Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫تاريخ اإلرسال‪ - 2015/09/12 :‬تاريخ القبول للنشر‪ 2015/11/23 :‬تاريخ النشر‪2015/12/28 :‬‬

‫حياة دايات اجلزائر العثمانية (‪ )1830_1671‬دراسة وصفية‬


‫الداي مهامه وصالحياته‬
‫تتميز وتختلف كلمة الداي كثير عن التسميات التي تطلق على الحكام مثل ( األمير ‪،‬السلطان‪ ،‬الشاه ‪..‬إلخ )‬
‫فهي تتميز في الكلمة في حد ذاتها وتتميز في الوظيفة إذا ان هذه الكلمة خاصية بأياالت المغرب العربي فقط‬
‫(تونس ‪،‬الجزائر) المصطلح اول ما اطلق اطلق على حكام تونس في المرحلة األولى ثن اصبح خاصية جزائرية‬
‫في المرحلة األخيرة من الحكم العثماني للجزائر ونحن سنشرح هنا اصل التسمية والوظيفة ‪.‬‬
‫اصل التسمية ‪:‬إختلفت المراجع في تحديد مصطلح الداي فيعضها تري ان معناه الزعيم باللغة التركية اما‬
‫صاحب دليل الحيران محمد بن يوسف الملياني فيقول انه يعني القائد أو قايد القياد باللغة التركية وكذالك‬
‫تعني الخال (‪ )3‬اما فنتور دي بارادي فيرى انها تعني الخال او العراب أو السيد الشجاع (‪ )4‬ولم يستخم هذا‬
‫المصطلح بصورة رسمية إال في أيالتي تونس والجزائر كما عرف أيضا بلقب دولتلي وهو لقب اطلق على الداي‬
‫بابا حسن ‪1682‬وصاحب الجاه والوجاهة اما هاسبنرت فإننا نجده يطلق عليه رئيس الحامية ويقول عنه أيضا أن‬
‫القاناصل األوربيين كان يصفونه بالملك (‪،)5‬ويبدو أن هذا اللقب عرف تطورا تاريخيا من لقب عائلي حيث كان‬
‫يدل على الروابط األسرية إلى لقب وضيفي حيث إقترن بوظيفة عسكرية وسياسية تجسد قيمة اللقب العائلي‬
‫الذي سيصبح صاحبه فيما بعد أبا للجميع‬
‫واطلق لقب الداي أيضا على أمراء تونس في بداية حكمهم يقول إبن ابي الضياف ‪ :‬ان سنان باشا نظم‬
‫(‪)6‬‬
‫اإلنكشارية في تونس وجعل كل منهم اميرا سمي الداي ‪.‬‬
‫معيار إختياروترشيح الداي‬
‫يرى حمدان خوجة صاحب المراة ان إختيار الداي يكون من ضمن الموظفين السامين وهما على األرجح وكيل‬
‫الحرج والخزناجي في حين يرى صاحب التحفة المرضية ان إختيار الداي ال يمكن ان يكون خارج سلك الجيش‬
‫إما ان يكون من طائف الرياس او اليولداش ويراع في ذالك األقدمية ‪،‬وصاحب هذا اللقب يجب ان يكون متمرس‬
‫ومشارك في عدة حروب في البحر األبيض المتوسط ويقول حمدان خوجة‪،،،»:‬يبدؤون جنودا‪ ،‬فيعرضون‬
‫أنفسهم إلى جميع المخاطر قصد الحصول على الثروة والمسؤوليات ‪،،،‬وعندما يتقدمون في السن يجنحون إلى‬
‫الراحة ويتقاضون تعويضات تتناسب مع خدماتهم وعندئذ فقط ‪ ،‬يبلغون المراتب العليا ‪ ،‬ويستطيعون اإلرتقاء‬
‫(‪)7‬‬
‫إلى درجة داي «‬
‫ويقدم لنا صاحب التحفة المرضية نموذجا عن الترتيب الزمني لترقية بعض الدايات من جندي بسيط إلى داي‬
‫ومثال على ذالك الداي محمد بكداش ‪:‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ أﻧﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت‬
‫_سنة ‪1675‬م جاء من تركيا إلى الجزائر وإنخرط في اإلنكشارية‬
‫_سنة ‪1695‬م أسند إليه منصب حامل الراية (سنجق دار)‬
‫_سنة‪1700‬م اسند إليه منصب مقتصد عسكري (وكيل حرج )‬
‫_سنة ‪1700‬م تولى منصب رئيس ديوان اإلنشاء (دفتر دار)‬
‫(‪)8‬‬
‫_سنة ‪1707‬م عين دايا على الجزائر‬
‫وهناك داي آخر تدرج في والوضائف العسكرية والمدنية السامية وهو الداي حسن حيث‬
‫تقول المصادر التاريخية انه جاء إلى الجزائر رفقة اخيه فعمل صيادا للسمك ثم تجند في أوجاق الجزائر كأحد‬
‫جنود الحامية التركية ثم ترقى إلى ان اصبح عضوا بالديوان وبدأ ظهوره على الساحة السياسية على عهد الداي‬
‫عمر باشا(‪1817_1815‬م)فعينه إماما ولقبه بالخوجة ثم شغل منصب كاتب مخزن الزرع ليصبح فيما بعد‬
‫(‪)9‬‬
‫خوجة الخيل على عهد الداي علي خوجة وقد شارك في عملية نقل مقر قصر الجنينة إلى القصبة‬
‫صفات الداي‬

‫العدد الثالث عشر ديسمبر ‪2015‬‬ ‫‪178‬‬


‫‪178‬‬
‫حياة دايات اجلزائر العثمانية (‪ )1830_1671‬دراسة وصفية‬
‫ان كل داي يختلف عن األخر وسنقدم بترجمة لبعض الدايات في الفصول الالحقة ‪ ،‬لكن على العموم في الكتابات‬
‫المحلية نجد بعض اإلنصاف لبعض الدايات ومدح لسلوكياتهم وصفاتهم األخالقية والعملية لما تركوه من مأثر‬
‫وإنجازات محلية وإقليمية ‪.‬‬
‫كما أنه كانت لهم مواقف ثابتة تنموا على الحكمة وقوة وصالبة الشخصية وهذا ما نجده في شخصية الداي علي‬
‫شاوش ‪،‬الداي عثمان باشا‪،‬الداي علي نقسيسوالداي علي بوصبع وهذا على سبيل المثال ال الحصر وإن كانت‬
‫هناك أخطاء وهفوات فهذا ليس معناه ان هؤالء الحكام غير جديرين بالحكم فالمالحظ للظروف األنية والدولية‬
‫أنذاك يستطيع ان يدرك األمور ويجد سببا للألخطاء والمواقف السلبية إن صح التعبير ‪.‬اما األدبيات األوربية فقد‬
‫جاء فيها الكثير من المغالطات والتعريفات المثيرة للشبهة والتي في وصفها لحكام الجزائر على العموم باللصوص‬
‫والقراصنة ‪ ،‬اما بالنسبة للداي كمنصب فقد وصفه لوجي دو تاسي ‪ »,,:‬بالسيد المطلق للبالد ويحكم عموما كل‬
‫المملكة فهو يكافئ وهو يعاقب من يريد وكيفما يريد ‪»,,,‬ويصفه إيمريت‪ Emerit‬بأنه مستبد وليس له حرية‬
‫(‪)11‬‬
‫أرستقراطي لكنه محروم من أرباح القرصنة(‪ )10‬اما هابنسترايت فيقول انه صاحب سلطة مطلقة ‪.‬‬
‫الترشح لمنصب الداي‬
‫كما سبق وذكرنا فإن اول داي عينه الديوان وبقي هذا التقليد ساري المفعول أي عن طريق اإلنتخاب أي انه بعد‬
‫وفاة الداي يجتمع الديوان ويترشح احد الموضفين السامين من الجيش أو من الوزراء وغالبا ما يكون من الجيش‬
‫في البداية كان من بين طائفة الرياس ثم بعد ذالك اصح المرش من طائفة اليولداش وفي بعض األحيان من‬
‫الوزراء‪.‬‬
‫إال في حاالت شاذة يمسك الداي الحكم بالقوة بعد أن تحاك مؤامرة إنقالب على الداي تنتهي بإقتتال اجنحة‬
‫السلطة من يولداش ورياس وحتى من قبل الديوان نفسه ‪ ،‬وتنتهي العملية بتصفية الداي السابق ومعاونيه وفي‬
‫بعض الحاالت يوصي الداي قبل وفاته بان يخلفه احد مساعديه في الحكم من اجل سد الفراغ السياسي وعادة‬
‫يكون الخزناجي أو وكيل الحرج او األغا واغلب الدايات الذين تعاقبوا على الحكم كانوا من بين هؤالء الوزراء وهذا‬
‫راجع لسبب واحد واوحد وهو لدرايتهم وخبرتهم بشؤون الحكم‪)12(.‬وفي حاالت أخرى يكون الداي شخصية غير‬
‫معروفة أصال ولم تتقلد أي منصب وليست لديها أي رتبة عسكرية او صفة قانونية او جاه أو نسب بل تكون من عامة‬
‫الجند جندي بسيط او من عامة الناس وهنا نورد شخصيتان على سبيل المثال ال الحصر شخصية الداي احمد باشا‬
‫(‪1695‬م_‪1698‬م) والذي كانت مهمنته صناعة األحذية وأيضا شخصية الداي علي باشا الغسال والذي كانت‬
‫(‪)13‬‬
‫مهنته تغسيل الموتى‪.‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ أﻧﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت‬

