Professional Documents
Culture Documents
حضارة سيالك الأولى
حضارة سيالك الأولى
المقدمة
استخدم تعبيري «فارس» و«إيران ،لإلشارة إلى منطقة جغـرافية واحدة ،ولكنهما ليسا مترادفين تمامًا .وتسمية «إيران،
هي األقدم ،فقد وردت في األوستـا كـ «إيريانافيجـا ،أي موطن األريين ؛ و اإليرانيين ،ثم تطورت التسمية فصارت بالد
إيران.
أما تعبير «فارس ،فأول من أطلقه هم اإلغريق ،واستمد هذا االسم من إقليم بارسا Parsaفي الجزء الجنوبي الغربي من
الهضبة ،وحرف هذا االسم عند اإلغريق ليصبح پرسیس Persisثم اطلق عليها العرب فارس.
ولقد ظل تعبيري «فارس» و «إيران ،مستخـدمين لعـدة قرون مع بعضهما ،فكان يطلق أهل البلد عليها وإيران» ،بينما
يطلق عليها الغربيون المتأثرون بشكل رئيسي باليونان «فارس» .
وفى الهضبة اإليرانية تم الكشف عن العديد من الكهوف التى كان يلتجئون إليها لتأويهم من الحرارة والبرودة وعثر بها
على العديد من الهياكل العظمية واألدوات والمعدات واالوانى الفخارية التى وضحت انا الكثير من االسرار عن هذه
الحضارة ومن أهم تلك المواقع فى العصر الحجري الحديث هى تبة سيالك االولى التى تعتبر من أهم المواقع األثرية فى
الهضبة اإليرانية وهى اقدم المواقع التى سكنها اإلنسان حيث ترجع إلى األلف الخامس قبل الميالد وسنتناول بعض
االشياء التى ستعرفنا على كيفية صناعة الفخار وكيف توصل هذا اإلنسان فى هذا الزمن البعيد إلى الزراعة واستئناس
الحيوان والتجارة التى ساعدت على تطور اقتصاده.
وتتمثل أهمية هذه الحضارة بمدى التأثير والتأثر بالحضارات اآلخرة سواء فى الصناعات الفخارية أو غيرها من
الصناعات التى ساهمت فى تطور تلك الحضارة ومن الناحية االقتصادية فلقد استقرت في هذا العصر العناصر األساسية
لالقتصاد اإلنساني من زراعة واستئناس الحيوان وصيد األسماك والحيوان واستغالل المناجم والتجارة .
ومن المناهج العلمية المتبعة فى هذا الموضوع هو المنهج التاريخى الذى يهتم باألحداث التاريخية التى وقعت فى الماضى
(التل) واعتمدت فى بحثى على دراسة بعض الدراسات السابقة التى تناولت هذا الموضوع ومن ضمن هذه المراجع
الدكتور أحمد آمين سليم فى كتابه إيران منذ أقدم العصور والدكتور سامى سعيد االحمد ،والدكتور حسن بيرنا والدكتور
محمد السيد عبدالحميد ،والدكتور أحمد فخرى ،والدكتور حسن محمد محى الدين السعدى ،والدكتور رمضان عبده على .
وسنتناول فى هذا البحث العديد من المباحث على النحو التالى:
الفصل األول :وسنتحدث فيه عن الموقع الجغرافي لتبة سيالك بالنسبة الهضبة اإليرانية ومدى قريه أو بعده من الحضارات
اآلخرة المجاورة واصل السكان والطبقات اآلثرية للتبة وما كشف عنه بها من أشياء تلقى الضوء على هذه الحضارة.
الفصل الثانى :وسنتحدث عن الصناعات الموجودة فى هذا التل منذ زمن بعيد بداية بالصناعات الفخارية التى تعددت
انواعها مرورًا بصناعة االوانى الحجرية واألدوات المعدنية والنحت على العظم وصناعة أدوات الزينة.
