Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 24

‫متفائلون رحلوا زهورًا‬

‫‪1‬‬

‫متفائلون رحلوازهورًا‬

‫متفائلون‬
‫رحلوازهورًا‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪2‬‬

‫حكايات هادفة‪.‬‬
‫قصص عظماء قهروا اليأس‪.‬‬
‫أقوال خالدة ونادرة‪.‬‬
‫مبادىء تعلم التفاؤل‪.‬‬
‫عبدالكريم بن عبدالعزيز القصّير‬

‫تحذير‬
‫الذين يعانون من السمنة المفرطة ال أنصحهم بقراءة هذا‬
‫الكتاب! ألن من المتوقع أن صحتهم النفسية سترتفع عاليًا‪,‬‬
‫وستتحسن معنوياتهم جدًا‪ ,‬فيؤثر ذلك على وظائف الهرمونات‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪3‬‬

‫فيزداد نشاطها في تغذية الجسم ‪ ,‬إال من صنع لنفسه حمية من‬


‫رجيم وغيره فال بأس!!‪.‬‬

‫ننصحك‬
‫أن تقرأ هذا الكتاب قبل النوم بقليل‪ ,‬من أجل أن تتفاعل‬
‫مشاعرك الداخلية في مراتل غيوم التفاؤل‪ ,‬لتمطر في أرض قلبك‬
‫أحالمًا من الورود الجميلة‪ ,‬لتكون كالشمس تشرق بيوم جديد‬
‫بفجٍر ألق ‪ ,‬تحمل نسائم باردة إلى أتون الحياة الفسيحة‪.‬‬

‫هؤالء صنعوا التقدير !‬


‫*"فقد أطلعني األس`تاذ‪ :‬عب`د الك`ريم القص`ّير على كتاب`ه المعن`ون بـ"متف`ائلون‬
‫رحلوا زه`ورًا"‪ ،‬وق`د تص`فحته فألفيت`ه جامع`ًا لكث`ير من المع`اني واألفك`ار والقص`ص‬
‫واألخبار‪ ،‬والشواهد العلمية والعملية حيال مبدأ هو من أعظم مبادئ السعادة في الحياة‪.‬‬
‫ولقد أجاد األستاذ القصّير في طرق هذا الموض``وع واختي``اره ل``ه‪ ،‬حيث أَّن التف``اؤل‬
‫ش``عوٌر عظيٌم ي``رُّف في قلِب ك``ِّل س``عيٍد ون``اجٍح‪ ،‬وه``و ب``اٍن لوق``وِد الحي``اِة في النفِس‬
‫البشرية ‪ ،‬وواٍق من مخاطِر االضطراباِت النفس `َّية والجس `دَّية‪"،‬د‪:‬عب``دالعزيزبن عبدهللا‬
‫األحمد‪.‬‬
‫*" هذا العن`وان المتفائ`ل"متف`ائلون رحلوازه`ورًا"‪,‬ك`ان يس`تهويني‪,‬ويج`ذبني إلى‬
‫تصفح مايسمح ب``ه ال``وقت من ص``فحات ه``ذا الكت``اب المتفائ``ل‪ ,‬و في ك``ل م``رة أقرأفيه``ا‬
‫صفحاٍت من هذا الكتاب ‪,‬أجد من األنس والصفاء‪,‬والمتعة مايجعلني أشعر بقيمة م``اجمع‬
‫المؤل``ف من النص``وص ‪,‬والحكاي``ات واألق``وال بين دف``تي كتاب``ه الجمي``ل‪ .‬إن الحي``اة‬
‫المعاص``رة بإيقاعه``ا الص``اخب ال``ذي ي``زعج مش``اعر الن``اس‪,‬تجع``ل ق``راءة ه``ذا الكت``اب‬
‫وماش``ابهه من الكتب‪,‬محّط ات للراح``ة واله``دوء‪(,‬واالس``تجمام)الّنفس``ي"‪.‬د‪:‬عب``دالرحمن‬
‫صالح العشماوي‪.‬‬
‫*"هذا العمل من لدنك ينّم عن اطالع واسع‪ ,‬وتحليل وثيق‪ ,‬وذوق رفيع في االختيار‬
‫‪..‬إلى ج``انب أس``لوبك المب``دع الج``ذاب‪,‬وليس ق``ولي ه``ذا مجامل``ة‪ ,‬ب``ل ه``و حقيق``ة ماثل``ة‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪4‬‬
‫للعيان‪,‬وهاهو الكتاب أمامنا‪,,‬وأص``دقك الق``ول إن``ني عش``ت متع``ة كأفض``ل م``اتكون ه``ذه‬
‫المتعة ‪,‬فالكتاب على اتساعه وتشعبه وتنوع أطيافه ‪,‬جاء تحفة فنية قبل أن يكون مرجعًا‬
‫يصار إليه "‪ .‬أ‪ :‬حممد بن صاحل الشويعي‪.‬‬

