Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫مدخل‪ :‬القسط‬

‫ل‬
‫م‬ ‫ا‬
‫الوفاء بالأمانة و وو ية‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫حق الله تعالى‪:‬‬
‫محاور الدرس‪:‬‬
‫‪-1-‬ميزة الحقوق في اإلسالم ‪:‬‬

‫‪-2-‬الوفاء باألمانة واملسؤولية‪ :‬املفهوم والتجليات‬

‫‪-3-‬الوفاء باألمانة واملسؤولية‪ :‬أساس نشر الثقة وشرط نماء املجتمع وصالحه‬
‫أوال‪ -‬النصوص الشرعية ‪:‬‬

‫فال تعالى ‪:‬‬


‫سورة توسف الأنة‪. 11 :‬‬
‫اثنيا‪ -‬شرح املفردات‪:‬‬
‫لناصـ ـ ـ ـ ـ ـح ـ ــون ‪ :‬قائمون مبصاحله‪.‬‬ ‫•‬
‫تؤدوا األماانت‪ :‬تعيدوها و ترجعوها إىل أصحاهبا‬ ‫•‬
‫حـ ــكم ـ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‪ :‬قضيتم و فصلتم يف احلكم‪.‬‬ ‫•‬
‫يعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـظ ـ ـ ـ ــكم ‪ :‬يدلكم و يرشدكم و يوجهكم‬ ‫•‬
‫ختـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــونـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‪ :‬مجع ‪,‬مفرد‪-‬ختون‪ -‬املاضي خان من اخلون يؤمتن فال ينصح وهو ضد األمانة‪ ،‬خان‬ ‫•‬
‫العهد مل حيظه‪ ،‬نقض وغدر‪...‬‬
‫األمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانـ ــة‪ :‬ما ائتمنكم ه‬
‫اّلل عليه من فرائضه وحدوده‪.‬‬ ‫•‬
‫اثلثا‪ -‬مضامني النصوص‪:‬‬

‫• النص األول‪ :‬ختطيط إخوة يوسف‪ ،‬وسعيهم لتحمل األمانة اليت اتفقوا مسبقا على خيانتها‪.‬‬
‫• النص الثاين‪ :‬أمر هللا تعاىل بضرورة رد األماانت إىل أصحاهبا‪ ،‬واحلكم بني الناس ابلعدل واحلق‪.‬‬
‫• النص الثالث‪ :‬هني املؤمنني عن خيانة دينهم ورسوهلم‪ ،‬ابطالع املشركني على أسرارهم‪ ،‬وخيانة ما‬
‫ائْ تُ ِمنُوا عليه من التكاليف الشرعية‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬التحليل‪ :‬املحور األول ‪ -‬ميزة الحقوق في اإلسالم‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الحق‪ :‬وهو لغة‪ :‬الثابت والو اقع‪ ،‬والعدل والنصيب والواجب‪ .‬واصطالحا‪ :‬مصلحة ثابتة للفرد أو الجماعة‬
‫يقرها الشرع أو القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬أقسام الحقوق‪ :‬تنقسم الحقوق إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -‬حق هلل‪ :‬هو توحيده وطاعته فيما شرع‪.‬‬
‫‪ -‬حق للنفس‪ :‬بحفظ البدن والعقل والروح من كل املفاسد‪ ،‬وتنميتها بكل املنافع‪.‬‬
‫‪ -‬حق للعباد‪ :‬برعاية مصالح الناس املادية واملعنوية‪.‬‬
‫‪ -3‬حق النفس‪ ،‬وحق الغير‪ ،‬وغيرها من الحقوق‪ ،‬هي حقوق هلل تعالى قبل أن تكون حقوقا للنفس‪ ،‬أو للغير‪،‬‬
‫ألن هللا تعالى هو الذي أمر برعايتها وحفظها وأدائها‪ ،‬ويحاسب على تضييعها و انتهاكها‪.‬‬
‫• إذن؛ ميزة الحقوق في االسالم هي أنها سواء كانت حقا للخالق أو للنفس أو حقا للغير أو حقا للبيئة‪..‬‬
‫هي حقوق هلل تعالى‪ .‬فمثال‪ :‬األمانة هي حق هلل عزوجل أوال قبل أن تكون حقا للنفس أو الغير‪ ،‬فاهلل جل جالله هو‬
‫( إِنَّا عرضْنا الْأَمانةَ علَى السَّماواتِ والَْأرْضِ والْجِبالِ فَأَبيْن أَنْ‬ ‫الذي عرضها‪ ،‬وأمر بحفظها وأدائها؛ لهذا فال تعالى ‪:‬‬
‫حمِلْنها وأَشْفَقْن ِمنْها وحملَها ا ْلِإنْسانُ إَِّنهُ كَان ظَلُوماً جهُوالً) وهكذا تتحول الحقوق إلى واجبات‪.‬‬
‫ي ْ‬

