Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 97

‫جامعة أم درمان اإلسالمية‬

‫كتاب‬

‫مناهج البحث العلمي‬

‫تأليف الدكتور جمال الدين محمد علي تبيدي‬


‫األستاذ المشارك بكلية أصول الدين‬

‫‪1‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫المقدمة‬
‫يتن ))اول ه ))ذا الكت ))اب دراس ))ة وتحلي ))ل مفه ))وم ومص ))طلحات البحث العلمي ودوره في‬
‫تنمي))ة المعرف))ة اإلنس))انية وتق))دم األمم بش))كل ع))ام‪ .‬حيث يتن))اول وبش))كل معم))ق كاف))ة‬
‫ج))وانب ومراح))ل عملي))ة البحث العلمي وال))تي تش))تمل على تحدي))د المش))كلة البحثي))ة‪،‬‬
‫وتط ))وير الفرض ))يات‪ ،‬واختي ))ار التص ))ميم البح ))ثي المالئم‪ ،‬وتحدي ))د أن ))واع ومص ))ادر‬
‫والبيان))ات‪ ،‬وتط))وير خط))ة المعاين))ة وتحدي))د حجم العين))ة‪ ،‬وجم))ع البيان))ات الميداني))ة‪،‬‬
‫وتحليل وتفسير البيانات‪ ،‬وتحضير وعرض التقرير البحثي‪.‬‬
‫ونح))اول ع))بر فص))ول ه))ذا الكت))اب أن يخ))رج الطالب والب))احثون بح))وثهم بالطريق))ة‬
‫العلمية على القالب العلمي ‪.‬‬
‫و القالب العلمي ‪:‬هو اإلطار الذي تصاغ فيه الدراسة ‪ ،‬ويشتمل على ثالثة عناصر ‪:‬‬
‫الهندسة ‪ :‬والمقصود بها هيكل البحث من حيث أبواب))ه وفص))وله ومباحث))ه ‪ ،‬إذ ال ب))د‬
‫من تحقق صفة مهمة في ذلك وهي ‪ :‬التوازن ‪ .‬فال يعق)ل مثال أن يك)ون الب)اب األول‬
‫للبحث مـن خمسين صفحة بينما الباب الثاني من خمسمائة ص))فحة ‪ .‬ومناس))ب ههن))ا‬
‫أن نتح ))دث عن مف ))اهيم اإلص ))طالحات ال ))تي تتك ))ون منه ))ا أج ))زاء التص ))ميم ع ))ادة ‪،‬‬
‫ومواقعها الهندسية فيه ‪.‬‬
‫المقدمة ‪ :‬وتكون في أول البحث ‪ ،‬وهي مع ذلك آخر ما ينج))ز ‪ ،‬نظ))را ألنه))ا تتض))من‬
‫الحديث عن الموضوع بشكل عام ‪.‬‬
‫الم)دخل أو التمهي)د ‪ :‬وكالهم)ا بمع)نى واح)د ‪ ،‬ومحل)ه بع)د المقدم)ة مباش)رة ‪ .‬وإ نم)ا‬
‫يحتاج إليه إذا كان فهم اإلشكال العلمي المطروح مبينا على مق))دمات تتعل))ق بالمج))ال‬
‫العلمي الذي ينتمي إليه ‪.‬‬
‫التقس))يم ‪ :‬الب))اب والفص))ل والمبحث ‪ :‬أم))ا " الب))اب " فه))و وح))ده ك))برى تش))كل قض))ية‬
‫أساس))ية أو ركن))ا من أرك))ان الموض))وع ‪ ،‬وأم))ا " الفص))ل " فه))و وح))دة وس))طى تش))كل‬
‫قضية جزئي)ة ‪ ،‬منه)ا وأمثاله)ا يتك)ون " الب)اب " ‪ .‬ويمكن الح)ديث في " الفص)ل " عن‬
‫مط))الب أو عناص))ر أو وح))دات ص))غرى أو مس))ائل هي المس))ماة ب " المب))احث " ف))إذا‬

‫‪2‬‬
‫كان الموضوع مكونا من وحدتين كبيرتين أو أكثر لكل منهم))ا خص))ائص تميزه))ا عن‬
‫األخ))رى ‪ ،‬وك))ان منه))ا من الم))ادة م))ا ُيغطي األب))واب والفص))ول والمب))احث ‪ُ ،‬س ميت "‬
‫أقساما " ‪ ،‬و " القسم " أشمل من " الباب "‪.‬والباب أشمل من الفص))ل والفص))ل أش))مل‬
‫من المبحث والمبحث أشمل من المطلب وهكذا ‪.‬‬
‫الخاتمة ‪ :‬وهي إشعار عملي بانتهاء الدراسة ‪ ،‬ومحلها طبعا في الختام ‪ .‬وتع))رض‬
‫فيها ‪ :‬إما نتائج البحث ‪ ،‬وإ ما تصور موجز لمستقبل البحث ‪.‬‬
‫ومن أهم الضوابط العامة للتصميم الهندسي أن ُتفتتح جميع الوحدات بعناوين تع))بر‬
‫بدقة كاملة عن مضامينها ‪.‬‬
‫التوثيق ‪ :‬والمقصود بالتوثيق ههنا ‪ ،‬ض))بط النص))وص واألفك))ار المنقول))ة في البحث‬
‫بإرجاعها إلى مصادرها بدق))ة ‪ .‬وال ب))د في منهج اإلحال))ة والحش))و من ض))وابط ثالث))ة‬
‫هي ‪ :‬االنسجام والتركيب والخدمة ‪.‬‬
‫االنسجام ‪ :‬ونقصد به الثبات على منهج واحد في طريقة اإلحال))ة من أول البحث إلى‬
‫نهايته ‪.‬‬
‫التركيز ‪ :‬والمقصود ب))ه االختص))ار غ))ير المخ))ل ‪ ،‬وذل))ك باالكتف))اء بأق))ل إش))ارة مبلغ))ة‬
‫للمراد ‪.‬‬
‫الخدم))ة ‪ :‬والمقص))ود به))ا تطعيم الدراس))ة بالقض))ايا التبعي))ة ال األص))لية ‪ ،‬ألن ه))ذه‬
‫محله ))ا ه ))و الدراس ))ة ذاته ))ا ‪ ،‬أع ))ني المتن ‪ .‬أم ))ا الحاش ))ية فهي لم ))ا ف ))اض عن تل ))ك‬
‫الدراسة من شروح وتعليقات ومناقشات تابعة واستشهادات مكملة ‪.‬‬
‫األس) ))لوب ‪ :‬في الدراس) ))ات اإلس) ))المية على الط) ))الب أن يكتب بأس) ))لوب س) ))ليم من‬
‫األخطاء اللغوية والنحوية واإلمالئية والبالغية ‪ ،‬هذا هو الحد األدنى ‪ .‬وله بعد ذل))ك‬
‫أن يزيد في مراتب اإلتقان التعبيري حتى يصل إلى مقام الحسان ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أهداف تدريس مادة مناهج البحث ‪:‬‬
‫من المعلوم أن الدارسين في المراحل األولي))ة واألساس))ية يعتم))دون على التلقي ع))بر‬
‫تلقين المعلم الحاذق الخبير ‪ ،‬فمحور العملية التعليمية فيها هو المعلم ‪.‬‬
‫والمرحلة الثانوية يعتمد الدارسون على المق)ررات المح)ددة في الم)واد المح)ددة لك)ل‬
‫مس))))اق ‪ ،‬فللمس))))اق العلمي كتب))))ه ومقررات))))ه وللمس))))اق األدبي كتب))))ه ومقررات))))ه ‪،‬‬
‫وللمساق الفني كذلك كتبه ومقرراته ‪ ،‬وال تخرج الدراسة عن نطاق المقررات‬
‫أم))ا المرحل)ة الجامعي))ة ‪ ،‬فال تلقين فيه))ا وال مق)ررات ‪ ،‬وإ نم))ا تق)وم العملي))ة التعليمي))ة‬
‫على البحث العلمي المعتمد على توجيهات األساتذة المختصين وإ رشادات المشرفين‬
‫ال))تربويين ‪ ،‬واألعم))ال البحثي))ة المص))احبة للدراس))ة ‪ ،‬ألن المطل))وب من ال))دارس في‬
‫المرحلة الجامعية وم)ا فوقه)ا أن يس)هم في تنمي)ة المعرف)ة ‪ ،‬فال ب)د للط)الب الج)امعي‬
‫أن يرتب))ط بالمكتب))ة ‪ ،‬ويق))دم ع))ددا من األوراق البحثي))ة ال))تي ترتب))ط بمج))ال تخصص))ه‬
‫ومج ))ال الثقاف ))ة العام ))ة ‪ ،‬ومن هن ))ا تنب ))ع أهمي ))ة المعرف ))ة بمن ))اهج البحث العلمي ‪،‬‬
‫ودراسة مناهج البحث العلمي ضرورة لتحقيق ألهداف التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬تعميق معرفة الطالب الباحث الجامعي بخطوات البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف الطالب الباحث بمفهوم البحث والطريقة العلمية في البحث‪.‬‬
‫‪ ‬إكساب الطالب الباحث الكفاية في تحديد افتراضات ومشكلات البحث‬
‫‪ ‬تعريف الطالب الباحث بتصنيفات البحوث من حيث أهدافها و مناهجها‬
‫‪ ‬تعري ))ف الط ))الب الب ))احث بمفه ))وم أدوات البحث ودوره ))ا في جم ))ع البيان ))ات‬
‫والشروط التي يجب توفرها فيها من حيث صدقها وثباتها‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف الطالب الباحث بأساليب المالحظة والقياس الرئيسة‪.‬‬
‫‪ ‬تعري))))ف الط))))الب الب))))احث بط))))رق المعاين))))ة وأس))))اليب االحص))))اء الوص))))في‬
‫واالس))))تداللي‪ .‬تعمي))))ق معرف))))ة الطالب الب))))احثين في اس))))تطالع الموض))))وع‬
‫والدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬إث ))راء معلوم ))ات الطالب الب ))احثين في مواض ))يع معين ))ة كالمن ))اهج ونظري ))ات‬
‫المعرفة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬تعوي))))د الط) ))الب الب))))احث على االعتم))))اد على النفس في دراس))))ة المش) ))كالت‬
‫وإ صدار إحكام بشأنها‪.‬‬
‫‪ ‬تعوي))د الط))الب الب))احث على إتب))اع األس))اليب و القواع))د العلمي))ة المعتم))دة في‬
‫كتابة البحوث‪.‬‬
‫‪ ‬تعوي))د الط))الب الب))احث على اس))تخدام الوث))ائق و الكتب ومص))ادر المعلوم))ات‬
‫والربط بينها‬
‫‪ ‬تعوي))د الط))الب الب))احث على فهم واس))تيعاب الموض))وعات المتص))لة باألس))س‬
‫العامة لفلسفة العلم‪ ،‬والمدارس الفكرية المختلفة ‪.‬‬
‫‪ ‬تعوي))د الط))الب الب))احث على الوق))وف على المس))ائل المتص))لة بم))دى ص))الحية‬
‫المنهج العلمي التجري))بي في دراس))ة الظ))واهر العلمي))ة ‪ ،‬والط))رق والوس))ائل‬
‫المستخدمة للوصول إلى سمتي العلم األساسيتين‪ :‬الموضوعية والتعميم‪.‬‬
‫‪ ‬تنمي))ة ق))درات الط))الب الب))احث في مج))ال البحث العلمي‪ ،‬وتنمي))ة قدرت))ه علي‬
‫إدراك وفهم واس)))تيعاب المع)))ايير ال)))تي يس)))تند إليه)))ا في‪ :‬اختي)))ار موض)))وع‬
‫البحث‪ ،‬و اختي)))))))))ار المنهج أو المن)))))))))اهج المناس)))))))))بة لتن)))))))))اول موض)))))))))وع‬
‫البحث‪،‬واختي))ار ط))رق جم))ع البيان))ات والمعلوم))ات‪ ،‬و اختي))ار أس))اليب تحلي))ل‬
‫هذه البيانات والمعلومات وصوًال إلى هدف البحث‪.‬‬
‫‪ ‬تعزي))ز مه))ارات الط))الب الب))احث في التعام))ل م))ع المس))ائل المتص))لة ب))النواحي‬
‫الش))كلية لكتاب))ة األبح))اث العلمي))ة‪ ،‬ح))ال توثي))ق المراج))ع‪ ،‬واإلخ))راج النه))ائي‬
‫للعمل البحثي ‪.‬‬
‫‪ ‬تعزي))ز مه))ارات الط))الب الب))احث الفردي))ة‪ ،‬وك))ذا مه))ارات العم))ل الجم))اعي‪ ،‬في‬
‫اكتساب المعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬تنمي)))ة ق)))درة الط)))الب الب)))احث على االس)))تفادة من المعلوم)))ات المت)))وفرة في‬
‫المكتب ))ات وعلى ش ))بكة اإلن ))ترنت من حيث كيفي ))ة الحص ))ول على المعلوم ))ة‪،‬‬
‫وكيفية التحقق من صحتها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫تعريفات البحث العلمي‬
‫البحث العلمي في إيج))از ش))ديد عب))ارة عن عملي))ة فكري))ة منظم))ة يق))وم به))ا ش))خص‬
‫يسمى (الباحث) ‪ ،‬من أجل تقصي الحق))ائق في ش))أن مس))ألة أو مش))كلة معين))ة تس))مى‬
‫(موض ))وع البحث) ‪ ،‬بإتب ))اع طريق ))ة علمي ))ة منظم ))ة تس ))مى (منهج البحث) ‪ ،‬بغي ))ة‬
‫الوص))))ول إلى حل))))ول مالئم))))ة للعالج أو إلى نت))))ائج ص))))الحة للتعميم على المش) ))اكل‬
‫المماثلة تسمى (نتائج البحث( تحت رعاية وتوجيه شخص خب))ير يس))مى (المش))رف)‬
‫وتفاصيل هذا التعريف في ثنايا هذا الكتاب ‪.‬‬
‫فعند تناول مصطلح (البحث العلمي) ُي الحظ أنه يتكون من كلمتين هما‪:‬‬
‫(البحث)و(العلمي(‬
‫أما البحث لغويًا فهو مص‪#‬در الفع‪#‬ل الماض‪#‬ي (َبَح َث ) ومعن‪#‬اه‪(:‬تتب‪#‬ع‪ ،‬س‪#‬أل‪ ،‬تح‪#‬رى‪،‬‬
‫تقص‪##‬ى‪ ،‬ح‪##‬اول‪ ،‬طلب) وبه‪##‬ذا يك‪##‬ون مع‪##‬نى البحث ه‪##‬و‪ :‬طلب وتقص‪##‬ي حقيق‪##‬ة من‬
‫الحق‪##‬ائق أو أم‪##‬ر من األم‪##‬ور‪ ،‬وه‪##‬و يتطلب التنقيب والتفك‪##‬ير والتأم‪##‬ل‪ ،‬وص‪##‬وًال إلى‬
‫ش‪################‬يء‪،‬يري‪################‬د‪.‬الب‪################‬احث‪.‬الوص‪################‬ول‪.‬إلي‪################‬ه‬
‫أما العلمي‪ :‬فهي كلمة منسوبة إلى العلم‪ ،‬والعلم ‪ :‬يع‪##‬ني المعرف‪##‬ة والدراي‪##‬ة وإدراك‬
‫الحقائق‪.‬؟ والعلم في طبيعته ‪ -‬طريقة تفكير وطريقة بحث أكثر مم‪##‬ا ه‪##‬و طائف‪##‬ة من‬
‫القوانين الثابتة)‪.‬‬
‫أما العلم في منهجه فهو المعرفة المنسقة التي تنش)أ من المالحظ)ة والتج)ريب‪ ،‬وأم)ا‬
‫في غايته فهو الذي يتم بهدف تحديد طبيعة وأصول الظواهر التي تخض))ع للمالحظ))ة‬
‫والدراس ))ة‪ ،‬فهدف ))ه ص ))وغ الق ))وانين ألن ))ه ليس بحث))ًا يج ))د في طلب الحقيق ))ة العظمى‬
‫النهائي ) ))ة‪ ،‬وإ نم ) ))ا ه ) ))و فق ) ))ط أس ) ))لوب في التحلي ) ))ل يس ) ))مح للع ) ))الم بالوص ) ))ول إلى‬
‫قض)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))ايا‪.‬مص)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))اغة‪.‬ص)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))وغًا‪.‬دقيق)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))ًا‬
‫فالبحث العلمي يعتمد على الطريقة العلمي))ة‪ ،‬والطريق))ة العلمي))ة تعتم))د على األس))اليب‬
‫المنظم))ة الموض))وعة في المالحظ))ة وتس))جيل المعلوم))ات ووص))ف األح))داث وتك))وين‬
‫الفرضيات ‪ ،‬وتعددت تعريفات البحث العلمي كما سترى‪.‬‬
‫وعرف المنهج في االصطالح بعدة تعريفات منها أن المنهج‬
‫هو‪:‬‬
‫الطري‪##‬ق الم‪##‬ؤدي إلى الكش‪##‬ف عن الحقيق‪##‬ة في العل‪##‬وم‬
‫بواس‪##‬طة طائف‪##‬ة من القواع‪##‬د العام‪##‬ة ‪ ،‬تهيمن على س‪##‬ير‬
‫العقل ‪ ،‬وتحدد عملياته ‪ ،‬حتى يصل إلى نتيجة معلومة‬

‫‪6‬‬
‫" فن التنظيم الصحيح لسلس‪##‬لة من األفك‪##‬ار العدي‪##‬دة ‪ ،‬من‬
‫أجل الكشف عن الحقيقة‬
‫" طري‪##‬ق كس‪##‬ب المعرف‪##‬ة ‪ ،‬أوه‪##‬و الطريق‪##‬ة ال‪##‬تي يتبعه‪##‬ا‬
‫الباحث في دراسة المش‪##‬كلة الكتش‪##‬اف الحقيق‪##‬ة ‪ ،‬أو ه‪##‬و‬
‫الخط‪##‬وات المنظم‪##‬ة ال‪##‬تي يتبعه‪##‬ا الب‪##‬احث في معالج‪##‬ة‬
‫الموضوعات التي يقوم بدراستها "‬
‫" كان ظهور الطريقة العلمية نتيجة للجهود المختلفة التي‬
‫بذلها المهتمون خالل عصور طويل‪##‬ة ‪ ،‬لكن أول مالمح ه‪##‬ذه‬
‫الطريقة ظهرت على يد فرنسيس بيكون في نهاي‪##‬ة الق‪##‬رن‬
‫السادس عشر وبداية القرن السابع عشر حين اقترح بن‪##‬اء‬
‫النت‪####‬ائج على أس‪####‬اس مجموع‪####‬ة كب‪####‬يرة من الوق‪####‬ائع‬
‫والمالحظ‪##‬ات ال‪##‬تي يمكن جمعه‪##‬ا ‪ ،‬ثم تط‪##‬ور ه‪##‬ذا المنهج‬
‫نتيجة لجهود وأفكار نيوتن وجاليلو فظه‪##‬ر المنهج العلمي ‪،‬‬
‫أو الطريقة العلمية التي تجمع بين األس‪##‬لوب االس‪##‬تقرائي‬
‫واألسلوب االستنتاجي القياسي ‪ ،‬أو جمع بين الفكر الذي‬
‫يمثله األس‪##‬لوب القياس‪##‬ي وبين أس‪##‬لوب المالحظ‪##‬ة ال‪##‬ذي‬
‫يمثله األسلوب االستقرائي‪.‬‬
‫فاألسلوب العلمي أو الطريقة العلمية هي طريقة تجمع بين الفك‪##‬ر والمالحظ‪##‬ة وبين‬
‫القياس واالستقراء "‬

‫‪7‬‬
‫تنوع تعريفات البحث العلمي‪:‬‬
‫تتع‪##‬دد تعريف‪##‬ات البحث العلمي‪ ،‬وال يتف‪##‬ق الب‪##‬احثون على‬
‫تعريف محدد بسبب اختالف أساليب البحث ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ ‬البحث العلمي " عملي‪##‬ة منظم‪##‬ة ته‪##‬دف إلى التوص‪##‬ل‬
‫إلى حلول لمشكالت محددة ‪ ،‬أو إجاب‪##‬ة عن تس‪##‬اؤالت‬
‫معينة باس‪##‬تخدام أس‪##‬اليب علمي‪##‬ة مح‪##‬ددة ‪ ،‬يمكن أن‬
‫تؤدي إلى معرفة علمية جديدة "‬
‫‪ ‬البحث العلمي "عملية منظمة لجمع وتحليل البيانات‬
‫لغرض من األغراض "‬
‫‪ ‬البحث العلمي "عملي‪##‬ة علمي‪##‬ة ‪ ،‬تجم‪##‬ع له‪##‬ا الحق‪##‬ائق‬
‫والدراس‪###‬ات ‪ ،‬وتس‪###‬توفى فيه‪###‬ا العناص‪###‬ر المادي‪###‬ة‬
‫والمعنوي‪###‬ة ح‪###‬ول موض‪###‬وع معين دقي‪###‬ق في مج‪###‬ال‬
‫التخصص ‪ ،‬لفحصها وفق مناهج علمية مقررة ‪ ،‬يكون‬
‫للباحث منها موقف معين ‪ ،‬ليتوصل من ك‪##‬ل ذل‪##‬ك إلى‬
‫نتائج جديدة "‬
‫‪ ‬البحث العلمي "مجموع‪###‬ة الجه‪###‬ود المنظم‪###‬ة ال‪###‬تي‬
‫يق‪##‬وم به‪##‬ا اإلنس‪##‬ان ‪ ،‬مس‪##‬تخدمًا األس‪##‬لوب العلمي ‪،‬‬
‫وقواعد الطريقة العلمية ‪ ،‬في سعيه لزيادة سيطرته‬
‫على بيئته ‪ ،‬واكتش‪##‬اف ظواهره‪##‬ا ‪ ،‬وتحدي‪##‬د العالق‪##‬ات‬
‫بين هذه الظواهر "‬
‫‪ ‬البحث العلمي " البحث والتقص‪##‬ي المنظم الكتش‪##‬اف‬
‫المعرف‪###‬ة ‪ ،‬والتنقيب عنه‪###‬ا ‪ ،‬وفحص‪###‬ها وتحقيقه‪###‬ا ثم‬
‫عرض‪###‬ها بأس‪###‬لوب ذكي لتس‪###‬ير في ركب الحض‪###‬ارة‬
‫اإلنسانية‬
‫‪ ‬أن البحث العلمي " هو وسيلة لالستعالم واالستقصاء المنظم وال))دقيق‪ ,‬ال))ذي‬
‫يقوم به الباحث‪ ,‬بغرض اكتشاف معلومات أو عالق))ات جدي))دة‪ ,‬باإلض))افة إلى‬
‫تط))وير أو تص))حيح أو تحقي))ق المعلوم))ات الموج))ودة فعال‪ ,‬على أن يتب))ع في‬
‫هذا الفحص واالستعالم الدقيق‪ ,‬خطوات المنهج العلمي‪".‬‬
‫‪ ‬ومنه ) ))ا أن البحث العلمي " البحث العلمي ه ) ))و البحث النظ ) ))امي والمض ) ))بوط‬
‫الخ))بري التجري))بي‪ ,‬في المق))والت االفتراض))ية عن العالق))ات المتص))ورة بين‬
‫الحوادث الطبيعية‪".‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬ومنه))ا أن البحث العلمي " ه))و فن ه))ادف وعملي))ة لوص))ف التفاع))ل المس))تمر‬
‫بين النظري))ات والحق))ائق‪ ,‬من أج))ل الحص))ول على حق))ائق ذات مع))نى‪ ,‬وعلى‬
‫نظريات ذات قوى تنبؤية‪".‬‬
‫‪ ‬ومنه)))ا أن البحث العلمي " ه)))و محاول)))ة الكتش)))اف المعرف)))ة والتنقيب عنه)))ا‬
‫وتنميتها‪ ,‬وفحصها وتحقيقها بتقص دقيق‪ ,‬ونقد عمي)ق‪ ,‬ثم عرض)ها عرض)ا‬
‫مكتمال بذكاء وإ دراك‪ ,‬يسير في ركب الحضارة العالمية‪ ,‬ويسهم فيه إس))هاما‬
‫إنسانيا حيا شامال‪".‬‬
‫وال))))ذي نس))))تطيع أن نخلص إلي))))ه من خالل ك))))ل ه))))ذه التعريف))))ات أن البحث العلمي‬
‫األكاديمي‪ " :‬هو االستخدام المنظم لعدد من األساليب واإلجراءات للحصول على حل‬
‫أك))ثر كفاي))ة لمش))كلة م))ا‪ ،‬عم))ا يمكنن))ا الحص))ول علي))ه بط))رق أخ))رى‪ ،‬وه))و يف))ترض‬
‫الوص))ول إلى نت))ائج ومعلوم))ات أو عالق)ات جدي))دة لزي))ادة المعرف)ة للن))اس أو التحق)ق‬
‫منها"‪.‬‬
‫و الحاج))ة الى الدراس))ات و البح))وث و التعلم الي))وم أش )ّد منه))ا في أي وقت مض))ى ‪.‬‬
‫فالع))الم في س))باق للوص))ول الى اك))بر ق))در من المعرف))ة الدقيق))ة المس))تمدة من العل))وم‬
‫ال))تي تكف))ل الرفاهي))ة لالنس))ان ‪ ،‬وتض))من ل))ه التف))وق على غ))يره ‪ .‬واذا ك))انت ال))دول‬
‫المتقدم))ة ت))ولي اهتمام))ا كب))يرا للبحث العلمي ف))ذلك يرج))ع الى انه))ا أدركت أن عظم))ة‬
‫األمم تكمن في ق ))درات أبنائه ))ا العلمي ))ة و الفكري ))ة ‪ .‬والبحث العلمي مي ))دان خص ))ب‬
‫ودعامة أساسية لتطورها وبالتالي تحقيق رفاهية شعوبها ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مكانة العلم والعقل في اإلسالم‬
‫أب)))))رز م)))))ا ج)))))اء ب)))))ه ال)))))دين اإلس)))))المي ودع)))))ا إلي)))))ه ه)))))و تعلم العلم وتعليم)))))ه‪..‬‬
‫فقد رفع اإلسالم من قدر العلم كثيرا‪ ،‬كان ذل))ك من))ه في عص))ور س))ادتها الجهال))ة وق))د‬
‫ج)اءت آي))ات وأح)اديث كث))يرة تحث على العلم وت))بين فض))له‪ ,‬وترف)ع من ش))أن ذوي))ه‪,‬‬
‫وحسبك تقديرا للعلم أن أول ما نزل من القرآن الكريم قوله تع))الى‪( :‬اْق َر ْأ ِب اْس ِم َر ِّب َك‬
‫اَّلِذ ي َخ َلَق ‪َ ،‬خ َلَق اإلْن َس اَن ِم ْن َع َلٍق ‪ ،‬اْقَر ْأ َو َر ُّبَك اَألْك َر ُم ‪ ،‬اَّلِذ ي َع َّلَم ِب اْلَقَلِم ‪َ ،‬ع َّلَم اِإل ْن َس اَن‬
‫َم ا َلْم َيْع َلْم ) (سورة العلق‪. )5-1‬‬
‫ولقد ذكر اسم العلم معرفة ونكرة في عشرات اآليات من القرآن الكريم تناهز المائة‬
‫وهو يطب))ق على عل)وم ال)دين وال)دنيا‪ ,‬ال تق)ف عن))د ح)د‪ ,‬وال تنتهي عن))د ن))وع خ)اص‬
‫ِه ِع‬
‫من المعرفة‪ ،‬فمن العلم المطلق قوله تعالى‪َ{ :‬و ال َتْقُف َم ا َلْي َس َلَك ِب ْلٌم ِإَّن الَّس ْم َع‬
‫َو اْلَبَص َر َو اْلُفَؤ اَد ُك ُّل ُأوَلِئ َك َك اَن َع ْن ُه َم ْس ُؤ وًال}(سورة اإلسراء‪ )36‬أي التتبع م))ا ليس‬
‫لك به علم يثبت عندك بالرؤية البصرية‪ ,‬وبالروايات السمعية أو البراهين القطعي))ة‪,‬‬
‫ف))إن اهلل تع))الى يس))ألك عم))ا أعط))اك من آالت ه))ذا العلم ولق))د جع))ل اهلل تب))ارك وتع))الى‬
‫العلم مقياس التفاضل بين الناس وبه ترتفع أقدارهم فقال س))بحانه‪ُ{ :‬قْل َه ْل َيْس َتِو ي‬
‫وَن }(س))))))))))))))))ورة الزم))))))))))))))))ر ‪)9‬‬ ‫ِذ‬ ‫وَن َو اَّل‬ ‫ِذ‬ ‫اَّل‬
‫يَن ال َيْع َلُم‬ ‫يَن َيْع َلُم‬
‫ذل))ك ألن الشخص))ية اإلنس))انية ال يقومه))ا وال يرقيه))ا ش))يء غ))ير العلم‪ ,‬ل))ذلك حكم اهلل‬
‫سبحانه أن أهله يمتازون عمن سواهم‪ ,‬ثم ترى القرآن الكريم في آية أخرى يصرح‬
‫بأن العلماء لهم درجات عند ربهم وميزات يخصهم بها‪ ,‬قال تعالى)‪َ:‬يْر َفِع الَّلُه اَّل ِذ يَن‬
‫آَم ُنوا ِم ْنُك ْم َو اَّلِذ يَن ُأوُتوا اْلِع ْلَم َد َر َج اٍت }(س)ورة المجادل)ة‪ )11‬كم)ا أن)ه س)بحانه أاعت)د‬
‫بشهادة أهل العلم في وحدانية فقال سبحانه‪َ{ :‬ش ِه َد الَّل ُه َأَّن ُه ال ِإَل َه ِإَّال ُه َو َو اْلَم الِئ َك ُة‬
‫َو ُأوُل و اْلِع ْلِم َقاِئ م )ًا ِب اْلِق ْس ِط }(س))ورة آل عم))ران‪ )18‬ومن ناحي))ة أخ))رى ن))زل الق))رآن‬
‫ِل‬
‫الك)ريم يس)جل على ال)ذين ال يعلم)ون حكم)ا ال يرض)اه ذو إدراك لنفس)ه‪َ{ :‬ك َذ َك َيْطَب ُع‬
‫الَّل ُه َع َلى ُقُل وِب اَّل ِذ يَن ال َيْع َلُم وَن }(س))ورة ال))روم‪ )59‬ك))ذلك يق))ول تع))الى رادا على‬
‫المس) ))تبدين‪َ{ :‬و َف ْو َق ُك ِّل ِذ ي ِع ْلٍم َع ِليٌم }(س) ))ورة يوس) ))ف‪ )76‬وذل) ))ك ليخفف) ))وا من‬
‫كبريائهم ويعدوا أنفسهم لتلقي نقد الناقدين‪ ,‬وي))أمر الق))رآن الم))ؤمن أن يك))ون دائم))ا‬
‫في استزادة من العلم {َو ُقْل َر ِّب ِز ْد ِن ي ِع ْلمًا}(سورة طه ‪ )114‬وي))بين الق)رآن الك)ريم‬

