مراحل التشريع الاعلامي في الجزائر (مرحلة الاصلاحات الاعلامي ، 2012-2014)

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫خطـــة البحث ‪.

‬‬

‫‪ ‬مقدمـــة ‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬تشريعات إعالم ‪ ( 2012‬قانون اإلعالم ‪: ) 2012‬‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬تعريف قانون اإلعالم ‪. 2012‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬مضمون قانون اعالم ‪. 2012‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬جديد و مميزات قانون ‪. 2012‬‬
‫‪ -‬المطلب الرابع ‪ :‬نقائص قانون اعالم ‪. 2012‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬تشريعات اإلعالم ‪( 2014‬القانون الخاص بتنظيم النشاط السمعي‬


‫البصري بالجزائر لسنة ‪: )2014‬‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬مضمون قانون السمعي البصري ‪. 2014‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬سلطة السمعي البصري ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬قراءة في مضمون القانون ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الرابع ‪ :‬مميزات قانون السمعي البصري ‪. 2014‬‬

‫‪ ‬خــــاتمة ‪.‬‬
‫‪ ‬قـــائمة المراجع ‪.‬‬
‫‪ ‬مقدمـــة ‪:‬‬
‫مرت التشريعات االعالمية في الجزائر بثالثة مراحل اساسية ‪ ،‬مرحلة االحادية الموسومة بسيطرة‬
‫الدولة على وسائل اإلعالم ( صحافة ‪ ،‬اذاعة ‪ ،‬تلفزيون ‪ ) ..‬و غياب الصحافة المستقلة ‪ ،‬مرحلة التعددية‬
‫ابتداء من سنة ‪ 1989‬حيث فتح المجال الصدار الصحف ‪ ،‬التي كانت لسان حال مختلف التيارات‬
‫الفكرية و الحزبية حيث تم اصدار العديد من العناوين الصحفية ‪ ،‬وصال الى المرحلة الثالثة سنة ‪2011‬‬
‫‪ ،‬التي تؤسس لبداية قطاع السمعي البصري بعد خمسين سنة من احتكار الدولة لهذا القطاع ‪.‬‬

‫و عرفت بداية الثمانينات مناقشة أول مشروع لملف السياسة االعالمية في الجزائر منذ االستقالل‪ ،‬و تم‬
‫تحديد مفهوم الجزائر للعالم كبلد اشتراكي ينتمي للعالم الثالث ‪ ،‬يقوم على أساس الملكية الجماعية لوسائل‬
‫االعالم و أن االعالم جزء من السلطة السياسية المتمثلة في حزب جبهة التحرير الوطني‪ ،‬و أداة من‬
‫أدواتها المتمثلة في الرقابة و التوجيه و التنشيط‪، .‬لتتدرج بعدها التشريعات اإلعالمية في الجزائر من‬
‫اشتراكية ثورية و سياسة الحزب الواحد الى رأسمالية متعددة ‪ ،‬حتى جائت فترة ‪ 2012‬و التي بدأ‬
‫التشريع االعالمي في الجزائر مرحلة جديدة عرفت بمرحلة االصالحات اإلعالمية و التي امتدت‬
‫قوانينها الى غاية ‪ ، 2014‬و نحن من خالل هذه الدراسة سنسلط الضو على مراحل التشريع اإلعالمي‬
‫في الجزائر و بالضبط مرحلة االصالحات اإلعالمية ‪ 2014-2012‬أين سنجيب على التساؤالت التالية ‪:‬‬

‫ما الجديد ال تي جاءت به الفترة االصالحسة من تشريعات االعالم الجزائرية ؟ و ما هي ابرز الهياكل‬
‫االتوتية التي بنيت عليها ؟‬

‫‪ ‬أهمية الدراسة ‪ :‬تتجلى أهمية الموضوع كونه يتمحور حول فترة تاريخية في قطاع علوم‬
‫االعالم و االتصال في بلدنا ‪ ،‬اين عرفت المرحلة تغييرات جذرية في حرية الصحافة و‬
‫الممارسة اإلعالمية بشكل عام ‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬تشريعات إعالم ‪: 2012‬‬

‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬تعريف قانون اإلعالم ‪: 2012‬‬


‫وهو أول قانون عضوي لإلعالم في الجزائر المستقلة ‪ ،‬حيث يعود آخر مشروع قانوني إعالمي‬
‫ينظم الساعة االعالمية الى سنة ‪ 1990‬حمل مجموعة من األفكار المتضمنة في كل من‬
‫المشروعين التمهيديين المتعلقين باإلعالم لسنة ‪ 1998‬و ‪ 2002‬على التوالي ‪ ،‬و ذالك قصد‬
‫مواكبة التطورات الحاصلة في المجتمع حسب تأكيد المشرع و السلطات الحاكمة في الجزائر ‪ ،‬و‬
‫قد تزامن هذا القانون العضوي مع ظروف وطنية ودولية استثنائية أهم ما ميزهها الحراك الشعبي‬
‫في مختلف اقطار الدول العربية مطالبة االنظمة الحاكمة بالمزيد من الحريات العامة و تجسيد‬
‫حقوق االنسان و الرفع من المستوى المعيشي و استعادة كرامة االنسان العربي ‪.‬‬

