Professional Documents
Culture Documents
بحث الإيرادات العامة
بحث الإيرادات العامة
خطة البحث:
مقدمة
املبحث األول :اإليرادات العامة و تقسيماتها املختلفة
املطلب األول :مفهوم اإليرادات العامة
املطلب الثاني :تطور اإليرادات العامة
املطلب الثالث :تقسيمات اإليرادات العامة
املبحث الثاني :مصادر اإليرادات العامة
املطلب األول :مصادر اإليرادات العامة من ممتلكات الدولة
املطلب الثاني :مصادر اإليرادات العامة األخرى
الخاتمة.
مقدمة:
تقوم الدول بتقديم العديد من الخدمات املحلية الهامة التي تتطلب كثيرا من األموال ،و تحتاج تلك الخدمات و املشاريع إلى
كفاءات بشرية مدربة و مؤهلة تقوم بتحقيقها؛ و حتى يمكن جذبها و حفزها على العمل و يضمن بقاءها البد من توفير موارد
مالية كافية ،و من املهم معرفة مصدرها أيضا]...[.
و من هنا يتم طرح اإلشكالية التالية :ما املقصود باإليرادات العامة؟ و كيف يتم تقسيمها؟ و من أين يتم الحصول عليها؟
املبحث األول :اإليرادات العامة و تقسيماتها املختلفة:
املطلب األول :مفهوم اإليرادات العامة:
يقصد باإليرادات العامة كأداة مالية ،مجموعة الدخول التي تحصل عليها الدولة من املصادر املختلفة من أجل تغطية نفقاتها
العامة و تحقيق التوازن االقتصادي و االجتماعي؛[]...
اإليرادات العامة هي موارد اقتصادية تحصل عليها الدولة في شكل تدفقات نقدية من أجل تغطية النفقات العامة بهدف إشباع
الحاجات العامة الجزء املكمل و الضروري لتمويل اإلنفاق العام[.]...
اإليرادات العامة :هي مجموع [ ]...التي تجبيها [ ]...من مختلف املصادر والجهات لتمويل النفقات العامة واإليفاءبالحاجات
العامة.
املطلب الثاني :تطور اإليرادات العامة:
وكان مفهوم اإليرادات العامة غير معروف لدى الجماعات البدائية األولى ،إذ كان القيام بواجب الحراسة والدفاع عن الجماعة
هو الوجه الوحيد للحياة املشتركة بين أفراد القبيلة الواحدة .فلم تكن ثمة حاجة إلى اإليرادات العامة ولو لتمويل الحروب.
ولكن هذا الوضع تطور نتيجة تمركز [ ]...بيد حاكم قوي؛
وفي األصل كان الحاكم مسئوال عن إيجاد اإليرادات الالزمة لتلبية رغباته وقيامه بواجباته .ذلك ألنه السيد املطلق التصرف
ًا ًا
ب[ ]...املوجودة ضمن حدود بالده ،يمنحها حين للمقربين والحاشية ،ويحتفظ بها عموم لالستفادة من ريعها وإيراداتها؛ وكان،
نتيجة لذلك ،كل إيراد يأتي من هذه امللكية إنما هو إيراد التاج ،ينفقه على تصريف أمور [ ]...وتلبية حاجاتها ،فلم تعرف املمالك
والحضارات القديمة املؤسسات القانونية والسياسية التي تفرق بين شخصية الحاكم وشخصية [ .]...فكانت امللكية العامة،
ملكية أميرية تعود لشخص األمير .وكان مال الحاكم هو مال [ ]...وخزينة [ ]...هي خزينة الحاكم الخاصة .ولم تساعد هذه
النظرة في إيجاد مفهوم لإليرادات العامة يختلف عن إيرادات الحاكم الخاصة؛
ّن
فكانت النظرية الغالبة حين انتشر نظام اإلقطاع في القرون الوسطى » ،أ األرض هلل عز وجل يستخلف عليها أولياء األمر
فتكون لهم ويوزعون أقاليمها بين أمراء األجناد عندهم ،ويوزع األمير إقليمه بين تابعيه ،والتابع يوزع مقاطعته بين مختاريه،
ًا ًا ًال
و[ ]...يوزع كورته بين جماعته وهكذا تجري السلسلة نزو حتى تنتهي بالزراع .فيدعى األعلى متبوع واألدنى تابع .وحقوق
املتبوع على التابع أن يلبي دعوته للحرب بعدد معين من الجند املجهز ،ويفديه بماله وروحه عند الحاجة ،ويدفع لخزينته مبالغ
معينة من [.« ...]...
