Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 77

‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم العالي‬


‫جامعة اإلمام محمد بن سعود‬
‫اإلسالمية‬
‫كلية الشريعة‬
‫قسم الفقه‬

‫اإلجارة على اإلجارة‬


‫وتطبيقها المعاصر‬

‫إعداد‬
‫د‪ .‬عبدهللا بن موسى العمار‬
‫عضو هيئة التدريس‬
‫يف كلية الشريعة يف الرايض‬
‫قسم الفقه‬

‫‪1423‬هـ‬

‫ملخص البحث‬
‫‪1‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫تضمن موضوع اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها املعاصر متهيدا ومخسة مباحث وخامتة ‪.‬‬
‫تناول التمهيد حكم تصرفات املالك الناقلة للملكية‪ ،‬وتبني أهنا جائزة وصحيحة ألهنا واردة على‬
‫العني ‪ ,‬واإلجارة واردة على املنفعة‪.‬‬
‫وتناول املبحث األول‪ /‬حكم أتجري املستأجر للعني املؤجرة‪ ،‬وتبني أنه حيق له ذلك على الرأي‬
‫الراجح ‪ ,‬سواء أجرها على املالك أو على غريه‪ ،‬بثل األجرة أو أبقل أو أبكثر‪ ،‬اشرتط عليه املؤجر‬
‫عدم التأجري أو مل يشرتط ؛ ألنه مالك ملنفعة العني بقتضى عقد اإلجارة ‪ ،‬ولكن هذا التأجري الثاين‬
‫وهو ما يعرف ابلتأجري من الباطن مفيد أبال يرتتب عليه ضرر على العني ‪ ،‬وأن يكون ملن هو مثله‬
‫يف االنتفاع أو دونه ‪.‬‬
‫وتناول املبحث الثاين ‪ /‬حكم أتجري املالك للعني املؤجرة ‪ ،‬وتبني أنه ال حيق له ذلك ‪ ،‬إال على م ّدة‬
‫خارجة عن م ّدة اإلجارة األوىل ‪ ،‬وما نسب لشيخ اإلسالم ابن تيمية أنه قال‪ :‬جيوز للمالك أن‬
‫يؤجر العني املؤجرة ملن حيل حمله يف استيفاء األجرة من املستأجر حمل نظر ‪ ،‬والصحيح أن هذه‬
‫اإلجارة غري جائزة ملا يرتتب عليها من الراب ‪.‬‬
‫وتناول املبحث الثالث‪ /‬حكم اإلجارة على اإلجارة يف إجارة األشخاص وتبني أهنا ترد يف األجري‬
‫املشرتك فقط عند عدم االشرتاط ‪.‬‬
‫وتناول املبحث الرابع ‪ /‬حكم الضمان يف اإلجارة على اإلجارة وتبني أنه ال ضمان إال يف حالة‬
‫التعدي أو التفريط ‪ ،‬أو يف حالة األجري املشرتك فيما تلف بفعله ‪.‬‬
‫كما تبني يف املبحث اخلامس ‪ /‬أن اإلجارة على اإلجارة ميكن أن تصبح جماالً من جماالت االستثمار‬
‫املعاصر‪ ،‬سواء يف إجارة األشياء أو يف إجارة األشخاص يف التأجري من الباطن عند عدم االشرتاط ‪.‬‬
‫وهللا أعلم ‪.‬‬

‫السيرة الذاتية للباحث‬


‫‪2‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫عبد هللا بن موسى بن فهد العمار ‪.‬‬


‫أستاذ الفقه املشارك يف قسم الفقه يف كلية الشريعة يف الرايض ‪.‬‬
‫امليالد‪1373 :‬هـ ‪ .‬الزلفي ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ املؤهالت‪:‬‬
‫‪-‬البكالوريوس من كلية الشريعة يف جامعة اإلمام ‪1399‬هـ‪.‬‬
‫‪-‬املاجستري ‪ :‬من قسم الفقه يف كلية الشريعة جامعة اإلمام ‪1403‬هـ‬
‫عنوان الرسالة‪ :‬حتقيق كتاب جتريد العناية يف الفقه ‪.‬‬
‫‪ -‬الدكتوراه ‪ :‬من قسم الفقه يف كلية الشريعة جامعة اإلمام ‪1407‬هـ‬
‫عنوان الرسالة ‪ :‬القرعة وجماالت تطبيقها يف الفقه اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الوظيفة ‪ :‬معيد مث حماضر مث أستاذ مساعد مث أستاذ مشارك يف قسم الفقه يف كلية الشريعة يف‬
‫الرايض ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اإلنتاج العلمي واألعمال العلمية ‪:‬‬
‫‪ -‬حتقيق كتاب جتريد العناية‪.‬‬
‫‪-‬القرعة وجماالت تطبيقها يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫‪-‬اإلحداد ‪ ,‬أحكامه وواقع الناس فيه‪.‬‬
‫‪-‬قسمة األموال املشرتكة‪.‬‬
‫‪-‬أحكام الوقف املشرتك ‪.‬‬
‫‪-‬اإلجارة على اإلجارة وتطبيقاهتا املعاصرة‬
‫‪-‬وقف األسهم‪.‬‬
‫‪-‬وقف النقد‪.‬‬
‫‪-‬اشرتاط اإلجارة يف البيع وأهم تطبيقاته املعاصرة‬
‫‪-‬استثمار أموال الوقف‪.‬‬
‫‪-‬أحكام اخلرف ‪ ( .‬ابالشرتاك‪).‬‬
‫‪-‬أحكام خدمة الزوجة و إخدامها‪.‬‬
‫‪-‬الوعظ و اإلرشاد وأثره يف أتهيل نزالء السجون‪.‬‬
‫‪-‬حكم تداول أسهم الشركات و الصناديق املشتملة على ديون و نقود‬
‫‪-‬السلم بسعر السوق وقت التسليم‪.‬‬
‫‪-‬الشروط اجلعلية يف الوقف وأثرها يف االنتفاع ابلوقف املشرتك‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫‪-‬إعادة العضو املقطوع يف اجلناية و العقوبة‪.‬‬


‫‪-‬اإلشراف على عدد من رسائل املاجستري و الدكتوراه ‪ ,‬داخل اجلامعة وخارجها ‪.‬‬
‫‪-‬مناقشة عدد كبري من رسائل املاجستري و الدكتوراه ‪ ,‬داخل اجلامعة وخارجها ‪.‬‬
‫‪-‬املشاركة يف أتليف عدد من مقررات الفقه يف وزارة الرتبية و التعليم‪.‬‬
‫‪-‬املشاركة يف عدد من الندوات و املؤمترات منها‪:‬‬
‫أ) ندوة الوقف وجماالته ‪ ,‬الذي أقامته وزارة الشؤو اإلسالمية يف الرايض‬
‫ب) ندوة اإلصالح والتأهيل يف املؤسسات العقابية وإلصالحية ‪.‬‬
‫ج) امللتقى الفقهي األول والثاين يف شركة الراجحي املصرفية ‪.‬‬
‫د) منتدى الوقف األول ‪ .‬الذي أقامته األمانة العامة لألوقاف ‪ ,‬يف دولة الكويت شعبان‬
‫‪ 1424‬هـ‬
‫‪ -‬املشاركة يف الدورات العلمية الشرعية املقامة داخل اململكة وخارجها ‪.‬‬
‫‪ -‬القاء عدد من احملاضرات والدروس العلمية الفقهية يف عدد من مساجد الرايض وغريها‬
‫‪-‬املشاركة يف التوعية اإلسالمية يف احلج مع وزارة الشؤون اإلسالمية ومع احلرس الوطين ‪.‬‬
‫‪ -4‬عضوية عدد من اجملالس واللجان ‪:‬‬
‫‪ -‬عضو يف جملس قسم الفقه ‪.‬‬
‫‪ -‬عضو يف جملس كلية الشريعة ‪.‬‬
‫‪ -‬عضو يف اجمللس العلمي يف جامعة اإلمام ‪.‬‬
‫‪ -‬عضو جملس اإلدارة يف اجلمعية الفقهية السعودية ‪.‬‬
‫‪ -‬عضو يف اللجنة الدائمة ملركز خدمة اجملتمع يف جامعة اإلمام ‪.‬‬
‫‪ -‬عضو يف جلنة املعادالت يف عمادة الدراسات العليا يف جامعة اإلمام ‪.‬‬
‫‪ -‬مستشار غري متفرغ يف وزارة الشؤون اإلسالمية ‪.‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬


‫‪4‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫مقدمة‬
‫احلمــد ع علــم ابلقلــم‪ ،‬علــم اإلنســان مــامل يعلــم‪ ،‬وأشــهد أال إلــه إال هللا وحــده ال شـريك لــه‪،‬‬
‫سـك بســنته‬
‫وأشهد أن حممداً عبده ورسوله‪ ،‬صلى هللا عليه وعلى آله وصحبه‪ ،‬ومن اهتدى هبديــه ومت ّ‬
‫إىل يوم الدين‪ ..‬وبعد ‪:‬‬
‫إن البحــث يف أبــواب املعــامالت بصــفة عامــة مــن األعيّـة بكــان؛ لعالقتهــا بواقــع النــاس يف‬
‫تعاملهم فيما بينهم وال ســيّما يف هــذا الوقــت الــذي كثــرت فيــه أنــواع التعامــل‪ ،‬واســتحدثت فيــه صــور‬
‫متعددة لكل نوع من أنواعه ‪.‬‬
‫واإلجــارات ابب مــن أبــواب التعامــل احلـ ّـي بــني النــاس‪ ،‬لــه أنواعــه املختلفــة وصــوره املتعــددة‪،‬‬
‫وأساليبه اجلديدة‪ ،‬فالبحث يف هذا الباب مما تشتد احلاجة إليه‪ ،‬لتجلية أحكام صوره املتعددة ‪.‬‬
‫ولقد تكلم فقهاء اإلسالم عن هذا الباب مؤصلني ألحكامه ومبينني أنواعه‪ ،‬ومفــرعني عليهــا‬
‫املسـ ــائل والصـ ــور مـ ــع بيـ ــان أحكـ ــام مـ ــا ذكـ ــروه اسـ ــتناداً إىل النصـ ــوص الشـ ــرعية والقواعـ ــد املرعيـ ــة‪،‬‬
‫واألعراف املتبعة ‪.‬‬
‫وممــا كــان مــورداً لبحــثهم وكتــابتهم ‪ :‬تصــرف كــل مــن املــؤجر واملســتأجر يف العــني املســتأجرة‪.‬‬
‫فبيّنــوا مــا يصــح مــن هــذا التصــرف ومــاال يصــح‪ ،‬ونــاع األمــر يف هــذا أن تصــرف املالــك الــوارد علــى‬
‫العــني صــحيح وتص ــرف املســتأجر ال ــوارد علــى املنفع ــة صــحيح‪ ،‬ألن ك ـالً منهمــا ميل ــك مــا ورد علي ــه‬
‫تصــرفه بقتضــى عقــد اإلجــارة ويــدخل ضــمن هــذا املوضــوع مســألة ذكرهــا تقــي الــدين البعلــي وبرهــان‬
‫الدين ابن القيم رمحهما هللا اختياراً لشيخ اإلسالم ابن تيمية وهي ‪:‬‬
‫"أتجري املالك للعني املؤجرة ملن حيل حمله يف استيفاء ما كان له على املستأجر األول" ‪.‬‬
‫وهــذا االختيــار يف ظــاهره اــالف مــا قــرره الفقهــاء مــن أن اإلجــارة بيــع املنفعــة‪ ،‬وأن اإلجــارة‬
‫عقد الزم للعاقدين يقتضــي متليــك املنفعــة للمســتأجر ومتليــك األجــرة للمالــك‪ .‬يــث يقتصــر تصــرف‬
‫كل منهما على ما ميلكه‪.‬‬

‫هلــذا اســتوقفتين هــذه املســألة‪ ،‬وجلعتــين أفكــر يف ثهــا‪ ،‬و ــث مالــه عالقــة هبــا‪ .‬فرأيــت أن‬
‫‪5‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫أكتب يف املسائل ذات الصلة ابملسألة مما يعني على التوصل إىل الرأي السليم فيها مما سيتضــح عنــد‬
‫ــث املس ــألة فك ــان أن جعل ــت عن ــوان البح ــث يش ــمل مس ــائل أخ ــرى ذات ص ــلة وثيق ــة ‪ :‬فأص ــبح‬
‫العنوان ‪:‬‬
‫اإلجارة على اإلجارة‬
‫وتطبيقها المعاصر‬
‫وجعلته يف مخسة مباحث رئيسة ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يف أتجري املستأجر للعني املؤجرة ‪.‬‬
‫الثاين ‪ :‬يف أتجري املالك للعني املؤجرة ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬يف إجارة األشخاص ‪.‬وفيه مطلبان ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬األجري اخلاص ‪ .‬الثاين ‪ :‬األجري املشرتك‬
‫الرابع ‪ :‬الضمان يف اإلجارة على اإلجارة ‪.‬‬
‫اخلامس ‪ :‬التطبيق املعاصر لإلجارة على اإلجارة ‪.‬‬
‫ومهدت للبحث بتمهيد عن تصرفات املالك الناقلة للملكية يف العني املؤجرة‪.‬‬
‫وختمت البحث خبامتة بينت فيها نتيجة البحث ‪.‬‬
‫واسأل هللا أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا با علمنا‪ ،‬إنه مسيع جميب ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المنهج المتبع في البحث ‪:‬‬


‫سلكت يف إعداد هذا البحث املنهج املتبــع يف إعــداد البحــوم العلميــة ومــن أهــم معــامل هــذا‬
‫املنهج ‪:‬‬
‫‪ -1‬التوثيق من املصادر واملراجع األصيلة موثقاً كل مذهب من مراجع ذلك املذهب ‪.‬‬
‫‪ -2‬ذكر أرقام اآلايت وعزوها إىل مواضعها من السور ‪.‬‬
‫‪ -3‬ختريج األحاديث وبيان درجة ما ليس يف الصحيحني أو أحدعا معتمداً علــى مــا كتبــه‬
‫املتخصصون يف احلديث ‪.‬‬
‫‪ -4‬ما كان موضع اتفاق بينته ووثقت هذا االتفاق وبينت ما يدل عليه ‪.‬‬
‫‪ -5‬يف املسائل اخلالفية اتبعت اآليت‪:‬‬
‫أ – حترير حمل النـزاع إذا لزم األمر‪.‬‬
‫ب – ذكر األقوال ونسبتها إىل مذاهبها مع توثيقها‪.‬‬
‫ج – االستدالل لآلراء وبيان وجه الداللة إذا خفي‪.‬‬
‫د – ذكر املناقشات الواردة على األدلة والرتجيح ووجهه‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫التمهيد‬
‫تصرفات المالك الناقلة للملكية‬
‫ّ‬ ‫في‬
‫في العين المؤجرة‬

‫وفيه المسائل اآلتية ‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬بيعها ‪.‬‬


‫الثانية ‪ :‬هبتها ‪.‬‬
‫الثالثة وقفها ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬الوصية بها ‪.‬‬
‫الخامسة ‪ :‬انتفاع المالك بالعين المؤجرة ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المسألة األولى‬
‫بيع العين المؤجرة‬
‫وفيها فرعان ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬بيع العين المؤجرة على المستأجر ‪:‬‬
‫اتفق الفقهاء يف املذاهب األربعة على صحة بيع العني املؤجرة على مستأجرها‪ 1‬ملا يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن اإلجــارة عقــد علــى املنــافع ‪ ,‬والبيــع عقــد علــى األعيــان ‪ ،‬فــال متنــع اإلجــارة صــحة‬
‫‪2‬‬
‫البيع ‪،‬كما لو زوج أمته مث ابعها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وألن العني املبيعة يف يد املشرتي وال حائل دون تسليمها له‪ .‬فهــو كمــا‬
‫لو ابع املغصوب من غاصبه ‪.3‬‬
‫‪ -1‬أن املســتأجر قــد ملــك املنفعــة بعقــد اإلجــارة مث ملــك العــني بعقــد البيــع فيصــح كمــن‬
‫ملك الثمرة بعقد مث ملك الشجر بعقد آخر ‪.4‬‬
‫مث اختلفوا يف أثر هذا البيع على اإلجارة على قولني‪:‬‬
‫القول األول ‪:‬‬
‫أن اإلجارة تنفسخ فيما بقي من امل ّدة ‪.‬‬
‫وإليه ذهب احلنفية (‪ ، )5‬واملالكية (‪ ، )6‬وهو وجه عند احلنابلة (‪. )7‬‬
‫مستدلني بقياس املسألة على اجتمــاع النكــاح وملــك اليمــني فكمــا أنــه ينفســخ النكــاح بلــك‬

‫‪ - 1‬ينظر ‪ :‬بدائع الصنائع ‪ 207 / 4‬وفتح القدير ‪ 185/ 5‬والفتاوى اهلندية ‪ 464 /5‬واملعونة على مذهب عامل‬
‫املدينة ‪ 1106 / 2‬والكايف للقرطيب ‪ 478 / 2‬والتفريع ‪ 188/ 2‬والشرح الصغري مع بلغة السالك ‪/ 2‬‬
‫‪ 271‬واحلاوي الكبري ‪ 403 / 7‬والوجيز ‪ 239/ 1‬واملهذب ‪ 407 / 1‬وروضة الطالبي‪ 253 / 5‬ومغين‬
‫وكشاف القناع‬ ‫احملتاج ‪ 360/ 2‬والفروع ‪ 442/ 4‬واإلنصاف ‪ 69 / 6‬واملبدع ‪107/ 5‬‬
‫‪ 31 / 4‬والروض املربع‪31/ 5‬‬
‫‪ - 2‬نظر‪ :‬املغين ‪ 48 / 8‬و كشاف اإلقناع ‪. 31 / 4‬‬
‫‪ - 3‬ينظر ‪ :‬مغين احملتاج ‪ 360 / 2‬وهناية احملتاج ‪. 324 / 5‬‬
‫‪ - 4‬ينظر ‪ :‬املغين ‪ 49 / 8‬واملبدع ‪108 / 5‬‬
‫(‪ )5‬ينظر ‪ :‬الفتاوى اهلندية ‪. 464/5‬‬
‫(‪ )6‬انظر ‪ :‬الكايف للقرطيب ‪ ،748/2‬ومواهب اجلليل ‪. 407/5‬‬
‫(‪ )7‬ينظر ‪ :‬اإلنصاف ‪. 96/6‬‬
‫‪9‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫‪1‬‬
‫اليمني فكذلك هنا ‪.‬‬
‫القول الثاين ‪:‬‬
‫أن اإلجــارة ال تنفســخ بــل هــي اهلــا حــهت انتهــاء مـ ّدهتا‪ .‬وتكــون األجــرة ابقيـةً علــى املشــرتي‬
‫فتضاف إىل الثمن وهذا القول هو األصح عند الشافعية (‪ ، )2‬واملذهب املعتمد عند احلنابلة(‪.)3‬‬
‫مس ــتدلني أبن عق ــد اإلج ــارة عق ــد الزم مس ــتقل بنفس ــه وارد عل ــى املنفع ــة يقتض ــي مت ــام أث ــره‬
‫وبلوغ منت هاه ‪ ،‬والبيع كذلك عقــد مســتقل وارد علــى الرقبــة ‪ ,‬فــال يتنافيــان كملــك الثمــرة مث األصــل‬
‫‪ 4.‬وهــذا هــو األرجــح؛ الخــتالف مــورد العقــدين ‪. .‬وإذا اتفــق الطرفــان علــى أن الــثمن يشــمل بقيــة‬
‫األجرة فهما على ما اتفقا عليه ‪.‬وتكون األجرة الباقية جزءا من الثمن ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬بيعها لغير المستأجر ‪:‬‬


‫وقد اختلف الفقهاء فيه على ثالثة أقوال ‪:‬‬
‫القول األول ‪:‬‬
‫أنــه يصــح بيــع العــني املــؤجرة لغــري املســتأجر وال تنفســخ بــه اإلجــارة وللمشــرتي اخليــار إن مل‬
‫يعلم ابإلجارة ‪.‬‬
‫وإليه ذهب املالكية (‪ ، )5‬وأكثر الشافعية (‪ ، )6‬وهو املذهب عند احلنابلة (‪. )7‬‬
‫مستدلني أبن البيع وارد على العني واملؤجر مالك هلا وثبــوت العقــد علــى املنفعــة ال مينــع بيــع‬
‫الرقبة قياساً على األمة املزوجة‪ ،‬كما جيوز بيعها مع استحقاق منفعة بضعها للزوج فكذلك هنا (‪. )8‬‬
‫وألن ــه ل ــيس يف بيعه ــا إبط ــال ح ــق املس ــتأجر ألن املش ــرتي إ ــا يتس ــلمها بع ــد انقض ــاء م ــدة‬

‫‪ -1‬ينظر ‪ :‬الفتاوى اهلندية ‪ 464 / 5‬ومواهب اجلليل ‪ 407 / 5‬واملبدع ‪. 107 /‬‬
‫(‪ )2‬ينظر ‪ :‬الوجيز ‪ ،239/1‬واملهذب ‪ ،417/1‬وروضة الطالبي ‪ ،253/5‬واألشباه والنظائر للسيوطي ص‪151‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )3‬اإلنصاف ‪ ،69/6‬واملبدع ‪ ،108/5‬والقواعد البن رجب ص‪. 44‬‬
‫‪ - 4‬ينظر املبدع ‪ 108 / 5‬وكشاف القناع ‪. 31 / 4‬‬
‫(‪ )5‬ينظررر ‪ :‬املدونررة ‪ ،466/4‬والتفريررع البررن ج ر ب ‪ ،188/2‬والكررايف للقرررطيب ‪ ،748/2‬واملعونررة ‪،1106/2‬‬
‫ومواهب اجلليل ‪. 408/5‬‬
‫(‪ )6‬ينظر ‪ :‬احلاوي الكبري ‪ ،403/7‬والوجيز ‪ ،239/1‬وروضة الطالبي ‪ ،255/5‬وشرح روض الطالب ‪435/2‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )7‬ينظر ‪ :‬اهلداية أليب اخلطاب ‪ ،181/1‬واإلنصاف ‪ ،69/6‬واملقنع ‪ ،215/2‬وإع م املوقعي ‪. 359/1‬‬
‫(‪ )8‬ينظر ‪ :‬املعونة ‪ ،1106/2‬ومغين احملتاج ‪. 360/2‬‬
‫‪10‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫اإلجارة وكل تصرف ال مينع حق املستأجر ال ممينع (‪. )1‬‬


‫القول الثاين ‪:‬‬
‫أنه ال يصح بيع العني املؤجرة لغري املستأجر مطلقاً ‪.‬‬
‫وإليه ذهب احلنفية يف قول عندهم(‪ . )2‬ووجه عند الشافعية وعند احلنابلة (‪. )3‬‬
‫مستدلني أبن يد املستأجر مانعة من تسليم العني املؤجرة ‪.‬‬
‫القول الثالث ‪:‬‬
‫أن البيع جائز غري الزم‪ ،‬ويتوقف اللزوم على إذن املستأجر ‪.‬‬
‫وهو املذهب عند احلنفية (‪. )4‬‬
‫ولعلهــم راعــوا اجلــانبني كمــا قــال الكاســاين‪" :‬ولنــا ‪ :‬أن البــائع غــري قــادر علــى تســليمه لتعلــق‬
‫حق املستأجر به‪ ،‬وحق اإلنسان جيب صيانته عن اإلبطال ما أمكن‪ ،‬وأمكن هاهنا ابلتوقــف يف حقــه‪،‬‬
‫فقلنا ‪ :‬ابجلواز يف حق املشرتي‪ ،‬وابلتوقف يف حق املستأجر صيانة للحقني‪ ،‬ومراعاة للجانبني"(‪. )5‬‬
‫واألرجح – فيما يظهر – هو القــول األول‪ ،‬الخــتالف مــورد العقــدين‪ ،‬وصــيانة للعقــدين مــن‬
‫اإلبطال أو التوقف‪ ،‬وألن املالك الثاين حيل حمل املالك األول يف التعامل مع املستأجر ‪.‬‬

‫ينظر ‪ :‬املعونة ‪. 1106/2‬‬ ‫(‪) 1‬‬


‫ينظر ‪ :‬حتفة الفقهاء ‪ ،49/2‬وبدائع الصنائع ‪. 207/4‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫ينظر ‪ :‬الوجيز ‪ ،240 ،239/1‬ومغين احملتاج ‪ ،360/2‬واإلنصاف ‪. 68/6‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫ينظر ‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،207/4‬وحتفة الفقهاء ‪ ،47/2‬وخمتصر الطحاوي ص‪. 131 ،130‬‬ ‫(‪) 4‬‬
‫بدائع الصنائع ‪. 408/4‬‬ ‫(‪) 5‬‬
‫‪11‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المسألة الثانية‬
‫هبة العين المؤجرة‬

‫وقــد اتفــق فقهــاء املــذاهب األربعــة علــى أن حكــم هبــة العــني املــؤجرة حكــم بيعهــا‪ ،‬ــامع أن‬
‫كالً منهما انقل مللكية العني املؤجرة (‪. )1‬‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬حتفة الفقهاء ‪ ،164/3‬والقواني الفقهية ص‪ ،241‬وأسهل املدارك ‪ ،90-88/3‬واملهذب ‪،446/1‬‬
‫وروضر ررة الطر ررالبي ‪ ،255/5‬وهناير ررة احملتر رراج ‪ ،328/5‬واإلنصر رراف ‪ ،39/6‬والقواعر ررد ص‪ ،45‬وشر رررح املنتهر ررى‬
‫‪. 376/2‬‬
‫‪12‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المسألة الثالثة‬
‫وقف العين المستأجرة‬

‫‪1‬‬
‫ويف هذه املسألة ال خالف أيضاً بني فقهاء املذاهب األربعة يف جواز وقف العني املؤجرة ‪.‬‬
‫ألن الوقف متوجه إىل العني‪ ،‬حيــث يـرد علــى مــا ميلكــه املــؤجر مــن العــني املــؤجرة وهــو ذات‬
‫الرقبة ‪.‬‬
‫واإلجارة واردة على املنفعة‪ ،‬م ّدة معينة وذلك ال مينع من الوقف ‪.2‬‬

