Professional Documents
Culture Documents
Inbound 3125491667642653341
Inbound 3125491667642653341
Inbound 3125491667642653341
-1مقاييس اللغة ،ابن فارس ،حتقيق :عبد السالم هارون ،دار الفكر 1979م ج 1ص.109
ليس من أىل اللّغة العربية بأىلها في الفصاحة فينطق بها ،وإن لم يكن منهم ،وإن
ش ّد بعضهم عنها ر ّد بو إليها".2
تعريف أصول النحو :هو العلم الذي تعرف به أصول ( أسس ) التفكًن النحوي يف
اإلجراءات العلمية اليت قام هبا النحاة ،يعين ليس اذلدف من علم أصول النحو معرفة احلكم
النحوي واحلركة اإلعرابية أل ّن ذلك يف باب النحوّ ،أما أصول النحو فهو معرفة األسس اليت قام
عليها هذا التّفكًن ،وقد ورد تعريف علم أصول النحو عند السيوطي يف قوله" :علم يبحث
أدلة النحو اإلجمالية ،من حيث ىي أدلّتو ،وكيفية االستدالل بها ،وحال فيو عن ّ
جين.34/1 ،
-اخلصائص البن ّ
2
-3االقرتاح يف أصول النحو وجدله ،جالل الدين السيوطي ،حتقيق وشرح :زلمود فجال ،دار القلم دمشق ،ط1409(1ه1989،م)،
ص.31
4
مستقل قائم بذاته ،يهتم
ّ فن كونه النحو أصول ة حلقيق بيان فيه يفر التع وهذا . المستدل"
بالبحث عن األدلّة اإلمجالية -وليس التفصيلية -اليت استند عليها النحاة يف الربهنة على
أحكامهم النحوية ،كاستنباط األدلة من القرآن الكرمي ،والسماع؛ والكيفية ادلناسبة اليت ينبغي
السًن عليها يف حال االستدالل؛ كتقدمي السماع على اإلمجاع مثال ،وحال ادلستدل من حيث
ختول له التصدر للقول يف هذا العلم برأيه.
شروطه ومواصفاته اليت ّ
فائدة علم أصول النحو:
-إقرار احلكم النحوي بالبيّنة والربهان مع التعليل.
قمة االطالع على الربهان واحلجج. -الرتفّع عن سفالة التقليد إىل ّ
-دتييز الصحيح من اخلطأ يف األوجه اإلعرابية.
-الوقوف على أصل اخلالف يف األحكام النحوية.
أدلة النحو (أقسام أصول النحو):
السماع والقياس
ذكر اللّغويون أ ّن أقسام أصول النحو -أي أدلّته -أربعةّ " :
السماع (النقل) والقياس؛ وتباينوا حول
واإلجماع واستصحاب الحال " ،وقد اتّفقوا على ّ
اإلجماع واستصحاب الحال ،وشلّا جيري على هذا السنن الذي ذكرنا قول السيوطي :وأدلة
النحو الغالبة أربعة :قال ابن جني يف اخلصائص" :أدلة النحو ثالثة :السماع ،واإلجماع
والقياس" .5فما هو مقرر عند ابن جني هو إضافته اإلمجاع للسماع والقياس ،ول يقل
باالستصحاب ،و ّأما ابن األنباري فلم يقل باإلمجاع وقال باالستصحاب ،كما يف أصوله حيث
قال" :أدلّة النحو ثالثة :نقل ،وقياس ،واستصحاب حال" .6فزاد االستصحاب ول يذكر
اإلمجاع ،فكأنّه ل ير االحتجاج به يف العربية ،كما هو رأي قوم على ما ذكر السيوطي.
-7االقرتاح :ص.67
-8االقرتاح :ص.67
-9االقرتاح :ص.68
-3االحتجاج بالحديث الشريف:
صحت نسبته إىل النيب عليه
أمجع النحاة أ ّن احلديث الشريف أفصح كالم العرب إن ّ
حيتج بأحاديث النيب صلى اهلل عليه وسلم يف أصول
الصالة والسالم ،بيد أنّه وقع اخلالف :هل ّ
النحو؟ وصلد أ ّن أكثر علماء النحو دينعون االحتجاج باألحاديث ومن هؤالء العلماء ابن الضائع
وأبو حيان ،وذهبت طائفة أخرى إىل جواز االستدالل باحلديث يف القواعد النحوية ،ومن
أشهرهم ابن خروف اإلشبيلي وابن مالك وابن هشام ،وهذا تفصيل ذلذين الرأيٌن:
أ .المانعين لحجيتو :ذكر أصحاب هذا الرأي علّتٌن دتنع من األخذ باحلديث النبوي
الشريف ،العلّة األوىل أ ّن أهل احلديث أجازوا رواية احلديث بادلعىن -ال باللّفظ –
بقصة ادلرأة اليت قامت فعرضت نفسها على النيب صلى اهلل عليه
وضربوا لذلك مثال ّ
فزوجها ألحد اجلالسٌن ،فقد ُروي هذا احلديث بملّكتكها مبا معك من وسلّم ّ
وروي خذىا مبا معك من القرآن، زوجتكها مبا معك من القرآن؛ ُ
وروي ّالقرآن؛ ُ
قصة واحدة والنيب صلى اهلل عليه وسلّم ال ديكن أن يكون
فالنّحويون يقولون هذ ّ
كل راوي قد روى مبعىن احلديث ال بلفظه ،وإذا
تكلّم هبذ الثّالث ،فمعىن هذا أ ّن ّ
نستدل به ألنّنا ال نقطع أ ّن ذلك اللّفظ
ّ كان احلديث قد ُرِوي بادلعىن ال ديكن أن
هو اللّفظ النّبوي ،ولو كان لنا اجلزم أ ّن ذلك هو من لفظ النيب صلى اهلل عليه وسلّم
نستدل به ألنّه أفصح العرب.