ومع ضعف عهد اإلقطاع توحدت املقاطعات ،وعقد اللواء للملك صاحب السلطان املطلق .لكن هذا التطور لم يغير النظرة إلى
مفهوم اإليرادات العامة ،حتى إن بعض امللوك كانوا يّد عون أن أراضي [ ]...جميعها ملك لهم يتصرفون بها وفق رغباتهم .وبقيت
ًا
اإليرادات العامة تعتمد أساس على األمالك العامة ،أو ما كان يعرف بأمالك الحاكم الخاصة أو األمالك .وجد العرب املسلمون
ًال
في الكتاب والسنة قواعد أساسية تحدد أنواع اإليرادات العامة ومصادرها ،كما اقتبسوا ما كان معمو به في البالد املفتوحة،
حتى توصلوا إلى تنظيم ديوان الخراج في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب؛
وملا تطور مفهوم [ ]...وعظمت وظائفها وازدادت نفقاتها ،لم تعد إيرادات أمالك الحاكم تكفي لتلبية الحاجات العامة املتزايدة.
فكان يتوجه إلى الرعية يطلب العون واملساعدة .وكان ذلك في صورة تبرعات اختيارية حين تلّم بالبالد نائبة أو حين يتعلق األمر
بالدفاع عن األمة والذود عن كيانها .ولم تلبث هذه التبرعات االختيارية االستثنائية أن صارت فرائض إجبارية ودائمة نتيجة
تناقص اإليرادات اإلقطاعية من جهة ،وعدم استجابة الرعايا لطلبات الحاكم املتزايدة بالتبرع من جهة أخرى ،فظهر مفهوم
ًا ًا
االقتطاعات العامة مورد أساسي للدولة تغطي به نفقاتها وتحقق املنافع العامة .وكان البد من أن يقابل ذلك تبدل في مفهوم
اإليرادات ،فلم تعد تلك اإليرادات تأتي من أمالك خاصة للحاكم ،وإنما صارت إيرادات مصدرها الرعية توضع تحت تصرف
ًا
جهة عامة تستخدم امتيازاتها القانونية في إدارتها ،فهي بالتالي إيرادات عامة .ويتم توزيع العبء الناجم عنها بين املكلفين توزيع
ًال
عاد ووفق مبدأ املساواة .فظهر مفهوم املال العام الذي يختلف عن مال الحاكم الخاص .ونشأت مجموعة من القواعد
ًا
القانونية تنظم العالقة املالية للدولة مع اآلخرين ،على أساس من [ ]...والسيادة .فكان لزام ،نتيجة هذا التطور ،أن تصبح
اإليرادات العامة وسيلة مالية أساسية تستخدمها [ ]...لتوفير املال الالزم لتغطية النفقات العامة ،وأداة للتأثير في الحياة
االقتصادية واالجتماعية وتحقيق أهداف [ ]...العامة[.]...
املطلب الثالث :تقسيمات اإليرادات العامة:
لقد حاول الكتاب املاليون تقسيم اإليرادات العامة إلى أقسام متعددة يضم كل منها اإليرادات املتشابهة في الخصائص؛
من حيث مصدر اإليرادات :تقسم إلى إيرادات أصلية و إيرادات مشتقة ،و بقصد باإليرادات األصلية تلك التي تحصل عليها
الدولة من ممتلكاتها ،أما املشتقة فهي تلك اإليرادات التي تحصل عليها الدولة عن طريق اقتطاع جزء من ثروة اآلخرين؛
من حيث التشابه مع إيرادات القطاع الخاص :و مثالها إيرادات ممتلكات الدولة الخاصة ،و إيرادات متعلقة بالنشاط العام و
ليس لها نظير في إيرادات األفراد و مثالها الرسوم و الضرائب و الغرامات املالية ،و يعيب هذا التقسيم أن الدولة و هي بصدد
إدارة ممتلكاتها الخاصة تتمتع بسلطات عامة ال يتمتع بها األفراد ،قد تستعمل الدولة هذه السلطات لتضمن أثمان مبيعاتها جزء
منها يعتبر ضريبة في الواقع و من ثم ال يمكن القول بأن إيرادات ممتلكات الدولة تعتبر شبيهة بإيرادات نشاط اإلفراد شبها كامال؛
من حيث سلطة الدولة في الحصول على اإليرادات :قسمت إلى إيرادات تستند إلى اإلجبار و إيرادات ال تستند إليه؛
· اإليرادات املستندة على اإلكراه :من جانب الدولة في الحصول على اإليرادات استنادا إلى سيادتها و تشمل :الضرائب،
الغرامات ،الرسوم ،التعويضات ،القروض اإلجبارية [ إجبار األفراد على التنازل عن جزء من دخولهم لفترة معينة].
