Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 48

‫خمالفاخ أتي الفرج الليثي (خ‪333‬هـ)‬

‫األصىليح ألصحاته ادلالكيح‬


‫مجعا وتىثيقا ودراسح‬

‫د‪ .‬علي بن أحمد بن سعيد آل بوحمامة‬


‫األستاذ المساعد بقسم الشريعة – كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‬
‫جامعة الملك فيصل – المملكة العربية السعودية‬

‫‪- 4922 -‬‬


‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫‪- 4022 -‬‬


‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً (تٖٖٔهـ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة‬


‫جم ًعا وتوثٌ ًقا ودراسة‬
‫علً بن أحمد بن سعٌد آل بوحمامة‬
‫قسم الشرٌعة‪ ،‬كلٌة الشرٌعة والدراسات اإلسالمٌة‪ ،‬جامعة الملك فٌصل‪،‬‬
‫األحساء‪ ،‬السعودٌة‪.‬‬
‫البرٌد االلكترونً‪aalbohamamah@kfu.edu.sa :‬‬
‫الملخص‪:‬‬
‫بدأ الباحث يف التمهود بالرتجمة ألبي الفرج اللوثي‪ ،‬وبوان مكاىته لدى أصحابه‬
‫المالكوة‪ ،‬واهتمامهم بآرائه وتناقلها يف كتبهم‪ ،‬وحدّ د الباحث مجال بحثه يف اآلراء‬
‫المنقولة عنه والتي خالف فوها أصحابه المالكوة وجمهور األصولوون‪ ،‬وبعد ذلك درستها‬
‫دراسة أصولوة‪ ،‬وقد أظهر الباحث هذه المخالفات وقارهنا بآراء أصحابه المالكوة؛ فيبو‬
‫الفرج يرى بين المباح ميمور به‪ ،‬وهذا القول مخالف ألصحابه المالكوة وجمهور‬
‫األصولوون‪ ،‬ويرى بين استصحاب الرباءة األصلوة لوس بحجة‪ ،‬وهو قول يخالف فوه‬
‫أصحابه‪ ،‬ولكنه لم ينفرد به‪ ،‬وإىما وافقه األهبري‪ ،‬ويرى جواز ىسخ القرآن بالسنة‬
‫المتواترة إال أن أصحابه خالفوه يف الدلول المنقول عن اإلمام مالك‪ ،‬ويرى بين األمر‬
‫المطلق يقتضي الندب‪ ،‬وهو قول يخالف فوه أصحابه‪ ،‬ولكنه لم ينفرد به‪ ،‬وإىما وافقه ابن‬
‫المنتاب‪ ،‬ويرى بين العربة بخصوص السبب ال بعموم اللفظ‪ ،‬وهو قول يخالف فوه‬
‫أصحابه‪ ،‬ويرى تقديم المباح على الحاظر حال التعارض‪ ،‬وهو قول يخالف فوه أصحابه‪،‬‬
‫ولكنه لم ينفرد به‪ ،‬وإىما وافقه القاضي عبدالوهاب‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحوة‪ :‬مخالفات؛ الفرج؛ اللوثي‪ ،‬األصولوة؛ المالكوة‪.‬‬

‫‪- 4023 -‬‬


‫هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬553 ‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت‬
‫علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬.‫د‬

The violations of Abu Al-Faraj Al-Laithi (d. 331 AH)


the fundamentalism of his Maliki companions - collection
- documentation and study
Ali Bin Ahmed Bin Saeed Al Buhamama
Department of Sharia, College of Sharia and Islamic
Studies, King Faisal University, Al-Ahsa, Saudi
Arabia.
E-mail: aalbohamamah@kfu.edu.sa
Abstract:
The researcher began in the preamble with the
translation of Abu al-Faraj al-Laithi, and the statement
of his status among his Maliki companions, and their
interest in his opinions and transmitted in their books,
and the researcher identified the field of his research
in the opinions quoted from him, in which his
companions disagreed with the Malikis and Abu al-
Faraj believes that the permissibility is ordered by
him, and this statement is contrary to his Maliki
companions and the audience of the fundamentalists,
and he believes that the accompaniment of the
original innocence is not an argument, which is a
statement in which he disagrees with his companions,
but he did not single him out, but he agreed with Al-
Abhari, and he sees the permissibility of copying the
Qur'an in the Sunnah repeated, but his companions
disagreed with him in the evidence quoted from Imam

- 4024 -
‫ دقهلٌة‬- ‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف‬
" ‫م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث‬4244 ‫العدد الخامس والعشرون لسنة‬

Malik, and he believes that the absolute order


requires scarring, which is a statement that
contradicts it His companions, but he was not unique
to him, but Ibn Al-Muntab agreed with him, and
believes that the lesson regarding the reason is not
the general word, which is a saying in which he
disagrees with his companions, and sees the
submission of permissibility on the case of conflict, a
saying in which his companions disagree, but he was
not unique to him, but was approved by Judge Abdul
Wahab.
Keywords: Irregularities, Al-Faraj, Al-Laithi,
Fundamentalism, Malikiyah.

- 4025 -
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫المقدمة‬
‫الحمد هلل المتصؾ بصفات الكمال‪ ،‬المنعوت بنعوت الجبلل‪ ،‬المتقدس عن‬
‫النظراء واألمثال‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شرٌك له الكبٌر المتعال‪ ،‬وأشهد‬
‫أنّ محم ًدا عبده ورسوله‪ ،‬أفصح من نصح وقال‪ ،‬صلى هللا وسلم علٌه‪ ،‬وعلى آله‬
‫وأصحابه صبلة وسبلما إلى ٌوم المآل‪.‬‬
‫أمّا بعد‪ ،‬فإن علم أصول الفقه جلٌ ُل القدر‪ ،‬بالػ األهمٌة‪ ،‬ؼزٌر الفوائد‪،‬‬
‫مرتبط بفهم كتاب هللا تعالى وسنة نبٌه صلى هللا علٌه وسلم بالشكل الصحٌح‪،‬‬
‫وٌم ّكن من استنباط األحكام الشرعٌة من أدلتها على أسُس سلٌمة‪ ،‬وقد كان للعلماء‬
‫جهد عظٌم فً وضع قواعد هذا العلم‪ ،‬وكتبوا فٌه كتبهم‪ ،‬وهناك من العلماء من له‬
‫آراء منتشرة فً كتب األصول‪ ،‬ولٌس له كتاب ٌخصّه‪ ،‬أو أنّ كتابه ال ٌزال‬
‫مخطوطا أو مفقو ًدا‪ ،‬وهذا البحث فٌه استقراء آلراء أبً الفرج اللٌثً المالكً‬
‫األصولٌة المبثوثة فً الكتب‪ ،‬ثم موازنتها بآراء أصحابه المالكٌة‪ ،‬وتحدٌد اآلراء‬
‫الموافقة والمخالفة لهم‪ ،‬ثم جمع المخالفات ودراستها‪ ،‬وتقوٌمها وإبداء الرأي فٌها‪،‬‬
‫ولذا كان عنوان هذا البحث (مخالفات أبً الفرج اللٌثً (تٖٖٔهـ) األصولٌة‬
‫ألصحابه المالكٌة جمعا وتوثٌقا ودراسة)‪.‬‬
‫أهمٌة الموضوع‪ ،‬وأسباب اختٌاره‪:‬‬
‫ٔ‪ٌ -‬عد أبو الفرج اللٌثً من متقدمً المالكٌة الذٌن عاشوا فً منتصؾ القرن‬
‫الثالث الهجري‪ ،‬وتبلمٌذه من المإثرٌن فً المذهب المالكً‪ ،‬ولذا فآراإه األصولٌة‬
‫تعتبر من اآلراء التً مهّدت ألتباعه التؤلٌؾ فً أصول الفقه‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬المكانة العلمٌة ألبً الفرج اللٌثً‪ ،‬وقد برز ذلك فً الحرص على نقل‬
‫آرائه من متقدمً األصولٌٌن؛ كابن القصار والباجً وؼٌرهما‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬الشخصٌة العلمٌة المستقلة ألبً الفرج اللٌثً فً إبداء آرائه‪ ،‬وهذا ٌظهر‬
‫ف ً المسائل التً خالؾ فٌها أصحابه المالكٌة‪ ،‬بل وخالؾ فٌها جمهور األصولٌٌن‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬عدم ظهور كتاب أبً الفرج اللٌثً فً األصول‪ ،‬ولذا برزت أهمٌة‬
‫توثٌق آرائه‪ ،‬وتحدٌد المخالؾ منها ألصحابه‪ ،‬ثم دراستها أصولٌا‪ ،‬وتقوٌمها‪،‬‬
‫وإبراز أسباب هذه المخالفات إن وُ جدت‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫قبل أن أبدأ فً كتابة هذا البحث قمت بمراجعة فهارس األقسام العلمٌة‬
‫والرسائل والبحوث والمجبلت مما تٌسر لً‪ ،‬إضافة إلى محركات البحث‪ ،‬ولم أجد‬
‫فً أي منها من تطرّق لهذا الموضوع‪.‬‬

‫‪- 4026 -‬‬


‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫اشتمل هذا البحث على تمهٌد‪ ،‬وستة مباحث‪:‬‬
‫التمهٌد‪ :‬وٌتناول ترجمة موجزة ألبً الفرج اللٌثً‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ع ّد المباح مؤمورً ا به‪.‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬استصحاب البراءة األصلٌة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نسخ القرآن بالسنة المتواترة‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬اقتضاء األمر المطلق‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬ورود العام على سبب خاص‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬تعارض الحاظر والمبٌح‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬وفٌها أهم النتائج‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬قمت بجمع وتوثٌق مخالفات أبً الفرج اللٌثً من كتب األصول‪،‬‬
‫وحرصت على كتب المالكٌة قدر اإلمكان‪ ،‬ثم بعد تحدٌد المسائل‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وضعت لكل مسؤلة عنوا ًنا‪ ،‬ورتبتها على أبواب األصول‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أبرزت قول أبً الفرج فً صدر كل مسؤلة بعنوان مستقل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ٕ‪-‬‬
‫ً‬
‫إجماال دون ذكر األدلة‪.‬‬ ‫رت األقوال األصولٌة فً المسؤلة‬ ‫ٖ‪ -‬ذك ُ‬
‫ٗ‪ -‬دراسة وتقوٌم قول أبً الفرج من جهة االستدالل له‪ ،‬وذكر المناقشة إن‬
‫كان قوله مرجوحً ا عندي‪ ،‬والتعلٌق علٌه فً آخر المسؤلة من جهة‬
‫صحة المخالفة‪ ،‬ودرجة هذه المخالفة من حٌث الشذوذ وتفرده بالرأي‬
‫عن أصحابه‪ ،‬وإبراز أسباب هذه المخالفة إن وُ جدت‪.‬‬
‫٘‪ -‬بٌّنت أرقام اآلٌات وعزوها إلى سورها‪ ،‬فإن كانت آٌة كاملة فؤكتب –‬
‫مثبل‪-‬فً الحاشٌة‪ :‬اآلٌة (ٓ٘) من سورة (البقرة) ‪ ،‬وإن كانت جزءاً من‬
‫آٌة فؤكتب‪ :‬من اآلٌة (ٓ٘) من سورة (البقرة)‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬قمت بتخرٌج األحادٌث من مصادرها األصٌلة‪ ،‬مع ذكر الكتاب والباب‬
‫والجزء والصفحة ورقم الحدٌث‪ ،‬فإن كان فً الصحٌحٌن أو أحدهما‬
‫فؤكتفً بتخرٌجهما‪ ،‬وإن كان فً ؼٌرهما فؤزٌد بذكر درجة الحدٌث‪.‬‬
‫‪ -7‬اعتنٌت بقواعد اللؽة العربٌة واإلمبلء وعبلمات الترقٌم‪ ،‬ومنها عبلمات‬
‫لكل منها‬
‫التنصٌص لآلٌات‪ ،‬واألحادٌث‪ ،‬وأقوال أهل العلم‪ ،‬مع التمٌٌز ٍ‬
‫بعبلمة خاصة بها‪.‬‬

‫‪- 4027 -‬‬


‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫ُ‬
‫ترجمت لؤلعبلم الواردة فً البحث فً الهامش‪ ،‬ما عدا الصحابة واألئمة‬ ‫‪-8‬‬
‫ذكر لهم‪ ،‬وجعلتها بٌن‬
‫ٍ‬ ‫األربعة اكتفٌت بذكر سنة الوفاة عند أول‬
‫معكوفٌن‪.‬‬
‫‪ -9‬أعددت خاتمة وفٌها أهم نتائج البحث والتوصٌات‪ ،‬وفهرسا للمصادر‬
‫والمراجع‪ ،‬وآخر للموضوعات‪.‬‬
‫وفً ختام هذه المقدمة‪:‬‬
‫أشكر هللا تعالى على تٌسٌر كتابة هذا البحث‪ ،‬فإن كان ما فٌه من صواب‬
‫فهو من توفٌق هللا سبحانه وتعالى لً‪ ،‬وإن كان من خطؤ فهذا طبع الجهد البشري‪،‬‬
‫وأسؤل هللا تعالى ؼفرانه‪ ،‬كما ال ٌفوتنً أن أشكر من ساندنً من مشاٌخً‬
‫ي بؤن ٌبارك لهما‬
‫بتوجٌههم وتصوٌبهم‪ ،‬فجزاهم هللا خٌرا‪ ،‬كما أدعو هللا تعالى لوالد ّ‬
‫فً عمرهما على ما أولٌانً من تربٌة وتشجٌع ودعاء‪ ،‬والشكر موصول لزوجتً‬
‫وأوالدي على صبرهم على انشؽالً بالبحث والقراءة‪ ،‬فجزاهم هللا خٌرا‪ ،‬وأسؤل‬
‫هللا أن ٌكون هذا العمل خالصًا لوجهه الكرٌم‪ ،‬وٌنفع به اإلسبلم والمسلمٌن‪ ،‬وٌكون‬
‫ذخرا لً ٌوم الدٌن‪ ،‬وصلى هللا وسلم على نبٌنا محمد‪.‬‬

‫‪- 4028 -‬‬


‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫التمهيد‬
‫ترجمة أبً الفرج اللٌثً‪:‬‬
‫(ٔ)‬
‫‪ ،‬وٌكنى‬ ‫‪ -‬اسمه وكنٌته‪ :‬هو عمر بن محمد بن عمرو اللٌثً البؽدادي‬
‫بؤبً الفرج(ٕ)‪.‬‬
‫‪ -‬نشأته ومولده‪ :‬نشؤ فً بؽداد‪ ،‬وأصله من البصرة‪ ،‬ولم أجد سنة مولده‬
‫فً الكتب التً ترجمت له‪ ،‬ومن مبلزمته لشٌخه ٌتبٌن أنه كان موجودا فً النصؾ‬
‫اآلخر من القرن الثالث الهجري(ٖ)‪.‬‬
‫‪ -‬شٌوخه‪ :‬الزم أبو الفرج شٌخه القاضً إسماعٌل بن إسحاق الجهضمً‬
‫(ٗ) ‪ ،‬وكان كاتبا له‪ ،‬كما سمع وروى عن شٌخه القاضً عبٌدهللا بن المنتاب‬
‫الكرابٌسً (٘)‪ ،‬كما صحب ؼٌره من المالكٌٌن (‪.)ٙ‬‬