ّ الب ّد أن
ّأما العلّة الثّانية هو أ ّن رواة احلديث كثًنهم كانوا يلحنون يف احلديث وخيطؤون
ألهنم كانوا غًن عرب ،فاحلديث الشريف ل تقتصر روايته على أبناء العربية فقط ،بل ّ
روا كثًن من األعاجم الذين ليس ذلم دراية كاملة بعلوم اللغة ،وهذا ما جيعل فرضية
اللّحن فيه قائمة.
السابق بقوله:
حبجية احلديث على هذا الطرح ّ
يبٌن سبب ادلنع ّ
ونلفي السيوطي ّ
"فإ ّن غالب األحاديث مروي بالمعنى ،وقد تداولتها األعاجم والمولدون قبل
أدت إليو عبارتهم فزادوا ونقصوا ،وق ّدموا وأ ّخروا ،وأبدلوا
تدوينها ،فرووىا بما ّ
ألفاظا بألفاظ".10
يقر جبواز االستدالل باحلديث إذا روعي فيه فصاحته ومع ذلك فإ ّن السيوطي ّ
وبقاؤ على لفظه ،وهذا يكون يف جوامع الكلم ،فقال" :و ّأما كالمه صلى اهلل عليه
فيستدل منه مبا ثبت أنّه قاله على اللّفظ ادلروي ،وذلك قليل جدا ،إّنا يوجد
ّ وسلم
يف األحاديث القصار ،على قلّة أيضا."11
ب .القائلين بحجيتو :أجاب اجمليزون على االستدالل باحلديث النّبوي يف أصول النحو
فقالوا إجابة على أن ال نقطع بأ ّن ذلك اللّفظ النبوي ،فقالوا القطع غًن مراد وإّنا
الظن ،أي أن يغلب على ظنّك أ ّن هذا احلديث قد قاله النيب صلّى اهلل
ادلراد غلبة ّ
الشكل أو ال ،فهذ ادلسألة اجتهادية.
عليه وسلّم هبذا ّ
تطرق إليهم اخلطأ واللّحن هذا صحيح ،لكن األحاديث
و ّأما القول إ ّن الرواة قد ّ
يتطرق اخللل إىل
األول من اإلسالم قبل أن ّ النبوية كثًن منها قد ُد ّون يف الصدر ّ
اللّسان ،عندما كانت العربية مازالت على هيأهتا السليمة ،يعين أ ّن هؤالء الرواة وإن
تج بلغتهم ،فروايتهم احلديث بادلعىن ال خترجه عن
فإهنم عرب ُحي ّ
رووا احلديث بادلعىن ّ
جواز االحتجاج به أل ّهنم عرب ُخلّص.
حجية احلديث إ ّن هذا الذي طعنتم به يفمثّ يقول العلماء القائلٌن بأخذ ّ
الشعر الذي أمجعتم على االستدالل به ،فالذي
االستدالل باحلديث موجود مثله يف ّ
-10االقرتاح :ص.74
-11االقرتاح.74 :
الشعر يلحن
الشعر ،أل ّن هناك أيضا من ب ّ
قدحتم به يف احلديث مقدوح به أيضا يف ّ
وخيطئ؛ كما ُوجد به الرواية بادلعىن ،فإذا ُمنع االستدالل باحلديث فالب ّد أيضا أن
للشعر) فقد
الراوية (وقد لُّقب بالراوية لكثرة روايته ّ
حبماد ّ
الشعر ،وضربوا مثال ّ ُدينع يف ّ
الشعر ،كان يكذب
احتُ ّج كثًنا مبا روى وقيل يف ترمجته كان يلحن ،وكان يكسر ّ
الشعر وينسبه لألقدمٌن).