‫‪10‬‬
‫أن اإلنسان مهم))ا ض))رب في س))احات العلم فإن))ه ال ي))زال في البداي))ة‪َ{ :‬و َم ا ُأوِت يُتْم ِم َن‬
‫اْلِع ْلِم ِإَّال َقِليًال}(س ))ورة اإلس ))راء ‪ )85‬ولم يكن العب ))د الص ))الح ال ))ذي ذك ))ر في س ))ورة‬
‫الكه))ف متبوع))ا وس))يدنا موس))ى تابع))ا إال أن))ه حظي بهب))ة العلم من اهلل الواس))ع العليم‬
‫قال تعالى‪َ{ :‬فَو َج َد ا َعْب دًا ِم ْن ِع َباِد َن ا آَتْي َن اُه َر ْح َم ًة ِم ْن ِع ْن ِد َنا َو َع َّلْم َن اُه ِم ْن َل ُد َّنا ِع ْلم)ًا}‬
‫(سورة الكهف‪)65‬‬
‫وق ))د بين اهلل س ))بحانه س ))بب اختي ))ار ط ))الوت ملك ))ا على ب ))ني إس ))رائيل رادا على من‬
‫اعترض‪َ{ :‬و َقاَل َلُهْم َنِب ُّيُهْم ِإَّن الَّلَه َقْد َبَعَث َلُك ْم َطاُلوَت َم ِلكًا َقاُلوا َأَّنى َيُك وُن َل ُه اْلُم ْل ُك‬
‫ِإ َّل‬ ‫ِل‬ ‫ِم‬ ‫ِك ِم‬
‫َع َلْي َن ا َو َنْح ُن َأَح ُّق ِب اْلُم ْل ْن ُه َو َلْم ُي ْؤ َت َس َعًة َن اْلَم ا َق اَل َّن ال َه اْص َطَفاُه َع َلْي ُك ْم‬
‫َو َز اَد ُه َبْس َطًة ِفي اْلِع ْلِم َو اْلِج ْس ِم }(سورة البقرة‪)247‬‬
‫فأوالد يهوذا أغنياء و طالوت من الفقراء فأرادوا أن ين))ازعوه المل))ك ف))رد عليهم اهلل‬
‫سبحانه إن الملك ينال وترقى سدته بالعلم رمز الق)وة المعنوي))ة‪ ،‬والجس))م رم))ز الق)وة‬
‫المادية‪.‬‬
‫ولق) ))د بين ص) ))لى اهلل علي) ))ه وس) ))لم أن التن) ))افس ال يك) ))ون إال ب) ))العلم ففي) ))ه ليتن) ))افس‬
‫المتنافس) ) ))ون‪ ،‬والتس) ) ))ابق ال يك) ) ))ون إال على تحص) ) ))يل المعرف) ) ))ة فعلي) ) ))ه ليتس) ) ))ابق‬
‫المتس))ابقون‪ ،‬ألن الخ))ير ك))ل الخ))ير في العلم‪ ،‬ق))ال رس))ول اهلل ص))لى اهلل علي))ه وس))لم‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫"من يرد اهلل به خيرا يفقه في الدين"‬
‫وأن العلم المق))رون بالعم))ل والعب))ادة يرف))ع اهلل ص))احبه منزل))ة ال تعلوه))ا منزل))ة هي‬
‫منزلة الرسالة والنبوة من ناحية الفضل ال من ناحية ال))وحي والتش))ريع‪ ،‬ق))ال رس))ول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪":‬فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" (‪.)2‬‬
‫كم))ا أن الرس))ول ص))لى اهلل علي))ه وس))لم بين أن األنبي))اء عليهم الس))الم ت))ركتهم أس))مى‬
‫من المال وورثتهم أفضل الوارثين‪ ,‬العلم تركتهم‪ ,‬والعلماء ورثتهم ومن ورث العلم‬
‫الصحيح الذي يرشد إلى الخير ويهدي من ناله سواء الس)بيل فق)د ف)از وك)ان العلم)اء‬

‫‪ )?(1‬صحيح البخاري ‪ -‬كتاب العلم باب ‪ :‬من يرد اهلل به خيرا يفقهه في الدين ‪ -‬حديث‪71:‬‬
‫‪ )?(2‬سنن الترمذي الجامع الصحيح ‪ -‬الذبائح أبواب العلم عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وس‪11‬لم ‪ -‬ب‪11‬اب م‪11‬ا ج‪11‬اء‬
‫في فضل الفقه على العبادة حديث‪2677:‬‬

‫‪11‬‬
‫ورث))ة األنبي))اء‪ ,‬وإ ن األنبي))اء لم يورث))وا دين))ارا وال درهم))ا‪ ,‬إنم))ا ورث))وا العلم‪ ,‬فمن‬
‫أخذه أخذ بحظ وافر‬
‫كما يعتبر اإلسالم التعليم فرضا إجباريا‪ ،‬قال عليه السالم‪" :‬طلب العلم فريض))ة على‬
‫(‪)1‬‬
‫كل مسلم"‬
‫فطلب العلم فريض ))ة ال تقتص ))ر على مراح ))ل الطفول ))ة والمراهق ))ة ب ))ل من المه ))د إلى‬
‫اللحد والعلوم في نظر اإلسالم نوعان‪:‬‬
‫أ‪ -‬علوم هي فرض عين‪:‬‬
‫كتعلم أم))ور العقي))دة والعب))ادة على الق))در ال))ذي تص))ح في))ه وتعلم حس))ن المعامل))ة‪,‬‬
‫وح) ))دود المنك) ))رات‪ ,‬وتعلم العل) ))وم المس) ))لكية لك) ))ل ف) ))رد كتعلم ش) ))ؤون التج) ))ارة‬
‫وأحكامها للتاجر‪ ,‬والزراعة للزراع‪..‬‬
‫ب‪ -‬علوم فرض كفاية‪:‬‬
‫وهي بقي ))ة العل ))وم األخ ))رى‪ ,‬ك ))الطب والهندس ))ة و الكيمي ))اء والكهرب ))اء وال ))ذرة‬
‫والعلوم الصناعية والحربية وهذا يدل على ضرورة التخصص ف))إذا لم يتخص))ص‬
‫أحد من المسلمين أثموا جميعا‪ ,‬مما يقود إلى توفير المختصين في كل المج))االت‬
‫الحيوية‪.‬‬
‫وإ ذا كان طلب العلم فريضة فتارك العلم ت)ارك لفريض)ة فرض)ها اهلل ومن الب)ديهي‬
‫أن تارك الفريضة له عقوبته عند اهلل سبحانه‪,‬‬
‫كما أن التعليم في اإلسالم مجاني فقد أرسل الرس))ول ص))لى اهلل علي))ه وس))لم المعلمين‬
‫إلى القبائل يب)ذلون العلم مجان)ا وك)ذلك س)ار على ه)ذا اله)دي علم)اء اإلس)الم األجالء‬
‫وأئم))ة المس))لمين فه))ذا اإلم))ام مال))ك رض))ي اهلل عن))ه يجلس في المس))جد ليعلم الن))اس‬
‫دون أن يتقاضى على ذلك أي أجر وه)ذا س))عيد بن المس))يب وأب))و حنيف)ة و األوزاعي‬
‫وغيرهم‪ ...‬وغيرهم لم يعهد عن أحد منهم أنه أخ)ذ أج)را‪ ,‬وإ ن أف)تى العلم)اء بج)واز‬
‫أخ))))))))))))))))))ذ األج))))))))))))))))))رة مقاب))))))))))))))))))ل التف))))))))))))))))))رغ للقي))))))))))))))))))ام بأعب))))))))))))))))))اء التعليم‪.‬‬
‫ولم يكت))ف اإلس))الم بك))ل ذل))ك ب))ل ب))نى أص))وله على العلم الص))حيح والتفك))ير الس))ليم‬

‫‪)?(1‬سنن ابن ماجه ‪ -‬المقدمة ب‪11‬اب في فض‪11‬ائل أص‪11‬حاب رس‪11‬ول اهلل ص‪11‬لى اهلل علي‪11‬ه وس‪11‬لم ‪ -‬ب‪11‬اب فض‪11‬ل العلم‪11‬اء‬
‫والحث على طلب العلم حديث‪222:‬‬

‫‪12‬‬
‫فالعقيدة تقوم النظر ال على التقليد فالطريق الموص))ل إلى اإليم))ان باهلل ع))ز وج))ل ه))و‬
‫التأمل في ملكوت السموات واألرض واالعتبار بما في كت))اب الك))ون من آي))ات ناطق))ة‬
‫بقدرت))ه تع))الى وعظمت))ه‪ِ{ :‬إَّن ِفي َخ ْل ِق الَّس َم اَو اِت َو األرض َو اْخ ِت الِف الَّلْي ِل َو الَّنَه اِر‬
‫َو اْلُفْلِك اَّلِت ي َتْج ِر ي ِفي اْلَبْح ِر ِب َم ا َيْن َفُع الَّناَس َو َم ا َأْن َز َل الَّلُه ِم َن الَّس َم اِء ِم ْن َم اٍء َفَأْح َيا‬
‫ِب ِه األرض َبْع َد َم ْو ِت َه ا َو َبَّث ِفيَه ا ِم ْن ُك ِّل َد اَّبٍة َو َتْص ِر يِف الِّر َياِح َو الَّس َح اِب اْلُم َس َّخ ِر َبْيَن‬
‫الَّس َم اِء َو األرض آلياٍت ِلَقْو ٍم َيْع ِق ُلوَن }(سورة البقرة ‪ )164‬كما ي))أمر اإلس))الم بالح))ذر‬
‫من الظن))ون واألوه))ام ويعل))ل ذل))ك بأنهم))ا من األس))باب ال))تي أدت إلى تض))ليل الن))اس‬
‫وإ فساد نفوسهم‪َ{ :‬و ِإْن ُتِط ْع َأْك َث َر َم ْن ِفي األرض ُيِض ُّلوَك َع ْن َس ِب يِل الَّل ِه ِإْن َيَّتِب ُع وَن‬
‫ِإَّال الَّظَّن َو ِإْن ُهْم ِإَّال َيْخ ُر ُص وَن }(سورة األنعام ‪. )116‬‬
‫والق ))رآن ي ))أمر باالعتم ))اد على العلم اليقي ))ني ال على األه ))واء واألوه ))ام وينعى على‬
‫أقوام غامروا بعق))ولهم في متاه))ات من الظن))ون و األه))واء ال))تي من ش))أنها أن تغطي‬
‫الحقائق بدال من أن تكشف عنها‬
‫واإلسالم دين الحجة و البرهان فهو يأمر بأال يقبل اإلنسان شيئا على أنه ح))ق إال اذا‬
‫ِن‬ ‫ِت‬ ‫ِإَّال‬
‫أقام عليه البرهان‪َ{ :‬و َقاُلوا َلْن َيْد ُخَل اْلَج َّنَة َم ْن َك اَن ُهودًا َأْو َنَص اَر ى ْل َك َأَم ا ُّيُهْم‬
‫ُقْل َه اُتوا ُبْر َه اَنُك ْم ِإْن ُكْن ُتْم َص اِد ِقيَن }(سورة البقرة ‪)111‬‬
‫وهك)ذا أض)فى اإلس)الم الص)فة الديني)ة على البحث عن الحقيق)ة العلمي)ة س)واء أك)انت‬
‫من ن))وع الخ))بر أو من ن))وع اإلنش))اء وب))ديهي أن القي))ام به))ذه المهم))ة يتوق))ف على‬
‫وض))ع منهج للبحث ومعل))وم أن))ه بق))در م))ا يك))ون المنهج ص))افيا س))ليما تك))ون الغاي))ة‬
‫صحيحة سليمة‪.‬‬
‫لذلك ال غرابة إذا رأينا أن اإلسالم يرفع من شأن العقل وي))أمر باس))تخدامه في قض))ايا‬
‫الحي))اة الص))غرى منه))ا والك))برى وجع))ل ال))ذين يحكم))ون عق))ولهم ويس))تنفدون طاق))ات‬
‫تفك))يرهم في كش))ف حق))ائق الحي))اة و اكتن))اه أس))رارها وح))دهم أهال ألن يوج))ه إليهم‬
‫الخط))اب وأم))ا أولئ))ك ال))ذين أوقف))وا حرك))ة العق))ل وأوص))دوا في وجه))ه ب))اب المعرف))ة‬
‫فليس لهم من شرف اإلنس))انية ح))ظ وال من كرام))ة البش))ر نص))يب وإ ذا استعرض))نا م))ا‬
‫جاء في القرآن الك))ريم وح))ده في مع))رض الثن))اء على العق))ل أو في س))ياق الحث على‬

‫‪13‬‬
‫إعماله والنهي عن إهماله وجدنا أنه ق))د ذك))ر في الق))رآن الك))ريم وح))ده م))ا يق))رب من‬
‫سبعين مرة‪.‬‬
‫المنهج العلمي في القرآن‬
‫تض))من الق))رآن الك))ريم منهج))ا الكتس))اب الحق))ائق العلمي))ة ‪ ،‬وه))ذا المنهج يحتاج))ه ك))ل‬
‫ب))))))))))))احث عن الحقيق))))))))))))ة العلمي))))))))))))ة ويمكن تلخيص ه))))))))))))ذا المنهج بم))))))))))))ا يلي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬أن أي))ة قض))ية من القض))ايا ال يمكن إثباته))ا بمج))رد دعواه))ا ب))ل ال ب))د أن تك))ون‬
‫مستندة إلى دليل يدعمها وبمقدار صحة ال))دليل و قطعيت))ه تكتس))ب القض))ية الص))حة و‬
‫الثب))وت وه))ذا م))ا ص))رح ب))ه الق))رآن الك))ريم في مواض))ع مختلف))ة منه))ا قول))ه تع))الى‪:‬‬
‫ِن‬ ‫ِت‬ ‫ِإَّال‬
‫{َو َقاُلوا َلْن َيْد ُخَل اْلَج َّنَة َم ْن َك اَن ُه ودًا َأْو َنَص اَر ى ْل َك َأَم ا ُّيُهْم ُقْل َه اُتوا ُبْر َه اَنُك ْم‬
‫ِإْن ُكْن ُتْم َص اِد ِقيَن }(سورة البقرة ‪.)111‬‬
‫ولك))ل قض))ية من القض))ايا ولك))ل ن))وع من ال))دعاوى ن))وع من األدل))ة العلمي))ة يناس))بها‪,‬‬
‫فال ))دعاوى المتعلق ))ة بطب ))ائع األش ))ياء المادي ))ة يس ))تدل عليه ))ا ب ))البراهين التجريبي ))ة‬
‫المحسوس ))ة وال ))دعاوى المتعلق ))ة ب ))المجردات ال يقب ))ل معه ))ا إال براهينه ))ا المس ))لمة‬
‫والدعاوى المتعلقة بحقوق األفراد والجماعات ال يقبل فيها إال الشهادات المثبتة له))ا‬
‫وهك)))))ذا ال تص)))))بح القض)))))ية حقيق)))))ة علمي)))))ة إال بوج)))))ود ال)))))دليل المناس)))))ب له)))))ا‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أن ال)واجب على الب)احث أن يف)رق أثن)اء عملي)ة االس)تدالل بين ال)دليل اليقي)ني‬
‫وبين ال ))دليل الظ ))ني وم ))ادون الظ ))ني‪ ,‬وبين النظري ))ة في العل ))وم والحقيق ))ة العلمي ))ة‬
‫فال))دليل اليقي))ني وح))ده ال))ذي يص))ح االعتم))اد علي))ه في األص))ول من العقائ))د واألحك))ام‬
‫وهذا ما جاء به القرآن الكريم في كثير من اآليات‬
‫ثالث ))ا‪ -‬الب ))د للب ))احث من ط ))رح التقلي ))د األعمى وه ))و أك ))بر خط ))ر على الوص ))ول إلى‬
‫الحقائق واكتشافها بل هو المعول الهدام لصرح العلم الصحيح ولقد كان بين اإلسالم‬
‫وبين التقالي ))د العمي ))اء ص ))راع ع ))نيف دام ف ))ترة من ال ))زمن ح ))تى اس ))تطاع أن يقتل ))ع‬
‫ج))ذوره من نف))وس الج))اهلين ويفتح عق))ولهم لتستض))يء بن))ور الح))ق ومن ذل)ك قول)ه‬
‫ِه‬ ‫ِق‬
‫تعالى‪َ{ :‬و ِإَذ ا ي)َل َلُهُم اَّتِب ُع وا َم ا َأْن َز َل الَّل ُه َق اُلوا َب ْل َنَّتِب ُع َم ا َأْلَفْي َن ا َع َلْي آَباَءَن ا َأَو َل ْو‬
‫َك اَن آَباُؤ ُهْم ال َيْع ِق ُلوَن َش ْي ئًا َو ال َيْه َتُد وَن }(سورة البقرة‪)170‬‬

‫‪14‬‬
‫رابع))ا‪ -‬ع))دم التن))اقض بين الحق))ائق إذ ل))و ج))از التن))اقض بين الحق))ائق النه))ار ص))رح‬
‫العلم‪ ,‬وهذا ما جاء موضحا في اآلية الكريمة {َم ا َتَر ى ِفي َخ ْلِق الَّر ْح َم ِن ِم ْن َتَفاُو ٍت }‬
‫(س))ورة المل))ك ‪ )3‬إذ التن))اقض أش))د من التف))اوت ف))إذا انتفى التف))اوت ك))ان التن))اقض‬
‫منفيا من باب أولى‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬االعتم)اد على الح)واس فلق)د عرفن)ا أن من القض)ايا م)ا يمكن إثبات)ه بطري)ق‬
‫الذهن وحده‪ ,‬وأن قسما آخر منها يفتق)ر في إثبات))ه إلى االعتم))اد على الح)واس ومن‬
‫ه))ذا القس))م العل))وم المادي))ة ول))وال اعتماده))ا على الح))واس ومن وراء الح))واس العق))ل‬
‫لما اتسعت هذه العلوم‪ ,‬ولما تمكن اإلنسان من كشف شيء جديد والقرآن يطلب من‬
‫أولي النهى أن يعملوا حواسهم وعقولهم في مظاهر الحياة وأال يهملوها وسيسألون‬
‫يوم القيامة عن هذا اإلهمال‪ ,‬قال تعالى‪َ{ :‬و َلَقْد َذ َر ْأَن ا ِلَج َه َّن َك ِث يرًا ِم َن اْلِج ِّن َو اِأل ْن ِس‬
‫َم‬
‫َلُهْم ُقُل وٌب ال َيْفَقُه وَن ِب َه ا َو َلُه ْم َأْعُيٌن ال ُيْب ِص ُر وَن ِب َه ا َو َلُه ْم آَذ اٌن ال َيْس َم ُعوَن ِب َه ا‬
‫ُأوَلِئ َك َك اَألْن َع اِم َب ْل ُهْم َأَض ُّل }(سورة األعراف ‪)179‬‬
‫ومم))ا تق))دم تعلم أن))ه الب))د للب))احث من أن يأخ))ذ به))ذه القواع))د ال))تي رس))مها الق))رآن‬
‫الك)ريم‪ ,‬وجعله)ا منهاج)ا للوص)ول إلى الحق)ائق ب)ل الب)د من التزامه)ا ح)تى يك)ون في‬
‫حرز عن الخطأ و مجافاة الصواب‪ ,‬وسواء أكانت هذه الحقائق دينية أم دنيوية ‪..‬‬

‫‪15‬‬
‫المنهج العلمي في السنة النبوية‬
‫وأم) ))ا الس) ))نة فثبوته) ))ا يتوق) ))ف على أم) ))رين هم) ))ا‪ :‬ص) ))حة المتن‪ ,‬وص) ))حة الس) ))ند‪.‬‬
‫والمتن هو نص الحديث فإذا أردن))ا أن نحكم على متن الح))ديث أن))ه ص))حيح فال ب))د أن‬
‫يك))ون خالي))ا من األم))ور التالي))ة‪ :‬ركاك))ة اللف))ظ والمع))نى‪ ,‬مخالفت))ه للمنط))ق الس))ليم‪,‬‬
‫مخالفت ) ))ه لم ) ))ا ثبت في الت ) ))اريخ الص ) ))حيح‪ ,‬والحكم في ذل ) ))ك أله ) ))ل االختص ) ))اص‪.‬‬
‫أما صحة السند‪:‬‬
‫الس))ند كم))ا نعلم ه))و رف))ع الح))ديث إلى رجال))ه ال))ذين يروي))ه بعض))هم عن اآلخ))ر إلى‬
‫رسول اهلل صلى هلل عليه وسلم ولكي نحكم على حديث أنه ص))حيح الب))د أن ننظ))ر في‬
‫كل فرد من أفراده فإذا ك))ان ك))ل راو في))ه ع))دال ض))ابطا لم))ا حف))ظ ثم ك))ان س))ند الح))ديث‬
‫متص ))ال ال انقط ))اع في ))ه س ))الما من الش ))ذوذ والعل ))ة القادح ))ة حكمن ))ا على ه ))ذا الس ))ند‬
‫بالص)))))))حة والقب)))))))ول‪ ،‬وإ ن خال من ش)))))))يء من ذل)))))))ك حكمن)))))))ا علي)))))))ه بالض)))))))عف‪.‬‬
‫ولق))د وض))ع العلم))اء المس))لمون علم))ا مس))تقال دقيق))ا يتع))رف بوس))اطته إلى الح))ديث‬
‫الصحيح من غير الصحيح ويسمى هذا العلم بمصطلح الحديث‬
‫وتفرع عن علم المصطلح فن آخ)ر ه)و علم الج)رح والتع)ديل وتف)رع من علم الج)رح‬
‫والتعديل علم تراجم الرجال‪ ,‬حيث تلتقي هذه العلوم على وض))ع م))يزان بغاي))ة الدق))ة‪,‬‬
‫وهكذا احتوت المكتبة اإلسالمية التي في كل بلد منها أثر وفي كل مكتبة من مكتب))ات‬
‫الع))الم منه))ا خ))بر احت))وت على مؤلف))ات ك))برى تس))تعرض معجم الرج))ال ال))ذين وردت‬
‫أس))ماؤهم في أي س))ند من األس))انيد وتس))تطيع أن تق))ف على ترجم))ة من تش))اء منهم‬
‫جرحا أو تعديال وأن تعرف الزمن الذي عاش فيه لتعلم من ذلك معاصريه‪.‬‬
‫هذا عرض سريع فيما يتعلق بتحقيق النق))ل والخ))بر ولكن على من ي))رغب االس))تزادة‬
‫أن يعكف على الفنون التي نوهت عنها ليجد الجهد الغريب وليج))د الكث))ير من علم))اء‬
‫الحديث من يقط)ع مئ)ات األمي)ال في زمن ال توج)د في)ه الط)ائرة وال الس)يارة متعرض)ا‬
‫للمش))اق و المهال))ك ال لش))يء إال ليلقى عالم))ا ي))روي ح))ديثا عن رس))ول اهلل ص))لى اهلل‬
‫علي))ه وس))لم ال ليعلم))ه ويحفظ))ه فحس))ب ولكن يري))د أن يتلق))اه من))ه أيض))ا ويس))تأذنه‬
‫بروايته عنه لكي تزداد طرق هذا الحديث عنده أنه يس)هل علين)ا ج)دا أن نق)رأ إس)نادا‬
‫من ه ))ذه األس ))انيد في كت ))اب من كتب الص ))حاح دون أن نتكل ))ف أي جه ))د أو مش ))قة‪,‬‬

‫‪16‬‬
‫ولكن المهم أن نت))بين ص))ورة ذل))ك الجه))د العجيب ال))ذي ب))ذل وتل))ك التض))حيات ال))تي‬
‫قدمت في سبيل هذين السطرين فقط من اإلسناد الذي ال نلتفت له اليوم بل قد يض))يق‬
‫البعض منا من قراءته‪.‬‬
‫أما المرحلة الثانية‪ :‬في المنهج فهي النص وهي تأتي بعد مرحل))ة إثب))ات النص فبع))د‬
‫أن يتأكد الباحث من ثبوت النص وصحته يعود إلى النص فيب)ذل أقص)ى م)ا عن)ده من‬
‫جه))))))د لفهم))))))ه واس))))))تنباط الحكم من))))))ه‪ ,‬وفهم النص يتوق))))))ف على أم))))))ور منه) ) ))ا‪:‬‬
‫أ‪ -‬معرف))ة اللغ))ة العربي))ة مفردته))ا وتراكيبه))ا ومعرف))ة النح))و والبي))ان فمن ال يك))ون‬
‫ضليعا باللغة العربية في ميادينها المختلفة ليس أهال ألن يستنبط األحكام‬
‫معرفة أسباب النزول وأسباب الورود فإن معرفة سبب النزول وسبب‬ ‫ب‪-‬‬
‫ال ) ))ورود تلقي ض ) ))وءا على النص‪ ,‬وتكش ) ))ف للب ) ))احث الس ) ))بيل إلى المع ) ))نى‬
‫الحقيقي‪.‬‬
‫معرفة ما تقدم من النص))وص وم))ا ت))أخر ف))إن من المعل))وم أن التش))ريع‬ ‫ت‪-‬‬
‫اإلس) ))المي ج) ))اء مت) ))درجا كم) ))ا في تح) ))ريم الخم) ))ر مثال فق) ))د ي) ))أتي نص من‬
‫النص ))وص فينس ))خ حكم نص س ))ابق‪ ,‬ول ))ذلك يتعين على ف ))اهم النص معرف ))ة‬
‫السابق من الالحق من النصوص‪.‬‬
‫وهذا الفن وتلك القواعد مم)ا تتم)يز ب)ه ه)ذه األم)ة وهلل الحم)د والمن)ة ‪ ،‬وق)ل مث)ل‬
‫ذلك في علم الفقه وأصوله ‪.‬‬

‫‪17‬‬
18
‫نشأة البحث العلمي‬
‫البحث العلمي في تاريخ))ه الق))ديم مرتب))ط بمحاول))ة اإلنس))ان الدائب))ة للمعرف))ة وفهم‬
‫الكون الذي يعيش فيه‪ ،‬وقد ظلت الرغبة في المعرفة مالزم))ة لإلنس))ان من))ذ المراح))ل‬
‫األولى لتطور الحضارة‪..‬‬
‫من خالل الدراسات المتعددة تبين أن أوليات ه))ذا المنهج العلمي وج))دت في العص))ر‬
‫اإلسالمي المتقدم لدى فقهاء الصحابة‪ ،‬وج)دت هن)اك جمل)ة أفك)ار ودالالت تش)ير إلى‬
‫بعض القواعد العلمية‪ ،‬فهناك فكرة الخ)اص والع)ام ال)تي وض)عها ابن عب)اس (رض)ي‬
‫اهلل عنه)‪ ،‬ومارس بعض الصحابة فكرة (المفهوم) ومورست فكرة القياس كمحاولة‬
‫قياس األشياء بالنظائر‪ ،‬األمثال باألمث))ال‪ ،‬ك))ذلك نج))د أص))ول قواع))د القي))اس وش))رائط‬
‫العلة‪ ،‬وإ ن الصحابة في زمن الرس))ول (ص)لى اهلل علي))ه وس))لم) تكلم))وا في العل))ل إلى‬
‫غير ذلك‪.‬‬
‫إن هذه العمليات الفكري)ة في اس)تنباط الحكم الش)رعي تش)كل بمجموعه)ا أص)ل منهج‬
‫القياس األصولي‪ ،‬وهو من))ه يعتم))د ال))دليل االس))تقرائي لتعلي))ل الحكم الش))رعي وعلي))ه‬
‫فاننا لو أخذنا بأصل النشأة التاريخي)ة ل)ذلك المنهج ف)ان ذل)ك س)ابق على أق)دم ف)رض‬
‫تاريخي يذهب إلى إلقاء الفكر بين المنطق األرسطي والفكر اإلسالمي‪.‬‬
‫وعن))دما حم))ل المس))لمون الع))رب ش))علة الحض))ارة الفكري))ة لإلنس))ان‪ ،‬ووض))عوها في‬
‫مكانه))ا الس))ليم‪ ،‬ك))ان ه))ذا إي))ذانًا بب))دء العص))ر العلمي الق))ائم على المنهج الس))ليم في‬
‫البحث‪ ،‬فق ))د تج ))اوز الفك ))ر الع ))ربي اإلس ))المي الح ))دود التقليدي ))ة للتفك ))ير اليون ))اني‪،‬‬
‫وأض))اف العلم))اء الع))رب المس))لمون إلى الفك))ر اإلنس))اني منهج البحث العلمي الق))ائم‬
‫على المالحظ) ))ة والتج) ))ريب‪ ،‬بج) ))انب الّتأم) ))ل العقلي‪ ،‬كم) ))ا اهتم) ))وا بالتحدي) ))د الكمي‬
‫واستعانوا باألدوات العلمية في القياس‪.‬‬
‫وفي العصور الوسطى بينما كانت أوروبا غارقة في ظالم الجهل كان الفك))ر الع))ربي‬
‫اإلس ))المي يفج ))ر في نقل ))ة تاريخي ))ة ك ))برى ين ))ابيع المعرف ))ة‪ .‬ثم نق ))ل الغ ))رُب ال ))تراَث‬
‫اإلس ))المي‪ ،‬وأض ))اف إلي ))ه إض ))افات جدي ))دة ح ))تى اكتملت الص ))ورة وظه ))رت مع ))الم‬
‫األس))لوب العلمي الس))ليم‪ ،‬في إط))ار ع))ام يش))مل من))اهج البحث المختلف))ة وطرائق))ه في‬
‫مختلف العلوم‪ ،‬التطبيقية واإلنسانية‬

‫‪19‬‬
‫فقد تمث))ل المس))لمون المنهجي))ة في بح))وثهم ودراس))اتهم في مختل))ف ج))وانب المعرف))ة‬
‫والمنهجي ))ة ال ))تي اختطوه ))ا ألنفس ))هم تلتقي كث ))يرًا بمن ))اهج البحث الموض ))وعي في‬
‫عصرنا‪ ،‬وشهد ب)ذلك كث)ير من المستش)رقين ال)ذين كتب)وا مؤلف)ات يش)يدون فيه)ا بم)ا‬
‫يتمت) ) ))ع ب) ) ))ه العلم) ) ))اء المس) ) ))لمون من براع) ) ))ة فائق) ) ))ة في منهج البحث والت) ) ))أليف‬
‫وذك ))روا أن الدراس ))ات المقارن ))ة للمنهج العلمي الح ))ديث والمنهج ال ))ذي س ))ار علي ))ه‬
‫المس ) ))لمون في مج ) ))ال عل ) ))وم الطبيع ) ))ة والك ) ))ون أثبتت أن المنهج العلمي الح ) ))ديث‬
‫وأس)لوب التفك)ير المنطقي ق)د ت)وفر ل)دى علم)اء المس)لمين في بح)وثهم واكتش)افاتهم‬
‫في مج))ال الطب والكيمي))اء والص))يدلة وعل))وم الك))ون وبقي))ة ف))روع العلم التط))بيقي)‬
‫وهك ) ))ذا يت) ) )بَّين لن ) ))ا أن الس ) ))بق في البحث العلمي من حيث النش ) ))أة والبداي ) ))ة ك ) ))ان‬
‫للمسلمين‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫البحث العلمي بين الغرب و العرب والمسلمين‬
‫يع)ود ت)اريخ البحث العلمي عن)د الع)رب إلى حض)ارة الب)ابليين والمص)ريين الق)دامى ‪،‬‬
‫وأخ))ذ اليون))انيون عنهم تط))ورهم العلمي ‪ ،‬وأض))افوا م))ا يتعل))ق باعتم))ادهم في البحث‬
‫على التأمل والعقل وأدخلوا طريقة التجربة و أسلوب المالحظة في أعم))الهم العلمي))ة‬
‫و بحوثهم وقد قسم العرب المعرفة إلى نوعين ‪:‬‬
‫المعرف))ة المبني))ة على االختب))ار و التجرب))ة والمعرف))ة النظري))ة وأك))دوا على المعاين))ة‬
‫والمش)اهدة ومن ذل)ك أس)اليب االس)تقراء والمالحظ)ة والتجرب)ة واالس)تعانة بأس)اليب‬
‫القياس ( االستقراء يفيد الجانب الوصفي – القياس يفيد الجانب العلمي )‬
‫أمثلة للمنهج العلمي في البحث لدى العرب ‪:‬‬
‫منهج االس))تقراء والقي))اس ‪ :‬م))ا ذهب إلي))ه الحس))ن بن الهيثم في موض))وع الض))وء‬
‫حيث بدأ من مشكلة معينه ال من مشاهدات خاصة بالضوء ‪.‬‬
‫منهج قياس الغائب على الحاضر ‪ :‬ما ذهب إليه جابر بن حيان في دراساته وبحوثه‬
‫في مجال الكيمياء‬
‫منهج التجرب)))ة ‪ :‬في الطب ك)))ان اب)))و بك)))ر ال)))رازي وابن س)))ينا يص)))فان األع)))راض‬
‫ويشخصان األمراض ثم يأتيان إلى بيان العالقة بين األمراض المتشابهة ‪.‬‬
‫منهج التجرب))ة والقي))اس ‪ :‬اس))تخدم في مج))ال الص))يدلة حيث تق))اس ال))دوى بقوته))ا‬
‫وتأثيرها ‪.‬‬
‫‪ -‬فكرة القياس تقوم على مبدأين ‪:‬‬
‫‪ -1‬العلية ‪ :‬لكل معلول عله ولكل أثر مؤثر‬
‫‪ -2‬التناسق والنظام ‪ :‬ترابط المظاهر الجزئية للكون‬
‫لم يقف العرب عند حدود العلم النظ)ري ‪ ،‬كم))ا فع)ل اليون))ان ‪ ،‬ب))ل ت))ابعوا منهج البحث‬
‫العلمي إلى التط ) ))بيق وعلى ه ) ))ذا األس ) ))اس فق ) ))د اتس ) ))مت بح ) ))وثهم بالموض ) ))وعية‬
‫والمنهجي))ة ‪.‬وليس ص))حيحا م))ا يق))ال من أن ك))ل الفض))ل للغ))رب في ك))ل االختراع))ات‪،‬‬
‫وهل العرب عالة على الغرب في االختراع ومنهجية البحث العلمي ‪.‬‬
‫فالتجربة في األمور الخاضعة للتجربة فطرة أص))لية في النفس اإلنس))انية ‪ ،‬فاإلنس))ان‬
‫يلج))أ إليه))ا بش))كل تلق))ائي إذا أمكن))ه ذل))ك ليتأك))د من ص))حة أحكام))ه ‪ ،‬أو ليخت))بر بعض‬