· اإليرادات التي ال تستند إلى اإلجبار * :و هي التي تحصل عليها الدولة من ملكية خاصة بها ،مثال ذلك :تأجير األراضي الزراعية
التي تملكها الدولة؛ * اإليرادات التي تحصل عليها الدولة كمقابل لسلعة أو خدمة تبيعها؛ * القروض اإلجبارية التي تستند إلى
اإلجبار حيث تعرض الدولة على األفراد إقراضها مبالغ معينة ملواجهة بعض اإلنفاق العام و ملدة معينة ،تلتزم الدولة بعد
انقضائها بردها باإلضافة إلى فائدة معينة في مواعيد مجددة؛
من حيث دورية اإليرادات العامة :هناك تمييز بين اإليرادات العادية و اإليرادات غير العادية ،فالعادية هي التي تحصل عليها
الدولة سنويا و بصورة دورية كإيرادات ممتلكاتها الخاصة و الضرائب و الرسوم ،و دورية اإليراد قد ترجع إلى طبيعة إيرادات
املمتلكات العامة أو للنصوص التشريعية ،أما غير العادية أو االستثنائية فيقصد بها تلك التي تحصل عليها الدولة بصورة غير
دورية و غير منتظمة ،بل تلجأ إليها الدولة من وقت آلخر ،كالقروض و اإلصدار النقدي ،و بيع جزء من ممتلكاتها و بالرغم من
أن هذا التقسيم قد لعب دورا كبيرا في الفكر املالي القديم إال أنه قد فقد الكثير من أهميته في العصر الحالي ،فقد كان الغرض
قديما هو اللجوء إلى املوارد غير العادية في الظروف غير العادية كوسيلة تكميلية ،و لكن مع تطور دور الدولة و زيادة النفقات
العامة و اتساعها ،و قصور اإليرادات العامة و حدها منها مواجهة تطور النفقات العامة ،أصبح اللجوء إلى ما يسمى باإليرادات
غير العادية أمرا عاديا و متكررا بالنسبة للدول املتقدمة و النامية على السواء و لذلك لم يعد لهذا التقسيم أهمية اقتصادية
تذكر[]...؛
املبحث الثاني :مصادر اإليرادات العامة:
املطلب األول :مصادر اإليرادات العامة من ممتلكات الدولة:
تعتبر إيرادات الدولة من ممتلكاتها أحد مصادر اإليرادات التي يمكن االعتماد عليها لتمويل النفقات الحكومية ،و تختلف
األهمية النسبية التي يتمتع بها هذا العنصر من دولة إلى أخرى وفقا الختالف الفلسفة االقتصادية التي تؤمن بها و درجة تقدمها
االقتصادي؛
و تنقسم إيرادات الدولة من أمالكها إلى عدد من اإليرادات منها:
إيرادات الدومين:
معنى كلمة الدومين ممتلكات الدولة أي األموال العقارية واملنقولة التي تملكها الدولة واملؤسسات والهيئات العامة ملكية عامة
أو خاصة []...ومنها ما يخضع ألحكام القانون العام كالترع والشوارع وامليادين ومنها ما يخضع ألحكام القانون الخاص شأنه
شأن املمتلكات الخاصة مثل األراضي التي تتولى الحكومة بيعها أو تأجيرها[]...؛
فالدومين هو كل مل تمتلكه الدولة سواء كانت ملكية عامة أو خاصة و سواء كانت أمواال منقولة أو عقارية و يمكن تقسيم
الدومين وفقا ملعيار النفع إلى الدومين العام و الدومين الخاص؛
أهمية الدومين :
كان الدومين هو املصدر األساسي في إيرادات الدولة إال أنه قلت أهميته النسبية مع التطور االجتماعي واستتبعه تطور نشاط