‫‪ 1‬ينظر اهلداية ‪ 15 / 3‬والبناية ‪ 157 / 6‬وحاشية الدسوقي ‪ 77 / 4‬وأسهل املدارك ‪ 101/ 2‬واملهذب ‪441/ 1‬‬
‫واإلقناع للشربيين ‪ 81/ 2‬والقواعد ص‪ 45‬وشرح املنتهى ‪2376‬‬
‫‪ - 2‬ينظر ‪ :‬معونة أويل النهى ‪. 124 / 5‬‬
‫‪13‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المسألة الرابعة‬
‫الوصية بالعين المؤجرة‬

‫وقد اتفق الفقهاء أيضاً على جواز الوصية ابلعني املؤجرة ولو كانت يف يد املستأجر ‪.‬‬
‫وعلى املوصى له االنتظار حهت تنتهي م ّدة اإلجارة كما ينتظر موت املوصي(‪.)1‬‬
‫وبنــاءً علــى مــا ســبق يف هــذه املســائل ‪ :‬يتضــح أن تصـ ّـرفات املالــك الناقلــة للملكيــة يف العــني‬
‫املؤجرة صحيحة انفذة ألهنا متجهة إىل العني ‪.‬‬
‫وأهنا ال تنايف اإلجارة؛ ألن اإلجارة متجهة إىل املنفعة ‪.‬‬
‫مث إن املال ــك الث ــاين للع ــني امل ــؤجرة حي ــل حم ــل املال ــك األول وين ــزل منزلت ــه‪ ،‬يف التعام ــل م ــع‬
‫املستأجر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر ررر ‪ :‬حتفر ررة الفقهر رراء ‪ ،207/3‬واملهر ررذب ‪ ،452/1‬وروضر ررة الطر ررالبي ‪ ،255/5‬وهناير ررة احملتر رراج ‪،328/5‬‬
‫واإلنصاف ‪ ،39/6‬وشرح املنتهى ‪. 376/2‬‬
‫‪14‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المسألة الخامسة‬
‫انتفاع المالك بالعين المؤجرة‬

‫واملقصــود ‪ :‬أن يــؤجره الــدار ســنة‪ ،‬مث يســكن فيهــا بعــد تســليمها للمســتأجر وحينئــذ فيعت ـ‬
‫منتفعاً با ال يستحق االنتفاع به ألن منفعة الدار ملك للمستأجر بقتضــى عقــد اإلجــارة‪ ،‬وال تنفســخ‬
‫اإلجارة بذلك‪ ،‬وعلى املستأجر نيع األجرة للمالك‪ ،‬ألن يد املستأجر مل تزل عن العني ‪.‬‬
‫وله علــى املالــك أجــرة املثــل مقابــل ســكناه يف الــدار ألنــه انتفــع يف الــدار بغــري إذن مــن ميلــك‬
‫منفعتها وهو املستأجر‪ ،‬فأشبه تصرف البائع للمبيع بعد قبض املشرتي ‪.‬‬
‫وإن كان ذلــك قبــل تســليمها للمســتأجر فــدن انقضــت مـ ّدة اإلجــارة قبــل التســليم انفســخت‬
‫اإلجــارة؛ ألن العاقــد أتلــف املعقــود عليــه قبــل تســليمه‪ ،‬وإن ســلمها يف أثنــاء املـ ّدة انفســخت اإلجــارة‬
‫فيما مضى ومتت أجرة امل ّدة الباقية (‪. )1‬‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬املغين ‪ ،26 ،25/8‬وكشاف القناع ‪. 25 ،24/4‬‬


‫‪15‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المبحث األول‬
‫تأجير المستأجر للعين المؤجرة‬

‫تصرفات املستأجر الناقلة للملكية ال تصح منه مطلقاً؛ ألهنا واردة علــى العــني املســتأجرة ال‬
‫على منفعتها‪ ،‬وهو إ ا ميلك املنفعة فقط ‪.‬‬
‫وأ ّمـ ـا التص ـ ّـرفات ال ــواردة عل ــى املنفع ــة أثن ــاء مـ ـ ّدة اإلج ــارة‪ ،‬فتش ــمل االنتف ــاع هب ــا وإعارهت ــا‬
‫وأتجريها ‪.‬‬
‫أما االنتفاع هبا‪ ،‬فهو مقصود اإلجارة‪ ،‬ألن املقصود ابإلجارة االنتفاع بنفعة العني املســتأجرة‬
‫‪.‬‬
‫وقد ذكر الفقهاء أن املستأجر له االنتفاع بنفسه وبنائبه‪ ،‬بضوابط وقيود ذكروها‪ ،‬لــيس هــذا‬
‫موضع ثها ‪.‬‬
‫وأما أتجريها فيشمل أتجريها على مالكها وعلى غريه‪ .‬وبيان ذلك يف املطلبني اآلتيني ‪:‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬أتجريها من مالكها ‪.‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬أتجريها من غريه ‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المطلب األول‬
‫تأجيرها من مالكها‪ ،‬وهو المؤجر‬

‫ال الو األمر يف هذه املسألة من حالتني ‪:‬‬


‫احلالة األوىل ‪ :‬أن يؤجرها له قبل قبضها ‪.‬‬
‫وقد اخت لف الفقهاء يف حكم إجارة العني من مالكها قبل قبضها على قولني ‪:‬‬
‫القول األول ‪:‬‬
‫أن ذلك ال يصح ‪.‬‬
‫وهو الصحيح يف مذهب احلنفية (‪ ، )1‬ووجه عند الشافعية (‪ ، )2‬وعند احلنابلة(‪. )3‬‬
‫واستدلوا با يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن املنافع مملوكة بعقد معاوضة فاعت يف جواز العقد عليها القبض كاألعيان(‪. )4‬‬
‫ونوقش ‪ :‬أبن ذلك معت فيما إذا كانــت اإلجــارة علــى غــري املالــك ‪ ،‬ألنــه قــد يتعــذر‬
‫تقبيض العني وهذا غري معت هنا؛ ألن العني املستأجرة يف يد مالكها(‪. )5‬‬
‫‪ – 2‬أن إجارهتا من مالكها يلزم منه متليك املالك وهو غري جائز (‪. )6‬‬
‫ونــوقش ‪ :‬أبن التمليــك الــوارد يف عق ـد اإلجــارة لــيس ملــا ميلكــه املالــك وهــو العــني‪،‬‬
‫وإ ا للمنفعة اليت ميلكها املستأجر بعقد اإلجارة ‪.‬‬
‫القول الثاين ‪:‬‬
‫أن إجارة العني قبل قبضها من مالكها تصح ‪.‬‬
‫وإليه ذهب املالكية (‪ ، )7‬وهو وجه عند الشافعية (‪ ، )8‬واحلنابلة هو املذهب عندهم(‪. )9‬‬

‫ينظر ‪ :‬البحر الرائق ‪ ،304/7‬ورد احملتار على الدر املختار ‪. 107 ،33/9‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫ينظر ‪ :‬روضة الطالبي ‪. 256/5‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫ينظر ‪ :‬املغين ‪ ،55/8‬والفروع ‪. 445/4‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫ينظر ‪ :‬املغين ‪ ،55/8‬والكايف البن قدامة ‪. 325/2‬‬ ‫(‪) 4‬‬
‫ينظر ‪ :‬املغين ‪. 55/8‬‬ ‫(‪) 5‬‬
‫ينظر ‪ :‬رد احملتار على الدر املختار ‪. 107/9‬‬ ‫(‪) 6‬‬
‫ينظر ‪ :‬الشرح الكبري للدردير ‪ ،9/4‬ومنح اجلليل ‪ ،458/7‬ومواهب اجلليل ‪. 406/5‬‬ ‫(‪) 7‬‬
‫(‪ )8‬ينظر ‪ :‬حلية العلماء ‪ ،402/5‬واملهذب ‪. 403/1‬‬
‫(‪ )9‬ينظر ‪ :‬املغين ‪ ،55/8‬واإلنصاف ‪. 35/6‬‬
‫‪17‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫واشرتط املالكية واحلنابلة أال يكون ذلك حيلة ألمر حمــرم ممــا حيــرم يف بيــوع اآلجــال‪ ،‬كمــا إذا‬
‫استأجرها بعشرة مؤجلة‪ ،‬وأجرها منه بثمانية نقداً‪ .‬أو عكس ذلك(‪. )1‬‬
‫واستدلوا ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن املعقــود عليــه يف اإلجــارة هــو املنفعــة‪ ،‬واملنفعــة ال تصــري مقبوضــة بقــبض العــني‪ ،‬فــال‬
‫يؤثر فيها قبض العني (‪. )2‬‬
‫‪ – 2‬أن القبض ال يتعذر عليه ابعتبار العني يف يده (‪. )3‬‬
‫ولعــل الـ ّـراجح – وهللا أعلــم ‪ -‬هــو القــول الثــاين‪ ،‬مــع مراعــاة مــا قيــده بــه املالكيــة واحلنابلــة‪،‬‬
‫جتنبـاً لــراب النســيئة‪ ،‬وممــا يؤيــده أن املنفعــة متلــك ابلعقــد‪ ،‬وهلــذا لــو مضــت املـ ّدة واملســتأجر مل يســتوف‬
‫املنفعة فدهنا جتب عليه األجرة ‪.‬‬

‫احلالة الثانية ‪ :‬أن يؤجرها من مالكها بعد قبضها ‪.‬‬


‫وقد اختلف الفقهاء يف حكمها أيضاً على قولني ‪:‬‬
‫القول األول ‪:‬‬
‫أهنا تصح إجارة العني من مالكها بعد قبضها ‪.‬‬
‫يف‬ ‫(‪)6‬‬
‫وإليــه ذهــب املالكيــة (‪ ، )4‬والشــافعية (‪ ، )5‬يف وجــه هــو الصــحيح عنــدهم‪ ،‬واحلنابل ــة‬
‫املذهب املعتمد وقَـي مد املالكية واحلنابلة معت هنــا أيضـاً‪ :‬أال يرتتــب علــى أتجــري العــني مــن املالــك أمــر‬
‫حمرم مينع يف بيوع اآلجال (‪. )7‬‬
‫واستدلوا ابلقياس على عقد البيع‪ ،‬قالوا ‪ :‬فكما جيــوز بيــع املبيــع بعــد قبضــه مــن ابئعــه وغــريه‬
‫فكــذلك جتــوز إجــارة املســتأجر بعــد قبضــه مــن مــؤجره وغــريه‪ .‬ــامع أن كـالً مــن املشــرتي واملســتأجر‬
‫مالكاً ملا تصرف فيه (‪. )8‬‬

‫ينظر مواهب اجلليل ‪ ،406/5‬ومنح اجلليل ‪ ،458/5‬واإلنصاف ‪ ،35/6‬وشرح املنتهى‪.361/2‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫ينظر ‪ :‬املهذب ‪. 403/1‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫ينظر ‪ :‬املغين ‪. 55/8‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫ينظر ‪ :‬مواهب اجلليل ‪ ،406/5‬وشرح الزرقاين على خليل ‪ ،10/7‬ومنح اجلليل ‪. 458/5‬‬ ‫(‪) 4‬‬
‫ينظر ‪ :‬املهذب ‪. 403/1‬‬ ‫(‪) 5‬‬
‫ينظر ‪ :‬املغين ‪ ،55/8‬واإلنصاف ‪. 35/6‬‬ ‫(‪) 6‬‬
‫ينظر ‪ :‬اخلرشري ‪ ،9/7‬ومواهرب اجلليرل ‪ ،406/5‬ومرنح اجلليرل ‪ ،458/5‬واإلنصراف ‪ ،35/6‬وشررح املنتهرى‬ ‫(‪) 7‬‬
‫‪. 361/2‬‬
‫ينظر ‪ :‬املهذب ‪ ،403/1‬واملغين ‪. 55/8‬‬ ‫(‪) 8‬‬
‫‪18‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫وأبن كل عقد جاز من غري العاقد جــاز مــع العاقــد قياسـاً علــى البيــع‪ ،‬فكمــا جيــوز بيــع املبيــع‬
‫بعد قبضه من البائع فكذلك جيوز للمستأجر أتجري ما استأجره على املؤجر بعد قبضه(‪. )1‬‬
‫القول الثاين ‪:‬‬
‫أنه ال يصح أتجري العني من مالكها بعد قبضها ‪.‬‬
‫وإليه ذهب احلنفية (‪ ، )2‬والشافعية يف وجه عندهم (‪. )3‬‬
‫واســتدلوا ‪ :‬أبن إجارهتــا منــه يــؤدي إىل تنــاقض األحكــام ألن التســليم مســتحق علــى املــؤجر‬
‫فدذا استأجرها صار مستحقاً له فيصري مستحقاً ملا هو مستحق عليه‪ ،‬وذلك تناقض ‪.‬‬
‫والراجح – وهللا أعلم – هو القول األول لقوة دليله ‪.‬‬
‫ّ‬
‫وال تن ــاقض يف األحك ــام هن ــا يف واق ــع األم ــر‪ ،‬ألن التس ــليمني تلف ــان واالس ــتحقاق يف ك ــل‬
‫منهما له جماله ‪.‬‬
‫حيــث كــان التســليم مســتحقاً علــى املــؤجر يف العقــد األول‪ ،‬ويف العقــد الثــاين أصــبح التســليم‬
‫مستحقاً على املستأجر ألنه أصبح مؤجراً ملا ميلكه ‪.‬‬
‫والنتيجة من ث هذه املسألة ‪:‬‬
‫أن املستأجر ميلك املنفعــة بجــرد لــزوم عقــد اإلجــارة‪ ،‬فلــه التصــرف فيهــا‪ ،‬وبنــاء عليــه فلــيس‬
‫للمالك التصرف فيها ألهنا مملوكة لغريه والتصرف فيها ملَ َكه غريه بعقد اإلجارة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬روضة الطالبي ‪ ،253/5‬وشرح املنتهى ‪. 361/2‬‬


‫(‪ )2‬ينظر ‪ :‬البحر الرائق ‪ ،304/7‬وحاشية ابن عابدين ‪. 107/9‬‬
‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬احلاوي ‪ ،408/7‬وروضة الطالبي ‪. 253/5‬‬
‫‪19‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المطلب الثاني‬
‫تأجير المستأجر للعين من غير مالكها‬
‫ال الو عقد اإلجارة إما أن يكون مقيدا بشــرط عــدم أتجــري املســتأجر للعــني املــؤجرة ‪ ,‬او‬
‫يكون مطلقا من هــذا القيــد ‪ ,‬وال الــو إمــا أن يؤجرهــا بثــل مــا اســتأجرها بــه أوال ‪ .‬وبيــان احلكــم‬
‫يف ذلك يف املسائل اآلتية ‪:‬‬
‫املسألة األوىل ‪ :‬أتجري املستأجر للعني املؤجرة مع اإلطالق ‪.‬‬
‫وهلا حالتان ‪:‬‬
‫احلالة األوىل ‪ :‬أتجريها قبل قبضها ‪.‬‬
‫احلالة الثانية ‪ :‬أتجريها بعد قبضها ‪.‬‬

‫احلالة األوىل ‪ :‬إجارهتا قبل قبضها من غري املؤجر ‪.‬‬


‫اختل ــف الفقه ــاء – رمحه ــم هللا – يف حك ــم أتج ــري الع ــني املس ــتأجرة م ــن قب ــل املس ــتأجر م ــن‬
‫شخص آخر على ثالثة أقوال ‪:‬‬
‫القول األول ‪:‬‬
‫أنه جيوز إجارهتا قبل قبضها ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وإليه ذهب املالكية (‪ ، )1‬وهو وجه عند الشافعية (‪، )2‬و عنداحلنابلة هو املذهب‬
‫واستدلوا أبنه ال يقف التصرف على القبض‪ ،‬ألنه ال ينتقل به الضمان (‪. )4‬‬
‫القول الثاين ‪:‬‬
‫أنه إن كان املستأجر منقــوالً مل جيــز أتجــريه قبــل قبضــه وإن كــان غــري منقــول جــاز أتجـريه قبــل‬
‫قبضه ‪.‬‬

‫وإليه ذهب اإلمام أبو حنيفة وأبو يوسف رمحهما هللا (‪. )5‬‬

‫ينظر ‪ :‬التفريع البن ج ب ‪. 185/2‬‬ ‫(‪) 1‬‬


‫ينظر ‪ :‬املهذب ‪. 403/1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ينظ ررر ‪ :‬املغ ررين ‪ ،55/8‬والك ررايف الب ررن قدام ررة ‪ ،325/2‬واإلنص رراف ‪ ،35/6‬وش رررح املنته ررى ‪ ،361/2‬وغاي ررة‬ ‫(‪) 3‬‬
‫املنتهى ‪. 196/2‬‬
‫ينظر ‪ :‬املهذب ‪ ،403/1‬واملغين ‪ 55/8‬وكشاف القناع ‪. 566 /3‬‬ ‫(‪) 4‬‬
‫ينظر ‪ :‬الفتاوى اهلندية ‪ ،425/4‬وحاشية ابن عابدين ‪. 107/9‬‬ ‫(‪) 5‬‬
‫‪20‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫واستدلوا ابلقياس على البيع‪ ،‬فمــا جــاز يف البيــع جــاز يف اإلجــارة ومــاال فــال‪ ،‬ألن كـالً منهمــا‬
‫عوض مملك يف عقد معاوضة (‪. )1‬‬
‫وينــاقش ‪ :‬بعــدم التســليم هبــذا اإلطــالق‪ ،‬ألن اإلجــارة يف حكــم املقبــوض ألن املنفعــة متلــك‬
‫ابلعقد خبالف املبيع ‪.‬‬
‫القول الثالث ‪:‬‬
‫أنه ال يصح إجارة العني املستأجرة من قبل املستأجر قبل قبضها مطلقاً ‪.‬‬
‫وهو وجه عند الشافعية هو املذهب (‪ ، )2‬ووجه كذلك عند احلنابلة (‪. )3‬‬
‫وقال به حممد بن احلسن من احلنفية (‪. )4‬‬
‫واس ــتدلوا ‪ :‬ابلقي ــاس عل ــى البي ــع فكم ــا أن الع ــني املشـ ـرتاة ال يتص ــرف فيه ــا قب ــل الق ــبض‪،‬‬
‫فكذلك العني املستأجرة ‪.‬‬
‫ون ــوقش ‪ :‬أبن ق ــبض الع ــني امل ــؤجرة ال ينتق ــل ب ــه الض ــمان إىل املس ــتأجر فل ــم يق ــف ج ــواز‬
‫‪5‬‬
‫التصرف فيها على القبض ‪.‬‬
‫الرتجيح ‪:‬‬
‫والراجح – وهللا أعلم – القول األول لقوة تعليله ‪.‬‬
‫ّ‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬املرجعان السابقان ‪.‬‬


‫(‪ )2‬ينظر ‪ :‬املهذب ‪ ،403/1‬وحلية العلماء ‪. 401/5‬‬
‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬اإلنصاف ‪. 35/6‬‬
‫(‪ )4‬ينظر ‪ :‬الفتاوى اهلندية ‪ ،425/4‬وحاشية ابن عابدين ‪. 107/9‬‬
‫‪ -5‬ينظر ‪ :‬معونة أويل النهى ‪. 58 / 5‬‬
‫‪21‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫احلالة الثانية ‪ :‬إجارهتا بعد قبضها ‪.‬‬


‫ويف هــذه احلالــة ذهــب عامــة الفقهــاء إىل جــواز إجارهتــا بشــرط أن يؤجرهــا ملــن هــو مثلــه يف‬
‫االنتفاع أو أقل منه ضرراً ‪.‬‬
‫فدلي ــه ذه ــب احلنفي ــة (‪ ، )1‬واملالكي ــة (‪ ، )2‬والش ــافعية (‪ ، )3‬واحلنابل ــة يف الرواي ــة املعتم ــدة يف‬
‫املذهب (‪. )4‬‬
‫واس ــتدلوا ‪ :‬أبن ق ــبض الع ــني يق ــوم مق ــام املن ــافع ب ــدليل أن ــه جي ــوز التص ــرف فيه ــا ابس ــتيفاء‬
‫منافعها‪ ،‬فجاز العقد عليها كبيع الثمرة على الشجرة (‪ . )5‬وقياساً على البيــع وحيــث جــاز بيــع املبيــع‬
‫بعد قبضه فكذلك إجارة العقار املستأجر (‪. )6‬‬
‫ويف املسألة قول آخر ‪ :‬أنه ال جيوز للمستأجر أتجري العني املستأجرة بعد قبضها ‪.‬‬
‫وهو رواية عن اإلمام أمحد (‪. )7‬‬
‫ودليلهــا ‪ :‬أن الن ـ ‪ ‬هنــى عــن ربــح مــامل يضــمن‪ ،‬واملنــافع مل تــدخل يف ضــمانه‪ .‬فــدذا آجرهــا‬
‫فقد ربح فيما مل يضمن (‪. )8‬‬
‫وقياساً على بيع املكيل واملوزون قبل القبض امع أن كالً منهما مل يدخل يف ضمانه (‪. )9‬‬
‫ونوقش ‪ :‬أبنه قياس فاسد؛ ألن قبض العني يقوم مقام قبض املنافع (‪. )10‬‬
‫فالراجح – وهللا أعلم – هو القول األول‪ ،‬مع اعتبار القيد الذي ذكروه‪.‬‬
‫وعليه ّ‬
‫ألن املستأجر قد ملك املنفعة بعقد اإلجارة‪ ،‬فله التصرف فيها بقتضى ذلك ‪.‬‬

‫ينظر ‪ :‬خمتصر الطحاوي ص‪ ،129‬والدر املختار ‪ ،107/9‬والفتاوى اهلندية ‪ ،425/4‬وحاشرية ابرن عابردين‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪. 107/9‬‬
‫ينظر ‪ :‬املدونة ‪ ،515/4‬والتفريع ‪ ،185/2‬والكايف ‪ ،748/2‬ومواهب اجلليل ‪ ،406/5‬وشرح الزرقاين على‬ ‫(‪) 2‬‬
‫خليل ‪ ،10/7‬ومنح اجلليل ‪. 458/5‬‬
‫ينظر ‪ :‬املهذب ‪ ،403/1‬وحلية العلماء ‪ ،402/5‬وروضة الطالبي ‪ ،256/5‬وحتفة احملتاج ‪. 200/6‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫ينظر ‪ :‬املغين ‪ ،54/8‬واإلنصاف ‪ ،35/6‬وكشاف القناع ‪ ،15/4‬وغاية املنتهى ‪. 196/2‬‬ ‫(‪) 4‬‬
‫ينظر ‪ :‬املغين ‪. 54/1‬‬ ‫(‪) 5‬‬
‫ينظر ‪ :‬املهذب ‪ ،403/1‬والكايف البن قدامة ‪. 325/2‬‬ ‫(‪) 6‬‬
‫ينظر ‪ :‬الروايتي والوجهي ‪ ،430/1‬واملغين ‪ ،54/8‬والفروع ‪. 445/4‬‬ ‫(‪) 7‬‬
‫ينظر ‪ :‬املغين ‪. 54/8‬‬ ‫(‪) 8‬‬
‫ينظر ‪ :‬املرجع السابق ‪.‬‬ ‫(‪) 9‬‬
‫ينظر ‪ :‬املرجع السابق ‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫‪22‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫وملا يرتتب على ذلــك مــن نفــي الضــرر عنــه‪ ،‬ألنــه قــد يســتأجر العقــار مــدة طويلــة وال يــتمكن‬
‫مــن اســتيفاء املنفعــة؛ لســفر وعــوه‪ ،‬والعقــد الزم‪ ،‬وهــو مطالــب أبجرتــه للزومــه‪ ،‬فكــان أتجــريه مراعــاة‬
‫جلانبه‪ ،‬كما روعي جانب املؤجر بلزوم عقد اإلجارة ‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫املسألة الثانية ‪ :‬أتجري املستأجر للعني املؤجرة مع اشرتاط منعه من ذلك‬

‫اختلف الفقهاء يف هذه املسألة على ثالثة أقوال ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫القول األول ‪ :‬أن اإلجارة فاسدة والشرط ابطل ‪ .‬وهوقول عند احلنفية‬
‫‪2‬‬
‫ووجه عند الشافعية‬
‫‪ ،‬ألن موجبها ان ميلك املستأجر‬ ‫‪3‬‬
‫واستدلوا أبن املالك شرط يف اإلجارة شرطا ينايف موجبها‬
‫املنفعة ‪ ,‬وابلتايل حيق له التصرف فيها ‪.‬‬
‫ويناقش أبن فساد الشرط يبطل الشرط فقط وال يتعداه إىل العقد ألنه ميكن تصحيح العقد وإبطال‬
‫الشرط ‪.‬‬
‫القول الثاين ‪ :‬أن الشرط صحيح واإلجارة جائزة ‪ ,‬وهو قول عند الشافعية‪ 4‬واحلنابلة‪ , 5‬وهو‬
‫‪6‬‬
‫املعمول به اآلن يف نظام العقار ‪ ,‬وعليه بعض الفتاوى العاصرة‬
‫واستدلوا أبن املستأجر إ ا ميلك املنافع من جهة املؤجر ‪ ,‬فال ميلك ما مل‬
‫‪8‬‬
‫يرض به ‪ . 7‬وألن املالك قد يكون له غرض صحيح يف ختصيصه ‪.‬‬
‫ويناقش أبن هذا الشرط ينايف ما يقتضيه العقد من أن املستأجر ميلك املنفعة فيحق له التصرف‬
‫فيها ‪.‬‬

‫القول الثالث ‪ :‬أن عقد اإلجارة صحيح والشرط ابطل ال يلزم الوفاء به ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ينظر البحر الرائق ‪. 17 / 8‬‬


‫‪ - 2‬ينظر ‪ :‬املهذب ‪534 / 1‬‬
‫‪- 3‬ينظر ‪ :‬املصدر السابق‬
‫‪ - 4‬الصدر السابق‬
‫‪ - 5‬ينظر ك املبدع ‪. 92 / 5‬‬
‫‪ - 6‬ينظر املعايري الشرعية الصادر عن هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلس مية ص ‪ 145‬والدليل الشرعي‬
‫لإلجارة ص ‪ 171 ، 27‬وفتوى ندوة الربكة الفقهية رقم ‪. 4 /2‬‬
‫‪ - 7‬ينظر املهذب ‪534 / 1‬‬
‫‪ - 8‬ينظر املبدع ‪93 / 5‬‬
‫‪24‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫وإليه ذهب اجلمهور ؛ فهو املعتمد عند احلنفية‪، 1‬واملالكية‪ 2‬والشافعية ‪ 3‬واحلنابلة‪ . 4‬وعليه‬
‫الفتوى الصادرة عن الندوة الفقهية الثالثة لبيت التمويل‬
‫‪5‬‬
‫الكوييت ‪.‬‬
‫واستدلوا ابآليت ‪:‬‬

