه وسلم خاتم األنبياء فليس ألحد بعده ان يظهر بالنبوة.
373
“ “ 374
الختم هو الحافظ :وقد أقام الشيخ ابن العربي موازاة بين الملك الذي يحفظ خزانته
بختمه فال يجسر أحد على فتحها دون اذنه ،وبين الحق الذي يحفظ العالم ( في موازاة
“ الخزانة “ ) باالنسان ( في موازاة “ ختم الملك “ )
فإذا زال عنه انتقل االمر إلى اآلخرة .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ فهو [ االنسان ] من العالم كفص الخاتم من الخاتم ،وهو محل النقش والعالمة التي
بها يختم بها الملك على خزانته .
وسماه خليفة من اجل هذا ،ألنه تعالى الحافظ به خلقه كما يحفظ الختم الخزائن .
فما دام ختم الملك عليها ال يجسر أحد على فتحها اال باذنه ،فاستخلفه في حفظ
الملك .
فال يزال العالم محفوظا ما دام فيه هذا االنسان الكامل .
وفك من خزانة الدنيا لم يبق منها ما اختزنه الحق فيها ،وخرج ما أال تراه إذا زال ّ
كان فيها والتحق بعضه ببعض ،وانتقل األمر إلى اآلخرة فكان ختما على خزانة
اآلخرة ختما أبديا ؟ “ ( فصوص . ) 50 / 1
” لو أن البيت يبقى دون ختم * لجاء اللص يفتك بالوليد
فحقق يا أخي نظرا إلى من * حمى بيت الوالية من بعيد” ( الديوان .ص . ) 32
..........................................................................................
) ( 1يقول البيضاوي في شرح هذه اآلية :
“ والختم الكتم سمى به االستيثاق من الشيء بضرب الخاتم عليه ،ألنه كتم له ولبلوغ
آخره . . .فتجعل قلوبهم بحيث ال ينفذ فيها الحق واسماعهم تعاف استماعه كأنها
مستوثق منها بالختم . . .وقد عبر عن احداث هذه الهيئة بالطبع في قوله تعالى ”:
ْصار ِّه ْم “[ ] 108 / 16 س ْم ِّع ِّه ْم َوأَب ِّ على قُلُو ِّب ِّه ْم َو َ
َّللاُ َ أُولئِّ َك الَّذِّينَ َ
طبَ َع َّ
وباالغفال في قوله تعالى َ ”:وال ت ُ ِّط ْع َم ْن أ َ ْغفَ ْلنا قَ ْلبَهُ َ
ع ْن ِّذ ْك ِّرنا ] “[ 18 / 28
وباالقساء في قوله تعالى َ ”:و َجعَ ْلنا قُلُوبَ ُه ْم قا ِّسيَةً“- - - - -
374
“ “ 375
) “ ( 2ختامه مسك “ اي ان آخر ما يجدونه منه عند شربهم إياه رائحة المسك
“ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ ختم “ ) .
- 201ختم الختم
ان كلمة ختم مفردة تؤدي معان صفاتية 1دون تعيين اشخاص بالذات .
ولذلك تتعدد الخواتم بتعدد النوع أو الحقيقة أو المعنى المختوم ،مثال النبوة لها ختم
[ محمد صلّى ّ
َّللا عليه وسلم ] ،والوالية العامة لها ختم [ عيسى عليه السالم ] ،
والوالية الخاصة لها ختم [ الشيخ ابن العربي نفسه أو هكذا تشعر نصوصه ] ،
والخالفة لها ختم [ سليمان عليه السالم ، ] 2والعالم له ختم [ االنسان الكامل . ] 3
ولذلك ال بد من حقيقة تجمع في ذاتها صفات قوة هذه الخواتم جميعا وتكون هي :ختم
َّللا عليه وسلم من حيث إنه جوامع الكلم 4وحقيقة الحقائق 5 الختم وهي لمحمد صلّى ّ
،وما إلى ذلك من األلقاب التي تفيد :جمعيته .
ألن آدم ختم المظاهر االنسانية في العالم ،وعيسى ختم مظاهر الرسالة في آدم
فتصرفه أتم . . .اال تراه يحيي الموتى . . .ولما تمت دورة العبودية في الخالفة
َّللا بدورة السيادة في الخالفة بسيدنا محمد صلّى ّ
َّللا عليه وسلم بعيسى ،جاء ّ
فكان . . .جامعا للوالية والنبوة والرسالة واإلمامة واالمر والملك فهو :ختم
الختم . . .فكمال من قبله كمال عن نقص ،
375
“ “ 376
376
“ “ 377
) ( 2لقد اعتبر عفيفي هذا المقطع رمزيا ،ونلخص موقفه بالكلمات التالية :
آخر األوالد = القلب ( أو العقل ) كما يفهمه الصوفية
أخته = النفس االنسانية ،
الصين = القرار البعيد للطبيعة البشرية أو موضع السر منها .
للا = قوى النفس وجنودها . الناس الذين دعاهم إلى ّ
مؤمني زمانه = قوى االنسان الروحية .
العقم = مهما كثر النكاح بين القوى الفاعلة والقوى المنفعلة في االنسان لن تلد ذلك
المولود .
) ( 3يرى بالي أفندي ان خاتم األوالد هو ولد حقيقي يختم الذكور كما أن شيث أول
األوالد الذكور ،وان أخته التي تولد معه هي خاتمة األوالد اإلناث كما أن أخت شيث
أول أنثى .اما انه يخرج بعدها فذلك البتداء الدورة على عكسها .
وهو ولي يظهر بعد عيسى عليه السالم ( خاتم األولياء ) وظهوره ال يقدح في ختمية
عيسى عليه السالم للوالية ،ألنه ال يستجيب لدعوته أحد ،كما ال ينافي ختمية محمد
َّللا عليه وسلم للنبوة ظهور عيسى في آخر الزمان .
صلى ّ
راجع شرح بالي أفندي لفصوص الحكم ص ص . 67 - 66
377
“ “ 378
َّللا عليه وسلم بعده -وهو دون الختم العام الذي هو
فال ولي على قلب محمد صلى ّ
رسول -وهو :الشيخ ابن العربي [ يصرح بذلك أحيانا ،وتالمذته يؤكدون ] 11 .
378
“ “ 379
وننتقل إلى نصوص الشيخ األكبر ،فهي كافية في وقرتها ووضوحها اللقاء الضوء
على مذهبه في الختمين ،يقول :
“ ) ( 1اال ان ختم األولياء رسول وليس له في العالمين عديل هو الروح وابن الروح
َّللا اليه ثم ينزله وليا خاتم األولياء في آخر
واألم مريم وهذا مقام ما اليه سبيل رفعه ّ
َّللا عليه وسلم في أمته ؛ وليس يختم اال والية
الزمان ،يحكم بشرع محمد صلى ّ
الرسل واألنبياء .وختم الوالية المحمدي يختم والية األولياء ،لتتميز المراتب بين
والية الولي ووالية الرسل ( “ . . . 12ف . ) 195 / 4
“ فيكون عيسى عليه السالم . . .خاتم األولياء . . .وهو أفضل هذه األمة المحمدية
وقد نبه عليه الترمذي الحكيم في كتاب ختم األولياء له ،وشهد له بالفضيلة على أبي
بكر الصديق وغيره 13فإنه وان كان وليا في هذه األمة والملة المحمدية فهو نبي
ورسول في نفس األمر . . .وللوالية المحمدية المخصوصة بهذا الشرع المنزل على
َّللا عليه وسلم ختم خاص ،هو في الرتبة دون عيسى عليه السالم لكونه محمد صلى ّ
رسوال ،وقد ولد في زماننا ورأيته فال ولي بعده اال هو راجع اليه ( “ . . .ف / 1
. ) 185
“ واما المفردون فكثيرون والختمان منهم ،اي من المفردين 14فما هما قطبان 15
َّللا عليه وسلم ،واما المفردون فمنهم
وليس في األقطاب من هو على قلب محمد صلى ّ
َّللا عليه وسلم والختم منهم اعني خاتم األولياء
من هو على قلب محمد صلى ّ
الخاص ( “ . . .ف . ) 77 / 4
َّللا به
َّللا به الوالية [ عامة ] ،وختم يختم ّ
“ ) ( 2الختم :ختمان ، 16ختم يختم ّ
الوالية المحمدية . . .وأما ختم الوالية المحمدية فهي لرجل من العرب . . .وهو خاتم
َّللا عليه وسلم نبوة الشرائع
َّللا ختم بمحمد صلى ّ النبوة المطلقة . . . 17وكما أن ّ
َّللا بالختم المحمدي ،الوالية التي تحصل من الورث المحمدي ال التي كذلك ختم ّ
تحصل من سائر األنبياء ،فإن من األولياء من يرث إبراهيم وموسى وعيسى فهؤالء
َّللا عليه
يوجدون بعد هذا الختم المحمدي ،وبعده فال يوجد ولي على قلب محمد صلى ّ
وسلم هذا معنى خاتم الوالية المحمدية .واما ختم الوالية
379
“ “ 380
العامة الذي ال يوجد بعده ولي فهو عيسى عليه السالم “ ( ف ”. ) 49 / 2انا ختم
الوالية دون شك * لورث الهاشمي مع المسيح
كما اني أبو بكر عتيق * أجاهد كل ذي جسم وروح “( ف ) 244 / 1
..........................................................................................
) ( 1انظر الفتوحات ج - 3ص ، 514 ، 507
) ( 2انظر الفتوحات ج 2ص ، 49
) ( 3انظر الفتوحات ج 3ص 400
) ( 4ان كل نبي أو رسول تنتهي رسالته مثال بأدائها بينما ال تنتهي واليته ،فكل نبي
هو ولي وال تنعكس انظر “ نبي “ .
) ( 5لقد عودنا الشيخ ابن العربي نمطا خاصا في النظر إلى الكلمات وهو ان الكلمة
تأخذ عنده معنى في كونها اسما ،واخر في كونها صفة .بل تتحول في أكثر األحيان
إلى صفة تطلق على كل من حازها .انظر “ لوح “ .على حين ان “ ختم األولياء
“ ليس صفة بل شخص معين .
) ( 6يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا عنهم الختم وهو واحد ال “ ومنهم [ أصناف الرجال الذين يحصرهم العدد ] رضي ّ
َّللا به الوالية المحمدية فال يكون في في كل زمان بل هو واحد في العالم ،يختم ّ
َّللا به الوالية العامة من آدم إلى آخراألولياء المحمديين أكبر منه ،وثم ختم آخر يختم ّ
ولي وهو عيسى عليه السالم وهو ختم األولياء “ ( ف . ) 9 / 2
) ( 7انظر “ ختم “ المعنى “ األول “ .
) ( 8ان فكرة الختم من أمهات االفكار عند الشيخ ابن العربي ويرتكز على صفات
معينة في الختم لبناء نظرته في المعرفة الصوفية .وهو يقيم موازاة كاملة بين محمد
َّللا عليه وسلم في األنبياء والختم في األولياء . صلى ّ
فكما اعتقد بأزلية النور المحمدي تراه يؤكد أزلية ختم الوالية ،ويضفي على شخصها
كل المكاسب التي استحقها ختم النبوة .فيطبق حرفيا معنى كون الختم على قلب محمد
َّللا عليه وسلم ( انظر على قدم “ القدمية “ ) ونلخص بهذا الجدول أوجه الشبه . صلى ّ
ختم النبوة :
أزلية النور المحمدي
أوتي جوامع الكلم
مصدر كل علم -مشكاة
ختم الوالية :
أزلية والية ختم الوالية
الجامع علم كل ولي
المشكاة التي يأخذ منها كل ولي علمه -الباطن
380
“ “ 381
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا عليه وسلم “ :كنت نبيا وآدم بين الماء والطين “ وغيره من أ “ -قوله صلى ّ
األنبياء ما كان نبيا اال حين بعث ،وكذلك خاتم األولياء كان وليا وآدم بين الماء
والطين ،وغيره من األولياء ما كان وليا اال بعد تحصيله شرائط الوالية من االخالق
اإللهية ( “ . . .فصوص . ) 64 / 1
َّللا والية األولياء المحمديين اي الذين ورثوا ب “ -الختم الخاص هو المحمدي ختم ّ
َّللا عليه وسلم ،وعالمته في نفسه ان يعلم قدر ما ورث كل ولي محمدي محمدا صلى ّ
َّللا عليه وسلم ،فيكون هو الجامع علم كل ولي محمدي ّّلل تعالى ، من محمد صلى ّ
َّللا عليه وسلم لما ختم به النبيين وإذا لم يعلم هذا فليس بختم ،اال ترى إلى النبي صلى ّ
أوتي جوامع الكلم ،واندرجت الشرائع كلها في شرعه ( “ . . .ف ) 442 / 4
َّللا
َّللا عليه وسلم وهو الممد لجميع األنبياء والرسل سالم ّ ج “ -روح محمد صلى ّ
عليهم أجمعين واألقطاب من حين النشء االنساني إلى يوم القيامة . . .ولهذا الروح
المحمدي [ انظر القطب الواحد ] مظاهر في العالم ،أكمل مظهر في قطب الزمان
وفي االفراد وفي ختم الوالية المحمدي ،وختم الوالية العامة الذي هو عيسى عليه
السالم “ ( ف . ) 151 / 1
باّلل .وليس هذا العلم اال لخاتمج “ -أعطاه العلم السكوت . . .وهذا هو أعلى عالم ّ
الرسل وخاتم األولياء ،وما يراه أحد من األنبياء والرسل اال من مشكاة الرسول الخاتم
،وال يراه أحد من األولياء اال من مشكاة الولي الخاتم .حتى أن الرسل ال يرونه -
متى رأوه -اال من مشكاة خاتم األولياء . . .فالمرسلون ،من كونهم أولياء [ انظر
“ ولي “ ] ال يرون ما ذكرناه اال من مشكاة خاتم األولياء ( “ . . .فصوص / 1
. ) 62
) ( 9لقد بحث ميشال الحايك المسيح ختما لألولياء في مؤلفات الشيخ ابن العربي .
فليراجع كتابه :Le christ de l'Islam ed . du seuil P . P . 260 -
) 264( Le christ - sceau de la saintete )( 10انظر “ محمدي “
) ( 11يقول القيصري في شرحه لتائيه ابن الفارض :
“ فالظاهر بواليته الجزئية [ -الختم الخاص ] هو شيخنا الكامل المكمل سلطان
َّللا سره ،والظاهر بالوالية الكلية هو عيسى عليه المحققين محيي الملة والدين قدس ّ
السالم ( “ . . .ورقة ) 33
) ( 12انظر “ والية “
) ( 13لقد نقد ابن تيمية فكرة “ ختم الوالية “ عند الترمذي والشيخ ابن العربي واحتج
بأنه ال ولي أفضل من أبي بكر ،وغاب عن ذهنه ان ختم الوالية ليس وليا يظهر في
آخر الزمان يختم األولياء ،كال ! انه رسول نزل وليا فهو ولي رسول [ عيسى ] ،
ومن حيث رسالته يفضل أبا بكر .انظر نقد ابن تيمية :كتاب الترمذي ختم األولياء
نشر عثمان يحي ص ، 506
) ( 15انظر “ قطب “ ) ( 14راجع “ االفراد “
381
“ “ 382
) ( 16بخصوص موضوع “ الختم “ يراجع عند الشيخ ابن العربي :
-الفتوحات ج 1ص ( 8 - 7الختم ) ( 150 ،خاتم األولياء عيسى ) .
-الفتوحات ج 2ص ( 50ختم الوالية المحمدية المنتظر ،انظر “ مهدي “ ) .
-الفتوحات ج 3ص ( 328ختم األولياء -المهدي ) ،ص ( 400خاتم المجتهدين
المحمديين والختم العام ) .ص ( 507عيسى محمدي -ختم الوالية الكبرى ) ،ص
( 514ختم الوالية الكبرى ،ختم الوالية المحمدية ) .
-الفتوحات ج 4ص ( 27خاتم الخلفاء ) ،ص ص ( 76 - 75الختم العام -عيسى
عليه السالم ) .ص ( 116الختم العام ) .
-إشارات القرآن ورقة 53أ ( خاتم ) .
-التجليات ط .حيدرآباد ص : 8تجلي اخذ المدركات عن مدركاتها الكونية ( ختم
النبوة ،ختم الرسالة -ختم الوالية ) .
-رسالة في معرفة األقطاب .ق 117 .ب ( .الختمان الخارجان عن القطب ) -ق
118أ ( ،الختمان من االفراد ) .
-بلغة الغواص ق ( 11الختم -الصورة اآلدمية ) .
-عنقاء مغرب .ص ( 18الختم ) ص ص ( 77 - 72الختم والتعريف بينه وبين
المهدي ،وبيان مولده ونسبه ومسكنه وقبيلته وما يكون من أمره إلى حين موته
واسمه . . .مما تضمنه نص القرآن ) .
-فصوص الحكم فهرس االصطالحات مادة “ خاتم األولياء “ “ خاتم النبيين “ .
-بلغة الغواص ورقة ( 52ختم الخالفة االنسانية -سليمان ) .
كما يراجع بشأن ختم الوالية كتاب “ الترمذي “ من حيث إنه أول من تكلم في “ الختم
“.
-ختم األولياء ص ص ( 163 - 161مع الهوامش ) ،ص ص ( 342 - 336
خاتم األولياء وخاتم األنبياء ) ،ص ص ( 374 - 367خاتم األولياء ) ،ص ص
(421 - 422خاتم األولياء ) ،ص ص ( 458 - 457نص من “ نوادر األصول
“للترمذي ،في “ خاتم األولياء “ ) ،ص ص ( 471 - 470نص لع ّمار البدليسي
في “ خاتم األولياء “ من كتاب بهجة الطائفة ) .
وبمقارنة نصوص المفكرين تخرج إلى النور الجذور الفكرية التي ازهرت عليها فكرة
الشيخ ابن العربي في الختم .
) ( 17النبوة المطلقة -الوالية .انظر “ نبوة مطلقة “ “ والية “ .
382
“ “ 383
النبوة المطلقة
ّ - 206ختم
انظر :النبوة المطلقة “ .
ي
- 208خادم األمر اإلله ّ
في اللغة :
“ الخاء والدال والميم أصل واحد منقاس .وهو اطافة الشيء بالشيء . . .
ومن هذا الباب الخدمة .ومنه اشتقاق [ الخادم ] ،الن الخادم يطيف بمخدومه “ .
( معجم مقاييس اللغة .مادة “ خدم “ ) .
ويستعمل الشيخ ابن العربي عبارة “ خادم االمر اإللهي “ في مقابل “ خادم اإلرادة
اإللهية “ ،والرسل هم خدم االمر اإللهي ال خدم اإلرادة .
َّللا له
الن من خصائص “ خادم اإلرادة “ انه يوصل االمر التكليفي إلى من أراد ّ
الطاعة ،وبذلك ال تعم رسالته الخلق ،كما أن إرادة الحق في خلقه ال تعلم اال بعد
وقوعها.
383
“ “ 384
يقول الشيخ ابن العربي :
“ . . .يقال في الرسل والورثة انهم خادمو االمر اإللهي في العموم . . .
فالرسول والوارث خادم االمر اإللهي باإلرادة ،ال خادم اإلرادة . . .فلو خدم اإلرادة
اإللهية ما نصح ،وما نصح اال بها أعني باإلرادة .فالرسول والوارث طبيب أخروي
َّللا حين أمره ،فينظر في امره تعالى وينظر في ارادته تعالى ، للنفوس منقاد المر ّ
فيراه قد امره بما يخالف ارادته وال يكون اال ما يريد ، 2ولهذا كان االمر .
فأراد االمر فوقع .وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور فلم يقع من المأمور فسمي
مخالفة ومعصية .
فالرسول مبلغ . . .وال يعرف أحد حكم اإلرادة اال بعد وقوع المراد ،اال من كشف
َّللا عن بصيرته فأدرك أعيان الممكنات 3في حال ثبوتها 4على ما هي عليه . . . 5 ّ
“( فصوص . ) 99 - 98 / 1
..........................................................................................
) ( 1انظر “ االمر التكليفي “ .
) ( 2راجع “ االمر التكليفي “ و “ االمر التكويني “
) ( 3راجع “ ممكن “
) ( 4راجع “ ثبوت “
) ( 5راجع شرح المقطع في الفصوص ج 2ص ص . 104 - 103
– 209المخدع
في اللغة :
“ الخاء والدال والعين أصل واحد . . .قال الخليل :االخداع اخفاء الشيء .
قال :وبذلك سميت الخزانة :المخدع . . .ويقال خدع الريق في الفم ،وذلك أنه يخفي
في الحلق ويغيب ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ خدع “ ) .
عند الشيخ ابن العربي :
“ المخدع . . . :موضع ستر القطب عن االفراد الواصلين عندما يخلع عليهم ،وهو
خزانة الخلع والخازن هو القطب .
384
“ “ 385
- 210خرق عادة
انظر “ كرامة “
– 211الخزانة
في اللغة :
“ الخاء والزاء والنون أصل واحد يدل على صيانة الشيء .يقال خزنت الدرهم وغيره
السر “ ( معجم مقاييس اللغة .مادة “ خزن “ ) .في القرآن : ّ خزنا .وخزنت
ماء ما ًءس ِّ ( أ ) ورد األصل “ خزن “ بالمعنى اللغوي السابق ”.فَأ َ ْنزَ ْلنا ِّمنَ ال َّ
خازنِّينَ “ [ 15 / 22 ] .فَأ َ ْسقَيْنا ُك ُموهُ َوما أ َ ْنت ُ ْم لَهُ ِّب ِّ
ض ِّإ ِّنّي َح ِّفي ٌ
ظ على خَزائِّ ِّن ْاأل َ ْر ِّ اجعَ ْلنِّي َ
( ب ) خزانة بالجمع -مكان الخزن ”.قا َل ْ
ع ِّلي ٌم “[ 12 / 55 ] . َ
385
“ “ 386
َّللا لإلشارة إلى صفة الحق : ( ج ) كما وردت “ خزانة “ بالجمع مضافة إلى ّ
الغنى .
ْب َوال أَقُو ُل لَ ُك ْم إِّ ِّنّي َملَ ٌك“ [ / 11 َّللا َوال أ َ ْعلَ ُم ْالغَي َ
” قُ ْل ال أَقُو ُل لَ ُك ْم ِّع ْندِّي خَزائِّ ُن َّ ِّ
. ]31
ش ْيءٍ ِّإ َّال ِّع ْن َدنا خَزائِّنُهُ َ 1وما
( د ) خزانة الشيء :األصل الذي صدر عنه َ ”.و ِّإ ْن ِّم ْن َ
وم“ [ 15 / 21 ] . نُن ِّ َّزلُهُ ِّإ َّال ِّبقَ َد ٍر َم ْعلُ ٍ
عند الشيخ ابن العربي :
*استعمل الشيخ ابن العربي “ الخزانة “ بمعنى العندية والملكية .فكل ما يملكه انسان
َّللا فكل خزائن من متاع وجواهر هي مخزونات في خزانته -والمالك على الحقيقة هو ّ
المخلوقات هي خزائنه . . .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ . . .ان الخزائن التي عند الحق هي على نوعين :نوع منها خزائن وجودية
لمختزنات موجودة ،كشيء يكون عند زيد من جارية أو غالم . . .
فزيد :
َّللا .
َّللا فأن األشياء كلها بيد ّ خزانته ،وذلك الشيء هو المختزن وهما عند ّ
َّللا في قلب زيد ان يهب َّللا تعالى في ذلك الذي عند زيد . . .فيلقي ّ فيفتقر عمرو إلى ّ
ذلك الشيء . . .فيعطيه عمرا .فمثل هذا من خزائن الحق التي عنده .
والعالم على هذا كله خزائن بعضه بعضا .
وهو عين المختزن .والعالم خزانة مخزون وانتقال مختزن من خزانة إلى خزانة . . .
َّللا وعنده “ ( فتوحات : 4 فاالفتقار للخزائن من الخزائن إلى الخزائن ،والكل بيد ّ
. )295
****
لقد وهب الشيخ ابن العربي للخزانة ذات المفهوم السلبي [ -محل الخزن ] من نظرته
االيجابية مما جعلها تفارق سكونها وجمودها إلى حيوية غريبة .
وهذه ملكة قلما يتمتع بها مفكر ،بل تكاد تكون وقفا على شيخنا األكبر .
إذ ان المفكر اعتاد ان يوقف الحقائق المتحركة ليتسنى له دراستها ،اما هو فيحرك كل
ساكن ،لكأني به أتون حياة ينبض فيه كل ساكن . 2
فالخزانة ،بدل ان تكتفي بكونها محال تختزن فيه األشياء ،أضحت امكانات تصدر
عنها األشياء ،وأصال يستمد منه الوجود [ من حيث إنها امكانات ] والعلم.
386
“ “ 387
-وكل شيء أو حقيقة في العالم تحولت إلى خزانة للحقائق والقوى المودعة في
ذاتها .
يقول الشيخ ابن العربي :
( 1 ) “ . . .فخزائنها أعني خزائن األشياء التي هي أوعيتها المخزونة فيها انما هي
امكانات األشياء ليس غير ذلك ( “ . . .فتوحات . ) / 193 3
“ وخزائنه [ الحق ] :علمه ،ومختزنه :نحن ( “ .فتوحات . ) 108 / 4
“ فإنه ما من شيء اال عنده خزائنه ،وال تكون خزائن اال بما يختزن فيها .
فاألشياء عنده مختزنة في حال ثبوتها ،فإذا أراد تكوينها لها انزلها من تلك الخزائن
وامرها أن تكون ،فتكتسي حلة الوجود فيظهر عينها لعينها ( “ . . .فتوحات / 4
. ) 293
“ . . .وكانت الحقائق التي جمعها االنسان متبددة في العالم فناداها الحق من جميع
العالم فاجتمعت ،فكان من جمعيتها االنسان فهو :خزانتها .فوجوه العالم مصروفة
إلى هذه الخزانة االنسانية ( “ . . .فتوحات . )3 / 390
“ وإذا كان هو عين المنة ،فأنت الخزانة .فالعالم خزائن المنن اإللهية ،ففينا اختزنت
مننه ،سبحانه ،فما هو لنا بأين ،ونحن له “ أين “ . . .فاعياننا “ أين “ لظهوره . . .
الر ْحمنَ أَيًّا ما ت َ ْد ُ
عوا فَلَهُ َّللا أ َ ِّو ا ْد ُ
عوا َّ “ ( فتوحات ”. ) 75 - 74 / 2قُ ِّل ا ْد ُ
عوا َّ َ
ْاألَسْما ُء ْال ُحسْنى “[ ] 110 / 17فما ندعو اال الها واحدا له هذه األسماء المختلفة
الحقائق والمدلوالت ،ولم تزل له هذه األسماء أزال وهذه هي الخزائن اإللهية ،التي
فيها خزائن االمكانات المخزونة فيها األشياء “ ( . . .فتوحات . ) 193 / 3
) “ ( 2فجميع ما نتكلم فيه [ الشيخ ابن العربي ] في مجالسي وتصانيفي انما هو من
حضرة القرآن وخزائنه ،أعطيت مفتاح الفهم فيه واالمداد منه “ .
(فتوحات . ) 334 / 3
) ( 3اما بخصوص النصوص التي تثبت ان كل موجود يتحول عند الشيخ ابن العربي
إلى خزانة للقوى المودعة فيه ،فإننا سنكتفي بايراد نص يتكلم فيه على
387
“ “ 388
“ خزائن الحجة “ .ونحيل إلى األماكن التي يستحسن مراجعتها بهذا الشأن ،فمن غنى
إضافات الخزانة يظهر مدى ما نشير اليه . 3
يقول الشيخ ابن العربي :
“ خزائن الحجة خصوص في الكالم ،وهو القول المضمر . . .مثل القرآن فهو الحجة
ورةٍ ِّم ْن ِّمثْ ِّل ِّه “[ . . . ]23 : 2ألنه اتى من خزائن الحجة
س َمن الكالم ،قل ”:فَأْتُوا ِّب ُ
“ ( خاتم األولياء ص 323هامش . ) 192
..........................................................................................
) ( 1يقول البيضاوي في شرح الشطر األول من اآلية :
“ اي وما من شيء اال ونحن قادرون على ايجاده وتكوينه اضعاف ما وجد منه ،
فضرب الخزائن مثال القتداره أو شبه مقدوراته باألشياء المخزونة ،التي ال يحوج
اخراجها إلى كلفة واجتهاد “ ( أنوار التنزيل .ج 1ص . ) 268
كما يقول القشيري :
باّلل . . .
“ خزائنه في الحقيقة مقدوراته . . .ويقال خزائنه في األرض قلوب العارفين ّ
“ ( لطائف اإلشارات ج 3ص . ) 266
ي متحرك مع األنفاس ،كل موجود فيه ) ( 2ان عالم الشيخ ابن العربي عالم ح ّ
يتحرك ،يمشي ( انظر “ صراط “ ) حتى الجماد والحيوان ( انظر “ حياة “ “ خلق
جديد “ ) .
) ( 3يراجع بهذا الخصوص :
-كتاب التراجم ص ( 26خزائن الحق -االنسان ) .
-فتوحات . 2ص ( 252نحن الخزائن ) .
باّلل -خزانة العلم
-فتوحات . 3ص ص [ 408 - 360خزائن الجود -خزانة العلم ّ
بالعالم -خزانة الجبايات ( الخيال ) -خزانة خزائن كل شيء -الخزانة العامة
( الطبيعة ) -خزانة التعليم -خزانة االحكام اإللهية -خزانة اظهار خفي المنن -
خزانة الفترات -خزانة الحفظ خزانة العدل -خزانة الفصل ] .
-فتوحات 3ص ( 434خزانة .خزائن ) .
-فتوحات 4ص ( 108خزانة الخيال )
-فتوحات 4ص ص ( 167 - 166خزانة الثبوت ) .
-فتوحات 4ص ( 295خزائن الحق -المعلومات الثابتة )
-الفصوص ج 1ص ( 50خزانة الدنيا -خزانة اآلخرة ) .
-مشاهد االسرار القدسية ورقة ( 51خزانة الغيب ) .
388
“ “ 389
- 212الخزائن اإللهيّة
- 213الخزانة اإلنسانية
389
“ “ 390
..........................................................................................
) ( 1وجوه العالم مصروفة لالنسان تنتظر حقها من االمداد ألنه اآلن خزانتها .
- 214خزائن الجود
خزائن الجود عبارة عن العلم اإللهي الحاوي ألمثال كل ما وجد في هذا العالم .
يقول :
َّللا في العالم ،الذي ال أكمل منه في َّللا وإياك ،انه ما من شيء أوجده ّ “ اعلم أيدنا ّ
االمكان ،اال وله أمثال في خزائن الجود ،وهذه الخزائن في كرسيه 1وهذه األمثال
التي تحتوي عليها هذه الخزائن ال تنتهي اشخاصها ،فاألمثال في كل شيء توجد في
كل زمان فرد في الدنيا واآلخرة “ (. . .ف . ) 360 / 3
..........................................................................................
) ( 1يقول الشيخ ابن العربي :
“ . . .وانما جعلنا الكرسي موضع هذه الخزائن [ خزائن الجود ] ،الن الكرسي لغة
عبارة عن العلم [ “ . . .ف . ] 361 / 3
390
“ “ 391
- 216خزائن الحق
مرادف :خزائن كل شيء .
خزائن الحق هي علمه المختزن فيه أعيان العالم .
يقول :
“ فاعيان العالم محفوظون في خزانته عنده ،وخزائنه علمه ومختزنه نحن [ “ . . .ف
. ] 108 / 4
انظر “ خزائن كل شيء "
- 218خزانة الخيال
خزانة الخيال هي عالم الخيال الممد للرؤى .
391
“ “ 392
- 219خزائن األشياء
خزائن األشياء هي حال الثبوت لألشياء أو امكاناتها .فالشيء ال يفارق العدم الثبوتي
ألنه خزانته .
يقول :
“ . . .فان األشياء في حال عدمها [ العدم الثبوتي “ فليراجع “ ] مشهودة له [ للحق ]
صل بعضها عن بعض ،ما عنده فيها اجمال . ،يميزها بأعيانها مف ّ
فخزائنها ،اعني خزائن األشياء التي هي أوعيتها المخزونة فيها ،انما هي امكانات
األشياء ليس غير ذلك .الن األشياء ال وجود لها في أعيانها بل لها الثبوت . . .انزلها
الحق من عنده ،انزلها في خزائنها .فان االمكان ما فارقها حكمه فلو ال ما هي في
خزائنها ما حكمت عليها الخزائن .فلما كان االمكان ال يفارقها طرفة عين وال يصح
خروجها منه ،لم يزل المرجح معها ألنه ال بد من أن تتصل بأحد الممكنين من وجود
وعدم ( “ . . .ف . )3 / 193
انظر “ ثبوت "
- 221خزانة العدل
يجعل الشيخ ابن العربي خزانة العدل مصدر امداد عطاء الهي يفيد:
392
“ “ 393
- 222خزانة الغيب
خزانة الغيب هي االنسان الكامل من حيث إنه المنفذ لألوامر اإللهية ،يعاقب من يريد
ويثيب من يريد بغير إرادة منه .
- 223خزانة الفترات
خزانة الفترات هي التي توهم انقطاع األمور.
393
“ “ 394
يقول :
“ . . .من خزائن الجود ،وهذه خزانة الفترات فتوهم انقطاع األمور ،وما هي
َّللا ال يزال . . .فال يزال حافظا له [ للعالم ]
األمور منقطعة وما يصح ان تنقطع الن ّ
فلو انقطع الحفظ لزال العالم ( . “ . . .ف . )/ 405 3
انظر “ خزانة “ “ خزائن الجود "
- 224خزائن القران
َّللا ان يعطيه مفتاح الفهم
خزائن القرآن هي علوم القرآن ،التي يستمد منها من يشاء ّ
فيها واالمداد منها .
يقول :
“ . . .فجميع ما نتكلم فيه [ الصوفية ] في مجالسي ،وتصانيفي انما هو من حضرة
القرآن وخزائنه .أعطيت [ الشيخ ابن العربي ] مفتاح الفهم فيه ،واالمداد منه وهذا
كله حتى ال نخرج عنه ( “ . . .ف . ) 334 / 3
- 225خزائن كل شيء
مرادف :خزائن الحق .
خزائن كل شيء ؛ اي مصدر كل عطاء وامداد على المستوى الوجودي أو العلمي أو
اي شيء كان .من حيث إن :
-لفظ “ كل “ يفيد الحصر والتقييد
-ولفظ “ شيء “ يفيد التعميم والشمول .
394
“ “ 395
اما استعمال اي عربي للفظ “ خزائن “ بالجمع فلم يقل :خزانة كل شيء ،فذلك من
ناحية انسجاما مع النص القرآني الذي أوردها بصيغة الجمع .ومن ناحية أخرى ،
للتأكيد على تميز الحقائق وانفصال بعضها عن بعض في حال امكانها [ انظر “ خزائن
األشياء “ ] .
انظر “ خزائن الحق “
..........................................................................................
ش ْيءٍ ِّإ َّال ِّع ْن َدنا خَزا ِّئنُهُ َوما نُن ِّ َّزلُهُ ِّإ َّال ِّبقَ َد ٍر َم ْعلُ ٍ
وم ) ( 1إشارة إلى اآلية َ ”:و ِّإ ْن ِّم ْن َ
“( . ) 21 / 15
- 226خزائن اإلمكانات
انظر “ :الخزائن اإللهية "
- 227خزائن وجوديّة
الخزائن الوجودية هي الخزائن لشيء موجود في مقابل الخزائن الثبوتية ،التي تفتقر
مختزناتها إلى الخروج من تلك الخزائن إلى الوجود .
يقول :
“ واعلم أن الخزائن التي عند الحق على نوعين : 1نوع منها خزائن وجودية
لمختزنات موجودة كشيء يكون عند زيد . . .فزيد خزانته وذلك الشيء هو المختزن
َّللا ( “ . . . 2ف . ) 295 / 2 وهما عند ّ
..........................................................................................
) ( 1خزائن وجودية وخزائن ثبوتية :انظر “ خزائن األشياء “
) ( 2من حيث إنه المالك الحقيقي لكل شيء ،والفاعل في كل شيء .
- 228المختصر
المترادفات :المختصر الشريف ،المختصر الوجيز ،المختصر الجامع ،مختصر
العالم والحق .
395
“ “ 396
396
“ “ 397
- 229مختصر الحق
ان جميع الحقائق الكامنة في الحق ،ظاهرة في العالم ،لذلك كان العالم مختصر الحق
،من حيث إنه يجمع ويختصر كل حقائق الحضرة اإللهية .
- 230مختصر العالم
ان االنسان ،مطلق انسان ، 1جمع في كونه الصغير كل الحقائق المنتشرة في العالم
الكبير ، 2ولهذا يطلق عليه اسم :العالم الصغير 3ومختصر العالم .
397
“ “ 398
– 231الخضر
في اللغة :
“ الخاء والضاء والراء أصل واحد مستقيم ،ومحمول عليه فالخضرة من األلوان
معروفة .
والخضراء :السماء ،بلونها ،كما سميت األرض ،الغبراء . . .
ان كل ما خالف البياض فهو في حيّز السواد . . .فيسمى األسود اخضر ،والخضر ،
قوم سمو بذلك لسواد ألوانهم . . .
فأما قوله :وانا األخضر من يعرفني * اخضر الجلدة في بيت العربف إنه يقول :
انا خالص ،ألن ألوان العرب سمرة ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ خضر “ )
في القرآن :
ورد األصل “ خضر “ في القرآن في أصلين :
أ -الخضرة من األلوان .وفي الوقت نفسه للتعبير عن الحياة في مقابل اليبس
والموات .
ق “( ) 31 / 18 س ْند ٍُس َو ِّإ ْستَب َْر ٍ قال تعالى َ ” :ويَ ْلبَ ُ
سونَ ِّثيابا ً ُخضْرا ً ِّم ْن ُ
ت ُخض ٍْرس ْنبُال ٍ
س ْب َع ُ
جاف َ ،و َ
س ْب ٌع ِّع ٌ مان يَأ ْ ُكلُ ُه َّن َ
ت ِّس ٍ قال تعالى ِّ ” :إ ِّنّي أَرى َ
س ْب َع بَقَرا ٍ
ت “( 12 / 43 ) . َوأُخ ََر يابِّسا ٍ
398
“ “ 399
وان استطعنا ان نلمح الصلة بين الخضر والياس مما جعل الشيخ ابن العربي يقابلهما ،
فإننا بصعوبة نتمكن من التكهن بالعالقة بين الخضر والبسط ،وبين الياس والقبض .
الخضر والياس يجمعهما شيء واحد عند الشيخ ابن العربي :الحياة .
َّللا مكانا عليا ،وهو إلى اآلن حي [ انظر “ إدريس فإن الياس الذي هو إدريس رفعه ّ
“ ] والخضر كذلك يتمتع بهذه الحياة المستمرة .
ومن ناحية ثانية ،ان “ صاحب الزمان “ أو “ القطب “ [ انظر “ قطب “ ] يم ّد أرواح
المؤمنين والسالكين بتجليات يجدن اثرها في نفوسهم :قبضا وبسطا .
[ هذان االثران هما لالسمين اإللهيين :الجالل والجمال ]
ويكون عطاء القطب هذا عن طريقين :الياس والخضر .
األول :للقبض والثاني للبسط .
وال نكاد نجد العالقة بين الخضر والبسط ،والياس والقبض في نصوص الشيخ األكبر
،مما يوقعنا في التكهنات ،التي نجد جذورها في “ طبيعة نفسية “ الخضر ،و
“ طبيعة نفسية “ الياس كما صورتهما كتب وسير األنبياء .أو
399
“ “ 400
ببساطة هذه العالقة منبعها ايحاءات االسمين :خضر والياس في النفس عند التلفظ
بهما أو كتابتهما .
****
الخضر رمز للعلم الباطن ،وهو العلم اللدني الذي خصه الشيخ ابن العربي باألولياء
،واألنبياء من حيث كونهم أولياء .
اي ان العلم الباطن أو علم الحقيقة هو بكلمة أخرى علم الوالية في مقابل علم النبوة
[ ظاهر ] ،وال يجب هنا ان ننظر إلى علم الوالية وعلم النبوة -إذا أمكن التعبير -
على أنهما علمان منفصالن لشخصين :النبي والولي .
بل هما علمان لشخص واحد :النبي .
وانما من حيثيتين :من حيثية كونه نبيا [ ظاهر ] ومن حيثية كونه وليا [ باطن ] .
انظر “ والية “
كما يراجع “ فصوص الحكم “ ج 2ص . 305
- 232الخط الفاصل
انظر “ انسان كامل “ .
ي1
- 233الخطاب اإلله ّ
في اللغة :
“ الخاء والطاء والباء أصالن :أحدهما الكالم بين اثنين ،يقال :خاطبه يخاطبه خطابا
،والخطبة من ذلك ،وفي النكاح الطلب ان يزوج . . .والخطبة:
400
“ “ 401
401
“ “ 402
402
“ “ 403
403
“ “ 404
وهذا سيظهر فيما يلي ،
) ( 2ان كلمة “ خطاب “ هي غير قرآنية ولكن نظرا ألنها عند الشيخ ابن العربي
كذلك غير موجودة بذاتها بل باشكالها ،نتبع هنا في هذه الفقرة األسلوب نفسه ونبحث
في آيات القرآن التي تورد الخطاب باشكاله ( الكالم . ) . . .
) ( 3لقد تكلم ابن القيم في مدارج السالكين على مراتب الهداية الخاصة والعامة
العشر وهي :
التكليم -الوحي -ارسال الرسل -التحديث -االفهام -البيان العام -البيان الخاص -
االسماع -االلهام -الرؤيا الصادقة .
ونالحظ اشكال الخطاب في هذه المراتب المتقدمة فلتراجع :ص ص . 52 - 37
َّللا للبشر وتعدد اشكاله .
) ( 4ان هذه اآلية تثبت كالم ّ
َّللا ،فليراجع “ صفة
) ( 5اما بخصوص موقف الشيخ ابن العربي الكالمي من كالم ّ
“ “ كلمة “ .كما يراجع :
-الفتوحات ج 2ص ، 400
-الفتوحات ج 4ص . 90
) ( 6يرى الشيخ ابن العربي ان “ الكالم “ مشتق من “ الكلم “ اي الجرح .يقول :
“ . . .انما سمى الكالم لما له من األثر في النفس من الكلم الذي هو الجرح .وسمى
أيضا باللفظ الن اللفظ الرمي ،فرمت النفس ما كان عندها مغيبا بالعبارة إلى اسماع
السامعين ( “ . . .فتوحات . ) 431 / 4
) ( 7يؤكد عثمان يحي ذلك بقوله ان هذا االصطالح مبتكر للشيخ ابن العربي ال
نعلمه ألحد من قبله انظر الفتوحات .السفر الثالث ص 119هامش ( 2 ) .
) ( 8ان الفهوانية سماع خطاب الحق كفاحا .كما يشير الشيخ ابن العربي إلى رؤية
صورة الحق كفاحا .
انظر الفتوحات ج 4ص . 19
) ( 9ويرى الجيلي ان الفهوانية عالم التمييز بين الحقائق .يقول :
“ ان الوجود كله بمجموعه شيء واحد وذلك هي واحدية الحق .فالحق هو الوجود
المطلق ومن ها هنا يتجلى عليك سبحانه في كل موجود ،الن الوجود من حيث هو
وجود الزم لكل موجود بل هو عينه ،إذ ال فرق بين الوجود والموجود اال في
الفهوانية .وعلى الحقيقة هو عينه فالحق عين كل شيء وهو واحد على تعدد
األشياء ( “ . . .حقيقة اليقين .الجيلي .ورقة . ) 8
) ( 10يراجع بخصوص الفهوانية عند الشيخ ابن العربي :
-االصطالحات ص ، 297
-التجليات .ط حيدرآباد ص . 13 ، 4 ، 3 ، 2 :
-ترجمان األشواق ص ( 65 ، 51 ، 49 - 23 :هامش ( 77 ، ) 2هامش ) ،1
( 85هامش ( 105 ) 2هامش ( 113 ، ) 1هامش ( 125 ، ) 1هامش ) . 3
404
“ “ 405
– 234الخاطر
في اللغة :
“ الخاء والطاء والراء أصالن :أحدهما القدر والمكانة ،والثاني اضطراب وحركة .
فاألول قولهم لنظير الشيء خطيره .
ولفالن خطر اي منزلة ومكانة تناظره وتصلح لمثله .
واألصل اآلخر قولهم :خطر البعير بذنبه خطرانا .
وخطر بالي كذا خطرا ،وذلك ان يمر بقلبه بسرعة ال لبث فيها وال بطء “ ( معجم
مقاييس اللغة مادة “ خطر “ ) .
405
“ “ 406
في القرآن :
لم يرد األصل “ خطر “ في القرآن .
عند الشيخ ابن العربي : 1
*ان أكثر ما كتب الشيخ األكبر في الخاطر والخواطر يذكر بالتعريف الكالسيكي
الصوفي .
إذ اننا ال نلمح خالل األسطر والكلمات وجهه المميز و “ بصماته “ الشخصية .
لذلك لن نكثر من ايراد النصوص ، 2بل سنكتفي باهمها وخاصة بنص معين يخالف
كل نصوصه في الخاطر ،من حيث إن سطوره يعبق منها شذا “ وحدة الوجود “ التي
دأب شيخنا التوجه إليها عبر كل لفظ ومعنى .
يقول :
“ . . .فكل امر الهي ينزل [ إلى الخلق ] فهو :اسم الهي عقلي نفساني عرشي كرسي
، 3فهو مجموع صور كل ما مر عليه في طريقه .
فيخترق الكور ويؤثر في كل كرة بحسب ما تقبله طبيعتها ،إلى أن ينتهي إلى األرض
4فيتجلى لقلوب الخلق فتقبله بحسب استعداداتها ،وقبولها متنوع ،وذلك هو الخواطر
التي تجدها الناس في قلوبهم فبها يسعون وبها يشتهون وبها يتحركون ،طاعة كانت
تلك الحركة أو معصية أو مباحة ، 5فجميع حركات العالم من معدن ونبات وحيوان
وانسان وملك ارضي وسماوي .
فمن ذلك التجلي الذي يكون من هذا االمر اإللهي النازل إلى األرض ،فيجد الناس في
قلوبهم خواطر ال يعرفون أصلها وهذا هو أصلها . . .
ويظهر التأثيرات العلوية والسفلية . . .
فإذا نفذ فيهم امره وأراد الرجوع جاءته رسله ،من كل موجود بما ظهر من كل من
بعثوا اليه صورا قائمة ،فيلبسها ذلك االمر اإللهي من قبيح وحسن ،ويرجع إلى
معراجه من حيث جاء إلى أن يقف بين يدي ربه اسما الهيا ظاهرا بكل صورة ،فيقبل
منها الحق ما شاء ويرد منها ما شاء على صاحبها في صور تناسبها ( “ . . .فتوحات
. )30 : 3
نستخلص من النص ان :
الخاطر هو االمر اإللهي المتصف بصفة كل األكوان التي اخترقها في تنزله إلى الخلق
-وهو مبدأ الحركة والفعل في المخلوقات .
***
406
“ “ 407
*اما طبيعة الخاطر ،التي تميزه عن غيره من أنواع الواردات على السالك فهو انه
خطاب [ -صورة ] ال يثبت .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ الخاطر . . .ما يرد على القلب والضمير من الخطاب ربانيا كان أو غير رباني ،
ولكن من غير إقامة فان أقام فهو حديث نفس ( “ . . .فتوحات / 132 ) . 2
“ والخواطر كلها خطابات الهية ما هي تجليات .
َّللا صورا تحدث في العماء الذي هو النفس اإللهي ،فمن شهدها وال
ولهذا ينشئها ّ
َّللا علما بما ذكرناه يتخيل ان الخواطر تجل الهي لما يرى من الصورة ،وهذا
يرزقه ّ
هو السبب في تسميتها خواطر .
وانها ال تثبت كما ال تثبت صورة الحرف في الوجود بعد نطق اللسان به ،فما له
سوى زمان النطق به ثم ينعدم ويبقى في فهم السامع ،مثال صورته فيتخيل ان الخاطر
باق .
كما تخيل ذو النون في قوله “ الست بربكم “ فقال كأنه اآلن في أذني .
فما ذلك هو الكالم الذي سمع وانما ذلك الباقي مما اخذ الفهم من صورة الكالم فثبت
في النفس ( “ . . .فتوحات . ) 566 - 565 / 2
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن “ الخاطر “
-اللمع ص ص ، 419 - 418
-قوت القلوب ص ص 252 - 231
-روضة الطالبين .الغزالي .ص . 9
-رسالة المسترشدين .المحاسبي .ص . 63
-شفاء السائل .فهرس المصطلحات .مادة “ خاطر “ “ خواطر “
-Exegese coraniqueص “ 305خاطر “ “ خواطر “
-نصوص صوفية غير منشورة تحقيق األب نويا ص ص ( 316 - 314الخواطر
الملكوتية -والملكية -والملكتية ) .
َّللا .بدر الحبشي .ورقة ، 50 -االنباه على طريق ّ
َّللا .المحاسبي .ص ص ، 107 - 105ص ص 114 - 109 -الرعاية لحقوق ّ
( خطرة ،خطرات ) .
-ننقل كالم القشيري في “ الرسالة “ ألنه يلخص موقف المتقدمين جميعهم ،يقول :
“ والخواطر خطاب يرد على الضمائر ،فقد يكون بالقاء ملك ،وقد يكون بالقاء
لشيطان ،ويكون أحاديث النفس ،ويكون من قبل الحق سبحانه ،فإذا كان من الملك
فهو االلهام ،
407
“ “ 408
وإذا كان من قبل النفس قيل له الهواجس ،وإذا كان من قبل الشيطان فهو الوسواس ،
َّللا سبحانه وتعالى والقائه في القلب فهو خاطر الحق. . .
وإذا كان من قبل ّ
وفرق الجنيد بين هواجس النفس ووساوس الشيطان بان النفس إذا طلبتك بشيء الحت
فال تزال تعاودك ولو بعد حين حتى تصل إلى مرادها . . .
واما الشيطان إذا دعاك إلى زلة فخالفته بترك ذلك يوسوس بزلة أخرى الن جميع
المخالفات له سواء “ . . .ص . 43
) ( 2النصوص التي يذهب فيها الشيخ ابن العربي في الخاطر مذهب المتقدمين من
حيث تعريفه واقسامه هي - :فتوحات 1ص ص [ 284 - 281اقسام الخواطر
األربعة ] .
-فتوحات 2ص ص [ 78 - 77خاطر :رباني -ملكي -نفساني -شيطاني ] .
َّللا على قلب عبده -الخاطر األول الهي -فتوحات 2ص [ 564الخواطر سفراء ّ
صادق ( انظر أول ) ] .
-فتوحات 3ص [ 61تردد الخواطر وعالقته بأقالم المحو واالثبات ] .
-فتوحات 3ص [ 97الخاطر األول .والخاطر الثاني ] .
-فتوحات 4ص [ 152الخاطر األول ] .
-شجون المشجون .ورقة 16ب ورقة 17أ [ .الخاطر ] .
-وسائل السائل ص ص [ 23 - 22خاطر الحق -خاطر الملك ] ،ص [ 33اقسام
الخواطر األربعة -خاطر الحق -الخاطر األول ] .
-شرح التجليات -نشر عثمان يحي .المشرق . 1967 .ص ص 158 - 156مع
الهوامش .
) ( 3ان االمر اإللهي في نزوله إلى األرض يمر بعوالم مختلفة وفي مروره هذا
يصطبغ بصفتها .مثال ان االمر اإللهي في نزوله إلى الخلق يمر على القلم أو العقل
األول ثم اللوح أو النفس الكلية ثم العرش وهكذا ،فيصطبغ بصفة كل عالم ويصبح
امرا الهيا عقليا نفسيا عرشيا -وهكذا .
) ( 4ان االمر اإللهي ينزل من الحق إلى الخلق مخترقا كل العوالم التي تفصلهما .
فهو يمر على العقل [ القلم ] والنفس [ اللوح ] والعرش والكرسي . . .ويخترق
السماوات السبع .وعندما يصل إلى السابعة وهي السماء الدنيا ينزل منها إلى
األرض .اما مدة هذا “ السفر “ الذي يقوم به االمر اإللهي فهي ثالث سنوات .لذلك
من حظي بكشف هذا االمر اإللهي قبل وصوله إلى األرض يستطيع ان يخبر بما
سيحدث .ألنه ما من شيء يحدث في األرض اال بعد انقضاء ثالث سنوات على نزول
االمر اإللهي ،وهي مدة اختراقه العوالم الفاصلة بين الحضرتين [ وعلى هذا يستند
العرافون والكهنة . . .في تنبؤاتهم ] انظر الفتوحات ج . 3ص ص ، 31 - 30
) ( 5نلفت االنتباه إلى أن الشيخ ابن العربي يقسم االمر اإللهي إلى قسمين :أمر الهي
تكويني .وامر إلهي تكليفي .وعلى أساس هذا الفصل يشرح كيفية استناد المعصية في
أصلها إلى أمر الهي .انظر “ امر الهي “ .
408
“ “ 409
- 235األخفياء
“ االخفياء “ هم “ االفراد “ انظر “ افراد ".
- 236اإلخالص
انظر “ الصدق “ .
- 237الخلّة 1
في اللغة :
“ الخل والخلّة بكسرهما اي المصادقة واإلخاء ،والخلّة أيضا الصديق للذكر واألنثى
والواحد والجمع ،والخ ّل بالكسر والضم الصديق المختص “ ( . . .القاموس المحيط
الفيروزآبادي مادة “ خل “ )
409
“ “ 410
وهذا المقام وان كان إلبراهيم عليه السالم ،اال انه يمكن للسالك التحقق به باتباع سنته
،وينسب السالك اليه فيقال :براهيمي .كما ينسب األولياء ،إلى األنبياء فيقال
موسوي وعيسوي ومحمدي .
ويتميز النبي صاحب المقام عن السالك المتحقق بالمقام ،ان الصفة في النبي تسبق
مظهرها .بل مظهرها ناتج من وجودها بينما السالك يسعى من خالل فعله لمظهر
الصفة إلى اكتساب الصفة .مثال الخلة صفة إبراهيم هي سابقة لمظهرها فيه وما
اعماله اال نتيجة وجودها السابق بينما السالك الذي يريد ان يتحقق بمقام إبراهيم يمشي
َّللا عليه بصفته .
يمن ّعلى قدمه 5ويتبع سنته عسى ان ّ
) “ ( 2فمن أراد تحصيل هذا المقام وان يكون خليال للرحمن . . .فينبغي . . .
َّللا كافرهم ومؤمنهم طائعهم وعاصيهم ،وان يقوم في ان يحسن عامة لجميع خلق ّ
العالم مع قوته مقام الحق فيهم ،من شمول الرحمة وعموم لطائفه من حيث ال يشعرهم
ان ذلك االحسان هو منه . . .فإذا كان العبد بهذه المثابة صحت له الخلة . . .وهكذا
تكون حال الخليل فهو رحمة كله ،فابحث عن صفات إبراهيم عليه السالم وقم بها
َّللا ان يرزقك بركته فإنه بالخلة قام بها ،ما هي أوجبت له الخلة “ ( ف / 2 عسى ّ
. ) 363 - 362
..........................................................................................
) ( 1اما الخلة كما يعرفها أقطاب وحدة الوجود فننقلها من لطائف االعالم حيث
يقول :
“ الخلة الخاصة :يعني بها تخلل كل شيء الحق والعبد بصفات االخر . . .
الخلة الخاصة :هي ظهور العبد بصفات الحق تخلقا بحيث يكون العبد متعمدا في
التخلي عن صفات خلقية والتجلي بصفات حقية ،رغبة في التجلي الحاصل بظهور
صفات الحق به .
الخلة الكاملة :هي المناسبة الذاتية التي يقتضي التحقق بصفات الحق على وجه يكون
المحقق بها مرآة يرتسم فيه جميع األسماء والصفات ،ارتساما ذاتيا ال على سبيل
المحاكاة بل بحيث يتخلله
410
“ “ 411
تخلال ال يبقى للعبد معه فراغ ليتصف بشيء من الصفات غير صفات الحق عز
وج ّل “ . . .وقد تخللت مسلك الروح منى ،ولذا سمي الخليل خليال “ هكذا عبر الشيخ
في كتاب الفصوص عما هو المراد بالخلة عند أهل الخصوص “ ( لطائف االعالم ق
87أ ) .
– 238خليل
في اللغة :
“ الخليل الصادق أو من أصفى المودة وأصحها “ ( الفيروزآبادي .المحيط مادة “ خل
“)
في القرآن :
حصر القرآن العزيز “ الخلة “ بشخص النبي إبراهيم فقط ،فسماه :خليال َ ”.وات َّ َخذَ َّ
َّللاُ
يم َخ ِّل ً
يال “. ) 125 / 4 ( 1عند الشيخ ابن العربي : ِّإبْرا ِّه َ
انظر “ :إبراهيم “
) ( 1يقول البيضاوي في شرح اآلية “ :اصطفاه وخصصه بكرامة تشبه كرامة
الخليل عند خليله . . .والخلة من الخالل فإنه ود تخلل النفس وخالطها ،وقيل من
الخلل فان كل واحد من الخليلين يسد خلل اآلخر ،أو من الخل وهو الطريق في الرمل
فإنهما يترافقان في الطريقة ،أو من الخلة بمعنى الخصلة فإنهما يتوافقان في
الخصال ( “ . . .أنوار التنزيل ج 1ص . ) 103
411
“ “ 412
- 239الخالفة – خليفة
في اللغة :
“ الخاء والالم والفاء أصول ثالثة :
أحدهما ان يجيء شيء بعد شيء يقوم مقامه ،
والثاني خالف قدّام ،
والثالث التغيّر .
فاألول الخلف ،والخلف :ما جاء بعد ويقولون :هو خلف صدق . . .
ى خلف ، وخلف سوء . . .فإن لم يذكروا صدقا وال سوءا قالوا للجيّد خلف وللرد ّ
ف “[ . ] 59/19 ف ِّم ْن بَ ْع ِّد ِّه ْم خ َْل ٌ َّللا تعالى ”:فَ َخلَ َ
قال ّ
. . .الخالفة ،وانما سميت خالفة الن الثاني يجيء بعد األول قائما مقامه “ ( معجم
مقاييس اللغة مادة “ خلف “ ) .
في القرآن :
ورد األصل “ خلف “ في القرآن بالوجوه الثالثة اللغوية السابقة :
( أ ) خالف قدّام ،
باط ُل ِّم ْن بَي ِّْن يَ َد ْي ِّه َوال ِّم ْن خ َْل ِّف ِّه “[ 41 / 42 ] . قال تعالى ” :ال يَأْتِّي ِّه ْال ِّ
( ب ) التعاقب ،
ت ِّألُو ِّلي الف اللَّ ْي ِّل َوالنَّ ِّ
هار َآليا ٍ اختِّ ِّض َو ْ ت َو ْاأل َ ْر ِّ سماوا ِّ ق ال َّقال تعالى ِّ ” :إ َّن فِّي خ َْل ِّ
ب “[. ] 190 / 3 ْاأل َ ْلبا ِّ
( ج ) التغير.
اخ ِّتالفا ً َك ِّثيرا ً “[ 4 / 82 ] . َّللا لَ َو َجدُوا ِّفي ِّه ْ
غي ِّْر َّ ِّقال تعالى َ ” :ولَ ْو كانَ ِّم ْن ِّع ْن ِّد َ
( د ) مشيرا إلى مرتبة الحكم والتصرف في األرض [ التي هي باألصالة للحق
وباالستخالف لالنسان ] :وهي لالنسان عامة ولألنبياء خاصة .
412
“ “ 413
عند الشيخ ابن العربي :
*نظر الشيخ ابن العربي إلى الخالفة على أنها “ نيابة “ مجردة عن شخص النائب
والمنوب عنه ،فكل متصرف بالنيابة عن آخر فهو :خليفة المنوب عنه فيما ملّكه
التصرف فيه .وبذلك تتعدد اشخاص الخالئف بتعدد فعل االستخالف .
َّللا .
أوال :الخليفة هو ّ :
413
“ “ 414
ض َخ ِّليفَةً “[ ] 30 / 2
َّللا العالم ،قال للمالئكة ِّ ”:إ ِّنّي جا ِّع ٌل فِّي ْاأل َ ْر ِّ
بعد ما خلق ّ
وتلك الخالفة رتبة ال يستحقها اال من خلق على الصورتين :اإللهية والكونية اي من
جمع في ذاته جميع حقائق ،الحق والعالم .وهو :االنسان الكامل . 3
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا تعالى
“ وانما كانت الخالفة آلدم عليه السالم 4دون غيره من أجناس العالم لكون ّ
خلقه على صورته “ ( ف . ) 263 / 1
“ فال يكون خليفة اال من له األسماء اإللهية بطريق االستحقاق 5اي هو على تركيب
خاص يقبلها ،إذ ما كل تركيب يقبلها “ ( ف . ) 441 / 2
َّللا كمال هذه النشأة االنسانية جمع لها بين يديه وأعطاه جميع حقائق العالم “ فلما أراد ّ
وتجلى لها في األسماء كلها .فحازت الصورة اإللهية والصورة الكونية . . .
فلما كان له [ االنسان ] هذا االسم الجامع قابل الحضرتين [ اإللهية والكونية ] بذاته 6
فعمت له الخالفة وتدبير العالم ( “ . . .ف . ) 468 / 2
“ االنسان الحيوان خليفة االنسان الكامل وهو الصورة الظاهرة التي بها جمع حقائق
العالم ،واالنسان الكامل هو الذي أضاف إلى جمعية حقائق العالم حقائق الحق التي بها
صحت له الخالفة “ ( ف . ) 437 / 3
للا :
ثانيا -ماهية الخالفة عن ّ
َّللا بلغة الشيخ ابن العربي هي ظهور االنسان الكامل [ الذي استحقها ان الخالفة عن ّ
بالشرطين المتقدمين ] في العالم باألسماء والصفات اإللهية -وهو مقام قرب النوافل
الذي يتحقق فيه العبد ان الحق سمعه وبصره وكل قواه ( انظر “ قرب نوافل “ ) .
يقول الشيخ ابن العربي :
) “ ( 1فالخليفة ال بد ان يظهر فيما استخلف عليه بصورة مستخلفه واال فليس بخليفة
له فيهم ،فأعطاه :االمر والنهي ،وسماه بالخليفة “ ( ف . )1 / 263
“ ان االنسان هو العين المقصودة ّّلل من العالم ،وانه الخليفة حقا وانه محل ظهور
األسماء اإللهية ،وهو الجامع لحقائق العالم كله ( “ . . .ف .)1 / 125
414
“ “ 415
َّللا ورب بالنسبة للعالم ولذلك جعله خليفة وأبناءه خلفاء . . .
“ فهو [ االنسان ] عبد ّ
“ ( نقش الفصوص ص . ) 2
) “ ( 2وال يكون نائبا عنه تعالى حتى يكون من استخلفه واستنابه سمعه وبصره
وجميع قواه ،ومتى لم يكن بهذه الصفة فما هو نائب وال خليفة “ ( . . .ف / 3
. ) 280
“ . . .قيل ألبي يزيد حين خلع [ الحق ] عليه خلع النيابة . . .اخرج إلى خلقي
بصفتي فمن رآك رآني ( “ . . .ف . ) 167 / 1
للا ،في االنسان [ ستة اشكال ] .ثالثا -اشكال ظهور “ الخالفة عن ّ
ان للخالفة اشكاال في ظهورها في االنسان ،هذه االشكال هي بلمحة مميزة مضمون
الخالفة .
وهي :الوالية ،النبوة ،الرسالة ،اإلمامة ،االمر ،الملك . 7
( أ ) الوالية :
َّللا تظهر في “ الرسالة “ ،وبعد انقطاعها تظهر في “ الوالية “ 9
ان الخالفة عن ّ
فالخليفة هو من األولياء افرد عنهم لمرتبة القطبية 10والخالفة .
415
“ “ 416
( ب ) النبوة :
ان النبوة عند الشيخ ابن العربي نبوتان :نبوة تشريع ،ونبوة عامة .األولى تقترب من
“ الرسالة “ من حيثية التشريع المنزل .والثانية هي الوالية ألنها ال تنقطع بانقطاع
التشريع [ .انظر “ نبوة تشريع “ “ نبوة عامة “ ] .
الخالفة = الوالية اذن الخالفة = النبوة العامة
[ انظر الفقرة السابقة ]
الخالفة = الرسالة اذن الخالفة = نبوة التشريع
[ انظر الفقرة التالية ]
ويجب اال نستنتج ان النبوة العامة هي نبوة التشريع نظرا ألنهما يساويان الخالفة ،
بل األحرى ان ننبه إلى أن الشيخ األكبر نظر إلى الخالفة نظرتين :
خالفة عامة [ نبوة عامة ]
وخالفة تشريع [ نبوة تشريع ] . 13
( ج ) الرسالة :
َّللا هي الرسالة من ناحية ،وبانختامها تبقى “ الخالفة عن خليفة
ان الخالفة من عند ّ
َّللا “ -وهي من ناحية ثانية تتجاوز الرسالة في مضمونها السلبي [ تبليغ ] ،
من عند ّ
ي يقتضي القتال بالسيف في سبيل حمايتها .إلى مضمون ح ّ
فالخالفة :رسالة حية فعالة تحمل في كيانها حتمية فرضها.
416
“ “ 417
( د ) اإلمامة :
الخالفة هي اإلمامة من حيث إنها تقتضي تقدم الخليفة على كل ما استخلف عليه ،
وظهوره بجميع صفات من استخلفه - .وهي تختلف عن اإلمامة من حيث إن مفهوم
االستخالف نفسه يحمل في طياته عدم االصالة .فالمستخلف مستعار في رتبة هي
باألصالة لغيره .اما االمام فقد يكون في إمامته على وجه االستحقاق واالصالة . 17
يقول الشيخ ابن العربي :
) “( 1ان سبب المنازعة . . .أمران :االستخالف الذي هو اإلمامة .
والخلق على الصورة ،فال بد للخليفة من أن يظهر بكل صورة يظهر بها من استخلفه
،فال بد من إحاطة الخليفة بجميع األسماء والصفات اإللهية التي
417
“ “ 418
يطلبها العالم . . .فكل نائب في العالم ،فله الظهور بجميع األسماء ( “ . . .ف / 4
.)3
“ ان الحق انزل نفسه في خلقه منزلتهم ،وجعل مجاله االت ّم في الخليفة االمام ،ثم
قال :كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ،فعمت اإلمامة جميع الخلق . . .ويتصرف
َّللا من التصرف فيه “ ( . . .ف . ) 476 / 3 [ كل امام ] بقدر ما ملكه ّ
“ . . .الخليفة وهو الرسول وأولو االمر منا “ ( ف . ) 122 / 4
ض َخ ِّليفَةً “[ 2 / 30 ] . . .جعلناه خليفة ولم تذكره
) ِّ ” ( 2إ ِّنّي جا ِّع ٌل ِّفي ْاأل َ ْر ِّ
باإلمامة ،الن الخليفة يطلب بحكم هذا االسم عليه من استخلفه فيعلم انه مقهور محكوم
عليه ،فما سماه اال بما له فيه تذكرة ألنه مفطور على النسيان والسهو والغفلة فيذكره
اسم الخليفة بمن استخلفه ،فلو جعله اماما . . .ربما اشتغل بإمامته عمن جعله
اماما . . .الن اإلمامة ليست لها قوة التذكير في الخالفة .فقال في الجماعة الك ّمل
ض “[ ] 39 / 35فوقع هذا في مسموعهم فتصرفوا في العالم ف فِّي ْاأل َ ْر ِّجعلكم” خَالئِّ َ
بحكم الخالفة “ ( ف . ) 410 / 3
( هـ ) االمر :
الخالفة تقتضي الظهور بصفات المستخلف فيما استخلف عليه .اذن الخليفة يعطي
التصرف في المستخلف عليه فيكون له وحده :االمر .
يقول الشيخ األكبر :
“ فإذا اعطى [ االنسان ] التحكم في العالم فهي الخالفة ،فان شاء تحكم وظهر كعبد
القادر الجيلي ،وان شاء سلم وترك التصرف لربه . . .اال ان يقترن به أمر الهي
كداوود عليه السالم ( “ . . .ف (. ) 308 / 2و ) الملك :
الخالفة مرتبة تحوز الملك الظاهر والباطن ،فإذا تقاصر الخليفة الحق اي “ المستخلف
َّللا “ عن الظهور بها في الخلق احتجب بشخص “ خليفة الظاهر “ وأمدّه بالحكم من ّ
والتصرف.
418
“ “ 419
“ ومنهم [ األقطاب .انظر “ قطب “ ] من يكون ظاهر الحكم ويحوز الخالفة الظاهرة
كما حاز الخالفة الباطنة من جهة المقام كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي . . .ومنهم
من له الخالفة الباطنة خاصة وال حكم له في الظاهر كأحمد بن هارون الرشيد السبتي
وكأبي يزيد البسطامي ،وأكثر األقطاب الحكم لهم في الظاهر ( “ . . .ف . ) 6 / 2
يستعمل الشيخ ابن العربي لفظ خليفة بمقاصد مختلفة متباينة دون ان يشير إلى تباينها
أو يوضح مقصده ،اال اننا نستطيع ان ننبه إلى األمور التالية :
أوال -لفظ “ خليفة “ نكرة دون تعريف يقصد به اي انسان استخلف على شيء ،وهنا
تتسع الخالفة وتضيق بالنسبة إلى استحقاق الخليفة من الظهور بحقائق الحق والعالم .
فكل انسان خليفة . 22
ثانيا -كلمة “ خليفة “ معرفة تؤدي إلى أحد امرين ،اما ان الخليفة هو االنسان الكامل
،القطب صاحب الوقت .
وهنا يتعدد بتعدد األزمنة .واما انه الخليفة الواحد يظهر في كل زمان بصورة صاحب
الوقت أو القطب .23
419
“ “ 420
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا في ارضه ال خليفة عن سلف .ثم “ فعلموا [ المالئكة ] . . .انه [ آدم ] خليفة عن ّ
ما زال يتلقاها كامل عن كامل حتى انتهت إلى السيد األكبر المشهود له بالكمال محمد
َّللا عليه وسلم . . .فكان . . .أعظم خليفة وأكبر امام ( “ . . .ف / 3 صلّى ّ
. ) 400
َّللا هذا الكمال اال ليكون بدال من“ فاالنسان الكامل الظاهر بالصورة اإللهية لم يعطه ّ
الحق .ولهذا سماه خليفة ، 24وما بعده من أمثاله خلفاء له فاألول وحده هو خليفة
الحق ،وما ظهر عنه من أمثاله في عالم األجسام فهم خلفاء هذا الخليفة وبدل منه في
كل امر يصح ان يكون له “ ( . . .ف . ) 280 / 3
..........................................................................................
) ( 1انظر شرح اآلية .أنوار التنزيل البيضاوي ج 1ص . 20
) ( 2يستثمر الشيخ ابن العربي كل لفظ تستأثر به فلسفته ،وها هو يقسم الخالفة :
َّللا وخالفة عن الرسل بعد انقطاع الرسالة ،وهذا التقسيم يذكرنا بموقفه إلى خالفة عن ّ
َّللا ،ونبوة عامة
من النبوة عامة ،فالنبوة يقسمها إلى نبوة تشريع وهي كالخالفة عن ّ
تبقى بعد ختم نبوة التشريع وهي كالخالفة عن الرسل .انظر “ نبوة التشريع “ “ نبوة
عامة “ .
) ( 3يقول الشيخ ابن العربي “ :واالنسان انقسم قسمين :قسم لم يقبل الكمال . . .
وقسم قبل الكمال فظهرت فيه الستعداده الحضرة اإللهية بكمالها وجميع أسمائها فأقام
هذا القسم خليفة وكساه حلة الحيرة “ ( ف . ) 307 / 2
) ( 4للشيخ ابن العربي نظرة خاصة في هبوط آدم إلى األرض عقب معصيته .
يقول :
“ . . .قال [ الحق ] له [ آدم ] :اهبط هبوط والية واستخالف ال هبوط طرد ،فهو
هبوط مكان ال هبوط رتبة .هبوط مكان ال هبوط مكانة * لتلقى به فوزا وملكا مخلدافأن
إبليس قال له :هل ادلك على شجرة الخلد وملك ال يبلى ،فسمع ذلك الخطاب من ربه
تعالى [ انظر “ خطاب الهي “ ] فكان صدقا لحسن ظنه بربه . . .وأورثه االكل الخلد
والملك الذي يبلى ( “ . . .ف / 141 ) . 2
) ( 5يميز الشيخ ابن العربي بين استحقاق المرتبة واستحقاق الذات مثال :العلم هو
ذاتي ّّلل ،ومرتبة لالنسان ،وما يميز المرتبة انها قابلة للعزل واالنسالخ عن
حاملها .
يقول “ :ولهذا سماه خليفة 26 / 38 ، 30 / 2وخلفاء 62 / 27 - 74 ، 69 / 7
ألنها توليه ونيابة
420
“ “ 421
فما هم فيها بحكم االستحقاق اعني استحقاق الدوام لكن لهم استحقاق قبول النيابة
والخالفة فهم في الرتبة مستعارون وهي ّّلل ذاتية ( “ . . .ف . ) 135 / 4
) ( 6اي ان الحق اعطى النشأة االنسانية من ناحية جميع حقائق العالم ومن ناحية
ثانية تجلى لها بأسمائه كلها .فصحت لها بذلك جمعية الصورتين الحقيقة والخليفة
وكانت برزخا ( انظر “ برزخ “ ) له طاقة مقابلة الوجهين بذاته .
) ( 7كثيرا ما يرتكب قارىء الشيخ ابن العربي خطأ ظن كل شكل من هذه االشكال
الستة هو فقط مضمونها فيؤكد ان الخالفة هي اإلمامة ،أو انها النبوة ولذلك ننبه إلى
اشكال ظهورها في االنسان فال نحصرها في وجه دون آخر ،وال نؤخذ بنص للشيخ
ابن العربي يشدد على أحد االشكال لنستخلص انه الوجه األوحد .
) ( 8يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا عز وجل
َّللا عز وجل ،وأعلى مراتب خالفة ّ “ ان أعلى المراتب االنسانية خالفة ّ
الرسالة ،وأعلى مراتب الرسالة مرتبة أولى العزم من الرسل وهم الذي بعثوا بالسيف
،وأعلى مراتبهم اجمعها دعوة وهي الرسالة المحمدية ( “ . . .بلغة الغواص ق
. ) 49
) ( 9انظر “ والية “
) ( 10انظر “ قطب “
) ( 11ان القطب هو وارث للنبوة العامة ،ال نبوة التشريع .انظر “ النبوة العامة “ .
) ( 12هذا ال يعني بان الولي وضيع االخالق ال تدنو رحابة صدره من اعتاب العفو
،كال ! ان الولي متسامح كريم االخالق يتغاضى عن حق نفسه ،ولكنه غيور فيما
خص الحق تعالى اي انه ال يسامح في الحق .
) ( 13انظر فصوص الحكم ج 2ص ص ( 223 - 222خالفة التشريع -لخالفة
العامة وختميهما ) ص ص ( 307 - 306الموضوع نفسه ) .
) ( 14راجع “ عصمة “
) ( 15انظر “ توقيع الهي “
) ( 16ان خاتم الخلفاء هنا هو :خاتم األنبياء المرسلين .
) ( 17راجع “ امام “
) ( 18انظر فهرس األحاديث حديث رقم ( 22 ) .
) ( 19اي الخليفة الباطن صاحب العالمة .
) ( 20في بدء عهد الخالفة ،في زمن أبي بكر وعمر . . .كان الخليفة الظاهر اي
أمير المؤمنين هو نفسه الخليفة الباطن اي القطب .ولكن بعد انقضاء عهد الخلفاء
الراشدين ضعف الخليفة الباطن عن الظهور بصورة خالفته ،فانقسمت الخالفة إلى
باطنة وظاهرة .الباطنة :مرتبة والية .والظاهرة :مرتبة سياسية .واتخذ الخليفة
الباطن خليفة الظاهر حجابا يمده بالتصرف والحكم .
421
“ “ 422
) ( 21اي ان اسم الخليفة هو باألصالة للخليفة الحق اي القطب ألنه المشار اليه في
ض َخ ِّليفَةً “[ ] 30/ 2ولكن عند احتجابه بشخص الملك اآلية ِّ ”:إ ِّنّي جا ِّع ٌل فِّي ْاأل َ ْر ِّ
يعطيه اسمه فيدعى :
“ خليفة “ .
) ( 22راجع “ انسان خليفة “ في مقابل “ انسان حيوان “ .
) ( 23انظر “ انسان كامل “ “ قطب “ “ صاحب الوقت “ .
) ( 24يراجع بخصوص خليفة عند الشيخ ابن العربي :
-الفتوحات ج 1ص ، 36ص ، 57
-الفتوحات ج 2ص ( ، 453 ، 243 ، 227 ، 208 ، 201 ، 68حضرة الخالفة
-األرض ) .
-الفتوحات ج 3ص ( 89الصورة والخالفة ) ( 143 ،هبوط آدم للخالفة ) ص
( 164خالفة االنسان في األرض فقط ) ،ص ( 268الخالفة واألسماء اإللهية )
َّللا ) ( 382 ،هبوط آدم للخالفة ) ،ص ( 417 ، 399الخالفة ص ( 330خالفة ّ
والنيابة ) ( 475 ، 469 ،الخالفة -الحكم +التصرف ) (503 ،الخالفة ليست
إرثا ) ( 505 ،الخالفة -النيابة عن الحق ) .
-الفتوحات ج 4ص ( 45 - 26الخالفة والصورة ) ( 48 ،الخليفة ظاهر والذي
استخلفه باطن ) ( 56 ،الخالفة والصورة ) 268 - 269 ، 146 ، 132 ، 80 ،
( الخليفة -حضرة الخالفة ) ( 330 ، 278 ،الخالفة ضيافة ) . 447
-الفصوص المقدمة ص ، 13
-الفصوص ج 1ص [ 162 - 161خالفة حكم ( داود ) -خالفة استخالف
َّللا ) -ص ( - 165 164الخالفة َّللا -خليفة رسول ّ
( آدم ) ] ص ( 163خليفة ّ
الظاهرة والخالفة المعنوية ) .
-الفصوص ج 2ص ( 307 - 306 ، 223 - 222 ، 208 ، 39الخليفة
الحقيقي )
-بلغة الغواص ق ، 65ق ( 126 - 125سر الخالفة هو الكون )
-كتاب التجليات ص ( 30التوحيد يجمع والخالفة تفرق )
-كتاب االسرا ص ، 6 - 5ص ، 69 - 68
-روح القدس ص ( 131األرض -حضرة الخالفة ومنزل الخليفة ) .
422
“ “ 423
- 240المت ّخلل
المتخلّل -الباطن انظر “ الباطن “ و “ إبراهيم ".
- 241المتخلّل
المتخلّل -الظاهر انظر “ ظاهر “ و “ إبراهيم ".
- 242الخالفة الباطنة
انظر “ خالفة “ المعنى الثاني :ثالثا الفقرة “ و “ .
صغرى - 243الخالفة ال ّ
انظر خالفة المعنى “ الثالث “ الفقرة ( ) 1
- 244الخالفة الظاهرة
انظر خالفة المعنى “ الثاني “ ثالثا ،الفقرة “ و ".
- 245الخالفة الكبرى
انظر خالفة المعنى “ الثالث “ الفقرة) ( 1
423
“ “ 424
للا
- 246خالفة من عند ّ
َّللا هي “ الرسالة “ .
الخالفة من عند ّ
انظر “ خالفة “ :المعنى “ الثاني “ الفقرة ج .
– 248الخلق
في اللغة :
“ الخاء والالم والقاف أصالن :أحدهما :تقدير الشيء ،واآلخر :مالسة الشيء .
سقاء ،إذا قدّرته . . .ومن ذلك الخلق وهي السجيّةفاما األول فقولهم :خلقت األديم لل ّ
الن صاحبه قد قدّر عليه . . .وفالن خليق بكذا . . .اي هو ممن يقدّر فيه ذلك . . .
ومن الباب رجل مختلق :تام الخلق.
َّللا تعالى ”:
والخلق :خلق الكذب ،وهو اختالفه واختراعه وتقديره في النفس .قال ّ
َوت َ ْخلُقُونَ ِّإ ْفكا ً “[ 29 / 17 ] .
واما األصل الثاني فصخرة خلقاء اي ملساء . . .اخلولق السحاب :
استوى ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ خلق “ ).
424
“ “ 425
فاّلل :الخالق ،وكل ما عداه يشمله َّللا ّ ، ( ب ) الخلق فعل ينسحب على كل ما سوى ّ
فعل خلقه ( ومن هنا اطالق لفظ الخلق على المخلوق ) .
صاحبَةٌ َو َخلَقَ ُك َّل َ
ش ْيءٍ “[ . ] 101 / 6 ِّ قال تعالى " :أَنَّى يَ ُك ُ
ون لَهُ َولَ ٌد َولَ ْم ت َ ُك ْن لَهُ
س َو ْالقَ َم َر “[ . ] 33 / 21 ش ْم َ هار َوال َّ قال تعالى َ ” :و ُه َو الَّذِّي َخلَقَ اللَّ ْي َل َوالنَّ َ
ع َم ًال ] . “[ 67 / 2 ت َو ْال َحياة َ ِّليَ ْبلُ َو ُك ْم أَيُّ ُك ْم أ َ ْح َ
س ُن َ قال تعالى ” :الَّذِّي َخلَقَ ْال َم ْو َ
( ج ) ورد في القرآن افعال كالتسوية والتصوير والتقدير تشابه الخلق -وكل هذه
األفعال تشعر باثنينية الخالق والمخلوق .
ش ْيءٍ فَقَد ََّرهُ ت َ ْقدِّيرا ً “[ . ] 2 / 25 قال تعالى َ ”:و َخلَقَ ُك َّل َ
ص َو َر ُك ْم ] “[ 64 / 3 ص َّو َر ُك ْم فَأ َ ْح َ
سنَ ُ ق َو َ ض بِّ ْال َح ّ ِّ
ت َو ْاأل َ ْر َ
سماوا ِّ قال تعالى َ ”:خلَقَ ال َّ
س َّوى [ 87 / 2 ]". ح اس َْم َر ِّبّ َك ْاأل َ ْعلَى .الَّذِّي َخلَقَ فَ َ س ِّبّ ِّ
قال تعالى َ ” :
ص ّ ِّو ُر لَهُ ْاألَسْما ُء ْال ُحسْنى . “[ 59 / 24 ] . ئ ْال ُم َ َّللاُ ْالخا ِّل ُق ْال ِّ
بار ُ قال تعالى ُ ” :ه َو َّ
425
“ “ 426
عند الشيخ ابن العربي :
ابرز مالمح الخلق عند حكيم مرسيه نلخصها في النقاط التالية :
- 1ان الخلق ليس من العدم) ( - creation exnihiloبل من وجود علمي إلى
َّللا يظهر أو يخرج
َّللا خالق “ :في فلسفة الشيخ ابن العربي تعني ان ّ
وجود عيني ّ “ .
األعيان الثابتة إلى الوجود الظاهر المحسوس الخارجي .وهذا ّّلل وحده فليس في طاقة
مخلوق ان تتعلق ارادته باظهار األعيان الثابتة ( انظر “ عين ثابتة “ ) .
- 2ان الخلق لم يحدث في زمن معين بل هو دائم مع األنفاس .فالحق ال يزال دائما
ابدا خالقا والعالم ال يزال دائما ابدا فانيا ( انظر “ خلق جديد “ ) .
- 3ان فعل الخلق ال يستدعي اثنينية الخالق والمخلوق ،ومن هنا استبدل الشيخ ابن
العربي بلفظ “ خلق “ عبارات وتمثيالت حاول ان يشرح فيها تلك العالقة بين وجهي
الحقيقة الواحدة .فنراه أحيانا يلجأ إلى النور والظالل ،إلى الصور والمرايا إلى
الظاهر والمظاهر .
كل ذلك ليسكب تلك االثنينية المشهودة في الحس والمتوهمة 2في وحدة ايمانية أو
شهودية كشفية .
فالخلق هو :تجلي الحق في صور العالم .
فهو الظاهر في كل مظهر ( انظر “ تجلي “ ) .
- 4نظر الشيخ ابن العربي إلى لفظ الخلق من وجوه أربعة :
- 1الخلق -خلق ايجاد .وهو تعلق اإلرادة باظهار عين المراد اظهاره .
- 2الخلق -خلق تقدير .وهو تعيين الوقت الظهار عين الممكن .
- 3الخلق -فعل الخلق .
- 4الخلق -اسم .بمعنى المخلوق .
وهو أحد وجهي الحقيقة الواحدة :
حق خلق ،وهو يمثل كل صفات االنفعال والتأثر والفقر والمعلولية في مقابل كل
صفات الفعل والتأثير والغنى والعلية ( حق ) ،
انظر [ “ اسم الهي “ المعنى “ الرابع “ ] كما أن كل مخلوق له بعد واحد هو بعد الخلق
اي المخلوق ما عدا االنسان فإنه يتميز ببعدين :خلق وحق فهو خلق حق.
426
“ “ 427
) “ ( 2قال تعالى :فماذا بعد الحق اال الضالل وليس اال الخلق ،والضالل الحيرة
[ انظر حيرة ] وبالخلق ظهر حكم الضالل . . .وما سمى [ الخلق ] خلقا اال بما يخلق
منه ،فالخلق جديد ،وفيه حقيقة اختالق ألنك تنظر اليه من وجه فتقول هو حق ،
وتنظر اليه من وجه فتقول هو خلق ،وهو في نفسه ال حق وال غير حق .
فاطالق الحق عليه والخلق كأنه اختالق ،فغلب عليه هذا الحكم فسمي خلقا ،وانفرد
الحق باسم الحق ( “ . . .ف . ) 279 / 4
“ وليس العبد سوى هذه األعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق متوهم .فالخلق
معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود .وما عدا هذين
الصنفين فالحق عندهم معقول والخلق مشهود [ انظر شرح المقطع في الجزء الثاني
من الفصوص ] ( “ . . .فصوص . ) 108 / 1
” فكل من في الوجود حق *** وكل من في الشهود خلق “( ف ) 306 / 3
)(3
( أ ) “ والخلق قد يكون بمعنى االيجاد ويكون بمعنى التقدير . 6كما أنه قد يكون
بمعنى الفعل . . .ويكون بمعنى المخلوق [ اسم ] ( “ . . .ف .) 171 /1
427
“ “ 428
َّللا “[ ، ] 11/ 31 “ فان الخلق 7يريد به المخلوق في موضع مثل قوله” هذا خ َْل ُق َّ ِّ
ض “[ / 18 ت َو ْاأل َ ْر ِّ سماوا ِّ ويريد به الفعل في موضع مثل قوله ”:ما أ َ ْش َه ْدت ُ ُه ْم خ َْلقَ ال َّ
( “ . . . ] 51ف . ) 289 / 4
( ب ) “ فكل ما سوى االنسان :خلق ،اال االنسان فإنه خلق وحق ( “ . . .ف / 2
. ) 396
َّللا .
“ . . .غابت انسانيته في ربه فتكونت عنه األشياء ،وال تتكون اال عن ّ
وغابت الربوبية في انسانيته فالتذ باألشياء وتنعم واكل . . .فهو :خلق حق . . .
“ ( ف . ) 441 / 2
..........................................................................................
) ( 1للسلب أو االنكار غالبا .
) ( 2ان الخلق متوهم عند الشيخ ابن العربي .بل يذهب إلى ابعد من ذلك إلى اثبات
ان الخلق مشتق من االختالق كما سيرد في النصوص .
) ( 3انظر “ عين ثابتة “ .
) ( 4انظر “ همة “
) ( 5اي ان في طاقة االنسان مشاهدة األعيان الممكنة في حال ثبوتها بالكشف عن
عالم الثبوت ،وله ان تتعلق ارادته بظهورها في عالمنا المحسوس ،ولكن ليس في
َّللا تعالى -عند إرادة هذا االنسان لوجودها -يوجدها .ونالحظ طاقته اظهارها ،بل ّ
انه مهما كان دور االنسان سلبيا في فعل الخلق يظل سببا في اظهار عين الممكن من
حيث تعلق همته بوجوده .
) ( 6انظر فيما يتعلق بخلق االيجاد وخلق التقدير :
-الفتوحات ج 4ص ص ( 211 - 210االمر اإللهي بالتكوين بين خلقين :خلق
تقدير وخلق ايجاد ) .
) ( 7يراجع بشأن خلق عند الشيخ ابن العربي :
-الفتوحات ج 2ص ( 243 - 242تخلق ) ( 246 ،تخلق )
-الفتوحات ج 3ص 404
-الفتوحات ج 4ص ( 63الحق والخلق ) ( 90 ،نسب تعالى الخلق لعبده ) 94 ،
( تخلق ) ص ( 108الخلق والتصوير ) ( 150 ،الخلق وفق بين الحق والطبيعة ) ،
( 214 - 210الخالق البارىء المصور ) ( 358 ،تخلق ) .
-الفصوص ج 1ص ( 88الخلق بالوهم -الخلق بالهمة ) ( 136 ،تخلق ) ،
-الفصوص ج 2انظر فهرس االصطالحات مادة خلق .
َّللا األسباب والمسببات ) ،ص ( 141ابراز -رسالة روح القدس ص ( 128خلق ّ
المعدوم ) ،
428
“ “ 429
كما يراجع :
-اصطالحات الصوفية :عز الدين بن عبد السالم بن غانم المقدسي ق 82ب
-التوجه األولى .القونوي ق ( 10حق خلق ) .- Islam Jean During . P .
P . 202 - 205 ( Le sens de la creation selon Ibn
Arabi )Apercu sur l'esoterisme islamique et le Toaisme par
Rene guenon ed .gallimard P . P . 88 - 101 ( creation et
manifestatiom ) .
- 250خلق حق
الخلق الحق هو االنسان .
انظر خلق المعنى ( ) 4الخلق كاسم بمعنى :مخلوق .
429
“ “ 430
مضافا إلى األصلين السابقين :دوام ،تحول صور الكائنات إلى أمثالها .
ثانيا -اما من ناحية الممكنات فقد ساعدت صفاتها الخاصة على تحقق األصول الثالثة
المتقدمة وتتلخص هذه الصفات .
( أ ) ان الممكنات أو األعيان الثابتة هي ثابتة ال تزال في العدم ما ش ّمت رائحة الوجود
. 2ودوام ظهورها في الحس يقتضي دوام ايجادها في كل لحظة ألنها فانية معدومة
دائما .
( ب ) ان الممكنات لها االفتقار الذاتي ،فلو استمرت زمنين ال تصفت بالغنى عن
الخالق ،وذلك ينافي التفرقة التي شدد عليها الشيخ ابن العربي بين الصفات الذاتية
للحق وللخلق ،فالخلق له دوام االفتقار إلى االيجاد والظهور .
ثالثا -ان التفرقة بين الحق والخلق هي تفرقة اعتبارية محضة ،فالوجود واحد هو
الحق الذي يتجلى في كل لحظة فيما ال يحصى عدده من الصور .
اذن :
ان الخلق في تغير دائم مستمر أو هو على الدوام في خلق جديد ،بمعنى ان التجلي
اإللهي الدائم لم يزل وال يزال ،ظاهرا في كل آن في صور الكائنات .
وهذا الظهور مع كثرته ودوامه ال يتكرر ابدا ،فالمخلوقات في كل لحظة تفنى اي
تذهب صورتها لتظهر مثليتها في اللحظة التالية ،ويجب اال نقول بوجود فاصل أو
انفصال زمني .بل زمان ذهاب الصورة هو عين زمان وجودها الجديد .
وهذا الخلق الجديد يلتبس على غالبية المخلوقات فيظنون المثل الظاهر في اللحظة
الثانية هو عين األول .
وال يخلص من هذا اللبس اال أهل الكشف .
430
“ “ 431
َّللا ،ولكن الناس في لبس من خلق جديد . . . حال واحدة زمانين ال تصف بالغنى عن ّ
“ ( ف . ) 199 - 198 / 3
“ . . .ان جوهر العالم في األصل واحد ال يتغير عن حقيقته ،وان كل صورة تظهر
فيه فهي عارضة تستحيل في نفس االمر في كل زمان فرد ،والحق يوجد األمثال على
الدوام ألنه الخالق على الدوام والممكنات في حال عدمها مهيأة لقبول الوجود . . .
“ ( ف . ) 452 / 3
“ فهو [ الحق ] ّ
خالق على الدوام .والعالم مفتقر اليه تعالى على الدوام افتقارا
ذاتيا ( “ . . .ف . ) 208 / 2
“ واعلم أنه ليس في العالم سكون البتة ،وانما هو متقلب ابدا دائما من حال إلى حال
دنيا وآخرة ظاهرا وباطنا ( “ . . .ف . ) 304 - 303 / 3
“ . . .فالمخلوق ال يوجد ابدا ( “ . . . 3ف . ) 113 / 2
) “ ( 2تجديد الخلق مع األنفاس :زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد االعراض
في دليل األشاعرة “ ( فصوص . ) 156 / 1
” كل وقت فأنت خلق جديد *** ولهذا لك الفنا والنشور “( ف ) 8 / 4
َّللا يتجلى في كل نفس وال يكرر التجلي ،ويرون [ أهل الكشف ] أيضا ) “( 3ان ّ
شهودا ان كل تجل يعطي خلقا جديدا 4ويذهب بخلق ،فذهابه هو عين الفناء عن
التجلي والبقاء لما يعطيه التجلي اآلخر “ ( الفصوص . )1 / 126
“ فيحدث نشأة االنسان مع األنفاس وال يشعر ،وهو قوله تعالى ”َ :ونُ ْن ِّشئ َ ُك ْم فِّي ما ال
ت َ ْعلَ ُمونَ “[ ] 61 / 56
يعني مع األنفاس ،وفي كل نفس له فينا انشاء جديد بنشأة جديدة ومن ال علم له بهذا
فهو في لبس خلق جديد “ [ [ ، “ ] 15 / 50ف . ] 46 / 2
“ والتجدد مع األنفاس في األكوان معقول ( “ . . .ف . ) 404 / 3
..........................................................................................
) ( 1لقد اعتبر دارسو الشيخ ابن العربي عبارة “ خلق جديد “ من الكلمات
الرئيسة ( Termes - Clefs
431
“ “ 432
في فلسفته التصوفية فأفاضوا في تأمل جوانبها واستقصوا مصادرها .ولذلك نكتفي
بان نرجع القارئ إلى أهم ما كتبوه ،متجاوزين به مقارنات تدخل في صميم نظريات
الشيخ ابن العربي ال مصطلحاته .فليراجع - :عفيفي “ :من اين استقى الشيخ ابن
العربي فلسفته الصوفية “ مجلة كلية اآلداب جامعة اإلسكندرية سنة 1933ص –39
40
–حيث يبين األصول الفكرية لنظرية الشيخ ابن العربي في الخلق الجديد المستمدة من
مذهب األشاعرة في الجواهر واالعراض التي ال تبقى زمانين .
-عفيفي .فصوص الحكم ج ، 2فهرس المصطلحات الفنية مادة “ خلق جديد “
-التفتازاني .مدخل إلى التصوف االسالمي ص ص ، 247 - 245
-سيد حسين نصر ،ثالثة حكماء مسلمين ص ص . 148 - 146
وننقل منه هذا المقطع :
“ انه [ العالم ] يفنى في كل لحظة ،فيخلق من جديد في اللحظة التالية ،دون انفصال
زمني بين الحالتين .فهو يعود إلى الذات اإللهية في كل لحظة من لحظات التقلص ،
ويعود إلى الظهور والتجلي في حالة التمدد .فالكون إذا تجل للذات اإللهية التي تتجدد
في كل لحظة دون ان “ تتكرر “ في جوهرها . . .هذا ،كما أن استمراره “ األفقي
“ الظاهر ،يخترقه “ السبب العمودي “ الذي يدمج كل لحظة من الوجود بمبدئها
المتعالي “ . . .
-هنري كوربانL'imagination creatriceص 154 - 149حيث يفيض في
شرح أوجه الشبه بين نظرية األشاعرة في الجواهر واالعراض ومذهب الشيخ ابن
العربي في الخلق الجديد .كما يربط بالخلق الجديد مصطلحات كالنفس الرحماني ،
السببية ،األعيان الثابتة ،الفناء ،البقاء ،القيامة .- Islam . Jean During P .
) P . 208 - 209 ( Le renouvellement continu de la creationكما
أن عبارة “ خلق جديد “ هي قرآنية تتشوف اما بشرا آخرين ،أو خلق البعث .
ق َجدِّي ٍد “[ . ] 16 / 35 ت ِّبخ َْل ٍ قال تعالى ِّ ” :إ ْن يَشَأ ْ يُ ْذ ِّه ْب ُك ْم َويَأ ْ ِّ
قال تعالى َ ” :وقالُوا أ َ ِّإذا ُكنَّا ِّعظاما ً َو ُرفاتا ً أ َ ِّإنَّا لَ َم ْبعُوثُونَ خ َْلقا ً َجدِّيدا ً “ *[ 17 /
49 ] .
على أن اآلية التي اورقت في برد ظاللها فلسفة الشيخ ابن العربي بالخلق الجديد هي
ق َجدِّي ٍد “ [ 50 / 15 ] . قال تعالى ” :بَ ْل ُه ْم فِّي لَب ٍْس ِّم ْن خ َْل ٍ
432
“ “ 433
- 252الخلق مع األنفاس
الخلق مع األنفاس هو الخلق الجديد .
انظر “ خلق جديد ".
– 253التخلّي
في اللغة :
“ الخاء والالم والحرف المعتل أصل واحد يدل على تعري الشيء من الشئ .
يقال هو خلو من كذا ،إذا كان عروا منه .وخلت الدار وغيرها تخلو . . .والمكان
الخالء :الذي ال شيء به ( “ . . .معجم مقاييس اللغة .مادة “ خلو “ ) .
433
“ “ 434
ون ِّم ْن قَ ْب ِّلي ”] [ 46 / 17 ت ْالقُ ُر ُ قال تعالى “ :أ َ ت َ ِّعدانِّنِّي أ َ ْن أ ُ ْخ َر َج َوقَ ْد َخلَ ِّ
قال تعالى ُ ":كلُوا َوا ْش َربُوا َه ِّنيئا ً ِّبما أ َ ْسلَ ْفت ُ ْم ِّفي ْاألَي َِّّام ْالخا ِّليَ ِّة“ ] . [ 69 / 24
( ب ) خال ،خلوا :بمعنى انفرد وانفردوا .
علَ ْي ُك ْم “[ / 2 ض قالُوا أ َ ت ُ َح ِّ ّدثُونَ ُه ْم بِّما فَت َ َح َّ
َّللاُ َ ض ُه ْم ِّإلى بَ ْع ٍقال تعالى َ ”:و ِّإذا خَال بَ ْع ُ
. ] 76
نام َل ِّمنَ ْالغَي ِّْظ “[ 3 / 119 ] . علَ ْي ُك ُم ْاأل َ ِّ
عضُّوا َ قال تعالى َ ” :و ِّإذا َخلَ ْوا َ
-كما أنه لم ترد في القرآن آية تشير لفظا 1إلى الخلوة المعتمدة عند الصوفية .
وليكن في دار معمورة فيها ناس وان يمكن ان يبيت أحد بقرب باب الخلوة فهو أحسن
“ ( كتاب “ الخلوة “ .ورقة .) 161
434
“ “ 435
“ . . .توجب المجاهدة والرياضة في العزلة قبل الخلوة حتى تصير ذلك طبعا وعادة ،
وال تحس النفس به كما ال تحس بالعادات فتدخل الخلوة عقيب ذلك ،مستريحا نشيطا
مفرغا للذكر
طيب النفس فارغا من المجاهدة خالي المحل من المكابدة مهيّا ّ
المذكور ( “ . . .كتاب الخلوة .ورقة . ) 160
“ وال اجعل للخلوة حدا زمانيا معلوما . . .اال الخلوة الصمدانية . . . 4فان األمزجة
تختلف وفراغ قلوب الخلق من األكوان ليس على مرتبة واحدة . . .فقد يفتح لواحد في
يومين عين ما يفتح آلخر في شهرين وآلخر في سنتين وال يفتح آلخر ابدا . . .فالحد
الزماني في الخلوة ال يتصور “ (. . .كتاب الخلوة .ق ق . ) 153 - 152
) “ ( 3قد تحصل الخلوة في الجمع 5لكن لمن قواه ال تفتر وال تفرق “ . 6
( شجون المشجون .ورقة 18ب ) .
“ متى حصل له [ صاحب الخلوة ] ذلك [ اي تهيئة المحل بقطع العالئق ] استغنى عن
الخلوة وصارت خلوته وجلوته 7كما انشد قائلهم ”:يا مؤنسي بالليل ان هجع الورى
* ومحدّثي من بينهم بنهار “( وسائل السائل ص ) 37
ينقل الشيخ ابن العربي التخلي والخلوة من موقفهما العملي ،المرتكز إلى الممارسة
المشحونة همة 8التواقة للوصول إلى قطع العالئق والتهيؤ لتجلي الخالق ،إلى موقف
نظري علمي عقائدي فهو من ناحية ينفي امكان تحقق الخلوة في الوجود ،ألنه ما من
ي إذ ال مفر من وجود الصور حوله وكلها مكان يمكن ان يختلي فيه االنسان عن كل ح ّ
وجود وحياة . . .اذن لم يبق بعد استحالة الخلوة اال ممارستها في الجلوة ،اي بين
الخالئق والكائنات ممارسة ذاتية علمية .
435
“ “ 436
َّللا ،جنحوا إلى التخلي .وهذا مما يدلك على أنهم ما تركوا
المشهودة في الوجود عن ّ
األشياء من حيث صورها فإنه ال يتمكن لهم ذلك ،فإنهم في خلوتهم ال بد من أن
يشاهدوا صور ما تخلو فيه من جدار وباب وسقف . . .فالصور ال يتمكن له التخلي
عنها فلم يبق اال مما يطرأ من هذه الصور من الكالم المفهوم . . . 9فمن رزق الفهم
َّللا استوت عنده الخلوة والجلوة ،بل ربما كانت الجلوة ات ّم في حقه وأعظم فائدة
من ّ
“ ( فتوحات . ) 485 - 484 / 2
) “ ( 2وعندنا [ التخلي عند الشيخ ابن العربي ] :التخلي عن الوجود المستفاد ألنه
في االعتقاد ،ليس اال وجود الحق والموصوف باستفادة الوجود [ -المخلوقات ،
نحن ] هو على أصله ما انتقل من امكانه .
فحكمه باق وعينه ثابتة . 10والحق شاهد ومشهود . . .وهو ما استفاد الوجود بل هو
الموجود [ . . .والممكن قبل ] التكوين ،وما هو عندنا قبوله للتكوين كما هو عندك ،
وانما قبوله للتكوين :ان يكون مظهرا للحق .فهذا معنى قوله “ :فيكون “ [ / 2
] ،117ال انه استفاد وجودا ،وانما استفاد حكم المظهرية . . .فلما علمنا أن ثم في
األعيان الممكنات من هو بهذه المثابة من الجهل باالمر ،تعين علينا مع كوننا على
حالنا في العدم مع ثبوتنا ان نعلم من ال يعلم ،انه ما استفاد وجودا بكونه مظهرا ،
فتخلى عن هذا االعتقاد ال عن الوجود المستفاد ألنه ليس ث ّم ( “ . . .فتوحات / 2
. ) 484
وهكذا ينتقل التخلي 11من مفهوم عملي إلى موقف عقائدي علمي .
َّللا الوجود ،فنحن لسنا سوى مظاهر . فالتخلي هو اعتقادنا اننا ال نشارك ّ
وهذا ليس سلبية يفقد التخلي ممارسته العملية بل الواقع انه العلم الذي يشكل قمة العمل
،الن االنسان عندنا يتخلى عن االعتقاد بوجوده ويصنّفه مع المظاهر يتخلى في
اللحظة نفسها عن كل ادعاء ،بمقدرة أو فعل وكل ميل لتصرف ذاتي ويتخلى عن كل
َّللا ،َّللا .انه قمة التخلي :ان يتخلى عن كل فعل لوجوده بإضافته إلى ّ شيء ،إلى ّ
الفاعل الحقيقي في كل فعل .
..........................................................................................
) ( 1هناك آيات استند الصوفية إلى معناها في اثبات الخلوة :
ع ْدنا ُموسى ثَالثِّينَ لَ ْيلَةً َوأَتْ َم ْمناها ِّبعَ ْش ٍر] “[ 7 / 142 قال تعالى َ " :ووا َ
وب َو ُك ًّال
َّللا َو َهبْنا لَهُ ِّإسْحاقَ َويَ ْعقُ َ قال تعالى ” :فَلَ َّما ا ْعت َزَ لَ ُه ْم َ ،وما يَ ْعبُدُونَ ِّم ْن د ِّ
ُون َّ ِّ
َجعَ ْلنا نَ ِّبيًّا “[ . ] 49 / 19
436
“ “ 437
437
“ “ 438
-كتاب صفة جلوس المرتاض والخلوة .الشيخ ابن العربي .مخطوط الظاهرية -رقم
( 123ق ق 69ب 70 -ب ) .
-فتوحات 3ص ( 491الخلوة والجلوة ) .
- 254خلوة
انظر “ تخلي ".
– 255االختيار
في اللغة :
“ الخاء والياء والراء أصله العطف والميل ،ث ّم يحمل عليه ( “ . . .معجم مقاييس
اللغة مادة “ خير “ ) .
ولما كان المعنى اللغوي لهذا األصل هو العطف والميل ،أضحى لفظ االختيار في
الفكر االنساني مرادفا للميل والترجيح ،فاالختيار يفترض ممكنين وبه يرجح أحدهما
على اآلخر ،فيكون .
في القرآن :
لقد وردت لفظة االختيار بمعنى االصطفاء والحرية .
اخت َ ْرت ُ َك 1فَا ْست َ ِّم ْع ِّلما يُوحى “ [ . ] 13 / 20 قال تعالى َ ” :وأَنَا ْ
تار ما كانَ لَ ُه ُم ْال ِّخيَ َرة ُ “. ] 68 / 28 [ . 2
قال تعالى َ ” :و َرب َُّك يَ ْخلُ ُق ما يَشا ُء َويَ ْخ ُ
عند الشيخ ابن العربي :
لقد خرج الشيخ ابن العربي بنفيه لالختيار اإللهي ، 3عن الخطين الصوفي والفلسفي
في الفكر الذي سبقه .
اما خروجه عن الخط الصوفي ،فذلك الن االختيار مرتبط بالحرية ،والمتصوف
َّللا ،حتى تع ّم المخلوقات في كلياتها بخالف علماء الكالم والفالسفة يطلق حرية ّ
وجزئياتها دون ان تتعارض حريته مع عدله .4
438
“ “ 439
يفرق الشيخ األكبر بين المشيئة واإلرادة .فالمشيئة هي الوجود باسره ما ظهر منه وما
لم يظهر مما استأثر به الحق في غيبه .في حين ان اإلرادة هي النسبة اإللهية التي
خصصت شطرا من الغيب بالظهور . 6وهنا على مستوى اإلرادة يبرز االختيار انه
ليس اختيارا بل إرادة خصصت قسما من الغيب بالظهور .
فالمشيئة اإللهية في شمولها للوجود هي أحدية .اي انها ال اختيار فيها واالختيار يبرز
على مستوى الظهور ليتحد باإلرادة الن موضوعهما واحد .
وهكذا ينفي الشيخ ابن العربي االختيار اإللهي كانتقاء ،ألنه يفترض رجوعا إلى الذات
وانقساما في أحدية المشيئة ،ويلصقه بمفهوم “ اإلرادة “ التي من شأنها التخصيص
. 7وهكذا يجب ان نفهم االختيار في وروده عند الشيخ األكبر .
يقول :
“ ) ( 1ان الحقيقة تثبت اإلرادة وتنفي االختيار . . .وان كان ورد “ . . .وربك
يخلق ما يشاء ويختار [ 28 / 68 ] “ . . .انه سبحانه مريد غير مختار ،وانه في
الوجود ممكن أصال ،وانه [ الوجود ] منحصر في الوجوب واالستحالة . . .
فمهما ذكرت . . .مما يدل على االمكان أو االختيار . . .وغير ذلك مما تأباه الحقائق
فإنما اسوقه للتوصيل والتفهيم الجاري ( “ 8انشاء الدوائر ص ص . ) 11 - 10
“ أقول بالحكم اإلرادي ، 9لكني ال أقول باالختيار فان الخطاب باالختيار الوارد ،
معرى عن علته وسببيته “ ( ف السفر األولانما ورد من حيث النظر إلى الممكن ّ ،
ص .) 198
439
“ “ 440
) “ ( 2ولو كانت المشيئة تقتضي االختيار لجوزنا رجوع الحق إلى نفسه ،وليس
َّللا
الحق بمحل للجواز لما يطلبه الجواز من الترجيح من المرجح ،فمحال على ّ
االختيار في المشيئة ،ألنه محال عليه الجواز ألنه محال ان يكون ّّلل مرجح يرجح له
امرا دون أمر ،فهو المرجح لذاته .فالمشيئة أحدية التعلق ال اختيار فيها ولهذا ال يعقل
الممكن ابدا ( “ . . . 10ف . ) 375 / 3
“ واما العلم بكونه ( -تعالى ) -مختارا ،فان االختيار تعارضه أحدية المشيئة فنسبته
( اي االختيار ) إلى الحق ،إذا وصف به انما ذلك من حيث ما هو الممكن عليه ،ال
من حيث ما هو الحق عليه ( “ . . .ف السفر الثالث ص . ) 57
يتضح من النصوص السابقة ،السبب الذي حدا الشيخ ابن العربي إلى عدم تجويزه
َّللا .
اطالق نسبة لفظة “ االختيار “ على ّ
وهذا يتعارض مع ما ذهب اليه الجيلي في نقده . 11
وبينما ال يطلق الشيخ ابن العربي لفظ االختيار على الجناب اإللهي ألنه يتعارض
واحدية المشيئة نجده يترك فعل االختيار لالنسان .
ولكن اي اختيار ،انه مجبور في اختياره .
يقول :
“ فان كل مؤلف انما هو تحت اختياره .وان كان مجبورا في اختياره . . .ونحن ،في
تواليفنا . . .لسنا كذلك ( “ .ف السفر األول ص . ) 265
) ( 3ومن خالل تمييز الشيخ األكبر بين االختيار والمشيئة واإلرادة في النص التالي
استخلصنا التعريف السابق .
يقول :
“ تعلقها [ الذات ] بالممكنات من حيث ما هي الممكنات عليه يسمى :اختيارا ،تعلقها
بالممكن من حيث تقدم العلم قبل كون الممكن يسمى :مشيئة ،تعلقها بتخصيص أحد
الجائزين للممكن على التعين يسمى :إرادة ( “ . . . 12ف .) 114 / 1
440
“ “ 441
..........................................................................................
) ( 1اخترتك -اصطفيتك للنبوة .انظر أنوار التنزيل ج 2ص ، 22
) ( 2في هذه اآلية يظهر االختيار اإللهي مشابها للحرية .
َّللا يخلق ما يشاء ويختار يكملها البيضاوي ال موجب عليه وال مانع له . اي ان ّ
فاالختيار هنا حرية الفعل .
كما أن اآلية نفسها تنفي االختيار عن العبد فهو فيه منوط بدواع ال اختيار له فيها .
( انظر أنوار التنزيل ج 2ص ) 102ويربط الترمذي بين االختيار والخير بتعريفه
َّللا للعباد “ .ثم إن االختيار والخير
للخير قائال “ :فالخير ما وقع عليه اختيار ّ
مصدرهما اللغوي واحد .
يراجع :تحصيل نظائر القرآن .الترمذي .تحقيق حسني زيدان ص ، 78نوادر
األصول الترمذي ص ص ( 95 - 89االختيار من الخير ) .
) ( 3اننا نطرح االختيار هنا على المستوى اإللهي ال على الصعيد االنساني .
) ( 4يراجع بشأن االختيار على مستوى الفعل االنساني عند المتكلمين .دراسات في
الفكر العربي ماجد فخري ص ص . 89 - 77
) ( 5راجع “ ممكن “ ،
( ) ( 6وجود ،امكان ،معلوم )Voir Massignon Passion ed .
) gallimand T 3 P . P . 82 - 83( 7راجع “ مشيئة “ .
) ( 8وهكذا يجب ان نفهم كل ما يورده الشيخ ابن العربي حول ما يتعلق باالختيار .
يقول في ديوانه .
مكتبة المثنى ص ”. 37له التصريف واالحكام فينا * هو المختار يفعل ما يشاء
“( ) 9اي بدور اإلرادة في تخصيص قسم من الغيب بالظهور .
) ( 10انظر “ ممكن “ .
) ( 11ينتقد عبد الكريم الجيلي موقف الشيخ ابن العربي من االختيار قائال :
“ فاعلم أن اإلرادة اإللهية المخصصة للمخلوقات على كل حالة وهيئة صادرة من غير
علة وال بسبب ،بل محض اختيار الهي ألنها اعني اإلرادة حكم من احكام العظمة أو
وصف من أوصاف األلوهية . . .وهذا بخالف ما رأى االمام محي الدين بن العربي
َّللا مختارا ،ألنه ال يفعل شيئا باالختيارَّللا عنه فإنه قال :ال يجوز ان يسمى ّ رضي ّ
بل يفعله على حسب ما اقتضاه العالم من نفسه ،وما اقتضى العالم من نفسه اال هذا
الوجه الذي هو عليه فال يكون مختارا . . .
ولقد تكلم [ الشيخ ابن العربي ] على سر ظفر به من تجلي اإلرادة وفاته منه أكثر مما
ظفر به ،وذلك من مقتضيات العظمة اإللهية ولقد ظفرنا بما ظفر به ثم عثرنا بعد ذلك
،في تجلي العزة على أنه مختار
441
“ “ 442
في األشياء متصرف فيها بحكم اختيار المشيئة ،الصادرة ال عن ضرورة وال مريد بل
شأن الهي ووصف ذاتي ( “ . . .االنسان الكامل ج 1ص . ) 49
ال يبين الجيلي مفهوم االختيار عند الشيخ ابن العربي وكيفية انتقاله من اختيار انتقائي
إلى إرادة فاعلة معينة ،فالشيخ ابن العربي لم ينف االختيار ليقع في جبرية يريد ان
َّللا الجيلي ،كال .لقد أوضح الشيخ األكبر ان السبب في نفيه لالختيار هوينفيها عن ّ
ان المشيئة اإللهية واحدة ،اما تعلقها بالعالم فال يوقعها في جبرية تحكمها أعيان
الممكنات ،بل يشير إلى تعلق االختيار اإللهي أو اإلرادة اإللهية بالعلم اإللهي نفسه .
فاالختيار مرتبط بالعلم وما أعيان الممكنات اال صورة العلم اإللهي .اذن اين الجبرية
التي ينفيها الجيلي مجال الجناب اإللهي عنها .انها في الحقيقة تعلق اإلرادة بالعلم
اإللهي .
– 256الخير
في اللغة :
الشر
ّ “ الخاء والياء والراء أصله العطف والميل ،ثم يحمل عليه ،فالخير :خالف
الن كل واحد يميل اليه ويعطف على صاحبه .والخيرة :الخيار . . .
يصرف الكالم ّ واالستخارة :أن تسأل خير االمرين لك . . .وهي االستعطاف . . .ثم
فيقال رجل خيّر وامرأة خيّرة :فاضلة ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ خير
“ ) .في القرآن :
( أ ) يورد الترمذي خمس نظائر للخير في القرآن ، 1وهي :
- 1المال :وانما صار الخير “ المال “ ،ألنه مختار في الدنيا على جميع األشياء ،
فاالختيار واقع عليه ،ولذلك سمي “ خيرا “ [“ َوما ت ُ ْن ِّفقُوا ِّم ْن َخي ٍْر فَ ِّأل َ ْنفُ ِّس ُك ْم“ ( 2 /
. ] )272
- 2االيمان واالسالم :وانما سمي الخير . . .االسالم وااليمان . . .ألنه مختاره
لآلخرة .
َّللا إياه .
- 3الوفاء واإلمامة :وانما صار الخير :الوفاء واإلمامة . . .فذاك الختيار ّ
442
“ “ 443
- 4السعة والغنى :وانما صار الخير “ السعة والغنى “ . . .فذاك مختاره للدنيا .
- 5السرور :وانما صار الخير “ السرور “ . . .ألنه مختاره على األشياء
“ ( تحصيل نظائر القرآن ص . ) 78
( ب ) والمالحظ ان لفظ “ خير “ يقع اسما بالمعاني السابقة ويقع اسم تفضيل ،
بمعنى :أحسن في مقابل الشر الذي هو اسم تفضيل بمعنى :أقبح
ين “ [ 38 / 76 ] . قال تعالى ”:قا َل أَنَا َخي ٌْر ِّم ْنهُ َخلَ ْقت َ ِّني ِّم ْن ٍ
نار َو َخلَ ْقتَهُ ِّم ْن ِّط ٍ
قال تعالى َ ":و َر ْح َمتُ َر ِّبّ َك َخي ٌْر ِّم َّما يَ ْج َمعُونَ "[ 43 / 32 ].
ض ِّل ِّه ُه َو َخيْرا ً 2لَ ُه ْم بَ ْل ُه َو سبَ َّن الَّذِّينَ يَ ْب َخلُونَ بِّما آتاهذُ ُم َّ
َّللاُ ِّم ْن فَ ْ قال تعالى َ " :وال يَ ْح َ
ش ٌَّر لَ ُه ْم “ [ 3 / 180 ] .
-كما أن “ الخير “ في القرآن مصنف في مقابل الشر والسوء ،جامعا تحت لوائه كل
مقبول ومستحسن شرعا وعقال .
ُ
ي َخيْرا ً َك ِّثيرا ً “[ . ] 269 / 2 ت ْال ِّح ْك َمةَ فَقَ ْد أو ِّت َقال تعالى َ ” :و َم ْن يُؤْ َ
ِّير “[ . ] 26 / 3 ش ْيءٍ قَد ٌعلى ُك ِّّل َ ِّك ْال َخي ُْر إِّنَّ َك َ
قال تعالى ” :بِّيَد َ
ضرا ً “[ . ] 30 / 3 ت ِّم ْن َخي ٍْر ُم ْح َ ع ِّملَ ْ قال تعالى ” :يَ ْو َم ت َ ِّج ُد ُك ُّل نَ ْف ٍس ما َ
عند الشيخ ابن العربي :
ان نمو الشر وترعرعه إلى جانب الخير ،بل تآلفه معه في مذهب يو ّحد كل المظاهر
معضلة فكرية . 3
َّللا 4؟ إذ كيف يفسر الشيخ ابن العربي صدور الشر ووجوده عن الخير المحض اي ّ
وهل يعقل ان يتجلى الحق في الشر ؟
َّللا ،كيف يفعل الشر والمعصية ؟ ونظرا الن الفاعل الحقيقي في كل فعل هو ّ
اذن وجود الشر في فلسفة الوحدة 5والتجليات معضلة كبرى .
فلننظر كيف خلصت عبقرية الشيخ األكبر منها .
وَّللا هو الخير المحض المطلق بمعنى انه وجود محض . ان الوجود خير كله ّ ،
اما الشر فال وجود له انه عدم .
وكل ما يحكم عليه بأنه شر :هو حكم نسبي 6يعود إلى األمور التالية :
- 1الشرع :ان الفعل في نفسه ال يقال فيه خير أو شر ،فالشرع هو الذي يحكم أحيانا
على بعض األمور أو االفعال انها شر .مثال :الرجل نفسه يقوم
443
“ “ 444
بالفعل عينه [ عالقة جسدية ] مع زوجته يقال خير .مع أخرى ليست بزوجة له يقال
زنى اي شر .
- 2المجتمع الخلقي أو البيئة الخلقية .
- 3عدم المالءمة لطبع االنسان .فكل ما ال يالئم االنسان يصنفه شرا :مثال :
الدواء ،
- 4العقل .فان العقل يحكم على بعض األمور بنتائجها انها شر .
اذن يتضح ان الخير هو الوجود ،اما الشر فهو عدم يخلقه الشرع والعقل والطبع
والعادات والمجتمع .وبذلك تخلص الشيخ األكبر من الشر ،فلم يفسح له مكانا في
تصوره للوجود الذي هو خير كله . 7
) “( 2فالخير إذا أردت ان تعرفه فاعلم أنه جماع مكارم األخالق وهي معروفة عرفا
وشرعا “ ( ف . ) 58 / 4
“ واعني بالخير 9ما يوافق غرضه [ العبد ] ويالئم طبعه ومزاجه ،واعني
444
“ “ 445
بالشر ما ال يوافق غرضه وال يالئم طبعه وال مزاجه “ ( فصوص . ) 118 / 1
وال يخفى ما في موقفه من خطورة خلقية تتالمح لنا الوهلة األولى ،إذ اننا ال نتلمس
عند حكيم مرسية نظرية عادية في االخالق والمعايير الخلقية تنتهجها العامة .فقد
شاءت عبقريته ان تنفرد في كل شيء .ولكن بنظرة أدق وأعمق نجد انه لن يجدى
نفعا ان تتمسك العامة بنتائجه قائلة :فألفعل ما أريد إذ كل فعل هو خير .كال .ان
أخالقه وان ابتعدت عن دروب العامة فقد سلكها الخاصة أهل الشهود والحضور الدائم
مع الحق ،الذين يراقبون ما يجري على أيديهم من االفعال ونصب أعينهم يقينهم
الثابت بأنهم محل ومجلى ال أكثر .فأخالقه :
االخالق في قمة نقاوتها كما تتجلى في قلوب العارفين المشاهدين ،أهل الحضور الدائم
مع الحق .
..........................................................................................
َّللا للعباد “ ( تحصيل
يعرف الترمذي الخير بقوله “ :ما وقع عليه اختيار ّ )ّ (1
نظائر القرآن ص . ) 78
وقد بحث األب نويا موقف الترمذي منوها بابعاده النفسانية واضعا إياه في اطاره
الفكري االسالمي ،مستخلصا ،بغزارة أفقه االشتقاقات اللفظية القريبة الواضحة
والبعيدة الغريبة التي ذهب إليها الترمذي .
راجعExegese coraniqueص . 130 - 128
كما يراجع نوادر األصول للترمذي ص ( 95 - 89األصل السادس والستون :في أن
االختيار من الخير ) .
) ( 2لن نعدد اآليات التي فيها الخير اسم تفضيل الن عددها يربو على الخمسين .
فليراجع المعجم المفهرس أللفاظ القرآن مادة “ خير “ .
) ( 3راجع بخصوص مشكلة الشر من الوجهة الفلسفية :- Etiene borne : Le
) probleme du mal col SUP et surtout chap 4( 4يسمى أسوة
َّللا :الخير المحض .بافالطون ّ ،
) ( 5تجدر مقارنة موقف الشيخ ابن العربي من الخير والشر مع موقف متصوف من
فالسفة الوحدة هو ابن سبعين ،الذي يقول إن الخير والشر ال فرق بينهما عند المحقق
من حيث الحقيقة الوجودية ،الن الوجود قضية واحدة وهو الخير المطلق ،واننا
بمحض الوهم نفرق في عالم الظواهر بين الخير والشر .
انظر - :ابن سبعين وفلسفته الصوفية .أبو الوفا التفتازاني ص ، 193و ص - 386
. 407
-اما فريد الدين العطار في غمرة “ الحب “ نجده ال يفرق بين الخير والشر ،انظر
كتابه منطق الطير الترجمة الفرنسية فصل بعنوان الوادي الثاني وادي العشق .ص
ص . 186 - 185
445
“ “ 446
) ( 6الخير والشر ،سواء أدركا بالعقل أم بالشرع ،هما أمران إضافيان عند أهل
السنة ،ما داما ال يرجعان إلى صفات ذاتية في االفعال .كما أن عمال قد يكون خيرا
باإلضافة إلى شيء أو زمن ،وشرا باإلضافة إلى شيء آخر وزمن آخر .
اما المعتزلة فتقول بوجود خير مطلق وشر مطلق ال يتغيران باالعتبارات المختلفة .
وقد اعتمد شيخنا األكبر موقف أهل السنة في نسبية الخير والشر ولكنه حصرها بالشر
فقط ،وتوغل في نتائجه فانتقل من نفي وجود الشر بذاته إلى نفي وجوده .فالشر
عدم .
فليراجع بخصوص موقف أهل السنة والمعتزلة من نسبية الخير والشر :
-جولد تسيهر العقيدة والشريعة في االسالم ص ، 85
-نهاية االقدام ص ، 98
-فلسفة االخالق في االسالم .محمد يوسف موسى ص ص . 45 - 44
) ( 7يشبه موقف الشيخ ابن العربي موقف اسبينوزا الذي يرى أن الكونية االيجابية
هي مصدر كل خير والكونية السلبية هي القاعدة لكل شر ،انظر - The mystical
Afifi p 157- La morale de Spinoza Sylvain col SUP PP 61 -
) 74 ( au dela du bien et du mal )( 8ينسب الشر إلى الخلق الن لهم
وجها للعدم الذي هو أصل الممكن .وعلى هذا األساس يجب ان تفسر كل أقوال الشيخ
ابن العربي التي ترجع الشر إلى الخلق من أمثال البيت التالي ”:فلو ال وجود الحق ما
كان خيره * ولوال وجودي لم ير في الورى شر “( ف ) 318 / 3
446
“ “ 447
- 257الخيال
المترادفات :العالم األوسط -البرزخ األعظم -الحضرة الوسطى -حضرة الخيال .
في اللغة :
تلون .فمن ذلك الخيال ،وهو “ الخاء والياء والالم أصل واحد يد ّل على حركة في ّ
ويتلون . . .والخيل
ّ الشخص .وأصله ما يتخيله االنسان في منامه ،ألنه يتشبه
معروفة . . .سميت الخيل خيال . . .الختيالها . . .الن المختال في مشيته يتلون في
حركته ألوانا . . .ويقال تخيّلت السماء ،إذا تهيأت للمطر ( “ . . .معجم مقاييس
اللغة مادة “ خيل “ ) .
في القرآن :
األصل خيل لم يرد في القرآن بصيغة االسم [ خيال ] ،وانما ورد فعال للداللة على
الوهم والتشبيه في مقابل الحق والحقيقة .
صيُّ ُه ْم يُ َخيَّ ُل ِّإلَ ْي ِّه ِّم ْن ِّس ْح ِّر ِّه ْم أَنَّها تَسْعى “[ . ] 66 / 20
قال تعالى ” :فَإِّذا ِّحبالُ ُه ْم َو ِّع ِّ
فالخيال ليس تخيال نزويا عابرا ال قيمة واقعية له ،كما أنه ليس خياال ّ
خالقا كما عرفه
الفنانون ،بل طاقة وقوة ذات بعد حقيقي واقعي يسعى إلى التحقق في الحس بشكل دائم
ابدي أزلي ،ينتمي إلى عالم له مقاييس خاصة به وحقائق وسطية برزخية .
وهاك بعض نصوص الشيخ ابن العربي تبين مدى اتساع رقعة سلطان الخيال ،
وصفاته الذاتية.
447
“ “ 448
يقول :
- 1اتساع سلطان الخيال
“ علم الخيال هو علم البرزخ ، 1وعلم عالم األجساد التي تظهر فيها الروحانية ، 2
وهو علم سوق الجنة ، 3وهو علم التجلي اإللهي في القيامة في صور التبدل ، 4وهو
علم ظهور المعاني التي ال تقوم بنفسها مجسدة مثل الموت في صورة كبش ، 5وهو
علم ما يراه الناس في النوم ، 6وعلم الموطن الذي يكون فيه الخلق بعد الموت وقبل
البعث ، 7وهو علم الصور وفيه تظهر الصور المرئيات في األجسام الصقيلة كالمرآة
، 8وليس بعد العلم باألسماء اإللهية وال التجلي وعمومه أتم من هذا الركن [ -
الخيال ] ،فإنه واسطة العقد اليه تعرج الحواس واليه تنزل المعاني وهو ال يبرح من
موطنه تجبى اليه ثمرات كل شيء ،وهو صاحب اإلكسير 9الذي تحمله على المعنى
فيجسده في اي صورة شاء . . .فهو المشهود له بالتصرف التام وله التحام المعاني
باألجسام ( “ . . .ف . ) 309 / 2
َّللا أعظم منه [ من الخيال ] منزلة وال أعم حكما يسري حكمه في “ . . .ما أوجد ّ
جميع الموجودات والمعدومات من محال وغيره ،فليس للقدرة اإللهية فيما اوجدته
أعظم وجودا من الخيال منه ظهرت القدرة اإللهية . . .وهو حضرة المجلى اإللهي
في القيامة وفي االعتقادات [ -اله المعتقدات ] . . . “ .
( ف . ) 508 / 3
448
“ “ 449
ْت
اال في خيال ،فهو متخيل لنفسه فهو هو وما هو هو ومما يؤيد ما ذكرناه” َوما َر َمي َ
ْت “[ ] 17 / 8فنفى عين ما أثبت ،اي تخيلت انك رميت “ ( . . .ف / 2 ِّإ ْذ َر َمي َ
. )313
“ . . .الخيال من حقيقته ان يجسد ويصور ما ليس بجسد وال صورة . . .
حس باطن بين المعقول والمحسوس ( “ . . .ف . ) 377 / 3فهو ّ
“ فقد جمع الخيال بين االطالق العام الذي ال اطالق يشبهه ،فان له التصرف العام في
الواجب والمحال والجائز . . .وهذا هو تصرف الحق في المعلومات بوساطة هذه
القوة ،كما أن له التقييد الخاص المحض فال يقدر ان يصور امرا من األمور اال في
صورة حسية قد اخذها من الحس ( “ . . .ف . .) 470 /3
449
“ “ 450
َّللا تعالى .في ذلك العماء صور كل ما سواه من العالم ،اال ان ذلك
الحق . . .ففتح ّ
العماء هو الخيال المحقق .اال تراه يقبل صور الكائنات كلها ويصور ما ليس بكائن .
هذا التساعه فهو عين العماء ال غيره ( “ . . .ف . ) 310 / 2
“ فالصور [ صور العالم ] بما هي صور هي المتخيالت .والعماء الظاهرة فيه هو
الخيال ( “ . . .ف . ) 311 / 2
) “ ( 2الخيال وله حاالن :حال اتصال وهذا الحال له بوجود االنسان وبعض
الحيوان ،وحال انفصال وهو ما يتعلق به االدراك الظاهر منحازا عنه في نفس االمر
كجبريل ،في صورة دحية ومن ظهر من عالم الستر من الجنة من ملك وغيره . . .
“ ( ف . ) 442 / 3
َّللا ،
يقسم الشيخ ابن العربي الوجود شقين :حقيقي وخيالي .فالوجود الحقيقي هو ّ
والخيالي هو كل ما سواه .وهذا يرجعنا إلى الحقيقة الواحدة كما تتجلى له بوجهيها :
الحقي والخلقي .
فالوجه الحقي له الوجود الحقيقي والوجه الخلقي وجه ذو وجود خيالي متوهم .
فالعالم :خيال .ولكن ليس بالمعنى السطحي العابر بل بكل ما يحوى الخيال من
طاقات ايجابية موضوعية ذات فعالية مشهودة في الحس .
وقد استند الشيخ ابن العربي في تصنيفه العالم خياال إلى حديث شريف يقول “ :ان
الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا “ وال يخفى ان كل ما يرى في حال النوم فهو خيال.
اذن العالم خيال ،والخلق نيام ،اي في مواطن الخيال .
وقد افرد في كتابه فصوص الحكم فصا كامال ( الفص التاسع ) تتالمح في سطوره
تبعية العالم للخيال ( فليراجع ) .نختار منه الجمل التالية :11
450
“ “ 451
َّللا عليه وسلم قد قال “ :ان الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا
َّللا صلى ّ “ . . .ان رسول ّ
“ وكل ما يرى في حال النوم فهو من ذلك القبيل [ الرؤى ] . . .وكل ما ورد من هذا
القبيل فهو المسمى عالم الخيال ، 12ولهذا يعبر . . .ثم قال يوسف ”. . .هذا تَأ ْ ِّوي ُل
ياي ِّم ْن قَ ْب ُل قَ ْد َجعَلَها َر ِّبّي َحقًّا “[ ، ] 100 / 12اي أظهرها في الحس بعدما
ُر ْء َ
كانت في صورة الخيال ،
َّللا عليه وسلم “ :الناس نيام “ فكان قول يوسف “ قد جعلها فقال النبي محمد صلى ّ
ربي حقا “ بمنزلة من رأى في نومه انه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها .ولم يعلم
أنه في النوم عينه ما برح .فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولتها
َّللا عليه وسلم وبين ادراك
بكذا .هذا مثل ذلك ،فانظر كم بين ادراك محمد صلى ّ
يوسف عليه السالم “ ( الفصوص ج 1ص ص . ) 101 - 99
“ فكما ال يزول عنه [ عن العالم ] باختالف الصور اسم الظل ،كذلك ال يزول
باختالف الصور اسم العالم ،أو اسم سوى الحق . . .فالعالم متوهم ما له وجود حقيقي
،وهذا معنى الخيال .اي خيّل لك انه أمر زائد قائم بنفسه خارج عن الحق وليس
كذلك في نفس األمر . . .
فاعلم انك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس انا :خيال .
َّللا خاصة من حيث ذاته فالوجود كله خيال في خيال . 13والوجود الحق انما هو ّ
وعينه ال من حيث أسماؤه . . . 14فما في الكون اال ما دلت عليه األحدية ،وما في
الخيال اال ما دلت عليه الكثرة ( “ . . .فصوص . ) 104 - 103 / 1
..........................................................................................
) ( 1ان الخيال له كل صفات البرزخ ،الن حقيقته برزخية بتوسطه عالم المعاني
المجردة وعالم المحسوسات انظر “ برزخ “ .
َّللا عليه وسلم في صورة دحيّة االعرابي الجميل ، ) ( 2كظهور جبريل للنبي صلى ّ
هذا التجسد للروح ال يكون اال من عالم الخيال .
) ( 3انظر “ سوق الجنة “
) ( 4ان للحق تجليات يوم القيامة في صور المعتقدات فيقبل وينكر وبما ان الحق ال
صورة له فتصوره من عالم الخيال . . .انظر “ اله المعتقدات “ .
) ( 5يوم القيامة يحي عليه السالم ،يذبح الموت في صورة كبش أملح ،والكبش
األملح يجسد :
معنى ،ال جسد له ( الموت ) .فلذلك ينتمي إلى عالم الخيال -انظر :Exegese
coranique pp . 106 - 107.
) ( 6ان الرؤى واألحالم لها وجود برزخي وسطي بين الواقع الحسي والمعاني
المجردة .فاالحالم من عالم الخيال .
451
“ “ 452
) ( 7البرزخ في أحد معانيه يشير إلى عالم وسطي بين حياة الدنيا وحياة اآلخرة ،
وهذه الحقيقة الوسطية تنسبه إلى عالم الخيال .انظر “ برزخ “ .
) ( 8ان صورة االشخاص في المرايا لها وجود برزخي بين الحس والمعقول .فهي
من عالم الخيال .
) ( 9يرى الشيخ ابن العربي ان الخيال هو “ إكسير التجسيد “ بمعنى ان كل معنى
يتجسد في عالم الخيال دون استثناء حتى أعلى المعاني مثل األلوهية .فالحق الذي
ليس كمثله شيء وهو بخالف كل تصوراتنا يتصور في صور المعتقدات في عالم
الخيال .انظر “ اله المعتقدات “ .
) ( 10انظر خيال المعنى “ الثالث “ .
َّللا وجودا
) ( 11كما سبق أن أوردنا نصا من الفتوحات ينبت وجود كل ما سوى ّ
خياليا .
( انظر المعنى “ الثاني “ السابق النص األول من الفقرة “ الثانية “ ) .
) ( 12يراجع بخصوص “ خيال “ عند الشيخ ابن العربي :
-فصوص الحكم :الفص التاسع :فص حكمة نورية في كلمة يوسفية ج 1ص ص
، 106 - 99وص ، 159ج 2ص ، 105 ، 77
-الفتوحات ج 2ص ( 113الخيال والتخيل ) .
-الفتوحات 3ص ( 47عالقة الخيال المتصل بالمنفصل ) ( 234 ،الخيال ) ،
( 455الخيال حق ) ( 470التضاهي اإللهي الخيالي ) ( 473الجوالن في الملكوت
خياال ) ( 510 - 509 ،حضرة الخيال في الدنيا ) .
-ف 4ص ( 19الخيال ) ص ( 108موطن الخيال -خزانة الخيال ) .
-كما اننا نجد فيضا من القول وغزارة في التفهم عند هنري كوربان الذي جذبه مذهب
الشيخ ابن العربي في الخيال .فكتب كتابهL'imagination creatriceمدفوعا
بواقعية الخيال االيجابية التي تفرد بها الشيخ األكبر .فليراجع خاصة :المقدمة ص
ص . 8 - 5كما يراجع ص ص . 164 - 161
-ختم األولياء ص 178هامش ، 65ص ص 180 - 179الهوامش ،ص ص
، 230 - 229ص ، 292ص ، 315ص . 509
-دراسات فنية في األدب العربي عبد الكريم اليافي ص ص : 378 - 372حيث
يبين ان مكانة الخيال في فلسفة الشيخ ابن العربي تشف عن طبيعة واستعداد ومزاج
جميعها ذات رؤى وتخيل بعيد .كل ذلك مثبت بحوادث من حياة الشيخ ابن العربي
الخاصة .فليراجع .
) ( 13قارن كالم الشيخ ابن العربي في أن العالم متوهم ما له وجود حقيقي وان
الوجود كله خيال مع نظرة ابن سبعين إلى “ الوهم “ .فهو يصدر كل لوح من الواحه
َّللا فقط “ بما يتالمح فيها من أن الوجود واحد :فان كل ما عقل أو أحس فهو بعبارة “ ّ
مرتبة ووجود ،فالعقل مرتبة والحس مرتبة والمراتب زائلة والوجود ثابت والثابت
حق والزائل وهم باطل .
َّللا هو الوجود والوهم هو المراتب الزائلة والباطلة .اذن ّ
452
“ “ 453
- 258الخيال المتصل
انظر خيال المعنى “ الثاني ".
- 259الخيال المحقق
انظر خيال المعنى “ الثاني ".
- 260الخيال المطلق
المترادفات :الحضرة الجامعة .المرتبة الشاملة .
الخيال المطلق هو العماء .
انظر خيال المعنى “ الثاني “ الفقرة “ أ “ .
- 261الخيال المنفصل
انظر خيال المعنى “ الثاني “
453
“ 454 “
454
“ “ 455
حرف الدال
د
455
“ 456 “
456
“ “ 457
- 262دخان
في اللغة :
“ الدال والخاء والنون أصل واحد ،وهو الذي يكون عن الوقود ،ثم يشبّه به ك ّل ما
يشبهه من عداوة ونظيرها .فالدخان معروف ،وجمعه دواخن على غير قياس . . .
فاما الحديث “ :هدنة على دخن “ فهو استقرار على أمور مكروهة .
والدخنة من األلوان :كدرة في سواد “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ دخن “ )
في القرآن :
ورد مفرد “ دخان “ في القرآن في موضعين :
) ( 1بالمعنى اللغوي السابق اي الدخان المعروف .
ين ] “[ 44 / 11 ُخان ُمبِّ ٍ
سما ُء بِّد ٍ ارت َ ِّقبْ يَ ْو َم تَأْتِّي ال َّ
قال تعالى ” :فَ ْ
فهذا اليوم هو إما يوم شدة ومجاعة ،أو هو اليوم المعدود من اشراط الساعة ،أو هو
يوم القيامة ، 1وعلى كل األحوال لئن كان الخالف على تحديد اليوم قائما فإنه ال
يشمل “ الدخان “ .
) ( 2لإلشارة إلى كونية معينة للسماء في وقت معين .
ط ْوعا ً أ َ ْو َك ْرها ً
ض ائْتِّيا َُخان فَقا َل لَها َو ِّل ْأل َ ْر ِّ
يد ٌ ماء َو ِّه َ
س ِّ قال تعالى ” :ث ُ َّم ا ْستَوى إِّلَى ال َّ
،قالَتا أَتَيْنا طائِّ ِّعينَ “[ 41 / 10 ] .
يقول البيضاوي :
“ وهي دخان :أمر ظلماني ولعله أراد به مادتها ( “ . . .ج ) 186 / 2
فالكون كما يرسمه حكيم مرسية دوائر ،والسماء السابعة المحيطة بكل ما دونها من
سماوات وأرضين وعناصر . . .هي منتهى الدخان .
اي نهاية األجسام القابلة لالستحاالت ،وما فوقها [ جنان وخالفه ] ثابت ال يستحيل.
457
“ “ 458
من الممكن ان الشيخ ابن العربي استفاد مضمون الفكرة [ االستحالة ] دون المصطلح
َّللا
[ دخان ]من اآلية الكريمة التي تشير إلى تبدل السماء واألرض في أوقات يحددها ّ
سماواتُ . غي َْر ْاأل َ ْر ِّ
ض َوال َّ ض َ عز وجل ”:يَ ْو َم تُبَ َّد ُل ْاأل َ ْر ُ
ار ] “[ 14 / 48 واح ِّد ْالقَ َّه ِّ
ّلل ْال ِّ
قال تعالى َ " :وبَ َر ُزوا ِّ َّ ِّ
كما يراجع بقية النص في الفتوحات ج 2ص ، 280 - 278حيث يصف شيخنا
األكبر معراج التابع المحمدي [ معراج روحي ] على رفرف العناية ،ووقوف صاحب
النظر الذي رافقه في معراجه على براق الفكر عند السماء السابعة ،ألنها منتهى
الدخان أو آخر الدخان ،وال يحق له ان يتخطاها إلى رؤية الجنان .
..........................................................................................
) ( 1راجع تفسير البيضاوي ج 2ص . 205
458
“ “ 459
يقول أحمد بن فارس :
“ والكوكب الد ّّري :الثاقب المضيء .شبّه بالدّر ونسب اليه لبياضه “ ( معجم مقاييس
در ) 1. اللغة .مادة ّ
عند الشيخ ابن العربي : 2
الدرة البيضاء 3إشارة إلى العقل األول 4أو النور المحمدي 5في حال الرتق ،وهي
الحال التي يكون فيها العالم باسره مجتمعا في العقل األول .
) ( 2افرد الشيخ ابن العربي كتابا للدرة البيضاء سماه “ :جواب عن مسألة الدرة
البيضاء وهو العقل األول “ .انظر عقلة المستوفز ص 56واالنسان الكلي ورقة . 6
-الموضوع نفسه :الفتوحات ج 2ص ص . 427 - 421
459
“ “ 460
-انظر عثمان يحيىHist . et class . T 1 R . G 178
) ( 3لم يشر الشيخ ابن العربي إلى السبب في تسمية العقل األول بالدرة البيضاء ،
على حين نجد تفسير ذلك في كتاب رشح الزالل في اصطالح المشايخ .يقول في
ورقة 28
أ -ب “ :الدرة البيضاء :العقل األول فإنه نقطة مركز العماء فأول منفصل من سواد
الغيب . . .ولذلك وصف بالبياض ليقابل بياضه سواد الغيب فيتبين بضده كمال التبيين
،وأيضا هو أول موجود ترجح وجوده على عدمه والوجود بياض والعدم سواد ،
ولذلك قال بعض العارفين في الفقر انه بياض يتبين فيه كل معدوم وسواد ينعدم فيه
موجود ،فإنه أراد بالفقر فقر االمكان “ .
وفي كتاب النابلسي “ ورد الورود “ شرح لعبارة الشيخ ابن العربي “ الدرة البيضاء
“ يقول في ورقة ( “ 19والدرة ) بالضم اللؤلؤة الكبيرة ( . . .البيضاء ) اي الصافية
َّللا تعالى كما ورد في
النقية كناية عن النور المحمدي الذي هو أول مخلوق من نور ّ
الحديث الذي رواه جابر “ . . .
) ( 4راجع “ عقل أول “
) ( 5راجع “ النور المحمدي “
) ( 6يراجع فيما يتعلق بالدرة البيضاء عند الشيخ ابن العربي :
-اصطالحات الشيخ ابن العربي ص 293مادة “ درة بيضاء “ .
-الفتوحات ج 1ص . 46
-االنسان الكلي ورقة 6أ .
“ ) (( 7الرتق ) اجمال المادة الوحدانية المسماة بالعنصر األعظم المطلق المرتوق
قبل خلق السماوات واألرض المفتوق بعد تعينها بالخلق ،وقد يطلق على نسب
الحضرة الواحدية باعتبار ظهورها وعلى كل بطون وغيبة كالحقائق المكنونة في
الذات األحدية ،قبل تفاصيلها في الحضرة الواحدية مثل الشجرة في النواة “ ( جامع
األصول .الكمشخانوي ص 60مادة “ رتق “ ) .
- 264استدراج
انظر “ مكر “
460
“ “ 461
- 265إدريس
في اللغة :
“ إدريس قيل إنه قبل نوح ،قال ابن إسحاق :كان إدريس أول بني آدم أعطي النبوة ،
وهو إخنوخ بن يراد بن مهالييل بن انوش بن تينان بن شيت بن آدم ،وهو اسم
سرياني وقيل عربي مشتق من الدراسة لكثرة درسه الصحف . . .وفي صحيح ابن
حيان انه كان نبيا رسوال وانه أول من خط بالقلم “ .
( االتقان في علوم القرآن ج 2ص . ) 138
في القرآن :
َّللا مكانا عليا ، 1وكان من الصابرين إدريس في القرآن نبي صدّيق رفعه ّ
الصالحين .
ص ّدِّيقا ً نَبِّيًّا َو َرفَ ْعناهُ َمكانا ً َ
ع ِّليًّا [ “. يس ِّإنَّهُ كانَ ِّ قال تعالى َ ” :وا ْذ ُك ْر فِّي ْال ِّكتا ِّ
ب ِّإ ْد ِّر َ
]19 / 56 - 57
صا ِّب ِّرينَ َ .وأ َ ْدخ َْلنا ُه ْم فِّي
يس َوذَا ْال ِّك ْف ِّل ُ ،ك ٌّل ِّمنَ ال َّ
”قال تعالى َ " :و ِّإسْما ِّعي َل َو ِّإ ْد ِّر َ
صا ِّل ِّحينَ “[ ] 86 - 85 / 21 َر ْح َم ِّتنا ِّإنَّ ُه ْم ِّمنَ ال َّ
في التراث :
يذهب الكتاب المسلمون أمثال القفطي واليعقوبي وابن أبي اصيبعة إلى أن إدريس
الوارد ذكره في القرآن هو هرميس 2آله الحكمة عند المصريين واليونان ،وانه أيضا
إخنوخ 3النبي اليهودي ،وقد أدى إلى هذا الخلط العجيب ،التطورات التي مر بها
تاريخ هرميس اله الحكمة عند قدماء المصريين واليونان ،على يد وثني حران من
جهة واليهود والمسلمين من جهة ثانية . 4
وهكذا وصلت شخصية النبي إدريس إلى عصر الشيخ ابن العربي مكثفة بالمفاهيم التي
اكتسبتها من رحلتها ،في الفكر اليوناني والمصري واليهودي والعربي ،وهذا ما
سنلمسه فور بحثها عنده.
461
“ “ 462
عند الشيخ ابن العربي :
لقد افرد الشيخ ابن العربي فصين كاملين لنبي واحد هو إدريس أو الياس :
“ فص حكمة قدوسية في كلمة ادريسية “ [ الفص ] 4و “ فص حكمة ايناسية في كلمة
الياسية “ [ الفص ] 22وهذا االفراد الذي خص به إدريس ،
قد يعود إلى أنه في نظر الشيخ األكبر ينفرد عن األنبياء بنشأتين :
َّللا مكانا عليا ،واعاده في نشأة أخرى رسوال
األولى كان فيها نبيا قبل نوح ثم رفعه ّ
وال يزال حيا حتى اليوم . 5
462
“ “ 463
463
“ “ 464
الشهوة ، 13فكان عقال بال شهوة ،فلم يبق له تعلق بما تتعلق به االغراض النفسية .
باّلل ،فان العقل إذا تجرد
فكان الحق فيه منزها فكان على النصف من المعرفة ّ
باّلل على التنزيه ال على التشبيه .
لنفسه . . .كانت معرفته ّ
فنزه في موضع وشبّه في باّلل ّ ،
َّللا المعرفة بالتجلي كملت معرفته ّ
وإذا أعطاه ّ
موضع . . .
َّللا وحكمت بهذه المعرفة
وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند ّ
األوهام 14كلها [ “ . . .فصوص ] 181 / 1
464
“ “ 465
“ الياس :يعبر به عن القبض ( “ 19اصطالحات الشيخ ابن العربي ص ) 293
على اننا لم نجد نصوصا عند الشيخ ابن العربي تبين وجه العالقة بين القبض وبين
الياس حتى يعبر عنه ،فننقل تعريف الجرجاني .
“ االلياس ،يعبر به عن القبض فإنه إدريس والرتفاعه إلى العالم الروحاني استهلكت
قواه المزاجية في الغيب وقبضت فيه .
ولذلك عبر عن القبض به “ ( التعريفات ص ) 36
..........................................................................................
َّللا ،وقيل الجنة وقيل السماء ) ( 1المكان العلي يفهم منه “ شرف النبوة والزلفى عند ّ
السادسة أو الرابعة “ ( أنوار التنزيل ج 2ص . ) 18
) ( 2كان هرمس عند اإلغريق اسما لعطارد الذي سموه فيما بعد باسم “ طوط “ اله
القمر عند المصريين ،وقد اشتهر بالفلك والحكمة ثم أصبح في وقت من األوقات اله
العالم العقلي عند اإلغريق والمصريين .
وقد زاد المصريون إلى قوى هرمس مهمة اختبار أرواح الموتى ،لمعرفة مدى
أهليتها واستحقاقها للدخول في فلك الشمس .
فلما فتح العرب مصر والشام وجدوا مؤلفات منسوبة إلى هرمس ،كان الفكر اليهودي
قد ترك فيها بصماته ،فاقتبسوا منها وأضحى الهرامسة ثالثة عند العرب يهمنا منها
األول الذي هو أخنوخ وهو الذي سموه إدريس
-راجع أبو العال عفيفي .فصوص الحكم ج 2ص . 45 - 44
-دائرة المعارفUniversalisالطبعة الفرنسية مادة Hermes-كما ينظر اليونان
إلى هرمس على أنه مخترع األبجدية والموسيقى والفلك . . .انظر - dict . de la
mythologie grecque et Romaine . Larousse art .
) Hermes .( 3
يتفق مؤرخونا على أن إدريس هو أخنوخ ،يقول اللوساني في تواريخ األنبياء ص 21
“ ،وكان الحكماء اليونانيون يسمونه [ إدريس ] هرمس الحكيم .
واسمه في التوراة أخنوخ “ . . .كما يقول البيضاوي في أنوار التنزيل ج 2ص
“ 18 :إدريس :وهو سبط شيث وجد أبي نوح . . .واسمه أخنوخ “ . . .
يراجع فيما يتعلق بإدريس النبي تاريخيا :
- 1المسعودي .مروج الذهب ج 1ص . 73
- 2الديار بكري .تاريخ الخميس ط .القاهرة ص 66وما بعد .
- 3ابن األثير طبعة نور تبرغ ج 1ص . 44
) ( 4فصوص الحكم عفيفي ج 2ص ص . 45 - 44
) ( 5يقول جامي في شرحه للحكمة االيناسية المتعلقة بالياس :
465
“ “ 466
“ انما سميت حكمته عليه السالم ايناسية ،لما انس باالنس بنشأته الجسمانية ،وبالملك
بنشأته الروحانية . . .وهو كالبرزخ بين النشأة الملكية واالنسانية . . .أو ألن االيناس هو
ابصار الشيء على وجه االنس وكذا به قال تعالى في حق موسى عليه السالم . . .وكذا
ابصر الياس عليه السالم فرسا من نار وجميع آالته عليه من نار وانس به فركبه ،فابصاره
الفرس في صورة نارية مع االنس به إيناس فلذا سميت حكمته ايناسية “ .
( شرح الفصوص ج 2ص )266
) ( 6ان إلدريس حشرين :يحشر في جماعة األنبياء والرسل بلواء النبوة والرسالة ،
َّللا
وأصحابه تابعون له ،ويحشر أيضا وليا في جماعة األولياء ،تحت لواء محمد صلى ّ
عليه وسلم ،يقول الشيخ ابن العربي :
“ فله [ عيسى ] ،يوم القيامة ،حشران ،يحشر في جماعة األنبياء والرسل بلواء النبوة
والرسالة -وأصحابه تابعون له -فيكون متبوعا كسائر الرسل ،ويحشر أيضا معنا ،وليا
َّللا عليه وسلم -تابعا له -مقدما
في جماعة أولياء هذه األمة ،تحت لواء محمد -صلى ّ
َّللا
على جميع األولياء . . .وما في الرسل ،يوم القيامة ،من يتبعه رسول اال محمد صلى ّ
عليه وسلم فإنه يحشر يوم القيامة ،في اتباعه ،عيسى والياس عليهما السالم ( “ . . .ف
السفر الثالث ص 176 - 175نشر عثمان يحيى ).
) ( 7ان الشيخ ابن العربي لم يشر إلى هرميس ،ولكن أبو العال عفيفي يؤكد دون شك
استفادته من المصادر الهرميسية اليهودية ،الن جملته هذه في الفصوص تنطبق في
ظاهرها على وصف اليهود الخنوخ .
-راجع أبو العال عفيفي .فصوص - . 258 / 2سفر التكوين .
) ( 8يورد الثعلبي في كتابه قصص األنبياء طبع محمود الجزائري مطبعة الكاستلية سنة
1282ه .
ص ص ، 52 - 51الحادثة التالية التي يبين فيها كيف حصل إدريس على استمرار الحياة
إلى األبد ،في مكانه العلي ،يقول :
“ اني [ إدريس ] أريد ان اعلم من أنت ،قال :انا ملك الموت استأذنت ربي ان أزورك
واصاحبك فاذن لي في ذلك ،فقال له إدريس :لي إليك حاجة ،قال :وما هي ،قال :
َّللا تعالى اليه [ إلى ملك الموت ] ان اقبض روحه [ روح إدريس ] اقبض روحي .فأوحى ّ
َّللا عليه بعد ساعة ،فقال له ملك الموت :فما الفائدة من سؤالك فقبض روحه ثم ردها ّ
قبض الروح ،قال :الذوق كرب الموت وغمه فاكون له أشد استعدادا ثم قال له :لي إليك
حاجة أخرى ،قال :ما هي ،قال :ترفعني إلى السماء ،النظر إليها وإلى الجنة فأذن له
في ذلك ،فلما قرب من النار ،قال :لي إليك حاجة ،قال :وما تريد ،قال :تسأل مالك
يفتح لي أبواب النار حتى أردها ففعل ذلك ،ثم قال :فكما أريتني النار فأريني الجنة ،
فذهب به إلى الجنة فاستفتحها ففتحت له أبوابها فدخلها فقال له ملك الموت :اخرج لتعود
إلى مقرك فتعلق بشجرة وقال :ال اخرج منها .
َّللا تعالى قال” ُك ُّل
َّللا ملكا حكما بينهما فقال له الملك :ما لك ال تخرج ،قال :الن ّ فبعث ّ
ت “( ) 185 / 3 نَ ْف ٍس ذائِّقَةُ ْال َم ْو ِّ
واردُها[ النار ] “ ( ) 71 / 19وقد وردتها ،وقال وقد ذقته ،وقال تعالى” َو ِّإ ْن ِّم ْن ُك ْم ِّإ َّال ِّ
تعالى” َوما ُه ْم ِّم ْنها[ الجنة ]
466
“ “ 467
) ( 9قلب السماوات :هي السماء الرابعة من حيث إن السماوات سبع فتشكل الرابعة
وسطا بينها .
) ( 10ان رمزية إدريس عند الشيخ ابن العربي هنا تشبه تصوير اإلغريق
لهرميس .
) ( 11راجع فصوص الحكم :الفصين الثالث والرابع :فص حكمة سبوحية في كلمة
نوحية -وفص حكمة قدوسية في كلمة ادريسية .كما يراجع تعليق عفيفي عليهما .
) ( 12راجع “ قران “ و “ فرقان “ .
) ( 13تتضح رمزية هذا التمثيل للحدث بالنتيجة التي وصل إليها إدريس .فقد أصبح
عقال بال شهوة .اذن من خالل النتيجة ،ننظر إلى الحدث على أنه يبين كيفية العالقة
بين عقل االنسان وجسده ،والمجاهدات التي يمارسها للشهوات حتى يمسك بلجامها .
فجبل لبنان رمز للجسم االنساني ،والفرس الناري هي النفس الحيوانية كما يصفها
أفالطون .واآلالت النارية هي شهوات البدن وأهواؤه .اما ركوب الفرس فيرمز إلى
ضبط النفس الشهوانية عن طريق تحكيم النفس الناطقة ( العقل ) فيها .
-يراجع شرح الفصوص جامي ج 2ص 268
-أبو العال عفيفي ج 2ص . 258
) ( 14راجع “ وهم “
) ( 15راجع فصوص الحكم ج 1ص . 70
) ( 16ومن حيث إن إدريس يمد األولياء قد يرمز الشيخ ابن العربي بلفظه “ إلى مقام
الرفعة والعلو “ .انظر عند الشيخ ابن العربي الكتاب التذكاري .محي الدين بن
العربي .الدكتور زكي نجيب محمود .
مقال بعنوان :طريقة الرمز عند الشيخ ابن العربي ص . 78
) ( 17يعرف صاحب لطائف االعالم “ الياس “ كما يلي :
“ الياس :يكنى به عن القبض كما يكنى بالخضر عن البسط “ ( ص 32أ ) .
انظر “ الخضر “
) ( 18انظر “ صاحب الزمان “
) ( 19راجع “ قبض “ في هذا المعجم .
467
“ “ 468
- 266الدفتر األعظم
في اللغة :
“ دفتر ( معربة .يونانية ) :مجموعة أوراق تسجل فيها المطالب أو االشعار أو
الحسابات ذات جلد .طومار .كتاب تقويم .مكتب .دائرة .ديوان “ .
( المعجم الذهبي فارسي -عربي .د .محمد التونجي مادة “ دفتر “ ) .
معرب ( محيط المحيط ) .واألرجح انه “ ( الدفتر ) :وهو معروف قيل فارسي ّ
يوناني ( “ . . .كتاب االلفاظ الفارسية المعربة .السيد ادي شير مادة “ دفتر “ ) .
- 267مدفن الحق
في اللغة :
الداء والفاء والنون أصل واحد يدل على استخفاء وغموض يقال دفن الميت ،وهذه
بئر دفن :ادّفنت ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ دفن “ ) .
468
“ “ 469
عند الشيخ ابن العربي :
لقد استعار الشيخ ابن العربي صورة الموت والدفن للداللة على :وجود هيكلي شبحي
ال حكم له اي ال حياة .
قلب االنسان ،محل العلم بالحق وهو الذي وسعه من دون الكائنات جميعا .
ولكن وجوده في قلب الغافل وجود ساكن ال فعالية ايجابية له ،اذن فالحق فيه كأنه
ليس فيه ،وبالتالي :
قلب الغافل -مدفن الحق .
– 268دقيقة
في اللغة :
“ الدال والقاف أصل واحد يدل على حقر وحقارة .
فالدقيق :خالف الجليل .
يقال :ما ادقني فالن وال أجلّني ،اي ما أعطاني دقيقة وال جليلة . . .
والدقيق :الرجل القليل الخير .
والدقيق :االمر الغامض .والدقيق :
الطحين ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ دق “ )
469
“ “ 470
“ وجعله [ الحسن ] عشقا من العشقة ،للعالقة التي بين العبد والرب في الدقيقة التي
ينزل فيها إلى قلبه بالمعرفة “ ( ترجمان األشواق هامش 3ص ) 107
..........................................................................................
َّللا يَ ْكفُ ُرونَ “[ .] 67 / 29 ) ( 1قال تعالى " :أ َ فَ ِّب ْال ِّ
باط ِّل يُؤْ ِّمنُونَ َو ِّب ِّن ْع َم ِّة َّ ِّ
تغو ِّ ت َو َّ
الطا ُ ب يُؤْ ِّمنُونَ بِّ ْال ِّج ْب ِّ
َصيبا ً ِّمنَ ْال ِّكتا ِّ قال تعالى " :أ َ لَ ْم ت َ َر إِّلَى الَّذِّينَ أُوتُوا ن ِّ
] “[ 4 / 51
470
“ “ 471
س َك ت َويُؤْ ِّم ْن ِّب َّ ِّ
اّلل فَقَ ِّد ا ْست َ ْم َ ) ( 2إشارة إلى اآلية :قال تعالى ” :فَ َم ْن يَ ْكفُ ْر ِّب َّ
الطا ُ
غو ِّ
ِّب ْالعُ ْر َو ِّة ْال ُوثْقى “[ ] 256/ 2
) ( 3كما يراجع بشأن دقيقة :الفتوحات ج 4ص ، 118ترجمان األشواق ص
107هامش . 3
سنبلة
- 269دولة ال ّ
في اللغة :
“ الدّولة والدّولة :العقبة في المال والحرب سواء .وقيل :الدّولة بالضم ،في المال ،
والدّولة ،بالفتح ،في الحرب . . .والدّولة :االنتقال من حال الشدة إلى الرخاء . . .
“ ( لسان العرب مادة “ دول “ )
في القرآن :
ورد األصل “ دول “ في القرآن مرة واحدة وبالمعنى اللغوي الذي أشار اليه لسان
العرب في قوله “ :يقال صار الفيء دولة بينهم يتداولونه مرة لهذا ومرة لهذا .
أبو عبيد :الدّولة بالضم اسم للشيء الذي يتداول به بعينه ( “ . . .مادة “ دول “ )
471
“ “ 472
- 2ان هذه المرحلة من الخلق بايحاءاتها تضع امامنا مرحلة شبيهة بها وهي مرحلة
الميثاق .ففي هذه المرحلة أودع الحق تعالى في ظهر آدم “ الكل “ من ذريته ،على
حين في الميثاق :وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم الست
بربكم . . .
[انظر “ ميثاق “ ] .
- 3ان عبارة “ دولة السنبلة “ مؤلفة من لفظين ،وسنحاول معرفة سبب هذه
التسمية :
أ “ -دولة “ :ان الدولة كيان معنوي يتميز بوجوده في االحكام ،لذلك فعلى األرجح
ان الشيخ ابن العربي عندما وجد أن االضداد بحكم المجاورة ،استبدل صورة الحكم
بلفظ :الدولة .
ولكن لماذا لم يقل مثال :ارض السنبلة أو عالم السنبلة وهذا أقرب إلى طريقته في خلق
المفردات ! .
-ان “ األرض “ تشعر القارئ أو المستمع بامكان دخولها “ فأرض الحقيقة “ مثال
على الرغم من عزتها ،نراه يورد الكثير من األمثلة عن دخولها [ انظر “ ارض
الحقيقة “ ] .
وإلى “ دولة السنبلة “ . . .مرحلة خلق آدم كيف يتسنى لمخلوق ان يدخل ؟ ! اذن
انتفت امكانية قوله “ ارض السنبلة “ .
-ان “ العالم “ وان كان من الممكن ان يعبر كالدولة تماما عن شخصية معنوية ،اال
انه يفيد الشمول واإلحاطة أكثر مما يفيد الحكم والتعيين .
لذلك جاءت “ دولة السنبلة “ ،واضحة تخدم فكرته أكثر مما لو أنه قال “ عالم السنبلة
“.
ب “ -سنبلة “ :ورد في النص لفظان نستدل منهما على السبب الذي جعل هذه
الدولة ،دولة السنبلة .
اللفظان هما - :المجاورة [ بحكم المجاورة ]
-المستقيمة [ الحركة المستقيمة ]
فالسنبلة في قامتها المستقيمة وتوزيع حباتها على التجاور ،تشبه آدم في حركته
المستقيمة [ يمشي على قدميه ] وفي تجاور االضداد فيه دون امتزاج ،تجاور الحبات
المنفصلة الكاملة كل منها في ذاتها.
472
“ “ 473
- 270ديوان
في اللغة :
“ والدّيوان مجتمع الصحف ،أبو عبيدة :هو فارسي معرب ،ابن السكيت :
هو بالكسر ال غير ،الكسائي :بالفتح لغة مولّدة وقد حكاها سيبويه
وقال :إنما ص ّحت الواو في ديوان ،وان كانت بعد الياء ولم تعتل كما اعتلت في سيد
دونت . . . ،ألن الياء في ديوان غير الزمة .وانما هو فعّال من ّ
دوان .فعوض من احدى الواوين ياء ألنه يجمع على الجوهري :الدّيوان أصله ّ
دواوين . . .
قال ابن األثير :
هو الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء .
َّللا عنه ،وهو فارسي معرب ( “ . . .لسان دون الديوان عمر ،رضي ّ وأول من ّ
العرب مادة “ دون “ )
في القرآن :
غير قرآنية .
عند الشيخ ابن العربي :
لم يكن الشيخ ابن العربي منعزال عن ثقافة عصره ولغتها الحية آنذاك ،فقد تميز القرن
السادس الهجري بامتصاصه وتفاعله مع الفكر الهلليني ،الذي كان قد تسرب اليه في
فترة سابقة وساهم في تطوير مفهوم الدولة والتدوين .
وخلق المنشآت الحكومية .ولعل لفظ “ ديوان “ تجد مصدرها في هذا الوسط الثقافي
-اللغوي ،
وهو لم يخرج عند الشيخ ابن العربي من كونه يعني :
-إما ما جرى عليه التدوين [ -ديوان ]
-واما المكان الذي يعتبر مرجعا ومسؤوال في امر من األمور ،كديوان المحاسبة مثال
فهو المرجع في امر محاسبة العباد ،وكل محاسبة اليه ترجع .
473
“ “ 474
فيكون معنى “ الديوان اإللهي الوجودي “ :الوجود من القلم االعلى أو العقل األول إلى
آخر الموجودات ليس باشخاصها انما بماهياتها وهكذا . .
يقول الشيخ ابن العربي :
) “ ( 1فقد بينت لك المقصود من هذا التجلي [ التجلي الشمسي ] الذي يحويه هذا
المنزل وفوائده ال تحصى لو ذهبنا نذكرها ما وسعها ديوان “ ( . . .ف / 2
. ) 657
) “( 2األدب وهو مشتق من المأدبة وهو االجتماع إلى الطعام ،كذلك األدب عبارة
َّللا جعل في الدنيا عبده عامال جابيا ،يجبي له سبحانهعن جماع الخير كله . . .فان ّ
جميع ما رسم له . . .فما خلقه اال للجمع ،فان جمع ما امر بجمعه وجباه كان
سعيدا . . .فكانت اجرته عين ما جمعه ،مع الثناء اإللهي الحسن عليه باألمانة
والعدل . . .وإن كان عبد سوء خان في أمانته . . .فلما انقلب إلى سيده ،وحصل في
ديوان المحاسبة ،وقعد أهل الديوان يحاسبونه ،ورأى شدة الهول في حسابه . . .
“ ( ف . ) 640 / 2
“ . . .فإذا استوفى أهل ديوان المحاسبة ما بأيديهم في حق عبد من العباد وفعلوا فيه
َّللا راجعا ( “ . . .ف / 4
ما اقتضاه امره معهم ،وفرغ من ذلك ورفع االمر إلى ّ
. ) 302
) “ ( 3فالديوان اإللهي الوجودي رأسه العقل األول وهو القلم ،واما االمام فهو
الكتاب وهو اللوح المحفوظ ،ثم تنزل الكتبة مراتبها في الديوان باقالمها ،لكل كاتب
َّللا عليه وسلم كما ذكر حديث االسراء فقال :حتى ظهرت قلم وهو قوله صلى ّ
لمستوى اسمع فيه صرير األقالم 1فالقلم االعلى الذي بيد راس الديوان 2ال محو فيه
َّللا
،كل امر فيه ثابت وهو الذي يرفع إلى الحق ،والذي بأيدي الكتبة فيه ما يمحو ّ
َّللا من راس الديوان من َّللا من عند ّ
وفيه ما يثبت 3على قدر ما تأتي به إليهم ،رسل ّ
اثبات ما شاء ومحو ما شاء ( “ . . .ف ) 287 / 4
474
“ “ 475
..........................................................................................
) ( 1انظر فهرس األحاديث حديث رقم . 23 :
) ( 2يراجع بشأن ديوان عند الشيخ ابن العربي :
-ف 4ص ( 302الديوان اإللهي ) .ص ( 305ديوان الحكم اإللهي ) .
ب “( ) 39 / 13 َّللاُ ما يَشا ُء َويُثْبِّتُ َو ِّع ْن َدهُ أ ُ ُّم ْال ِّكتا ِّ
) ( 3إشارة إلى اآلية” يَ ْم ُحوا َّ
– 271دين
في اللغة :
“ الدال والياء والنون أصل واحد اليه ترجع فروعه كلها .وهو جنس من االنقياد
والذل .فالدين :الطاعة . . .فاما قولهم ان العادة يقال لها دين ،فإن كان صحيحا
فالن النفس إذا اعتادت شيئا مرت معه وانقادت له. . .
ِّين “[ ] 4 / 1اي يوم الحكم ، ومنه” ما ِّل ِّك يَ ْو ِّم ال ّد ِّ
وقال قوم :الحساب والجزاء واي ذلك كان فهو أمر ينقاد له ( “ . . .معجم مقاييس
اللغة .مادة “ دين “ ) .
في القرآن :
ان كلمة دين مشتقة من فعل دان اي خضع ،وفي ورودها القرآني حافظت على صفة
الخضوع بما له من وجوه واشكال .
اما الوجوه القرآنية لها 1فهي [ متتبعين في ذلك الترمذي ] :
َّللا بما تتضمنه من خضوع ّّلل ”.أ َ َم َر أ َ َّال ت َ ْعبُدُوا - 1التوحيد :وهو شهادة ال إله ّإال ّ
ِّين ْالقَ ِّيّ ُم “( يونس . ) 40 ِّإ َّال ِّإيَّاهُ ذ ِّل َك ال ّد ُ
ِّين “( 1 - 2الحساب :ألنه إذا جاء الحساب دان العبد فلم يقدران يجحد” ما ِّل ِّك يَ ْو ِّم ال ّد ِّ
/4).
َّللا وقضاؤه - 3حكم ّ
- 4حكم الملك الذي حبس يوسف عليه السالم :لما للدين من صفة الخضوع عند
ِّين ْال َم ِّل ِّك (“ يوسف ) 76 الحكم ”،ما كانَ ِّليَأ ْ ُخذَ أَخاهُ ِّفي د ِّ
اإلسْال ُم “ ( .آل عمران َّللا ْ ِّ
- 5االخالص االسالم وااليمان ِّ ”: 2إ َّن ال ّدِّينَ ِّع ْن َد َّ ِّ
. ) 19
475
“ “ 476
عند الشيخ ابن العربي :
كانت نظرة الشيخ ابن العربي إلى كلمة دين ذات وجهين :لغوي [ النقطة “ األولى “ ]
وشرعي [ النقطة “ الثانية “ ، ] 3لذلك سنبحثهما فيما يلي على أن نتبعهما بنقطة ثالثة
تتضمن حقيقة موقف الشيخ ابن العربي من األديان ،وهل وحدة األديان نظرية لها
وجود حقيقي في فلسفة الشيخ األكبر ؟
يفرع الشيخ ابن العربي المعنى اللغوي للدين ثالثة مفاهيم : 4الدين هو الجزاء -ّ
واالنقياد -والعادة ) 1 (.الدين هو الجزاء .
يتضح من النص السابق ان امكانية الجزاء هي التي توجد الدين ،والعكس الصحيح
فالدين هو الذي يخلق امكانية الجزاء والسبب في ذلك يعود إلى أن الشرك ال ينفع معه
عمل .
فمهما اتى المشرك من اعمال صالحة وحسنات ،ال يخلق معها مفهوم الجزاء
وامكانيته ،ألنه لن يحاسب 8بل يدخل جهنم وذلك ليس جزاء بل اختصاصا ) 2 (.
الدين هو االنقياد :
476
“ “ 477
اإلسْال ُم “[ ] 19 / 3وهو االنقياد. َّللا ْ ِّ
تعالى ”ِّ :إ َّن ال ّدِّينَ ِّع ْن َد َّ ِّ
َّللا له فذلك الذي قام فالدين عبارة عن انقيادك . . .فمن اتصف باالنقياد لما شرعه ّ
بالدين وأقامه ،اي أنشأه كما يقيم الصالة :فالعبد هو المنشىء للدين ،والحق هو
الواضع لالحكام . 9فاالنقياد هو عين فعلك .فالدين من فعلك ( “ . . .فصوص
الحكم ج 1ص . ) 95 - 94
ان في ارجاع الدين إلى “ االنقياد “ الزاما بمضامين الشريعة كلها :الن االنقياد فعل له
غاية ووجهة ،بل ال تظهر قيمته اال في الغاية التي هي وجهته 10فمن انقاد للخير
َّللا فاالنقياد : ليس كمن انقاد للشر .اذن الدين الذي هو انقياد انما هو انقياد لما شرعه ّ
اتباع .
وهذا ما أشار اليه القرآن الكريم بقوله تعالى ”:قُ ْل إِّ ْن ُك ْنت ُ ْم ت ُ ِّحبُّونَ َّ َ
َّللا فَاتَّبِّعُونِّي يُ ْحبِّ ْب ُك ُم
َّللاُ َويَ ْغ ِّف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم “[ ] 31 / 3
َّ
ففي كلمة “ اتبعوني “ اثبات لالتباع وللوجهة ) 3 (. 11الدين هو العادة .
يبين الشيخ ابن العربي هنا ان العادة هي معاوضة بالمثل مشتقة من فعل عاد اي رجع
وتكرر .وليست العادة سوى تكرار المثل ،والدين “ العادة “ بمعنى :ان الدين يعود
على االنسان بما يقتضيه حاله وهذا المعنى يقارب المعنى األول الذي هو “ الجزاء
“ ( انظر الفقرة “ . ) “ 1
477
“ “ 478
أنبيائه ،هذا الشرع الذي نلمس وحدته عبر تطوره في مراتب الظهور في صور
الشرائع :فالشرع اإللهي واحد يظهر في كل زمن بصورة شريعة نبي ذلك الزمن .
وما الشرائع كلها اال صور ذلك الشرع اإللهي الواحد [ الذي بدأ بآدم وختم بمحمد
َّللا عليه وسلم ] -وهو الذي تم بشريعة خاتم األنبياء ( انظر المعنى “ الثالث
صلى ّ
“ التالي لكلمة دين ) .
