Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 155

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة التكوين المتواصل‬
‫مركز تلمسان‬

‫محاضرات في الق انون التجاري‬


‫األعمال التجارية – التاجر – المحل التجاري‬

‫خاصة بالسنة الثانية ليسانس‬

‫إعداد‪ :‬د‪ .‬بغداد صديق‬


‫أستاذ محاضر قسم أ‬

‫السنة الجامعية ‪2022/2021 :‬‬

‫‪1‬‬
‫قائمة المختصرات‪:‬‬
‫قانون األسرة‬ ‫ق‪.‬أ‬
‫القانون التجاري‬ ‫ق‪.‬ت‬
‫القانون المدني‬ ‫ق‪.‬م‬
‫قانون العقوبات‬ ‫ق‪.‬ع‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات في القانون التجاري‬
‫(األعمال التجارية – التاجر – المحل التجاري)‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن تلبية حاجات العمل التجاري يف السرعة والسهولة والثقة يف املعامالت توجب إخضاعها‬
‫لقواعد حقوقية خاصة حتقق هذه املقاصد‪ ،‬لذلك راعى املشرع ذلك ومت إصدار قانون خاص بالتجارة‬
‫فسن جمموعة من القواعد اخلاصة اليت تطبق على العالقات بني التجار عند القيام بأعمال جتارية‪4‬‬
‫وهو ما سوف حناول دراسته يف هذه املطبوعة اليت تتضمن جمموعة من احملاضرات املوجهة للسنة‬
‫الثانية ليسانس بقسمني كبريين مها كل ما يتعلق باألعمال التجارية وكل ما يتعلق بالتاجر‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للقانون التجاري‬


‫ويقصد بالقانون التجاري جمموعة القواعد القانونية اليت هتتم بتنظيم األعمال التجارية ونشاط‬
‫التاجر يف ممارسته حرفه التجارة واحملل التجاري وااللتزامات التجارية وعمليات البنوك واألوراق‬
‫التجارية واإلفالس وغري ذلك من اجملاالت اليت هتم التجارة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نشأة القانون التجاري ومصادره‬


‫بدأ القانون التجاري يف صورة عادات وتقاليد وأعراف استقرت بني طبقة التجار لذلك فإنه من‬
‫الصعب التعرف بدقة على بداية ظهور هذا القانون‪ ،‬والواقع أن كثرياً من الشعوب كانت متارس‬
‫التجارة دون أن يكون لديهم قانون جتاري مستقل‪ ,‬ومل يظهر القانون التجاري مستقالً عن القانون‬
‫‪1‬‬
‫املدين إال يف القرون الوسطى يف املدن اإليطالية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة القانون التجاري‬


‫‪ -1‬د‪ .‬جاك يوسف الحكيم‪ :‬الحقوق التجارية‪ ,‬منشورات جامعة دمشق‪ ,‬كلية الحقوق‪ ,‬الجزء ‪ ,1‬الطبعة ‪ ,5112 – 5112 ,11‬ص ‪ 11‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفرع ‪ :1‬القانون التجاري في العصور القديمة‬
‫بدأت التجارة أول طريقها حول حوض البحر املتوسط‪ ,‬حيث تعترب الشعوب اليت تسكن هذه‬
‫املنطقة هي أقدم الشعوب اليت مارست التجارة بسبب موقعها اجلغرايف‪ ،‬حيث قامت هذه الشعوب‬
‫بالرعي والزراعة حيث فاض اإلنتاج عن اإلشباع املباشر حلاجاهتا فبدأت املبادالت التجارية مع الدول‬
‫والشعوب اجملاورة‪ 2,‬حيث بدأ القدماء املصريني التبادل التجاري مع الدول اجملاورة مثل اليمن والدول‬
‫اجملاورة هلا‪ ,‬ووصلت جتارهتم من جهة الشمال حىت وصلت إىل جزيرة كريت‪.‬‬
‫وقد قام املصريني القدماء بتنظيم بعض جوانب التجارة‪ ,‬حيث استنبطوا طرق مسك الدفاتر‬
‫التجارية وضبط احلسابات وكتابة العقود ونظام الرهن والقرض بفائدة‪.‬‬
‫وقد عرف البابليون أيضاً التجارة ومارسوها‪ ،‬وظهر ذلك واضحاً يف قانون محورايب الذي وضع‬
‫عام ‪ ٠٥٧١‬قبل امليالد حيث قام هذا القانون بتنظيم القرض بفائدة والشركة والوديعة والسمسرة‬
‫‪3‬‬
‫والشركة‪.‬‬
‫وقد عرف أيضاً الفينيقيون التجارة وأخذوها عن البابليني‪ ،‬وقاموا بوضع تنظيم قانويني مفصل‬
‫لبعض مسائل التجارة البحرية‪ ،‬وابتدعوا نظام اخلسارة املشرتكة والذي عرف لديهم بقانون "اإللقاء يف‬
‫‪4‬‬
‫البحر"‪.‬‬
‫وقد انتقلت التجارة إىل اإلغريق عن طريق الرحالت البحرية اليت قام هبا الفينيقيون إىل املوانئ‬
‫األوروبية اليت تقع على البحر املتوسط‪ ،‬ويرجع الفضل لإلغريق يف وضع نظام قرض املخاطر اجلسيمة‬
‫حيث يقدم أحد املمولني قرض ملالك السفينة بفائدة مرتفعة‪ ،‬وال يسرتد املقرض هذا القرض إال إذا‬
‫عادت السفينة ساملةً‪ ،‬أما إذا حدث هلا ضرر فإنه ينقص من القرض نسبة هذا الضرر‪ ،‬وقد يفقد‬
‫‪5‬‬
‫قيمة القروض بالكامل‪.‬‬

‫‪ -2‬خليل مصطفى‪ :‬محاضرات في القانون التجاري األردني‪ ,‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ,‬الطبعة ‪ ,1192 ,1‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬أصول القانون التجاري‪ ,‬دار الفكر الجامعي‪ ,‬اإلسكندرية‪ ،5112 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر البقيرات‪ :‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة ‪ ،5111 ،2‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -5‬عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،5111 ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪4‬‬
‫ومل يهتم الرومان بالتجارة حيث كانت ترتك للرقيق واألجانب‪ ،‬لذلك مل يتضمن القانون املدين‬
‫خالل اإلمرباطورية الرومانية أي قواعد تتعلق باألنشطة التجارية ورغم ذلك عرف القانون الروماين‬
‫بعض األنظمة التجارية والبحرية حيث نقلت جمموعة "جستنيان" بعض القواعد التجارية والبحرية‬
‫عن اإلغريق والفينيقيني‪ ،‬ويرجع للرومان الفضل يف تطبيق فكرة اإلفالس بدالً من اإلكراه البدين‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬القانون التجاري في العصور الوسطى‬


‫بعد سقوط اإلمرباطورية الرومانية وانتشار الفوضى واالضطرابات قامت عدة مدن مستقلة على‬
‫أنقاض هذه اإلمرباطورية مثل (البندقية وفلورنسا وبيزا وجنوة)‪ ,‬وعرفت باسم اجلمهوريات اإليطالية‬
‫وقد سيطر التجار على هذه املدن وقسموا بعضهم إىل طوائف‪ ،‬وكان املشرف على كل طائفة‬
‫شخص يسمى القنصل‪ ,‬يتوىل الفصل يف املنازعات بني التجار‪ ،‬وكان هؤالء القناصل حيكمون مبا‬
‫استقر عليه العرف والعادات السائدة بني أفراد الطائفة‪ ،‬من جمموع هذه األعراف والعادات بدأ‬
‫القانون التجاري ينشأ كقانون مستقل ومتميز‪.‬‬
‫وقد ساعد على ذلك أيضاً احلروب الصليبية اليت زادت من حجم التجارة بني الشرق والغرب‪،‬‬
‫حيث مل يكن الصليبيني حماربني فقط بل كانوا جتاراً أيضاً‪ ،‬هذه احلروب زادت من نفوذ طائفة التجار‬
‫‪6‬‬
‫حيث كانوا يقومون بتمويل اجليوش بالسالح مما جعلهم يسيطرون على السلطة السياسية‪.‬‬
‫وقد سامهت الكنيسة أيضاً يف الدول الغربية بشكل غري مباشر يف تطوير أحكام القانون‬
‫التجاري‪ ,‬حيث حرمت القرض بفائدة مما جعل أصحاب رؤوس األموال يبحثون عن وسائل جديدة‪،‬‬
‫فوجدوا نظام التوصية حيث يقدم الشخص أمواله إىل أحد التجار نظري نسبة من األرباح وال يسأل‬
‫عن اخلسارة إال يف حدود املبلغ املقدم‪.‬‬
‫وقد عرف العرب أيضاً التجارة حيث مارسوها قبل اإلسالم وبعده‪ ،‬حيث كانت القبائل العربية‬
‫خترج يف رحلة الشتاء إىل اليمن ويف رحلة الصيف إىل الشام ملمارسة التجارة‪ ،‬لذلك تكونت عادات‬
‫وأعراف جتارية كانت تطبق على هذه املعامالت‪.‬‬

‫‪ -6‬د‪ .‬جالل وفاء محمدين‪ :‬المبادئ العامة في القانون التجاري‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪5‬‬
‫وقد جاء اإلسالم مؤكداً لبعض هذه العادات واألعراف والغياً للبعض األخر منها والذي ال تتفق‬
‫مع شريعته السمحاء‪ ،‬هذا وقد ترك الفقهاء يف اإلسالم ثروة هائلة من األحكام واملبادئ املتعلقة‬
‫باملعامالت التجارية منها على سبيل املثال نظام الشركات ونظام اإلفالس ونظام اخلسارات البحرية‬
‫وكلها مستخلصة من الشريعة‪ ,‬كما عرف العرب التعامل بالسفتجة أيضاً‪ ,‬كل ذلك ساعد القانون‬
‫التجاري على االستقالل والتميز يف عهد اإلسالم‪ ،‬وميكن القول بأن القانون التجاري نشأ مستقالً‬
‫عن القانون املدين يف العصور الوسطى نتيجة ازدياد القوة السياسية لطائفة التجار‪.‬‬

‫الفرع ‪ :3‬القانون التجاري في العصور الحديثة‬


‫حاولت أوروبا يف هناية القرون الوسطى نشر جتارهتا إىل خارج قارهتا وحوض املتوسط‪ ,‬كما أدى‬
‫اكتشاف أمريكا عام ‪ 2441‬إىل منو املبادالت التجارية بني أوروبا والبلدان األمريكية واآلسيوية‬
‫وانتقل مركز التجارة العاملية من البلدان القائمة على شواطئ املتوسط إىل البلدان احملاذية للمحيط‬
‫األطلسي كإسبانيا والربتغال وهولندا وإنكلرتا وفرنسا‪ ,‬وأدى تدفق املعادن الثمينة يف البلدان املذكورة‬
‫إىل هبوط قيمة النقد وازدهار املؤسسات املصرفية‪ ,‬وأخذت الدول تتدخل لتنظيم األوضاع‬
‫االقتصادية ومحاية االقتصاد الوطين من املزامحة األجنبية‪ ,‬فتم إصدار العديد من األوامر امللكية‬
‫والتشريعات الوطنية اليت تقضي على األعراف املوحدة املنتشرة بني خمتلف الدول وهذا لتلبية‬
‫‪7‬‬
‫مقتضيات التجارة العاملية املشرتكة بينها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر القانون التجاري‬
‫كلمة مصدر تعين املنبع بصفة عامة‪ ,‬وللقانون عدة مصادر أو منابع استقى منها أساسه هي‬
‫املصدر املوضوعي أو املادي واملصدر التارخيي واملصدر الرمسي واملصدر التفسريي‪ ,‬ويقصد باملصدر‬

‫‪ -7‬د‪ .‬جاك يوسف الحكيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52 – 52‬‬


‫‪8‬‬
‫‪- Jean – Bernard Blaise : Droit des affaires, L.G.D.J, 3‬‬ ‫‪éme‬‬
‫‪édition, 2002, Paris, p 22.‬‬

‫‪6‬‬
‫املادي أو املوضوعي للقانون الظروف االجتماعية اليت استمد منها نشأته‪ ,‬على خالف املصدر‬
‫التارخيي الذي ميثل الظروف التارخيية اليت تكون عربها القانون‪ ,‬ويقصد باملصدر الرمسي للقانون‬
‫املصدر الذي تستمد منه القاعدة قوهتا امللزمة‪ ,‬على خالف املصدر التفسريي الذي ال يلزم القاضي‬
‫بالرجوع إليه إمنا يلجأ له من قبيل االستئناس‪ ,‬وللقانون التجاري بصفة عامة كبقية فروع القانون عدة‬
‫مصادر نقتصر منها على املصادر الرمسية واملصادر التفسريية وهي الفقه والقضاء باعتبارمها مصدرين‬
‫‪9‬‬
‫تفسرييني يلجأ إليهما القاضي إذا أعوزه التشريع ومبادئ الشريعة اإلسالمية والعرف‪.‬‬

‫الفرع ‪ :1‬التشريع‬
‫التشريع يأيت يف املرتبة األوىل بني خمتلف املصادر‪ ,‬وعلى القاضي أن يرجع إليه أوالً وال يرجع إىل‬
‫غريه من املصادر إال إذا مل جيد نصاً تشريعياً يطبق على احلالة املعروضة‪.‬‬
‫وميثل التشريع كمصدر من مصادر القانون التجاري فيما يلي‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ )1‬المجموعة التجارية‪ :‬ويقصد هبا قواعد وأحكام القانون التجاري الصادر عام ‪.2491‬‬
‫وقد صدرت أيضاً عدة تشريعات مكملة للقانون التجاري مثل‪ :‬قانون ‪ 41/44‬املتعلق بشروط‬
‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫وقوانني االستثمار‪,‬‬ ‫وقانون املنافسة‬ ‫وقوانني امللكية الفكرية‬ ‫ممارسة األنشطة التجارية‪,‬‬
‫‪16‬‬
‫والقوانني املتعلقة بالنقد والقرض‪ 15,‬ومرسوم ‪ 44/46‬املتعلق باالعتماد اإلجياري‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ )2‬المجموعة المدنية‪ :‬ويقصد هبا قواعد وأحكام القانون املدين الصادر عام ‪.2491‬‬

‫‪ -9‬عن مصادر القانون التجاري أنظر‪ :‬رزق هللا العربي بن المهيدي‪ :‬الوجيز في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الطبعة ‪ ,5112 ،5‬ص ‪.52 – 52‬‬
‫‪ -10‬األمر ‪ 21/52‬المؤرخ في ‪ 1152/11/52‬المتضمن القانون التجاري المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -11‬القانون رقم ‪ 15/12‬المؤرخ في ‪ ،5112/12/52‬المتعلق بالقواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬الجريدة الرسمية المؤرخة‬
‫في‪ ،5112/12/55‬العدد ‪ ،21‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -12‬األمر ‪ 92/22‬المؤرخ في ‪ 1122/12/59‬المتعلق بالرسوم والنماذج‪ ،‬الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ ,1122/12/12‬العدد ‪ ،22‬ص‬
‫‪.212‬‬
‫األمر ‪ 12/12‬المؤرخ في ‪ 5112/15/11‬المتعلق بالعالمات‪ ،‬الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ ،5112/15/52‬العدد ‪ ،22‬ص ‪.55‬‬
‫األمر ‪ 15/12‬المؤرخ في ‪ 5112/15/11‬المتعلق ببراءات االختراع‪ ،‬الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ ،5112/15/52‬العدد ‪ ،22‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -13‬األمر ‪ 12/12‬المؤرخ في ‪ ،5112/15/11‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ ،5112/15/51‬العدد ‪ ،22‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -14‬مثل األمر ‪ 12/11‬المؤرخ في ‪5111/19/51‬م المتعلق بتطوير االستثمار المعدل والمتمم باألمر ‪ 19/12‬المؤرخ في ‪,5112/15/12‬‬
‫الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ ,5111/19/55‬العدد ‪ ،25‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -15‬القانون رقم ‪ 11/15‬المؤرخ في ‪ 5115/11/11‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ 5115/11/15‬العدد ‪.25‬‬
‫‪ -16‬األمر ‪ 11/12‬المتعلق باالعتماد اإليجاري‪ ,‬المؤرخ في ‪ ,1112/11/11‬الجريدة الرسمية‪ ,‬لسنة ‪ ,1112‬العدد ‪.2‬‬
‫‪ -17‬األمر ‪ 29/52‬المؤرخ في ‪ 1152/11/52‬المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فالقاعدة األساسية أن نصوص اجملموعة التجارية هي اليت حتكم أصالً املواد التجارية على أنه إذا مل‬
‫يرد يف هذه القوانني التجارية نصوص خاصة بعالقات معينة تعني الرجوع إىل أحكام القانون املدين‬
‫باعتباره الشريعة العامة اليت تنظم مجيع العالقات جتارية كانت أو مدنية‪ 18,‬فكما سبق أن ذكرنا تعترب‬
‫أحكام وقواعد القانون التجاري استثناء من أصل عا يم جيب الرجوع إليها يف كل حالة ال حيكمها‬
‫نص جتاري ونص مدين وجب أن يغلب النص التجاري‬
‫نص خاص‪ ,‬وإذا فرض ووجد تعارض بني ي‬
‫مهما كان تاريخ نفاده وذلك تطبيقاً للقاعدة التفسريية اليت تقضي بأن النص اخلاص يغلب على‬
‫النص العام شرط أن يكون كال النصني على درجة واحدة‪ ,‬فإذا كان أحدمها نصاً آمراً واآلخر مفسراً‬
‫‪19‬‬
‫وجب األخذ بالنص اآلمر ألنه نص ال جيوز االتفاق على خمالفته‪.‬‬
‫وذهب رأي يف الفقه إىل أنه يشرتط لتطبيق أحكام القانون املدين على املواد التجارية أن تكون‬
‫متفقةً متاماً مع مقتضيات البيئة التجارية اليت تقوم على السرعة واالئتمان‪ 20,‬فمثالً _وحسب هذا‬
‫الرأي_ يستطيع القاضي استبعاد األحكام املدنية اليت تناقض خصائص العمل الرأمسايل‪ ,‬مثل استبعاد‬
‫قرينة جمانية عقد الكفالة إذا كان الدين املكفول جتارياً ألن األصل يف كفالة الدين التجاري ارتباطها‬
‫مبصلحة جتارية‪ ,‬فتعد بالتايل من املعاوضات وإن مل يتقرر باالتفاق أجر الكفيل‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬العرف‬

‫‪18‬‬
‫‪- Patrick Serlooten : Droit fixal des affaires, Dalloz, 2éme édition, 2001, paris, p 2.‬‬
‫‪ -19‬عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -20‬د‪ .‬مصطفى كمال طه‪ :‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬الدار الجامعية بيروت‪ ،1115 ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪8‬‬
‫العرف التجاري هو ما درج عليه التجار من قواعد يف تنظيم معامالهتم التجارية حبيث تصبح‬
‫‪21‬‬
‫هلذه القواعد قوة ملزمة فيما بينهم شأهنا شأن النصوص القانونية‪ ,‬وإذا كان التشريع مكتوباً دائماً‬
‫فإن العرف غري مكتوب‪ ,‬كما أن هذا األخري هو قانون تلقائي ال إرادي على عكس التشريع الذي‬
‫يعترب مصدراً إرادياً‪ ,‬ويبدأ العرف تكوينه عندما يتفق اثنان على تنظيم تصرف ما على وجه معني مث‬
‫يتبع باقي األشخاص نفس هذا التنظيم فيما يتعلق هبذا التصرف فرتة من الزمن لدرجة أهنم يشعرون‬
‫بأنه أصبح ملزماً هلم دون النص عليه‪ ,‬فهو يف الواقع نوع من االتفاق الضمين على ضرورة اتباع‬
‫قواعد معينة يف حاالت معينة‪ ,‬على أن ذلك ال يعين أن العرف واجب التطبيق إذا ما انصرفت إرادة‬
‫األفراد إليه فقط بل إنه واجب التطبيق طاملا مل تتجه إرادة املتعاقدين إىل استبعاده حىت ولو ثبت عدم‬
‫علم األطراف به‪ ,‬ذلك ألن العرف يستمد قوته امللزمة من إميان اجلميع به واعتباره حكماً عاماً‬
‫كالتشريع متاماً‪.‬‬
‫ويتمتع العرف يف جمال القانون التجاري مبكانة كبرية عن بقية فروع القانون األخرى رغم ازدياد‬
‫النشاط التشريعي وازدياد أمهيته‪ ,‬ذلك أن هذا الفرع من القانون نشأ أصالً نشأة عرفية ومل يدون إال‬
‫‪22‬‬
‫يف فرتة متأخرة عن بقية فروع القانون‪.‬‬
‫والعرف قد يكون عاماً متبعاً يف الدولة بأسرها وقد يكون حملياً‪ ,‬ويقع على اخلصوم عبء إثبات‬
‫العرف‪ ,‬وقد جرى العمل على استخراج شهادات من الغرف التجارية بوجوده‪ ,‬ومن األمثلة على‬
‫العرف التجاري قاعدة افرتاض التضامن بني املدينني بديون جتارية إذا تعددوا خالفاً للقاعدة العامة‬
‫املنصوص عليها يف القانون املدين واليت تقضي بأن التضامن ال يفرتض وإمنا يكون بناءً على اتفاق أو‬
‫نص يف القانون‪.‬‬
‫ي‬

‫‪ -21‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري (نظرية العمل التجاري‪ ،‬نظرية الحرفة التجارية‪ ،‬الملكية التجارية والصناعية)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،5111 ،‬ص ‪.52‬‬
‫د‪ .‬هاني دويدار‪ :‬القانون التجاري (التنظيم القانوني للتجارة‪ ,‬الملكية التجارية والصناعية‪ ،‬الشركات التجارية)‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ ،5119 ،1‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -22‬د‪ .‬جالل وفاء محمدين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪9‬‬
‫وبناءً على ما سبق إذا ما عرض نزاع جتاري‪ ،‬على القاضي اجلزائري أن يتبع الرتتيب التايل يف‬
‫تطبيقه لقواعد القانون‪:‬‬
‫‪ .2‬النصوص اآلمرة املوجودة باجملموعة التجارية‪.‬‬
‫‪ .1‬النصوص اآلمرة املوجودة بالقانون املدين‪.‬‬
‫‪ .3‬قواعد العرف التجاري‪.‬‬
‫‪ .4‬العادات التجارية‪.‬‬
‫‪ .1‬النصوص التجارية املفسرة‪.‬‬
‫‪ .6‬النصوص املدنية املفسرة‪.‬‬
‫أما ما يتفق عليه صراحة أطراف النزاع فيأيت قبل التشريع أو العرف إن مل يكن حكماً آمراً‪.‬‬

‫الفرع ‪ :3‬المصادر التفسيرية‬


‫يقصد مبصادر القانون التفسريية املصادر اليت يتمتع القاضي إزاءها بسلطة اختيارية إن شاء رجع‬
‫إليها للبحث عن حل النزاع املعروض أمامه دون إلزامه بإتباعها فاملصادر التفسريية على خالف‬
‫املصادر الرمسية مصادر اختيارية‪ ,‬إن شاء رجع إليها للبحث عن حل النزاع أمامه دون إلزام عليه‬
‫بإتباعها‪ ,‬ويعترب القضاء والفقه من املصادر التفسريية‪.‬‬

‫‪ )2‬القضاء‬
‫يقصد بالقضاء جمموعة األحكام الصادرة من خمتلف احملاكم يف املنازعات اليت عرضت عليها‪,‬‬
‫كما يقصد هبا مدة احلجية اليت تتمتع هبا هذه األحكام وهو ما يطلق عليه السابقة القضائية‪ ,‬وهذه‬
‫األخرية متثل األحكام اليت تصدر يف املسائل القانونية اجلديدة ذات األمهية اخلاصة واليت مل يرد حلها‬
‫يف القانون‪ ,‬ويعترب دور القضاء بالنسبة هلذه السوابق دور خالق يوسع مبقتضاها نطاق تطبيق‬
‫القانون‪ ,‬حيث تؤدي إىل سن حلول ملوضوعات مماثلة هلا يف املستقبل‪ 23,‬ويالحظ أن دور القضاء‬
‫يف اجلزائر _كما هو احلال يف التشريعات األوربية حيث يسود فيها التشريع_ يقتصر على تفسري‬
‫‪ -23‬د‪ .‬هاني دويدار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪10‬‬
‫القاعدة القانونية دون خلقها ذلك أن القضاء ال يعترب مصدراً للقانون باملقارنة مع مصدر التشريع‪,‬‬
‫فاختصاص القاضي اجلزائري هو تطبيق للقانون يف احلاالت املعروضة عليه دون أن تكون ألحكامه‬
‫قيمة القاعدة امللزمة‪.‬‬
‫وخيتلف موقف القضاء يف القانون اإلجنليزي والبالد األنجلو سكسونية بصفة عامة حيث تسود‬
‫قاعدة "السابقة القضائية" واليت مبقتضاها تلزم احملاكم يف أحكامها مبا سبق أن صدر من جهات‬
‫قضائية أخرى سواء كانت أعلى درجة منها أو مساوية هلا‪ ,‬ويرتتب على ذلك اعتبار القضاء وفقاً‬
‫‪24‬‬
‫هلذا النظام مصدراً ملزماً للقانون‪.‬‬
‫وعموماً قد لعب القضاء دوراً كبرياً يف خلق العديد من القواعد التجارية كالقواعد اخلاصة‬
‫بعمليات البنوك ونظرية الشركة الفعلية‪ 25‬ونظرية األعمال التجارية بالتبعية اليت توسع فيها القضاء‬
‫‪26‬‬
‫واإلفالس الفعلي وغريها‪.‬‬

‫‪ )1‬الفقه‬
‫يقصد بالفقه جمموعة آراء الفقهاء يف هذا الفرع من القانون بشأن تفسري مواده فالفقهاء يقومون‬
‫باستنباط األحكام القانونية من مصادرها بالطرق العلمية نتيجة تكريس جهودهم لدراسة هذا الفرع‬
‫من فروع القانون‪ ,‬والرأي السائد أن الفقه ال يعترب مصدراً للقانون‪ ,‬حيث تقتصر وظيفته على جمرد‬
‫شرح القانون شرحاً علمياً بدراسة النصوص القانونية وما يربطها من صالت مث استنتاج مبادئ عامة‬
‫‪27‬‬
‫يف تطبيقات مماثلة وذلك دون أن يكون مصدراً ملزماً للقاضي‪.‬‬
‫وقد ساعد الفقه كثرياً يف تطوير مواد القانون التجاري نتيجة نقد احللول القانونية والقضائية وإبراز‬
‫مزاياها وعيوهبا وما هبا من تناقض وأدى ذلك إىل سرعة مواكبة التطور احلاصل يف املواد القانونية‪.‬‬

‫‪ -24‬د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -25‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ 25122‬المؤرخ في ‪ ,1199/15/15‬المجلة القضائية ‪ ,1111‬عدد ‪ ,2‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -26‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -27‬د‪ .‬هاني دويدار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عالقة القانون التجاري بفروع القانون والعلوم األخرى ونطاق تطبيقه‬
‫كان القانون التجاري يف وقت من األوقات جزءاً ال يتجزأ من القانون املدين لكن ونظراً لسرعة‬
‫وتطور التجارة باإلضافة إىل االئتمان الذي يدل على الثقة ويعين منح املدين أجالً للوفاء‪ ،‬ويعترب‬
‫بديالً رئيسياً الستعمال النقود ومسة جوهرية لصيقة باحلياة التجارية ومعامالهتا‪ ،‬حيث أن التجار قلما‬
‫‪28‬‬
‫أصبح من الضروري أن‬ ‫تتوافر يف خزائنهم السيولة النقدية الكافية ملواجهة التزاماهتم التجارية‪,‬‬
‫ينفصل بقواعد خاصة على أن يتم الرجوع إىل القانون املدين فيما مل يرد بشأنه نص خاص باعتباره‬
‫الشريعة العامة‪.‬‬
‫ويقصد بالقانون التجاري جمموعة القواعد القانونية اليت هتتم بتنظيم األعمال التجارية ونشاط‬
‫التاجر يف ممارسته حرفة التجارة واحملل التجاري وااللتزامات التجارية وعمليات البنوك واألوراق‬
‫‪29‬‬
‫التجارية واإلفالس وغري ذلك من اجملاالت اليت هتم التجارة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقوانين والعلوم األخرى‬

‫الفرع ‪ :1‬عالقة القانون التجاري بالقانون المدني‬


‫وفقاً للتعريف السابق فالقانون التجاري ليس إال فرعاً من فروع القانون اخلاص شأنه يف ذلك‬
‫شأن القانون املدين إىل جوار الفروع األخرى كقانون العمل وقانون األسرة‪ ,‬وإذا كان القانون املدين‬
‫ينظم أساساً كافة العالقات بني خمتلف األفراد دون متيز بني نوع التصرف أو صفة القائم به أي‬
‫قانوناً عاماً فإن القانون التجاري ينظم فقط عالقات معينة هي العالقات التجارية‪ ،‬وقد أدى إىل‬
‫ظهور هذا النوع من القواعد القانونية الظروف االقتصادية والضرورات العملية اليت استلزمت خضوع‬
‫طائفة معينة من األشخاص هم التجار ونوع معني من املعامالت هي األعمال التجارية لتنظيم قانوين‬
‫يتميز عن ذلك الذي يطبق على املعامالت املدنية‪ ,‬حيث عجزت القواعد املدنية عن تنظيم‬
‫املعامالت التجارية اليت قوامها السرعة من جهة والثقة واالئتمان من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -28‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -29‬علي جمال الدين عوض‪ :‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1152‬ص ‪.1‬‬
‫د‪ .‬هاني دويدار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪12‬‬
‫فاملالحظ أن املعامالت املدنية تتسم دائماً بالثبات والرتوي على عكس البيئة التجارية اليت‬
‫‪30‬‬
‫يف وقت واحد‪ ,‬فطبيعة العقود اليت جترى يف جمال التجارة ختتلف كل‬ ‫تتطلب السرعة والثقة‬
‫االختالف عن تلك اليت جتري يف البيئة املدنية‪ ,‬ذلك أن الصفقات اليت يربمها التاجر ال تكون بقصد‬
‫االستعمال الشخصي أو بقصد االحتفاظ هبا وإمنا إلعادة بيعها لتحقيق ربح من فروق األسعار كما‬
‫وأن مثل هذه الصفقات تعقد كل يوم مرات ومرات بالنسبة لكل تاجر وهو يربمها بأسلوب سريع‪.‬‬
‫وقد ظهرت فعالً عادات وتقاليد معينة التزمت هبا طائفة من التجار يف معامالهتم التجارية ختتلف‬
‫عن تلك القواعد اليت تنظم املعامالت املدنية‪ ,‬واضطر املشرع إىل تقنني هذه العادات التجارية يف‬
‫جمموعات خاصة بالتجارة والتجار‪ ,‬وظلت هذه القواعد اجلديدة تزداد شيئاً فشيئاً حىت أصبح هلا‬
‫كيان مستقل‪.‬‬
‫وبالتايل ملا كان القانون املدين هو الشريعة العامة جلميع األفراد ومجيع التصرفات فإن أحكام‬
‫وقواعد القانون التجاري ليست إال استثناء من أصل عام جيب الرجوع إليه يف كل حالة ال حيكمها‬
‫نص خاص‪ ,‬تظهر هذه الصلة الوثيقة بني القانون املدين والتجاري بوضوح يف معظم التشريعات‪,‬‬
‫ففي القانون الفرنسي وكذلك اجلزائري جند اجملموعة التجارية ال تتكلم عن البيع إال يف مادة واحدة‬
‫وتلجأ بالنسبة لباقي األحكام إىل القواعد العامة بالقانون املدين‪.‬‬
‫على أننا جند من جانب آخر أن القانون التجاري أثره يف القانون املدين ويتمثل يف عدة حاالت‬
‫منها اعتبار الشركات اليت تأخذ الشكل التجاري شركات جتارية ختضع للقانون التجاري أياً كان‬
‫موضوع نشاطها‪ ,‬كما قد يقرر املشرع اكتساب الشركة لصفة التاجر بصرف النظر عن طبيعة نشاطها‬
‫‪32‬‬
‫سواء كان موضوع نشاطها جتارياً أو مدنياً‪ 31,‬وهو ما نصت عليه املادة ‪ 144‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫ويف عالقة القانون التجاري بالقانون املدين ظهر اجتاهني فقهيني مها‪:‬‬

‫‪ -30‬د‪ .‬جاك يوسف الحكيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -31‬رزق هللا العربي بن المهيدي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11 – 1‬‬
‫‪ -32‬حيث جاء فيها‪ُ ..." :‬تعد شركات التضامن وشركات التوصية والشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات المساهمة تجارية بحكم شكلها‬
‫ومهما يكن موضوعها"‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ )1‬االتجاه المنادي بوحدة القانون الخاص‬
‫نظراً للصلة الوثيقة بني أحكام القانونني التجاري واملدين ظهر اجتاه يف الفقه القانوين‪ 33‬ينادي‬
‫بإدماجهما معا يف قانون واحد يطبق على مجيع األفراد ويف مجيع املعامالت دون تفرقة بني عمل‬
‫مدين أو جتاري أو بني تاجر وغري تاجر وذلك بفرض الوصول إىل ما يسمى بوحدة القانون اخلاص‪.‬‬
‫ويربرون اقرتاحهم باألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة إفادة مجيع الناس مبا فيهم غري التجار من مزايا السرعة والسهولة وضمان الثقة يف‬
‫املعامالت اليت توفرها احلقوق التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬قيام معظم الناس بعدد من األعمال التجارية كتداول األسهم والسندات التجارية وفتح‬
‫احلسابات البنكية مما يوجب إخضاع هذه املعامالت إىل أحكام واحدة سواء أقام هبا التاجر‬
‫أم شخص عادي‪.‬‬
‫وقد أخذت فعالً بعض البالد هبذا االجتاه كما هو احلال يف الواليات المتحدة وإنجلترا‬
‫وسويسرا وإيطاليا‪ ,‬حيث استطاعت معظم هذه البالد إدخال العناصر والصفات التجارية للقانون‬
‫املدين‪ ,‬ومثال ذلك القانون المدني اإليطالي الصادر عام ‪ 2441‬الذي رد القانون التجاري إىل‬
‫حظرية القانون املدين فألغى جمموعة القانون التجاري وأدمج موضوعاهتا يف جمموعة القانون املدين‪.‬‬

‫‪ )2‬االتجاه المنادي بضرورة استقالل القانون التجاري‬


‫إن فكرة املناداة بتوحيد أحكام القانون التجاري مع القانون املدين وإن كانت تعد منطقية يف‬
‫ظاهرها إال أهنا ختالف يف جوهرها حقيقة األوضاع والضرورات العملية‪ ,‬فما من شك أن املعامالت‬
‫التجارية هلا ملا مييزها عن املعامالت املدنية مما يستتبع وضع نظام خاص هبا فطبيعة املعامالت‬
‫التجارية تقتضي السرعة وسهولة اإلجراءات‪.‬‬
‫وليس من املفيد أن تنتقل هذه التسهيالت إىل احلياة املدنية اليت تتسم بطابع االستقرار والرتوي‬
‫وذلك أن من شأن تعميم هذه السرعة يف اإلجراءات زيادة املنازعات وعدم استقرار التعامل بني‬
‫‪ -33‬د‪ .‬جاك يوسف الحكيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪14‬‬
‫املدنيني وصعوبة اإلثبات أمام القضاء‪ ,‬خاصة أن مسك الدفاتر أمر ال يلتزم به سوى التجار‪ ,‬كما‬
‫أن املناداة بنقل بعض اإلجراءات الرمسية والشكلية املدنية إىل العقود التجارية أمر يؤدي يف الواقع إىل‬
‫عرقلة التجارة مهما بلغت أمهية عقودها أو ضخامتها‪ ،‬باإلضافة إىل أن تشجيع املدنيون على التعامل‬
‫باألوراق التجارية خاصة السفاتج منها من شأنه أن يدفع هبم يف جماالت ال شأن هلا هبا‪.‬‬
‫ويالحظ أن البالد اليت أخذت بتوحيد كال القانونني مل تستطع إدماجها إدماجاً كلياً حيث ظلت‬
‫فيها بعض األحكام والقواعد املستقلة اليت تنفرد هبا املعامالت التجارية وطائفة التجار كما هو احلال‬
‫يف البالد األنجلو سكسونية‪ ,‬ومن أمثلة ذلك إنجلترا حيث أصبحت النظم التجارية منفصلة عن‬
‫جمموع القانون العام مثل قانون بيع البضائع وقانون اإلفالس والشركات وكذلك احلال يف كل من‬
‫القانون السويسري واإليطالي الذي وضع كل منها بعض النظم اخلاصة بالتجارة والتجار مثل مسك‬
‫الدفاتر التجارية واإلفالس‪.‬‬
‫إن للقانون التجاري أصالته يف عدة موضوعات ال جند هلا سنداً إال باجملموعة التجارية‪ ,‬مثل‬
‫اإلفالس وتصفية األموال وعمليات البنوك خاصة ما يتعلق منها باحلساب اجلاري وخطابات الضمان‬
‫والتحويل املصريف اليت نشأت نتيجة املقتضيات العملية واقرها القضاء التجاري‪.‬‬
‫والواقع أنه ما من شك يف أن لكل من القانون املدين والتجاري جماله وأن يف إدماجهما يف قانون‬
‫واحد ال يتناسب مع طبيعة معامالت كل منهما بل أن فيه إنكار للواقع على أن استقالل القانون‬
‫التجاري ال يعين إنكار الصلة الوثيقة بينه وبني القانون املدين‪ ,‬إذ قد يعتمد القانون التجاري على‬
‫بعض أحكام القانون املدين اعتماداً كلياً ويكتفي باإلحالة عليها ويؤدي هذا إىل اعتبار القانون املدين‬
‫األصل العام الذي يرجع إليه كمصدر من مصادر القانون التجاري‪ ,‬ومن هنا صح الرأي الذي قال‬
‫بأن وجود القانون التجاري يدين بوجوده إىل عدم مالئمة العديد من قواعد القانون املدين لألنشطة‬
‫‪34‬‬
‫التجارية وترجع عدم املالئمة إىل خصائص ممارسة تلك األنشطة‪.‬‬

‫‪ -34‬د‪ .‬هاني دويدار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11 – 11‬‬

‫‪15‬‬
‫الفرع ‪ :2‬عالقة القانون التجاري بعلم االقتصاد‬
‫توجد عالقة وثيقة بني القانون التجاري وعلم االقتصاد‪ ,‬حيث أن هذا األخري يبحث عن كيفية‬
‫إشباع احلاجات اإلنسانية عن طريق املوارد‪ ,‬والقانون التجاري ينظم وسائل احلصول على هذه‬
‫احلاجات فيقوم بتنظيمها من الناحية القانونية واالتفاقية والقضائية‪ ,‬وبالتايل فإن كالً من علم‬
‫‪35‬‬
‫االقتصاد والقانون التجاري يعمل على توفري املوارد وتسخريها خلدمة اإلنسان‪.‬‬
‫وقد أدى تطور التجارة يف الوقت احلايل إىل خلق قواعد قانونية جديدة يف اجملال التجاري‬
‫والصناعي واملايل مثل عقود النقل والتأمني وعمليات البنوك مما جعل القانون التجاري يعترب قانوناً‬
‫لألعمال بالنسبة لعلم االقتصاد‪.‬‬

‫الفرع ‪ :3‬عالقة القانون التجاري بالقانون الدولي‬


‫للقانون التجاري صالت وثيقة بالقانون الدويل اخلاص‪ ,‬فهو يقوم بتنظيم العالقات التجارية‬
‫اخلارجية‪ ,‬إذ حيكم املعامالت اليت تنشأ بني أفراد الدولة مع رعايا الدول األخرى يف املعامالت‬
‫الناشئة عن التصدير واالسترياد والتبادل التجاري بني رعايا الدول املختلفة‪ ،‬وتظهر أيضاً صلة القانون‬
‫التجاري بالقانون الدويل لفرعيه اخلاص والعام يف حالة إبرام اتفاقيات جتارية دولية‪ ،‬وهذا ما أدى إىل‬
‫احلاجة املاسة إىل توحيد حكم هذا الفرع من القانون نظراً الزدياد العالقات التجارية الدولية نتيجة‬
‫سهولة وسائل النقل وانتشارها‪ ,‬فنشأت احلاجة إىل توحيد أهم قواعد القانون التجاري بسبب‬
‫اختالف القواعد الداخلية لكل دولة‪ ,‬وذلك للقضاء على مشكلة تنازع القوانني‪ ,‬وقد جلأت الدول‬
‫والتجار إىل عدة وسائل لتوحيد أحكام القانون التجاري‪ ,‬ومن األمثلة على ذلك ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬يف جمال التوحيد االتفاقي ال التشريعي جلأ التجار أنفسهم إىل وضع قواعد اتفاقية موحدة‬
‫للعالقات الدولية يؤخذ هبا إذا رغب أطراف التعاقد مبعىن أن توحيد األحكام يتم بطريق إصدار‬
‫مناذج عقود دولية يلتزم املتعاقدين هبا يف عقودهم الدولية‪ ,‬ومن ذلك عقود البيع الدولية النماذج‬
‫املعدة لعقد التصدير واالسترياد أو العقود اليت جتريها اهليئات املهنية كالنقابات والغرف التجارية‪.‬‬

‫‪ -35‬د‪ .‬جاك يوسف الحكيم‪ :‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.11‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ )2‬يف جمال املعاهدات جلأت الدول إىل توحيد بعض أحكام القانون التجاري عن طريق املعاهدات‬
‫الدولية اليت تضع أحكام قانونية موحدة تقبلها الدول املوقعة عليها وتلتزم هبا يف العالقات‬
‫الدولية فقط‪ ,‬مبعىن أن العالقات الداخلية هلذه الدول املوقعة على االتفاقيات ال ختضع ألحكام‬
‫هذه األخرية وإمنا ختضع ألحكام القانون الداخلي‪ ,‬ومن األمثلة على ذلك اتفاقية بون ‪2413‬‬
‫يف حاالت النقل بالسكك احلديدية‪ ,‬إذ حددت هذه االتفاقية شروط وآثار عقد النقل يف‬
‫حالة ما إذا كان النقل يتعدى احلدود السياسية للبالد املتعاقدة‪.‬‬
‫‪ )3‬كما جلأت الدول إىل عقد اتفاقيات دولية تؤدي إىل إنشاء قانون موحد جلميع الدول املتعاقدة‬
‫على أن تتعهد هذه الدول بتعديل قانوهنا الداخلي مبا يطابق أحكام هذه االتفاقيات حبيث‬
‫تصبح هذه األخرية مبثابة قانون داخلي‪ ,‬ومن األمثلة على هذه االتفاقيات اتفاقية جنيف‬
‫خبصوص توحيد أحكام السفتجة والسند ألمر سنة ‪ 2434‬وأحكام الشيك ‪.2432‬‬

‫الفرع ‪ :4‬عالقة القانون التجاري بالقانون الجنائي‬


‫للقانون التجاري أيضاً عالقة وطيدة مع القانون اجلنائي‪ ,‬حيث ينظم هذا األخري اجلرائم‬
‫واملخالفات املتعلقة مبمارسات التجار كجرمية اإلفالس وتقليد أو تزوير براءات االخرتاع واالعتداء‬
‫على امللكية الفكرية وجرمية إصدار شيك بدون رصيد وغريها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نطاق تطبيق القانون التجاري الجزائري‬


‫اختلف كثري من الفقهاء يف حتديد نطاق القانون التجاري وكان هذا االختالف عن عمد وذلك‬
‫النتماء كل فريق منهم إىل نظرية معينة دون غريها‪ ,‬وكان نتيجة هذا االختالف أن أثري التساؤل‪:‬‬
‫هل القانون التجاري هو قانون التجار أم هو القانون الذي حيكم األعمال التجارية ؟‬
‫وميكن رد اآلراء اليت قال هبا الفقهاء إىل نظريتني‪ ،‬األوىل وهي النظرية املوضوعية والثانية هي‬
‫النظرية الشخصية‪ 36,‬وسوف نعاجل هاتني النظريتني فيما يأيت‪:‬‬

‫‪ -36‬د‪ .‬عزيز العكيلي‪ :‬العمل التجاري كإطار عام لنطاق القانون التجاري الكويتي‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬الكويت‪ ،‬السنة ‪ ،2‬العدد ‪ ،1195 ،1‬ص ‪52‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفرع ‪ :1‬النظرية الموضوعية‬
‫ويذهب أصحاب هذه النظرية عند القائلني هبا‪ ،‬أن القانون التجاري حتدد دائرته باألعمال‬
‫التجارية وتطبق أحكامه على هذه األعمال دون ارتباط بشخص القائم هبا سواء كان حيرتف التجارة‬
‫أو ال حيرتف‪ ,‬ولكن العربة مبوضوع النشاط الذي ميارسه الشخص وحىت ولو قام به مرة واحدة‪ 37‬فهو‬
‫قانون العمل التجاري ال قانون التجار‪ 38,‬ويف احلقيقة انتقدت هذه النظرية على أساس أهنا تقتضي‬
‫حتديد األعمال التجارية على حنو قاطع‪ ,‬وهو أمر يصعب على املشرع القيام به نظراً ملا يستجد من‬
‫أعمال جتارية جديدة يوما بعد يوم نتيجة التطور االقتصادي احلديث‪ ،‬عالوة على ذلك فإن فكرة‬
‫العمل التجاري وإن كانت صاحلةً لتفسري بعض أحكام القانون التجاري تظل مع ذلك قاصرًة عن‬
‫تفسري البعض اآلخر كاألحكام املتعلقة باإلفالس وااللتزام بالقيد يف السجل التجاري وشهر النظام‬
‫‪39‬‬
‫املايل للزواج ومسك الدفاتر التجارية ونظرية األعمال التجارية بالتبعية‪.‬‬
‫وكانت الدوافع اليت أدت للقول هبذه النظرية هلا جانبني يف نظر القائلني هبا‪ ،‬األول جانب فين‬
‫يستند إىل نص املادتني ‪ 639‬و ‪ 632‬ق‪.‬ت الفرنسي‪ ،‬وتقضي املادة ‪ 632‬من القانون املذكور‬
‫على عقد االختصاص باحملاكم التجارية بالنظر يف املنازعات اخلاصة باملعامالت التجارية‪ ,‬وهذا دون‬
‫أن حتدد هذه املعامالت وأنواعها على سبيل احلصر‪ ,‬وكذلك ما قضت به املادة ‪ 636‬من ذات‬
‫القانون على أن احملاكم التجارية ال ختتص بنظر املنازعات املرفوعة على التجار بسبب تعاقداهتم‬
‫اخلاصة أو شرائهم أشياء الستعماهلم اخلاص بعيداً عن نشاطهم التجاري‪.‬‬
‫وكان تفسري هذه النصوص يف نظر القائلني بالنظرية املوضوعية يوحي بأن العمل التجاري _دون‬
‫سواه_ هو معيار حتديد نطاق القانون التجاري‪.‬‬

‫‪ -37‬رزق هللا العربي بن المهيدي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15 – 11‬‬


‫د‪ .‬عزيز العكيلي‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ,‬عمان‪ ,1115 ،‬ص ‪.15 – 11‬‬
‫د‪ .‬حمد هللا محمد حمد هللا‪ :‬القانون التجاري (األعمال التجارية‪ ،‬التاجر)‪ ،‬مكتبة القانون واالقتصاد‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة ‪ ،5112 ،1‬ص ‪.19 – 12‬‬
‫‪ -38‬د‪ .‬جالل وفاء محمدين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -39‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11 – 11‬‬

‫‪18‬‬
‫أما عن اجلانب الثاين فهو ذو صيغة سياسية ملا تؤدي إليه النظرية املوضوعية من تدعيم ملبدأ‬
‫احلرية االقتصادية الذي يتميز بالقضاء على نظام الطوائف الذي كان سائداً يف العصور السابقة‪،‬‬
‫وطاملا كان حائالً يعوق ازدهار التجارة وتقدمها‪ ،‬بسبب منع هذا النظام لغري طائفة التجار مباشرة‬
‫‪40‬‬
‫األعمال التجارية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬النظرية الشخصية‬


‫يذهب أصحاب هذا االجتاه إىل أن القانون التجاري ال يطبق إال على التجار‪ ,‬أي أن مناط‬
‫تطبيق أحكام القانون التجاري هو شخص القائم بالعمل التجاري‪ ،‬ومعىن ذلك أن القانون التجاري‬
‫ال يطبق على غري التجار حىت وإن مارسوا أحد األعمال التجارية‪ ،‬وختضع معامالت التاجر ألحكام‬
‫‪41‬‬
‫القانون التجاري حىت لو كانت يف األصل معامالت مدنية‪.‬‬
‫ورغم بساطة هذه النظرية وسهولة تطبيقها إال أهنا ال ختلوا من النقد‪ ,‬فمن ناحية أوىل وفقاً هلذه‬
‫النظرية يطرح التساؤل حول اكتساب الشخص صفة التاجر وكيف يتم ذلك؟‬
‫فإذا كانت اإلجابة بأنه ذلك الذي يباشر األعمال التجارية فإن السؤال يعود ويطرح نفسه مرة‬
‫أخرى ومىت يعترب العمل جتارياً إذا قام به أحد التجار؟‬
‫وهكذا ندور يف حلقة مفرغة‪ ,‬ومن ناحية ثانية إذا قام أصحاب هذه النظرية بتحديد األعمال‬
‫التجارية‪ ,‬فإن ذلك يكون حتديداً حتكمياً‪ ,‬وال يراعى ما يطرأ على هذا اجملال من تطور‪.‬‬
‫ومن ناحية ثالثة فإن هذه النظرية توسع من تطبيق أحكام القانون التجاري حيث تطبق على كل‬
‫األعمال اليت يقوم هبا التاجر حىت وإن كانت أعماالً مدنيةً مثل شراء أثاث ملنزله كما أهنا تضيق من‬
‫تطبيق أحكام القانون التجاري عندما ال تسمح بتطبيق أحكامه على غري التجار حىت وإن مارسوا‬
‫عمالً من األعمال التجارية‪.‬‬

‫‪ -40‬عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫‪ -41‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األعمال التجارية‬
‫سوف نبحث يف هذا الفصل حول معايري التمييز بني األعمال املدنية والتجارية للتعرف على‬
‫أمهية هذا التمييز‪ ,‬مث نتطرق إىل أنواع هذه األعمال التجارية يف القانون اجلزائري‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التفرقة بين األعمال المدنية واألعمال التجارية وأهمية التفرقة‬
‫المطلب األول‪ :‬معايير التفرقة بين األعمال المدنية والتجارية‬
‫قبل التطرق لألعمال التجارية جيب علينا أن منيز بني العمل املدين والعمل التجاري‪ ،‬فلقد عرفنا‬
‫مما سبق أن القانون التجاري خيتلف عن القانون املدين من حيث جماله حيكم األعمال التجارية‬
‫والتجار‪ ،‬ومن حيث مصادره‪ ،‬ومعظم التشريعات التجارية ومنها القانون اجلزائري اكتفت بتعداد‬
‫األعمال التجارية دون إعطاء معايري دقيقة ميكن االرتكاز عليها ملعرفة مىت يكون العمل مدنيا ومىت‬
‫يكون العمل مدنياً‪ ,‬وتتمثل هذه املعايري اليت اقرتحها الفقه على النحو التايل‪:‬‬

‫الفرع ‪ :1‬معيار الربح والمضاربة‬


‫ذهب اجتاه إىل أن العمل ال يعترب جتارياً إال إذا كان اهلدف منه كسب الربح أي حيتوي على‬
‫عنصر املضاربة هبدف حتقيق الربح‪ 42,‬وبالتايل يعترب العمل جتارياً مىت كان يهدف إىل املضاربة عن‬
‫طريق حتقيق الربح‪ 43‬من خالل فرق السعر بني الشراء وإعادة البيع أو نتيجة حتويل املواد األولية‬
‫‪44‬‬
‫وإعادة بيعها مرة أخرى بعد تصنيعها‪ ,‬فمثالً التمييز بني ما إذا كان استغالل الصحف يعترب عمالً‬
‫جتارياً أو مدنياً يرجع إىل القصد من إنشاء الصحيفة فإذا كان اهلدف من إنشائها هو البحث العلمي‬
‫أو األديب أو الثقايف عامة أو التعبري عن فكر أو مذهب معني‪ ,‬فإهنا تعترب عمالً مدنياً أما إذا كان‬
‫اهلدف من إنشائها املضاربة على أسعار الورق ومقاالت احملررين أي كان هدفها حتقيق الربح فإهنا‬
‫تعترب عمالً جتارياً‪.‬‬

‫‪ -42‬د‪ .‬مصطفى كمال طه‪ :‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬الطبعة ‪ ،1111 ,52‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -43‬علي فتاك‪ :‬مبسوط القانون التجاري الجزائري في م قدمة القانون التجاري‪ ،‬نظرية األعمال التجارية‪ ،‬ابن خلدون للنشر والتوزيع‪ ،‬وهران‪,‬‬
‫‪ ،5112‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -44‬د‪ .‬شاذلي نور الدين‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،5112 ،‬ص ‪.59 – 52‬‬

‫‪20‬‬
‫ولكن مت نقد هذا املعيار بأن معظم املعامالت سواء كانت جتارية أو مدنية هتدف إىل حتقيق‬
‫الربح‪ ,‬فمثالً أصحاب املهن احلرة مثل احملامي والطبيب واملهندس واحملاسب هتدف أعماهلم إىل حتقيق‬
‫الربح‪ ,‬كما أنه هناك بعض العمليات رغم أهنا تعترب جتاريةً إال أهنا ال هتدف إىل حتقيق الربح مثل‬
‫شراء بضاعة بقصد بيعها بأقل من سعر الشراء دون حتقيق الربح‪ 45,‬مما يثبت بأن هذا املعيار غري‬
‫كاف وحده للتمييز بني العمل التجاري والعمل املدين‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬معيار التداول‬


‫وذهب اجتاه آخر إىل أن العملية تعترب جتارية إذا كانت تتعلق بتداول الثروات وتوزيعها‪ ,‬فكل‬
‫‪46‬‬
‫تداول الثروات يتم من وقت خروجها من يد املنتج حىت تستقر يف يد املستهلك تعترب عمالً جتارياً‪,‬‬
‫فتحريك الثروات من حالة الثبات إىل حالة االستقرار هي فقط اليت تعترب عمليات جتارية مثل الشراء‬
‫بقصد البيع وعمليات البنوك وعمليات السمسرة والوكالة بالعمولة وتصنيع املواد األولية وإعادة‬
‫‪47‬‬
‫بيعها‪.‬‬
‫ومت انتقاد هذا املعيار على أساس أنه غري كاف للتمييز بني العمل املدين والعمل التجاري‪ ,‬حيث‬
‫أن عملية التداول إذا كانت ال هتدف إىل حتقيق الربح واملضاربة فإهنا ال تعترب عمالً جتارياً مثل‬
‫اجلمعيات التعاونية اليت هتدف إىل خدمة أعضائها دون حتقيق الربح رغم أن عملها يشتمل على‬
‫‪48‬‬
‫تداول للسلع إال أن عملها يعترب عمالً مدنياً‪.‬‬

‫الفرع ‪ :3‬معيار المشروع أو المقاولة‬


‫ذهب أصحاب هذا االجتاه إىل أن العمل يعترب جتارياً إذا قام على سبيل املقاولة أي التكرار‪,‬‬
‫فهذا التكرار يؤدي إىل وجود مشروع منظم‪ ,‬بالتايل ووفقاً هلذا املعيار ال يعترب العمل جتارياً إال إذا‬
‫مارسه شخص من خالل مشروع منظم‪ ,‬وهذا املشروع ما هو إال عبارة عن التكرار املهين لألعمال‬