الفصل الثالث :سنتحدث عن الناحية االقتصادية لهذا التل من حيث الزراعة واألدوات المستخدمة لمساعدتهم على العمل
بهذه الحرفة والصيد الذى اعتمدوا كحرفة بجانب استغالل المناجم وغيرها والتجارة مما أدى إلى وجود فائض فى
االقتصاد .
الفضل الرابع :ستتناول عادات الدفن وأماكن دفن موتاهم وأوضاع الدفن وما يوضع من المتوفى أثناء دفنه من أدوات
وغيرها.
الفصل األول :الموقع الجغرافي واصل السكان لتبة سيالك
المبحث األول :موقع التل
المبحث الثاني :الطبقات اآلثرية لسيالك وما كشف بها
المبحث الثالث :اصل السكان
الفصل الثاني :الصناعات فى تبة سيالك
المبحث األول :صناعة األوانى الفخارية
أواني فخارية ذات لون داكن أ-
أواني فخارية حمراء ب-
ج -أواني فخارية سوداء
د -أواني فخارية غير مزينة
المبحث الثاني :صناعة األوانى الحجرية
المبحث الثالث :صناعة األدوات المعدنية
المبحث الرابع :النحت على العظم
المبحث الخامس :صناعة أدوات الزينة
الفصل األول:
الموقع الجغرافي واصل السكان لتبة سيالك
ولقد بدأت أولى مراحل االستقرار البشري في تبة سيالك في التـل الشمالي وذلك في بداية األلف الخامس قبل الميالد،
وتعرف هذه المرحلة باسم «المرحلة الحضارية األولى ،أو «عصر حضـارة سيالك األولى»
ولقد كشف في الطبقات األثرية المنتمية إلى المرحلة الحضارية األولى عن العديد من األواني الفخارية التي أمكن تصنيفها
إلى أربع مجموعات على النحو اآلتي :
الفصل الثالث:
الناحية االقتصادية لحضارة سيالك
ومن الناحية االقتصادية فلقد استقرت في هذا العصر العناصر األساسية لالقتصاد اإلنساني من زراعة واستئناس الحيوان
وصيد األسماك والحيوان واستغالل المناجم والتجارة .
المبحث األول :الزراعة
مرحلة االنتقال إلى العمل الزراعي من أضخم (الثورات) التي حدثت في المجتمع اإلنساني ،وهي ما زالت مستمرة حتى
اليوم ،ويبدو أن إنسان حضارة سيالك األولى قد تمكن من استثناس بعض أنواع النباتات وذلك اعتمادًا على العثور على
مناجل مصنوعة من عظام الحيوانات وكانت هذه المناجل مسننة وثبت فيها أسنان من حجر الظـران ،وهي تشبه تلك التي
استخدمت في الحضارة النطوفية .ونتيجة لعدم العثور على القمح المزروع في عصر حضـارة سيالك األولى ،فقد اتجه
بعض المؤرخون إلى االعتقاد بعدم توصل مجتمع هذه الحضارة إلى مرحلة االنتاج الزراعي ،ولكن تجدر اإلشارة إلى أن
هذا المتجمع قد توصل إلى صناعة األدوات المتصلة بالزراعة مثل المناجل والفؤوس ،ولكن هذه األدوات الزراعية يمكن
استخدامها كذلك لحصد وقطع النباتات البرية .وعلى ذلك فإنه ال يمكن الجزم بأن اإلنسان في عصر حضارة سيالك
األولى قد توصل فعًال إلى مرحلة االنتاج الزراعي ،لعدم وجود المحصول الزراعي ذاته .ولكن تفوق هذه الحضارة في
الصناعات الفخارية وصناعة األدوات المتصلة بالزراعة ،بجانب استخدامها لمعدن النحاس ،يمكن أن يؤخذ دليًال على
احتمال توصلها إلى زراعة القمح رغم عدم العثور عليه حتى اآلن ،وربما يرجع عدم العثور عليه إلى مناخ هذه المنطقة
وارتفاع الرطوبة في الجو .ويرجح أنه قد تم استئناس الماشية واألغنام ،حيث عثر على بعض األسنان الخاصة بهما.
