Professional Documents
Culture Documents
مراحل التشريع الاعلامي في الجزائر (مرحلة الاصلاحات الاعلامي ، 2012-2014)
مراحل التشريع الاعلامي في الجزائر (مرحلة الاصلاحات الاعلامي ، 2012-2014)
مراحل التشريع الاعلامي في الجزائر (مرحلة الاصلاحات الاعلامي ، 2012-2014)
مقدمـــة :
المبحث األول :تشريعات إعالم ( 2012قانون اإلعالم : ) 2012
-المطلب األول :تعريف قانون اإلعالم . 2012
-المطلب الثاني :مضمون قانون اعالم . 2012
-المطلب الثالث :جديد و مميزات قانون . 2012
-المطلب الرابع :نقائص قانون اعالم . 2012
خــــاتمة .
قـــائمة المراجع .
مقدمـــة :
مرت التشريعات االعالمية في الجزائر بثالثة مراحل اساسية ،مرحلة االحادية الموسومة بسيطرة
الدولة على وسائل اإلعالم ( صحافة ،اذاعة ،تلفزيون ) ..و غياب الصحافة المستقلة ،مرحلة التعددية
ابتداء من سنة 1989حيث فتح المجال الصدار الصحف ،التي كانت لسان حال مختلف التيارات
الفكرية و الحزبية حيث تم اصدار العديد من العناوين الصحفية ،وصال الى المرحلة الثالثة سنة 2011
،التي تؤسس لبداية قطاع السمعي البصري بعد خمسين سنة من احتكار الدولة لهذا القطاع .
و عرفت بداية الثمانينات مناقشة أول مشروع لملف السياسة االعالمية في الجزائر منذ االستقالل ،و تم
تحديد مفهوم الجزائر للعالم كبلد اشتراكي ينتمي للعالم الثالث ،يقوم على أساس الملكية الجماعية لوسائل
االعالم و أن االعالم جزء من السلطة السياسية المتمثلة في حزب جبهة التحرير الوطني ،و أداة من
أدواتها المتمثلة في الرقابة و التوجيه و التنشيط، .لتتدرج بعدها التشريعات اإلعالمية في الجزائر من
اشتراكية ثورية و سياسة الحزب الواحد الى رأسمالية متعددة ،حتى جائت فترة 2012و التي بدأ
التشريع االعالمي في الجزائر مرحلة جديدة عرفت بمرحلة االصالحات اإلعالمية و التي امتدت
قوانينها الى غاية ، 2014و نحن من خالل هذه الدراسة سنسلط الضو على مراحل التشريع اإلعالمي
في الجزائر و بالضبط مرحلة االصالحات اإلعالمية 2014-2012أين سنجيب على التساؤالت التالية :
ما الجديد ال تي جاءت به الفترة االصالحسة من تشريعات االعالم الجزائرية ؟ و ما هي ابرز الهياكل
االتوتية التي بنيت عليها ؟
أهمية الدراسة :تتجلى أهمية الموضوع كونه يتمحور حول فترة تاريخية في قطاع علوم
االعالم و االتصال في بلدنا ،اين عرفت المرحلة تغييرات جذرية في حرية الصحافة و
الممارسة اإلعالمية بشكل عام .
المبحث األول :تشريعات إعالم : 2012
جاء هذا القانون بعد مخاض طويل وعسير حيث تطلب إعداد وثيقة المشروع عقد وزارة االتصال
ألكثر من 70اجتماعا وجلسة عمل وإجراء مشاورات مع المعنيين من القطاع من صحفيين
وناشرين وقضاة ومحامين وجامعيين وناشطين حقوقيين ،وهو المشروع الذي تحفظ عليه مجلس
الحكومة في اجتماعه ليوم 20أوت 2011لما تضمنه من أحكام ال تتماشى وتعهدات رئيس
الجمهورية خاصة ما تعلق برفع التجريم عن الصحافة ،وطلب من وزير االتصال تقديم قراءة
ثانية للمشروع تتماشى وتوجيهات مجلس الحكومة ،وهو ما تم بالفعل إذ أعيد النظر في بعض
البنود وعرض على البرلمان خالل الدورة الخريفية ،2011وبعد المناقشة تم التصويت عليه
1
باألغلبية من طرف أعضاء غرفتي البرلمان على التوالي في 14و 22ديسمبر .2011
و تضمن القانون 133مادة موزعة على 12بابا و الذي يهمنا في قانون االعالم الجزائري لسنة
2012هو الباب الرابع المتعلق بالنشاط السمعي البصري و ينقسم الى فصلين :
الفصل األول :ممارسة النشاط السمعي البصري ويتكون من 6مواد ( من المادة 57الى ) 58
الفصل الثاني :سلطة ضبط السمعي البصري ،يحتوي على 3مواد و هي . 66-65-64 :
جاء في المادة 51من القانون ان يمارس النشاط السمعي البصري من قبل هيئات عمومية ،
مؤسسة و أجهزة القطاع العمومي ،المؤسسات و الشركات التي تخضع للقانون الجزائري ( ومن
خالل هذه المادة نالحظ ان مجال الممارسة لإلعالم السمعي البصري ،قد اصبح مفتوحا و متفتحا
لكل الجزائريين ،سواء على مستوى المواطنين او الهيئات او المؤسسات ..الخ .