‫‪ -45‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -46‬علي بن غانم‪ :‬الوجيز في القانون التجاري وقانون األعمال‪ ,‬موقع للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،5115 ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -47‬د‪ .‬عصام حنفي محمود‪ :‬القانون التجاري (األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬شركات األشخاص)‪ ,‬الجزء ‪ ،1‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -48‬د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،5112 ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪21‬‬
‫التجارية‪ 49,‬ويتم هذا التكرار على وجه االحرتاف أو املقاولة وميارس املشروع بشكل منظم وبالتايل‬
‫جيب أن تقتصر أحكام القانون التجاري على هذه املشروعات فقط‪ 50,‬أما األعمال اليت متارس مرة‬
‫واحدة أو عدة مرات بشكل عارض دون أن تتخذ شكل املشروع فإهنا خترج من عداد األعمال‬
‫التجارية‪.‬‬
‫وانتقد هذا املعيار على أساس أنه هناك بعض األعمال تعترب أعماال جتارية ولو متت مرة واحدة‪,‬‬
‫ويؤخذ أيضاً على هذا املعيار أنه يعترب نشاط األطباء واحملامني واحملاسبني الذين يباشرون نشاطهم من‬
‫خالل مكاتب حتتوي على بعض التنظيم وهبا عمال فال يعترب نشاطاً جتارياً‪ ,‬وهذا يتعارض مع ما هو‬
‫معروف بأن نشاط أصحاب املهن احلرة يعترب نشاطاً مدنياً‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن هذا املعيار يضفي‬
‫الصفة التجارية على عدد من املشروعات اليت استقر العرف منذ القدم على مدنيتها مثل املشروعات‬
‫‪51‬‬
‫الزراعية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :4‬معيار السبب‬


‫تأخذ هذه النظرية اليت قادها الفقيه "ريفران" بالسبب مبفهوم الباعث الدافع من خالل الغرض‬
‫البعيد أو غري املباشر الذي يؤدي إىل التعاقد‪ ,‬لذا فإن حتديد الصفة التجارية للعمل القانوين يستلزم‬
‫استقصاء الباعث املوجه للعمل‪ ،‬فإذا كان احلافز جتارياً فالعمل جتاري والعكس صحيح‪.‬‬
‫ولكن هذه النظرية مل تسلم من االنتقاد‪ ,‬حيث أن من العسري حتديد القصد أو الباعث على‬
‫العمل‪ ,‬فالقصد عبارة عن عنصر معنوي كامن يف النفس ومن الصعوبة استخالصه والوقوف عليه‬
‫عند إجراء التصرف‪ ،‬كما أن النظرية تعجز عن تفسري جتارية بعض األعمال اليت أضفى عليها املشرع‬
‫صفة التجارية دون ما أي اعتبار لنية وقصد القائم هبا كاألعمال املتعلقة باألوراق التجارية مثالً‬
‫‪52‬‬
‫وبذلك تعترب هذه النظرية عاجزًة لوحدها كمعيار لتحديد الصفة التجارية للعمل التجاري‪.‬‬

‫‪ -49‬د‪ .‬شاذلي نور الدين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21 – 21‬‬


‫‪ -50‬محمود مختار أحمد بريري‪ :‬قانون المعامالت التجارية‪ ،‬الجزء ‪( ،1‬األعمال التجارية – التاجر – األموال التجارية) وفقا ً لقانون التجارة رقم‬
‫‪ 15‬لسنة ‪ ,1111‬دار النهضة العربية‪ ،5111 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -51‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21 – 29‬‬
‫‪ -52‬علي فتاك‪ :‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.22‬‬

‫‪22‬‬
‫يتضح مما سبق صعوبة وضع معيار واحد مييز العمل التجاري عن العمل املدين‪ ،‬فكل معيار من‬
‫املعايري _السابق ذكرها_ قاصراً بذاته عن القيام هبذا التمييز‪ ،‬والسبب يف ذلك يرجع إىل أن معظم‬
‫التشريعات احلديثة‪ ،‬ومنها القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬ال تؤسس األعمال التجارية على فكرة واحدة‬
‫أو مبدأ معني فبعض األعمال تعترب جتارية لو وقعت مرة واحدة بصرف النظر عن القائم بالعمل سواء‬
‫كان تاجراً أو غري تاجر‪ ،‬وبعض األعمال ال تعترب جتارية إال إذا مت مزاولتها على سبيل االحرتاف‪،‬‬
‫والبعض اآلخر ميارس يف شكل مشروع منظم‪ ،‬وبعض األعمال تعترب جتارية طاملاً ميارسها تاجر‬
‫وتتعلق بشؤون جتارية‪.‬‬
‫خالصة القول أن املشرع اجلزائري أخذ باملعايري الثالث يف التمييز بني العمل التجاري والعمل‬
‫املدين‪ 53,‬ويظهر ذلك من خالل أنواع األعمال التجارية اليت قدمها يف املواد ‪41‬و‪43‬و‪ 44‬ق‪.‬ت‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية التمييز بين العمل التجاري والعمل المدني‬


‫ختضع املعامالت التجارية ألحكام القانون التجاري اليت هتدف إىل السرعة يف إمتام العمل وحتقيق‬
‫الثقة واالئتمان يف القائم هبذا العمل‪ ،‬لذلك توجد أحكام خاصة خيضع هلا العمل التجاري ختتلف‬
‫عن تلك اليت حتكم العمل املدين‪ ،‬وسوف نتكلم عن النتائج القانونية املرتتبة على التفرقة بني العمل‬
‫التجاري والعمل املدين أو األمهية العملية للتمييز بني العمل التجاري والعمل املدين‪ ,‬واليت تبدو يف‬
‫عدة أمور نذكر منها‪:‬‬
‫اإلثبات – االختصاص القضائي – التضامن – اإلعذار – مهلة الوفاء (نظرة امليسرة) – حوالة‬
‫احلق – اإلفالس – صفة التاجر – الفوائد القانونية – النفاذ املعجل‪.‬‬

‫‪ -53‬عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.21‬‬

‫‪23‬‬
‫الفرع ‪ :1‬اإلثبات‬
‫إذا كان اإلثبات يف املسائل املدنية حمدداً‪ ,‬ونذكر يف هذا اجملال مثالً‪:‬‬
‫‪ ‬عدم جواز اإلثبات إال بالكتابة‪ ،‬إذا كان التصرف القانوين تزيد قيمته على مئة ألف دينار‬
‫‪54‬‬
‫جزائري أو كان غري حمدد القيمة طبقاً للمادة ‪ 333‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫‪ ‬ال جيوز اإلثبات بالبنية‪ ،‬ولو مل تزد القيمة على مئة ألف دينار جزائري فيما خيالف أو جياوز‬
‫ما اشتمل عليه مضمون عقد رمسي طبقاً للمادة ‪ 334‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫‪ ‬إن احملررات العرفية ال تكون حجة على الغري يف تارخيها إال منذ أن يكون هلا تاريخ ثابت‬
‫ثبوتاً رمسياً طبقاً للمادة ‪ 316‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫أما اإلثبات يف املواد التجارية فال يعرف مثل هذه القيود‪ ،‬حيث أجاز املشرع اإلثبات بالبينة‬
‫والقرائن مهما كانت قيمة التصرف‪ ،‬كما جيوز االحتجاج بتاريخ احملررات العرفية على غري أطرافها ولو‬
‫مل يكن هذا التاريخ ثابتاً‪ ,‬وأجاز املشرع خلصم التاجر أي حيتج بتاريخ مبا ورد بدفاتر خصمه إلثبات‬
‫حقه‪ 55,‬وبالتايل أطلق املشرع اجلزائري حرية اإلثبات كما جاء يف املادة ‪ 34‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫والسبب يف اخلروج عنه القواعد العاملة يف اجملال اإلثبات يف املسائل التجارية مرجعه إىل رغبة‬
‫املشرع يف تقوية االعتبارات اليت أملتها الثقة واالئتمان والسرعة واملرونة واليت تنطبق األعمال التجارية‪.‬‬
‫وإذا كان األصل أن اإلثبات يف املعامالت التجارية يكون جائزاً بكافة طرق اإلثبات‪ ،‬إال أن هذا‬
‫املبدأ ليس مطلقاً‪ ،56‬وإمنا ترد عليه نوعني من االستثناءات‪ ،‬أول هذه االستثناءات يتمثل يف أن‬
‫املشرع يستوجب يف بعض العقود التجارية أن تكون مكتوبة مثل عقد بيع ورهن احملل التجاري‪,‬‬
‫وعقد نقل التكنولوجيا‪ ,‬وعقد الشركة‪ 57,‬وعقد بيع السفينة‪ ,‬وغريها‪ 58,‬وسبب االستثناء هنا هو أن‬
‫هذه العقود يستغرق إبرامها أو تنفيذها وقتاً طويالً يكون لدى املتعاقدين فسحة من الوقت لتحرير‬

‫‪ -54‬وهنا اشتراط الكتابة في إثبات الدَّين ال يعني اشتراط الرسمية إذا تجاوزت قيمته ‪ 111.111‬د‪.‬ج‪.‬‬
‫أنظر قرار المحكمة العليا رقم ‪ ,259212‬المؤرخ في ‪ ,5111/11/51‬مجلة المحكمة العليا ‪ ,5115‬عدد ‪ ,1‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -55‬ج‪ .‬ريبير – ر‪ .‬روبلو‪ ،‬لويس قوجال‪ :‬المطول في القانون التجاري‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬الجزء ‪ ،1‬الطبعة ‪ ،1‬مجد المؤسسة‬
‫الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،5115 ,‬ص‪.152‬‬
‫‪ -56‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ 211522‬المؤرخ في ‪ ,5119/11/11‬نشرة القضاة ‪ ,5115‬عدد ‪ ,25‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -57‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ 512215‬بتاريخ ‪ ،5111/15/12‬المجلة القضائية‪ ،‬عدد ‪ ،5115 ,5‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -58‬د‪ .‬المعتصم باهلل الغرياني‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬النظرية العامة للحرفة التجارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،5115 ،‬ص ‪.122 –125‬‬

‫‪24‬‬
‫سند كتايب حسماً لكل نزاع حمتمل يف املستقبل‪ ،‬واشرتاط الكتابة هنا ال يتعارض على اإلطالق مع‬
‫ما تقتضيه التجارة من سرعة ويسر‪ ,‬حيث أصبح التجار يطبعون عادة مناذج العقود اليت تعودوا‬
‫إبرامها بعد دراسة الشروط املطلوبة وااللتزامات املقبولة ويرتكون على بياض اخلانات اخلاصة بالشروط‬
‫القابلة للتغيري وفقاً لكل ظروف كل عقد حبيث ال يستغرق حترير العقد أكثر من حلظات‪ 59,‬كما أن‬
‫هناك بعض األعمال التجارية اليت يتطلب املشرع التجاري فيها شكالً معيناً مثل السفتجة والسند‬
‫ألمر والشيك‪ ،‬أما االستثناء الثاين فهو إعطاء الطرفني حرية االتفاق على طريقة معينة إلثبات املعاملة‬
‫التجارية بينهما‪ ،‬فال مينع من االتفاق على أن يكون اإلثبات بالكتابة إذا رأى الطرفان تنظيم اإلثبات‬
‫‪60‬‬
‫على هذا النحو يف حالة قيام نزاع بينهما‪ ،‬ألن قواعد اإلثبات ال تتعلق بالنظام العام‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬االختصاص‬
‫ختصص بعض الدول جهات قضائية خاصة بالفصل يف املنازعات التجارية‪ ،‬وهذا التخصيص‬
‫متليه االعتبارات املتعلقة بطبيعة املعامالت التجارية اليت تستلزم الفصل فيها على وجه السرعة وإتباع‬
‫إجراءات غري تلك املتبعة أمام احملاكم العادية‪ ,‬وتكون يف هذه احلالة أمام حماكم جتارية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للجزائر‪ ،‬فإن املشرع مل يأخذ بنظام القضاء املتخصص‪ ،‬وبذلك فإنه ال يوجد جهة‬
‫قضائية جتارية‪ ,‬وقد منح االختصاص يف املواد التجارية للمحاكم العادية‪ ,‬اليت تتوىل الفصل يف‬
‫املنازعات التجارية‪ ,‬فاحملاكم يف النظام اجلزائري هي اجلهات القضائية اخلاصة بالقانون العام‪ ,‬فهي‬
‫تفصل يف مجيع القضايا املدنية والتجارية أو دعاوى الشركات اليت ختتص هبا حملياً‪.‬‬
‫على أن االختصاص يعود للمحاكم االبتدائية الكائن مقرها باجملالس القضائية دون سواها يف‬
‫املسائل التالية‪( :‬احلجز العقاري‪ ,‬تسوية قوائم التوزيع‪ ,‬حجز السفن‪ ,‬تنفيذ احلكم األجنيب‪ ,‬بيع‬
‫املتاع‪ ,‬معاشات التقاعد اخلاصة بالعجز‪ ,‬املنازعات املتعلقة حبوادث العمل‪ ,‬دعاوى اإلفالس أو‬
‫التسوية القضائية‪ ,‬طلبات بيع احملالت التجارية املثقلة يقيد الرهن احليازي)‪.‬‬

‫‪ -59‬د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،5115 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -60‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫أنظر قرار المحكمة العليا رقم ‪ 59225‬المؤرخ في ‪ ,1192/12/11‬نشرة القضاة ‪ ,1199‬عدد ‪ ,22‬ص ‪.22‬‬

‫‪25‬‬
‫هذا من حيث االختصاص املوضوعي‪ ,‬أما فيما خيص االختصاص اإلقليمي فإن االختصاص‬
‫ينعقد على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ ‬يف الدعاوى العقارية أو األشغال املتعلقة بالعقار أو دعاء اإلجيارات املتعلقة بالعقار‪ ،‬وإن‬
‫كانت جتارية‪ ,‬أمام احملكمة اليت يقع العقار يف دائرة اختصاصها‪.‬‬
‫‪ ‬يف مواد اإلفالس أو التسوية القضائية أمام احملكمة اليت يقع يف دائرة اختصاصها مكان افتتاح‬
‫اإلفالس أو التسوية القضائية‪.‬‬
‫‪ ‬يف الدعاوى املتعلقة بالشركات‪ ,‬بالنسبة ملنازعات الشركات أمام احملكمة اليت يقع يف دائرة‬
‫اختصاصها املركز الرئيسي للشركة‪.‬‬
‫‪ ‬يف مواد احلجز‪ ,‬سواء كان بالنسبة لإلذن يف احلجز أو باإلجراءات التالية له‪ ,‬أمام حمكمة‬
‫املكان الذي مت فيه احلجز‪.‬‬
‫وطبقاً لقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية فإنه جيوز أن ترفع الدعوى إما أمام احملكمة اليت يقع يف‬
‫دائرة اختصاصها موطن املدعى عليه أو مسكنه وإما أمام اجلهة أو اجلهات القضائية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يف الدعاوى التجارية‪ ,‬غري اإلفالس والتسوية القضائية‪ ,‬أمام اجلهة القضائية اليت وقع يف دائرة‬
‫اختصاصها الوعد بتسليم البضاعة أو أمام اجلهة القضائية اليت جيب أن يتم الوفاء يف دائرة‬
‫اختصاصها‪.‬‬
‫‪ ‬يف حالة اختيار املوطن‪ ,‬أمام اجلهة القضائية للوطن املختار‪.‬‬
‫‪ ‬يف الدعاوى املرفوعة ضد شركة‪ ,‬أمام اجلهة القضائية اليت تقع يف دائرة اختصاصها إحدى‬
‫مؤسساهتا‪.‬‬
‫ويتضح مما سبق ووفقاً للمادة ‪ 44‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ أن احملاكم العادية هي اليت يعود هلا االختصاص‬
‫بالنسبة للمنازعات التجارية‪ ,‬ويف الواقع العملي جرى العمل على ختصيص دوائر جتارية‪ ,‬على رأسها‬
‫قضاء هلم خربة يف هذا اجملال‪ ،‬تتوىل الفصل يف املنازعات التجارية‪ ,‬إال أن هذه املمارسة ال جتعلنا‬
‫أمام قضاء جتاري مستقل‪ ,‬حبيث يفتح لنا اجملال بالدفع بعدم االختصاص مبعناه القانوين‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفرع ‪ :3‬التضامن‬
‫التضامن هو وصف حيول دون انقسام االلتزام أو الدين يف حالة تعدد املدينني أو الدائنني‪،‬‬
‫ويرتتب على هذا النوع من التضامن أن للدائن احلق يف مطالبة املدينني املتضامنني بالدين جمتمعني أو‬
‫منفردين أي خيتار من هؤالء واحد ملطالبته بالوفاء بالدين كله دون أن يستطيع هذا األخري الدفع يف‬
‫مواجهة الدائن بالتقسيم أو بالتجريد وال جيوز للمدين التمسك بدفع حصته يف الدين فقط وال‬
‫‪61‬‬
‫بضرورة رجوع الدائن على املدينني اآلخرين قبل الرجوع عليه‪.‬‬
‫وتعد قاعدة التضامن بني املدينني يف حالة تعددهم من القواعد اليت استقرت يف املسائل التجارية‬
‫فاحرتمها القضاء وطبقها‪ ,‬وذلك تدعيماً لعنصري الثقة واالئتمان يف املعامالت التجارية‪.‬‬
‫أما يف املعامالت املدينة فإن قاعدة التضامن ال توجد إال بنص أو باتفاق فالتضامن يف القانون‬
‫املدين ال يفرتض طبقاً ملا ورد يف املادة ‪ 129‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫وجيوز يف املسائل التجارية إبعاد قاعدة التضامن يف أي تعامل‪ ,‬ما مل يكن هناك نص آمر يقضي‬
‫بوجوب قيام التضامن بني املدينني‪ 62,‬وذلك ما نصت عليه املادة ‪ 112‬ق‪.‬ت‪ 63,‬وكذلك تضامن‬
‫املوقعني على السفتجة يف مواجهة حاملها وهو ما يسمى بالتضامن الصريف‪ 64,‬وقد وضع املشرع‬
‫التجاري القاعدة يف افرتاض تضامن املدينني بدين جتاري‪ ،‬أما تفاصيل هذه القاعدة وكيفية تطبيقها‪،‬‬
‫فيتم الرجوع فيه ألحكام القانون املدين اليت قامت ببيان ذلك‪ ,‬واكتفى املشرع التجاري اجلزائري‬
‫بافرتاض تضامن املدينني دون أن يشمل هذا االفرتاض تضامن الدائنني‪ ،‬لذلك يظل املبدأ بالنسبة‬
‫لتعدد الدائنني كما هو وارد يف القواعد العامة يف القانون املدين‪ ،‬والذي يقضي بعدم افرتاض التضامن‬
‫بني الدائنني إال إذا نص القانون أو اتفق على غري ذلك‪.‬‬

‫‪ -61‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21 – 21‬‬
‫‪ -62‬د‪ .‬فوزي محمد سامي‪ :‬شرح القانون التجاري‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬دار مكتبة التربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪،1‬‬
‫‪ ،1115‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -63‬حيث جاء فيها‪" :‬للشركاء بالتضامن صفة التاجر وهم مسؤولون من غير تحديد وبالتضامن عن ديون الشركة‪."...‬‬
‫‪ -64‬يوسف عودة غانم المنصو ري‪ :‬التضامن الصرفي في األوراق التجارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة ‪،1‬‬
‫‪ ،5115‬ص ‪.51‬‬

‫‪27‬‬
‫ويرتتب على ذلك أن املدين ال يستطيع أن يعامل جمموعة الدائنني على أهنم متضامنني فيما‬
‫بينهم‪ ،‬فال يستطيع املدين أن يويف الدين ألي منهم‪ ،‬وإمنا البد أن يويف الدين للدائن صاحب احلق‬
‫فيه دون غريه من الدائنني‪ ،‬وأن ما حيصل عليه أحد الدائنني يكون من حقه هو دون سائر الدائنني‬
‫اآلخرين‪ ،‬وال يستطيع املدين أن يتمسك يف مواجهة الدائن إال بالدفوع اخلاصة هبذا الدائن دون تلك‬
‫املتعلقة بغريه من الدائنني‪.‬‬

‫الفرع ‪ :4‬اإلعذار‬
‫إن تنبيه الدائن للمدين يعد حلول أجل الوفاء بالدين مع تسجيل تأخره عن الوفاء يعوض‬
‫باإلعذار‪ ,‬ويف هذه احلالة وحيمله ما يرتتب عن هذا التأخري‪ ,‬خاصة املسؤولية عن كل ضرر ينشأ عنه‬
‫مستقبالً‪.‬‬
‫واإلعذار يف املعامالت املدينة البد أن يتم بورقة رمسية تعلن بواسطة أدوات القضاء‪ ,65‬أما يف‬
‫املسائل التجارية فقد جرى العرف على أنه يكفي أن يتم األعذار خبطاب عادي دون حاجة إىل أي‬
‫ورقة من األوراق القضائية‪ ,‬كل ذلك من أجل حتقيق السرعة اليت تتميز هبا املعامالت التجارية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :5‬مهلة الوفاء‬


‫إذا عجز املدين بدين مدين عن الوفاء به يف امليعاد‪ ,‬جاز للقضاء أن ينظره إىل أجل معقول أو‬
‫آجال ينفذ فيها إلزامه‪ ،‬إذا استدعت حالته ذلك ومل يلحق الدائن من هذا التأجيل ضرر‪ ,‬طبقاً‬
‫للمادة ‪ 124‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫أما القانون التجاري فال يعطي مثل هذه السلطة للقاضي نظراً ألن ما حتتمه طبيعة املعامالت‬
‫التجارية وما تقدم عليه من سرعة وثقة تقتضي من التاجر ضرورة الوفاء بدينه يف امليعاد وإال كان‬
‫‪66‬‬
‫ذلك سبباً يف إشهار إفالسه‪.‬‬

‫‪ -65‬المطالبة القضائية تقوم مقام اإلعذار مرتبة آلثارها القانونية‪.‬‬


‫أنظر قرار المحكمة العليا رقم ‪ ,211512‬المؤرخ في ‪ ,5115/11/51‬مجلة المحكمة العليا ‪ ,5119‬عدد ‪ ,1‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -66‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪28‬‬
‫الفرع ‪ :6‬حوالة الحق‬
‫تقضي املادة ‪ 142‬ق‪.‬م على أنه ال حيتج باحلوالة قبل املدين إال إذا وافق عليها‪ ،‬غري أن قبول‬
‫املدين ال جيعلها نافذة قبل الغري إال إذا كان هذا القبول ثابت التاريخ‪.‬‬
‫أما القانون التجاري فإنه ال يشرتط شيئاً من ذلك‪ ,‬وهلذا جتوز حوالة احلق الثابتة يف األوراق‬
‫التجارية مبجرد التوقيع عليها مبا يفيد انتقاهلا‪ ,‬وبناء على ذلك حيصل تداول السفتجة والشيكات‬
‫والسندات ألمر مبجرد تظهريها مبا يفيد حتويلها أو حىت مبجرد تسليم السند إذا كان حلامله‪.‬‬

‫الفرع ‪ :7‬اإلفالس‬
‫ال جيوز شهر اإلفالس التاجر إال إذا توقف عن دفع ديونه التجارية‪ ,‬أما إذا توقف عن دفع دين‬
‫مدين‪ ,‬فال جيوز شهر إفالسه‪ ,‬وإذا أجاز القانون للدائن بدين مدين أي يطلب شهر إفالس التاجر‪,‬‬
‫إال أنه جيب أن يثبت أن التاجر قد توقف عن دفع دين جتاري عليه‪ ,‬فإذا صدر حكم يشهر‬
‫اإلفالس ت غل يد التاجر عن إدارة أمواله والتصرف فيها‪ ,‬ويدخل مجيع الدائنني يف اإلجراءات حتت ما‬
‫يسمى جبماعة الدائنني‪ ،‬ويعني وكيل عنهم تكون مهمته تصفية أموال املفلس وتوزيع الناتج منها بني‬
‫الدائنني كل حبسب قيمة دينه‪ ,‬وبذلك تتحقق املساواة بينهم‪.‬‬
‫أما املدين العادي فإنه خيضع ألحكام القانون املدين من املادة ‪ 299‬إىل ‪ 141‬اليت ال تتسم‬
‫بالشدة والصرامة اليت يتصف هبا نظام اإلفالس وهو "نظام اإلعسار"‪ 67,‬فليس يف املسائل املدنية غل‬
‫يد املدين عن التصرف يف أمواله وتصفيتها تصفية مجاعية وتوزيع مثنها على الدائنني‪.‬‬

‫الفرع ‪ :8‬صفة التاجر‬


‫التاجر هو الشخص الذي يباشر عمالً جتارياً ويتخذه حرفة معتادة له‪ ,‬وذلك ما نصت عليه‬
‫‪68‬‬
‫ومن يصبح تاجراً خيضع اللتزامات التجار‪ ,‬خاصة منها القيد يف السجل‬ ‫املادة ‪ 42‬ق‪.‬ت‬
‫التجاري ومسك الدفاتر التجارية‪ ,‬كما خيضع لنظام اإلفالس‪.‬‬

‫‪ -67‬حول الفرق بين اإلفالس واإلعسار راجع‪ :‬د‪ .‬زكي زكي حسين زيدان‪ :‬اإلفالس واإلعسار في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬دار الكتاب‬
‫القانوني‪ ،5111 ،‬ص ‪ 51‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -68‬حيث جاء فيها‪ُ " :‬يعد تاجراً كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمالً تجاريا ً ويتخذه مهنة معتادة له ما لم يقض القانون بخالف ذلك"‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفرع ‪ :9‬الفوائد القانونية‬
‫يف حالة ما إذا تأخر املدين عن الوفاء بالتزاماته يف األجل احملدد هلا يبدأ سريان الفوائد القانونية‬
‫نتيجة هذا التأخري ويقع على املدين التاجر عبء االلتزام بتعويض الدائن عن التأخري الذي يتسبب‬
‫فيه وهو تفويت فرصة الربح على الدائن التاجر‪ ،‬وخيتلف سعر الفائدة يف املسائل املدنية حبيث يقدر‬
‫ب ‪ % 44‬بينما يف املسائل التجارية يقدر ب ‪ % 41‬وتقوم التفرقة على أساس أن النقود يف امليدان‬
‫التجاري سريعة االستثمار األمر الذي ينشئ ضرراً أكرب من الضرر الذي قد حيدد يف اجملال املدين‪,‬‬
‫كما تقضي القاعدة العامة بأنه ال جيوز تقاضي فوائد على متجمد الفوائد وعدم جتاوز جمموع الفوائد‬
‫اليت يتقاضاها الدائن لرأس املال إال أنه جيوز يف اجملال التجاري تقاضي فوائد على متجمد الفوائد وأن‬
‫يزيد جمموع الفوائد على رأس املال وتسري الفوائد املدنية من تاريخ املطالبة القضائية أما الفوائد‬
‫التجارية من التاريخ الذي يقضي به العرف أو النص التشريعي‪ ،‬ويف اجلزائر حرم املشرع تقاضي‬
‫الفوائد بنص القانون ألن ذلك يعترب من قبيل الربا احملرم شرعاً باعتبار اإلسالم هو دين الدولة الرمسي‬
‫يف البالد‪.‬‬

‫الفرع ‪ :10‬النفاذ المعجل‬


‫وهو يعين تنفيذ احلكم رغم قابليته للطعن فيه بطرق الطعن العادية أو رغم حصول الطعن فيه‬
‫بإحدى هذه الطرق‪ ،‬وتقضي القاعدة العامة بأن األحكام ال تقبل التنفيذ إال إذا أصبحت هنائية أي‬
‫حائزة لقوة الشيء املقضي فيه بينما يف اجملال التجاري تكون األحكام دائماً مشمولةً بالنفاذ املعجل‬
‫حىت وإن كانت قابلةً للطعن باالستئناف أو املعارضة أي جيوز تنفيذها قبل أن تصبح أحكاما‬
‫‪69‬‬
‫هنائية‪.‬‬

‫‪ -69‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22 – 22‬‬

‫‪30‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع األعمال التجارية في القانون التجاري الجزائري‬
‫رأينا أن املشرع اجلزائري قد عدد األعمال التجارية من املواد من ‪ 41‬إىل ‪ 44‬من القانون‬
‫التجاري‪ ,‬ومعىن ذلك أن هذه األعمال هي اليت حسم املشرع حتديد طبيعتها‪ ,‬ومل يعد مثة شك يف‬
‫صفتها التجارية‪ ,‬حيث أصبغ عليها املشرع بنص صريح هذه الصفة وال جيوز لألفراد خمالفة هذا‬
‫الوصف‪ ,‬باعتبار أن املشرع أراد إخضاع العمل لنظام قانوين معني‪ ,‬هو القانون التجاري فال جيوز هلم‬
‫إخضاعه لنظام قانوين آخر‪ ,‬ولذلك فإن وصف العمل والفصل يف حتديد طبيعته والنتائج املرتتبة على‬
‫ذلك تعترب مسألة قانونية ختضع لرقابة حمكمة النقض‪.‬‬
‫إال أننا نالحظ أن املشرع اجلزائري‪ ,‬يف التعداد الذي وضعه مل يتبع معياراً ثابتاً‪ ,‬فأحياناً يعترب‬
‫العمل جتارياً ولو وقع منفرداً‪ ,‬وتارة أخرى يشرتط مباشرة العمل على وجه املقاولة‪ ,‬حبيث أنه لو مت‬
‫‪70‬‬
‫مباشرة نفس العمل بصفة منفردة ملا اعترب جتارياً‪.‬‬
‫على أنه جيب اعتبار األعمال التجارية اليت نص عليها املشرع اجلزائري واردة على سبيل املثال ال‬
‫احلصر‪ ,‬وذلك ما يفهم صراحة من نص املادة ‪ 41‬ق‪.‬ت من قوهلا‪" :‬يعد عمالا تجاريا بحسب‬
‫موضوعه‪ ,"...‬ألن املشرع لو أراد اعتبار األعمال التجارية اليت عددها على سبيل احلصر لكانت‬
‫الصياغة كما يلي‪" :‬األعمال التجارية بحسب موضوعه‪ ،"...‬وعليه فإن الرأي الراجح يف هذا‬
‫اجملال هو جواز االجتهاد يف القياس على هذه األعمال وإضافة غريها إليها‪.‬‬
‫هذا بالنسبة لألعمال التجارية حسب موضوعها‪ ,‬مث تناول املشرع اجلزائري فئة من األعمال‬
‫اعتربها أعماالً جتاريةً من حيث الشكل يف املادة ‪ 43‬ق‪.‬ت‪ ،‬وطائفة ثالثة من األعمال اعتربها جتارية‬
‫بالتبعية يف املادة ‪ 44‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫لذلك فإن األعمال التجارية تنقسم إىل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -70‬هناك من يسمي األعمال التجارية بطبيعتها أو بحسب الموضوع األعمال التجارية بحسب نص القانون‪.‬‬
‫د‪ .‬هاني دويدار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪31‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األعمال التجارية بحسب الموضوع‬
‫وهي تلك األعمال اليت تعترب جتارية بصرف النظر عن الشخص القائم هبا‪ ,‬ومعظم هذه األعمال‬
‫تتعلق بتداول املنقوالت‪ ,‬من مأكوالت وبضائع وأوراق مالية‪ ,‬وتصدر بقصد حتقيق الربح‪ ,‬والبعض‬
‫منها اعتربه القانون جتاري بالرغم من عدم تعلقه بتداول الثروات‪ ,‬مث إن من هذه األعمال ما يعترب‬
‫‪71‬‬
‫جتارياً حىت وإن وقع منفرداً‪ ,‬والبعض اآلخر منها ال يكون جتارياً إال إذا صدر على وجه املقاولة‪.‬‬
‫وسنتناول فيما يلي األعمال التجارية حسب موضوعها يف نصوص القانون التجاري اجلزائري‪،‬‬
‫سواء تلك اليت تقع منفردة أو تلك اليت تتم ممارستها على سبيل املشروع‪.‬‬
‫الفرع ‪ :1‬األعمال التجارية المنفردة‬
‫يقصد باألعمال التجارية املنفردة تلك األعمال اليت تعد جتارية حىت ولو وقعت مرة واحدة بغض‬
‫النظر عن الشخص القائم هبا سواء كان تاجراً أو غري تاجر‪ 72,‬وتشمل األعمال التجارية املنفردة‪:‬‬
‫‪ )1‬شراء واستئجار المنقوالت بقصد بيعها أو تأجيرها‬
‫يعد عمالً جتارياً شراء املنقوالت أيا كان نوعها بقصد بيعها أو تأجريها بذاهتا أو بعد هتيئتها يف‬
‫صور أخرى‪ ,...‬ويعترب شراء املنقوالت بقصد بيعها أو تأجريها من أهم األعمال التجارية لذاهتا‬
‫حيث يعترب عمالً جتارياً حىت ولو مت ممارسته مرة واحدة ولو بصفة عارضة أي كان من ميارسه سواء‬
‫كان تاجراً أو غري تاجر‪ 73,‬ويتضح من نص املادة ‪ 41‬ق‪.‬ت أن املشرع يشرتط أربعة شروط العتبار‬
‫شراء املنقوالت بقصد بيعها أو تأجريها عمالً جتارياً‪:‬‬
‫‪ ‬الشرط األول‪ :‬أن يكون هناك شراء أو االستئجار‪.‬‬
‫‪ ‬الشرط الثاني‪ :‬أن يقع الشراء أو االستئجار على منقول‪.‬‬
‫‪ ‬الشرط الثالث‪ :‬أن يعاصر عملية شراء املنقول قصد البيع أو التأجري‪.‬‬
‫‪ ‬الشرط الرابع‪ :‬أن تكون هناك نية حتقيق الربح‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫‪- Eva Mouial – Bassilana, Irina Parachkevova : Droit des affaires et droit commercial, épreuves du Deug de‬‬
‫‪droit, 2éme année et licence, Annales corrigées, Gualino éditeur, Anna Droit, 2004, p 14.‬‬
‫‪ -72‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -73‬د‪ .‬شاذلي نور الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25 – 22‬‬

‫‪32‬‬
‫هذه الشروط جيب توافرها جمتمعة لكي يعترب شراء املنقوالت يقصد بيعها أو تأجريها عمالً‬
‫جتارياً‪ ,‬وسوف نقوم بشرح هذه الشروط كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬الشراء أو االستئجار‬


‫يعترب هذا الشراء عمالً جتارياً إذا وقع مبقابل‪ ،‬أياً كان هذا املقابل سواء كان عينياً كاملقايضة أو‬
‫نقدياً بدفع مبلغ من النقود‪ ،‬والشراء هو متلك األشياء أو االنتفاع هبا عن طريق دفع املقابل أما‬
‫االستئجار فيقصد به االنتفاع بشيء معني ملدة حمدودة مقابل أجر معلوم‪ 74,‬وبذلك خيرج هنا عن‬
‫نطاق حكم املادة ‪ 41‬ق‪.‬ت اكتساب امللكية بطريق اهلبة أو املرياث‪ ,‬وضرورة توافر عنصر الشراء يف‬
‫العمل يؤدي إىل استبعاد عدد من األنشطة اهلامة من نطاق القانون التجاري فال يعترب عمالً جتارياً‬
‫بيع املزارع منتجات األرض اليت يزرعها سواء كان مالكاً هلا أو جمرد منتفع هبا‪ ،‬وال تعترب عمليات‬
‫جتارية أيضاً املهن احلرة مثل عمل الطبيب يف عيادته واحملامي واحملاسب ألن هذه األعمال تعتمد على‬
‫كفاءة علمية وعملية ومهارة فنية خاصة‪ ،‬كذلك اإلنتاج الذهين ألنه جمرد استغالل للطاقة الذهنية مل‬
‫‪75‬‬
‫يسبقه شراء‪.‬‬

‫‪ ‬بيع المزارع منتجات األرض‬


‫طبقاً للمادة ‪ 41‬ق‪.‬ت فإنه ال يعد عمالً جتارياً بيع املزارع منتجات األرض اليت يزرعها سواء‬
‫كان مالكاً هلا أو جمرد منتفع هبا‪ ،‬ورغم أن النشاط الوارد مستبعد عن نطاق األعمال التجارية‬
‫ألسباب تارخيية‪ ،‬ألن القانون املدين نشأ أصالً يف روما القدمية ليحكم جمتمعاً إال أن املشرع يف‬
‫القانون التجاري وصرح باستبعاد هذا النشاط من األعمال التجارية واعتربه عمالً مدنياً‪ ,‬ولذلك تعترب‬
‫الزراعة وكل األعمال املتعلقة هبا من شراء للبذور والسماد واألدوات الالزمة للزراعة وجين الثمار‬

‫‪ -74‬د‪ .‬جالل وفاء محمدين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 25 – 21‬‬


‫‪ -75‬د‪ .‬المعتصم باهلل الغرياني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪33‬‬
‫واستئجار العمال وتربية املاشية خلدمة الزراعة عمالً مدنياً‪ ،‬فبيع منتجات األرض سواء كان من‬
‫‪76‬‬
‫مالكها أو املنتفع هبا ال يعترب عمالً جتارياً مهما كان املبلغ الذي عاد على الزراعة من هذا البيع‪.‬‬
‫وإذا ارتبط بالعمل الزراعي عمليات شراء مثل شراء األكياس والصناديق لتعبئة احملصول أو شراء‬
‫املواشي أو الدواجن للمعاونة الزراعية‪ ،‬فإن هذه العمليات تعترب أعماالً مدنية ألن اهلدف منها‬
‫مساعدة العمل الزراعي‪ ،‬أما إذا جتاوز املزارع ذلك وقام بشراء حمصول غريه من املزارعني متهيداً إلعادة‬
‫بيعه فإنه بذلك يقصد حتقيق الربح واملضاربة واإلفادة من فروق أسعار احملصوالت‪ ،‬لذلك يعترب عمله‬
‫هذا عمالً جتارياً إذا كان بكميات كبرية مقارنة حبجم نشاطه األساسي من الزراعة كذلك إذا قام‬
‫املزارع بشراء املاشية والدواجن بقصد تربيتها وإعادة بيعها وكان ميارس هذا العمل على وجه‬
‫االحرتاف والتكرار بنية املضاربة فإن هذا العمل يعترب جتارياً‪ ،‬ولكن إذا قام املزارع بتحويل هذه‬
‫املنتجات الزراعية كتحويل القمح إىل دقيق واستخدم يف ذلك آالت ذات قوة حمركة كبرية أو عدد‬
‫غري قليل من العمال فإن هذا العمل يعترب جتارياً حيث تغلب عليه صفة املضاربة على اآلالت وعمل‬
‫العمال يف هذه احلالة‪ ،‬كما أن هذه األعمال تدخل ضمن احملال الصناعية اليت تعترب عمالً جتارياً‬
‫‪77‬‬
‫على وجه االحرتاف‪.‬‬

‫‪ ‬المهن الحرة‬
‫يقصد باملهن احلرة أي عمل يشكل تقدميه فائدة للجمهور من خالل استخدام الشخص القائم‬
‫به مللكاته الذهنية وما يتميز به من خربة وكفاءة شخصية أو علمية أو فنية‪ ,‬وهذا لقاء مقابل يطلق‬
‫عليه "األتعاب"‪.‬‬

‫‪ -76‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫د‪ .‬محمود مختار أحمد بريري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -77‬هنا إذا اقتصر العمل الصناعي على منتجات هذا المزارع وحده على نحو يبدو معه هذا العمل ثانويا بالنسبة لعمل الزراعة فقدت الصناعة‬
‫التحويلية طابعها التجاري وتصبح عمالً مدنيا ً تابعا ً للنشاط الزراعي الرئيسي‪ ،‬أما إذا أخذت الصناعة التحويلية حجما ضخما يغطي العمل‬
‫الزراعي بحيث يظهر هذا األخير مجرد عمل تابع لهذه الصناعة فإن العمل ككل يصطبغ بالصبغة التجارية كما لو قامت إحدى شركات السكر‬
‫بشراء أو استئجار أرض وزراعتها قصبا لمد مصانعها بالمادة األولية الال زمة لصناعة السكر أو إذا امتدت الصناعة التحويلية التي يقوم بها‬
‫المزارع لتشمل أيضا ً منتجات الغير إلى جانب منتجاته‪.‬‬
‫د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪34‬‬
‫ال تعترب عمليات جتارية األعمال اليت يقوم هبا أصحاب املهن احلرة مثل الطبيب واحملامي‬
‫واحملاسب واملمثل والالعب الرياضي‪ ،‬نظراً ألن هذه األعمال تعتمد على القدرات الشخصية‬
‫واملواهب واخلربة العملية والفنية‪ 78,‬لذلك تعترب هذه األعمال مدنية حىت لو قام صاحب املهن احلرة‬
‫ببعض العمليات التجارية املكملة ملهنته احلرة األساسية طاملا كانت هذه العمليات التجارية جمرد‬
‫عمليات فرعية تابعة لنشاطه املهين األصلي‪ ,‬مثل بيع الطبيب األدوية ملرضاه يف حاالت االستعجال‬
‫أو نظراً لتواجدهم يف أماكن نائية‪ ،‬ومثل أيضاً قيام طبيب األسنان ببيع األشياء الالزمة ملهنته‬
‫كاألسنان الصناعية ملرضاه‪ ,‬أما إذا جتاوز الطبيب أو صاحب املهن احلرة الدور القانوين أو الفرعي أو‬
‫املكمل هلذه األعمال واعتربها أعماالً أساسية‪ ،‬ففي هذه احلالة يعترب ممارسته هلا عمالً جتارياً‪ 79,‬مثل‬
‫الطبيب الذي يتجاوز جمرد بيع الدواء للمريض إىل إقامة مستشفى ومل يقصر جهده الشخصي على‬
‫بذل العناية الطبيبة وإمنا استعان بغريه من األطباء‪ ،‬وقام بإيواء املرضى وتقدمي الطعام والدواء هلم‪،‬‬
‫حيث أن الطبيب بذلك يضارب على اآلالت واملهمات الطبية وعمل املمرضني واألطباء اآلخرين‬
‫الذين يعملون لديه‪ ،‬ومثل املهندس الذي يتعدى عمله جمرد وضع التصميمات اهلندسية والرسوم إىل‬
‫إقامة البناء حيث يعرب عمالً من أعمال مقاولة البناء وينطبق نفس احلكم على أصحاب املدارس‬
‫اخلاصة‪ ،‬فإذا كانت مهنة التدريس يف األصل من األعمال املدنية‪ ،‬إال أن مباشرهتا يف شكل مدرسة‬
‫خاصة يكسبها الصفة التجارية حيث يضارب صاحب املدرسة على جهود املدرسني واملوظفني‪ ،‬كما‬
‫يضارب على أجور نقل التالميذ بسيارات املدرسة وبيع األدوات املدرسية‪ ،‬وعلى ذلك إذا زاول‬
‫التجارة أحد األشخاص الذين ميارسون املهن احلرة فإنه يعترب تاجراً‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعمل الصيديل فقد أثار جدالً واسعاً بني أواسط الفقه والقضاء‪ ,‬حيث يبدو أنه يف‬
‫البداية كان يتوافر يف هذا العمل عناصر املهن احلرة ألنه يعتمد على ما يبذله الصيديل من جمهود‬
‫ذهين وعلى خربته العلمية يف حتضري األدوية اليت يبيعها‪ ,‬لكن بعدها استقر الفقه والقضاء على جتارية‬
‫عمل الصيديل واعتبار هذا األخري تاجراً‪ ،‬وكان هذا نتيجة التطور الذي طرأ على صناعة األدوية يف‬
‫‪ -78‬د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -79‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪35‬‬
‫الوقت احلاضر‪ ،‬ألن العديد من أنواع األدوية يتم شراؤها اآلن من مصادرها مبعرفة الصيديل مث بيعها‬
‫مرة أخرى حبالتها أو بعد جتهيزها جتهيزاً بسيطاً األمر الذي تضاءل معه استغالل الذهن واخلربة‬
‫العلمية‪.‬‬

‫‪ ‬عمليات اإلنتاج الذهني والفني‬


‫ويقصد باإلنتاج الذهين عمل املؤلف العلمي واألديب‪ ،‬حيث يقتصر نشاطه علي اجلهد الفكري‪،‬‬
‫أو الذهين املبذول يف التأليف‪ ،‬إال إذا قام مؤلف ببيع مؤلفة إىل دار النشر فإن هذا العمل يعترب مدنياً‬
‫بالنسبة للمؤلف‪ ،‬أما بالنسبة لدار النشر فإن هذا العمل يعترب جتارياً حيث تقوم دار النشر بشراء‬
‫املؤلف هبدف إعادة بيعه عن طريق النشر والتوزيع ويعترب من قبل اإلنتاج الذهين بيع املؤلف مؤلفاته‬
‫وبيع الرسام للوحاته والنحات لتماثيله اليت قام بنحتها وبيع املوسيقى ألحلانه‪ ،‬وتعترب األعمال اليت‬
‫يقوم هبا هؤالء أعماالً مدنية ألهنا تتصل بشخصية صاحبها ونظراً لقيمتها األدبية والفنية فإهنا تستبعد‬
‫من األعمال التجارية حىت لو قام بشراء األدوات الالزمة ملباشرة العمل من ورق أو ألوان أو آلة‬
‫‪80‬‬
‫وتعترب األجور اليت يتقاضاها تعويضاً هلم عن جهودهم الذهنية وليست رحباً باملعىن‬ ‫موسيقية‪,‬‬
‫التجاري أما إذا كون املوسيقى فرقة موسيقية وضارب على عمل اآلالت املوسيقية وجهود العازفني‬
‫فإن عمله يعترب جتارياً وكذلك صاحب اجلريدة الذي يقتصر دوره على جمرد وضع مقاالت احملررين‬
‫واملضاربة على إنتاجهم الذهين ونشر اإلعالنات مبقابل يعترب هذا أيضاً عمالً جتارياً حىت لو قام‬
‫بالكتابة يف اجلريدة حيث يعترب هذا العمل ثانوياً بالنسبة للعمل التجاري‪.‬‬
‫وال تعترب من قبيل األعمال التجارية اجملالت العلمية والدينية النقابية والفنية واليت ال هتدف إىل‬
‫الربح طاملا أن هدفها نشر األفكار العلمية والنقابية والفنية‪.‬‬

‫ب‪ .‬أن يقع الشراء أو االستئجار على منقول‬


‫جيب أن يقع الشراء على منقوالت أيا كان نوعها‪ ،‬وبالتايل يشمل املنقوالت املادية مثل البضائع‬
‫واملعدات وغريها‪ ،‬واملنقوالت املعنوية مثل العالمات التجارية وبراءات االخرتاع واحملال التجارية‬
‫‪ -80‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51 – 51‬‬

‫‪36‬‬
‫وحقوق امللكية األدبية والفنية‪ ,‬هذا باإلضافة إىل املنقوالت حبسب املآل كشراء منزل بقصد هدمه‬
‫‪81‬‬
‫وبيعه أنقاضاً وكذلك شراء األشجار بقصد قطعها وبيعها أخشاباً‪.‬‬
‫ورغم أن نصوص القانون التجاري السابق ال تؤدي صراحة إىل استبعاد املعامالت العقارية من‬
‫نطاق القانون التجاري‪ ,‬إال أن الفقه والقضاء كان مستقراً على هذا االستبعاد على أساس أن‬
‫العقارات ال ميكن أن تكون حمالً للتداول‪ ,‬واحلقيقة أن هذا االستبعاد ملعامالت العقارات مل يعد له‬
‫مربر اآلن خاصة أن املضاربة على العقارات اآلن أوسع نطاقاً وتزيد يف لذلك جند املشرع التجاري‬
‫أدخل التعامل يف العقارات ضمن املعامالت التجارية‪ ,‬ولكن شرط أن تتم مزاولتها على أوجه‬
‫االحرتاف‪ ،‬أما إذا مت ممارسة هذا العمل مرة واحدة فإنه ال يعترب عمالً جتارياً‪.‬‬

‫ج‪ .‬قصد البيع أو التأجير‬


‫البد أن يعاصر عملية شراء املنقوالت قصد بيعها أو تأجريها سواء كان البيع أو التأجري بذاهتا أو‬
‫بعد هتيئتها يف صورة أخرى‪ ،‬فيجب أن تتوافر فيه نية البيع أو التأجري وقت عملية الشراء ذاهتا‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك إذا قام شخص بشراء سيارة بقصد استعماهلا لشخصه‪ ،‬مث طرأت بعد ذلك فكرة بيعها فإن‬
‫ذلك ال يعترب عمالً جتارياً‪ ،‬أما إذا قام بشراء السيارة بقصد بيعها مث احتفظ هبا الستعمال الشخصي‬
‫فإن هذا يعترب عمالً جتارياً ألن هناك شراء واقع على منقول بقصد البيع حىت ولو مل يتم هذا البيع أو‬
‫التأجري بالفعل‪ ،‬فالعربة هي بقصد أو نية البيع أو التأجري حىت ولو مل يتم ذلك بالفعل‪ ،‬وال يشرتط‬
‫أن يكون البيع الحقاً للشراء فقد تأيت عملية البيع قبل الشراء مثل احلاالت اليت يطلب فيها العمالء‬
‫من التاجر بضاعة معينة ويقوموا بشرائها رغم أنه غري متوافرة لديه فيقوم بشرائها هلم‪ ،‬فهنا يكون البيع‬
‫سابقاً على الشراء ومع ذلك يعترب ذلك عمالً جتارياً ألن نية البيع توافرت وقت الشراء‪ ،‬وتوافر النية‬
‫مسألة يستقبل هبا قاضي املوضوع ويستعني القاضي بعدة عوامل كالظروف احمليطة بالشراء والكمية‬
‫املشرتات وحرفة القائم بالشراء‪.‬‬

‫‪ -81‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪37‬‬
‫د‪ .‬نية تحقيق الربح‬
‫جيب أن تتوافر نية حتقيق الربح لدى املشرتي‪ ،‬حىت ولو مل حيقق رحباً من الناحية الفعلية‪ ،‬فالعربة‬
‫هي نية حتقيق الربح وليس حتقيقه بالفعل‪ ،‬وعلى ذلك تعترب األعمال اليت تقوم هبا اجلمعيات التعاونية‬
‫والنقابات أعماالً مدنية ال ختضع ألحكام القانون التجاري طاملا كان اهلدف منها القيام خبدمة‬
‫أعضائها دون قصد حتقيق الربح حىت لو حصلت على بعض املبالغ اإلضافية‪ ،‬كذلك ما يقوم به‬
‫احتاد طلبة إحدى اجلامعات بشراء الكتب وإعادة بيعها للطلبة بسعر الشراء ال يعترب عمالً جتارياً‬
‫‪82‬‬
‫ألهنا جمرد خدمة طالبية ال تتوافر فيها نية الربح‪.‬‬

‫‪ )2‬العمليات المصرفية وعمليات الصرف والسمسرة‬


‫البنوك هي مؤسسات مالية يتمثل نشاطها األساسي يف تلقي الودائع النقدية ومنح سبل التمويل‬
‫من هذه الودائع‪ ,‬كما تقدم البنوك خدمات متعددة من تأجري اخلزائن احلديدية وقبول وخصم األوراق‬
‫التجارية وحفظ وإدارة احملافظة املالية للعمالء‪ ،‬ويعترب البنك مشروعاً رأمسالياً يهدف إىل حتقيق الربح‬
‫واملضاربة‪ 83,‬وبالتايل طبقاً ملا ورد يف الفقرتني ‪ 23‬و ‪ 24‬من املادة ‪ 41‬ق‪.‬ت فإهنا تعترب أعمال‬
‫املصارف أعماالً جتاريةً‪ ,‬ويقصد هبا األعمال اليت تقوم هبا البنوك واليت هي كثرية ومتنوعة فقد تكون‬
‫بإصدار األوراق التجارية والتوسط بني اجلمهور الذي يكتسب األسهم والسندات وبني الشركة أو‬
‫الدولة اليت تصدر هذه األوراق مقابل عمولة تتقاضاها عن هذه الوساطة‪ ,‬كما تتوسط البنوك يف‬
‫االدخار واالستثمار بقصد حتقيق الربح‪ ,‬فتستقبل الودائع النقدية من املدخرين لقاء فائدة بسيطة أو‬
‫دون فائدة مث تستخدم هذه الودائع يف إقراض األفراد‪ ،‬كما تقوم بفتح حسابات جارية واعتمادات‬
‫مستندية أو إجيارية وغريها وتعترب هذه األعمال بالنسبة للمصرف جتارية‪ 84‬ولو وقعت مرة منفردة‪ ,‬أما‬
‫بالنسبة للعميل فقد تكون مدنية وقد تكون جتارية‪.‬‬

‫‪ -82‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -83‬د‪ .‬هاني دويدار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -84‬د‪ .‬علي جمال الدين عوض‪ :‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية‪ ،‬المكتبة القانونية‪ ،‬طبعة مكبرة‪ ،1112 ،‬ص‪.5‬‬

‫‪38‬‬
‫أ‪ .‬السمسرة‬
‫عقد السمسرة هو العقد الذي يتعهد مبقتضاه السمسار لشخص بالبحث عن طرف ثان إلبرام‬
‫عقد معني والتوسط يف إبرامه نظري أجراً وعمولة‪ ،‬وإذا مل يوجد اتفاق أو عرف حيدد األجر قدره‬
‫‪85‬‬
‫القاضي تبعاً ملا بذله السمسار من جهد وما استغرقه من وقت يف القيام بالعمل املكلف به‪.‬‬
‫وال يستحق السمسار أجرة إال إذا أدت وساطته إيل إبرام الصفقة‪ ،‬وإذا مل يتم إبرام العقد بسبب‬
‫تعنت من فوضه جاز للمحكمة أن تعوض السمسار عما بذله من جهد‪ ,‬ويستحق السمسار األجر‬
‫مبجرد إبرام العقد ولو مل ينفذ كله‪.‬‬
‫ومع هذا فقد يكون السمسار مكلفاً من عميله بإبرام العقد حمل الوساطة‪ ,‬وهنا يكون السمسار‬
‫‪86‬‬
‫قد مجع بني صفته كسمسار وبني صفة الوكيل ويعامل على أساس اجلمع بني هاتني الصفتني‪.‬‬
‫واعترب املشرع اجلزائري السمسرة عمالً جتارياً طبقاً للفقرة ‪ 24‬من املادة ‪ 41‬ق‪.‬ت دون متييز بني‬
‫الصفقات اليت يربمها مدنية كانت أم جتارية‪ ،‬أما بالنسبة لألطراف املتعاقدة فإن األمر يتوقف على‬
‫طبيعة التعاقد الذين يقومون به وعلى صفتهم‪.‬‬

‫ب‪ .‬عمليات الصرف‬


‫ويقصد بعمليات الصرف مبادلة عملة بعملة مقابل عمولة مع االستفادة من فروق األسعار‪،‬‬
‫والصرف نوعان‪ ،‬إما صرف يدوي وهو الذي يتم بني املتعاقدين فوراً وتسليم كل منها العملة اليت قام‬
‫باستبداهلا‪ ،‬وإما صرف مسحوب أو مؤجل وفيه يأخذ الصراف النقود ويتعهد بأن يسلم لعميله نقود‬
‫وطنية يف البلد الذي يرغبها العميل ويف الوقت الذي حيدده‪ 87,‬وتعترب عمليات الصرف جتارية بالنسبة‬
‫للمصرف أو الصراف‪ ،‬أما بالنسبة للعميل فإهنا تعترب جتارية إذا كان تاجراً ومتعلقة بعمل جتاري‪.‬‬

‫‪ -85‬عمورة عمار‪ :‬العقود والمحل التجاري في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون طبعة‪ ,‬بدون تاريخ نشر‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫حسام الدين األحمد‪ :‬السمسرة والوساطة التجارية في ضوء القانون واالجتهاد القضائي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة ‪ ،5115 ،1‬ص ‪.12‬‬
‫د‪ .‬مصطفى كمال طه‪ :‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة ‪ ،5112 ،1‬ص ‪.22‬‬
‫د‪ .‬محمد حسن الجبر‪ :‬العقود التجارية وعمليات البنوك في المملكة العربية السعودية‪ ،‬النشر العلمي والمطابع‪ ,‬جامعة الملك سعود‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ,‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -86‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬العقود التجارية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة ‪ ،5111 ،1‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -87‬د‪ .‬سلمان بوذياب‪ :‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة ‪ ،5112 ،1‬ص ‪.29‬‬
‫د‪ .‬هاني دويدار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫د‪ .‬مصطفى كمال طه‪ :‬القانون التجاري اللبناني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ )3‬الوكالة‬
‫تعرف الوكالة التجارية بأهنا كل عمل جتاري يقوم به شخص بصفته وكيل عن شخص طبيعي أو‬
‫‪88‬‬
‫معنوي حلساب هذا األخري مقابل عمولة أو هامش ربح‪.‬‬
‫وتنقسم الوكالة يف القانون التجاري سواءً اجلزائري أو قوانني جتارية أخرى إىل قسمني‪ ,‬مها‪:‬‬