(أي كان يصنع بيتا من ّ
يتم
ومن خالل متابعتنا ذلذين الرأيٌن يتّضح لنا أ ّن إعمال احلديث يف األصل النحوي ّ
بشروط:
ـ ـ ـ أن يكون احلديث صحيحاً.
ـ ـ ـ أن يكون احلديث مروياً بلفظه ومعنا .
ـ ـ ـ أن ال يكون فيه زيادة من طرف الرواة.
ـ ـ ـ أن يبلغ درجة الفصاحة اليت ال مأخذ عليها.
وهذا صلد يف جوامع الكلم وهي قليلة.
.3كالم العرب :ونقصد بكالم العرب شعرهم ونثرهم من العصر اجلاهلي مثّ صدر
اإلسالم إىل أن فسدت ألسنتهم ،وقد جعل النحاة معايًن لالستشهاد بكالم العرب ،منها ما هو
زماين ،ومنها ما هو مكاين:
1ـ ـ ـ الضابط الزماين :ويقصد به الفرتة اليت حافظت فيها اللّغة العربية على فصاحتها ،ول
يتسرب إليها شيء من اللّحن واخلطأ ،وقسمت هذ ادلرحلة على أربعة مراحل:12
المرحلة األولى :الجاىليون :حظيت هذ الفرتة بالتنافس الشديد بٌن الشعراء والبلغاء
كامرئ القيس والنابغة الذبياين وغًنمها ،وهذا ما جعل اللّغة تبلغ الذروة يف فصاحتها ،كما أ ّهنا
تع ّد الفرتة األفضل يف ادلدونة العربية ،لذلك ال خالف بٌن النحاة يف االستشهاد بكالم أصحاب
هذ ادلرحلة.
-13االقرتاح :ص.91
.1مطّرد يف القياس واالستعمال معا وهو الغاية ادلطلوبة ،ضلو :قام زيد ،وضربت عمرا،
ومررت بسعيد.
.2مطّرد يف القياس شاذّ يف االستعمال ،ضلو :ادلاضي من (يذر) و (يدع) (وذر وودع
وهذا نادر يف االستعمال) ،وقوذلم :مكان مقبل ،هذا هو القياس ،واألكثر يف
السماع باقل ،واألول مسموع أيضا.
.3مطّرد يف االستعمال شاذّ يف القياس ضلو قوذلم :استحوذ واستنوق اجلمل واستوصبت
األمر وأىب يأىب والقياس اإلعالل يف الثالثة وكسر عٌن األخًن.
.4شاذّ يف القياس واالستعمال معا كقوذلم :ثوب مصون وفرس مقوود ورجل معوود من
مرضه.14
تج معايير االستشهاد بكالم العرب :اقرتح علماء اللّغة معايًن أساس ّ
حت ديكن أن ُحي ّ
بكالم العرب ،أمهّها ما يلي:
_ أن يكون من الكالم ادلراحل الثالثة األوىل :اجلاهليٌن ،ادلخضرمٌن ،واإلسالميٌن ،أي
تج بكالم ادلولدين ومن تالهم. ال حي ّ
_ أن يقتصر على القبائل ادلتوغلة يف البداوة ،ويف قلب اجلزيرة العربية ،واليت حافظت
حيتج بكالم الذين جاوروا القبط أو أهل الشام مثل غسان يف قواعد على فصاحتها ،فمثال ال ّ
النحو.
_ رفض الكالم الذي ُجيهل صاحبه أو سند .
يتبع...
تطبيق:
-14اخلصائص ،ابن جين ،اذليئة ادلصرية العامة للكتاب ،ط ،4ج 1ص.98
.1ذكرنا أ ّن القرآن الكرمي يأيت يف ادلرتبة األوىل من حيث االستشهاد ،وقد استقى منه
مادهتم النحوية كونه أعلى درجات البالغة والفصاحة. النحاة ّ
ىات أمثلة نحوية استشهد فيها النحاة آليات من القرآن الكريم.
استدل ابن مالك يف ألفيته حبديث النّيب صلى اهلل عليه وسلم" :يتعاقبون فيكم
ّ .3
مالئكة باللّيل ومالئكة بالنّهار" من أجل إثبات أ ّن لغة "أكلوني البراغيت"
صحيحة ،وقد ذكر أبو حيّان وشيخه ابن الضائع أ ّن ابن مالك قد أكثر من ذلك
يسميها "لغة يتعاقبون".
حت صار ّ
ّ
يدعم ىذه اللّغة – أكلوني البراغيت -من أشعار
مستدال بما ّ
ّ ناقش ىذا القول
العرب.
.3ذكرنا أ ّن ابن جني ّ
قسم ادلسموع يف كتابه اخلصائص إىل قسمٌن مطّرد وشاذّ ،ويرى
أ ّن هذين القسمٌن ذلما أربعة أشكال.
كل شكل من األشكال األربعة.
ىات أمثلة عن ّ