‫جاء هذا القانون بعد مخاض طويل وعسير حيث تطلب إعداد وثيقة المشروع عقد وزارة االتصال‬
‫ألكثر من ‪ 70‬اجتماعا وجلسة عمل وإجراء مشاورات مع المعنيين من القطاع من صحفيين‬
‫وناشرين وقضاة ومحامين وجامعيين وناشطين حقوقيين‪ ،‬وهو المشروع الذي تحفظ عليه مجلس‬
‫الحكومة في اجتماعه ليوم ‪ 20‬أوت ‪ 2011‬لما تضمنه من أحكام ال تتماشى وتعهدات رئيس‬
‫الجمهورية خاصة ما تعلق برفع التجريم عن الصحافة‪ ،‬وطلب من وزير االتصال تقديم قراءة‬
‫ثانية للمشروع تتماشى وتوجيهات مجلس الحكومة‪ ،‬وهو ما تم بالفعل إذ أعيد النظر في بعض‬
‫البنود وعرض على البرلمان خالل الدورة الخريفية ‪ ،2011‬وبعد المناقشة تم التصويت عليه‬
‫‪1‬‬
‫باألغلبية من طرف أعضاء غرفتي البرلمان على التوالي في ‪ 14‬و‪ 22‬ديسمبر ‪.2011‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬مضمون قانون اعالم ‪: 2012‬‬

‫و تضمن القانون ‪ 133‬مادة موزعة على ‪ 12‬بابا و الذي يهمنا في قانون االعالم الجزائري لسنة‬
‫‪ 2012‬هو الباب الرابع المتعلق بالنشاط السمعي البصري و ينقسم الى فصلين ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬ممارسة النشاط السمعي البصري ويتكون من ‪ 6‬مواد ( من المادة ‪ 57‬الى ‪) 58‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬سلطة ضبط السمعي البصري ‪ ،‬يحتوي على ‪ 3‬مواد و هي ‪. 66-65-64 :‬‬

‫جاء في المادة ‪ 51‬من القانون ان يمارس النشاط السمعي البصري من قبل هيئات عمومية ‪،‬‬
‫مؤسسة و أجهزة القطاع العمومي ‪ ،‬المؤسسات و الشركات التي تخضع للقانون الجزائري ( ومن‬
‫خالل هذه المادة نالحظ ان مجال الممارسة لإلعالم السمعي البصري ‪ ،‬قد اصبح مفتوحا و متفتحا‬
‫لكل الجزائريين ‪ ،‬سواء على مستوى المواطنين او الهيئات او المؤسسات ‪..‬الخ ‪.‬‬

‫‪ 1‬حجام الجمعي ‪ ،‬محاضرات في التشريعات االعالمية ‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية و االنسانية ‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪ ،‬أم البواقي ‪-2019 ،‬‬
‫‪ ، 2020‬ص ‪48‬‬
‫الباب الرابع يتحدث عن النشاط السمعي البصري ‪ ،‬حيث يتطرق الفصل األول الى ممارسة‬
‫النشاط السمعي البصري بعدما يعرف في المادة المقصود بالنشاط السمعي البصري ‪ ،‬يوضح في‬
‫المادة ‪ " 59‬النشاط السمعي البصري مهمة ذات خدمة عمومية ‪ ،‬و نعتبر هذا المبدأ باالتجاه‬
‫الصحيح لكي تصبح المصلحة العامة فوق الجميع"‬

‫غير أن المادة ‪ 61‬من القانون العضوي هي التي احدثت تغييرا جذرايا في المشهد االعالمي‬
‫الجزائري ‪ ،‬حيث فتحت الباب واسعا امام قطاع السمعي البصري غير الحكومي أي التابع لرأس‬
‫المال الخاص بالجزائر ‪ ،‬من طرف ‪:‬‬
‫هيئات عمومية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسات اجهزة الدولة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤسسات او الشركات التي تخضع للقانون الجزائري ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫و يمارس هذا النشاط طبقا ألحكام القانون العضوي و التشريع المعمول به ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فقد اعطت هذه المادة الحق لمؤسسات او شركات تخضع للقانون الجزائري بممارسة هذا النشاط‬
‫فهي لحظة تحول فتحت فيها النشاط الى خواص جزائريين ‪ ،‬في حين نصت المادة ‪ 63‬على أن‬
‫ذالك يتم بعد ابرام اتفاقية بين المتعامل و سلطة الضبط السمعي البصري ليمنح بعد ذالك ترخيص‬
‫‪2‬‬
‫يصدر عن طريق مرسوم ‪.‬‬
‫ليتم الفصل الثاني من هذا الباب ان الهيئة المختصة بذالك هي سلطة الضبط السمعي البصري اذ‬
‫استحدث المشرع بموجب المادة ‪ 64‬من الفصل الثاني المعنون سلطة ضبط السمعي البصري ‪،‬‬
‫هيئة مستقلة لضبط اإلعالم اإلذاعي و التلفزيوني " تؤسس سلطة ضبط السمعي البصري ‪ ،‬و هي‬
‫سلطة مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي " لكن تحيلنا المادة ‪ 65‬التي تليها و‬
‫المتعلقة بطرق استحداث هذه الهيئة اإلدارية الضابطة ومهامها و صالحياتها الى القانون الخاص‬
‫بالنشاط السمعي البصري " تحدد مهام و صالحيات سلطة ضبط السمعي البصر و كذا ‪ ،‬تشكيلتها‬
‫‪3‬‬
‫و سيرها بموجب القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬جديد و مميزات قانون ‪: 2012‬‬

‫من خالل مجمل مواد القانون يمكننا حصر الجديد في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬ضبط قواعد ممارسة المهنة‪:‬حدد القانون بدقة المبادئ والقواعد التي تحكم ممارسة الحق في‬
‫اإلعالم وحرية الصحافة‪ ،‬وكذا المقصود بأنشطة اإلعالم حيث نصت المادة الثالثة على‪" :‬يقصد‬
‫بأنشطة اإلعالم في مفهوم هذا القانون العضوي كل نشر أو بث لوقائع أحداث أو رسائل أو آراء‬