‫أ‪ .‬الوكالة بالعمولة‬


‫الوكالة بالعمولة هي عقد يتعهد مبقتضاه الوكيل بالعمولة بأن جيري بامسه تصرفاً قانونياً حلساب‬
‫املوكل‪ ,‬وهنا يبدو الوكيل بالعمولة مثل املتعاقد األصلي فيلتزم يف مواجهة من يتعاقد معه بكافة‬
‫االلتزامات الناشئة عن العقد ويتحمل كافة احلقوق املرتتبة على هذا التعاقد‪ ,‬فالوكيل بالعمولة يقوم‬
‫بعمل واحد أو أكثر كالشراء أو النقل أو البيع سواء أكان بامسه أم باسم الشركة وحلساب موكله‪,‬‬
‫وهنا يبدو أمام الغري مثل املتعاقد األصلي‪ ,‬فيلتزم يف مواجهة من يتعاقد معه بكافة االلتزامات الناشئة‬
‫عن العقد ويتحمل كافة احلقوق املرتتبة على هذا التعاقد‪ ,‬ويلتزم الوكيل بالعمولة بالقيام بالعمل الذي‬
‫يكلفه به املوكل حسب تعليماته‪ ,‬واألصل أنه يلتزم ببذل العناية أي ببذل عناية الرجل املعتاد وأن‬
‫‪89‬‬
‫يعلم املوكل مبا وصل إليه تنفيذ الوكالة‪.‬‬

‫ب‪ .‬الوكالة التجارية‬


‫وتعرف الوكالة التجارية يف معظم القوانني على أهنا اتفاق بني طرفني يتعهد مبقتضاه طرف يسمى‬
‫الوكيل التجاري بإبرام الصفقات باسم الطرف اآلخر وحلسابه وهو املوكل‪.‬‬
‫وختتلف الوكالة التجارية عن الوكالة بالعمولة يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -88‬طبقا ً للمادة ‪ 11/22‬ق‪.‬ت‪ " :‬الوكالة التجارية اتفاقية يلتزم بواسطتها الشخص بإعداد أو إبرام البيوع أو الشراءات وبوجه عام جميع‬
‫العمليات التجارية باسم ولحساب تاجر‪ ,‬والقيام عند االقتضاء بعمليات تجارية لحسابه الخاص ولكن دون أن يكون مرتبطا بعقد إجارة‬
‫الخدمات"‪.‬‬
‫بخالف الوكالة المدنية فهي تبرعية وال يستحق الوكيل التعويض في حال إنهائها‪.‬‬
‫أنظر قرار المحكمة العليا رقم ‪ ,595959‬المؤرخ في ‪ ,5112/12/21‬مجلة المحكمة العليا ‪ ,5112‬عدد ‪ ,5‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -89‬د‪ .‬زكي زكي الشعراوي‪ :‬العقود التجارية‪ ,‬دار النهضة العربية‪ ,‬القاهرة‪ ,1155 ,‬ص‪.25‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ ‬الوكيل بالعمولة يتعاقد بامسه وحلساب املوكل‪.‬‬
‫‪ ‬حيدد األجر يف الوكالة بالعمولة حسب االتفاق بني الوكيل واملوكل لكل صفقة دون اعتبار‬
‫حلجم الصفقة‪ ,‬بينما حيدد األجر يف الوكالة التجارية بنسبة معينة من الصفقة‪ ,‬وبالتايل يؤخذ‬
‫‪90‬‬
‫بعني االعتبار حجم الصفقة‪.‬‬
‫‪ ‬ومل يقرر القانون للوكيل العادي الضمانات اخلاصة اليت تكفل له اقتضاء حقوقه قبل املوكل‬
‫‪91‬‬
‫خبالف الوكيل بالعمولة حيث أجاز له القانون ضمانة خاصة تتمثل يف االمتياز‪.‬‬
‫وقد أضاف املشرع اجلزائري أعماالً جتاريةً أخرى مبوجب املرسوم التشريعي رقم ‪ 43/43‬املؤرخ يف‬
‫‪92‬‬
‫‪ 2443/43/42‬واملتعلق بالنشاط العقاري‪ ,‬حيث نص يف املادة ‪ 44‬منه على ذلك‪.‬‬
‫وبالتايل فقد توسعت هذه املادة يف جمال العقارات‪ ,‬مث جاءت املادة ‪ 44‬من أمر ‪ 19/46‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 2446/44/44‬املتمم واملعدل للقانون التجاري‪ ,‬فأضافت أعماالً جتاريةً أخرى‪ ,‬هي‪:‬‬

‫‪ )4‬شراء وبيع عتاد أو مؤن للسفن‬


‫حتتاج السفينة إىل جتهيزها بإعدادها لالستغالل البحري عرب تزويدها باملؤن والوقود واألدوات‬
‫‪93‬‬
‫الالزمة ملالحتها‪ ,‬فكل شراء أو بيع للعتاد واملؤن اخلاصة بشؤون السفينة يعد عمالً جتارياً‪.‬‬

‫‪ )5‬تأجير أو اقتراض بحري بالمغامرة‬


‫وهو إذا أجر مالك السفينة بوضع السفينة حتت تصرف املستأجر مقابل أجرة معلومة ولفرتة زمنية‬
‫حمددة‪ ,‬وقد يتم تأجري السفينة بالرحلة أو تأجريها بكاملها أو تأجري جزء منها‪ ,‬إما بقصد نقل‬
‫البضائع أو بقصد نقل األشخاص‪ ,‬ويعد هذا عمالً جتارياً حبسب املوضوع‪ ،‬كما أن كل قرض أو‬

‫‪ -90‬أنظر‪ :‬أكثم أمين الخولي‪ :‬الوسيط في القانون التجاري‪ ,‬الجزء ‪ ,2‬العقود التجارية‪ ,‬القاهرة ‪ ,1122‬ص ‪.529‬‬
‫سمير جميل حسين الفتالوي‪ :‬العقود التجارية الجزائرية‪ ,5111 ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬الجزائر‪ ,‬ص ‪.229‬‬
‫‪ -91‬د‪ .‬محمود أحمد الكندري‪ :‬أهم المشكالت التي يواجهها عقد الفرانشيز‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬كلية القانون والشريعة‪ ،‬العدد ‪ ،2‬السنة‬
‫‪ ،5111 ،52‬ص ‪.152‬‬
‫صت عليها في هذا المجال المادة ‪ 20‬من األمر ‪ 75/57‬المؤرخ في ‪ 5557/25/02‬والمتضمن القانون‬ ‫‪" -92‬فضالً عن األحكام التي ن َّ‬
‫التجاري المذكور أعاله تعد أعماال تجارية بحكم غرضها األعمال اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬كل نشاطات االقتناء والتهيئة ألوعية قصد بيعها أو تأجيرها‪.‬‬
‫‪ -‬كل النشاطات التوسطية في الميدان العقاري السيما بيع األمالك العقارية أو تأجيرها‪.‬‬
‫‪ -‬كل نشاطات اإلدارة والتسيير العقاري لحساب الغير‪".‬‬
‫‪ -93‬د‪ .‬مصطفى كمال طه‪ :‬أساسيات القانون البحري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة ‪ ،5112 ،1‬ص ‪.21‬‬

‫‪41‬‬
‫اقرتاض باملغامرة يعد عمالً جتارياً‪ ,‬والقرض أو االقرتاض باملغامرة هو عبارة عن عقد يتم بني جمهز‬
‫السفينة واملقرض الذي مينح مبلغاً من املال قصد جتهيز السفينة أو شراء بضاعة وإيصاهلا إىل ميناء‬
‫معني‪.‬‬
‫ويعترب عقد االقرتاض باملغامرة من العقود االحتمالية ألن السفينة أثناء رحلتها قد تتعرض ألخطار‬
‫كهطول أمطار غزيرة تتسبب يف هالك البضاعة أو هبوب رياح تلحق أضراراً بالسفينة وحبمولتها‪,‬‬
‫فاملقرض يف هذه احلالة يتحمل خماطر السفينة مع جمهزها‪ ,‬فإذا هلكت السفينة ضاع على املقرض‬
‫مبلغ القرض أي خسره‪ ,‬أما إذا عادت السفينة ساملةً فإن املقرض يستويف مبلغ القرض ومعه فائدة‬
‫معتربة أي أرباح هامة‪.‬‬

‫‪ )6‬عقود التأمين والعقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرية‬


‫ويقصد بالتأمني العقد الذي يتعهد مبقتضاه شخص يسمى املؤمن بأن يؤدي لشخص آخر‬
‫يسمى املستأمن مبلغاً من املال أو إيراد مرتب أو عوض مايل آخر يف حاله وقوع احلادث أو حتقق‬
‫اخلطر املؤمن عليه مقابل قسط يدفعه املستأمن للمؤمن‪.‬‬
‫وللتأمني البحري مركز بالغ األمهية ألن من النادر أن تسافر سفينة أو تنقل بضاعة معينة عن‬
‫طريق البحر دون أن يقوم أصحاهبا بالتأمني عليها حتصيناً من املخاطر وطلباً يف األمن والضمان‪.‬‬
‫والتأمني البحري هو حق عيين تبعي ينشأ عن السفينة فهو يشملها ويشمل مجيع التفرعات‬
‫الضرورية الستثمارها ألهنا جزء من السفينة‪ ،‬كما يطبق التأمني على خمتلف أنواع السفن بغض النظر‬
‫‪94‬‬
‫عن الغاية اليت خصصت هلا أي سواء كانت سفن نقل أو صيد أو سفن نزهة‪.‬‬

‫‪ )7‬كل االتفاقيات واالتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم وإيجارهم‬


‫يقوم طاقم السفينة بأداء خدمة على متنها ومقابل هذه اخلدمة يتقاضى أجرة يلتزم جمهز السفينة‬
‫بدفعها له وفقاً ملا جاء يف العقد‪ ،‬وإذا مل حتدد يف العقد جيب مراعاة العرف يف ذلك ومهما كانت‬

‫‪ -94‬د‪ .‬مصطفى كمال طه‪ :‬أساسيات القانون البحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬

‫‪42‬‬
‫األجرة جيب أن ال تقل عن احلدود اليت تفرضها قوانني العمل‪ ،‬ألن هذه احلدود الدنيا تعترب من‬
‫النظام العام‪ ,‬وقد حتدد أجرة الطاقم إما باليوم أو باألسبوع أو بالشهر‪ ,‬كما قد حتدد بالرحلة أو‬
‫بنسبة معلومة من أرباح الرحلة وغري ذلك من األساليب‪.‬‬
‫كما يعترب تأجري الطاقم لسفينة أخرى عمالً جتارياً‪ ,‬وقد يتم تأجري الطاقم بني موانئ تتعدى‬
‫حدود الدولة أي موانئ أجنبية‪ ،‬يف هذه احلالة كل االتفاقات اليت يكون موضوعها تأجري الطاقم أو‬
‫حتديد أجوره يعد عمالً جتارياً‪.‬‬

‫‪ )8‬الرحالت البحرية‬
‫يقوم بالرحلة البحرية مالك السفينة أو مستأجرها قصد نقل البضائع أو نقل األشخاص وتعد‬
‫هذه العمليات البحرية جتارية حبسب املوضوع وهذا وفق التعديل الصادر يف سنة ‪.2446‬‬

‫الفرع ‪ :2‬األعمال التجارية على وجه المقاولة‬


‫يقصد باألعمال التجارية على وجه املقاولة األعمال اليت يعتربها املشرع جتارية إذا ما باشرها‬
‫القائم هبا على وجه االحرتاف يف شكل مشروع منظم حبيث تصبح حرفته املعتادة‪ ،‬فاملقاولة هي‬
‫ي‪ ,‬وهذا املشروع له مقومات أساسية هي غالباً عدد‬
‫مباشرة نشاط معني يف شكل مشروع اقتصاد ي‬
‫من العمال واملواد األولية يضارب عليها صاحب املشروع‪.‬‬
‫وقد يكون ممارسة املشروع لنشاطه من خالل الفرد وهو ما يطلق عليه املشروع الفردي‪ ,‬وقد‬
‫يشرتك اثنان أو أكثر يف استغالل كمؤسسة التسيري االشرتاكي مشروع معني على هيئة شركة ومينحها‬
‫القانون االستقالل القانوين فيكون هلا ذمة مالية مستقلة وشخصية معنوية‪ ,‬وقد يكون املشروع مملوكاً‬
‫للدولة ويسمى حينئذ باملشروع العام كمؤسسات التسيري االشرتاكي‪.‬‬
‫وعلى ذلك فاملقصود باملقاوالت هي تلك املشروعات اليت تتطلب قدراً من التنظيم ملباشرة‬
‫األنشطة االقتصادية سواء كانت صناعية أو جتارية أو زراعية أو خدمات وذلك بتضافر عناصر مادية‬
‫(رأس املال) وبشرية (العمل) ويقتضي هذا التنظيم عنصرا االحرتاف واملضاربة ويعين االحرتاف ممارسة‬

‫‪43‬‬
‫النشاط على وجه التكرار‪ 95,‬كما تكون املضاربة على عمل الغري بقصد حتقيق الربح‪ ,‬فإذا مل يتحقق‬
‫يف النشاط عنصري االحرتاف واملضاربة ال يكتسب هذا النشاط شكل املشروع‪ ,‬ويعترب القائم‬
‫بالنشاط يف هذه احلالة حرفياً وليس تاجراً فإذا ثبت للنشاط صفة التجارية فإنه خيضع القانوين‬
‫التجاري هذا‪ ,‬وقد وردت املقاوالت بالقانون التجاري على سبيل املثال ال احلصر‪ ,‬لذلك فإنه جيوز‬
‫أن يضيف القضاء غريها بطريق القياس أو االجتهاد كلما ظهرت احلاجة إىل ذلك بسبب متغريات‬
‫الظروف االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫وللمشروع التجاري مقومات تتمثل يف رأس املال الذي خيصص لشراء اآلالت واملعدات أو‬
‫التجهيزات وشراء وإقامة األبنية واملنشآت‪ ،‬وجيب أن يكون رأس املال مهما أما إذا مل خيصص‬
‫صاحب املشروع لعمله سوى رأس مال ضئيل متمثل مبخزون متواضع من املواد األولية ذات قيمة‬
‫متواضعة فال ميكن اعتبار صاحب املشروع تاجراً بل حرفياً‪ ،‬باإلضافة إىل عنصر العمل حيث يعتمد‬
‫صاحب املشروع على جهد العمال الذين يستخدمهم يف إنتاج مقابل أجر يسدده هلم من أصل مثن‬
‫إنتاجه أكثر من اعتماده على جهده الشخصي‪ ،‬وأخرياً جند عنصر التنظيم واإلدارة الذي يتيح‬
‫‪96‬‬
‫توظيف رأس املال وجتنيد العمل يف عملية اإلنتاج وبلوغ اهلدف املقصود بتحقيق الربح‪.‬‬
‫وقد عددت املادة ‪ 41‬ق‪.‬ت األعمال اليت تكتسب الصفة التجارية إال إذا وقعت على سبيل‬
‫املقاولة‪ ,‬وهي‪:‬‬

‫‪ )1‬مقاولة تأجير المنقوالت أو العقارات‬


‫يعد تأجري املنقوالت أو العقارات إذا حدث على سبيل التكرار واختذ شكل املشروع عمالً جتارياً‬
‫طبقاً للمادة ‪ 41‬ق‪.‬ت‪ ,‬فيستوي أن يكون التأجري وارداً على منقوالت كمن يقوم بتأجري السيارات‬
‫أو الدراجات‪ ,‬أو أن يكون التأجري وارداً على عقارات كاملنازل لتأجريها ألغراض الطب‬
‫كاملستشفيات اخلاصة أو ألغراض التعليم بإضفاء املشرع على هذه األعمال الصفة التجارية يعترب‬

‫‪ -95‬عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -96‬د‪ .‬جاك يوسف الحكيم‪ :‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.95 – 92‬‬

‫‪44‬‬
‫القائمون هبا جتاراً فيخضعون اللتزامات التجار من حيث مسك الدفاتر التجارية والقيد يف السجل‬
‫التجاري واخلضوع لضرائب األرباح التجارية والصناعية‪.‬‬

‫‪ )2‬مقاولة اإلنتاج أو التحويل أو اإلصالح‬


‫يقصد مبقاوالت اإلنتاج أو التحويل أو اإلصالح مقاوالت الصناعية اليت تقوم بتحويل املواد‬
‫األولية أو النصف مصنوعة حبيث تكون صاحلة إلشباع حاجات األفراد مثل صناعة السكر من‬
‫القصب أو الزيت من الزيوت أو صناعة النسيج واألثاث واآلالت جبميع أنواعها‪ ,‬ويدخل يف مدلول‬
‫الصناعة األعمال اليت يرتتب عليها تعديل لألشياء يرفع من قيمتها أو يزيد يف استخداماهتا كصناعة‬
‫الصباغة وإصالح الساعات وورش إصالح السيارات‪ ,‬وتعترب مقاوالت الصناعة جتارية سواء كان‬
‫املشروع يقوم بشراء املواد األولية املراد حتويلها أو يقدمها من عنده أو تقدم له من الغري لتحويلها‪,‬‬
‫فإذا كان صاحب املصنع يقوم بصناعة اجللود اليت تنتجها ماشيته واليت تقدم له من الغري فإن هذا ال‬
‫‪97‬‬
‫يغري من طبيعة احلالة التجارية‪.‬‬

‫‪ )3‬أصحاب الحرف‬
‫احلريف هو عامل مستقل ميارس حرفة يدوية متخذا شكل مشروع صغري نوعاً وخيتلف احلريف عن‬
‫كل من العامل والتاجر‪ ,‬فهو ليس بعامل رغم أنه يباشر عمله بيديه ألنه ال يرتبط بعالقة تبعية برب‬
‫عمل‪ ,‬عالوة على أنه يبيع ما قام بصنعه خالف العامل الذي ال يبيع ما يقوم بإنتاجه‪.‬‬
‫كما خيتلف احلريف أو الصانع عن التاجر رغم استقالل كل منهما يف أنه يعمل بنفسه يف صنع‬
‫الشيء أو إصالحه‪ ,‬فعمله اليدوي هو مصدر دخله ورزقه الرئيسي وال يضارب به على عمل الغري‪.‬‬
‫واملستقر عليه فقهاً وقضاء أنه يشرتط العتبار الصناعة عمالً جتارياً أن يكون على قدر من‬
‫األمهية‪ ,‬حبيث ميكن القول بوجود مضاربة على اآلالت وعمل العمال أما إذا اقتصرت الصناعة على‬
‫جمرد القيام بواسطة الشخص نفسه أو مبعاونة عدد قليل من العمال أو أفراد أسرته فإن أعماله خترج‬
‫من جمال القانون التجاري ألنه أقرب إىل طائفة احلرفيني منه إىل طائفة الصناع‪ ,‬ومثال هؤالء‬
‫‪ -97‬عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪45‬‬
‫األشخاص النجار أو احلداد أو النقاش أو اخلياط‪ ...‬وغريهم‪ ,‬فهؤالء مجيعاً يعتمدون أساساً يف‬
‫تقدمي أعماهلم على مهاراهتم الشخصية أو فنهم أكثر من اعتمادهم على حتويل ما يقدم إليهم من‬
‫مواد أولية‪ ,‬بل أن أعماهلم تظل مدنية حىت ولو استعان أحدهم بآلة أو أكثر يف العمل كما هو احلال‬
‫عند استعمال آالت اخلياطة‪ ,‬أما إذا جلأ احلريف إىل شراء املواد األولية اليت يستخدمها يف عمله‬
‫بكميات كبرية كشراء اخلياط لألقمشة وعرضها للبيع حبالتها أو بعد حياكتها فإن عمله يعد جتارياً‬
‫على أساس الشراء بقصد البيع مع توافر نية املضاربة فهو نشاطه الرئيسي وما حرفته إال عامل ثانوي‪.‬‬

‫‪ )4‬مقاوالت البناء أو الحفر أو تمهيد األرض‬


‫اعترب املشرع مقاوالت البناء أو احلفر أو تعبيد األرض عمالً جتارياً أياً كان نوع هذه األشغال‬
‫وأمهيتها‪ ,‬ويدخل يف نطاق ذلك إنشاء املباين واجلسور والطرق واألنفاق واملطارات وحفر القنوات‬
‫وإنشاء السدود‪ ,‬كما يدخل فيها أعمال اهلدم والرتميم شرط أن يقدم املقاول األدوات واألشياء‬
‫الالزمة للعمل املوكل إليه ذلك أنه يف هذه احلالة يضارب على األدوات اليت يقدمها‪ ,‬إال أن القضاء‬
‫يعترب عمل املقاول جتارياً حىت إذا اقتصر على تقدمي العمل إلنشاء املباين‪ ,‬إذ أنه يضارب على عمل‬
‫العمال متاماً كما يضارب على اآلالت واألشياء اليت يقدمها‪ ,‬وتطبيقاً لذلك يعترب املقاول الذي يتفق‬
‫مع صاحب األرض على توريد العمالة الالزمة لإلنشاءات العقارية قائماً بعمل جتاري سواء قدم‬
‫األدوات الالزمة أم مل يقدمها‪ ,‬أما إذا اقتصر عمل املقاول على جمرد اإلشراف على العمال الذين‬
‫‪98‬‬
‫أحضرهم فإن عمله يظل مدنياً شأنه يف ذلك شأن من يقدم خربته أو نتاجه الفكري‪.‬‬

‫‪ )5‬مقاولة التوريد أو الخدمات‬


‫يقصد بالتوريد أن يتعهد شخص بتسليم كميات معينة من السلع بصفة دورية لشخص آخر‬
‫نظري مبلغ معني‪ ,‬مثل احرتاف توريد األغذية للمدارس أو املستشفيات أو اجليش أو توريد الفحم إىل‬
‫مصانع أو املالبس إىل املسرح‪ ,‬كذلك يعترب توريد اخلدمات من عمليات التوريد مثل استثمار‬

‫‪ -98‬د‪ .‬نادية فضيل‪ :‬القانون التجاري الجزائري (األعمال التجارية – التاجر – المحل التجاري)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة ‪،2‬‬
‫‪ ،5112‬ص ‪.92‬‬

‫‪46‬‬
‫احلمامات واستغالل املقاهي والفنادق والنوادي‪ ,‬وتعترب مقاوالت التوريد عمالً جتارياً طاملا احرتفها‬
‫الشخص بغض النظر عن سبق شرائه للمواد اليت يتعهد توريدها من عدمه‪.‬‬

‫‪ )6‬مقاوالت استغالل المناجم أو المناجم السطحية أو مقالع الحجارة أو منتوجات‬


‫األرض األخرى‪...‬‬
‫يعترب املشرع صور االستغالل األول للطبيعة عمالً جتارياً إذا مت من خالل مقاولة تتم مبقومات‬
‫املشروع‪ ,‬ومن صور هذا االستغالل استخراج املعادن من باطن األرض كاستخراج البرتول واحلديد‬
‫والفحم والفوسفات والزئبق وغريها وكذلك قطع الرخام واألحجار من اجلبال على سطح األرض‪,‬‬
‫وتعترب هذه املقاوالت جتارية سواء كان القائم هبا ميلك مصدر اإلنتاج أو ال ميلكه كصاحب حق‬
‫االمتياز لالستغالل لفرتة معينة‪.‬‬
‫وقد أطلق املشرع الصفة التجارية على كل ما يتعلق هبذه االستغالالت سواء عمليات شراء‬
‫املعدات الالزمة هلا كآالت احلفر أو مواد كيماوية أو مالبس وأدوات وقائية‪ ,‬ومن باب أوىل تعترب‬
‫عمليات حتويل املنتجات أعماالً جتاريةً حىت وإن استقلت عن العملية الرئيسية وهي االستخراج‪ ,‬كما‬
‫يف حالة هتيئة األحجار املتقطعة من املناجم السطحية وصنعها رخاماً ألعمال الزينة والبناء‪.‬‬
‫وكذلك تعترب استغالالت منتجات األرض األخرى عمالً جتارياً‪ ,‬كاستغالل عني معدنية وتعبئة‬
‫مياهها يف زجاجات لبيعها‪ ,‬وكما إذا أقام مستغل العني فندقاً أو مطعماً خلدمة السياح احملليني‬
‫واألجانب‪ ،‬وأيضاً استغالل حبرية يف تربية األمساك وصيدها‪ ,‬وقد ساير املشرع اجلزائري الفقه التقليدي‬
‫فاعترب العمليات االستخراجية كاستخراج املعادن والبرتول واملياه وما يوجد يف باطن األرض أو يف‬
‫أعماق البحار واألهنار أعماالً مدنية بالنسبة ملن يقوم هبا حىت إذا كان القصد منها حتقيق الربح‬
‫واملضاربة‪ ,‬ويف فرنسا مل تصبح عمليات استغالل املناجم من األعمال التجارية إال بقانون ‪1919‬‬
‫أما قبل ذلك فقد كانت من قبيل األعمال املدنية‪ ,‬وقد ساير املشرع اجلزائري أيضاً يف هذا الصدد‬
‫‪99‬‬
‫التعديل الذي أخذ به املشرع الفرنسي فاعترب تلك األعمال أعماال جتارية‪.‬‬

‫‪ -99‬عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.22‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ )7‬مقاوالت استغالل النقل أو االنتقال‬
‫يعد عمالً جتارياً مقاوالت استغالل النقل أو االنتقال‪ ,‬ويقصد بالنقل نقل البضائع‪ 100,‬ويقصد‬
‫باالنتقال انتقال اإلنسان بوسائل النقل املختلفة وعمليات النقل واالنتقال وفقاً للمادة ‪ 41‬ق‪.‬ت‬
‫فهي ال تعترب جتارية إال إذا باشرها الشخص على سبيل االحرتاف‪ ,‬ونتيجة لذلك إذا فرض وأن قام‬
‫أحد أصحاب السيارات بنقل أصدقائه أو أقربائه فان عمله يعترب مدنياً حىت ولو تقاضى عن هذا‬
‫النقل أجراً‪ ,‬ألن شرط االحرتاف هو أساس جتارية أعمال النقل‪ ,‬والسبب يف ذلك أن عمليات النقل‬
‫واالنتقال ال تبدو ذات طابع جتاري إال إذا تضمنت مضاربة على العمال والسيارات بقصد حتقيق‬
‫الربح‪ ,‬ومقاوالت النقل جتارية أياً كانت وسيلة النقل وأياً كان املكان املراد النقل إليه وأيا كانت طبيعة‬
‫الشيء املراد نقله‪ ،‬فالنقل براً يعترب جتارياً مهما كان نوع وسيلة النقل اجلوي وإذا كانت عمليات النقل‬
‫جتارية دائماً من جانب الناقل فهي ختتلف من جانب الطرف اآلخر حسب طبيعة العمل بالنسبة‬
‫‪101‬‬
‫إليه‪ ,‬فإذا قام هبا تاجر ألغراض جتارية اختذت الصفة التجارية من جانبها‪.‬‬

‫‪ )8‬مقاوالت استغالل المالهي العمومية أو اإلنتاج الفكري‬


‫نصت املادة ‪ 41‬ق‪.‬ت على جتارية مقاوالت املالهي اليت من شأهنا تسلية اجلمهور مبقابل عن‬
‫طريق ما يعرض عليه يف دور السنيما واملسرح والسريك وجمال الغناء واملوسيقى وسباق اخليل‪ ..‬وغريها‬
‫وتعترب هذه األعمال جتارية على وجه املقاولة مبعىن أهنا تكتسب صفتها التجارية من احرتاف‬
‫القائم هبا وليس من طبيعتها‪ ,‬وبناء على ذلك ال يعترب جتارياً عرض األفالم واملسرحيات يف املدارس‬
‫واجلامعات مبناسبة انتهاء العام الدراسي أو مبناسبة األعياد‪ ,‬وذلك بقصد الرتفيه عن طلبتها‬
‫وأعضائها‪ ,‬ذلك ألن هذا العمل ال يتم على سبيل االحرتاف بل يظل مدنياً ولو كان الدخول إىل‬
‫هذه احلفالت مبقابل رمزي لتغطية تكاليفها‪.‬‬

‫‪ -100‬شتواح الع ياشي‪ :‬عقد النقل البري للبضائع‪ ،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون فرع قانون األعمال‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،5112 – 5112‬ص‪.2 – 1‬‬
‫وقد عرفت المادة ‪ 22‬ق‪.‬ت عقد النقل البري على أ َّنه‪..." :‬اتفاق يلتزم بمقتضاه متعهد ا لنقل مقابل ثمن بأن يتولى بنفسه نقل شخص أو شيء‬
‫إلى أي مكان معين"‪.‬‬
‫‪ -101‬د‪ .‬سلمان بوذياب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55 – 52‬‬

‫‪48‬‬
‫وتنطوي أعمال أصحاب دور العرض على املضاربة وقصد حتقيق الربح فهم يضاربون على أعمال‬
‫املمثلني واملوسيقيني كما يضاربون على املؤلفات واملسرحيات واألحلان اليت يقومون بشرائها‪ ,‬بل أن‬
‫معظم ما يقدمه هؤالء األشخاص ينطوي على شراء بقصد البيع‪ ,‬ويتمثل موضوع الشراء يف املنقول‬
‫املعنوي وهو الفيلم أو املسرحية أو املؤلفات املوسيقية‪ ,‬على أنه يالحظ أن العقود اليت يربمها هؤالء‬
‫األشخاص مع املمثل أو الفنان عموماً ليست جتارية بالنسبة هلذا األخري‪ ,‬فاملمثل إمنا يتعاقد ليقدم‬
‫إنتاجه الذهين أو الفين أو األديب أما صاحب دار العرض فالتعاقد يعترب جتارياً من جانبه‪.‬‬
‫ويثور التساؤل عن مدى جتارية أعمال صاحب دار العرض الذي يقدم إنتاجه الفين اخلاص به‬
‫مستخدماً يف ذلك مواهبه وفنه الشخصي كعازف البيانو أو الكمان‪ ,‬أو يقوم بالدور األول والرئيسي‬
‫يف املسرحية اليت يقدمها‪ ،‬والرأي املستقر هبذا اخلصوص أن عازف الكمان أو البيانو أو املغين الذي‬
‫يقوم بعرض فنه دون أن يضارب على أعمال غريه من املوسيقيني والفنانني يعترب عمله مدنياً النتفاء‬
‫عنصر املضاربة على أعمال الغري‪ ،‬أما اذا قام صاحب دار العرض باستخدام غريه من الفنانني لعرض‬
‫املسرحية فهو عمل جتاري على أساس املضاربة على الغري حىت وإن كان يقوم بدور يف العرض‪.‬‬
‫كذلك يعترب جتارياً استغالل اإلنتاج الفكري إذا مت على سبيل املشروع كأن يقوم ناشر بشراء‬
‫حقوق املؤلف يف إنتاجه األديب أو الفين أو العلمي ألجل نشره وبيعه وحتقيق الربح من وراء ذلك‪.‬‬

‫‪ )9‬مقاوالت التأمينات‬
‫يعرف التأمني بأنه عملية مبقتضاها حيصل أحد األطراف (المستأمن) لصاحله أو لصاحل الغري يف‬
‫حالة حتقق خطر ما على أداء من آخر (المؤمن) مقابل أداء من املستأمن هو القسط‪ ,102‬ففكرة‬
‫التأمني تقوم على أساس توزيع اخلسائر اليت يصاب هبا البعض نتيجة حتقق خطر معني كخطر الوفاة‬
‫أو املرض أو احلوادث أو احلريق وغري ذلك وتوزيع نتائجه على اجلماعة جيعل تلك اخلسائر ضئيلة‬
‫األثر‪ ,‬ويقوم التأمني على مشروع له مقوماته وإمكانياته الفنية املادية والبشرية‪ ,‬وقد اعترب املشرع‬

‫‪ -102‬حول التزامات طرفي عقد التأمين أنظر قرار المحكمة العليا رقم ‪ 222222‬المؤرخ في ‪ ,5119/11/55‬مجلة المحكمة العليا ‪,5119‬‬
‫عدد ‪ ,5‬ص ‪.115‬‬

‫‪49‬‬
‫اجلزائري يف املادة ‪ 41‬ق‪.‬ت مقاوالت التأمينات عمالً جتارياً‪ ,‬ومل يفرض النص أو خيصص أنواعاً‬
‫معنيةً من التأمني‪ ,‬وعلى ذلك فإن كل مشروع يباشر نشاط التأمني تعترب أعماله أعماالً جتاريةً سواء‬
‫كان التأمني برياً أو حبرياً أو جوياً وأياً كان نوع التأمني وطريقة ونظام األقساط وطبيعة اخلطر املؤمن‬
‫عليه فيستوي أن يكون التأمني ضد اإلصابات أو احلريق أو السرقة أو غري ذلك‪.‬‬
‫أما التأمني التعاوين ومؤداه أن يتفق مجاعة من األشخاص يتعرضون ألخطار متماثلة كالزراع الذين‬
‫يتعرضون آلفات يف مواسم معينة تقضي على حمصوالهتم أو أمراض معينة هتدد حيواناهتم فيتفقون‬
‫على تكوين مجعية فيما بينهم للتأمني من األخطار اليت هتددهم نظري اشرتاكات يدفعوهنا تكون هي‬
‫مبثابة التعويض عن اخلطر الذي حييق بأي منهم‪ ,‬وهذا النوع من التأمني التعاوين ال يعترب جتارياً‬
‫النعدام قصد املضاربة وحتقيق الربح‪ ,‬وكذلك احلال بالنسبة للتأمني االجتماعي الذي تفرضه الدولة‬
‫جرباً أو اختياراً على بعض فئات القوى العاملة املنتجة حلمايتها وفقاً لسياستها االجتماعية‬
‫واالقتصادية فهو ال يعترب جتارياً النعدام قصد املضاربة وحتقيق الربح‪.‬‬
‫واخلالصة أنه فيما عدا التأمني التعاوين والتأمني االجتماعي تعترب مقاوالت التأمينات األخرى‬
‫أعماالً جتارية‪ ,‬ويعترب العمل جتارياً دائماً بالنسبة للمؤمن أما بالنسبة للمستأمن فيعترب العمل مدنياً‬
‫مامل يكن تاجراً وقام بالتأمني حلاجة جتارته‪ ,‬كالتأمني على البضاعة من السرقة أو خطر الطريق والنقل‬
‫فيأخذ التأمني يف هذه احلالة الصفة التجارية بالتبعية‪.‬‬

‫‪ )10‬مقاوالت استغالل المخازن العمومية‬


‫تعترب هذه املقاوالت عمالً جتارياً طبقاً للمادة ‪ 41‬ق‪.‬ت وهذا النوع من االستغالل وثيق الصلة‬
‫باحلياة التجارية اليت تعترب املخازن العمومية من دعائمها األساسية‪ ,‬واملخازن العمومية عبارة عن‬
‫حمالت واسعة يودع فيها التجار بضائعهم مقابل أجر بانتظار بيعها أو سحبها عند احلاجة‪ ,‬ويعطى‬
‫صاحب البضاعة إيصاالً هبا يسمى "سند الخزن" وهو صك ميثل البضاعة‪ ,‬وميكن عن طريق حتويله‬
‫إىل الغري بيع هذه البضاعة أو رهنها دون نقلها من مكاهنا‪ ،‬وتلحق باملخزن العمومي عادة صالة لبيع‬
‫البضاعة باملزاد العلين يف حالة عدم وفاء صاحبها بالدين الذي تضمنه يف وقت االستحقاق‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ )11‬مقاوالت بيع السلع الجديدة بالمزاد العلني بالجملة أو األشياء المستعملة بالتجزئة‬
‫تعترب هذه املقاوالت عمالً جتارياً طبقاً للمادة ‪ 41‬ق‪.‬ت‪ ,‬فقد رأى املشرع محاية مجهور املتعاملني‬
‫مع حمالت بيع السلع اجلديدة باملزاد العلين باجلملة أو األشياء املستعملة بالتجزئة‪ ,‬فأخضعهم‬
‫لألحكام اليت خيضع هلا التجار حىت ولو كانت البيوع اليت تتم فيها مدنية‪ ,‬ويشرتط القانون العتبار‬
‫عمليات البيع باملزاد العلين جتارية أن ترد على شكل مشروع وعلى وجه االحرتاف‪ ,‬والعمل هنا جتارياً‬
‫بالنسبة للبائع أما بالنسبة للمشرتي باملزاد فيظل العمل بالنسبة له مدنياً إال إذا كان تاجراً ويشرتي‬
‫باملزاد باجلملة ألجل البيع بالتجزئة فتعترب عملية الشراء بالنسبة إليه جتارية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :3‬األعمال التجارية بحسب الشكل‬


‫‪103‬‬
‫وقد ذكرت هذه األعمال مفصلة يف املادة ‪ 43‬ق‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ )1‬التعامل بالسفتجة‬
‫السفتجة كلمة عربية وهي ورقة جتارية تتضمن أمراً من شخص يسمى "الساحب" إىل شخص‬
‫آخر يسمى "المسحوب عليه" بأن يدفع مبلغاً معيناً من النقود يف تاريخ معني إلذن شخص ثالث‬
‫هو "المستفيد"‪ ،‬والغالب أال حيتفظ املستفيد بالسفتجة حىت ميعاد االستحقاق بل يتم تداوهلا‬
‫بطريق التظهري‪ ,‬ويسمى من ينتقل إليه احلق الثابت يف السفتجة باحلامل وهلذا األخري أن يتنازل بدوره‬
‫عن الورقة حىت تستقر يف يد احلامل األخري الذي يقدمها إىل املسحوب عليه للوفاء بقيمتها‪.‬‬
‫والغالب كذلك أن ال ينتظر املستفيد من السفتجة أو احلملة املتعاقبون من بعده حىت حلول‬
‫ميعاد االستحقاق لتقدميها إىل املسحوب عليه للوفاء بل له أن يقدمها إليه قبل ميعاد االستحقاق‬

‫‪ -103‬حيث جاء فيها‪" :‬يعد عمالً تجاريا ً بحسب شكله‪:‬‬


‫‪ -‬التعامل بالسفتجة بين كل األشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬الشركات التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬وكاالت ومكاتب األعمال مهما كان هدفها‪.‬‬
‫‪ -‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية والجوية‪".‬‬

‫‪51‬‬
‫لكي يوقع عليها بالقبول ويلتزم الساحب وكل من احلملة املتعاقبني للسفتجة جتاه احلامل األخري‬
‫‪104‬‬
‫بضمان القبول من جهة وضمان الوفاء يف ميعاد االستحقاق من جهة أخرى‪.‬‬
‫وتلعب األوراق التجارية دوراً هاماً يف احلياة التجارية ألهنا تعمل على تيسري التعامل بني األفراد‬
‫من جهة‪ ,‬كما تساعد على تنشيط حركة تداول الثروات من جهة أخرى‪ ،‬وهي إىل جانب وظيفتها‬
‫التقليدية بأهنا وسيلة تغين عن نقل النقود من مكان إىل آخر تعترب أيضاً أداة وفاء تقلل من استعمال‬
‫النقود وتداوهلا‪ ,‬مث إذا ما تضمنت الورقة التجارية أجالً لوفائها فإهنا تقوم إضافة إىل الوظائف السابقة‬
‫‪105‬‬
‫بوظيفة هامة باعتبارها أداة لالئتمان‪.‬‬
‫وجتمع بني أشخاص السفتجة الثالثة (الساحب‪ ,‬المسحوب عليه‪ ,‬المستفيد) عالقات قانونية‬
‫سابقة‪ ,‬فالساحب يسحب السفتجة على املسحوب عليه ألنه دائن له مببلغ مساو لقيمة السفتجة‬
‫ميثل مثالً بضاعة أو مبلغ قرض‪ ,‬وهذا احلق الذي للساحب على املسحوب عليه يسمى "مقابل‬
‫الوفاء"‪ ,‬وهناك عالقة أخرى بني الساحب واملستفيد يكون فيها األول مديناً للثاين‪ ,‬كأن يشرتي‬
‫الساحب بضاعة من املستفيد وحيرر له سفتجة للوفاء بالثمن‪ ,‬ويعترب عمالً جتارياً التزام كل من يوقع‬
‫على السفتجة بصفته ساحباً أو مظهراً أو ضامناً أو مسحوباً عليه‪ ,‬وبعبارة أخرى تعترب السفتجة ورقة‬
‫جتارية حبسب الشكل يف مجيع األحوال أياً كانت صفة ذوي الشأن فيها جتاراً أو غري جتار وأياً كان‬
‫‪106‬‬
‫الغرض الذي حررت من أجله لعمل جتاري أو مدين‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫وقد أوجبت املادة ‪ 390‬ق‪.‬ت أن تشتمل السفتجة على جمموعة من البيانات اإللزامية‪.‬‬

‫‪ -104‬د‪ .‬أحمد محرز‪ :‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الجزء ‪ ،2‬السندات التجارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1191 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪105‬‬
‫‪- Georges Ripert René Roblot : Droit commercial, Tome 2, 15éme édition par Philipe Delebecque et Michel‬‬
‫‪Germain, L.G.D.J, Paris, 1996, p 163.‬‬
‫‪ -106‬د‪ .‬إلياس حداد‪ :‬األوراق التجارية في النظام التجاري السعودي‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪1215 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪.21 – 21‬‬
‫‪ -107‬حيث جاء فيها‪" :‬تشتمل السفتجة على البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ -5‬تسمية سفتجة في متن السند نفسه وباللغة المستعملة في تحريره‪.‬‬
‫‪ -0‬أمر غير معلق على قيد أو شرط بدفع مبلغ معين‪.‬‬
‫‪ -3‬اسم من يجب عليه الدفع (المسحوب عليه)‪.‬‬
‫‪ -4‬تاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫‪ -7‬المكان الذي يجب فيه الدفع‪.‬‬
‫‪ -2‬اسم من يجب له الدفع له أو ألمره‪.‬‬
‫‪ -5‬بيان تاريخ إنشاء السفتجة ومكانه‪.‬‬
‫‪ -8‬توقيع من أصدر السفتجة (الساحب)‪."...‬‬

‫‪52‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أنه مىت مت سحب السفتجة _وهي عمل جتاري_ أصبحت مجيع األعمال‬
‫األخرى املتعلقة به من األعمال التجارية كذلك‪ ,‬وتتمثل هذه األعمال يف القبول والتظهري والضمان‬
‫‪108‬‬
‫االحتياطي والوفاء‪.‬‬

‫‪ )2‬الشركات التجارية‬
‫الشركة هي عقد مبقتضاه يلتزم شخصان أو أكثر بأن يساهم كل منهم يف مشروع مايل بتقدمي‬
‫‪109‬‬
‫حصة من مال أو من عمل القتسام ما قد ينشأ عن هذا املشروع من ربح أو خسارة‪.‬‬
‫وتعترب الشركات التجارية طبقاً لنص املادة ‪ 43‬ق‪.‬ت أعماالً جتاريةً حبسب الشكل‪ ,‬كما نصت‬
‫املادة ‪ 544‬ق‪.‬ت السابق ذكرها على كيفية حتديد الطابع التجاري للشركة‪ ,‬فاملشرع بنصه على‬
‫جتارية تلك الشركات حسم اخلالف حول طبيعة االكتتاب يف أسهم شركة املسامهة أو التصرفات اليت‬
‫يقوم هبا الشريك أو املساهم بالنسبة لعقد الشركة التجارية خاصة يف حالة عدم توافر صفة التاجر فيه‬
‫أو يف األحوال اليت تكون فيها مسؤولية الشريك حمدودة‪ ,‬وعلى ذلك فإن نص املادة ‪ 43‬ق‪.‬ت يؤكد‬
‫‪110‬‬
‫بوضوح جتارية كل ما يتعلق بعقود الشركات التجارية‪.‬‬

‫‪ )3‬وكاالت ومكاتب األعمال مهما كان هدفها‬


‫وهي تلك األعمال اليت تقوم هبا وكاالت ومكاتب األعمال مهما كان هدفها‪ ،‬ويقصد هبا‬
‫املكاتب اليت تؤدي خدمة للجمهور لقاء أجر معني أو نظري نسبة معينة من قيمة الصفقة اليت‬
‫‪111‬‬
‫تتوسط فيها‪.‬‬
‫واخلدمات اليت تقدمها هذه املكاتب متنوعة‪ ,‬كاإلعالن والسياحة واألنباء وحتصيل الديون‬
‫واستخراج تراخيص التصدير والتخليص على البضائع يف اجلمارك والوساطة يف الزواج وما إىل ذلك‬
‫من اخلدمات‪.‬‬

‫‪ -108‬د‪ .‬هاني دويدار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25 – 21‬‬


‫‪ -109‬د‪ .‬إلياس ناصيف‪ :‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الجزء ‪ ,1‬األحكام العامة للشركة‪ ،‬الطبعة ‪ ،5119 ،2‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -110‬ويعتبر وفقا ً لذلك معيار الشكل هو المعيار الذي نميز به بين الشركة المدنية والشركة التجارية باستثناء شركة المحاصة التي لم تذكر ضمن‬
‫هذه األشكال وبالتي تعتبر تجارية إذا قامت بعمل تجاري وتعتبر مدنية إذا قامت بعمل مدني أي نتبع معيار الموضوع وليس الشكل‪.‬‬
‫نسرين شريقي‪ :‬الشركات التجارية‪ ،‬سلسلة مباحث في القانون‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة ‪ ،5112 ،1‬ص ‪ 2‬و ‪.21‬‬
‫‪ -111‬عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪53‬‬
‫وبالنظر إىل طبيعة هذه األعمال جند أهنا عبارة عن بيع للخدمات أو اجلهود اليت يبذهلا صاحب‬
‫املكتب أو عماله بقصد حتقيق الربح من وراء ذلك‪ ,‬فهي ال تتعلق بتداول الثروات وال خترج عن كوهنا‬
‫بيعاً للجهود واخلربة‪.‬‬
‫ويالحظ أن الصفة التجارية تلحق نشاط هذه املكاتب بسبب الشكل أو التنظيم اليت تباشر به‬
‫أعماهلا‪ ,‬ولو كانت اخلدمة يف ذاهتا مدنيةً كالوساطة يف الزواج أو السياحة فهذه وأمثاهلا تعترب أعمال‬
‫مدنية‪ ,‬ولكن لو مت مباشرة هذا النشاط على سبيل االحرتاف ومت افتتاح مكتب ملباشرة هذا العمل‬
‫بقصد املضاربة وحتقيق الربح فان العمل يعترب جتارياً‪ ،‬والواقع أن املشرع اجلزائري مل ينظر إىل طبيعة‬
‫نشاط هذه املكاتب بل راعى أن أصحاهبا يدخلون يف عالقات مع اجلمهور‪ ،‬ولذلك رأى ضرورة‬
‫العمل على محاية مجهور املتعاملني مع هذه املكاتب بإخضاعها للنظام القانوين التجاري من حيث‬
‫االختصاص واإلثبات وتطبيق نظام شهر اإلفالس‪ ,‬فضالً عن التزام أصحاب هذه املكاتب مبسك‬
‫‪112‬‬
‫الدفاتر التجارية مبا هلا من حجة يف اإلثبات‪.‬‬

‫‪ )4‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية‬


‫اعترب القانون اجلزائري العمليات املتعلقة باحملالت التجارية أعماالً جتارية حبسب الشكل‪ ,‬واحملل‬
‫التجاري هو جمموعة من األموال املادية واملعنوية تكون وحد ًة مستقلةً قانوناً ومعدة لالستغالل‬
‫التجاري‪ ,‬فيشمل احملل التجاري جمموعة من األموال املادية واملعنوية اليت يستخدمها التاجر يف مباشرة‬
‫حرفته كالبضائع وأثاث احملل والسيارات واآلالت اليت يستخدمها واالسم التجاري والشهرة وعنصر‬
‫العمالء وما يكون لديه من عالمات جتارية وبراءات اخرتاع وما إىل ذلك مما يستعني به التاجر يف‬
‫‪113‬‬
‫مباشرة التجارة‪.‬‬
‫فطبقاً ألحكام القانون التجاري اجلزائري يعترب كل تصرف يتعلق باحملالت التجارية عمالً جتارياً‪,‬‬
‫سواء كان ذلك بيعاً أو شراءً للمحل التجاري بكافة عناصره املادية أو املعنوية‪ ,‬وسواء انصب‬

‫‪ -112‬د‪ .‬عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -113‬بن زواوي سفيان‪ :‬بيع المحل التجاري في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون الخاص (فرع قانون األعمال)‪،‬‬
‫جامعة قسنطينة ‪ ،1‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجمعية ‪ ,5112 – 5115‬ص ‪.55‬‬

‫‪54‬‬
‫التصرف على أحد عناصر احملل التجاري كالبضائع أو املعدات أو انصب على أحد العناصر املعنوية‬
‫كبيع االسم التجاري أو رهن العالمة التجارية أو براءة االخرتاع وسواء كان املتصرف أو املتصرف إليه‬
‫تاجراً أم غري تاجر‪.‬‬

‫‪ )5‬كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية والجوية‬


‫طبقاً لنص املادة ‪ 43‬ق‪.‬ت تضفي الصفة التجارية على كافة العقود املتعلقة بالتجارة البحرية‬
‫واجلوية‪ ,‬وعلى ذلك تعترب أعماالً جتارية إنشاء السفن أو الطائرات أو شرائها أو بيعها أو الرحالت‬
‫اليت تقوم هبا‪ ,‬كذلك يعترب جتارياً كل بيع أو شراء ألدوات أو مهمات للسفن أو الطائرات‪ ,‬وأيضاً‬
‫استئجار أو تأجري السفن والطائرات والقروض البحرية واجلوية‪ ,‬وكذلك عقود التأمني من األخطار‬
‫‪114‬‬
‫البحرية واجلوية ومجيع العقود األخرى املتعلقة بالتجارة البحرية واجلوية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :4‬األعمال التجارية بالتبعية‬


‫وقد نصت عليها املادة ‪ 44‬ق‪.‬ت أهنا يف األصل أعمال مدنية ولكنها تعد أعماالً جتارية إذا قام‬
‫‪115‬‬
‫واألعمال التجارية بالتبعية هي تطبيق للنظرية الشخصية‬ ‫هبا التاجر لشؤون تتعلق بتجارته‪,‬‬
‫‪116‬‬
‫وليست املوضوعية ألن صفة القائم بالعمل هي أساس خضوعها للقانون التجاري‪.‬‬
‫فإىل جانب األعمال املدنية اليت تتصل حبياة التاجر اخلاصة شأنه يف ذلك شأن باقي األفراد مثل‬
‫شراء املأكل وامللبس‪ ،‬واستئجار العقار أو بنائه لسكناه‪ ،‬وشراء األثاث اخلاص مبنزله وإدخال املياه‬
‫والكهرباء والغاز له وتكاليف زواجه‪ ،‬وغري ذلك من التصرفات واملعامالت اليت ختضع للقانون املدين‬
‫مثل أي أعمال يباشرها أي فرد وال أمهية لصفة القائم هبا‪ ،‬توجد أعمال أخرى مدنية يباشرها التاجر‬
‫ألغراض تتعلق بتجارته تعد أعماالً جتارية وينطبق عليها أحكام القانون التجاري‪ ,‬مثل استئجار حمله‬
‫التجاري‪ ،‬وشراء اآلالت واألدوات واألثاث الالزم ملباشرة التجارة وتزويد احملل التجاري باملياه‬

‫‪ -114‬عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -115‬محمود مختار أحمد بريري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -116‬د‪ .‬جاك يوسف الحكيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪55‬‬
‫والكهرباء والغاز‪ ،‬وشراء السيارات الالزمة لنقل البضائع أو العمال إىل احملل أو املصنع أو املشروع‬
‫التجاري‪ ،‬فهذه األعمال تنقلب من أعمال مدنية إىل أعمال جتارية إذا باشرها تاجر وكانت الزمةً‬
‫‪117‬‬
‫لتجارته أو مكملةً هلا أو مسهلةً هلا‪.‬‬

‫‪ )1‬األساس الذي قامت عليه النظرية‬


‫قامت نظرية األعمال التجارية بالتبعية على أساس من املنطق والقانون‪.‬‬

‫أ‪ .‬األساس المنطقي‬


‫يقتضي املنطق السليم ضرورة اعتبار أعمال التاجر املتعلقة بتجارته وحدة متماسكة ختضع كلها‬
‫لقانون واحد وقضاء واحد‪ ,‬فال يتصور أن ختضع بعض أعمال التاجر ألحكام القانون التجاري بينما‬
‫يظل بعضها اآلخر حيكمه قانون آخر هو القانون املدين بسبب أن األوىل ورد ذكرها يف القانون دون‬
‫‪118‬‬
‫الثانية رغم أهنا أعمال مرتابطة حتقق هدفاً واحداً هو تسهيل أعمال التاجر التجارية‪.‬‬
‫فاألخذ هبذه النظرية يؤدي إىل تفادي عيوب تعداد األعمال التجارية وإغفال بعضها‪ ,‬فهناك‬
‫األعمال املكملة للحرفة التجارية واليت تسهلها وتزيد من أرباحها‪ ,‬ومع ذلك مل ينص عليها صراحة‬
‫ضمن هذا التعداد مما يبعدها أصالً عن نطاق أحكام القانون التجاري‪ ,‬فاألخذ بنظرية األعمال‬
‫التجارية بالتبعية من شأنه أن يوسع حكم القانون التجاري ليشمل تلك األعمال‪ ,‬ويالحظ أن حرفة‬
‫القائم بالعمل وهو كونه تاجراً هي أساس إخضاع هذا العمل ألحكام القانون التجاري‪ ,‬وبالتايل فإن‬
‫العمل الذي نص عليه القانون ال يستطيع أن جيذب األعمال املدنية املرتبطة لتصبح جتارية تبعاً له‬
‫مادام القائم هبا ليس تاجراً‪ ,‬فإذا حدث وقام أحد األفراد بعملية شراء بقصد البيع _وهي أحد‬
‫األعمال التجارية املنفردة_ مث عقد تأميناً عليها فإن عقد التأمني ال يفقد صفته املدنية ويظل حمتفظاً‬
‫‪119‬‬
‫هبا رغم أنه متعلق بعمل جتاري‪.‬‬

‫‪ -117‬د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -118‬د‪ .‬سلمان بوذياب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫د‪ .‬عزيز العكيلي‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92 – 92‬‬
‫‪ -119‬د‪ .‬هاني دويدار المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.95 – 92‬‬

‫‪56‬‬
‫ب‪ .‬األساس القانوني‬
‫جتد نظرية األعمال التجارية بالتبعية أساسها القانوين يف املادة ‪ 44‬ق‪.‬ت‪ 120,‬وقد توحي الفقرة‬
‫األخرية منها أنه يشرتط أن تتم هذه األعمال بني تاجرين‪ ,‬إال أن املستقر عليه فقهاً وقضاء أنه يكفي‬
‫أن يكون أحد طريف العقد تاجراً حىت يعترب العقد بالنسبة إليه ذو طبيعة جتارية‪ ,‬أما فيما يتعلق‬
‫بالطرف اآلخر فإن التعاقد يظل مدنياً‪.‬‬
‫هذا وطبقاً لنص املادة ‪ 44‬ق‪.‬ت املشار إليها يشرتط أن يكون القائم بتلك األعمال تاجراً وأن‬
‫تكون تلك األعمال متعلقة مبمارسة جتارته‪ ,‬فبالنسبة لشرط تعلق العمل بأعمال التاجر فالقضاء‬
‫مستقر على افرتاض تعلق مجيع أعمال التاجر بتجارته إىل أن يثبت العكس‪ ,‬مبعىن أن القضاء اعترب‬
‫أن مجيع أعمال التاجر اليت يقوم هبا دائماً جتارية إال اذا أقام التاجر ما يثبت مدنيتها‪.‬‬

‫‪ )2‬شروط تطبيق نظرية األعمال التجارية بالتبعية‬


‫يشرتط العتبار األعمال اليت يقوم هبا التاجر لشؤون تتعلق بتجارته أعماالً جتارية توافر الشروط‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪121‬‬
‫أ‪ .‬أن يكون القائم بالعمل تاجرا‬
‫والتاجر هو كل من يزاول على وجه االحرتاف بامسه وحلسابه عمالً جتارياً‪ ،‬فإذا مارس هذه‬
‫األعمال شخص عادي فإن هذه األعمال ال تعترب جتارية وتظل كما هي أعماالً مدنيةً‪ 122,‬ويكون‬
‫تاجراً أيضاً كل شركة تتخذ أحد األشكال املنصوص عليها يف القوانني املتعلقة بالشركات أياً كان‬
‫الغرض الذي أنشأت الشركة من أجله‪ ,‬وبالتايل فإن األعمال املدنية اليت متارسها هذه الشركات تعترب‬
‫‪123‬‬
‫جتارية إذا ارتبطت بنشاط الشركة‪.‬‬