‫المقدمة‬
‫إن الحمد هلل نحمده ‪ ،‬ونستعينه ‪ ،‬ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهده‬
‫هللا فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له ‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ‪ ،‬وأشهد أن محمدًا‬
‫عبده ورسوله‪ ،‬صلى هللا عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا ‪.‬‬
‫وبعد ‪:‬‬
‫أخي الحبيب‪:‬من الذي بوسعك أن تفعله ثم اليمنحك إياه التفاؤل؟ هل تريد أن تنجح في حياتك؟ هل‬
‫تريد أن تبقى أبد الدهر سعيدًا؟وهل تريد أن تشرق حياتك بفجرجديد؟ أم تريد أن تتمتع بصحة جيدة؟أو‬
‫تريد أن تفتح حقوًال جديدة تزرع فيها آمالك؟حسنًا‪ :‬كل ذلك يمنحك إياه التفاؤل ‪ ,‬فقط ‪:‬دّر ب نفسك أن‬
‫تبحث عن ضوءٍ في نهاية النفق ‪ ,‬وأن تشعل شمعة في جنح الظالم‪ ,‬وإياك أن تعتقد أن العالم ضدك‪,‬‬
‫وأنك ولدت مع سحابة رمادية فوق رأسك‪ ,‬لست بحاجة أن تكون ضحية لجذور اليأس ‪ ,‬أو الافتراض‬
‫بأنك تعاني من خيبة األمل‪ ,‬يبدو جميعًا أننا نفقرذواتنا من حيث ال فقر‪ ,‬ونسقط أوراق جمال أنفسنا من‬
‫حيث ال ربيع يفصل بين بهجة الحياة‪,‬ونكدها !! ‪.‬‬
‫حاول دومًا أن توقد قناديل التفاؤل في داخل``ك‪ ,‬وأن تتمت``ع ب``نزول أمط``ار الس``عادة في أودي``ة ش``عاب‬
‫صدرك الكسير‪ ,‬فعن قريب تنقشع سحابة الحزن بوابل الطل في ندى أرض سويداء قلبك ‪ ,‬لينبت فيك كل‬
‫روٍض بهيج من األمل التليد ‪ ,‬وسعٍد في أغصان آمالك المزه``رة‪ ,‬فالثم``ار يقطفه``ا أزون الص``بر‪ ,‬والحي``اة‬
‫كل يوم تلبس ثوبًا جديدًا لتضحك في وجه`ك وترس`م البس`مة في درب`ك‪ ,‬إن المتفائ`ل أك`ثر س`عادة وأوف`ر‬
‫صحة وأقدر على إيجاد حلول للمشاكل‪ ,‬فتفاءل أيها الح``بيب‪ :‬فالتف``اؤل من اإليم``ان ‪ ,‬والتف``اؤل يجع``ل من‬
‫الكوخ الحقير قصرًا منيفًا‪ ,‬ويحول المتجر البسيط إلى مصنع كبير‪ ,‬ويجعل من الصحراء القاحل``ة ح``دائق‬
‫غناء‪ ,‬وبدونه تغيض ينابيع الحياة وتذبل األزه``ار ‪,‬وتخفي الش``مس وجهه``ا وتتح``ول موس``يقى الحي``اة إلى‬
‫نواح وعويل‪ ,‬بالتفاؤل صنع العظماء عظمتهم‪ ,‬وبالتفاؤل سكن المؤمن وارتاح‪ ,‬وبالتفاؤل عاش الس``عداء‪,‬‬
‫فالتف``اؤل رم``ز النج``اح وب``ه تحي``ا الش``عوب وتنهض الحض``ارات‪ ,‬وتس``تقيم الحي``اة ‪,‬ومن غ``يره النص``نع‬
‫مجدًا ‪,‬واليتناغم الكون في نوره ‪,‬والتولد األماني‪,‬واليشعرالمرء بقيمة الحياة ‪.‬‬
‫من التفـــاؤل يولد األمــل ومن األمـــل يولد العمــل ومن العمــل يولد النجــاح!! صحيح أن التفاؤل‬
‫أحيانًا قد ال يوصلك إلى أعلى درجات الثراء وأرقى المناصب‪ ,‬ولكنه يوصلك إلى أعظم من ه``ذا كل``ه أن‬
‫تكون سعيدًا في حياتك محترمًا لنفسك ‪,‬مقدراً نعمة هللا عليك ‪ ,‬محقق`ًا لكم``ال التوحي``د بحس``ن ظن``ك برب``ك‬