‫انظر‪ :‬الفهرست (‪ ،)ٕٗ9‬وترتٌب المدارك (٘‪ ،)ٕٕ/‬وشجرة النور الزكٌة (ٔ‪ ،)ٔٔ8/‬والفتح‬ ‫(ٔ)‬
‫المبٌن (ٔ‪ ،)ٔ8ٔ/‬وجمهرة تراجم الفقهاء المالكٌة (ٕ‪.)88ٙ/‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الفقهاء (‪ ،)ٔٙٙ‬وترتٌب المدارك (٘‪ ،)ٕٕ/‬والدٌباج المذهب (ٕ‪ ،)ٕٔ7/‬وشجرة‬ ‫(ٕ)‬
‫النور الزكٌة (ٔ‪ ،)ٔٔ8/‬والفتح المبٌن (ٔ‪ ،)ٔ8ٔ/‬وجمهرة تراجم الفقهاء المالكٌة (ٕ‪،)88ٙ/‬‬
‫ومعجم المإلفٌن (‪.)ٕٔ/8‬‬
‫انظر‪ :‬ترتٌب المدارك (٘‪ ،)ٕٕ/‬والدٌباج المذهب (ٕ‪ ،)ٕٔ7/‬والفتح المبٌن (ٔ‪ ،)ٔ8ٔ/‬وجمهرة‬ ‫(ٖ)‬
‫تراجم الفقهاء المالكٌة (ٕ‪ ،)88ٙ/‬ومعجم المإلفٌن (‪.)ٕٔ/8‬‬
‫إسماعٌل بن إسحاق بن إسماعٌل بن حماد الجهضمً األزدي‪ ،‬ولد سنة ٕٓٓهـ‪ ،‬عالم جلٌل‪ ،‬من‬ ‫(ٗ)‬
‫الحفاظ‪ ،‬تشٌخ المالكٌة فً وقته‪ ،‬وناشر مذهبه فً العراق‪ ،‬عمل بالقضاء‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬أحكام‬
‫القرآن‪ ،‬والمبسوط فً الفقه‪ ،‬وؼٌرها‪ ،‬توفً سنة ٕ‪ٕ8‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬ترتٌب المدارك (ٗ‪ ،)ٕ78/‬والدٌباج المذهب (ٔ‪ ،)ٕ8ٖ/‬وشجرة النور الزكٌة (ٔ‪.)97/‬‬
‫عبٌد هللا بن المنتاب بن الفضل بن أٌوب المالكً البؽدادي‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬المعروؾ بالكرابٌسً‪ ،‬إمام‬ ‫(٘ )‬
‫حافظ‪ ،‬تولَّى القضاء بالمدٌنة النبوٌة‪ ،‬وتف َّقه بالقاضً إسماعٌل‪ ،‬وروى عنه أبو القاسم الشافعً‪،‬‬
‫وأبو إسحاق ابن شعبان‪ ،‬وأبو الفرج وؼٌرهم‪ ،‬له كتاب فً مسائل الخبلؾ والحُجَّ ة لمالك‪ ،‬ولم‬
‫ٌذكر تارٌخ وفاته‪.‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الفقهاء للشٌرازي (‪ ،)ٔٙٙ‬والدٌباج المذهب (ٔ‪ ،)ٗٙٓ/‬وشجرة النور الزكٌة‬
‫(ٔ‪.)ٔٔ٘/‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الفقهاء للشٌرازي (‪ ،)ٔٙٙ‬وترتٌب المدارك (٘‪ ،)ٕٕ/‬والدٌباج المذهب (ٕ‪،)ٕٔ7/‬‬ ‫(‪)ٙ‬‬
‫وشجرة النور الزكٌة (ٔ‪ ،)ٔٔ8/‬والفتح المبٌن (ٔ‪ ،)ٔ8ٔ/‬وجمهرة تراجم الفقهاء المالكٌة‬
‫(ٕ‪.)88ٙ/‬‬
‫‪- 4029 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫‪ -‬تالمٌذه‪ :‬حظً أبو الفرج بجمع من التبلمٌذ أصبحوا فٌما بعد من فقهاء‬
‫المذهب المالكً؛ كؤبً بكر األبهري (ٔ)‪ ،‬وأبً علً بن السكن (ٕ)‪ ،‬وعلً بن‬
‫الحسٌن بن بندار (ٖ)‪ ،‬وؼٌرهم(ٗ)‪.‬‬
‫‪ -‬مذهبه الفقهً‪ :‬اتفق المترجمون على أنه مالكً المذهب (٘)‪.‬‬
‫‪ -‬مكانته العلمٌة‪ :‬كان أبو الفرج طال ًبا للعلم منذ صؽره‪ ،‬وقد تؤثر بشٌخه‬
‫إسماعٌل بن إسحاق بشكل كبٌر‪ ،‬وبرع فً عدد من العلوم كالفقه واألصول‬
‫والحدٌث واللؽة‪ ،‬ولذا تظهر شخصٌته العلمٌة فً آرائه المنقولة فً الكتب‪ ،‬أو فً‬
‫النقول التً نقلها عن ؼٌره كاإلمام مالك (‪ٔ79‬هـ)؛ لقرب عهده منه‪ ،‬ومن كبار‬
‫أصحابه‪ ،‬وهذا أهّله للعمل فً القضاء فً بؽداد وطرسوس وأنطاكٌة وؼٌرها حتى‬
‫وفاته (‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) محمد بن عبدهللا بن محمد بن صالح األبهري البؽدادي‪ ،‬ولد سنة ‪ٕ89‬هـ‪ ،‬انتهت إلٌه رئاسة المالكٌة‬
‫فً بؽداد فً عصره‪ ،‬وكان من أئمة القراء‪ ،‬ومشهوراً بالورع والزهد‪ ،‬له اهتمام بالفقه‬
‫واألصول‪ ،‬توفً سنة ٘‪ٖ7‬هـ ببؽداد‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬له كتاب فً األصول‪ ،‬وإجماع أهل المدٌنة‪،‬‬
‫وإثبات حكم القافة‪.‬‬
‫انظر‪ :‬ترتٌب المدارك (‪ ،)ٔ8ٖ/ٙ‬والدٌباج المذهب (ٖٔ٘)‪ ،‬وشجرة النور الزكٌة (ٔ‪.)9‬‬
‫(ٕ ) سعٌد بن عثمان بن سعٌد بن السكن البؽدادي‪ ،‬أبو علً‪ ،‬نزٌل مصر‪ ،‬ولد سنة ٗ‪ٕ9‬هـ‪ ،‬من حفاظ‬
‫الحدٌث‪ ،‬وعنً بهذا الشؤن وجمع وصنؾ وذاع صٌته‪ ،‬روى عنه جمع من التبلمٌذ كابن منده‬
‫وعبدالؽنً بن سعٌد وؼٌرهما‪ ،‬وله كتاب الصحٌح المنتقى فً الحدٌث‪ ،‬توفً سنة ٖٖ٘ه‪.‬‬
‫انظر‪ :‬تارٌخ دمشق البن عساكر (ٕٔ‪ ،)ٕٔ8/‬وتذكرة الحفاظ (ٖ‪ ،)ٔٓٓ/‬وطبقات الحفاظ‬
‫للسٌوطً (‪.)ٖ79‬‬
‫(ٖ ) علً بن الحسٌن بن بندار بن عبٌد هللا بن خٌر‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬من حفاظ الحدٌث‪ ،‬عمل فً القضاء فً‬
‫أذنة‪ ،‬سمع محمد بن خرٌم‪ ،‬وأبا عروبة الحرانً‪ ،‬وؼٌرهم‪ ،‬وروى عنه عبد الؽنً بن سعٌد‬
‫وعبدالملك بن مسكٌن‪ ،‬توفً سنة٘‪ٖ8‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬تارٌخ دمشق البن عساكر (ٔٗ‪ ،)ٖ٘ٔ/‬وتذكرة الحفاظ (ٖ‪ ،)ٖٔٓ/‬وشذرات الذهب‬
‫(ٗ‪.)ٕٗ٘/‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬ترتٌب المدارك (٘‪ ،)ٕٖ/‬والدٌباج المذهب (ٕ‪ ،)ٕٔ7/‬وشجرة النور الزكٌة (ٔ‪،)ٔٔ8/‬‬
‫والفتح المبٌن (ٔ‪ ،)ٔ8ٔ/‬وجمهرة تراجم الفقهاء المالكٌة (ٕ‪.)88ٙ/‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬الفهرست (‪ ،)ٕٗ9‬وطبقات الفقهاء (‪ ،)ٔٙٙ‬وترتٌب المدارك (٘‪ ،)ٕٕ/‬والدٌباج المذهب‬
‫(ٕ‪ ،)ٕٔ7/‬وشجرة النور الزكٌة (ٔ‪ ،)ٔٔ8/‬والفتح المبٌن (ٔ‪ ،)ٔ8ٔ/‬وجمهرة تراجم الفقهاء‬
‫المالكٌة (ٕ‪ ،)88ٙ/‬ومعجم المإلفٌن (‪.)ٕٔ/8‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬ترتٌب المدارك (٘‪ ،)ٕٕ/‬والدٌباج المذهب (ٕ‪ ،)ٕٔ7/‬وشجرة النور الزكٌة (ٔ‪،)ٔٔ8/‬‬
‫والفتح المبٌن (ٔ‪ ،)ٔ8ٔ/‬وجمهرة تراجم الفقهاء المالكٌة (ٕ‪ ،)88ٙ/‬ومعجم المإلفٌن (‪.)ٕٔ/8‬‬
‫‪- 4020 -‬‬
‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫‪ -‬مؤلفاته (ٔ)‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬الحاوي فً مذهب مالك‪ ،‬وهو فً علم الفقه‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬اللمع‪ ،‬وهو فً علم أصول الفقه‪.‬‬
‫وهذان الكتابان بعد بحث واطبلع على المصادر المطبوعة والمخطوطة‬
‫للمذهب المالكً ؼٌر موجودٌن‪ ،‬فهما فً عداد المصادر المفقودة‪.‬‬
‫‪ -‬وفاته‪ :‬ذكر بعض المترجمٌن أن وفاته كانت فً طرٌق عودته من بؽداد‬
‫إلى البصرة‪ ،‬وٌقال بؤنه مات عط ًشا فً البرٌة بعد مهاجمة القافلة التً كان مسافرً ا‬
‫فٌها(ٕ)‪ ،‬ووقع خبلؾ فً تحدٌد سنة الوفاة‪:‬‬
‫أ)األكثر أن وفاته كانت فً سنة ٖٖٔهـ (ٖ)‪.‬‬
‫ب) وقٌل‪ :‬توفً فً سنة ٖٖٓهـ (ٗ)‪.‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬الفهرست (‪ ،)ٕٗ9‬وطبقات الفقهاء (‪ ،)ٔٙٙ‬وترتٌب المدارك (٘‪ ،)ٕٖ/‬والدٌباج المذهب‬
‫(ٕ‪ ،)ٕٔ7/‬وشجرة النور الزكٌة (ٔ‪ ،)ٔٔ8/‬والفتح المبٌن (ٔ‪ ،)ٔ8ٔ/‬وجمهرة تراجم الفقهاء‬
‫المالكٌة (ٕ‪ ،)88ٙ/‬ومعجم المإلفٌن (‪.)ٕٔ/8‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬ترتٌب المدارك (٘‪ ،)ٕٕ/‬والدٌباج المذهب (ٕ‪ ،)ٕٔ7/‬والفتح المبٌن (ٔ‪.)ٔ8ٔ/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬الفهرست (‪ ،)ٕٗ9‬وترتٌب المدارك (٘‪ ،)ٕٕ/‬والدٌباج المذهب (ٕ‪ ،)ٕٔ7/‬وشجرة النور‬
‫الزكٌة (ٔ‪ ،)ٔٔ8/‬والفتح المبٌن (ٔ‪ ،)ٔ8ٔ/‬وجمهرة تراجم الفقهاء المالكٌة (ٕ‪ ،)88ٙ/‬ومعجم‬
‫المإلفٌن (‪.)ٕٔ/8‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬ترتٌب المدارك (٘‪ ،)ٕٕ/‬والدٌباج المذهب (ٕ‪ ،)ٕٔ7/‬وجمهرة تراجم الفقهاء المالكٌة‬
‫(ٕ‪ ،)88ٙ/‬ومعجم المإلفٌن (‪.)ٕٔ/8‬‬
‫‪- 4022 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫ادلثحث األول‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫عد ادلثاح مأمىرا ته‬

‫قول أبً الفرج‪:‬‬


‫ٌرى أبو الفرج أن المباح مؤمور به (ٔ)‪.‬‬
‫وقد خالف بٌن األصولٌٌن فً هذه المسألة على قولٌن‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬أن المباح ؼٌر مؤمور به‪ ،‬وهذا ما ٌراه جمهور األصولٌٌن‬
‫من الحنفٌة(ٕ)‪ ،‬والمالكٌة (ٖ)‪ ،‬والشافعٌة (ٗ)‪ ،‬والحنابلة (٘)‪.‬‬

‫القول الثانً‪ :‬أن المباح مؤمور به‪ ،‬وهو قول منقول عن الكعبً (‪.)7( )ٙ‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬إحكام الفصول (ٔ‪ ،)ٔ99/‬وإٌضاح المحصول (‪ ،)ٕٗٙ‬وعزاه ألبً الفرج من الشافعٌة‪:‬‬
‫الزركشً فً البحر المحٌط (ٔ‪.)ٕٕ٘/‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬الردود والنقود (ٔ‪ ،)ٖٗٔ/‬والؽٌث الهامع (٘‪ ،)7‬والتقرٌر والتحبٌر (ٕ‪ ،)ٔٗٗ/‬وتٌسٌر‬
‫التحرٌر (ٕ‪.)ٕٕٙ/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬التقرٌب واإلرشاد الصؽٌر (ٕ‪ ،)ٔ7/‬وإحكام الفصول (ٔ‪ ،)ٔ99/‬وإٌضاح المحصول‬
‫(‪ ،)ٕٗٙ‬والضروري (‪ ،)ٗ7‬ومختصر ابن الحاجب (ٔ‪ ،)ٖٕ8/‬وتحفة المسإول (ٕ‪ ،)8٘/‬ورفع‬
‫النقاب (ٔ‪.)ٙ7ٙ/‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬التلخٌص (ٔ‪ ،)ٕ٘ٔ/‬والمستصفى (‪ ،)٘9‬واإلحكام لآلمدي (ٔ‪ ،)ٔٙ8/‬ونهاٌة الوصول‬
‫للهندي (ٕ‪ ،)ٕٙ9/‬وبٌان المختصر (ٔ‪ ،)ٖ99/‬واإلبهاج (ٔ‪ ،)ٖٔٓ/‬والبحر المحٌط (ٔ‪،)ٕٕٗ/‬‬
‫وحاشٌة العطار (ٔ‪.)ٕٕٗ/‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬روضة الناظر (ٓٗ)‪ ،‬وشرح مختصر الروضة (ٔ‪ ،)ٖ87/‬وأصول ابن مفلح (ٔ‪،)ٕٗٙ/‬‬
‫والتحبٌر شرح التحرٌر (ٖ‪ ،)ٕٔٓٙ/‬وشرح الكوكب المنٌر (ٔ‪.)ٕٗٗ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬عبد هللا بن أحمد بن محمود البلخً‪ ،‬أبو القاسم الكعبً‪ ،‬وهو رأس طائفة من المعتزلة‪ ،‬تسمى‬
‫الكعبٌة‪ ،‬له آراء خاصة فً علم الكبلم واألصول‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬طبقات المعتزلة‪ ،‬والؽرر‬
‫والنوادر‪ ،‬توفً سنة ‪ٖٔ9‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬فضل االعتزال وطبقات المعتزلة (‪ ،)ٕ97‬والجواهر المضٌة (ٔ‪ ،)ٕ7ٔ/‬وتاج التراجم‬
‫(‪.)ٔ77‬‬
‫(‪ )7‬انظر‪ :‬التلخٌص (ٔ‪ ،)ٕ٘ٔ/‬واإلحكام لآلمدي (ٔ‪ ،)ٔٙ8/‬والبحر المحٌط (ٔ‪.)ٕٕٗ/‬‬
‫‪- 4032 -‬‬
‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫دراسة وتقوٌم قول أبً الفرج‪:‬‬


‫دلٌل القول بؤن المباح مؤمور به‪ :‬كل فعل مباح حٌن االشتؽال به فهو‬
‫وسٌلة لترك المحرم‪ ،‬وترك المحرم واجب‪ ،‬وبذلك فالمباح ٌكون واجبًا ومؤمورً ا‬
‫به‪ ،‬فمثبلً‪ :‬من انشؽل بشرب الماء كان وسٌلة لتركه شرب الخمر‪ ،‬والسكوت‬
‫المباح ٌتحقق به ترك الكذب والقذؾ‪ ،‬وترك هذه المحرمات (شرب الخمر‪،‬‬
‫والكذب‪ ،‬والقذؾ) هو واجب‪ ،‬فٌكون المباح بذلك مؤمورً ا (ٔ)‪.‬‬
‫وٌرد علٌه من وجهٌن‪:‬‬
‫أ‪ -‬هذا الدلٌل فٌه جمع بٌن النقٌضٌن‪ ،‬وهو باطل‪ ،‬فالواجب ال ٌسوغ تركه‪،‬‬
‫والمباح ٌسوغ تركه (ٕ)‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كان المباح واجبًا ومؤمورً ا به بهذه الطرٌقة‪ ،‬وأن المتلبّس به تارك‬
‫للحرام‪ ،‬وترك الحرام واجب‪ ،‬لكان المندوب واجبا إن ُت ِرك به محرم آخر‪ ،‬بل إن‬
‫المحرم إن ُت ِرك به محرم آخر لكان واجبًا !‪ ،‬وهذا ال ٌقبل؛ ألننا بذلك لن نستطٌع‬
‫التمٌٌز بٌن األحكام (ٖ)‪.‬‬

‫وٌالحظ على قول أبً الفرج اآلتً‪:‬‬


‫ٔ‪ -‬لم ٌوافق أحد من علماء المالكٌة قول أبً الفرج بؤن المباح مؤمور به‪،‬‬
‫بل ووصؾ ابن رشد (ٗ) هذا القول بؤنه ساقط(٘) (‪ ،)ٙ‬كما أن بعض األصولٌٌن ع ّده‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬إحكام الفصول (ٔ‪ ،)ٔ99/‬والبرهان (ٔ‪ ،)ٕٓ٘/‬وشرح مختصر الروضة (ٔ‪،)ٖ88/‬‬
‫واإلبهاج (ٔ‪ ،)ٖٔٔ/‬والبحر المحٌط (ٔ‪.)ٕٕٙ/‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬شرح المعالم (ٔ‪.)ٖ7ٖ/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬روضة الناظر (ٔٗ)‪ ،‬واإلحكام لآلمدي (ٔ‪.)ٔٙ9/‬‬
‫(ٗ) محمد بن أحمد بن محمد بن رشد‪ ،‬أبو الولٌد‪ ،‬الملقب بابن رشد الحفٌد‪ ،‬ولد فً قرطبة سنة ٕٓ٘ه‪،‬‬
‫ونشؤ بها‪ ،‬هو من بٌت علم‪ ،‬فؤبوه وجده من أهل العلم والوجاهة فً األندلس‪ ،‬وقد عرفوا بالمذهب‬
‫المالكً‪ ،‬وقد حظً بنصٌب كبٌر من دراسة العلوم المختلفة‪ ،‬وظهرت براعته فً الفقه واألصول‬
‫وعلم الكبلم والفلسفة والطب‪ ،‬له مإلفات كثٌرة‪ ،‬منها‪ :‬بداٌة المجتهد ونهاٌة المقتصد‪ ،‬والضروري‬
‫فً أصول الفقه‪ ،‬والكلٌات فً الطب‪ ،‬وتهافت التهافت‪ ،‬توفً سنة ٘‪٘9‬ه‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الدٌباج المذهب (ٕ‪ ،)ٕ٘8/‬وشذرات الذهب (‪ ،)ٕٕ٘/ٙ‬وشجرة النور الزكٌة (ٔ‪.)ٕٕٔ/‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬الضروري (‪.)ٗ7‬‬
‫(‪ )ٙ‬ابن رشد بٌّن وجهة نظره فً القول دون نسبته ألبً الفرج‪.‬‬
‫‪- 4033 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬
‫قوال ًّ‬
‫شاذا خارجً ا عن اإلجماع(ٔ)‪ ،‬وبذلك فؤبو الفرج لم ٌخالؾ أصحابه المالكٌة‬ ‫ع ّده ً‬
‫فقط‪ ،‬وإنما خالؾ جماهٌر األصولٌٌن‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬عند ذكر األصولٌٌن لهذا القول وما استدلوا به ٌظهر بؤنهم ال ٌقولون‬
‫بؤن المباح مؤمور به من حٌث ذاته‪ ،‬وإنما هو مؤمور به من حٌث ما ٌعرض له من‬
‫ترك حرام وؼٌره‪ ،‬وبهذا المعنى فجمهور األصولٌٌن ٌوافقون على صٌرورة‬
‫المباح مؤمورً ا به لعارض‪ ،‬وٌكون الخبلؾ فً المسؤلة لفظ ًٌّا (ٕ)‪ ،‬وإن كان لدى‬
‫البعض تحفظ على ذلك‪ ،‬وٌرون أن الخبلؾ معنوي (ٖ)‪.‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬كشؾ األسرار (ٔ‪ ،)ٔ8ٓ/‬وشرح الكوكب المنٌر (ٔ‪.)ٕٗ٘/‬‬


‫(ٕ) انظر‪ :‬مجموع الفتاوى (ٓٔ‪ ،)ٖ٘ٓ/‬وجمع الجوامع (‪ ،)ٔٙ‬والموافقات (ٔ‪.)ٕٕٙ/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬نهاٌة الوصول للهندي (ٕ‪ ،)ٕٙ9/‬وتشنٌؾ المسامع (ٔ‪.)ٕٗٔ/‬‬
‫‪- 4034 -‬‬
‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫ادلثحث الثاني‬
‫استصحاب الرباءج األصليح‬

‫قول أبً الفرج‪:‬‬


‫(ٔ)‬
‫‪.‬‬ ‫ٌرى أبو الفرج بؤن استصحاب البراءة األصلٌة لٌس بحجة‬
‫وقد اختلف األصولٌون فً حكم استصحاب البراءة األصلٌة على ثالثة‬
‫أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬حجة مطل ًقا‪ ،‬وهو قول بعض الحنفٌة(ٕ)‪ ،‬والمالكٌة(ٖ)‪،‬‬
‫والشافعٌة(ٗ)‪ ،‬والحنابلة (٘)‪.‬‬

‫القول الثانً‪ :‬حجة فً الدفع دون اإلثبات‪ ،‬وهو اختٌار أكثر الحنفٌة (‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬شرح تنقٌح الفصول (‪ ،)ٗٗ7‬وتقرٌب الوصول (ٔ‪ ،)ٔ9‬ورفع النقاب (‪.)ٔ8ٖ-ٔ8ٕ/ٙ‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬مٌزان األصول (‪ ،)ٙ٘9‬وكشؾ األسرار (ٖ‪.)٘ٗ٘/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬مقدمة ابن القصار (‪ ،)ٔ٘7‬وإحكام الفصول (ٕ‪ ،)7ٓٓ/‬والمحصول البن العربً (ٖٓٔ)‪،‬‬
‫وشرح تنقٌح الفصول (‪ ،)ٗٗ7‬وتقرٌب الوصول (ٔ‪ ،)ٔ9‬ورفع النقاب (‪ ،)ٔ8ٕ/ٙ‬ونشر البنود‬
‫(ٕ‪.)ٕ٘9/‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬التلخٌص (ٖ‪ ،)ٕٔ8/‬والمستصفى (‪ ،)ٔ٘9‬ونهاٌة الوصول للهندي (‪ ،)ٖ9ٖ٘/8‬واإلبهاج‬
‫(ٖ‪ ،)ٔٙ8/‬ونهاٌة السول (ٔ‪ ،)ٖٙ‬والبحر المحٌط (ٗ‪.)ٖٕ7/‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬رسالة العكبري (‪ ،)79‬والعدة (ٗ‪ ،)ٕٕٔٙ/‬وروضة الناظر (٘٘ٔ)‪ ،‬وشرح مختصر‬
‫الروضة (ٖ‪ ،)ٕٔ٘/‬وأصول ابن مفلح (ٗ‪ ،)ٖٖٔٗ/‬والتحبٌر شرح التحرٌر (‪ ،)ٖ7٘٘/8‬وؼاٌة‬
‫السول (ٖٗٔ)‪ ،‬وشرح الكوكب المنٌر (ٗ‪.)ٗٓ٘/‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬تقوٌم األدلة (ٓٓٗ)‪ ،‬وأصول السرخسً (ٕ‪ ،)ٕٕٗ/‬وأصول البزدوي (ٓ‪ ،)ٕ7‬ونهاٌة‬
‫الوصول البن الساعاتً (ٕ‪.)ٖٙٓ/‬‬
‫‪- 4035 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫القول الثالث‪ :‬لٌس بحجة مطل ًقا‪ ،‬وهـو اخـتـٌار أبً الـحسٌن البصري(ٔ) (ٕ)‪،‬‬
‫واألبهري(ٖ)‪ ،‬وأبً الخطاب (ٗ) (٘)‪.‬‬
‫دراسة وتقوٌم قول أبً الفرج‪:‬‬
‫أدلة القائلٌن بعدم االحتجاج باستصحاب البراءة األصلٌة‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬إن الدلٌل الموجب لوجود الحكم ال ٌدل على وجوب بقائه‪ ،‬فوجود الشًء‬
‫ؼٌر بقائه‪ ،‬وبذلك ٌكون البقاء (العمل باالستصحاب) ثبت ببل دلٌل (‪.)ٙ‬‬
‫وٌرد علٌه‪:‬‬
‫إذا كان المراد بعدم الدلٌل على وجوب البقاء من جهة القطع فبل نزاع‪ ،‬أما‬
‫من جهة الظن فبل نقبله؛ ألن سبق الوجود مع عدم الظن المعارض ٌفٌدان ظن‬
‫البقاء‪ ،‬وهذا الظن معمول به فً الشرٌعة (‪.)7‬‬
‫ٕ‪ -‬إذا سوّ ى المستصحب بٌن الوقتٌن فً الحكم‪ ،‬فإما أن ٌكون سوى بٌنهما‬
‫فً الحكم بسبب اشتراكهما فً العلة‪ ،‬وهذا هو القٌاس‪ ،‬فالعمل به وال حاجة‬
‫لبلستصحاب‪ ،‬أو ٌكون سوى بٌنهما فً الحكم دون دلٌل‪ ،‬وهذا باطل (‪.)8‬‬
‫وٌرد علٌه‪:‬‬
‫ال نقبل بؤن التسوٌة بٌن وقتٌن إن لم تكن بالقٌاس فهً بدون دلٌل؛ ألن‬
‫القٌاس أحد األدلة‪ ،‬وال ٌلزم من عدمه أن نقول بعدم الدلٌل بالكلٌة‪ ،‬فالتسوٌة بٌن‬