‫‪ -120‬حيث جاء فيها‪" :‬يعد عمالً تجاريا ً بالتبعية‪:‬‬


‫‪ -‬األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة تجارته أو حاجات متجره‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزامات بين التجار‪".‬‬
‫‪ -121‬د‪ .‬المعتصم باهلل الغرياني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -122‬د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -123‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125 – 121‬‬

‫‪57‬‬
‫‪124‬‬
‫ب‪ .‬أن تكون هذه األعمال متعلقة بشؤون تجارته‬
‫وبالتايل فإن األعمال املدنية واملرتبطة بشؤون حرفة التاجر تعترب جتارته مثل شرائه سيارات خلدمة‬
‫احملل التجاري أو خلدمة املصنع أو العمالء أو لنقل البضائع‪ ،‬وكذلك شراء األثاث وإدخال املياه‬
‫والكهرباء وغريها للمصنع أو احملل‪ ،‬وكذلك ما تقوم به الشركة من أعمال مدنية مرتبطة بنشاطها‬
‫تعترب أعماالً جتارية‪.‬‬
‫ويتسع نطاق النظرية لتشمل مجيع االلتزامات العقدية وغري العقدية اليت تتعلق بشؤون حرفة‬
‫التاجر أي املرتبطة بتجارته‪ ،‬ويقصد بااللتزامات غري العقدية اليت تعترب جتارية إذا تعلقت بشؤون‬
‫جتارته دفع غري املستحق واإلثراء بال سبب واألفعال الضارة‪ ,‬فالتاجر يسأل عن األفعال الضارة أو‬
‫املسؤولية التقصريية اليت تقع منه أو تابعية أو األشياء أو احليوانات اليت تكون يف حراسته‪ ،‬فإذا وقع‬
‫الفعل الضار مبناسبة مباشرة التجارة والتزم التاجر بدفع التعويض‪ ,‬فإن هذا االلتزام يعترب عمالً جتارياً‬
‫بالتبعية‪ ,‬وكذلك أفعال املنافسة غري املشروعة اليت يقوم هبا التاجر وتتعلق بتجارته‪ ،‬فإن إلزام التاجر‬
‫بتعويض املضرور من جراء املنافسة غري املشروعة يعترب عمالً جتارياً بالتبعية‪.‬‬

‫‪ )3‬نطاق تطبيق نظرية األعمال التجارية بالتبعية‬


‫يتحدد نطاق نظرية األعمال التجارية بالتبعية وفقاً للمادة ‪ 44‬ق‪.‬ت السابق ذكرها باألعمال‬
‫اليت يقوم هبا التاجر حلاجات التجارة‪ ,‬ويتسع مفهومه هذه األعمال ليشمل كافة التزامات التاجر‬
‫املرتبطة بتجارته سواء كانت تعاقدية أو غري تعاقدية على النحو التايل‪:‬‬

‫أ‪ .‬تطبيق نظرية األعمال التجارية بالتبعية في مجال االلتزامات التعاقدية‬


‫يلجأ التاجر عادةً لتسيري شؤون جتارته إىل إبرام العديد من العقود كعقد شراء األثاث واآلالت‬
‫واملكاتب الالزمة حملله التجاري أو مصنعه‪ ،‬وعقد التأمني على احملل التجاري أو البضائع املوجودة فيه‬

‫‪ -124‬د‪ .‬فوزي محمد سامي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬دار مكتبة التربية‪ ،‬بيروت‪ ,‬الجزء ‪ ،1‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪،1‬‬
‫‪ ،1115‬ص ‪.59 – 55‬‬

‫‪58‬‬
‫أو على العمال وعقود نقل البضائع وعقود فتح احلساب اجلاري واالقرتاض حلاجات التجارة‬
‫‪125‬‬
‫وغريها‪.‬‬
‫والقاعدة أن مجيع العقود اليت يربمها التاجر لصاحل جتارته واليت تعترب بطبيعتها مدنية تكتسب‬
‫الصفة التجارية تطبيقاً لنظرية التبعية‪ ,‬ولكن يستثىن من هذه القاعدة بعض أنواع العقود اليت تثري‬
‫تطبيق نظرية التبعية عليها صعوبات خاصة‪ ،‬مثل عقد الكفالة الذي يعترب مدنياً ولو كان الدين‬
‫‪126‬‬
‫املضمون بالكفالة جتارياً حىت وإن كان الكفيل واملكفول أو أحدمها تاجراً‪.‬‬

‫ب‪ .‬تطبيق نظرية األعمال التجارية بالتبعية في مجال االلتزامات غير التعاقدية‬
‫ال يقتصر تطبيق نظرية التبعية على العقود اليت يربجمها التاجر واليت تتعلق بتجارته بل تتعدى ذلك‬
‫لتشمل املسؤولية غري العقدية كاملسؤولية الناشئة عن الفعل الضار مثل التزام التاجر بالتعويض نتيجة‬
‫ما يصدر عنه من أفعال ضارة أو من تابعيه أو احليوانات أو اآلالت اليت يستخدمها طاملا أهنا تتم‬
‫مبناسبة نشاطه التجاري‪ ,‬كذلك التزام التاجر بتعويض تاجر آخر أو صاحب مصنع بسبب تقليده‬
‫براءة اخرتاع أو عالمة جتارية أو تقليد االسم أو العنوان التجاري‪.‬‬
‫كذلك يعترب عمالً جتارياً بالتبعية االلتزام الذي يكون مصدره اإلثراء بال سبب‪ ,‬شرط أن يوجد‬
‫صلة بني هذا اإلثراء وبني النشاط التجاري للتاجر‪ ،‬كما يعترب عمالً جتارياً بالتبعية التزامات التاجر‬
‫جتاه الفضويل الذي قام بعمل له وحقق من ورائه نفعاً أو إذا دفع عميل إىل تاجر مبلغاً زيادة عما هو‬
‫‪127‬‬
‫مستحق‪.‬‬
‫كذلك يعترب عمالً جتارياً بالتبعية قيام التاجر بدفع الضرائب ألن االلتزام بدفع الضرائب التزام‬
‫مفروض على مجيع املواطنني وليس فقط التاجر‪.‬‬

‫‪ -125‬د‪ .‬محمد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫د‪ .‬هاني دويدار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫د‪ .‬حمد هللا محمد حمد هللا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ -126‬وتكون الكفالة تجارية في ثالث أحوال‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كان الكفيل بنكاً‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كانت لضمان أحد الموقعين على ورقة تجارية‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان الكفيل تاجراً وقام بها من أجل حاجات تجارته‪.‬‬
‫د‪ .‬جالل وفاء محمدين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -127‬عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪59‬‬
‫الفرع ‪ :5‬األعمال المختلطة‬
‫يقصد باألعمال املختلطة األعمال اليت تعترب جتارية بالنسبة ألحد أطراف العالقة القانونية ومدنية‬
‫بالنسبة للطرف اآلخر‪ 128,‬فالعالقات القانونية تتم بوجه عام بني شخصني‪ ,‬فإذا كان طريف العالقة‬
‫جتار فال تثار صعوبة‪ ،‬وإذا كان العمل مدنياً حبتاً بني الطرفني فال صعوبة أيضاً‪ ،‬وإذا كان العمل أو‬
‫العالقة جتارية بالنسبة ألحد األطراف ومدنية بالنسبة للطرف اآلخر مثل شراء التاجر أو املصنع‬
‫احملاصيل الزراعية من أحد املزارعني‪ ،‬كذلك التزام التاجر بتعويض من أصابه الضرر من جراء فعله إذا‬
‫تعلق هذا الفعل الضار بتجارته‪ ،‬وأيضاً الناشر الذي يشرتي تأليف األدباء أو الفنانني هذه األعمال‬
‫‪129‬‬
‫تعترب أعماالً خمتلطة‪.‬‬
‫ولذلك فإن هذه األعمال ال تعترب نوعاً آخر من األعمال التجارية وال جيوز أن يطلق عليها‬
‫‪130‬‬
‫تسمية "األعمال التجارية املختلطة"‪.‬‬
‫ويثري العمل املختلط صعوبات بالغة تتمثل يف حتديد النظام القانوين الذي حيكمه وذلك لعدم‬
‫إمكان إخضاعه لنظام قانوين موحد جتارياً كان أو مدنياً‪ 131,‬كما أن األخذ بالنظام املوزع أو املزدوج‬
‫قد يتعذر إجراؤه يف بعض األحيان الستحالة جتزئة العمل الواحد إىل جزأين خيضع كل منهما لقواعد‬
‫‪132‬‬
‫ولذلك استقر القضاء والفقه يف فرنسا على إخضاع هذه األعمال للقانونني‬ ‫قانونية خمتلفة‪,‬‬
‫التجاري واملدين طاملا كان التنسيق بني قواعدمها ممكنا‪ ,‬أما إذا تعذر هذا التنسيق فال مفر من‬
‫التضحية بأحد القوانني ملصلحة القانون اآلخر والفيصل هنا هو طبيعة العمل بالنسبة للمدين‪ ,‬فإذا‬
‫كان العمل جتارياً بالنسبة له مت التضحية بالقانون املدين ملصلحة القانون التجاري وإن كان العمل‬

‫‪ -128‬د‪ .‬محمد فريد العريني‪ :‬األعمال المختلطة بين القانون التجاري والقانون المدني‪ ،‬مجلة الحقوق للبحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة اإلسكندرية‪ ،‬السنة ‪ ،51‬العدد ‪ ،1111 ،1‬ص ‪ 122‬وما بعدها‪.‬‬
‫عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -129‬د‪ .‬هاني دويدار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12 – 12‬‬
‫عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫د‪ .‬عزيز العكيلي‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92 – 92‬‬
‫‪ -130‬علي فتاك‪ :‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -131‬د‪ .‬محمد زهرة‪ :‬تعليق على حكم محكمة االستئناف العليا في شأن القواعد القانونية الواجبة التطبيق على الفوائد في القروض التجارية وغير‬
‫التجارية‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬الكويت‪ ،‬السنة ‪ ،15‬العدد ‪ ،1199 ،5‬ص ‪.152‬‬
‫‪ -132‬محمود مختار أحمد بريري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪60‬‬
‫‪133‬‬
‫وتتعلق هذه‬ ‫بالنسبة له مدنياً مت التضحية بقواعد القانون التجاري ملصلحة القانون املدين‪,‬‬
‫الصعوبات بالقانون الواجب التطبيق واحملكمة املختصة وقواعد اإلثبات‪.‬‬

‫‪ )1‬القانون الواجب التطبيق‬


‫إن األحكام التجارية املتعلقة بالتضامن وشكل األعذار والتقادم املسقط واإلفالس واملهلة‬
‫القضائية وغريها من القواعد تطبق على الطرف الذي يعترب العقد بالنسبة له جتارياً‪ ،‬بينما تطبق‬
‫أحكام القانون املدين على الطرف الذي يعترب العقد بالنسبة له مدنياً‪.‬‬

‫‪ )2‬االختصاص القضائي‬
‫إذا كان العمل جتارياً بالنسبة للمدعى عليه ومدنياً بالنسبة للمدعي فإن القضاء أعطى املدعي‬
‫حق االختيار يف رفع الدعوى سواء أمام القسم التجاري أو القسم املدين‪ ،‬فاملزارع الذي باع احملصول‬
‫إىل أحد التجار ومل يأخذ مثنه يستطيع أن يرفع الدعوى للمطالبة بالثمن أو فسخ العقد أمام احملكمة‬
‫التجارية أو احملكمة املدنية‪.‬‬
‫أما إذا كان العمل مدنياً بالنسبة للمدعى عليه وجتارياً بالنسبة للمدعي فإن املدعى جيب عليه رفع‬
‫الدعوى أمام القسم املدين‪ ،‬فإذا أقام أحد التجار ببيع بضائع إىل أحد األشخاص الستهالكها أو‬
‫استعماهلا يف منزلة ومل يقم التاجر باستيفاء الثمن فإن التاجر ال يستطيع أن يرفع الدعوى إال أمام‬
‫‪134‬‬
‫القسم املدين‪.‬‬

‫‪ )3‬اإلثبات‬
‫تتبع قواعد اإلثبات موضوع النزاع‪ ،‬فيجب تطبيق قواعد اإلثبات التجارية على من يعترب العمل‬
‫بالنسبة له جتارياً‪ ,‬بالتايل فإن املزارع الذي باع حمصوله ألحد التجار ومل يستوف مثنه يستطيع أن‬
‫يثبت ذلك بكافة طرق اإلثبات‪ ،‬أما إذا كان العمل مدنياً بالنسبة ألحد األطراف فيجب أن تطبق‬
‫عليه قواعد اإلثبات املدنية وبالتايل إذا أراد املدعي التاجر _الذي يعترب العمل جتارياً من جانبه_‬
‫‪ -133‬د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -134‬علي فتاك‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪61‬‬
‫إثبات دعواه يف مواجهة املدعى عليه املزارع _الذي يعترب العمل مدنياً بالنسبة له_ عليه أن يتبع يف‬
‫‪135‬‬
‫ذلك طرق اإلثبات املدنية‪.‬‬

‫‪ )4‬االستثناءات الواردة على تطبيق القواعد المدنية والتجارية على األعمال المختلطة‬
‫وهي تلك احلاالت اليت خيضع فيها العمل املختلط لنظام قانوين موحد‪ ,‬ويكون هذا على سبيل‬
‫املثال وليس احلصر وبالتايل يستحيل تطبيق النظام القانوين املزدوج على األعمال املختلطة‪ ,‬وال سبيل‬
‫إال لتطبيق نظام موحد إما النظام التجاري فقط أو النظام املدين فقط‪.‬‬

‫‪ )5‬النفاذ المعجل لألحكام الصادرة لعمل مختلط‬


‫من خصائص العمل التجاري أن األحكام الصادرة فيه تكون مشمولة بالنفاذ املعجل رغم‬
‫املعارضة واالستئناف‪ ,‬أما األحكام الصادرة يف املواد املدنية فال تكون مشمولة بالنفاذ املعجل حىت‬
‫تستنفذ مجيع طرق الطعن فيها‪ ،‬مبعىن إال بعد أن تصبح هنائية‪.‬‬
‫فال ميكن تطبيق النظام القانوين املزدوج بالنسبة لألحكام الصادرة يف نزاع متعلق بعالقة خمتلطة‪،‬‬
‫ما يستوجب تطبيق قاعدة موحدة أو نظام موحد‪ ،‬فإما أن نعترب احلكم صادراً يف مادة جتارية فيكون‬
‫مشموالً بالنفاذ املعجل‪ ،‬وإما نعتربه صادراً يف مادة مدنية فال يكون واجب التنفيذ بصورة معجلة إال‬
‫إذا كان من األحكام املنصوص صراحةً على وجوب أو جواز تنفيذها معجالً‪.‬‬
‫وهناك من يرى أنه إذا كان موضوع النزاع عمل خمتلط فإننا ننظر إىل صفة الدين لتحديد ما إذا‬
‫كان احلكم صادراً يف مادة جتارية أو مدنية‪ ،‬أما إذا كان العمل مدنياً بالنسبة للمدين فإن احلكم‬
‫يعترب صادراً يف مادة مدنية‪ ،‬وبالتايل ال جيوز تنفيذ احلكم الصادر تنفيذاً معجالً‪ ،‬إال إذا كان من‬
‫األحكام االستثنائية املنصوص على تنفيذها معجال‪ ،‬فالنفاذ املعجل لألحكام الصادرة يف املواد‬
‫التجارية إمنا هو مظهر من مظاهر قسوة املشرع وتشدده يف الوفاء بااللتزامات التجارية‪.‬‬
‫ولن يكون هلذه القسوة مربر وال هلذا التشديد أي أساس إذا كان االلتزام مدنياً بالنسبة للمدين‪،‬‬
‫‪136‬‬
‫حىت وإن كان جتارياً يف مواجهة الدائن‪.‬‬
‫‪ -135‬د‪ .‬حمد هللا محمد حمد هللا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ )6‬الرهن الذي يضمن دينا ناشئا عن عمل مختلط‬
‫يف هذه احلالة ال ميكن جتزئة العالقة الناشئة عن الرهن الذي يضمن ديناً ناشئاً عن عمل خمتلط‪،‬‬
‫وذلك بإخضاع اجلانب املدين ألحكام الرهن املدين وإخضاع اجلانب التجاري ألحكام الرهن‬
‫التجاري‪ ،‬بل البد من تطبيق أحكام موحدة وذلك بتغليب إحدى الصفتني على األخرى صفة‬
‫الدين بالنسبة للدائن أو صفته بالنسبة للمدين‪ ،‬حيث يرى بعض الفقهاء أنه يكفي أن يكون الدين‬
‫جتارياً بالنسبة ألحد طرفيه‪ ،‬حىت يكون الرهن الذي يضمنه جتارياً‪ ،‬وبذلك يكون الرهن الذي يضمن‬
‫ديناً ناشئاً عن عمل خمتلط رهناً جتارياً دائماً سواء كان جتارياً بالنسبة للمدين أم بالنسبة للدائن‪،‬‬
‫وعلى ذلك فالرهن الذي يضمن قرضاً عقده بنك مع أحد املزارعني يعترب رهناً جتارياً وخيضع ألحكام‬
‫الرهن التجاري بالنسبة للمقرض واملقرتض رغم أن الدين املضمون به ال يعترب جتارياً إال يف مواجهة‬
‫الدائن املقرض (البنك)‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬التاجر‬


‫وفقاً لنص املادة ‪ 42‬ق‪.‬ت يعترب تاجراً كل من يشتغل باألعمال التجارية ويتخذها حرفةً معتادة‬
‫له‪ ,‬ويتبني من ذلك أ ّن تعريف التاجر ال يرتبط بانتمائه إىل هيئة أو حرفة أو طائفة معينة‪ ,‬وإمنا يرتبط‬
‫‪137‬‬
‫بالعمل الذي يباشره ذلك أ ّن احرتاف العمل التجاري هو أساس اكتساب هذه الصفة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬شروط اكتساب صفة التاجر‬


‫ويشرتط العتبار الشخص تاجراً وفقاً للنص املشار إليه الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن يباشر هذه األعمال على سبيل االحرتاف‪.‬‬
‫‪ ‬ويضيف الفقه شرطاً هاما هو أن يقوم باألعمال التجارية حلسابه اخلاص‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫‪ ‬كما يشرتط أن يكون الشخص متمتعا باألهلية الالزمة لألشغال بالتجارة‪.‬‬

‫‪ -136‬محمد لبيب شنب‪ :‬األعمال التجارية المختلطة‪ ،‬نطاقها ونظامها القانوني‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪,‬‬
‫السنة ‪ ،2‬العدد ‪ ,1122 ،1‬ص ‪.512‬‬
‫‪ -137‬خليل مصطفى‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -138‬عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 99‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫المطلب األول‪ :‬احتراف األعمال التجارية‬
‫الشرط اجلوهري الكتساب الشخص الطبيعي صفة التاجر هو مزاولة األعمال التجارية على سبيل‬
‫االحرتاف‪.‬‬

‫الفرع ‪ :1‬المقصود باالحتراف‬


‫يقصد باحرتاف التجارة ممارسة الشخص األعمال التجارية بصفة مستمرة ومتكررة حبيث ميكن‬
‫‪139‬‬
‫ونظراً لعدم وجود ضابط معني ميكن االستناد عليه‬ ‫اعتبارها مهنته الرئيسية اليت يرتزق منها‪,‬‬
‫لتحديد فكرة االحرتاف وجدت مذاهب خمتلفة لوضع ضابط لفكرة االحرتاف‪ ,‬كانت أمهها فكرة‬
‫املضاربة حيث يكتسب الشخص صفة التاجر إذا مارس األعمال التجارية بصفة متكررة هبدف‬
‫حتقيق ربح يرتزق منه‪ ،‬وبناء على هذا الضابط اعرتف القضاء بصفة التاجر للشخص الذي حيرتف‬
‫عمليات املضاربة يف البورصة‪ ,‬ولكن يؤخذ على هذا املعيار أنه غري كاف حيث أن نية املضاربة قد‬
‫تتوافر لدى الشخص الذي ميارس أحد األعمال التجارية املنفردة بشكل عارض ومع ذلك ال‬
‫يكتسب صفة التاجر‪ ,‬لذلك نادى البعض اآلخر إىل األخذ بفكرة املشروع التجاري‪.‬‬
‫فالشخص يكتسب صفة التاجر مىت قام بالعمل يف شكل مشروع‪ ،‬حيث أن وجود املشروع‬
‫يؤدي إىل انعكاس الصفة التجارية على حرفة من يباشر استغالل املشروع واعتباره تاجراً‪ ,‬ولكن ال‬
‫ميكن األخذ هبذا الرأي على إطالقه‪ ،‬ألنه يوجد كثري من احلرفيني الذين ميارسون نشاطهم من خالل‬
‫مشروع ومع ذلك ال يكتسبون صفة التاجر‪ ,‬كما يوجد كثري من الباعة اجلوالني الذين ميارسون العمل‬
‫التجاري على وجه االستمرار دون وجود مشروع ورغم ذلك يكتسبون صفة التاجر‪.‬‬
‫وعلى ذلك ميكن القول بأن االحرتاف فكرة واقعية تتمثل يف قيام الشخص مبمارسة األعمال‬
‫التجارية _سواء املنفردة أو يف شكل مشروع_ على حنو رئيسي معتاد بصفة مستمرة ومتكررة حبيث‬
‫‪140‬‬
‫ميكن اعتبارها مصدر رزقه األساسي‪.‬‬

‫‪ -139‬عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫محمود مختار أحمد بريري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ -140‬محمود مختار أحمد بريري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬

‫‪64‬‬
‫الفرع ‪ :2‬اختالف االعتياد عن االحتراف‬
‫االحرتاف هو ممارسة األعمال التجارية على سبيل االعتياد حبيث تكون هي النشاط الرئيسي‬
‫‪141‬‬
‫أما االعتياد فهو القيام باألعمال بصورة طارئة بني احلني‬ ‫الذي يعتمد عليه يف كسب رزقه‪,‬‬
‫واآلخر‪ ،‬واعتياد الشخص القيام بعمل معني ال يرفعه إىل مرتبة االحرتاف فقد يستطيع الشخص‬
‫القيام بأعمال على وجه االعتياد دون أن يصل األمر إىل اعتباره حمرتفاً طاملا إنه مل يصل إىل حد‬
‫‪142‬‬
‫االعتياد على هذا العمل التجاري كوسيلة منتظمة لكسب العيش واالرتزاق‪.‬‬
‫وعلى ذلك يعترب االعتياد مرتبة أدىن من االحرتاف‪ ،‬فقد يعتاد الشخص مثالً على شراء كتب‬
‫يضمها إىل مكتبته‪ ،‬ومع ذلك ال يعترب حمرتفاً يكتسب صفة التاجر‪ ,‬واعتياد مؤجر العقار سحب‬
‫السفاتج على املستأجرين بقيمة األجرة فإنه ال يعترب حمرتفاً يكسب صفة التاجر ألنه ال يعتمد _يف‬
‫هتني الصورتني_ على هذا العمل للحصول على دخله‪.‬‬
‫واشرتاط التكرار لكي يعترب الشخص حمرتفاً ال يعين بالضرورة القيام بالعمل مئات املرات‪ ،‬بل‬
‫يكفي أن يكون التكرار كافياً العتباره العمل الرئيسي الذي يعتمد عليه الشخص يف رزقه ودخله‪،‬‬
‫والتفرقة بني االعتياد واالحرتاف وثبوت االحرتاف مسألة موضوعية يستقل قاضي املوضوع بتقديرها‪,‬‬
‫وخيضع يف تقدير اكتساب صفة التاجر من عدمه لرقابة حمكمة النقض حيث أهنا من املسائل‬
‫القانونية‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن احرتاف األعمال التجارية كشرط الكتساب صفة التاجر يعين احرتاف أو‬
‫امتهان األعمال التجارية املنصوص عليها يف املادة ‪ 41‬و ‪ 43‬ق‪.‬ت‪ ،‬أي األعمال التجارية حبسب‬
‫املوضوع واألعمال التجارية حبسب الشكل‪ ،‬أما األعمال التجارية بالتبعية فهي غري مقصودة ألهنا‬
‫تعترب يف األصل أعماالً مدنيةً حتتاج هي بدورها لصدورها عن شخص له صفة التاجر حىت يضفي‬
‫عليها الصفة التجارية كما سبق وأن رأينا‪.‬‬

‫‪ -141‬د‪ .‬عزيز العكيلي‪ :‬احتراف األعمال التجارية كشرط الزم الكتساب صفة التاجر‪ ،‬تعليق على حكم المحكمة الكلية في ‪1192/12/12‬‬
‫"إفالس" في القضية رقم ‪ ،92/15‬مجلة الحقوق‪ ،‬الكويت‪ ،‬السنة ‪ ،11‬العدد ‪ ،1192 ،5‬ص ‪.529‬‬
‫‪ -142‬عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪65‬‬
‫الفرع ‪ :3‬تعدد الحرف والمحظور عليهم احتراف التجارة‬
‫قد حيدث أن يكون للشخص أكثر من حرفة كأن يباشر احرتاف التجارة إىل جوار مهنة أخرى‬
‫‪143‬‬
‫كالزراعة ويف هذه احلالة ال يؤثر تعدد احلرف على اكتساب صفة التاجر طاملا توافرت شروطها‪,‬‬
‫ويلزم أن يكون التعدد حقيقياً أي أن تنفصل كل حرفة عن األخرى وال تقوم بينها عالقة تبعية وإال مت‬
‫إعمال قاعدة تبعية الفرع لألصل‪ ,‬كاملزارع الذي يقوم برتبية عدد ضئيل من املاشية يف أرضه ليقوم‬
‫ببيعها فال يعترب تاجراً ألن شراء املاشية من أجل البيع يقع ضمن إطار نشاطه الزراعي‪ ,‬والعكس‬
‫صحيح فلو أن صاحب مصنع السكر قام بزراعة القصب لتزويد مصانعه به فإن نشاطه الزراعي ال‬
‫‪144‬‬
‫ينزع عنه صفة التاجر ألن الزراعة تتم يف كنف نشاطه الصناعي الذي يسبغ عليه صفة التاجر‪.‬‬
‫وإذا كانت هناك فئة من األشخاص ممنوعة من مباشرة التجارة بواسطة قوانني مهنهم كما هو‬
‫احلال بالنسبة للمحامني واألطباء واملهندسني وأعضاء هيئة التدريس وغريهم ومع ذلك قاموا مبباشرة‬
‫التجارة بصفة مستمرة فما من شك يف اكتساهبم صفة التاجر وخضوعهم لواجبات التجار‪ ,‬واحلكمة‬
‫من اعتبار هذه الفئة جتاراً هي محاية الغري الذي يعتمد على الوضع الظاهر وعدم استفادة الشخص‬
‫من خمالفته لقوانني مهنته مث املطالبة بإعفائه من التزامات التجار وعدم خضوعه لنظام شهر اإلفالس‪.‬‬
‫هذا وال مينع تعدد احلرف واكتساب املوظف صفة التاجر من توقيع اجلزاء املنصوص عليه يف‬
‫قوانني املهنة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مباشرة األعمال التجارية لحساب التاجر‬


‫الكتساب صفة التاجر يشرتط أن يقوم الشخص مبباشرة األعمال التجارية بطريق االحرتاف‬
‫حلسابه اخلاص‪ ,‬ويعترب الفقه والقضاء متفقني على ذلك‪ ,‬ويقصد مبباشرة التصرفات التجارية حلساب‬
‫الشخص أن يكون مستقالً عن غريه يف مباشرة هذه التصرفات فتعود عليه باألرباح ويتحمل‬
‫خسائرها‪ ,‬فاالستقالل هو شرط ضروري للتكييف القانوين حلرفة التاجر‪.‬‬

‫‪ -143‬د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.525‬‬
‫‪ -144‬محمود مختار أحمد بريري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬

‫‪66‬‬
‫وترتيباً لذلك فإنه ال يكتسب صفة التاجر من يباشر الشراء والبيع حلساب الغري‪ ,‬كعمال احملال‬
‫التجارية أو مديري املشرتيات واملبيعات أو مديري الشركات من غري الشركاء يف شركات األشخاص‬
‫أو مديري وأعضاء جمالس إدارة شركات األموال‪ ,‬ألن الفرض يف كل هذه الصور أن أعمال التجارة‬
‫تتم حلساب رب العمل أو حلساب الشخص املعنوي الذي يكتسب وحده صفة التاجر دون من‬
‫‪145‬‬
‫ميثلونه‪.‬‬
‫كذلك ال يعترب تاجراً الشخص املكلف من قبل التاجر بالقيام بعمل من األعمال التجارية‪ ,‬سواء‬
‫كان ذلك يف حمل جتارته أو يف حمل أخر‪ ,‬مثل قيام شخص ببيع سيارات حلساب شركة سيارات أو‬
‫بيع قطع غيار حلساهبا أو منتجات ألحد التجار وهو ما يسمى بالوكيل التجاري‪.‬‬
‫ولكن قد يقوم الشخص مبمارسة العمل التجاري حتت اسم مستعار لشخص ال وجود له ويف‬
‫هذه احلالة تقتصر اكتساب صفة التاجر على الشخص الفعلي املوجود الذي يباشر العمل التجاري‬
‫حتت هذا االسم‪.‬‬
‫وقد يقوم الشخص مبمارسة العمل التجاري حتت اسم مستعار لشخص موجود فعالً‪ ،‬فإذا كان‬
‫هذا الشخص اآلخر يعلم باستعمال امسه وأن التجارة متارس بامسه ووافق على ذلك فإن االثنان‬
‫يكتسبان صفة التاجر‪ ،‬أما إذا كان ال يعلم أو علم ومل يوافق على ذلك فإنه ال يكتسب صفة‬
‫‪146‬‬
‫التاجر ويقتصر ذلك فقط على الشخص الذي مارس العمل حتت هذا االسم املستعار‪.‬‬
‫وقد ميارس الشخص التجارة مسترتاً أو خمتفياً وراء شخص آخر وحيدث ذلك عندما يكون هناك‬
‫شخص حمظور عليه مباشرة التجارة أو شخص فاقد األهلية أو تاجر أشهر إفالسه‪ ,‬وخيشى من‬
‫توقيع احلجز على جتارته اجلديدة‪ 147,‬ففي هذه احلالة يطرح التساؤل حول من يكتسب صفة التاجر‬
‫هل هو الشخص املسترت أم الشخص الظاهر؟‬

‫‪ -145‬محمود مختار أحمد بريري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬


‫د‪ .‬جالل وفاء محمدين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -146‬وهو ما يعبر عنه بضرورة عالنية احتراف األعمال التجارية‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬د‪ .‬المعتصم باهلل الغرياني‪ :‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -147‬د‪ .‬فوزي محمد سامي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬دار مكتبة التربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪،1‬‬
‫‪ ،1115‬ص ‪.11 – 11‬‬
‫ج‪ .‬ريبير ور‪ .‬روبلو‪ ،‬لويس قوجال‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬

‫‪67‬‬
‫وقد كانت اإلجابة على هذا السؤال حمل خالف يف الفقه‪ ,‬فقد كان البعض يذهب إىل إعطاء‬
‫صفة التاجر للشخص املسترت ألن أمواله هي اليت تستخدم يف التجارة‪ ،‬بينما ذهب البعض اآلخر إىل‬
‫اقتصار هذه الصفة على الشخص الظاهر‪ ،‬محاية لألوضاع الظاهرة‪ ,‬وكان الرأي الغالب أو الراجح‬
‫‪148‬‬
‫يعطي الشخص املسترت والشخص الظاهر صفة التاجر‪.‬‬
‫أما بالنسبة للشركات التجارية فهي تكتسب الصفة التجارية يف القانون التجاري اجلزائري إما‬
‫بالنظر إىل شكلها أو حبسب موضوعها وهو ما يستشف من نص املادة ‪ 144‬ق‪.‬ت السابق ذكرها‪,‬‬
‫وتكتسب الشركة الصفة املدنية إذا كان موضوعها القيام باألعمال املدنية مثل األعمال الزراعية‪،‬‬
‫فيحدد غرض الشركة أو موضوعها يف عقد تأسيسها الذي جيب أن يكون عقداً موثقاً‪ ,‬وخيضع‬
‫لعملية اإلشهار حىت يعلم به الكافة‪ ،‬وإن غرض الشركة الرئيسي هو الذي يكسبها الصفة التجارية‬
‫أو املدنية‪ ،‬فإذا كان غرض الشركة الرئيسي جتارياً اعتربت الشركة جتارية‪ ،‬وإن كانت تقوم ببعض‬
‫األعمال املدنية بصفة تبعية‪ ،‬أما إذا كان غرض الشركة الرئيسي مدنياً اعتربت الشركة مدنية ولو‬
‫كانت تقوم ببعض األعمال التجارية بصفة تبعية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األهلية التجارية‬


‫يلزم العتبار الشخص تاجراً إىل جانب توافر الشروط السابق اإلشارة إليها أن يكون له األهلية‬
‫الالزمة الحرتاف التجارة‪ ,‬واملقصود باألهلية هي صالحية الشخص لصدور التصرف القانوين منه‪,‬‬
‫واألعمال التجارية هي من أعمال التصرف لذلك وجب أن يتوافر يف الشخص الذي حيرتف التجارة‬
‫األهلية الالزمة إلجراء التصرفات القانونية‪.‬‬
‫ومل يتعرض القانون التجاري اجلزائري إال ألهلية القاصر املأذون له بالتجارة يف املادتني ‪ 41‬و ‪46‬‬
‫ق‪.‬ت‪ ،‬وكذلك تناول يف املادتني ‪ 49‬و ‪ 46‬ق‪.‬ت أحكاماً خاصة بأهلية املرأة املتزوجة ولذلك‬
‫ينبغي الرجوع فيما عدا ذلك إىل القواعد العامة يف األهلية والواردة يف القانون املدين‪.‬‬

‫‪ -148‬د‪ .‬نادية فضيل‪ :‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪68‬‬
‫لكن جتدر اإلشارة إىل أن املشرع اجلزائري تعرض لألشخاص املسموح هلم مبزاولة التجارة‬
‫واملمنوعني من مزاولتها‪ ,‬كما حتدث عن النشاطات التجارية املسموحة يف حد ذاهتا‪ ,‬وبالتايل فقد‬
‫ذكر موانع التجارة املتعلقة بالشخص وأيضاً موانع التجارة املتعلقة بالنشاط يف حد ذاته‪ ,‬وذلك يف‬
‫األمر ‪ 41/44‬املتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :1‬أهلية الشخص االعتباري‬


‫حبسب املادة ‪ 14‬ق‪.‬م يكون للشخص املعنوي أهلية يف احلدود اليت يعينها عقد إنشائه أو اليت‬
‫يقررها القانون‪ ,‬وعلى ذلك فإن الشخص االعتباري يتمتع باألهلية الالزمة ملباشرة األعمال املدنية‬
‫والتجارية‪ ,‬ومىت احرتف الشخص االعتباري األعمال التجارية‪ ,‬عد تاجراً‪ ,‬مع مالحظة أن أهلية‬
‫الشخص االعتباري حمددة باألعمال الالزمة لتحقيق أغراضه واملوضحة بسند إنشائه‪ ,‬فإذا كان العقد‬
‫التأسيسي للشركة ينص على أن الغرض من إنشائها هو جتارة السيارات مثالً فال جيوز أن تتجاوز هذا‬
‫الغرض‪ ,‬فإذا تغيري نشاط الشركة أو مت تعديله وجب على الشركاء اختاذ إجراءات تعديل العقد‬
‫التأسيسي والنص فيه على نشاطها اجلديد أو املعدل‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬أهلية الشخص الطبيعي‬


‫وهنا سوف نعاجل كالً من أهلية الراشد والقاصر املرشد وأهلية األجنيب وأخرياً أهلية املرأة املتزوجة‪.‬‬

‫‪ )1‬أهلية الراشد‬
‫ال جيوز حبسب األصل ملن مل يبلغ تسعة عشر سنة كاملة متمتعاً بقواه العقلية أن حيرتف التجارة‪,‬‬
‫وهو ما قضت به املادة ‪ 44‬ق‪.‬م‪ 149,‬ويساوي املشرع اجلزائري بني اجلزائري واألجنيب‪ ,‬فهذا األخري‬
‫يستطيع أن يزاول التجارة يف اجلزائر ويكتسب صفة التاجر مىت بلغ تسعة عشر سنة كاملة (مادة ‪46‬‬
‫ق‪.‬ت)‪ ,‬بل إن لألجنيب هذا احلق ولو كان قانون أحواله الشخصية يعتربه ناقص األهلية‪ ,‬كأن يكون‬
‫قانوهنا األجنيب قد حدد سن الرشد أكثر من تسعة عشر سنة‪.‬‬

‫‪ -149‬حيث جاء فيها‪" :‬كل شخص بلغ سنَّ الرشد متمتعا ً بقواه العقلية ولم يحجر عليه يكون كامل األهلية لمباشرة حقوقه المدنية وسن الرشد‬
‫‪ 55‬سنة كاملة"‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ويشرتط عالوة على بلوغ الشخص تسعة عشر عاماً كاملة أال يكون قد أصابه عارض من‬
‫عوارض األهلية يعدمها كاجلنون والعته‪ ,‬أو ينقصها كالسفه والغفلة‪.‬‬

‫‪ )2‬أهلية القاصر المرشد‬


‫وال جيوز للقاصر ذكر أم أنثى البالغ من العمر ‪ 26‬سنة مباشرة العمليات التجارية‪ ,‬كما ال ميكن‬
‫اعتباره راشداً بالنسبة للتعهدات اليت يربمها عن أعمال جتارية إذا مل يكن قد حصل مسبقاً على إذن‬
‫والده أو أمه أو على قرار من جملس العائلة مصدق عليه من احملكمة فيما إذا كان والده متوفياً أو‬
‫غائباً أو سقطت عنه السلطة األبوية أو استحال عليه مباشرهتا أو يف حالة ما إذا كان جمهول‬
‫النسب‪ ,‬وجيب أن يقدم هذا اإلذن الكتايب دعماً لطلب التسجيل يف السجل التجاري‪.‬‬
‫فإذا صدر اإلذن للقاصر مبزاولة التجارة وصدق عليه من احملكمة املختصة فإنه يصبح كامل‬
‫‪150‬‬
‫شأنه يف‬ ‫األهلية بالنسبة جلميع التصرفات املتعلقة هبذه التجارة طاملا هي يف حدود ما أذن به‪,‬‬
‫ذلك شأن كامل األهلية‪ ,‬كما أنه يرتتب على احرتافه القيام باألعمال التجارية اكتساب صفة‬
‫التاجر‪ ,‬ومىت ترتبت هذه الصفة فإن القاصر يصبح خاضعاً جلميع االلتزامات والقيود اليت ترتتب على‬
‫هذه احلرفة‪ ,‬ولكن تعترب مسؤولية ال تتعدى األموال املخصصة لتجارة إذا كان اإلذن باإلجتار حمدداً‬
‫مببالغ معينة‪ ,‬وهذا يف الواقع نوع من ختصيص الذمة املالية استثناء من مبدأ وحدة الذمة املالية الذي‬
‫يأخذ به املشرع اجلزائري يف املادة ‪ 266‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫ولكن املادة ‪ 46‬ق‪.‬ت أوردت قيداً على تصرفات القاصر حيث نصت على أنه جيوز للتجار‬
‫القصر املرخص هلم طبقاً لألحكام الواردة يف املادة ‪ 41‬ق‪.‬ت أن يرتبوا التزاماً أو رهناً على عقاراهتم‪,‬‬
‫غري أن التصرف يف هذه األموال سواء كان اختياراً أو جربياً ال ميكن أن يتم إالّ بإتباع أشكال‬
‫اإلجراءات املتعلقة ببيع أموال القصر أو عدميي األهلية‪.‬‬

‫‪ -150‬يمكن للقاضي أن يقيد نطاق اإلذن أو يطلقه فله أن يأذن بممارسة التجارة بوجه عام أو يقصر اإلذن على نوع معين من األعمال التجارية‪.‬‬
‫د‪ .‬المعتصم باهلل الغرياني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪70‬‬
‫أما عن إلغاء اإلذن املمنوح للقاصر املرشد مبزاولة التجارة فإنه ال يوجد نص قانوين صريح يف هذا‬
‫املوضوع‪ ,‬وهناك من يرى بأنه جيوز ذلك إذا اقتضت الضرورة محاية مصلحة القاصر مستنداً يف ذلك‬
‫على نص املادة ‪ 64‬ق‪.‬أ اليت تسمح للقاضي الرجوع يف اإلذن املمنوح للشخص الذي بلغ سن‬
‫التمييز يف التصرف يف أمواله‪.‬‬
‫نص قانويني صريح جييز سحب اإلذن املمنوح للقاصر‬‫وبالتايل نقول أنه حىت يف حالة غياب ي‬
‫مبزاولة األعمال التجارية فاملنطق والعقل يستوجب أنه يف حالة ما إذا قام القاصر بتبديد أمواله‬
‫املخصصة ملزاولة جتارته وسوء التصرف هبا فيجوز ملن كانت له سلطة منح اإلذن أن يتمتع أيضاً‬
‫بسلطة سحبه منه وفقاً لقاعدة توازي األشكال‪.‬‬
‫وتعترب األعمال الصادرة من القاصر الذي مل يستوف شرطاً من الشروط اليت نصت عليها املادة‬
‫‪ 41‬ق‪.‬ت أعماالً مدنية وليست أعماالً جتارية‪ ,‬فتكيف على أهنا أعماالً صادرة من قاصر وفقاً‬
‫ألحكام القانون املدين‪ ,‬أما العمل الصادر عن القاصر وفقاً ألحكام املادة ‪ 41‬ق‪.‬ت الذي مل يقيد‬
‫اإلذن الكتايب يف السجل التجاري فيعترب عمالً جتارياً صحيحاً‪ ،‬غري أن الشخص ال يعترب مكتسباً‬
‫لصفة التاجر‪ ،‬وبالتايل ال ميكنه التمسك بنظرية األعمال التجارية بالتبعية وذلك لتخلف أحد‬
‫شروطها وفقاً لنص املادة ‪ 44‬ق‪.‬ت وهو أن يكون الشخص القائم بالعمل املدين متمتعاً بصفة‬
‫التاجر‪.‬‬

‫‪ )3‬أهلية المرأة المتزوجة‬


‫يأخذ القانون اجلزائري وفقاً ألحكام الشريعة اإلسالمية مببدأ استقاللية الذمة املالية للزوجني‪ ,‬وهو‬
‫‪151‬‬
‫وإذا ما باشرت املرأة األعمال التجارية على سبيل االحرتاف‬ ‫ما قضت به املادة ‪ 46‬ق‪.‬ت‪,‬‬
‫واالستقالل طبقاً للمادة ‪ 49‬ق‪.‬ت اكتسبت صفة التاجر وخضعت اللتزامات التجار‪.‬‬

‫‪ -151‬حيث جاء فيها‪" :‬تلتزم المرأة التاجرة شخصيا ً باألعمال التي تقوم بها لحاجات تجارتها‪.‬‬
‫ويكون للعقود بعوض التي تتصرف ب مقتضاها في أموالها الشخصية لحاجات تجارتها كامل األثر بالنسبة للغير‪".‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ )4‬أهلية األجانب‬
‫يعترب األجنيب الذي بلغ سن ‪ 24‬كاملة كامل األهلية ملباشرة التجارة يف اجلزائر‪ ،‬حىت وإن كان‬
‫ناقص األهلية وفقاً لقانون بلده‪ ،‬وهذا هبدف توفري احلماية والطمأنينة والثقة للمواطنني اجلزائريني يف‬
‫‪152‬‬
‫تعاملهم مع األجانب‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن معظم التشريعات مل تفرق بني صغار وكبار التجار من حيث الشروط‬
‫الالزمة الكتساب صفة التاجر‪ ,‬ولكن فرقت بينهم من حيث اآلثار املرتتبة على اكتساهبم هلذه‬
‫الصفة كمسك الدفاتر والسجل واإلفالس حيث أعفاهم منها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التزامات التجار‬


‫إذا توافرت الشروط الالزمة الكتساب الشخص صفة التاجر _السابق ذكرها_ فإن التاجر يتمتع‬
‫مبركز قانوين خاص نظمه القانون التجاري حيث أعطاه املشرع التجاري حقوقاً ال يتمتع هبا غريه‪،‬‬
‫‪153‬‬
‫وهي حق الرتشيح واالنتخاب يف الغرفة التجارية واحلق يف إثبات معامالته بكافة طرق اإلثبات‪,‬‬
‫كما فرض عليه املشرع عدة التزامات جيب أن يقوم هبا مثل االلتزامات مبسك الدفاتر التجارية والقيد‬
‫يف السجل التجاري‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االلتزام بمسك الدفاتر التجارية‬


‫الدفاتر التجارية هي التزام يفرضه املشرع على التاجر لبيان مركزه املايل وماله من حقوق وما عليه‬
‫من ديون تتعلق بتجارته‪.‬‬
‫وقد بني القانون التجاري اجلزائري يف املادة ‪ 44‬منه األشخاص امللزمون مبسك الدفاتر التجارية‪،‬‬
‫وهم كل شخص مكتسب لصفة التاجر سواء كان التاجر شخصاً طبيعياً أو شخصاً معنوياً‬
‫كالشركات التجارية ميارس التجارة على الرتاب الوطين اجلزائري وسواء كان وطنياً أو أجنبياً‪.‬‬

‫‪ -152‬عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ -153‬وتثبت صفة التاجر بكل طرق اإلثبات كالقرائن والشهادة ألن اإلثبات هنا يتعلق بوقائع مادية يمكن إثباتها بكل الطرق‪.‬‬
‫د‪ .‬فوزي محمد سامي‪ :‬شرح القانون التجاري‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الجزء ‪ ،5112 ،1‬ص ‪.152‬‬

‫‪72‬‬
‫واإلشكال الذي يطرح هل يلزم الشريك الذي يكتسب صفة التاجر بقوة القانون يف شركة‬
‫التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة التوصية باألسهم مبسك دفاتر جتارية خاصة به؟‬
‫يذهب الرأي الراجح للقول بعدم إلزام الشريك املتضامن مبسك دفاتر مستقلة عن دفاتر شركته‪،‬‬
‫ألن الشريك املتضامن يقوم بالتجارة من خالل الشركة وهي وحدها امللزمة مبسك دفاتر تقيد فيها‬
‫كل التزاماهتا وحقوقها وأرباحها اليت تعترب يف احلقيقة حقوق والتزامات وأرباح الشركاء وبالتايل فال‬
‫داعي إللزام الشركاء مبسك دفاتر جتارية‪.‬‬
‫كما مل يلزم املشرع الشريك املتضامن بالقيد يف السجل التجاري إذ يكفي تسجيل الشركة‪ ،‬ما‬
‫يرتتب عنه وال داعي إللزام الشريك بنصف االلتزام دون االلتزام األخر‪.‬‬
‫وال يلزم الشريك املتضامن مبسك دفاتر جتارية إال يف حالة مزاولته لنشاط جتاري حلسابه اخلاص‪,‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك يقع عليه االلتزام بالقيد يف السجل التجاري‪ ,‬لكن ما يتضح من خالل نص املادة‬
‫‪ 44‬ق‪.‬ت ومن خالل عبارة "‪...‬عمليات المقاولة‪ "...‬أن املشرع اجلزائري ال خيضع لاللتزام مبسك‬
‫الدفاتر التجارية األشخاص الذين ميارسون جتارة بسيطة ذات رأس مال بسيط‪.‬‬

‫الفرع ‪ :1‬أهمية الدفاتر التجارية‬


‫‪154‬‬
‫وميكن إمجال أمهية الدفاتر التجارية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬تبدو أمهية الدفاتر التجارية يف أهنا متكن الدولة وأجهزهتا املختلفة من رقابة أوجه األنشطة‬
‫االقتصادية املختلفة‪ ،‬ملعرفة مدى اتساقها مع األهداف االقتصادية احملددة يف خطة الدولة‪.‬‬
‫‪ )2‬تبدو أمهية الدفاتر التجارية بالنسبة للتاجر يف أهنا متكنه من الوقوف على حقيقة مركزه املايل‬
‫‪155‬‬
‫ومعرفة مدى جناحه يف مباشرة األعمال التجارية وأوجه الضعف أو اخللل حىت يتم إصالحها‪.‬‬
‫‪ )3‬تلعب الدفاتر التجارية دوراً هاماً كوسيلة إثبات أمام القضاء‪ ،‬حيث أن الغري يستطيع التمسك مبا‬
‫دون فيها ضد التاجر‪.‬‬

‫‪ -154‬عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -155‬خليل مصطفى‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ )4‬تصلح الدفاتر التجارية كوسيلة يف تيسري االئتمان حيث أنه من املفروض يف الدفاتر اليت ميسكها‬
‫التاجر أن تكون معربة عن أحواله املالية وإن تكون صادقة يف الكشف عن عملياته‪.‬‬
‫‪ )5‬إذا كانت الدفاتر التجارية منتظمة فإن التاجر يعفي نفسه من عقوبة اإلفالس بالتقصري أو‬
‫التدليس ألنه من خالهلا يستطيع أن يثبت حسن نيته وأن اإلفالس كان نتيجة ظرف ال دخل‬
‫إلرادته فيه‪.‬‬
‫‪ )6‬تفيد الدفاتر التجارية مصلحة الضرائب ألنه من خالهلا يتم تقدير الوعاء الضرييب للتاجر‪ ,‬ولذلك‬
‫إذا مل تكن هناك دفاتر جتارية أو كانت موجودة ولكنها غري منتظمة فإن مصلحة الضرائب تلجأ‬
‫إىل التقدير اجلزايف ملعرفة وعاء التاجر الضرييب وهذا التقدير يكون عادة مغاىل فيه‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬أنواع الدفاتر التجارية‬

‫‪ )1‬الدفاتر اإلجبارية‬
‫وقد ورد تفصيل هذه الدفاتر يف املادتني ‪ 44‬و ‪ 24‬ق‪.‬ت‪ 156,‬واللتان يتضح منهما أن املشرع‬
‫‪157‬‬
‫اجلزائري أوجب على كل تاجر أن ميسك دفرتين على األقل مها دفرت اليومية ودفرت اجلرد‪.‬‬
‫أ‪ .‬دفتر اليومية‬
‫يعترب دفرت اليومية من أهم الدفاتر التجارية وأكثرها بياناً حلقيقة املركز املايل للمشروع بسبب‬
‫طبيعته اليت فرضها املشرع واعتباره سجالً يومياً‪ ,‬حيث أجرب التاجر بقيد عمليات مشروعة يوماً بيوم‬
‫من بيع أو شراء أو اقرتاض أو دفع أو قبض سواء ألوراق نقدية أو أوراق جتارية أو استالم بضائع‬
‫عينية إىل غري ذلك من األعمال املتعلقة بتجارته‪.‬‬
‫وقد يستعمل التاجر دفاتر يومية مساعدة تستلزمها طبيعة جتارته وأمهيتها مثل دفرت يومية مساعد‬
‫للمشرتيات وآخر للمبيعات وآخر ألوراق الدفع وآخر للقبض وهكذا‪ ,‬ويكتفى يف هذه احلالة بقيد‬
‫‪ -156‬حيث جاء في المادة ‪ 11‬منه‪" :‬كل شخص طبيعي أو معنوي له صفة التاجر ملزم يمسك دفتر لليومية يقيد فيه يوما ً بيوم عمليات‬
‫المقاولة‪ ,‬أو أن يراجع على األقل نتائج هذه العمليات شهريا ً بشرط أن يحتفظ في هذه الحالة بكافة الوثائق التي يمكن معها مراجعة تلك‬
‫العمليات يوميا ً"‪.‬‬
‫وجاء في المادة ‪ 11‬منه‪" :‬يجب عليه أيضا ً أن يجري سنويا ً جرد العناصر وخصوم مقاولته‪ ,‬وأن يقفل كافة حساباته بقصد إعداد الميزانية‬
‫وحساب النتائج‪ ,‬وتنسخ بعد ذلك هذه الميزانية وحساب النتائج في دفتر الجرد"‪.‬‬
‫‪ -157‬د‪ .‬شاذلي نور الدين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11 – 11‬‬

‫‪74‬‬
‫إمجايل هلذه العمليات يف دفرت اليومية األصلي يف فرتات دورية منتظمة‪ ،‬وقد افرتض املشرع وجود‬
‫الدفاتر اليومية املساعدة يف املادة ‪ 44‬ق‪.‬ت‪ ,‬وعلى ذلك ال يطلب املشرع يف حالة وجودها أن‬
‫تستويف الشروط الشكلية واملوضوعية وإمنا يكتفي فقط باستيفائها بالنسبة لدفرت اليومية‪ ,‬إال أن املشرع‬
‫يطلب ضرورة احملافظة على هذه الدفاتر املساعدة ليمكن االطالع عليها كلما لزم األمر‪.‬‬
‫ب‪ .‬دفتر الجرد‬
‫تقيد يف دفرت اجلرد تفاصيل البضاعة املوجودة لدى التاجر آخر سنته املالية‪ ,‬وكذلك يقيد بدفرت‬
‫اجلرد امليزانية العامة للتاجر اليت توضح مركزه اإلجيايب أو السليب يف هناية السنة‪ ,158‬وهي تشتمل على‬
‫خانتني إحدامها مفردات األصول وهي األموال الثابتة واملنقولة وحقوق التاجر قبل الغري‪ ,‬واألخرى‬
‫مفردات اخلصوم لبيان الديون اليت يف ذمة التاجر للغري وهي ديون املشروع للغري‪ ,‬عالوة على رأس‬
‫‪159‬‬
‫املال باعتباره أول دين عليه‪.‬‬

‫‪ )2‬الدفاتر التجارية االختيارية‬


‫يعترب دفرت اليومية األصلي ودفرت اجلرد مها الدفرتين اإلجباريني اللذين فرض املشرع على التاجر‬
‫مسكهما‪ ،‬ولكن هذا ال مينع من إمساك التاجر دفاتر أخرى تستلزمها طبيعة جتارته وحجمها‪.‬‬
‫ومن أمثلة هذه الدفاتر‪:‬‬
‫أ‪ .‬دفتر األستاذ‪ :‬الذي ترحل إليه مجيع العمليات املدونة يف الدفاتر األخرى‪.‬‬
‫ب‪ .‬دفتر المخزن‪ :‬الذي يوضح حركة خروج ودخول البضاعة منه‪ ،‬ودفرت اخلزينة الذي‬
‫يوضح املبالغ اليت تدخل وخترج منها‪.‬‬
‫ج‪ .‬دفتر المسودة‪ :‬والذي يدون فيه التاجر البيانات بالقلم الرصاص فور إمتام العملية مث‬
‫‪160‬‬
‫يعيد ترحيل هذه البيانات بعد ذلك إىل دفرت اليومية األصلي‪.‬‬

‫‪ -158‬خالد شمسان الطويل‪ :‬التزامات التاجر اإلجرائية في القانون التجاري‪" ,‬دراسة مقارنة"‪ ،‬المكتب الجامعي الجديد‪ ,‬دون بلد النشر‪،5119 ,‬‬
‫ص ‪.91‬‬
‫‪ -159‬د‪ .‬محمود مختار أحمد بريري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125 – 122‬‬
‫‪ -160‬د‪ .‬شاذلي نور الدين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪75‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أنه على التاجر أن خيصص ملف حلفظ صور املراسالت والربقيات والفواتري‬
‫واملخالصات وغريها من املستندات‪ ,‬وجيوز له االحتفاظ بالصور املصغرة (امليكروفيلم) بدالً من‬
‫األصل‪ ،‬وتكون لتلك الصور حجية األصل يف اإلثبات‪ ,‬إذا روعي يف إعدادها وحفظها واسرتجاعها‬
‫القواعد والضوابط اليت يصدر هبا قرار من وزير العدل‪ ،‬وجيب أن يكون احلفظ بطريقة منتظمة تسهل‬
‫معها املراجعة‪ ,‬ونرى أن هذا االلتزام حبفظ صور املراسالت والربقيات واملستندات يسري على مجيع‬
‫التجار أياً كان حجم جتارهتم‪.‬‬

‫وميكن للدفاتر التجارية أن تكون إلكرتونية‪ ,‬اليت أشار إليها قانون التجارة اإللكرتونية اجلديد رقم‬
‫‪ 16141/26‬ظهر ما يسمى بالدفاتر التجارية اإللكرتونية‪ ,‬وهي دفاتر ذات صفحات مرقمة ميسكها‬
‫التاجر لبيان مركزه املايل بوسيلة إلكرتونية مثل احلاسب اآليل وغريها من األجهزة التقنية احلديثة‬
‫‪162‬‬
‫بطريقة منتظمة متنع أي تعديالت أو حمو لبياناهتا‪.‬‬