‫‪ – 1‬أن هذا الشرط ينايف مقتضى العقد ؛ إذ مقتضاه ملك املنفعة ‪ ،‬ومن ملك شيئا استوفاه بنفسه‬
‫‪6‬‬
‫وبنائبه ‪.‬‬
‫‪ _ 2‬القياس على البيع ؛ فكما أنه إذا ابعه عينا واشرتط عليه أن ال يبيعها أن الشرط ابطل‬
‫فكذلك إذا أجره عينا واشرتط عليه أن اليؤجرها ‪ ,‬امع أن كال منهما ميلك مورد العقد ‪ ,‬املشرتي‬
‫ميلك العني ‪ ,‬واملستأجرميلك املنفعة ‪.7‬‬

‫والراجح ـ وهللا أعلم ـ هو القول الثالث ملا أييت ‪:‬‬


‫أ ـ قوة أدلته‬
‫ب ـ ماورد على ما استدل به أصحاب القولني اآلخرين من مناقشة ‪.‬‬
‫ج ـ أن حق مالك العني مراعى بشرط يضمن له سالمة العني ‪ ,‬وهو أن ال يرتتب على التأجري ضرر‬
‫ابلعني ‪ ,‬وأن يؤجرها على من هو مث له يف االنتفاع أو دونه ‪ ,‬الملن هو أكثر منه ضررا ‘ابلعني ‪.‬‬
‫ومع هذا فدذا رأى ويل األمر األخذ أبحد القولني اآلخرين ملصلحة رآها فله ذلك ‪.‬‬

‫املسألة الثالثة ‪ :‬أتجري العني املستأجرة أبكثر من أجرهتا ‪:‬‬


‫هذه املسألة حمل خالف بني الفقهاء على ثالثة أقوال ‪:‬‬

‫‪ - 1‬البحر الرائق ‪ 17 / 8‬ورد احملتار على الدر املختار ‪. 28 / 6‬‬


‫‪ - 2‬ينظر ‪ :‬عقد اجلواهر الثمينة ‪. 853 / 2‬‬
‫‪ - 3‬ينظر املهذب ‪ 534 / 1‬ومغين احملتاج ‪350 / 2‬‬
‫‪ - 4‬ينظر املدع ‪ 922 / 5‬وكشاف القناع ‪ 15 / 4‬ومعونة أويل النهى ‪. 89 / 5‬‬
‫‪ - 5‬ينظر ‪ :‬الدليل الشرعي لإلجارة ص‪. 174‬‬
‫‪ - 6‬ينظر ‪ :‬املبدع ‪ 92 /5‬وكشاف القناع ‪. 15 / 4‬‬
‫‪ -7‬ينظر ‪ :‬مغين احملتاج ‪. 350 / 2‬‬
‫‪25‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫القول األول ‪ :‬أنه جيوز للمستأجر أن يؤجر العني املؤجرة بثل ما استأجرها به ‪ ,‬وأبقل ‪ ,‬وأبكثر‬
‫إال أن الزايدة التطيب له فيتصدق هبا إال إذا كان زاد يف العني فحينئذ تطيب له الزايدة ‪ .‬وهذا هو‬
‫‪2‬‬
‫مذهب احلنفية ‪ 1‬ورواية عن اإلمام أمحد ‪.‬‬
‫واستدلوا متا أييت ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن املناف ع مل تدخل يف ضمان املستأجر بدليل أن الدر املستأ جرة لو اهندمت مل يلزمه األجر ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫فدذا أجرها أبكثر مما استأجرها به فقد ربح فيما ليس من ضمانه ‪.‬‬
‫ونوقش بعدم التسليم ؛ بل قد دخلت يف ضمانه ألنه لومل يستوفها كا نت من ضمانه ‪.4‬‬

‫‪ – 2‬القياس على بيع الطعام قبل قبضه ن فكما أنه الجيوز فكذلك هنا ؛ امع أن كال منهما غري‬
‫‪5‬‬
‫داخل يف ضمانه ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ونوقش أبن القياس مع الفارق ألن بيع الطعام قبل قبضه ممنوع ربح فيه أومل يربح‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫واستدلوا جلواز الزايدة إذا عمل فيها عمال أن الزايدة تكون يف مقابل ذلك العمل ‪.‬‬
‫ونوقش ابن ذلك منقوض با إذا كنس الدار فدن ذلك يزيد أجرهتا ن وال جييزون الزايدة يف مقابل‬
‫‪8‬‬
‫الكنس ‪.‬‬

‫القول الثاين ‪ :‬أنه إن أذن له املالك يف الزايدة جاز وإال مل جيز ‪ .‬وهو رواية عن اإلمام أمحد ‪.‬ومل‬
‫يذكروا له دليال ‪ ,‬ولعلهم بنوا ذلك على أن للمؤجر أن يشرتط على املستأجر عدم أتجري العني‬
‫املؤجرة فمن ابب أوىل الزايدة يف األجرة ‪ .‬ويناقش با سبق من أن ذلك حمل خالف ‪ ،‬واجلمهور‬
‫على خالفه ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ينظر املبسوط ‪ 130 / 15‬والفتاوى اهلندية ‪425 / 4‬‬


‫‪ - 2‬ينظر ‪ :‬املغين ‪ 56 / 8‬واملقنع مع شرحه املبدع ‪. 81 / 5‬‬
‫‪ - 3‬ينظر املرجعان السابقان ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ينظر املغين ‪56 / 8‬‬
‫‪ - 5‬املصدر السابق‬
‫‪ - 6‬املصدر السابق‬
‫‪ - 7‬املغين ‪. 56 / 8‬‬
‫‪ - 8‬ينظر الفتاوى اهلندية ‪ 425 / 4‬واملغين ‪. 56 / 8‬‬
‫‪26‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫القول الثالث ‪ :‬أنه جيوز للمستأجر أن يؤجرها بثل أجرهتا وأبقل وأبكثر ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫والرواية املعتمدة عند احلنابلة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫وإليه ذهب اجلمهور ؛ فعليه املالكية‪ 1،‬والشافعية ‪,‬‬
‫واستدلوا اب لقياس على البيع ‪ ،‬فكما جيوز للمشرتي أن يبيع العني بثل الثمن وأبقل وأبكثر‬
‫‪4‬‬
‫فكذلك املستأجر امع أن كال منهما ميلك ما أوقع عليه العقد ‪.‬‬

‫والراجح ـ وهللا أعلم ـ هو القول الثالث ملا أييت ‪:‬‬


‫‪ – 1‬قوة تعليله‬
‫‪ – 2‬ما ورد على ما استدل به أصحاب القولني اآلخرين من مناقشة‬
‫‪ – 3‬أنه جيوز له أن يستويف املنفعة بنفسه وبغريه بقابل وبغري مقابل ؛ ألنه ميلك املنفعة ‪ ,‬فيحق‬
‫له أن يؤجرها با شاء ‪ .‬وهللا أعلم ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫تأجير الما لك للعين المستأجرة‬

‫‪ - 1‬ينظر عقد اجلواهر الثمينة ‪ , 853 / 2‬والتفريع ‪. 185 / 2‬‬


‫‪ - 2‬ينظر ‪ :‬املهذب ‪ 410 / 1‬وروضة الطالبي ‪256 / 5‬‬
‫‪ - 3‬ينظر املغين ‪ , 56 / 8‬واإلنصاف ‪. 34 / 6‬‬
‫‪ - 4‬ينظر ‪ :‬املهذب ‪ , 410 / 1‬واملغين ‪. 56 / 8‬‬
‫‪27‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫أتجــري املالــك للعــني املســتأجرة أثنــاء مــدة اإلجــارة إمــا أن يكــون واردا علــى املــدة الــيت ورد‬
‫عليها العقد األول أو على مدة بعدها ‪ ،‬وإذا كان بعدها فال الــو إمــا أن يكــون للمســتأجر األول أو‬
‫لغريه ‪.‬‬
‫وبيان ذلك يف املطلبني اآلتيني ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تأجيرهاا غيار المساتأجر نثنااد مادة اإلجاارة لمادّة‬


‫تلي مدّة اإلجارة األولى ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تأجيرهاا نثنااد مادّة اإلجاارة غيار المساتأجر نفا‬


‫المدّة نو جزدا ً منها ‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المطلب األول‬
‫تأجير المالك للعين المستأجرة‬
‫نثناد مدّة اإلجارة على مدّة تلي مدّة اإلجارة األولى‬
‫إن كانت اإلجارة على املستأجر األول فال خالف يف صحتها (‪. )1‬‬
‫‪ – 1‬ألن املــدتني متصــلتان كامل ـ ّدة الواحــدة‪ ،‬فصــار القــبض معج ـالً كمــا لــو نــع بينهمــا يف‬
‫عقد واحد ‪.‬‬
‫‪ – 2‬وألن املســتأجر واحــد فــال تنــازع علــى مــورد العقــد‪ ،‬ألن اليــد واحــدة ولــيس لغــريه يــد‬
‫حتول بينه وبني ما استأجره (‪. )2‬‬
‫وإن كانت على غري املستأجر األول‪ ،‬فخالف على قولني ‪:‬‬
‫القول األول ‪:‬‬
‫أن اإلجــارة صــحيحة بشــرط القــدرة علــى التســليم وقــت وجــوب العقــد‪ .‬وإليــه ذهــب نهــور‬
‫الفقهاء ‪.‬‬
‫فهو مذهب احلنفية (‪ ، )3‬واملالكية (‪ ، )4‬واحلنابلة (‪ ، )5‬وبعض الشافعية (‪. )6‬‬
‫واستدلوا با يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن امل ّدة اليت وقع العقــد علــى إجارهتــا جيــوز العقــد عليهــا مــع غريهــا فجــاز العقــد عليهــا‬
‫مفردة كاليت تلي العقد إذ ال فرق بني كوهنا مضمومة مع غريها أو منفصلة (‪. )7‬‬
‫‪ – 2‬أن االتفــاق علــى إضــافة العقــد ملـ ّدة مســتقبلة ال اــالف مقتضــى عقــد اإلجــارة‪ ،‬بــل هــو‬
‫مقرر له ألن املنافع يف عقد اإلجارة حتدم شيئاً فشيئا(‪. )8‬‬

‫ينظررر ‪ :‬حتفررة لفقهرراء ‪ ،348/1‬وبرردائع الصررنائع ‪ ،203/4‬والشرررح الكبررري للرردردير ‪ ،10/4‬ومواهررب اجللي ررل‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ ،407/5‬وم ررنح اجللي ررل ‪ ،461/7‬واحل رراوي الكب ررري ‪ ،408/7‬وامله ررذب ‪ ،396/1‬ومغ ررين احملت رراج ‪،338/2‬‬
‫وأسىن املطالب شرح روض الطالب ‪ ،408/2‬والفروع ‪ ،439/4‬واإلنصاف ‪ ،41/6‬وكشاف القناع ‪6/4‬‬
‫ينظر ‪ :‬احلاوي الكبري ‪ ،409/7‬وأسىن املطالب ‪. 408/2‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫ينظر ‪ :‬حتفة الفقهاء ‪ ،348/1‬وبدائع الصنائع ‪ ،203/4‬والفتاوى اهلندية ‪ ،415/5‬والدر املختار ‪. 6/6‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫ينظر ‪ :‬الشرح الكبري للدردير ‪ ،11 ،10/4‬والشرح الصغري له هبامش بلغة السالك ‪ ،271/2‬ومواهب اجلليل‬ ‫(‪) 4‬‬
‫‪ ،407/5‬والتاج واإلكليل هبامشه ومنح اجلليل ‪. 461/7‬‬
‫ينظر ‪ :‬الفروع ‪ ،439/4‬واإلنصاف ‪ ،41/6‬واملبدع ‪ ،85/5‬وكشاف القنراع ‪ ،6/4‬وشررح املنتهرى ‪364/2‬‬ ‫(‪) 5‬‬
‫‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬مغين احملتاج ‪ ،338/2‬وتكملة اجملموعة الثانية ‪. 38/15‬‬ ‫(‪) 6‬‬
‫(‪ )7‬ينظر ‪ :‬الشرح الكبري ‪ ،32/3‬وكشاف القناع ‪ ،6/4‬وشرح املنتهى ‪. 364/2‬‬
‫(‪ )8‬ينظر ‪ :‬بدائع الصنائع ‪. 203/4‬‬
‫‪29‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫‪ – 3‬القي ــاس عل ــى الط ــالق والعت ــق فكم ــا أن ــه جي ــوز إض ــافتهما إىل زم ــن مس ــتقبل فك ــذلك‬
‫اإلجارة (‪. )1‬‬
‫القول الثاين ‪:‬‬
‫أن إجارة األعيان على م ّدة ال تلي العقد غري صحيحة ‪,‬‬
‫وهو املذهب عند الشافعية (‪. )2‬‬
‫واستدلوا به با يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن يد املستأجر األول حائلة متنع يد املستأجر الثاين‪ ،‬فبطل عقده لزوال يده(‪.)3‬‬
‫‪ – 2‬أن املعقــود عليــه إذا كــان معين ـاً وكــان قبضــه متــأخراً يبطــل العقــد عليــه‪ ،‬كمــا لــو شــرط‬
‫أتخري القبض يف معني بعقد إجارة أو بيع (‪. )4‬‬
‫ويناقش ما استدلوا با يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن التس ــليم مت ــأخر والع ــني امل ــؤجرة تك ــون وق ــت التس ــليم ال ي ــد عليه ــا النته ــاء إج ــارة‬
‫األول‪ .‬واملعت هو وقت التسليم ال وقت انتهاء العقد كالسلم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬كم ــا ين ــاقش الش ــافعية ابإلل ـزام‪ ،‬حي ــث ق ــالوا بص ــحة أتخ ــري العق ــار مل ـ ّدة مس ــتقبلة م ــن‬
‫املستأجر األول مع أن م ّدة العقد ليست متصلة ابلعقد األول (‪ . )5‬فال فرق ‪.‬‬
‫فالراجح – وهللا أعلم – هو مــا عليــه نهــور الفقهــاء يف صــحة إجــارة العــني أثنــاء‬
‫وعلى هذا ّ‬
‫م ّدة اإلجارة على مدة تلي مدة اإلجارة األوىل ‪ .‬ملا يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬قوة ما استدل به اجلمهور ‪.‬‬
‫‪ – 2‬ما ورد على أدلة الشافعية من مناقشة ‪.‬‬
‫‪ – 3‬ما ذكره شيخ اإلسالم ابــن تيميــة – رمحــه هللا – مــن أنــه ‪" :‬لــيس مــن شــرط القــبض أن‬

‫املرجع السابق ‪.‬‬ ‫(‪) 1‬‬


‫ينظررر ‪ :‬احلرراوي ‪ ،408/7‬واملهررذب ‪ ،396/1‬ومغررين احملترراج ‪ ،338/2‬وأسررىن املطالررب شرررح روض الطالررب‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪ ،407/2‬وفررتح الوهرراب ‪. 248/1‬واسررتثىن الشررافعية مسررالتي األوا ‪ :‬إذا أجررر املالررك العرري علررى املسررتاجر‬
‫السنة الثانية قبرل انقاراء املردة األوا ‪ .‬وهرذه املسرالة داخلرة فيمرا ذكرر أنره الخر ف فيره يف مقدمرة الكر م عرن‬
‫هذه املسالة ‪ .‬املسالة لبثانية ‪ :‬مسالة كرراء العقرب ‪ :‬أن يرؤجر براحب الدابرة دابتره علرى اقنري يعتقبران عليهرا ‪,‬‬
‫فإهنا تصح مع أن أتجري الثاين على مدة التلي العقد ( ينظر ‪ :‬مغين احملتاج ‪) . 239 , 238 / 2‬‬
‫ينظر ‪ :‬احلاوي ‪. 408‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫املصدر السابق ‪.‬‬ ‫(‪) 4‬‬
‫ينظر ‪ :‬الشرح الكبري ‪. 324/3‬‬ ‫(‪) 5‬‬
‫‪30‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫يتعقــب العقــد بــل القــبض جيــب وقوعــه علــى حســب مــا اقتض ـاه العقــد لفظ ـاً وعرف ـاً؛‬
‫وهلذا جيوز استثناء بعض منفعة املبيع م ّدة معينة‪ ،‬وإن أتخر هبا القــبض علــى الصــحيح‬
‫كمــا جيــوز بيــع العــني املــؤجرة‪ ..‬وجيــوز عقــد اإلجــارة ملـ ّدة ال تلــي العقــد‪ .‬ســر ذلــك أن‬
‫القبض هو موجب العقد؛ فيجب يف ذلك ما أوجبــه العاقــدان ســب قصــدعا الــذي‬
‫يظهر بلفظهما وعرفهما"(‪. )1‬‬
‫وعلى هذا فتأخري القبض لزمن مستقبل يتفق عليه العاقدان ال مينع صحة العقد‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬جمموع الفتاوى ‪. 275/30‬‬


‫‪31‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المطلب الثاني‬
‫تأجير المالك للعين المستأجرة‬
‫خالل مدّة اإلجارة من غير المستأجر‬

‫تصوير املسألة ‪:‬‬


‫بعــد طــول ــث وق ـراءة شــاملة ونظــر مت ـأ ّن يف كــالم الفقهــاء وجــدت أنــه ميكــن تصــوير هــذه‬
‫املسألة يف جانبني وكل جانب يرد عليه كالم اتلف عما يرد على اجلانب اآلخر ‪.‬‬
‫اجلانب األول ‪:‬‬
‫أتجري املالك للعني املؤجرة خالل م ّدة اإلجارة من غري املستأجر ليحل املســتأجر الثــاين حمــل‬
‫املستأجر األول يف االنتفاع ابلعني املستأجرة ‪.‬‬
‫وهــذه املســألة للفقهــاء فيهــا كــالم‪ .‬ولكنهــا ليســت املســألة املقصــودة عنــدان‪ .‬وإن كــان ال بــد‬
‫من دراستها‪ ،‬لقرهبا من مسألتنا وألهنا تفيدان كثرياً يف بيان حكم املسألة املرادة ‪.‬‬
‫اجلانب الثاين ‪:‬‬
‫أتجــري املالــك للعــني املســتأجرة أثنــاء مـ ّدة اإلجــارة مــن غــري املســتأجر ليحــل املســتأجر الثــاين‬
‫حمل املالك يف استيفاء األجرة من املستأجر األول ‪.‬‬
‫وهذه هي املسألة املقصودة – أساساً – ابلبحث ‪.‬‬
‫و ث هذين اجلانبني يف املسألتني اآلتيتني ‪:‬‬
‫املسألة األوىل ‪ :‬أتجري املالك للعني املؤجرة أثناء م ّدة اإلجارة من غري املستأجر لالنتفاع‬
‫املســألة الثانيــة ‪ :‬أتجــري املالــك للعــني املــؤجرة أثنــاء مـ ّدة اإلجــارة مــن غــري املســتأجر ليحــل‬
‫حمل املالك ‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المسألة األولى‬
‫تأجير المالك للعين المؤجرة من غير المستأجر لالنتفاع‬

‫مما هو حمل اتفاق بني الفقهاء (‪ )1‬؛ بل هــو إنــاع (‪ : )2‬أن اإلجــارة عقــد الزم للمتعاقــدين ال‬
‫حيــل ألحــدعا فســخه بــدون رضــا العاقــد اآلخــر‪ ،‬ويقتضــي اســتحقاق املســتأجر للمنفعــة واســتحقاق‬
‫املؤجر لألجرة على خالف بينهم يف وقت استحقاق األجرة ‪.‬‬
‫وبنــاءً عليــه فلــيس مــن حــق املالــك أن يتصـ ّـرف يف منفعــة العــني املــؤجرة خــالل م ـ ّدة اإلجــارة‬
‫أبي وجه من وجوه التصـ ّـرف‪ ،‬ال ابنتفــاع وال ةعــارة وال ةجــارة وال بغــري ذلــك‪ .‬ألهنــا أصــبحت مملوكــة‬
‫ّ‬
‫لغ ـريه بقتضــى عقــد اإلجــارة‪ ،‬كمــا ال حيــق للبــائع أن يتصــرف ابلعــني املبيعــة؛ ألهنــا خرجــت مــن ملكــه‬
‫ابلبيع ‪.‬‬
‫وعلــى هــذا فــدذا تصـ ّـرف املالــك ابلعــني املســتأجرة بتأجريهــا علــى غــري املســتأجر أثنــاء م ـ ّدة‬
‫اإلجارة يث تكون اإلجــار ن واردتــني علــى مـ ّدة واحــدة‪ ،‬أو تكــون اإلجــارة الثانيــة واردة علــى جــزء‬
‫من م ّدة اإلجارة األوىل ‪.‬‬
‫كما إذا أجر شخصاً داراً مل ّدة سنة ابتداء من ‪1418/1/1‬ه ـ إىل هنايــة ‪1418/12/30‬ه ـ‬
‫ومت إجراء العقد بينهما وتفرقا على ذلك فلزم العقد ‪.‬‬
‫مث أجرهــا بــذاهتا علــى شــخص آخــر نفــس املـ ّدة‪ ،‬أو أجرهــا املالــك مــن املســتأجر الثــاين جــزءاً‬
‫من امل ّدة أي ‪ :‬من ‪1418/6/1‬هـ إىل ‪1418/12/30‬هـ مثالً ‪.‬‬
‫تصرف املالك ابلعني املســتأجرة فيمــا هــو وارد علــى منفعــة العــني وهــو الســك – مــثالً‬
‫فهنا ّ‬
‫– أثناء امل ّدة اليت يستحق املستأجر األول نفع العني يف نيعها ‪.‬‬
‫وقد بني الفقهاء احلكم يف هذه املسألة ‪.‬‬

‫فقالوا ‪ :‬ال الو األمر من حالتني ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،195/4‬واملعونرة ‪ ،1091/2‬واملقردمات ‪ ،166/2‬والتفريرع البرن جر ب ‪،185/2‬‬


‫والفوائ ررد الفقهي ررة ص‪ ،282‬واحل رراوي الكب ررري ‪ ،394/7‬وامله ررذب ‪ ،400/1‬ومغ ررين احملت رراج ‪ ،355/2‬واملغ ررين‬
‫‪ ،23/8‬واإلنصاف ‪ ،58/6‬وكشاف القناع ‪ ،24/4‬ومطالب أويل النهى ‪. 655/3‬‬
‫(‪ )2‬ينظر ‪ :‬جمموع فتاوى شيخ اإلس م ‪. 165/30‬‬
‫‪33‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫احلالة األوىل ‪:‬‬


‫أن ي ــرتك املس ــتأجر األول الع ــني املس ــتأجرة ك ــأن يس ــتأجرها مث يب ــدو ل ــه فيغريه ــا‪ ،‬أو يس ــافر‬
‫ويدعها‪ ،‬أو ينتفع هبا جزءاً من امل ّدة مث يرتكها ‪.‬‬
‫وحينئــذ فلــيس للمالــك احلــق يف أتجريهــا‪ ،‬خــالل هــذه املـ ّدة املســتأجرة‪ ،‬ألهنــا يف واقــع األمــر‬
‫مشغولة ق املستأجر األول وألنه تصرف فيما ال ميلكه ‪.‬‬
‫فدن أجرها لغري األول فخالف على قولني ‪:‬‬
‫القول األول ‪:‬‬
‫أن عقــد اإلجــارة األوىل صــحيح ‪ ،‬فــال تنفســخ إجــارة األول ‪ ,‬وعلــى ذلــك فيســتحق املالــك‬
‫علــى املســتأجر األول نيــع األجــرة ويســتحق املســتأجر األول علــى املالــك أجــرة املثــل‪ ،‬ألنــه تصــرف‬
‫فيما ميلكه املستأجر بغري إذنه ‪.‬‬
‫وإليه ذهب احلنابلة (‪. )1‬‬
‫القول الثاين ‪:‬‬
‫أن تصرف املالك موقوف على إجازة املســتأجر األول‪ ،‬فــدن أجــازه صــح العقــد الثــاين وإن مل‬
‫جيزه بطل ‪.‬‬
‫وإليه ذهب احلنفية (‪. )2‬‬
‫واستدلوا ‪ :‬أبن عقــد اإلجــارة يقــع علــى املنفعــة‪ ،‬إذ هــو متليــك املنفعــة‪ ،‬وهــي ملــك املســتأجر‬
‫األول بقتضى العقد األول‪ ،‬فتجوز ةجازته وتبطل ةبطاله ‪.‬‬
‫فدذا أجاز اإلجارة الثانية كانت األجرة له ال لصاحب الدار‪ ،‬ألنه ميلك عوضها وهــو املنفعــة‬
‫فيملك بدهلا وهو األجرة ‪.‬‬
‫وحينئذ فال ينفسخ عقد اإلجارة األوىل مامل متض م ّدة اإلجارة الثانية فدذا مضــت فــدن كانـت‬
‫مدهتما واحدة انقضت املد ن‪ ،‬وإن كانت م ّدة الثانية أقل فلألول أن يسكن حهت تتم امل ّدة (‪. )3‬‬
‫واخل ــالف يف ه ــذه املس ــألة مب ــين عل ــى تص ـ ّـرف الفض ــويل‪ ،‬فم ــن مل يص ــححه وه ــم احلنابل ــة يف‬
‫املعتمد أبطلوا تصرف املؤجر هنا‪ .‬ومــن جعلــه موقوفـاً علــى إجــازة املالــك‪ ،‬جعــل اإلجــارة هنــا موقوفـة‬
‫على إجازة املستأجر األول؛ ألن املالك هنا بثابة الفضويل واملستأجر بثابة املالك ‪.‬‬

‫(‪ )1‬املغين ‪ ،25 ،24/8‬واإلنصاف ‪ ،58/6‬وكشاف القناع ‪ ،24/4‬ومطالب أوا النهى ‪. 662 ،661/3‬‬
‫(‪ )2‬بدائع الصنائع ‪. 208/4‬‬
‫(‪ )3‬املرجع السابق ‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫الرتجيح ‪:‬‬
‫يظهر – وهللا أعلــم – رجحــان القــول الثــاين القائــل أبن الثانيــة موقوفــة علــى إجــازة املســتأجر‬
‫األول‪ ،‬ملا يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن الذي يرجحه أكثر احملققني وعليه نهور العلماء أن تصرف الفضــول موقــوف علــى‬
‫إجازة املالك ‪.‬‬
‫‪ – 2‬نفي الضرر – هنا – عن املستأجر األول حيث جعل األمــر بيــده جييــز أو مينــع حســب‬
‫ما يراه األصلح له ‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن احلنفية يتفقون مع احلنابلة ومن وافقهم يف اإلبطال عند عدم اإلجازة‪.‬‬
‫احلالة الثانية ‪:‬‬
‫أن يؤجرهــا املالــك قبــل تســليمها للمســتأجر األول‪ ،‬أو ميتنــع مــن تســليمها لــه حــهت انقضــت‬
‫مدته ‪.‬‬
‫وحينئذ فتنفسخ اإلجارة ‪.‬‬
‫ألن العاقد وهو املؤجر أتلف املعقود عليه قبل تسليمه فانفســخ العقــد‪ ،‬كمــا لــو ابعــه طعامـاً‬
‫فأتلفه قبل تسليمه ‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫احلالة الثالثة ‪:‬‬