‫‪21‬‬
‫القضايا ‪ ،‬وربما يفعل ذلك دون االعتماد على قـواعد معينة لذلك ‪ ،‬ولذلك يقـول كل))ود‬
‫برنارد‪ " :‬إنني أعتقد أن كبار المجربين قد ظهروا قبل أن توجد القواع))د العـامة لفن‬
‫التج))ريب ‪ ،‬ومن ثم يب))دو لي أن))ه ال يح))ق ألح))د أن يق))ول في حديث))ه عن بيك))ون إن))ه‬
‫اخترع المنهج التجريبي ‪ ،‬ذلك المنهج الذي استخدمه جاليلو وتورش))يلي على نح))و‬
‫جدير باإلعجاب عجز عنه بيكون "(‪)1‬‬
‫ومن هنا يبدو لنا خطأ الفكرة المنتشرة على أنها حقيقة ال مراء فيها ‪ ،‬وتتردد كث))يرًا‬
‫على األلس)))نة واألقالم وهي أن المنهج التجري)))بي ول)))د ونض)))ج في الغ)))رب على ي)))د‬
‫البيكونين " روجر وفرنسيس " وجون استيوارت مل‪)2(.‬‬
‫والحقيقة أن هنال)ك علم)اء وب)احثين غربي)يين منص)فين أك)دوا أن الع)رب والمس)لمين‬
‫قدموا لإلنسانية حضارة باسقة في كافة المجاالت التجريبية والنظرية ‪ ،‬وأنهم ك))انوا‬
‫سباقين إلى ميادين التجربة والمالحظة الل)تين تس))لح الغ))رب بهم))ا فيم))ا بع))د ونهض‬
‫نهضته المشهودة ‪.‬‬
‫وقبل أن نس))رد بعض األق)وال والش))هادات المنص))فة لعلم))اء غرب))يين ال ب))د أن نع)ترف‬
‫ب))أن المس))لمين الي))وم وفي العص))ور المت))أخرة لم يت))ابعوا نهج أس))الفهم في اس))تخدام‬
‫المنهج التجري)))بي ‪ ،‬وأنهم قّص روا في تطبيق)))ه تقص)))يرًا مخجًال ‪ ،‬في ال)))وقت ال)))ذي‬
‫استفاد الغرب من هذا الميراث اإلسالمي ‪ ،‬وانطلق يطبقه في كافة المجاالت والصعد‬
‫‪ ،‬وبقي المسلمون متخلفين عن ركب الحضارة ‪.‬‬
‫تقول زيغريد هونكه ‪ " :‬إن اإلغريق تقيدوا دائمًا بسيطرة اآلراء النظرية ‪ ،‬ولم يبدأ‬
‫البحث العلمي القائم على المالحظة والتجربة إال عند العرب" (‪.)3‬‬
‫وتقول ‪ " :‬لم يكن مستوى روجر بيكون العلمي في الكيمياء أرفع من معاص))ريه أال‬
‫أن))ه رأى في التجرب))ة ال))تي أخ))ذها عن الع))رب الس))بيل الحقيقي للوص))ول إلى نت))ائج‬
‫حاسمة في العلوم الطبيعية وخاصة في الكيمياء ‪ ،‬وهك))ذا ك))ان روج))ر علم)ًا متوهجـًا‬
‫س))طع في س))ماء الق))رون الوس))طى المظلم))ة وفي حناي))اه روح الش))اعر األندلس))ي ابن‬
‫‪)?(1‬المنطق الحديث ومناهج البحث د‪ .‬محمود قاسم ص ‪38‬‬
‫‪)?(2‬انظر مناهج البحث في العلوم اإلسالمية د ‪ .‬مصطفى حلمي ص ‪57‬‬
‫‪)?(3‬انظر لزيغريد هونكه " شمس اهلل تس‪11‬طع على الغ‪11‬رب " ص ‪ – 401‬ترجم‪11‬ة ف‪11‬اروق بيض‪11‬ون – دار الجي‪11‬ل –‬
‫بيروت – الطبعة الثامنة ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الخطيب الذي قال ‪ :‬مبـدئيـًا يجب أن يكـون كـل برهـان متـوارث قـابًال للتعـديل إذا مـا‬
‫اتضـح لحواسنا عكسه" (‪.)1‬‬
‫ويضطر أيضًا فون كريمر لالعتراف بدور العرب في حقل المعرفـة التجريبي))ة ‪ ،‬وإ ن‬
‫كان هذا اإلنصاف منه مقدمة لما يريد أن يصل إليه من إقناٍع للق)ارئ بتف)وق الجنس‬
‫اآلراي واليوناني على غيره يقول ‪ " :‬إن أعظم نشاط فك))ري ق))ام ب))ه الع))رب يب))دو لن))ا‬
‫جليًا في حقل المعرفة التجريبية ضمن دائ))رة مالحظ))اتهم واختب))اراتهم ‪ ،‬ف))إنهم ك))انوا‬
‫ُيب) ))دون نش) ))اطًا واجته) ))ادًا عجي) ))بين حين ُيالحظ) ))ون ويمحص) ))ون ‪ ،‬وحين َيجمع) ))ون‬
‫وُيرتب ))ون م ))ا تعلم ))وه من التجرب ))ة ‪ ،‬أو أخ ))ذوه من الرواي ))ة والتقلي ))د ‪ ،‬ول ))ذلك ف ))إن‬
‫أس ))لوبهم في البحث أك ))بر م ))ا يك ))ون ت ))أثيرًا عن ))دما يك ))ون األم ))ر في نط ))اق الرواي ))ة‬
‫والوصف" (‪)2‬‬
‫ثم إن الرجل يعود ليبتز المسلمين حقهم في حق))ل المعرف))ة النظري))ة ‪ ،‬وينس))ب ك))ل م))ا‬
‫عندهم لليونان ‪ ،‬ولعل هذه غايته التي يريد أن يص))ل إليه))ا ‪ ،‬وأراد بمقدمات))ه تل))ك أن‬
‫يكسب ثقة القارئ ‪ ،‬عن)دما يخي)ل إلي)ه أن)ه منص)ٌف ال يهم)ه إال الوص)ول إلى الحقيق)ة‬
‫العلمية ‪ ،‬وهذا شأن المستشرقين جلهم يدسون السم في العسل ‪.‬‬
‫ويؤك))د ال))دكتور فران))تز روزنت))ال أن المس))لمين ك))انوا ينظ))رون إلى التجرب))ة‬
‫والمالحظة على أنها ذات قيمة فريدة في البحث العلمي ‪ ،‬وأننا نجد أمثلة هائلة لذلك‬
‫في الحض))ارة اإلس))المية في حق))ول المعرف))ة المتنوع))ة ‪ ،‬وينق))ل ه))ذه العب))ارة عن ابن‬
‫أبي أص))يبعة عن ال))رازي‪ " :‬م))تى ك))ان اقتصـار الط))بيب على التجـارب دون القيـاس‬
‫وقـراءة الكتب ُخ ـذل" (‪)3‬مما يدل على أن التجربة ك))انت عن))د األطب))اء منتش))رة بش))كل‬
‫كبير ‪ ،‬وأنه كان يحمد للطبيب أن يضم إلى تجاربه العلمية القراءة النظرية والقي))اس‬
‫العقلي ‪.‬‬
‫ونض))رب اآلن بعض األمثل))ة من الفك))ر اإلس))المي نس))تدل به))ا على اعتم))اد المس))لمين‬
‫بشكل كبير على التجربة والمالحظة ‪:‬‬

‫‪)?(1‬انظر زيغريد هونكه ص ‪. 334‬‬


‫‪)?(2‬مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي فرانتز روزنتال ص ‪. 15‬‬
‫‪)?(3‬مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي فرانتز روزنتال السابق ص ‪176‬‬

‫‪23‬‬
‫فبشأن الحسن ابن الهيثـم تقول زيغري))د هونك))ه ‪ :‬لق))د عّلم إقلي))دس وبطليم))وس ب))أن‬
‫العين المجردة ترسل أشعًة إلى األشياء التي تريد رؤيتها فجاء ابن الهيثم وأعلن أن‬
‫هذا االدعاء خاطئ ألنه ليس هناك أشعًة تنطلق من العين ليتحقق النظر ب))ل إن ش))كل‬
‫األش ) ))ياء المرئي ) ))ة هي ال ) ))تي تعكس األش ) ))عة على العين فتبص ) ))رها ه ) ))ذه بواس ) ))طة‬
‫عدستها‪.‬‬
‫كم))ا ي))رى األس))تاذ مص))طفى نظي))ف إلى أن ابن الهيثم أخ))ذ باالس))تقراء قب))ل بيك))ون ‪،‬‬
‫ويعتبره من أبرز علم)اء الطبيع)ة ‪ .‬وي)ذهب إلى أن أث)ر ابن الهيثم في علم الض)وء ال‬
‫يقل عن أثر نيوتن في علم الميكانيكا (‪.)1‬‬
‫ونس ))تطيع أن نت ))بين قواع))د المنهج عن ))د ابن الهيثم وأص ))وله من خالل ه ))ذا النص‬
‫ال))ذي ينقل))ه مص))طفى نظي))ف عن ابن الهيثم يق))ول ‪ " :‬ونبت))دئ في البحث باس))تقراء‬
‫الموجـودات ‪ ،‬وتص ))فح أح ))وال الُم ْب َص رات ‪ ،‬وتمي ))يز خ ))واص الجزئي ))ات ‪ ،‬ونلتق ))ط‬
‫باس))تقراء م))ا يخص البص))ر في ح))ال اإلبص))ار ‪ ،‬وم))ا ه))و مط))رد ال يتغ))ير ‪ ،‬وظ))اهر ال‬
‫يشتبه من كيفية اإلحساس ‪ ،‬ثم نرتقي في البحث والمق)اييس على الت)درج والت)دريب‬
‫مع انتقاء المقدمات ‪ ،‬والتحف)ظ من الغل)ط في النت)ائج ‪ ،‬ونجع)ل غرض)نا في جمي)ع م)ا‬
‫نستقريه ونتصفحه استعمال العدل ‪ ،‬ال اتب))اع اله))وى ‪ ،‬ونتح))رى في س))ائر م))ا نج))يزه‬
‫وننتقده طلب الحق ال الميل مع اآلراء " ‪.‬‬
‫ويعل))ق األستـاذ مص))طفى نظي))ف على ه))ذا المنهج بقول))ه ‪ " :‬في ه))ذا الق))ول‬
‫الموجز جمع ابن الهيثم بين االستقراء والقياس ‪ ،‬وقدم في))ه االس))تقراء على القي))اس‬
‫‪ ،‬وحدد فيه الشرط األساس))ي في البح)وث العلمي))ة الص))حيحة وه)و أن يك)ون الغ)رض‬
‫طلب الحقيقة " (‪)2‬‬
‫ويضيف األستاذ مصطفى نظيف ‪ " :‬بل إن ابن الهيثم قد عمق تفكيره إلى ما‬
‫ه))و أبع))د غ))ورًا مم))ا يظن أول وهل))ة ف))أدرك م))ا ق))ال ب))ه من بع))ده " م))اك " و " ك))ارل‬
‫بيرسون " وغيرهما من فالسفة العلم المحدثين في القرن العشرين " (‪)3‬‬

‫‪)?(1‬مصطفى نظيف الحسن ابن الهيثم ص ‪. 33‬‬


‫‪)?(2‬مصطفى نظيف نفس الصفحة ‪.‬‬
‫‪)?(3‬مصطفى نظيف الحسن ابن الهيثم ص ‪37‬‬

‫‪24‬‬
‫ومن مم))يزات ابن الهيثم أيض))ًا ‪ :‬أن))ه ك))ان يش))رح الجه))از ‪ ،‬وي))بين وظيف))ة أجزائ))ه‬
‫المختلف))ة ‪ ،‬ويس))تعمل أجه))زة مبتك))رة لش))رح االنعك))اس واالنعط))اف ‪ ،‬وت))دل تجارب))ه‬
‫وحساباته أنه استطاع أن يجمع بين مقدرت))ه الرياض))ية ‪ ،‬وكفايت))ه العلمي))ة الممت))ازة‪،‬‬
‫يدل على ذلك صنعه لألجهزة ‪ ،‬واستعمالها في أغراٍض مختلفة (‪.)1‬‬
‫كما يعتني ابن الهيثم إلى جانب عنايته بالتجربة واالستقراء ‪ ،‬بالقياس كما في كتابه‬
‫" المناظر " ‪ ،‬فهو ينتقل من التجربة إلى القياس ‪ ،‬ويس))تنبط من ذل))ك قض))ايا مهم))ة ‪،‬‬
‫ويشرح ظواهر خطيرة في الضوء ‪ .‬كما أدرك ابن الهيثم قيمة التمثي))ل في البح))وث‬
‫العلمية فاستعان به في بعض المواضع(‪.)2‬‬
‫هذا فيم))ا يتعل)ق ب))ابن الهيثم ‪ ،‬ونج)د في علم الميكانيك)ا أو علم الحي))ل أش))هر من كتب‬
‫في ذلك من علماء المسلمين محم))د وأحم))د وحس))ين أبن))اء موس))ى بن ش))اكر ‪ ،‬إذ لهم‬
‫كتاب يحتوي على مائة تركيب ميكانيكي (‪.)3‬‬
‫ولعلمـاء المسلمين كتب في عـلم مراكز األثقال ‪ ،‬وهو علم يتعرف منه كيفية‬
‫استخراج ثق)ل الجس))م المحم))ول ‪ .‬ولهم فض))ل كب))ير في علم الس))وائل وم))ا يتص))ل ب))ه‬
‫من ظواهر تتعلق بضغط السوائل وتوازنها (‪)4‬‬
‫وللخ))ازن كت))اب " م))يزان الحكم))ة " كتب))ه س))نة ‪ 1137‬م وفي))ه وص))ف دقي))ق‬
‫مفص))ل للم))وازين ال))تي ك))ان يس))تخدمها علم))اء المس))لمين في تج))اربهم ‪ ،‬وفي))ه أيض)ًا‬
‫وص))ف لم))يزان اس))تخدم في وزن األجس))ام ب))الهواء والم))اء ‪ .‬ويتض))من ه))ذا الكت))اب‬
‫أيضًا بحثًا في الضغط الجوي ‪ ،‬وكان بذلك أسبق من تورشيلي ‪ ،‬ويحتوي كذلك على‬
‫المب))دأ القائ))ل ب))أن اله))واء كالم))اء يح))دث ض))غطًا من أس))فل إلى أعلى على أي جس))م‬
‫مغمور فيه ‪ ،‬ومن هذا اسُتنتج أن وزن الجس)م في اله)واء ينقص عن وزن)ه الحقيقي‬
‫‪ ،‬واس)تفاد األوربي)ون بع)ده من اكتش)افاته ‪ ،‬وبن)وا عليه)ا بعض االختراع)ات كالب)ارو‬
‫متر ومفرغات الهواء "(‪ .)5‬كما تضمن هذا الكتاب بحثًا في الجاذبي))ة مبين )ًا أن هن))اك‬
‫‪)?(1‬مناهج البحث في العلوم اإلسالمية مصطفى حلمي ص ‪76‬‬
‫‪)?(2‬السابق نفسه ‪.‬‬
‫‪)?(3‬تاريخ العلوم عند العرب – قدري طوقان ص ‪188‬‬
‫‪)?(4‬مناهج البحث في العلوم اإلسالمية د ‪ .‬مصطفى حلمي ص ‪. 79‬‬
‫‪5‬‬
‫(?)مصطفى حلمي مناهج البحث في العلوم اإلسالمية ص ‪. 80‬‬

‫‪25‬‬
‫عالقة بين سرعة الجسم والبعد الذي يقطعه وال)زمن ال)ذي يس)تغرقه ‪ ،‬وق)ال الخ)ازن‬
‫في كتابه هذا بأن قوى التثاقل تتجه دائمًا إلى مركز األرض (‪)1‬‬
‫وتابع الخازن علماء آخرون مثل ثابت بن قرة ‪ ،‬وموسى بن شاكر وغيرهم))ا ‪ ،‬حيث‬
‫ق)الوا بالجاذبي))ة وعرف)وا ش))يئًا عنه))ا ‪ ،‬ومن أش))هرهم ‪ ،‬محم))د بن عم))ر ال)رازي حيث‬
‫قال ‪ " :‬إننا إذا رمينا المدرة إلى فوق ‪ ،‬فإنها ترجع إلى أسفل ‪ ،‬فعلمنا أن فيه))ا ق))وة‬
‫تقتضي الحصـول إلى أسفل ‪ ،‬حتى إن)ه لم)ا رميناه)ا إلى ف)وق أعادته)ا تل)ك الق)وة إلى‬
‫السفل ‪.)2(".‬‬
‫ويتساءل الدكتور مصطفى حلمي ‪ :‬أليس في هذا تمهيدًا لفكرة الجاذبية؟ (‪)3‬‬
‫وي))رى األس))تاذ العق))اد أن الب))يروني ك))ان ل))ه الفض))ل في ذل))ك حيث اع))ترض على رأي‬
‫اإلغري))ق القائـل ب))أن األجس))ام الثقيل))ة مجذوب))ة إلى أص))لها في الس))ماء ‪ ،‬ورجح أن‬
‫األجسام كلها مجذوبة إلى مركز األرض‪ ،‬وقد مهد بآرائه هذه السبيل ل)نيوتن لكش)ف‬
‫قانون الجاذبية (‪ .)4‬كما أن البيروني هو الذي اكتشف دوران األرض حول الش ))مس‬
‫وحول نفسها وليس كوبر نيكوس أو غيره كما يشاع (‪)5‬‬
‫وفي علم الطب يعد أب)و بك)ر محم)د ال)رازي ‪ 926– 844‬م أول األطب)اء المس)لمين‬
‫الكب))ار وق))د اعت))بره جميـع الم))ؤرخين واح))دًا من أعظم األطب))اء في جمي))ع العص))ور ‪،‬‬
‫ومن أعظم مشخص) ))ي األم) ))راض المب) ))دعين ‪ ،‬حيث اعت) ))برت مقالت) ))ه عن الج) ))دري‬
‫والحصبة أول عمل محكم في األمراض المعدية‪ ،‬مع))برة عن ق))درة ف))ذة في المالحظ))ة‬
‫والتحلي ) ))ل التمريض ) ))ي ‪ ،‬واش ) ))تهرت في أورب ) ))ا ‪ ،‬حيث طبعت أربعين م ) ))رة باللغ ) ))ة‬
‫اإلنجليزية منذ سنة ‪ 1489‬إلى ‪ . 1866‬م (‪)6‬‬

‫‪)?(1‬قدري طوقان تاريخ العلوم عند العرب ص ‪ 350‬وما بعدها ‪.‬‬


‫‪)?(2‬قدري طوقان تاريخ العلوم عند العرب ص ‪195‬‬
‫‪)?(3‬مصطفى حلمي مناهج البحث في العلوم اإلسالمية ص ‪80‬‬
‫‪)?(4‬العقاد أثر العرب في الحضارة األوربية ص ‪ 40‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫(?)انظر زيغريد هونكه ص ‪. 153‬‬

‫(?)انظر لزيغريد هونكه " شمس اهلل تسطع على الغرب " ص ‪ 316‬و ‪ 271‬ومناهج البحث للدكتور مص‪11 1‬طفى‬
‫‪6‬‬

‫‪.‬‬ ‫حلمي ص ‪81‬‬

‫‪26‬‬
‫والرازي يعتبره الدكتور سارتون أول األطباء الكيماويين إلى جانب ابتكاراته‬
‫في جراحة العيون والوالدة وأمراض النساء ‪ ،‬وكذلك كان أول من صنف مقاالت في‬
‫أم))راض النس))اء وق))د رم))دت عين))اه ذات م))رة من ك))ثرة اش))تغاله بالتج))ارب ‪ ،‬ف))ذهب‬
‫للعالج عند أحد األطباء فطلب منه خمس))مائة دين))ار فق))ال ال))رازي " ه))ذا ه))و الكيمي))اء‬
‫حقيق))ة " ثم م))ال إلى تعلم الكيمي))اء في س))ن مبك))رة من حيات))ه وأل))ف فيه))ا اث))ني عش))ر‬
‫كتابًا (‪.)1‬‬
‫وآكد شئ لدى الرازي هو ما اجتمع على صحته األطباء ‪ ،‬وشهد له القي))اس ‪،‬‬
‫وعضدته التجربة ‪ ،‬ولم يكن يعبأ إال بالعلم الذي أثبتت التجربة ج)دواه ‪ ،‬ومن س)مات‬
‫منهجه أنه كان يفضل النتائج العلمية القائمة على أس))اس تج))ارب الق))رون ال تج))ارب‬
‫الفرد الواحد ‪.‬‬
‫وإ ذا كـان الطب التجريبي يحتل في العصـر الح)ديث أرقى مكان)ة ‪ ،‬ف)إن لل)رازي فض)ل‬
‫السبق إليه ‪ ،‬حيث أجرى تجاربه على الحيوان "القرد" ‪ ،‬قبل إعط)اء ال)دواء لإلنس)ان‬
‫‪،‬ألن هناك حرجًا دينيًا يمنع من تشريح اإلنسان بغرض التجربة ‪.‬‬
‫ومن األطباء المسلمين المشهورين ابن النفيس " ت ‪ 696 :‬هـ " المكتش))ف‬
‫الحقيقي لل))دورة الدموي))ة الص))غرى ‪ ،‬ونس))بها الغ))رب زورًا إلى ه))ارفي اإلنجل))يزي ‪،‬‬
‫وقلدهم في هذا الزور بعض الب))احثين الش))رقيين المس))لمين ‪ .‬تق))ول زيغري))د هونك))ه ‪:‬‬
‫إن أول من نفذ ببصره إلى أخطاء جالينوس ونقدها ثم ج)اء بنظري))ة ال)دورة الدموي))ة‬
‫لم يكن س))ارفيتوس األس))باني وال ه))ارفي اإلنجل))يزي ب))ل ك))ان رجًال عربي )ًا أص))يًال من‬
‫القرن الثالث عشر الميالدي وهو ابن النفيس ال)ذي وص)ل إلى ه)ذا االكتش)اف العظيم‬
‫في ت))اريخ اإلنس))انية وت))اريخ الطب قب))ل ه))ارفي ب))أربع مائ))ة ع))ام وقب))ل س))ارفيتوس‬
‫بثالثمائة عام"(‪.)2‬‬
‫ولق))د ك))ثر اش))تغال النص))ارى ب))الطب في ظ))ل الدول))ة اإلس))المية ونبغ))وا في))ه ‪،‬‬
‫ويرجع العقاد ذلك إلى تحريم الكنيسة الغربية آن))ذاك لالش))تغال ب))الطب ‪ ،‬ألن الم))رض‬

‫‪1‬‬
‫(?)‪ :‬البحث العلمي منهجًا وتطبيقًا – عبد اللطيف العب‪11‬د ص ‪ – 105‬وراج‪11‬ع ابن أبي أص‪11‬يبعة عي‪11‬ون األنب‪11‬اء في‬
‫طبقات األطباء ص ‪ – 419‬نزار رضا ‪ – 1965‬بيروت‬
‫‪)?(2‬انظر زيغريد هونكه ص ‪. 262‬‬

‫‪27‬‬
‫عق)))اب من اهلل تع)))الى ‪ ،‬ال ينبغي لإلنس)))ان أن يص)))رفه عمن اس)))تحقه ‪ ،‬وظ)))ل الطب‬
‫محجورًا عليه إلى ما بعد انقض)اء العه)د المس)مى بعه)د اإليم)ان عن)د اس)تهالل الق)رن‬
‫الثاني عشر للميالد وهو إبان الحضارة األندلسية (‪.)1‬‬
‫وك)انت المستشفيـات منتش)رة في أنحـاء الدول)ة اإلس)المية بع)د الق)رن الث)الث‬
‫للهج))رة ‪ ،‬واتبعت طريق))ة عملي))ة للتحق))ق من وج))ود اله))واء وص))الح الموق))ع لبنائه))ا‬
‫تغ))ني عن األس))اليب العلمي))ة ال))تي اتبعت في العص))ر الحاض))ر بع))د كش))ف الج))راثيم ‪،‬‬
‫حيث تتفق معها في أصلها التجريبي (‪)2‬‬
‫ومثل هذا االبتكار كما يقول الدكتور مصطفى حلمي ‪ :‬يقع في صميم المنهج‬
‫التجري ))بي وينبغي النظ ))ر إلي ))ه ال من زاوي ))ة عص ))رنا ‪ ،‬ولكن من زاوي ))ة النظري ))ات‬
‫السائدة آنذاك وال شك أن هذا العمل يعد عمًال رائدًا في حقل االكتشافات العلمية (‪)3‬‬
‫وكانت المستشفيات أيضًا مراكز علمية لتدريس األطباء نظريًا وعمليًا يق)ول ‪:‬‬
‫ال))دكتور مص))طفى الس))باعي ‪ " :‬وك))انت المستش))فيات معاه))د طبي))ة أيض )ًا ‪ ،‬ففي ك))ل‬
‫مستش ))فى إي ))وان كب ))ير للمحاض ))رات ‪ ،‬ويجلس في ))ه كب ))ير األطب ))اء ‪ ،‬ومع ))ه األطب ))اء‬
‫والطـالب ‪ ،‬وبجانبهم اآلالت والكتب ‪ ،‬فيقعد التالميذ بين يدي معلمهم بعد أن يتفقدوا‬
‫المرض)))ى ‪ ،‬وينته)))وا من عالجهم ‪ ،‬ثم تج)))ري المب)))احث الطبي)))ة ‪ ،‬والمناقش)))ات بين‬
‫األستاذ وتالميذه ‪ ،‬والقراءة في الكتب الطبية ‪ ،‬وكثيرًا ما كان األستاذ يصطحب مع))ه‬
‫تالميذه داخل المستشفى ليقوم بإجراء الدروس العملي)ة لطالب)ه على المرض)ى ‪ ،‬كم)ا‬
‫يقع اليوم في المستشفيات الملحقة بكليات الطب " (‪.)4‬‬
‫ويستخلص غوستاف لوبون من أبحاثه في هذا المج))ال أن علم الجراح))ة م))دين‬
‫للع))رب بكث))ير من مبتكرات))ه األساس))ية ‪ ،‬وظلت كتبهم في))ه مرجع)ًا للدراس))ة في كلي))ات‬
‫الطب إلى وقت ق ))ريب ج ))دًا ‪ ،‬فك ))انوا يعرف ))ون في الق ))رن الح ))ادي عش ))ر من الميالد‬
‫معالج))ة غش))اوة العين بخفض العدس))ة أو إخراجه))ا ‪ ،‬وك))انوا يعرف))ون عملي))ة تف))تيت‬
‫‪1‬‬
‫(?)انظر شمس اهلل تس‪11‬طع على الغ‪11‬رب ص ‪ 275 ، 274 ، 273‬وللعق‪11‬اد أث‪11‬ر الع‪11‬رب ص ‪ 35‬وراج‪11‬ع أيض ‪ً1‬ا‬
‫ألبي الفتوح التوانسي من أعالم الطب العربي ص ‪. 43‬‬
‫‪)?(2‬مصطفى حلمي مناهج ص ‪85‬‬
‫‪)?(3‬مصطفى حلمي السابق نفس الصفحة‬
‫‪)?(4‬من روائع حضارتنا ص ‪ 142‬مصطفى السباعي – المكتب اإلسالمي – دمشق – بيروت ‪ . 1977‬م‬

‫‪28‬‬
‫الحصاة التي وصفها أبو القاسم بوضوح ‪ ،‬وكانوا يعـرفون ص))ب الم))اء الب))ارد لقط))ع‬
‫ال))نزف ‪ ،‬وك))انوا يعرف))ون الكاوي))ات والفتائ))ل ‪ ،‬وك))انوا يعرف))ون الُم رق))د ‪ ،‬أي المخ))در‬
‫الذي ُظّن أنه من مبتكرات العصر الحاضر ‪ ،‬وذلك باستعمال الزؤان لتن)ويم الم)ريض‬
‫قبل العمليات المؤلمة ‪ ،‬حتى يفقد وعيه وحواسه(‪)1‬‬
‫وقد نسب هذا الكشف العلمي إلى طبيب إيطالي أوًال وإ لى بعض اإلسكندريين ثانيًا ‪،‬‬
‫في حين أن الحقيقة تقول ‪ ،‬والتاريخ يشهد ‪ :‬أن فن استعمال اإلس))فنجة المخ))درة فن‬
‫عربي بحت لم يعرف من قبلهم‬
‫وإ ذا انتقلنا إلى مجاالت أخرى غير الطب وعلماء آخرين فإننا نجد األمر أيضًا‬
‫ال يختل))ف فالتجرب))ة والمالحظ))ة لهم))ا ال))وزن الكب))ير ‪ ،‬والقيم))ة األساس))ية في البحث‬
‫العلمي يقول جابر بن حيان وهو يتحدث عن منهجه ‪ " :‬قد عملت))ه بي))دي وبعقلي من‬
‫قبل ‪ ،‬وبحثت عنه حتى صح ‪ ،‬وامتحنته فما كذب " (‪)2‬‬
‫ويؤكد جابر أهمية التجربة أيضًا في قوله ‪ " :‬من كان دربًا ‪ ،‬ك))ان عالم)ًا حق)ًا‬
‫ومن لم يكن درب )ًا لم يكن عالم )ًا ‪ ،‬وحس))بك بالدرب))ة في جمي))ع الص))نائع ‪ :‬أن الص))انع‬
‫الدرب يحذق ‪ ،‬وغير الدرب يعطل" (‪ )3‬والمراد بالدربة عند جابر التجربة ‪.‬‬
‫ويزيدنا جابر تأكيدًا باعتماده على التجربة والمالحظة في قول)ه ‪ " :‬ويجب أن نعلم‬
‫أنا نذكر في هذه الكتب خ)واص م)ا رأين)اه فق)ط دون م)ا س)معناه أو قي)ل لن)ا وقرأن)اه ‪،‬‬
‫بع)د أن امتحنـاه وجربنـاه ‪ ،‬فم))ا صـح عندنـا بالمالحظـة الحسيـة أوردنـاه وم))ا بط)ل‬
‫نفيناه وما استخرجناه نحن أيضًا وقايسناه على أقوال هؤالء القوم "(‪. )4‬‬
‫ونض))يف أيض )ًا أن من الس))باقين في اس))تخدام التجرب))ة ابن س))ينا ‪ ،‬حيث يش))ير في‬
‫كت))اب الش))فاء إلى مالحظ))ة شخص))ية تع))ود إلى أي))ام ص))باه تبحث في أص))ل الحج))ار‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫(?)غوستاف لوبون – حضارة العرب ص ‪ 494‬ترجمة عادل زعيتر – طبعة الحلبي بالقاهرة ‪ . 1956‬م‬

‫‪)?(2‬منهج البحث عن‪11‬د الع‪11‬رب في مج‪11‬ال العل‪11‬وم الطبيعي‪11‬ة والكوني‪11‬ة لل‪11‬دكتور جالل محم‪11‬د عب‪11‬د الحمي‪11‬د موس‪11‬ى ص‬
‫‪ – 125‬دار الكتاب اللبناني ‪. 1972‬‬
‫‪)?(3‬زكي نجيب محمود – جابر بن حيان ص ‪. 58‬‬
‫‪)?(4‬في تراثنا العلمي واإلسالمي – توفيق الطويل ص ‪. 18‬‬