‫الفرع ‪ :3‬تنظيم الدفاتر التجارية‬


‫لضمان صحة البيانات الواردة يف الدفاتر التجارية ألزم املشرع اجلزائري يف املادة ‪ 22‬ق‪.‬ت عدم‬
‫ترك أي فراغ أو تشطيب أو حمو أو كتابة بني السطور‪ ,‬والسبب يف ذلك هو البعد عن كل شبهة‬
‫حول صحة وأمانة تلك الدفاتر حيث ال ترتك لتالعب التجار بالقيود الواردة فيها‪ ،‬ألن هذه الدفاتر‬
‫تعترب من أهم وسائل اإلثبات أمام القضاء يف املعامالت التجارية‪.‬‬
‫وأوجبت ذات املادة أن ترقم صفحات كل من الدفرتين وذلك قبل استعماهلا ويصدق عليها من‬
‫طرف قاضي احملكمة املختصة اليت يقع يف دائرهتا نشاط التاجر‪ ,‬صوناً لتلك الدفاتر وإلبقائها على‬
‫حالتها دون إزالة صفحات منها أو استبدال بعضها بغريها أو استبدال الدفرت بدفرت آخر بدالً عنه‪.‬‬

‫‪ -161‬القانون رقم ‪ 12/19‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية‪ ,‬المؤرخ في ‪ ,5119/12/11‬الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ ,5119/12/12‬العدد‪.59‬‬
‫‪ -162‬مجيد أحمد إبراهيم‪ :‬الدفاتر التجارية اإللكترونية وحجيتها في اإلثبات‪ ,‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ,‬المجلد ‪ ,15‬العدد ‪,5119 ,1‬‬
‫ص‪.51‬‬

‫‪76‬‬
‫كما أنه جيب أن حيتفظ بالدفاتر واملستندات ملدة ‪ 10‬سنوات طبقاً للمادة ‪ 21‬ق‪.‬ت‪ 163,‬كما‬
‫جيب أن ترتب وحتفظ املراسالت الواردة ونسخ الرسائل املوجهة طيلة نفس املدة والدفاتر اليت يلتزم‬
‫األفراد مبسكها واليت ال تراعى فيها األوضاع املقررة ال ميكن تقدميها للقضاء وال يكون هلا قوة اإلثبات‬
‫أمامه لصاحل من ميسكوهنا‪ ,‬كما يعترب التاجر املفلس مفلساً بالتدليس يف حالة عدم مسكه للدفاتر‬
‫التجارية أو مسكه لدفاتر غري منتظمة‪ ,‬ويتضح من هذا أن املشرع كفل احرتام قواعده بشأن الدفاتر‬
‫‪164‬‬
‫التجارية فرتب على عدم مسكها أو خمالفة قواعد تنظيمها جزاءات مدنية وأخرى جنائية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :4‬جزاء عدم مسك الدفاتر التجارية أو مسكها بطريقة غير منتظمة‬

‫‪ )1‬الجزاءات المدنية‬
‫تتمثل اجلزاءات املدنية يف عدم مسك الدفاتر التجارية أو يف مسكها ولكن بطريقة غري منتظمة‬
‫يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ o‬حرمان التاجر من تقدمي دفاتره غري املنتظمة وعدم االعتداد هبا أمام القضاء يف اإلثبات‬
‫لصاحله مبا ورد فيها‪.‬‬
‫‪ o‬خضوع التاجر للتقدير اجلزايف الذي غالبا ما يكون يف غري صاحله‪.‬‬
‫‪165‬‬
‫‪ o‬عدم إمكان إجراء التسوية القضائية اليت متكن التاجر من العودة على رأس جتارته‪.‬‬

‫‪ )2‬الجزاءات الجنائية‬
‫تقضي املادة ‪ 370‬ق‪.‬ت وما بعدها على أنه يعد التاجر مرتكباً جلرمية اإلفالس بالتقصري يف‬
‫حالة توقفه عن الدفع ومل يكن قد مسك حسابات مطابقة لعرف املهنة‪.‬‬
‫كما أنه ميكن أن يعترب مرتكباً للتفليس بالتقصري كل تاجر يف حالة التوقف عن الدفع إذا كانت‬
‫حساباته ناقصة أو غري ممسوكة بانتظام‪ ,‬ويعد مرتكباً للتفليس بالتدليس كل تاجر يف حالة التوقف‬

‫‪ -163‬حيث جاء فيها‪" :‬يجب أن تحفظ الدفاتر والمستندات المشار إليها في المادتين ‪ 25‬و ‪ 52‬لمدة عشر سنوات‪."...‬‬
‫وهو ما أيده قرار المحكمة العليا رقم ‪ 22559‬بتاريخ ‪ ,1199/12/19‬المجلة القضائية‪ ،‬عدد ‪ ،1115 ،5‬ص ‪ ,92‬على إثر قضية تم رفع‬
‫الدعوى فيها بعد أكثر من ‪ 11‬سنوات وبالتالي قضاة الموضوع بقضائهم على الطاعن بتقديم الدفاتر التجارية يكونوا قد خالفوا مقتضيات القانون‪.‬‬
‫‪ -164‬عن هذه الجزاءات أنظر‪ :‬د‪ .‬شاذلي نور الدين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12 – 15‬‬
‫‪ -165‬عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪77‬‬
‫عن الدفع وقد أخفى حساباته أو بدد أو اختلس كل أو بعض أصوله أو يكون بطريقة التدليس قد‬
‫أقر مبديونيته مببالغ ليست يف ذمته سواء كان ذلك يف حمررات رمسية أو تعهدات عرفية أو يف ميزانيته‪,‬‬
‫كذلك يف حالة توقف الشركة عن الدفع تطبق العقوبات اخلاصة بالتفليس بالتقصري على القائمني أو‬
‫املصفني يف الشركة‪ ,‬وبوجه عام يكون هبذه الصفة كل املفوضني من قبل الشركة وبسوء نية قد‬
‫أمسكوا أو أمروا بإمساك حسابات الشركة بغري انتظام‪.‬‬
‫وتطبق العقوبات اجلنائية املنصوص عليها يف املادة ‪ 383‬ق‪.‬ع على األشخاص الذين تثبت‬
‫إدانتهم بالتفليس بالتقصري أو التدليس‪ ،‬وتقضي تلك املادة بأن كل من قضى بارتكابه جرمية‬
‫اإلفالس يف احلاالت املنصوص عليها يف قانون التجارة يعاقب عن اإلفالس البسيط باحلبس من‬
‫شهرين إىل سنتني‪ ,‬وعن اإلفالس بالتدليس باحلبس من سنة إىل مخس سنوات‪ ,‬وجيوز عالوة على‬
‫ذلك أن يقضي على املفلس بالتدليس باحلرمان من حق أو أكثر من احلقوق الوطنية ملدة سنة على‬
‫األقل ومخس سنوات على األكثر‪.‬‬

‫الفرع ‪ :5‬الرجوع إلى الدفاتر التجارية‬


‫ميكن الرجوع إىل الدفاتر بإحدى طريقتني‪ ,‬األوىل وهي تقدمي الدفاتر للقاضي الستخراج البيان أو‬
‫اجلزاء الذي يتعلق به النزاع‪ ,‬والثانية وهي االطالع على الدفاتر والقوائم اجلرد مبعرفة اخلصم‪ ,‬وتكون‬
‫‪166‬‬
‫يف حاالت معينة حددهتا املادة ‪ 15‬ق‪.‬ت وهي قضايا اإلرث وقسمة الشركة وحالة اإلفالس‪.‬‬

‫‪ )1‬التقديم‬
‫يقصد بالتقدمي حق احملكمة يف االطالع على دفاتر التاجر بنفسها أو بواسطة خبري تعينه لذلك‪،‬‬
‫دون أن متكن اخلصم من ذلك‪ ،‬واحملكمة تقوم بذلك إما من تلقاء نفسها أو بناء على طلب‬
‫اخلصم‪ ،‬حيث تأمر التاجر بتقدمي دفاتره إليها الستخالص ما يتعلق بالنزاع املعروض عليها‪.‬‬

‫‪ -166‬حيث جاء فيها‪" :‬ال يجوز األمر بتقديم الدفاتر وقوائم الجرد إلى القضاء إال في قضايا اإلرث وقسمة الشركة وفي حالة اإلفالس"‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫وال يقتصر تقدمي الدفاتر التجارية على املنازعات املعروضة أمام القضاء التجاري‪ ،‬بل جيوز أيضاً‬
‫تقدميها أمام القضاء املدين إذا كان أحد طريف النزاع تاجراً‪ ,‬والدفاتر اليت يلتزم التاجر بتقدميها هي‬
‫الدفاتر اإللزامية (دفرت اليومية األصلي واجلرد)‪ ,‬وكذلك الدفاتر اليت تستلزمها طبيعة النشاط التجاري‬
‫وأمهيته‪ ،‬وال جيوز للمحكمة أن تأمر التاجر بتقدمي دفاتره االختيارية‪ ،‬ولكن يستطيع التاجر أن‬
‫يقدمها خمتاراً‪ ,‬وتلتزم احملكمة أثناء اطالعها على الدفاتر التجارية سواء بنفسها أو بواسطة خبري عدم‬
‫متكني اخلصم من االطالع عليها خشية إفشاء أسرار التاجر إىل خصمه‪ ،‬ويتم االطالع عليها إما‬
‫حبضور التاجر صاحب الدفاتر وحتت إشرافه أو باالنتقال إىل مقر التاجر إذا كان هذا املقر يبعد كثرياً‬
‫عن احملكمة حبيث يتعذر نقل الدفاتر التجارية إليها‪.‬‬
‫وعلى احملكمة أو اخلبري التقيد يف االطالع على دفاتر التاجر مبوضوع النزاع فقط‪ ،‬كما أن احملكمة‬
‫ال تلتزم بالبيانات الواردة يف هذه الدفاتر حىت ولو كانت الدفاتر منتظمة‪ ،‬إضافة إىل أن اخلصم‬
‫يستطيع أن يناقض هذه البيانات الواردة يف الدفاتر املنتظمة ببيانات واردة يف دفاتره املنتظمة أيضاً‪ ،‬أو‬
‫بأي طريق آخر‪.‬‬

‫‪ )2‬االطالع‬
‫على خالف ما رينا يف التقدمي جند أن االطالع يقصد به إجبار التاجر على تسليم دفاتره‬
‫والتخلي عنها‪ ,‬للقضاء ليسلمها بدوره إىل اخلصم ليطلع عليها ليبحث فيها بأكملها عن األدلة اليت‬
‫تؤيد طلباته‪ ،‬من ذلك يتضح أن االطالع أكثر خطورة من التقدمي بسبب أن االطالع يرتتب عليه‬
‫حتماً إذاعة أسرار التاجر‪ 167,‬لذلك مل جيزه القانون إال يف حاالت معينة حددهتا املادة ‪ 21‬ق‪.‬ت‬
‫السابق ذكرها وهي قضايا اإلرث وقسمة الشركة وحالة اإلفالس‪.‬‬

‫‪ -167‬عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪79‬‬
‫الفرع ‪ :6‬استخدام الدفاتر التجارية في اإلثبات‬

‫‪ )1‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات لمصلحة التاجر ضد تاجر‬


‫‪168‬‬
‫أن الدفاتر التجارية ميكن أن تكون دليالً كامالً لإلثبات‬ ‫ويتضح من نص املادة ‪ 13‬ق‪.‬ت‬
‫يستطيع التاجر التمسك هبا ملصلحته‪ ,‬خالفاً للقواعد القانونية العامة اليت ال جتيز للشخص أن‬
‫‪169‬‬
‫على أنه يشرتط العتبار الدفاتر التجارية دليالً كامالً يف هذه احلالة وفقاً‬ ‫يصطنع دليالً لنفسه‪,‬‬
‫لنص املادة ‪ 23‬ق‪.‬ت املشار إليها أن يكون النزاع بني تاجرين وأن يتعلق النزاع بعمل جتاري‪ ،‬وأخرياً‬
‫أن تكون دفاتر التاجر الذي يريد التمسك هبا منتظمة‪.‬‬
‫وال جيد القاضي صعوبة يف حالة مطابقة الدفاتر التجارية ملا ورد فيها‪ ,‬أما إذا مل جيد هذا التطابق‬
‫فله مطلق احلرية يف األخذ مبا يراه‪ ,‬فيمكنه يف حالة انتظام دفاتر أحد اخلصوم وعدم انتظام دفاتر‬
‫اآلخر أو عدم تقدميه إياها أن يأخذ مبا جاء بالدفاتر املنتظمة‪ ,‬ويالحظ أن توافر هذه الشروط مجيعاً‬
‫ال جيعل للدفاتر بالضرورة حجية كاملة لصاحبها‪ ،‬ذلك أن األخذ حبجية ما دون بالدفاتر التجارية‬
‫إمنا هو جوازي للقاضي حبيث يستطيع أن ال يأخذ مبا جاء فيها‪ ،‬كما أن خلصم التاجر أن يدحض‬
‫هذه األدلة ويثبت عكسها بكافة طرق اإلثبات‪ ,‬وذلك طبقاً لقاعدة حرية اإلثبات يف املواد التجارية‪,‬‬
‫كما يالحظ من جهة أخرى أن عدم انتظام الدفاتر التجارية ال يعدمها من كل قيمة فالقاضي له‬
‫مطلق احلرية أن يستند إىل ما جاء هبا لصاحل التاجر واختاذها قرينة ميكن تكملتها بقرائن أخرى‪.‬‬

‫‪ )2‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات لمصلحة التاجر ضد غير التاجر‬


‫األصل أنه ال جيوز للشخص تاجراً كان أم غري تاجر أن يصطنع دليالً لنفسه‪ ,‬فالشخص ال يلزم‬
‫غريه بأدلة صنعها بنفسه ولصاحله‪ ,‬وقد رأينا يف احلالة السابقة أن املشرع خرج على هذا األصل إذا‬
‫ما كان النزاع بني تاجرين وبتوافر شروط معينة‪ ,‬ويربر اخلروج عن القاعدة العامة يف احلالة السابقة أن‬

‫‪ -168‬حيث جاء فيها‪ " :‬يجوز للقاضي قبول الدفاتر التجارية المنتظمة كإثبات بين التجار بالنسبة لألعمال التجارية"‪.‬‬
‫‪ -169‬أحمد طاهر سالم‪ :‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات‪ ،‬بحث مقدم لنيل شهادة البكالوريوس في القانون‪ ،‬جامعة القادسية‪ ,‬كلية القانون‪،‬‬
‫العراق‪ ،5115 ،‬ص ‪.11‬‬
‫علي بن غانم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪80‬‬
‫كال اخلصمني على قدم املساواة وحيتفظ كل منهم بدفاتر جتارية‪ ،‬أما اذا كان خصم التاجر شخصاً‬
‫غري تاجر فإن األمر يقتضي الرجوع إىل القواعد العامة وهي عدم إمكان الشخص اإلفادة من دليل‬
‫صنعه لنفسه‪ ,‬وعلى ذلك نصت املادة ‪ 330‬ق‪.‬م أن دفاتر التجار ال تكون حجة على غري التجار‪,‬‬
‫إال أن املشرع أورد استثناءً على هذه القاعدة أملته الضرورات العملية يف احلياة‪ ,‬فنص على أن‬
‫البيانات املثبتة بالدفاتر التجارية عما أورد التجار تصلح كأساس جييز للقاضي أن يوجه اليمني املتممة‬
‫إىل كل من الطرفني وذلك فيما جيوز إثباته بالبينة‪.‬‬

‫‪ )3‬الدفاتر التجارية حجة في اإلثبات ضد التاجر‬


‫تصلح الدفاتر التجارية حجة كاملة يف اإلثبات ضد التاجر الذي قام بتحريرها‪ ,‬وأساس ذلك هو‬
‫أن ما ورد بالدفاتر التجارية ضد صاحبها إمنا هو مبثابة إقرار بصرف النظر عن طبيعة العملية أو صفة‬
‫القائم هبا‪ ,‬وسواء كانت الدفاتر منتظمة أم غري منتظمة‪ ,‬على أنه إذا كانت الدفاتر منتظمة وأراد‬
‫‪170‬‬
‫أما إذا كانت دفاتر التاجر غري‬ ‫خصم التاجر التمسك مبا ورد فيها فعليه عدم جتزئة بياناهتا‪,‬‬
‫منتظمة جاز للقاضي جتزئة اإلقرار وعدم التقيد بقاعدة عدم التجزئة‪ ,‬ذلك أن عدم انتظام الدفاتر‬
‫التجارية قرينة على عدم صحة ما ورد فيها كله أو بعضه‪ ,‬وللقاضي مطلق احلرية يف األخذ أو عدم‬
‫األخذ هبا‪ ,‬وجيوز دائماً للتاجر أن يثبت عكس ما جاء بدفاتره بكافة طرق اإلثبات‪ ,‬إذ أن ما ورد‬
‫بدفاتره ليس إقراراً باملعىن الفين ألنه مل يعد ليكون أداة لإلثبات حبسب أصله وإمنا جمرد قرينة جيوز‬
‫دحضها أيا كانت طبيعة النزاع‪.‬‬

‫‪ )4‬مدى حجية الدفاتر التجارية غير المنتظمة‬


‫ال تكون الدفاتر التجارية حجة أمام احملاكم ما مل تكن مستوفية لإلجراءات السالف ذكرها‪ ,‬أي‬
‫ما مل تكن منتظمة‪ ,‬ويفهم هذا من نص املادة ‪ 13‬ق‪.‬ت السابق ذكرها‪ ,‬واملشرع على حق يف عدم‬

‫‪ -170‬د‪ .‬فوزي محمد سامي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ,‬األردن‪ ،‬الجزء ‪ ،5112 ،1‬ص ‪ 122‬وما بعدها‪.‬‬
‫فلو ذكر التاجر في دفتر اليومية مثالً أنه باع بضاعة إلى شخص ما وأنه لم يستوف الثمن فال يجوز للمشتري أن يطالب التاجر بالبضاعة ويعتمد‬
‫على دفاتر هذا التاجر في إثبات البيع ثم يدعى أنه قد دفع الثمن‪.‬‬
‫د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪81‬‬
‫إعطاء الدفاتر غري املنتظمة أمهية يف اإلثبات أمام احملاكم وذلك حلث التجار على االهتمام بتنظيمها‬
‫حىت تكون هلا حجية أمام احملاكم‪ ,‬كما أن القضاء كثرياً ما يهمل الدفاتر غري املنتظمة يف اإلثبات‪.‬‬
‫على أن األخذ هبذا التفسري على إطالقه يتناىف مع مقتضيات الواقع وجيعل القاضي مقيداً بعدم‬
‫األخذ بالدفاتر غري املنتظمة كدليل يف اإلثبات حىت يف احلاالت اليت قد يقتنع فيها بصحة ما جاء‬
‫هبا أو فائدهتا يف النزاع املعروض‪ ,‬والواقع أنه ميكن استخدام الدفاتر التجارية غري املنتظمة يف اإلثبات‬
‫أمام القضاء ضد التاجر الذي ميسكها‪ ,‬فخصم التاجر يستطيع االستناد إىل دفاتر التاجر ولو كانت‬
‫غري منتظمة طاملا يف ذلك مصلحته بوصفها نوعاً من اإلقرار‪ ,‬والقبول بغري ذلك يؤدي إىل نتائج غري‬
‫منطقية وهي أن الدفاتر التجارية املنتظمة تصلح دليالً ضد صاحبها على عكس الدفاتر غري املنتظمة‬
‫اليت ال تصلح كدليل وفقاً للتفسري احلريف لنصوص القانون ضد التاجر مما قد يرتتب عليه تعتمد‬
‫التاجر اإلمهال يف تنظيم دفاتره‪ ،‬وهذا ألن ذلك يؤدي إىل استفادة التاجر من تقصريه‪ ,‬ومن جهة‬
‫أخرى قد يستخدم التاجر دفاتره غري املنتظمة كدليل لصاحله كما هو احلال يف املنازعات بني التجار‬
‫حيث يتمتع القاضي مبطلق احلرية يف قبول أي دليل حىت وإن كانت دفاتره غري منتظمة كقرينة بسيطة‬
‫تقبل إثبات العكس أو تؤيدها أدلة أخرى‪ ,‬وإذا عرض القاضي دفاتر أخرى أكثر انتظاماً من األوىل‬
‫فعلى القاضي تفضيل هذه األخرية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القيد في السجل التجاري‬


‫ترجع األصول التارخيية للسجل التجاري إىل القرن الثالث عشر حيث كانت طوائف التجار اليت‬
‫تكونت يف املدن اإليطالية تقيد أمساء أعضائها يف مدونة خاصة‪ ,‬ليس بقصد العالنية واإلشهار‬
‫ولكن بقصد التنظيم الداخلي لشؤوهنا‪ ،‬حيث كانت تستعمل هذه املدونة كوسيلة حلصر التجار حىت‬
‫ميكن دعوهتم إىل االجتماعات الدورية اليت تعقدها الطائفة ومطالبتهم برسوم القيد يف سجالهتا‬
‫وأصبحت هذه املدونة مبرور الزمن وسيلة االستعالم عن التجار واالهتداء إىل حقيقة مراكزهم‬
‫‪171‬‬
‫املالية‪.‬‬

‫‪ -171‬د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪82‬‬
‫والسجل التجاري دفرت يعد يف اجلهة املختصة وتقيد فيه أمساء التجار أفراداً كانوا أم شركات‪،‬‬
‫وخيصص لكل تاجر فرداً كان أم شركة صفحة تقيد فيها البيانات املتعلقة بتجارهتم أو صناعتهم‪.‬‬
‫ويهدف هذا السجل إىل حصر عدد املشتغلني بالتجارة يف الدولة أفراداً كانوا أم شركات للوقوف‬
‫على سري األمور االقتصادية فيها‪ ،‬كما أن هذا السجل يفيد الغري الذي يتعامل مع التاجر حيث‬
‫‪172‬‬
‫يستطيع من خالله التعرف على الصورة احلقيقية لنشاط التاجر حىت يكون على بينة من أمره‪.‬‬
‫وعمالً بقانون التجارة اإللكرتونية ‪ 41/26‬السابق ذكره واملرسوم التنفيذي رقم ‪221/26‬‬
‫‪173‬‬
‫فقد أصبح‬ ‫املتعلق بتحديد منوذج مستخرج السجل التجاري الصادر بواسطة إجراء إلكرتوين‪,‬‬
‫املتعاملون االقتصاديون اليوم يف اجلزائر مكلفون بسحب مناذج جديدة صادرة بواسطة إجراء إلكرتوين‬
‫اليت حلت حمل مناذج مستخرجات السجالت التجارية القدمية‪ ,‬بالتايل وعمالً بأحكام املرسوم السابق‬
‫فقد أصبح يدرج يف مستخرجات السجل التجاري للتجار رمز إلكرتوين يدعى السجل التجاري‬
‫اإللكرتوين‪ ,‬وهو شفرة بيانية تتضمن معطيات ومعلومات مشفرة حول التاجر‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫الفرع ‪ :1‬وظائف السجل التجاري‬
‫يلعب السجل التجاري وظيفة استعالمية من خالل إعطاء من يتعامل مع التاجر املعلومات‬
‫الدقيقة عن موقفه املايل والتجاري‪ ,‬كما يقوم السجل التجاري بدور إحصائي حيث أن الدولة‬
‫‪175‬‬
‫تستطيع من خالله الوقوف على عدد التجار وحجم أنشطتهم التجارية والبيانات املتعلقة هبم‪,‬‬
‫ويقوم أيضاً بوظيفة اقتصادية ألن الدولة تستطيع من خالله توجيه النشاط االقتصادي‪ ,‬وأخرياً يقوم‬
‫السجل التجاري بوظيفة قانونية حيث يعترب القيد يف السجل التجاري قرينة على اكتساب صفة‬
‫‪176‬‬
‫كما أن الشركة تكتسب الشخصية املعنوية من تاريخ قيدها يف السجل التجاري وفقاً‬ ‫التاجر‪,‬‬
‫للمادة ‪ 144‬ق‪.‬ت‪ ،‬كما أن البيانات املدرجة به تكون حجة على الغري من تاريخ قيدها‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫‪- Michel Fromont : Droit allemand des affaires, Domat droit privé, édition Montchrestien, EJA, 2001, ISBN,‬‬
‫‪Paris, p 180.‬‬
‫‪ -173‬المؤرخ في ‪ ,5119/12/12‬الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ ,5119/12/11‬العدد ‪.51‬‬
‫‪ -174‬عن أهمية القيد في السجل التجاري أنظر‪ :‬رزق هللا العربي بن المهيدي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -175‬د‪ .‬محمود مختار أحمد بريري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -176‬خليل مصطفى‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪83‬‬
‫الفرع ‪ :2‬الملزمون بالقيد في السجل التجاري‬
‫من خالل املادتني ‪ 24‬و ‪ 14‬ق‪.‬ت نستنتج أهنما وضعتا شروط للقيد يف السجل التجاري هي‪:‬‬
‫‪177‬‬
‫‪ ‬أن يكون طالب القيد تاجراً‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫‪ ‬أن يكون لطالب القيد حمل جتاري يف اجلزائر‪.‬‬

‫الفرع ‪ :3‬ميعاد القيد ووجوب ذكر المحكمة ورقم القيد على المراسالت‬

‫‪ )1‬بالنسبة للشخص الطبيعي الذي يمارس نشاطا تجاريا قار‬


‫على التاجر أن يتقدم بطلب القيد بالسجل التجاري خالل شهرين من تاريخ افتتاح احملل‬
‫التجاري أو من تاريخ متلكه‪ ,‬ويقدم الطلب إىل احملكمة اليت يقع احملل التجاري يف دائرة اختصاصها‪.‬‬
‫حمل مؤهل ملمارسة نشاط جتاري‪ ,‬وقد‬
‫وجيب أن يكون طلب التسجيل مرفقاً بوثيقة تثبت وجود ي‬
‫تكون هذه الوثيقة سند ملكية أو عقد إجيار أو امتياز للوعاء العقاري الذي حيوي النشاط التجاري‬
‫أو أي عقد أو مقرر ختصيص مسلم من طرف هيئة عمومية‪ ,‬ونسخة من بطاقة مقيم إذا كان‬
‫الشخص الطبيعي طالب التسجيل يف السجل التجاري من جنسية أجنبية‪.‬‬

‫‪ )2‬بالنسبة للشخص الطبيعي الذي يمارس نشاطا تجاريا غير قار‬


‫جيب أن يكون طلب التسجيل مرفقاً بنسخة من مقرر ختصيص على مستوى فضاء مهيأ هلذا‬
‫الغرض‪ ،‬تسلمه اجلماعات احمللية لألنشطة التجارية املمارسة عن طريق العرض‪ ,‬أو نسخة من بطاقة‬
‫تسجيل املركبة املستعملة يف إطار التجارة غري القارة‪ ،‬وإثبات اإلقامة املعتادة‪.‬‬

‫‪ -177‬عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -178‬عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫نور الدين قاستل‪ :‬القيد في السجل التجاري وفي سجل الصناعة التقليدية والحرف "دراسة مقارنة"‪ ،‬دار بغدادي للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،5111 ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ )3‬بالنسبة للشخص المعنوي‬
‫‪ ‬جيب أن يرفق طلب التسجيل بالوثائق اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬نسخة من القانون األساسي املتضمن تأسيس الشركة أو نسخة من النص التأسيسي للشركة‬
‫عندما يتعلق األمر مبؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وجتاري‪.‬‬
‫‪ ‬نسخة من إعالن نشر القانون األساسي‪.‬‬
‫‪ ‬إثبات وجود حمل مؤهل الستقبال نشاط جتاري بتقدمي سند ملكية أو عقد إجيار أو امتياز‬
‫للوعاء العقاري الذي حيوي النشاط التجاري أو كل عقد أو مقر ختصيص مسلم من طرف‬
‫‪179‬‬
‫هيئة عمومية‪.‬‬
‫‪ ‬أما بالنسبة للفروع أو الوكاالت أو املمثليات التجارية أو كل مؤسسة أخرى تابعة لشركة‬
‫جتارية مقرها يف اخلارج فيجب أن يرفق طلب التسجيل بالوثائق اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬إثبات وجود حمل مؤهل الستقبال نشاط جتاري بتقدمي سند ملكية أو عقد إجيار أو امتياز‬
‫للوعاء العقاري الذي حيوي النشاط التجاري‪ ,‬أو كل عقد أو مقرر ختصيص مسلم من‬
‫طرف هيئة عمومية‪.‬‬
‫‪ ‬نسخة من القانون األساسي املتضمن القانون األساسي األم مصادق عليه من طرف مصاحل‬
‫القنصلية اجلزائرية ومرتجم عند االقتضاء إىل اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ ‬نسخة من حمضر مداوالت للمقرر الذي ينص على فتح مؤسسة باجلزائر مصادق عليه من‬
‫‪180‬‬
‫طرف مصاحل القنصلية األجنبية املتواجدة باجلزائر ومرتجم عند االقتضاء إىل اللغة العربية‪.‬‬
‫وجيب على كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل يف السجل التجاري أن يذكر يف عنوان فواتريه‬
‫أو طلباته أو تعريفاته أو نشرات الدعاية أو كل املراسالت اخلاصة مبؤسسته واملوقعة منه أو بامسه مقر‬
‫احملكمة اليت وقع فيها التسجيل بصفة أصلية ورقم التسجيل الذي حصل عليه‪.‬‬

‫‪ -179‬المادة ‪ 11‬المرسوم التنفيذي ‪ ,111/12‬المؤرخ في ‪ ,5112/12/12‬الذي يحدِّد كيفيات القيد والتعديل والشطب في السجل التجاري‪,‬‬
‫الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ ,5112/12/12‬العدد ‪.52‬‬
‫‪ -180‬المادة ‪ 11‬المرسوم التنفيذي ‪ 111/12‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الفرع ‪ :4‬قيد التعديالت الطارئة على وضعية التاجر المسجل‬
‫جيب على التاجر أو ورثته حسب األحوال أن يطلبوا قيد التعديل الطارئ على وضعية التاجر‬
‫بشطب القيد يف حالة ترك التاجر لتجارته أو يف حالة وفاته‪ ,‬واألصل أن طلب التعديل أو الشطب‬
‫يقدم من املعين باألمر نفسه أو من ورثته يف حالة وفاته‪ ,‬فإذا مل يتقدم املعين باألمر بنفسه أو الورثة‬
‫هبذا الطلب كان لكل شخص له مصلحة يف ذلك أن يقوم هبذا اإلجراء‪ 181,‬فإذا مل يتم قيد التعديل‬
‫فإنه ال ميكن االحتجاج به سواء جتاه الغري أو لدى اإلدارات العمومية‪.‬‬
‫‪182‬‬
‫الفرع ‪ :5‬آثار القيد في السجل التجاري من عدمه‬
‫فالقيد يف السجل التجاري ليس شرطاً الكتساب صفة التاجر‬ ‫‪183‬‬
‫‪ )1‬اكتساب صفة التاجر‪,‬‬
‫وإمنا هو إجراء غايته تثبيت صفة التاجر لألشخاص الذي توافرت فيهم شروط اكتساب هذه‬
‫‪184‬‬
‫الصفة طبقاً ملا جاء يف املادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 11/44‬املؤرخ يف ‪,2444/46/26‬‬
‫فالقيد يف السجل التجاري قرينة على اكتساب صفة التاجر ولكنها قرينة بسيطة ميكن‬
‫‪185‬‬
‫دحضها بالدليل العكسي‪.‬‬
‫‪ )2‬مينح القيد يف السجل التجاري احلق يف ممارسة النشاط التجاري بكل حرية وهو ما كرسته‬
‫املادة ‪ 41/44‬من القانون رقم ‪ 44/46‬املؤرخ يف ‪ 1444/46/26‬من القانون املتعلق‬
‫‪186‬‬
‫ولكن يستثىن من ذلك األنشطة املقننة‬ ‫بشروط األنشطة التجارية السابق اإلشارة إليه‪,‬‬
‫طبقاً للمادة ‪ 41/44‬من القانون السابق‪ ,‬حيث جيب هنا إضافة إىل القيد يف السجل‬
‫التجاري احلصول على ترخيص أو اعتماد هنائي‪ ,‬وهو ما كرسته املادة ‪ 11‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -181‬راجع قرار المحكمة العليا رقم ‪ 225552‬بتاريخ ‪ ،5111/11/15‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد ‪ ،5111 ،1‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -182‬راجع في هذه اآلثار‪ :‬د‪ .‬فوزي محمد سامي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬دار مكتبة التربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬مكتبة دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪ ،1115 ،1‬ص ‪.122‬‬
‫‪Jean – Bernard Blaise, op, cit, p 210.‬‬
‫‪ -183‬حسين مبروك‪ :‬القانون التجاري الجزائري‪( ،‬النصوص التطبيقية – االجتهاد القضائي – النصوص المتممة)‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الطبعة ‪،2‬‬
‫‪ ،5112‬ص ‪.2‬‬
‫قضية رقم ‪ 21555‬مؤرخة في ‪ ,1195/11/12‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ,2‬سنة ‪ ،1111‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -184‬تنصُّ هذه المادة على ما يلي‪" :‬يثبت التسجيل في السجل التجاري الصفة القانونية للتاجر وال تنظر فيه في حالة اعتراض أو نزاع إال‬
‫المحاكم المختصة ويخول هذا التسجيل الحق في حرية ممارسة النشاط التجاري‪."...‬‬
‫نور الدين قاستل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.525‬‬
‫‪ -185‬د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.551‬‬
‫‪ -186‬والتي قضت بأنه‪ " :‬يمنح هذا التسجيل الحق في الممارسة الحرة للنشاط التجاري‪."...‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ )3‬متتع الشركة التجارية بالشخصية املعنوية‪ ,‬فالشركة التجارية ال تتمتع بالشخصية املعنوية إال‬
‫منذ قيدها يف السجل التجاري‪ ,‬وقبل هذا اإلجراء يكون األشخاص الذي تعهدوا باسم‬
‫الشركة وحلساهبا متضامنني من غري حتديد أمواهلم إال إذا قبلت الشركة بعد تأسيسها بصفة‬
‫قانونية أن تأخذ على عاتقها التعهدات املتخذة‪ ,‬فتعترب التعهدات مبثابة تعهدات الشركة منذ‬
‫تأسيسها طبقاً للمادة ‪ 144‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ )4‬حجية البيانات والوقائع املدونة يف السجل على الغري‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫‪ )5‬منح التجار املقيدين يف السجل التجاري حق انتخاب الغرف التجارية والعضوية فيها‪.‬‬

‫الفرع ‪ :6‬تقدير نظام السجل التجاري الجزائري‬


‫أخذ املشرع اجلزائري فيما يتعلق بالسجل التجاري باألحكام اليت انتهى إليها املشرع الفرنسي‪,‬‬
‫وعلى ذلك يكون نظام السجل التجاري اجلزائري شأنه يف ذلك شأن السجل التجاري الفرنسي يف‬
‫مركز وسط بني النظام اإلداري ونظام الشهر القانوين‪ ،‬إذا أن السجل التجاري اجلزائري ليس األداة‬
‫الوحيدة اليت تضمن كافة ما يشهر عن التجارة والتجار يف اجلزائر‪.‬‬

‫الفرع ‪ :7‬جزاء مخالفة أحكام السجل التجاري‬

‫‪ )1‬الجزاءات المدنية‬
‫أ‪ .‬ال ميكن لألشخاص الطبيعيني أو املعنويني اخلاضعني للتسجيل يف السجل التجاري والذين مل‬
‫يبادروا بتسجيل أنفسهم عند انقضاء مهلة الشهرين أن يتمسكوا بصفتهم كتجار لدى الغري‬
‫أو لدى اإلدارات العمومية إال بعد تسجيلهم‪ ,‬كما ال ميكن هلم االستناد لعدم تسجيلهم يف‬
‫السجل بقصد هترهبم من املسؤوليات والواجبات املالزمة هلذه الصفة‪.‬‬

‫‪ -187‬د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125 – 122‬‬

‫‪87‬‬
‫ب‪ .‬ال ميكن هلؤالء األشخاص أن حيتجوا جتاه الغري أو لدى اإلدارات العمومية باحلاالت املذكورة‬
‫يف املادة ‪ 11‬ق‪.‬ت السابق اإلشارة إليها ما مل يثبتوا أنه يف وقت االتفاق كان أشخاص‬
‫الغري مطلعني شخصياً على الوقائع املذكورة‪.‬‬
‫ج‪ .‬يظل التاجر مسؤوالً عن التزاماته يف حالة التنازل عن احملل التجاري أو يف حالة توقفه عن‬
‫نشاطه التجاري‪ ,‬وال ختلى مسئوليته من تاريخ القيد بالتعديل يف السجل التجاري‪.‬‬
‫‪188‬‬
‫‪ )2‬الجزاءات الجنائية‬
‫أ‪ .‬نصت املادة ‪ 19‬ق‪.‬ت على أن كل شخص طبيعي أو معنوي يف السجل التجاري ال يذكر‬
‫يف كل املراسالت اخلاصة مبؤسسته واملوقعة منه أو بسمه مقر احملكمة اليت وقع فيها التسجيل‬
‫بصفة أصلية ورقم التسجيل الذي حصل عليه يعاقب بغرامة قدرها من ‪ 264‬إىل ‪364‬‬
‫دينار جزائري‪.‬‬
‫ب‪ .‬نصت املادة ‪ 16‬ق‪.‬ت على أن كل شخص ملزم بأن يطلب تسجيل إشارة تكميلية أو‬
‫تعديلية أو شطب يف السجل التجاري ومل يستكمل اإلجراءات املطلوبة يعاقب بغرامة من‬
‫‪ 444‬إىل ‪ 14.444‬دينار جزائري‪ ,‬وتأمر احملكمة اليت تقضي بالغرامة بتسجيل اإلشارات‬
‫أو الشطب الواجب يف السجل التجاري خالل مهلة معينة وعلى نفقة املعين‪.‬‬
‫ج‪ .‬كل من يقدم عن سوء نية معلومات غري صحيحة أو غري كاملة بقصد احلصول على‬
‫تسجيل أو شطب أو إشارة تكميلية أو تصحيحية يف السجل التجاري يعاقب بغرامة قدرها‬
‫من ‪ 144‬إىل ‪ 14.444‬دينار جزائري وباحلبس من ‪ 24‬أيام إىل ‪ 6‬أشهر أو بإحدى‬
‫هاتني العقوبتني فقط‪.‬‬

‫‪ -188‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ 152151‬بتاريخ ‪ ،1112/12/12‬المجلة القضائية‪ ,‬عدد ‪ ،1115 ،1‬ص ‪.55‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬المحل التجاري‬
‫‪189‬‬
‫بأنه مال منقول معنوي خمصص الستغالل جتاري أو لصناعة‬ ‫ميكن تعريف احملل التجاري‬
‫معينة‪ ,‬وقد يسمى باملتجر أو املصنع تبعاً لنوع النشاط الذي يزاوله الشخص‪ ،‬واحملل التجاري وإن‬
‫كان يشمل عناصر مادية كالسلع واملهمات وعناصر معنوية كالعنوان واالسم التجاري واحلق يف‬
‫اإلجيار واالتصال بالعمالء والسمعة التجارية وحقوق امللكية الصناعية إال أن له قيمة اقتصادية‬
‫منفصلة ختتلف عن القيمة الذاتية لكل من هذه العناصر على حدى‪ ،‬فاحملل التجاري ميثل هذه‬
‫‪190‬‬
‫العناصر جمتمعة منظوراً إليها كوحدة معنوية مستقلة بقواعدها وأحكامها اخلاصة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عناصر المحل التجاري وطبيعته‬


‫المطلب األول‪ :‬عناصر المحل التجاري‬
‫احملل التجاري يشمل جمموعة األموال املنقولة الالزمة لالستغالل التجاري‪ ,‬وقد نصت على ذلك‬
‫املادة ‪ 78‬ق‪.‬ت بأنه تعد جزءاً من احملل التجاري األموال املنقولة املخصصة ملمارسة نشاط جتاري‬
‫هذه العناصر قد تكون مادية مثل البضائع واملهمات‪ ,‬وقد تكون معنوية مثل االتصال بالعمالء‬
‫واالسم التجاري واحلق يف اإلجارة والتسمية املبتكرة وكذلك براءات االخرتاع‪ ,‬وميكن دائماً إضافة‬
‫‪191‬‬
‫فليست هذه العناصر سوى أمثلة ملا يتضمنه املتجر‬ ‫عناصر أخرى حسب طبيعة جتارة التاجر‪,‬‬
‫غالباً‪ ,‬ولئن تفاوتت أمهية هذه العناصر املشار إليها وأصبح من الصعب حتديد العنصر اجلوهري الذي‬
‫ال وجود للمحل التجاري بدونه إال أنه ميكن الرتكيز أساساً على عنصري العمالء والشهرة‪ ,‬فقد‬
‫نصت املادة ‪ 78‬ق‪.‬ت على أن يشمل احملل التجاري إلزامياً عمالئه وشهرته‪ ,‬كما يشمل أيضاً سائر‬

‫‪ -189‬ال يعتبر المحل التجاري من شروط اكتساب صفة التاجر فالبائع المتجول قد يعتبر تاجراً إذا توافرت فيه الشروط‪.‬‬
‫د‪ .‬عزيز العكيلي‪ :‬احتراف األعمال التجارية كشرط الزم الكتساب صفة التاجر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.521‬‬
‫‪ -190‬عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫د‪ .‬عزيز العكيلي‪ :‬الوسيط في شرح التشريعات التجارية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ,‬الطبعة ‪ ،5119 ،1‬ص ‪.92‬‬
‫د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪ -191‬د‪ .‬محمود مختار أحمد بريري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.521 – 522‬‬

‫‪89‬‬
‫األموال األخرى الالزمة الستغالل احملل التجاري كعنوان احملل واالسم التجاري واحلق يف اإلجيار‬
‫واملعدات واآلالت والبضائع وحق امللكية الصناعية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :1‬العناصر المادية‬

‫‪ )1‬البضائع‬
‫عبارة عن جمموعة السلع املوجودة يف احملل التجاري _سواء كانت مصنعة أم ما زالت مواد‬
‫‪192‬‬
‫واملعدة للبيع‪ ,‬مثل األقمشة يف حمل جتاري لألقمشة واحلقائب يف حمل جتاري للحقائب‬ ‫أولية_‬
‫وكذلك السلع املوجودة باملخازن التابعة للتاجر‪ ,‬كما تعترب من قبيل البضائع املواد األولية اليت سوف‬
‫‪194‬‬
‫تستخدم يف صناعة ما يقوم املتجر ببيعه والتعامل فيه‪ 193‬كاجللود بالنسبة لصناعة احلقائب‪.‬‬
‫ويتعني أن تكون البضائع مملوكة للتاجر الذي يستغل احملل التجاري لكي متثل عنصراً من عناصر‬
‫احملل‪ ,‬فإذا كان التاجر حيوزها ملصلحة شخص آخر كأن حيوزها لنقلها أو كان مكلفاً ببيعها حلساب‬
‫‪195‬‬
‫شخص آخر ال تدخل أبداً ضمن عناصر احملل التجاري‪.‬‬

‫‪ )2‬المهمات‬
‫يقصد هبا املنقوالت اليت تستخدم يف تسهيل نشاط احملل التجاري وإعداده للغرض املقصود من‬
‫استغالله‪ ,‬مثل اآلالت اليت تستخدم يف اإلنتاج واآلالت احلاسبة واألثاث املعد الستقبال العمالء‬
‫‪196‬‬
‫والسيارات اليت تسهل أعمال احملل‪.‬‬

‫‪ -192‬د‪ .‬عمر محم ود حسن‪ :‬المحل التجاري في الفقه اإلسالمي‪ ،‬دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ ،5112 ،1‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -193‬د‪ .‬المعتصم باهلل الغرياني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.512‬‬
‫‪ -194‬د‪ .‬فوزي محمد سامي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬دار مكتبة التربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪،1‬‬
‫‪ ،1115‬ص ‪.155‬‬
‫علي بن غانم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ -195‬د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.521‬‬
‫‪ -196‬د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬

‫‪90‬‬
‫الفرع ‪ :2‬العناصر المعنوية‬
‫يقصد بالعناصر املعنوية األموال املنقولة املعنوية املستغلة يف النشاط التجاري للمحل‪ ,‬وتلك‬
‫العناصر الزمة لوجود احملل التجاري خاصة عنصري العمالء والشهرة‪ ,‬وال يقوم املتجر من الناحية‬
‫القانونية بدوهنا على خالف العناصر املادية‪ ,‬وتتمثل العناصر املعنوية يف االتصال بالعمالء والشهرة‬
‫واالسم التجاري وحق اإلجيار وحقوق امللكية الصناعية والرخص واإلجازات‪.‬‬

‫‪ )1‬عنصري االتصال بالعمالء والشهرة (السمعة التجارية)‬


‫لكل تاجر اتصاالته ومعامالته مع عمالئه وزبائنه الذين اعتادوا الرتدد على حمله التجاري‪ ,‬وحيرص‬
‫التاجر كل احلرص على أن تستمر عالقاته مع عمالئه‪ ,‬ويعمل دائماً على تنميتها بكل الوسائل‬
‫املشروعة حىت حيقق اإلقبال املنشود على متجره‪ ,‬وعلى التاجر أن يتحمل منافسة غريه املشروعة إذا‬
‫ما باشر الغري ذات التجارة ونتج عن ذلك حتول بعض عمالئه عنه‪ ،‬وعنصر االتصال بالعمالء يعترب‬
‫أهم عناصر احملل التجاري بصفة عامة‪ ,‬بل أنه يف الواقع هو احملل التجاري ذاته‪ ,‬وما العناصر األخرى‬
‫إال عوامل ثانوية تساعد يف حتقيق الغرض األساسي الذي يهدف إليه صاحب احملل التجاري أال وهو‬
‫دوام االتصال بزبائنه وإقباهلم على حمله لتحقيق زيادة الربح والشهرة‪ ,‬ويرتتب على ذلك أن فكرة احملل‬
‫التجاري مرتبطة أساساً بوجود هذا العنصر‪ ,‬وكلما توفر عنصر االتصال بالعمالء توفرت فكرة احملل‬
‫التجاري باعتباره وحدة مستقلة عن عناصره‪ ،‬ويعتمد عنصر االتصال بالعمالء على عنصر الشهرة أو‬
‫السمعة التجارية اليت تعتمد أساساً على عوامل ذات طابع عيين متعلق باحملل التجاري‪ ,‬وتكون هلا‬
‫شأن يف اجتذاب العمالء كطريقة عرض البضائع واملظهر اخلارجي للمحل التجاري والديكور اخلاص‬
‫بواجهة احملل واملوقع املمتاز‪.‬‬
‫والواقع أن كل عنصر منهما يكمل اآلخر لتحقيق هدف واحد هو احملافظة على استمرار إقبال‬
‫العمالء على احملل التجاري‪ ,‬وعنصري االتصال بالعمالء والشهرة مها حق مايل ميكن التصرف فيه‪,‬‬
‫وينظم القانون محايته عن طريق دعوى املنافسة غري املشروعة‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ويفرق البعض بني عنصر السمعة التجارية وعنصر االتصال بالعمالء‪ ,‬حيث ينصرف عنصر‬
‫االتصال بالعمالء إىل هؤالء العمالء الذي يرتادون احملل بشكل منتظم أو شبه منتظم‪ ,‬يف حني‬
‫ينصرف عنصر السمعة التجارية إىل قدرة احملل على اجتذاب العمالء العابرين العرضيني بسبب موقعه‬
‫‪197‬‬
‫أو رواج صيته‪.‬‬

‫‪ )2‬االسم التجاري‬
‫يعترب االسم التجاري أحد عناصر احملل التجاري وهو من العناصر املعنوية‪ ,‬ويقصد به االسم‬
‫‪198‬‬
‫الذي يتخذه التاجر حملله لتمييزه عن احملال التجارية املماثلة‪ ,‬وهو يتألف من اسم التاجر ولقبه‪.‬‬

‫‪ )3‬التسمية المبتكرة‬
‫يقصد بالتسمية املبتكرة أو العنوان التجاري العبارات اجلذابة اليت يتخذها التاجر لتمييز حمله‬
‫مثل تسميته (الهيلتون‪ ،‬بالزا‪ ،‬الصالون األخضر‪ ،‬الملكة‬ ‫‪199‬‬
‫التجاري عن احملال املماثلة‪,‬‬
‫الصغيرة‪ )...‬ودور العنوان التجاري ال خيتلف عن دور االسم التجاري‪ ,‬ألن كالمها يهدف إىل متييز‬
‫احملل التجاري‪ ,‬والصلة بينهما كبرية جداً خاصة وأن القانون مل مينع استعمال االسم التجاري كعنوان‬
‫للمحل‪ ،‬ولكن هذا ال مينع من وجود بعض االختالفات اليت تتجسد يف أن احملل التجاري ميكن أن‬
‫يكون له أكثر من عنوان‪ ,‬بينما ال ميكن أن يكون هناك إال اسم واحد للمحل التجاري‪ ،‬أضف إىل‬
‫ذلك أن وجود االسم التجاري أمر فرضته التشريعات والقوانني اليت تعرضت للمحل التجاري‪ ,‬فهو‬
‫أمر إلزامي على خالف العنوان الذي يعترب أمراً اختيارياً بالنسبة للتاجر‪ ,‬مثل املادة ‪ 96‬ق‪.‬ت‬
‫السابقة الذكر‪.‬‬
‫وأخرياً من خالل تعريف العنوان جند أنه جيب أن يكون مبتكراً‪ ,‬على خالف االسم التجاري‬
‫الذي ميكن أن يكون اسم التاجر أو لقبه أو تسمية مبتكرة‪.‬‬
‫‪ -197‬د‪ .‬المعتصم باهلل الغرياني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -198‬د ‪.‬جاك يوسف الحكيم‪ :‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.52‬‬
‫‪Michel Fromont, op, cit, p 185.‬‬
‫‪ -199‬د ‪.‬محمد حسن عباس‪ :‬التشريع الصناعي‪ ,‬دار النهضة العربية‪ ,‬القاهرة‪ ,1967 ,‬ص ‪.192‬‬
‫د ‪.‬فرحة زراوي صالح‪ :‬الكامل في القانون التجاري‪ ,‬المحل التجاري والحقوق الفكرية‪ ,‬القسم الثاني‪ ,‬الحقوق الفكرية‪ ,‬ابن خلدون للنشر والتوزيع‪,‬‬
‫وهران‪ ,5111 ,‬ص ‪.111‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ )4‬الحق في اإليجار‬
‫يقصد باحلق يف اإلجيار حق صاحب احملل التجاري أو املصنع يف االستمرار يف العقد كمستأجر‬
‫واالنتفاع باملكان املؤجر‪ ،‬وميثل احلق يف اإلجيار أمهية كبرية إذا كان احملل التجاري يقع يف منطقة معينة‬
‫اشتهرت بصناعة معينة أو لقرب املوقع من األسواق واحملال املماثلة حيث يسهل على العمالء إجراء‬
‫املقارنة واإلقبال على الشراء‪ ,‬كما تظهر أمهية هذا العنصر يف بعض أنواع النشاط التجاري اليت تعتمد‬
‫يف ازدهارها على وجودها يف موقع معني كاملقاهي واملطاعم وغريها‪ ،‬ونتيجة ذلك كان من الطبيعي‬
‫أن التصرف يف احملل التجاري يشمل أيضاً التنازل عن احلق يف اإلجيار إىل املشرتي‪ ,‬وقد نصت املادة‬
‫‪ 172‬ق‪.‬ت على أنه يف حالة التنازل عن احملل التجاري فإنه جيوز للمحول إليه أن يتمسك باحلقوق‬
‫املكتسبة من قبل املتنازل إلمتام مدة االستغالل‪ ,‬كما نصت املادة ‪ 176‬ق‪.‬ت على أنه جيوز للمؤجر‬
‫أن يرفض جتديد اإلجيار غري أنه ينبغي عليه يف ما عدا االستثناءات املنصوص عليها يف املادة ‪299‬‬
‫ق‪.‬ت وما يليها أن يسدد للمستأجر املخلي التعويض املسمى تعويض باالستحقاق الذي جيب أن‬
‫يكون مساوياً للضرر املسبب نتيجة عدم التجديد‪.‬‬

‫‪ )5‬حقوق الملكية الصناعية‬


‫تعترب امللكية الفكرية أو احلقوق الذهنية نتاج العقل والذهن‪ ,‬وتشمل نوعني خمتلفني من املنجزات‬
‫العقلية أو الفكرية‪ ,‬مها‪:‬‬
‫‪ ‬النوع األول‪ :‬امللكية الصناعية والتجارية وتشمل الرسوم والنماذج الصناعية والعالمات‬
‫التجارية وبراءات االخرتاع‪ ,‬ومجيع هذه احلقوق معنوية ذات قيمة مالية جيوز التصرف فيها‪.‬‬
‫‪ ‬النوع الثاني‪ :‬هو امللكية األدبية والفنية‪ ,‬وتشمل حقوق املؤلف واحلقوق اجملاورة‪ ،‬وجيوز ألي‬
‫‪200‬‬
‫شخص استغالل نتاجه الفكري يف التجارة أو الصناعة‪.‬‬

‫‪ -200‬د‪ .‬فرحة زراوي صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.5 – 1‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ )6‬الرخص واإلجازات‬
‫ويقصد هبا التصاريح اليت متنحها السلطات اإلدارية املختصة إلمكانية مزاولة نشاط جتاري معني‪,‬‬
‫كرخصة افتتاح مقهى أو سينما أو غريها‪ ،‬وال تعترب الرخص واإلجازات من عناصر احملل التجاري‬
‫املكونة ملقوماته إال إذا اشرتط ملنحها ضرورة توفر شروط موضوعية غري متعلقة بشخص من منحت‬
‫له‪ ,‬ويف هذه احلالة يكون للرخصة قيمة مالية وتعترب عنصراً من عناصر احملل يرد عليها ما يرد على‬
‫احملل من تصرفات‪.‬‬
‫بقي لنا أن نطرح تساؤالً هاماً يتمثل يف‪:‬‬
‫هل تنتقل اتفاقيات التاجر املتعلقة بتنظيم املنافسة مع انتقال احملل التجاري‪ ,‬أي ما مدى انتقال‬
‫احلقوق وااللتزامات الناشئة عن االتفاقيات اليت أبرمها البائع تنظيماً للمنافسة مع الغري؟‬
‫الواقع أن مثل هذه احلقوق وااللتزامات تعترب مكملة للمحل التجاري إذا كسبها صاحب احملل‬
‫ليدرأ خطر املنافسة عن حمله ومن مث تنتقل مع احملل التجاري يف حال التصرف فيه إىل املشرتي‪ ،‬إذ‬
‫تقضي القواعد العامة بأنه إذا أنشأ العقد التزامات وحقوقاً شخصية تتصل بشيء انتقل بعد ذلك إىل‬
‫خلف خاص فإن هذه االلتزامات واحلقوق تنتقل إىل هذا اخللف يف الوقت الذي ينتقل فيه الشيء‬
‫إذا كانت من مستلزماته وكان اخللف يعلم هبا وقت انتقال الشيء إليه‪ ,‬وهو ما أشارت إليه املادة‬
‫‪ 244‬ق‪.‬م ال سيما إذا كانت هذه احلقوق وااللتزامات تتعلق بأهم عنصر من عناصر احملل التجاري‬
‫أال وهو عنصر االتصال بالعمالء‪.‬‬
‫وأحياناً يتفق يف عقد البيع للمحل التجاري على انتقال العقود اليت أبرمها بائع احملل مع من يقوم‬
‫بالتوريد له‪ ,‬كعقود توريد املياه والغاز والكهرباء‪ ,‬أو عقود التاجر مع املؤلفني كما يف حالة بيع دور‬
‫النشر‪ ,‬ويف هذه احلالة ورغم االتفاق بني بائع احملل التجاري واملشرتي فإنه ميكن لكل هؤالء املطالبة‬
‫بفسخ هذه العقود إذا مل يرغبوا يف االستمرار مع مشرتي احملل التجاري‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية للمحل التجاري‬
‫اختلف الفقه يف التكييف القانوين للمحل التجاري‪ ,‬وعلة هذا اخلالف هو ما يتميز به من‬
‫أحكام‪ ،‬لذلك انقسم الفقهاء يف تكييف الطبيعة القانونية للمحل التجاري إىل ثالث مذاهب‪:‬‬