َّللا رسوال ،بل سنّها الخلق
الدين الذي عند الخلق :هي النواميس التي لم يرسل بها ّ
َّللا اعتبار ما شرعه : 12
فلما وافقت الحكم اإللهي اعتبرها ّ
كالرهبانية . 13
فلما وافقت الحكمة والمصلحة الظاهرة فيها الحكم اإللهي في المقصود بالوضع
َّللا اعتبار ما شرعه من عنده تعالى ( “ . . .فصوص / 1
المشروع اإللهي ،اعتبرها ّ
. ) 95 - 94
أوال :لم يقل الشيخ ابن العربي بوحدة األديان رغم محاوالت الباحثين استنطاقه ذلك ،
يفرق بين األديان ،من حيث هي صور متمايزة مختلفة بل على العكس من ذلك أنه ّ
لذلك “ الدين الواحد “ ،الذي هو الشرع اإللهي المتقلب في مراتب
478
“ “ 479
َّللا ] .
الظهور بصور األديان المختلفة [ -دين عند ّ
َّللا عليه وسلم ،وما تلك الشرائع اال كحبات عقد
فالدين واحد من آدم إلى محمد صلى ّ
،أو حلقات سلسلة ،وكتاب فصوص الحكم هو خير صورة مثّل فيها الشيخ ابن
العربي اختالف األديان :فكل نبي له شرعة ومنهاج ،وهو حقيقة متميزة منفصلة عن
حقيقة أخرى ،هي نبي آخر وشرعة أخرى . . .
وهكذا حتى يصل إلى “ الكلمة الجامعة “ أو “ جوامع الكلم “ الذي هو النبي محمد
َّللا عليه وسلم وبه ينختم هذا الدين الواحد .
صلى ّ
وإذا سأل سائل عن الفرق بين “ وحدة األديان “ و “ الدين الواحد “ ؟
نقول :
انه يفرقهما مفهوم “ الزمن “ :فالدين واحد تقلّب زمنيا في صور األديان المختلفة من
يهودية ومسيحية .
فلو قبل الشيخ األكبر بوحدة األديان لوجب عليه ان يقبل في هذا الزمن ،الذي هو
زمن الدين االسالمي ،كل األديان األخرى السابقة يقبلها كحقيقة راهنة حاكمة ،وليس
كحقيقة سابقة سالفة .
اذن .
القول “ بالدين الواحد “ يلزمه فقط بقبول شريعة واحدة في زمن واحد معين .ونعطي
لذلك مثال :انه في زمن المسيحية تقبل اليهودية كحكم سابق حيث يفترض االيمان بها
كدين سالف ،ولكن ال يقبل اليهود في زمن المسيحية مع المسيحين كأصحاب دين
واحد .
بل تكون المسيحية هي “ الدين “ ،واليهودية تدخل في باب “ تاريخ الدين “ . .وهكذا
بالنسبة لزمن االسالم واألديان السالفة .
فالشيخ ابن العربي لم يقل بوحدة األديان ،بل أشار إلى عقيدته في “ الدين الواحد
“ الذي يقبل في الزمن الواحد شريعة واحدة هي شريعة الزمن .
َّللا عليه وسلم .
وهذا الدين الواحد قد ختم بمحمد صلى ّ
وينتج عن هذه الختمية كل ما تحمله من ابعاد تفترض الجمعية وغيرها [ انظر ختم ] .
لذلك كل ما نصادفه عند الشيخ األكبر من نصوص توحي “ بوحدة األديان “ -التي
قال بها بعض الباحثين -هي في الواقع نصوص تشير إلى :جمعية الدين المحمدي ،
ليس اال ( سنشير إلى هذه النصوص في الفقرة الثانية ) .
479
“ “ 480
يقول الشيخ ابن العربي :
“من يرتدد منكم عن دينه ويمت *** 15فإنه كافر بالدين اجمعه
ألنه احدى العين 16ليس له *** مخالف جاءه من غير موضعه
مشرعه
ّ وان اتيانه بالكل شرعته *** بذا اتى الحكم فيه من
الضمير في أنه [ ألنه احدى العين ] يعود على الدين .
ثانيا :اعتمد القائلون بوحدة األديان عند الشيخ ابن العربي غالبا على نصين اشتهرا
في هذا الموضوع .
وهما :النص األول :
” عقد الخالئق في االله عقائدا *** وانا شهدت [ في نسخة :عقدت ] جميع ما عقدوه
(“ 19ف . ) 132 / 3
النص الثاني :
” لقد صار قلبي قابال كل صورة *** فمرعى لغزالن ودير لرهبان
وبيت الوثان وكعبة طائف *** وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنّي توجهت *** ركائبه فالحب ديني وايماني “
( ترجمان األشواق ص ص . ) 44 - 43
480
“ “ 481
يشير الشيخ ابن العربي إلى أن هذا النص هو من المقام الذي ع ّم المعتقدات ،اي المقام
المحمدي ( الفتوحات . ) 132 / 3
وفي تلك اإلشارة ينبهنا إلى أن المقصود من النص ،ليس وحدة األديان بل ايماء إلى :
ان من يدين بالشرع المحمدي ،البد له من أن يعتقد بكل الشرائع التي سبقته :من
حيث إنه ال يلغي ما قبله بل العكس جاء متمما ومكمال وخاتما لها .
ومقامه يع ّم جميع المعتقدات الن الختم صفته :
الجمعية .والشرع المحمدي خاتم الشرائع فله جمعيتها :
َّللا عليه وسلم يفترض من ناحية االيمان “ بعيسى “ و “ موسى فااليمان بمحمد صلّى ّ
“ و “ داود “ عليهم السالم أجمعين ،كما أنه من ناحية ثانية إيمان بهم حقا كجزء من
َّللا ) ،وهو الذي اكتمل في صورة الشريعة هذا الشرع اإللهي الواحد ( -الشرع عند ّ
االسالمية .
ففي الشطر األول من النص يثبت الحاتمي :اله المعتقدات ( راجع “ اله المعتقدات “ )
ويؤكد في الشطر الثاني على أنه :عقدها جميعا .اي يشير إلى كونه “ محمدي
“ المقام ،له جمعية الشرع المحمدي الذي عم المعتقدات واستوعبها جميعا .
النص الثاني :
لفهم هذا النص تجب اإلشارة إلى نقطتين :
يفرغ
- 1ان الجدل الصوفي في نظرية المعرفة يتلخص في :ان الصوفي بقدر ما ّ
قلبه من العلوم يحصل عليها . 20بل االستعداد للعلم اإللهي [ على عكس العلوم
األخرى ] يقتضي نقاوة القلب وفراغه .على حين ان العلوم الكسبية كلها ترتفع بتوافق
انسجامي مع ارتفاع درجة الثقافة والتحصيل .
- 2ان كمال كل عضو من األعضاء عند الشيخ ابن العربي ،ليس بتنمية مواهبه
واكتساب قدرات جديدة بل العكس رجوع به إلى حالة القبول المحض والقابلية التامة .
اذن ،في الشطر األول يشير الحاتمي إلى :بلوغ قلبه مرتبة الكمال ،من حيث إنه
صار قابال كل صورة .فهذه القابلية التامة هي :كمال القلب .
والنص صريح لم يقل “ قبل “ كل صورة ،بل “ قابال “ .
فهو هنا يشرح حاله ،وال يفيدنا النص في وحدة األديان ،بل نستفيد منه إشارة الشيخ
ابن العربي إلى المقام الذي وصله ،
مقام :كمال القلب بقابليته التامة ليس أكثر .
ولكن ما الذي دفعه إلى اإلشارة إلى مرتبة قلبه من القابلية المحضة لكل
481
“ “ 482
صورة ؟ نجد الجواب في البيت األخير من النص .الذي نعتقد ان جذوره ترجع إلى
اآلية الكريمة
قال تعالى ”:قُ ْل إِّ ْن ُك ْنت ُ ْم ت ُ ِّحبُّونَ َّ َ
َّللا فَاتَّبِّعُونِّي يُ ْحبِّ ْب ُك ُم َّ
َّللاُ ] “. [ 3 / 31
َّللا ] .
“ دين الحب قال تعالى “ :هو هذا الحب المشار اليه في هذه اآلية [ تحبون ّ
اما قوله “ اني توجهت ركائبه “ :فذلك الن اآلية لم تحدد بوضوح وجهة االتباع
َّللا عليه وسلم :فاتسعت من ناحية الرقعة ومضمون شرعته بل ألصقته بمحمد صلّى ّ
اي رقعة موضوع االتباع أيما اتساع [ قرآن -سنة -كل ما نعرفه عن شريعته صلّى
َّللا اال اتباع
َّللا عليه وسلم ] ،وضاقت من ناحية ثانية ابعد ضيق [ ال سبيل لحب ّ ّ
َّللا عليه وسلم :باب واحد فقط ] . محمد صلّى ّ
اذن ،الشيخ ابن العربي يقرر ان قلبه أصبح قابال كل صورة ،فهو يدين بدين الحب
فليتجل له بما يريد ،وال يتجلى اال في جمعية االتباع المحمدي .
..........................................................................................
) ( 1يورد مقاتل 3نظائر للدين في القرآن :التوحيد ،الحساب ،الحكم والقضاء .
انظر - Exegese coranique p 148-اما الترمذي فيورد نظائر للدين وهي ما
اتبعناه في متن المعجم .
انظر- Exegese coranique pp 147 - 149تحصيل نظائر القرآن ص ص
. 121 - 119
) ( 2انظر ) - Exegese coranique p p 148 - 149( 3يقول جامي في
شرحه للفص الثامن “ :اعلم أن الدين في اللغة يطلق على ثالثة معان :
َّللا سبحانه وتعالى لعباده من االنقياد والجزاء والعادة ،وفي الشرع :على ما شرعه ّ
َّللا عنه قسمه َّللا سبحانه .فالشيخ رضي ّ االحكام أو شرعه بعض عباده فاعتبره ّ
بالمعنى الشرعي إلى قسمين ونبّه على اعتبار المعاني الثالثة اللغوية فيه . . .
“ ( شرح الفصوص .جامي ج 2ص . ) 22
) ( 4كثيرا ما نغفل بحث الكلمات التي ال تأخذ معنى جديدا عند شيخنا األكبر ،ولكن
كلمة “ دين “ رغم انه لم يضف إليها جديدا اال انها حظيت باهتمامه فافرد لها فصا
كامال ( الفص الثامن :فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية ) ،أضف إلى ذلك براعته
في ربطها بمعانيها الثالثة وهذا ما سنسلمه من خالل النصوص .
) ( 5انظر معنى الجزاء بين العود والعوض .الفصوص ج 2ص . 102
) ( 6انظر فهرس األحاديث حديث رقم ( 22 ) .
) ( 7المشرك هو الذي ليس له “ كتاب “ .اذن “ المشركون “ مقابل “ أهل الكتاب
“ راجع الفتوحات ج 4ص . 131
) ( 8ان “ الحساب “ في اآلخرة غايته التمهيد لدخول الجنة ،فعند استحالة دخول
الجنة تبطل
482
“ “ 483
َّللا لن يغفر الشرك [ اآلية . ] 116 / 4 - 8 / 4فلن
الغاية من الحساب ،ونظرا الن ّ
يدخل المشرك الجنة فال مبرر اذن لمحاسبته .
) ( 9يظهر “ الدين “ هنا حقيقة واحدة لها وجهان :حق وخلق ( االنقياد -خلق ،لما
َّللا -حق ) ولكن دور الخلق رغم جمل الشيخ ابن العربي الموحية بايجابية شرعه ّ
قصوى ( فالدين من فعلك ) يظل في مضمونه سلبيا :وذلك الن االنقياد الذي هو عين
فعل “ الخلق “ قهر وعبودية وسلبية ،إذ يتحول “ الخلق “ هنا إلى محل تتغير عليه
االحكام بتغير االسم اإللهي الحاكم راجع “ اسم الهي “ ( المعنى الرابع ) وينقاد هو
لهذا التغير .
ولكن هذه السلبية هي نظرية فكرية فقط ( العبد ال يسهم فكريا في الدين .االحكام
يضعها الحق ) .ألنها تتحول عمليا إلى ايجابية ملموسة من خالل فعل االنقياد الذي
يتطلب حضورا معينا وسلوكا خاصا .
) ( 10مثال جامي في تعليقه على معنى “ االنقياد “ لكلمة دين يقول “ :وانما وصاهم
[ يعقوب لبنيه ] باالنقياد اليه [ إلى الدين ] الن الدين الذي هو األحكام الشرعية
الوضعية ال يثمر سعادة ما لم ينقد اليه .فهذه الوصية تدل على اعتبار االنقياد إلى
الدين [ الذي ] ينبغي ان يراد به االحكام الموضوعة ال االنقياد .فإنه ال معنى لالنقياد
َّللا االنقياد وهذا الحكم قبيل قوله عليه السالم :الحج إلى االنقياد . . .فالدين عند ّ
عرفة .مبالغة في اعتبار االنقياد في الدين ال انه عين الدين ( “ . . .شرح الفصوص
ج 2ص . ) 23
) ( 11وإلى هذا الحب أشار الشيخ ابن العربي بقوله ”:أدين بدين الحب انّى توجهت
* ركائبه فالحب ديني وايماني “( ترجمان األشواق ص . ) 44
َّللا عليه وسلم : َّللا صلى َّّللا لمن سن سنة .قال رسول ّ ) ( 12ومن هذا القبيل جزاء ّ
سن سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها ال ينقص من “ من ّ
أجورهم شيئا .ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ووزر من عمل بها ال
ينقص من أوزارهم شيئا “ ( سنن ابن ماجة المقدمة الباب رقم 14الحديث رقم
) . 203
) ( 13وقد ذهب المحاسبي هذا المذهب في اعتبار الحق لما شرعه الخلق ،إذ انه في
َّللا فَما َر َ
ع ْوها علَ ْي ِّه ْم ِّإ َّال ا ْبتِّغا َء ِّرض ِّ
ْوان َّ ِّ عوها ما َكتَبْناها َاآلية الكريمة” َو َر ْهبانِّيَّةً ا ْبت َ َد ُ
َّللا عز وجل عابهم بترك رعاية ما لم يفترض . َح َّق ِّرعايَتِّها “[ ] 27 / 57يرى أن ّ
َّللا .المحاسبي .تحقيق عبد القادر عطا ص ص - 38 ( انظر :الرعاية لحقوق ّ
. ) 39
) ( 14انظر ما كتبه الدكتور محمد مصطفى حلمي عن وحدة األديان عند الحالج :
كتاب الحياة الروحية في االسالم ص ص . 122 - 121
) ( 15في األصل “ يموت “ وهو خطأ من الناسخ وينكسر به الوزن .
) ( 16انظر “ أحدية “ .
) ( 17انظر فهرس األحاديث حديث رقم ( 22 ) .
483
“ “ 484
) ( 18يرى الشيخ ابن العربي ان الدين هو فقط ألهل الكتاب ،الن الشرك ليس
دينا .
) ( 19يقول عفيفي ناسبا وحدة األديان إلى الشيخ ابن العربي مستشهدا بهذا النص :
“ وتستولي فكرة الوحدة على قلب الشيخ ابن العربي فيفسر بها كل شيء في عالم
الوجود واالعتقاد . . .اما في عالم االعتقاد -وهو األديان – فيرى
[الشيخ ابن العربي ] ان المعبود واحد مطلق في جميع األديان مهما تعددت صوره
واشكاله ألنه هو المتجلي في هذه الصور واالشكال .
وان العارف الكامل هو الذي يعرف المعبود في كل صورة يتجلى فيها . . .
ولهذا دعا الشيخ ابن العربي إلى القول بوحدة األديان واعتبارها كلها طرقا موصلة إلى
معبود واحد ال يعبد غيره على الحقيقة .
484
“ “ 485
حرف الذال
ذ
485
“ 486 “
486
“ “ 487
– 272الذّكر
في اللغة :
“ الذال والكاف والراء أصالن ،عنهما يتفرع كلم الباب . . .ويقال كم الذكرة من
ولدك ؟ اي الذّكور . . .واألصل اآلخر :ذكرت الشيء ،خالف نسيته .ثم حمل عليه
الذكر باللسان .ويقولون :اجعله منك على ذكر . . .اي ال تنسه .والذكر :العالء
والشرف ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ ذكر “ ).
487
“ “ 488
يقول :
َّللا المشار اليه :الحضور الذي هو ضد الغفلة ( “ . . .بلغة الغواص ق
) “ ( 1فذكر ّ
.)3
َّللا وابتهجا *** والح صبح الهدى للعبد وابتلجا ) ” ( 3تاه الفؤاد بذكر ّ
َّللا من أنوار حكمته *** ومن معارفه في قلبه سرجاوأسرج ّ
فظل يفتح من أبواب رحمته *** على خليفته ما كان قد رتجا “
( الديوان ص ) 44
) “ ( 4والذكر : 9القرآن وهو أعظم الذكر ،قال تعالى ”ِّ :إنَّا ن َْح ُن ن ََّز ْلنَا ال ِّذّ ْك َر
“[ ] 9 / 15يعني القرآن ( “ . . .ف . )461 / 4
*****
ال يقف الشيخ ابن العربي عند حدود ما استفاده من التصوف السابق ،بل تأبى اصالته
المبتكرة اال ان تحلق في افاق لم تصل إليها رؤى غيره ،فتستثمر كل اإلرث الصوفي
الفكري االسالمي في نزعة توحيدية .
ونستطيع ان ننظر إلى الذكر من خالله نظرات ثالثا تعطي ابعاد موقفه :
( أ ) ال يختص الشيخ ابن العربي موقفا أو تلفظا أو حاال . .مميزا محددا باسم الذكر .
بل كل ما في الوجود يذ ّكر بالحق :إذ نستطيع ان نعبر من خالله إلى الحق .فكل
موجود هو مجلى يوصل للمتجلى فيه .اذن :كل شيء وضعه الحق في الوجود
مذ ّكرا .
وهذه أول رتبة من مراتب النظرة التوحيدية عنده :إذ انه هنا يوحد كل المظاهر ( من
حيث إنها “ ذكر “ ) الحدية الظاهر بها .
يقول :
َّللا
َّللا عليه وسلم انه كان يذكر ّ
َّللا صلى ّ
َّللا عنها ] عن رسول ّ
“ قالت عائشة [ رضي ّ
َّللا ،
على كل احيانه مع كونه يمازح العجوز والصغير ،وكل ذلك عند العالم ذكر ّ
ألنه ،
488
“ “ 489
وهنا نالحظ انه يرفع كل الحواجز الفاصلة بين هذين الوجهين ليتسنى لهما التداخل
واالمتزاج والتحقق بوحدتهما الشاملة .
فالذكر الذي يحمل في حناياه مفهوم الفقد والبعد واالفتراق والتثنية بين الذاكر
والمذكور .
ترفضه الوحدة الوجودية المسيطرة على كيان الشيخ األكبر الفكري .
فالذكر هو الحضور مع الحق والفناء فيه والتحقق بالوحدة الذاتية معه ،اذن ينتفي
الذكر كنسبة بين ذاكر ومذكور ويسقط .
489
“ “ 490
دع 13الذكر والتسبيح ان كنت عاشقا *** فليس يديم الذكر اال المنافق
إذا 14كان من تهواه في القلب حاضرا *** وأنت تديم الذكر كنت منافقا 15
َّللا تحتجب الذنوب *** وتحتجب البصائر والقلوب بذكر ّ
وترك الذكر أفضل كل شيء *** فشمس الذات ليس لها غروب “ . . .
( وسائل السائل ص ص ) 26 - 25
كما أنه يورد البيتين األخيرين من هذا النص في ديوانه بكلمات مختلفة يقول :
َّللا تزداد الذنوب *** 16وتحتجب البصائر والقلوب ” بذكر ّ
وترك الذكر أفضل منه حاال * فان الشمس ليس لها غروب “( الديوان ص ص - 4
)5
..........................................................................................
) ( 1بخصوص الذكر في القرآن فليراجعExegese coraniqueص 37 - 36
( مقاتل :
الذكر في القرآن -الصالة ،القرآن ،الطاعة ) -ص ص ( 133 - 130الذكر في
القرآن عند الترمذي وقد لخصنا نظائره التسع في المتن ) -ص ص - 307 306
( الذكر عند الخراز ) كما يراجع فهرس االصطالحات مادة ذكر .
) ( 2ربما أشار إلى اآلية َ ”:وذَ ِّ ّك ْر فَإِّ َّن ال ِّذّ ْكرى ت َ ْنفَ ُع ْال ُمؤْ ِّمنِّينَ “( 51 / 55 ) .
ت َوال ِّذّ ْك ِّر ْال َح ِّك ِّيم ) ( 3ربما في ذلك إشارة إلى اآلية ”:ذ ِّل َك نَتْلُوهُ َ
علَي َْك ِّمنَ ْاآليا ِّ
“( 3 / 58 ) .
) ( 4يراجع بشأن “ ذكر “ قبل الشيخ ابن العربي :Exegese coraniqueفهرس
االصطالحات مادة ذكر .
-التجريد في كلمة التوحيد “ احمد الغزالي “ مطبعة البابي الحلبي ص ص . 6 - 5
-الغزالي منهاج العارفين ص . 84
-الترمذي .نوادر األصول ص . 72
490
“ “ 491
-الرسالة القشيرية ص . 101
-الحالج .الطواسين نشر ماسينيون باريس : 1913طاسين النقطةVفقرة ، 18
. 19
وطاسين األزل وااللتباسVIفقرة . 15
كما تراجع النصوص التالية التي الحقها ماسينيون في كتابه :( Essai sur les
origines du lexique technique )-التعرف الكال بأذى فقرة، 33 ، : 32
. 48 ، 34
-جوامع آداب الصوفية .السلمي ،فقرة . 3
-حقائق التفسير .السلمي .فقرة . 150 ، 134 ، 110 ، 72 ، 53 ، 19 ، 2 :
-الكرماني فقرة . 1
491
“ “ 492
مخالفة لحضور قلبه ،اذن :نفاق .
) ( 16ازدياد الذنوب بالذكر يحتمل معنيين - :ان الذكر يفترض الفقد الذي هو ذنب،
-ان الذكر يفترض تثنية بين الذاكر والمذكور ألنه اشراك المذكور في الوجود الذي
يقفه الشيخ ابن العربي على الحق ،وهذا االشراك ذنب .
– 273الذّوق
في اللغة :
“ الذال والواو والقاف أصل واحد .وهو اختبار الشيء من جهة تطعّم ،ثم يشتق منه
مجازا . . .وفي كتاب الخليل :كل ما نزل بانسان من مكروه فقد ذاقه “ ( معجم
مقاييس اللغة مادة “ ذوق “ )
في القرآن :
ورد األصل “ ذوق “
في القرآن :
- 1اعتبار الشيء من جهة تطعّم :
س ْوآت ُ ُهما ) “( 7 / 22 ت لَ ُهما َ قال تعالى ” :فَلَ َّما ذاقَا ال َّ
ش َج َرة َ بَ َد ْ
- 2الذوق مجازا .
غي َْرها ِّليَذُوقُوا ْالعَ َ
ذاب “( . ) 56 / 4 ت ُجلُو ُد ُه ْم بَد َّْلنا ُه ْم ُجلُودا ً َ َض َج ْقال تعالى ُ ”:كلَّما ن ِّ
492
“ “ 493
الشهيرة ،التي ال يدانيها شهرة في األوساط الصوفية إال “ رائية “ أبو مدين . 1
يقول في مطلعها :
” من ذاق طعم شراب القوم يدريه *** ومن دراه غدا بالروح يشريه .
وذو الصبابة لو يسقى على عدد األن *** -فاس ،والكون كأسا ليس يرويه “
ولم يكن الشيخ ابن العربي بعيدا عن هذا الحوار “ السلوكي “ ومذهب القوم فيه .
****
يناقش الشيخ ابن العربي أوال “ الذوق “ عند الصوفية ،وماهيته .بما نعهده فيه من
استيعاب لدقائق سلوكهم وعرفانهم .
يقول في تعريف “ الذوق “ عندهم :
“ أن الذوق عند القوم [ -الصوفية ] :أول مبادئ التجلي ،وهو حال يفجأ العبد في
قلبه ،فإن أقام نفسين فصاعدا كان :شربا .وهل بعد هذا الشرب ري أم ال .فذوقهم
[ -الصوفية ] في ذلك مختلف “ ( ف . ) 548 / 2
ويشرح الشيخ ابن العربي مراد الصوفية من تعريفهم الذوق بالتجلي ،
قائال :
“ اعلم أن قولهم “ [ الذوق ] -أول مبادي التجلي “ إعالم ،ان لكل تجل مبدأ هو :
ذوق لذلك التجلي ؛ وهذا ال يكون إال إذا كان التجلي اإللهي في الصورة أو في األسماء
اإللهية أو الكونية ليس غير ذلك .
فإن كان التجلي في المعنى فعين مبدئه :عينه ،ما له بعد المبدأ حكم يستفيده االنسان
بالتدريج ،كما يستفيد معاني تلك الصورة المتجلى فيها ( “ . . .ف . ) 548/ 2
وهكذا يربط الصوفية الذوق بالتجلي ويجعلونه قبل الشرب والري .
***
ويتابع الشيخ ابن العربي نهج ربط الذوق بالتجلي ،فيقيم عالقة جدلية بينه وبين التجلي
المحكوم للرياضة والمجاهدة .من ناحية ،الذوق يعطي التجلي :
التنظير ،والتجلي من ناحية ثانية ،يعطي الذوق :صبغته .
يقول :
“ إن الذوق يختلف باختالف التجلي ،فإن كان التجلي في الصور فالذوق :
خيالي ،وإن كان في األسماء اإللهية والكونية فالذوق :عقلي .
فالذوق الخيالي أثره في النفس ،والذوق العقلي أثره في القلب فيعطي حكم اثر ذوق
النفس المجاهدات البدنية من الجوع والعطش . . .ويعطي حكم ذوق العقل الرياضات
493
“ “ 494
النفسية وتهذيب األخالق “ ( ف . ) 549 - 548 / 2
****
ينتج عن ارتباط الذوق بالتجلي ،ان العلوم الناتجة عن التجلي كافة هي :علوم
ذوقية .
“ فالذوق “ أصبح إشارة إلى :
تنظير التجربة ،أو المذهب الناتج عن تجربة صوفية معينة ،أو كل ما يمت إلى
العلوم التي حصلت بهذا الطريق [ -الذوق ] .
فالذوق :لغة علم مشترك بين أصحاب التجربة الواحدة ، 2وكل علم ال يكون عن
تجل يبدأ بالذوق فليس من العلوم الذوقية .
يقول .
- 1الذوق :تنظير تجربة
“ وأكثر الناس على خالف هذا الذوق ،ولهذا ال ينتظم كالمهم “ ( ف . ) 548 / 2
“ فذوقهم في ذلك [ الري أو عدمه بعد الشرب ] ،مختلف فيه “ ( ف . ) 548 / 2
494
“ “ 495
مقاماتهم وأحوالهم .فلنذكر .في هذا الباب ،نبذا من اسرارهم “ ( ف السفر 3فق
. ) 338
**
الذوق من األحوال والمقامات عند الشيخ ابن العربي .
يقول :
) “ ( 1الذوق . . .وهو حال يفجأ العبد في قلبه “ ( ف . ) 548 / 2
“ الشرب بين مقام الذوق والري “ ( ف . ) 549 / 2
) “ ( 2ولكن ليس من شرط كل مقام ،إذا دخله االنسان ذوقا ،ان يحيط بجميع ما
يتضمنه من جهة التفصيل “ ( ف السفر 6فق . ) 606
..........................................................................................
) ( 1قصيدة أبو مدين مطلعها :
ما لذة العيش اال صحبة الفقرا *** هم السالطين والسادات واألمرا
( ) 2يقول ابن الفارض :
ي عن التصريح للمتعنت “ ” وعنّي بالتّلويح يفهم ذائق *** غن ّ
( ديوان ابن الفارض ص ) 70
كما يقول في مكان آخر من تائيته لبيان ان علم الصوفية ال يحصل اال بالذوق
والشرب :
” منحتك علما ،إن ترد كشفه فرد *** سبيلي ،واشرع في اتباع شريعتي
ي .فدعني من سراب بقيعة “ فمنبع صدّي من شراب ،نقيعه *** لد ّ
( الديوان ص ) 60
495
“ 496 “
496
“ “ 497
حرف الراء
ر
497
“ 498 “
498
“ “ 499
– 274مرآة
في اللغة :
فالراي : “ الراء والهمزة والياء أصل يدل على نظر وابصار بعين أو بصيرة ّ .
والرواء :حسن المنظر .والمرآة ما يراه االنسان في االمر ،وجمعه اآلراء ّ . . .
والرؤيا معروفة ،والجمع رؤى “ . معروفة ّ . . .
( معجم مقاييس اللغة مادة “ رأى “ ) .
في القرآن :
بازغا ً قا َل - 1األصل “ رأى “ يدل على ابصار عين أو بصيرة ”.فَلَ َّما َرأَى ْالقَ َم َر ِّ
هذا َر ِّبّي “( ) 77 / 6
ت بِّ ِّه َو َه َّم بِّها لَ ْو ال أ َ ْن َرأى بُ ْرهانَ َر ِّبّ ِّه ) “. ( 12 / 24 قال تعالى َ ” :ولَقَ ْد َه َّم ْ
- 2رئاء -وهو ان يفعل االنسان شيئا ليراه الناس .
اّلل َوال ِّب ْاليَ ْو ِّم ْاآل ِّخ ِّر
اس َوال يُؤْ ِّمنُونَ ِّب َّ ِّ ”قال تعالى َ :والَّذِّينَ يُ ْن ِّفقُونَ أ َ ْموالَ ُه ْم ِّرئا َء النَّ ِّ
“( 4 / 38 ) .
3 -الرؤيا .
لر ْءيا ت َ ْعبُ ُرونَ “( . ) 43 / 12 قال تعالى ”:يا أَيُّ َها ْال َم َأل ُ أ َ ْفتُونِّي فِّي ُر ْء َ
ياي إِّ ْن ُك ْنت ُ ْم ِّل ُّ
499
“ “ 500
*المرآة -صورة تمثيلية :وهي تفسر سبب الخلق ( ، ) 1وكيفية نشوء الكثرة عن
الوحدة ( 2 ) :
) ( 1استفاد الشيخ ابن العربي من صفة “ الترائي “ في المرآة ليقدم بها إلى الفكر
االنساني سببا لوجود العالم ،فقد شاء الحق ان يرى عين أسمائه وصفاته فأوجد
العالم :مرآة .
يقول :
“ لما شاء الحق سبحانه من حيث أسمائه الحسنى 1التي ال يبلغها االحصاء ان يرى
مسوى ال روحأعيانها ،وان شئت قلت إن يرى عينه . . .أوجد العالم كله وجود شبح ّ
فيه ،فكان كمرآة غير مجلوة . . .فاقتضى االمر جالء مرآة العالم ،فكان آدم عين
جالء تلك المرآة ( “ . . . 2فصوص . ) 49 - 48 / 1
) ( 2حاول الشيخ األكبر ان يبسط معضلة الوحدة والكثرة المتشاجرة بصورة تمثيلية
[ الرائي والمرائي ] :فالحق واحد تتعدد صوره في المرائي ،فالمرائي مظاهر لظاهر
واحد هو الحق .
اذن الحقيقة الوجودية واحدة تتعدد صورها 3وتجلياتها 4ومظاهرها 5ومرائيها ،
فهذه الكثرة هي كثرة اعتبارية ال مستندا حقيقيا لها اي ال وجودا حقيقيا لها . 6
فالحق واحد يتكثر في مراتب التجلي وفي المرائي.
فتفاضل المرائي مشأ الكثرة المشهودة في العالم :فمرآة االنسان أفضل من مرآة العالم
،وهي بذاتها تتفاضل فيما بينها لتفسح المجال في قمة التفاضل للمرآة المحمدية .
500
“ “ 501
“ . . .والحق مرآة الرجل الكامل . . .والحق مرآة للخلق ( “ . . .ف . ) 430 / 4
“ ان الحق مرآة العالم فال يرون فيها غير ما هي صورهم عليه وهم في صورهم على
درجات ( “ . . .ف .) 42 / 4
501
“ “ 502
502
“ “ 503
503
“ “ 504
- 276مرآة الحادث
المترادفات :مرآة العالم ،مرآة الخلق
مرآة الحادث :هو القديم
انظر “ مرآة "
- 278مرآة الخلق
المترادفات :مرآة الحادث ،مرآة العالم
مرآة الخلق :هو الحق
انظر “ مرآة “
504
“ “ 505
- 280مرآة العالم
مرآة العالم هو الحق ،فال يرون فيها غير ما هي صورهم عليه .
يقول . . . “ :ان الحق مرآة العالم ،فال يرون فيها غير ما هي صورهم عليه . . .
“ ( ف ) 42 / 4
انظر “ مرآة ".
- 281مرآة القديم
مرادف :مرآة الحق
مرآة القديم :هو الحادث
انظر “ مرآة ".
505
“ “ 506
األنبياء قد فضل بعضهم بعضا ،فال بد ان يكون مرائهم متفاضلة .وأفضل المرائي
َّللا عليه وسلم ،فتجلى الحق فيها أكمل من كل تجل
واعدلها وأقومها مرآة محمد صلى ّ
َّللا عليه وسلم لينطبع
يكون ،فاجهد ان تنظر إلى الحق المتجلي في مرآة محمد صلى ّ
في مرآتك ،فترى الحق في صورة محمدية برؤية محمدية ( “ . . .ف 4 / 433 ) .
انظر “ مرآة ".
506
“ “ 507
يقول الشيخ ابن العربي :
“ أسماء االشتراك كاسمه :المؤمن 5والرب .فالمؤمن :المصدق ،والمؤمن :
معطي األمان ،والرب :المالك ،والرب :المصلح ، 6والرب :السيد والرب :
المربي ،والرب :الثابت ( “ . . .ف . ) 303 / 2
وهذا االتجاه اللغوي في تفسير لفظة “ رب “ أدى إلى قول الشيخ األكبر بالربوبية
العامة التي هي ربوبية األكوان واألسباب . 7
****
بعد ما أفرغ الشيخ ابن العربي لفظ “ رب “ من دالالته إلى األلوهية نجده في الخطوة
َّللا من حيث أسمائه .
التالية يحصره في دائرتها .فالرب فقط هو ّ :
ونبين مقدمات وصوله إلى هذه النتيجة بالمعادالت التالية :
الرب -المصلح ،المربي [ . . .انظر المعنى السابق ] .
االسم اإللهي -كل مؤثر في الكون ،وكل ما يفتقر اليه الكون انظر المعنى “ الرابع
“ لالسم اإللهي في مقابل العبد مؤثر فيه . 8
ولما كان االصالح والتربية إلى غير ما تتضمنه كلمة رب من مفاهيم لغوية تفيد األثر
والتأثير في الربوب .
اذن :الرب -االسم اإللهي ( ،األرباب -األسماء اإللهية ) .
يضع الشيخ ابن العربي العبودية في موازاة الربوبية من حيث إن الثانية هي صفة
الفعل والتأثير ،وبذلك يحصر مفهوم لفظ “ رب “ باأللوهية من حيث تعيناتها متجاوزا
بهذه الخطوة ما ذهب اليه في المعنى السابق .
) “ ( 2اعلم أن ارتباط الموجودات إلى الوجود الواحد الحق ال يكون اال من حيث
تعيناته التي هي أسماؤه ،فكل موجود مرتبط باسم من األسماء
507
“ “ 508
[ اإللهية ] من جهة انه ،لم يتعين الحصة الوجودية المضافة اليه حتى صار بها
موجودا اال من حضرة اسم من األسماء ،ولم يصل المدد الواصل الذي به بقاؤه في
اآلن الثاني 9اليه اال بواسطة ذلك االسم . . .
َّللا :رب جميع الموجودات من جهة فكان ذلك االسم ربه في الحقيقة . . . 10واالسم ّ
جمعيته ،لكن إضافة ربوبيته إلى غير الكمل من حيث أسمائه وبواسطتها . . .
“ ( مراتب التقوى ق ق 166ب 167أ )
“ . . .ان كل اسم الهي يتضمن جميع األسماء كلها ،وان كل اسم ينعت بجميع
األسماء في أفقه . . .
واال فكيف يصح ان يكون ربا لعابده هيهات هيهات ( “ . . .ف . ) 101 / 1
َّللا اال ربه
ي بالذات كل باألسماء .وكل موجود فماله من ّ َّللا أحد ّ
“ اعلم أن مسمى ّ
خاصة يستحيل ان يكون له الكل . . .
والسعيد من كان عند ربه مرضيا ،وما ثم اال من هو مرضي عند ربه ألنه الذي يبقى
عليه ربوبيته ،وال يلزم إذا كان كل موجود عند ربه مرضيا . . .
ان يكون مرضيا عند رب عبد آخر .فما تعين له من الكل اال ما يناسبه فهو ربه . . .
فقد وقع التمييز بين العبيد ،فقد وقع التمييز بين األرباب ( “ . . . 11فصوص ج 1
ص ص . ) 93 - 90
حصر الشيخ ابن العربي الربوبية في اطار األلوهية كما رأينا في المعنى السابق .
وهذا ال يعني انه يرادف بينهما 12ويمكن تلخيص موقفه في نقطتين :
- 1ان األلوهية تتفق والربوبية من حيث إنهما يطلبان المألوه والمربوب في مقابل
“ الذات “ الغنية عن العالمين .
للا ،
- 2ان األلوهية لها التنوع في األسماء والشؤون من حيث الجمعية التي لالسم ّ
في مقابل الربوبية التي لها الثبوت ( حقيقة كل اسم الهي ثابتة ومتميزة فالمعز غير
المذل وغير الباسط ) . .
ونلفت النظر إلى أنه ال ينبغي ان نظن الكثرة والتعدد في ذات الحق .فاأللوهية
والربوبية مجالي ومظاهر لها ،وليستا على الحقيقة إال عينها.
508
“ “ 509
يقول الشيخ ابن العربي :
) “ ( 1فاأللوهية تطلب المألوه ،والربوبية تطلب المربوب ،واال فال عين لها اال به
وجودا أو تقديرا .والحق من حيث ذاته غني عن العالمين .
والربوبية ما لها هذا الحكم .
فبقي االمر بين ما تطلبه الربوبية وبين ما تستحقه الذات من الغنى عن العالمين .
وليست الربوبية على الحقيقة واالتصاف اال عين هذه الذات ( “ . . .فصوص / 1
. ) 119
) “ ( 2قال نوح ربّ ، 13ما قال الهي ،فان الرب 14له الثبوت واالله يتنوع
باألسماء فهو كل يوم في شأن . 15فأراد بالرب ثبوت التلوين إذ ال يصح اال هو . . .
“ ( فصوص . ) 73 / 1
..........................................................................................
) ( 1ان لفظة “ رب “ لم ترد في القرآن ّاال مضافة .راجع المعجم المفهرس أللفاظ
القرآن .
المواد :رب ،ربك ،ربكم ،ربنا . . .
) ( 2يقول البيضاوي في لفظة رب هنا “ :الرب في األصل مصدر بمعنى التربية
وهي تبليغ الشيء التي كماله شيئا فشيئا ،ثم وصف للمبالغة كالعدم والعدل .وقيل هو
نعت من ربّه يربّه فهو رب . . .ثم سمي به المالك ألنه يحفظ ما يملكه ويربيه وال
يطلق على غيره تعالى اال مقيدا “ ( أنوار التنزيل ج 1ج . ) 3
اما سهل التستري فيقول :
“ ( رب العالمين ) :سيد الخلق المربي لهم والقائم بأمرهم المصلح المدبر لهم قبل
كونهم وكون فعلهم المتصرف بهم . . .ال رب لهم غيره “ ( تفسير القرآن العظيم ص
.)7
َّللا واالنسان من حيث إنه انسان ال من حيث إنه ) ( 3ان لفظ رب يقبل االشتراك بين ّ
عبد ،فالعبد يقابل الرب مقابلة موازاة ال تسمح بالتماس في اية صفة ولذلك ال يطلق
على “ العبد “ لفظ “ رب “ ،ونورد هذا النص من رسالة “ األجوبة عن االنسان
الكامل “ مخطوط الظاهرية رقم 6824ق 224ب .
“ فاالنسان ذو نسبتين كاملتين :نسبة يدخل بها إلى الحضرة اإللهية ونسبة يدخل بها
إلى الحضرة الكيانية ،فيقال فيه عبد :من حيث إنه مكلف ولم يكن ثم كان كالعالم .
ويقال فيه رب من حيث إنه خليفة من الرب ومن حيث إنه أحسن تقويم . . . “ .
-راجع المعنى الثاني الفقرة ( أ ) لكلمة “ رب “ .
) ( 4انظر المعنى الثالث من كلمة “ رب “ .
َّللا “ .
) ( 5راجع “ مؤمن “ “ سمي ّ
) ( 6يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا يصلح بين عباده يوم القيامة ،هكذا جاء في الخبر النبوي “ والرب :المصلح ،فان ّ
في
509
“ “ 510
َّللا تعالى .
الرجلين يكون ألحدهما حق على اآلخر ،فيقفان بين يدي ّ
فيقول :رب خذ لي بمظلمتي من هذا .فيقول له :ارفع رأسك ،فيرى خيرا كثيرا .
فيقول المظلوم :لمن هذا يا رب ؟
فيقول :لمن أعطاني الثمن .فيقول :يا رب ومن يقدر على ثمن هذا ؟
فيقول له :
أنت بعفوك عن أخيك .فيقول :قد عفوت عنه .فيأخذ بيده فيدخالن الجنة “ ( ف / 3
. ) 383
510
“ “ 511
) ( 14بخصوص معنى كلمة “ رب “ عند ابن العربي فليراجع :
-الفتوحات ج 1ص 61ص ( 99الرب -االسم اإللهي ) .
-الفتوحات ج 2ص ( 251الرب -المصلح ) ،ص ( 437الرب -الثابت ) ،
-الفتوحات ج 3ص ( 73الرب فيه رائحة تقييد ) ،ص ( 129الرب مقيد
باإلضافات ) ص ( 340األرباب ) ( 355 ،األرباب ) ص ( 369علم الربوبية )
ص ( 383الرب :المصلح ،المالك ،السيد ،الثابت ) .ص ( 387الربوبية
مرتبة ) .
ص ( 420رتبة الربوبية في جغرافية العالم عند ابن العربي ) ص ( 474سريان
الربوبية ) .
ص ( 495الرب ال يعقل اال مضافا ) ،ص ( 499الربوبية نعت إضافي ) .
ص ( 526الرب -السيد ،المربي ،المصلح ) .
-الفتوحات ج 4ص ( 30رب ذاتي ،رب مشيئة ) ص 62ص ( 64ربوبية
االنسان -رب في عين عبد ) ص ، 97ص ( 165االسم الرب ال يكون اال مضافا
ومقيدا ) .ص ( 166سريان الربوبية في االعتقادات ) ،ص ( 169أرباب
القوى ) ،ص ( 200 - 198الحضرة الربانية ) ،ص ، 204ص ، 337فقرة 9
،ص . 356
-فصوص الحكم ج 1ص ، 215ج 2ص ( 19الرب -االسم اإللهي ) ،
. 341 ، 337 ، 325 ، 320 ، 143 ، 92 ، 88 ، 87 ، 85 ، 83 ، 42 ، 41
-عنقاء مغرب ص ( 27تجلي الربوبية ،تجلي األلوهية ) .
-إشارات القرآن ق 61ب
َّللا -الرب ) .
-كتاب الهوق ّ ( 198
َّللا -الرب ) .
-تاج الرسائل ق 33أ ( ّ
-المقصد األتم في اإلشارات ق ق 152ب 153 -أ .
-األجوبة الاليقة عن األسئلة الفايقة ق 4ب ( رباني ) .
كما يراجع بشأن الكلمة نفسها في كتابات غيره من المفكرين :
-رسالة في علم التصوف .مخطوط الظاهرية رقم 8080ق 60ب .إلسماعيل بن
سودكين النوري .
-لطائف االعالم ق 92أ ( رب -رب األرباب ) .
-شرح مشكالت الفتوحات المكية .الجيلي .ق . 11
-مطلع خصوص الكلم .القيصري ق ، 4ق ( 24رب -رب األرباب ) .
-رسالة في اصطالحات الصوفية .عز الدين بن غانم المقدسي ق 87ب ،
-المضنون على غير أهله ،الغزالي ص ، 125
-كشاف اصطالحات الفنون .التهانوي ج 2ص ص ، 527 - 526
-نشأة التصوف االسالمي .إبراهيم بسيوني ص ( 77الصوفية ربانيون ) .
511
“ “ 512
512
“ “ 513
- 287أربعة -تربيع
للشيخ األكبر نظرية متكاملة في العدد حيث يأخذ كل رقم دوره في فلسفة متناسقة تفسر
الوجود وتبينه .
وبالنسبة للعدد “ أربعة “ أو التربيع فهو مخصص للوجود .
َّللا قد أقام الوجود على التربيع .
فقد الحظ الشيخ ابن العربي ان ّ
فكل موجود في كينونته مربع .
وذلك لما يتمتع به العدد أربعة من اإلحاطة .
ولنترك شيخنا األكبر يشرح كيف يحكم التربيع كل قيومية وجودية ،
يقول :
( ) 1الوجود على التربيع :
“ . . .ألن العالم من حيث حقيقته قام على أربعة أركان في صورته الجسمية
والروحانية ،فهو من حيث طبيعته مربع ومن حيث روحه مربع ،فمن حيث جسده ذو
اربع طبائع عن أركان أربعة ،ومن حيث روحه عن أم وأب ونفخ وتوجه فجاءته
الرحمة من أربعة وجوه ( “ . . .ف .) 261 / 3
513
“ “ 514
“ . . .ومنهم [ المالئكة ] من أعطاه اربع قوى وهي الغاية فان الوجود على التربيع
َّللا ( “ . . .ف / 3
قام من غير مزيد ،اال انه كل قوة تضمن قوى ال يعلم عددها اال ّ
. ) 209
( ) 2األربعة عدد محيط :
“ فليس اال أربع فقط :شرق وغرب واستواء وحضيض .أربعة أرباع ،واألربعة
عدد محيط ،ألنها مجموع البسائط ( “ . . .ف السفر األول فقرة ) 657
“ . . .وال يصح ان يكون التركيب أكثر من أربعة أصول .فان األربعة هي أصول
العدد . . .وركب ما شئت بعد هذا .وما تجد عددا يعطيك هذا اال األربعة ( “ . . .ف
السفر األول فقرة . ) 408
واظهر النشأة الحيوانية على أربعة أخالط ،وجعل لهذه االخالط اربع قوى :جاذبة
وماسكة وهاضمة ودافعة فأقام الوجود على التربيع ،وجعله لنفسه كالبيت القائم على
أربعة أركان فإنه :األول واآلخر والظاهر والباطن ( “ . . .ف .)198 / 3
الرجاء
ّ - 288
انظر “ الطريق “
514
“ “ 515
الرجل ّ – 289
في اللغة :
“ الراء والجيم والالم معظم بابه يدل على العضو الذي هو رجل كل ذي رجل . . .
والر ّجال
الر ّجالة .وانما سموا رجال ألنهم يمشون على أرجلهم ّ ، والرجل ّ : ّ
الرجل :والرجالن :الرجل . . .ومما شذ عن ذلك ّ الرجال ّ . والرجالى ّ : ّ
الرجلة ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة الرجال ،وربما قالوا للمرأة ّ الواحد من ّ
“ رجل “ ) .
في القرآن :
األصل “ رجل “ في القرآن :
- 1الرجل :العضو الذي هو رجل كل ذي رجل ،والراجل :الذي يمشي على
على أ َ ْربَ ٍع “( ”. ) 45 / 24 على ِّر ْجلَي ِّْن َو ِّم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْم ِّشي َ رجليه َ ”.و ِّم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْم ِّشي َ
ضام ٍر “( 22 / 27 ) . ِّ على ُك ِّّل جاال َو َ وك ِّر ً ج يَأْت ُ َ
اس ِّب ْال َح ّ ِّ
َوأَذّ ِّْن فِّي النَّ ِّ
الرجل وهو ذكر االنسان في مقابل المرأة ( أنثى ) . ّ -2
داء “( . ) 282 / 2 ش َه ِّض ْونَ ِّمنَ ال ُّتان ِّم َّم ْن ت َ ْر َ ” فَإِّ ْن لَ ْم يَ ُكونا َر ُجلَي ِّْن فَ َر ُج ٌل َو ْام َرأ َ ِّ
515
“ “ 516
516
“ “ 517
517
“ “ 518
518
“ “ 519
519
“ “ 520
- 290رجال العدد
راجع “ رجل “
520
“ “ 521
- 291رجال المراتب
انظر “ رجل ".
الرحمة
ّ – 292
في اللغة :
“ الراء والحاء والميم أصل واحد يدل على الرقة والعطف والرأفة . . .
والرحم ،عالقة القرابة ،ثم س ّميت رحم األنثى رحما من هذا ،الن منها ما يكون ما
ّ
يرحم ويرق له من ولد ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ رحم “ ) .
521
“ “ 522
ِّي الَّذِّينَ
ويمكن ان نضيف إلى هذه النظائر :المغفرة .في قوله تعالى ”:قُ ْل يا ِّعباد َ
على أ َ ْنفُ ِّس ِّه ْم ال ت َ ْقنَ ُ
طوا ِّم ْن َر ْح َم ِّة َّ ِّ
َّللا “[ . ] 53 / 39 أَس َْرفُوا َ
522
“ “ 523
يناقض الرحمة نفسها كاآلالم مثال .ولذلك ينتفي المفهوم الخلقي العادي المتعارف في
موقف كهذا .وننتقل اآلن إلى نصوص تثبت ما أوردناه في “ الرحمة “ .
“ فللرحمة تجل في صورة العذاب . . .ولها تجل في صورة النعيم . . .فقد قبلت
الصورتين المتقابلتين وهذا من أعجب األمور ( 7 “ . . .ف . ) 497/ 3
بعد ما جردنا الرحمة من كافة صفاتها وأسمائها بغية بيان مضمونها ،نرجع إلى دفق
األسماء هذا الذي يغمر الفتوحات وغيره من كتب الشيخ ابن العربي .
َّللا .
ولكن هذه األسماء على كثرتها ترجع إلى رحمات اربع تنقسم إليها رحمة ّ
وهي :الرحمة االمتنانية -الرحمة الواجبة -الرحمة السابقة -الرحمة الخاصة .
كما اننا نضيف
523
“ “ 524
ان الرحمة في االنسان تقسم إلى رحمتين :الرحمة الطبيعية -الرحمة الموضوعة .
فلتراجع كل من هذه “ الرحمات “ في أماكنها .
..........................................................................................
) ( 1كما يراجع كتاب األب نويا Exegese coranique:ص ( 57مقاتل :روح
-رحمة ) ص ( 89مقاتل :رحمة -نعمة ) ،ص ( 298الرحمة عند الخراز ) .
) ( 2راجع “ المعجم المفهرس أللفاظ القرآن “ مادة “ رحمة “ .
) ( 3يقول أبو العال عفيفي في اثبات سببية بين الرحمة والوجود “ :اما الوجود ذاته
الذي يمنحه لحق ألعيان الموجودات فكثيرا ما يشار اليه “ بنفس الرحمان “ أو “ النفس
الرحماني “ ومن هنا جاء استعمال الرحمة بمعنى منح الوجود “ ( فصوص / 2
. ) 20يالحظ من النص ان عفيفي يفسر مصطلحا مفردا ( رحمة ) بارجاعه إلى
مصطلح مركب ( نفس الرحمان ) هو بحد ذاته أكثر غموضا ،وقد كان األولى ان
يبحث عن عالقة سببية تربط الوجود بالرحمة وفي المرحلة الثانية يفسر المركب
بالبسيط .
انظر “ نفس الرحمان “ .
) ( 4راجع “ عنقاء مغرب “ فصل “ :محاضرة أزلية على نشأة أبدية “ ص - 33
. 36
كما يراجع :
ت َر ِّبّ َككوربان ) L'imagination pp 86 - 92( 5إشارة إلى اآلية ِّ ”:ذ ْك ُر َر ْح َم ِّ
ع ْب َدهُ زَ َك ِّريَّا “. ( 19 / 2 ) .
َ
) ( 6انظر شرح المقطع في الجزء الثاني من الفصوص ص ص . 249 - 243
) ( 7بخصوص رحمة عند الشيخ ابن العربي .فليراجع :
َّللا ) . -الفتوحات ج 4ص ( 4دار الرحمة -دار الوجود ) ،ص ( 126رحمة ّ
ص ( 153رحمة -رحمة ربانية ) ،ص ( 161رحمة الهية ) .
ص ( 163االنسان -رحمة ،وارث رحمة ) ،ص ( 200رحمة االمتنان ) .
ص ( 274 - 273الرحمة -الخير المحض بما فيها من األمور المؤلمة
المنازعة ) . . .
-فصوص الحكم .فهرس االصطالحات الفنية مادة رحمة .
كما يراجع أيضا :
-منهاج العابدين الغزالي ص . 79
-تنبيه الغافلين السمرقندي ص . 47
-مواقف النفرى ص ( 8الرحمانية ) .
-مواقف األمير عبد القادر الجزائري الموقف الحادي عشر .
524
“ “ 525
525
“ “ 526
سابقة
الرحمة ال ّ
ّ - 294
ان الرحمة السابقة نمت جذورها اللغوية من الحديث الشريف :رحمتي سبقت غضبي
. . . 1ويحصرها الشيخ ابن العربي باالنسان من المخلوقات ،وذلك يفرق بينها وبين
الرحمة الواسعة الشاملة االمتنانية 2التي تسع كل شيء .
526
“ “ 527
الرحمة االمتنانيّة
ّ - 296
المترادفات :الرحمة الواسعة 1الرحمة الشاملة 2رحمة العموم ، 3الرحمة المطلقة
، 4الرحمة العامة .
انظر “ منّة “ :وخاصة الفقرة السادسة ،عنوانها “ الرحمة “
..........................................................................................
يب ِّب ِّه َم ْن أَشا ُء َو َر ْح َمتِّي
ص ُ عذا ِّبي أ ُ ِّ
) ( 1الرحمة الواسعة مستقاة من اآلية” قا َل َ
ش ْيءٍ “( 7 / 156 ) . ت ُك َّل َ
َو ِّسعَ ْ
وهذه الرحمة الواسعة هي في الواقع رحمة امتنانية [ انظر “ منّة ] “ ألنه ينالها كل
شيء دون نظر إلى عمل استحقها به .
يقول الشيخ ابن العربي
“ :والرحمة االمتنانية هي التي وسعت كل شيء . . .وهي التي يترجاها إبليس فمن
دونه “ ( ف . ) 496 / 3
) ( 2ان الرحمة الشاملة هي رحمة امتنانية لجمعيتها .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ وما ثم اال رحمة سابقة وغضب الحق ،ثم رحمة شاملة سارية في الكل فهي الحقة
سابقة “ ( ف . ) 70 / 4
) ( 3ان رحمة العموم أو الرحمة العامة يمكن ان نفرد لها مكانا مستقال بين الرحمات
من حيث إنها تقابل الرحمة الخاصة ( انظر رحمة خاصة ) ولكنها من جهة ثانية
ترجع إلى الرحمة االمتنانية ،الن كل عام ال يتقيد بصفة خاصة في المرحوم هو من
عين المنة .يقول الشيخ ابن العربي . . . “ :دار شبهة وهي الدنيا فلها وجه إلى الحق
بما هي موجودة ،ولها وجه لغير الحق بما ينعدم ما فيها . . .
َّللا على هذه الصفة [ صفة والشبهة نسبة الحل إليها والحرمة على السواء ،وما جعلها ّ
الشبهة ] اال إلقامة عذر العباد إذا أراد ان يرحمهم رحمة العموم ( “ . . .ف / 3
. ) 377
) ( 4ان الرحمة المطلقة تشمل كل شيء ال تتقيد بصفة تطلبها في المرحوم .اذن هي
امتنانية في مقابل الرحمة المقيدة بصفة أوجبتها .يقول الشيخ ابن العربي :
“ . . .فانفلقت الرحمة انفالق الحبّ فتنوعت الرحمة في الصفة إلى :اطالق وتقييد ،
فظهرت الرحمة المقيدة . . .وتميزت الرحمة المطلقة ( “ ف . ) 676 / 2
- 297الرحمة الواجبة
المترادفات :الرحمة المكتوبة - 1الرحمة المقيدة -الرحمة الرحيمية . 2
انظر “ منّة “ :وبخاصة الفقرة السادسة .عنوانها “ :الرحمة “ .
527
“ “ 528
..........................................................................................
على نَ ْف ِّس ِّه علَ ْي ُك ْم َكت َ َ
ب َربُّ ُك ْم َ ) ( 1الرحمة المكتوبة نجد أصلها في اآليتين ”:فَقُ ْل َ
سال ٌم َ
سأ َ ْكتُبُها ِّللَّذِّينَ يَتَّقُونَ “ . ( 7 / الر ْح َمةَ ”) َ “( 6 / 54و َر ْح َمتِّي َو ِّسعَ ْ
ت ُك َّل َ
ش ْيءٍ ،فَ َ َّ
156 ) .
ففي اآلية الثانية قيد الحق رحمته بصفة التقوى في المرحوم
) ( 2يقول الشيخ ابن العربي “ :اال ان الرحمة الرحيمية رحمة وحبية “ ( مرآة
العارفين ق 127أ ) .
ويرجع تسمية هذه الرحمة بالرحيمية نظرا الن متعلقها االسم “ الرحيم “ الذي له تقييد
الرحمة بصفة مخصوصة في المرحوم ،بخالف االسم “ الرحمن “ الذي له عموم
الرحمة .
- 298الرحمن -الرحيم
ان االسم الرحمن من حيث إنه جامع لألسماء اإللهية كلها وله مرتبة اإلحاطة والكمال
َّللا “ -ومن حيث إنه مشتق من الرحمة اي الوجود بالنسبة إليها ،يرادف االسم “ ّ
يقترب من االسم “ الرحيم “ ويفترق عنه بوهبه لمرحوميه :الرحمة االمتنانية ،في
مقابل رحمة الرحيم :الواجبة . 1
رحمة الرحمن -امتنانية رحمة الرحيم -واجبة
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا والرحمن ،مرتبة اإلحاطة والكمال بالنسبة) “( 1فان لهذين االسمين اللذين هما ّ
إلى ما سواهما من األسماء “ ( .بلغة الغواص ق . ) 17
) “ ( 2هو اسم الحق تعالى من حيث إنه وجود محض ،ألنه صيغة مبالغة من
الرحمة التي وسعت كل شيء . . .فكان اسما للوجود من حيث كونه مشتمال غاية
االشتمال على جميع تعيناته ،وان جميع تعيناته اليه على السوا من حيث تعينه :من
حيث الهداية واالضالل والعفو واللطف واالنتقام والقهر . . .واما االسم الرحيم :فهو
أيضا اسم للوجود مشتق من هذه الرحمة الواسعة الشاملة ،لكن من حيث ميل عين
الوجود من اطالقه الذي نسبته الهداية واالضالل . . .اليه على السوا ،إلى تعينه من
حيث الهداية والنورية والكشف ( “ . . .مراتب التقوى ق 166ب ) .
“ الرحمان اليجاد األعيان والرحيم لتعيين المراتب “ ( 2المقصد األتم ق 152
ب).
528
“ “ 529
..........................................................................................
) ( 1انظر “ الرحمة االمتنانية “ “ الرحمة الواجبة “ .
) ( 2بخصوص “ الرحمن “ و “ الرحيم “ عند الشيخ ابن العربي ،فيراجع :
-فصوص الحكم ج 1ص ، 153 - 152
ج 2ص ، 246 ، 245 ، 205 ، 190 ، 25
-رسالة الباء ق 123أ ،
-المقصد األتم في اإلشارات ق ق 154أ 154 -ب .
كما يراجع :
-تأويالت القيصري 167أ ،
-شرح الجاللة .ق ق . 2 - 1
- 299رداء 1
المترادفات :رداء الكبرياء -رداء الحق
في اللغة :
“ الراء والدال والياء أصل واحد يدل على رمي أو ترام وما أشبه ذلك .يقال رديته
الردى ،وهو الهالك ،يقال ردى ،يردى ،بالحجارة أرديه :رميته . . .ومن الباب ّ
الرداء الذي يلبس .ما أدري مما
َّللا :أهلكه . . .ومما شذ عن الباب ّ
إذا هلك .وأرداه ّ
الردية ،من لبس الرداء . . .
اشتقاقه ،وفي اي شيء قياسه ،يقال فالن حسن ّ
“ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ ردى “ ) .
في القرآن :
غير واردة في القرآن .
529
“ “ 530
يرى الشيخ ابن العربي اشتقاقين للرداء يضعهما في خدمة وجهيه :
فالرداء من جهة مستهلك استهالكا كليا في المرتدي فال وجود ذاتي له .
ومن ناحية أخرى الرداء على صورة المرتدي إذ لو لم يكن على صورته لما ارتداه .
وجهان للرداء خاصة وللحجاب عامة يتناوبان الستر والكشف ،بل يجمعان الستر
والكشف معا على “ المرتدي “ اي الحق .
وسنترك الشيخ األكبر يعبّر بلغته عن “ الرداء “ فنرى اللفظ في سياقه وحركية عالقاته
؛ يقول :
( ) 1الرداء من الردى -الهالك .
“ . . .وانما سماه رداء ألنه مشتق من الردى المقصور وهو الهالك ،ألنه مستهلك
في الحق استهالكا كليا ( “ . . .ف . ) 104 / 2
“ . . .فان قلت :وما الرداء .
قلنا :الظهور بصفات الحق في الكون ،فان قلت :وما الكون .قلنا :كل امر وجودي
وهو خالف الباطل “ ( . . .ف . ) 129 / 2
النص الثاني جعل الرداء هو الظهور بصفات الحق في الكون .
وهذا ال يكون اال للفاني أو المستهلك في الحق الذي ظهرت صفات الحق على البدل
من صفاته .
( ) 2الرداء من التردي -صورة
“ . . .الكبرياء رداء الحق وليس سواك .فان الحق تردى بك إذ كنت صورته .
فان الرداء بصورة المرتدي ،ولهذا ما يتجلى لك اال بك ،
وقال :من عرف نفسه عرف ربه ،فمن عرف الرداء عرف المرتدي ،ما يتوقف
معرفة الرداء على معرفة المرتدي . . .
فما وصلت األعين اال إلى الرداء وهو الكبرياء ،وما تجلى لك اال بنا فما وصلت
الرؤية اال الينا ،وال تعلقت اال بنا فنحن عين الكبرياء على ذاته . . .
فإذا قلبت االنسان الكامل رأيت الحق ،واالنسان ال ينقلب فال يرجع الرداء مرتديا لمن
هو له رداء فهذا معنى الكبير .فإنه كبير لذاته والكبرياء نحن ،فمن نازعه منا فينا
قصمه الحق “ ( . . .ف . ) 245 / 4
“ . . .ما الرداء .الجواب :العبد الكامل المخلوق على الصورة ،الجامع للحقائق
530
“ “ 531
االمكانية واإللهية وهو المظهر األكمل الذي ال أكمل منه ،الذي قال فيه أبو حامد :ما
في االمكان ابدع من هذا العالم لكمال وجود الحقائق كلها فيه ،وهو العبد الذي ينبغي
ان يسمى خليفا ونائبا ،وله األثر الكامل في جميع الممكنات وله المشيئة التامة . . .
“ ( ف . ) 103 / 20
( ) 3الرداء :ستر وكشف
َّللا ] ،فاثبت
“ ولما كنا عين كبرياء الحق على وجهه ،والحجاب يشهد المحجوب [ ّ
انا نراه ،فصدق األشعري وصدق قوله ترون ربكم ،كما صدق [ المعتزلة ] لن
تراني .وللرداء ظاهر وباطن فيراه [ الحق ] الرداء بباطنه فيصدق ترون ربكم
ويصدق مثبت الرؤية ،وال يراه ظاهر الرداء فيصدق المعتزلي ويصدق لن تراني ،
والرداء عين واحدة . . .فال يشهد العالم سوى االنسان الذي هو الرداء ،والرداء من
حيث ظاهره يشهد من يشهده وهو العالم “ ( . . .ف . ) 246 / 4
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن رداء عند الشيخ ابن العربي - :كتاب التراجم ص ( 61الرداء
واإلزار ) .
-الفتوحات ج 2ص ( 40الرداء -اإلزار ) .ص ( 103اإلزار ) .
– 300الرزق
في اللغة :
“ الراء والزاء والقاف أصل واحد يدل على عطاء لوقت ،ثم يحمل عليه غير
الرزق . . .
َّللا رزقا ،واالسم ّ َّللا جل ثناؤه ،ويقال رزقه ّ فالرزق :عطاء ّ الموقوت ّ .
“ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ رزق “ ) .
في القرآن :
الرزق في القرآن هو ما خصص للموجود [ انسانا أو حيوانا ] من االنعام اإللهي
[ دون تحديد لمضمون الرزق ] يصله في حتمية ال تقبل التذبذب ،من حيث أن الحق
وحده هو :الرازق .
َّللا ِّر ْزقُها “( 11 / 6 ) . ض إِّ َّال َ
علَى َّ ِّ ( أ ) قال تعالى َ ” :وما ِّم ْن َدابَّ ٍة فِّي ْاأل َ ْر ِّ
ت ما َرزَ ْقنا ُك ْم“ ( / 2 س ْلوى ُكلُوا ِّم ْن َ
ط ِّيّبا ِّ علَ ْي ُك ُم ْال َم َّن َوال َّ
( ب ) قال تعالى َ ” :وأ َ ْنزَ ْلنا َ
. )57
531
“ “ 532
ت ِّر ْزقا ً لَ ُك ْم “( 2 / 22 ) .ماء ما ًء فَأ َ ْخ َر َج ِّب ِّه ِّمنَ الث َّ َمرا ِّ س ِّ قال تعالى َ “ :وأ َ ْنزَ َل ِّمنَ ال َّ
الر ْزقَ ِّل َم ْن يَشا ُء َويَ ْقد ُِّر “( 13 / 26 ) . ط ِّ ّ س ُ َّللاُ يَ ْب ُ
( ج ) قال تعالى َّ ”:
َّللاُ “( ”. ) 24 / 34 ض قُ ِّل َّ ت َو ْاأل َ ْر ِّسماوا ِّ ( ذ ) قال تعالى ”:قُ ْل َم ْن يَ ْر ُزقُ ُك ْم ِّمنَ ال َّ
ين “( . ) 58 / 51 اق ذُو ْالقُ َّوةِّ ْال َمتِّ ُ
الر َّز ُ ِّإ َّن َّ َ
َّللا ُه َو َّ
الرزق يتلخص في ايصال الغذاء وسريانه في ذات المتغذى به 5 .وفعل التغذية هذا
ينطبق على وجهي الحقيقة الوجودية الواحدة :الحق والخلق . 6
الحق يتغذى بالخلق :من حيث إنه ال ظهور للحق اال في صورة خلقية تغذيه باحكامها
وال بقاء لأللوهية اال ببقاء المألوه ،فاأللوهية غذاؤها وجود مألوهيها.
532
“ “ 533
والخلق يتغذى بالحق :من حيث إنه ال يتقوم وجوده وكيانه اال بالحق فالخلق مظهر ،
الظاهر به هو الحق .فالحق :رزق كيان الخلق ،وغذاؤهم بالوجود .
يقول الشيخ ابن العربي :
باّلل وكان النعت اإللهي 7ال بقاء له اال بالعالم ، ) “ ( 1ولما كان العالم ال بقاء له اال ّ
كان كل واحد رزقا لآلخر به يتغذى لبقاء وجوده . . .فنحن له رزق تغذى بكوننا *
كما أنه رزق الكيان بال شك
فيحفظنا كونا ونحفظ كونه *** الها وهذا القول ما فيه من افك” ( ف . ) 363 / 3
“ . . .علّمتك [ علم الحق العبد ] فعلمت ما تستحقه األسماء الحسنى من الرزق 8
الذي تقوم به حياتها ونشأتها . . .وجعلتك اآلتي به إليهم . . .
وأسمائي ال بد ان يصل إليها ذلك [ الرزق ] من العالم ( “ . . .ف . ) 114 / 4
) “ ( 2فهو [ الحق ] الساري في مسمى المخلوقات والمبدعات ولو لم يكن االمر
كذلك ما صح الوجود . . .فهو الكون كله * وهو الواحد الذي
قام كوني 9بكونه * ولذا قلت يغتذى
فوجودي غذاؤه * وبه نحن نحتذى ( ”. . .فصوص ”) 111 / 1إذا شاء االله يريد
رزقا * له فالكون أجمعه غذاء
وان شاء االله يريد رزقا * لنا فهو الغذاء كما يشاء “( فصوص ) 187 / 1
“ فأنت [ العبد ] غذاؤه باالحكام ،وهو [ الحق ] غذاؤك بالوجود ( “ 10فصوص 1
. ) 83 /
..........................................................................................
) ( 1انظر مثل :الفراشة ونور الشمعة ،الهامش رقم ) ( 5
) ( 2انظر “ انسان حيوان “
) ( 3انظر “ انسان كامل “
533
“ “ 534
) ( 4راجع كتاب المواقف لألمير عبد القادر الجزائري ،الموقف ) ( 16ص : 53
ض ) 31 / 10 ( “ . . .جاعال ماء َو ْاأل َ ْر ِّ حيث يشرح اآلية” قُ ْل َم ْن يَ ْر ُزقُ ُك ْم ِّمنَ ال َّ
س ِّ
الرزق من السماء :ما تنتفع به العقول من العلوم واالسرار .والرزق من األرض :ما
تنتفع به األجسام .
) ( 5لكي يتسنى للقارئ ان يقف على مرمى الشيخ األكبر في الغذاء نرجع إلى مثل
نستعين به من كتاب منطق الطير لفريد الدين العطار [ الفراشة ونور الشمعة ] :
الفراشة تعشق النور ويتأكلها شوق إلى معرفته التي دونها الفناء به ،فتقوم سكرى
بالحب وتقذف بنفسها على لهيب الشمعة ،وللحظة يزداد نور الشمعة يغذيه جسد
محبته التي اسعدها أن تكون ،ولو للحظة ،ذات محبوبها .فالفراشة في احتراقها
كانت غذاء محبوبها ،كانت محبوبها .
انظر :منطق الطير الترجمة الفرنسية ص ص . 223 - 222
كما استعمل الصورة التمثيلية نفسها ( الفراشة والنور ) احمد الغزالي وبالتعابير نفسها
تقريبا .
راجع ) :Hist . de la philo Islamique . Corbin P . 281( 6ان الحق
المتغذى بالخلق هو الحق من حيث أسماؤه وصفاته ال من حيث ذاته الغنية عن
العالمين ،رغم تأكيد عفيفي ان العالم هو غذاء الذات اإللهية ،والذات اإللهية هي
غذاء العالم .
( انظر فصوص ج 2ص ) 278وهذا سيتضح من النصوص التي سنوردها اللشيخ
ابن العربي في المتن .
) ( 7هاتان العبارتان تثبتان ما ذهبنا اليه سابقا من أن الخلق هم غذاء األسماء
والصفات اإللهية ال غذاء الذات الغنية عنهم .
) ( 8هاتان العبارتان تثبتان ما ذهبنا اليه سابقا من أن الخلق هم غذاء األسماء
والصفات اإللهية ال غذاء الذات الغنية عنهم .
) ( 9كون المخلوق .
) ( 10راجع الفصوص ج 2ص . 191 ، 190 ، 67 ، 64
الرضى
ّ - 301
انظر “ الطريق ".
- 302رقاع
انظر “ طرح الرقاع ".
- 303المراقبة
انظر “ الطريق “
534
“ “ 535
- 304رقيقة
في اللغة :
“ الراء والقاف أصالن :أحدهما صفة تكون مخالفة للجفاء ،والثاني اضطراب شيء
مائع . . .فاألول الرقة ،يقال :رق يرق رقة فهو رقيق . . .
واألصل الثاني :قولهم ترقرق الشيء ،إذا لمع ( “ . . .معجم مقاييس اللغة ،مادة
“ رق “ )
في القرآن :
المفرد غير وارد في القرآن عند الشيخ ابن العربي :
*الكون في تصور الشيخ ابن العربي ك ّل . . .مندمج . . .متصل غير منقطع .فكل
حقيقة أو مرتبة في العالم متصلة بغيرها تستمد [ من األعلى ] وتم ّد [ األدنى ] .
وقد اضطر إلى هذا التصور الستكمال منطق بنيانه الفلسفي ألن القول “ بالخلق الجديد
“ يحتم عليه تصورا متصال للكون .
ومن اجل هذا االتصال وجدت “ الرقائق “ .
فما هي الرقائق ؟ وما وظيفتها في عالم شيخنا األكبر ؟
الرقائق هي هذه الصالت الممتدة بين الحقائق أو الذوات ،تشبه في رقتها أشعة الشمس
في امتدادها إلى البصر ،فهي ليست انتشارا فقط وانما انتشار يتصل ب فكل حقيقة
يشع منها رقائق تربطها بالحقائق االعلى واألدنى ،على هذه الرقائق يصل االمداد
العلمي والوجودي من الحقائق االعلى إلى هذه الحقيقة ،وعليها توصل االمداد العلمي
والوجودي إلى الحقائق األدنى .
وال تخفى أهمية “ االمداد “ في بنيان فكري يقول بالخلق الجديد .فاالمداد هو عصب
الخلق الجديد .ألن الممكن يسقط من ذاته في العدم لوال امداده بالوجود في كل لحظة
1لذلك ومن اجل االمداد نرى الشيخ ابن العربي يتصور اتصاال رقيقا بين الحقائق
والمراتب يشبه في وظيفته األوردة والشرايين في الجسم البشري .
يقول :
- 1صورة الحقيقة والرقائق :
” تمتد منه إلى قلبي رقائقه *** مثل امتداد شعاع الشمس للبصر “( ف ) 2 / 3
“ فان الرقائق الممتدة بين القلوب وبين هذه المناظر متصلة ،اتصال الدخان بالسراج
من رأس الفتيلة “ ( ترجمان األشواق ص 41هامش .) 3
535
“ “ 536
نالحظ في النصين السابقين التركيز على :االمتداد واالتصال .فالرقيقة تمتد ولكن
االمتداد وحده ال يكفي النجاز مهمتها [ االمداد ] ،لذلك ال بد من االتصال .
“ . . .وبين العالمين [ العالم العلوي والعالم السفلي ] رقائق ممتدة من كل صورة إلى
مثلها متصلة غير منقطعة على تلك الرقائق يكون العروج والنزول ( “ . . .ف / 3 -
. ) 260
“ الرقائق منه في العروق منك موضع سريان الحياة فحافظ عليها ففيها تشهده 3
“ ( تراجم ص .) 8
536
“ “ 537
“ . . .وما بقي بأيدي المحققين اال الفقه اإللهي الوارد باالسرار ،وهو المعروف عند
أهل البصاير المجهول عند أهل االبصار ،وبهذا الفقه تفقه تسبيحات الكاينات رب البر
هو رب البحر فال تهتم ،فما لك زمام حقيقتك بيد مالك رقيقتك واستسلم . . .
“ ( إشارات القرآن ق 61ب ) .
تظهر في نهاية هذا النص أهمية الرقيقة إذ يقول “ فما لك زمام حقيقتك بيد مالك
رقيقتك “ من حيث إن الحقيقة في ذاتيتها ال تخرج عن كونها ممكنة والممكن من ذاته
يسقط في العدم ،لذلك “ فالحقيقة “ من دون “ الرقيقة “ لن تفارق العدم إذ لن يتوفر لها
االمداد الوجودي أوال والعلمي ثانيا .
يحافظ الشيخ ابن العربي على خاصية االمتداد -االشعاع في الرقيقة ،فيجعلها في مقام
الرسل “ ،فالحقيقة “ تشبه الذات في مقابل الرقيقة [ اشعاعاتها -رسلها ] .
وحيث إن الرقيقة هي في مقام االشعاعات والرسل للحقيقة ،لذلك ليس لها في
مصطلحات الشيخ األكبر مضمون خاص متميز ،بل تتخذ صفة الذات التي أرسلتها ،
وقد تقابل في الواقع وجها من وجوه هذه الذات أو صفة من صفاتها أو نسبة من
نسبها .
“ . . .كجبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل وغيرهم من رؤساء المالئكة الكرام
عليهم الصالة والسالم ،فإن كال من هؤالء األربعة واقف بين يدي ربه ال يشغله عنه
بغيره ،فهذه الحقائق الكلية النورانية العلوية التي هي رقائق تلك الحقيقة المحمدية ،
عيون تلك األرواح التي هي الرقائق الجزئية ( “ . . .شق الجيب ق . ) 21
َّللا عليه
“ . . .الرقيقة المحمدية التي تمتد إليهم [ حروف عالم الغيب ] منه صلى ّ
وسلم من كونه أوتي جوامع الكلم ،اتى إليهم بها رسولهم “ ( . . .ف . ) 80 / 1
****
الرقيقة هي الصفة أو الجنس في مقابل الماهية أو النوع ( حقيقة ) .يقول :
“ . . .الذكر واألنثى وان اجتمعا في الحقيقة وانتظما في دايرة الخليقة ،فقد باتت
[ بانت ] مراتبها باختالف الرقيقة ( “ . . .إشارات القرآن ق 61أ ).
537
“ “ 538
الرقيقة تأخذ أحيانا معنى “ المناسبة “ في فكر الشيخ األكبر ،فيرى مثال ان بين ذاتين
“ رقيقة “ اي مناسبة ونسبة .
يقول :
“ ما أحسن الحقائق إذا أدرجت في مدرجة المناسبة ،فإن الرقائق الواضحة تعجمها
المخاطبة والمكاتبة ( “ . . .إشارات القرآن ق 61ب ) .
“ فهي [ الرقائق ] معارج ومدارج وقد يعبر عنها بالمناسبات ( “ . . .ف / 3
. ) 260
يمتد استعمال مفرد “ رقيقة “ عند الشيخ ابن العربي مستندا إلى صفة االمداد العلمي
ليشمل أنواع الشهود والتجلي والخواطر .فيقول :رقيقة ملكية ورقيقة شيطانية ،إذا
ليست الرقيقة هي طريق االمداد النوري فقط بل قد يكون امدادا شيطانيا ،وهذا ال
يتنافى مع ماهية الرقيقة من حيث كونها موصلة فقط .
فهي طريق وتوصيل بين “ ذات “ مشعة و “ أخرى “ جزئية مستقبلة على أن يكون
بينهما مناسبة ،تلك وظيفتها وال عالقة لها بمضمون االمداد .
يقول :
“ . . .اال ان الروح الذي يلقى على ذلك النبي تمتد منه رقيقة ملكية لقلب هذا الرجل
الوارث ،في صورة حالة مشوبة في ظاهرها بصورة ذلك الملك . . .وينطلق على
تلك الرقيقة اسم ذلك الروح ( “ . . .ف . ) 80 / 2
“ . . .أو تراءت له [ الولي أو النبي ] الرقيقة رجال ممثال أو صورة حيوان يخاطبه
بما جاء به اليه ،فإن كان وليا فيعرضه على الكتاب والسنة . . .وان لم يوافق الكتاب
والسنة رآه خطاب حق وابتالء ال بد من ذلك ،فعلم قطعا ان تلك الرقيقة ليست برقيقة
ملك وال بمجلس الهي ولكن هي رقيقة 4شيطانية ( “ . . .ف . ) 39 / 3
..........................................................................................
) ( 1انظر “ خلق جديد “
) ( 2االنسان مجموع حقائق العالم من حيث إنه جمع في ذاته كل الحقائق المتفرقة
في العالم [ انظر “ مجموع العالم “ ] أضاف الشيخ ابن العربي هنا ان االنسان هو
مجموع رقائق العالم ،من حيث إن جمع الحقائق هو في الواقع مناسبة .
“ ) ( 3يشهده “ الن الرقائق للنزول وااللقاء أو التجلي يقابلها من العبد تلقي وعروج
وشهود كل
538
“ “ 539
ذلك من باب االمداد العلمي .
الروح
ّ – 305
في اللغة :
مطرد ،يد ّل على سعة وفسحة ّ
واطراد . “ الراء والواو والحاء أصل كبير ّ
وأصل [ ذلك ] كله الريح .وأصل الياء في الريح الواو وانما قلبت ياء لكسرة ما
الريح ،وكذلك الباب كله .
فالروح روح االنسان ،وانما هو مشتق من ّ قبلها ّ .
الريح ،ويقال أراح االنسان ،إذا تنفّس ّ . . .
والروح :جبرئيل عليه والروح :نسيم ّ ّ
السالم ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ روح “ ) .
في القرآن :
لقد بحث األب بولس نويا في كتابه” “ Exegese Coraniqueكلمة “ روح “ في
القرآن من خالل ثالث رؤى قرآنية لثالثة من متقدمي الصوفية :مقاتل ،الترمذي ،
الخراز .
ونلخص مواقفهم بالنقاط التالية :
- 1روح -جبرئيل ( -روح القدس ) 1
- 2روح -وحي 2
للا -رحمته 3 - 3روح ّ
- 4روح -بدو الخلق يفترق في :النبوة ،القرآن ،الوحي 4
- 5روح -الذي يفرض على الجسد كلمة :الحياة . 5
ونقف في تقصينا “ الروح “ في القرآن عند بحث األب نويا ،فليراجع . 6
539
“ “ 540
ولكن ال نستطيع ان نمر بهذه الكلمة دون إشارة تومئ إلى نظرة الشيخ ابن العربي
إليها .
الروح :هو حصول االستعداد من الصورة المسواة لقبول التجلي اإللهي الدائم الذي لم
يزل وال يزال ،وهو بذلك مبدأ االختالف وكثرة الصور في التجلي الواحد -ويفترق
“ الروح “ عن “ الحياة “ من حيث الحكم :فالحياة سارية في كل الكائنات دائمة الحكم
،والروح متقطع الحكم .
يقول الشيخ ابن العربي :
سوى محال اال ويقبل روحا الهيا عبّر عنه بالنفخ ) “ ( 1ومن شأن الحكم اإللهي انه ما ّ
فيه ،وما هو اال حصول االستعداد من تلك الصورة المسواة لقبول الفيض التجلي
الدائم الذي لم يزل وال يزال ( “ . . . 8فصوص / 49 ) . 1
“ . . .فالجسم المشهود والحكم للروح ،فالظاهر الحق والحكم للروح :
وهو استعداد العالم الذي أظهر االختالف في الحق الظاهر ( “ . . . 9ف / 2
. ) 396
) “ ( 2فان حكم األرواح في األشياء ما هو مثل حكم الحياة لها ،فالحياة :
دائمة في كل شيء .واألرواح كالوالة :وقتا يتصفون بالعزل ووقتا يتصفون بالوالية
ووقتا بالغيبة عنها مع بقاء الوالية ،فالوالية :ما دام مدبرا لهذا الجسد الحيواني ،
والموت :عزلة ،والنوم غيبته عنه مع بقاء الوالية عليه ( “ . . . 10ف / 2
. ) 540
..........................................................................................
) ( 1اآليات / 26 ، 91 / 21 ، 17 / 19 ، 102 / 16 ، 4 / 97 ، 4 / 70 :
، 193وقد حدد الشيخ ابن العربي الروح القدس بجبريل .انظر الفتوحات ج 1ص
، 168 ، 31ج 3ص ، 370ج 4ص ، 202 ، 147 ، 51انشاء الدوائر ص
. 21 - 15
) ( 2اآليات 52 / 42 ، 15 / 40 ، 2 / 16 :
) ( 3اآلية ، 87 / 12 :
) ( 4اآليتان ، 15 / 40 ، 2 / 16 :
) ( 5اآلية ، 85 / 17 :
( 6 )Exegese coranique:ص ص ( 57 - 56مقاتل ) ،ص 154
( الترمذي ) ،ص ( 271الخراز ) .
540
“ “ 541
541
“ “ 542
- 306روح األرواح
استعمل الشيخ ابن العربي عبارة “ روح األرواح “ للداللة على االنسان الكامل .
وهو بذلك يرادف هذه العبارة بعبارة “ روح العالم “ 1اما مصدر عبارة “ روح
األرواح “ فتقبل تفسيرين :
األول :إذا أخذنا “ االنسان الكامل “ على أنه كل من حاز رتبة الكمال من جنس
االنسان ،فنقول في مصدر روح األرواح :
على األرجح 2ان الشيخ ابن العربي الذي جعل الحياة سارية في كل المخلوقات
( انسان -حيوان -نبات -جماد ) ،3لم يستطع ان ينفي “ الروح “ عن موجود حي
ولذلك أثبت روحا لكل شيء ،فنراه يتكلم على أرواح السماوات وروح العرش وروح
الكرسي وما إلى ذلك من األشياء . 4
وبالتالي فان روح هذه األرواح جميعها هو االنسان الكامل .
الثاني :إذا أخذنا “ االنسان الكامل “ على أنه الحقيقة المحمدية خاصة .تصبح عبارة
َّللا عليه وسلم الجامعة والممدة
“ روح األرواح “ هنا إشارة إلى روح محمد صلى ّ
لروح جميع الكمل من أنبياء وأولياء .
542
“ “ 543
“ . . .فإنك من العالم :روح العالم ،والعالم :صورتك الظاهرة ،وال معنى للصورة
بال روح فال معنى للعالم دونك ( “ . . .ف . ) 363 / 3
“ فاالنسان :روح العالم ،والعالم :الجسد ،فبالمجموع يكون العالم كله هو االنسان
الكبير 4واالنسان فيه .وإذا نظرت في العالم وحده دون االنسان وجدته كالجسم
المسوى بغير روح ،وكمال العالم باالنسان مثل كمال الجسد بالروح ،واالنسان :
منفوخ في جسم العالم فهو المقصود من العالم “ (. . .ف . ) 67 / 2
543
“ “ 544
“ واالنسان الكامل :روح العالم ،ومن قرب منه كاألعضاء الرئيسية من المشاعر
االنسانية وباقي العالم كسائر الصور االنسانية ،وليس من شرط االنسان ان العالم كله
بالنسبة اليه في هذه الدار شيء واحد حتى يعقل بجميعه ويحس بجميعه في جميع
الحاالت ( “ . . . 5بلغة الغواص ق . ) 33
َّللا عليه وسلم في ظهوره روحا ) “ ( 2واعلم أن العالم اليوم بفقد جمعية محمد صلى ّ
َّللا عليه وسلم وجسما وصورة ومعنى نائم ال ميت ،وان روحه الذي هو محمد صلى ّ
هو من العالم في صورة المحل الذي هو فيه روح االنسان عند النوم 6إلى يوم البعث
َّللا
َّللا صلى ّ الذي هو مثل يقظة النائم هنا . . .فالعالم كله نائم من ساعة مات رسول ّ
عليه وسلم ( “ 7ف . ) 188 - 187 / 3
..........................................................................................
) ( 1يرى الشيخ ابن العربي ان االنسان الكامل هو قلب العالم وسبب التسمية تقلبه
في كل صورة .واما مضمون الصورة التشبيهية فيرجع إلى األسباب نفسها التي سماه
ألجلها روحا للعالم :
يقول :
“ . . .فباالنسان الكامل ظهر كمال الصورة فهو قلب لجسم العالم الذي هو عبارة عن
َّللا . . .وسماه بالقلب لتقليبه في كل صورة . . .وتصريفه واتساعه في كل ما سوى ّ
التقليب والتصريف ( “ . . .ف . ) 295 / 3
كما يراجع بهذا الموضوع .
-الفتوحات ج 3ص ، 199
-الفتوحات ج 4ص ، 143
-التراجم ص 37
وكتاب حقيقة اليقين للجيلي ق . 1
) ( 2انظر “ انسان كامل “ “ انسان حيوان “
) ( 3راجع “ انسان كامل “
) ( 4راجع “ انسان كبير “
) ( 5ان كل جارحة من جوارح االنسان لها اثر معين وفعالية خاصة هي قوة متميزة
مثال :
االذن لها قوة السمع .ولكن ال يصل االنسان إلى المرتبة المشار إليها ( روح العالم )
اال بعد ان يعقل بجميعه اي تستوي لديه كل الجوارح في اعطاء القوة المطلوبة ،
فيسمع باي جارحة كانت وذلك الن كل جارحة تكتسب جمعية القوى .
) ( 6هذا المحل المشار اليه هو البرزخ في أحد معانيه .انظر “ برزخ “ .
) ( 7بخصوص “ روح العالم “ عند الشيخ ابن العربي فليراجع :
544
“ “ 545
545
“ “ 546
دي
الروح المح ّم ّ
ّ - 309
انظر “ الحقيقة المحمدية ".
- 310روح الياء
روح الياء هو الروح المشار اليه في قوله تعالى “ ونفخت فيه من روحي “ .
يقول الشيخ ابن العربي :
“ واما قولنا :روح الياء ،فاردنا قوله [ تعالى ] ”َ :ونَفَ ْختُ فِّي ِّه ِّم ْن ُر ِّ
وحي “ *[ / 15
. ] 72 / 38 ، 29بياء اإلضافة إلى نفسه ( “ . . .ف . ) 569 / 2
- 311إرادة
راجع “ مشيئة ".
- 312مريد -مراد
انظر “ الطريق ".
- 313رياضة
انظر “ الطريق ".
ي
الر ّ
ّ - 314
انظر “ الشرب “
546
“ “ 547
حرف الزاي
ز
547
“ 548 “
548
“ “ 549
- 315زاجر
انظر “ قلب ".
دي
- 316الزمان المح ّم ّ
َّللا عليه وسلم إلى يوم
الزمان المحمدي وهو الزمان الممتد من زمن النبي صلى ّ
َّللا عليه وسلم خاتم نبوة التشريع فال نبي بعده ،فنحن
القيامة ،من حيث إنه صلى ّ
[ اي المخلوقات ] النزال في زمانه وشرعه إلى يوم القيامة .
يقول :
َّللا في
“ فال يزال كذلك [ المؤمن ] إلى أن تكمل ذاته الكمال الذي ينتهي اليه أولياء ّ
الورث النبوي ،في هذا الزمان المحمدي الذي أغلق فيه باب نبوة التشريع ورسالته ،
وبقي باب حكم االختصاص بالعلوم اإللهية واالسرار :مفتوحا ( “ . . .ف / 4
. ) 152
الزمردة الخضراء
ّ - 317
في اللغة :
الزمرد حجر كريم يتميز باللون األخضر الصافي ،على حين ان الزبرجد هو
األخضر المائل إلى الزرقة والصفرة .
وقد خلط بعض المفكرين أمثال الفارابي والقزويني 1بين
الزمرد) ( Emeraudeوالزبرجد) ،( Berylوفرق بينهما آخرون أمثال أرسطو
:2
وقد قسم التيفاشي 3الزمرد إلى أربعة ألوان تتدرج في اللون األخضر . 4
1 -زمرد ذبابي Emeraude vert mouche2 -زمرد ريحاني Emeraude
couleur de la feuille de myrte vert fonce3 -الزمرد
السلقي Emeraude couleur de bette fraiche4 -الزمرد
الصابونيEmeraude couleur de savon
549
“ “ 550
550
“ “ 551
ثم إن التيفاشي ابان ان أحسن أصناف الزمرد صنف يسمى العربي وهو موجود في
برية العرب .وكالم أرسطو يرجع إلى االعتبار نفسه “ .
) ( 3هو شهاب الدين أحمد بن يوسف التيفاشي كان يعيش عام 640ه 1242 -م .
له عدة كتب منها - :كتاب األحجار .
-كتاب يشتمل على خواص األحجار ومنافعها وقيمتها ،
-كتاب أزهار االفكار في جواهر األحجار وهو بالعربية وقد ترجم إلى اللغة اإليطالية
سنة 1818م .
انظر -المرجع السابق ص ص ، 12 - 10
) ( 4انظر المرجع السابق Essai sur la mineralogie arabe-ص ص 64
( 67 -مادة زمرد )
-ص ص ( 71 - 67مادة زبرجد )
) ( 5الشيخ ابن العربي بهذه االستعماالت أللوان الزينة من الحجارة والمعادن أحيانا
الزجا َجةُ َكأَنَّها
جان “( ُّ ”. ) 58 / 55 يقترب من الجو القرآني َ ”:كأَنَّ ُه َّن ْالياقُوتُ َو ْال َم ْر ُ
ي ” “( 24 / 35 ) .يُ َحلَّ ْونَ فِّيها ِّم ْن أَسا ِّو َر ِّم ْن ذَ َه ٍ
ب َولُؤْ لُؤا ً *. . . “ ( 22 َك ْو َك ٌ
ب د ِّ ُّر ٌّ
/ 23 ) ( 35 / 33 ) .
) ( 6وقد رمز بعض الكتب إلى النفس الكلية بالزمردة الخضراء والياقوتة الحمراء ،
دون ان تشير إلى كيفية جمعها هذين الرمزين على اختالفهما إلى مرموز واحد .
-الكمشخانوي .جامع األصول .ص ( 61الزمرد :النفس الكلية ) ص 75
( الياقوتة الحمراء :النفس الكلية ) .
-الجرجاني .التعريفات .ص ( 120الزمرد :النفس الكلية ) .ص ( 279الياقوتة
الحمراء :النفس الكلية ) .
-لطائف االعالم .ق 97ب ( الزمردة :النفس الكلية ) ق ق 203ب 204 -أ
( الياقوتة الحمراء :النفس الكلية ) .
ولكن هل جعل الشيخ ابن العربي الياقوتة الحمراء كذلك رمزا للنفس الكلية ؟ لم نحظ
بنصوص تثبت ذلك .ولكن على األرجح انه رمز بالياقوتة الحمراء إلى النفس الجزئية
،وقد يكون اللون األحمر إشارة إلى الشهوات المغروسة فيها .
يقول في الفتوحات ج 1ص “ : 5وانظروا إلى جمال حمرة ياقوتة النفس “ اما
الياقوت فهو اسم جنس يضم حجارة مختلفة االشكال واأللوان وقد قسمها التيفاشي
إلى :
-الياقوت األحمرRubisالياقوت األصفرTopaze- - - - -
551
“ “ 552
– 318الزهد
في اللغة :
“ الزاء والهاء والدال أصل يدل على قلة الشيء .والزهيد :الشيء القليل .
َّللا عليه وسلم “ :أفضل الناس مؤمن مزهد “ هو المق ّل . . . َّللا صلى ّ وقال رسول ّ
قال الخليل :الزهادة في الدنيا ،والزهد في الدين خاصة “ ( معجم مقاييس اللغة مادة
“ زهد “ )
في القرآن :
لم ترد كلمة “ زهد “ في القرآن ،إال في موضع واحد ”َ :وش ََر ْوهُ بِّث َ َم ٍن بَ ْخ ٍس َدرا ِّه َم
َم ْعدُو َدةٍ َوكانُوا فِّي ِّه ِّمنَ َّ
الزا ِّهدِّينَ “( يوسف . ) 20 /
والمالحظ انه ليس للكلمة في هذه اآلية اي معنى أو داللة روحية .
552
“ “ 553
الثاني من القرن الثاني للهجرة .
ويرجع السبب في تأخر ظهورهما كمصطلح ،ان الزهد في القرآن لم يشكل ترغيبا
لرواد الروح األوائل في اإلسالم . 1
كان هؤالء الرواد ممثلين بطائفتين يصورون الحياة الزاهدة في عصر الرسول :طائفة
القراء وطائفة أهل الصفّة .
كما أنه وجد إلى جانب هاتين الطائفتين :طائفة التوابين والبكائين .
بصورة أفراد غير منتظمين في حلقات .
صي طوال حكم بني أمية ،ثم تطورت بالتدريج وقد ظهرت حركة الزهد بطابع سني ن ّ
إلى أقدم صورة نعرفها عن التصوف .
ومع تطور العرفان الصوفي تحول “ الزهد “ أوال إلى أحد مقامات السلوك ليس إال ،
ثم في مرحلة ثانية أصبح هو نفسه موضوع جدل وشك .
وقد نقل لنا شيخنا األكبر في فتوحاته صورة “ الزهد “ في عصره .
****
( أ ) هل يصح اسم الزاهد للفقير ؟ وما هو الزهد في نصوص الصوفية ؟
أجاب الشيخ ابن العربي على هذين السؤالين بنصوص واضحة ،
يقول :
“ الزهد ال يكون إال في الحاصل في الملك [ -ملكية الشخص الزاهد ] ،والطلب [ -
طلب الدنيا ] حاصل في الملك [ في ملك الفقير ] .
فالزهد في الطلب :زهد .ألن أصحابنا [ -الصوفية ] اختلفوا في الفقير الذي ال ملك
له ،هل يصح له اسم الزاهد ،أو ال قدم له في هذا المقام [ -الزهد ] ؟
فمذهبنا :أن الفقير متمكن من الرغبة في الدنيا والتعمل في تحصيلها ،ولو لم يحصل
،فتركه لذلك التعمل والطلب والرغبة عنه يسمى :زهدا بال شك ( “ 2ف / 2
. ) 177
يقرر الشيخ ابن العربي إذن أن “ :الزهد “ من حيث كونه خلق إنساني يعم الباطن ،
وينعكس على الظاهر ،فسلطانه في األصل يظهر على :الباطن .
أي على الطلب وليس على الملك [ الذي هو من الظاهر ] .
فالزهد خلق للعبد غير متعدي إلى غيره ،كماله في باطن االنسان .وهو من المقامات
التي يتصف بها العبد إلى حين موته .
وسنورد نصوص الشيخ ابن العربي التي تثبت ما ذكرناه أعاله يقول :
- 1الزهد -خلق غير متعدي
553
“ “ 554
وللزهد من حيث كونه مقاما ،وجوه ومراتب تتبع :العوالم [ على مستوى الموضوع
المزهود فيه ] ،واالنسان [ من حيث كونه في مقام اإلسالم -أو االيمان .أو
اإلحسان ] .
يقول :
“ فاما في الملك [ -عالم الملك ] من كونه “ مسلما “ ،فالزهد في :األكوان ،وهو
الحجاب األبعد األقصى ،واما في الجبروت [ -عالم الجبروت ] من كونه “ مؤمنا “ ،
فالزهد في :نفسه :وهو الحجاب األدنى األقرب .
وينفرد الشيخ ابن العربي عن التصوف السابق في النظر إلى الزهد وتعظيمه ، 3
باّلل في سلوكهم ،والزهد
بجعله من بدايات الطريق ،يتركه األكابر ،ألنهم يتخلقون ّ
ليس له مستند في األلوهية .
يقول :
“ وهو [ الزهد ] من المقامات المستصحبة للعبد ما لم ينكشف له .فإذا كشف الغطاء
عن عين قلبه لم يزهد ،وال ينبغي ان يزهد .فإن العبد ال يزهد فيما خلق له ،وال
يكون زاهدا إال من يزهد فيما خلق من أجله [ -الدنيا ] ،وهذا ال يصح كونه ،فالزهد
من القائل به جهل في عين الحقيقة ،ألنه ما ليس لي ال أتصف
554
“ “ 555
بالزهد فيه ،وما هو لي ال يمكنني االنفكاك عنه .فأين الزهد ! “ ( ف ) 178 / 2
َّللا ،فبمن تتخلق فيَّللا ما زهد في الخلق ،وما ث ّم إال ّ “لو رأيت الحق لم تزهد ،فإن ّ
الزهد ،فالزهد ليس له في العلم مرتبة ،وتركه عند أهل الجمع مفروض “ ( ف / 2
. ) 178
فالزهد على مستوى الحقيقة ،التي هي بنظر الشيخ ابن العربي دائما الواقع الوجودي :
غير موجود .
..........................................................................................
َّللا للزهاد ،كما
) “ ( 1الزهد “ لم يشكل ترغيبا من حيث إنه لم يرد نص قرآني بحب ّ
ورد في التوابين والمتطهرين وغير ذلك .
) ( 2يعطي الشيخ ابن العربي الدليل على كون الزهد حاصل لهذا الشخص بمجرد
تركه الطلب .يقول :
“ ان صاحب الذوق ال بد من أن يرى لتركه طلب الدنيا والرغبة فيها اثرا الهيا في
َّللا واعتبار ،فأصح ان يكون له اثر في التجلي قلبه .فلو لم يكن لألمر وجود عند ّ
اإللهي لصاحب هذا الحال “ ( ف . ) 178 / 2
) ( 3تتضارب آراء الصوفية في التصوف ،وعلى تضاربها تنقسم ثالثة أصناف :
- 1زهد نظره متوجه إلى الظاهر [ الدنيا ] .
-الحسن البصري “ :الزهد في الدنيا ،ان تبغض أصلها وتبغض ما فيها “ ( الرسالة
. ) 56
باّلل تعالى مع حب الفقر “ ( الرسالة . ) 56 َّللا بن المبارك “ :الزهد هو الثقة ّ -عبد ّ
-أبو عثمان “ :الزهد ان تترك الدنيا ثم ال تبالي من أخذها “ ( الرسالة . ) 55
- 2زهد نظره الظاهر والباطن معا [ اليد والقلب ]
خلو اليد من الملك والقلب من التتبع “ ( الرسالة . ) 56 -الجنيد “ :الزهد ّ :
“ الزهد :خلو القلب عما خلت منه اليد “ ( نفس المرجع )
- 3زهد نظرة الباطن :
-سفيان الثوري “ :الزهد في الدنيا قصر األمل ،وليس بأكل الغليظ وال بلبس العباء
“ ( الرسالة . ) 55
-أبو يزيد البسطامي “ :ليس الزهد عندي بمقام .اني كنت زاهدا ثالثة أيام .
أول يوم زهدت في الدنيا ،واليوم الثاني زهدت في اآلخرة ،واليوم الثالث زهدت في
َّللا .
كل ما سوى ّ
فناداني الحق :ماذا تريد ؟ فقلت :أريد ان ال أريد ،ألني انا المراد وأنت المريد
“ ( ف . ) 178 / 2
يراجع بشأن “ الزهد “ :
-الرسالة ص 57 - 55
555
“ “ 556
556
“ “ 557
حرف السين
س
557
“ 558 “
558
“ “ 559
- 319سيّد الوقت
انظر “ صاحب الوقت ".
– 320التسبيح
في اللغة :
“ السين والباء والحاء أصالن :أحدهما جنس من العبادة ،واآلخر جنس من السعي ؛
سبحة ،وهي الصالة ،ويختص بذلك ما كان نفال غير فرض . فاألول ال ّ
يقول الفقهاء :يجمع المسافر بين الصالتين وال يسبّح بينهما اي ال يتنفّل بينهما
َّللا جل ثناؤه من ك ّل سوء . .ومن صفات بصالة .ومن الباب التسبيح ،وهو تنزيه ّ
تنزه من كل شيء ال ينبغي َّللا ج ّل وعز :سبّوح .وإشتقاقه من الذي ذكرناه أنه ّ ّ
له ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ سبح “ ).
في القرآن :
ورد “ التسبيح “ في القرآن كجنس من العبادة مضاف إلى كل شيء :
الليل . . .المالئكة . . .االنسان . . .الرعد .
ض لَهُ ْال ُم ْلكُ َولَهُ ْال َح ْم ُد “( / 64ت َوما فِّي ْاأل َ ْر ِّ
سماوا ِّ
ّلل ما فِّي ال َّ س ِّبّ ُح ِّ َّ ِّ
قال تعالى ”:يُ َ
.)1
الر ْع ُد ِّب َح ْم ِّد ِّه َو ْال َمالئِّ َكةُ ِّم ْن ِّخيفَتِّ ِّه. ) 13 / 13 ( “ . . .
س ِّبّ ُح َّ قال تعالى ” :يُ َ
استفاد الشيخ ابن العربي من اآلية القرآنية التي تنص على تسبيح “ كل شيء “ بحمد
َّللا :حياة “ كل شيء “ حتى الجماد . .إذ ال يسبح اال حي [ انظر “ حياة “ ].
ّ
559
“ “ 560
يقول :
ي والمؤمن :إذ بالحياة كان التسبيح في “ فإن االيمان والحياة عين الطهارة في الح ّ
الحي ّّلل تعالى ( “ . . .الفتوحات السفر الخامس فق . ) 353
“ . . .وال يكون التسبيح 2اال من حي “ ( الفتوحات ،السفر الخامس ،فق . ) 585
..........................................................................................
) ( 1يقول الجرجاني في تعريف “ التسبيح “ :
“ التسبيح :تنزيه الحق عن نقائص االمكان والحدوث “ ( .التعريفات ) .
“ اما الحكيم الترمذي فيقول في “ التسبيح “ و “ التقديس “ .
“ الفرق بين التسبيح والتقديس .ان التقديس آلالئه والتسبيح ألسمائه “ ( ختم األولياء
ص . ) 83
سوداء
سبحة ال ّ
- 321ال ّ
في اللغة :
“ السين والباء والحاء أصالن :أحدهما جنس من العبادة ،واآلخر جنس من السعي ،
سبحة ،وهي الصالة ،ويختص بذلك ما كان نفال غير فرض . . .ومن فاألول ال ّ
َّللا ج ّل وعز :سبّوح ،واشتقاقه من الذي ذكرناه انه تنزه من كل شيء ال
صفات ّ
ينبغي له ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ سبح “ ) .
عند الشيخ ابن العربي :
السبحة السوداء :هي “ الهباء “ الذي ظهر فيه صور أجسام العالم ،اي هو الجسم
الكل .والصفة “ سوداء “ لظلمته الطبيعية .
560
“ “ 561
ستر
– 322ال ّ
في اللغة :
“ السين والتاء والراء كلمة تدل على الغطاء “ ( معجم مقاييس اللغة -مادة ستر ) .في
القرآن :
وافقت لفظة “ ستر “ في القرآن معناها اللغوي المتقدم ذكره.
ت ْالقُ ْرآنَ َجعَ ْلنا بَ ْين ََك َوبَيْنَ الَّذِّينَ ال يُؤْ ِّمنُونَ ِّب ْاآل ِّخ َرةِّ ِّحجابا ً”قال تعالى َ :و ِّإذا قَ َرأْ َ
َم ْستُورا ً “[ . ] 45 / 17
عند الشيخ ابن العربي : 1
الستر عند الشيخ ابن العربي هو الحجاب بما يحويه من مقومات ايجابية ،حيث إنه
دليل على المستور به . 2
اعتقده ،اال ان يرفع لك الستر بستر آخر وهو العبارة عن معتقده في ربه .
فالعبارة وان دلتك عليه فهي ستر بالنظر إلى عين ما تدل عليه. . .
األسماء اإللهية وان دلت على ذات المسمى ،فهي أعيان الستور عليها. . .
فالستور وان كانت دالئل فهي دالئل اجمالية ،فالعالم بل الوجود كله ستر ومستور
وساتر . . .
فان الستر برزخ 4ابدا بين المستور والمستور عنه ،فهو مشهود
561
“ “ 562
ب “( / 42 راء ِّحجا ٍ لهما . . .قوله َ ”:وما كانَ ِّلبَش ٍَر أ َ ْن يُ َك ِّلّ َمهُ َّ
َّللاُ ِّإ َّال َو ْحيا ً أ َ ْو ِّم ْن َو ِّ
) 51وهو الستر ،أو يرسل رسوال وهو ستر أيضا ، 5وليس الستر هنا سوى عين
الصورة التي يتجلى فيها للعبد . . .فهذه كلها صور حجابية ( “ . . .فتوحات / 4
. ) 215 - 214
وهكذا الستر هو الحجاب الدّال على الحق ،فهو مجلى الحق . 6
..........................................................................................
) ( 1يرى الشيخ ابن العربي ان الجنة :ستر ،راجع “ جنة “
) ( 2راجع حجاب
) ( 3راجع “ اله المعتقدات “
) ( 4راجع “ برزخ “
) ( 5راجع “ جنة “ المعنى “ الثاني “ الفقرة الثانية .
) ( 6راجع “ مجلى “ -كما يراجع الفتوحات ج 4ص ( 257الستر العام ) .
562
“ “ 563
- 324السجدة الكلّيّة
في اللغة :
“ سجد :السين والجيم والدال أصل واحد مطرد يدل على تطامن وذل .
يقال سجد ،إذا تطامن .وكل ما ذ ّل فقد سجد .قال أبو عمرو :سجد الرجل ،إذا
طأطأ رأسه وانحنى “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ سجد “ ) .
في القرآن :
لم يخرج المفرد في القرآن عن معناه اللغوي :
يس أَبى “[ ] 34/ 2 قال تعالى َ ”:و ِّإ ْذ قُ ْلنا ِّل ْل َمال ِّئ َك ِّة ا ْس ُجدُوا ِّآل َد َم فَ َ
س َجدُوا ِّإ َّال ِّإ ْب ِّل َ
ش ْم ِّس َوال ِّل ْلقَ َم ِّر “[ . ] 37 / 41 قال تعالى ”:ال ت َ ْس ُجدُوا ِّلل َّ
فاالنسان إذا سجد من حيث كونه مجموع العالم [ “ انظر “ مجموع العالم “ ] كانت
سجدته :السجدة الكلية ،وهي سجدة العبد بجمعية حقائقه التي هي مجموع حقائق
العالم .
اما إذا سجد من حيث الوجه الخاص الذي يربطه بالحق فهو :سجود االختصاص أو
سجود القلب ،وهي سجدة العبد حال فنائه بالحق حيث ال اثر لكثرة . 2
ونترك للشيخ األكبر الكالم حيث يبين كيفية كل من هاتين السجدتين ومستلزماتهما .
يقول :
- 1السجود الكلي -سجود االختصاص
“ . . .فله [ تعالى ] عليك [ العبد ] سجدتان لكونك على حقيقتين ،فاسجد له من حيث
كليتك [ السجدة الكلية ] سجود العالم كله ،فتجدك قد استوفيت حقائق
563
“ “ 564
سجودهم [ اشخاص العالم ] في سجدتك ،وان لم تجد ذلك فما سجدت [ السجدة
الكلية ] .
وإذا أردت ان تعرف ذلك 3فاصغ في سجودك إلى ندائه ،فإنه يناديك في السجدة
الكلية بلغة كل ساجد .وتعرف أنت ذلك إذا سمعته منه .
واسجد له أيضا السجدة الثانية التي ال تعمم .
هو سجود االختصاص فال يناديك في هذه السجدة ،اال بما تختص به خاصيتك التي ال
مشاركة فيها . . .وهو سجود القلب “ ( . . .الشاهد ص . ) 2
( ) 2سجود القلب أو سجود االختصاص :
يقول :
“ . . .فجعل [ تعالى ] القلب من عالم الغيب وجعل الوجه من عالم الشهادة ،وعيّن
للوجه جهة يسجد لها فسماها بيته وقبلته [ الكعبة ] اي يستقبلها بوجهه إذا صلى .
ّ
وعين للقلب ،نفسه وجعل استقبالها عبادة وجعل أفضل افعال الصالة السجود . . .
سبحانه فال يقصد غيره ،وامره ان يسجد له فان سجد عن كشف لم يرفع رأسه ابدا من
سجدته دنيا وآخرة .من سجد من غير كشف رفع رأسه ،ورفعه [ الرأس ] المعبر
َّللا في األشياء فمن لم يرفع رأسه في سجود قلبه فهو ال َّللا ونسيان ّ
عنه بالغفلة عن ّ
َّللا قبل ذلك “ ( ف / 3 يزال يشهد الحق دائما في كل شيء ،فال يرى شيئا اال ويرى ّ
. ) 303
” . . .ال يرفع القلب رأسا بعد سجدته * والوجه يرفع والتغير اعالم “( ف / 3
. ) 302
يقارن الشيخ ابن العربي في النصين سجود الوجه بسجود القلب من حيث الجهة
والديمومة :فسجود الوجه لجهة الكعبة وسجود القلب له تعالى ،ولسجود الوجه زمن
ال بد من رفعه بعده ،على حين ان سجود القلب ال قيام بعده إذ القيام من سجود القلب
هو الغفلة بعينها .
فسجود القلب هو في الواقع شهود للحق .
..........................................................................................
) ( 1يقول الشيخ ابن العربي
“ . . .سجود االختصاص .وهو سجود القلب ،وسجود كل قلب على حد علمه ،
وعلمه على حد ما يتجلى له ( “ . . .كتاب الشاهد ص ص . ) 3 - 2
564
“ “ 565
) ( 2ان السجود بما فيه من حني الرأس وحتى يصل األرض هو في الواقع عالمة
الخضوع ،لذلك يعتبر خفض الرأس :من االنحناء إلى السجود حسب تدرجه نقيضا
لصفة العلو ،يقول :
“ فان السجود في العرف بعد ع ّما يجب ّّلل من العلو . . .ولهذا شرع [ تعالى ] للعبد
ان يقول في سجوده :سبحان ربي األعلى ،ينزهه عن تلك الصفة .فالسجود إذا تحقق
به العبد ،علم نزول الحق من العرش إلى السماء الدنيا ،وذلك سجود القلب .يطلب
[ تعالى ] العبد في نزوله كما يطلبه العبد في سجوده ( “ . . .ف . ) 189 / 4
) ( 3اي إذا أردت ان تتحقق من كونك قد سجدت السجدة الكلية فاصغ .
- 325سجود االختصاص
نجد مصطلح “ سجود القلب “ عند سهل التستري [ كتاب التراث الصوفي ص
. ] 138
بخصوص “ سجود القلب “ أو “ سجود االختصاص “ عند الشيخ ابن العربي انظر :
“ السجدة الكلية ".
الرحمن
- 326سجن ّ
ير “[ ، ] 7 / 42وهوس ِّع ِّ يق فِّي ْال َجنَّ ِّة َوفَ ِّر ٌ
يق فِّي ال َّ يقول الشيخ ابن العربي ”:فَ ِّر ٌ
سجن الرحمن انا جعلنا جهنم للكافرين حصيرا 1يريد سجنا يحصرهم فيه ،وينزل
الفريق السعيد في دار كرامته ،وقيم ذلك الدار رضوان فإنها دار الرضوان .
ومتولي الدار األخرى التي هي السجن :مالك ومعناه :الشديد .يقال ملكت العجين إذا
شددت عجنه “ ( فتوحات . ) 26 / 4
يطلق الشيخ ابن العربي على جهنم والسعير اسم :السجن أسوة بالقرآن ،
ولكن القرآن لم يخص السجن باسم من األسماء اإللهية ،على حين ان الشيخ ابن
العربي خصه باالسم “ الرحمن “ .
واختياره لالسم “ الرحمن “ بما يتضمنه من الرحمة يدعونا إلى الظن . 2
بان الشيخ األكبر يقصد بسجن الرحمن :جهنم بعد ان تسري فيها الرحمة .
ويتحول عذابها عذبا ،وتصبح نعيما مقيما ألهلها . 3أي بعد انتهاء مدة
565
“ “ 566
إقامة الحدود على أهلها ،فيتنعمون فيها دون ان يسمح لهم بمغادرتها ،بل لن
فرق الشيخ ابن العربي بينها وبين منزل الجنة ،وبين يغادروها . . .وربما لذلك ّ
نعيمها ونعيم الجنة ،بأنها رغم نعيمها سجن ألهلها .
..........................................................................................
صيرا ً )[ ] 8 / 17سجنا ومحبسا “ ( تفسير ابن ) َ (“( 1و َجعَ ْلنا َج َهنَّ َم ِّل ْلكافِّ ِّرينَ َح ِّ
عباس ص . ) 234
) ( 2ليس بأيدينا نصوص أخرى تبين مقصوده من اطالق اسم “ سجن الرحمن
“ على جهنم .
) ( 3راجع “ عذاب “ و “ جهنم “ .
– 327السحاب
في اللغة :
جر شيء مبسوط ومدّه . “ السين والحاء والباء أصل صحيح يدل على ّ
نقول :سحبت ذيلي باألرض سحبا ،وس ّمى السحاب سحابا تشبيها له بذلك ،كأنه
ينسحب في الهواء انسحاب ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ سحب “ ) .
في القرآن :
لم يخرج المفرد في القرآن عن معناه اللغوي :
ب“[ 27 / 88 ] . سحا ِّ جام َدة ً َو ِّه َ
ي ت َ ُم ُّر َم َّر ال َّ سبُها ِّ قال تعالى َ ” :وت َ َرى ْال ِّجبا َل ت َ ْح َ
ض َآليا ٍ
ت ِّلقَ ْو ٍم ماء َو ْاأل َ ْر ِّ
س ِّ س َّخ ِّر بَيْنَ ال َّب ْال ُم َ سحا ِّ
ياح َوال َّ
الر ِّ يف ِّ ّ قال تعالى َ ” :وت َ ْ
ص ِّر ِّ
يَ ْع ِّقلُونَ . ] 164 / 2 [ “ . . .
566
“ “ 567
كذلك “ السحاب “ يتمحور حول صفة ظاهرة فيه هي :كونه يستر .
ومن هذه الصفة يقارب مفهوم “ الكفر “ .
- 328ساذج القلب
القلب مركز المعرفة والتجلي وااللهام والكشف ( انظر “ قلب “ ) لذلك من حافظ على
هذه األداة المعرفية بعيدا عن النظر العقلي ،تحقق بسذاجة القلب .
يقول :
َّللا عليهم ال تأخذ علومها اال من الوحي الخاص اإللهي ،
“ ولما كانت األنبياء صلوات ّ
فقلوبهم ساذجة من النظر العقلي لعلمهم بقصور العقل . .عن ادراك األمور على ما
هي عليه .
واالخبار أيضا يقصر عن ادراك ما ال ينال اال بالذوق .
فلم يبق العلم الكامل اال في التجلي اإللهي ( “ . .فصوص . ) 133 / 1
“ المراد بالعقل السليم القلب الساذج من العقائد الفاسدة ،الباقي على الفطرة
األولى ( “ . . .فصوص . ) 264 / 2
انظر “ قلب “
567
“ “ 568
– 329السراب
في اللغة :
“ سرب :السين والراء والباء أصل مطرد ،وهو يدل على االتساع والذهاب في
سربة ،وهو القطيع من الظباء والشاة ألنه يتسرب في سرب وال ّ األرض .من ذلك ال ّ
األرض راعيا ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ سرب “ ) .
في القرآن :
لم يخرج المفرد في القرآن عن معناه اللغوي :
سبِّيلَهُ فِّي ْالبَ ْح ِّر َ
س َربا ً “[ 18 قال تعالى ” :فَلَ َّما بَلَغا َم ْج َم َع بَ ْينِّ ِّهما نَ ِّسيا ُحوت َ ُهما فَات َّ َخذَ َ
. ] 61 /
سرابا ً “[ .] / 20 78 َت َ ت ْال ِّجبا ُل فَكان ْ س ِّيّ َر ِّ
قال تعالى َ ” :و ُ
عند الشيخ ابن العربي :
السراب هو احدى الصور التمثيلية الكثيرة التي استعان بها الشيخ ابن العربي ليعبر
عن عالقة الحق بالخلق في ظل الوحدة الوجودية .
فكما استعمل صورة النور والظل ،الغذاء والمتغذي ،الصور والمرايا ،ليقرب بها
إلى األذهان فقدان الذاتية في وجود الممكن .
كذلك اآلن يستعمل صورة السراب المعروف عند العرب بايحاءاته المائية على
فقدانها .
يقول :
“ . . .فإذا كشف لها [ الروح ] الغطاء واحتد بصرها وجدت نفسها كالسراب في شكل
َّللا عين ما
َّللا تعالى ،فوجدت ّ َّللا اال خالق االفعال وهو ّ الماء ،فلم تر قائما بحقوق ّ
تخيلت انه عينها ، 1فذهبت عينها عنه وبقي المشهد الحق بعين الحق ،كما فنى ماء
السراب عن السراب والسراب مشهود في نفسه وليس بماء ،كذلك الروح موجود في
نفسه وليس بفاعل ( “ . . .ف . ) 339 /2
..........................................................................................
) ( 1راجع “ وحدة الوجود “
568
“ “ 569
سراج - 330ال ّ
في اللغة :
“ والسراج :المصباح الزاهر الذي يسرج بالليل ،والجمع سرج . . .وفي الحديث :
عمر سراج أهل الجنة ،قيل :أراد ان األربعين الذين ت ّموا بعمر كلهم من أهل الجنة ،
وعمر فيما بينهم كالسراج ،ألنهم اشتدوا باسالمه وظهروا للناس . . .
سراج :الشمس ( “ . . .لسان العرب مادة “ سرج “ ) . وال ّ
569
“ “ 570
ي
السر األعجم ّ
ّ - 332
االسرار األعجمية هي االسرار التي ال تدرك اال بالتعريف اإللهي ،في مقابل االسرار
العربية القابلة لالدراك بالفهم .
570
“ “ 571
فالقدر له تعلق بالممكن على حين ان القضاء ال عالقة له بالممكن بتاتا ،لذلك لم يقل
َّللا يقضي
الشيخ األكبر عن صاحب الوقت انه سر القضاء ،فالقضاء للحق تعالى [ ّ
بكذا ] . . .وينزله على الممكن بقدر .فإن كان القضاء ال يمكن رده ،فالقدر قابل
للزيادة والنقصان .
لذلك جاء في الدعاء :
اللهم ال أسألك رد قضائك وانما أسألك اللطف فيه .وما اللطف فيه سوى “ القدر “.
- 334إسراء – عروج
في اللغة :
السرى :كالهدى سير عامة الليل ( “ . . .القاموس المحيط .الفيروزآبادي
ّ اسراء “ :
ج 4ص . ) 341
سلّم
عروج “ :عرج :عروجا ومعرجا ارتقى . . .والمعراج والمعرج :ال ّ
والمصعد ( “ . .القاموس المحيط .ج 1ص . ) 199
في القرآن :
-لقد ورد األصل عرج في القرآن بمعنى ارتقى وصعد ،في مقابل نزل.
571
“ “ 572
ماء َوما يَ ْع ُر ُج فِّيها َو ُه َوس ِّ ض َوما يَ ْخ ُر ُج ِّم ْنها َ ،وما يَ ْن ِّز ُل ِّمنَ ال َّ “ يَ ْعلَ ُم ما يَ ِّل ُج فِّي ْاأل َ ْر ِّ
َمعَ ُك ْم أَيْنَ ما ُك ْنت ُ ْم “. ( 57 / 4 ) .
-اما االسراء فلم يشر اليه التنزيل العزيز سوى مرة واحدة في اآلية المعروفة ”:
صى “( 17 / 1 ) . رام ِّإلَى ْال َمس ِّْج ِّد ْاأل َ ْق َ
سبْحانَ الَّذِّي أَسْرى بِّعَ ْب ِّد ِّه لَي ًْال ِّمنَ ْال َمس ِّْج ِّد ْال َح ِّ ُ
وقد حظيت هذه اآلية بالكثير من التفسيرات ،كما سنرى في بحث معنى االسراء عند
الشيخ األكبر ،وان كان المعنى اللغوي لكلمة االسراء لم يفارق مضمونه :السير
ليال .
عند الشيخ ابن العربي :
* االسراء والمعراج النبوي .
لقد جمعنا كلمتي اسراء ومعراج على ما بينهما من تفرقة :الن الفكر االسالمي
أوردهما مرتبطتين من جهة فال يذكر االسراء اال ويثنى بالمعراج ،والن “ االسراء
َّللا عليه وسلم ليال عرج
“ المحمدي هو في الوقت عينه “ معراج “ ففي اسرائه صلى ّ
إلى السماء ،أو على وجه التحديد االسراء هو المرحلة األولى من الرحلة المحمدية
“ -إذا أمكن التعبير -والمعراج هو المرحلة الثانية منها .
كما اننا قدمنا بحث المعراج النبوي على بحث المعراج الصوفي عامة ،الن رؤية
الشيخ ابن العربي لهذا المعراج ستحدد بالتالي أهدافه من اسراآته ومعارجه .
وننقل اآلن نصوصا ثالثة من فتوحات شيخنا األكبر توجه قصدنا في الوصول إلى
خصائص المعراج النبوي :
يقول :
َّللا عبدا من مكان إلى مكان ليراه ،بل “ فهو ،تعالى ،معنا أينما كنا . . .فما نقل ّ
ليريه من آياته التي غابت عنه ،
قال تعالى :
رام ِّإلَى ْال َمس ِّْج ِّد ْاأل َ ْق َ
صى الَّذِّي َ
بار ْكنا سبحان الذي اسرى بعبده ليال ِّ 1منَ ْال َمس ِّْج ِّد ْال َح ِّ
َح ْولَهُ ِّلنُ ِّريَهُ ِّم ْن آياتِّنا. . . 2
ي فإنه ال يحويني مكان ، وحديث االسراء يقول :ما اسريت به اال لرؤية اآليات ال ال ّ
ي نسبة واحدة . . .فلما ونسبة األمكنة ال ّ
572
“ “ 573
-االسراء :عبور من “ علم اليقين “ إلى “ عين اليقين “ ،من حيث إن عين اليقين هو
شهود لعلمه ،وجملة الشيخ ابن العربي السابقة ( النص الثاني ) تؤكد ذلك “ :فرأى
عين ما علم ال غير “ .
“ وما تغيرت عليه صورة اعتقاده “ اذن المعراج وصول إلى حق اليقين الن طبيعة ما
وصل اليه :عقيدة ،اى علم بعد عين.
573
“ “ 574
والشيخ ابن العربي بصورة خاصة وافق “ المعراج “ تكوينه الفكري المشبع بالشعرية
،فكان له عدة معارج خصص لها الكثير مما كتب .فلم تعوزنا النصوص.
يقول :
“ . . .واما األولياء فلهم اسراآت روحانية برزخية يشاهدون فيها معاني متجسدة في
صور محسوسة للخيال ،يعطون العلم بما تتضمنه تلك الصور من المعاني ،ولهم
االسراء في األرض وفي الهواء ،غير أنهم ليست لهم قدم محسوسة في السماء ،
َّللا عليه وسلم باسراء الجسم واختراق
َّللا صلى ّ
وبهذا زاد على الجماعة رسول ّ
السماوات واألفالك حسا وقطع مسافات حقيقية محسوسة ،وذلك كله لورثته معنى ال
حسا .
َّللا خاصة من ذلك فان اسراآتهم 10تختلفَّللا ما اشهدني ّ
فلنذكر من اسراء أهل ّ
574
“ “ 575
ألنها معان متجسدة بخالف االسراء المحسوس ،فمعارج األولياء معارج أرواح
ورؤية قلوب وصور برزخيات ( “ . . . 11ف . ) 343 - 342 / 3
تبرز من النص السابق النقاط التالية التي تفرق بين المعراج النبوي والمعراج
الصوفي :
- 1ان المعراج الصوفي معراج روحاني برزخي :اي انه من ذاك العالم الوسطي
حيث تتجسد المعاني في صور يحسها الخيال ( راجع “ برزخ “ “ خيال “ ) في مقابل
المعراج النبوي ( ،حسي بالجسم ) .
- 3ان المعراج الصوفي معراج “ علم “ “ وتعليم “ ، 12بل هو عروج من علم إلى
شهود يعطي علما أعلى ، 13على حين ان المعراج النبوي إلى جانب صفته العلمية
التعليمية فهو معراج تشريع .
ربط الشيخ ابن العربي في الفقرتين السابقتين العروج بالعلو المكاني ،ولكنه في هذه
الفقرة سيعدل “ بالعروج “ من ارتباطه بالعلو المكاني إلى علو المكانة اي صفة العلو ،
وهي للحق وتتبعه أينما كان .
والمالئكة . .إذا توجهوا من مقامهم ال يتوجهون اال ّّلل ال لغيره ،فلهم نظر إلى الحق
في كل شيء ينزلون اليه ،فمن حيث نظرهم إلى ما ينزلون اليه يقال تتنزل المالئكة ،
ومن حيث إنهم ينظرون إلى الحق سبحانه عند ذلك االمر .
يقال تعرج المالئكة ،فهم في نزولهم أصحاب عروج ،فنزولهم إلى الخلق عروج إلى
الحق ،وإذا رجعوا إلى مقاماتهم يقال إنهم عرجوا بالنسبة الينا وإلى كونهم يرجعون
إلى الحق . . .
فكل نظر إلى الكون ممن كان فهو :نزول ،وكل نظر إلى الحق ممن كان فهو :
عروج ( “ . .ف . ) 54/ 3
“ ثم سألت الرب سبحانه وتعالى عن المعراج .قال لي :ياغوث األعظم المعراج
575
“ “ 576
هو العروج عن كل شيء ( “ 14الرسالة الغوثية مخطوط األوقاف حلب ورقة 3
أ).
576
“ “ 577
) ( 3نالحظ هنا ان العلم الذي يوازي عند الشيخ ابن العربي “ علم اليقين “ والذي
كان نتيجة الوحي يسبق االسراء والمعراج اللذين سيشكالن في سلم اليقين درجة
“ العين “ .فاالسراء كما يظهر من النصوص هو رؤية ( ليريه من آياته ) اذن هو
“ عين اليقين “ .انظر “ علم اليقين “ عين اليقين “ .
) ( 5نالحظ ان الشيخ ابن العربي هنا يجمع بين كلمتي اسراء ومعراج :فاالسراء -
الذي هو المرحلة اال ومن الرحلة المحمدية -من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى :
هو قطع لمسافات حقيقية األرض ،وهذا يكون لألولياء بالجسم .ولكن ما ال قدم
َّللا عليه وسلم المعراج بالجسم اي قطع لمسافات حقيقية لمخلوق فيه غير محمد صلى ّ
في السماء ( وهذا سيظهر في المعنى “ التالي للمعراج فليراجع ) .
) ( 6راجع “ علم اليقين “ “ عين اليقين “ “ حق اليقين “ .
) ( 7إشارة إلى الحديث “ لكل حق حقيقة “ . . .انظر فهرس األحاديث حديث رقم :
) ( 26
) ( 8انظر “ حقيقة اليقين “ .
) ( 9لقد ساهم المعراج بتطور الصورة المحمدية في عقلية التابعين واالنتقال بها من
شخص تاريخية ،إلى حقيقة فكرية وتجربة انسانية على صعيد فكري ونفسي خاص .
انظر :- Exegese coranique P . P . 90 - 91- Massignon
passion P . 847اما كيفية االسراء فهذا ما لم يستطع تبيانه المتقدمون ،وقد سأل
أحدهم جعفر الصادق يصف له المعراج .فقال :كيف أصف لك مقاما كان فوق طاقة
جبريل نفسه رغم عن قدره .راجع :- Exegese coranique P . 184-كما
يراجع في نفس المؤلف تفسير جعفر الصادق لآليات القرآنية التي تتكلم على االسراء
ص 185 - 186
-اما المعراج عند الغزالي فليراجع :
-في معجم الغزالي :األب فريد جبر ص . 169
-معراج السالكين للغزالي .مكتبة الجندي ص ، 160 - 100
) ( 10راجع أنواع اسراآت األولياء كما يوردها الشيخ ابن العربي في الفتوحات ج 3
ص ص . 344 - 343
577
“ “ 578
578
“ “ 579
579
“ “ 580
يقول :
“ . . .فلما أوجد [ تعالى ] دائرة الكون المحيطة المعبر عنها بالعرش الذي هو السرير
االقدس ( “ . . .االسفار ص . ) 10
“ . . .انما دار السرير ليحيط بالكائنات علم التفصيل والتدبير ،فيباشر األمور بذاته
ويهبها ما يناسبها من هباته ( “ . . .ف . ) 329 / 4
راجع “ عرش ".
سفر – 336ال ّ
في اللغة :
سفر ،س ّمي بذلك “ السين والفاء والراء أصل يدل على االنكشاف والجالء من ذلك ال ّ
الن الناس ينكشفون عن أماكنهم . .
سفر :الكتابة .وال ّ
والسفرة :الكتبة وتس ّمى بذلك ألن الكتابة تسفر عما يحتاج اليه من الشيء المكتوب “ .
( معجم مقاييس اللغة مادة “ سفر “ ).
في القرآن :
سفَ ٍر فَ ِّع َّدة ٌ ِّم ْن أَي ٍَّام أُخ ََر “( 2 /
على َ ( أ ) السفر :قطع المسافة” َو َم ْن كانَ َم ِّريضا ً أ َ ْو َ
185 ) .
ْح ِّإذا أ َ ْسفَ َر . . . صب ِّ ( ب ) بالمعنى اللغوي السابق ،اي االنكشاف والجالء” َوال ُّ
“ ( 74 / 34 ) .
ضاح َكةٌ ُم ْست َ ْب ِّش َرة ٌ “( 80 / 38 ) . ِّ ( ج ) مسفر :مشرق” ُو ُجوهٌ يَ ْو َمئِّ ٍذ ُم ْس ِّف َرة ٌ ،
رام بَ َر َرةٍ“( 80 / 15 ) . سفَ َرةٍ ِّ ،ك ٍ سفر :الكتابة” بِّأ َ ْيدِّي َ ( د ) السفرة :الكتبة ،وال ّ
580
“ “ 581
581
“ “ 582
“ السفر لغة قطع المسافة ،وشرعا هو الخروج على قصد مسيرة ثالثة أيام ولياليها
فما فوقها بسير اإلبل ومشي االقدام .والسفر عند أهل الحقيقة عبارة عن سير القلب
عند اخذه في التوجه إلى الحق بالذكر .واالسفار أربعة.
َّللا من منازل السفر األول وهو رفع حجب الكثرة عن وجه الوحدة وهو السير إلى ّ
شق من المظاهر واالغيار إلى أن يصل العبد إلى األفق المبين وهو النفس ،بإزالة التع ّ
نهاية مقام القلب .
السفر الثاني وهو رفع حجاب الوحدة عن وجوه الكثرة العلمية الباطنة ،وهو السير
َّللا باالتصاف بصفاته والتحقق بأسمائه ،وهو السير في الحق بالحق إلى األفق في ّ
االعلى وهو نهاية حضرة الوحدانية .
السفر الثالث وهو زوال التقيد بالضدين الظاهر والباطن ،بالحصول في أحدية عين
الجمع وهو الترقي إلى عين الجمع والحضرة األحدية -وهو مقام قاب قوسين ما بقيت
األثنينة ،فإذا ارتفعت وهو مقام أو أدنى وهو نهاية الوالية .
السفر الرابع عند الرجوع عن الحق إلى الخلق وهو أحدية الجمع والفرق بشهود
اندراج الحق في الخلق واضمحالل الخلق في الحق حتى يرى العين الواحدة في
َّللا للتكميل
باّلل عن ّ
صورة الكثرة .وصورة الكثرة في عين الوحدة .وهو السير ّ
وهو مقام البقاء بعد الفناء والفرق بعد الجمع “ ( ص - . )134كتاب جامع
األصول .الكمشخانوي .
َّللا من
“ ( السفر ) هو توجه القلب إلى الحق ،واالسفار أربعة :األول هو السير إلى ّ
منازل النفس إلى الوصول إلى األفق المبين وهو نهاية مقام القلب ومبدأ التجليات
َّللا باالتصاف بصفاته والتحقق بأسمائه إلى األفق االسمائية .الثاني هو السير في ّ
االعلى وهو نهاية الحضرة الواحدية .الثالث هو الترقي إلى عين الجمع والحضرة
األحدية وهو مقام “ قاب قوسين “ .ما بقيت االثنينية .فإذا ارتفعت فهو مقام “ أو أدنى
َّللا للتكميل وهو مقام البقاء بعد
باّلل عن ّ
“ وهو نهاية الوالية .السفر الرابع هو السير ّ
الفناء والفرق بعد الجمع “ ( ص . ) 62
-كتاب ختم األولياء .النص لحيدر بن علي العلوي اآلملي :
َّللا في منازل النفس إلى األفق المبين . “ واالسفار أربعة عندهم .األول هو السير إلى ّ
باّلل
وهو ( األصل :وهي ) نهاية مقام القلب ومبدأ االسمائية .والثاني ،السفر ّ
باالتصاف بصفاته والتحقق بأسمائه إلى األفق االعلى ونهاية الحضرة الواحدية .
والثالث ،هو الترقي إلى عين الجمع وحضرة األحدية .وهو مقام “ قاب قوسين “ ما
بقيت االثنينية فإذا ارتفعت فهو مقام “ أو أدنى “ وهو نهاية الوالية .الرابع هو السير
َّللا للتكميل .وهو مقام البقاء بعد الفناء بعد الجمع .ولكل واحدة من هذه باّلل عن ّ
ّ
االسفار نهاية كما كان لها بداية .
“ فنهاية ( السفر ) األول هو رفع حجب الكثرة عن وجه الوحدة .ونهاية السفر الثاني
هو رفع حجاب الوحدة عن وجوه الكثرة .ونهاية السفر الثالث هو زوال التقييد
بالضدين :الظاهر والباطن ،بالحصول في أحدية عين الجمع .
ونهاية السفر الرابع ،عند الرجوع عن الحق إلى الخلق في مقام االستقامة ،الذي هو
أحدية الجمع والفرق :بشهود اندراج الحق في
582
“ “ 583
الخلق واضمحالل الخلق في الحق ،حتى يرى العين الواحدة في صور الكثرة في عين
الوحدة ! “ ( ص . ) 503
- 337سفير الحق
في اللغة :
سفر ،سمي “ السين والفاء والراء أصل واحد يدل على االنكشاف والجالء .من ذلك ال ّ
بذلك الن الناس ينكشفون عن أماكنهم . . .ومن الباب :سفرت البيت :كنسته . . .
سفير . . .وانما سمي سفيرا الن الريح ولذلك يسمى ما يسقط من ورق الشجر ال ّ
سفر :الكتابة ،والسفرة :الكتبة “ . تسفره . . .وال ّ
( معجم مقاييس اللغة مادة “ سفر “ ) .
في القرآن :
ورد األصل “ سفر “ في القرآن :
سفر اللغوي السابق . - 1بمعنى ال ّ
سفَ ٍر فَ ِّع َّدة ٌ “ ( 2 / 184 ) .
على َ قال تعالى ”:فَ َم ْن كانَ ِّم ْن ُك ْم َم ِّريضا ً أ َ ْو َ
سفر بمعنى الكتاب . - 2ال ّ
مار يَ ْح ِّم ُل أَسْفارا ً “( 62 / 5 ) . قال تعالى َ ”:ك َمث َ ِّل ْال ِّح ِّ
- 3السفرة بمعنى الكتبة .
سفَ َرةٍ “. ( 80 / 15 ) . قال تعالى ِّ ”:بأ َ ْيدِّي َ
يقول البيضاوي في شرح سفرة :
“ كتبة من المالئكة أو األنبياء ينتسخون الكتب من اللوح أو الوحي ،أو سفراء
َّللا تعالى ورسله أو األمة ( “ . . .أنوار التنزيل ج 2ص يسفرون بالوحي بين ّ
. ) 296
عند الشيخ ابن العربي :
ان سفير الحق إلى الخلق هو :على األخص “ جبرائيل “ من حيث إنه يسفر
583
“ “ 584
بالوحي إلى الخلق ،ويجلي مراد الحق لهم -وبصورة عامة فان المالئكة هم سفراء
الحق ينزلون إلى األرض بمصالح العالم .
سكر - 338ال ّ
انظر “ وارد ".
– 339سالك
في اللغة :
“ سلك :السين والالم والكاف أصل يدل على نفوذ شيء في شيء .يقول سلكت
الطريق أسلكه .
وسلكت الشيء في الشيء :انفذته “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ سلك “ ) .
في القرآن :
لم يخرج المفرد في القرآن عن معناه اللغوي .
سبُ ًال “[ . ] 53 / 20 ض َم ْهدا ً َو َ
سلَ َك لَ ُك ْم فِّيها ُ قال تعالى ”:الَّذِّي َجعَ َل لَ ُك ُم ْاأل َ ْر َ
ب ْال ُم ْج ِّر ِّمينَ “[ 26 / 200 ] . سلَ ْكناهُ ِّفي قُلُو ِّ قال تعالى َ ” :كذ ِّل َك َ
584
“ “ 585
585
“ “ 586
سالك ال سالك :وهو من تنطبق عليه اآلية القرآنية كما يفهمها الشيخ ابن العربي “ وما
َّللا رمى . . “ .
رميت إذ رميت ولكن ّ
ففي هذه اآلية نفي واثبات ،فمن تحقق من ذاته هذا المقام فهو السالك ال سالك .
يقول الشيخ ابن العربي :
586
“ “ 587
وبصره ،وعلم سلوكه أوال بنفسه على الجملة من غير شهود نفسه على التعيين ،فلما
علم أن الحق سمعه وعلم أن السامع بالسمع ما هو عين السمع . .
فسلك بالمجموع “ ( ف . ) 381 / 2
- 340سالك بالمجموع
انظر “ سالك ".
- 341سالك بربّه
انظر “ سالك “
587
“ “ 588
- 342سالك بنفسه
انظر “ سالك ".
- 343سالك ال سالك
انظر “ سالك ".
سلوك
- 344التسليك -ال ّ
انظر “ طريق ".
– 345التسليم
في اللغة :
“ السين والالم والميم معظم بابه من الصحة والعافية ،ويكون فيه ما يشذّ ،والشاذ عنه
قليل .
َّللا ج ّل ثناؤه هو السالم ،لسالمته مما يلحق المخلوقين من العيب قال أهل العلم ّ :
والنقص والفناء . . .ومن الباب أيضا االسالم ،وهو االنقياد .
ألنه يسلم من االباء واالمتناع ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ سلم “ ) .
َّللا تعالى لسالمته من العيب والنقص “ ( لسان “ . . .والتسليم :مشتق من السالم اسم ّ
العرب مادة “ سلم “ ) .
في القرآن :
ورد التسليم في القرآن بمعنى الرضاء التام بالقضاء . . .
س ِّلّ ُموا ت َ ْس ِّليما ً“( 4 / 65 ) .
ْت َويُ َ قال تعالى ”:ث ُ َّم ال يَ ِّجدُوا فِّي أ َ ْنفُ ِّس ِّه ْم َح َرجا ً ِّم َّما قَ َ
ضي َ
588
“ “ 589
“ وللتسليم محال ومواضع قد شرعت التزم بها األدباء حاال .وغاب عنها أصحاب
األحوال .ولعدم التسليم 2محال ومواضع قد شرعت .
فاالديب هو الواقف من غير حكم ،حتى يحكم الشارع الحق وهو خير الحاكمين
“ ( ف السفر الخامس -فق . )325
..........................................................................................
) ( 1انظر .التعريفات الجرجاني ص . 59
) ( 2كما يراجع بشأن “ تسليم “
عند الشيخ ابن العربي :
-الفتوحات السفر الثاني فق ( 455التسليم للقوم ) .
-الفتوحات السفر الخامس فق ( 381التسليم -الصبر ) .
- 346المسامرة
انظر “ خطاب الهي “ المعنى “ األول “ الفقرة “ الثانية “ .
سمسمة - 347ال ّ
ان “ السمسمة “ بذر أو ثمرة نبات سنوي أزهاره انبوبية الشكل ،ولكنها
589
“ “ 590
عند الشيخ ابن العربي تتحول إلى رمز لكل ما يكتنفه الخفاء ويدق عن العبارة ،وال
تدركه حتى اإلشارة . 1
يقول :
“ السمسمة . . .معرفة دقيقة في غاية الخفاء تدق عن العبارة ، 2وال تدرك باإلشارة
مع كونها ثمرة شجرة [ . . .هذه الشجرة هي ] االنسان الكامل ( “ . . .ف / 2
. ) 130
لقد ربط الشيخ ابن العربي السمسمة باالنسان الكامل فجعلها ثمرته .ولهذا تفسيران :
أوال -ان السمسمة رمز للمعرفة التي هي ثمرة االنسان .
َّللا عندما خلق آدم الذي هو االنسان الكامل بقيت من طينته قدر “ السمسمة
ثانيا -ان ّ
“ هي ما يسميها الشيخ ابن العربي ارض الحقيقة ،وما يسميها الجيلي “ ارض
السمسمة “ . 3
590
“ “ 591
) ( 4راجع كتاب “ كشف الغايات في شرح ما اكتنفت عليه التجليات “ نشر عثمان
يحي مجلة المشرق 1967ص ص 458 - 457حيث يستعمل الشارح للتجليات
كلمة سمسمة كاستعمال القرآن الكريم لكلمة ذرة في اآلية” َو َم ْن يَ ْع َم ْل ِّمثْقا َل ذَ َّرةٍ. . .
“ ) 8 - 7 / 99 ( .انظر الشرح مع امالء ابن سودكين .
) ( 5ينتقل الجيلي من “ السمسمة الباقية من طينة آدم “ اي من التشبيه بين الطينة
الباقية في صغرها بالسمسمة إلى استعمال كلمة سمسمة كرمز لهذه الطينة فتصبح :
ارض السمسمة .يقول :
“ ومن هذا التجلي [ تجلي صفة القدرة ] عجائب “ السمسمة “ الباقية من طينة آدم التي
ذكرها الشيخ ابن العربي في كتابه “ ( االنسان الكامل / 41 ) 1
َّللا ان هذا عالم الغيب رجاله جزيلة العدد . . .ينبغي ي رجل . . .وقال ّ :“ فبرز ال ّ
للواصل إليهم . . .ان يتزيا بزيهم الفاخر . . .قلت [ الجيلي ] :ومن اين أجد تلك
األثواب . . .فقال :الثياب في سوق السمسمة الباقية واألطياب في ارض . . .
فقلت :
وهل أجد سبيال إلى هذا المحل العجيب [ سوق السمسمة الباقية ] . . .فقال نعم :إذا
كمل وهمك . . .وتم ّكنت بمشاهدة الحس لمعاني الخيال . . .حينئذ تنسج لك من تلك
المعاني ثيابا وإذا لبستها فتح لك إلى السمسمة بابا . . .فأشار بيده بعد همهمة فإذا انا
في ارض السمسمة “ ( االنسان الكامل ج 2ص ص . ) 27 - 26
– 348االسم
في اللغة :
“ السين والميم والواو أصل يدل على السمو . . .ويقال إن أصل “ اسم “ سمو ،وهو
من العلو ،ألنه تنويه وداللة على المعنى “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ سمو “ ) .
“ واسم الشيء . . .عالمته ،واللفظ 1الموضوع على الجوهر والعرض للتمييز
“ ( الفيروزآبادي المحيط ج 4ص . ) 344
“ اعلم أن االسم مشتق اما من السمو على ما هو قول البصريين أو من السمة
591
“ “ 592
ومن ناحية ثانية :ان االسم عامة ،واالسم اإللهي خاصة يشكالن قطبين يدور حولهما
الشيخ ابن العربي في وقت واحد متداخل ،رغم تباعدهما في الظاهر ، 7فهو ينتقل
بشكل مفاجئ أشبه بالتداعي بين االسم واالسم اإللهي ،أو كأنه يحاول ان يعطي
تعريفات عامة لالسم يخلص منها إلى االسم اإللهي .
وهذا االنتقال بين االسم مطلقا واالسم اإللهي يوقع القارئ في حيرة عدم التمييز .
وسنكتفي هنا ببحث االسم مطلقا ( ماهيته -حقيقته ) على أن نفرد لالسم اإللهي فيما
يلي مادة خاصة به .
***
592
“ “ 593
*ماهية االسم :
االسم هو ما يطلق بالوضع على حقيقة لتمييزها من أخرى ،دون اإلشارة إلى معنى
قائم في ذات تلك الحقيقة . 8
وبذلك يتميز االسم عن الصفة والنعت ، 9
593
“ “ 594
يقول الشيخ األكبر :
“ إذا قصدت حقيقة االسم ،؛ وتميزه عن غيره ،فان له داللتين : 14داللة على
المسمى به .وداللة على حقيقته التي بها يتميز عن اسم آخر ( “ ف ) . 210 / 1
“ لألسماء داللتان . . .داللتها على المسمى الواحد الذي يجتمع فيه األسماء كلها
. . . 15والداللة المطلوبة ما تتميز به األسماء من المعاني [ اي حقائق
األسماء ] ( “ . . .ف . ) 369 / 4
“ ان كل اسم 16يدل على الذات ،وعلى المعنى الذي سيق له ويطلبه [ يطلب حقيقة
االسم ] ،فمن حيث داللته على الذات له جميع األسماء 17ومن حيث داللته على
المعنى الذي ينفرد به ،يتميز عن غيره :كالرب والخالق والمصور . . .
“ ( الفصوص ج / 1ص . ) 79
“ فالمعز [ االسم اإللهي ] هو المذل من حيث المسمى ،والمعز ليس المذل من حيث
نفسه وحقيقته “ ( .الفصوص ص . ) 93 / 1
..........................................................................................
) ( 1يقول صاحب “ لطائف االعالم “ “ :اال ان االسم في اللغة منحصر في اللفظ
القولي ،بل وفي االصطالحات النحوية على ما يكون قسما مقابال للفعل والحرف ،
واما على قواعد أهل الحقيقة فان اللفظ انما هو اسم االسم .وان االسم الحقيقي انما هو
وجود متعين “ .
( ص 21ب ) .
راجع “ اسم االسم “
َّللا “ في هذا المعجم .) ( 2راجع كلمة “ اله “ و “ ّ
) ( 3قبل البدء بشرح االسم عند الشيخ ابن العربي ،نرى من األفضل ان نورد
اقسامه وان كنا بذلك نخالف التسلسل المنطقي ،وذلك ان معرفتنا هذه االقسام تجعلنا
نضع كل تعريف يرد لالسم في اطاره المناسب .
594
“ “ 595
َّللا يدل على الذات
َّللا ،فاالسم ّ
“ وما بأيدينا اسم مخلص علم للذات سوى هذا االسم ّ
بحكم المطابقة كاألسماء االعالم على مسمياتها ،وثم أسماء تدل على تنزيه ،وثم
أسماء تدل على اثبات أعيان صفات وان لم تقبل ذات الحق قيام االعداد ،وهي
األسماء التي تعطي أعيان الصفات الثبوتية الذاتية كالعالم والقادر والمريد
والسميع . . .وأسماء تعطى النعوت فال يفهم منها في االطالق اال النسب واإلضافات
كاألول واآلخر . . .وأسماء تعطي االفعال كالخالق والرازق . . .وانحصر االمر
وجميع األسماء اإللهية بلغت ما بلغت ال بد ان ترجع إلى واحد من هذه االقسام أو إلى
أكثر من واحد ( “ . . .ف . ) 197/ 4
َّللا
اللشيخ ابن العربي نص آخر يخالف فيه ما ذهب اليه هنا ،حيث يرى أن االسم “ ّ
“ ال يدل على الذات بحكم المطابقة ،بل اسم الذات هو “ الواحد االحد “ [ “ راجع
َّللا “ ] .
“ اسم الذات “ “ اسم مرتبة “ “ ّ
كما نالحظ ان الشيخ ابن العربي لم يوضح في النص السابق األسماء التي تدل على
التنزيه فننقل مقطعا آخر من الفتوحات ج 2ص : 57
“ فاألسماء التي تطلب التنزيه هي األسماء التي تطلب الذات لذاتها . . .فأسماء التنزيه
كالغنى واالحد وما يصح ان ينفرد به . . . “ .
وهكذا نجد ان الشيخ ابن العربي قسم األسماء إلى أصول خمسة .
واعتبار التقسيم عنده يشبه إلى حد بعيد كالم الفخر الرازي في االعتبار األول لتقسيم
األسماء في كتابه مفاتيح الغيب .
ونستخلص من كالم الفخر الرازي ان االعتبارات المرعية في تقسيم األسماء ستة :
االعتبار األول :االسم اما ان يكون اسما للذات ،أو لجزء من اجزاء الذات أو لصفة
خارجة عن الذات قائمة بها .
َّللا تعالى ،يبقى اسم
َّللا ،واما اسم الجزء فهو محال في حق ّ اما الذات فهو االسم ّ
الصفة التي تقسم أربعا :حقيقية مثل الوجود والحياة ،إضافية مثل الخالق . . .سلبية
مثل قدوس ،وما يتركب عن هذه ( االقسام ) الثالثة .
وينتهي إلى القول بان اإلضافات والسلوب غير متناهية “ فيحصل بسبب هذين النوعين
من االعتبارات [ اإلضافات والسلوب ] أسماء ال نهاية لها ّّلل تعالى ،الن مقدوراته
غير متناهية “ .
وغني عن المقارنة تقسيم الرازي في هذا االعتبار األول بتقسيم الشيخ ابن العربي
األسماء إلى خمسة .
اما االعتبارات الخمسة الباقية التي يوردها الفخر الرازي فمنها تقسيمات للمتكلمين
والفالسفة . . .
فالمتكلمون قسموا الصفات إلى ثالثة أنواع :ما يجب وما يجوز وما يستحيل ،وهذا
التقسيم في الصفات أدى إلى وجود أسماء محصوصة لكل نوع .
اما التجربة العقلية الفلسفية فتمدنا بأسماء للخالق فهو محدث لألشياء . . .مرجح. . .
595
“ “ 596
واجب الوجود “ وهنا ليس العلم بصفاته تعالى وأسمائه واقعا في درجة واحدة ،بل العلم بها
علوم مترتبة يستفاد بعضها من بعض “ .
فليراجع كتاب مفاتيح الغيب للفخر الرازي ج 4ص ص 320 - 319الطبعة األولى سنة
1308هـ المطبعة الخيرية المنشأة بجمالية قصر المحمية .كما يقول الفخر الرازي :
“ فثبت . . .ان االسم جنس تحته أنواع ثالثة :أسماء االعالم ،وأسماء األجناس ،
واألسماء المشتقة
“.
اما االسم العلم فهو الذي يفيد الشخص المعين من حيث إنه ذلك المعين .
واسم الجنس يفيد الماهية التي هي القدر المشترك بين االشخاص في غير داللة على شخص
معين ،واالسم المشتق يدل على كون الشيء موصوفا بالصفة الفالنية كالعالم والقادر . . .
يراجع مفاتيح الغيب ج 1ص ص 53 - 40الباب الرابع طبع المطبعة البهية مصر .
) ( 4النوع يقصد بها األنواع الخمسة التي أوردناها في الهامش السابق .
) ( 5هذا االضمار للوجه المقصود من اللفظ ليس غريبا على جماعة المتصوفة ،يقول
صاحب لطائف االعالم “ :ثم إن االسم قد يطلق ويراد به عين اللفظ القولي ،وقد يذكر
ويراد به االسم الحقيقي الذي هو مسمى هذا اللفظ ،وقد يذكر ويراد به عين المسمى . . .
“ ( لطائف االعالم 21ب 22 -أ ) .
) “ ( 6لفظ االسم “ هو اسم االسم عند الشيخ ابن العربي ،راجعه في هذا المعجم .
فيعرف االسم “ :االسم ما
ّ ) ( 7يفرد الجيلي فصال في “ االنسان الكامل “ لالسم عامة ،
يعيّن المسمى في الفهم ،ويصوره في الخيال ،ويحضره في الوهم ،ويدبره في الفكر ،
ويحفظه في الذكر ،ويصوره في العقل ( “ .ص ) . 16
) ( 8يالحظ ان هذا التعريف لالسم ،هو في الواقع تعريف لالسم العلم .ألنه يقول في
مكان آخر “ :كل اسم يعطي االشتقاق ويدل على معنى يقوم بالمسمى فهو وصف في
الحقيقة . . .
كاّلل والهو . . .
[ وهكذا ] ينبغي أن تكون أسماء الباري الخاصة ان تدل على مجرد الذات ّ
َّللا ] االسم األعظم ألنه ال يتقيد بمعنى ما في الذات . . .
ولهذا جعلوه [ جعل المحققون اسم ّ
وانما داللته على عين الذات بخالف اسمه “ القادر “ فإنه يدل على معنى في الذات يسمى
القدرة ( “ . . .كتاب األزل . )14- 13
) ( 9اللشيخ ابن العربي رسالة خاصة عنوانها “ كتاب الفرق بين االسم والنعت والصفة
“ وردت في فهرست مؤلفات الشيخ ابن العربي ،نشر أبو العال عفيفي ،مجلة كلية
اآلداب .جامعة اإلسكندرية سنة 1954ص 207رقم . 248
كما يراجع أيضا بشأنها عثمان يحي Hist . et class T . 1 p . p 320 - R . G .
310اال ان هذه الرسالة مفقودة ،وقد جرت العادة عند عثمان يحي في حال فقدان كتاب من
كتب الشيخ ابن العربي ان يشير -حسب ظنه -إلى نفس المعنى في الفتوحات أو غيره .
ونعتمد طريقته ونرجح الظن بان موضوع كتاب “ الفرق بين االسم والنعت والصفة
“ موجود في آخر كتاب األزل :فصل
596
“ “ 597
بعنوان “ :تنبيه “ ص ص 16 - 12نشر حيدرآباد .
َّللا ،فإنه ) ( 10يرى الشيخ ابن العربي انه من إساءة األدب اطالق لفظ صفة على ّ
َّللا أسماء وليس صفات . سبحانه نزه نفسه عما يصفون ،اذن كل ما يطلق على ّ
َّللا حيث يطلق “ وهكذا كل ما تسميه به أو تصفه أو تنعته ،ان كنت ممن يسيء األدب مع ّ
ح
س ِّبّ ِّ لفظ صفة على ما نسب اليه أو لفظ نعت ،فإنه ما اطلق على ذلك اال لفظ اسم .فقال” َ
سبْحانَ َر ِّبّ َك َربّ ِّ ْال ِّع َّزةِّ اس َْم َر ِّبّ َك “[ ] 1 / 87و” ت َ َ
بار َك ا ْس ُم َر ِّبّ َك “[ ُ ”. . . ] 78 / 55
َّللا نفسه عن الوصف لفظا ومعنى ( “ . . .ف / 1 صفُونَ “[ ] 18 / 37فنزه ّ ع َّما يَ َِّ
. ) 204
وسنبحث ذلك بشيء من التفصيل عند الكالم على “ الصفة “ راجع “ صفة “ .
) ( 11يناسب االسم هنا جميع االقسام الواردة عند الشيخ ابن العربي ما عدا االسم العلم .
كما يناسب االسم مطلقا واالسم اإللهي الن ضمير الشيخ ابن العربي في االسم اإللهي يظهر
من األمثلة التي يشرح بها النص .
) ( 12ننقل هنا نصا للشيخ ابن العربي يتكلم فيه على أبي يزيد ويظهر اختالف األسماء
ش ُر ْال ُمت َّ ِّقينَ من حيث حقائقها . . . “ :سمع أبو يزيد البسطامي قارئا يقرأ هذه اآلية” يَ ْو َم نَحْ ُ
من َو ْفدا ً “[ / 85 ] 19فبكى حتى ضرب الدمع المنبر ،بل روى أنه طار الدم من الرحْ ِّ ِّإلَى َّ
عينيه حتى ضرب المنبر وصاح وقال :يا عجبا كيف يحشر اليه من هو جليسه .فلما جاء
زماننا سئلنا عن ذلك فقلت :ليس العجب اال من قول أبي يزيد .فاعلموا انما كان ذلك الن
المتقي جليس “ الجبار “ فيتقي سطوته ،واالسم “ الرحمن “ ما له سطوة . . .فلذلك يحشر
اليه [ المتقي ] من االسم “ الجبار “ الذي يعطي السطوة والهيبة فإنه جليس المتقين في
الدنيا ( “ . . .ف . ) 210 / 1
) ( 13يرى الغزالي انه ال يمكن ان يكون هناك اسمان مترادفان من األسماء التسعة
والتسعين [ راجع “ أسماء االحصاء “ ] ويذهب إلى ابعد من ذلك يقول “ :فإذا رأينا لفظين
متقاربين فال بد من أحد امرين :أحدهما ،ان نبين ان أحدهما خارج عن التسعة
والتسعين . . .الثاني ان يتكلف اظهار مزية الحد اللفظين على اآلخر ببيان اشتماله على
داللة ال يدل عليها اآلخر “ .
يراجع الغزالي المقصد األسنى ،تحقيق فضلة شحادة ،نشر دار المشرق ، 1971الفصل
الثاني ص ص . 38 - 36
وهناك كتب كثيرة تتناول شرح هذه األسماء وتظهر من الشروحات أوجه التمييز .فليراجع
َّللا الحسنى ،تحقيق احمد يوسف الدقاق كتاب الزجاج ( 311 - 241ه ) تفسير أسماء ّ
مطبعة محمد هاشم الكتبي 1975م .
) ( 14راجع “ اعجاز البيان “ ص . 108
) ( 15من الواضح ان المسمى بكل هذه األسماء اإللهية واحد ،فالذات واحدة لها أسماء
كثيرة ،فمن ناحية هذه األسماء تشترك جميعها في داللتها على الذات ،وفعل الداللة نفسه
طريق فجميع األسماء طرق توصل إلى الذات اي المسمى الواحد .وعندما توصل إليها
فبالتالي تجتمع جميعها فيها .وللشيخ ابن العربي في عنقاء مغرب باب اسمه “ محاضرة
أزلية على نشأة أبدية “ يبدأه كالتالي “ :اجتمعت األسماء بحضرة المسمى اجتماعا . . .
“ ( فلتراجع ص ص - 36 ) . 33
597
“ “ 598
ومن ناحية ثانية :ان هذه األسماء اإللهية تتميز فيما بينها بحقائقها وال يجمعها اال
االشتراك في داللتها على الذات ،فالذات هي التي تجمع ،وتجتمع فيها األسماء .
598
“ “ 599
) “ ( 2ما أعجب مرتبة االسم ،وما أعطى من األثر في الرسم ،ال يجيب الحق اال
من دعاه وال يدعى اال بأسمائه ( “ . . .ف . ) 393 / 4
“ االسم سلّم إلى المسمى ( “ . . .ف السفر الثاني فقرة . ) 237
) “ ( 3فاالسم المسمى من حيث الذات ( “ 4الفصوص . ) 79 / 1
“ واالسم هو المسمى “ ( 5ف . ) 216 / 2
“ االختالف في االسم والمسمى والتسمية ،اختالف في اللفظ “ ( ف .السفر األول
ص ) 205
وبعد هذا االيجاز في عالقة االسم والمسمى نستطيع ان نخلص إلى تحديدات االسم
دون ان نؤخذ بعروج المصطلح تبعا لموقفه من المسمى .
****
االسم هو المتحول والمتغير في مقابل الثابت ( ذات ) ،وأصل الكثرة في مقابل الوحدة
( ذات ) ، 6والنسب في مقابل العين ( ذات ) .
) ( 1ننقل هنا نصين للشيخ ابن العربي يظهر فيهما تغير االسم للذات الواحدة
بتغير :
العوالم والحضرات والمراتب ،فالمسمى واحد تتوالى عليه األسماء :محسوسات
متخيالت ،مذكورات ،محفوظات ،متفكرات ،معقوالت ،اسرار ،أو كما يحلو
للشيخ ابن العربي دائما ان يشرح نظريته في الوحدة بطريقة حسابية :الواحد والعدد .
فالحقيقة واحدة بالذات كثيرة باألسماء .
يقول :
“ . . .اما الحضرة الحسية فإنها تجبي المحسوسات . . .والخيال أميرها وصاحب
خراجه :الحس ،فتأخذ الحواس جميع المحسوسات على اختالف أصنافها وتؤديها إلى
الحس صاحب الخراج ،فيرفعها في خزانة الخيال فتكسب هناك اسما من جنس ما
رفعت اليه ،وزال عنها اسم المحسوسات وانطلق عليها اسم المتخيالت ،ثم يكون
الخيال أيضا صاحب خراج تحت سلطان الذكر فيحفظها ،وينتقل هناك اسم المتخيالت
عنها إلى المذكورات والمحفوظات . . .فتنتقل عليها األسماء بانتقالها وهي واحدة في
ذاتها “ ( .التدبيرات اإللهية ص . )187 - 189
“ فترى العدد واحدا ،لكن له سير في المراتب ،فيظهر بسيره أعيان االعداد . . .
فتختلف عليه األسماء باختالف المراتب . . .وسمي في تلك المرتبة بما تعطيه حقيقة
تلك المرتبة ( “ . . .الفناء في المشاهدة ص . )2 – 3
) ( 2يقول الشيخ ابن العربي في الفصوص :
“ فوجود الكثرة في األسماء ،وهي النسب ،وهي أمور عدمية ، 7وليس اال
599
“ “ 600
600
“ “ 601
االمر جالء مرآة العالم ،فكان آدم عين جالء تلك المرآة . . .فظهر جميع ما في
الصور اإللهية من األسماء في هذه النشأة االنسانية ( “ 16الفصوص ج 1ص ص
. )48 - 50
“ فإنه ال يحمد وال يمجد اال بأسمائه ،وال تعقل مدلوالت أسمائه اال بنا “ ( ف / 4
. ) 314
“ وانما وقع التكليف والخطاب من اسم الهي على اسم الهي في محل عبد كياني “ ( ف
. ) 403 / 3
“ فالعالم كله :أسماؤه الحسنى “ ( ف . ) 405 / 3
“ ثم قال [ الحق ] لي :لوالك ما ظهرت المقامات وال ترتيب [ ترتبت ] المنازل . . .
فأنت أسمائي ودليل ذاتي . . .من رآك فقد رآني “ ( . . .رسالة مشاهد االسرار
القدسية ص . ) 50
) ( 2ننقل هنا مقطعا للشيخ ابن العربي على طوله نظرا ألهميته ووضوحه :
َّللا ] بأسمائه ،وذلك أنه تجلى له في
“ نعته [ نعت المحب ] بأنه سائر اليه [ إلى ّ
أسماء الكون وتجلى له في أسمائه الحسنى ،فتخيل في تجليه بأسماء الكون انه نزول
َّللا من
من الحق في حقه ،فلما تخلق بأسمائه الحسنى غلبه ما جرت عليه طريقة أهل ّ
التخلق .
وهو يتخيل ان أسماء الكون خلقت له ال ّّلل ،وان منزلة الحق فيها بمنزلة العبد في
أسمائه الحسنى ،
َّللا ] اال باسمائي [ أسماء الكون ] ،وإذا خرجت إلى خلقه فقال :ال ادخل عليه [ على ّ
اخرج إليهم بأسمائه الحسنى تخلقا .
فلما دخل عليه بما يظن أنها أسماؤه وهي أسماء الكون عنده ،رأى ما رأته األنبياء من
اآليات في اسرائها ومعارجها في اآلفاق وفي أنفسهم 17فرأى أن الكل أسماؤه تعالى
،وان العبد ال اسم له ، 18حتى أن اسم العبد ليس له ،وانه متخلق به كسائر األسماء
الحسنى ،فعلم أن السير اليه والدخول عليه والحضور عنده ليس اال بأسمائه ،وان
أسماء الكون أسماؤه . . . 19وهذا مجلى عزيز . . . 20وهذه طريقة أخرى ما
رأيتها الحد من األولياء ذوقا اال لألنبياء والرسل خاصة . . .
وهذا المشهد يعطي :ان كل اسم للكون فأصله للحق حقيقة ،وهو للخلق لفظا دون
معنى ،وهو به متخلق ( “ . . . .ف . ) 350 / 2
****
االسم اإللهي هو كل مؤثر في الكون - 21وكل ما يفتقر اليه الكون.
601
“ “ 602
يقول الحاتمي :
“ ) ( 1فإنه [ العبد ] محل لظهور اثر كل اسم الهي . . .والعبد ال بد ان يكون تحت
حكم اسم الهي ،فهو بحسب ذلك االسم وما تعطيه حقيقته ( “ . . .ف - 98 / 4
) . 99
َّللا تعالى على “ هللف األسماء الحسنى ولها آثار وتحكم في خلقه ،وهي المتوجهة من ّ
ايجاد الممكنات ( “ . . . 22ف . ) 268 / 1
“ واالسم الحاكم 23على حال العبد في الوقت من األسماء اإللهية 24
“ ( اصطالحات الشيخ ابن العربي ص . ) 293
“ ) ( 2واألسماء اإللهية كل اسم يفتقر العالم اليه من عالم مثله أو [ من ] عين الحق
( “ 25الفصوص ج 1ص ص . ) 106 - 105
“ . . .فكل ما يفتقر اليه فهو اسم ّّلل تعالى إذ ال فقر اال اليه . . .فهو تعالى المسمى
بكل اسم لمسمى في العالم مما له اثر في الكون ( “ . . .ف ) . 196 / 4
...........................................................................................
) ( 1األسماء اإللهية هي نفسها األسماء الحسنى الواردة في القرآن .والشيخ ابن
العربي يستعملها بتطابق كلي .
راجع مادة “ اسم “ .فقرة “ االسم في القرآن “ .
) ( 2ان “ االسم “ وما يتفرع عنه من قضايا ،مشكلة تقع على مفترق بين علم
التفسير وعلم الحديث والفقه والتصوف وعلم الكالم والفلسفة .
ال يخلو كتاب تفسير للقرآن من بحث في االسم وهذا طبيعي ،فأول سورة نزلت” ا ْق َرأْ
َّللا “ .
ِّباس ِّْم َر ِّبّ َك “ . . .وكل سورة في القرآن تبدأ “ بسم ّ
وال نستطيع ان نلمس خطا موحدا لهذه األبحاث المتوافرة في كتب التفاسير ،الن كل
من آنس في نفسه مقدرة على تفسير القرآن وبرع في علم من العلوم ،فسر القرآن
وجاء تفسيره مملؤا باتجاهه الفكري والفن الذي برع فيه ( راجع كشف الظنون .
حاجي خليفة ج 1ص . ) 431
تمت لموضوعنا بصلة يراجع : ومن األبحاث القيمة والتي ّ
-األلوسي .روح المعاني .ج 1ص 49وما بعد :مبحث في لفظ االسم واشتقاقه .
-الفخر الرازي :مفاتيح الغيب :ج 8ص 378 - 377طبع المطبعة البهية
المصرية حيث يشرح “ سبح اسم ربك “ ويتعرض لالسم وعالقته بالمسمى وتسبيح
االسم .
وج 1ص 53 - 40الباب الرابع في تقسيمات االسم وأنواعه .
وص 70وما بعد “ مباحث االسم العقلية والنقلية “ .
-تفسير النسفي ج 1ص 5 - 3طبع دار الكتاب العربي بيروت .
602
“ “ 603
-أنوار التنزيل واسرار التأويل .البيضاوي ( ت 791هـ ) ج 1ص ص . 3 - 2
اما الفقهاء فقد خاضوا غمار البحث في االسم من خالل تصديهم للفرق الكالمية .فها
هو أبو حنيفة النعمان المتوفى سنة 150هـ .
أول األئمة وأول من أرسى قواعد الفقه يعرض في حلقاته المتعددة آراءه الكالمية
والعقائدية ،وقد تنبه البغدادي إلى هذا فذكر انه أول متكلم من الفقهاء .
َّللا لم يزل وال يزال بأسمائه وصفاته الذاتية والفعلية. وكان يقول “ ان ّ
“ومعنى لم يزل وال يزال انه تعالى مع أسمائه وصفاته كلها أزلي ال مبدأ له وأبدي ال
نهاية له .
( يراجع علي سامي النشار .نشأة الفكر الفلسفي في االسالم ج 1ص - 257
. ) 262
كما يراجع نفس المرجع ج 1ص 273بخصوص مالك بن انس .وص 277فيما
يتعلق بالشافعي وص 281 - 278بشأن ابن حنبل .
وننتقل من الفقه إلى علم الكالم حيث اتخذت مسألة االسم طابعا كالميا ومن ثّم فلسفيا ،
ودخلت التصوف مشبعة بالكالم والفلسفة .فالمعتزلة وهي أولى الفرق الكالمية
الكبرى تدين بنشأتها وظهورها “ لالسم “ .
فالمعروف ان واصل بن عطاء كان في مجلس الحسن البصري ،عندما سئل هذا
األخير عن صاحب الكبيرة ومصيره في اآلخرة .وقد كان الناس في عهد وأصل
مختلفين طوائف متعددة ،فكان الخوارج يرون ان مرتكب الكبيرة كافر يخلد في
النار .اما علماء الحديث فكانوا يقولون إنه مؤمن ولكنه فاسق عاص بعمله .ففسقه ال
ينفي عنه اسم االيمان واالسالم ،وهؤالء هم مرجئة السنة . . .وكأنما أراد وأصل بن
عطاء ان يتوسط هذه الفرق فقال بان مرتكب الكبيرة فاسق .والفسق عنده في منزلة
بين المنزلتين بين منزلة الكفر وااليمان .
فالفاسق هو اسم صحيح لصاحب الكبيرة وقد ورد في القرآن ”َ :والَّذِّينَ يَ ْر ُمونَ
.وأُولئِّ َك ُه ُم ْالفا ِّسقُونَ “( اآلية . ) 4 / 24 ت ث ُ َّم لَ ْم يَأْتُوا ِّبأ َ ْربَعَ ِّة ُ
ش َهدا َءَ . . صنا ِّْال ُم ْح َ
وهكذا أصبحت هذه الفكرة أصال من األصول الخمسة التي قامت عليها المعتزلة
[ األصل الرابع ] ،حيث يفردون لها الصفحات ويسهبون في تبيان مضمون كل اسم
وانطباقه على مسماه ،حتى يخلصوا إلى االسم “ فاسق “ فيثبتون ان مسماه ليس مؤمنا
وليس كافرا .وقد سمي هذا األصل الرابع عندهم “ بالمنزلة بين المنزلتين “ أو
“ األسماء واالحكام “ ومعنى قولهم انه كالم في األسماء ،هو ان صاحب الكبيرة له
اسم بين االسمين وحكم بين الحكمين ،ال يكون اسمه اسم كافر وال اسمه اسم المؤمن
وانما يسمى فاسقا . . .وهكذا تجعل المعتزلة االسم عين التسمية وغير المسمى . . .
يراجع بهذا الشأن :
-نشأة الفكر الفلسفي في االسالم ج 1ص . 443 - 442
-شرح األصول الخمسة للقاضي عبد الجبار نشر مكتبة وهبة الطبعة األولى 1965
م .مطبعة االستقالل الكبرى القاهرة ص .729 - 697
603
“ “ 604
-ماسينيونMassignon P . P . 706 - 710ويكاد يكون طرح مسألة االسم بهذا
الشكل المميز عند المعتزلة ايذانا ببدء افراد الصفحات لها كقضية منفردة في الفكر
االسالمي .وتتالت الكتب ،وأدلى كل مفكر برأيه .
وطلبا لالختصار نقول ،ان مسألة االسم وعالقته بالمسمى وصلت إلى زمن الشيخ ابن
العربي مثقلة ،ولم يكن التصوف بعيدا عنها .فقد افرد القشيري لها كتابا يكاد يكون
أول كتاب تصوف عالج قضية األسماء وعالقتها بالمسمى ،دون ان يكون غريبا عن
اآلراء الكالمية .
[التحبير في التذكير للقشيري ،فليراجع ] .
وكتتمة لكتاب التحبير المذكور يبرز كتاب المقصد األسنى للغزالي ،حيث ،يناقش فيه
معنى االسم والمسمى والتسمية ،ويرى أن االسم غير المسمى .
ويورد الغزالي عدة أسباب توضح التفريق بين االسم والمسمى منها ان االسم لفظ دا ّل
والمسمى مدلول .وقد يكون غير لفظ .واالسم قد يكون مجازا والمسمى ال يكون
مجازا واالسم قد يبدل . . .والمسمى ال يتبدل . . .