‫أن يسلمها أثناء امل ّدة ‪.‬‬
‫وحينئذ فتنفسخ فيما مضى‪ ،‬وجيب على املستأجر أجر ابقي امل ّدة بقسطه من األجرة (‪. )1‬‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬املغين ‪ ،26/8‬واإلنصاف ‪ ،58/6‬وكشاف القناع ‪ ،25/4‬ومطالب أوا النهى ‪. 662/3‬‬
‫‪36‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المسألة الثانية‬
‫تأجير المالك للعين المؤجرة من غير المستأجر‬
‫ليحل محله في استحقاق األجرة على المستأجر األول‬

‫بعد ث طويل يف كتب الفقهاء القدميــة – قبــل البعلــي – مل أجــد مــن ذكــر هــذه املســألة‪ .‬ال‬
‫يف املذاهب األخــرى وال يف املــذهب احلنبلــي‪ .‬وال حــهت عنــد شــيخ اإلســالم يف كتبــه الفقهيــة الــيت هــي‬
‫بني أيدينا كاجملموع والفتاوى الك ى و تصرها إال ما ذكره البعلي يف االختيارات الفقهية عــن اختيــار‬
‫شيخ اإلسالم يف هذه املسألة ‪:‬‬
‫أنــه جيــوز للمالــك أن يــؤجر العــني املســتأجرة خــالل مــدة اإلجــارة ملــن يقـوم مقامــه يف اســتيفاء‬
‫األجرة من املستأجر األول‪ ،‬حيث قــال ‪" :‬وجيــوز للمــؤجر إجــارة العــني املــؤجرة مــن غـري املســتأجر يف‬
‫مــدة اإلجــارة‪ ،‬ويقــوم املســتأجر الثــاين مقــام املالــك يف اســتيفاء األجــرة مــن املســتأجر األول‪ .‬وغلــط‬
‫بعــض الفقهــاء فــأفهت يف عــو ذلــك بفســاد اإلجــارة الثانيــة ظنـاً منـه أن هــذا كبيــع املبيــع‪ ،‬وأنــه تصــرف‬
‫تصرف فيما استحقه على املستأجر"(‪. )1‬‬
‫فيما ال ميلك‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل هو ّ‬
‫ونقلــه أيض ـاً برهــان الــدين ‪ :‬إب ـراهيم بــن ــس الــدين ابــن قــيم اجلوزيــة يف "اختيــارات شــيخ‬
‫اإلسالم ابن تيمية النمريي حيث قال ‪:‬‬
‫"وإن إجارة العني املأجورة مــن غــري املســتأجر يف مــدة اإلجــارة جــائزة‪ ،‬ويقــوم املســتأجر الثــاين‬
‫مقام املالك يف استيفاء األجرة من املستأجر األول" ‪.‬‬
‫وقال ‪" :‬ذكر ذلك يف مسودته على احملرر"(‪. )2‬‬
‫ونقل هذا االختيار املرداوي يف اإلنصاف عن البعلي – رمحهما هللا ‪. -‬‬
‫مث نظرت فيمن نقــل اختيــارات شــيخ اإلســالم غــري البعلــي وبرهــان الــدين بــن القــيم فلــم أجــد‬
‫مــن ذكــر هــذا االختيــار‪ ،‬وإ ــا ذكــروا يف مــوطن هــذا البحــث مســألة أخــرى وذكــروا فيهــا رأي شــيخ‬
‫اإلسالم واإلشارة إىل من أفهت خبالفــه مــن الفقهــاء‪ ،‬وهــذه املســألة هــي إجــارة األرض املشــغولة بغـراس‬
‫أو بناء لغري املستأجر ‪.‬‬
‫وبني اختيار شيخ اإلسالم فيها ‪:‬‬
‫وممن ذكر هذه املسألة ّ‬
‫‪ -1‬ابن مفلح يف الفروع ‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن عبداهلادي يف مغين ذوي األفهام ‪.‬‬

‫(‪ )1‬االختيارات الفقهية ص‪. 152 ،151‬‬


‫(‪ )2‬بعد البحث مل أجد من عثر على مسودة شيخ اإلس م على احملرر ‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫‪ -3‬املرداوي يف اإلنصاف وإن كان نقل بعدها كالم البعلي ‪.‬‬


‫‪ -4‬ابن مفلح احلفيد يف املبدع ‪.‬‬
‫‪ -5‬الرحيباين يف مطالب أويل النهى ‪.‬‬
‫كما ذكر املسألة غريهم‪ ،‬ولكن ببيان حكمها دون اإلشــارة إىل اختيــار شـيخ اإلســالم‪ .‬وهــي‬
‫مسألة مشهورة يف نيع املــذاهب‪ ،‬وســأعرض مــا ذكــره هــؤالء ممــا يعــني يف التوصــل إىل مــواطن اللــبس‬
‫يف هــذه املســألة‪ ،‬عارض ـاً تصــر مــا ذكــره كــل واحــد شــافعاً لــه بنقــل الــنص الفقهــي موضــع البحــث‬
‫ليتضح املراد ‪:‬‬

‫عرض ابن مفلح يف الفروع ‪:‬‬


‫ذكر ابن مفلح ما يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬قــرر أنــه ال يتصــرف مالــك العقــار (املــؤجر) يف املنــافع إال بعــد انقضــاء امل ـ ّدة واســتيفاء‬
‫املنافع املستحقة عليه بعقد اإلجارة‪ ،‬يف نقله كالم ابن عقيل ‪.‬‬
‫‪ – 2‬نفــى التنــاقض عنــد فقهــاء احلنابلــة يف مســألة إجــارة املشــغول وقــت عقــد اإلجــارة‪ .‬أبن‬
‫مورد العقدين تلف‪ .‬حيث جــاء العقــد ةجــارة املشــغول علــى مـ ّدة ختتلــف عــن املـ ّدة‬
‫يف اإلجارة األوىل ‪.‬‬
‫أ‬
‫ـؤجر وذكــر أن ناعــة مــن احلنابلــة وغــريهم‬
‫‪ – 3‬نفــي جــواز إجــارة املــؤجر ملــن يقــوم مقــام املـ ّ‬
‫أفتوا بعدم صحتها وذكر أنه مل جيد يف كالم الفقهاء ما االف القول بعدم الصحة ‪.‬‬
‫أ‬
‫ـؤجر‬
‫‪ – 4‬تعجب ممن فهم من كالم احلنابلة ‪ :‬القــول بصــحة إجــارة املــؤجر ملــن يقــوم مقــام املـ ّ‬
‫ورد عليهم با نقله من كالم شيخ اإلســالم ‪ :‬يف فتــوى ةجــارة املشــغول بقصــب للغــري‬
‫‪.‬‬

‫وهذا هو نص كالم ابن مفلح يف الفروع ‪:‬‬


‫قال بعد أن بــني حكــم إجــارة العــني املــؤجرة يف مـ ّدة تلــي مـ ّدة اإلجــارة ‪" :‬وال فــرق بــني كوهنــا‬
‫مشغولة أو ال؛ ملا ذكران‪ ،‬وكذا قال ابن عقيل يف الفنون أو يف الفصول ‪ :‬ال يتصرف مالــك العقــار يف‬
‫املنافع ةجارة وال إعارة إال بعد انقضاء امل ّدة واستيفاء املستحقة عليه بعقد اإلجارة‪ ،‬ألنــه مــامل تـ أ‬
‫ـنقض‬
‫ـح تصــرفات املالــك يف حمبــوس ــق؛ ألنــه يتعــذر التســليم املســتحق‬
‫امل ـ ّدة لــه حــق االســتيفاء فــال تصـ ّ‬
‫ابلعقد‪ ،‬فمراد األصحاب متفــق وهــو ‪ :‬أنــه جتــوز إجــارة املــؤجر ويعتـ التســليم وقــت وجوبــه‪ ،‬وأنــه ال‬
‫جيوز إجياره ملن يقوم مقام املؤجر كمــا يفعلــه بعــض النــاس‪ ،‬وأفــهت ناعــة مــن أصــحابنا وغــريهم يف هــذا‬
‫‪38‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫الزمان ‪ :‬أن هذا ال يصح‪ ،‬وهذا واضح ومل أجد من كالمهم ما االف هذا ‪.‬‬
‫ومن العجــب ‪ :‬قــول بعضــهم يف هــذا الزمــان ‪ :‬إن الــذي اطــر ببالــه مــن كــالم أصــحابنا ‪ :‬أن‬
‫هــذه اإلجــارة تصــح‪ ،‬كــذا قــال؛ وقــد قــال شــيخنا فــيمن اســتأجر أرض ـاً مــن جنــدي وغرســها قصــباً مث‬
‫انتق ــل اإلقط ــاع ع ــن اجلن ــدي ‪ :‬إن اجلن ــدي الث ــاين ال يلزم ــه حك ــم اإلج ــارة األوىل‪ ،‬وأن ــه إن ش ــاء أن‬
‫يؤجرها ملن له فيها القصب أو لغريه"أ‪.‬هـ (‪. )1‬‬

‫عرض كالم ابن عبداهلادي ‪:‬‬


‫‪ – 1‬ذكر مسألة إجارة العني املنقولة بلك الغري بغرس أو بنــاء ال ميكــن تفريغهــا منــه يف مـ ّدة‬
‫اإلجارة األوىل‪ ،‬وبني حكم إجارهتا حال كوهنا مشــغولة مفصـالً احلكــم ابخــتالف حالــة‬
‫هذا الشاغل هل هو حمرتم أو غري حمرتم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬بني احلكم أنه إن كان الشاغل غري حمرتم جازت اإلجارة وإن كان حمرتمـاً فخــالف علــى‬
‫قولني ‪.‬‬
‫‪ – 3‬ذكــر اخلــالف يف املــذهب يف املســألة بــني جميــز وغــري جميــز‪ ،‬وبــني أن أكثــر احلنابلــة علــى‬
‫عدم اجلواز‪ ،‬وهو ما اختاره هو‪ ،‬وهو املوافق ملــذهب احلنفيــة والشــافعية‪ .‬وممــن اختــار‬
‫القول ابجلواز صاحب الفائق وشيخ اإلسالم ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪ – 4‬بني أن املستأجر يقوم مقام املؤجر – املالك – يف بقاء الشــاغل مــن غــرس أو بنــاء مــع‬
‫من له ذلك الغرس أو البناء ‪.‬‬
‫وبني أن هذا القول موافق ملذهب املالكية ‪ .‬وهذا نصه ‪:‬‬
‫قال ابــن عبــداهلادي‪ ،‬يف معــرض حديثــه عــن إجــارة العــني املــؤجرة مـ ّدة معينــة (بعــد فــك رمــوز‬
‫الكتــاب)‪" :‬وال نعتـ وفاقـاً ألي حنيفــة أن تلــي العقــد وال أن تكــون فارغــة علــى خــالف يف املــذهب‪،‬‬
‫فلو كانت مشغولة بلكه أو بلك غريه ‪ :‬جنيزه وفا ًق ألي حنيفة ‪ .‬إذا كانت تتفرغ يف أول امل ّدة ‪.‬‬
‫فأم ــا املش ــغولة بل ــك الغ ــري م ــن غ ــرس أو بن ـاء م ــاال ميك ــن تفريغه ــا من ــه يف امل ـ ّدة‪ ،‬ه ــل جي ــوز‬
‫إجارهتا؟‬
‫إن كان غري حمرتم جازت خالفاً لألئمة الثالثة ‪.‬‬
‫وإن كان حمرتماً فهل جيوز ذلك؟ على قولني عندان ‪.‬‬
‫املختـ ــار ‪ :‬ال وهـ ــو املعـ ــروف مـ ــن مـ ــذهب الشـ ــافعي وأي حنيفـ ــة واختـ ــاره ناعـ ــة مـ ــن أئمـ ــة‬

‫(‪ )1‬الفروع ‪. 439/4‬‬


‫‪39‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫أصحابنا‪ ،‬وذكره صاحب الفائق‪ ،‬ظاهر كالم أصحابنا ‪.‬‬


‫والثاين ‪ :‬جيوز‪ .‬اختاره صاحب الفائق‪ ،‬وأبو العباس ‪.‬‬
‫واملستأجر يقوم مقام من أجره يف بقائها مع من له ذلك وعدمه‪ ،‬وهو املعروف عنــد املالكيــة‬
‫‪.‬‬
‫وفائدة احلكم ابحرتام الغراس والبناء ليس ملتقدمي أصحابنا فيه كالم ‪.‬‬
‫واختلف املتأخرون؛ فقيل ‪ :‬عدم القلع واإلزالة مطلقاً ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬بل عدمه جماانً‪ ،‬واألول ‪ :‬املختار"(‪. )1‬‬
‫مث ق ــال ‪ :‬وإ ــا خرج ــت ع ــن قاع ــديت يف ذك ــر اخل ــالف يف ه ــذه املس ــألة لكث ــرة احلاج ــة إليه ــا‬
‫وخف ــاء نقله ــا عل ــى أكث ــر الن ــاس ي ــث إن بعض ــهم ت ــوهم أهن ــا املس ــألة امل ــذكورة يف إج ــارة املض ــاف‬
‫املشغولة حالة العقد وليست هبا وإن كانت من بعض جزئياهتا"(‪. )2‬‬

‫عرض املرداوي يف اإلنصاف ‪:‬‬


‫‪ – 1‬ذكر مسألة إجارة العني املشغولة وقت العقد مل ّدة مستقبلة بعد انتهاء املدة األوىل ‪.‬‬
‫وبني احلكم وازها بشرطه وهو القدرة على التسليم وقت حلول العقد ‪.‬‬
‫‪ – 2‬نقــل كــالم ابــن عقيــل بنــع املالــك للعقــار املــؤجر مــن التصــرف بنافعــه إال بعــد انقضــاء‬
‫م ّدة اإلجارة األوىل ‪.‬‬
‫‪ – 3‬نقل كالم ابن مفلح يف الفروع يف فقراته السابقة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬نقل كالم البعلي يف ذكر اختيار شيخ اإلسالم يف املسألة دون تعليق عليه‪.‬‬
‫وهذه فقرات من كالمه مما حيتاج إليه ‪:‬‬
‫"إذا علمــت ذلــك فقــال بعــض األصــحاب ‪ :‬إذا أجــره وكانــت العــني مشــغولة صــح إن ظــن‬
‫التسليم عنــد وجوبــه وقدمــه يف الفــروع‪ ،‬وقــال يف الرعايــة الكـ ى ‪ :‬صــح إن أمكــن تســليمه يف أوهلــا ‪.‬‬
‫وقــال املصــنف وغــريه ‪ - :‬يف أثنــاء ــث هلــم – تشــرتط القــدرة علــى التســليم عنــد وجوبــه‪ .‬وال فــرق‬
‫بني كوهنا مشغولة أو ال؛ كالسلَم؛ فدنه ال يشرتط وجود القدرة عليه حال العقد ‪.‬‬
‫مث نقل كالم ابن عقيل وكالم ابن مفلح السابق ‪.‬‬
‫مث قــال ‪ :‬ظــاهر كــالم ابــن عقيــل الســابق ‪ :‬أنــه ال جيــوز إجــارة العــني إذا كانــت مشــغولة‪ .‬وقــد‬

‫(‪ )1‬مغين ذوي األفهام ص‪. 285‬‬


‫(‪ ) 2‬يقصد بذلك خروجه عن قاعدته يف استعمال الرموز للمذاهب حيث خرج إا التصريح؛ ملرا ذكرره ‪ .‬مغرين ذوي‬
‫األفهام ص‪. 285‬‬
‫‪40‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫قال يف الفائق ‪ :‬ظاهر كالم أصحابنا ‪ :‬عدم صحة إجارة املشغول بلك غري املستأجر‪ ،‬وقــال شــيخنا‬
‫(‪ : )1‬جيوز يف أحد القولني وهو املختار‪ .‬أ‪.‬هـ ‪.‬‬
‫مث نقــل فتــوى شــيخ اإلســالم يف مســألة إجــارة األرض املقطعــة جلنــدي‪ ،‬مث ينتقــل اإلقطــاع إىل‬
‫جندي آخر ‪.‬‬
‫مث قــال ‪" :‬قلــت ‪ :‬قــال شــيخنا الشــيخ تقــي الــدين البعلــي ‪ :‬ظــاهر كــالم األصــحاب ‪ :‬صــحة‬
‫إجارة املشغول بلك لغري املســتأجر مــن إطالقهــم جــواز اإلجــارة املضـافة‪ ،‬فــدن عمــوم كالمهــم يشــمل‬
‫املشغولة وقت الفراغ بغرس أو بناء أو غريعا ‪.‬أ‪.‬هـ ‪.‬‬
‫وقال يف الفــروع ‪ :‬ال جيــوز للمــؤجر إجــارة العــني املشــغولة بغـراس الغــري أو بنائــه إال بعــد فـراغ‬
‫مدة صاحب الغراس والبناء ‪.‬‬
‫وقال أيضاً ‪ :‬ال جيوز إجارة ملن يقوم مقام املؤجر كما يفعله بعض الناس ‪.‬‬
‫مث نقل كالم ابن مفلح السابق ‪ .‬وبعده نقل كالم البعلي يف االختيارات (‪. )2‬‬

‫عرض كالم ابن مفلح صاحب املبدع ‪:‬‬


‫‪ – 1‬ذك ــر مس ــألة إج ــارة امل ــؤجر يف مـ ـ ّدة تل ــي مـ ـ ّدة اإلج ــارة األوىل وذك ــر حكمه ــا بش ــرطه‬
‫السابق ‪.‬‬
‫‪ – 2‬نقــل كــالم ابــن عقيــل الســابق‪ ،‬وكــالم صــاحب الفــروع مقــرراً القــول أبنــه ال جيــوز إجيــار‬
‫املؤجر ملن يقوم مقام املالك ‪.‬‬
‫‪ – 3‬بني أن ظاهر كالم كثري من احلنابلة أنه ال يصح إجارة املشغول بلك غري املستأجر ‪.‬‬
‫وبــني أن فتــوى شــيخ اإلســالم تفيــد جــوازه فــيمن اســتأجر أرض ـاً مــن جنــد وغرســها قصــباً مث‬
‫انتقل اإلقطاع عن اجلندي أن الثاين ال يلزمــه حكــم اإلجــارة وأنــه إن شــاء أن يؤجرهــا ملــن لــه القصــب‬
‫أو لغريه (‪. )3‬‬

‫عرض مرعي والرحيباين يف غاية املنتهى وشرحه املطالب ‪:‬‬


‫‪ – 1‬مل يشــر إ ىل اخل ــالف وإ ــا ذك ــر مس ــألة إجــارة الع ــني املس ــتأجرة أو املش ــغولة وأن ــه جي ــوز‬

‫(‪ )1‬أي ‪ :‬ابن تيمية ‪.‬‬


‫(‪ )2‬ينظر ‪ :‬اإلنصاف ‪ ،43-41/6‬وانظر ‪ :‬الفروع ‪. 439-437/4‬‬
‫(‪ )3‬املبدع ‪. 86/5‬‬
‫‪41‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫إجارهتا إذا قدر املؤجر على تسليم ما أجره عند وجوبه ‪.‬‬
‫وعقب بكالم صاحب الفروع ‪" :‬فمراد األصحاب متفق وهــو أنــه جيــوز إجــارة املــؤجر‬
‫ويعت التسليم وقت وجوبه" ‪.‬‬
‫‪ – 2‬رت ــب عل ــى م ــا ذك ــره ‪ :‬ع ــدم ص ــحة إج ــارة األرض املش ــغولة بغ ــرس أو بن ــاء إذا كان ــت‬
‫اإلجارة لغــري املســتأجر صــاحب الغــرس أو البنــاء وعوعــا؛ لعــدم القــدرة علــى تســليمه‬
‫عند وجوب التسليم ‪.‬‬
‫‪ – 3‬مل يشر إىل القول الثــاين عنــد احلنابلــة الــذي رجحــه شــيخ اإلســالم وهــو أنــه جيــوز إجــارة‬
‫األرض املشــغولة بغــرس أو بنــاء لغــري املالــك‪ ،‬وحيــل املســتأجر حمــل املالــك يف التعامــل‬
‫مع صاحب الغرس والبناء (‪. )1‬‬

‫وبعد فمن خالل هذا العرض يغلب على الظن – ولست أجزم به – أبن تقــي الــدين البعلــي‬
‫وبرهان الدين ابن القيم – رمحهما هللا – فهما من كــالم شــيخ اإلســالم غــري املـراد‪ .‬وأن اختيــار شــيخ‬
‫اإلسالم الذي أشار إليــه لــيس فيمــا قــرراه‪ ،‬وإ ــا هــو يف مســألة إجــارة العــني املشــغولة بلــك املســتأجر‬
‫الذي ال ميكن تفريغه بعد انتهاء م ّدة اإلجارة‪ ،‬كالغرس والبناء يف األرض ‪ .‬وذلك ملا يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أنين مل أجد يف كالم شيخ اإلسالم يف كتبه ما يشري إىل ما قرره البعلي وبرهان الدين ‪.‬‬
‫‪ – 2‬أنين مل أجد يف كالم تالميذه الــذين اعتنــوا عنايــة فائقــة ابختياراتــه‪ ،‬وال ســيما ابــن مفلــح‬
‫يف الفروع وابن القيم وابن عبداهلادي وغريهم ما يمشري إىل هذا االختيار ‪.‬‬
‫‪ - 3‬مــا قــرره ابــن مفلــح يف الفــروع مــن الــرد علــى مــن ذهــب إىل القــول بصــحة إجــارة العــني‬
‫املؤجرة ملن يقوم مقام املالك ‪.‬‬
‫‪ – 4‬مررا قرررره ابررن عبررداهلادي مررن أن املسررالة املوافقررة ملررا اررن فيرره‪ ،‬ومررا ثرره ابررن‬
‫مفلح يف الفروع هي مسألة املشغول بلك الغري ‪.‬‬
‫‪ – 5‬ما علق علــى طوطـة األزهــر لكتــاب الفــروع ممــا يفصــل النـزاع يف املســألة‪ ،‬قــال املعلــق‬
‫على قوله ‪" :‬وأنه ال جيوز إجياره ملن يقوم مقام املــؤجر ‪" :‬يعــين ال جيــوز للمــؤجر إجــارة‬
‫العني املشغولة بغراس الغري أو بنائه بعــد فـراغ مــدة صــاحب الغـراس والبنــاء‪ ،‬وال جيــوز‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬مطالب أويل النهى ‪. 624/3‬‬


‫وقريب مما يف املطالب موجود يف الكشاف ‪ ،6/4‬ويف معونة أوا النهرى بطريقرة أكثرر بسرطا مرع نقرل كر م ابرن‬
‫مفلررح يف الفررروع‪ ،‬ب رتررب علرري مررا ذكررر عرردم بررحة إجررارة األرض املشررغولة بغررر أو بنرراء للغررري‪ ،‬يتعررذر حتويلرره‬
‫وقت التسليم ‪. 70-68/5‬‬
‫‪42‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫أن يقيم مقامه غريه"أ‪.‬هـ ‪.‬‬


‫وذلــك بنــاءً علــى مــا ذهــب إليــه نهــور احلنابلــة مــن عــدم اجلــواز‪ ،‬وأمــا علــى القــول‬
‫ابجلــواز الــذي اختــاره تقــي الــدين بــن تيميــة فيجــوز أن يقــوم مقــام املــؤجر‪ .‬ومــن هنــا‬
‫تعرف كيف جاءت عبارة ‪" :‬جيوز إجارة العني ملن يقوم مقام املؤجر‪ ..‬اخل ‪.‬‬
‫‪ – 6‬مــا قــرره شــيخ اإلســالم يف مســألة إجــارة األرض املش ـغولة ابلقصــب إذا تغــري مســتحق‬
‫األرض فانتهت إجارة األرض‪ ،‬واألرض مشغولة بقصب املستأجر ‪.‬‬
‫أن ــه إذا اسـ ــتأجرها صـ ــاحب القصـ ــب ص ــحت اإلجـ ــارة وإن اسـ ــتأجرها غـ ــريه جـ ــازت‬
‫اإلجارة أيضاً على ما اختاره شيخ اإلسالم ويقوم املســتأجر الثــاين مقــام مالــك األرض‬
‫مع صاحب القصب ‪ .‬إن شاء أن يبقي قصبه أبجــره املثــل‪ ،‬وإن شــاء أن يــؤجره إايهــا‬
‫برضاه؛ ألنه أصبح مالك منفعة األرض ‪.‬‬
‫صـ ـه يف جمم ــوع الفت ــاوى يف مع ــرض فت ــوى ع ــن حك ــم إج ــارة األرض املقطع ــة‬
‫وه ــذا ن ّ‬
‫أجرها لشخص آخر وزرع فيها قصباً‪ ...‬مث انتقــل اإلقطــاع إىل شــخص آخــر‬
‫لشخص ّ‬
‫‪:‬‬
‫قال "وإذا مــات املمقطــع‪ ،‬فــاملقطع الثــاين ال يلزمــه إجــارة األول‪ ،‬ولــيس لــه أن يقلــع مــا‬
‫للمستأجر فيها من الزرع والقصب جماانً؛ بل هــو ـ ّري إن شــاء أن يبقــي زرعــه وقصــبه‬
‫أبجرة مستأنفة بثل األجرة األوىل أو أقل أو أكثر‪ ،‬كما يرتاضيان به لكن ليس لــه أن‬
‫يل ــزم املس ــتأجر أبكث ــر م ــن أج ــرة املث ــل ‪ .‬وإذا اس ــتأجرها ص ــاحب القص ــب وال ـزرع ‪:‬‬
‫ص ــحت اإلجـ ــارة؛ فدنـ ــه يـ ــتمكن مـ ــن االنتفـ ــاع هب ــا‪ ،‬ولـ ــو اسـ ــتأجرها غـ ــريمه جـ ــاز علـ ــى‬
‫الصحيح وقام غريه فيها مقام املؤجر إن شاء أن يبقي زرعه وقصــبه أبجــرة املثــل‪ ،‬وإن‬
‫شاء أن يؤجره إايها برضاه"(‪. )1‬‬
‫‪ – 7‬أن هــذه املســألة ‪ :‬مســألة جديــدة ختــالف مــا عليــه نــاهري أهــل العلــم فلــو كــان لش ـيخ‬
‫اإلسالم فيها رأي علــى عــو مــا ذمكــر لقررهــا شــيخ اإلســالم ودعــم رأيــه ابحلجــج القويــة‬
‫على منهجه رمحه هللا ‪.‬‬
‫‪ – 8‬ما قرره شيخ اإلسالم من أن املالك جيــوز لــه أن يــؤجر العــني املــؤجرة لغــري املســتأجر يف‬
‫مدة تلي م ّدة األول ‪.‬‬
‫ومفهومــه أنــه ال يــرى أتجريهــا م ـ ّدةً أثنــاء م ـ ّدة األول حيــث قــال ‪" :‬إن كــان قــد أجــر‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬جمموع الفتاوى ‪. 247 ،170/30‬‬