‫مراسيم تنصيب الداي قواعدها وبروتوكلها‬


‫يتم تنصيب الداي بحضور أعضاء الديوان وكبار مسؤولي األيالة وأعيان البلد يقول حمدان خوجة ‪....:‬ومن‬
‫توفرت فيه جميع الشروط الضرورية يتم إنتخابه ويعن باشا ‪ ،‬ثم يجلس حينا على األريكة بعد ان يكون قد‬
‫(‪)14‬‬
‫إرتدى قفطان الدايالراحل بعد ذالك يؤدي اليمين القانونية ويحتفل بتعيينه ‪»...‬‬
‫ويعلن عنه الداي الجديد ومراسيم تعينه في ارجاء المدينة ‪،‬ويعتبر فرمان التولية بمثابة مرسوم سلطاني‬
‫بموجبه يتم تثبيت وتزكية حاكم الجزائر وياتي فرمان التولية دائما مكتوب فيه حكام محروسة الجزائر وبلغة راقية‬
‫ديباجتها مدح وإكبار بحاكم الجزائر وعلى سبيل مثال لدينا فرمان تولية الداي علي باشا بوصبع واهم ما جاء‬
‫فيه ‪ ......:‬قدوة الغزاة والمرابطين ‪،‬عمدة الحماة والمجاهدين المختص بمزيد من عناية الملك المعين دايا‬
‫اوجاق جزاير الغرب ‪ .......‬معلومك ببلوغكم مكتوبكم المتضمن وفاة بلرباي جزاير الغرب محمد باشا وإنتقاله‬
‫إلى اهلل تعالى لدار البقاء وإنحالل حكم الباي ببالد وكن انت للمتوفيي الموصى إليه كيخية اغا العرب ‪ ....‬شعار‬
‫توليتكم ظاهر وباهي ونشيئة توليتكم (كذ) توليتكم بإنتخاب المفاتي والقضاة ونقيب األشراف واغا اإلنكشارية‬

‫‪179‬‬
‫‪179‬‬ ‫العدد الثالث عشر ديسمبر ‪2015‬‬
‫حياة دايات اجلزائر العثمانية (‪ )1830_1671‬دراسة وصفية‬
‫وقبطان ودفتر دار ومشاهير األعيان واكابر أهل الديوان والعلماء والصلحاء واألئمة والخطباء واألشراف وساير الغزاة‬
‫والمجاهدين وغني وفقير وكبير وصغير بإتفاق الجميع على تنصيبك دايا باي بيالر جزاير الغرب ‪..‬ز فرمان‬
‫جليل القدر اليسعه التأخر‪ »...‬باإلضافة على هذا الفرمان ترسل الدولة العثمانية قفطان مذهب وسيف شرف‬
‫وعمامة وهذا التقليد السلطاني بقي حتى عهد الداي حسين‪ .‬وبدورها ترسل حكومة الجزائر ( الديوان) رسالة‬
‫(‪)16‬‬
‫إلى الباب العالي تعلن فيها تعين الداي الجديد‬
‫الجديد يقول حمدان خوجة ‪...»:‬وبهذه المناسبة تكتب رسالة تحمل إمضاء وخاتم كل واحد من أعضاء الديوان‬
‫وخاصة القاضي والمفتي ونقيب األشراف‪»...‬‬
‫مراسيم تعين الداي حسين‬
‫بعد وفاة الداي علي خوجة لم يطلع على األمر إال صهره السيد مصطفى بن الشيخ بن مالك فذهب هذا األخير‬
‫إلى حسين بمنزله وبعد ئذ أعلمه بموت الداي لم يصدق الداي حسين الخبر واصبح خائفا إال ان مصطفى أكد‬
‫له بصدق الخبر وذهب إلى دار السلطان واعلم الحضور بأن الداي علي خوجة وفاته المنية وترك وصية بتولية‬
‫خوجة الخيل حسين باشا تفاجا حسين خوجة بهذا الخبر والمنصب الجديد حاول التهرب من المسؤولية إال ان رجال‬
‫الديوان واإلنكشارية اصرو عليه وربما كان رفض الداي لهذا المنصب مخافة القتل (‪.)17‬‬
‫وقد جاء فرمان القبول من الباب العالي على شخص حسين باشا كحاكم وداي الجزائر ‪...ّ:‬علمنا بأن المقصود‬
‫بالجلوس مكان المتوفي علي باشا هو انت وهذه المرة وبسبب سعي وتوجيهات محاسن الجميع الواردة في‬
‫طلبات ومعروضات وجهاء و أعوان الجزائر يتفضل ملك األنعام بقبول جداراكم ‪»...‬وقد كان للديوان واألعيان‬
‫دور بارز في عزل وترشيح الداي فعلي سبيل المثال في مراسلة من الداي علي خوجة إلى السلطان محمود‬
‫الثاني بتاريخ ‪ 06‬أكتوبر ‪1817‬م اخبره فيها ان العلماء والمشايخ والعلماء واألغنياء والفقراء واألوجاق إجتمعوا‬
‫ليتبادلوا الرأي فيمن يتولى امرهم تماشيا مع مبدا القرآن فاتفقوا على عزل عمر باشا وتعين علي خوجة‬
‫وبالتاي لجأواإلى تنفيذ العزل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية التي تقر بعزل الحاكم في حال إرتكاب المحضورات‬
‫(‪)18‬‬
‫والشبهات او عجزه عن القيام بمهامه‪.‬‬
‫مهام وصالحيات الداي‬
‫الداي هو المسؤول الرئيسي عن جهاز الحكم باأليالة والممثل الشرعي للسلطان العثماني‬
‫وبذالك جمع الداي بين منصب الباشا الشرفي والوظيفة العملية ‪،‬بعد ان كان قبل ذالك يكتفي بلقب الداي‬
‫بينما لقب الباشا كان من إختصاص مبعوث السلطان العثماني الذي كانت له سابق أحقية تمثيل الباب العالي‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ أﻧﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت‬
‫(‪)19‬‬
‫لدى ديوان الجزائر‪.‬‬
‫ويبدا الداي مهامه الرسمية بمجرد وصول الفرمان العثمانيعن طريق فيجي باشي اما يسمى مبعوث الدولة ومن‬
‫مهام الدي األمر بتطبيق القوانين المدنية والعسكرية‪ )20(،‬كما ان يقوم تعين من يساعده في مهامه من وزراء‬
‫وموضفين ‹ويشرف هو شخصيا على كل إجتماعات الديوان الكبير والديوان الصغير ( محلس الوزراء الصغير) كما‬
‫انه يعين جكام األقاليم (البايلك) ويعين أيضا الضباط السامين وترقيتهم ‪.‬كما انه صاحب القرار في الشؤون‬
‫الخارجية فهو الذي يعلن الحرب ويوقع معاهدات السالم ويجدد ويفرض حقوق اإلستغالل واإلستثمار للشركات‬
‫(‪)21‬‬
‫األجنبية ‪.‬‬
‫وهو المسؤول عن تسير ورد إسمه في المحاكم الشرعية بهذه العبارة «‪ ،،،‬األمين الهمام فخر الملوك العظام موالنا‬
‫(‪)22‬‬
‫الدوالتلي السيد‪»....‬‬
‫ويعدد األستاذ سعيدوني مهام الداي كمايلي ‪:‬‬
‫_ له مطلق الصالحيات في التصرف في شؤون األيالة‬