1حجام الجمعي ،محاضرات في التشريعات االعالمية ،كلية العلوم االجتماعية و االنسانية ،جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي -2019 ،
، 2020ص 48
الباب الرابع يتحدث عن النشاط السمعي البصري ،حيث يتطرق الفصل األول الى ممارسة
النشاط السمعي البصري بعدما يعرف في المادة المقصود بالنشاط السمعي البصري ،يوضح في
المادة " 59النشاط السمعي البصري مهمة ذات خدمة عمومية ،و نعتبر هذا المبدأ باالتجاه
الصحيح لكي تصبح المصلحة العامة فوق الجميع"
غير أن المادة 61من القانون العضوي هي التي احدثت تغييرا جذرايا في المشهد االعالمي
الجزائري ،حيث فتحت الباب واسعا امام قطاع السمعي البصري غير الحكومي أي التابع لرأس
المال الخاص بالجزائر ،من طرف :
هيئات عمومية . -
مؤسسات اجهزة الدولة . -
المؤسسات او الشركات التي تخضع للقانون الجزائري . -
و يمارس هذا النشاط طبقا ألحكام القانون العضوي و التشريع المعمول به . -
فقد اعطت هذه المادة الحق لمؤسسات او شركات تخضع للقانون الجزائري بممارسة هذا النشاط
فهي لحظة تحول فتحت فيها النشاط الى خواص جزائريين ،في حين نصت المادة 63على أن
ذالك يتم بعد ابرام اتفاقية بين المتعامل و سلطة الضبط السمعي البصري ليمنح بعد ذالك ترخيص
2
يصدر عن طريق مرسوم .
ليتم الفصل الثاني من هذا الباب ان الهيئة المختصة بذالك هي سلطة الضبط السمعي البصري اذ
استحدث المشرع بموجب المادة 64من الفصل الثاني المعنون سلطة ضبط السمعي البصري ،
هيئة مستقلة لضبط اإلعالم اإلذاعي و التلفزيوني " تؤسس سلطة ضبط السمعي البصري ،و هي
سلطة مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي " لكن تحيلنا المادة 65التي تليها و
المتعلقة بطرق استحداث هذه الهيئة اإلدارية الضابطة ومهامها و صالحياتها الى القانون الخاص
بالنشاط السمعي البصري " تحدد مهام و صالحيات سلطة ضبط السمعي البصر و كذا ،تشكيلتها
3
و سيرها بموجب القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري .
من خالل مجمل مواد القانون يمكننا حصر الجديد في النقاط التالية:
-1ضبط قواعد ممارسة المهنة:حدد القانون بدقة المبادئ والقواعد التي تحكم ممارسة الحق في
اإلعالم وحرية الصحافة ،وكذا المقصود بأنشطة اإلعالم حيث نصت المادة الثالثة على" :يقصد
بأنشطة اإلعالم في مفهوم هذا القانون العضوي كل نشر أو بث لوقائع أحداث أو رسائل أو آراء
2محمد الطيب سكيريفة ،التشريعات االعالمية في الجزائر بعد 2012دراسة قانونية ،مجلة الباحث في العلوم االنسانية و االجتماعية ،المجلد
، 2021/)04(13الجزائر :جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،ص 550
3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الجريدو الرسمية ،العدد ، 02القانون العضوي رقم 25/12المتعلق باالعالم 12 ،جانفي 2012
.
أو أفكار أو معارف عبر أية وسيلة مكتوبة أو مسموعة أو متلفزة أو الكترونية وتكون موجهة
للجمهور أو فئة منه".
-2تأسيس سلطة ضبط الصحافة المكتوبة:و قد حققت أحد مطالب وهي العودة بالصحافة إلى
أصحابها الحقيقيين.