‫‪29‬‬
‫ويش))ير فخ))ر ال))دين ال))رازي إلى مالحظ))ة شخص))ية الحظه))ا ابن س))ينا تتعل))ق بتك))ون‬
‫الغيوم الممطرة (‪)1‬‬
‫ويروى عن المأمون أنه كان يجري تجرب))ة بس))يطة لجلس))ائه لي))برهن لهم أن اله))واء‬
‫مادة ‪ ،‬أي جسم طبيعي (‪.)2‬‬
‫نستطيع اآلن بعد األمثل))ة الكث))يرة ال))تي س))قناها أن نؤك))د أن نس))بة المنهج التجري))بي‬
‫إلى الغ))رب نس))بة زائف))ة ‪ ،‬ألنه))ا تغف))ل دور المس))لمين في ه))ذا المنهج ‪ .‬وليس مع))نى‬
‫ه))ذا أن نغض من دور علم))اء الغ))رب في النهض))ة األوربي))ة الحديث))ة فه))ذا ال))دور ال‬
‫يمكن إنكاره ألن الغرب تقدم كثيرًا في تطبيق هذا المنهج ‪ ،‬ولكن أري)د أن أق)ول ‪ :‬إن‬
‫الحضارات متكاملة ال ينفصل بعضها عن بعض ‪ ،‬فكل حضارة تنهض ال بد أن تكون‬
‫لها قواعد راسخة قامت عليها ‪ ،‬وقواعد الحضارة األوربية المزدهرة اليوم إنم))ا هي‬
‫الحضارة اإلسالمية ‪ ،‬فلم ينهض الغرب هك)ذا طف)رة ‪ ،‬وإ نم))ا بع)د أن نقلت إلي))ه عل)وم‬
‫الع ))رب والمس ))لمين ‪ ،‬فالمس ))لمون كم ))ا يق ))ول ال ))دكتور مص ))طفى حلمي ‪ " :‬وجه ))وا‬
‫البح ) ))وث إلى الوجه ) ))ة الص ) ))حيحة من حيث إقامته ) ))ا على التج ) ))ارب واالختب ) ))ارات‬
‫واس))تقراء النظري))ات وم))ا إلى ذل))ك من خط))وات ك))انت تش))كل في مجموعه))ا تح))وًال‬
‫رئيس )ًا في ت))اريخ العلم من مج))رد النظ))ر –ك))المنطق الص))وري األرسططاليس))ي –إلى‬
‫التجارب العلمية المؤدية إلى التقدم الحقيقي للعلوم‬
‫وذلك ألن ‪ " :‬وجود ابن الهيثم وجابر وأمثالهما كان الزمًا وممهدًا لظه))ور ج))اليلو‬
‫وني))وتن ‪ ،‬فل))و لم يظه))ر ابن الهيثم الض))طر ني))وتن أن يب))دأ من حيث ب))دأ ابن الهيثم ‪،‬‬
‫ولو لم يظهر جابر بن حّيان لبدأ جاليلو من حيث ب))دأ ج))ابر ‪ .‬وعلى ه))ذا يمكن الق))ول‬
‫‪ :‬لوال جهود المسلمين والعرب ‪ ،‬لبدأت النهضة األوربية في القرن الرابع عش))ر من‬
‫النقطة التي بدأ منها العرب نهضتهم العلمية في القرن الثامن للميالد " (‪)3‬‬
‫لقـد وضـع المسلمـون أس) ))س البحث العـلمي ب) ))المعنى الح) ))ديث وقـد تمّيـزوا‬
‫بالمـالحظـة والتجـربة واالختبـار وابتدعـوا طـرقًا واخترعـوا آالت وأجهزة (‪)4‬‬
‫‪)?(1‬المباحث للرازي ص ‪. 2 / 173‬‬
‫‪)?(2‬الحيوان للجاحظ ص ‪. 4 / 106‬‬
‫‪ :)?(3‬تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك المقدمة ص ‪ 9‬الناشر دار القلم بالقاهرة ‪ 1963‬م ‪.‬‬
‫‪)?(4‬تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه لعبد الحليم منتصر ص ‪ 5 9‬طبعة دار المعارف ‪. 1967‬‬

‫‪30‬‬
‫خصائص البحث العلمي‪:‬‬
‫للبحث العلمي جمل))ة من الخص))ائص والمم))يزات ال))تي تم))يزه عن غ))يره من الكتاب))ات‬
‫والتآليف والتقارير والتص)انيف والمكتوب)ات ‪ ،‬فال تك)ون الكتاب)ة متص)فة بالعلمي)ة إال‬
‫إذا جرت على نمط وقواعد وتوفرت فيها المواصفات العلمية التي من أهمها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النظام والدقة والضبط‬
‫البحث العلمي نش))اط عقلي منظم ومض))بوط ودقي))ق ومخط))ط‪ ,‬حيث يس))تند التفك))ير‬
‫العلمي إلى منهج معين في تحديد المشكلة واختي))ارالفروض واختباره))ا وف))ق قواع))د‬
‫منطقي ) ))ة ‪ .‬فتك ) ))ون المش ) ))كالت والف ) ))روض والمالحظ ) ))ات والتج ) ))ارب والنظري ) ))ات‬
‫والق)وانين‪ ,‬ق)د تحققت واكتش))فت بواس))طة جه))ود عقلي))ة منظم))ة ومهي))أة جي))دا ل)ذلك‪,‬‬
‫وليست وليدة مصادفات أو أعمال ارتجالية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الموضوعية‪:‬‬
‫البحث العلمي بحث موض ))وعي يتج ))رد في ))ه الب ))احث عن أهوائ ))ه وميول ))ه ومواقف ))ه‬
‫وعواطفه ‪ ،‬ويتب)ع األدل)ة وال)براهين ال ينح)از وال يح)ابي ‪ ،‬وال يس)عى لنص)رة م)ذهب‬
‫أو رأي مسبق‬
‫ثالثا ‪ :‬التصنيف ‪:‬‬
‫والبحث العلمي يتم ))يز بالتص ))نيف والتقس ))يم ح ))تى يس ))هل في ))ه التعام ))ل م ))ع األن ))واع‬
‫والفئ))ات والبيان))ات واألقس))ام واألص))ناف المختلف))ة ثم ب))يين العالق))ات واألحك))ام بين‬
‫األقسام واألصناف المختلفة‬
‫رابعا التراكم ‪:‬‬
‫والبحث العلمي يوص))ف بالتراكمي))ة ألن الب))احث يب))ني على الجه))ود الس))ابقة ‪ ،‬ويب))دأ‬
‫من حيث انتهى اآلخرون ‪ ،‬فالمعارف اإلنس))انية يق))وم بعض))ها على بعض ‪ ،‬ومن هن))ا‬
‫نجد اإلشارة إلى الدراسات السابقة في جميع البحوث العلمية‬
‫خامسا‪ :‬البحث العلمي بحث نظري‪:‬‬
‫ألن ))ه يس ))تخدم النظري ))ة إلقام ))ة وص ))ياغة الف ))رض‪ ,‬ال ))ذي ه ))و بي ))ان ص ))ريح يخض ))ع‬
‫للتجارب واالختبار‬

‫‪31‬‬
‫سادسا‪ :‬البحث العلمي بحث تجريبي‪:‬‬
‫والبحث العلمي يق)))وم على أس) ))اس إج)))راء التج)))ارب واالختب) ))ارات على الف)))روض‪,‬‬
‫والبحث الذي ال يقوم على أساس المالحظات والتج)ارب ال يع)د بحث)ا علمي)ا‪ .‬ف)البحث‬
‫العلمي يؤمن ويقترن بالتجارب‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬الحركية والتجديد‬
‫والبحث العلمي متح) ))رك ومتح) ))دد ‪،‬ألن) ))ه ينط) ))وي دائم) ))ا على تجدي) ))د وإ ض) ))افات في‬
‫المعرف))ة‪ ,‬عن طري))ق اس))تبدال متواص))ل ومس))تمر للمع))ارف القديم))ة بمع))ارف أح))دث‬
‫وأج)د‪.‬وه))ذا م))ا يع)رف عن))دهم بالدوري))ة ‪ ،‬حيث الوص))ول إلى ح)ل مش))كلة ‪ ،‬يق)ود إلى‬
‫ظهور مشكلة أخرى يتناواها الباحث نفس)ه أو تك)ون موض)وعا لب)احث آخ)ر يب)دأ من‬
‫حيث انتهى اآلخرون ثم ينطلق ‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬البحث العلمي بحث تفسيري‪:‬‬
‫والبحث العلمي يس) ))تخدم المعرف) ))ة العلمي) ))ة لتفس) ))ير الظ) ))واهر واألش) ))ياء بواس) ))طة‬
‫مجموعة من المفاهيم المترابطة تسمى النظريات‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬التعميم‬
‫البحث العلمي بحث ع ) ))ام ومعمم ‪:‬ألن المعلوم ) ))ات والمع ) ))ارف ال تكتس ) ))ب الطبيع ) ))ة‬
‫والصفة العلمية‪ ,‬إال إذا كانت بحوثا معمم))ة وفي متن))اول أي ش))خص‪ ,‬مث))ل الكش))وف‬
‫الطبية‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬السببية‪:‬‬
‫ونعني بسببية البحث العلمي أن أحداثه ووقائعه يق))ود ك))ل منه))ا إلى اآلخ))ر ‪ ،‬فح))دوث‬
‫شيء منها يؤدي إلى حدوث الشيء اآلخر ‪.‬‬
‫حادي عاشر‪ :‬الترابط‪:‬‬
‫البحث العلمي مترابط األجزاء ‪ ،‬لكل جزء منه عالقة بما قبله وم))ا بع))ده ‪ ،‬وليس ه))و‬
‫معلومات مبعثرة ‪ ،‬وال هو حق)ائق مفكك)ة ال راب)ط بينه)ا ‪ ،‬ب)ل هي مترابط)ة تس)ير في‬
‫نسق واحد‬

‫‪32‬‬
‫الصفات التي يجب توفرها في الباحث الناجح‬
‫هنال)ك ص))فات يجب أن تت))وفر في الب))احث الن))اجح ح)تى تك)ون بحوث))ه عميق)ة ومفي))دة‬
‫ونافع))ة في مجاله))ا‪ ،‬ومن أهم الخص))ائص ال))تي يجب توفره))ا في الب))احث الن))اجح في‬
‫مجال البحث ‪:‬‬
‫حب العلم والمعرفة واالطالع ‪:‬‬
‫فإذا ك)ان الب))احث محب))ا للمعرف)ة طالب))ا للعلم ‪ ،‬ال يم))ل المطالع)ة في مظ)ان المعرف)ة ‪،‬‬
‫مقبال على العلم والبحث برغب)ة ص)ادقة ‪ ،‬ك)ان موفق)ا في بحث)ه ‪ ،‬ف)إن لم يكن ك)ذلك ‪،‬‬
‫بل كان مدفوعا للبحث دون رغبته ‪ ،‬مكلفا به تكليفا دون إرادته ‪ ،‬كان باحثا فاشال ‪.‬‬
‫توفر مؤهالت مناسبة من العلم بمجال البحث‪:‬‬
‫فال بد للباحث في مج)ال معين أن يك)ون ممن ل)ه ب)اع في ذات المج)ال ‪ ،‬إم)ا أن يك)ون‬
‫من أه ))ل التخص ))ص ‪ ،‬أو أن يك ))ون من أه ))ل اإللم ))ام ب ))ذات المج ))ال يع ))رف أص ))وله‬
‫ومصادره ومراجعه ‪.‬‬
‫اإللمام بالمكتبات ومظان المصادر والمراجع‬
‫وك ))ذلك الب ))احث الن ))اجح في مج ))ال م ))ا الب ))د أن يك ))ون متمكن ))ا من واق ))ع خبرت ))ه من‬
‫الوصول إلى المعلومة التي يريدها من مظانها ومصادرها يصل إليه))ا دون عن))اء ‪،‬ال‬
‫يحت))اج إلى الس))ؤال عن مص))ادره ال))تي تع))ني تخصص))ه ‪ ،‬والب))د أن يك))ون مطلع))ا على‬
‫المكتبات العامة والمكتبات الحديثة واإللكترونية وغيرها‬
‫امتالك مهارة البحث والتحليل‬
‫كم ))ا يل ))زم الب ))احث أن يك ))ون ذا ق ))درة على البحث والتحلي ))ل وجم ))ع األدل ))ة وتفص ))يل‬
‫المس ))ائل وتفريعه ))ا و واالس ))تدالل عليه ))ا وت ))رجيح بعض ))ها على بعض بحس ))ب ق ))وة‬
‫الدليل ‪.‬‬
‫الصبر والعمل الدؤوب‬
‫فعملي)))ة البحث تتطلب الص)))بر والمص)))ابرة والتنقيب والت)))دقيق والتحق ))ق والتحقي ))ق‬
‫والمراجع))ة والمقارن))ة والتص))حيح وال))رد وأعم))اال كث))يرة تقتض))ي أن يك))ون الب))احث‬
‫ص))بورا متأني))ا ال يس))تعجل في بحث))ه فتف))وت علي))ه بعض المس))ائل ال))تي ق))د ت))ؤدي إلى‬
‫خلل عظيم في النتائج‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫القدرة على التعبير والنقد والتمييز‬
‫فال ب ))د أن يك ))ون الب ))احث ذا ق ))درة على مراجع ))ة األق ))وال ومناقش ))ة اآلراء واألفك ))ار‬
‫والنظ))ر في األدل))ة وتمحيص))ها وتمي))يز الق))وي من الض))عيف وال))ترجيح بين األق))وال‬
‫واألحكام ‪ ،‬والتعب))ير واإلفص))اح عن رأي))ه ‪ ،‬ح)تى يخ)رج بالنت))ائج الجي))دة الس))المة من‬
‫النقص والضعف‬
‫القدرة على الغوص والسبر والتعمق‬
‫وك))ذلك ال ب))د للب))احث أن يك))ون كتمكن))ا من معرف))ة المص))ادر ق))ادرا على الغ))وص في‬
‫غياهب المكتبات والمصنفات وله نفس طويل يؤهله للغوص في المسائل المتشابكة‬
‫التأهيل اللغوي‬
‫وال بد أن يكون الب))احث على ق)در مناس))ب من معرف)ة اللغ)ة ‪ ،‬الق)در ال)ذي يمكن))ه من‬
‫الكتابة بأسلوب علمي رفيع خال من االخطاء اللغوية واالسلوبية ‪ ،‬ويمكنه ك)ذلك من‬
‫الصياغة الجيدة لعبارات البحث‪.‬‬
‫الجرأة في مناقشة اآلراء المختلفة دون تقديس أصحابها‬
‫الب))احث ينظ))ر في األدل))ة ويعتم))د األص))ول العلمي))ة في الحكم عليه))ا ‪ ،‬وك))ذلك الب))احث‬
‫ينظر في اآلراء واألقوال المنسوبة لالئمة والعلم))اء ‪ ،‬ويح))اكم اآلراء باألدل))ة ف))يرجح‬
‫ما أيده الدليل دون تقديس لقول أحد ‪ ،‬فاألئمة الكبار لهم احترامهم ووق))ارهم ‪ ،‬ولكن‬
‫ليس من توقيرهم اتخاذ أقوالهم حججا وتقديمها على األدلة الصحيحة الصريحة ‪.‬‬
‫التحرر من التعصب‬
‫الب)))احث يتن)))اول المس)))ائل تن)))اوال موض)))وعيا ينظ)))ر إلى الحجج واألدل)))ة ‪ ،‬يدرس)))ها‬
‫ويعالجه))ا بالقوالع))د واألص))ول ح))تى توص))له إلى الحكم ‪ ،‬ال يأخ))ذ االحك))ام من أق))وال‬
‫الرجال ويتعصب لها ويقدمها على األدله ‪.‬‬

‫النزاهة واألمانة ( عدم إهمال األدلة المخالفة لرأيه)‬


‫كذلك الباحث يتعامل مع األدلة بنزاهة وأمان))ة ‪ ،‬اليخفي وال يهم))ل دليال يتع))ارض م))ع‬
‫رغبته وأمنيته ‪ ،‬وال يتشبث بدليل ضعيف ويحاول إخف)اء علل)ه لرغبت)ه في الوص)ول‬
‫إلى حكم يريده ويشتهيه‪.‬‬

‫‪34‬‬
35
‫مواصفات البحث الناجح‬
‫وكما ذكرنا صفات الباحث الناجح هنالك أيضا صفات يجب توفرها في البحث المق))دم‬
‫للتقويم العلمي ‪ ،‬من أهمها ‪:‬‬
‫أوال العنوان الواضح والشامل الدال على موضوع البحث ‪:‬‬
‫ينبغي أن يتوفر ثالث سمات أساسية في العنوان هي‪:‬‬
‫الش))مولية‪ :‬أي أن يش))مل عن))وان البحث المج))ال المح))دد والموض))وع ال))دقيق ال))ذي‬
‫يخوض فيه الباحث والفترة الزمنية التي يغطيها البحث‪.‬‬
‫الوض ) ))وح‪ :‬أي أن يك))))ون عن ) ))وان الب ) ))احث واض ) ))حا في مص ) ))طلحا ت) ) )ه وعبارات ) ))ه‬
‫واستخدامه لبعض اإلشارات والرموز‪.‬‬
‫الداللة‪ :‬أن يعطي عنوان البحث دالالت موضوعية محددة وواضحة للموضوع ال))ذي‬
‫يبحث ومعالجته واالبتعاد عن العموميات‪.‬‬
‫ثانيا تحديد الخطوات واألهداف‬
‫ومن أهم مواصفات البحث الناجح تحديد خطوات البحث وأهداف)ه وح)دوده المطلوب))ة‬
‫الب))دء بتحدي))د واض))ح كمش))كلة البحث ثم وض))ع الفرض))يات المرتبط))ة به))ا ثم تحدي))د‬
‫أسلوب جمع البيانات والمعلومات المطلوبة لبحثه وتحليله)ا وتحدي)د ه)دف أو أه)دافا‬
‫للبحث ال ))ذي يس ))عى إلى تحقيقه ))ا بص ))ورة واض ))حة ووض ))ع إط ))ار البحث في ح ))دود‬
‫موضوعية وزمنية ومكانية واضحة المعالم ‪.‬‬
‫ثالثا اإللمام الكافي بموضوع البحث‪:‬‬
‫يجب أن يتناسب البحث وموضوعه مع إمكان)ات الب)احث ويك)ون لدي)ه اإللم)ام الك)افي‬
‫بمجال وموضوع البحث ‪.‬‬
‫رابعا توفر الوقت الكافي لدى الباحث‪:‬‬
‫أي أن هن ))اك وقت مح ))دد إلنج ))از البحث وتنفي ))ذ خطوات ))ه وإ جراءات ))ه المطلوب ))ة وأن‬
‫يتناسب الوقت المتاح مع حجم البحث وطبيعته ‪.‬‬

‫خامسا االستناد إلى المصادر األصلية ‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫ينبغي أن يعتم))د الب))احث في كتاب))ة بحث))ه على الدراس))ات واآلراء األص))يلة والمس))ندة‬
‫وعلي) ))ه أن يك) ))ون دقيق) ))ا في جم) ))ع معلومات) ))ه وتع) ))د األمان) ))ة العلمي) ))ة في االقتب) ))اس‬
‫واالس))تفادة من المعلوم))ات ونقله))ا أم))ر في غاي))ة األهمي))ة في كتاب))ة البح))وث وت))تركز‬
‫األمانة العلمية في البحث على جانبين أساسيين ‪:‬‬
‫اإلشارة إلى المصادر التي استقى منها الباحث معلوماته وأفكاره منها‪.‬‬
‫التأكد من عدم تشويه األفكار واآلراء التي نقل الباحث عنها معلوماته‪.‬‬
‫سادسا وضع أسلوب تقرير البحث ‪:‬‬
‫إن البحث الجي))د يك))ون مكت))وب بأس))لوب واض))ح ومق))روء ومش))وق بطريق))ة تج))ذب‬
‫القارئ لقراءته ومتابعة صفحاته ومعلوماته‪.‬‬
‫سابعا الترابط بين أجزاء البحث ‪:‬‬
‫أن تك))ون أم))ام البحث وأج))زاءه المختلف))ة مترابط))ة ومنس))جمة س))واء ك))ان ذل))ك على‬
‫مستوى الفصول أو المباحث واألجزاء األخرى‪.‬‬
‫ثامنا مدى اإلسهام واإلضافة إلى المعرفة في مجال تخصص الباحث ‪:‬‬
‫أن تض))يف البح))وث العلمي))ة أش))ياء جدي))دة ومفي))دة والتأكي))د على االبتك))ار عن))د كتاب))ة‬
‫البحوث والرسائل ‪.‬‬
‫تاسعا الموضوعية‬
‫واالبتعاد عن التحيز في ذكر النتائج التي توصل الباحث إليها ‪.‬‬
‫عاشرا توفر المعلومات والمصادر من موضوع البحث ‪:‬‬
‫ت) ))وفر مص) ))ادر المعلوم) ))ات المكتوب) ))ة أو المطبوع) ))ة أو االلكتروني) ))ة المت) ))وفرة في‬
‫المكتبات ومراكز المعلومات التي يستطيع الباحث الوصول إليها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الخطوات العامة لعملية البحث‪:‬‬
‫فيما يلي الخطوات العامة إلج))راء بحث‪ ،‬وس))وف يتم تفص))يل تل))ك الخط))وات في ثناي))ا‬
‫الكتاب ‪:‬‬
‫‪-1‬تحدي))))د مش))))كلة البحث ‪ :Research Problem‬مقدم))))ة عن مش))))كلة البحث‬
‫وأهميتها‪ ،‬يجب أن تكون مشكلة وأسئلة البحث قابلة للدراسة والقياس‪.‬‬
‫‪-2‬مراجع))ة الدراس))ات الس))ابقة ‪ :Literature Review‬عن))د مراجع))ة الدراس))ات‬
‫الس))ابقة ي))راعى أن تتم حس))ب التسلس))ل الزم))ني للدراس))ات وح)تى الوص))ول الى آخ)ر‬
‫الدراس ))ات والبح ))وث الحديث ))ة ال ))تي تن ))اولت موض ))وع البحث‪ .‬مراجع ))ة الدراس ))ات‬
‫الس)ابقة يجب أن تعكس فهم واطالع الب)احث على الدراس)ات الس)ابقة بحيث يس)تطيع‬
‫أن يدافع عن مشكلة بحثه ويوضح أهمية إجرائها في ضوء الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪-3‬ف))))))روض البحث ‪ :Research Hypotheses‬يجب أن تك))))))ون مبني))))))ة على‬
‫ومتسقة مع نتائج الدراسات السابقة وتك))ون قابل))ة لالختب))ار والتمحيص والدراس))ة (‬
‫‪ .)Testability‬كم))ا يجب أن يتض))ح االختالف بين الف))روض في الدراس))ة الحالي))ة‬
‫وفروض الدراسات السابقة بحيث التكون مجرد تكرار الداعي له‪.‬‬
‫‪-4‬المنهجية أو الطريقة ‪:Method‬‬
‫عادة يندرج تحتها ثالثة أو أربعة أجزاء‪:‬‬
‫أ‪-‬األدوات‪ :‬وص))ف لجمي))ع أدوات جم))ع المعلوم))ات المس))تخدمة‪ .‬إذا ك))انت األدوات‬
‫استبانات أو مقاييس فال بد من إعطاء معلومات عن صدقها وثباتها‪.‬‬
‫ب‪-‬العين))ة ‪ :Sample‬توض))يح لمجتم))ع الدراس))ة وكي))ف س))يتم س))حب عين))ة من))ه‪.‬‬
‫تحدي))د طريق))ة اختي))ار العين))ة وع))دد أفراده))ا ووص))فها بدق))ة (رج))ال‪-‬نس))اء‪ ،‬كب))ار‪-‬‬
‫صغار‪ ،‬متعلمين‪-‬غير متعلمين ‪)..‬‬
‫ج‪-‬تصميم البحث وإ جراءاته ‪: Design and procedure‬‬
‫وص ))ف لتص ))ميم البحث خصوص ))ا إذا ك ))ان بحث ))ا تجريبي ))ا (كم مجموع ))ة ستس ))تخدم‪،‬‬
‫قياس قبلي وبعدي ‪ )..‬وسوف يأتي تفصيل ذلك عند الحديث عن المنهج التجري))بي‪.‬‬
‫كذلك وصف لجميع إجراءات تطبيق الدراسة على العينة وشرح لكيف تم ذلك وتحت‬
‫أية ظروف‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫د‪-‬التجهيزات والمعدات ‪:Equipment‬‬
‫خصوص))ا في البح))وث التجريبي))ة الب))د من وص))ف لجمي))ع األجه))زة المس))تخدمة في‬
‫التجربة‪.‬‬
‫إذا الب))د من وص))ف كام))ل لمنهجي))ة وأدوات وإ ج))راءات وأجه))زة البحث بحيث يمكن‬
‫ألي ب))احث آخ))ر أن يك))رر التجرب))ة أو الدراس))ة ويحص))ل على نت))ائج مماثل))ة إذا ك))انت‬
‫دراستنا جيدة‪.‬‬
‫‪-5‬النتائج ‪:Results‬هنا عرض لنتائج الدراسة وتحليلها إحصائيا‪.‬‬
‫‪-6‬التفسير والخاتمة‪Interpretation and Conclusion :‬‬
‫تفس ))ير النت ))ائج في ض ))وء الدراس ))ات الس ))ابقة وإ يض ))اح م ))اذا تع ))ني وبي ))ان داللته ))ا‪.‬‬
‫الب ))احث يمكن أن يوص ))ي بم ))ا يمكن أن تتناول ))ه الدراس ))ات المس ))تقبلية ال ))تي س ))وف‬
‫تبحث موضوع بحثه‪.‬‬
‫ملحوظات ينبغي أن تراعى في جميع خطوات البحث العلمي‬
‫أ‪-‬االبتع))اد عن النزع))ات الذاتي))ة وإ بع))اد ت))أثير المش))اعر بق))در المس))تطاع‪ .‬ال تح))اول‬
‫رؤية ما تريد أن تراه‪.‬‬
‫ب‪-‬ابتعد عن التعليق بالكلمات ذات الداللة القوية مثل هذه فكرة مثيرة أو رائعة‪...‬‬
‫ج‪-‬ال يوحي الباحث للقارئ أنه يعرف اإلجابة عن أسئلة البحث ومشكلته مسبقا‪.‬‬
‫د‪-‬عنوان البحث يجب أن يوحي بمحتوى الدراسة وبطريقة القياس‪.‬‬
‫هـ‪-‬ال ينبغي للب ))احث ذك ))ر نفس ))ه بعب ))ارة (أن ))ا‪ ،‬نحن‪ ،‬س ))وف أق ))وم) ب ))ل ي ))ذكر نفس ))ه‬
‫كشخص ثالث مثل (الباحث‪ ،‬سيقوم الباحث‪ ،‬يرى الباحث )‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫المراحل المتبعة في المنهج العلمي في البحث ‪:‬‬
‫البحث العلمي يت ))ألف من مجموع ))ة مراح ))ل تتمَّثل في الش ))عور بالمش ))كلة أوبس ))ؤال‬
‫يحِّي ر الب))احث‪ ،‬فيض))ع له))ا حل))وًال محتمل))ة‪ ،‬هي الف))روض‪ ،‬ثم ت))أتي بع))د ذل))ك الخط))وة‬
‫التالية‪ :‬وهي اختبار صحة الفروض‪ ،‬والوصول إلى نتيجة محددة‪ ،‬ومن الطبيعي أن‬
‫يتخل))ل ه))ذه الخط))وات الرئيس))ة ع))دة خط))وات إجرائي))ة‪ ،‬مث))ل تحدي))د المش))كلة‪ ،‬وجم))ع‬
‫البيانات التي تساعد في اختيار الفروض المناسبة‪ ،‬وكذلك البيانات التي تس)تخدم في‬
‫اختي))ار الف))روض‪ .‬وهك))ذا يس))ير البحث العلمي على ش))كل خط))وات أو مراح))ل‪ ،‬لكي‬
‫تزداد عملياته وضوحًا‪ ،‬إال أن هذه الخط))وات ال تس))ير باس))تمرار‪ ،‬بنفس التت))ابع‪ ،‬وال‬
‫تؤخذ بطريقة جامدة‪ ،‬كما أنها ليست بالض))رورة مراح))ل فكري))ة منفص))لة‪ ،‬فق))د يح))دث‬
‫كثيرًا من التداخل بينها‪ ،‬وقد يتردد الب)احث بين ه)ذه الخط)وات ع)دة م)رات‪ ،‬ك)ذلك ق)د‬
‫تتطلب بعض المراحل جهدًا ضئيًال‪ ،‬بينما يستغرق البعض اآلخر وقتًا أطول‪ ..‬وهكذا‬
‫يقوم استخدام هذه الخطوات على أساس من المرون))ة والوظيفي))ة‪ ..‬وتختل))ف من))اهج‬
‫البحث من حيث طريقته ))ا‪ ،‬في اختب ))ار ص ))حة الف ))روض‪ ،‬ويعتم ))د ذل ))ك على طبيع ))ة‬
‫ومي))دان المش))كلة موض))ع البحث‪ ،‬فق))د يص))لح المنهج التجري))بي في دراس))ة مش))كلة ال‬
‫يصلح فيها المنهج التاريخي أو دراسة الحالة‪ ..‬وهك))ذا‪ ..‬وكث))يرًا م))ا تف))رض مش))كلة‬
‫البحث المنهج ال)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))ذي يس))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))تخدمه الب))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))احث‪.‬‬
‫واختالف المنهج ال يرج))ع فق))ط إلى طبيع))ة ومي))دان المش))كلة‪ ،‬ب))ل أيض )ًا إلى إمكان))ات‬
‫البحث المتاحة‪ ،‬فقد يصلح أك)ثر من منهج في دراس)ة بحثي)ة معين)ة‪ ،‬وم)ع ذل)ك تح)دد‬
‫الظ)))))))))))))روف المتاح)))))))))))))ة أو القائم)))))))))))))ة المنهج ال)))))))))))))ذي يخت)))))))))))))اره الب)))))))))))))احث‬
‫المهم أن أي منهج من مناهج البحث يقوم على خطوات علمية متكاملة‪ ،‬ومتفقة م))ع‬
‫األسلوب العلمي العام الذي يحكم أي منهج من مناهج البحث‪.‬‬
‫وتفصيال لما سبق ‪ ،‬يجب على الباحث أن يل))تزم بخط))وات وط))رق المنهج العلمي في‬
‫البحث ومن أهمه ))ا ‪ :‬التحدي ))د الع ))ام للمش ))كلة والجم ))ع االولي للبيان ))ات (الدراس ))ات‬
‫الس ))ابقة و المق))ابالت) وتعري ))ف المش ))كلة (توض ))يح المش ))كلة بدق))ة)ووض ))ع االط))ار‬
‫النظري (تحديد التغيرات المؤثرة في المشكلة بوضوح و استنباط و تنمي))ة الف))روض‬
‫والتص ))ميم العلمي للبحث و ‪ .‬تجمي ))ع البيان ))ات و تحليله ))ا و ش ))رحها ‪.‬و االس ))تقراء‬

‫‪40‬‬
‫( اختبار صحة الفروض إجابة سؤال البحث)‪.‬و كتاب))ة تقري))ر لبحث ‪.‬وع))رض تقري))ر‬
‫البحث‬
‫أوال تحديد المشكلة‪:‬‬
‫وهي أهم الخط))وات على اإلطالق‪ ،‬و يحت))اج تحدي))د المش))كلة إلى خ))برة ودراي))ة من‬
‫الب))احث ‪ ،‬وهي أم))ور تكتس))ب بالممارس))ة العلمي))ة والعملي))ة للبح))وث ومن الق))راءات‬
‫المتعمق))ة ‪ ،‬فعلى الب))احث أن يح))دد القض))ية والمس))ألة ال))تي يري))د أن يب))ذل فيه))ا جه))ده‬
‫العلمي ‪ ،‬ويجب أن تكون قضية يمكن البحث فيها ‪ ،‬واإلضافة العلمية فيه))ا ‪ ،‬وتك))ون‬
‫مناسبة كما وكيفا للبحث المطلوب‬
‫فق))د تك))ون المش))كلة مح))ل البحث‪ ،‬يمكن تجزئته))ا إلى ع))دة أج))زاء ومواض))يع ‪ ،‬ك))ل‬
‫موضوع يبحثه باحث أو مجموعة ب)احثين حس))ب ق))دراتهم واس))تعدادهم وب))ذلك يمكن‬
‫ترشيد الوقت والجهد والتكلفة‪.‬فيجب في هذه الحال أن يقوم الباحث باختيار الجزئية‬
‫التي تناسب مستوى بحثه ‪ ،‬وال ينبغي له أن ي))ورط نفس))ه في موض))وع كب))ير يناس))ب‬
‫درج))))ة ال))))دكتوراه مثال ‪ ،‬بينم))))ا المطل))))وب من الب))))احث بحث تكميلي أو دون‪.‬ذل))))ك‬
‫ثانيا جمع المعلومات‪:‬‬
‫على الب))))احث أن يق) ))وم بجم))))ع المعلوم))))ات المتاح) ))ة عن المش))))كلة ‪ ،‬من المص) ))ادر‬
‫المتوفرة لديه ‪ ،‬وتختلف مصادر المعلومات باختالف طبيع))ة البحث نفس))ه فق))د تك))ون‬
‫المصادر التي يجمع منها الباحث البيانات متعددة مثل ‪:‬‬
‫‪.‬الكتب ذات المرجعي))ة ‪ ،‬ككتب ال))تراث العلمي من كتب اللغ))ة والت))اريخ وكتب ال))تراث‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬مث))ل التفاس))ير ال))تي توض))ح مع))اني الق))رآن الك))ريم وكتب الح))ديث النب))وي‬
‫وكتب الفقه والعقيد واألديان ‪ ،‬وكتب التراجم وغيرها من الكتب المرجعية‪.‬‬
‫‪.‬تج ))ارب يجريه ))ا الب ))احث ‪ ،‬فق ))د تك ))ون المعلوم ))ات ال ))تي على الب ))احث جمعه ))ا ع ))دة‬
‫تجارب يجريها الباحث نفسه ويجمع نتائجها ويضمها إلى تجارب أخ))رى ليس))تخلص‬
‫منها نتائج ‪.‬‬
‫إحص))ائيات يجمعه))ا الب))احث بنفس))ه ‪ ،‬وق))د تك))ون البيان))ات أيض))ا جمل))ة من القياس))ات‬
‫واإلحص))اءات يق))وم به))ا الب))احث ‪ ،‬ويس))تند عليه))ا في بحث))ه بيان))ات أع))دها ب))احثون‬
‫س))ابقون‪.‬وعلى الب))احث أن ينظ))ر في البح))وث والدراس))ات الس))ابقة لبحث))ه والمتعلق))ة‬