‫العدد الثالث عشر ديسمبر ‪2015‬‬ ‫‪180‬‬


‫‪180‬‬
‫حياة دايات اجلزائر العثمانية (‪ )1830_1671‬دراسة وصفية‬
‫_ اإلحتفاظ بمفاتيخ خزائن األيالة‬
‫_ توقيع المعاهدات وإستقبال السفراء‬
‫_ تطبيق القوانين المدنية والعسكرية‬
‫_إختيار حكام المقاطعات او عزلهم‬
‫(‪)23‬‬
‫_ مراقبة إيرادات األيالة وخزينتها‬
‫كما انه من مهام الداي اإلشراف على القضاء والحكم في القضايا التي ترفع إليه يقول في هذا الصدد الرحالة‬
‫هاببنسترات‪....« :‬يجلس الداي منذ الصباح في قاعة اإلستقبال في قصره وفي إمكان كل واحد ان يعرض‬
‫قضيته وقبل ذالك يتخلى عن سالحه وكلمة شرع اهلل أو عدالة اهلل لها في هذا المقام وزن كبير بحيث أن كل فرد‬
‫مهما عال شانه يقومبتطبيق حكم العدالة بمجرد النطق به (‪ )24‬وال يستغرق الحكم وقتا طويال سوى ما يتطلبه‬
‫حضورالمتقاضين وسماع الشهود وتنفيذ الحكم يتم في نفس اليوم لكن هناك إختالف في تنفيذ األحكام ‪.‬اما‬
‫بالنسبة لألتراك تتم محاكمتهم في سرية وتنفيذ األحكام أيضا في سرية في حين ان بقية الرعية تطبق فيهم‬
‫(‪)25‬‬
‫األحكام عند باب عزون‪.‬‬
‫الداي يومياتها وإقامته‬
‫أخالق الداي ‪ :‬لكل شخص صفاته وطبائعه الحميدة والذميمة وقد كتبت الكثير من األقالم المحلية والغربية عن‬
‫اخالق حكام الجزائر على العموم وبعض الحاالت من حكام الجزائر إشتهرت بغلضتها ومساوئها الكثيرة وهي حاالت‬
‫شاذة إستغلتها بعض األقالم لتشويه حكام الجزائر‪.‬‬
‫ومن باب اإلنصاف وجدنا بعض الكتابات المحلية تنصف حكام الجزائر ونحن سنقدم شخصيتن على سبيل المثال‬
‫ال الحصر وهماالدي محمد بكداش(‪1700‬م_‪1710‬م) حيث يعتبر المؤرخون من أهل العلم واألدب النه كان‬
‫(‪)26‬‬
‫يصاحب العلماء ويقربهم إليه من أمثال احمد البوني الذي ذاع صيته في بالد المغرب والمشرق‪.‬‬
‫كما نجد شخصية الداي علي بابا شاوش الذي يقول عنه الزهار ‪.... »:‬انه رجل شرف وذوق وعقل متزن وكان‬
‫يشرف بنفسه على العدالة وإعطاء الحقوق « ويذكر لنا الزهار ان الداي محمد بن عثمان كان محبا للجهاد وانه‬
‫رفض الزواج واثر مهره للجهاد بقوله لوزراءه «‪ ،،،‬ما هو األفضل هل أتزوج بهذا المال او نضعه في الخزانة ونجاهد‬
‫به ويكون لنا عونا في دفع العدو ‪)27(»..‬ويصف لنا الزهار الداي مصطفى باشا (‪ )1797‬بقوله «‪ ...‬كان رجال‬
‫(‪)28‬‬
‫صالحا ‪،‬حليما كريما محبا للعلماء والصلحاء ‪،‬رحيما بالفقراء واأليتام محبا للمجاهين والغزاة وكان شجاعا‪.« ....‬‬
‫وفي وصفه للداي علي (‪1816‬م) يقول ‪...»:‬انه كان شهما حاسما قضى على فتنة ارذل الجيش كما انه امر‬
‫ﻣﺠﻠﺔ أﻧﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت‬

‫بمحاربة الفساد واإلنحراف و يقول ايضا ‪ ...»:‬ثم إنه امر بإبطال الزنا‬
‫والخمر ومن وجدوه مخمورا او زانيا فيبعث به للقاضي الجراء الحد الشرعي وامر الناس بالصالة مع الجماعة ونادى‬
‫(‪)29‬‬
‫مناديه ‪:‬ان من يبقى بدكانه بعد األذان فال يلومن إال نفسه‪.»...‬‬
‫لباس الداي‬
‫يصف فانتور دي بارادي‪ venture de paradis‬لباس الداي محمد عثمان بشكل دقيق ‪ ...»:‬كان الداي‬
‫يرتدي في يومي العيدين الخلعة التي أريلها إليه السلطان األعظم وكان يجددها كل عامين أو ثالثة أعوام وهي‬
‫عبارة عن قفطان مفتوح اليدين مصنوع من قماش قطني وفي مقدمته قطعة قماش من الحرير األصفر على شكل‬
‫لهيب النار ‪،‬وهذا القفطان زهيد الثمن من الناحية المادية حيث ال يساوي ‪ 15‬قرشا تركيا ‪،،،‬كما انه كان يضع‬
‫ريشة من الماس فو ق العمامة عندما يرتدي القفطان أيام العيدما فيما عدا ذالك فلم يكن للداي من لباس يميزه‬
‫عن بقية الناس ‪ ،‬وكان يرتدي قميصا فوقه صدريتان ومعطف قصير يدعى ‪(:‬جابدولي) وكان ذالك من الجوخ‬
‫(الملف) وسروال كبير يكون من الجوخ في الشتاء ومن قماش الكتان في الصيف ويضع فوق كل ذالك برنسا‬