-6إدراج اإلعالم االلكتروني :وهو ما تعرض له الباب الخامس تحت عنوان "وسائل اإلعالم
االلكترونية" ،موضحا من خالل ست مواد المقصود بالصحافة االلكترونية وضوابطها.
-7إقرار حقوق الصحفي :تعرض القانون لجملة من الحقوق نذكر منها حق الصحفي في عقد
عمل مكتوب يحدد حقوقه وواجباته(المادة ،)80وحق الملكية األدبية (المادة ،)88والحق في
التأمين حيث أشارت المادة 90إلى أنه "يجب على الهيئة المستخدمة اكتتاب تأمين خاص على
حياة كل صحفي يرسل إلى مناطق الحرب أو التمرد أو المناطق التي تشهد أوبئة أو كوارث
طبيعية أو أية منطقة أخرى قد تعرض حياته للخطر" ،وجاءت المادة 91لتكرس أكثر هذا الحق
بنصها" :يحق لكل صحفي ال يستفيد من التأمين الخاص المذكور في المادة 90أعاله رفض القيام
بالتنقل المطلوب ،ال يمثل هذا الرفض خطأ مهنيا وال يمكن أن يتعرض الصحفي بسببه إلى عقوبة
مهما كانت طبيعتها".
-8التأكيد على أخالقيات المهنة :أكد القانون من خالل الفصل المخصص آلداب وأخالقيات
المهنة على ضرورة احترام الصحفي أثناء ممارسته لعمله لجملة من القواعد كاحترام الحريات
الفردية والحياة الخاصة لألشخاص ،مع التعرض لعقوبات من قبل المجلس األعلى آلداب
وأخالقيات مهنة الصحافة في حالة خرق هل تلك القواعد.
-9إلغاء عقوبة السجن :ربما تعتبر أهم مكسب تحققه األسرة اإلعالمية حيث ألغى قانون اإلعالم
الجديد عقوبة السجن واكتفى بالغرامة المالية والتي قد تصل إلى غاية 200ألف دينار كأقصى
4
حد.
4تشريعات أعالمية ،السياسة اإلعالمية في الجزائر ـجامعة سطيف ،متاح على الرابط https://cte.univ-
setif2.dz/moodle/theme/yui_combo.php?rollup/3.17.2/yui-moodlesimple-min.css
المطلب الرابع :نقائص قانون اعالم . 2012
لم يعط للنشاط السمعي البصري حقه على غرار الصحافة المكتوبة ،ففي الوقت الذي خصصت
فيه 36مادة لهذه األخيرة لم يحض قطاع السمعي البصري بأكثر من 6مواد مع عدم التطرق
تماما إلى آليات الحصول على التراخيص إلنشاء قنوات تلفزيونية أو إذاعية ،وفسر ذلك بعدم
جدية السلطة في تحرير هذا القطاع االستراتيجي من قبضتها ،األمر الذي دفع بأحد نواب
المعارضة أثناء مناقشة المشروع يوم 29نوفمبر 2011إلى القول" :إن السلطة اليوم من خالل
هذا المشروع تؤكد أنها غير مستعدة ولو بشبر واحد للتخلي عن ممارسة احتكارها لهذا القطاع
والذي يتميز بصناعة النفوذ والثروة بدل من تقديم الخدمة العمومية للمواطنين" ويضيف قائال:
" ...ماذا يعني لكم سيادة الوزير تقديم مثل هذا المشروع وكأن اإلعالم اليوم هو الصحافة
5
المكتوبة ...فهل وصل الحد بالحكومة أنها تعيش مرحلة ما قبل اكتشاف اإلذاعة والتلفزيون".
المبحث الثاني :القانون الخاص بتنظيم النشاط السمعي البصري بالجزائر لسنة
: 2014
و تتشكل سلطة ضبط السمعي البصري من تسعة أعضاء 9يعينون بمرسوم رئاسي على النحو
اآلتي:
-خمسة أعضاء 5من بينهم الرئيس ،يختارهم رئيس الجمهورية.
-عضوان 2غير برلمانيين يقترحهما رئيس المجلس مجلس األمة .
-عضوان 2غير برلمانيين يقترحهما رئيس المجلس الشعبي الوطني.
صل القانون في كيفيات تسيير هذه السلطة الضابطة ابتداء من المادة 58إلى المادة 88 وقد ف ّ
.