‫‪ 2‬محمد الطيب سكيريفة ‪ ،‬التشريعات االعالمية في الجزائر بعد ‪ 2012‬دراسة قانونية ‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم االنسانية و االجتماعية ‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ، 2021/)04(13‬الجزائر ‪ :‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪ ،‬ص ‪550‬‬
‫‪ 3‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬الجريدو الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬القانون العضوي رقم ‪ 25/12‬المتعلق باالعالم ‪ 12 ،‬جانفي ‪2012‬‬
‫‪.‬‬
‫أو أفكار أو معارف عبر أية وسيلة مكتوبة أو مسموعة أو متلفزة أو الكترونية وتكون موجهة‬
‫للجمهور أو فئة منه"‪.‬‬

‫‪ -2‬تأسيس سلطة ضبط الصحافة المكتوبة‪:‬و قد حققت أحد مطالب وهي العودة بالصحافة إلى‬
‫أصحابها الحقيقيين‪.‬‬

‫‪ -3‬إدراج مصطلح السمعي البصري‬

‫‪-4‬تحرير قطاع السمعي البصري‬

‫‪ -6‬إنشاء سلطة الضبط السمعي البصري‪.‬‬

‫‪ -6‬إدراج اإلعالم االلكتروني‪ :‬وهو ما تعرض له الباب الخامس تحت عنوان "وسائل اإلعالم‬
‫االلكترونية"‪ ،‬موضحا من خالل ست مواد المقصود بالصحافة االلكترونية وضوابطها‪.‬‬

‫‪ -7‬إقرار حقوق الصحفي‪ :‬تعرض القانون لجملة من الحقوق نذكر منها حق الصحفي في عقد‬
‫عمل مكتوب يحدد حقوقه وواجباته(المادة ‪ ،)80‬وحق الملكية األدبية (المادة ‪،)88‬والحق في‬
‫التأمين حيث أشارت المادة ‪ 90‬إلى أنه "يجب على الهيئة المستخدمة اكتتاب تأمين خاص على‬
‫حياة كل صحفي يرسل إلى مناطق الحرب أو التمرد أو المناطق التي تشهد أوبئة أو كوارث‬
‫طبيعية أو أية منطقة أخرى قد تعرض حياته للخطر"‪ ،‬وجاءت المادة ‪ 91‬لتكرس أكثر هذا الحق‬
‫بنصها‪" :‬يحق لكل صحفي ال يستفيد من التأمين الخاص المذكور في المادة ‪ 90‬أعاله رفض القيام‬
‫بالتنقل المطلوب‪ ،‬ال يمثل هذا الرفض خطأ مهنيا وال يمكن أن يتعرض الصحفي بسببه إلى عقوبة‬
‫مهما كانت طبيعتها"‪.‬‬

‫‪ -8‬التأكيد على أخالقيات المهنة‪ :‬أكد القانون من خالل الفصل المخصص آلداب وأخالقيات‬
‫المهنة على ضرورة احترام الصحفي أثناء ممارسته لعمله لجملة من القواعد كاحترام الحريات‬
‫الفردية والحياة الخاصة لألشخاص‪ ،‬مع التعرض لعقوبات من قبل المجلس األعلى آلداب‬
‫وأخالقيات مهنة الصحافة في حالة خرق هل تلك القواعد‪.‬‬

‫‪ -9‬إلغاء عقوبة السجن‪ :‬ربما تعتبر أهم مكسب تحققه األسرة اإلعالمية حيث ألغى قانون اإلعالم‬
‫الجديد عقوبة السجن واكتفى بالغرامة المالية والتي قد تصل إلى غاية ‪ 200‬ألف دينار كأقصى‬
‫‪4‬‬
‫حد‪.‬‬

‫‪ 4‬تشريعات أعالمية ‪ ،‬السياسة اإلعالمية في الجزائر ـجامعة سطيف ‪ ،‬متاح على الرابط ‪https://cte.univ-‬‬
‫‪setif2.dz/moodle/theme/yui_combo.php?rollup/3.17.2/yui-moodlesimple-min.css‬‬
‫‪ ‬المطلب الرابع ‪ :‬نقائص قانون اعالم ‪. 2012‬‬

‫لم يعط للنشاط السمعي البصري حقه على غرار الصحافة المكتوبة‪ ،‬ففي الوقت الذي خصصت‬
‫فيه ‪ 36‬مادة لهذه األخيرة لم يحض قطاع السمعي البصري بأكثر من ‪ 6‬مواد مع عدم التطرق‬
‫تماما إلى آليات الحصول على التراخيص إلنشاء قنوات تلفزيونية أو إذاعية‪ ،‬وفسر ذلك بعدم‬
‫جدية السلطة في تحرير هذا القطاع االستراتيجي من قبضتها‪ ،‬األمر الذي دفع بأحد نواب‬
‫المعارضة أثناء مناقشة المشروع يوم ‪ 29‬نوفمبر ‪ 2011‬إلى القول‪" :‬إن السلطة اليوم من خالل‬
‫هذا المشروع تؤكد أنها غير مستعدة ولو بشبر واحد للتخلي عن ممارسة احتكارها لهذا القطاع‬
‫والذي يتميز بصناعة النفوذ والثروة بدل من تقديم الخدمة العمومية للمواطنين" ويضيف قائال‪:‬‬
‫"‪ ...‬ماذا يعني لكم سيادة الوزير تقديم مثل هذا المشروع وكأن اإلعالم اليوم هو الصحافة‬
‫‪5‬‬
‫المكتوبة‪ ...‬فهل وصل الحد بالحكومة أنها تعيش مرحلة ما قبل اكتشاف اإلذاعة والتلفزيون"‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬القانون الخاص بتنظيم النشاط السمعي البصري بالجزائر لسنة‬
‫‪: 2014‬‬

‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬مضمون قانون السمعي البصري ‪: 2014‬‬


‫صدر القانون رقم ‪ 04-14‬المتعلق بالنشاط السمعي البصري‪ ،‬في ‪ 24‬ربيع الثاني عام ‪1435‬‬
‫الموافق لـ‪ 24‬فبراير سنة ‪ ،2014‬استكماال للمنظومة القانونية الضابطة للممارسة اإلعالمية في‬
‫مجال اإلعالم السمعي البصري واإللكتروني وتجسيدا للعديد من البنود القانونية الصادرة في‬
‫القانون العضوي لإلعالم ‪ 05-12‬الذي ترك آليات وقواعد التنفيذ والتنظيم إلى قانون منفرد‪ .‬وقد‬
‫صدر هذا القانون في العدد ‪ 16‬من الجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪ 2014‬ليصبح ساري‬
‫المفعول ‪.‬‬
‫و قد ورد قانون السمعي البصري في ‪ 103‬مادة قانونية مدرجة ضمن سبعة أبواب رئيسية‪،‬‬
‫صص الباب األول لألحكام العامة وورد في فصلين‪ ،‬تض ّمن الفصل األول ‪ 6‬مواد حددت‬ ‫حيث ُخ ّ‬
‫كيفيات ممارسة النشاط السمعي البصري على غرار المادة رقم ‪ 2‬التي أكدت على "حرية احترام‬
‫المبادئ المنصوص عليها في أحكام المادة ‪ 2‬من القانون العضوي رقم ‪ 05-12‬المؤرخ في ‪18‬‬
‫صفر عام ‪ 1433‬الموافق لـ‪ 12‬يناير ‪ 2012‬وأحكام هذا القانون والتشريع التنظيم ساري‬
‫المفعول"‪ .‬فيما حددت المادة رقم ‪ 3‬األطراف التي يحق لها ممارسة النشاط السمعي البصري‪،‬‬
‫وهم ‪:‬‬
‫‪ -‬األشخاص المعنوية التي تستغل خدمة لالتصال السمعي البصري التابعة للقطاع العمومي‪.‬‬
‫سسات وهيئات وأجهزة القطاع العمومي المرخص لها‪.‬‬ ‫‪ -‬مؤ ّ‬

‫السياسة اإلعالمية في الجزائر ‪ ،‬نفس الرابط السابق ‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫سسات والشركات التي تخضع للقانون الجزائري المر ّخص لها‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬المؤ ّ‬
‫وأكدت المادة رقم ‪ 4‬على تنظيم خدمات االتصال السمعي البصري التابعة للقطاع العمومي في‬
‫سمعي‬ ‫شكل قنوات عامة وقنوات موضوعاتية‪ .‬فيما حددت المادة رقم ‪ 5‬طبيعة خدمات االتصال ال ّ‬
‫سسات وهيئات وأجهزة القطاع العمومي‪ ،‬أو أشخاص معنويين‬ ‫البصري المر ّخص لها من قبل مؤ ّ‬
‫يخضعون للقانون الجزائري ويمتلك رأسمالها أشخاص طبيعيون أو معنويون يتمتعون بالجنسية‬
‫الجزائرية ‪.‬‬
‫وخصص هذا القانون‪ ،‬الفصل الثاني من الباب األول للتعاريف الضابطة للعديد من المصطلحات‬
‫المتعلقة بالنشاط السمعي البصري‪ ،‬كتحديد مفهوم االتصال السمعي البصري والعمل السمعي‬
‫البصري وخدمات البث التلفزيوني واإلذاعي واإللكتروني وغيرها من المصطلحات الهامة في‬
‫هذا المجال‪.‬‬
‫وتض ّمن الباب الثاني في فصله األول‪ ،‬خدمات االتصال السمعي البصري من المادة رقم ‪ 8‬إلى‬
‫المادة رقم ‪،16‬حيث حدد القانون طبيعة األشخاص المعنويين الذين يستغلون خدمات االتصال‬
‫السمعي البصري التابعة للقطاع العمومي في إطار مهام الخدمة العمومية وما يجب أن يلتزم به‬
‫الممارسون في النشاط اإلعالمي‪ ،‬أما الفصل الثاني من هذا الباب فتعرض لخدمات االتصال‬
‫السمعي البصري المرخصة من المادة رقم ‪ 17‬إلى المادة رقم ‪ ،46‬حيث جدد القانون التأكيد على‬
‫أن كل خدمة لالتصال السمعي البصري المرخص لها‪ ،‬هي خدمة موضوعاتية للبث التلفزيوني أو‬
‫للبث اإلذاعي تنشأ بمرسوم وفق الشروط المنصوص عليها في أحكام هذا القانون ‪ .‬مع تحديد‬
‫شروط المؤهلين إلنشاء خدمات االتصال الموضوعاتية(المادة ر‪ ،)19‬وملفات الترشح وكيفيات‬
‫منح التراخيص وشروط استغاللها والجهة التي تودع على مستواها (المادة ‪. 25‬سلطة ضبط‬
‫السمعي البصري)‪.‬‬
‫و ُخصص الفصل الثالث من هذا الباب‪ ،‬لألحكام المشتركة لكافة خدمات االتصال السمعي‬
‫البصري‪ ،‬فأوعزت المادة رقم ‪ 47‬منه تحديد القواعد العامة المفروضة على كل خدمة للبث‬
‫التلفزيوني أو للبث اإلذاعي إلى دفتر الشروط العامة الصادر بمرسوم بعد رأي سلطة الضبط‬
‫السمعي البصري‪ .‬بينما حدّدت المادة رقم ‪ 48‬مضمون دفتر الشروط العامة وااللتزامات التي‬
‫‪7‬‬
‫يسمح بها‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬سلطة السمعي البصري ‪:‬‬