‫(ٔ ) محمد بن علً بن الطٌب البصري‪ ،‬أبو الحسٌن‪ ،‬من شٌوخ المعتزلة‪ ،‬اشتهر فً علمً األصول‬
‫والكبل م‪ ، ،‬من مإلفاته‪ :‬المعتمد فً أصول الفقه‪ ،‬وتصفح األدلة‪ ،‬وؼرر األدلة‪ ،‬توفً فً بؽداد‬
‫سنة ‪ٖٗٙ‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬فضل االعتزال وطبقات المعتزلة (‪ ،)ٖ87‬ووفٌات األعٌان (ٗ‪ ،)ٕ7ٔ/‬وشذرات الذهب‬
‫(٘‪.)ٔ7ٕ/‬‬
‫(ٕ) اانظر‪ :‬المعتمد (ٕ‪.)ٖٕ٘/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬شرح تنقٌح الفصول (‪ ،)ٗٗ7‬وتقرٌب الوصول (ٔ‪ ،)ٔ9‬ورفع النقاب (‪.)ٔ8ٖ-ٔ8ٕ/ٙ‬‬
‫(ٗ) محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذانً‪ ،‬أبو الخطاب البؽدادي‪ ،‬ولد سنة ٕٖٗهـ‪ ،‬أحد أئمة المذهب‬
‫الحنبلً‪ ،‬تتلمذ عند أبً ٌعلى‪ ،‬برع فً الفقه وأصوله‪ ،‬وكان أدٌ ًبا‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬التمهٌد فً أصول‬
‫الفقه‪ ،‬الهداٌة فً الفقه‪ ،‬التهذٌب فً الفرائض‪ ،‬توفً سنة ٓٔ٘هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬ذٌل طبقات الحنابلة (ٔ‪ ،)ٕ7ٔ/‬والمقصد األرشد (ٖ‪ ،)ٕٓ/‬والمنهج األحمد (ٖ‪،)٘7/‬‬
‫وشذرات الذهب (‪.)ٗ٘/ٙ‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬التمهٌد (ٖ‪.)ٖ99/‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬كشؾ األسرار للبخاري (ٖ‪.)٘ٗ9/‬‬
‫(‪ )7‬انظر‪ :‬شرح التلوٌح على التوضٌح (ٕ‪.)ٕٔٗ-ٕٖٔ/‬‬
‫(‪ )8‬انظر‪ :‬المحصول للرازي (‪.)ٔٔٙ-ٔٔ٘/ٙ‬‬
‫‪- 4036 -‬‬
‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫الوقتٌن هنا كانت مبنٌة على العلم بثبوت الحكم فً الحال واقتضاء ظن ثبوته فً‬
‫الزمان الثانً‪ ،‬والعمل بالظن مشروع(ٔ)‪.‬‬
‫وٌالحظ على قول أبً الفرج اآلتً‪:‬‬
‫أ) لم ٌنفرد أبو الفرج برأٌه فً المسؤلة عن أصحابه‪ ،‬فقد وافقه فً منع‬
‫االحتجاج من المالكٌة األبهري‪.‬‬
‫ب) الخبلؾ فً حكم استصحاب البراءة األصلٌة مبنً على خبلؾ سابق‬
‫فً مسائل أصولٌة‪ ،‬ومنها مسؤلة ألبً الفرج واألبهري فٌها رأي‪ ،‬وهً‬
‫مسؤلة حكم األشٌاء قبل ورود الشرع (ٕ)‪ ،‬فؤبو الفرج ٌرى أن الحكم هو‬
‫اإلباحة (ٖ)‪ ،‬وأما األبهري فٌرى بؤن الحكم هو الحظر (ٗ)‪.‬‬
‫وقد نقل الزركشً (‪ )8( )7‬عن أبً منصور (‪ )9‬بأن الخالف فً حجٌة‬
‫استصحاب البراءة األصلٌة مبنً على حكم األشٌاء قبل ورود الشرع‪ ،‬وتفصٌل‬
‫ذلك‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬القول بؤن استصحاب البراءة األصلٌة حجة مبنً على أن حكم األشٌاء‬
‫قبل ورود الشرع على اإلباحة‪ ،‬وهذا ٌخالؾ موقؾ أبً الفرج‪.‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬نفائس األصول (‪.)ٖٗٓٔ/9‬‬


‫(ٕ) انظر‪ :‬سبلسل الذهب (‪.)ٕٗٙ‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬مقدمة ابن القصار (ٖٗ)‪ ،‬واإلشارة (ٕٖ٘)‪ ،‬وشرح تنقٌح الفصول (‪ ،)ٗٔ7‬وتقرٌب‬
‫الوصول (ٖ‪ ،)ٔ7‬ورفع النقاب (ٕ‪ ،)ٔٗٗ/‬ونشر البنود (ٔ‪.)ٕ7/‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬إحكام الفصول (ٕ‪ ،)ٙ87/‬وشرح تنقٌح الفصول (‪ ،)88‬وتقرٌب الوصول (ٖ‪.)ٔ7‬‬
‫(٘) محمد بن بهادر بن عبد هللا الزركشً‪ ،‬أبو عبدهللا‪ ،‬شافعً المذهب‪ ،‬ولد سنة ٘ٗ‪7‬هـ‪ ،‬اشتهر‬
‫وص ّنؾ فً عدد من العلوم كالفقه واألصول والحدٌث وعلوم القرآن‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬البحر المحٌط‬
‫فً أصول الفقه‪ ،‬تشنٌؾ المسامع‪ ،‬تخرٌج أحادٌث الرافعً‪ ،‬البرهان فً علوم القرآن‪ ،‬توفً سنة‬
‫ٗ‪79‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الشافعٌة البن قاضً شهبة (ٖ‪ ،)ٔٙ7/‬والدرر الكامنة (٘‪ ،)ٖٖٔ/‬وشذرات الذهب‬
‫(‪.)٘7ٕ/8‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬البحر المحٌط (ٗ‪.)ٖٖٗ/‬‬
‫(‪ ) 7‬عبد القاهر بن طاهر بن محمد التمٌمً‪ ،‬أبو منصور البؽدادي‪ ،‬ولد فً بؽداد‪ ،‬وسافر مع والده إلى‬
‫نٌسابور‪ ،‬واستقر فٌها‪ ،‬درس عند أبً إسحاق اإلسفراٌٌنً‪ ،‬وهو شافعً المذهب‪ ،‬له اهتمام بالفقه‪،‬‬
‫واألصول‪ ،‬والعقٌدة‪ ،‬والنحو‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬فضائح المعتزلة‪ ،‬والفرق بٌن الفرق‪ ،‬والتحصٌل فً‬
‫أصول الفقه‪ ،‬توفً سنة ‪ٕٗ9‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الفقهاء الشافعٌة البن الصبلح (ٕ‪ ،)ٖ٘٘/‬وطبقات الشافعٌة الكبرى البن السبكً‬
‫(٘‪ ،)ٖٔٙ/‬وطبقات الشافعٌٌن (ٖ‪ ،)ٖ9‬وطبقات الشافعٌة البن قاضً شهبه (ٔ‪.)ٕٔٔ/‬‬
‫‪- 4037 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫ٕ‪ -‬القول بعدم حجٌة استصحاب البراءة األصلٌة مبنً على أن حكم‬
‫األشٌاء قبل ورود الشرع على الحظر‪ ،‬وهذا ٌوافق موقؾ األبهري‪.‬‬
‫ولكن ٌظهر لً بؤن هذا البناء جزئً‪ ،‬فقد ٌكون له تؤثٌر ما فً حكم‬
‫استصحاب البراءة األصلٌة‪ ،‬ولكنه لٌس ببلزم؛ حتى ٌلزم من إثبات أحدهما إثبات‬
‫اآلخر أو من نفً أحدهما نفً اآلخر‪ ،‬بل وال ٌمتنع من أن ٌكون عدم االحتجاج‬
‫مرتبطا بإباحة األشٌاء قبل ورود الشرع من جهة‬‫ً‬ ‫باستصحاب البراءة األصلٌة‬
‫اعتمادنا وتمسكنا باإلباحة وأنها هً األصل‪ ،‬وأن التمسك بهذا األصل ٌكفً‬
‫وٌؽنً عن االعتماد على استصحاب البراءة األصلٌة‪.‬‬

‫‪- 4038 -‬‬


‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫ادلثحث الثالث‬
‫نسخ القرآن تالسنح ادلتىاترج‬
‫قول أبً الفرج‪:‬‬
‫وقع خبلؾ بٌن المالكٌة فً تحدٌد قول أبً الفرج فً المسؤلة على رأٌٌن‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن أبا الفرج ٌرى جواز نسخ القرآن بالسنة المتواترة شرعا (ٔ)‪.‬‬
‫الثانً‪ :‬أن أبا الفرج ٌرى عدم جواز نسخ القرآن بالسنة المتواترة (ٕ)‪.‬‬

‫وقد وقع خالف بٌن األصولٌٌن فً حكم نسخ القرآن بالسنة المتواترة‬
‫على ثالثة أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬جواز نسخ القرآن بالسنة المتواترة عقبل وشرعا‪ ،‬وهو مذهب‬
‫جمهور األصولٌٌن(ٖ)‪.‬‬
‫القول الثانً‪ :‬عدم جواز نسخ القرآن بالسنة المتواترة‪ ،‬وهو قول اإلمام‬
‫الشافعً (ٕٗٓهـ) (ٗ)‪ ،‬وأكثر أصحابه (٘)‪.‬‬
‫القول الثالث‪ٌ :‬جوز نسخ القرآن بالسنة المتواترة عقبلً ال شرعاً‪ ،‬وهو قول‬
‫اإلمـام أحمد (ٕٔٗهـ) فً المشهور‪ ،‬وأبً ٌعلى (‪.)7( )ٙ‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬مقدمة ابن القصار (ٔٗٔ)‪ ،‬وإحكام الفصول (ٔ‪ ،)ٕٖٗ/‬ورفع النقاب (ٗ‪.)ٖ٘ٔ/‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬الجامع ألحكام القرآن (ٕ‪.)ٙ٘/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬المعتمد (ٔ‪ ،)ٖ9ٖ/‬واإلحكام البن حزم (ٗ‪ ،)ٔٓ7/‬وإحكام الفصول (ٔ‪ ،)ٗٔٗ/‬وأصول‬
‫السرخسً (ٕ‪ ،)ٙ7/‬والمستصفى (‪ ،)99‬والتمهٌد ألبً الخطاب (ٕ‪ ،)ٖٙ9/‬والواضح البن عقٌل‬
‫(ٗ‪ ،)ٕ٘9/‬ومٌزان األصول (‪ ،)7ٔ8‬والمحصول البن العربً (‪ ،)ٔٗٙ‬والمحصول للرازي‬
‫(ٖ‪ ،)ٖٗ7/‬وشرح تنقٌح الفصول (ٖٖٔ)‪ ،‬وشرح مختصر الروضة (ٕ‪ ،)ٖٕٓ/‬وكشؾ األسرار‬
‫للبخاري (ٕ‪ ،)ٔٗ9/‬وتقرٌب الوصول (‪ ،)ٖٔ8‬والبحر المحٌط (ٖ‪ ،)ٔ8ٙ/‬والمختصر البن‬
‫اللحام (‪.)ٔ89‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬الرسالة (‪.)ٔٓٙ‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬التبصرة (ٗ‪ ،)ٕٙ‬والبحر المحٌط (ٖ‪.)ٔ8ٙ/‬‬
‫(‪ ) ٙ‬محمد بن الحسٌن بن محمد ابن الفراء البؽدادي‪ ،‬المعروؾ بالقاضً أبً ٌعلى‪ ،‬ولد سنة ٓ‪ٖ8‬هـ‪،‬‬
‫كان عالم زمانه وفرٌد عصره‪ ،‬وكان إماما ً فً األصول والفروع‪ ،‬وعارفا ً بالقرآن وعلومه‪،‬‬
‫وبالحدٌث وفنونه‪ ،‬وهو شٌخ المذهب الحنبلً‪ ،‬ومن مإلفاته‪ :‬العدة فً أصول الفقه‪ ،‬إبطال‬
‫التؤوٌل‪ ،‬المجرد فً المذهب‪ ،‬وتوفً فً سنة ٘‪ٗ8‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الحنابلة (ٕ‪ ،)ٔ9ٖ/‬والمقصد األرشد (ٕ‪ ،)ٖ9٘/‬وشذرات الذهب (٘‪.)ٕٕ٘/‬‬
‫(‪ )7‬انظر‪ :‬العدة (ٖ‪.)788/‬‬
‫‪- 4039 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫دراسة وتقوٌم قول أبً الفرج‪:‬‬


‫سؤذكر أبرز أدلة المانعٌن من نسخ القرآن بالسنة المتواترة على اعتبار أن‬
‫هذا الرأي مخالؾ لرأي المالكٌة‪:‬‬
‫اس َما ُن ِّز َل إِلٌَ ِْه ْم) ‪.‬‬
‫(ٔ)‬ ‫ك ِّ‬
‫الذ ْك َر لِ ُت َبٌ َِّن لِل َّن ِ‬ ‫(وأَ ْن َز ْل َنا إِلَ ٌْ َ‬
‫ٔ‪ -‬قال تعالى‪َ :‬‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫وظٌفة السنة محصورة فً البٌان‪ ،‬والنسخ ٌختلؾ عن البٌان‪ ،‬فالنسخ رفع‪،‬‬
‫وعلى هذا االختبلؾ فالسنة ال تنسخ القرآن (ٕ)‪.‬‬
‫وٌرد علٌه‪:‬‬
‫ك‬ ‫وصؾ السنة بالبٌان ال ٌنافً كونها ناسخة‪ ،‬كما جاء فً قوله تعالى‪َ ( :‬ت َب َ‬
‫ار َ‬
‫ٌِن َن ِذٌرً ا) (ٖ)‪ ،‬فوصفه بالنذٌر ال ٌعنً‬ ‫ون ل ِْل َعالَم َ‬ ‫الَّذِي َن َّز َل ْالفُرْ َق َ‬
‫ان َعلَى َع ْب ِد ِه لِ ٌَ ُك َ‬
‫عدم كونه بشٌرا‪ ،‬كما أن البٌان أع ّم‪ ،‬فٌشمل النسخ‪ ،‬فهو قد ٌكون بتوضٌح‬
‫الؽامض‪ ،‬وكذلك بإلؽاء الحكم النتهاء مدته (ٗ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬قال تعالى‪َ ( :‬ما َن ْن َس ْخ ِمنْ آ ٌَ ٍة أَ ْو ُن ْنسِ َها َنؤْ ِ‬
‫ت ِب َخٌ ٍْر ِم ْن َها أَ ْو م ِْثلِ َها) (٘)‪.‬‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫السنة لٌست خٌرا من القرآن وال مثله‪ ،‬وعلٌه فبل ٌكون النسخ بها‪ ،‬كما أن‬
‫هللا تعالى هو الذي ٌؤتً بخٌر منها‪ ،‬وهذا ال ٌكون إال والناسخ هو القرآن‪ ،‬ولٌس‬
‫السنة(‪.)ٙ‬‬
‫وٌرد علٌه من وجهٌن‪:‬‬
‫(و َما ٌَ ْنطِ ُق‬
‫أ) القرآن والسنة كبلهما من عند هللا تعالى كما قال عز وجل‪َ :‬‬
‫ُوحى)(‪ ،)7‬كما أنهما متساوٌان فً وجوب الطاعة‬ ‫َع ِن ْال َه َوى (ٖ) إِنْ ه َُو إِ َّال َوحْ ًٌ ٌ َ‬
‫كما قال تعالى‪َ ( :‬منْ ٌُطِ ِع الرَّ سُو َل َف َق ْد أَ َط َ‬
‫َّ (‪)8‬‬
‫هللا) ‪.‬‬
‫اع َ‬

‫(ٔ) من اآلٌة (ٗٗ) من سورة النحل‪.‬‬


‫(ٕ) انظر‪ :‬اإلحكام لآلمدي (ٖ‪.)ٔٙ8/‬‬
‫(ٖ) اآلٌة (ٔ) من سورة الفرقان‪.‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬نهاٌة السول (ٕٗٗ)‪.‬‬
‫(٘) من اآلٌة (‪ )ٔٓٙ‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬الرسالة للشافعً (‪ ،)ٔٓٙ‬ومقدمة ابن القصار (ٗٗٔ)‪.‬‬
‫(‪ )7‬اآلٌتان (ٖ‪ )ٗ-‬من سورة النجم‪.‬‬
‫(‪ )8‬من اآلٌة (ٓ‪ )8‬من سورة النساء‪.‬‬
‫‪- 4030 -‬‬
‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫ب) إن النبً صلى هللا علٌه وسلم ٌبٌن فً السنة بؤن هللا تعالى نسخ حكم‬
‫اآلٌة‪ ،‬فالنسخ مضاؾ إلى هللا تعالى سواء كان النسخ بالقرآن أو السنة (ٔ)‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬السنة فرع للقرآن‪ ،‬والفرع ال ٌعود على أصله باإلبطال‪ ،‬كما أن القرآن‬
‫والسنة كبلهما ال ٌنسخ بؤي فرع مستنبط منهما كالقٌاس‪ ،‬وعلى ذلك فالسنة ال تنسخ‬
‫القرآن (ٕ)‪.‬‬

‫وٌرد علٌه‪:‬‬
‫السنة لٌست فرعًا للقرآن‪ ،‬فقد قال النبً صلى هللا علٌه وسلم‪( :‬أال وإنً‬
‫أوتٌت الكتاب ومثله معه) (ٖ)‪ ،‬فكما جاء القرآن جاءت السنة‪ ،‬وإذا كان ما جاء فً‬
‫السنة متواترً ا فهو قاطع‪ ،‬وهو من عند هللا تعالى‪ ،‬وٌصبح كالقرآن فً نسخ القرآن‬
‫به‪ ،‬فبل ٌوجد ما ٌمنع نسخه للقرآن (ٗ)‪.‬‬
‫وٌالحظ على قول أبً الفرج اآلتً‪:‬‬
‫وقع خالف بٌن أصحابه فً تحدٌد قوله فً حكم نسخ القرآن بالسنة‬
‫المتواترة‪ ،‬بٌن الجواز أو المنع‪ ،‬ولكن ٌترجح لدي عزو القول بالجواز ألبً‬
‫الفرج؛ وذلك ألسباب‪:‬‬
‫(٘) (‪)ٙ‬‬
‫‪ ،‬والتلمٌذ أعرؾ بآراء شٌخه‪.‬‬ ‫أ) من نقل الجواز عنه تلمٌذه ابن القصار‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬إحكام الفصول (ٔ‪ ،)ٕٗ7/‬والمستصفى (ٓٓٔ)‪.‬‬


‫(ٕ) انظر‪ :‬اإلحكام لآلمدي (ٖ‪.)ٔٙ9/‬‬
‫(ٖ) رواه اإلمام أحمد فً مسنده (‪ ،)ٗٔٓ/ٕ8‬برقم (ٗ‪ )ٔ7ٔ7‬وذكر محققوه بؤن إسناده صحٌح‪،‬‬
‫ورجاله رجال الصحٌح‪ ،‬ورواه أبو داود فً سننه‪ ،‬كتاب‪ :‬السنة‪ ،‬باب فً لزوم السنة (ٗ‪)ٕٓٓ/‬‬
‫برقم (ٗٓ‪ ،)ٗٙ‬وصححه األلبانً فً صحٌح الجامع الصؽٌر (ٖٗ‪.)ٕٙ‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬شرح مختصر الروضة (ٕ‪.)ٖٕٔ/‬‬
‫(٘ ) علً بن عمر بن أحمد األبهري الشٌرازي‪ٌ ،‬كنى بؤبً الحسن‪ ،‬واشتهر بابن القصار‪ ،‬أحد كبار‬
‫فقهاء المالكٌة‪ ،‬تفقه على ٌد أبً بكر األبهري‪ ،‬وتتلمذ على ٌدٌه كبار فقهاء مذهبه كالقاضً‬
‫عبدالوهاب وابن السمّاك وابن عُمروس‪ ،‬ولً القضاء فً بؽداد‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬عٌون األدلة‪،‬‬
‫والمقدمة فً األصول‪ ،‬توفً سنة ‪ ٖ98‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬ترتٌب المدارك (‪ ،)7ٓ/7‬والدٌباج المذهب (ٕ‪ ،)ٔٓٓ/‬وشجرة النور الزكٌة (ٔ‪.)ٖٔ8/‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬المقدمة (ٔٗٔ)‪.‬‬
‫‪- 4032 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫(ٔ) (ٕ)‬
‫وكما ٌظهر فً كتبه‬ ‫ب) من نقل الجواز عنـه قرٌب من عصره كالباجً‬
‫اهـتمـامه بنـقـل اآلراء األصولٌة لمتقدمً مذهبه‪.‬‬
‫ج) من نقل المنع عنه هو القرطبً (ٖ)‪ ،‬وبٌنه وبٌن أبً الفرج قرابة ثبلثة قرون‬
‫من الزمن‪ ،‬كما أنه لم ٌسبقه فً عزو المنع ألبً الفرج أحد قبله‪ ،‬وال بعده‪.‬‬
‫د) استدالل أبً الفرج على القول بالجواز وبٌان أن هذا مذهب مالك‪ ،‬وهذا جاء‬
‫ض َر أَ َح َد ُك ُم ْال َم ْو ُ‬
‫ت إِنْ َت َر َك‬ ‫ِب َعلَ ٌْ ُك ْم إِ َذا َح َ‬
‫فٌما نقل عنه فً قول هللا تعالى‪ُ ( :‬كت َ‬
‫ْن) (ٗ) بؤنه منسوخ بما تواتر عن النبً صلى هللا علٌه وسلم‪:‬‬
‫(٘)‬
‫َخٌْرً ا ْال َوصِ ٌ َُّة ل ِْل َوا ِل َدٌ ِ‬
‫(إن هللا قد أعطى كل ذي حق حقه‪ ،‬فبل وصٌة لوارث) ‪ ،‬ولكن أصحابه لم‬
‫ٌوافقوه وخالفوه فً ذلك‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬أنكر ابن القصار ذلك على أبً الفرج فقال‪" :‬وذهب على أبً الفرج أن‬
‫مال ًكا رحمه هللا قال فً الموطؤ‪ :‬نسخت آٌة الموارٌث الوصٌة لوارث" (‪،)ٙ‬‬
‫وهذا ٌعنً أن أبا الفرج جعل الناسخ هو حدٌث (ال وصٌة لوارث) وهو ؼٌر‬