الدولة ؛
إن دومين الدولة كان في ما مضى دومينا زراعيا بصفة أساسية وأن دخله كان يمثل جانبا هاما من اإليرادات الكلية للدولة .ثم
تناقصت أهمية الدومين الزراعي و إيراداته بالنسبة لإليرادات الضريبية حتى مطلع القرن الحالي ،ثم تطورت صورة أخرى من
الدومين هي الدومين الصناعي والتجاري واملالي .وأخذت أهميتها تزداد في تغذية اإليرادات العامة تبعا الزدياد تدخل الدولة في
الحياة االقتصادية واضطالعها بجانب كبير من النشاط اإلنتاجي حتى أصبحت تشكل جزءا هاما من اإليرادات العامة وإن بقيت
الضرائب املصدر األول في تكوين هذه اإليرادات ،السيما في االقتصاديات الرأسمالية ،وتعتمد أهمية الدومين كمصدر لإليرادات
العامة بهذه البلدان في املستقبل على سير تطور الدولة في مختلف ميادين اإلنتاج فيها ،أما االقتصاديات االشتراكية فإن دائرة
دومين الدولة تغطي كل أو معظم فروع اإلنتاج الزراعي والصناعي والتجاري واملالي ،وتسهم إيراداته بالجانب األكبر من اإليرادات
العامة؛
و امللكية العامة للدولة هي امللكية التي تخضع ألحكام القانون العام و تخصص للنفع العام ،مثل :الحدائق العامة ،الطرق...و يتم
االنتفاع بها مجانا في أغلب األحيان و لكن في حاالت معينة تقوم الدولة بفرض بعض الرسوم على دخول بعض الحدائق العامة،
أو رسوم للمرور على بعض الطرق ،و يكون الهدف من فرض هذه الرسوم ليس تحقيق إيراد بقدر ما هو تنظيم استعمال
األفراد لهذه الخدمات ،و توفير جزء من األموال لتخصيصها لرفع مستوى خدمات هذه امللكية العامة؛ أما امللكية الخاصة فإنها
تشمل كافة أمالك الدولة في الهيئات العامة ذات الطبيعة االقتصادية ،و تخضع هذه امللكيات للقانون الخاص]...[.
تقسيمات الدومين:
ينقسم الدومين إلى عام و خاص:
الدومين العام:
وهي التي تملكها الدولة أو األشخاص العامة مثل الحدائق -الغابات -األنهار ،وعادة ال تحصل الدولة على مقابل االنتفاع بها إال
أنه في بعض الدول تفرض الرسوم على زيارة الحدائق العامة واملتاحف العامة وغيرها ويكون الهدف من ذلك الرغبة في تنظيم
استعمال األفراد لها ،واإليرادات املحصلة من هذه األمالك ال تقل في الغالب إيرادا كبيرا يعول عليه في االقتصاد القومي؛
الدومين الخاص:
و يقصد به األموال التي تمتلكها الدولة ملكية خاصة و معدة لالستعمال الخاص و تحقق نفعا عاما للفئة التي تستخدمها و
بطبيعة الحال فإن استخدام هذه األموال يكون بمقابل و يحقق دخال يمثل مصدرا من مصادر اإليرادات العامة ،و ينقسم
الدومين الخاص إلى ثالثة أنواع هي[:]...
· الدومين العقاري:
تملك الدولة أمواال عقارية ،تدر عليها أرباحا تدخل خزينتها وتعتبر اإليرادات العامة ،وتشمل هذه اإليرادات بصورة خاصة
اإليرادات الناشئة عن ملكية الدولة لألراضي ولألبنية والغابات واملناجم.