‫الفرع ‪ :1‬نظرية الذمة المالية المستقلة أو المجموع القانوني‬


‫وفحواها اعتبار احملل التجاري ذمةً ماليةً مستقلةً عن ذمة التاجر‪ ,‬هلا حقوقها وعليها التزاماهتا‬
‫املتعلقة باحملل التجاري واملستقلة عن بقية حقوق وااللتزامات التاجر‪ ،‬ومقتضى هذه النظرية أن الدائن‬
‫بدين شخصي للمدين وال عالقة له باحملل التجاري (كدين الطبيب) ال يستطيع التنفيذ به على‬
‫احملل‪ ,‬ومن مث ينفرد دائنوا احملل التجاري بالتنفيذ عليه دون مزامحة الدائنني اآلخرين للتاجر‪ ،‬فيصبح‬
‫بذلك احملل التجاري وحدةً قانونيةً مستقلةً عن شخص التاجر‪ ،‬وال جمال لألخذ هبذه النظرية يف‬
‫القانون اجلزائري واملصري والفرنسي‪ ،‬أما يف أملانيا فالفقه يكاد يكون مستقراً على أن احملل التجاري‬
‫يف حقيقته هو جمموع قانوين وبالتايل له ذمة مالية مستقلة‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬نظرية المجموع الواقعي‬


‫يرى أنصار هذه النظرية أن احملل التجاري ليس وحد ًة قانونيةً مستقلةً بديونه وحقوقه وإمنا هو‬
‫ي دون‬
‫وحدة عناصر فعلية أو واقعية‪ ,‬أي أن عدة عناصر اجتمعت معاً بقصد مباشرة استغالل جتار ي‬
‫أن يرتتب على ذلك ذمة مالية مستقلة عن ذمة مالكه أو وجود قانوين مستقل‪ ،‬وبالتايل ال يرتتب‬
‫على التنازل عن احملل التجاري التنازل عن احلقوق وااللتزامات الشخصية املتعلقة باحملل التجاري‬
‫ونشاطه التجاري إال إذا اتفق على ذلك صراحةً‪ ,‬ويذكر أنصار هذا الرأي أن ما يرتتب على هذه‬
‫الوحدة لعناصر احملل التجاري هو وجود مال منقول ذو طبيعة خاصة مستقلة عن طبيعة عناصره‬
‫‪201‬‬
‫املكونة له‪.‬‬

‫‪ -201‬د‪ .‬حورية بورنان‪ :‬تحديد الطبيعة القانونية للمحل التجاري‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ,‬بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،2‬ص ‪.11‬‬

‫‪95‬‬
‫بيد أنه يؤخذ على هذه النظرية أن إصالح اجملموع الواقعي ليس له مدلول قانوين‪ ,‬فاجملموع إما أن‬
‫يكون قانونياً وإما ال يوجد‪ ,‬كما أهنا ال تفسر لنا على أساس من القانون إذا كان للشخص ذمة‬
‫مالية مستقلة عن احملل التجاري أو ذمة مالية واحدة شاملة للمحل‪.‬‬

‫الفرع ‪ :3‬نظرية الملكية المعنوية‬


‫تقوم هذه النظرية أساساً على ضرورة التفرقة بني احملل التجاري باعتباره وحدة مستقلة‪ ،‬وبني‬
‫عناصره املختلفة الداخلة يف تكوينه‪ ,‬وأن حق التاجر على حمله ليس إال حق ملكية معنوية يرد على‬
‫أشياء غري مادية مثله يف ذلك مثل حقوق امللكية الصناعية والفنية‪ ,‬وخيتلف بالتايل عن حقه على كل‬
‫عنصر من عناصر احملل التجاري‪ ،‬ومقتضى هذه النظرية أن يكون للتاجر حق االنفراد يف حمله‬
‫التجاري واالحتجاج به على الكافة‪ ،‬وحتميه دعوى املنافسة غري املشروعة وتسمى هذه امللكية املعنوية‬
‫بامللكية التجارية‪ ,‬ويرجح الفقه هذه النظرية لنجاحها يف إجياد تفسري منطقي لطبيعة احملل التجاري‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص المحل التجاري وحمايته‬

‫الفرع ‪ :1‬خصائص المحل التجاري‬


‫يتميز احملل التجاري باخلصائص اآلتية‪:‬‬

‫‪ )1‬أنه مال منقول‬


‫ملا كان احملل التجاري يتكون من عناصر كلها منقولة مادية كانت أو معنوية‪ ,‬كما هو احلال‬
‫بالنسبة للبضائع أو األثاث أو حق االتصال بالعمالء وغريها‪ ,‬فهو منقول وال خيضع بالتايل للقواعد‬
‫القانونية اليت حتكم العقار‪.‬‬

‫‪ )2‬أنه مال معنوي‬


‫احملل التجاري وإن كان يتكون من عدة عناصر بعضها مادي واآلخر معنوي إال أنه هو ذاته مال‬
‫معنوي ميثل جمموعة هذه العناصر مستقالً عنها ومكوناً وحدة هلا خصائصها اليت ختتلف عن‬

‫‪96‬‬
‫خصائص كل عنصر من عناصره‪ ,‬وباعتباره ماالً منقوالً فإنه ال خيضع لألحكام القانونية اخلاصة‬
‫باملنقول املادي‪.‬‬

‫‪ )3‬أنه ذو صفة تجارية‬


‫جيب لكي يعترب احملل جتارياً أن يكون استغالله ونشاطه ألغراض جتارية‪ ,‬فإذا كان استغالل احملل‬
‫لغري هذه األغراض (كأغراض مدنية) فانه ال يعترب حمالً جتارياً‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬حماية المحل التجاري‬

‫‪ )1‬المنافسة الممنوعة‬
‫هناك حاالت متنع فيها املنافسة كلياً سواء بطريق مشروع أو غري مشروع‪ ,‬ووسيلة محاية تلك‬
‫احلاالت هي رفع دعوى ملنع املنافسة كلياً وليس غري املشروعة فقط‪ ,‬وحاالت املنافسة املمنوعة إما أن‬
‫‪202‬‬
‫يكون أساسها اتفاق الطرفني أو بنص املشرع وتسمى املنافسة املمنوعة بنص القانون‪.‬‬
‫أ‪ .‬المنافسة الممنوعة بنص القانون‬
‫وتكون يف بعض املهن كالصيدلة‪ ,‬فقد يشرتط املشرع على من يعمل هبا احلصول على مؤهالت‬
‫علمية معينة‪ ,‬فإذا قام الشخص مبباشرة أعمال الصيدلة دون احلصول على الدرجة العملية املطلوبة‬
‫ملمارستها يكون قد خالف نصوص القانون واعترب عمله من قبيل املنافسة املمنوعة بنص القانون‬
‫وليس املنافسة غري املشروعة فقط‪.‬‬
‫وقد تتدخل الدولة بقوانني من نوع آخر متنع هبا املنافسة قاصدة من ذلك محاية املستهلكني‪ ,‬كما‬
‫هو احلال بالنسبة للنصوص اليت تشرتط وزناً معيناً ومواصفات معينة للسلع‪ ,‬وكذلك تشرتط وضع‬
‫مواد معينة بنسب معينة يف السلع واملنتجات‪ ,‬وقد تكون املنافسة ممنوعةً بناءً على احتكار قانويني‬
‫كما هو احلال يف أغلبية ملتزمي املرافق العامة‪.‬‬

‫‪ -202‬د‪ .‬صبري مصطفى حسن السبك‪ :‬دعوى المنافسة غير المشروعة كوسيلة قضائية لحماية المحل التجاري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة ‪ ،5115 ،1‬ص ‪.22 – 22‬‬

‫‪97‬‬
‫ب‪ .‬المنافسة الممنوعة باتفاق الطرفين‬
‫من صور املنافسة املمنوعة باتفاق الطرفني ما يأيت‪:‬‬

‫‪ ‬اتفاق مؤجر العقار بعدم منافسة المستأجر‬


‫تقضي القواعد العامة بأن يلزم مؤجر احملل التجاري بتأمني متتع املستأجر بالعني املؤجرة‪ ,‬وحيق‬
‫للمؤجر يف نفس الوقت أن يؤجر للغري يف ذات العقار الكائن به احملل التجاري للمستأجر األول حمالً‬
‫جتارياً آلخر ميارس فيه نفس نشاط املستأجر األول‪ ,‬ولكن إذا اشرتط املستأجر األول على املؤجر‬
‫حرمانه من تأجري جزء من العقار للغري ملمارسة نشاط مماثل فإنه مينع يف هذه احلالة على املؤجر‬
‫القيام بذلك احرتاماً لالتفاق‪.‬‬

‫‪ ‬االتفاق بعدم المنافسة الناشئ عن عقد بيع المحل التجاري ذاته‬


‫يعترب التزام بائع احملل التجاري بعدم إنشاء جتارة مماثلة من االلتزامات املرتتبة عن عقد بيع احملل‬
‫التجاري‪ ،‬ولذلك ينشأ هذا االلتزام على عاتق البائع دون حاجة إىل النص عليه يف عقد البيع‪ ,‬وهذا‬
‫االلتزام لعدم إنشاء جتارة مماثلة يعترب التزاماً تعاقدياً‪ ,‬فال يكون اإلخالل به من أعمال املنافسة غري‬
‫املشروعة اليت تستند أساساً إىل املسؤولية التقصريية وإمنا يعترب من أعمال املنافسة املمنوعة اليت تستند‬
‫إىل أحكام املسؤولية العقدية‪.‬‬

‫‪ ‬االتفاقات بين المنتجين والتجار‬


‫ومن صور املنافسة املمنوعة اتفاق الطرفني على أن يشرتي التاجر السلع اليت ينتجها املصنع دون‬
‫غريه من املصانع اليت تنتج نفس السلعة‪ ,‬أو أن ال يبيع املصنع لغري التاجر حىت يتفادى هذا األخري‬
‫منافسة غريه من التجار‪ ,‬كما هو احلال يف تعهد الشركة املنتجة بعدم البيع لغري صاحب التوكيل‬
‫بالتوزيع داخل إقليم معني‪ ,‬ومثل هذه االتفاقية صحيحة شرط أن تكون حمدودة املدة أو املكان حىت‬
‫ال تؤدي إىل احتكار فعلي‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ ‬اتفاق العامل بعدم منافسة رب العمل‬
‫قد يتضمن عقد العمل بني العامل ورب العمل التزاماً على األول بعدم منافسة رب العمل بإنشاء‬
‫جتارة مماثلة أو العمل عند متجر منافس بعد انتهاء العقد بينهما‪ ,‬وهو ما يطلق عليه "شرط عدم‬
‫املنافسة"‪ ,‬وملا كان مثل هذا الشرط ميثل قيداً على حرية العامل قد يؤدي إىل التزامه باستمرار يف‬
‫خدمة رب العمل مدى احلياة‪ ،‬فقد خفف القضاء الفرنسي على العامل حمدداً االحتكار من حيث‬
‫الزمان أو املكان أو نوع التجارة‪.‬‬

‫‪ ‬االتفاق بين المصانع على تنظيم إنتاج السلع‬


‫من حيث كميتها وحتديد أسعارها لتحديد النشاط الذي يقوم به كل مصنع وعدم جتاوزه بقصد‬
‫تنظيم املنافسة بني املنتجني‪ ،‬ومثل هذه االتفاقات تكون صحيحة يف حدود الغرض الذي تنظمه‪,‬‬
‫أما إذا قصد من ورائها أو ترتب عليها خلق احتكارات حقيقية أو ارتفاع كبري يف أسعار بيع هذه‬
‫السلع فإن هذه االتفاقات تكون باطلة ملخالفتها النظام العام ملا ينتج عنها من إهدار ملصاحل‬
‫املستهلكني مجيعاً يف سبيل حتقيق مصلحة أصحاب هذه املصانع‪.‬‬

‫‪ )2‬المنافسة غير المشروعة‬


‫املنافسة غري املشروعة ال تكون إال بني شخصني ميارسان نشاطاً متماثالً أو على األقل متشاهباً‪,‬‬
‫وتقدير ذلك مرتوك للقضاء على أن وجود املنافسة يف حد ذاهتا ال يكفي لرتتيب املسؤولية‪ ,‬بل جيب‬
‫أن يتحد اخلطأ مع املنافسة‪ ,‬مبعىن أن تكون هناك منافسة غري مشروعة وأن ترتكز هذه املنافسة على‬
‫خطأ من قام هبا‪ ,‬وعلى ذلك ميكن تعريف املنافسة غري املشروعة بأهنا استخدام الشخص لطرق‬
‫ووسائل منافية للقانون أو العادات أو الشرف أو العرف قصد اإلضرار بشخص منافس أو حتقيق‬
‫‪203‬‬
‫وال يشرتط‬ ‫مكاسب مادية على حسابه يف جماالت التجارة أو الصناعة أو اخلدمات أو غريها‪,‬‬
‫العتبار الفعل املكون للمنافسة غري املشروعة أن يكون مرتكبه متعمد أو سيء النية‪ ,‬بل يكفي أن‬

‫‪ -203‬د‪ .‬صبري مصطفى حسن السبك‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫د‪ .‬جوزيف نخلة سماحة‪ :‬المزاحمة غير المشروعة‪ ،‬دراسة قانونية مقارنة‪ ،‬تقديم الدكتور إدمون نعيم‪ ،‬مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر‪ ,‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة ‪ ،1111 ،1‬ص ‪.55‬‬

‫‪99‬‬
‫يكون منحرفاً عن السلوك املألوف للشخص العادي حىت يعترب اخلطأ موجباً للمسؤولية أساس دعوى‬
‫‪204‬‬
‫املنافسة غري املشروعة‪ ,‬وجتد دعوى املنافسة غري املشروعة أساسها القانوين يف املادة ‪ 124‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫أ‪ .‬صور الخطأ في المنافسة غير المشروعة‬

‫‪ ‬االعتداء على سمعة التاجر المنافس ونشر بيانات كاذبة عنه‬


‫كإذاعته معلومات غري صحيحة أو إشاعات كاذبة عن إفالسه أو ارتباكه املايل أو عزمه على‬
‫تصفية متجره أو بيعه أو نقله أو تشويه احلقائق عن البضائع والسلع واملنتجات موضوع نشاط احملل‬
‫التجاري حىت ينصرف عنه العمالء‪.‬‬

‫‪ ‬االعتداء على االسم التجاري أو التسمية المبتكرة‬


‫كاختاذ احملل املنافس امساً جتارياً مشاهباً السم حمل آخر أو اعتدائه على هذه التسمية‪.‬‬

‫‪ ‬االعتداء على العالمة التجارية‬


‫يعترب االعتداء على العالمة التجارية اليت يتخذ منها احملل التجاري شارة لتمييز منتجاته أو‬
‫‪205‬‬
‫بضائعه بتقليدها أو تزويرها من قبيل أعمال املنافسة الغري املشروعة‪.‬‬

‫‪ ‬وضع بيانات تجارية مغايرة للحقيقة‬


‫يعد من أعمال املنافسة غري املشروعة وضع بيانات جتارية مغايرة للحقيقة بقصد منافسة اخلصم‬
‫وإيهام اجلمهور بتوافر شروط معينة يف البضائع املتنافس عليها كإذاعته ألمور مغايرة للحقيقة خاصة‬
‫مبنشأ بضاعته أو أوصافها أو تتعلق بأمهية جتارته بقصد إيهام الغري مبميزات غري حقيقية‪ ,‬ككون احملل‬
‫التجاري على غري احلقيقة حائز ملرتبه أو شهادة أو مكافأة بقصد انتزاع عمالء تاجر آخر ينافسه‪.‬‬

‫عمل أيا ً كان يرتكبه المرء ويسبب ضرراً للغير يلزم من كان سببا ً في حدوثه للتعويض"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ -204‬والتي تقضي بأن‪" :‬كل‬
‫‪ -205‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ 215912‬بتاريخ ‪ ،5112/12/11‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد خاص‪ ،5115 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ ‬تقليد طرق اإلعالن‬
‫تعترب أعمال املنافسة غري املشروعة تقليد طريقة الطبع أو طرق اإلعالن أو البيع‪ ,‬فمثل هذه‬
‫األعمال متس أهم عناصر املتجر وهو االتصال بالعمالء‪.‬‬

‫‪ ‬تحريض العمال‬
‫قد تكون أعمال املنافسة غري املشروعة يف صورة حتريض العمال الذين يعتمد عليهم املشروع‬
‫املنافس‪ ,‬ومثال ذلك حتريضهم على ترك العمل أو تشجيعهم على اإلضراب وبث الفوضى يف احملل‬
‫املنافس أو إغراء عمال احملل التجاري املنافس بالعمل لديه حىت جيذب العمالء ويفرغ حمله من‬
‫اخلربات‪ ,‬وقد يعمد املنافس إىل إغراء العامل باحملل التجاري اآلخر باملال للوقوف على أسرار أعمال‬
‫منافسة يف صناعة معينة أو تركيب معني للمواد اليت تباع أو تدخل ضمن نشاط احملل‪.‬‬

‫‪ ‬تخفيض أسعار البيع‬


‫وال تكون أسعار البيع منافسة غري مشروعة إال إذا استمرت ملدة طويلة مدعومةً حبمالت إعالنية‬
‫موضحاً فيها هذه األسعار مقارناً فيها مع أسعار منافسيه‪ ,‬فهنا يتضح أن املقصود هو حتطيم جتارة‬
‫الغري بطريقة غري مشروعة‪ ,‬كما يعد أيضاً منافسة غري مشروعة البيع بأقل من السعر األدىن املتفق‬
‫عليه بني التجار عموماً ملا يؤدي إليه ذلك من حرمان املنافس من عمالئه بطريق غري مشروع‪.‬‬

‫ب‪ .‬الضرر‬
‫والضرر املوجب للتعويض هو الضرر احملقق الوقوع أي الذي وقع فعالً أو سيقع حتماً وهو ما‬
‫يسمى بالضرر املستقبلي‪ ,‬أما الضرر االحتمايل فهو الضرر غري احملقق الذي قد يقع وقد ال يقع‪ ,‬فال‬
‫يكون التعويض عنه واجباً إال إذا وقع فعالً‪.‬‬
‫وللمتضرر من أعمال املنافسة غري املشروعة أن يقيم دعوى ضد منافسه مرتكب العمل املنافس‬
‫وكل من اشرتك معه‪ ,‬وميكن أن ترفع الدعوى على الشخص املعنوي‪ ،‬ويتحمل الشخص املعنوي‬
‫املسؤولية املدنية اليت تقع ويؤديها من ماله‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫ومساءلة الشخص املعنوي تكون بطريق غري مباشر وذلك على األعمال اليت يرتكبها ممثلوه على‬
‫أساس مسؤولية املتبوع عن أفعال تابعه‪ ,‬على أن هناك حاالت ميكن فيها مساءلة الشخص املعنوي‬
‫ذاته مباشرة ونسب اخلطأ إليه‪ ,‬مثل أن تقاضى شركة ملنافسة جتارية غري شريفة أو لتقليد بناء على‬
‫قرار صادر من إحدى هيئاهتا كمجلس إدارة الشركة أو مجعيتها العمومية وترفع الدعوى على كل من‬
‫اشرتك يف تنفيذ هذه األعمال إذا كان سيء النية‪ ،‬وال جيوز أن ترفع دعوى املنافسة غري املشروعة من‬
‫غري املضرور أو نائبه‪.‬‬

‫ج‪ .‬الحكم بالتعويض‬


‫حيكم يف دعوى املسؤولية بالتعويض النقدي لكل من أصابه الضرر‪ ,‬وحتكم احملكمة بالتعويض‬
‫عن الضرر الفعلي الذي حلق املتضرر فقط‪ ,‬وطبقاً للقواعد العامة يف املسؤولية يعني القاضي طريقة‬
‫التعويض تبعاً للظروف‪ ،‬ويقدر التعويض بالنقد‪ ،‬والقاضي وإن كان ليس ملزماً باحلكم بالتنفيذ العيين‬
‫إال أنه يتعني عليه أن يقضي به إذا كان ممكناً‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التصرفات الواردة على المحل التجاري‬


‫ترد على احملل التجاري تصرفات قانونية كثرية أمهها البيع واإلجيار والرهن وسوف نعاجل كل‬
‫تصرف على حدى‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬بيع المحل التجاري‬


‫إن بيع احملل التجاري يعترب عمالً جتارياً بالتبعية سواء بالنسبة للبائع الذي يستثمره حيث يعترب‬
‫بيعه خامتة نشاطه التجاري أو بالنسبة للمشرتي الذي يرغب يف استثماره‪ ,‬أما إذا صدر البيع عن‬
‫ورثة انتقل إليهم احملل ومل يتابعوا استثماره أو اشرتاه شخص ال يود تعاطي التجارة بل جتزئة عناصر‬
‫احملل واالستفادة منها بصورة انفرادية فقد ذلك البيع أو الشراء صفته التجارية بالنسبة للطرف‬
‫‪206‬‬
‫املذكور‪.‬‬

‫‪ -206‬د‪ .‬جاك يوسف الحكيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬


‫د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫=‬

‫‪102‬‬
‫ويعترب بيع احملل التجاري من أهم املعامالت اليت ترد على احملل التجاري‪ ,‬ألنه أداة من أدوات‬
‫تسيري حركة احلياة االقتصادية واليت عن طريقها يتم تبادل األموال والقيم بني األفراد‪ ,‬كما أنه يعد‬
‫‪207‬‬
‫ونظراً‬ ‫على خالف عملية رهن احملل التجاري من العمليات األكثر انتشاراً يف احلياة العملية‪,‬‬
‫ألمهيته ومكانته نظم املشرع اجلزائري يف القانون التجاري أحكام بيع احملل التجاري خالفاً عن أحكام‬
‫القواعد العامة يف القانون املدين املتعلقة بالبيع‪ ,‬ملا له من فائدة قانونية يف خدمة املتعاملني يف بيع‬
‫احملل التجاري وكذا لتمتع احملل التجاري بطريقة خاصة باعتباره منقول معنوي يصعب خضوع‬
‫التصرفات الواردة عليه ألحكام القانون املدين‪ ,‬حيث جاء هذا األمر لتنظيم العقار واملنقول املادي‬
‫بصفة تفوق تنظيم املنقول املعنوي‪.‬‬
‫كما أن املشرع خرج أيضاً يف بيع احملل التجاري عن أحكام القواعد التجارية املتعلقة بالعقود‬
‫التجارية بصفة عامة‪ ,‬وجاء يف ذلك بأحكام خاصة تشبه يف إجراءاهتا أحكام بيع العقار يف القانون‬
‫املدين‪ ,‬ولقد نظم املشرع اجلزائري أحكام بيع احملل التجاري يف القسم األول من الفصل الثاين من‬
‫الكتاب الثاين من القانون التجاري يف املادة ‪ 94‬ق‪.‬ت وما بعدها‪ ,‬كما أولت التشريعات احلديثة‬
‫عناية كبرية لبيع احملل التجاري‪ ,‬باعتباره من أهم األموال املعنوية املنقولة وعماد التجارة ملا يتضمنه من‬
‫شهرة واتصال بالعمالء‪ ,‬وحقوق امللكية الصناعية‪ ,‬وبضائع‪ ,‬ومعدات‪ ,‬وحقوق التأليف والفن‪.‬‬

‫الفرع ‪ :1‬األركان الموضوعية لبيع المحل التجاري‬


‫مل يتطرق املشرع اجلزائري يف القانون التجاري لألركان املوضوعية اخلاصة ببيع احملل التجاري‪ ,‬لذا‬
‫تطبق عليه األحكام العامة يف البيع‪ ,208‬وبالتايل فإنه ينعقد على غرار غريه من عقود البيع عامة إذ‬
‫جيب توافر كل من (الرضا واألهلية واحملل والسبب) كأركان لصحته‪ ,‬ألن االختالف يف تكوين العقد‬
‫التجاري عن العقد املدين كاد يكون منعدماً من حيث األسس العامة النعقاد العقد‪ ,‬فجميع العقود‬

‫عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪ -207‬علي بن غانم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ -208‬أنظر قرار المحكمة العليا رقم ‪ ,112552‬المؤرخ في ‪ ,1112/15/55‬المجلة القضائية ‪ ,1112‬عدد ‪ ,5‬ص ‪.55‬‬

‫‪103‬‬
‫التجارية يلزم هلا رضا طرفيها كما يعتد بعيوب الرضا يف العقود التجارية أسوة بالعقود املدنية‪ ,‬ولقد‬
‫‪209‬‬
‫ورد تعريف عقد البيع مفصالً يف املادة ‪ 312‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪ )1‬التراضي‬
‫يقصد بالرتاضي تطابق اإلجياب والقبول على مجيع املسائل اجلوهرية يف العقد‪ ,‬ويف عقد البيع‬
‫البد أن يتطابق اإلجياب والقبول على كل من ماهية العقد واحملل والثمن‪ ,‬ويتعني سالمة الرضا من‬
‫العيوب اليت قد تشوب اإلرادة‪ ,‬وهي (اإلكراه والغلط واالستغالل والتدليس)‪ ,‬مما يسمح بإمكانية‬
‫إبطال العقد‪.‬‬
‫كذلك يتعني متتع املتعاقدين باألهلية الكاملة والسليمة اليت متكنهم من مزاولة التصرفات‬
‫القانونية‪ ,‬وخباصة تلك التصرفات الدائرة بني النفع والضرر‪ ,‬وهبذا يشرتط القانون يف املتعاقدين أن‬
‫يكونا خاليني من موانع وعوارض األهلية وهي (اجلنون والعته والغفلة والسفه)‪ ,‬حبيث يرتتب على‬
‫موانع األهلية بطالن العقد لعدم وجود الرضا أساساً‪ ,‬أما عن عوارض األهلية فيكون العقد قابالً‬
‫لإلبطال ملصلحة ناقص األهلية‪.‬‬

‫‪ )2‬المحل‬
‫لقد نص املشرع اجلزائري يف القواعد العامة للقانون املدين على احملل يف عقد البيع‪ ,‬فاعتربه بأنه‬
‫كل ما يلتزم به املدين‪ ,‬وهو إما االلتزام بعمل أو االمتناع عن عمل أو بإعطاء شيء أو إنشاء حق‬
‫عيين‪ ,‬ويف عقد بيع احملل التجاري على اعتباره عقداً جيري بني بائع ومشرتي فإن حمل العقد ينظر إليه‬
‫تبعاً لاللتزام اجلوهري واألساسي لكال الطرفني‪ ،‬فمحل التزام البائع هو نقل ملكية احملل لفائدة‬
‫املشرتي وحمل التزام املشرتي هو دفع الثمن املقرر مبوجب العقد‪ ,‬وتبعاً لذلك فمحل عقد البيع يف‬
‫هذه احلالة هو احملل التجاري والثمن اللذين يأخذان حكم املبيع يف هذا النوع من العقود‪ ,‬وبالتايل‬
‫جتري عليهما القواعد العامة يف القانون املدين اليت تسطر وحتدد الشروط العامة األساسية الواجب‬
‫توافرها فيهما وإال انتفت عنهما صفة املبيع األمر الذي جيعل العقد يف حكم املعدوم قانونياً‪.‬‬
‫نقدي"‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫‪ -‬حيث عرفته بأنه‪" :‬عقد يلتزم بمقتضاه البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء‪ ,‬أو حقا ً ماليا ً آخر في مقابل ٍ‬
‫ثمن‬ ‫‪209‬‬

‫‪104‬‬
‫وانطالقاً من مبدأ سلطان اإلرادة وإعماالً لقاعدة "العقد شريعة املتعاقدين" حتدد العناصر اليت‬
‫يشتملها البيع من مكونات احملل التجاري كاملعدات‪ ,‬واحلق يف اإلجيار‪ ,‬وحقوق امللكية الصناعية‪,‬‬
‫واالتصال بالعمالء ‪...‬إخل‪ ,‬غري أن هذا البيع ال ينطبق عليه وصف بيع حملل جتاري مادام مل يشتمل‬
‫على عنصر االتصال بالعمالء والشهرة التجارية‪ ,‬باعتبارها من العناصر اإلجبارية اليت ال غىن للمحل‬
‫‪210‬‬
‫التجاري عنها وال قيام له أو وجود بدوهنا‪.‬‬
‫أما إذا مل حيدد املتعاقدان العناصر اليت يقع عليها البيع واكتفوا بالبيان أن العقد يرد على حمل‬
‫جتاري‪ ,‬ففي هذه احلالة يتوجب البحث عن إرادهتم ومقصدهم من التعاقد‪ ,‬إضافة إىل أنه جيب‬
‫التذكري بأن البيع ال جيوز أن ينصب على عنصر االتصال بالعمالء وحده بل البد أن يستند إىل‬
‫عنصر أو عناصر أخرى وهي مسألة موضوع حيددها القاضي انطالقاً من طبيعة نشاط احملل وظروف‬
‫استغالله ومدى أمهية كل عنصر من العناصر املعنوية يف خدمة االستغالل التجاري‪ ,‬وهو ما ميكن‬
‫‪211‬‬
‫استقراؤه من نص املادة ‪ 46‬فقرة ‪ 41‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫وال شك أن هذا التحديد يتعلق بامتياز بائع احملل التجاري وإمهاله من قبل املتعاقدين‪ ,‬اعترب‬
‫العقد مشتمالً إضافة إىل عنصر االتصال بالعمالء والشهرة التجارية اللذين مها من العناصر اإلجبارية‬
‫العناصر املعنوية األخرى اليت يرد عليها االمتياز واحملررة يف النص القانوين اآلنف الذكر‪.‬‬
‫ففي كل األحوال يستوجب أن يشمل بيع احملل التجاري التنازل عن عنصر االتصال بالعمالء‬
‫لكي تكون مصدراً لبيع حمل جتاري صحيح‪ ,‬حيث أن االتصال بالعمالء جمرد عنصر من عناصر‬
‫احملل املعنوية‪ ,‬إال أن دوره الفعال يف حتديد قيمة احملل التجاري وأمهيته العملية تؤكد أن املشرتي ما‬
‫كان ليشرتي احملل التجاري إذا كان مفتقداً لقدرته على اجتذاب العمالء‪ ,‬ومبفهوم املخالفة يتقرر أن‬
‫استبعاد عنصر االتصال بالعمالء من دائرة البيع ال جيعل العقد بيعاً للمحل التجاري وإمنا هو بيع‬
‫لعناصر متفرقة كانت تشكل يف وقت من األوقات حمالً جتارياً‪.‬‬

‫‪ -210‬د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫د‪ .‬عمر محمود حسن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115 – 112‬‬
‫‪ -211‬حيث جاء فيها‪..." :‬ال يترتب امتياز البائع إال على عناصر المحل التجاري المبينة في عقد البيع وفي القيد فإذا لم يعين على وجه الدقة‬
‫فإن االمتياز يقع على عنوان المحل التجاري واسمه والحق في اإليجار والعمالء والشهرة التجارية‪."...‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ )3‬الثمن‬
‫تطبيقاً للقواعد العامة يف القانون املدين يتضح لنا من خالل نص املادة ‪ 312‬ق‪.‬م املذكورة سابقاً‬
‫أن الثمن مبلغ من النقود يلتزم املشرتي بدفعه للبائع يف مقابل التزام هذا األخري بنقل ملكية املبيع‬
‫إليه‪ ,‬ومن هذا التعريف يتبني أن الثمن ركن أساسي من أركان البيع ال ينعقد إال بوجوده وقد يكون‬
‫‪212‬‬
‫أو يكون الثمن إيراداً ملدى حياة البائع‪ ,‬والقانون التجاري مل‬ ‫الثمن عاجالً أو مؤجالً مقسطاً‪,‬‬
‫يتكلم عن شروط ركن الثمن لذلك نعود إىل القواعد العامة يف بيان ذلك‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬األركان الشكلية لبيع المحل التجاري‬


‫سعياً من املشرع التجاري ألجل إضفاء محاية قانونية خاصة جلماعة الدائنني‪ ,‬فقد أوجب املشرع‬
‫على التاجر بائع احملل التجاري ضرورة اتباع إجراءات وقواعد شكلية غاية يف األمهية عند رغبته يف‬
‫التنازل عن احملل التجاري‪ ,‬وذلك لوضع حد ألي جتاوز قد يبدر عنه كأن يتصرف فيه خفية أو‬
‫‪213‬‬
‫مبقابل ال يتناسب وقيمته احلقيقية األمر الذي يرتتب عليه ضرر هلؤالء الدائنني‪.‬‬
‫كما أن اإلجراءات الشكلية اليت فرضها املشرع تستهدف أيضاً محاية بائع احملل التجاري نفسه‬
‫قبل املشرتي‪ ,‬وهذا يتيح لالئتمان التجاري عن تقرير ضمانات كافية الستيفاء الثمن عند تأجيله‬
‫وبصفة خاصة عند إفالس املشرتي‪ ,‬وهذا ما يعد خروجاً عن القواعد العامة املألوفة يف القانون املدين‪,‬‬
‫وهي قواعد خاصة هلا مربرات وجودها وأساسها العملي واملصلحي‪.‬‬
‫وعلى ضوء ذلك سنتطرق إىل هذه اإلجراءات الشكلية يف املطالب التالية‪:‬‬

‫‪ -212‬وهنا قد يحرر المشتري لمصلحة البائع سندات ألمر تسمى "سندات المحل"‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬محمد سامي مدكور وعلي حسن يونس‪ :‬اإلفالس‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،1151 ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -213‬فقد نقضت المحكمة العليا قراراً يعتبر العقد العرفي المتضمن بيع قاعدة تجارية عقداً صحيحاً‪.‬‬
‫أنظر قرار المحكمة العليا رقم ‪ ,122122‬المؤرخ في ‪ ,1115/15/19‬المجلة القضائية ‪ ,1115‬عدد ‪ ,1‬ص ‪.11‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ )1‬الكتابة الرسمية‬
‫إن دعامة احلياة التجارية هي االئتمان والسرعة ومبدأ الرضائية وجتنب فكرة الشكلية اليت تعرقل‬
‫التصرفات القانونية‪ ,‬ومبا أن عقد بيع احملل التجاري يعترب من العقود التجارية فقد نص املشرع‬
‫اجلزائري يف األصل أنه جيوز إثباته بشىت طرق اإلثبات مبا يف ذلك البينة والقرائن‪ ,‬وذلك يف نص املادة‬
‫‪214‬‬
‫‪ 34‬ق‪.‬ت اليت كرست حرية اإلثبات‪.‬‬
‫غري أن املشرع اجلزائري خرج عن هذا األصل يف عقد بيع احملل التجاري وخصه بقواعد شكلية‪,‬‬
‫وهذا راجع إىل الطابع اخلاص للقانون التجاري كونه ذا قيمة تناهز قيمة العقار‪ ,‬فاشرتط الكتابة‬
‫الرمسية النعقاده‪ ,‬وهلذا نص املشرع اجلزائري يف املادة ‪ 94‬ق‪.‬ت على وجوب إثبات التصرفات‬
‫‪215‬‬
‫القانونية اليت ترد على احملل التجاري بعقد رمسي وإال كانت باطلة‪.‬‬

‫‪ )2‬اإلعالن‬
‫واإلجراء الثاين الذي يشرتطه املشرع هو اإلعالن‪ ,‬حيث ذكره يف املادة ‪ 63‬ق‪.‬ت‪ 216,‬حيث أقر‬
‫بوجوب إعالن عملية البيع الواردة على احملل التجاري خالل مخسة عشرة يوماً من تاريخ التصرف‬
‫وذلك بسعي من املشرتي‪ ,‬ويتم اإلعالن يف النشرة الرمسية لإلعالنات القانونية يف الدائرة أو الوالية‬
‫اليت يستغل فيها احملل التجاري‪ ,‬وجيب تسجيل العقد وإال كان باطالً‪.‬‬

‫‪ -214‬التي تنصُّ على أنه‪" :‬يثبت كل عقد تجاري‪:‬‬


‫‪ -5‬بسندات رسمية‪.‬‬
‫‪ -0‬بسندات عرفية‪.‬‬
‫‪ -3‬فاتورة مقبولة‪.‬‬
‫‪ -4‬بالرسائل‪.‬‬
‫‪ -7‬بدفاتر الطرفين‪.‬‬
‫‪ -2‬باإلثبات بالبينة أو أية وسيلة أخرى إذا رأت المحكمة وجوب قبولها‪".‬‬
‫‪ -215‬والتي تنصُّ على‪ " :‬كل بيع اختياري أو وعد بالبيع وبصفة أعم كل تنازل عن محل تجاري ولو كان معلقا ً على شرط أو صادراً بموجب‬
‫عقد من نوع آخر أو كان يقضي بانتقال المحل التجاري بالقسمة أو المزايدة أو بطريق المساهمة به في رأسمال شركة يجب إثباته بعقد رسمي‬
‫وإال كان باطالً‪."...‬‬
‫‪ -216‬التي جاء فيها‪ " :‬كل تنازل عن محل تجاري على الوجه المحدد في المادة ‪ 55‬أعاله‪ ,‬يجب إعالنه خالل خمسة عشرة يوما ً من تاريخه‬
‫يسعى المشتري تحت شكل ملخص أو إعالن في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية وفضالً عن ذلك في جريدة مختصة باإلعالنات القانونية‬
‫في الدائرة أو الوالية التي ُيستغل فيها المحل التجاري ‪."...‬‬
‫كما يجب أن يكون مسبوقا ً بتسجيل العقد المتضمن التحويل أو بالتصريح المنصوص عليه في التسجيل عند انعدام العقد وإال كان باطالً ويجب‬
‫اإلعالن من ‪ 9‬إلى ‪ 12‬من تاريخ أول نشر‪.‬‬
‫وهو ما طبقته المحكمة العليا في قرارها رقم ‪ 122122‬بتاريخ ‪ ,1112/15/52‬المجلة القضائية‪ ,‬عدد‪ ،1112 ،1‬ص ‪.125‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ ‬وجيب أن يشتمل ملخص اإلعالنات حتت طائلة البطالن على ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تواريخ ومقادير التحصيل وأرقامها‪.‬‬
‫‪ ‬تاريخ ورقم اإليصال اخلاص بالتصريح البسيط‪.‬‬
‫‪ ‬املكتب الذي متت فيه العملية‪.‬‬
‫‪ ‬تاريخ العقد‪.‬‬
‫‪ ‬اسم ولقب كل من املالك اجلديد واملالك السابق وعنواهنما ونوع احملل التجاري ومركزه والثمن‬
‫املشروط والتكاليف والتقديرات املستعملة كقاعدة الستيفاء حقوق التسجيل‪.‬‬
‫‪ ‬تبيان املهلة احملددة للمعارضة‪.‬‬
‫‪ ‬وحيدد اإلعالن من اليوم الثامن إىل اخلامس عشر من تاريخ أول نشر‪.‬‬
‫وسعياً من املشرع اجلزائري أيضاً حلماية مشرتي احملل التجاري من الوقوع يف اخلديعة والتدليس‬
‫الذي قد يبادر به التاجر من خالل رفع مثن املبيعات واألرباح احملققة يف السنوات السابقة‪ ,‬أو إخفاء‬
‫األعباء والديون اليت ترهق احملل عن طريق التالعب باألرقام املدونة يف دفاتر احلسابات‪ ,‬أو التخفيف‬
‫من شروط اإلجيار حىت يزيد من قيمة احملل التجاري وحيصل على مثن مرتفع عند بيعه‪.‬‬
‫‪ ‬هلذه األسباب وغريها استوجب املشرع التجاري اجلزائري بنصه صراحة يف املادة ‪ 94‬فقرة‬
‫‪ 41‬ق‪.‬ت على وجوب تضمن العقد البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اسم البائع السابق وتاريخ سنده اخلاص بالشراء ونوعه‪ ,‬ويسمح هذا البيان بتمكني املشرتي من‬
‫التعرف على صفة البائع من حيث كونه حائزاً على احملل بصفة قانونية ومشروعة‪ ,‬غري مغتصب‬
‫له أو متملكه بصفة عرضية‪ ,‬وهذا ما يثبت سالمة حيازته من قبل البائع احلايل مما يطمئن‬
‫املشرتي من أن سبب امللكية صحيح‪ ,‬إذ من املعلوم أن احليازة كسبب من أسباب امللكية ولو‬
‫حبسن نية ال تسري على احملل التجاري نظراً لطبيعته املعنوية اخلالصة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ ‬أما عن قائمة االمتيازات والرهون املرتتبة على احملل التجاري‪ ,‬فتسمح هذه البيانات بتوضيح‬
‫الوضعية احلقيقية للمحل حىت يتسىن للمشرتي تقدير قيمة احملل بدقة نظراً ملعرفة حجم الديون‬
‫اليت تقع عليه‪ ,‬وال شك أيضاً أنه جيب أن يكون املشرتي على علم بكافة الرهون اليت تثقل‬
‫احملل واليت قد تلعب دوراً جوهرياً يف قرار املشرتي بأن يشرتي احملل أم ال يشرتيه‪.‬‬
‫‪ ‬استوجب املشرع أيضاً على التاجر البائع ضرورة إدراجه لرقم األعمال اليت حققها يف كل سنة‬
‫من سنوات االستغالل الثالثة األخرية‪ ,‬أو من تاريخ شراء احملل إذا مل يقم التاجر باستغالله منذ‬
‫أكثر من ثالثة سنوات‪ ,‬وال شك أن اشرتاط املشرع هلذا البيان له حكمته ومقصده االقتصادي‬
‫والضرييب إذ يبني ملصلحة الضرائب حقيقة األرباح اليت كان حيققها احملل وهل هي مطابقة ملا‬
‫كان يصرح هبا التاجر سابقاً أم ال مما قد يعرضه للمتابعة اجلزائية إذا وجد فارق كبري بني حجم‬
‫األعمال املصرح هبا عند بيعه للمحل التجاري وبني ما كان يصرح به قبل البيع‪ ,‬وهذا ما جيعل‬
‫التجار يتوخون الصدق يف التصريح بأرباحهم ملصلحة الضرائب ألهنم يدركون أنه يف حالة‬
‫تنازهلم عن احملل التجاري فهم ملزمون بذكر الرقم احلقيقي لألعمال ترغيباً للمتنازل له يف شراء‬
‫احملل التجاري‪ ,‬ألن املشرتي على ضوء هذه األرقام يقدم على الشراء أو يرتاجع عنه‪.‬‬
‫‪ ‬كما تضمنت هذه املادة أنه جيب عند االقتضاء بيان اإلجيار وتارخيه ومدته واسم وعنوان‬
‫املؤجر واحمليل‪ ,‬حيث تسمح هذه البيانات بإظهار وضعية البائع إزاء العقار أي أنه مستأجر‬
‫وليس مالكاً للعقار الذي ميارس فيه جتارته‪ ,‬كما يستطيع املشرتي بعد االطالع على تاريخ‬
‫عقد اإلجيار ومدته معرفة ما إذا كان العقد على وشك االنتهاء أم ال‪ ,‬وقد يؤثر هذا على قراره‬
‫يف شراء احملل التجاري‪.‬‬
‫ويهدف املشرع من وراء إلزام البائع بذكر كافة هذه البيانات إىل محاية املشرتي وتدعيم الثقة يف‬
‫عامل التجارة‪ ,‬إن ذكر هذه البيانات يعترب أمراً إجبارياً نظراً جلوهريتها‪ ,‬هلذا جيب متابعة البائع كلما‬
‫كتم عن املشرتي أمراً هاماً يف وضعية املتجر‪ ,‬ألن الكتمان يعترب تدليساً‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫الفرع ‪ :3‬التزامات المتعاقدين في بيع المحل التجاري‬
‫يرتتب على بيع احملل التجاري آثار بالنسبة للبائع حيث يوجب عليه التزامات اجتاه املشرتي‪,‬‬
‫ويرتب على املشرتي التزامات يف ذمته‪.‬‬

‫‪ )1‬التزامات البائع‬

‫أ‪ .‬االلتزام بتسليم المحل التجاري‬


‫مبجرد إمضاء العقد لدى املوثق فان البيع يكون ناجزاً وعليه فإن البائع ملزم بتسليم احملل‬
‫التجاري‪ ,‬ومبا أن احملل التجاري يتكون من عناصر مادية وأخرى غري مادية فإن تسليم العناصر املادية‬
‫خيضع لقواعد عامة للتسليم‪ ,‬حيث أهنا توضع يد املشرتي عليها ليتمكن من التصرف فيها‪ 217,‬كما‬
‫أنه بالنسبة للعناصر غري املادية فيتم تسليمها حسب احلالة‪.‬‬
‫وبالنسبة لعنصر االتصال بالعمالء فإن على البائع متكني املشرتي من كل املعلومات الضرورية اليت‬
‫متكنه من االتصال هبم سواء كانوا زبائن أو موردين‪ 218,‬كما أن قيد حقوق امللكية الصناعية لدى‬
‫املصلحة املختصة باسم املشرتي يعترب تسليما له‪.‬‬
‫وإذا تضمن البيع براءة االخرتاع اليت يتوقف عليها إنتاج السلعة موضوع االستغالل التجاري‪,‬‬
‫وجب على البائع أن يسلم للمشرتي السند املثبت للرباءة ويطلعه على أسرارها وكيفية تنفيذها فيما‬
‫أعدت له‪ ,‬وفيما يتعلق بالدفاتر التجارية فالبائع غري ملزم بإحالتها للمشرتي ألهنا ال تعترب عنصراً من‬
‫عناصر احملل التجاري‪ ,‬وملكية الدفاتر التجارية تعد من حقوق البائع لكن املشرع ألزم هذا األخري‬
‫بوضعها حتت تصرف املشرتي لالطالع عليها ملدة ثالثة سنوات عن تاريخ بدء انتفاعه باحملل‬
‫التجاري‪ ,‬حيث اعتربها من ملحقاته‪ ,‬وجيب على البائع واملشرتي التوقيع على مجيع الدفاتر احلسابية‬
‫اليت كان ميسكها البائع‪ ,‬واليت يرجع ضبطها إىل السنوات الثالثة السابقة للبيع أو ملدة حيازته للمحل‬
‫التجاري إذا كانت هذه احليازة مل تستمر أكثر من ثالث سنوات‪.‬‬

‫‪ -217‬ويصبح هنا المشتري بقوة القانون صاحب حق اإليجار وتكون عالقته بمالك العقار حيث يوجد المحل عالقة مستأجر بمؤجر‪.‬‬
‫ملف رقم ‪ 252925‬قرار بتاريخ ‪ ,5112/15/11‬المجلة القضائية‪ ،‬عدد ‪ ،5112 ،1‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -218‬عبد القادر البقيرات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪110‬‬
‫ب‪ .‬التزام البائع بضمان العيوب الخفية‬
‫يلتزم البائع بضمان العيوب اخلفية اليت تتفق مع طبيعة بيع احملل التجاري واليت لو علمها املشرتي‬
‫قبل التعاقد ملا أقدم على إبرام العقد‪ ,‬ويف بيع احملل التجاري يعترب عنصر االتصال بالعمالء والسمعة‬
‫التجارية من أهم العناصر‪ ،‬لذلك يضمن البائع يف مواجهة املشرتي العيوب اخلفية اليت تقوم باحملل‬
‫التجاري وتؤثر على حق املشرتي يف االتصال بالعمالء‪ ،‬مثل لو اكتشف املشرتي أن البائع قد‬
‫احتفظ لنفسه حبق إنشاء جتارة مماثلة بالقرب من احملل التجاري املبيع‪.‬‬

‫ج‪ .‬التزام البائع بضمان التعرض‬


‫يلتزم البائع بضمان التعرض وفقاً للقواعد العامة‪ ،‬سواء كان التعرض للمشرتي يشمل احملل‬
‫التجاري كله أو بعضه‪ ,‬وسواء كان التعرض قانونياً أو مادياً‪.‬‬
‫فإذا كان التعرض قانونياً فإن البائع يضمن التعرض الصادر منه أو من الغري‪ ،‬ومثال التعرض‬
‫القانوين الصادر منه أن يدعي البائع حقاً على احملل التجاري يف مواجهة املشرتي كأن يقوم ببيع احملل‬
‫ذاته إىل شخص آخر مرة ثانية‪ ،‬وأيضاً التعرض القانوين الصادر من الغري ادعاء هذا الغري بوجود ح يق‬
‫عيين له على احملل‪.‬‬
‫ي‬
‫ي آخر بالقرب‬
‫حمل جتار ي‬
‫ويضمن البائع التعرض املادي الصادر منه فقط مثل قيام البائع بافتتاح ي‬
‫من احملل التجاري املباع ويباشر فيه نفس النشاط‪ ،‬ويعترب هذا تعرضاً قانونياً يف نفس الوقت ألن‬
‫املشرع فرض على البائع االلتزام بعدم املنافسة‪ 219,‬أما التعرض املادي الصادر من الغري فإن البائع ال‬
‫‪220‬‬
‫يضمنه‪ ,‬مثل اعتداء الغري على االسم التجاري أو العالمة التجارية‪.‬‬

‫‪ -219‬د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪ -220‬أنظر قرار المحكمة العليا رقم ‪ 22991‬المؤرخ في ‪ ,1192/12/52‬المجلة القضائية ‪ ,1115‬عدد ‪ ,2‬ص ‪.11‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ )2‬التزامات المشتري‬

‫أ‪ .‬االلتزام باستالم المحل التجاري‬


‫يلتزم املشرتي بتسليم احملل التجاري يف اآلجال ووفقاً لألوضاع املتفق عليها يف العقد‪ ,‬وإن مل‬
‫يوجد مثل هذا االتفاق وجب الرجوع لألعراف املتبعة يف ذلك املكان‪ ,‬والقاعدة العامة هي أن‬
‫االستالم يكون مبجرد إمضاء العقد‪ ,‬ويف حالة امتناع املشرتي عن تنفيذ التزامه جاز للبائع أن يطلب‬
‫التنفيذ العيين أو فسخ العقد فضالً عن املطالبة بالتعويض إذا ترتب عن ذلك ضرر له‪ ,‬كما جيوز‬
‫للبائع أن يطلب فسخ البيع بسبب ختلف املشرتي عن تنفيذ التزامه إذا اتفق الطرفان على أن يتم‬
‫التسليم يف نفس الوقت الذي يدفع فيه الثمن‪.‬‬

‫ب‪ .‬االلتزام بدفع الثمن‬


‫يلتزم املشرتي بدفع الثمن يف الزمان واملكان املتفق عليهما يف عقد البيع‪ ,‬وقد يكون الوفاء كلياً‬
‫حيث يتم دفعه مرة واحدة‪ ,‬وكثرياً ما جيزأ الثمن إذا كان كبرياً‪ ,‬ويف هذه احلالة قد حيرر املشرتي‬
‫ملصلحة البائع سندات ألمر تسمى (سندات احملل) وهذه السندات قابلة للتداول عن طريق التظهري‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫هذا يف‬ ‫ويعترب البائع دائناً ممتازاً إذا استوىف الشروط املنصوص عليها يف املادة ‪ 46‬ق‪.‬ت‪,‬‬
‫حال مل يتم استيفاء كامل مثن احملل التجاري وبقي جزء منه ديناً يف ذمة املشرتي‪.‬‬
‫ويف حالة تأجيل الثمن جيب خصم ما دفع منه وفقاً للرتتيب الذي نص عليه املشرع يف املادة‬
‫السابقة حيث خيصم ما دفع من مثن أوالً من مثن البضائع‪ ,‬مث من مثن املعدات‪ ,‬مث من مثن العناصر‬
‫املعنوية‪ ,‬ويقع باطالً كل اتفاق خيالف ذلك‪ ,‬وهي قاعدة آمرة متعلقة بالنظام العام‪ 222،‬واحلكمة اليت‬
‫أرادها املشرع هنا هي مراعاة مصلحة البائع واملشرتي يف آن واحد فمصلحة املشرتي تتمثل يف انه إذا‬
‫احتفظ البائع لنفسه حبقه يف االمتياز كان حقه مقرر على عناصر احملل التجاري بأكملها‪ ,‬فأراد‬
‫‪ -221‬والتي تنصُّ على‪" :‬ال يثبت امتياز بائع المحل التجاري إال إذا كان البيع ثابتا ً بعقد رسمي ومقيداً في سجل عمومي منظم لدى المركز‬
‫الوطني للسجل التجاري في دائرة اختصاصه‪.‬‬
‫ال يترتب امتياز البائع إال على عناصر المحل التجاري المب َّينة في عقد البيع وفي القيد‪ ,‬فإذا لم ُيعين على وجه الدقة فان االمتياز يقع على‬
‫عنوان المحل التجاري واسمه والحق في اإليجار والعمالء والشهرة التجارية‪."...‬‬
‫‪ -222‬حيث جاء في الفقرة ‪ 12‬من نفس المادة‪" :‬وبالرغم عن كل اتفاق فإن الدفعات الجزئية غير الدفعات النقدية ُتطرح أوالً من ثمن البضائع ثم‬
‫من ثمن المعدات"‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫املشرع بتحديد كيفية السداد أن ينهي امتياز البائع على البضائع واملعدات ألهنا العناصر اليت يعتمد‬
‫عليها املشرتي أساساً يف التعامل مع الغري والسيما دائنيه‪ ,‬وأما ما بقي للبائع من مثن مؤجل فيعترب‬
‫البائع بالنسبة هلذه األشياء دائناً عادياً‪ ,‬ومصلحة البائع تظهر يف أن البضائع واملعدات من املنقوالت‬
‫املادية واستمرار امتيازه عليها غري جمد يف حالة حيازة الغري حسن النية هلا‪ ,‬فأراد املشرع أن يضمن‬
‫البائع بقية دينه بالعناصر املعنوية‪.‬‬

‫ج‪ .‬التزام المشتري بدفع نفقات العقد وتكاليف المبيع‬


‫وتشمل نفقات العقد املصاريف الالزمة لتحريره‪ ,‬أو التصديق على اإلمضاءات فيه‪ ,‬أو إشهاره‬
‫ونفقات تسجيله‪ ,‬ومنها رسوم نقل امللكية اليت حتصل عليها إدارة الضرائب بسبب بيع احملل‬
‫التجاري‪ ,‬وتكون إدارة الضرائب على علم بالعملية نظراً لوجوب إمتام إجراءات الشهر والقيد‬
‫املنصوص عليها يف القانون التجاري‪ 223,‬وهذا االلتزام جاءت به املادة ‪ 343‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫وإذا أدى البائع نفقات عقد البيع عن املشرتي كان له الرجوع عليه مبا أنفقه‪ ,‬والتزام املشرتي‬
‫بدفع نفقات البيع‪ ,‬كما يلتزم املشرتي بتكاليف املبيع كالضرائب املفروضة‪ ,‬ونفقات صيانته‬
‫واستغالله‪ ,‬وتعترب هذه النفقات والتكاليف من ملحقات الثمن‪ ,‬وتأخذ حكمه وضماناته مبا يف ذلك‬
‫حق امتياز البائع سواء املنصوص عليه يف القانون املدين أو املنصوص عليه يف القانون التجاري‪.‬‬

‫د‪ .‬امتياز بائع المحل التجاري‬


‫لقد أفرد املشرع اجلزائري على غرار نظريه الفرنسي محاية خاصة لبائع احملل التجاري من خطر‬
‫إفالس املشرتي تنصله من مسؤولية دفع الثمن حبكم إفالسه أو إعساره‪ ,‬حيث أعطى للبائع احلق يف‬
‫مباشرة امتيازه على العناصر اخلاصة باحملل واملقيدة يف العقد‪ ,‬وهذا احلق الذي يعد يف واقع األمر آلي ًة‬
‫قانونيةً ضامنةً لدين البائع جتعله يتقدم على مجاعة الدائنني اخلاصني باملشرتي‪ ,‬كما مينحه حق التتبع‬
‫والذي مفاده إمكانية اسرتداد البائع ألي عنصر من عناصر احملل املعنوية إذا تصرف فيها املشرتي‬
‫للغري حىت ولو كان الغري حسن النية‪ ,‬وال ميكن للحائز أن حيتج إزاء البائع بقاعدة احليازة يف املنقول‬
‫‪ -223‬د‪ .‬نادية فضيل‪ :‬النظام القانوني للمحل التجاري‪ ،‬الجزء ‪ 1‬و ‪ ،5‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،5111 ,‬ص ‪.12‬‬

‫‪113‬‬
‫‪224‬‬
‫ولقد تطرق املشرع‬ ‫سند امللكية ألن مناط تطبيق هذه القاعدة يتعلق باملنقوالت املادية فقط‪,‬‬
‫اجلزائري المتياز البائع يف املادة ‪ 46‬ق‪.‬ت وما بعدها السابق ذكرها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأجير المحل التجاري‬