‫‪181‬‬
‫‪181‬‬ ‫العدد الثالث عشر ديسمبر ‪2015‬‬
‫حياة دايات اجلزائر العثمانية (‪ )1830_1671‬دراسة وصفية‬
‫ابيض اللون وعلى رأسه عمامة مستديرة من الحرير الرقيق األبيض فوق شاشية حمراء وينتعل بشمقا من الجلد‬
‫(‪)30‬‬
‫األصفر فوق خف من ذلك اللون يدعى ترليك ‪،‬‬
‫ولم يكن قط في أثوابه شيء من الذهب والفضة ‪ ،‬وفي فصل الشتاء كان يضع جوارب اويرتق فتق في ثيابه‬
‫فكان الشح حتى في األشياء التافهة هو نقطة الضعف في نفسه ‪،‬إنما األمر الذي يكاد يبرر هذا الشح هو انه ال‬
‫يقع إال قصد التوفير على خزينة الدولة وسعيا‬
‫في إزدهارها ولقد كانت حقوق البايلك مقدسة عنده ولم يتساهل قط مع إنسان « ‪.‬‬
‫ما يمكننا مالحظته ان لباس الداي بسيط جد وإن كان يصفه فانتور دي بارادي ‪paradis de venture‬على‬
‫أنه شح إنما هو زهد وتواضع وذالك طبع الكثير من الحكام المسلمين بدا من عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه‬
‫في وقت تميز بعض الدايات بإرتدائهم مالبس فاخرة حيث كانوا يهتمون بمظهرهم الخارجي ‪.‬‬
‫إقامة الداي‬
‫بطبيعة الحال كانت إقامة الداي كأي حاكم أوسلطان بقصر مؤمن تحرسه فرقة من نخبة الجيش وإقامة داي‬
‫الجزائر كانت بقصر القصبة ومايميزها عن إقامات الحكام والسالطين هو انه يقيم في قصره بمفرده دون عائلته ألن‬
‫بعض الدايات فرض عليهم قانون يحرم عليهم الزواج ‪،‬إال انه في بض الحاالت كان لبعض الدايات عائلة فكان‬
‫(‪)31‬‬
‫يقيم يوم الخميس مع عائلته في إقامة (بيت خارج المدينة )‪.‬‬
‫يسكن الداي في الطابق األعلى في القصر ويسمى السرايا اما الطابق السفلي فنجد به المحكمة اوما يسمى‬
‫بمجلس الحكومة اين يتواجد مجلس الداي وكذالك يوجد بالقصر سجل األرشيف باإلظافة الى إقامة (منزل)‬
‫الخزندار وهناك يقيم أيضا الموضفون اللذين يحتاجهم الداي يوميا وهم الترجمان والطباخ والطبي وإثنى عشر‬
‫شاوشا عربيا واربعون اسير وإثنين وثالثين نوبجي تحت إمرة األغا مهمتها تأمين القصر ‪.‬‬
‫بنسبة لهندسة القصر فإن األجنحة واألروقة ضيقة خاصة مكان إقامة الداي وال يمكن آلحد الصعود إليها دون‬
‫(‪)32‬‬
‫رخصة ‪ ،‬وعند المعامالت واللقاءات الرسمية يكون عن طريق المترجم أو الخزناجي ‪.‬‬
‫اما عن يوميات الداي فيقول لومير قنصل فرنسا بالجزائر «‪....‬إن الداي مجبر على البقاء في القصر طول الوقت ‪،‬‬
‫ويتحتم عليه عند إنبالج صباح كل يوم جمعة الجلوس على المقعد في أقصى ركن الفناء ‪ ،‬وعلى يمينه كتاب‬
‫الديوان األربعة جالسين وعلى يساره الخزندار واقف ‪،‬ويبقى في هذا المكان حتى الساعة التاسعة يصعد إلى‬
‫الطابق األول ليستريح في مطبخه في إنتظار الطعام الذي يقدم له ويتناوله مفردا بعد الغداء ينتقل إلى‬
‫سراياه الخاص أعلى القصر ‪،‬وعلى الساعة الثانية بعد الظهر يعقد إجتماعا مغلقا في سراياه يدرس رفقة وزراءه‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ أﻧﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت‬
‫بعض المسائل والشؤون المهمة وامور الدولة وبعد هذا االجتماع يقدم له العشاء ثم ينام(‪،)33‬‬
‫ومن ناحية أخرى فإن الداي يخضع لقوانين صارمة حسب شاو‪ shaw‬حيث يقول انا الداي يعزل عن عائلته وال‬
‫يراهم إال مرة في األسبوع فال يخرج من منزله إال نادر(‪)34‬لكن راي شاو فيه جانب من الصحة فأبسط مسؤول في‬
‫الدولة ربما يخضع لدوام اسبوعي ويوم عطلة فمالك بأعلى هرم السلطة وصالحياته الواسعة التي تفرض عليه‬
‫مقابلة مسؤولي الدولة ووجهاء الدولة واألعيان والقناصل ضف إلى ذالك انه قاضي الدولة في مسائل كبرى‪...‬‬
‫إلخ فهذا يمكننا ان نقول انها جدية وإ خالص في العمل وتقدير للمسؤولية المنوطة به ‪.‬‬
‫وقد خصص الداي علي خوجة والدااي حسين جناح خاص للحريم يشمل نساء الداي ونساء الخزناجي والقائمين‬
‫على خدمتهن وكان الداي حسين يسمح لنساء القصر بالتجول في حدائقه الكبيرة ‪.‬‬
‫راتب واموال الداي طبيعتها ومصادرها‬
‫إن الدراسات التاريخية الحالية تولي إهتمام إلى اموال الحكام وفي هذا السياق يقدر راتب الداي حوالي عشر‬
‫قطع نقدية من صنف إيكو( (‪ ecus‬وهو ما يقصد به ريال الجزائر او البوجو الذي تقدر قيمته سنة ‪1830‬‬

‫العدد الثالث عشر ديسمبر ‪2015‬‬ ‫‪182‬‬


‫‪182‬‬
‫حياة دايات اجلزائر العثمانية (‪ )1830_1671‬دراسة وصفية‬
‫ب‪1,80‬فرنك ‪،‬اما المداخيل األخرى فحسب لوجي دو تاسي فقد قذرت ب ‪200‬الف قرش او فلورين في السنة‬
‫(‪)34‬‬
‫الجزء األكبر يودع في الخزينة الموجودة في مكان امين ال يمك الي شخص دخوله ماعدا الخزناجي‪.‬‬
‫الذي يصاحبه لدى دخوله إليها رفقة احد األسرى ويكون مجردا من المالبس دفعا للشبهة‪.‬‬
‫ويرى فانتور دي باردي انه ليس للداي راتب إال ما يتقاضاه على رتبيته العسكرية (‪)40‬رغيفايسلمه له شيخ البلد أو‬
‫(‪)35‬‬
‫مايتقاضاه من العوائد من قناصل الدول أو من هدايا البايات والقياد ‪.‬‬
‫أوقاف الداي ‪:‬‬
‫إستعمل الداي محمد بن عثمان الثروة التي جمعها في تشيييد المسجد المقابل لقصره حيث يذهب ألقامة الصالة‬
‫كل جمعة ‪،‬و كذالك في تشييد القالع والحصون لحماية مرسى الجزائر كما انا ساهم من ماله الخاص في تحصين‬
‫المدينة بمبلغ ‪200000‬محبوب ومن خصاله الحميدة انه رفض عرض الديوان بأن يعيد له أمواله قائال ‪ :‬إنه ال‬
‫يحتاج شيئا وانه ما دام سيترك بعد موته للخزينة جميع ما يملك فاآلولى أن يسلم لذالك وهو بقيد الحياة ‪.‬‬