َّللا الحسنى للغزالي ،تحقيق فضلة( يراجع المقصد األسنى في شرح معاني أسماء ّ
شحادة نشر دار المشرق . 1971الفصل األول ص ص . ) 35 - 17
وخير مثال عن حجم االبعاد التي وصلت إليها هذه المسألة في زمن الشيخ ابن العربي
هو كتاب الفخر الرازي “ لوامع البينات في األسماء والصفات “ ،حيث يلخص هذا
الكتاب آراء كل من تقدمه من الفالسفة والمتكلمين فيرد على المعتزلة ويناصر
األشاعرة ،ألنه أشعري المذهب ،فيما يتعلق باالسم والمسمى والتسمية .
ونستطيع ان نعتبر هذا الكتاب متمما زمنيا وفكريا لكتاب الغزالي الذي تكلمنا عليه
[ اي المقصد األسنى ] ،كما اعتبرنا كتاب الغزالي متمما زمنيا وفكريا لكتاب التحبير
للقشيري .
يتكلم الرازي في الفصل األول على حقيقة االسم والمسمى والتسمية وبعد ان يحدد كال
منها يتكلم على عالقتها فيما بينها .ويورد خمس حجج لتبيان ان االسم غير المسمى
كما يورد حجج القائلين بان االسم نفس المسمى ،وعددها ستة ويدحضها .
(يراجع لوامع البينات في األسماء والصفات الفخر الرازي الطبعة األولى .المطبعة
الشرقية بمصر سنة 1323ه .الفصل األول ص ص ) . 10 - 3
كما يراجع دراسة األستاذ قنواتي كتاب الفخر الرازي الوارد هنا :- Etudes de
philosophie musulman . Anawati lid J . Vrin Paris P . P . 365
- 366 ( Le nom le nomme et la nomination ) P . P . 370 - 372
( division des noms ) .-ونرجع إلى ما كتبه كوربان في نظرية األسماء
اإللهية عند الشيخ ابن العربي وعالقتها بموقف اإلسماعيلية واالثني عشرية :
انظر Hist de la philo . Ency de la pleiade T 3 P . P . 1108 -
1109
) ( 3يراجع بهذا الشأن الفصوص ج 2ص . 254
604
“ “ 605
) ( 4يقول الشيخ ابن العربي “ :وان تعددت األسماء فالمسمى واحد والمفهوم ليس
بواحد . . .فالمفهوم من العالم ما هو عين المفهوم من الحي .والحي هو العالم ،
فالحي عين العالم ،والمفهوم من الحي ما هو المفهوم من العالم ( “ . . .ف / 4
( 5 ) . ) 22يقسم القونوي االسم إلى “ :اسم االسم “ و “ االسم الحقيقي “ ( لطائف
االعالم 22أ ) .راجع “ اسم االسم “ .
) ( 6يراجع - :القيصري “ مطلع خصوص الكلم “ ص ص 27 - 26حيث يورد
نصا نادر الوضوح “ في بيان الروح األعظم ومراتبه وأسمائه في العالم االنساني . . .
َّللا . . .وهي [ مراتب الروح األعظم ] السر والخفي والروح في اصطالح أهل ّ
والقلب والكلمة والروع والفؤاد والصدر والعقل والنفس “ عشرة أسماء لحقيقة واحدة
تسير في المراتب ،يبين القيصري الوجه في تسمية كل منها .فلتراجع هناك .
-المشرق .تعليق عثمان يحي على التجليات سنة 1967ص 193رقم 651أ .
) ( 7ان األسماء عند الشيخ ابن العربي نسب معقولة بين الذات والعالم ،والنسب بحد
ذاتها ال تقبل معنى الحدوث وال القدم ألنها معدومة ،ومن حيث إنها نسبة تقبل صفة
االمرين المعقولة بينهما أو تتبع أحدهما على األقل .راجع “ نسبة “
) ( 8يقول القيصري “ :والذات مع صفة معينة واعتبار تجل من تجلياته تسمى
باالسم فان الرحمن ذات لها الرحمة ،والقهار ذات لها القهر ،وهذه األسماء الملفوظة
هي أسماء األسماء .من هنا يعلم أن المراد باالسم عين المسمى . . .وقد يقال االسم
للصفة ،إذ الذات مشتركة بين األسماء كلها ( “ . . .مطلع خصوص الكلم في معاني
فصوص الحكم ص ) . 9
يقول الجيلي “ :واعلم أن ظهور األسماء هو في الحقيقة ظهور الذات ،ألنها اي
األسماء أمور عدمية ،والظهور وجودي” (االسفار عن رسالة األنوار ص. ) 44
) ( 9هذه الحقيقة اإللهية المميزة هي اسم الهي ،وهي رب لمظاهرها ( راجع “ رب
“ ) .يقول القيصري “ :ان لكل اسم من األسماء اإللهية صورة في العلم مسماة
بالماهية والعين الثابتة ،وان لكل منها صورة خارجية مسماة بالمظاهر والموجودات
العينية ،وان تلك األسماء أرباب تلك المظاهر وهي مربوبها ( “ . . .مطلع خصوص
الكلم ص . ) 24
) ( 10يقول صدر الدين في “ االعجاز “ “ :فكل ما ظهر في الوجود وامتاز من
الغيب على اختالف أنواع الظهور واالمتياز فهو :اسم “ ( ص . ) 108
“ اعلم أن االسم في التحقيق هو التجلي المظهر لعين الممكن الثابتة في العلم . . .
فالعين الممكنة التي هي المظهر اسم للتجلي المتعين به وفي مرتبته . . .والتسمية
عبارة عن نفس داللة االسم على األصل الذي تعين منه “ ( ص . ) 35
) ( 11ان االسم هنا عالمة على مسماه بمعنى انه من االسم يمكن العبور إلى المسمى
ألنه العالمة والدليل اذن طريق . . .راجع فيما تقدم عالقة االسم بالمسمى ( ) 1و
( 12 ) ( 2 ) .راجع “ اسم االسم “ ) ( 13راجع “ صورة “
) ( 14يقول القيصري في كتابه مطلع خصوص الكلم :
605
“ “ 606
“ . . .ان األعيان الثابتة في العلم [ راجع عين ثابتة ] من حيث الباطن أسماؤه تعالى ،
والموجودات الخارجية مظاهرها “ ( .ص . ) 11
“ ان األسماء اإللهية صور معقولة في علمه تعالى . . .وتلك الصور العلمية من حيث
إنها عين الذات المتجلية بتعين خاص ونسبة معينة هي المسماة :باألعيان الثابتة
“ ( ص . ) 12
606
“ “ 607
) ( 20يضيف الشيخ ابن العربي في نفس النص “ :وهذا مجلى عزيز . . .كانت
غاية أبي يزيد البسطامي دونها ،فان غايته ما قاله عن نفسه :تقرب إلي بما ليس لي ،
فهذا كان حظه من ربه ( “ . . .ف . ) 350 / 2
) ( 21يقول القيصري “ :وان األسماء تنقسم إلى ما له التأثير وإلى ما له التأثر ،
فيجعل البعض منها فاعال مطلقا ،واآلخر قابال مطلقا ( “ .مطلع خصوص الكلم ص
. ) 14
يؤيد كالم القيصري ،ما ورد في المعنى الثالث لالسم اإللهي ،الفقرة ب .حيث يرى
الشيخ ابن العربي ان االسم “ عبد “ نفسه هو من األسماء اإللهية وال تطلق على الكون
اال تخلقا ( 22 ) .يراجع - :الفتوحات ج 4ص . 328
-عنقاء مغرب “ :محاضرة أزلية على نشأة أبدية “ ص ص . 36 - 33
) ( 23يقول القيصري في شرحه لفصوص الحكم “ :اعلم أن أسماء االفعال بحسب
احكامها تنقسم اقساما ،منها أسماء ال ينقطع حكمها وال ينتهي اثرها أزل االزال وأبد
اآلباد . . .
ومنها ما ال ينقطع حكمها ابد اآلباد وان كان منقطع الحكم أزل االزال كاألسماء
الحاكمة على اآلخرة . . .ومنها . . .ما ينقطع احكامها اما ان ينقطع مطلقا ويدخل
الحكم عليه في الغيب المطلق . . .واما ان يستتر ويختفي تحت حكم االسم الذي يكون
أتم حيطه منه عند ظهور دولته ،إذ لألسماء دول بحسب ظهوراتها وظهور احكامها
وإليها تستند . . .الشرائع ،إذ لكل شريعة اسم من األسماء تبقى ببقاء دولته . . .
وتنسخ بعد زوالها ( “ . . .مطلع خصوص الكلم ص ) 10
“ وان لألسماء والصفات دوال يظهر حكمها وسلطنتها في العالم حين ظهور تلك الدول
“ ( نفس المرجع السابق ص . ) 27
) ( 24يقول الجيلي في شرحه لرسالة األنوار “ :السلوك عبارة عن االنتقال من
منزل عباده إلى منزل عباده بالمعنى . . .وانتقال بالعلم من مقام إلى مقام ومن اسم
إلى اسم ومن تجل إلى تجل ( “ . . .االسفار عن رسالة األنوار ص 40ط الشيخ
رجب دمشق 1929م ) .
َّللا
) “ ( 25ليست األسماء اإللهية قاصرة على مجموعة األسماء المعروفة بأسماء ّ
الحسنى . . .
ولكنها تشمل أيضا كل اسم يفتقر العالم اليه من عالم مثله ،أو [ من ] عين الحق اي
انها تشمل أسماء كل األشياء التي تحدث اثارا علية في غيرها . . .وبهذا المعنى
َّللا “ ( . . .عفيفي الفصوص ج 2ص ص يصبح العالم كله كتابا ال نهائيا من أسماء ّ
. ) 118 - 117
607
“ “ 608
“ فاعلم أن هذه األسماء اإللهية التي بأيدينا هي أسماء األسماء اإللهية ،التي سمى
َّللا ] بها نفسه ( “ . . .ف . ) 56 / 2 [ ّ
“ وله [ لالسم ] صورتان ،صورة عندنا من انفاسنا وتركيب حروفنا ،وهي التي
ندعوه بها ،وهي أسماء األسماء اإللهية “ ( .ف . ) 396 / 2
..........................................................................................
يعرف صدر الدين “ االسم “ و “ اسم االسم “ في “ االعجاز “ قائال : )ّ (1
“ فكل تميز وتعدد يعقل بحيث يعلم منه حقيقة االمر المتميز بذلك التميز . . .فهو اسم
،ألنه عالمة على األصل . . .واللفظ الدال على المعنى المميز الدال على األصل
هو :
اسم االسم “ ( .ص . ) 110
) ( 2يقترب هذا التعريف من تعريف االسم في اللغة من حيث التركيز على كلمة :
لفظ .
راجع :
“ -االسم “ فقرة “
في اللغة “
-الفتوحات ج 4ص . 419وج 2ص . 684
-كتاب لطائف االعالم ق 22أو 83أ .
608
“ “ 609
َّللا ] في كل جنة مائة درجة بعدد األسماء الحسنى واالسم األعظم 6 “ وجعل [ ّ
المسكوت عنه . . .وهو االسم الذي يتميز به الحق عن العالم “ ( .ف . ) 435 / 3
“ . . .باالسم األعظم الن به تمام المائة ( ( “ . . . ) 7ف . ) 158 / 4
َّللا ، 8قلت :ال أدري فان يفعل
“ ) ( 2االسم األعظم . . .فان قلت فهو االسم ّ
َّللا ] انما تفعل بالصدق ،إذا كان صفة للمتلفظ بها
بالخاصية ،وهذه اللفظة [ االسم ّ
بخالف ذلك االسم “ ( ف . ) 120 / 2
****
االسم األعظم بالمعنى الثاني الخاص بالشيخ ابن العربي هو عبارة تنقسم إلى كلمتين
اسم وأعظم .
) ( 1إذا اعتبرنا ان االسم هنا معناه :دليل على المسمى ،يكون اسم أعظم هو أعظم
دليل على المسمى .
كما يأتي :
اسم -دليل أو داللة على المسمى 9
اسم أعظم -أعظم دليل على المسمى
ولما كان كل فرد من افراد العالم دليال على المسمى الذي هو الحق واالنسان أكمل
افراد العالم فهو أكمل دليل .
كل فرد في العالم -دليل أو داللة على المسمى
االنسان -أعظم دليل على المسمى
واذن ينتج مما تقدم ان .
َّللا األعظم .
االنسان :هو اسم ّ
َّللا ؟
) ( 2ولكن هل يستوى البشر في الداللة على ّ
هل يستوى” الَّذِّينَ يَ ْعلَ ُمونَ َوالَّذِّينَ ال يَ ْعلَ ُمونَ “[ ] 9 / 39؟
َّللا عليه وسلم با مرتبة انسانية ويكون بالتالي هوكال ! لذلك ينفرد النبي محمد صلى ّ
َّللا على التخصيص 10 أعظم دليل على ّ
609
“ “ 610
َّللا وهو اسم أعظم ّّلل [ دون تعريف ] ،اما النبي فهو وحده فاالنسان أعظم دليل على ّ
االسم األعظم مع “ ال “ التعريف .
وبالنتيجة :
َّللا عليه وسلم -االسم األعظم . 11 النبي محمد صلى ّ
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا على االسم األعظم ، 12والرداء المعلم ،والممد للهمم ، 13بالقيل “ . . .وصلى ّ
األقوم محمد الذي فتح به الكتاب وختم “ ( مرآة العارفين في ملتمس دين العابدين ق
.)1
..........................................................................................
) ( 1يورد صاحب لطائف االعالم ثالثة تعريفات لالسم األعظم :
“ االسم األعظم [ ] 1يعني به كل واحد من األسماء الذاتية األولية المسمى مجموعها
َّللا تعالى وتقدس لكونه هو بمفاتح الغيب ] 2 [ ،ويطلق االسم األعظم ويراد به اسم ّ
االسم الجامع [ ] 3ويعني باالسم األعظم كل واحد من أسماء االله تعالى وتقدس ،
َّللا روحه ،
عند من يتحقق بمظهريتها وهو المشار اليه فيما أجاب به أبو يزيد قدس ّ
حين سئل عن االسم ( األعظم ) ،فقال :واي اسم من أسمائه تعالى ليس بأعظم ،ان
هو اال أنت ،ان صدقت فخذ اي اسم شئت من أسمائه فإنك تجده األعظم “ ( .ص
22ب ) .
-راجع تعريفات الجرجاني ص . 24
) ( 2راجع - :الهامش السابق حيث سئل أبو يزيد عن االسم األعظم .
-الفتوحات المكية ج 2ص ص 122 - 120أسئلة الترمذي وأجوبة الشيخ ابن
العربي .
-كتاب ختم األولياء ،الحكيم الترمذي تحقيق عثمان يحي المطبعة الكاثوليكية بيروت
ص ص . 306 - 305
-الفتوحات ج 2ص ( 641حيث سأل أحدهم الشيخ ابا أحمد بن سيدبون بمرسية عن
االسم األعظم . ) . . .
-طبقات الصوفية السلمي تحقيق نور الدين شريبه الطبعة األولى مصر . 1953ص
َّللا األعظم “ واستخدامها في تحقيق ص 31 - 30ص 34حيث تظهر عبارة “ اسم ّ
ما يطلبه الداعي ،في قصة إبراهيم بن أدهم والخضر .
-كتاب فوائح الجمال وفواتح الجالل للشيخ نجم الدين الكبرى ،فصل كامل من ص
65إلى ص 73في االسم األعظم الذي هو حرف الهاء .ويراجع كالم الجنيد عن
االسم األعظم ص .- Etudes de philosophie musulmane . 71
َّللا األعظم Supreme de (Anawati p . p . 381 - 410 ( Le nomاسم ّ
Dieu-
) ( 3راجع “ أسماء االحصاء “ .
) ( 4ان االسم األعظم يفعل بالخاصية بمعنى انه في حال تركيب حروفه تنفعل عنه
األشياء التي
610
“ “ 611
يتوجه إليها ،يقول الشيخ ابن العربي :
“ واعلم أن الحروف كالطبائع وكالعقاقير ،بل كاألشياء كلها لها خواص بانفرادها ،ولها
خواص بتركيبها ،وليس خواصها بالتركيب ألعيانها ،ولكن الخاصية الحدية الجمعية “ .
والجدير بالذكر ان هذا االسم األعظم ال يصل إلى معرفته اال كبار األولياء ،وان حدث ان
تسرب إلى دخيل ،استطاع هذا الدخيل ان يتصرف بخاصية االسم األعظم كما يريد ،الن
صدق المتلفظ به ليس شرطا الزما ،والحل الوحيد لمنعه من ذلك يكون بسلبه معرفته ،اي
بجعله ينسى حروف االسم األعظم “ ( راجع الفتوحات ج 2ص . ) 300
-يراجع مقاالت االسالميين لألشعري تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد :ص 67حيث
يدعي بيان بن سمعان التميمي بأنه يدعو ّ
الزهرة فتجيبه ،وانه يفعل ذلك باالسم األعظم ،
ص : 72حيث زعم المغيرية لرئيسهم بأنه يحي الموتى باالسم األعظم . .
-بخصوص حروف االسم األعظم فليراجع الشيخ ابن العربي في فتوحاته ج 2ص
“ 122 :ما حروفه [ االسم األعظم ] الجواب :األلف والم األلف والواو والزاي والرأي
والدال والذال “ .
اما نجم الدين الكبرى فيرى ان حروفه “ افتحبحنين “ ( فوائح الجمال ص - 84و . ) 87
يراجع كذلك فوائح الجمال ص 35الفقرة . 75
َّللا األعظم ،فليراجع كتابه
-يرى نجم الدين الكبرى ان من عالمات الولي انه يعطي اسم ّ
َّللا األعظم في بيئة
فوائح الجمال ص ص ، 85 - 84حيث تظهر المرتبة العالية السم ّ
السالكين والمتصوفين .وتقارن مع كالم الشيخ ابن العربي نقال عن امرأة من المحبات
بإشبيلية “ فاطمة بنت ابن المثنى “ حيث قالت “ :لقد أعطاني حبيبي فاتحة الكتاب تخدمني
“ ( ف . ) 347 / 2
َّللا األعظم بان كال منهما :تنفعل عنه األشياء ،لذلك ،يأخذ
) ( 5يشترك الصدق واسم ّ
الصدق عند بعض العارفين مكان االسم األعظم واسمه أحيانا .
َّللا األعظم .فقال . . .
“ واما تأثير الصدق فمشهود . . .وقيل ألبي يزيد :أرنا اسم ّ
َّللا كلها عظيمة .فما هو اال الصدق .أصدق وخذ اي اسم شئت فإنك تفعل به ما أسماء ّ
شئت “ ( .ف . ) 329 / 3
) (( 6و ) 7إشارة إلى الحديث “ :ان ّّلل تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل
الجنة “ . . .صحيح بخاري .نشر دار احياء التراث العربي بيروت ج 9ص . 145
) ( 8للشيخ ابن العربي نص في عنقاء مغرب يخالف فيه ما ذهب اليه هنا ،حيث يرى أن
َّللا “ هو االسم األعظم ،ولكن نستطيع ان نلمس من روح النص ،انه ال يقصد اسم “ ّ
“ االسم األعظم “ المتعارف عليه صوفيا ،ولكن لفظة “ أعظم “ أطلقها على “ االسم
“ لتمييزه وتفضيله عن باقي األسماء اإللهية من حيث إنه أعظمها واكملها .
َّللا األعظم . . .فلجأ االسم األعظم إلى الذات كما لجأت
“ فلجأت األسماء كلها إلى اسم ّ
األسماء والصفات ( “ . . .عنقاء مغرب ص ص - 36 ) . 35
) ( 9راجع “ اسم الهي “ .
611
“ “ 612
) ( 10ان كل اسم هو دليل على الذات ،وأعظم األسماء داللة على الذات هو االسم
َّللا .
ّ
والحقيقة المحمدية هي مظهر االسم الجامع ،يقول القيصري “ :ان الحقيقة المحمدية
َّللا يدعوه اآلية [ ] 19 / 72فسماهصورة االسم الجامع اإللهي . . .وانه لما قام عبد ّ
َّللا تنبيها على أنه مظهر لهذا االسم دون اسم آخر “ ( مطلع خصوص الكلم ص عبد ّ
. ) 34
( 11 ) -يقول الجرجاني “ :الحقيقة المحمدية . . .وهو االسم األعظم “ ( التعريفات
ص ) 95
انظر نقل عبد الرحمن الجامي للتعريف مع التعليق في كتابه “ ترجمة اللوائح “ ص
. 24
-راجع اعجاز البيان .للقونوي ص ص . 196 - 195
-عفيفي .فصوص الحكم ج 2ص ص . . . “ : / 320 - 319فان محمدا قد انفرد
بأنه مجلى لالسم الجامع . . .وهو االسم األعظم . . . “ .
) ( 12يورد القيصري نفس الكالم في مقدمة شرحه للفصوص :
َّللا على من هو االسم األعظم الناطق بلسان مرتبة انا سيد ولد آدم . . . “ وصلى ّ
“ ( كتاب مطلع خصوص الكلم ص . ) 1
) ( 13راجع مترادفات االنسان الكامل :مترادف “ ممد “ كما يراجع “ ختم “ من
حيث إن الختم هو الممد لهمم األولياء .
للا 1
ي ّ - 352سم ّ
َّللا واالنسان :كاسم “ المؤمن “ 2اذن المؤمن
من األسماء ما هو مشترك بين ّ
َّللا .
( االنسان ) هو :س ّمي ّ
يقول :
) “ ( 1فان المؤمن للمؤمن كالبنيان 3يشد بعضه بعضا . . .والمؤمن من أسمائه
“ ( ف . ) 438 / 4
َّللا تعالى ،والمؤمن اسم لالنسان ( “ . . .ف . ) 147 / 4“ والمؤمن من أسماء ّ
“ أسماء االشتراك كأسمه المؤمن ( “ . . .ف . ) 303 / 3
َّللا له سكنا ، 4واتخذ قلبه وطنا 5وجعله سميه ،
) “ ( 2وال شك ان المؤمن قد جعله ّ
واتخذه وليه . . . “ . 6
َّللا “ لم ترد قبل ابن العربي ،بل أكثر من ذلك انها لم ترد ) ( 1ان عبارة “ سمي ّ
سوى مرة واحدة في كل الكتب والرسائل التي طالعتها البن العربي نفسه :
والسبب في ذلك انها عبارة تفاجئ القارئ مخالفتها ألول وهلة نص القرآن .
ص َ
ط ِّب ْر إذ ورد في التنزيل العزيز ”:فَا ْعبُ ْدهُ َوا ْ
612
“ “ 613
س ِّميًّا “. [ 19 / 65 ] . ِّل ِّعبا َدتِّ ِّه ه َْل ت َ ْعلَ ُم لَهُ َ
َّللا “ خاصة ،
َّللا “ في اآلية الكريمة مسمى “ ّ ولكن الواضح من “ سمي ّ
للا واالنسان
وابن العربي يقصد اسما من أسماء االشتراك بين ّ
يقول صدر الدين :
َّللا . . .قد خص بسبع خواص ،ال توجد في غيره من األسماء “ . .االسم ّ
( أحدها ) :
ان جميع أسماء الحق تنسب إلى هذا االسم وال ينسب هو إلى شيء منها . . .
( ومنها ) كونه لم يسم به أحد من الخلق بخالف باقي األسماء.
واستدلوا [ أهل العربية ] بقوله (ه َْل ت َ ْعلَ ُم لَهُ َ
س ِّميًّا ) ] [ 19 / 65
باّلل غيره “ ( .اعجاز البيان ص . ) 176 اي هل تعلم شيئا يسمى ّ
- 353االسم الجامع
المترادفات :االمام المقدم الجامع -جامع األسماء -دليل الذات .
ان كل اسم من األسماء اإللهية هو دليل على الذات ولكن بنسبة معينة وحقيقة مميزة 1
،فالقادر غير المريد غير العليم . . .
َّللا “ جامعا كل الحقائق اإللهيةفبينما ينفرد كل اسم بحقيقة خاصة ،يبرز االسم “ ّ
واألسماء ،داال على الذات ليس بنسبة معينة أو حقيقة منفردة ، 2لذلك يكون االسم
َّللا .
الجامع لألسماء هو االسم ّ :
يقول ابن العربي :
َّللا ،فهو الجامع لمعاني األسماء كلها ،وهو دليل “ فاالمام المقدم الجامع ،اسمه ّ
الذات . . .جامع األسماء “ . . .
َّللا هو االسم الجامع ، 3فله معاني جميع األسماء اإللهية “ ( .ف . ) 122 / 4 “ ّ
..........................................................................................
) ( 1راجع “ االسم “ عند ابن العربي “ حقيقة االسم ومرتبته “ .
613
“ “ 614
- 354أسماء اإلحصاء
ال تنتمي عبارة أسماء االحصاء في فكرتها ومضمونها إلى مصطلحات ابن العربي
ولكنها في صيغتها الخاصة تنتسب اليه ،فاألرجح انه أول من أطلقها .
وأغلب الظن 1ان المنبع الذي نهل منه ابن العربي مضمون هذه الكلمة هو الحديث
الشريف :
“ ان ّّلل تسعة وتسعين اسما مائة اال واحدا ، 2من أحصاها 3دخل الجنة . 4
“ ودليلنا في هذا الرجوع هو لفظ “ االحصاء “ المشترك بين مصطلح ابن العربي
والحديث الشريف .
اما نص ابن العربي الذي نعتمد عليه في تحديد المضمون فهو :
“ ان األسماء الحسنى 5التي تبلغ فوق أسماء االحصاء عددا ،وتنزل دون أسماء
االحصاء سعادة ( “ . . .ف . ) 99 / 1
وهكذا بعد ان ربطنا بين أسماء االحصاء والحديث الشريف نستطيع ان نعرفها قائلين :
انها األسماء التي وعد الحق سبحانه وتعالى محصيها بدخول الجنة ،وعددها تسعة
وتسعون اسما . 6
وهذا مقطع للقونوي ،نلمح فيه عدد أسماء االحصاء ومطابقتها لما أشرنا اليه ،
يطمئننا 7إلى صحة ما ذهبنا اليه من ربط الحديث الشريف بنص ابن العربي :
614
“ “ 615
“ ثم اعلم أن الرحمة حقيقة واحدة كلية والتعدد المنسوب إليها المشار اليه في الحديث
“ بان ّّلل مائة رحمة “ 8راجع إلى مراتبها ،واختصاصها بالمائة إشارة إلى األسماء
المحرض على احصائها ،وهكذا االمر في الدرجات الجنانية ،فما من اسم من ّ الكلية
أسماء االحصاء اال وللرحمة فيه حكم “ ( اعجاز البيان ص . ) 202
..........................................................................................
) ( 1نعتمد في بيان هذا المصطلح على “ الظن “ ألنه ليس بأيدينا نصوص توضح
مضمونه ،فابن العربي يشير اليه عرضا دون بيان أو شرح .اما اعتمادنا على
الحديث في معرفة مصدره فلسببين :األول هو ان األسماء عند ابن العربي مبدأ الكثرة
،وعندما يريد ان يشير إلى األصول التي تجمعها يستعمل لفظ “ أمهات “ راجع
“ أمهات األسماء “ .اذن أسماء االحصاء هي في مضمونها ال تمت إلى التركيب
البنائي الفكري البن العربي فاألسماء اإللهية عنده غير محصاة ،والسبب الثاني :ان
ابن العربي استمد معظم ألفاظه من القرآن والحديث وأعطاها ابعادا تناسب تفكيره ،
وربما استمد هذه المرة اللفظ والمضمون .
) ( 2راجع ما قاله الفخر الرازي عن الفائدة من التكرار في الحديث حيث أعاد
التسعة والتسعين بعبارة مائة اال واحدا :لوامع البينات في األسماء والصفات ص
( 3 ) . 54يراجع بخصوص معنى “ االحصاء “ في اصطالح القوم :
-جامع األصول الكمشخانوي ص “ 54احصاء األسماء اإللهية :هو التحقق بها في
الحضرة الواحدية بالفناء من رسوم الخليقة ،والبقاء بقاء الحضرة األحدية . . . “ -
لطائف االعالم ق ق 16أ -ب ( االحصاء -تعلق ،تخلق ،تحقق ) . . .
َّللا الحسنى ،ألبي اسحق الزجاج ( ت 311ه ) وهو يورد عدة معان -تفسير أسماء ّ
لكلمة احصاء ،تكاد تكون نفسها التي أوردها الفخر الرازي في لوامع البينات
“ ( الطبعة األولى 1323ه ص ص ) 58 - 56حيث يشير إلى أربعة وجوه لكلمة
“ أحصاها “ ( .االحصاء :العد -االحصاء بالعقل -الطاقة -الطلب في القرآن
والحديث والعقل حتى يحصل ال . ) 99
) ( 4الحديث “ :ان ّّلل تسعة وتسعين اسما “ . . .انظر فهرس األحاديث حديث رقم
( 28 ) .
) ( 5يأخذ ابن العربي األسماء الحسنى هنا بالمعنى الثالث لالسم اإللهي .فليراجع .
وهكذا عندما تكون األسماء الحسنى هي -مظاهرها في األكوان ،يكثر عددها بتعداد
مظاهرها .وهنا تظهر أسماء االحصاء بمنزلة أمهات هذه المظاهر التي هي األسماء
الحسنى ،وتكون دونها عددا وأكثر منها سعادة .
) ( 6يراجع : -فيض القدير للمناوي وهو شرح الجامع الصغير للسيوطي .الطبعة
األولى مصر 1938م .ج 2ص ص . 495 - 488
َّللا التسعة والتسعين .وفيحيث نجد في المتن حديثا عن أبي هريرة فيه أسماء ّ
الحاشية شرح كل اسم من أسماء االحصاء هذه .
َّللا
-كما أن البن العربي مخطوطا في الظاهرية رقم 7457بعنوان “ دعوة أسماء ّ
الحسنى “ حيث
615
“ “ 616
َّللا بأسمائه الحسنى ،ويأخذ كل نداء صفة االسم الذي يدعو بهنجد الشيخ األكبر يدعو ّ
،وهكذا في كل اسم من أسمائه التسعة والتسعين .ونورد مثال يقول :
“ . . .يا نور أنت نور السماوات واألرض . . .فأسألك ان تجعل لي نورا في قلبي ،
ونورا في سمعي ،ونورا في بصري استضيء به في الدنيا واآلخرة . . .يا متعالي
أسألك بعلوك ان ترفعني وال تضعني “ ( . . .المخطوط المذكور ص . ) 2
) ( 7ان القونوي تلميذ ابن العربي وربيبه ،وما فلسفته اال صورة لتفكيره ولذلك
نطمئن إلى نصوص القونوي في حال فقدان النصوص الواضحة للشيخ األكبر .
) ( 8انظر فهرس األحاديث حديث رقم . ) 29 ( :
- 355اسم كياني
المترادفات :اسم الكون ( ج ) أسماء الكون 1أو أسماء كونية -اسم العالم ( ج )
أسماء العالم - 2اسم خلق ( ج ) أسماء الخلق . 3
***
لقد وردت عبارة “ اسم كياني “ أو “ اسم العالم “ 4عند ابن العربي في مقابل “ اسم
الحق “ أو “ اسم الهي “ ،فدائرة الوجود مقسومة 5بين الخلق ( اي العالم ) والحق .
ومن هنا نبعت كل الثنائيات 6التي يحلو البن العربي تعدادها :حق خلق -عبد رب -
قديم حادث . . .ولكن بلمحة مميزة تذوب هذه الثنائية وتتحد في العين ،فالذات واحدة
،والوجود واحد له وجهان.
يقول الشيخ األكبر :
“ فلم يكن الخط الذي قسم الدائرة اال عين تميزي [ تميز العبد ] عنه [ عن الحق ] ،
وتميزه عني ،من الوجه الذي كان به الها ،وكنت به عبدا . . .قد علمنا أن الدائرة
قابلة للقسمة بال شك . . .فإذا اتصلت الدائرة فال يزول العلم منا انها ذات قسمين . . .
وقع االشتراك بالتفصيل في أسماء الحق ،ولم يقع االشتراك بالتفصيل 7في أسماء
العالم “ ( ف . ) 544 / 3
“ فكل من له عليك والدة من اي نوع وفي اي صورة كان من ظاهر وباطن واسم
الهي وكياني ،فهو أبوك . . . “ 8
“ . . .األسماء الكونية التي تنطلق على الصور الكائنة في عين الوجود ،هي أسماء
للعين الوجودية [ الواحدة ] قال تعالى ”:قُ ْل َ
س ُّمو ُه ْم “[ ] 33 / 13في معرض الداللة
،فإذا سموهم قالوا :هذا حجر ،هذا شجر . . .والكل اسم عبد أو اي اسم كان من
َّللا ( “ . . .ف . ) 11 / 4 المعبودين ،الذين ما لهم اسم ّ
616
“ “ 617
يظهر من خالل النصوص التي أوردناها البن العربي .كيف ان قسمي دائرة الوجود
المشار اليهما في مقدمة كالمنا ،هما بلمحة مميزة وجها حقيقة واحدة ،بل حقيقة
واحدة تقبل كل األسماء وتتسمى بها ،فلها األسماء اإللهية واألسماء الكونية ، 9وهي
الرب وهي العبد .
..........................................................................................
) ( 1فيما يتعلق بأسماء الكون يراجع - :المعنى الثالث لالسم اإللهي فقرة ب
-الفتوحات ج 2ص 350وج 3ص . 415
) ( 2فيما يتعلق بأسماء العالم يراجع :الفتوحات ج 4ص 89وص . 250
) ( 3راجع “ أسماء الخلق “ وعالقتها بأسماء الحق في الفتوحات ج 4ص . 366
) ( 4ان اسم الكون المقصود به اسم المرتبة الكونية كما سيظهر من خالل النصوص
،وهو في الواقع صفة ونعت “ ،فالعبد “ مثال هو اسم للمرتبة الكونية أو الحد وجهي
الحقيقة ،وهو في الواقع صفة لشخص اسمه زيد .
617
“ “ 618
- 356اسم ذات -اسم مرتبة
نورد نصا البن العربي على أن نعرف من خالله ماهية :اسم الذات واسم المرتبة .
يقول :
“ أول األسماء [ اإللهية ] :الواحد االحد ،وهو اسم مركب . . .ال نريد بذلك اسمين ،
وانما كان الواحد االحد أول األسماء الن االسم موضوع للداللة ،وهي العلمية الدالة
على عين الذات ال من حيث ما يوصف بها كاألسماء الجوامد لألشياء .وليس أخص
في العلمية من الواحد االحد . 1
فاّلل أولى باألولية من
ألنه اسم ذاتي له يعطيه هذا اللفظ بحكم المطابقة ،فان قلت ّ :
باّلل ،قلنا مدلول
َّللا ينعت بالواحد الواحد [ بالواحد االحد ] وال ينعت ّ
الواحد االحد الن ّ
َّللا يطلب العالم بجميع ما فيه فهو له كاسم الملك أو السلطان فهو اسم للمرتبة ال للذات
ّ
َّللا
،واالحد اسم ذاتي ال يتوهم معه داللة على غير العين ،فلهذا لم يصح ان يكون ّ
أول األسماء ،فلم يبق اال الواحد حيث ال يعقل منه اال العين من غير تركيب . . .
“ ( ف . ) 57 - 56 / 2
يتضح من خالل النص السابق ان اسم المرتبة :هو اللفظ الموضوع للداللة على مرتبة
َّللا “ ليس اسما للذات وانما لمرتبة األلوهية التي المسمى ال على عينه .كاالسم “ ّ
َّللا “ ] ،اما اسم الذات ،فهو اللفظ الموضوع للداللة على عين تطلب المألوه [ راجع “ ّ
المسمى دون اإلشارة إلى مرتبة أو نسبة أو صفة [ راجع “ صفة “ ] ،مثال االسم
اإللهي “ الواحد االحد “ يدل على الذات اإللهية ،وال يعقل منه اال العين من غير
تركيب .
..........................................................................................
) ( 1راجع “ اسم “ عند ابن العربي ،حاشية رقم ( ، ) 1اقسام االسم .
َّللا “ وحده في القسم المخصص لالسم العلم .فيجعله يدل على الذات حيث يضع اسم “ ّ
بحكم المطابقة .
وقارنه بكالمه هنا على “ الواحد االحد “ .
****
- 357السماء 1
انظر “ ارض “
618
“ “ 619
..........................................................................................
) ( 1كما يراجع :
-عنقاء مغرب ص . 46
-تحرير البيان ق . 5
-الفتوحات ج 3ص ( 341 - 340السماء الدنيا ) .
ص ( 419السماء جسم شفاف صلب ) .
-الفتوحات ج 4ص . 360
- 358سوق الجنّة
مترادف :سوق الصور .في اللغة :
“ السين والواو والقاف أصل واحد ،وهو حدو الشيء .يقال ساقه يسوقه سوقا . . .
سوق مشتقة من هذا ،لما يساق إليها من كل شيء ،والجمع أسواق ( “ . . .معجم وال ّ
مقاييس اللغة مادة “ سوق “ ) .
619
“ “ 620
له مكانا في جغرافية الجنات عنده :وهو مكان في الجنة 2يحوي كل “ الصور “ ال
بيع فيه وال شراء ،يدخله أهل الجنان ،ويتشكلون فيه في اية صورة يشتهونها .
واالن نفسح في المكان لكالم شيخنا األكبر ،فهو واضح في حديثه عن هذا السوق .
يقول :
“ . . .تأتي أهل الجنة إلى هذا السوق [ سوق الجنة ] . . .فإذا دخلوا هذا السوق فمن
اشتهى صورة دخل فيها وانصرف بها إلى أهله ،كما ينصرف بالحاجة يشتريها من
السوق ،فقد يرى جماعة صورة واحدة . . .فيشتهيها كل واحد من تلك الجماعة ،
فعين شهوته فيها التبس بها ودخل فيها وحازها ،فيحوزها كل واحد من تلك
الجماعة . . .وانصرف بها إلى أهله والصورة كما هي في السوق ما خرجت منه ،
فال يعلم حقيقة هذا االمر . . .اال من علم نشأة اآلخرة . . . 3وتجلي الحق في صور
متعددة يتحول فيهن من صورة إلى صورة والعين واحدة ( “ . . . 4ف / 3
. ) 518
“ [ يتحول ] الناس بالصور في سوق الجنة من غير نزع وال خلع ،والباطن على حاله
كما تتحول البواطن هنا بالصور والظاهر على حاله “ ( .بلغة الغواص ق . ) 109
“ . . .التنوع في الصور التي يدخل فيها في سوق الجنة 5مثل تنوع األحوال علينا
اليوم في بواطننا ( “ . . .كتاب أيام الشأن ص . ) 17
“ كما أن االنسان في الجنة في سوق الصور إذا اشتهى صورة دخل فيها ،كما تشكل
الروح هنا عندنا ( “ . . . 6ف . ) 142 / 1
“ فإذا دخل [ الروح االنساني ] سوق الجنة ورأى ما فيه من الصور ،فأية صورة
رآها واستحسنها حشر فيها ،فال يزال في الجنة دائما يحشر من صورة إلى صورة ،
إلى ما ال نهاية له ليعلم بذلك االتساع اإللهي ( “ .ف / 628 ) . 2
..........................................................................................
) ( 1راجع سنن الترمذي .طبع عزت عبيد الدعاس .مطابع الفجر حمص .طبعة
أولى سنة 1967م .ج 7ص ص . 229 - 227الحديثين رقم ، 2552و
2553 .
620
“ “ 621
621
“ “ 622
622
“ “ 623
كما أن المعاني الواردة في القرآن لكلمة االستواء هي مفاهيم لغوية وليست اصطالحية
( انظر الفقرة التالية ) .
في القرآن :
لقد وردت كلمة استوى في القرآن بالمعاني التالية :
- 1استوى -قصد بإرادته .
ت “ . ] 29 / 2 [ . سماوا ٍ س ْب َع َ س َّوا ُه َّن َ ماء فَ َ س ِّ قال تعالى ”:ث ُ َّم ا ْستَوى ِّ 1إلَى ال َّ
ُخان “ [ 41 / 11 ] . يد ٌ ماء َو ِّه َ س ِّ قال تعالى ” :ث ُ َّم ا ْستَوى ِّ 2إلَى ال َّ
- 2استوى – استقام.
سوقِّ ِّه “ [ / 48 على ُ ظ فَا ْستَوى َ 3 َطأَهُ فَآزَ َرهُ فَا ْست َ ْغلَ َ قال تعالى َ ” :كزَ ْرع أ َ ْخ َر َج ش ْ
ٍ
. ] 29
ق ْاألَعْلى ] “ [ 53 / 6 قال تعالى ” :ذُو ِّم َّرةٍ فَا ْستَوى َ 4و ُه َو بِّ ْاألُفُ ِّ
- 3استوى -اكتمل وقوى ،
ش َّدهُ َوا ْستَوى 5آتَيْناهُ ُح ْكما ً َو ِّع ْلما ً “ [ 28 / 14 ] . قال تعالى َ ” :ولَ َّما بَلَ َغ أ َ ُ
- 4استوى على العرش -بالحفظ والتدبير -داللة على كمال القدرة واإلرادة .
علَى ْالعَ ْر ِّش
ع َم ٍد ت َ َر ْونَها ث ُ َّم ا ْستَوى َ 6
ت بِّغَي ِّْر َ سماوا ِّ َّللاُ الَّذِّي َرفَ َع ال َّ قال تعالى َّ ”:
“ [ . ] 2 / 13
علَى ْالعَ ْر ِّش ا ْستَوى “. ] 5 / 20 [ 7 من َ الر ْح ُ قال تعالى َّ ”:
623
“ “ 624
*االستواء صفة الحق على العرش ، 10لذلك تقبل التأويل 11وقد يراد بها
االستقرار أو القصد أو االستيالء أو الثبوت . . . 12
يقول ابن العربي :
) “ ( 1الحمد ّّلل الكائن في العماء الموصوف باالستواء ( “ . . .االسفار عن نتائج
االسفار ص . ) 1
“ ولما كان االستواء صفة للحق على العرش ،وخلق االنسان على صورته جعل له
مركبا سماه فلكا كما كان العرش فلكا ،فالفلك مستوى االنسان الكامل وجعل لمن هو
دون االنسان الكامل مركبا غير الفلك من االنعام “ ( . . .ف . ) 162 / 3
ففي كتابه “ االسفار عن نتائج االسفار “ يذكر أنواع االسفار ،ويهمنا هنا السفران
األوالن وهما :سفر رباني من العماء إلى عرش االستواء الذي تسلمه االسم الرحمن -
وسفر الخلق واالمر وهو سفر االبداع .
ونالحظ من الجو المكتنف كلمة االستواء انها تعني ظهورا وتجليا ،وخاصة ان هذين
السفرين فقط يبينان مرحلتي الظهور ،فاألول الفيض االقدس والثاني الفيض المقدس
. 14اما بقية االسفار فإنها بعد الوجود أو الظهور.
624
“ “ 625
واآلن بعدما لفتنا النظر إلى عالقة السفرين ،بمرحلتي الفيض المشار اليهما وهما
اللذان ساهما في ايضاح مضمون االستواء . . .
نورد النصوص اآلتية :
“ وكان سفر الرحمانية من العما الرباني إلى االستواء العرشي موجودا عن الجود ،
وما دون العرش موجود عن ،المستوى على العرش وهو ،االسم الرحمن . . .وهذا
السفر روحه ومعناه السفر من التنزيه إلى سدرة التشبيه “ ( . . .كتاب االسفار ص
ص . ) 11 - 10
“ . . .فلما كملت األرض البدنية [ في االنسان بالتسوية ] وقدر فيها أقواتها وحصل
فيها قواها الخاصة بها من كونها حيوانا نباتا ،كالقوة الجاذبة والهاضمة والماسكة
والدافعة . . .استوى السر اإللهي الساري فيه [ االنسان ] . . .فهذا سفر أسفر عن
محياه ودل على تنزيه مواله ونتج ظهور العالم العلوي ( “ . . .كتاب االسفار ص
ص . ) 14 - 13
في حين ان ابن العربي ألغز وأشار 15نجد الجيلي استفاد من إشاراته ثم أوضح
فظهر معنى االستواء والمستوى عند الشيخ األكبر ،
625
“ “ 626
علَى ْالعَ ْر ِّش ا ْستَوى “( ) 5 / 20؟ الر ْح ُ
من َ “ فقلت :الهي ! ما معنى قولك َّ ”:
فقال تعالى :إذا تجليت فلذلك استوى عليه “ . 16
..........................................................................................
) ( 1يقول البيضاوي في شرح االستواء “ :ثم استوى إلى السماء ،قصد إليها
بإرادته من قولهم استوى اليه كالسهم المرسل إذا قصده قصدا مستويا من غير أن يلوى
على شيء .وأصل االستواء طلب السواء واطالقه على االعتدال لما فيه من تسوية
وضع االجزاء . . .ومثل استوى اي استولى وملك [ “ . .أنوار التنزيل ج 1ص
] . 19
) ( 2راجع أنوار التنزيل ج 2ص ، 186
) ( 3انظر المرجع السابق ج 2ص ، 224
) ( 4المرجع السابق ج 2ص ، 235
) ( 5انظر المرجع السابق ج 2ص ، 96
) ( 6انظر المرجع السابق ج 1ص ، 254
) ( 7المرجع السابق ج 2ص . 21
) ( 8لقد توسع علم الكالم في مسألة االستواء التي يسميها “ العرشية “ ،وهي
مرتبطة عند علماء الكالم والفقهاء بموقفهم من الصفات .
فبينما يعارض ابن حنبل المعتزلة التي تؤول كل اآليات التي تشير إلى العرشية
واالستواء .
نجد الجهم بن صفوان يتشدد في انتقاد مقاتل بن سليمان وآرائه المشبهة ويجنح إلى
التأويل فيفسر االستواء باالستيالء ،وغيره من التأويالت التي تقبلها اللغة .
واثر موقف الجهم من مقاتل اتسعت رقعة الخالف والجدل في هذه المسألة ،وانقسم
َّللا سبحانه وتعالى ال يجوز ان الفرقاء شقين :األول وعلى رأسه المعتزلة يرى أن ّ
يحده مكان ،واالستواء تحديد في مكان وان كان يعلو البشر وقد اقتفى اثر المعتزلة
الجويني واالمامية والحالج .والشق الثاني وفي مقدمتهم أحمد بن حنبل -يتبعه
المشبهة والحشوية -يعارض المعتزلة ويرفض اال االخذ بحرفية اآليات التي تشير إلى
العرشية .
اما موقف ابن العربي كما سنرى ،فقد تميز وانفرد عن الخط المتجانس الذي سبقه
وان كان في جذوره يعود إلى تأويالت المعتزلة .فالمعتزلة في موقفها من االستواء
َّللا في مكان .
مهدت لوحدة الوجود ،ألنها أشارت إلى عدم جواز حصر ّ
بل هو في كل مكان .وهذا ما بذر الوحدة الوجودية في الفكر االسالمي .
فليراجع :
-ماسينيون :La passion d'Al Hallaj lib . Orientaliste Paul
Geuthner T 2 P . 597 et P 634-سيف الدين اآلمدي ،غاية المرام في علم
الكالم ،تحقيق حسن محمود عبد اللطيف القاهرة
626
“ “ 627
1971 .ص 141وص . 180
-نشأة الفكر الفلسفي في االسالم تأليف علي سامي النشار ج 1ص ص 293 - 290
وص ص 379 - 377وص . 492 - 489
-الغزالي .الجام العوام عن علم الكالم تحقيق محمد مصطفي أبو العال .نشر مكتبة
الجندي .مصر .ج 2ص ص . 110 - 109
حيث يتبنى الغزالي موقف االمام مالك من االستواء .وهكذا لم يعط الغزالي جديدا في
االستواء ،وربما لذلك لم يبحث األب فريد جبر كلمة “ استواء “ في كتابه الذي
أصدره عن الغزالي بعنوان :في معجم الغزالي .نشر الجامعة اللبنانية .
-علم القلوب .ألبي طالب المكي ص 126 - 124تحقيق عبد القادر احمد عطا
مكتبة القاهرة -الطبعة األولى 1964م .
-كتاب االرشاد -الجويني ص 40وما بعد ،
-فرق وطبقات المعتزلة .القاضي عبد الجبار الهمذاني ( ت 415هـ ) .تحقيق علي
النشار ص . 185
627
“ “ 628
ت ُك َّل َ
ش ْيءٍ “ ) فاستوى على أوسع لهم .كما قال تعالى َ ”156 : 7 ( :و َر ْح َمتِّي َو ِّسعَ ْ
المخلوقات بأوسع الصفات [ “ . . .مدارج السالكين ج 1ص 33 ] .
الرحماني
ي -االستواء ّ
- 361االستواء اإلله ّ
نورد نص ابن العربي لوضوحه ثم نستخلص منه الفرق بين االستوائين :
يقول :
“ االستواء اإللهي على العرش االنساني وهو بخالف االستواء الرحماني ،فان
االستواء اإللهي في نقطة الدائرة ،وهو قوله تعالى “ ما وسعني ارضي وال سمائي
ووسعني قلب عبدي المؤمن . “ 1
قبل ان نفرق بين نمطي االستواء نرسم هذه الدوائر التي تجسد االستوائين .
االستواء اإللهي .
االستواء الرحماني .
628
“ “ 629
وهكذا يتضح انه في االستواء اإللهي حصل االستواء في نقطة الدائرة ،بينما في
االستواء الثاني كان الحق محيطا بالدائرة التي هي العرش .
ففي األول :القلب وسع الحق ،بينما في الثاني الحق وسع العرش واستوى عليه ،
فالحق في االستواء اإللهي بمثابة العرش في االستواء الرحماني ،والقلب بمثابة
الحق .
اذن :
- 1االستواء اإللهي :هو تجلي الحق على القلب االنساني ،واتساع هذا األخير له
. 2فالحق يتجلى على قلب العبد .وقلب العبد يدور مع الحق أينما دار ،وهذا التقلب
الذي هو صفة للقلب م ّكنه من االتساع للحق ،فال مخلوق يتسع لتوالي تجليات الحق
سوى هذا القلب االنساني .
- 2االستواء الرحماني :هو استقرار واستيالء الحق على العرش .
وقد خص ابن العربي االستواء الرحماني بالعرش ،الن العرش هو الموجودات ،
والرحمن هو معطي الوجود 3للكائنات .اذن يستوى على الموجودات التي يمدها
بالوجود .
..........................................................................................
) ( 1انظر فهرس األحاديث .حديث رقم : ( 30 ) .
) ( 2راجع “ قلب “
) ( 3راجع “ رحمن ".
****
الرب
ّ - 363مستوى
“ العماء هو مستوى االسم الرب “ ( ف . ) 283 / 2
اذن مستوى الرب :هو العماء .
629
“ “ 630
630
“ “ 631
حرف الشين
ش
631
“ 632 “
632
“ “ 633
– 365المشيئة
في اللغة :
اما اللغة فقد أوردت اإلرادة والمشيئة على الترادف .
يقول الفيروزآبادي “ شئته أشاؤه شيأ مشيئة ومشاءة ومشائية :أردته “ .
( المحيط ج 1ص . ) 19
في القرآن :
نجد في القرآن قسطا من التمييز بين اإلرادة والمشيئة ،كما أوردها أحيانا على
الترادف .
طفى ِّم َّما يَ ْخلُ ُق ما يَشا ُء “( 39 ص َ َّللاُ أ َ ْن يَت َّ ِّخذَ َولَدا ً َال ْ
) ( 1إرادة -مشيئة ”.لَ ْو أَرا َد َّ
. )/ 4
ع َّج ْلنا لَهُ فِّيها ما نَشا ُء ِّل َم ْن نُ ِّري ُد “( / 17
عاجلَةَ َ) ( 2إرادة -مشيئة” َم ْن كانَ يُ ِّري ُد ْال ِّ
َّللا يَ ْفعَ ُل ما يُ ِّري ُد “( 2 / 253 ) . َّللاُ َما ا ْقتَتَلُوا َ .ول ِّك َّن َّ َ
َ ”. ) 18ولَ ْو شا َء َّ
فليراجع :المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم .
مادتي :إرادة ومشيئة .كما سيتبين ان ابن العربي استلهم الفرقان القرآني بين هاتين
اللفظتين للتمييز بينهما .
عند ابن العربي :
لقد درجنا في هذه المعجم -قدر االمكان -على عزل كل مصطلح عن غيره من
المصطلحات حتى يتسنى للقارئ االلمام به بايجاز ،دون ان يتحول إلى شرك يوقعه
في عالم ابن العربي بأكمله ،ويوقعنا في الترديد .
ولكن “ المشيئة “ تتداخل مع غيرها من المفاهيم مما يجعل قابلية عزلها غير ممكنة ،
فهي تتداخل مع “ اإلرادة “ و “ االمر “ و “ العلم “ وغيرهما من النسب اإللهية ،
وسنحاول من خالل مالمسة المشيئة لهذه النسب ان نتوصل إلى حصرها في مضمون
متميز .
ونلفت النظر إلى أنه قبل البدء بالمقارنات المشار إليها سنتعمد االختصار
633
“ “ 634
فيها الن هدفنا في هذا المعجم الوصول إلى تعريفات لكلمات الشيخ األكبر وكل ما يرد
من نظرياته وأفكاره هما في الواقع تقدمة بين يدي تعريفاته ،ومن أراد االستزادة من
الفكر الحاتمي فليراجع ما أحلنا اليه في الهوامش .
****
المشيئة واإلرادة
لم تميز اللغة العربية بين مضموني هاتين الكلمتين بوضوح يسمح للباحث بالركون اليه
،وقد غاب عن مفكرينا االنتباه إلى ضرورة التمييز بينهما . 1
فكانوا يترجحون بين التسوية والتمييز .حتى أن ابن العربي نفسه لم يسلم من هذا
الترجح فنجد نصوصا تميز وأخرى توحد . 2
وهذا التمييز بين اإلرادة والمشيئة ربما استفاده ابن العربي من القرآن ،أو من الحالج
الذي سبقه إلى التمييز بينهما دون ان يوضح مضمونهما .
اذن لن نطمح بنصوص من مؤلفات الشيخ األكبر ترسم بجالء صورة التمييز بينهما ،
بل سنكتفي بإشارات وردت وبمكانة كل منهما من البنيان الفكري له لنتوصل إلى
النقاط التالية :تتفق المشيئة واإلرادة في :
أوال :انهما نسبتان من النسب اإللهية .
ان وحدة ابن العربي ال تفسح في مجال الوجود اال للذات اإللهية ونسبها ،فما ثمة اال
الذات من جهة ونسبها أو صفاتها أو أسمائها أو مجاليها من جهة ثانية .
فالمشيئة واإلرادة.
. 3نسبتان من نسب هذه الذات ،
634
“ “ 635
“ ال يغرنك قوله “ لو شئنا “ “ 7لو شاء . “ 8فان المشيئة منه ال تتبدل وال تتردد فقد
شاء ما شاء ،وهي نافذة .فاثبت واسكن تحت مجاري االقدار “ ( . . .كتاب الكتب
ص . ) 53
تختلف المشيئة واإلرادة في :
شمولهما الظاهر في اتساع رقعة تعلقهما :
يميز ابن العربي بين المشيئة اإللهية والقدرة اإللهية .
فالمشيئة :تشبه القانون العام للوجود ،أو القوة اإللهية التي تقضي بان يكون كل ما في
َّللا أو
الوجود مما هو بالفعل أو بالقوة على النحو الذي هو عليه ،فهي في الحقيقة عين ّ
القوة الخالقة السارية في الوجود بأسره ،الظاهرة في صور ما ال يحصى عدده من
مظاهر الكون ،أو هي الذات اإللهية نفسها وهي الوجود .
اما اإلرادة فهي النسبة التي تخص الشيء بالوجود ،فهي أداة الخلق اي اظهار أعيان
الممكنات الثابتة في العدم . 9
وهكذا تشمل المشيئة كل الوجود ،بينما ينحصر تعلق اإلرادة بالمعدوم ،فال شيء في
الوجود يخرج عن سلطان المشيئة .
انها “ عرش الذات “ بينما ال تظهر سلطة اإلرادة اال في االيجاد والخلق ،بمعنى
تخصيص الظهور لبعض الممكنات من عوالم ثبوتها . 10
اما كون المشيئة “ عرش الذات “ و “ الوجود “ فهذا سنبحثه عند تعريفها فيما
سيأتي .
****
المشيئة واالمر :
ع ّل اغرب نقطة في المنهج األخالقي الذي تعطيه فلسفة الشيخ األكبر هي :المعصية .
فهي لم تصدر عن العبد دون موافقة الهية ،كما انها قد تكون أحيانا ليس عقبة في
َّللا
َّللا ،بل العكس قد تتحول إلى “ براق “ يعرج به العبد إلى ّطريق الوصول إلى ّ
. 11
ففي فكر تتحول فيه المعصية إلى ما ذكرنا ،ما هو محل المشيئة واألمر ؟
َّللا سبحانه وتعالى “ يأمرنا “ بعدم المعصية ،ثم “ يشاء “ هذه المعصية .
ان ّ
فكيف يتوافق امره مع مشيئته ؟
يقسم ابن العربي االمر اإللهي قسمين :تكليفي وتكويني.
635
“ “ 636
االمر التكليفي يتوجه على الفعل عامة وهو أشبه بقانون عام قد ينفذه كل فرد وقد ال
ينفذه ،اما االمر التكويني فهو أمر فردي ينفذ بالضرورة . 12
اما المشيئة اإللهية فليس عندها اال أمر واحد في األشياء .ينفذ دائما .
فأمر المشيئة هو عين ما هي األمور عليه ،فيكون بالتالي موازيا لالمر التكويني ،
فاالمر التكويني هو عين المشيئة .
اما االمر التكليفي فاحكامه وتقاريره فقط من المشيئة ،ولذلك تنفذ ( االحكام
والتقارير ) .
َّللا عز وجل ،وان خالف الحكم المقرر في “ ان كل حكم ينفذ اليوم في العالم انه حكم ّ
الظاهر المسمى شرعا إذ ال ينفذ حكم اال ّّلل في نفس االمر ،الن االمر الواقع في
العالم انما هو على حكم المشيئة اإللهية ال على حكم الشرع المقرر ،وان كان تقريره
من المشيئة .ولذلك نفذ تقريره خاصة 15 . . .فال يقع في الوجود شيء وال يرتفع
خارجا عن المشيئة ،فان االمر اإللهي إذا خولف هنا بالمسمى معصية ،فليس اال
االمر بالواسطة [ ) ( 16االمر التكليفي فليراجع ] ال االمر التكويني .
َّللا أحد قط في جميع ما يفعله من حيث امر المشيئة . . .وعلى الحقيقة فامر فما خالف ّ
المشيئة انما يتوجه على ايجاد عين الفعل ،ال على من ظهر على يديه فيستحيل اال
يكون ( . . . “ 17الفصوص ج 1ص . ) 165
****
المشيئة والعلم :
ان المشيئة في شمولها للوجود تغاير اإلرادة كما سبق ،وتالمس بذلك العلم اإللهي ،
ألن العلم اإللهي يشمل كل الموجودات ونراه يبسط سلطته على الممكنات ما ظهر منها
وما لم يظهر ،شأنه في ذلك شأن المشيئة .
ولكن ما يميز بينهما إذا استثنينا صفة “ الفعل “ 18هو ان المشيئة تابعة
636
“ “ 637
للعلم ،الن الحق عز وجل يشاء األشياء على ما يعلمها ،ويعلمها على ما تعطيه من
ذواتها ،وال يخفى ما في ذلك من جبرية أثارت نقد الباحث في ابن العربي . 19
ولكن ال يجب ان نغفل اننا إزاء نظرية تجد وحدة الوجود من البديهيات ،فالمعلوم ال
يخرج عن كونه مجلى للعلم ومظهرا ،وهذا العلم نسبة معدومة موجودة الحكم ،ترجع
َّللا وحده .
َّللا ،اال ّ
إلى الذات . 20فما حكم على ّ
“ فان قلت فما فائدة قوله تعالى” فَلَ ْو شا َء لَ َهدا ُك ْم أ َ ْج َم ِّعينَ “[ . ] 149 / 6
قلنا “ لو شاء “ لو حرف امتناع المتناع :فما شاء اال ما هو األمر عليه ،ولكن عين
الممكن 22قابل للشيء ونقيضه في حكم دليل العقل ،واي الحكمين المعقولين وقع .
ذلك هو الذي كان عليه الممكن في حال ثبوته .
فمشيئته أحدية التعلق وهي نسبة تابعة للعلم ،والعلم نسبة تابعة للمعلوم ،والمعلوم أنت
وأحوالك ( “ . . .فصوص . ) 83 - 82 / 1
637
“ “ 638
“ تعلقها [ الذات اإللهية ] بالممكن من حيث سبق العلم قبل كون المكون يسمى
مشيئة ( “ . . .كتاب المسائل ص . ) 34
“ فالمشيئة أحدية التعلق ال اختيار فيها ( “ 24ف . ) 375 / 3
) “ ( 2ان المشيئة عرش الذات ليس لها في غيرها نسبة تبدو وال اثر ،وهي الوجود
فال عين تغايرها تفنى وتعدم ال تبقى وال تذر ( “ . . .ف . ) 45 /4
ان المشيئة هي عرش الذات من حيث إن المتصوفة وخاصة أصحاب وحدة الوجود
يرمزون إلى الوجود بالعرش ،فالمشيئة هي النسبة اإللهية التي استوت عليها الذات
25فظهرت الوجود باسره . 26
..........................................................................................
) ( 1راجع الكشاف التهانوي ج 3ص ، 730
) ( 2يستعمل ابن العربي أحيانا “ المشيئة “ و “ اإلرادة “ على الترادف .وذلك يعود
إلى أن المشيئة واإلرادة نسبتان الهيتان يلتقيان في الذات الواحدة التي تجمع كل النسب
،فعندما يستعملها على سبيل الترادف يكون قاصدا النسبة اإللهية التي صفتها الفعل .
) ( 3راجع “ صفة “ الن اإلرادة صفة .
) ( 4انظر “ مفاتح “ .
) ( 5راجع “ امر “ .
) ( 6راجع المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم مادة “ إرادة “ و "مشيئة " .
ض ) ( 7إشارة إلى اآليات :قال تعالى َ ” :ولَ ْو ِّشئْنا لَ َرفَ ْعناهُ ِّبها َول ِّكنَّهُ أ َ ْخلَ َد ِّإلَى ْاأل َ ْر ِّ
َواتَّبَ َع هَواهُ ) . “( 7 / 176
قال تعالى َ ” :ولَ ْو ِّشئْنا َآلتَيْنا ُك َّل نَ ْف ٍس ُهداها “( . ) 13 / 32
قال تعالى َ ” :ولَ ْو ِّشئْنا لَبَعَثْنا فِّي ُك ِّّل قَ ْريَ ٍة نَذِّيرا ً “. ( 25 / 51 ) .
) ( 8هناك خمس عشرة آية تبدأ ب :لو شاء .فليراجع المعجم المفهرس أللفاظ
القرآن .
) ( 9راجع “ خلق “ .
) ( 10يراجع فيما يتعلق بتباين المشيئة واإلرادة :
- 1مجلة كلية اآلداب جامعة اإلسكندرية سنة 1933مقال :من اين استقى ابن
العربي فلسفته الصوفية ص . 36 - 34 ،
- 2تعليقات أبو العال عفيفي على فصوص الحكم ج 2ص 166 - 165؛ ج 2ص
، 229 - 227ج 2ص . 278 - 276
- 3كتاب أبو العال عفيفي .The mysticalص ، 163 - 160
- 4شرح الفصوص لجامي ج 2ص 288 - 286حيث يشرح األبيات الخمسة التي
استهل بها ابن العربي الفص الثالث والعشرين .
- 5الحالج .La passion.
638
“ “ 639
مثال :ان الحق فرض صلوات خمس كل يوم [ -امر تكليفي ] فال تنفذ الزاما في كل
فرد ،بل تنفذ كحكم عام فتقام صلوات خمس كل يوم .
) ( 17راجع شرح عفيفي على هذا المقطع .الفصوص ج 2ص ص - 227
. 229
كما يراجع كتاب عفيفيThe mysticalص ، 163 - 161وتعليقه على الفصوص
ج 2ص ، 62والمقال من اين استقى محي الدين ابن العربي فلسفته الصوفية .ص
ص . 36 - 34
“ ) ( 18العلم “ يختلف في درجة حركيته عن “ المشيئة “ ،فهو أقرب إلى السكون
بينما المشيئة تتوق نحو التحقق اي الفعل .
) ( 19راجع عبد الكريم الجيلي االنسان الكامل ج 1ص . 49
كما يراجع أبو العال عفيفيThe Mysticalص . 159 - 155
) ( 20العلم صفة .انظر “ صفة “ .
) ( 21راجع “ علم “ .
) ( 22راجع “ ممكن “ .
“ ) ( 23اي ال تتعلق بالممكن اال من ناحية واحدة هي ناحية ايجاده على ما هو
عليه “ .راجع فصوص الحكم ج 2ص . 63
) ( 24راجع “ اختيار “ .
) ( 25راجع “ استواء “ .
) ( 26راجع أبو العال عفيفي فصوص الحكم ج 2ص . 227
****
ي
- 366الشأن اإلله ّ
في اللغة :
“ الشين والهمزة والنون أصل واحد يدل على ابتغاء وطلب . . .ومن ذلك قولهم :ما
هذا من شأني ،اي ما هذا من طلبي والذي ابتغيه ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة
“ شأن “ ) .
639
“ “ 640
في القرآن :
وردت كلمة شأن في القرآن في أربعة مواضع :ثالثة منها أضافت الشأن إلى االنسان
وموضع واحد نسبها إلى الجناب اإللهي .
-في اضافتها إلى االنسان لم تخرج في مفهومها عن معنى “ الحال “ 1اآلخذ
باالهتمام كله :فالشأن االنساني عبارة عن قبلة اله ّم الشاغلة في اللحظة الراهنة .
آن َوال ت َ ْع َملُونَ ِّم ْن َ
ع َم ٍل ِّإ َّال ُكنَّا ون فِّي شَأ ْ ٍن َوما تَتْلُوا ِّم ْنهُ ِّم ْن قُ ْر ٍ قال تعالى َ ” :وما ت َ ُك ُ
ش ُهودا ً “) .( 10 / 61 علَ ْي ُك ْم ُ
َ
ْ
ئ ِّم ْن ُه ْم يَ ْو َم ِّئ ٍذ شَأ ٌن يُ ْغ ِّني ِّه“ ( 80 / 37 ). قال تعالى ِّ " :ل ُك ِّّل ْام ِّر ٍ
ت ِّم ْن ُه ْم “( 24 / 62 ) . ض شَأْنِّ ِّه ْم فَأْذَ ْن ِّل َم ْن ِّشئْ َ قال تعالى " :فَإِّذَا ا ْستَأْذَنُ َ
وك ِّلبَ ْع ِّ
-اما اآلية التي تضيف الشأن إلى الحق فقد ذهب فيها كل فريق مذهبه ”. 2يَ ْسئَلُهُ َم ْن
ض ُك َّل يَ ْو ٍم ُه َو فِّي شَأ ْ ٍن “. ) 29 / 55 ( . ت َو ْاأل َ ْر ِّ
سماوا ِّفِّي ال َّ
640
“ “ 641
[ وشؤونه ] 5ألنه الصورة والمحل الذي يتجلى فيه الحق بأسمائه .
وهكذا تكون الشؤون اإللهية هي أحد وجهي الحقيقة الواحدة [ الوجه الخلقي ] اللذين
عبر ابن العربي عنهما بالثنائيات التي برع في ابداعها :
الذات وأسماؤها -الذات وتجلياتها -الذات وشؤونها -الحق والخلق . . .
ب -اما شأن الممكن فهو :التغير .إذ ان الممكن ال يثبت على حال واحد نفسين
فصاعدا ( انظر “ خلق جديد “ ) .
صورة شأن الممكن :حاله ،
“ . . .فشؤون الحق هي أحوال المسافرين ،يجدد خلقها لهم في كل زمان فرد ،فال
يتمكن للعالم استقرار على حال واحدة وشأن واحد . . .فا في شؤون ابدا ،فإنه لكل
عين حال ،فللحق شؤون ،ولنا أحوال ( “ . . .ف ) 267/ 4
“ قال تعالى عن نفسه ُ ”:ك َّل يَ ْو ٍم ُه َو فِّي شَأ ْ ٍن “[ ، ] 29 /55فهو في شأن كل جزء
من العالم بان يخلق فيه ما يبقيه ،وتلك الشؤون أحوال المخلوق وهم المحال لوجودها
فيهم ،فإنه فيهم يخلق تلك الشؤون دائما .
“ ) ( 2اسرى به [ العبد ] الحق في أسمائه ليريه من آياته فيه ،فيعلم انه المسمى بكل
اسم الهي . . .وبها يظهر الحق في عباده وبها يتلون العبد في حاالته في
641
“ “ 642
في الحق أسماء ،وفينا تلوينات ،وهي عين الشؤون التي هو فيها “ .
( ف . )344 / 3
“ وتقلب العالم هو عين اآليات وليست غير شؤون الحق التي هو فيها ،وقد رفع
بعضها فوق بعض درجات ألنه بتلك الصورة ظهر في أسمائه ،فعلمنا تفاضل بعضها
على بعض “ ( ف . ) 450 / 3
****
نالحظ من النصوص المتقدمة ان الشأن اإللهي أضحى مبدأ التغير في صور العالم ،
واألصل الذي ترجع اليه أحوال الممكنات .كما تقدمت إشارة الشيخ األكبر بقوله “ هذا
أصل األحوال الذي يرجع اليه في اإللهيات “ .
ولكن هذا المبدأ ما طبيعة وجوده ؟
عهدنا ابن العربي يرجع الحقيقة الوجودية في أول مرحلة إلى وجهين [ حق خلق ] ،
ثم في مرحلة ثانية يلغي أحد هذين الوجهين ،أو على األصح يضيفه إلى األول على
اعتبار انه نسبة مفقودة العين موجودة الحكم ، 6ونراه يعتمد هذا األسلوب في الشأن
اإللهي فهو الوجه الثاني للحقيقة الوجودية الواحدة ،وهو نسبة مفقودة العين موجودة
الحكم ،اذن طبيعته “ خيال “ الن “ الخيال “ ال يغير حقيقة الشيء ،بل يظهره للناظر
في صور متنوعة . 7
642
“ “ 643
نالحظ في الشرحين السابقين يعتمد البيضاوي والنسفي شرح التنزيل بالحديث الشريف
،اال ان المتصوفة أو غلت بمفهوم الشأن اإللهي .انظر التهانوي الكشاف ج 3ص
787طبعة خياط بيروت .
– 367الشجرة
في اللغة :
“ الشين والجيم والراء أصالن متداخالن ،يقرب بعضهما من بعض ،وال يخلو
علو في شيء وارتفاع . . . معناهما من تداخل الشيء بعضه في بعض ،ومن ّ
شجر معروف ،الواحدة شجرة وهي ال تخلو من ارتفاع وتداخل أغصان . . . فال ّ
شجر كل نبت له ساق . . .وسميت مشاجرة لتداخل كالمهم بعضه في بعض . . . وال ّ
“ ( معجم مقاييس اللغة .مادة “ شجر “ ) .
في القرآن :
ورد األصل “ شجر “ في التنزيل بالمعنيين اللغويين السابقين :
- 1شجر بين القوم االمر إذا اختلف وتشاجروا فيه .
ش َج َر بَ ْينَ ُه ْم “( . ) 65 / 4 وك فِّيما َ قال تعالى ”:فَال َو َر ِّبّ َك ال يُؤْ ِّمنُونَ َحتَّى يُ َح ِّ ّك ُم َ
ض ِّر نارا ً فَإِّذا أ َ ْنت ُ ْم ِّم ْنهُ
ش َج ِّر ْاأل َ ْخ َ - 2بمعنى شجرة .قال تعالى ”:الَّذِّي َجعَ َل لَ ُك ْم ِّمنَ ال َّ
تُوقِّدُونَ “( 36 / 80 ) .
643
“ “ 644
ط ِّيّبَةً َك َ
ش َج َرةٍ - 3كما أن القرآن قد استعمل صورة الشجرة تشبيها .قال تعالى َ ”:ك ِّل َمةً َ
َ
ط ِّيّبَ ٍة “( . ) 24 / 14
عند ابن العربي :
*لقد استفاد ابن العربي من صفة التشاجر واالرتفاع في الشجرة ليكني بها عن
االنسان الكامل .
ونذهب إلى ابعد من ذلك فنقول ان الشجرة بما تتمتع به من كونها وحدة ذاتية الحظها
ابن العربي ،دفعته إلى تشبيه االنسان الكامل بها .
فالشجرة هي وحدة متكاملة في نوعها :فيها الجذر والساق واألغصان واألوراق
والزهر والثمر ،بل أكثر من ذلك فيها “ بذر “ شجر يتولد منها .
اذن هي كاملة في نوعها النباتي .وهذا على األرجح ما دفع ابن العربي إلى تشبيه
االنسان الكامل بها .
644
“ “ 645
“ فاني نظرت إلى الكون وتكوينه وإلى المكنون وتدوينه ،فرأيت الكون كله شجرة ،
وأصل نورها في حبة “ كن “ ، 2قد لقحت كاف الكونية بلقاح حبة “ نحن خلقناكم “ ،
ش ْيءٍ َخلَ ْقناهُ بِّقَ َد ٍر “، 3 فانعقد من ذلك البزر ثمرة قال تعالى ”:إِّنَّا ُك َّل َ
وظهر من هذا غصنان مختلفان ،اصلهما واحد وهو اإلرادة وفرعها القدرة ،
فظهر عن جوهر الكاف معنيان مختلفان :كاف الكمالية” ْاليَ ْو َم أ َ ْك َم ْلتُ لَ ُك ْم دِّينَ ُك ْم “4
وكاف الكفرية” فَ ِّم ْن ُه ْم َم ْن آ َمنَ َو ِّم ْن ُه ْم َم ْن َكفَ َر “5
وظهر جوهر النون :نون النكرة .ونون المعرفة.
فلما أبرزهم من العدم 6على حكم مراد القدم ،ورش عليهم من نوره ،فاما من اصابه
سر
ذلك النور فحدق إلى تمثال شجرة الكون ،المستخرجة من حبة “ كن “ فالح له في ّ
ص ْد َرهُ كافها تمثال” ُك ْنت ُ ْم َخي َْر أ ُ َّم ٍة “ ، 7واتضح له في شرح نونها” أ َ فَ َم ْن ش ََر َح َّ
َّللاُ َ
ور ِّم ْن َر ِّبّ ِّه . . . “ 8وكان حظ كل مخلوق من كلمة كن ما علم من على نُ ٍ ْالم فَ ُه َو َ ِّل ْ ِّ
إلس ِّ
هجاء حروفها “ ( . . .شجرة الكون ص . )2
ثم ال يلبث ابن العربي ان ينساق مع رمزه إلى النهاية فيفرع على هذه الشجرة 9
المراتب الكونية بأجمعها :عالم الملك ،عالم الملكوت ،عالم الجبروت ،العرش ،
النور المحمدي . . .كل ذلك بأسلوبه الرمزي الذي اقتطفنا منه الفقرة السابقة . 10
..........................................................................................
) ( 1راجع مقدمة تذكرة الخواص بقلم روجر دوالدرير ص ، 90 - 89حيث يقارن
بين هذه الشجرة المحمدية ،والشجرة المباركة الزيتونة الواردة في القرآن .
) ( 2اآليات ، 82 / 36 ، 35 / 19 ، 40 / 16 ، 59 / 3 ، 47 / 3 ، 117 / 2
، 68 / 40
) ( 4اآلية ، 3 / 5 ) ( 3اآلية ، 49 / 54
) ( 5اآلية ، 253 / 2
) ( 7اآلية ، 100 / 3 ) ( 6انظر “ عدم “ .
) ( 8اآلية 22 / 39
) ( 9يراجع بخصوص “ شجرة “ عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 3ص - 420 ، 315االتحاد الكوني ق 143أ ( الشجرة الكلية ) .
كما يراجع في نفس الموضوع عند غيره :
-لطائف االعالم ق 95ب “ :الشجرة :يعنون بها . . .االنسان الكامل . . .
ويطلقون
645
“ “ 646
) ( 10انظر المقال الذي كتبه الدكتور محمد مصطفى حلمي بعنوان :كنوز في
رموز .
الفصل الثالث عنوانه :كنوز نورية محمدية في رموز حرفية نباتية .
الكتاب التذكاري محي الدين بن العربي ص ص 66 - 59حيث يحلل في هذا الفصل
كتاب شجرة الكون ورمزية الشجرة ،وكيفية تفريع ابن العربي عنها للمراتب
الكونية .
– 368الشّرب
في اللغة :
مطرد ،وهو الشرب المعروف ،ثم يحمل ّ “ الشين والراء والباء أصل واحد منقاس
عليه ما يقاربه مجازا أو تشبيها .
تقول :شربت الماء :اشربه شربا ،وهو المصدر .
والشرب القوم الذين يشربون .
ّ والشرب االسم .ّ
الحظ من الماء . . .والمشربة :الموضع الذي يشرب منه الناس . . . ّ والشرب :
ّ
واالشراب :لون قد أشرب من لون . . .ويقال أشرب فالن حبّ فالن ،إذا خالط
شرب الفهم ،يقال شرب يشرب شربا ،إذا فهم . . . قلبه . . .قال الشيباني :ال ّ
“ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ شرب “ )
646
“ “ 647
- 369الشروق – المشرق
في اللغة :
“ الشين والراء والقاف أصل واحد يدل على إضاءة وفتح .من ذلك شرقت
647
“ “ 648
شرق :الشمس إذا طلعت .وأشرقت إذا أضاءت .والشروق :طلوعها . . .وال ّ
المشرق ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ شرق “ ) .
في القرآن :
األصل “ شرق “ في القرآن ورد في معرض الداللة :
- 1على مكان :وهو المشرق ينسب إلى الجهة التي تشرق منها الشمس ”.
ت ِّم ْن أ َ ْه ِّلها َمكانا ً ش َْرقِّيًّا “/ 19 [ 1 قال تعالى َ " :وا ْذ ُك ْر فِّي ْال ِّكتا ِّ
ب َم ْريَ َم ِّإ ِّذ ا ْنتَبَذَ ْ
. ] 16
648
“ “ 649
الشر
ّ - 370
انظر “ خير ".
– 371الشطح
في اللغة :
تحرك ( “ . . .اللمع ،
“ الشطح في لغة العرب :هو الحركة ،يقال :شطح يشطح إذا ّ
الطوسي ص . ) 453
649
“ “ 650
في القرآن :
لم يرد األصل “ شطح “ في القرآن .
فعلى حين يجعل الطوسي “ الشطح “ صفة كمالية للوجدان ،ويدين المنكر لهذه
األحوال . . .ويتوسع في تبيان ما خفي من معاني الشطحات . . .نرى ابن العربي
يقف في وجه هذا المد الصوفي ،الغريق في غيبة الوجدان ،المتوحش في دروب
التجربة ،ليعلن عجز “ الشطح “ عن بلوغ مقام “ المحققين “ .
يقول :
“ الشطح عبارة عن كلمة عليها رائحة رعونة ودعوى ،وهي نادرة ان توجد من
المحققين “ ( االصطالحات ص . ) 285
650
“ “ 651
بل قد تكون “ :دعوى حق “ ،فابن العربي يدين هذه الدعوى ولو كانت دعوى حق .
...........................................................................................
) ( 1انظر “ اللمع “ الطوسي .كتاب تفسير الشطحيات والكلمات التي ظاهرها
مستشنع وباطنها صحيح مستقيم .
-كما يراجع “ شطحات صوفية “ عبد الرحمن بدوي .
****
– 372الشعر
في اللغة :
“ الشين والعين والراء أصالن معروفان يدل أحدهما على ثبات واآلخر على علم
وعلم ( “ . . .معجم مقاييس اللغة ،مادة “ شعر “ ) .
في القرآن :
ورد األصل “ شعر “ في القرآن بصيغ عديدة لم يحظ منها الشعر سوى بواحدة ،وفي
معرض نفي .
آن ُمبِّ ٌ
ين36 ( “ . . . علَّ ْمناهُ ال ِّ ّ
ش ْع َر َوما يَ ْنبَ ِّغي لَهُ إِّ ْن ُه َو إِّ َّال ِّذ ْك ٌر َوقُ ْر ٌ قال تعالى َ ” :وما َ
. ) 69 /
651
“ “ 652
ففي كل مكان يرد فيه الشعر عند ابن العربي يقصد فيه االجمال ال الشرح والتفصيل ،
لذلك عندما يريد الشرح بالشعر يشير إلى ذلك .
يقول :
“ . . .وكل قصيدة في أول كل باب من هذا الكتاب ليس المقصود منها اجمال ما يأتي
مفصال في نثر الباب والكالم عليه ،بل الشعر في نفسه من جملة شرح ذلك الباب ،
فال يتكرر في الكالم الذي يأتي بعد الشعر ،فلينظر الشعر في شرح الباب كما ينظر
النثر من الكالم عليه ،ففي الشعر من مسائل ذلك الباب ما ليس في الكالم عليه بطريقة
النثر ( “ . . .ف . ) 665 / 2
- 2الشعور والعلم :
“ . . .فالشعور مع غلق الباب والعلم مع فتح الباب ،فإذا رأيت العالم مهتما لما يزعم
أنه به عالم فليس بعالم ،وذلك هو الشعور .
وان ارتفعت التهمة فيما علم فذلك هو العلم . . .وانما حظ الشعور من العلم ان تعلم
أن خلف الباب امرا ما على الجملة ال يعلم ما هو ( “ . . .ف . ) 458 / 3 -
..........................................................................................
آن ُمبِّ ٌ
ين علَّ ْمناهُ ال ِّ ّ
ش ْع َر َوما يَ ْنبَ ِّغي لَهُ إِّ ْن ُه َو إِّ َّال ِّذ ْك ٌر َوقُ ْر ٌ ) ( 1إشارة إلى اآلية َ ”:وما َ
"[ 36 / 69 ] .
- 373الشعور
انظر “ شعر ".
للا
- 374شعائر ّ
في اللغة :
“ شعر :والشعيرة :واحدة الشعائر ،وهي اعالم الحج واعماله .
َّللا “ ( معجم مقاييس اللغة ،مادة َّللا جل جالله “ :ان الصفا والمروة من شعائر ّ قال ّ
شعر ) .
في القرآن :
وردت “ شعيرة “ في القرآن بالمعنى اللغوي السابق .
ش ْه َر ْال َح َ
رام “[ 5 / 2 ] . قال تعالى ” :يا أَيُّ َها الَّذِّينَ آ َمنُوا ال ت ُ ِّحلُّوا شَعائِّ َر َّ ِّ
َّللا َو َال ال َّ
652
“ “ 653
ثم في مرحلة ثالثة يتحدد االنسان في كونه مظهرا ،لذلك يبقى الحق هو الدليل على
نفسه.
للا :أعيان العالم .
- 1شعائر ّ
يقول :
َّللا من حيث ما وضعه الحق دليال عليه“ . . .فليس في العالم عين اال وهو من شعائر ّ
َّللا فإنها من تقوى القلوب ،
َّللا فقال ،ومن يعظم شعائر ّ
،ووصف من يعظم شعائر ّ
َّللا
َّللا في دار التكليف قد حدها ّ
اي فان عظمتها من تقوى القلوب ،ثم إن كل شعائر ّ
للمكلف في جميع حركاته الظاهرة “ ( ف . ) 527 / 3 -
للا :االنسان
- 2شعائر ّ
َّللا فإنها من
“ . . .فقد وصفك بالعظمة وندبك إلى تعظيمه فقال :ومن يعظم شعائر ّ
تقوى القلوب ،وأنت أعظم الشعائر ( “ . . .ف . ) 641 / 2
“ . . .واحكامنا احكامه فنحن بكل وجه شعائره 3واعالمه ،فتعظيمنا إياها من تقوى
القلوب وفتح الغيوب ( “ . . .ف .) 335 / 4
653
“ “ 654
– 375الشاهد
654
“ “ 655
655
“ “ 656
- 1فرق بين المشهود والشاهد “ . . .فمن اعرض عن هذه المشاهد ولم يفرق بين
المشهود والشاهد ،فذلك الحائر الخاسر “ ( ف . ) 407 / 3
َّللا . . . ”:ما ثم مشهود وما ثم شاهد * سوى واحد والفرق
-ال شاهد وال مشهود اال ّ
يعقل بالجمع “( ف . ) 105 / 4
“ . . .ولنعلم ان التجلي اإللهي في أعيان الممكنات اعطى النعوت ،فال شاهد وال
َّللا .
مشهود اال ّ
فألسنة الشرائع دالئل التجليات ،والتجليات دالئل األسماء اإللهية ( “ . . .ف / 2 -
. ) 307
انظر “ مشاهدة ".
****
– 376شهادة
في اللغة :
انظر “ شاهد “ في اللغة
في القرآن :
انظر “ شاهد “ في القرآن .
عند ابن العربي :
“ *للشهادة “ في االسالم دور معروف فهي سبيل الحقيقة وطريقها الوحيد تقريبا .
فالقاضي يحكم بوجود شاهدين عدلين ،إذا الشهادة مرتكز االحكام الرئيسي .
ويفاضل ابن العربي بين أنواع الشهادة ،فيجعل الشهادة بالوحي أو الشهادة على الخبر
،أوثق في الحكم من الشهادة على النظر .
لماذا ؟ وخاصة ان النظر من أقرب الطرق إلى اليقين القلبي ،بدليل طلب إبراهيم في
القرآن الرؤية في
656
“ “ 657
احياء الموتى ،وعندما قيل له :ا لم تؤمن ؟ قال :بلى ولكن ليطمئن قلبي .
فطمأنينة القلب تبلغ ذروة يقينها بالرؤية اي النظر .فلماذا جعل ابن العربي الشهادة
على الخبر أوثق من الشهادة على النظر ؟
السبب بسيط ،فالرؤية أو النظر عرضة للتلبيس .مثال :شهد الصحابة في جبريل انه
من البشر [ دحية ] ولم يكن من البشر .فهذه الشهادة مرتكزها النظر ،فكانت الشهادة
على الخبر من النبي انه :جبريل ،أوثق في الحكم .
657
“ “ 658
“ . . .فحصلت نشأة االنسان بين أمامه وامام الحق .فما قابله كان شهادة وما كان
وراءه كان غيبا له .فهو في امامه محفوظ بنفسه ،في خلفه محفوظ بربه ( “ . . .ف
. ) 193 / 4
- 2الشهادة نور
“ . . .قال األنوار شهادة والحق نور .ولهذا يشهد ويرى ،واالسرار غيب فلها الهو
فال يظهر الهو ابدا ،فالحق من حيث الهو ال يشهد وهويته حقيقته ،ومن حيث تجليه
في الصور يشهد ( “ . . .ف . ) 443 / 4 -
- 4تنوع الشهادة
” . . .لمعت لنا باالبرقين بروق * قصفت لها بين الضلوع رعود “االبرقين :مشهدين
للذات ،مشهد في الغيب ومشهد في الشهادة ،فالغيب غير متنوع ألنه سلبي ،
والشهادي متنوع ألنه في الصور “ ( ترجمان األشواق ص . ) 37
..........................................................................................
) ( 1الشهادة بالوحي ات ّم :فشهادة رجل واحد تامة بذاتها ال تستلزم شاهدا ثانيا
يكملها .
658
“ “ 659
ق بحق - 377شهداء ح ّ
شهداء حق بحق :هم الذين يشهدون صدقا على الخبر اإللهي .
“ فالحق “ األولى في هذه العبارة تعني :الصدق .
و “ الحق “ الثانية تعني :باخبار الحق لهم ،اي عن طريق الحق .
يقول :
“ . . .ويشهدون العالم ايمانا 1لكون الحق أخبرهم ان ثم عالما فيؤمنون به وال يرونه
باّلل وال يرونه ،فهم شهداء حق بحق ،وهم في مقعد صدق ،كما أن العالم يؤمنون ّ
فيما تحققوا به ،فان قيل لهم :فقولكم بالشاهد والمشهود فرق .
فيقولون عند ذلك :أليس تشهد ذاتك بذاتك فأنت غيرك .
وكالمهم في هذا كله مع الحق شهود ،ومع االيمان بأن ثم عالما أدبا وايمانا ،فهم
المؤمنون حقا والعلماء صدقا ( . “ . . .ف . ) 74 / 4 -
انظر “ شهادة “
..........................................................................................
) ( 1قوله :يشهدون ايمانا .اي يقوم االيمان عندهم بالخبر اإللهي مقام العيان في
الشهادة .
فالشهادة على االيمان هي شهادة على الخبر .
****
- 378الشهود
“ الشهود “ عند ابن العربي هو المشاهدة نفسها ،فهو يستعملها على الترادف التام .
يقول :
“ . . .ذلك النور ولوال ما هي النفوس عليه من األنوار ما صحت المشاهدة ،إذ ال
يكون الشهود 1اال باجتماع النورين ،ومن كان له حظ في النور كيف يشقى شقاء
األبد ،والنور ليس من عالم الشقاء ( “ . .ف . ) 486/ 2 -
“ . . .ولما كان الشاهد حصول صورة المشهود في النفس عند الشهود ( “ . .ف 2 -
. ) 567 /
659
“ “ 660
انظر “ مشاهدة “
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن شهود باإلضافة إلى “ مشاهدة “ ومراجعها :
-الفتوحات ج 3ص [ 392النور والشهود ]
ص [ 323الشهود والمعاينة ]
-الفتوحات ج 4ص [ 41الشهود والوجود ]
-التجليات ص [ 46الوجود والشهود ] .
يقول ”:لست انسى إذا حدا الحادي بهم *** يطلب البين ويبغي االبرقا . . .
وقوله :ويبغي االبرقا ،
يقول :ويبغي بهم المكان الذي يقع لهم فيه شهود الحق
660
“ “ 661
تعالى ،وسماه االبرق لما شبه الشهود الذاتي بالبرق لنوره وسرعة زواله عن المكان ،
والحضرة التي يقع فيها بعد الشهود :باالبرق ،اي المكان الذي يظهر فيه البرق . . .
“ ( ترجمان األشواق . ) 60
المشهد الذاتي” فيا راعي النجم كن لي نديما *** ويا ساهر البرق كن لي
سميرا . . .قال :ويا ساهر البرق ،الذي هو المشهد الذاتي ( “ . .ترجمان األشواق
ص . ) 66
“ فتلك سكينة األولياء التي يسكنون إليها وال تحصل لهم دائما ،لكن لهم اختالسات
فيها كالبروق ،فهي تشبه المشاهد الذاتية في كونها البقاء لها ( “ . .ف . ) 98 / 2 -
- 381شهود الرفيق
الحق هو رفيقنا [ العبيد ] على الحقيقة بدليل اآلية َ ”:و ُه َو َمعَ ُك ْم أَيْنَ ما ُك ْنت ُ ْم “فهذه
المعية هي رفقته تعالى للمخلوقات .
ولكن االنسان حجب عن هذه الرفقة وال يشهد الرفيق اال في الموت ،وبكالم آخر
شهود الرفيق هو :الموت .
يقول :
“ . . .ألن االنسان خلق في محل الحاجة والعجز فهو يطلب من يرتفق به ،فلما وجد
الحق نعم الرفيق ،وعلم أن االرتفاق به على الحقيقة ،هو االرتفاق الموجود في العالم
وان أضيف إلى غيره فلجهل الذي اضافه” َو ُه َو َمعَ ُك ْم أَيْنَ ما ُك ْنت ُ ْم “[ ] 4 / 57فهو
رفيقنا تعالى في كل وجهة نكون فيها ،غير انا حجبنا ،فسمى انفصالنا عن هذا
َّللا
َّللا ،وما هو لقاء وانما هو شهود الرفيق الذي اخذ ّ الوجود الحسي بالموت لقاء ّ
َّللا لقاءه ( “ . . .ف . ) 277 / 4 َّللا أحب ّ
بابصارنا عنه فقال :من أحب لقاء ّ
انظر “ شهود ".
- 382شهود في وجود
انظر “ مشاهد ثبوتية “
661
“ “ 662
- 383المشاهدة
مرادف :الشهود
في اللغة :
انظر “ شاهد “ في اللغة
في القرآن :
لم يرد األصل “ شهد “ بهذه الصيغة
662
“ “ 663
خالف ما تعطيه الرؤية .فان الرؤية ال يتقدمها علم بالمرئي والشهود يتقدمه علم
بالمشهود وهو المسمى بالعقائد ،ولهذا يقع االقرار واالنكار في الشهود وال يكون في
الرؤية اال االقرار ليس فيها انكار ،سمي شاهدا ألنه يشهد له ما رآه بصحة ما اعتقده
،فكل مشاهدة رؤية وما كل رؤية مشاهدة “ ( ف . ) 567 / 2 -
“ . . .المشاهدة عند الطائفة رؤية األشياء بدالئل التوحيد ورؤيته في األشياء وحقيقتها
اليقين من غير شك ( “ . . .ف . ) 495 / 2
“ العيان البصري في المشاهدة ال يعول عليه ،فإن كان عيان البصيرة فذلك الذي ال
يعول عليه 2وهو المسمى برهانا .ومن قال إن العيان يغني عن البرهان 3فال يعول
عليه ( “ . . .رسالة ال يعول عليه ص - 2. ) 19المشاهدة فناء :فال لذة وال علم
“ . . .وال تغتر بقول عارف حين قال :ال يشغله شيء عن ربه وال يشغله ربه عن
شيء ،انما أراد قوة الحضور ال المشاهدة ،فما أشهدك قط اال افناك وابقاك له ،وما
ابقاك لك فخذ ما لك واترك ما له ( “ . .التجليات ص . )53
“ . . .كل من تنعم انما تنعم بشاهده 4 ،القائم بقلبه ،وهو ما حصل من الحق عندك
وهو محدث مثلك ،وال يجوز التنعم بالحق عند المشاهدة الن المشاهدة فناء ليس فيها
لذة ( “ . . .التراجم ص . ) 16
“ . .فلو ال مشاهدة الشاهد فيهم لحزنوا فال فرح عندهم بالمشاهدة ،الستيالء العظمة
التي افنتهم وهي تمنع من الحركة ،والفرح حركة ( “ . .التراجم ص ) . 42
“ ليس مع المشاهدة فهم . . .الفهم تفتيش والتفتيش تبديد ،والتبديد ال يكون اال في
األسماء واالغيار ،كما أن الحيرة ال تكون اال فيمن ال يتكيف ( “ . . .التراجم ص
. ) 54
ويوضح ابن العربي الفرق بين حصول اللذة وادراكها في المشاهدة ،ولكن هل اللذة
خارج ادراكها موجودة حقا ؟
يقول :
“ . . .وسأله عن االستغراق في المشاهدة وكون المشاهد ال تحصل له لذة ،ال بعد
663
“ “ 664
يقول :
“ . . .والمكاشفة عندنا أتم من المشاهدة اال لو صحت مشاهدة ذات الحق لكانت
المشاهدة أتم ،وهي ال تصح فلذلك قلنا المكاشفة أتم ألنها الطف ،فالمكاشفة
664
“ “ 665
تلطف الكثيف والمشاهدة 8تكثف اللطيف . .فالمكاشفة ادراك معنوي فهي مختصة
بالمعاني ( “ . .ف . ) 496 / 2
..........................................................................................
) ( 1انها رؤية محكومة بالتوحيد اي بالعقائد .فال يقبل الرائي الرؤية في المشاهدة
اال بعد عرضها على الكتاب والسنة فما وافق منها العقيدة اخذ به وما خالفها أنكره .
) ( 2األرجح خطأ في النص من جراء النشر .وال يستقيم النص اال إذا قرأ :فذلك
الذي يعول عليه .
) ( 3المقصود بالبرهان في هذا النص ،ما ذهبنا اليه في تفسير “ دالئل التوحيد في
) ( 4انظر “ شاهد “ النص السابق “ .
) ( 5يقول القيصري في مطلع خصوص الكلم ق : 21
“ ان الكشف لغة :رفع الحجاب . . .واصطالحا :هو االطالع على ما وراء الحجاب
من المعاني الغيبية واألمور الحقيقية ،وجودا شهودا وهو معنوي وصوري واعني
بالصوري ما يحصل في عالم المثال من طريق الحواس الخمس ،وذلك اما ان يكون
على طريق المشاهدة كرؤية المكاشف صورة األرواح المتجسدة واألنواع الروحانية ،
َّللا عليه وسلم الوحي النازل واما ان يكون على طريق السماع كسماع النبي صلى ّ
عليه كالما منظوما أو مثل صلصلة الجرس . . .إذ الشهود من تجليات االسم . . .
“.
) ( 6المشاهدة طريق للمعرفة بواسطة الشاهد [ انظر “ شاهد “ ] والكشف كذلك ،
باّلل على ثالثة أقسام :المعرفة بالدليل والمعرفة بالشهود وعلى الجملة فطريق المعرفة ّ
والمعرفة باالعالم .
وأعالها االعالم ،يقول ابن العربي في الفتوحات ج 4ص . 32
َّللا بالدليل ،والثلث اآلخر ما يعلم
باّلل هو ما يعلم من ّ“ . . .فالثلث :الواحد من العلم ّ
منه سبحانه بالشهود عند التجلي ،والثلث الثالث هو ما يعلم منه باعالمه سبحانه وهو
باّلل . . . “ .
أصح االقسام في العلم ّ
َّللا ق 50ب . ) ( 7يقول بدر الحبشي في االنباه على طريق ّ
" . .المكاشفة الطف من المشاهدة وأتم ولكل مشاهدة كشف ،فما من مشاهدة اال
وكشفها أتم فيها والطف منها ،وقد تكشف وال تشاهد وقد تشاهد وال تكشف . ".
) ( 8يراجع بشأن مشاهدة عند ابن العربي :
-التراجم ص [ 2الكشف والمشاهدة ]
-ترجمان األشواق ص [ 17مشاهدة الحق فناء ]
ص [ 81المشاهدة فناء ]
-الفتوحات ج 4ص [ 81مشاهدة ثبوتية ] .
665
“ “ 666
- 384مشاهدة ثبوتيّة
في اللغة :
انظر “ مشاهدة “
في القرآن :
انظر “ مشاهدة “
عند ابن العربي :
المشاهدة الثبوتية هي حال األعيان الثابتة في عالم الثبوت ،فاألعيان لم تكتسب الوجود
الذاتي الحقيقي في اي حال من أحوالها عند ابن العربي ،سواء في حالتها الثبوتية أو
في حالتها في الوجود الظاهر .
فعندما تكون في عالم الثبوت يكون وجودها هو :شهود ثبوتي وليس وجودا ثبوتيا ؛
كذلك في عالم الوجود الظاهر فوجودها هو في الحقيقة :شهود في وجود وليس
وجودا .
يقول :
“ . . .فبقاؤها [ أعيان الممكنات ] على حالة العدم أحب إليها لو خيرت ،فإنها في
مشاهدة ثبوتية حالية ملتذة بالتذاذ ثبوتي ،منعزلة كل حالة عن الحالة األخرى . . .
“ ( ف . ) 81 / 4
“ . . .واما العارفون المكملون فليس عندهم غربة 1أصال وانهم أعيان ثابتة في
أماكنهم لم يبرحوا عن وطنهم ،ولما كان الحق مرآة لهم ظهرت صورهم فيه ظهور
الصور في المرآة ،فما هي تلك الصور أعيانهم لكونهم يظهرون بحكم شكل المرآة ،
وال تلك الصور عين المرآة ألن المرآة ما في ذاتها تفصيل ما ظهر منهم وما هم ،فما
اغتربوا وانما هم أهل شهود في وجود 2وانما أضيف إليهم الوجود من اجل حدوث
االحكام ( “ . . .ف . ) 529 / 2
..........................................................................................
) ( 1انظر “ غربة “ في المقدمة :معراج المصطلح
) ( 2اي “ يشهدون “ انهم في وجود وهم في الحقيقة ثابتون في العدم .انظر “ ثبوت
“.
666
“ “ 667
- 385المشاهدون للوجه
المشاهدون للوجه هم من تجلى لهم وجه الحق في لألشياء ،فال تحيد ابصارهم عنه .
يقول :
“ . . .فإذا تجلى لهم [ العباد ] وجه الحق في األشياء . . .لم تعد عيناه عن هذا الوجه
وال يتمكن ان تعدو عيناه عنه ،ألنه بذاته يقيد كل ناظر اليه ،وانما جاء بالنهي في
هذا الذكر 1ألنهم ليسوا عين الوجه بل هم المشاهدون للوجه ،فمن كان منهم قد
حصل له تجلي الوجه ( “ . .ف . ) 170 / 4
انظر “ مشاهدة “
..........................................................................................
ع ْن ُه ْم ت ُ ِّري ُد ِّزينَةَ ْال َحياةِّ ال ُّد ْنيا “( . ) 28 / 18
ْناك َ
عي َ ) ( 1إشارة إلى اآلية” َوال ت َ ْع ُد َ
- 386الشيئيّة
مرادف :شيئية الثبوت ،شيئية الوجود
في اللغة :
“ الشيء ما يصح ان يعلم ويخبر عنه فيشمل الموجود والمعدوم ممكنا أو محاال قديما
أو حديثا .
َّللا
وفي االصطالح خاص بالموجود خارجيا كان أو ذهنيا .والشيء أعم العام كما أن ّ
أخص الخاص .وهو مذكر يطلق على المذكر والمؤنث ويقع على الواجب والممكن
والممتنع .وهو في األصل مصدر شاء اطلق تارة بمعنى شاء اسم فاعل . . .
“ ( محيط المحيط .بطرس البستاني ج 1ص . ) 1144
في القرآن :
يقف الباحث على اعتاب لفظ “ شيء “ مبهورا بشموله واتساعه لكل الكائنات
واالحداث واألمور .فكلمة “ شيء “ من أعم الكلمات وأبعدها عن التعريف بل تكاد
تكون نكرة باطالق .ونشبهها بشيء من التجوز “ بالماء “ :
667
“ “ 668
فكما يتخذ الماء شكل االناء الذي يوضع فيه نراها تتخذ جنس ما تطلق عليه .
َّللا ،مهما تباعدت األجناس . ويطلق القرآن العزيز لفظ شيء على كل ما سوى ّ
ونورد على سبيل المثال ال الحصر المعاني التالية :
يب “[ / 11 ع ِّج ٌ ش ْي ٌء َ شيْخا ً ِّإ َّن هذا لَ َ وز َوهذا بَ ْع ِّلي َ ع ُج ٌ ) ( 1شيء -أمر ”:أ َ أ َ ِّل ُد َوأَنَا َ
دار “( 13 / 8 ) . ش ْيءٍ ِّع ْن َدهُ ِّب ِّم ْق ٍ
َ ”. ] 72و ُك ُّل َ
ش ْيءٍ ِّإ َّال يُ َ
س ِّبّ ُح ِّب َح ْم ِّد ِّه َول ِّك ْن ال ت َ ْفقَ ُهونَ َّللا َ ”.و ِّإ ْن ِّم ْن َ
) ( 2شيء -كل ما سوى ّ
ت َ ْس ِّبي َح ُه ْم “. ( 17 / 44 ) .
ش ْيءٍ َحتَّى ع ْن َ) ( 3شيء -حدث ،مسألة ،فعل ”.قا َل فَإِّ ِّن اتَّبَ ْعتَنِّي فَال ت َ ْسئ َ ْلنِّي َ
ِّث لَ َك ِّم ْنهُ ِّذ ْكرا ً “( . ) 7/ 18 أ ُ ْحد َ
كما يراجع المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم مادة “ شيء “ .
اما نصوص ابن العربي في الشيئية بشقيها ،فنوردها فيما يلي :
) “ ( 1اال ترى قوله” َوقَ ْد َخلَ ْقت ُ َك ِّم ْن قَ ْب ُل َولَ ْم ت َكُ َ
شيْئا ً “[ ] 9 / 19
ش ْيءٍ ِّإذا أ َ َر ْدناهُ ] “[ 36 / 82فنفى الشيئية 3عنه وأثبتها له ، وقوله” ِّإنَّما قَ ْولُنا ِّل َ
والعين هي العين ال
668
“ “ 669
غيرها “ ( ف . ) 56 / 2
“ . . .فالفكر يقول [ في بدء الخلق ] ما ثم شيء ثم ظهر شيء ال من شيء ،والشرح
يقول وهو القول الحق :بل ثم شيء فصار كونا ؛ وكان غيبا فصار عينا “ ( ف / 2
. ) 402
“ ) ( 2فال يتصف [ الوجود ] بالعدم الن العدم نفي الشيئية ،والشيئية معقولة :
وجودا وثبوتا وما ثم رتبة ثالثة ،فإذا سمعت نفي شيئية فإنما ينفي النافي ،عن شيئية
الثبوت شيئية الوجود خاصة ،فان شيئية الثبوت ال تنفيها شيئية الوجود 4فقوله” َولَ ْم
شيْئا ً “[ ] 9 / 19هو شيئية الوجود ألنه جاء بلفظ “ تك “ ،وهي حرف وجودي ت َكُ َ
فنفاه “ بلم “ ( “ . . .ف / 167 ) . 4
..........................................................................................
َّللا ،يقول “ :اما نحن فال نثبت ) ( 1يطلق ابن العربي لفظ شيء على كل ما سوى ّ
اطالق لفظ الشيئية على ذات الحق ألنها ما وردت وال خوطبنا بها ( “ .ف / 2
. ) 99
َّللا
فليراجع كتاب المقاالت االسالميين لألشعري ج 2رقم البحث ( 241هل يسمى ّ
تعالى شيئا ) ( 242 -اختلفوا في معنى انه شيء على ستة أقوال . . ) .
) ( 2انظر “ عين “ .
) ( 3يراجع بخصوص شيئية عند ابن العربي :
-الفصوص ج 1ص ، 177ج 2ص ، 344 ، 280
-الفتوحات ج 1ص . 139ج 2ص 99 ، 95ج ، 3ص ، 267ج ، 4ص ، 8
. 340 - 325
) ( 4بخصوص “ شيئية الثبوت “ و “ شيئية الوجود “ عند ابن العربي فليراجع :
-الفتوحات ج 3ص . 263 ، 254
-الفتوحات ج 4ص ، 267 ، 68 ، 19
كما يراجع - :علم الحقائق ق 3أ 4 ،ب .
- 387شيئيّة العدم
شيئية العدم هي “ شيئية الثبوت “ في مقابل “ شيئية الوجود “ .
يقول ابن العربي :
“ . . .فتكون حاله [ العبد ] في شيئية وجوده كحاله في شيئية عدمه “ ( ف / 2
) 263
669
“ “ 670
– 388الشيخ
في اللغة :
شيخ ،تقول :هو شيخ ،وهو معروف ، “ الشين والياء والخاء كلمة واحدة ،وهي ال ّ
بيّن الشيخوخة ( “ . .معجم مقاييس اللغة مادة شيخ ) .
في القرآن :
لم تفارق كلمة “ شيخ “ في القرآن معناها اللغوي السابق :
شيُوخا ً “( . ) 67 / 40 قال تعالى ”:ث ُ َّم ِّلت َ ْبلُغُوا أ َ ُ
ش َّد ُك ْم ث ُ َّم ِّلت َ ُكونُوا ُ
عند ابن العربي :
فارقت كلمة “ شيخ “ عند الصوفية معناها اللغوي الدال على فترة زمنية في حياة
االنسان ،إلى كونها مرتبة ووظيفة .
فالتجربة الصوفية المنبثقة عن مجاهدة المريد لنفسه .
تدخل في معركة عدوها فيها يمتلك من األسلحة الخفية الشيء الكثير ،ولعل اخطرها
مقدرة النفس على تسخير العقل ،لخلق مبررات الفعالها .
فالعقل إذا س ّخر للنفس اخضع االنسان بجمعيته لها .
فكل ما يقوم به االنسان يخيل اليه ان مصدره عقالني ،وهو في الواقع نفساني .
وقد تنبه الصوفية إلى خطر النفس وهيمنتها وسلطانها على كونيات االنسان جميعها .
هذه الهيمنة التي تظهر على مستوى “ اراداتها “ .
فهي تريد كذا ،لذا تزين بالمبررات العقلية أهمية ما تريده وضرورته ،وتنفي بعقالنية
واضحة كل اثر للنفس في هذه “ اإلرادة “ بل قد تذهب إلى ابعد من ذلك فتظهر انتفاء
األنانية ووضوح االيثار في هذه “ اإلرادة “ بالذات .
وهذا واضح ومعروف لمن خبر “ النفس “ وتلمس مداخلها .
لذلك رأى الصوفية ان أصوب الطرق في محاربة النفس هو تسليم هذه “ اإلرادة “ إلى
“ غير “ ،فال يكون للنفس في هذه اإلرادة نصيب .
فتضعف النفس تدريجيا على مستوى الشهوات وتبرز “ الروح “ في االنسان.
670
“ “ 671
وهذا “ الغير “ الذي تسلمه الذات “ ارادتها “ هو المشار اليه عند الصوفية “ بالشيخ
“ ،فهو الدليل في سفر الصوفي إلى معرفة الحق . . .
وهو مربي يشذب شطحات النفس . . .وهو مؤدب يع ّد المريد للوقوف بين يدي
الحضرة بما يليق بآدابها . . .وهكذا .
671
“ 672 “
672
“ “ 673
حرف الصاد
ص
673
“ 674 “
674
“ “ 675
صبر – 389ال ّ
في اللغة :
“ الصاد والباء والراء أصول ثالثة :
األول الجنس .
والثاني :أعالي الشيء
والثالث جنس من الحجارة .
فاألول :الصبر ،وهو الحبس ،يقال صبرت نفسي على ذلك االمر .اي حبستها . .
واما الثاني فقالوا :صبر ك ّل شيء :أعاله . . .
صبرة من الحجارة :ما اشتد وغلظ ،والجمع صبار . . . واما األصل الثالث فال ّ
“ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ صبر “ )
في القرآن :
ورد األصل “ صبر “ في القرآن بالمعنى األول اللغوي ،اي الحبس .وأخذ صيغا
مختلفة :
- 1صبر ،اصطبر ،صابر .
ور “( . ) 17 / 31ع ْز ِّم ْاأل ُ ُم ِّ
على ما أَصابَ َك إِّ َّن ذ ِّل َك ِّم ْن َ صبِّ ْر َ قال تعالى َ ” :وا ْ
علَيْها “( . ) 132 / 20 طبِّ ْر َص َ صالةِّ َوا ْ قال تعالى َ ” :وأْ ُم ْر أ َ ْهلَ َك بِّال َّ
طوا . “( 3 / 200 ) . صبِّ ُروا َوصابِّ ُروا َورابِّ ُ قال تعالى ” :يا أَيُّ َها الَّذِّينَ آ َمنُوا ا ْ
675
“ “ 676
على جزئيات السلوك الصوفي .وتوغلوا في تجربة “ صبر “ خلقت ابعادا ودرجات ،
ظهرت في “ حروف الجر “ التي ربطت ذات “ الصابر “ بموضوع صبره .
فكان :الصبر على -والصبر عن -والصبر في . . 1
وضع ابن العربي “ الصبر “ في مجاله المناسب ،فجعله من أمهات اعمال الباطن
الخمس التي تجمع الخير كله .ويكفي “ الصبر “ شرفا انه من أشد االعمال على
النفس ،ألنه يحبسها عما تطلب . .أو يجبرها على مداومة فعل منه تتهرب . .
أو يثبتها في مواجهة ما تكره . .
676
“ “ 677
فقال :ال
َّللا وقال :ويحك فأين ؟
قال :فغضب الشبلي رحمه ّ
َّللا صرخة كاد
َّللا عز وجل ،قال :فصرخ الشبلي رحمه ّ فقال الرجل :الصبر عن ّ
ان يتلف روحه . . .
َّللا ،عن الصبر فقال :مالزمة الواجب في
. . .وهذا كما سئل القناد ،رحمه ّ
َّللا
اإلعراض عن المنهى عنه ،والمواظبة على المأمور به ،والصابر من يصبر في ّ
وّلل ،وال يجزع ،وال يتمكن منه الجزع ،ويتوقع منه الشكوى .
ّ ،
َّللا -بهذه األبيات إذا سئل عن الصبر . وكان يتمثل الشبلي -رحمه ّ
عبرات خططن في الخد سطرا *** قد قراها من ليس يحسن يقرا
ان صوت المحب من ألم الشوق *** وخوف الفراق يورث الضرا
صابر الصبر فاستغاث به الصبر *** فصاح المحب بالصبر :صبرا
” -الرسالة القشيرية ص ص : 86 - 85
“ وانشد بعضهم :
صبرت ولم اطلع هواك على صبري *** واختفيت ما بي منك موضع الصبر
مخافة ان يشكو ضميري صبابتي *** إلى دمعتي سرا فتجري وال أدري
” “ . . .وقيل المصابرة هي الصبر حتى يستغرق الصبر في الصبر فيعجز الصبر
عن الصبر “
-التعريفات .الجرجاني ص ص : 137 - 136
َّللا تعالى اثنى علىَّللا ألن َّّللا ال إلى ّ
“ الصبر هو ترك الشكوى من ألم البلوى لغير ّ
أيوب ( ،ع ) بالصبر بقوله إنا وجدناه صابرا ،مع دعائه في دفع الضر عنه ،بقوله
وأيوب إذ نادى ربه انّى مسنّى الضر وأنت ارحم الراحمين ،فعلمنا ان العبد إذا دعى
َّللا تعالى
َّللا تعالى في كشف الضر عنه ال يقدح في صبره ،ولئال يكون كالمقاومة مع ّ ّ
َّللا تعالى ولقد اخذناهم بالعذاب فما استكانوالر بهم وما ودعوى التحمل بمشاقة ،قال ّ
َّللا وال إلى غيره وانما يقدح يتضرعون ،فان الرضا بالقضاء ال يقدح فيه الشكوى إلى ّ
والضر هو المقضي به ، ّ بالرضا في المقضى ،ونحن ما خوطبنا بالرضا بالمقضي
َّللا عليه وسلم
وهو مقتضى عين العبد سواء رضي به أو لم يرضى .كما قال صلى ّ
يلومن اال نفسه ،وانما لزم الرضاء ّ َّللا ومن وجد غير ذلك فال
من وجد خيرا فليحمد ّ
بالقضاء ألن العبد ال بد ان يرضى بحكم سيده “
-بشر الحافي :
“ الصبر الجميل ،هو الذي ال شكوى فيه للناس “ ( طبقات الصوفية ) 43 ،
-الحارث المحاسبي :
“ لكل شيء جوهر ،وجوهر العقل الصبر “ ( طبقات الصوفية ) 59
677
“ “ 678
-حاتم األصم :
“ لكل قول صدق ،ولكل صدق فعل ،ولكل فعل صبر ،ولكل صبر حسبة ،ولكل
حسبة إرادة ،ولكل إرادة اثرة “ ( طبقات الصوفية ) 94
-يحيى بن معاذ الرازي :
“ عند نزول البالء ،تظهر حقائق الصبر ،وعند مكاشفة المقدور ،تظهر حقائق
الرضا “ ( طبقات الصوفية ) 113
-رويم بن أحمد البغدادي :
“ الصبر ترك الشكوى “ ( طبقات الصوفية ) 183
- 390صاحب العهد
صاحب العهد هو صاحب الصورة .
انظر “ صورة “ المعنى الثاني
- 392صاحب الوقت
المترادفات :
شخص الوقت - 1سيد الوقت - 2امام الوقت - 3القطب - 4الغوث -صاحب
َّللا عليه وسلم 7 .
الزمان - 5عين الزمان - 6نائب “ محمد “ صلى ّ
في اللغة :
“ الصاد والحاء والباء أصل واحد يدل على مقارنة شيء ومقاربته .
من ذلك
678
“ “ 679
صحب . . .وكل شيء الءم شيئا فقد استصحبه ( “ . . .معجم الصاحب والجمع ال ّ
مقاييس اللغة مادة “ صحب “ ) .
في القرآن :
- 1الصاحب :الصديق ،القرين . . .
َّللا َمعَنا “( . ) 40 / 9 قال تعالى ِّ ”:إ ْذ يَقُو ُل ِّل ِّ
صاح ِّب ِّه ال ت َ ْحزَ ْن ِّإ َّن َّ َ
صاحبَةٌ َو َخلَقَ ُك َّل َ
ش ْيءٍ “( 6 / 101 ) . ِّ ون لَهُ َولَ ٌد َولَ ْم ت َ ُك ْن لَهُقال تعالى ”:أَنَّى يَ ُك ُ
- 2صاحب مضافة إلى اسم تعني :أهل “ المضافة “ اليه .
حاب ْال َجنَّ ِّة “. ( 59 / 20 ) .ص ُ ار َوأ َ ْ حاب النَّ ِّ
ص ُ قال تعالى ”:ال يَ ْست َ ِّوي أ َ ْ
- 3اما كلمة “ وقت “ فقد وردت معرفة في موضعين ،وبتطابق حرفي .وتفيد
اضافتها إلى “ المعلوم “ اإلشارة إلى يوم القيامة .
وم “ *.)38 / 18 ، 38 / 15 ( 8 ت ْال َم ْعلُ ِّ
ظ ِّرينَ ِّإلى يَ ْو ِّم ْال َو ْق ِّ
قال” َ فَإِّنَّ َك ِّمنَ ْال ُم ْن َ
عند ابن العربي :
ان عبارة “ صاحب الوقت “ مؤلفة من لفظين يكمن كل غناها في اللفظة الثانية “ وقت
“ ،ولذلك نتوقف عندها في محاولة تحديد .
الوقت :هو الحال الحاكم .هاتان الكلمتان تلخصان كل ما قيل في الوقت وتحصران
كل ما تفنن المتصوفة في تعداده وتوسيعه .
ويشرح ابن العربي ما ذهبنا اليه قائال :
“ . . .ان حقيقة الوقت :ما أنت به وعليه في زمان الحال ،وهو امر وجودي بين
عدمين [ الماضي -اآلتي ] وقيل الوقت ما يصادفهم من تصريف الحق لهم دون ما
يختارون ألنفسهم ، 9
وقيل الوقت :مبرد يسحقك وال يمحقك ، 10وقيل الوقت :كل ما حكم عليك ومدار
الكل على أنه الحاكم . . .ولما كانت أذواق القوم في الوقت 11تختلف ،لذلك اختلفت
عباراتهم عنه والوقت حقيقة كل ما عبروا به عنه ( “ . . .ف . ) 539 - 538 / 2
ولنرجع إلى عبارة “ صاحب الوقت “ حيث نلخص موقف ابن العربي بالنقاط التالية :
****
يرى ابن العربي “ صاحب الوقت “ شخصا مفردا متعينا في المكان والزمان -وهو
بهذا المعنى يتحد “ بالقطب “ من حيث إن هذا األخير ،واحد في وقته-
679
“ “ 680
“ فإذا اعطى [ االنسان ] التحكم في العالم فهي الخالفة ،فان شاء تحكم وظهر . . .
وان شاء سلم وترك التصرف لربه في عباده ،مع التمكن من ذلك . . .فتلحق األولياء
األنبياء بالخالفة خاصة ،وال يلحقونهم في الرسالة والنبوة فان بابهما مسدود ،
فللرسول الحكم فان استخلف فله التحكم ،فإن كان رسوال فتحكمه بما شرع ،وان لم
َّللا بحكم وقته :الذي هو شرع زمانه ( “ . . .ف / 2يكن رسوال فتحكمه عن امر ّ
. ) 308
وهكذا نرى ان ابن العربي لم يغلق أبواب السماء نهائيا في وجه األرض وسكانها
بانقطاع النبوة .
َّللا عليه وسلم ،
بل استبدل بها القطبية والخالفة .فالقطب هو نائب “ محمد “ صلى ّ
َّللا عليه
وان لم يرتفع إلى أفق نبوته ورسالته ،اال ان له التحكم بشريعة محمد صلى ّ
وسلم من خالل زمانه .
وهذه نقطة مهمة ذات فعالية ايجابية بعيدة المدى من حيث إنها تعطي الدين نبضا حيا ،
بتفاعله مع زمانه ،وبذلك يتفادى ابن العربي جمود الشرائع وموتها في قوالب القوانين
الثابتة .فإذا كانت النبوة قمة التفاعل الحي بين الحق والخلق ،فالنيابة عنها هو تفاعل
حي بشكل آخر محدود ،ولكنه حي .
****
ان “ صاحب الوقت “ بالمعنى األول انحصر “ بقطب “ الزمان الواحد الذي أعطي
التصرف في العالم .وهو الخليفة .
ولكن الخالفة بانقسامها قسمين :خالفة ظاهرة وخالفة باطنة .
تشطر مفهوم “ صاحب الوقت “ شطرين:
680
“ “ 681
وبعد ان تقررت الخالفة الظاهرة لن نستغرب اطالق ابن العربي عبارة “ صاحب
الوقت “ بما تحمله من ابعاد القطبية على اشخاص أمثال “ فرعون “ يقول ابن
العربي :
“ ولما كان فرعون في منصب التحكم صاحب الوقت ،وانه الخليفة بالسيف .
وان جار في العرف الناموسي ،
لذلك قال فرعون ” :أَنَا َربُّ ُك ُم ْاألَعْلى “ ] [ 79 / 24
اي وان كان الكل أربابا بنسبة ما ، 18فانا االعلى منهم بما أعطيته في الظاهر من
التحكم فيكم “ ( فصوص . ) 210 / 1
****
لقد درجنا في بحثنا على تتبع الشيخ األكبر في تنقله بالمصطلح :
من اسم شخص مفرد متميز ،إلى اسم يطلق على كل من تجلت فيه صفة خاصة .
وكالعادة هنا نراه بعد ان حدد صاحب الوقت “ بشخص القطب “ يعود ليطلقه على
“ صفة “ .
فالوقت :صفة الحكم .
وصاحب الوقت -صاحب الحكم -الحاكم .
فكل ما حكم على االنسان فهو :صاحب الوقت .
681
“ “ 682
..........................................................................................
“ ) ( 1سأل بعض العارفين عارفا آخر . . .من شخص الوقت “ ( منزل القطب ص
.)5
) ( 2انظر الفتوحات ج 2ص ( 286عبد القادر جيالني -سيد وقته ) .
) ( 3ورد المصطلح في الفتوحات ج 2ص . 297
) ( 4راجع “ قطب “
) ( 5ورد المصطلح في ترجمان األشواق ص ( 138االمام الظاهر -صاحب
الزمان في عالم الشهادة ) وفي الفتوحات ج 3ص . 519
) ( 6انظر الديوان ص ( 7 ) . 44انظر “ نواب محمد “ .
َّللا .أو انقراض الناس كلهم ) . . . ( “ ( 8الوقت المعلوم ) المسمى فيه اجلك عند ّ
وهو النفخة األولى عند الجمهور ،ويجوز ان يكون المراد باأليام الثالثة [ يوم الدين ،
يوم يبعثون ( اآليات المتقدمة ) -الوقت المعلوم ] يوم القيامة ،واختالف العبارات
الختالف االعتبارات “ .
(أنوار التنزيل ج 1ص . ) 269
) ( 9هذه الجملة للقشيري يشرح بها كالم المتصوفة في الوقت .راجع الرسالة
القشيرية ص . 31
) ( 10القول ألبي على الدقاق -انظر الرسالة القشيرية ص . 31
) ( 11يراجع بخصوص أقوال القوم في “ الوقت “ :
-الرسالة القشيرية ص ص . 32 - 31
-طبقات الصوفية .السلمي .فهرس االصطالحات مادة “ وقت “
-طبقات األولياء ابن الملقن فهرس االصطالحات مادة “ وقت “ .
-اللمع .السراج ص ص ( 442 - 441وقتي مسرمد ) .
-مواقف النفري ص ، 6الموقف الخامس “ :موقف قد جاء وقتي “ .
كما يراجع كتاب األب نوياExegese coraniqueحيث يوضح ص 4 - 2
غموض مفهوم النفري للوقت .
) ( 12واني ،المقصود بها المتكلم :ابن العربي .
) ( 13راجع “ خليفة “ ) ( 14راجع “ نواب محمد “ .
) ( 15انظر “ آدم “
) ( 16راجع “ صورة “ ) ( 17راجع “ خليفة “
) ( 18راجع “ رب “
) ( 19يراجع بخصوص “ صاحب الوقت “ عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 2ص ( ، 486 ، 133نور الوقت ) ص ( 520 - 519التحكم ) ،
ص 540 - 538
-فصوص الحكم ج 2ص 290 ، 239 ، 21
682
“ “ 683
-االصطالحات ص 285
-االرشاد ق . 147
-خلوة المرتاض ق 70ب .
صورة
- 393صاحب ال ّ
انظر “ صورة “ المعنى الثاني .
- 394المصحف الكبير
في اللغة :
“ الصاد والحاء والفاء أصل صحيح يدل على انبساط في شيء وسعة . . .ومن
صحف أيضا ،كأنه صحيفة ،وهي التي يكتب فيها ،والجمع صحائف ،وال ّ الباب :ال ّ
جمع صحيف “ ( .معجم مقاييس اللغة مادة “ صحف “ ) .
683
“ “ 684
صحو - 395ال ّ
انظر “ وارد “
صدق – 396ال ّ
في اللغة :
“ الصاد والدال والقاف أصل يدل على قوة في الشيء قوال وغيره .
قوة له ،هو صدق :خالف الكذب ،سمي لقوته في نفسه ،والن الكذب ال ّ من ذلك ال ّ
باطل .
صدق . صدّيق :المالزم لل ّ وأصل هذا في قولهم شيء صدق ،اي صلب . .وال ّ
صداق :صداق المرأة ،سمي بذلك لقوته وانه حق يلزم . . . وال ّ
صدق في المودة . . .ويقال صديق للواحد ولالثنين وللجماعة ، صداقة مشتقة من ال ّ وال ّ
وللمرأة ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ صدق “ ) .
صديق “ . . .وأقل الصدق استواء السر والعالنية ،والصادق من صدق في قوله ،وال ّ
من صدق في جميع أقواله وافعاله وأحواله “ ( القشيري .الرسالة ص ) 97
في القرآن :
ورد األصل “ صدق “ في القرآن على عدة وجوه :
َّللا َحدِّيثا ً ) “( 4 / 87 ص َد ُق ِّمنَ َّ ِّ - 1خالف الكذب قال تعالى َ ” :و َم ْن أ َ ْ
علَ ْي ِّه ْم ط ِّ ّه ُر ُه ْم َوتُزَ ِّ ّكي ِّه ْم ِّبها َو َ
ص ِّّل َ – 2الصدقة قال تعالى ُ ”:خ ْذ ِّم ْن أ َ ْموا ِّل ِّه ْم َ
ص َدقَةً ت ُ َ
“( ) 9 / 103
ص ّدِّيقا ً نَ ِّبيًّا“ ( 19 / يم ِّإنَّهُ كانَ ِّ ب ِّإبْرا ِّه َ صدّيق :قال تعالى َ ”:وا ْذ ُك ْر ِّفي ْال ِّكتا ِّ ّ -3
. )41
صدُقاتِّ ِّه َّن نِّ ْحلَةً) “( 4 / 4 - 4صداق المرأة :قال تعالى َ ” :وآتُوا ال ِّنّسا َء َ
684
“ “ 685
685
“ “ 686
َّللا خبرا أو قصة أو اي شيء قال :صدقت يا رسول “ الصديق “ كلما روى رسول ّ
َّللا .ولصدقه في تصديقه شهد عين ما جاء به المخبر .فكان “ الصديق “ . ّ
****
يجدر التنبيه إلى مفهوم متفرع عن “ الصدق “ وتابع له :االخالص “ فاالخالص
“ على أهميته التي عرفها في التصوف قبل ابن العربي ، 5ظل فرعا .
وهو ال يوجود اال بعد وجود “ العمل “ أو “ الفعل “ ،فاالخالص عند ابن العربي هو
أشبه “ بالنية “ لذلك ارتباطه بالعمل . 6
يقول :
“ وهو ( اي االخالص ) من االستخالص .فإن االنسان قد يخلص نيته للشيطان -
ويسمى مخلصا -فال يكون في عمله ّّلل شيء ،وقد يخلص للشركة ( -للشريك مع
صينَ لَهُ ال ّدِّينَ ) *ال لغيره ،وال لحكم
َّللا ) .وقد يخلص ّّلل فلهذا قال تعالى ُ ( :م ْخ ِّل ِّ
ّ
َّللا ) “ ( ف سفر 3فق 269ب ) . الشركة ( -الشريك مع ّ
“ من وافق تأمينه تأمين المالئكة “ ،في الغيب المتحقق ،الذي يسمونه العامة من
الفقهاء “ االخالص “ ،وتسميه الصوفية “ الحضور “ ،ويسميه المحققون “ الهمة
“ ونسميه انا وأمثالنا “ :العناية “ ( “ . . .ف السفر - 1فق ) . 494
..........................................................................................
) ( 1ننقل بعض أقوال الصوفية في الصدق من الرسالة القشيرية ص : 97
“ . . .الجنيد يقول :الصادق ينقلب في اليوم أربعين مرة والمرائي يثبت على حالة
واحدة أربعين سنة ،
وقال أبو سليمان الداراني :لو أراد الصادق ان يصف ما في قلبه ما نطق به
لسانه . . .
َّللا يقول :ال يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره . . . سهل بن عبد ّ
وقال الواسطي :الصدق صحة التوحيد مع القصد . . .
الجنيد يقول :حقيقة الصدق ان تصدق في مواطن ال ينجيك منها اال الكذب . . .
َّللا ما وضع على شيء اال قطعه . وقال دون النون :الصدق سيف ّ
َّللا :أول خيانة الصديقين حديثهم مع أنفسهم . . . وقال سهل بن عبد ّ
األستاذ ابا على الدقاق يقول :الصدق أن تكون كما يرى من نفسك أو ترى من نفسك
كما تكون .
686
“ “ 687
وسئل الحارث المحاسبي عن عالمة الصدق فقال :الصدق هو الذي ال يبالي لو خرج
على قدر له في قلوب الخلق من اجل صالح قلبه وال يحب اطالع الناس على مشاقيل
الذر من حسن عمله ،وال يكره ان يطلع الناس على السيء من عمله ،فان كراهته
لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من اخالق الصديقين “ ( . . .
الرسالة القشيرية ص . ) 97
687
“ “ 688
-أبو يعقوب النهر جوري
“ الصدق موافقة الحق في السر والعالنية “ ( طبقات الصوفية . ) 378
) ( 2انظر :ختم الوالية ص 98
) ( 3المرجع السابق ص 105
) ( 4المرجع السابق ص 330
) ( 5ننقل أقوال الصوفية في االخالص من الرسالة القشيرية ( ص ص ) 96 - 95
حيث نالحظ وضعهم “ االخالص “ في مقابل “ الرياء “ :
“ ( قال األستاذ [ القشيري ] ) واالخالص افراد الحق سبحانه في الطاعة بالقصد ،
َّللا سبحانه دون شيء آخر ،من تصنع مخلوق أو وهو ان يريد بطاعته التقرب إلى ّ
اكتساب محمدة عند الناس أو محبة مدح من الخلق أو معنى من المعاني سوى التقرب
َّللا تعالى . . .قال ذو النون المصري :االخالص ال يتم اال بالصدق فيه به إلى ّ
والصبر عليه . . .والصدق ال يتم اال باالخالص فيه والمداومة عليه .وقال أبو
يعقوب السوسي :متى شهدوا في اخالصهم االخالص احتاج اخالصهم إلى
اخالص . . .
سمعت ابا عثمان المغربي يقول :
االخالص من ما ال يكون للنفس فيه حظ بحال وهذا اخالص العوام ،واما اخالص
الخواص فهو ما يجري عليهم ال بهم فتبدو منهم الطاعات وهم عنها بمعزل ،وال يقع
عليهم رؤية وال بها اعتداد فذلك اخالص الخواص .
َّللا
وقال أبو بكر الدقاق :نقصان كل مخلص في اخالصه رؤية اخالصه ،فإذا أراد ّ
تعالى ان يخلص اخالصه سقط عن إخالصه رؤيته الخالصه فيكون مخلّصا ال
مخلصا. . .
قال أبو سعيد الخراز :رياء العارفين أفضل من اخالص المريدين . . .
وقال أبو عثمان :االخالص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق . . .
الفضيل يقول :ترك العمل من اجل الناس رياء والعمل من اجل الناس شرك
َّللا منهما .
واالخالص ان يعافيك ّ
َّللا وبين العبد ال يعلم ملك فيكتبه وال شيطان فيفسده . وقال الجنيد :االخالص سر بين ّ
وال هوى فيميله . . .
َّللا :أي شيء أشد على النفس ؟ وقيل لسهل بن عبد ّ
فقال :االخالص ألنه ليس لها في نصيب. . .
يوسف بن الحسين يقول :أعز شيء في الدنيا االخالص وكم اجتهد في اسقاط الرياء
عن قلبي فكأنه ينبت عن لون آخر “ .
) ( 6يقول الجرجاني :
“ االخالص :في اللغة ترك الرياء في الطاعات ،وفي االصطالح تخليص القلب عن
شائبة الشوب المكدر لصفائه وتحقيقه ان كل شيء يتصور ان يشوبه غيره ،فإذا صفا
عن شوبه وخلص عنه يسمى خالصا . . .والفرق بين االخالص والصدق :الصدق
أصل وهو األول .واالخالص فرع وهو تابع .وفرق آخر :االخالص ال يكون اال
بعد الدخول في العمل ( “ .التعريفات مادة “ اخالص".
688
“ “ 689
الخاص
ّ صراط
- 397ال ّ
َّللا عليه وسلم
مترادف “ :صراط محمد “ صلى ّ
انظر “ الصراط المستقيم “ المعنى الثاني
بالر ّ
- 398صراط ّ
انظر “ الصراط المستقيم “ المعنى الثاني
للا
- 399صراط ّ
انظر “ الصراط المستقيم “ المعنى الثاني
- 400صراط العزيز
انظر “ الصراط المستقيم “ المعنى الثاني
صراط المستقيم
- 401ال ّ
في اللغة :
“ الصاد والراء والطاء وهو من باب االبدال . . . 1وهو الطريق “ ( معجم مقاييس
اللغة مادة “ صراط “ ) .
“ القاف والواو والميم أصالن صحيحان ،يدل أحدهما على جماعة ناس ،وربما
استعير في غيرهم ،واآلخر على انتصاب وعزم .
فاألول :القوم ،يقولون ،جمع امرئ . . .واما اآلخر فقولهم قام قياما ،
689
“ “ 690
قومت الشيء تقويما . . . المرة الواحدة ،إذا انتصب . . .ومن الباب ّ : والقومة ّ
“ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ قوم “ )
في القرآن :
) ) 1ورد لفظ “ صراط “ في القرآن بمعنى الطريق ،يكتسب تحديده من الصفة التي
ينعت بها .
صراطٍ ُم ْست َ ِّق ٍيم “[ ] 87 / 6 اجتَبَيْنا ُه ْم َو َه َديْنا ُه ْم ِّإلى ِّ
قال تعالى َ ” :و ْ
راط ْال َج ِّح ِّيم ] “[ 37 / 23 ص ِّ َّللا فَا ْهدُو ُه ْم ِّإلى ِّ قال تعالى ِّ ” :م ْن د ِّ
ُون َّ ِّ
) ) 2ورد لفظ “ الصراط “ معرفا دون نعت ،وفي هذه الحالة يشير إلى الصراط
المستقيم .
راط 2لَنا ِّكبُونَ ] “ [ 23 / 74 ص ِّ ع ِّن ال ِّ ّ قال تعالى َ ” :وإِّ َّن الَّذِّينَ ال يُؤْ ِّمنُونَ بِّ ْاآل ِّخ َرةِّ َ
) ) 3الصراط المستقيم :طريق حسي ضيق “ ارفع من الشعرة وأحد من السيف
“ يمتد يوم القيامة فوق جهنم بين موطن الحشر والجنة . . .يجتازه المؤمن بنوره الذي
يسعى بين يديه . 3
ط 4فَأَنَّى يُب ِّ
ْص ُرونَ “ . على أ َ ْعيُ ِّن ِّه ْم فَا ْستَبَقُوا ال ِّ ّ
صرا َ ط َمسْنا َ قال تعالى َ ” :ولَ ْو نَشا ُء لَ َ
[ 36 / 66 ] .
) ) 4ان “ الصراط المستقيم “ هو طريق :صفاتي في جناب الحق -معنوي سلوكي
5حيوي بالنسبة للبشر .
690
“ “ 691
سيتضح في المعنى الثاني .
****
ان تصور ابن العربي للصراط الحسي يوم القيامة تصور يزاوج بين شاعريته وموقفه
الفكري -وهو يسميه صراط الهدى .
يقول :
َّللا عليه اقدامك ،حتى أوصلك
“ . . .واعلم أن الصراط الذي إذا سلكت عليه وثبت ّ
إلى الجنة هو صراط الهدى 9الذي انشأته لنفسك في دار الدنيا من األعمال الصالحة
الظاهرة والباطنة ،فهو في هذه الدار بحكم المعنى ال يشاهد له صورة حسية ،فيمد لك
يوم القيامة جسرا محسوسا 10على متن جهنم أوله في الموقف وآخره على باب الجنة
،تعرف عندما تشاهده انه صنعتك وبناؤك ،وتعلم أنه قد كان في الدنيا ممدودا جسرا
على متن جهنم طبيعتك ( “ . . .ف . ) 32 / 3
وهكذا يتضح من النص ،ان البشر يحشرون في “ الموقف “ ،يفصلهم عن الجنة :
جهنم ،والجتيازها ال بد من “ جسر “ ( -الصراط ) ،هو اعمالهم في الدار الدنيا ،
وهكذا كلما كانت اعمالهم الخيرة كثيرة اتسع الجسر وأتاح مرورا سهال مريحا .
****
" الصراط المستقيم “ عند ابن العربي :
َّللا “ ،اي السبيل أو الطريق الموصل اليه .
هو “ صراط ّ
َّللا “ ،في نظرية
وال يخفى ما يفقده الصراط المستقيم من ذاتية صفاتية بنسبته إلى “ ّ
تقول بالوحدة :من حيث إن كل طريق أو صراط فهو مستقيم في حق سالكه . 11
للا :
( أ ) صراط ّ
وهو الصراط المستقيم [ -االستقامة المطلقة ] الذي تقدم الكالم عليه ،وهو صراط
َّللا ،يعم الشقي والسعيد . 12
عام تمشي عليه جميع “ األمور “ فيوصلها إلى ّ
691
“ “ 692
يقول ابن العربي :
َّللا ،فيدخل
َّللا :وهو الصراط العام الذي عليه تمشي األمور فيوصلها إلى ّ “ صراط ّ
َّللا فيعم الشقي والسعيد . . .
فيه كل شرع الهي وموضوع عقلي ،فهو يوصل إلى ّ
َّللا على عدد أنفاس
َّللا :ان الطرق إلى ّ
وهذا الصراط . . .هو الذي يقول فيه أهل ّ
َّللا هو الجامع لألسماء المتقابلة وغير المتقابلة ( “ . . .ف / 3
الخالئق . . . 14فان ّ
. ) 411 - 410
692
“ “ 693
فاّلل صراطه وذلك شرعه .به رباطي وبنا رباطه ،فهو صراطي َّللا ّ ،
يسلك اال في ّ
وانا صراطه . .فهو على صراط العزيز ألنه الخالق فال قدم لمخلوق فيه “ .
( ف . ) 412 - 411 / 3
عز ان يكون لمخلوق فيه سلوك وهو : يتضح بكلمة “ خالق “ ان الصراط “ العزيز “ ّ
الخلق ،وبالتالي المخلوقات هي صراط الحق في ظهوره وتجليه .
وبما ان االنسان هو أكمل مجلى ومظهر وهو المقصود من العالم ،فهو صراط
العزيز .
للا عليه وسلم : ( د ) الصراط الخاص أو صراط محمد صلى ّ
َّللا عليه وسلم الجامع لكل الشرائع -وهو القرآن . 18 هو شرع محمد صلى ّ
يقول ابن العربي :
َّللا عليه وسلم ،الذي اختص به دون “ واما الصراط الخاص وهو صراط النبي صلى ّ
َّللا المتين وشرعه الجامع ، 19 الجماعة وهو القرآن :حبل ّ
راطي ُم ْست َ ِّقيما ً فَات َّ ِّبعُوهُ َوال تَت َّ ِّبعُوا ال ُّ
سبُ َل فَتَفَ َّرقَ ِّب ُك ْم َ
ع ْن ص ِّ وهو قوله تعالى َ ”:وأ َ َّن هذا ِّ
س ِّبي ِّل ِّه “[ ] 153 / 6
َ
يعني هذا الصراط 20المضاف اليه ( “ . . .ف . ) 413 / 3
..........................................................................................
) ( 1يقول البيضاوي “ :والسراط من سرط الطعام إذا ابتلعه . . .والصراط من
قلب السين صادا ليطابق الطاء في االطباق . . .وقرأ ابن كثير [ 1 / 6 ] . . .
باألصل [ -السين ] . . .
والباقون بالصاد وهو لغة قريش . . .وجمعه سرط ككتب “ ( .أنوار التنزيل ج 1
ص.)4
) . . . ( “ ( 2عن الصراط ) عن الصراط السوي “ ( .أنوار التنزيل ج 2ص
. ) 56
) ( 3اآلية . 12 / 57كما يراجعExegese coraniqueص . 112
) ( 4انظر أنوار التنزيل ج 2ص . 153
) ( 5 ) “ ( 36 / 61إشارة . . .إلى عبادته . . .فان التوحيد سلوك بعض الطريق
المستقيم “ ( أنوار التنزيل ج 2ص ) 153
) “ ( 6اي انه على الحق والعدل ال يضيع عنده معتصم وال يفوته ظالم “ ( أنوار
التنزيل ج 1ص . ) 233
) ( 7انظر شرح اآلية أنوار التنزيل .ج 1ص . 280
) ( 8راجع “ استقامة “
) ( 9اما تسمية “ صراط الهدى “ فقد يكون من باب تسمية الشيء بسببه ،ألنه نتيجة
الهداية في الدار الدنيا ،واألرجح ان بروز هذا المصطلح في مفردات ابن العربي
يم “ ) ( 1 / 6 ط ْال ُم ْست َ ِّق َ
صرا َ يرجع إلى اآلية ”:ا ْه ِّدنَا ال ِّ ّ
َّللا ان يهدينا إياه ،هو صراط الهدى . فهذا الصراط المستقيم الذي نطلب من ّ
693
“ “ 694
) ( 10ان نشأة االنسان في الدار اآلخرة هي خالف نشأته في هذه الدار :فالباطن هنا
يتحول إلى ظاهر هناك والظاهر هنا هو باطن هناك .وحيث إن اعمال االنسان هي
باطن معنوي تتجسد في الدار اآلخرة ،وتتحول إلى جسر حي يمتد فوق جهنم .انظر
“ سوق الجنة “ .
) ( 11راجع المعنى الخاص “ لالستقامة “ عند الشيخ األكبر .
) ( 12ان هذه النظرة العامة إلى الصراط المستقيم يرجعها شيخنا األكبر إلى المنبع
ط ْال ُم ْست َ ِّق َ
يم صرا َاالثيرلديه وهو القرآن ،فقد رأى أن التنزيل العزيز في اآلية” ا ْه ِّدنَا ال ِّ ّ
“[ ] 6 / 1لم يكتف بصفة االستقامة لتخصيص النعمة ،بل جعلها عامة ولذلك اتبعها
علَ ْي ِّه ْم َو َال الض َِّّالّينَ “[ 1 / ب َضو ِّغي ِّْر ْال َم ْغ ُ
علَ ْي ِّه ْم َ ،
ت َ ط الَّذِّينَ أ َ ْنعَ ْم َ
صرا َ بقوله تعالى” ِّ
]7
يقول القونوي في نفس الموضوع في كتابه اعجاز البيان :
“ واما فصول هذه اآلية [ ] 7 / 1فهي كاألجوبة ألسئلة ربانية معنوية ،فكأن لسان
ط “[ / 6 ] : 1اي صراط تعني صرا َالربوبية يقول عند قول العبد” ا ْه ِّدنَا ال ِّ ّ
فالصراطات كثيرة وكلها لي ؟ فيقول لسان العبودية :أريد منها المستقيم .فيقول لسان
الربوبية :كلها مستقيمة من حيث اني غايتها كلها وإلي مصير من يمشي عليها جميعها
الجميعصرا َ
ط ِّ ،فأي استقامة تقصد في سؤالك ؟ فيقول لسان العبودية :أريد من بين
علَ ْي ِّه ْم .فيقول لسان الربوبية :ومن الذي لم أنعم عليه ( “ . . .ص ت َ الَّذِّينَ أ َ ْنعَ ْم َ
. ) 327
َّللا “ “ االسم الجامع “ . ) ( 13راجع “ ّ
) ( 14هذا القول ينسب شبيهه إلى أبي بكر الطمستاني الفارسي ( ت :بعد 340ه )
َّللا تعالى انظر طبقات الصوفية .السلمي ص “ : 472وقال أبو بكر :الطريق إلى ّ
بعدد الخلق “ .
) ( 15من حيث إنه إذا ارتفع التكليف ،وال يكون ذلك اال بانتهاء الحياة في هذه الدار
َّللا أو الرحمن ،الجامع لكل الدنيا ،يرتفع اثر األسماء اإللهية ويكون المآل إلى االسم ّ
المخلوقات شقيها وسعيدها ،وبذلك ينتفي الوجود العيني لصراط الرب باندراجه في
َّللا ( 16 ) “ .راجع “ رحمة “ . “ صراط ّ
) ( 17اي ان صفة “ العزيز “ هي بالنسبة لالنسان ال بالنسبة للحق .فهو صراط
عزيز على أن يكون لمخلوق فيه سلوك .
) ( 18راجع “ قرآن “
َّللا
) ( 19إشارة إلى جمعية الشريعة المحمدية لكل الشرائع من حيث جمعيته صلى ّ
عليه وسلم لكل الحقائق الظاهرة بصور األنبياء ،فهو الكلمة الجامعة .انظر “ جوامع
الكلم ( 20 ) “ .اما بخصوص “ الصراط المستقيم “ بوجوهه كافة عند ابن العربي
فليراجع : -الفتوحات ج 2ص ص ، 219 - 217ص . 222
-الفتوحات ج 3ص - 162ص ص . 413 - 410
-فصوص الحكم ج 1ص ص ، 109 - 106ص ص . 158 - 157
ج 2ص . 342 - 218 ، 157 - 119
694
“ “ 695
- 402صراط الهدى
انظر “ الصراط المستقيم “ المعنى األول .
– 403التصريف
في اللغة :
“ الصاد والراء والفاء معظم بابه يدل على رجع الشيء . . .ويقال لحدث الدّهر
يتصرف بالناس ،اي يقلّبهم ويردّدهم ّ صرف ،والجمع صروف ،ويسمى بذلك ألنه
“ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ صرف “ )
في القرآن :
ع ْن آياتِّ َ
ي ف َ ص ِّر ُ سأ َ ْ
ورد األصل “ صرف “ في القرآن بالمعنى اللغوي السابق ”َ :
آيات ِّلقَ ْو ٍم يَ ْع ِّقلُونَ “( 45
ٌ ياح
الر ِّ
يف ِّ ّ ض “( َ / 146 )” 7وت َ ْ
ص ِّر ِّ الَّذِّينَ يَت َ َكب َُّرونَ فِّي ْاأل َ ْر ِّ
)5/
عند ابن العربي :
انظر “ كرامة “ .
صعق – 404ال ّ
في اللغة :
صعق ،
“ الصاد والعين والقاف أصل واحد يدل على صلقة وشدّة صوت .من ذلك ال ّ
وهو الصوت الشديد . .ومنه الصاعقة ،وهي الوقع الشديد من الرعد .
صعاق الصوت الشديد .ومنه قولهم :صعق ،إذا مات ،كأنه اصابته
ويقال إن ال ّ
صاعقة “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ صعق “ )
695
“ “ 696
في القرآن :
ورد األصل “ صعق “
في القرآن :
ظ ْل ِّم ِّه ْم “( 4 / َّللا َج ْه َرة ً فَأ َ َخذَتْ ُه ُم ال َّ
صا ِّعقَةُ بِّ ُ - 1الصاعقة :الوقع الشديد” فَقالُوا أ َ ِّرنَا َّ َ
) 153
ضت َو َم ْن فِّي ْاأل َ ْر ِّ سماوا ِّ ص ِّعقَ َم ْن فِّي ال َّ ور فَ َ - 2صعق :مات” َونُ ِّف َخ فِّي ال ُّ
ص ِّ
) “( 39 / 68
- 3الصعق :إشارة إلى حال موسى اثر تجلي ربه للجبل .
ص ِّعقا ً “( / 143 )7 قال تعالى ” :فَلَ َّما ت َ َجلَّى َربُّهُ ِّل ْل َجبَ ِّل َجعَلَهُ َد ًّكا َوخ ََّر ُموسى َ
وتتكاثر صور التأثير في االنسان ،وتخلق بالتالي مفردات تعبر كل منها عن صورة :
كالغشية والذهاب والغيبة والسحق والمحق [ انظر السحق المحق ] وما اليه . .
والصعق أحد االشكال التي يتخذها التأثير في االنسان عند التجلي الرباني [ -التجلي
اإللهي ] ،وهو فناء يظهر على مستوى الجسد .
696
“ “ 697
صالة
- 405ال ّ
في اللغة :
“ الصاد والالم والحرف المعتل أصالن :أحدهما النار وما أشبهها من ال ّحمى ،
واآلخر جنس من العبادة .
فاما األول فقولهم ،صليت العود بالنار . . .
واما الثاني :فالصالة هي الدعاء . . .والصالة هي التي جاء بها الشرع من الركوع
َّللا تعالى :فالرحمة . . . والسجود . . .فأما الصالة من ّ
ومما شذ من الباب كلمة جاءت في الحديث :
“ ان للشيطان فخوخا ومصالى “ .قال هي االشراك ،واحدتها مصالة “ .
( معجم مقاييس اللغة مادة “ صلى “ ) .
في القرآن :
) ( 1ورد األصل “ صلى “ بالمعنيين اللغويين السابقين :
حاميَةً “( . ) 4 / 88 صلى نارا ً ِّ قال تعالى ” :ت َ ْ
ار ْال ُكبْرى “( 87 / 22 ) . قال تعالى َ ”:ويَت َ َجنَّبُ َها ْاأل َ ْشقَى ،الَّذِّي يَ ْ
صلَى النَّ َ
697
“ “ 698
*صالة الحق :رحمته لعبده ،وصالة العبد :مشاهدته الحق .
“ . . .ابن آدم صمتك عن الباطل صوم ،وكفك عن الشر صدقة ،ويأسك من الخلق
صالة ( “ . . .بلغة الغواص ق . ) 2
نالحظ من النصين السابقين ان صالة العبد تفترض انقطاعه عن الخلق ،لتتحقق
“ وصلته “ بالحق .
فالصالة عبارة عن نسبة أو “ صلة “ 3بين العبد وربه خالية من كل التفات إلى “ غير
“.4
لقد شرح ابن العربي صالة الحق وصالة الخلق من خالل فكره ،بارجاعهما إلى
الفعل :يصلي .
اسم الفاعل منه :مصل ،والمصلي هو المتأخر عن السابق في الحلبة .
ى ( األول ) .
في مقابل المجل ّ
فالحق :مصل ،والخلق :مصل ،ولكن من وجهين مختلفين .
الحق مصل :اي تأخر العلم به عن العلم بالمخلوق ،اذن تأخر علم .
الخلق مصل :اي تأخر بالرتبة عن رتبة ربه ،اذن تأخر رتبة .
َّللا تعالى . . .وهو الذي يصلي ،فوصف نفسه بالتأخر في الذكر عن ذكر
“ قال ّ
العبد ( “ . . .ف . ) 190 / 4
“ . . .فأوجب [ الحق ] على عباده التأخر عن ربوبيته ،فشرع له [ للعبد ] الصالة
698
“ “ 699
ليسميه بالمصلي :وهو المتأخر عن رتبة ربه ،ونسب الصالة اليه تعالى ليعلم ان
االمر يعطي تأخر العلم الحادث به ،عن العلم الحادث بالمخلوق ( “ . . .ف / 3
. )378
..........................................................................................
) ( 1وقد بيّن األب نويا عالقة الصالة بالمغفرة والثناء والدعاء والذكر .فليراجع
كتابه المذكور فهرس االصطالحات مادة “ صالة “ .
انظر كذلك - :نظائر القرآن الترمذي ص ص . 75 - 71
-التفسير العظيم .سهل التستري ص 14
( لصالة على ثالثة أوجه :المفروضة -الترحم -الدعاء ) .
) ( 2روى الترمذي الحديث التالي عن الحسن البصري :
َّللا عليه وسلم“ ؛
َّللا صلى ّ“ . . .عن الحسن :قال قال رسول ّ
قالت بنو إسرائيل لموسى :أيصلي ربك ؟
َّللا يا بني إسرائيل ،
قال :اتقوا ّ
َّللا اليه :انما بعثتك لتبلغني عنهم ،وتبلغهم عني ،فماذا قالوا لك ؟ فأوصى ّ
قال :قالوا :أيصلي ربك ؟
قال :فأخبرهم اني أصلي ،وان صالتي ،لتسبق رحمتي غضبي “ ( نظائر القرآن
ص . ) 74
كما يراجع الحديث الثاني رواه عن عطاء بن أبي رياح القرشي ( ت 114هـ ) .
) ( 3انها “ صلة “ ولكنها ال تتحقق اال بالصالة المفروضة المعروفة ،فابن العربي
حين يقول إن الصالة :مشاهدة المحبوب ،ال يسقط الصالة المفروضة بحجة ان كل
ما أوصل إلى مشاهدة المحبوب فهو صالة .بدليل انه استشهد الثبات ما تقدم بالصالة
المفروضة فقال “ ولذلك نهي عن االلتفات في الصالة “ ( .راجع النص األول ) .
صمت – 406ال ّ
في اللغة :
“ الصاد والميم والتاء أصل واحد يدل على إبهام واغالق .من ذلك صمت
699
“ “ 700
الرجل ،إذا سكت . . .ومنه قولهم “ . .لقيت فالنا ببلدة إصمت “ وهي القفر التي ال
أحد بها . . .ويقال “ :ما له صامت وال ناطق “ فالصامت :الذهب والفضة ،
والناطق :اإلبل والغنم والخيل ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ صمت) “ في
القرآن :
ع ْوت ُ ُمو ُه ْم أ َ ْم أ َ ْنت ُ ْم
علَ ْي ُك ْم أ َ َد َ
سوا ٌء َ
ورد األصل “ صمت “ مرة واحدة في القرآن” َ
صامتُونَ “( 7 / 193 ) . ِّ
على أن الصمت المعروف بالسكوت كثيرا ما وردت اإلشارة اليه في القرآن بنفي
ص ْوما ً فَلَ ْن أ ُ َك ِّلّ َم ْاليَ ْو َم إِّ ْن ِّسيًّا “( ) 26 / 19
من َ الكالم ”:إِّ ِّنّي نَذَ ْرتُ ِّل َّ
لر ْح ِّ
فمنابع الصمت كما ورد في أقوالهم يمكن ارجاعها إلى اربع :
صمت أدب -صمت بسبب -صمت عبادة -صمت رياضة .
-صمت عبادة :وهو صمت االنسان عندما يأخذ قوم في الغيبة والنميمة .
-صمت رياضة :وهو قول بشر بن الحارث :إذا أعجبك الكالم فاصمت ،وإذا
أعجبك الصمت فتكلم .
وال يكاد يخرج ابن العربي عن قواعد الصمت الموضوعة قبله ،وعن كون الصمت
أحد أركان الطريق ،كما ربعّها المكي في قوت القلوب ( الصمت -السهر -العزلة -
الجوع ).
700
“ “ 701
يقول ابن العربي :
“ فاجعل [ الداخل في هذه الطريقة ] منها [ االعمال ] أربعة في ظاهرك ،وخمسة في
باطنك .فالتي في ظاهرك :الجوع -والسهر -والصمت -والعزلة .
فأثنان فاعالن -وهما الجوع والعزلة .واثنان منفعالن ،وهما السهر والصمت .
واعني بالصمت ترك كالم الناس ،واالشتغال بذكر القلب ،ونطق النفس عن نطق
َّللا عليه ،مثل قراءة أم القرآن . . .وما شرع من التسبيح
اللسان ،اال فيما أوجب ّ
واألذكار ( “ . . .ف السفر الرابع فق . ) 343
“ واما الصمت ،فهو ان ال يتكلم مع مخلوق من الوحوش والحشرات التي لزمته في
سياحته ،أو في موضع عزلته . .واما صمته في نفسه عن حديث نفسه :فال يحدّث
عود نفسه بحديث نفسه ،حال بينه َّللا . . .وإذا ّ
نفسه بشيء ،مما يرجو تحصيله من ّ
َّللا في قلبه ،فان القلب ال يتسع للحديث والذكر معا ( “ . . .ف السفر وبين ذكر ّ
الرابع فق فق 351أوب ) .
..........................................................................................
) ( 1نص القشيري ص ص : 59 - 57
“ والصمت سالمة وهو األصل وعليه ندامة إذا ورد عنه الزجر ،فالواجب ان يعتبر
فيه الشرع واالمر والنهي ،والسكوت في وقته صفة الرجل كما أن النطق في موضعه
من أشرف الخصال . .
سمعت األستاذ ابا علي الدقاق يقول من سكت عن الحق فهو شيطان اخرس ،
والصمت من آداب الحضرة ( . . .والسكوت على قسمين ) سكوت بالظاهر وسكوت
بالقلب والضمائر ،فالمتوكل يسكت بقلبه عن تقاضي االرزاق والعارف يسكت قلبه
مقابلة للحكم بنعت الوفاق ،فهذا بجميل صنعه واثق وهذا بجميع حكمه قانع ،وفي
معناه قالوا :تجري عليك صروفه وهموم سرك مطرقة . . .
. . .فاما ايثار أرباب المجاهدة السكوت فلما علموا ما في الكالم من اآلفات ،ثم ما فيه
من حفظ النفس وإظهار صفات المدح والميل . . .وذلك نعت أرباب الرياضة ،وهو
أحد أركانهم في حكم المنازلة وتهذيب الخلق . . .بشر بن الحارث يقول إذا أعجبك
الصدق فاصمت وإذا أعجبك الصمت فتكلم ،
َّللا ال يصح الحد الصمت حتى يلزم نفسه الخلوة وال تصح له التوبة وقال سهل بن عبد ّ
حتى يلزم نفسه الصمت ،وقال أبو بكر الفارسي من لم يكن الصمت وطنه فهو في
الفضول وان كان صامتا ،والصمت ليس بمخصوص على اللسان لكنه على القلب
والجوارح كلها . . .
ممشاد الدينوري يقول :الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت والتفكير .وسئل أبو بكر
الفارسي عن صمت السر فقال :ترك اشتغال بالماضي والمستقبل . . .
وقال ابن مسعود :ما من شيء بطول السجن أحق من اللسان . . .
وقيل إن ابا حمزة البغدادي كان حسن الكالم فهتف به هاتف :تكلمت فأحسنت
701
“ “ 702
بقي ان تسكت فتحسن ،فما تكلم بعد ذلك حتى مات ،ومات قريبا من هذه الحالة على
رأس أسبوع أو أقل أو أكثر . . .
وسئل أبو حفص اي الحالين للولي أفضل الصمت أو النطق ،فقال لو علم الناطق ما
َّللا
آفة النطق لصمت ان استطاع عمر نوح ،ولو علم الصامت ما آفة الصمت لسأل ّ
تعالى ضعفي عمر نوح حتى ينطق .
وقيل صمت العوام بألسنتهم وصمت العارفين بقلوبهم وصمت المحبين من خواطر
اسرارهم “ ..
صورة – 407ال ّ
في اللغة :
“ الصاد والواو والراء كلمات كثيرة متباينة األصول . . .ومما ينقاس منه قولهم
صور يصور ،إذا مال . . .وسوى ذلك فكل كلمة منفردة بنفسها .من ذلك الصورة
وَّللا تعالى الباريء
صورة كل مخلوق ،والجمع صور ،وهي هيئة خلقته ّ .
المصور ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ صور “ ) .
في القرآن :
) ( 1صورة االنسان :هيئة خلقته .
ْف يَشا ُء “( . ) 6 / 3حام َكي َ قال تعالى ُ ”:ه َو الَّذِّي يُ َ
ص ّ ِّو ُر ُك ْم فِّي ْاأل َ ْر ِّ
ورةٍ ما شا َء َر َّكبَ َك “( 82 / 8 ) . ص َ قال تعالى ” :فِّي أ َ ّ
ي ِّ ُ
ئ ْال ُم َ
ص ّ ِّو ُر “( . ) 24 / 59 َّللاُ ْالخا ِّل ُق ْال ِّ
بار ُ َّللا ُ ”.ه َو َّ) ( 2المصور ّ -
عند ابن العربي :
*استعمل ابن العربي ثالث عبارات تتضمن لفظ “ صورة “
-صورة ( مفردة ،مضافة ) [ بشكل عام تتخذ معناها الخاص من اضافاتها ] .
-صورة الحق [ وهي ترد عنده في أكثر األحيان معرفة دون إضافة :
الصورة ] .
-صورة العالم .
وسنتعرض لكل منها باختصار على أن نفرد النقاط الباقية لمضمون “ صورة الحق
“ فقط .
( أ ) -صورة [ مفردة -مضافة ].
702
“ “ 703
سار ابن العربي على الخط االرسطي في التفريق بين الصورة والهيولي ،أو الجسم
والروح في االنسان الواحد ،ولكنه توغل بها ولم يحصرها باالنسان بل عممها على
مستويات الوجود كافة :العالم ،الحق ،الخلق ،المعاني . . .
فكانت الصورة :وجودا عينيا للشيء في مقابل حقيقته وماهيته ،أو مظهرا له في
مقابل الباطن .
يقول :
) “ ( 1ثم أوجد [ الحق ] في هذا العماء 1جميع صور العالم الذي قال فيه انه هالك ،
يعني من حيث صورة [ الصورة ] “ اال وجهه] “[ 18 / 88
،يعني اال من حقيقته فإنه غير هالك ،فالهاء في وجهه تعود على الشيء . . .
ومثال ذلك . . .ان صورة االنسان إذا هلكت ولم يبق لها في الوجود اثر لم تهلك
حقيقته التي يميزها الحد ،وهي عين الحد له .
فنقول :االنسان حيوان ناطق . . .فان هذه الحقيقة ال تزال له ،وان لم تكن له صورة
في الوجود “ ( . . .ف . ) 420 / 3
ق ] “[ 41 / 53وهو ما خرج عنك” َوفِّي أ َ ْنفُ ِّس ِّه ْم سنُ ِّري ِّه ْم آياتِّنا فِّي ْاآلفا ِّ
وقال تعالى َ “ :
“[ ] 53 / 41
وهو عينك َ ”،حتَّى يَتَبَيَّنَ لَ ُه ْم “اي للناظر” أَنَّهُ ْال َح ُّق “من حيث إنك صورته .وهو
روحك .فأنت له كالصورة الجسمية لك .
وهو لك كالروح المدبر .لصورة جسدك “ ( فصوص . ) 69 / 1
) “( 2فكانت صورة القاء موسى في التابوت ،والقاء التابوت 2في اليم صورة هالك
وفي الباطن كانت نجاة له من القتل “ ( .فصوص . ) 199 / 1
703
“ “ 704
704
“ “ 705
يقول ابن العربي :
( أ ) “ . . .وانما هي [ الصورة ] للنفس الكاملة كنفوس األنبياء ومن كمل من الناس
“ ( .ف . ) 195 / 2
“ االنسان . . .بما هو انسان هو قابل للصورة ،إذا اعطيها لم يمتنع من قبولها . . .
الخليفة وهو صاحب الصورة ( “ . . .ف . ) 85 / 4
َّللا خلق آدم على صورته بالنشأة من اجل اليدين
( ب ) “ قال ،عليه السالم “ :ان ّ
وجعله بالخالفة على صورته ،وهي المنزلة “ ( ختم األولياء .الهامش ص . ) 208
“ . . .فهو انسان من حيث الصورة ومنها يتصرف في المراتب كلها . . .
فبالصورة نال الخالفة والتصريف واسم االنسانية ( “ . . .ف . ) 643 / 2
“ . . .ولما كان استناده [ الحادث ] إلى من ظهر عنه لذاته ،اقتضى ان يكون على
صورته فيما ينسب اليه من كل شيء من اسم وصفة ما عدا الوجوب الذاتي فان ذلك ال
يصح في الحادث ( “ . . .فصوص .) 53 / 1
705
“ “ 706
( ب ) “ اعلم أن المثلية الواردة في القرآن لغوية ال عقلية ،الن المثلية العقلية تستحيل
َّللا -تعالى .زيد األسد شدة ،زيد زهير شعرا ،إذا وصفت موجودا بصفة أو على ّ
صفتين ثم وصفت غيره بتلك الصفة ،وان كان بينهما تباين من جهة حقائق آخر ،
ولكنهما مشتركان في روح تلك الصفة ومعناها :فكل واحد منهما على صورة اآلخر
في تلك الصفة خاصة “ .
( الفتوحات السفر الثاني الفقرة . ) 123
****
لقد استعمل ابن العربي جملة تمثيالت لتفسير نشوء الكثرة عن الوحدة ( ظالل ،مرايا
،صور ، ) . . .فكل ما سوى الحق هو صورة له ،وتتفاضل الصور نظرا الستعداد
المحل المنظور به ،من حيث إن كل موجود يظهر بصورة الحق التي تقتضيها عينه
الثابتة . . . 8اذن “ الصور “ هي مبدأ الكثرة والتفاضل في الوحدة الوجودية .
فالوجود المطلق ( الحق ) يتجلى فيما ال يتناهى عدده من الصور ،التي ال تقوم بذاتها
بل تفتقر في وجودها إلى الحق مع األنفاس . 9
( ب ) “ الشخص وان كان واحدا فال تقل له ظل واحد وال صورة واحدة . . .
فعلى عدد ما يقابله من األنوار يظهر للشخص ظالالت ،وعلى عدد المراي تظهر له
صور ،فهو واحد في ذاته متكثر من حيث تجليه في الصور ،أو ظالالته في األنوار
فهي المتعددة ال هو ،وليست الصور غيره “ ( كتاب التراجم ص . ) 31
706
“ “ 707
“ المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق 10فيه أكثر مما تظهر في غيره .فمنا من
يكون الحق سمعه وبصره وجميع قواه ( “ . . .فصوص . ) 104 / 1
..........................................................................................
) ( 1راجع “ عماء “ ) ( 2راجع “ تابوت “
َّللا من حيث ذاته ،بل الحق َّللا “ ال يقصد بها ّ
“ ) ( 3صورة الحق “ أو “ صورة ّ
كما هو في االعتقادات .
يقول ابن العربي :
َّللا لما خلق آدم على صورته علمنا أن الصورة هنا في الضمير العائد على “ واعلم أن ّ
َّللا الذي يخلقه االنسان في نفسه من نظره أو توهمه . . . َّللا انها :صورة االعتقاد في ّ ّ
“ ( ف . ) 212 / 4
راجع اله “ المعتقدات “
) ( 5انظر “ يدين “ . ) ( 4انظر “ خالفة “
) ( 7يقول الغزالي في معنى الحديث الوارد “ :الصورة اسم مشترك قد يطلق على
ترتيب االشكال ،ووضع بعضها من بعض واختالف تركيبها وهي الصورة
المحسوسة .وقد يطلق على ترتيب المعاني التي ليست محسوسه بل للمعاني ترتيب
أيضا وتركيب وتناسب ويسمى ذلك صورة ،فيقال صورة المسئلة كذا وكذا وصورة
الواقعة . . .والمراد بالتسوية في هذه الصورة هي الصورة المعنوية واإلشارة به إلى
المضاهاة “ .
( المضنون الصغير بهامش االنسان الكامل ج 2ص . ) 96
707
“ “ 708
708
“ “ 709
- 409صورة العالم
انظر “ صورة “ المعنى األول الفقرة( 3 ) .
709
“ 710 “
710
“ “ 711
حرف ض
ض
711
“ 712 “
712
“ “ 713
- 410المضجع
المضجع 1هو المخدع
انظر “ مخدع “
..........................................................................................
) ( 1ورد اللفظ في إشارات القرآن ابن العربي ورقة . 52
ضالل - 411ال ّ
الضالل عند ابن العربي يرادف “ الحيرة “
انظر “ حيرة “ 1
..........................................................................................
) ( 1كما يراجع الفتوحات ج 4ص 335 ، 279 ، 150 ، 106
- 412ضالل الهدى
ضالل الهدى هو “ الحيرة المحمودة “ عند الشيخ األكبر
انظر “ حيرة ".
للا
- 413ضيف ّ
في اللغة :
“ الضاد والياء والفاء أصل واحد صحيح ،يدل على ميل الشيء إلى الشيء .
713
“ “ 714
وضافت الشمس تضيف :مالت ،وكذلك تضيّفت ،إذا مالت للغروب . . .
تعرضت له ليضيفني ،وأضفّته :أنزلته الرجل ّ : والضيّف من هذا ،يقال ضفت ّ
علي . . .والضيف يكون واحدا وجمعا .
ويقال أيضا أضياف وضيفان ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ ضيف “ ) .
في القرآن :
ورد األصل “ ضيف “ في القرآن بمعنى نزل على مضيفه ضيفا ،وهو واحد أو
جمع .
يم ْال ُم ْك َر ِّمينَ ] “[ 51 / 24
ْف إِّبْرا ِّه َ
ضي ِِّّيث َ تاك َحد ُ قال تعالى ”:ه َْل أ َ َ
ض ِّيّفُو ُهما “[ . ] 77 / 18 ”قال تعالى :ا ْست َ ْ
طعَما أ َ ْهلَها فَأَبَ ْوا أ َ ْن يُ َ
َّللا فهذا لم يرد في التنزيل . اما نسبة “ الضيف “ إلى ّ
714
“ “ 715
في ديواني الخليع وأبي نواس ،وان الرواة الذين ينسبونها اليهما متأخرون عنه
ويكرهونه . . .
وكذلك يذكر ابن العربي األبيات األربعة في رسالة االنتصار على لسان الحالج ،
ويتبين من هذا كله ان الرواة يذكرون ان الحالج انما انشد هذه األبيات قبيل مصرعه ،
دون اإلشارة إلى أنها من نظمه ،ونحن نعلم أن المتصوفين جرت عاداتهم على التمثل
بأبيات الشعراء اآلخرين ،وتحميلها المعاني التي تجول في خواطرهم وتوائم
أحوالهم .ونحن نقدر صدق تمثل الحالج بهذه األبيات وعمق مأساته ولكنا نميل مع
ذلك إلى نسبة األبيات للخليع مع انشاد الحالج لها يوم قتل .
جاء في محاضرات األدباء للراغب األصبهاني “ :قال الحسين بن خليع نادمت يوما
إبراهيم بن المهدي فسكر وعربد علي ،فدعا بالنطع والسيف فتكلم في أصحابه فتجافى
عني ثم تأخرت عنه ،فدعاني فكتبت اليه ( األبيات ) فدعاني وأرضاني .
ثم كان المأمون يضاحك إبراهيم بهذه األبيات ويولع بها “ هذا وإبراهيم بن المهدي
أخو هارون الرشيد اسود حالك اللون عظيم الجثة ،بليغ شاعر مشهور بالعربدة يلقب
بالتنين .
قال أبو يوسف القزويني في كتابه “ اخبار الحالج “ :وقد ظن قوم ان هذه األبيات
للحالج وانما هي ألبي نواس كان ينادم األمين إلى آخر القصة . .
“ قال حمزة االصفهاني في مقدمة ديوان أبي نواس :بل هذه األبيات هي للحسين بن
الضحاك الخليع الباهلي كان ينادم إبراهيم بن المهدي “ .
هذا وقد مات أبو نواس سنة 198هـ والحسين بن الضحاك سنة 250هـ وإبراهيم بن
المهدي سنة . 224
فاسلوب األبيات الرمزي يختلف عن أسلوب الحالج المجرد ،ولفظ التنين الذي هو
لقب إلبراهيم بن المهدي الصق انطباقا عليه في هذه األبيات ،وان كان تمثل الحالج
بهذا الشعر يعطيه روعة كروعة الطلسم “ ( .دراسات فنية في األدب العربي ص ص
. ) 332 - 330
هذا ويذكر الدكتور اليافي بعض األبيات من ديوان الحالج الذي جمعه ماسينيون ويؤكد
نسبتها إلى غيره .مثال القصيدة التي مطلعها :
سكنت قلبي وفيه منك اسرار *** فليهنك الدار بل فليهنك الجار
فهي للبهاء زهير المتوفي سنة 656هـ.
فليراجع بشأن هذه األبيات :
-د .كامل الشيبي :شرح ديوان الحالج ص 351م 357 -م مع الهامش رقم 29
( ونالحظ وجود المعلومات نفسها في كتاب الدكتور اليافي المتقدم ذكره والمنشور عام
) 1963حيث يورد كافة المصادر األدبية والصوفية والتاريخية التي اهتمت بهذه
األبيات .
-ديوان الحالج نشر كامل الشيبي ص . 82
-اخبار الحالج .ماسينيون ص ( 35األصول الكثيرة التي نشرت هذه األبيات )
-رسالة االنتصار ابن العربي ص ص 18 - 14حيث شرح هذه األبيات من خالل
موقفه .
715
“ “ 716
716
“ “ 717
حرف الطاء
ط
717
“ 718 “
718
“ “ 719
- 414طرح الرقاع
في اللغة :
“ الراء والقاف والعين أصل يد ّل على س ّد خلل لشيء .يقال رقعت الثوب رقعا .
والخرقة رقعة .فأما قولهم لواهي العقل :رقيع ،فكأنه قد رقع ،ألنه ال يرقع اال
الواهي الخلق ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ رقع “ ).
في القرآن :
غير واردة عند ابن العربي :
تفاوت الصوفية في آدابهم في الملبس فمنهم من اتخذ المرقعات ،ومنهم من لبس الخز
َّللا في
واللين 1على أن ابن العربي لم يشجع ظاهرة المرقعات ،بل حصرها باهل ّ
موتاتهم األربع .
يقول :
“ والطائفة تسمى الجوع ،في “ الموتات األربع “ :
َّللا اربع موتات :
الموت األبيض ،وهو مناسب للضياء ،فان ألهل ّ
موت ابيض وهو الجوع ،
وموت احمر ،وهو مخالفة النفس في هواها .
وموت اخضر وهو طرح الرقاع في اللباس ،بعضها على بعض
وموت أسود وهو تحمل أذى الخلق بل مطلق األذى
وإنما سميت لبس المرقعات موتا أخضر ألن حالته حالة األرض في اختالف النبات
فيه واألزهار فأشبه اختالف الرقاع
وأما الموت األسود الحتمال األذى فإن في ذلك غم النفس والغم ظلمة النفس والظلمة
تشبه في األلوان السواد
والموت األحمر مخالفة النفس شبيه بحمرة الدم فإنه من خالف هواه فقد ذبح نفسه “ .