‫(ٔ) سلٌمان بن خلؾ بن سعدون الباجً المالكً األندلسً‪ ،‬ولد فً سنة ٖٓٗهـ‪ ،‬سافر إلى المشرق‬
‫لطلب العلم‪ ،‬ثم رجع بعد ذلك إلى بلده‪ ،‬وتصدر فٌها‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬إحكام الفصول‪ ،‬واإلشارة فً‬
‫أصول الفقه‪ ،‬توفً سنة ٗ‪ٗ7‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬ترتٌب المدارك (ٕ‪ ،)8ٕٓ/‬والدٌباج المذهب (ٔ‪ ،)ٖ77/‬ووفٌات األعٌان (ٕ‪،)ٗٓ8/‬‬
‫وشجرة النور الزكٌة (ٕٓٔ)‪.‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬إحكام الفصول (ٔ‪ ،)ٕٖٗ/‬واإلشارة (ٓٗ)‪.‬‬
‫(ٖ) محمد بن أحمد بن أبً بكر بن َفرْ ح األنصاري الخزرجً‪ ،‬أبو عبد هللا القرطبً‪ ،‬اإلمام العالم‬
‫الجلٌل‪ ،‬الفقٌه المفسر المحدث‪ .‬وكان من عباد هللا الصالحٌن‪ ،‬والعلماء الزاهدٌن فً الدنٌا‪،‬‬
‫المشتؽلٌن بؤمور اآلخرة‪ ،‬ومن مإلفاته‪ :‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬وشرح أسماء هللا الحسنى‪،‬‬
‫والتذكار فً أفضل األذكار‪ ،‬توفً سنة ٔ‪ٙ7‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الدٌباج المذهب (ٕ‪ ،)ٖٓ8/‬وطبقات المفسرٌن للسٌوطً (ٕ‪ ،)9‬و شذرات الذهب‬
‫(‪ ،)٘8٘/7‬وشجرة النور الزكٌة (ٔ‪.)ٕ8ٕ/‬‬
‫(ٗ) من اآلٌة (ٓ‪ )ٔ8‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫(٘) رواه اإلمام أحمد فً مسنده (‪ ،)ٕٔٓ/ٕ9‬برقم (ٖ‪ )ٔ7ٙٙ‬ورواه ابن ماجه فً سننه‪ ،‬كتاب‪:‬‬
‫ال وصٌة لوارث (ٕ‪ )9ٓ٘/‬برقم (ٖٔ‪ ،)ٕ7‬ورواه أبو داود فً سننه‪ ،‬كتاب‪:‬‬ ‫الوصاٌا‪ ،‬باب‪:‬‬
‫الوصاٌا‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء فً الوصٌة للوارث (ٖ‪ )ٔٔٗ/‬برقم (ٓ‪ ،)ٕ87‬ورواه الترمذي فً سننه‪،‬‬
‫كتاب‪ :‬الوصاٌا‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء ال وصٌة لوارث (ٖ‪ )٘ٓٗ/‬برقم (ٕٕٓٔ)‪ ،‬ورواه النسائً فً‬
‫سننه‪ ،‬كتاب‪ :‬الوصاٌا‪ ،‬باب‪ :‬إبطال الوصٌة للوارث (‪ )ٕٗ7/ٙ‬برقم (ٔٗ‪ ،)ٖٙ‬وصححه األلبانً‬
‫فً إرواء الؽلٌل (‪.)9٘/ٙ‬‬
‫(‪ )ٙ‬المقدمة (ٕٗٔ)‪.‬‬
‫‪- 4042 -‬‬
‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫(ال َوصِ ٌ َُّة ل ِْل َوا ِل َدٌ ِ‬


‫ْن) (ٔ) منسوخة‬
‫(ٕ)‬
‫صحٌح؛ ألن اإلمام مالك وضّح بؤن آٌة ْ‬
‫بآٌات الموارٌث‪ ،‬فٌكون الناسخ لآلٌة آٌة مثلها‪ ،‬ولٌس الخبر المتواتر ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬اعتبر أبو بكر األبهري عزو االستدالل من أبً الفرج لئلمام مالك بهذه‬
‫سهوا؛ ألن اإلمام مالك صرح بخبلفه‪ ،‬وأن اآلٌة منسوخة بآٌة‬ ‫ً‬ ‫الطرٌقة‬
‫(ٖ)‬
‫الموارٌث ‪.‬‬
‫وخالصة الكالم فالمالكٌة فً نسخ القرآن بالسنة المتواترة على‬
‫قولٌن‪ ،‬قول بالجواز وهو قول األكثر‪ ،‬وقول متردد بالمنع ٌعزى لإلمام‬
‫مالك‪ ،‬وأن جانب مخالفة أبً الفرج ألصحابه فً المسألة كان فً أمرٌن‪:‬‬
‫أ) جعله من المانعٌن لنسخ القرآن بالسنة المتواترة‪ ،‬ولكن ٌترجح لدي عدم‬
‫صحة ذلك‪ ،‬وأنه ممن ٌرى الجواز‪ ،‬وبهذا فإنه ال ٌخالؾ أصحابه‪.‬‬
‫ب) استدالله لئلمام مالك فً القول بجواز نسخ القرآن بالسنة المتواترة لم‬
‫ٌوافقه علٌه أصحابه‪ ،‬بل خالفوه ور ّدوا علٌه‪.‬‬

‫(ٔ) من اآلٌة (ٓ‪ )ٔ8‬من سورة البقرة‪.‬‬


‫(ٕ) انظر‪ :‬الموطؤ برواٌة ٌحٌى بن ٌحٌى اللٌثً (ٕ‪.)7ٙ٘/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬البحر المحٌط (ٖ‪.)ٔ8ٙ/‬‬
‫‪- 4043 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫ادلثحث الراتع‬
‫اقتضاء األمر ادلطلق‬
‫قول أبً الفرج‪:‬‬
‫(ٔ)‬
‫ٌرى أبو الفرج أن األمر المطلق ٌقتضً الندب ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وقد اختلف األصولٌون فً اقتضاء األمر المطلق على أقوال كثٌرة ‪،‬‬
‫أهمها ثالثة أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬األمر المطلق ٌقتضً الوجوب‪ ،‬وال ٌنصرؾ إلى ؼٌره إال‬
‫بقرٌنة‪ ،‬وهو مذهب جمهور األصولٌٌن من الحنفٌة (ٖ)‪ ،‬والمالكٌة (ٗ)‪،‬‬
‫والشافعٌة(٘)‪ ،‬والحنابلة(‪.)ٙ‬‬
‫القول الثانً‪ :‬األمر المطلق ٌقتضً الندب‪ ،‬مـجاز فٌمـا عـداه‪ ،‬وهـو قـول‬
‫الـمعتزلـة(‪ ،)7‬وعـزاه اآلمدي (‪ )8‬إلى جماعة من الفقهاء (‪.)9‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬إحكام الفصول (ٔ‪ ،)ٕٓٗ/‬وإٌضاح المحصول (ٕٕٓ)‪.‬‬


‫(ٕ) انظر‪ :‬البحر المحٌط (ٕ‪ ،)ٔٓٗ-99/‬والقواعد والفوائد األصولٌة (ٕٕٔ‪.)ٕٕٖ-‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬أصول السرخسً (ٔ‪ ،)ٔ٘/‬ومٌزان األصول (‪ ،)9ٙ‬وبذل النظر (‪ ،)٘9‬والمؽنً للخبازي‬
‫(ٖٔ)‪ ،‬وكشؾ األسرار للبخاري (ٔ‪ ،)ٔٙ٘/‬وتٌسٌر التحرٌر (ٔ‪ ،)ٖٗٔ/‬وفواتح الرحموت‬
‫(ٔ‪.)ٖ9ٙ/‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬إحكام الفصول (ٔ‪ ،)ٕٓٔ/‬ومختصر ابن الحاجب (ٔ‪ ،)ٕٙ٘/‬وشرح تنقٌح الفصول‬
‫(‪ ،)ٕٔ7‬وتقرٌب الوصول (٘‪.)ٔٙ‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬اللمع (ٖٔ)‪ ،‬وقواطع األدلة (ٔ‪ ،)٘ٗ/‬والمحصول للرازي (ٕ‪ ،)ٗٗ/‬واإلحكام لآلمدي‬
‫(ٕ‪ ،)ٕٔٙ/‬والتحصٌل (ٔ‪ ،)ٕ7ٗ/‬ونهاٌة الوصول للهندي (ٖ‪ ،)8٘ٗ/‬وبٌان المختصر (ٕ‪،)ٕٔ/‬‬
‫واإلبهاج (ٕ‪.)ٕٕ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬العدة (ٔ‪ ،)ٕٕٗ/‬والتمهٌد ألبً الخطاب (ٔ‪ ،)ٔٗ٘/‬وروضة الناظر (ٖ‪ ،)ٔ9‬والمسودة‬
‫(٘)‪ ،‬وشرح مختصر الروضة (ٕ‪ ،)ٖٙ٘/‬وشرح الكوكب المنٌر (ٖ‪.)ٖ9/‬‬
‫(‪ )7‬انظر‪ :‬المعتمد (ٔ‪.)٘ٔ-٘ٓ/‬‬
‫(‪ )8‬علً بن محمد بن سالم الثعلبً‪ ،‬سٌؾ الدٌن‪ ،‬أبو الحسن اآلمدي‪ ،‬نسبة إلى آمد‪ ،‬مدٌنة فً دٌار بكر‪،‬‬
‫بكر‪ ،‬ولد سنة ٔ٘٘هـ‪ ،‬تفقه فً بداٌة عمره على مذهب اإلمام أحمد‪ ،‬ثم انتقل إلى مذهب الشافعً‬
‫حتى أصبح من أشهر علمائه فً أصول الفقه‪ ،‬توفً سنة ٖٔ‪ٙ‬هـ‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬اإلحكام‪ ،‬ومنتهى‬
‫السول‪.‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الشافعٌة الكبرى البن السبكً (‪ ،)ٖٓٙ/8‬وطبقات الشافعٌٌن (ٖٖ‪ ،)8‬وطبقات‬
‫الشافعٌة البن قاضً شهبة (ٕ‪.)79/‬‬
‫(‪ )9‬انظر‪ :‬اإلحكام (ٕ‪.)ٕٔٙ/‬‬
‫‪- 4044 -‬‬
‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫القول الثالث‪ :‬التوقؾ‪ ،‬حتى ٌتبٌن المراد بالدلٌل أو بالقرٌنة‪ ،‬وهذا القول‬
‫ٌنسب إلى أبً الحسن األشعري(ٔ)(ٕ)‪ ،‬واخـتاره عدد من العلماء كالباقـبلنً(ٖ)(ٗ)‪،‬‬
‫كالباقـبلنً(ٖ)(ٗ)‪ ،‬والجوٌنً(٘)(‪ ،)ٙ‬والؽــزالً(‪ ،)8()7‬واآلمدي(‪.)9‬‬

‫(ٔ) علً بن إسماعٌل بن إسحاق‪ ،‬أبو الحسن األشعري البصري‪ ،‬ولد سنة ٓ‪ٕٙ‬هـ‪ ،‬وهو المتكلم النظار‬
‫النظار الشهٌر‪ ،‬وقد كان معتزلًٌا فتاب ودعا إلى ما ٌنسبه إلٌه األشاعرة‪ ،‬ثم تاب من كل ذلك‬
‫ورجع إلى معتقد السلؾ‪ ،‬توفً سنة ٕٖٗهـ‪ ،‬وقٌل ؼٌر ذلك‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬مقاالت اإلسبلمٌٌن‪،‬‬
‫واإلبانة فً أصول الدٌانة‪.‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الشافعٌة الكبرى البن السبكً (ٖ‪ ،)ٖٗ7/‬وطبقات الشافعٌة لئلسنوي (ٔ‪،)ٗ7/‬‬
‫وطبقات الشافعٌة البن قاضً شهبة (ٔ‪.)ٖٔٔ/‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬البرهان (ٔ‪ ،)ٔ٘7/‬واإلحكام لآلمدي (ٕ‪ ،)ٖٔٙ/‬وبٌان المختصر (ٕ‪.)ٕٔ/‬‬
‫(ٖ) محمد بن الطٌب بن محمد بن جعفر بن القسم‪ ،‬المعروؾ بؤبً بكر الباقبلنً البصري‪ ،‬ولد سنة‬
‫‪ٖٖ8‬هـ‪ ،‬من علماء المالكٌة‪ ،‬كان من المتكلمٌن المشهورٌن‪ ،‬وكان على مذهب أبً الحسن‬
‫األشعري‪ ،‬ومإٌ ًدا العتقاده‪ ،‬وناصرً ا لطرٌقته‪ ،‬وسكن بؽداد‪ ،‬وُ صؾ بجودة االستنباط وسرعة‬
‫الجواب‪ ،‬توفً فً ذي القعدة سنة ٖٓٗهـ‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬إعجاز القرآن‪ ،‬واالستبصار‪ ،‬وكشؾ‬
‫أسرار الباطنٌة‪.‬‬
‫انظر‪ :‬تارٌخ بؽداد (ٕ‪ ،)ٗ٘٘/‬وترتٌب المدارك (‪ ،)ٗٗ/7‬والدٌباج المذهب (ٖ‪ ،)ٖٙ‬وشجرة‬
‫النور الزكٌة (ٕ‪ ،)9‬واألعبلم (‪.)ٔ77-ٔ7ٙ/ٙ‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬التقرٌب واإلرشاد الصؽٌر (ٕ‪ ،)ٕٙ/‬وإحكام الفصول (٘‪ ،)ٔ9‬ونهاٌة الوصول للهندي‬
‫(ٖ‪.)8٘7/‬‬
‫(٘) عبد الملك بن عبد هللا الجوٌنً‪ ،‬إمام الحرمٌن‪ ،‬أبو المعالً‪ ،‬ولد سنة ‪ٗٔ9‬هـ‪ ،‬أخذ العلم على ٌد‬
‫والده‪ ،‬وعلى ؼٌره من علماء عصره‪ ،‬حتى انتهت إلٌه رئاسة الشافعٌة فً وقته‪ ،‬وقد برع فً عدد‬
‫من العلوم‪ ،‬توفً سنة ‪ٗ78‬هـ‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬الشامل فً أصول الدٌن‪ ،‬والبرهان‪ ،‬والتلخٌص فً‬
‫أصول الفقه‪.‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الشافعٌة الكبرى البن السبكً (٘‪ ،)ٔٙ٘/‬وطبقات الشافعٌٌن (‪ ،)ٗٙٙ‬وطبقات‬
‫الشافعٌة البن قاضً شهبة (ٔ‪.)ٕ٘٘/‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬التلخٌص (ٔ‪.)ٕٙٔ/‬‬
‫(‪ )7‬محمد بن محمد بن محمد الطوسً‪ ،‬المشهور بؤبً حامد الؽزالً‪ ،‬ولد بطوس سنة ٓ٘ٗهـ‪ ،‬من‬
‫أكابر علماء الشافعٌة‪ ،‬وهو من أنجب تبلمٌذ اإلمام الجوٌنً‪ ،‬اشتهر فً علمً الفقه وأصوله‪،‬‬
‫وكان له اهتمام بالفلسفة‪ ،‬توفً سنة ٘ٓ٘ هـ‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬المستصفى‪ ،‬والمنخول‪ ،‬والبسٌط‪،‬‬
‫والوسٌط‪.‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الشافعٌة الكبرى البن السبكً (‪ ،)ٔ9ٔ/ٙ‬وطبقات الشافعٌٌن (ٖٖ٘)‪ ،‬وطبقات‬
‫الشافعٌة البن قاضً شهبة (ٔ‪.)ٕ9ٗ/‬‬
‫(‪ )8‬انظر‪ :‬المستصفى (‪.)ٕٓٙ‬‬
‫(‪ )9‬انظر‪ :‬اإلحكام (ٕ‪.)ٖٔٙ/‬‬
‫‪- 4045 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫دراسة وتقوٌم قول أبً الفرج‪:‬‬


‫أدلة القائلٌن بؤن األمر ٌقتضً الندب‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬قال صلى هللا علٌه وسلم‪( :‬إذا نهٌتكم عن شًء فاجتنبوه‪ ،‬وإذا أمرتكم‬
‫بؤمر فؤتوا منه ما استطعتم)(ٔ)‪.‬‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫وجّ ه النبً صلى هللا علٌه وسلم األمر بصورة من ؼٌر إلزام‪ ،‬وإنما فوّ ضه‬
‫إلى االستطاعة‪ ،‬وهذا ٌدل على أنه للندب‪ ،‬ولو كان للوجوب لجزم فٌه كما جزم‬
‫فً النهً (فاجتنبوه) (ٕ)‪.‬‬
‫وٌرد علٌه‪:‬‬
‫ال ٌلزم من قوله (ما استطعتم) تفوٌض األمر إلى مشٌئتنا‪ ،‬فإنه لم ٌقل‬
‫(فافعلوا ما شئتم) بل قال (ما استطعتم) ولٌس ذلك خاصٌة للندب‪ ،‬فإن كل واجب‬
‫كذلك (ٖ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬الندب ٌدخل فً الواجب‪ ،‬ففعله خٌر من تركه‪ ،‬وبهذا فكل واجب ٌعد‬
‫مندوبًا من ؼٌر عكس‪ ،‬فوجب بذلك جعل األمر حقٌقة فً الندب؛ ألنه المتٌقن(ٗ)‪.‬‬
‫وٌرد علٌه‪:‬‬
‫هذا ال ٌسلّم لكم بؤن المندوب داخل فً الواجب‪ ،‬بل بٌنهما اختبلؾ‪ ،‬فجواز‬
‫الترك معتبر فً الندب‪ ،‬وهذا ٌنافً تعرٌؾ الواجب‪ ،‬فكٌؾ بهذا االختبلؾ ٌكون‬
‫داخبلً فٌه؟!(٘)‪.‬‬
‫ٖ‪-‬األمر ٌدل على حسن المؤمور به‪ ،‬وعلى أنه مراد اآلمر‪ ،‬وحسن الشًء‬
‫ال ٌدل على وجوبه‪ ،‬كالمباحات فإنها حسنة وهً ؼٌر واجبة‪ ،‬وكذلك النوافل‬

‫(ٔ) متفق علٌه من حدٌث أبً هرٌرة رضً هللا عنه‪ ،‬أخرجه البخاري فً صحٌحه بلفظه‪ ،‬كتاب‪:‬‬
‫االعتصام بالكتاب والسنة‪ ،‬باب‪ :‬االقتداء بسنن رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم (‪ ،)ٕٙ٘8/ٙ‬برقم‬
‫(‪ ،)ٙ8٘8‬وأخرجه مسلم فً صحٌحه بنحوه‪ ،‬كتاب‪ :‬الحج‪ ،‬باب‪ :‬فرض الحج مرة فً العمر‬
‫(ٕ‪ ،)97٘/‬برقم (‪.)ٖٖٔ7‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬إحكام الفصول (ٔ‪.)ٕٓ٘/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬اإلحكام لآلمدي (ٕ‪.)ٔ7ٖ/‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬أصول السرخسً (ٔ‪.)ٔ7/‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬روضة الناظر (‪.)ٔ97‬‬
‫‪- 4046 -‬‬
‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫مرادة له‪ ،‬وال ٌدل ذلك على الوجوب‪ ،‬فصار الوجوب صفة زائدة على حسن‬
‫الشًء‪ ،‬وعلى كونه مرا ًدا‪ ،‬فبل ٌجوز إثباته بنفس األمر (ٔ)‪.‬‬
‫وٌرد علٌه‪:‬‬
‫األمر ٌقتضً االستدعاء والطلب‪ ،‬والحسن تابع لذلك‪ ،‬والندب ٌجوز تركه‬
‫فهو ٌخالؾ مقتضى اللؽة‪ ،‬كما أن الحسن منه ما هو واجب‪ ،‬ومنه ما هو مندوب‪،‬‬
‫ومنه ما هو مباح‪ ،‬وال ٌحال إلى واحد منها إال بدلٌل‪ ،‬فبل ٌلزم من كونه حسنا أن‬
‫ٌكون مندوبا‪ ،‬كما أن األمر إن كان ٌقتضً حسن المؤمور به فإنه ٌقتضً قبح‬
‫ضده‪ ،‬وال ٌمكنه ترك ضده إال بفعل المؤمور به‪ ،‬فاقتضى أن ٌكون واجبا ً(ٕ)‪.‬‬