المبحث الثاني :الصيد
إال أن اإلنسان قد استمر خالل هذه المرحلة في ممارسة حرفة الصيد سواء كان صيد الحيوان أو األسماك .وتبع ذلك
استغالل المناجم ،وخرج اإلنسان من الحالة الذي كان يقتصر فيها على الصيد من أجل طعامه اليومي ،واصبح يوجد لديه
فائض من منتجاته ،وكانت هذه هي الخطوة األولى نحو تطوير اقتصاده ،وهي وجود فائض يستطيع المقايضة عليه.
المبحث الثالث :التجارة
بالفعل وجدت التجارة .فاألصداف التي استخدمها سكان عصر حضارة سيالك األولى كأدوات زينة والتي سبقت اإلشارة
إليها ،عثر على أنواع منها على ساحل الخليج العربي على مبعدة ما يقرب من 600ميل من سيالك ،ويشير
المتخصصون إلى أنهما من نوع واحد .وليس من الضرورة أن يكون هذا التبادل قد تم بواسطة االتصال المباشر ،إذ
يرجح أنه قد تم بواسطة التجار المتجولون الذين كانوا يحترفون الوساطـة التجارية في ذلك الوقت .ويوجد كذلك نوع من
التشابه في االنتاج الحضاري للطبقات األثرية األولى والثانية والثالثة في تبة سيالك وبصفة خاصة في مجال الصناعات
الفخارية وبين الطبقات األثرية الرابعة والخامسة في حسونة بالعراق القديم وذلك فيما يتصل بأسلوب تصميم األواني،
بينما يتشابـه االنتاج الحضاري للطبقتين األثريتين الرابعة والخامسـة مع االنتـاج الحضاري لحضارة حلف في العراق
القديم " .
الفصل الرابع:
الدفن فى تبة سيالك
وفيما يتصل بدفن الموتي ،فيالحظ وجود المقابر أسفل كل طبقة من صوتالمباني .وكان الموتى يدفنون أسفل المنازل أو
بينها .ويرى جيرشمان أن هذه المالزمة قد أعفت األحياء من ضرورة تقديم القرابين ،حيث كان القوم يعتقدون ان روح
المتوفي يمكنها أن تشارك في الطعام العائلي .ودفـن الموتى في مقابرهم على األرض مباشرة في وضع مقرفص ،
وكانوا يدفنـون بشكل عام في اتجاه محوره شرق ـ غرب .ويبدو مرجحًا أن إنسان حضارة سيالك أثناء المرحلة
الحضارية األولى ،قد اعتقد بالفعل أن هناك نوعا من الحياة بعد الموت ،وأن حياته في العالم اآلخر ستكون مشابهة لحياته
على األرض ،ويستدل على ذلك مما كشف عنه في المقبرة رقم ( )T. 5حيث وضعت فأس حجرية مصقولة بجوار الهيكل
العظمي وبحيث تصل إلى يده ،بينما يوجد إلى القرب من رأسه زوج من فكي الماعز" .وكان يوضع مع المتوفي في قبره
الطعام اليابس ،ومن المحتمل كذلك طعام سائل ،وفي الوقت الذي لم نعد نعثر فيه على أدوات ،أو أواني في المقابر ،فإنه
يمكننا االفتراض بأنها كانت من أدوات سريعة التلف مثل األسبتة .