‫أُفرد الباب الثالث من هذا القانون لسلطة ضبط السمعي البصري‪ ،‬حيث ُحددت بموجبه صالحيات‬
‫وتشكيلة سلطة الضبط المنشأة بموجب المادة ‪ 64‬من القانون العضوي لإلعالم ‪ ،05-12‬حيث‬
‫ورد في الفصل األول من قانون السمعي البصري مهام وصالحيات هذه السلطة‪ ،‬والتي يتمثل‬
‫أبرزها في ا لسهر على حرية ممارسة النشاط السمعي البصري في حدود القانون والتشريع‬
‫الساري المفعول‪ ،‬والسهر على عدم تحيز األشخاص المعنوية التي تستغل خدمات االتصال‬

‫‪ -6‬القانون العضوي لإلعالم ‪. 05/12‬‬


‫‪ 7‬لويزة عباد ‪ ،‬محاضرات في مقياس "تشريعات اعالمية ' كلية علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2022-2021 ، 3‬ص ‪137‬‬
‫السمعي البصري التابعة للقطاع العام‪ .‬والسهر على ضمان الموضوعية والشفافية واحترام حرية‬
‫التعبير والكرامة اإلنسانية وغيرها من المهام والصالحيات التي قسمها القانون إلى أربع مجاالت‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪ -‬مجال الضبط ‪ :‬مثل دراسة طلبات إنشاء خدمات السمعي البصري والبث فيها‪ ،‬وتخصيص‬
‫الترددات الموضوعة تحت تصرفها من طرف الهيئة العمومية المكلفة بالبث اإلذاعي‬
‫والتلفزي وتطبيق القواعد المتعلقة بشروط اإلنتاج والبرمجة وبث حصص المباشر ‪.‬‬
‫‪ -‬مجال المراقبة‪ :‬تسهر على احترام مطابقة أي برنامج سمعي بصري كيفما كانت وسيلة‬
‫بثه للقوانين والتنظيمات سارية المفعول‪ ،‬وترددات البث‪ ،‬واحترام قواعد دفتر الشروط‬
‫وغيرها من المهام ‪.‬‬
‫‪ -‬مجال االستشارة ‪ :‬كإبداء اآلراء في اإلستراتيجية الوطنية لتنمية النشاط السمعي البصري‪،‬‬
‫وإبداء الرأي في مشروع نص تشريعي أو تنظيمي متعلق بالنشاط السمعي البصري ‪....‬‬
‫‪ -‬مجال تسوية النزاعات‪ :‬التحكيم في النزاعات بين األشخاص المعنويين الذين يستغلون‬
‫خدمة االتصال السمعي البصري سواء فيما بينهم أو مع المستعملين‪ ،‬والتحقيق في‬
‫الشكاوى الصادرة عن األحزاب السياسية والتنظيمات النقابية أو الجمعيات وكل شخص‬
‫‪8‬‬
‫طبيعي أو معنوي آخر يخطرها بانتهاك القانون‪...‬‬

‫و تتشكل سلطة ضبط السمعي البصري من تسعة أعضاء ‪ 9‬يعينون بمرسوم رئاسي على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬خمسة أعضاء ‪ 5‬من بينهم الرئيس‪ ،‬يختارهم رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫‪ -‬عضوان ‪ 2‬غير برلمانيين يقترحهما رئيس المجلس مجلس األمة ‪.‬‬
‫‪ -‬عضوان ‪ 2‬غير برلمانيين يقترحهما رئيس المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬
‫صل القانون في كيفيات تسيير هذه السلطة الضابطة ابتداء من المادة ‪ 58‬إلى المادة ‪88‬‬ ‫وقد ف ّ‬
‫‪.‬‬
‫صص القانون الباب الرابع لإليداع القانوني واألرشفة السمعية البصرية‪ ،‬بينما تطرق‬ ‫وقد ُخ ّ‬
‫الباب الخامس للعقوبات اإلدارية التي تفرضها سلطة الضبط على المخالفين والتي قد تصل‬
‫إلى حد سحب الرخصة (المادة ‪.)102‬‬
‫ولم يغفل هذا القانون العقوبات الجزائية‪ ،‬فأفرد لها الباب السابع الذي تضمن مواد قانونية تقر‬
‫بفرض غرامات مالية على المخالفين‪ ،‬مثل المادة ‪ ( 107‬يعاقب بغرامة مالية من مليوني‬
‫دينار إلى عشرة ماليين دج كل شخص طبيعي أو معنوي يستغل خدمة االتصال السمعي‬
‫‪9‬‬
‫البصري دون الحصول على الرخصة المنصوص عليها في المادة ‪ 20‬أعاله)‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬قراءة في مضمون القانون ‪:‬‬