‫من بني التصرفات الواردة على احملل التجاري جند اإلجيار الذي يشكل عنصراً هاماً من عناصر‬
‫احملل التجاري‪ ،‬إذ أن التجارة متارس يف مكان معني مما جيعل حق البقاء فيه له دور يف حتقيق عنصر‬
‫االتصال بالعمالء أثناء ممارسة التجارة‪ ,‬حيث يربم عقد إجيار احملل التجاري بني املؤجر واملستأجر من‬
‫أجل استثمار هذا األخري‪ ،‬وال يلزم مالك هذا احملل بنتائج االستغالل‪ ،‬كما يعرف أيضاً عقد انتفاع‬
‫املستأجر باملأجور ملدة معينة مقابل دفع بدل إجيار معلوم‪ ,‬لذا نتناول يف هذا املبحث‪ ،‬تعريف إجيار‬
‫‪225‬‬
‫احملل التجاري‪.‬‬
‫يرد إجيار احملل التجاري بعدة صورة منها ما يقوم به مالك احملل التجاري بأن يتنازل لشخص آخر‬
‫يكون مبثابة مدير أو مسري ألعماله‪ ,‬ولكنه لصاحل صاحب العمل وليس حلسابه اخلاص‪ ,‬ألن من‬
‫املفروض أن يتم تسيري احملل التجاري أصالً من طرف صاحبه‪ ,‬حيث يكون مكتسباً صفة التاجر‪ ،‬يف‬
‫حالة مثالً إصابة مالك احملل مبرض مينعه من ممارسة النشاط التجاري أو إذا انتقل احملل إىل الورثة‬
‫الذين ال يرغبون يف ممارسة التجارة وخيشون من غلق احملل حىت ال تنخفض قيمته االقتصادية وغريها‬
‫من احلاالت‪ ,‬كما أنه قد يلجأ مالك احملل إىل منح وكالة إىل شخص آخر ليقوم بتسيريه‪ ,‬ويف هذه‬
‫احلالة يكون املستأجر ذو صالحية واسعة حيث ميكنه إبرام العقود بامسه والقيام بالتعاقد حلساب‬
‫احملل‪ ,‬ومع ذلك يبقى صاحب احملل هو من يتحمل أثار تصرفات املستأجر بالوكالة‪ ,‬وهناك صورة‬
‫أخرى وهي اليت تعترب إجياراً تاماً وهي ما يطلق عليه اإلجيار بالتسيري أو التسيري احلر وهذا التسيري‬
‫مينح املستأجر سلطة استغالل احملل التجاري بامسه وحلسابه اخلاص بصفة مستقلة مقابل دفع بدل‬
‫اإلجيار ملالك احملل‪.‬‬

‫‪ -224‬د‪ .‬محمد فريد العريني ود‪ .‬هاني دويدار‪ :‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.525‬‬
‫إيجار محل معد ككراج ال يمكن فيه االستفادة من حق البقاء وال من حق تجديد العقد‪ ,‬وال بالتنبيه باإلخالء‪.‬‬
‫أنظر قرار المحكمة العليا رقم ‪ 21222‬المؤرخ في ‪ ,1192/12/15‬نشرة القضاة ‪ ,1192‬عدد ‪ ,1‬ص ‪.92‬‬

‫‪114‬‬
‫الفرع ‪ :1‬التسيير الحر‬
‫إجيار التسيري احلر عقد حديث النشأة يرجع سبب ظهوره إىل وجود فكرة ملكية احملل التجاري‬
‫املتميزة عن استغالله‪ ،‬فقد تناوله املشرع اجلزائري يف القانون التجاري‪ ,‬كما تسري عليه األحكام‬
‫العامة الواردة يف القانون املدين املتعلقة بصحة العقود‪.‬‬
‫ويعرف التسيري احلر بأنه‪" :‬كل عقد أو اتفاق يتنازل بواسطته المالك أو المستغل لمحل‬
‫تجاري عن كل أو من التأجير لمسير بقصد استغالله على عهدته‪ ،‬ويعتبر باطالا كل شرط‬
‫‪226‬‬
‫يخالف ذلك‪ ،‬فتقتصر موارد المؤجر هنا على األجرة التي يتقاضاها من المستأجر"‪.‬‬

‫‪ )1‬الطبيعة القانونية لعقد التسيير الحر‬


‫عقد التسيري احلر هو اتفاق يتنازل مبوجبه احملل التجاري عن حق االستغالل إىل مستأجر يقوم‬
‫بتسيريه ملدة زمنية حمددة‪ ،‬مقابل بدل إجيار‪ ,‬وعليه فإن عقد التسيري احلر هو عقد إجيار حقيقي‪ ،‬يقع‬
‫على مال معنوي منقول‪ ،‬ويشمل كافة عناصر احملل التجاري‪ ،‬وهو هبذه الصفة عقد له طبيعة‬
‫خاصة‪ ،‬وهلذا وضع له املشرع التجاري أحكام خاصة يف املواد من ‪ 143‬إىل ‪ 124‬ق‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ )2‬استقاللية المسير في استغالل المحل التجاري‬


‫يستغل مستأجر احملل التجاري بامسه وحلسابه اخلاص العني املؤجرة‪ ،‬ويستفيد من أرباحه ويتحمل‬
‫خسائره بعيداً عن أية تبعية ملالكه‪ ,‬كما لو كان مالكه احلقيقي‪ ,‬ويكتسب هذا املسري صفة التاجر‬
‫وخيضع لكافة واجبات التاجر كالقيد يف السجل التجاري‪ ,‬وبالرغم أنه يفرض على املؤجر القيد يف‬
‫السجل التجاري فال يعترب تاجراً‪ ،‬وهو خيضع هلذا االلتزام القانوين هبدف إعالن الغري أن احملل‬
‫التجاري أصبح موضوع عملية تأجري التسيري‪.‬‬

‫‪ -226‬د‪ .‬جاك يوسف الحكيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬


‫د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫د‪ .‬عمر محمود حسن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ )3‬شروط عقد التسيير‬
‫عقد التسيري احلر هو عقد إجيار حقيقي‪ ،‬يشرتط يف انعقاده توافر الشروط العامة اليت جيب‬
‫توافرها يف كل عقد إجيار كما حددها القانون املدين‪ ،‬وشروط خاصة حددها املشرع التجاري‪.‬‬

‫أ‪ .‬ممارسة التجارة لمدة خمس سنوات‬


‫وقد فصلت املادة ‪ 141‬ق‪.‬ت‪ 227‬الشروط الواجب توافرها يف األشخاص الذين مينح هلم التسيري‬
‫ومنها شرط ممارسة التجارة خلمس سنوات على األقل‪.‬‬

‫ب‪ .‬ممارسة التجارة لمدة سنتين على األقل في المحل التجاري محل التسيير الحر‬
‫وهو ما جاء يف نفس املادة ‪ 141‬ق‪.‬ت املذكورة سابقاً غري أن القانون أعطى احلق إىل رئيس‬
‫احملكمة يف إلغاء أو خفض هذه املدة‪ ،‬بناء على طلب من مالك احملل‪ ،‬إذا أثبت أنه يتعذر عليه‬
‫استغالل متجره شخصياً أو بواسطة معاونني له طبقاً للمادة ‪ 146‬ق‪.‬ت‪.‬‬

‫ج‪ .‬الكتابة الرسمية‬


‫وقد جاء هذا الركن مفصالً يف كل من القانون املدين _باعتباره الشريعة العامة_ يف املادة ‪314‬‬
‫مكرر ‪ 2‬ق‪.‬م‪ 228,‬وكذلك املادة ‪ 143‬ق‪.‬ت‪ 229‬اليت أوجبت أن يكون عقد تأجري التسيري حمرراً يف‬
‫شكل رمسي‪.‬‬

‫د‪ .‬الشهر‬
‫هتدف إجراءات الشهر إىل إعالن الغري بأن احملل ليس ملكاً للمسري بل للمؤجر‪ ,‬نشر العقد‬
‫خالل ‪ 21‬يوم يف النشرة الرمسية لإلعالنات القانونية‪ ،‬باإلضافة إىل نشره يف جريدة وطنية‪.‬‬

‫‪ -227‬وجاء فيها‪" :‬يجب على األشخاص الطبيعيين أو المعنويين الذين ُيمنحون إيجار التسيير أن يكونوا قد مارسوا التجارة أو امتهنوا الحرفة‬
‫لمدة خمس سنوات أو مارسوا لنفس المدَّ ة أعمال مسير أو مدير تجاري أو تقني واستغلوا لمدَّ ة سنتين على األقل المتجر الخاص بالتسيير"‪.‬‬
‫‪ -228‬والتي نصَّت على‪..." :‬يجب تحت طائلة البطالن تحرير العقود التي تتض َّمن نقل ملكية عقار أو حقوق عقارية أو محالت تجارية أو‬
‫صناع َّية أو كل عنصر من عناصرها أو التنازل عن أسهم من شركة أو حصص فيها أو عقود إيجار زراعية أو تجارية أو عقود تسيير محالت‬
‫تجارية أو مؤسسات صناعية في شكل رسمي‪."...‬‬
‫‪ -229‬حيث جاء فيها‪ ..." :‬ويحرر كل عقد تسيير في شكل رسمي ‪."...‬‬

‫‪116‬‬
‫ويتعني على املستأجر املسري طبقاً للمادة ‪ 144‬ق‪.‬ت أن يشري يف فواتريه ورسائله وطلبات‬
‫البضاعة والوثائق البنكية والتعريفات أو النشرات وكذلك يف مجيع األوراق املوقعة من طرفه أو امسه إىل‬
‫رقم تسجيله يف السجل التجاري زيادة على االسم والصفة والعنوان ورقم التسجيل التجاري ملؤجر‬
‫احملل التجاري‪.‬‬

‫ه‪ .‬الشروط الخاصة بالعين المؤجرة‬


‫يشرتط أن يكون موضوع اإلجيار حمالً جتارياً طبقاً ألحكام املادة ‪ 96‬ق‪.‬ت السابق ذكرها‪ ،‬وأن‬
‫‪230‬‬
‫السيما عنصر االتصال بالعمالء والشهرة التجارية‪ ,‬وهذا ال‬ ‫تتوفر فيه العناصر املعنوية واملادية‪,‬‬
‫يتحقق إال باستغالل النشاط موضوع التسيري احلر من طرف املؤجر خالل سنتني على األقل‪ ,‬ومما‬
‫يستفاد منه ومن املادة ‪ 141‬ق‪.‬ت السابق ذكرها أن املشرع اشرتط استنتاجاً من املادتني استغالل‬
‫النشاط التجاري من طرف التاجر ملدة سنتني على األقل حىت ينشأ ويتكون احملل التجاري‪ ,‬وهذا‬
‫منطقي باعتبار عنصري العمالء أو الشهرة مها جوهر احملل التجاري‪ ،‬وعنصر العمالء ال يتكون إال‬
‫بعد فرتة زمنية معينة من االمتهان‪.‬‬
‫واملشرع اشرتط هذه املدة كحد أدىن الستغالل احملل التجاري قبل تأجري التسيري‪ ،‬يهدف من‬
‫ورائه إىل تفادي املضاربة على احملالت التجارية من طرف كبار التجار بشرائها من أجل إعادة إجيارها‬
‫يف إطار التسيري احلر مبجرد متلكها‪.‬‬

‫‪ -230‬وتطبق األحكام المتعلقة باإليجارات التجارية كذلك على العقارات الملحقة باستغالل المحل التجاري وهو ما جاء في قرار المحكمة العليا‬
‫رقم ‪ 59521‬بتاريخ ‪ ,1192/12/15‬نشرة القضاة‪ ،‬عدد ‪ ،1192 ،1‬ص ‪.22‬‬

‫‪117‬‬
‫الفرع ‪ :2‬آثار تأجير تسيير للمحل التجاري‬

‫يرتب تأجري تسيري احملل التجاري جمموعة من اآلثار على مالك احملل واملسري وعلى الغري‪ ,‬على‬
‫النحو التايل‪:‬‬

‫‪ )1‬بالنسبة لمالك المحل التجاري‬

‫أ‪ .‬تسليم المحل التجاري‬


‫يلتزم مؤجر احملل بتسليم احملل بكافة عناصره املادية واملعنوية السابقة الذكر‪ ,‬فالتزام املؤجر بتسليم‬
‫العني املؤجرة يف هذه احلالة يسري عليه ما يسري على االلتزام بتسليم العني املبيعة من أحكام‪،‬‬
‫خاصة فيما يتعلق بزمان التسليم ومكانه وحتديد مقدار العني املؤجرة وحتديد ملحقاهتا‪ ,‬لكن يوجد‬
‫فرق جوهري بني االلتزام بتسليم املبيع وااللتزام بتسليم الشيء املؤجر‪ ,‬فااللتزام بتسليم املبيع هو فرع‬
‫من التزام البائع بنقل ملكية املبيع‪ ,‬أما االلتزام بتسليم الشيء املؤجر فهو التزام مستقل‪.‬‬
‫ولكي يسري على االلتزام بتسليم العني املؤجرة ما يسري على االلتزام بتسليم املبيع من أحكام‬
‫جيب توفر عنصرين مها‪:‬‬
‫‪ ‬وضع الشيء املؤجر حتت تصرف املستأجر وضعاً يتمكن من حيازته واالنتفاع به دون عائق‪.‬‬
‫‪ ‬إعالن املستأجر هبذا الوضع‪.‬‬
‫ويتم التسليم يف عقد تأجري التسيري بوضع حتت تصرف املستأجر كل عناصر احملل التجاري اليت‬
‫تضمنها العقد‪ ،‬ويتم ذلك يف املدة املتفق عليها يف العقد‪ ,‬وإذا مل يعني املتعاقدين صراحةً ميعاد‬
‫التسليم يفهم ضمنياً أهنما أحاالها إىل العرف‪ ،‬وإذا مل يوجد اتفاق جيب أن يتم التسليم فوراً مبجرد‬
‫انعقاد اإلجيار‪ ,‬فتسليم احملل التجاري يشمل كل العناصر املوجودة الضرورية حلسن سري االستغالل‬
‫وقت إبرام العقد مثل البضاعة واألدوات واألماكن والدفاتر التجارية واملراسالت التجارية والطلبيات‪،‬‬

‫‪118‬‬
‫هذا ما مل يوجد اتفاق خبالف ذلك‪ ،‬وتسليم املهمات اليت يشملها اإلجيار مع إثبات احلالة اليت هي‬
‫‪231‬‬
‫عليها وصالحيتها لالستعمال‪.‬‬
‫إذا اتفق األطراف أن يكون التسليم معلقاً على شرط دفع األجرة كلها أو بعضها‪ ،‬فإذا مل يقم‬
‫املستأجر بالوفاء بالتزامه يكون للمؤجر حق حبس املأجور إىل حني دفع األجرة له‪ ,‬وجيوز للمؤجر أن‬
‫يتنازل عن حقه يف حبس املأجور بصفة صرحية أو ضمنية‪.‬‬
‫أما يف حالة إخالل املؤجر بااللتزام بالتسليم يكون من حق املستأجر طلب التنفيذ العيين إذا كان‬
‫ممكناً‪ ،‬أما إذا كان إخالل املؤجر بالتزامه راجع لسبب أجنيب ال يد فيه كالقوة القاهرة ينقضي التزامه‬
‫بالتسليم وتربأ ذمته منه ويفسخ العقد‪.‬‬

‫ب‪ .‬االلتزام بالمحافظة وصيانة المحل التجاري‬


‫حىت يتمكن املستأجر من استخدام احملل يف االستغالل املخصص له‪ ,‬وإن كانت صيانة العتاد‬
‫واألثاث التجاري العادية تقع على عاتق املستأجر فإن اإلصالحات الكربى والتجديدات عاد ًة ما‬
‫يضمنها صاحب احملل‪ ,‬كما أنه يلتزم بضمان التعرض واالستحقاق الصادر عن الغري‪ ,‬وإذا كان‬
‫االستحقاق جزئياً ال يؤثر يف استغالل احملل كان للمستأجر إنقاص املقابل املتفق عليه‪ ,‬كما أن املؤجر‬
‫يضمن خلو احملل التجاري من العيوب اخلفية‪.‬‬

‫ج‪ .‬االلتزام بعدم المنافسة‬


‫على املؤجر أن ميتنع عن كل ما من شأنه أن حيول دون انتفاع املسري احلر بالعني املؤجرة‪ 232‬مثل‬
‫عدم منافسته بإنشاء حمل جتاري جديد قرب املتجر موضوع اإلدارة احلرة‪ ,‬فإن هذا احملل نفسه‬
‫كمنقول معنوي ميثل قيمة مالية وثروة لصاحبه البد من محايتها من أي اعتداء‪ ,‬وال حيق للمؤجر أن‬
‫‪233‬‬
‫يقرر بإرادته املنفردة تغيري شروط استغالل احملل التجاري احملددة يف العقد املربم بني طرفيه‪.‬‬

‫‪ -231‬حول آثار عقد تأجير المحل التجاري بالنسبة للمتعاقدين راجع‪ :‬د‪ .‬زهيرة جياللي قيسي‪ :‬تأجير المحل التجاري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الراية‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة ‪ ،5111 ،1‬ص ‪.115 – 121‬‬
‫‪ -232‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ 21111‬المؤرخ في ‪ ,1191/12/12‬المجلة القضائية ‪ ,1112‬عدد ‪ ,5‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -233‬ويكون ذلك بإدراج شرط عدم المنافسة ويجب أن يخضع من حيث مدى صحته إلى أحكام شرط عدم المنافسة أي التقييد من حيث الزمان‬
‫والمكان ونوع التجارة‪.‬‬
‫د‪ .‬زهيرة جياللي قيسي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪119‬‬
‫د‪ .‬التزام المالك بتسجيل نفسه في السجل التجاري أو تعديل قيده الشخصي‬
‫يتعني على مالك احملل التجاري تسجيل نفسه يف السجل التجاري‪ ،‬وهذا يف حالة عدم متتع‬
‫املؤجر بالصفة التجارية مسبقاً‪ ,‬ومثال ذلك يف حالة اكتسابه ملكية احملل التجاري بسبب وفاة‬
‫صاحبه‪ ،‬أو تعديل قيده اخلاص إذا ما كان للمؤجر الصفة التجارية من قبل‪ ،‬مع بيان عملية تأجري‬
‫التسيري صراحة‪.‬‬
‫واهلدف من تسجيل مالك احملل التجاري نفسه يف السجل التجاري أو تعديل قيده اخلاص مع‬
‫البيان صراحة بتأجري التسيري هو إخبار الغري والدائنني من أجل محايتهم‪ ،‬وعدم وقوعهم يف لبس‬
‫حول وضعية احملل التجاري‪ ،‬وذلك بنشره يف أجل مخسة عشر يوماً من تارخيه على شكل مستخرج‪.‬‬

‫‪ )2‬بالنسبة للمسير‬

‫أ‪ .‬االلتزام بالتسيير واالستغالل‬


‫إن حسن تسيري احملل التجاري وعدم التهاون يف ذلك حيفظان للمحل القيمة التجارية‪ ,‬ناهيك‬
‫عن املداخيل اليت يدرها على املستأجر‪ ,‬كما أن االستغالل اجلاد حيفظ للمحل عمالءه ومسعته‬
‫التجارية وفقاً للعادات واألعراف التجارية‪.‬‬
‫وال ميلك املستأجر تغري طبيعة النشاط التجاري الذي كان يزاوله املؤجر ألن ذلك من شأنه تغري‬
‫العمالء وانصرافهم عن احملل‪ ,‬كما ال جيوز للمستأجر إنشاء وإضافة فروع جديدة للتجارة ما مل يتم‬
‫االتفاق على خالف ذلك‪ ,‬كي ال يتم حتويل العمالء من األصل إىل الفروع‪ ,‬أما إذا مت االتفاق على‬
‫ذلك فيصبح املستأجر مالكاً لعمالء النشاط اجلديد والقدمي معاً‪.‬‬
‫وال يلتزم املسري احلر بإضافة وسائل إنتاج جديدة دون موافقة مالك احملل التجاري‪ ،‬ألهنا ميكن أن‬
‫تلحق ضرراً بالعناصر املعنوية للمحل التجاري‪ ،‬مبا يف ذلك عدم إضافة أنشطة تكميلية أو تابعية دون‬
‫موافقة املؤجر‪ ,‬ألن ذلك ميكن أن يؤثر على عمالء احملل أو النشاط األصلي الذي يعترب مصدر رزق‬
‫للمؤجر‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫وال يكتسب املسري احلر يف إطار إنشاء النشاط التكميلي امللكية التجارية ألنه ال ميلك حق‬
‫اإلجيار على األماكن املوجود فيها احملل التجاري‪ ،‬يف حني يلتزم املسري احلر عند استغالله للمحل‬
‫التجاري بعدم منافسة هذا األخري‪ ,‬كأن يقوم املسري احلر على حتويل عمالء احملل املستغل إىل حمل‬
‫أخر ميلكه‪.‬‬
‫وحيظر على املسري احلر بيع معدات احملل أو أحد عناصره أو رهنها‪ ،‬على خالف أنه جيوز له يف‬
‫بعض الوقت ترك العني دون استعماهلا‪ ,‬فمثالً إذا جرى العرف بغلق احملل التجاري ملدة معينة كل‬
‫سنة جلرده وهتيئته ألعمال السنة التالية‪.‬‬
‫ويف حالة إخالل املستأجر بالتزام االستغالل يكون للمؤجر وفقاً للقواعد العامة احلق يف أن‬
‫يطلب من القاضي التنفيذ العيين أي إعادة احلالة إىل أصلها‪ ،‬أما يف حالة طلب الفسخ مع التعويض‬
‫عن الضرر الذي حلق به فللقاضي السلطة التقديرية يف ذلك ألنه يضر باملؤجر‪.‬‬

‫ب‪ .‬االلتزام بدفع األجرة‬


‫إن االلتزام املسري احلر بدفع األجرة ملالك احملل التجاري يقابله االستفادة من احملل التجاري لكون‬
‫عقد التسيري من عقود املعاوضة‪ ,‬واألجرة هي العوض الواجب على املسري دفعه للمؤجر وحتدد حبرية‬
‫بني طريف العقد‪ ،‬وغالباً ما يدفع بصفة دورية مثالً شهرية أو أسبوعية‪ ,‬كما قد يكون متغرياً على‬
‫‪234‬‬
‫أساس حتديده بنسبة األرباح‪.‬‬
‫ويف حالة متاطل املسري احلر عن الوفاء باألجرة كان من حق املؤجر فسخ العقد لعدم الوفاء ببدل‬
‫اإلجيار‪ ،‬وال يكون الفسخ إال بعد توجيه إنذار للمسري احلر من قبل املؤجر باألداء‪ ،‬وينتج أثاره بعد‬
‫شهر واحد من اإلخطار بالدفع‪ ,‬وحسب نص املادة ‪ 321‬ق‪.‬ت فإن إعادة النظر يف بدل اإلجيار‬
‫كل ثالثة سنوات‪ ،‬فالطرف الذي يرغب يف طلب إعادة النظر يف األجرة عليه تبليغ الطرف اآلخر‬

‫‪ -234‬بومليخة س ميرة‪ :‬اإليجار التجاري في ظل القانون القديم والتعديالت الجديدة له‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬مؤسسة البديع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة ‪،1‬‬
‫‪ ،5119‬ص ‪ 21‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫مبوجب رسالة موصى عليها مع طلب العلم بالوصول أو مبوجب إجراء غري قضائي‪ ,‬واجلدير بالذكر‬
‫أن األجور تطلب وال حتمل‪.‬‬

‫‪ )3‬بالنسبة للغير‬

‫أ‪ .‬بالنسبة لدائني المؤجر‬


‫يسأل املؤجر مسؤولية شخصية حسب القواعد العامة عن مجيع الديون املرتبطة باستغالل احملل‬
‫قبل إبرام العقد‪ ،‬وال ميكن لدائين املؤجر االعرتاض على تأجري احملل‪ ,‬وال يصبح املسري احلر مديناً هلم‬
‫بعد إبرام العقد‪ ,‬إذ تبقى هذه الديون غري واجبة األداء من قبل املؤجر إال حبلول أجلها‪ ،‬لكن استثناءاً‬
‫وحسب نص املادة ‪ 343‬ق‪.‬ت تكون ديون مؤجر احملل التجاري حالة األداء إذا رأت احملكمة أن‬
‫تأجري التسيري يعرض حتصيل الديون للخطر‪ ,‬وعلى دائين املؤجر رفع الدعوى خالل مهلة ‪ 3‬أشهر‬
‫ابتداء من تاريخ نشر عقد تأجري التسيري يف النشرة الرمسية لإلعالنات القانونية وإال سقط حقهم‪.‬‬

‫ب‪ .‬بالنسبة لدائني مستأجر المحل‬


‫ميارس مستأجر احملل التجاري بامسه وحلسابه اخلاص استغالل نشاط احملل واستثماره‪ ،‬فلذلك‬
‫‪235‬‬
‫يكون مسؤوالً عن ممارسة هذا النشاط وتعامله مع الغري‪.‬‬
‫فقد ميز املشرع اجلزائري بني نوعني من الدائنني‪ ,‬دائين املستأجر عند بداية مرحلة العقد وخالل‬
‫مدة شهرين من تاريخ النشر‪ ,‬ودائين املستأجر بعد هذه املدة‪.‬‬
‫النوع األول‪ :‬دائين املستأجر املسري الذين تنشأ ديوهنم من بداية عقد تأجري التسيري وملدة شهرين‬
‫من تاريخ النشر أي مند التعاقد وقبل قيد اإلجيار والتأشري به وإشهاره يف السجل التجاري‪ ,‬ويف هذه‬
‫احلالة يسأل املؤجر مسؤولية تضامنية مع املستأجر عن الديون اليت تنشأ عن استغالل احملل التجاري‬
‫نتيجة عقد تأجري التسيري محاية للدائنني الذين قد يعتقدون خالل هذه الفرتة أن املؤجر هو املباشر‬
‫للنشاط واستغالل احملل التجاري وأن املستأجر ما هو إال وكيل عنه طبقاً للمادة ‪ 144‬ق‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ -235‬د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.299‬‬

‫‪122‬‬
‫وهذه املسؤولية التضامنية تعد خروجاً عن القواعد العامة بشأن التضامن بني املدينني‪ ،‬وكذا حجية‬
‫الشهر إزاء الغري‪ ,‬واحلكمة من املعاملة اخلاصة للمسري احلر هي الرغبة يف تسهيل احلصول على‬
‫ائتمان دائين املؤجر يف بداية ممارسة نشاطه التجاري‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬دائين املستأجر املسري الذين تنشأ ديوهنم بعد نشر عقد تأجري التسيري أو انتهاء‬
‫مدة شهرين وفق ما نصت عليه املادة ‪ 341‬ق‪.‬ت‪ ،‬حيث يكون مستأجر احملل التجاري هو‬
‫املسؤول بعد متام القيد والشهر الوحيد على الديون الناشئة عن ممارسة نشاطه واستثمار استغالل‬
‫احملل التجاري طوال مدة العقد وحىت تاريخ االنتهاء‪ ,‬وبذلك فإن مؤجر احملل التجاري ال يسأل‬
‫تضامنياً وال شخصياً عن الديون اليت نشأت بعد انتهاء هذه املدة‪ ،‬بل وحده املسري احلر هو املسؤول‬
‫شخصياً جتاه دائنيه‪ ,‬شريطة أن تكون الديون قد أبرمت بامسه وحلسابه اخلاص وهتم استثمار‬
‫واستغالل احملل التجاري‪ ,‬ويظل هذا األخري مسؤوالً على هذه الديون حىت ولو انقضى عقد تأجري‬
‫التسيري وأعيد احملل ملالكه حسب نص املادة ‪ 322‬ق‪.‬ت‪ ,‬واهلدف منها هو ضمان حقوق الدائنني‬
‫قبل اختفاء حمتمل ملوجودات احملل وإخالل املسري احلر الوفاء بالديون‪ ،‬لذلك فمجرد انتهاء مدة‬
‫العقد جيعل الديون مستحقة الوفاء سواء اختيارياً أو إجبارياً عن طريق القضاء‪.‬‬
‫ج‪ .‬بالنسبة لمؤجر العقار‬
‫ال ينتج عقد تأجري تسيري احملل التجاري أثاره إزاء دائين طريف العقد بل تتعدى أثاره إىل كل من‬
‫مؤجر العقار ومشرتي احملل التجاري‪ ,‬ومبا أن صاحب احملل التجاري ال ميلك العقار الذي ميارس فيه‬
‫جتارته فهو مستأجر فقط‪ ،‬لذلك يوجد يف هذه احلالة ثالثة أطراف‪ ,‬هم‪:‬‬
‫‪ .1‬مالك العقار الذي يستثمر فيه احملل‪.‬‬
‫‪ .2‬مالك احملل الذي وافق على تأجري تسيري حمله‪.‬‬
‫‪ .3‬املستأجر املسري للمحل التجاري الذي يقوم باستغالله‪.‬‬
‫فالعالقة األوىل ختص العقار وجتمع مالك العقار مبالك احملل التجاري‪ ,‬فالعقد الذي يربطهما هو‬
‫عقد اإلجيار‪ ،‬إذ يلتزم صاحب احملل بدفع بدل اإلجيار لصاحب العقار كمقابل الستغالل األماكن‬

‫‪123‬‬
‫املؤجرة لكونه مستأجر للعقار‪ ,‬أما العالقة الثانية ختص احملل التجاري وجتمع صاحبه باملستأجر املسري‬
‫والعقد الذي يربطهما يعترب عقد تأجري تسيري‪.‬‬
‫لذلك ال تظهر أي عالقة قانونية مباشرة بني صاحب العقار واملسري احلر‪ ،‬إذ يظل مؤجر العقار‬
‫مرتبطاً مع مستأجر العقار‪ ،‬بالرغم من إبرام عقد تأجري التسيري‪ ,‬واملسري احلر هنا ال حيق له املطالبة‬
‫بتجديد اإلجيار ألنه ال توجد أي عالقة قانونية مباشرة بينه وبني مؤجر العقار‪ ،‬لكونه ليس مستأجراً‬
‫للعقار بل هو مستأجر احملل التجاري لذا فهو ال يعترب مستأجراً من الباطن هلذا العقار‪.‬‬
‫هلذا فإن اإلجيار الكلي أو اجلزئي من الباطن للعقار حيظر إال إذا اشرتط ذلك مبوجب عقد‬
‫اإلجيار أو مبوافقة املؤجر‪ ,‬وهذا حسب نص املادة ‪ 233‬ق‪.‬ت‪ ,‬يكتسب املستأجر املسري حقوقه من‬
‫صاحب احملل التجاري وليس من صاحب العقار‪ ,‬مبعىن أنه ال ميلك أي ح يق على هذا األخري‪,‬‬
‫كإرغام مالك العقار على جتديد اإلجيار أو دفع تعويض اإلخالء‪ ,‬لذلك مينح ملؤجر احملل التجاري‬
‫كونه مستأجر العقار حق امللكية التجارية وليس للمسري احلر‪ ،‬لكن منطقياً يسمح هلذا األخري عند‬
‫انقضاء عقد اإلجيار طلب جتديد العقد وفقاً للشروط الواردة يف العقد الذي انتهت مدته‪ ,‬ويبدو أن‬
‫للمسري احلر طلب جتديد تأجري العقار من صاحبه باستعمال الدعوى غري املباشرة‪ ،‬ولكن يف حدود‬
‫حقوق مؤجر احملل التجاري‪ ,‬فالتاجر الذي ميلك العقار واحملل التجاري معاً بإمكانه أن مينح اإلجيار‬
‫على احملل وكذا العقار‪ ,‬ويف هذه احلالة فإن صاحب العقار ملزم بدفع التعويض للمسري احلر بسبب‬
‫التحسينات اليت قام هبا واليت زادت من قيمة العقار‪.‬‬

‫الفرع ‪ :3‬انقضاء عقد تأجير المحل التجاري‬


‫حسب القواعد العامة لإلجيار فإن عقد تأجري احملل التجاري يكون ملدة حمددة متفق عليها‪,‬‬
‫وبالتايل فإن انتهاء املدة ينهي عقد اإلجيار حىت ولو كان ملدة طويلة دون احلاجة إىل تنبيه باإلخالء‬
‫(املادة ‪ 464‬مكرر ‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫لكن وبالرجوع للمادة ‪ 293‬ق‪.‬ت فإن إجيار احملالت التجارية ال ينتهي إال بأثر تنبيه باإلخالء‬
‫حسبما جرت عليه العادات احمللية يف مدة ستة أشهر قبل األجل على األقل‪ ،‬كما أنه وطبقاً للمادة‬

‫‪124‬‬
‫‪ 299‬ق‪.‬ت فإنه إذا تعلق األمر بعدم تنفيذ التزام معني فإنه ال جيوز االدعاء باملخالفة املقرتفة من‬
‫قبل املستأجر إال إذا تواصل ارتكاهبا ألكثر من شهر بعد إنذار املؤجر بتوقيفها‪ ,‬وجيب أن يتم اإلنذار‬
‫‪236‬‬
‫بعقد غري قضائي مع إيضاح السبب املستند إليه وإال كان باطالً‪.‬‬
‫كما أن هالك احملل التجاري جيعل إجياره ينقص بقوة القانون سواء كان اهلالك مادياً كنشوب‬
‫ي بغلق احملل أو نزع‬
‫حريق يف احملل أتى على مجيع حمتوياته‪ ,‬أو كان اهلالك قانونياً كصدور قرار إدار ي‬
‫ملكيته للمنفعة العامة‪ ,‬كما ينقضي عقد التأجري بسب الفسخ سواء كان باتفاق الطرفني يف حال‬
‫عدم االستغالل الكايف إذا كان هذا الشرط مذكوراً يف عقد اإلجيار‪ ,‬أو عن طريق القضاء إذا صدر‬
‫حكم ببطالن العقد بناء على طلب من أحد الطرفني‪.‬‬
‫فإذا تويف املستأجر فإن عقد اإلجيار بالتسيري ينقضي ألنه يقوم على االعتبار الشخصي‬
‫للمستأجر خالفاً ملا تنص عليه القواعد العامة‪ ,‬ألن اإلجيار ال ينتهي مبوت املؤجر أو املستأجر‪ ,‬وبناء‬
‫عليه ال حيق لورثة املستأجر االستمرار يف استغالل وتسيري احملل التجاري‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬رهن المحل التجاري‬


‫أجاز القانون رهن احملل التجاري دون أن تنتقل حيازته إىل الدائن املرهتن‪ ،‬ويعترب ذلك خروجاً‬
‫‪237‬‬
‫وخروج‬ ‫على القواعد العامة ألن احملل التجاري مال منقول ورهن املنقول ال يكون إال حيازياً‪,‬‬
‫املشرع التجاري على هذا القواعد العامة اهلدف منه تيسري االئتمان التجاري‪.‬‬

‫الفرع ‪ :1‬الشروط الموضوعية‬


‫يشرتط لصحة الرهن توافر كافة الشروط املوضوعية اليت جيب توافرها طبقاً للقواعد العامة يف عقد‬
‫الرهن عموماً‪ ,‬كالرضا الصحيح واحملل والسبب واألهلية‪ ,‬باإلضافة إىل الشروط املوضوعية األخرى‬
‫اليت تتعلق بالرهن‪.‬‬

‫‪ -236‬وهو ما قرَّ رته المحكمة العليا في أحد القضايا حيث تم تنبيه مستأجر المحل التجاري لمدة شهر واحد فقط وبرسالة مؤمنة ولم يُذكر فيه‬
‫األسباب التي أدت إلى توجيهه كما لم يذكر مضمون المادة ‪ 112‬ق‪.‬ت ولم يأمر المالك المستأجر بأداء ما بذمته من إيجار عمالً بأحكام المادة‬
‫‪ 155‬ق‪.‬ت ولما قضى القرار المطعون فيه بطرد المستأجر بدون مراعاة المادة ‪ 155‬ق‪.‬ت فإنه يكون مشوبا بالبطالن‪.‬‬
‫أنظر قرار المحكمة العليا رقم ‪ 52512‬بتاريخ ‪ ،1191/11/51‬نشرة القضاة‪ ،‬عدد ‪ ،1192 ،1‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -237‬علي بن غانم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪125‬‬
‫‪ )1‬الشروط الخاصة بالمدين الراهن‬
‫يشرتط وفقاً للقواعد العامة يف الرهن أن يكون املدين الراهن مالكاً للشيء املرهون وأهالً للتصرف‬
‫فيه‪ ،‬وقد خرج القانون على هذه القواعد حينما أعطى ملستأجر احملل التجاري من خالل عقد تأجري‬
‫استغالله حق رهن احملل التجاري‪ ,‬وبالتايل جيوز رهن احملل التجاري من املستأجر الذي لديه حق‬
‫استغالله من خالل عقد إجيار استغالل احملل التجاري‪.‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك جيب أال يقع الرهن من املدين الراهن خالل فرتة الريبة ألن الرهن يف هذه‬
‫احلالة سوف يكون باطالً بطالناً وجوبياً أو جوازياً‪.‬‬

‫‪ )2‬الشروط الخاصة بالدائن المرتهن‬


‫فرض املشرع على املدين الراهن دائناً معيناً ال جيوز رهن احملل التجاري إال لديه‪ ،‬وذلك خروجاً‬
‫على القواعد العامة اليت تعطي للمدين حرية اختيار الدائن الذي يرغب يف االقرتاض منه ورهن حمله‬
‫لديه‪ ،‬وتربير ذلك أن املقصود هبذا النص محاية املدين الراهن من استغالل وجشع املرابني عن طريق‬
‫فرض شروط قاسية حتت ضغط حاجة النقود‪ ,‬وهو ما تتنزه عنه املؤسسات املصرفية أو التمويلية‪.‬‬
‫كما أنه يعترب ميزة منحها املشرع للمشروعات الرأمسالية الكبرية اليت تتمثل يف املصارف‪ ،‬فقصر‬
‫عليها هذا االمتياز‪.‬‬

‫‪ )3‬موضوع الرهن‬
‫األصل أن رهن املنقوالت ال يكون إال رهناً حيازياً‪ ,‬ويرتتب على هذا الرهن احليازي أن يتخلى‬
‫املدين الراهن لدائنه املرهتن عن حيازة هذا املنقول‪ ,‬وذلك أن حيازة املنقول هي شرط لنفاذه يف‬
‫مواجهة الغري‪.‬‬
‫وال شك أن تطبيق هذه القاعدة مبا يرتتب عليها من أثر شأنه اإلساءة للمدين الراهن إذا كان‬
‫حمل الرهن هو املتجر‪ ،‬ذلك أن انتقال املتجر إىل الدائن املرهتن يؤدي إىل عواقب وخيمة تقع باملدين‬
‫الراهن‪ ,‬حيث حيرم من مباشرة استغالل متجره يف التجارة فتكون عليه ديون يصعب عليه الوفاء هبا‬
‫حلرمانه من وسيلة االستثمار اليت ميلكها واليت تزوده بالقدرة املتجددة على سداد ما عليه‪ ،‬وملا كان‬

‫‪126‬‬
‫حصول التاجر على القروض الزماً له يف نفس الوقت لدفع استثماراته والتوسع يف مشروعه التجاري‬
‫فلقد أجاز املشرع رهن احملل التجاري‪ ،‬باعتباره منقوالً معنوياً مع بقاء احليازة للمدين الراهن ودون أن‬
‫تنتقل إىل الدائن املرهتن‪ ,‬وبالتايل ميكن للتاجر احلصول على القروض بضمان حمله التجاري دون أن‬
‫يفقد حيازته‪ ،‬ولذلك فإن حمل الرهن هو احملل التجاري‪.‬‬
‫وملا كان احملل التجاري يتكون من جمموعة العناصر املادية واملعنوية املخصصة ملزاولة مهنة التجارة‬
‫وجب حتديد العناصر اليت يشملها الرهن‪ ،‬إذاً جيب أن يقع الرهن على العناصر اإلجبارية والضرورية‬
‫لطبيعة النشاط التجاري الذي يزاوله التاجر‪ 238,‬وباعتبار أن احملل خيتلف من حمل إىل آخر وحسب‬
‫احلالة اليت كان عليها احملل التجاري عند الرهن والعناصر اليت يتضمنها العقد‪ ،‬مع العلم أن املشرع‬
‫اجلزائري يف املادة ‪ 224‬ق‪.‬ت تناول عناصر اليت يشملها الرهن غري أنه استبعد عنصر البضائع من‬
‫عملية الرهن‪ ،‬وهذا ما يدفعنا إىل دراسة العناصر اليت يشملها الرهن احليازي للمحل التجاري بذكر‬
‫العناصر األساسية والعناصر الثانوية يف احملل‪ ،‬آخذين بعني االعتبار التمييز بني حالتني‪:‬‬
‫يف حالة حتديد العناصر املرهونة‪ ,‬ويف حالة استبعاد عناصر وعدم حتديدها‪.‬‬
‫وباستقراء ما جاء يف املادة ‪ 96‬ق‪.‬ت السابق ذكرها يتضح أن العناصر املعنوية للمحل التجاري‬
‫هي‪( :‬االتصال بالعمالء‪ ,‬السمعة التجارية‪ ،‬احلق يف اإلجيار‪ ،‬االسم التجاري‪ ،‬العنوان التجاري‪،‬‬
‫براءات االخرتاع‪ ,‬الرسوم والنماذج الصناعية والعالمات التجارية‪ ,‬وميكن إضافة الرخص واإلجيارات‬
‫حقوق امللكية األدبية والفنية)‪ ،‬حيث أن هذه العناصر هي جوهر احملل التجاري اليت جيب أن يرد‬
‫الرهن عليها‪ ,‬وهذا دون البضائع اليت مل يتم ذكرها وبالتايل ال جيوز أن يشملها الرهن‪ ,‬وهو ما نصت‬
‫عليه املادة ‪ 224‬ق‪.‬ت السابق ذكرها اليت ذكرت عناصر احملل التجاري اليت يشملها الرهن‪ ,‬وهذا‬
‫التعداد جاء على سبيل احلصر‪ ,‬إضافة لذلك فال ميكن أن يشمل الرهن احليازي للمحل التجاري‬

‫‪ -238‬د‪ .‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.251 – 259‬‬
‫‪Dr. Muhied Kaissi : Droit des affaires business Law, Librairie juridique Al Halabi, Université Arabe de‬‬
‫‪Beyrouth, faculté de droit, 3éme année, 2009, p 50.‬‬

‫‪127‬‬
‫الديون واحلقوق الشخصية النامجة عن استثمار املتجر‪ ،‬كما ال يشمل العقارات والدفاتر التجارية‬
‫ويعود هذا إىل استبعاد هذه العناصر من حمتوى احملل التجاري‪.‬‬
‫فإذا مل يتفق طريف عقد الرهن على العناصر اليت يشملها‪ ،‬فإن املادة ‪ 224‬ق‪.‬ت السابق ذكرها‬
‫قررت يف هذه احلالة قصر الرهن على العنوان واالسم التجاري واحلق يف اإلجيار واالتصال بالعمالء‬
‫‪239‬‬
‫والسمعة التجارية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬الشروط الشكلية‬


‫إن رهن احملل التجاري ال يستلزم نزع حيازة هذا احملل‪ ،‬إال أن هذه القاعدة قد تكون سبباً يف‬
‫بعض الغموض لدى الغري‪ ،‬ألن رهن املنقول يتطلب عموماً انتقال احليازة من املدين الراهن إىل‬
‫الدائن املرهتن‪ ،‬إن بقاء احملل التجاري يف يد التاجر الذي يواصل استغالله ال يسمح مبعرفة الوضعية‬
‫احلقيقية للتاجر وميكن االعتقاد أن احملل التجاري غري مثقل برهن‪ ،‬وهلذا السبب نص املشرع على‬
‫شروط شكلية دقيقة وعلى إجراءات خاصة بنشر عملية الرهن قصد محاية الغري ليعلم أن احملل أصبح‬
‫موضوع رهن حيازي بالرغم من أنه يف يد التاجر‪ ,‬تتمثل هذه الشروط يف ما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬الكتابة الرسمية للعقد‬


‫جيب يف التشريع اجلزائري إثبات الرهن احليازي للمحل التجاري بعقد رمسي‪ ،‬فالكتابة الرمسية إذاً‬
‫هي ركن من أركان العقد وليست جمرد شرط إلثباته‪ ،‬فإذا ختلفت الكتابة الرمسية كان عقد الرهن‬
‫باطالً كما هو احلال بالنسبة لبيع احملل التجاري‪ ,‬ألن الكتابة هنا الزمة إلثبات الرهن ومنح صاحبه‬
‫‪240‬‬
‫وسيلة ليتمسك حبقه يف مواجهة الغري‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 214‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫إضافة إىل ذلك يشرتط إن يكون الدائن املرهتن أحد البنوك أو املؤسسات اليت يقوم الوزير‬
‫بتحديدها‪ ،‬ألن الرهن لغري البنوك املرخص هلا يعد باطالً بطالناً مطلقاً ألنه يعترب من النظام العام‪,‬‬
‫واهلدف من هذا هو مراعاة مصلحة املدين الراهن حىت ال تكون حاجته إىل النقود سبباً يف استغالل‬

‫‪ -239‬حيث جاء فيها‪ ..." :‬وإذا لم يعين صراحة وعلى وجه الدقة في العقد ما يتناوله الرهن فأنه ال يكون شامالً إال عنوان واالسم التجاري‬
‫والحق في اإلجارة والزبائن والشهرة التجارية"‪.‬‬
‫‪ -240‬حيث نصَّت على‪ُ " :‬يثبت الرهن الحيازي بعقد رسمي ‪."...‬‬

‫‪128‬‬
‫الغري له‪ ،‬ومثال ذلك محاية صغار التجار من جشع املرابني الذين ينتهزون حاجة املدين امللحة إىل‬
‫االقرتاض لكي يفرضوا عليه شروطاً جمحفة‪ ،‬ويالحظ بأن املشرع أراد تطهري عامل التجارة ومحاية‬
‫التجار ضد األشخاص الذين تكون سلوكياهتم غري محيدة‪ ,‬وهلذا الغرض نص بوضوح على أنه ال‬
‫جيوز أن يتدخل بطريق مباشر أو غري مباشر ولو بالتبعية كسماسرة أو وسطاء أو مستشارين مهنيني‬
‫يف التنازالت والرهون املتعلقة باحملالت التجارية أو األفراد احملكوم عليهم جبرمية أو تفليس أو سرقة أو‬
‫خيانة األمانة أو االختيار‪...‬اخل‪ ،‬كما جاء يف نص املادة ‪ 244‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫لكن إذا كان األصل أن الكتابة الرمسية ضرورية إلثبات الرهن فإن املشرع اجلزائري أقر استثناءً هلذه‬
‫القاعدة يف القانون اخلاص بالنقد والقرض رقم ‪ 24/44‬السابق ذكره‪ ،‬فأجاز أن تتم عملية رهن‬
‫احملل التجاري لصاحل البنوك واملؤسسات املالية مبوجب عقد عريف مسجل حسب األصول‪ ،‬وهذا ما‬
‫جاء يف فحوى نص املادة ‪ 211‬ق‪.‬ت بواسطة عقد رمسي أو عريف يسجل برسم حمدد‪ ,‬واملقصود‬
‫من ذلك إن الكتابة اليت يفرغ فيها العقد قد تكون رمسية أو عرفية مقرونة بالتصديق على التوقيعات‬
‫فيها‪ ,‬مبعىن إن املشرع مل يشرتط احملرر الرمسي لزاماً كما هو احلال يف الرهن الرمسي‪ ,‬ألنه قدر أن‬
‫التاجر يدرك وال شك طبيعة تصرفه وأثاره ويكون على بينة من األخطار اليت يتعرض هلا برهن حمله‬
‫التجاري‪ ,‬وغىن عن البيان إن العقد جيب أن يتضمن اسم الدائن واسم املدين وبيان احملل التجاري‬
‫املرهون وبيان مقدار الدين املضمون بالرهن وميعاد استحقاقه وما إذا كان منتجاً للفوائد وسعرها‬
‫وتاريخ سرياهنا ومراعاة األحكام العامة الواردة يف القانون املدين خبصوص الرهن‪.‬‬
‫أما إذا كان الرهن بني املدين ومؤسسة مالية فيتم بنفس إجراءات الكتابة والشهر وجيب أن‬
‫يتضمن على بيانات من اسم املدين واسم الشخص املعنوي وبيان احملل التجاري املرهون‪ ،‬وبيان‬
‫مقدار الدين املضمون بالرهن وميعاد استحقاقه‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫وبالتايل بعد تسجيله يف السجل التجاري وقيده يعترب شرطاً لسريان الرهن يف حق الغري‪ ،‬إذاً‬
‫مبقتضى هذا القيد يستطيع الغري رغم استمرار املدين الراهن يف حيازة حمله التجاري واستثماره له‪ ،‬أن‬
‫يعلم حبق الدائن املرهتن‪ ,‬وبالتايل تقوم املؤسسة املالية بإعطاء قرض للمدين الراهن مقابل رهنه للمحل‬
‫التجاري كضمان وذلك من أجل مزاولة جتارته ونشاطه التجاري كما جاء يف نص املادة ‪ 411‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪ )2‬شهر عقد الرهن‬


‫خاص باملركز الوطين للسجل التجاري الواقع بدائرته احملل‬
‫سجل ي‬
‫ي‬ ‫يتم الشهر مبجرد قيد الرهن يف‬
‫التجاري ويغين ذلك عن انتقال حيازته إىل الدائن املرهتن‪ ،‬إذ أنه بالشهر ميكن نفاذ الرهن واالحتجاج‬
‫به يف مواجهة الغري‪ ,‬ومبجرد إمتام إجراءات القيد يتقرر وجود االمتياز املرتتب على الرهن على غرار‬
‫االمتياز املمنوح لبائع احملل التجاري‪ ،‬وإذا مشل الرهن احليازي فرعاً أو فروعاً هلذا احملل فيجب إمتام‬
‫نفس اإلجراء‪ ,‬أي استيفاء إجراءات القيد املذكورة سابقاً‪ ،‬وجيب القيام بقيد الرهن خالل ثالثني‬
‫يوماً من تاريخ العقد التأسيسي وإال وقع حتت طائلة البطالن‪ ،‬وجيوز لكل ذي مصلحة وإن كان‬
‫‪241‬‬
‫وحيدد القيد‬ ‫املدين نفسه إن يتمسك هبذا البطالن وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 212‬ق‪.‬ت‪،‬‬
‫مرتبة امتياز الدائنني املرهتنني فيما بينهم حبسب ترتيب تاريخ قيودهم‪ ،‬وتكون للدائنني يف يوم واحد‬
‫رتبة واحدة متساوية‪ ,‬وهذا ما جاء يف نص املادة ‪ 211‬ق‪.‬ت‪ ،‬ويرتتب على عدم قيد الرهن عدم‬
‫سريانه يف مواجهة الغري‪ ،‬أي ال ميكن االحتجاج به إزاء الغري وبالضبط إزاء دائين صاحب احملل‬
‫التجاري‪ ،‬وجند هذا احلل أساسه يف طبيعة رهن احملل الذي يتم دون نزع احليازة‪ ،‬األمر الذي‬
‫يستوجب إشهاره ليكون الغري على علم به‪ ،‬لذلك اشرتط املشرع اجلزائري استكمال إجراءات القيد‬
‫حلماية الدائنني‪ ،‬وبالتايل حلماية حقوق الغري وهو ما أدى باملشرع إىل اختاذ بعض التدابري االحتياطية‪,‬‬
‫لذلك إذا كان صاحب املتجر يف حالة التصفية القضائية أو اإلفالس فإنه جيب تطبيق أحكام املواد‬
‫‪ 114‬و ‪ 111‬و ‪ 116‬ق‪.‬ت‪ ،‬ومن مث إذا رتب املفلس رهناً حيازياً على حمله التجاري بعد شهر‬
‫إفالسه فال ميكن نفاذه يف مواجهة الدائنني‪.‬‬

‫‪ -241‬حيث جاء فيها‪" :‬يجب إجراء القيد خالل ثالثين يوما ً من تاريخ العقد التأسيسي تحت طائلة البطالن ‪."...‬‬

‫‪130‬‬
‫وإذا مشل الرهن حقوق امللكية الصناعية كرباءات االخرتاع أو عالمات املصنع أو الرسوم والنماذج‬
‫الصناعية‪ ،‬فال يكون رهنها حجة على الغري إال بعد استكمال إجراءات معينة خاصة هبذه احلقوق‬
‫لدى املركز الوطين للملكية الصناعية‪ ,‬وعلى ذلك فإن العقود املتضمنة رهن براءات االخرتاع أو رسوم‬
‫ومناذج صناعية أو عالمات مصنع _أي املشتملة على العناصر املعنوية_ جيب أثباهتا كتابة وتسجيلها‬
‫يف دفرت خاص وإال كانت باطلة‪ ،‬مبعىن جيب اختاذ إجراءات الرهن بقيده باملعهد الوطين اجلزائري‬
‫للملكية الصناعية حىت يكون رهنها حجة على الغري‪ ،‬وبالتايل يلتزم التاجر شخصاً طبيعياً كان أو‬
‫معنوياً بإمتام إجراءات اإلشهار القانوين اإلجباري ليطلع الغري على حمتوى العقود اليت أبرمت‪ ،‬وهلذا‬
‫تسري األحكام اخلاصة باإلشهار القانوين على عملية رهن احملل التجاري‪ ,‬وتأسيساً على هذا يتم‬
‫اإلشهار يف النشرة الرمسية لإلعالنات القانونية ويف اجلرائد الوطنية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :3‬آثار عقد رهن المحل التجاري‬


‫إذا توافرت الشروط املوضوعية والشكلية لعقد رهن املتجر فإنه يرتب أثاراً قانونية بالنسبة للمدين‬
‫الراهن والدائن املرهتن والدائنني العاديني‪.‬‬

‫‪ )1‬بالنسبة للمدين الراهن‬


‫ال يرتتب على رهن احملل التجاري انتقال حيازته إىل الدائن املرهتن بل تظل احليازة للمدين الراهن‬
‫ليتمكن من االستمرار يف استغالله واستثماره‪ ,‬وإذا كان املشرع قد أعطى املدين الراهن حق حيازة‬
‫احملل التجاري‪ ,‬إال أنه من ناحية أخرى ألزمه باحملافظة على حقوق الدائن املرهتن‪ ،‬فقد قرر أن على‬
‫املدين الراهن أن يقوم بكل ما من شأنه احملافظة على العناصر اليت تقع عليها الرهن‪ ,‬وبصفة خاصة‬
‫عنصر االتصال بالعمالء والسمعة التجارية‪ ،‬وإذا كان احملل مؤجراً فعليه احملافظة على حق اإلجارة بأن‬
‫يقوم بدفع األجرة يف مواعيدها حىت ال يتعرض لفسخ عقد اإلجيار‪ ،‬وإذا كان الرهن يشمل املهمات‬
‫فإن على املدين الراهن واجب احملافظة عليها وصيانتها‪.‬‬
‫وإذا أخل املدين الراهن بالتزامه باحملافظة على عناصر احملل التجاري حمل الرهن فإنه يكون قد‬
‫أخل بالتزامه يف مواجهة الدائن املرهتن مما يؤدي إىل إضعاف التأمني املقرر لضمان الدين وبالتايل إىل‬

‫‪131‬‬
‫سقوط أجل الدين وحق الدائن يف التنفيذ على املال املرهون بسبب االمتناع عن الوفاء‪ ,‬واجلدير‬
‫بالذكر أن الرهن ال مينع املدين الراهن من القيام جبميع أنواع التصرفات يف احملل التجاري‪ ،‬ألهنا ال‬
‫تضر الدائن املرهتن‪ ,‬حيث يكون له حق تتبع احملل يف أي يد يكون‪ ،‬كما يكون للدائن حق التقدم‬
‫على غريه من أصحاب الديون املقيدة طاملا كان تاريخ قيد وشهر رهنه أسبق‪.‬‬