ولقد كان النشاط الزراعي املتعلق باستغالل األراضي من أهم أنواع الدومين الخاص في العصور الوسطى ،ويأتي دخل هذا النوع
من الدومين من ثمن بيع املنتجات الزراعية ومن األجرة التي يدفعها املستأجرون؛
وقد بدأ الدومين الزراعي يفقد أهميته ابتداء من نهاية القرن الثامن عشر مع زوال العهد اإلقطاعي وتوغل النظام الرأسمالي؛
وقيام الدول األوروبية بالتصرف في األراضي وبيعها لألفراد ألسباب سياسية واقتصادية وسنقدم بعض األمثلة املبينة كيف
انتقلت ملكية األراضي من دولة إلى أخرى فقد باعت فرنسا عام 1853منطقة للويزيانا إلى الواليات املتحدة األمريكية بسبب
حاجة فرنسا إلى املال في ذلك الحين ،وباعت روسيا في 1868منطقة أالسكا إلى الواليات املتحدة األمريكية ،ولقد تخلت بعض
الدول عن أراضيها على نطاق واسع كما حدث في كل من كندا وأستراليا وبعض الدول في أمريكا الالتينية وذلك عندما وجدت
حكومات تلك الدول أن في تملك أراضي مترامية األطراف ال قدر على استثمارها ،وحتى في تاريخنا العربي اإلسالمي وأثناء
الفتوحات طلب الخليفة عمر بن الخطاب من مالك األراضي املفتوحة البقاء فيها مقابل دفع الضريبة؛
ولكن بقي للدول استغالل الغابات نظرا ملا تتطلب من نفقات ضخمة لغرس األشجار وصيانتها وال تكون منتجة إال في املدة
الطويلة ويرجع اهتمام الدول بالغابات إلى الفوائد الكبرى التي تحققها فهي تعمل على إعاقة السيول ومنع انتشار األتربة وتؤثر
على األحوال املناخية .
كما تمتلك الدولة األراضي البور بهدف إصالحها وبصفة عامة فان اإليرادات الناتجة عن األراضي الزراعية ليست غزيرة وال
مرنة أما عن املناجم واملحاجر (الدومين اإلستخراجي ) إن استغالل املناجم واملحاجر ال تختص به الدولة بصورة عامة في جميع
الدول بل يختلف األمر بحسب اإليديولوجية السائدة في كل دولة وغالبا ما تأخذ صورة اشتراك مع الفرد في استغالل املناجم؛
· الدومين الصناعيوالتجاري:
ويضم هذا الدومين مختلف املشروعات الصناعية والتجارية التي تقدم بها الدولة مثلها في ذلك مثل األفراد ،وتدر أغلب هذه
املشروعات إيرادات مالية تعتبر مصدرا من مصادر اإليرادات العامة وقد ازدادت أهمية الدومين الصناعي والتجاري في الدول
الرأسمالية تحت تأثير املذهب ألتداخلي ،والذي انتشر بعد الحرب العاملية األولى وخاصة بعد أزمة النشاط الرأسمالي في
الثالثينات من القرن املاضي ،والذي اقتضى تدخل الدولة في حياة املجتمعات االقتصادية واالجتماعية بعد أن كانت تحجم عن
ذلك من قبل تحت تأثير املذهب الحر ؛
ويرجع اتساع تدخل الدولة أساسا إلى اإليديولوجية السائدة فيها ومدى تجسيدها للنشاط االقتصادي الفردي ،كما يرجع إلى
املقارنة بين مزايا االستغالل الفردي مع فرض الضرائب على أرباحه وبين مزايا االستغالل الحكومي والحصول على كل إرباحه
مع األخذ بعين االعتبار الظروف األخرى بطبيعة الحال .