‫• هذه هي األمانة اليت ال يستطيع حتملها إال من كانت له القدرة على حماسبة النفس وترشيد الشهوات‪ ،‬وهي أمانة‬
‫املسؤولية اليت أشفقت من محلها السموات واألرض‪ ،‬وتعهد اإلنسان حبملها ‪ ،‬فأصبح أداؤها واجبا عليه‪ ،‬وأصبح كل راع‬
‫مسؤوال عنها‪ ،‬وهي معه يف كل اجملاالت‪ :‬مع ربه‪ ،‬ومع نفسه‪ ،‬مع الغري‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬الوفاء باألمانة واملسؤولية‪ :‬املفهوم والتجليات‬
‫أوال‪ -‬مفاهيم األمانة والوفاء واملسؤولية‪:‬‬

‫‪ - 1‬مفهوم األمانة ‪ :‬هي كل حق لَ ِزَمك أداؤه وحفظه ‪ ،‬وهي ضد اخليانة وقيل ‪(:‬كل ما افرتض على العباد فهو أمانة كصالة‬
‫وزكاة وصيام وأداء دين وأوكدها الودائع وأوكد الودائع كتم األسرار)‬
‫ِ‬
‫ب منك ‪ ،‬وهو ضد النقص واإلخالل‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مفهوم الوفاء‪ :‬إمتام وإكمال ما طُل َ‬
‫‪ - 3‬الوفاء ابألمانة‪ :‬هو أداء وحفظ ما لَ ِزمك من حقوق على وجه التمام والكمال‪.‬‬
‫‪ - 4‬مفهوم الوفاء ابألمانة واملسؤولية‪ :‬هو القيام حبق هللا تعاىل يف حفظ الودائع والعهود والتكاليف واحلقوق‬
‫على وجه اتم‪ ،‬ابعتبار املسلم ٌم ْستَ َأمناً عليها‪ ،‬وحماسبا على عمله فيها‪.‬‬
‫‪ -5‬حكمها‪ :‬الوفاء ابألمانة واملسؤولية واجب على كل مسلم‪ ،‬وهو عالمة من عالمات اإلميان‪ ،‬والتقصري يف‬
‫ادائهما يعد خيانة‪ ،‬واخليانة من عالمات النفاق‪.‬‬
‫اثنيا ‪ -‬جتليات الوفاء ابألمانة واملسؤولية ومظاهرها‪:‬‬