( ف السفر الرابع فق . ) 18
..........................................................................................
) ( 1يذكر “ الطوسي “ آداب الصوفية في اللباس في كتابه اللمع ص 294 - 248
حيث يظهر اختالفهم :
َّللا تعالى :انه لبس قميصا ابيض ،يعني “ حكى عن أبي سليمان الداراني رحمه ّ
غسيال ،فقال له احمد :لو لبست قميصا أجود من هذا . . .
فقال له :يا أحمد ،ليت قلبي في القلوب مثل قميصي في الثياب . . .
َّللا تعالى ،وعليهم المرقعات ، ودخل جماعة على بشر بن الحارث رحمه ّ
َّللا وال تظهروا هذا الزي ،فإنكم تعرفون به فقال لهم بشر :يا قوم ،اتقوا ّ
719
“ “ 720
وتكرمون له ،فسكتوا كلهم . . .فقام شاب من بينهم فقال :الحمد ّّلل الذي جعلنا ّ
ممن
وَّللا لنظهرن هذا الزي حتى يكون الدين كله ّّلل . . .فقال له
يعرف به ويكرم له ّ ،
بشر :
أحسنت يا غالم مثلك من يلبس المرقعة . . .
َّللا ،كان يلبس قميصا ّ
خزا وثيابا . . .ويقال إن ابا حفص النيسابوري ،رحمه ّ
َّللا تعالى :وآداب الفقراء في اللباس ،ان
فاخرة . . .قال الشيخ [ الطوسي ] رحمه ّ
يكونوا مع الوقت ،إذا وجدوا الصوف أو اللبد أو المرقعة لبسو ،وإذا وجدوا غير ذلك
لبسوا ،والفقير الصادق أيش ما لبس يحسن عليه . . .وال يتكلف وال يختار “ .
– 415طريق
في اللغة :
“ الطاء والراء والقاف أربعة أصول :
أحدها :االتيان مساء .
ضرب . والثاني :ال ّ
والثالث :جنس من استرخاء الشيء .
والرابع :خصف شيء على شيء .
الطروق . . . فاألول ّ :
قالوا :ورجل طرقة ،إذا كان يسري حتى يطرق أهله ليال . . .تسميتهم النجم طارقا
يتورد .ويجوز ان يكون ّ الطريق ،ألنه وَّللا اعلم ّ : ،ألنه يطلع ليال . .ومن الباب ّ ،
من أصل آخر ،وهو الذي ذكرناه من خصف الشيء فوق الشيء ( “ . . .معجم
مقاييس اللغة ،مادة “ طرق “ ) .
في القرآن :
ب “( 86 / 2 ) . ار ُق .النَّ ْج ُم الثَّاقِّ ُ راك َما َّ
الط ِّ - 1الطارق :النجم” َوما أ َ ْد َ
- 2الطريق .مجازا بمعنى السلوك .
ق ُم ْست َ ِّق ٍيم“ ( / 46 ق َو ِّإلى َ
ط ِّري ٍ ص ّدِّقا ً ِّلما بَيْنَ يَ َد ْي ِّه يَ ْهدِّي ِّإلَى ْال َح ّ ِّ
قال تعالى ُ ” :م َ
.)30
عند ابن العربي :
َّللا “ .لذلك كان ان لفظ “ طريق “ في التصوف يختصر جملة “ الطريق إلى ّ
720
“ “ 721
من الشمول بحيث تندرج تحته التجربة الصوفية بكاملها .ابتداء من تنبه القلب من
غفلته . .مرورا بمجاهدة النفس ورياضتها ،وصوال إلى النشاط الروحي وتفتح
فعاليته .
ويخلق وينمو من داخل هذا النشاط الروحي جملة مصطلحات تشكل مفردات التصوف
العملي .ومن الممكن التوقف عند أهم مفاتيحها ،لنكون فكرة عن التجربة الصوفية
من داخل .
التسليك :
الصوفي في ارادته الوصول إلى “ الحضرة اإللهية “ يضع قدمه على اعتاب تجربة
جوانية ،تتطلب شمول الوعي والدراية للنفس االنسانية في غرائزها ونزواتها ،
جموحها وقهرها .وال يخفى ما للنفس من سلطان يظهر بوجوه مختلفة ،تتدرج في
المكر من الضعف إلى قمة القوة .
لذلك كان فيه متخصصون مرشدون مهمتهم توصيل “ الصوفي الذي أراد الوصول “ ،
وتأهيله ألدب “ الحضرة اإللهية “ .
فالتسليك هو هذه العملية التي يتولى فيها “ المرشد “ أو “ الشيخ “ مهمة توصيل
“ الفرد “ أو “ المريد “ ،إلى “ الحضرة اإللهية “ .
والتسليك بنظرة أخرى ،هو تربية االنسان الروحية الذهنية كما تظهر على مستوى
السلوك النفسي .
“ فالنفس “ أسهل “ المداخل “ لجوانية االنسان كما انها من ناحية ثانية ،أقرب تعبير
عن هذه الجوانية .
لذلك برز اهتمام الصوفية باألحالم والرؤى كمؤشرات ومفاتيح العماق النفس ،وعلى
أساسها يتدرج التسليك .
والتسليك ،بلغة عصرية ،هو “ تدريس “ على المستوى العملي يتمتع بكل ما للتدريس
من مناهج وثوابت ،لذلك تعددت الطرق الصوفية .
فكل طريقة لها منهجها وثوابتها .
َّللا .
سواء فيما يتعلق “ بالمريد “ أو بالمراحل نفسها للطريق إلى ّ
هذه المراحل التي يسميها الصوفية :األحوال والمقامات.
721
“ “ 722
فاألحوال والمقامات في السلوك الصوفي خاضعة لثوابت معينة ،إذ يرى الصوفية ان
كل “ عمل “ يقوم به المريد من الفرائض والنوافل أو المجاهدات والرياضات ،له
“حال “ و “ مقام “ واستنادا إلى أن كل “ عمل “ له “ حال “ و “ مقام “ اخذ السلوك
من تحكمه “ باالعمال “ يخطو نحو منهجية شبه علمية .
ويقسم هذا السلوك كالتدريس تماما [ ابتدائي -تكميلي -ثانوي -جامعي ] إلى مراحل
،ولكل مرحلة مرشد متخصص .فمرشد أو شيخ البدايات ال يستطيع ان يتابع مع
مريد انهى هذه المرحلة ،بل يحيله إلى مرشد أو شيخ أعلى وهكذا . . .
ولذلك تتعدد النصوص الصوفية التي يذكر فيها صوفي مشهور [ كالشاذلي -
َّللا تعالى . . .
والرفاعي -وابن العربي ] شيوخه إلى ّ
ويؤكد ما ذهبنا اليه ،تعدد أنواع اإلجازات للمشايخ . . .
فكل “ شيخ “ عنده إجازة تحدد امكاناته ،فمنهم المجاز “ باعطاء العهد “ ومنهم
المجاز بتسليم زاوية وما إلى ذلك .
حتى نصل إلى أعلى المشايخ وهو الشيخ صاحب منهج التسليك نفسه [ الرفاعي –
الشاذلي – القادري ، ] . .وهذا األخير ال تنص عليه اإلجازة بل يدخل حلقة في
مشايخ “ السلسلة “ ،وهي تبدأ من الرسول إلى “ الشيخ “ صاحب المنهج ثم تنتشر بين
مريديه واتباعه على شكل إجازات .
ولم يهتم الصوفية ،قبل القرن السابع الهجري بتدوين مصنفات في “ السلوك “ ،بل
دونوا في الفكر الصوفي وعاشوا وفقا للسلوك الصوفي .ولم تتعدد المؤلفات في
ّ
التصوف العملي والسلوك اال بعد القرن السادس – السابع الهجري ،حيث دخل
التصوف مرحلة التربية الصوفية ومناهج التسليك . . .فكثر مريد والصوفية وق ّل
مفكروها .
722
“ “ 723
دفع مضرة ] وخلق غير متعد [ إلى الغير :كالتوكل ] ،وخلق مشترك . . .
واما الحقائق فعلى أربعة :
حقائق ترجع إلى الذات المقدسة ،
وحقائق ترجع إلى الصفات المنزهة . . .
وحقائق ترجع إلى األفعال. . .
وحقائق ترجع إلى المفعوالت . . .
وجميع ما ذكرناه يسمى األحوال والمقامات “ ( . . .ف السفر األول فق - 88
. ) 96
- 2منهجية السلوك :
“ فإن لكل عمل من هذه االعمال الرياضية والمجاهدات له نتائج مخصوصة .
لكل عمل :حال ومقام “ ( ف السفر الرابع فق . ) 162
فالوصول إلى معرفة الحق في المنهج الصوفي قائم على سلوك معين ،يبدأ باإلرادة
الذاتية للفرد [ الذي يريد الوصول ] ،مرورا بتقنية معينة على مستوى اإلرادة
[ تحرير اإلرادة من النفس وسلطانها بتسليمها إلى الغير -المجاهدات والرياضات ] ،
وصوال إلى أدب الحضرة اإللهية [ يصبح “ المريد “ مؤهال للتلقي ] .
وهنا ينتهي عمل االنسان إذ يستطيع ان يكتسب اإللهية ،اما التلقي ،فهو من الحق .2
723
“ “ 724
وقد كان السلوك حتى هذه المرحلة واحدا ينطبق على الجميع ،فالرياضات
والمجاهدات التي أكسبت المريد األحوال والمقامات يمارسها جميع المريدين .ولكن
رغم السلوك الواحد تظهر شخصيات صوفية مميزة كالشاذلي وابن العربي وغيره .
الثاني :ان تسليم اإلرادة إلى الغير في السلوك الصوفي ،ال يؤثر سلبيا على شخصية
المريد .فها هي تظهر في ذاتيتها وتميزها بعد المجاهدة والرياضة .
تفنن الصوفية في التمييز بين لفظي “ المريد “ و “ المراد “ عند اطالقهما على
السالك . 3
فالمريد كما سبق الكالم عليه هو من أراد السلوك ابتداء [ في مقابل “ المراد “ هنا هو
الحق ] .
اما “ المراد “ فيطلق على السالك عندما يكون موضوع إرادة الحق [ في مقابل
“ المريد “ هنا هو الحق ] ،فهو منجذب إلى الحق الذي اراده .
وال يخفي أهمية هذا االنجذاب في موقف قائم على العطاء اإللهي .
724
“ “ 725
725
“ “ 726
المجاهدة :حمل النفس على المشاق البدنية ومخالفة الهوى على كل حال . . .
“ ( االصطالحات ص . ) 290
- 3الرياضة والمجاهدة تالزم المريد إلى حين الموت :
“ ثم إن هذه المقامات منها ما يتصف به االنسان في الدنيا واآلخرة :
كالمشاهدة والجالل والجمال واالنس والهيبة والبسط . . .ومنها ،ما يتصف به العبد
إلى حين موته :كالزهد والتوبة والورع والمجاهدة والرياضة 7والتخلي والتحلي ،
على طريق القربة ( “ . . .ف السفر األول -فق . ) 98
****
الخوف والرجاء :
تتدرج التجربة الصوفية في مجاهداتها ورياضاتها بين حدين :الخوف والرجاء [ طبعا
َّللا ] .وهما مطلوبان لتكاملهما 8وليس لتقابلهما .
َّللا ورجاء ّ
الخوف من ّ
ألن الخوف يقابله “ االمن “ والرجاء يقابله “ اليأس “ .
فالمريد في “ االمن “ تستقر نفسه وتستكين فتفارق المجاهدة والرياضة .
فمن ناحية ثانية ضرورية يظهر “ الخوف “ كمنبه لحال “ االمن “ وباعث ومحرك
للمجاهدة .
ومهما كبر “ الخوف “ ال يجب ان يصل درجة “ اليأس “ ألنه “ كاالمن “ تماما ركود
وجمود .لذلك يتدخل “ الرجاء “ ليوازن بين الخوف واليأس .
726
“ “ 727
يقول ابن العربي :
“ فإن المؤمن من استوى خوفه ورجاؤه ( “ . . .ف السفر السادس فق . ) 44
“ الخوف وهو عذاب نفسي ال حسي “ ( ف السفر الثالث فق . ) 52
727
“ “ 728
َّللا ان يراك حيث نهاك ،أو يفقدك حيث أمرك .واما “ فأما الفرض ،فالحياء من ّ
فاّلل أولى ان تستحي منه
َّللا ان تكشف عورتك في خلوتك ّ ، السنة منه ،فالحياء من ّ
“ ( ف -السفر الخامس -فق . ) 203
- 3الحياء يعم األعضاء :
َّللا ان
َّللا .كذلك يلزمه الحياء من ّ
“ فكما انه من الحياء غض البصر عن محارم ّ
يسمع ما ال يحل له سماعه ،من غيبة ( “ . . .ف -السفر الخامس -فق . ) 206
صرفه في بصره “ .
يصرف حياءه في سمعه كما ّ ّ “ فاألولى باالنسان ان
( ف -السفر الخامس فق . ) 205
****
الرضا :
َّللا 14وانلم يختلف الصوفية على ضرورة الرضا وأهميته في السلوك والسير إلى ّ
كان اختالفهم في الجزئيات :هل الرضا حال أم مقام ؟
هل الرضا يسبق القضاء أم يلحقه ؟
هل الرضا يفترض ان يشمل القضاء والمقضي به معا ؟
وهكذا . . .15
728
“ “ 729
فالرضاء يرتبط بالقضاء من ناحية ،وطاقة الفرد على الصبر عليه وبالتالي الرضاء
فاّلل :عادل
به .ومن ناحية ثانية يرتبط الرضا بحقيقة وجدّية االيمان بالعدل اإللهي ّ ،
في قضائه في كل األحوال .
729
“ “ 730
المشايخ قالوا اإلرادة ترك ما عليه العادة . . .فأما حقيقتها فهي نهوض القلب في طلب
الحق سبحانه ولهذا يقال إنها لوعة تهون كل روعة . . .ممشاد الدينوري أنه قال مذ
علمت أن أحوال الفقراء جد كلها لم امازح فقيرا . . .فهو [ المريد ] في الظاهر . . .
فارق الفراش والزم االنكماش وتحمل المصاعب وركب المتاعب ،وعالج األخالق
ومارس المشاق وعانق األهوال وفارق االشكال . . .الكتاني يقول :من حكم المريد
ان يكون فيه ثالثة أشياء نومه غلبة واكله فاقة وكالمه ضرورة . . .وقال الواسطي
أول مقام المريد إرادة الحق باسقاط ارادته “ ( الرسالة القشيرية ص . ) 93 - 92
730
“ “ 731
حقائق عن التصوف .عبد القادر عيسى .ص . 129 - 112
وقد عرف المؤلف المجاهدة نقال عن الراغب االصفهاني مادة جهد ص 101في
كتابه المفردات في غريب القرآن .
بقوله “ :الجهاد والمجاهدة ،استفراغ الوسع في مدافعة العدو .والجهاد ثالثة
اضرب :مجاهدة العدو الظاهر .ومجاهدة الشيطان ،ومجاهدة النفس . . “ .
ويجدر مراجعة فصل “ مجاهدة النفس وتزكيتها “ في كتاب “ حقائق عن التصوف
“ المذكور هنا ،نظرا لشموليته :دليل المجاهدة من الكتاب والسنة -حكمها -قابلية
صفات النفس للتغيير -طريقة المجاهدة -أقوال العارفين والمربين والمرشدين في
المجاهدة -رد الشبهات حول المجاهدة . . .
كتاب المسائل في اعمال القلوب والجوارح ،المحاسبي .ص . 132 - 127
-----
) ( 5انظر نص الحكيم الترمذي في “ كتاب الرياضة وأدب النفس “ ص 99
) ( 6المرجع السابق الصفحة نفسها .
) ( 7كما يراجع بشأن رياضة ومجاهدة عند ابن العربي
-الفتوحات السفر الثاني فقرة ( 139مجاهدة بغير همة )
السفر الثالث فقرة ( 1 - 115نار المجاهدة -جنة المشاهدة )
السفر الرابع فق ( 162رياضة ) فق ( 386أهل الرياضات ) .
السفر الخامس فق ( 522االخذ للعلم بالمجاهدة )
) ( 8يقول الجنيد في اللمع ص : 420
َّللا في معنى “ القبض “ و “ البسط “ :يعني الخوف والرجاء . “ قال الجنيد رحمه ّ
فالرجاء يبسط إلى الطاعة ،والخوف يقبض على المعصية “ .
) ( 9ننقل بعض نصوص الصوفية لنتلمس نبض تجربتهم الحية في خوفهم
َّللا تعالى اما في الدنيا
َّللا تعالى هو ان يخاف ان يعاقبه ّ ورجائهم . . " :والخوف من ّ
َّللا سبحانه على العباد ان يخافوه فقال تعالى :وخافون واما في اآلخرة ،وقد فرض ّ
ان كنتم مؤمنين . . .سمعت األستاذ ابا علي الدقاق يقول الخوف على مراتب :
َّللا تعالى :
الخوف ،الخشية ،والهيبة .فالخوف من شرط االيمان وقضيته قال ّ
َّللا من
َّللا تعالى :انما يخشى ّوخافون ان كنتم مؤمنين ،والخشية من شرط العالم قال ّ
َّللا تعالى :
عباده العلماء . . .والهيبة من شرط المعرفة قال ّ
َّللا نفسه . . .
ويحذركم ّ
-سمعت ابا حفص يقول :الخوف سراجع القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر ،
سمعت األستاذ ابا علي الدقاق يقول :الخوف ان ال تعلل نفسك بعسى وسوف . . .
وقال يحيى بن معاذ :مسكين ابن آدم لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لدخل
الجنة .
وقال شاه الكرماني :عالمة الخوف الحزن الدائم .وقال أبو القاسم الحكيم :من خاف
َّللا عز وجل هرب اليه .وسئل ذو النون المصري من شيء هرب منه ومن خاف من ّ
َّللا تعالى متى
رحمه ّ
731
“ “ 732
يتيسر على العبد سبيل الخوف ؟ فقال :إذا انزل نفسه منزلة السقيم يحتمي من كل
شيء مخافة طول السقام . . .سمعت النوري يقول :الخائف يهرب من ربه إلى ربه ،
وقال بعضهم :
عالمة الخوف التحير على باب الغيب . . .سمعت الجنيد يقول وسئل عن الخوف
فقال :توقع العقوبة مع مجاري األنفاس . . .سمعت ابا عثمان يقول :صدق الخوف
هو الورع عن اآلثام ظاهرا وباطنا .
وقال الواسطي . . .الخوف والرجاء زمامان على النفوس لئال تخرج إلى رعونتها .
وقال الواسطي إذا ظهر الحق على السرائر ال يبقى فيها فضلة لرجاء أو لخوف . .
َّللا عز وجل أو رجا سواه . .وقال الحسين بن منصور من خاف من شيء سوى ّ
أغلق عليه أبواب كل شيء ،وسلط عليه المخافة وحجبه بسبعين حجابا أيسرها الشك
“ ( الرسالة القشيرية ص . ) 61 - 59
َّللا آلت . . .الرجاء تعلق القلب
َّللا فان اجل ّ
َّللا تعالى :من كان يرجو لقاء ّ“ قال ّ
بمحبوب سيحصل في المستقبل ،وكما أن الخوف يقع في مستقبل الزمان فكذلك
الرجاء يحصل لما يؤول في االستقبال ،وبالرجاء عيش القلوب واستقاللها . . .
والفرق بين الرجاء وبين التمني ان التمني يورث صاحبه الكسل وال يسلك طريق
الجهد والجد وبعكسه صاحب الرجاء . . .
قال شاه الكرماني عالمة الرجاء حسن الطاعة . . .وكلموا ذا النون المصري وهو في
َّللا تعالى معي .وقال يحيى بن
النزع فقال ال تشغلوني ،فقد تعجب من كثرة لطف ّ
معاذ :الهي أحلى العطايا في قلبي رجاؤك وأعذب الكالم على لساني ثناؤك وأحب
الساعات إلي ساعة يكون فيها لقاؤك ( “ . . .الرسالة القشيرية ص ) . 63 - 62
732
َّللا .وفي األدوية :ادراك الحق بنور البصيرة المكحلة بنوره .
ووجهه مسلم ّّلل إلى ّ
وفي األحوال :شهود تجليات
“ “ 733
أنوار الجمال وخلوص الحب للجميل ،وفي الواليات :كشف سبحات الجالل عن
جمال الذات ،ودرجتها في النهايات :شهود الحق ذاته بذاته لفناء العبد بكليته في عين
الجمع “ ( جامع األصول ص . ) 211
733
“ “ 734
مع الغيبة والحياء يصح مع المشاهدة .فشتان بين غائب غريب ،وحاضر قريب
“ ( طبقات الصوفية . ) 469 - 468
734
“ “ 735
سمعت أبا سليمان الداراني يقول إذا سال العبد عن الشهوات فهو راض ،وسمعته يقول
َّللا رضاه فيه
سمعت النصر اباذي يقول :من أراد ان يبلغ محل الرضا فيلزم ما جعل ّ
َّللا جهنم على يمينه ما سأل ان يحولها إلى يساره .
،وقال رويم الرضا ان لو جعل ّ
وقال أبو بكر بن طاهر الرضا اخراج الكراهية من القلب حتى ال يكون فيه إال فرح
وسرور ،وقال الواسطي استعمل الرضا جهدك وال تدع الرضا يستعملك فتكون
محجوبا بلذته ورؤيته عن حقيقة ما تطالع . . .وسئلت رابعة العدوية متى يكون العبد
راضيا فقالت إذا سرته المصيبة كما سرته النعمة . . .وقال الجنيد الرضا رفع
َّللا للعبد . . .وقال
االختيار ،وقال ابن عطاء الرضا نظر القلب إلى قديم اختيار ّ
المحاسبي الرضا سكون القلب تحت مجاري االحكام “ ( الرسالة القشيرية ص - 89
. ) 90
- 416الطلسم األعظم
في اللغة :
“ ( طلسم ) كلمة أعجمية يستعملها العرب بمعنى الخفاء والكتم “ ( عبد الغني النابلسي
في شرح الصالة الكبرى البن العربي )
في القرآن :
لم يرد المفرد في القرآن .
عند ابن العربي :
ان االنسان هو طلسم العالم اي سر العالم .فلو رفع االنسان من العالم لتهدم العالم [ -
القيامة ] ،فبموت آخر انسان تنتقل عمارة الكون إلى الدار اآلخرة ،لذلك هو سر
العالم والطلسم األعظم .
يقول :
“ ان هذا النوع الشريف [ االنسان ] طلسم العالم ( “ . .بلغة الغواص ق . ) 93
“ ان االنسان بنفسه هو الطلسم األعظم والقربان األكرم ،الجامع لخصائص العالم ،
فهو قربة إلى مكوكب الكواكب سبحانه ،ومن اجل هذا الطلسم خدمته الكواكب . . .
“ ( بلغة الغواص ق . ) 89
َّللا العالم
“ ولما كان الرسول قد جا [ جاء ] بحل هذا الطلسم األعظم ،الذي جعل ّ
ممسوكا به وألجله ،وجعله مغناطيسا للعالم ( “ . .بلغة الغواص ق .) 93
735
“ “ 736
– 417مطلع
في اللغة :
“ الطاء والالم والعين أصل واحد صحيح ،يدل على ظهور وبروز ،يقال طلعت
الشمس طلوعا ومطلعا .والمطلع :موضع طلوعها . . .
ويقال طلع علينا فالن :إذا هجم . . .
والطالع :ما طلعت عليه الشمس من األرض . ّ
وفي الحديث “ :لو أن لي طالع األرض ذهبا “ .
ّ
األطالع . ونفس طلعة ،تتطلع للشيء ،وامرأة طلعة ،إذا كانت تكثر
والطلع :طلع النخلة ،وهو الذي يكون في جوفه الكافور . . . ّ
ّ
والمطلع :المأتي ،يقال اين مطلع هذا االمر ،اي مأتاه .
ّ
المطلع “ . 1 فاما قوله عليه السالم “ :ال فتديت به من هول
( معجم مقاييس اللغة مادة “ طلع “ ) .
( ب ) كما ورد هذا األصل بصيغة طلع واطلع ،يفيد رؤية أو علم ما يمت إلى الغيب
في العموم .
ب. ] 179 / 3 [ “ 2 علَى ْالغَ ْي ِّ ط ِّلعَ ُك ْم َ َّللاُ ِّليُ ْ
قال تعالى َ ” :وما كانَ َّ
ع ْهدا ً ] . “[ 19 / 78
من َالر ْح ِّ طلَ َع ْالغَي َ
ْب أ َ ِّم ات َّ َخذَ ِّع ْن َد َّ قال تعالى ” :أ َ َّ
736
“ “ 737
عند الشيخ ابن العربي :
يتبنى ابن العربي الحديث الشريف “ :لكل آية ظهر وبطن وحد ومطلع “ 3ويعممه
على كل الموجودات واألكوان .
فكل شيء عنده له :ظهر وبطن وحد ومطلع .
اما ظاهر الشيء وباطنه ،فقد أفردنا لهما مكانا في رسالتنا ( انظر “ ظاهر “ ) .
وحدّه :هو ماهيته أو حقيقته أو عينه الثابتة . 4
ومطلع “ الشيء “ :
هو وجه الحق فيه ،فهنا يتحول “ الشيء “ من حجاب ورمز يعوق مرأى الحق إلى
طريق موصل اليه ،وننتقل من المظهر إلى الظاهر به ومن كثرة اعتبارية في
الموجودات إلى وحدة الحق ،حيث يطلق ابن العربي على “ المشاهدين “ لها األسماء
التالية :أهل المطلع ، 5أصحاب مشاهدة الوجه ، 6المالمية . 7
“ المطلع :النظر إلى عالم الكون والناظر حجاب العزة .هو العماء 9والحيرة 10
“ ( .اصطالحات ص . ) 297
“ أهل المطلع . . 11الناظر إلى الكون بعين الحق ( “ . . .الفتوحات ج 2ص
. ) 129
..........................................................................................
) ( 1الكالم بعده مبتور .في اللسان “ :يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف
عليه من امر اآلخرة عقب الموت “ .
) ( 2يقول البيضاوي في شرح “ اطلع “ هنا :
َّللا ليؤتي أحدكم علم الغيب فيطلع على ما في القلوب من كفر وايمان . . . “ وما كان ّ
“ ( أنوار التنزيل ج 1ص . ) 81
) ( 3انظر فهرس األحاديث حديث رقم ( 31 ) .
) ( 4انظر “ عين ثابتة “ .
َّللا في فهم القرآن أربعة :رجال الظاهر -رجال ) ( 5قسم ابن العربي مراتب رجال ّ
الباطن -رجال
737
“ “ 738
الحد -رجال المطلع .وقد استطرد في شرح صفاتهم ومقامهم ومجال تصرفهم كما أنه
أورد مشاهيرهم .انظر الفتوحات السفر الثالث نشر عثمان يحي الفقرات - 153 :
158ب .
738
“ “ 739
- 418طوالع
انظر “ لوائح “
– 419الطائفة
في اللغة :
“ الطاء والواو والفاء أصل واحد صحيح يد ّل على دوران الشيء على الشيء ،وأن
يحف به ،ثم يحمل عليه . . ّ
فأما الطائفة من الناس فكأنها جماعة تطيف بالواحد أو بالشيء .وال تكاد العرب تحدّها
أن الفقهاء والمفسرين يقولون فيها مرة :انها أربعة فما فوقها . . . بعدد معلوم ،اال ّ
ويقولون :هي الثالثة ،ولهم في ذلك كالم كثير “ ( .معجم مقاييس اللغة مادة “ طوف
“).
في القرآن :
وردت “ الطائفة “ في القرآن بمعنى الجماعة من الناس:
عد ّ ُِّو ِّه ْم“( 61 / 14 ) . ت طا ِّئفَةٌ فَأَيَّ ْدنَا الَّذِّينَ آ َمنُوا َ
على َ قال تعالى َ ” :و َكفَ َر ْ
عند ابن العربي :
تختلف كلمة “ طائفة “ عند ابن العربي إذا وردت “ منكرة “ أم “ معرفة “ .
- 1منكرة :
الطائفة هي فئة من الناس جمعها عقيدة واحدة في أمر ما .
يقول :
َّللا امرا ما ،ان تجلى لها في خالفه أنكرته . . . “ فإن كل طائفة قد اعتقدت في ّ
“ ( ف السفر الرابع فق . ) 250
معرفة :
ّ -2
الطائفة عندما ترد معرفة عند ابن العربي فهي تعني طائفة “ الصوفية “ فقط.
739
“ “ 740
يقول :
َّللا يقطع كل ما دونه ،حتى يكون االنسان يأخذ عن ربه ،فهذا ال “ بل الوصول إلى ّ
تمنعه الطائفة ؛ بال خالف “ ( ف السفر الرابع فق . ) 122
“ والطائفة 1تسمى الجوع ،في “ الموتات األربع “ “ الموت األبيض “ ( ف السفر
الرابع فق ) 181
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن “ طائفة “ معرفة ومنكرة عند ابن العربي .
-الفتوحات السفر الرابع فق ( 40الطائفة ) ( 86 ،الطائفة ) (247 ،الطائفة ) ،
( 250طائفة -طوائف ) ( 254 ،طائفة ) ( 293 ،الطائفة ) ( 296 ،الطائفة ) ،
( 321الطائفة ) ( 346 ،الطائفة ) ( 357 ،الطائفة ) ( 367 ،الطائفة ) 374 ،
( طائفة ) ( 375 ،الطائفة ) ( 383 ،طائفة ) (384 ،طائفة ) 388 ،
( الطائفتين ) ( 412 ،طائفة ) ( 485 ،طائفة ) ( 599 ،طائفة ) ( 606الطائفة ،
التي “ ال يحزنهم الفزع األكبر “ ) .
740
“ “ 741
بسقت وازهرت جملة مصطلحات اغنى بها الشيخ األكبر مفرداته .
وعبارة “ المطول البسيط “ هي اسم آخر للعالم :االنسان الكبير ،في مقابل االنسان
المختصر .
يقول :
“ االنسان . . .مجموع حقائق العالم وهو المختصر الوجيز والعالم هو المطو البسيط
( “ . . . 1ف . ) 307 / 2
..........................................................................................
) ( 1راجع في هذا الكتاب “ المختصر “ “ صورة “ “ نسخة “ “ انسان كبير “ وما
إلى ذلك من المرادفات لهذه العبارة .
- 421الطيور األربعة
في اللغة :
ّ
والطير :معروف اسم لجماعة ما يطير ،مؤنث ،والواحد طائر واألنثى طائرة . . . “
“ ( لسان العرب مادة “ طير “ ) .
يقول :
“ . . .وسميت هذه الرسالة باالتحاد الكوني في حضرة االشهاد العيني ،بحضرة
741
“ “ 742
742
“ “ 743
حرف الظاء
ظ
743
“ 744 “
744
“ “ 745
– 422الظ ّل
في اللغة :
“ . . .قال رؤبة :كل موضع يكون فيه الشمس فتزول عنه ،فهو ظ ّل وفيء . . .
الظل أظالل وظالل وظلول . . . وجمع ّ
والظالل :ما اظلّك من سحاب ونحوه . .
شعاع . . الظل في الحقيقة انما هو ضوء شعاع الشمس دون ال ّ ّ
يقال أظ ّل يومنا هذا إذا كان ذا سحاب أو غيره وصار ذا ظ ّل ،فهو مظل . . .
والعرب تقول :
ليس شيء أظ ّل من حجر ،وال أدفأ من شجر . . .وك ّل ما كان أكثر عرضا وأشد
اكتنازا كان أشد لسواد ظلّه . .
بالغدو
ّ وّلل يسجد من في السماوات واألرض طوعا وكرها وظاللهم وقوله عز وجل ّ :
َّللا وظلّه
واآلصال .أي ويسجد ظاللهم ،وجاء في التفسير :ان الكافر يسجد لغير ّ
يسجد ّّلل .وقيل ظاللهم اي اشخاصهم .
ور[ ] 21 / 35الظ ُّل َو َال ْال َح ُر ُ
:و َال ِّ ّ وهذا مخالف للتفسير . . .وقوله عز وجل َ
الظل هنا الجنة ،والحرور :النار . . . قال ثعلب :قيل ّ
َمام[ . ] 57 / 2 علَ ْي ُك ُم ْالغ َ
ظلَّ ْلنا َ وقوله عز وجل َ ”:و َ
َّللا لهم السحاب يظلهم متى خرجوا إلى األرض المقدسة ،وأنزل عليهم قيل :سخر ّ
المن والسلوى . . .وكل شيء اظلّك فهو ظلّه . . ّ
الظ َّل[ ] 45 / 25 ْف َم َّد ِّ ّ
وفي التنزيل العزيز :أ َ لَ ْم ت َ َر ِّإلى َر ِّبّ َك َكي َ
وظ ّل كل شيء :
شخصه لمكان سواده ( “ . . .لسان العرب مادة “ ظلل “ ) .
في القرآن :
انظر :في اللغة
745
“ “ 746
فالظل ال يتمتع بمضمون ذاتي عند شيخنا األكبر ،وما هو اال صورة استعارها ليقرب
إلى األذهان فكرته في الوجود الواحد المتكثر في المظاهر .
وقد استطاعت هذه الصورة التمثيلية ان تتكيف مع نظريته فطبقها في الكليات ،
وطوعها في الجزئيات .
فلنر إلى اي مدى وفق في استعارته هذه .
****
الخلق والتكثر الوجود واحد يتكثر في الصور التي يعبر عنها ابن العربي بالمظاهر أو
المجالي أو الظالل .فالظل هو شكل الشيء عند مقابلته النور .
فلذلك الظل وان كان على الصورة فنسبته إلى األصل نسبة بعيدة ،نسبة ما بين
الشخص وظله .
فالظل تدن في المرتبة الوجودية ،وإشارة إلى المرتبة األدنى دائما ،جسم الشخص
مثال ظل حقيقته وهكذا . . .
يقول :التكثر .
“ . . .ظل االشخاص اشكالها فهي أمثالها وهي ساجدة بسجود اشخاصها ،ولوال
النور الذي هو بإزاء االشخاص ما ظهرت الظالل ( “ . . .ف . ) 435 / 4
“ . . .الشخص وان كان واحدا فال تقل له ظل واحد وال صورة واحدة . . .
فعلى عدد ما يقابله من األنوار يظهر للشخص ظالالت وعلى عدد المراي تظهر له
صور .
فهو واحد من حيث ذاته متكثر من حيث تجليه في الصور ،أو ظالالته في األنوار
فهي المتعددة ال هو وليست الصور غيره ( “ . . .التراجم . ) 31
746
“ “ 747
على العقل في درجة النورية واإلضاءة ،وما امتد من ظل النفس سمي طبيعة ،وكان
امتداد هذا الظل على ذات الهيولى الكل ( “ . . .ف . ) 296 / 3 -
“ . . .إذا كان جسمك ظل حقيقتك وهو ظل غير ظليل ال يغنيها من اللهب ،بل هو
الذي يقودها إلى لهب الجهالة ويضرم فيها نارها ( “ . . .ف - 3 / 32 ) .
****
الظل :نمطية عالقة بين الحق والخلق يتصور ابن العربي العالقة بين الحق والخلق
كالعالقة بين الصورة واألصل ،فالصورة ال وجود لها في عينها وانما تكتسب
وجودها بوجود األصل ،وهي وان كانت غير األصل ،اال انها موصلة اليه بشكل من
االشكال ،ودالة عليه .
يقول :
) “ ( 1وانما جعل النهار ظال لليل ألن الليل هو األصل ،وكذلك الجسم هو األصل
فإنه بعد التسوية انسلخ منه النهار عند التفتح ،فكان مدرجا فيه من اجل الحجاب ،فلما
أحس بالنفخة اإللهية سارع إليها فظهر ما كان مسلوخا منه ( “ . . .أيام الشأن ص
.)9
) “ ( 2فان الظالل ال يكون لها عين بعدم النور ”.ث ُ َّم قَبَضْناهُ ِّإلَيْنا قَبْضا ً يَ ِّسيرا ً “[ 25
] 46 /وانما قبضته اليه ألنه ظله ،فمنه ظهر واليه يرجع االمر كله ،فهو هو ال
غيره .فكل ما ندركه فهو وجود الحق في أعيان الممكنات . . .
فكما ال يزول عنه باختالف الصور اسم الظل . . .فمن حيث أحدية كونه ظال هو
الحق ،ألنه الواحد االحد “ ( . . .فصوص . ) 103 / 1
) “ ( 3انبعاث الظل من الشخص إذا قابله النور ،فال تنظر إلى النور نظرا يغنيك
عن ظلك فتدعي انك هو ،وال إلى ظلك بحيث ينسيك النور “ ( رسالة القواعد الكلية
ق 15أ ) .
) “ ( 4ما مد الظالل للراحة وانما مدها لتكون لك سلما إلى معرفته ،فأنت ذلك
الظل وسيقبضك اليه ( “ . . .الشاهد ص .) 3
747
“ “ 748
الظالل ال تؤثر في أحدية الفعل يوحد ابن العربي الفعل في الكون بأجمعه وينسبه إلى
الحق فقط .فهو فاعل تعالى في كل فعل .وليس أكمل من استعارة الظالل في التعبير
عن تبعية كل الصورة لفعل األصل .فالحركة المرئية في الظل هي في الحقيقة
لألصل .
لذلك كل فعل في الكون تنطبق عليه اآلية التي تنفي وتثبت “ . . .وما رميت إذ رميت
َّللا رمى “ . .فنفى وأثبت واكد نسبته إلى الحق .
ولكن ّ
يقول :
“ ظلك على صورتك وأنت على الصورة ،فأنت ظل .قام الدليل على أن التحريك
للحق ال لك ،كذلك التحريك لك ال للظل ( “ 1التراجم ص . ) 30
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن “ ظل “ عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 2ص ( 299مد الظل ) ص ( 303كالظل المنبعث )
-الفتوحات ج 3ص ( 47الظالالت الحقيقية ) ص ( 106مد الظل ) ص 304
( عدم الممكن ظل )
-مشاهد االسرار القدسية ق ( 25الظل )
-مطلع فصوص الكلم ق . 3
-شرح مشكالت الفتوحات ص 14 - 13
-الصالة الكبرى ق . 19
للا
- 423ظ ّل ّ
في اللغة :
انظر “ ظل “
748
“ “ 749
عند ابن العربي :
*كل مظهر أو صورة للحق فهي ظل له تعالى . .
َّللا “ هنا يقصد بها ابن العربي االسم الجامع لألسماء كلها .
و“ ّ
َّللا “ ليس مظهرا للذات اإللهية بل مظهرا للحق من حيث جمعيته لألسماء . ان “ ظل ّ
َّللا “ هنا هو العالم ،أو ما يسميه “ سوى الحق “ .
فيكون “ ظل ّ
يقول :
“ . . .اعلم أن المقول عليه “ سوى الحق “ أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق
َّللا ،وهو عين نسبة الوجود إلى العالم الن الظل موجودكالظل للشخص ،وهو ظل ّ
بال شك في الحس . . .فمحل ظهور هذا الظل اإللهي المسمى بالعالم انما هو أعيان
الممكنات :عليها امتد هذا الظل ،فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود
هذه الذات .
ولكن باسمه النور وقع االدراك وامتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب
المجهول .اال ترى الظالل تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد
المناسبة بينها وبين اشخاص من هي ظالله ( “ 1فصوص . )1 / 101 - 102
****
َّللا هو الظاهر بصفة من صفاته أو أسمائه تعالى ،على االستخالف فالخليفة إذا ظل ّ
َّللا .
[ الخالفة الباطنة والخالفة الظاهرة ( انظر خالفة ) ] هو :ظل ّ
يقول :
الخالفة الظاهرة :
َّللا في األرض ،فالظل ال محالة تابع لمن هو ظله ( “ . . .بلغة
“ . . .السلطان ظل ّ
الغواص ق . ) 62
749
“ “ 750
َّللا في خلقه ،من خلقه .
ّ
فعن ذلك هو خليفة .ولذلك هم خلفاء عن مستخلف واحد فهم ظالله .لألنوار اإللهية
التي تقابل االنسان األصل ( “ . . .ف . ) 297 / 3
َّللا ، 2
َّللا ] به .مفتاح غيب االنسان الكامل الذي هو ظل ّ “ . . .فأول مفتاح فتح [ ّ
َّللا ( “ . . .ف . ) 279 / 3 في كل ما سوى ّ
..........................................................................................
) ( 1انظر شرح المقطع .الفصوص ج 2ص 111 - 110
) ( 2يراجع بشأن “ ظل “ عند ابن العربي
-الفتوحات ج 3ص ( 27الظلة )
ص ( 190ظل الصورة اإللهية )
ص ( 282ظله الممدود )
ص ( 430ظل الشخص ) .
- 424ظ ّل الرحمن
750
“ “ 751
أحاطت بها األنوار كان ظلها فيها ،والنور ظله فيه والظلمة ضياؤها فيها . . .
َّللا ( “ . . .الجاللة ص
فالعرش الظاهر :ظل الرحمن ،والعرش االنساني :ظل ّ
.)4
انظر “ عرش ".
- 425الظ ّل الممدود
في اللغة :
انظر “ ظل “
في القرآن :
انظر “ ظل “
عند ابن العربي :
يقسم ابن العربي الظل إلى نوعين :نوع مستهلك في الشخص ال يمتد خارجه ،ونوع
آخر يمتد خارج الشخص .
فهذا الممتد خارج الشخص هو الظل الممدود .
اما المستهلك في الشخص فهو ظل غير ممدود .
بعد ما علمنا الظل الممدود وغير الممدود .
ما أو من هو الظل الممدود ؟
انه االنسان الكامل .
يقول :
َّللا حجب الجميع عنه وما ظهر اال لالنسان الكامل الذي هو ظله الممدود ،
“ . . .فإن ّ
وعرشه المحدود وبيته المقصود الموصوف بكمال الوجود ،فال أكمل منه ألنه ال
أكمل من الحق تعالى “ ( ف . ) 282 / 3 -
- 426الظاهر -الباطن
مرادف الظاهر :العماء 1
في اللغة :
“ الظاء والهاء والراء أصل صحيح واحد يدل على قوة وبروز .
من ذلك ظهر
751
“ “ 752
الشيء يظهر ظهورا فهو ظاهر ،إذا انكشف وبرز .ولذلك سمي وقت الظهر
والظهيرة ،وهو اظهر أوقات النهار وأضوؤها .
واألصل فيه كله ظهر االنسان ،وهو خالف بطنه ،وهو يجمع البروز والقوة . . .
“ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ ظهر “ ) .
في القرآن : 2
صبَ ُحوا ظا ِّه ِّرينَ “[ 61 / 14 ] . ( أ ) الظهور :الغلبة ”.فَأ َ ْ
ي :كل شيء تجعله بظهر ،اي تنساه .كأنك قد جعلته خلف ظهرك (ب) ّ
الظهر ّ
اعراضا عنه وتركا له .
قال تعالى َ ” :وات َّ َخ ْذت ُ ُموهُ َورا َء ُك ْم ِّظ ْه ِّريًّا “ [ 11 / 92 ] .
( ج ) الظهار :قول الرجل المرأته :أنت علي كظهر أمي .
يريد بها الفراق .
الالئِّي تُظا ِّه ُرونَ ِّم ْن ُه َّن أ ُ َّمهاتِّ ُك ْم “( . ) 4 / 33
قال تعالى َ ” :وما َجعَ َل أ َ ْزوا َج ُك ُم َّ
عند ابن العربي :
يعد ابن العربي بحق من أبرع من مشى على درب الحرف بحديه :الظاهر والباطن 3
يتكلم بلسان الظاهر صفحات حتى يقول قارئه :انه ظاهري المذهب.
ثم ال يلبث ان يتوغل في البطون مسترسال مع غيب صوفيته حتى نقول :انه باطني
المذهب .
واألولى ان ال نتسرع مع دارسيه فننعته بإحدى هاتين الصفتين ،ونضيف إلى تسرعنا
سوء الظن به فنقول :انه يخفي معتقده الباطن بظاهر يذره امام العامة . 4
بل نبحث حقيقة موقفه من الظاهر والباطن .
يردد الحاتمي دائما انه “ محمدي “ المقام ، 5وهذا يستتبع القدمية المعروفة ،ولما
َّللا عليه وسلم عامة إلى جميع البرية عامتها وخاصتها ، كانت رسالة محمد صلى ّ
كذلك يتوجه ابن العربي في كتاباته إلى العامة والخاصة على حد سواء ال يخفي الباطن
في الظاهر بل يدعم الباطن الظاهر ويكمله ،إذ ان مضمون فلسفته ال يكمل اال بوجود
الظاهر والباطن فيها . 6
ولن نتوقف طويال امام نسبته إلى الظاهر والباطن بل ندع ذلك إلى دارسي نظرياته ،
وننتقل إلى نصوصه لنرى معنى الظاهر والباطن فيها .
***
752
“ “ 753
*نظر شيخنا األكبر إلى “ األول “ و “ اآلخر “ نظرة قبلية بعدية خارجة عن طبيعة
الموضوع المطروح ،فهما ال يدخالن في حده .
مثال :إذا أخذنا االنسان فاألول واآلخر ،ان أمكن التشبيه ،هو بمثابة النبع والمصب .
على حين ان الظاهر والباطن يدخالن في ح ّد االنسان ،وبالتالي نظرة ابن العربي
اليهما نظرة تكوينية .
فكل شيء في الوجود له ظاهر وباطن :الحق -الكون -االنسان -المعاني -
االفعال . . .
اذن يجب االنتباه إلى كل جملة ترد فيها عند الحاتمي عبارة الظاهر أو الباطن ،
لمعرفة اي ظاهر واي باطن هو المقصود .
يقول :
) “ ( 1ان الحق وصف نفسه بأنه ظاهر باطن ،فأوجد العالم عالم غيب وشهادة ،
لندرك الباطن بغيبنا والظاهر بشهادتنا ( “ . . . 7فصوص . ) 54 /1
َّللا سبحانه الباطن باالمر والظاهر
“ ان الكون ينقسم إلى ظاهر وباطن ،وقد سمى ّ
بالخلق .
قال تعالى ”:أَال لَهُ ْالخ َْل ُق َو ْاأل َ ْم ُر “[ ] 54/ 7
الرو ُح ِّم ْن أ َ ْم ِّر َر ِّبّي “[ ] 85 / 17
قال تعالى ” :قُ ِّل ُّ
فعالم االمر هو عالم الغيب ( “ . . . 8بلغة الغواص ق . ) 128
753
“ “ 754
يقول :
“ االسم الظاهر اإللهي . . .يعطي الصور في العالم كله ،والباطن . . .
يعطي المعاني التي تسترها الصور الظاهرة ( “ . . .ف . ) 214 / 4
- 2لم يواظب ابن العربي على موقفه بان الظاهر مبدأ الصور الوجودية والباطن مبدأ
المعاني ،بل ها هو هنا يجعل الظاهر عين الصور الوجودية والباطن المعاني نفسها .
يقول :
“ صور العالم . . .هي ظاهر الحق 12إذ هو الظاهر ،وهو باطنها إذ هو
الباطن ( “ . . .فصوص . ) 112 / 1
َّللا هو الظاهر الذي تشهده العيون ، 13والباطن الذي تشهده العقول “ .
“ ان ّ
( ف . ) 485 - 484 / 3
“ ان اختالف الصور الظاهرة في الدنيا واآلخرة في جميع الموجودات كلها ليس غير
تنوعه 14فهو الظاهر إذ هو عين كل شيء ( “ . . .ف . ) 470 / 3
- 3في الفقرتين السابقتين نلمس ثنائية الظاهر والباطن وتميزهما كال بمضمون
يختلف عن اآلخر .
ولكن ال يلبث الحاتمي ان تأخذه النغمة التوحيدية السارية في كيانه الفكري ،فيعبر من
ثنائية اعتبارية إلى وحدته المنشودة ،ويصبح كل من الظاهر والباطن مرحلة يمر بها
الوجود الواحد .
يقول :
“ . . .ولهذا الوجود الواحد ظهور وهو العالم ،وبطون 15وهو األسماء ، 16
وبرزخ 17جامع فاصل 18بينهما يتميز به الظهور عن البطون 19وهو االنسان
الكامل ، 20فالظهور :مراة 21البطون ،
والبطون :مرآة الظهور ،وما كان بينهما فهو مرآة لهما جمعا وتفصيال ( “ . . .مراة
العارفين ق 6ب ) .
يشير ابن العربي في النص إلى أن العالم هو الظاهر ،واألسماء هي الباطن ،
واالنسان هو الظاهر بحقائق األسماء .
ونقف هنا حيارى كيف يكون الظاهر هو العالم والباطن هو األسماء أليس الظاهر اسما
من األسماء ؟
وكيف يكون الظاهر هو العالم في نص ويتبع الباطن من
754
“ “ 755
حيث كونه اسما الهيا ؟
انظر الفقرة الخامسة فيما يلي :
- 4يتوغل الحاتمي في وحدته ،وبدل ان يجعل كال من الظاهر والباطن مرحلة من
مراحل الوجود الواحد ،لما يستشف من اثنينية في هذه المراحل :يرجع كل منهما إلى
اآلخر ،فالظاهر عين الباطن والباطن عين الظاهر .
يقول :
“ وهو سبحانه ظاهر في عين بطونه ،وباطن في عين ظهوره وأول في عين اآلخر
َّللاُ ِّم ْن
. . . 22وهو محيط باألول واآلخر والظاهر والباطن كما قال تعالى ”َ :و َّ
يط “[ ( “ ] 20 / 85التذكرة فقرة . ) 60 َورائِّ ِّه ْم ُم ِّح ٌ
- 5هل يتناقض ابن العربي بجعله العالم حينا هو الظاهر وحينا آخر هو المظاهر ؟
كال ،ولكن كما رأينا في المعنى “ األول “ السابق ان كل شيء في الوجود له ظاهر
وباطن .كذلك االسم الظاهر له ظاهر وباطن .
فظاهر االسم الظاهر هو مظهره ،اي العالم أو ظاهر االنسان .
وباطن االسم الظاهر هو حقيقته كاسم الهي وهو باطن االنسان . 23
وقد يتكلم ابن العربي على ظاهر االسم الظاهر ،أو باطنه ،دون اإلشارة إلى ذلك
فيوقع قارئه في حيره .
يقول :
َّللا خلق آدم على صورته . 24 َّللا عليه وسلم ) :ان ّ
َّللا ( صلى ّ
“ قال رسول ّ
فله التنوع في باطنه وله الثبوت في ظاهره ،فال يزيد فيه عضو لم يكن عنده في
الظاهر وال يبقى على حال واحد في باطنه فله التنوع والثبوت .
والحق موصوف بأنه الظاهر والباطن فالظاهر له التنوع والباطن له الثبوت ،فالباطن
الحق عين ظاهر االنسان ،والظاهر الحق عين باطن االنسان . . .
فظاهرك أيها المخلوق على صورة اسمه الباطن وباطنك اسم الظاهر له “ ( . . .ف
. ) 136 - 135 / 4
755
“ “ 756
الباطن الحق :له الثبوت
اذن ،ظاهر االنسان :على صورة االسم الباطن .
باطن االنسان :على صورة االسم الظاهر
فاالسم الظاهر هو باطن االنسان ،وفي نصوص سابقة قرر ابن العربي ان صور
العالم هي االسم الظاهر .
نستطيع بقليل من التعمق ان نالحظ انه يشير إلى نسبتين لالسم الظاهر :ظاهره
وباطنه ،أو صورته ومعناه .
****
الظاهر والمظاهر : 25
لقد ميز الشيخ األكبر بين الظاهر والمظاهر وبهذا التفريق خرج عن الوحدة الوجودية
الصرف المطلقة ،ليثبت اثنينية ولو اعتبارية بين الحق والخلق 26وهذه االثينية لن
يلبث ان يرجعها إلى وحدة حقيقية الن الوجه الثاني للحقيقة اي الخلق ،ال يطلق عليه
اسم الوجود اال مجازا .
وهذه المظاهر هي الموجودات وهي سبب الكثرة 27المشهودة ،على حين ان الظاهر
في جميع المظاهر هو واحد وهو الحق . 28
وهنا يجب ان نستحضر مفهوم “ الخلق الجديد “ فالمظهر معدوم العين لم يفارق العدم
،له الفناء الدائم .والحق له التجلي الدائم فيه ،اي له الظهور الدائم فيه . 29
يقول ابن العربي :
) “ ( 1وهو الظاهر في عين كل مظهر من الممكنات “ ( ف . ) 209 / 2
“ عين الممكنات . . .مظاهر للحق الظاهر فيها ،فال وجود اال ّّلل وال اثر اال لها
. . . 30فهي أشبه شيء بالعدد فإنها معقول 31ال وجود له وحكمه صار ثابتا في
المعدودات ( “ . . .ف . ) 215 / 2
756
“ “ 757
“ انه الحق الظاهر في مظاهر أعيان العالم . . .وليس في قوة العالم ان يدفع عن نفسه
هذا الظاهر فيه ،وال ان ال يكون مظهرا وهو المعبر عنه باالمكان ، 34فلو لم يكن
حقيقة العالم االمكان لما قبل النور وهو ظهور الحق فيه . . .
وكانت أعيان شيئيات العالم على استعدادات في أنفسها حكمت على الظاهر فيها ،بما
تعطيه حقائقها فظهرت صورها في المحيط وهو الحق ،
َّللا “ ( . . .
فقيل :عرش وكرسي وأفالك وامالك وعناصر ومولدات . . .وما ثم اال ّ
ف . ) 151 / 2
) ( 3الظاهر عين المظهر :
“ فإنه عين ما ظهر وليس ما ظهر هو عينه . 35فإنه الباطن كما هو الظاهر 36في
حال ظهوره ،هو مثل األشياء وليست األشياء مثله ،إذ كان عينها وليست عينه . . .
“ ( ف . ) 488 / 2
“ فسبحان من اظهر األشياء وهو عينها ( “ 37فصوص . ) 25 / 1
757
“ “ 758
انظر “ عماء “
) ( 2يبحث األب نويا في كتابه المفردات القرآنية في ضوء التجربة الصوفية الواقعة
في فترة تمتد من مقاتل بن سليمان إلى النفرى ،ونلمس بحق انه يترجم التجربة لغة ،
بل تاريخ التجربة الصوفية هو في الواقع تاريخ خلق لغة وتطورها .ويتجلى الحق
للسالك في التنزيه والتشبيه تماما كما يتجلى في كتابه ظاهرا وباطنا -باطنا في غيبه
وظاهرا في كالمه .
ويتخذ النص القرآني وجهي الظاهر والباطن ،تتدرج التفاسير والشروح على كثرتها
بينهما :انظر :Exegese coranique P : 34 , 110 , 111 , 210 , 233 ,
) 351 , 401 , 407( 3الظاهر لسان الشريعة والباطن لسان الحقيقة .
والس ً ث فِّي ِّه ْم َر ُ ويرادفهما ابن العربي مع الحكمة والكتاب في قوله تعالى َ ”:ربَّنا َوا ْبعَ ْ
تاب َو ْال ِّح ْك َمةَ “[ البقرة ] 129اي يعلمهم ظاهر علَ ْي ِّه ْم آياتِّ َك َويُعَ ِّلّ ُم ُه ُم ْال ِّك َ
ِّم ْن ُه ْم يَتْلُوا َ
الشرع وباطنه .كما يرادفهما مع العلم ( الظاهر ) والفهم ( الباطن ) انظر الكتاب
التذكاري ص ص . 10 - 9
) ( 4راجع ما كتبه عفيفي عن أسلوب ابن العربي في الظاهر والباطن .الكتاب
التذكاري ص ص 14 - 13
) ( 5راجع “ الحقيقة المحمدية “ “ جوامع الكلم “ .
) ( 6انظر “ كمال “
) ( 7يظهر في هذا النص ظاهر وباطن :الحق -العالم -االنسان .راجع “ غيب
( 8 ) “ .انظر “ غيب “
باطنَةً “( 31 / 20 ) . ) ( 9إشارة إلى اآلية َ ”:وأ َ ْسبَ َغ َ
علَ ْي ُك ْم نِّعَ َمهُ ظا ِّه َرة ً َو ِّ
) ( 10خرق السفينة فعل وهو يقسم إلى ظاهر وباطن .
) ( 11إشارة إلى اآليتين :
س ِّفينَ ِّة خ ََرقَها ،قا َل أ َ خ ََر ْقتَها ِّلت ُ ْغ ِّرقَ أ َ ْهلَها لَقَ ْد
طلَقا َحتَّى ِّإذا َر ِّكبا فِّي ال َّ قال تعالى ”:فَا ْن َ
شيْئا ً ِّإ ْمرا ً “( الكهف . ) 71 / ت َ ِّجئْ َ
َت ِّل َمسا ِّكينَ يَ ْع َملُونَ ِّفي ْالبَ ْح ِّر فَأ َ َردْتُ أ َ ْن أ َ ِّعيبَها َوكانَ س ِّفينَةُ فَكان ْ قال تعالى ” :أ َ َّما ال َّ
صبا ً “ ( .الكهف. ) 79 / غ ْ س ِّفينَ ٍة َ َورا َء ُه ْم َم ِّل ٌك يَأ ْ ُخذُ ُك َّل َ
) ( 12ابن العربي في هذا النص ال يميز الظاهر عن المظهر .انظر المعنى
“ الثالث “ .
) ( 13راجع المعنى الثالث .
) ( 14راجع “ شأن الهي “ .
) ( 15يقول ابن العربي :
“ فالظاهر :خلق .والباطن :حق .والباطن منشأ الظاهر “ ( ف . ) 563 / 2
) ( 16ال يخفى ما لألسماء من شأن في الخلق بحثناه عند كالمنا على االسم اإللهي ،
وعند ابن العربي ليس الخلق سوى تجلي األسماء وظهورها .فتصبح األسماء مع
المخلوقات كالباطن مع الظاهر .
758
“ “ 759
كما يقول . " :ألنه [ الرسول ] السفير بين الخلق والخالق ،بين الظاهر والباطن ،
بين ما يدرك وبين ما ال يدرك ،يعبر عما في الباطن ويوصله إلى الظاهر ألنه
الرسول باسرار التنزيل .ويعبر عما في الظاهر ويوصله إلى الباطن ( “ . . .التذكرة
فقرة . ) 73راجع “ انسان كامل “ ودوره العرفاني .
759
“ “ 760
بالسلوك بكثير مما امر به المشايخ من االخالق والعبادات “ .
( رسائل ابن تيمية طبعة المنار ج 1ص . ) 176
760
“ “ 761
761
“ 762 “
762
“ “ 763
حرف العين
ع
763
“ 764 “
764
“ “ 765
- 427العبد
في اللغة :
“ العين والباء والدال أصالن صحيحان ،كأنهما متضادان ،و [ األول ] من ذينك
األصلين يد ّل على لين وذل ،واآلخر على شدة وغلط .
فاألول العبد ،وهو المملوك ،والجماعة العبيد ،وثالثة أعبد وهم العباد .
َّللا والعبيد المملوكين .قال الخليل :اال ان العامة اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد ّ
يقال :هذا عبد بيّن العبودة ،ولم نسمعهم يشتقون منه فعال ،ولو اشتق لقيل عبد ،اي
صار عبدا وأقر بالعبودة ،ولكنه أميت الفعل فلم يستعمل .
َّللا تعالى . . .وتعبّد يتعبّد تعبّدا .
قال :واما عبد يعبد عبادة فال يقال اال لمن يعبد ّ
فالمتعبّد :
المتفرد بالعبادة . . .واما عبد في معنى خدم مواله فال يقال عبده ،وال يقال يعبد ّ
مواله . . .والمعبّد :الذلول ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ عبد “ ) .
في القرآن :
َّللا والبشر ،فإذا هي عالقة عبادة ونسبة كل ما لقد حدد القرآن بوضوح العالقة بين ّ
َّللا اليه نسبة العبد إلى مالكه وسيده ،
سوى ّ
فجميع البشر من آدم إلى يوم القيامة هم :
َّللا ،ولم يطلق الحق عليهم هذا االسم اذالال بل كثيرا ما يطلقه في معرض عباد ّ
التشريف .فيخص بلفظ “ :عبدي “ المقربين واألنبياء .
765
“ “ 766
على أن القرآن أشار كذلك إلى المملوك باسم العبد في مقابل :الحر ،وقد ورد ”ْ :ال ُح ُّر
ِّب ْال ُح ِّ ّر َو ْالعَ ْب ُد ِّب ْالعَ ْب ِّد “[ ] 178 / 2
عند ابن العربي :
قبل شرح لفظ عبد عند ابن العربي تستحسن اإلشارة إلى أن مقصوده منه ال ينحصر
َّللا :مالئكة -انسان -حيوان -
باالنسان ،بل ينسحب على كل مخلوق خلقه ّ
َّللا ،
َّللا أو بعبارة صوفية :كل ما سوى ّ
جماد . . .فالعبد :كل مخلوق خلقه ّ
يقول :
“ واعني بالعبد :العالم كله واالنسان “ ( ف . ) 243 / 2
****
لفظة “ عبد “ هي صفة وليست اسما ،وان أطلقها الشيخ األكبر كاسم على محل معين
فذلك لصفة به .
فالعبد صفة تجد مقوماتها ،الذل واالفتقار والجبر والجهل .
وكل هذه الصفات تتلخص في كونها تشير إلى أحد وجهي [ حق -خلق ] الحقيقة
الوجودية الواحدة :وجه الخلق .فكل صفة ذاتية للخلق هي العبودية من أحد
وجوهها .
سبْحانَ الَّذِّي أَسْرى بِّعَ ْب ِّد ِّه “[ ،. . . ] 1 /17فجعله عبداَّللا تعالى ُ :
) “ ( 3قال ّ
َّللا عليه وسلم ) ] وجرده عن كل شيء حتى عن االسراء. . . محضا [ محمد ( صلى ّ
766
“ “ 767
“ وأعظم المراتب :األلوهية ،وانزل المراتب :العبودية ،فما ثم اال مرتبتان ،فما ثم
اال رب وعبد “ ( ف . ) 408 / 2
َّللا ما كنا عبيدا *** ولوال العبد لم تك أنت انتا
قال تعالى ” :فلو ال ّ
فأثبتني لنثبتكم الها * وال تنف األنا فيزول أنتا “( ف ) 40 / 4
767
“ “ 768
العبد . . .فإذا علمت هذا ،علمت قدرك ومرتبتك ومعنى ربوبيتك .وعلى من تكون
ربا في عين عبد ( “ . . .ف . ) 64 / 4
ضلُّوا ِّعبا َد َك “[ / 27 ] 71أي يحيروهم
“ انك ان تذرهم “ اي تدعهم وتتركهم” يُ ِّ
فيخرجوهم من العبودية إلى ما فيهم من اسرار الربوبية فينظرون أنفسهم أربابا بعد ما
كانوا عند أنفسهم عبيدا ،فهم العبيد األرباب “ ( فصوص . ) 74 / 1
“ فالعبد الرب “ أو “ الرب في عين عبد “ :عبارات تشير إلى مرتبة “ التصرف
“ التي ينالها العبد وهي مرتبة ربوبية ،وبما انها ليست ذاتية لالنسان فال تنفي في
إطالقها عليه صفة العبد عنه ،بل تضاف إلى عبوديته 2ولعل مصدر هذه العبارات
عبارة “ العبد الرباني “ الواردة في األثر القائل :يا عبدي أطعني أجعلك عبدا ربانيا
تقول للشيء كن فيكون .
) “ ( 3وانما وقع التكليف والخطاب من اسم الهي على اسم الهي ،في محل عبد
كياني فسمى العبد مكلفا وذلك الخطاب تكليفا ( “ . . .ف . ) 403 / 2
وحيث إن التكليف قد وقع من اسم الهي ،فلذلك نجد لكل اسم الهي عبودية تخصه
يتعبد بها متعبدوه .
768
“ “ 769
فالعبد ال يخرج من العبودية اال بوصوله إلى مرتبة العبد الكامل ،فالعبد في هذه
المرتبة :خلق يصبح حقا كله .
يقول ابن العربي :
) “( 1فإذا وقف الممكن مع عينه كان حرا ال عبودية فيه ،وإذا وقف مع استعداداته
كان عبدا فقيرا ،فليس لنا مقام في الحرية المطلقة “ (. . .ف . ) 227 / 2
) ( 2فاالنسان هو المخلوق الوحيد الذي له صفة برزخية بين الحق والخلق .
يقول صاحب رسالة “ األجوبة عن االنسان الكامل “ ورقة 224أ “ :
فاالنسان :ذو نسبتين كاملتين نسبة يدخل بها إلى الحضرة اإللهية ،ونسبة يدخل بها
إلى الحضرة الكيانية .
فيقال فيه عبد :من حيث إنه مكلف ولم يكن ثم كان كالعالم ،
ويقال فيه رب :من حيث إنه خليفة من الرب ومن حيث إنه أحسن تقويم ،فكأنه برزخ
بين العالم والحق وجامع الحق والخلق “ . . .
769
“ “ 770
-انظر الفتوحات ج 4ص ، 318 - 198
َّللا -عبد الصبور ) .
كما يراجع لطائف االعالم ق 120ب 128 -أ ( عبد ّ
) ( 4من حيث إن االنسان في حال عدمه ( عالم الثبوت ) يفتقر إلى الوجود ،اذن
عبودية ذاتية .
انظر ( عبادة ) .
) ( 5بخصوص “ عبد “ وما يتفرع عنه من مصطلحات عند ابن العربي فليراجع :
- 1مواقع النجوم ،ص ( 89عبد كلي -عبودية االختصاص ) ،ص ( 91عبد كلي
-جزء عبد ) ص ( 104العبد الخصوصي ) ،ص ( 138العبد المقدس ) .
- 2بلغة الغواص ورقة ( 95أفضل العبادة انتظار الفرج -العبودية وسؤال الحق )
ورقة ( 98أفضل العبادة ) .
- 3كتاب الكتب ص ( 48العبد المحمدي ) .
- 4فصوص الحكم .ج 1ص ( 59العبد المحض ) ،ص ( 89العبد والحق ) ،
ص ( 186عبد رب -عبد نظر ) ،ص ( 195المعبود ) ،ص ( 197عباد
الوقت ) .
فصوص الحكم ج 2ص ( 83العبد الرب ) ،ص ( 144ابن العربي واسبينوزا )
(284 - 285المعبود ) ،ص ص ( 290 ، 287عبادة تأله -عبادة تسخير ) .
- 5االصطالحات ص ( 297العبودة ) .
- 6الفتوحات ج 2ص ( 97العبودة -العبودية ) ،ص ( 216الذلة -عين
العبودية ) ،ص ( 228عبد الشهوة -رق األسباب ) ،ص ( 255عبيد
اختصاص ) ،ص ( 383العبادة الذاتية ) ،ص ( 487عبودية االضطرار ،
عبودية االختيار ) ،ص ( 616العبد الكلي ) .
- 7الفتوحات ج 3ص ( 309العبادة على الغيب ) ،ص ( 310عبادة غيب ) ص
( 321العبد والحق ) ،ص ( 387رتبة الرب -رتبة العبد ) .ص ( 402عبادة
أمرية أو عبادة امر -عبادة ذاتية ) ص ( 409العبد الكامل ) ص ( 437عبادة ذاتية
،عبادة امرية ) .
- 8الفتوحات ج 4ص ( 42مقام العبد ) ،ص ( 61العبد السيد ) ،ص ( 65عبد
َّللا بنفسه -عبد اختصاص ) ،ص ( 87عبد طبيعي -عبد الهي ) ،ص َّللا به -عبد ّ
ّ
( 98العبد ) ،ص ، 104ص ( 111العبد الجامع -جزء من الجامع ) ،ص 117
( العبد محل ) ،ص ( 140العبد ) ،ص ( 144عبد مختار -عبد اضطرار ) ص
( 154عبد الدليل ) ،ص ( 172عبادة ذاتية ) ،ص ( 191عبد اختصاص ) ،
ص ( 213العبد ) ص ( 449عبد اضطرار -عبد اختيار ) ،ص ( 482عبد
محض ) .
كما يراجع :
-الرسالة ص ، 90
-أيها الولد .الغزالي ص . 174
-خالصة التصانيف الغزالي ص . 174
770
“ “ 771
771
“ “ 772
ي
- 430العبد اإلله ّ
ان كل ما سوى الحق هو عبد للحق ،ويتفاوت العبيد في الصورة اإللهية ،وال
يحوزها من جميع الوجوه اال االنسان الخليفة ، 1فهو العبد اإللهي ،وقد اكتسب صفة
“ اإللهي “ للصورة التي خلق عليها .
772
“ “ 773
- 431العبد الخالص
َّللا ،فكان خالص العبودية .
وهو العبد الذي استخلص نفسه من عبودية كل ما سوى ّ
يقول ابن العربي :
َّللا كان عبدا خالصا ّّلل “ .
“ . . .فإذا لم يتعبد [ العبد ] أحدا من عباد ّ
( ف . ) 64 / 4
رب
- 432عبد ّ
انظر “ عبد “ المعنى " .الثاني “
773
“ “ 774
“ والعتق انما هو أمر يخرج العبد من العبودية ،وال يخرج من العبودية اال ان يكون
الحق سمعه وبصره وجميع قواه .فيكون حقا كله ( “ . . .ف . ) 95 / 4
يتضح من النصوص السابقة ،ان كمال العبودية يتيح العتق منها ،فيخرج العبد من
دائرة الخلق ليكون حقا كله .
وذلك مقام “ قرب النوافل “ الذي يتحقق العبد فيه :ان الحق سمعه وبصره وسائر
قواه .وهنا يبطش العبد بيد الحق ويرى ببصره . . .فالعبد الكامل اذن هو المتحقق
بمقام قرب النوافل .
( انظر “ مقام قرب النوافل “ ) .
- 434العبد المحض
وهو العبد الذي ال رائحة ربوبية فيه على أحد من المخلوقات .فهو عبد محض .
يقول ابن العربي :
“ . . .من حمى نفسه من أن يقوم به وصف رباني [ . . .فهو ] العبد المحض . . .
“ ( ف . ) 230 / 4
“ . . .عبدا محضا ليس فيه شيء من السيادة على أحد من المخلوقين ،ويرى نفسه
فقيرة إلى كل شيء من العالم ،من حيث إنه عين الحق من خلف حجاب االسم . . .
“ ( ف . ) 411 / 2
- 435عبادة
جعل ابن العربي العبادة فعال متبادال بين وجهي الحقيقة الوجودية :الحق والخلق .
وهذا ما جعل بعض شراحه يستنكرون ،ودفع “ عفيفي “ إلى اظهار امتعاضه
والتصريح بشناعة استعمال كلمة عبادة في جناب الحق . 1
والواقع انه ألول وهلة ،لعدم وجود نصوص قرآنية تتيح هذا اللفظ في جناب الحق ،
ونظرا لمجانبته للمفهوم العام ،يتوقف القارئ امام هذا اللفظ مترددا .
هل يعبد الحق الخلق ؟
774
“ “ 775
يقول ابن العربي ”:فيحمدني واحمده *** ويعبدني وأعبده “( فصوص . ) 83 / 1
عبادة الخلق :
ان عبادة الخلق هي عبادة ذاتية ،غير مخلوقة ،ألنها عبارة عن افتقار الممكنات ،
افتقار في حال عدمها ( ثبوتها ) إلى مرجح ،وافتقار في حال وجودها العيني إلى
مرجح كذلك الستمرار هذا الوجود .
اذن الخلق في افتقار ذاتي دائم أزلي .ووعيهم لهذا االفتقار يقودهم إلى معرفة من
افتقروا اليه ،وبالتالي إلى عبادته عبادة ذاتية فطرية وبحكم االستحقاق .
انظر “ عبادة ذاتية “ .
فالخلق يعبد الحق بمعنى انه يفتقر إلى موجده ومبقيه في الوجود العيني ،اما عبادة
الحق فهي إفاضة الوجود على الممكنات ،
وفي الواقع ان عبادة الحق في نظرية تقول بالوحدة الوجودية ليست امرا غريبا ألنها
تتمثل في عبادة اسم الهي السم الهي .
فالباطن يعبد الظاهر ،من حيث إنه يتوق إلى ظاهره ،فيظهره .
775
“ “ 776
“ فان العبادة ال تصح من غير شهود وان صح العمل .فالعمل غير العبادة :
فان العبادة ذاتية للخلق ( “ . . .ف . ) 119 - 118 / 4
َّللا هو المعبود في كل معبود من خلف حجاب الصورة “ . ( ب ) “ . . .ان ّ
( ف . ) 353 / 2
..........................................................................................
) ( 1انظر فصوص الحكم ج 2ص 66 - 65
ُون “[ ] 56 / 51وال يعبدونه حتى يعرفوه فإذا عرفوه عبدوه “ . . .قال ”:إِّ َّال ِّليَ ْعبُد ِّ
عبادة ذاتية ،فإذا امرهم عبدوه عبادة خاصة مع بقاء العبادة العامة الذاتية “ ( ف / 2
. ) 410
776
“ “ 777
“ . . .فان العبادة األصلية هي التي تطلبها ذوات الممكنات بما هي ممكنات ،
والعبادات الفرعية هي اعمال يفتقر فيها العبد إلى اخبار الهي من حيث ما يستحقه
سيده وما تقتضيه عبوديته ( “ . . .ف . ) 308 / 2
- 437العبوديّة -العبودة
يميز ابن العربي بين العبودية والعبودة ،كما فعل من قبله حكيم ترمذ ، 1ونحاول
تحديدها كالتالي :
العبودية :هي “ نسبة “ إلى صفة االفتقار والتذلل الذاتية في العبد ،فالعبودية هي
نسبة إلى “ الصفة “ من دون النظر إلى شخص “ السيد “ ،أو بمعنى آخر هي نسبة
ذاتية بين العبد وصفة العبودية فيه ،ال تؤدي مفهوم “ العالقة “ الكائنة بين موجودين
( عبد -سيد ) .
َّللا “ ، ،ولذلك صفة العبودة
العبودة :هي نسبة العبودية إلى “ السيد “ الذي هو هنا “ ّ
للحق أكمل .
777
“ “ 778
– 438العدل
في اللغة :
“ العين والدال والالم أصالن صحيحان ،لكنهما متقابالن كالمتضادين :
أحدهما يدل على استواء ،واآلخر يدل على اعوجاج .
فاألول العدل من الناس :المرضّى المستوى الطريقة ،يقال :هذا عدل ،وهما
عدل . . .وتقول :هما عدالن أيضا ،وهم عدول . . .والعدل :الحكم باالستواء .
ويقال للشيء يساوي الشيء :هو عدله . . .والعدل :قيمة الشيء وفداؤه . . .وكل
ذلك من المعادلة ،وهي المساواة .والعدل :نقيض الجور . . .
فاما األصل اآلخر فيقال في االعوجاج :عدل ،وانعدل ،اي انعرج ( “ . . .معجم
مقاييس اللغة مادة “ عدل “ ) .
في القرآن : 1
( أ ) العدل -الفدية ،الفداء أو البدل .
عةٌ َوال يُؤْ َخذُ ِّم ْنها َ
ع ْد ٌل “[ 2 / 48 ] . 2 قال تعالى َ ” :وال يُ ْقبَ ُل ِّم ْنها شَفا َ
( ب ) العدل -المثل والجزاء .
778
“ “ 779
ومن اعطى المستحق ما يستحق سمي :عادال ،وعطاؤه عدال ،وهو الحق ، 9فما
َّللا الخلق اال بالحق :وهو اعطاؤه خلقه ما يستحقونه “ ( . . .ف . ) 60 / 2
خلق ّ
َّللا العالم على صورته ، 10ومن
“ ومن هذه الحضرة العجيبة [ حضرة العدل ] خلق ّ
هنا كان عدال ،ألنه تعالى عدل من حضرة الوجوب الذاتي إلى الوجوب
779
“ “ 780
بالغير أو إلى حضرة االمكان . . .وعدل أيضا بالممكنات من حضرة ثبوتها إلى
وجودها ، 11فال يعقل في الوجود اال العدل ،فإنه ما ظهر الوجود اال بالميل وهو :
العدل “ ( .الفتوحات ج 4ص . ) 236
على أن هذا “ الميل “ الذي يثبته ابن العربي مرادفا للعدل ،ال يلغي “ ،االستقامة
“ الحاصلة في العالم بل هو عينها . 12
يقول :
“ والعدل :الميل ،فالميل عين االستقامة فيما ال تكون استقامته اال عين الميل . . .
فأغصان األشجار وان تداخل بعضها على بعض فهي كلها مستقيمة في عين ذلك
العدول والميل ،ألنها مشت بحكم العادة على مجراها الطبيعي “ ( . . .ف 236 / 4
. ) 237 -
****
العدل هو المثل .
يقول ابن العربي .
“ . . .فما في الكون اال عدل حيث فرضته ، 13وبالعدل ظهرت األمثال 14وسمي
المثل عدال ( “ . .ف . ) 236 / 4
****
نالحظ من التعريفين السابقين ان لفظ “ عدل “ فيهما كان نكرة ،اما هنا فهو معرف :
“ العدل “ .
معرف ) .
ويختلف موقف ابن العربي من اللفظ في حالتيه ( نكره ّ ،
ففي األولى تتميز نظرته بكونها عامة تطرق الناحية اللغوية والصفاتية الفعلية .
اما في الحال الثانية فقد يحدده بشخص له حقيقة خاصة وبالتالي مكانة خاصة في
صرح الحاتمي الوجودي .
فالعدل هو الحق المخلوق به وهو العقل األول .
يقول :
َّللا 15وغيره“ العدل هو الحق المخلوق به السماوات واألرض ،فسهل بن عبد ّ
يسميه العدل ،وأبو الحكم عبد السالم بن برجان يسميه :الحق المخلوق به . . .
“ ( ف . ) 60 / 2
“ القلم اإللهي . . .وهو العقل األول . . .وهو الحقيقة المحمدية والحق المخلوق به
والعدل . . . 16وهو الروح القدس الكل ( “ . . .ف .) 444 /3
780
“ “ 781
انظر “ العقل األول “ و “ الحقيقة المحمدية “
كما يراجع :انسان كامل :المترادفات ،والسبب في نشأة كثرة المترادفات عند ابن
العربي .
..........................................................................................
َّللا يَأ ْ ُم ُر بِّ ْالعَ ْد ِّل
) ( 1ويفسر مقاتل “ العدل “ في القرآن بالتوحيد في اآلية ِّ ”:إ َّن َّ َ
“( 16 / 90 ) .
وال يخفى ما في هذه النظرة من رمزية ال مستند لغوي لها .
انظر :Exegese coraniqueص . 45
) ( 2انظر شرح اآلية أنوار التنزيل ج 1ص 25الهامش .
) ( 3انظر شرح اآلية :أنوار التنزيل ج 1ص 25الهامش .
) ( 4انظر شرح التسوية والعدل في أنوار التنزيل ج 2ص 298الهامش .
القراءة بالتخفيف وبالتشديد .
) ( 5ومن هذه اآلية يثبت الترمذي “ العدل “ نظيرا من نظائر “ الشرك “ في القرآن
انظرExegese coraniqueص . 125
) ( 6انظر شرح اآلية كما يفسره ابن العربي في الفتوحات ج 4ص . 236
) ( 7راجع كالم الترمذي في التفريق بين العدل والفضل والجود Exegese
coraniqueص ، 298
) ( 8انظر “ خلق “ ) ( 9انظر حق المعنى “ الرابع “ .
) ( 10انظر “ صورة “ ) ( 11انظر “ عين ثابتة “ .
) ( 12انظر “ االستقامة “ كما يراها ابن العربي .
) ( 13من حيث إن “ الكون “ يفترض “ الميل “ حتى يظهر في الوجود .
) ( 14إشارة إلى الخلق الجديد .انظر “ خلق جديد “ .
) ( 15اذن لفظ “ العدل “ استفاده من التستري وهذه ليست استفادة بالمعنى الحقيقي
فابن العربي هنا لم يستفد صفة يضيفها إلى صفات العقل األول أو الحقيقة المحمدية .
بل هو هنا يقرر موازاة ليس أكثر ،فالعدل عند التستري يوازي الحقيقة المحمدية عنده
،والحق المخلوق به عند ابن برجان .والعقل األول عند الفالسفة وهكذا . . .
) ( 16يراجع بشأن “ عدل “ عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 2ص ، 308
-الفتوحات ج 3ص ، 77
-الفتوحات ج 4ص ص ( 237 - 23 ،حضرة العدل ) .
781
“ “ 782
- 439العدم األمكاني
المترادفات :العدم في القدم - 1عدم الممكن -الثبوت -العدم الثبوتي .
ابن العربي تابع المعتزلة فيما ذهبوا اليه من أن المعدوم “ :شيء “ وذات وعين ،وان
له خصائص وصفات .
َّللا القديم ،معدومة اي
فالمعدوم عنده عين ثابتة معدومة :ثابتة في وجودها في علم ّ
مسلوب عنها الوجود الخارجي في زمان ومكان .
َّللا .
اذن المعدوم له وجود عقلي متميز في علم ّ
والعدم االمكاني :هو الثبوت . 2
يقول ابن العربي :
“ ذلك ان الموجودات . . .لها أعيان ثابتة في حال اتصافها بالعدم الذي هو للممكن ال
للمحال ( “ . . .فتوحات . ) 608 / 2
“ والممكنات في حال عدمها مهيأة لقبول الوجود ( “ . . .فتوحات . ) 452 / 3
“ ا ال ترى الممكن في حال عدمه يفتقر إلى المرجح ( “ . . . 3فتوحات / 2
. ) 264
..........................................................................................
َّللا القديم .
) ( 1العدم في القدم ،هو عدم األعيان الثابتة اي ثبوتها في علم ّ
يقول ابن العربي :
“ فمن كان وطنه العدم في القدم كانت غربته الوجود “ ( ف . ) 370 / 4
) ( 2انظر “ عين ثابتة “ فلقد توسعنا بشرح الثبوت وعالم الثبوت عند الشيخ
األكبر .
) ( 3انظر فيما يختص بالعدم بمعنى الثبوت .
-فتوحات 4ص . 132ص ، 150
-فصوص . 128 / 1
782
“ “ 783
- 440العدم ( المطلق )
المترادفات “ :العدم المطلق -عدم المحال . 1
في اللغة :
“ العين والدال والميم أصل واحد يدل على فقدان الشيء وذهابه من ذلك العدم وعدم
فالن الشيء .إذا فقده ( “ . .معجم مقاييس اللغة .مادة عدم ) .
في القرآن :
الكلمة غير قرآنية .
عند ابن العربي :
يطلق ابن العربي لفظ “ العدم “ دون تحديده باطالق أو امكان .
ويترك للقارئ ان يفهمه من خالل مضمون النص .
783
“ “ 784
) “ ( 2ان العدم هو الشر المحض . . .وهو قول المحققين 6المتقدمين والمتأخرين ،
ولكن أطلقوا هذا اللفظ ولم يوضحوا معناه ،قال لنا بعض سفراء الحق [ -
وارد ] . . .ان الخير في الوجود والشر في العدم في كالم طويل ،علمنا أن الحق
تعالى له اطالق الوجود من غير تقييد ،وهو الخير المحض 7الذي ال شر فيه ،
فيقابله اطالق العدم الذي هو الشر المحض الذي ال خير فيه ،فهذا هو معنى قولهم ان
العدم هو الشر المحض “ ( فتوحات . ) 47 - 46 / 1
“ فالجهل انما هو عبارة عن عدم العلم ال غير ،فليس بأمر وجودي ،والعدم هو الشر
،والشر قبيح لنفسه ( “ . .فتوحات . ) 528 / 3
) “ ( 3فان العدم المحال ظلمة وعدم الممكن ظل ال ظلمة ( “ . . .فتوحات / 2
. ) 304
“ فالوجود نور والعدم ظلمة ،فالشر عدم ونحن في الوجود فنحن في الخير . .
“ ( فتوحات . ) 486 / 2
) “ ( 4والباطل هو العدم بال شك والوجود كله حق “ ( فتوحات . ) 33 / 2
..........................................................................................
) ( 1في مقابل “ عدم الممكن “ اي الثبوت انظر “ عدم االمكان “ .
) ( 2يستعمل ابن العربي مفردي النور والظلمة .
أسوة بكل من استعملها في الفكر العربي مستمدا من الزرداشتية التي تأخذ بمبدأ التثنية
وتردهما إلى أصلين متضادين :هما مبدأ الوجود - :النور والظلمة .
وهما :يزدان واهرمن ،فالموجودات مزيج من نور وظلمة أو من شر وخير ،والعالم
في صراع دائم بين القوتين ،قوة الظالم وقوة النور ( انظر نشأة الفكر الفلسفي د .
علي النشار ج 1ص . ) 203
ولكن ،رغم استعمال ابن العربي لمفردات الزرادشتية اال انه يخالفها :فالشر عنده
عدم ال طاقة صراع عنده ،فهو ال يجعل العدم في مقابل الوجود كأصلين للعالم بل
العدم هو مجرد عدم ،بكل ما تحوى الكلمة من سلوب انه عدم الوجود .
وهكذا الفرق بين النور والظلمة ( انظر شر ) .
) ( 3انظر كتاب أبو العال عفيفي- The mystical -ص 157حيث يبين التشابه
بين اسبينوزا وابن العربي .
) ( 4هذا االمكان نفسه يسميه ابن العربي “ عدم االمكان “ كما يسمى الممكن معدوما
( انظر “ عين
784
“ “ 785
ثابتة “ ) ولكنه سماه هنا امكانا ليحتفظ باسم “ المعدوم “ للمحال .
) ( 5المعدوم يطلقه ابن العربي عادة على “ ثابت العين “ فاألعيان الثابتة هي
المعدومات .ولكن هنا اشتقه من العدم المطلق فهو المحال ( .انظر عين ثابتة ) .
) ( 6يقول ابن العربي :
“ ما قال بان العدم هو الشر اال من جهل االمر ،انما ذلك العدم الذي ما فيه عين وال
يجوز على المتصف به كون وليس اال المحال .فذلك العدم هو الشر المحض على كل
حال .واما العدم الذي يتضمن األعيان فذلك عدم االمكان ( “ . . .فتوحات / 4
. ) 370
) ( 7ابن العربي هنا يذكر بافالطون من حيث إن الحق هو الخير المحض عنده .
- 441عدم العدم
عدم العدم هو الوجود .ألنه انتفاء نسبة العدم ،
يقول ابن العربي :
“ الحمد ّّلل الذي أوجد األشياء عن عدم وعدمه . 1وعدم العدم :وجود ،فهو نسبة
كون األشياء . . .موجودة ّّلل ثابتة ألعيانها غير موجودة النفسها ،فبالنظر إلى
َّللا في هذه الخزائن [ خزائن
أعيانها هي موجودة عن عدم .وبالنظر إلى كونها عند ّ
الجود ] هي موجودة عن عدم العدم وهو وجود ( . . . “ 2فتوحات . ) 281 / 2
785
“ “ 786
– 442العذاب
في اللغة :
“ العين والذال والباء أصل صحيح ،لكن كلماته ال تكاد تنقاس ،وال يمكن جمعها إلى
شيء واحد . . .
فمن الباب :عذب الماء . . .فهو عذب :طيّب . . .وباب آخر . . .
عذب ويقال :أعذب عن الشيء :إذا لها عنه وتركه . . .
وباب آخر ال يشبه الذي قبله :العذاب ،يقال منه :عذّب تعذيبا ( “ . . .معجم مقاييس
اللغة مادة “ عذب “ ) .
في القرآن :
لقد ورد في القرآن العذاب مفردا موصوفا أو معرفا ومضافا ،كما ورد الفعل أيضا :
ب أ َ ْن يُعَ َّم َر “[ 2 / 96 ] . ( أ ) قال تعالى َ ” :وما ُه َو بِّ ُمزَ ْح ِّز ِّح ِّه ِّمنَ ْالعَذا ِّ
ذاب النَّ ِّ
ار “[ / 2 ع َ سنَةً َوقِّنا َ
سنَةً َوفِّي ْاآل ِّخ َرةِّ َح َ ( ب ) قال تعالى ” :آتِّنا فِّي ال ُّد ْنيا َح َ
. ] 201
ذاب أ َ ِّلي ٌم“[ 2 / 174 ] .
ع ٌ َّللاُ يَ ْو َم ْال ِّقيا َم ِّة َوال يُزَ ِّ ّكي ِّه ْم َولَ ُه ْم َ
قال تعالى َ ” :وال يُ َك ِّلّ ُم ُه ُم َّ
786
“ “ 787
“ فإنه تعالى ما يعذب ابتداء ولكن يعذب جزاء ،فان الرحمة ال تقتضي في العذاب اال
الجزاء للتطهير ،ولوال التطهير ما وقع العذاب “ ( فتوحات . ) 352 /3
****
ان العذاب والنار وكل مشتقاتهما الموحية باأللم وجزاء اآلخرة على سوء االعمال ،
ليس لها االستمرارية الزمنية إلى ما ال نهاية مثل النعيم والجنة .فال بد ان تنسحب
عليها سعة الرحمة فتنقلب نعيما :فيتنعم أهل النار في النار . 3
وكذلك العذاب بعد ان تقام الحدود وينتهي زمن التطهير بالذنوب ال يخرج أهل النار
من النار ألنهم أهلها .
بل ينقلب عذابهم عذبا ،وما سمي العذاب عذابا اال لعذوبته . 4
787
“ “ 788
– 443عذراء
في اللغة :
َّللا تعالى فيه وجه قياس
“ العين والذال والراء بناء صحيح له فروع كثيرة ،ما جعل ّ
بتّة ،بل كل كلمة منها على نحوها وجهتها مفردة. . .
سها رجل . . .
العذرة :عذرة الجارية العذراء ،جارية عذراء :لم يم ّ
العذرة :نجم إذا طلع اشتد الحر . . .
العذرة :خصلة من شعر ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ عذر “ ) .
في القرآن :
كلمة “ عذراء “ غير قرآنية
عند ابن العربي :
العذراء 1عند ابن العربي صفة وليست شخصا :انها كل حقيقة عالية لم يكشفها أحد ،
أو كل شخص خبأه الحق عن خلقه وحجبه عنهم .
788
“ “ 789
- 444األعراس األلهيّة
في اللغة :
انظر “ عرائس الحق “ .
في القرآن :
المفرد غير وارد في القرآن .
عند ابن العربي :
االعراس اإللهية هي التجليات أو الواردات بالحقائق والمعاني حين تنزل بقلب العبد .
-وسميت “ االعراس “ من التعريس ،وهو نزول المسافر في منزلة معلومة .
َّللا هو الذي اسفرها وانزلها .
-وسميت “ الهية “ الن ّ
يقول :
“ . . .واما االعراس اإللهية 1فهي مشتقة من التعريس وهو نزول المسافر في منزلة
معلومة في سفر .
واالسفار معنوية وحسية ،فالسفر المحسوس معلوم والسفر المعنوي ما يظهر للقلب .
أبدا على التتالي ،والتتابع .
عرست به فكان منزال لتعريسها ،انما عرست به لتفيده حقيقة ما فإذا مرت بهذا القلب ّ
َّللا هو الذي اسفرها وأظهرها لهذا القلب ،وجعله َّللا ألن ّ
جاءت به ،وانما نسبت إلى ّ
منزال لها تعرس فيه ( “ . . .ف . ) 541 / 3
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن “ االعراس اإللهية “
عند ابن العربي :
-مواقع النجوم ص ( 45عرسه )
-تاج الرسائل ق 48ب ( االعراس اإللهية )
َّللا المعرس )
-الفتوحات ج 3ص ّ ( 515
ص ( 516االعراس الفرح )
-الفتوحات ج 4ص ( 32التعريس )
كما يراجع بشأن “ عرس “ :
789
“ “ 790
- 445عرائس الحق
مرادف :ضنائن الحق – األمناء
في اللغة :
“ عرس :العين والراء والسين أصل واحد صحيح تعود فروعه اليه وهو المالزمة ،
قال الخليل عرس به ،إذ لزمه فمن فروع هذا األصل العرس :امرأة الرجل ،ولبؤة
األسد . . .
قال يعقوب :العرس من الرجال :الذي ال يبرح القتال “ ( معجم مقاييس اللغة مادة
“ عرس “ ) .
في القرآن :
المفرد غير وارد في القرآن .عند ابن العربي : 1
يخص ابن العربي فئة من األولياء بعبارة عرائس الحق .
فما الذي دعا ابن العربي إلى تخصيص هذه الفئة بالعرائس ؟
األولياء :منهم الظاهر بالوالية ،يعرفهم الخاص والعام .
ومنهم من ستره الحق فال يعلم بمقامه مخلوق .
هؤالء المستورون يضن الحق من الغيرة ان يعرفهم غيره ،فهم :ضنائن الحق
وعرائسه .
يقول :
“ . . .واما حال الغيرة من الحق وهي ضنته بأوليائه ،حيث سترهم عن سائر عباده
فحبب إليهم الستر ،ووفقهم للمعرفة بحكم المواطن فاتصفوا بصفة سيدهم فكانوا عنده
َّللا وعرائسه “ ( . . .ف . ) 501 / 2
خلف حجب العوائد فهم :ضنائن ّ
“ ويعلم [ الشيخ ] بالشم أهل الطريق الذين يصلحون له من الذين ال يصلحون ،
790
“ “ 791
ويعلم التحلية التي يحلى بها نفوس المريدين الذين هم عرائس الحق “ ( ف / 2
. ) 365
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن عرائس الحق عند ابن العربي :
-مواقع النجوم ص ( 42عرس -عروس )
-الديوان ص ( 48عروس )
ص ( 49العرس -العروس )
َّللا :
كما يراجع فهارس أسفار الفتوحات االجزاء الستة تحت عبارة ،عرائس ّ
االمناء .
قارن “ عرائس الحق “ عند ابن العربي بقول روزبهان بقلي مجلة المشرق ص
. 389
- 446عرش
يرد مفرد “ عرش “ عند ابن العربي معرفا ومنكرا :
المعرف :هو عرش الرحمن المشار اليه في اآلية “ الرحمن على العرش استوى ّ (أ)
“ [ انظر “ عرش الرحمانية “ ] وهي مرتبة وجودية ،أول عالم الخلق ،يتلوها
الكرسي .
( ب ) المنكر ،ال يتمتع بمضمون ذاتي يدل على ذات واحدة متميزة ،بل يأخذ معناه
من المضاف اليه .
وله نسبتان :
-ففي نسبته إلى االعلى يتحول “ عرش “ إلى اسم محل ( مستوى ) للتنزل والظهور
والتجلي ،مثال :عرش الفصل والقضاء [ فليراجع ] الذي هو تنزل الهي ومظهر .
-وفي نسبته إلى األدنى يتحول عرش إلى صفة تفيد الهيمنة واإلحاطة واالستيالء
والملك .
مثال :عرش الرحمن ،اي العرش معرفا ،يحيط بكل الموجودات والحاطته اخذ اسم
عرش .
وسنحاول ايراد بعض النصوص التي توضح ما أشرنا اليه ،يقول :
المعرفة :
ّ - 1عرش
“ فانقسمت الكلمة الواحدة التي هي في العرش واحدة ،فهي في العرش رحمة
791
“ “ 792
واحدة إليها مآل كل شيء ،وانقسمت في الكرسي إلى رحمة وغضب مشوب
برحمة ( “ . . .ف . ) 432 / 3 -
َّللا جعل من السماء إلى األرض معارج على عدد الخالئق . . .وجعل من “ ان ّ
العرش إلى الكرسي معارج لمالئكة ،ينزلون إلى الكرسي بالكلمة الواحدة غير منقسمة
إلى الكرسي ،فإذا وصلت الكلمة واحدة العين إلى الكرسي انفرقت فرقا ،على قدر ما
أراد الرحمن ان يجري منها في عالم الخلق واالمر . . .
فاختلفت على ذلك االمر اإللهي الصور بحسب الموطن الذي ينزل اليه ،فينصبغ في
كل منزل صبغة ثم ينزل ذلك االمر اإللهي في الرقائق النفسية بصورة نفسية . . .
فينصبغ في العرش صورة عرشية . . .
فلما انصبغ بأول عالم الخلق ،وهو العرش ظهر في وحدانية الخلق ( “ . . .ف / 3
. ) 29
نالحظ في النصين ان كلمة عرش وردت معرفة ،دون ان يحدد ابن العربي تمييزها
عن باقي العروش عنده ،اذن عرش المعرفة يقصد بها دائما تلك المرتبة الوجودية ،
أول عالم الخلق المتبوعة بالكرسي .انظر “ عرش الرحمانية “
- 2عرش المنكّرة :
“ مستوى “ :
“ . .قلت وما العرش ،قلنا مستوى األسماء المقيدة وفيه ظهرت صورة المثل ،من
ليس كمثله شيء واحد ،وهذا هو المثل الثابت ( “ . . .ف / 129 ) . 2 -
الملك :
ي الحميم ان العرش في لسان العرب يطلق ويراد به الملك ،َّللا الول ّ
“ . . .اعلم أيد ّ
يقال ث ّل عرش الملك إذ دخل في ملكه خلل ،ويطلق ويراد به السرير فإذا كان العرش
عبارة عن الملك فتكون حملته هم القائمون به ،وإذا كان العرش السرير فتكون حملته
ما يقوم عليه من القوائم أو من يحمله على كواهلهم ،والعدد يدخل في حملة
العرش ( “ . . .ف . ) 147 / 1 -
792
“ “ 793
االستيالء :
“ ( . . .واالستواء ) أيضا ينطلق على االستقرار والقصود واالستيالء ،واالستقرار
َّللا تعالى اال إذا كان على وجه الثبوت .
من صفات األجسام ،فال يجوز على ّ
والقصد هو اإلرادة وهي من صفات الكمال قال ،ثم استوى إلى السماء ،اي قصد
واستوى على العرش اي استولى ( “ . . .ف . ) 98 / 1
اإلحاطة :
“ فلما أوجد دائرة الكون المحيطة المعبر عنها بالعرش 2الذي هو السرير
االقدس ( “ . . .االسفار ص . ) 10
راجع متفرعات عرش :مثال ،عرش الحياة ،العرش الكريم ،العرش العظيم
الخ . . .في أبوابها ألنها أضواء على مضمون “ عرش “ عند ابن العربي .
..........................................................................................
) ( 1يقول ابن سودكين في كتابه علم التصوف ق 62ب :
“ الطور السابع طور خفاء مطلق وفناء في الفناء ،وأحدية ال نسب وال إضافة وال
تعين بل التعين فيه عين ذاته ،ويجوز ان يقال له طور عرشي ألنه مظهر
الرحمن . . .
َّللا
َّللا الذي خلق السماوات واألرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ،أي تجلى ّ ّ
تعالى بالقلب المحمدي بالتجليات التامة . . . “ .
793
“ “ 794
-الفتوحات ج 2ص ( 102العرش :الملك ) ،ص ( 174العرش ) ،ص 436
( العرش العظيم ،العرش الكريم ،العرش المجيد ،مستوى الرحمن ) ،ص 676
( عرش التكوين) .
َّللا ) ،
َّللا ) ،ص ( 99العرش :ما سوى ّ
-الفتوحات ج 4ص ( 8العرش :ملك ّ
ص ( 111االنسان الكامل :قلبه كالعرش ) ،ص ( 128عرش القرآن ) .
-االنسان الكلي ،ورقة 6أ ( العرش الرحماني ) ،ورقة 6ب ( العرش الكريم ) .
-عقلة المستوفز ص ( 52العقل :العرش ) ،ص ( 52العرش خمسة :عرش
الحياة ،عرش الهوية ،عرش الرحمانية ،العرش الكريم ،العرش المجيد ) .
-التراجم ص ( 29لطفيتك عرش محيط بك )
-االصطالحات ص ( 297العرش :مستوى األسماء )
-ترجمان األشواق ص ( 17حملة العرش )
-مواقع النجوم ص ( 182العرش الكريم -العرش المجيد ) .
-شق الجيوب ورقة ( 72عرش االسم اإللهي )
كما يراجع :
-مكاشفة القلوب للغزالي ص 81
-أبو العالء ،ابن قسي ص 82
-أبو العالء من اين استقى ابن العربي ص 21 ، 14
-فصوص الحكم ج 2 /ص 337 ، 68
-مطلع خصوص الكلم ورقة 7
-األجوبة عن االنسان الكامل ورقة 217
أ -تأويالت القرآن ورقة 166ب.
794
“ “ 795
للا
- 447عرش ّ
َّللا :ملكه عامة فهو اذن كل ما سواه .
*عرش ّ
يقول :
َّللا عرش له علو قدر ومكانة في قلوب العارفين به ،من علماء النظر
“ وكل ما سوى ّ
وغيرهم من العلماء ( “ . . .ف . ) 243 / 4 -
****
َّللا ] ،
َّللا على التخصيص هو االنسان من حيث كونه مظهرا لالسم الجامع [ ّ عرش ّ
فهو مستوى االسم الجامع
انظر “ االسم الجامع “ .
يقول :
َّللا اعني باالنسان هاهنا الوجود المطلق من حيث اعتبار
“ فكان . . .االنسان عرش ّ
الصور االنسانية فيه ،واالنسان الكامل وإلي هذا التأليف وألجله سجدت األكوان . . .
“ [ بلغة الغواص ق ) 11
انظر “ عرش ".
- 448العرش المحدود
َّللا المحدود هو االنسان الكامل ،مظهر جميع األسماء اإللهية ،لذلك جعل ابن
عرش ّ
َّللا ) .
العربي العرش هنا الستواء االسم الجامع ( ّ
يقول :
َّللا حجب الجميع عنه وما ظهر اال لالنسان الكامل ،الذي هو ظله الممدود“ . . .فان ّ
وعرشه المحدود وبيته المقصود الموصوف بكمال الوجود “ ( . . .ف / 3 -
. ) 282
انظر “ عرش “
795
“ “ 796
- 449عرش الحياة
مرادف :عرش المشيئة -مستوى الذات -عرش الهوية .
عرش الحياة عبارة يطلقها ابن العربي على العرش المشار اليه في اآلية
علَى ْال ِّ
ماء . “[ 11 / 7 ] . ع ْر ُ
شه ُ َ قال تعالى َ ”:وكانَ َ
فهو عرش الهوية ألنه جاء مضافا إلى الهوية [ عرشه ] ،وهو عرش الحياة ألنه في
الماء .
ي ٍ“ [ / 21
ش ْيءٍ َح ّ والماء أصل الحياة بدليل اآلية قال تعالى َ ” :و َجعَ ْلنا ِّمنَ ْال ِّ
ماء ُك َّل َ
]30
يقول ابن العربي :
“ . . .عرش الحياة وهو عرش الهوية . . .هو عرش المشيئة ،وهو مستوى
الذات . . .
ماء “[ ] 7 /11 علَى ْال ِّ
شه ُ َع ْر ُ
قال تعالى َ ”. . . :وكانَ َ
فاضافه إلى الهوية ،وجعله على الماء فلهذا قلنا إنه عرش الحياة .قال تعالى ”:
ي ٍ ] “[ 21 / 30 ش ْيءٍ َح ّ َو َجعَ ْلنا ِّمنَ ْال ِّ
ماء ُك َّل َ
وقال فيه :وكان عرشه على الماء ،اي اظهر الحياة فيكم ليبلوكم “ ( . . .عقلة ص
. ) 53 - 52
“ “ . . .وكان عرشه على الماء “ “ على “ هنا ،بمعنى “ :في “ اي :كان العرش
في الماء .
كما أن االنسان في الماء اي منه تكون ،فان الماء أصل الموجودات كلها وهو عرش
الحياة اإللهية ( “ . . .ف . ) 65 / 3
“ . . .وأول شكل قبل هذا الجسم الشكل الكلي المستدير فكان الفلك.
فسماه العرش واستوى عليه سبحانه باالسم الرحماني ،االستواء الذي يليق به الذي ال
يعلمه اال هو من غير تشبيه وال تكييف ،وهو أول عالم التركيب وكان االستواء عليه
،وهو عرش الحياة وهو العرش السادس وهو عرش نسبي ليس له وجود اال بالنسبة ،
لذلك لم نجعله في العرش وهذا البحر هو الفاصل بين الحق والخلق هو حجاب العزة 1
[ انظر “ بحر العماء “ ] “ ( االنسان الكلي ق 6أ ) .
796
“ “ 797
انظر “ عرش “
..........................................................................................
) ( 1النص نفسه تجده تقريبا في كتاب عقلة المستوفز ص . 57
- 450عرش الذات
عرش الذات هي المشيئة اإللهية التي ليس لها إلى غيرها نسبة .
يقول :
“ . . .ان المشيئة هي عرش الذات اي ملكها ،أي بالمشيئة ظهر كون الذات ملكا
لتعلق االختيار بها ( “ . . .ف . ) 48 / 3 -
“ . . .ان المشيئة عرش الذات ليس لها في غيرها نسبة تبدو وال أثر “ ( ف / 4 -
. ) 45
انظر “ عرش ".
الرحمن - 451عرش ّ
معرفة ] ،عرش االستواء ،العرش المحيط ،العرش الرحماني ، مرادفات :العرش [ ّ
العرش الظاهر . 1
علَى ْالعَ ْر ِّش ا ْستَوى “، الر ْح ُ
من َ عرش الرحمن هو العرش المشار اليه في اآلية ” َّ
وقد اخذ هذا العرش عند ابن العربي مكانا محددا في ترتيب عوالمه :
-فهو أول شكل قبل الهباء [ انظر هباء ] الفلك األول .
وهو ألوليته الشكل المحيط بكل اشكال الموجودات ،اليه تنتهي االشكال والموجودات
المتشكلة .
-والستواء الحق عليه باسم “ الرحمن “ استفاد الوجود [ رحمة – وجود] .
انظر [“ رحمة “ ] واحاطته بالموجودات .
فكان :المرتبة الوجودية المحيطة .
-وحيث إنه أول عالم الخلق فالكلمة فيه أو االمر لم ينقسم بعد ،أول انقسام لالمر
اإللهي في الكرسي موضع القدمين .
797
“ “ 798
يقول ابن العربي :
- 1العرش :أول شكل قبل الهباء
“ وأول شكل قبل هذا الجسم [ الهباء ] الشكل الكرى ،فكان الفلك فسماه العرش
واستوى عليه سبحانه باالسم الرحمن ،باالستواء الذي يليق به الذي ال يعلمه اال هو
من غير تشبيه وال تكييف “ ( عقلة ص . ) 57
“ فال يجوز ان يرى من صور العالم في هذه المرآة اال ما تراءى له منها ،فكان مما
رآه فيها صورة العرش الذي استوى الرحمن عليه ،وهو سرير ذو أربعة أركان
ووجوه أربعة ( “ . . .ف . ) 431 / 3
798
“ “ 799
انظر “ عرش “
..........................................................................................
) ( 1وردت عبارة “ العرش الظاهر “ في النص التالي البن العربي :
َّللا العرش .
“ لكل شيء ظل ،وظل ّ
غير أنه ليس كل ظل يمتد ،والعرش في األلوهية ظل غير ممتد لكنه غيب . . .
َّللا ( “ . .الجاللة ص . ) 4 فالعرش الظاهر ظل الرحمن والعرش االنساني ظل ّ
الروح
- 452عرش ّ
“ عرش الروح “ عبارة مؤلفة من لفظين :
-اللفظ األول ( عرش ) مأخوذ في النسبة األولى ( مستوى ) .
انظر “ عرش “ .
-اما اللفظ الثاني ( روح ) يقصد بها الروح االنسانية .
إذا مستوى الروح االنساني ومحل ظهورها هو :النفس الناطقة .
يقول :
“ . . .فسماها النفس الناطقة وهي عرش الروح والعقل صورة االستواء فافهم ،واال
وَّللا يقول الحق وهو يهدي السبيل “ ( . . .ف . ) 115 / 1 -فسلم تسلم ّ
راجع “ عرش “ .
- 453العرش العظيم
تختلف الذات التي يشير إليها على ضربين :
****
العرش العظيم عبارة مؤلفة من لفظين ،
معرفة اي عرش الرحمن األول :هو العرش ّ
والثاني :العظيم .
صفة للعرش أطلقت عليه لعظم جرمه .
يقول :
“ . . .فالعرش أعظم األجسام من حيث اإلحاطة ،فهو العرش العظيم جرما
وقدرا ( “ . . .ف . ) 436 / 2
799
“ “ 800
- 454عرش العماء
ان للحق تنزال في العماء ومظهرا ،فمن هذه النسبة يطلق ابن العربي على العماء اسم
العرش .
ومضمون ذلك مأخوذ من الحديث الذي يشير إلى أينية عمائية للحق “ .انظر عماء “
يقول ”:وجاءت به االرسال من عرش *** العما ليحير األلباب واالفكارا
ويفوز أهل الذكر من ملكوته *** بالذكر حين يشاهدوا االخبارا “
( ف . ) 205 / 4 -
800
“ “ 801
“ . . .والعرش الذي يتجلى فيه الحق للفصل والقضاء ،والمالئكة في تلك األرض
سبعة صفوف بين يدي ذلك العرش ،والناس والجان بين العرش وصفوف المالئكة
والصراط منصوب كالخط الذي يقسم الدائرة نصفين “ ( ف . ) 421 / 3
“ انظر “ عرش ".
- 456عرش القران
عرش القرآن هو قلب المؤمن الذي وسع استواء الحق .
ونترك ابن العربي يشرح لنا بنفسه هذا المقام ،
حيث يقول :
“ . . .والقلب المؤمن به التقي الورع قد وسعه ،فهذا هو العرش الذي وسع استواء
َّللا على صاحب هذا
الحق الذي هو رفيع الدرجات ذو العرش ،وما أحسن ما نبه ّ
المقام الذي كان قلبه عرشا للقرآن ذوقا وتجليا . . .
ثم استوى على العرش الرحمن فاسئل به خبيرا ،أي فالمسؤول الذي هو بهذه الصفة
من الخبرة يعلم االستواء كما يعلمه العرش الذي استوى عليه الرحمن ،ألن قلبه كان
عرشا الستواء القرآن “ ( .ف . ) 128 / 3 -
- 457العرش الكريم
يمكن ان نشير إلى ذاتين مختلفتين عند ابن العربي :
-العرش :معرفة [ عرش الرحمن ] .انظر “ عرش “
-الكريم :صفة لعرش الرحمن.
801
“ “ 802
المعرف ،أو “ عرش الرحمن “ الكريم لعطائه . ّ إذا العرش الكريم :هو العرش
يقول :
“ فالعرش أعظم األجسام من حيث اإلحاطة فهو العرش العظيم جرما وقدرا ،
وبحركته اعطى ما في قوته لمن هو تحت احاطته فهو العرش الكريم “ ( . . .ف 2 -
. ) 436 /
كما يقول في نظم يحتوي على ذكر العالم العلوي والسفلي وترتيبه :
” الحمد ّّلل الذي بوجوده *** ظهر الوجود وعالم الهيمان
والعنصر االعلى الذي بوجوده *** ظهرت ذوات عوالم االمكان
ثم الهباء وثم الجسم قابل *** لعوالم األفالك واألركان
فأدار فلكا عظيما واسمه *** العرش الكريم ومستوى الرحمن “ . . .
( عقلة ) 44 - 43
****
العرش الكريم عبارة يطلقها اصطالحا على الكرسي موضع القدمين .
يقول :
“ العرش الكريم وهو الكرسي موضع القدمين . . .فالكلمة واحدة في العرش ألنه أول
عالم التركيب ،وظهر لها في الكرسي نسبتان ألنه الفلك الثاني فانقسمت به الكلمة
فعبّر عنها بالقدمين ،كما ينقسم الكالم وان كان واحدا إلى امر ونهي . . .
وعن هذين الفلكين [ العرش -الكرسي ] تحدث االشكال الغريبة [ ،خرق العوائد -
الخيال ] . . .في عالم األركان “ ( . . .عقلة . ) 59
- 458عرش التكوين
هو الفلك المحيط بكل تكوين .عنه يتكون جميع ما في الجنة .
فكأنما االنسان هناك استوى على عرش التكوين يتكون من مجرد شهوته مراده .
يقول:
802
“ “ 803
“ . . .وعن هذا الفلك يتكون جميع ما في الجنة ،وعنه يكون الشهوة ألهلها وهو
عرش التكوين ." . . .
- 459العرش المجيد
عبارة تشير إلى ذاتين أو عرشين عند ابن العربي :
العرش المجيد تتألف من لفظين ،
معرفة اي عرش الرحمن .* األول :هو العرش ّ
* واللفظ الثاني :المجيد ،صفة أطلقها على عرش الرحمن لشرفه .
فالعرش المجيد هو العرش نفسه موصوفا بإحدى صفاته .
يقول :
“ . . .فالعرش أعظم األجسام من حيث اإلحاطة ،فهو العرش العظيم جرما
وقدرا . . .وبنزاهته ان يحيط به غيره من األجسام كان له الشرف فهو العرش المجيد
،ثم إنه ما استوى عليه االسم الرحمن إال من أجل ( “ . . .ف. ) 436 / 2
****
العرش المجيد عبارة اصطالحية ال تقبل التفكيك إلى اسم وصفة ،وانما هي اسم واحد
مركب من لفظين يطلقهما ابن العربي على العقل .
يقول :
“ . . .والعرش المجيد هو العقل ( “ . . .عقلة ص . ) 53
انظر “ عرش “ “ عرش الرحمن ".
– 460األعراف
803
“ “ 804
علَى ْاألَع ِّ
ْراف ِّرجا ٌل “[ ، ] 46 / 7 وعرفه .وقوله تعالى َ ”:و َ
األعراف في اللغة :
جمع عرف وهو كل عال مرتفع وقال الزجاج :األعراف أعالي السور .
قال بعض المفسرين :
األعراف أعالي سور بين أهل الجنة وأهل النار ،واختلف في أصحاب األعراف
فقيل :هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يستحقوا الجنة بالحسنات وال النار
بالسيئات فكانوا على الحجاب الذي بين الجنة والنار ،
وَّللا اعلم ،على األعراف على معرفة أهل الجنة وأهل قال :ويجوز ان يكون معناه ّ
النار هؤالء الرجال ،
َّللا تعالى يدخلهم الجنة وقيل :أصحاب األعراف أنبياء فقال قوم :ما ذكرنا أن ّ
وقيل :مالئكة ومعرفتهم كال بسيماهم انهم يعرفون أصحاب الجنة بان سيماهم إسفار
الوجوه والضحك واالستبشار
كما قال تعالى :وجوه يومئذ مسفره ضاحكة مستبشرة ،ويعرفون أصحاب النار
بسيماهم وسيماهم سواد الوجوه وغبرتها
تبيض وجوه وتسو ّد وجوه ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها ّ كما قال تعالى :يوم
فترة . . .
وجبل أعرف :له كالعرف ،وعرف األرض :ما ارتفع منها والجمع أعراف .
الرياح والسحاب :أوائلها وأعاليها واحدها عرف . وأعراف ّ
وحزن أعرف :مرتفع [ “ . . .لسان العرب مادة عرف ] .
في القرآن :
انظر :في اللغة .
عند ابن العربي :
يتفق ابن العربي مع المفسرين بوجود األعراف المنصوص عليه في القرآن ،ويجعله
الموطن الخامس من مواطن القيامة السبعة -اما “ رجال األعراف “ فإنه يستفيد من
برزخية [ انظر “ برزخ “ ] سور األعراف بين الجنة والنار ليجعل أهله ال صفة
لهم .
يقول :
- 1األعراف :
“ و “ األعراف “ سور حاجز ،بين الجنة والنار ،مبرزخ [ :باطنه فيه الرحمة
وظاهره من قبله العذاب ] .
فهو حد بين دار السعداء ودار األشقياء ،دار أهل الرؤية ودار الحجاب ( “ . . .ف
السفر الثالث فق ) 157
804
“ “ 805
– 461عساكر
في اللغة :
عسكر غير عربية ( فارسية ) ،عسكر القوم :تجمعوا .
805
“ “ 806
يقول :
“ . . .فان العساكر تختلف :فان جند الرياح ما هي جند الطير وجند الطير ما هو جند
المعاني الحاصلة في نفوس األعداء كالروع والجبن ،فمنتهى كل عسكر إلى فعله الذي
وجد اليه ،من حصار قلعة وضرب مصاف أو غارة أو كبسة ،كل عسكر له خاصية
في نفس االمر ال يتعداه “ ( .ف . ) 43 / 2 -
- 462العشق
انظر “ حب ".
– 463العصمة
في اللغة :
“ العين والصاد والميم أصل واحد صحيح يدل على امساك ومنع ومالزمة .
والمعنى في ذلك كله معنى واحد .
باّلل
َّللا تعالى عبده من سوء يقع فيه ،واعتصم العبد ّ
من ذلك العصمة :ان يعصم ّ
تعالى ،إذا امتنع “ ( . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ عصم “ ).
806
“ “ 807
في القرآن :
ورد األصل “ عصم “ في القرآن بالمعنى اللغوي السابق للداللة على :منع وامساك
والتجاء وحماية . . .
ص َم “[ . / 32 ] 12 ع ْن نَ ْف ِّس ِّه فَا ْست َ ْع َ راو ْدتُهُ َ ( أ ) قال تعالى َ ” :ولَقَ ْد َ
عاص َم ْاليَ ْو َم ِّم ْن أ َ ْم ِّر َّ ِّ
َّللا ِّإ َّال َم ْن َر ِّح َم “ [ 11 / 43 ] . ِّ قال تعالى ”:قا َل ال
َّللا َج ِّميعا ً َوال تَفَ َّرقُوا “[ 3 / 103 ] . ص ُموا ِّب َح ْب ِّل َّ ِّ ( ب ) قال تعالى َ ” :وا ْعت َ ِّ
ص ُمنِّي ِّمنَ ْال ِّ
ماء “[ 11 / 43 ] . سآ ِّوي ِّإلى َجبَ ٍل يَ ْع ِّ ( ج ) قال تعالى ” :قا َل َ
اما “ العصمة “ التي اختلف فيها المتكلمون والفالسفة ،فلم يشر القرآن العزيز إلى
وجودها ،بل بقي الذنب مالزما للخلق حتى األنبياء”.
َّللاُ ما تَقَد ََّم ِّم ْن ذَ ْنبِّ َك َوما تَأ َ َّخ َر “[ . ]2 / 48
قال تعالى ِّ " :ليَ ْغ ِّف َر لَ َك َّ
وبديهي ان ال تكون مغفرة دون ذنب .
فإن لم يحصل الذنب فال معنى للمغفرة ؛ والعصمة كما يقررها المنادون بها ال تقبل
الذنب .
عند ابن العربي : 1
*توقف ابن العربي عند النظرة الكالسيكية إلى “ العصمة “ ورأى انها كمال التوفيق
َّللا .وضمنها عدة وجوه من ّ
) - 1عصمة المحل من القاء الشيطان ( وهي لألنبياء -والحفظ لألولياء )
َّللا عليه
) - 2عصمة الصورة من أن يتمثل بها الشيطان [ وهي لمحمد ( صلى ّ
وسلم ) فقط ]
) - 3عصمة القلب من خاطر السوء ( لألولياء )
) - 4عصمة المحل ( االنسان ) من أن يقوم به ذنب [ نص عليها القرآن في حق
َّللا عليه وسلم ) ] . محمد ( صلى ّ
807
“ “ 808
) “ ( 2فسمي ذلك [ -تنزل األرواح النورية لترصد مسالك الشيطان فيحتمي بها
الملقي اليه ] عصمة ان كان نبيا ،وحفظا ان كان وليا .
والفرق بين العصمة والحفظ :ان النبي ال يكون ابدا محال اللقاء الشيطان في
القلب “ ( . . .مفتاح الغيب ورقة . ) 85
َّللا عليه وسلم ) في المنام فقد رآه في اليقظة ،ما لم تتغير ) “ ( 3فمن رآه ( صلى ّ
عليه الصورة :
فان الشيطان ال يتمثل على صورته أصال فهو معصوم الصورة حيا وميتا “ ( ف / 4
. ) 28
) “ ( 4فان االنسان ما في قوته ان يمنع عن قلبه الخواطر ،فمن لم يخطر الحق له
خاطر سوء فذلك هو المعصوم ( “ . . .ف . ) 35 / 4
َّللاُ ما تَقَد ََّم ِّم ْن ذَ ْن ِّب َك َوما تَأ َ َّخ َر “[ ] 2 / 48
) ( 5قال تعالى ِّ ” :ليَ ْغ ِّف َر لَ َك َّ
فيسترك عما يستحقه صاحب الذنب من العتب والمؤاخذة َ ”،وما تَأ َ َّخ َر “ يسترك عن
عين الذنب حتى ال يجدك فيقوم بك ،فاعلمنا بالمغفرة في الذنب المتأخر انه معصوم
بال شك ( “ . . .ف . ) 153 / 3
لم يفهم ابن العربي من اآلية السابقة ،وجود ذنب ومغفرته بل العكس رأى أن هذه
فسرها كعادته بالستر ( غفر - اآلية تؤكد عدم قيام الذنب ،وحتى ال تفقد معناها ّ
َّللا عليه وسلم ) تعني بلغة ابن ستر ) :فالحق غفر ما تأخر من ذنب محمد ( صلى ّ
َّللا عليه وسلم ) عن عين الذنب فال يجده ليقوم العربي ان الحق ستر محمد ( صلى ّ
به .
****
بعد ما اكد شيخنا األكبر فيما تقدم مناقضة العصمة للذنب نجده هنا يؤالف بينهما ،
فالعصمة ال تنفي بالضرورة حدوث الذنب ،بل تنفي استمرار وصف المذنب به ،
فالمعصوم قد يحدث عنه ذنب ولكنه ذنب له قابلية المغفرة ،بل أكثر من ذلك يحمل في
طياته بذور التبديل إلى حسنات .
وهذا يعني انه ال ينطوي كل ذنب على امكان المغفرة هذه ،بل ال بد من صفات
خاصة للمعصية حتى تتحول إلى حسنة .
ويطلق ابن العربي على هذه المعصية اسم :المعصية الحيّة .
وهي التي ال تحدث عن غفلة ،بل يصاحبها حضوره ويفسر حدوثها قدر المذنب.
808
“ “ 809
يقول ابن العربي :
) “ ( 1وتسمع التنزيل ينادي :بلوال ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم 2اآلية إلى قوله :
َّللا
ضعف الحياة وضعف الممات .وان تطع أكثر من في األرض يضلوك عن سبيل ّ
َّللا
َّللا عنك لم أذنت لهم 4ولقد تاب ّ ، 3وكم في التنزيل من أشباه ذلك كقوله :عفا ّ
على النبي . . 5
َّللا عليه وسلم ) ؟ “ ( بلغة
وإذا كان هذا الرسول ،فمن المعصوم بعده ( صلى ّ
الغواص ورقة . )65
) “ ( 2قلت [ الغوث ] :اي عصمة أفضل عندك ؟ قال [ الحق ] :عصمة التائبين
“ ( الرسالة الغوثية ورقة 80ب ) .
َّللا ،حيّة ذات روح الهي
“ . . .وتكون المعصية بحضوره [ العارف ] فيها مع ّ
َّللا سيئها حسنا كما بدل عقوبتها مثوبة ( “ . . .ف يستغفر له إلى يوم القيامة ،ويبدل ّ
. ) 652 / 2
بل بقي محال تتقلب فيه الصور دون ان تؤثر فيه .فهذا العبد وان وقع منه معصية
فلقدر استوجبها ،فيأتيها عن شهود وحضور ال عن غفلة .
809
“ “ 810
المقدور قبل وقوعه في الوجود فيأتونه على بصيرة ،فهم على بينة من ربهم “ ( ف 4
. ) 125 /
“ ان الحق . . .ينظر في شهود . . .المكلف فيراه ذا عبادة ،والعمل تابع لها
[ للعبادة ] فيه [ في العبد ] ،وهو ال يتصف باالعراض عن االعمال وال باالقبال عليه
،وانه على الحال الذي كان عليه في حال عدمه لم يتغير 7فيبقيه على حاله ويحجب
الغفلة عنه . . .
وهذه هي العصمة العامة :فإذا وقعت منه مخالفة فإنما تقع بحكم القضاء والقدر من
تكوينهما فيه ،كما وقعت الطاعة . . .
َّللا عين تكوين لذلك الواقع في هذا المحل ،ظاهره فإذا وقع منه ما وقع فهو من ّ
صورة معصية . . .
َّللا في هذا المحل . . .
وهي في نفس االمر عين تلك الواقعة موجود أوجده ّ
فال اثر لهذه المخالفة فيه كما ال اثر للطاعة فيه . . .
وانما ذلك :انشاء صور في هذا المحل ( “ . . .ف / 540 ) . 3
-----
) ( 1يراجع بشأن “ عصمة “ عند الحكماء والمتكلمين كتاب التهانوي :
الكشاف ج 4ص ص ( 1048 - 1047العصمة عند الحكماء واألشاعرة والخوارج
والحشوية والمعتزلة والفقهاء ) .
) ( 2اآلية ، 74 / 17
) ( 3اآلية ، 116 / 6
) ( 4اآلية ، 43 / 9
) ( 5اآلية ، 117 / 9
) ( 6انظر “ عين ثابتة “ “ عدم “ .
) ( 7اي ان العبد هنا لم يفارق ثبوته العدمي .
ولكن الثبوت [ انظر “ ثبوت “ ] عند ابن العربي ينسحب على الموجودات كافة .
فماذا يميز هذا العبد عن غيره ؟ انه شهود هذا الثبوت .
ففي حين يشترك العبيد عامة في االفتقار وعدم مفارقة العدم ،ينفرد هذا العبد بشهوده
لهذا االفتقار وذاك العدم ،فيسكن تحت مجاري االقدار .
810
“ “ 811
- 464المعصية الحيّة
انظر “ عصمة “ المعنى “ الثاني ".
– 465العقاب
في اللغة :
“ العين والقاف والباء أصالن صحيحان :أحدهما يدل على تأخير شيء واتيانه بعد
غيره .واألصل اآلخر يدل على ارتفاع وشدة وصعوبة . . .ومن الباب [ األصل
الثاني ] :العقاب من الطير ،سميت بذلك لشدتها وقوتها ،وجمعه اعقب وعقبان ،
وهي من جوارح الطير ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ عقب “ ) .
811
“ “ 812
- 466العقل ( األول )
في اللغة :
“ العين والقاف والالم أصل واحد قياس مطرد ،يدل عظمه على حبسة في الشيء أو
ما يقارب الحبسة .من ذلك العقل ،وهو الحابس عن ذميم القول والفعل .
قال الخليل العقل :نقيض الجهل .يقال عقل يعقل عقال ،إذا عرف ما كان يجهله قبل
،أو انزجر عما كان يفعله . . .ومن الباب العقل ،وهي الدّية .
يقال :عقلت القتيل أعقله عقال ،إذا أدّيت ديته . . .قالوا : . . .سميت الدية .
عقال الن اإلبل التي كانت تؤخذ في الديات كانت تجمع فتعقل بفناء المقتول فسميت
الدية عقال وان كانت دراهم ودنانير .وقيل سميت عقال ألنها تمسك الدم . . .
فاما قولهم :فالنه عقيلة قومها ،فهي كريمتهم وخيارهم ،ويوصف بذلك السيد أيضا
فيقال :هو عقيلة قومه .وعقيلة كل شيء :أكرمه ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة
“ عقل “ ) .
وقد جعل القرآن العقل صفة “ القلب “ ويمكن ان نقولها بالشكل التالي :
ان حاسة “ العقل “ عضوها “ القلب“ .
812
“ “ 813
من الناحية اللغوية يرجع اشتقاقه إلى العقال ،وهو ما يعقل به البعير ،اثباتا لصفة
“ القيد “ التي تميزه .
يقول :
َّللا فاعتبروا *** فإنه خلف باب الفكر مطروح
” العقل افقر خلق ّ
ان العقول قيود ان وثقت بها **** خسرت فافهم فقولي فيه تلويح “
( ف ) 112 / 4
“ فان العقل يأبى اال الفضائل ،فإنه يقيد صاحبه عن التصرف فيما ال ينبغي ،ولهذا
سمي عقال من العقال “ ( ف . ) 333 / 3
****
اطلق ابن العربي على أول مخلوق ظهر في الوجود عشرات األسماء 1
فهو :
العقل األول ،القلم االعلى ،الحق المخلوق به ،العدل ،االمام المبين ،الحقيقة
َّللا عليه وسلم ) . . .الخ 2
المحمدية ،الدرة البيضاء ،نور محمد ( صلى ّ
وهذه الكثرة في األسماء أضحت من معالم تفكير شيخنا األكبر البارزة ،فبنيانه
الفلسفي قائم على حقيقة واحدة تتعدد أسماؤها بتعدد وجوهها دون ان تتعدد هي في
ذاتها .
ولكن هذه الكثرة االسمائية ليست سفسطة كالمية قوامها الترادف التام الكامل ،بل
نشأت من اختالف النظرة إلى هذه الحقيقة ،ومن صلة هذه الوجوه بوجوه حقائق
أخرى .
فالحقيقة الوجودية وان كانت واحدة اال انها كل نسب وإضافات ووجوه :
فأول مخلوق هو “ قلم “ من وجه يغاير الوجه الذي يسمى من اجله عقال ،وهكذا .3
813
“ “ 814
اما السبب في اطالق عبارة العقل األول على هذه الحقيقة فمن حيث إنه :
أول من عقل عن الحق من األرواح المهيمة ( عقل نفسه وموجده والعالم ) . . .
فانتقش به بذلك التجلي علم ما يكون إلى يوم القيامة ،ففارق صفة الهيمان ليكتسب اسم
العقل .
َّللا العقل . 4
وهذه التسمية منشؤها الحديث الشريف :أول ما خلق ّ
“ وهذا القلم له ثالثمائة وستون سنّا من حيث ما هو قلم ،وثالثمائة وستون وجها
ونسبة من حيث ما هو عقل ( “ . . .انشاء الدوائر ص . ) 55
) “ ( 2فأول صورة قبل نفس الرحمن صورة العماء [ راجع “ عماء “ ] . . .
ثم إن جوهر ذلك العماء قبل صور األرواح من الراحة واالسترواح إليها ،وهي :
األرواح المهيمة ،فلم تعرف غير الجوهر الذي ظهرت فيه وبه وهو أصلها . . .
فهامت في نفسها ،ثم إن واحدا من هذه الصور الروحية بتجل خاص علمي انتقش فيه
علم ما يكون إلى يوم القيامة ،مما ال تعلمه األرواح المهيمة . . .
وعلم . . .هذا العقل ان الحق ما أوجد العالم اال في العماء . . .
ورأى في جوهر العماء صورة االنسان الكامل [ راجع “ انسان كامل “ ] الذي هو
للحق بمنزلة ظل الشخص من الشخص ،ورأى نفسه
814
“ “ 815
ناقصا عن تلك الدرجة . . .فان الكمال في االنسان الكامل بالفعل وهو في العقل األول
بالقوة .وما كان بالقوة والفعل أكمل في الوجود ( “ . . .ف . ) 430 / 3
يتضح من النص الثاني حقيقة جديدة ،وهي :ان العقل األول وان كنا نستطيع ان نثبت
انه يرادف االنسان الكامل ،بطريق االستدالل ، 8اال انه لم يصل إلى مرتبته . 9
وذلك ان االنسان الكامل له الصورة ،اي صورة الحق ،على حين ان العقل األول هو
جزء من الصورة . 10
َّللا لما انكح العقل النفس الظهار األبناء ( “ . . .ف . ) 231 / 3
“ واعلم أن ّ
815
“ “ 816
“ -الحقيقة المحمدية “ من حيث إن العقل األول له الموقف نفسه الوجودي العلمي
االمدادي بين الحق والخلق .
..........................................................................................
) ( 1نالحظ ان نصوص تصوف القرون األولى للهجرة نبتت في ارض التجربة
الصوفية وازهرت في ظل المواجيد ،فكانت بالتالي مصطلحاتها لغوية تكثفت فيها
مرائي وابعاد نفسية ( المحبة -المحق ) . . .أو ثمرات مشاهدة وكشف ( لوامع -
بوارق ) .
اذن ال نجد في تلك الفترة المصطلحات “ الكونية “ التي ستغرق كتب الصوفية مع
مطلع التصوف الفكري .
وبعد ما كان “ تصوف المواجيد “ يكاد يصل إلى وضع اسم لما يصادفه ،يتدفق
“ التصوف الفكري “ سيال من المصطلحات والتسميات فيضع للمسمى الواحد عشرات
األسماء .
وها هو عبد الحق بن سبعين يجاري ابن العربي في هذا المضمار .
فيطلق أحيانا على المرتبة الوجودية الواحدة تسميات كثيرة تختلف في ظاهرها وتتفق
في مدلولها ،مثال ذلك المبدع األول أو العقل الكلي .
يقول “ . . .العقل الكلي هو أول موجود أوجده الحق سبحانه ،وهو جوهر بسيط فيه
صورة كل شيء . . .وهو الكلمة المرددة ،أو هو الفصل المانع ،أو هو المحب
بذاته . . .
أو هو االنية المتعلقة ،أو هو نديم الدهر ،أو هو والد النفس وهو المفارق على
االطالق ،أو هو صاحب الوجهين إذا استفاد أفاد . . .أو االنفصال الصادق ،أو
االنزعاج المتعدي ،أو العلم المتصل الخ ( “ . . .بد العارف لوحه . 33نقال عن ابن
سبعين وفلسفته الصوفية التفتازاني ص . ) 208
) ( 2انظر مترادفات االنسان الكامل ،
) ( 3انظر كال من هذه األسماء في أماكنها .
َّللا القلم “ انظر الترمذي تفسير سورة ، 68كما يراجع فهرس “ ) ( 4أول ما خلق ّ
األحاديث حديث رقم ( 12 ) . :
) ( 5ان عبارة “ العقل األول “ وان كان ابن العربي يرجعها إلى منشأ “ سني
“ فطابعها االفلوطيني ال ينكر ( انظر من اين استقى ابن العربي فلسفته الصوفية مجلة
كلية اآلداب ص ص ، ) 25 - 24اال ان فيوضات الواحد عند ابن العربي هي
مظاهر لهذا الواحد وحجب ،وبذلك ال تنفصل عنه بل هي وجه ظاهر له .ومهما بعد
الشق بينها وبين الواحد في الترتيب الوجودي اال ان لها “ وجها خاصا “ مباشرا
يصلها “ بالواحد “ .
يقول ابن العربي “ :ونسبة األولية له [ للحق ] ال تكون اال في المظاهر ،فظهوره
َّللا ،فهو [ الحق ] األول من في العقل األول الذي هو القلم االعلى وهو أول ما خلق ّ
حيث ذلك المظهر ألنه أول الموجودات عنه . . .وأول مظهر ظهر [ هو ] القلم
اإللهي وهو العقل األول ،والعين ما كانت مظهرا اال
816
“ “ 817
بظهور الحق فيها ،فهي أول .والكالم في الظاهر في المظهر الن به يتميز فاألول هو
َّللا والعقل حجاب عليه ( “ . . .ف ( . ) 95 / 2راجع “ أول “ ) .
ّ
817
“ “ 818
- 467عالم األنفاس
َّللا .
عالم األنفاس هو اسم لرجال ّ
انظر “ رجل “ المعنى الثاني .
- 469المعلّم ّ
األول
المعلم األول هو االنسان الكامل
انظر “ االنسان الكامل “ وخصوصا في وظيفته االبستمولوجية .
- 470العمد أو الماسك
في اللغة :
“ العين والميم والدال أصل كبير ،فروعه كثيرة ترجع إلى معنى ،وهو االستقامة في
الشيء ،منتصبا أو ممتدا ،وكذلك في الرأي وإرادة الشيء . . .
والعمد :ان تعمد الشيء بعماد يمسكه ويعتمد عليه ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة
“ عمد “ ).
818
“ “ 819
في القرآن :
ورد “ العمد “ في القرآن بالمعنى اللغوي السابق ولكنه غير مرئي ،ولكن ال نستطيع
ان نقول إنه غير حسي ،فقد يكون حسيا غير مرئي .
ع َم ٍد ت َ َر ْونَها “[ . ] 2 / 13عند ابن
ت بِّغَي ِّْر َ َّللاُ الَّذِّي َرفَ َع ال َّ
سماوا ِّ قال تعالى َّ ” :
العربي :
*يجعل ابن العربي للكون عمدا يحفظ نظامه ويمسكه عن الزوال .
وهذا العمد ليس حسيا بل هو معنوي هو :االنسان ،من حيث إن العالم وجد من أجله
،ويبقى ببقائه وينتقل بانتقاله إلى دار اآلخرة ،اذن :االنسان هو عمد العالم . 1
يقول ابن العربي :
َّللا السماء به ان تقع على األرض لرحمته بمن فيها “ . ) “ ( 1والعمد الذي يمسك ّ
( ف . ) 436 / 3
“ فالعمد هو المعنى الماسك . . .ومن مسكت من أجله فهو ماسكها ومن وجدت له
بسببه فهو مالكها ( “ . . .ف . ) 4 / 1
“ العمد . . .وهو االنسان “ ( ف . ) 125 / 1
) “ ( 2إذا تجسدت المعاني في عالم المثال وظهرت صورا في الجسم المشترك . . .
كالدين في صورة القيد ،والعلم في صورة اللبن ،واالنسان في صورة العمد . . .
“ ( ترجمان األشواق ص 92هامش . ) 3
****
بعد ما ض ّمن ابن العربي العمد الجنس االنساني بكامله ،نجده هنا يتدرج بشكل هرمي
َّللا عليه وسلم ) ] . . .ويحصر
[ فرد . .وتد ] -إلى قمة هذا الجنس [ محمد ( صلى ّ
مفهوم “ العمد “ به :
يقول :
َّللا بهمته العالم “ ( رسالة األقطاب ورقة 119أ ) .
( أ ) “ مفرد يحفظ ّ
َّللا العالم بهم “ ( روح القدس ص . ) 106
( ب ) “ األربعة األوتاد الذين يمسك ّ
( ج ) “ واختار [ الحق ] . .الرسل [ من األنبياء ] . . .واصطفى واحدا من خلقه
819
“ “ 820
هو منهم وليس منهم هو المهيمن على جميع الخالئق جعله عمدا ، 2أقام عليه قبة
َّللا عليه وسلم ) ( “ . . .ف . ) 74/ 2 َّللا ( صلى ّالوجود . . .وهو محمد رسول ّ
..........................................................................................
) ( 1وفي المعنى نفسه يستعمل الجيلي جملة “ حافظ العالم الناسوتي “ .
( راجع االنسان الكامل ج 2ص . ) 28
) ( 2يراجع بشأن “ عمد “ :
-ف ج 2ص ( 340بالتضمين ) .
-ف ج 3ص ( 424صورة الفلك حيث يظهر العمد ) ،ص ، 438
-الفصوص ج 1ص ، 38والفص اآلدمي ( بالتضمين ) .
- 471العماء
المترادفات :
نفس الرحمن -الحق المخلوق به - 1الخيال المطلق -عين البرزخ -مرتبة االنسان
الكامل -حقيقة الحقائق .
في اللغة :
“ العين والميم والحرف المعتل أصل واحد يدل على ستر وتغطية. . .
ومن الباب العماء :السحاب الكثيف المطبق ،والقطعة منه عماءة .
وقال الكسائي :هو في عماية شديدة وعماء ،اي مظلم . . .
ويقال :العماء :الغبار “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ عمى “ ) .
820
“ “ 821
يقول ابن العربي :
َّللا
“ [ العماء ] الذي هو أول ظرف قبل كينونة الحق ورد في الصحيح انه قيل لرسول ّ
َّللا عليه وسلم ) :اين كان ربنا قبل ان يخلق خلقه ؟
( صلى ّ
قال :كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء . 3
وانما قال هذا من اجل ان العماء عند العرب :هو السحاب الرقيق الذي تحته هواء
وفوقه هواء ،فلما سماه بالعماء أزال ما يسبق إلى فهم العرب من ذلك .“ . . .
( ف . ) 310 / 2
****
العماء اسم لنفس الرحمن ،سبب التسمية :
كان الحق كنزا مخفيا لم يعرف ،أحب ان يعرف فبهذا الحب وقع التنفس وظهر نفس
الرحمن . 4
فكان صورته “ العماء “ من حيث إن العماء الذي هو السحاب يتولد من األبخرة ،
ونفس الرحمن بخار رحماني .
اذن أول صورة قبلها النفس هي “ العماء “ ،بل العماء هو عين النفس الرحماني .
َّللا 5فتظهر
َّللا من حيث إن المخلوقات كلمات ّ
ومن العماء وفيه ظهر كل ما سوى ّ
كظهور الكلمة في نفس المتكلم .
“ فأول صورة قبل نفس الرحمن صورة العماء فهو بخار رحماني فيه الرحمة بل هو
عين الرحمة ،فكان ذلك أول ظرف قبله وجود الحق ( “ .ف . ) 430/ 3
821
“ “ 822
*العماء هو الحق المخلوق به :
َّللا .
ان العماء هو :الحق المخلوق به كل موجود سوى ّ
العماء -الحق .من حيث إن العماء هو صورة تنفسه ،وتنفس الحق حق .
َّللا ،من حيث إنه جوهر العالم الذي قبل صورها
العماء -مخلوق به كل ما سوى ّ
جميعا .
“ فالعماء أصل األشياء والصور كلها ،وهو أول فرع ظهر من أصل ( “ . . .ف / 3
. ) 420
“ والعماء هو جوهر العالم كله ،فالعالم ما ظهر اال في خيال ،فهو متخيل لنفسه
( “ . . . 8ف . ) 313 / 2
****
العماء هو عالم “ الثبوت “ بالنسبة للممكنات جميعا إذ فيه تثبت صور الموجودات كلها
،ولكن ثبوت صور الممكنات فيه أعطاه الوجود العيني .
اذن العماء “ ثبوت “ بالنسبة للممكنات ،ووجود عيني بالنسبة له في حال ثبوتها -
ومن هذه الحيثية ( العماء -ثبوت بالنسبة للممكنات ) ذهب البعض 9إلى أن العماء
هو علم الحق ( عالم الثبوت -علم الحق ) . 10
“ فلما سمعنا [ الممكنات ] كالمه [ كالم الحق -كن ] ونحن ثابتون في جوهر العماء ،
لم نتمكن ان نتوقف عن الوجود .
فكنا صورا في جوهر العماء ،فأعطينا بظهورها في العماء الوجود للعماء بعدما كان
معقول الوجود حصل له الوجود العيني “ ( ف . ) 331 / 2
***
822
“ “ 823
*يتميز العماء بالنقاط التالية :
- 1انه أصل العالم ،إذ عنه ظهر ( انظر المعنيين الثاني والثالث السابقين ) .
- 2انه عالم الثبوت بالنسبة للممكنات ،عالم الحقائق الثابتة ( انظر المعنى الرابع ) .
- 3أنه يكون في القديم قديما وفي المحدث محدثا ( سيرد هذا النص ) .
وهذه النقاط تبين بوضوح ان العماء هو “ حقيقة الحقائق “ كما يراها ابن العربي . 11
يقول :
“ . . .العماء هو . . .الذي . . .يكون في القديم قديما وفي المحدث محدثا ،وهو
مثل قولك أو عين قولك في الوجود إذا نسبته إلى الحق قلت قديما وإذا نسبته إلى الخلق
قلت محدثا . . .
فالعماء من حيث هو وصف للحق هو وصف الهي ،ومن حيث هو وصف للعالم هو
وصف كياني ،فتختلف عليه األوصاف الختالف أعيان الموصوفين “ ( ف / 2
. ) 63
****
ان العماء هو “ الخيال المطلق “ وذلك التساعه لصور الكائنات كلها . 12
823
“ “ 824
“ َو ُه َو َمعَ ُك ْم أَيْنَ ما ُك ْنت ُ ْم “[ . “ ] 4 / 57
( ف . ) 310 / 2
“ واختار [ الحق ] من االينيات العماء 13فكان له قبل خلق الخلق ،ومنه خلق
المالئكة المهيمة . . .فجعل العماء أينية له “ ( ف . ) 174 / 2
) ( 2كان جل وتعالى في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء ،وهو أول مظهر الهي
ظهر فيه ( “ . . .ف . ) 148 / 1
) “ ( 3العماء 14وهو مستوى - 15االسم الرب – 16
كما كان العرش 17مستوى الرحمن ( “ 18ف . ) 283 / 2
..........................................................................................
) ( 1عبارة “ الحق المخلوق به “ استفادها شيخنا األكبر من ابن برجان انظر الفرق
بين موقفيهما من هذه العبارة :مجلة كلية اآلداب جامعة اإلسكندرية سنة ، 1933ص
( 2 ) . 10يراجع بشأن “ العماء “ - :تعريفات الجرجاني ص ، 163
-مطلع خصوص الكلم .
القيصري :ورقة 4أ . . . “ :حقيقة الوجود إذا اخذت بشرط ان ال يكون معها شيء
فهي المسماة عند القوم بالمرتبة األحدية ،المستهلكة جميع األسماء والصفات فيها
وتسمى جمع الجمع وحقيقة الحقائق والعماء ،”. .ورقة 4ب( مرتبة االنسان الكامل -
المرتبة العمائية ) ،ورقة 5أ ،ورقة 24ب .
-اصطالحات الصوفية .عز الدين عبد السالم بن غانم المقدسي .ورقة 86
( العماء ) - .شرح تائية ابن الفارض .القيصري .ورقة ( 7العماء -األحدية ) .
-تنبيه العقول الشهرزوري ،ورقة 62ب
(العماء -ظاهر الحق -الخيال المطلق -صورة النفس الرحماني) .
َّللا تعالى ) ،
-ورد الورود النابلسي .ورقة ( 3العماء كناية عن حضرة علم ّ
-اما الجيلي فيفرد للعماء الباب التاسع ص ص 32 - 30من االنسان الكامل حيث
يشرحه قائال “ :ان العماء عبارة عن حقيقة الحقائق التي ال تتصف بالحقية وال
بالخلقية ،فهي ذات محض ألنها ال تضاف إلى مرتبة ال حقية وال خلقية ،فال تقتضي
لعدم اإلضافة وصفا وال اسما ،
َّللا عليه وسلم ) :ان العماء ما فوقه هواء وال تحته هواء يعني هذا معنى قوله ( صلى ّ
ال حق وال خلق ،فصار العماء مقابال لالحدية :فكما ان األحدية تضمحل فيها األسماء
واألوصاف . . .
فكذلك العماء ليس لشيء من ذلك فيه مجال وال ظهور .والفرق بين العماء واألحدية
ان األحدية حكم الذات في الذات بمقتضى التعالي وهو الظهور الذاتي االحدي ،
والعماء حكم الذات ،بمقتضى االطالق فال يفهم منه تعال وتدان وهو البطون الذاتي
العمائي . . . “ .
-اما صاحب لطائف االعالم فيقول في العماء “ :العماء هو الحضرة العمائية التي
عرفت بأنها هي النفس الرحماني والتعين الثاني ،وانها هي البرزخية الحايلة بكثرتها
النسبية بين الوحدة والكثرة الحقيقيتين [ . . .وانها ] محل تفصيل الحقائق التي كانت
في المرتبة األولى شيونا [ انظر
824
“ “ 825
شأن ] مجملة في الوحدة ،فسميت بهذا االعتبار بالعماء وهو الغيم الرقيق وذلك لكون
هذه الحضرة برزخا حايال بين إضافة ما في هذه الحضرة من الحقائق إلى الحق والى
الخلق ،كما يحول العماء الذي هو الغيم الرقيق بين الناظر وبين نور الشمس . . .
“ ( ق ق 132ب 133 -أ ) .
-كشاف التهانوي ج 5ص ، 81وقد عرف العماء بكالم الجيلي في االنسان الكامل
بنص شبه حرفي .
825
“ “ 826
826
“ “ 827
األربعة إلى عنصر واحد يجعلونه مبدأ خلق العالم ومادته األولى ،بل منبع
االستحاالت ومصبها كلها .
وها هو ذا يقرر ان “ العنصر األعظم “ هو :الماء ،من حيث إنه أصل الحياة
ي ٍ “[ 21 / 30 ] . ش ْيءٍ َح ّ ومنشؤها بالسند القرآني َ ”:و َجعَ ْلنا ِّمنَ ْال ِّ
ماء ُك َّل َ
وهنا نلفت النظر إلى الحقائق التالية ،وهي تفرق بين موقف الحاتمي وموقف
الفالسفة :
1 -ان الماء الذي يجعله عنصرا أعظم ،يشبه باالسم فقط الماء الذي في عالمنا
( عالم الكون والفساد ) ،وقد سمي هذا األخير باسمه لصفة قامت به ( االحياء ) . 2
2 -ان العنصر األعظم عند الفالسفة هو مادة أولى لعالم الكون والفساد .
ولكن ابن العربي يجعله صفة سارية في المخلوقات جميعها ( السماوات .
العالم العلوي واألرض ) .
3 -ان العنصر األعظم هو في الواقع “ :الحياة “ التي سببها “ الماء “ ،وبنظرة ثاقبة
نرى ان كل حياة متجلية في المخلوقات هي مظاهر ومجالي لالسم اإللهي :الحي ،
فهو على الحقيقة “ العنصر األعظم “ .
ونورد فيما يلي نصوص ابن العربي اال انها تتميز بغموض مقصود ينم عن رغبة في
التكتم لم ينكرها ، 3يقول :
ع ْر ُ
شهُ ي ٍ “[ / 31 ] 21وقال فيه َ ”:وكانَ َ ش ْيءٍ َح ّ ماء ُك َّل َ “ قال تعالى” َو َجعَ ْلنا ِّمنَ ْال ِّ
ماء “[ ] 7 / 11اي اظهر الحياة فيكم ليبلوكم ،كذلك قال تعالى في موضوع علَى ْال ِّ َ
ت َوال َحياة َ ِّليَ ْبلُ َو ُك ْم “[ ] 2 / 67فجعل ليبلوكم إلى جانب الحياة ْ ْ
آخر ”:الَّذِّي َخلَقَ ال َم ْو َ
ي ٍ “فهو العنصر ش ْيءٍ َح ّ فان الميت ال يختبر . . .قوله تعالى” َو َجعَ ْلنا ِّمنَ ْال ِّ
ماء ُك َّل َ
األعظم ،اعني فلك الحياة وهو اسم األسماء 4ومقدمتها وبه كانت ، 5قوله تعالى”
ي ٍ “من حيث هو حي ال من حيث هو جوهر “ ( عقلة ش ْيءٍ َح ّماء ُك َّل َ َو َجعَ ْلنا ِّمنَ ْال ِّ
المستوفز ص . ) 53
“ واما اختياره [ 6الحق ] من األركان ركن الماء ألنه من الماء جعل كل شيء حي
حتى العرش لما خلقه ما كان اال على الماء .فسرت الحياة فيه منه :فهو الركن
األعظم . . .وان كان سبب الحياة أشياء معه ولكنه الركن األعظم من تلك
األشياء ( “ . . .ف . ) 174 / 2
***
827
“ “ 828
*ان العنصر األعظم الذي يشكل مادة العالم األولى يوازي عند شيخنا األكبر “ حقيقة
الحقائق “ ( فلتراجع ) .
وسنورد النصوص التي تشير من خالل مرتبة العنصر األعظم إلى كونه حقيقة
الحقائق .
يقول ”:الحمد ّّلل الذي بوجوده * ظهر الوجود وعالم الهيمان
والعنصر االعلى الذي بوجوده * ظهرت ذوات عوالم االمكان “( عقلة المستوفز .
مخطوط دار الكتب المصرية رقم 9مجاميع ق 145أ )
“ . . .العنصر األعظم . . .له التفاتة مخصوصة إلى عالم التدوين والتسطير ،وال
وجود لذلك العالم في العين . . .فاوجد سبحانه . . .عند تلك االلتفاتة العقل األول 7
“ ( عقلة المستوفز ص . ) 50
“ . . .العنصر األعظم 8الشريف الذي هو لكرة العالم كالنقطة والقلم [ االعلى ] لها
كالمحيط واللوح [ المحفوظ ] ما بينهما ،وكما أن النقطة تقابل المحيط بذاتها كذلك هذا
العنصر يقابل بذاته جميع وجوه العقل . . .فهي في العنصر واحدة وهي في العقل
تتعدد وتتكثر لتعدد قبوله منه ،فللعنصر التفاتة واحدة وللعقل وجوه كثيرة في
القبول ( “ . . .عقلة المستوفز ص ) . 82
“ الرتق المكنى بالعنصر األعظم “ ( مرآة العارفين ق . ) 1
-----
) ( 1راجع في الكتاب نفسه مادة “ عنصر “ األصل الثالث .
) ( 2اطالق االسم نفسه على اشخاص مختلفين التفاق في صفة ،وارد عند الشيخ
األكبر .
“ فتجلي الحق سبحانه بنفسه لنفسه بأنوار السبحات الوجهية من كونه عالما ومريدا
فظهرت األرواح المهيمة بين الجالل والجمال . . .ثم إنه سبحانه وتعالى أوجد دون
هؤالء األرواح بتجل آخر من غير تلك المرتبة فخلق أرواحا متحيزة في ارض
بيضاء . . .والشتراكهم مع األول في نعت الهيمان لذلك لم نفصل بل قلنا األرواح
باّلل والحال ( “ . . .عقلة
المهيمة على االطالق وكل منهم على مقام من العلم ّ
المستوفز ص . ) 49
) ( 3يقول في عقلة المستوفز ص : 50 - 49
“ وخلق [ تعالى ] في الغيب المستور الذي ال يمكن كشفه لمخلوق العنصر
األعظم . . .ان هذا العنصر األعظم المخزون في غيب الغيب . . .أكمل موجود في
العالم ،ولوال عهد الستر
-----
828
“ “ 829
َّللا
الذي اخذ علينا في بيان حقيقته لبسطنا الكالم فيه وبينا كيفية تعلق كل ما سوى ّ
به . . . “ .
829
“ “ 830
“ . . .وليس لهذا الجوهر الهبائي مثل هذا الوجود وهذا االسم الذي اختص به منقول
َّللا عنه ،واما نحن فنسميه العنقاء فإنه يسمع بذكره
عن علي بن أبي طالب رضي ّ
ويعقل وال وجود له في العين وال يعرف على الحقيقة اال باألمثلة المضروبة . . .
“ ( ف . ) 432 / 2
انظر “ هباء “
****
- 475العهد اإللهي
مرادف :الميثاق
َّللا على بني آدم ،ساعة اشهدهم على أنفسهم انه
العهد اإللهي هو العهد الذي اخذه ّ
ربهم .
يقول :
830
“ “ 831
“ . . .وثم دعاء بصفة لين وعطف وفيه عموم العهد اإللهي الذي اخذه على بني آدم ،
وفيه علم الجوالن في الملكوت حسا وخياال وعقال بثلث النشأة اإللهية ( “ . . .ف 3 -
. ) 473 /
َّللا من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم “ . . .فالعهد الخالص هو الذي لما اخذ ّ
َّللا عليه وسلم كل على أنفسهم 1ثم ولد كل بني آدم على الفطرة ،وهو قوله صلى ّ
مولود يولد على الفطرة وهو الميثاق الخالص لنفسه ( “ . . .ف . ) 57 / 4
انظر “ الميثاق “
..........................................................................................
ور ِّه ْم ذُ ِّ ّريَّت َ ُه ْم ) ( 1اإلشارة إلى اآلية قال تعالى َ ” :وإِّ ْذ أ َ َخذَ َرب َُّك ِّم ْن بَنِّي آ َد َم ِّم ْن ُ
ظ ُه ِّ
ع ْن َهذَا ش ِّه ْدنَا أ َ ْن تَقُولُوا يَ ْو َم ْال ِّقيَا َم ِّة ِّإنَّا ُكنَّا َ
علَى أ َ ْنفُ ِّس ِّه ْم أَلَ ْستُ بِّ َر ِّبّ ُك ْم قَالُوا بَلَى َ
َوأ َ ْش َه َد ُه ْم َ
غَافِّ ِّلينَ ([ ." )172األعراف .] 172 :
****
- 476عين ثابتة
المترادفات :الممكن - 1المعدوم
ابن العربي أول مفكر اسالمي طرح عبارة “ عين ثابتة “ االصطالحية
وان كان قد استقاها من مصادر شتى :فلسفية ( أفالطون ،أرسطو ،ابن سينا )
وكالمية ( المعتزلة ) ، 2ووسمها بصبغته الشخصية ذات الفعالية الموحدة .
831
“ “ 832
ولنفصل اآلن نظرية ابن العربي “ باألعيان الثابتة “ وعالمها اي عالم الثبوت .
****
ان الوجود والعدم الثبوتي نسبتان وإضافتان تطلقان على “ العين “ وليستا صفتين
ترجعان إلى الموجود -فالثبوت امر وجودي عقلي العيني .
832
“ “ 833
“ فأنت [ العبد ] من حيث صفاتك عين الحق ال صفته ،ومن حيث ذاتك عينك الثابتة
َّللا مظهرا اظهر نفسه فيها لنفسه ( “ . . .ف . ) 513 / 2
التي اتخذها ّ
“ . . .فقد ثبت كونه [ الحق تعالى ] مخترعا لنا بالفعل ال انه اخترع مثالنا في نفسه
الذي هو صورة علمه بنا ،إذ كان وجودنا على ح ّد ما كنا في علمه ولو لم يكن كذلك
لخرجنا إلى الوجود على ح ّد ما لم يعلمه ،وما ال يعلمه ال يريده وما ال يريده وال
يعلمه ال يوجده ،فنكون اذن موجودين بأنفسنا أو باالتفاق . . .
وقد د ّل البرهان على وجودنا عن عدم 10وعلى أنه علمنا وأراد وجودنا واوجدنا
على الصورة الثابتة في علمه بنا ونحن معدومون في أعياننا ،فال اختراع في المثال
فلم يبق اال االختراع في الفعل وهو صحيح لعدم المثال الموجود في العين . . .
“ ( فتوحات . ) 91 / 1
“ ومعلوم انه يخلق األشياء ويخرجها من العدم إلى الوجود . . .فهو يخرجها من
وجود لم ندركه إلى وجود ندركه . . .
ان عدمها من العدم اإلضافي ،فان األشياء في حال عدمها مشهودة له يميّزها بأعيانها
مفصل بعضها عن بعض ما عنده فيها اجمال . . .
الن األشياء ال وجود لها في أعيانها بل لها الثبوت والذي استفادته من الحق الوجود
َّللا تفصيال ثبوتيا ،ثم لما
العيني :فتفصلت للناظرين والنفسها ولم تزل مفصلة عند ّ
ظهرت في أعيانها . . .فان االمكان ما فارقها حكمه . . .
فلما كان االمكان ال يفارقها طرفة عين وال يصح خروجها منه . . .
فما لها خروج من خزائن امكانها وانما الحق سبحانه فتح أبواب هذه الخزائن حتى
نظرنا إليها ونظرت الينا ونحن فيها وخارجون عنها “ ( . . .فتوحات . ) 193 / 3
“ ان األثر ال يكون اال للمعدوم ال للموجود ( “ . . .فصوص . ) 177 / 1
يتضح من النصوص السابقة ان األعيان الثابتة رغم ظهورها في الوجود الخارجي لم
َّللا ما ش ّمت رائحة
تفارق امكانها ،فهي رغم كونها أزلية 11من حيث ثبوتها في علم ّ
الوجود .
833
“ “ 834
834
“ “ 835
ال يلغي بوجوده عالم األعيان الثابتة ،اذن ،ابن العربي احتفظ في تركيبه الميتافيزيقي
للعالم بعالمين متوازيين حتى في الجزئيات : 15
أحدهما ( عالم الثبوت ) األصل في كل ما يظهر في االخر ( العالم المحسوس ) .
وقد استنتجنا وجود العالمين عنده في آن واحد ،من نصوص تشعر بهذه االزدواجية .
يقول :
“ واما ان يكشف له [ العبد ] عن عينه الثابتة وانتقاالت األحوال عليها إلى ما ال
يتناهى ( “ . . .فصوص . ) 61 - 60 / 1
فالعبد له وجود في هذا العالم المحسوس ،وله ثبوت في عالم األعيان الثابتة في آن
واحد ،وان كان ال يحس ثبوت عينه .
فالحق يتجلى على الدوام ومع األنفاس 16في صور األعيان الثابتة ( فيض أقدس )
وفي صور األعيان الموجودة ( فيض مقدس ) .
..........................................................................................
) ( 1يطلق ابن العربي لفظ الممكن على معنى مغاير لمفهوم الفالسفة فالممكن عنده
واجب الوجود بغيره ،فاالمكان ليس له صفة اختيارية بل هو واجب .انظر “ اختيار
“.
َّللا سبحانه
َّللا عليه وسلم عن ّ َّللا صلى ّ) ( 2يقول ابن العربي “ :روى عن رسول ّ
أنه قال “ :كنت كنزا مخفيا لم اعرف . . .ففي قوله كنت كنزا اثبات األعيان الثابتة
التي ذهبت إليها المعتزلة ( “ . . .ف . ) 232 / 2
) ( 3لم نفرد لكلمة “ عين “ بحثا خاصا بها ،وذلك الن اصالة ابن العربي وابتكاره
الفكري ال يكمنان في لفظة “ عين “ بل في اللفظة المضافة إليها .مثال :عين ثابتة ،
تأخذ أهميتها من مفهوم الثبوت الذي وسعه الشيخ األكبر ،وهكذا . . .
ولذلك نكتفي بان نعطي مراجع موسعة عند ابن العربي ،لمن أراد ان يستزيد من لفظة
“ عين “ التي ال تخرج في مفهومها عن معنى الذات والحقيقة أو الجوهر والماهية :
- 1الفتوحات ج 1ص ، 45ص ( 89المعاينة ) ،ص ( 108المعاينة ) ،ص
. 168 ، 162
835
“ “ 836
الوجود ) ( 465 ،العين الواحدة ) ( 507 ، 470عين الخيال ،عين الحس ) ،
( 547العين الوجودية ) .
- 4الفتوحات ج 4الصفحات ( 8 - 6 :عين الوجود ) ( 9 ،عين الممكن ) - 19 ،
( 22عين الحق ) ( 26 - 21عين القلب ) ( 29 ،العين الواحدة ) ( 30العين
المخلوقة ) ( 31عين الشهود ) ( 45 ،عين الوجود ) (54 ،عين الجمع ) ، 62 ،
( 63عين السوى ) ( 65 ،عين الحقيقة ) ( 69 ،عين الوجود ) ( 106 ،عين
َّللا في خلقه ) ( 304 ،عين الوجود -القرآن ) ( 153 ، 143 ، 120 ،عين رحمة ّ
عين المرتبة ) ( 202عين المرآة ) ( 213 ،عين العبد ) ( 219 ،عين الكون ) .
- 5الفصوص ج 1الصفحات ( 61 :العين الموجودة ) ( 76 ، 66 ،عين الشيء )
( 125 ، 122 ، 91 ، 82 ،عين الجوهر ) ،ص ( 78العين الواحدة -العين
الطبيعية ) ( 110 ، 108عين الحواس ) ( 111 ،عين الوجود ) 125 ، 122 ،
( عين الهوية ) . 209 ، 189 ، 188 ، 184 ، 179
- 6الكنز العظيم ورقة 154أ ( عين األعيان ) .
- 7التجليات ص ( 7العيان )
- 8مواقع النجوم ص ( 67 ، 26 ، 23عين البصيرة ) .
- 9كتاب الكتب ص . 52
- 10المسائل ص . 22
- 11االتحاد الكوني ق ( 142حضرة العين )
- 12إشارات القرآن ق 50أ .
كما يراجع :
- 1الصالة الكبرى شرح النابلسي ق . 16
- 2مطلع خصوص الكلم ،القيصري ق . 7
- 3تأويالت القرآن القيصري ق 164ب .
) ( 4ظهر في الفكر االسالمي تحت تأثير الفلسفة االرسطية هذا التفريق بين الماهية
والوجود :اي بين الشيء من حيث هو حقيقة معقولة يمكن ان تتحقق في الخارج
ويمكن ان ال تتحقق .وبين الشيء من حيث وجوده في العالم الخارجي .وقد قال
أرسطو ان تعريف الشيء بشرح ماهيته ال يقتضي وجوده :إذ ماهية الشيء غير
وجوده ( .راجع الكتاب التذكاري ص . ) 213 - 212
) ( 5راجع “ ثبوت “ .
) ( 6ابن العربي هنا يذكرنا بافالطون .وسوف نلمس مدى تغلغل نظرية المثل
األفالطونية في نظرية ابن العربي في “ األعيان الثابتة “ ولكنها رغم التشابه تختلف
عنها اختالفا جوهريا .
836
“ “ 837
يقول أبو العال عفيفي :
“ فاألعيان الثابتة تشبه المثل في أنها أمور معقولة ثابتة في العلم اإللهي أو في العالم
المعقول على حد تعبير أفالطون ،وانها أصول ومبادئ للموجودات الخارجية
المحسوسة ولكنها تختلف عنها من وجهين :
األول ،انها ليست صورا أو معاني كلية كالمثل األفالطونية ،بل هي صور جزئية
لكل منها ما يقابله في العالم المحسوس .
والوجه الثاني انها تعينات في ذات الواحد الحق ،بمعنى ان الحق إذ يعقل ذاته يعقل
في الوقت نفسه ذوات هذه األعيان ،وليس شيء من هذا في نظرية المثل األفالطونية
بل هو أقرب إلى مذهب افلوطين اإلسكندري في طبيعة “ الواحد “ و “ العقل األول
“.
ان العقل األول في مذهبه هو مجموع العالم العقلي الذي هو ذات العقل األول “ الواحد
“ ( الكتاب التذكاري ص . ) 219
837
“ “ 838
هو بعينه مذهب بعض الفالسفة في أن الهيولى موجودة قبل وجود الصورة “ .
فليراجع - :المحصل للفخر الرازي ص ، 38 - 34
-الفصل ابن حزم ج 4ص 46 - 42
-نهاية االقدام .الشهرستاني ص ، 169 - 150
-كما يراجع بخصوص اقسام المعدومات األربعة عند ابن العربي :انشاء الدوائر ص
، 10
-الرسالة الفقيرية .ابن سبعين نشر عبد الرحمن بدوي ص ص ( 9 - 6المعدوم -
اقسام المعدومات ) .
838
“ “ 839
) ( 14راجع “ فيض مقدس “
) ( 15يراجع بخصوص “ عين ثابتة “ عند ابن العربي :
-الفصوص المقدمة ص ، 39
-فصوص / 1ص ، 102ص ، 203
-فصوص / 2ص ، 9ص . 21ص 51 ، 50ص ، 64ص ، 110ص ، 164
ص ، 223
-فتوحات 4ص ، 86ص ، 126ص ، 210ص ( 410ما ثم عدم ) .ص 420
،
-كتاب الهو ورقة ( 190المعدوم ) .
-الكتاب التذكاري .الفصل التاسع .األعيان الثابتة في مذهب ابن العربي ( .ألبي
العال عفيفي ص ص . ) 220 - 209
) ( 16راجع “ خلق جديد “ .
****
- 477عين القلب
فلتراجع في “ قلب ".
****
- 478عين اليقين
فلتراجع في “ يقين “
839
“ 840 “
840
“ “ 841
حرف الغين
غ
841
“ 842 “
842
“ “ 843
- 479غذاء
انظر “ رزق "
****
- 480غذاء األغذية
مترادف :الغذاء األول
غذاء األغذية هي الذات المطلقة من حيث إنها أول ما ابتدأ به الحياة والغذاء ،فهي
سابقة لألسماء اإللهية [ -غذاء كيان المخلوق ] ،وسابقة للخلق [ غذاء األسماء ] ،
فهي أرفع مقاما وأعلى من جميع األغذية [ انظر “ رزق “ ] .
يقول ابن العربي :
“ وكل غذاء أعلى في حياته المتولدة عنه ،فال يزال في العالم األدنى يرتقي في أطوار
العالم أغذية وحياة ،حتى ينتهي إلى الغذاء األول الذي هو غذاء األغذية :وهي الذات
المطلقة ( “ . . .مواقع النجوم ص .. ) 121
****
- 481غروب -المغرب
انظر “ شروق ".
****
- 482غربة
انظر مقدمة المعجم “ :معراج المصطلح “
(( “ - 4معراج “ الكلمة :أنّى نجد معنى محددا مصطلحا في نظام فكري كل ما فيه
يتحرك ،يعرج .فالكلمة ال ترتاح عنده في تحديد واحد وانما تتعدد في تيار يلونها
بألوان متعددة ،كل لون هو مرحلة من مراحل التجربة .نشبه حركة الكلمة عنده
بالمعراج ،انسجاما مع دراستنا الصوفية ،وان كان األجدر ان نقول “ جدلية
“ الكلمة .فالكلمة “ تعرج “ من مضمون أدنى إلى مضمون ارقى ،ثم إلى مضمون
أعلى . .ال تستقر في مضمون بل تتركه دوما إلى مضمون أعلى دون ان تصل
ابدا . .كل ذلك بديناميكية جدلية خاصة ،تلتقط في كل مضمون ما يحمله في حناياه ،
من بذور إلغائه .وهكذا إلى ما ال نهاية ألنه “ :ليس للترقي انتهاء “ .
ويشير الشيخ ابن العربي إلى موقفه هذا بأنه يتكلم “ :بلسان أعلى من لسان “ .
ونورد لذلك مثال بسيطا ،نلمس فيه ديناميكية الكلمة في ترقيها بالمضامين ،ونختار
كلمة لم تبتدعها عبقرية الشيخ ابن العربي .وان كانت لغته قد دمغتها :الغربة .
حيث نالحظ انها في معناها األول تقارب المفهوم العادي لطائفة المتصوفة ،
اما في معناها الثاني فقد لبست خلعة مقام ارقى .
وفي المعنى الثالث تطوعت لتالئم تفكير الشيخ ابن العربي في وحدة الوجود .
المعنى األول “ :مفارقة الوطن في طلب المقصود “ ( ف ) 527 / 2
َّللا “ ( ف ) 528 / 2
“ يطلبون بالغربة وجود قلوبهم مع ّ
المعنى الثاني “ :واما غربة العارفين . . .فهي مفارقتهم إلمكانهم ،فان الممكن
وطنه :اإلمكان “ ( ف “ . ) 528 / 2موطن الممكن :العدم أوال ،وهو وطنه
الحقيقي ،فإذا اتصف بالوجود فقد اغترب عن وطنه “ ( ف . ) 529 / 2
843
“ “ 844
المعنى الثالث “ :اما العارفون المكملون فليس عندهم غربة أصال ،وانهم أعيان ثابتة
في أماكنهم لم يبرحوا عن وطنهم [ االمكان ] ،ولما كان الحق مرآة لهم ،ظهرت
صورهم فيه ،ظهور الصور في المرآة . . .هم [ العارفون المكملون ] أهل شهود في
وجود . . .فمرتبة الغربة ليست من منازل الرجال . . .والغربة عند العلماء
بالحقائق . . .غير موجودة وال واقعة ( “ . . .ف . )) . ) 529 / 2
*****
– 483الغراب
في اللغة :
سو ٌد “يب ُ “ الغراب معروف ،وسمي بذلك لسواده ومنه قوله تعالى” َوغَرابِّ ُ
َّللا عليه وسلم ) هما لفظان بمعنى واحد .ومن أحاديث راشد بن سعد ان النبي ( صلى ّ
سره راشد بن سعد بالذي يخضب َّللا تعالى يبغض الشيخ الغربيب .ف ّ
قال :ان ّ
بالسواد .
جمعه غربان واغربة واغرب وغرابين وغرب . . .وكنيته أبو حاتم وأبو جحادف أبو
الجراح ( 1 “ . . .حياة الحيوان .الدميري ج 2ص . ) 189
في القرآن :
غرابا ً يَ ْب َح ُ
ث فِّي َّللاُ ُ
ث َّ الغراب هو الطائر المشار اليه في المعنى اللغوي السابق ” :فَبَعَ َ
ض “( . ) 31 / 5 ْاأل َ ْر ِّ
844
“ “ 845
ي صح االستواء ،وعني كنى بالمستوى ،وانا الالحق الذي ال الفلك ومحل الملك ،عل ّ
ألحق ،كما العقاب 3السابق الذي ال يسبق ،هو األول وانا اآلخر ، 4وله الباطن
عزه وكونه “ ( . . .رسالة ولي الظاهر ، 5قسم الوجود بيني وبينه وانا أظهرت ّ
االتحاد الكوني ق ق 146ب 147 -أ ) .
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن الغراب .حياة الحيوان الكبرى .كمال الدين الدميري .
المطبعة العامرة 1292ه .ج 2ص . 198 - 189
) ( 2ننقل تعريف “ الغراب “ من المراجع التالية :
-تعريفات الجرجاني ص 167الغراب :
“ الجسم الكل وهو أول صورة قبله الجوهر الهبائي وبه عم الخالء ،وهو امتداد
متوهم من غير جسم وحيث قبل الجسم الكل من االشكال االستدارة علم أن الخالء
مستدير ،ولما كان هذا الجسم أصل الصور الجسمية الغالب عليها غسق االمكان
وسواده ،فكان في غاية البعد من عالم القدس وحضرة األحدية يسمى بالغراب الذي
هو مثل في البعد والسواد “ .
-لطائف االعالم ورقة 137ب :
“ الغراب هو الجسم الكلي يسمى بذلك اشتقاقا من الغربة فإنه موضع غربة النفوس
عن عالمها القدسي ،والغراب مشهور بالبعد والغربة وهو ينعق بين ورق الحمام وهي
النفوس “ .
-جامع األصول .الكمشخانوي ص : 65
“ الغراب :هو كناية عن الجسم الكلي لكونه في غاية البعد من عالم القدس والحضرة
األحدية ،ولخلوه عن االدراك والنورانية ،سمي بالغراب الذي هو مثل في البعد
والسواد “ .
) ( 3انظر “ عقاب “
) ( 4انظر “ أول -آخر “
) ( 5راجع “ ظاهر -باطن “ .
****
- 484غراب البين
“ غراب البين “ عبارة استعملها ابن العربي في سياق شعري [ كتاب “ ترجمان
األشواق “ ] ،متأثرا بمح ّمالت صورة “ الغراب “ ليشير :
-إما إلى المراكب ،اي اإلبل التي تحمل أحبابه بعيدا عنه .
[ لست أنسى إذ حدا الحادي بهم *** يطلب البين ويبغي إال برقا
َّللا غرابا نعقا
نعقت أغربة البين بهم *** ال رعى ّ
ما غراب البين إال جمل *** سار باألحباب نصا عنقا (محاضرة األبرار ومسامرة
األخيار)]
-وإما إلى لطائف الهمم ،التي ترتحل بالعبد المحقق عن مواطن وجوده إلى تقريب
شهوده .
845
“ “ 846
يقول :
“ . . .ليس “ غراب البين “ طائرا يطير باالحباب ،وانما حمولتهم التي تحملهم عنا
هي اغربة البين ،وهي في الحسن [ الحس ] المراكب التي هي اإلبل وأشباهها .