صص القانون الباب الرابع لإليداع القانوني واألرشفة السمعية البصرية ،بينما تطرق وقد ُخ ّ
الباب الخامس للعقوبات اإلدارية التي تفرضها سلطة الضبط على المخالفين والتي قد تصل
إلى حد سحب الرخصة (المادة .)102
ولم يغفل هذا القانون العقوبات الجزائية ،فأفرد لها الباب السابع الذي تضمن مواد قانونية تقر
بفرض غرامات مالية على المخالفين ،مثل المادة ( 107يعاقب بغرامة مالية من مليوني
دينار إلى عشرة ماليين دج كل شخص طبيعي أو معنوي يستغل خدمة االتصال السمعي
9
البصري دون الحصول على الرخصة المنصوص عليها في المادة 20أعاله).
- 8قانون السمعي البصري ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية 21 ،جمادى األولى عام 1435ه الموافق لـ 23مارس 2014م ،العدد . 16
9قانون السمعي البصري ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،نفس المرجع السابق .
أوضح هذا القانون جوانب متعددة من آليات ممارسة اإلعالم السمعي البصري في الجزائر ،غير
أنه ترك بعض القيود التقليدية التي تتيح للسلطة فرض هيمنتها على القطاع ،السيما من خالل
تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري التي أبعد عنها المهنيين واحتكار مؤسسة البث اإلذاعي
والتلفزيوني واالحتفاظ بصالحيات منح الرخص للقنوات أو رفضها وحصر القنوات الخاصة في
القنوات الموضوعاتية دون العامة ،ما يعني إصرار السلطة على احتكار قطاع اإلعالم الثقيل.
وعلى أرض الواقع أدى تأخر صدور المراسيم التنفيذية إلى تأخر تفعيل بنود القانون وتنصيب
سلطة ضبط السمعي البصري التي تعود لها صالحية وضع دفتر الشروط ،مقابل ظهور عدد كبير
من القنوات التلفزيونية الخاصة التي لم تحتكم لقانون السمعي البصري وقانون البث الجزائري
غداة إطالقها ،وظلت قنوات أجنبية في حكم القانون ،مع العلم أن خمسة منها فقط أودعت ملفاتها
لدى الوزارة الوصية وسلطة الضبط إلى غاية تحرير هذه األسطر .
وفي هذا الشأن أشار رئيس سلطة ضبط السمعي البصري السيد ميلود شرفي منتصف العام
،2016إلى أن الوزارة بالتعاون مع سلطة الضبط تعكف على تحضير نصوص تطبيقية لتقنين
القطاع السمعي البصري الذي يعرف فوضى وغموض في تسييره ،إذ شدد على ضرورة وضع
حد للفوضى والغموض الذي يشوب بتسيير القنوات التلفزيونية الخاصة ،مشيرا إلى أن 45قناة
تلفزيونية خاصة تنشط من الجزائر ،من بينها 5قنوات فقط تعمل بطريقة شرعية ومرخصة ،أما
البقية فتبث عبر منصات خارجية دون ترخيص ،وأكثر من 5قنوات في طريق التأسيس تتسابق
للظفر بحق البث من الجزائر عن طريق البث اإلذاعي والتلفزي ،هذا األخير الذي ال تسمح طاقة
استيعابه إال ببث برامج 13قناة فقط حسب ما أعلنته وزارة االتصال ،وإذا استثنينا القنوات
فإن التي قد يسمح لها بالبث منالتلفزيونية العمومية الخمس التي تبث بصفة رسمية من الجزائرّ ،
الداخل لن يتجاوز عددها ثماني قنوات فقط.
تجدر اإلشارة إلى أن معظم القنوات السمعية البصرية الناشئة لم يبادر بها مهنيون من محترفي
النشاط السمعي البصري مثلما كان عليه األمر مع الصحافة المكتوبة مع بداية التعددية اإلعالمية،
بل إ ّن المبادرين بإنشاء القنوات التلفزيونية الخاصة أو المستقلة قدموا إليها من الصحافة المكتوبة،
إضافة إلى هيئات أخرى مستقلة ال عالقة لها تماما بقطاع اإلعالم ،وهذا يتعارض والمادة 19من
القانون المتعلقة بالشروط الواجب توفرها في األشخاص المؤهلين إلنشاء خدمات االتصال
السمعي البصري وإن كانت موضوعاتية ،والتي تنص على أن يكون ضمن المساهمين صحافيون
10
محترفون وأشخاص مهنيون.
أصدرت الحكومة المرسوم التنفيذي المتضمن دفتر الشروط العامة الذي يحدد القواعد المفروضة
على كل خدمة للبث التلفزيوني أو البث اإلذاعي ،في العدد 48من الجريدة الرسمية تحت رقم