‫‪ - 8‬قانون السمعي البصري‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ 21 ،‬جمادى األولى عام ‪ 1435‬ه الموافق لـ‪ 23‬مارس ‪2014‬م‪ ،‬العدد ‪. 16‬‬
‫‪ 9‬قانون السمعي البصري‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬
‫أوضح هذا القانون جوانب متعددة من آليات ممارسة اإلعالم السمعي البصري في الجزائر‪ ،‬غير‬
‫أنه ترك بعض القيود التقليدية التي تتيح للسلطة فرض هيمنتها على القطاع‪ ،‬السيما من خالل‬
‫تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري التي أبعد عنها المهنيين واحتكار مؤسسة البث اإلذاعي‬
‫والتلفزيوني واالحتفاظ بصالحيات منح الرخص للقنوات أو رفضها وحصر القنوات الخاصة في‬
‫القنوات الموضوعاتية دون العامة‪ ،‬ما يعني إصرار السلطة على احتكار قطاع اإلعالم الثقيل‪.‬‬
‫وعلى أرض الواقع أدى تأخر صدور المراسيم التنفيذية إلى تأخر تفعيل بنود القانون وتنصيب‬
‫سلطة ضبط السمعي البصري التي تعود لها صالحية وضع دفتر الشروط‪ ،‬مقابل ظهور عدد كبير‬
‫من القنوات التلفزيونية الخاصة التي لم تحتكم لقانون السمعي البصري وقانون البث الجزائري‬
‫غداة إطالقها‪ ،‬وظلت قنوات أجنبية في حكم القانون‪ ،‬مع العلم أن خمسة منها فقط أودعت ملفاتها‬
‫لدى الوزارة الوصية وسلطة الضبط إلى غاية تحرير هذه األسطر ‪.‬‬

‫وفي هذا الشأن أشار رئيس سلطة ضبط السمعي البصري السيد ميلود شرفي منتصف العام‬
‫‪ ،2016‬إلى أن الوزارة بالتعاون مع سلطة الضبط تعكف على تحضير نصوص تطبيقية لتقنين‬
‫القطاع السمعي البصري الذي يعرف فوضى وغموض في تسييره‪ ،‬إذ شدد على ضرورة وضع‬
‫حد للفوضى والغموض الذي يشوب بتسيير القنوات التلفزيونية الخاصة‪ ،‬مشيرا إلى أن ‪ 45‬قناة‬
‫تلفزيونية خاصة تنشط من الجزائر‪ ،‬من بينها ‪ 5‬قنوات فقط تعمل بطريقة شرعية ومرخصة‪ ،‬أما‬
‫البقية فتبث عبر منصات خارجية دون ترخيص‪ ،‬وأكثر من ‪ 5‬قنوات في طريق التأسيس تتسابق‬
‫للظفر بحق البث من الجزائر عن طريق البث اإلذاعي والتلفزي‪ ،‬هذا األخير الذي ال تسمح طاقة‬
‫استيعابه إال ببث برامج ‪ 13‬قناة فقط حسب ما أعلنته وزارة االتصال‪ ،‬وإذا استثنينا القنوات‬
‫فإن التي قد يسمح لها بالبث من‬‫التلفزيونية العمومية الخمس التي تبث بصفة رسمية من الجزائر‪ّ ،‬‬
‫الداخل لن يتجاوز عددها ثماني قنوات فقط‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن معظم القنوات السمعية البصرية الناشئة لم يبادر بها مهنيون من محترفي‬
‫النشاط السمعي البصري مثلما كان عليه األمر مع الصحافة المكتوبة مع بداية التعددية اإلعالمية‪،‬‬
‫بل إ ّن المبادرين بإنشاء القنوات التلفزيونية الخاصة أو المستقلة قدموا إليها من الصحافة المكتوبة‪،‬‬
‫إضافة إلى هيئات أخرى مستقلة ال عالقة لها تماما بقطاع اإلعالم‪ ،‬وهذا يتعارض والمادة ‪ 19‬من‬
‫القانون المتعلقة بالشروط الواجب توفرها في األشخاص المؤهلين إلنشاء خدمات االتصال‬
‫السمعي البصري وإن كانت موضوعاتية‪ ،‬والتي تنص على أن يكون ضمن المساهمين صحافيون‬
‫‪10‬‬
‫محترفون وأشخاص مهنيون‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الرابع ‪ :‬مميزات قانون السمعي البصري ‪:2014‬‬

‫أصدرت الحكومة المرسوم التنفيذي المتضمن دفتر الشروط العامة الذي يحدد القواعد المفروضة‬
‫على كل خدمة للبث التلفزيوني أو البث اإلذاعي‪ ،‬في العدد ‪ 48‬من الجريدة الرسمية تحت رقم‬