‫‪ -‬حفظ النفس وعدم تعريضها للخطر‪.‬‬ ‫حفظ الدين إبتيان الواجبات وترك احملرمات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬حفظ العرض ابلتزام العفة وترك اخليانة‪.‬‬ ‫حفظ العقل ابلتعلم والتفكر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حفظ املال عن طريق املعامالت الشرعية وجتنب الغش والراب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اثلثا ‪ -‬املسؤولية ( ربط املسؤولية ابحملاسبة مبدأ يشمل التكليف والتكرمي اإلهلي )‪:‬‬
‫مفهوم املسؤولية‪ :‬هي كل عمل يطالب اإلنسان إبجنازه ويسأل عنه يف الدنيا واالخرة‪.‬‬
‫أو‪ :‬هي التزام املرء أبوامر هللا ونواهيه‪ ،‬وقبوله يف حال املخالفة لعقوبتها‪.‬‬
‫‪ ‬مسؤولية اإلنسان أصلية يف ِخلْقته‪ ،‬عندما حتمل أمانة التكليف واخلالفة يف األرض‪.‬‬
‫‪ ‬لذلك وجب على مسلم مكلف‪ ،‬أن حيفظ هذه األمانة ويُؤديها على وجه التمام والكمال‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬جتليات املسؤولية (مسؤولية اإلنسان)‪:‬‬
‫سورة النحل – ‪. 93‬‬ ‫مسؤولية اإلنسان عن أقواله وأعماله ومعتقداته‪ :‬قال تعاىل ‪َ ( :‬ولَتُ ْسئَـلُن َعما ُك ْنـتُ ْم تَـ ْع َملُون ‪) 93‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫سورة الكوثر‪.‬‬ ‫ب‪ -‬مسؤولية اإلنسان عن شكر النعم ‪ :‬قال تعاىل ‪ُُ ( :‬ث لَتُ ْسئَـلُن يَـ ْوَمئِ ٍذ َع ِن الن ِع ِيم )‬
‫ول قَ َد َما َع ْب ٍد‬‫صلى هللا َعلَْي ِه َو َسل َم ‪َ " :‬ال تَـ ُز ُ‬‫ب َ‬ ‫ال النِ ي‬ ‫ال ‪ :‬قَ َ‬ ‫ض َي هللا َع ْنهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ج‪ -‬مسؤولية اإلنسان عن كسبه ‪َ :‬عن معاذ بن جبل ر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يَـ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة َحّت يُسأ ََل َع ْن أ َْربَ ِع ِخ َ ٍ‬
‫يم أَنْـ َف َقهُ؟‬
‫سبَهُ؟ َوف َ‬ ‫يم أَبْ َالهُ؟ َو َع ْن َماله‪ ،‬م ْن أَيْ َن ا ْكتَ َ‬
‫وع ْن َشبَابه‪ ،‬ف َ‬ ‫يم أَفْـنَاهُ؟ َ‬ ‫صال‪َ :‬ع ْن عُ ُم ِره‪ ،‬ف َ‬ ‫ْ‬
‫َو َع ْن ِعل ِْم ِه‪َ ،‬ما َذا َعم َل فيه؟ "‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫د ‪ -‬مسؤولية اإلنسان عن عالقته ابلغري ‪ ( :‬حقوق الوالدين ‪ ،‬اإلخوة ‪ ،‬اجلريان ‪)...‬‬
‫خامسا ‪ -‬كيف أعمق شعوري حبق الغري فأحفظ األمانة وأيف مبسؤوليايت؟‬
‫ب ‪ -‬االجتهاد يف أداء الفرائض‪.‬‬ ‫أ ‪ -‬التفقه يف الدين ومعرفة أحكام احلالل واحلرام‪.‬‬ ‫•‬
‫ج ‪ -‬شكر نعم هللا تعاىل‪ .‬د ‪ -‬استحضار السؤال يوم القيامة‪ .‬هـ ‪ -‬اإلدالء بواجب النصيحة جتاه الغري‪.‬‬ ‫•‬
‫احملور الثالث ‪ -‬الوفاء ابألمانة واملسؤولية‪ :‬أساس نشر الثقة وشرط مناء اجملتمع وصالحه‬

‫‪ ‬الوفاء ابألماانت واملسؤوليات حق من حقوق هللا تعاىل‪ ،‬أمر حبفظها وأدائها‪ ،‬وهو من األخالق السامية اليت‬
‫تدل على كمال اإلميان وحسن اإلسالم‪ ،‬وتوجب لصاحبها حمبة هللا تعاىل‪ ،‬وحمبة الناس‪ ،‬وتسهم يف نشر‬
‫الثقة بينهم‪ ،‬وجتعل اجلميع يشارك يف بناء اجملتمع ومنائه‪ ،‬من خالل أداء كل فرد ملا كلف به من مسؤوليات‪.‬‬

‫‪ ‬وأشهر من اتصف ابألمانة هو نبينا حممد صلى هللا عليه وسلم يف كل أمور حياته‪ ،‬حىت لقب «الصادق‬
‫حىت املخالفني له يف العقيدة واإلسالم يودعون أماانهتم عنده‪ ،‬لثقتهم فيه وأتكدهم من‬
‫األمني»‪ ،‬مما جعل ه‬
‫أمانته‪.‬‬
‫‪ ‬الوفاء ابألمانة والقيام ابملسؤولية‪ ،‬ينظم العالقة بني الشخص وأفراد جمتمعه على أسس من التعاطف واملودة‬
‫وحب اخلري املتبادل‪ ،‬وابلتايل نشر الثقة بني املتعاملني ‪.‬‬

‫‪ ‬كلما تفشت اخليانة بني أفراد اجملتمع‪ ،‬إال واهنارت نظم اجملتمع وتالشت‪ ،‬أما اجملتمع األمني الذي يهتم‬
‫أفراده ابألمانة‪ ،‬فهو يستطيع أن حيرز التقدم والنماء‪ ،‬ويكون لديه مجيع مقومات النجاح والصالح‪.‬‬

You might also like