‫وإيمانك الكبير به سبحانه‪.‬‬
‫كم من إنسان انتهت حياته ‪ ,‬ولما بعد يلفظ أنفاسه‪,‬مات فيه كل شيء‪ ,‬مشاعره ‪ ,‬إنسانيته‪ ,‬حبه‪ ,‬إيمان`ه‬
‫بربه‪ ,‬طموحاته ‪ ,‬بثائر صنع قراره‪ ,‬ك`ل ش`يء في طريق`ه مس`دود ‪ ,‬اآلم`ال ‪ ,‬الحق`ائق ‪ ,‬النجاح`ات‪ ,‬وم`ا‬
‫ضيره هنالووقف قليًال وأبصريرنو لنفسه مرتين‪ :‬مرة لما خرج إلى هذه ال``دنيا إنس``انًا مكّرم `ًا على س``ائر‬
‫خلق هللا‪ ,‬ومرة أخرى‪ :‬بأن تفضل هللا عليه وجعل``ه مس``لمًا يمش``ي في األرض بن``ور هللا وعلى ه``دي نبي``ه‬
‫صلى هللا عليه وسلم يحتذي ‪ ,‬إن هذه النظرتين هي النافذة التي من خاللها يطّل اإلنسان على جمال ذات``ه‪,‬‬
‫ليفعم نفسه بواقع التفاؤل األبدي‪ ,‬إن اإلنسان الذي يجعل من حياته أقنع``ة س`وداء ويحف``ر بي`ده أخ``دودًا من‬
‫القار األسود‪ ,‬ويجّند ذلك في حرب نفسه الشريفة‪ ,‬ما هو إال جماد في مضمار إنسان ‪.‬فلماذا نعيش بالحياة‬
‫واعدة باألمل ‪,‬ونموت ونحن الزلنا أحياء ‪,‬نحن حقيق`ة من نس`عد أنفس`نا أو نش`قيها الأحديس`عدنا أويش`قينا‬
‫سوى أنفسنا‪.‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪5‬‬
‫وبعد‪ :‬هذا الكتاب‪ :‬محاولة رشيدة إلس`عاد البش`رية ‪ ,‬وبث روح األم``ل‪ ,‬واس`تنطاق مك``امن الق``وة في‬
‫اإلنسان‪ ,‬محاولة متواضعة إلرساء مبادئ التف`اؤل وإع`زاز قيم`ه المثلى ‪ ,‬ننقل`ك في`ه م`ابين القص`ة ال`تي‬
‫تنسيك في عبرها آالم الدنيا ونصبها‪ ,‬وما بين اآلية من القرآن التي تؤّص ل فيك قواعد التفاؤل وتعززفي``ك‬
‫حب هللا وتعظيمه‪ ,‬وم``ا بين األح``اديث الش``ريفة ‪ ,‬وقص``ائد ش``عراء التف``اؤل‪ ,‬وأق``وال الحكم``اء المتف``ائلين‪,‬‬
‫وحكايات تنبض بالمش``اعر رونقًاوجم``اًال ‪ ,‬ومواق``ف لعظم``اء متف``ائلين قه``روا الي``أس وحطم``وا أس``طورة‬
‫الفشل‪ ,‬نريد أن نّعرفك على نفسك كثيرًا‪ ,‬ون``رّوض في قلب``ك مش``اعر الحي``اة الجميل``ة رغم قس``وة الواق``ع‬
‫الذي نعيشه اليوم!!‪.‬‬
‫بقي أن تعلم أيها القارئ الكريم‪ :‬أنه لوال المرارة ما عرفنا الحالوة‪ ,‬ولوال المحنة ما عرفنا المنح``ة‪,‬‬
‫ولوال العطش ما عرفنا الري‪ ,‬ولوال الجوع ما تلذذنا بالطعام‪ ,‬فالسيئة تدفع بالحسنة‪ ,‬والشر يدفع ب``الخير ‪,‬‬
‫والشدة غمامة تمطر ب`الفرج الق`ريب‪ ,‬والم`رض يداوي`ه ال`دعاء‪ ,‬والعافي`ة ت`أتي بالش`كر‪ ,‬وه`ذه هي س`نة‬
‫الحياة‪ ...‬إذ كيف يبدع ويخترع وينتج من ال يرى أمًال أبدًا‪!..‬‬
‫وُأخرى ذات أشكال ممامضى‪ ,‬ليس هناك عظماء هكذا ولدوا‪ ,‬وإنما هناك أشخاص عاديون حركوا‬
‫جذوة اإلرادة من داخلهم وبذلوا وسعهم بالمحاول``ة تل``و المحاول``ة‪ ,‬ح``تى وص``لوا إلى س``لم العظم``اء‪ ,‬ف``إن‬