‫لويزة عباد ‪ ،‬نفس المرجع السابق ص ‪140-139‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪ ،222-16‬مؤرخ في ‪ 11‬أوت ‪ ،2016‬أين حدّدت سقف االستثمار في القنوات التلفزيونية بمبلغ‬
‫‪ 100‬مليون دينار(‪ 10‬ماليير سنتيم )‪ ،‬وفي القنوات اإلذاعية ‪ 30‬مليون دينار‪ ،‬مع إلزام‬
‫الشركات الراغبة في دخول مجال السمعي البصري بإيداع طلباتها في غضون مهلة أقصاها‬
‫ستون يوما من بداية إعالن سلطة ضبط السمعي البصري في الصحافة الوطنية‪.‬‬
‫وأوردت الحكومة ثالثة مراسيم تضمنّها العدد رقم ‪ 48‬من الجريدة الرسمية‪ ،‬إيذانا ببدء عملية‬
‫استقبال طلبات استغالل مجال االتصال السمعي البصري‪.‬‬
‫ويتعلق األ مر بالمرسوم المحدد لشروط و كيفيات تنفيذ اإلعالن عن الترشح لمنح رخصة إنشاء‬
‫خدمة اتصال سمعي بصري موضوعاتي‪ ،‬والمرسوم المحدد مبلغ و كيفيات دفع المقابل المالي‬
‫المرتبط برخصة إنشاء القناة التلفزيونية واإلذاعية الموضوعاتية‪ ،‬والمرسوم المتعلق بالشروط‬
‫المفروضة على كل خدمة للبث التلفزيوني أو اإلذاعي‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تتضمن الشروط الوفاء بالتزام تقديم طلب رخصة النشاط‪ ،‬وبعد قبول الطلب‬
‫ينبغي على صاحب الطلب دفع مقابل مالي وقدره ‪ 100‬مليون دينار بالنسبة لخدمة البث‬
‫التلفزيوني الموضوعاتي و‪ 30‬مليون دينار للحصول على رخصة إنشاء خدمة البث اإلذاعي‪.‬‬
‫ويتض ّمن المقابل المالي أيضا جزءا متغيرا يدفعه المستفيد من الترخيص إلنشاء الخدمة السمعية‬
‫والبصرية الموضوعاتية‪ ،‬حيث اشترط دفتر الشروط دفع ما نسبته ‪ ٪2.5‬من رقم أعمال النشاط‬
‫دون احتساب الضرائب المستحقة على الشركات‪.‬‬
‫وعلى القنوات التلفزيونية التي تبث حاليا االمتثال لدفتر الشروط قبل انقضاء مهلة محددة‬
‫بشهرين‪ ،‬اعتبارا من تاريخ نشر إعالن تقديم الترشح للحصول على الرخصة في وسائل اإلعالم‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫وتلزم أحكام المراسيم التنفيذية الثالثة المتعاملين في مجال السمعي البصري‪ ،‬بالتقيد بجملة من‬
‫الممنوعات في شكل التزامات بعدم التعرض باالنتقاد للمسؤولين بعنوان “رموز الدولة‬
‫ومستلزمات الحفاظ على األمن والنظام العام وحماية الحياة الخاصة‪”.‬‬
‫ومن الشروط‪ ،‬احترام التحقيق القضائي في ظل احترام مبادئ الدستور‪ ،‬السيما مبدأ قرينة البراءة‬
‫والحق في اإلعالم والحياة الخاصة وشرفه وصحته وأمنه‪ ،‬وعدم تشجع القذف أو السب‪ ،‬إضافة‬
‫إلى شرط يمنح األولوية للكفاءات الجزائرية في التوظيف‪ ،‬مع ضمان دورات تدريبية من خالل‬
‫تخصيص نسبة ‪ 2‬بالمائة سنويا من األرباح لهذه الغاية‪ ،‬باإلضافة إلى تمتع المساهمين واإلداريين‬
‫بالجنسية الجزائرية‪ ،‬وإثبات وجود صحفيين محترفين ضمن المساهمين‪ ،‬وتعهد المترشحين بعدم‬
‫االنتماء لهيئة مسيرة لحزب وعدم إسناد اإلدارة لرئيس حزب‪.‬‬
‫ولم يهمل دفتر الشروط مسألة اإلشهار‪ ،‬حيث يشير الدفتر إلى منع بث اإلشهار لفائدة األحزاب أو‬
‫المترشحين لالنتخابات والمداخالت السياسية خارج الحمالت االنتخابية‪ ،‬إضافة إلى منع اإلشهار‬
‫‪11‬‬
‫الديني‪ ،‬ورعاية البرامج من طرف حزب سياسي أو مترشح لالنتخابات‪.‬‬
‫وفي باب األخالقيات واآلداب‪ ،‬ينص الدفتر على وجوب سهر مسؤولي التلفزيونات واإلذاعات‬

‫موقع سلطة ضبط السمعي البصري ‪/http://www.arav.dz/ar :‬‬ ‫‪- 11‬‬


‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 220-16‬مؤرخ ‪ 8‬ذي القعدة عام ‪1437‬الموافق ‪ 11‬غشت سنة ‪ ،2016‬يحدد شروط وكيفيات تنفيذ اإلعالن عن‬
‫الترشح لمنح رخصة إنشاء خدمة اتصال سمعي بصري موضوعاتي‪.‬‬
‫على ضمان التعبير التعددي للتيارات الفكرية والرأي‪ ،‬في مضمون البرامج‪ ،‬في ظل احترام مبدأ‬
‫المساواة في المعاملة والنزاهة واالستقاللية‪ ،‬مع تقييد البرامج السياسية بشرط الحياد والموضوعية‬
‫واالمتناع عن خدمة مصالح المجموعات السياسية أو العرقية أو االقتصادية أو المالية أو الدينية أو‬
‫‪12‬‬
‫األيديولوجية‪ ،‬فضال عن االمتناع عن توظيف الدين ألغراض حزبية ومنافية لقيم التسامح ‪.‬‬