‫‪43‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫امل ّدة اليت تكون بعد إجارة األول ‪ :‬مل يكن لألول اعرتاض عليه يف ذلك"(‪. )1‬‬
‫‪ – 9‬ما قرره شيخ اإلسالم يف أكثر مــن موضــع مــن كتبــه مــن أن اإلجــارة عقــد الزم للطــرفني‬
‫ومما قاله ‪:‬‬
‫"فدن اإلجارة إن كانــت شــرعية فهــي الزمــة مــن الطــرفني وإن كانــت ابطلــة فهــي ابطلــة‬
‫مــن الطــرفني ومــن جعلهــا الزمــة مــن جانــب املســتأجر جــائزة مــن جانــب املــؤجر فقــد‬
‫خالف إناع املسلمني"(‪. )2‬‬
‫‪ – 10‬ما قاله البعلي يف آخر كالمه ‪:‬‬
‫"‪ ...‬وأنــه تصـ ّـرف فيمــا ال ميلــك‪ ،‬ولــيس كــذلك‪ ،‬بــل هــو تصـ ّـرف فيمــا اســتحقه علــى‬
‫املستأجر"(‪. )3‬‬
‫أي فيمـ ــا اسـ ــتحقه املالـ ــك علـ ــى املسـ ــتأجر األول صـ ــاحب الغـ ــرس والبنـ ــاء يف أرض‬
‫املالك‪ ،‬فاالستحقاق املشار إليه‪ ،‬ليس األجرة‪ ،‬وإ ــا هــو مــا يســتحقه مــن حــق متعلــق‬
‫ابلغرس والبناء الذي غرسه أو بناه املستأجر يف أرضه وهذا احلق اول له إما املطالبــة‬
‫بقلع الغرس والبناء‪ ،‬أو إبقائه أبجرة املثل – على خالف بني الفقهاء يف هذه املســألة‬
‫‪.-‬‬

‫اخلالف يف املسألة ‪:‬‬


‫اتضــح أيض ـاً مــن خــالل العــرض الســابق أن إجــارة العــني املــؤجرة ملــن يقــوم مقــام املــؤجر يف‬
‫استيفاء األجرة من املستأجر األول‪ ،‬فيها خالف على قولني ‪:‬‬
‫القول األول ‪:‬‬
‫اجلواز ‪.‬‬
‫وإليه ذهب من ذكره ابن مفلح ممن أفهت واز إجارة املؤجر ملن يقــوم مقــام املالــك(‪ . )4‬وهــو‬
‫اختيار شيخ اإلسالم إن صحت النسبة إليه‪ .‬وال مأراها تصح ملا سبق‪.‬‬
‫ولعلهم استدلوا با ذكره البعلي يف االختيارات مــن أن تصـ ّـرف املالــك يف هــذه اإلجــارة لــيس‬

‫جمموع الفتاوى ‪. 164/30‬‬ ‫(‪) 1‬‬


‫نفس املصدر ‪. 165/30‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫االختيارات الفقهية ص‪. 275‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫مل أجد مستندا هلذا القول ينسب الفتوى إا أبحاهبا ورمبا كانت فتاوى معابرة هلم غري حمررة يف كتب ‪.‬‬ ‫(‪) 4‬‬
‫‪44‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫تصرف فيما يستحقه على املستأجر (‪. )1‬‬


‫تصرفاً فيما ال ميلك وإ ا هو ّ‬
‫القول الثاين ‪:‬‬
‫عدم اجلواز ‪.‬‬
‫وهو ما عليه عامة الفقهاء‪ ،‬حيث نصوا نيعـاً يف كتــبهم علــى عــدم صــحة تصـ ّـرف املالــك يف‬
‫العني املستأجرة فيما يتجه إىل منفعة العني أثناء م ّدة اإلجارة دون تفريق ‪.‬‬
‫وأدل ــتهم عل ــى ه ــذا ت ــدور ح ــول أن املال ــك ال ميل ــك املنفع ــة ح ــال إج ــارة الع ــني ف ــال ميل ــك‬
‫التصرف فيها قياساً على العني املبيعة ‪.‬‬
‫الرتجيح ‪:‬‬
‫ومن خالل ما سبق يتضح رجحان القول الثاين القائل بعدم اجلواز والصحة ‪.‬‬
‫وهــذا اخلــالف علــى حســب الظــاهر مــن كــالم البعلــي يف االختيــارات وابــن مفلــح يف الفــروع‬
‫واملرداوي يف اإلنصاف ‪.‬‬
‫–‬ ‫وإال فاملتأم ــل يف املس ــألة يغل ــب عل ــى ظن ــه ع ــدم وج ــود ه ــذه املس ــألة يف الواق ــع‬
‫مطلقاً‪.-‬‬
‫ومــا أشــري إليــه يف هــذه الكتــب مقصــود بــه اخلــالف يف إجــارة األرض املشــغولة بغــرس أو بنــاء‬
‫الغري‪ ،‬وأن قوله ‪ :‬يقوم مقام املؤجر ‪ ..‬اخل‪ .‬يقصد به أن املســتأجر الثــاين يقــوم مقــام مالــك األرض يف‬
‫التعامل مع صاحب الغرس والبناء‪ ...‬اخل‪ .‬ولكن العبارة مل تكن وافية ببيان املراد ‪.‬‬
‫وفيما يلــي بيــان أوجــه القــول بعــدم جــواز أتجــري العــني املســتأجرة أثنــاء مـ ّدة اإلجــارة ملــن حيــل‬
‫حمل املؤجر يف استيفاء األجرة من املستأجر األول ‪.‬‬
‫أوجه القول بعدم جواز إجارة العني املستأجرة ملن يقوم مقام املالك ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أن عق ــد اإلج ــارة عق ــد الزم للط ــرفني ال حي ــل ألح ــدعا فس ــخه ب ــدون رض ــا العاق ــد‬
‫اآلخر‪ .‬وهو أمر جممع عليه (‪. )2‬‬
‫ومن أثر اللزوم االلتزام بقتضى العقد ‪.‬‬

‫(‪ )1‬االختيارات العلمية ص‪ ،275‬واإلنصاف ‪ ،43/6‬وانظر ‪ :‬اختيارات ابن تيمية لربهان الدين بن القيم ص‪.17‬‬
‫(‪ )2‬ينظ ررر ‪ :‬ب رردائع الص ررنائع ‪ ،195/4‬ومق رردمات اب ررن رش ررد ‪ ،166 /2‬واملعون ررة ‪ ،1091/2‬واحل رراوي ‪،394/7‬‬
‫وامله ر ررذب ‪ ،400/1‬واملغ ر ررين ‪ ،231/8‬واإلنص ر رراف ‪ ،58/6‬وكش ر رراف القن ر رراع ‪ ،24/4‬وجمم ر رروع االختي ر ررارات‬
‫‪. 165/30‬‬
‫‪45‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫الثاين ‪ :‬ما يقتضيه عقد اإلجارة من متليك املؤجر األجرة ومتليك املستأجر املنفعة(‪.)1‬‬
‫التصرف فيما ميلك ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مما اول لكل منهما حق‬
‫الثال ــث ‪ :‬م ــا اتف ــق علي ــه الفقه ــاء م ــن أن املال ــك ال يص ــح ل ــه التص ـ ّـرف يف من ــافع العـ ــني‬
‫املستأجرة أثناء م ّدة اإلجارة ألنه تصرف فيمــا ال ميلــك؛ ألن اإلجــارة بيــع املنــافع وبنــاءً عليــه فاملنفعــة‬
‫ملك املســتأجر بقتضــى عقــد اإلجــارة فتصــرفه فيهــا تصـ ّـرف فيمــا ال يلمــك‪ ،‬وإ ــا يصــح لــه التصــرف‬
‫فيما ميلكه وهو العني‪ ،‬ولذا صحت تصرفاته الواردة على العني كالبيع واهلبة والوقف والوصية (‪. )2‬‬
‫الرابع ‪ :‬ما ذهب إليه عامة الفقهاء من صحة تصـ ّـرف املســتأجر يف منفعــة العــني املســتأجرة‪،‬‬
‫بتأجري أو بغريه ألهنا ملكه بقتضى عقد اإلجارة ‪.‬‬
‫تصرف املالك با يتوجه إىل منفعة العني املؤجرة‪ ،‬للزم التعارض والتناقض ‪.‬‬
‫ولو قيل بصحة ّ‬
‫اخلامس ‪ :‬ما قرره الفقهاء يف شروط صحة اإلجارة مــن أنــه يشــرتط أن يكــون املــؤجر مالكـاً‬
‫للمنفعة‪ ،‬واملالك هنا غري مالك هلا؛ ألهنا ملك للمستأجر بقتضى العقد ‪.‬‬
‫السادس ‪ :‬ومما يقرر عدم اجلواز ‪ :‬بيان املعقود عليه يف هذه اإلجارة ‪.‬‬
‫ـتحق علــى‬
‫هــل هـو العــني املســتأجرة أو املنفعــة‪ ،‬أو هــو توكيــل يف قــبض األجــرة‪ ،‬أو هــو املسـ َ‬
‫املستأجر وهو األجرة؟ ‪.‬‬
‫ال جائز أن يكون املعقود عليه هــو العــني؛ ألن اإلجــارة تــرد علــى املنفعــة‪ ،‬وألن العقــد الــوارد‬
‫على العني بيع‪ ،‬وعا ال يريدان البيع ‪.‬‬
‫ـائز أن يكــون متوجه ـاً إىل املنفعــة؛ ألن املنفعــة مســتحقة للمســتأجر فــال ميل ـك املالــك‬
‫وال جـ َ‬
‫التصرف فيها أثناء م ّدة اإلجارة‪ - ،‬وأما بعدها فهي مسألة أخرى عرضناها فيما قبل ‪.‬‬
‫ّ‬
‫وال جائز أن يكون توكيالً يف قبض اإلجيــار‪ ،‬ألهنمــا مل يقصــداه‪ ،‬وألن املــدفوع ال يتناســب مــع‬
‫صـوا علــى ذلــك‪ ،‬فيكــون اســتأجر األجــرة‪.‬‬
‫التوكيل‪ ،‬فلم يبــق إال أن يكــون وارداً علــى األجــرة ‪ ،‬كمــا ن ّ‬
‫وهو يف واقعه بيع نقد مؤجل بنقد حال أقل منه وهذا هو الراب ‪.‬‬
‫السابع ‪ :‬ما نص عليه فقهاء املالكية واحلنابلة يف مسألة أتجري املســتأجر العــني املــؤجرة مــن‬
‫املالك بزايدة على األجرة ‪.‬‬
‫قــالوا ‪ :‬جيــوز أن يؤجرهــا عليــه بــزايدة بشــرط أال يكــون حيلــة كالعينــة ‪ :‬أبن يســتأجرها أبجــرة‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،201/4‬واملعونة ‪ ،1093/2‬واحلاوي ‪ ،395/7‬واإلنصاف ‪. 58/6‬‬


‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬ص ‪ 5‬فما بعدها من هذا البحث ‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫حالة نقداً مث يؤجرها أبكثر منه مؤجالً‪ ،‬فال يصح حسماً ملادة راب النســيئة‪ ،‬كمــن يــؤجر الــدار – مــثالً‬
‫– مخس سنوات ‪ :‬السنة بعشرين ألف رايل‪ ،‬مث يؤجرها للمالك أبقل من ذلك نقداً (‪. )1‬‬
‫وهــو الــذي جعــل احلنفيــة مينعــون أتجــري املســتأجر للعــني املــؤجرة مــن املالــك بــزايدة مطلق ـاً ‪.‬‬
‫حسماً ملادة الراب‪ ،‬ألهنا تشبه مسألة العينة (‪. )2‬‬
‫وهلذا جاء يف هامش املوسوعة الكويتية ‪:‬‬
‫"ترى اللجنة أن إابحة إجيــار املســتأجر للمــؤجر نفــس العــني املســتأجرة يف أكثــر الصــور تشــبه‬
‫بيع العينة املنهي عنه‪ ،‬ولعل هذا ما دعى احلنفية إىل منع ذلك"(‪. )3‬‬
‫ومسألتنا شبيهة هبذه املســألة؛ ألن املســتأجر الثــاين اســتأجر العــني بنقــد حــال بنقــد أكثــر منــه‬
‫نسيئة؛ حيث مل يكن يف قصد املستأجر الثاين املنفعة وإ ا قصد بيع النقود احلاضرة بنقود مؤجلــة مــع‬
‫الربح ‪.‬‬
‫الثامن ‪ :‬ما نص عليه فقهاء املالكية يف مسألة بيع العني املؤجرة من أن اإلجارة تبقــى اهلــا‬
‫إىل انتهاء مدة اإلجارة‪ ،‬واألجــرة للبــائع ‪ ،‬وال جيــوز أن يشــرتطها املشــرتي؛ ألنــه يــؤول إىل الــراب إال إن‬
‫كان البيع بعروض"(‪. )4‬‬
‫وكونــه يــؤول إىل الــراب ‪ :‬ألنــه يصــبح َدفَـع نقــداً وهــو الــثمن بعــرض ونقــد وهــو العــني املــؤجرة‬
‫واألجرة ‪.‬‬
‫وإذا كان البيع بعروض مل يصبح نقداً بنقد؛ فانتفى الراب ‪.‬‬
‫وعلى هذا الذي ذكره الفقهاء فاملسألة – موضع البحث – قريبة من هــذه؛ ألهنــا يف الواقــع‬
‫بيع نقد بنقد مع التأجيل والتفاضل ‪ ،‬فاجتمع فيها راب الفضل والنسيئة‪.‬‬
‫التاسع ‪ :‬أن املعقود عليه يف اإلجارة هو املنفعة ‪.‬‬
‫والقــول ــواز أتجــري العــني املســتأجرة مــن قأبَـل املالــك علــى ذات امل ـ ّدة‪ ..‬يرتتــب عليــه ورود‬
‫عقدين من شخص واحد على حمل واحــد مــن عاقــدين تلفــني‪ ،‬حيــث أبــرم املالــك يف اإلجــارة األوىل‬
‫العقد على منفعة العني م ّدة معينة مــع املســتأجر األول‪ ،‬مث أبـرم عقــداً آخــر علــى نفــس احملــل وبــنفس‬
‫امل ّدة مع شخص آخر‪ .‬واحلال أنه مشغول ابلعقد األول‪ ،‬فال يصح كما لو ابع العــني مــن شــخص مث‬
‫ابعها على شخص آخر بعد أن انتقلت من ملكه ‪.‬‬

‫ينظر ‪ :‬مواهب اجلليل ‪ ،406/5‬ومنح اجلليل ‪ ،458/5‬واإلنصاف ‪ ،35/6‬وشرح املنتهى ‪. 361/2‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫ينظر ‪ :‬رد احملتار ‪. 107/9‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫املوسوعة الكويتية ‪. 268/1‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫ينظر ‪ :‬مواهب اجلليل ‪ ،408/5‬والقواني الفقهية ص‪. 282‬‬ ‫(‪) 4‬‬
‫‪47‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫العاشر ‪ :‬أنه يرتتب على صحة هذا العقد ‪:‬‬


‫أنه جيوز للمؤجر أن يــؤجر العــني املســتأجرة علــى غــري املســتأجر‪ ،‬وجيــوز للمســتأجر أن يــؤجر‬
‫العــني امل ســتأجرة لغــريه‪ ،‬وهكــذا مــن اســتأجر مــن املالــك حيــق لــه أن يــؤجر العــني ومــن اســتأجر منــه‪،‬‬
‫وهكذا من استأجر من املستأجر األول حيق له أن يؤجرها ومن استأجر منه‪ ...‬اخل ‪.‬‬
‫وهذا يؤدي إىل التنازع يف العني املستأجرة مما ال يتناهى من العاقأدين الذين تعلق حقهم هبا‬
‫احلادي عشر ‪ :‬أن هذه املعاملة ذريعة إىل الــراب بــال إشــكال إذ يتوصــل مــن خالهلــا إىل بيــع‬
‫نقد مؤجــل بنقــد حــال مــع التفاضــل والنســاء حيــث اســتبيح هبــذه اإلجــارة الصــورية بيــع مائــة ومخســني‬
‫ألف مؤجلة بائة ألف حالة – مثالً ‪. -‬‬
‫حمرمة بداللة ما يلي ‪:‬‬
‫وهذه الذريعة ّ‬
‫‪– 1‬حــديث الغاليــة بنــت أيفــع بــن ش ـراحيل أهنــا قالت‪":‬دخلــت أان وأم ولــد زيــد بــن أرقــم وامرأتــه‬
‫على عائشة رضي هللا عنها فقالت أم ولد زيد بن أرقــم‪ :‬كانــت يل جاريــة وإين بعتهــا مــن زيــد‬
‫بن أرقم بثما ائة درهم إىل عطائه‪ ،‬وإنه أراد بيعهــا فابتعتهــا منــه بســتمائة نقــداً‪ .‬فقالــت‪ :‬بــئس‬
‫(‪)1‬‬
‫ما شريت وما اشرتيت‪ ،‬فأبلغي زيداً أنه قــد أبطــل جهــاده مــع رســول هللا ‪ ‬إال أن يتــوب"‬
‫‪.‬‬
‫اعرتض الشافعي عليه أبنه ال يصح جلهالة الغالية ‪.‬‬
‫وأجاب ابن اجلوزي يف التحقيق أبهنا ‪ :‬جليلة القدر معروفة‪ ،‬ذكرها حممد بــن ســعد يف‬
‫الطبقات قال ‪ :‬الغالية بنت أيفــع بــن شـراحيل امـرأة أي إســحاق الســبيعي مسعــت مــن‬
‫عائشة (‪ ، )2‬ومال ابن القيم إىل تصحيحه كما يف هتذيب السنن (‪.)3‬‬
‫‪ – 2‬ما ورى عن ابن عباس رضي هللا عنهما أنه سئل عن رجل ابع من رجــل حريــرة بائــة مث‬
‫اش ـرتاها خبمســني فقــال ‪ :‬دراهــم بــدراهم متفاضــلة دخلــت بينهمــا حريــرة‪ .‬ويف لفــظ ‪:‬‬
‫"اتقوا هذه العينة ال تبيعوا دراهم بدراهم بينهما حريرة"(‪. )4‬‬

‫أخرجرره ال رردارقطين ‪ ،52/3‬والش ررافعي يف األم ‪ ،78/4‬وعب رردالرزا يف املص ررن ‪ ،184/8‬والبيهق رري يف الس ررنن‬ ‫(‪) 1‬‬
‫الكربى ‪. 331 ،330/5‬‬
‫ينظر ‪ :‬التحقيق وتنقيح التحقيق هبامشه‪ ،‬البن اجلوزي والذهيب ‪. 129-127/7‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪. 104/5‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ذكره ابن حزم يف احمللى ‪ ،689/9‬وذكره ابن القيم يف هتذيب السنن ‪ ،101/5‬وقال ‪ :‬قبت عن ابن عبا أنه‬ ‫(‪) 4‬‬
‫سررئل عررن رجررل رع مررن رجررل حريرررة مبائررة ب اش ر اها مسرري فقررال‪ :‬دراهررم برردراهم متفاضررلة‪ ،‬دخلررت بينهمررا‬
‫حريرة ‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫وإن كــان هــذا األثــر يف بيــع العينــة‪ .‬إال أنــه فيمــا يظهــر ينطبــق علــى هــذه املعاملــة يف‬
‫مســألتنا‪ ،‬حيــث يــتم فيهــا بيــع دراهــم مؤجلــة بــدراهم حالــة مــع التفاضــل‪ ،‬والواســطة‬
‫بينهما هذه اإلجارة الصورية ‪.‬‬
‫الثاين عشر ‪ :‬أن املعاملة يف هذه املسألة من قبيل بيع الدين لغري من هو عليه ‪.‬‬
‫حيث إن املؤجر يبيع األجرة الواجبة له ابلعقد وهي مؤجلة يف ذمة املستأجر علــى املســتأجر‬
‫اجلديد بنقد حال ‪.‬‬
‫فأصبح بيع دين مؤجل يف ذمــة املســتأجر األول بنقــد حــال ‪ ،‬ومعلــوم حتــر بيــع الــدين الــذي‬
‫يف الذمة على غري من هو له‪ ،‬أو على من هو له مع التفرق قبل التقابض ‪.‬‬
‫وممــا يــدل علــى ذلــك حــديث ابــن عمــر رضــي هللا عنهمــا قــال ‪ :‬قلــت اي رســول هللا إين أبيــع‬
‫اإلبــل ابلبقيــع فــأبيع ابلــداننري وآخــذ الــدراهم‪ ،‬وأبيــع ابلــدراهم وآخ ـذ الــداننري‪ ،‬آخــذ هــذا مــن هــذا‬
‫وأعطــي ه ــذا م ــن ه ــذا؟ فق ــال رس ــول هللا ‪" : ‬ال أبس أن أتخ ــذها بس ــعر يومه ــا م ــامل تفرتق ــا وبينكم ــا‬
‫شيء"(‪. )1‬‬
‫وال يعــرتض علــى هــذا أبنــه مــن قبيــل الصــرف خبــالف مــا عــن فيــه‪ ،‬حيــث هــو أتجــري علــى‬
‫أتجــري‪ ،‬ألنــه يقــال ‪ :‬إنــه تبـ ّـني مــن خــالل مــا ســبق أن التــأجري غــري صــحيح لــوروده علــى منفعــة مملوكــة‬
‫للغري ‪.‬‬
‫فحقيقته ‪ :‬بيع األجرة املستحقة ابإلجارة األوىل ابألجرة املستحقة ابإلجارة الثانية‪ ،‬فهو بيــع‬
‫نقد بنقد فدخل يف مدلول احلديث ‪.‬‬
‫واحلديث يدل على أنه البد من التقابض يف جملس العقد أو مــا هــو يف معـ التقــابض‪ ،‬فيمــا‬
‫إذا كان أحد النقدين حاضراً يف اجمللس واآلخر يف الذمة؛ ألنه يشرتط أال يفرتقا وبينهما شيء ‪.‬‬
‫وهنــا يف هــذه املعاملــة حيصــل االفـرتاق وبينهمــا شــيء؛ بــل إن العــوض الــذي يف الذمــة مؤجــل‬
‫التسليم على أقساط هي اإلجيار السنوي ‪.‬‬
‫الثالث عشر ‪ :‬هذه املعاملة‪ ،‬يرتتب عليها ربح مامل يضمن ‪.‬‬
‫وقــد جــاء النهــي عــن ربــح مــامل يضــمن؛ كمــا يف حــديث عمــرو بــن شــعيب عــن أبيــه عــن جــده‬
‫رض ــي هللا ع ــنهم ق ــال ‪ :‬ق ــال رس ــول هللا ‪" : ‬ال حي ــل س ــلف وبي ــع وال ش ــرطان يف بي ــع وال رب ــح م ــاال‬

‫(‪ )1‬أخرج ر رره أب ر ررو داود يف ب البي ر رروع‪ 250/3 ،‬ورقم ر رره (‪ )3354‬وال م ر ررذي يف كت ر رراب البي ر رروع ‪ 544/3‬ورقم ر رره‬
‫(‪ )1242‬والنسررائي يف كترراب البيرروع (‪ ،)283/7‬وابررن ماجرره ‪ 760/2‬ورقمرره (‪ .)2262‬واحلررديث بررححه‬
‫احلاكم ووافقه الذهيب‪ ،‬املستدرك وتلخيص املستدرك ‪ ، 44/2‬وضعفه ابن حزم يف احمللى ‪ ،452/7‬واأللباين يف‬
‫إرواء الغليل ‪. 173/5‬‬
‫‪49‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫يضمن‪ ،‬وال بيع ما ليس عندك"(‪. )1‬‬


‫ويــدل هلــذا املعـ أيضـاً حــديث عائشــة رضــي هللا عنهــا أن رســول هللا ‪ ‬قضــى أن ‪" :‬اخلـراج‬
‫ابلضمان"(‪. )2‬‬
‫ويف هــذه املعاملــة يتحقــق ربــح مــاال يضــمن‪ ،‬ألن العــني امل ـؤجرة يف م ـ ّدة اإلجــارة مــن ضــمان‬
‫املستأجر لو تعدى فيها أو فرط‪ ،‬فكان ينبغي أن يكون ر ها للمستأجر‪ ،‬ألن اخلـراج ابلضــمان وقــد‬
‫أجرهــا املــؤجر وهــي يف ملــك املســتأجر األول ويف ضــمانه فقــد ربــح‬
‫هنى عن ربح ماال يضمن فدذا مــا ّ‬
‫ماال يدخل يف ضمانه ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫اإلجارة ع لى اإلجارة في إجارة األشخاص‬