ولوحظ وجود لون أحمر على عظام الموتى ،ويبدو أن ذلك راجعًا إلى تغطية جسد المتوفي بغطاء أحمر اللون ،واألكثر
احتماًال انه كانت تنثر ذرات أكسيد الحديد بكثرة فوق جسد الميت عند دفنه ،ومن ثم فإنه عندما يبلى الجسد تكون العظام
قد صبغت باللون األحمر ،وقد عرفت هذه الممارسة في عديد من المناطق األخرى .ويتجه بعض المؤرخين في تفسير
وجود التراب األحمر إلى احتمال فائدته في إعطاء الحياة لصاحب تلك الجثة ،وذلك على اعتبار أن اللون األحمر يرمز
إلى الدم الذي يعتبر جريانه في جسد اإلنسان دليًال على تمتعه بالحياة ،ويمكن االستدالل من هذه الممارسة على وجود
نوع من االعتقاد في الحياة األخرى .
الخاتمة:
بعد أن انتهينا من عرض تلك العناصر تم التوصل إلى العديد من النتائج الهامة وهى:
أن بداية األستقرار فى سيالك األولى كانت فى بداية األلف الخامس قبل الميالد. -1
إن هذا التل تكون من خمس طبقات آثرية وأن الطبقة األولى كانت بداية لألستقرار اإلنسان. -2
أن أصل إنسان تلك الحضارة ينام إلى العنصر المعروف بأسم ما قبيل اإليرانية وإلى العنصر المعروف بأسم -3
البحر األبيض المتوسط.
تم التواصل إلى العديد من الصناعات التى ساعدت على قيام تلك الحضارة فى ذالك الزمن السحيق. -4
أن هناك العديد من االوانى الفخارية المختلفة األنواع واألشكال. -5
أنهم توصلوا إلى صناعة آولنى بسيطة من الحجر. -6
توصلوا إلى فهم خواص المعدن وكيفية طرقه فى نهاية هذه المرحلة الحضارية. -7
كان قادرا على إظهار فنه بالنحت على العظم فشكل مقابض األدوات المصنوعة من العظم. -8
معرفة الزراعة والتوصل إلى استئناف بعض أنواع النباتات . -9
كان ممارسًا بحرقة الصيد جانبًا إلى جنب مع استغالل المناجم مما ساعد على وجود فائض في اإلنتاج. -10
ًا
االعتماد على التجارة التى كانت سبب في زيادة األقتصاد والدليل هو العثور على آنواع من األصداف على -11
ساحل الخليج العربي على مبعدة ما يقرب من 600ميل من سيالك.
التعرف على عادات الدفن وأماكنها واألدوات الجنائزية التى توضع مع المتوفى. -12
أدراك اإلنسان فى هذه الحضارة وحبه للزينة الشخصية سواء رجال أو نساء فصنعوا من األصداف عقودا -13
وأساور وغيرها من األشياء.
الملحقات والصور:
قائمة المراجع:
محمد السيد عبدالحميد ،الشرق األدنى القديم ٣إيران واالناضول ،جامعة الزقازيق ٢٠٢٢م. -
أحمد أمين سليم ،إيران منذ أقدم العصور ،دراسات في تاريخ إيران القديم وحضارتها ،دار النهضة العربية، -
بيروت ١٩٨٨م.
أحمد أمين سليم ،دراسات فى تاريخ الشرق األدنى القديم،دار النهضة العربية ،بيروت ١٩٨٨م. -
أحمد فخرى ،دراسات فى تاريخ الشرق القديم ،مكتبة االنجلو المصرية ١٩٦٣م. -
حسن محمد محى الدين السعدى ،تاريخ الشرق األدنى القديم ،الجزء الثاني ،دار المعرفة الجامعية١٩٩٥ ،م. -
سامى سعيد األحمد ،تاريخ الشرق األدنى القديم إيران واألناضول -
مكتبة المهتدين اإلسالمية.
حسن بيرنا ،تاريخ إيران القديم ( البداية حتى نهاية العصر الساسانى) ،القاهرة ٢٠١٣م. -
رمضان عبده على ،تاريخ الشرق األدنى القديم وحضارته (إيران – األناضول) ,دار نهضة الشرق ، -
القاهرة١٩٩٧ ،م.
-