‫موقع سلطة ضبط السمعي البصري ‪/http://www.arav.dz/ar :‬‬ ‫‪- 12‬‬


‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 221-16‬مؤرخ ‪ 8‬ذي القعدة عام ‪1437‬الموافق ‪ 11‬غشت سنة ‪،2016‬يحدد مبلغ‬ ‫‪‬‬
‫وكيفيات دفع المقابل المالي المرتبط برخصة إنشاء خدمة اتصال سمعي بصري موضوعاتي‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 222-16‬مؤرخ ‪ 8‬ذي القعدة عام ‪1437‬الموافق ‪ 11‬غشت سنة ‪ ،2016‬يتضمن‬ ‫‪‬‬
‫دفتر الشروط العامة الذي يحدد القواعد المفروضة على كل خدمة للبث التلفزيوني أو البث ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫خــــاتمة‬ ‫‪‬‬
‫و خالصة القول ومن خالل ما تم التطرق اليه عبر مبحثي هذه الدراسة الموجزة و التي تمحورت‬
‫حول مرحلة اإلصالحات اإلعالمية في الجزائر فترة ‪ 2014-2012‬يمكننا استخالص النتائج‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬جاء قانون ‪ 2012‬بعد مخاض طويل وعسير حيث تطلب إعداد وثيقة المشروع عقد وزارة‬
‫االتصال ألكثر من ‪ 70‬اجتماعا وجلسة عمل وإجراء مشاورات مع المعنيين من القطاع من‬
‫صحفيين وناشرين وقضاة ومحامين وجامعيين وناشطين حقوقيين‪ ،‬وبعد المناقشة تم التصويت‬
‫عليه باألغلبية من طرف أعضاء غرفتي البرلمان على التوالي في ‪ 14‬و‪ 22‬ديسمبر‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أهم ما جاء به قانون ‪ ، 2012‬ضبط قواعد ممارسة المهنة ‪ ،‬تأسيس سلطة ضبط‬
‫الصحافة المكتوبة ‪،‬إدراج اإلعالم االلكتروني ‪ ،‬اقرار حقوق الصحفي ‪ ،‬التأكيد على اخالقيات‬
‫المهنة ‪ ،‬إلغاء عقوبة السجن و االكتفاء بغرامة مالية لغرامة مالية ‪.‬‬
‫‪ -‬بعد عامين من صدور القانون العضوي المتعلق باإلعالم لسنة ‪ 2012‬صدر القانون المتعلق‬
‫بالسمعي البصري وهذا على الرغم من كل االنتقادات التي تعرض لها من قبل النواب أثناء‬
‫مناقشة مشروع القانون‪.‬‬
‫‪ -‬صدر القانون رقم ‪ 04-14‬المتعلق بالنشاط السمعي البصري‪ ،‬في ‪ 24‬ربيع الثاني عام ‪1435‬‬
‫الموافق لـ‪ 24‬فبراير سنة ‪ ،2014‬استكماال للمنظومة القانونية الضابطة للممارسة اإلعالمية‬
‫في مجال اإلعالم السمعي البصري واإللكتروني وتجسيدا للعديد من البنود القانونية الصادرة‬
‫في القانون العضوي لإلعالم ‪ 05-12‬الذي ترك آليات وقواعد التنفيذ والتنظيم إلى قانون‬
‫منفرد‪ .‬وقد صدر هذا القانون في العدد ‪ 16‬من الجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪2014‬‬
‫ليصبح ساري المفعول ‪.‬‬
‫‪ -‬من خالل مضمون مواد قانون السمعي البصري ‪ 2014‬و التي بلغت ال‪ 113‬مادة يمكن‬
‫ابراز المالمح الكبرى له و هي ‪ :‬تحرير قطاع السمعي البصري في الجزائر ‪ ،‬تقييد القطاع‬
‫الخاص ‪ ،‬تأسيس سلطة ضبط السمعي البصري و التي اشارت اليها المادة ‪ 64‬من القانون‬
‫العضوي المتعلق باإلعالم ‪ ، 2012‬هيمنة السلطة على القطاع و يتجلى ذالك بوضوح من‬
‫خالل تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصر التي ابعد عنها تماما المهنيون ‪.‬‬
‫نستنتج في األخير انه في ظل التجاوزات والفوضى التي ميزت قطاع اإلعالم من خالل تأثير‬
‫أصحاب رؤوس األموال على العمل الصحفي‪ ،‬إضافة إلى االحتجاجات التي عرفتها البالد مطلع‬
‫‪ 2011‬أو ما سمي باحتجاجات الزيت والسكر وكذا الوضع اإلقليمي العربي الذي تميز بثورة‬
‫تونس ومصر واالضطرابات في ليبيا‪ ،‬أن دفع بالسلطة إلى تبني جملة من اإلصالحات السياسية‬
‫هدفت إلى مراجعة العديد من القوانين بما في ذلك قانون اإلعالم لسنة ‪ ،1990‬هذا األخير عوض‬
‫بقانونين أحدهما خاص باإلعالم واآلخر بالسمعي البصري خالل الفترة الممتدة ما بين ‪2012‬‬
‫إلى‪ 2014‬و التي شهدت العديد من التغيرات و اإلصالحات و التي مست قطاع اإلعالمو‬
‫الصحافة أوال ثم قطاع السمعي البصري ثانيا وهو ما أتاح لقطاع اإلعالم في الجزائر للقفز قفزة‬
‫نوعية نحو األفضل ‪.‬‬
‫‪ ‬قــــائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪ -1‬حجام الجمعي ‪ ،‬محاضرات في التشريعات االعالمية ‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية و‬


‫االنسانية ‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪ ،‬أم البواقي ‪.2020-2019 ،‬‬
‫‪ -2‬محمد الطيب سكيريفة ‪ ،‬التشريعات االعالمية في الجزائر بعد ‪ 2012‬دراسة قانونية ‪،‬‬
‫مجلة الباحث في العلوم االنسانية و االجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ، /)04(13‬الجزائر ‪ :‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ورقلة ‪.2021 ،‬‬
‫‪ -3‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬الجريدو الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬القانون‬
‫العضوي رقم ‪ 25/12‬المتعلق باالعالم ‪ 12 ،‬جانفي ‪.2012‬‬
‫‪ -4‬لويزة عباد ‪ ،‬محاضرات في مقياس "تشريعات اعالمية ' كلية علوم االعالم و‬
‫االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2022-2021 ، 3‬‬
‫‪ -5‬قانون السمعي البصري‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ 21 ،‬جمادى األولى‬
‫عام ‪ 1435‬ه الموافق لـ‪ 23‬مارس ‪2014‬م‪ ،‬العدد ‪.16‬‬
‫‪ -6‬تشريعات أعالمية ‪ ،‬السياسة اإلعالمية في الجزائر ـجامعة سطيف ‪ ،‬متاح على الرابط‬
‫‪https://cte.univsetif2.dz/moodle/theme/yui_combo.php?rollup/‬‬
‫‪3.17.2/yui-moodlesimple-min.css‬‬
‫‪ -7‬موقع سلطة ضبط السمعي البصري ‪./http://www.arav.dz/ar :‬‬

You might also like