إن إقامة الدولة للمشروعات الصناعية والتجارية قد يكون بهدف تحقيق أغراض مالية تتمثل في الحصول على إيرادات للخزانة
العامة ،أو قد تستهدف الدولة من وراء ذلك تحقيق إغراض اجتماعية تتمثل في توفير خدمة عامة للمواطنين كالخدمات
الصحية والتعليمية وخاصة لفئات معينة باإلضافة إلى خدمة توريد املياه والكهرباء وأخيرا قد تستهدف الدولة من بعض
املشروعات الصناعية تحقيق أهداف لها عالقة باألمن القومي تتمثل في خدمة املجهود الحربي وضمان إنتاج أنواع معينة من
األسلحة واملعدات الحربية؛
إيراداتالدولة من الدومين املالي:
وهو أحدث أنواع الدومين الخاص ظهورا ويقصد بالدومين املالي محفظة الدولة من األوراق املالية كاألسهم والسندات اململوكة
لها والتي تحصل منها على أرباح وفوائد تمثل إيرادا ماليا يدخل ضمن دخل أمالك الدولة ،ولقد ازدادت أهمية الدومين املالي في
الوقت الحاضر باإلضافة إلى حدوث تطور في مضمونه ،فلم يعد قاصرا على اإليرادات الناتجة عن حق الدولة في إصدار النقود
بل أصبح يتضمن أساسا األسهم التي تمثل مساهمة الدولة في مشروعات ذات االقتصاد املختلف (التي تجمع بين امللكية العامة
وامللكية الخاصة) كما تسيطر الدولة على بعض املشروعات ذات النفع العام حتى تتمكن من توجيهها إلى ما يحقق الصالح العام ،
وقد يوجه النقد إلى توجه الدولة الستثمار أموالها في شراء األسهم والسندات نظرا للتقلبات االقتصادية الكبيرة التي تتعرض
لها سوق األوراق املالية في بعض األحيان مما يؤثر على إيراد الدولة ويصبح غير ثابت أو مضمون ...إال أن الدولة قد تجد
نفسها مدفوعة إلى ممارسة مثل هذا النشاط املالي لتحقيق هدف سياسي أو مصلحة اقتصادية يكون من شأنه اطمئنان األفراد
إلى شراء األسهم والسندات الخاصة باملشروعات التي تشارك فيها مما ينتج عليه إنجاح حركة التنمية االقتصادية التي تحتاج
إليها البالد هذا فضال عن فوائد القروض التي تمنحها الدولة إلى الهيئات العامة املحلية وللمؤسسات واملشروعات العامة.
املطلب الثاني :مصادر اإليرادات األخرى:
الضريبة:
تعددت التعاريف التي أعطاها علماء املالية و املفكرون االقتصاديون للضريبة غير أن هذه التعاريف تنصب في معين واحد:
" الضريبة هي األداء املالي اإلجباري الذي يدفعه امللزم بها بصفة نقدية و دون مقابل لتحقيق تغطية النفقات العامة"؛[]...
الرسم:
و هو عبارة عن مبلغ تقدي يدفعه الفرد جبرا إلى الدولة مقابل نفع خاص يحصل عليه من قبل إحدى الهيئات العامة ويقترن
هذا النفع الخاص بالنفع العام الذي يعود على املجتمع كله من تنظيم العالقة بين الهيئات العامة واألفراد فيما يتعلق بأداء
النشاط أو الخدمات العامة؛
القرض العام:
مبلغ من املال تحصل عليه الدولة أو أحد هيأتها العامة من األفراد طبيعيين أو معنويين سواء كانوا داخل البالد أو خارجها.
الخاتمة:
[ ]...ـ مصطفى خليل الفار ،اإلدارة املالية العامة ،دار أسامة للنشر و التوزيع ،عمان ،ط ،2008 ، 1ص.26
[ ]...ـ سوزي عدلي ناشد ،أساسيات املالية العامة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،ط ،1،2008ص.87
[ ]...ـ محمود حسن الوادي ،زكرياء أحمد عزام ،مبادئ امللية العامة ،دار املسيرة ،عمان ،ص.52
[ ]...ـ عصام بشور ،املالية العامة و التشريع املالي ،مطبعة جامعة دمشق 1984 ،ـ ،1985ص
[ ]...ـ زكرياء أحمد عزام ،محمود حسين الوادي ،مبادئ املالية العامة ،دار املسيرة ،عمان ،2007 ،ص.51
[ ]...ـ محمد الصغير بعلي ،يسري أبو عالء ،املالية العامة ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة ،2003 ،ص.54
[ ]...ـ حسين مصطفى حسين ،املالية العامة ،ديوان املطبوعات الجامعية،الجزائر 2001 ،ص .35
[ ]...ـ ص114ـ.115
[ ]...ـ عادل أحمد حشيش ،أساسيات املالية العامة ،الدار الجامعية للنشر ،مصر ،2006 ،ص 66ـ .67
[ - ]...حسين الصغير ،دروس في املالية العامة و املحاسبة العمومية،دار املحمدية العامة ،الجزائر ،1999 ،ص53