‫أخطر ما يشل الروح ويدمر كيانها هو اإلقرار بالعجز قبل بدء المسير ! والع``زوف عن المحاول``ة بحج``ة‬
‫أال هناك ق`درة يملكه`ا اإلنس`ان تقه`ر المس`تحيل ‪ ,‬إن العظم`اء في ه`ذه األرض حف`روا أس`ماءهم بس`جل‬
‫التاريخ بعزمهم وهممهم وقوة تجلدهم أم``ام الع``ثرات ال ب``ذكائهم فحس``ب! ليس هن``اك ش``خص مط``الب أن‬
‫يك``ون س``يد قارت``ه ‪ ,‬ومل``ك األرض ‪ ,‬وتاج `ًا لإلنس``انية‪ ,‬ولكن``ه مط``الب ب``أن يك``ون كالش``اعر األلم``اني‬
‫"جوته"حين وصف نفسه قائًال‪ :‬أنا كنجوم السماء ال تمضي في عجل`ة لكنه`ا تس`ير س`يرًا دؤب`ًا ال يع`رف‬
‫السكون "وهذا حق فإن في الحركة برك``ة وفي الس``كون الم``وت والعج``ز والفش``ل ‪ ,‬والحرك``ة ول``و ك``انت‬
‫بطيئة م`ع مداوم`ة ومتابع`ة واس`تمرار خ``ير من أل`ف س`رعة توص`لك إلى أن تفق`د س`يطرتك عن`د إرادة‬
‫الوقوف أمام إشارة الحياة التي تحذرك من التجاوز الخطير ‪,‬وألن الحياة ليست طريق `ًا مس``تقيمًا مفروش``ة‬
‫بالورود‪ ,‬ولكنها متعرجة تنقلك من محنة إلى محنة أحيانًا‪ ,‬وأحايين كثيرة ال تدوم المحن ‪ ,‬كما الس``عادة ال‬
‫تفنى‪ ,‬واألحالم ال تنجلي‪ ,‬والخير في طريقك كالسيل أّنى حل أسقى الحياة بكل أل``وان الجم``ال‪ ,‬فم``ا أجم``ل‬
‫جمال نفسك أيها المتفاءل المبارك!! انطلق هيا فالتفاؤل يمطر ذهبًا‪ ,‬ويمطر أمًال‪ ,‬ويمطر سعادة اآلبدين ‪,‬‬
‫فخذ من ذهبك قبل أن تذهب بك األحزان في كل مقعد‪.‬‬
‫ًا‬
‫يقول سيد قطب رحمه هللا‪" :‬إن الفرح الصافي أن نرى أفكارنا وعقائدنا ملك لآلخ``رين ونحن الزلن``ا‬
‫أحياء؛ فالمفكرون وأصحاب العقائد كل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها"‪.‬‬
‫وهناأريد أن أنبه على أشياء مهمة ‪:‬‬
‫‪-1‬قدتج``دفي ه``ذا الكت``اب بعض القص``ص عن الغرب``يين وبعض النق``والت عنهم ‪,‬فاليع``ني ذل``ك أنهم‬
‫عظماء ‪,‬بل اليستحقون من العظمة والقيد أنُم لة ‪,‬ولكن ماذكرناه عنهم نريد من``ه رف``ع الهمم ودف``ع الي``أس‪.‬‬
‫والحكم``ة ض``الة الم``ؤمن أنى وج``دها أخ``ذبها‪ ,‬ف``القوم اليملك``ون إيمانًاراس``خًاباهلل‪,‬ولكنهم اس``تطاعوا أن‬
‫يتفائلوافي حياتهم وأن يتمتعوا في دني``اهم ‪,‬والم``ؤمن من ب``اب أولى أن يك``ون متفائًالعظيم`ًا ناب``ذًا للح``زن‬
‫واألسى والقلق والضيق‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ -2‬لم أجعل في الكتاب حواشي ‪,‬تبع لطريقة السلف في التأليف‪ ,‬فإنهم إن نقلوا من أحد جعلواذل``ك في‬
‫أصل الكتاب ‪ ,‬وفي ذلك فائدة صحية على العينين بحيث التتحرك من أعلى إلى أسفل مباشرة ب``ل تت``درج‬
‫في القراءة‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫‪-3‬هذا الكتاب خالصة لعشرات الكتب التي ألّم حت لموضوع التف`اؤل إلماح بس`يط ‪,‬أوتخصص`ت في‬