‫‪41‬‬
‫بموض))وعه ‪ ،‬أو البح))وث ذات الص))لة ببحث))ه من ق))ريب أو بعي))د وق))د تك))ون الس))جالت‬
‫مهمة للباحث ليستخلص منها البيانات‬
‫وقد تكون الأجوب))ة والأس))ئلة في ش))كل الاس))تبيان ال))ذي يقدم))ه الب))احث للش))رائح ال))تي‬
‫تت))وفر ل))ديها المعلوم))ات ال))تي يق))وم الب))احث بمعالجته))ا في بحث))ه مق))ابالت شخص))ية‬
‫وأحاديث وخطب وجرائد وتقارير صحفية‪.‬‬
‫الحاس))وب وش))بكة اإلن))ترنيت ‪ ،‬وهي من أك))بر المج))االت ال))تي يمكن أن تت))وفر فيه))ا‬
‫المعلوم))ات المختلف))ة ‪ ،‬وهي توق))ف الب))احث بس))رعة وفي يس))ر وس))هولة ع))بر مس))ح‬
‫واسع وسريع ‪ ،‬على ما يتعلق ببحثه ‪.‬‬
‫ثالثا وضع الفروض‪:‬‬
‫والف))روض في البحث العلمي هي النت))ائج األولي))ة ال))تي تب))ادرت للب))احث إب))ان ع))رض‬
‫مش)))كلة البحث وقراءت)))ه األولي)))ة ‪ ،‬وك)))انت ال)))دافع األساس)))ي وراء البحث ‪ ،‬ليص)))ل‬
‫الباحث إلى إثباتها أو نفيها والتدليل على ذلك ومرحلة وضع الف))روض وص))ياغتها ‪،‬‬
‫هي مرحل ))ة الرب ))ط بين ه ))ذه المعلوم ))ات وذل ))ك لمعرف ))ة األس ))باب الحقيقي ))ة وليس ))ت‬
‫الظاهرية للمشكلة‪.‬‬
‫والف))روض أح))دى ض))رورات الحي))اة العلمي))ة‪ ،‬وهي عب))ارة عن حل))ول مقترح))ة لعالج‬
‫أس)))باب مش)))كلة تحت الدراس)))ة‪ .‬وتنش)))أ الف)))روض‪ ،‬أي الحل)))ول المقترح)))ة كنتيج)))ة‬
‫لمالحظ) ))ات الب) ))احث و م) ))ا حص) ))ل علي) ))ه من معلوم) ))ات بخص) ))وص تل) ))ك المش) ))كلة‪.‬‬
‫و لكي يكون الفرض العلمي المقترح سليمًا يجب توافر شروط أساسية هي‬
‫‪ ‬أن يكون الفرض موجزًا وواضحًا‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون بسيطًا غير مركب وغير معقد‬
‫‪ ‬أن يك ))ون ق ))ابًال لالختب ))ار والتحق ))ق من ص ))حته ب ))األدوات البحثي ))ة المتاح ))ة‪.‬‬
‫و تعت)بر النظري)ات الفرض)ية الخط)أ منه)ا والص)واب ذات فائ)دة كب)يرة فكم من‬
‫نظري ) ))ات ثبت ع ) ))دم ص ) ))حتها ورفض ) ))ت فس ) ))بب ذل ) ))ك تق ) ))دمًا كب ) ))يرًا للعلم‪.‬‬
‫و إذا لم تس)))اند التج)))ارب الف)))رض المق)))ترح فإن)))ه يع)))دل أو يس)))تبدل ب)))آخر‪.‬‬
‫وُينص ))ح الب ))احث بوض ))ع أك ))بر ع ))دد ممكن من الف ))روض بص ))رف النظ ))ر عن‬

‫‪42‬‬
‫درج))))ة تحقيقه))))ا وذل))))ك ح))))تى ال يغف))))ل أي ج))))انب من ج))))وانب المش))))كلة‪.‬‬
‫رابعا اختبار صحة الفروض‪:‬‬
‫يتم اختبار صحة الفرض بالعمل التجريبي وأخذ المالحظات ‪ ،‬وباالستدالل وإ يراد‬
‫الحجج ‪ ،‬وباس ))تخدام أدوات التحلي ))ل المختلف ))ة فتس ))تبعد الف ))روض عديم ))ة األث ))ر‬
‫وتستبقى الفروض التي ثبتت قدرتها على التأثير في أسباب المشكلة وعالجها‪.‬‬
‫خامسا الوصول إلى نتائج يمكن تعميمها‪:‬‬
‫وعن))دها يك))ون البحث ق))د س))اهم في ح))ل المش))كلة وأض))اف جدي))دًا للبن))اء العلمي ‪،‬‬
‫يقدم للجميع ‪ ،‬وينتفع به المختصون ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫دور الباحث في إعداد البحث‬
‫على الب))احث قب))ل الش))روع والخ))وض في عم))ق البحث اختي))ار المش))كلة البحثي))ة‪.‬و‬
‫القراءات اإلستطالعية‪.‬وصياغة الفرضية‪.‬وتص))ميم خط))ة البحث‪.‬و جم))ع المعلوم))ات‬
‫وتصميمها‪.‬وكتابة مسودة البحث ‪.‬‬
‫أوآل‪ :‬إختيار المشكلة البحثية‪.:‬‬
‫مشكلة البحث‪ :‬هي عب))ارة عن تس))اؤل أي بعض التس))اؤالت الغامض))ة ال))تي ق))د ت))دور‬
‫في ذهن الب))احث ح))ول موض))وع الدراس))ة ال))تي اختاره))ا وهي تس))اؤالت تحت))اج إلى‬
‫مث)ال‪ :‬م)اهي العالق)ة‬ ‫تفسير يسعى الباحث إلى إيج)اد إجاب)ات ش)افية ووافي)ة له)ا‪.‬‬
‫بين استخدام الحاسب األلي وتقدم أفضل الخدمات للمس))تفيدين في المكتب))ات ومراك))ز‬
‫المعلومات؟ وقد تكون المشكلة البحثية عبارة عن موقف غ)امض يحت)اج إلى تفس)ير‬
‫وإ يضاح‪.‬‬
‫مصادر الحصول على المشكلة‪.‬‬
‫أ‪ .‬محيط العمل والعبرة العلمية‪:‬‬
‫بعض المشكالت البحثية تبرز الباحث من خالل خبرته العلمية اليومي)ة ف)الخبرات‬
‫والتج))ارب تث))ير ل))دى الب))احث تس))اؤالت عن بعض األم))ور ال))تي ال يج))دلها تفس))ير أو‬
‫التي تعكس مشكالت للبحث والدراسة‪.‬‬
‫ب‪ .‬القراءات الواسعة الناقدة لما تحويه الكتب والدوريات والصحف من أراء‬
‫وأفكار قد تثير لدى الفرد مجموعة من التساؤالت التي يستطيع أن يدرس))ها ويبحث‬
‫فيها عندما تسنح له الفرصة‪.‬‬
‫ج‪ .‬البحوث السابقة‪:‬‬
‫عادة مايق)دم الب))احثون في نهاي))ة أبح)اثهم توص))يات مح)ددة لمعالج)ة مش))كلة م))ا أو‬
‫مجموعة من المشكالت ظه)رت لهم أثن)اء إج)راء األبح)اث األم)ر ال)ذي ي)دفع زمالئهم‬
‫من الباحثين إلى التفكير فيها ومحاولة دراستها‪.‬‬
‫د‪ .‬تكلفة من جهة ما‪:‬‬
‫أحيان))ا يك))ون مص))در المش))اكل البحثي))ة تكلي))ف من جه))ة رس))مية أو غ))ير رس))مية‬
‫لمعالجتها وإ يجاد حلول لها بعد التشخيص الدقيق والعلمي ألسبابها وكذلك ق)د تكل)ف‬

‫‪44‬‬
‫الجامعة والمؤسس)ات العلمي)ة في الدراس)ات العلي)ا واألولي)ة ب)إجراء بح)وث ورس)ائل‬
‫جامعية من موضوع تحدد لها المشكلة السابقة‪.‬‬
‫معيار اختيار المشكلة‪:‬‬
‫أ‪ .‬اس))تحواذ المش))كلة على اهتم))ام الب))احث ألن رغب))ة الب))احث واهتمام))ه بموض))وع‬
‫بحث ما ومشكلة بحثه محددة يعتبر عامال هاما في نج)اح عمل)ه وانج)از بحث))ه بش))كل‬
‫أفضل‪.‬‬
‫ب‪ .‬تناس))ب إمكاني))ات الب))احث ومؤهالت))ه م))ع معالج))ة المش))كلة خاص))ة إذا ك))انت‬
‫المشكلة معقدة الجوانب وصعبة المعالجة والدراسة‪.‬‬
‫ج‪ .‬توافر المعلومات والبيانات الالزمة لدراسة المشكلة‪.‬‬
‫د‪ .‬توافر المساعدات اإلدارية المتمثلة في التحمالت التي يحتاجها الباحث في‬
‫حصوله على المعلومات خاصة في الجوانب الميدانية‪.‬‬
‫مث ))ال‪ :‬إتاح ))ة المج ))ال أم ))ام الب ))احث لمقابل ))ة الم ))وظفين والع ))املين في مج ))ال البحث‬
‫وحصوله على اإلجابات المناسبة لالستبيانات وما شابه ذلك من التسهيالت‪.‬‬
‫هـ‪ .‬القيمة العلمية للمشكلة بمعنى أن تكون المشكلة ذات الداللة تدور حول موضوع‬
‫مهم وأن تك))ون له))ا فائ))دة علمي))ة واجتماعي))ة إذا تمت دراس))تها و أن تك))ون مش))كلة‬
‫البحث جديدة تضيف إلى المعرفة في مجال تخصص البحث دراسته مشكلة جديدة لم‬
‫تبحث من قب))))ل غ) ))ير(مك) ))ررة) بق) ))در اإلمك) ))ان أو مش))))كلة تمث))))ل موض))))وعا يكم) ))ل‬
‫موض))وعات أخ))رى س))بق بحثه))ا وتوج))د إمكاني))ات ص))ياغتها ف))روض حوله))ا قابل))ة‬
‫لالختب ))ار العلمي وأن تك ))ون هن ))اك إمكاني ))ات لتعميم النت ))ائج ال ))تي سيحص ))ل عليه ))ا‬
‫الباحث من معالجته لمشكلة على مشكلة أخرى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬القراءات االستطالعية‬
‫القراءات األولية االستطالعية يمكن أن تساعد الباحث في النواحي التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬توسيع قاع)دة معرفت))ه عن الموض))وع ال)ذي يبحث في))ه وتق)دم خلفي))ة عام))ة‬
‫دقيقة عنه وعن كيفية تناوله (وضع إطار عام لموضوع البحث)‪.‬‬
‫‪ )2‬التأكد من أهمية موضوعه بين الموضوعات األخرى وتميزه عنها‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ )3‬بلورة مشكلة البحث ووضعها في إطارها الصحيح وتحديد أبعادها لمش))كلة‬
‫أك ))ثر وض ))وحا ‪ ،‬ف ))القراءة االس ))تطالعية تق ))ود الب ))احث إلى اختي ))ار س ))ليم للمش ))كلة‬
‫والتأكد من عدم تناولها من الباحثين آخرين‪.‬‬
‫‪ )4‬إتم))ام مش))كلة البحث حيث ي))وفر اإلطالع على الدراس))ات الس))ابقة الفرص))ة‬
‫للرج))وع إلى األط))ر (اإلط))ار) النظري))ة والف))روض ال))تي اعتم))دتها والمس))لمات ال))تي‬
‫تبنتها مما يجعل الباحث أكثر جراءة في التقدم في بحثه‪.‬‬
‫‪ )5‬تجنب الثغ))رات األخط))اء والص))عوبات ال))تي وق))ع فيه))ا الب))احثون اآلخ))رون‬
‫وتعريفه بالوسائل التي اتبعتها في معالجتها‪.‬‬
‫‪ )6‬تزويد الباحث بكثير من المراجع والمصادر الهامة التي لم يس)تطيع الوص)ول‬
‫إليها بنفسه‪.‬‬
‫‪ )7‬استكمال الجوانب التي وقفت عندها الدراس)ات الس)ابقة األم)ر ال)ذي ي)ؤدي إلى‬
‫تكامل الدراسات واألبحاث العلمية‪.‬‬
‫‪ )8‬تحدي))د وبل))ورة عن))وان البحث بع))د التأك))د من ش))مولية العن))وان لكاف))ة الج))وانب‬
‫الموضوعية والجغرافية والزمنية للبحث‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬صياغة الفروض البحثية‪.:‬‬
‫الف ))رض ه ))و تخمين أو اس ))تنتاج ذي يص ))وغه ويتبن ))اه الب ))احث في بداي ))ة الدراس ))ة‬
‫مؤقت‪.‬أو يمكن تعرفيه بأنه تفسير مؤقت يوضح مشكلة ما أ ظاهرة ما أو هو عبارة‬
‫عن مبدأ لحل مشكلة يحاول أن يتحقق منه الباحث باستخدام المادة المتوفرة لديه‪.‬‬
‫شروط صياغة الفرضية‪:‬‬
‫معقولية الفرضية وانسجامها مع الحقائق العلمية المعروفة أي ال تكون خيالية‬
‫أو متناقضة معها‪.‬‬
‫ـ صياغة الفرضية بشكل دقيق ومحدد قابل لالختبار وللتحقق من صحتها‪.‬‬
‫ـ قدرة الفرضية على تفسير الظاهرة وتقديم حل للمشكلة‪.‬‬
‫ـ أن تتسم الفرض))ية باإليج)از والوض))وح في الص))ياغة والبس))اطة واإلبتع)اد عن‬
‫العمومية أو التعقيدات‬
‫واستخدام ألفاظ سهلة حتى يسهل فهمها‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ـ أن تكون بعيدة عن احتماالت التحيز الشخصي للباحث‪.‬‬
‫ـ قد تكون هناك فرضية رئيسية للبحث أو قد يعتمد الباحث على مبدأ الف))روض‬
‫المتعددة (عدد محدود) على أن تكون غير متناقضة أو مكملة لبعضها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تصميم خطة البحث‪.:‬‬
‫في بداية اإلعداد للبحث العلمي البد للب)احث من تق)ديم خط)ة واض)حة مرك)زة‬
‫ومكتوبة لبحثه تشتمل على ما يلي‪....‬‬
‫عنوان البحث‪:‬‬
‫يجب على الب))احث التأك))د من اختي))ار العب))ارات المناس))بة لعن))وان بحث))ه فض))ال عن‬
‫شموليته وارتباطه بالموضوع بشكل جيد‪ ،‬بحيث يتناول العن))وان الموض))وع الخ))اص‬
‫بالبحث والمكان والمؤسسة المعنية بالبحث والفترة الزمنية للبحث‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫خطة البحث يجب أن تحتوي على تحديد واضح لمشكلة البحث وكيفي))ة ص))ياغتها‬
‫كما سبق ذكره‪.‬‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫يجب أن يحدد الباحث‪ -‬في الخطة – فرضيات بحث))ه‪ ،‬ه))ل هي فرض))ية واح)دة‬
‫شاملة لكل الموضوع أم أكثر من فرضية‬
‫أهمية موضوع البحث‬
‫يجب على الباحث أن يوضح في خطته أهمية موضوع البحث مقارنة بالموض))وعات‬
‫األخرى والهدف من دراسته‪.‬‬
‫يجب أن تش))تمل خط))ة البحث أيض))ا على المنهج البح))ثي ال))ذي وق))ع إختي))ار الب))احث‬
‫عليه واألدوات التي قرر الباحث إستخدامها في جمع المعلومات والبيانات‬
‫إختيار العينة‪:‬‬
‫على الباحث أن يحدد في خطته ن)وع العين)ة ال)تي اختاره)ا وهي لبحث)ه وم)ا ه)و حجم‬
‫العينة ومميزاتها وعيوبه واإلمكانيات المتوفرة له عنها‪.‬‬
‫حدود البحث‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫المقص))ود به))ا‪ :‬تحدي))د الب))احث للح))دود الموض))وعية والجغرافي))ة والزمني))ة لمش))كلة‬
‫البحث‪.‬‬
‫خط))ة البحث يجب أن تحت))وي على البح))وث والدراس))ات العلمي))ة الس))ابقة ال))تي اطل))ع‬
‫عليها الباحث في مجال موض))وعة أو الموض))وعات المش))ابهة فعلى الب))احث أن يق))دم‬
‫حصر ألكبر كم منها في خطة البحث‪.‬‬
‫في نهاية خطة البحث يق))دم الب))احث قائم))ة بالمص))ادر ال))تي ين))وي االعتم))اد عليه))ا في‬
‫كتابة البحث‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫خامسا‪ :‬جمع المعلومات وتحليلها‪.:‬‬
‫عملية جمع المعلومات تعتمد على جانبين أساسين هما‪:‬‬
‫جمع المعلومات وتنظيمها وتسجيلها‪:‬‬
‫تسير عملية جمع المعلومات في اتجاهين ‪:‬‬
‫جم ))ع المعلوم ))ات المتعلق ))ة بالج ))انب النظ ))ري في البحث إذا ك ))انت الدراس ))ة ميداني ))ة‬
‫تحتاج إلى فصل نظري يكون دليل عمل الباحث‪.‬‬
‫جم))ع المعلوم))ات المتعلق))ة بالج))انب المي))داني أو الت))دريبي في حال))ة اعتم))اد الب))احث‬
‫على من))اهج البح))وث الميداني))ة والتجريبي))ة فيك))ون جم))ع المعلوم))ات فن معتم))دا على‬
‫االستبيان أو المقابلة أو المالحظة‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بعملية جمع المعلومات تجدر اإلشارة إلى نقطتين رئيسيتين‪:‬‬
‫جم ))ع المعلوم ))ات من المص ))ادر الوثائقي ))ة المختلف ))ة يرتب ))ط بض ))رورة معرف ))ة كيفي ))ة‬
‫استخدام المكتبات ومراكز المعلومات وكذلك أنواع مصادر المعلومات التي يحتاجه))ا‬
‫الباحث وطريقة استخدامها‪.‬‬
‫وغالبا ما يتوقف خطوات جمع المعلومات على منهج البحث الذي يستخدمه الب))احث‬
‫في الدراس))ة فاس))تخدام المنهج الت))اريخي في دراس))ة موض))وع م))ا على س))بيل المث))ال‬
‫يتطلب الترك)))))يز على مص)))))ادر األولي)))))ة لجم)))))ع المعلوم)))))ات مث)))))ل الكتب الدوري)))))ة‬
‫النشرات‪ ....‬وغير ذلك‪.‬‬
‫أما استخدام المنهج المس))حي في الدراس))ة يتطلب الترك))يز على المص))ادر األولي))ة‬
‫المذكورة أعاله باإلضافة إلى أدوات أخرى االستبيان أو المقابلة مثال‪.‬‬
‫تحليل المعلومات واستنباط النتائج‪:‬‬
‫خطوات تحليل المعلومات خطوة مهمة الن البحث العلمي يختلف عن الكتابة العادي))ة‬
‫ألنه يقوم على تفسير وتحليل دقيق للمعلومات المجمعة لدى الباحث ويكون التحلي))ل‬
‫عادة بإحدى الطرق التالية‪:‬‬
‫تحلي))ل نق))دي يتمث))ل في إن ي))ورد الب))احث رأي))ا مس))تنبطا من المص))ادر المجمع))ة لدي))ه‬
‫مدعوما باألدلة والشواهد‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫تحلي ))ل إحص ))ائي رقمي عن طري ))ق النس ))ب المؤوي ))ة وتس ))تخدم ه ))ذه الطريق ))ة م ))ع‬
‫المعلوم))ات المجمع))ة من األش))خاص المعن))يين باإلس))تبيان ونس))بة ردودهم وم))ا ش))ابه‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ـ كتابة تقرير البحث كمرحلة أخيرة من خطوات البحث العلمي‪:‬‬
‫يحت))اج الب))احث في النهاي))ة إلى كتاب))ة وتنظيم بحث))ه في ش))كل يعكس ك))ل جوانب))ه‬
‫وألقسامه هذه الكتابة تشمل على جانبين رئيسيين هما ‪ :‬المسودة والكتابة النهائية‬
‫أما مسودة البحث فلها أهميتها على النحو التالي‪:‬‬
‫إعطاء صورة تقريبية للبحث في شكله النهائي‪.‬‬
‫أن يدرك الباحث ماهو ناقص و ماهو فائض ويعمل على إعادة التوازن إلى البحث‪.‬‬
‫أن يرى الباحث ما يجب أن يستفيض فيه وما يجب عليه إيجازه‪.‬‬
‫أن ي))درك الب))احث م))ا يمكن اقتباس))ه من نص))وص وم))واد م))أخوذة من مص))ادر أخ))رى‬
‫وما يجب أن يصغه بأسلوبه‪.‬‬
‫تحديد الترتيب أو التقسيم األولى للبحث‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫أغراض البحث العلمي وأهدافه ‪:‬‬
‫من أهم أغ))راض البحث العلمي العام))ة ح))ل المش))كالت الموج))ودة حالي))ا في مي))دان‬
‫األعمال ‪ ،‬والمساهمة في إثراء المعرفة في دائرة اهتمام الباحث ‪.‬‬
‫أهداف البحث العلمي التفصيلية ‪:‬‬
‫‪ ‬دراسة الظواهر العامة‬
‫‪ ‬تطوير المعرفة اإلنسانية‬
‫‪ ‬إيجاد حلول للمشكالت‬
‫‪ ‬اكتساب مهارات‬
‫‪ ‬تطوير مناهج ووسائل المعرفة‬
‫‪ ‬اختراع جديد‬
‫‪ ‬إكمال ناقص‬
‫‪ ‬ترتيب مختلط‬
‫‪ ‬تصحيح خطأ‬
‫‪ ‬تجميع مبعثر‬
‫‪ ‬توضيح غامض‬
‫‪ ‬تفصيل مجمل‬
‫‪ ‬تهذيب مطول‬

‫‪51‬‬
‫أهم عناصر و مشتمالت البحث العلمي‬
‫البحث العلمي يتك))ون من أج))زاء وأقس))ام وعناص))ر تتكام))ل في مجموعه))ا في هيك))ل‬
‫بناء البحث العلمي و هي‪ :‬عنوان البحث واالستهالل والمقدم)ة والمحت)وى والتقري)ر‬
‫الختامي والفهارس‬
‫عنوان البحث‬
‫العنوان في البحث العلمي‪ ,‬هو عنوان ودلي)ل الموض)وع أو المش)كلة أو الفك)رة مح)ل‬
‫الدراس ))ة والبحث‪ ,‬ويش ))تمل و يجب أن ي ))دل على كاف ))ة عناص ))ر وأج ))زاء ومق ))دمات‬
‫وتفاصيل البحث‪ ,‬بصورة واضحة دقيقة شاملة ودالة‪.‬‬
‫يخض))ع اختي))ار العن))وان لع))دة ض))وابط وأحك))ام موض))وعية وش))كلية ومنهجي))ة‪ ,‬لع))ل‬
‫أبرزها ما يلي‪:‬‬
‫أن يكون دقيقا وواضحا فالدقة والوضوح ‪ :‬مع سهولة الفهم في إط))ار مح))دد‪ ,‬بعي))دا‬
‫عن العموميات واإلبهام وقبول التأويل وأكثر من تفسير أمر مهم في البحث العلمي‪.‬‬
‫أن يكون موجزا إيجازا غير مخل اإليجاز بدون إخالل بعي))دا عن اإلطال))ة الممل))ة‪ :‬فال‬
‫يكون مختصرا جدا ال يوضح أبعاد الموضوع‪ ,‬وال طويال فضفاضا ممال‪ ,‬يحتم))ل ك))ل‬
‫التفسيرات والتفصيالت‬
‫أن يك))ون داال على المحت))وى فاالس))م الب))د أن ي))دل على المس))مى‪ ,‬واختي))ار موض))وع‬
‫محدد في مسماه‪ ,‬البد أن يعكس محتواه في إطار من التخصص الدقيق‪.‬‬
‫أن يك))ون ح))ديثا ‪ ،‬فالحداث))ة والتف))رد وإ ث))ارة االهتم))ام‪ :‬لتم))يز الب))احث عن غ))يره من‬
‫الباحثين‪ ,‬ومن ثم يبتعد عن األنماط التقليدية‪.‬‬
‫مقدمة البحث‬
‫فالمقدم)ة هي االفتت)اح الع)ام والم)دخل ال)رئيس والش)امل وال)دال على آف)اق موض)وع‬
‫البحث وجوانب)))ه المختلف ))ة‪ ,‬وتتض)))من المح ))اور األساس)))ية للبحث بص)))ورة مرك ))زة‬
‫وم))وجزة ومفي))دة ودال))ة في ذات ال))وقت‪ ,‬حيث يق))دم الب))احث ملخص))ا ألفك))اره واتج))اه‬
‫موض))وع البحث من الناحي))ة النظري))ة‪ ,‬ويح))دد مش))كلة البحث‪ ,‬وأهميته))ا‪ ,‬واأله))داف‬
‫التي يرمي إلى تحقيقها‪ ,‬كما يشير أيضا إلى مجاالت البحث والفروض التي وض))عها‬
‫لالختبار‪ ,‬والمنهج العلمي الذي اتبعه في دراسته‪ ,‬واألدوات التي استخدمها وكيفي))ة‬

‫‪52‬‬
‫اختياره))ا‪ ,‬والص))عوبات ال))تي اعترض))ت طري))ق البحث‪ ,‬والخط))وات الميداني))ة ال))تي‬
‫اتخذت في جمع البيانات أو تحقيقها‪.‬‬
‫وتتمث)ل وظيفته)ا األساس)ية في تحض)ير وإ ع)داد ذهني)ة الق)ارئ لفهم موض)وع البحث‬
‫وقراءت ))ه‪ ,‬فه ))و يش ))كل فكرت ))ه ورأي ))ه عن البحث بداي ))ة من تحلي ))ل المقدم ))ة وم ))دى‬
‫منهجيتها العلمي))ة‪ ,‬وبالت))الي توض))ح م))دى اقتن))اع الق))ارئ باالس))تمرار أو التوق))ف في‬
‫قراءة البحث‪.‬‬
‫وله))ذا ينص))ح كث))ير من المش))رفين ب))أن تكتب المقدم))ة بع))د االنته))اء من ك))ل أج))زاء‬
‫البحث‪ ,‬بم ))ا في ذل ))ك الخاتم ))ة‪ ,‬ألن ه ))ذا ي ))تيح كاف ))ة ال ))رؤى واآلراء أم ))ام الب ))احث‪,‬‬
‫ليضفي عناية وأهمية على المقدمة‪.‬‬
‫ويشترط في المقدمة‪ :‬اإليجاز ـ الدقـة ـ الوضوح ـ الداللة على الموضوع‪.‬‬
‫تتكون المقدمة من العناصر التالية‪:‬‬
‫ـ أهمي))ة ودواعي البحث‪ :‬إب))راز أهمي))ة ودواعي البحث يمث))ل الم))دخل ال))رئيس ألي‬
‫بحث‪ ,‬س)))واء ألس)))باب اختي)))ار البحث ( الذاتي)))ة والموض)))وعية)‪ ,‬أو تحدي)))د مس)))ار‬
‫البحث‪ ,‬أو بلورة مشروع البحث‪ ,‬فال بد من إبراز ذلك في المقدمة‪.‬‬
‫ـ اإلشكالية والفرضيات‪ :‬فأساس قي)ام البحث واله)دف من)ه ه)و ح)ل مش)كلة مح)ددة‪,‬‬
‫يذكرها الب)احث في المقدم)ة‪ ,‬ويض)ع من)ذ البداي)ة الفرض)يات ال)تي اقترحه)ا لح)ل ه)ذه‬
‫اإلشكالية‪ ,‬بحيث يصل في نهاية بحث))ه إلى اإلجاب))ة عن استفس))ار أساس))ي‪ :‬ه))ل حلت‬
‫مشكلة البحث؟ وهل تحقق إثبات فرضية البحث والبرهنة عليها؟‬
‫ـ خلفية عن الموضوع‪:‬‬
‫ـ هيكل الموضوع‪:‬‬
‫ـ المنهج أو المناهج المتبعة‪:‬‬
‫ـ الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ـ أهداف البحث‪ :‬يكون بذكر األهداف ال)تي يس)عى إليه)ا الب)احث‪ ,‬وك)ذا أهمي)ة النت)ائج‬
‫التي قد يتوصل إليها البحث‪ ,‬وأهمية األسئلة التي يجيب عنها البحث‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫محتوى البحث ومضمون الرسالة‬
‫والمحتوى هو الج)زء األك)بر واألهم والحي)وي في البحث العلمي‪ ,‬ألن))ه يتض)من كاف)ة‬
‫األقسام واألفكار والعناوين والحقائق األساسية والفرعية التي يتكون منها موض))وع‬
‫البحث العلمي‪.‬‬
‫كم))ا يش))تمل على كاف))ة مقوم))ات ص))ياغة وتحري))ر البحث من من))اهج وط))رق البحث‪،‬‬
‫وأسلوب الكتابة والتحرير والصياغة‪ ,‬وق))وانين االقتب))اس‪ ,‬وقواع))د اإلس))ناد وقواع))د‬
‫توثيق الهوامش‪ ,‬واألمانة العلمية‪ ,‬واإلبداع واالبتكار‪ ,‬وشخصية الباحث‪.‬‬
‫كما يشتمل على كافة عمليات المناقشة والتحليل والتركيب لجوانب الموضوع‪.‬‬
‫التقرير الختامي‬
‫وه))و ع))رض م))وجز مرك))ز وش))امل لكاف))ة المراح))ل والجه))ود واألعم))ال ال))تي ق))ام به))ا‬
‫الباحث خالل مراحل عملية إعداد البحث‪ ,‬وهي حوصلة مختص))رة للنت))ائج والحق)ائق‬
‫التي توصل إليها من خالل بحثه‪.‬‬
‫كم))ا تتض))من ع))رض لكاف))ة العراقي))ل ال))تي ق))امت أم))ام عملي))ة إع))داد البحث وكيفي))ات‬
‫التغلب عليها‪.‬‬
‫الخاتمة إجابة مختصرة ومركزة ومفيدة على السؤال ال))ذي يق))ول‪ :‬كي))ف ق))ام الب))احث‬
‫بإعداد بحثه وإ نجازه؟ وما هي النتائج التي تم التوصل إليها؟‬
‫وذلك عكس المقدمة التي تشكل إجابة مختصرة ومرك))زة ومفي))دة على الس))ؤال ال))ذي‬
‫يقرر‪ :‬لماذا وكيف يقوم الباحث بإعداد بحثه حول هذا الموضوع؟‪.‬‬
‫ويشترط في الخاتمة الجي))دة أال تتض))من جدي))دا لم))ا تم القي))ام ب))ه والحص))ول علي))ه من‬
‫نتائج علمية نهائية‪ ،‬وآراء واجتهادات في البحث‪.‬‬
‫الفهارس‬
‫المقصود بفهرسة موضوعات وعن))اوين البحث العلمي‪ ,‬ه))و إقام))ة دلي))ل ومرش))د في‬
‫نهاي))ة البحث ي))بين أهم العن))اوين األساس))ية والفرعي))ة وفق))ا لتقس))يمات خط))ة البحث‪,‬‬
‫وأرقام الصفحات التي تحتويها‪ ,‬ليمكن االسترشاد به بطريقة عملية سهلة‬