‫(‪ )1‬أخرجر رره اإلمر ررام أنر ررد يف املسر ررند ‪ ،179/2‬وأبر ررو داود يف كتر رراب البير رروع ‪ ،769/3‬وال مر ررذي يف كتر رراب البير رروع‬
‫‪ ،526/3‬والنسائي يف كتاب البيوع ‪ ،295/7‬واحلاكم يف املستدرك ‪ ،17/2‬وقال ‪ :‬هرذا حرديث علرى شررط‬
‫مجلة من أئمة املسلمي ‪ ،‬ووافقه الذهيب ‪.‬‬
‫كمرا رواه ابررن ماجرره يف سررننه ‪ ،737/2‬والرردارقطين ‪ ،75/3‬قررال ابرن حوررر وبررححه ابررن خز ررة‪( .‬بلرروا املررام‬
‫‪. )478/2‬‬
‫(‪ )2‬أخرجر رره اإلمر ررام أنر ررد يف املسر ررند ‪ ،49/6‬وأبر ررو داود يف كتر رراب البير رروع ‪ ،777/3‬وال مر ررذي يف كتر رراب البي ر روع‬
‫‪ ،572/3‬والنسر ررائي يف البير رروع ‪ ،254/7‬وابر ررن ماجر ررة يف كتر رراب التور ررارات ‪ ،754/2‬واحلر رراكم يف املسر ررتدرك‬
‫‪ . 15/2‬قرال ابرن حوررر ‪ :‬وبرححه ال مررذي وابرن خز ررة وابرن اجلرراورد وابرن حبرران واحلراكم وابررن القطران‪ .‬بلرروا‬
‫املرام ‪. 504/2‬‬
‫‪50‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المبحث الثالث‬
‫اإلجارة على اإلجارة في إجارة األشخاص‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تقسم اإلجارة تقســيمات عديــدة ابعتبــارات تلفــة‪ ،‬فتقســم مــن حيــث ورودهــا علــى مـ ّدة أو‬
‫سـم مــن حيــث ورودهــا‬
‫علــى عمــل إىل قســمني؛ إجــارة علــى مـ ّدة معينــة‪ ،‬وإجــارة علــى عمــل معــني وتمق ّ‬
‫على عني معينة‪ ،‬أو على الذمة إىل قسمني‪:‬‬
‫إجارة األعيان ‪ ،‬واإلجارة يف الذمة‪.‬‬
‫وإج ــارة األعيـ ــان تقسـ ــم مـ ــن حيـ ــث ورودهـ ــا علـ ــى اآلدميـ ــني أو غـ ــريهم إىل قسـ ــمني‪ :‬إجـ ــارة‬
‫األشخاص‪ ،‬وإجارة األشياء‪.‬‬
‫و ثنا هنا يف إجارة األشخاص ‪.‬‬
‫أمــا إجــارة األشــياء كاســتئجار دابــة للركــوب عليهــا أو للحــرم ‪ ،‬وكاســتئجار دار للســك ‪،‬‬
‫فهذه سبق ثها – يف املبحث األول مــن هــذا البحــث ‪ ، -‬وعرفنــا مــن خاللــه إمكانيــة ورود اإلجــارة‬
‫على اإلجارة يف هذا النوع‪ ،‬وكان مدار البحث يف املبحث األول على ذلك ‪.‬‬
‫وأما إجارة األشخاص واملراد ‪ :‬استئجار اآلدميني للعمل‪ .‬فلها حالتان ‪ ,‬بياهنما يف املطلبــني‬
‫اآلتيني ‪:‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬األجري اخلاص ‪:‬‬
‫املراد به ‪:‬‬
‫عرف األجري اخلاص بتعريفات عديدة متقاربة يف معناها من أعهــا ‪ :‬أنــه مــن قــدر نفعــه ابلــزمن ‪ , 1‬أو‬
‫هو من يقع العقد علي عينه يف مــدة معلومــة يســتحق املســتأجر نفعــه يف نيعهــا ‪ , 2‬او هــو مــن يعمــل‬
‫‪ ,‬أو هو من يستحق األجرة بتسليم نفسه وإن مل يعمل ‪ ، 4.‬مسي بــذلك الختصــاص املســتأجر‬ ‫‪3‬‬
‫لواحد ‪,‬‬
‫بنفعته يف مدة اإلجارة ‪.‬‬
‫ورود اإلجارة على اإلجارة يف األجري اخلاص ‪:‬‬
‫يف هذه احلالة ال ترد اإلجارة علــى اإلجــارة ؛ ألن ‪ :‬املعقــود عليــه يف إجــارة األجــري اخلــاص هــو منفعــة‬

‫‪ - 1‬ينظر الفروع ‪ , 449 / 4‬وكشاف القناع ‪. 32 4‬‬


‫‪ - 2‬ينظر ينظر املغين ‪. 103 / 8‬‬
‫‪ - 3‬ينظر بدائع الصنائع ‪ 174 / 4‬وتبصرة احلكام ‪. 331 / 2‬‬
‫‪ - 4‬ينظر ‪ :‬اهلداية ‪. 244 / 3‬‬
‫‪51‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫األجري بعينه ‪ ,‬ألداء عمل معني يف مدة معينة ‪ ،‬وبناء عليه فدذا مت العقد صحيحا ‪ ,‬فدنــه يلــزم األجــري‬
‫اخلــاص أن يعمــل لــدى مســتأجره ولــيس لــه أن يســتأجر شخصـاً آخــر حيــل حملــه يف أداء العمــل الــذي‬
‫ستؤجر له إال ةذن صاحب العمل ‪.‬‬
‫فدذا استأجر شخص خادماً أو مزارعاً أو راعياً‪ ،‬أو سائقاً فلــيس ألي مــن هــؤالء أن يســتأجر‬
‫مـ ــن حيـ ــل حملـ ــه يف هـ ــذا العمـ ــل إال ةذن املسـ ــتأجر وهـ ــو صـ ــاحب العمـ ــل (‪.)1‬ألن املعقـ ــود عليـ ــه‪-‬‬
‫كماسبق – هو عمل األجري بنفسه ‪ -‬فلزم القيام به على الوجه املطلوب ‪ ,‬كمن استأجر دابــة معينــة‬
‫‪2‬‬
‫من إنسان لركوهبا فدنه ليس له إبداهلا ‪.‬‬
‫إانبة املستأجر من يقوم بعمل األجري اخلاص عند عدم قيامه ابلعمل ‪:‬‬
‫إذا مل يقــم األجــري اخلــاص بعملــه فــال الــو إمــا أن يكــون ذلــك لعــذر أو لغــري عــذر ‪ ,‬فــدن كــان لعــذر‬
‫كمــرض أو حــدوم أمــر غالــب منعــه مــن العمــل كســيل أو حــرب أو حريــق ‪...‬اخل فــدن األجــري ال‬
‫يكلف أن يقيم من يعمل بدله ؛ ألن املعقود عليه معني وهــو عــني األجــري ‪ , 3‬وألنــه معــذور بتخلفــه‬
‫عن العمل ‪.‬‬
‫وإن مل يكن لعذر فدن األجري جي علــى أداء العمــل ‪ ،‬ولــيس لــه أن ينيــب مــن يعمــل بدلــه‪ ,‬ألن العقــد‬
‫وقع على عينه ‪ .‬وليس للمســتأجر أن يســتأجر مــن يقــوم بعملــه علــى حســاب األجــري ‪ ،‬بــل اــري بــني‬
‫فســخ اإلجــارة أو الص ـ حــهت يقــوم ابلعمــل ؛ لتعــذر اســتيفاء املعقــود عليــه ‪ ,4‬وألن غــرض املســتأجر‬
‫يفوت ةقامة غري األجري مناب األجري وحينئذ فألفضل له أن يفسخ العقد معــه ويســتأجر غــريه ‪.‬وإذا‬
‫مل يــتمكن مــن إجبــار األجــري غــري املعــذور علــى القيــام ابلعمــل فــدن األجــري اليســتحق األجــرة ؛ لعــدم‬
‫قيامه ابلعمل ‪.‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬األجري املشرتك ‪.‬‬
‫املراد به ‪:‬‬
‫كما اختلفوا يف املراد ابألجري اخلاص اختلفوا يف األجري املشرتك فقيل ‪ :‬هو من قدر نفعــه ابلعمــل‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬اهلداية ‪ 234 ،245/3‬وبدائع الصنائع ‪ 208 / 4‬ومنح اجلليل ‪ 441 / 7‬والبهوة شرح التحفرة ‪2‬‬
‫‪ 182 /‬وروضة الطالبي ‪ 224 5‬والفتاوى الكربى البن حور ‪. , 148 / 3‬واملغين ‪ 36 / 8‬ومعونة‬
‫أويل النهى ‪ 71 / 5‬ومطالب أويل النهى ‪. 626 / 3‬‬
‫‪ - 2‬ينظر ‪ :‬جممع األهنر ‪ 374 / 2‬ومعونة أويل النهى ‪. 71 / 5‬‬
‫ومطالب أويل النهى ‪. 658 / 3‬‬ ‫‪ - 3‬ينظر املغين ‪/ 8‬‬
‫‪ - 4‬ينظر املبسوط ‪ 6 / 16‬والبحر ارائق ‪ 6 / 8‬والشرح الكبري مع حاشية الدسوقي ‪ ، 31 / 4‬وروضة الطالبي ‪5‬‬
‫‪ 239 /‬وشرح روض الطالب ‪ 418 / 2‬وكشاف القناع ‪ 31 / 4‬ومطالب أيل النهى ‪. 631 / 3‬‬
‫‪52‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫‪ ، 1‬وقيــل هــو مــن يقــع العقــد معــه علــى عمــل معــني ‪ ،‬أو علــى مــدة اليســتحق املســتأجر نيــع نفعــه‬
‫فيهــا ‪ ، 2‬وقيــل غــري ذلــك ‪.‬واملعقــود عليــه يف األجــري املشــرتك منفعــة يف الذمــة إلجنــاز عمــل معــني أو‬
‫موصوف بصفات تضبطه ‪:‬‬
‫وال تكون اإلجارة هنا إال آلدمي؛ ألهنا متعلقة ابلذمة وال ذمة لغري اآلدمي(‪.)3‬‬
‫مســي األج ـ املشــرتك هبــذا االســم ؛ ألن منفعتــه تكــون ألكثــر مــن شــخص‪ ،‬حيــث إنــه يتقبــل أعمــاالً‬
‫جلماعة ‪ ،‬ومنفعته مشرتكة بينهم (‪.)4‬‬
‫وروداإلجارة على اإلجارة يف األجري املشرتك ‪:‬‬
‫اإلجارة على اإلجارة واردة هنا ‪ ،‬وذلك أنه إذا استؤجر األجري املشرتك لعمل معني أو موصــوف فــال‬
‫الو من ثالم حاالت ‪:‬‬
‫احلالة األوىل‪:‬‬
‫أن يقوم ابلعمل بنفسه‪ ،‬وهذا هو األصل‪ ،‬فال إشكال فيه ‪.‬‬
‫احلالة الثانية‪:‬‬
‫أن تكون طبيعــة العمــل املســتأجر إلجنــازه تقتضــي أال ينفــرد بعملــه كــأن يســتأجره لبنــاء بيــت‪،‬‬
‫فظــاهر احلــال أنــه لــن يقــوم ميــع األعمــال الالزمــة لبنــاء البيــت بنفســه‪ ،‬وإ ــا يلــزم أن يســتأجر البنــاء‬
‫والنجار واملبلط والسباك والدهان والكهرابئي…‬
‫فهن ــا حتقق ــت اإلج ــارة عل ــى اإلج ــارة‪ ،‬حي ــث اس ــتأجر ص ــاحب البي ــت األج ــري األول‪ ،‬وه ــذا‬
‫األجري استأجر أجراء للقيام ابألعمال الالزمة لبناء املنزل‪.‬‬
‫احلالة الثالثة‪:‬‬
‫أن حيصل لألجري املستأجر لعمل معني مانع مينعــه مــن القيــام هبــذا العمــل ‪ ،‬وحينئــذ فعليــه أن‬
‫ينيب من يقوم ابلعمل بدلــه‪ ،‬فــدن امتنــع أو هــرب‪ :‬اســتأجر صــاحب العمـل مــن يقــوم ابلعمــل‪ ،‬وأجــرة‬
‫األجري الثاين على األجري األول‪.‬‬
‫وهذا هــو مــا قــرر الفقهــاء يف املــذاهب األربعــة؛ حيــث اتفقــوا علــى أنــه جيــوز لألجــري املشــرتك‬
‫أن يقوم ابلعمل الذي استؤجر له بنفسه ‪ ،‬وهذا هو األصل‪ ،‬وجيوز أن يســتأجر هــو مــن يقــوم ابلعمــل‬

‫‪ - 1‬ينظر ‪ :‬كشاف القناع ‪32 / 4‬‬


‫‪ - 2‬ينظر ‪ :‬ينظر الغين ‪. 106 / 8‬‬
‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬املبدع ‪ ،89/5‬وكشاف القناع ‪. 11/4‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اهلداية للمرغيناين ‪ ،244/3‬وكشاف القناع ‪. 11/4‬‬
‫‪53‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫نيابة عنه بشرطه (‪.)1‬‬


‫وبن ــاءً عل ــى م ــا س ــبق يتض ــح أن اإلج ــارة عل ــى اإلج ــارة واردة يف إج ــارة األش ــخاص إذا ك ــان‬
‫األجري مشرتكاً ابلشروط اآلتية ‪:‬‬
‫الشرط األول‪:‬‬
‫أال يشــرتط صــاحب العمــل أن يقــوم األجــري ابلعمــل بنفســه فــدن شــرط ذلــك ‪ ،‬فلــيس لــه أن‬
‫يستأجر من يقوم ابلعمل ‪.‬‬
‫الشرط الثاين‪:‬‬
‫أال يكون العمل املعقــود عليــه ممـا اتلــف ابخــتالف األشــخاص‪ ،‬فــدن كــان العمــل يف اإلجــارة‬
‫األوىل ممــا اتلــف ابخــتالف األجــري ‪ ،‬كــاخلط وعــوه‪ ،‬فــال تــدخل اإلجــارة علــى اإلجــارة‪ ،‬ألن األجــري‬
‫األول حينئذ مقصوداً لعينه‪ ،‬وللمستأجر األول غرض صحيح يف قيام األجري األول ابلعمل ‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪:‬‬
‫أال يكــون األجــري األول أجـرياً خاصـاً ‪ ،‬فــدن كــان أجـرياً خاصـاً ‪ ،‬فلــيس لــه أن ينيــب غــريه يف‬
‫القيام بعمله ‪ ،‬وليس له أن يستأجر من يقوم ابلعمل بدله ‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪:‬‬
‫أال يكـ ــون العقـ ــد األول يف اإلجـ ــارة األوىل قـ ــد انتهـ ــى‪ ،‬ألنـ ــه إذا انتهـ ــى العقـ ــد األول بـ ــني‬
‫املســتأجر واألج ــري األول‪ ،‬فــال يك ــون هن ــاك إجــارة عل ــى إجــارة؛ ألن العق ــد الث ــاين مبــين عل ــى العق ــد‬
‫األول‪ ،‬فدذا انتهى األصل انتفى الفرع (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬ينظررر ‪ :‬اهلدايررة للمرغينرراين ‪ ، 234/3‬وتبيرري احلقررائق ‪ ،111/5‬ونتررائا األفكررار ‪ ،21/8‬والررذخرية ‪،500/5‬‬
‫والفواك رره ال رردواين ‪ ،166/2‬وش رررح احملل ررى عل ررى املنه رراج ‪ ، 68/3‬وأس ررىن املطال ررب ‪ ،409/2‬واملغ ررين ‪،36/8‬‬
‫واملبدع ‪ ، 90 ،89/5‬وشرح املنتهى ‪. 375/2‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬املصادر السابقة ‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المبحث الرابع‬

‫الضمان في اإلجارة على اإلجارة‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬في إجارة األشياد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬في إجارة األشخاص‪.‬‬


‫‪55‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المطلب األول‬
‫الضمان في اإلجارة على اإلجارة في إجارة األشياد‬
‫امل ـراد ابألش ــياء هن ــا‪ :‬األعي ــان امل ــؤجرة م ــن غ ــري اآلدمي ــني ‪ ،‬في ــدخل فيه ــا العق ــار وال ــدواب‪،‬‬
‫واآلالت املختلفة ‪ ،‬واملراكب املختلفة‪ ،‬ويدخل يف ذلك السفن والطائرات والسيارات ‪ … ،‬اخل ‪.‬‬
‫والبحــث هنــا يف حكــم الضــمان إذا حصــل تلــف كلــي أو جزئــي للعــني املــؤجرة‪ ،‬يف اإلجــارة‬
‫الثانيــة‪ ،‬إذا أجــر املســتأجر األول العــني املــؤجرة علــى مســتأجر ن فحصــل التلــف عنــد الثــاين‪ ،‬فهــل‬
‫ـتأجر األول أو املس ـ ــتأجر‬ ‫يضـ ــمن ‪ ،‬أو ال يض ـ ــمن؟ وإذا ك ـ ــان يضـ ــمن ‪ ،‬فه ـ ــل يض ـ ـ أّـمن املالـ ـ م‬
‫ـك املس ـ ـ َ‬
‫الثاين…؟‬
‫ممــا اتفــق عليــه الفقهــاء يف املــذاهب األربعــة أن يــد املســتأجر علــى العــني امل ـؤجرة يــد أمانــة‪،‬‬
‫واملستأجر أمني (‪ ،)1‬فتنطبق عليه قاعدة الضمان على األمنــاء وهــذه القاعــدة‪ :‬أن مــن كانــت يــده يــد‬
‫أمانة فال ضمان عليه إال إذا تع ّدى أو فرط (‪. )2‬‬
‫وعلى ذلك فاملستأجر األول أمام املالــك أمــني ال يضــمن إال إذا تعــدى أو فــرط‪ ،‬واملســتأجر‬
‫الثاين كذلك أمام املستؤجر األول‪ ،‬ألن املستأجر الثاين‪ ،‬أمام املستأجر األول كاملســتأجر األول أمــام‬
‫املالك‪.‬‬
‫وعلى ذلك‪ ،‬فدذا حصــل مــن املســتأجر الثــاين تعــد أو تفــريط تســبب يف تلــف العــني املــؤجرة‪،‬‬
‫فدن ــه يض ــمنها ملالكه ــا ‪ ،‬وال ض ــمان عل ــى املس ــتأجر األول‪ ،‬لع ــدم تعدي ــه وع ــدم تفريط ــه‪ .‬وإذا حص ــل‬
‫التلف بدون تع ّد أو تفريط فال ضمان على واحد منهما‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬شرح اجلصاص على خمتصر الطحاوي ‪ ،384 ،383/1‬وجملة األحكام العدلية املادة ‪ 768‬بشرح سليم‬
‫رستم رز وقواني األحكام الشرعية ص‪ ،350 ،349‬واألشباه والنظائر للسيوطي ‪ ،759‬والكرايف البرن قدامرة‬
‫‪ ،282/2‬وكشاف القناع ‪ ،485/3‬والقواعد واألبول اجلامعة ص‪ 50‬القاعدة الرابعة عشرة‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظررر‪ :‬شرررح جملررة األحكررام العدليررة لسررليم رسررتم املررادة ‪ ، )768( :‬والفرائررد البهيررة للحمرزاوي ص‪، 100 ،99‬‬
‫وقواني األحكام الشرعية البن جزي ص‪ ،350 ،349‬والكايف البن قدامة ‪. 282/2‬‬
‫‪56‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المطلب الثاني‬
‫الضمان في اإلجارة على اإلجارة في إجارة األشخاص‬

‫البحث هنا يف حكــم تضــمني األجــري الثــاين‪ ،‬املســتأجر مــن قبــل األجــري األول‪ .‬فــدذا اســتأجر‬
‫شخص أجرياً ليعمل لــه عمـالً معينـاً‪ ،‬فــدن كــان األجــري أجـرياً خاصـا‪ ،‬فلــيس داخـالً يف هــذا البحــث ؛‬
‫ألن األجري اخلاص ليس له أن يستأجر من يقوم بعمله بدله ‪ ،‬فال إجارة على اإلجارة ‪ ،‬كما سبق ‪.‬‬
‫وإن كــان األجــري أج ـرياً مشــرتكاً ‪،‬ومل يشــرتط عليــه أن يقــوم ابلعمــل بنفســه واســتأجر شخص ـاً‬
‫آخر يقوم ابلعمل بدله فال الو إما أن يكون األجري الثاين أجرياً خاصاً عنــد األجــري األول‪ ،‬أو أجـرياً‬
‫مشرتكاً‪ ،‬فدن كان خاصاً ‪ ،‬فال ضمان يف اإلجــارة الثانيــة ؛ ألن األجــري اخلــاص ال يضــمن إال ابلتعــدي‬
‫أو التفريط ‪.‬‬
‫وحينئذ فيكون الضمان على األجري األول‪.‬‬
‫وإن كان األجري الثاين أجرياً مشرتكاً فينطبــق عليــه يف مســألة الضــمان أمــام األجــري األول‪ ،‬مــا‬
‫ينطبق على األجــري األول أمــام صــاحب العمــل‪ .‬وقــد اتفــق الفقهــاء يف املــذاهب األربعــة علــى تضــمني‬
‫األجري املشرتك إذا حصل منه تعد أو تفريط (‪.)1‬‬
‫وأما إذا مل حيصل منه تعد وال تفريط وأقام البينة على ذلــك فقــد اتفقــت املــذاهب األربعــة يف‬
‫املشهور عندهم ‪.‬‬
‫أنه ال يضمن ‪.‬‬
‫ألن األصل عدم تضمني األجراء (‪.)2‬‬
‫وإن مل يقــم البينــة علــى عــدم التعــدي والتفــريط وكــان التلــف بغــري فعلــه فخــالف علــى ثالثــة‬
‫أقوال ‪:‬‬
‫القول األول‪:‬‬
‫أنــه ال يضــمن ‪ ،‬وإليــه ذهــب اإلمــام أبــو حنيفــة وزفــر‪ ،‬واحلســن بــن زايد (‪ ، )3‬وهــو الصــحيح‬
‫عند الشافعية (‪ ،)4‬ومذهب احلنابلة (‪. )1‬‬

‫ينظررر‪ :‬برردائع الصررنائع ‪ ،210/4‬واالختيررار لتعليررل املختررار ‪ 54 / 2‬املقرردمات املمهرردات ‪ ،243/2‬وحاشررية‬ ‫(‪)1‬‬
‫الدسوقي ‪ 26 / 4‬واحلاوي ‪ ،426/7‬واملهذب ‪ 408 / 1‬واإلنصاف ‪ 72/6‬وكشاف القناع ‪. 33 / 4‬‬
‫ينظر‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،210/4‬والدخرية ‪ ،502/5‬واملهذب ‪ ،408/1‬واإلنصاف ‪. 72/6‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫ينظر‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،210/4‬وتبيي احلقائق ‪. 134/5‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫ينظر‪ :‬مغين املختاج ‪. 357/2‬‬ ‫(‪) 4‬‬
‫‪57‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫واستدلوا ابآليت‪:‬‬
‫ما ورد عن علي ‪ ‬أنه قال بعدم تضمني األجري املشرتك(‪.)2‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن األصــل عــدم الضــمان إال علــى املتعــدي ‪ .‬ومل حيصــل منــه تعــد؛ ألن التلــف لــيس‬ ‫‪-2‬‬
‫من صنعه(‪.)3‬‬
‫أن األج ــري ق ــبض الع ــني ةذن مالكه ــا ف ــال يض ــمنها قياسـ ـاً عل ــى الوديع ــة والعاري ــة‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫واملضاربة (‪.)4‬‬
‫القول الثاين‪:‬‬
‫أنه يضمن ‪ .‬وإليه ذهب املالكية (‪ ،)5‬وهو قول عند الشافعية (‪ ،)6‬ورواية عند احلنابلة (‪.)7‬‬
‫واستدلوا ابآليت‪:‬‬
‫‪ )1‬حديث مسرة ‪ ‬أن رسول هللا ‪ ‬قال‪" :‬على اليد ما أخذت حهت تؤدي"(‪.)8‬‬
‫ونوقش‪ :‬أبن احلديث ضعيف ‪ .‬وأنه ال يتناول اإلجارة ‪.‬‬
‫‪ )2‬ما ورد عن عمر وعلي أهنما قاال بتامي األجري املش ك ‪.‬‬
‫ونوقش‪ ،‬أبنه مل يثبت (‪ )9‬وأنه معارض مبا ورد أن عليا قال بعدم تامينه ‪.‬‬
‫‪ )3‬أن األجري قد قبض العني ملصلحة نفسه ‪ ،‬فلزمه ضماهنا كاملستعري (‪. )10‬‬
‫ونوقش ‪ :‬أبن القياس على املستعري قياس مع الفارق؛ ألن املستعري ينفرد بنفع العني خبــالف‬
‫األجري ألن النفع مشرتك بينه وبني صاحب العني؛ هذا يف االنتفاع ابلعني وذلك ابألجرة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬اإلنصاف ‪. 73/6‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البيهقي يف السنن الكربى يف كتاب اإلجارة رب ما جاء يف تامي األجراء ‪.122/60‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬بدائع الصنائع ‪. 210/4‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬تبيي احلقائق ‪ ،135/5‬واملغين ‪. 113/8‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬جواهر اإلكليل ‪. 191 ،190/2‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬احلاوي ‪. 426/7‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬اإلنصاف ‪. 73/6‬‬
‫(‪ ) 8‬أخرجه أبرو داود هبرذا اللفر يف سرننه يف كتراب البيروع‪ ،‬رب يف تارمي العاريرة ‪ . 526/3‬وأخرجره ال مرذي يف‬
‫جامعه يف كتاب البيوع ‪ ،‬رب ما جاء يف أن العارية مؤداه ‪ ، 557/3‬وابن ماجه يف سننه يف كتاب الصدقات‬
‫‪ ،‬رب العارية ‪ ، 802/2‬وذكر أهل السنن ‪ :‬أن هذا احلديث ضعي ألنه من رواية احلسن عرن رررة‪ ،‬واحلسرن‬
‫مدلس رواه عنه رلعنعنة ‪ .‬ينظر‪ :‬نصب الراية ‪ ،167/4‬والتلخيص احلبري ‪ ،53/3‬وإرواء الغليل ‪. 348/5‬‬
‫(‪ )9‬نصب الراية ‪ ،141/4‬والتلخيص احلبري ‪،61/3‬‬
‫(‪ )10‬ينظر‪ :‬املهذب ‪ ،408/1‬واملغين ‪. 113/8‬‬
‫‪58‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫‪ )4‬أن املعقــود عليــه – هنــا – هــو احلفــظ ‪ ،‬فــال بــد أن يكــون ســليماً مــن العيــب؛ ألن عقــد‬
‫املعاوضة يقتضي سالمة املعقود عليه‪ ،‬فدذا هلك تبني أن احلفظ مل يكن سليماً ‪ ،‬فيجب الضمان‪.‬‬
‫ونــوقش‪ :‬بعــدم التســليم أن املعقـود عليــه هــو احلفــظ بــل املعقــود عليــه هــو الضــمان‪ ،‬واحلفــظ‬
‫جيب تبعاً ال قصداً‪ .‬ولو كان املعقود عليه هو احلفظ لكان له حصة من األجر(‪.)1‬‬
‫‪ )5‬أنه لو قيل بعدم التضمني الدعى كثري من األجراء هالك األموال وأكلوها ابلباطل‪.‬‬
‫ونــوقش‪ :‬أبن هــذا مقصــود فيمــا إذا كــان اهلــالك بفعلــه والعـني حتــت يــده‪ ،‬أمــا إذا هلــك بغــري‬
‫فعله فاألصل أن األجري مؤمتن ‪ ،‬وال يرتك هذا األصل من أجل التهمة‪.‬‬
‫القول الثالث‪:‬‬
‫التفصــيل‪ :‬إن كــان التلــف بــا ميكــن التحــرز منــه‪ :‬ضــمن وإال فــال ‪ .‬وإليــه ذهــب أبــو يوســف‬
‫وحممد بن احلسن (‪ ،)2‬وهو رواية عند احلنابلة (‪.)3‬‬
‫واستدلوا على التضمني يف حالة إمكان التحرز أبدلة القائلني ابلتضمني مطلقاً‪.‬‬
‫ونفــوا الضــمان يف حالــة عــدم إمكــان التحــرز ‪ ،‬النتفــاء التهمــة ألن التلــف حينئــذ يكــون أبمــر‬
‫عام ميكن معرفته (‪.)4‬‬
‫الرتجيح‪:‬‬
‫مــن خــالل النظــر يف هــذه األقــوال ‪ ،‬ومــا ورد علــى أدلتهــا مــن مناقشــة ‪ ،‬يظهــر – وهللا أعلــم‬
‫ابلصــواب – رجحـان القــول األول القائــل بعــدم التضــمني ‪ .‬لقــوة أدلتــه ‪ ،‬وملــا ورد علــى أدلــة القــولني‬
‫اآلخرين من مناقشة ‪.‬‬
‫احلالة الثانية‪:‬‬
‫أن يكون التلف بفعل األجري املشرتك‪.‬‬
‫وحينئذ فللفقهاء تفصيل يف التفريق بينما إذا كان األجري يعمل حتت يــد صــاحب العمــل‪ ،‬أو‬
‫كان يعمل خارج يده فــدن كــان يعمــل حتــت يــد صــاحب العمــل فجمهــور الفقهــاء علــى أنــه ال يضــمن‬
‫ألنه حينئذ كاألجري اخلاص ‪ ،‬وال ضمان على اخلاص‪ ،‬وألنــه مل يقــبض العــني موضــع العمــل‪ ،‬فــال تـزال‬
‫ي ــد رب العم ــل عليه ــا‪ .‬وه ــذا ه ــو م ــذهب احلنفي ــة (‪ ، )5‬واملالكي ــة (‪ ، )1‬والش ــافعية (‪ ، )2‬وق ــول عن ــد‬