‫وٌالحظ على قول أبً الفرج اآلتً‪:‬‬


‫بعد النظر واالستقراء فً أقوال المالكٌة فً المسؤلة حسب المراجع نجد أن‬
‫لهم ثبلثة آراء‪ ،‬بٌن الوجوب وهو قول األكثر‪ ،‬والتوقؾ وهو قول الباقبلنً‪،‬‬
‫والندب وهو قول أبً الفرج وابن المنتاب واألبهري‪ ،‬والذي ٌهمنا هم من قال‬
‫بالندب‪ ،‬والباجً والمازري (ٖ) اتفقا على عزوه ألبً الفرج وابن المنتاب‪ ،‬وأما‬
‫األبهري فقد وقع خبلؾ كبٌر فً نقل رأٌه‪ ،‬فتارة ٌنسبون له القول بالوجوب‪،‬‬
‫وتارة القول بالندب‪ ،‬وتارة القول بالتفصٌل بحمل أوامر هللا سبحانه على‬
‫الوجوب‪ ،‬وأوامر رسوله صلى هللا علٌه وسلم على الندب‪ ،‬إال أن ٌكون بٌانا‬
‫لمجمل‪ ،‬أو ما فً معناه (ٗ)‪.‬‬
‫وبهذا نجد أن القول بالندب ال ٌمكن الجزام به إال ألبً الفرج وابن المنتاب‬
‫من المالكٌة‪ ،‬فؤبو الفرج خالؾ رأي أصحابه المالكٌة‪ ،‬ولكنه لم ٌنفرد برأٌه‪.‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬العدة (ٔ‪.)ٕٗ٘/‬‬


‫(ٕ) انظر‪ :‬التمهٌد (ٔ‪.)ٔ7ٓ-ٔٙ9/‬‬
‫(ٖ) محمد بن علً بن عمر التمٌمً المازري‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬ولد سنة ٖ٘ٗهـ‪ٌ ،‬عود نسبه إلى (مازر)‬
‫فً جزٌرة صقلٌة‪ ،‬وهو من كبار علماء زمانه‪ ،‬وهو مالكً المذهب‪ ،‬وقد اشتهر فً عدد من‬
‫العلوم كالحدٌث والفقه واألصول‪ ،‬وتوفً سنة ‪ٖ٘ٙ‬هـ‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬المعلم بفوائد كتاب مسلم‪،‬‬
‫وإٌضاح المحصول‪ ،‬وؼٌرها‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الدٌباج المذهب (ٗ‪ ،)ٖ7‬ووفٌات األعٌان (ٗ‪ ،)ٕ8٘/‬وشجرة النور الزكٌة (‪.)ٕٔ7‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬إٌضاح المحصول (ٕٕٓ)‪.‬‬
‫‪- 4047 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫ادلثحث اخلامس‬
‫ورود العام على سثة خاص‬
‫قول أبً الفرج‪:‬‬
‫(ٔ)‬
‫ٌرى أبو الفرج أن العبرة بخصوص السبب ال بعموم اللفظ ‪.‬‬
‫وقد اختلؾ األصولٌون فً اللفظ العام الوارد على سبب خاص ولم ٌقترن‬
‫بدلٌل التعمٌم‪ ،‬وال التخصٌص على أقوال متعددة (ٕ)‪ ،‬ولكن أبرزها قوالن‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب‪ ،‬وهذا القول هو قول‬
‫جمهور األصولٌٌن من الحنفٌة (ٖ)‪ ،‬والمالكٌة (ٗ)‪ ،‬والشافعٌة (٘)‪ ،‬والحنابلة (‪.)ٙ‬‬
‫القول الثانً‪ :‬العبرة بخصوص السبب ال بعموم اللفظ‪ ،‬وهذا القول نسبه‬
‫بعض المالكٌة إلى اإلمام مالك(‪ ،)7‬كما أنـه ٌـنـسـب أٌـضـا إلـى جــمـاعـة مـن أهـل‬
‫أهـل‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬إٌضاح المحصول (ٓ‪ ،)ٕ9‬ونسبه ألبً الفرج أٌضًا‪ :‬المسودة (ٖٓٔ)‪ ،‬وإرشاد الفحول‬
‫(ٔ‪.)ٖٖٗ/‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬البحر المحٌط (ٕ‪ ،)ٖ٘ٙ-ٖ٘٘/‬وإرشاد الفحول (ٔ‪.)ٖٖٗ/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬أصول السرخسً (ٔ‪ ،)ٕ7ٕ/‬ومٌزان األصول (ٖٖٓ)‪ ،‬وتٌسٌر التحرٌر (ٔ‪.)ٕٙٗ/‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬إحكام الفصول (ٔ‪ ،)ٕ7ٙ/‬والمحصول البن العربً (‪ ،)79-78‬ومختصر ابن الحاجب‬
‫(ٕ‪ ،)7ٕ7/‬وشرح تنقٌح الفصول (‪ ،)ٕٔٙ‬وتقرٌب الوصول (ٗٗٔ)‪.‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬التبصرة (ٗٗٔ)‪ ،‬والمستصفى (‪ ،)ٕٖٙ‬والمحصول للرازي (ٖ‪ ،)ٕٔ٘/‬واإلحكام لآلمدي‬
‫(ٕ‪ ،)ٕ٘8/‬ونهاٌة الوصول للهندي (٘‪ ،)ٔ7ٗٗ/‬وبٌان المختصر (ٕ‪ ،)ٕٔ٘/‬والبحر المحٌط‬
‫(ٕ‪.)ٖ٘7/‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬العدة (ٕ‪ ،)ٙٓ7/‬والتمهٌد ألبً الخطاب (ٕ‪ ،)ٔٙٔ/‬وروضة الناظر (ٖٖٕ)‪ ،‬والمسودة‬
‫(ٖٓٔ)‪ ،‬وشرح مختصر الروضة (ٕ‪ ،)ٕ٘ٓ/‬والمختصر البن اللحام (ٓٔٔ)‪ ،‬وشرح الكوكب‬
‫المنٌر (ٖ‪.)ٔ77/‬‬
‫(‪ )7‬انظر‪ :‬مقدمة ابن القصار (‪ ،)88‬وإحكام الفصول (ٔ‪.)ٕ7ٙ/‬‬
‫‪- 4048 -‬‬
‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫من الشافعٌة(ٗ)‪ ،‬وإلى بعض الحنابلة‬ ‫(ٖ)‬


‫الـعـلـم كؤبً ثور(ٔ)‪ ،‬والمزنً (ٕ)‪ ،‬والقفال‬
‫الحنابلة (٘)‪.‬‬
‫دراسة وتقوٌم قول أبً الفرج‪:‬‬
‫أدلة القائلٌن بؤن العبرة بخصوص السبب ال بعموم اللفظ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬نقل الرواة لسبب الحكم ٌفٌد وٌدل على اختصاص الحكم به‪ ،‬ولذلك‬
‫حافظوا على نقله‪ ،‬وإذا لم ٌكن كذلك فنقل السبب ٌكون ببل فائدة (‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ ) إبراهٌم بن خالد بن أبً الٌمان‪ ،‬أبو ثور الكلبً البؽدادي‪ ،‬كان إماما جلٌبل‪ ،‬وفقٌها ورعا خٌرا‪ ،‬كان‬
‫من أصحاب الرأي حتى حضر الشافعً إلى بؽداد فرجع إلى الحدٌث‪ ،‬نقل األقوال القدٌمة عن‬
‫الشافعً‪ ،‬وقد سمع من سفٌان بن عٌٌنة ووكٌع‪ ،‬وروى عنه أبو داود ومسلم وؼٌرهم‪ ،‬له كتب‬
‫مصنفة فً األحكام جمع فٌها بٌن الحدٌث والفقه‪ ،‬منها‪" :‬كتاب أحكام القرآن" و"كتاب الطهارة"‪،‬‬
‫و"كتاب الصبلة"‪ ،‬توفً سنة ٕٓٗ هـ ببؽداد‪.‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الشافعٌة الكبرى البن السبكً (ٕ‪ ،)7ٗ/‬وطبقات الشافعٌٌن (‪ ،)98‬وطبقات‬
‫الحفاظ للسٌوطً (‪.)ٕٕ7‬‬
‫(ٕ ) إسماعٌل بن ٌحٌى بن إسماعٌل بن عمرو ابن إسحاق المزنً‪ٌ ،‬كنى بؤبً إبراهٌم نسبة إلى مزٌنة‬
‫ً‬
‫مجتهدا ثقة‪،‬‬ ‫ً‬
‫زاهدا عالـمًا‬ ‫من مضر‪ ،‬ولد سنة ٘‪ ٔ7‬هـ‪ ،‬صاحب اإلمام الشافعً وحدث عنه‪ ،‬وكان‬
‫وهو إمام الشافعٌٌن وأعرفهم بطرقه وفتاوٌه‪ ،‬ولم ٌتقدم علٌه أحد من أصحاب الشافعً‪ ،‬روى عنه‬
‫أبو بكر بن خزٌمة والطحاوي‪ ،‬من مإلفاته‪" :‬المسائل المعتبرة"‪" ،‬الوثائق"‪" ،‬المنثور"‪" ،‬الترؼٌب‬
‫فً العلم"‪ ،‬وتوفً سنة ٗ‪ٕٙ‬هـ بمصر‪.‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الفقهاء للشٌرازي (‪ ،)97‬وطبقات الشافعٌة البن السبكً (ٕ‪ ،)9ٖ/‬وطبقات‬
‫الشافعٌٌن (ٕٕٔ)‪ ،‬وطبقات الشافعٌة البن قاضً شهبه (ٔ‪.)٘8/‬‬
‫(ٖ ) محمد بن علً بن إسماعٌل القفال الشاشً‪ ،‬المعروؾ بالقفال الكبٌر‪ ،‬والشاشً نسبة إلى شاش‪،‬‬
‫وهً مدٌنة وراء نهر سٌحون‪ ،‬تعرؾ الٌوم باسم طشقند‪ ،‬ولد سنة ٔ‪ ٕ9‬هـ‪ ،‬وكان إمامًا فً‬
‫التفسٌر‪ ،‬و الحدٌث‪ ،‬والكبلم‪ ،‬واألصول‪ ،‬والفروع‪ ،‬واللؽة‪ ،‬وهو أول من صنؾ الجدل الحسن‪،‬‬
‫ورحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام‪ ،‬وأخذ الفقه عن ابن سرٌج‪ ،‬وأخذ علم الكبلم عن‬
‫األشعري‪ ،‬وأخذ عنه محمد بن جرٌر الطبري ومحمد بن خزٌمة‪ ،‬له كتاب فً األصول وشرح‬
‫للرسالة للشافعً‪ ،‬توفً سنة (‪ ٖٖٙ‬هـ)‪ ،‬وقٌل‪ ٖٙٙ( :‬هـ)‪.‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات الفقهاء الشافعٌة البن الصبلح (ٔ‪ ،)ٕٕ8/‬وطبقات الشافعٌة البن السبكً‬
‫(ٖ‪ ،)ٕٓٓ/‬وطبقات الشافعٌٌن (‪ ،)ٕ99‬وطبقات الشافعٌة البن قاضً شهبه (ٔ‪.)ٔٗ8/‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬المحصول للرازي (ٖ‪ ،)ٕٔ٘/‬واإلحكام لآلمدي (ٕ‪ ،)ٕ٘8/‬والبحر المحٌط (ٕ‪.)ٖ٘ٙ/‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬المختصر البن اللحام (ٓٔٔ)‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬المستصفى (‪.)ٕٖٙ‬‬
‫‪- 4049 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫وٌرد علٌه‪:‬‬
‫نقل الرواة لسبب الحكم لـه فوائد متعـددة ؼٌر اختصاص الحكــم بــه؛ كبٌان‬
‫خصوصٌـــة السبب بالحكم‪ ،‬ومعرفة تارٌخ الحكم بمعرفة سببه‪ ،‬وتوسعة علم‬
‫الشرٌعة بمعرفة األحكام وأسبابها‪ ،‬وؼٌر ذلك (ٔ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬السإال ٌفتقر إلى الجواب‪ ،‬والجواب سببه السإال‪ ،‬فصار كل واحد‬
‫منهما سببًا لصاحبه‪ ،‬فلما كان السإال مقصورً ا على سببه‪ ،‬كان الجواب مثله‪ ،‬ولو‬
‫كان الجواب عاما لم ٌكن مطاب ًقا للسإال‪ ،‬واألصل هو المطابقة بٌنهما (ٕ)‪.‬‬
‫وٌرد علٌه‪:‬‬
‫هذا الدلٌل ٌصح فً الجواب الناقص‪ ،‬مثل‪ :‬نعم‪ ،‬وال‪ ،‬وحبلل‪ ،‬وحرام‪ ،‬ولكن‬
‫ال ٌصح فً الجواب التام الذي ٌصح االبتداء به‪ ،‬وال ٌحق له قصره على السإال‪،‬‬
‫والقول بؤن األصل هو المطابقة بٌنهما ممنوع؛ ألن المجٌب قد ٌزٌد فً جوابه على‬
‫قدر السإال‪ ،‬وال ٌُنكر ذلك علٌه (ٖ)‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬إذا كان الحكم عاما ثابتا فً محل الورود وؼٌره‪ ،‬لما تؤخر البٌان إلى‬
‫وقوع تلك الواقعة ظاهرا‪ ،‬لكنه تؤخر حتى ال ٌكون عاماً‪ ،‬ولو أراد الشارع عمومه‬
‫لجاء البٌان قبل وقوعها(ٗ)‪.‬‬
‫وٌرد علٌه‪:‬‬
‫هذا األسلوب فٌه تحكم على هللا تعالى‪ ،‬وسإاله‪ :‬ل َم فعل كذا؛ ولِ َم لم ٌفعل‬
‫كذا؛ وأنه لو كان ٌرٌد العموم لكان قبل الوقوع‪ ،‬كل هذا لٌس من حقنا‪ ،‬وبمثل هذا‬
‫ٌنفتح باب من األسئلة التً ال تنقطع‪ ،‬كما أن قبول هذا الدلٌل ٌلزم منه مخالفة‬
‫إجماع الصحابة‪ ،‬وهذا باطل؛ ألنهم عملوا بتطبٌق الحدود مثبل فً زمنهم‪ ،‬ولم‬
‫ٌذكروا بؤنها خاصة بمن نزلت فٌهم‪ ،‬مع أنه تؤخر بٌان تلك األحكام إلى وقوع‬
‫الوقائع (٘)‪.‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬نهاٌة الوصول للهندي (٘‪ ،)ٔ7٘ٗ/‬وشرح مختصر الروضة (ٕ‪ ،)٘ٓٙ/‬وشرح الكوكب‬
‫المنٌر (ٖ‪.)ٔ8٘/‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬مقدمة ابن القصار (ٓ‪.)9‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬قواطع األدلة (ٔ‪.)ٔ9ٙ/‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬نهاٌة الوصول للهندي (٘‪.)ٔ7٘ٔ/‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬شرح مختصر الروضة (ٕ‪.)٘ٓ٘/‬‬
‫‪- 4040 -‬‬
‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫وٌالحظ على قول أبً الفرج اآلتً‪:‬‬


‫القول بخصوص السبب ال بعموم اللفظ قد ُذكِر فً بعض مراجع المالكٌة‪،‬‬
‫وبعد العودة إلى تلك المراجع نجد اآلتً‪:‬‬
‫أ) قال ابن القصار‪" :‬مذهب مالك رحمه هللا قصر الحكم على السبب الذي‬
‫خرج اللفظ علٌه متى خبل مما ٌدل على اشتراك ما تناوله اللفظ معه"(ٔ)‪.‬‬
‫ب) قال الباجً‪" :‬واختلؾ أصحابنا فً حمله على عمومه أو قصره على‬
‫سببه؛ فروي عن مالك األمران جمٌعا‪ ،‬وأكثر أصحابنا العراقٌٌن على أنه ٌحمل‬
‫على عمومه‪...‬وهو الصحٌح عندي"(ٕ)‪.‬‬
‫ج) قال المازري‪" :‬هذا مما قال فٌه أكثر أصحابنا وأصحاب الشافعً‪ :‬بؤنه‬
‫ٌحكم بعموم اللفظ وال ٌقصر على السبب‪ ،‬وشذ بعض أصحابنا وهو أبو الفرج‪،‬‬
‫فقال بقصره على سببه‪ ،‬ورده عن داللته على العموم "(ٖ)‪.‬‬

‫وٌظهر هنا أن نسبة هذا القول حسب النقول بٌن اإلمام مالك وأبً الفرج‪،‬‬
‫وهنا تنبٌهات‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬النسبة لئلمام مالك فً قصر الحكم على سببه ُنقِل خبلفها فً نفس‬
‫المراجع‪ ،‬مما ٌدل على عدم دقة النسبة أو أن كبلمه مقٌّد بحالة معٌنة‪ ،‬فؤشار‬
‫الباجً إلى رواٌة القولٌن عن مالك فً المسؤلة حسب النقل السابق‪ ،‬وأما ابن‬
‫القصار فقد ذكر الرأي اآلخر فً موضع آخر‪ " :‬وحكم هذا الباب عنده(ٗ) أن‬
‫الخطاب إذا ورد باللفظ العام ُنظِ ر‪ ،‬فإن وجد دلٌل ٌخص اللفظ كان مقصورا علٌه‪،‬‬
‫وإن لم ٌوجد دلٌل ٌخصه أُجري الكبلم على عمومه"(٘)‪ ،‬وهذا ٌوافق ما جاء فً‬
‫تحرٌر محل النزاع بؤنه متى جاء لفظ ٌدل على التخصٌص ُحمِل علٌه‪ ،‬وبذلك‬
‫ٌمكننا جمعه مع القول بجرٌان الحكم على عمومه‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬لم ٌنسبه ألبً الفرج من أصحابه المالكٌة سوى المازري‪ ،‬وقد اعتبر‬
‫المازري قول أبً الفرج ًّ‬
‫شاذا عن أصحابه‪ ،‬ومن استقرائً لم أجد من المالكٌة من‬
‫ٌوافق على رأي أبً الفرج بؤن العبرة بخصوص السبب‪.‬‬

‫(ٔ) المقدمة (‪.)88‬‬


‫(ٕ) إحكام الفصول (ٔ‪.)ٕ7ٙ/‬‬
‫(ٖ) إٌضاح المحصول (ٓ‪.)ٕ9‬‬
‫(ٗ) أي اإلمام مالك‪.‬‬
‫(٘) المقدمة (ٗ٘)‪.‬‬
‫‪- 4042 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫ادلثحث السادس‬
‫تعارض احلاظر وادلثيح‬