‫‪54‬‬
‫مجاالت البحث العلمي‬
‫مجاالت المعرفة والفكر والعلم كثيرة ومتعددة ‪ ،‬وكل مج))ال منه))ا يحت))اج إلى معالج))ة‬
‫معين ))ة وف ))ق أص ))ول البحث العلمي فمن تل ))ك المج ))االت م ))ا يص ))لح مع ))ه الدراس ))ة و‬
‫الفحص واالستقراء ‪ ،‬ومنها ما يصلح مع التحليل وكشف الخبايا ‪ ،‬ومنه))ا م))ا يص))لح‬
‫معه النق)د والتق)ويم ‪ ،‬ومنه))ا م))ا تص))لح مع)ه المناقش))ة والج)دل والمن))اظرة والمقارن))ة‬
‫والموازنة واالستدالل وغ)ير ذل)ك (‪ .)1‬ومن أب)رز المج)االت ال)تي ي)دور حوله)ا البحث‬
‫العلمي ‪:‬‬
‫الدراس))ة ‪ :‬والمقص))ود الدراس))ة في مج))ال البحث ه))و الفحص واالس))تقراء ‪ ،‬وتن))اول‬
‫موض))وع معين من جمي))ع جوانب))ه ‪ ،‬وش))رحه وتفص))يله وتوس))يعه ‪ ،‬وإ ب))راز األفك))ار‬
‫والقضايا وتوضيحها ‪.‬‬
‫التحليل ‪ :‬والمقصود بالتحليل التعمق وكشف الخبايا ‪ ،‬مع البحث الش))امل واس))تيعاب‬
‫األطراف والشؤون ومعالجتها بدقة ‪.‬‬
‫النقد ‪ :‬والمراد بالنقد هنا التقييم الذي يبرز م)دى ال)تزام الق)ول باألص)ول العلمي)ة من‬
‫خالل عملية تستهدف عمال أو قوال أو دراسة أو نتيجة ‪.‬‬
‫المناقش))ة ‪ :‬والمناقش))ة هي المن))اظرة الفكري))ة ال)تي تعتم))د طريق)ة الج)دل في البح)وث‬
‫الفلسفية واألصوليةحيث تورد اآلراء واألقوال ثم تبرز إيجابياتها وسلبياتها ‪.‬‬
‫ال ))رد ‪ :‬ويس ))تخدم ال ))رد في البح ))وث الكالمي ))ة واألحك ))ام العام ))ة حيث تجم ))ع أدلته ))ا‬
‫وتناقش ويبين ضعفها ‪ ،‬وبطالنها ثم يتبع ذلك الحكم ببطالن العمل أو االعتقاد ال))ذي‬
‫ترتب عليها‬
‫الموازن ))ة ‪ :‬والموازن ))ة هي جم ))ع األدل ))ة أو األق ))وال أو اآلراء وإ خض ))اعها لمع ))ايير‬
‫البحث العلمي والنق))د العلمي و محاكمته))ا وتق))ديم م))ا رجحت))ه األدل))ة في م))يزان النق))د‬
‫العلمي‬
‫المقارن))ة ‪ :‬وتك))ون المقارن))ة بين فك))رتين أو ظ))اهرتين لمعرف))ة أوج))ه الخالف ونق))اط‬
‫االلتقاء ثم وضع األحكام العامة في هذا المجال وفقا لمعايير البحث العلمي ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬انظر ص‪ 200-194‬من كتاب أصول البحث للدكتور عب‪11‬د اله‪11‬ادي الفض‪1‬لي –دار الم‪11‬ؤرخ الع‪11‬ربي ب‪11‬يروت –‬
‫الطبعة األولى ‪1992-1412‬‬

‫‪55‬‬
‫االستدالل ‪ :‬والمقصود باالستدالل جمع األدلة وحشد النصوص لتأييد فكرة أو إثب))ات‬
‫صحة رأي أو قول أو عمل ‪.‬‬
‫وقد تتداخل تلك المج))االت ويش))ترك في البحث الواح))د أك))ثر من مج))ال بحس))ب طبيع))ة‬
‫البحث وأهداف الدراسة ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫أنواع مناهج البحث العلمي‬
‫علماء المناهج مختلفون بشأن تصنيف مناهج البحث العلمي فيضيف البعض مناهج‬
‫ويح)ذف آخ)رون من)اهج أو يختلف)ون ح)ول أس)مائها فيم)ا يلي س)نعرض أهم المن)اهج‬
‫التي يتفق عليها الكثير من الباحثين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المنهج التاريخي‪.:‬‬
‫يستخدم المنهج البحثي في دراسة كثير من الموضوعات والمعارف البشرية ‪ ,‬حيث‬
‫يع ))د الت ))اريخ عنص ))را ال غ ))نى عن ))ه في إنج ))از الكث ))ير من العل ))وم اإلنس ))انية وغ ))ير‬
‫اإلنس))انية فك))ثر من الدراس))ات للظ))واهر االجتماعي))ة للمالحظ))ة والدراس))ة الميداني))ة‬
‫اآلتية لفهمها ويحتاج األمر لدراسة تطور تلك الظواهر وتاريخها ليكتمل فهمها‪.‬‬
‫ويعتم))د المنهج الت))اريخي على وص))ف وتس))جيل الوق))ائع وأنش))طة الماض))ي ولكن ال‬
‫يقف عند حد الوصف والتسجيل ولكن يتعداه إلى دراس))ة وتحلي))ل للوث))ائق واألح))داث‬
‫المختلفة وإ يجاد التفسيرات المالئم))ة والمنطقي))ة له))ا على أس))س علمي))ة دقيق)ة بغض‬
‫الوص))ول إلى نت))ائج تمث))ل حق))ائق منطقي))ة وتعميم))ات تس))اعد في فهم ذل))ك الماض))ي‬
‫واالس ))تناد على ذل ))ك الفهم في بن ))اء حق ))ائق للحاض ))ر وك ))ذلك الوص ))ول إلى القواع ))د‬
‫للتنبؤ بالمستقبل‪.‬‬
‫ف))المنهج الت))اريخي ل))ه وظ))ائف رئيس))ية تتمث))ل في التفس))ير والتنب))ؤ وه))و أم))ر مهم‬
‫للمنهج العلمي‪.‬‬
‫أنواع مصادر المعلومات‪:‬‬
‫هناك نوعان من مصادر المعلومات المنش))ورة والمكتوب))ة ‪ ,‬مص))ادر أولي))ة ومص))ادر‬
‫ثانوية‪:‬‬
‫المصادر األولية‪ :‬وهي التي تحتوي على بيانات ومعلومات أصيلة وأق))رب م))ا تك))ون‬
‫للواق))ع وهي غالب))ا م))ا تعكس الحقيق))ة وين))در أن يش))وهها التحري))ف فالش))خص ال))ذي‬
‫يكتب كشاهد عيان لحادثة أو واقعة معينة غالبا ما يكون مصيبا وأق))رب للحقيق))ة من‬
‫الشخص الذي يرويها عنه أو الذي يقرأها منقولة عن شخص أو أشخاص آخرين‪.‬‬
‫ك))ذلك يمكن الق))ول إن المص))ادر األولي))ة هي ال))تي تص))ل إلين))ا دون الم))رور بمراح))ل‬
‫تفس))ير والتغ))ير والح))ذف واإلض))افة‪ .‬ومن أمثلته))ا نت))ائج البح))وث العلمي))ة والتج))ارب‬

‫‪57‬‬
‫وب)))راءة االخ ))تراع والمخطوط ))ات والتق ))ارير الثانوي)))ة واإلحص)))اءات الص)))ادرة عن‬
‫المؤسسات الرسمية والوثائق التاريخية والمذكرات ‪...‬‬
‫المص))ادر الثانوي))ة‪ :‬فهي مث))ل الكتب المؤلف))ة ومق))االت الدوري))ة وغيره))ا من مص))ادر‬
‫المنقولة عن المصادر األخرى األولية منها وغير األولية‪.‬‬
‫ويعتم ))د البحث الت ))اريخي أساس ))ا على المص ))ادر األولي ))ة باعتباره) )ا اق ))رب للح ))دث‬
‫المطل))وب دراس))ته وان ال يمن))ع ذل))ك من االس))تعانة بالمص))ادر الثانوي))ة إذا م))ا تع))ذر‬
‫الحصول على مصادر أولية أو إذا رغب الب))احث اإلف))ادة مثال من األخط))اء ال))تي وق))ع‬
‫فيها اآلخرون ممن سبقوا الباحث الذي يقوم به يسبق إليه اآلخرون‬
‫مالحظات أساسية على المنهج التاريخي‪:‬‬
‫أ) يهدف هذا المنهج إلى فهم الحاضر على ض))وء األح))داث التاريخي))ة الموثق))ة ‪ ,‬ألن‬
‫جميع االتجاهات المعاص))رة سياس))ية أو اقتص))ادية أو اجتماعي))ة أو عمل))ة ال يمكن أن‬
‫تفهم بش))كل واض))ح دون التع))رف على أص))ولها وج))ذورها وطل))ق على ه))ذا المنهج‬
‫الت ) ))اريخي المهج الوث ) ))ائقي ألن الب ) ))احث يعتم ) ))د على يعتم ) ))د على اس ) ))تخدامه على‬
‫الوثائق‪.‬‬
‫ب) استخدامآ رغم ظهور مناهج اخرى عديدة‪.‬‬
‫ج) اليقل هذا المنهج عن المناهج األخرى بل قد يفوقها إذا ماتوفر له شرطان‪:‬‬
‫توفر المصادر ألولية وتوفر المهارات الكافية عن البحث‪.‬‬
‫د) يحتاج المنهج التاريخي مثله مث)ل ب)اقي الن)اهج الى فرض)يات لوض)ع اط)ار للبحث‬
‫تحديد مسار جمع وتحليل المعلومات فيه‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ثانيا‪ :‬المنهج الوصفي (المسحي)‪.:‬‬
‫االجتماعي وتسهم في تحليل ظواهر ه))و يرتب))ط ب))المنهج الوص))في ع))دد من المن))اهج‬
‫األخرى المتعرفة عن أهمها المنهج المسحي ومنهج دراسة الحالة‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف المنهج المسحي أو المسح‪:‬‬
‫يعرف بأنه عبارة عن تجي))ع منظم للبيان))ات المتعلق)ة بمؤسس))ات إداري)ة أو علمي))ة أو‬
‫ثقافي))ة أو اجتماعي))ة كالمكتب))ات والم))درس والمستش))فيات مثال وأنش))طتها المختلف))ة‬
‫وموظفيها خالل فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫والوظيف)ة األساس)ية للدراس)ات المس)حية هي جمي)ع المعلوم)ات ال)تي يمكن فيه)ا بع)د‬
‫تحليها وتفسيرها ومن ثم الخروج باستنتاجات‬
‫‪ -2‬أهداف المنهج البحثي‪:‬‬
‫وصف ما يجري والحصول على حقائق ذات عالقة بشيء ما (كمؤسسات أو مجتمع‬
‫معين أو منظمة جغرافية ما)‬
‫تحديد وتشخيص المجاالت التي تعاني من مشكالت معينة والتي تحتاج إلى تحسن‪.‬‬
‫توضيح التحويالت والتغيرات الممكنة والتنبؤ بالمتغيرات المستقبلية‪.‬‬
‫وعن طريق المنهج المسحي أو الدراسة المسحية يستطع الباحث تجميع المعلومات‬
‫عن هيكل معين لتوضيح ولدراسة األوضاع والممارسات الموجودة به))دف الوص))ول‬
‫إلى خطط أفضل لتحسين تلك األوضاع القائمة بالهيكل الممس))وح من خالل مقارنته))ا‬
‫بمستويات ومعيار تم اختيارها مسبقا‬
‫ومجال هذه الدراسات المسحية قد يك))ون واس))عا يمت))د إلى إقليم جغرافي))ة يش))مل ع))دد‬
‫من الدول وقد يكون المؤسسة أو شريحة اجتماعي)ة في مدين)ة أو منطق)ة وق)د تجم)ع‬
‫البيانات من كل فرد من أفراد المجتمع الممسوح خاصة إذا كان صغيرا أو ق))د يخت))ار‬
‫الباحث نموذج أو عينة لكي تمثل هذا المجتمع بشكل علمي دقيق ‪.‬‬
‫ومن األس))اليب المس))تخدمة في جم))ع البيان))ات في الدراس))ات المس))حية االس))تبيان أو‬
‫المقابلة‪.‬‬
‫وقد أثبتت الدراسات المسحية عدد من الموض))وعات ال))تي يمكن ان يناقش))ها الب))احث‬
‫ويطرح أسئلته بشأنها ومن أهمها‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫أ) الحكوم))ة والق))وانين‪ :‬وال))تي في إطاره))ا يمكن دراس))ة طبيع))ة الخ))دمات ال))تي‬
‫تقدمها الهيئات الحكومية ونوعها‬
‫والتنظيمات السياسية الموج)ودة والجماع)ات أو الشخص)يات المس)يطرة عليه)ا‪,‬‬
‫والقوانين المتعلقة بغرض الضرائب‪...‬‬
‫ب) األوض))))اع االقتص))))ادية والجغرافي))))ة‪ :‬وفي إطاره))))ا يمكن بحث األح))))وال‬
‫االقتصادية السائدة في مجتمع ما‪,‬‬
‫ويتأثر جغرافية منطقة ما على النقل والمواصالت بها ‪...‬‬
‫ج) الخصائص االجتماعية والثقافية‪ :‬وهنا يمكن بحث عدد من القضايا مثل‬
‫األمراض االجتماعية المنتشرة‬
‫في مجتمع ما‪ ,‬األنشطة والخدمات الثقافية الموجودة‪...‬‬
‫د) الس))كان‪ :‬وهن))ا يمكن التس))اؤل ح))ول تك))وين الس))كان من حيث الس))ن والجنس‬
‫والدين‪ ,‬وحركة السكان‬
‫ومعدالت نموهم وكذلك معدالت الوفيات والمواليد‪...‬‬

‫‪60‬‬
‫ثالثا‪ :‬المنهج الوصفي (دراسة الحالة)‪:‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫يقوم على أساس إختيار حالة معين))ة يق))وم الب))احث بدراس))تها ق))د تك))ون وح))دة إداري))ة‬
‫وإ جتماعي))ة واح))دة (مدرس))ة مكتب))ة‪.....‬إلخ) أو ف))رد واح))د ( ف))رد م))دمن مثآل ) أو‬
‫جماعة واحدة من األش))خاص (عائل))ة أو طالبي ‪.....‬إلخ)وتك))ون دراس))ة ه))ذه الحال))ة‬
‫بش))كل مس))تفيض يتن))اول كاف))ة المغ))يرات المرتبط))ة به))ا وتتناوله))ا بالوص))ف الكام))ل‬
‫والتحليل ويمكن أن تستخدم ودراسة الحالة كوسيلة لجم))ع البيان))ات والمعلوم))ات في‬
‫دراسة وصفية ‪ ,‬وكذلك يمكن تعميم نتائجها على الحاالت المشابهة بشرط أن تك))ون‬
‫الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد الحكم عليه‪.‬‬
‫ومن ثم يمكن التأكد على األتي‪:‬‬
‫أن دراسة الحالة هي إحدى المناهج الوصفية‪.‬‬
‫يمكن أن تستخدم دراسة الحالة إلختبار فرضية أو مجموعة فروض‪.‬‬
‫عن))د اس))تخدام للتعميم ينبغي التأك))د من أن الحال))ة ممثل))ة للمجتم))ع ال))ذي ي))راد التعميم‬
‫عليه‪.‬‬
‫من الض))روري مراع))اة الموض))وع و اإلبتع))اد عن الذاتي))ه في إختي))ار الحال))ة وجم))ع‬
‫المعلومات عنها ثم في عملية التحليل ولتفسير‪.‬‬
‫مزايا دراسة الحالة‪.:‬‬
‫يتميز منهج دراسة الحالة بعدد من المزايا‪:‬‬
‫يمكن الب))احث من التق))ديم دراس))ة ش))املة متكامل))ة ومتعلق))ة لحال))ة المطل))وب بحثه))ا‪.‬‬
‫حيث يركزها الباحث على الحالة التي يبحثها وال يشتت جهودة على حاالت متعددة‪.‬‬
‫يس))اعد ه))ذا المنهج الب))احث على توف))ير معلوم))ات تفص))يلية وش))املة بص))ورة تف))وق‬
‫منهج المسحي‪.‬‬
‫يعمل على توفير كثير من الجهد والوقت‪.‬‬

‫مساوئ دراسة الحالة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫قد التؤدي دراسة الحالة إلى تعميمات صحيحة إذا ما كانت غير ممثل)ة للمجتم)ع كل)ه‬
‫أو للحاالت األخرى بأكملها‪.‬‬
‫إن إدخال عنصر الذاتية او الحكم الشخصي في اختيار الحالة أو جمع البيان))ات عنه))ا‬
‫وتحليلها قد ال يقود إلى نتائج صحيحة‪.‬‬
‫ولكن م))ع وج))ود ه))ذه الس))لبيات إال أن الب))احث ل))و امكن))ه تجاوزه))ا فإن))ه يحق))ق لبحث))ه‬
‫الكث ))ير من اإليجابي ))ات ك))ذلك ف))إن ه ))ذه اإليجابي ))ات ت ))زداد ل))و أن ))ه أخ))ذ في اإلعتب ))ار‬
‫المتغيرات المحيط بالحالة التي يدرسها واإليطار الذي تحيا فيه‪.‬‬
‫وجدي))د بال)ذكر أن دراس))ة الحال))ة ثم اللج))وء إليه))ا في العدي))د من الدراس))ات القانوني))ة‬
‫( معالج) ))ة األح) ))داث) وفي المواض) ))يع التربوي) ))ة والتعليمي) ))ة والثقافي) ))ة والسياس) ))ية‬
‫والصحفية‪......‬إلخ‪.‬‬

‫خطوات دراسة الحالة‪:‬‬


‫تحديد الحالة أو المشكلة المراد دراستها‪.‬‬
‫جمع البيانات األولية الضرورة لفهم الحالة أو المشكلة وتكوين فكرة واضحة عنها‪.‬‬
‫ص))ياغة الفض))ية أو الفرض))يات ال))تى تعطي التفس))يرات المنطقي))ة والمحتمل))ة لمش))كلة‬
‫البحث‪.‬‬
‫جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها والوصول إلى نتائج‪.‬‬

‫أدوات جمع المعلومات‪:‬‬


‫المالحظة المتعلقة حيث الباحث إلى تواجد وبقاء مع الحالة المدروس))ة لف)ترة كافي))ة‪,‬‬
‫ومن ثم يقوم الباحث بتسجيل مالحظات بشكل منظم أول بأول‪.‬‬
‫المقابلة حيث يحتاج الب)احث إلى الحص)ول على معلوم)ات بش)كل مباش)ر من الح)االت‬
‫المبحوث))ة وذل))ك بمقابل))ة الش))خص أو األش))خاص ال))ذين يمثل))ون الحال))ة وجه))ا لوج))ه‬
‫ووجي))ه اإلستفس))ارات لهم والحص))ول على اإلجاب))ات المطلوب))ة وتس))جيل اإلنطباع))ات‬
‫الضرورية التي يتطلبها الباحث‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الوث))ائق والس))جالت المكتوب))ة ال))تي ق))د تعين الب))احث من تس))ليط الض))وء على الحال))ة‬
‫المبحوثة‪.‬‬
‫ق))د يلج))أ الب))احث ق))د يلج))أ الب))احث إلى اس))تخدام اإلس))تبيان وطلب اإلجاب))ة على بعض‬
‫اإلستفسارات الواردة به من جانب األشخاص والفئات المحيطةبالحالة محل البحث‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫رابعا‪ :‬المنهج التجريبي‪.:‬‬
‫التعريف‪:‬‬
‫المنهج التجريبي‪ :‬هو طريق يتبعه الباحث لتحديد مختلف الظروف والمتغيرات التي‬
‫تخص ظاهرة ما والسيطرة عليها والتحكم فيها‪.‬‬
‫ويعتم ))د الب ))احث ال ))ذي يس ))تخدم المنهج التجري ))بي على دراس ))ة المتغ ))يرات الخاص ))ة‬
‫بالظاهر محل البحث بغرض التوصل إلى العالقات السببية التي تربط ال)تي ترب)ط بين‬
‫المتغيرات التابعة وقد يلجأ الباحث إلى إدخال متغيرات جدي))دة من أج))ل التواص))ل إلى‬
‫إثب)ات أو نفس عالق)ة مفترض)ة م)ا‪ .‬ك)ذلك فق)د يق)وم ب)التحكم في متغ)ير م)ا‪ .‬واح)داث‬
‫تغيير في متغير أخر للتواصل لشكل العالقة السببية بين هذين المتغيرين‪.‬‬
‫واس)))تخدام المنهج التجري)))بي لم يع)))د مقتص)))را على العل)))وم الطبيعي)))ة ولكن أص)))بح‬
‫يستخدم على نطاق كبير أيض)ا في العل)وم اإلجتماعي)ة وأن ارتب)ط اس)تخدامه بش)روط‬
‫معينة من أهمها توافر امكانية ضبط المتغيرات‬
‫*وينبغي التأكد في المنهج التجريبي على نتائج‪.:‬‬
‫اس))تخدام التجرب))ة أي إح))داث تغي))ير مح))دد في الواق))ع وه))ذا التغي))ير تس))مية اس))تخدام‬
‫المتغير المستقل‪.‬‬
‫مالحظة النتائج و أثار ذلك التغيير بالنسبة للمتغير التابع‪.‬‬
‫ضبط إجراءات التجربة للتأكد من عدم وجود عوامل أخرى غير المتغير المستقل ق))د‬
‫أثرت على ذلك الواقع الن عدم ضبط تل))ك اإلج))راءات س))يقلل من ق))درت الب))احث على‬
‫حصر ومعرفة تأثير المتغير المستقل‪.‬‬
‫مثال‪ :‬وجود طالبين بنفس المستوى العلمي والتعليمي والمهارات القرائية اس))تخدام‬
‫اح ))دهما فه ))رس بط ))اقي تقلي ))دي في مكتب ))ة الجامع ))ة واس ))تخدام الث ))اني فه ))رس إلى‬
‫مخزونه معلومات الحاسوب واشتمل الفهرسان على نفس المعلومات‪.‬‬
‫وص))ول الطلب الث))اني مثال الى المص))ادر ال))تي يحتاجه))ا بش))كل أس))رع يوض))ح لن))ا ان‬
‫اس))تخدام الحاس))وب ( المتغ)ير المس))تقل ) يس))رع في عملي))ة الوص))ول إلى الملوم))ات‬
‫التي يحتاجها الطالب في المكتبة (المتغير التابع)‬

‫‪64‬‬
‫وهنا الب)د من التأك)د من ع)دم وج)ود عوام)ل اخ)رى غ)ير المس)تقل ت)ؤثر على س)رعة‬
‫الوص))ول إلى المعلوم))ات مث))ل وج))ود مه))ارات أخ))رى أعلى عن))د الط))الب األول عن))د‬
‫مقارنته من عوامل قد تؤثر على مسار التجربة ونتائجها‪.‬‬

‫‪ /2‬مزيا المنهج التجريبي‪:‬‬


‫يع))د المنهج التجري))بي على وس))يلة المالحظ))ة المقص))ودة كوس))يلة لجم))ع المعلوم))ات‬
‫وفيه))ا يك))ون الب))احث وه الموج))ه والمس))ير للمش))كلة والحال))ة ب))ل ه))و ال))ذي ي))أتي به))ا‬
‫وجوده))ا في بداي))ة مس))يرتها وعن))د انتهائ))ه من جم))ع المعلوم))ات ف))إن تل))ك الحال))ة أو‬
‫المشكلة تذهب وتنتهي وهي بذلك ت))ذهب وتنتهي‪ .‬وهي ب))ذلك تختل))ف عن المالحظ))ة‬
‫المج))ردة ال))تي عن طريقه))ا ال يت))دخل الب))احث والي))ؤثر في المش))كلة أو الحال))ة الم))راد‬
‫دراستها وإ نما يكون را مراقبا ومالحظا ومسجال لما يراه‪.‬‬
‫وهدة الطريقة تعتبر من الطرق الناجحة إلدخاله)ا كمنهج ووس)يلة للبحث عن العل)وم‬
‫اإلجتماعية واإلنسانية مثل علم اإلدارة وعلم النفس واإلعالم والمكتبات‪.....‬إلخ‪.‬‬
‫‪ /3‬سلبيات المنهج التجريبي‪:‬‬
‫أ) صعوبة تحقيق الضبط التجريبي في المواضيع والمواقف اإلجتماعية وذلك بسبب‬
‫الطبيعة المميزة لإلنس))ان ال))ذي ه))و مح))ور الدراس))ات اإلجتماعي))ة واإلنس))انية وهن))اك‬
‫عوامل إنسانية عديدة يمثل‪( :‬إدارة اإلنسان – الميل للتصنع‪.....‬إلخ) يمكن أن تأثر‬
‫على التجربة ويصعب التحكم فيها وضبطها‪.‬‬
‫ب) هن ))اك عوام ))ل س ))ببية ومغ ))يرات كث ))يرة يمكن أن ت ))ؤثر في الموق ))ف التجري ))بي‬
‫ويص ))عب الس ))يطرة عليه ))ا ومن ثم يص ))عب الوص ))ول إلى الق ))وانين تح ))دد العالق ))ات‬
‫السببية بين المتغرات‪.‬‬
‫ج) ويرب ))ط ب ))ذلك أيض ))آ أن الب ))احث ذات ))ه يمكن أن نعت ))برة متغ))يرا ثالث ))آ يض ))اف الى‬
‫متغيرين (مستقل وتابع) يحاول الباحث ايضآ ايجاد عالقة بينهما‪.‬‬
‫د) فق ))دان عنص ))ر التش ))ابه الت ))ام في العدي ))د من المج ))اميع اإلنس ))انية الم ))راد تط ))بيق‬
‫التجربة عليها مقارنة بالتشابه الموجود في المجاالت الطبيعية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫هـ) هن))اك الكث))ير من الق))وانين والتقالي))د والقيم ال))تي تق))ف عقب))ة في وج))ه إخض))اع‬
‫الكائنات اإلنسانية للبحث لما قد يترتب عليه))ا من أث))ار مادي))ة أو النفس))ية‪.‬وام))ل غ))ير‬
‫التجريبية وضبطها‪.‬‬
‫‪ /4‬خطوات المنهج التجريبي‪:‬‬
‫تحديد مشكلة البحث‪.‬‬
‫صياغة الفروض‪.‬‬
‫وضع التصميم التجريبي هذا يتطلب من الباحث القيام باألتي ‪:‬‬
‫ـ إختيار عينة تمثل مجتمع معين أو جزآ من مادة معينة تمثل الكل‪.‬‬
‫ـ تصنيف المقحوثين في مجموعة متماثلة‪.‬‬
‫ـ تحديد العوامل غير التجريبية وضبطها ‪.‬‬
‫ـ تحديد وسائل قياس نتائج التجربة والتأكد من صحتها‪.‬‬
‫ـ القيام بإختبارات اولية استطالعية بهدف إستكمال أي أوجه القصور‪.‬‬
‫ـ تعيين كان التجربة وقت إجرائها والفترة التي تستغرقها‪.‬‬

‫‪ /5‬تقرير المنهج التجريبي‪:‬‬


‫ينبغي التركيز في مثل هذا التقرير على اآلتي‪:‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫ويوضح فيها الباحث اآلتي‪.‬‬
‫أ‪ -‬عرض النقاط الدراسة األساسية بما في ذلك المشكلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬عرض الفرضيات وعالقتها بالمشكلة‪.‬‬
‫ج‪ -‬عرض الجوانب النظرية والتطبيقية للدراسات السابقة‪.‬‬
‫د‪ -‬ش)رح عالق)ة تل)ك الدراس)ات الس)ابقة بالدراس)ة ال)ذي ين)وي الب)احث القي)ام به)ا‪.‬‬
‫‪ )2‬الطريقة‪:‬‬
‫وتشمل األتي‪:‬‬
‫وصف ما قام به الباحث وكيفية قيامه بالدراسة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫تق ))ديم وص ))ف للعناص ))ر البش ))رية أو الحيواني ))ة والجه ))ات ال ))تي ش ))اركة الب ))احث في‬
‫التجربة‪.‬‬
‫ج‪ -‬وصف األجهزة والمعدات المستخدمة وشرح كيفية إستخدامها‪.‬‬
‫د‪ -‬تلخيص لوسيلة التنفيذ لكل مرحلة من مراحل العمل‪.‬‬
‫‪ )3‬النتائج‪:‬‬
‫وتشمل األتي‪:‬‬
‫تقديم التلخيص عن البيانات التي تم جمعها‪.‬‬
‫ب‪ -‬تزوي))د الق))ارئ بالمعالج))ات اإلحص))ائية الض))رورية للنت))ائج م))ع ع))رض ج))داول‬
‫ورسومات ومخططات‪.‬‬
‫ج‪ -‬عرض النتائج التي تتفق أو تتقاطع مع فرضياتك‬