‫األفراح والمناسبات‬
‫زواج الداي ‪:‬‬
‫من الشروط والقوانين التي وضعها الديوان هو أنه ال يحق للداي الزواج فحسب فانتور دي بارادي ‪،‬فإنه ال يجوز‬
‫للداي ان يكون له نساء داخل دار اإلمارة ‪،‬فإن تزوج فعليه ان يسكن زوجه في منزل آخر بالمدينة أو بضواحيها‬
‫فدستور الجزائر يمنع الداي من الزواج فإن تزوج فبتساهل فقط من الديوان ‪ ،‬والفكرة التي أوجدت هذا القانون‬
‫هي أن الداي يعتبر أبا لجميع الجنود في البالد فال يحق له ان يكون آلوالد آخرين ‪،‬وأيضا خشية أن يستعمل‬
‫موارد الدولة في اإلنفاق والتوسيع على عائلته « وعلى األرجح ان هذا القانون الذي يحرم الداي من الزواج ان‬
‫الديوان كرس نظام اإلنتخاب في التعين وربما يكون بنظام ديموقراطي أي انه يقطع الطريق أمام التوريث وخلق‬
‫نظام أسري مثل ماهو حاصل في تونس او ملكي مثل ماهو حاصل في المغرب ‪.‬‬
‫وبالنسبة لهذا القانون فلم يطبق آلن الكثير من الدايات تزوج ومنهم من كان متزوجا قبل أن يعين حاكما وعلى‬
‫سبيل المثال فإن الداي علي تزوج واسكن زوجته في منزل مالصق لدارالحكومة كما ان الداي محمد عثمان تزوج‬
‫بعدما الح عليه وزراءه بالزواج فتزوج إمراء اسمها علجة ارملة علي باشا ويقول الزهار انها باتت عنده ليلة واحدة‬
‫(‪)36‬‬
‫ثم طلقها ‪،‬وقال ‪ :‬إنن تزوجت لكي ال اموت اعزب وأحشر شيطانا ‪.‬‬
‫األحتفال بالعيد خصوصية المناسبة الدينية‬
‫ﻣﺠﻠﺔ أﻧﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت‬

‫يصف هاسبنريت إحتفال الداي بالعيد بقوله «‪ ...‬عند رؤية هالل العيد ينقل الخبر على جناح السرعة على الداي‬
‫ليأمر بإطالق المدافع غعالنا بإنتهاء شهر رمضان وحلول العيد الذي يعرف عند األتراك ببيرم وقد جرت العادة‬
‫في صبيحة اليوم األول من العيد يذهب الناس على غلقاء السالم وتقديم التهنئة على األفندي األكبر أو الداي‬
‫وأثناء ذالك يكون هذا األخير معرضا الخطار كبيرة ولقد ذهبنا نحن بدورنا برفقة القنصل اإلنجليزي لتقديم‬
‫تهانينا للداي فوجدنا ه في لباس الحفل الرسمي جالسا على جلد نمر في قاعة المجلس واعظاء الديوان يحيطون‬
‫به وقد وضعت امامه مائدة يتناول عليها وجبة الغداء في اطباق من الفخار‪.‬‬
‫اما في عيد األضحى (البيرم الثاني ) فيه تقدم أيضا التهاني للداي في قصره وبعدها تحضر كبار الشخصيات‬
‫(‪)37‬‬
‫وليمة فاخرة على شرفه وتنظم في هذه المناسبة مبارزات بين الجنود األتراك ‪.‬‬
‫وكان حكام الجزائر يحتفلون ويسرون بكل ما وقع من فرح وسرور وإنتصارات للدولة العثمانية وينزعجون‬
‫ويحزنون لحزنها ويصف لنا الزهار حالة الفرح التي عمت الجزائر داياوشعبا فرحا بميالد نجل للسلطان العثماني‬
‫مصطفى خان (‪1757‬م_‪1773‬م) الذي سماهسليم الثالث وهو السلطان الثامن والعشرون من الساللة العثمانية‬

‫‪183‬‬
‫‪183‬‬ ‫العدد الثالث عشر ديسمبر ‪2015‬‬
‫حياة دايات اجلزائر العثمانية (‪ )1830_1671‬دراسة وصفية‬
‫(‪1789‬م_‪1807‬م)(‪)38‬يقول الزهار في هذا المقام ‪...»:‬وامر الداي آنذاك أهل البلد بجعل الزينة باألسواق‬
‫سبعة أيام يزينون الدكاكين بأنواع الفرش وأنواع التحف ويجعلون األالت الفاخرة وأنواع الفرح ثم وقع‬
‫التافس بين اهل األسواق فبالغو في اإلحتفال واتو ا بضروب األمتعة الرفيعة من الستاير المذهبة وصنوف الديباج‬
‫وكسو ا بذالك الدكاكين والحيطان وعلقوا المرايا وقناديل كثيرة وثريات ‪ ،‬وإستمر ذالك سبعة أيام بلياليها»‬
‫كما انه لما ولد السلطان عبد المجيد سنة ‪1240‬ه ضريت المدافع سبع أيام صباحا ومساءا وكتب األمير(الداي‬
‫(‪)39‬‬
‫حسين‪1818‬م‪1830‬م) البشارة للبايات ولجميع العمال‪.»....‬‬
‫افراح الختان‬
‫يذكر لنا الزهار ‪:‬حفل ختان أبناء الداي مصطفى (‪1797‬م_يقول ‪ ،،،»:‬في سنة ‪ 16‬يقصد ‪1216‬ه كان ختان‬
‫ولديه األكبرين إبراهيم وأخيه ‪،‬وقد صنع مهرجانا كبيرا لم يصنع مثله من قبل أو من بعد وكان ذالك خارج‬
‫البلد بإزاء بستانه بعين الربط وقد نصب الوطاقات واألخبية والقياطين وإستقدم البايات وعمالهم ‪،‬وكافة اعيان‬
‫اوطانهم ونادى مناديه في البلد بدعوة السكان ودعي اهل البلد الخاص والعام وكافة الفقهاء والطلبة وكافة‬
‫اهل باب الجهاد من أصناف الرؤساء وغيرهم وجمع كل اهل األالت ( يقصد الفرق الموسيقية والمغنين ) على‬
‫إختالف أنواعها وإحتفلو أيضا في نفائس األطعمة واإلكثار منها وكانوا يطعمون كافة الناس ثالث مرات في كل‬
‫(‪)40‬‬
‫يوم والقهوة في كل وقت ‪ ،‬وكانت المدافع تضرب كل يوم من جميع الحصون‪.‬‬
‫وأصحاب الخيل يتسابقون والبلهوانات يلعبون بألعابهم والنوبة تضرب صباحا ومساء ‪....‬وإستمرت الوليمة‬
‫سبعة أيام وفي اليوم السابع وزع على كل من حضر عشرة محبوب (قطعة ذهبية ‪ 3‬غرام)لكل واحد وكذالك‬
‫وزع على أهل المدارس والزوايا واكثر من غفاضة الصداقات وتعميم اإلحسان وأمر بختان أبناء الفقراء ودام نحو‬
‫شهر ‪ ،،‬وأطلق سراح جميع من كان في السجن في جميع البلدان من عمالته‪....‬إال من اليجيز الشرع إخراجه‬
‫(‪)41‬‬
‫كقاتل النفس ‪...‬وهناه الشعراء بقصائد كثيرة واحسن لكل واح منهم وبلغ الغاية في العطاء «‬
‫مدافن الدايات‬
‫بالنسبة لوفاة الدايات فإن الكثير من الدايا ت مات على سريره وكان يحضى بالمحبة واإلحترام من قبل الرعية‬
‫وحكام أخرون كانت سمعتهم سيئةوإتسموا بالمراعاة ألنفسهم ومكاسبهم على حساب إنشغاالت المحكومين‬
‫فتعرضوا لإلغتيال ولم تعرف قبورهم ‪ ،‬اما بعض الدايات فقد احيطت قبورهم بالعناية وحتى ان بعضها اصبح‬
‫مزارات خاصة إذا كانت في أماكن او مساجد وقف يقول هاسبنسرات ‪...»:‬وقبور الدايات اللذين يموتون بدون‬
‫التعرض للقتل من الصعب العثور عليها ‪،‬فهي توجد في أماكن داخل المدينة وتتخذ مزارات للتبرك بها ‪ ،‬اما‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ أﻧﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت‬
‫للذين يموتون نتيجة القتل فيدفنون دون إقامة المراسيم بالمقابر الواقعة خارج باب الوادي ‪،‬حيث تشاهد‬
‫ستتة قبور دايات تم إغتيالهم في نفس اليوم الذي تولو ا فيه منصب الداي والقبر السابع الذي بجوارهم هو‬
‫للداي الذي تغلب على منافسيه بفعل قوة مناصريه ‪،‬اما باقي القبور فمظهرها يختلف بحسب مكانة أصحابها بين‬
‫(‪)42‬‬
‫قبر رفيع المقام وآخر اقل شانا‪.»...‬‬
‫هدايا الدايات‬
‫كتقليد من حكام الجزائر من اجل إظهار اإلنتماء الروحي للدولة العثمانية وتثبيت لعالقة األخوة بين الجزائر‬
‫والدولة العثمانية ومن أجل تزكية الحاكم العثماني ودعمه لحكام الجزائر ‪،‬يقوم حكام الجزائر بإرسال الهدايا‬
‫وبالمقابل يتلقون الهدايا من الحكومة العثمانية في الكثير من المناسبات ‪،‬و يعتبر خير الدين بربروسا اول‬
‫من ارسى هذا التقليد سنة ‪1519‬م عندما ارسل هدايا إلى السلطان العثماني سليم األول ‪.‬ونبرز هنا مثال عن‬
‫الهدايا التي قدمها الداي عثمان باشا(‪1766‬م_‪1793‬م) بتاريخ ‪8‬مارس ‪1768‬م إلى السلطان مصطفى‬
‫(‪)43‬‬
‫الثالث (‪1757‬م_‪1772‬م) تتمثل في أربعين زربية من زرابي الصحراء ‪ 15‬غطاء من الصوف‬