‫قول أبً الفرج‪:‬‬


‫(ٔ)‬
‫ٌرى أبو الفرج تقدٌم المبٌح على الحاظر حال التعارض ‪.‬‬
‫وقد اختلف األصولٌون فٌما ٌفعله المجتهد عند تعارض الدلٌل الحاظر مع‬
‫الدلٌل المبٌح على ثالثة أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬تقدٌم الحاظر على المبٌح‪ ،‬وهو مذهب جمهور األصولٌٌن من‬
‫الحنفٌة(ٕ)‪ ،‬والمالكٌة (ٖ)‪ ،‬والشافعٌة (ٗ)‪ ،‬والحنابلة (٘)‪.‬‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫القول الثانً‪ :‬تقدٌم المبٌح على الحاظر‪ ،‬واختاره القاضً عبدالوهاب‬
‫(‪ ،)7‬واآلمدي(‪.)8‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬إحكام الفصول (ٕ‪ ،)ٖ٘٘/‬وشرح تنقٌح الفصول (‪ ،)ٗٔ7‬وتقرٌب الوصول (‪ ،)ٔ99‬ورفع‬
‫النقاب (٘‪ ،)ٗ7٘/‬ونٌل السول (ٕ٘ٔ)‪.‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬أصول البزدوي (ٕٗٓ)‪ ،‬وأصول السرخسً (ٕ‪ ،)ٕٔ/‬وكشؾ األسرار للبخاري (ٖ‪،)ٔٗٗ/‬‬
‫والتقرٌر والتحبٌر (ٖ‪ ،)ٕٔ/‬وتٌسٌر التحرٌر (ٖ‪.)ٔ٘9/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬المنهاج فً ترتٌب الحجاج (ٖٕٕ)‪ ،‬ونفائس األصول (‪ ،)ٖ7ٖٓ/8‬ومنتهى الوصول واألمل‬
‫(‪ ،)ٔٙ8‬ونشر البنود (ٕ‪ ،)ٖٓٓ/‬ومذكرة الشنقٌطً (ٕ‪.)ٖ9‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬التبصرة (ٗ‪ ،)ٗ8‬والتلخٌص (ٕ‪ ،)ٗٗ8/‬وقواطع األدلة (ٔ‪ ،)ٗٓ8/‬والمحصول للرازي‬
‫(٘‪ ،)ٖٗ9/‬والحاصل من المحصول (ٕ‪ ،)987/‬والفائق (ٕ‪ ،)ٖٖٙ/‬ونهاٌة السول (‪،)ٖ8ٙ‬‬
‫واإلبهاج (ٖ‪ ،)ٕٖٗ/‬وتٌسٌر الوصول البن إمام الكاملٌة (‪.)ٕٗٗ/ٙ‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬العدة (ٖ‪ ،)ٔٓٗٔ/‬والواضح (٘‪ ،)9ٕ/‬والمسودة (ٕٖٔ)‪ ،‬وروضة الناظر (ٔ‪ ،)ٖ9‬وأصول‬
‫وأصول ابن مفلح (ٗ‪ ،)ٔٙٓٓ/‬والتحبٌر شرح التحرٌر (‪ ،)ٗٔ8ٕ/8‬وشرح الكوكب المنٌر‬
‫(ٗ‪.)ٙ79/‬‬
‫(‪ )ٙ‬عبدالوهاب بن علً بن نصر البؽدادي المالكً‪ ،‬ولد سنة ٕ‪ٖٙ‬هـ‪ ،‬شٌخ المالكٌة فً عصره‪ ،‬عاش‬
‫فً بؽداد‪ ،‬كان فقٌهًا‪ ،‬ومتؤدبًا شاعراً‪ ،‬حسن النظر‪ ،‬جٌد العبارة‪ ،‬وقد تولى القضاء‪ ،‬ثم خرج فً‬
‫آخر عمره إلى مصر‪ ،‬توفً سنة ٕٕٗهـ‪ ،‬من مإلفاته‪ :‬التبصرة لمذهب إمام دار الهجرة‪،‬‬
‫واإلشراؾ فً مسائل الخبلؾ‪ ،‬والتلقٌن‪.‬‬
‫انظر‪ :‬ترتٌب المدارك (‪ ،)ٕٕٓ/7‬والدٌباج المذهب (ٔ‪ ،)ٕٙ‬وشجرة النور الزكٌة (ٖٓٔ)‪.‬‬
‫(‪ )7‬انظر‪ :‬نفائس األصول (‪.)ٖ7ٖٓ/8‬‬
‫(‪ )8‬انظر‪ :‬اإلحكام (ٗ‪.)ٕٙ9/‬‬
‫‪- 4052 -‬‬
‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫القول الثالث‪ :‬ال ٌقدم أي منهما على اآلخر‪ ،‬وإنما ٌتساقطان‪ ،‬وهو قول‬
‫المعتزلة(ٔ)‪ ،‬واختاره الؽزالً (ٕ)‪.‬‬
‫دراسة وتقوٌم قول أبً الفرج‪:‬‬
‫أدلة القائلٌن بتقدٌم المبٌح على الحاظر‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬إن المبٌح أولى؛ ألن األصل فً األشٌاء اإلباحة؛ فقد عاضده هذا األصل‬
‫بخبلؾ المحرم(ٖ)‪.‬‬
‫وٌرد علٌه من وجهٌن‪:‬‬
‫أ) ال نسلم ما ذكرتم‪ ،‬بل الحظر هو الموافق لؤلصل؛ ألنه ٌفضً إلى الترك‪،‬‬
‫والترك على وفق األصل‪ ،‬وأما اإلباحة فتفضً إلى الفعل‪ ،‬والفعل خبلؾ‬
‫األصل(ٗ)‪.‬‬
‫ب) لو سّلمنا بما ذكرتم بؤن األصل فً األشٌاء اإلباحة‪ ،‬فإن الحاظر ناقل‬
‫عنه‪ ،‬والناقل عن األصل أولى من المبقً علٌه؛ ألن فٌه زٌادة علم(٘)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬المباح مستفاد من التخٌٌر قطعًا‪ ،‬بخبلؾ الحظر فإنه مستفاد من النهً‪،‬‬
‫ولذا فهو ٌتردد بٌن الحرمة والكراهة‪ ،‬ولذا ق ّدمنا المباح؛ لعدم االحتمال فٌه(‪.)ٙ‬‬
‫وٌرد علٌه‪:‬‬
‫لٌس من ضرورة الحظر أن ٌكون مستفاداً من النهً فقط‪ ،‬بل ٌمكن استفادته‬
‫من التصرٌح بلفظ (الحظر) أو (التحرٌم) وهذه ألفاظ ال احتمال فٌها‪ ،‬كما أن‬
‫االحتمال قد ٌدخل على المباح؛ كما فً مسؤلة األمر بعد الحظر‪ ،‬فإنه وإن أفاد‬
‫اإلباحة عند بعض العلماء‪ ،‬إال أنه محتمِل(‪.)7‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬المعتمد (ٕ‪ ،)ٔ8ٙ/‬وعزاه أبو ٌعلى لهم أٌضا فً العدة (ٖ‪.)ٕٔٓٗ/‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬المستصفى (‪.)ٖ78‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬مٌزان األصول (ٖٔ‪.)7‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬نفائس األصول (‪.)ٖ7ٖٓ/8‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬بذل النظر (ٖ‪.)ٗ9‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬اإلحكام لآلمدي (ٗ‪.)ٕٙ9/‬‬
‫(‪ )7‬انظر‪ :‬الفائق (ٗ‪.)ٗٗ٘/‬‬
‫‪- 4053 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫وٌالحظ على قول أبً الفرج اآلتً‪:‬‬


‫ٔ‪ -‬لم ٌنفرد أبو الفرج برأٌه فً المسؤلة عن أصحابه‪ ،‬فقد وافقه من المالكٌة‬
‫القاضً عبدالوهاب‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬لعل سبب اختٌار أبً الفرج للقول بتقدٌم الخبر المباح على الحاظر حال‬
‫التعارض عائد إلى رأٌه فً مسؤلة حكم األشٌاء قبل ورود الشرع (ٔ)‪ ،‬وقد كان‬
‫رأٌه فٌها اإلباحة (ٕ)‪ ،‬فعند تعارض الخبرٌن نرجع إلى الحكم فً األصل‪ ،‬ولمـّا‬
‫كان حكمه هو اإلباحة‪ ،‬قُ ِّدم الخبر المباح هنا‪.‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬إحكام الفصول (ٕ‪ ،)ٖ٘٘/‬وشرح تنقٌح الفصول (‪ ،)ٗٔ7‬وتقرٌب الوصول (‪ ،)ٔ99‬ورفع‬
‫النقاب (٘‪ ،)ٗ7٘/‬ونٌل السول (ٕ٘ٔ)‪.‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬مقدمة ابن القصار (ٖٗ)‪ ،‬واإلشارة (ٕٖ٘)‪ ،‬وشرح تنقٌح الفصول (‪ ،)ٗٔ7‬وتقرٌب‬
‫الوصول (ٖ‪ ،)ٔ7‬ورفع النقاب (ٕ‪ ،)ٔٗٗ/‬ونشر البنود (ٔ‪.)ٕ7/‬‬
‫‪- 4054 -‬‬
‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫الخاتمة‪ :‬وفٌها أهم النتائج‪.‬‬


‫الحمد هلل الذي تتم بنعمته الصالحات‪ ،‬أحمده جل وعبل على ما ٌسّر لً‬
‫إتمام هذا البحث‪ ،‬فله الحمد والشكر ‪.‬‬
‫ُ‬
‫خرجت به من‬ ‫وبعد بلوغً فً هذا البحث إلى نهاٌته‪ ،‬فإنً أسرد أبرز ما‬
‫نتائج للبحث أو توصٌات‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬اهتمام المالكٌة بنقل آراء أبً الفرج األصولٌة‪ ،‬الموافق منها لمذهبهم أو‬
‫المخالؾ‪ ،‬كما أن هذه اآلراء تناقلتها مصادر المالكٌة األصولٌة جٌبل بعد‬
‫جٌل‪ ،‬ولم ٌقؾ تداولها فً زمن معٌن‪ ،‬بل إنهم وافقوه فً بعضها‪،‬‬
‫وخالفوه وناقشوه فً أخرى‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬اآلراء المخالفة من أبً الفرج ألصحابه ُتظهر عقلٌته المستقلة‪،‬‬
‫وشخصٌته العلمٌة‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬مخالفات أبً الفرج األصولٌة كانت كاآلتً‪:‬‬
‫أ) ٌرى بؤن المباح مؤمور به‪ ،‬وهذا القول مخالؾ ألصحابه المالكٌة‬
‫وجمهور األصولٌٌن‪.‬‬
‫ب)ٌرى بؤن استصحاب البراءة األصلٌة لٌس بحجة‪ ،‬وهو قول ٌخالؾ فٌه‬
‫أصحابه‪ ،‬ولكنه لم ٌنفرد به‪ ،‬وإنما وافقه األبهري‪.‬‬
‫ج) فً نسخ القرآن بالسنة المتواترة وافق أصحابه فً القول بالجواز‪ ،‬إال‬
‫أنهم خالفوه فً الدلٌل الذي نقله عن اإلمام مالك‪.‬‬
‫د) ٌرى أن األمر المطلق ٌقتضً الندب‪ ،‬وهو قول ٌخالؾ فٌه أصحابه‪،‬‬
‫ولكنه لم ٌنفرد به‪ ،‬وإنما وافقه ابن المنتاب‪.‬‬
‫هـ) ٌرى بؤن العبرة بخصوص السبب ال بعموم اللفظ‪ ،‬وهو قول ٌخالؾ‬
‫فٌه أصحابه‪.‬‬
‫و) ٌرى تقدٌم المباح على الحاظر حال التعارض‪ ،‬وهو قول ٌخالؾ فٌه‬
‫أصحابه‪ ،‬ولكنه لم ٌنفرد به‪ ،‬وإنما وافقه القاضً عبدالوهاب‪.‬‬
‫وبعد انتهائً من هذا البحث‪ ،‬فقد كان عملً قائما على جمع اآلراء‬
‫األصولٌة ألبً الفرج المبثوثة فً كتب األصول‪ ،‬ثم ح ّددت ما خالؾ فٌه‬
‫‪- 4055 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫أصحابه‪ ،‬وقمت بدراسة ذلك فً بحثً‪ ،‬إال أن ألبً الفرج أقواال أخرى فً‬
‫أصول الفقه لم تكن على ما التزمته فً بحثً‪ ،‬وفً هذا ٌمكن لً أن أقترح‬
‫موضوعا بحثٌا بعنوان‪ :‬آراء أبً الفرج األصولٌة جمعا ودراسة‪ٌ ،‬جمع فٌه‬
‫الباحث جمٌع آرائه وٌدرسها دراسة أصولٌة‪.‬‬
‫وأخٌرا هذا ما كتبته فً بحثً‪ ،‬فإن كان من توفٌق فهو من هللا وحده‪ ،‬وإن‬
‫كان ؼٌر ذلك فؤسؤل هللا العفو عن الزلل‪ ،‬وأن ال ٌحرمنً األجر والثواب‪ ،‬إنه‬
‫على كل شًء قدٌر‪ ،‬وصلى هللا وسلم على نبٌنا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعٌن‪.‬‬

‫‪- 4056 -‬‬


‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬


‫ٔ‪ .‬اإلبهاج فً شرح المنهاج‪ ،‬لتقً الدٌن السبكً (ت‪7٘ٙ‬هـ)‪ ،‬وابنه تاج الددٌن السدبكً‬
‫(تٔ‪77‬هـ) ‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬طبع عام ‪ٔٗٔٙ‬هـ‪ٔ99٘ ،‬م‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬إحكدددام الفصدددول فدددً أحكدددام األصدددول‪ ،‬ألبدددً الولٌدددد سدددلٌمان بدددن خلدددؾ البددداجً‬
‫(تٗ‪ ٗ7‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬عبدالمجٌددد تركددً‪ ،‬دار الؽددرب اإلسددبلمً‪ ،‬بٌددروت‪ ،‬الطبعددة‬
‫األولى‪ٔٗٓ7 ،‬هـ‪ٔ98ٙ ،‬م‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬اإلحكام فً أصدول األحكدام‪ ،‬البدن حدزم األندلدـسً الظداهري (ت‪ٗ٘ٙ‬هدـ)‪ ،‬تحقٌدق‪:‬‬
‫أحمد محمد شاكر‪ ،‬دار اآلفاق الجدٌدة‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬اإلحكددام فددً أصددول األحكددام‪ ،‬لعلددً بددن محمددد اآلمدددي (تٖٔ‪ٙ‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬د‪.‬سددٌد‬
‫الجمٌلً‪ ،‬دار الكتاب العربً‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪ٔٗٓٗ ،‬هـ‪.‬‬
‫٘‪ .‬إرشدداد الفحددول إلددى تحقٌددق الحددق مددن علددم األصددول‪ ،‬لمحمددد بددن علددً الشددوكانً‬
‫(تٕٓ٘ٔهددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬أحمددد عددزو عناٌددة‪ ،‬دار الكتدداب العربددً‪ ،‬الطبعددة األولددى‪،‬‬
‫‪ٔٗٔ9‬هـ‪ٔ999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬إرواء الؽلٌدددل فدددً تخدددرٌج أحادٌدددث مندددار السدددبٌل‪ ،‬لمحمدددد ناصدددر الددددٌن األلبدددانً‬
‫(تٕٓٗٔ هـ)‪ ،‬بإشراؾ‪ :‬زهٌر الشاوٌش‪ ،‬نشر المكتدب اإلسدبلمً‪ ،‬بٌدروت‪ ،‬الطبعدة‬
‫الثانٌة‪ ٔٗٓ٘ ،‬هـ‪ٔ98٘ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬اإلشددارة فدددً معرفدددة األصدددول‪ ،‬ألبدددً الولٌددد سدددلٌمان بدددن خلدددؾ البددداجً األندلسدددً‬
‫(تٗ‪ ٗ7‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق وتعلٌددق‪ :‬محمددد علددً فركددوس‪ ،‬المكتبددة المكٌددة‪ ،‬دار البشددائر‬
‫اإلسبلمٌة‪.‬‬
‫‪ .8‬اإلشددارة فدددً معرفدددة األصدددول‪ ،‬ألبدددً الولٌددد سدددلٌمان بدددن خلدددؾ البددداجً األندلسدددً‬
‫(تٗ‪ ٗ7‬هدددـ)‪ ،‬تحقٌدددق‪ :‬محمدددد حسدددن محمدددد حسدددن إسدددماعٌل‪ ،‬دار الكتدددب العلمٌدددة‪،‬‬
‫بٌروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ ٕٔٗٗ ،‬هـ‪ٕٖٓٓ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬أصددول البددزدوي‪ ،‬كنددز الوصددول إلددى معرفددة األصددول‪ ،‬علددً بددن محمددد البددزدوي‬
‫الحنفً‪( ،‬تٖ‪ٖ8‬هـ)‪ ،‬مطبعة جاوٌد برٌس‪ ،‬كراتشً‪.‬‬
‫ٓٔ‪ .‬أصددول الجصدداص‪ ،‬أو الفصددول فددً األصددول‪ ،‬ألحمددد بددن علددً أبددو بكددر الددرازي‬
‫الجصاص (تٓ‪ٖ7‬هدـ)‪ ،‬نشدر وزارة األوقداؾ الكوٌتٌدة‪ ،‬الطبعدة الثانٌدة‪ٔٗٔٗ ،‬هدـ‪،‬‬
‫ٗ‪ٔ99‬م‪.‬‬
‫ٔٔ‪.‬أصول السرخسً‪ ،‬لمحمد بن أحمد السرخدـسً (تٖ‪ٗ8‬هدـ)‪ ،‬دار الكتداب العلمٌدة‪،‬‬
‫بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ٔٗٔٗ ،‬هـ‪ ٔ99ٖ ،‬م‪.‬‬
‫‪- 4057 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫ٕٔ‪ .‬أصددول الفقدده‪ ،‬لمحمددد بددن مفلددح بددن محمددد المقدسددً (تٖ‪7ٙ‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق وتعلٌددق‪:‬‬
‫د‪.‬فهد السدحان‪ ،‬مكتبة العبٌكان‪ ،‬السعودٌة‪ ،‬الطبعة األولى‪ٕٔٗٓ ،‬هـ‪ٔ999 ،‬م‪.‬‬
‫ٖٔ‪ .‬إٌضدداح المحصددول مددن برهددان األصددول‪ ،‬ألبددً عبدددهللا محمددد بددن علددً بددن عمددر‬
‫التمٌمً المازري (ت‪ٖ٘ٙ‬هـ)‪ ،‬تحقٌدق‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عمدار الطدالبً‪ ،‬دار الؽدرب اإلسدبلمً‪،‬‬
‫بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٕٓٓٔ ،‬م‪.‬‬
‫ٗٔ‪ .‬البحدددر المحدددٌط فدددً أصدددول الفقددده‪ ،‬لمحمدددد بدددن بهدددادر بدددن عبدددد هللا الزركدددـشً‬
‫(تٗ‪ 79‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬د‪ .‬محمد محمد تامر‪ ،‬دار الكتدب العلمٌدة‪ ،‬بٌدروت‪ٕٔٗٔ ،‬هدـ‪،‬‬
‫ٕٓٓٓم‪.‬‬
‫٘ٔ‪ .‬بددذل النظددر فددً األصددول‪ ،‬لمحمددد بددن عبدالحمٌددد األسددمندي (تٕ٘٘هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‬
‫وتعلٌدددق‪ :‬د‪.‬محمدددد زكدددً عبددددالبر‪ ،‬مكتبدددة دار التدددراث‪ ،‬القددداهرة‪ ،‬الطبعدددة األولدددى‪،‬‬
‫ٕٔٗٔهـ‪ٔ99ٕ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٔٙ‬البرهان فً أصول الفقه‪ ،‬ألبً المعالً عبد الملك بن عبد هللا بدن ٌوسدؾ الجدوٌنً‬
‫(ت‪ ٗ78‬هدددـ)‪ ،‬تحقٌدددق‪ :‬د‪.‬عبددددالعظٌم محمدددود الددددٌب‪ ،‬دار الوفددداء‪ ،‬مصدددـر‪ ،‬الطبعدددة‬
‫الرابعة‪ٔٗٔ8 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .ٔ7‬بٌان المختصر شرح مختصر ابن الحاجب‪ ،‬لمحمود بدن عبدد الدرحمن األصدفهانً‬
‫(ت‪ 7ٗ9‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬محمددد مظهددر بقددا‪ ،‬دار المدددنً‪ ،‬السددعودٌة‪ ،‬الطبعددة األولددى‪،‬‬
‫‪ٔٗٓٙ‬هـ‪ٔ98ٙ ،‬م‪.‬‬
‫تاج التراجم‪ ،‬ألبً الفداء زٌن الدٌن أبو العدل قاسم بن قطلوبؽا السودونً‬ ‫‪.ٔ8‬‬
‫(ت‪879‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬محمد خٌر رمضان ٌوسؾ‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫ٖٔٗٔهـ‪ٔ99ٕ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٔ9‬تارٌخ بؽدداد‪ ،‬ألحمدد بدن علدً بدن ثابدت الخطٌدب البؽددادي (ت ٖ‪ٗٙ‬هدـ)‪ ،‬تحقٌدق‪:‬‬
‫مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔٗٔ7 ،‬هـ‪.‬‬
‫ٕٓ‪ .‬تارٌخ دمشق‪ ،‬ألبً القاسم علً بن الحسن بن هبة هللا‪ ،‬المعروؾ بابن عساكر‬
‫(تٔ‪٘7‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬عمرو بن ؼرامة العمروي‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‬
‫والتوزٌع‪ ٔٗٔ٘ ،‬هـ ‪ ٔ99٘ -‬م‪.‬‬
‫ٕٔ‪ .‬التبصدرة فددً أصدول الفقدده‪ ،‬ألبدً إسددحاق إبددراهٌم بدن علددً بدن ٌوسددؾ الشددٌرازي‬
‫(ت‪ٗ7ٙ‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة األولى‪ٖٔٗٓ ،‬هـ‪.‬‬