وفي لطائف الهمم التي ترتحل بالعبد المحقق عن موطن وجوده إلى تقريب شهوده .
فلو عاينت سير اللطائف االنسانية على نجائب الهمم ،وهي تخترق سرادق الغيوب ،
وتقطع مفازات الكيان لرأيت عجبا .
ولهذا قال العارف :والهمم للوصول .اي ان عليها يوصل إلى المطلوب . . .
“( ترجمان األشواق ص . ) 61
****
– 485غفر
في اللغة :
“ الغين والفاء والراء عظم بابه الستر ،ثم يشذّ عنه ما يذكر .
فالغفر :الستر .
َّللا ذنبه غفرا ومغفرة وغفرانا ( “ . . .معجم
والغفران والغفر بمعنى يقال :غفر ّ
مقاييس اللغة مادة “ غفر “ ) .
في القرآن :
ورد األصل غفر في القرآن بصيغة الفعل ،فاعله الحق فهو وحده الغفور والغفار .
ويقع هذا الفعل على الذنب ،وبذلك يتضمن فعل المغفرة الرحمة والعفو ،مبنيا على
طلب المذنب المغفرة ( االستغفار ) .
وكل ذلك من باب الستر ( .انظر المعنى اللغوي ) .
846
“ “ 847
عند ابن العربي
لقد تقيد ابن العربي بالمعنى اللغوي حرفيا لألصل غفر [ الغفر -الستر ] في مقابل
الكشف والشهود .
يقول :
) ( 1قال تعالى َ ” :و ِّإ ْن ت َ ْغ ِّف ْر لَ ُه ْم “[ ] 118 / 5اي تسترهم عن ايقاع العذاب الذي
يستحقونه بمخالفتهم ،اي تجعل لهم غفرا يسترهم عن ذلك ويمنعهم منه “ .
( فصوص . ) 149 / 1
“ مثل قوله :افعل ما شئت فقد غفرت لك ،اي سترت نفسي عنك من اجلك .فال
تؤاخذك إذا آخذت غيرك بذلك ،لما سبقت لك عندي من العناية ،فقدّم المغفرة للذنب
قبل وقوع الذنب ،وهو قوله َ ”:وما تَأ َ َّخ َر “[ . ] 2 / 48
فيأتي الذنب مغفورا اي مستورا ،اي بحجاب بينه وبين من يقع منه فال يؤثر فيه
حكمه ( “ . . .ف . ) 145 / 4
غفُورا ً َر ِّحيما ً* “ [ ] / 5 . . 33 ، 25 / 70غفورا أي يستر ، َّللاُ َقال تعالى َ ”:وكانَ َّ
رحيما بذلك الستر “ ( ف . ) 352 / 3
) “ ( 2دعاهم [ دعا نوح قومه ] ليغفر لهم ، 1ال ليكشف لهم. . .
لذلك ” َجعَلُوا أَصا ِّبعَ ُه ْم فِّي آذانِّ ِّه ْم َوا ْست َ ْغش َْوا ثِّيابَ ُه ْم “ ] [ 71 / 7
وهذه كلها صورة الستر التي دعاهم إليها فأجابوا دعوته بالفعل “ ( . . .فصوص / 1
. ) 71
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن “ غفر “ عند ابن العربي :
-الفصوص ج 1ص ، 74ج 2ص ، 38
-الفتوحات ج 3ص ، 309
-الفتوحات ج 4ص ، 155 ، 107
847
“ “ 848
– 486الغوث
في اللغة :
“ الغين والواو والثاء كلمة واحدة ،وهي الغوث من اإلغاثة ،وهي اإلعانة والنصرة
عند الشدة ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ غوث “ ) .
في القرآن :
ورد األصل “ غوث “ بصيغة الفعل ولم يرد اسما وذلك بالمعنى اللغوي السابق :
قال تعالى ِّ ” :إ ْذ ت َ ْست َ ِّغيثُونَ َربَّ ُك ْم فَا ْست َ َ
جاب لَ ُك ْم “( .) 9/ 81
وتجلى دون تكثيف اصطالحي ،وهذه البساطة الحدية ظلت واضحة في نصوص
صوفية القرون األولى للهجرة.
848
“ “ 849
ويمكن تلخيص كل النقاط التي سترد بالجملة التالية :الغيب هو ستر 1مكاني 2
وزماني . 3
( أ ) الغيب -ما يكون :4
ض “( 16 / 77 ) . ت َو ْاأل َ ْر ِّ سماوا ِّ ْب ال َّ غي ُ ّلل َ قال تعالى َ ” :و ِّ َّ ِّ
ويظهر “ غيب الساعة “ خير مثال على الغيب بهذا المعنى .
ع ِّة أَيَّانَ ُم ْرساها قُ ْل ِّإنَّما ِّع ْل ُمها ِّع ْن َد َر ِّبّي“ ( /7 سا َع ِّن ال َّ قال تعالى " :يَ ْسئَلُون ََك َ
. )187
باء ْالغَ ْي ِّ
ب نُ ِّ
وحي ِّه ( ب ) الغيب -البطون والستر في مقابل الظهور والشهادة” ذ ِّل َك ِّم ْن أ َ ْن ِّ
إِّلَي َْك “. ) 102 / 12 ( 5
ب “.)11 / 36 ( 6 الر ْحمنَ بِّ ْالغَ ْي ِّ قال تعالى ِّ ” :إنَّما ت ُ ْنذ ُِّر َم ِّن اتَّبَ َع ال ِّذّ ْك َر َو َخ ِّش َ
ي َّ
يز ْال َح ِّكي ُم “( . ) 18/ 64 شها َدةِّ ْالعَ ِّز ُ ب َوال َّ قال تعالى " :عا ِّل ُم ْالغَ ْي ِّ
( ج ) الغيب -القرآن .
صالة َ “( 2 / 3 ) . ب َويُ ِّقي ُمونَ ال َّ قال تعالى ” :الَّذِّينَ يُؤْ ِّمنُونَ ِّب ْالغَ ْي ِّ
يقول:
849
“ “ 850
َّللا عليه وسلم ) يستمد من الفيض االقدس 10االعلى ،ويمد العالم 11
“ وهو ( صلى ّ
أجمع ،ألنه الرسول المنبأ باسرار الغيب ( “ . . .تذكرة الخواص فقرة . ) 54
َّللا تعالى اآلدمي . . .ور ّكب سبحانه في رأسه عينين واذنين يبصر ويسمع “ خلق ّ
ظاهر األشياء ،وجعل في الصدر بضعة لها عينان واذنان باطنان نافذان إلى الغيب ،
بوسماها قلبا وفؤادا . . .والعينان على الفؤاد ،والرؤية له لقوله تعالى ”:ما َكذَ َ
ْالفُؤا ُد ما َرأى “ ] ( “[ 53 / 11تذكرة الخواص فقرة . ) 64
َّللا
َّللا عنه ] لربه 12قال النبي ( صلى ّ “ . . .ولما كثرت موافقته [ عمر رضي ّ
عليه وسلم ) ان عمر لمحدث ،وكأنما ينظر إلى الغيب من ستر 13رقيق :وقال
َّللا عليه وسلم ) انه كان في األمم السالفة مكلمون ومحدثون وليسوا أنبياء وان ( صلى ّ
يكن في أمتي فعمر ( “ 14تذكرة الخواص فقرة . ) 112
****
يفرق ابن العربي بين الغيب والمغيب ،ويجعلهما كالستر والمستور أو كالباب والدار .
فليس الباب الدار نفسه ،وليس الغيب المغيب نفسه .
فالغيب ماهية محددة متميزة .
والغيب صفة أو مجموعة صفات مشتركة بين ماهيات متباينة مختلفة متباعدة .
فالغيب صفة عالم ضم ماهيات غير متجانسة ،غيابها وسترها عن الخلق يجعلها
بالنسبة لهم غيبا .
ونعطي لذلك مثال :عالم الشهادة ،انه يضم اشخاص ماهيات متباينة :
انسان -حيوان -نبات . . .
يجمعها صفة كونها مشهودة لنا ،فلذلك انتسبت إلى عالم الشهادة ،كذا في عالم الغيب
. 15
والخصائص التي إن اجتمعت لشيء أصبح غيبا هي :كل ما غاب من العالم عن العالم
-وكل ما ال يمكن ان يدركه الحس .
ولكن الجميع بالنسبة إلى الحق شهادة ،فالغيب ليس صفة ذاتية للمغيب بل هو في
الواقع نسبة ستره عن الخلق .
850
“ “ 851
العالم ،فما غاب من العالم عن العالم فهو الغيب .وما شاهد العالم من العالم فهو
شهادة .وكله ّّلل شهادة وظاهر .
فجعل القلب من 16عالم الغيب وجعل الوجه من عالم الشهادة “ ( ف . ) 303 / 3
ع َّال ُم ْالغُيُو ِّ
ب“ [ التوبة . . . ] 78 / قال تعالى ”:أ َ َّن َّ َ
َّللا َ
فهو سبحانه المنفرد بادراك الغيب والغيب ضد الحضور .
َّللا ليطلعكم على الغيب [ ،آل عمران ، ] 179 /ألنه ليس في طاقة المخلوق وما كان ّ
ذلك االدراك ،فإذا اطلعه على ما غاب عنه أوجده له فلم يكن غائبا “ ( . . .التذكرة
فق . ) 44 - 43
نالحظ من نصوص المعنى السابق ،أن ابن العربي نظر إلى الغيب على أنه ستر على
المغيب ،ولكن ال نلبث في نصوص أخرى ان نرى انه يجعله سر المغيب .
وكأني به قلب الصورة األولى جاعال المغيب سترا على الغيب ،أي سترا على غيبه
هو .
وها هو في الفص التاسع عشر من فصوص الحكم يبحث بوجه عام عالم الغيب ،
ويرمز اليه بالماء من حيث إنه سر الحياة .
وقد خص الكلمة األيوبية لورود اسم الماء في ذكرها القرآني 18بالحكمة الغيبية .
يقول :
“ [ العنوان ] فص حكمة غيبية في كلمة ايوبية :
اعلم أن سر الحياة سرى في الماء فهو أصل العناصر “ . 19
استعمل ابن العربي لفظ الغيب بمعنى الباطن في مقابل الشهادة ( الظاهر ):
851
“ “ 852
ولعل من أجمل ما كتبه في الغيب والشهادة ،تلك التعريفات التي يعطيها للواصل
والمشاهد والعارف والمحب . . .
تعريفات يعطيها من خالل مواقفهم من الظاهر والباطن ،وهذا يدل على غناه الفكري
واللغوي ،وعلى عمقه وابداعه .وننقل النص على طوله لجماله .
يقول :
“ الواصل هو الذي اتصل غيبه بشهادته حتى صار شيئا واحدا ،والمشاهد هو الذي
شهد بعينه غيبه وشهادته .
والعارف هو الذي عرف شهادته وغيبه ،واعطى كل ذي حق حقه .
والمحب هو الذي أحب ما احتجب عنه وهو غيبه .
852
“ “ 853
“ . . .مقام الغيب الذي خرج [ الممكن ] منه [ -عالم الثبوت أو عالم االمكان ] هو
الغيب االمكاني “ ( ف . ) 78 / 3
“ فصارت [ المعدومات ] شهادة [ بظهورها في الحس ] بعد ما كانت غيبا [ في
ثبوتها ] ( “ . . .مفتاح الغيب ص . ) 81
“ . . .أول نور برز من خدر الغيب 23من العلم 24إلى العين ،نور نبينا
853
“ “ 854
َّللا عليه وسلم ) يعني ذاته النورانية الباطنة في عالم المعاني . . . محمد ( 25صلى ّ
“ ( تذكرة الخواص فقرة . ) 51
..........................................................................................
) ( 1انه ستر بالنسبة لالنسان اما في الجناب اإللهي فالكل شهادة .
) ( 2هو كل ما ال يدركه الحس :ذات الصدور ( - ) 38 / 3اليوم اآلخر وأحواله -
الجنة . . .
) ( 3اتخذ الغيب في القرآن ،معنى :ما سيكون ( مستقبل :الساعة ) .
أو :ما كان ( الماضي القديم ) .وهذا سيظهر فيما يلي .
) ( 4وهو المعنى الذي فهمه مقاتل بن سليمان من الغيب في مواضع عدة من
القرآن .ويرجع األب نويا جذور هذا االصطالح إلى مفردات كهان مشركي الجاهلية .
انظر ) :Exegese coranique P . 38 - 39( 5تشعر تلك اآلية ان ما يظهره
الوحي من الغيب يصبح شهادة على حين يبقى ما ال يشمله الوحي غيبا .
راجع ) Mohamed . Gaudefroy - Demombynes P . 305( 6يقسم
التهانوي الغيب قسمين .واصفا غيب هذه اآلية في القسم الثاني يقول :
“ الغيب . . .هو االمر الخفي الذي ال يدركه الحس وال يقتضيه بديهة العقل وهو
قسمان :
قسم ال دليل عليه ال عقلي وال سمعي وهذا هو المعنى بقوله تعالى ”َ :و ِّع ْن َدهُ َمفاتِّ ُح
ب ال يَ ْعلَ ُمها ِّإ َّال ُه َو “( 6 / 59 ) .وقسم نصب عليه دليل عقلي أو سمعي ْالغَ ْي ِّ
كالصانع وصفاته واليوم اآلخر وأحواله وهو المراد بالغيب في قوله تعالى ”:الَّذِّينَ
ب “( / 3 ) “ ( 2الكشاف ج 5ص . ) 109 يُؤْ ِّمنُونَ ِّب ْالغَ ْي ِّ
) ( 7انظر ) -Exegese coranique P 39( 8ال نستطيع ان نضم الحالج إلى
التصوف الكالسيكي بل يعد بحق أول من فتح أبواب المطلق امام الصوفية ،وخطا في
عوالم الكلمة بجرأة كان ثمنها حياته .
فليراجع بخصوص “ غيب “ عنده :
-السلمي حقائق التفسير :الفقرات ( 41غيب الهو ) ( 84 -غيب الغيب -عيان
َّللا ) ] ( 152 -غيب الهوية ) . العيان ) [ 108 -غيبه ( ّ
اخبار الحالج :المقاطع ( . 53 - 46 - 17 - 3 - 1 :لسان الغيب ) ( 64 -غيب
الهو ) .
) ( 9راجع :معنى الغيب في القرآن عند مقاتل :Exegese coranique P .
) 38 - 39( 10راجع “ الفيض االقدس “ .
) ( 11راجع “ انسان كامل “ ووظائفه .
َّللا عنه كان يقول القول ويشير بالرأي ) ( 12ينوه ابن العربي إلى أن عمر رضي ّ
فينزل القرآن به .
ي ٍ أ َ ْن وخص بالذكر ثالث آيات أولها ما أشار به في االسرى ونزول اآلية” ما كانَ ِّلنَبِّ ّ
ض “( األنفال ) 67 / يَ ُكونَ لَهُ أَسْرى َحتَّى يُثْ ِّخنَ فِّي ْاأل َ ْر ِّ
وثانيها :كثرة الحاحه على النبي في ضرب
854
“ “ 855
الحجاب على نسائه ونزول آية الحجاب ( األحزاب ) 53 /
صلًّى “ ( البقرة
يم ُم َ وثالثها :طلبه الكعبة قبله .ونزول اآلية” َوات َّ ِّخذُوا ِّم ْن َم ِّ
قام ِّإبْرا ِّه َ
. )125/راجع تذكرة الخواص فقرة . 112
) ( 13فرق ابن العربي في هذا النص بين الغيب والستر وجعل الغيب هنا يقابل
المستور ،وهذه النظرة الماهوية إلى الغيب سرعان ما يتخلى عنها ليدعم نظرة
صفاتية نتبينها في المعنى الثاني التالي .
) ( 14راجع فهرس األحاديث حديث رقم ( 35 ) .
) ( 15لم نعط المثال من عالم الغيب ،ألننا نتكلم عبر رؤيتنا البن العربي ،
ومضمون عالم الغيب عنده سوف نراه في الفقرة “ الخامسة “ فيما يلي ؛
) ( 16تظهر هذه الجملة ان الغيب ليس ماهية تقبل التحقق في افرادها بل هي صفات
مشتركة بين افراد متباينة .فالقلب مثال ال يطابق الغيب ولكن صفته تجعله في عالم
الغيب .
) ( 17يرى ابن العربي الغيب هنا ما ال يمكن ان يدركه الحس وبالتالي ما ال يمكن
ان يكون في العالم المحسوس ،وبذلك فارق النظرة األولى التي جعلت من الغيب أسوة
بالتصوف السابق “ ما يكون “ ولكن هل يمكن ان يتحقق هذا الغيب ويدرك بغير الحس
؟ نعم العقل يدركه بالدليل أو بالخبر الصادق .
وقد نستطيع ان نعطي مثاال على ذلك :االيمان بالبعث والنشور ،والجنة والنار
َّللا
َّللا صلى ّ وأحوالهما انه ايمان بالغيب ادركه العقل بالخبر الصادق ( اخبار رسول ّ
عليه وسلم ) وبالدليل القاطع ( الذي بدأ الخلق يستطيع ان يعيده ) .
شي ُ
ْطان ي ال َّ ُّوب إِّ ْذ نادى َربَّهُ أ َ ِّنّي َم َّ
سنِّ َ ع ْب َدنا أَي َ) ( 18إشارة إلى اآليتين َ ”:وا ْذ ُك ْر َ
َراب “( ص . ) 42 / 41 بار ٌد َوش ٌ س ٌل ِّ ار ُك ْ
ض بِّ ِّر ْج ِّل َك هذا ُم ْغت َ َ بْ .
عذا ٍ
ب َو َ بِّنُ ْ
ص ٍ
) ( 19راجع “ العنصر األعظم “ .
) ( 20يقصد الغيب المطلق .انظر المعنى “ الخامس “ الفقرة “ “ . 2
) ( 21راجع “ ثبوت “ .
) ( 22يراجع بشأن الغيب بهذا المعنى :لطائف االعالم ق ق 147أ - 147ب
( غيب الهوية -الغيب المطلق -الغيب المكنون -الغيب المصون ) .
) ( 23يراجع بشأن “ غيب “ عند ابن العربي :
-االنسان الكلي ق 4أ ( غيب الغيب ) .
-مفتاح الغيب ص ( 82اقسام الغيب بالنظر إلى المخلوقات )
-الجاللة ص ( 3غيب الغيب )
-رسالة الشيخ إلى اإلمام الرازي ( الغيب الذاتي ) .
َّللا -عالم الثبوت ) ،ص ( 78الغيب المحالي ) .ص -ف ج 3ص ( 12غيب ّ
( 79الغيب الصحيح ) ،ص ( 279غيب االنسان ) ،ص ( 350الغيب ) ،ص
( 441غيب االنسان -باطنه ) ،ص ( 470الغيب -الثابت ) ص ( 488
الغيب ) .
855
“ “ 856
-ف ج 4ص ، 50ص ( 172غيب الطبع ) ( 443 ، 193 ،الحق -شهادة ،
الهو -غيب ) .
-تذكرة الخواص ،فقرة ( 37قاموس غيب البحار ) فقرة ( 69غيب روح القدس )
فقرة ( 45مهود الغيب -مقصورة الغيب -علم الغيب ) فقرة ( 41بحر الغيب )
فقرة ، 52فقرة ( 57 ، 55خدر الغيب ) فق ، 59فق ( 62سر الغيب ) ،فق 69
( غيب روح القدس ) ( 88 ،مهود الغيب ) ،فق ( 159خزان الغيب ) .
-منهاج التراجم مخطوط دار الكتب المصرية رقم 9مجاميع ق 143أ 143 -ب
( ترجمة الغيب )
-فصوص الحكم ج 1ص ( 74أهل الغيب ) ص ( 102الغيب المجهول ) .
ج 2ص ( 109الغيب المجهول -عالم الثبوت ) ص ( 132الغيب -الذات
اإللهية ) .
يقابل ابن العربي عالمي الشهادة والغيب ،ويجعل كال منهما غيبا لآلخر ،من حيث
إنه ما غاب عن اآلخر ( انظر غيب المعنى “ الثاني “ ) .
يقول :
“ عالم الشهادة غيب الغيب “ ( الجاللة ص . ) 4
***
856
“ “ 857
*يأخذ الغيب األول بمعنى سر ( راجع غيب المعنى “ الثالث “ ) ،وعلى ذلك يكون
معنى غيب الغيب على النقيض من الشهادة هو :بطون البطون .
يقول :
“ ان هذا العنصر األعظم 1المخزون في غيب الغيب ( “ . . .االنسان الكلي ق
.)4
..........................................................................................
) ( 1راجع “ العنصر األعظم ".
****
- 490الغيب المطلق
مترادف :الغيب االقدس
انظر “ الغيب “ المعنى “ الخامس ".
****
- 491الغيبة
*يستعمل ابن العربي مفرد “ الغيبة “ بالمضمون الذي سبقه اليه الصوفية ،
اي :غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق ،الشتغال الحس بما ورد عليه ،
ثم قد يغيب عن احساسه بنفسه وغيره بوارد قوي . . 1وهو من األحوال .
يقول :
“ ومنهم [ الرجال ] من ينفّس الرحمن عنه ذلك الضيق بمشاهدته عالم الخيال ،
يستصحبه ذلك دائما . . .وال تكليف عليه ما دام في تلك الحال [ الغيبة ] :لغيبته عن
احساسه في الشاهد ( “ . . .ف السفر الرابع فق . ) 318
“ وجميع ما ذكرناه يس ّمى األحوال والمقامات ،فالمقام ،كل صفة يجب الرسوخ فيها ،
وال يصح التنقل عنها ،كالتوبة .
والحال منها كل صفة تكون فيها في وقت دون وقت ،كالسكر والمحو والغيبة والرضا
،أو يكون وجودها مشروطا بشرط
857
“ “ 858
فتنعدم لعدم شرطها كالصبر مع البالء ،والشكر مع النعماء “ ( ف السفر األول -فق
. ) 96
الغيبة “ من المفردات التي تشكل حدا في عالقة جدلية مع مفرد آخر .فما هو هذا
المفرد اآلخر ؟ انه “ الحضور “ .
الغيبة والحضور كالفناء والبقاء تماما [ راجع “ الفناء والبقاء ] “ معنيان متضايفان ،
إذ كلما كانت الغيبة كلية كان الحضور كليا .كلما غاب العبد عن الخلق كلما حضر مع
الحق 2
يقول ابن العربي :
“ اال اني كنت في أوقات في حال غيبتي 3أشاهد ذاتي في النور األعم .والتجلي
ي عن الحركة ،بمعزل عن نفسي . . . األعظم ،بالعرش العظيم ،يصلّى بها وانا عر ّ
“ ( ف السفر الرابع فق . ) 114
..........................................................................................
) ( 1انظر “ الرسالة القشيرية “ ص ، 38ويروي القشيري في الصفحة نفسها ان إذ
النون المصري بعث انسانا من أصحابه إلى أبي يزيد ليصف له حال أبي يزيد .
فلما جاء الرجل إلى بسطام دخل عليه فقال له أبو يزيد :ما تريد ؟
فقال :أريد أبا يزيد .
فقال :من أبو يزيد ،وأين أبو يزيد ،انا في طلب أبي يزيد ،فرجع الرجل وقال :هذا
مجنون .
فبكى ذو النون وقال :
َّللا .
أخي أبو يزيد . .ذهب في الذاهبين إلى ّ
فهذا حال أبي يزيد ،ينطبق على مفهوم “ الغيبة “ عند الصوفية انها غيبة عن الخلق
وعن االحساس بالذاتية ،دون ان يمس االحساس نفسه والحضور .
فاالنسان في الغيبة عنده حضور خاص .
وقد فصل الكمشخانوي “ الغيبة “ متنقال معها في مراحلها من البدايات إلى النهايات ،
يقول :
“ ( الغيبة ) وهي . . .غيبة السالك عن رسوم العلم لقوة نور الكشف وصورتها في
البدايات الغيبة عن رسوم العادات ،
وفي األبواب :الغيبة عن تمتعات الدنيا ولذاتها والميل إلى زخارفها ومشتهياتها ،
وفي المعامالت :الغيبة عن الخلق وافعالهم والنظر إلى أمورهم وأقوالهم ،
وفي االخالق :الغيبة عن النفس وأهوائها وعن صفاتها ودواعيها وآرائها ،
وفي األصول ؛ الغيبة عن القصد عما سوى المقصود وقصر الهمة في السير على
سمت الورد المورود ،
وفي األودية :الغيبة عن ظلمات وألم النفس باالستغراق في نور القدس ،
وفي األحوال :الغيبة عما يجول بينه وبين المحبوب في تباريق تجلي المطلوب ،
ودرجتها في الحقائق :الغيبة عن األكوان واالمكان
858
“ “ 859
– 492الغين
في اللغة :
ي ،عليه
شته الشهوة ،وقيل :غين على قلبه غط ّ “ . . .وغين على قلبه غينا :تغ ّ
ي عليه .
وألبس :وغين على الرجل كذا أي غط ّ
َّللا في اليوم سبعين مرة .
وفي الحديث :إنه ليغان على قلبي حتى استغفر ّ
الغين :الغيم ،وقيل :الغين شجر ملتف ،أراد ما يغشاه من السهو الذي ال يخلو منه
باّلل تعالى .
البشر ،ألن قلبه ابدا كان مشغوال ّ
فإن عرض له وقتا ما عارض بشري يشغله من أمور األمة والملة ومصالحهما ع ّد
ذلك ذنبا وتقصيرا ،فيفزع إلى االستغفار ( “ . .لسان العرب مادة “ غين “ ) .
في القرآن :
لم يرد المصطلح في القرآن .
859
“ “ 860
الغين حجاب رقيق يشبه الصدأ على حين أن “ الرين “ حجاب كثيف 1
ويستعمل ابن العربي “ الغين “ في مقابل “ العين “ للداللة على “ السوى “ في مقابل
“ الذات “ .
يقول :
” وعظت النفس ال تنظر إليهم *** فما التفتت بخاطرها لوعظي
لفظتهم عسى أحظى بكون *** فكانوا غين كوني عين ّ
حظي “
( ف -السفر الثالث فق ) 13
..........................................................................................
“ ) (( 1الغين ) :دون الرين وهو الصدأ حجاب رقيق ينجلي بالتصفية ويزول بنور
التجلي لبقاء االيمان معه ،واما الرين فهو الحجاب الكثيف الحائل بين القلب وااليمان
بالحق ،والغين ذهول عن الشهود واحتجاب عنه مع صحة االعتقاد “ ( جامع األصول
ص . ) 65
860
“ “ 861
حرف الفاء
ف
861
“ 862 “
862
“ “ 863
– 493فتح
في اللغة :
“ الفاء والتاء والحاء أصل صحيح يدل على خالف االغالق .يقال :فتحت الباب
وغيره فتحا .ثم يحمل على هذا . .
وَّللا تعالى الفاتح اي الحاكم . . .والفتح :النصر واألظفار ،
فالفتح والفتاحة :الحكم ّ ،
واستفتحت :استنصرت . . .
وفواتح القرآن :أوائل السور ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ فتح “ ) .
863
“ “ 864
-أو جمع مفتح بكسر الميم وهو المفتاح ،اذن مفاتح -مفاتيح َ ”.و ِّع ْن َدهُ َمفاتِّ ُح ْالغَ ْي ِّ
ب ال
يَ ْعلَ ُمها ِّإ َّال ُه َو. ) 59 / 6 ( “ . . 7
864
“ “ 865
اما نصوص ابن العربي التي تثبت ما ذهبنا اليه فسنوردها على أن نحتفظ بأنواع
المفاتح نفرد لها نقاطا مستقلة ،
يقول :
) “ ( 1والممكنات كلها . .هي في ظلمة الغيب فال يعرف لها حالة وجود ،ولكل
َّللا هو خالق كل شيء َّللا ،فال موجود اال ّ
ممكن منها مفتاح ،ذلك المفتاح ال يعلمه اال ّ
،اي موجده “ ( ف . ) 279 / 3
) “ ( 2فان المفاتح تعلو بعلو مغاليق غيبها ،وتسفل بذلك “ ( مفتاح الغيب ق
. ) 78
“ فالغيب ال يعلمه اال هو ،وهذه كلها [ النور ،الظلمة ] مفاتيح الغيب ،ولكن ال يعلم
َّللا ،كونها مفاتح اال ّ
ب ال يَ ْعلَ ُمها ِّإ َّال ُه َو “( ) 59 / 6يقول تعالى ”َ :و ِّع ْن َدهُ َمفاتِّ ُح ْالغَ ْي ِّ
وان كانت موجودة بيننا ،لكن ال نعلم أنها مفاتح للغيب ،وإذا علمنا باالخبار انها
مفاتح ،ال نعلم الغيب حتى نفتحه بها .
فهذا بمنزلة من وجد مفتاح بيت وال يعرف البيت الذي يفتحه به ( “ . . .ف / 2
. ) 648
“ فمن المغيبات ما يكون لها مفتاح واحد فصاعدا ،ويكون كل مفتاح غيبا لمفتاح آخر
،حتى ينتهي إلى المفتاح األول “ ( مفتاح الغيب ورقة . ) 79
) “ ( 3وما أوجد [ الحق ] العالم . . .اال عن حركة الهية وهي حركة المفتاح عند
الفتح “ ( ف . ) 279 / 3
“ واعلم أنها ال تسمى مفاتح اال في حال الفتح ،وحال الفتح :هو حال تعلق التكوين
َّللا في ذلك ،فال
باألشياء ،أو قل ان شئت حال تعلق القدرة بالمقدور وال ذوق لغير ّ
يقع فيها تجل وال كشف ،إذ ال قدرة وال فعل اال ّّلل خاصة ( “ . . .فصوص / 1
. ) 134
) “ ( 4فثم مفتاح وفتح ومفتوح يظهر عند فتحه ما كان هذا الفتوح حجابا عنه “ ( ف
. ) 542 / 3
“ . . .واعلم أن الغيب ليس نفس الغيب [ المغيّب ] ،والمفاتيح انما تفتح الغيب فيبدو
المغيب من خلف حجاب الغيب ،فالغيب حجاب كالباب وكالستر ،ليس الباب نفس
الدار وليس الستر نفس المستور ،والمفتاح متعلقه الباب ال ما [ وراءه ] . . .
“ ( مفتاح الغيب ق .) 79 - 78
865
“ “ 866
وننتقل االن إلى أنواع المفاتح كما يقررها الشيخ األكبر :
المفاتح األول - 9المفاتح الثواني وهي مفاتيح غيب االيجاد العيني . 10
ان “ الوجود المطلق “ تدرج في تعيناته من الوحدة المطلقة إلى الكثرة الوجودية ،
تدرجا اقتضاه المنطق الوجودي ال الواقع الموجود فكان :الفيض االقدس ثم الفيض
المقدس .
-الفيض االقدس وهو تجلي الذات األحدية لنفسها في الصور المعقولة للكائنات ،اي
في “ القوابل “ أو األعيان الثابتة ( انظر فيض أقدس -عين ثابتة )
وهذا الفيض هو في الواقع بتعبير آخر من تعبيرات الشيخ األكبر :فتح .
فهو أول فتح ،من حيث أنه أول فيض وأول تجل ،
وبالتالي مفاتحه هي “ المفاتح األول “ وال يعلمها اال الحق ،ألنها في وحدانيته حيث
ال قدم لمخلوق ؛ وهي أسماؤه الذاتية .
-الفيض المقدس :وهو تجلي الحق في صور الكثرة الوجودية ،أو بتعبير آخر هو
ظهور األعيان الثابتة ،التي كانت نتيجة أول فتح ،في العالم المحسوس بعدما كانت
معقولة .
وهذا الفيض هو فتح لغيب ،ومفاتحه هي المفاتح الثواني من حيث إنه ثاني فتح .
وهذه المفاتح هي األسماء اإللهية التي أظهرت الوجود من عقلي إلى عيني وهي
المؤثرة في الكون . 11
ولذلك يسميها ابن العربي بمفاتيح غيب االيجاد العيني . 12
866
“ “ 867
) “ ( 2واعلم أن المفاتيح األول "ال يعلمها اال هو" ،واما المفاتيح الثواني 13
فمعلومه لنا ،وهي أسماؤه ،وبها فتح غيوب الممكنات ،فظهرت في أعيانها بعدما
كانت غيبا عدميا “ ( مفتاح الغيب ورقة . ) 93
867
“ “ 868
وبعد ما رأينا ان ابن العربي يجعل االستعداد مفتاحا للفتح ،فلنتركه يبين الفرق بين
الفتح والفتوح يقول :
“ وإذا ورد الفتح على اختالف ضروبه [ سنذكرها فيما بعد ] . . .
تعين على هذا العبد إقامة الوزن بالقسط . . .فيقيم الوزن هذا العبد بين حاله الذي هو
عليه ،وبين الفتح :فإذا كان الفتح مناسبا للحال فهو نتيجة حاله ،فيقيم عند ذلك وزنا
آخر ،وهو ان ينظر في مقدار الفتح وقوة الحال :فان ساواه ،فهو نتيجة بال شك ،
َّللا في هذا الفتح ،فإنه نتيجة في غير موطنها [ اآلخرة موطن
فليحذر هذا العبد مكر ّ
النتائج ] . . .
َّللا تعالى بهذا
فإن كان الفتح مما يعطي أدبا وترقيا ،فليس بمكر ،بل هو عناية من ّ
العبد حيث زاده فتحا . .
وان أقام الوزن بين مقدار الفتح وقوة الحال ،ورأى الفتح فوق الحال ،فينزل منه
مقدار الحال وما زاد فذلك هو :الفتوح “ ( ف . ) 505/ 2
اما أنواع “ الفتوح “ و “ الفتح “ التي يعددها فبحثها سيجعلنا نتوغل في مجاهل
نظرياته مبتعدين عن معجمه .
ونكتفي بتعدادها على أن نثبت مراجعها عنده :
أنواع الفتوح :
- 1فتوح العبارة في الظاهر .
- 2فتوح الحالوة في الباطن .
- 3فتوح المكاشفة بالحق :
فالمكاشفة سبب معرفة الحق في األشياء ،فال يعرف في األشياء اال مع ظهورها
وارتفاع حكمها.
868
“ “ 869
أنواع الفتح :
- 1فتح عن قرع :وهو ليس مطلوب القوم ،
- 2فتح ابتداء ال عن قرع ،
-شرح مشكالت الفتوحات المكية .الجيلي .ق ق “ : 6 - 5مفاتيح غيب الغيب وهي
َّللا
أمهات األسماء دائمة الصفات . . .وهذه األسماء هي التي يسميها االمام رضي ّ
عنه بالمفاتيح األول “ .
869
“ “ 870
المفاتح األول باعتبار كينونتها في وحدانية الحق ،ونظير ذلك :التصور النفساني قبل
تعينات صور ما يعلمه االنسان .ولهذا سميت المفاتح األول بالحروف األصلية . .
“.
870
“ “ 871
- 495المفاتح األول
انظر “ فتح “ المعنى “ األول “ عنوان :الفتح االيجادي .
فقرة عنوانها :المفاتح األول .
****
- 496المفاتح الثواني
انظر “ فتح “ المعنى “ األول “ عنوان :الفتح االيجادي .
فقرة عنوانها :المفاتح الثواني .
****
الفتوة
ّ – 497
في اللغة :
شباب .والفتى والفتيّة :الشاب والشابة “ ( لسان العرب مادة “ فتا “ ) .“ الفتاء :ال ّ
871
“ “ 872
أحيانا من دقة التحليل كما فعل “ هورتن “ ،أو من ناحية الصلة بين الفتوة والمالمتية
كما فعل ريتشارد هارتمان . 1
ويبقى كتاب أبو العال عفيفي “ المالمية والصوفية وأهل الفتوة “ خير دليل إلى اآلن في
هذا الموضوع .
ولكن ابن العربي لم يهتم بنظام الفتوة هذا ،بل استعار صفات هذه الفئة [ الكرم -
المروءة -الشجاعة ] ليجعلها صفات مقام خاص سماه مقام “ :الفتوة “ .
فالفتوة عنده ال تدل على طائفة معينة ،أو وجهة نظر معينة في التصوف والدين ،بل
هي :مقام القوة .
يقول الشيخ ابن العربي :
) “ ( 1واالخالق على ثالثة أنواع :
خلق متع ّد ،وخلق غير متع ّد ،وخلق مشترك .
فالمتعدي على قسمين :
متعد بمنفعة ،كالجود والفتوة ،
ومتعد بدفع مضرة ،كالعفو والصفح واحتمال األذى ،مع القدرة على الجزاء والتمكن
منه ( “ . . .ف -السفر الثالث -فق . ) 91
“ فالفتى من ال خصم له :ألنّه فيما عليه يؤديه ،وفيما له يتركه .فليس له خصم .
والفتى من ال تصدر منه حركة عبثا جملة واحدة ( “ . . .ف السفر الرابع -فق
. ) 46
) “ ( 2اعلم أن للفتوة مقام القوة “ ( ف -السفر الرابع فق . ) 36
“ فإن “ الفتوة “ ليس فيها شيء من الضعف إذ هي حالة بين الطفولة والكهولة ،وهو
عمر االنسان من زمان بلوغه إلى تمام األربعين من والدته . . .
ض ْعفٍ قُ َّوة ً َّللاُ الَّذِّي َخلَقَ ُك ْم ِّم ْن َ
ض ْعفٍ ث ُ َّم َجعَ َل ِّم ْن بَ ْع ِّد َ َّللا تعالى في هذا المقام َّ ”:
يقول ّ
“[ ] 54 / 30
وذلك حال “ الفتوة “ وفيها يس ّمى “ فتى “ ( ف -السفر الرابع فق . ) 38
“ ومن ال قوة له ،ال فتوة 3له ،كما أنه من ال قدرة له ،ال حلم له “ ( ف -السفر
الرابع فق . ) 61
..........................................................................................
) - ( 1عفيفي “ .المالمتية والصوفية وأهل الفتوة “ ص . 12
) - ( 2يميز عفيفي بين المالمتية وأهل الفتوة بالدعاوى .
فالفتى الصوفي في نظر الصوفية -من كانت
872
“ “ 873
له دعوى يدافع عنها ويضحي بنفسه في سبيلها كالحسين بن منصور الحالج يقول :
“ان رجعت عن دعواي وقولي سقطت من بساط “ الفتوة “ [ الطواسين ص ] 50
“(المرجع السابق ص . ) 27
873
“ “ 874
“ ) ( 3جميع النتائج ال تكون اال عن الفردية ، 4اال ترى إلى المقدمتين عند المنطقي
مركبة من ثالثة ،يتكرر الواحد في المقدمتين ،فتظهر أربعة وهي ثالثة .
ولوال هذا الواحد الذي اعطى الفردية لهذين االثنين ،ما صح نتاج أصال .
وكذلك الذكر واألنثى ال ينتجان أصال ،ما لم تقم بينهما حركة الجماع ،وهي الفردية
( “ . . . 5كتاب الميم والواو والنون ص ص . ) 4 - 3
874
“ “ 875
875
“ “ 876
لَهُ ُك ْن فَيَ ُك ُ
ون “ *[ ] 40 / 16انظر تثليث .
) ( 7ان كل أول سار عند ابن العربي ولما كان التثليث أول منتج فهو يسري في كل
انتاج .
) ( 8يراجع بشأن “ فرد “ عند ابن العربي :
-االصطالحات ص ( 289التفريد )
-كتاب األلف ص ( 9فردانية الرجل ووحدانية المرأة ) .
-رسالة إلى الشيخ الرازي ص ( 12الفردية األولى ) .
-ف ج 1ص ( 168عن الفرد وجد الكون ) .
-ف ج 2ص ( 69الفردية ،هي الثالثة ) ص ( 641األحدية ّّلل والفردية
لالنسان ) .
-ف ج 4ص ( 32التثليث فرد ) ،ص ( 158الفردية واألحدية ) .
-ف ج 3ص ( 172أهل التثليث ربما لحقوا بالموحدين في حضرة الفردانية ) ،
( 318الفردية واألحدية ) ،ص ( 326الفرد األول -أول االفراد ) ،ص 358
( المفرد العين ،المفرد الحكم ) ،ص ( 462الثالثة أول االفراد ) .
-فصوص ج 1ص ( 115الفردية الثالثية ) ( 214 ،حكمة فردية ) 218
( الفردية األولى ) ( 222 ،الفردية ) .
ج 2ص ( 133الفردية ،األولى ) “ 322 ،التثليث والفردية -االعداد الفردية “ .
-كتاب الهو ص ( 186الفرد بال فردانية )
-رسالة المقنع في ايضاح السهل الممتنع ص ( 141الفرد -التفريد ) .
****
- 499األفراد
مرادف :
االخفياء ، 1افراد الوقت ، 2أعيان األولياء ، 3األبرياء 4
االفراد هم من “ رجال المراتب “ عند ابن العربي ،
فالسالك يتقلب في المراتب :كالزهد والوالية . .
فكل مرتبة من هذه المراتب ،ال تخلو من رجال يحفظونها في كل زمان .وهم ال
يتقيدون بعدد مخصوص في مقابل رجال العدد ( انظر “ رجل “ ) .
وتتوالى األسماء عند ابن العربي على هذه الطائفة ،فهم االفراد :ألنه ليس لهم حكم
العموم . . .وهم االخفياء :ألنهم الذين ال يعرفهم االبدال وال يشهدهم األوتاد . .
وهم افراد الوقت :ألنهم خارجون عن نظر القطب صاحب الوقت ،فال يحكمهم وال
يتصرف بهم ،بل القطب منهم ،
وهم أعيان األولياء :ألنهم الخاصة فيهم .
وهم في جنس البشر كالمالئكة المهيمون في جنس المالئكة . .وهم األبرياء :فال يرى
العالم عليهم من اثر
876
“ “ 877
التقريب شيئا . . .
يقول ابن العربي :
- 1االفراد -رجال المراتب .
“ ومنهم رضي عنهم االفراد ،ال عدد يحصرهم ،وهم المقربون بلسان الشرع . . .
وهم رجال خارجون عن دائرة القطب ،والخضر منهم ونظيرهم من المالئكة األرواح
َّللا ،وهم الكروبيون ( “ . .ف . ) 19/ 2 -
المهيمة في جالل ّ
877
“ “ 878
االفراد األكابر وال يعرف لهم عدد وهم اخفياء في الخلق . . “ .
878
“ “ 879
“ التفريد “ إفراد المفرد برفع الحدث وإفراد القدم بوجود حقائق الفردانية .قال
والمفردون من الموحدين قليل “ .ّ بعضهم “ :المو ّحدون ّّلل من المؤمنين كثير
قال :الحسين بن منصور ( الحالج ) . . .عند قتله :حسب الواجد إفراد الواحد .
“ والتجريد “ :ما تجرد للقلوب من شواهد األلوهية إذا صفا من كدورة البشرية ،
وقال :بعض الشيوخ وقد سئل عن التجريد ،فقال “ :إفراد الحق من كل ما يجري ،
وإسقاط العبد في كل ما يبدي ( “ . . .اللمع ص . ) 425
اما ابن العربي فيعرفهما بقوله :
“ التجريد “ إماطة السوى والكون عن القلب والسر .والتفريد :
وقوفك بالحق معك “ ( االصطالحات ص . ) 289
..........................................................................................
) ( 1يعطينا الكمشخانوي صورة متكاملة عن التجريد والتفريد كما وصلته من كل
التصوف السابق :
“ ( التجريد )
وهو في النهايات :تجريد االخالص عن شهود التجريد .
وصورته في البدايات :التجريد عن المخالفات واللذات ودعوات الهوى .
وفي المعامالت :تجريد النفس عن رؤية تأثير الكائنات ،ونسبة االفعال إلى
المخلوقات .
وفي االخالق :تجريدها عن الهيئات النفسانية والملكات الرديئة الشيطانية .
وفي األصول :التجريد عن الفتور في السير وااللتفات إلى الغير .
وفي األدوية :التجريد عن العلوم االستداللية بااللهامات اإللهية والعلوم اللدنية ،
وفي األحوال :التجريد عن محبة السوى واالصطبار مع النوى ،
وفي الواليات :التجريد عن األسماء والصفات وعن رسوم جميع الكائنات ؛
وفي الحقائق :تجريد عين الجمع عن درك العلم .
َّللا
( التفريد ) تفريد اإلشارة عن الحق بان ال يشير إلى الخلق في الهداية والدعوة إلى ّ
َّللا مع الخلق ظاهرا ،ليدعوهم اليه .اال عن الحق ،وذلك حال بسط ّ
وقبضه عنهم باطنا ،لئال يقول اال ما قال الحق .
وصورته في البدايات :تخليص اإلشارة إلى الحق بالعبادة .
وفي األبواب :تخليص اإلشارة إلى الحق بالعقيدة .
وفي المعامالت :تفريد اإلشارة إلى الحق بالتأثير والتصريف .
وفي االخالق :تصريف اإلشارة إلى الحق بالحق والبعث ،
وفي األصول :تخليص اإلشارة إلى الحق قصدا وسلوكا .
وفي األدوية :تخليص اإلشارة بالحق محبة
879
“ “ 880
وغيرة ،
وفي الواليات :تخليص اإلشارة بالحق افتخارا وبوحا ،
وفي الحقائق :تخليص اإلشارة بالحق شهودا واتصاال “
( جامع األصول -ص . ) 214
****
- 501الفراسة
الفراسة تم ّكن العبد ان يرى في المتفرس فيه عالمات يستدل بها .
وهي على ثالثة أنواع ،فراسة حكمية وفراسة ايمانية وفراسة الهية .
يقول :
َّللا “ . . .ويقول [ تعالى ] “ ان في ذلك آيات للمتوسمين
- 1الفراسة :رؤية بنور ّ
َّللا عليه وسلم “ :اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى
“ اي للمتفرسين ويقول الرسول صلى ّ
َّللا ( “ 1بلغة الغواص . ) 31
بنور ّ
- 2الفراسة الحكمية :عالمات طبيعية مزاجية “ . .فاعلم أن الفراسة إذا اتصف بها
العبد ،له في المتفرس فيه عالمات ،بتلك العالمات يستدل .والعالمات منها طبيعية
مزاجية ،وهي الفراسة الحكيمة ( “ . . .ف . )235 / 2
- 3الفراسة االيمانية :نور الهي “ فاعلم أوال ان الفراسة االيمانية وبها نبدأ ،انها
نور الهي يعطاه المؤمن لعين البصيرة ،يكون كالنور لعين البصر .وتكون العالمة
في المتفرس فيه ،كنور الشمس الذي تظهر به المحسوسات للبصر ( “ . . .ف / 2 -
. ) 235
- 4الفراسة اإللهية :نور الهي “ . . .ومنها [ العالمات ] روحانية نفسية ايمانية ،
وهي الفراسة 2اإللهية .
وهي نور الهي في عين بصيرة المؤمن يعرف به إذ يكشف له ما وقع في المتفرس
فيه ( “ .ف . ) 235 / 2 -
..........................................................................................
َّللا “ انظر فهرس األحاديث . ) ( 1الحديث “ اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور ّ
حديث رقم : ( 36 ) .
) ( 2يراجع بشأن “ فراسة “ :
-روض الرياحين اليافعي ص 170 ، 169
-كشف الظنون ج 2ص 1241مادة فراسة
880
“ “ 881
881
“ “ 882
882
“ “ 883
- 507فضيحة الدهر
المحب مهتوك الستر فال يستطيع كتمانا ، 1لذلك ينعته ابن العربي ب “ فضيحة
الدهر “ .
يقول :
“ . . .نعت المحب بأنه مهتوك الستر ،سره عالنية ،فضيحة الدهر ،ال يعلم
الكتمان ( “ . . .ف . ) 361 / 2 -
..........................................................................................
) ( 1ال يخفى أهمية الكتمان في الحب والدور الذي لعبه في اشعار الصوفية ،مما ال
يتسع المجال لذكره .
****
- 508الفطرة
الفطرة التي يولد كل مولود عليها ،هي االقرار بالربوبية .
وهي أول ميثاق اخذه الحق على البشر ،حين اشهدهم على ربوبيته فقالوا :بلى .
َّللا عليه وسلم ) :كل مولود يولد على الفطرة ، 2وهو الميثاق
“ وهو قوله ( صلى ّ
الخالص لنفسه ( “ . . .ف . ) 57 / 4
“ فالعبد طاهر األصل ،في عبوديته ،ألنه مخلوق على الفطرة ،وهي اقرار
بالعبودية للرب سبحانه “ [ ف السفر الخامس فق . ] 583
يراجع “ ميثاق “ .
..........................................................................................
) ( 1قارن بين أهمية الميثاق في التوحيد عند ابن العربي والجنيد في رسائله .
إذ بنى الجنيد تصوفه
883
“ “ 884
وبخاصة في التوحيد على فكرة الميثاق وحال االنسان عندها .
) ( 2راجع الحديث في فهرس األحاديث رقم . ) 37 ( :
****
– 509الفقر
في اللغة :
“ الفاء والقاف والراء أصل صحيح يدل على انفراج في شيء ،من عضو أو غير
ذلك .
للظهر ،الواحدة -فقارة ،سميت للحزوز والفصول التي بينها . من ذلك :الفقار ّ
والفقير :المكسور فقار الظهر .
اشتق اسم الفقير ،وكأنه مكسور فقار الظهر من ذلّته
ّ وقال أهل اللغة :منه
ومسكنته . . .
واما قولهم :أفقرك الصيد ،فمعناه انه أمكنك من فقاره حتى ترميه ( “ . . .معجم
مقاييس اللغة مادة “ فقر “ ) .
“ فان اشتقاق الفقر لغة من :أرض فقراء ،وهي التي ال نبات فيها ،وال شيء أصال
فهو من المقلوب ( “ .لطائف االعالم مادة “ الفقر “ ورقة 143أ ) .
اذن :ابن العربي ينظر إلى الفقر من وجهتين مختلفتين دون ان ينبه إلى ذلك .
إذ انه ينظر اليه من الوجهة الوجودية ومن الوجهة السلوكية.
فهناك ،إذا جاز التعبير :فقر وجود -وفقر سلوك .
884
“ “ 885
فهو في حال ثبوته يفتقر إلى مر ّجح ،وإذا وجد افتقر إلى مر ّجح الستمرار وجوده ، 3
وإلى كل ما يحويه عالمه لحفظ وجوده ( طعام ،دواء . ) . . .
اذن الفقر نعت ذاتي للمعدوم 4والموجود ،يشمل كل الخلق فهو عام الحكم شامله .
885
“ “ 886
بالغنى ،الن الغنى نعت ذاتي يرفع المناسبة بين ذات الحق والخلق ،وكل طلب فيؤذن
بمناسبة . . .ما في الكون اال طالب ،فما في الكون اال فقير لما طلب .ويتميز الفقر
عن سائر الصفات بأمر ال يكون لغيره وهو انه صفة للمعدوم والموجود ،وكل صفة
وجودية من شرطها ان تقوم بالموجود ،أال ترى الممكن في حال عدمه ،يفتقر إلى
المرجح ،فإذا وجد افتقر أيضا إلى استمرار الوجود له وحفظه عليه ،فال يزال فقيرا
ذا فقر في حال وجوده ،وفي حال عدمه .فهو اع ّم المقامات حكما [ -الفقر
الوجودي ] ،فالذي يكتسب من هذه الصفة [ -الفقر السلوكي ] إضافة خاصة ،وهي
َّللا ال إلى غيره ( “ .ف . ) 263 - 264/ 2 الفقر إلى ّ
( ج ) “ فكل موجود إضافي متحقق بالفقر وان ولم يشعر بذلك [ -فقر وجودي ] ،
وان وجده فال يعلم أن ذلك هو المسمى فقرا . . .ان الفقر نعت واجب . . .وجوبا
ذاتيا “ ( ف . ) 264 / 2
“ وقال [ رب العرش ] لي :ياغوث ،ليس الفقير عندي من ليس له شيء ،بل الفقير
الذي له امر في كل شيء ،إذا قال لشيء كن فيكون . . .
وقال :ياغوث ،قل ألصحابك واحبابك ،فمن أراد منكم صحبتي فعليه اختيار
886
“ “ 887
الفقر ، 9ثم فقر الفقر ،ثم فقر عن فقر الفقر ،فإذا ت ّم فقرهم فال هم اال انا 10
“ ( الرسالة الغوثية ق ق 79أ 79 -ب ) .
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن “ فقر “ :
-لطائف االعالم ق ق 143ب 145 -أ ( الفقر -الفقر التام -فقر الغني -الفقير -
فقير الرضى -فقر الفقر ) .
-كتاب المسائل .المحاسبي ص ، 51
-الرسالة القشيرية ص ، 122
-اللمع .السراج ص ، 74
-روضة الطالبين الغزالي ص ، 124
-رسائل ابن سبعين نشر بدوي الرسالة الفقيرية ص 22 - 1حيث توسع بشرح الفقر
من ناحية :اللغة والفقه ،والعقل ،والطريق .
كما يراجع :
-Exegese coraniqueاألب نويا ص ( 27مقاتل :الفقير والمسكين ) .
-اما الجيلي فننقل عنه هذا المقطع من رسالته “ حقيقة اليقين “ ورقة “ : 8فان كنت
ممن يطرأ عليه الخوف والرجا وقتا ما أو لفعل ما أو لشهود ما فلست من الفقر بشيء
،وكذلك ان كنت ترجو امرا ما مما يتعلق بالفتح عليك . . .
فأنت مشرك مبعد ليس لك في الحقيقة قدم .والعارف عندنا من ال يتغير بوجه من
الوجوه . . .إذا كل متغير ليس من الفقر على أصل “ .
) ( 2راجع “ عين ثابتة “
) ( 3ان الخلق عند ابن العربي يتجدد مع األنفاس وال بد من مرجح في كل خلق .
انظر “ خلق جديد “
) ( 4اي معدوم الوجود العيني انظر “ عدم “ “ عين ثابتة “ .
) ( 5راجع “ اسم الهي “ .
) ( 6انظر “ االسم الجامع “ .
) ( 7يعني هنا الفقر الوجودي .
) ( 8يتكلم هنا على الفقر السلوكي .ونالحظ كيف ان ابن العربي ينتقل في كالمه بين
نظرتين إلى الفقر دون ان ينبه القارئ إلى هذه النقلة .
) ( 9بخصوص “ فقر “ عند ابن العربي ،فليراجع :
-فصوص الحكم ج 1ص ( 105الفقر الكلي .الفقر النسبي ) .
-الفتوحات ج 2ص ( 170االفتقار الذاتي ) ،ص ( 264 - 262باب في معرفة
الفقر واسراره ) .
887
“ “ 888
- 510الفهوانية
انظر “ خطاب الهي “ :المعنى األول الفقرة “ ." 1
- 511الفناء
انظر “ بقاء ".
- 512فوق
انظر “ تحت ".
– 513الفيض
في اللغة :
“ الفاء والياء والضاد أصل صحيح واحد ،يدل على جريان الشيء بسهولة ،ثم يقاس
عليه .من ذلك فاض الماء يفيض . . .ومنه :أفاض القوم من عرفة ،إذ ادفعوا وذلك
كجريان السيل ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ فيض “ ) .
888
“ “ 889
ويضيف ابن العربي أحيانا على عبارة الفيض االقدس كلمة “ الساري “
889
“ “ 890
فيقول “ :الفيض االقدس الساري “ وذلك الن الفيض االقدس هو أول بالنسبة للمقدس
،وكل أول سار . 10
890
“ “ 891
بالنفخ فيه ،وما هو اال حصول االستعداد من تلك الصورة المسواة ،لقبول الفيض
التجلي الدائم الذي لم يزل وال يزال .وما بقي اال قابل والقابل ال يكون اال من فيضه
االقدس ( “ . . . 17فصوص . ) 49 / 1
( ج ) “ والحق تعالى وهاب على الدوام ،فياض 20على االستمرار ،والمحل قابل
على الدوام “ ( ف . ) 57 / 1
..........................................................................................
) ( 1راجع “ مرآة “ ) ( 2راجع “ صورة “
) ( 3راجع “ تجلى “ ) ( 4راجع “ خلق “
) ( 5على الرغم من استعمال ابن العربي لغة الفلسفة األفالطونية المحدثة وأساليبها
في التعبير عن الخلق باصطالح الفيض ،اال ان مذهبه في الفيض متميز عن هذه
الفلسفة من حيث إن الفيوضات عنده ليست اال تجليات لحقيقة واحدة في صور مختلفة
،على حين انها عند افلوطين سلسلة من الوجودات يفيض كل منها عن الوجود السابق
عليه ويتصل به اتصال المعلول بعلته ،فالفيوضات االفلوطينية وان كانت ترجع إلى
أصل واحد فهي ليست هذا الواحد وال مظهرا له .
انظر فصوص الحكم ج 2ص ، 10 - 9ص . 151
) ( 6الفيض االقدس والفيض المقدس يرادفان تجلي الغيب وتجلي الشهادة :فالتجلي
اإللهي في الغيب هو تجليه لذاته في ذاته في الصور المعقولة ألعيان الممكنات ،
وتجليه في الشهادة هو ظهوره في صور أعيان الممكنات في العالم الخارجي .
891
“ “ 892
) ( 10راجع “ أول “
) ( 11راجع “ تجلي وجودي “
) ( 12عفيفي فصوص الحكم ج 2ص ، 9
) ( 13راجع “ عين ثابتة “
) ( 14راجع “ خلق جديد “
) ( 15لقد نظر الباحثون إلى فعل الخلق عند ابن العربي عبر الوجود الواحد .
فالمخلوقات ال وجود حقيقي لها اذن الفعل خلق حقيقي للخالق وبالتالي يخسر فعل
الخلق معناه ( .راجع كالم عفيفي فصوص الحكم ج 2ص - 8 ) . 7
على حين يظن ابن العربي ان فعل الخلق يكتسب كل معناه باتصاف المخلوقات
باالفتقار إلى الخالق .فالمخلوقات ان استقلت بوجودها اتصفت بالغنى عن الخالق
وبالتالي يكون فعل الخلق فعال ماضيا ال يحمل في طياته هذه الفعالية المستمرة .
) ( 16وهذا يذكرنا بالتصور الديكارتي ّّلل .
) ( 17راجع شرح المقطع .الفصوص ج 2ص ص . 10 - 8
) ( 18اي األعيان الثابتة ،
) ( 19إشارة إلى قوله” ُك ْن “[ ] 40 / 16لألعيان الثابتة فتكونت في العالم
المحسوس ،
) ( 20يراجع بخصوص “ فيض “ عند ابن العربي :
-االتحاد الكوني ق 145أ ( الفيض السامي )
-كتاب الحق ق ( 29الفيض االقدس الساري )
-كتاب التراجم ص ( 1الفيض )
-كتاب المسائل ص ( 11الفيض الذاتي -الفيض اإلرادي ) .
-ف ج 4ص ( 62الفيض الدائم ) .
-فصوص الحكم ج 2ص ص ( 179 ، 151 - 28 - 27خالف الفالسفة المشائين
من المسلمين بان الكثرة قد صدرت عن الواحد ) ( 197 ،فيض أقدس ،فيض
مقدس ) ( 244 ،فيض ) ( 245 ،فيض أقدس -فيض مقدس ) ( 337 ،فيوضات
ابن العربي وافلوطين ) .
-الديوان ص ( 38الفيض السامي ) .
****
- 514الفيض األقدس
مرادف :تجلي غيب
انظر “ فيض “ الفقرة األولى
((الفيض االقدس :هو مرتبة العماء -وهو تجلي الذات األحدية لنفسها في صور
جميع الممكنات التي يتصور وجودها فيها بالقوة .
فهو أول درجة من درجات التعينات في طبيعة “ الوجود المطلق “ ،ولكنها تعينات
معقولة ال وجود لها في عالم األعيان الحسية ،بل هي مجرد قوابل للوجود .
وهذه الحقائق المعقولة ،أو الصور المعقولة للممكنات هي التي يطلق عليها ابن
العربي اسم “ األعيان الثابتة “للموجودات .
892
ويضيف ابن العربي أحيانا على عبارة الفيض االقدس كلمة “ الساري “
فيقول “ :الفيض االقدس الساري “ وذلك الن الفيض االقدس هو أول بالنسبة
للمقدس ،وكل أول سار . )) .
“ “ 893
- 515الفيض المقدّس
مرادف “ :تجلي شهادة “
انظر “ فيض “ الفقرة الثانية
((الفيض المقدس :
وقد سبق الكالم عليه في “ التجلي الوجودي ، “ 11وهو تجلي الواحد في صور
الكثرة الوجودية ،اي ظهور األعيان الثابتة من العالم المعقول إلى العالم المحسوس ،
أو ظهور ما بالقوة في صورة ما بالفعل ،وظهور الموجودات الخارجية على نحو ما
هي عليه في ثبوتها األزلي .
وكما قلنا إن الفيض االقدس هو تجلي الحق لذاته في الصور المعقولة للكائنات ،
نستطيع ان نقول هنا ان الفيض المقدس هو تجلي الحق في صور أعيانها .
فهو بذلك الدرجة الثانية من درجات التعين في طبيعة الوجود المطلق .)) . 12
****
- 516المفيض
المفيض -االنسان الكامل
انظر “ االنسان الكامل “
893
“ 894 “
894
“ “ 895
حرف القاف
ق
895
“ 896 “
896
“ “ 897
- 517قبّة أرين
تتردد في نصوص ابن العربي عبارة “ قبة ارين “ أو “ ارين “ وهو يشير بها ؛
أوال :إلى نقطة في األرض يستوي معها ارتفاع القطبين فال يأخذ هناك الليل من
النهار وال النهار من الليل .
ثانيا :إلى “ صفة “ في األشياء عامة بمعنى :االعتدال أو محل االعتدال .
يقول :
( أ ) “ قال الشادي :اجتمع أربعة نفر من العلماء في “ قبة ارين “ تحت خط
االستواء ( “ . . .ف السفر األول فق . ) 184
( ب ) “ ارين :محل االعتدال في األشياء “ ( االصطالحات . ) 296
– 518القبض
في اللغة :
“ قبض :القبض :خالف البسط :قبضه يقبضه قبضا وقبّضه ،واالنقباض :خالف
االنبساط . . .وتقبّضت الجلدة في النار اي انزوت .
َّللا تعالى :القابض ،هو الذي يمسك الرزق وغيره من األشياء عن العباد وفي أسماء ّ
بلطفه وحكمته ويقبض األرواح عند الممات .
َّللا األرض ويقبض السماء اي يجمعها . . .والقبض :االنقباض وفي الحديث :يقبض ّ
،وأصله في جناح الطائر ،
من “[ . ] 19 / 67 َّللا تعالى َ ”:ويَ ْق ِّبضْنَ ما يُ ْم ِّس ُك ُه َّن ِّإ َّال َّ
الر ْح ُ قال ّ
وقبض الطائر جناحه .جمعه . . . .
ص ُ
ط “[ / 2 ض َويَ ْب ُ وقوله تعالى َ ”:ويَ ْقبِّضُونَ أ َ ْي ِّديَ ُه ْم ] َ ”،. . . “ [ 9 / 67و َّ
َّللاُ يَ ْقبِّ ُ
] 245اي يضيق على قوم ويوسع على قوم .
والقبضة :ما أخذت بجمع كفك كله ،فإذا كان بأصابعك فهي القبصة ،بالصاد . . .
سو ِّل “ [ 20 / 96 ] . ضةً ِّم ْن أَث َ ِّر َّ
الر ُ ضتُ قَ ْب َ وفي التنزيل ”:فَقَبَ ْ
وصار الشيء في قبضي وقبضتي اي في ملكي .
ضتُهُ يَ ْو َم ْال ِّقيا َم ِّة “[ . ] 67 / 39 ض َج ِّميعا ً قَ ْب َ وقوله عز وجل َ ”:و ْاأل َ ْر ُ
قال ثعلب :هذا
897
“ “ 898
كما تقول هذه الدار في قبضتي ويدي اي في ملكي “ ( لسان العرب مادة “ قبض “ ) .
“ العارف يجد قبضا وبسطا -في حال من األحوال -ال يعرف سببه ،وهو امر خطير
عند أهل الطريق .فيعلم ان ذلك لغفلة منه عن مراقبة قلبه في ارادته ، 4وقلة نفوذ
بصيرته في مناسبة حاله مع االمر الذي أورثه تلك الصفة “ ( ف السفر الخامس -فق
. ) 442
“ ثم لتعلم ان هؤالء البهاليل . . .منهم المسرور ومنهم المحزون .
وهم في ذلك بحسب الوارد الذي ذهب بعقولهم .فإن كان وارد قهر قبضهم . . .
وان كان وارد لطف بسطهم “ ( ف ،السفر الرابع فق .) 110
898
“ “ 899
( 2 ) “ . . .المقامات منها ما يتصف به االنسان في الدنيا واآلخرة :كالمشاهدة
والجالل والجمال واألنس والهيبة والبسط .ومنها ما يتصف به العبد إلى حين موته ،
إلى القيامة ،إلى أول قدم يضعه في الجنة ،ويزول عنه :كالخوف والقبض والحزن
والرجاء ( “ . . .ف السفر األول فق . ) 98
..........................................................................................
) ( 1يقول القشيري في رسالته :
“ الهيبة واالنس وهما فوق القبض والبسط ،فكما ان القبض فوق رتبة الخوف ،
والبسط فوق منزلة الرجاء ،فالهيبة أعلى من القبض واالنس أتم من البسط
“ ( الرسالة القشيرية ص . ) 33
ويقول الجرجاني في تعريفاته ص : 178
“ القبض والبسط :وهما حالتان بعد ترقي العبد عن حالة الخوف والرجاء ،فالقبض
للعارف كالخوف للمستأمن “ .
) ( 2يقول القشيري :
“ . . .ومن الفصل بين القبض والخوف ،والبسط والرجاء .ان الخوف إنما يكون من
شيء من المستقبل . . .واما القبض فالمعنى حاصل في الوقت .كذلك البسط .
فصاحب الخوف والرجاء تعلق قلبه في حالتيه بآجله ،وصاحب القبض والبسط أخيذ
وقته بوارد غلب عليه في عاجله ( “ . . .الرسالة ص ص . ) 33 - 32
) ( 3يقول الجنيد :
َّللا يقبضني ،والرجاء منه يبسطني ،والحقيقة تجمعني ،والحق “ الخوف من ّ
ي ،فإذايفرقني .إذا قبضني بالخوف أفناني عني ،وإذا بسطني بالرجاء ردني عل ّ
فرقني بالحق اشهدني غيري فغطاني عنه . جمعني بالحقيقة احضرني ،وإذا ّ
فهو تعالى في ذلك كله محركي غير ممسكي ،وموحشي غير مؤنسي .
فانا بحضروي أذوق طعم حضوري ( “ . . .الرسالة القشيرية ص . ) 33
) ( 4يتكهن الصوفية في موجبات القبض والبسط دون الوصول إلى قطع .يقول
القشيري “ :ومن أدنى موجبات القبض ان يرد على قلبه وارد موجبه إشارة إلى
كتاب ورمز باستحقاق تأديب ،فيحصل في القلب ال محالة قبض .
وقد يكون موجب بعض الواردات إشارة إلى تقريب أو اقبال بنوع لطف وترحيب ،
فيحصل للقلب بسط .
وفي الجملة قبض كل أحد على حسب بسطه ،وبسطه على حسب قبضه .وقد يكون
قبض يشكل على صاحبه سببه ،يجد في قلبه قبضا ال يدري موجبه وال سببه ،فسبيل
صاحب هذا القبض التسليم حتى يمضي ذلك الوقت . . .وقد يكون بسط يرد بغتة . .
ال يعرف له سببا يهز صاحبه ويستفزه ،فسبيل صاحبه السكون ومراعاة األدب ،فإن
في هذا الوقت له خطر عظيم فليحذر صاحبه مكرا خفيا كذا قال بعضهم :فتح علي
باب
899
“ “ 900
من البسط فزللت زلة فحجبت عن مقامي . . .وقد ع ّد أهل التحقيق حالتي القبض
والبسط من جملة ما استعاذوا منه “ ( الرسالة ص . ) 33
900
“ “ 901
يقول :
“ يضع الجبار فيها قدمه ، 3القدم :الجارحة .ويقال لفالن في هذا االمر قدم اي
َّللا تعالى وجل “ ( ف . ) 98/ 1 ثبوت . . .الجارحة تستحيل على ّ
“ والقدم :الثبوت “ ( ف . ) 422 / 3
****
استعمل ابن العربي عبارة “ على قدم “ و “ قدم “ لإلشارة إلى القدمية ،وهي اقتفاء
األثر للتحقق بمماثلة صفاتية .
َّللا عليه وسلم ) وهذا يعني ان المذكور هومثال يقول :فالن على قدم محمد ( صلى ّ
َّللا عليه وسلم ) في الطريق“ محمدي ، “ 4أي انه سار على أثر اقدام محمد ( صلى ّ
َّللا
إلى الحق ،وذلك بغية الوصول إلى التحقق “ بعينه “ 5فيصبح عين محمد ( صلى ّ
عليه وسلم ) “ :عين صفات “ ال “ عين ذات “ .
“ . . .وله [ صاحب مقام النبوة العامة -الولي ] 8درجات االتباع وهو تابع ال متبوع
،ومحكوم ال حاكم ،وال بد له في طريقه من مشاهدة قدم رسول وإمامه ال يمكن ان
يغيب عنه حتى في الكثيب ( “ 9ف . ) 254 / 2
َّللا
ويتضح من هذا النص ان “ القدم “ 10هو :الصفة أو الحال التي ثبت فيها مع ّ
تعالى ،وهذا يناسب ما ذهبنا اليه فيما تقدم.
901
“ “ 902
..........................................................................................
) ( 1انظر “ أنوار التنزيل “ ج 2ص ، 216
“ ) ( 2القدم :يشيرون به إلى ما ثبت للعبد في علم الحق ،يكنى به عن آخر صورة
من تعيناته سبحانه الكاملة وتنوعات ظهوراته الكلية الشاملة تعالى وتقدس . . .وهو
المشار اليه بقوله عليه السالم :حتى يضع الجبار فيها [ النار ] قدمه “ ( لطائف
االعالم ق 148ب ) ،كما يراجع في الورقة نفسها :قدم الصدق .
) ( 3انظر فهرس األحاديث حديث رقم ( 38 ) .
) ( 4انظر “ محمدي “
) ( 5انظر “ عين “
) ( 6انظر “ كلمة “
) ( 7انظر “ فرد “
) ( 8انظر “ نبوة عامة “
) ( 9انظر “ جنة الكثيب “ .
) ( 10يراجع بشأن “ قدم “ عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 2ص ( 281قدم الصدق -قدم الجبروت )
-الفتوحات ج 3ص ، 463 ، 252
-عقلة المستوفز ص ، 59
-رسالة األقطاب ق 118ب .
- 520مقدّمات التكوين
مرادف :مقدمات الكون
902
“ “ 903
الشجرة .وحيث إن موطن الجنة ال يقتضي التحجير ،كانت تلك إشارة إلى :حتمية
ظهور حقيقة التحجير .
فكانت :المعصية ،اذن كان التحجير إشارة إلى وقوع المعصية . . .
يقول :
َّللا عليه [ آدم ] االكل من الشجرة ،وموطن الجنة ال يقتضي التحجير ،فإنه “ كتحجير ّ
يأكل منها فيها ما يشاء . . .فلما وقع التحجير . . .عرفنا انه ال بد ان تظهر حقيقة
ذلك األثر .وانه يستنزل من عالم السعة والراحة إلى عالم الضيق والتكليف ،ولو
عرفها آدم 2ما تهنأ زمان مقامه في الجنة ( “ . . .االسفار ص . ) 24
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن مقدمات الكون :الفتوحات ج 2ص ، 324 - 259
) ( 2ان عدم المعرفة هذا ال ينقص من مقام آدم العلمي ،بل إن طبيعة هذه المعرفة
تتأتى من حكم العادة والتجربة ،ولم يتقدم آلدم عليه السالم عادة وال تجربة ( انظر
االسفار ص . ) 24
– 521القرآن
في اللغة :
َّللا فهو
“ واما القرآن فاختلف فيه .فقال جماعة :هو اسم علم غير مشتق خاص بكالم ّ
غير مهموز . . .وهو مروى عن الشافعي . . .
وقال قوم ومنهم األشعري :هو مشتق من قرنت الشيء بالشيء ،إذا ضممت أحدهما
إلى اآلخر وسمي به :القرآن . . .
وقال الفراء :هو مشتق من القرائن الن اآليات منه يصدق بعضها بعضا . . .
وقال آخرون منهم الزجاج :هو وصف على فعالن ،مشتق من القرء بمعنى الجمع ،
ومنه قرأت الماء في الحوض أي جمعته ( . . . 1وحكى ) قطرب . . .انما سمي
قرآنا الن القارئ يظهره ويبينه من فيه . . .
903
“ “ 904
في القرآن : 2
َّللا عليه
َّللا ،خاتم النبيين صلى ّ
َّللا محمد بن عبد ّ هو علم للكتاب المنزل على رسول ّ
وسلم .
وهو آخر الكتب السماوية نزوال .
بدأ نزول القرآن بمكة ،ثم توالى حتى تم في ثالث وعشرين سنة ،وقيل في عشرين
سنة .
َّللا عليه وسلم يتعبد وحده في غار َّللا صلى ّ وأول ما نزل منه عندما كان رسول ّ
ق . “[ 96 / 1 - 2 ] .علَ ٍ حراء ”:ا ْق َرأْ ِّباس ِّْم َر ِّبّ َك الَّذِّي َخلَقَ َ ،خلَقَ ْ ِّ
اإل ْنسانَ ِّم ْن َ
اما ترتيب السور ،فقد قال أكثر المسلمين انه أمر اجتهادي من الصحابة ،وكان من
َّللا عليه وسلم ،منهم :أبي
َّللا صلى ّ
الصحابة من جمع القرآن كله على عهد رسول ّ
َّللا بن مسعود
بن كعب ،ومعاذ بن جبل ،وزيد بن ثابت ،وأبو زيد بن سعيد ،وعبد ّ
،وعلي بن أبي طالب ،وعثمان بن عفان ،وأبو بكر الصديق ،وعمر بن الخطاب ،
وعمرو بن العاص ،وعائشة ،وحفصة ،وأم سلمة ،وغيرهم كثيرون .
َّللا عليه وسلم .
ولكن بعض هؤالء اآلخر اكملوا جمعه بعد وفاته صلى ّ
وكان أبو بكر قبل موت هؤالء السبعين يتردد في قبول مشورة عمر بذلك ،فلما قتل
هؤالء ارسل لزيد بن ثابت وعهد اليه جمع القرآن .
فجمع زيد جميع الحفاظ ،وكل ما كتب من القرآن ،وأوعى كل ذلك بين دفتي كتاب
واحد ،فحفظه أبو بكر عنده ،ثم عنه عمر في حياة أبي بكر ،ثم أودعه عمر عند
حفصة ابنته .
فلما انتشر المسلمون في اآلفاق ،اختلف الناس في القراءة على قدر اختالف لغاتهم .
مثل التابوت كان يقرأها بعضهم بالتاء وبعضهم بالهاء ،فأخبر عثمان
904
“ “ 905
بذلك ،وكان أمير المؤمنين .فاستعار مصحف أبي بكر من عند حفصة ،وكتب منه
اربع نسخ ،وضبطها بلغة قريش التي نزل بها القرآن .فأرسل إلى كل مصر
بمصحف ،وأمر الناس بان ينسخوا مصاحفهم منها ،وأوعز باحراق كل ما خالفها
وكان ذلك سنة ( ) 30من الهجرة . 4
والقرآن في مجمله هو دستور المسلمين ،ينظم عالقاتهم :بالحق ،بالنبي ،بأنفسهم ،
بغيرهم من البشر كل ذلك بمرونة متحركة تجعله مناسبا لالنسان في تطوره عبر
مراحل البشرية .ولو اتسع المجال لبينا ذلك بالرجوع إلى االلزام في القرآن وحدوده .
905
“ “ 906
والباطل 8في غوامض األمور ومهماتها عند تفصيل المجمل ،وإلحاق المتشابه
َّللا أنزله متشابها ومجمال ،ثم اعطى التفصيل من شاء من
بالمحكم في حقه ،فان ّ
عباده ( “ . . .فتوحات . ) 220 - 219 / 4
علَّ َمهُ ْالبَيانَ “ [ ] 4 / 55وهو الفرقان “ ( فتوحات . ) 360 / 4 َخلَقَ ْ ِّ
اإل ْنسانَ َ
****
تفرق من حقائق العالم . ان القرآن 9هو االنسان .من حيث إنه جامع في ذاته لما ّ
َّللا عليه وسلم ) ،وهو على األخص “ :االنسان الكامل “ 10أو “ محمد “ ( صلى ّ
للجمعية التي يتصف بها . 11
يقول ابن العربي :
“ فإذا قرأت القرآن ،فكن أنت :القرآن لما في القرآن “ ( فتوحات . ) 461 / 4
“ . . .وال يعرف ما قلناه ،اال من كان قرآنا في نفسه ( “ 12فصوص ) 89 / 1
َّللا عليه وسلم ) ممن لم يدركه من أمته ، َّللا ( صلى ّ “ فمن أراد ان يرى رسول ّ
فلينظر إلى القرآن .
َّللا عليه
َّللا ( صلى ّفإذا نظر فيه فال فرق بين النظر اليه وبين النظر إلى رسول ّ
وسلم ) .
َّللا بن عبد المطلب .
فكأن القرآن انتشأ صورة جسدية يقال لها محمد بن عبد ّ
َّللا وهو صفته ،فكان محمد صفة الحق ( “ . . .فتوحات . ) 61 / 4 والقرآن كالم ّ
..........................................................................................
) ( 1وبهذا االشتقاق قال ابن العربي .انظر الفتوحات ج 3ص . 318
“ ) ( 2وقال أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيدلة . . .في كتاب
َّللا سمى القرآن بخمسة وخمسين اسما ،سماه :كتابا ومبينا [ / 44 البرهان :اعلم أن ّ
. . . ] 2وقرآنا وكريما [ . . . ] 77 / 56وكالما [ / 6 ] . . . 9ونورا [ / 4
. . . ] 174وهدى ورحمة [ ] . . . 77 / 27وفرقانا [ . . . ] 1 / 25وشفاء [ 17
. . . ] 82 /وموعظة [ 10 / 57 ] . . .وذكرا ومباركا [ . . . ] 50 / 21وعليا
906
“ “ 907
[ 43 / 4 ] . . .وحكمة [ . . . ] 5 / 54وحكيما [ . . . ] 1 / 10ومهيمنا ] [ 5 / 48
وحبال [ . . . ] 103 / 3وصراطا مستقيما [ . . . ] 153 / 6وقيما [ 18 / 2 ] . . .
وقوال وفصال [ . . . ] 13 / 86ونبأ عظيما [ 78 / 2 ] . . .وأحسن الحديث ومثاني
ومتشابها [ . . . ] 23 / 39وتنزيال [ 26 / 192 ] . . .وروحا [ . . . ] 52 / 42
ووحيا [ . . . ] 45 / 21وعربيا [ 12 / 2 ] . . .وبصائر [ . . . ] 203 / 7وبيانا [ 3
. . . ] 138 /وعلما [ 13 / 37 ] . . .وحقا [ . . . ] 62 / 3وهاديا [ 17 / 9 ] . . .
وعجبا . . . ] [ 44 / 41وتذكرة [ . . . ] 48 / 69والعروة الوثقى [ . . . ] 256 / 2
وصدقا [ . . . ] 33 / 39وعدال [ 6 / 115 ] . . .وامرا [ . . . ] 5 / 65ومناديا [ / 3
. . . ] 193وبشرى [ 2 / 97 ] . . .ومجيدا [ . . . ] 21 / 85وزبورا [ / 21
. . . ] 105وبشيرا ونذيرا [ . . . ] 41 / 3وعزيزا [ . . . ] 41 / 41وبالغا [ / 14
. . . ] 52وقصصا [ . . . ] 3/ 12وسماء أربعة أسماء في آية واحدة في صحف مكرمة
مرفوعة مطهرة [ / 13 ] “ ( 80االتفان في علوم القرآن .السيوطي ج 1ص ص - 51
) . 52
كما يراجع مرادفات “ الفرقان “ في التنزيل [ -النور ،الخروج من الشبهة ،النصر ] ،
كتاب الترمذي “ تحصيل نظائر القرآن “ ص ص ، 50 - 48
) ( 3وذلك بخالف “ الحديث “ الذي منع الرسول من كتابته ووصلنا بالتواتر اللفظي
السمعي
) ( 4انظر دائرة المعارف االسالمية النسخة العربية مادة “ قرآن “ .
كما يراجع :- Comprendre l'Islam . Schuon P . P . 11 - 23- Le
coran , Blachere Introduction P . P . 11 - 23-مباحث في علوم القرآن .
صبحي الصالح ص ص 20 - 18
َّللا عليه وسلم ) ارث يرثه “ المحمديون ) ( 5هذا االختصاص بالقرآن لمحمد ( صلى ّ
“ راجع “ محمدي “ .
) ( 6ان القرآن يتضمن الفرقان ،والفرقان ال يتضمن القرآن .كما أن الجمع يتضمن
التفرقة .
والتفرقة ال تتضمن الجمع ( .راجع “ جمع “ ) .
) ( 7راجع “ جوامع الكلم “ .
) ( 8الموضوع نفسه .انظر :Mahomet . Maurice gaudefroy -
) Demombynes P . 305( 9يراجع بخصوص “ قرآن “ و “ فرقان “ عند ابن
العربي :
-الفتوحات ج 1ص ( 56قرآن -جمع ) ،
-الفتوحات ج 3ص ( 329ختم الوالية المحمدية -أخ القرآن ) .
ص ، 366ص ( 402الفرقان -البيان ) ،ص . 472
-الفتوحات ج 4ص ( 51عين القرآن ) ،ص ( 133القرآن فرقان )
ص ( 151الفرقان في عين القرآن ) .
) ( 10يقول القيصري “ :فالدالة منهما [ الحقائق العلمية ] على جملة مفيدة آية ،والبعض
الجامع لتلك الجمل سورة،
907
“ “ 908
ومجموع المعقوالت أو الموجودات باعتبار التفصيل فرقانا وباعتبار الجمع قرآنا ،
ولكون جمعها في االنسان الكامل يسمي نفسه أيضا قرآنا ( “ . . .رسالة في علم
الحقائق .ق ق 3ب 4 -أ ) .
راجع “ انسان كامل “ .
) ( 12يقول عفيفي في شرح المقطع “ :اي وال يفهم هذه المسألة اال “ االنسان
الكامل “ الذي هو الكون الجامع لحقائق الوجود كلها في نفسه ،والتي تتمثل فيه جميع
الصفات واألسماء اإللهية فهو كالقرآن يحوى كل شيء “ ( .فصوص . ) 82 / 2
****
- 522القرآن الكبير
لقد استعمل ابن العربي لفظ “ قرآن “ كمرادف لكلمة “ جامع “ ، 1فاالنسان قرآن .
اي جامع في ذاته لكل الحقائق [ نسخة الحق .نسخة العالم .] . . .
وهو قرآن صغير في مقابل القرآن الكبير [ العالم ] . 2
يقول ابن العربي :
“ فالوجود كله حروف 3وكلمات وسور وآيات فهو :القرآن الكبير “ ( فتوحات / 4
. ) 167
“ . . .وال يحجب عن مالحظة المختصر الشريف من هذا المسطور ،الذي هو عبارة
عنك .فان الحق تارة يتلو عليك من الكتاب الكبير الخارج ،وتارة يتلو عليك من
نفسك ،فاستمع ( “ . . . 4مواقع النجوم ص . ) 72
..........................................................................................
) ( 1لقد استعمل صوفي متأخر لفظ “ قرآن “ بالمعنى نفسه في جملة واضحة بسيطة
،لإلشارة إلى الحقيقة المحمدية ،يقول “ اللهم ص ّل على . . .قرآن الحقائق اإللهية “ .
( احزاب النصر .
أحمد بن إدريس ط .بيروت 1389هـ .ص ص . ) 85 - 84
) ( 2راجع “ العالم الصغير “ “ االنسان الكبير “ .
) ( 3راجع “ حرف “
ق َو ِّفي أ َ ْنفُ ِّس ِّه ْم “( 41 / 53 ) .
سنُ ِّري ِّه ْم آيا ِّتنا ِّفي ْاآلفا ِّ
) ( 4إشارة إلى اآلية َ ”:
فالعالم هنا الكتاب الكبير في مقابل االنسان ( المختصر الشريف ) .
908
“ “ 909
- 523القربان األكرم
َّللا عز وجل ،فبه يتقرب المخلوقات -مما هم دونهان االنسان هو القربان األكرم إلى ّ
-إلى الحق .وكل ذلك لجمعيته لحقائق العالم وحقائق الحضرة اإللهية .
يقول :
“ ان االنسان بنفسه هو الطلسم األعظم ،والقربان األكرم ،الجامع لخصائص العالم ،
فهو قربة إلى مكوكب الكواكب سبحانه ( “ . . .بلغة الغواص ق . ) 89
****
- 524القطب 1
المترادفات :
الغوث -الخليفة - 2قطب الزمان - 3قطب الوقت ( - ) 4واحد الزمان - 5شخص
للا - 8الحجاب االعلى - 9مرآة الحق . 10 الوقت - 6صاحب الوقت ( - ) 7عبد ّ
في اللغة :
“ القاف والطاء والباء أصل صحيح يدل على الجمع .
يقال :جاءت العرب قاطبة ،إذا جاءت بأجمعها . . .
الرحى ،ألنه يجمع امرها إذ كان دوره عليها .ومنه قطب ومن الباب القطب :قطب ّ
السماء ،ويقال إنه نجم يدور عليه الفلك ،ويستعار هذا فيقال :فالن قطب بني فالن ،
اي سيّدهم الذي يلوذون به ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ قطب “ ) .
في القرآن :
الكلمة غير قرآنية .
909
“ “ 910
معناها وشخصها من اضافتها .والقطب هنا يؤخذ بالمعنى اللغوي الهندسي فيكون :
كل شخص يدور عليه امر من األمور .أو مقام من المقامات أو حال من األحوال .
مثال الزهد والتوكل وكل ما توصل إلى تعداده المتصوفة من المقامات واألحوال ،لكل
منها قطب تدور عليه .فللزهد قطب . . .
والقطب بهذا المعنى يقبل الكثرة والتعدد في الزمان الواحد ،وال يقبلها في االمر
الواحد ( الزهد -التوكل ) .كما أنه ال يطلق عليه مترادفات القطب التي أشرنا إليها
أعاله .
َّللا تعالى على قطب المتوكلين ،فرأيت التوكل يدور عليه كأنه “ . . .ولقد اطلعني ّ
الرحى حين تدور على قطبها ( “ . . .ف . ) 76 / 4
****
معرفة مطلقة اي غير مضافة ،وهي هنا كما يستعمل ابن العربي لفظة “ قطب “ ّ :
تفيد شخصا معينا ( القطب ) في مرتبة معينة ( القطبية ) ،
ونقسم موقف الحاتمي منها شقين :
أوال -القطب هو واحد من آدم إلى يوم القيامة ،لم يتلق القطبية من قطب سبقه بل
هو القطب الواحد ،وهو رسول حي بجسمه في هذه الدار الدنيا .
ثانيا -القطب هو واحد في الزمان الواحد ،يتعدد على مر األزمنة ،يتلقى
910
“ “ 911
مرتبة “ القطبية “ 13من القطب الذي ينتقل بالموت إلى العالم اآلخر ،وهو ليس
برسول بل من األولياء بصورة عامة ،ومن “ االفراد “ بصورة خاصة . 14
وهذا القطب هو “ الغوث “ و “ صاحب الوقت “ إلى غير ذلك من المصطلحات التي
سبق ان أشرنا إلى مرادفتها للقطب .
ولكن الواقع هو ان هذا القطب ليس القطب حقيقة ،بل نائب له ،وهو يعلم بتلك
النيابة .
أما القطب الحق ،فهو الرسول المشار اليه في الفقرة السابقة ،فكل قطب ينال القطبية
عن قطب سابق ،هو نائب للرسول القطب الواحد من آدم إلى يوم القيامة .
نورد فيما يلي نصوص ابن العربي التي تثبت القطب الواحد ونائبه ،يقول :
َّللا بهم العالم ،كما يحفظ
( أ ) “ وهم [ الرسل ] األقطاب واألئمة واألوتاد الذين يحفظ ّ
البيت باركانه . . .
َّللا . . .
فال يخلو هذا النوع [ االنساني ] ان يكون فيه رسول من رسل ّ
اال ان ذلك الرسول هو :القطب المشار اليه الذي ينظر الحق اليه ،فيبقي به هذا النوع
في هذه الدار . . .
َّللا به هذا النوع االنساني [ -القطب ]
فال بد من أن يكون الرسول الذي يحفظ ّ
موجودا . . .في هذه الدار بجسده وروحه يتغذى ،وهو مجلى الحق من آدم إلى يوم
القيامة . . .واألرض ال تخلو من رسول حي بجسمه فإنه قطب العالم االنساني . . .
“(ف.)5/2
( ب ) “ ولكل واحد من هؤالء األربعة [ إدريس ،الياس ،عيسى ،الخضر ] من هذه
األمة في كل زمان ،شخص على قلوبهم [ -على قدم :فلتراجع ]
نوابهم ،فأكثر األولياء من عامة أصحابنا ،ال يعرفون القطب مع وجودهم :هم ّ
واالمامين والوتد اال النواب ال هؤالء المرسلين . . .
ولهذا يتطاول كل واحد من األمة لنيل هذه المقامات [ القطبية ،اإلمامة ،الوتدية ] ،
فإذا حصلوا أو خصوابها ،عرفوا عند ذلك انهم نواب لذلك القطب ،ونائب االمام
يعرف ان االمام غيره وانه نائب عنه ( “ . . .ف . ) 6 / 2
“ . . .إدريس عليه السالم وهو القطب الذي لم يمت إلى اآلن ،واألقطاب فينا نوابه
“ ( ف . ) 455 / 2
***
911
“ “ 912
*القطبية هي مرتبة ومقام ،نستطيع ان نعرفها بلغة عصرية ،إذا أمكن التعبير ،
فنقول :انها بمثابة السلطة التنفيذية للعلم اإللهي الذي يمثل السلطة التشريعية .
وشرح ذلك يتبدى فيما أشرنا اليه غير مرة في هذا المعجم ،من أن المتصوفة اثبتوا
دولة روحية فاعلة باطنة على غرار الدولة الظاهرة ،
وكان فيها :
الخليفة وهو القطب ،في مقابل خليفة الظاهر ، 15واالمامان وهما وزيران للخليفة
القطب . . 16
والقطبية أو خالفة هذه الدولة الباطنة ،هي مرتبة ينالها القطب ( المعنى “ الثاني
“ ثانيا ) ،تخوله التصرف في الكون ،ولكنه تصرف تنفيذي يحكمه العلم اإللهي .
فالقطب هو واحد في الزمان ،وله رقائق ممتدة إلى جميع قلوب الخالئق ،يستطيع
من خاللها ان يمارس صالحياته ،من حيث إن حوائج العالم أجمعه تتوقف عليه -وما
ان يولى القطب القطبية حتى يبايعه في مبايعة عامة ،كل مكلف أعلى وأدنى ،ما عدا
المهيمين من المالئكة واالفراد من األولياء ،الذين ال يدخلون تحت دائرة تصريفه .
يقول ابن العربي :
( أ ) “ . . .ال يكون في الزمان اال واحد يسمى :الغوث والقطب .
وهو الذي ينفرد به الحق ويخلو به دون خلقه ،فإذا فارق هيكله المنور انفرد [ الحق ]
بشخص آخر .
َّللا في كل زمان ،ال ينظر
ال ينفرد بشخصين في زمان واحد . . .وذلك العبد عين ّ
الحق في زمانه اال اليه وهو الحجاب االعلى ( . . “17ف . ) 555 / 2
“ . . .وواحد منهم [ األوتاد ] القطب الذي هو موضع نظر الحق من العالم . . .
“(ف.).5/2
( ب ) “ القطب مركز الدائرة ومحيطها ومرآة الحق ،عليه مدار العالم .له رقائق
ممتدة إلى جميع قلوب الخالئق ،بالخير والشر على حد واحد ،ال يترجح واحد
912
“ “ 913
على صاحبه .
وهو عنده ال خير وال شر ،ولكن وجود ( “ . . .منزل القطب ص . ) 2
“ فمنزل القطب حضرة االيجاد الصرف فهو الخليفة ،ومقامه :تنفيذ االمر وتصريف
الحكم . . .وبيده خزائن الجود ،والحق له متجل على الدوام . . .وال بد لكل قطب
عندما يلي مرتبة القطبية [ ،من ] ان يبايعه كل سر وحيوان وجماد ما عدا االنس
والجان اال القليل منهم . . .القطب الذي توقفت عليه حوائج العالم من أوله إلى
آخره . . . “ .
(منزل القطب ص ص . ) 4 - 3
َّللا سبحانه إذا ولى من واله النظر في العالم ،المعبر عنه بالقطب ،وواحد ( ج ) “ ان ّ
الزمان ،والغوث ،والخليفة ،نصب له في حضرة المثال سريرا أقعده عليه . . .
فإذا نصب له ذلك السرير ،خلع عليه جميع األسماء التي يطلبها العالم وتطلبه ،
فيظهر بها حلال وزينة . . .
َّللا العالم ببيعته على السمع والطاعة . . .
فإذا قعد عليه بالصورة اإللهية ،وامر ّ
فيدخل في بيعته كل مأمور أعلى [ المأل االعلى -العقل األول -النفس ] . . .
وأدنى [ الحيوان -النبات ] . . .اال العالمين [ من المالئكة ] .
“ . . .ان المبايعة العامة ال تكون اال لواحد الزمان خاصة .وان واحد الزمان 19هو
الذي يظهر بالصورة اإللهية في األكوان ( “ . . .ف . ) 136 / 3
..........................................................................................
) ( 1لقد خص الدكتور محمد مصطفى حلمي “ القطبية “ عند ابن الفارض ببحث قيم
متكامل :
بدأه بوقفة عند لفظ “ قطب “ ومعناه في التصوف االسالمي ( للقطب في التصوف
معنيان :
قطب معنوي قديم واحد منذ آدم إلى يوم القيامة وهو قطب األقطاب أو الحقيقة
المحمدية -قطب حسي حادث يتلقى القطبية عن قطب آخر سبقه ) . . .وثنى بموقف
ابن الفارض من القطبية الصوفية ،ثم اتبع ذلك بمقارنة موقف ابن الفارض من القطب
مع موقفي ابن العربي والجيلي .
-كما افرد الدكتور التفتازاني فصلين كاملين في كتابه ابن سبعين وفلسفته الصوفية
ص 268
913
“ “ 914
وما بعد .لبحث معنى “ المحقق “ أو “ الوارث “ عند ابن سبعين ومقارنة مفهومه
بالقطب أو االنسان الكامل ،عند كل من ابن العربي وابن الفارض والجيلي .
وتجدر اإلشارة إلى أن هاتين الدراستين ترادفان بين القطب واالنسان الكامل عند ابن
العربي ،على حين ان الشيخ األكبر لم يرادف بينهما .فمرتبة القطبية عنده تختلف
عن مرتبة االنسان الكامل .
انظر “ انسان كامل “ .
انظر كتاب - :ابن الفارض والحب اإللهي دار المعارف بمصر ص 381 - 352
فصل بعنوان :الحب والقطبية .
-ابن سبعين وفلسفته الصوفية التفتازاني ص ص ، 285 - 268
كما يراجع بشأن قطب :
-كشاف التهانوي الجزء الخامس ص ص 1170 - 1166مادة :قطب .
-لطائف االعالم ق ق 140ب 141 -أ ( القطب -القطبية الكبرى -قطب
األقطاب )
-شرح التجليات -نشر عثمان يحي :مجلة المشرق سنة 1967ص ( 30القطب -
صاحب الوقت ،قلب الكون ) .
914
“ “ 915
915
“ “ 916
-ابن الفارض والحب اإللهي .دكتور محمد حلمي ص ص ( 381 - 352الحب
والقطبية ) .
****
– 526القلب
في اللغة :
“ القلب :تحويل الشيء عن وجهه . . .وقلّب األمور :بحثها ،ونظر في
عواقبها . . .وفي التنزيل العزيز” َوقَلَّبُوا لَ َك ْاأل ُ ُم َ
ور“[ 9 / 48 ] . . .
تصرف فيها كيف شاء .وفي التنزيل العزيز ”:فَال ّ وتقلّب في األمور وفي البالد :
يَ ْغ ُر ْر َك تَقَلُّبُ ُه ْم فِّي ْالبِّال ِّد ] “[ 40 / 4
معناه :فال يغررك سالمتهم في تصرفهم فيها ،فإن عاقبة امرهم الهالك .ورجل
قلّب :يتقلب كيف شاء . . .
ْصار “[ ] 37 / 24 وب َو ْاألَب ُ ب فِّي ِّه ْالقُلُ ُ وقوله تعالى ”:تَتَقَلَّ ُ
قال الزجاج :معناه ترجف وتخف من الجزع والخوف . . .والمنقلب :مصير العباد
ب يَ ْنقَ ِّلبُونَ ) ]“( 26 / 227 ي ُم ْنقَلَ ٍظلَ ُموا أ َ َّ سيَ ْعلَ ُم الَّذِّينَ َ إلى اآلخرة [“ َو َ
والقلب :مضغة من الفؤاد معلّقة بالنياط . . .
على قَ ْلبِّ َك “[ ، ] 194 / 26 ين َ الرو ُح ْاأل َ ِّم ُ
وقوله تعالى ”:نَزَ َل بِّ ِّه ُّ
قال الزجاج :معناه نزل به جبريل ،عليه السالم ،عليك ،فوعاه قلبك . . .
ب ] “[ 50 / 37اي قال الفراء في قوله تعالى ِّ ”:إ َّن فِّي ذ ِّل َك لَ ِّذ ْكرى ِّل َم ْن كانَ لَهُ قَ ْل ٌ
عقل .
قال الفراء :وجائز في العربية ان تقول . . . :وما قلبك معك . . .ما عقلك معك . . .
وقال بعضهم :سمي القلب قلبا لتقلبه ،
وانشد :ما سمي القلب اال من تقلبه * والرأي يصرف باالنسان أطواراوروي عن النبي
َّللا عليه وسلم ) ، ( صلى ّ
أنه قال :سبحان مقلب القلوب !
ْصار ُه ْم “[ ( “ . . . ] 110 / 6لسان العرب مادة ب أ َ ْف ِّئ َدت َ ُه ْم َوأَب َ َّللا تعالى ”َ :ونُقَ ِّلّ ُوقال ّ
“ قلب “ ) .
916
“ “ 917
917
“ “ 918
أضافهما إلى الرحمن ،فال يقلبه اال من رحمة إلى رحمة .
وان كان في أنواع التقليب بالء ،ففي طيه رحمة غائبة عنه ،يعرفها الحق .
فإن اإلصبعين إصبعا الرحمن ،فافهم .فإنك إذا علمت ما ذكرناه ،علمت من هو قلب
الوجود “ ( ف . )199 / 3 -
وحيث إن “ القلب “ هو المخاطب في االنسان ،لذلك جعل ابن العربي “ الزاجر “ أو
َّللا في
“ الزواجر “ ،هذا المصطلح القرآني -الصوفي ، 2واعظ الحق والداعي إلى ّ
قلب المؤمن .
يقول :
َّللا “ ( االصطالحات
“ الزاجر :واعظ الحق في قلب المؤمن وهو الداعي إلى ّ
. ) 290
“ . . .فان القلب محل الصور اإللهية ، 3التي أنشأتها االعتقادات بنظرها وأدلتها ،
فهي ستور عليها .لذلك تبصر الشخص وال تبصر ما اعتقده ،اال ان يرفع لك الستر
بستر آخر ( “ . . .ف . ) 214 / 4
- 4القلب -محل السعة اإللهية [ -البيت العتيق -البيت المعمور ( فليراجعا ) ] .
“ . . .واعلم أن القلب وان كان محل السعة اإللهية ،فان الصدر محل السعة
القلبية ( “ . . .ف .) 651 / 2
918
“ “ 919
“ قلب العبد الذي وسعه . . .فيكون خاليا من األكوان كلها ،فيظهر فيه بذاته .ونسبة
القلب إلى الحق ،ان يكون على صورته فال يسع فيه سواه ( “ . . .ف - 2 /
. )150
“ . . .ثم رأيت البيت المعمور فإذا به قلبي “ ( ف . ) 350 / 3
“ البيت العتيق القديم ،وهو قلب العبد العارف التقي النقي ،الذي وسع الحق سبحانه
حقيقته “ ( .ترجمان األشواق ص 115هامش . ) 1
919
“ “ 920
اما الصوفية فقد نظرت إلى “ الزاجر “ على أنه تنبيه للمريد الصادق يأتيه في شكل
واعظ في القلب يبين له الباطل ليتجنبه .فيعمل العبد الصادق في ضوء هذا الواعظ
غير منقاد لشهوة أو معصية .
) ( 3ال ننسى قصيدته المشهورة “ لقد صار قلبي قابال كل صورة “ . . .
) ( 4يراجع بشأن قلب عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 2ص ( 155كان عينا فصار قلبا ) ص ( 394القلب )
-الفتوحات ج 4ص ( 25أم القلب -أبو القلب ) ص ( 136قلبه )
-ترجمان األشواق ص ( 43قابلية القلب للصور )
َّللا ) ص ( 31قلب الحق )
-الديوان ص ( 30قلب كتاب ّ
-فصوص الحكم ،ج 1ص ( 128قلوبنا ) ص ( 133ساذج القلب ) .
-مواقع النجوم ص ( 100مرآة القلب ) ص ( 101سماء القلب ،أكوان القلب ،
قلبه -كعبته ) .
كما يراجع :
-التوجه األولى .صدر الدين القونوي ق 4
-األجوبة عن االنسان الكامل ق 219
أ -علم التصوف النوري ق 59ب
َّللا ق 112ب -بقية ّ
-الغزالي :مدخل السلوك [ يدور حول القلب ]
920
“ “ 921
-معارج القدس 108 - 19
-الحكيم الترمذي .رسالة بيان الفرق ص . 36
****
- 527قلب الوجود
مرادف :قلب العالم ، 1قلب الجمع .
قلب الوجود 2هو االنسان الكامل بالمعنيين ( األول ) و ( الثاني ) الواردين عند ابن
العربي
كما أن له الوظيفة نفسها من امداد لصور العالم .
يقول :
“ . . .قلب الوجود الذي يمد عالم صورته ،التي هو لها قلب واجزاؤها كلها ،وانه
هو قلب الجمع .
وهو ما جمعته هذه الصورة الوجودية من الحقائق الظاهرة والباطنة ( “ . .ف / 3 -
. ) 199
انظر “ انسان كامل “ “ روح العالم “
..........................................................................................
) ( 1ورد المصطلح عند ابن العربي في الفتوحات ج 3ص 295
) ( 2ورد المصطلح عند ابن العربي في كتاب التراجم ص 37والفتوحات ج 4ص
143ويتفق الجيلي مع ابن العربي في مضمون قلب الوجود فيقول في كتابه “ حقيقة
اليقين “ :
َّللا عليه وسلم قطب رجاء الموحدين . . .قلب الوجود ، “ وأشهد أن محمدا صلى ّ
وروح كل موجود “ .
****
- 528القلبيّة
القلبية هي نفسها “ القدمية “ عند ابن العربي فلتراجع .
اما النصوص التي تثبت ذلك فهي :
“ اما األقطاب االثنا عشر ،فهم على قلوب األنبياء .فالواحد منهم على قلب فالن ،
وان شئت قلت :على قدم ،وهو أولى . . .وهو أعظم في األدب مع الرسل . . .
“ ( رسالة األقطاب 118ب ) .
921
“ “ 922
“ وكذلك كل روح بهذه المثابة [ مرتبة إسرافيل ] له رجل أو امرأة على مقامه ،وهو
الذي تسميه الطائفة . .على قلب آدم “ ( ف . ) 14 / 3 -
انظر “ قدمية “ “ قلب ".
****
- 529القلم ( األعلى )
المترادفات :القلم اإللهي -القلم االعلى اإللهي -لوح األلوهية . 1
في اللغة :
“ القاف والالم والميم أصل صحيح يدل على تسوية شيء عند بريه واصالحه .
من ذلك :قلمت الظفر وقلّمته .ويقال للضعيف :هو مقلوم األظفار .
والقالمة :ما يسقط من الظفر إذا قلم .
ومن هذا الباب سمي القلم قلما .
قالوا :سمى به ألنه يقلم منه كما يقلم من الظفر ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ قلم
“).
في القرآن :
ورد القلم في القرآن بصيغة المفرد ( في آيتين ) والجمع ( آيتين ) .
( أ ) لم يبين التنزيل العزيز بوضوح معنى القلم ،بل اتى به مجمال مبهما وان كان
القسم به أعطاه قدسية خاصة .
ط ُرونَ “ ( . ) 1 / 68 قال تعالى ” :ن َو ْالقَلَ ِّم َ 2وما يَ ْس ُ
قال تعالى ” :ا ْق َرأْ َو َرب َُّك ْاأل َ ْك َر ُم .الَّذِّي َ
علَّ َم ِّب ْالقَلَ ِّم “. ( 96 / 4 ) . 3
( ج ) القلم – القدح.
ت لَ َد ْي ِّه ْم إِّ ْذ يُ ْلقُونَ أ َ ْقال َم ُه ْم 4أَيُّ ُه ْم يَ ْكفُ ُل َم ْريَ َم“ ( 3 / 44 ) .
قال تعالى َ ” :وما ُك ْن َ
922
“ “ 923
عند ابن العربي :
*التسمية وسببها :
ان أول موجود عقل عن الحق 5ومنه انبعث العالم باسره ،يسميه ابن العربي جملة
أسماء ال تؤثر في وحدة عينه ،فهو :
العقل األول ،الحق المخلوق به ،القلم االعلى ، 6الروح الكلي ،العدل ،مستوى
األسماء اإللهية ،سلطان عالم التدوين والتسطير . . .إلى غير ذلك من أسماء .
وهي على كثرتها ال تقدح في وحدة عين المسمى ،كما ال تؤثر في وحدة الحق كثرة
أسمائه . 7
وهذه األسماء خلقتها الوجوه أو النسب المتكثرة لهذه العين الواحدة ،فهذا المخلوق
يسمى عقال ،من وجه يغاير الوجه الذي من اجله يسمى قلما .
تماما كأسماء الحق تعالى :المعز والمذل . . . 8
فمن اي الوجوه استحق هذا المخلوق اسم القلم ؟
لقد نظر الشيخ األكبر إلى الوجود على أنه كتاب مسطور ،كل حقيقة مفردة فيه هي
حرف ، 9وكل حقيقة مركبة هي كلمة 10ويسمى هذا العالم :عالم التدوين والتسطير
،فاألول في هذا العالم بطبيعة الحال هو القلم ،وبواسطته حصل األثر 11وكان
الوجود ( -الكتاب ) .
923
“ “ 924
) ( 2فعل الكتابة أعطاه االسم :
َّللا ما علّمه ،وأمره
“ وأول متعلم قبل العلم بالتعلم ال بالذات العقل األول ،فعقل عن ّ
ان يكتب ما علمه في اللوح المحفوظ ،الذي خلقه منه فسماه قلما ( “ . . .ف / 3
. ) 399
“ وهو القلم من حيث التدوين والتسطير “ ( االنسان الكلي ق 4ب )
) ( 3ونورد االن نصا نقتطفه لجماله ،وروعة تصويره بدء وجود عالم التدوين
والتسطير ،اي عالمنا .
يقول :
“ ثم غمس [ الحق ] قلم اإلرادة ،في مداد العلم ، 13وخط بيمين القدرة ،في اللوح
المحفوظ المصون ،كل ما كان وما هو كائن وسيكون وما ال يكون ،مما لو شاء ،
وهو ال يشاء ،ان يكون ،لكان ،كيف يكون ( “ . . .ف . ) 3 /1
القلم هو محل التفصيل بالنسبة للمداد ( محل االجمال ) ،وهو محل االجمال بالنسبة
إلى اللوح ( محل التفصيل ) .
من يقرأ ابن العربي جاعال حينا القلم محل التفصيل ،وحينا آخر محل االجمال ،يظن
أنه يتناقض .فيجب االنتباه دائما للوجه والنسبة اللذين يقصدهما .
فكأني بفلسفته كلها فلسفة نسب وإضافات ال تستقل حقيقة عنده بماهية محددة ثابتة ،بل
كل حقيقة هي مجموعة أسماء ونسب وإضافات ،وهذا ما سنلمسه بوضوح أكثر عندما
نتكلم على “ القلم “ بالمعنى التالي :
يقول :
“ ) ( 1القلم :محل التفصيل . . .النون : 14محل االجمال . . .اللوح :محل
التدوين “ ( االصطالحات ص ص . ) 295 - 294
“ ) ( 2وليس فوق القلم موجود محدث يأخذ منه يعبر عنه بالدواة وهي النون . . .
وانما نونه التي هي الدواة ،عبارة عما يحمله في ذاته من العلوم بطريق االجمال ،من
غير تفصيل ،فال يظهر لها تفصيل اال في اللوح ،
924
“ “ 925
الذي هو اللوح المحفوظ .فهو [ القلم ] محل التجميل ،والنفس [ -اللوح المحفوظ ]
محل التفصيل ( “ . . .عقلة ص . ) 55
****
لقد احتفظ القلم في المعنيين السابقين بذاتية وشخصية خاصة ،إذ كان عبارة عن حقيقة
منفردة ،لها صفات وخصائص معينة .ولكن ،في هذا المعنى ،يخسر القلم شخصيته
،ليصبح “ صفة “ تطلق على كل من تحقق بها 15 .وهي صفة الفعل في مقابل صفة
االنفعال ( لوح ) ،أو صفة الذكورة في مقابل صفة األنوثة ( لوح ) . 16
كل من حاز صفة الفعل فهو “ قلم “ وان كان لوحا ،حتى القلم المعروف اي االعلى
يصبح لوحا إذا نظرنا اليه ،من حيث تأثير الحق به وانفعاله عنه .
وهكذا كل “ اثر “ في الكون هو نتيجة عن مقدمتين 17هما بلغة ابن العربي :
فاعل ومنفعل أو قلم ولوح .وال يكون األثر اال بحركة مخصوصة بين القلم واللوح ،
يعبر عنها الشيخ األكبر بلفظ :نكاح .وتتعدد األقالم واأللواح في الوجود ،إذ أنها
تخلق عند كل فعل أو أثر .
“ والطلبة والتالمذة للشيخ المتحقق . . .ألواح منحوتة منصوبة لرقمه وكتابته ،وقبائل
مستعدة لنفخه ،فال يزال ينفخ فيهم أرواح االسرار ،ويخط فيهم حروف المعاني
القدسية ( “ .مواقع النجوم ص . ) 126
925
“ “ 926
“ [ . . .كان ] ذلك اللوح موضعا ومحال لما يكتب فيه هذا القلم االعلى اإللهي . . .
فكان بين القلم واللوح نكاح 21معنوي معقول ،واثر حسي مشهود [ -الطبيعة
الكلية ] ( “ . . .ف . ) 139 / 1
****
فرق الشيخ األكبر بين القلم [ بصيغة المفرد ] واألقالم [ بصيغة الجمع ] ،وهو بذلك
منسجم مع القرآن الكريم والحديث الشريف .
وقد جعل القلم االعلى في موازاة اللوح المحفوظ ،كما جعل األقالم في موازاة ألواح
المحو واالثبات ،فما يكتبه القلم االعلى محفوظ عن المحو ،وما تكتبه األقالم يتردد
بين المحو االثبات :كالخاطر مثال .
يقول ابن العربي :
َّللا عليه وسلم ] انه اسرى به حتى ظهر لمستوى يسمع فيه َّللا صلى ّ
“ فذكر [ رسول ّ
صريف األقالم . . . 22
َّللا في العالم من االحكام ،وهذه األقالم رتبتها دون رتبة القلم
وهي تجري بما يحدث ّ
االعلى ،ودون اللوح المحفوظ ،فان الذي كتبه القلم االعلى 23ال يتبدل .
وسمى اللوح بالمحفوظ من المحو فال يمحى ما كتب فيه .
وهذه األقالم تكتب في ألواح المحو واالثبات . . . 24وعدد هذه األقالم ،التي يجري
على حكم كتابتها الليل والنهار ،ثالثمائة قلم وستون قلما ( “ . . . 25ف - 61 / 3
. ) 62
..........................................................................................
) ( 1يقول ابن العربي :
“ ولما ظهر هذا الحق المخلوق به السماوات واألرض الذي هو لوح األلوهية وقلمها
926
“ “ 927
االعلى ( “ . . .كتاب المسائل ص . ) 11
نالحظ ان القلم االعلى هنا يسمى بلوح األلوهية وذلك من حيث إنه منفعل لأللوهية .
انظر المعنى “ الثالث “ للقلم فيما يلي .
927
“ “ 928
-االصطالحات الصوفية ص 85ب ،
َّللا ) .
-التفسير العظيم .سهل ص ( 106النون اسم من أسماء ّ
-ابن قسي .عفيفي ص ، 83
928
“ “ 929
وفي الكتاب نفسه فصل آخر عن االعراس “ الصوفية “ يذكر فيها بعض التعابير
المفرطة فيما يشبه الوصال جرت على السنة القديسات والقديسين ) ) .
وخاصة الفصل بعنوان :
-- Mystique et contnenceLa signification du symbolisme
conjugal dans la vie mystique
(وهو يضم بحوثا الفها كبار الكاثوليك المتدينين بمناسبة مؤتمر ديني ) .
راجع :دراسات فنية في األدب العربي الدكتور عبد الكريم اليافي ص ص - 306
( 314وقد أشار الدكتور اليافي في هذه الصفحات باإلضافة إلى مشكلة التعابير
الحسية عند المتصوف المسيحي ،إلى مدى انطباق هذه المشكلة على المتصوف
المسلم وهو متزوج وال يشكو اي كبت .ثم اختتم ببيان السبب الحقيقي لهذه اإلشارات
بشكل علمي كما عهدناه دائما .
فليراجع ) .
929
“ “ 930
القلم االعلى .فاالقالم هي وجوه القلم االعلى ( .ف ج 1ص . ) 148
****
- 530القوت
انظر “ رزق ".
****
ي
- 531القول األله ّ
انظر “ خطاب الهي “ المعنى “ األول “ الفقرة “ أ “ .
****
– 532المقام
في اللغة :
“ القاف والواو والميم أصالن صحيحان ،يدل أحدهما على جماعة ناس . . .
واالخر على انتصاب أو عزم “ ( معجم مقاييس اللغة .مادة “ قوم “ ) .
“ وأقام بالمكان إقامة وقامة :دام . . .والمقامة :المجلس ،والقوم وبالضم اإلقامة
كالمقام والمقام ويكونان للموضع ( “ . . .القاموس المحيط .الفيروزآبادي مادة “ قوم
“).
930
“ “ 931
عند ابن العربي : 1
نستخلص مما تقدم بحثه لدى الكالم على “ الحال “ ان المقام يتحدد 2كاآلتي :
انه تحصيل شهود أو كشف لحقيقة معينة مميزة ،والترسخ في هذا التحصيل ترسخا
علميا بحيث ال يصح االنتقال عنه . 3
“ وهكذا كل مأمور به فهو مقام 5يكتسب ،ولهذا قالت الطائفة :ان المقامات مكاسب
6واألحوال مواهب ( “ . . .فتوحات . ) 157 / 2
صل ما هو أعلى“ فان النقلة في المقامات ما هي بان تترك المقام ،وانما هو بان تح ّ
منه ،من غير مفارقة للمقام الذي تكون فيه ،فهو انتقال إلى كذا ،ال من كذا ،بل مع
كذا ( “ . . .فتوحات . ) 225 / 3
ان النص األخير الذي يثبت ان المقام “ ثابت “ ،بالفعل نفسه يميز نظرة ابن العربي
إلى المقام من نظرة السلف ،فالسالك في مقام معين ال يخلف وراءه المقامات التي
تحقق بها ،بل يحملها في أعماقه ،انه ال يخلف شيئا .
“ ) ( 2المناظر العلى :من حيث هي مناظر ال وجود لها اال بوجود الناظر ،
كالمقامات ال وجود لها اال بوجود المقيم ،فإذا لم يكن ث ّم مقام ،لم يكن ث ّم مقيم .
“ ( ترجمان األشواق ص .) 13
931
“ “ 932
النص ان المقام حقيقة معنوية يوجدها المقيم ،فالتوبة مثال ال وجود لها بمعزل
ّ يوضح
عن التائب ،بل التائب هو الذي يخلقها بإقامته فيها .
****
لواردنا ان نستقصي مقامات الشيخ األكبر الستوجب ان نفرد لها بحثا خاصا فهو قد
أضاف إلى منازل السائرين المئة مئات ، 7ومن االجدى ان ننبه إلى نقطة مهمة ،
وهي ان ابن العربي يناقش آراء المتقدمين في المقامات ويشرحها ،دون ان يتنصل
من النصوص بل العكس ،طريقته في شرحها توحي بأنها جزء ال ينفصل من فتوحاته
،أو انها في الواقع بدايات مقاماته .
مثال :يشرح ويحدد مقام التوبة 8عند السلف دون ان ينتقد أو يتنصل من الصاق
الكالم به ،ثم في مرحلة ثانية ينتقل بالمقام إلى مرتبة أعلى .
ونحن امام خيارين :اما ان المقام له ترق .فيكون مقام السلف بدء مقاماته .
واما ان ابن العربي يورد المقامات عند السلف ليدحضها ويبين سذاجتها .
ونميل إلى جمع الرأيين معا :فابن العربي من ناحية ،بنزعته الموحدة يستوعب كل
كثرة ظاهرة .ومن ناحية ثانية ،يتميز عن السلف بنظرة خاصة إلى األمور .
ونستطيع ان نلخص بجرأة مئات المقامات ،التي يوردها ابن العربي للخلق بمقام
واحد .
ودليلنا في هذا التلخيص ،صفة واحدة مشتركة بين المقامات جميعا ،في آخر مرحلة
من مراحل تطورها وترقيها .
يتكلم ابن العربي على :مقام التوكل ومقام ترك التوكل -مقام الشكر ومقام ترك الشكر
-مقام اليقين ومقام ترك اليقين -مقام الصبر ومقام ترك الصبر . . .
وهكذا يعدد المقامات جميعا ،مع المقامات التي تعلوها ،وهي مقامات تركها . 9
اما السبب الذي يدعو السالك إلى الترقي عن المقام ،بتركه ،فهو رؤيته الفتقاره
وامكانه .
فالسالك ثابت في العدم ، 10ال وجود له مع الحق .اذن ،ترك المقام أولى .
ويمكن على هذا األساس تلخيص كل المقامات بمقام واحد :هو مقام االفتقار أو
العبودية.
932
“ “ 933
فالسالك إلى الحق في “ مقام عبد “ . 11
َّللا ال نهاية له ،مع أن
مهما تنوعت األسماء .ولذلك يجد ابن العربي ان الطريق إلى ّ
المقامات تتناهى . 12
“ فمقام العبد “ هو نهاية المقامات وأعالها ،وهو الذي ينطبق عليه حرفيا قول ابن
العربي “ :ال يصح التنقل عنه “ ،فالعبودية لالنسان ال يصح ان ننتقل عنها .
..........................................................................................
) ( 1لقد سبق وتحدثنا على المقام عند بحث “ الحال “ في فلسفة الشيخ األكبر .راجع
“ حال “ المعنى :الثاني ،الرابع ،السادس ،السابع .
وبخصوص مراجع “ المقام “ تراجع مراجع “ الحال “ نفسها الن الفكر الصوفي
بحثهما بالمقارنة .
) ( 2يقول ابن العربي :
“ ولشيوخنا في هذا المقام ( -التوبة ) حدود اذكر منها ما تيسر . . .وهكذا افعل ان
َّللا في كل مقام إذا وجدنا لهم فيه كالما .على أنه إذا سئلوا عن ماهية الشيء لم شاء ّ
يجيبوا بالحد الذاتي انما يجيبون بما ينتج ذلك المقام فيمن اتصف به ،فعين جوابهم يدل
على أن المقام حاصل لهم ذوقا وحاال ( “ . . .فتوحات ) 143 / 2
) ( 3ان هذا التحديد هو خالصة المعاني المتعلقة بالحال والمتقدم ذكرها .
) ( 4راجع “ خلق جديد “ .
َّللا به في القرآن من التقوى والتوبة والتوكل وغيره . . . ) ( 5اي ان كل ما أمرنا ّ
إشارة إلى أنها مقامات يكتسبها العبد ،حيث إنه ال معنى من أن يأمرنا الحق بفعل ال
يحصل اال بالوهب .
) ( 6ولكن هل المقامات كلها كسب عند ابن العربي .
فلنستمع اليه يقول :
“ والنبوة والوالية مقامان وراء طور العقل ليس للعقل فيهما كسب ،بل هما
َّللا تعالى لمن يشاء “ ( كتاب التراجم -ص . ) 4 اختصاصان من ّ
) ( 7يكفي للداللة على اتساع الموضوع عنده ان نورد تقسيم الفتوحات :
“ وقد اكتمل له في هذا الكتاب ( الفتوحات ) 560بابا موزعة على ستة أقسام كبرى
هي :
المعارف ( 73بابا ) ،والمعامالت ( 116بابا ) ،واألحوال ( 80بابا ) والمنازل
( 114بابا ) ،والمنازالت ( 78بابا ) ،والمقامات ( 99بابا ) ( “ .عثمان يحي .
مقدمة الفتوحات المكية ج 1ص . ) 30
) ( 8راجع “ توبة “ .
) ( 9انظر الفتوحات ج 2ص ص 370 - 139؛ ففي هذه الصفحات يتكلم ابن
العربي على كل مقام بمفرده ومقام تركه .
) ( 10انظر “ عين ثابتة “ .
) ( 11راجع “ عبد “
933
“ “ 934
ي
- 533مقام اله ّ
المقام اإللهي :هو كل مقام أو اسم للحق من حيث نسبة “ االلوهة “ . 1
يقول ابن العربي :
َّللا ،ان الحب مقام الهي .فإنه وصف به نفسه ،وتسمى بالودود . . . 2 “ اعلم وفقك ّ
َّللا به إلى موسى ،في التوراة :في التوراة :يا ابن آدم ،اني وحقي لك ومما أوحى ّ
َّللا
محب ،فبحقي عليك كن لي محبا .وقد وردت المحبة في القرآن والسنة ،في حق ّ
وفي حق المخلوقين “ ( . . .فتوحات . ) 322 / 2
انظر مقام رحماني مقام رباني
..........................................................................................
َّللا “ .
) ( 1راجع “ ّ
) ( 2راجع “ حب ".
****
- 534مقام ذاتي
المقام الذاتي :هو كل مقام للحق من حيث “ الذات “ الغنية عن العالمين ،ال من حيث
نسبة معينة كااللوهة ،وال من حيث اسم ،أو صفة معينان .
يقول ابن العربي :
َّللا ،ان الحرية مقام ذاتي 1ال الهي . 2
“ اعلم وفقك ّ
وال يتخلص للعبد مطلقا ،فإنه عبد ّّلل عبودية ال تقبل العتق . . . 3فال حرية مع
اإلضافة والربوبية .
ي
واأللوهية إضافة ،ولما لم يكن بين الحق والخلق مناسبة ،وال إضافة ،بل هو الغن ّ
عن العالمين ،وذلك ال يكون لذات موجودة اال لذات الحق ،فال يربطها كون . . .
“ ( فتوحات . ) 226 / 2
انظر مقام رحماني -مقام رباني
934
“ “ 935
..........................................................................................
) ( 1راجع “ اختيار “
) ( 2راجع “ مقام الهي “
) ( 3راجع “ عبودية ".
****
- 535مقام رحماني -مقام ربّاني
المقام الرباني :هو دون المقام اإللهي ، 1وهو يتعلق بالحق من حيث االسم “ الرب
“.2
المقام الرحماني :هو مقام الحق من حيث االسم “ الرحمن “ . 3
يقول ابن العربي :
“ وكل مقام فاما :الهي 4أو رباني أو رحماني ،غير هذه الثالث الحضرات ال
يكون .
وهي تع ّم جميع الحضرات ،وعليها يدور الوجود ،وبها تنزلت الكتب ،وإليها ترتقي
المعارج . 5
َّللا والرب والرحمن ،من حكم اسم ما من األسماء والمهيمن عليها ثالثة أسماء الهية ّ :
اإللهية ،ينعت به في ذلك الوقت أحد هذه األسماء الثالثة ( “ . . .فتوحات / 2
. ) 176
وأغلب الظن ان كل اسم من أسماء الصفات هذه ،يرجع إلى أحد األسماء األمهات
الثالث ،وفي رجوعه إلى أحدها يتحدد اسم المقام .
935
“ “ 936
) ( 2راجع “ رب “
) ( 3راجع “ رحمن “
) ( 4راجع “ مقام الهي “
) ( 5راجع “ اسراء “
) ( 6راجع “ صفة “ - 536.مقام العبودة والعبوديّة
انظر “ عبد “ - 537مقام القربة
مقام القربة :هو مرتبة بين مقام “ الصديقية “ 1و “ النبوة “ ،انه “ النبوة العامة “ ال
“ نبوة التشريع “ ،وهو المشار اليه “ بالسر “ ،يتحقق به “ االفراد “ .
وسنترك الكالم البن العربي ،الن نصوصه فيما يتعلق بمقام القربة ،في منتهى
الوضوح .
يقول :
“ فليس بين النبوة التي هي نبوة التشريع والصديقية مقام وال منزلة ،فمن تخطى رقاب
َّللا
الصديقين وقع في “ النبوة الرسالية “ ،ومن ادعى نبوة التشريع بعد محمد ( صلى ّ
عليه وسلم ) فقد كذب . .وكفر . . .غير أن ث ّم مقام القربة وهي النبوة العامة ، 2ال
نبوة التشريع . . . 3
وهذا المقام . . .الذي هو مقام القربة ،وهو لالفراد ،دون نبوة التشريع في المنزلة
َّللا ،وهو المشار اليه بالسر ،الذي وقر في َّللا ،وفوق الصديقية في المنزلة عند ّ
عند ّ
صدر أبي بكر ففضل به الصديقين ( “ . . . 4فتوحات . ) / 24 - 25 2
كما يقول في جوابه عن السؤال الثاني الذي طرحه حكيم ترمذ 5بخصوص أهل
القربة :
“ . . .منازل أهل القربة . . .بين الصديقية ونبوة التشريع ،فلم تبلغ منزلة نبي
التشريع من النبوة العامة ،وال هو من الصديقين ،الذين هم اتباع الرسل . . .
كالخضر وأمثاله المقربين واالفراد ،وفي هذا المقام يلتحق البشر بالمأل االعلى . . .
936
“ “ 937
واعلم أن منزل أهل القربة ،يعطيهم اتصال حياتهم باآلخرة ،فال يدركهم الصعق 6
الذي يدرك األرواح ( “ . . .فتوحات 7 ) 41 / 2
وقد خصص ابن العربي رسالة لهذا المقام سماها “ كتاب مقام القربة “ [ فلتراجع ]
يحدوه في ذلك ان السلف لم يشر إلى هذا المقام ، 8بل أنكره بعضهم كالغزالي . 9
ولن يتضح تماما هذا المقام 10اال بمعرفة “ االفراد “ ومقامهم عند الشيخ األكبر .
راجع “ فرد “ .
..........................................................................................
) ( 1ان مقام القربة هو بين الصديقية والنبوة ال بين شخص الصديق والنبي .إذ ال
شخص بينهما ،فالصديق في مقام القربة .
يقول ابن العربي :
َّللا عليه وسلم ) رجل ألنه [ أبو بكر ] َّللا ( صلى ّ “ . . .فليس بين أبي بكر ورسول ّ
صاحب صديقية وصاحب سر ،فهو من كونه صاحب سر بين الصديقية ونبوة
التشريع [ -مقام القربة ] “ ( ف . ) 25 / 2
) ( 2راجع “ نبوة عامة “
) ( 3راجع “ نبوة التشريع “
) ( 4إشارة إلى قوله عليه الصالة والسالم :ما فضلكم أبو بكر بكثرة صالة وصيام
بل بسر وقر في صدره .انظر فهرس األحاديث حديث رقم ( 40 ) .
) ( 5للحكيم الترمذي رسالة عنوانها “ منازل القربة “ ضمن مجموع رسائل .مكتبة
ولي الدين ( إسطنبول ) رقم ( - 770راجع ختم األولياء .ص 84 ) .
ض ِّإ َّال ت َو َم ْن فِّي ْاأل َ ْر ِّ ص ِّعقَ َم ْن فِّي ال َّ
سماوا ِّ ور فَ َ ) ( 6إشارة إلى اآلية” َونُ ِّف َخ فِّي ال ُّ
ص ِّ
َّللاُ “( ) . 68 / 39 َم ْن شا َء َّ
) ( 7كما يراجع ختم األولياء ص ص ، 145 - 144مع الهامش رقم ، 42سؤال
الترمذي وجواب ابن العربي من كتابيه :الجواب المستقيم والفتوحات .
) ( 8يقول ابن العربي في خاتمة “ كتاب مقام القربة “ مخطوط دار الكتب المصرية
رقم “ 9مجاميع ق 156أ :
“ انتهى بعض الغرض من هذا الكتاب وبيان هذا المقام [ القربة ] وكنت ما رأيت أحدا
من أصحابنا نبّه عليه وال ندب اليه ،بل منع من ذلك أكثرهم لعدم الذوق فبقيت به
وحيدا وبين اقراني فريدا ال أستطيع ان افوه به من اجل منكريه ،إلى أن وقفت ألبي
عبد الرحمن السلمي في بعض كتبه [ أغاليط الصوفية ] عليه نصا وسماه مقام القربة
فسررت “ . . .
انظر كتاب ماسينيونIndex - Essai P . 32مادة قربة .
) ( 9انظر ترجمان األشواق ص 132هامش ، 6 - 3
) ( 10يراجع بخصوص القربة :
937
“ “ 938
-الفتوحات ج 3ص ، 103
-ختم األولياء فهرس المفردات الفنية .المواد :القربة -محل القربة -منزل القربة -
منزلة القربة -القربة العظمى [ مرتبة االفراد ] .
-رسالة مقام القربة .مخطوط دار الكتب المصرية رقم 9مجاميع تصوف ق ق 154
أ 156 -أ .
****
- 538مقام قرب النوافل -مقام قرب الفرائض 1
هذان المقامان هما :كما يشير إلى ذلك اسماهما ،نتيجتان إلتيان العبد فرائضه ( قرب
فرائض ) ،وتطوعه بالنوافل ( قرب نوافل ) .
وال تكون نافلة حتى يكمل الفرض .ويمكن تلخيص سماتهما بالنقاط التالية :قرب
النوافل :
- 1قرب أنتجته عبودية االختيار :من حيث إن النوافل لم تفرض على العبد ،بل
اختارها فهو فيها عبد اختيار ( انظر “ عبد اختيار “ ) -ولذلك هذا القرب هو دون
قرب الفرائض .
- 2صورة قرب النوافل :ان يصبح الحق سمع العبد وبصره وسائر قواه ( يوجد نص
صريح من الحديث ) .
- 3اذن ،هو مقام اتصاف المخلوق بصفات الحق .
938
“ “ 939
االضطرار .هم أهل السبحات المحرقة ،والمقامات المحققة ،هم عكس المقام األول
[مقام قرب النوافل ] ،وفي صورتهم يكون التنزل ،فهم سمع الحق وبصره ويده
ولسانه ،فبهم يسمع وبهم يبصر وبهم يتكلم وبهم يبطش إلى غير ذلك ( “ .رسالة
تنقيح الفهوم .ورقة 30ب ) .
َّللا بأحب األمور تقربت إلى ّ ( ب ) “ واعلم انك إذا ثابرت على أداء الفرائض ،فإنك ّ
المقربة اليه ،وإذا كنت صاحب هذه الصفة ،كنت سمع الحق وبصره ،فال يسمع اال
بك ،وال يبصر اال بك ،فيد الحق يدك ”:إِّ َّن الَّذِّينَ يُبايِّعُون ََك إِّنَّما يُبايِّعُونَ َّ َ
َّللا يَ ُد َّ ِّ
َّللا
فَ ْوقَ أ َ ْيدِّي ِّه ْم “. [ 48 / 10 ] . . .
فبايديهم بايع تعالى وهم المبايعون . . .وهذه هي المحبة العظمى [ محبة الفرائض ]
ي ،كما ورد في النوافل :فان للمثابرة على النوافل حبا الهيا التي ما ورد فيها نص جل ّ
منصوصا عليه ،يكون الحق سمع العبد وبصره ،كما كان االمر بالعكس في حب أداء
الفرائض .ففي الفرض عبودية االضطرار وهي األصلية ،وفي الفرع وهو النفل ،
عبودية االختيار ،فالحق فيها سمعك وبصرك . . .ففي أداء الفرض أنت له ،وفي
النفل أنت لك “ .
( ف . ) 449 / 4
( ج ) “ . . .ما تقرب إلى أحد بأحب مما افترضته عليه ،فجعله أحب اليه ،ثم قال :
وال يزال العبد يتقرب . . .الحديث . . .فهذا نتيجة النوافل فما ظنك بنتيجة الفرائض
3وهي ان يكون العبد سمع الحق وبصره . . .
فيريد الحق بإرادة العبد . . .وفي النوافل يريد العبد بإرادة الحق ،ويظهر معنى ما
ذهبنا اليه في اتصاف الحق بنعوت المخلوق ،وفي الوجه اآلخر اتصاف العبد بصفات
الحق ،وهذا في الشرع موجود “ ( ف . ) 24 / 4
..........................................................................................
) ( 1انظر فيما يتعلق بالقرب اإللهي من الخلق ،وبقرب الخلق من الحق :
كتاب األب نويا Exegese coranique.
َّللا قريب بعلمه من الخلق ) . -ص ( 52 - 50مقاتل بن سليمان :ان ّ
-ص ص ( 255 - 253القرب كما نظر اليه الخراز في كتابه “ الصفات “ ) .
-ص ص ( 253 - 252موقف المتصوفة األوائل ،أمثال مقاتل وغيره :فقد حذر
َّللا بعلمه من الخلق .هؤالء الكالم الصريح بقرب الهي واكتفوا بقرب ّ
اما قرب الخلق من الحق فلم
939
“ “ 940
يبحثوه -ثم متى بدأ القرب اإللهي من ناحية الخلق ،وبالتالي نشأة السلوك الذي اعطى
صورة واضحة عن رحلة إلى الحق تقتطعها مقامات ومنازل ،وبذلك تبنى المتصوفة
لغة “ القرب “ التي قدمها القرآن وبعض األحاديث ) .
كما يراجع بخصوص “ القرب “ :
-الرسالة القشيرية ص - 42اللمع ص - 84روضة الطالبين .الغزالي ص - 59
ميزان العمل الغزالي ص - 169مواقف النفرى ص ، 2
940
“ “ 941
على الصراط المحمدي ،الذي يؤدي إلى النجاة في اآلخرة ،وهي استقامة لم يخرج
بها ابن العربي عمن سبقه من المفكرين المسلمين . 2
يقول :
َّللا عليه وسلم ) خطا ،وخط عن جنبتي ذلك الخط خطوطا ، َّللا ( صلى ّ خط رسول ّ “ ّ
فكان ذلك الخط شرعه ومنهاجه الذي بعث به .وقيل له :قل المتك تسلك عليه وال
تعدل عنه ،وكانت تلك الخطوط شرائع األنبياء التي تقدمته ،النواميس الحكمية
الموضوعة ،ثم وضع يده على الخط ،وتال :وان هذا صراطي مستقيما .فاضافه
َّللا . . . 3هذا معنى االستقامة المتعلقة بالنجاة “ ( ف / 2 اليه ولم يقل صراط ّ
. ) 217
يالحظ من هذا النص كيف ان االستقامة هي السير على الصراط المحمدي للوصول
إلى النجاة بالنفس في اآلخرة .
****
َّللا ، 4وهي نعت الهي وكوني سار في كل االستقامة بالمعنى الثاني :تطلبها حكمة ّ
كون -فاالستقامة :ظهور حقيقة المستقيم ،واستقامة الشيء :ما خلق له .
) ( 1نورد هنا نصا يبين كيف ان االستقامة نعت الهي وكوني بسند قرآني
يقول :
َّللا أخبر نبيه ورسوله عليه السالم ،في كتابه أنه قال ِّ ”:إ َّن َر ِّبّي َّللا ،ان ّ “ اعلم وفقك ّ
صراطٍ ُم ْست َ ِّق ٍيم ] “[ 11 / 56على َِّ
فوصف نفسه بأنه على صراط مستقيم . . .
ناصيَتِّها “[ ] 56 / 11آخذٌ بِّ ِّ
ثم إنه ما قال ذلك اال بعد قوله ” :ما ِّم ْن َدابَّ ٍة إِّ َّال ُه َو ِّ
فما ثم اال من هو مستقيم على الحقيقة “ “ ( ف . ) 217 / 2
يظهر هذا النص كيف ان االستقامة على الحقيقة تع ّم كل كون ،الن الرب على صراط
مستقيم وكل دابة ناصيتها بيده ،فتتبعه في االستقامة ،
كما يقول في الموضوع نفسه :
“ فينسب االعوجاج واالستقامة للماشي بالممشي به ،ال إلى من مشى به .
والماشي بالخلق انما هو الحق ،وذكر انه على صراط مستقيم ،فاالعوجاج قد يكون
استقامة في الحقيقة ،كاعوجاج القوس ،فاستقامته التي أريد لها اعوجاجه .
فما في العالم اال مستقيم ،الن اآلخذ بناصيته هو الماشي به ،وهو على صراط
مستقيم ( “ . . .ف . ) 563 / 2
( 2 ) “ . . .فكل شيء في استقامة حاصلة .فاستقامة النبات ،أن تكون حركته
941
“ “ 942
وهذه النظرة من الخطورة بمكان ،ألنها إظهار لحقيقة المستقيم ،فإن كان الكائن
شريرا فاستقامته عين اظهار شره ، 7ولكن ابن العربي يسرع إلى الخروج من
المأزق الفكري بهذا الدعاء :
َّللا ممن لم يعدل عن استقامته 8اال باستقامته 9آمين بعزته ( “ 10ف / 2 “ جعلنا ّ
. ) 218
..........................................................................................
يعرف صاحب لطائف االعالم االستقامة ق ق 23أ -ب )ّ (1
كاآلتي :
“ االستقامة -هي روح يحي بها االعمال ويزكو بها األحوال .
االستقامة على ثالثة أقسام :
942
“ “ 943
استقامة العامة هي االجتهاد في االقتصاد في االعمال . . .
استقامة الخاصة هي استقامة األحوال بان يشهد الحقيقة كشفا ال كسبا . . .
استقامة خاصة الخاصة هي ترك رؤية االستقامة والغيبة عن مطلب االستقامة بمشاهدة
قيام الحق بذاته -" . .
) ( 2يراجع بشأن االستقامة :
-الرسالة القشيرية ص ، 95 - 94طبع مطبعة محمد على صبيح بمصر .
-كما ويعرف القشيري االستقامة في كتابه “ منثور الخطاب في مشهور األبواب
“ نشر الدكتور قاسم السامرائي في مجلة المجمع العلمي العراقي .المجلد الثامن عشر
1969م .ص 277 - 276كما يلي :
“ االستقامة :وقوف بال انتفاء وعكوف على الصفاء ،إقامة على بابه بايثار محابه ،
بذل الروح على السدّة وتبديل الروح بالشدة ،ان ال تتصرف بالكرامة وال تلتفت إلى
المالمة ،اتمام الصحبة بدوام الكرامة “ .
-التمكين في شرح منازل السائرين ،تأليف محمود أبو الفيض المنوفي .حيث يشرح
كالم الهروي في االستقامة ودرجاتها ،وفي كونها روح تحيابها األحوال كما تربو
للعامة عليها االعمال وبرزخ بين وهاد .
-اما الكمشخانوي فيقول عن حقيقة االستقامة في كتابه جامع األصول ما يلي :
“ ( واما حقيقة االستقامة ) ففي اللغة ضد االعوجاج ،وفي اصطالح أهل الحقيقة هي
الوفاء بالعهود كلها ،ومالزمة الصراط المستقيم .والصراط المستقيم رعاية حد
التوسط والعدل في كل األمور ( . . .وقال الشبلي ) هي [ االستقامة ] ان تشهد الدنيا
قيامة ( . . .وقال ) أبو علي الدقاق ؛ االستقامة لها ثالثة مدارج أولها التقويم وهو
تأديب النفس ،وثانيها اإلقامة وهي تهذيب القلوب ،وثالثها االستقامة وهي تقريب
الرب “ [ جامع األصول ص 101طبع دار الكتب العربية الكبرى بمصر 1331
ه].
َّللا بن سعيد ) ،ثنا أبو خالد األحمر ،قال :سمعت “ ) ( 3حدثنا أبو سعيد ( عبد ّ
َّللا عليه َّللا قال :كنا عند النبي ( صلى ّ مجالدا يذكر عن الشعبي .عن جابر بن عبد ّ
وسلم ) فخط خطا .وخط خطين عن يمينه .وخط خطين عن يساره . . .ثم وضع يده
راطي ُم ْست َ ِّقيما ً
ص ِّ َّللا “ ثم تال هذه اآلية( َوأ َ َّن هذا ِّ
في الخط األوسط فقال “ هذا سبيل ّ
سبِّي ِّل ِّه )[ االنعام ] “ ( 153 /سنن ابن ماجة ع ْن َ فَاتَّبِّعُوهُ َوال تَتَّبِّعُوا ال ُّ
سبُ َل فَتَفَ َّرقَ بِّ ُك ْم َ
تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي طبع عيسى البابي الحلبي 1952م .ج 1ص 6رقم
الحديث . ) 11
) ( 4يجعل ابن العربي “ الحكمة “ ،من اسمه تعالى “ الحكيم “ ،هي الحاكمة في
عالمنا هذا الحسي .
وأكثر ما نلمسها في البديهيات العقلية .ونستطيع ان نقول إن عالمنا هو “ عالم الحكمة
“ على حين تظهر “ القدرة “ حاكمة في عوالم ثانية مثل “ ارض الحقيقة “ ،التي
تتحقق فيها كل ما يرفضه العقل .مثال :دخول الجمل في سم الخياط .ونستطيع ان
نسمي هذا العالم في مقابل “ عالم الحكمة “ “ :عالم القدرة “ .
943
“ “ 944
انظر “ ارض الحقيقة “ .
944
“ “ 945
945
“ “ 946
946
“ “ 947
حرف الكاف
ك
947
“ 948 “
948
“ “ 949
- 543كتاب
في اللغة :
“ كتب :الكتاب :معروف ،والجمع كتب وكتب ،كتب الشيء يكتبه كتبا وكتابا
وكتابة ،وكتّبه :خطه . . .
األزهري :الكتاب اسم لما كتب مجموعا .
ص ً
يال “[ ] 25 / 5اي علَ ْي ِّه بُ ْك َرة ً َوأ َ ِّ وفي التنزيل العزيز ”:ا ْكتَتَبَها فَ ِّه َ
ي ت ُ ْملى َ
استكتبها . .
وفي الحديث :ال تكتبوا عني غير القرآن . . .
949
“ “ 950
*الكتاب :هو مرتبة الجمع والضم . 1فكل ما ضم وجمع فهو كتاب .
َّللا تعالى ،اسم فاعل
يقول “ :سميت فاتحة الكتاب ،اي انها تفتح عليك معاني كتاب ّ
من “ فتحت “ “ تفتح “ .
والكتاب ضم الحروف بعضها إلى بعض ،وفي انضمامها فهم المعاني ( “ . . .رسالة
في كليات سورة الفاتحة ق 127أ )
****
الكتاب هو حروف مرقومة .أضيفت صفة “ الرقم “ هنا على المعنى السابق ،فال
يكفي الجمع والضم .يقول :
“ . . .اعلم أن الكالم على قسمين :كالم في مواد تسمى حروفا ،وهو على قسمين :
اما مرقومة ،اعني الحروف وتسمى كتابا .أو متلفظا بها ،وتسمى قوال وكالما . . .
“ ( ف ) 25 / 4
****
الكتاب يفيد أحيانا االمر ،أو القضاء وأجله .يقول :
“ . . .وكل شيء إلى أصله يعود وان طالت المدة .فإنها أنفاس معدودة ،وآجال
مضروبة ،محدودة ،يبلغ الكتاب فيها اجله ،ويرى كل مؤمل ما امله ( “ . . .ف 3
) 440 /
****
تتعدد الكتب عند ابن العربي نظرا للمعاني السابقة :فكل مرتبة جمع وضم هي
َّللا في خلقه فهو :كتاب . . .
كتاب . . .وكل مرقوم :كتاب . . .وكل علم الهي ينفذه ّ
يضاف إلى ذلك الكتب المنزلة وهكذا . . .
وسنحاول ان نختصر قدر االمكان هذه الكتب :
950
“ “ 951
- 2الكتاب الجامع
الكتاب الجامع هو آدم الذي جمع بذاته الحقائق المتفرقة في العالم .يقول :
“ . . .فالعالم كله تفصيل آدم ،وآدم هو الكتاب الجامع .فهو للعالم كالروح من الجسد
،فاالنسان روح العالم والعالم الجسد ( “ . . .ف . )/ 67 2
- 3كتاب الوجود
كتاب الوجود هو الوجود نفسه من حيث إن ابن العربي يشبهه بالكتاب .
“ . .فهي فاتحة الكتاب ،ألن الكتاب عبارة من باب اإلشارة عن المبدع األول ،
فالكتاب يتضمن الفاتحة وغيرها ،ألنها منه .وانما صح لها اسم الفاتحة ،من حيث
إنها أول ما افتتح بها كتاب الوجود ( “ . . .ف ) 11/ 1 -
- 4كتاب الرب
االنسان أو ذاته على الخصوص هي كتاب الرب
يقول :
“ . . .وان االنسان في نفسه ،كتاب ربه “ ( ف . ) 352 / 3
ّ
مسطر ،اال فامح منك الكل ،ان شئت ان تقرأ . “ فأنت كتاب فيك كل
وما ث ّم اال أنت . . .فظاهرك الدنيا ،وباطنك األخرى ( “ . . .شجون المشجون ق
21أ )
” ال يقرأ األقوام غير نفوسهم * في حالهم مع ربهم“ ( . . .الديوان ص ) 25
- 5الكتاب الكبير
الكتاب الكبير هو العالم ،في مقابل القرآن ( -الكتاب الصغير ).
951
“ “ 952
يقول :
“ وال تظن ان تالوة الحق عليك ،وعلى أبناء جنسك ،من هذا القرآن العزيز خاصة .
ليس هذا حظ الصوفي ،بل الوجود باسره ( كتاب مسطور في رق منشور ) ،تاله
عليك سبحانه وتعالى ،لتعقل عنه ان كنت عالما . . . ،
وال يحجب عن مالحظة المختصر الشريف ،من هذا المسطور ،الذي هو عبارة عنك
.فان الحق تعالى ،تارة يتلو عليك من الكتاب الكبير الخارج ،وتارة يتلو عليك من
نفسك “ ( مواقع النجوم ص . ) 72
- 6الكتاب المرقوم
المعرفة :تشير إلى
ّ ومنكرة .
ّ يستعمل ابن العربي عبارة “ كتاب مرقوم “ معرفّة
الوجود بأسره .والمنكرة :هو الكالم المرقوم .
يقول :
معرفة “ . . .والوجود كتاب مرقوم ،يشهده المقربون ،ويجهله من ليس بمقرب . ّ
وتتويج هذا الكتاب ،انما يكون بمن جمع الحقائق كلها .وهي عالمة موجده ،
فاالنسان الكامل الذي يدّل بذاته ،من أول البديهة ،على ربه ،هو :تاج الملك
“ [ راجع “ تاج الملك “ ] .وليس اال :االنسان الكامل “ ( . . .ف ) 104 / 2 -
َّللا القلب ؛ الذي في داخل الجسم في صدره :مصحفا وكتابا مرقوما ،منكرة “ فجعل ّ
تنظر فيه النفس الناطقة ،فتتصف بالعلم وتتحلى به ،بحسب اآلية التي تنظر فيها .
فتفتقر إلى هذا المحل لما تستفيده بسببه ،لكون الحق اتخذه محال لكالمه ،ورقمه
فيه ( “ . .ف . ) 157 / 3
- 7كتاب مسطور
يستعمل ابن العربي عبارة “ كتاب مسطور “ بالمضمون نفسه ،الذي استخدم فيه
معرفة -الوجود ،ومنكرة -الكالم الموصوف بالتسطير
عبارة “ كتاب مرقوم “ :فهي ّ
952
“ “ 953
معرفة :
يقول ّ
“ ان الوجود . .كتاب مسطور في رق منشور ،وهو الكتاب الذي قرأه المحققون ،
واقراه المطرقون ،وفهمه العارفون . .فاسرار الحق في حروف الكتاب ،وال يعرفها
أحد سوى أهل اللباب ( “ . . .ايضاح السهل الممتنع ق 142أ ).
َّللا ،ان العالم كتاب مسطور ،في رق منشور .وهو الوجود ؛ فهو
“ . .اعلم أيدك ّ
ظاهر مبسوط ،غير مطوي ،ليعلم ببسطه انه مخلوق للرحمة ،وبظهوره يعقل ويعلم
ما فيه وما يدل عليه ،وجعله [ تعالى ] كتابا لضم حروفه بعضها إلى بعض “ ( ف 3
. ) 455 /
من ّكرة “ واعلم أن كل قلب كتاب مسطور ،لكل ما فيه ،من الخواطر والعلوم .وله
طبقات ،نظير أوراق المصحف ( “ . . .مواقع النجوم ص ) 67
- 8الكتاب المبين
انظر “ أم الكتاب ".
- 9الكتب المنزلة
يقول ابن العربي :
“ الكتب المنزلة :الكتاب المنير ،والمبين ،والمحصي ،والعزيز ،والمرقوم ،
والمسطور الظاهر ،والمسطور الباطن ،والجامع ( تعيين ) أربابها القائمين بها .
( فالمنير ) :ألهل الحجج ( .والمبين ) :ألهل الحقائق .
( والمحصي ) :ألهل المراقبة ( .والعزيز ) :ألهل العصمة .
( والمرقوم ) :الحكم للمرسلين والورثة .
( والمسطور الظاهر ) :تأويال واعتبارا ،ألهل االيمان .
( والمسطور الباطن ) :اعتبارا أيضا ،ألهل اإلباحة ( ،الجامع ) :للروحانيين
الملكيين ( “ .مواقع النجوم ) 87
- 10الكتب كثيرة
“ وقال الكتب كثيرة :كتاب الرحمة المطلقة ،وكتاب الغضب المطلق ،
953
“ “ 954
وكتاب الرحمة المقيدة ،وكتاب الغضب المقيد ،والكتاب المحفوظ ،وكتاب المحو ،
وكتاب أسماء المرحومين ،وكتاب أسماء األشقياء ،وكتاب االحصاء ،والكتاب المبين
،والكتاب الحكيم ،والكتاب المرقوم ،والكتاب المسطور ،والكتاب العزيز ،والكتاب
الناطق . . .وما منها من كتاب 2اال المر ينفذه في خلقه ،فيحفظ عنده فإنه ال
يبدل ( “ . . .الشاهد ص ) 9
..........................................................................................
) ( 1يقول القيصري في مطلع فصوص الكلم ص : 22
“ والكتب اإللهية من العرش والكرسي والسماوات ،والعناصر والمركبات ألن كال من
هذه المراتب :كتاب الهي ،مشتمل على ما تحته من الحقائق واألعيان “ . .
) ( 2يراجع بشأن كتاب عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 1ص ( 63الكتاب المجهول ،الكتاب المسطور ) ،ص 111
( الكتاب المرقوم ،الكتاب المسطور )
-الفتوحات ج 2ص ( 163كتاب مسطور الهي ) ،ص ( 473الكتاب المسطور )
-الفتوحات ج 3ص ( 122مراتب الكتب :المبين ،المنير ،الحكيم ،الكريم ،
المحصي ،المسطور ،المرقوم ،المعنوي ،الحسي ) ،ص ( 308كتاب الذات ) ،
ص ( 366القرآن والكتاب ) ،ص ( 402الكتاب اإللهي ) ،ص (454يبلغ
الكتاب اجله ) ،ص ( 466أصناف الكتب المنزلة ) ،ص ( 526كتاب مسطور )
-الفتوحات ج 4ص ( 16كتابي ) ،ص ( 24الكاتب ) ،ص ( 26كتاب مكنون )
ص ( 106كتاب مسطور .مرقوم ) ،ص ( 165الكتاب الذي ينطق بالحق ) ،ص
( 371الكتاب المكنون ) .
-مرآة العارفين ق ق ( 1 - 10 ) .
-الفصوص ج 1ص ( 173كتاب مسطور ) .
-االسرار ص ( 29الكتاب المسطور )
كما يراجع
-تحقيق نظائر القرآن الترمذي ص - Comprendre l'Islam Schuon 77
– P . 55
****
- 544الكاتب المطلق
الكاتب المطلق هو :الحق .
يقول ابن العربي :
“ . . .الكاتب نيابة ،وذلك أنه لما ضم المعاني ،إلى القوالب المحسوسة وادرجها
954
“ “ 955
فيها ،كان كاتبا .
الكاتب المطلق من كان مداده نفس قلمه ،وقلمه إصبعه ،وإصبعه عين ذاته ،فيكون
هو هو ،ليس غيره .
وكل كاتب يفتقر إلى آلة ،فهو كاتب كون الوجودات :منشور ،والعالم منه كتاب
مسطور ( “ . . .المقصد األتم في اإلشارات ق 156أ )
****
– 545الكثرة
في اللغة :
“ الكاف والثاء والراء أصل صحيح يدل خالف القلة .من ذلك الشيء الكثير ،وقد
كثر ثم يزاد فيه لزيادة في النعت فيقال :الكوثر :الرجل المعطاء وهو فوعل من
الكثرة . . .والكوثر نهر في الجنة . . .قالوا هذا ،وقالوا أراد الخير الكثير .
ي بذلك لكثرته وثورانه “ ( . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ كثر الكوثر :الغبار .وسم ّ
“).
في القرآن :
( أ ) كثرة -خالف قلة .
شيْئا ً) . “( 9 / 25 قال تعالى َ ” :ويَ ْو َم ُحنَي ٍْن إِّ ْذ أ َ ْع َجبَتْ ُك ْم َكثْ َرت ُ ُك ْم فَلَ ْم ت ُ ْغ ِّن َ
ع ْن ُك ْم َ
يال َو ْليَ ْب ُكوا َكثِّيرا ً َجزا ًء بِّما كانُوا يَ ْك ِّسبُونَ “( 9 / 82 ) . ض َح ُكوا قَ ِّل ً قال تعالى ” :فَ ْليَ ْ
( ب ) الكوثر :نهر في الجنة ،أو الخير الكثير .
ْناك ْال َك ْوث َ َر . “( 108 / 1 ) . طي َ قال تعالى ِّ ” :إنَّا أ َ ْع َ
والجدير بالذكر ان القرآن الكريم لم يضع الكثرة في مقابل الوحدة ،بل جعلها دائما من
ثنائيات القلة .
955
“ “ 956
عن األولى دون ان يتعارض مع مبدأ “ ال يصدر عن الواحد اال واحد “ .أما المفكر
الصوفي ،فإنه ينظر إلى الوحدة والكثرة ،نظرة مختلفة تصنفه بالتالي بين المتصوفين
.1
وهكذا انتقلت مشكلة الفلسفة ،التي تتلخص بتفسير صدور الكثرة ،إلى تصوف ابن
العربي .آخذة شكل اتفاق الكثرة مع الوحدة في الوجود .
فكيف يفسر الشيخ األكبر وجود الكثرة إلى جانب الوحدة دون ان يتكثر الوجود ؟
هذا يتضح برؤيته للكثرة وموقفه منها .
****
هل الكثرة موجودة عند ابن العربي ؟ وان وجدت فما طبيعة وجودها ؟
ال يستطيع الشيخ األكبر ان ينفي الكثرة المرئية في الوجود ،فهي أظهر من أن تنكر ،
كما أنه لم يتخلص منها بجعلها وهما ،ال مستندا حقيقيا له :اذن :
الكثرة موجودة ،ولكن في مراتب وجودية ال تتنافي ووحدة الوجود عنده .
ومن قال :ان لها أعيانا لم يقل بالعين الواحدة ،وال بالظاهر في المظاهر ،الن الكثير
مشهود ال الكثرة .فالكثرة معقولة ،والكثير موجود مشهود ( “ . . .ف - 500 / 2
. ) 501
956
“ “ 957
“ . . .وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد ،كما يعلم أن مدلول األسماء اإللهية ،
وان اختلفت حقائقها وكثرت ،انها عين واحدة .فهذه كثرة معقولة في واحد العين [ -
الذات اإللهية ] .فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة [ -عين الممكن ]
( “ . . . 4فصوص . ) 125 - 124 / 1
****
استفاد الشيخ األكبر من اثباته للكثرة المعقولة والكثرة المشهودة ،تفسيرا لمنشأ الكثرة
المشهودة في العالم من ناحية ،وظل منسجما مع أقواله التي تؤكد كون االنسان صورة
ونسخة .
فالكثرة المشهودة الظاهر لألعيان ،سببها الكثرة المعقولة ،وهي كثرة األسماء اإللهية
والصفات .فعن الواحد ال يصدر اال واحد ،اذن ما صدر عن الواحد اال عين الممكن
[ واحدة ] ،اما كثرة الخلق فمنشؤها كثرة الحق اي كثرة أسمائه .
كل من قال بالكثرة ،فقد نظر إلى الحقيقة الوجودية :من حيث ظهورها في العالم ،
وهي كثرة في األعيان .ومن حيث تجليها في األسماء اإللهية ،وهي أيضا كثرة
معقولة .
واما من قال بالوحدة ،فقد نظر إلى الحقيقة الوجودية :من حيث ذاتها التي ال كثرة
فيها ،بوجه من الوجوه ،فهي تتعالى ،حتى عن الكثرة االعتبارية العقلية ،التي هي
كثرة االتصاف باألسماء ،فهي غنية حتى عن األوصاف .
اذن :كل من قال بالكثرة وحدها ،فهو محجوب ،ألنه ال يرى سوى وجه واحد من
الحقيقة .وكذلك كل من قال بالوحدة ،دون الكثرة ،ألنه ال يرى سوى الوجه االخر
من الحقيقة .اما العارف باالمر ،على ما هو عليه ،فيشاهد الوحدة في الكثرة ،
والكثرة في الوحدة .أو وحدة الكثرة وكثرة الوحدة .
وان كان في خاتمة االمر يقرر الوحدة فقط ،من حيث إن الكثرة ال وجود لها في ذاتها
،وال من ذاتها .
957
“ “ 958
كثير فال يوجد اال عن كثير ،وليست الكثرة اال األسماء اإللهية ،فهو واحد أحدية
الكثرة . . . 5ثم إن الحكماء مع قولهم في الواحد الصادر عن الواحد ،ل ّما رأوا منه
صدور الكثرة عنه ،وقد قالوا فيه انه واحد في صدوره ،اضطرهم إلى أن يعتبروا في
هذا الواحد ،وجوها متعددة عنه .
بهذه الوجوه صدرت الكثرة ،فنسبة الوجوه لهذا الواحد الصادر ،نسبة األسماء اإللهية
َّللا ( “ . . .ف . ) 231 / 4
إلى ّ
“ والعالم منفصل عن الحق بحدّه ،وحقيقته .فهو منفصل متصل ،من عين واحدة .
فإنه ال يتكثر في عينه ،وان تكثرت احكامه ،فإنها نسب وإضافات عدمية معلومة .
فخرج [ العالم ] على صورة حق .فما صدر عن الواحد اال واحد ،وهو عين
الممكن .وما صدرت الكثرة أعني احكامه ،اال من الكثرة ،وهي االحكام المنسوبة
إلى الحق ،المعبر عنها باألسماء والصفات . 6
فمن نظر العالم من حيث عينه ،قال :باحديته .
ومن نظره من حيث احكامه ونسبه ،قال بالكثرة في عين واحدة .
وكذلك نظره في الحق فهو الواحد الكثير ( . . . “ 7ف . ) 325 / 3
“ الحق واحد في الوجود ، 8االنسان واحد في الكون “ ( 9التراجم ص . ) 31
958
“ “ 959
المراي ،تظهر له صور .فهو واحد ،من حيث ذاته .متكثر ،من حيث تجليه في
الصور ،أو ضالالته في األنوار .فهي المتعددة ،ال هو .وليست الصور غيره .
“(التراجم ص . ) 31
..........................................................................................
) ( 1مثال :قد يقول أحدهم باثنينية الحق والعالم .وبالتالي الوحدة للحق والكثرة
للعالم .
وأصحاب مذاهب الوحدة يرون الكثرة في الوحدة والوحدة في الكثرة وهذا ما سنراه
عند الشيخ األكبر .
) ( 2راجع “ وحدة “ “ أحدية الكثرة “ .
) ( 3وبهذا الرأي يقول الشيخ األكبر ويتضح موقفه هذا في النص التالي .
) ( 4راجع المعنى “ الثالث “ .
) ( 5راجع “ أحدية الكثرة “ .
) ( 6راجع فيما يتعلق بكثرة الصفات مع أحدية الذات .
-المضنون الكبير ،الغزالي هامش االنسان الكامل ج 2ص . 64
كما يراجع “ :صفة “ في هذا المعجم .
) ( 7انظر “ الواحد الكثير “ .
) ( 8انظر “ وجود “ .
) ( 9انظر “ كون “ .
****
- 546الكثير الواحد
وضع ابن العربي عبارة “ الكثير الواحد “ في مقابل عبارة “ الواحد الكثير “ .
ففي األولى ينظر إلى الوحدة في الكثرة ،على حين انه في الثانية ينظر إلى الكثرة في
الوحدة .
وقد شبه النسبة بين العين الوجودية الواحدة ،والصور المتكثرة المتغايرة ،بالنسبة بين
النفس الواحدة الشخصية ،وبين بدنها المتكثر بصور أعضائه .
فزيد مثال الكثير بصور أعضائه ،هو حقيقة واحدة فهو “ :الكثير الواحد “ .
959
“ “ 960
يقول ابن العربي :
“ فكما ان للكثرة أحدية تسمى :أحدية الكثرة 1كذلك للواحد كثرة تسمى :
كثرة الواحد . . .فهو [ الحق ] الواحد الكثير ،والكثير الواحد ( “ . . .ف / 4
. ) 232
“ . . .فمعلوم ان زيدا حقيقة واحدة شخصية ،وأن يده ليست صورة رجله ،وال
رأسه ،وال عينه ،وال حاجبه ،فهو الكثير الواحد :الكثير بالصور ،الواحد بالعين .
وكاالنسان :واحد بالعين بال شك ،وال نشك ان عمرا ما هو زيد ،وال خالد ،وال
جعفر ،وان اشخاص هذه العين الواحدة ،ال تتناهى وجودا .فهو وان كان واحدا
بالعين ،فهو كثير بالصور واالشخاص “ ( فصوص . ) 184 - 183 / 1
يتضح في النص الثاني ان ابن العربي ،أعطى تمثيلين يفسر في ضوئهما كثرة الوحدة
الحقية :
األول :زيد وأعضاؤه .والثاني :االنسان واشخاصه . 2
..........................................................................................
) ( 1انظر “ أحدية الكثرة “ .
) ( 2يقول عفيفي في تعليقه على هذا المقطع :
“ وفي هذا التمثيل من التضليل ما فيه :أوال ،ألنه يصور المسألة تصويرا ماديا ،
ويجعل النسبة بين الحق والخلق ،أشبه بنسبة الكل المادي إلى اجزائه .
وهذا ما ال يرضاه ابن العربي نفسه ،ألنه ال يرمي مطلقا إلى هذا التفسير المادي
للوجود .
ثانيا ،ان من الصعب ان نفهم ،ان صورة يد زيد ،أو صورة رجله ،أو اي عضو
من أعضائه ،انما هي مجلى لزيد ،بنفس المعنى الذي به يقال ،ان صورة كيت
وكيت من صور الممكنات مجلى للحق . . .
والتمثيل الثاني الذي أورده ،هو ان نسبة العين الوجودية الواحدة ،إلى الصور
المتكثرة ،كنسبة الكلي إلى جزئياته ،اي كنسبة “ االنسان “ مثال إلى زيد وعمر وبكر
وغيرهم ،فمن ال يحصى عددهم من بني االنسان .
وهذا وان كان أدنى إلى ما يرمي اليه المؤلف في فهمه ،للنسبة بين الحق والخلق ،
وأبعد عن المادية من التمثيل السابق ،اال انه ال يمكن ان يعد تصويرا دقيقا لفكرة
وحدة الوجود ( “ .فصوص ج 2ص ص . ) 267 - 266
960
“ “ 961
– 547كرامة
في اللغة :
“ والتكريم واالكرام بمعنى ،واالسم منه :الكرامة . . .
قال سيبويه :ومما جاء من المصادر على اضمار الفعل المتروك اظهاره ،ولكنه في
َّللا وادام لك كرما .
معنى التعجب قولك كرما وصلفا ،كأنه يقول أكرمك ّ
َّللا عليه وسلم ،ان رجال اهدى اليه راوية خمر . . .وروي عن النبي ،صلى ّ
حرمها ،فقال الرجل :أفال أكارم بها اليهود ؟
َّللا ّ
فقال :إن ّ
حرمها حرم ان يكارم بها .فقال :إن الذي ّ
والمكارمة :ان تهدي النسان شيئا ليكافئك عليه ،وهي مفاعلة من الكرم .
وأراد بقوله :أكارم بها يهود ،اي اهديها إليهم ليثيبوني عليها .
َّللا فما له من مكرم “ .بفتح الراء ،اي إكرام ،وهو. . .وقرأ بعضهم “ ومن يهن ّ
ي كرامة ،أي عزازة . مصدر مثل مخرج ومدخل .وله عل ّ
وقال اللحياني :أفعل ذلك وكرامة لك . . .ويقال :نعم وحبّا وكرامة . . .والكرامة :
اسم يوضع لالكرام ،كما وضعت الطاعة موضع اإلطاعة ،والغارة موضع اإلغارة
“ ( لسان العرب مادة “ كرم “ ) .
في القرآن :
األصل “ كرم “ لم يرد في القرآن بصيغة االسم “ كرامة “ .
َّللا أَتْقا ُك ْم. “( 49 / 13 ) .
الوارد صيغة الفعل ِّ ”.إ َّن أ َ ْك َر َم ُك ْم ِّع ْن َد َّ ِّ
ومن ابرز أخطائهم :ربط الكرامة بالوالية ،مع أنهم يناقضون أنفسهم في
961
“ “ 962
غير مكان ،بايرادهم ان الكرامة قد تحتوي المكر واالستدراج ،وان الوالية ليس من
شروطها الكرامة الظاهرة . 3
ويرجع سبب هذا الخطأ إلى :
أوال :مفهوم “ الوالية “ نفسه .
فالوالية قد أطلقت جزافا في نصوص الصوفية -خاصة بعد القرن السابع الهجري -
على مظاهر وافراد .
فكل من ظهر بصالح وتقوى ،أو خرق عادة وتقريب ،أو تصدى لتربية المريدين ،
يطلق عليه “ :الولي “ وما هو “ بولي “ ،ألن الوالية :تعيين الهي .
ثانيا :ان “ الكرامة “ نشأت وتر عرعت في أوساط العامة ،بعيدا عن الحس النقدي
الصوفي .فالكرامة في أغلب األحيان ،من “ المرويات “ التي تتناقلها مجالس
المريدين .ويرجع سبب نشأتها هذه إلى أن “ الولي “ أو “ الصالح “ يكتم الكرامة . 4
فبالتالي تتناقل وتتسرب بعيدا عنه ،محملة بالكثير من األساطير والخرافات ،مما
يجعل هذه الطائفة مجاال للنقد .
ولنبحث اآلن “ الكرامة “
عند الشيخ األكبر :
* تتعدد العوالم في تصور ابن العربي ،فعالم مبني على صفة القدرة [ انظر “ ارض
الحقيقة “ ] وعالم مبني على الحكمة وربط األسباب بمسبباتها [ عالمنا الذي نعيش
عليه ] .
“ فالعادة “ في عالمنا هذا ،هو النظام المرتب المعروف ،من زمان ومكان وتوالي .
وهذا النظام هو بالوضع اإللهي .
لذلك تبقى القدرة اإللهية هي الوحيدة الحاكمة .فكما تضع النظام ،تخرقه .
وخرق العوائد اقسام ثالثة مختلفة عند ابن العربي :المعجزة ،الكرامة ،السحر .
المعجزة لألنبياء ،الكرامة لألولياء والصالحين [ ليست محصورة باألولياء ] .
والسحر للعامة.
962
“ “ 963
يقول ابن العربي :
- 1السببية وعالم الحكمة :
“ فانظر في سر هذا االمر [ سريان األحوال ] :انه ما ظهر شيء من ذلك ،اال
بحركة محسوسة [ مثال :المالمسة -المعانقة -الغرف ] ،ل “ اثبات األسباب “ التي
َّللا ،ليعلم ان االمر اإللهي ال ينخرم ،وانه ،في نفسه ،على هذا الحد ،
وضعها ّ
فيعرف العارف ،من ذلك “ نسب األسماء اإللهية “ وما ارتبط بها من وجود الكائنات
،وان ذلك تقتضيه الحضرة اإللهية لذاتها.
فيعرف العالم المحقق ،بهذه األمور والتنبيهات اإللهية ،على أن الحكمة فيما ظهر ،
وان ذلك ال يتبدل ،وان “ األسباب “ ال ترفع ابدا “ ( ف السفر - 3فق . ) 340
لذلك يستعمل الصوفية وابن العربي جملة “ خرق العادة “ وليس “ رفع العادة “ أو
ازالتها .فما هو اال خرق لهذا النظام ،بتدخل سبب ظاهر ،ال عالقة له بهذا النظام .
كما في النص السابق ،وكما سيرد في نص “ سريان األحوال “ .
يقول :
“ . . .سرى االقتدار اإللهي . . .في كل شيء :فال شيء ينفع اال به ،وال يضر اال
َّللا ] العالم بالصور ،فنسبوا كل
به ،وال ينطق اال به ،وال يتحرك اال به .وحجب [ ّ
َّللا
وَّللا يقول “ :يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى ّ
ذلك إلى أنفسهم ،وإلى األشياء ّ ،
“ ( ف السفر 3فق - 343أ. ) 343 -
- 3الكرامة ثمرة العبادة :الكرامة للعابد كذلك ،ليست محصورة باألولياء .
َّللا تعالى لعباده ،اال وهي مرتبطة باسم الهي . . .من ذلك
“ فما من عبادة شرعها ّ
َّللا في عبادته تلك ،ما يعطيه في الدنيا
االسم ،يعطيه ّ
( ) 1في قلبه :من منازله وعلومه ومعارفه .
( ) 2وفي أحواله :من كراماته 5وآياته .
وفي آخرته في جناته ،في درجاته ( “ . . .ف -السفر الرابع فق . )165
***
963
“ “ 964
*المعجزة ،الكرامة ،السحر :
يميز ابن العربي بين الكرامة والمعجزة من ناحية ،وبين الكرامة والسحر من ناحية
أخرى .
الفرق بين الكرامة والمعجزة ،ان الكرامة تصدر عن قوة همة العبد وعلى علم منه ،
على حين ان المعجزة ال نصيب لهمة النبي فيها ،فهو [ النبي ]العبد المحض الكامل
العبودية .وال يتدخل النبي مطلقا في منشأ المعجزة وال علم له بها ،اال بالتعريف
اإللهي [ موسى والعصا ،سيرد النص ] .
اما الفرق بين الكرامة والسحر ،ان للكرامة حقيقة وجودية ،على حين ان السحر ليس
له حقيقة وجودية .وانما يظهر على مستوى الصورة والرائي [ عصي وحبال سحرة
فرعون -صور في بصر الرائي -خيال .سيرد النص ] .
يقول ابن العربي ،في نص طويل يبين فيه ما ذهبنا اليه أعاله :
“ اعلم أن خرق العوائد على ثالثة أقسام :قسم منها [ السحر ] يرجع إلى ما يدركه
البصر ،أو بعض القوى . . .وهو ،في نفسه ،على غير ما أدركته تلك القوة . . .
وهذا القسم داخل تحت قدرة البشر .وهو على قسمين :منه ما يرجع إلى قوة نفسية ،
ومنه ما يرجع إلى خواص أسماء ،إذا تلفّظ بتلك األسماء ،ظهرت تلك الصور ،في
عين الرائي أو في سمعه ،خياال . . .وهو فعل الساحر .
وهو على علم أنه ما ث ّم شيء م ّما وقع في األعين واالسماع . . .ويعلم أن ما ث ّم شيء
من خارج ،وانما لها سلطان على خيال الحاضرين ،فتخطف ابصار الناظرين .
فيرى صورا في خياله ،كما يرى النائم في نومه ،وما ث ّم في الخارج ،شيء م ّما
يدركه ( “ . . .ف السفر الثالث فق . ) 374
ثم ال يلبث ابن العربي ان يستشهد على هذا الموضوع ،بمثال من السلمي في كتاب
“ مقامات األولياء “ حتى يصل إلى موسى وعصاه وسحرة فرعون ،كخير مثال من
القرآن على السحر والمعجزة . . .
يقول :
“ قال تعالى في عصا موسى -عليه السالم َ -وما تِّ ْل َك ِّبيَ ِّمينِّ َك يا ُموسى ؟
صاي “[ ] 18 - 17 / 20َ ع
ي َقا َل ِّ :ه َ
ثم قال ”:أ َ ْل ِّقها ،يا ُموسى .فَأ َ ْلقاها “[ ] 20 - 19 / 20
من يده في األرض “ فإذا هي حية تسعى “ [ نفس اآلية السابقة ] .
فلما خاف موسى -عليه السالم -منها ،على مجرى العادة في النفوس انها تخاف من
الحيات إذا
964
“ “ 965
المعجزة ،الكرامة ،السحر “ وان “ السحر “ هو الذي يظهر فيه وجه إلى الحق ،
وهو ،في نفس االمر ،ليس حقا .
سحر “ الزماني :وهو اختالط الضوء والظلمة . مشتق من “ ال ّ
فما هو بليل :لما خالطه من ضوء الصبح ،وهو ليس بنهار :لعدم طلوع الشمس
لالبصار .
فكذلك هو الذي يس ّمى “ سحرا “ :ما هو باطل متحقّق ،فيكون عدما ،فان العين
أدركت امرا ما . . .
وما هو حق محض ،فإن له وجود في عينه ،فإنه ليس [ له حقيقة ] في نفسه ،كما
تشهده العين ويظنه الرائي. . .