‫العدد الثالث عشر ديسمبر ‪2015‬‬ ‫‪184‬‬


‫‪184‬‬
‫حياة دايات اجلزائر العثمانية (‪ )1830_1671‬دراسة وصفية‬
‫و‪10‬صناديق من الذهب والفضة لوضع البارود و‪50‬حزاما حريرا و‪ 150‬شكارة من الحرير المطرز بالذهب لوضع‬
‫الدخان و‪ 20‬حائكا ورقليا ابيض و‪ 75‬سبحة من المرجان وسبحة خاصة من العاج خاصة لجاللة السلطان وسبحة‬
‫من العنبر خاصة لجاللة السلطان و‪20‬طزينة من الشواشي التونسية و‪ 60‬حائكا مصبوغا و‪ 10‬حايك خفيفة‬
‫للسيدات و‪ 50‬من العبيد الكفار وساعة مرصعة وخاتم بفص من األلماس وزنجيان خصيان ونقود مسلمة عينا‬
‫‪7140‬سلطاني ‪.‬وقد ارسل الداي عمر هدية للسلطان العثماني حسب الزهر فإنها ثمينة جدا ولم يقدمها أمير من‬
‫قبل تتمثل في أحجار اليواقيت ومن الجوهر النفيس ومن الذهب األبريز ‪ ،‬وقد قدرت حجرة واحدة من الحجارة‬
‫المرصعة في سرج من السروج بستة وثالثين الف محبوب او دوروإذ كانت هذه مجموع هدية دايات الجوائر‬
‫الغالب على الهدية انها متنوعة واغلب صناعتها محليا إذا كانت هذه مجموع هدية الداي محمد عثمان والغالب‬
‫(‪)46‬‬
‫على الهدية انها متنوعة واغلب صناعتها محليا‪.‬‬
‫ير ى حمدان خوجة ‪:‬ان الغرض الرئيسي من الهدية التي التتجاوز ‪5000‬فرنك هو تقديم نموذج عن منتوجات‬
‫األيالة الصناعية ‪1‬وبالمقابل ترد حكومة الدولة العثمانية بهديتها والمتمثلة فيمايلي ‪ 2:‬أوال القفطان السلطاني‬
‫والعمامة والسيف هذا أول هدية ترسلها للداي بمجرد تعينها أما الهدايا األخرى فحسب المناسبة وهنا نو ضح‬
‫الهدية التي أرسلتها الدولةوهذا شيء ال يقدر بثمن وإنما يعبر الناس عنه بالخزائن (‪ )47‬وإذا كانت هاته الهدايا‬
‫ثمينة فإنها تدل على وفرة وثراء خزينة الجزائر ‪.‬‬
‫العثمانية بتاريخ ‪15‬رجب ‪1180‬ه تتمثل في ‪:‬مدافع ‪Mortier‬من عيار ‪200‬و‪ 2‬مدفع من عيار ‪32‬و‪2‬مدفع‬
‫نحاس من عيار ‪ 24‬صاريا كبير و‪ 38‬صاري صغير و‪250‬مجداف و‪250‬عودللحمالين و‪22‬عود لدفة السفن و‪60‬‬
‫عجلة للمدافع و‪200‬مجداف كبير و‪1577‬قنبلة للمدافع ومائة قنطار من العلك اليابس «‬
‫وما يمكننا مالحظته حول هاته الهدايا انها عسكرية تدخل في إطار التعاون ودعم حكومة أيالة الجزائر وقد أرسلت‬
‫الدولة العثمانية هدايا على عهد الداي محمد باشا سنة ‪1784‬م وسنة ‪1785‬م تتمثل في قنطار نحاس‬
‫(‪)48‬‬
‫و‪18‬عودا مثلثا و‪500‬قنطار من أسالك الحديد ومجموعة أخرى من أألدوات والمواد الحربية‪.‬‬
‫هدايا البايات للداي‬
‫يقدم حكام األقاليم ( البايليكات) كل ثالث سنوات وهنا نقدم هدايا باي الغرب للداي عثمان باشا كمثال على‬
‫ذالك مع العلم ان باي الشرق وباي التيطري يقدمان أيضا هدايهم والتختلف كثيرا ‪،‬بالنسبة للمال فتقدر ن‬
‫الهدية بحوالي ‪20‬الف دورو ومن المصوغ نصف مقدار ذالك وأربعة من الخيل العتاق ونحو ‪ 30‬عبدا كبارا‬
‫و‪20‬عبدا صغيرا من عبيد السودان وحياك القرمز صنعة تلمسان وحياك الحرير المحببة صنعة فاس والبالغي‬
‫ﻣﺠﻠﺔ أﻧﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت‬