‫ينظر‪ :‬تبيي احلقائق ‪. 135 ،134/5‬‬ ‫(‪) 1‬‬


‫ينظر‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،210/4‬ورد احملتار ‪. 65/6‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫ينظر ‪ :‬املغين ‪ ،112/8‬واإلنصاف ‪. 73/6‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ينظر‪ :‬البدائع ‪ ،210/4‬وتبيي احلقائق ‪. 134/5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫بدائع الصنائع ‪. 210/4‬‬ ‫( ‪)5‬‬
‫‪59‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫احلنابلة (‪.)3‬‬
‫وخــالف احلنابلــة يف مشــهور املــذهب (‪ )4‬فقــالوا ابلضــمان مســتدلني أبن التلــف حصــل نايــة‬
‫يده فيضمن ‪ ،‬وقياساً على ضمان الطبيب واخلتان (‪.)5‬‬
‫ونوقش ذلك أبن التهمة املتوجهة إىل األجري ضــعيفة واألصــل عــدم الضــمان‪ ،‬والقيــاس علــى‬
‫الطبي ــب قي ــاس عل ــى موض ــع خ ــالف‪ ،‬فالطبي ــب واخلت ــان ال يض ــمنان عل ــى الـ ـراجح إال ابلتع ــدي أو‬
‫التفريط (‪ ، )6‬فيرتجح هنا القول بعدم التضمني‪.‬‬
‫وإن كان يعمل خارج يد رب العمل فقد اختلف الفقهاء يف تضمينه حينئذ على قولني ‪:‬‬
‫القول األول‪:‬‬
‫أنه يضمن ‪ .‬وإليه ذهب احلنفية (‪ . )7‬وهو مقتضى مذهب املالكيــة (‪ )8‬وقــول عنــد الشــافعية‬
‫(‪ ، )9‬واحلنابلة (‪ )10‬واستدلوا ابآليت‪:‬‬
‫‪ )1‬أن األجري قبض العني فوجب عليه ضماهنا؛ ألن الضمان جيب ابلقبض(‪.)11‬‬
‫‪ )2‬أن التلف حصل بفعل غري مأذون فيه‪ ،‬فيضمن (‪.)12‬‬
‫القول الثاين‪:‬‬
‫أنه ال يضمن ‪ .‬وإليه ذهب زفر (‪ ، )13‬وهو الصحيح يف مذهب الشافعية (‪.)14‬‬
‫واستدلوا ابآليت‪:‬‬

‫(‪ )1‬الشرح الكبري ‪. 28/4‬‬


‫(‪ )2‬هناية احملتاج ‪. 310/5‬‬
‫(‪ )3‬املغين ‪. 104/8‬‬
‫(‪ )4‬اإلنصاف ‪ ،76/6‬وشرح املنتهى ‪. 378/2‬‬
‫(‪ )5‬املغين ‪ ، 105/8‬والروض املربع ‪. 340/5‬‬
‫(‪ )6‬رسالة عقد املقاولة ‪ ،‬للعايد ص‪. 249‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬تبيي احلقائق ‪. 134/5‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬بداية اجملتهد ‪ ،232/2‬واملنتقى ‪ ، 71/6‬وأسهل املدارك ‪. 325/2‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬املهذب ‪ ،408/1‬وهناية احملتاج ‪. 310/5‬‬
‫(‪ )10‬ينظر‪ :‬كشاف القناع ‪ ، 34/4‬وشرح املنتهى ‪. 378/2‬‬
‫(‪ )11‬بدائع الصنائع ‪. 210/4‬‬
‫(‪ )12‬تبيي احلقائق ‪. 135/5‬‬
‫(‪ )13‬تبيي احلقائق ‪. 135/5‬‬
‫(‪ )14‬ينظر‪ :‬املهذب ‪ ،408/1‬ومغين احملتاج ‪. 351/2‬‬
‫‪60‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫‪ )1‬أن الفعل الذي حصل بسببه التلف مأذون فيه فال جيتمع معه الضمان(‪.)1‬‬
‫ونوقش أبن املأذون فيه هو الفعل الصحيح ‪ .‬ال املفسد؛ ألن مطلــق عقــد املعاوضــة يقتضــي‬
‫سالمة املعقود عليه فدذا تلف كان التلف حاصالً بفعل غري مأذون فيه (‪.)2‬‬
‫‪ )2‬أن األجـ ــري أخـ ــذ العـ ــني ملنفعـ ــة نفسـ ــه‪ ،‬وملنفعـ ــة رب العمـ ــل‪ ،‬فـ ــال يضـ ــمن قياس ـ ـاً عل ـ ـى‬
‫املضارب‪.‬‬
‫ونوقش أبن التلف إذا كان بفعله وحتت يده‪ ،‬فدن التهمة تقــوى يف حقــه أبنــه تعــدى أو فــرط‬
‫‪ .‬فاملصلحة يف تضمينه‪.‬‬
‫الرتجيح ‪:‬‬
‫وعلى ما سبق يتضح رجحان القول بتضمينه ‪.‬‬
‫وعلــى مــا تقــرر هنــا يف تضــمني األجــري املشــرتك أمــام صــاحب العمــل أو عــدم تضــمينه يتقــرر‬
‫احلكــم يف تضــمني األجــري املشــرتك الثــاين أمــام األجــري األول؛ ألن األجــري الثــاين أمــام األجــري األول‪،‬‬
‫كاألجري األول أمام صاحب العمل‪ ،‬يضمن فيما يضمن فيه‪ ،‬وال يضمن فيما ال يضــمن فيــه‪ ،‬وعليــه‬
‫فيتلخص الضمان يف اإلجارة الثانية (اإلجارة على اإلجارة) يف اآليت‪:‬‬
‫‪ )1‬يف حال التعدي والتفريط مطلقاً‪.‬‬
‫‪ )2‬إذا كــان أج ـرياً مشــرتكاً ‪ ،‬والعمــل لــيس حتــت يــد صــاحب العمــل ‪ .‬وال يضــمن ‪ :‬إذا مل‬
‫حيصل تع ّد وال تفريط والعمل حتت يد صاحب العمل ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬تبيي احلقائق ‪. 135/5‬‬


‫(‪ )2‬ينظر ‪ :‬تبيي احلقائق ‪. 135/5‬‬
‫‪61‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المبحث الخام‬
‫التطبيق المعاصر لإلجارة على اإلجارة‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫عرفنــا فيمــا ســبق إن اإلجــارة قــد تكــون واردة علــى األعيــان مــن غــري اآلدميــني ملــدة معينــة ‪،‬‬
‫كاستئجار العقار ‪ ،‬ودواب الركوب ‪ ،‬وآالت احلرم‪ ،‬ونيع األشــياء الداخلــة حتــت ضــابط مــا تصــح‬
‫إجارته ‪.‬‬
‫وقد تكون واردة على عــني اآلدمــي ملــدة معينــة‪ ،‬يف إجــارة األجــري اخلــاص‪ ،‬وقــد تكــون واردة‬
‫علــى عمــل يف الذمــة يف إجــارة األجــري املشــرتك والنــاظر لإلجــارة علــى اإلجــارة يف مس ـائلها وصــورها‬
‫القدميــة يلحــظ أنــه ميكــن تطبيقهــا يف صــور جديــدة معاصــرة‪ ،‬بــل إهنــا ميكــن أن تكــون جمــاالً اســتثمارايً‬
‫احملرمة‪.‬‬
‫معاصراً سليماً من التعامالت ّ‬
‫سواء فيما يتعلق ةجارة األعيان زمناً معيناً ‪ ،‬أو فيما يتعلق ةجارة األشخاص‪.‬‬
‫وبيان ذلك يف املطلبني اآلتيني‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التطبيق المعاصر لإلجارة على اإلجارة في إجارة األشياد‪.‬‬


‫المطلااب الثاااني‪ :‬التطبيااق المعاصاار لإلجااارة علااى اإلجااارة فااي إجااارة‬
‫األشخاص‪.‬‬
‫‪62‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المطلب األول‬
‫يف إجارة األشياء‪:‬‬
‫خلص البحث يف مسائل اإلجارة على اإلجارة يف إجارة األعيان املؤجرة أنه لــيس للمالــك أن يــؤجر‬
‫الع ــني امل ــؤجرة خ ــالل م ـ ّدة اإلج ــارة لش ــخص حي ــل حمل ــه أم ــام املس ــتأجر األول‪ ،‬كم ــا ت ــرجح أن ــه حي ــق‬
‫للمستأجر أن يؤجر العني اليت استأجرها‪ ،‬م ّدة معينــة لشــخص آخــر حيــل حملــه يف االنتفــاع هبــذه العــني‬
‫خالل م ّدة اإلجارة بشروط معينة‪ .‬وهذا اإلجيار الثاين هو ما يعــرف يف التعامــل املعاصــر ابإلجيـار مــن‬
‫الباطن ‪ ,‬وإلجيار من الباطن يرد يف إجــارة األشــياء ‪ ،‬ويــرد كــذلك يف إجــارة األشــحاص ‪.‬أمــا يف إجــارة‬
‫األشخاص فسيأيت الكالم عنها يف املطلب الثاين ‪.‬‬
‫وأم ــا يف إج ــارة األش ــياء فه ــو جم ــال خص ــب لالس ــتثمار يف التطبيق ــات املعاص ــرة أم ــام املس ــتثمرين م ــن‬
‫أص ــحاب ر وس األم ــوال والش ــركات العقاري ــة ‪ ،‬واملؤسس ــات املص ــرفية والبن ــوك اإلس ــالمية وغريه ــا‬
‫وعلى سبيل املثال ال احلصر‪.‬‬
‫يقــوم البن ــك أو املص ــرف أو الش ــركة أو املؤسس ــة العقاري ــة أو ح ــهت ف ــرد أو أف ـراد ابس ــتئجار‬
‫منشأة عقارية كعمارة‪ ،‬أو مركز جتاري أو عوعا‪ ،‬من املالك مل ّدة معينة أبجرة معلومة ‪.‬‬
‫مث يق ـوم هــذا املســتثمر بتــأجري وحــدات العمــارة علــى املنتفعــني ابلســك ‪ ،‬وأتجــري وحــدات‬
‫املركز التجاري على املنتفعني هبذه الوحدات لبيع سلعهم…‬
‫فهنا املستأجر األول استأجر العمارة أو املركز التجــاري نلــة ‪ ،‬وأجــر الوحــدات جتزئــة علــى‬
‫املنتفعني ‪ .‬ويف هذا النوع من التعامل مصلحة لكل من املالك واملستثمر ‪.‬‬
‫فمصلحة املالك تتحقق يف أمور منها‪:‬‬
‫‪ )1‬التعامل مع شخص واحد‪ ،‬أو جهــة واحــدة‪ ،‬بــدل أن يتشــتت ذهنــه وجهــده أمــام العــدد‬
‫الكثري من الناس ‪ .‬فتتحق له مصلحة الراحة ابلتعامل مع شخص واحد‪.‬‬
‫‪ )2‬جتمي ــع األجـ ــرة ‪ ،‬بـ ــدل أن يتتب ــع املسـ ــتأجرين واحـ ــداً واح ــداً ‪ ،‬وجيمـ ــع األجـ ــرة مـ ــنهم‪،‬‬
‫أبخذها جمتمعة من واحد‪.‬‬
‫‪ )3‬مصـ ــلحة اسـ ــتيعاب نيـ ــع الوحـ ــدات ابإلجـ ــارة ‪ ،‬ويف ذلـ ــك ضـ ــمان مـ ــن كسـ ــاد بعـ ــض‬
‫الوحدات لعدم الرغبة فيها‪.‬‬
‫‪ )4‬ضمان تسليم كامل األجــرة‪ ،‬مقابــل امتنــاع بعــض املســتأجرين مــن الســداد أو أتخــرهم ‪،‬‬
‫كما هو حاصل عند كثري من املستأجرين ‪.‬‬
‫هــذه املصــاري وغريهــا‪ ،‬يتنــازل بوجبهــا املالــك عــن كثــري مــن األجــرة للمســتثمر ‪ .‬وابملقابــل‬
‫‪63‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫يتحقق للمستثمر ع ّدة مصاري أيضاً‪ :‬منها‪:‬‬


‫‪ )1‬ختفيض كامل األجرة‪ ،‬مما يتحقق به االستثمار املنشود‪.‬‬
‫‪ )2‬أتجـ ــري الوحـ ــدات أبجـ ــرة أكثـ ــر ممـ ــا كلفتـ ــه مقابـ ــل التجزئـ ــة ‪ ،‬ومقابـ ــل أتعـ ــاب مالحقـ ــة‬
‫املستأجرين أو كساد بعض الوحدات أو اخنفاض أجورها‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المطلب الثاني‬
‫التطبيق المعاصر لإلجارة على اإلجارة في إجارة األشخاص‬

‫ســبق أن عرفنــا أن إجــارة األشــخاص نوعــان‪ .‬اإلجــارة يف اســتئجار األجــري اخلــاص‪ ،‬واإلجــارة‬
‫يف استئجار األجري املشرتك ‪.‬‬
‫وعلــى مــا تقــرر يف إجــارة األجــري اخلــاص‪ ، ،‬وأن املســتأجر يســتحق نفــع األجــري خــالل م ـ ّدة‬
‫اإلجارة وأن األجري اخلاص ليس له أن ينيب من يقوم ابلعمل املســتأجر لــه إال ةذن صــاحب العمــل‪،‬‬
‫فيقرر يف التطبيقات املعاصرة ذلك‪ ،‬وعليه فليس للموظــف يف اجملــال احلكــومي أو يف اجملــال اخلــاص ‪،‬‬
‫يف الش ــركات واملؤسس ــات واألف ـراد ‪ ،‬أن يس ــتأجر م ــن يق ــوم ابلعم ــل نياب ــة عن ــه‪ ،‬إال ةذن الدول ــة أو‬
‫الشــركة أو صــاحب العمــل ألن كــل واحــد مــن هــؤالء ‪ ،‬أج ـرياً خاص ـاً تســتحق الدولــة أو الشــركة أو‬
‫املؤسسة أو الفرد نفعه يف وقت دوامه أو عمله‪.‬‬
‫وعلى ما قرره الفقهاء يف إجارة األجري املشرتك ‪ ،‬وأنه حيق له أن يقيم بدله من يقــوم ابلعمــل‬
‫املســتأجر إلجنــازه بشــروط معينــة يتقــرر يف التطبيقــات املعاصــرة لألجــري املشــرتك جــواز اإلجــارة علــى‬
‫اإلجــارة؛ فكــل مــا يــدخل يف التعــامالت املعاصــرة يف األجــري املشــرتك مــن بنــائني وســباكني وكهــرابئيني‬
‫ومهندسي ورش ومقاولني ومتعهدي أعمال…اخل ‪.‬‬
‫حيــق لك ــل مــن ه ــؤالء وعــوهم أن يس ــتأجر م ــن يقــوم ابلعم ــل الــذي اس ـتؤجر هــو للقي ــام ب ــه‬
‫ابلشروط السابقة ‪.‬‬
‫ويعرف هذا النوع مــن التــأجري يف التعامــل املعاصــر‪ :‬التــأجري مــن البــاطن‪ - ،‬كمــا ســبق ‪ -‬أو‬
‫املقاولة من الباطن (‪.)1‬‬
‫وعرفت املقاولة من الباطن أبهنا ‪:‬‬
‫"اتفاق بني املقــاول األصــلي ومقــاول آخــر علــى أن يقــوم الثــاين بتنفيــذ األعمــال املســندة إىل‬
‫األول أو جزء منها مقابل أجر" (‪.)2‬‬
‫وعلى هذا ميكــن أن تســمى اإلجــارة علــى اإلجــارة يف إجــارة األشــخاص إجــارة مــن البــاطن ‪،‬‬
‫ويكون تعريفها ‪:‬‬
‫اتفاق بني األجري األول وأجري ن على أن يقوم األجري الثاين ابلعمل الذي أســند إىل األول‬

‫(‪ )1‬ينظررر ‪ :‬الوسرري ‪ ،208/7‬وعقررد املقاولررة حملمررد عبرردالرحيم عنرررب ص‪ ، 247‬وعقررد املقاولررة للرردكتور عبرردالرنن‬
‫العايد ص‪. 294‬‬
‫(‪ )2‬املصادر السابقة‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫أو جزء منه مقابل أجرة معينة‪.‬‬


‫وصور هذا النوع من التأجري يف الزمن املعاصر كثرية ومتنوعة واملقصــود ‪ :‬التنبيــه علــى أصــل‬
‫هذا التأجري وإمكانية تطبيقه يف الواقع املعاصر إذا حتققت شروطه‪ ،‬املشار إليها (‪. )1‬‬
‫وأن الضمان يف ذلك مبين على قاعدة الضمان يف إجارة األجري املشرتك ‪.‬‬

‫هذا وهللا أعلم وصلى هللا على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أنعني‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬ص ‪ 50‬من البحث ‪.‬‬