965
“ “ 966
سحر ،فان لها حقيقة في نفسها ،وجودية . و “ كرامات األولياء “ ليست من قبيل ال ّ
وليست بمعجزة ،فإنه على علم وعن قوة همة . . .
ك ّل ولي ظهر عليه خرق عادة عن غير همته ،فيكون إلى النبوة أقرب ممن ظهر عنه
خرق العادة بهمته .واألنبياء هم العبيد على أصلهم [ راجع “ نبوة “ ] “ ( ف السفر 3
فق فق . ) 1 - 383 - 1 - 380
****
يمثل “ اإلرث “ مكانا بارزا في تصوف الشيخ األكبر .فنراه يتكلم على العلم
الموروث ،وال يخفى أهمية العلم النفعال األشياء عنه .
يك بِّ ِّه قَ ْب َل أ َ ْن يَ ْرت َ َّد إِّلَي َْك َ
ط ْرفُ َك “[ ] 27 / 40 ” :قا َل الَّذِّي ِّع ْن َدهُ ِّع ْل ٌم ِّمنَ ْال ِّكتا ِّ
ب ،أَنَا آتِّ َ
فهذا علم انفعل عنه الشيء .
وهكذا “ الكرامات “ ،فالولي فيها -ان جاز التعبير -مع النبي بحكم التبعية [ -
القدمية .فلتراجع ] ،وهي تتنوع في التابعين ،بتنوع معجزات األنبياء المتبوعين :
فهناك العيسوي والموسوي والمحمدي . . .
- 2اإلرث في الكرامة :ظهور األمثال “ وليس للعيسوي ،من هذه األمة ،من
الكرامات ،المشي في الهواء ،ولكن لهم المشي على الماء ،والمحمدي يمشي في
َّللا عليه وسلم ]ليلة أسري به ،وكان
الهواء .بحكم التبعية ،فإن النبي [ صلى ّ
محموال ،
قال في عيسى عليه السالم “ :لو ازداد يقينا لمشى في الهواء “ وال نشك [ في ] ان
عيسى -عليه السالم -أقوى في اليقين منا بما ال يتقارب .
966
“ “ 967
- 3صور من خرق العادة [ على سبيل المثال ال الحصر ] تضاف إلى الصور
المعروفة من طي األرض ،المشي على الماء ظهور الشيء في غير موضعه
ووقته .
َّللا عليه وسلم ) ] الدراك تسبيح الحصى“ ومن حضر من أصحابه [ النبي ( صلى ّ
َّللا عليه وسلم -وانما قلنا “ فتح سمعه “ ،إذا كان
في كفه الطاهرة الطيبة -صلى ّ
َّللا ،مسبحا بحمد موجده .فكان خرق العادة في االدراكالحصى ما زال ،مذ خلقه ّ
السمعي .ال فيه “ ( ف السفر الثاني -فق . ) 486
967
“ “ 968
والمالمية أكثر الصوفية المتشددين بالتستر بحجب العوائد فال يظهر عنهم كرامة أو
خرق عادة ابدا ، 6
يقول ابن العربي :
“ فحبس [ تعالى ] ظواهرهم [ المالمية ] في “ خيمات العادات والعبادات “ من
االعمال الظاهرة ،والمثابرة على الفرائض منها والنوافل .فال يعرفون بخرق عادة 7
يعظمون ،وال يشار إليهم بالصالح ،الذي في عرف العامة ،مع كونهم ال يكون ،فال ّ
منهم فساد ( “ . . .ف السفر الثالث -فق 125 ) .
..........................................................................................
) ( 1يجمع الصوفية على اثبات كرامات األولياء ،ويرجعون في ذلك إلى أدلة من
القرآن والحديث :
يك ِّب ِّه قَ ْب َل أ َ ْن يَ ْرت َ َّد ِّإلَي َْك
-الكالباذي في التعرف ( ص ) 44يجد في اآليتين ”:أَنَا آتِّ َ
َّللا “( . ) 37 / 3 ط ْرفُ َك “( ”) 40 / 27أَنَّى لَ ِّك هذا ،قالَ ْ
ت ُ :ه َو ِّم ْن ِّع ْن ِّد َّ ِّ َ
السند القرآني للكرامة .
-مسألة “ القسم “ المتعلقة بمنزلة الصوفي عند ربه .وقد ظهرت ألول مرة عند
معروف الكرخي ت 200هـ ( انظر التصوف في مدرسة بغداد ص ص - 134
135 ) .
َّللا عليه وسلم ) أنه قال : َّللا ( صلّى ّ فقد روي عن رسول ّ
َّللا البره منهم البراء بن مالك “ كم من ضعيف مستضعف ذي طمرين ،لو اقسم على ّ
“ ( صفة الصفوة ابن الجوزي ج 1ص . ) 256
َّللا . فالكرامة هنا تأييد للوالية وتعريف بمنزلة الشخص عند ّ
) ( 2يعدد الطوسي في اللمع الفرق بين المعجزة والكرامة من جهات شتى ،نلخصها
فيما يلي :
- 1ان األنبياء عليهم السالم مستعبدون باظهار المعجزة للخلق ،حجة ال تقبل
الكتمان .
واألولياء مستعبدون بكتمان الكرامة عن الخلق .
- 3ان المعجزات كلما زيدت لألنبياء يكون أتم لمعانيهم وفضلهم ،اما الكرامات
فكلما زيدت لألولياء يكون وجلهم أكثر حذرا من المكر واالستدراج .
ويضيف الكالباذي إلى هذه الفروق بين المعجزة والكرامة ان كرامات األولياء تجري
عليهم من حيث ال يعلمون [ خوف الفتنة ] ،واألنبياء تكون لهم المعجزات وهم بها
عالمون وباثباتها ناطقون .
968
“ “ 969
َّللا السكندري في الحكم ] :ربما رزق
َّللا عنه [ ابن عطاء ّ
“ ) ( 3قال رضي ّ
الكرامة من لم تكمل له االستقامة “ .
قلت [ الشيخ زروق ،في شرحه للحكم ] :الكرامة امر خارق للعادة غير مقرون
َّللا تعالى على يد من
بالتحدي :وال خال عن االستقامة وال مستند لألسباب ،يظهره ّ
أراد اختصاصه من أهل طاعته في البداية ،أو في النهاية ،أو بينهما .
فهي تدل على اختصاص صاحبها ،ال على استقامته ،فيتعين تعظيمه واحترامه ،ال
تقديمه واتباعه ،اال ان يظهر عليه كمال االستقامة ،وهي :االستواء في اتباع الحق
ظاهرا وباطنا على منهج السواد بال علة .
فهي [ االستقامة ] إذن توبة بال اصرار .وعمل بال فتور ،واخالص بال التفات ،
ويقين بال تردد ،وتوكل بال وهن ،مالزمتها وأصل قطعا ،فهي الكرامة الحقيقية ال
غيرها . .
َّللا عنه “ :انما هما كرامتان جامعتان
وقد قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي ّ
محيطتان :
كرامة االيمان بمزيد االيقان وشهود العيان ،وكرامة العمل على االقتداء والمتابعة
ومجانبة الدعاوى والمخادعة .فمن اعطيهما ثم جعل يشتاق إلى غيرهما فهو عبد فقر
كذاب مغتر “ . . .والحاصل ان ظهور الكرامة وان دل على االستقامة فال يدل على
َّللا ،شرحه الشيخ احمد زروق ص . ]296 – 295 كمالها [ “ . . .حكم ابن عطاء ّ
يظهر من هذا النص مكانة “ الكرامة “ في الفكر الصوفي ،وكيف انها حتى ليست
دليال على كمال االستقامة ،فكيف بالتالي :الوالية .
) ( 4قال أبو حفص النيسابوري ( وقد سئل :من الولي ؟ ) “ :من أيّد بالكرامات ،
وغيّب عنها “ ( طبقات الصوفية ،السلمي . ) 121
-قال أحمد بن أبي الورد :
“ وصل القوم بخمس :بلزوم الباب ،وترك الخالف ،والنفاذ في الخدمة ،والصبر
على المصائب ،وصيانة الكرامات “ ( طبقات الصوفية ،السلمي . )250
969
“ “ 970
الحجب العامة .وهناك ثالثة حجب تسمى بالحجب الخاصة وهي :مشهد الطاعة ،
ومشهد الثواب ،ومشهد الكرامة .وقال أيضا :زلة العارف ميله عن الكريم إلى
الكرامة “ ( تذكرة األولياء ج 2ص ص . ) 35 - 34
970
“ “ 971
****
- 548كشف1
انظر “ مشاهدة “
..........................................................................................
) ( 1لإلستزادة من موضوع الكشف وأنواعه عند ابن العربي فليراجع :
-الفتوحات ج 1ص ( 41الكشف االعتصامي ) ص ( 55الكشف -مشهده )
-الفتوحات ج 2ص ( 498المكاشفة بالوجد ) ص ( 65الكشف )
-الفتوحات ج 3ص ( 456كشف علم ،كشف عين ،كشف حق ) .
ص ( 473الكشف :جوالن بالحس في الملكوت )
-الفتوحات ج 4ص ( 19الكشف والشهود ) ص ( 49لذة الكشف ) ص 56
( الكشف العرفاني )
-مواقع النجوم ص ( 70الكشف الملكي -الكشف الوهبي ،الكشف القلمي ،الكشف
النوني ،الكشف الحقيقي ،الكشف اإلرادي ،الكشف العلمي ،الكشف الذاتي )
-رسالة ال يعول ص ( 2الكشف الصوري )
-شجون المشجون ورقة 31أ ( الكشف واالستار )
-انشاء الدوائر ص ( 35الكشف العقلي ،الكشف النفساني ،الكشف الروحاني ،
الكشف الرباني )
-المسائل ص ( 28الكشف والحجاب )
971
“ “ 972
- 2كفر -ستر
َّللا على عبد
“ . . .بأنه [ تعالى ] ال يحب الكافرين ،والكافر :الساتر . . .وإذا أنعم ّ
َّللا ،فقد كفر بها ( “ . . .ف / 4 -
نعمة ،أحب ان ترى عليه نعمه .ومن ستر نعمة ّ
. ) 104
“ . . .ولهذا طمع إبليس في الرحمة اإللهية ،التي وسعت كل شيء .وطمعه فيها
972
“ “ 973
من عين المنة ،الطالقها .ألنه علم في نفسه ،انه موحد ،وانما سماه كافرا ،في
قوله تعالى َ ”:وكانَ ِّمنَ ْالكا ِّف ِّرينَ “ *ألنه يستر عن العباد ،طرق سعادتهم التي جاء
بها الشرع ،في حق كل انسان ،بما يقدر عليه من ذلك .فقال فيه “ :أبى واستكبر
وكان من الكافرين “ ولم يقل من المشركين ( “ . .ف. ) 382 / 3
َّللا ُه َو ْال َم ِّسي ُح اب ُْن َم ْريَ َم “وكفرها هنا ،من باب “ قوله تعالى ”:لَقَ ْد َكفَ َر الَّذِّينَ قالُوا إِّ َّن َّ َ
وَّللا اعلم “ ( وسائل السائل اإلشارة خاصة ،بمعنى ،ستر ،اي ستر الحق المسيح ّ ،
. ) 48
َّللا ،الذي أحيا الموتى ،بصورة “ لذلك نسبوا إلى الكفر 2وهو الستر .ألنهم ستروا ّ
َّللا ُه َو ْال َم ِّسي ُح اب ُْن َم ْريَ َم . . . [ 5 /
بشرية عيسى .فقال تعالى” لَقَ ْد َكفَ َر الَّذِّينَ قالُوا ِّإ َّن َّ َ
“ ] (17الفصوص . ) 141 / 1
..........................................................................................
) ( 1راجع “ ايمان “ .
) ( 2يراجع بشأن “ كفر “ عند ابن العربي :
973
“ “ 974
974
“ “ 975
( هـ ) وقد ورد لفظ “ الكلمة “ باجمال يستشف منه إبهام ،استفاد منه المفكرون ،
ليطوعوه إلى نظرياتهم .فكانت عند ابن العربي مثال تشير إلى الموجود [ الكلمات :
الموجودات ] .
ت َر ِّبّي لَنَ ِّف َد ْالبَ ْح ُر قَ ْب َل أ َ ْن ت َ ْنفَ َد َك ِّلماتُ َر ِّبّي
قال تعالى ” :قُ ْل لَ ْو كانَ ْالبَ ْح ُر ِّمدادا ً ِّل َك ِّلما ِّ
َولَ ْو ِّجئْنا ِّب ِّمثْ ِّل ِّه َم َددا ً “( . ) 109 / 18
975
“ “ 976
َّللا “ .
َّللا التي ال تنفد ،فإنها عن “ كن “ وكن كلمة ّ
( ب ) “ فالموجودات كلها كلمات ّ
( فصوص . ) 142 / 1
ونالحظ ان ابن العربي يظل بذلك منسجما مع تسميته لعالمنا :بعالم التدوين
والتسطير .
فأول مخلوق :هو القلم ،وعنه بالرقم في اللوح ،انتشأت المخلوقات .وهل ينشأ عن
القلم 4اال الحروف والكلمات ؟ !
يقول :
“ فالوجود كله حروف وكلمات وسور وآيات فهو القرآن 5الكبير “ ( ف / 4
. ) 167
) ( 2كما يستعمل أيضا لفظ “ كلمة “ مفردة نكرة ،ويقصد بها حقيقة نبي من األنبياء
،وهي تمثل صفة من صفات الحق .
مثال :صفة األلوهية عبر عنها في الكلمة اآلدمية ،وصفة السبوحية في الكلمة النوحية
،وهكذا. . .
وليس كتابه “ فصوص الحكم “ اال صورة واضحة متكاملة تمثل جوانب نظريته في
الكلمة بهذا المعنى .فليراجع .
***
976
“ “ 977
*مفردة معرفة :
لفظ “ الكلمة “ باأللف والالم يقصره ابن العربي على :الحقيقة المحمدية .
( أ ) إذا أخذنا “ كلمة “ المفردة النكرة بالمعنى األول [ كلمة :موجود ] .
تأخذ “ الكلمة “ باأللف والالم ،دورها االنطولوجي ،اي تصبح بمعنى :
البرزخ بين الحق والمخلوقات وواسطة الخلق .
وقد سبق لنا الكالم على هذا الموضوع عند كالمنا على االنسان الكامل [ فليراجع
الدور االنطولوجي لالنسان الكامل ] .
ويصف ابن العربي الكلمة هنا بأنها الجامعة الفاصلة :فهي جامعة لكل ما تفرق في
العالم من الحقائق ،اي انها صورة ونسخة [ راجع “ صورة “ نسخة ] .
وهي فاصلة 6بين الحق والمخلوقات ،أو بين الغيب والشهادة تمنع الثاني عن
االندراج في األول .يقول :
َّللا من القوة بحيث انه ينظر في
“ هو [ االنسان الكامل ] الكلمة الجامعة ،وأعطاه ّ
النظرة الواحدة إلى الحضرتين ،فيتلقى من الحق ،ويلقي إلى الخلق ( “ . . .ف / 2
. ) 446
“ االنسان هو الكلمة الجامعة ،ونسخة العالم ( “ . . .ف . ) 136 / 1
“ فهو [ الخليفة ] االنسان الحادث األزلي ،والنشء الدائم األبدي ،والكلمة الفاصلة
الجامعة ( “ . . .فصوص . ) 50 / 1
( ب ) إذا أخذنا “ كلمة “ المفردة النكرة بالمعنى الثاني [ كلمة :حقيقة نبي ] ،تأخذ
“ الكلمة “ باأللف والالم دورها االبستمولوجي ،اي تصبح مصدر كل وحي ،ومعرفة
،وواسطة عرفانية ،ال يستمد األنبياء اال من مشكاتها .
وقد سبق لنا الكالم على هذا الموضوع عند كالمنا على االنسان الكامل ( فليراجع
الدور االبستمولوجي لالنسان الكامل ) .
ويطلق ابن العربي على الكلمة هنا اسم “ جوامع الكلم “ ،من حيث إنها تجمع في ذاتها
حقائق كل الكلمات ،اي حقائق األنبياء وهي بعينها :
“ الحقيقة المحمدية “ .
راجع “ جوامع الكلم “ “ الحقيقة المحمدية “ .
977
“ “ 978
تأخذ “ الكلمة “ باأللف والالم معنى “ :االنسان الكامل “ ،من حيث مفهوم ابن العربي
الخاص للكمال .إذ الكامل هو من تحققت فيه معاني الوجود وصفاته ،سواء أكانت
خيرا أم شرا .
أو كما يقول :كمال الشيء متوقف على عدد الصفات اإللهية التي تتجلى فيه ،أو في
استطاعته ان تتجلى فيه .
وهنا يطلق على الكلمة صفة تفيد الكمال الذي يقصده إذ يسميها “ الكلمة التامة “ .
يقول :
“ . . .االنسان الكامل اشرف الموجودات ،وأتم الكلمات المحدثات ( “ . . .ف / 3
. ) 444
راجع “ كمال “ .
****
الكلمة بصيغة الجمع :
لفظ “ الكلمة “ يقبل الجمع إذا اخذ بالمعنى ( األول ) بشقيه األول والثاني .
على حين انه ال يقبل الجمع اطالقا بالمعنى ( الثاني ) .
ونالحظ ان ابن العربي يجمع “ كلمة “ على صيغتين :كلم وكلمات .
واألرجح انه إذا استعمل “ كلمة “ بمعنى “ موجود “ يجمعها “ :كلمات “ ،وإذا
استعملها بمعنى ،حقيقة نبي أو ولي ،يجمعها “ :كلم “ .
اذن إذا أراد جمعا مقصودا محددا يجمعه :كلم ،وإذا أراد اطالق الجمع يستعمل :
“ كلمات “ .
يقول :
“ الكلمات هي الموجودات ،وكل جوهر فرد من البحار كله ،فال تكتب بالنقطة سوى
نفسها ( “ . . .التراجم ص . ) 41
“ الحمد ّّلل منزل الحكم على قلوب الكلم ( “ . . . 7فصوص . ) 47 / 1
..........................................................................................
) ( 1راجع أنوار التنزيل ج 1ص 147
) ( 2تضمنت لفظة “ كلمة “ الكثير من الغموض ،ليس في الفلسفة االسالمية وحدها
،بل في
978
“ “ 979
الفلسفات األخرى التي تقدمتها .وذلك لكثرة ما توارد عليها من المعاني المختلفة ،في
العصور الفلسفية المختلفة ،ونلخص فيما يلي أهم معانيها ،في الفكر الذي تقدم ابن
العربي :
-الفلسفة اليونانية :
اتخذت الكلمة في الفلسفة اليونانية القديمة ،معنى :القوة العاقلة المنبثة في جميع انحاء
العالم .ومن اشهر الذين يستعملونها في هذا المعنى هرقليط) ( Heraclitesالمتوفى
سنة 475ق .م .
فإنه يعني بها :الروح اإللهي الظاهر اثره في كل ما في الوجود الخارجي من حياة
وصيرورة وكون واستحالة ،
اي انها :مبدأ الحياة واإلرادة اإللهية التي يخضع لها كل ما في الوجود .
979
“ “ 980
الكون ،والواسطة في خلق العالم مشخصة في صورة المسيح ،باالبن وعن االبن
وفي االبن ظهر كل شيء .وهو الكون الجامع ،وهو مبدأ الحياة ،والظاهر بروحه
في كل اتباعه ،والممد لهم بكل علم ومعرفة .وإذا رجعنا إلى إنجيل يوحنا بوجه
خاص ،وجدنا “ الكلمة “ تكاد تتفق في جميع أوصافها ،مع ما وصفها به “ فيلو “ ،
إذا استثنينا بالطبع ان يوحنا يعني “ بالكلمة “ “ :المسيح “ .و “ فيلو “ يطلقها اطالقا ،
وال يحصر مدلولها في شخص بعينه .
ظهر اذن من هذا الشرح الموجز مقدار ما أصاب معنى “ الكلمة “ من التغير ،في
الفلسفات التي سبقت الفلسفة االسالمية ،وتبين كيف بعدت “ الكلمة “ عن معناها
اللغوي األصلي حتى أصبحت ال تكاد تمت اليه بصلة .
( نقال عن أبي العال عفيفي مقال بعنوان :نظريات االسالميين في الكلمة ص ص 34
. ) 36 -
980
“ “ 981
َّللا :
َّللا ) ( 400 ،النفس ،الكالم ،القول ) ( 552 ،كلمات ّ ( الموجودات كلمات ّ
أعيان موجوداته )
َّللا ) ،
َّللا ) ( 413 ،العالم :كلمات ّ
-ف ج 3ص ( 284الموجودات :كلمات ّ
( 432الكلمة واحدة في العرش تنقسم في الكرسي ) ،ص ص - 454 453
( الكالم :عبارة ولفظ ) ( 481 ،الكلمتين ) ( 488 ،لكل شيء من المخلوقات كالم
يخصه ) ( 532 ،كلمة عناية ،كلمة تحقيق )
كما يراجع المقال المتكامل ،الذي كتبه الدكتور عفيفي عن نظريات االسالميين في
الكلمة ،وقدم له بنظرة اجمالية تاريخية ،لفكرة الكلمة في الفلسفة اليونانية ،واليهودية
،والمسيحية ،انتقل منها إلى بوادرها وتطورها عند المسلمين ،ليتوجها بنظرة
متكاملة للشيخ األكبر .
فليراجع :
مجلة كلية اآلداب .المجلد الثاني الجزء األول 1934
“ نظريات االسالميين في الكلمة “ ص ص 73 – 33
****
- 554كلمة الحضرة
انظر “ كن ".
****
– 555الكمال
في اللغة :
“ الكاف والميم والالم أصل صحيح يدل على :تمام الشيء .يقال :كمل الشيء وكمل
فهو كامل ،اي تام ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ كمل “ ).
981
“ “ 982
اللفظي .وان كان ضمنه اآليات الكثيرة ،فيما يتعلق بالرسل ،وخاصة النبي “ محمد
ع ِّظ ٍيم “( ) 4 / 68
ق َ “صلّى ّ
َّللا عليه وسلم َ ”.و ِّإنَّ َك لَعَلى ُخلُ ٍ
982
“ “ 983
َّللا تعالى خاصة “ ( .فصوص . ) 79 / 1 ذلك [ العلو والكمال ] اال لمسمى ّ
انظر “ الكمال االنطولوجي “ 3و “ الكمال العرفاني “ عند كالمنا في “ االنسان
الكامل “ .
..........................................................................................
) ( 1انظر “ صورة “
) ( 2راجع “ تجلي وجودي “ “ تجلي عرفاني “
) ( 3كما يراجع بشأن “ كمال “ عند ابن العربي :
-وسائل السائل ص ( 51كمال النشأة وجمعيتها )
-بلغة الغواص ص ( 5الكامل من اجتمع فيه ما تفرق في الكمل قبله ) ،ص 15
( كمال النفوس ) ( 28 ،الكمال المحمدي ) ( 51 ،كمال الظهور :آدم ) 125 ،
( كمال االنسان :الخالفة )
-ف ج 2ص ( 129الكمال ) ( 137 ،الكامل ) ( 244 ،كمال العالم ) 272 ،
( كمال االنسان :الخالفة ) ( 525 ،الكمال ) ( 588 ،الكمال العرضي -الكمال
الذاتي ) ( 589 ،الكمال الذاتي -الكمال اإللهي ) .
-ف ج 3ص ( 177الكامل يصطبغ بكل صورة في العالم ) ( 187 ،كمال االنسان
بالصورة األهلية ) ( 405 ،الكمال والتمام ) ( 459 ،كمال العالم )
-مواقع النجوم ص ( 12كمال التوفيق )
-االسفار ص ( 26كمال المرتبة )
كما يراجع :
-أجوبة عن االنسان الكامل ق 219أ ( الكمال 3مراتب ) ( 224 ،الكمال
المطلق )
-مشارق أنوار القلوب ابن الدباغ ص 39
****
ي
- 556الكنز الخف ّ
المعراة عن النسب
ّ الكنز الخفي :هو البطون ،وهو ذات الحق األزلية القديمة ،
واإلضافات .
المصطلح حديثي ورد في الحديث القدسي :
“ كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق فبه عرفوني “ . 1
983
“ “ 984
984
“ “ 985
- 558الكون الجامع
في اللغة :
“ الكاف والواو والنون أصل يدل على االخبار عن حدوث شيء ،اما في زمان ماض
أو زمان راهن ،يقولون :كان الشيء يكون كونا ،إذا وقع وحضر
عس َْرةٍ “[ ] 280 / 2 َّللا تعالى” َو ِّإ ْن كانَ ذُو ُ قال ّ
اي حضر وجاء .ويقولون :قد كان الشتاء ،اي جاء وحضر واما الماضي فقولنا :
كان يزيد أميرا ،يريد ان ذلك كان في زمان سالف
وقال القوم :المكان اشتقاقه من كان يكون فلما كثر تو ّهمت الميم أصلية فقيل
تمكن ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ كون “ ) .
في القرآن :
كثر ذكر األصل “ كون “ في القرآن ،
وهو على كثرته ينحصر في أمهات ثالث :
( أ ) يفيد حدوثا في الماضي .
قال تعالى ” :قالُوا أ َ ِّجئْتَنا ِّلنَ ْعبُ َد َّ َ
َّللا َو ْح َدهُ َونَذَ َر ما كانَ يَ ْعبُ ُد آباؤُنا “. ( 7 / 70 ) .
( ب ) يفيد حصول واستمرار شيء أو صفة ،كما يفيد االخبار بشيء له صفة
االستمرار .
ع ِّليًّا َك ِّبيرا ً ) “( 4 / 34 ”) ( 1قال تعالى ِّ :إ َّن َّ َ
َّللا كانَ َ
يال ) “( 17 / 32 شةً َوسا َء َ
س ِّب ً الزنى ِّإنَّهُ كانَ ِّ
فاح َ ”) ( 2قال تعالى َ :وال ت َ ْق َربُوا ِّ ّ
985
“ “ 986
( ب ) “ إذا ظهر لك بعد فنائك ،أبقاك بظهوره ،لرؤيته ،وخلع عليك الخلع ،ألنك
في حضرة مشاهدته ،فكنت بال كون ،لوجود خلعته عليك ( “ التراجم ص ”. ) 7
فهو الكون كله * وهو الواحد الذي
قام كوني بكونه * 7ولذا قلت يغتذى (“ 8فصوص . ) 111 / 1
986
“ “ 987
"فتقتضيك صفة القهر الخروج من الحضرة اإللهية إلى الكون ( “ . . .وسائل السائل
ص)6
****
الكون الجامع :
الكون الجامع عبارة يطلقها ابن العربي على :
االنسان الكامل ،من حيث إنه جمع في كونه ،جميع حقائق الحضرتين :الحقية
والخلقية .
والكون الجامع يرادف في فلسفته :المختصر الشريف ، 10والكلمة الجامعة ، 11
وصورة الحضرتين ، 12ونسخة الحق والعالم ، 13وما إلى ذلك من العبارات ،
التي استخدمها للتعبير عن صفة :الجمعية ؛ التي تحقق بها االنسان الكامل .
يقول :
“ لما شاء الحق سبحانه . . .ان يرى عينه ،في كون جامع ، 14يحصر االمر
مسوى ،ال روح فيه ،فكان كمرآة غير كله . . .أوجد العالم كله ،وجود شبح ّ
مجلوة . . .فكان آدم عين جالء تلك المرآة ( . . . “ 15فصوص . ) 49 - 48 / 1
“ فاالنسان أكمل مجالي الحق ،ألنه “ المختصر الشريف “ ،و “ الكون الجامع “ ،
لجميع حقائق الوجود ومراتبه ،وهو العالم األصغر ،الذي انعكست في مرآة وجوده ،
كل كماالت العالم األكبر ( “ . . .فصوص ) 36 / 1
“ . . .الكون الجامع وهو االنسان الكامل “ ( مرآة العارفين ) 8
..........................................................................................
) ( 1راجع “ عين ثابتة “
) ( 2انظر “ باطل “
) ( 3راجع “ عدم “
ون “( 16 / ش ْيءٍ ِّإذا أ َ َر ْدناهُ أ َ ْن نَقُو َل لَهُ ُك ْن فَيَ ُك ُ
) ( 4إشارة إلى اآلية ِّ ”:إنَّما قَ ْولُنا ِّل َ
) 40
) ( 5نالحظ ان الكون هنا هو األعيان المتحققة في الوجود الخارجي والتي كان
وجودها مسبوقا بوجود األعيان الثابتة التي توجه إليها الحق بأمره “ كن “ :راجع
“ عين ثابتة “ “ معدوم “ .
) ( 6راجع “ تثليث “
) ( 7انظر شرح المقطع في الفصوص ج 2ص 69
) ( 8راجع “ رزق “
) ( 9ان الحق ليس بكون ،ولكن يستعمل ابن العربي أحيانا لفظ الكون مضافا إلى
الحق وهو في
987
“ “ 988
) ( 10انظر “ مختصر “
) ( 11انظر “ الكلمة الجامعة “
) ( 12انظر “ صورة “
) ( 13انظر “ نسخة “
) ( 14يراجع بشأن “ كون “ و “ كون جامع “ عند ابن العربي :
-بلغة الغواص ق ( 101الكون -الحدث ) ،ق ( 12الكون -الخلق ) .
-فصوص ج 1ص ( 48كون جامع )
ج 2ص ( 82الكون الجامع -االنسان الكامل ) ( 141 ،الكون الجامع ) 195 ،
( كون جامع ) ( 231 ،الكون الجامع األصغر ،الكون الجامع األكبر ) 296
( الكون الجامع ) .
-ف ج 2ص ( 55الكون )
-ف ج 3ص ( 374الكون ) ( 407 ،التكوين اإللهي التكوين الكياني ) ،ص
( 497الكوني -الخلقي ) .
-ف ج 4ص ( 31كون الرب في كون العبيد -الكون :ما سوى الحق ) 74 ،
( الكون القولي :الكالم ) ،ص ( 190تأثير الكون في الوجود الحق )
-التراجم ص ( 11كل علم متصور فهو كون )
-إشارات القرآن ص 50أ ( الكون والعين بمعنى الوجود والثبوت ) .
كما يراجع :
“ -أمهات األكوان “ في هذا المعجم .
-شرح مشكالت الفتوحات المكية ق 11
-االصطالحات الصوفية ق 82ب
) ( 15انظر “ مرآة ".
- 559الكون األكبر
المترادفات :
-الكون األول والكون الثاني
-مختصر الحق ومختصر العالم
-العالم الكبير والعالم الصغير
-العالم األكبر والعالم األصغر .
988
“ “ 989
سبق لنا الكالم على المثلية ،التي الحظها الفالسفة بين :العالم واالنسان ،مما دفعهم
إلى اختالق مصطلحات ،تعبر عنها .
فكانت عبارتي :
العالم الكبير والعالم الصغير ، 1التي أضاف إليها ابن العربي ،بما يتمتع به من غنى
لغوي ،الكثير من المترادفات أمثال :الكون األكبر والكون األصغر .
يقول :
“ . . .فوجود اسرار الكون األكبر 2في العالم األصغر إعادة ( “ . . .عنقاء مغرب
ص ) 39
..........................................................................................
) ( 1لقد توسعنا بهذا الموضوع عند بحثنا “ المختصر “ فليراجع .
) ( 2كما يراجع بشأن الكون األكبر والكون األصغر :كتاب التراجم ص 40
( الكون األكبر )
****
- 560كن 1
مرادف :كلمة الحضرة ، 2كلمة التكوين
****
كن :هي لفظة امر وجودي ،ال يكون عنها اال الوجود -وهي واحدة تتعدد
باشخاصها .
يقول ابن العربي :
“ ) ( 1وكن حرف وجودي ،فال يكون عنه اال الوجود ،ما يكون عنه عدم ،الن
العدم ال يكون الن الكون وجود “ ( ف 2ص ص . ) 281 - 280
“ ) ( 2ولذلك لم تزد كلمة الحضرة في كل كائن عنها ،على كلمة كن ،شيئا آخر ،
بل انسحب على كل كائن ،عين كن ،ال غير .فلو وقفنا مع كن ،لم نر اال عينا
واحدة ،انما وقفنا مع اثر هذه الكلمة ،وهي المكونات ،فكثرت ،وتعددت ،وتميزت
باشخاصها . . . ،
وكن امر وجودي ال يعلم منه اال االيجاد ،والوجود .
ولهذا ال يقال للموجود :كن عدما ،وال يقال له :كن معدوما ،الستحالة ذلك . . .
“ ( ف ) 284 / 3
****
لفظة “ كن “ إشارة إلى اليدين ، 3التي يرى ابن العربي انهما تعبران عن :
989
“ “ 990
990
“ “ 991
الذات اسم الكلمة ،لتحقيق ظهور آثارها عند توجهها على ايجاد األثر ،ولهذا قال
َّللا َو َك ِّل َمتُهُ سى اب ُْن َم ْريَ َم َر ُ
سو ُل َّ ِّ تعالى في حق عيسى عليه السالم” ِّإنَّ َما ْال َم ِّسي ُح ِّعي َ
8أ َ ْلقاها إِّلى َم ْريَ َم َو ُرو ٌح ِّم ْنهُ “ [ ( “ ] 171/ 4كتاب الحق ق 33أ )
َّللا التي ال تنفد ،فإنها عن “ كن “ .و “ كن “ : “ ) ( 2فالموجودات كلها كلمات ّ
َّللا ( “ . . .فصوص . ) 142 / 1 كلمة ّ
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن األصل “ كون “ في اللغة وفي القرآن عبارة :الكون الجامع .
) ( 2وردت العبارة في الفتوحات ج 2ص 280
) ( 3يراجع بشأن اليدين عند ابن العربي :
-الفصوص ج 1ص ص 55 ، 54
-ف ج 3ص ( 379اليد اليمنى ،اليد اليسرى )
َّللا )
-ف ج 4ص ( 445 ، 335يد ّ
) ( 4انظر :جامع األصول الكمشخانوي ص 75
) ( 5راجع “ عدم “
) ( 6يراجع بشأن “ كن “ عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 3ص ص ، 47 - 46ص ( 525كن :لفظة امر وجودي ) ،ص
( 531كن والسمع الثبوتي )
-شجرة الكون ص ( 3كاف الكنزية ونون األنانية )
) ( 7األصل :يكونون
) ( 8راجع “ كلمة ".
****
سعادة - 561كيمياء ال ّ
انظر “ إكسير العارفين “
991
“ 992 “
992
“ “ 993
حرف الالم
ل
993
“ 994 “
994
“ “ 995
- 562اللوح ( المحفوظ )
المترادفات :كل شيء - 1النفس الكلية .
في اللغة :
“ الالم والواو والحاء أصل صحيح ،معظمه مقاربة باب اللّمعان .
يقال :الح الشيء يلوح ،إذا لمح ولمع .والمصدر الّلوح . . .
ويقال :أالح بسيفه :لمع به .وأالح البرق :أو مض . . .
األلواح :ما الح من السالح ،وأكثر ذلك السيوف . . .ومن الباب الّلوح :الكتف ،
واللوح :الواحد من ألواح السفينة ،وهو أيضا :كل عظم عريض . . .ومن الباب
اللّوح بالضم وهو :الهواء بين السماء واألرض ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة
“لوح “ ) .
( ب ) ورد اللوح بصيغة الجمع في آيات ثالث تضيفها إلى موسى عليه السالم .
ظةً “( 7 / 145 ) . ش ْيءٍ َم ْو ِّع َ واح ِّ 3م ْن ُك ِّّل َ قال تعالى َ " :و َكت َبْنا لَهُ فِّي ْاأل َ ْل ِّ
” قال تعالى َ :وأ َ ْلقَى ْاأل َ ْلوا َح َ 4وأ َ َخذَ ِّب َرأْ ِّس أ َ ِّخي ِّه يَ ُج ُّرهُ ِّإلَ ْي ِّه “ ( . ) 150 / 7
ب أ َ َخذَ ْاأل َ ْلوا َح “( 7 / 154 ) . ض ُسى ْالغَ َ ع ْن ُمو َ ت َ س َك َقال تعالى َ ” :ولَ َّما َ
( ج ) اللوح :لوح السفينة .
س ٍر “( 54 / 13 ) .5 واح َو ُد ُ ت أ َ ْل ٍ على ذا ِّ قال تعالى َ ”:و َح َم ْلناهُ َ
995
“ “ 996
“ ) ( 2فكان بين القلم واللوح نكاح معنوي معقول ،وأثر حسي مشهود . . .وكان ما
أودع في اللوح من األثر ،مثل الماء الدافق الحاصل في رحم األنثى ،وما حصل من
تلك الكتابة من المعاني المودعة في تلك الحروف الجرمية ،بمنزلة أرواح األوالد
المودعة في أجسامهم “ ( 6ف . ) 129 / 1
“ ) ( 3اللوح محل االلقاء العقلي هو للعقل بمنزلة :حواء آلدم . . .وسميت نفسا :
َّللا بها عن العقل ،إذ جعلها محال لقبول ما يلقى
ألنها وجدت من نفس الرحمن ،فنفس ّ
ّ
يسطره فيها “ ( .عقلة . ) 55 إليها ،ولوحا لما
996
“ “ 997
تنزيل الكتب ،يمد األلواح [ ألواح المحو واالثبات ] التي تتنزل منها الشرائع
والصحف :
يقول :
“ ) ( 1وتجلى [ الحق ] له [ للقلم ] ،في مجلى التعليم الوهبي ،بما يريد ايجاده من
خلقه . . .فقبل بذاته علم ما يكون ،وما للحق من األسماء اإللهية الطالب صدور هذا
العالم الخلقي .فاشتق من هذا العقل موجودا آخر سماه اللوح ،وامر القلم ان يتدلى اليه
،ويودع فيه جميع ما يكون إلى يوم القيامة ال غير . . .فهذا [ اللوح ] حصر ما في
العالم من العلوم إلى يوم القيامة ( “ . . . 7ف . ) 148 / 1
“ ) ( 2اللوح المحفوظ . . .فهو موضع تنزيل الكتب ،وهو أول كتاب سطر فيه
الكون “ ( .عقلة ص . ) 54
َّللا :باللوح
َّللا عليه وسلم عن ّ
“ ) ( 3النفس الكلية التي عبر عنها الشارع صلى ّ
َّللا عليه ما كتب فيه ،فلم ينله محو بعد ذلك ،وال تبديل . المحفوظ ،حفظ ّ
َّللا
فكل شيء فيه ،وهو المسمى في القرآن :بكل شيء ،تسمية الهية .ومنه كتب ّ
كتابا وصحفه المنزلة على رسله وأنبيائه ،
ش ْيءٍ “[ / 145 ] 7وهو اللوح مثل قوله تعالى َ ”:و َكتَبْنا لَهُ فِّي ْاأل َ ْل ِّ
واح ِّم ْن ُك ِّّل َ
المحفوظ ( “ . . .ف . ) 260 / 3
َّللاُ ما
“ وهذه األقالم تكتب في ألواح المحو واالثبات ، 8وهو قوله تعالى ”:يَ ْم ُحوا َّ
يَشا ُء َويُثْبِّتُ “[ ] 39 / 13ومن هذه األلواح تتنزل الشرائع والصحف والكتب على
َّللا عليهم وسالمه ،ولهذا يدخل في الشرائع النسخ “ ( ف / 3 الرسل صلوات ّ
. ) 61
****
يفارق اللوح المحفوظ القلم االعلى بان له عند الفعل صفتين :صفة علم وصفة عمل أو
الفاعلية واالنفعالية .
وذلك أنه عند الفعل :منفعل بالنسبة للقلم ،وفاعل :بالنسبة لما يليه وهو الطبيعة .
على حين يظهر القلم :فاعال .
ولذلك جعل ابن العربي شهود الحق في المرأة أكمل شهود ألنه :شهود الحق من حيث
هو فاعل منفعل .9
997
“ “ 998
يقول ابن العربي :
“ ثم أوجد [ الحق ] فيه [ في اللوح ] صفتين :صفة علم وصفة عمل . . .فالصفة
العالمة أب 10فإنها المؤثرة .والصفة العاملة أم 11فإنها المؤثر فيها ،وعنها
ظهرت الصور [ صور العالم ] ( “ . . .ف . ) 140 - 139 / 1
****
أشار ابن العربي “ باللوح المحفوظ “ إلى االنسان ،من حيث إنه جمع في كونه كل
األسماء والنعوت ،فكان مختصرا شريفا .
والمالحظ انه يعني “ :االنسان الكامل “ الذي حفظ هذا “ الجمع “ عن المحو واالثبات
. 12
يقول
“ فقال ”:بَ ْل ُه َو قُ ْر ٌ
آن َم ِّجي ٌد “[ ] 21 / 85
اي جمع 13شريف ،يعني ما هو عليه من األسماء والنعوت” فِّي لَ ْو ٍ
ح َم ْحفُوظٍ “[ 5
] / 22وهو :أنت ،إشارة واعتبارا ( “ . . .ف . ) 193 / 4
****
جعل ابن العربي اللوح صفة االنفعال في مقابل القلم [ صفة الفاعل ] ،فكل منفعل في
الكون :لوح ،وكل فاعل هو :قلم .
ونالحظ ان اللوح هنا خسر ذاتيته وشخصيته الفردية ،فبعدما كان “ :اسم علم
“ أصبح “ :اسم جنس “ -إن أمكن التعبير .
يقول :
“ اللوح المحفوظ هو أيضا :قلم لما دونه ،وهكذا كل فاعل ومنفعل :لوح وقلم . . .
“ ( عقلة . ) 56
998
“ “ 999
الذكورة ، 16حقيقة الفعل وحقيقة االنفعال .
يقول " :القلم واللوح : 17أول عالم التدين [ التدوين ] والتسطير ،وحقيقتهما ،
[ وحقيقتاهما ] :ساريتان في جميع الموجودات ،علوا وسفال ومعنى وحسا “ .
( ف . ) 221 / 3
..........................................................................................
) ( 1يقول ابن العربي “ :هذه النفس التي هي اللوح المحفوظ وهي من المالئكة
الكرام ،وهو المشار اليه :بكل شيء ،في قوله تعالى” َو َكتَبْنا لَهُ فِّي ْاأل َ ْل ِّ
واح ِّم ْن ُك ِّّل
ش ْيءٍ “[ ] 145 / 7وهو اللوح المحفوظ “ ( عقلة ص . )54 َ
999
“ “ 1000
فيمحو األول ويثبت الثاني .هذا ما دام العبد مهتما لخواطره محجوبا . . .فإذا أيّد
بالعصمة [ راجع “ عصمة “ ] ان كان نبيا ،وبالحفظ ان كان وليا ،عاد قلبه لوحا
محفوظا مقدسا عن المحو . . .فال يقال فيه أنه لوح محو واثبات ألنه صاحب
كشف . . .سمينا هذه المقامات بهذه االسمية لكون االنسان نسخة من العالم الكبير ،
فاردنا ان نعرفك اين موضع اللوحين في االنسان ،المقابلين للوحي العالم األكبر . . .
“ ( مواقع النجوم ص ص . ) 80 - 79
“ وللقلب وجهان :ظاهر وباطن ،فباطنه :ال يقبل المحو بل هو اثبات مجرد محقق ،
وظاهره :يقبل المحو ،وهو لوح المحو واالثبات فيثبت فيه وقتا امر ما “ ( كتاب
الفناء ص . ) 7
كما يراجع - :دراسات فنية .الدكتور عبد الكريم اليافي ص ( 391االنسان :لوح
المحو واالثبات )
) ( 9لقد بحثنا ذلك عند كالمنا على الحب .انظر الحب المعنى “ الرابع “ .
) ( 11راجع “ أم “ . ) ( 10راجع “ أب “ .
) ( 12انظر ما سبق الكالم عليه ،من أن العبد هو :محل االلقاء اإللهي ،وان
صاحب الكشف قلبه :لوح محفوظ مقدس عن المحو والظاهر في تردد الخواطر .
المعنى “ الثاني “ الفقرة “ “ 3مع الهامش .
) ( 13القرآن -الجمع ،انظر “ قرآن “ .
) ( 15راجع “ قلم “ . ) ( 14راجع “ أول “ .
) ( 16لقد كان علم النفس الحديث إلى سنوات خلت ،يفصل بين حقيقة األنوثة
وحقيقة الذكورة في االنسان إلى أن توصل االن إلى النتيجة التالية “ :ان كل انسان
ذكرا أو أنثى يحمل في ذاته صفتي األنوثة والذكورة معا “ كم من السنين سبق ابن
العربي علم النفس الحديث ،وكم يكون دين الصوفية كبيرا على علم النفس لو عرف
هذا األخير كيف يستفيد من ارثهم الفكري !
) ( 17يراجع بشأن “ لوح محفوظ “ عند ابن العربي :
-ف ج 1ص ( 46علوم العقل المسطره في اللوح المحفوظ ) .
-ف ج 2ص ( 130اللوح ) ( 282 ،قوتي العلم والعمل للوح ) ( 427 ،اللوح
المحفوظ :
النفس الكلية ) ( 428القلم :محل االلقاء ،اللوح :محل القبول ) .
-ف ج 3ص ( 12اللوح :حضرة التفصيل ) ( 28 ،النفس :اللوح ،العقل :
القلم ) .
(317اللوح المحفوظ ) ( 322 ،اللوح المحفوظ ) ( 342 ،صريف األقالم في
األلواح ) ( 430 ،اللوح المحفوظ :النفس ) ( 444 ،اللوح المحفوظ :النفس
المنفعلة ) .
1000
“ “ 1001
1001
“ “ 1002
وعندنا :ما يلوح للبصر إذا لم تتقيد بالخارجة ومن األنوار الذاتية ال من جهة القلب .
الطوالع :أنوار التوحيد تطلع على قلوب أهل المعرفة فيطمس سائر األنوار .
اللوامع :ما ثبت من أنوار التجلي وقتين وقريب من ذلك “ ( . . .االصطالحات
. ) 291
..........................................................................................
) ( 1يختصر الطوسي والقشيري موقف الصوفية من اللوائح والطوالع واللوامع .
-يقول القشيري :
“ وهي [ اللوائح ،اللوامع ،الطوالع ] من صفات أصحاب البدايات الصاعدين في
الترقي بالقلب ،فلم يدم لهم بعد ضياء شموس المعارف . . .
وهم في زمان سترهم يرقبون فجأة اللوائح منهم
كما قال القائل :
يا أيها البرق الذي يلمع *** من اي كناف السماء تسطع
فتكون أوال اللوائح ثم لوامع ثم طوالع ،
فاللوائح :كالبروق ما ظهرت حتى استترت
كما قال قائل :
افترقنا حوال فلما التقينا *** كان تسليمه علي وداعا
واللوامع اظهر من اللوائح ،وليس زوالها بتلك السرعة ،فقد تبقى اللوامع وقتين
وثالثة .
ولكن كما قالوا :والعين بالكية لم تشبع النظرا ،فإذا لمع قطعك عنك ،وجمعك به ،
لكن لم يسفر نور نهاره حتى كبر عليه عساكر الليل ،فهؤالء بين روح ونوح ،ألنهم
بين كشف وستر .
الطوالع :أبقى وقتا ،وأقوى سلطانا وأدوم مكثا وأذهب للظلمة ،وأنفى للتهمة .
لكنها موقوفة على خطر األفول ،وهذه المعاني ،التي هي اللوائح واللوامع والطوالع ،
تختلف في القضايا ،فمنها ما إذا فات لم يبق عنها اثر ،كالشوارق .
إذا أفلت ،فكان الليل ،كان دائما .
ومنها ،ما يبقى عنه اثر ،فان زال رقمه بقي المه ،وان غربت أنواره بقيت آثاره ،
فصاحبه بعد سكون غلباته ،يعيش في ضياء بركاته “
-كما يراجع :اللمع ،الطوسي ص . 422 - 412
1002
“ “ 1003
- 566المالميّة
مرادف :
للا ، 2االخفياء ،األبرياء ،االفراد ،مقام القربة في
الضنائن ،االمناء 1عرائس ّ
الوالية ، 3رجال المطلع . 4
المالمية مفرد لم يبتكره ابن العربي ، 5فهل أخذه بمضمونه السابق نفسه
1003
“ “ 1004
هل استمرت المالمتية تتمثل هذه الطائفة أم خرجت عن ذلك في اصطالح ابن العربي
؟
ركز ابن العربي على صفة هذه الطائفة وهي :محاولة اخفائهم مقامهم عن الخلق ،
ليجعلهم في ترتيب رجاله مرادفين لالخفياء .
أي انه أضاف إلى محاولتهم إخفاء مقامهم عن الخلق ،ان الحق من جانبه سترهم عن
خلقه ،فكان سترهم مقامهم عن الخلق يقابله :ستر الحق لهم .
يقول :
“ . . .المالمية :فهم الذين لم يظهر على ظواهرهم مما في بواطنهم اثر البتة ،وهم
أعلى الطائفة ،وتالمذتهم يتقلبون في أطوار الرجولية ( “ . . .االصطالحات
. ) 286
َّللا بشيء ،فهم المجهولون ،حالهم
“ . . .والمالمية ال يتميزون عن أحد من خلق ّ
حال العوام ،واختصوا بهذا االسم المر واحد يطلق على تالمذتهم :
َّللا ،وال يخلصون لها عمال تفرح به ،
لكونهم ال يزالون يلومون أنفسهم في جنب ّ
تزكية لهم ( “ . . .ف . ) 35 / 3 -
1004
“ “ 1005
َّللا المخبؤون
“ ) ( 2االمناء أهل هذا المقام [ مقام االمناء الورثة ] . .هم عرائس ّ
عنده ( “ . . .الفتوحات السفر الثاني فق فق . ) 178/ 176
) ( 5أشار ابن العربي في كتابه مواقع النجوم ص 30إلى كتاب السلمي في
المالمية .فليراجع .
1005
“ “ 1006
– 567التلوين
في اللغة :
فتلون .ولون كل شيء . ولونته ّ “ الّلون :هيئة كالسواد والحمرة ّ ،
ما فصل بينه وبين غيره . . .
متلون إذا كان ال يثبت على خلق واحد واأللوان :الضروب ،واللون :النوع ،وفالن ّ
“ ( لسان العرب مادة “ لون “ ) .
في القرآن :
ورد األصل “ لون “ بالمعنيين اللغويين السابقين :
- 1اللون -هيئة كالسواد والحمرة :
ع لَنا َرب ََّك يُبَ ِّيّ ْن لَنا ما لَ ْونُها ] “[ 2 / 69 قال تعالى ” :قالُوا ا ْد ُ
- 2اللون – النوع
ف أ َ ْلوانُهُ َكذ ِّل َك “[ . ] 28 / 35 اس َوالد ََّوابّ ِّ َو ْاأل َ ْن ِّ
عام ُم ْخت َ ِّل ٌ قال تعالى َ ” :و ِّمنَ النَّ ِّ
1006
“ “ 1007
أكمل المقامات ،وحال العبد فيه حال قوله تعالى ُ ”:ك َّل يَ ْو ٍم ُه َو فِّي شَأ ْ ٍن “ [ / 55
. ] 29
التمكين :عندنا هو التمكين في التلوين وقيل حال أهل الوصول “ ( االصطالحات ص
ص . ) 292 - 291
****
َّللا “ بمعنى العارف الواصل ، يستعمل ابن العربي لفظ “ :المتمكن من أهل ّ
في مقابل :المبتدىء يقول :
َّللا ،فعل امر
“ ويأتي [ الشيطان ] العارفين بالواجبات فال يزال بهم حتى ينووا ،مع ّ
ما من الطاعات . . .وعزم . . .وما بقي اال الفعل ،أقام له [ الشيطان ] عبادة أخرى
أفضل منها شرعا .
فيرى العارف ان يقطع زمانه باألولى ،فيترك األول ،ويشرع في الثاني .فيفرح
َّللا بعد ميثاقه .
إبليس حيث جعله ينقض عهد ّ
والعارف ال خبر له بذلك .
فلو عرف ،من أول ،ان ذلك من الشيطان ،عرف كيف يرده .
وكيف يأخذه :كما فعل عيسى ،عليه السالم ،وك ّل متمكن 2من أهل ّ
َّللا . . .
“ ( السفر الرابع فق . ) 394
..........................................................................................
( 1 ) -يقول السراج في تعريف التلوين :
تلون العبد في أحواله ،قال قوم :عالمة الحقيقة التلوين ،ألن “ التلوين “ معناه ّ :
التلوين ظهور قدرة القادر ويكتسب منه الغيرة ،التلوين . . . :التغيير ،فمن أشار إلى
تلوين القلوب وتغير األحوال فقال :عالمة الحقيقة رفع التلوين .ومن أشار إلى تلوين
القلوب واالسرار الخالصة ّّلل تعالى في مشاهدتها وما يرد عليها :من التعظيم والهيبة
وغير ذلك من تلوين الواردات فقال :عالمة الحقيقة التلوين ( “ . . .اللمع ص
. ) 443
-اما الكمشخانوي فيزيد على ما أوردناه في المتن بنقله عن المشايخ :
“ ( وقال ) أبو علي [ الدقاق ] :كان موسى عليه السالم -صاحب تلوين ،ألنه رجع
َّللا تعالى ،وطلب الرؤية ،إلى ستر وجهه لما اثرت فيه الحال . من سماع كالم ّ
َّللا عليه وسلم ) كان صاحب تمكين ،فرجع كما ذهب ليلة المعراج ، ومحمد ( صلى ّ
لم يؤثر فيه ما شاهده وال ما سمعه تلك الليلة ،
وكان [ أبو علي ] يقول :مثال حالهما [ صاحب التلوين وصاحب التمكين ] امرأة
العزيز والنسوة .
فالنسوة [ -تلوين ] لما رأيناه أكبرنه وقطعن أيديهن ،وقلن ،ما قلن ،ألنهن لم يكن
لهن في حبه مقام تمكين .وامرأة العزيز كانت بيوسف أتم بالء منهن ولم يجد عليها
ذلك اليوم ،شيء مما جرى ،على النسوة ،لكونها صاحبة تمكين في حبه . . .واما
1007
“ “ 1008
المسلوب عن نفسه واحساسه بالكلية فهو في المحو المحض ،فال تلوين له وال تمكين
له ،وال مقام وال حال ( “ . . .جامع األصول ص . ) 157
1008
“ “ 1009
غيب ؛” َونَهارا ً “[ ] 5 / 71دعاهم أيضا :من حيث ظاهر صورهم وحسهم .وما
َّللا عليه وسلم قومه ،
جمع [ نوح ] في الدعوة [ . . .على حين ] فما دعا محمد صلى ّ
ليال ونهارا بل دعاهم :ليال في نهار ،ونهارا في ليل “ ( . . .فصوص - 70 / 1
. ) 71
“ فان الليل ال يعطي للناظر في نظره ،سوى نفسه .فهو يدرك وال يدرك به ،فإنه :
غيب وظلمة ،والغيب والظلمة يدركان وال يدرك بهما “ ( . . .ف . ) 379 / 2
“ . . .هذا كتاب كريم .كتبت به من التقاصي إلى كمالي . . .ومن شروقي إلى
غروبي ،فمن نهاري إلى الليالي ( “ . . .االتحاد الكوني ق 140أ ) .
****
الليل بمعنى الغروب [ انظر “ غروب “ و “ شروق “ ] .
وتأخذ وجهين :فإما بغروب الليل يحدث :ضده [ وهذا خاصة في المفاهيم والمعاني .
فليل العدل -الظلمة ] .
واما يحتفظ غروب الليل بمعنى :الغيب ،دون نظر إلى ظلمة .
- 1الوجه األول :
“ . . .ثم جاء بينهما فترات [ القرن األول -القرن الرابع ] وحدثت أمور ،وانتهت
أهواء ،وسفكت دماء ،وعاثت ذئاب في البالد وكثر الفساد إلى أن طم الجور ،وطما
سيله ،وأدبر نهار العدل ،بالظلم ،حين أقبل ليله ( “ . . .ف . ) 328 / 3
1009
“ “ 1010
*تتردد عند ابن العربي عبارتان :الليل االنساني -الثلث األخير أو الثلث الباقي من
الليل االنساني ،أو الثلث األخير من الليل .
وهذا الثلث األخير فيه يتنزل الحق ،يسأل عباده التائبين المستغفرين ليجود عليهم
بالمنح ( حديث النزول اإللهي في الثلث الباقي من الليل االنساني ) .
يقول :
“ النشأة االنسانية بجميعها :ليل ، 1وفي الثلث اآلخر منها يكون النزول اإللهي ،
لينيله أجزل النيل ،ولم يكن الثلث االخر اال :الروح المنفوخ ،الذي له الثبات
والرسوخ والعلو على الثلثين . . .
فالثلث األول :هيكله الترابي ،
والثلث الثاني :روحه الحيواني ،
والثلث األخير به كان انسانا ( “ . . .ف . ) 344 / 4
“ . . .إلى حديث النزول اإللهي ،في الثلث الباقي من الليل االنساني 2وسؤاله عباده
،التائبين والداعين المستغفرين ليجود عليهم بالمنح ،وأنواع الطرف والملح . . .
“ ( ف . ) 347 / 4 -
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن ليل عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 2ص ( 660ظلمة الليل )
-الفتوحات ج 4ص ( 61ليل هيكله )
-تاج الرسائل ق 48ب ( الثلث اآلخر من الليل )
-كيمياء السعادة ق ( 3النهار والليل ) .
) ( 2انظر فهرس األحاديث حديث رقم 42 :
****
1010
“ “ 1011
- 569الليل اإلنساني
انظر “ ليل “ المعنى “ الثالث ".
(( فما هو الليل االنساني ؟
يرى ابن العربي ان النشأة االنسانية بجميعها :ليل ،
وقد قسمه ثالثة أثالث :
الثلث األول :هو الهيكل الترابي ،اي الجسد
الثلث الثاني :روحه الحيواني ،اي النفس ،
الثلث األخير :هو الروح المنفوخ ،اي الروح
وهذا الثلث األخير فيه يتنزل الحق ،يسأل عباده التائبين المستغفرين ليجود عليهم
بالمنح ( حديث النزول اإللهي في الثلث الباقي من الليل االنساني ) .
يقول :
“ النشأة االنسانية بجميعها :ليل ، 1وفي الثلث اآلخر منها يكون النزول اإللهي ،
لينيله أجزل النيل ،ولم يكن الثلث االخر اال :الروح المنفوخ ،الذي له الثبات
والرسوخ والعلو على الثلثين . . .
فالثلث األول :هيكله الترابي ،
والثلث الثاني :روحه الحيواني ،
والثلث األخير به كان انسانا ( “ . . .ف . ) 344 / 4
“ . . .إلى حديث النزول اإللهي ،في الثلث الباقي من الليل االنساني 2وسؤاله عباده
،التائبين والداعين المستغفرين ليجود عليهم بالمنح ،وأنواع الطرف والملح . . .
“ ( ف )) . ) 347 / 4 -
****
- 570ليلة القدر
باإلضافة إلى مضمونها العام الوارد في القرآن :يضيف ابن العربي معنى جديدا ،
فليلة القدر هي :االنسان المتحقق بانسانيته الجامعة للصورة اإللهية والحقائق
الكونية .
يقول :
“ . . .فأنت ليلة القدر ألنك :من طبيعة وحق .فشهد لك بعظم القدر قبل نزول القرآن
عليك ( “ . . .ف .) 44 / 4
1011
“ 1012 “
1012
“ “ 1013
حرف الميم
م
1013
“ 1014 “
1014
“ “ 1015
ق
ق المح ّق -مح ّ - 571المح ّ
السحق :احساس العبد بذهاب تركيبه تحت قهر سلطان التجلي ،والمحق :أعلى من
السحق 1هو فناء العبد في الحق ، 2فال يظهر في الكون اال خلق في حق ،بطريق
النيابة واالستخالف .
اما محق المحق 3فهو كما نقول :عدم العدم ،اي الوجود .إشارة إلى ظهور خلق في
حق .
يقول ابن العربي :
“ السحق :ذهاب تركيبك تحت القهر .المحق :فناؤك في عينه “ ( االصطالحات
. ) 290
“ . . .اعلم أن المحق :ظهورك في الكون به بطريق االستخالف والنيابة عنه ،فلك
التحكم في العالم .ومحق المحق :ظهورك بطريق الستر عليه ،والحجاب ،فأنت
تحجبه في محق المحق . . .فيقع شهود الكون عليك :خلقا بال حق . . .
فمحق المحق يقابل ،ما هو مبالغة في المحق ،انما هو :عدم العدم ( “ . . .ف / 2
. ) 554
كما يراجع “ فناء “
..........................................................................................
) ( 1يقول السراج في اللمع ص ص : 432 - 431
“ المحق “ :بمعنى المحو ،اال ان المحق أت ّم .ألنه اسرع ذهابا من المحو .قال رجل
َّللا :ما لي أراك قلقا أليس هو معك وأنت معه ؟ ! للشبلي رحمه ّ
َّللا :لو كنت انا معه فاتني [ فأثنّي ] ،ولكني محو فيما هو . فقال الشبلي رحمه ّ
يعني :ليس مني شيء ،وال بي شيء ،وال عني شيء ،والكل منه ،وبه وله “ .
“ ) ( 2المحق “ أعلى من “ السحق “ ،الن العبد تخلص من سلبية ذهاب تركيبه ،
ليستفيد من ايجابيات الفناء .انظر “ فناء “ .
) ( 3المحق مفرد لم يبتدعه ابن العربي بل نكاد نراه في جميع مؤلفات الصوفية قبله
[ فلتراجع ] ،على حين ان “ محق المحق “ عبارة ابتدعها ،لينطبق مفهوم المحق
أكثر على فلسفته الصوفية .
1015
“ “ 1016
- 572المحو واألثبات
المحو واالثبات من ثنائيات السلوك الصوفي ،كالفناء والبقاء .فعندما يذهب المحو
العبد عن نفسه ،يثبته عند ربه . 1وربما تجد هذه الثنائية مصدرها في اآلية
َّللاُ ما يَشا ُء َويُثْبِّتُ “( الرعد . ) 39 /
الكريمة ”:يَ ْم ُحوا َّ
يقول ابن العربي :
“ المحو :رفع أوصاف العادة .وقيل :إزالة العلة .وقيل :ما نشره [ ما ستره ] الحق
وفناؤه [ ونفاه ] .االثبات :إقامة احكام العبادة وقيل اثبات مواصالت 3 “ . . . 2
( االصطالحات ص . ) 288
1016
“ “ 1017
****
دي
- 573المح ّم ّ
انظر “ الوارث المحمدي ".
****
األول
- 574المم ّد ّ
الممد األول -االنسان الكامل
انظر “ االنسان الكامل “
1017
“ “ 1018
- 575مم ّد الهمم
َّللا عليه
ممد الهمم :هو أحد األسماء الوظيفية لالنسان الكامل [ -النبي محمد صلى ّ
وسلم ]
انظر “ انسان كامل “ :الكمال االبستيمولوجي رقم 2
كما يراجع :
-الفصوص ج 1ص ( 47ممد الهمم ) ،ص ص ( 66 - 65الممد ) .
-عنقاء مغرب ص ( 51الممد األول )
-الفتوحات ج 4ص ( 66االمداد الوجودي -االمداد العلمي )
-انشاء الدوائر ص ( 19المادة األولى )
****
- 576المدينة الفاضلة
“ المدينة الفاضلة “ عبارة أشار بها ابن العربي إلى :االنسان الكامل المخلوق على
الصورة .وقد اختار عبارة “ المدينة الفاضلة “ 1
ألن اللفظ األول منها يتضمن إشارة إلى :تمامه وجمعيته [ -االنسان ] ،
واللفظ الثاني منها يتضمن إشارة إلى :شرفه على بقية المخلوقات .
يقول :
“ . . .ال يخفى على ذي عينين الفرق بين :الذهب واللجين ،اي االنسان الحيوان من
االنسان المخلوق على صورة الرحمن ،هو :النسخة الكاملة ،والمدينة الفاضلة . . .
“ ( ف ) 398 / 4
..........................................................................................
) ( 1يمكن ان تشير عبارة “ المدينة الفاضلة “ إلى موقف خاص البن العربي ،يتميز
عن موقف الفالسفة .
فعلى حين اختار الفالسفة كالفارابي وغيره مدينة أفالطون وأرسطو وحدة االصالح
المرجوة في فلسفة سياسية ،جعل ابن العربي الفرد هو نواة االصالح ووحدته في
فلسفة اجتماعية -انسانية .
ومن اصالح الفرد ينتشر اصالح المجموع ،
1018
“ “ 1019
فاالنسان هو :المدينة الفاضلة ،واالصالح لن يكون اال على مستوى الفرد ،وانطالقا
منه .
****
- 577مركز الدائرة
مركز الدائرة -االنسان الكامل
انظر “ االنسان الكامل “.
****
- 578الماسك
انظر “ العمد “.
****
- 579المكر
“ المكر “ تستعمل في معظم النصوص الصوفية ،لإلشارة إلى :المكر من جانب
الحق تعالى ،وهو :ايصال النعم منه تعالى مع المخالفة من العبد -وابقاء الحال عليه
[ العبد ] مع سوء األدب [ من العبد ] .
واظهار الكرامات من غير جهد واستحقاق [ من العبد ] .
وهذا المكر :هو “ استدراج “ الهي للعبد من باب االبتالء واالختبار ،اللذين لهما دور
ووظيفة سلوكية في تكوين السالك .
1019
“ “ 1020
فإنه قد يكون ذلك استدراجا ومكرا .وانما أطلقت عليه اسم “ الكرامة “ ألنه الغالب ،
“ والمكر “ فيه قليل جدا ( “ . .ف السفر الثالث فق . ) 383
كما يراجع “ كرامة “ وخاصة في عالقتها مع “ االستقامة “ .
****
- 580المنّة واالستحقاق
المرادفات :
المنة والجزاء -المنة والوجوب -العناية واالكتساب -الكرامة والجزاء -الرضا
والفضل -الوهب والجزاء الوفاق -الفضل 1والعدل - 2االبتداء والجزاء .
َّللا على العبد ،من توبة أو رحمة أو جزاء أو عطاء يقسم ابن العربي كل ما يرد من ّ
أو اجر أو نعيم أو غير ذلك قسمين :
قسم يعطيه الحق العبد “ ابتداء “ من عين المنة ،
وقسم يعطيه الحق العبد “ استحقاقا “ جزاء عن عمل قام به . 3
ثم ال يلبث ابن العربي بعد ان يقسم العطاء اإللهي 4قسمين ،ان يض ّمن أحدهما اآلخر
ويرجع الجزاء إلى عين المنة ،وذلك الن كل عمل استحق به العبد الجزاء هو في
الواقع امتنان الهي . 5
وبعد ما أشرنا إلى سبيلي العطاء الرئيسين ،ننتقل إلى النصوص على أن نفرد لكل
نوع من أنواع العطاء عنوانا جانبيا ونبين وجهيه .
***
المحبة :
َّللا للعبد هي في الحقيقة محبتان ،ككل عطاء الهي ،ويسمى ابن العربي هاتين محبة ّ
المحبتين باألسماء التالية :حب منة وحب جزاء ،أو محبة امتنان ومحبة جزاء -حب
عناية وحب كرامة -حب ابتداء وحب جزاء .يقول :
َّللا تعالى ان ّّلل عبادا يحبهم ويحبونه ، 6فجعل محبتهم [ العباد ] وسطا بين“ قد اخبر ّ
محبتين منه لهم .
فأحبهم فوفقهم بهذه المحبة التباع رسوله فيما جاءهم به من الواجبات عليهم . . .
ثم أعلمهم انهم إذا اتبعوه فيما جاء به أحبهم ،فهذا الحب اإللهي الثاني ما هو عين
األول .
فاألول :حب عناية ،
والثاني :حب جزاء
1020
“ “ 1021
وكرامة . . .في األصل حب الكرامة دون حب العناية ،فإنه حب جزاء فال يخلص
خلوص الحب األول [ اي حب العناية ] . . .الن الحب األول [ العناية ] ابتداء .
والحب الثاني [ الكرامة ] جزاء ( “ . . .ف / 4ص . ) 103 - 102
َّللا
“ ثم ينتج له [ العبد ] هذا العمل الذي هو نافلة [ من صالة أو صوم ] . . .محبة ّ
إياه ،وهي محبة خاصة جزاء ،ليست هي محبة االمتنان ،فان محبة االمتنان
َّللا تعالى “ (. . .ف . )203 / 1األصلية اشترك فيها جميع أهل السعادة عند ّ
َّللا للعبد :محبة أولى ،هي ابتداء عامة لكلوهكذا تظهر من النصوص محبتان من ّ
أهل السعادة .
والثانية ،جزاء استحقها العبد نتيجة نافلة أو عمل قام به وهي خاصة .
****
التوبة :
َّللا للعبد كذلك توبتان يسميهما ابن العربي :توبة امتنان وتوبة التوبة التي يمنحها ّ
علَ ْي ِّه ْم ِّليَتُوبُوا ، 8فهذه [ التوبة ] األولى :توبة امتنان فإذا تاب جزاء .يقول ”:ث ُ َّم َ
تاب َ
عليهم بالمغفرة بعد توبتهم ،كانت هذه التوبة [ الثانية ] اإللهية :جزاء ( “ . . .ف 4
. ) 303 /
َّللا :ابتداء يهب بها للعبد العمل على استغفاره ،حتى يصل بهذا اذن التوبة األولى من ّ
العمل إلى التوبة الثانية ،التي استحقها على عمله .
****
االجر والجزاء :
ان مفهوم االجر والجزاء يتضمن في حقيقته معنى :االستحقاق .
وقد رأينا في “ التوبة والمحبة “ كيف ان ابن العربي يضع الجزاء في مقابل المنة.
اذن الجزاء هو في الواقع :استحقاق.
1021
“ “ 1022
ولكن هنا يضيف ابن العربي إلى كلمة “ جزاء “ كلمة “ وفاقا “ ،فيصبح الجزاء
الوفاق :هو االستحقاق ،في مقابل “ :الهبة والكرم “ اللذين يأخذان مفهوم :المنة
.9
كما في “ الجزاء “ كذلك الشأن في “ االجر “ ،فاالجر :عوض عن عمل .اذن
االجر :استحقاق .
ولكن هنا يضع ابن العربي االجر الذي يقتضيه الكرم في مقابل “ اجر االستحقاق “ .
يقول :
َّللا سبحانه وتعالى ]
“ ) ( 1وفيه [ منزل الرؤية ] علم الجزاء الوفاق ،وإذا اعطى [ ّ
ما هو خارج عن الجزاء ،فذلك [ العطاء ] من االسم الواهب والوهاب ( “ . . .ف 3
. ) 468 /
كذلك نجد عنوان الباب الرابع والسبعين وثلثماية من الفتوحات كاآلتي :
“ في معرفة منزل الرؤية ،والرؤية ،وسوابق األشياء في الحضرة الربية ،وان
للكفار قدما كما أن للمؤمنين قدما ،وقدوم كل طائفة على قدمها وآتية بامامها عدال
وفضال من الحضرة المحمدية ( “ . . .ف . ) 462 / 3
َّللا من عين
“ وقوله :يا عبادي الذين اسرفوا . . . 10وأمثاله اطمع إبليس في رحمة ّ
َّللا ال انقطاع له ألنه خارج عن الجزاء الوفاق ( “ . . .ف / 4
المنة . . .وفضل ّ
.)4
اذن الجزاء الوفاق 11هو كل عطاء الهي بحسب طبيعة الممكن ،فإن كان ابتداء فهو
َّللا ومنة .
فضل من ّ
( 2 ) “ . . .فان االجر قد يقتضيه الكرم من غير وجوب ،وقد يقتضيه الوجوب
والذي يقتضيه الوجوب أعلى ( “ . . .ف . ) 24 / 4
َّللا تعالى له المنة على عباده ،بان هداهم لاليمان برسله ،فوجب عليهم
“ فاعلم أن ّ
َّللا عنهم . . .فمن جمع شعب االيمان كلهاَّللا ،وحالوة الرسول فيضمنها ّ
شكر ّ
َّللا عن هذا الشخص الجامع [ لشعب االيمان ] . . .
فجزاء الرسول من ّ
فانظر ما للرسول عليه السالم من األجور فاجر التبليغ :اجر استحقاق “ ( . . .ف 4
. ) 23 /
وهكذا يجد ابن العربي ان اجر االستحقاق هو الذي اقتضاه عمل ما ،كالتبليغ بالنسبة
للرسول عليه السالم ،وهناك اجر اخر لم يستوجبه عمل بل
1022
“ “ 1023
يقول :
“ . . .ينبغي لك ان تحزن على ما يفوتك من جنة االعمال . . . ، 13ال تعتمد اال
على جنة االختصاص فإنها مثل التوفيق لألعمال الصالحة في هذه الدار ،ال تنال اال
بالعناية ال باالكتساب ( “ . . .ف . ) 402 / 4
“ . . .السعيد والشقي فهما في نتائج اعمالهما هذه المدة المعينة [ مدة بقاء السماوات
واألرض ] ،فإذا انتهت انتهى نعيم الجزاء الوفاق وعذاب الجزاء ،
1023
“ “ 1024
َّللا تعالى ] رحمن :بالرحمة العامة وهي رحمة االمتنان ،وهو رحيم:
“ فهو [ ّ
1024
“ “ 1025
سأ َ ْكتُبُها ِّللَّذِّينَ يَتَّقُونَ “15 بالرحمة الخاصة وهي الواجبة في قوله” فَ َ
الر ْح َمةَ “. 16 على نَ ْف ِّس ِّه َّ
ب َربُّ ُك ْم َوقوله َ ”:كت َ َ
واما رحمة االمتنان فهي التي تنال من غير استحقاق بعمل . . .وهي رحمة
عناية. . .
َّللا عليه :امتن علينا بالرحمة التي مننت بها على أولئك [ غير يقول من غضب ّ
المغضوب عليهم ] ابتداء من غير استحقاق ( “ . . .ف . ) 551 - 550 / 3
كما يظهر من النص التالي كيف ان رحمة االمتنان :رحمة عامة مطلقة ،ورحمة
الوجوب :رحمة مقيدة . 17
يقول :
“ . . .الرحمتان اللتان ذكرهما سليمان في االسمين اللذين تفسيرهما بلسان العرب :
الرحمن الرحيم .فقيد :رحمة الوجوب .وأطلق :رحمة االمتنان ( “ . . .فصوص
الحكم ج 1ص . ) 153 - 152
..........................................................................................
) ( 1يشرح الحكيم الترمذي كلمة “ فضل “ في القرآن في كتابه “ نظائر القرآن
َّللا يُؤْ تِّي ِّه َم ْن يَشا ُء( آل عمران / “ يقول “ :واما قوله “ الفضل “ [قُ ْل إِّ َّن ْالفَ ْ
ض َل بِّيَ ِّد َّ ِّ
َّللا خلق الخلق في ] ) 73على كذا وجه :فالفضل ما كان قبل القسمة ،وذلك ان ّ
ظلمة قبل خلق السماوات واألرض بخمسين الف سنة ،فقدر المقادير وقسم الحظوظ .
فمن كانت له مشيئة قبل المقادير فإنما ناله ذلك من الفضل الذي ابرزه الحبابه وأوليائه
قبل القسمة والتقدير ،وعدل بينهم في القسمة يوم المقادير وسوى الحظوظ ،ثم
أعطاهم من فضله هذه الزيادات التي نراها في الدين والدنيا “ ( .تحصيل نظائر
القرآن ص . )126
) ( 2يجعل الحكيم الترمذي “ العدل “ من نظائر “ الشرك “ و “ السواء “ في القرآن
الكريم ( راجع تحصيل نظائر القرآن ص . ) 28 - 27
) ( 3هذه من أمهات االفكار عند الشيخ األكبر ،ونستطيع ان نعممها على كل عطاء
الهي وان لم ترد في نص محدود .وهذا الموقف هو في الواقع موقف صوفي ،ألنه
بخالف المتكلمين الذين كثيرا ما يختلفون في الفضل اإللهي ومدى انسجامه في الوجود
مع مفهومهم للعدل اإللهي .
ونجد في “ الكتاب األوسط في المقاالت “ اختالف آراء أهل الصالة في العدل
والفضل : “ . . .
َّللا
َّللا [ الناشئ األكبر ت 293هـ ] :كل جزاء من ّ َّللا كلها عدل . . .قال عبد ّ افعال ّ
فضل وليس كل فضل منه جزاء . . .
َّللا انما هو في العدالة بين ايالم الحيوان والذاذه وبين وعده ووعيده والعدل من ّ
َّللا عز وجل وليس كل جود عدال . . . ومجازاته فقط ،والفضل فيما جاد به ّ
“(مقتطفات من الكتاب األوسط في المقاالت للناشيء األكبر .جمعها ابن العسال
النصراني نشر يوسف فان اس -سلسلة نصوص ودراسات المعهد األلماني في بيروت
ص ص . ) 103 - 102
1025
“ “ 1026
حتى النبوة يراها المتكلمون عطاء فيختلفون فيها هل هي ثواب أم ابتداء ؟ وهذه فكرة
ابن العربي نفسها في المنة والوجوب فالثواب وجوب واالبتداء منة .
راجع مقاالت االسالميين ،األشعري ج 2ص 137بحث رقم . 162
-كما يراجع كتاب “ اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع “ ،لألشعري ص - 115
116حيث يقابل بين الفضل والبخل .
وبينما نجد المتكلمين حذرين فيما يتعلق بالفضل اإللهي نظرا لتشديدهم على العدل ،
نرى الصوفية أوسع ادراكا لمفهوم العدل اإللهي فيثبتون “ الفضل “ دون ان يؤثر ذلك
على “ العدل “ ،يقول إبراهيم بن أدهم .
“ خال المطاف ليلة فطفت وصرت أقول يا رب أسئلك الحفظ من المعاصي ،فهتف بي
هاتف :يا إبراهيم أنت تسئلني الحفظ وكل عبادي يسألونني ذلك ،فإذا حفظتهم من
المعاصي فعلى من أتفضل ؟ “ ( طبقات األولياء -المناوي ج 1ص . ) 76 - 75
-كما يراجع كتاب “ التجريد في كلمة التوحيد “ الحمد الغزالي ص ص 12 - 10
وص 26وص 32حيث يتكلم باسهاب على عالم العدل وعالم الفضل .
اما نجم الدين كبرى فيجعل الصفات اإللهية شقين :صفات الفضل وصفات العدل
بمعنى صفات الجمال وصفات الجالل يقول :
“ ثم التجلي باالتصاف وهو ان يتخلق القلب بهذه االخالق ويتصف بهذه الصفات
يكون ويوجد ويحيي ويميت ويرحم ويعاقب إلى غير ذلك من صفات [ اإللهية ] ،بان ّ
الفضل والعدل ( “ . . .فوائح الجمال ص . ) 29
) ( 4نجد فكرة الجزاء واالبتداء تمت إلى الكيان الفكري البن العربي نفسه .فكل ما
يكون مبنيا على فكرة المعاوضة والعوض فهو جزاء .وهنا نشير إلى أن هذه الفكرة
تترك أحيانا مجال العطاءات اإللهية التي سنتكلم عليها بالتفصيل لتنسحب على افعال
االنسان فالسيئة مثال منها شرعية ومنها جزائية .
َّللا ،اما السيئة
السيئة الشرعية هي التي يقوم بها العبد ابتداء ،ويكون بها مأثوما عند ّ
الجزائية فهي شرعا ليست سيئة وال يحاسب عليها وان كانت سيئة ألنها ليست ابتداء
بل جزاء .
يقول ابن العربي :
” ان القبيح القسام مقسمة * عرفية والتي التشريع بيّنها
فمن عفا عن مسيئ نفسه انفت * عن الجزاء الن السوء عينهاوهنا قال [ تعالى ] سيئة
س ِّيّئَةٌ ِّمثْلُها ) ]( 42 / 40فالسيئة األولى :
س ِّيّئ َ ٍة َ
مثلها [ َجزا ُء َ
َّللا .
سيئة شرعية صاحبها مأثوم عند ّ
والسيئة الثانية الجزائية ليست بسيئة شرعا وانما هي سيئة من حيث إنها تسوء
المجازي بها ( “ . . .ف . )171/ 4
كما يقول أبو العباس محمد بن يزيد المبرد النحوي ت 285هـ في كتابه “ ما اتفق
لفظة واختلف معناه من القرآن المجيد “ :المطبعة السلفية -القاهرة 1350هـ ص
. 13
1026
“ “ 1027
علَ ْي ِّه “المعنى :فاقتصوا منه
علَ ْي ُك ْم فَا ْعتَدُوا َ
“ وقوله تعالى ( ”) 190 / 2فَ َم ِّن ا ْعتَدى َ
،يخرج اللفظ كلفظ ما قبله كقول العرب الجزاء بالجزاء ،واألول ليس بجزاء فالفعالن
متساويان والمخرجان متباينان ،إذ كان األول ظالما والثاني انما اخذ حقه .ومثله
س ِّيّئَةٌ ِّمثْلُها “ .والثانية ليست بسيئة تكتب على صاحبها ، س ِّيّئ َ ٍة َ
( َ ”) 38 : 42و َجزا ُء َ
ولكنها مثلها في المكروه الن بالثاني يقتص “ . . .
) ( 5اما كون العمل الذي استحق به العبد الجزاء امتنانا الهيا ،فالن العبد لم يكن
َّللا عليه بالهداية لفعله ،وهذه الهداية هي ابتداء لم يستحقها العبد بفعل ليفعله لو لم يمن ّ
َّللا بها عليه .اذن :منة . بل تفضل ّ
علَى ْال ُمؤْ ِّمنِّينَ “ [ 5 َّللاُ بِّقَ ْو ٍم يُ ِّحبُّ ُه ْم َويُ ِّحبُّونَهُ أَذِّلَّ ٍة َ ْ
ف يَأتِّي َّ س ْو َ) ( 6إشارة إلى اآلية” فَ َ
. ]/ 54
) ( 7اآلية 31 / 3
الر ِّحي ُم “( 9 / 118 ) . اب َّ علَ ْي ِّه ْم ِّليَتُوبُوا ِّإ َّن َّ َ
َّللا ُه َو الت َّ َّو ُ ”) ( 8ث ُ َّم َ
تاب َ
) ( 9والجدير بالذكر ان كلمة “ الجزاء الوفاق “ هي قرآنية يقول تعالى ِّ ”:إ َّال َح ِّميما ً
ساقا ً َجزا ًء ِّوفاقا ً “( 78 / 26 ) . َو َ
غ َّ
َّللا “( 39 / طوا ِّم ْن َر ْح َم ِّة َّ ِّ على أ َ ْنفُ ِّس ِّه ْم ال ت َ ْقنَ ُ ِّي الَّذِّينَ أَس َْرفُوا َ ) ” (10قُ ْل يا ِّعباد َ
. )53
) ( 11يراجع بشأن الجزاء الوفاق الفتوحات ج 4ص . 265
) ( 12راجع المعاني المختلفة لكلمة “ عدل “ في هذا المعجم .
) ( 13جنة االعمال هي نفسها جنة الجزاء انظر ف . 599 / 2حيث يسميها “ جنة
جزاء العمل “ .
) ( 14يقول ابن العربي :
“ رحمة الرضى ورحمة الفضل وأنواع الرحموتيات “ ( ف . ) 474 / 3
َّللا عن العبد استنادا الفعاله ، رحمة الرضى هي رحمة الوجوب ألنها رضاء من ّ
َّللا على عبده ابتداء . ورحمة الفضل امتن بها ّ
الزكاة َ “( 7 / 156 ) . سأ َ ْكتُبُها ِّللَّذِّينَ يَتَّقُونَ َويُؤْ تُونَ َّ ) ” ( 15فَ َ
ْب فِّي ِّه “( 6 / 12 ) . الر ْح َمةَ لَيَ ْج َمعَنَّ ُك ْم إِّلى يَ ْو ِّم ْال ِّقيا َم ِّة ال َري َ على نَ ْف ِّس ِّه َّ ب َ ) َ ” ( 16كت َ َ
) ( 17يراجع بخصوص الرحمتين عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 4ص 163حيث يقول “ :فمنا [ الممكنات ] من يأخذها [ الرحمة ]
بطريق الوجوب . . .ومنا من يأخذها بطريق االمتنان من عين المنة والفضل اإللهي
“.
-فصوص الحكم ج 1ص . 180
-الفتوحات ج 4ص 57وص . 274
-الفتوحات ج 3ص . 485
1027
“ “ 1028
-تعليق أبو العال عفيفي على الرحمتين فصوص الحكم ج 2ص ص . 207 - 205
حيث يجد ان رحمة االمتنان العامة هي الوجود .
-راجع كلمة “ رحمة “ في هذا المعجم .
****
- 581الموت
مرادف :شهود الرفيق
ال يحلو الكالم في الموت اال عند الصوفية ،فهم الطائفة الوحيدة تقريبا التي نظرت
اليه باشتياق وحنين ،ودغدغ وجدانها فترقبته فرحة وجلة.
ا ليس اطالقا من قيد الجسد واألكوان واالندراج في المطلق والرحمن .
أليس تتويجا لطريقهم إلى الحق ؟
وكم هي مؤثرة تلك البساطة امام الموت !
انه مجرد “ نفس “ يخرج من الرئتين وال يدخل ثانية ،ويبدأ التفريق بين الروح
والجسد .
وال يكاد يخرج ابن العربي على هذا الخط الصوفي ،وان كان قد ساهم في غناه
بصور شعرية رائعة .
****
يصور ابن العربي الجسم والروح .كالمدينة والقرية بالنسبة :لواليها .فهو [ الوالي -
الروح ] المحكم فيها ،يدبر أمورها ويرعى مصالحها .
والموت :
عزل لهذا الوالي .وفي عزله :إطالقه من قيد الحدود دون انقطاع اثره في الوجود .
فما الموت اال :انتقال مخصوص على وجه مخصوص .
يقول :
“ وليس الموت بإزالة الحياة . . .ولكن الموت :عزل الوالي ( “ . . .ف ) 289 / 4
“ والموت فينا :فراغ ألرواحنا من تدبير أجسامها ( “ . . .ف . ) 351 / 2
“ . . .والموت عبارة عن االنتقال من منزل الدنيا إلى منزل اآلخرة ،ما هو
[ الموت ] عبارة عن إزالة الحياة . . .فالموت انتقال خاص على وجه
1028
“ “ 1029
مخصوص ( “ . . .ف . ) 290 / 4
“ . . .الموت وال بد منه بأي وجه كان ،ولست اعني بالموت اال االنتقال عن هذه
الدار .فإن الشهيد منتقل وان لم يتصف بالموت ( “ . . . 1ف . ) 67/ 4
ويقول في نص صريح بتأثير األرواح بعد انتقالها ّّ . . . ”:لل قوم وجود الحق عينهم *
هم االحياء ان عاشورا وان ماتوا
ال يأخذ القوم نوم ال وال سنة * وال يؤدهم حفظ ولو ماتوا “( ف ) 395 / 4
****
الموت تفريق الجزاء االنسان ور ّد كل جزء إلى أصله.
ونترك الكالم لشيخنا األكبر .يبدع بحروفه صورة كمون النفس في العظم بعد الموت
،مثل كمون النار في الحجر .
يقول :
ّ
وفرق بين الروح والجسد ،ورد كل شيء “ . . .جاء الموت بما فيه . .فاخلى البلد
إلى أصله . . .فالحق الجسم مع اترابه بترابه ،وعرج بالروح ( “ . .ف / 4
. ) 381
“ . .ان الموت حياة مطموسة ،وذلك ان الحياة انقسمت قسمين :أحدهما الحياة
المبصرة ،وهي حياة التأليف .واألخرى الحياة المطموسة ،وهي حياة التفريق
المسماة موتا ( “ . . .بلغة الغواص . ) 84
“ . . .ولما كان الموت مسببا لتفريق المجموع :وفصل االتصاالت ،وشتات الشمل ،
سمي التفريق الذي هو بهذه المثابة :موتا “ ( ف . ) 24 / 3
“ . . .فإذا انقطع غذاؤها [ النفس ] ضعفت حركتها ،فحينئذ :ينقطع هواها ،فإذا
انقطع هواها [ عنصر الهواء ] ،انقطعت نار [ عنصر النار ] شهواتها ،فماتت .
وموتها :كمونها في العظم الرميم ،ككمون النار في الحجر .فكما ان النار كامنة في
الحجر ال تخرج اال بقدح الزناد ،فكذلك الحياة الكامنة في العظم الرميم ال تخرج ،اال
بالنفخة الثانية وهي :نفخة
1029
“ “ 1030
البعث ( “ . . .شق الجيوب ) 25
..........................................................................................
َّللا أ َ ْمواتا ً “( . ) 169 / 3 سبَ َّن الَّذِّينَ قُ ِّتلُوا ِّفي َ
س ِّبي ِّل َّ ِّ ) ( 1إشارة إلى اآلية َ ”:وال ت َ ْح َ
****
- 582الموت األبيض
“ الموت األبيض “ إلى جانب ألوان أخرى من الموت “ :األسود ،األحمر ،األخضر
“ ،من المصطلحات الموروثة في السلوك الصوفي عند ابن العربي.
أول من أطلقها حاتم األصم ( ت 237هـ ) إذ يقول :
“ من دخل في مذهبنا فليجعل في نفسه اربع خصال من الموت :موتا ابيض ،وموتا
اسود ،وموتا احمر ،وموتا اخضر .
فاألبيض :الجوع ،
واألسود :احتمال األذى ،
واألحمر :مخالفة النفس ،
واألخضر :طرح الرقاع بعضها على بعض “ 1ولم يضف ابن العربي جديدا .
يقول :
- 1الموتات األربع
َّللا اربع موتات ،موت ابيض :وهو الجوع . “ . . .فإن ألهل ّ
وموت احمر :
وهو مخالفة النفس في هواها ،وموت اخضر :وهو طرح الرقاع في اللباس بعض
على بعض .وموت اسود :وهو تحمل اذى الخلق ،بل مطلق األذى “ ( . . .ف / 1
. ) 258
“ . . .سر الموت كرباته وكشف حسراته ،فأبيضه :ألم حسي ،وأحمره :ألم نفسي ،
واسوده :مرض عقلي ،واخضره :مثل زهر النبات لما فيه من شتات ( “ . . .ف 4
) 352 /
1030
“ “ 1031
- 2الموت األبيض . . . ”:الجوع موت أبيض * وهو من اعالم الهدى الجوع حلية
َّللا ،واعني بذلك جوع العادة وهو الموت األبيض “ ( ف ) 187 / 2 أهل ّ
- 3الموت األسود :
“ . . .واما الموت األسود الحتمال األذى فإن في ذلك غم النفس ،والغم ظلمة النفس ،
والظلمة تشبه في األلوان :السواد ( “ . . .ف .4 ) 258 / 1
- 4الموت األحمر :
“ . . .والموت األحمر مخالفة النفس ،شبيه بحمرة الدم ،فإنه من خالف هواه :
فقد ذبح نفسه ( “ . . .ف . ) 258 / 1
“ . . .وموت احمر وهو مخالفة النفس في اغراضها ،وهو ألهل المالمية . . .
“ ( ف ) 187 / 2
- 5الموت األخضر :
“ . . .وموت اخضر وهو لباس المرقعات اال المشهرات ،كان لعمر بن الخطاب
ثوب يلبسه فيه ثالث عشرة رقعة ،إحداها قطعة جلد ،وهو أمير المؤمنين “ ( ف / 2
) 187
“ . . .وانما سميت لبس المرقعات موتا اخضر 2الن حاله حال األرض في اختالف
النبات فيه واألزهار ،فاشبه اختالف الرقاع ( “ . . .ف . ) 258/ 1
انظر “ :الجوع “ “ طرح الرقاع “
..........................................................................................
) ( 1نجد النص في طبقات المناوي ص . 96والنص نفسه نجده في طبقات السلمي
ص . 93
) ( 2يراجع بشأن أنواع الموت هذه :
-الفتوحات ج 2ص ( 187الموت األسود )
-الفتوحات ج 4ص ( 352الموت األخضر -الموت األسود -الموت األبيض )
ص ( 354الموت األحمر )
-روح القدس ص ( 23الموت األخضر )
1031
“ “ 1032
- 583الموت األحمر
انظر “ الموت األبيض ".
****
- 584الموت األخضر
انظر “ الموت األبيض ".
****
- 585الموت األسود
انظر “ الموت األبيض "
****
- 586الموت األصغر
الموت األصغر هو :انتقال النوم ،في مقابل الموت األكبر [ انتقال الموت ] .
يقول :
“ . . .والنوم :موت أصغر ،فهو عين الموت :من حيث إن الحضرة التي ينتقل إليها
النائم ،هي بعينها التي ينتقل إليها الميت سواء ،اليقظة بعد النوم كالبعث بعد
الموت ( “ . . .ف . ) 424 / 4
“ . . .ا ال تراه إذا انتقل [ العبد ] بالموت األكبر ،أو بالموت األصغر ،إلى البرزخ .
كيف يرى في الموت األصغر أمورا كان يحيلها عقال في حال اليقظة ،وهي له في
البرزخ محسوسة ،كما هي له في حال اليقظة ما يتعلق به حسه فال ينكره ( “ . . .ف
) 99 / 4
انظر “ موت “
1032
“ “ 1033
- 587الموت األكبر
انظر “ الموت األصغر ".
****
المعنوي
ّ - 588الموت
الموت المعنوي :هو وصول العبد إلى مقام تنقطع عنه أوصافه ،ويقوم الحق مقامه
في جميع الحاالت ،بل هو :فناء العبد وبقاء الحق ،في مقابل الموت الحسي
( انتقال ) .
يقول :
“ . . .فكما ان من مات بصورته ،انقطعت جميع أوصافه المحمودة والمذمومة ،
َّللا
كذلك بالموت المعنوي تنقطع عنه جميع أوصافه المحمودة والمذمومة ،ويقوم ّ
تعالى مقامه في جميع الحاالت .
َّللا ،ومقام صفاته صفاته .
ويقوم مقام ذاته ذات ّ
ولذلك قال عليه السالم :موتوا قبل ان تموتوا .
َّللا تعالى ال يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه وقال صلّى ّ
َّللا عليه وسلم :قال ّ
فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا إلى آخره - [ . . .مقام قرب النوافل ،
فليراجع ] ( “ . . .كتاب الهو ق .) 198 - 197
1033
“ 1034 “
1034
“ “ 1035
حرف النون
ن
1035
“ 1036 “
1036
“ “ 1037
- 589نون
“ نون “ هي :علم االجمال .الدواة التي تحوي في مدادها اجماال :الحروف [ -صور
العالم ] ،في مقابل القلم [ حضرة التفصيل ] .
يقول ابن العربي :
“ القلم :علم التفصيل . . .النون :علم االجمال “ . 1
( االصطالحات ص . ) 294
“ . . .فالنون جسماني ،محل ايجاد مواد الروح والعقل والنفس ووجود الفعل .
وهذا كله مستودع في النون .وهي كليّة االنسان الظاهرة ،ولهذا ظهرت “ ( ف السفر
الثاني ،فق . ) 212
”نون الوجود 2تدل نقطة ذاتها *** في عينها عينا على معبودها
فوجودها من جوده ويمينه *** وجميع أكوان العلى من جودها
فانظر بعينك نصف عين وجودها *** من جودها تعثر على مفقودها “
( ف السفر األول فق . ) 577
..........................................................................................
) ( 1تقابل النون والقلم نجد مصدره في اآلية الكريمة ”:ن َو ْالقَلَ ِّم َوما يَ ْس ُ
ط ُرونَ
“[ القلم . ] 1 / 68
َّللا
يقول سهل التستري في “ التفسير العظيم “ ص “ : 106النون اسم من أسماء ّ
تعالى ،إذا جمعت بين أوائل السور :الر وحم ون فهو اسم :الرحمن “ .
) ( 2يراجع بشأن “ نون “ عند ابن العربي :
-الفتوحات السفر األول فق ( 369النون -حرف ) ( 373 ،النون -حرف ) فق
( 381النون :مرتبة خط االنسان من عالم الحروف ) ،فق ( 387 ، 386النون
حرف للحضرة االنسانية ) ،فق ( 388النون الرقمية ) ،فق ( 389النون
الروحانية -النون السفلية ،النون المرقومة ) ،فق ( 390النون تعطي األزل
االنساني ) ،فق ( 394النون ترجع حقائقها للعبد ) ،فق ( 426النون :ثنائية ) ،
فق ( 577نون الوجود ) ،فق ( 584النون ) ،فق ( 610الميم كالنون ) .
-الفتوحات السفر الثاني فق ( 205النون من االسم الرحمن -النون الغيبية ) ،فق
( 209النون ) .فق . 216 ، 215 ، 213 ، 212
1037
“ “ 1038
نبوة
ّ – 590
في اللغة :
ي :ما ارتفع من األرض . . .“ والنّبوة :االرتفاع . .والنّبوة والنّباوة والنب ّ
ي:ومنه الحديث :ال تصلّوا على النّبي أي على األرض المرتفعة المحدودبة .والنب ّ
العلم من اعالم األرض التي يهتدى بها .
َّللا ،وذلك ألنه يهتدى به . . .ابن
قال بعضهم :ومنه اشتقاق النبي ألنه ارفع خلق ّ
َّللا ،فترك همزه ،السكيت :النبي هو الذي أنبأ عن ّ
قال :وإن اخذت النبي من النّبوة والنّباوة ،وهي االرتفاع من األرض ،الرتفاع قدره
شرف على سائر الخلق ،فأصله غير الهمز ،وهو فعيل بمعنى مفعول ، وألنه ّ
ي ،والجمع أنبياء . . . ، وتصغيره نب ّ
ي الطريق ،واألنبياء طرق الهدى وقال الكسائي :النّب ّ
قال أبو معاذ النحوي :سمعت أعرابيا يقول :من يدلني على النبي اي على الطريق.
وقال الزجاج :القراءة المجتمع عليها في النبيين واألنبياء طرح الهمز ،وقد همز
جماعة من أهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا ،ترك الهمز . . .فإذا همزت قلت
نبيء ونبآء . . .فيجوز ان يكون نبي من أنبأت مما ترك همزه لكثرة االستعمال ،
الرفعة “ ( .لسان العربويجوز ان يكون من نبا ينبو إذا ارتفع ،فيكون فعيال من ّ
مادة “ نبا “ ).
1038
“ “ 1039
1039
“ “ 1040
المعجم -ان هذا الشيخ الجليل ال يقع في خطأ اسالمي شرعي فما هو مصدر الغلط
ومنشأه ؟
- 1ان المطالع لكتبه أخذ عبارة مثل “ :الولي أعلى من النبي “ ،قاطعا إياها عن
سياقها الفكري .
صالة َ “بمعزل عن بقيتها ،جاعال منها :نصا شرعيا . كمن يأخذ اآلية ”:ال ت َ ْق َربُوا ال َّ
يقول :
“ . . .وإذا سمعتم لفظة من عارف محقق مبهمة وهو ان يقول :الوالية هي النبوة
الكبرى ،والولي العارف مرتبته فوق مرتبة الرسول . .فالنبي صلّى ّ
َّللا عليه وسلم له
مرتبة الوالية والمعرفة ،والرسالة.
ومرتبة الوالية والمعرفة :دائمة الوجود ،ومرتبة الرسالة :منقطعة .فهو صلّى ّ
َّللا
عليه وسلم من كونه وليا وعارفا أعلى واشرف من كونه رسوال .
باّلل من
وهو الشخص بعينه واختلفت مراتبه ،ال ان الولي منا ارفع من الرسول نعوذ ّ
الخذالن ( “ . . .القربة ص . ) 9
1040
“ “ 1041
( ب ) ان “ الوالية “ تفهم عامة منسوبة إلى هذا النمط من الرجال الذين مارسوا
التدين والتقوى والورع ،فظهرت عليهم من اآلثار ما لفت نظر العموم ،فخصوهم
باأللقاب ومنها “ :الولي “ ،التي تجد جذرها القرآني في اآلية” أَال إِّ َّن أ َ ْو ِّليا َء َّ ِّ
َّللا ال
علَ ْي ِّه ْم َوال ُه ْم يَ ْحزَ نُونَ .“[ 10 / 62 ] .
ف َ
خ َْو ٌ
ففصلت “ الوالية “ عن “ النبوة “ وحصرت باألتقياء من البشر من غير األنبياء .
على حين ان ابن العربي جعل “ الوالية “ كالنبوة :مرتبة وجودية لها خصائص مميزة
تتحقق في األنبياء المرسلين ،واألنبياء غير المرسلين ،واألتقياء من عامة
المسلمين .
فالوالية بهذا المضمون هي ما أشار اليه :بالنبوة العامة ،فموسى وعيسى مثال عليهما
السالم هما :أولياء -في نسبة تختلف عن النسبة ،التي يطلق من اجلها عليهما لفظ :
“ أنبياء “ .وهكذا . .
ولنحاول اآلن ان نحصر بنقاط جملة مفهوم ابن العربي للنبوة :
* * * *أشار ابن العربي إلى “ النبوة “ بمعناها اللغوي السابق ،اي :الرفعة ؛
يقول :
َّللا منها
“ . . .واما النبوة ،التي هي غير مهموزة ،فهي :الرفعة .ولم يطلق على ّ
اسم [ ال يتسمى عز وجل بالنبي ] ولها في االله اسم :رفيع الدرجات ( “ . . .ف / 2
. ) 253
****
النبوة :هي االنباء اإللهي واالنزال الرباني ،أو التنزل الملكي عموما .
فالنبوة عامة ،بهذه الصفة غير منقطعة تستمر في الظهور بصورتين :
- 1الوالية
- 2الوراثة
ومن ابرز خصائصها انها :دون تشريع ،يحكمها شرع آخر األنبياء [ محمد صلّى ّ
َّللا
عليه وسلم ] .
وهنا يستعمل ابن العربي جملة مفردات لإلشارة إلى هذه النبوة فيسميها :
النبوة الباطنة ،نبوة عموم ،نبوة االخبار ،نبوة عامة ،الوراثة النبوية ،النبوة
المطلقة ،النبوة السارية ،نبوة الوارث ،نبوة الولي ،النبوة القمرية .
ويطلق ابن العربي هذه األسماء كلها على “ نبوة “ غير األنبياء من :األولياء
1041
“ “ 1042
والورثة ، 2في مقابل :نبوة األنبياء [ لها شرع مخصوص ] .التي يطلق عليها أيضا
جملة مفردات هي :
نبوة التشريع ،نبوة التكليف ،النبوة الخاصة ،النبوة المقيدة ،نبوة مكملة ،نبوة
رسالية ،نبوة شمسية ،النبوة الظاهرة .
يقول :
- 2النبوة -انزال رباني -انباء الهي -تنزل ملكي ( أ ) “ . . .فالنبوة الظاهرة [ -
نبوة األنبياء ] هي التي انقطع ظهورها ،واما الباطنة [ -نبوة األولياء والورثة ] فال
تزال في الدنيا واآلخرة ،ألن الوحي اإللهي ،واالنزال الرباني ال ينقطعان إذ كان
بهما حفظ العالم “ ( ف . ) 285/ 3
( ب ) “ فتلك [ النبوة ] منزلة :االنباء اإللهي المطلق ،لكل من حصل في تلك
المنزلة “ ( .ف . ) 90 / 2
“ لئن لم تنته ألمحون اسمك من ديوان النبوة .اي :أرفع عنك طريق الخبر ،
وأعطيك األمور على التجلي .والتجلي ال يكون اال بما أنت عليه من االستعداد الذي
به يقع االدراك الذوقي ( “ 3فصوص . ) 134 / 1
للا لهم المشي عليها ّ ،
تتنزل عليهم ( ج ) “ ثم استقاموا على طريقهم التي شرع ّ
المالئكة ،وهذا التنزل ،هو النبوة العامة ،ال نبوة التشريع ،تتنزل عليهم بالبشر
. . . ،اي ال تخافوا وال تحزنوا ( . “ . .ف .) 217 / 2
- 2النبوة العامة غير منقطعة ،ال تشريع فيها -نبوة التشريع “ . . .واما النبوة
العامة :فأجزاؤها ال تنحصر ،وال يضبطها عدد ،فإنها غير مؤقتة ،لها االستمرار
دائما دنيا وآخرة ( “ . . .ف . ) 90 / 2
1042
“ “ 1043
“ . . .والنبوة في نفسها :اختصاص الهي ،يعطيه لمن يشاء من عباده ،وما عنده
خبر بشرع وال غيره ( “ . . .ف . ) 595 / 2
“ والوالية لها األولية ثم تنصحب وتثبت وال تزول ،ومن درجاتها :النبوة والرسالة .
فينالها بعض الناس . . .واما اليوم ،فال يصل إلى درجة النبوة ،نبوة التشريع ،أحد
،ألن بابها مغلق ،والوالية ال ترتفع دنيا وال آخرة . . .
ومن أسمائه “ الولي “ ،وليس من أسمائه :نبي وال رسول.
فلهذا انقطعت النبوة والرسالة ،ألنه ال مستند لها في األسماء اإللهية ،ولم تنقطع
الوالية ،فإن االسم الولي ،يحفظها ( “ . .ف . ) 101 / 3
انظر “ والية “ .
- 4النبوة العامة -الوراثة “ فاعبد ربك المنعوت في الشرع حتى يأتيك اليقين ،
فينكشف الغطاء ،ويحتد البصر ،فترى ما رأى ،وتسمع ما سمع ،فتلحق به في
درجته [ النبوة العامة ] من غير نبوة تشريع ،بل وراثة محققة لنفس مصدقة متبعة
“ ( ف . ) 311 / 3
1043
“ “ 1044
[األنبياء ] ،ثم يلقيها [ تعالى ] إلى الولي ،ليكون ذلك ات ّم في حقه [ الولي ] ،حتى
َّللا ال إلى غيره .وبعض األولياء يأخذونها وراثة عن النبي وهم : ينتسب إلى ّ
الصحابة ( “ . .ف . ) 253 / 2
“ . . .فنبوة الوارث :قمرية ،ونبوة النبي والرسول :شمسية ( “ . . .ف / 4
. ) 330
يتضح من النص األخير ،ان النبوة العامة التي هي :مقام يرثه الولي من النبي ،
تكون باألصالة للنبي وبالتبعية للولي كنور القمر [ -مثال نبوة الوارث ] يتبع نور
الشمس [ -مثال نبوة النبي ] .
انظر المعنى التالي للنبوة .
“ األنبياء [ -نبوة عامة ] على نوعين :أنبياء تشريع وأنبياء ال تشريع لهم .
وأنبياء التشريع على قسمين :أنبياء تشريع في خاصتهم [ غير رسل ] ،
كقوله تعالى ِّ ” :إ َّال ما َح َّر َم ِّإسْرائِّي ُل َ
على نَ ْف ِّس ِّه" [ 3 / 93 ] .
كقوله تعالى “ :وأنبياء تشريع في غيرهم وهم :الرسل ( . “ . . . 6ف . ) 76 / 2
“ فان تلك النبوة [ -نبوة التشريع ] ليس لنا [ -المؤمنين بعد النبي محمد صلّى ّ
َّللا
عليه وسلم ] فيه قدم ( “ . . .روح القدس ص . ) 32
****
َّللا يناله الخاصة من البشر ،يعطى للنبي المشرع ،ويعطى إرثا للتابع
النبوة مقام عند ّ
لهذا النبي .
والنبوة هنا لم تعط معناها الخصوصي الذي انقطع بل حافظت على معنى “ :النبوة
العامة “ السابق .
اما النبوة التي انقطعت والتي يشملها الحديث الشريف “ :فال نبي بعدي “ .
فهي :ذوق العبودية الكاملة التامة .يقول ابن العربي:
1044
“ “ 1045
“ . .ونبوة عيسى عليه السالم ثابتة له محققة ،فهذا نبي ورسول قد ظهر بعده صلّى
َّللا عليه وسلم ،وهو الصادق في قوله :انه ال نبي بعده ،فعلمنا قطعا انه يريد ّ
َّللا يناله البشر ،وهو مختص باألكابر من البشر التشريع خاصة . .فالنبوة مقام عند ّ
المشرع ،ويعطى للتابع لهذا النبي المشرع الجاري على سنته . ّ يعطى للنبي
قال تعالى َ ”:و َو َهبْنا لَهُ [ ِّم ْن َر ْح َم ِّتنا ] أَخاهُ ُ
هارونَ نَ ِّبيًّا “[ . . . ] 53 / 19فسددنا
[ ابن العربي ] باب اطالق لفظ النبوة على هذا المقام ، 7مع تحققه ،لئال يتخيل
متخيل ان المطلق لهذا اللفظ يريد :نبوة التشريع ( “ . . .ف . ) 3 / 2
َّللا عليه
3 -النبوة المنقطعة -ذوق العبودية الكاملة التامة “ . . .وفي محمد صلى ّ
مشرعا له ،وال
ّ وسلم قد انقطعت [ نبوة التشريع ] ،فال نبي بعده .يعني مش ّرعا أو
َّللا ألنه يتضمن انقطاع ذوقرسول وهو المشرع .وهذا الحديث قصم ظهور أولياء ّ
العبودية الكاملة التامة .
فال ينطلق عليه [ العبد ] اسمها الخاص بها ،فان العبد يريد ّاال يشارك سيده -وهو ّ
َّللا
سم بنبي وال رسول ،وتس ّمى بالولي ،واتصف بهذا االسم ، وَّللا لم يت ّ -في اسم ّ ،
ي الَّذِّينَ آ َمنُوا] 257/ 2 [ “ . . .
َّ.للاُ َو ِّل ُّفقال َّ . . “ :
ي ْال َح ِّميدُ[ ( “ . . . ] 28 / 42فصوص . ) 135/ 1 وقال َ ”:و ُه َو ْال َو ِّل ُّ
جرعت األولياء مرارته . “ فهذا الحديث [ .فال رسول بعدي ،وال نبي ] من أشد ما ّ
فإنه قاطع للوصلة بين االنسان وبين عبوديته .
وإذا انقطعت الوصلة بين االنسان وبين عبوديته من أكمل الوجوه ،انقطعت الوصلة
بين االنسان وبين
1045
“ “ 1046
َّللا .فإن العبد على قدر ما يخرج به عن عبوديته ،ينقصه من تقريبه من سيده ،ألنه ّ
يزاحمه في أسمائه .وأصل المزاحمة ،االسمية .فأبقى [ تعالى ] علينا [ بعد انقطاع
النبوة ] اسم “ الولي “ .وهو من أسمائه سبحانه .
وكان هذا االسم قد نزعه من رسوله ،وخلع عليه وسماه بالعبد والرسول .وال يليق
باّلل ان يسمى بالرسول . ّ
َّللا عليه وسلم ] أن
َّللا [ صلى ّفهذا االسم من خصائص العبودية . . .ولما علم رسول ّ
يجرع مثل هذا الكأس . . .لذلك رحمهم ،فجعل لهم نصيبا ليكونوا ، في أمته من ّ
بذلك “ ،عبيد العبيد “ ،فقال للصحابة “ :ليبلغ الشاهد الغائب “ فأمرهم بالتبليغ ،كما
َّللا بالتبليغ ،لينطلق عليهم أسماء “ الرسل “ التي هي مخصوصة بالعبيد . . . امره ّ
َّللا عليه وسلم . . .ولهذا اشتد َّللا صلى ّ
فإن مقام الرسالة ال يناله أحد ،بعد رسول ّ
َّللا قد طردنا من حال العبودية علينا غلق هذا الباب [ النبوة والرسالة ] ،وعلمنا أن ّ
االختصاصية ( “ . . . 8ف السفر الثالث فق فق . ) 351- 348
..........................................................................................
) ( 1فليراجع بشأن النبوة واألنبياء في القرآن .كتاب أبو الحسن علي الحسني
الندوي :النبوة واألنبياء في ضوء القرآن .
) ( 2اطلق الغزالي على هذه النبوة العامة ،اسما مماثال :النبوة المكتسبة .
-انظر فصوص الحكم ج 2ص 176
-معارج القدس الغزالي ص . 151 ، 145 ، 143
) ( 3انظر شرح المقطع في الفصوص ج 2ص . 174
) ( 4يقول الكمشخانوي في جامع األصول ص : 72
“ النبوة :هي االخبار عن الحقائق اإللهية ،أي عن معرفة ذات الحق ،وأسمائه ،
وصفاته ،واحكامه .
وهي على قسمين :نبوة التعريف ،ونبوة التشريع .
فاألولى :هي االنباء عن معرفة الذات والصفات واألسماء ،والثانية :هي جميع ذلك
مع تبليغ األحكام ،والتأديب باألخالق ،والتعليم بالحكمة ،والقيام بالسياسة .
وتخص هذه [ نبوة التشريع ] بالرسالة “ .
) ( 5انظر فهرس األحاديث حديث رقم ( 43 ) .
) ( 6يقول ابن العربي :
“ . . .والرسالة في البشر ال تكون اال في الدنيا ،ينقطع حكمها في اآلخرة .
وكذلك تنقطع في اآلخرة بعد دخول الجنة والنار نبوة التشريع ؛ ال النبوة العامة .
وأصل الرسالة في األسماء اإللهية وحقيقة الرسالة ابالغ كالم من متكلم إلى سامع ،
فهي حال ال مقام ،وال بقاء
1046
“ “ 1047
) ( 7يتضح هنا ،ان ابن العربي عندما يريد نبوة التشريع ،يطلق لفظ نبوة .وعندما
يريد نبوة األولياء أو الوراثة ،نراه يتبع لفظ نبوة ،بإشارة إلى ذلك .فيأتي اللفظ مقيدا
بالنص على حين ان األول مطلقا .
1047
“ “ 1048
النبوة البرزخيّة
ّ - 591
النبوة البرزخية :هي االخبار بأحوال اآلخرة في البرزخ .
يقول :
“ واما حكمة خالد بن سنان فإنه اظهر بدعواه :النبوة البرزخية ،فإنه ما ادعى
االخبار بما هنالك اال بعد الموت :فأمر ان ينبش عليه ،ويسأل ،فيخبر ان الحكم في
البرزخ على صورة الحياة الدنيا . . .
َّللا عليه وسلم ،ايمان العالم كله ،بما جاءت به الرسل ليكونفكان غرض خالد صلى ّ
رحمة للجميع “ ( فصوص . ) 213 / 1
1048
“ “ 1049
بقي لألولياء ،من نبوة االخبار ،ال من نبوة التشريع ( “ . .ف . ) 258 / 2
انظر تفصيل ذلك في “ نبوة “ .
النبوة الرساليّة
ّ - 594
“ النبوة الرسالية “ :هي نبوة األنبياء المرسلين في مقابل “ النبوة العامة “ [ نبوة
األولياء والورثة ] .
النبوة السارية
ّ - 595
“ النبوة السارية “ :هي النبوة الباطنة في الخلق ،هي الوجه الذي يوصل به الحق لكل
مخلوق نصيبه من اإلخبار اإللهي .
هي المشار إليها بقوله تعالى َ ”:وأ َ ْوحى َرب َُّك ِّإلَى النَّ ْح ِّل “.
هذه النبوة السارية ال تعطى ان يطلق من اجلها اسم “ :النبوة “ .
يقول :
“ فالنبوة سارية إلى يوم القيامة في الخلق ،وان كان التشريع قد انقطع .
َّللا وإخباره من العالم ،
فالتشريع جزء من اجزاء النبوة ،فإنه يستحيل ان ينقطع خبر ّ
إذ لو انقطع لم يبق للعالم غذاء يتغذى به في بقاء وجوده ( “ . .ف . ) 90 / 2
علَّ ْمناهُ ِّم ْن لَ ُدنَّا ِّع ْلما ً “[ . ] 65 / 18
” آتَيْناهُ َر ْح َمةً ِّم ْن ِّع ْندِّنا َو َ
وهذه النبوة سارية في الحيوان
مثل قوله تعالى َ ”:وأ َ ْوحى َرب َُّك ِّإلَى النَّ ْح ِّل “ ] [ 16 / 68لكنه ال
1049
“ “ 1050
ينطلق من ذلك :اسم نبي وال رسول ،على واحد منهم ( “ . . .ف . ) 254 / 2
فلتراجع “ نبوة “ .
النبوة الباطنة
ّ النبوة الظاهرة -
ّ - 596
“ النبوة الظاهرة “ :هي نبوة التشريع التي انقطعت [ نبوة األنبياء والرسل ] ،في
مقابل النبوة الباطنة [ نبوة األولياء والورثة -ال تشريع فيها ] .
يقول :
َّللا أخفى النبوة في خلقه ،وأظهرها في بعض خلقه .فالنبوة الظاهرة هي “ . . .فإن ّ
التي انقطع ظهورها ،واما الباطنة فال تزال في الدنيا واآلخرة ،ألن الوحي اإللهي
واالنزال الرباني ال ينقطع إذ كان به حفظ العالم “ ( ف . ) 285 / 3
“ . . .فالوالية :نبوة عامة :والنبوة التي بها التشريع :نبوة خاصة ( “ . .ف / 2
. ) 24
“ . . .فأبقى [ الحق ] لهم [ لعباده ] النبوة العامة التي ال تشريع فيها ،وأبقى لهم
التشريع في االجتهاد ( “ . .فصوص . ) 135 / 1
انظر شرح هذين المصطلحين [ :نبوة عامة -نبوة خاصة ] في كلمة “ نبوة“ .
1050
“ “ 1051
نبوة شمسيّة
نبوة قمريّة ّ -
ّ - 598
استعمل ابن العربي مثال نور الشمس ونور القمر ،للداللة على نبوة النبي [ نبوة
شمسية ] ،ونبوة الولي والوارث [ نبوة قمرية ] .
فنبوة الولي والوارث :قمرية ،من حيث إن نورها مستمد من النبوة الشمسية ،وال
يستقل دونه .
يقول “ :فنبوة الوارث :قمرية ،ونبوة النبي والرسول :شمسية “ ( ف / 4
. ) 330
انظر تفصيل ذلك في “ نبوة “ .
النبوة المطلقة
ّ النبوة المقيّدة -
ّ - 599
“ النبوة المقيدة “ :هي النبوة المقيدة بشرع مخصوص [ -نبوة األنبياء والرسل ] في
مقابل النبوة المطلقة [ عامة -ال تشريع فيها -نبوة األولياء والورثة] .
يقول :
“ واما من أعطي النبوة المقيدة بالشرع الخاص به [ ،نبوة تشريع دون رسالة ] ،فما
على األرض منهم اليوم أحد ،وال يراهم أحد اال في الموافقة وهي المبشرات .
واما النبوة المقيدة بالشرائع [ نبوة تشريع مرسلة ] ففي الزمان منهم اليوم :
الياس “ وان الياس لمن المرسلين “ ،وإدريس وعيسى “ (. . .ف . ) 76 / 2 -
“ . . .فأما الدائرة العظمى العامة التي هي النبوة المطلقة فمن اعطيها من حيث
اطالقها ( “ . . .ف . ) 76 / 2
انظر تفصيل ذلك في “ نبوة“ .
1051
“ “ 1052
نبوة التكليف
ّ - 600
“ نبوة التكليف “ :هي نبوة التشريع التي انقطعت ،يوردها ابن العربي في مقابل
النبوة العامة [ ال تكليف فيها ] .
يقول :
َّللا
َّللا محمد صلى ّ“ . . .فإن رسالة التشريع ونبوة التكليف ،قد انقطعت عند رسول ّ
َّللا عليه وسلم ،وال نبي يشرع وال يكلف ،وانما
عليه وسلم .فال رسول بعده صلى ّ
هو علم وحكمة وفهم ( “ . . .ف . ) 456 / 3
انظر “ نبوة “ .
نبوة مك ّملة
ّ - 601
“ النبوة المكملة “ :هي نبوة األنبياء والرسل المكملة بالتشريع في مقابل النبوة العامة
[ غير مكملة بالتشريع ] .
يقول :
“ . . .فمن ال مبشرة له ال نبوة له ،وان لم تكن نبوة مكملة ،وان كانت بالمقام الرفيع
وهو التشريع ( “ . . .ف . ) 369 / 4
انظر تفصيل ذلك في “ نبوة “ .
نبوة الوارث
ّ - 602
“ نبوة الوارث “ :هي النبوة العامة ال تشريع فيها ،في مقابل نبوة النبي [ نبوة خاصة
-نبوة تشريع ] .
يقول :
“ . . .فنبوة الوارث :قمرية ،ونبوة النبي والرسول :شمسية “ .
(ف ) 330 / 4
انظر تفصيل ذلك في “ نبوة“ .
1052
“ “ 1053
- 603أنبياء األولياء
“ أنبياء األولياء “ هم :األولياء ،ورثة النبوة العامة .
يقول :
َّللا عليهم . . .فالوالية :نبوة عامة
َّللا عنهم :األنبياء صلوات ّ
“ فمن األولياء رضي ّ
،والنبوة التي بها التشريع :نبوة خاصة ( “ . .ف .) 24 / 2
ي
“ . .ما حظوظ األنبياء من النظر اليه [ الحق ] ؟ الجواب :ال أدري ،فاني لست بنب ّ
َّللا بالتشريع العام
،فذوق األنبياء ال يعلمه سواهم ،ان أراد األنبياء الذين خصهم ّ
والخاص بهم ،فإن أراد أنبياء األولياء “ ( . . .ف . ) 85 / 2
انظر تفصيل ذلك في “ نبوة “ .
- 604نجيب
النجباء ثمانية في كل زمان ال يزيدون وال ينقصون .وهم من رجال العدد عند ابن
العربي .
“ النجباء وهم ثمانية في كل زمان ال يزيدون وال ينقصون ،وهم الذين تبدو منهم
وعليهم اعالم القبول من أحوالهم ،وان لم يكن لهم في ذلك اختيار لكن الحال يغلب
عليهم ،وال يعرف ذلك منهم إال من هو فوقهم ال من دونهم ،وهم أهل علم الصفات
الثمانية :السبع المشهورة ،واالدراك الثامن ،ومقامهم :
الكرسي ( “ . . .ف . ) 8 / 2
انظر “ رجل “ .
- 605المنازلة
المنازلة :فعل فاعلين [ حقائق األسماء اإللهية -الحقائق االنسانية ] .
فهي تنزل من اثنين ،كل واحد يطلب اآلخر لينزل عليه فيجتمعان في الطريق في
موضع معين ،فعلى ذلك ،المنازالت كلها برزخية لوقوعها قبل بلوغ المنزل.
1053
“ “ 1054
ونترك الكالم للشيخ األكبر فبيانه غني عن الشرح والتفصيل .
يقول :
- 1تعريف المنازلة :
“ والمنازلة :ان يريد هو النزول إليك ،ويجعل في قلبك طلب النزول عليه ،فتتحرك
الهمة ،حركة روحانية لطيفة للنزول عليه فيقع االجتماع به بين نزولين :
نزول منك عليه قبل ان تبلغ المنزل ،ونزول منه إليك اي توجه اسم الهي قبل ان يبلغ
المنزل .فوقوع هذا االجتماع في غير المنزلين يسمى :منازلة “ .
( ف . ) 577 / 2
“ ان المنازلة فعل فاعلين هنا ،وهي :تنزل من اثنين كل واحد يطلب اآلخر لينزل
اليه ،أو به كيف شئت .
فيجتمعان في الطريق في موضع معين ،فتسمى تلك :منازلة .
لهذا الطلب من كل واحد ،وهذا النزول على الحقيقة من العبد :
صعود ،وانما سميناه :نزوال ،لكونه يطلب بذلك الصعود النزول بالحق ( “ . . .ف
. ) 523 / 3
َّللا تعالى ثم” َدنا فَت َ َدلَّى “[ ] 8 / 53فهذه عين المنازلة ،ألن كل صورة منها
“ قال ّ
فارقت مكانها ،فكانت كل صورة أدنى قاب قوسين لكل واحدة من الصورتين . . .
“ ( ف .) 543 / 3
1054
“ “ 1055
- 4تعدد المنازالت بتعدد التوجهات واألسماء :
“ ان المنازالت التي بين حقائق األسماء اإللهية وبين الحقائق االنسانية في االنسان
الكامل -امرأة كان أم رجال -تتعدد بتعدد التوجهات واألسماء . . .فمنازلة الحقائق
االنسانية للطلب بالذلة واالفتقار وخلو محلها عن الفكر ( “ . .التراجم ص . ) 1
- 606المنازلة األصليّة
استعمل ابن العربي عبارة “ المنازلة األصلية “ بمعنى :الفيض المقدس أو التجلي
الوجودي ،المظهر لألعيان الثابتة من العالم المعقول إلى العالم المحسوس .
أو ظهور ما هو بالقوة في صورة ما هو بالفعل .
فلما ذا اطلق ابن العربي عبارة “ المنازلة األصلية “ على الفيض المقدس وليس على
الفيض االقدس ؟
الفيض االقدس :هو تجلي الحق لذاته في الصور المعقولة للكائنات .
فهو أول تنزل للحق من الذات إلى األسماء .
وحيث إن المنازلة تفترض وجود األسماء اإللهية من جهة ،والحقائق االنسانية من
جهة ثانية [ انظر منازلة ] ،يكون التنزيل األول سابقا للمنازلة .
والتنزيل الثاني أو الفيض المقدس يمكن ان يتمتع بعناصر “ المنازلة “ التي افترضها
الشيخ األكبر .
ولكن لماذا نعتها “ باألصلية “ ؟
هذه المنازلة :أصلية ،من حيث إنها أول تنزل لألسماء اإللهية في صور الممكنات ،
هذا التنزل الموجه ألعيانها .
يقول :
“ . . .فالمنازلة األصلية تحدث األكوان ،وتظهر صور الممكنات في األعيان .
فمن علم ما قلناه ،علم العالم ما هو ،ومن هو .
فسبحان من اخفى هذه االسرار في ظهورها .وأظهرها في خفائها .
فهي :الظاهرة الباطنة ،واألولى واآلخرة ،لقوم يعقلون ( “ . . .ف . ) 525 / 3
انظر “ منازلة “
1055
“ “ 1056
- 607منزل
“ *المنزل “ :هو المقام الذي ينزل الحق فيه إلى العبد ،ويختلف عن المنازلة بأنه
ليس تنزال من الطرفين ،بل نزول من الحق إلى العبد .
انظر “ منازلة “
يقول :
“ . .وذلك ان المنزل :عبارة عن المقام الذي ينزل الحق فيه إليك ،أو تنزل أنت فيه
عليه ،ولتعلم الفرق بين إليك وعليه ( “ . .ف .) 577 /2
“ فتلك المنازلة فإن وصلت إلى العماء ،أو جاءها االمر إلى األرض ،فذلك :
نزول .ال منازلة .والمحل الذي وقع فيه االجتماع :منزل ،وتسمى هذه الحضرة
التي منها يكون الخطاب اإللهي لمن شاء من عباده “ ( . . .ف . )524 / 3
****
لكل عمل نتيجة من الكون ،ونتيجة من الحق .نتيجته من الكون سيسميها ابن
العربي :كرامة ،ونتيجته من الحق :منزل -والمنازل مقامات التحقق .
يقول :
“ . .لكل عمل نتيجة تخصه من الكون ،تسمى :كرامة ،ينتجها حال ذلك العمل ،
تناسب الكرامة العضو المكلف ،وحال العمل ،يختص بذلك العضو ويقع في عمل كل
عضو تفصيل .
وله أيضا اعني العمل نتيجة تخصه من الحق تسمى :منزال ،ينتجه مقام ذلك العمل ،
َّللا العضو المكلف ،وتفاصيل المقام الذي يختص بذلك العضويناسب ذلك المنزل عند ّ
،يفصل المنازل على اختالفها “ ( . .ف . )169 / 4
“ . . .فيقول الحق قصدت بالنزول إليك ،لنريحك من التعب ،فنعطيك ونهبك من
غير مشقة ،وال نصب في أهلك مستريح ،لم يكن لي قصد غير هذا“ ( . . .ف / 3
.) 155
1056
“ “ 1057
1057
“ “ 1058
ت ِّب َخي ٍْر ِّم ْنها أ َ ْو ِّمثْ ِّلها “. ( 2 / 106 ) .س ْخ ِّم ْن آيَ ٍة أ َ ْو نُ ْن ِّسها نَأ ْ ِّ
“ ما نَ ْن َ
ب أ َ َخذَ ْاأل َ ْلوا َح َ ،و ِّفي نُ ْس َخ ِّتها سى ْالغَ َ
ض ُ ع ْن ُمو َ
ت َ س َك َ( ب ) نسخ -كتب َ ”.ولَ َّما َ
ى َو َر ْح َمةٌ ِّللَّذِّينَ ُه ْم ِّل َر ِّبّ ِّه ْم يَ ْر َهبُونَ “ ( .األعراف . ) 154 / ُ 1هد ً
عند ابن العربي :
استعمل ابن العربي لفظي “ :صورة “ و “ مختصر “ ،على الترادف الكامل مع لفظ
“ نسخة “ .
فال نكاد نلمس ميزة الحدها على اآلخر .حتى العبارات االصطالحية المتفرعة عنها
هي واحدة :
- 1النسخة الظاهرة -نسخة العالم -الصورة الظاهرة -صورة العالم -مختصر
العالم .راجع “ صورة “ :المعنى “ األول “ الفقرة “ “ 3و “ مختصر العالم “ .
- 2النسخة الباطنة -نسخة عن الحق -الصورة الباطنة -صورة الحق -مختصر
الحق ،راجع “ صورة “ :المعنى “ الثالث “ و “ مختصر الحق “ .
- 3النسخة الكاملة -النسخة الجامعة -النسخة العظمى -االنسان الكامل -الصورة
الجامعة الكاملة -المختصر الشريف -مختصر الحق والعالم .راجع “ صورة
“ المعنى “ الثاني “ و “ مختصر “ .
ولذلك ال نرى داعيا من ترديد مكانة “ الصورة “ و “ النسخة “ 2من فلسفة الشيخ
األكبر .فلتراجع “ صورة “ و “ مختصر “ .
..........................................................................................
) ( 1يقول البيضاوي ( “ :وفي نسختها ) وفيما نسخ فيها اي كتب فعلة بمعنى
مفعول “ .
( أنوار التنزيل ج 1ص . )174
) ( 2كما يراجع بخصوص نسخة عند ابن العربي :
-انشاء الدوائر ص ( 21 ، 1نسخة ظاهرة ،نسخة باطنة ) .
-عقلة المستوفز ص ( 42النسخة -حقائق المحدث +أسماء القديم ) ،ص 45
( النسخة الجامعة ) ص ( 51النسخة العظمى ) .
-الفتوحات ج 1ص ( 136نسخة العالم ) ( 216 ،النسخة الجامعة )
-الفتوحات ج 2ص ( 496نسخة ) .
-الفتوحات ج 4ص ( 398النسخة الكاملة ) ( 417 ،النسخة الجامعة ) .
1058
“ “ 1059
1059
“ “ 1060
ي على المنة العظمى ،والمكانة الزلفى ،والمنظر االعلى ! كلها “ :يا أهل الجنان ! ح ّ
هلموا إلى زيارة ربكم في جنة عدن ! “ ( ف السفر الخامس -فق ) 29
انظر “ جنة الكثيب “ .
****
– 612نعيم
في اللغة :
“ النون والعين والميم فروعه كثيرة ،وعندنا انها على كثرتها ،راجعة إلى أصل
واحد يدل على :ترفّه وطيب عيش وصالح ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ نعم
“).
في القرآن :
لقد ورد النعيم في القرآن مصاحبا “ :للجنة “ ،ومرادفا لها ،في مقابل :
الجحيم .
ت النَّ ِّع ِّيم “[ ] 9 / 10 هار ِّفي َجنَّا ِّ قال تعالى ” :ت َ ْج ِّري ِّم ْن ت َ ْح ِّت ِّه ُم ْاأل َ ْن ُ
ظ ُرونَ “[ ] 22 / 83 علَى ْاألَرائِّ ِّك يَ ْن ُ ْرار لَ ِّفي نَ ِّع ٍيم َقال تعالى ” :إِّ َّن ْاألَب َ
ار لَ ِّفي َج ِّح ٍيم “[ ] 13 / 82 ْرار لَ ِّفي نَ ِّع ٍيم َوإِّ َّن ْالفُ َّج َ
قال تعالى ” :إِّ َّن ْاألَب َ
1060
“ “ 1061
وبعدما حدد الشيخ األكبر النعيم “ :بالماليم “ ،ح ّل االشكال الذي تطرحه فكرة :
الرحمة التي وسعت كل شيء ،إذ كيف يكون المال إلى الرحمة مع خلود أهل النار
في النار ؟
يرى ابن العربي انه بعد انتهاء إقامة الحدود على أهل النار ،تعمهم الرحمن وتسري
في نارهم فتصبح كنار إبراهيم عليه السالم ،اي تتحول بردا وسالما على أهلها
فيتنعمون بها .
اذن أهل النار في نعيم دون ان يفارقوها .
“ ان أهل النار بعد ان يعذبوا تدركهم الرحمة ،وتسري إليهم حقيقة االسم الرحيم ،
فتصير النار :نعيما ،يتنعمون فيها كنعيم أصحاب الجنة ،حتى أن هؤالء المتنعمين
بالنار لو ادخلوا الجنة لتألموا بذلك “
( وسائل السائل ص . ) 13 - 12
“ . . .ثم [ بعد انتهاء إقامة الحدود ] تع ّم المنن والرضى اإللهي على الجميع في اي
منزل كانوا ،فان النعيم ليس سوى ما يقبله المزاج ،وغرض النفوس ،ال اثر لألمكنة
في ذلك .فحيثما وجد ماليمة طبع ونيل الغرض كان ذلك :نعيما لصاحبه ( “ . . .ف
. ) 387 / 3
وهكذا يحدد الحاتمي النعيم :بالمالئم للطبع ،ال كما ينقل عنه البعض من أنه :القرب
. 4فالنعيم ليس قربا ،وان كان للقرب نعيم .
فالقرب مالئم لطبع أهل الجنة ،ولذلك يكون القرب في حق بعضهم :نعيما .
اما القرب اإللهي من االنسان فهو مصاحب لالنسان في كل أحواله دن وآخرة ،وال
عالقة للنعيم به .فليس في القرب اإللهي :اختصاص .
1061
“ “ 1062
ذلك الموطن حصلوا في عين القرب ،فزال البعد ،فزال مسمى جهنم في حقهم ،
ففازوا “ بنعيم القرب “ من جهة االستحقاق ألنهم مجرمون . . .فما مشوا بنفوسهم
وانما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب .
ْص ُرونَ “[ 56 / 85 ] . . . قال تعالى َ ” :ون َْح ُن أ َ ْق َر ُ
ب ِّإلَ ْي ِّه ِّم ْن ُك ْم َول ِّك ْن ال تُب ِّ
ب ِّإلَ ْي ِّه ِّم ْن َح ْب ِّل ْال َو ِّري ِّد “[ ] 16 / 50وما خص انسانا من قال تعالى َ ” :ون َْح ُن أ َ ْق َر ُ
انسان .
فالقرب اإللهي من العبد الخفاء به في االخبار اإللهي “ ( . . .فصوص - 107 / 1
. ) 108
..........................................................................................
) ( 1راجع “ جنة “
) ( 2ان النعيم في الدنيا واآلخرة ،انظر الفتوحات ج 4ص ص 125 - 124
) ( 3في أغلب الظن ان ابن العربي يقرر نعيما وعذابا ( راجع عذاب ) حسيا في
منزلي اآلخرة .
ولكن بعد استيفاء الحقوق ينقلب الجميع إلى الرحمة ،وينتقل الخلق من نعيم وعذاب
حسي إلى نعيم عقلي .ولذلك كل ما يوحي بالحس والحسية هو قبل استيفاء الحقوق .
يقول :
“ فالعالم كله في نعيم ،من كان منه في الجنة ومن كان منه في الجحيم ،نعيما علميا
وسرورا عقليا ال حسيا “ ( تاج الرسائل ورقة 42ب ) .
) ( 4راجع فصوص الحكم ج 2ص ص . 124 - 123
****
- 613النفث
النفث :أحد طرق العلم اإللهي ،كااللقاء واالمالء والوحي والنفخ . .
الخ .محله :الروع ،ويكون لألنبياء ولألولياء .
نفث األنبياء :بواسطة روح القدس ،اما نفث األولياء :فهو روحاني ،يختلف عن
االمالء والوحي وااللقاء :باالجمال واالبهام ،ويختلف عن النفخ :
بنسبة من النشأة الطبيعية [ النفخ -ريح مجرد ] .
يقول ابن العربي :
1062
“ “ 1063
ريقه .
فجمع له الكل في النفث ،بخالف النفخ فإنه :ريح مجرد ( “ . . .ف . ) 370 / 3
1063
“ “ 1064
عند ابن العربي
*ماهية النفس الرحماني :
النفس الرحماني :عبارة عن الجوهر ،الذي تفتحت فيه صور الوجود بأجمعها ،
وهو يحتويها [ صور الوجود ] بالقوة ،كما يحتوي نفس االنسان جميع ما يصدر عنه
من كلمات وحروف .
النفس الرحماني أطلقه ابن العربي على الوجود في صورته األولى قبل ان تظهر فيه
أعيان الممكنات .
اي هو سابق لمرحلتي وجود الممكن :الثبوت ،عالم الثبوت [ انظر “ ثبوت “ ] ،
والظهور في األعيان [ -العالم الخارجي ] .
وال يخفي أهمية اطالق ابن العربي عبارة “ :النفس الرحماني “ ،على الجوهر الذي
سيتفتح فيه الوجود لما للنفس من عالقة :بالكالم من جهة -وبالنفخ من جهة ثانية
[ الكالم والنفخ فسر بهما الخلق والمخلوقات ] .
يقول :
- 1النفس الرحماني -جوهر العالم “ . . .وليست الطبيعة على الحقيقة اال :النفس
الرحماني ،فإنه فيه انفتحت صور العالم أعاله وأسفله ،لسريان النفخة في الجوهر
الهيوالني في عالم االجرام خاصة ( “ . . . 1فصوص. )219 / 1
“ ان جوهر العالم :النفس الرحماني ،الذي ظهرت فيه صور العالم “ ( ف / 3
. ) 452
“ ان الحق وصف نفسه بالنفس الرحماني ،وال بد لكل موصوف بصفة ،ان يتبع
الصفة جميع ما تستلزمه تلك الصفة .وقد عرفت ان النفس في المتنفس ما يستلزمه .
فلذلك قبل النفس اإللهي صور العالم .فهو لها كالجوهر الهيوالني وليس اال عين
الطبيعة “ ( فصوص . ) 144 - 143 / 1
- 2النفس الرحماني :أول غيب ظهر لنفسه -العماء “ والكلمات كظهور العالم من
العماء ،الذي هو نفس الحق الرحماني ،في المراتب المقدرة في االمتداد المتوهم ال
في جسم ( “ . . .ف . ) 395 / 2
“ . . .فالنفس أول غيب ظهر لنفسه ،فكان فيه الحق من اسم الرب ،مثل
1064
“ “ 1065
العرش اليوم الذي استوى عليه :باالسم الرحمن “ ( ف . ) 420 / 3
- 4النفس الرحماني والنفخ [ النفخ إشارة إلى أن االنسان من نفس الرحمن ] “ ولما
كانت نشأته [ االنسان ] من هذه األركان األربعة ،والمسماة في جسده اخالطا .
حدث عن نفخه [ تعالى ] ،اشتعال بما في جسده من الرطوبة ،
فكان روح االنسان :نارا ،ألجل نشأته . . .
فلو كانت نشأته طبيعية ،لكان روحه ،نورا .
وكنى عنه :بالنفخ ،يشير إلى أنه من نفس الرحمن ،فإنه بهذا النفس الذي هو النفخة
ظهر عينه ،وباستعداد المنفوخ فيه كان االشتعال نارا ،ال نورا .
فبطن نفس الرحمن فيما كان به االنسان انسانا “ ( الفصوص . ) 16 / 1
****
مبررات التسمية يعطينا ابن العربي مبررات تسميته هذه المرتبة بالنفس الرحماني في
النص التالي :
“ ولهذا الكرب تنفس ،فنسب النفس إلى الرحمن ،ألنه رحم به ما طلبته النسب
1065
“ “ 1066
اإللهية ،من ايجاد صور العالم ،التي قلنا هي :ظاهر الحق ،إذ هو الظاهر . . .فلما
أوجد الصور في النفس وظهر سلطان النسب المعبر عنها باألسماء “ ( . . .فصوص
. ) 112 / 1
- 2قوله “ فنسب النفس إلى الرحمن ألنه رحم به ما طلبته النسب اإللهية “ . . .بيّن
سبب نسبة هذا النفس إلى االسم اإللهي “ :الرحمن “ ،ألن ابن العربي يحصر معناه :
بالوجود وااليجاد .فالفعل :رحم به ،تعنى :أوجد به .
فالنفس الرحماني هو ،ان أمكن التعبير ،النفس االيجادي .
ولذلك اطلق على “ النفس “ هذا االسم ألنها من نفس الرحمن .
يقول :
“ فهذا اللوح ،محل االلقاء العقلي ،هو للعقل بمنزلة :حواء آلدام ،وسميت نفسا ألنها
وجدت من نفس الرحمن ،فنفّس ّ
َّللا بها عن العقل إذ جعلها ؛ محال :
لقبول ما يلقى إليها .ولوحا :لما يسطره فيها ( “ . .عقله ص ) 55
****
يستعمل ابن العربي “ النفس “ مضافة إلى “ األلوهية “ ال إلى “ الرحمن “ ويجمعها
“ أنفاس “ [ “ نفس الرحمن “ ال يقبل الجمع ] .
والنفس هنا لها مدلوالت سلوكية [ نفس الرحمن له إشارات وجودية ] ،
1066
“ “ 1067
تعرض للعبد يترقى بها .
َّللا على نار القلب ليطفي شررها ، يقول “ :فإن قلت :وما النفس ؟ قلنا :روح يسلطه ّ
ألجل سلطان الحقيقة “ ( .ف . ) 132 / 2
“ كل نفس 2ال تنشأ من صورة تشاهدها ال يعول عليه( “.رسالة ال يعول ص . ) 8
َّللا ،تأتيهم
“ . . .لالنفاس اإللهية معارج ،تعرج عليها ،إلى المكر .وبين من عباد ّ
[ األنفاس ] من تحت أرجلهم ،ألنهم طالبون لها ،فهي من اكسابهم ،فلهذا كانت من
تحت أرجلهم ( “ . . . 3ف . ) 418 / 4
..........................................................................................
) ( 1يراجع شرح المقطع في الفصوص ج 2ص . 334
) ( 2يراجع بشأن “ نفس رحماني “ عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 2ص ( 400النفس للرحمن )
-الفتوحات ج 3ص ( 391النفس الناطقة ) ،ص ( 443النفس ) ،ص 459
( نفس الرحمن )
-فصوص الحكم ج 2ص ( 128نسب النّفس إلى الرحمن ) ،ص ص - 192
(193النفس والنفس ) ،ص ( 195النفس اإللهي -حضرة األسماء ) ،ص ص
( - 198 197النفس -الجوهر الهيوالني ) ،ص ( 234النفس الرحماني -هوية
الحق ) ،ص ( 337النفس الرحماني )
-االصطالحات الصوفية ق 85ب ( النفس الرحماني )
-االرشاد ق ( 149النفس الرحماني )
-مطلع خصوص الكلم ق ( 15النفس الرحماني )
ت أ َ ْر ُج ِّل ِّه ْم “[ .] 66 / 5
) ( 3إشارة إلى اآلية َ ”:أل َ َكلُوا ِّم ْن فَ ْوقِّ ِّه ْم َو ِّم ْن ت َ ْح ِّ
****
- 615نقطة الباء
انظر “ الباء “ .
((الباء دليل الصفة في مقابل األلف دليل الذات .
وهي رمز للتعين األول ،الذي يشكل وسطا بين الواحد والكثير -اما نقطة الباء فتشير
إلى وجود العالم اي الموجودات .
ووقوعها تحت الباء تمثيل لتبعية الموجودات للتعين األول ،وهي رمز االنسان الكامل
عند الصوفية .
يقول الشيخ ابن العربي :
َّللا عنه :
“ بالباء ظهر الوجود ،وبالنقطة تميز العابد من المعبود .قيل للشبلي رضي ّ
أنت الشبلي ،قال :انا النقطة التي تحت البا وهو قولنا النقطة للتمييز وهو وجود
العبد بما تقتضيه حقيقة العبودية .
َّللا عنه يقول :ما رأيت شيئا اال رأيت البا عليه مكتوبة .
وكان الشيخ أبو مدين رضي ّ
فالبا المصاحبة للموجودات من حضرة الحق في مقام الجمع والوجود ،اي بي قام كل
شيء وظهر . . .ووقع الفرق بين الباء واأللف الواصلة ،فان األلف تعطي الذات ،
1067
“ “ 1068
أحق من األلف بالنقطة التي تحتها والباء تعطي الصفة ،ولذلك كانت لعين االيجاد ّ
وهي الموجودات( “.رسالة االسرار بالباء ظهور الوجود .ورقة 123أ -ب).
“ حرف الباء . .وهو مقام العقل ،الذي هو في ثاني مرتبة من الوجود .
كما أن الباء في المرتبة الثانية من الحروف “( .شرح ترجمان األشواق ص 108
هامش رقم . ) 3
“ فاالنسان الكامل هو عين األعيان . . .ألنه النقطة التي تحت الباء ومحل
الفيض ( “ . . .معرفة الكنز العظيم مخطوط الظاهرية رقم 5570ق 154أ ) .
“ ومنهم ( الحروف ) خالصة خاصة الخاصة .وهو الباء ( 8 “ .ف -السفر األول -
فقرة )) . ) 454
****
- 616نقيب
النقباء اثنا عشر في كل زمان ال يزيدون وال ينقصون وهم من :رجال العدد ،عند
ابن العربي .
المالحظ انه ارجع اللفظ “ نقيب “ إلى الفعل “ :نقب “ .
فكأنما النقيب هو :الذي نقب عن كنز المعرفة واستخرجه من نفسه ،
يقول :
باّلل من نفسه لما سمع قوله عز وجل :سنريهم “ النقيب من استخرج كنز المعرفة ّ
آياتنا في اآلفاق وفي أنفسهم ( “ . . .ف . ) 416 / 4 -
***
– 617نكتة
في اللغة :
“ نكت :الليث :النّكت أن تنكت بقضيب في األرض ،فتؤثّر بطرفه فيها .
. . .وفي الحديث :بينما هو ينكت إذ انتبه ،أي يفكر ويحدّث نفسه ،وأصله من
النكت بالحصى “ ( .لسان العرب مادة “ نكت “ ) .
في القرآن :
غير واردة عند ابن العربي :
*النكتة مسألة لطيفة ،أخرجت بدقة نظر وامعان فكر .فمن نكت رمحه بأرض ،إذا
أثر فيها .وسميت المسألة الدقيقة نكتة ،لتأثير الخواطر في استنباطها 1
يقول ابن العربي :
سماءٍ“ . . .وهنا نكت لمن له قلب وفطنة ،لقوله ،تعالى َ ”:وأ َ ْوحى فِّي ُك ِّّل َ
1068
“ “ 1069
أ َ ْم َرها “[ فصلت ] 12 / 41وقوله :انه أودع في اللوح المحفوظ جميع ما يجريه في
خلقه إلى يوم القيامة . . . 2فتؤخذ من اللوح كشفا واطالعا ،وتؤخذ من السماء نظرا
واختبارا “ ( ف السفر الخامس فق . ) 88
****
ويستعمل ابن العربي عبارة “ نكتة الشيء “ بمعنى :السر المقوم له ،أو “ المحور
َّللا عليه وسلم ) هو سر العالم ونكتته . “ ،فيكون النبي ( صلى ّ
يقول :
“ والصالة على سر العالم ونكتته ،ومطلب العالم وبغيته .السيد الصادق ،المدلج إلى
ربه ،الطارق ،المخترق به السبع الطرائق ( “ .ف -السفر األول فق . ) 10
..........................................................................................
) ( 1انظر تعريفات الجرجاني مادة “ نكتة “ .
) ( 2انظر “ اللوح المحفوظ “ .
****
- 618النكاح
النكاح عند ابن العربي :هو ازدواج شيئين لنتاج ثالث على اي صعيد كان .
وهو ما يسميه أحيانا بالتثليث ( انظر تثليث ) ،ولذلك تتعدد أنواع النكاح عنده ،بتعدد
توجهات النتاج بين كل طرفين .
يقول :
- 1النكاح -التثليث ،النكاح المعنوي -تناسل المعاني -النكاح المعقول :
“ فقام أصل التكوين على التثليث ،اي من الثالثة من الجانبين :من جانب الحق ومن
جانب الخلق .ثم سرى ذلك في ايجاد المعاني باألدلة . . .وهو ان يركب الناظر دليله
من مقدمتين ،كل مقدمة تحوي على مفردين ،
فتكون :أربعة ،واحد من هذه األربعة يتكرر في المقدمتين ،لترتبط إحداهما باألخرى
،كالنكاح .
فتكون ثالثة ال غير لتكرار الواحد فيهما ( “ . . .فصوص . ) 116 / 1
“ لما لم يصح وجود العين الحادث المعرض للحوادث اال بوجود االثنين والثالث ،
وذلك بتركيب المقدمات ،لظهور المولدات بنكاح محسوس ومعقول ،على وجه
-----
1069
“ “ 1070
“ . . .وهو التناسل الذي يكون في العلوم ،بمنزلة التناسل الذي يكون في النبات
والحيوان ،وهذا هو :تناسل المعاني ،ولهذا قبلت المعاني الصور الجسدية الن
األجسام :محل التوالد ( “ . . .ف . ) 597 / 2 -
هار فِّي اللَّ ْي ِّل “[ ] 13 / 35 “ وقال تعالى ”. . .يُو ِّل ُج اللَّ ْي َل فِّي النَّ ِّ
هار َويُو ِّل ُج النَّ َ
فجعله نكاحا معنويا لما كانت األشياء تتولد فيهما معا ،وا ّكد هذا المعنى بقوله ”:يُ ْغ ِّشي
هار “[ ] 54 / 7 اللَّ ْي َل النَّ َ
ت َح ْم ًال َخ ِّفيفا ً “[ ] 189 / 7فأراد النكاح ،فكان “ . شاها َح َملَ ْ من قوله ”:فَلَ َّما تَغَ َّ
( كتاب أيام الشأن ص . ) 7
“ واما ما يتولد من النكاح الطبيعي في الشجر ،فهو ما يعطيه من الثمر ،عند هذا
الحمل .وصورة وقع نكاح األشجار :زمان جري الماء في العود “ (. . .ف / 3
. ) 517
1070
“ “ 1071
التناسل اإللهي ،ولهذا أوجده على الصورة ،كوجود االبن على صورة األب ،من كل
جنس من المخلوقات ( “ . .ف . ) 106 / 3
“ . . .وال ظهر العالم اال عن هذا التوجه اإللهي ،على شيئية أعيان الممكنات ،
بطريق المحبة ،للكمال الوجودي في األعيان ،والمعارف ،وهي حال تشبه :
النكاح ( “ . . .ف . ) 167 / 2 -
- 619نهر
يتحول كل شيء في عالم ابن العربي إلى :صفة ،أو جمعية صفات ،تعبر به إلى
الرمز .فإذا عالمه عالم رموز . . .عالم صفاتي .
النهر مثال ليس عنده مجرد ماء جار ،بل يحلل اجزاء هذه الصورة ثم ينظر في كل
جزء ( الماء -الجريان ) على حدة . . .يستنبط صفات الجزء ،ثم يؤلف صورة
جديدة تمثل :جمعية صفات اجزائها وسنحاول ان نحصر نصوص ابن العربي في
“ النهر “ بصفتين :
امكانية الشرب المتمثلة في مياه النهر أعطت هذا المصطلح بعدا ال متناهي االجزاء ،
تحدّه طبيعة االنسان فقط .
إذا كل ما لالنسان فيه نصيب من :علم أو عمل ،هو :نهر ،فهو مشرب االنسان
العلمي والعملي من خير أو شر .
س َّخ َر لَ ُك ُم
وكان ابن العربي في ذلك منسجما مع الرؤية القرآنية في قوله تعالى ”َ :و َ
هار “( ) 32 / 14ْاأل َ ْن َ
تسخيرا مطلقا حدوده االنسان ،على حين جاء تسخيره للبحر مقيدا .
فالنهر مرتبط بالطبيعة االنسانية ،ومشرب لها .
ومما يؤكد هذا ان الجنة فيها “ انهار “ وال بحار .
****
جريان النهر فال تمسك ماؤه ،أعطت النهر طاقة الفصل عن االنسان ،وعدم قابلية
االحتواء .
فاالنسان يأخذ نصيبه من “ النهر “ وال يمتلكه.
1071
“ “ 1072
وهكذا تتكاثر مفردات ابن العربي في النهر ، 1فالدنيا “ :نهر “ يجري نحو
اآلخرة . . .و “ نهر الدنيا “ :ملذاتها العابرة . . .وهكذا . . .
انظر في هذا المعجم
-نحر الحياة - /نهر الماء -نهر البلوى - /نهر اللبن -نهر العسل - /نهر الخمر -
َّللا عليه وسلم )
نهر القرآن -نهر محمد ( صلى ّ
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن “ نهر “ .
-الفتوحات - :ج 2ص ( 279أربعة النهار ) ،ص ( 550انهار الجنة ) .
-ج 3ص ( 342نهران ظاهران ونهران باطنان )
-ج 4ص ( 353النهر ) ص ( 374النهر ) ص ( 380جنات ونهر ) ص 397
( علم االسرار في األنهار )
-مشاهد االسرار ق ( 57اشهدني الحق األنهار )
-المقنع في ايضاح السهل الممتنع ق 141أ ( النهر األعظم ) .
****
- 620نهر البلوى
“ نهر البلوى “ :هو التعرض للفتنة واالختبار ،لكأنما االبتالء بالنعمة والنقمة :فتنة
جارية في البشر .
يقول :
“ . . .وما أوتينا من العلم اال قليال ،لما جرى نهر البلوى 1بين العدوتين :
الدنيا والقصوى ،وكان االضطرار ،وقع االبتالء واالختبار ،كما كان الظمأ اختبر
َّللا كل شيء حي ( “ 2ف . )351 / 4 - االنسان بالماء . . .ومن الماء جعل ّ
1072
“ “ 1073
“ وقال جعلنا ما على األرض زينة *** لنبلوهم فانظر لنفسك ما تسعى
ضرا أو يصحبه نفعا فهذا وجود االمتحان فكن فتى *** يجانبه ّ
فما فيه إال مبتال وبليّة *** فخذ بالتقا عقال ،وعاص الهوى طبعا “
( شجون المشجون 16ب )
انظر “ نهر “
..........................................................................................
) ( 1كما يراجع بشأن نهر البلوى
-الفتوحات ج 2ص ( 395الدنيا -محل االختبار ،الدعوى واالمتحان ) ص 453
( البالء الفتنة )
) ( 2إشارة إلى اآلية [ ] 30 / 21
يقول :
َّللا في كل يوم ،في نهر الحياة من القطرات التي تقطر من
“ وهؤالء المالئكة يخلقهم ّ
َّللا قد جعل له في كل يوم غمسة في نهر الحياة ( “ . . .ف 2 -
انتفاض جبريل ،ألن ّ
. ) 443 /
َّللا من قطرات ماء نهر الحياة ،فإن جبريل عليه
“ . . .وهم مالئكة قد خلقهم ّ
1073
“ “ 1074
السالم ينغمس في نهر الحياة ، 2كل يوم غمسة .فيخرج منه وينتفض ،كما ينتفض
َّللا في كل قطرة ملكاالطائر ،فيقطر منه في ذلك االنتفاض سبعون الف قطرة ،يخلق ّ
-كما يخلق االنسان من الماء في الرحم .
فيخلق سبعين الف ملك من تلك السبعين الف قطرة ،بسبعين الف ملك الذين يدخلون
البيت المعمور “ ( . . .ف . ) 29 / 3 -
..........................................................................................
) ( 1في اللغة ،في القرآن :انظر “ نهر “ .
) ( 2يراجع بشأن نهر الحياة :
-الفتوحات ج 2ص ( 171قطرات ماء نهر الحياة ) ص [ 453قطرات ماء نهر
الحياة ] ج 3ص ( 32نهر الحياة ) ،ص ( 341قطرات ماء نهر الحياة ).
- 622نهر الخمر
“ نهر الخمر “ :أحد انهار الجنة األربعة [ خمر -لبن -عسل -ماء ] وهو مؤلف من
لفظين :
- 1نهر :العلم الذي يأخذ االنسان منه نصيبه دون احتواء ( انظر “ نهر “ ) .
- 2الخمر :استفاد ابن العربي من تأثير الخمر في االنسان ،من حيث إنها تبدّل حال
شاربها ،فجعلها إشارة إلى :األحوال .
اذن :
نهر الخمر :علم األحوال المؤثر في ذائقه
يقول :
“ . . .وانهار من خمر ،لذة للشاربين .وهو :علم األحوال ،ولهذا يكون لمن قام به
الطرب وااللتذاذ ( “ . . .ف . ) 544 / 2
انظر “ نهر “ .
1074
“ “ 1075
- 623نهر الدّنيا
الدنيا عند ابن العربي ليست دار قرار :هي نهر يجري إلى اآلخرة.
ومن ناحية ثانية فلذاتها عابرة ،تبعدك عن مشاهدة الحق ،هذا ان كانت [ الملذات ]
ضمن دائرة الشرع ،فما بالك ان كانت محرمة ؟ !
يقول :
“ . . .فاعبر وال تعمر فان الدنيا نهر وبحر ،ويحكم فيها مد وجزر ،واالنسان على
نهرها :جسر ،ومن ذلك سر المقامة والكرامة “ ( ف . )338 / 4 -
تعرض لك نهر الدنيا ،فإن لم تشرب فأنت على أسنى مذهب .فإن شربت وال “ فان ّ
بد فال تزد على غرفة ( “ . . .إشارات القرآن 52أ ) .
انظر “ نهر "..
****
- 624نهر القرآن
َّللا عليه وسلم ) .
مرادف :نهر محمد ( صلى ّ
نهر القرآن إشارة إلى :علوم القرآن ،التي يأخذ االنسان منها نصيبه ،دون ان
يستطيع امتالكها كليا ،فكلما ازداد االنسان علما بالقرآن تفتحت في القرآن آفاق ال
متناهية .
َّللا عليه وسلم ) هو :
ولكن من ناحية أخرى ،عند ابن العربي النبي محمد ( صلى ّ
القرآن ،وعلم النبي ال يحيط به االنسان ،وال يتحقق فيه كليا ،بل كلما علم من العلوم
المحمدية شيئا تفتحت في الشخصية المحمدية ،وكينونتها آفاق ال متناهية .
َّللا عليه وسلم ) ،لذلك نهر القرآن -نهر محمد فلم يحط بالقرآن اال محمد ( صلى ّ
َّللا عليه وسلم ) .
( صلى ّ
وهو لآلخرين من البشر “ نهر “ يشربون منه دون امتالكه .
يقول :
َّللا عليه
“ . . .فاشرع في نهر القرآن ،تفز بكل سبيل للسعادة ،فإنه نهر محمد صلى ّ
وسلم الذي صحت له النبوة وآدم بين الماء والطين ( “ . . .ف .)280 / 2
1075
“ “ 1076
- 625نهر اللبن
“ نهر اللبن “ :أحد انهار الجنة األربعة [ لبن -ماء -عسل -خمر ] .
يقول :
“ . . .ونهر العسل وهو :علم الوحي على ضروبه ،ولهذا تصعق المالئكة عندما
تسمع الوحي ،كما يسكر شارب الخمر ( “ . . .ف . ) 441 / 2 -
انظر “ نهر“ .
1076
“ “ 1077
- 627نهر الماء
“ نهر الماء “ :أحد انهار الجنة األربعة [ ماء -لبن -عسل -خمر ] .
“ نهر الماء “ عبارة من لفظين ،ما مقصود ابن العربي من كل منهما ؟
- 1نهر :العلم الذي يأخذ االنسان منه نصيبه دون احتواء ( انظر “ نهر “ ) .
- 2الماء :الماء هو دائما رمز الحياة عند ابن العربي بدليل اآلية” َو َجعَ ْلنا ِّمنَ ْال ِّ
ماء
ي ٍ “[ 21 / 30 ] . ُك َّل َ
ش ْيءٍ َح ّ
اذن ،نهر الماء هو :علم الحياة .
يقول :
“ . . .قد علم كل أناس مشربهم ،النهر الواحد :نهر الماء ،الذي هو غير آسن . 1
يقول غير متغير وهو :علم الحياة ( “ . . .ف . )441 / 2 -
انظر “ نهر “
..........................................................................................
) ( 1إشارة إلى اآلية َ ”:مث َ ُل ْال َجنَّ ِّة الَّ ِّتي ُو ِّع َد ْال ُمتَّقُونَ ِّفيها أ َ ْن ٌ
هار ِّم ْن ماءٍ َ
غي ِّْر آ ِّس ٍن
“[ . ] 15 / 47
****
- 628نهار
انظر “ ليل ".
****
- 629النّيابة
اخذت النيابة عند ابن العربي مضمون الخالفة نفسه ،حتى أن ابن العربي يستعملها
على الترادف الكامل ،ويفرعها إلى مصطلحات متقابلة مماثلة :
َّللا
نائب حق -خليفة عن ّ
َّللا
نائب عن الحق -خليفة الخليفة من عند ّ
1077
“ “ 1078
1078
“ “ 1079
يقول :
“ . . .فهي شرائع محمد صلّى ّ
َّللا عليه وسلم ،بأيدي نوابه ،فإنه المبعوث إلى الناس
كافة ،فجميع الرسل :نوابه بال شك ،فلما ظهر بنفسه لم يبق حكم اال له وال حاكم اال
رجع اليه ( “ . . .ف . ) 134 / 2
َّللا صلّى ّ
َّللا “ . . .فستر عن األنبياء عليهم السالم في الدنيا كونهم :نوابا عن رسول ّ
عليه وسلم ،وكشف لهم عن ذلك في اآلخرة .
إذ قال :انا سيد الناس يوم القيامة ،فيشفع فيهم صلّى ّ
َّللا عليه وسلم “ ( . . .ف / 2
. ) 138
1079
“ “ 1080
والمالحظ ان كون األنبياء جميعا :نواب محمد ،يتداخل بشكل رئيسي مع كونه عليه
الصالة والسالم “ :أبو الورثة “ ،فكل شرع وكل علم انما هو :ميراث محمدي .
يقول :
َّللا عليه وسلم :أبو الورثة [ انظر “ أبو الورثة “ ] ،من آدم إلى “ . . .فمحمد صلّى ّ
خاتم االمر من الورثة ،فكل شرع ظهر وكل علم انما هو :ميراث محمدي ،في كل
زمان ورسول .ونبي من آدم إلى يوم القيامة . . .فظهر حكم الكل في الصورة
اآلدمية والصورة المحمدية ( “ . . .ف .) 457 / 3
****
النبوة
ّ - 636نيابة
نيابة النبوة :هي خالفة [ النائب ] الرسل ،بالظهور بصفاتهم [ -الرسل ] :
من الدعوة على منهجهم ،وإقامة سياستهم ،وما إلى ذلك .
يقول :
َّللا سبحانه على مرسوم الرسل ،وحفظ “ فنيابة النبوة تكون بالجمع بين الدعوة إلى ّ
َّللا وشرائعه وإقامة سياسة الرسل . . .بين األمم فهي رتبة : حدود ّ
الخالفة للرسل ( “ . . .بلغة الغواص ق . ) 57
انظر تفصيل ذلك في “ نيابة “ و “ نبوة ".
****
– 637نور
في اللغة :
َّللا تعالى :النّور ،قال ابن األثير :هو الذي يبصر بنوره ذو “ نور “ في أسماء ّ
العماية ويرشد بهواه ذو الغواية ،
وقيل :هو الظاهر الذي به كل ظهور ،والظاهر في نفسه المظهر لغيره يسمى
نورا . . .
ض “[ . ] 35 / 24 ت َو ْاأل َ ْر ِّ
سماوا ِّ َّللاُ نُ ُ
ور ال َّ َّللا عز وجل ”َّ : قال ّ
وفي المحكم :النور والضوء ،ايّا كان ،وقيل :هو شعاعه
1080
“ “ 1081
ونور . .
وسطوعه ،والجمع أنوار ونيران .عن ثعلب :وقد أنار نورا وأنار واستنار ّ
األخيرة عن اللحياني ،بمعنى واحد ،اي أضاء “ ( لسان العرب مادة “ نور “ ) .
َّللا ( صلّى ّ
َّللا عليه وسلم ) “ . . .ولوال النور ما ظهر للممكنات عين ،قول رسول ّ
في دعائه :
اللهم اجعل في سمعي نورا ،وفي بصري نورا ،وفي شعري نورا ،حتى قال :
واجعلني نورا ،وهو كذلك [ اي -نور ] .
وانما طلب مشاهدة ذلك [ كونه نورا ] في الحس “ ( ف . ) 392 / 3
“ . . .فإذا عمد االنسان إلى مرآة قلبه وجالها بالذكر تالوة للقرآن ،فحصل له من
وَّللا نور منبسط على جميع الموجودات يسمى :نور الوجود ( “ . . .ف
ذلك نور ّ ،
. ) 241 / 2
- 2النور “ :مبدأ االدراك -نور الشهود ،نور االيمان “ ولكن باسم “ النور “ وقع
االدراك ،وامتد هذا الظل على أعيان الممكنات في
1081
“ “ 1082
صورة الغيب المجهول ( “ . . .فصوص . ) 102 / 1
“ . . .من عرف نفسه عرف ربه ،فيعلم انه الحق .فيخرج العارف المؤمن الحق
َّللا ،من ظلمة الغيب ،إلى نور الشهود .فيشهد ما كان غيبا له ،
بواليته ،التي أعطاه ّ
فيعطيه كونه مشهودا ( “ . . .ف . ) 147 / 4
َّللا ،وبقي على أصل خلقته ،مستقيما قط .ما يكون ابدا اال
“ ما ترى جسما قط خلقه ّ
ماثال لالستدارة ،ال من جماد ،وال من نبات ،وال من حيوان ،وال سماء ،وال ارض
،وال جبل ،وال ورق ،وال حجر ،وسبب ذلك :ميله إلى أصله ،وهو النور . . .
“ ( ف . ) 647 / 2 -
1082
“ “ 1083
والكونية ،لذلك جمع في ذاته صفة الحضرتين فهو :نور وظلمة ،أو هو :النور
الممتزج .
“ . . .فأفاده التجلي علما .بما رآه ،ال علما بأنه هو الذي أعطاه الوجود .فلما انصبغ
بالنور ،التفت إلى اليسار .
فرأى العدم ،فتحققه ،فإذا هو ينبعث منه ،كالظل المنبعث من الشخص ،إذا قابله
النور .فقال :ما هذا ؟ فقال له النور من الجانب األيمن :هذا هو أنت ،فلو كنت أنت
النور ،لما ظهر للظل عين .
فأنا النور ،وانا مذهبه ،ونورك الذي أنت عليه ،انما هو من حيث ما يواجهني من
ذاتك ،ذلك لتعلم انك لست انا .
ي ،قبلتك .وان
فأنا :النور بال ظل ،وأنت النور الممتزج إلمكانك .فان نسبت ال ّ
نسبت إلى العدم ،قبلك ،فأنت :بين الوجود والعدم ( “ . . .ف . ) 304 / 2 -
****
استفاد ابن العربي من اسم “ النور “ وأهميته .صورتان تخدمان فكرته في الوجود
الواحد .فالوجود الحقيقي واحد يتكثر في صور الممكنات كما أن :
النور واحد يتكثر في الظالل ،والنور ال لون له يتكثر بالزجاج الملون .
يقول :
- 1صورة النور والظالل .
“ . . .فما اندرج نور في نور ،وانما هو نور واحد ،في عين صورة خلق .فانظر
ما أعجب هذا االسم [ النور ] .فالخلق ظلمة ،وال يقف للنور ،فإنه ينفرها ،والظلمة
ال ترى النور ،وما ثم نور ،اال نور الحق “ ( . . .ف . ) 39 / 4
“ وكذلك أعيان الممكنات ،ليست نيرة ،ألنها معدومة ،وان اتصفت بالثبوت [ -
ظل ] ،لكن لم تتصف بالوجود ،إذ الوجود نور . . .فإن الظالل ال يكون لها عين
بعدم النور “ ( فصوص . ) 103 - 102 / 1
- 2صورة النور والزجاج “ فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير ،وصاف
واصفى ،كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج ،يتلون بتلونه ،وفي نفس
االمر ال لون له “ ( فصوص . ) 103 / 1
***
1083
“ “ 1084
*يستعمل ابن العربي لفظ “ نور “ ،يجمعها “ أنوار “ ،في سياق معرفي انسجاما مع
اعتباره االسم “ النور “ :مبدأ االدراك ،فتكون “ األنوار “ هنا بمعنى :
“ الحقائق “ .
يقول “ :اعلم أن التجلي عند القوم :ما ينكشف للقلوب ،من أنوار الغيوب .وهو على
مقامات مختلفة ،فمنها :ما يتعلق بأنوار المعاني المجردة عن المواد ،من المعارف
واالسرار .
ومنها :ما يتعلق بأنوار األنوار.
ومنها :ما يتعلق بأنوار األرواح ،وهم المالئكة .
ومنها ،ما يتعلق بأنوار الرياح ،ومنها :ما يتعلق بأنوار الطبيعة ،
ومنها :ما يتعلق بأنوار األسماء ،ومنها :ما يتعلق بأنوار المولدات ،واألمهات ،
والعلل ،واألسباب على مراتبها ،فكل نور من هذه األنوار ،إذا طلع من أفق ،ووافق
عين البصيرة ،سالما من العمى ،والغش ،والصدع ،والرمد ،وآفات األعين ،
كشف بكل نور ،ما انبسط عليه ( “ . .ف . ) 485 / 2
****
النور “ مبدأ الخلق واالدراك ،هو في االمر نفسه :يفني ،وال ادراك فيه ،بل يدرك
االنسان في الضياء .
- 1النور مبدأ الخلق :يفني ”:إذا بدت سبحات الوجه فاستتر * 1فالنور يذهب
باألعيان واألثر 2
وانظر إلى من وراء النور مستترا * 3ترى الضيا 4فامعن فيه بالبصر
وقل لقلبك امسك عنه شاهده * 5فعند ردك 6تلقى لذة النظر “ (7الديوان . ) 42
1084
“ “ 1085
احسسناه عند النفري ،وابن الفارض . .لغة وجدان من داخل التجربة ،حيث ال نرى
اال عابدا ومعبودا ،عاشقا ومعشوقا .
وال وجود للقارئ ،وهو الذي ال يغيب تقريبا في كتب الشيخ األكبر .
والنص الذي سنورده فيما يلي يجمع :لغة النفري في “ مواقفه “ من ناحية .
وتدرج الكالم وصوال إلى لسان الحقيقة المحمدية الذي نجده في “ تائية “ ابن الفارض
من ناحية ثانية .
المخاطب في هذا النص يتلون متدرجا مع خطاب الحق .يتكشف بعد كل مقطع خطاب
،وجه له [ للمخاطب -العارف ] ونسبة .فكأن خطاب الحق هو لوجوه ونسب هذا
العبد العارف ،الذي نالحظ من حركة التدرج الصاعدة الجامعة انه :محمدي المقام ،
وهذا يذكرنا بابن الفارض في تائيته حيث يتكلم أحيانا بلسان الحضرة المحمدية .
ونستدل على تلون المخاطب من قوله في بدء النص “ :اآلن أنت أنت “ .
ولم ننقل النص ،اال البراز عميق تجربة الشيخ األكبر الصوفية ،وامتالكه اللغة
امتالكا استطاع معه ان يعبر بمفردي :النور والظلمة ،عن “ المقام المحمدي
“ الجامع للمقامات [ -المالحظ انها تبدأ عند كل “ ثم “ من النص ] .
يقول :
“ . . .ثم قال لي :اآلن أنت ،أنت ،ثم قال لي :ترى ما أحسن هذه الظلمة .
وما أشد ضؤها ،وما أسطع نورها .هذه الظلمة مطلع األنوار ، 8ومنبع عيون
االسرار ،وعنصر المواد .
من هذه الظلمة أوجدك وإليها أردك ولست أخرجك منها . 9
ثم فتح لي قدر سم الخياط فخرجت عليه فرأيت بهاء ونورا ساطعا ،
فقال لي :رأيت ما أشد ظالم هذا النور أخرج يدك فلن تراها فأخرجت يدي فما رأيتها
،فقال لي :هذا نوري ال ترى فيه غير نفسه .
ثم قال :ارجع إلى ظلمتك فأنك مبعود عن أبناء جنسك .
ثم قال لي :ليس في ظلمة غيرك وال أوجدت فيها سواك .منها اخذتك . . .
ثم قال لي :كل موجود دونك خلقته من نور - [ 10من وجود ] ،اال أنت فإنك
مخلوق من الظلمة [ -عدم ] “ ( مشاهد االسرار ق . ) 39
يالحظ في جملة الخطاب األخير “ :ثم قال لي :كل موجود دونك . . .من الظلمة “ ،
ان المخاطب هنا وصل إلى االتحاد .
بمقامه المحمدي ،فكان هو
1085
“ “ 1086
المخاطب فيه .ألن النص ال يستقيم اال بنسبته إلى الحقيقة المحمدية .
فهي وحدها مخلوقة من عدم [ ظلمة ] ،وكل ما دونها مخلوق من وجود [ نور ] ،
َّللا نوري ومن نوري خلق كل شيء . وفي ذلك إشارة إلى الحديث :أول ما خلق ّ
..........................................................................................
) ( 1فاستتر :حتى ال تحترق .
) ( 2النور يذهب باألعيان واألثر ،ألن النور يفني ضده .واألعيان واألثر ضد
النور ألنهما عدم وظلمة .
) ( 3إشارة إلى أن الحق حجابه النور
) ( 4النور ال يسمح بادراك غيره إذا كان شديدا ،لذلك اتى ابن العربي بالضياء .
) ( 5انظر “ شاهد " “ .
) ( 6فعند ردك “ من المشاهدة
) ( 7ان “ المشاهدة “ تفني ،لذلك العبد ال يلقى فيها لذة .اللذة يلقاها العبد بعد
خروجه من “ المشاهدة “ “ ،بالشاهد “ الذي بقي .انظر “ مشاهدة “ “ شاهد “ .
) ( 8األنوار هنا يستعملها بالمعنى “ الخامس “ الذي ورد أعاله .اي :الحقائق “ .
) ( 9الظلمة “ في هذا النص تقبل ان تفسر :العبودية المحضة في مقابل األلوهية .
أو العدم في مقابل األلوهية [ نور ] ألن االنسان :ال يخرج من عبوديته ،التي هي
عدمه وامكانه اي ثبوته في العدم .
) ( 10يراجع بشأن “ نور “
عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 2ص ( 305النور ) ( 454 ،النور األعظم ) ،ص ( 488النور
العظيم -النور األعظم ) ،ص ( 632النور الشعشعاني ) .