‫‪ )4‬المناقشة المطلوبة مع الجهات المعنية‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫المنهج اإلحصائي‪:‬‬
‫التعريف‪ .:‬هو عبارة عن إس))تخدام الط)رق الرقمي))ة والرياض))ية في معالج)ة و تحلي))ل‬
‫البيانات لها ويتم ذلك عبر عدة مراحل‪:‬‬
‫جمع البيانات اإلحصائية عن الموضوع‪.‬‬
‫ب‪ -‬عرض هذه البيانات بشكل منظم وتمثيلها بالطرق الممكنة‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحليل البيانات‪.‬‬
‫د‪ -‬تفسير البيانات من خالل تفسير ماتعنية األرقام المجمعة من نتائج‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنواع المنهج االحصائي ‪:‬‬
‫أ) المنهج اإلحصائي الوصفي‪.:‬‬
‫يرك ))ز على وص ))ف وتلخيص األرق ))ام المجمع ))ة ح ))ول موض ))وع معين ( مؤسس ))ة أو‬
‫مجتم))ع معين) وتفس))يرها في ص))وره نت))ائج ال تنطب))ق بالض))رورة على مؤسس))ه أو‬
‫مجتمع أخر‪.‬‬
‫ب) المنهج اإلحصائي اإلستداللي أو اإلستقراري ‪.:‬‬
‫يعتمد على أختيار عينه من مجتمع اكبر وتحلي))ل وتفس))ير البيان))ات الرقمي))ه المجمع))ة‬
‫عنها والوصول إلى تعميمات واستدالالت على ما هو أوسع وأكبر من المجتمع محل‬
‫البحث ‪.‬‬
‫كم))ا يق))وم المنهج اإلحص))ائي االس))تداللي على أس))اس التع))رف على م))ا تعني))ه األرق))ام‬
‫الجامعي))ة وإ س))قرارها ومعرفته))ا داللته))ا أك))ثر من مج))رد وص))فها كم ه))و الح))ال في‬
‫المنهج الوصفي ‪.‬‬
‫المقياس اإلحصائي ‪.:‬‬
‫هناك عدة مقاييس إحصائية التي يتم استخدامها في إطار هذا المنهج منها المتوسط‬
‫‪ ,‬الوسيط ‪ ,‬المنوال كما يستخدم الب))احث ع))دد من الط))رق لع))رض وتلخيص البيان))ات‬
‫وإ جراء المقرنات من بينها النسب والتناسب والنس))ب المئوي))ة والمع))دالت والج))داول‬
‫التكرارية ويمكن للباحث استخدام أكثر من طريقة في تحليل وتفسير البيانات‪.‬‬
‫ـ وهناك طريقان إلستخدام المنهج اإلحصائي كما سبق ذكره‪.‬‬
‫إذا المنهج اإلحصائي الوصفي والمنهج اإلحصائي االستداللي ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ـ يمكن اس))تخدام الحاس))وب في تحلي))ل األرق))ام اإلحص))ائية المجمع))ة من اج))ل ت))أمين‬
‫السرعة والدقة المطلوبة ‪.‬‬
‫ـ يتم جمع البيانات في المنهج اإلحصائي عن طريق األتي ‪:‬‬
‫المصادر التي تتمثل في التقرير االحصائي والسجالت الرسمية وغير رسمية ‪.‬‬
‫اإلستبيانات والمقابالت‪.‬‬
‫ويمكن الجمع بين أكثر من طريق‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫االستبيان‪:‬‬
‫التعريف‪:‬‬
‫االستبيان عب)ارة عن مجموع)ة من األس)ئلة المتنوع)ة وال)تي ترتب)ط فبعض)ها البعض‬
‫بشكل يحقق الهدف الذي يسعى إليه الباحث من خالل المشكلة التي يطرحها بحثه‪.‬‬
‫ويرس) ))ل االس) ))تبيان بالبري) ))د أو ب) ))أي طريق) ))ة أخ) ))رى إلى مجموع) ))ة من األف) ))راد أو‬
‫المؤسسات التي اختارها الباحث لبحثه لكي يتم تعبئتها ثم إعادتها للباحث ‪.‬‬
‫ويكون عدد األسئلة التي يحتوي عليها االستبيان كافية ووافية لتحقيق‬
‫هدف البحث بصرف النظر عن عددها‬
‫خطوات انجاز االستبيان ‪:‬‬
‫تحدي))د األه))داف المطلوب))ة من عم))ل االس))تبيان في ض))وء موض))وع البحث ومش))كلته‬
‫ومن ثم تحديد البيانات والمعلومات المطلوب جمعها ‪.‬‬
‫ترجمة وتحويل األهداف إلى مجموعة من األسئلة واالستفسارات ‪.‬‬
‫اختيار أسئلة االس))تبيان وتجربته))ا على مجموع)ة مح)دودة من اإلف)راد المح)ددين في‬
‫عينة البحث إلعطاء رأيهم بشأن نوعيتها من حيث الفهم والشمولية والداللة وكذلك‬
‫كميته ))ا وكفايته ))ا لجم ))ع المعلوم ))ات المطلوب ))ة عن موض ))وع البحث ومش ))كلته وفي‬
‫ضوء المالحظات التي يحصل عليها فإنه يستطيع تعديل األسئلة بالش)كل ال)ذي يعطي‬
‫مردودات جيدة ‪.‬‬
‫تصميم وكتابة االستبيان بشكله النهائي ونسخه باألعداد المطلوبة ‪.‬‬
‫توزي))ع االس))تبيان حيث يق))وم باختي))ار أفض))ل وس))يلة لتوزي))ع وإ رس))ال االس))تبيان بع))د‬
‫تحديد األشخاص والجهات التي اختارها كعينة لبحثه ‪.‬‬
‫متابع))ة اإلجاب))ة على االس))تبيان فق))د يحت))اج الب))احث إلى التأكي))د على ع))دد من األف))راد‬
‫والجه))ات في انج))از اإلجاب))ة على االس))تبيان وإ عادت))ه وق))د يحت))اج إلى إرس))ال بنس))خ‬
‫أخرى منه خاصة إذا فقدت بعضها ‪.‬‬
‫تجمي ))ع نس ))خ االس ))تبيان الموزع ))ة حيث الب ))د من جم ))ع م ))ا نس ))بته ‪%75‬ف ))أكثر من‬
‫اإلجابات لتكون كافية لتحليل معلوماتها ‪.‬‬
‫أنواع االستبيان ‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫هناك ثالثة أنواع من االستبيانات وفق طبيعة األسئلة التي تشمل عليها ‪:‬‬
‫االستبيان المغلق ‪ :‬وهو التي تك))ون أس))ئلته مح))ددة اإلجاب))ة ك))أن يك))ون الج))واب بنعم‬
‫أو ال ‪.‬‬
‫االستبيان المفتوح ‪ :‬وتك))ون أس))ئلته غ))ير مح))ددة اإلجاب))ة أي تك))ون اإلجاب))ة متروك))ة‬
‫بشكل مفتوح إلبداء الرأي مثل ‪ :‬ماهي مقترحاتك لكذا ‪..‬‬
‫االس))تبيان المغل))ق المفت))وح ‪ :‬وه))ذا الن))وع تحت))اج بعض أس))ئلته إلى إجاب))ات مح))ددة‬
‫والبعض اآلخر إلى إجابات مفتوحة مثال ‪:‬‬
‫ماهو تقييمك لكذا‪ ( ..‬مغلق ) جيدة ‪ -‬متوسطة ‪ -‬ضعيفة‬
‫إذا كانت متوسطة أو ضعيفة ماهو اقتراحك لتطويرها ؟ ( مفتوح )‬
‫ومن الواض))ح أن أس))ئلة االس))تبيان المغلق))ة تك))ون أفض))ل لك))ل من الب))احث والش))خص‬
‫المعني باإلجابة عليها ألسباب عدة ‪:‬‬
‫سهلة اإلجابة وال تحتاج لتفكير معقد‬
‫سريعة اإلجابة وال تحتاج إلى جهد كبير‬
‫سهولة تبويب وتجمي)ع المعلوم)ات المجمع)ة من االس)تبيانات الموزع)ة ‪ %30‬نعم و‬
‫‪%70‬ال‬
‫ولكن ق) ))د يض) ))طر الب) ))احث ل) ))ذكر بعض األس) ))ئلة المفتوح) ))ة لع) ))دم معرفت) ))ه في ذهن‬
‫المبحوثين لكن االتجاهات الحديثة في تصميم وكتابة االستبيان تح))دد اإلجاب))ات ح))تى‬
‫بالنسبة لبعض األسئلة التي هي مفتوحة في طبيعتها‬
‫مميــزات االستبيان ‪:‬‬
‫ي))ؤمن االس))تبيان اإلجاب))ات الص))ريحة والح))رة حيث أن))ه يرس))ل الف))رد بالبري))د أو أي‬
‫وسيلة أخرى وعند إعادته فإنه يفترض أال يحصل اسم أو توقي))ع المبح))وث من أج))ل‬
‫عدم إحراجه وان يكون بعيد عن أي محاسبة فيها وهذا الجانب مهم في االستبيان و‬
‫يؤمن الصراحة والموضوعية في النتائج ‪.‬‬
‫تكون األسئلة موحدة لجميع أفرد العينة في حين أنها قد تتغ))ير ص))يغة بعض األس))ئلة‬
‫عند طرحها في المقابلة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫تص ))ميم االس ))تبيان ووح ))دة األس ))ئلة يس ))هل عملي ))ة تجمي ))ع المعلوم ))ات في مج ))اميع‬
‫وبالتالي تفسيرها والوصول إلى استنتاجات مناسبة ‪.‬‬
‫يمكن للمبحوثين اختيار الوقت المناسب لهم والذي يكونوا فيه مهيئين نفسيا وفكريا‬
‫لإلجابة على أسئلة االستبيان‬
‫يسهل االستبيان على الباحث جمع معلومات كث))يرة ج))دا من ع))دة أش))خاص في وقت‬
‫محدد ‪.‬‬
‫االس ))تبيان ال يكل ))ف مادي ))ا من حيث تص ))ميمه وجم ))ع المعلوم ))ات مقارن ))ة بالوس ))ائل‬
‫األخرى التي تحتاج إلى جه)د أك)بر وأعب)اء مادي)ة مض)افة كالس)فر والتنق)ل من مك)ان‬
‫إلى آخر ‪..‬‬
‫عيوب االستبيان ‪:‬‬
‫عدم فهم واستيعاب بعض األسئلة وبطريقة واحدة لكل أفراد العينة المعنية بالبحث (‬
‫خاصة إذا ما استخدم الباحث كلمات وعبارات تع))ني أك))ثر من مع))نى أو عب))ارات غ))ير‬
‫مألوف))ة) ل))ذا فمن المهم أن تك))ون هن))اك دق))ه في ص))ياغة أس))ئلة االس))تبيان وتجريب))ه‬
‫على مجموعة من األشخاص قبل كتابته بالشكل النهائي ‪.‬‬
‫ق))د تفق))د بعض النس))خ أثن))اء إرس))الها بالبري )د أو ب))أي طريق))ة أخ))رى أو ل))دى بعض‬
‫المبحوثين لذا ال بد من متابعة اإلجابات وتجهيز نس))خ إض))افية إلرس))الها ب))دل النس))خ‬
‫المفقودة ‪.‬‬
‫وقد تكون اإلجابات عن جميع األسئلة غير متكاملة بس)بب إهم)ال إجاب)ة ه)ذا الس)ؤال‬
‫أو ذاك سهوا أو تعمدا ‪.‬‬
‫قد يعتبر الش))خص المع))ني باإلجاب))ة عن أس))ئلة االس))تبيان بعض األس))ئلة غ))ير ج))ديرة‬
‫بإعطائها جزء من وقته‬
‫ق))د يش))عر المبح))وث بالمل))ل والتعب من أس))ئلة االس))تبيان خاص))ة إذا ك))انت أس))ئلتها‬
‫طويلة وكثيرة ‪.‬‬
‫مواصفات االستبيان الجيد ‪:‬‬
‫اللغ))ة المفهوم))ة واألس))لوب الواض))ح ال))ذي ال يتحم))ل التفس))يرات المتع))ددة ألن ذل))ك‬
‫يسبب إرباكا لدى المبحوثين مما يؤدي إلى إجابات غير دقيقة ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫مراعاة الوقت المتوفر لدى المبحوثين وبالت))الي يجب أال تك))ون األس))ئلة طويل))ة ح))تى‬
‫ال تؤدي إلى رفض المبحوثين اإلجابة على االستبيان أو تقديم إجابات سريعة وغ))ير‬
‫دقيقة ‪.‬‬
‫إعط))اء ع))دد ك))افي من الخي))ارات المطروح))ة مم))ا يمكن المبح))وثين من التعب))ير عن‬
‫آرائهم المختلفة تعبيرا دقيقة ‪.‬‬
‫استخدام العبارات الرقيقة و المؤثرة في نفوس اآلخرين مما يشجعهم على التج))اوب‬
‫والتعاون في تعبئة االستبيان مثل ‪ ( :‬رجاء – شكرا – من فضلكم )‪.‬‬
‫التأكد من الترابط بين أسئلة االستبيان المختلفة وكذلك الترابط بينه))ا وبين موض))وع‬
‫البحث ومشكلته ‪.‬‬
‫االبتعاد عن األسئلة المحرجة التي من شأنها عدم تش))جيع المبح))وثين على التج))اوب‬
‫في تعبئة االستبيان ‪.‬‬
‫االبتعاد عن األسئلة المركبة التي تشتمل أكثر من فكرة واحدة عن الموضوع الم))راد‬
‫االستفسار عنه ألن في ذلك إرباك للمبحوثين ‪.‬‬
‫تزويد المبحوثين بمجموعة من التعليمات والتوضيحات المطلوبة في اإلجاب)ة وبي)ان‬
‫الغ))رض من االس))تبيان ومج))االت اس))تخدام المعلوم))ات ال))تي سيحص))ل عليه))ا الب))احث‬
‫مث ))ال ‪ :‬بعض االستفس ))ارات تحتم ))ل الت ))أثير على أك ))ثر من مرب ))ع واح ))د ل ))ذا ي ))رجى‬
‫التأشير على المربعات التي تعكس اإلجابات الصحيحة ‪.‬‬
‫يستحسن إرسال مظروف مكتوب عليه عنوان الباحث بالكامل بغرض تسهيل مهمة‬
‫إعادة االستبيان بعد تعبئته بالمعلومات المطلوبة ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫جدول يوضح األدوات المناسبة في جمع المعلومات حسب المناهج‬

‫أدوات جمع المعلومات‬ ‫منهاج البحث‬ ‫م‬


‫مصادر المعلومات المختلفة كالكتب والنشرات والمواد‬ ‫المنهج الوثائقي( التاريخي )‬ ‫‪1‬‬
‫السمعية والبصرية والتقارير ‪...‬‬
‫االستبيان االستفتاء المقابلة‬ ‫المنهج الوصفي المسحي‬ ‫‪2‬‬
‫المص))ادر المختلف))ة و المالحظ))ة والمقابل))ة و االس))تبيان‬ ‫منهج دراسة الحالة‬ ‫‪3‬‬
‫احيانًا‬
‫المص)ادر المختلف)ة خاص)ة ال)دوريات والم)واد الس)معية‬ ‫منهج تحليل المحتوى‬ ‫‪4‬‬
‫والبصرية‬
‫المص ))ادر المختلف ))ة لمراجع ))ة م ))اتم انج ))ازه س ))ابقا عن‬ ‫المنهج التجريبي‬ ‫‪5‬‬
‫الموضوع التجربة‬
‫المص ) ))ادر المختلف ) ))ة وخاص ) ))ة التق ) ))ارير الرس ) ))مية و‬ ‫الطريقة اإلحصائية‬ ‫‪6‬‬
‫االستبيان‬
‫المصادر المختلفة و االستبيان والمقابلة و المالحظة‬ ‫أية مناهج أخرى‬ ‫‪7‬‬

‫‪74‬‬
‫الجوانب الفنَّية للبحث‬
‫البحث المتمِّي ز ه))و ذل))ك ال))ذي س))ار وف))ق خط))وات المنهج العلمِّي ومراحل))ه بإتق))ان‪،‬‬
‫وُك ِت َب بأسلوب علمٍّي واضح مترابط منساب دون استرسال‪ ،‬وبلغة دقيقـة س))ليمة في‬
‫قواعدها النحوَّية واإلمالئَّية‪ ،‬ولكَّن ذلك إن لم يكن بإخراٍج فني حسن فإَّنه يفقد كثيرًا‬
‫من قيمته العلمَّية وأهمَّيتـه البحثَّية‪ ،‬فالبحُث المكتوُب بغير عنايـة يحكم عليه صاحُبه‬
‫بالفشل؛ لذا ينبغي على الباحث إنجاز بحِث ه في أحس))ن ص))ورٍة ممكن))ة باعتب))اره عمًال‬
‫يفخ))ر ب))ه‪ ،‬وليت))ذَّك ر الب))احُث أَّن الت))أثير ال))ذي يترك))ه بحٌث متمِّي ز يمكن أن يض))يَع إذا‬
‫تضَّم َن رسومًا بيانَّية غير دقيقة أو ص))ورًا س))يئة غ))ير واض))حة‪ ،‬أو ُنِّظم وُر ِّتب بغ))ير‬
‫ما اعتاده الباحثون والقَّر اء من عالمات أو أساليب كتابة وإ خراج‪.‬‬
‫وحيث أَّن الب))احث تلزم))ه مه))ارات متع))ِّددة لينج))ز بحَث ه فيك))ون متمِّي زًا بين غ))يره من‬
‫البح))وث‪ ،‬منه))ا مه))اراٌت علمَّي ة س))بقت اإلش))اراُت إليه))ا‪ ،‬ف))إَّن م))ا يش))ار إلي))ه في ه))ذه‬
‫الفق))رة بالمه))ارات الفنَّي ة من إع))داد الرس))وم واألش))كال التوض))يحَّية وإ ع))داد ج))داول‬
‫البيان ) ))ات المعروض ) ))ة‪ ،‬وتنس ) ))يق كتاب ) ))ة موض ) ))وعات البحث وعناوين ) ))ه الرئيس ) ))ة‬
‫والفرعَّي ة‪ ،‬وغ ))ير ذل ))ك من مه ))ارات فنَّي ة تع ))ُّد مه ))اراٍت يحس ))ن بالب ))احث إتقانه ))ا‪،‬‬
‫وبخاَّص ة أَّن الحاس))وَب الشخص )َّي يس))اعد على كث))ير من تل))ك المه))ارات إض))افة إلى‬
‫إمكاناته في الجوانب العلمَّية‬
‫فالبد أن يتمتع الباحث بخبرة فنية ومه)ارة في ت)رتيب وتنظيم وإ خ)راج بحث)ه ‪ ،‬وتل)ك‬
‫الخ))برة ص))فٌة أساس)َّية في الب))احث الجِّي د‪ ،‬وليتَّم تحقي))ق أقص))ى فائ))دة من البحث ف))إَّن‬
‫على الباحث أن ي))راعي األص))وَل الفنَّي ة الحديث))ة في ت))رتيب وإ خ))راج محتويات))ه‪ ،‬وفي‬
‫توثي))ق مص))ادره ومراجع))ه‪ ،‬وفي أس))لوب كتابت))ه وعرض))ه؛ إْذ ال يكفي جم))ع البيان))ات‬
‫وتحليلها تحليًال دقيقًا لتظهَر وتعَّم الفائدُة من البحث‪ ،‬فجوانبه الفنَّية من األمور التي‬
‫تسهم في زي)ادة تفُّه م الق)ارئ ل)ه واإلف)ادة من)ه؛ ل)ذلك ج)اء اس)تكمال ه)ذا البحث تحت‬
‫عن ))وان ه ))ذه الفق ))رة لإلش ))ارة إلى ج ))وانب مهَّم ة في إع ))داد البحث العلمِّي ‪ ،‬ج ))وانب‬
‫تنتظم) ))ه من أَّو ل) ))ه إلى آخ) ))ره‪ ،‬وهي وإ ن لم تكن من خطوات) ))ه ومراحل) ))ه وإ َّنم) ))ا هي‬
‫ج))وانب فنَّي ة ذات طبيع))ة علمَّي ة‪ ،‬أو هي مه))ارات بحثَّي ة ض))رورَّية والزم))ة للب))احث‪،‬‬
‫ومنها ما يلي ‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫أوال االقتباس‪:‬‬
‫يستعين الباحُث في كثيٍر من األحيان بآراء وأفكار باحثين وكَّت اب وغ))يرهم‪ ،‬وتس)َّم ى‬
‫هذه العملَّي ة باالقتب))اس‪ ،‬وهي من األم))ور المهَّم ة ال))تي يجب على الب))احث أن يوليه))ا‬
‫اهتمام ))ه وعنايت ))ه الكامل ))ة من حيث دَّق ة االقتب ))اس وض ))رورته ومناس ))بته وأهمَّيت ))ه‬
‫وأهمَّي ة مص))دره من حيث كون))ه مص))درًا أص))لّيًا أم مص))درًا ثانوّي ًا‪ ،‬واالقتب))اس يك))ون‬
‫ص))ريحًا مباش))رًا بنق))ل الب))احث نّص ًا مكتوب )ًا تمام )ًا بالش))كل والكيفَّي ة ال))تي ورد فيه))ا‬
‫ويسَّم ى هذا النوع من االقتباس تضمينًا‪ ،‬ويكون االقتباُس غير مباش)ٍر حيث يس)تعين‬
‫الباحُث بفكرة معَّينة أو ببعض فقرات لباحث أو ك)اتب آخ)ر ويص)وغها بأس)لوبه وفي‬
‫ه))ذه الحال))ة يس )َّم ى االقتب))اس اس))تيعابًا‪ ،‬وفي كلت))ا الح))التين على الب))احث أن يتجَّنَب‬
‫تشويَه المعنى الذي قصده الباحُث السابق‪ ،‬ليحِّقَق مظهرًا من مظاهر األمانة العلمَّية‬
‫بالمحافظة على ملكَّية األفكار واآلراء واألقوال‬
‫دواعي االقتباس‪:‬‬
‫لالقتب))اس دواٍع ت))دفع الب))احَث إلى االس))تعانة ب))آراٍء وأفك))اٍر ومعلوم))اٍت من مص))ادر‬
‫أولَّية‪ ،‬بل ومن مصادر ثانوَّية أحيانًا‪ ،‬وأهَّم تلك الدواعي ما يأتي‪:‬‬
‫‪ )1‬إذا كان لتأييد موقف الباحث من قضَّيٍة ما‪.‬‬
‫‪ )2‬إذا كان لتفنيد رأٍي معارض‪.‬‬
‫‪ )3‬إذا كانت كلماُت النِّص المقتبس تجِّس د معنى يطرحه الباحُث على نحٍو أفضل‪.‬‬
‫‪ )4‬إذا احتوى النُّص المقتبُس على مصطلحاٍت يصعُب إيجاد بديٍل لها‪.‬‬
‫‪ )5‬إذا كانت المسألُة تتعَّلق بنقِد أفكاٍر لمؤِّلٍف معَّين فيجُب تقديم أفكاره بنِّص ها‪.‬‬
‫‪ )6‬إذا كان االقتباُس ضرورًة لبناء نسٍق من البراهين المنطقَّية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫تخضع عملَّية االقتباس إلى عَّدة مبادئ أكاديمَّية متعارف عليها ف))إَّن هن))اك إرش))اداٍت‬
‫وقواعَد عاَّم ة في االقتباس يأخذ بها الباحثون‬
‫قواعد االقتباس ‪:‬‬
‫‪ )1‬الدَّق ة في اختي))ار المص))ادر المقتبِس منه))ا؛ وذل))ك ب))أن تك))ون مص))ادر أولَّي ة في‬
‫الموضوع جهد الطاقة‪ ،‬وأن يكوَن مؤِّلفوها مَّم ن يعتمد عليهم ويوثق بهم‪.‬‬
‫‪ )2‬الدَّق ة في النق))ل فُيْنَقل النُّص المقتبُس كم))ا ه))و‪ ،‬وي))راعي الب))احث في ذل))ك قواع))د‬
‫التصحيح أو اإلضافة وتلخيص األفكار أو الحذف من النِّص المقتبس‪.‬‬
‫‪ )3‬حسن االنسجام بين ما يقتبس الباحُث وم))ا يكتب))ه قب))ل النِّص المقتبِس وم))ا يكتب))ه‬
‫بعده‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم اإلكثار من االقتب))اس‪ ،‬فك))ثرة ذل)ك ووج))وده في غ))ير موض))عه ي))دُّل على ع))دم‬
‫ثق))ة الب))احث بأفك))اره وآرائ))ه‪ ،‬فعلى الب))احث أَّال يقتبس إَّال له))دف واض))ح‪ ،‬وأن يحِّل َل‬
‫اقتباساته بشكل يخدم سياق بحثه‪ ،‬وأن ينقَد ها إذا كانت تتض)َّم ن فك)رًة غ)ير دقيق)ة أو‬
‫مباينة للحقيقة ‪.‬‬
‫‪ )5‬وض) ))ع االقتب) ))اس ال)))ذي طول)))ه س) ))تة أس) ))طر فأق)))ّل في متن البحث بين عالم) ))تي‬
‫االقتب) ))اس‪ ،‬أَّم ا إذا زاد فيجب فص) ))له وتمي) ))يزه عن متن البحث بتوس) ))يع اله) ))وامش‬
‫المحاذية له يمينًا ويس)ارًا وبفص)له عن النِّص قبل)ه وبع)ده بمس)افة أك)ثر اِّتس)اعًا مم)ا‬
‫هو بين أس))طر البحث‪ ،‬أو بكتاب))ة النِّص المقتبس بـبنٍط أص))غر من بن))ط كتاب))ة البحث‪،‬‬
‫أو بذلك كِّله‪.‬‬
‫‪ )6‬طول االقتباس المباشر في المَّر ة الواحدة يجب أَّال يزيد عن نصف صفحة‪.‬‬
‫‪ )7‬اقتباس الباحث المباشر ال يجوز أن يك))وَن حرفّي ًا إذا زاد عن ص))فحة واح))دة‪ ،‬ب))ل‬
‫علي ))ه إع ))ادة ص ))ياغة الم ))ادة المقتبس ))ة بأس ))لوبه الخ ))اّص ‪ ،‬وأن يش) )َير إلى مص ))در‬
‫االقتباس‪.‬‬
‫‪ )8‬حذُف الباحث لبعض العبارات في حالة اقتباسه المباشر تلزم)ه ب)أَّن يض)ع مك)ان‬
‫المحذوف ثالث نقاط‪ ،‬وإ ن كان المحذوف فقرًة كاملًة يضع مكانها سطرًا منَّقطًا‪.‬‬
‫‪ )9‬تصحيُح الباحث لما يقتبسه أو إضافته عليه كلمة أو كلمات يلزم))ه ذل))ك أن يض )َع‬
‫تصحيحاِت ه أو إضافاته بين معقوفتين هكذا‪ ،]....[ :‬هذا في حال))ة ك))ون التص))حيح أو‬

‫‪77‬‬
‫اإلض)افة ال يزي)د عن س)طٍر واح)د ف)إن زاد وض)ع في الحاش)ية م)ع اإلش)ارة إلى م)ا تَّم‬
‫وإ لى مصدر االقتباس‪.‬‬
‫‪ )10‬اس ))تئذان الب ))احث ص ))احَب النِّص المقتبس في حال ))ة االقتب ))اس من المحادث ))ات‬
‫العلمَّية الشفوَّية ومن المحاضرات ما دام أَّنه لم ينشر ذلك‪.‬‬
‫‪ )11‬التأك)د من أَّن ال)رأي أو االجته)اد المقتبس لمؤِّل ٍف م)ا لم َيْع ُد ل عن)ه ص)احُبه في‬
‫منشوٍر آخر‬

‫‪78‬‬
‫ثانيا التوثيق‪:‬‬
‫إن هنال)ك طرق)ُا علمَّي ة وقواع)د خاَّص ة ال ب)َّد من مراعاته)ا عن)د توثي)ق المص)ادر في‬
‫داخل البحث وفي قائمة إعداد المصادر في نهايته‪ ،‬والمقصود هن))ا بتوثي))ق المص))ادر‬
‫هو تدويُن المعلومات عن الكتب والتقارير وغيره)ا من أوعي)ة المعرف)ة ال)تي اس)تفاد‬
‫منها الباحث‪ ،‬علم)ًا أَّن الحق))ائق المعروف))ة للعاَّم ة (الب))دهَّيات) ال حاج))ة إلى توثيقه))ا‪،‬‬
‫كما ينبغي عدم اإلحالة على مخطوطات تَّم ت طباعتها؛ ألَّن المطبوعات أيسر تناوًال‪.‬‬
‫ومن المتع ))ارف علي ))ه أَّن هن ))اك ع ))َّدة ط ))رق وم ))دارس للتوثي ))ق العلمِّي للنص ))وص‬
‫المقتبسة مباشرة أو ضمنًا‪ ،‬ولك)ٍّل منه)ا مزاياه)ا وعيوبه)ا‪ ،‬وليس)ت هن)اك في الواق)ع‬
‫قاعدة عاَّم ة تضبط العملَّية؛ إْذ يمكن للباحث أن يخت))اَر أَّيـَة طريق)ة تناس))به بش))رط أن‬
‫يسيَر عليها في بحثه كِّله‪ ،‬وأَّال يحيد عنها ليتحَّقَق التوحيُد في طريقة التوثي))ق‪ ،‬ومن‬
‫طرق التوثيق العلمِّي للنصوص المقتبسة ما يأتـي‪:‬‬
‫‪ )1‬اإلش))ارة إلى مص))در االقتب))اس في ه))امش ك )ِّل ص))فحه ي))رد فيه))ا اقتب))اٌس ‪ ،‬وذل))ك‬
‫بترقيم النصوص المقتبسة مباشرة أو ضمنًا بأرقام متتابعة في كِّل ص))فحة على ح))دة‬
‫تلي النص))وص المقتبس))ة‪ ،‬وت))رَّقم مص))ادر النص))وص المقتبس))ة في ه))امش الص))فحة‬
‫ب))ذكر جمي))ع المعلوم))ات عنه))ا ألوِّل م)َّر ة‪ ،‬وفي الم)َّر ات التالي))ة يكتفى بعب))ارة مص))در‬
‫سابق إذا فصل بمصدر آخر‪ ،‬أو بعبارة المصدر السابق إذا ك)ان االقتب)اُس الث)اني من‬
‫نفس المصدر السابق‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلش))ارة إلى مص))ادر االقتب))اس في نهاي))ة ك )ِّل فص )ٍل من فص))ول الدراس))ة ب))ترقيم‬
‫النصوص المقتبسة في جميع الفصل بأرق))ام متتابع))ة تلي النص))وص مباش))رة وتعطى‬
‫نفس األرقام في صفحة التوثيق في نهاية الفصل بذكر جميع المعلومات ال))تي ت))ورد‬
‫عنها في قائمة مصادر الدراس))ة وذل))ك ألوِّل م)َّر ة‪ ،‬وفي الم)َّر ات التالي))ة يكتفى بعب))ارة‬

‫مص))در س))ابق إذا فص))ل بمص))در آخ))ر‪ ،‬أو بعب))ارة المص))در الس))ابق إذا ك))ان االقتب))اُس‬
‫الثاني من نفس المصدر السابق‪.‬‬
‫‪ )3‬اإلش))ارة إلى مص))ادر االقتب))اس في متن البحث أو الدراس))ة مباش))رة ب))ذكر اللقب‬
‫وت)اريخ النش)ر وص)فحة أو ص)فحات النِّص المقتبس بين قوس)ين مفص)وًال اللقب عن‬

‫‪79‬‬
‫ت))اريخ النش))ر بفاص))لة وت))اريخ النش))ر عن ص))فحة النِّص المقتبس بفاص))لة أيض)ًا كم))ا‬
‫هو مَّتبع وهوأسهل وأسلس وأكثر دَّقة‬
‫مبادئ وقواعد في التوثيق‪:‬‬
‫إَّن أبرز مبادئ وقواع)د التوثي))ق العلمِّي للنص))وص المقتبس))ة في ه))ذه الطريق)ة‪ ،‬أي‬
‫باإلشارة إلى مص))ادر االقتب))اس في متن البحث أو الدراس))ة مباش))رة وف)ق نظ)ام (لقب‬
‫المؤِّل ف‪ ،‬ت)))اريخ نش)))ر المص)))در‪ ،‬رقم ص)))فحة النِّص المقتبس) المب)))ادئ والقواع ))د‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫أوال التوثيق في متن البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬في حالة اقتباس نٍّص اقتباس)ًا مباش))رًا ف))إَّن مص))دره يتل))وه بع))د وض))ع النِّص بين‬
‫عالمتي تنصيص ‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة اقتباس الب))احث لنَّص ين من مص))درين لب))احث واح))د منش))ورين في ع))ام‬
‫واحد فُيْسَبُق تاريخ النشر بحرف ( أ ) ألحد المصدرين وبحرف (ب) للمصدر اآلخر‬
‫ويك ))ون ذل ))ك وف ))ق ترتيبه ))ا األبج ))دِّي في قائم ))ة المص ))ادر أي أَّن الح ))رف األَّو ل من‬
‫عنوان المصدر مؤِّثر في ترتيبه‪.‬‬
‫‪ -3‬في حالة تعُّدد الم)ؤِّلفين فيجب ذك)ر ألق)اب المش)اركين في الت)أليف إذا كان)ا اث)نين‬
‫مفص ))وًال ك))ِّل لقب عن اآلخ ))ر بفاص ))لة منقوط ))ة‪ ،‬أَّم ا إذا زادوا عن ذل ))ك في ))ذكر لقب‬
‫المؤِّلف األول كما هو على غالف المصدر متبوعًا بكلمة وآخرون أو وزمالؤه‪.‬‬
‫‪ -4‬في حال))ة ورود لقب المؤِّل ف في نِّص البحث فيتل))وه مباش))رة ت))اريخ النش))ر بين‬
‫قوسين وفي نهاية النِّص يأتي رقم الصفحة بين قوسين بعد حرف الصاد‬
‫‪ -5‬في حالة اقتباس الباحث آلراٍء أو أفكاٍر من مصدرين وصياغتهما بأس))لوبه ف))إَّن‬
‫توثيق ذل)ك يك)ون بع)د ع)رض تل)ك اآلراء أو األفك)ار ب))ذكر المص))درين بينهم))ا فاص))لة‬
‫منقوطة‬
‫‪ -6‬في حال))ة االقتب))اس من أح))اديث ش))فوَّية في مقابل))ة أو محاض))رة أو من أح))اديث‬
‫تلفزيونَّي ة أو إذاعَّي ة‪ ،‬فلتوثي))ق ذل))ك يكتب اس))م الش))خص ال))ذي تَّم ت مع))ه المقابل))ة أو‬
‫جرى من)ه الح)ديث أو المحاض)رة وت)اريخ ذل)ك في اله)امش بع)د عالم)ة نجم)ة أح)الت‬

‫‪80‬‬
‫إليه))ا نجم))ة مماثل))ة بع))د النِّص المقتبس‪ ،‬وُيًع َّر ُف الش))خُص غ))ير المع))روف بطبيع))ة‬
‫عمله‪ ،‬وال بَّد من اإلشارة إلى استئذانه بعبارة بإذٍن منه‪.‬‬
‫ثانيا للتوثيق في قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫أَّم ا في قائم))ة المص))ادر والمراج))ع فإَّنه))ا ت))رد مكتوب))ة بفق))رة معَّلق))ة أي يتق))َّدم لقب‬
‫المؤِّلف عن السطر الذي يليه بمس))افة‪ ،‬ويمكن أن ي))درج الب))احُث في قائم))ة المص))ادر‬
‫كتابـًا لم يقتبس منه ولكَّنه زاد بمعرفته‪ ،‬كم))ا أَّن ه يمكن إهم))ال كت))اب م))ا ورد عرض)ًا‪،‬‬
‫وتكتب المصادر كالتالي‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫وتكون البيانات المطلوبة في توثيق الكتب هي‪ :‬لقب المؤِّلف واسمه‪ ،‬وس))نة النش))ر‬
‫بين قوس ))ين ف ))إن لم تت ))وَّفر كتب ب ))دون ت ))اريخ أو اختص ))ارها إلى‪ :‬د ت ‪ ،‬وعن ))وان‬
‫الكتاب مسَّو دًا‪ ،‬ورقم الطبعة إن وجدت وال تسَّجل إَّال الطبعة الثانية فما فوق وإ همال‬
‫تس)جيل رقم الطبع)ة يع)ني أَّن الكت)اب في طبعت)ه األولى‪ ،‬ثَّم يس)َّجل اس)م دار النش)ر أو‬
‫الناش))ر وع))دم تس))جيل ذل))ك يع))ني أَّن المؤِّل ف ه))و الناش))ر‪ ،‬ثَّم يس))َّجل مك))ان النش))ر‪،‬‬
‫وتهمل ألقاب المؤِّلفين كالدكتور أو الشيخ أو غيرهما‬
‫الكتب التراثَّية‪:‬‬
‫في حال))ة ك))ون الكت))اب تراثّي ًا فيوَّث ق كغ))يره من الكتب المعاص))رة أو الحديث))ة إَّال أَّن ه‬
‫ينبغي ذك))ر ت))اريخ وف))اة المؤِّل ف بع))د ذك))ر اس))مه س))ابقًا لت))اريخ النش))ر؛ لكي ال يلتبس‬
‫على من ال يعِّر ف المِّؤ ِّلف والمؤَّلف‬
‫الدورَّيات‪:‬‬
‫ُيـْذ َك ُر لقب المؤِّل ف متبوع)ًا باألس))ماء األولى‪ ،‬ثَّم س))نة النش))ر‪ ،‬ثَّم عن))وان المقال))ة أو‬
‫البحث‪ ،‬ثَّم عنوان الدورَّي ة مس)َّو دًا‪ ،‬ثَّم رقم المجَّل د أو الس))نة‪ ،‬ثَّم رقم الع)دد‪ ،‬ثم أرق)ام‬
‫صفحات المقالة أو البحث‪ ،‬ثَّم الناشر‪ ،‬ثَّم مكان النشر‬
‫الرسائل العلمَّية غير المنشورة‪:‬‬
‫ي))ذكر لقب المؤِّل ف متبوع )ًا باألس))ماء األولى‪ ،‬ثَّم س))نة الحص))ول على الدرج))ة بين‬
‫قوسين‪ ،‬ثَّم عنوان الرسالة مسَّو دًا‪ ،‬ثَّم تح)َّدد الرس)الة (ماجس)تير ‪ /‬دكت)وراه) ويش)ار‬
‫إلى أَّنها غير منشورة‪ ،‬ثَّم اسم الجامعة‪ ،‬فاسم المدينة موقع الجامعة‬