‫‪- 4058 -‬‬


‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫ٕٕ‪.‬التحبٌر شرح التحرٌر فً أصول الفقه‪ ،‬لعلً بدن سدلٌمان المدرداوي (ت٘‪88‬هدـ)‪،‬‬
‫تحقٌق‪ :‬مجموعة من الباحثٌن‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬السعودٌة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ٕٔٗٔ ،‬هدـ‪،‬‬
‫ٕٓٓٓم‪.‬‬
‫ٖٕ‪ .‬التحصددٌل مددن المحصددول‪ ،‬لمحمددود بددن أبددً بكددر األرمددوي (تٕ‪ٙ8‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪:‬‬
‫د‪.‬عبدالحمٌد بن علً أبو زنٌد‪ ،‬مإسسة الرسالة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔٗٓ8 ،‬هـ‪،‬‬
‫‪ٔ988‬م‪.‬‬
‫ٕٗ‪.‬تحفة ا لمسدإول فدً شدرح مختصدر منتهدى السدول‪ ،‬ألبدً زكرٌدا ٌحٌدى بدن موسدى‬
‫الرهونً (تٖ‪77‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬د‪ .‬الهادي بن الحسٌن شبٌلً‪ ،‬دار البحدوث للدرسدات‬
‫اإلسبلمٌة وإحٌاء التراث‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬الطبعة األولى‪ٕٕٔٗ ،‬هـ‪ٕٕٓٓ ،‬م‪.‬‬
‫ٕ٘‪ .‬تذكرة الحفاظ‪ ،‬لمحمد بن أحمد بدن عثمدان بدن قاٌمداز الدذهبً (ت ‪7ٗ8‬هدـ)‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔٗٔ9 ،‬هـ‪ٔ998 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٕٙ‬ترتٌدددب المددددارك وتقرٌدددب المسدددالك‪ ،‬ألبدددً الفضدددل القاضدددً عٌددداض بدددن موسدددى‬
‫الٌحصبً (تٗٗ٘هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬ابن تاوٌت الطنجً‪ ،‬عبد القادر الصدحراوي‪ ،‬محمدد‬
‫بن شرٌفة‪ ،‬سعٌد أحمد أعراب‪ ،‬مطبعة فضالة‪ ،‬المحمدٌة‪ ،‬المؽرب‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪.‬‬
‫‪ .ٕ7‬تشدددنٌؾ المسدددامع بجمدددع الجوامدددع‪ ،‬لمحمدددد بدددن بهدددادر بدددن عبددددهللا الزركدددـشً‬
‫(تٗ‪ 79‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬الحسٌنً بن عمر بن عبدالرحٌم‪ ،‬دار الكتب العلمٌدة‪ ،‬بٌدروت‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ٕٔٗٓ ،‬هـ‪ٕٓٓٓ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٕ8‬تفسٌر القرطبً‪ ،‬أو الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ألبً عبد هللا محمد بن أحمد بن أبً‬
‫بكر القرطبً (تٔ‪ٙ7‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬أحمد البردونً‪ ،‬وإبراهٌم أطفٌش‪ ،‬دار الكتب‬
‫المصرٌة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانٌة‪ٖٔ8ٗ ،‬هـ ‪ٔ9ٙٗ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٕ9‬تقرٌب الوصول إلى علم األصول‪ ،‬ألبً القاسدم محمدد بدن أحمدد بدن جدزي الكلبدً‬
‫(تٔٗ‪ 7‬هـ)‪ ،‬تحقٌق وتعلٌق‪ :‬د‪ .‬محمد المختار بن محمدد األمدٌن الشدنقٌطً‪ ،‬الطبعدة‬
‫الثانٌة‪ٕٖٔٗ ،‬هـ‪ٕٕٓٓ ،‬م‪.‬‬
‫ٖٓ‪ .‬التقرٌب واإلرشاد (الصؽٌر)‪ ،‬ألبً بكدر محمدد بدن الطٌدب البداقبلنً (تٖٓٗهدـ)‪،‬‬
‫تحقٌدق وتعلٌددق‪ :‬د‪.‬عبدالحمٌددد بددن علددً أبدو زنٌددد‪ ،‬مإسسددة الرسددالة‪ ،‬الطبعددة الثانٌددة‪،‬‬
‫‪ٔٗٔ8‬هـ‪ٔ998 ،‬م‪.‬‬
‫ٖٔ‪ .‬التقرٌر والتحبٌر‪ ،‬ألبً عبدد هللا محمدد بدن محمدد بدن محمدد‪ ،‬المعدروؾ بدابن أمٌدر‬
‫حاج‪ ،‬وٌقال له ابن الموقت الحنفً (ت‪879‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة‪ٖٔٗٓ ،‬هـ‪ٔ98ٖ ،‬م‪.‬‬

‫‪- 4059 -‬‬


‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫ٕٖ‪ .‬تقوٌم األدلة‪ ،‬أو تقوٌم أصول الفقه وتحدٌد أدلة الـشرع‪ ،‬ألبً زٌد عبٌدهللا بن عمر‬
‫الدبوسدددً (تٖٓٗ هدددـ)‪ ،‬تحقٌدددق‪ :‬خلٌدددل محٌدددً الددددٌن المدددٌس‪ ،‬دار الكتدددب العلمٌدددة‪،‬‬
‫بٌروت‪ ، ،‬الطبعة األولى‪ٕٔٗٔ ،‬هـ‪ٕٓٓٔ ،‬م‪.‬‬
‫ٖٖ‪.‬التلخٌص فً أصول الفقه‪ ،‬ألبً المعالً عبد الملك بن عبد هللا بن ٌوسؾ بن محمد‬
‫الجددوٌنً (ت‪ ٗ78‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬عبددد هللا جددولم النبددالً‪ ،‬وبشددٌر أحمددد العمددري‪ ،‬دار‬
‫البشائر اإلسبلمٌة‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫ٖٗ‪ .‬التمهٌددد فددً أصددول الفقدده‪ ،‬ألبددً الخطدداب محفددوظ بددن أحمددد بددن الحسددن الكلددوذانً‬
‫(تٓٔ٘هـ)‪ ،‬نشر مركز البحث العلمً وإحٌاء التراث اإلسبلمً بجامعة أم القدرى‪،‬‬
‫دار المدنً‪ ،‬السعودٌة‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔٗٓٙ ،‬هـ‪ٔ98٘ ،‬م‪.‬‬
‫ٖ٘‪ .‬تٌسٌر التحرٌر‪ ،‬لمحمد أمٌن بن محمود البخاري‪ ،‬المعروؾ بؤمٌر بادشاه الحنفً‬
‫(تٕ‪97‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪.ٖٙ‬تٌسٌر الوصول إلى منهاج األصول من المنقول والمعقول‪ ،‬لكمال الدٌن محمد بن‬
‫محمد بن عبد الرحمن‪ ،‬المعروؾ بـابن إمام الكاملٌة (تٗ‪ 87‬هـ)‪ ،‬دراسة وتحقٌق‪:‬‬
‫د‪.‬عبد الفتاح أحمد قطب الدخمٌسً‪ ،‬دار الفاروق الحدٌثة للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ٕٖٔٗ ،‬هـ‪ ٕٕٓٓ ،‬م‪.‬‬
‫‪.ٖ7‬جمع الجوامع فً أصول الفقه‪ ،‬لعبدالوهاب بن علدً السدبكً (تٔ‪77‬هدـ)‪ ،‬تعلٌدق‪:‬‬
‫عبدددالمنعم خلٌددل إبددراهٌم‪ ،‬دار الكتددب العلمٌددة‪ ،‬بٌددروت‪ ،‬الطبعددة الثانٌددة‪ٕٔٗٗ ،‬هددـ‪،‬‬
‫ٖٕٓٓم‪.‬‬
‫‪ .ٖ8‬جمهرة تراجم الفقهاء المالكٌة‪ ،‬لقاسم علً سعد‪ ،‬دار البحوث للدراسدات اإلسدبلمٌة‬
‫وإحٌاء التراث‪ ،‬دبً‪ ،‬الطبعة األولى‪ ٕٖٔٗ ،‬هـ‪ ٕٕٓٓ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٖ9‬الجواهر ال مضٌة فً طبقات الحنفٌة‪ ،‬لعبد القادر بن محمد بن نصدـر هللا القرشدً‬
‫(ت٘‪77‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬مٌر محمد كتب خانه‪ ،‬كراتشً‪.‬‬
‫ٓٗ‪.‬حاشددٌة العطددار علددى جمددع الجوامددع‪ ،‬لحسددن العطددار (تٕٓ٘ٔهددـ)‪ ،‬دار الكتددب‬
‫العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ٕٔٗٓ ،‬هـ‪ٔ999 ،‬م‪.‬‬
‫ٔٗ‪ .‬الحاصل مدن المحصدول‪ ،‬ألبدً عبددهللا محمدد بدن الحسدٌن األرمدوي (تٖ٘‪ٙ‬هدـ)‪،‬‬
‫تحقٌددق‪ :‬د‪.‬عبدالسددبلم محمددود أبددو ندداجً‪ ،‬منشددورات جامعددة قددان ٌددونس‪ ،‬بنؽددازي‪،‬‬
‫ٗ‪ٔ99‬م‪.‬‬

‫‪- 4050 -‬‬


‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫ٕٗ‪ .‬الدرر الكامنة فً أعٌان المائة الثامنة‪ ،‬ألبً الفضل أحمد بن علدً بدن محمدد بدن‬
‫أحمد بدن حجدر العسدقبلنً (ت ٕ٘‪8‬هدـ)‪ ،‬تحقٌدق‪ :‬محمدد عبدد المعٌدد ضدان‪ ،‬مجلدس‬
‫دائرة المعارؾ العثمانٌة‪ ،‬الهند‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ٖٔ9ٕ ،‬هـ‪ٔ97ٕ ،‬م‪.‬‬
‫ٖٗ‪ .‬الدٌباج المذهب فً معرفة أعٌان المذهب‪ ،‬إلبراهٌم بدن علدً بدن محمدد الٌعمدري‪،‬‬
‫المعروؾ بابن فرحدون (ت‪ 799‬هدـ)‪ ،‬تحقٌدق‪ :‬مدؤمون بدن محٌدً الددٌن الجندان‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔٗٔ7 ،‬هـ‪ٔ99ٙ ،‬م‪.‬‬
‫ٗٗ‪.‬ذٌل التقٌٌد فدً رواة السدنن واألسدانٌد‪ ،‬لمحمدد بدن أحمدد بدن علدً الحسدنً الفاسدً‬
‫(تٕٖ‪ 8‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬كمددال ٌوسددؾ الحددوت‪ ،‬دار الكتددب العلمٌددة‪ ،‬بٌددروت‪ ،‬الطبعددة‬
‫األولى‪ٔٗٔٓ ،‬هـ‪ٔ99ٓ،‬م‪.‬‬
‫٘ٗ‪ .‬ذٌددل طبقددات الحنابلددة‪ ،‬لعبددد الددرحمن بددن أحمددد بددن رجددب بددن الحسددن السددبلمً‪،‬‬
‫المعددروؾ بددابن رجددب الحنبلددً (ت ٘‪79‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬د‪ .‬عبددد الددرحمن بددن سددلٌمان‬
‫العثٌمٌن‪ ،‬مكتبة العبٌكان‪ ،‬الرٌاض‪ ،‬الطبعة األولى‪ ٕٔٗ٘ ،‬هـ‪ٕٓٓ٘ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٗٙ‬الردود والنقود شرح مختصر ابن الحاجب‪ ،‬لمحمدد بدن محمدود بدن أحمدد البدابرتً‬
‫الحنفً (ت‪ 78ٙ‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬د ‪.‬ضٌؾ هللا بن صالح بن عدون العمدري‪ ،‬ود‪.‬ترحٌدب‬
‫بن ربٌعان الدوسري‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرٌداض‪ ،‬الطبعدة‪ :‬األولدى‪ ٕٔٗٙ ،‬هدـ‪ٕٓٓ٘ ،‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪ .ٗ7‬رسالة العكبري فً أصول الفقه‪ ،‬ألبً علً الحسن بن شهاب بن الحسدن العكبدري‬
‫الحنبلً (ت‪ ٕٗ8‬هدـ)‪ ،‬تحقٌدق وتعلٌدق‪ :‬بددر بدن ناصدر بدن مشدرع السدبٌعً‪ ،‬لطدائؾ‬
‫لنشر الكتب والرسائل العلمٌة‪ ،‬الكوٌت‪ ،‬وأروقة للدراسات والنشدر‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعدة‬
‫األولى‪ ٖٔٗ8 ،‬هـ‪ٕٓٔ7 ،‬م‪.‬‬
‫‪.ٗ8‬الرسالة‪ ،‬لمحمدد بدن إدرٌدس المطلبدً القرشدً‪ ،‬المعدروؾ بالشدافعً (تٕٗٓهدـ)‪،‬‬
‫تحقٌق‪ :‬أحمد شاكر‪ ،‬مكتبة الحلبً‪ ،‬مـصر‪ ،‬الطبعة األولى‪ٖٔ٘8 ،‬هـ‪ٔ9ٗٓ،‬م‪.‬‬
‫‪.ٗ9‬رفع النقاب عن تنقٌح الشهاب‪ ،‬ألبً عبد هللا الحسٌن بن علً بن طلحة الشوشاوي‬
‫(ت‪899‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬د‪ .‬أحمد بن محمد السراح‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحمن ابن عبد هللا‬
‫الجبرٌن‪ ،‬مكتبة الرشد للنشر والتوزٌع‪ ،‬الرٌاض‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ٕٔٗ٘ ،‬هـ‪،‬‬
‫ٕٗٓٓ م‪.‬‬
‫ٓ٘‪ .‬روضددة الندداظر‪ ،‬ألبددً محمددد عبددد هللا بددن أحمددد بددن قدامددة المقدسددً (تٕٓ‪ٙ‬هددـ)‪،‬‬
‫تحقٌدددق‪ :‬د‪ .‬عبدددد العزٌدددز عبدددد الدددرحمن السدددعٌد‪ ،‬جامعدددة اإلمدددام محمدددد بدددن سدددعود‬
‫اإلسبلمٌة‪ ،‬الرٌاض‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪ٖٔ99 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪- 4052 -‬‬


‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫ٔ٘‪.‬سبلسل الذهب‪ ،‬لمحمد بن عبدهللا بن بهادر الزركشً (تٗ‪79‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‬


‫ودراسة‪ :‬محمد المختار بن محمد األمٌن الشنقٌطً‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانٌة‪ٕٖٔٗ ،‬هـ‪،‬‬
‫ٕٕٓٓم‪.‬‬
‫ٕ٘‪.‬سنن ابن ماجه‪ ،‬ألبً عبد هللا محمد بن ٌزٌد القزوٌنً (تٖ‪ٕ7‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬محمدد‬
‫فإاد عبد الباقً‪ ،‬دار إحٌاء الكتب العربٌة ‪ -‬فٌصل عٌسى البابً الحلبً‪.‬‬
‫ٖ٘‪ .‬سنن أبً داود‪ ،‬لسلٌمان بن األشعث بدن إسدحاق السجسدتانً (ت٘‪ٕ7‬هدـ)‪ ،‬تحقٌدق‪:‬‬
‫محمد محًٌ الدٌن عبد الحمٌد‪ ،‬المكتبة العصرٌة‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫ٗ٘‪ .‬سنن الترمذي‪ ،‬الجامع الكبٌر‪ ،‬لمحمد بن عٌسدى بدن سدورة الترمدذي (ت‪ٕ79‬هدـ)‪،‬‬
‫تحقٌق‪ :‬بشار عواد معروؾ‪ ،‬دار الؽرب اإلسبلمً‪ ،‬بٌروت‪ٔ998 ،‬م‪.‬‬
‫٘٘‪ .‬سنن النسائً‪ ،‬أو المجتبى من السنن أو السنن الصؽرى‪ ،‬ألبً عبدد الدرحمن أحمدد‬
‫بن شعٌب بن علً الخراسانً‪ ،‬النسائً (المتوفى‪ٖٖٓ :‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬عبد الفتداح أبدو‬
‫ؼدة‪ ،‬مكتب المطبوعات اإلسبلمٌة‪ ،‬حلب‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ٔٗٓٙ ،‬ه‪ٔ98ٙ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .٘ٙ‬شجرة النور الزكٌة فً طبقات المالكٌة‪ ،‬لمحمد بدن محمدد مخلدوؾ (تٓ‪ٖٔٙ‬هدـ)‪،‬‬
‫دار الكتاب العربً‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ .٘7‬شذرات الذهب فً أخبار مدن ذهدب‪ ،‬ألبدً الفدبلح عبدد الحدً بدن أحمدد ابدن محمدد‬
‫العكددري (ت ‪ ٔٓ89‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬محمددود األرندداإوط‪ ،‬وخددرج أحادٌثدده‪ :‬عبدددالقادر‬
‫األرناإوط‪ ،‬دار ابن كثٌر‪ ،‬دمشق – بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔٗٓٙ ،‬هـ‪ٔ98ٙ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .٘8‬شددرح التلددوٌح علددى التوضددٌح لمددتن التنقددٌح فددً أصددول الفقدده‪ ،‬لمسددعود بددن عمددر‬
‫التفتدددازانً (تٖ‪ 79‬هدددـ)‪ ،‬تحقٌدددق‪ :‬زكرٌدددا عمٌدددرات‪ ،‬دار الكتدددب العلمٌدددة‪ ،‬بٌدددروت‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ٔٗٔٙ ،‬هـ‪ٔ99ٙ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .٘9‬شرح الكوكب المنٌر‪ ،‬ألبً البقاء محمد بن أحمد بن عبد العزٌز بن علً الفتوحً‪،‬‬
‫المعددروؾ بددابن النجددار (تٕ‪97‬هددـ)‪ ،‬مكتبددة العبٌكددان‪ ،‬الطبعددة الثانٌددة‪ٔٗٔ8 ،‬هددـ‪،‬‬
‫‪ٔ997‬م‪.‬‬
‫ٓ‪ .ٙ‬شددرح المعددالم فددً أصددول الفقدده‪ ،‬ألبددً محمددد عبددد هللا بددن محمددد علددً الفهددري‬
‫المصدددري‪ ،‬المعدددروؾ بدددابن التلمسدددانً (تٗٗ‪ ٙ‬هدددـ)‪ ،‬تحقٌدددق‪ :‬عدددادل أحمدددد عبدددد‬
‫الموجود‪ ،‬وعلدً محمدد معدوض‪ ،‬عدالم الكتدب للطباعدة والنشدر والتوزٌدع‪ ،‬بٌدروت‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ٔٗٔ9 ،‬هـ ‪ ٔ999 -‬م‪.‬‬

‫‪- 4062 -‬‬


‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫ٔ‪ .ٙ‬شددرح تنقددٌح الفصددول‪ ،‬ألبددً العبدداس أحمددد بددن إدرٌددس بددن عبددد الددرحمن المددالكً‪،‬‬
‫المعدروؾ بددالقرافً (تٗ‪ٙ8‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬طدده عبدد الددرإوؾ سددعد‪ ،‬شددركة الطباعددة‬
‫الفنٌة المتحدة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ٖٔ9ٖ ،‬هـ‪ٔ97ٖ ،‬م‪.‬‬
‫ٕ‪ .ٙ‬شرح مختصـر الروضة‪ ،‬لسلٌمان بن عبد القوي بن الكدرٌم الطدوفً (ت‪7ٔٙ‬هدـ)‪،‬‬
‫مإسسة الرسالة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔٗٓ7 ،‬هـ‪ٔ987 ،‬م‪.‬‬
‫ٖ‪ .ٙ‬صددحٌح البخدداري‪ ،‬الجدددامع الصددحٌح المختصددر‪ ،‬لمحمدددد بددن إسددماعٌل البخددداري‬
‫الجعفددً‪( ،‬ت‪ ٕ٘ٙ‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬د‪ .‬مصددطفى دٌددب البؽددا‪ ،‬دار ابددن كثٌددر ‪ ،‬الٌمامددة‪،‬‬
‫بٌروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ٔٗٓ7 ،‬هـ‪ٔ987 ،‬م‪.‬‬
‫ٗ‪ .ٙ‬صحٌح الجامع الصؽٌر‪ ،‬ألبً عبد الرحمن محمد ناصر الدٌن‪ ،‬بن الحاج نوح‬
‫األلبانً (تٕٓٗٔهـ)‪ ،‬المكتب اإلسبلمً‪.‬‬
‫٘‪.ٙ‬صحٌح مسلم‪ ،‬المسند الصحٌح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول هللا‬
‫صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬لمسلم بن الحجاج القشٌري النٌسابوري (تٔ‪ٕٙ‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪:‬‬
‫محمد فإاد عبد الباقً‪ ،‬دار إحٌاء التراث العربً‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ .ٙٙ‬الضروري فً أصول الفقه‪ ،‬أو مختصر المستصدفى‪ ،‬ألبدً الولٌدد محمدد بدن رشدد‬
‫الحفٌد (ت٘‪٘9‬هـ)‪ ،‬تحقٌدق‪ :‬جمدال الددٌن العلدوي‪ ،‬تصددٌر‪ :‬محمدد عدبلل سٌناصدر‪،‬‬
‫دار الؽرب اإلسبلمً‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔ99ٗ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٙ7‬طبقددات الحفدداظ‪ ،‬لعبددد الددرحمن بددن أبددً بكددر السددٌوطً (ت ٔٔ‪9‬هددـ)‪ ،‬دار الكتددب‬
‫العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٖٔٗٓ ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .ٙ8‬طبقات الحنابلة‪ ،‬ألبً الحسٌن محمدد بدن أبدً ٌعلدى الفدراء البؽددادي (ت‪ٕ٘ٙ‬هدـ)‪،‬‬
‫تحقٌق‪ :‬محمد حامد الفقً‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ .ٙ9‬طبقات الشافعٌة الكبرى‪ ،‬لعبد الوهاب بن تقً الدٌن السبكً (تٔ‪77‬هدـ)‪ ،‬تحقٌدق‪:‬‬
‫د‪ .‬محمود محمد الطنداحً‪ ،‬د‪ .‬عبدد الفتداح محمدد الحلدو‪ ،‬دار هجدر للطباعدة والنشدر‬
‫والتوزٌع‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ٖٔٗٔ ،‬هـ‪.‬‬
‫ٓ‪ .7‬طبقددات الشددافعٌة‪ ،‬ألبددً بكددر بددن أحمددد بددن محمددد بددن عمددر األسدددي الشهددـبً‪،‬‬
‫المعروؾ بابن قاضً شهبة (ت ٔ٘‪8‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬د‪ .‬الحافظ عبد العلٌم خدان‪ ،‬عدالم‬
‫الكتب‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ٔٗٓ7 ،‬هـ‪.‬‬
‫ٔ‪ .7‬طبقات الشافعٌة‪ ،‬لعبد الرحٌم بن الحسدن بدن علدً اإلسدنوي (تٕ‪77‬هدـ)‪ ،‬تحقٌدق‪:‬‬
‫كمددال ٌوسددؾ الحددوت‪ ،‬دار الكتددب العلمٌددة‪ ،‬بٌددروت‪ ،‬الطبعددة األولددى‪ٔٗٓ7 ،‬هددـ‪،‬‬
‫‪ٔ987‬م‪.‬‬
‫‪- 4063 -‬‬
‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫ٕ‪ .7‬طبقات الشافعٌٌن‪ ،‬ألبً الفداء إسماعٌل بن عمر بن كثٌر (تٗ‪77‬هـ)‪ ،‬تحقٌدق‪ :‬د‪.‬‬
‫أحمدد عمددر هاشددم‪ ،‬د‪ .‬محمددد زٌددنهم محمددد عددزب‪ ،‬مكتبددة الثقافددة الدٌنٌددة‪ٖٔٗٔ ،‬هددـ‪،‬‬
‫ٖ‪ٔ99‬م‪.‬‬
‫ٖ‪ .7‬طبقددات الفقهدداء الشددافعٌة‪ ،‬ألبددً عمددرو عثمددان بددن عبددد الددرحمن‪ ،‬المعددروؾ بددابن‬
‫الصددبلح (ت ٖٗ‪ٙ‬هدـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬محٌددً الدددٌن علددً نجٌددب‪ ،‬دار البشددائر اإلسددبلمٌة‪،‬‬
‫بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔ99ٕ ،‬م‪.‬‬
‫ٗ‪ .7‬طبقددات الفقهدداء‪ ،‬ألبددً إسددحاق إبددراهٌم بددن علددً الشددٌرازي (ت‪ٗ7ٙ‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪:‬‬
‫إحسان عباس‪ ،‬دار الرائد العربً‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔ97ٓ ،‬م‪.‬‬
‫٘‪ .7‬طبقات المفسدرٌن العشرٌدـن‪ ،‬لعبدد الدرحمن بدن أبدً بكدر بدن محمدد السدٌوطً (ت‬
‫ٔٔ‪ 9‬هدددـ)‪ ،‬تحقٌدددق‪ :‬علدددً محمدددد عمدددر‪ ،‬مكتبدددة وهبدددة‪ ،‬القددداهرة‪ ،‬الطبعدددة‪ :‬األولدددى‪،‬‬
‫‪ٖٔ9ٙ‬هـ‪.‬‬
‫‪ .7ٙ‬العدة فً أصول الفقه‪ ،‬ألبً ٌعلى محمد بن الحسٌن بن محمد بدن خلدؾ بدن الفدراء‬
‫البؽدادي (ت‪ ٗ٘8‬هـ)‪ ،‬حققده وعلدق علٌده وخدرج نصده‪ :‬د‪ .‬أحمدد بدن علدً بدن سدٌر‬
‫المباركً‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ٔٗٔٓ ،‬هـ‪ٔ99ٓ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .77‬ؼاٌة السول إلى علم األصول‪ ،‬لٌوسؾ بن حسن بن أحمد الصالحً‪ ،‬المعروؾ‬
‫بابن المبرد (ت‪9ٓ9‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬بدر بن ناصر بن مشرع السبٌعً‪ ،‬ؼراس للنشر‬
‫والتوزٌع واإلعبلن‪ ،‬الكوٌت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ ٖٖٔٗ ،‬هـ ‪ ٕٕٓٔ ،‬م‪.‬‬
‫‪.78‬الؽٌث الهامع شرح جمع الجوامع‪ ،‬ألبً زرعة أحمد العراقً (ت‪8ٕٙ‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪:‬‬
‫مكتب قرطبة للبحث العلمً وإحٌاء التراث اإلسبلمً‪ ،‬دار الفاروق الحدٌثة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ٕٔٗٓ ،‬هـ‪ٕٓٓٓ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .79‬الفائق فً أصول الفقه‪ ،‬لمحمد بن عبد الرحٌم بن محمد األرموي (ت٘ٔ‪7‬هـ)‪،‬‬
‫تحقٌق‪ :‬محمود نصار‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ ٕٔٗٙ ،‬هـ‪،‬‬
‫ٕ٘ٓٓم‪.‬‬
‫ٓ‪ .8‬الفتح المبٌن فً طبقات األصولٌٌن‪ ،‬لعبدهللا بن مصطفى المراؼً‪ ،‬مطبعدة أنصدار‬
‫السنة المحمدٌة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫ٔ‪ .8‬فضدل االعتددزال وطبقدات المعتزلددة‪ ،‬ألبدً القاسددم البلخدً (ت ‪ٖٔ9‬هددـ)‪ ،‬والقاضددً‬
‫عبدددالجبار المعتزلددً (ت ٘ٔٗهددـ)‪ ،‬والحدداكم الجشددمً (ت ٗ‪ٗ9‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬فددإاد‬
‫سٌد‪ ،‬الدار التونسٌة للنشر‪.‬‬