-الفتوحات ج 3ص ( 350أنوار االعمال ) ،ص ( 357نور الشرع ) .
-الفتوحات ج 4ص ( 147نور الوجوب -ظلمة االمكان ) ،ص ( 282النور
الشيبي ) ،ص ( 313النور الذاتي -النور المجهول ) ،ص ( 363نور األنوار ) ،
ص ( 403العقل وااليمان :نور على نور ) .
-الفتوحات السفر الخامس فق ( 1نور الكواكب -نورنا اليوم ) ،فق ( 31النور ) ،
فق ( 33النور -نور الجمال االقدس ) ،فق ( 98الصالة نور ) ،فق ( 194نور
َّللا -نور على نور ) ،فق (332نور الشمس -أنوارفي نور ) ،فق ( 240نور ّ
الكواكب -أنوار العلوم ) ،فق ( 333نور االيمان ) ،فق ( 545نور العزة ) .
-فصوص الحكم ج 2ص ( 105عالقة النور بالروحي اللطيف )
ص ( 106الحكمة النورية )
1086
“ “ 1087
1087
“ “ 1088
1088
“ “ 1089
“ وان لم يخرج [ صاحب الكبيرة ] من النار ألنها موطنه ومنها خلق ،حتى لو اخرج
باّلل . . . 3
منها في المآل لتضرر ،فله فيها نعيم مقيم ال يشعر به اال العلماء ّ
“ ( فتوحات . ) 137 / 4
نالحظ ان الفكرة نفسها تتكرر عند ابن العربي :فال يدوم شقاء أهل النار في النار
وعذابهم ،بل سرعان ما يتحول بالرحمة إلى :نعيم مقيم ،دون ان يخرجوا من النار
.4
”) ( 2فالنار منك وباالعمال توقدها *** كما بصالحها 5في الحال تطفيها 6
فأنت بالطبع منها هارب ابدا *** وأنت في كل حال فيك تنشيها .
النار . . .وهي دار الغضب قال فيضع الجبار فيها قدمه ،فتقول :قط قط .
َّللا ،فإذا وضعه فيها امتألت
اي قد امتألت وليست تلك القدم اال غضب ّ
1089
“ “ 1090
فإنها دار الغضب ،واتصف الحق بالرحمة الواسعة فوسعت رحمته جهنم بما مألها به
َّللا من فيها ،اعني في النار . . .فيجعل
من غضبه . .فهي ملتذة بما اختزنته ورحم ّ
لهم . . .نعيما فيها ( “ . . .ف . ) 386 / 2
“ ودرجات الجنة مائة درجة لكل درجة رحمة ،وللنار مائة درك في كل درك رحمة
مبطونة ،تظهر لمن هو في ذلك الدرك بعد حين ( “ . . .فتوحات . ) 48 / 4
****
ان النار تنحصر في أنها :نار اعمال ،وبما ان اعمال االنسان تنقسم :ظاهرة وباطنة
َّللا “ :
،كذلك جزاء تلك األعمال [ النار ] ينقسم ظاهرا وباطنا ؛ “ ونار ّ
نار ممثلة نتيجة اعمال معنوية باطنة ،و “ نار جهنم “ :نار لهب نتيجة اعمال حسية
َّللا :هي وجود االنسان ،من حيث إنها نار معنوية تظهر في باطن ظاهرة -ونار ّ
االنسان ،نتيجة اعماله الباطنة من كفر ونفاق . . .
َّللا ليس سوى وجودي * ونار جهنم ذات الوقود “( فتوحات ) 386 / 3 ”فنار ّ
علَى ْاأل َ ْفئِّ َدةِّ “(. ) 6 /104 َّللا ْال ُموقَ َدة ُ الَّتِّي ت َ َّ
ط ِّل ُع َ نار َّ ِّ
” ُ
واألفئدة :باطن االنسان فهي تظهر في فؤاد االنسان [ . . .وهي ] النار الباطنة . . .
“ ( فتوحات . ) 385 / 3
“ والنار انما تطلب من االنسان من لم تظهر عليه صورة حق ،من ظاهر وباطن:
1090
“ “ 1091
فالعلم للباطن كالعمل للظاهر ،والجهل للباطن كترك الواجب للظاهر .وهنا يتبين
لإلنسان مراتب وأسباب المؤاخذات اإللهية لعباده في الدار اآلخرة “ ( فتوحات 3
.)387 /
وهكذا يرى ابن العربي ان سبب المؤاخذات اإللهية في اآلخرة اعمال االنسان في
الدنيا :الظاهرة والباطنة ،االعمال الظاهرة لها نار جهنم وهي نار لهب .
َّللا وهي نار ممثلة من جنسواالعمال الباطنة مثل العلم والجهل والكفر وغيره لها نار ّ
االعمال التي استحقتها .وكما أن االعمال الظاهرة تنتج عن االعمال الباطنة [ العلم
َّللا .
والجهل ] كذلك تنتج نار جهنم عن نار ّ
1091
“ 1092 “
1092
“ “ 1093
حرف الهاء
هـ
1093
“ 1094 “
1094
“ “ 1095
- 645الهباء
في اللغة :
“ الهاء والباء والحرف المعتل :كلمة تد ّل على غبرة ورقّة فيها . . .والهباء :
المنبث الذي تراه في ضوء الشمس :هباء “ ( معجم ّ دقاق التّراب . . .والشيء
مقاييس اللغة مادة “ هبو “ ) .
في القرآن :
ورد “ الهباء “ في القرآن في موضعين ،وبالمعنى اللغوي السابق ”َ :وقَد ِّْمنا ِّإلى ما
ع َم ٍل فَ َجعَ ْلناهُ هَبا ًء َم ْنثُورا ً “( . ) 23 / 25
ع ِّملُوا ِّم ْن َ
َ
عند ابن العربي :
َّللا فيها صور العالم ،فهي الجوهر المظلم الذي الهباء :هو المادة المحدثة التي خلق ّ
قبل صور أجسام العالم .
وهي ما يسميها الفالسفة :الهيولي [ في مقابل “ الصورة “ ] .تختلف في ماديتها عن
الجسم الكل الموجود المتعين ،في أنها غير متعينة .جوهر يقبل المعاني .
يقول :
َّللا ،انظر “ فتح “ ] فيه - 1الهباء :مادة صور أجسام العالم “ . . .الهباء الذي فتح [ ّ
صور أجسام العالم المنفعل عن الزمردة الخضراء [ فلتراجع ] “ ( ف . ) 130 / 2
َّللا ] فيه صور العالم “ وأعلى ما يشبهها [ البحار ] من المحدثات الهباء ،الذي خلق [ ّ
“ ( ف . ) 78 / 1
“ . . .وأصل الخلوة في العالم الخالء الذي مأله العالم ،فأول شيء مأله :
الهباء ،وهو جوهر مظلم مأل الخالء بذاته ،ثم تجلى له الحق باسم النور ،فانصبغ به
ذلك الجوهر ،وزال عنه حكم الظلم وهو العدم ،فاتصف بالوجود ،مظهرا لنفسه
بذلك النور المنصبغ به ،وكان ظهوره به على صورة االنسان ( “ . . .ف / 2
.) 150
1095
“ “ 1096
- 2الهباء :له التشكل في الصور ولكن ال يتحول عن كونيته .
“ والجسم القابل للشكل هو :هباء ،ألنه الذي يقبل االشكال لذاته ،فيظهر فيه كل شكل
،وليس في الشكل منه شيء ،وما هو عين الشكل ( “ .ف . ) 433 / 2
“ وأشبه شيء به [ بالهباء ] :الماء والهواء [ لقبولهما التشكل ] ،وان كانا من جملة
صورة المفتوحة [ انظر “ فتح “ ] فيه “ ( ف . ) 5 / 1
“ . . .كما أن الهباء ما تغير عن كونه هباء ،مع قبوله لجميع الصور ،فهي :معان
في جوهره ( “ . . .ف . ) 19 / 4
- 3الهباء -الهيولي -الجسم الكل . . . “ :وفيه علم ما يبدو للمكاشف إذا شاهد
الهباء ،الذي تسميه الحكماء :
الهيولى ،من صور العالم قبل ظهور أعيانها في :الجسم الكل ( “ . . .ف / 3
. ) 107
“ . . .فالطبيعة والهباء أخ وأخت ألب واحد وأم واحدة ،فانكح الطبيعة الهباء ،فولد
بينهما :صورة الجسم الكلي ،وهو أول جسم ظهر ،فكان الطبيعة :
األب ،فان لها األثر ،وكان الهباء : 1االم “ ( ف . ) 140 / 1
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن “ هباء “ عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 1ص ( 118بدء الخلق الهباء ) ،ص ( 121الهباء ) .
-الفتوحات ج 2ص ( 433الهباء :الجسم القابل للشكل ) .
-الفتوحات ج 3ص ( 420الهباء -جوهر الهيولى ) ،ص ( 444الهباء ،الهيولى
،الطبيعة ) .
-الفتوحات السفر الثالث فق ( 636الهباء :محدث ) .
-عقلة المستوفز ص ( 56الهباء :بحر الطبيعة ) ،ص ( 59عالم الهباء ) .
1096
“ “ 1097
ي
صناع ّ
ي -الهباء ال ّ
- 646الهباء الطبيع ّ
َّللا فيها صور العالم ،أضحت مرادفا :
الهباء من حيث كونه المادة المظلمة التي أوجد ّ
لمادة .ويضاف إليها الصفة :طبيعي أو صناعي ،بحسب درجة وجود الصور التي
قبلتها ،فإن قبلت الصور الطبيعية فهي :الهباء الطبيعي .
وان قبلت الصور الصناعية فهي :الهباء الصناعي .
يقول :
“ والجسم القابل للشكل هو هباء ألنه الذي يقبل االشكال لذاته ،فيظهر فيه كل شكل
وليس في الشكل منه شيء وما هو عين الشكل ،واألركان هباء للمولدات وهذا هو
الهباء الطبيعي ،والحديد وأمثاله هباء لكل ما تصور منه من سكين وسيف وسنان
وقدوم ومفتاح وكلها صور اشكال ومثل هذا يسمى :الهباء الصناعي ( “ . . .ف / 2
. ) 433
– 647الهجير
في اللغة :
“ . .وهجيره وإهجورته ودأبه وديدنه أي دأبه وشأنه وعادته .
. . .التهذيب :ه ّجيري الرجل كالمه ودأبه وشأنه .
. . .الجوهري :الهجير ،مثال الفسيّق ،الدأب والعادة . . .وفي حديث عمر ،
َّللا عنه :ما له ه ّجيري غيرها ،هي الدأب والعادة والدّيدن “ .
رضي ّ
( لسان العرب ،مادة “ هجر “ ) .
في القرآن :
غير وارد .
1097
“ “ 1098
– 648الهاجس
في اللغة :
“ الهاء والجيم والسين :كلمة واحدة .يقال هجس الشيء في النفس :وقع “ ( معجم
مقاييس اللغة مادة “ هجس “ ) .
في القرآن :
غير وارد
1098
“ “ 1099
سموه :قصدا ،ومع الشروع في الفعل سموه :نيّة “ ( االصطالحات . ) 284 ّ
“ لهم [ الصوفية ] البحث الشديد ،في النظر في افعالهم ،وافعال غيرهم معهم ،من
اجل “ النيات “ التي بها يتوجهون وإليها ينسبون. . . . . .
فلهم معرفة “ :الهاجس “ و “ الهمة “ و “ العزم “ و “ اإلرادة “ و “ القصد “ وهذه
كلها ،أحوال مقدّمة للنية ( “ . . .ف السفر - 3فق . ) 276
..........................................................................................
) ( 1يقول الجرجاني في التعريفات ص . 101
“ الخاطر :ما يرد على القلب من الخطاب ،أو الوارد ،بالذي ال يعمل العبد فيه ،وما
كان خطابا فهو أربعة أقسام :
ربّاني :وهو ّأول الخواطر وهو ال يخطئ ابدا ،وقد يعرف بالقوة والتسلط وعدم
ي :وهو الباعث على مندوب أو مفروض ويسمى :الهاما ، االندفاع ،وملك ّ
ي وهو ما يدعو إلى ي :وهو ما فيه حظ النفس ويس ّمى :هاجسا ،وشيطان ّ ونفسان ّ
ّ
الحق مخالفة
ْطان يَ ِّع ُد ُك ُم ْالفَ ْق َر َويَأ ْ ُم ُر ُك ْم ِّب ْالفَ ْح ِّ
شاء “. شي ُ َّللا تعالى :ال َّ
قال ّ
) ( 2يقول ابن العربي في الفتوحات شارحا حال سهل التستري في الهاجس :
َّللا ،يدقق في هذا الشأن.
“ وكان عالمنا ،االمام سهل بن عبد ّ
وهو الذي نبّه على “ نقر الخاطر “ .
ويقول “ :ان النية هو ذلك الهاجس “ وانه “ السبب األول في حدوث الهم والعزم
واإلرادة والقصد “ فكان يعتمد عليه “ ( ف السفر - 3فق . ) 1 - 276
– 649الهجوم
في اللغة :
“ الهاء والجيم والميم ،أصل صحيح واحد يد ّل على ورود شيء بغتة ،ثم يقاس على
ذلك . . .وهجمة الشتاء :شدة برده .وهو من ذلك القياس .ألنها تهجم .وهجمة
الصيف :شدة حره ( “ .معجم مقاييس اللغة مادة “ هجم “ ) .في القرآن :
األصل “ هجم “
لم يرد في القرآن .
1099
“ “ 1100
لبواده :ما يفجأ القلب من الغيب على سبيل الوهلة وهو اما موجب فرح أو ترح .
يقول :
“ ان البوادة والهجوم . . .وأمثالها ،انما هي واردات الغيب ،ترد على القلوب ،
فتؤثر فيها أحواال مختلفة فيمن قامت به ،ويسمون ذلك الحال :بالوارد .
وليس للعبد تعمل في تحصيل هذه الواردات ؛ مع أنها ما ترد إال على قلب مستع ّد
لقبولها .
فإذا ورد الوارد [ الهجوم ] على القلب فجأة من غير تصنع ،فيعطيه ذلك الوارد
حسرة فوت الوقت ،فإنه منبه لمن غفل عن حكم وقته فيه ،فلم يتأدب مع وارد وقته ،
َّللا يكشف له عنأراد الحق ان ينبهه عناية منه به ،فبعث اليه هذا الوارد :رسوال من ّ
فوت وقته . . .
فهذه فائدة الهجوم :يجبر الوقت الذي فاته . . .واما البوادة :فهي أيضا فجأة الهية ،
تفجأ القلوب من حضرة الغيب ،بحكم الوقت [ . . .و ] لما كانت البوادة من حضرة
الهو [ انظر “ الهو “ ] لم يعرف متى تأتي ،فإذا وردت انما ترد فجأة وبغتة ،فتعطي
ما وردت به وتنصرف . . .ان البوادة إذا وردت ال يخطئ حكمها البتة ،ولها
اإلصابة في كل ما ترد به “ ( ف . ) 558 - 557 / 2
..........................................................................................
) ( 1ابن العربي في :البوادة والهجوم ،لم يعط جديدا من حيث التعريف ،تظهر
فرديته في مناقشة حال العبد عند الهجوم .
انظر الرسالة القشيرية ،نشرد .عبد الحليم محمود ص . 251
الفتوحات المكية ج 2ص ص . 558 - 557
– 650هدى
في اللغة :
“ الهاء والدال والحرف المعتل :أصالن [ أحدهما ] التقدّم لإلرشاد ،واآلخر ؟ ؟ ؟ ثة
لطف .
فاألول قولهم :هديته الطريق هداية ،اي تقدمته الرشده ،وك ّل متقدم
1100
“ “ 1101
لذلك هاد . . .الهدى :خالف الضّاللة ،نقول :هديته هدى ( “ . . .معجم مقاييس
اللغة ،مادة “ هدى “ ) .
في القرآن :
ورد اللفظ “ هدى “ في القرآن بالمعنى اللغوي السابق [ األصل األول ] بصيغة :
علَيْها “ *( 17 / - 1الفعل ”:فَ َم ِّن ا ْهتَدى فَإِّنَّما يَ ْهتَدِّي ِّلنَ ْف ِّس ِّه َ ،و َم ْن َ
ض َّل فَإِّنَّما يَ ِّ
ض ُّل َ
15 ) .
ى ِّل ْل ُمت َّ ِّقينَ “( 2 / 2 ) . ْب ِّفي ِّه ُهد ً تاب ال َري َ - 2االسم ”:ذ ِّل َك ْال ِّك ُ
ِّي لَهُ “( 7 / 186 ) . َّللاُ فَال هاد َ - 3اسم فاعل َ ”:م ْن يُ ْ
ض ِّل ِّل َّ
َّللاُ فَ ُه َو ْال ُم ْهتَدِّي “( . ) 178 / 7 - 4اسم مفعول َ ”:م ْن يَ ْه ِّد َّ
عند ابن العربي :
الهدى :هو ان يهتدي العبد إلى الحيرة 1
يقول :
“ فالهدى :هو ان يهتدي االنسان إلى الحيرة ،فيعلم ان االمر حيرة ،والحيرة قلق
وحركة ،والحركة حياة “ ( فصوص . ) 200 - 199 / 1
“ وكل [ أهل الشهود ] قال ما هو االمر عليه [ مع تضارب أقوالهم ] ،ومن هنا نشأت
الحيرة في المتحيرين ،وهي :عين الهدى في كل حائر ،
فمن وقف مع الحيرة :
حار ،ومن وقف مع كون الحيرة :هدي ووصل “ ( ف .”) 43 / 4
كل من حار وصل *** والذي اهتدى انفصل
فإذا قال فتى *** انه اهتدى غفل “( ف ) 42 / 4
1101
“ “ 1102
1102
“ “ 1103
- 2اهتم الفكر الشيعي “ بالمهدي “ .والفرق الوحيد بينه وبين الفكر الصوفي :ان
المهدي في الفكر الشيعي هو شخص معين بالذات وجد في زمن سابق . . .وبالتالي
طرح امامهم مشكلة هذه “ الغيبة الطويلة “ . . .وما الفائدة منها ؟ والمبرر لها 1؟
على حين انه احتفظ في الفكر الصوفي بصورة بسيطة نراها عند ابن العربي .
****
َّللا عليه وسلم ) على إمامته ،فالعالم كله
َّللا ( صلى ّ
المهدي :خليفة ّّلل نص رسول ّ
َّللا عليه وسلم ) ،وهو من آله .
َّللا ( صلى ّ
بانتظار ظهوره ،اسمه :اسم رسول ّ
يقول :
َّللا عليه وسلم .من ولد
َّللا صلى ّ“ . . .هذا الخليفة [ المهدي ] من عزة رسول ّ
َّللا عليه وسلم ،جده :الحسن بن علي بن َّللا صلى ّ
فاطمة ،يواطئ اسمه اسم رسول ّ
أبي طالب “ ( ف .) 327 / 3
1103
“ “ 1104
َّللا عليه وسلم ،على امام من أئمة الدين يكون بعدهَّللا صلى ّ
نص رسول ّ “ كما أنه ما ّ
،يرثه ،ويقفو اثره ،وال يخطئ ،اال المهدي خاصة .فقد شهد بعصمته في احكامه
“ ( ف . ) 338 / 3
****
يظهر “ المهدي “ بكل صفات الوالية من فعل ،فيبدل االحكام في العالم :
-من الجور إلى العدل
-من الجهل إلى العلم
-من الفقر إلى الغنى
-من الضعف إلى القوة
وهذا التبديل أعطاه الحق القدرة عليه فهو :ولي وخليفة وامام [ فلتراجع ] يضاف إلى
ذلك طاقة الهداية التي أكسبته االسم :المهدي
يقول ابن العربي :
- 1المهدي :يبدل من الجور إلى العدل :
“ . . .ان ّّلل خليفة يخرج ،وقد امتألت األرض جورا ،فيملؤها قسطا وعدال .
َّللا ذلك اليوم حتى يلي هذا الخليفة “ ( ف / 3طول ّلو لم يبق من الدنيا اال يوم واحد ّ
. ) 327
“ وإذا خرج هذا اإلمام المهدي ،فليس له عدو مبين اال :الفقهاء خاصة .فإنهم ال تبقى
لهم رياسة وال تمييز عن العامة “ ( ف . ) 336 / 3
1104
“ “ 1105
الرجل فيقول له :يا مهدي أعطني ،وبين يديه المال فيحثى له في ثوبه ما استطاع ان
يحمله “ ( ف . ) 327 / 3
هذا نص غريب عن ابن العربي ،لسببين :
األول ،ان امداد األولياء عنده هو علمي -روحاني ،
الثاني :ان القرن السادس الهجري بعيد عن رؤية “ المال “ أحد مقومات الكمال في
شخص االمام أو الولي .
فهل اعتبر ابن العربي هنا كمال المهدي هو :كمال جمعيته للقوى في زمن ظهوره .
وال يخفى ،بنظرة صادقة إلى الواقع ،أهمية المال كقوة اقتصادية فعالة من قوى العالم
المعاصر [ انظر “ كمال “ ] .
1105
“ “ 1106
المذاهب والفرق تمزق وحدة المسلمين ،وبالتالي تضعف قوتهم ،لذلك دور المهدي
هو في إزالة التمزق الحاصل في صفوف المسلمين ،وبرفع التمزق تحصل القوة التي
يستتبعها الغنى والعلم . . .
****
المهدي “ يظهر بالوالية إرثا محمديا ،بكل ما تحويه من ابعاد :
فعل وعرفان ،في مقابل النبي محمد [ ظهر بالنبوة -واليته باطنة ] .
يقول :
َّللا عليه وسلم ) . .الرحمة للعالمين ذاتا وصفاتا ،وتمام ملكه “ . . .ومحمد ( صلى ّ
َّللا عليه وسلم ] 3موقوف على ظهور المهدي ( “ . . .بلغة الغواص [ محمد صلى ّ
ق . ) 60
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن مهدي :
-من ناحية األصول الحديثية لفكرة المهدي :
*التصريح بما تواتر في نزول المسيح [ خاصة ] 296 - 294للمحدث الكبير الشيخ
محمد أنور شاه الكشميري الهندي ولد 1292وتوفي 1352هـ.
غرة نشر :مكتب المطبوعات االسالمية حلب - تحقيق :عبد الفتاح أبو ّ
-في الفكر السني :
*يسألونك عن المهدية .الصادق المهدي .دار القضايا [ 1975وفيه يبحث األصول
االسالمية والتاريخية للفكرة ،كما يتحدث عن الدعوات المهدية ] .
-في الفكر الشيعي :
*بحث حول الوالية .محمد باقر الصدر دار التعارف للمطبوعات بيروت .لبنان
[ بحث في 96ص من القطع الصغيرة ] .
*المهدي .صدر الدين الصدر .دار الزهراء بيروت .لبنان [ دراسة في ثمانية
فصول عن المهدي في الشيعة االثنا عشرية ] .
) ( 2ابن العربي هنا يطرح قضية في منتهى الخطورة اسالميا .يفصل بين الكلمة أو
النص ،والشخص -االنسان .
فالمسلم اليوم ولو اتبع السنة المحمدية يفهمها على أنها كلمات وافعال ،والمطروح
هنا :الشخص نفسه .
ألنه روح الكلمة والفعل ،هو الثابت في تحولها .
هذه الروح التي ال يفهمها المسلم اليوم ألنه أسير الكلمات واالفعال .
كما أنه من ناحية ثانية الكلمات واالفعال تأخذنا إلى الماضي فهي عودة إلى الوراء ،
على حين ان الشخص ،طاقة حركية متطورة تتفاعل مع الزمن .
انظر “ الوراثة “ .
1106
“ “ 1107
) ( 3ان النبي محمد لم يظهر بالغنى والملك -على استطاعته -كما ظهر سليمان
مثال .
لذلك يأخذ المهدي وجه سليمان إرثا محمديا .فهو مظهر من مظاهر والية النبي محمد
َّللا عليه وسلم ) ،
( صلى ّ
َّللا عليه وسلم ) يكون بالمهدي .
ومن هنا يقول ابن العربي :تمام ملكه ( صلى ّ
- 654االستهالك في الحق
في اللغة :
سقوط ،ولذلك يقال“ الهاء والالم والكاف :يدل على كسر وسقوط ،منه الهالك :ال ّ
للميت هلك .واهتلكت القطاة خوف البازي :رمت بنفسها على المهالك . . .
قالوا :مستهلك :جا ّد ،والقياس ال يد ّل اال على هذا ما ذكرناه في صيغة القطاة . . .
والهلك :الشيء الهالك “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ هلك “ ) .
1107
“ “ 1108
يقول :
“ كما قيل ألبي يزيد [ البسطامي ] ،حين خلع عليه خلع النيابة [ النيابة عن الحق .
فلتراجع ] ،وقال له “ :اخرج إلى خلقي بصفتي .فمن رآك رآني “ .
فلم يسعه إال امتثال امر ربه .فخطا خطوة ،إلى نفسه من ربه ،فغشي عليه ؛ فإذا
ي حبيبي .فال صبر له عني “ ،فإنه كان مستهلكا في الحق “ ( ف النداء “ :ردّوا عل ّ
السفر 3فقرة . ) 36
“ ان الواصلين على مراتب .فمنهم من يكون وصوله إلى اسم ذاتي . . .فهذا
[ الواصل ] يكون حاله االستهالك ،كالمالئكة المهيمين [ انظر “ مهيّم “ ] في جالل
َّللا تعالى ،والمالئكة الكروبيين :فال يعرفون سواه ،وال يعرفهم سواه -سبحانه “ . ّ
( ف السفر 4فق . ) 125
..........................................................................................
) ( 1يشرح ابن العربي في الفتوحات هذه اآلية ،جوابا عن السؤال السابع والتسعين :
ش ْيءٍ ها ِّل ٌك ِّإ َّال َو ْج َههُ “[ 28 / 88 ] :
ما حظ المؤمنين من قوله ُ ”:ك ُّل َ
فيبين :الشيئية ،والوجه ،وان الهالك يطول كل ما يطلق عليه اسم شيء [ الهالك -
العدم ] .
انظر الفتوحات ج 2ص . 99
– 655اله ّمة
في اللغة :
“ وه ّم بالشيء يه ّم ه ّما :نواه واراده وعزم عليه .وسئل ثعلب عن قوله عز وجل ”:
ت بِّ ِّه َو َه َّم بِّها لَ ْو ال أ َ ْن َرأى بُ ْرهانَ َر ِّبّ ِّه[ . “ ] 24 / 12َولَقَ ْد َه َّم ْ
مصرة على ذلك ،وه ّم يوسف عليه السالم ،بالمعصية ّ قال :ه ّمت زليخا بالمعصية
ولم يأتها ولم يصبّر عليها ،فبين الهمتين فرق .
. . .ولقد ه ّمت به وه ّم بها ( اآلية ) قال أبو عبيدة :هذا على التقديم والتأخير كأنه
أراد :ولقد ه ّمت به ،ولوال أن رأى برهان ربّه لّهم بها . . .
وقوله عز وجل” َو َه ُّموا بِّما لَ ْم يَنالُوا “ [ 9 / 74 ] . .كان طائفة عزموا على أن
يغتالوا سيدنا
1108
“ “ 1109
َّللا عليه وسلم ،في سفر وقفوا له على طريقه ،فلما بلغهم أمر َّللا صلى ّرسول ّ
بتنحيتهم عن طريقه وس ّماهم رجال رجال . . .
واله ّم :ما ه ّم به في نفسه ،نقول :أهمني هذا االمر .واله ّمة واله ّمة .ما ه ّم به من
أمر ليفعله .
وتقول :انه لعظيم اله ّم وإنه لصغير الهمة ،وانه لبعيد الهمة والهمة ،بالفتح “ ( لسان
العرب مادة “ همم “ ) .
في القرآن
األصل “ هم “ لم يرد بصيغة االسم “ :همة “ .
الوارد صيغة الفعل :ه ّم ،ه ّمت ،ه ّموا .
انظر “ في اللغة “ .
1109
“ “ 1110
“ فأريد بالمستقيمة [ يتكلم ابن العربي على حركات الحروف ،وهذه :
حرك الهمة 1إلى جانب الحق خاصة . . . الحركة المستقيمة ] ،كل حرف ّ
حرك الهمة إلى الكون واسراره “ ( ف السفر و [ الحركة ] المنكوسة ،كل حرف ّ
األول فق ) 683
- 2الهمة لها مصدران :الجبلة ،واالكتساب “ واعلم أن وجود هذه الهمة في العبد ،
على نوعين ،ولها مرتبتان :همة تكون في أصل خلقة العبد وجبلته .وهمة تحصل له
صرفها فيما أراد منبعد ان لم تكن . . .فإذا علمها [ االنسان ] من نفسه ّ ،
َّللا ،وهمة مريم . . .انها
الموجودات ،كنطق عيسى عليه السالم في المهد ،بأمر ّ
[ الهمة ] عندنا كلها “ أسباب “ يفعل الحق سبحانه وتعالى األشياء عندها ال بها . . . 2
“ ( مواقع النجوم ص ) 84
- 3االكتساب في الهمة يوصلها إلى تمام الوجود :
أ -االكتساب واالنسان “ وقد نبّه الرسول على الترقي في تأثير الهمم ،بقوله :تعلموا
اليقين فإني متعلم معكم . 3وبقوله ،في عيسى ،حيث قيل له ،انه كان يمشي على
الماء .
فقال :ولو ازداد يقينا لمشي في الهواء ( “ . . . 4بلغة الغواص ص ) 80
ب -االكتساب والعشق “ اعلم أنه لما اصطحب األلف والالم [ كالم ابن العربي هنا
في الحرف :ال ] صحب كل واحد منهما ميل ،وهو الهوى والغرض ،والميل ال
يكون اال عن حركة عشقية . . .فكان الالم .في هذا الباب ،أقوى من األلف ألنها
اعشق :
فهمتها أكمل وجودا :وأت ّم فعال .واأللف أقل عشقا ،فهمتها أقل تعلقا بالالم ،فلم
تستطع ان تقيم أودها . . .وهذا كله [ ميل األلف والالم لبعضهما ] ،تعطيه حالة
العشق .والصدق في العشق ،يورث التوجه إلى طلب المعشوق .
وصدق التوجه يورث الوصال من المعشوق إلى العاشق “ ( ف السفر األول فق فق
. ) 620 ، 618
يتضح هنا ،ان الهمة في األصل :طاقة [ محضة -عامة غير موجهة ] في
1110
“ “ 1111
االنسان تقبل التعلق .ومن قبولها للتعلق يظهر دور االكتساب والتربية فيها ،وامكانية
التوجيه الموصلة لتفتح امكاناتها كافة .
ويطل من خالل النصوص “ مفهوم “ يحدد تعلقات الهمة اال وهو :إرادة االنسان .
فاالنسان دائما موجود في النصوص السابقة كما لك وموجه لهذه الهمة .
اذن “ اإلرادة “ توجه الهمة في تعلقاتها .
وال يخفي عالقة اإلرادة :بالمريد [ انظر “ مريد “ ] ،وبالتالي دور “ التسليك “ في
الوصول بالهمة إلى مقام “ الفعل “ .
****
تبرز مما سبق أهمية “ تعلقات “ الهمة .
إذ هي األساس في :
أوال :اختالف الهمم
ثانيا :ترقي الهمم
ثالثا :اسقاط التعلقات نفسها ،الواحد تلو اآلخر
رابعا :الحكم على الهمم
- 1اختالف الهمم :
الهمة طاقة فقط لذلك تتشعب باختالف تعلقاتها ،تبعا إلرادة صاحبها .
فإن علّق صاحب الهمة همته في الدنيا ،نراه يحصل األموال . .وان علقها :في
باّلل ،تسقط التعلقات وتصير همومه هما صل المقامات . .وان علقها ّ : العبادة ،يح ّ
واحدا .
وهكذا في طاقة الهمة :ان تفعل ،في ميدان تعلقها . .هذا ويجب ّاال نقف مع حدود
اللفظ ،فنظن من قولنا ان الهمة :طاقة فقط ،انها سلبية ال تؤثر في صاحبها .ألن
الهمة في وجهها المغروس في جبلة االنسان ،تؤثر فيه ان كانت قوية .
فالهمة القوية -في أصل الجبلة -تدفع صاحبها إلى الترقي والتعلق بعظائم األمور .
كما أن إرادة صاحبها تحكم عليها فال بد من تبادل “ األثر “ بين األصلين في الجبلة .
األصل األول الذي يمثل :حجم طاقتها نفسه .
واألصل الثاني الذي يمثل :اإلرادة والسلوك .
يقول ابن العربي :
“ ان اختالف الهمم باختالف المطامع ألن الهمم متعلقة بها . . .ولوال المطامع ال
نقطعت الهمم ولوال الهمم لبطلت االعمال ( “ . . .بلغة ص . )15
َّللا عنه :هموا بمعالي األمور ،فإن األمور همم. “ . . .كما قال معاوية رضي ّ
1111
“ “ 1112
1112
“ “ 1113
وسلوكها .
يقول ابن العربي :
“ ان الهمة يطلقها القوم [ -الصوفية ] بإزاء :تجريد القلب بالمنى [ -همة تنبيه ] ،
ويطلق بإزاء :أول صدق المريد [ -همة إرادة ] ،ويطلق بإزاء جمع الهمم لصفاء
االلهام [ -همة حقيقة ] ،
فيقولون الهمة على ثالث مراتب :همة تنبه ،وهمة إرادة ،وهمة حقيقة “ ( ف / 2
. ) 526
وسنورد نصوص ابن العربي في مراتب الهمم الثالث عند القوم ،
يقول :
همة تنبه :
“ ان همة التنبه :هي تيقظ القلب لما تعطيه حقيقة االنسان ،مما يتعلق به التمني سواء
كان محاال أم ممكنا ،فهي تجرد القلب للمنى ،فتجعله هذه الهمة ان ينظر فيما يتمناه ،
ما حكمه . . .فإن أعطاه [ النظر ] الرجوع عن ذلك [ التمني ] ،رجع ،وان أعطاه
العزيمة فيه ،عزم “ ( .ف / 526 ) . 2
همة إرادة :
“ واما همة اإلرادة :وهي أول صدق المريد .فهي همة جمعية ال يقوم لها شيء . . .
فإن النفس إذا اجتمعت أثّرت في أجرام العالم وأحواله ،وال يعتاص عليها شيء
“ ( ف . ) 526 / 2
“ فمن جمع همته على ربه :انه ال يغفر الذنب اال هو ،وان رحمته وسعت كل شيء
،كان مرحوما “ ( ف . ) 526 / 2
همة حقيقة :
“ واما همة الحقيقة :التي هي جمع الهمم بصفاء االلهام ،فتلك همم الشيوخ األكابر
َّللا ،الذين جمعوا هممهم على الحق ،وصيروها واحدة ألحدية المتعلق ، من أهل ّ
هربا من الكثرة ،وطلبا لتوحيد الكثرة أو التوحيد “ ( ف . ) 527 / 2
- 3اسقاط التعلقات كنتيجة طبيعية لترقي الهمة :تسقط التعلقات ،حتى ال يبقى تعلق
للهمة ،سوى :الحق . . .تصير الهموم هما واحدا .وهذا ندركه من لغة العشق
1113
“ “ 1114
الظاهرة في هذه المرحلة .انها المرحلة األخيرة -التي تظل “ الهمة “ فيها موجودة ،
تؤكد االثنينية -قبل “ الفناء “ .
وفي هذه المرحلة يظهر :الفعل والتأثير بالهمة لقيامها في مقام الجمعية .
[انظر نص “ :االكتساب والعشق “ السابق .ونص “ :جمعية الهمة “ الذي سيرد ] .
1114
“ “ 1115
- 2تأثير الهمة :
“ . .وقل للسلطان :هذه همة واحدة أثّرت في شجرة مثمرة [ ايبستها ] فكيف همم
جماعة من المظلومين في قلع الظالمين ! ( “ . .بلغة . ) 69
“ . .فقالت [ شمس أم الفقراء ] : . .تمنيت ان يأتينا غدا أبو الحسن بن قيطون ،
َّللا المروزي ] :هكذا تعمل العامة ،
فاكتبوا اليه . .فقال أبو محمد [ الشيخ عبد ّ
فقالت له العجوز :فما ذا تفعل ؟ قال :اسوقه بهمتي .
فقال :أفعل .فقال :قد حركت الساعة خاطره [ تأثير الهمة في خاطر االنسان عن
َّللا تعالى ( “ . . .روح القدس ص . ) 101بعد ] بالوصول الينا غدا ان شاء ّ
- 3الفعل بالهمة -مقام الجمعية “ فصاحب الهمة ،له الفعل ،بالضرورة ،عند
المحققين .هذا حظ الصوفي ومقامه ( “ . . .ف السفر األول فق ) 619
“ بالوهم يخلق كل انسان في قوة خياله ،ما ال وجود له اال فيها ،وهذا هو االمر
العام .والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة ، 6ولكن ال
تزال الهمة تحفظه “ ( . 7فصوص . ) 88 / 1
“ والهمة “ ال تفعل اال بالجمعية التي ال متسع لصاحبها إلى غير ما اجتمع عليه . .
“ ( فصوص . ) 129 / 1
- 4الفعل بالهمة -الفعل بالحرف “ . . .وهذا الفعل ب “ الحرف المستحضر “ يعبّر
عنه بعض من ال علم له :
ب “ الهمة “ وب “ الصدق “ .وليس كذلك :وإن كانت الهمة روحا للحرف
المستحضر ،ال عين الشكل المستحضر .وهذه الحضرة تعم الحروف كلّها ،لفظيها
ورقميها “ ( ف سفر 3فق . ) 1 - 174
“ فمن علم ،من المحققين ،حقيقة “ كن ! “ فقد علم “ العلم العيسوي “ .
ومن أوجد ب “ ه ّمته “ شيئا من الكائنات ،فما هو من هذا العلم [ العلم العيسوي ]
“ ( ف سفر 3فق . ) 48
“ . .ويعلم ما هي خاصيتها [ الحروف المستحضرة ] حتى يستحضرها ،من
1115
“ “ 1116
اجل ذلك ،فيرى اثرها .فهذا [ الفعل بالحرف ] شبيه الفعل بالهمة ( “ . .ف / 1
. ) 191
فالفعل بالحرف ال يستلزم همة الشخص الناطق بالحرف .ومن هنا األسماء التي
استحقتها الهمة :الصدق .وغيره ،ألن الفعل لها .
- 6الفعل بالهمة -خرق عادة “ . . .ولست اعني بالكرامات اال ما ظهر عن قوة
الهمة “ ( ف سفر - 3فق . ) 383
ي ظهر عليه خرق عادة عن غير همته ،فيكون “ . . .فأقطاب هذا المنزل :كل ول ّ
إلى النبوة أقرب م ّمن ظهر عنه خرق العادة بهمته .
واألنبياء هم العبيد على أصلهم “ ( ف سفر - 3فق ) 1 - 383
انظر “ كرامة “
***
1116
“ “ 1117
*ظهرت “ الهمة “ من خالل التعريفات والنصوص السابقة :أداة تأثير وفعل ،
يستخدمها الصوفي “ .فالصوفي “ :اذن موجود ،يختار ويفعل .
َّللا ،اي :الفناء ،وترك االختيار .
وهذا ينافي ما يطلبه في سلوكه إلى ّ
ينتج عن ذلك ان “ :الفعل بالهمة “ و “ العرفان “ في عالقة جدلية “ ،ينقص
“ أحدهما “ فيزيد “ اآلخر .وهكذا .
حتى نصل إلى :تمام قدرة الفعل بالهمة ،وانتفاء االختيار فيه بتأثير العرفان .
يقول ابن العربي :
“ فإن قلت [ السائل ] :وما يمنعه [ النبي ،لوط عليه السالم ] من الهمة المؤثرة ،
وهي موجودة في السالكين من االتباع -والرسل أولى بها ؟
قلنا [ ابن العربي ] :صدقت ،ولكن نقصك علم آخر ،وذلك أن المعرفة ال تترك
للهمة تصرفا .
فكلما علت معرفته [ االنسان ] نقص تصرفه بالهمة “ ( فصوص ) 128 - 127 / 1
“ واما نحن [ ابن العربي وأمثاله ] فما تركناه [ التصرف ] تظرفا -وهو تركه ايثارا -
وانما تركناه لكمال المعرفة :فإن المعرفة ال تقتضيه بحكم االختيار .فمتى تصرف
العارف بالهمة في العالم فعن امر الهي وجبر ال اختيار “ ( فصوص . ) 129 / 1
****
الهمة “ عند ممارستها كونها قوة تحريك ،يعرض لها قواطع عن دورها هذا .
وتنحصر هذه القواطع بكل ما في طاقته :اضعافها ،ومنبعه كله :االحساس بالعجز .
فعندما يحس صاحب الهمة بالعجز :تضعف همته .
يقول ابن العربي :
“ . .فتحفظ من أسباب امراض الهمم ،واعلم أن من أعظمها :نظر أهل البدايات إلى
أحوال أهل النهايات ،ومطالبتهم أنفسهم [ أهل البدايات ] بأحوالهم [ أهل النهايات ] ،
فيصعب عليهم ويستبعدون ذلك ،فتضعف هممهم ( “ . . .بلغة ) 46
****
في نهاية بحثنا “ للهمة “ ال بد من التنويه إلى أنها موجودة بأسماء مختلفة عند كل
طائفة .
وهذه األسماء منبعها :خاصيتها في الفعل .فهي عند المتكلمين :
“ االخالص “ ،وعند الصوفية “ الحضور “ ،وعند العارفين “ الهمة “ .اما ابن
1117
“ “ 1118
عربي فيفضل ان يسميها :العناية اإللهية .وربما مرجع ذلك إلى أن امكاناتها في
أصل الجبلة عناية الهية .
يقول “ :من وافق تأمينه [ يقول :آمين ] تأمين المالئكة ،في الغيب المتحقّق ،الذي
[ الموافقة -التأمين ] يسمونه العامة من الفقهاء “ االخالص “ .
وتسميه الصوفية “ الحضور “ ،ويسميه المحققون “ الهمة “ ونسميه ،انا وأمثالنا :
“ العناية “ [ استجيب له ] “ ( ف سفر 1فق . ) 494
“ ثم نرجع ان هذه االنفعاالت اإللهية ،المختصة بالوجود على يدي هذا الشخص
االنساني -على مراتبها -أصلها الذي ترجع اليه :قوى نفسية.
تسميها الصوفية :الهمة .ويسميها بعضهم :الصدق ،فيقولون :فالن أحال همته على
أمر ،فانفعل له ،ذلك .وفالن صدق في امر ما ،فكان له ذلك ( “ .مواقع النجوم
ص . )83
“ . . .لهم [ اشخاص ] القدم الراسخ في الصدق ،فيقتلون بالهمة ، 8وهي الصدق
“ ( ف ) 392 / 3
..........................................................................................
) ( 1في فكر يرى االنسان :كلمة .تتحول “ الحروف “ إلى رموز يقول فيها ما
ينطبق على البشر .لذلك نستطيع ان نعتبر نصوص الشيخ األكبر في “ الحروف
“ نصوصا في “ االنسان “ .
يحرك “ همته “ .أو في عالم االنسان :االنسان يحرك وهنا نرى “ الحرف “ هو الذي ّ
همته .السؤال الذي يطرح نفسه ،والذي سنلمس أهميته ،عند بحث النقاط المتبقية من
الهمة .
هل الهمة تحرك االنسان ؟ أم االنسان يحرك الهمة ؟
اإلجابة عن ذلك ستتضح من بحث المصطلح .
“ ) ( 2الهمة “ لها الفعل ،وهذا ما سنبحثه في النقاط التالية
) ( 3انظر فهرس األحاديث حديث رقم ) : ( 44
) ( 4انظر فهرس األحاديث حديث رقم ) : ( 45
) ( 5يرسم الكمشخانوي صورة الهمة في ترقيها ما بين البدايات والنهايات .وستورد
النص الذي
1118
“ “ 1119
يسمح للقاريء ،بشيء من التمعن ،ان يرى جدلية عالقة الترقي بين :الهمة
واإلرادة .
يقول “ :الهمة :وهي التوجه إلى الحق بالكلية ،مع االنفة من المباالة ،بحظوظ
النفس من االغراض واالعواض ،وباألسباب والوسائط كالعمل واالمل والوثوق به ،
وصورتها في البدايات :
عقد الهمة بالطاعة ،والوفاء بعهد التوبة .
وفي األبواب :تعلق القلب بالنعيم الباقي ،وصرف الرغبة عن الفاني ،والجد في
الطلب عند التواني ،
وفي المعامالت :همة باعثة على االستقامة في العمل ،مع دوام المراقبة وقوة الثقة
باّلل في التوكل والتسليم .وفي االخالق : ّ
صرف الهمة بالكلية ،إلى احراز السعادات والكماالت .
وفي األصول :همة جاذبة صاحبها إلى جناب الحق ،بقوة اليقين ،وروح االنس ،
مانعة عن الفتور في السير ،والزيغ في القصد .
ودرجتها في األحوال :صيرورة الهموم هما واحدا ،باستيالء العشق .
وفي الواليات :همة تتصاعد عن األحوال والمقامات إلى حضرة األسماء والصفات .
وفي الحقائق :همة تعلو الصفات ،وتنحو عن النعوت نحو الذات ،
وفي النهايات :ال همة اال التأثر بمؤثرية الحق في جميع الممكنات ،كقوله تعالى :
َّللا رمى . وما رميت إذ رميت .ولكن ّ
وقوله :وإذ تخرج الموتى باذني .وهناك [ في النهايات ] ينمحق التعمل والتكسب ،
ويصفو عن شوبة الحدث ،وينفتح الطريق ،ويتسع ،ويترقى القلب ،إلى مقام السر .
فيكون السائر مصحوبا محموال في السير ،كراكب البحر يسار به وال يدري .
سبْحانَ الَّ ِّذي أَسْرى بِّعَ ْب ِّد ِّه “[ ] 1 / 17وتتوالى عليه األحوال بمحض
َّللا تعالى” ُ
قال ّ
الموهبة ،وتتوافر عليه االلطاف ،بحكم السابقة والمتعة “ ( .جامع األصول .
الكمشخانوي ص . ) 207
1119
“ “ 1120
- 656الهو
في اللغة :
“ الهاء والواو . . .من العربية .واألصل هاء ض ّمت اليه واو ،من العرب من يثقّلها
هو ،ومنهم من يقول :هو “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ هو “ ) فيقول ّ :
في القرآن :
ض َوما فِّي ِّه َّن ، ت َو ْاأل َ ْر ِّ
سماوا ِّ ّلل ُم ْلكُ ال َّ
َّللا ِّ َّ ِّ ”:
اطلق التنزيل العزيز لفظ “ هو “ على ّ
ض يَ ْعلَ ُم ت َوفِّي ْاأل َ ْر ِّ سماوا ِّ ِّير “ ”َ ( 5 / 120 ) .و ُه َو َّ
َّللاُ فِّي ال َّ ش ْيءٍ قَد ٌعلى ُك ِّّل َ َو ُه َو َ
ِّس َّر ُك ْم َو َج ْه َر ُك ْم “( . ) 3 / 6
عند ابن العربي :
الهو :اعتبار الذات اإللهية 1من حيث كونها غيبا .لما يتضمنه الضمير :
“ هو “ من اإلشارة إلى غائب “ ،فالهو “ :دليل الذات التي ال تشهد ابدا وهو الحضرة
االسمائية .
يقول :
َّللا كأنك تراه ومن هناك تعلم الهو ،فان قلت :وما - 1الهو :الغيب “ . . .ان تعبد ّ
الهو ؟ قلنا :
الغيب الذاتي الذي ال يصح شهوده ،فليس ظاهرا وال مظهرا ( “ . .ف / 2
. ) 128
“ . . .قال :األنوار :شهادة ،والحق :نور .ولهذا يشهد ويرى ،واالسرار :غيب
فلها :الهو ،فال يظهر الهو ابدا .فالحق من حيث الهو ال يشهد وهويته :حقيقته . .
“ ( ف . ) 443 / 4
وَّللا خاصة
- 2الهو :الحضرة االسمائية ّ ،
1120
“ “ 1121
- 657الهوى
انظر “ حب ".
- 658الهيبة واألنس
في اللغة :
“ الهاء والياء والباء كلمة إجالل ومخافة .من ذلك هابه ،يهابه ،هيبة .ورجل
هيوب :يهاب ك ّل شيء . . .وتهيّبت الشيء :خفته “ ( معجم مقاييس اللغة مادة
“ هيب “ )
في القرآن :
غير واردة
1121
“ “ 1122
1122
“ “ 1123
وجمع الهم وتضاؤله في نفسه . . .ان ال تعطيه [ صاحب المجلس ] المباسطة االدالل
،فإن جالسه [ -الحق ] بتقييد جهة ،كما كلمه بتقييد جهة . . . :فليكن سمعه
[ صاحب المجلس ] بحيث قيده [ الحق ] ،فان اطلق [ صاحب المجلس ] سمعه ألجل
حقيقة أخرى تعطيه عدم التقييد . . .فقد أساء األدب وليس هو في مجلس هيبة ،وال
يكون صاحب مجلس الهيبة ،صاحب فناء ،لكنه صاحب حضور 2أو
استحضار ( “ . . .ف . ) 105 / 2
- 4الهيبة واالنس :دنيا وآخرة “ ثم إن هذه المقامات منها ما يتصف به االنسان في
الدنيا واآلخرة :كالمشاهدة والجالل والجمال واالنس والهيبة والبسط ( “ . .ف السفر
- 1فق . ) 98
..........................................................................................
) ( 1يقول القشيري في الرسالة ص [ 214 - 213تحقيق عبد الحليم محمود ] :
“ وهما [ الهيبة واالنس ] :فوق القبض والبسط .فكما ان القبض :فوق رتبة
الخوف .
والبسط :فوق منزلة الرجاء .
فالهيبة :أعلى من القبض واالنس أتم من البسط . . .وحال الهيبة واالنس ،وان جلتا
،فأهل الحقيقة يعدونهما :نقصا لتضمنهما تغير العبد ،فان أهل التمكين سمت أحوالهم
عن التغير .وهم محو في وجود العين [ -الحق ] فال هيبة لهم وال انس ،وال علم وال
حس “ .
) ( 2يخالف ابن العربي هنا القشيري الذي يرى أن :
“ وحق الهيبة :الغيبة فكل هائب غائب .ثم الهائبون :يتفاوتون في الهيبة على حسب
تباينهم في الغيبة ،وحق االنس :صحو بحق ،فكل مستأنس :صاح ثم يتباينون حسب
تباينهم في الشرب “ ( الرسالة القشيرية ص ، 213تحقيق د .عبد الحليم محمود )
– 659المهيم
في اللغة :
“ الهاء والياء والميم كلمة تدل على عطش شديد .
والهيام :داء يأخذ اإلبل عند عطشها فتهيم في األرض ال ترعوي .
جن من العشق فذهب على وجهه [ على ] غير قصدوبه س ّمي العاشق الهيمان ،كأنه ّ
“ ( .معجم مقاييس اللغة مادة “ هيم “ ) .
1123
“ “ 1124
فالمهيمون من المالئكة خارجون عن نظر العقل األول ،وهم في مرتبته ،كما هو
الحال في “ االفراد “ بالنسبة للقطب صاحب الوقت .انظر “ افراد“ .
1124
“ “ 1125
حرف الواو
و
1125
“ 1126 “
1126
“ “ 1127
- 660وتد
انظر “ رجل “ وخاصة البيان رقم ( ) 1
الذرية
- 661ميثاق -ميثاق ّ
المترادفات :ايمان الذر -قبضة الذرية -الميثاق األول -فطرة “ بلى “ -الميثاق
الخالص لنفسه .
1127
“ “ 1128
السلوكية أضحى السلوك الصوفي لديه محاولة للعودة باالنسان ،إلى هذه الحالة التي
كان عليها قبل ان يوجد لنفسه . . .إلى حالة الميثاق .
ومن الناحية النظرية :
الميثاق هو األساس الذي فسر على ضوئه نظريته في الفناء والتوحيد واأللوهية . 1
ولم يكن ابن العربي غريبا على األهمية التي طرحتها آية الميثاق في الفكر الصوفي .
فهو وإن لم يجعلها أساسا في بنية تصوفه الفكري والسلوكي ،فقد تبناها ،جاعال حالة
العبد في الميثاق بما يميزها من االقرار بالربوبية :الفطرة التي يولد عليها االنسان .
وهي فطرة “ بلى “ كما يسميها .
يقول :
- 1الميثاق :االقرار بالربوبية ،والشهادة على النفس بها .
“ انه ال يذكرهم اال بحال اقرارهم بربوبيته تعالى ،عليهم ،حين قبض الذرية من
ظهور آدم في الميثاق األول “ ( ف . ) 388 / 2
“ كما اخذ الميثاق على بني آدم قبل ايجاده أجسامهم “ ( ف . ) 135 / 1
“ واما الذين اسودت وجوههم ،يقال لهم :أكفرتم بعد ايمانكم .تذوقوا العذاب بما كنتم
تكفرون .ولم يكن لهم ايمان تقدم اال ايمان الذر .زمان االخذ من الظهر ،فنسي ذلك
العقد ،لما قدم العهد “ ( ف . ) 349 / 4
اقر له بذلك في قبضة الذرية . . .
“ وتخليص عبوديته [ العبد ] ّّلل من غيره ،كما ّ
“ ( ف . ) 378 / 3
“ . . .وقبض الحق على ظهره [ آدم ] واستخرج منه كأمثال الذر ،يعني بنيه ،
اشهدهم على أنفسهم كما جاء في القرآن فشهدوا “ ( ف . ) 58 / 4 -
- 2ميثاق الذرية :اقرار بالربوبية وليس بالتوحيد “ لذلك اشهدهم على أنفسهم الست
بربكم ،قالوا بلى ،ولم يقل لهم الست بواحد ،لعلمه بأنه إذا اوجدهم اشرك بعضهم
ووحد بعضهم ،واجتمعوا في اإلقرار بالربوبية له ،وزاد المشرك الشريك “ ( ف 2 -
. ) 247 /
- 3ميثاق الذرية -فطرة “ بلى “
1128
“ “ 1129
َّللا عليه وسلم :كل مولود يولد على الفطرة وهو الميثاق “ . . .وهو قوله صلّى ّ
الخالص لنفسه ،الذي ما ملكه أحد غصبا فاستخلص منه ،بل لم يزل خالصا لنفسه
“ ( ف ) 57 / 4 -
- 4أهمية تجلي الحق في الصورة التي اخذ على خلقه الميثاق بها في االقرار :
“ . . .فلو تجلى [ تعالى ] لهم [ للخلق ] في الصورة التي أخذ عليهم الميثاق فيها ،ما
أنكره أحد .
تحول لهم في الصورة التي اخذ عليهم فيها الميثاق ،فأقروا به ، فبعد وقوع االنكار ّ ،
ألنهم عرفوه ،ولهم ادالل اقرارهم “ ( ف . ) 465 / 3
انظر “ اله المعتقدات “
..........................................................................................
) ( 1انظر رسائل الجنيد نشر :علي حسن عبد القادر .
كما يراجع في موضوع الميثاق :
-كتاب الرياضة للحكيم الترمذي ص 40
-الدرة الفاخرة الغزالي ص 119
-اليواقيت والجواهر ج 1ص . 102
1129
“ “ 1130
- 663الوجد
انظر “ الوجود “ المعنى األول
– 664الوجود
في اللغة :
“ الواو والجيم والدال :يدل على أصل واحد ،وهو الشيء يلفيه .ووجدت الضالة
وجدانا ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ وجد “ )
في القرآن :
ورد األصل “ وجد “ بصيغة الفعل الماضي والحاضر والمستقبل ،اما المصدر
“ الوجود “ فال نجد له ذكرا في القرآن .كما أنه لم يأخذ اي معنى اصطالحيا بل حافظ
على مضمونه اللغوي السابق :
راب َو َج َد ِّع ْن َدها ِّر ْزقا ً “( 3 / 37 ) . علَيْها زَ َك ِّريَّا ْال ِّم ْح َ”) ُ ( 1كلَّما َد َخ َل َ
َّللا أ َ َح ٌد َولَ ْن أ َ ِّج َد ِّم ْن دُو ِّن ِّه ُم ْلت َ َحدا ً “( 72 / 22 ) . ”) ( 2قُ ْل ِّإ ِّنّي لَ ْن يُ ِّج َ
ير ِّني ِّمنَ َّ ِّ
ْصي لَ َك أ َ ْمرا ً “( . ) 69 / 18 َّللاُ صابِّرا ً َوال أَع ِّ ست َ ِّج ُدنِّي إِّ ْن شا َء َّ
”) ( 3قا َل َ
وعلى ضوء هذه النظرة إلى الوجود نستطيع ان نفهم جمل ابن العربي أمثال :
“ ما حصل على الوجود اال من زهد في الموجود “ ( ف . ) 378 / 4
فالوجود هنا مقام قابل للتحصيل ثمنه الزهد في الموجود ،بمعنى الموجودات اي كل
َّللا.
ما سوى ّ
1130
“ “ 1131
فالسمع يوازي السماع .والوجود في الوجد ،يقابل الوجود في العين الخارجية .
سماع -وجد -وجود
سمع -وجود -تعين خارجي .
****
استعمل ابن العربي لفظ “ الوجود “ للداللة على تعين االشخاص في الوجود الخارجي
في مقابل عالم الثبوت ، 3
وبذلك يكون الوجود هنا هو العالم المحسوس في مقابل العالم المعقول [ ثبوت ] .
1131
“ “ 1132
الوجود ليس اال التركيب فحامل ومحمول . . .فالمجاورة في الثبوت حلول في الوجود
“ ( ف . ) 81 / 4
“ وقد صح وصفه بالعدم والوجود معا في زمان واحد 4هذا هو الوجود اإلضافي 5
والعدم مع ثبوت العين “ ( انشاء الدوائر ص ) 7
****
قدمنا النقطتين السابقتين في بحث الوجود ،ألنهما يشكالن موقفا جانبيا بالنظر إلى ما
قدّمه شيخنا األكبر ،إلى حصيلة الفكر االنساني في موضوع “ الوجود “ .
وللوقوف على حقيقة نظرته إلى الوجود ،نضع بين يدي القارئ النقاط التالية ،التي
تسمح له برؤية طبيعة نظرة الشيخ األكبر ،هذه النظرة التي انفرد بأسبقية القول بها
بأسلوب منطقي مترابط .
يقول البرزنجي في شرح جملة ابن العربي التي ترد في النص التالي :
ي الصفات واألسماء : 6أي وحدته ذاتية وكثرته ي الذات كل ّ
“ اسم الجاللة احد ّ
اعتبارية ،فهو عين كل من تعيناته من حيث الظهور فقط . . .ال من حيث الحقيقة .
إذ الحقيقة :ذاتية ،وعينه تعني تعينه الخارجي :اعتبارية . . .فهو عكس
الجنس . . .بيانه ان الجنس اعتباري الوحدة والذات ،ذاتي الكثرة والتعينات ،فهو
عين كل من تعيناته ،بذاته .
والحقيقة ال يعين في نفسه اال اعتباريا ذهنيا فقط فمن قال :الوجود عين تعيناته
بالحقيقة فقد التبس عليه االمر لعدم الفرق بين التعينين .
1132
“ “ 1133
الوحدة . . . “ 7
اذن الوجود عند ابن العربي ليس جنسا اشخاصه الموجودات .
يقول :
( أ ) الوجود للحق والعدم للممكن :
“ . . .ليس اال وجود الحق ،والموصوف باستفادة الوجود هو على أصله ،ما انتقل
من إمكانه ،فحكمه باق وعينه ثابتة . . . 12فقبل التكوين 13وما هو عندنا قبول
للتكوين كما هو عندك ،وإنما قبوله للتكوين ان يكون :مظهرا للحق ،فهذا معنى
قوله “ :فيكون “ ، 14ال انه استفاد وجودا ،وانما استفاد حكم المظهرية . . .فهو
[ تعالى ] عين كل شيء في الظهور ،ما هو عين األشياء في ذواتها سبحانه وتعالى ،
بل هو هو ،واألشياء أشياء ( “ . . .ف .)2 / 484
1133
“ “ 1134
1134
“ “ 1135
َّللا تعالى لفظا بما يشتق منشيء من التسامح .وسببه انهم رأوا انه يصح وصف ذات ّ
َّللا موجودة “ ،فلما رأوا ان الوجود يكون وصفا في اللفظ الوجود ،فيقال “ ذات ّ
َّللا تعالى عالم ،وقادر “ ،أطلقوا لفظ الصفة على
كالصفة الحقيقية في نحو قولنا “ ّ
الوجود تشبيها له بها .والمراد انه تجوز ،حيث شبهوا الوجود بالصفة الحقيقية كالعلم
والقدرة ،مع أن كالمنهما يقع صفة في اللفظ .ويشرح عبد السالم بن إبراهيم الوجود
كما ورد في جوهرة التوحيد قائال ( “ فوجب له [ للحق ] ) صفة نفسية هي ( الوجود )
الذاتي بمعنى انه وجد لذاته ال لعلة ،والمراد بالصفة النفسية صفة ثبوتية يدل الوصف
بها على نفس الذات دون معنى زائد عليها ( “ . . .ص ص . ) 69 - 68
وقال قوم منهم الرازي :الوجود امر زائد على الذات على معنى انه صفة ثابتة في
الخارج ،لكنها لم تصل إلى درجة الموجودات التي تشاهد وتحس .فهي واسطة بين
الموجود الخارجي والمعدوم .وهذا الفريق أثبت واسطة بين الموجود والمعدوم ،
وسمي هذه الواسطة حاال .
فاالقسام عنده ثالثة :معدوم ،وموجود ،وحال .
اما الفريق األول فليس عنده اال قسمان :الموجود والمعدوم .
وقد استدل القائلون بان الوجود عين الموجود بحجج كثيرة نجتزىء منها دليلين :
األول :قالوا لو كان الوجود امرا زائدا على الموجود لكان حال هذا الوجود الزائد ال
يخلو عن أحد امرين :اما ان يكون موجودا .واما ان يكون معدوما .فإن كان موجودا
انتقل الكالم إلى وجوده ،وهكذا .فيلزم عليه الدور أو التسلسل ،وكالهما باطل .وان
كان معدوما لزم اتصاف الشيء الذي هو الوجود بنقيضه .فيقال “ الوجود معدوم
“ وذلك محال .
والثاني :قالوا لو كان الوجود امرا زائدا على الذات عارضا لها لكانت الذات من
حيث هي غير موجودة ،على معنى انها -حينئذ -تكون معروضة للوجود صالحة له
خيالة عنه ،فتكون معدومة فإذا قلت “ الذات موجودة “ كنت قد وصفت المعدوم
بالوجود ،وهذا تناقض .وقد استدل القائلون بان الوجود امر زائد على الذات بأدلة
نذكر منها واحدا قالوا :ان ذاته تعالى غير معلومة لنا ،وان وجوده سبحانه معلوم
لنا .وهذا قياس من الشكل الثاني .ونتيجته “ ان ذاته تعالى غير وجوده “ .
هذا وقد قالت الفالسفة :
ان الوجود غير الموجود في الحادث .واما في القديم فوجوده عينه .
ألنه تعالى واجب الوجود ،وهو واحد من كل وجه فلو كان وجوده غيره لتكثر ،الن
الموصوف يتكثر عندهم بكثرة الصفات ،وذلك يؤدي إلى التركيب المؤدي إلى
االمكان ،وهو مناف للوجود .
وقالت الكرامية :الوجود صفة معنى كالقدرة واإلرادة .
راجع شرح جوهرة التوحيد .محمد محي الدين عبد الحميد ص ص 71 - 69
( الحاشية رقم .) 1
1135
“ “ 1136
1136
“ “ 1137
ي ؛:
- 665الوجود الحقيق ّ
مرادف :الوجود المطلق ،الوجود الصرف .
انظر “ وجود “ المعنى الثالث
1137
“ “ 1138
- 667أهل الوجود
انظر “ وجود “ المعنى األول
- 668الوجود الواحد
انظر “ وحدة وجود “
ان “ الممكن “ أو “ المخلوق “ عند ابن العربي ال يقوم بذاته ،لذلك كلما أوجده الحق ،
اندرج من ذاته في العدم [ انظر “ خلق جديد “ ].
فالحق له الخلق المستمر على الدوام والمخلوقات لها االندراج في العدم على الدوام .
فالحق هو :
القيوم ،وبه تقوم األشياء ،إذ ال قيومية لها بذاتها .وإلى “ قيومية الحق في األشياء
“ اإلشارة بقوله :وجه الحق ،أو وجه الحق في األشياء .
يقول :
“ . . .فمن لزم هذا الذكر ،فإنه ينتج له معرفة :وجه الحق في كل شيء ،فال يرى
شيئا ،اال ويرى وجه الحق فيه ( “ . . .ف . ) 170 / 4
“ وجه الحق الذي له في كل شيء ( “ . . .رسالة ال يعول ص ) 15
“ . . .فان للحق في كل معبود :وجها ، 1يعرفه من يعرفه ،ويجهله من يجهله . . .
“ ( فصوص . ) 72 / 1
“ . . .فخلو وجه الحق عن شيء من العالم “ :محال “ ( “ . . .ف . ) 299 / 2
..........................................................................................
) ( 1وجه الحق الذي له في كل معبود ،إشارة إلى اآلية” َوقَضى َرب َُّك أ َ َّال ت َ ْعبُدُوا ِّإ َّال
ِّإيَّاهُ “[ ] 23 / 17وقد توسعنا ببحث ذلك في “ إله المعتقدات “ فلتراجع .
1138
“ “ 1139
الخاص :
ّ - 670الوجه
وردت عبارة “ الوجه الخاص “ عند ابن العربي :نكرة ومعرفة .
****
معرفة .
الوجه الخاص “ ّ :
ان االمداد اإللهي للممكنات بوجهيه :الوجودي والعلمي .
دائم مستمر مع اآلنات .وهذا االمداد اإللهي يكون إما :
-بتوسط األسباب بين الحق والعبد ( األنبياء -المالئكة ) . . .
-وإما مباشرة من الحق إلى العبد ،وهو المقصود :بالوجه الخاص.
إذ لكل “ ممكن “ أو “ عبد “ وجه خاص بينه وبين الحق يصله منه االمداد الوجودي
والعلمي ،وهذا الوجه واالمداد غيب ال يعلم كنهه أحد :ألنه ليس بين الحق وعبده من
هذا الوجه الخاص أحد ،من بشر أو ملك . . .
يقول :
- 1الوجه الخاص :باب خاص انتفت فيه الوسائط “ . . .وعلمت ما لم تكن تعلم ،
وأخذت عن األرواح الملكية علوما لم تكن عندها ،وما علمت أن ث ّم طريقا تصل منه
َّللا منشيء الكل ،وان بينه وبينها :بابا خاصا إذا سلكت عليه ،إلى االخذ عن ّ
يخصها ( “ . . .ف . ) 176 / 3
“ . . .وهذا العارف همه أبدا مصروف إلى الوجه الخاص اإللهي ،الذي في كل
موجود .بعين الوجه الخاص اإللهي الذي لهذا العارف المحقق ،فينظر في ذلك االمر
من حيث الصورة األولى اإللهية ويترك الوسائط . . .وفي كل صورة ما ينظر إليها
إال من حيث ذلك الوجه الخاص بها ،بوجهه الخاص به “ ( . . .ف - 30 / 3
. ) 31
َّللا إلى الرسول البشري ،من الوجه الخاص بارتفاع الوسائط ،
“ . . .فإذا أوحى ّ
وألقاه الرسول علينا ،فهو كالم الحق لنا من وراء حجاب “ ( ف . ) 526 / 3
1139
“ “ 1140
1140
“ “ 1141
- 671وجه الشيء
وجه الشيء :ذاته ،عينه ،حقيقته .وكلها بمعنى واحد تقريبا.
المفرد “ وجه “ يمكن اطالقه على الحق وعلى المخلوقات ،وفي اطالقه على الحق
يأخذ معنى :الذات .
وفي اطالقه على المخلوقات يأخذ معنى :حقيقة الشيء .
وال يخفى هنا انه في فكر يحتفظ “ بالحقيقي “ لكل ما هو الهي ،ان وجه الشيء
المخلوق يتحول إلى :السر اإللهي المودع فيه .
يقول :
- 1وجه الشيء
1141
“ “ 1142
ي
- 672التو ّجه اإلله ّ
التوجه اإللهي :هو تعلق خاص اليجاد المخلوقات من كونه تعالى مريدا ،فالتوجه
اإللهي أحد أركان التثليث المعتبرة في االنتاج عند ابن العربي ( في الحق :
ذات ،قدرة ،توجه إرادي .انظر :تثليث )
يقول :
- 1التوجه اإلرادي لاليجاد :
“ . . .قال تعالى ُ ”:ك ٌّل ِّفي فَلَكٍ يَ ْسبَ ُحونَ “[ ] 33 / 21فكل حركة توجه الهي ،
1142
“ “ 1143
اي :تعلق خاص من كونه مريدا ،وقولنا انما اختلفت التوجهات الختالف المقاصد . .
“ ( ف . ) 266 / 1
“ فلو ال التوجهات ما ظهرت الكائنات “ ( ف . ) 388 / 4
“ . . .ان الحق إذا انفرد بذاته لذاته لم يكن العالم ،وإذا توجه إلى العالم ظهر عين
العالم ،لذلك التوجه .فرأى أن العالم كله موجود عن ذلك التوجه المختلف
النسب ( “ . . .ف . ) 165 / 1
“ . . .واالعتدال منزل :حفظ بقاء الوجود على الموجود ،ما هو منزل االيجاد ،الن
االيجاد ال يكون اال عن انحراف وميل ،ويسمى في حق الحق :توجها اراديا . .
“ ( ف . ) 93 / 3
1143
“ “ 1144
– 673الوحدة :
في اللغة :
“ الواو والحاء والدال :أصل واحد يدل على االنفراد .من ذلك الوحدة وهو واحد
قبيلته إذا لم يكن فيهم مثله قال :يا واحد العرب الذي * ما في األنام له نظيرولقيت
القوم موحد موحد .ولقيته وحده .
وال يضاف اال في قولهم :نسيج وحده . . .اي ال ينسج غيره لنفاسته ،وهو مثل :
الواحد :المنفرد ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ وحد “ ) .
في القرآن :
َّللا َو ْح َدهُ( أ ) األصل “ وحد “ يدل على االنفراد .وحده :منفرد ”.قالُوا أ َ ِّجئْتَنا ِّلنَ ْعبُ َد َّ َ
َونَذَ َر ما كانَ يَ ْعبُ ُد آباؤُنا ) “( 7 / 70
( ب ) ورد بصيغة :واحد وواحدة للداللة على الرقم “ َ ““ 1و ِّإ ْذ قُ ْلت ُ ْم يا ُموسى لَ ْن
ي نَ ْع َجةٌ واح ٍد “( ِّ ”. ) 61 / 2إ َّن هذا أ َ ِّخي لَهُ تِّ ْس ٌع َوتِّ ْسعُونَ نَ ْع َجةً َو ِّل َ عام ِّ ط ٍعلى َ ص ِّب َر َ
نَ ْ
واح َدة ٌ “( 38 / 23 ) . ِّ
( ج ) ورد األصل “ وحد “ بصيغة -الواحد ،كصفة في األصل لأللوهية تفيد
ارواح ُد ْالقَ َّه ُ َّللاُ ْال ِّ
باب ُمتَفَ ِّ ّرقُونَ َخي ٌْر أ َ ِّم َّ
التوحيد .ثم كانت من األسماء الحسنى ”.أ َ أ َ ْر ٌ
واحدا ًواح ٌد فَلَهُ أ َ ْس ِّل ُموا “( ”. ) 34 / 22أ َ َجعَ َل ْاآل ِّل َهةَ ِّإلها ً ِّ ”) “( 12 / 39فَإِّل ُه ُك ْم ِّإلهٌ ِّ
جاب “( ) 5 / 38 ع ٌ ِّإ َّن هذا لَ َ
ش ْي ٌء ُ
1144
“ “ 1145
1145
“ “ 1146
جوهري ،وهو ان الشيخ األكبر لم يقطفها ثمرة فيض فناء في الحق ،فناء أفناه عن
رؤية كل ما سوى الحق ،فقال بعدم كل ما سواه ،كال ان ابن العربي يرى الكثرة ،
وشهوده يعطيه الكثرة ،وبصره يقع على كثرة .
اذن الكثرة عنده :موجودة .
وهنا نستطيع ان نقول إن “ وحدته “ على النقيض من وحدة الشهود ،تعطي :كثرة
شهودية .فالنظر يقع على كثرة عنده .
وهذا ما ال يمكن ان ينطبق على وحدة الشهود .
ولكن ابن العربي ال يقف مع الكثرة الشهودية أو -بتعبير أدق -المشهودة ،بل يجعلها
“ كثرة معقولة “ ال وجود حقيقي لها .
وهي -إذا أمكن التعبير بلغتنا -خداع بصر .
وبلغة ابن العربي :خيال . 5
هذا ،ويستحسن ّأال نفهم موقف ابن العربي على أنه نظرية فلسفية ،قامت على دعائم
منطقية ومقدمات فكرية ،فهو وان كان قد جعل الكثرة :معقولة مشهودة وغير
موجودة .فهذا االرجاع ليس تعمال فكريا ،كما يظن البعض . 6
ونقول ردا على من جعل وحدة ابن العربي الوجودية نظرية فلسفية تقررت باستدالل
نظري ،ان الواقع عكس ذلك ،الن النظر الفكري
كما يقول شيخنا األكبر يعطي :وجود المخلوقات ،التي من شأنها ان لم تكثّر الوجود
،فعلى األقل تحدده بثنائية كالسيكية :حق خلق .
وان الذي يعطي الوحدة الوجودية هو :الشهود .
وهنا نالحظ ان ابن العربي من ناحية قد باين “ وحدة الشهود “ باثباته “ الكثرة
المشهودة “ المرئية ،ومن ناحية ثانية وصل بالشهود ،
إلى تقرير :الوحدة الوجودية .
وكان الشهود األول رؤية عادية ،على حين أن الشهود الثاني هو مرتبة من مراتب
الكشف الصوفي .
يقول :
) ( 1الحقيقة تتكثر في الشهود :
َّللا ،العين وان تكثّرت في الشهود ،فهي أحدية في“ . . .انه ما في الوجود إال ّ
الوجود “ ( ف . ) 357 / 4
) ( 2الشهود ينفي وجود الممكن:
1146
“ “ 1147
1147
“ “ 1148
فالحق هو :القيوم في صور الخلق .والممكنات :ال تقوم بذاتها ،بل تقوم “ بالقيوم
“ اذن الوجود واحد هو الحقيقي ،الذي تتقوم به الممكنات 9 .
والواقع ان وحدة الوجود ،هذا إذا كان التعبير ينطبق على وحدة ابن العربي ، 10هي
ثمرة من ثمار التوحيد عند شيخنا األكبر .
فالتوحيد أع ّم مفهوم في الفكر االسالمي من حيث إنه ركيزة العقيدة ،بل هو العقيدة
ذاتها ،
1148
“ “ 1149
ولذلك باشره كل فرد من افراد المسلمين على قدر طاقته واستعداده . 11
مر بأكثر من توحيد ،أو باألحرى بأكثر من صيغة وابن العربي بالذات ال بد انه ّ
ومفهوم للتوحيد ، 12في تاريخ حياته السلوكية الفكرية.
ولذلك ال نستطيع ان نقول عن توحيد شيخنا األكبر انه فكري نظري فلسفي ،وبالتالي
نبحثه على صعيد الفكر والنظريات .
كما أنه لم يغرق في غيبة الشهود ويتكلم تحت وطأة الوجد ،فنقول ان توحيده ،توحيد
الفانين .كال :لقد كان توحيده توحيد المشاهد الصاحي .
ومن هنا نشأ الخالف ين دارسيه .
فجعل البعض نتائجه نظرية فلسفية ،والبعض اآلخر جعلها ثمرة سلوك .واالجدى ان
نعترف بتكامل الشيخ األكبر تكامال يضم في حناياه الفناء والبقاء فال نغلّب حاال على
حال .
فالتوحيد ،ونظرة ابن العربي اليه ،وفهمه له ،هما مفتاح وحدة الوجود عنده .
إذ لو استقل الممكن بالوجود ،ولو للحظة ،الستغنى في هذه اللحظة عن الخالق ،اي
الحق .وشاركه من حيث الغنى ،باأللوهية .
اذن توحيد األلوهية ،يقتضي عند ابن العربي توحيد الوجود . 13
وتتلخص وحدة وجود الشيخ األكبر في عدة نقاط نشير إلى أهمها ثم ندعمها
بالنصوص .
) ( 1الممكن :
ان الممكن قد يطلق عليه ابن العربي اسم “ الموجود “ ولكن ال ينعته ابدا بالوجود ،بل
يجعله ثابتا في العدم .وكما يقول :الممكن لم يشم رائحة الوجود .
اذن وحدته الوجودية ليست قائمة على رؤية الوحدة في كثرة المظاهر ،بل على نفي
وجود الكثرة ،فالكثرة :مشهودة معقولة ،غير موجودة .
) ( 2الحق :
ان الحق هو الظاهر في كل صورة والمتجلي في كل وجه .وهو “ الوجود الواحد
“ واألشياء موجودة به ،معدومة بنفسها .
ولكن ال ينحصر وجود الحق ويتحدد بظهوره في المظاهر ،بل له وجود متعال خاص
به .
وبهذا الوجود المتعال للحق يفارق ابن العربي وحدة الوجود الملحدة . 14
فالحق عند ابن العربي مطلق ليس باالطالق اإلضافي المقابل للتقييد ،ولكن باالطالق
الحقيقي . 15
) ( 3الخلق :
ان فعل الخلق لم يحدث في زمن معين ويوجد المخلوقات .بل هو فعل مستمر
1149
“ “ 1150
دائم مع األنفاس ،وهو تجلي الحق الدائم في صور المخلوقات .فالمخلوقات في افتقار
دائم للحق ،إذ ان لها العدم من ذاتها ،ففي كل نفس ترجع إلى عدمها األصيل ،وفي
كل نفس يوجدها الحق بظهوره فيها . . .وهكذا ( . . .راجع “ خلق جديد“ ) .
1150
“ “ 1151
وجودك .
قلت :ولذلك قلت العدم الظاهر ،واما العدم الباطن فال يصح وجوده ( “ . . .مشاهد
االسرار ق . ) 34
) ( 2الحق :
فاّلل :موجود ،والممكنات :ثابتة “ ( 4 / 410 ) .
َّللا والممكنات ّ ،
“ ما ث ّم اال ّ
“ ظهور الحق في كل صورة ( “ . . .ف . ) 395 / 4
“ فهو [ تعالى ] المتجلي في كل وجه ،والمطلوب في كل آية ،والمنظور اليه بكل
عين والمعبود في كل معبود .والمقصود في الغيب والشهود .ال يفقده أحد من خلقه
بفطرته وجبلته ،فجميع العالم له مص ّل ،واليه ساجد “ ( . . .ف . ) 449 / 3
“ وما ثم اال وجود واحد واألشياء موجودة به ،معدومة بنفسها ( “ . . .مرآة العارفين
ق 122أ )
َّللا عليه وسلم ،وقال في الذين يبايعونه ”:
“ . . .فأمر [ الحق ] ببيعة محمد صلى ّ
ِّإنَّما يُبا ِّيعُونَ َّ َ
َّللا “[ . ] 10 / 48
ان المبايع من تعنو الوجوه له *** الواحد االحد القيّوم بالصور “( ف ”) 122 / 4
َّللا ليس سواه *** وكل بصير بالوجود يراه “ ( ف ) 329 / 3 فما ث ّم اال ّ
) ( 3الخلق :
بخصوص نصوص تتعلق بالخلق فليراجع “ خلق جديد “
) ( 4حقيقة وحدة الوجود :
” اني رأيت وجودا لست ادريه * وهو الوجود الذي أعياننا فيه “( ف ) 33 / 4
“ . . .ولذلك الوجود الخيالي يقول الحق له “ :كن ] “ [ 16 / 40في الوجود العيني
“ ،فيكون “ السامع هذا االمر اإللهي ،وجودا عينيا يدركه الحس . . .
وهنا حارت األلباب :هل الموصوف بالوجود المدرك بهذه االدراكات ،العين
1151
“ “ 1152
1152
“ “ 1153
يقول ”:فعين وجود الحق نور محقق * وعين وجود الخلق ظل له تبع “( ف / 4
) 279
“ . . .والممكن لعينه اعطى الترتيب الواقع ، 17وأعطاه الحق الوجود لذاته ،فما هو
اال وقوع عين الممكن على نور التجلي ،فيرى نفسه .
وما انبسط عليه ذلك النور فيسمى وجودا ،وال حكم للنظر العقلي في هذا ( “ .ف / 4
) 425
1153
“ “ 1154
وأنت تعلم أنه ما ث ّم متلون وال لون ،مع شهودك ذلك .كذلك شهودك صور المحدثات
في وجود الحق الذي هو الوجود “ ( .ف . ) 167 / 4
1154
“ “ 1155
الكون إلى أصل الهي .وأساسها نزعات دينية واتجاهات صوفية ،ال تسلم اال بما هو
الهي وروحي ثم عمقتها نظرات فلسفية وبحوث عقلية تحاول ان توفق بين الواحد
والمتعدد ،وان تربط الالنهائي بالنهائي .والمطلق بالنسبي فأضحت بابا من أبواب
الفلسفة اإللهية ،سبيال لتصوير عقيدة التوحيد تصويرا عقليا ال يسلم اال بوجود واحد
“ ( الكتاب التذكاري .ابن العربي ص ص ) 369 - 368
) ( 5راجع “ خيال “
) ( 6يقول عفيفي في شرح جملة ابن العربي :
( فالعالم بين كثيف ولطيف وهو عين الحجاب على نفسه ،فال يدرك الحق ادراكه
َّللا ،وال يدرك
َّللا هو عين الحجاب الذي يستر ّ
نفسه ) “ :فالعالم الذي هو صورة ّ
َّللا اال بمقدار ما يتجلى فيه من اسرار الحق .ولهذا ال يدرك شيء من العالم
العالم من ّ
الحق كما يدرك الحق نفسه .وهذا اعتراف صريح من ابن العربي بان الوجود المطلق
بعيد المنال حتى على ذوق الصوفي ،ومنه يتبين ان دعواه في وحدة الوجود ال تقوم
على الكشف واالستدالل ،وانما هي فرض افترضه وعجز عن تأييده “ .
( فصوص ج 2ص ص . ) 17 - 16
ونرد على عفيفي قائلين :ان القول بوحدة الوجود ال يلزم بشكل قطعي القول بادراك
العالم الحق ،ولكن يلزم القول بان يدرك العالم انه مظهر للحق ليس اال .
) ( 7راجع “ علم اليقين “ “ عين اليقين “ .
( 8 )Roger Deladriere dans son livre “ la profession de foi
d'Ibn Arabi “ Preface P . LXXII .- - - - -
“ “ 1156
1155
) ( 9يراجع :- La profession de foi d'Ibn Arabi . Roger
Deladriere preface P . P : LXXII - LXXV-تفسير القاشاني المنسوب
خطأ البن العربي .والذي يتتابع نشره بعنوان “ تفسير ابن العربي “ .
انظر طبعة بيروت 1968ج 2ص ص . 824 - 823
-ايضاح المقصود من وحدة الوجود النابلسي
) ( 10ان لفظ الوحدة يقابل الكثرة ويفترضها في الوقت نفسه.
وبما ان الوجود عند ابن العربي واحد ،فاألولى ان يشتق اللفظ منه فنقول “ :واحدانية
الوجود “ أو “ واحدية الوجود “ . . .
) ( 11راجع ما كتبه هنري كوربان عن التوحيد في كتابه .En Islam iranien
) T 3 P . P . 127 - 136 ( Tawhid esoterique )( 12يدل على ذلك تعدد
صيغ العقيدة التي افتتح بها فتوحاته :عقيدة العوام ،عقيدة الخواص ،عقيدة . . .
) ( 13راجع “ توحيد “ .
) ( 14يرى البرزنجي ان الوجودية طائفتان ،مالحدة وموحدة.
المالحدة األولى “ :ان الباري تعالى وتقدس ليس موجودا في الخارج بوجود مستقل
وَّللا هو
َّللا ّ
ممتاز عن عالمي األرواح واألجسام بل هو مجموع العالم . . .فالعالم هو ّ
َّللا .
العالم وليس ثمة شيء غير العالم يقال له ّ
وهذا كفر صريح “ ( الجاذب الغيبي ق . ) 296
كما يشير “ دالدرير “ إلى أن الدراسات الحديثة المتعلقة بابن العربي قد برهنت بما ال
يدع مجاال للشك على صحة ايمانه وعقيدته .وخاصة أبحاث :
بركهارت ،Burckardtفالسن ،م .
مال ،ع .يحيى ،ه .كوربان .والمستشرق الياباني ايزتسيIzutsuفي شرحه
الحديث لفصوص الحكم .
انظر ) :- La profession de foi d'Ibn Arabi P . LX( 15
يقول البرزنجي في شرح مفهوم المطلق عند ابن العربي “ :ومطلق باالطالق الحقيقي
الذي ال يقابل تقييد القابل لكل اطالق وتقييد ،فاطالقه عدم تقيده بغيره في عين الظهور
بالقيود ،ال عدم ظهوره في القيود وال عدم ظهوره اال في القيود .
َّللا ولم يكن شيء غيره “ ،وله فله التفرد عن الظهور في األشياء بمقتضى “ كان ّ
التجلي فيما شاء من المظاهر بمقتضى” َو ُه َو َمعَ ُك ْم أَيْنَ ما ُك ْنت ُ ْم “[ ] 4 / 57ولكن ال
يط “[ ] 20 / 85 َّللاُ ِّم ْن َورائِّ ِّه ْم ُم ِّح ٌ
يتقيد بذلك فإنه من وراء ذلك بمقتضى” َو َّ
“ ( الجاذب الغيبي ق . ) 309
) ( 16راجع “ حيرة “
) ( 17ان النور واحد واختالف أعيان الممكنات يؤدي إلى اختالف الظالل ،وهي
المراتب الوجودية التي أشار إليها بقوله “ الترتيب الواقع “ .
1156
“ “ 1157
) ( 20ان الوجود في الممكن ليس عينه بل هو قائم به ،لذلك يقول ابن العربي ان
الوجود مني اي من الحق ،وبك ،اي بالخلق ،قائم بالممكن ألنه غيره .
) ( 21ان الوجود ال يكون بالحق ألنه عينه فالوجود في واجب الوجود هو عينه ،
لذلك يقول ابن العربي “ ألبي “ اي ال يقوم بي ألنه عيني ،فال ثنائية بين الوجود
وواجب الوجود .
) ( 22من حيث إن المخلوقات هي فعل الحق وبالتالي دليل يوصل اليه .
) ( 23من وجدك فقدني :اي من أثبت لك وجودا حقيقيا احتجب به وبالتالي فقدني .
من فقدك وجدني :اي من اثبتك في عدمك رأى انني القيوم في الصور عندها
وجدني .
) ( 24اي ان للحق الوجود المطلق في مقابل الوجود المقيد للخلق .
) ( 25اي ان الوجود أينما ظهر فهو لي بالحقيقة .فالوجود الحق هو ّّلل حتى الوجود
المقيد .
- 675الواحد 1
*استعمل ابن العربي لفظ “ واحد “ إشارة إلى :واحد الزمان ،الذي هو القطب .
يقول ”:وليت أمور الخلق إذ صرت واحدا * عزيزا وال فخر لدى وال زهو “
( الديوان ص ) 43
****
ان الواحد ليس بعدد عند ابن العربي ، 2بل هو أصل االعداد ،ويستصحبها في
مراتب الظهور -وقد استفاد من عالقة الواحد باالعداد ليفسر عالقة الحق
1157
“ “ 1158
1158
“ “ 1159
باألعيان الوجودية ،ال باالحكام واإلضافات والنسب ،فما من شيء معلوم اال وله
أحدية بها يقال فيه انه :واحد ( “ . . .ف . ) 294 / 4
“ وكالهما [ أحدية الكثرة وأحدية العين ] يطلق عليهما االسم االحد “ ( فصوص / 1
. “ ) 105
) ( 3اشهدني الحق بمشهد األحدية . . .ثم قال لي :أنت الواحد وانا االحد فمن غاب
عن األحدية رآك ،ومن بقي معها رأى نفسه ( “ مشاهد األسرار ق ق 62ب 63 -
أ).
“ . . .فان لفظ األحدية جاءت ثابتة االطالق على من سواه فقال ”َ :وال يُ ْش ِّر ْك بِّ ِّعبا َدةِّ
َر ِّبّ ِّه أ َ َحدا ً “[ ، ] 110 / 18وان كان المفهوم منه ،بالنظر إلى تفسير المعاني ،على
َّللا ،انه ال يعبد من حيث أحديته . .فكأنه يقول ال يعبد اال الرب من حيث طريق أهل ّ
ربوبيته ،فان الرب أوجدك فتعلق به وتذلل له ،وال تشرك األحدية مع الربوبية في
العبادة فتتذلل لها كما تتذلل للربوبية ،فان األحدية ال تعرفك وال تقبلك 7فيكون تعبد
َّللا فال أحدية 9 في غير معبد . . .فان األحدية ال تثبت اال ّّلل مطلقا ، 8واما ما سوى ّ
له مطلقا .
فهذا هو المفهوم من هذه اآلية عندنا من حيث طريقنا في تفسير القرآن ( “ . . .ف 2
. ) 581 /
****
الوحدانية “ و “ الواحدانية “ :نسبة إلى االسم “ الواحد “ “ .فالوحدانية “ هي في
جناب الحق :كونه واحد بال وحدانية .وتتميز “ الوحدانية “ عن “ األحدية “ في أنها
كالربوبية تطلب المربوبين ،ففي الوحدانية يشهده الجميع على حين أن األحدية ذاتية
للذات الهوية ولها الغنى على االطالق .
يقول :
- “ 1الوحدانية “ نسبة إلى االسم “ الواحد “ “ . . .علم التوحيد االسم منه :
وحداني ،فالتوحيد وصفه ،وفوقه علم االتحاد فالوصف منه متحد ،وفوقهما علم
الوحدانية فاالسم منه واحد ،وفوق ذلك علم األحدية االسم منه أحد .هذه أسماء لها
صفات ( “ . . .رسالة إلى الرازي ص ) 10
1159
“ “ 1160
- 2الحق واحد بال وحدانية “ الحمد ّّلل الذي لم يكن قبل وحدانيته قبل اال والقبل هو .
ولم يكن بعد فردانيته بعد اال والبعد هو . . .هو الواحد بال وحدانية وهو الفرد بال
فردانية ،ليس مركبا من االسم والمسمى فلهذا هو االسم والمسمى ( “ . . .كتاب الهو
ق . ) 186
“ حجابه وحدانيته ال يحجبه شيء غيره ،حجابه وجوده ،تستر بوحدانيته . . .
“ ( كتاب الهو ق . ) 188
- 4الوحدانية -األحدية [ لها الغنى ] “ فان األحدية موطن االحد عليها حجاب العزة
ال يرفع ابدا ،فال يراه في األحدية سواه الن الحقائق تأبى ذلك . . .ان االنسان . . .
مخلوق على الواحدانية ال على األحدية ،الن األحدية لها الغنى على االطالق . . .
الن األحدية ذاتية للذات الهوية والوحدانية اسم لها سمتها بها التثنية .ولهذا جاء االحد
في نسب الرب ولم يجيء الواحد . . .ثم إن األحدية قد أطلقت على كل موجود من
انسان وغيره لئال يطمع فيها االنسان ،فقال تعالى” فَ ْليَ ْع َم ْل َ
ع َم ًال صا ِّلحا ً َوال يُ ْش ِّر ْك
ِّب ِّعبا َد ِّة َر ِّبّ ِّه أ َ َحدا ً “[ . . ] 110 / 18فصارت األحدية سارية في كل
1160
“ “ 1161
- 6الوحدانية واالشراك ” وفي كل شيء له آية * تدل على أنه واحد "
َّللا ،هي وحدانية الشيء ال امر
وهذه اآلية التي في كل شيء التي تدل على وحدانية ّ
آخر .وما في الوجود شيء من جمال [ جماد ] وغيره ،وعال وسافل اال عارفا
بوحدانية خالقه .
فهو واحد وال بد وال تتخيل ان المشرك ال يقول بالواحد . . .
فهذا المشرك قد أثبت وحدانية ذات المعبود وأثبت وحدانية الشريك ( “ . . .كتاب
األلف ) 4
- 7ال يعرف الواحد اال الواحد “ . . .تعرف [ األرواح ] ان ثم امرا تنفرد به عن
غيرها على االجمال وهي وحدانيتها .ومنها تعرف وحدانية من أوجدها إذ ال يعرف
الواحد اال الواحد .
وهي التي أراد القائل بقوله :
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحد
يشير إلى خاصية كل شيء وهي أحديته . . .فجعلها عالمة على أحدية االحد . . .
فان أكثر العارفين ماتوا بحسرة فقد هذه المعرفة ،التي هي أحديتهم فكلهم عرفوا
وحدانيتهم .واألحدية ال يعرفها اال القليل من أهل العناية والتمكين ( “ .األشواق
. ) 49
..........................................................................................
) ( 1الواحد من األسماء اإللهية .
) ( 2يقول ابن العربي :
“ اعلم أن االحد ال يكون عنه شيء البتة وان أول االعداد انما هو االثنان ( “ . . .ف
. ) 126 / 3
) ( 3مثال 9 - 1 9 :أو 10 - 1 10وهكذا في اي شيء نضرب الواحد ال يزيد هذا
الشيء .
1161
“ “ 1162
- 676الواحد الكثير
لقد نظر ابن العربي إلى الوحدة الظاهرة في كل واحد ،فرأى أنها في الحقيقة هي
وحدة كثرته ،ال وحدة صافية نقية .اذن كل واحد هو الواحد الكثير :
الحق -االنسان -العالم -النفس .
1162
“ “ 1163
- 1الحق هو “ الواحد الكثير “ :واحد من حيث ذاته الغنية عن العالمين ،كثير من
حيث أسماؤه وصفاته .
- 2االنسان هو “ الواحد الكثير “ :واحد من حيث عينه الواحدة ،كثير من حيث
أعضاؤه الظاهرة .
- 3العالم هو “ الواحد الكثير “ :واحد من حيث جوهره الواحد ،كثير من حيث
صورة الظاهرة .
- 4النفس هو “ الواحد الكثير “ :واحد من حيث عينه الواحدة ،كثير من حيث مقاطعه
التي تشكل الحروف .
1163
“ “ 1164
عن داللته على الذات التي لها هذه النعوت 3كلها ،تكن أحدي العين في عين الكثرة ،
فتكون :الواحد الكثير ( “ . . .ف . ) 303 / 2
) ( 3العالم -الواحد الكثير :
“ جوهر العالم كله واحد بالجوهرية والعين ،يختلف بالصور وما يعرض له من
االعراض ،فهو المجتمع المفترق ،والواحد الكثير ( “ . . .ف / 461 ) . 2
“ فما في الوجود اال الواحد الكثير ،وفيه ظهرت المالئكة المهيمة ،والعقل والنفس
والطبيعة ( “ . .ف . ) 420 / 3
) ( 4النفس -الواحد الكثير :
“ وجعل [ الحق ] النطق في االنسان على أتم الوجود ،فجعل له ثمانية وعشرين
مقطعا للنفس ،يظهر في كل مقطع حرفا معينا ما هو عين اآلخر ،ميّز المقطع مع
كونه ليس غير النفس ،فالعين واحدة من حيث إنها نفس وكثيرة من حيث المقاطع
“ ( ف . ) 391 / 2
وهكذا يتضح ان الواحد الكثير هو ما كانت عين كثرته واحدة ،وال تظهر وحدته اال
في الكثرة .
يقول :
“ واحد الكثرة . . .عين كثرته واحد “ ( ف . ) 372 / 4
..........................................................................................
) ( 1اي كثير بأعضائه الظاهرة ،واحد في عينه .
) ( 2من حيث انفراد كل اسم الهي بمعنى خاص ومرتبة ذاتية :المعز غير المذل
غير الباسط غير القابض غير المانع . . .
) ( 3ان كل اسم الهي على انفراده بمعنى ذاتي خاص ،يشترك مع بقية األسماء من
حيث الداللة على الذات .فالمعز هو المذل من حيث داللتهما على ذات واحدة .راجع
“ اسم الهي “ .
1164
“ “ 1165
1165
“ “ 1166
ولكن ال نستطيع ان نع ّمم قائلين :ان لكل أحدية كثرة . 2فاالحدية ال كثرة فيها ،بل
هي صرف مطلقة ،ولذلك ال تطلق اال على الذات من حيث انفرادها ،وعدم تعلقها
بشيء .
اذن :رأى ابن العربي احديتين :رأى أوال أحدية الذات اإللهية فس ّماها :
“ األحدية “ ،النفرادها .ثم نظر إلى الكثرة المشهودة في الكون ،ورأى انها ال تقوم
اال باحديتها ،فسمى هذه األحدية “ :أحدية “ .وذلك الشتراكها مع أحدية االحد التي
انفرد بها ،بصفة :التمييز .
فاالحدية في المخلوقات هي أحدية كثرة ،أو أحدية تمييز ،والتمييز بنظرة أدق هو :
انفراد .
اذن سبب تسمية وحدة الكثرة باألحدية لصفة :االنفراد .
“ وأحدية الكثرة “ هذه ضرورية في نظام ابن العربي الفكري ،إذ منها يعبر االنسان
إلى معرفة “ أحدية الواحد “ ،فاالحدية جعلها الحق سارية في كل ما سواه ،ليتذوق
منها األحدية ،ويعلم منها ذوقا أحدية الواحد .
معرفة ] .
ونلخص موقف ابن العربي قائلين :ان الذات لها :أحدية االحد أو األحدية [ ّ
واأللوهية :لها أحدية االحد واحدية الكثرة .واالنسان :له أحدية الكثرة أو أحدية
التمييز وال يطلق عليه ابدا أحدية االحد .
ونورد فيما يلي نصوص ابن العربي التي تؤكد كالمنا . 3
) ( 1االحد :نعت الهي ،ونعت كوني :
“ اعلم أن االسم “ االحد “ ينطلق على كل شيء ،من ملك وفلك وكوكب وطبيعة
َّللاُ أ َ َح ٌد “[ / 112
وعنصر ومعدن ونبات . . .مع كونه نعتا الهيا في قوله” قُ ْل ُه َو َّ
، ] 1وجعله نعتا كونيا في قوله َ ”:وال يُ ْش ِّر ْك بِّ ِّعبا َدةِّ َر ِّبّ ِّه أ َ َحدا ً “[ . . . ] 110 / 18
َّللاُ أ َ َح ٌد “[ ] 1 / 112فنعته باألحدية ،ولكل جزء من “ ( ف ”) 221 / 2قُ ْل ُه َو َّ
العالم أحدية تخصه ،ال يشارك فيها ،بها يتميز ويتعين عن كل ما سواه ،مع ماله من
صفات االشتراك “ ( ف َ ”. ) 181 / 3وال يُ ْش ِّر ْك ِّب ِّعبا َد ِّة َر ِّبّ ِّه أ َ َحدا ً “[ ] 110 / 18
فن ّكر أحدا ،فدخل تحته كل شيء له أحدية ،وما ثم شيء اال وله أحدية “ ( ف / 3
.) 478
1166
“ “ 1167
) ( 2الذات المقدسة .لها أحدية االحد أو األحدية الذاتية أو أحدية العين .
“ فان الذات المقدسة من حيث احديتها ليست مصدرا لشيء ، 4وال متصفة بصفة ،
وال مسماة باسم أصال البتة “ ( بلغة الغواص ق ) 100
معراة عن وصفها باأللوهية ،ولم تعبد األلوهية من غير نسبتها “ . . .لم تعبد الذات ّ
إلى موصوف بها ،فلم تقم العبادة اال على ما تقتضيه حقيقة العبد ،وهو التركيب ال
على ما تقتضيه حقيقة الحق ،وهو األحدية . . . 5ولهذا كانت األلف في الوضع
اإللهي ،بالخط العربي ،إذا تقدمت في الكلمة ال تتصل وال يتصل بها ،وإذا تأخرت
اتصل بها بعض الحروف ،ممن ال علم له باألحدية المطلقة ،التي تستحقها هذه
الذات ( “ . . .ف . ) 591 / 2
“ . . .فان األحدية :موطن االحد ،عليها حجاب العزة ال يرفع ابدا ،فال يراه في
األحدية سواه . . .األحدية لها الغنى على االطالق ( “ . . .األلف ص ) . 3
َّللا فال أحدية له مطلقا “ ( ف / 2“ فان األحدية ال تثبت اال ّّلل مطلقا ،واما ما سوى ّ
. ) 581
للا .له أحدية العين وأحدية الكثرة .)ّ (3
َّللا من حيث
َّللا من حيث األسماء اإللهية التي تطلبنا :أحدية الكثرة ،وأحدية ّ“ فاحدية ّ
الغنى عنا وعن األسماء :أحدية العين ( “ .فصوص ) 105 / 1
َّللا من حيث نفسه له أحدية االحد ،ومن حيث أسماؤه له أحدية الكثرة “ واعلم أن ّ
“ ( ف . ) 465 / 3
َّللا اال ربه
َّللا احدى بالذات كل باألسماء ،وكل موجود فما له من ّ “ اعلم أن مسمى ّ
خاصة يستحيل ان يكون له الكل .واما األحدية اإللهية فما لواحد فيها قدم . . .فاحديته
مجموع كله بالقوة ( . “ 6فصوص . ) 90 / 1
َّللا “ ] ،الذي هو أحدية جمع
“ . . .اسمه الذاتي العلي االحدي الجمعي [ االسم “ ّ
جمعيات األسماء الحسنى ،من كونها مشيرة اليه ودالة عليه وتتعلق به ( “ . .شق
الجيوب ق . ) 62
“ وينفرد الحق باألحدية :أحدية الذات ،ال أحدية الكثرة ،التي هي :
أحدية األسماء “ ( ف .) 274 / 4
1167
“ “ 1168
1168
“ “ 1169
فقط ،فكانت أحدية هذا الجدار مجموع ذلك الطين واالجر والجص والخشب ال على
أنه اسم لهذه األشياء ،بل على أنه اسم لتلك الهيئة المخصوصة الجدارية . . .فهي
[ األحدية ] في الجناب اإللهي عبارة عن صرافة الذات المجردة عن جميع األسماء
والصفات . . .فاالحدية أول ظهور ذاتي وامتنع االتصاف باألحدية للمخلوق . . .
فهي ّّلل تعالى مختصة به “ ( االنسان الكامل ج 1ص ص .) 26 - 25
ويعرف الكمشخانوي األحدية قائال “ :هي االسم باعتبار الصفة مع اسقاط الجميع ّ -
من الصفات واألسماء والنسب والتعينات “ ( جامع األصول ص .) 54
-ويتكلم صاحب لطائف االعالم على :األحدية :األحدية الذاتية ،األحدية الصفاتية ،
قائال ( “ :األحدية ) :اعتبار الذات من حيث ال نسبة بينها وبين شيء أصال . . .
وبهذا االعتبار المسمى باألحدية تقتضي الذات الغنى عن العالمين . . .ومن هذا
الوجه . . .ال تدرك الذات وال تحاط بها بوجه من الوجوه لسقوط االعتبارات عنها ،
وهذا هو االعتبار الذي به يسمى الذات أحدا . . .ومتعلقه بطون الذات واطالقها . . .
( األحدية الذاتية ) :هي ما عرفته من اعتبار الذات من حيث ال نسبة لها إلى شيء
أصال ( . . .األحدية الصفاتية ) :يعني بها اعتبار الذات من حيث اتحاد األسماء بها
والصفات وانتشاؤها عنها ،وهذا االعتبار يسمى بواحدية الذات أيضا وبهذا االعتبار
تتخذ األسماء على اختالفها ويدل كل اسم عليها ،وان فهم منه معنى يتميز به عن
غيره من األسماء “ ( ق ق 13ب 14 -أ ) .
-كما يراجع كشاف التهانوي ج 6ص ص ( 1464 - 1463األحدية )
) ( 2اي اننا نستطيع ان نقول :ان لكل كثرة أحدية ولكن ال نستطيع ان نقول لكل
أحدية كثرة ،الن أحدية الواحد االحد ال كثرة فيها .
يقول ابن العربي “ :فكما ان للكثرة أحدية تسمى أحدية الكثرة كذلك للواحد كثرة
تسمى كثرة الواحد ( “ . . .ف . ) 232 / 4
) ( 3يجدر ان نلفت النظر إلى أن ابن العربي يطلق األحدية دون ان يقيدها بصفة
نعلم منها اي أحدية يريد .والمطالع كتبه قد يرميه بالتناقض ان لم يستشف الصفة
المضمرة لالحدية .
) ( 4يقول ابن العربي . . . “ :كان االيجاد بالفردية ال باألحدية ( “ . . .ف / 4
. ) 89راجع “ فردية “ “ تثليث “
) ( 5يقول الجيلي في التفريق بين األحدية والواحدية واأللوهية :
“ واعلم أن الفرق بين األحدية والواحدية واأللوهية ان األحدية :ال يظهر فيها شيء
من األسماء والصفات وذلك عبارة عن محض الذات الصرف في شأنه الذاتي .
والواحدية :تظهر
1169
“ “ 1170
فيها األسماء والصفات مع مؤثراتها لكن بحكم الذات ال بحكم افتراقها .فكل منها فيه
عين اآلخر ،واأللوهية تظهر فيها األسماء والصفات بحكم ما يستحقه كل واحد من
الجميع ،ويظهر فيها ان المنعم ضد المنتقم والمنتقم فيها ضد المنعم وكذلك باقي
األسماء والصفات ،حتى األحدية فإنها تظهر في األلوهية بما يقتضيه حكم األحدية
وبما يقتضيه حكم الواحدية ،فتشمل األلوهية بمجالها احكام جميع المجالي . . .فلهذا
كانت األحدية أعلى من الواحدية ،ألنها ذات محض ،وكانت األلوهية أعلى من
األحدية ألنها أعطت األحدية حقها ( “ . . .االنسان الكامل ج 1ص ) 27
1170
“ “ 1171
الكثرة أحدية الواحد ) ( 107 ،أحدية الواحد أحدية الكثرة ) ( 131 ،أحد العين ) .
(132أحدية المجموع وأحدية كل واحد من المجموع ) ( 136 ،أحدية الكثرة ) ،
( 146أحدية العين ) ( 158 ،األحدية والفردية ) ( 176 ،أحدية العين ،أحدية
الكثرة ) ( 183 ،أحدية العين ،أحدية الكثرة ) ( 197 ،أحدية الداللة على الذات ) ،
( 276أحدية الخلق ) ( 294 ،أحدية المجموع أحدية الذات ،أحدية الواحد ) 335
( أحدية العدد ) ( 349 ،األحدية ) ( 367أحدية الكون في العين ) ( 376 ،أحدية
الكثرة ) ( 387 ،أحدية العين والكون ) .
كما يراجع :
-علم الحقائق ق 4أ ( أحدية الجمع )
-علم التصوف النوري ق 59أ ( األحدية )
-االصطالحات الصوفية ق 76ب ( أحدية الجمع ) 77ب ( األحدية )
-مطلع خصوص الكلم ق ( 4األحدية )
-شرح التائية ق ( 7األحدية )
-الصالة الكبرى ق ( 18األحدية )
-الفصوص ج 2ص ( 88األحدية الذاتية ) ( 119 ، 115 ،أحدية الذات أحدية
األسماء ،أحدية االفعال ) ( 298 ،أحدية الكثرة ) .
- 678احديّة الوصف
انظر “ صفة ".
- 679الوحدانية -الواحدانية
انظر “ الواحد “ المعنى “ الرابع“ .
1171
“ “ 1172
- 680التوحيد 1
ان التوحيد حال ال يمكن االنفكاك عنه للمسلم ،ولذلك ال يجب ان نؤخذ بكالم الحاتمي
أحيانا ،من أن التوحيد :شرك أو ،أنه معقول غير موجود .
فالتوحيد :موجود حاصل لكل مسلم ،في كل حال من أحواله .اما النفي الذي يرمى
اليه شيخنا األكبر فهو نفي مقصوده كيفية معينة .اي ان التوحيد كما يرمى اليه يجعل
ما دونه شركا وهو في ذاته معقول غير موجود .هكذا يجب ان نفهم الكلمات الضخمة
التي تفجأ المفهوم العام .
وكعادته في ارجاع كل المفاهيم النفسية واألخالقية ،إلى تركيبات وجودية
انطولوجية .كذلك نقل التوحيد من حقل األلوهية ،إلى حقل الوجود .وهذا يتضح في
المعنى الثاني .
*****
ان التوحيد على درجات ثالث :قد تكون درجات يترقى فيها السالك ،وقد تكون عبارة
عن تنوع الموحدين إليها .وهي :
توحيد الدليل ،وتوحيد الحال ،وتوحيد المشاهدة .
-فالتوحيد األول :هو توحيد العامة ،من حيث إنهم يصلون باالستدالل إلى وحدانية
َّللا .وهو توحيد علماء الرسوم كما يقول الحاتمي .ونستطيع ان نضيف نحن انه ّ
توحيد المبتدئين .
-التوحيد الثاني :هو في الواقع قرب النوافل ،من حيث إنه حال يصبح فيه الحق
نعتا للموحد .
-التوحيد الثالث :هو توحيد وجودي انطولوجي ،تصبح فيه صيغة الشهادة :ال
َّللا .
موجود اال ّ
يقول ابن العربي :
) ( 1مقصود ابن العربي من التوحيد :
“ لما كان الدوام لمعيّة الحق مع العالم ،لم يزل حكم الجمع في الوجود وفي العدم .
فاّلل معنا ،
فإنه مع الممكن في حال عدمه ،كما هو معه في حال وجوده .فأينما كنا ّ
فالتوحيد معقول غير موجود ،والجمع موجود ومعقول . . .لو أراد [ الحق ] التوحيد
سن الشرك ،ألنه اشرك معهما أوجد العالم ،فهو أول من ّ
1172
“ “ 1173
العالم في الوجود ،فما فتح العالم عينه وال أبصر نفسه اال شريكا في الوجود -فليس
له في التوحيد ذوق .فمن أين يعرفه .
فلما قيل له :و ّحد خالقك ،لم يفهم هذا الخطاب .فكرر عليه وأ ّكد له ،وقيل له :عن
الواحد صدرت ،فقال :ما أدري ما تقول ،ال اعقل اال االشتراك ،فان صدوري عن
ذات واحدة ال نسبة بيني وبينها ال يصح ،فال بد ان يكون مع نسبة علمية أو نسبة
قادرية ال بد من ذلك :ثم إنه وان كان قادرا فال بد من االشتراك الثاني ،وهو ان
يكون لي من ذاتي القبول القتداره ،وتأثيره في وجودي .فما صدرت عن واحد ،
وانما صدرت عن ذات قادرة في شيء قابل ألثر اقتداره ،أو في مذهب أصحاب العلل
عن حكم علة وقبول معلول .فلم ادر للوحدة طعما في الوجود .
فقد رمت أن أخلو بتوحيد خالقي .....فكان قبولي مانعا ما أرومه
فيا ليت شعري هل يقام بمشهد .....ويا ليت شعري هل أرى من يقيمه
لقد رمت أمرا ال سبيل لنيله .....ويمنع عن تحصيل ذاك رسومه
فيا أيها الموحد أين تذهب ،وأنت توحد .توحيدك يشهد بأنك أشركت إذ ال يثبت توحيد
اال من موحد وموحد ، 2فالجمع ال بد منه فاالشتراك ال بد منه (“ . .ف . )307/ 4
) ( 2التوحيد 3 -درجات :
“ التوحيد :علم ،ثم حال ،ثم علم .
فالعلم األول :توحيد الدليل ،وهو توحيد العامة ،واعني بالعامة علماء الرسوم .
ْت ِّإ ْذ
وتوحيد الحال :ان يكون الحق نعتك ،فيكون هو ال أنت في أنت َ ”،وما َر َمي َ
ْت َول ِّك َّن َّ َ
َّللا َرمى “[ . ] 17 / 8 َر َمي َ
والعلم الثاني بعد الحال :توحيد المشاهدة ، 3فترى األشياء من حيث الواحدانية ،فال
ترى اال الواحد ،وبتجليه في المقامات يكون الوجدان ،والعالم كله وجدان . . .
“ ( كتاب التجليات ص . ) 27
****
ال يستمر ابن العربي في رؤيته الشاملة للتوحيد ،
بل ها هو يتخطى المرتبتين األولى والثانية ،ليغرق في التوحيد الثالث ،
أي :توحيد المشاهدة .
فالتوحيد أصبح عنده :وحدة الوجود .
والشرك كل الشرك ان تثبت للحق شريكا ال في األلوهية ،بل في الوجود .
يقول :
) ( 1التوحيد :نفي االثنينية في الوجود.
1173
“ “ 1174
“ الموحد من جميع الوجوه ،ال يصح ان يكون خليفة .
فان الخليفة ،مأمون بحمل أثقال المملكة كلها ،والتوحيد يفرده اليه ،وال يترك فيه
متسعا لغيره . . .التوحيد :يجمع ،والخالفة :تفرق “ ( .التجليات ص . ) 30
“ التوحيد :فناؤك عنك ،وعنه ،وعن الكون ،وعن الفناء ،فابحث به .فان كل ما
سوى الحق :مائل وال يقيمه اال هو ،وال إقامة اال بالتوحيد ،فمن أقام فهو صاحب
التوحيد ( “ . . .التجليات ص ) 33
“ التوحيد ان يكون هو الناظر وهو المنظور ( “ . . .التجليات ص . ) 34
1174
“ “ 1175
ي ْالقَيُّو ُم “[ 3 / 2 ] . َّللاُ ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو ْال َح ُّ “ ألم َّ
حام َكي َ
ْف ص ّ ِّو ُر ُك ْم ِّفي ْاأل َ ْر ِّ -التوحيد الرابع :توحيد المشيئة .وهو قوله” ُه َو الَّذِّي يُ َ
يز ْال َح ِّكي ُم ] “[ 3 / 6 يَشا ُء ال إِّلهَ إِّ َّال ُه َو ْالعَ ِّز ُ
َّللاُ أَنَّهُ ال ِّإلهَ ِّإ َّال ش ِّه َد َّ -التوحيد الخامس :توحيد الشهادة أو توحيد القسط وهو قوله” َ
ْط ] “[ 3 / 18 ُه َو َو ْال َمالئِّ َكةُ َوأُولُوا ْال ِّع ْل ِّم قائِّما ً ِّب ْال ِّقس ِّ
-التوحيد السادس :توحيد الهوية المنعوت باالسم الجامع للقضاء والفصل .
َّللاُ ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو لَيَ ْج َمعَنَّ ُك ْم ِّإلى يَ ْو ِّم ْال ِّقيا َم ِّة ] “[ 4 / 87 وهو قوله” َّ
َّللاُ َربُّ ُك ْم ال إِّلهَ إِّ َّال -التوحيد السابع :توحيد الرب باالسم الخالق .وهو قوله” ذ ِّل ُك ُم َّ
ش ْيءٍ فَا ْعبُدُوهُ ] “[ 6 / 102 ُه َو خا ِّل ُق ُك ِّّل َ
ي ِّإلَي َْك ِّم ْن َر ِّبّ َك ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو وح َ-التوحيد الثامن :توحيد االتباع وهو قوله” اتَّبِّ ْع ما أ ُ ِّ
ع ِّن ْال ُم ْش ِّر ِّكينَ ] “[ 6 / 106 ض َ َوأَع ِّْر ْ
-التوحيد التاسع :توحيد الهوية في االسم المرسل أو توحيد الملك ،وهو قوله” ِّإ ِّنّي
ض ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو يُح ِّيي َويُ ِّميتُ ت َو ْاأل َ ْر ِّ
سماوا ِّ َّللا ِّإلَ ْي ُك ْم َج ِّميعا ً الَّذِّي لَهُ ُم ْلكُ ال َّ سو ُل َّ ِّ َر ُ
] “[ 7 / 158
واحدا ً -التوحيد العاشر :توحيد االمر بالعبادة ،في قوله” َوما أ ُ ِّم ُروا إِّ َّال ِّليَ ْعبُدُوا إِّلها ً ِّ
ع َّما يُ ْش ِّر ُكونَ ] “[ 9 / 31 سبْحانَهُ َ ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو ُ
َّللاُ الي َّ -التوحيد الحادي عشر :توحيد االستكفاء ،وهو قوله” فَإِّ ْن ت َ َولَّ ْوا فَقُ ْل َح ْس ِّب َ
علَ ْي ِّه ت َ َو َّك ْلتُ َو ُه َو َربُّ ْالعَ ْر ِّش ْالعَ ِّظ ِّيم ] “[ 9 / 129 ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو َ
-التوحيد الثاني عشر :توحيد االستغاثة أو توحيد الصلة وهو قوله” َحتَّى ِّإذا أ َ ْد َر َكهُ
َت بِّ ِّه بَنُوا إِّسْرائِّي َل ] “[ 10 / 90 ْالغ ََر ُق قا َل آ َم ْنتُ أَنَّهُ ال إِّلهَ إِّ َّال الَّذِّي آ َمن ْ
-التوحيد الثالث عشر :توحيد االستجابة أو توحيد الهو .وهو قوله” فَإِّلَّ ْم يَ ْست َ ِّجيبُوا
َّللا َوأ َ ْن ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو فَ َه ْل أ َ ْنت ُ ْم ُم ْس ِّل ُمونَ “ ] [ 11 / 14 لَ ُك ْم فَا ْعلَ ُموا أَنَّما أ ُ ْن ِّز َل ِّب ِّع ْل ِّم َّ ِّ
من قُ ْل ُه َو الر ْح ِّ -التوحيد الرابع عشر :توحيد الرجعة .وهو قوله” َو ُه ْم يَ ْكفُ ُرونَ ِّب َّ
ب ] “[ 13 / 30 علَ ْي ِّه ت َ َو َّك ْلتُ َو ِّإلَ ْي ِّه َمتا ِّ َر ِّبّي ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو َ
-التوحيد الخامس عشر :توحيد االنذار أو توحيد اإلنابة .وهو قوله” يُن ِّ َّز ُل ْال َمال ِّئ َكةَ
ون “ [ 16 / على َم ْن يَشا ُء ِّم ْن ِّعبا ِّد ِّه أ َ ْن أ َ ْنذ ُِّروا أَنَّهُ ال إِّلهَ إِّ َّال أَنَا فَاتَّقُ ِّ وح ِّم ْن أ َ ْم ِّر ِّه َ الر ِّ
بِّ ُّ
]2
َّللاُ ال ِّإلهَ س َّر َوأ َ ْخفى َّ -التوحيد السادس عشر :توحيد االبدال وهو قوله” فَإِّنَّهُ يَ ْعلَ ُم ال ِّ ّ
ِّإ َّال ُه َو لَهُ ْاألَسْما ُء ْال ُحسْنى ] “[ 20 / 8
اخت َ ْرت ُ َك فَا ْست َ ِّم ْع ِّلما -التوحيد السابع عشر :توحيد االستماع وهو قوله” َوأَنَا ْ
1175
“ “ 1176
َّللاُ ال ِّإلهَ ِّإ َّال أَنَا فَا ْعبُ ْدنِّي ] “[ 20 / 13 يُوحى ِّإنَّنِّي أَنَا َّ
َّللاُ الَّذِّي ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو -التوحيد الثامن عشر :توحيد السعة .وهو قوله” ِّإنَّما ِّإل ُه ُك ُم َّ
ش ْيءٍ ِّع ْلما ً ] “[ 20 / 98 َو ِّس َع ُك َّل َ
س ْلنا ِّم ْن قَ ْب ِّل َك ِّم ْن -التوحيد التاسع عشر :توحيد االقتداء والتعريف وهو قوله” َوما أ َ ْر َ
ُون “[ 21 / 25 ] . وحي ِّإلَ ْي ِّه أَنَّهُ ال ِّإلهَ ِّإ َّال أَنَا فَا ْعبُد ِّ سو ٍل ِّإ َّال نُ ِّ َر ُ
-التوحيد العشرون :توحيد الفم أو توحيد المخاطب أو توحيد التنفيس .وهو قوله”
ت ت أ َ ْن ال ِّإلهَ ِّإ َّال أ َ ْن َ الظلُما ِّ علَ ْي ِّه فَنادى ِّفي ُّ ظ َّن أ َ ْن لَ ْن نَ ْقد َِّر َ غاضبا ً فَ ََب ُم ِّ ون ِّإ ْذ ذَه َ َوذَا النُّ ِّ
الظا ِّل ِّمينَ ] “. [ 21 / 87 سبْحان ََك إِّ ِّنّي ُك ْنتُ ِّمنَ َّ ُ
َّللاُ ْال َم ِّلكُ ْال َح ُّق ال إِّلهَ -التوحيد الحادي والعشرون :توحيد الحق .وهو قوله” فَتَعالَى َّ
ِّإ َّال ُه َو َربُّ ْالعَ ْر ِّش ْال َك ِّر ِّيم ] “[ 23 / 116
َّللاُ ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو َربُّ ْالعَ ْر ِّش -التوحيد الثاني والعشرون :توحيد الخبء وهو قوله” َّ
ْالعَ ِّظ ِّيم ] “[ 27 / 26
َّللاُ ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو لَهُ ْال َح ْم ُد ِّفي -التوحيد الثالث والعشرون :توحيد االختيار وهو قوله” َّ
ْاألُولى َو ْاآل ِّخ َرةِّ َولَهُ ْال ُح ْك ُم َوإِّلَ ْي ِّه ت ُ ْر َجعُونَ ] “[ 28 / 70
َّللا إِّلها ً ع َم َع َّ ِّ -التوحيد الرابع والعشرون :توحيد الحكم بالتوحيد .وهو قوله” َوال ت َ ْد ُ
ش ْيءٍ ها ِّل ٌك ِّإ َّال َو ْج َههُ ] “[ 28 / 88 آخ ََر ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو ُك ُّل َ
َّللا يَ ْر ُزقُ ُك ْم غي ُْر َّ ِّ ق َ -التوحيد الخامس والعشرون :توحيد العلة وهو قوله” ه َْل ِّم ْن خا ِّل ٍ
ض ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو ] “[ 35 / 3 ماء َو ْاأل َ ْر ِّ س ِّ ِّمنَ ال َّ
-التوحيد السادس والعشرون :توحيد التعجب ،وهو قوله” ِّإنَّ ُه ْم كانُوا ِّإذا ِّقي َل لَ ُه ْم ال
َّللاُ يَ ْست َ ْكبِّ ُرونَ ] “[ 37 / 35 إِّلهَ إِّ َّال َّ
َّللاُ َربُّ ُك ْم لَهُ ْال ُم ْلكُ ال ِّإلهَ -التوحيد السابع والعشرون :توحيد اإلشارة وهو قوله” ذ ِّل ُك ُم َّ
ص َرفُونَ ] “[ 39 / 6 ِّإ َّال ُه َو فَأَنَّى ت ُ ْ
لط ْو ِّل ب ذِّي ا َّ شدِّي ِّد ْال ِّعقا ِّ -التوحيد الثامن والعشرون :توحيد الصيرورة .وهو قوله” َ
ير “ ] [ 40 / 3 ص ُ ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو ِّإلَ ْي ِّه ْال َم ِّ
ش ْيءٍ َّللاُ َربُّ ُك ْم خا ِّل ُق ُك ِّّل َ -التوحيد التاسع والعشرون :توحيد الفضل وهو قوله” ذ ِّل ُك ُم َّ
ال إِّلهَ إِّ َّال ُه َو فَأَنَّى تُؤْ فَ ُكونَ “[ 40 / 62 ] .
ي ال ِّإلهَ ِّإ َّال -التوحيد الثالثون :توحيد الحياة أو توحيد الكل .وهو قوله ”ُ :ه َو ْال َح ُّ
ّلل َربّ ِّ ْالعالَ ِّمينَ ] “[ 40 / 65 صينَ لَهُ ال ّدِّينَ ْال َح ْم ُد ِّ َّ ِّ عوهُ ُم ْخ ِّل ِّ ُه َو فَا ْد ُ
-التوحيد الحادي والثالثون :توحيد البركة .وهو قوله” ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو يُ ْح ِّيي َويُ ِّميتُ
َربُّ ُك ْم َو َربُّ آبا ِّئ ُك ُم ْاأل َ َّو ِّلينَ ] “[ 44 / 8
-التوحيد الثاني والثالثون :توحيد الذكرى .وهو قوله” فَا ْعلَ ْم أَنَّهُ ال إِّلهَ إِّ َّال
1176
“ “ 1177
ت ] “[ 47 / 19 َّللاُ َوا ْست َ ْغ ِّف ْر ِّلذَ ْن ِّب َك َو ِّل ْل ُمؤْ ِّمنِّينَ َو ْال ُمؤْ ِّمنا ِّ
َّ
َّللاُ الَّذِّي ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو عا ِّل ُم -التوحيد الثالث والثالثون :توحيد العلم .وهو قوله” ُه َو َّ
الر ِّحي ُم ] “[ 59 / 22 من َّالر ْح ُ شها َد ِّة ُه َو َّ ب َوال َّ ْالغَ ْي ِّ
َّللاُ الَّذِّي ال إِّلهَ إِّ َّال ُه َو
-التوحيد الرابع والثالثون :توحيد النعوت .وهو قوله” ُه َو َّ
ُّوس “[ 59 / 23 ] . ْال َم ِّلكُ ْالقُد ُ
َّللاُ ال ِّإلهَ ِّإ َّال ُه َو -التوحيد الخامس والثالثون :توحيد الرزايا والرجوع .وهو قوله” َّ
َّللا فَ ْليَت َ َو َّك ِّل ْال ُمؤْ ِّمنُونَ ] “[ 64 / 13 علَى َّ ِّ َو َ
بق َو ْال َم ْغ ِّر ِّ -التوحيد السادس والثالثون :توحيد الوكالة . 5وهو قوله” َربُّ ْال َم ْش ِّر ِّ
يال ] “[ 73 / 9 ال إِّلهَ إِّ َّال ُه َو فَات َّ ِّخ ْذهُ َو ِّك ً
..........................................................................................
) ( 1التوحيد محور العقيدة االسالمية وشعارها ،وشغل رجالها ومفكريها منذ فجر
الدعوة .ولكن يالحظ ان مباحث الالهوت في االسالم عند األشاعرة والماتريدية
خاصة اكتفت بمعالجة مشكلة التوحيد من الناحية النظرية فقط .
اي دراسة الوحدة اإللهية وإقامة البراهين عليها من الوجهة النقلية والعقلية .
في حين ان هذه المشكلة ذاتها ظهرت في حقل التصوف بمثابة وعي شامل للوحدة
اإللهية وشهادة صادقة عنها .وحين يستعرض الباحث نظرية التوحيد وتطورها في
الفكر االسالمي ،وخاصة في األوساط السنية ،يجد انها شغلت دورا هاما عند فرق
ثالث من االسالميين ،وهم المعتزلة والسلفية والصوفية
.فكل فرقة من هذه الفرق خلفت حول مشكلة التوحيد ،محصوال فكريا وعلميا يمتاز
حقا بالعمق والشمول واالصالة .
كان رجال االعتزال ،على ما يظهر ،أول من اثار مشكلة التوحيد في العالم السني ،
وجاهدوا مخلصين في سبيل تطبيق مبدئهم التوحيدي على مسائل عديدة في اإللهيات
واالخالقيات واالجتماعيات .
فكانت مقالة التوحيد عندهم لها صالت وثيقة بمسألة :خلق القرآن ونفي الصفات عن
الباري وعدم امكانية رؤيته في الدار اآلخرة ،كما ترتبط بمقالتهم في العدل اإللهي
وحرية االنسان .اذن فكرة التوحيد التي هي الهوتية في جوهرها كانت عند المعتزلة
-وغيرهم من المفكرين االسالميين -أساسا لحلول نظرية تتعلق بمسائل أخالقية
واجتماعية .
وكان جل ما يميز المعتزلة هذا الفهم الخاص لطبيعة الوحدة اإللهية ،بالمدلول الذهني
الذي أطلقوه عليها ،وألجل ذلك عرفوا بأهل التوحيد ،فقد كان مثار تفكيرهم
المحافظة على الوحدة اإللهية في صفائها وقداستها .
وعلى الرغم من االعتراف بمجهود االعتزال العظيم في ميادين الفكر والعلوم .
فنظريتهم عن الذات اإللهية ووحدتها تتصف بالسكون) ( statiqueأكثر من اتصافها
بالحركة .
انهم اظهروا لنا صورة اله كأنه مكبل في قيود كماله .
ولئن فشلت نظرية االعتزال في التوحيد في دائرة اإللهيات ،فقد كتب لها النجاح تماما
في دائرة
1177
“ “ 1178
االجتماعيات واالخالقيات .إذ ان مقالتهم في “ العدل “ . .وهي متفرعة عن
“ التوحيد “ -كانت أساسا لرأيهم المتعلق بحرية االنسان وتبعاته الدينية .
وكما اعطى التوحيد اسمه للمعتزلة .
نرى كذلك ان الحركة السلفية قائمة في الواقع على فكرة التوحيد .
والتوحيد عند علماء السلف هو عقيدة وعبادة :وهذا هو الجانب اإللهي فيه .
كما هو في الوقت نفسه أيضا .سلوك فردي ،ومعامالت اجتماعية ،وهذا هو الجانب
االنساني فيه .فالتوحيد هو مبدأ الهي وانساني ،وفكرة دينية ،وزمينة في آن معا .
والتوحيد في نظر ابن تميمية ،ذو مظاهر أو حقائق ثالث :
المظهر األول للتوحيد هو ما يسميه بتوحيد األلوهية وهذا اعتراف بالوحدة الذاتية لالله
الحق ،وايمان عميق بها .والمسلم في هذا الموطن مكلف بان ينفي األلوهية عما
َّللا .
سوى ّ
اما المظهر الثاني للتوحيد فهو توحيد الربوبية ،وهذا اقرار من العبد بوحدة الربوبية
اي وحدة الذات اإللهية في الخلق والتسوية والتقدير والهداية .فكما ان التوحيد األول
يفرد الحق بالوجود المطلق ويخصه باأللوهية ،فكذلك هذا التوحيد يفرده بالربوبية
ويخصه بكمال االبداع واالرشاد .
َّللا :هذا توحيد األلوهية ،وال خالق وال مرشد سواه :وهذا توحيد فال اله اال ّ
الربوبية .
والمظهر األخير للتوحيد هو توحيد العبودية :وهو ان يسلم المرء ذاته ّّلل رب
العالمين فال يعبد سواه وال يتقرب اال اليه .ولكن إذا كان التوحيد عند المعتزلة هو
مشكلة الهوتية وأخالقية وعند السلفية مشكلة دينية واجتماعية .فهو في نظر الصوفية
مبدأ روجي .
َّللا في
سئل ذو النون المصري عن التوحيد ما هو ؟ فقال :هو ان تعلم أن قدرة ّ
األشياء بال مزاج ،وصنعه لألشياء بال عالج ،وعلة كل شيء صنعه .وال علة
َّللا ،ومهما
لصنعه .وليس في السماوات العلى وال في األرضين السفلى مدبر غير ّ
فاّلل -تعالى بخالف ذلك .وسئل الجنيد عن التوحيد الخاص .فقال : تصور في وهمك ّ
َّللا -تبارك وتعالى -تجري عليه تصاريف تدبيره ، “ ان يكون العبد شبحا بين يدي ّ
في مجاري احكام قدرته ،في لجج بحار توحيده بالفناء عن نفسه ،وعن دعوة الحق
له وعن استجابته لحقائق وجود وحدانيته في حقيقة قربه ( .وذلك انما يكون ) بذهاب
حسه ،وحركته لقيام الحق له فيما أراد منه “ .و ( التوحيد أيضا ) “ ان يرجع آخر
العبد إلى أوله :فيكون كما كان قبل ان يكون “ .وقال رجل للشبلي :أخبرني عن
توحيد مجرد بلسان حق مفرد .فقال “ :ويحك ،من أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو
ملحد .ومن أشار اليه فهو ثنوي .ومتى أومأ اليه فهو عابد وثن .ومن نطق فيه .فهو
جاهل .ومن سكت عنه فهو غافل .ومن أوهم انه ( اليه ) وأصل فليس له
حاصل . . .ومن تواجد ( فيه ) فهو فاقد .وكل ما ميزتموه بأوهماكم وادركتموه
بعقولكم في أتم معانيكم ،فهو مصروف ،مردود إليكم ،محدث ،مصنوع مثلكم “ .
هذا وقد ظهرت فكرة التوحيد ،في حقول المعارف الصوفية قبل ابن العربي ،
بصورتين كانتا تعبيرا صادقا ألحوال رجال التصوف في شؤونهم الوجدانية وأذواقهم
1178
“ “ 1179
الروحية .فهناك أوال ما يمكن تسميته “ بالتوحيد اإلرادي “ .وهو ادراك للوحدة
اإللهية ووعي بها في مستوى اإلرادة .وصاحب هذا المقام ،تذوب ارادته في إرادة
َّللا وفي هذا التسامي بإرادة العبد في إرادة الرب يتحقق الكمال لالنسان في اسمى
ّ
صوره ومعانيه .ثم هناك “ التوحيد الشهودي “ وهو تحقق بالوحدة المطلقة في ذرى
المشاهدة والتأمل .والذي يميز هذا اللون من التوحيد عن نظيره األول .هو ان الحقيقة
اإللهية ال تظهر في هذا المقام في مظهر “ أمر ونهي “ و “ شريعة وقانون “ يخضع
لها العبد وتتالشى ارادته فيها ،بل تتجلى في “ صورة ذات مقدسة “ يهيم في جمالها ،
ويتعشق كمالها ،ويفنى في وجودها .
وكما في التوحيد األول :فناء إرادة العبد في إرادة الرب معناه تسامي اإلرادة البشرية
إلى قمة اإلرادة اإللهية ،كذلك الشأن في التوحيد الشهودي :ان فناء وجود العبد
المعنوي في بحر الوجود الحقيقي معناه تسامي الوجود االنساني المحدود إلى سماء
الوجود اإللهي الالمحدود .وأخيرا .
مع ابن العربي ظهر لون ثالث من التوحيد الصوفي هو “ التوحيد الوجودي “ الذي
نراه من خالل نصوصه فيما يلي :
-راجع :الكتاب التذكاري ص ص 228 - 223الفصل العاشر ( :بعنوان )
نصوص تاريخية خاصة .بنظرية التوحيد في التفكير االسالمي .للدكتور عثمان
يحي .كما يراجع كشاف التهانوي ج 6ص ص ( 1470 - 1468التوحيد ) .
1179
“ “ 1180
- 681االتحاد
ان االتحاد الذي يصيّر الذاتين واحدة ،محال عند ابن العربي .وانما قد يرد المفرد
عنده لإلشارة إلى :
***
ظهور العبد بصفة الهية :حق في صورة عبد
***
التداخل في الصفات ،اي تداخل صفات الحق في الخلق :حق في خلق ،وخلق في
حق .
يقول :
“ . . .واحذر من االتحاد . . .فإن االتحاد ال يصح ،فإن الذاتين ال تكون واحدة ،
وانما هما واحدان ،فهو الواحد في مرتبتين ( “ . . .كتاب األلف ص ) 5
“ إذا كان االتحاد يصير الذاتين ذاتا واحدة فهو محال ،ألنه ان كان عين كل واحد
منهما موجودا في حال االتحاد فهما ذاتان .وان عدمت العين الواحدة وبقيت األخرى
فليس لألول حد ،فإن كان االتحاد بمنزلة ظهور الواحد في مراتب العدد فيظهر العدد
،فقد يصح االتحاد من هذا الوجه ،ويكون الدليل مخالفا للحس فيكون له وجها
كالكناية . . .
وقد يكون االتحاد عندنا عبارة عن حصول العبد في مقام االنفصال عنه
1180
“ “ 1181
بمهمته وتوجه ارادته ال بمباشرة وال معالجة ،فبظهوره بصفة هي للحق تعالى حقيقة
تسمى :اتحادا .لظهور حق في صورة عبد ولظهور عبد في صورة حق .
وقد يطلق االتحاد في طريقتنا لتداخل الحق في األوصاف والخلق ،فوصفنا بأوصاف
الكمال من الحياة والعلم . . .وجميع األسماء كلها وهي له [ تعالى ] ،ووصف نفسه
بأوصاف ما هو لنا . . .فلما ظهر تداخل هذه األوصاف بيننا وبينه سمينا ذلك :
اتحادا لظهورنا به وظهوره بنا فيصح قول القائل عن هذا :انا من اهوى * ومن أهوى
انا “( كتاب المسائل . ) 30 - 29
– 682الوحشة
1181
“ “ 1182
وغلق بابهم عن قصد الناس إليهم ،وآخرون ،بالسياحة في الجبال والشعاب . . .
َّللا عنهم ،من اسمه “ الرحمن “ ،بوجوه مختلفة من األنس به . . .فأسمعهم
فنفس ّ
أذكار األحجار ،وخرير المياه ،وهبوب الرياح ،ومناطق الطير ،وتسبيح كل أمة
من المخلوقات ،ومحادثتهم معه ،وسالمهم عليه فأنس بهم من وحشته ،وعاد في
جماعة وخلق “ .
( ف السفر الرابع فق . ) 310
– 683الوحي
في اللغة :
“ الواو والحاء والحرف المعتل :أصل يد ّل على إلقاء علم في إخفاء أو غيره ،إلى
غيرك .
فالوحي :اإلشارة .والوحي :الكتب والرسالة .
وكل ما القيته إلى غيرك حتّى علمه فهو وحي كيف كان .
َّللا تعالى ووحى . . .وكل ما في باب الوحي فراجع إلى هذا األصل الذي وأوحى ّ
ذكرناه ( “ . . .معجم مقاييس اللغة مادة “ وحي “ ) .
في القرآن :
َّللا -
“ الوحي “ في القرآن هو :إلقاء علم يفترض اتباع يتغير فيه شخص الموحي [ ّ
الشيطان ] ،إال أن جل النصوص القرآنية تجعل الوحي إلهي .
وهذا الوحي اإللهي هو أحد اشكال خطابه تعالى للمخلوقات عامة ،من االنسان
والحيوان .وهو متعدد المواضيع .
للا -االنسان -الشياطين ] . - 1الموحي في القرآن [ ّ
قال تعالى َ ”:وأ َ ْو َحيْنا ِّإلى ُموسى أ َ ْن أَس ِّْر ِّب ِّعبادِّي] “.[ 20 / 77
ي َح ِّكي ٌم “[ .] 51 / 42 ي ِّبإِّ ْذنِّ ِّه ما يَشا ُء ِّإنَّهُ َ
ع ِّل ٌّ وال فَيُ ِّ
وح َ س ً قال تعالى ” :أ ْو يُ ْر ِّس َل َر ُ
ياطينَ لَيُو ُحونَ ِّإلى أ َ ْو ِّليا ِّئ ِّه ْم ِّليُجا ِّدلُو ُك ْم “[ . ] 121 / 6 ش ِّ قال تعالى َ ”:و ِّإ َّن ال َّ
- 2الوحي اإللهي :أحد اشكال الخطاب :
ب“[ 42 / 51 ] . َّللاُ إِّ َّال َو ْحيا ً أ َ ْو ِّم ْن َو ِّ
راء ِّحجا ٍ قال تعالى َ ”:وما كانَ ِّلبَش ٍَر أ َ ْن يُ َك ِّلّ َمهُ َّ
1182
“ “ 1183
“ َوأَنَا ْ
اخت َ ْرت ُ َك فَا ْست َ ِّم ْع ِّلما يُوحى “[ . ] 13 / 20
1183
“ “ 1184
يقول :
- 1الوحي اإللهي :شامل ،عام
“ . . .كل من علم ما لم يعلم فهو :ملهم ،فالوحي :شامل ،ينزل على الناقص
والكامل “ ( ف . ) 389 / 4
“ وألهل االختصاص الوحي اإللهي من الوجه الخاص ،وهو [ الوحي ] في العموم
لكن ال تبلغه الفهوم ،فما من شخص اال والحق يخاطبه به [ بالوحي ] منه [ الوجه
الخاص ] ( “ . . .ف . ) 388 / 4
1184
“ “ 1185
1185
“ “ 1186
األولى :السرعة .فالوحي سريع إذ زمن االلقاء هو زمن الفهم وعين المفهوم منه .
الثانية :السلطان .للوحي سلطان قوي ال يقاوم ،يغلب في االنسان كل شيء حتى
الطبع .
يقول ابن العربي :
- 1الوحي اإللهي الخاص :مقام الوحي :
“ فإذا عمد االنسان إلى مرآة قلبه وجالها بالذكر وتالوة القرآن .فحصل له من ذلك :
وّلل نور منبسط على جميع الموجودات ،يسمى :نور الوجود فإذا اجتمع نور ّ .
النوران فكشف المغيبات على ما هي عليه . . .ان النور الذي ينبسط من حضرة
الجود على عالم الغيب .في الحضرات الوجودية ،ال يعمها كلها ،وال ينبسط منه
َّللا تعالى وذلك هو :مقام الوحي
عليها .في حق هذا المكاشف ،اال على قدر ما يريد ّ
“ ( ف . ) 241 / 2
َّللا عليه وسلم من الوحي :الرؤيا .فكان ال
َّللا صلى ّ
“ . . .أول ما بدىء به رسول ّ
َّللا على المسلمين وهي منيرى رؤيا إال خرجت مثل فلق الصبح ،وهي التي أبقى ّ
اجزاء النبوة ( “ . . .ف . ) 58 / 2
- 2وحي األولياء . . . “ :فإذا أراد الحق ان يوحي إلى ولي من أوليائه بأمر ما ،
تجلى الحق في صورة ذلك االمر ،لهذه العين ،التي هي حقيقة ذلك الولي الخاص ،
فيفهم من ذلك التجلي ،مجرد المشاهدة ،ما يريد الحق ان يعلمه به ،فيجد الولي في
نفسه :
علم ما لم يكن يعلم ( “ . . .ف .) 47 / 3
1186
“ “ 1187
- 4الوحي اإللهي :مسمى لمسميات كثيرة “ . . .انه [ تعالى ] أعطاه [ محمد ( صلى
َّللا عليه وسلم ) ] أنواع ضروب الوحي كلها ،فأوحى اليه بجميع ما سمي وحيا :
ّ
كالمبشرات ،واالنزال على القلوب ،واآلذان ،وبحالة العروج ،وعدم العروج ،
وغير ذلك ( “ . . .ف . ) 145 / 3
- 6الصفة الثانية للوحي :السلطان “ . . .ال يتصور المخالف إذا كان الكالم وحيا .
علَ ْي ِّه
ت َ فان سلطانه أقوى من أن يقاوم َ ”،وأ َ ْو َحيْنا إِّلى أ ُ ِّ ّم ُموسى أ َ ْن أ َ ْر ِّ
ض ِّعي ِّه ،فَإِّذا ِّخ ْف ِّ
فَأ َ ْل ِّقي ِّه فِّي ْاليَ ِّ ّم “[ ، ] 7 / 28وكذا فعلت ،ولم تخالف ،مع أن الحالة توذن أنها ألقته
في الهالك ،ولم تخالف وال ترددت ،وال حكمت عليها البشرية بان القاءه في اليم في
تابوت ،من أخطر األشياء . . .فدل على أن الوحي أقوى سلطانا في نفس الموحي
اليه من طبعه .
الذي هو عين نفسه . . .فإن حكم [ الوحي ] عليك ،وأعماك واص ّمك ،وحال بين
فكرك وتدبيرك ،وأمضى حكمه فيك .
فذلك هو :الوحي ( “ .ف . )/ 78 2
َّللا
- 7مراتب الوحي يرى ابن العربي ان الوحي يتدرج بدليل قول عائشة رضي ّ
َّللا عليه وسلم من الوحي :الرؤيا .
َّللا صلى ّ
عنها :أول ما بدىء به رسول ّ
َّللا
فاإلشارة إلى بدء الوحي تتضمن تراتبية موصلة لكمال فيه ،وهو لمحمد ( صلى ّ
عليه وسلم ) .
لذلك يجد ابن العربي ان الوحي بشقيه :الوحي الذاتي والوحي العرضي الرسالي له
بدء .
اما بدء الوحي الذاتي [ -الوحي في حق كل صنف مما يوحي اليه كالمالئكة
1187
“ “ 1188
1188
“ “ 1189
“ فالرسالة هنا هي التي ارسل بها وبلغها ،وهكذا وردت في القرآن حيثما وردت وال
يقبلها الرسول اال بواسطة روح قدسي امين .ينزل بالرسالة على قلبه ،وأحيانا يتمثل
له الملك رجال .وكل وحي ال يكون بهذه الصفة ،ال يسمى :
رسالة بشرية .وانما يسمى :وحيا ،أو الهاما ،أو نفثا ،أو إلقاء ،أو وجود ،وال
تكون رسالة اال كما ذكرنا ( “ . . .ف . ) 258 / 2
َّللا االلهام ال الوحي ،فان سبيل الوحي قد انقطع بموت رسول “ . . .واعلم أن لنا من ّ
َّللا عليه وسلم “ ( ف . ) 238 / 3 َّللا صلّى ّ
ّ
- 3جبريل :
مخصوص بالرسل .وهو مبدأ الحياة “ . . .الحقيقة الجبريلية فإنها مخصوصة
بالرسل على القلوب . . .ال يشاركهم فيها من ليس من جنسهم ،وما عدا جبريل فإنه
يتنزل على قلوب العباد ،وتنزلهم بضربين “ ( . . .مفتاح الغيب ق . ) 86
“ واعلم أن من خصائص األرواح انها ال تطأ شيئا اال حيي ذلك الشيء وسرت الحياة
فيه . . .فلما عرف [ السامري ] انه جبريل ،عرف ان الحياة قد سرت فيما وطئ
عليه ،فقبض قبضة من اثر الرسول . . .فنبذها في العجل فخار العجل . . .فذلك
القدر من الحياة السارية [ انظر “ حياة “ ]
في األشياء يسمى :
الهوتا .والناسوت هو المحل القائم به ذلك الروح .فسمي الناسوت روحا بما قام به
( “ . . . 2فصوص . ) 138 / 1
****
ونطرح في ختام بحث “ الوحي “ هذا السؤال :ما دور الوحي في فكر يرى
1189
“ “ 1190
الحقيقة المحمدية أول مخلوق ومنه تدرج الوجود ؟ وكيف يتنزل جبريل عليه بالرسالة
َّللا عليه وسلم ) سابق لوجوده ،وعلمه فيض من علمه ( صلّى ّ
َّللا ووجوده ( صلّى ّ
عليه وسلم ) ؟
هذا السؤال يضعنا امام نظريات ابن العربي ،فنخرج بذلك عن الخط الذي ارتسمناه
ألنفسنا في المعجم .ولكن يدفعنا إلى هذه اإلشارة ان معظم الدارسين البن العربي
يعرفون الوحي عنده انطالقا من هذه النقطة ،وينفون وجود الوحي بالتالي .غافلينّ
عن جميع ما أوردناه من تعريفات وأنواع ومراتب فصلها ابن العربي في الوحي .
فهل ينفي ابن العربي وجود الوحي على مستوى الواقع ؟ أم ان وحي الرسالة المحمدية
فقط -ونشدد على كلمة فقط -هو موضوع الجدال ؟
الواقع ان التعريفات التي تجعل الوحي عنده :تنزل من مقام الجمع إلى مقام التفصيل ،
وما إلى ذلك مما توسع فيه شارحوه ،هو الوحي المحمدي فقط .
َّللا عليه وسلم ) بكل ما يمثل في فكر ابن العربي ( مما وذلك ان النبي محمد ( صلّى ّ
توسعنا به عند شرحنا “ الحقيقة المحمدية “ و “ االنسان الكامل “ فليراجع ) ،كان
وحيه فقط :
تنزل من مقام الجمع إلى مقام التفصيل ،ولذلك تستوقفه اآليات التي تتوافق ومنطلقه ّ
أمثال َ ”:وال ت َ ْع َج ْل ِّب ْالقُ ْر ِّ
آن ِّم ْن قَ ْب ِّل أ َ ْن يُ ْقضى ِّإلَي َْك َو ْحيُهُ “[ 20 / 114 ] .
1190
“ “ 1191
- 684الو ّد
انظر “ حب ".
- 685اإلرث – الوارث
في اللغة :
َّللا عز وجل ،وهو الباقي الدائم الذي يرث “ ورث :الوارث :صفة من صفات ّ
وَّللا عز وجل ،يرث األرض ومن عليها . الخالئق ،ويبقى بعد فنائهم ّ ،
وهو خير الوارثين اي يبقى بعد فناء الكل ،ويفنى من سواه فيرجع ما كان ملك العباد
إليه وحده ال شريك له .
س “[ . . . ] 10 / 23وقال وقوله تعالى ”:أُولئِّ َك ُه ُم ْال ِّ
وارثُونَ الَّذِّينَ يَ ِّرثُونَ ْال ِّف ْر َد ْو َ
ث ِّم ْن آ ِّلَّللا تعالى إخبارا عن زكريا ودعائه إياه ”:فَ َهبْ ِّلي ِّم ْن لَ ُد ْن َك َو ِّليًّا يَ ِّرث ُ ِّني َويَ ِّر ُ ّ
وب “[ . ] 1 / 19اي يبقى بعدي فيصير له ميراثي ؟ يَ ْعقُ َ
قال ابن سيده :انما أراد يرثني ويرث من آل يعقوب النبوة ،وال يجوز ان يكون خاف
ان يرثه أقر باؤه المال ،
َّللا عليه وسلم :إنّا معاشر األنبياء ال نورث ما تركنا ،فهو صدقة لقول النبي ،صلّى ّ
داو َد “[ ] 16 / 27قال الزجاج :جاء في التفسير ْمان ُ سلَي ُث ُ ؛ وقوله عز وجل ”َ :و َو ِّر َ
ورثه نبوته وملكه . أنه ّ
وروي أنه كان لداود ،عليه السالم ،تسعة عشر ولدا ،فورثه سليمان ،عليه السالم ،
من بينهم ،النبوة والملك . . .
ابن االعرابي :الورث والورث واإلرث والوراث واإلراث والتّراث واحد . . .
ابن سيده :والورث واإلرث والتراث والميراث :ما ورث ؛ وقيل :الورث والميراث
في
1191
“ “ 1192
َّللا عليه وسلم ، المال واإلرث في الحسب . . .وفي الحديث في دعاء النبي ،صلّى ّ
أنه قال :اللهم أمتعني بسمعي وبصري ،اجعلهما الوارث مني :قال ابن شميل :اي
ابقهما معي صحيحين سليمين حتى أموت ،وقيل :أراد بقاءهما وقوتهما عند الكبر
وانحالل القوى النفسانية ،فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى ،والباقيين
بعدها ( “ . . .لسان العرب مادة “ ورث “ ) .
في القرآن :
انظر في “ اللغة “ .
عند ابن العربي :
*تتبع ابن العربي الخط القرآني فجعل “ :الوارث “ من األسماء المشتركة التي
للا ،وعلى االنسان .
تطلق على ّ
فالوارث :اسم الهي .والوارث :االنسان .
يقول ”:انا وارث ،والحق وارث ما عندي * من الحب والشوق المبرح والودّيدعى
ث ْاأل َ ْر َ
ض َّللا تعالى ”ِّ :إنَّا ن َْح ُن ن َِّر ُصاحبها [ حضرة الورث ] :عبد الوارث .قال ّ
علَيْها “[ ، ] 40 / 19فورثها [ تعالى ] ليورثها من يشاء من عباده ( “ . . .ف َو َم ْن َ
) . 317 - 316 / 4
“ فهو [ تعالى ] يرثنا بالموت .ونحن نرثه بالتنزيه “ ( ف . ) 317 / 4
“ . . .وقدر ميراث الحق من عباده ،وهو قوله تعالى ”َ :ولَنَ ْبلُ َونَّ ُك ْم َحتَّى نَ ْعلَ َم “[ / 47
] 31فاستخدمهم بما ابتالهم ،حتى يعلم المجاهدين من عباده ،والصابرين ،ويبلو
اخبارهم ،وما عدا هذا النوع في حق الحق ،فهو :علم ،ال علم وراثه “ ( ف / 4
. ) 52
*****
جعل الصوفية وابن العربي معهم طريقين للعلم الصوفي :
َّللا :طريق الكسب االنساني :بالمجاهدة . . .والتصفية -االخذ عن ّ
1192
“ “ 1193
1193
“ “ 1194
1194
“ “ 1195
َّللا عليه وسلم أعظم خليفة وأكبر امام ،وكانت أمته خير أمة “ . . .فكان محمد صلّى ّ
َّللا ورثته في منازل األنبياء والرسل ،فأباح لهم :االجتهاد فيأخرجت للناس ،وجعل ّ
االحكام ،فهو :تشريع “ ( ف . ) 400 / 3
“ وأبقى لهم [ األولياء ] :الوراثة في التشريع . . .وما ثم ميراث في ذلك اال فيما
فشرعوه [ سن سنّة حسنة ] ( “ فصوص ) . 135 / 1 اجتهدوا فيه من االحكام ّ
“ . . .ان الشرع قد أباح له [ الفقيه ] ان يسن سنة حسنة وهي جملة ما ورث من
األنبياء ( “ . . .ف . ) 168 / 2
َّللا ان يسري بي ،ليريني من آياته ،من أسمائه من أسمائي ،وهو “ . . .فلما أراد ّ
حظ ميراثنا من االسراء ،ازالني عن مكاني ،وعرج بي على براق امكاني ،فز ّج بي
في أركاني ،فلم ار أرضي تصحبني ( “ . . .ف / 345 ) . 3
“ . . .غير أنهم [ األنبياء ] ليست لهم قدم محسوسة في السماء ،وبهذا زاد على
َّللا عليه وسلم ،باسراء الجسم ،واختراق السماواتَّللا صلّى ّ
الجماعة رسول ّ
واألفالك حسا ،وقطع مسافات حقيقية محسوسة ،وذلك كله لورثته :معنى ال حسا من
السماوات ( “ . . .ف . ) 343 / 3
- 4اإلرث بانتقال المورث:
َّللا اال الكتاب لذوي األلباب ،فهم ورثة النبي ،ال ورثة الولي ،
ورث ّ “ . . .وما ّ
فإنه ال يورث اال الميت الراحل عن البيت ،والحق ال يفارق ،فتدبر هذه الحقائق
“ ( ف . ) 397 / 4
“ وفي زمان انقطاع الرسالة يكون الكامل :وارثا ،وال ظهور للوارث مع وجود
الرسول ،إذ الوارث ال يكون وارثا ،اال بعد موت من يرثه ( “ ف ) . 270 / 3
- 5توريث دون انتقاص :
“ . . .فالوارث :مستخدم بالمعنى من ورث منه ما جمعه ،غير أن الموروث في
مثل هذا الورث ،ما نقصه شيء من علمه ،بوراثة الوارث منه ،ففارق ميراث
وَّللا يرث األرض ومن عليها “ ( ف . ) 52 / 4 الدينار والدرهم ،بهذه الحقيقة ّ .
- 6الوارث :هو التابع المتتبع :
1195
“ “ 1196
“ . . .فهذا من الورث اإللهي النبوي .فإنه ما حصل لنا هذا الشهود ،اال :
باالقتداء واالتباع النبوي “ ( ف . ) 503 / 3
- 7همية النسب في اإلرث :
“ . . .لم يجعل [ تعالى ] الخوة النسب حظا في الميراث مع فقد اخوة االيمان ،فليس
المدعى اال اخوة االيمان ،اال تراه إذا مات عن أخ له من النسب ،وهو على غير دينه
،لم يرثه أخو النسب ،وورثه أخو دينه .
والصورة بيننا وبين الحق :
نسب ودين ،فلهذا ما يرث األرض عز وجل اال بعد موت االنسان الكامل ،حتى ال
يقع الميراث اال في مستحق له ،كما يرث السماء لما فيها حكم أرواح األنبياء عليهم
السالم ( “ . . .ف . ) 135 / 3
****
اتضح من النقاط السابقة .معنى اإلرث وطريقه في الفكر الصوفي ،واآلن نحاول ان
نستقرىء نصوصهم لمعرفة :كيفية اإلرث .
وهذه “ الكيفية “ تطرح صعوبة كبرى امام الباحث ،ألنها تعاش وتمارس وال ثقال .
وحتى لو قيلت فهي شروحات ووصف لطريق اكتسابها وليس “ للكيفية “ .
الن “ الوارث “ نفسه غائب عن هذه “ الكيفية “ ،بتحصيلها ،وممارسة طرق
الوصول إليها .
نتتبع طرق الوصول إلى اإلرث ،الستشفاف كيفيته ،وتقنية حدوثه .فالتابع يقلد النبي
في األقوال واالفعال واألحوال ،نختصر هذا الموقف بلغتنا المعاصرة :بان التابع
صلها [ -يعمل على اكتساب “ مظهر صفة “ النبي ،وباكتسابه مظهر الصفة :يح ّ
الصفة ] .
فاإلرث عن األنبياء :ارث صفاتي .يحصل فيه التابع مظهر الصفة ليحصل عليها .
وحيث إن كل نبي إذا تتبعنا ابن العربي في “ فصوصه “ له صفة مخصوصة ،كذلك
الوارث لهذا النبي يرث هذه الصفة المخصوصة بكل ابعادها العرفانية .
1196
“ “ 1197
“ الوارث المحمدي “ عن بقية ورثة األنبياء بتحصيله صفة “ خاتم األنبياء “ ،وكل ما
تتمتع به هذه الصفة من “ جمعية “ لصفات األنبياء جميعا [ فقد أوتي ( صلّى ّ
َّللا عليه
وسلم ( جوامع الكلم ) .
ونالحظ هنا ان “ الوارث “ يتحلى في عالقاته بالمخلوقات بمواقف األنبياء كالدعوة
َّللا على بصيرة ،والعلم اليقين بطريق االخبار ،مما جعل ابن العربي يطلق على إلى ّ
الورثة اسم :أنبياء األولياء ،ويجعل الوالية والورث من النبوة العامة .فالوارث ينال
ما يناله ،ليس من جهة نبوة نفسه وانما من جهة نبوة نبيه [ انظر “ نبوة “ ] .
يقول ابن العربي :
- 1التابع :تقليد في األقوال واالفعال واألحوال [ -مظهر الصفة ] .
“ . . .فاعلم أن الورث على نوعين :معنوي ومحسوس ،فالمحسوس منه ما يتعلق :
باأللفاظ ،واالفعال ،وما يظهر من األحوال ،
َّللا عليه وسلم يفعله ،مما َّللا صلّى ّ
فاما االفعال :فان ينظر الوارث إلى ما كان رسول ّ
أبيح للوارث ان يفعله ،اقتداء به ،ال مما هو مختص به عليه السالم . . .ويتبع
َّللا عليه وسلم ) الموضحة َّللا ( صلّى ّ
الوارث ذلك كله في االخبار المروية عن رسول ّ
لما كان عليه في افعاله . . .
َّللا يقول ”:لَقَ ْد كانَ لَ ُك ْم فِّي
وهذا هو الورث اللفظي . . .فلتتبعه في كل شيء الن ّ
َّللا أُس َْوة ٌ َح َ
سنَةٌ “[ . . . ] 21 / 33 سو ِّل َّ ِّ
َر ُ
واعزم على أن ال تخل بشيء من افعاله وما ظهر من أحواله ،مما أبيح لك من ذلك .
والتزم آدابه كلها جهد االستطاعة . . .واما الورث المعنوي ،فما يتعلق بباطن
َّللا عليه وسلم من ذكر ربه على األحوال .من تطهير النفس . . .وما كان عليه صلّى ّ
كل احيانه وليس اال الحضور والمراقبة ( “ . . .ف . ) 502 - 501 / 3
“ غير أن الوارث بالحال يحس باالنزال ،ويلتذ به التذاذا خاصا ال يجده اال أمثاله ،
فذلك صاحب ميراث الحال “ ( ف . ) 414 / 3
“ . . .وما ثم امر آخر لنبي أو رسول يقع فيه ميراث انما هو قول أو فعل أو حال ،
فالوارث الكامل من جمع ،والوارث الناقص من اقتصر على بعض هذه المراتب . . .
“ ( ف .) 414 / 3
1197
“ “ 1198
- 3الوارث المحمدي يختلف عن ورثة بقية األنبياء [ جمعية الصفات ] .
“ . . .وكلما ازداد المحمدي علما بربه ،ازداد قربا ،فهم المقربون ،وأحوالهم
َّللا من
الظاهرة ،تجري بحكم العوائد فيعرفون ،وال يعرفون ،ويأتون بما أعطاهم ّ
العلم به ،في طريق النصح لهذه األمة . . .ورثة األنبياء يعرفون في العموم بما
يظهر عليهم من خرق العوائد “ ( ف . ) 50 / 4
َّللا عليه وسلم مجهول في العموم [ -االخفياء ] ،معلوم “ . . .ووارث محمد صلّى ّ
في الخصوص ،الن خرق عادته انما هو حال وعلم في قلبه فهو في كل نفس . . .
“ ( ف . ) 50 / 4
َّللا عليه وسلم كما هو في محمد صلّى ّ
َّللا “ . . .فان العالم كله في وارث محمد صلّى ّ
عليه وسلم ( “ . . .ف . ) 29 / 4
“ . . .واما المحمدي فما له هذا الحكم ،وال هذا الحصر ،فاتساعه :اتساع الحق ،
وليس للحق غاية في نفسه ،ينتهي إليها وجوده ،والحق مشهود
1198
“ “ 1199
المحمدي ،فال غاية له في شهوده ،وما سوى المحمدي فإنه مشاهد امكانه ،فما من
حالة يقام فيها ،وال مقام اال ويجوز عنده انقضاؤه ( “ . . .ف . ) 506 / 3
“ . . .والسالم علي يوم ولدت .ويوم أموت ،ويوم ابعث حيا ،وزاد المحمدي
الوارث :كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ( “ . . .ف . ) 116 / 4
“ . . .واالمر دائرة ما لها طرف يشهد فيوقف عنده ،فلهذا قيل للمحمدي الذي له مثل
هذا الكشف :ال مقام لكم ،لكون االمر دوريا ،فارجعوا .فال يزال العالم سابحا في
فلك الوجود دائما إلى غير نهاية ( “ . . .ف . ) 14/ 4
- 4كل ارث من نبي :فهو ارث محمدي “ ثم اعلم أيها الولي األكرم ،انك وان
ورثت علما موسويا أو عيسويا أو غيرهما ،فمن كان من الرجال بينهما ،فإنما ورثت
1علما محمديا .ساويت فيه ذلك النبي ،لعموم ،رسالة محمد [ صلّى ّ
َّللا عليه وسلم ]
“ ( ف . ) 398 / 4
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن “ وارث “ عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 2ص ( 22الورثة ،ثالثة أصناف ) ،ص ( 134نواب محمد ) ،
ص ( 135نائب محمد ) ،ص ( 138نواب محمد ) ،ص ( 220الوارث ) .
-الفتوحات ج 3ص ( 51الوراثة ) ،ص ( 231ورث الحق ) ،ص 322
(ميراث ) ،ص ( 348الوارث المحمدي ) ،ص ( 414ورثة األحوال ) ،ص
( 414ورثة االفعال ) ،ص ( 502الورث اإللهي ) ،ص ( 503الوارث ) ،ص
( 507محمدي ) .
-الفتوحات ج 4ص ( 27وارث ) ،ص ( 51المحمدي ) ،ص ( 117محمدي )
،ص ( 129محمدي الشهود ) ،ص ( 163وارث رحمة ) ،ص ( 179الوارث
الفرد ) ،ص ( 317الوارث ) ،ص ( 326الوارث ) ،ص ( 417الوارث ) .
-ترجمان األشواق ص ( 97ميراث ) ،ص ( 143اإلرث المحمدي ) .
-بلغة الغواص ق ( 62المحمديين ) .
-مواقع النجوم ص ( 154وارث الحق ) .
1199
“ “ 1200
- 687وارث المختار
وارث المختار هو الوارث المحمدي .
يقول ”:كل نور في كل قلب معار *** ما عدى قلب وارث المختار “
( مواقع النجوم ص ) 24
انظر “ الوارث ".
دي
- 688وارث القدم المح ّم ّ
وارث القدم المحمدي -الوارث المحمدي
يقول :
“ الوارث القدم المحمدي .الذي يأتي على رأس كل قرن ،يعلّم الناس أمور دينهم .
لقوله عليه الصالة والسالم :يأتي على رأس كل قرن رجل من أمتي الخ الحديث .
فهو آدم زمانه ( “ . . .شق الجيوب . ) 28
انظر “ وارث “
1200
“ “ 1201
1201
“ “ 1202
- 691وارد
“ . . .والورد :الماء الذي يورد . . .والورد :العطش . . .والموارد :المناهل ،
واحدها مورد .وورد موردا أي ورودا . . .
الظمأين ،والمصدر الورود . . .ورجل وارد من قوم والورد :وقت يوم الورد بين ّ
ورادين ،وكل من اتى مكانا منهال أو غيره ،فقد ورده. ووراد من قوم ّ وراد ّ ، ّ
واردُها “ [ ] 71 / 19وقوله تعالى َ ”:و ِّإ ْن ِّم ْن ُك ْم ِّإ َّال ِّ
فسره ثعلب فقال :يردونها مع الكفار فيدخلها الكفار وال يدخلها المسلمون . . .
ويقال إذا بلغت إلى البلد ولم تدخله :قد وردت بلد كذا وكذا . . .
1202
“ “ 1203
هذا التعريف يفقد لعموميته األهمية المرجوة من التعريفات .لذلك يعطيه ابن العربي
صفاته الذاتية الخاصة بحسب :مراتبه ،أو كيفية وروده ،أو مضمونه ،أو قوته .
وفي تخصصه هذا يكتسب “ الوارد “ أسماء مختلفة ،كالبوادة والهجوم أو تضاف اليه
مفاهيم مبينة :وارد قهر وارد بسط ،وهذا ما سنراه بالتفصيل عند تصنيف نصوص
ابن العربي المتعلقة به .
يقول :
- 1تعريف الوارد :
“ الوارد عند القوم [ الصوفية ] ،وعندنا [ ابن العربي ] :ما يرد على القلب من كل
اسم الهي ،فالكالم عليه بما هو وارد ال بما ورد .
فقد يرد بصحو وبسكر وبقبض . . .وبأمور ال تحصى .وكلها واردات . . .وكل
وارد الهي ال يأتي إال بفائدة . . .والفائدة التي تعم كل وارد ،ما يحصل عند الوارد
عليه من العلم من ذلك الورود .
وال يشترط فيه ما يسره وال ما يسؤه.
فان ذلك ما هو حكم الوارد .
وانما حكم الوارد ما حصل من العلم . . .وينصرف الوارد ،ال بد من انصرافه . . .
يرحل بعد أداء ما ورد به [ تاركا المحل للوارد الثاني ] “ ( ف . ) 566 / 2
“ وانما اعني بالعقالء من كان على طريقتهم [ اي طريقة األنبياء والرسل ] :من
الشغل بنفسه ،والرياضيات ،والمجاهدات ،والخلوات ،والتهيء لواردات ما يأتيهم
في قلوبهم عند صفائها من العالم العلوي ،الموحى من السماوات العلى ( “ . . .ف
السفر - 5فق . ) 75
1203
“ “ 1204
- 3مضمون الوارد “ . . .فقد يرد [ الوارد ] بصحو وبسكر وبقبض وببسط وبهيبة
وبأنس وبأمور ال تحصى .وكلها واردات “ ( ف . ) 566 / 2
“ فوارد بعلم ،ووارد بعمل ،ووارد جامع لهما .
ووارد بحال ،ووارد بعلم وحال .ووارد بعمل وحال ،ووارد بعلم وعمل وحال . . .
َّللا وبين عبده .
فإذا كان الوارد غير محدث فهو المعبر عنه بارتفاع الوسائط ،بين ّ
فهو تجل من الوجه الخاص [ انظر “ الوجه الخاص “ ] “ ( ف . ) 567 / 2
“ ول ّما لم يتمكن للتائب ان يرد عليه “ وارد التوبة “ ّاال حتى ينتبه من سنة الغفلة ،
فيعرف ما هو فيه من االعمال . . .وانه مقتول بسيف اعماله القبيحة ( “ . . .ف
السفر الرابع -فق . ) 155
الوارد كما يظهر من النصوص ال يتحدد بمضمون اال انه يتحدد بحكم وهو :
العلم .فمن شرط الوارد ان يعطي “ العلم “ .
- 4قوة الوارد “ فاعلم أن الناس ،في هذا المقام [ قبول الواردات اإللهية ] .على
احدى ثالث مراتب [ ] 1منهم من يكون وارده أعظم من القوة التي يكون في نفسه
عليها ،فيحكم الوارد عليه ،فيغلب عليه الحال ،فيكون بحكمه ] 2 [ . . .ومنهم من
يكون وارده وتجليه مساويا لقوته ،فال يرى عليه اثر من ذلك حاكم .لكن يشعر ،
عندما يبصر ،أن ث ّم امرا طرأ عليه ،شعورا خفيا .فإنه ال بد لهذا ان يصغي اليه .
اي إلى ذلك الوارد ،حتى يأخذ عنه ما جاءه به من عند الحق .
فحاله كحال جليسك . . .يحدثك ،فأخذته فكرة في أمر ،فصرف حسه اليه في خياله
،فجمدت عينه ونظره ،وأنت تحدثه .فتنظر اليه غير قابل حديثك .
فتشعر ان باطنه متفكر في أمر آخر ] 3 [ . . .ومنهم من تكون قوته أقوى من
الوارد .فإذا اتاه الوارد .وهو معك في حديث -لم تشعر به وهو يأخذ من الوارد
1204
“ “ 1205
ما يلقي إليه ،ويأخذ عنك ما تحدثه به أو يحدثك به .وما ث ّم امر رابع في واردات
الحق على قلوب أهل هذه الطريقة ( “ . . .ف السفر الرابع -فق فق . )- 102 97
****
يرتبط “ الوارد “ في الفكر الصوفي بمفهومين متواليين هما :السكر والصحو وذلك
يعرفه الصوفية وابن العربي :غيبة بوارد قوي . الن “ السكر “ كما ّ
ولكنه يتميز عن كل أنواع غيبات السلوك الصوفي :من “ غيبة “ و “ فناء “ و
“ صحو “
وغيره بنقطتين :
األولى :أن السكر ليس غيبة عن االحساس ،وانما غيبة عن كل ما يتعارض
والطرب .
فهو يورث في االنسان الطرب والبسط واالدالل وافشاء االسرار اإللهية ،وكل “ غيبة
“ يغيب فيها االنسان عن احساسه فليست “ بسكر “ وانما فناء أو محق أو . . .
الثانية :ان السكر يتبعه الصحو .وكل صحو ال يكون اال عن سكر متقدم .
مثل النوم مع اليقظة .
وال نرى هذا التوالي في :الغيبة والحضور أو الفناء والبقاء .
يضاف إلى ما تقدم ان السكر مراتب ،
فأول مرتبة :السكر الطبيعي وهو سكر المؤمنين وسلطانه في الخيال .
وثاني مرتبة :السكر العقلي وهو سكر العارفين وسلطانه في العقل .
وثالث مرتبة :السكر اإللهي وهو سكر الك ّمل من الرجال ويظهر في الحيرة .
وكل سكر يصحو منه السكران بوارد صحو ؛ هو من نفس رتبة ومستوى وارد السكر
،إذ لكل “ سكر “ “ صحو “ .
وحيث إن السكر ثالث مراتب يتبعه الصحو بمراتب ثالث .
يقول ابن العربي :
- 1الفرق بين “ السكر “ وأنواع الغيبات األخرى :
“ واما حدّهم [ الصوفية ] له [ للسكر ] بأنه :غيبة بوارد قوي .فما هو غيبة اال عن
كل ما يناقض السرور والطرب والفرح “ ( ف . ) 544 / 2
“ فمن أسكره الشهود ،فال صحو له البتة [ البتة ] ،وكل حال ال يورث طربا وبسطا
وإدالال وافشاء اسرار الهية ،فليس بسكر .وانما هو غيبة أو فناء أو محق.
1205
“ “ 1206
َّللا على سكر شارب الخمر ،فإنه [ سكر شارب وال يقاس سكر القوم في طريق ّ
الخمر ]ربما أورث بعض من يشربه غما وبكاء وفكرة .
وذلك لما يقتضيه مزاج ذلك الشارب . . .فغيبة السكران ليست عن احساسه ،وانما
غيبته عن مقابل الطرب ال غير . . .ويفارق السكر سائر الغيبات ،ألن الصحو ال
يكون إال عن سكر .والسكر يتقدم صحوه ،وليس الحضور مع الغيبة كذلك ؛ وال
الفناء مع البقاء كذلك ؛ لكنه مثل الصعق مع اإلفاقة ،والنوم مع اليقظة . . .والسكران
في هذا الطريق ال يغيب عن احساسه ،فان غاب . . .فقد انتقل عندنا من حال السكر
إلى حال فناء أو غيبة أو محق ،ولم يعقب سكره صحو ( “ . . .ف . ) / 545 2
1206
“ “ 1207
بصاحب سكر ،بل يكون صاحب حضور أو بقاء وغير ذلك . . .ان صحو كل
سكران بحسب سكره على ميزان صحيح . . .وما ال يعطي علما فليس “ بصحو
“ الطريق وال “ سكره “ [ انظر المعنى األول للوارد ] ،وقد تقدم تقسيم السكر [ النص
السابق ] ،فذلك التقسيم يرد على الصحو .
فإنه لكل سكر صحو ،ان لم يمت صاحب السكر في حال سكره ( “ 1ف / 2
. ) 546
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن “ وارد “ عند ابن العربي :
-الفتوحات السفر األول فق ( 96السكر :حال ) ،فق ( 361أيها الغريب
الوارد ) .
-الفتوحات السفر الثاني فق ( 178الوارد والواردات )
-الفتوحات السفر الثالث فق ( 266حكم الوارد اإللهي القوي -الوارد الطبيعي ) ،
فق ( 267الوارد اإللهي ) ،فق ( 286الواردات الطبيعية والروحانية واإللهية ) .
-الفتوحات السفر الرابع فق ( 14الناس سكارى ) ،فق ( 96وارد ) فق 102
( وارد الحق على القلب ) ،فق ( 110وارد قهر -وارد لطف ) ،فق ( 160وارد
توبة ) .
-الفتوحات السفر الخامس فق ( 44سكر الرؤية ) فق ( 443واردات التقديس ) ،
فق ( 461لذة الوارد ) .
-الفتوحات السفر السادس فق ( 445السكر والصحو ) .
-كتاب التعريفات ص ( 388السكر ) .