‫‪ )2‬بالنسبة للدائن المرتهن‬


‫ألزم القانون الدائن املرهتن بالقيام مبراقبة تصرفات املدين الراهن وخصوصاً تلك املتعلقة بنقل مركز‬
‫احملل التجاري أو فسخ اإلجيار‪ ،‬وأن يقوم الدائن باإلجراءات الالزمة ملنع املدين من كل حماولة هتدف‬
‫إىل حرمانه من االمتياز املقرر له على احملل التجاري ونقل تسجيل الرهن إىل املوكل اجلديد‪ ،‬وبالتايل‬
‫يرتب الرهن لدائن املرهتن حقاً عينياً على احملل التجاري املرهون‪ ،‬حبيث يكون له مبوجبه أن يستويف‬
‫حقه من مثن احملل املرهون طبقاً إلجراءات احلجز والبيع اليت نص عليها القانون التجاري‪ ،‬فهو يتمتع‬
‫باحلق يف التنفيذ على الشيء حمل الرهن باألفضلية وأولوية عن غريه من الدائنني‪ ,‬كما له حق التنفيذ‬
‫إذا انتقل الشيء إىل يد شخص آخر‪ ,‬وهذا ما يعرب عنه حبق التتبع‪ ،‬ولقد نصت املادة ‪ 216‬ق‪.‬ت‬
‫على أنه جيوز للدائن املرهتن واملقيد دينه على احملل التجاري أن حيصل على أمر ببيع احملل التجاري‬
‫الذي يضمن الرهن وذلك بعد ثالثني يوماً من اإلنذار بالدفع املبلغ املدين‪ ،‬ويرفع الطلب للمحكمة‬
‫اليت يستغل احملل التجاري يف دائرة اختصاصها‪ ,‬وكذلك احرتام اإلجراء الذي جاء يف املادة ‪441‬‬
‫‪242‬‬
‫كما تضمنت املادة ‪ 219‬ق‪.‬ت اإلجراءات املختلفة لبيع احملل‬ ‫ق‪.‬م يف الفقرة األوىل منها‪,‬‬
‫التجاري الذي يكون موضوعه عقد رهن‪.‬‬
‫ونستخلص يف النهاية بأن املرهتن يتمتع حبق األولوية وحق التتبع يف استيفاء حقه على غريه من‬
‫دائين التاجر الراهن‪.‬‬

‫‪ -242‬حيث نصَّت على أنه‪ " :‬يمكن للدائن بعد التنبيه على المدين بالوفاء‪ ،‬إن ينفذ بحقه على العقار المرهون ويطلب بيعه في اآلجال ووفقا ً‬
‫لألوضاع المقررة في قانون اإلجراءات المدنية‪."...‬‬

‫‪132‬‬
‫أ‪ .‬حق التقدم‬
‫فالدائن املرهتن إذا مل يستوف دينه كان له حق التنفيذ على احملل التجاري وأخذ دينه باألولوية‬
‫وفقاً لتاريخ قيد وشهر الرهن يف السجل اخلاص وصحيفة السجل التجاري‪ ،‬وجيب توافر القيد‬
‫والشهر معاً لكي يعتد بالرهن يف مواجهة الغري‪.‬‬
‫وإذا كان هناك أكثر من دائن مرهتن ومت القيد والشهر يف يوم واحد كانت له مرتبة واحدة‪ ,‬وإذا‬
‫كان هناك دائن مرهتن للمحل التجاري ودائن مرهتن للعقار _بأن كان املدين مالكاً للعقار الذي فيه‬
‫احملل التجاري ورهن العقار رهناً رمسياً مع األثاث واملهمات بوصفها عقاراً بالتخصيص_ فإن األولوية‬
‫هنا تكون حبسب تاريخ قيد وشهر الرهن‪ ،‬أما إذا أجري القيدان يف يوم واحد تقدم الرهن العقاري‬
‫على رهن احملل التجاري‪ ,‬ويضمن الرهن للدائن أولوية يف استيفاء الدين وفوائده‪ ,‬وإذا كان املتجر‬
‫املرهون مؤمن عليه وهلك انتقل حق الدائن املرهتن إىل مبلغ التأمني‪.‬‬

‫ب‪ .‬حق التتبع‬


‫يتمثل حقه يف إمكانية الدائن املرهتن من مالحقة من انتقل إليه املرهون وأخذ حقه باألولوية على‬
‫غريه من الدائنني العاديني أو املرهتنني التالني له يف املرتبة‪ ,‬أي ميكنه تتبع احملل التجاري يف أي يد‬
‫يكون من أجل استيفائه لدين الثمن‪ ,‬وال ميكن للحائز حسن النية إن يدفع باحليازة ألن احملل‬
‫التجاري كما سبق القول مال منقول معنوي ال تنطبق عليه قاعدة احليازة يف املنقول سند امللكية‬
‫كذلك جيوز للدائن املرهتن طلب بيع احملل التجاري أينما وجد وفق أحكام املادة ‪ 231‬ق‪.‬ت‪ ,‬كما‬
‫جيوز للمشرتي الذي انتقل إليه احملل القيام بتطهريه من كافة الديون اليت تثقله‪ ،‬وبالتايل نستخلص بأن‬
‫امتياز الدائن املرهتن املتمثل يف حق التتبع للمحل التجاري يف كل يد انتقل إليها فهو يتمسك حبقوقه‬
‫الناجتة عن الرهن إزاء املدين املرهتن وكذلك إزاء املالك اجلديد واحلق بالقيام بإجراءات التنفيذ يف‬
‫مواجهة احلائز اجلدي للمتجر‪ ،‬غري أنه بإمكان املشرتي القيام بالتطهري أي بتسديد كافة الديون اليت‬
‫تثقل احملل‪ ,‬وجتري املالحقة عن طريق القضاء‪ ,‬كما يستطيع طلب عرض املال املرهون للبيع‪,‬‬
‫ويستطيع املدين نفسه طلب البيع يف حالة عدم التسديد‪ ,‬وهو ما يستفاد املادة ‪ 211‬ق‪.‬ت‪ ,‬وأجاز‬

‫‪133‬‬
‫القانون يف املادة ‪ 234‬ق‪.‬ت بيع أحد عناصر احملل التجاري بعد تبليغ الدائنني اآلخرين بعشرين‬
‫يوماً‪ ,‬كما أجاز بيع املعدات والبضائع مع احملل التجاري يف وقت واحد‪ ،‬باألمثان األساسية املتميزة‬
‫أو بأمثان متميزة وفق دفرت الشروط‪.‬‬

‫‪ )3‬بالنسبة للغير‬
‫مبجرد قيد رهن احملل التجاري يصبح سارياً يف حق الغري فيكون للمرهتن أن يستويف حقه من مثن‬
‫احملل املرهون باألولوية على الدائنني العاديني والدائنني املرهتنني الالحقني له يف املرتبة‪ ،‬كما يكون له‬
‫أن يتبع احملل املرهون يف أي يد يكون إذا خرجت من ملك الراهن‪ ,‬وتقضي الفقرة اخلامسة من املادة‬
‫‪ 213‬ق‪.‬ت بأن قيد الرهن احليازي ميكن أن جيعل الديون السابقة عليه‪ ،‬واليت يكون موضوعها‬
‫استغالل احملل التجاري يف حالة األجل‪ ،‬وبالتايل يتضح أنه من حق الدائنني العاديني السابقني على‬
‫قيد الرهن إذا تعلقت ديوهنم باستغالل احملل التجاري أن يطلبوا سداد ديوهنم قبل مواعيد استحقاقها‪,‬‬
‫مبعىن أن املشرع أجاز للدائنني العاديني الذين تكون ديوهنم متعلقة باستغالل احملل التجاري طلب‬
‫احلكم بسقوط اآلجال وسداد ديوهنم قبل مواعيد استحقاقها إذا أصاهبم ضرر من ذلك القيد‪ ،‬مثل‬
‫إذا كان الدين املضمون بالرهن يستغرق قيمة احملل ومل تكن للمدين أموال أخرى سواه وبالتايل جيوز‬
‫سقوط أجال الديون طبقاً للقواعد العامة إال يف األحوال اليت نص عليها القانون املدين على سبيل‬
‫احلصر أو بناءً على اتفاق الطرفني‪.‬‬
‫إال أن املشرع خرج على هذه القواعد فيما يتعلق برهن احملل التجاري‪ ،‬وملا كان احلكم املتقدم‬
‫ميثل استثناءً على القواعد العامة‪ ،‬فقد وضع له املشرع حدوداً ضيقةً‪ ،‬مبعىن أنه ال ميكن املطالبة‬
‫بإسقاط آجال الديون إال إذا توافرت الشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ ‬أن يكون الدين عاديا‪ :‬وبالتايل ال يتقرر طلب إسقاط األجل للدائنني أصحاب احلقوق‬
‫املضمونة التالني على الدائن املرهتن‪ ،‬ذلك أن هؤالء ارتضوا بالضمان مع علمهم بأسبقية حق‬
‫الدائن املرهتن‪ ،‬لكن مىت تنازل هؤالء عن حق الضمان املقرر هلم قبل قيد الرهن أصبحوا من‬
‫الدائنني العاديني وجيوز هلم طلب إسقاط آجال ديوهنم‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون الدين سابقا في نشأته على قيد الرهن‪ :‬ذلك أن الدائن العادي يكون يف هذه‬
‫احلالة قد عول على قيمة احملل التجاري كجزء من الضمان العام ملدينه من قبل تعلق الرهن به‪،‬‬
‫أما الدائن الذي نشأ دينه بعد قيد الرهن فإنه يكون قد منح األجل ملدينه مع علمه بورود الرهن‬
‫على احملل التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬إن يكون الدين متعلقا باستغالل المحل التجاري‪ :‬ألن الدائن يعول على قيمة احملل التجاري‬
‫يف تعامله مع التاجر مبناسبة نشاطه التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يصيب الدائن العادي ضرر بسبب رهن المحل التجاري‪ :‬كأن يكون الدين‬
‫املضمون يستغرق قيمة احملل التجاري‪ ،‬ومل يكن للتاجر أموال أخرى ذات قيمة ميكن التعويل‬
‫عليها عند التنفيذ إذا مل يرتتب ضرر بالدائن العادي بسبب الرهن فال جيوز له طلب إسقاط‬
‫أجل الدين ويكون تقدير مدى تضرر الدائن من عدمه بسبب الرهن من سلطة قاضي املوضوع‪.‬‬

‫الفرع ‪ :4‬انقضاء رهن المحل التجاري‬


‫مل ينص القانون التجاري على أحكام خاصة بانقضاء رهن احملل التجاري‪ ,‬وعليه نرجع إىل‬
‫القانون املدين‪ ،‬حبيث يتبني من خالل املادتني ‪ 464‬و ‪ 461‬ق‪.‬م أن هناك أسباباً ينقضي هبا رهن‬
‫احملل التجاري‪ ,‬واليت ستتطرق إليها وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬انقضاء الدين‬
‫ينقضي الرهن بانقضاء الدين‪ ،‬بالوفاء به يكون قد استلمه من الدائن املرهتن متبوعا بإجراءات‬
‫شطب الرهن أو غريها من أسباب انقضاء الدين بصفة عامة كاإلبراء أو املقاصة‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ )2‬التنفيذ على المحل التجاري المرهون‬
‫قد يفك الرهن بالتنفيذ على احملل املرهون يف حالة عدم الوفاء بالدين يف ميعاد االستحقاق‬
‫حسب إجراءات التنفيذ‪ ،‬مثل أن يطالب الدائن املرهتن ببيع احملل التجاري نتيجة لعدم الوفاء بالدين‪،‬‬
‫وتقرر احملكمة إعادة إعالن احملل التجاري إىل املزاد العلين‪ ,‬وبالتايل إذا انقضى الرهن وكان وارداً على‬
‫احملل التجاري يف جمموعة‪ ،‬وجب شطب القيد من السجل التجاري مبوجب إجراءات معينة‬
‫‪243‬‬
‫واملنصوص عليها يف املادتني ‪ 246‬و ‪ 249‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫حيث ينتهي االمتياز على احملل التجاري بانتهاء عشر سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة وهذا ما‬
‫نصت عليه املادة ‪ 243‬ق‪.‬ت‪ ،‬كما ينقضي رهن أدوات ومعدات التجهيز مبرور مخس سنوات‬
‫اعتباراً من تاريخ تسجيله يف السجل التجاري أو آخر إجراء له‪ ,‬فيمكن جتديده قبل انتهاء املدة‬
‫املذكورة‪ ,‬وجتدد مرة أخرى فقط قبل انتهاء املدة الثانية‪ ,‬وهو ما يفهم من املادة ‪ 262‬ق‪.‬ت‪ ،‬وإذا مل‬
‫‪244‬‬
‫تتم إجراءات التجديد قبل انتهاء املدة املذكورة يسقط الرهن‪ ,‬وكذلك نصت املادة ‪ 264‬ق‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ )3‬تنازل الدائن المرتهن‬


‫كذلك قد ينقضي الرهن بتنازل الدائن املرهتن عن حقه يف رهن احملل التجاري‪ ,‬وهذا قد يكون‬
‫صراحة أو ضمنياً‪ ،‬وسند القول نص املادة ‪ 461‬ق‪.‬م‪ 245,‬ويف حالة اشرتاك الدائن مع بقية الدائنني‬
‫يف املال املرهون وجب موافقتهم لكي ينفذ يف حقهم‪.‬‬

‫‪ -243‬حيث جاء في المادة ‪ 112‬في الفقرة ‪" :15‬إذا كانت الدعوى تتعلق بطلب شطب قيود متممة في دائرات اختصاص مختلفة على محل‬
‫تجاري وفروعه‪ ،‬فترفع بالنسبة لجميعها أمام المحكمة التي تقع بدائرتها المؤسسة األصلية‪."...‬‬
‫كما نصَّت المادة ‪ 115‬على‪" :‬يجب على مأمور السجل التجاري أن ُيسلم لكل طالب جدوالً بالقيود الموجودة مع البيانات المتعلقة باألسبقية أو‬
‫الشطب الجزئي أو الكلي أو الحلول الجزئي أو الكلي وإما شهادة بعدم وجود قيد أو بوجوده بدون تفصيل‪.‬‬
‫كما يجب أن ُيسلَّم لكل طالب جدول بالقيود أو البيانات التي ت َّمت بالمعهد الجزائري للمكية الصناعية وتنظيمها‪.‬‬
‫ويجوز للموظف العمومي المكلَّف ببيع محل تجاري متى رأى لزوما ً لذلك أن يحصل من مأمور السجل التجاري على جداول القيد المودعة‬
‫بالمركز الوطني للسجل التجاري والمتعلمة بالمحل التجاري"‪.‬‬
‫‪ -244‬حيث جاء فيها‪ " :‬يخضع امتياز الدائن المرتهن مع مراعاة االستثناءات المقررة في هذا القانون‪ ،‬ألحكام الفصل الثالث المتعلق بالبيع‬
‫يخص إجراءات القيد وحقوق الدائنين في حالة انتقال المحل التجاري وحقوق مؤجر العقار وتطهير‬ ‫ُّ‬ ‫والرهن الحيازي للمحالت التجارية فيما‬
‫االمتيازات المذكورة وإجراءات رفع المعارضة"‪.‬‬
‫‪ -245‬حيث نصَّت على‪..." :‬إذا تنازل الدائن المرتهن عن هذا الحق‪ .‬على أنه يجوز أن يحصل التنازل ضمنا ً بتخلي الدائن باختياره عن الشيء‬
‫تقرر لمصلحة الغير فإن تنازل الدائن ال ين َّفذ في حق‬
‫المرهون أو من موافقته على التصرف فيه دون تحفظ‪ .‬غير أنه أذا كان الشيء مثقالً بحقٍّ َّ‬
‫هذا الغير أال برضائه‪."...‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ )4‬تمليك الدائن المرتهن المال المرهون‬
‫قد ينقضي الرهن من خالل التمليك وذلك إذا متلك الدائن املرهتن املال املرهون كأن يقوم بشرائه‬
‫من املدين الراهن قبل حلول أجل الدين املضمون بالرهن أو أن يتملكه عن طريق اإلرث‪.‬‬

‫‪ )5‬هالك المال المرهون كليا‬


‫كذلك يعترب هالك الشيء املرهون سبب من أسباب انقضاء الرهن‪ ,‬وهذا ما نصت عليه املادة‬
‫‪246‬‬
‫‪ 461‬ق‪.‬م الفقرة األخرية منها السابق ذكرها‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫من خالل ما سبق نستنتج أنه نظراً لتطور التجارة وقيامها على الثقة واالئتمان جعل من‬
‫الضروري أن ينفصل كل ما يتعلق بالتجارة بقواعد خاصة‪ ,‬وهو ما مت فعالً بصدور القانون التجاري‬
‫يف خمتلف دول العامل ومنها اجلزائر والذي ينظم العالقات فيما بني التجار مبناسبة القيام باألعمال‬
‫التجارية‪ ،‬ورغم اعتبار هذه األعمال التجارية شرطاً ضرورياً الكتساب صفة التاجر إال أننا رأينا أن‬
‫التشريع اجلزائري اكتفى فقط بتعدادها دون تعريف مصطلح العمل التجاري تاركاً هذه املهمة للفقه‬
‫الذي أوجد معايري خمتلفة أخذ هبا املشرع مجيعاً‪ ,‬وهو ما يستشف من خالل االطالع على أنواع‬
‫العمل التجاري‪ ،‬وتظهر الفائدة من تعريف العمل التجاري يف متييزه عن العمل املدين يف عدة نقاط‬
‫مثل التضامن واإلثبات واإلعذار ومهل الوفاء وغريها‪.‬‬
‫وميارس التاجر العمل التجاري عادة داخل حمل جتاري الذي عاجلنا يف هذه احملاضرات مفهومه‬
‫وطبيعته القانونية وعناصره وأهم التصرفات الواردة عليه من بيع ورهن وإجيار‪.‬‬

‫‪ -246‬حيث جاء فيها‪..." :‬إذا هلك الشيء أو انقضى الحق المرهون"‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫قائمة المراجع‬

:‫ قائمة المراجع األجنبية‬.‫أ‬


1. Dr. Muhied Kaissi : Droit des affaires business Law, Librairie juridique Al
Halabi, Université Arabe de Beyrouth, faculté de droit, 3éme année, 2009.
2. Eva Mouial – Bassilana, Irina Parachkevova : Droit des affaires et droit
commercial, épreuves du DEug de droit, 2éme année et licence, Annales
corrigées, Gualino éditeur, Anna Droit, 2004.
3. Georges Ripert René Roblot : Droit commercial, Tome 2, 15éme édition par
Philipe Delebecque et Michel Germain, L.G.D.J, Paris, 1996.
4. Jean – Bernard Blaise : Droit des affaires, L.G.D.J, 3éme édition, 2002, Paris.
5. Michel Fromont : Droit allemand des affaires, Domat droit privé, édition
Montchrestien, EJA, 2001, ISBN, Paris.
6. Patrick Serlooten : Droit fixal des affaires, Dalloz, 2éme édition, 2001, paris.

:‫ قائمة المراجع العربية‬.‫ب‬


‫ النصوص التشريعية والتنظيمية‬:‫أوالا‬
‫ املتعلق بتطوير االستثمار املعدل واملتمم باألمر رقم‬1442/46/14 ‫ املؤرخ يف‬43/42 ‫ األمر‬.1
,1442/46/11 ‫ اجلريدة الرمسية املؤرخة يف‬,1446/49/21 ‫ املؤرخ يف‬46/46
.49 ‫العدد‬
‫ اجلريدة الرمسية املؤرخة يف‬،‫ املتعلق باملنافسة‬،1443/49/24 ‫ املؤرخ يف‬43/43 ‫ األمر‬.2
.43 ‫ العدد‬،1443/49/14
‫ اجلريدة الرمسية املؤرخة يف‬،‫ املتعلق بالعالمات‬1443/49/24 ‫ املؤرخ يف‬46/43 ‫ األمر‬.3
.44 ‫ العدد‬،1443/49/13
‫ اجلريدة الرمسية املؤرخة يف‬،‫ املتعلق برباءات االخرتاع‬1443/49/24 ‫ املؤرخ يف‬49/43 ‫ األمر‬.4
.44 ‫ العدد‬،1443/49/13

138
‫‪ .5‬األمر ‪ 66/66‬املؤرخ يف ‪ 2466/44/16‬املتعلق بالرسوم والنماذج‪ ،‬اجلريدة الرمسية املؤرخة يف‬
‫‪ ,2466/41/43‬العدد ‪.31‬‬
‫‪ .6‬األمر ‪ 16/91‬املؤرخ يف ‪ 2491/44/16‬املتضمن القانون املدين املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ .7‬األمر ‪ 14/91‬املؤرخ يف ‪ 2491/44/16‬املتضمن القانون التجاري املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ .8‬األمر ‪ 44/46‬املؤرخ يف ‪ 2446/42/24‬املتعلق باالعتماد اإلجياري‪ ,‬اجلريدة الرمسية املؤرخة‬
‫يف ‪ ,2446/42/24‬العدد ‪.3‬‬
‫‪ .9‬القانون رقم ‪ 41/44‬املؤرخ يف ‪ ،1444/46/13‬املتعلق بالقواعد املطبقة على املمارسات‬
‫التجارية‪ ،‬اجلريدة الرمسية املؤرخة يف‪ ،1444/46/19‬العدد ‪.42‬‬
‫‪ .10‬القانون رقم ‪ 24/29‬املؤرخ يف ‪ 1429/24/22‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬اجلريدة الرمسية‬
‫املؤرخة يف ‪ ,1429/24/21‬العدد ‪.19‬‬
‫‪ .11‬القانون رقم ‪ 41/26‬املؤرخ يف ‪ 1426/41/24‬املتعلق بالتجارة اإللكرتونية‪ ,‬اجلريدة الرمسية‬
‫املؤرخة يف ‪ ,1426/41/26‬العدد ‪.16‬‬
‫‪ .12‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 222/21‬املؤرخ يف ‪ ,1421/41/43‬الذي حيدد كيفيات القيد‬
‫والتعديل والشطب يف السجل التجاري‪ ,‬اجلريدة الرمسية املؤرخة يف ‪,1421/41/23‬‬
‫العدد ‪.14‬‬
‫‪ .13‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 221/26‬املؤرخ يف ‪ 1426/44/41‬املتعلق بتحديد منوذج مستخرج‬
‫السجل التجاري الصادر بواسطة إجراء إلكرتوين‪ ,‬اجلريدة الرمسية املؤرخة يف ‪,1426/44/22‬‬
‫العدد ‪.12‬‬

‫ثانيا‪ :‬الكتب والمجالت‬


‫‪ .1‬أمحد طاهر سامل‪ :‬حجية الدفاتر التجارية يف اإلثبات‪ ،‬حبث مقدم لنيل شهادة البكالوريوس يف‬
‫القانون‪ ،‬جامعة القادسية‪ ,‬كلية القانون‪ ،‬العراق‪.1429 ،‬‬
‫‪ .2‬أمحد حمرز‪ :‬القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬اجلزء ‪ ،3‬السندات التجارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪.2464‬‬
‫‪ .3‬أكثم أمني اخلويل‪ :‬الوسيط يف القانون التجاري‪ ,‬اجلزء ‪ ,4‬العقود التجارية‪ ,‬القاهرة ‪.2464‬‬

‫‪139‬‬
‫‪ .4‬املعتصم باهلل الغرياين‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬النظرية العامة للحرفة التجارية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1449 ،‬‬
‫‪ .5‬إلياس حداد‪ :‬األوراق التجارية يف النظام التجاري السعودي‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪2449 ،‬ه ‪.‬‬
‫‪ .6‬إلياس ناصيف‪ :‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬اجلزء ‪ ,2‬األحكام العامة للشركة‪ ،‬الطبعة ‪،3‬‬
‫‪.1446‬‬
‫‪ .7‬بن زواوي سفيان‪ :‬بيع احملل التجاري يف التشريع اجلزائري‪ ،‬مذكرة لنيل درجة املاجستري يف‬
‫القانون اخلاص (فرع قانون األعمال)‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2‬كلية احلقوق‪ ،‬السنة اجلامعية‬
‫‪.1423 – 1421‬‬
‫‪ .8‬بومليخة مسرية‪ :‬اإلجيار التجاري يف ظل القانون القدمي والتعديالت اجلديدة له‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬مؤسسة البديع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة ‪.1446 ،2‬‬
‫‪ .9‬ج‪ .‬ريبري – ر‪ .‬روبلو‪ ،‬لويس قوجال‪ :‬املطول يف القانون التجاري‪ ،‬ترمجة منصور القاضي‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ ،2‬اجلزء ‪ ،2‬الطبعة ‪ ،2‬جمد املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪.1449 ,‬‬
‫‪ .10‬جاك يوسف احلكيم‪ :‬احلقوق التجارية (األعمال التجارة والتجار واملتجر)‪ ،‬منشورات جامعة‬
‫دمشق‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬اجلزء‪ ، 1‬الطبعة ‪.1446 – 1441 ,24‬‬
‫‪ .11‬جالل وفاء حممدين‪ :‬املبادئ العامة يف القانون التجاري‪ ،‬الدار اجلامعية للطباعة والنشر‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ .12‬جوزيف خنلة مساحة‪ :‬املزامحة غري املشروعة‪ ،‬دراسة قانونية مقارنة‪ ،‬تقدمي الدكتور إدمون نعيم‪،‬‬
‫مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر‪ ,‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة ‪.2442 ،2‬‬
‫‪ .13‬حسام الدين األمحد‪ :‬السمسرة والوساطة التجارية يف ضوء القانون واالجتهاد القضائي‪،‬‬
‫منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬الطبعة ‪.1421 ،2‬‬
‫‪ .14‬حسني مربوك‪ :‬القانون التجاري اجلزائري (النصوص التطبيقية – االجتهاد القضائي –‬
‫النصوص املتممة)‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الطبعة ‪.1446 ،1‬‬
‫‪ .15‬محد اهلل حممد محد اهلل‪ :‬القانون التجاري (األعمال التجارية‪ ،‬التاجر)‪ ،‬مكتبة القانون‬
‫واالقتصاد‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة ‪.1421 ،2‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ .16‬حورية بورنان‪ :‬حتديد الطبيعة القانونية للمحل التجاري‪ ،‬جملة املفكر‪ ،‬جامعة حممد خيضر‪,‬‬
‫بسكرة‪ ،‬العدد ‪.3‬‬
‫‪ .17‬خالد مشسان الطويل‪ :‬التزامات التاجر اإلجرائية يف القانون التجاري‪ ,‬دراسة مقارنة‪ ،‬املكتب‬
‫اجلامعي اجلديد‪ ,‬دون بلد النشر‪.1446 ,‬‬
‫‪ .18‬خليل مصطفى‪ :‬حماضرات يف القانون التجاري األردين‪ ,‬دار جمدالوي للنشر والتوزيع‪,‬‬
‫الطبعة ‪.2461 ,2‬‬
‫‪ .19‬رزق اهلل العريب بن املهيدي‪ :‬الوجيز يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫الطبعة ‪.1443 ،1‬‬
‫‪ .20‬زكي زكي الشعراوي‪ :‬العقود التجارية‪ ,‬دار النهضة العربية‪ ,‬القاهرة‪.2499 ,‬‬
‫‪ .21‬زكي زكي حسني زيدان‪ :‬اإلفالس واإلعسار يف الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬دار الكتاب‬
‫القانوين‪.1444 ،‬‬
‫‪ .22‬زهرية جياليل قيسي‪ :‬تأجري احملل التجاري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫الطبعة ‪.1422 ،2‬‬
‫‪ .23‬سلمان بوذياب‪ :‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬جمد املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة ‪.1443 ،2‬‬
‫‪ .24‬مسري مجيل حسني الفتالوي‪ :‬العقود التجارية اجلزائرية‪ ,1442 ,‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪,‬‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .25‬شاذيل نور الدين‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.1443 ،‬‬
‫‪ .26‬شتواح العياشي‪ :‬عقد النقل الربي للبضائع‪ ،‬مذكرة لنيل درجة املاجستري يف القانون فرع قانون‬
‫األعمال‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة اجلامعية‬
‫‪.1441 – 1444‬‬
‫‪ .27‬صربي مصطفى حسن السبك‪ :‬دعوى املنافسة غري املشروعة كوسيلة قضائية حلماية احملل‬
‫التجاري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ,‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة ‪.1421 ،2‬‬
‫‪ .28‬عبد القادر البقريات‪ :‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة ‪.1422 ،3‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ .29‬عزيز العكيلي‪ :‬احرتاف األعمال التجارية كشرط الزم الكتساب صفة التاجر‪ ،‬تعليق على‬
‫حكم احملكمة الكلية يف ‪" 2466/43/46‬إفالس" يف القضية رقم ‪ ،61/49‬جملة احلقوق‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬السنة ‪ ،24‬العدد ‪.2466 ،1‬‬
‫‪ .30‬عزيز العكيلي‪ :‬العمل التجاري كإطار عام لنطاق القانون التجاري الكوييت‪ ،‬جملة احلقوق‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬السنة ‪ ،6‬العدد ‪.2461 ،2‬‬
‫‪ .31‬عزيز العكيلي‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ,‬األردن‪ ,‬عمان‪.2449 ،‬‬
‫‪ .32‬عزيز العكيلي‪ :‬الوسيط يف شرح التشريعات التجارية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ,‬الطبعة ‪.1446 ،2‬‬
‫‪ .33‬عصام حنفي حممود‪ :‬القانون التجاري (األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬احملل التجاري‪ ،‬شركات‬
‫األشخاص)‪ ,‬اجلزء ‪.2‬‬
‫‪ .34‬علي بن غامن‪ :‬الوجيز يف القانون التجاري وقانون األعمال‪ ,‬موقع للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.1441‬‬
‫‪ .35‬علي مجال الدين عوض‪ :‬الوجيز يف القانون التجاري‪ ،‬اجلزء ‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪,‬‬
‫‪.2491‬‬
‫‪ .36‬علي مجال الدين عوض‪ :‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية‪ ،‬املكتبة القانونية‪ ،‬طبعة مكربة‪،‬‬
‫‪.2443‬‬
‫‪ .37‬علي فتاك‪ :‬مبسوط القانون التجاري اجلزائري يف مقدمة القانون التجاري‪ ,‬نظرية األعمال‬
‫التجارية‪ ،‬ابن خلدون للنشر والتوزيع‪ ،‬وهران‪.1444 ,‬‬
‫‪ .38‬عمر حممود حسن‪ :‬احملل التجاري يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬دراسة مقارنة بني الشريعة والقانون‪،‬‬
‫منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة ‪.1421 ،2‬‬
‫‪ .39‬عمورة عمار‪ :‬العقود واحملل التجاري يف القانون اجلزائري‪ ،‬دار اخللدونية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬بدون طبعة‪,‬‬
‫بدون تاريخ نشر‪.‬‬
‫‪ .40‬عمورة عمار‪ :‬شرح القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬اجلزائر‪.1424 ،‬‬
‫‪ .41‬فرحة زراوي صاحل‪ :‬الكامل يف القانون التجاري‪ ،‬احملل التجاري واحلقوق الفكرية‪ ،‬القسم الثاين‪،‬‬
‫احلقوق الفكرية‪ ،‬ابن خلدون للنشر والتوزيع‪ ،‬وهران‪.1442 ،‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ .42‬فوزي حممد سامي‪ :‬شرح القانون التجاري‪ ،‬اجمللد ‪ ،2‬دار مكتبة الرتبية‪ ،‬بريوت‪ ،‬اجلزء ‪،2‬‬
‫مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪.2449 ،2‬‬
‫‪ .43‬فوزي حممد سامي‪ :‬شرح القانون التجاري‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ,‬األردن‪،‬‬
‫اجلزء ‪.1446 ،2‬‬
‫‪ .44‬جميد أمحد إبراهيم‪ :‬الدفاتر التجارية اإللكرتونية وحجيتها يف اإلثبات‪ ,‬اجمللة األكادميية للبحث‬
‫القانوين‪ ,‬اجمللد ‪ ,29‬العدد ‪.1426 ,2‬‬
‫‪ .45‬حممد السيد الفقي‪ :‬العقود التجارية‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬الطبعة ‪.1422 ،2‬‬
‫‪ .46‬حممد السيد الفقي‪ :‬القانون التجاري (نظرية العمل التجاري‪ ،‬نظرية احلرفة التجارية‪ ،‬امللكية‬
‫التجارية والصناعية)‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1424 ،‬‬
‫‪ .47‬حممد حسن اجلرب‪ :‬العقود التجارية وعمليات البنوك يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬النشر العلمي‬
‫واملطابع‪ ,‬جامعة امللك سعود‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ .48‬حممد حسن عباس‪ :‬التشريع الصناعي‪ ,‬دار النهضة العربية‪ ,‬القاهرة‪.1967 ,‬‬
‫‪ .49‬حممد زهرة‪ :‬تعليق على حكم حمكمة االستئناف العليا يف شأن القواعد القانونية الواجبة التطبيق‬
‫على الفوائد يف القروض التجارية وغري التجارية‪ ،‬جملة احلقوق‪،‬الكويت‪،‬السنة‪ ،21‬العدد ‪،1‬‬
‫‪.2466‬‬
‫‪ .50‬حممد سامي مدكور وعلي حسن يونس‪ :‬اإلفالس‪ ،‬دار الفكر العريب‪.2494 ،‬‬
‫‪ .51‬حممد فريد العريين وهاين دويدار‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1441 ،‬‬
‫‪ .52‬حممد فريد العريين وهاين دويدار‪ :‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1443 ،‬‬
‫‪ .53‬حممد فريد العريين‪ :‬األعمال املختلطة بني القانون التجاري والقانون املدين‪ ،‬جملة احلقوق‬
‫للبحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬السنة ‪ ،14‬العدد ‪،2‬‬
‫‪.2444‬‬
‫‪ .54‬حممد لبيب شنب‪ :‬األعمال التجارية املختلطة‪ ،‬نطاقها ونظامها القانوين‪ ،‬جملة العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬جامعة عني مشس‪ ،‬مصر‪ ,‬السنة ‪ ،6‬العدد ‪.2464 ،2‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ .55‬حممود أمحد الكندري‪ :‬أهم املشكالت اليت يواجهها عقد الفرانشيز‪ ،‬جملة احلقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الكويت‪ ،‬كلية القانون والشريعة‪ ،‬العدد ‪ ،4‬السنة ‪.1444 ،14‬‬
‫‪ .56‬حممود خمتار أمحد بريري‪ :‬قانون املعامالت التجارية‪ ،‬اجلزء ‪( ،2‬األعمال التجارية – التاجر –‬
‫األموال التجارية) وفقاً لقانون التجارة رقم ‪ 29‬لسنة ‪ ,2444‬دار النهضة العربية‪.1444 ،‬‬
‫‪ .57‬مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق‪ :‬أصول القانون التجاري‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1423 ،‬‬
‫‪ .58‬مصطفى كمال طه‪ :‬أساسيات القانون البحري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪،‬‬
‫الطبعة ‪.1446 ،2‬‬
‫‪ .59‬مصطفى كمال طه‪ :‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪،‬‬
‫بريوت لبنان‪ ،‬الطبعة ‪.1446 ،2‬‬
‫‪ .60‬مصطفى كمال طه‪ :‬القانون التجاري اللبناين‪ ،‬الدار اجلامعية بريوت‪.2441 ،‬‬
‫‪ .61‬مصطفى كمال طه‪ :‬الوجيز يف القانون التجاري‪ ،‬الطبعة ‪.2444 ,13‬‬
‫‪ .62‬نادية فضيل‪ :‬القانون التجاري اجلزائري‪( ،‬األعمال التجارية – التاجر – احملل التجاري)‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة ‪.1444 ،6‬‬
‫‪ .63‬نادية فضيل‪ :‬النظام القانوين للمحل التجاري‪ ،‬اجلزء ‪ 2‬و ‪ ،1‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪.1422 ,‬‬
‫‪ .64‬نسرين شريقي‪ :‬الشركات التجارية‪ ،‬سلسلة مباحث يف القانون‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة ‪،2‬‬
‫‪.1423‬‬
‫‪ .65‬نور الدين قاستل‪ :‬القيد يف السجل التجاري ويف سجل الصناعة التقليدية واحلرف (دراسة‬
‫مقارنة)‪ ،‬دار بغدادي للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.1444 ،‬‬
‫‪ .66‬هاين دويدار‪ :‬القانون التجاري (التنظيم القانوين للتجارة‪ ,‬امللكية التجارية والصناعية‪ ،‬الشركات‬
‫التجارية)‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬الطبعة ‪.1446 ،2‬‬
‫‪ .67‬يوسف عودة غامن املنصوري‪ :‬التضامن الصريف يف األوراق التجارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات‬
‫احلليب احلقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة ‪.1421 ،2‬‬

‫‪144‬‬
‫ثالث ا‪ :‬القرارات القضائية‬
‫‪ .1‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 211494‬بتاريخ ‪ ،2441/41/26‬اجمللة القضائية عدد ‪،2‬‬
‫‪ ,2449‬ص ‪.99‬‬
‫‪ .2‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 233243‬بتاريخ ‪ ,2441/49/11‬اجمللة القضائية عدد ‪،2‬‬
‫‪ ,2446‬ص ‪.219‬‬
‫‪ .3‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 123341‬بتاريخ ‪ ،1444/41/21‬اجمللة القضائية عدد ‪,1‬‬
‫‪ ,1441‬ص ‪.314‬‬
‫‪ .4‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 14143‬بتاريخ ‪ ،2462/22/12‬نشرة القضاة عدد ‪,2463 ،2‬‬
‫ص ‪.249‬‬
‫‪ .5‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 16944‬بتاريخ ‪ ,2463/43/21‬نشرة القضاة عدد ‪,2466 ،2‬‬
‫ص ‪.14‬‬
‫‪ .6‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 349626‬بتاريخ ‪ ،1443/46/24‬جملة احملكمة العليا عدد خاص‪،‬‬
‫‪ ,1421‬ص ‪.14‬‬
‫‪ .7‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 313619‬بتاريخ ‪ ,1443/21/44‬اجمللة القضائية عدد ‪،2‬‬
‫‪ ,1444‬ص ‪.244‬‬
‫‪ .8‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 42191‬بتاريخ ‪ ,2469/42/43‬اجمللة القضائية عدد ‪,2442 ,3‬‬
‫ص ‪.62‬‬
‫‪ .9‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 46916‬بتاريخ ‪ ,2466/41/46‬اجمللة القضائية عدد ‪,2441 ،1‬‬
‫ص ‪.61‬‬
‫‪ .10‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 169913‬بتاريخ ‪ ،1424/42/49‬جملة احملكمة العليا عدد ‪،2‬‬
‫‪ ,1424‬ص ‪.261‬‬
‫‪ .11‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 11411‬بتاريخ ‪ ,2466/41/29‬اجمللة القضائية عدد ‪,2442 ,3‬‬
‫ص ‪.11‬‬

‫‪145‬‬
‫‪ .12‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ ,696621‬بتاريخ ‪ ,1422/24/14‬جملة احملكمة العليا عدد ‪,2‬‬
‫‪ ,1421‬ص ‪.236‬‬
‫‪ .13‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 344946‬بتاريخ ‪ ,1446/24/24‬نشرة القضاة عدد ‪,69‬‬
‫‪ ,1421‬ص ‪.219‬‬
‫‪ .14‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 16139‬بتاريخ ‪ ,2463/41/22‬نشرة القضاة عدد ‪,2466 ,43‬‬
‫ص ‪.61‬‬
‫‪ .15‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 344946‬بتاريخ ‪ ,1449/22/12‬جملة احملكمة العليا عدد ‪,2‬‬
‫‪ ,1446‬ص ‪.43‬‬
‫‪ .16‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 161696‬بتاريخ ‪ ,1444/46/34‬جملة احملكمة العليا عدد ‪,1‬‬
‫‪ ,1444‬ص ‪.242‬‬
‫‪ .17‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 431366‬بتاريخ ‪ ,1446/24/11‬جملة احملكمة العليا عدد ‪,1‬‬
‫‪ ,1446‬ص ‪.249‬‬
‫‪ .18‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 246996‬بتاريخ ‪ ,2443/21/11‬اجمللة القضائية عدد ‪,1‬‬
‫‪ ,2444‬ص ‪.19‬‬
‫‪ .19‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 236216‬بتاريخ ‪ ,2449/41/26‬اجمللة القضائية عدد ‪,2‬‬
‫‪ ,2449‬ص ‪.24‬‬
‫‪ .20‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 36664‬بتاريخ ‪ ,2466/46/11‬اجمللة القضائية عدد ‪,2441 ,3‬‬
‫ص ‪.22‬‬
‫‪ .21‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 34663‬بتاريخ ‪ ,2463/43/41‬نشرة القضاة عدد ‪,2461 ,2‬‬
‫ص ‪.63‬‬
‫‪ .22‬قرار احملكمة العليا رقم ‪ 14444‬بتاريخ ‪ ,2464/41/43‬اجمللة القضائية عدد ‪,2443 ,1‬‬
‫ص ‪.21‬‬

‫‪146‬‬
‫‪‬‬
‫المقدمة ‪01 ..........................................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للقانون التجاري ‪01 ................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نشأة القانون التجاري ومصادره ‪01 ............................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نشأة القانون التجاري ‪02 ........................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬القانون التجاري يف العصور القدمية ‪02 ........................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬القانون التجاري يف العصور الوسطى ‪03 ....................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :3‬القانون التجاري يف العصور احلديثة ‪04 ......................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر القانون التجاري ‪05 ....................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬التشريع ‪05 ........................................................................................................................‬‬
‫‪ )1‬اجملموعة التجارية ‪05 ..............................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬اجملموعة املدنية ‪06 .................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬العرف ‪07 ..........................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :3‬املصادر التفسريية ‪08 ......................................................................................................‬‬
‫‪ )1‬القضاء ‪08 ...............................................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬الفقه ‪09 ....................................................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عالقة القانون التجاري بفروع القانون والعلوم األخرى ونطاق تطبيقه ‪10 ..........‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عالقة القانون التجاري بالقوانني والعلوم األخرى ‪10 .........................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬عالقة القانون التجاري بالقانون املدين ‪10 ..................................................................‬‬
‫‪ )1‬االجتاه املنادي بوحدة القانون اخلاص ‪12 ..........................................................................‬‬
‫‪ )2‬االجتاه املنادي بضرورة استقالل القانون التجاري ‪12 .....................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬عالقة القانون التجاري بعلم االقتصاد ‪14 ..................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :3‬عالقة القانون التجاري بالقانون الدويل ‪14 ................................................................‬‬

‫‪147‬‬
‫الفرع ‪ :4‬عالقة القانون التجاري بالقانون اجلنائي ‪15 ...............................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نطاق تطبيق القانون التجاري اجلزائري ‪15 ...........................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬النظرية املوضوعية ‪16 .......................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬النظرية الشخصية ‪17 .......................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األعمال التجارية ‪18 ...............................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التفرقة بني األعمال املدنية واألعمال التجارية وأمهية التفرقة ‪18 ............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬معايري التفرقة بني األعمال املدنية والتجارية ‪18 ..................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬معيار الربح واملضاربة ‪18 ................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬معيار التداول ‪19 .............................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :3‬معيار املشروع أو املقاولة ‪19 ..........................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :4‬معيار السبب ‪20 .............................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أمهية التمييز بني العمل التجاري والعمل املدين ‪21 ............................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬اإلثبات ‪22 .......................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬االختصاص ‪23 ................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :3‬التضامن ‪25 ......................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :4‬اإلعذار ‪26 ........................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :5‬مهلة الوفاء ‪26 .................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :6‬حوالة احلق ‪27 ..................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :7‬اإلفالس ‪27 .......................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :8‬صفة التاجر ‪27 ................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :9‬الفوائد القانونية ‪28 ..........................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :10‬النفاذ املعجل ‪28 ..........................................................................................................‬‬

‫‪148‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع األعمال التجارية يف القانون التجاري اجلزائري ‪29 ........................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األعمال التجارية حبسب املوضوع ‪30 ...................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬األعمال التجارية املنفردة ‪30 .........................................................................................‬‬
‫‪ )1‬شراء واستئجار املنقوالت بقصد بيعها أو تأجريها ‪30 ...................................................‬‬
‫‪ )2‬العمليات املصرفية وعمليات الصرف والسمسرة ‪36 .......................................................‬‬
‫‪ )3‬الوكالة ‪38 ................................................................................................................................‬‬
‫‪ )4‬شراء وبيع عتاد أو مؤن للسفن ‪39 .....................................................................................‬‬
‫‪ )5‬تأجري أو اقرتاض حبري باملغامرة ‪39 ....................................................................................‬‬
‫‪ )6‬عقود التأمني والعقود األخرى املتعلقة بالتجارة البحرية ‪40 ............................................‬‬
‫‪ )7‬كل االتفاقيات واالتفاقات املتعلقة بأجور الطاقم وإجيارهم ‪40 ...................................‬‬
‫‪ )8‬الرحالت البحرية ‪41 ..............................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬األعمال التجارية على وجه املقاولة ‪41 .......................................................................‬‬
‫‪ )1‬مقاولة تأجري املنقوالت أو العقارات ‪42 ............................................................................‬‬
‫‪ )2‬مقاولة اإلنتاج أو التحويل أو اإلصالح ‪43 ......................................................................‬‬
‫‪ )3‬أصحاب احلرف ‪43 ...............................................................................................................‬‬
‫‪ )4‬مقاوالت البناء أو احلفر أو متهيد األرض ‪44 ...................................................................‬‬
‫‪ )5‬مقاولة التوريد أو اخلدمات ‪44 ............................................................................................‬‬
‫‪ )6‬مقاوالت استغالل املناجم أو املناجم السطحية أو مقالع احلجارة أو منتوجات‬
‫األرض األخرى‪45 ................................................................................................................. ...‬‬
‫‪ )7‬مقاوالت استغالل النقل أو االنتقال ‪46 ...........................................................................‬‬
‫‪ )8‬مقاوالت استغالل املالهي العمومية أو اإلنتاج الفكري ‪46 ..........................................‬‬
‫‪ )9‬مقاوالت التأمينات ‪47 ..........................................................................................................‬‬
‫‪ )10‬مقاوالت استغالل املخازن العمومية ‪48 ............................................................................‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ )11‬مقاوالت بيع السلع اجلديدة باملزاد العلين باجلملة أو األشياء املستعملة بالتجزئة ‪49‬‬
‫الفرع ‪ :3‬األعمال التجارية حبسب الشكل ‪49 ...........................................................................‬‬
‫‪ )1‬التعامل بالسفتجة ‪49 ............................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬الشركات التجارية ‪51 ............................................................................................................‬‬
‫‪ )3‬وكاالت ومكاتب األعمال مهما كان هدفها ‪51 ............................................................‬‬
‫‪ )4‬العمليات املتعلقة باحملالت التجارية ‪52 .............................................................................‬‬
‫‪ )5‬كل عقد جتاري يتعلق بالتجارة البحرية واجلوية ‪53 .........................................................‬‬
‫الفرع ‪ :4‬األعمال التجارية بالتبعية ‪53 .........................................................................................‬‬
‫‪ )1‬األساس الذي قامت عليه النظرية ‪54 ................................................................................‬‬
‫‪ )2‬شروط تطبيق نظرية األعمال التجارية بالتبعية ‪55 ...........................................................‬‬
‫‪ )3‬نطاق تطبيق نظرية األعمال التجارية بالتبعية ‪56 .............................................................‬‬
‫الفرع ‪ :5‬األعمال املختلطة ‪58 ......................................................................................................‬‬
‫‪ )1‬القانون الواجب التطبيق ‪59 .................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬االختصاص القضائي ‪59 ......................................................................................................‬‬
‫‪ )3‬اإلثبات ‪59 ..............................................................................................................................‬‬
‫‪ )4‬االستثناءات الواردة على تطبيق القواعد املدنية والتجارية على األعمال املختلطة ‪60‬‬
‫‪ )5‬النفاذ املعجل لألحكام الصادرة لعمل خمتلط ‪60 ............................................................‬‬
‫‪ )6‬الرهن الذي يضمن ديناً ناشئاً عن عمل خمتلط ‪61 .........................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التاجر ‪61 ................................................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬شروط اكتساب صفة التاجر ‪61 .................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬احرتاف األعمال التجارية ‪62 .................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬املقصود باالحرتاف ‪62 ...................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬اختالف االعتياد عن االحرتاف ‪63 ............................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :3‬تعدد احلرف واحملظور عليهم احرتاف التجارة ‪64 ......................................................‬‬

‫‪150‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مباشرة األعمال التجارية حلساب التاجر ‪64 .......................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬األهلية التجارية ‪66 .................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬أهلية الشخص االعتباري ‪67 ........................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬أهلية الشخص الطبيعي ‪67 ...........................................................................................‬‬
‫‪ )1‬أهلية الراشد ‪67 ......................................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬أهلية القاصر املرشد ‪68 ........................................................................................................‬‬
‫‪ )3‬أهلية املرأة املتزوجة ‪69 ...........................................................................................................‬‬
‫‪ )4‬أهلية األجانب ‪70 .................................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التزامات التجار ‪70 ........................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬االلتزام مبسك الدفاتر التجارية ‪70 .........................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬أمهية الدفاتر التجارية ‪71 ................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬أنواع الدفاتر التجارية ‪72 ................................................................................................‬‬
‫‪ )1‬الدفاتر اإلجبارية ‪72 ..............................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬الدفاتر التجارية االختيارية ‪73 .............................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :3‬تنظيم الدفاتر التجارية ‪74 ..............................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :4‬جزاء عدم مسك الدفاتر التجارية أو مسكها بطريقة غري منتظمة ‪75 ..................‬‬
‫‪ )1‬اجلزاءات املدنية ‪75 ................................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬اجلزاءات اجلنائية ‪75 ..............................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :5‬الرجوع إىل الدفاتر التجارية ‪76 .....................................................................................‬‬
‫‪ )1‬التقدمي ‪76 ................................................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬االطالع ‪77 ............................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :6‬استخدام الدفاتر التجارية يف اإلثبات ‪78 ...................................................................‬‬
‫‪ )1‬حجية الدفاتر التجارية يف اإلثبات ملصلحة التاجر ضد تاجر ‪78 ................................‬‬
‫‪ )2‬حجية الدفاتر التجارية يف اإلثبات ملصلحة التاجر ضد غري التاجر ‪78 ......................‬‬
‫‪ )3‬الدفاتر التجارية حجة يف اإلثبات ضد التاجر ‪79 ...........................................................‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ )4‬مدى حجية الدفاتر التجارية غري املنتظمة ‪79 ..................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬القيد يف السجل التجاري ‪80 .................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬وظائف السجل التجاري ‪81 .........................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬امللزمون بالقيد يف السجل التجاري ‪82 .......................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :3‬ميعاد القيد ووجوب ذكر احملكمة ورقم القيد على املراسالت ‪82 ..........................‬‬
‫الفرع ‪ :4‬قيد التعديالت الطارئة على وضعية التاجر املسجل ‪84 ...........................................‬‬
‫الفرع ‪ :5‬آثار القيد يف السجل التجاري من عدمه ‪84 .............................................................‬‬
‫الفرع ‪ :6‬تقدير نظام السجل التجاري اجلزائري ‪85 ...................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :7‬جزاء خمالفة أحكام السجل التجاري ‪85 ....................................................................‬‬
‫‪ )1‬اجلزاءات املدنية ‪85 ................................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬اجلزاءات اجلنائية ‪86 ..............................................................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬احملل التجاري ‪87 .....................................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬عناصر احملل التجاري وطبيعته ‪87 ...............................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عناصر احملل التجاري ‪87 .........................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬العناصر املادية ‪88 ............................................................................................................‬‬
‫‪ )1‬البضائع ‪88 ..............................................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬املهمات ‪88 .............................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬العناصر املعنوية ‪89 ..........................................................................................................‬‬
‫‪ )1‬عنصري االتصال بالعمالء والشهرة (السمعة التجارية) ‪89 ...........................................‬‬
‫‪ )2‬االسم التجاري ‪90 ................................................................................................................‬‬
‫‪ )3‬التسمية املبتكرة ‪90 ................................................................................................................‬‬
‫‪ )4‬احلق يف اإلجيار ‪91 .................................................................................................................‬‬
‫‪ )5‬حقوق امللكية الصناعية ‪91 ..................................................................................................‬‬

‫‪152‬‬
‫‪ )6‬الرخص واإلجازات ‪92 ..........................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية للمحل التجاري ‪93 ....................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬نظرية الذمة املالية املستقلة أو اجملموع القانوين ‪93 ....................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬نظرية اجملموع الواقعي ‪93 ................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :3‬نظرية امللكية املعنوية ‪94 .................................................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص احملل التجاري ومحايته ‪94 .....................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬خصائص احملل التجاري ‪94 ..........................................................................................‬‬
‫‪ )1‬أنه مال منقول ‪94 ..................................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬أنه مال معنوي ‪94 .................................................................................................................‬‬
‫‪ )3‬أنه ذو صفة جتارية ‪95 ...........................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬محاية احملل التجاري ‪95 ..................................................................................................‬‬
‫‪ )1‬املنافسة املمنوعة ‪95 ...............................................................................................................‬‬
‫أ‪ .‬املنافسة املمنوعة بنص القانون ‪95 ...................................................................................‬‬
‫ب‪ .‬املنافسة املمنوعة باتفاق الطرفني ‪96 ............................................................................‬‬
‫‪ )2‬املنافسة غري املشروعة ‪97 ......................................................................................................‬‬
‫أ‪ .‬صور اخلطأ يف املنافسة غري املشروعة ‪98 ........................................................................‬‬
‫ب‪ .‬الضرر ‪99 ..........................................................................................................................‬‬
‫ج‪ .‬احلكم بالتعويض ‪100 ....................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التصرفات الواردة على احملل التجاري ‪100 ...............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬بيع احملل التجاري ‪100 ............................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬األركان املوضوعية لبيع احملل التجاري ‪101 ................................................................‬‬
‫‪ )1‬الرتاضي ‪102 ..........................................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬احملل ‪102 ................................................................................................................................‬‬

‫‪153‬‬
‫‪ )3‬الثمن ‪104 ..............................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬األركان الشكلية لبيع احملل التجاري ‪104 ...................................................................‬‬
‫‪ )1‬الكتابة الرمسية ‪105 ...............................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬اإلعالن ‪105 ..........................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :3‬التزامات املتعاقدين يف بيع احملل التجاري ‪108 ..........................................................‬‬
‫‪ )1‬التزامات البائع ‪108 ..............................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬التزامات املشرتي ‪109 ..........................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تأجري احملل التجاري ‪112 .......................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬التسيري احلر ‪113 .............................................................................................................‬‬
‫‪ )1‬الطبيعة القانونية لعقد التسيري احلر ‪113 ...........................................................................‬‬
‫‪ )2‬استقاللية املسري يف استغالل احملل التجاري ‪113 ............................................................‬‬
‫‪ )3‬شروط عقد التسيري ‪114 ......................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :2‬آثار تأجري تسيري للمحل التجاري ‪116 .....................................................................‬‬
‫‪ )1‬بالنسبة ملالك احملل التجاري ‪116 ......................................................................................‬‬
‫‪ )2‬بالنسبة للمسري ‪118 .............................................................................................................‬‬
‫‪ )3‬أثار إجيار تسيري احملل التجاري اجتاه الغري ‪120 ...............................................................‬‬
‫الفرع ‪ :3‬انقضاء عقد تأجري احملل التجاري ‪122 ......................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬رهن احملل التجاري ‪123 ........................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :1‬الشروط املوضوعية ‪123 .................................................................................................‬‬
‫‪ )1‬الشروط اخلاصة باملدين الراهن ‪124 ..................................................................................‬‬
‫‪ )2‬الشروط اخلاصة بالدائن املرهتن ‪124 ..................................................................................‬‬
‫‪ )3‬موضوع الرهن ‪124 ...............................................................................................................‬‬

‫‪154‬‬
‫الفرع ‪ :2‬الشروط الشكلية ‪126 ....................................................................................................‬‬
‫‪ )1‬الكتابة الرمسية للعقد ‪126 ....................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬شهر عقد الرهن ‪128 ...........................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :3‬آثار عقد رهن احملل التجاري ‪129 ..............................................................................‬‬
‫‪ )1‬بالنسبة للمدين الراهن ‪129 ................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬بالنسبة للدائن املرهتن ‪130 ..................................................................................................‬‬
‫‪ )3‬بالنسبة للغري ‪132 .................................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :4‬انقضاء رهن احملل التجاري ‪133 ..................................................................................‬‬
‫‪ )1‬انقضاء الدين ‪133 ................................................................................................................‬‬
‫‪ )2‬التنفيذ على احملل التجاري املرهون ‪134 ............................................................................‬‬
‫‪ )3‬تنازل الدائن املرهتن ‪134 ......................................................................................................‬‬
‫‪ )4‬متليك الدائن املرهتن املال املرهون ‪135 ..............................................................................‬‬
‫‪ )5‬هالك املال املرهون كلياً ‪135 ..............................................................................................‬‬
‫الخاتمة ‪135 .......................................................................................................................................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪136 ...........................................................................................................................................‬‬
‫الفهرس ‪145 ........................................................................................................................................................‬‬

‫‪‬‬
‫‪155‬‬

You might also like