‫‪66‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫الخاتمة‬

‫احلمد ع الذي بنعمته تــتم الصــاحلات‪ ،‬والصــالة والســالم علــى خــري خلقــه حممــد بــن عبــدهللا‬
‫وعلى آله وصحبه‪ ...‬وبعد ‪:‬‬
‫فقد تبني من خالل هذا البحث يف مسألة اإلجارة على اإلجارة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن عقد اإلجارة عقد الزم من الطرفني ال حيل ألحدعا فسخه من دون إذن اآلخر ‪.‬‬
‫‪ – 2‬أنه إذا لزم العقد فيقتضي ملك املســتأجر ملنفعــة العــني املــؤجرة يــث حيــق لــه التصــرف‬
‫فيها ابالنتفاع بنفسه أو بنائبه‪ ،‬أو ةجارته علــى املالــك أو غــريه بشــرط عــدم جتــاوز مــا‬
‫استؤجرت له العني ‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن تصــرفات املالــك الناقلــة مللكيــة العــني املـؤجرة صــحيحة انفــذة وال مينعهــا تعلــق حــق‬
‫املستأجر بنفعتها‪ ،‬إلمكان املستأجر من استيفاء حقه مع انتقال امللكية ‪.‬‬
‫‪ – 4‬أنه حيق للمالك أن يؤجر العني أثناء ممدة اإلجارة األوىل على شخص آخر مـ ّدة أخــرى‬
‫بعد انتهاء عقد اإلجارة األول ‪.‬‬
‫‪ – 5‬ال حيــق للمالــك أن يــؤجر العــني املــؤجرة خــالل مـ ّدة اإلجــارة علــى شــخص آخــر يــث‬
‫يــرد العقــد عل ــى املــدة األوىل‪ .‬كمــا ال حي ــق لــه أن يؤجره ــا علــى مــن حي ــل حملــه ألخ ــذ‬
‫األجرة من املستأجر األول ‪.‬‬
‫‪ – 6‬أن اإلجــارة علــى اإلجــارة يف حــاالت اجلــواز ميكــن أن تتعــدد صــور التعامــل هبــا لتكــون‬
‫وسيلة من وسائل املؤسسات املالية املعاصرة يف االستثمار املباح ‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫المراجع‬ ‫فهر‬
‫االختيارات الفقهية ‪ ،‬للعالمة الشيخ أي احلسن علي بــن حممــد بــن عبــاس البعلــي ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫دار الكتب العلمية ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫إرواء الغليــل يف ختـريج أحاديــث منــار الســبيل ‪ ،‬أتليــف حممــد انصــر الــدين األلبــاين‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الطبعة األوىل‪1399 ،‬هـ‪ ،‬املكتب اإلسالمي ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫أسـ ـ ـ املطال ـ ــب ش ـ ــرح روض الطال ـ ــب ‪ ،‬أتلي ـ ــف زك ـ ــراي األنص ـ ــاري الش ـ ــافعي ت‬ ‫‪-3‬‬
‫(‪926‬هـ) ‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫أســهل املــدارك شــرح إرشــاد الســالك يف فقــه اإلمــام مالــك ‪ ،‬ألي بكــر بــن حســن‬ ‫‪-4‬‬
‫الكشناوي ‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫األشــباه والنظــائر يف قواعــد وفــروع فقــه الشــافعية‪ ،‬لإلمــام جــالل الــدين الســيوطي ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫حتقيق املعتصم ابع البغدادي‪ ،‬دار الكتاب العري ‪ ،‬بريوت الطبعة األوىل‪.‬‬
‫إعانة الطالبني ‪ ،‬للعالمة السيد أي بكر املشــهور ابلســيد البكــري‪ ،‬الطبعــة الرابعــة ‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫دار إحياء الرتام العري‪.‬‬
‫أعــالم املــوقعني عــن رب العــاملني‪ ،‬لشــمس الــدين أي عبــدهللا حممــد بــن أي بكــر بــن‬ ‫‪-7‬‬
‫قــيم اجلوزيــة‪ ،‬املتــو ســنة ‪751‬ه ــ)‪ ،‬حتقيــق ‪ :‬حممــد حميــي الــدين عبداحلميــد ‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫اإلقن ــاع يف ح ــل ألف ــا أي ش ــجاع ‪ ،‬أتلي ــف ‪ :‬الش ــيخ حمم ــد ب ــن أمح ــد الشـ ـربيين‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫الناشر‪ :‬دار املعرفة ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬لبنان ‪.‬‬
‫اإلقنــاع يف فقــه اإلمــام أمحــد بــن حنبــل ‪ ،‬ألي النجــا شــرف الــدين موســى احلجــاوي‬ ‫‪-9‬‬
‫املقدسي ‪ ،‬املتو سنة (‪968‬هـ) ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬توزيع دار البار‪.‬‬
‫‪ -10‬اإلقنــاع يف حــل ألفــا أي شــجاع ‪ ،‬للشــيخ ــس الــدين حممــد بــن حممــد اخلطيــب‬
‫الشربيين ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -11‬األم‪ ،‬لإلمام حممد بن إدريس الشافعي‪ ،‬طبعة دار الشعب ‪.‬‬
‫‪ -12‬اإلنص ــاف يف معرف ــة ال ـراجح م ــن اخل ــالف عل ــى م ــذهب اإلم ــام أمح ــد ب ــن حنب ــل ‪،‬‬
‫أتلي ـ ــف‪ :‬ع ـ ــالء ال ـ ــدين أي احلس ـ ــن عل ـ ــي ب ـ ــن س ـ ــليمان امل ـ ــرداوي‪ ،‬الطبع ـ ــة األوىل‬
‫‪1377‬هـ‪1958/‬م‪ ،‬دار إحياء الرتام العري‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -13‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬للعالمة زين الدين ابن جنيم احلنفــي‪ ،‬الطبعــة الثالثــة‬
‫‪1413‬هـ‪1993/‬م ‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫‪ -14‬ب ــدائع الص ــنائع يف ترتي ــب الش ـرائع ‪ ،‬أتلي ــف‪ :‬اإلم ــام ع ــالء ال ــدين أب ــوبكر مس ــعود‬
‫الكاســاين احلنفــي‪( ،‬ت‪587‬ه ــ) ‪ ،‬الطبعــة األوىل ‪1417‬ه ــ‪1997/‬م ‪ ،‬دار إحيــاء‬
‫الرتام العري ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -15‬بداية اجملتهد وهناية املقتصد ‪ ،‬أتليف ‪ :‬حممد بن أمحد بــن رشــد القــرط ‪ ،‬أي الوليــد‬
‫‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪1398‬هـ‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -16‬بلغــة الســالك ألقــرب املســالك إىل مــذهب اإلمــام مالــك‪ ،‬للصــاوي ‪ ،‬دار املعرفــة ‪،‬‬
‫بريوت ‪.‬‬
‫‪ -17‬تبيني احلقائق شرح كنز الدقائق لفخر الــدين عثمــان بــن علــي الزيلعــي (ت‪743‬هــ)‬
‫‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ -18‬حتفة الفقهاء ‪ ،‬لعالء الدين حممد السمرقندي (ت‪÷540‬ـ) ‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪،‬‬
‫بريوت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -19‬الت ــاج واإلكلي ــل هب ــامش كت ــاب مواه ــب اجللي ــل ‪ ،‬ألي عب ــدهللا حمم ــد ب ــن يوس ــف‬
‫العبدري (ت‪897‬هـ) ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -20‬حتفــة احملتــاج إىل أدلــة املنهــاج البــن امللقــن (ت‪804‬هــ) ‪ ،‬الطبعــة األوىل ‪1406‬هــ‪،‬‬
‫دار حراء ‪ ،‬مكة املكرمة‪.‬‬
‫‪ -21‬التفريــع ‪ ،‬لعبــدهللا بــن احلســني بــن جــالب‪( ،‬ت‪378‬هــ)‪ ،‬حتقيــق‪ :‬الــدكتور زبــن ســامل‬
‫الدعاين‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1408 ،‬هـ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -22‬هتذيب السنن ‪ ،‬البن قيم اجلوزية ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬أمحد شاكر‪ ،‬حممد الفقــي ‪ ،‬دار املعرفــة‬
‫‪ ،‬بريوت ‪1400 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -23‬جـ ــواهر اإلكليـ ــل شـ ــرح تصـ ــر خليـ ــل يف مـ ــذهب اإلمـ ــام مالـ ــك‪ ،‬للشـ ــيخ صـ ــاري‬
‫عبدالسميع اآلي الزهري‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -24‬احل ــاوي الكب ــري يف فق ــه اإلم ــام الش ــافعي‪ ،‬وه ــو ش ــرح تص ــر امل ــزين‪ ،‬تص ــنيف أي‬
‫احلس ـ ــن عل ـ ــى ب ـ ــن حم م ـ ــد ب ـ ــن حبي ـ ــب امل ـ ــاوردي‪ ،‬حتقي ـ ــق وتعلي ـ ــق الش ـ ــيخ ‪ :‬عل ـ ــي‬
‫حمم ــدمعوض والش ــيخ ع ــادل أمح ــد عب ــداملوجود‪ ،‬دار الكت ــب العلمي ــة ‪ ،‬ب ــريوت ‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1414‬هـ‪.‬‬
‫‪ -25‬حاشــية الدســوقي علــى الشــرح الكبــري‪ ،‬أتليــف ‪ :‬حممــد عرفــة الدســوقي‪ ،‬طبعــة دار‬
‫الفكر ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -26‬حاشــية قليــوي وعمــرية ‪ ،‬لإلمــامني ‪ :‬شــهاب الــدين القليــوي‪ ،‬والشــيخ عمــرية‪ ،‬علــى‬
‫‪69‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫ش ــرح ج ــالل ال ــدين احملل ــى عل ــى منه ــاج الط ــالبني ‪ ،‬دار إحي ــاء الكت ــب العربي ــة ‪،‬‬
‫القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -27‬رد احملتار على الدر املختار املعروف اشية ابن عابدين ‪ ،‬للعالمة ‪ :‬حممــد أمــني بــن‬
‫عم ـ ـ ـ ــر ب ـ ـ ـ ــن عب ـ ـ ـ ــدالعزيز عاب ـ ـ ـ ــدين الدمش ـ ـ ـ ــقي (ت‪1252‬ه ـ ـ ـ ــ)‪ ،‬الطبع ـ ـ ـ ــة األوىل‬
‫‪1419‬هـ‪1998/‬م)‪ ،‬دار إحياء الرتام العري‪.‬‬
‫‪ -28‬الروض املربع اشية عبدالرمحن بن قاسم‪ ،‬الطبعة السادسة ‪1414‬هـ‪1994/‬م ‪.‬‬
‫‪ -29‬روضــة الطــالبني‪ ،‬لإلمــام أي زكــراي حيــل بــن شــرف النــووي الدمشــقي (ت‪676‬ه ــ)‪،‬‬
‫املكتب اإلسالمي للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ -30‬سـ ــنن ابـ ــن ماجـ ــة‪ ،‬للحـ ــافظ أي عبـ ــدهللا حممـ ــد بـ ــن يزيـ ــد القـ ــزويين ‪ ،‬املتـ ــو سـ ــنة‬
‫(‪ 275‬ه ــ)‪ ،‬حق ــق نصوص ــه‪ ،‬ورق ــم كتب ــه وأبوابــه وأحاديث ــه‪ :‬حمم ــد ف ــؤاد عب ــدالباقي‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار إحياء الرتام العري‪.‬‬
‫‪ -31‬سنن أي داود ‪ ،‬لإلمــام احلــافظ أي داود ســليمان بــن األشــعث الســجتاين‪ ،‬راجعــه ‪،‬‬
‫وض ــبط أحاديث ــه وعل ــق علي ــه‪ :‬حمم ــد حمي ــي ال ــدين عبداحلمي ــد‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار إحي ــاء‬
‫السنة النبوية‪.‬‬
‫‪ -32‬سنن الرتمذي وهو اجلامع الصحيح ‪ ،‬لإلمام أبو عيسى حممــد بــن عيســى بــن ســورة‬
‫الرتمذي (ت‪279‬هـ) ‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -33‬س ــنن ال ــدراقطين‪ ،‬أتلي ــف ش ــيخ اإلس ــالم اإلم ــام الكب ــري عل ــي ب ــن عم ــر ال ــدارقطين‪،‬‬
‫املتو سنة (‪385‬هـ)‪ ،‬وبذيله التعليــق املغــين علــى الــدارقطين‪ ،‬أتليــف ‪ :‬أي الطيــب‬
‫حممد س احلق‪ ،‬عامل الكتب‪.‬‬
‫‪ -34‬الســنن الك ـ ى‪ ،‬لإلمــام أي بكــر أمحــد بــن احلســني البيهقــي (ت‪458‬ه ــ)‪ ،‬الطبعــة‬
‫األوىل بطبعة جملس دائرة املعارف النظامية يف اهلند ‪1344‬هـ‪.‬‬
‫‪ -35‬سنن النسائي‪ ،‬مع شرح احلافظ جــالل الــدين الســيوطي‪ ،‬وحاشــية اإلمــام الســندي‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬دار إحياء الرتام العري‪.‬‬
‫‪ -36‬شرح ألفا الواقفني والقسمة علــى املســتحقني ‪ ،‬ألي زكــراي حيــل بــن حممــد الــرعيين‬
‫الطرابلس ـ ـ ـ ـ ــي املك ـ ـ ـ ـ ــي‪ ،‬املع ـ ـ ـ ـ ــروف ابحلط ـ ـ ـ ـ ــاب (ت‪995‬هـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ ،‬الطبع ـ ـ ـ ـ ــة األوىل‬
‫‪1415‬هـ‪1995/‬م ‪.‬‬
‫‪ -37‬شرح روض الطالب من أس املطالب ‪ ،‬لإلمام أي حيل زكراي األنصاري الشــافعي‪،‬‬
‫املكتبة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫‪ -38‬شـ ــرح ال زرقـ ــاين علـ ــى تصـ ــر خليـ ــل ‪ ،‬لعبـ ــدالباقي الزرقـ ــاين‪ ،‬دار الفكـ ــر ‪ ،‬بـ ــريوت‬
‫‪1398‬هـ‪.‬‬
‫‪ -39‬شــرح الزركشــي علــى تصــر اخلرقــي يف الفقــه علــى مــذهب اإلمــام أمحــد بــن حنبــل‪،‬‬
‫أتليــف‪ :‬ــس الــدين حممــد عبــدهللا الزركشــي املصــري‪( ،‬ت‪772‬هــ)‪ ،‬الطبعــة األوىل‬
‫‪1410‬هـ‪.‬‬
‫‪ -40‬الشــرح الصــغري‪ ،‬أتليــف ‪ :‬أمحــد بــن حممــد الــدردير‪ ،‬موجــود هبــامش بلغــة الســالك‬
‫ألقرب املسالك ‪ ،‬طبعة عام ‪1398‬هـ‪ ،‬عن دار املعرفة للطباعة‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫‪ -41‬الشرح الكبري‪ ،‬أتليف‪ :‬أي ال كات أمحد الدردير‪ ،‬مطبعة دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -42‬الشــرح الكبــري علــى م ـ املقنــع‪ ،‬للشــيخ ‪ :‬ــس الــدين أي الف ـراج عبــدالرمحن أي‬
‫عم ــر حمم ــد ب ــن أمح ــد ب ـن قدام ــة املقدس ــي (ت‪682‬ه ــ)‪ ،‬جامع ــة اإلم ــام حمم ــد ب ــن‬
‫سعود‪ ،‬كلية الشريعة ‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫‪ -43‬شرح معاين اآل ر‪ ،‬لإلمام أي جعفر أمحد بن حممــد الطحــاوي احلنفــي‪ ،‬حققــه وعلــق‬
‫عليه ‪ :‬حممد زهري النجار‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1399‬هـ‪.‬‬
‫‪ -44‬ش ــرح منته ــى اإلرادات‪ ،‬للش ــيخ العالم ــة‪ :‬منص ــور ب ــن ي ــونس ب ــن إدري ــس البه ــويت‬
‫(ت‪1051‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -45‬صحيح البخاري مع الفتح تصحيح وتعليق وإشراف عبدالعزيز بــن عبــدهللا بــن ابز‪،‬‬
‫وت ــرقيم حمم ــد ف ــؤاد عب ــدالباقي ‪ ،‬نش ــر إدارات البح ــوم العلمي ــة واإلفت ــاء وال ــدعوة‬
‫واإلرشاد يف اململكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫‪ -46‬صـ ــحيح مسـ ــلم ‪ ،‬املؤلـ ــف‪ :‬أي احلسـ ــن مسـ ــلم بـ ــن حجـ ــاج القشـ ــريي النيسـ ــابوري‬
‫(ت‪261‬هـ) ‪ ،‬حتقيق وتصحيح ‪ :‬حممد فؤاد عبــدالباقي‪ ،‬نشــر وتوزيــع‪ :‬راســة إدارة‬
‫البح ــوم العلمي ــة واإلفت ــاء وال ــدعوة واإلرش ــاد ابململك ــة العربي ــة الس ــعودية‪ ،‬ري ــخ‬
‫الطبعة (‪1400‬هـ‪1980/‬م)‪.‬‬
‫‪ -47‬عقــد اجلــواهر الثمينــة يف مــذهب عــامل املدينــة ‪ ،‬أتليــف جــالل الــدين عبــدهللا بــن جنــم‬
‫بـ ـ ــن شـ ـ ــاس ‪( ،‬ت‪616‬ه ـ ـ ــ)‪ ،‬الطبعـ ـ ــة األوىل ‪1415‬ه ـ ـ ــ‪1995/‬م ‪ ،‬دار الغـ ـ ــرب‬
‫اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ -48‬عقد املقاولة ‪ ،‬دراسة مقارنة بني تشريعات الدول العربية ‪ ،‬أتليف حممــد عبــدالرحيم‬
‫عن ‪ ،‬طبعة ‪1977‬م‪.‬‬
‫‪ -49‬عق ــد املقاول ــة‪ ،‬رس ــالة دكت ــوراه ‪ ،‬إع ــداد د‪ .‬عب ــدالرمحن ب ــن عاي ــد العاب ــد‪ ،‬إشـ ـراف‬
‫‪71‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫األستاذ الدكتور صاري بن عثمان اهلليل‪.‬‬


‫‪ -50‬الفتــاوى اهلنديــة ‪ ،‬املســماة ابلفتــاوى العاملكرييــة للعالمــة الشــيخ نظــام وناعــة مــن‬
‫علماء اهلند األعالم ‪ ،‬دار إحياء الرتام العري ‪ ،‬بريوت الطبعة األوىل ‪1406‬هـ‪.‬‬
‫‪ -51‬فــتح البــاري شــرح صــحيح اإلمــام أي عبــدهللا حممــد بــن إمساعيــل البخــاري‪ ،‬لإلمــام‬
‫أمحد بن علي بن حجــر العســقالين‪ ،‬نشــر وتوزيــع ‪ :‬إدارة البحــوم العلميــة واإلفتــاء‬
‫والدعوة واإلرشاد‪.‬‬
‫‪ -52‬فــتح القــدير شــرح اهلدايــة ‪ ،‬أتليــف الشــيخ‪ :‬كمــال الــدين حممــد بــن عبدالواحــد بــن‬
‫عبداحلميـ ــد السيواسـ ــي املعـ ــروف اببـ ــن عـ ــام (ت‪816‬ه ـ ــ)‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬دار الكتـ ــب‬
‫العلمية ‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ -53‬فتح املعني املطبوع هبامش إعانة الطالبني ‪ ،‬أتليــف الشــيخ ‪ :‬زيــن الــدين ابــن الشــيخ‬
‫عبدالعزيز بن أمحد الشافعي امللباري ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الـرتام العريــر ‪ ،‬بــريوت‪،‬‬
‫لبنان ‪.‬‬
‫‪ -54‬فــتح الوهــاب بشــرح مــنهج الطــالب ‪ ،‬ألي حيــل زكــراي األنصــاري‪( ،‬ت‪926‬ه ــ) ‪،‬‬
‫دار إحياء الكتب العربية لعيسى الباي احلل وشركاه بصر‪.‬‬
‫‪ -55‬الفــروع‪ ،‬لشــمس الــدين حممــد بــن مفلــح املقدســي ‪ ،‬املتــو ســنة (‪763‬ه ــ)‪ ،‬ومعــه‬
‫تصحيح الفروع للمرداوي ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪1405‬هـ‪1985/‬م ‪ ،‬عامل الكتب‪.‬‬
‫‪ -56‬القواعد يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬للحافظ أي الفــرج عبــدالرمحن بــن رجــب احلنبلــي‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1413‬هـ‪.‬‬
‫‪ -57‬قــوانني األحكــام الشــرعية ‪ ،‬للشــيخ ‪ :‬حممــد بــن أمحــد بــن جــزي الغرانطــي املــالكي‪،‬‬
‫حتقيــق ومراجعــة ‪ :‬عبــدالرمحن حســن حممــود‪ ،‬الناشــر‪ :‬عــامل الفكــر‪ ،‬القــاهرة‪ ،‬الطبعــة‬
‫األوىل ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪ -58‬الك ــايف يف فق ــه أه ــل املدين ــة امل ــالكي ‪ ،‬ألي عم ــر يوس ــف ب ــن عب ــدهللا ب ــن عب ــدال‬
‫النم ــري الق ــرط ‪ ،‬حتقي ــق‪ :‬حمم ــد أحيـ ــد ول ــد مادي ــك املوريت ــاين ‪ ،‬مكتب ــة الـ ــرايض‬
‫احلديثة‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1398‬هـ‪.‬‬
‫‪ -59‬الكايف يف فقه اإلمام املبجل أمحد بن حنبل ألي حممــد موفــق الــدين ابــن قدامــة املقدســي‪،‬‬
‫املكتب اإلسالمي ‪ ،‬دمشق – بريوت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1399‬هـ‪.‬‬
‫‪ -60‬كشاف القناع عن م اإلقناع‪ ،‬للشيخ منصور بن يــونس بــن إدريــس البهــويت‪ ،‬عــامل‬
‫الكتب ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪72‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫‪ -61‬اللب ــاب يف ش ــرح الكت ــاب‪ ،‬أتلي ــف الش ــيخ ‪ :‬عب ــدالغين الغنيم ــي الدمش ــقي املي ــداين‬
‫احلنفي‪1400 ،‬هـ‪1980/‬م‪ ،‬املكتبة العلمية بريوت‪.‬‬
‫‪ -62‬املبدع يف شرح املقنع ‪ ،‬ألي إسحاق برهان الدين بن حممد بن عبدهللا بن حممــد بــن‬
‫مفلح الراميين احلنبلي (ت‪884‬هـ)‪ ،‬طبع املكتب اإلسالمي ‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ -63‬املبسـ ــوط ‪ ،‬لشـ ــمس الـ ــدين أي بكـ ــر حممـ ــد بـ ــن أي سـ ــهل السرخسـ ــي ‪ ،‬تصـ ــنيف‬
‫الش ــيخ‪ :‬خلي ــل امل ــيس م ــدير أزه ــر لبن ــان ‪ ،‬الناش ــر‪ :‬دار املعرف ــة ‪ ،‬بي ــورت ‪ ،‬طبع ــة‬
‫‪1414‬هـ‪1993/‬م ‪.‬‬
‫‪ -64‬جممع األهنر شرح ملتقى األ ر ‪ ،‬أتليف شيخ زادة ‪ :‬عبدالرمحن بــن شــيخ حممــد بــن‬
‫ســليمان‪ ،‬وملتقــى األ ــر ‪ ،‬إلب ـراهيم بــن حممــد احللـ (ت‪956‬هــ) ‪ ،‬طبعــة عثمانيــة‬
‫‪1327‬هـ‪.‬‬
‫‪ -65‬جممــوع فتــاوى شــيخ اإلســالم أمحــد بــن عبــداحلليم بــن تيميــة ‪ ،‬نــع وترتيــب الشــيخ‬
‫عب ــدالرمحن ب ــن قاس ــم – رمح ــه هللا ‪ ، -‬مط ــابع دار العربي ــة‪ ،‬ب ــريوت‪ ،‬مص ــور ع ــن‬
‫الطبعة األوىل‪.‬‬
‫تصر الطحاوي ألي جعفر أمحــد بــن حممــد الطحــاوي‪ ،‬حتقيــق أي الوفــاء األفغــاين‪،‬‬ ‫‪-66‬‬
‫دار إحياء العلوم ‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1406‬هـ‪.‬‬
‫‪ -67‬املدون ــة الك ـ ى ‪ ،‬لإلم ــام مال ــك ب ــن أن ــس (ت‪679‬ه ــ) ‪ ،‬رواي ــة س ــحنون ع ــن اب ــن‬
‫القاسم ‪ ،‬دار الفكر – بريوت ‪.‬‬
‫‪ -68‬املستدرك على الصحيحني ‪ ،‬للحــافظ أي عبــدهللا احلــاكم النيســابوري ‪ ،‬دار املعرفــة‬
‫– بريوت ‪.‬‬
‫‪ -69‬املصنف ‪ ،‬للحافظ أي بكر عبدالرزاق بن عام الصــنعاين ‪ ،‬حتقيــق ‪ :‬حبيــب الــرمحن‬
‫األعظم ــي‪ ،‬م ــن منش ــورات اجملل ــس العلم ــي يف اهلن ــد‪ ،‬توزي ــع املكت ــب اإلس ــالمي ‪،‬‬
‫بريوت ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1392‬هـ‪.‬‬
‫‪ -70‬املسند ‪ ،‬لإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -71‬مطال ــب أويل النه ــى يف ش ــرح غاي ــة املنته ــى‪ ،‬أتلي ــف العالم ــة‪ :‬مص ــطفى الس ــيوطي‬
‫الرحيباين ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1415‬هـ‪1994 /‬م‪.‬‬
‫‪ -72‬معونــة أويل النهــى شــرح املنتهــى‪" ،‬منتهــى الـرادادت" ‪ ،‬تصــنيف ‪ :‬تقــي الــدين حممــد‬
‫بن أمحد الفتوحي احلنبلي الشهري اببن النجــار ‪ ،‬الطبعــة األوىل ‪1416‬هــ‪1996/‬م‬
‫‪ ،‬دار خضر ‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫‪ -73‬املعونــة علــى مــذهب عــامل املدينــة ‪ ،‬للقاضــي عبــدالوهاب البغــدادي (ت‪422‬ه ــ)‪،‬‬
‫حتقي ــق د‪ .‬مح ــيش عب ــداحلق ‪ ،‬مكتب ــة ن ـزار مص ــطفى الب ــاز ‪ ،‬مك ــة املكرم ــة ‪ ،‬الطبع ــة‬
‫األوىل ‪1415‬هـ‪.‬‬
‫‪ -74‬املغــين‪ ،‬ملوفــق الــدين أي حممــد عبــدهللا بــن أمحــد بــن قدامــة املقدســي (ت‪620‬ه ــ)‬
‫حتقي ــق د‪ .‬عب ــدهللا ب ــن عبداحملس ــن الرتك ــي‪ ،‬د‪ .‬عب ــدالفتاح احلل ــو ‪ .‬هج ــر للطباع ــة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1409‬هـ‪.‬‬
‫‪ -75‬مغين ذوي األفهام‬
‫‪ -76‬مغـ ــين احملتـ ــاج‪ ،‬للشـ ــيخ ‪ :‬حممـ ــد الشـ ـربيين اخلطيـ ــب‪ ،‬طبعـ ــة شـ ــركة مكتبـ ــة ومطبعـ ــة‬
‫مصطفى الباي احلل وأوالده بصر ‪1377 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -77‬املق ــدمات املمهـ ــدات لبي ــان مـ ــا اقتضـ ــته رس ــوم املدونـ ــة م ــن األحكـ ــام الشـ ــرعيات‬
‫والتحصــيالت احملكمــات ألمهــات مســائلها املشــكالت‪ ،‬أتليــف ‪ :‬أي الوليــد حممــد‬
‫بن أمحد بن رشاد القرط (ت‪520‬هـ)‪ ،‬الطبعــة األوىل ‪1408 ،‬هــ‪1988/‬م‪ ،‬دار‬
‫الغرب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -78‬املقنع يف فقه إمام السنة أمحد بن حنبل الشيباين ‪ ،‬أتليف‪ :‬اإلمام موفــق الــدين عبــدهللا بــن‬
‫أمحد بن قدامة املقدسي‪ ،‬مكتبة الرايض احلديثة ‪1400 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -79‬مــنح اجلليــل ش ــرح تصــر اخلليــل ‪ ،‬حملم ــد علــيش ‪ ،‬الطبعــة األوىل ‪1404‬ه ــ‪ ،‬دار‬
‫الفكر ‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫‪ -80‬املنهاج‪ ،‬لإلمام أي زكراي بن شرف النووي ‪ ،‬مطبوع مع مغين احملتاج‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -81‬املهـ ــذب يف فقـ ــه اإلمـ ــام الشـ ــافعي‪ ،‬ألي إسـ ــحاق إب ـ ـراهيم بـ ــن علـ ــي بـ ــن يوسـ ــف‬
‫الشـريازي‪( ،‬ت‪476‬هــ)‪ ،‬الطبعــة الثانيــة ‪1379‬هــ‪ ،‬شــركة مكتبــة ومطبعــة مصــطفى‬
‫الباي احلل وأوالده بصر‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -82‬مواهــب اجلليــل لشــرح تصــر اخلليــل‪ ،‬ألي عبــدهللا حممــد بــن محــد بــن عبــدالرمحن‬
‫املغــري املعــروف ابحلطــاب (ت‪954‬ه ــ)‪ ،‬الطبعــة الثالثــة ‪1412‬ه ــ‪1992 /‬م‪ ،‬دار‬
‫الفكر ‪.‬‬
‫‪ -83‬املوسوعة الكويتية ‪.‬‬
‫‪ -84‬هناية احملتاج إىل شرح املنهاج يف الفقه على مذهب الشافعي‪ ،‬أتليــف ‪ :‬ــس الــدين‬
‫حمم ــد ب ــن أي العب ــاس أمح ــد ب ــن مح ــزة ب ــن ش ــهاب ال ــدين الرمل ــي‪( ،‬ت‪1004‬ه ــ)‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة ‪1413‬هـ‪1992/‬م‪ ،‬دار إحياء الرتام العري ‪.‬‬
‫‪74‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫‪ -85‬الوجيز يف فقه اإلمام الشافعي ألي حامد الغزايل ‪ ،‬دار الباز ‪ ،‬مكة املكرمة‪.‬‬
‫‪ -86‬الوســيط يف املــذهب ‪ ،‬للغ ـزايل‪ ،‬حتقيــق ‪ :‬أمحــد حممــود ‪ ،‬وحممــد مــر‪ ،‬دار الســالم ‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪1417 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -87‬اهلداية ألي اخلطاب الكلوذاين‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1390 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫الموضوعات‬ ‫فهر‬
‫الصفحة‬ ‫املقدمة‬
‫املقدمة ‪1 .................................................................‬‬
‫التمهيد ‪ :‬يف تصرفات املالك الناقلة للملكية يف العي املؤجرة ‪4 .................‬‬
‫املسالة األوا‪ :‬بيع العي املؤجرة ‪5 ...........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬بيعها للمستاجر ‪5 .............................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬بيعها لغري املستاجر ‪6 ..........................................‬‬
‫املسالة الثانية‪ :‬هبة العي املؤجرة ‪8 ...........................................‬‬
‫املسالة الثالثة‪ :‬وق العي املستاجرة ‪9 .......................................‬‬
‫املسالة الرابعة‪ :‬الوبية رلعي املؤجرة ‪10 .......................................‬‬
‫املسالة اخلامسة‪ :‬انتفاع املالك رلعي املستاجرة ‪11 .............................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أتجري املستاجر للعي املؤجرة ‪12 ...............................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أتجريها من مالكها ‪13 ........................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أتجريها من غري مالكها ‪17 ....................................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬أتجري املالك للعي املؤجرة ‪21 ..................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أتجري املالك للعي املؤجرة أقناء ملدة اإلجارة‬
‫على مدة تلي مدة اإلجارة األوا ‪22 ..........................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أتجري املالك للعي املؤجرة خ ل مدة اإلجارة‬
‫من غري املستاجر‪25 .........................................‬‬
‫املسالة األوا‪ :‬وأتجريها من غري املستاجر ل نتفاع ‪26 ..........................‬‬
‫املسالة الثانية‪ :‬أتجريها من غري املستاجر ليحل حمله يف استحقا األجرة‬
‫على املستاجر األول‪30 .......................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬اإلجارة على اإلجارة يف إجارة األشخاص ‪47 ...................‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬الامان يف اإلجارة على اإلجارة ‪51 ............................‬‬
‫‪76‬‬ ‫اإلجارة على اإلجارة وتطبيقها المعاصر‬

‫املطلب األول‪ :‬يف إجارة األشياء ‪52 .........................................‬‬


‫املطلب الثاين‪ :‬يف إجارة األشخاص ‪53 .......................................‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬التطبيق املعابر لإلجارة على اإلجارة ‪59 ......................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬يف إجارة األشياء ‪60 ..........................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬يف إجارة األشخاص ‪62 .......................................‬‬
‫اخلامتة ‪64 .................................................................‬‬
‫فهر املصادر واملراجع‪65 ...................................................‬‬
‫فهر املوضوعات ‪74 .......................................................‬‬

You might also like