كما يراجع بشأن السكر والصحو :الرسالة القشيرية ،نشر عبد الحليم محمود الجزء
األول .ص ص ( 238 - 236الصحو والسكر ) .ص ( 267الوارد ) .
- 692الورقاء
الورقاء :هي أحد الطيور األربعة ، 1وهي إشارة إلى المرتبة الوجودية الثانية في
مقابل العقاب [ إشارة إلى المرتبة الوجودية األولى ] ؛ النفس الكلية في مقابل العقل
األول [ مرتبة وجودية أولى ] ،واللوح المحفوظ في مقابل القلم االعلى [ مرتبة
وجودية أولى ] ،وحواء في مقابل آدم [ مرتبة وجودية أولى ] .
يقول :
1 -الورقاء :ثاني المراتب الوجودية “ الورقاء :النفس الكلية وهو اللوح المحفوظ
“ ( االصطالحات ص . ) 293
1207
“ “ 1208
– 693الميزان
1208
“ “ 1209
التي يوزن بها األشياء ميزان أيضا . . .قال الزجاج :اختلف الناس في ذكر الميزان
ط ِّليَ ْو ِّم ْال ِّقيا َم ِّة “ ] [ 47 / 21
وازينَ ْال ِّق ْس َ
ض ُع ْال َم ِّفي القيامة” َونَ َ
فجاء في التفسير :انه ميزان له كفّتان ،وان الميزان انزل في الدنيا ليتعامل الناس
بالعدل وتوزن به االعمال ،وروى جويبر عن الض ّحاك :ان الميزان العدل . . . ،
وقال بعضهم :
الميزان الكتاب الذي فيه اعمال الخلق . . .وقوله تعالى ”:فَال نُ ِّقي ُم لَ ُه ْم يَ ْو َم ْال ِّقيا َم ِّة
َو ْزنا ً “[ . . . ] 105 / 18وزن اي قدر لخسته . . .والميزان :المقدار “
( لسان العرب مادة “ وزن “ ) .
في القرآن :
انظر “ في اللغة “
عند ابن العربي :
*الميزان :صفة االعتدال في األشياء فهي تحفظ وجود األشياء في مقابل “ الميل “ ،
الذي يقود األشياء إلى التحول واالستحالة .
يقول :
” لكل شيء من األشياء ميزان *** فكل شيء له نقص ورجحان
فالصالحون لهم وزن يخصهم *** والطالحون لهم في الحق ميزان
فمن يقوم بوزن في تقلبه *** يسعد وان جاءه في ذلك برهان
ألن ميزانه وفي حقيقته *** لو يساعده في ذاك شيطان
لذاك قال لمن وفي طريقته *** من خلقه ما له عليه سلطان “
( ف ) 123 / 4
*****
الميزان :صفة حساب الحق للعباد .وهنا الميزان يتغير تبعا إلرادة “ الوازن “ [ -
الحق ] .
فالعدل اإللهي يأبى اال ان يتبع “ الميزان “ عين الشخص صاحب االعمال ،فكما اننا
ال نزن الحديد بميزان الذهب كذلك لكل انسان “ ميزان “ ،فال يظلم أحد.
1209
“ “ 1210
يقول :
ض َع ْال ِّميزانَ ] ، “[ 55 / 7فال تتعدى
“ . . .ولهذه االعمال [ اعمال العباد ]” َو َ
الميزان الموضع الذي ال يتعداه االعمال ،ثم قال وعامرهن غيري وما لها عامر اال
َّللا ،فالخبير تكفيه اإلشارة .وفي لسان العموم من علماء الرسوم يعني بالغير الشريك ّ
َّللا تميل به في
الذي اثبته المشرك .لو كان له اشتراك في الخلق لكانت ال اله اال ّ
َّللا
َّللا األقوى على كل حال ،لكون المشرك يرجح جانب ّ الميزان ،ألن ال اله اال ّ
َّللا
تعالى على جانب الذي اشرك به ،فقال فيهم :انهم قالوا ما نعبدهم اال ليقربونا إلى ّ
َّللا فيه .وقد تدخلزلفى ،فإذا رفع ميزان الوجود ال ميزان التوحيد دخلت ال اله اال ّ
َّللا وتميل به ،فإنهفي ميزان توحيد العظمة ،وهو توحيد المشركين فتزنه ال اله اال ّ
َّللا قال اين تميل وما ثمَّللا فال تميل ،وعينه ما ذكره انما هو ّ إذا لم يكن العامر غير ّ
اال واحد في الكفتين ( “ . . .ف . )/ 448 4
- 694ميزان العالم
ميزان العالم هو االنسان ،وذلك للمثلية .فالعالم هو :االنسان الكبير ،
واالنسان هو :العالم الصغير .ولهذه المثلية كان االنسان هو ميزان العالم .
كما أنه يحفظ العالم بوجوده من االندراج في العدم .
يقول :
“ . . .فأما من حيث هو [ االنسان ] مماثل للعالم فالعالم مثله ،وانما امتاز عن العالم
بقبوله جميع اسرار العالم ،فبهذا المعنى كان ميزانا للعالم ،اال تراه سبحانه يقول ”:
ض َع ْال ِّميزانَ “[ ] 7 / 55سما َء َرفَعَها َو َو َ
َوال َّ
فالميزان الموضوع لمقابلة رفع السماء هو االنسان الصغير ( “ . . .بلغة . ) 31
صفة
– 695ال ّ
في اللغة :
“ الواو والصاد والفاء :أصل واحد ،هو تحلية الشيء . . .والصفة:
1210
“ “ 1211
1211
“ “ 1212
الحق ،وهو المسمى :صفة عند أهل الكالم من النظار ،وهو المسمى :نسبة عند
المحققين . . .فاسم العليم يعطي ما ال يعطي القدير ،والحكيم يعطي ما ال يعطي غيره
من األسماء ،فاجعل ذلك كله نسبا ،أو اسما ،أو صفات ،واألولى أن تكون اسما .
وال بد ،الن الشرع اإللهي ما ورد في حق الحق بالصفات ،وال بالنسب ،وانما ورد
ّلل ْاألَسْما ُء ْال ُحسْنى “ “ ([ 7 / 180 ] .ف . ) 294 / 4 باألسماء ،قال تعالى َ ”:و ِّ َّ ِّ
عالقة الصفة بالموصوف :
ان الصفات اإللهية ارتبطت في تاريخ الفكر االسالمي بمشكلتين :
التوحيد والتنزيه ، 4وسوف نرى ان ابن العربي تعرض للناحيتين في تقرير عالقة
الصفة بالموصوف .
فهو ينزه الحق سبحانه وتعالى عن الصفة أدبا من ناحية ،الن الحق لم يطلق على
نفسه لفظ صفة ،وألن الصفة قيد ،والحق منزه عن القيد ،عن الصفة من ناحية
ثانية .
يقول :
“ فهو السميع لنفسه ،البصير لنفسه العالم لنفسه ،وهكذا كل ما تسميه به أو تصفه أو
َّللا ،حيث يطلق لفظ صفة على ما نسب اليه ، تنعته ،ان كنت ممن يسيء األدب مع ّ
َّللا ] ما أطلق على ذلك اال لفظ اسم أو لفظ نعت .فإنه [ ّ
ح اس َْم َر ِّبّ َك “[ ] 1 / 87 س ِّبّ ِّ
قال تعالى َ ”:
بار َك ا ْس ُم َر ِّبّ َك “[ ] 78 / 55 وقال تعالى ” :ت َ َ
س ُّمو ُه ْم ] “[ 13 / 33وقال في حق المشركين قال تعالى ” :قُ ْل َ
وما قال :صفوهم وال انعتوهم ،
َّللا ] صفُونَ “( ّ ) 180 / 37
فنزه [ ّ سبْحانَ َر ِّبّ َك َربّ ِّ ْال ِّع َّزةِّ َ
ع َّما يَ ِّ بل قال تعالى ُ ”:
نفسه عن الوصف ، 5لفظا ومعنى .
ان كنت من أهل األدب ( “ . . .ف . ) 204 / 1
َّللا ،
“ فان األصل التعري والتنزيه عن الصفات وال سيما في ّ
إذا كان أبو يزيد يقول :ال صفة لي ،فالحق أولى ان يطلق عن التقييد بالصفات لغناه
عن العالم ،الن الصفات انما تطلب األكوان ،فلو كان في الحق ما يطلب العالم لم
يصح كونه غنيا عما هو له طالب ( “ . . .ف . ) 319 / 4
وهكذا يبعد ابن العربي لفظ “ صفة “ ،ويفضل في تعابيره لفظ :
“ االسم “ ،وتضحي الصفات عند ابن العربي “ :أسماء صفات “ . 6
ولكن لما ذا ال يتخطى ابن العربي البحث في “ الصفة “ طالما ّ
ينزه الحق عنها
1212
“ “ 1213
لفظا ومعنى ؟ يرجع السبب في عدم مقدرته على تجاوز “ األوصاف “ ،إلى أن الحق
سبحانه وتعالى ،س ّمى نفسه بأسماء تطلب معانيها ان تقوم به :فاسمه “ العالم
“ يتضمن معنى هو “ العلم “ يطلب القيام بالمسمى .
يقول :
“ ومن كونه سمى نفسه لنا بأسماء ،تطلب معانيها تقوم به ما هي عين ذاته من حيث
ما يفهم منها مع اختالفها ،وصفناه ( “ 7ف . ) 322 / 4
وهكذا يجد ابن العربي نفسه امام “ أسماء صفات “ تشير إلى وجود صفات ال يمكن
تخطيها
. 8ولكن ما عالقة هذه “ األسماء الصفات “ بالذات ؟
البن العربي موقف من الصفات في عالقتها بالذات ،مغاير منطلقا ومضمونا لموقف
من سبقه من المفكرين في التاريخ االسالمي .فهو يخالف المعتزلة التي تجعل الصفات
عين الذات
. 9كما يخالف األشعرية في جعلها الصفات ال هي الذات وال هي غيرها
، 10ويظهر اختالف منطلقه عمن تقدمه ،ان ابن العربي ينتقل في بحثه من عالقة
بين موجودين ( ذات .صفات ) ،إلى العالقة نفسها وماهيتها .وهنا يبرز مفهوم
“ النسبة “
، 11عنده ،وانها امر عقلي ال وجودا عينيا له .وبالتالي “ الصفة “ ليست موجودة
، 12ألنها “ نسبة “ وهذا ما سيظهر بعد قليل من تعريفه للصفة .
وهكذا ابن العربي ال يجعل الصفة عين الذات وال غيرها ،بل يغيّر المستوى الوجودي
لها ،فينقلها من الوجود العيني في الذات أو خارجها ،إلى وجود عقلي .
ولكن ال يقف ابن العربي عند حد جعل الصفة امرا عقليا ،بل يقوده ذلك إلى اثبات
عالقة بين الذات والصفات ،في جملة ال تقل غرابة عن جملة األشعري ،التي يجعل
فيها الصفات ال هي الذات وال هي غيرها
، 13إذ يرى الشيخ األكبر ان الصفات هي :عين الذات وهي غيرها
، 14وهذا لعمري متفق جدا مع تكوينه الفكري فهو ال يلغي شيئا بل العكس يثبت كل
شيء
يقول :
“ ان الصفات عين الذات إذا نظر إليها من الوجه الذي يلي الذات ،وهي غير الذات
إذا نظر إليها من الوجه الذي يلي انقسام الوجود إلى االقسام المتعددة ،
ولهذا مثال :ان العشرة قائمة بنفسها فهي بنسبة الثالثين
:ثلثها ،
واألربعين:
1213
“ “ 1214
ربعها ،مع أن العشرة واحدة ،فالعز والذل مثال انما هو لنا بنسبة شيء إلى . . .واما
من حيث ذاته تعالى فهو ال تغاير بين ما تسميه له علما وإرادة وقدرة ،فذاته كافية
للكل في الكل ،وهي النسبة إلى المعلومات :علم ،وإلى المقدورات :قدرة ،وهي
الموصوفة باألحدية ،وال مغايرة هناك . . .وانطالق هذه األسماء عليه [ تعالى ] انما
هو من حيث االصطالح ( “ . . .شجون المشجون ق ق 37أ 37 -ب) .
تعريف الصفة عند ابن العربي : 15
*الصفة حقيقة عقلية ،معدومة العين 16موجودة الحكم .كلية ال تقبل التجزئة .
يقول :
“ فانظر ما أحدثته اإلضافة من الحكم في هذه الحقيقة المعقولة [ علم الحق ] ،وانظر
إلى هذا االرتباط بين المعقوالت [ العلم -الحياة -الصفات ] ،والموجودات العينية
[ الموصوفات ] ،فكما حكم العلم على من قام به ان يقال فيه :عالم ،حكم الموصوف
به ،على العلم :انه حادث في حق الحادث ،قديم في حق القديم .
فصار كل واحد محكوما به محكوما عليه .
ومعلوم ان هذه األمور الكلية [ الصفات ] ،وان كانت معقولة ،فإنها :
معدومة العين موجودة الحكم . . .وال تقبل التفصيل وال التجزي فان ذلك محال عليها
،فإنها بذاتها في كل موصوف بها ( “ . . .فصوص الحكم ج 1ص . ) 52
كما ننقل نصا ثانيا تظهر فيه الصفة كحقيقة مميزة منفصلة محددة ،حيث يستعمل ابن
العربي كلمة “ صفة “ بدال من “ حقيقة “ .
يقول :
َّللا ] الصفة العزرائيلية مغناطيسا ،عند مشاهدتها بنوع اختصاص يتجلى به “ فجعل [ ّ
تفارق األرواح أشباحها ،وتصعد إلى عالمها . . .وجعل الصفة
1214
“ “ 1215
الروحانية الجبرائيلية العلمية ،مواصلة للنفوس االنسانية مؤثرة فيها وحيا وكشفا
والهاما . . .وجعل العمل الصالح لها [ للنفوس ] مطهرا من العمل السيء ،ورافعا
لها إلى الصفة الجبرائيلية ( “ . . . 17بلغة الغواص ق 105ب ) .
****
الصفة 18هي اسم يعطي االشتقاق ويدل على معنى يقوم بالمسمى .
لقد سبقت اإلشارة إلى أن ابن العربي يجعل كل الصفات اإللهية 19
في حقيقة األمر “ :أسماء صفات “ ،ولكن ما يميز هذه األسماء الصفات عن األسماء
عامة ،
هو :اشتقاقها ،وداللتها على معنى وجودي ،يقوم بالمسمى ،يقول :
“ كل اسم يعطي االشتقاق ،ويدل على معنى يقوم بالمسمى ،فهو :وصف في
الحقيقة . . .والمراد :الصفة ،والعين من حيث تلك الصفة ال من حيث ذاتها . . .
“ ( األزل ص ص . ) 14 - 13
“ الصفة :ما طلب المعنى كالعالم “ ( االصطالحات ص . ) 297
“ الصفة . . .ما طلب المعنى الوجودي كالعالم والعلم “ ( ف . ) 129 / 2
ومن حيث إن الصفة تدل على معنى في الموصوف ،
فهي اذن ال تعطي :
ماهية الموصوف ،وال يمكن الوصول إلى ماهيته من خاللها ،
يقول :
“ فان الصفة ال تعطي ماهية الموصوف ( “ 20كتاب األزل ص . ) 16
****
الصفات اإللهية هي المؤثرة في الكون بل الكون مظهرا ومجلى لها ،لذلك نطلق عليه
عبارة :الصفات اإللهية -فالعالم باسره هو :صفاته العليا .
يقول :
َّللا تعالى ،انما هو :األلوهية ،واحكامها ،( أ ) “ المتوجه على ايجاد كل ما سوى ّ
ونسبها ،واضافاتها ،المعبر عنها باألسماء والصفات ،وهي التي استدعت
اآلثار ( “ . . .كتاب المسائل -ص . ) 9
َّللا تعالى كما وصف نفسه في كتابه العزيز ،بوصف الهداية “ اعلم أن ّ
1215
“ “ 1216
1216
“ “ 1217
“ ولما كانت هويته [ الحق ] :أحدية الوصف لم يكن فيها كثرة ،وهي بصره في كل
مبصر .فهو وان تعددت ذوات المبصرين ،فالبصر واحد في الجميع إذ كان البصر
هوية الحق ( “ . . .ف . ) 38 / 4
“ فصفات الحق صفات العبد ،فال تعكس فتنكس “ ( عنقاء مغرب ص . ) 31
نالحظ من النص الثاني كيف ان صفات الحق هي صفات العبد ،فالعبد يتجلى بصفات
الحق ،ولكن ال نستطيع ان نعكس تلك المعادلة فتصبح صفات العبد هي صفات الحق
،الن صفات العبد هي صفات نقص ، 24يتنزه الخالق عن االتصاف بها ،وفي
الواقع ان صفات الحق تظهر في العبد وليست له باألصالة ،فالفرق بين العلم اإللهي
والعلم االنساني ،
هو ان األول :صفة الحق وعين ذاته
على حين ان الثاني :صفة الخلق وغير ذاته وانما نالها بامتنان الهي .
َّللا في صفة العلم ،وهو ليس في ذاته عالما .فالممكن يقيمه ّ
يقول ابن العربي :
“ . . .فإذا غفا االنسان أو سها عن عبوديته ،ورأى له فضال على عبد آخر مثله ،
وال سيما ان كان العبد اآلخر ملك يمينه ،أو يكون هذا الغافل من اولي االمر
كالسلطان والوالي ،فيرى لنفسه مزيّة على غيره ما يرى تلك المزية للمرتبة التي أقيم
فيها ان كان من اولي االمر ،وال للصفة القائمة به من حيث االختصاص اإللهي له بها
كالعلم وكرم االخالق ،فلم يفرق بين نفسه والمرتبة ،وال بين الصفة والموصوف
بها . . .بخالف من ليس بغافل عن نفسه فإنه يجعل الفضل للصفة ،والمرتبة ال لنفسه
،فإنه لم ينلها باستحقاق ،وانما نالها بامتنان الهي ( . . . “ 25ف - 380 / 3
. ) 381
****
ان الصفات اإللهية على تعددها يمكن ارجاعها إلى أصلين ،من حيث آثار تجلياتها
على قلوب المخلوقات :صفات الجالل وصفات الجمال .
ونترك ابن العربي يبين آثار صفات الجالل في الهيبة ،وآثار صفات الجمال في
االنس .
يقول :
- 1الجالل والجمال :
“ الجالل :نعوت القهر من الحضرة اإللهية “ ( االصطالحات .) 287
1217
“ “ 1218
1218
“ “ 1219
والذات اإللهية واحدا .اما الجبرية وعلى رأسها الجهم بن صفوان ( قتل عام 128ه )
فهي وان كانت تخالف القدرية فيما يتعلق بمسألة القدر ،اال ان الجهم بن صفوان وقد
روعته آراء مقاتل بن سليمان المشبهة في التفسير فاتفق مع القدرية في الصفات
اإللهية .نجد الجهم بن صفوان في سعيه إلى غايته األولى وهي تنزيه الذات ومباينتها
َّللا بصفة
للموجودات ينفي جميع الصفات التي تتحمل التشبيه ،فال يجوز ان يوصف ّ
يوصف بها خلقه الن ذلك يقتضي تشبيها ،اما الصفات األزلية فلم ينفها بل قال
باتحادها بالذات .
بعد القدرية والجبرية تظهر المعتزلة من الخالف المعروف في مجلس الحسن البصري
في مسألة المنزلة بين المنزلتين .ويظهر مؤسسها وأصل بن عطاء ( ت عام 131
هـ ) وصاحبه عمرو بن عبيد ( ت 144هـ) .
وإذا كانت المعتزلة تخالف الجهم بن صفوان فيما يتعلق بالقدر فالمعتزلة قدرية
والجهمية جبرية مطلقة ،فإنهم اتفقوا في الصفات .ونجد المعتزلة تتابع خط القدرية
َّللا وليست
والجبرية في نفي الصفات الجسمانية وتعليل صفات الفعل بأنها عين ذات ّ
غيره .
اما الصفات القديمة فقد نفاها وأصل بن عطاء وقال .من أثبت معنى وصفة قديمة
أثبت الهين وبما ان االتفاق على امتناع وجود الهين قديمين أزليين حاصل ،اذن .
ينتفي وجود الصفة القديمة وهذه الفكرة لم تنضح اال على يد من اتى بعده من المعتزلة
،حتى أضحت هذه المسألة أصال من األصول الخمسة التي يرتكز إليها الكيان
المعتزلي .
وهي األصل األول :التوحيد .
وهكذا ظهرت فكرة تعطيل الصفات بجعلها عين الذات ،في ارض التنزيه “ أوال
“ [ حيث ينزهون الحق عن الصفات التي تتحمل التشبيه ] واتسعت وانضحت في
ضالل “ التوحيد “ [ حيث يهربون من اثبات صفة قديمة مع الذات خشية اثبات الهين ،
فيجعلون الصفة عين الذات] .
التيار الثاني اما السلف من أهل السنة والجماعة فقد اثبتوا الصفات اإللهية وسموا لذلك
الصفاتية وعلى رأسهم الكالبي والقالنسي والمحاسبي .
عبد هللا بن سعيد بن كالب ( ت بعد عام 240هـ ) كان امام أهل السنة في عصره
َّللا لم يزل عالما قادرا حيا سميعا بصيرا . . .الخ
ويرى أن ّ
بل يزيد على هذه الصفات انه رب واله اي ان من صفاته أيضا الربوبية واأللوهية ،
وانه قديم بأسمائه وصفاته .ولكن هذه الصفات ليست هي الذات .
َّللا عالم يعني ان له علما ،وليست صفاته زائدة على مسمى أسمائه فمعنى قولنا ان ّ
الحسنى .
َّللا وال هي غيره .
َّللا وصفاته لذاته ال هي ّ
وكان يقول إن أسماء ّ
َّللا ويداه وعينه وبصره باّلل وال يجوز ان تقوم بالصفات صفات .وجه ّ وانها قائمة ّ
صفات له ال هي هو وال هي غيره .
باّلل ولكنها ليست هو واال تعطلت الصفة .وليست غيره واال تعدد فالصفات قائمة ّ
القديم.
1219
“ “ 1220
وغني عن البيان شبه األشاعرة بكالم عبد هللا بن سعيد بن كالب بخصوص الصفات .
َّللا وليست غيره ،وهي ال تقوم بذاتها فاألشعري يذهب أيضا إلى أن الصفة ليست هي ّ
َّللا .
َّللا وال هي غير ّ باّلل ولكنها ليست عين َّّللا وهي تقوم ّ
بل وجودها متعلق بوجود ّ
َّللا عين ذاته ألصبحت الصفة فرقت بين الذات والصفات ،إذ لو كان علم ّ فاألشعرية ّ
َّللا ) شيئا واحدا ،وأصبحت الصفة ذاتا وهذا خلف . ( العلم ) والموصوف ( ّ
َّللا . . . .
اما الصفات الجسمانية فقد نفتها األشاعرة ،فاليد هي القدرة والوجه هو ّ
وهكذا انطلق المذهب األشعري وقيض له عدد كبير من المفكرين نذكر منهم :
الباقالني 403هـ -ابا اسحق األسفرائيني 418هـ -ابا المعالي الجويني امام
الحرمين 418هـ -ابا حامد الغزالي 505هـ .كما ساعد على انتشار هذا المذهب
تأسيس المدارس النظامية في بغداد ونيسابور .
اما القرن السادس الهجري ،وهو القرن الذي ظهر فيه محي الدين بن العربي فهو
يمثل الدور المتأخر من ادوار علم الكالم إذ امتزج علم الكالم بالمنطق والفلسفة .
وهذا ما نالحظه في كتب الغزالي والفخر الرازي ( ت 606هـ ) وكتاب “ المواقف
“ لإليجي يعطي صورة واضحة عن أساليب علم الكالم في هذه الفترة .
وفي حين ان ابن العربي يحاول ان يبقى مع األشعرية اال اننا نراه ينتقدها بشدة أحيانا
وبلطف أحيانا أخرى فيما يتعلق بمسألة الصفات ( كما سيأتي ) .
يراجع بخصوص الصفات في التيارين الكتب التالية :
- 1مقاالت االسالميين واختالف المصلين تأليف األشعري ( ت 330هـ )
ج 1ص . 265 - 264 - 258 - 244 - 243 - 238 - 234 - 112 - 110
ج 2ص ص . 195 - 193 - 185 - 177
- 2كتاب االرشاد إلى قواطع األدلة في أصول االعتقاد إلمام الحرمين الجويني
( 478 - 419هـ ) نشر مكتبة الخانجي مصر .مطبعة السعادة 1950م .ص ص
. 140 - 61
- 3كتاب األسماء والصفات للحافظ البيهقي ( ت 458ه ) تحقيق محمد زاهد الكوثري
الحنفي نشر دار احياء التراث العربي .بيروت .
ص ص . 353 - 301 - 281 - 277 - 192 - 175 - 139 - 110
- 4شرح األصول الخمسة للقاضي عبد الجبار تحقيق عبد الكريم عثمان الطبعة األولى
1965م .مطبعة االستقالل بمصر .األصل األول :التوحيد ص ص - 151
. 213
- 5شرح جوهرة التوحيد للشيخ عبد السالم بن إبراهيم ،اللقاني ،المالكي .الطبعة
الثانية 1955م .مطبعة السعادة بمصر تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ص ص
. 126 - 68
- 6مشكاة األنوار للغزالي تحقيق أبو العال عفيفي نشر الدار القومية للطباعة والنشر
القاهرة 1964م الفصل الثالث ص ص . 93 - 85
- 7نشأة الفكر الفلسفي في االسالم علي سامي النشار .الجزء األول الطبعة الرابعة
1966دار
1220
“ “ 1221
المعارف .
يراجع فيما يتعلق بالصفات فقط :
-الباب الثاني .الفصل الثاني والثالث والرابع .
-الباب الثالث ،الفصل الثاني والثالث .
- 8تاريخ الفكر الفلسفي في االسالم .الجزء األول .دار النهضة العربية بيروت
1970ص ص . 210 - 141
) ( 5المالحظ ان اآلية الكريمة ال تنزه الحق عن الوصف ،بل تنزهه عما يصفون
اي عن األوصاف الباطلة التي ينسبها الخلق ظلما إلى الحق .
) ( 6راجع مادة “ اسم “اقسام االسم عند ابن العربي ،القسم الثالث “ :اسم صفة"
) ( 7كون الصفة معنى االسم .مفهوم يسبق ابن العربي .راجع قوت القلوب ألبي
َّللا سبحانه فليدعه
طالب المكي ( 386ه ) ج 1حيث يقول “ :فإذا دعا [ العبد ] ّ
بمعاني أسمائه فإنها صفاته “ . . .
) ( 8ان “ اسم الصفة “ هو في الواقع “ الوصف “ وابن العربي يفرق بينه وبين
الصفة .فالصفة في ذات الحق منزهة عن معرفتنا لها تنزيه الذات .بينما الوصف هو
“ اسم الصفة “ وهو بالنسبة إليها كاالسم بالنسبة للمسمى .
) ( 9يختلف ابن العربي عن المعتزلة بان الصفة عنده ليست عين الذات ،بل نسبة
بين الذات والعالم كما سيظهر من التعريف .
) ( 10ليست طريقة ابن العربي الرد على الذين تقدموه ومنازعتهم ولكن يكتفي ببيان
مآخذه على مذهبهم ووجه مخالفته لهم .وفي الفتوحات ج 1ص 204يتعرض للتيار
الثاني في موقفه من عالقة الصفة بالذات وخاصة األشاعرة والباقالني واألسفرائيني
َّللا ال هي هو وال
( راجع ما تقدم ) ،وينتقد كيفية جعلهم الصفات معان قائمة بذات ّ
هي غيره .وليست هذه المرة الوحيدة التي يتعرض فيها لألشاعرة ففي أكثر من مكان
نراه يشتد في النقد أحيانا ويتلطف أخرى وفي مطلق األحوال يخالف األشاعرة فيما
يتعلق بالصفات اإللهية يقول “ :فان قلنا إن تلك النسب [ الصفات ] أمور زائدة على
ذاته وانها وجودية وال كمال له اال بها ،وان لم تكن كان ناقصا بالذات ،كامال بالزائد
الوجودي ،وان قلنا :ما هي هو وال هي غيره ،كان خلفا من الكالم وقوال ال روح
فيه ،يدل على نقص عقل قائله وقصوره في نظره أكثر من داللته على تنزيهه . . .
“ ( ف . ) 197 / 4
) ( 11ان العلم عنده “ نسبة “ بين “ العالم “ و “ المعلوم “ ،وفي جعلها نسبة بين
ذاتين حرمها الوجود العيني ليضفي عليها وجودا عقليا .راجع بلغة الغواص ق . 99
) ( 12ان في جعله الصفات غير موجودة في األعيان محاولة تتفق مع روح مذهبه
في التوحيد .
) ( 13يقول القيصري في شرح هذه الجملة :
1221
“ “ 1222
“ ان صفاته تعالى ليست بزايدة على ذاته بل هي عين الذات ال فرق اال باعتبار
العقل [ . . .وقد ] عنى من قال صفاته تعالى ال هو وال غيره اي ال هو باعتبار العقل
،وال غيره بحسب الحقيقة ( “ . . .القيصري .رسالة في ايضاح بعض اسرار
تأويالت القرآن الظاهرية 6824ق 169أ ) .
كما يراجع شرح الغزالي لهذه العبارة في كتابه المضنون به على غير أهله .نشر
مكتبة الجندي تحقيق الشيخ محمد مصطفى أبو العال ص ص - 136 134حيث
يبدأ “ :وقد صح قول من قال في الصفات ال هو وال غيره . . . “ .
) ( 14إذا النوع من العالقات بين الذات والصفات تقود إلى تضارب في نظرية
المعرفة عند الشيخ األكبر .
فمن ناحية ان الذات عين الصفات :تتنزه الصفات عن المعرفة ،وبالتالي استحالة
وصول الممكن إلى معرفة الصفات اإللهية .
ومن ناحية ثانية ان الصفات غير الذات وهي الممكنات اذن معرفة الصفات هي أوسع
األبواب للوصول إلى الذات .
يقول ابن العربي :
أ “ -لما كانت ذاته تعالى ال تمثل وال تعلم وصفاته من لوازم ذاته ،لزم ان صفاته
أيضا ال تمثل ونحن ال نعرف ما نعرف اال باألمثال وال مثل لصفة من صفاته . . .
وال شك ان لنا قدرة وعلما وسمعا وبصرا وصفاتنا كلها مخلوقة مثلنا فنظن بمشاركة
االسمية انا فهمنا ،انه سميع بصير عليم قادر وعلمنا ذلك ،وليس كذلك انما علمنا
صفاتنا وهو العلي العظيم “ ( . . .رسالة شجون المشجون مخطوط الظاهرية رقم
9205ق 36ب ) .
“ . . .فما عرفت قط صفة على الحقيقة ،من معبودك وانما عرفت ما تحصل من
األوصاف في أركان وجودك . . .والتحقت صفاته بذاته فتنزهت عن تعلق علمي
بماهيتها . . .فقد تنزهت الصفات عن تعلق العلم الحادث بها كما تنزهت الذات . . .
“ ( عنقاء مغرب . ) 31 - 30
نورد هنا نصا لعبد الكريم الجيلي يبين فيه ما يخالف أكثر المفكرين ،فهو يرى أن
معرفة الذات أقرب في ادراكها من معرفة الصفات .
“ ان الصفة عند المحقق هي التي ال تدرك وليس لها غاية ،بخالف الذات فإنه يدركها
َّللا تعالى ،ولكن ال يدرك ما لصفاتها من مقتضيات الكمال ،فهو على ويعلم أنها ذات ّ
َّللا ولكن على غير بينة من الصفات . . .فالذات مدركة معلومة محققة بينة من ذات ّ
والصفات مجهولة غير متناهية [ . . .حتى في المخلوق ] الصفات جميعها منطوية
فيك [ المخلوق ] غير مدركة وال مشهودة ( “ . . .االنسان الكامل ج 1ص ص 20
. ) 21 -
ب “ -واما معرفة الصفات فالمجال فيها أفسح [ من مجال معرفة الذات ] . . .
باّلل كذكر
َّللا وفي كالم العلماء ّ َّللا تعالى وفي اخبار رسول ّ
ولذلك كثر ذكرها في كالم ّ
َّللا تعالى ال تشبه
العلم والقدرة واإلرادة والحياة . . .وعلى الجملة فصفات ّ
الصفات . . .فاحذر تكن
1222
“ “ 1223
عابدا بالوصف أوثان “ ( األجوبة الالئقة عن األسئلة الفائقة مخطوط الظاهرية 4266
قق2ب.)3-
ويقول القيصري “ :فالذات محجوبة بالصفات ،والصفات باالفعال ،واالفعال
باألكوان واآلثار ،فمن تجلت عليه االفعال بارتفاع حجب األكوان توكل ،ومن تجلت
عليه الصفات بارتفاع حجب االفعال رضي وسلم ،ومن تجلت عليه الذات بانكشاف
حجب الصفات فني في الوحدة ( “ . . .رسالة في ايضاح بعض اسرار تأويالت
القرآن .ق 168أ) .
) ( 15يجدر بنا ان نلفت النظر إلى نقطة في موقف الشيخ األكبر من الصفة :
الصفات كلها واحدة فيما بينها ومتحدة بالذات ،وهي ال تتميز اال في الممكنات ،فالعلم
عين القدرة عين اإلرادة . . .ال تختلف اال بآثارها وفي المعلومات والمقدورات . . .
وهي نفسها عين الذات .
راجع شجون المشجون ص 37حيث يقول :
“ ال تغاير بين ما نسميه له علما وقدرة . . .فذاته كافية للكل في الكل ،وهي بالنسبة
إلى المعلومات علم “ . . .كما يراجع بلغة الغواص ص ص ، 99 - 97
وهذا الرأي في الصفات هو للمعتزلة دافع عنه أبو الهذيل العالف ناقال إياه من فلسفة
انباذ قليس كما فهمهما الشهرستاني والشهرزوري .
راجع ما كتبه أبو العال عفيفي عن هذا الموضوع مجلة كلية اآلداب جامعة اإلسكندرية
سنة 1933ص ص 15 - 14مع الهامش الخاص بمراجع انباذ قليس .
) ( 16ان “ المعدوم “ له معنى ثبوتي عند ابن العربي انظر “ عين ثابتة “ .
) ( 17ان ابن العربي عندما يريد ان يعبر عن جبرائيل يقول الحقيقة الجبرائيلية ،
وهنا استعمل الصفة بمعنى حقيقة .انظر بلغة الغواص ق 131ب .
) ( 18يعرف الجيلي الصفة كما يلي :
“ الصفة :ما تبلغك حالة الموصوف اي ما توصل إلى فهمك معرفة حاله وتكيفه عندك
وتجمعه في وهمك وتوضحه في فكرك وتقربه في عقلك ،فتذوق حالة الموصوف
بصفته ( “ . . .االنسان الكامل ج - 1ص . ) 20
) ( 19يقسم ابن العربي كالمعتزلة من قبله الصفات إلى صفات نفسية وصفات
معنوية يقول :
“ ان الصفات على نوعين صفات نفسية وصفات معنوية ،فالصفات المعنوية في
الموصوف هي التي إذا رفعتها عن الذات الموصوفة بها لم ترتفع الذات التي كانت
موصوفة بها ،والصفات النفسية هي التي إذا رفعتها عن الموصوف بها ارتفع
الموصوف بها ،ولم يبق له عين في الوجود العيني وال في الوجود العقلي ( “ . . .ف
. ) 218 / 1
اما الفرق بين الصفة والنعت فنورد هذا النص البن العربي :
1223
“ “ 1224
“ واما النعوت والفرق بينها وبين . . .األوصاف انها ألفاظ ال تدل على معنى قائم
بذات المنعوت . . .وانما النعوت ألفاظ تدل على الذات من حيث اإلضافة ،وهكذا
نسميها أسماء اإلضافة كاألول ( “ . . .كتاب األزل ص . ) 15 -
1224
“ “ 1225
بتنا ،تركت فيكم واعظين :صامت وناطق ،فالصامت :الموت ،والناطق :
القرآن ،هكذا قال صاحب الحق الترجمان “ ( ف . ) 387 / 4
– 697الوقت
في اللغة :
“ الواو والقاف والتاء :أصل يدل على ح ّد شيء وكنهه في زمان وغيره .
منه الوقت :الزمان المعلوم .والموقوت :الشيء المحدود .
[ و ] الميقات :المصير للوقت وقت له كذا ووقّته ،اي حدده .
علَى ْال ُمؤْ ِّمنِّينَ ِّكتابا ً َم ْوقُوتا ً “[ .]4 /103 َّللا عز وجل ” :إِّ َّن ال َّ
صالة َ كان ْ
َت َ قال ّ
في القرآن :
انظر في اللغة
عند ابن العربي :
الوقت هو “ الحال “ الحاضر للعبد ،هذا التعريف مؤلف من ثالث حدود ( الحال -
الزمن الحاضر -العبد ) ،كل حد منها يخضع لجملة مكونات ،ويتحرك في مجال
حيوي يعطي “ الوقت “ مضامين متنوعة تنتقل من مفهوم الزمن الحاضر ،إلى عالقة
العبد بالتجليات اإللهية الحاكمة عليه في الزمن الحاضر .
فالوقت من هذا المنطلق أصبح هو :
- 1اآلن الحاضر دون نظر إلى ماض أو مستقبل .فهو هنا امر وجودي بين
عدمين .
- 2حال العبد الحاكم عليه في اآلن الحاضر ،فالوقت :هو كل ما حكم على
االنسان .
- 3وحيث إنه ال يحكم على االنسان اال بالنظر إلى استعداده ،
فالوقت :هو الحال القائم باالنسان بحسب استعداده ،أو هو التجلي اإللهي بحسب
استعداد الشخص .
يقول ابن العربي:
1225
“ “ 1226
- 1الوقت :زمان الحال “ واما الوقت فعبارة عن حالك في زمان الحال ال تعلّق له
بالماضي وال بالمستقبل “ ( االصطالحات ص . ) 285
“ . . .فان قلت وما الوقت :قلنا :ما أنت به من غير نظر إلى ماض وال إلى
مستقبل ( “ . . .ف . ) 133 / 2
“ ان القوم [ الصوفية ] اصطلحوا على أن حقيقة الوقت :ما أنت به وعليه في زمان
الحال ،وهو امر وجودي بين عدمين ( “ . . .ف . ) 538 / 2
- 2الوقت :كل ما حكم على االنسان “ . . .واما النور الذي بين أيدينا فهو نور الوقت
،والوقت :ما أنت به ،فنوره :ما أنت به ،فانظر فيه كيفما كان فهو مشهودك ،
الحاكم عليك ،والقائم بك ،وهو عين االسم اإللهي الذي أنت به قائم في الحال ال حكم
له في ماض وال مستأنف “ ( ف . ) 486 / 2
“ الصوفي ابن وقته 1فإن كان وقته الصحة ،فهو غير مريض .أو غير شديد
المرض .فال يتيمم .
فان الوهم ال ينبغي ان يقضي على العلم “ ( ف السفر 5فق . ) 531
“ فالوقت المعلوم من جانب الحق هو :عين ما خاطبك به الشرع في الحال “ ( ف / 2
. ) 539
- 3الوقت :التجلي اإللهي بحسب استعداد العبد “ . . .ومستند “ الوقت “ في اإللهية :
وصفه نفسه تعالى انه كل يوم في شأن .
فالوقت :ما هو به في األصل [ -الشأن اإللهي ] انما يظهر وجوده في الفرع ،الذي
هو الكون ،فتظهر شؤون الحق في أعيان الممكنات .
فالوقت على الحقيقة :ما أنت [ العبد ] به .
وما أنت به هو عين استعدادك .فال يظهر فيك من شؤون الحق التي هو عليها ،اال ما
يطلبه استعدادك .فالشأن محكوم عليه باألصالة .
فان حكم استعداد الممكن باالمكان ،أدى إلى أن يكون شأن الحق فيه :االيجاد .اال
ترى ان
1226
“ “ 1227
– 669الوقفة
في اللغة :
“ الواو والقاف والفاء :أصل واحد يدل على تم ّكث في شيء ثم يقاس عليه .
منه وقفت أقف وقوفا .
ووقفت وقفي ،اال انهم يقولون للذي يكون في شيء ثم
1227
“ “ 1228
ينزع عنه :قد أوقف “ ( معجم مقاييس اللغة ،مادة “ وقف “ ) .
في القرآن :
ورد األصل “ وقف “ بالمعنى اللغوي السابق قال تعالى َ ”:وقِّفُو ُه ْم إِّنَّ ُه ْم َم ْس ُؤلُونَ
“[ . ] 37 / 24
عند ابن العربي :
الوقفة :هي توقف السالك بين مقامين ،وذلك لخروجه من حكمهما .
فقد استوفى حقوق المقام الذي ترقى عنه ،ولم يدخل في آداب المقام الذي يليه .
– 699التوكّل
في اللغة :
“ الواو والكاف والالم :أصل صحيح يد ّل على اعتماد غيرك في أمرك .
والتو ّكل منه ،وهو إظهار العجز في األمر واالعتماد على غيرك .وس ّمي الوكيل ألنه
يوكل اليه األمر “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ وكل “ ) .
في القرآن :
غبهم بحبه للمتوكلين : امر الحق العباد في القرآن بالتوكل عليه ،ور ّ
فاّلل :هو وكيل المؤمن المسلم . ّ
َّللا يُ ِّحبُّ ْال ُمت َ َو ِّ ّك ِّلينَ “[ . ] 159 / 3 علَى َّ ِّ
َّللا ِّ .إ َّن َّ َ ت فَت َ َو َّك ْل َ عزَ ْم َ قال تعالى ”:فَإِّذا َ
اّلل فَعَلَ ْي ِّه ت َ َو َّكلُوا ِّإ ْن ُك ْنت ُ ْم ُم ْس ِّل ِّمينَ ] “[ 10 / 84
قال تعالى ِّ ”:إ ْن ُك ْنت ُ ْم آ َم ْنت ُ ْم ِّب َّ ِّ
1228
“ “ 1229
عند ابن العربي :
َّللا ،ثقة بما عنده -وهو من األحوال *التوكل هو :اعتماد القلب دون اضطراب على ّ
والمقامات .
يقول :
َّللا تعالى .مع عدم االضطراب عند فقد األسباب “ التوكل :اعتماد القلب على ّ
الموضوعة في العالم .التي من شأن النفوس ان تركن إليها .فان اضطرب فليس
بمتوكل “ 1ف ) . 199 / 2
“ والتوكل :مقام ال يتبعض . . .وله الكشف ودرجاته عند العارفين أربعمائة وسبع
وثمانون . . .وله نسب إلى العالم كله من ملك وملكوت وجبروت “ ( ف - 200 / 2
. ) 201
****
َّللا قد أعطاه ذلك عندما خلقه على التوكل :ترك العبد التصرف في الكون ،مع أن ّ
الصورة [ انظر “ صورة “ ] وجعله خليفة [ انظر “ خليفة “ ] .
انظر “ تصريف “ .
****
الفاعل الحقيقي في كل شيء هو الحق ،من خلف حجب األسباب سواء توكل االنسان
َّللا بارجاع الفعل اليه ،أم اعتقد كونه فاعال بحكم خالفته . على ّ
فما ثمة “ توكل “ حقيقي الن الفعل والتصريف ،وعلى مستوى الوجود والواقع ّّ ،لل .
لم يمتلكه “ الممكن “ ليرجعه اليه تعالى .
يقول :
“ فقال [ تعالى ] ”:ال إِّلهَ إِّ َّال ُه َو فَات َّ ِّخ ْذهُ َو ِّك ً
يال “[ ] 9 / 73نبه بهذا االمر ،انه ال
ينبغي الوكالة اال لمن هو إله ،ألنه عالم بالمصالح إذ هو خالقها . . .فاتخذه المؤمن
العالم وكيال .وسلّم اليه أموره ،وجعل زمامها بيده .كما هو في نفس االمر .
فما زاد شيأ [ شيئا ] مما هو االمر عليه في الوجود “ ( ف . ) 200 / 2
“ . . .فرتبة الوكالة رتبة الهية سرت في الكون سريان الحياة فكما انه ما في الكون
1229
“ “ 1230
اال حي ،فما في الكون اال وكيل موكل ،فمن لم يوكل الحق بلفظه وكله الحال منه ،
وتقوم الحجة عليه وان وكله بلفظه فالحجة أيضا عليه ،ألن الوكيل ما تصرف في
فوض اليه موكله وجعل له ان يوكل من شاء فوكل الرسل في التبليغ “ ( ف 4 غير ما ّ
. ) 281 /
“ والتوكل الحقيقي :غير واقع من الكون في حال وجوده ،فما هو اال للمعدوم في
حال عدمه . . .فال يزال المعدوم موصوفا بالتوكل حتى يوجد ،فإذا وجد خرج عنه
التوكل ( “ 2ف . ) 201 / 2
..........................................................................................
) ( 1أقوال الصوفية في التوكل تكاد تنحصر في هذا المعنى األول الذي أورده ابن
العربي .ونجد عند القشيري ( باب التوكل :الرسالة ج 1ص ص ) ،415 - 435
صورة واضحة عن ابعاد رؤيتهم للتوكل ؛ نقتطف منها ما يلي :
عز وجل َّللا ّ
َّللا ،أول مقام في التوكل :ان يكون العبد بين يدي ّ “ وقال سهل بن عبد ّ
كالميت بين يدي الغاسل ،يقلبه كيف شاء ،ال يكون له حركة وال تدبير .وقال
حمدون :
باّلل تعالى . . .واعلم أن التوكل محله القلب ،والحركة التوكل ،هو االعتصام ّ
بالظاهر ال تنافي التوكل بالقلب . . .عن انس بن مالك قال :جاء رجل على ناقة له ،
َّللا ،ادعها وأتوكل ؟ فقال :اعقلها وتوكل . . . فقال :يا رسول ّ
وقال بشر الحافي :يقول أحدهم :
َّللا به . . .
َّللا لرضي بما يفعله ّ َّللا تعالى ،لو توكل على ّ َّللا ويكذب على ّ توكلت على ّ
سمعت ابن عطاء وقد سئل عن حقيقة التوكل ،فقال :ان ال يظهر فيك انزعاج إلى
األسباب مع شدة فاقتك إليها ،وال نزول عن حقيقة السكون إلى الحق مع وقوفك
السراج يقول :شرط التوكل ما قاله أبو تراب النخشبي ،وهو :طرح ّ عليها . . .
البدن في العبودية ،وتعلق القلب بالربوبية ،والطمأنينة إلى الكفاية ،فان اعطى شكر
وان منع صبر .
وكما قال ذو النون :
التوكل :ترك تدبير النفس ،واالنخالع من الحول والقوة ،وانما يقوى العبد على
َّللا سبحانه يعلم ويرى ما هو فيه . . . التوكل إذا علم أن ّ
َّللا تعالى ،على ما يريد . . .وسئل َّللا ،التوكل :االسترسال مع ّ قال سهل بن عبد ّ
باّلل تعالى في كل حال ، َّللا القرشي عن التوكل فقال :التعلق ّ أبو عبد ّ
صل إلى سبب حتى يكون الحق هو فقال السائل :زدني .فقال :ترك كل سبب يو ّ
المتولي لذلك .
َّللا عليه وسلم ) ،والكسب سنته ؛ َّللا :التوكل حال النبي ( صلى ّ وقال سهل بن عبد ّ
فمن بقي على حاله ،فال يتركن سنته . . .الدقّاق ،رحمة ّ
َّللا ،
يقول :للمتوكل ثالث درجات :التوكل ،ثم التسليم ،ثم التفويض .
1230
“ “ 1231
فالمتوكل يسكن إلى وعده ،وصاحب التسليم يكتفي بعلمه وصاحب التفويض يرضى
بحكمه .التوكل :بداية ،والتسليم :واسطة ،والتفويض نهاية . . .المتوكل :صفة
المؤمنين ،والتسليم :صفة األولياء ،والتفويض :صفة المو ّحدين ،فالتوكل :صفة
العوام ،والتسليم :صفة الخواص ،والتفويض :صفة خواص الخواص . . .التوكل
صفة األنبياء ،والتسليم صفة إبراهيم عليه السالم ،والتفويض . . .صفة نبينا محمد
َّللا عليه وسلم ) “ [ الرسالة القشيرية .نشر عبد الحليم محمود ] .
( صلى ّ
ي – الوالية
- 700ول ّ
في اللغة :
ي ألمور العالم
ي هو الناصر ،وقيل :المتول َّّللا تعالى :الول ّ
ي :في أسماء ّ “ ول ّ
والخالئق القائم بها ،ومن أسمائه عز وجل :الوالي ،وهو مالك األشياء جميعها
المتصرف فيها .قال ابن األثير :وكأن الوالية تشعر بالتّدبير والقدرة والفعل ،وما لم
يجتمع ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الوالي ابن السكيت :الوالية ،بالكسر ،السلطان ،
ي والية أي مجتمعون في النصرة “ ( لسان والوالية والوالية النّصرة .يقال :هم عل ّ
العرب مادة “ ولي “ ) .
في القرآن :
اخذت الوالية في القرآن معنى :النصرة ،والتولية .وقد أطلقها تعالى على ذاته
اسما :باالطالق ،أو باإلضافة إلى بعض عباده .كما أطلقها تعالى على عبيده ،أو
باإلضافة بعضهم إلى بعض .
1231
“ “ 1232
1232
“ “ 1233
َّللا فَقَ ْد َخ ِّس َر ُخسْرانا ً ُم ِّبينا ً “[ النساء ”. ] 119 / شيْطانَ َو ِّليًّا ِّم ْن د ِّ
ُون َّ ِّ “ َو َم ْن يَت َّ ِّخ ِّذ ال َّ
َصيرا ً “[ النساء َ .” ] 75 /و َم ْن يُ ْ
ض ِّل ْل اجعَ ْل لَنا ِّم ْن لَ ُد ْن َك ن ِّ
اجعَ ْل لَنا ِّم ْن لَ ُد ْن َك َو ِّليًّا َ ،و ْ َو ْ
فَلَ ْن ت َ ِّج َد لَهُ َو ِّليًّا ُم ْر ِّشدا ً “[ الكهف . ] 17 /عند ابن العربي :
ان صورة “ الوالية “ وصلت إلى ابن العربي مكتملة المالمح .فقد نشأت في محيط
المجتمع االسالمي األول ،متمثلة في األحاديث الشريفة التي وصلتنا والمتضمنة :
مظاهر القرب اإللهي لبعض الصحابة ،من نصرة ورضى وخرق عادة . 1ولم يهتم
األوائل في صدر االسالم بربط هذه المظاهر بمفهوم الوالية بل كانت تظهر تلقائيا دون
طلب منهم ،وينحصر دورهم في :التنبه إليها وتناقلها .
وبدايات التنظير لمرتبة الوالية ظهرت مع الفكر الشيعي في شخص “ االمام
“ فاالمامة أبرزت أنماط خاصة من “ االشخاص “ وجدت لها صدى مع تفتح الفكر
الصوفي .مما دعا الكثير من المفكرين إلى االهتمام بأوجه الشبه والعالقة بين
التصوف والتشيع في الوالية واإلمامة . 2
وبدأت فكرة الوالية مع متصوفة القرنين الثاني والثالث الهجريين ،تتلمس طريقها إلى
الظهور مع :الفضيل بن عياض ( ت 187ه ) .معروف الكرخي ( ت 200ه ) ،
الجنيد ( ت 297ه ) ،المحاسبي ( ت 243ه ) ،ذي النون المصري ( ت 245ه )
،البسطامي ( ت 261ه ) . 3ولم تتأكد إال في جرأة حكيم ترمذ ،الذي جعلها محور
فلسفته الصوفية ،وقطب معظم انتاجه ؛ وكان ذلك ظاهرا حتى في أسماء كتبه أمثال :
“ علم األولياء “ “ ،ختم األولياء “ “ ،سيرة األولياء “ وهذا االهتمام من الترمذي
بالوالية أدى به في النهاية إلى أن تصوفه بكامله ليس سوى :نظرية متكاملة في
الوالية .
ومع ظهور السلوك الصوفي والتسليك بعد القرن الثالث الهجري ،اخذت الوالية أهمية
خاصة من حيث إنها أضحت الهدف المعلن ،وغير المعلن ،لسلوك السالكين . 4
وهكذا وصلت “ الوالية “ إلى ابن العربي مثقلة بتأثير :القرآن والحديث ،واإلمامة
الشيعية ،والتصوف النظري والسلوكي ،وطرق علم الكالم . 5
واألهم من هذا كله :نظرية الترمذي في الوالية.
1233
“ “ 1234
لقد تتبع شيخنا األكبر ،خطى الترمذي في الوالية فلم يقدم إضافات تذكر ،سوى
اضاءات رسخت مالمح الصورة واكدتها في رؤية شمولية اسالمية .وليس أدل على
تتبع ابن العربي هذا الخط ،من اجابته على أسئلة الترمذي [ 155سؤاال ] في
فتوحاته المكية [ ج - 2انظر الفهرس ] .مبرهنا بذلك على عظم علمه الصوفي
وتجربته ،يقول بهذا الشأن :
“ اعلم أن الدعاوى لما استطال لسانها في هذا الطريق من غير المحققين ،قديما
جرد االمام صاحب الذوق التام محمد بن علي الترمذي الحكيم ،مسائل وحديثا ّ .
تمحيص واختبار وعددها مائة وخمسة وخمسون سؤاال ،ال يعرف الجواب عنها ،اال
من علمها ذوقا وشربا ،فإنها ال تنال بالنظر الفكري ،وال بضرورات العقول .فلم
يبق اال ان يكون حصولها عن تجل الهي في حضرة غيبية بمظهر من المظاهر . . .
َّللا ( “ . . .ف - 39 / 2
فجعلت هذا الباب [ من الفتوحات ] مجالها ان شاء ّ
. ) 40
فهذه الفقرة تضعنا امام صاحب نظرية في الوالية استحق من ابن العربي بفضلها
لقب :االمام صاحب الذوق التام . 6ولم يكن ابن العربي بعيدا عن تأثره بهذا الذوق
التام .وهذا ما سيظهر من تعريف الوالية عنده .
* * * *الوالية هي 7مرتبة من مراتب القرب اإللهي ،يتولى فيها الحق ،من حيث
أسمائه الحسنى ،التي هي أرباب :العبد .هذا القرب اإللهي هو في الواقع :
قرب نسبة خاصة .فالولي يخص الحق هنا وينتسب اليه ،انه :للحق .وليس لذاته .
لذلك الحق يتواله .
وهذه النسبة الخاصة للحق ال تكتسب مطلقا ،وانما هي :تعيين الهي .فالحق سبحانه
يعين :خاصته .وهذه نقطة في منتهى األهمية في نظرية الوالية .ّ
وقد يؤخذ بعض الدارسين بنصوص للصوفية تجعل الوالية :منة الهية من ناحية أو
في الدرجة األولى ،واكتساب انساني بالجهد في الدرجة الثانية .فهذا التقسيم فهم
خاطئ وبدائي للنصوص الصوفية .فالوالية ابدا :تعيين الهي ،الحق وحده ومن باب
تعرض “ لهذه المنة اإللهية ؛ ّ
يعين أولياءه .واما الجهد االنساني فما هو إال “ ّ المنة
ومحاولة استعداد وانتظار لصدورها من الحق .
فالعبد مهما جاهد وسلك . . .و . . .لن يصل إلى الوالية ،فهي الهية المصدر. . .
1234
“ “ 1235
وهذا ما يميزها عن ثمرات السلوك الصوفي وأنواع القرب األخرى .إذ المجاهدة
باعمالها تنتج :علما وحاال ومقاما [ انظر “ سلوك “ ] ؛ يخيل للباحث هنا ،أو للمسلم
العادي ،انها مظاهر الوالية وهي في الواقع مظاهر “ الصالح “ و “ السلوك “ ليس
اال .اما “ الوالية “ فهي -ان أمكن التعبير بلغة الدولة ، -أشبه بمراسيم تعيين
اسمية :فالن . . .فالن . . .أوليائي .بعد التعيين ،يتوالهم اسم الهي خاص أو صفة
الهية تقوم بهم ،إنهم :للحق .
يقول ابن العربي :
“ . . .إشارة “ الولي “ في اللفظ “ :لي “ .ومن كان “ له “ فقد بلغ امله ،فما حكم به
الولي في الخلق ،أمضاه الحق ( “ . . .ف / 376 ) . 4
َّللا :
َّللا .وسموا أولياء ّ
َّللا هم الذين إذا رآوا ذكر ّ
“ . . .وقال عليه السالم :ان أولياء ّ
َّللا بها ،بهم ( “ . . .ف . ) 118 / 4
لقيام هذه الصفة ،التي توالهم ّ
يبين النص األول أهمية النسبة ّّ :لل ،ونجد ما يؤيد ذلك في الحديث الشريف الذي
رواه البخاري عن ابن هريرة .قال :
َّللا قال :من عادى لي وليا فقد آذنته
َّللا عليه وسلم ) “ :ان ّ
َّللا ( صلى ّ
“ قال رسول ّ
بالحرب ،وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه .وما يزال عبدي
يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه .فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ،وبصره الذي
يبصر به .ويده التي يبطش بها .ورجله التي يمشي بها .وان سألني ال عطينه .
ولئن استعاذني ألعيذنه .وما ترددت في شيء انا فاعله ترددي في نفس المؤمن يكره
الموت وانا اكره مساءته “ .
فالحق عز وجل لم يقل :من عادى وليا فقد . . .وانما قال :من عادى لي وليا .فهذه
ال “ لي “ تثبت النسبة الخاصة للحق .فالولي :يخص الحق ،له .ثم يتدرج هذا
الحديث مبينا أهمية القرب اإللهي .هذا التقرب بالنوافل الذي أورث :حب الحق ،وما
يتبع حب الحق من قيامه عن العبد :مقامه [ .انظر “ قرب النوافل “ ] .
****
يجعل ابن العربي “ الوالية “ متأثرا في ذلك بالترمذي هي الفلك المحيط العام ،
ويسميها :النبوة العامة التي ال تشريع فيها في مقابل النبوة الخاصة [ نبوة
1235
“ “ 1236
التشريع ] ،وهذه النبوة العامة أو الوالية ارفع من نبوة التشريع في الشخص نفسه ،
اي في شخص “ النبي “ .فالولي ال يفضل النبي ابدا ،ونبوته العامة هي ارث لنبوة
النبي ،وكل ما يناله ليس من جهة نبوة نفسه بل من جهة نبوة نبيه .لذلك ال مجال
لبحث التفاضل بين :الولي والنبي .ولكن بين :نبوة النبي ووالية النبي نفسه .
يقول :
- 1الوالية هي الفلك المحيط العام [ للرسل ،واألنبياء ،واألولياء ] .
َّللا ال خوف عليهم وال هم يحزنون مطلقا ،ولم يقل في “ قال تعالى :أال ان أولياء ّ
اآلخرة .فالولي من كان على بينة من ربه في حاله فعرف مآله باخبار الحق إياه على
الوجه الذي يقع به التصديق عنده ،وبشارته حق وقوله صدق وحكمه فصل فالقطع
َّللا كما قال تعالى :لهم البشرى حاصل .فالمراد بالولي من حصلت له البشرى من ّ
َّللا ذلك هو الفوز العظيم .
في الحياة الدنيا وفي اآلخرة ال تبديل لكلمات ّ
واي خوف وحزن يبقى مع البشرى بالخير الذي ال يدخله تأويل ،فهذا هو الذي أريد
بالولي في هذه اآلية ،ثم إن أهل الوالية على اقسام كثيرة ،فإنها اع ّم فلك احاطي
َّللا ،وهم األصناف الذين نذكرهم مضافا إلى ما تقدم فنذكر أهلها من البشر ان شاء ّ
في هذا الباب من ذكرهم ،ممن حصرتهم االعداد ولم يحصرهم عدد [ -الرجال عند
ابن العربي .فليراجع “ رجل “ ] “ ( ف . )2 / 23
َّللا بالنبوة . . .
َّللا عليهم .توالهم ّ
َّللا عنهم :األنبياء .صلوات ّ
“ فمن األولياء رضي ّ
فالوالية :نبوة عامة .والنبوة التي بها التشريع :نبوة خاصة . . .
َّللا
َّللا وسالم عليهم توالهم ّ َّللا عليهم :الرسل صلوات ّ
ومن األولياء رضوان ّ
بالرسالة ( “ . . .ف . ) 24 / 2
َّللا وإياك بروح منه ،ان هذا الباب [ من - 2الوالية -النبوة العامة “ اعلم أيدنا ّ
الفتوحات ] يتضمن أصناف الرجال الذين يحصرهم العدد [ انظر “ رجل “ ] والذين ال
َّللا ،الذين هم في توقيت لهم ،ويتضمن المسائل التي ال يعلمها اال األكابر من عباد ّ
زمانهم بمنزلة :األنبياء في زمان النبوة ،وهي :النبوة العامة “ ( ف . ) 3 / 2
“ كل “ والية “ ،ال تكون “ نبوة “ ،ال يعول عليها “ ( رسالة ال يعول ص .) 10
1236
“ “ 1237
“ فالولي ال يأخذ النبوة [ -العامة ] من النبي ،اال بعد ان يرثها الحق منهم ،ثم يلقيها
إلى الولي . . .وبعض األولياء يأخذونها وراثة عن النبي ( “ ف ) . 253 / 2
راجع “ نبوة “ “ وارث “ .
- 3نبوة النبي ووالية النبي [ وتفضيل الثانية ]” بين الوالية والرسالة برزخ * فيه
النبوة حكمها ال يجهل
لكنها قسمان ان حققتها *** قسم بتشريع وذاك األول
عند الجميع وثم قسم آخر *** ما فيه تشريع وذاك األنزل
في هذه الدنيا واما عندما *** تبدو لنا األخرى التي هي منزل
فيزول تشريع الوجود وحكمه *** وهناك يظهر ان هذا األفضل
وهو األعم فإنه األصل الذي *** ّّلل فهو بنا الولي األكمل “
( ف ) 252 / 2
****
احتفظ ابن العربي بإشارات القرآن للوالية على أنها :النصرة من الخلق للحق ،ومن
الحق للخلق .وهي خاصة للمؤمن وليس للموحد .
يقول :
َّللا وبين المؤمنين - 1الوالية مشتركة بين الحق والخلق “ . . .فالوالية مشتركة بين ّ
وَّللا يقول الحق وهو يهدي السبيل “ ( ف . ) 148 / 4 ّ
ص ْر ُك ْمَّللا يَ ْن ُ “ . . .فوالية العبد ربه ،ووالية الرب عبده ،في قوله ِّ ”:إ ْن ت َ ْن ُ
ص ُروا َّ َ
“[ ] 7 / 47وبين الواليتين فرق دقيق ،فجعل تعالى نصره :جزاء ،وجعل مرتبة
االنشاء :إليك .كما قدمك في العلم بك على العلم به ،وذلك لتعلم من اين علمك فتعلم
علمه بك ( “ . . .ف / 147 ) . 4
َّللا ّّلل ( “ 8ف . ) 249 / 2 َّللا اي :نصر ما سوى ّ “ . . .والية ما سوى ّ
“ الوالية التي هي :النصرة “ ( ف . ) 249 / 2
“ الوالية :نصر الولي “ ( ف .) 246 / 2
1237
“ “ 1238
ص ُر ْال ُمؤْ ِّمنِّينَ “[ ، ] 47 / 30فأي شخص صدق َّللا يقول َ ”:وكانَ َحقًّا َ
علَيْنا نَ ْ فان ّ
في احترام األلوهية ،واستحضرها .وان أخطأ في نسبتها ،ولكن هي مشهودة .
كان النصر اإللهي معه .غيرة الهية على المقام اإللهي . . .فما جعل نصره واجبا
َّللا العدو ،وانما خذل المؤمن لذلك
عليه للموحد وانما جعله للمؤمن . . .فما نصر ّ
الخلل الذي داخله .فلما خذله لم يجد مؤيدا فانهزم ،فبالضرورة يتبعه عدوه .فما هو
نصر للعدو ،وانما هو خذالن للمؤمن “ ( ف / 247 ) . 2
****
والية بمعنى :حكم .
يقول :
“ قال :بوالية النور يكون الظهور ،فتبدو له عين األشياء ،فتفرق همومه وغمومه ،
فله في كل منظور اليه تنزه وعلم وفتح ( “ . . .ف / 439 ) . 4
“ . . .وبوالية الظلمة يهلك الظلمة ،يهلك في حقه كل ما سترته الظلمة واجتمع عليه
همه ،فإنه ال يتمكن له ،ان يكون من نفسه في ظلم ؛ فنقل لذاته ،فان فتح له فيه بسر
الغيب ،وعظم مرتبته على الشهادة كان سروره بالظلمة أت ّم ( “ . . .ف / 4
. ) 429
****
اخذت الوالية عند ابن العربي مظهرين أساسيين :علم -عمل .
على األرجح نجد منبعهما القرآني في قصة بلقيس مع سليمان .
طلب سليمان احضار سرير بلقيس فتصدى لذلك اثنان :أحدهما من الجن اسمه
“ كوزن “
1238
“ “ 1239
أو “ كودن “ عرض ان يحضره قبل ان يقوم سليمان عليه السالم من مجلسه [ كان
يجلس للقضاء من أول النهار إلى أن تزول الشمس ] .
اما اآلخر :فهو من االنس ،آصف بن برخيا ،كاتب سليمان ،عرض احضار سرير
العرش في أقل من ارتداد طرف العين” قا َل الَّذِّي ِّع ْن َدهُ ِّع ْل ٌم ِّمنَ ْال ِّكتا ِّ
ب .أَنَا آتِّ َ
يك بِّ ِّه
قَ ْب َل أ َ ْن يَ ْرت َ َّد ِّإلَي َْك َ
ط ْرفُ َك “[ . ] 40 / 27
صل في اآلية الواردة اعطى الوالية مظهريها :العلم والعمل . فموقف آصف هذا المف ّ
أو ربط بين “ علم من الكتاب “ و “ االتيان بالعرش “ .
بخصوص نصوص ابن العربي التي تبين مظهري الوالية 9
انظر “ نبوة “ “ خرق عادة “ .
..........................................................................................
) ( 1فليراجع كتاب :الحكيم الترمذي ونظريته في الوالية .د .عبد الفتاح عبد هللا
بركة .الباب الثاني ص ص . 22 - 14
باّلل ،وبالمأل االعلى من خالل المقامات ) (العالقة التي تربط العبد ّ
) ( 2انظر - :المرجع السابق .الباب الثاني ص ص ( 30 - 26اإلمامة والوالية :
الكرامة العصمة . ) . . .
-الصلة بين التصوف والتشيع .د .كامل الشيبي ( انظر فهرس الموضوعات -
وفهرس المصطلحات ) .
-الفكر الشيعي والنزعات الصوفية .د .كامل الشيبي ( انظر فهرس
الموضوعات ) .
-بين التصوف والتشيع .هاشم معروف الحسني ( انظر فهرس الموضوعات ) .-
Histoire de la philosophie islamique . Henri corbin P .
) 275( 3يلخص الدكتور عبد الفتاح عبد هللا بركه .في كتابه الحكيم الترمذي
ونظريته في الوالية .
مواقف المتصوفة .الذين سبقوا الترمذي ،من الوالية في بيان تفصيلي .يشمل
الشخصيات من إبراهيم بن أدهم [ رقم ] 1ت 160ه ،إلى الجنيد [ رقم ] 17ت
297ه .ويشمل المسائل المتعلقة بالوالية من ناحية :فلسفة النظرية -قيمة العمل -
اسقاط التكاليف -العصمة -ارتكاب المعصية -الكسب -المعرفة -الكرامة -
المقامات -المفاضلة ( .فليراجع :
الباب الثاني ص ص ) . 61 - 58
) ( 4انظر نيكلسون .الصوفية في االسالم .ترجمة شريبة ص ( 120التصوف :
مدرسة لتخريج األولياء ) .
) ( 5انظر :الحكيم الترمذي ونظريته في الوالية :الباب الثاني ص ص 33 - 30
( حوار علماء الكالم في :مرتكب الكبيرة ،دفعهم إلى االهتمام بماهية االيمان ،
وعالقة االعمال بااليمان .
1239
“ “ 1240
نفس البحث دار بين الصوفية في موضوع الوالية .هل تسقط والية مرتكب
المعصية .حفظ الولي ) .
..........................................................................................
) ( 6انظر بخصوص الوالية عند الحكيم الترمذي :
َّللا بركة .
-الحكيم الترمذي ونظريته في الوالية .عبد الفتاح عبد ّ
-هنري كوربان :Histoire de la philosophie Islamique . P 273 ,
275الحكيم الترمذي :مذهبه الروحي قائم على نظريته في الوالية .يميز بين الوالية
العامة ،والوالية الخاصة ( وهذا نجده عند ابن العربي ) .
) ( 7لم نستفد من كتاب الدكتور عبد الفتاح بركة “ :الحكيم الترمذي ونظريته في
الوالية وعلى جدارته ،تعريفا للوالية .يقول في تعريف الوالية ( الباب الثاني ص
: ) 65
“ من الصعب جدا ان يظفر االنسان -على طول قراءته ومعاناته في البحث -بتعريف
محدد لمعنى الوالية المتداول بين الصوفية ،إذ يندر ان يقصدوا لبيان مثل هذا
المعنى .نعم كانوا يتعرضون لتفصيل أحوال األولياء وأوصافهم مما هو ادخل في
بيان آثار الوالية أو وسائلها ،اما الوالية بمعنى العالقة الخاصة التي تربط الولي بربه
،ما هي ،وكيف تكون ،فال نكاد نظفر به ،حتى أن الحديث عن األولياء بلفظ
األولياء كان قليال ،إذا قيس بالحديث عنهم بلفظ المتصوفين أو الصوفية “ .
فيعرف الوالية بقوله في الرسالة الجزء الثاني ص . 664نشر عبد ّ اما القشيري
الحليم محمود :
“ فان قيل :فما معنى الولي ؟ قيل :يحتمل امرين :أحدهما ان يكون فعيال مبالغة من
الفاعل ،كالعليم ،والقدير وغيره ،فيكون معناه :من توالت طاعاته من غير تخلل
معصية .ويجوز ان يكون فعيال بمعنى مفعول ،كقتيل بمعنى مقتول ،وجريح بمعنى
مجروح .وهو الذي يتولى الحق سبحانه ،حفظه وحراسته على اإلدامة والتوالي .فال
يخلق له الخذالن الذي هو قدرة العصيان ،وانما يديم توفيقه الذي هو قدرة الطاعة ،
َّللا تعالى ”َ :و ُه َو يَت َ َولَّى ال َّ
صا ِّل ِّحينَ “[ 7 / 196 ] “ . قال ّ
َّللا :نصر
َّللا ّ
) ( 8انظر الفتوحات ج 2ص ص ( 249 - 248نصر ما سوى ّ
َّللا .هو ان توجد .وهي نصرة الوجود على العدم ) . الممكنات ّ
) ( 9يراجع بشأن “ والية “ عند ابن العربي :
-الفتوحات ج 2ص ص ( 248 - 246مقام الوالية واسرارها ) ،ص ص 248
(- 249مقام الوالية البشرية وأسرارها ) ،ص ص ( 252 - 249مقام الوالية
الملكية ) .
كما يراجع في الجزء الثاني نفسه أجوبة ابن العربي على أسئلة الحكيم الترمذي :
الجواب األول ( ص 40منازل األولياء ) ،الجواب ( 13ص - 49خاتم األولياء )
،الجواب ( 19ص - 53مقام األنبياء من األولياء ) ،الجواب ( 21ص - 54
حظوظ األولياء من أسمائه ) ،الجواب ( 29فضل األولياء بعضهم على بعض ) ،
الجواب ( 54ص - 76خزائن
1240
“ “ 1241
1241
“ 1242 “
1242
“ “ 1243
حرف الياء
ي
1243
“ 1244 “
1244
“ “ 1245
ي
- 702اليثرب ّ
اليثربي :يطلقه ابن العربي على االنسان الواصل إلى “ الحيرة “ ،فالحائر له الدور ،
ال مقام يحده [ انظر “ حيرة “ ]
يقول :
“ يا “ هو “ [ انظر “ الهو “ ] لما غيّبتنا عنّا حرنا منا ،في غيب .فطمعنا [ األصل :
نوه -بما غاب عنا منك “ -الهو فطعمنا ] من حيث غيبنا ،فيما غاب عنامنك .حين ّ
“ . . .واستوفينا قالعنا نطلب [ آخر ] فيما ال آخر له ،وأمد فيما ال أمد له .فنودينا :
“ يا أهل يثرب ،ال مقام لكم فارجعوا “ .فنكصنا على أعقابنا ،للساحل الذي كان منه
اقالعنا .فإذا به عاد بحرا .فكان إدبارنا كإقبالنا ،نطلب ما ال أمد له وال بدو وال أول
وال آخر :فحرنا [ األصل :فجزنا ] وطلبنا اإلقالة . . .فإذا بالهو ينادي :يا عبادي
طلبتم مني مقاما ال يراني فيه غيري . . .فإن قطعت “ عماك “ وصلت إلى “ عماي
“ ،و “ عماك “ ال تقطعه ابدا [ انظر :عماء ] ( “ . . .كتاب الياء 12 )” . . .
اليثربي الذي ال نعت يضبطه * وال مقام وال حال يعيّنه “( ف ) / 74 4
***
للا -اليدان
- 703يد ّ
َّللا “ إشارة إلى :القوة ،فالحق حين وصف نفسه “ باليد “ ،وانه ليس كمثله “ *يد ّ
شيء .علم االنسان ان ما وصف به نفسه من الصفات الجسدية كاليد واالستواء . . .
ان هي اال إشارات صفاتية من ناحية .وتلميح لتعريف االنسان “ باحدية الوصف
“ من ناحية ثانية .
ب -أحدية الوصف :ان ما وصف الحق به نفسه من الصفات الجسدية ليدل انه
1245
“ “ 1246
انظر بشأن موقف ابن العربي الكالمي من الصفة اإللهية وعالقتها بالذات “ :الصفة
“ في هذا المعجم .
يقول ابن العربي :
َّللا ،وهو القوة ،مع الجماعة “ ( ف / 4 - 1اليد :إشارة صفاتية “ . . .فيد ّ
. ) 445
“ قسم [ تعالى ] الصالة بينه وبين عبده . . .فجزء منها . . .من أول الفاتحة إلى يوم
الدين ،فهذا بمنزلة اليد اليمنى من العبد الن القوة ّّلل جميعا فأعطيناه اليمين ،والجزء
اآلخر مخلص للعبد . . .فهذا الجزء بمنزلة اليد اليسرى وهي الشمال فإنه الجناب
األضعف “ ( ف . ) 379 / 3
- 2أحدية الوصف “ واما قوله :
ْت ] “[ 8 / 17فقد أثبت لك ما رميت ،ود ّل قوله َ ”:ول ِّك َّن َّ َ
َّللا ْت ِّإ ْذ َر َمي َ
” َوما َر َمي َ
َّللا :أيدي األكوان َرمى “[ / 17 ] 8على أمر يستوي فيه البصير واألعمى ،فيد ّ
وان اختلفت األعيان ( “ . . .ف . ) 335 / 4
****
1246
“ “ 1247
جمال ) . 1
يقول :
“ ووصف نفسه [ تعالى ] بأنه جميل وذو جالل ،فأوجدنا على هيبة وأنس .
وهكذا جميع ما ينسب اليه تعالى ويسمى به .
فعبر عن هاتين الصفتين :
باليدين ،اللتين توجهتا منه على خلق االنسان الكامل ،لكونه الجامع لحقائق العالم
َّللا آلدم بين يديه إال تشريفا .ولهذا قال إلبليس ”:ما َمنَعَ َك أ َ ْنومفرداته . . .فما جمع ّ
ي ؟ “[ ] 75 / 38وما هو اال عين جمعه بين الصورتين :صورة ت َ ْس ُج َد ِّلما َخلَ ْقتُ ِّبيَ َد َّ
العالم وصورة الحق ،وهما يدا الحق ( “ . . .فصوص . ) 55 - 54 / 1
انظر بشأن موقف ابن العربي الكالمي من الصفة اإللهية وعالقتها بالذات “ :الصفة
“ في هذا المعجم .
..........................................................................................
) ( 1يقول الجرجاني في شرح “ اليدين “ :
َّللا تعالى المتقابلة .كالفاعلية والقابلية . . .ولما كانت الحضرة “ اليدان :هما أسماء ّ
االسمائية مجمع الحضرتين :الوجوب واالمكان .قال بعضهم :ان اليدين هما حضرة
الوجوب واالمكان .والحق ان التقابل اع ّم من ذلك .فإن الفاعلية قد يتقابل :كالجميل
والجليل .واللطيف والقهار .والنافع والضار .وكذا القابلية :كاالنيس والهائب .
والراجي والخائف .والمنتفع والمتضرر “ ( التعريفات ص . ) 279
- 704الياقوتة الحمراء
انظر “ الزمردة الخضراء “
[ “ فان قلت :وما الزمردة الخضراء ،قلنا :النفس المنبعثة عن الدرة البيضاء ،فان
قلت :وما الدرة البيضاء ،قلنا :العقل األول صاحب علم السمسمة [ انظر سمسمة ]
“ ( فتوحات . ) 130 / 2عند ابن العربي :لقد استعمل ابن العربي أسماء الحجارة
الكريمة ليرمز بها إلى مراتب الموجودات .فأول الموجودات ( -العقل األول ) هو
الدرة البيضاء ( فلتراجع ) .ثاني الموجودات ( -النفس الكلية ) هو الزمردة الخضراء
. . 6اما سبب تشبيهه النفس بالزمردة فذلك الن الزمرد حجر شفاف شديد الخضرة ،
وأشدّه خضرة اصفاه جوهرا .والنفس تنزل عن العقل األول في مرتبة النورانية ،
فعند ما يخالط النور ظلمة يميل لونه إلى األخضر الداكن .فالنفس لذلك زمردة
خضراء .يقول “ :الزمردة الخضراء . . . :النفس [ الكلية ] المنبعثة عن الدرة
البيضاء [ -العقل األول ] “ ( ف . . . “ . ) 130 / 2النفس الكلية . . .المعبر عنها
بلسان الشرع باللوح المحفوظ [ . . .سميت ] الزمردة الخضراء لما نزلت به على
العقل في النور ( “ . . . 7ف ]. ) 296 / 3
– 705يقين
في اللغة :
“ . . .واليقين :نقيض الشك . . .وانه لحق اليقين .أضاف الحق إلى
*
1247
“ “ 1248
اليقين وليس هو من إضافة الشيء إلى نفسه ،ألن الحق هو غير اليقين ،انما هو
ين “ ،اي حتى يأتيك خالصه واصحه . . .وقوله تعالى َ ”:وا ْعبُ ْد َرب ََّك َحتَّى يَأ ْ ِّتيَ َك ْاليَ ِّق ُ
الموت ( “ . . .لسان العرب ،مادة “ يقن “ )في القرآن :
- 1اليقين نقيض الشك:
الظ ِّّن َ . . .وما قَتَلُوهُ يَ ِّقينا ً “( 4 / 157 ) . ع َّ ” ما لَ ُه ْم ِّب ِّه ِّم ْن ِّع ْل ٍم ِّإ َّال ا ِّت ّبا َ
- 2اليقين :الموت .من حيث إنه واقع ال يداخله شك” َوا ْعبُ ْد َرب ََّك َحتَّى يَأْتِّيَ َك ْاليَ ِّق ُ
ين
“( 15 / 99 ) .
- 3علم اليقين :اليقين السابق للرؤية ،المرتبط بالمعرفة االنسانية َ ”.ك َّال لَ ْو ت َ ْعلَ ُمونَ
يم “( 102 / 5 ) . ين .لَت َ َر ُو َّن ْال َج ِّح َ ِّع ْل َم ْاليَ ِّق ِّ
عيْنَ- 4عين اليقين :ربط القرآن اليقين في أحد مراتبه بالرؤية والمعاينة” ث ُ َّم لَت َ َر ُونَّها َ
ين “( 102 / 7 ) . ْاليَ ِّق ِّ
- 5حق اليقين :ميز القرآن بين الحق واليقين -جاعال الحق هو خالص اليقين
ين “( 56 / 95 ) . وأصحه ِّ ”.إ َّن هذا لَ ُه َو َح ُّق ْاليَ ِّق ِّ
وقد اخذ الصوفية هذا التمييز القرآني لليقين في مراتبه فجعلوا لليقين :علما ،وعينا ،
وحقا .
1248
“ “ 1249
رؤيته لليقين جزئيات أفكاره في بنيان موحد .
“ والعقالني المنطقي “ في اهتمامه بالفلسفة ،تتدرج أفكاره نحو يقين لزم منطقيا من
مقدمات تعنّى في اختيار حدودها لتحقق غرضه .
وهذه األنماط الفكرية قد توجد في قطاع واحد :كالفكر الديني مثال .
فيقين الغزالي ليس يقين المعتزلة ،ليس يقين الصوفية .ك ّل بحسب طبيعة الرؤية التي
حققت أو في استطاعتها ان تحقق طبيعة تكوين الفيلسوف نفسه :
من منطقي أو كالمي أو صوفي .
اما “ اليقين الصوفي “ فهو في األصل ال يمتزج بشوائب الشك . .ألنه ليس يقينا
مخلصا من الشك .وكيف يداخل الشك يقينا مصدره ّّ :لل !
باط ُل ِّم ْن ْ
َّللا انزله ابتداء في كالم” ال يَأتِّي ِّه ْال ِّ
اليقين الصوفي ال يتلمس توكيده االنسان ّ ،
بَي ِّْن يَ َد ْي ِّه َوال ِّم ْن خ َْل ِّف ِّه “[ 41 / 42 ] .
وينحصر ه ّم الصوفي في فهم اليقين المنزل ،وليس في البحث عن يقين انساني ،
وبالتالي يبدأ “ يقين “ الصوفية من يقين [ -القرآن ،السنة ] ، . . .ثم يتدرج في
مراتب هي ما اعطوه في اليقين :
أول مراتبه :علم اليقين .وهو بلغتنا :معرفة “ الحقيقة “ معرفة عقلية منطقية من
خالل النصوص
ثاني مراتبه :عين اليقين .وهو :شهود “ الحقيقة “ نفسها التي أعطانا إياها علم
اليقين .
فهو في الواقع “ شهود “ للمعاني اإللهية المستنبطة من النصوص ،بنوع من الكشف
والتجليات .
ثالث مراتبه :حق اليقين ،فالحقائق ال تظل مشهودة للعبد ،لذلك ال بد بعد شهوده لها
من امتالكها بصيغ عقلية .فهي هنا من حيث وجودها مماثلة لكونها في علم اليقين .
اي نفس مضمونها في علم اليقين واالختالف في درجة اليقين فقط ،ألنها هنا “ :علم
“ بعد مشاهدة .
فهي اذن “ :حق “ .
آخر مراتبه :حقيقة اليقين .وهنا يفارق ابن العربي جزئيات اليقين ،ليدخل في “ يقينه
األوحد “ وهو ما يعبر عنه “ :بالوجود الواحد “ ،أو “ وجه الحق في األشياء “ .
فحقيقة اليقين :هي مشاهدتنا لهذه الحقيقة الشاملة الجامعة لكل الحقائق ،وما هي اال
رؤيتنا لوجه الحق األشياء .
[ انظر “ وجه الحق في األشياء “ “ ،وحدة وجود “ ]
1249
“ “ 1250
يقول ابن العربي :
- 1تعريف اليقين :
“ . . .فالعبد في أصله مضطرب ،متزلزل الملك ،فال يقين له من حيث حقيقته ،فإنه
محل لتجدد االعراض عليه ،واليقين :سكون ،وهو عرض فال ثبوت له زمانين ،
َّللا
وَّللا تعالى ،كل يوم في شأن ،وأصغر األيام الزمن الفرد ،فقد ابنت لك ان أهل ّ ّ
في نفوسهم بمعزل عما يطلبه اليقين ،وان اليقين هو السائل ،ولهذا قال له َ ”:حتَّى
ين “[ ] 99 / 15فيكون اليقين هو الذي يسأل ويتعب وأنت مستريح . . . يَأْتِّيَ َك ْاليَ ِّق ُ
( “ف ) . 206 / 2
“ ان اليقين :عبارة عن استقرار العلم في النفس .واالستقرار ما هو عين المستقر ،
بل االستقرار صفة للمستقر ،وهي حقيقة معنوية ال نفسية ،فليست عين نفس العلم ،
فجازت اإلضافة ( “ . . .ف . ) 629 / 2
َّللا عليه وسلم يقول :تعلموا اليقين فاني متعلم معكم [ حديث رقم ( 44 ) ] . “ صلّى ّ
وليس تعلم اليقين اال بمالزمة األعمال على وجهها .فاحكم النظر في مقصدك واسع له
بالوجه الالئق به ،واعلم أن األسباب هي الباب “ ( بلغة . ) 42
“ وقد نبه الرسول على الترقي في تأثير الهمم بقوله تعلموا اليقين ،فإني متعلم معكم .
وبقوله في عيسى حيث قيل له انه كان يمشي على الماء .فقال :لو ازداد يقينا لمشى
في الهواء [ حديث رقم ) “ ( ] ( 45بلغة ) . 80
َّللا عليه وسلم :اعبد ربك حتى يأتيك اليقين .يعني :الموت ، “ . .يقول لنبيه صلّى ّ
ألنه امر متيقن ،ال اختالف في وقوعه في كل حيوان ،وانما وقع الخالف في
ماهيته ( “ . . .ف . ) 295 / 2
- 2مراتب اليقين :علم ،عين ،حق ،حقيقة “ . . .واعلم أن لليقين :علما ،وعينا
،وحقا ،ولكل حق ،حقيقة . . .وانما جعل له علما وعينا وحقا ،ألنه قد يكون يقينا
ما ليس بعلم وال عين وال حق ،ويقطع به من حصل عنده .وهو صاحب يقين ال
صاحب علم يقين ( “ . .ف .) 204 / 2
1250
“ “ 1251
- 3علم اليقين . . . “ :فإن قلت وما علم اليقين ،قلنا :ما أعطاه الدليل الذي ال
يحتمل الشبه الواردة من الخاطر ( “ . . .ف . ) 132 / 2
باّلل الحد حتى يتعرف اليه
- 4عين اليقين ( :عين :للمعاينة ) “ ال تصح المعرفة ّ
ويعرفه بظهوره ،فيبصره من القلب عين اليقين بنور اليقين ( “ . .التراجم ص
”) 20
ولكن للعيان لطيف معنى *** لذا سأل المعاينة الكليم
وهذا هو عين اليقين الذي يفضل علم اليقين ( “ . .االنتصار ص . ) 18
- 5حق اليقين “ :علم اليقين :ما أعطاه الدليل .عين اليقين :ما أعطاه المشاهدة ،
حق اليقين :ما حصل من العلم بما أريد له ذلك المشهود ( “ االصطالحات ) 289
“ فإن قلت :وما حق اليقين ؟
قلنا :ما حصل من العلم بالعلة ،ولكن بعد عين اليقين .فإن قلت :وما عين اليقين ؟
قلت :ما أعطته المشاهدة والكشف ابتداء ،وبعد علم اليقين ( “ . . .ف / 2
. ) 132
“ فمن عرف نفسه عرف ربه ،كذلك من شهد نفسه شهد ربه ،فانتقل من يقين علم
إلى يقين عين .فإذا ر ّد إلى ضريحه ر ّد إلى :يقين حق ،من يقين عين ،ال إلى يقين
علم ( “ . . .ف . ) 390 / 3
1251
“ “ 1252
ومنها ] 3 [ :مشاهدة الحق بال خلق :وهي حقيقة اليقين ( “ . . .ف . ) 495 / 2
َّللا بك إذ أنت عين الدليل عليه ،وهو اثبات ذات غير مكيفة وال “ علم اليقين :معرفة ّ
معلومة الماهية ،محكوم عليها باأللوهية سلطانا وحجة ال ريب فيه ،عين اليقين :
مشاهدة هذه الذات بعينها ال بعينك فناء كليا ال يعقل معها نسبة ألوهية اثباتا أو نفيا . . .
حق اليقين :نسبة األلوهية لهذه الذات بعد المشاهدة ال قبلها وهو الفرق بين العلم
والحق ليس اال .وهنا سكت المحققون ،وبعد هذا حقيقة اليقين : 1ظهور االنفعاالت
عن العبد الكلي ،مع غيبته عنها ،فيه به ،غيبا كليا وفناء محققا ،وهذه غاية
المراتب .فالثالثة كتابية [ -واردة في القرآن ] :علم وعين وحق ،والرابعة :سنيه
[ وردت في الحديث التالي ] :قال عليه السالم :
فما حقيقة ايمانك ،لكل حق “ :حقيقة “ . 2فهذه “ الحقيقة “ بها يختبر العبد المحقق
نفسه في دعواه في معرفة هذا اليقين “ ( المسائل ص .)35
..........................................................................................
) ( 1يراجع بشأن “ يقين “ :
-عند الشيخ ابن العربي :
الفتوحات ج 2ص 570؛ كتاب المسائل ص 35؛ تحفة السفرة ص 92؛ بلغة
الغواص ق . 124
-في الفكر االسالمي الصوفي :
-علم القلوب :المكي ص 119
-رسالة أدب النفس .الترمذي .ص 105 ، 93
-اللمع .السراج .ص 102
-الرسالة ص 82 ، 44
-عوارف المعارف .السهروردي ص 528
-مكاشفة القلوب .الغزالي ص . 143
-المناظر اإللهية .الجيلي ص . 34
-المعقول والالمعقول .ص . 326
1252
“ “ 1253
- 706اليوم
ان “ الزمان “ عند الصوفية يتبع “ الحال “ .
لذلك ال يقاس بالساعات والثواني ولكن بتبدل “ الحال “ أو ثبوته .فالزمن يتحرك مع
حركة االعماق في تأثيرها بالتجليات اإللهية .
وقد أشرنا إلى ذلك عند بحث مصطلح “ الوقت “ فليراجع .
ويتبع “ اليوم “ مفهوم الزمن الصوفي ،فيقصر ويطول مشكال وحدة) ( Uniteوقتية
اي :وحدة ”) ( Uniteحال “ .وهذا الحال قد يقصر فال يتخطى “ النفس “ وهذا
أقصر يوم .وقد يطول حتى يبلغ عمره الزمني عمر الدنيا وهو :يوم الدنيا .وقد
يكون أطول بحسب الحال الحاكم .
يقول الشيخ ابن العربي :
- 1اليوم “ :وحدة “ حال “ واليوم عندنا [ البشر ] أربع وعشرون ساعة .وإذا كان
َّللا تعالى انه فيه في شأن ،ولم يقل في شؤون علمنا أن ساعاته تحت اليوم قد اخبر ّ
حكم واحد . . .فيومنا الصحيح انما هو :ما تكون ساعاته كلها سواء ،فان اختلفت
فليس بيوم واحد “ ( أيام الشأن ص . ) 10
“ فقد كان اليوم وال ليل وال نهار ( “ . . .ف . ) 377 / 3
“ قال أبو يزيد األكبر :ليس الزهد عندي بمقام ،إني كنت زاهدا ثالثة أيام :أول يوم
زهدت في الدنيا ،واليوم الثاني زهدت في اآلخرة ،واليوم الثالث زهدت في كل ما
َّللا ( “ . . .ف . ) 78 / 2
سوى ّ
- 2األيام :قصيرة وطويلة .
“ . . .واما اختياره [ تعالى ] من االنسان :القلب ،وهو الذي وسعه ،ألنه كل يوم
هو في شأن [ انظر “ شأن الهي “ ] ،واليوم :قدر نفس المتنفس ،في الزمان الفرد ،
وبه سمي قلبا ،لتقلبه ( . “ . .ف . ) 171 / 2
“ “ . . .الشؤون “ التي الحق عليها ،وفيها ،في كل يوم [ انظر “ شأن الهي “ ] اي :
في كل نفس ،الذي هو أصغر األيام ( “ . . .ف ) . 520 / 2
“ وأيام الدجال .يوم كسنة ،ويوم كشهر ،ويوم كجمعة ،وسائر أيامه كأيامنا
1253
“ “ 1254
1254
“ “ 1255
1255
“ 1256 “
1256
“ “ 1257
فهرس األحاديث
َّللا نور نبيك يا جابر -الحديث .
- 1أول ما خلق ّ
َّللا :بأبي أنت
َّللا بلفظ قال :قلت يا رسول ّرواه عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد ّ
َّللا تعالى خلقَّللا قبل األشياء .قال :يا جابر ان ّ
وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه ّ
َّللا ،ولم
قبل األشياء نور نبيك ،من نوره ،فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء ّ
يكن في ذلك الوقت لوح ،وال قلم ،وال جنة ،وال نار ،وال ملك ،وال سماء ،وال
َّللا أن يخلق الخلق ،قسم ذلك النور أربعة اجزاء ،فخلق من أرض . . .فلما أراد ّ
الجزء األول القلم ،ومن الثاني اللوح ،ومن الثالث العرش - . . .الحديث ،كذا في
المواهب .
أنظر كشف الخفاء للعجلوني رقم الحديث . 827ج 1ص ص . 266 - 265
***
- 2كنت نبيا وآدم بين الماء والطين .
قال السخاوي :وأما الذي يجري على األلسنة بلفظ “ كنت نبيا وآدم بين الماء والطين
“ فلم نقف عليه بهذا اللفظ .وقال الزركشي :ال أصل له بهذا اللفظ [ .انظر كشف
الخفاء للعجلوني . ] 129 / 2
-كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد .
قال العجلوني :وصححه الحاكم بلفظ “ كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد “ ،وفي
َّللا عليه وسلم متى كنت أو كتبت الترمذي وغيره عن أبي هريرة أنه قال للنبي صلّى ّ
نبيا ؟ قال “ :كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد “ وقال الترمذي :حسن صحيح ،
وصححه الحاكم أيضا [ .انظر كشف الخفاء للعجلوني 2 / 129 ] .
***
1257
“ “ 1258
- 3بعثت بجوامع الكلم ،ونصرت بالرعب ،وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن
األرض فوضعت في يدي .
رواه البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة ،حديث صحيح .
-انظر الجامع الصغير للسيوطي متن فيض القدير 203 / 3رقم الحديث 3149
كما رواه البيهقي في الشعب ،وأبو يعلى عن عمر بن الخطاب .وقال ابن شهاب فيما
َّللا يجمع له األمور الكثيرة ،
نقله البخاري في صحيحه :بلغني في جوامع الكلم أن ّ
التي كانت تكتب في الكتب قبله ،األمر الواحد واألمرين ونحو ذلك .
وقال سليمان النوفلي :كان يتكلم بالكالم القليل يجمع به المعاني الكثيرة .
[ انظر كشف الخفاء للعجلوني 287 / 1حديث رقم . ] 913
***
َّللا خلق مائة الف آدم .
- 4ان ّ
ورد الحديث في الفتوحات المكية للشيخ ابن العربي ج 3ص . 549
ولم أجده في دواوين الحديث .
***
َّللا يبعث لهذه األمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها . - 5إن ّ
الحديث أورده السخاوي في المقاصد الحسنة ، 121وقال رواه أبو داود في المالحم
من سننه من حديث ابن وهب والطبراني في األوسط ،وسنده صحيح ورجاله كلهم
ثقات .والحاكم في المستدرك وصححه .
وقال في أسنى المطالب ص 62رواه أبو داود وغيره وصححه الحاكم .
وقال الزين العراقي :سنده صحيح .
***
- 6أكرموا عمتكم النخلة ،فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم ،وليس من الشجر
َّللا تعالى ،من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران . شجرة أكرم على ّ
فاطعموا نساءكم الولّد الرطب فإن لم يكن رطب ،فتمر .
رواه أبو يعلى وابن أبي حاتم والعقيلي في الضعفاء .
وابن عدي وابن السني وأبو نعيم معا
1258
“ “ 1259
في الطب وابن مردويه عن علي .
انظر الفتح الكبير .النبهاني .ج 1ص 227ط .البابي الحلبي -كما يراجع شرح
الحديث في الفيض القدير ج 2ص ص . 95 - 94
***
َّللا جنة عدن ،وغرس أشجارها بيده .فقال لها :تكلمي .فقالت :قد أفلح - 7خلق ّ
المؤمنون .
رواه الحاكم في التفسير عن أنس ،وقال :صحيح - .أنظر فيض القدير . 444 / 3
***
َّللا يتجلى للخلق في صورة منكرة فيقول :أنا ربكم األعلى .فيقولون :نعوذ – 8إن ّ
باّلل منك . . .ّ
َّللا صلّى ّ
َّللا عليه وسلم ،يعني يوم الحشر . . . وصدر الحديث :قال رسول ّ
َّللا تبارك وتعالى ،في غير الصورة التي يعرفون ،فيقول :أنا ربكم . فيأتيهم ّ
باّلل منك ،هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا عز وجل ،فإذا أتانا ربنا
فيقولون :نعوذ ّ
عرفناه .
َّللا تبارك وتعالى في الصورة التي يعرفون فيقول :انا ربكم ،فيقولون :أنت فيأتيهم ّ
ربنا ،فيتبعونه ويضرب جسر جهنم وفيه يقول :من كان يعبد شيئا فليتبعه .
الحديث اخرجه الشيخ ابن العربي في مشكاة األنوار بسنده عن أبي أمامة ص ، 46
طبع الخيرية .
وقال المعلق والشارح :أخرجه مسلم عن حديث أبي أمامة .
***
– 9شيبتني هود وأخواتها.
1259
“ “ 1260
الحديث أخرجه ابن مردويه ،في تفسيره عن انس وابن عساكر في تاريخه عن محمد
بن علي مرسال هو ابن الحنفية .ورواه أبو الشيخ بن حبان في تفسيره للقرآن عن أبي
َّللا بن أحمد بن حنبل في زوائد كتاب الزهد ألبيه .
عمران الجوني مرسال ،وعبد ّ
ورمز له السيوطي بالحسن -انظر الجامع الصغير متن فيض القدير / 169 . 4
***
– 10كلكم راع ،وكلكم مسؤول عن رعيته .فاالمام راع ،وهو مسؤول عن رعيته
،والمرأة راعية في بيت زوجها ،وهي مسؤولة عن رعيتها ،والخادم راع في مال
سيده ،وهو مسؤول عن رعيته .
فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
الحديث أخرجه أحمد في مسنده ،والبخاري ومسلم أبو داود والترمذي عن ابن عمر ،
ورمز لصحته .انظر فيض القدير ، 38 / 5كشف الخفاء ، 115الفتح الكبير / 2
330وأخرجه ابن حبان في الروضة ص . 244
***
َّللا عليه وسلم بكتاب َّللا :أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلّى ّ
-11عن جابر بن عبد ّ
َّللا عليه وسلم فغضب فقال :اصابه من بعض أهل الكتب ،فقرأه النبي صلّى ّ
“ أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟
والذي نفسي بيده ،لقد جئتكم بها بيضاء نقية ،ال تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق ،
فتكذبوا به ،أو بباطل ،فتصدقوا به .
والذي نفسي بيده لو أن موسى صلّى ّ
َّللا عليه وسلم كان حيا ما وسعه إال أن يتبعني
“ .مسند أحمد بن حنبل 387 / 3
***
َّللا العقل ،فقال له اقبل ،ثم قال وعزتي وجاللي ما خلقت خلقا
-12أول ما خلق ّ
أشرف منك ،فبك آخذ ،وبك أعطي ،وبك أثيب ،وبك أعاقب .
الحديث قال الصغاني موضوع باتفاق .
-انظر كشف الخفاء للعجلوني . 263 / 1
َّللا عز وجل خلق درة بيضاء ،وخلق من الدرة العنبر األشهب ،كتب بذلك العنبر ان ّ
َّللا عليه ثمانية
آية الكرسي ،وحلف بعزته وقدرته من تعلم آية وعرف حقها ،فتح ّ
أبواب الجنة ،
1260
“ “ 1261
1261
“ “ 1262
1262
“ “ 1263
- 19انا جليس من ذكرني .
رواه الديلمي بال سند عن عائشة مرفوعا ،وعند البيهقي في الشعب عن أبي بن كعب
،قال :قال موسى عليه الصالة والسالم يا رب أقريب أنت فأناجيك أو بعيد فأناديك ،
فقيل له :يا موسى أنا جليس من ذكرني ،ونحوه عند أبي الشيخ في الثواب عن كعب
َّللا تعالى :عبدي أنا عند ظنك
والبيهقي .ورواه الحاكم وصححه عن أنس بلفظ :قال ّ
بي وأنا معك إذا ذكرتني - .كشف الخفاء . 202 - 201 / 1
***
- 20اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ،وبمعافاتك من عقوبتك ،وأعوذ بك منك
،ال أحصي ثناء عليك .أنت كما أثنيت على نفسك .
َّللا
الحديث رواه مسلم ،وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ،عن عائشة رضي ّ
عنها .الحديث صحيح .
أنظر /الفيض القدير ج 2ص 139حديث رقم ، 1521وكشف الخفاء ج 1ص
190حديث رقم . 571
***
- 21زدني فيك تحيرا
أورده الغزالي في مدخل السلوك بلفظ “ :اللهم زدني فيك تحيرا “ ص . 77
***
- 22الخالفة بعدي في أمتي ثالثون سنة ثم ملك بعد ذلك .
الحديث رواه أحمد في مسنده ،والترمذي وأبو يعلى في مسنده ،وابن حبان عن سفينة
مولى النبي صلّى ّ
َّللا عليه وسلم ،ورواه أبو داود في السنة والنسائي في المناقب - .
[ انظر فيض القدير للمناوي . ] 509 / 3
ورواه اإلمام أحمد في مسنده ،والترمذي ،وأبو يعلى في مسنده ،وابن حبان في
صحيحه ،عن سفينة ورمز له السيوطي بالصحة [ ،انظر الجامع الصغير للسيوطي
متن فيض القدير . ] 509 / 3
قارن ببحث رضوان السيد :الخالفة والملك /مجلة شؤون عربية عدد 1981 / 2
***
َّللا عليه وسلم أنه أسرى به حتى ظهر بمستوى يسمع فيه َّللا صلّى ّ
– 23ذكر رسول ّ
صريف األقالم.
1263
“ “ 1264
الحديث أخرجه البخاري في الصالة 6 / 4برقم 343عن ابن عباس ،وبدء الخلق
2 / 14برقم 3127عن أنس ،ومسلم في االيمان 148 / 1برقم 163عن أنس
بمثل حديث البخاري ،وأحمد في مسنده 144 / 5من حديث أنس .
وفي خصائص الطالب اللبيب السيوطي 180 / 1ط دار الكتب العلمية لبنان بدون
َّللا عليه وسلم :لما انتهيت إلى السماء السابعة لم أسمع اال صريفتاريخ “ قال صلّى ّ
األقالم “ .
***
َّللا صلّى ّ
َّللا عليه وسلم - 24جاء إعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها ،فلما صلّى رسول ّ
،أتى راحلته فأطلق عقالها ،ثم ركبها ثم نادى :اللهم ارحمني ومحمدا وال تشرك في
َّللا صلّى ّ
َّللا عليه وسلم :تقولون هو أضل أم بعيره ،ألم رحمتنا أحدا .فقال رسول ّ
تسمعوا ما قال ،قالوا بلى ،
َّللا عز وجل خلق مائة رحمة ،فانزل رحمة َّللا الواسعة ،إن ّ
قال :لقد حظرت رحمة ّ
يتعاطف بها الخالئق جنّها وإنسها وبهائمها وعنده تسعة وتسعون .أتقولون هو أضل
أم بعيره .
رواه أبو داود باختصار قال الهيثمي في المجمع 214 / 10رواه أحمد والطبراني
َّللا الجشمي ،ولم يضعفه أحد عن جندب ،ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي عبد ّ
،وقال في الفتح الكبير 17 / 3رواه النسائي عن أبي هريرة .
***
َّللا تعالى لما خلق الخلق كتب بيده على نفسه :إن رحمتي سبقت غضبي . - 25ان ّ
الحديث أخرجه السيوطي في الجامع الكبير 1604 / 3برقم 4983
وقال :أخرجه ابن ماجة من حديث أبي هريرة ،وقال المناوي في الفيض 259 / 3
رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة ورمز لصحته .
***
مر بالنبي صلّى ّ
َّللا عليه وسلم فقال له : - 26عن الحارث بن مالك األنصاري أنه ّ
كيف أصبحت يا حارثه قال :أصبحت مؤمنا حقا .قال :أنظر ما تقول فان لكل قول
حقيقة ،فما حقيقة ايمانك ،قال :
عزفت نفسي عن الدنيا ،فأسهرت ليلي ،وأظمأت نهاري ،وكأني أنظر إلى عرش
ربي بارزا ،وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ،وكأني أنظر إلى أهل النار
يتضاغون فيها .قال :يا حارثة عرفت فالزم .
أخرجه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه ،ورواه
البزار من
1264
“ “ 1265
حديث أنس وفيه يوسف بن عطية ال يحتج به ،ورواه ابن أبي شيبة في كتاب االيمان
37برقم 114وفيه أنه لقي عوف بن مالك ورقم 115كاألصل باختالف بعض ألفاظ
وقال مخرجه :الحديث ضعيف مرسل .
***
- 27المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا .
الحديث أخرجه بخاري ومسلم في األدب ،والترمذي والنسائي عن أبي موسى
األشعري .
فيض القدير . 252 / 6
***
- 28إن ّّلل تعالى تسعة وتسعين اسما ،مائة اال واحدا ،من أحصاها دخل الجنة .
الحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ،وابن ماجة عن أبي هريره ،وابن عساكر
في التاريخ عن عمر بن الخطاب .
وأخرجه السيوطي في جمع الجوامع 2367 / 4برقم 6929
وقال :رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن حبان عن أبي هريرة .
***
َّللا عز وجل خلق مائة رحمة ،رحمة منها قسمها بين الخالئق ،وتسعة - 29إن ّ
وتسعين إلى يوم القيامة .
قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : 214 / 10رواه الطبراني والبزار عن ابن
عباس واسناده حسن .
* * *ذ
- 30ما وسعني أرضي وال سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن .
الحديث قال الحافظ السخاوي :ذكره الغزالي في األحياء ، 15 / 3وقال مخرجه
الحافظ العراقي لم أر له أصال ،وكذا قال ابن تيمية وهو مذكور في اإلسرائيليات ،
وليس له اسناد معروف .
َّللا فتح السماوات لحزقيل حتى
وأخرجه أحمد بن زهد عن وهب بن منبه قال :ان ّ
نظر إلى العرش فقال حزقيل :سبحانك ما أعظمك يا رب .
َّللا تعالى :ان السماوات والعرش صعقن عن أن يسعني ،ووسعني قلب المؤمن فقال ّ
الوادع اللين . . .ورأيت بخط الحافظ الزركشي:
1265
“ “ 1266
حديث باطل ،وله شاهد عند الطبراني عن أبي عتبة الخوالني رفعه “ ان ّّلل آنية من
أهل األرض ،وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين ،وأحبها اليه ألينها وأرقها “ .وفي
سنده بقية بن الوليد وهو مدلس .
أنظر المقاصد الحسنة للسخاوي ص 373طبع الخانجي سنة 1956
***
- 31لكل آية ظهر وبطن وحد ومطلع .
الحديث ورد باألحياء 99 / 1بلفظ “ ان للقرآن ظاهرا وباطنا وحدا ومطلعا “ وقال
الحافظ العراقي في المغني :أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث ابن مسعود .
َّللا آدم على صورته وطوله ستون ذراعا . . .* * * 32 -خلق ّ
الحديث رواه أحمد في مسنده ،والبخاري ومسلم عن أبي هريرة ،ورواه عنه
الطبراني وغيره .
-فيض القدير . 447 / 3
وتكلم الحافظ الذهبي في ميزان االعتدال 603 / 1طبع عيسى البابي الحلبي بمصر ،
عن حمدان بن الهيثم أحد رواة هذا الحديث في سبب تأويله .
***
- 33أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ،قال :كان بعماء ما فوقه هواء وما تحته هواء
وخلق عرشه على الماء .
الحديث أخرجه الترمذي في جامعه في التفسير 270 / 8برقم 3108عن ابن
رزين .وقال أبو عيسى هذا حديث حسن .وابن ماجة في المقدمة 64 / 1برقم 182
وأحمد في مسنده 11 / 4و 12عن أبي رزين .
***
- 34كنت كنزا ال أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت خلقا فعرفتهم فبي عرفوني .
قال السخاوي في المقاصد 327ليس من كالم النبي ،وال يعرف له سند صحيح ،وال
ضعيف ،وقال في كشف الخفاء : 132 / 2قال القاري لكن معناه صحيح مستفاد من
قوله
1266
“ “ 1267
ُون “ .أي ليعرفون كما فسره ابن عباس س ِّإ َّال ِّليَ ْعبُد ِّ تعالى ”َ :وما َخلَ ْقتُ ْال ِّج َّن َو ْ ِّ
اإل ْن َ
َّللا عنهما .وهو واقع كثيرا في كالم الصوفية ،واعتمدوه وبنوا عليه أصوال رضي ّ
لهم .
***
َّللا باهى
- 35من أبغض عمر فقد أبغضني ،ومن أحب عمر فقد أحبني ،وان ّ
َّللا نبيا اال كان في أمته
بالناس عشية عرفة عامة ،وباهى بعمر خاصة ،وان لم يبعث ّ
محدثا ،وان يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر.
َّللا كيف المحدث .قال :تتكلم المالئكة على لسانه . قالوا :يا رسول ّ
الحديث رواه الطبراني في األوسط عن ابن سعيد الخدري ،وفيه أبو سعد خادم الحسن
البصري ،ولم أعرفه وبقية رجال ثقات .قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9ص
. 69
***
َّللا .
- 36اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور ّ
-كشف الخفاء للعجلوني ص 41ج ، 1طبع دار إحياء التراث العربي ببيروت
3511هـ 1351الطبعة الثانية .
-المقاصد الحسنة للسخاوي ت 902ه نفس الحديث صفحة 19مكتبة الخانجي مصر
َّللا محمد الصديق . 1956م .نشر عبد ّ
***
يهودانه - 37كل مولود يولد على الفطرة ،حتى يعرب عنه لسانه ،فأبواه ّ
صرانه .وين ّ
الحديث أخرجه الطبراني في الكبير 260 / 1برقم 826و 27و 28و 29و 30
و 31و 32و 33و 34و 35عن األسود بن سريع ،وقال المعلق رواه أحمد / 3
435و ، 24 / 4وقال في مجمع الزوائد : 316 / 5وبعض أسانيد أحمد رجاله
رجال الصحيح ،ورواه في األوسط ،ورواه الدارمي برقم ، 2466والحاكم / 2
123والبيهقي ، 77 / 9وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي .
***
- 38يضع الجبار فيها قدمه .
الحديث أخرجه البخاري في التفسير ، 104 / 18برقم 4528عن أنس ،وااليمان
والتوحيد ،ومسلم في الجنة 2187 / 4برقم 2848عدة أحاديث بألفاظ مختلفة ،
والترمذي في
1267
“ “ 1268
التفسير 9 / 22برقم 3268عن أنس ،وقال :حديث حسن صحيح غريب من هذا
الوجه ،وأحمد في مسنده 369 / 2و 507عن أبي هريرة و 13 / 3عن أبي سعيد
الخدري .
انظر شرح وتأويل هذا الحديث في كتاب مشكل الحديث البن فورك ص 35طبع
الهند .
***
- 39قلب العبد بين إصبعين من أصابع الرحمن .
أورده الغزالي في األحياء . 102 / 1وقال الحافظ العراقي في تخريجه :أخرجه
َّللا بن عمرو .
مسلم من حديث عبد ّ
***
- 40ما فضلكم أبو بكر بكثرة صالة وصيام بل بسر وقر في صدره .
الحديث أورده الغزالي في األحياء ، 23 / 1وقال الحافظ العراقي اخرجه الحكيم
َّللا المزني ،ولم أجده مرفوعا .
الترمذي في النوادر من قول أبي بكر عبد ّ
***
َّللا قال :من عادى لين وليا فقد آذنته َّللا صلّى ّ
َّللا عليه وسلم ان ّ “ - 41قال رسول ّ
ي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه .وما يزال عبدي بالحرب ،وما تقرب ال ّ
يتقرب إلي بالنوافل ،حتى أحبه .
فإذا أحببته ،كنت سمعه الذي يسمع به ،وبصره الذي يبصر به ،ويده التي يبطش بها
،ورجله التي يمشي بها ،وإن سألني ألعطيته ،ولئن استعاذني ألعيذنه ،وما ترددت
في شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته .
الحديث أخرجه الشيخ ابن العربي في مشكاة األنوار 77برقم . 91
وقال شارحه أخرجه البخاري في الرقاق من حديث أبي هريرة ،وأحمد والحكيم وأبو
يعلى والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر عن عائشة أم المؤمنين ،والطبراني في الكبير
عن أبي امامه ،وابن السني عن ميمونة ،والقشيري في الرسالة عن أنس والحديث
صحيح ثابت .
***
- 42ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ،حين يبقى ثلث الليل اآلخر ،
فيقول :من يدعوني فأستجب له ،من يسألني فأعطيه ،من يستغفرني فأغفر له .
رواه االمام :أحمد في مسنده .والبخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي وابن ماجة عن
أبي هريرة .الفتح الكبير . 436 / 3
***
1268
“ “ 1269
- 43أيها الناس :إنه ال نبي بعدي وال أمة بعدكم ،أال فاعبدوا ربكم ،وصلوا خمسكم
،وصوموا شهركم ،وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم ،وأطيعوا والة امركم ،
تدخلوا جنة ربكم .
الحديث أخرجه الطبراني في الكبير 136 / 8برقم 7535ورقم 7617و 7622و
7664عن أبي أمامة الباهلي .
وقال المعلق :
رواه أحمد 251 / 5و 262والترمذي رقم 611وابن حبان 795والحاكم 9 / 1و
389وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي .
***
- 44تعلّموا اليقين كما تعلّموا القرآن حتى تعرفوه .فإني أتعلمه .
أخرجه أبو نعيم في الحلية 95 / 6من رواية ثور بن يزيد مرسال ،وهو معضل .
ورواه ابن أبي الدنيا في اليقين ،من قول خالد بن معدان .قاله الحافظ العراقي في
تخريج األحياء . 72 / 1
- 45لم أجده فيما اطلعت عليه من دواوين الحديث .
***
1269
“ “ 1270
فهرس المفردات
أ المصطلح /الصفحة فهرس المفردات
1 /إبراهيم 29 /
2 /األب 34 /
3 /آباؤنا 36 /
4 /األب األول 38 /
5 /األب الثاني 40 /
6 /أب علوي 43 /
7 /أبو األجسام االنسانية 46 /
8 /أبو األرواح 46 /
9 /أبو العالم 46 /
10 /أبو الورثة 47 /
11 /األثر -المؤثر -المؤثر فيه 48 /
12 /االيثار 51 /
13 /أجير 52 /
14 /آدم 53 /
15 /آدم األرواح 59 /
16 /آدم الزمان 59 /
17 /االذن اإللهي 60 /
18 /أرض 63 /
19 /األرض اإللهية الواسعة 67 /
20 /ارض الحقيقة 69 /
21 /مخاض األرض 73 /
المصطلح /الصفحة
22 /أصل الجوهر الفرد 74 /
23 /أصل العالم 74 /
24 /إكسير العارفين 74 /
25 /األلف 76 /
َّللا 78 /
ّ 26 /
27 /االله المطلق 84 /
28 /االله الحق 84 /
29 /االله المجهول 85 /
30 /األلوهية أو األلوهة 85 /
31 /اله المعتقدات 87 /
32 /االله المخلوق 92 /
33 /االله المجعول 92 /
34 /المألوه المطلق 92 /
35 /االمر -االمر اإللهي 93 /
36 /االمر التكويني -االمر التكليفي 95 /
37 /االمر الخفي -األمر الجلي 101 /
38 /امر المشيئة -امر الواسطة 101 /
39 /االمر الكلي الساري 101 /
40 /اإلمامة -االمام 101 /
1270
“ “ 1271
41 /األمامان 109 /
42 /االمام األعظم 110 /
43 /االمام االعلى 110 /
44 /االمام األكبر 111 /
45 /امام مبين 111 /
46 /اإلمام المهدي 113 /
47 /امام الوقت 114 /
48 /االم 114 /
49 /أمهات األسماء اإللهية 117 /
50 /أم سفلية 119 /
51 /االم العالية الكبرى للعالم 120 /
52 /أم الكتاب 121 /
53 /أم الهية 124 /
54 /أم الموجودات 125 /
55 /أمهات األكوان 125 /
56 /أمهات الوجود 126 /
57 /األمية 129 /
58 /األمانة 131 /
59 /االيمان 133 /
60 /المؤمن 141 /
61 /األنثى 143 /
62 /االنس 147 /
63 /االنسان 151 /
64 /االنسان األزلي 156 /
65 /انسان حيوان 156 /
66 /االنسان الكامل 158 /
67 /انسان كبير 168 /
68 /أول -آخر 171 /
ب المصطلح /الصفحة
69 /الباء -نقطة الباء 181 /
70 /بحر 183 /
71 /البحران 187 /
72 /بدر -االبدار 187 /
73 /بدل 189 /
74 /البرزخ 191 /
75 /البرزخ األعظم 196 /
76 /برنامج -البرنامج الجامع 196 /
77 /البرنامج األكمل 198 /
78 /البرق 198 /
79 /البسط 198 /
80 /بشر 199 /
بشر 200 /ّ 81 /
المصطلح /الصفحة
82 /باطل 201 /
83 /باطن 201 /
84 /البقاء 201 /
َّللا 206 /
85 /بقية ّ
86 /البلد األمين 207 /
87 /إبليس 207 /
88 /بلقيس 211 /
89 /االبن 215 /
90 /ابن الرحمة 217 /
91 /ابن الروح 217 /
92 /ابن الظلمة 218 /
93 /ابن المجموع 219 /
94 /بهيمة 220 /
95 /البيت 222 /
1271
“ “ 1272
َّللا 223 /
96 /بيت ّ
97 /البيت االعلى 225 /
98 /بيت العبد 225 /
99 /البيت العتيق 226 /
100 /البيت المعمور 226 /
101 /بيت الموجودات 228 /
َّللا 229 /
102 /بينة ّ
ت المصطلح /الصفحة
103 /تابوت 233 /
104 /تحت -التحتية 235 /
المصطلح /الصفحة
105 /ترجمان الحق 237 /
106 /التوبة 238 /
107 /تاج الملك 243 /
ث المصطلح /الصفحة
108 /الثبوت 247 /
المصطلح /الصفحة
109 /االثبات 247 /
110 /التثليث 247 /
ج المصطلح /الصفحة
111 /جبريل 253 /
112 /جرس 253 /
113 /تجريد 254 /
114 /الجوع 254 /
115 /جليس الحق 256 /
116 /الجالل 257 /
117 /التجلي 257 /
118التجلي االقدس -التجلي المقدس 262 /
المصطلح /الصفحة
119 /التجلي الخاص الواحد للواحد 262 /
120 /التجلي الدائم 263 /
121 /التجلي الذاتي 263 /
122 /التجلي العام في الكثرة 264 /
123 /التجلي العام للكثرة 265 /
124 /تجلي غيب -تجلي شهادة 265 /
1272
“ “ 1273
125 /التجلي في الشيء 266 /
126 /التجلي للشيء 267 /
127 /المجلى 267 /
128 /مجلى المظاهر اإللهية 268 /
129 /مجلى النعوت المقدسة 269 /
130 /الجمال 269 /
131 /الجمع 269 /
132 /جمع الجمع 274 /
133 /الجمعية 274 /
134 /جوامع الكلم 274 /
135 /المجتمع المفترق 276 /
136 /مجمع البحرين 276 /
137 /مجموع العالم 277 /
138 /مجمع الحقائق 278 /
139 /المجمل 279 /
140 /الجن 279 /
141 /الجنة 281 /
142 /جنة اختصاص 287 /
143 /جنة االعمال 288 /
144 /جنة عدن 289 /
145 /جنة ميراث 290 /
146 /جنة الكثيب 291 /
147 /جنة الوسيلة 292 /
148 /جنس األجناس 293 /
149 /األجناس العالية 294 /
150 /المجاهدة 294 /
151 /جهنم 295 /
152 /جوهر الجواهر 297 /
153 /جوهر الهيولى 297 /
ح المصطلح /الصفحة
154 /الحب 301 /
155 /حب جزاء -حب عناية 310 /
156 /حب فرائض -حب نوافل 311 /
157 /حبل 311 /
158 /حاجب الحق 312 /
159 /حجاب 313 /
160 /الحجاب االعلى 318 /
161 /الحجاب األقرب 318 /
162 /المحادثة 318 /
163 /الحد الفاصل 319 /
164 /الحر 319 /
المصطلح /الصفحة
165 /الحرف 320 /
166 /حرف عال 322 /
167 /قيوم الحروف 323 /
168 /الحضرة 323 /
169 /الحضرة اإللهية 327 /
170 /الحضور 328 /
171 /الحال 329 /
172 /الحق 337 /
173 /الحقائق األول 342 /
174 /الحق االعتقادي 342 /
175 /حق الحق 343 /
176 /حق الخلق 343 /
177 /حق خالق 343 /
1273
“ “ 1274
178 /حق خلق 344 /
179 /حق في خلق 344 /
180 /حقيقة الحقائق 345 /
181 /الحقيقة المحمدية 347 /
182 /الحق المخلوق 352 /
183 /الحق المخلوق به 352 /
184 /الحق المشروع 352 /
185 /الحق المشهود 352 /
186 /حق اليقين 353 /
187 /الحقيقة 353 /
188 /الحقيقة الخاصة 356 /
189 /الحقيقة الكلية 356 /
190 /حقيقة اليقين 357 /
191 /حكيم الوقت 357 /
192 /حواء 357 /
193 /الحيرة 357 /
194 /الحياء 363 /
195 /الحياة 363 /
196 /الحياة الفطرية 367 /
197 /الحي المايت 367 /
198 /الحيوان -الحيوانية 368 /
خ المصطلح /الصفحة
199 /الخوف 373 /
200 /الختم 373 /
201 /ختم الختم 375 /
202 /خاتم األوالد 376 /
203 /ختم الوالية أو خاتم الوالية 377 /
204 /ختم الوالية الخاصة 378 /
205 /ختم الوالية العامة 378 /
206 /ختم النبوة المطلقة 383 /
207 /خادم اإلرادة اإللهية 383 /
208 /خادم االمر اإللهي 383 /
209 /المخدع 384 /
210 /خرق عادة 385 /
211 /الخزانة 385 /
212 /الخزائن اإللهية 389 /
213 /الخزانة االنسانية 389 /
214 /خزائن الجود 390 /
المصطلح /الصفحة
215 /خزائن الحجة 390 /
216 /خزائن الحق 391 /
217 /خزانة حقائق العالم 391 /
218 /خزانة الخيال 391 /
219 /خزائن األشياء 392 /
220 /الخزانة العامة 392 /
221 /خزانة العدل 392 /
222 /خزانة الغيب 392 /
223 /خزانة الفترات 393 /
224 /خزائن القرآن 394 /
225 /خزائن كل شيء 394 /
226 /خزائن االمكانات 395 /
227 /خزائن وجودية 395 /
228 /المختصر 395 /
229 /مختصر الحق 397 /
230 /مختصر العالم 397 /
231 /الخضر 398 /
1274
“ “ 1275
232 /الخط الفاصل 400 /
233 /الخطاب اإللهي 400 /
234 /الخاطر 405 /
235 /االخفياء 409 /
236 /االخالص 409 /
237 /الخلة 409 /
238 /خليل 411 /
239 /الخالفة -خليفة 412 /
240 /المتخلّل 423 /
241 /المتخلّل 423 /
242 /الخالفة الباطنية 423 /
243 /الخالفة الصغرى 423 /
244 /الخالفة الظاهرة 423 /
245 /الخالفة الكبرى 423 /
َّللا 424 /
246 /خالفة من عند ّ
247 /خليفة الملك القاهر 424 /
248 /الخلق 424 /
249 /خلق تقدير -خلق ايجاد 429 /
250 /خلق حق 429 /
251 /خلق جديد 429 /
252 /الخلق مع األنفاس 433 /
253 /التخلي 433 /
254 /خلوة 438 /
255 /االختيار 438 /
256 /الخير 442 /
257 /الخيال 447 /
258 /الخيال المتصل 453 /
259 /الخيال المحقق 453 /
260 /الخيال المطلق 453 /
261 /الخيال المنفصل 453 /
د المصطلح /الصفحة
262 /دخان 457 /
263 /الدرة البيضاء 458 /
264 /استدراج 460 /
265 /إدريس 461 /
266 /الدفتر األعظم 468 /
المصطلح /الصفحة
267 /مدفن الحق 468 /
268 /دقيقة 469 /
269 /دولة السنبلة 471 /
270 /ديوان 473 /
271 /دين 475 /
ذ المصطلح /الصفحة
272 /الذكر 487 /
المصطلح /الصفحة
273 /الذوق 492 /
1275
“ “ 1276
ر المصطلح /الصحفة
274 /مرآة 499 /
275 /مرآة تجلي الحق بالعالم 504 /
276 /مرآة الحادث 504 /
277 /مرآة الحق 504 /
278 /مرآة الخلق 504 /
279 /مرآة الرجل الكامل 505 /
280 /مرآة العالم 505 /
281 /مرآة القديم 505 /
282 /مرآة وجود االنسان 505 /
283 /رب -ربوبية 506 /
284 /الربوبية العامة 512 /
285 /رب في عين عبد 513 /
286 /الرب المنعوت في الشرع 513 /
287 /أربعة -تربيع 513 /
288 /الرجاء 514 /
289 /الرجل 515 /
290 /رجال العدد 520 /
291 /رجال المراتب 521 /
292 /الرحمة 521 /
293 /الرحمة الخاصة 525 /
المصطلح /الصفحة
294 /الرحمة السابقة 526 /
295 /الرحمة الطبيعية -الرحمة الموضوعة 526 /
296 /الرحمة االمتنانية 527 /
297 /الرحمة الواجبة 527 /
298 /الرحمن -الرحيم 528 /
299 /رداء 529 /
300 /الرزق 531 /
301 /الرضى 534 /
302 /رقاع 534 /
303 /المراقبة 534 /
304 /رقيقة 535 /
305 /الروح 539 /
306 /روح األرواح 542 /
307 /روح العالم 543 /
308 /الروح الكل 545 /
309 /الروح المحمدي 546 /
310 /روح الياء 546 /
311 /إرادة 546 /
312 /مريد -مراد 546 /
313 /رياضة 546 /
314 /الري 546 /
ز المصطلح /الصفحة
315 /زاجر 549 /
316 /الزمان المحمدي 549 /
المصطلح /الصفحة
317 /الزمردة الخضراء 549 /
318 /الزهد 552 /
1276
“ “ 1277
س المصطلح /الصفحة
319 /سيد الوقت 559 /
320 /التسبيح 559 /
321 /السبحة السوداء 560 /
322 /الستر 561 /
323 /االستتار بحجب العوائد 562 /
324 /السجدة الكلية 563 /
325 /سجود االختصاص 565 /
326 /سجن الرحمن 565 /
327 /السحاب 566 /
328 /ساذج القلب 567 /
329 /السراب 568 /
330 /السراج 569 /
331 /مسرح عيون العارفين 570 /
332 /السر األعجمي 570 /
333 /سر القدر 570 /
334 /اسراء -معراج 571 /
335 /السرير االقدس 579 /
336 /السفر 580 /
337 /سفير الحق 583 /
338 /السكر 584 /
339 /سالك 584 /
340 /سالك بالمجموع 587 /
341 /سالك بربه 587 /
342 /سالك بنفسه 588 /
المصطلح /الصفحة
343 /سالك ال سالك 588 /
344 /التسليك -السلوك 588 /
345 /التسليم 588 /
346 /المسامرة 589 /
347 /السمسمة 589 /
348 /االسم 591 /
349 /االسم اإللهي 598 /
350 /اسم االسم 607 /
351 /االسم األعظم 608 /
َّللا 612 /
352 /سمي ّ
353 /االسم الجامع 613 /
354 /أسماء االحصاء 614 /
355 /اسم كياني 616 /
356 /اسم ذات -اسم مرتبة 618 /
357 /السماء 618 /
358 /سوق الجنة 619 /
َّللا -السوى 621 /
359 /سوى ّ
360 /االستواء 622 /
361 /االستواء اإللهي االستواء الرحماني 628 /
362 /مستوى الرحمن -مستوى األسماء المقيدة 629 /
363 /مستوى الرب 629 /
364 /سيف التوكل 630 /
1277
“ “ 1278
ش المصطلح /الصفحة
365 /المشيئة 633 /
366 /الشأن اإللهي 639 /
367 /الشجرة 643 /
368 /الشرب 646 /
369 /الشروق -المشرق 647 /
370 /الشر 649 /
371 /الشطح 649 /
372 /الشعر 651 /
373 /الشعور 652 /
َّللا 652 /
374 /شعائر ّ
375 /الشاهد 654 /
376 /شهادة 656 /
المصطلح /الصفحة
377 /شهداء حق بحق 659 /
378 /الشهود 659 /
379 /الشهود خلف حجاب 660 /
380 /الشهود الذاتي -المشاهدة الذاتية 660 /
381 /شهود الرفيق 661 /
382 /شهود في وجود 661 /
383 /المشاهدة 662 /
384 /مشاهدة ثبوتية 667 /
385 /المشاهدون للوجه 667 /
386 /الشيئية 667 /
387 /شيئية العدم 669 /
388 /الشيخ 670 /
ص المصطلح /الصفحة
389 /الصبر 675 /
390 /صاحب العهد 678 /
391 /الصاحب المجهول 678 /
392 /صاحب الوقت 678 /
393 /صاحب الصورة 683 /
394 /المصحف الكبير 683 /
395 /الصحو 684 /
396 /الصدق 684 /
397 /الصراط الخاص 689 /
398 /صراط الرب 689 /
َّللا 689 /
399 /صراط ّ
المصطلح /الصفحة
400 /صراط العزيز 689 /
401 /الصراط المستقيم 689 /
402 /صراط الهدى 695 /
403 /التصريف 695 /
404 /الصعق 695 /
405 /الصالة 697 /
406 /الصمت 699 /
407 /الصورة 702 /
408 /صورة الحق -صورة الحق الظاهرة 708 /
409 /صورة العالم 709 /
1278
“ “ 1279
ض المصطلح /الصفحة
410 /المضجع 713 /
411 /الضالل 713 /
المصطلح /الصفحة
412 /ضالل الهدى 713 /
َّللا 713 /
413 /ضيف ّ
ط المصطلح /الصفحة
414 /طرح الرقاع 719 /
415 /طريق 720 /
416 /الطلسم األعظم 735 /
417 /مطلع 736 /
المصطلح /الصفحة
418 /طوالع 739 /
419 /الطائفة 739 /
420 /المطول البسيط 740 /
421 /الطيور األربعة 741 /
ظ المصطلح /الصفحة
422 /الظل 745 /
َّللا 748 /
423 /ظل ّ
المصطلح /الصفحة
424 /ظل الرحمن 750 /
425 /الظل الممدود 751 /
426 /الظاهر -الباطن 751 /
ع المصطلح /الصفحة
427 /العبد 765 /
428 /عبد االختصاص -عبد العموم 771 /
429 /عبد اضطرار -عبد اختيار 772 /
المصطلح /الصفحة
430 /العبد اإللهي 772 /
431 /العبد الخالص 773 /
432 /عبد رب 773 /
1279
“ “ 1280
433 /العبد الكامل -العبد الجامع الكامل 773 /
434 /العبد المحض 774 /
435 /عبادة 774 /
436 /عبادة ذاتية -عبادة امرية 776 /
437 /العبودية -العبودة 777 /
438 /العدل 778 /
439 /العدم االمكاني 782 /
440 /العدم ( المطلق ) 783 /
441 /عدم العدم 785 /
442 /العذاب 786 /
443 /عذراء 788 /
444 /االعراس اإللهية 789 /
445 /عرائس الحق 790 /
446 /عرش 791 /
َّللا 795 /
447 /عرش ّ
448 /العرش المحدود 795 /
449 /عرش الحياة 796 /
450 /عرش الذات 797 /
451 /عرش الرحمن 797 /
452 /عرش الروح 799 /
453 /العرش العظيم 799 /
454 /عرش العماء 800 /
455 /عرش الفصل والقضاء 801 /
456 /عرش القرآن 801 /
457 /العرش الكريم 801 /
458 /عرش التكوين 802 /
459 /العرش المجيد 803 /
460 /األعراف 803 /
461 /عساكر 805 /
462 /العشق 806 /
463 /العصمة 806 /
464 /المعصية الحية 811 /
465 /العقاب 811 /
466 /العقل ( األول ) 812 /
467 /عالم األنفاس 818 /
468 /العالم الكبير -العالم الصغير 818 /
469 /المعلم األول 818 /
470 /العمد أو الماسك 818 /
471 /العماء 820 /
472 /بحر العماء 826 /
473 /العنصر األعظم 826 /
474 /العنقاء 829 /
475 /العهد اإللهي 830 /
476 /عين ثابتة 831 /
477 /عين القلب 839 /
478 /عين اليقين 839 /
غ المصطلح /الصفحة
479 /غذاء 843 /
480 /غذاء األغذية 843 /
481 /غروب -المغرب 843 /
المصطلح /الصفحة
482 /غربة 843 /
483 /الغراب 844 /
484 /غراب البين 845 /
1280
“ “ 1281
485 /غفر 846 /
486 /الغوث 848 /
487 /الغيب 848 /
488 /الغيب االمكاني 856 /
489 /غيب الغيب 856 /
490 /الغيب المطلق 857 /
491 /الغيبة 857 /
492 /الغين 859 /
ف المصطلح /الصفحة
493 /فتح 863 /
494 /الفتوح 870 /
495 /المفاتح األول 871 /
496 /المفاتح الثواني 871 /
497 /الفتوة 871 /
498 /الفردية 873 /
499 /االفراد 876 /
500 /التفريد 878 /
501 /الفراسة 880 /
502 /الفرق 881 /
503 /الفرق الثاني 881 /
504 /الفرقان 882 /
المصطلح /الصفحة
505 /فرقان في القرآن 882 /
506 /المفصل 882 /
507 /فضيحة الدهر 883 /
508 /الفطرة 883 /
509 /الفقر 884 /
510 /الفهوانية 888 /
511 /الفناء 888 /
512 /فوق 888 /
513 /الفيض 888 /
514 /الفيض األقدس 892 /
515 /الفيض المقدس 893 /
516 /المفيض 893 /
ق المصطلح /الصفحة
517 /قبة ارين 897 /
518 /القبض 897 /
519 /قدم -على قدم 900 /
520 /مقدمات التكوين 902 /
521 /القرآن 903 /
522 /القرآن الكبير 908 /
523 /القربان األكرم 909 /
المصطلح /الصفحة
524 /القطب 909 /
525 /قطب األقطاب 915 /
526 /القلب 916 /
527 /قلب الوجود 921 /
528 /القلبية 921 /
529 /القلم ( االعلى ) 922 /
530 /القوت 930 /
1281
“ “ 1282
531 /القول اإللهي 930 /
532 /المقام 930 /
533 /مقام الهي 934 /
534 /مقام ذاتي 934 /
535 /مقام رحماني -مقام رباني 935 /
536 /مقام العبودة والعبودية 936 /
537 /مقام القربة 936 /
538 /مقام قرب النوافل -مقام قرب الفرائض 938 /
539 /المقام المحمدي 940 /
540 /االستقامة 940 /
541 /القيامة الصغرى -القيامة الكبرى 945 /
542 /قيوم الحروف 946 /
ك المصطلح /الصفحة
543 /كتاب 949 /
544 /الكاتب المطلق 954 /
545 /الكثرة 955 /
546 /الكثير الواحد 959 /
547 /كرامة 961 /
548 /كشف 971 /
549 /كفر 972 /
550 /كل شيء 974 /
551 /كل العالم 974 /
المصطلح /الصفحة
552 /الكالم اإللهي 974 /
553 /الكلمة 974 /
554 /كلمة الحضرة 981 /
555 /الكمال 981 /
556 /الكنز الخفي 983 /
557 /الكنز المطلسم 984 /
558 /الكون الجامع 985 /
559 /الكون األكبر 988 /
560 /كن 989 /
561 /كيمياء السعادة 991 /
ل المصطلح /الصفحة
562 /اللوح ( المحفوظ ) 995 /
563 /األلواح 1001 /
564 /اللوائح -الطوالع -اللوامع 1001 /
المصطلح /الصفحة
565 /اللؤلؤ المعظم 1003 /
566 /المالمية 1003 /
567 /التلوين 1006 /
568 /ليل 1008 /
1282
“ “ 1283
569 /الليل االنساني 1011 /
570 /ليلة القدر 1011 /
م المصطلح /الصفحة
571 /المحق -محق المحق 1015 /
572 /المحو واالثبات 1016 /
573 /المحمدي 1017 /
574 /الممد األول 1017 /
575 /ممد الهمم 1018 /
576 /المدينة الفاضلة 1018 /
577 /مركز الدائرة 1019 /
578 /الماسك 1019 /
579 /المكر 1019 /
المصطلح /الصفحة
580 /المنة واالستحقاق 1020 /
581 /الموت 1028 /
582 /الموت األبيض 1030 /
583 /الموت األحمر 1032 /
584 /الموت األخضر 1032 /
585 /الموت األسود 1032 /
586 /الموت األصغر 1032 /
587 /الموت األكبر 1033 /
588 /الموت المعنوي 1033 /
ن المصطلح /الصفحة
589 /نون 1037 /
590 /نبوة 1038 /
591 /النبوة البرزخية 1048 /
592 /نبي اتباع -نبي شريعة 1048 /
593 /نبوة االخبار -نبوة التشريع 1048 /
594 /النبوة الرسالية 1049 /
595 /النبوة السارية 1049 /
596 /النبوة الظاهرة -النبوة الباطنة 1050 /
597 /النبوة العامة -النبوة الخاصة 1050 /
المصطلح /الصفحة
598 /نبوة قمرية -نبوة شمسية 1051 /
599 /النبوة المقيدة -النبوة المطلقة 1051 /
600 /نبوة التكليف 1052 /
601 /نبوة مكملة 1052 /
602 /نبوة الوارث 1052 /
603 /أنبياء أولياء 1053 /
604 /نجيب 1053 /
605 /المنازلة 1053 /
606 /المنازلة األصلية 1055 /
607 /منزل 1056 /
608 /الناسوت 1057 /
1283
“ “ 1284
609 /نسخة 1057 /
610 /منصة 1059 /
611 /المنظر األعلى 1059 /
612 /نعيم 1060 /
613 /النفث 1062 /
614 /النفس الرحماني 1063 /
615 /نقطة الباء 1067 /
616 /نقيب 1068 /
617 /نكتة 1068 /
618 /النكاح 1069 /
619 /نهر 1071 /
620 /نهر البلوى 1072 /
621 /نهر الحياة 1073 /
622 /نهر الخمر 1074 /
623 /نهر الدنيا 1075 /
624 /نهر القرآن 1075 /
625 /نهر اللبن 1076 /
626 /نهر العسل 1076 /
627 /نهر الماء 1077 /
628 /نهار 1077 /
629 /النيابة 1077 /
630 /نائب الحق 1078 /
631 /نيابة الحق عن العبد 1078 /
632 /نائب عن الحق 1078 /
633 /نائب من وراء حجاب 1079 /
634 /نائب الرحمن 1079 /
َّللا عليه وسلم ) 1079 /
635 /نواب محمد ( صلى ّ
636 /نيابة النبوة 1080 /
637 /نور 1080 /
638 /نور األيمان 1087 /
639 /النور األخضر 1087 /
640 /نور الشهود 1087 /
َّللا عليه وسلم ) 1088 /
641 /نور محمد ( صلى ّ
642 /النور الممتزج 1088 /
643 /نور الوجود 1088 /
644 /النار 1088 /
ه المصطلح /الصفحة
645 /الهباء 1095 /
646 /الهباء الطبيعي -الهباء الصناعي 1097 /
647 /الهجير 1097 /
648 /الهاجس 1098 /
649 /الهجوم 1099 /
650 /هدى 1100 /
651 /الهدى التبياني -الهدى التوفيقي 1102 /
652 /الهادي الكوني 1102 /
653 /المهدي 1103 /
654 /االستهالك في الحق 1107 /
655 /الهمة 1108 /
656 /الهو 1120 /
657 /الهوى 1121 /
658 /الهيبة واالنس 1121 /
659 /المهيم 1123 /
1284
“ “ 1285
والمصطلح /الصفحة
660 /وتد 1127 /
661 /ميثاق -ميثاق الذرية 1127 /
662 /وثيقة الحق 1129 /
663 /الوجد 1130 /
664 /الوجود 1130 /
665 /الوجود الحقيقي 1137 /
666 /الوجود الخيالي 1137 /
667 /أهل الوجود 1138 /
668 /الوجود الواحد 1138 /
669 /وجه الحق -وجه الحق في األشياء 1138 /
670 /الوجه الخاص 1139 /
671 /وجه الشيء 1141 /
672 /التوجه اإللهي 1142 /
673 /الوحدة 1144 /
674 /وحدة الوجود 1145 /
675 /الواحد 1157 /
676 /الواحد الكثير 1162 /
677 /األحدية -أحدية األحد -أحدية الكثرة 1165 /
678 /أحدية الوصف 1171 /
679 /الوحدانية -الواحدانية 1171 /
المصطلح /الصفحة
680 /التوحيد 1172 /
681 /االتحاد 1180 /
682 /الوحشة 1181 /
683 /الوحي 1182 /
684 /الود 1191 /
685 /اإلرث -الوارث 1191 /
َّللا عليه وسلم ) 1200 /
686 /ورثة جمعية محمد ( صلى ّ
687 /وارث المختار 1200 /
688 /وارث القدم المحمدي 1200 /
689 /الوارث المكمل 1201 /
690 /ارث األسماء اإللهية 1201 /
691 /وارد 1202 /
692 /الورقاء 1207 /
693 /الميزان 1208 /
694 /ميزان العالم 1210 /
695 /الصفة 1210 /
696 /الواعظ الناطق -الواعظ الصامت 1224 /
697 /الوقت 1225 /
698 /الوقفة 1227 /
699 /التوكل 1228 /
700 /ولي -الوالية 1231 /
701 /الوهم 1241 /
1285
“ “ 1286
ي المصطلح /الصفحة
702 /اليثربي 1245 /
َّللا -اليدان 1245 /
703 /يد ّ
المصطلح /الصفحة
704 /الياقوتة الحمراء 1247 /
705 /يقين 1247 /
706 /اليوم 1253 /
1286
“ “ 1287
أهم المصادر والمراج
عIالمصادرأ -مؤلفات الشيخ ابن العربي ( ) 1المؤلفات المخطوطة
-االتحاد الكوني في حضرة االشهاد العيني .مخطوط من مكتبة السيد رفيق حمدان
الخاصة /دمشق .
-إجازة للملك المظفر .مخطوط الظاهرية .دمشق .رقم . 4679
-األجوبة الاليقة على األسئلة الفايقة .مخطوط الظاهرية .دمشق .رقم . 4266
-رسالة االسرار بالباء ظهر الوجود .مخطوط الظاهرية .دمشق .رقم . 123
-إشارات القرآن .مكتبة رفيق حمدان الخاصة /دمشق .
-اإلنسان الكلي .الظاهرية .دمشق .رقم . 4865
-بلغة الغواص .مكتبة رياض المالح الخاصة /دمشق .
-تاج الرسائل .مخطوط من مكتبة رفيق حمدان الخاصة /دمشق .
-تحرير البيان في تقرير شعب االيمان .مخطوط مطيع الحافظ الخاصة /دمشق .
-رسالة تنقيح الفهوم .مخطوط الظاهرية .دمشق رقم . 4865
-كتاب الخلوة .مخطوط في مكتبة رفيق حمدان الخاصة /دمشق .
َّللا الحسنى .مخطوط الظاهرية .دمشق .رقم . 7457-دعوة أسماء ّ
-رسالة “ سر المحبة “ .مخطوط دار الكتب المصرية .القاهرة 320 .مجاميع .
-شرح خلع النعلين .مخطوط شهيد علي .تركيا .رقم . 1174
-شجون المشجون .مخطوط الظاهرية .دمشق .رقم . 9205
-كتاب صفة جلوس المرتاض والخلوة .مخطوط الظاهرية .دمشق .رقم . 123
-الرسالة الغوثية .مخطوط الظاهرية .دمشق .رقم . 6824
-رسالة في األرواح .مخطوط الظاهرية .دمشق .رقم .5433
1287
“ “ 1288
1288
“ “ 1289
دار احياء التراث العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
-األصطالحات .طبع مكتبة لبنان .بيروت ( . 1969مطبوع في نهاية تعريفات
الجرجاني ) .
-كتاب األلف طبع حيدرآباد ( الهند ) ط .أولى . 1948تصوير دار احياء التراث
العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
-رسالة االنتصار .حيدرآباد ( الهند ) ط .أولى . 1948تصوير دار احياء التراث
العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
-إنشاء الدوائر .طبع ليدن .مطبعة بريل 1336ه .يطلب ( تصوير ) من مكتبة
المثنى .بغداد .
-رسالة األنوار .حيدرآباد ( الهند ) ،ط .أولى . 1948تصوير دار احياء التراث
العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
-أيام الشأن .حيدرآباد ( الهند ) ،ط .أولى . 1948تصوير دار احياء التراث
العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
-التجليات .طبع حيدرآباد ( الهند ) ط .أولى . 1948تصوير دار احياء التراث
العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
-تحفة السفرة إلى حضرة البررة .تحقيق رياض المالح .دار الكتاب اللبناني .
بيروت . 1973
-التدبيرات اإللهية في اصالح المملكة اإلنسانية .طبع ليدن ،مطبعة بريل 1336ه .
يطلب من مكتبة المثنى ببغداد
-تذكرة الخواص .نشر روجر دوالدرير .ضمن أطروحة دكتوراه .جامعة ليل - 3
. 1975
-التراجم .نشر حيدرآباد ( الهند ) ،ط .أولى . 1948تصوير دار احياء التراث
العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
-ترجمان األشواق .دار صادر .بيروت . 1966
-الجالل والجمال ،حيدرآباد ( الهند ) ،ط .أولى . 1948تصوير دار احياء التراث
العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
1289
“ “ 1290
َّللا .حيدرآباد ( الهند ) ،ط .أولى . 1948تصوير دار احياء-الجاللة وهو كلمة ّ
التراث العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
-رسالة الحكم .طبعت على نفقة الشيخ عبد القادر الدهان .حلب .دون تاريخ .
-حلية االبدال .حيدرآباد ( الهند ) ،ط .أولى . 1948تصوير دار احياء التراث
العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
-ديوان الشيخ األكبر .ط بوالق 1271ه .تصوير مكتبة المثنى بغداد .
-رسالة الشيخ إلى اإلمام الرازي .حيدرآباد ( الهند ) ،ط .أولى . 1948
تصوير دار احياء التراث العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
-رسالة ال يعول عليه .حيدرآباد ( الهند ) ،ط .أولى . 1948تصوير دار احياء
التراث العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
-روح القدس في محاسبة النفس .تحقيق عزة حصرية .مطبعة العلم .دمشق
. 1970
-كتاب الشاهد .حيدرآباد ( الهند ) ،ط .أولى . 1948تصوير دار احياء التراث
العربي ضمن مجموعة :رسائل الشيخ ابن العربي .
-شجرة الكون .طبع مكتبة الشمرلي .اإلسكندرية .دون تاريخ .
-شق الجيوب .الطبعة األولى .مطبعة السعادة مصر 1325 .ه .
-عقلة المستوفز .طبع ليدن ،مطبعة بريل سنة 1336ه .تصوير مكتبة المثنى
ببغداد .
-عنقاء مغرب .البابي الحلبي .مصر .دون تاريخ .
-الفتوحات المكية .تصوير دار صادر .بيروت .دون تاريخ .
-الفتوحات المكية .نشر عثمان يحي .الهيئة المصرية العامة للكتاب .الطبعة األولى
[ االجزاء الستة األولى فقط ] .
-فصوص الحكم .نشر أبو العال عفيفي .دار الكتاب العربي .بيروت .دون
تاريخ .
-الفناء في المشاهدة .حيدرآباد ( الهند ) ط .أولى . 1948تصوير دار احياء
1290
“ “ 1291
1291
“ “ 1292
1292
“ “ 1293
:شرح ابيات الشيخ ابن العربي لعبد الرزاق القاشاني .مخطوط الظاهرية .
دمشق .رقم . 5963
القونوي :رسالة التوجه األولى لصدر الدين القونوي .مخطوط مؤرخ في سنة 914
ه بخط أبو بكر الذباح الحنبلي .مكتبة رياض المالح .دمشق .
:لطائف االعالم إلى إشارة أهل االلهام ،منسوبة للقونوي .
مخطوط برلين رقم . 3457
القيصري :تأويالت القرآن لداود القيصري .مخطوط الظاهرية رقم . 6824
:رسالة في ايضاح بعض اسرار تأويالت القرآن لداود القيصري .
مخطوط الظاهرية .دمشق .رقم . 6824
:مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم لداود القيصري .مكتبة رياض
المالح الخاصة /دمشق .
:رسالة في علم الحقائق لداود القيصري .مخطوط الظاهرية .
دمشق .رقم . 9420
:شرح تائية ابن الفارض لداود القيصري .مكتبة رياض المالح الخاصة /دمشق .
الكردي :كتاب شرح الجاللة لعبد الرحمن الكردي .مخطوط السيد مطيع الحافظ /
دمشق .وهي نسخة قيمة لعلها بخط المؤلف .
المقدسي :اصطالحات الصوفية لعز الدين عبد السالم بن غانم المقدسي .
مخطوط الظاهرية .دمشق .رقم 5524
مؤلف مجهول :رشح الزالل في اصطالح المشايخ .شهيد علي تركيا .رقم
. 1380
َّللا خير بعد الفناء لعبد الغني النابلسي .مخطوط الظاهرية .
النابلسي :بقية ّ
دمشق .رقم ، 6069بخط تلميذ المؤلف البيتماني .
:زيادة البسطة في بيان العلم نقطة لعبد الغني النابلسي .مخطوط الظاهرية .دمشق .
رقم . 1417
:تحقيق معنى المعبود في صوره كل معبود لعبد الغني النابلسي .
مخطوط الظاهرية .دمشق .رقم . 4008
:ورد الورود وفيض البحر المورود لعبد الغني النابلسي .مخطوط من مكتبة رياض
المالح الخاصة .وهو شرح كتاب الصالة الفيضية أو الصلوات الكبرى أو الصالة
الكبرى أو الصلوات المحمدية للشيخ ابن العربي .وهي مطبوعة في إسطنبول سنة
1273ه لها شروحات عددها( 7 ) .
1293
“ “ 1294
) ( 2المصادر المطبوعة
َّللا بن محمد بن أبي شيبه العبسي .
ابن أبي شيبة :كتاب االيمان للحافظ أبي بكر عبد ّ
المطبعة العمومية .دمشق 1385ه .
ابن إدريس :أحزاب النصر ألحمد بن إدريس .ط .بيروت 1389ه .
ابن الجوزي :الموضوعات ألبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي .طبع المدينة
المنورة سنة 1386ه .
ابن حزم :الفصل في الملل واألهواء والنحل ألبي محمد علي ابن حزم األندلسي .
تصوير مكتبة المثنى .بغداد .دون تاريخ .
ابن حنبل :المسند لإلمام احمد ابن حنبل .طبع الميمنية بمصر .القاهرة 1313ه .
ابن الخطيب :روضة التعريف بالحب الشريف للسان الدين ابن الخطيب .
تحقيق عبد القادر احمد عطا .نشر دار الفكر العربي .القاهرة 1968 -
ابن خلدون :شفاء السائل لتهذيب المسائل لعبد الرحمن ابن خلدون .نشر األب عبده
خليفة .المطبعة الكاثوليكية .بيروت . 1956
:المقدمة لعبد الرحمن ابن خلدون .الطبعة الرابعة .طبع دار احياء التراث العربي -
بيروت .
ابن الدباغ :مشارق أنوار القلوب ومفاتيح اسرار الغيوب لعبد الرحمن بن محمد
األنصاري المعروف بابن الدباغ .تحقيق ه .ريتر .نشر دار صادر .بيروت 1379
ه.
أبو داود :السنن لسليمان بن األشعث األزدي السجستاني أبو داود .تحقيق عزت عبيد
الدعاس .الطبعة األولى .نشر محمد علي السيد .حمص . 1970
ابن سبعين :الرسالة الفقيرية لعبد الحق ابن سبعين .نشر عبد الرحمن بدوي .تحت
عنوان :رسائل ابن سبعين .المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر .القاهرة
. 1965
ابن سودكين :كشف الغايات في شرح ما اكتنفت عليه التجليات .الشرح مع امالء ابن
سودكين .نشر عثمان يحيى .المشرق بيروت . 1967
ابن طغر بك :النطق المفهوم من أهل الصمت المعلوم ألحمد ابن طغر بك.
1294
“ “ 1295
1295
“ “ 1296
الدين عبد الحميد .الطبعة الثانية .مكتبة النهضة المصرية .القاهرة . 1969
األلوسي :روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لشهاب الدين
األلوسي .المطبعة المنيرية القاهرة 1345ه .تصوير دار احياء التراث العربي
بيروت -لبنان .دون تاريخ .
اآلمدي :غاية المرام في علم الكالم لسيف الدين اآلمدي .تحقيق حسن محمود عبد
اللطيف .لجنة احياء التراث االسالمي .القاهرة . 1971
األنصاري :منازل السائرين ألبي يحي زكريا بن محمد األنصاري .البابي الحلبي .
القاهرة 1328ه .
:شرح الرسالة القشيرية ألبي يحي زكريا بن محمد األنصاري .
الناشر عبد الوكيل الدروبي وياسين عرفة .جامع الدرويشية .
دمشق .دون تاريخ .
الباقالني :التمهيد في الرد على الملحدة والرافضة ألبي بكر بن علي بن الطيب
الباقالني .تحقيق الخبيري وأبو ريده .دار الفكر العربي .القاهرة . 1947
بالي أفندي :شرح فصوص الحكم ليالي أفندي .طبع المطبعة النفيسة العثمانية .
1309ه .
البخاري :الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري .تصوير دار احياء التراث العربي -
بيروت .دون تاريخ ( صورة عن نشرة الشيخ حسونة النواوي .القاهرة 1313
ه).
:صحيح البخاري بشرح الكرماني لمحمد بن إسماعيل البخاري .طبع عبد الرحمن
محمد .المطبعة البهية بمصر .القاهرة . 1937
البستي :روضة العقالء ونزهة الفضالء البن حبان البستي .طبع البابي الحلبي .
القاهرة . 1955
بقلي :من كتاب كشف األسرار ومكاشفات األنوار لروزبهان بقلي الشيرازي .نشر
األب بولس نويا .مجلة المشرق .بيروت .تموز تشرين األول 1970 .
البيهقي :مختصر شعب األيمان للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي .
طبع المطبعة المنيرية .القاهرة 1355ه.
1296
“ “ 1297
:األسماء والصفات للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي .تحقيق محمد
زاهد الكوثري الحنفي .نشر دار احياء التراث العربي .بيروت .دون تاريخ .
َّللا محمد بن علي بن
الترمذي :بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب ألبي عبد ّ
الحسين الترمذي الحكيم .تحقيق نقوال هير .نشر البابي الحلبي .القاهرة . 1958
َّللا محمد بن علي بن الحسين الترمذي :تحصيل نظائر القرآن الحكيم ألبي عبد ّ
الحكيم .الطبعة األولى .تحقيق حسني زيدان .مطبعة السعادة .القاهرة . 1969
َّللا محمد بن علي بن الحسين الترمذي الحكيم .تحقيق عثمان ختم األولياء ألبي عبد ّ
يحيى .المطبعة الكاثوليكية .بيروت . 1965
َّللا محمد بن علي بن الحسين الترمذي :سلوة العارفين وبستان الموحدين ألبي عبد ّ
الحكيم .ط .إسطنبول 1294ه .وطبعة دار صادر .بيروت دون تاريخ .تحت
عنوان :نوادر األصول في معرفة أحاديث الرسول .
:السنن ألبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي .طبع عزت عبيد الدعاس .طبعة
أولى .مطابع الفجر .حمص . 1967
َّللا التستري .
التستري :تفسير القرآن العظيم ألبي محمد سهل بن عبد ّ
مطبعة السعادة .القاهرة . 1908
الجامي :ترجمة اللوائح لعبد الرحمن الجامي .ط .حيدرآباد الدكن .
دون تاريخ .
:شرح فصوص الحكم لعبد الرحمن الجامي بهامش شرح النابلسي :جواهر النصوص
في حل كل الفصوص .طبع مطبعة األمال 1304 .ه .
الجرجاني :التعريفات .طبع مكتبة لبنان .بيروت . 1969
الجزائري :المواقف لألمير عبد القادر الجزائري .نشر دار اليقظة .
العربية .طبع مطابع الف باء األديب .دمشق 1976 .
الجويني :االرشاد إلى قواطع األدلة في أصول االعتقاد إلمام الحرمين الجويني .نشر
مكتبة الخانجي مصر .مطبعة السعادة ،القاهرة .1950
1297
“ “ 1298
:لمع األدلة إلمام الحرمين الجويني .تعليق د .فوقية حسين محمود .ط .أولى .
المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر .
القاهرة . 1965
الجيلي :األسفار عن رسالة األنوار فيما يتجلى ألهل الذكر من األنوار لعبد الكريم
الجيلي .مطبعة الفيحاء .دمشق . 1929
:االنسان الكامل لعبد الكريم الجيلي .مطبعة حجازي .مكتبة محمد علي صبيح
وأوالده .القاهرة . 1949
:مراتب الوجود لعبد الكريم الجيلي .مكتبة الجندي .القاهرة .
دون تاريخ .
الحريري :درة الغواص في أوهام الخواص ألبي محمد القاسم بن علي الحريري .ط
أولى .قسطنطينية 1299ه .
الحالج :الديوان ألبي المغيث الحسين بن منصور الحالج .الطبعة األولى ،نشر
كامل الشيبي .بغداد . 1974
:الطواسين ألبي المغيث الحسين بن منصور الحالج .نشر ماسينيون .مكتبة بول
غوتنر باريس . 1913
َّللا ألبي سعيد أحمد بن عيسى الخراز .تحقيق عبد الحليم الخراز :الطريق إلى ّ
محمود .مكتبة دار العروبة .القاهرة 1950؟ .
َّللا بن عبد الرحمن الدارمي .طبع االعتدال .بدمشق الدارمي :السنن ألبي محمد عبد ّ
سنة 1349هـ.
الرازي :األربعين في أصول الدين لفخر الدين الرازي .ط .حيدرآباد 1353ه .
:لوامع البينات في األسماء والصفات لفخر الدين الرازي .الطبعة األولى .المطبعة
الشرفية بمصر 1323ه .
:محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين لفخر الدين
الرازي .المطبعة الحسينية .القاهرة 1323ه .
:معالم أصول الدين لفخر الدين الرازي .بهامش المحصل ط .
الحسينية القاهرة 1323ه .
:مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي .الطبعة األولى .المطبعة الخيرية المنشأة بجمالية
مصر المحمية .سنة 1308ه .
الرندي :الرسائل الصغرى البن عباد الرندي .تحقيق ونشر األب بولس نوبا
اليسوعي .دار المشرق .بيروت .1974
1298
“ “ 1299
َّللا الحسنى ألبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج .تحقيق الزجاج :تفسير أسماء ّ
أحمد يوسف الدقاق .مطبعة محمد هاشم الكتبي .دمشق . 1975
السلمي :طبقات الصوفية ألبي عبد الرحمن السلمي .تحقيق نور الدين شريبة .مكتبة
الخانجي بالقاهرة سنة . 1969
السمرقندي :تنبيه الغافلين للشيخ نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي .
المطبعة الشرفية القاهرة 1322ه .
السهروردي :عوارف المعارف لشهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد السهرودي .
الطبعة األولى .نشر دار الكتاب العربي .بيروت . 1966
السيوطي :الجامع الكبير أو جمع الجوامع لعبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي .طبع
مجمع البحوث االسالمية بمصر . 1973
اللقاني :شرح جوهرة التوحيد للشيخ عبد السالم بن إبراهيم اللقاني المالكي .تحقيق
محمد محي الدين عبد الحميد .الطبعة الثانية .
مطبعة السعادة .مصر . 1955 .
الشعراني :األنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية لعبد الوهاب الشعراني .تحقيق
طه عبد الباقي سرور ومحمد عيد الشافعي .
المكتبة العلمية ومطبعتها .القاهرة . 1962
:اليواقيت والجواهر في بيان عقائد األكابر لعبد الوهاب الشعراني .الطبعة الثانية .
دار المعرفة .بيروت .أعيدت باألوفست دون تاريخ .
الشهرستاني :نهاية األقدام في علم الكالم لعبد الكريم الشهرستاني .نشر الفرد جيوم .
لندن . 1931
الطوسي :اللمع ألبي نصر السراج الطوسي .تحقيق عبد الحليم محمود .
القاهرة . 1960
عبد الجبار :شرح األصول الخمسة للقاضي عبد الجبار الهمذاني .الطبعة األولى .
نشر مكتبة وهبة .مطبعة االستقالل الكبرى .القاهرة . 1965
:فرق وطبقات المعتزلة للقاضي عبد الجبار الهمذاني .تحقيق علي النشار .دار
المطبوعات الجامعية مصر . 1972
عجلوني :كشف الخفاء ومزيل االلتباس عما اشتهر من األحاديث على السنة الناس
إلسماعيل عجلوني .طبع دار احياء التراث العربي.
1299
“ “ 1300
بيروت 1351هـ
الغزالي :التجريد في كلمة التوحيد ألحمد الغزالي .الطبعة الثانية .مطبعة مصطفى
البابي الحلبي .القاهرة . 1976
الغزالي ( أبو حامد ) :احياء علوم الدين .مطبعة االستقالل بالقاهرة .دون تاريخ .
:االقتصاد في االعتقاد .تحقيق محمد مصطفى أبو العال .مكتبة الجندي .مصر
. 1972
:أيها الولد ،التبر المسبوك ،روضة الطالبين .نشر مكتبة الجندي -مصر .
:الجام العوام عن علم الكالم .تحقيق محمد مصطفى أبو العال .
نشر مكتبة الجندي -مصر .
:مدخل السلوك إلى منازل الملوك .تحقيق رياض المالح .مطبعة العلم .دمشق
. 1965
:مشكاة األنوار تحقيق أبو العال عفيفي .الدار القومية للطباعة مصر . 1964
:المضنون الصغير .بهامش االنسان الكامل للجيلي .مكتبة محمد علي صبيح
وأوالده .القاهرة . 1949
:المضنون الكبير .بهامش االنسان الكامل للجيلي .مطبعة حجازي .مكتبة محمد
علي صبيح وأوالده .مصر . 1949
:معارج القدس مكتبة الجندي .القاهرة .
:معراج السالكين .تحقيق محمد مصطفى أبو العال .سلسلة القصور العوالي .نشر
مكتبة الجندي .القاهرة .
َّللا الحسنى .تحقيق فضلة شحادة .نشر دار :المقصد األسنى في شرح أسماء ّ
المشرق .بيروت . 1971
:منهاج العابدين ،ميزان العمل .نشر مكتبة الجندي -القاهرة .
القاشاني :تفسير القرآن الكريم لعبد الرزاق القاشاني ( منسوب خطأ للشيخ ابن
العربي ) منشورات دار اليقظة العربية .بيروت . 1968
:شرح فصوص الحكم لعبد الرزاق القاشاني .الطبعة الثانية .
مطبعة مصطفى البابي الحلبي .القاهرة . 1966
القشيري :التحبير في التذكير ألبي القاسم عبد الكريم القشيري .دار الكاتب العربي
بمصر .1968
1300
“ “ 1301
:الرسالة القشيرية ألبي قاسم عبد الكريم القشيري .نشر دار الكتاب العربي .
بيروت .
:كتاب مختصر في التوبة ألبي القاسم عبد الكريم القشيري .نشر الدكتور قاسم
السامرائي .مجلة المجمع العلمي العراقي المجلد السابع عشر .بغداد . 1969
:لطائف اإلشارات ألبي القاسم عبد الكريم القشيري .تحقيق إبراهيم بسيوني .الهيئة
المصرية العامة للتأليف والنشر .القاهرة . 1971
:منشور الخطاب في مشهور األبواب ألبي القاسم عبد الكريم القشيري .نشر الدكتور
قاسم السامرائي .مجلة المجمع العلمي العراقي .المجلد الثامن عشر بغداد . 1969
القونوي :اعجاز البيان في تأويل أم القرآن لصدر الدين القونوي .الطبعة الثانية .
حيدراباد ( الدكن ) . 1949
القيصري :شرح فصوص الحكم لداود القيصري .طبع الهند 1299ه .
كبرى :فوائح الجمال وفواتح الجالل لنجم الدين كبرى .نشر فريتزماير .مطبعة
فرانتر شتاينر .ويسبادن ( ألمانيا ) . 1957
الكالباذي :التعرف لمذهب أهل التصوف ألبي بكر محمد الكالباذي .تحقيق عبد
الحليم محمود وطه عبد الباقي سرور .عيسى البابي الحلبي -القاهرة . 1960
الكمشخانوي :جامع األصول ألحمد ضياء الدين الكمشخاوي .طبع دار الكتب العربية
الكبرى .مصر 1331ه .
:راموز األحاديث ألحمد ضياء الدين الكمشخانوي .طبع اسطمبول 1275ه .
الماتريدي :تأويالت أهل السنة ألبي منصور الماتريدي .تحقيق إبراهيم عوضين .
القاهرة . 1971
ماسينيون :اخبار الحالج أو مناجيات الحالج .نشر ل .ماسينيون وب .
كراوس .مطبعة القلم .مكتبة ال روز .باريس . 1936
الماوردي :أدب الدنيا والدين ألبي الحسن علي بن محمد الماوردي .مطبعة السعادة .
القاهرة . 1921
المحاسبي :رسالة المسترشدين للحارث بن أسد المحاسبي .المطبوعات االسالمية .
حلب . 1964
َّللا للحارث بن أسد المحاسبي .الطبعة الثالثة.
:الرعاية لحقوق ّ
1301
“ “ 1302
تحقيق عبد القادر أحمد عطا .دار الكتب الحديثة .القاهرة . 1970
مسلم :الجامع الصحيح ألبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .
تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي .دار أحياء التراث العربي .بيروت . 1956
المقرى :نفح الطيب ألحمد المقرى .مطبوعات دار المأمون .عيسى البابي الحلبي
بمصر . 1936
المكي :علم القلوب ألبي طالب محمد بن علي بن عطيه المكي .الطبعة األولى .
تحقيق عبد القادر أحمد عطا .مكتبة القاهرة . 1964
:قوت القلوب في معاملة المحبوب ألبي طالب محمد بن علي بن عطية المكي .مكتبة
ومطبعة مصطفى البابي الحلبي .مصر . 1961
المناوي :فيض القدير لعبد الرؤوف المناوي .الطبعة الثانية .دار المعرفة .بيروت
. 1972
المنوفي :التمكين في شرح منازل السائرين لمحمود أبو الفيض المنوفي .
ط .دار نهضة مصر للطباعة والنشر .القاهرة . 1969
:التصوف االسالمي الخالص لمحمود أبو الفيض المنوفي .دار نهضة مصر
للطباعة .القاهرة . 1969
النابلسي :شرح جواهر النصوص في حل كل الفصوص لعبد الغني النابلسي .طبع
مطبعة اآلمال سنة 1304ه .
الناشئ األكبر :مسائل اإلمامة والكتاب األوسط للناشئ األكبر .نشر يوسف فان اس
( سلسلة نصوص ودراسات يصدرها المعهد األلماني لألبحاث الشرقية في بيروت )
فيسبادن /بيروت . 1971 ،
النبهاني :الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير ليوسف النبهاني .ط .
البابي الحلبي .القاهرة 1351ه .
َّللا بن أحمد بن محمود .نشر دار الكتاب
النسفي :تفسير النسفي ألبي البركات عبد ّ
العربي .بيروت .دون تاريخ .
النفرى :المواقف والمخاطبات لمحمد بن عبد الجبار النفرى .طبع آربري دار الكتب
المصرية .القاهرة . 1934
:نصوص صوفية للنفري .نشر األب نويا .دار المشرق .بيروت .1972
1302
“ “ 1303
نويا :نصوص صوفية غير منشوره لألب بولس نويا -دار المشرق بيروت
. 1972
الهجويري :كشف المحجوب للهجويري .ترجمة اسعاد قنديل .المجلس األعلى
للشؤون االسالمية .القاهرة . 1974
الهروي :غريبي القرآن والحديث ألحمد بن محمد الهروي .تحقيق محمد الطناحى .
القاهرة . 1970
الهيثمي :الزواجر عن اقتراف الكبائر البن حجر الهيثمي .طبع مطبعة مصطفى
محمد .مصر 1356ه .
الهيثمي :مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين الهيثمي .طبع مكتبة القدسي
بمصر 1353ه.
1303
“ “ 1304
1304
“ “ 1305
“ :كنوز في رموز “ لمحمد مصطفى حلمي .في الكتاب التذكاري .محي الدين بن
العربي .نشر الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر .القاهرة . 1969
خيري :إزالة الشبهات عن قول األستاذ كنا حروفا عاليات ألحمد خيري .طبع مطبعة
السعادة .القاهرة 1370ه .
سرور :رابعة العدوية والحياة الروحية في االسالم لطه عبد الباقي سرور .دار الفكر
العربي .القاهرة . 1957
سيد األهل :محي الدين بن العربي من شعره لعبد العزيز سيد األهل .طبع دار العلم
للماليين .بيروت . 1970
الشرقاوي :رابعة العدوية لمحمود الشرقاوي .دار الشعب القاهرة . 1971
الشيبي :الصلة بين التصوف والتشيع لكامل مصطفى الشيبي .الطبعة الثانية .دار
المعارف بمصر .القاهرة . 1969
الصالح :مباحث في علوم القرآن للشيخ صبحي الصالح .الطبعة الرابعة .دار العلم
للماليين .بيروت . 1965
عفيفي “ :الشيخ ابن العربي في دراساتي “ ألبي العال عفيفي .في الكتاب التذكاري
محي الدين بن العربي .نشر الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر .القاهرة
. 1969
“ :أبو القاسم بن قسي وكتابه خلع النعلين “ ألبي العال عفيفي .في مجلة كلية اآلداب .
جامعة اإلسكندرية . 1957
“ :األعيان الثابتة في مذهب الشيخ ابن العربي والمعدومات في مذهب المعتزلة
“ ألبي العال عفيفي .في الكتاب التذكاري محي الدين بن العربي .نشر الهيئة
المصرية العامة للتأليف والنشر .القاهرة . 1969
:التصوف الثورة الروحية في االسالم ألبي العال عفيفي .دار الشعب للطباعة
والنشر .بيروت .دون تاريخ .
“ :عذراء في حياة صوفي “ ألبي العال عفيفي .في مجلة الهالل .عدد يوليو
. 1947
“ :الفتوحات المكية للشيخ ابن العربي “ ألبي العال عفيفي .في سلسلة تراث
االنسانية .المجلد األول .نشر المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة
والنشر .القاهرة .
“ :من اين استقى الشيخ ابن العربي فلسفته الصوفية “ ألبي العال عفيفي .
في مجلة كلية اآلداب .جامعة اإلسكندرية .1933
1305
“ “ 1306
“ :نظريات االسالميين في الكلمة “ ألبي العال عفيفي .في مجلة كلية اآلداب .جامعة
فؤاد األول . 1934
عيسى :حقائق عن التصوف لعبد القادر عيسى .الطبعة الثانية .مطبعة البالغة .
حلب . 1970
غني :تاريخ التصوف في االسالم لقاسم غني .ترجمه عن الفارسية صادق نشأت .
مكتبة النهضة المصرية .القاهرة . 1970
فخري :دراسات في الفكر العربي لمساجد فخري .دار النهار للنشر .
بيروت . 1970
اللواساني :تواريخ األنبياء لحسن اللواساني .طبعة أولى بيروت . 1964
محمود :أبو مدين الغوث لعبد الحليم محمود .كتاب الشعب .القاهرة . 1973
:المدرسة الشاذلية الحديثة وامامها أبو الحسن الشاذلي لعبد الحليم محمود .دار الكتب
الحديثة .القاهرة 1387ه .
مدكور “ :وحدة الوجود بين الشيخ ابن العربي واسبينوزا “ إلبراهيم مدكور .في
الكتاب التذكاري للشيخ ابن العربي .الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر .القاهرة
. 1969
موسى :فلسفة االخالق في االسالم لمحمد يوسف موسى .الطبعة الثالثة .
مؤسسة الخانجي .القاهرة . 1963
محمود “ :طريقة الرمز عند الشيخ ابن العربي في ديوانه ترجمان األشواق “ لزكي
نجيب محمود .في الكتاب التذكاري محي الدين بن العربي نشر الهيئة المصرية العامة
للتأليف والنشر :القاهرة . 1969
النشار :مناهج البحث عن مفكري االسالم لعلي سامي النشار .طبع دار المعارف
بمصر .القاهرة . 1965
:نشأة الفكر الفلسفي في االسالم لعلي سامي النشار .طبعة رابعة دار المعارف
بمصر .القاهرة . 1966
نصر :ثالثة حكماء مسلمين لسيد حسين نصر .نقله عن االنكليزية صالح الصاوي .
نشر دار النهار .بيروت . 1971
نيكلسون :في التصوف االسالمي وتاريخه مجموعة أبحاث لرينولد نيكلسون .عنونها
المترجم الدكتور أبو العال عفيفي بهذا العنوان .لجنة التأليف والنشر .القاهرة
. 1969
ونسنك :المعجم المفهرس أللفاظ الحديث النبوي ترتيب وتنظيم ونشر أ.
1306
“ “ 1307
ي .ونسنك .وي .ب .منسنج .مطبعة بريل .في مدينة ليدن . 1962
اليافي :دراسات فنية في األدب العربي لعبد الكريم اليافي .دمشق . 1972
اليافعي :نشر المحاسن الغالية في فضل المشايخ الصوفية ألبي محمد اليافعي .
تحقيق إبراهيم عطوه عوض .
مطبعة البابي الحلبي .
القاهرة . 1961
يحي “ :نصوص تاريخية خاصة بنظرية التوحيد في التفكير االسالمي “ لعثمان يحي
في الكتاب التذكاري .الشيخ محي الدين ابن العربي .
نشر الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر .القاهرة .1969
.
تم
والحمد هلل رب العالمين
عبدهللا المسافر باهلل
1307