‫والرواحي بالذهب واشترامبيات ( وسادة مرصعة بالذهب )ونحو ‪20‬قنطار من الشمع ومثل ذالك من العسل ومثله‬
‫(‪)49‬‬
‫من السمن والجوز ‪.‬‬
‫ويذكر لنا تيدنا أسير الداي ان هدية الباي المقدمة للدايا عثمان (‪1779‬م_‪)1782‬تقدر ب ‪ 25:‬بغال ‪12،‬‬
‫عبد ا‪25 ،‬قنطار من الشمع ‪ 50،‬قربة مملوؤة بالزبدة و‪25‬وعاء عسل ‪25،‬غطاء صوف مرهف أحمر اللون ‪50،‬لباسا‬
‫صوفيا لصالح العبيد وهدية للدايا مقدرة ب‪20000‬قرش ‪،‬وبالمقابل يقدم الداي للباي هدية تتمث في إثنين‬
‫من الخيل وبندقية مذهبة وسكين ذهبيا‪.‬‬
‫هدايا إنجليزية كانت تربط الجزائر وبريطانيا في فترة من الفترات عالقة طيبة بحكم أن الجزائر لديها قوة بحرية‬
‫مهمتها القرصنة في البحر األبيض المتوسط كما ان هاته القوة البحرية كانت توفر الحماية للدول الصديقة التي بينها‬
‫وبين الجزائر إتفاقيات صلح وسلم ومنه كانت تقدم الدول (‪)50‬األوربية الهدايا للجزائر ومن بينها بريطانيا التي‬
‫كانت في حالة تنافس مع فرنسا خاصة في مجال إستثمار القمح والمرجان وتتمثل هدايا بريطانيا في أنها أدوات‬
‫ومواد حربية فعلى سبيل في عهدا الداي محمد ‪ ،،« :‬أرسل ملك اإلنكليز هدية لوجاق الجزائر واثاثا مرصعا‬

‫‪185‬‬
‫‪185‬‬ ‫العدد الثالث عشر ديسمبر ‪2015‬‬
‫حياة دايات اجلزائر العثمانية (‪ )1830_1671‬دراسة وصفية‬
‫باألحجار الكريمة‪.‬‬
‫(‪)51‬‬

‫‪4‬مدافع وما يلزمها من عيار ‪40‬رطل ‪،‬ومع هذه المدافع ‪200‬برميل من البارود مطوقة بالنحاس كل برميل به‬
‫(‪)52‬‬
‫نصف قنطار قنبلة من عيار المدافع‪»....‬‬
‫هدية سلطان المغرب‬
‫طلب الداي عمر من سلطان المغرب موالي سليمان تقديم دعم من أجل إعادة تجديد جيشه وعمارته البحرية‬
‫فكان رد السلطان كريما وقدم له هبة تتمثل في مركبين من نوع كربيط وبالندرة واموال هبة طلب منه منحها‬
‫للمجاهدين ‪.‬‬
‫هدية أمير طرابلس‬
‫قدم امير طرابلس يوسف باشا سفينة من نوع بالكرة هبة للداي عمر‪ .‬والهدايا كانت شكل من أشكال توطيد‬
‫العالقات الداخلية بين الدايات والبايات وبين باقي المسؤولين وهذا التقليد اصبح ساري ومطبق في جميع‬
‫المستويات من اجل الحصول على وظيفة ومنصب سامي ‪ ،‬كما ان العالقات الدولية شملها هذا التقليد في تقديم‬
‫الهدايا مقابل تسير مصالح او إتفاق صلح إلخ لكن النتيجة الحاصلة هو ان الكثير من الدايات يجمعون في‬
‫(‪)53‬‬
‫سنوات قليلة ثروات ال يمكن تصورها عن طريق الهدايا ‪.‬‬
‫وما يمكننا ان نستخلصه من هذه الدراسة وهو ان دايات الجزائر مثلهم مثل غيرهم من حكام العالم على‬
‫مر العصور‪ ،‬لهم مالهم وعليهم من إنجازات وإخفاقات في الجانب السياسي ‪،‬كما ان بعض الدايات يتمتعون‬
‫بشخصية قوية ذات حنكة السياسية وخبرة عسكرية ‪،‬وذالك من خالل فرض منطقهم السياسي في رفض وقبول‬
‫التوقيع على المعاهدات الدولية التي التخدم مصلحة األيالة ‪،‬كما نجدهم حريصين على التضامن مع دول‬
‫العالم اإلسالمي وذالك من خالل مشاركتهم في الكثير من حروب الدولة العثمانية ضد أعداءها دون قيد او شرط‬
‫في ذالك ‪.‬‬
‫اما الجانب اإلنساني فنجد انا بعض الدايات لديهم إطالع واسع وإهتمام بأمور الدين من خالل تطبيقهم لبعض‬
‫نصوص الشريعة في األحكام القضائية ومن خالل إيمانهم العميق باألخرة وتقربهم هلل من خالل وقفهم لألمالكهم‬
‫في حياتهم وبعد مماتهم ‪.‬‬
‫قائمة الهوامش ‪:‬‬
‫(‪_)1‬هابسترايت‪،‬رحلة العالم األلماني ج‪،‬أو هاسترابت إلى الجزائر وتونس وطرابلس ‪1732‬م‪،‬ترج وتح ناصر‬
‫الدين سعيدوني ‪،‬درا الغرب ‪،‬اإلسالمي‪،‬تونس‪،‬ط‪،2008_1‬ص‪.88،‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ أﻧﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت‬
‫(‪_)2‬جميلة معاشي ‪،‬اإلنكشارية ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪ 37‬لمزيد من المعلومات انظر أيضا عبد الرحمن الجياللي‬
‫‪(:‬تاريخ الجزائر العام) ‪،‬ج‪3‬د‪,‬ج‪,‬م‪,‬ط‪,1997 7‬ص‪_)3(.185‬مصطفى بن عمار ‪:‬الصراع على السلطة في‬
‫الجزائر العثمانية (‪1671‬م‪1830‬م)‪،‬مذرة ماجستير‪،‬جامعة الجزائر‪،2010،‬ص‪44‬‬
‫(‪p257 40.1998 n.A.R in. emesiecle XVIII aux Alger. paradis de Venture )4‬‬
‫(‪ _)5‬هابيتسترايت ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ _)6‬إبن ابي الضياف ‪:‬إتحاف اهل الزمان وإخبار تونس في عهد األمان ‪،‬تونس ‪،‬ج‪ 2‬الدار التونسية والشركة‬
‫التونسية للنشر والتوزيع ‪،‬ط‪،2‬د‪،‬ت‪،‬ص ‪.12،11‬‬
‫(‪_)7‬حمدان خوجة ‪ ،‬المصدر السابق‪،‬ص ‪ ،19‬ص ‪.94‬‬
‫(‪_)8‬جميلة معاشي ‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪ 39‬انظر ايضا ‪:‬إبن ميمون ‪ :‬التحفة المرضية في الدولة البكداشية‬
‫في بالد الجزائر المحمية‪،‬تحقيق وتقديم محمد بن عبد الكريم ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‬
‫‪1972،‬م‪،‬ص ‪ 25‬أنظر أيضا جميلة معاشي ‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪39‬‬