‫‪- 4064 -‬‬


‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫ٕ‪ .8‬الفهرست ألبً الفرج محمد بن إسحاق بن محمد الوراق البؽدادي‪ ،‬المعروؾ بدابن‬
‫الندٌم (ت‪ٖٗ8‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬إبراهٌم رمضان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعدة الثانٌدة‪،‬‬
‫‪ ٔٗٔ7‬هـ ‪ٔ997 ،‬م‪.‬‬
‫ٖ‪ .8‬فددواتح الرحمددوت بشددرح مسددلم الثبددوت‪ ،‬لعبددد العلددً محمددد بددن نظددام الدددٌن محمددد‬
‫السهالوي األنصاري اللكنوي (تٕٕ٘ٔهـ)‪ ،‬ضبط وتصحٌح‪ :‬عبدهللا محمود محمدد‬
‫عمر‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٕٖٔٗ ،‬هـ‪ٕٕٓٓ ،‬م‪.‬‬
‫ٗ‪ .8‬قواطددع األدلددة فددً األصددول‪ ،‬ألبددً المظفددر منصددور بددن محمددد بددن عبددد الجبددار‬
‫المدددروزي السدددمعانً (ت‪ٗ89‬هدددـ)‪ ،‬تحقٌدددق‪ :‬محمدددد حسدددن محمدددد حسدددن إسدددماعٌل‬
‫الشافعً‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔٗٔ8 ،‬هـ‪ٔ999 ،‬م‪.‬‬
‫٘‪ .8‬القواعد والفوائد األصولٌة وما ٌتبعها من األحكام الفرعٌدة‪ ،‬ألبدً الحسدن علدً بدن‬
‫محمددد بددن عبدداس البعلددً‪ ،‬المعددروؾ بددابن اللحددام (تٖٓ‪8‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬عبدددالكرٌم‬
‫الفضٌلً‪ ،‬المكتبة العصرٌة‪ٕٔٗٓ ،‬هـ‪ٔ999 ،‬م‪.‬‬
‫‪.8ٙ‬كشؾ األسرار عن أصول فخر اإلسبلم البزدوي‪ ،‬لعبد العزٌز بن أحمد بدن محمدد‬
‫البخدداري (تٖٓ‪ 7‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬عبددد هللا محمددود محمددد عمددر‪ ،‬دار الكتددب العلمٌددة‪،‬‬
‫بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔٗٔ8 ،‬هـ‪ٔ997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .87‬اللمددع فددً أصددول الفقدده‪ ،‬ألبددً إسددحاق إبددراهٌم بددن علددً بددن ٌوسددؾ الشددٌرازي‬
‫(ت‪ٗ7ٙ‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ٕٔٗٗ ،‬هـ‪ٕٖٓٓ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .88‬مجمدددوع الفتددداوى‪ ،‬ألبدددً العبددداس أحمدددد بدددن عبدددد الحلدددٌم بدددن تٌمٌدددة الحراندددً‬
‫(ت‪ 7ٕ8‬هددـ)‪ ،‬جمددع وتحقٌددق‪ :‬عبدددالرحمن بددن محمددد بددن قاسددم‪ ،‬مجمددع الملددك فهددد‬
‫لطباعة المصحؾ الشرٌؾ‪ ،‬السعودٌة‪ٔٗٔٙ ،‬هـ‪ٔ99٘ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .89‬المحصول فدً أصدول الفقده‪ ،‬ألبدً بكدر محمدد بدن عبددهللا بدن العربدً المعدافري‬
‫اإلشبٌلً (تٖٗ٘هـ)‪ ،‬أخرجه واعتنى به‪ :‬حسٌن علً الٌدري‪ ،‬وعلق على مواضع‬
‫منه‪ :‬سعٌد عبدداللطٌؾ فدودة‪ ،‬دار البٌدارق للطباعدة والندـشر‪ ،‬األردن‪-‬لبندان‪ ،‬الطبعدة‬
‫األولى‪ٕٔٗٓ ،‬هـ‪ٔ999 ،‬م‪.‬‬
‫ٓ‪ .9‬المحصدول فدً علددم أصدول الفقده‪ ،‬ألبددً عبدد هللا محمددد بدن عمدر بددن الحسدن بددن‬
‫الحسدددٌن التٌمدددً الدددرازي‪ ،‬المعدددروؾ بفخدددر الددددٌن الدددرازي (ت‪ٙٓٙ‬هدددـ)‪ ،‬مإسسدددة‬
‫الرسالة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ٔٗٔ8 ،‬هـ‪ٔ997 ،‬م‪.‬‬
‫ٔ‪ .9‬المختصددر فددً أصددول الفقدده‪ ،‬ألبددً الحسددن علددً بددن محمددد بددن عبدداس البعلددً‪،‬‬
‫المعروؾ بابن اللحام (تٖٓ‪8‬هـ)‪ ،‬نشر جامعة الملك عبدالعزٌز‪ ،‬السعودٌة‪.‬‬

‫‪- 4065 -‬‬


‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫ٕ‪ .9‬مختصر منتهى السإل واألمل فً علمً األصدول والجددل‪ ،‬ألبدً عمدرو عثمدان‬
‫بن عمر بن أبً بكر‪ ،‬المعروؾ بابن الحاجب (ت‪ٙٗٙ‬هـ)‪ ،‬دار ابن حدزم‪ ،‬بٌدروت‪،‬‬
‫والشركة الجزائرٌة اللبنانٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ٕٔٗ7 ،‬هـ‪ٕٓٓٙ ،‬م‪.‬‬
‫ٖ‪ .9‬مذكرة فً أصول الفقه‪ ،‬لمحمد األمٌن بن محمد المختدار بدن عبدد القدادر الجكندً‬
‫الشدددنقٌطً (تٖ‪ٖٔ9‬هدددـ) ‪ ،‬مكتبدددة العلدددوم والحكدددم‪ ،‬السدددعودٌة‪ ،‬الطبعدددة الخامسدددة‪،‬‬
‫ٕٔٓٓم‪.‬‬
‫ٗ‪ .9‬المستصددفى مددن علددم األصددول‪ ،‬ألبددً حامددد محمددد بددن محمددد الؽزالددً الطوسددً‬
‫(ت٘ٓ٘ هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬محمددد عبددد السددبلم عبددد الشددافً‪ ،‬دار الكتددب العلمٌددة‪ ،‬الطبعددة‬
‫األولى‪ٖٔٗٔ ،‬هـ‪ٔ99ٖ ،‬م‪.‬‬
‫٘‪ .9‬المسند ألبً عبد هللا أحمدد بدن محمدد بدن حنبدل بدن هدبلل الشدٌبانً (تٕٔٗهدـ)‪،‬‬
‫تحقٌددق‪ :‬شددعٌب األرنددإوط وعددادل مرشددد‪ ،‬وآخددرون‪ ،‬بإشددراؾ‪ :‬د‪.‬عبددد هللا بددن عبددد‬
‫المحسن التركً‪ ،‬مإسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ٕٔٗٔ ،‬هـ‪ ٕٓٓٔ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .9ٙ‬المسودة فً أصول الفقه‪ ،‬تتابع على تصنٌفها ثبلثة من آل تٌمٌة‪ ،‬فبدأ الجد‪ :‬مجدد‬
‫الدٌن عبد السدبلم بدن تٌمٌدة (تٕ٘‪ ٙ‬هدـ)‪ ،‬وأضداؾ إلٌهدا األب‪ :‬عبددالحلٌم بدن تٌمٌدة‬
‫(تٕ‪ ٙ8‬هدـ)‪ ،‬ثددم أكملهددا االبدن الحفٌددد‪ :‬أحمددد بددن تٌمٌدة (ت‪7ٕ8‬هددـ)‪ ،‬تحقٌددق‪ :‬محمددد‬
‫محًٌ الدٌن عبد الحمٌد‪ ،‬دار الكتاب العربً‪.‬‬
‫‪ .97‬المعتمد فدً أصدول الفقده‪ ،‬لمحمدد بدن علدً أبدو الحسدٌن البدـصري (ت‪ٖٗٙ‬هدـ)‪،‬‬
‫تحقٌق‪ :‬خلٌل المٌس‪ ،‬دار الكتب العلمٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٖٔٗٓ ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .98‬معجدددم المدددإلفٌن‪ ،‬لعمدددر بدددن رضدددا بدددن محمدددد راؼدددب بدددن عبدددد الؽندددً كحالدددة‬
‫(ت‪ٔٗٓ8‬هـ)‪ ،‬مكتبة المثنى‪ ،‬بٌروت‪ ،‬دار إحٌاء التراث العربً‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪ .99‬المؽندددً فدددً أصدددول الفقددده‪ ،‬ألبدددً محمدددد عمدددر بدددن محمدددد بدددن عمدددر الخبدددازي‬
‫(تٔ‪ٙ9‬هـ)‪ ،‬نشر مركز البحث العلمً وإحٌاء التراث اإلسبلمً‪ ،‬جامعة أم القدرى‪،‬‬
‫مكة المكرمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ٖٔٗٓ ،‬هـ‪.‬‬
‫ٓٓٔ‪ .‬المقدمات الممهدات ألبً الولٌد محمد بن أحمدد بدن رشدد القرطبدً (تٕٓ٘هدـ)‪،‬‬
‫تحقٌق‪ :‬د‪.‬محمد حجً‪ ،‬دار الؽرب اإلسبلمً‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ٔٗٓ8 ،‬هدـ ‪،‬‬
‫‪ ٔ988‬م‪.‬‬
‫ٔٓٔ‪.‬المقدمة فً األصدول‪ ،‬ألبدً الحسدن علدً بدن عمدر القصدار (ت‪ٖ97‬هدـ)‪ ،‬قرأهدا‬
‫وعلق علٌها‪ :‬محمد بن الحسٌن الجزائري‪ ،‬دار الؽدرب اإلسدبلمً‪ ،‬بٌدروت‪ ،‬الطبعدة‬
‫األولى‪ٔ99ٙ ،‬م‪.‬‬

‫‪- 4066 -‬‬


‫مجلة كلٌة الشرٌعة والقانون بتفهنا األشراف ‪ -‬دقهلٌة‬
‫العدد الخامس والعشرون لسنة ‪4244‬م اإلصدار الثانً " الجزء الثالث "‬

‫ٕٓٔ‪ .‬المقصد األرشد فً ذكر أصحاب اإلمام أحمد‪ ،‬ألبً إسحاق إبراهٌم بن محمد بن‬
‫عبد هللا (ت ٗ‪ 88‬هـ)‪ ،‬تحقٌدق‪ :‬د‪.‬عبدد الدرحمن بدن سدلٌمان العثٌمدٌن‪ ،‬مكتبدة الرشدد‪،‬‬
‫السعودٌة‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔٗٔٓ ،‬هـ‪ٔ99ٓ ،‬م‪.‬‬
‫ٖٓٔ‪ .‬منتهى الوصول واألمل فً علمً األصول والجدل‪ ،‬ألبً عمرو عثمان بن عمر‬
‫بن أبً بكر‪ ،‬المعروؾ بابن الحاجب (ت‪ٙٗٙ‬هـ)‪ ،‬مطبعدة السدعادة‪ ،‬مصدر‪ ،‬الطبعدة‬
‫األولى‪ٖٕٔٙ ،‬هـ‪.‬‬
‫ٗٓٔ‪ .‬المنهاج فً ترتٌب الحجاج‪ ،‬ألبً الولٌدد سدلٌمان بدن خلدؾ البداجً (تٗ‪ٗ7‬هدـ)‪،‬‬
‫تحقٌق‪ :‬عبدالمجٌد تركً‪ ،‬دار الؽرب اإلسبلمً‪ ،‬بٌروت‪.‬‬
‫٘ٓٔ‪ .‬المنهج األحمد فً تراجم أصحاب اإلمام أحمد‪ ،‬ألبً الٌمن عبدالرحمن بن محمد‬
‫العلٌمددً المقدسددً (ت ‪ 9ٕ8‬هددـ)‪ ،‬أشددرؾ علددى تحقٌددق وتخددرٌج أحادٌددث الكتدداب‪:‬‬
‫عبدالقادر األرناإوط‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔ997 ،‬م‪.‬‬
‫‪.ٔٓٙ‬الموافقدددات‪ ،‬إلبدددراهٌم بدددن موسدددى بدددن محمدددد اللخمدددً الؽرنددداطً‪ ،‬المعدددروؾ‬
‫بالشاطبً‪( ،‬تٓ‪79‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬مشهور بن حسن آل سلمان‪ ،‬دار ابن عفان‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ٔٗٔ7 ،‬هـ‪ٔ997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٔٓ7‬الموطددؤ ألبددً عبدددهللا مالددك بددن أنددس األصددبحً (ت‪ٔ79‬ه) برواٌددة ٌحٌددى اللٌثددً‬
‫(تٕٗٗه)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬محمد فإاد عبد الباقً‪ ،‬دار إحٌاء التراث العربً‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .ٔٓ8‬مٌدددزان األصدددول فدددً نتدددائج العقدددول‪ ،‬ألبدددً بكدددر محمدددد بدددن أحمدددد السدددمرقندي‬
‫(ت‪ ٖ٘9‬هـ)‪ ،‬تحقٌق وتعلٌدق‪ :‬د‪ .‬محمدد زكدً عبددالبر‪ ،‬مكتبدة دار التدراث‪ ،‬القداهرة‪،‬‬
‫الطبعة الثانٌة‪ٔٗٔ8 ،‬هـ‪ٔ997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٔٓ9‬نشدددر البندددود شدددرح مراقدددً السدددعود‪ ،‬ألبدددً محمدددد عبددددهللا بدددن إبدددراهٌم العلدددوي‬
‫الشنقٌطً (تٖٕ٘ٔهـ)‪ ،‬مطبعة فضالة‪ ،‬المؽرب‪.‬‬
‫ٓٔٔ‪ .‬نفائس األصول فدً شدرح المحصدول‪ ،‬ألحمدد بدن إدرٌدس القرافدً (تٗ‪ٙ8‬هدـ)‪،‬‬
‫تحقٌددق‪ :‬عددادل أحمددد عبدددالموجود‪ ،‬علددً محمددد معددوض‪ ،‬المكتبددة العصددرٌة‪ ،‬لبنددان‪،‬‬
‫مكتبة نزار مصطفى الباز‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ٔٗٔٙ ،‬هـ‪ٔ99٘ ،‬م‪.‬‬
‫ٔٔٔ‪.‬نهاٌة السول شرح منهاج الوصول‪ ،‬ألبً محمد عبد الرحٌم بن الحسدن بدن علدً‬
‫اإلسددنوي (تٕ‪77‬هددـ)‪ ،‬دار الكتددب العلمٌددة‪ ،‬بٌددروت‪ ،‬الطبعددة األولددى‪ٕٔٗٓ ،‬هددـ‪،‬‬
‫‪ٔ999‬م‪.‬‬

‫‪- 4067 -‬‬


‫مخالفات أبً الفرج اللٌثً ( ت ‪553‬هـ ) األصولٌة ألصحابه المالكٌة جمعا ً وتوثٌقا ً ودراسة‬
‫د‪.‬علً بن أحمد بن سعٌد آل بو حمامة‬

‫ٕٔٔ‪ .‬نهاٌة الوصول إلى علم األصول‪ ،‬ألحمد بن علً بن الساعاتً‪ ،‬تحقٌق‪ :‬سعد بدن‬
‫ؼرٌددر بددن مهدددي السددلمً‪ ،‬وهددً رسددالة دكتددوراة فددً جامعددة أم القددرى بإشددراؾ‪:‬‬
‫د‪.‬محمد عبد الداٌم علً‪ ،‬عام ٘ٓٗٔهـ‪ ٔ98٘ ،‬م‪.‬‬
‫ٖٔٔ‪ .‬نهاٌة الوصول فً دراٌة األصول‪ ،‬لصفً الدٌن محمدد بدن عبددالرحٌم األرمدوي‬
‫الهندي (تٕ٘‪ 7‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬د‪.‬صالح بن سلٌمان الٌوسؾ‪ ،‬د‪ .‬سعد بن سالم السوٌح‪،‬‬
‫المكتبة التجارٌة‪-‬مصطفى أحمد الباز‪ ،‬مكة المكرمة‪.‬‬
‫ٗٔٔ‪.‬نٌل السول على مرتقى الوصول‪ ،‬لمحمد ٌحٌى الوالتً (تٖٖٓٔهـ)‪ ،‬دار عدالم‬
‫الكتب‪ ،‬الرٌاض‪ٕٔٗٔ ،‬هـ‪ٔ99ٕ ،‬م‪.‬‬
‫٘ٔٔ‪ .‬الواضح فً أصول الفقه‪ ،‬ألبً الوفاء علً بن عقٌل بن محمد بن عقٌل‬
‫(تٖٔ٘هـ)‪ ،‬مإسسة الرسالة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ٕٔٗٓ ،‬هـ‪ٔ999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٔٔٙ‬وفٌات األعٌان وأنباء أبناء الزمان‪ ،‬ألبً العباس أحمد بن محمد بن إبراهٌم بن‬
‫أبً بكر بن خلكان البرمكً اإلربلً (ت ٔ‪ٙ8‬هـ)‪ ،‬تحقٌق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬دار‬
‫صادر‪ ،‬بٌروت‪.‬‬

‫‪- 4068 -‬‬

You might also like