‫‪81‬‬
‫الكتب المترجمة‪:‬‬
‫تظهر تحت اسم المؤِّلف أو المؤِّلفين وليس تحت اسم المترجم‪،‬‬
‫الجرائد والمجَّالت‪:‬‬
‫ي))ذكر اس))م مؤِّل ف المق))ال وإ َّال تع))ٌّد الجري))دة أو المجَّل ة هي المؤِّل ف‪ ،‬يلي ذل))ك س))نة‬
‫النش))ر بين قوس))ين‪ ،‬ثَّم عن))وان المق))ال‪ ،‬ثَّم اس))م الجري))دة أو المجَّل ة مس )َّو دًا متبوع )ًا‬
‫بس))نة النش))ر وت))اريخ الي))وم والش))هر ثَّم الص))فحة أو الص))فحات بين قوس))ين‪ ،‬ثَّم اس))م‬
‫المدينة موقع الجريدة أو المجَّلة‬
‫األحاديث الشفوَّية والتلفزيونَّية واإلذاعَّية‪:‬‬
‫يشار إلى لقب المتحِّدث أوًال فاسمه فتاريخ حديثه ب))اليوم والش))هر والس))نة‪ ،‬فعن))وان‬
‫حديثه إن وج)د‪ ،‬ورقم الحلق)ة إن وج)دت‪ ،‬واس)م اإلذاع)ة أو القن)اة التلفزيونَّي ة‪ ،‬وبع)د‬
‫ذلك عبارة بإذٍن منه‪ ،‬ويكون الباحث قد استأذن صاحب الحديث فعًال‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ثالثا الحاشية‪:‬‬
‫الحاشية هي الهامش؛ وهي الفس)حة الواقع)ة تحت النِّص مفص)ولة عن)ه بخ)ط قص)ير‬
‫يبدأ ببداية السطر بطول ‪ 4‬سم‪ ،‬وبرغم ما ورد حول هذين المص))طلحين من اختالف‬
‫بين من كتب)))وا في من)))اهج البحث العلمِّي إَّال أَّن مع)))اجم اللغ)))ة تس)))تعملهما اس ))تعماًال‬
‫مترادف )ًا‪ ،‬ق))ال الف))يروز أب))ادي في الق))اموس المحي))ط‪( :‬اله))امش‪ :‬حاش))ية الكت))اب )‪،‬‬
‫ويطلق كثير ممن كتب في من)اهج البحث على محتوي)ات اله)امش التهميش)ات ‪ ،‬ومن‬
‫الحق))ائق المهَّم ة ال))تي ينبغي على الب))احث إدراكه))ا أَّن ه من األفض))ل االقتص))اد ق))در‬
‫اإلمكان من التهميش ألِّي غرض حتى يضمن متابعة القارئ فال يقط)ع علي)ه تسلس)ل‬
‫المع)اني واألفك)ار‪ ،‬وفي متن البحث يح)ال إلى اله)امش اإليض)احي بعالم))ة نجم)ة (*)‬
‫وليس برقم‪ ،‬فإذا احتوت الصفحة على أكثر من إحالة أعطيت اإلحالة الثانية نجمتان‬
‫(**) وهكذا‪ ،‬ويكون لها ما يقابلها في الهامش ‪ .‬و تستخدم الحاشيُة لما يأتي‪:‬‬
‫‪ )1‬لتنبيه القارئ إلى نقطة سبقت مناقشتها أو نقطة الحقة‪.‬‬
‫‪ )2‬لتسجيل فكرة يؤِّدي إبرازها في المتن إلى قطع الفكرة األساسَّية‪.‬‬
‫‪ )3‬لتوجيه شكر وتقدير‪.‬‬
‫‪ )4‬لشرح بعض المفردات أو العبارات أو المصطلحات أو المفاهيم‪.‬‬
‫‪ )5‬لإلشارة إلى رأي أو معلومة أو فكرة مقتبسة من مقابلة شخصَّية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫عالمات الترقيم وعالمات االقتباس‬
‫لعالم)))ات ال)))ترقيم وعالم)))ات االقتب)))اس دالالٌت مهَّم ة على مع)))اٍن مقص)))ودة‪ ،‬وعلى‬
‫الب))احث ال))ذي يس))عى إلى أن يك))وَن بحث))ه س))هَل الق))راءة والتفُّه م من الق))ارئ أن يهتَّم‬
‫جِّيدًا بهذه العالمات؛ فهي تساعد القارئ على الوص))ول إلى المع))نى الحقيقِّي الم))راد‪،‬‬
‫ول))ذلك ف))إَّن عالم))ات ال))ترقيم ال تس))تخدم تلقائّي ًا دون فهٍم لم))ا وض))عت لـه‪ ،‬من تل))ك‬
‫األهمَّية ومن هذا المفهوم يحسن إيراد عالمات الترقيم وكيفَّية استخدامها‪.‬‬
‫النقطة ( ‪ ) .‬وتستخدم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬في نهاية الجملة التاَّم ة المعنى‪ ،‬المستوفية مكِّم التها اللفظَّية‪.‬‬
‫‪ -‬عند انتهاء الكالم وانقضائه‪.‬‬
‫الفاصلة ( ‪ ) ،‬وتستخدم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫بين الجمل المتعاطفة‪.‬‬
‫بين الجملتين المرتبطتين في المعنى واإلعراب‪.‬‬
‫بين الكلمات المترادفة في الجملة‪.‬‬
‫بين الشرط والجزاء إذا طالت جملة الشرط‪.‬‬
‫بين القسم الجواب إذا طالت جملة القسم‪.‬‬
‫بين أرقام صفحات نِّص مقتبس في حالة عدم تتابعها مثل‪ :‬ص‪.8 ،5‬‬
‫بعد المنادى في الجملـة‪.‬‬
‫الفاصلة المنقوطة ( ؛ ) وتستخدم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫بعد جملٍة ما بعدها سبٌب فيها‪.‬‬
‫بين الجملتين المرتبطتين في المعنى دون اإلعراب‪.‬‬
‫بين مصدرين القتباس واحد‪.‬‬
‫النقطتان المترادفتان ( ‪ ) :‬وتستخدم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫بين لفظ القول والكالم المقول‪.‬‬
‫بين الشيء وأقسامه وأنواعه‪.‬‬
‫بعد كلمة مثل وقبل األمثلة التي توِّض ح قاعدة‪.‬‬
‫بعد العناوين الفرعَّية والجانبَّية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫بعد التفريع بأوًال وثانيًا وثالثًا‪.‬‬
‫عالمة االستفهام ( ؟ ) وتستخدم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫بعد الجمل االستفهامَّية‬
‫بين القوسين للداللة على شِّك الكاتب في خبر ‪ ،‬أو رقم‪.‬‬
‫عالمة التعُّجب أو االنفعال ( ! ) وتستخدم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬بعد الجمل التي يعَّبر بها عن فرح أو حزن أو تعُّجب أو استغاثة أو تأُّس ف‪.‬‬
‫الشرطة ( ‪ ) -‬وتستخدم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫في أول السطر في حالة المحاورة بين اثنين استغني عن تكرار اسميهما‪.‬‬
‫بين العدد والمعدود إذا وقعا تفريعًا أو تعدادًا باألرقام في أول السطر‪.‬‬
‫قبل معدودات غير مرَّقمة بدأت بها األسطر كتعداد حاالت عالمات الترقيم‪.‬‬
‫بين أرقام صفحات نٍّص مقتبس في حالة تتابعها‪.‬‬
‫الشرطتان ( ‪ )- ... -‬وتستخدم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬لفصل الجمل أو الكلمات االعتراضَّية ليَّتصل ما قبلها بما بعدها‪.‬‬
‫عالمة التنصيص ( "‪ ) "....‬وتستخدم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يوضع بينهما النُّص المقتبس مباشرة‪ ،‬أي المنقول حرفّيًا‪.‬‬
‫القوسان ( ) وتستخدم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫توضع بينهما البيانات لمصدر االقتباس داخل متن البحث‪.‬‬
‫توضع بينهما معاني العبارات والجمل المراد توضيحها داخل متن البحث‪.‬‬
‫توضع حول تاريخ النشر في قائمة المصادر‪.‬‬
‫توضع حول عالمة االستفهام الدالة على الشِّك في رقم أو خبر أو كلمة‪.‬‬
‫المعقوفتان ( [‪ ) ]....‬وتستخدم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬توضع بينهما الزيادة المدخلة في نٍّص مقتبس اقتباسًا مباشرًا أي حرفّيًا‪.‬‬
‫‪ -‬يوضع بينهما التصحيُح في نص مقتبس اقتباسًا مباشرًا أي حرفّيًا‪.‬‬
‫لنقط األفقَّية ( ‪ ) ....‬وتستخدم في الحاالت التالية‪:‬‬
‫للداللة على أَّن هناك حذفًا في النِّص المقتبس اقتباسًا مباشرًا أي حرفّيًا‪.‬‬
‫لالختصار وعدم التكرار بعد جملة أو جمل‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫بدًال من كلمة (إلخ) في سياق الحديث عن شيٍء ما‪.‬‬
‫تاليًة الجمل التي تحمل معاني أخرى لحِّث القارئ على التفكير‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫شكل البحث‬
‫‪ -‬ورق الطباعة‪:‬‬
‫ُيكتب البحُث على ورٍق أبيض جِّي د بمق))اس ‪ A - 4‬على وج))ه واح))د فق))ط‪ ،‬ويك))ون‬
‫اله))امُش الج))انبُّي األيس))ر باِّتس))اع ‪ 3.5‬س))م إلمكانَّي ة التجلي))د‪ ،‬فيم))ا بقَّي ُة اله))وامش‬
‫باِّتساع ‪ 2.5‬سم‪.‬‬
‫‪ -‬خُّط الطباعة‪:‬‬
‫تك))ون الكتاب )ُة العربَّي ة بالخ )ِّط الع))ربِّي من ن))وع‪ ) )Simplified Arabic‬بحجم‬
‫‪16‬أو ‪ ))Traditional Arabic‬بحجم ‪ 20‬لعناوينه ))ا الرئيس ))ة المتوِّس طة من‬
‫الص)فحة‪ ،‬وبحجم ‪ 18‬أبيض لمتن الدراس)ة ولعناوينه)ا الجانبَّي ة‪ ،‬وبحجم ‪ 14‬أبيض‬
‫في ج))داولها‪ ،‬وبحجم ‪ 12‬أبيض لحواش))يها‪ ،‬فيم))ا تكـون الكتابـة اإلنجليزَّي ة بالخ )ِّط‬
‫اإلنجل ))يزي من ن ))وع ‪ Times New Roma‬بحجم ‪ 14‬أبيض في متن الدراس ))ة‪،‬‬
‫ة وعن)))اويُن‬ ‫وبحجم ‪ 10‬في حواش)))يها‪ ،‬ويس)))َّو د منه)))ا العن)))اويُن الرئيس)))ة والفرعَّي‬
‫الجانبَّي ة في‬ ‫الج))داول الخارجَّي ة والداخلَّي ة في رؤوس األعم))دة فيم))ا تك))ون العن))اويُن‬
‫األعمدة اُألَو ل اليسرى من الجدول غير مس)َّو دة‪ ،‬كم))ا تس)َّو د مواض))ع وكتاب))ات معَّين))ة‬
‫في مجال توثيق مصادر الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬الفقرات والعناوين‪:‬‬
‫ت))تراجع كتاب )ُة الفق))رات عن بداي))ة األس))طر بمس))افة ‪ 1.2‬س))م‪ ،‬وتك))ون المس))افة بين‬
‫األس))طر واح))دة على وض))ع (مف))رد)‪ ،‬وتبتع))د الفق))رات عن بعض))ها مس))افة ‪ 0.6‬س))م‪،‬‬
‫فيم))ا تبتعـد العن))اوين الجانبَّي ة عن الفق))رات الس))ابقة ‪ 0.8‬س))م ودون أن تبتع))د عن‬
‫الفقرات الالحق)ة‪ ،‬بينم))ا تبتع)ُد العن))اوين الرئيس))ة المتوِّس طة في الص))فحة عن فق)راٍت‬
‫سابقة وفقرات الحقة ‪ 1‬سم‪.‬‬
‫‪ -‬صفحة العنوان‪:‬‬
‫ال بَّد أن تحتوي صفحـة عنوان البحث في زاويته))ا اليم))نى على االس))م الكام))ل للجه))ة‬
‫والف))رع أو القس))م من الجه))ة ال))تي ُأِع َّد البحث له))ا بحيث تك))ون متتابع )ًة م))ع ب))دايات‬
‫األس))طر ال يتق)َّدم س))طٌر على آخ)ر‪ ،‬ويك)ون حجم خَّطه))ا (البن))ط) بحجم ‪ 18‬أبيض‪ ،‬ثَّم‬
‫تترك مسافة ليأتي عن)واُن البحث ك)امًال في وس)ط ص)فحة العن)وان بخ)ٍّط مس)َّو ٍد بحجم‬

‫‪87‬‬
‫‪ ،20‬ويك)ون العن)واُن الطوي)ُل على س)طرين يقص)ر الث)اني منهم)ا‪ ،‬لي)أتي بع)د مس)افة‬
‫اس)م الب)احث ك)امًال وس)ط الص)فحة بخ)ٍّط مس)َّو ٍد بحجم ‪ ،20‬وبع)ده ع)ام إنج)از البحث‬
‫وس))ط الص))فحة بخ)ٍّط أبيض بحجم ‪ ،20‬وال تزخ))رف ص))فحة العن))وان إطالق)ًا‪ ،‬وي))أتي‬
‫الغالُف الخارجُّي للدراسة تمامًا كصفحة العنوان الداخلَّية‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيب البحث‪:‬‬
‫يبدأ البحث بصفحة العنوان يليه))ا ص))فحٌة بيض))اء فص))فحة بس))م اهلل ال))رحمن ال))رحيم‪،‬‬
‫فص))))فحُة اإله))))داء إن وج) ))دت‪ ،‬فص))))فحٌة الش))))كر والعرف) ))ان إن وج) ))دت‪ ،‬فص) ))فحاُت‬
‫مستخلص البحث‪ ،‬فصفحاُت قائمة محتويات البحث‪ ،‬فصفحاُت قائم))ة ج))داول البحث‪،‬‬
‫فصفحاُت قائم))ة أش))كال البحث‪ ،‬فص))فحاُت قائم))ة الص))ور التوض))يحَّية والفوتوغرافَّي ة‬
‫إن وج))دت‪ ،‬ثَّم يلي ذل))ك محت))وى البحث (مقِّدمت))ه‪ ،‬فص))وله‪ ،‬خاتمت))ه)‪ ،‬ومن ثَّم ت))أتي‬
‫مراج ) )ُع البحث ومص) ))ادره‪ ،‬ومن بع) ))دها ت) ))أتي مالحُق ه إن وج) ))دت‪ ،‬وأخ) ))يرًا ي) ))أتي‬
‫مستخلُص البحث باللغة اإلنجليزَّية‪.‬‬
‫‪ -‬ترقيم صفحات البحث‪:‬‬
‫ت))رَّقم ص))فحات البحث في الوس))ط من أس))فل بح))روف هجائَّي ة فيم))ا يس))بق متن البحث‬
‫بما فيها صفحة العنوان دون إظهار ترقيمها‪ ،‬فيما ترَّقم صفحات متن البحث باألرقام‬
‫في الوسط من أسفل دون إظهار أرقام صفحات عناوين الفصول‪.‬‬
‫‪ -‬ترقيم جداول البحث وأشكالها‪:‬‬
‫ترَّقم الجداول متسلسلًة لكِّل فصل على حدة متخذًة رقمين مفص))ولين بش))رطِة ‪ ،‬يك))ون‬
‫أيمنهما رقمًا للفصل وأيسرهما رقمًا للشكل أو الجدول‪ ،‬هكذا‪1 ،2 - 1 ،1 - 1 :‬‬
‫‪ ،3 -‬في الفص))ل األول‪ 3 - 2 ،2 - 2 ،1 - 2 ،‬في الفص))ل الث))اني‪ ،‬وتَّتخ))ذ‬
‫عناوينها كتابة موَّحدة مختصرة وواضحة مبِّينة لموض))وعاتها داَّل ًة عليه))ا‪ ،‬ويك))ون‬
‫حجم خِّط كتابتها ‪ 18‬مسَّو د‬
‫‪ -‬التلوين والتظليل‪:‬‬
‫ال يع))ُّد التل))وين والتظلي))ل عملَّي ة فنَّي ة ذوقَّي ة فق))ط ب))ل إَّن لك)ٍّل منهم))ا جانب)ًا علمّي ًا في‬
‫التل) ))وين‪ ،‬وكقاع) ))دة ال يس) ))تخدمان في الج) ))داول إطالق ) )ًا‪ ،‬ويس) ))تخدمان في األش) ))كال‬

‫‪88‬‬
‫والرسوم البيانَّية وفق قواعد علمَّية في ذلك على الباحث أن يكوَن م))دركًا له))ا عارف)ًا‬
‫بما تعنيه تدُّر جاتها‪.‬‬
‫‪ -‬عناوين البحث‪:‬‬
‫إَّن تضمين البحث عناوين رئيسة وأخرى فرعَّية أو جانبَّية ب))دون إف)راط س))يجعل من‬
‫الموض))وع ص))ورة حَّي ة ناطق))ة‪ ،‬فعن))اوين الفص))ول أو المب))احث تكتب متوِّس طة من‬
‫الصفحة المخَّص صة ومن السطر المكتوبة علي)ه بخ)ٍّط مس)َّو ٍد حجم)ه ‪ ،20‬ف)إن ك)انت‬
‫العناوين طويلًة كتبت على سطرين ثانيهما أقصر من أَّو لهما‪ ،‬فيما العناوين الرئيسة‬
‫داخ)))ل الفص)))ول أو المب)))احث تكتب بخ)))ِّط حجم)))ه ‪ 20‬مس)))َّو دًة منف)))ردًة في س)))طرها‬
‫متوِّس طة صفحتها مفص))ولة عَّم ا قبله))ا وعَّم ا بع))دها بس))نتيمتٍر واح))د‪ ،‬فيم))ا العن))اوين‬
‫الفرعَّية تبدأ ببداية السطر منفردة في سطرها مفص))ولة عَّم ا قبله))ا فق))ط بـ ‪ 0.8‬س))م‬
‫مكتوب))ة مس )َّو دة بخ )ِّط حجم))ه ‪ ،18‬وتليه))ا نقطت))ان مترادفت))ان‪ ،‬فيم))ا تك))ون العن))اويُن‬
‫الجانبَّية كالفرعَّية تمامًا غير أَّنها تتراجُع عن بدايات األسطر ‪ 1.2‬س)م غ)ير منف)ردة‬
‫بأسطرها فتليها الكتابة بعد نقطتين مترادفتين‪.‬‬
‫تفريعات البحث‪:‬‬
‫ق))د تتطَّلب مس))ائل في البحث تفريع))ات وتتطَّلب تفريعاته))ا تفريع))ات ثانوَّي ة‪ ،‬ب))ل وق))د‬
‫تتطَّلب التفريع))ات الثانوَّي ة تفريع))ات له))ا‪ ،‬فعلى الب))احث أن يَّتب))ع طريق))ة موَّح دة في‬
‫التفريع))ات إش))ارة وبداي))ة كتاب))ة‪ ،‬فه))ذه المس))ألة الش))كلَّية ذات قيم))ة كب))يرة‪ ،‬ف))إذا قَّس م‬
‫الب))احث مس))ألة رئيس))ة إلى أقس))ام فيمكن أن يك))ون التقس))يم‪ :‬أوًال‪ ،‬ثاني )ًا‪ ،‬ثالث )ًا‪ ،‬ف))إذا‬
‫قَّس م ثالث))ًا يمكن أن يك))ون التقس))يم‪ :‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬جـ‪ ،‬ف))إذا قَّس م فق))رة جـ يمكن أن يك))ون‬
‫التقس))يم بب))دء الفق))رة بش))رطة أو بنجم))ة‪ ،‬وال ب))َّد من تراج))ع الفق))رات في الكتاب))ة عن‬
‫بداية السطر بحسب مستواها التقسيمِّي ‪.‬‬
‫طول فصول ومباحث البحث‪:‬‬
‫ال بَّد أن تتناسب الفصول أو المباحث في البحث في أعداد صفحاتها‪ ،‬فال يكون فص )ٌل‬
‫ببض))ع ص))فحاٍت وفص))ل آخ))ر بعش))رات الص))فحات‪ ،‬ففي ه))ذه الحال))ة على الب))احث أن‬
‫ينظ))ر في م))دى قي))ام الفص))ل ذي الحجم الص))غير بذات))ه أو بدمج))ه كمبحث في فص))ل‬

‫‪89‬‬
‫س)ابٍق أو الح)ق‪ ،‬كم)ا أَّن تع)ُّدد الفص)ول أو المب)احث بدرج)ة كب)يرة يع)ُّد مظه)رًا علمّي ًا‬
‫غير مناسب إلى جانب إَّنه من ناحية فنَّية ال يالقي قبوًال مناسَبا‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫تحقيق المخطوطات‬
‫تعريف التحقيق‬
‫مبادئ وأساسيات التحقيق‬
‫تعريف المخطوط‬
‫جمع نسخ المخطوطة والتحري والبحث والتنقيب عن نسخ المخطوطة‬
‫ترتيب نسخ المخطوطة وتقييمها وترميزها‬
‫إثبات اسم المخطوط وعنوانه‬
‫تعدد عناوين المخطوط ووجود الصفحة األولى انطماس العنوان أو وضوحه‬
‫التأكد من نسبة المخطوط للمؤلف‬
‫توثيق اسم المؤلف وحياته‬
‫ضبط النصوص وتوضيح الغوامض‬
‫تخريج النصوص ووضع الفهارس‬
‫التنقيح والتصويب‬
‫توزيع الفقرات وتفصيل األبواب‬
‫ترقيم الصفحات وشرح العبارات‬
‫التعامل مع المخطوط الذي سبق تحقيقه أو تحقيق جزء منه‬
‫قيمة المادة العلمية في المخطوط وقابليتها للنشر‬
‫حجم المخطوط وعدد ألواحه وأحجامها‬
‫عدد نسخ المخطوط والمقابلة بينها‬
‫صفات المحقق وشروطه وأهمها الصبر والتمرس واألمانة‬
‫مراحل التحقيق‬
‫تقطيع النص وتوزيع فقراته‬
‫ترتيب النص ووضع العناوين األصلية والفرعية‬
‫ضبط النص بالشكل واإلمالء‬
‫تخريج اآليات واألحاديث واألشعار واألمثال‬
‫التدقيق في الزيادات والنقصان والتصحيف بفعل النساخ‬

‫‪91‬‬
‫إعداد الهوامش لذكر األخطاء التي يكتشفها المحقق وتعليقاته‬
‫كتاب))ة مقدم))ة المحق))ق ال))تي ي))بين فيه))ا معلوم))ات المخطوط))ة وأهميته))ا والتعري))ف‬
‫بص))احبها وعص))ره ثم التعري))ف بالمخطوط))ة ثم التعري))ف بمنهج المحق))ق وعمل))ه في‬
‫المخطوطة‬
‫عمل الفهارس الفنية بعد التحقيق‬

‫‪92‬‬
‫مناقشة البحوث‪.:‬‬
‫عملي))ة مناقش))ة البح))وث هي عرض))ها على المهتمين من أه))ل االختص))اص بغ))رض‬
‫تكميله))))ا وإ ب))))داء المالحظ))))ات العلمي))))ة والمنهجي))))ة ال))))تي تتمم البحث وتص))))ححه ‪،‬‬
‫والبحوث عادة ما تكون في مجاالت عدة وعلى مستويات عدة أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬مناقشة الرسائل العلمية (دبلوم ‪ ,‬ماجستير‪ ,‬دكتوراه)‬
‫ب‪ -‬حلقات البحث وما يسمى بالسيمنار‬
‫جـ‪ -‬الندوات والمؤتمرات والحالقات العلمية‬
‫وعلى الب ))احث الن ))اجح أن يه ))يئ نفس ))ه للمناقش ))ة والنق ))د بالش ))كل ي ))ؤدي إلى حس ))ن‬
‫العرض وجودة المناقشة واإلجابة على األسئلة واإلستفسارات‪.‬‬
‫ويوجد عدد من الجوانب األساس))ية ال))تي يجب أن ينتب))ه إليه))ا الب))احث في دفاع))ه عن‬
‫بحثه أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬تنظيم خالصة البحث أو ملخص الرسالة وتوزيعا على المعنيين بالمناقشة‪.‬‬
‫‪ -2‬التدريب المسبق على تقديم خالصة البحث قبل موعد المناقشة ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإللتزام بالوقت المحدد للعرض والمناقشة‪.‬‬
‫‪ -4‬الصوت الواضح واإللق))اء الجي))د واالبتع))اد عن االنفع))ال في مج))ال انتق))اد للبحث‪,‬‬
‫وهدوء األعصاب‬
‫‪ -5‬اإلس))تعانة بوس))ائل اإليض))اح المناس))بة مث))ل‪ :‬التقني))ات المرئي))ة والمس))موعة في‬
‫العرض وإ يضاح المعلومات‪.‬‬
‫‪ -6‬تدوين المالحظات واالستفسارات التي توجه إلى الباحث واإلجابة عليها‪.‬‬
‫‪ -7‬االستماع الجيد للمناقش‬
‫‪ -8‬عدم اإلهتزاز والتسليم بكل مقترح أو رأي أ ونقد يوج))ه للب))احث ‪ .‬خاص))ة في‬
‫األمور التي تعكس وجها نظر متباينة‪.‬‬
‫‪ -9‬الظهور بالمظهر الالئق الذي ينسم مع الموقف‪.‬‬

‫أهم المراجع‬

‫‪93‬‬
‫منهجية البحث العلمي ‪ ،‬القواعد والمراحل والتطبيقات ‪:‬للدكاترة (د محمد عبيدات)‪،‬‬
‫( د محمد أبو نصار) ‪( ،‬د عقلة مبيضين) دار وائ))ل للنش))ر ب))األردن ‪ ،‬الطبع)ة الثاني))ة‬
‫‪1999‬‬
‫منهج البحث الت))اريخي ‪،‬لل))دكتور قاس))م يزب))ك ‪،‬دار الفك))ر اللبن))اني ب))يروت ‪ ،‬الطبع))ة‬
‫األولى ‪1990‬م‬
‫مناهج البحث العلمي في الفك))ر اإلس))المي والفك))ر الح))دث لل))دكتور عب))د الفت))اح محم))د‬
‫العيسوي‪ ،‬والدكتور عبد الرحمن محمد العيسوي‬
‫من))اهج البحث الفلس))في ‪،‬ال))دكتور محم))ود زي))دان ‪،‬الهيئ))ة المص))رية العام))ة للكت))اب‬
‫اإلسكندرية ‪1977‬م‬
‫كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات اإلسالمية ‪،‬الدكتور عبد الوهاب إبراهيم أب))و‬
‫سليمان ‪،‬دار الشروق جدة الطبعة الثالثة ‪1986‬م‪1406-‬هـ‬
‫أبجديات البحث في العلوم الشرعية ‪،‬دكتور فريد األنصاري‪،‬منشورات الفرقان ال))دار‬
‫البيضاء‪،‬الطبعة األولى‪1997‬م‬
‫مناهج البحث األدبي للدكتور يوسف خليف ‪،‬طبعة دار الثقافة القاهرة ‪1977‬م‬
‫التاريخ ومنهج البحث التاريخي ‪ ،‬للدكتور قاسم يزبك ‪،‬دار الفكر بيروت ‪1990‬م‬
‫فلسفة مناهج البحث العلمي ‪،‬عقبل حسين عقيل ‪ ،‬مكتبة مدبولي ‪ ،‬القاهرة ‪1999‬م‬
‫أصول كتابة البحث وقواع)د التحقي))ق لل)دكتور مه))دي فض))ل اهلل ‪،‬دار الطليع)ة ب))يروت‬
‫‪1993‬م‬
‫أصول البحث للدكتور عبد الهادي الفضلي‪،‬دار المؤرخ العربي بيروت ‪1992‬م‬
‫أصول البحث العلمي ‪ ،‬الدكتور أحمد عبد المنعم حس))ن ‪ ،‬المكتب))ة األكاديمي))ة الق))اهرة‬
‫‪1996‬م‬
‫استخدام المصادر وطرق البحث في التاريخ اإلسالمي العام وتاريخ مص))ر الوس))يط ‪،‬‬
‫للدكتور علي إبراهيم حسن ‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية الطبعة الثالثة ‪1980‬م‬
‫البحث العلمي ‪،‬أسسه وطرق كتابته ‪،‬للدكتور محمد الص))اوي محم))د مب))ارك ‪،‬المكتب))ة‬
‫األكاديمية ‪1992‬م‬

‫‪94‬‬
‫أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية ‪،‬لل))دكتور م))روان عب))د المجي))د إب))راهيم‬
‫‪،‬مؤسسة الوراق عمان ‪ ،‬الطبعة األولى ‪2000‬م‬

‫المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫رقم الموضوع‬
‫المقدمة‬ ‫‪1‬‬
‫‪5‬‬ ‫أهداف تدريس مادة مناهج البحث‬ ‫‪2‬‬
‫‪7‬‬ ‫تعريف البحث العلمي في إيجاز‬ ‫‪3‬‬
‫‪9‬‬ ‫تنوع تعريفات البحث العلمي‬ ‫‪4‬‬
‫‪11‬‬ ‫مكانة العلم والعقل في اإلسالم‬ ‫‪5‬‬
‫‪17‬‬ ‫المنهج العلمي في القرآن‬ ‫‪6‬‬
‫‪19‬‬ ‫المنهج العلمي في السنة النبوية‬ ‫‪7‬‬
‫‪21‬‬ ‫منهج الفقهاء في أصول الفقه‬ ‫‪8‬‬

‫‪95‬‬
‫‪23‬‬ ‫نشأة البحث العلمي‬ ‫‪9‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪ 10‬البحث العلمي بين الغرب و العرب والمسلمين‬
‫‪37‬‬ ‫‪ 11‬خصائص البحث العلمي‪:‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪ 12‬الصفات التي يجب توفرها في الباحث الناجح‬
‫‪42‬‬ ‫‪ 13‬مواصفات البحث الناجح‬
‫‪44‬‬ ‫‪ 14‬الخطوات العامة لعملية البحث‪:‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪ 15‬المراحل المتبعة في المنهج العلمي في البحث ‪:‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ 16‬دور الباحث في إعداد البحث‬
‫‪59‬‬ ‫‪ 17‬أغراض البحث العلمي وأهدافه‬
‫‪60‬‬ ‫‪ 18‬أهم عناصر و مشتمالت البحث العلمي‬
‫‪64‬‬ ‫‪ 19‬مجاالت البحث العلمي‬
‫‪66‬‬ ‫‪ 20‬أنواع مناهج البحث العلمي‬
‫‪66‬‬ ‫‪ 21‬المنهج التاريخي‬
‫‪68‬‬ ‫‪ 22‬ثانيآ‪ :‬المنهج الوصفي (المسحي)‪.:‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪ 23‬المنهج الوصفي (دراسة الحالة)‪:‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪ 24‬المنهج التجريبي‬
‫‪77‬‬ ‫‪ 25‬المنهج اإلحصائي‬
‫‪79‬‬ ‫‪ 26‬االستبيان‬
‫‪83‬‬ ‫‪ 27‬جدول األدوات المناسبة في جمع المعلومات حسب المناهج‬

‫‪84‬‬ ‫‪ 28‬الجوانب الفنَّية للبحث‬


‫‪86‬‬ ‫‪ 29‬االقتباس‬
‫‪89‬‬ ‫‪ 30‬التوثيق‬
‫‪93‬‬ ‫‪ 31‬الحاشية‬
‫‪94‬‬ ‫‪ 32‬عالمات الترقيم وعالمات االقتباس‬
‫‪97‬‬ ‫‪ 33‬شكل البحث‬

‫‪96‬‬
‫‪101‬‬ ‫‪ 34‬مناقشة البحوث‪.:‬‬
‫‪102‬‬ ‫‪ 35‬أهم المراجع‬
‫‪ 36‬فهرس المحتويات‬

‫‪97‬‬

You might also like