‫العدد الثالث عشر ديسمبر ‪2015‬‬ ‫‪186‬‬


‫‪186‬‬
‫حياة دايات اجلزائر العثمانية (‪ )1830_1671‬دراسة وصفية‬
‫(‪ _)09‬فتيحة صحراوي ‪ :‬الداي حسين ‪،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير ‪،‬جامعة الجزائر (‪ ،2011،)2‬ص ‪.45‬‬
‫‪_)10(Emerit(M). Le voyage de la condaminea Alger en1730.in R.A.N98.1954.‬‬
‫‪p292‬‬
‫(‪_)11‬هابنسترايت ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪_)12‬عمار هالل ‪:‬أبحاث وأراء في تاريخ الجزائر المعاصرة ‪1830‬م ‪1966‬م ‪،‬الجزائر ‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫‪1995‬م‪,‬ص ‪18‬‬
‫(‪_)13‬خير الدين محمد فارس ‪:‬تاريخ الجزائر الحديث من الفتح العثماني إلى االحتالل الفرنسي ‪،‬بيروت‬
‫‪،‬ط‪،2‬مكتبة دار الشرق‪_)14(.،‬األسرى األمريكان ‪:‬ترجمة علي تابليت ‪،‬ط‪،1‬الجزائر ‪،2007‬ص ‪.162‬‬
‫(‪ _)15‬و‪،‬م‪،‬و‪ ،‬مجموعة ‪3190‬ملف ‪1‬و‪3‬‬
‫(‪_)16‬حمدان خوجة ‪ ،‬المصدر السابق‪،‬ص‪_)17(.94‬فتيحة صحراوي ‪،‬المرجع السابق ‪،‬صص ‪،53_52‬نقال‬
‫عن سعداهلل ابو القاسم‪:‬ابحاث واراء‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.248‬‬
‫(‪_)18‬سعد اهلل أبو القاسم ‪ :‬محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث وبداية االحتالل ‪،‬المنظمة الوطنية للتربية‬
‫والعلوم ‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية ‪ ،‬الجزائر ‪1977 ،‬م‪،‬ص ‪.47‬‬
‫(‪ _)19‬حسان كشرود‪ ،‬رواتب الجند وعامة الموظفين واوضاعهم اإلجتماعية واإلقتصادية بالجزائر العثمانية من‬
‫‪1659‬م إلى ‪1630‬م‪،‬مذكرةمقدمة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث ‪،2008،‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ _)20‬حمدان خوجة ‪ ،‬نفسه ‪ ،‬ص ‪، 94‬يسمى مرسول الديوان اغا اهدية يحمل معه هدية الجزائر يطلب من‬
‫الباب العالي شفاهيا ان يعطف على األيالة ويطلب المساعدة والحماية انظر ‪:‬حمدان خوجة نفسه ‪،‬ص‪.95‬‬
‫(‪_)21‬مصطفى بن عمار‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪ 46‬نقال عن ‪:‬‬
‫‪DEGrammont.de . histoire d’Alger Sour la domination turque1515-,‬‬
‫‪1830,paris ,E,leroux.1889.pp276.277‬‬
‫(‪ _)22‬محمد خير الدين فارس ‪،‬المرجع السابق‪،‬صص ‪.70،71‬‬
‫(‪_)23‬سعيدوني نصر الدين ‪:‬الجزائر في التاريخ في العهد العثماني ‪،‬المؤسسة الوطنية للكتاب ‪،‬الجزائر‬
‫‪،1981،‬ص ‪_)24(.15‬هابنسترايت‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪39‬‬
‫(‪_)25‬سعيدوني نصر الدين ‪ ،‬ورقات ‪ ,,,‬المرجع السابق‪،‬ص ‪160‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ أﻧﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت‬

‫كما يحرص الداي على حقوق الموظفين وجند اإلنكشارية بدفع أجورهم انظر ‪ :‬حسان كشرود‪:‬المرجع السابق‪،‬‬
‫‪،‬ص‪.184‬‬
‫(‪_)26‬مصطفى بن عمار‪،‬المرجع السابق‪،‬صص‪.93‬‬
‫(‪_)27‬أحمد الشريف الزهار‪»:‬مذكرات»تحقيق أحمد توفيق المدني ‪ ،‬ش‪.‬و‪.‬ن‪.‬ت‪.‬الجزائر‪،1972،‬ص‪.38‬‬
‫(‪_)28‬انفس ًه ص ‪.94‬‬
‫(‪_)29‬نفسه ص ‪.165‬‬
‫(‪_)30‬توفيق المدني ‪ ،‬محمد عثمان ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪)31(_Cano_Lonzo.Histoire d›alger.…op.cit.p14‬‬
‫(‪ _)32‬جمال قنان ‪:‬نصوص ووثائق في تاريخ الجزائر الحديث ‪،1500-1830‬م‪،‬وط‪،‬الجزائر‪،‬دط‪،‬صص‬
‫‪235،234‬‬
‫‪_)33(Thomas Shaw.Voyage dans la regence d’alger.traduit de l’anglais par‬‬
‫‪187‬‬
‫‪187‬‬ ‫العدد الثالث عشر ديسمبر ‪2015‬‬
‫حياة دايات اجلزائر العثمانية (‪ )1830_1671‬دراسة وصفية‬
‫‪J.Mac.carthy 2eme.edition.tunis1956p‬‬
‫(‪ _)33‬هابنسترايت ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ص ‪.42_30‬و ومن اهم إقامات (القصور) الداي وعائلته والمشهورة‬
‫في تلك الفترة قصر القصبة _ قصر الجنينة_ دار عزيزة _ دار حسن باشاالمعروفة بقصر الشتاء _ دار الوصيفة‬
‫العلجية‬
‫(‪)34‬المعروفة بدارقسوم _ دار خوجة الخيل _ دار مصطفى باشا _دار الصالح رايس أودار احمد_ دار الصوف _‬
‫دار الحمراء _دار خداوج العمياء _ دار قبطان رايس _دار الريسحميدو _دار الخل _قصور رياس البحر المعروفة‬
‫بحصن ‪23‬انظر ‪ :‬علي تابليت ‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.35‬‬
‫(‪ _)35‬توفيق المدني ‪،‬محمد عثمان ‪ ...‬المرجع السابق ‪،‬صص ‪.165_163‬‬
‫(‪ _)36‬توفيق المدني ‪ ،‬محمد بن عثمان ‪ ،،،،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪ _)16537‬الزهار ‪،‬المصدر السابق‪،‬ص ‪38‬‬
‫(‪_)38‬هاسبرانت ‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪49‬‬
‫(‪ _)39‬نفسه ‪،‬ص ‪(80‬‬
‫‪ _)40‬يقصد الزهار هنا الداي علي باشا بوصبع الملب بنقسيس تولى الحكم سنة ‪1754‬م لمزيد من المعلومات‬
‫حول الداي علي بوصبع انظر ‪:‬صليحة جبار ‪ :‬الداي علي بوصبع ‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪،‬جامعة الجزائر ‪.2‬‬
‫(‪_)41‬الزهار ‪،‬المصدر السابق ‪،‬ص ص ‪.30_29‬‬
‫(‪ _)42‬الزهار ‪،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪.110‬‬
‫(‪ _)43‬هاسبرانت‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.40‬‬
‫(‪ _)46‬عزيز سامحالتر‪:‬األتراك العثمانيون في إفريقيا الشمالية ‪،‬ترجمة‪،‬محمود علي عامر‪،‬ط‪،1‬دار النهضة‬
‫العربية للطباعة والنشر‪،‬بيروت‪،1998 .‬ص ‪.72‬الزهار ‪ ،‬المصدر السابق‪،‬ص ‪150‬‬
‫(‪_)47‬حمدان خوجة ‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص‪94‬‬
‫(‪_)48‬احمد توفيق المدني ‪:‬محمد عثمان باشا داي الجزائر ‪1766‬م_‪1791‬م سيرته ‪،‬حروبه ‪،‬أعماله ‪،‬نظام‬
‫الدولة والحياة العامة فيعهده‪،‬المؤسسة الوطنية للكتاب ‪،‬الجزائر ‪1986،‬ص‪151_150‬‬
‫(‪_)49‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.151‬‬
‫(‪ _)50‬فلة الموساوي القشاعي ‪،‬النظام الضريب في الشرق الجزائري المرجع السابق ص ‪ 88‬انظر ايضا ‪:‬توفيق‬
‫دحماني ‪،‬النظام الضريبي ببايلك الغرب ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬صص ‪105_103‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ أﻧﺴﻨﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت‬
‫(‪ _)51‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪88‬‬
‫(‪ _)52‬نفسه ‪،‬ص ‪158‬‬
‫(‪ _)53‬منور مروش ‪ ،‬القرصنة ‪ ،،‬المرجع السابق‪463 ،‬‬

‫العدد الثالث عشر ديسمبر ‪2015‬‬ ‫‪188‬‬


‫‪188‬‬

You might also like