‫ه```ذا الفن‪,‬س```يوفرلك جه```دعناء البحث والتنقيب في الكتب الش```رقية والغربي```ة الم```ترجم منه```ا وغ```ير‬
‫المترجم ‪,‬وكذلك عشرات المجالت العربية والغربية القديم منها والحديث!! جهد بحٍث اس``تغرق من``ا أل``ف‬
‫وأربعمائة ساعة في قراءة مواضيع التفاؤل والسعادة‪,‬وهوتكملة لكتاٍب قمنابإعداده بعنوان "ابتسم للحياة"‪.‬‬
‫وأخيرًا‪:‬التعجل!! إن كنت مكثت سنين تبحث عن صديق يحّر ك حماستك وتفاؤل``ك تج``اه ه`ذه الحي`اة‬
‫ويشجعك على تجاوز بعض المعوقات التي ترب``ك طريق``ك المزه``ر‪,‬فليس كث``يرًا أن تجع``ل محط``ات ه``ذا‬
‫الكتاب صديقك الذي الينفذ بره وإحسانه‪ ,‬ليصنع من`ك مع`نًى رائع`ًا من مع`اني التف`اؤل ‪,‬فه`ل تبخ``ل على‬
‫نفس``ك أن تنف``ق من وقت``ك بض``ع س``ويعات في ق``راءة ه``ذا الكت``اب ال``ذي آم``ل أن يك``ون بغيت``ك وح``ثيث‬
‫سعادتك‪,‬وإن كان البد أن تقرأ جمالك في هذا الفضاء‪ ,‬فاقرأ مرآة هذا الكت``اب ومرافي``ه ‪,‬ح``تى تج``د نفس``ك‬
‫يومًام``ا في كن``ف ش``الالت التف``اؤل وزق``ائق عص``افير األم``ل وربم``ا إلى س``عادة التق``ف ب``ك إاّل في‬
‫الجنة‪.‬لقداستطاع الروائي "غابريل ماركيز" أن يعبر عن هذا المعنى جليًابعدمااكتشف إص``ابته ب``المرض‬
‫الخ``بيث –الس``رطان‪ -‬وش``عربظالل الم``وت تزح``ف لتنهي حيات``ه الحافل``ة فكتب على موقع``ه على ش``بكة‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪6‬‬
‫االنترنت رسالة موجهة إلى قرائه قال فيه``ا‪:‬آه لومنح``ني هللا قطع``ة أخ``رى من الحي``اة‪!!..‬الس``تمتعت به``ا‪-‬‬
‫ولوك```انت ص```غيرة‪-‬أكثرممااس```تمتعت بعم```ري الس```ابق الطوي```ل ‪,‬ولنمت أق```ل‪,‬والس```تمتعت ب```أحالمي‬
‫أكثر‪,‬ولغسلت األزهار بدموعي ‪,‬ولكنت كتبت أحقادي كلها على قطع من الثلج ‪,‬وانتظرت طلوع الش``مس‬
‫كي تذيبها ‪,‬والأحببت كل البشر‪ ,‬ولماتركت يومًا واحدًا يمضي دون أن أبلغ الناس فيه أني أحبهم‪,‬وألقنعت‬
‫كل رجل أنه المفضل عن``دي ولكن هيه``ات أن``اعلى مش``ارف الم``وت اآلن‪ !!....‬إذن التخ``رج من حيات``ك‬
‫وأنت لم تستمتع بعد!! ‪ .‬نسأل هللا التوفيق والسداد واإلخالص في القول والعمل‪.‬‬
‫كتبه‬
‫عبدالكريم بن عبدالعزيز القصير‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪7‬‬
‫لماذا هذا الكتاب‬
‫ذك``رت تق``ارير لمنظم``ة الص``حة العالمي``ة أن ‪%5:2‬من س``كان الع``الم يع``انون من حال``ة ش``ديدة أو‬
‫متوسطة من االكتئاب أي لدينا حوالى‪ 300‬مليون غير سعيد!!بل تشير آخر إحص``ائيات الص``حة العالمي``ة‬
‫أن حوالي ‪%10‬من س``كان الع``الم يع``انون من آف``ة الح``زن و اإلكتئ``اب ومن بينهم بالد المس``لمين وهم في‬
‫إزدياد‪ .‬بل يعد االكتئاب والقلق أعلى نسبة مرضية في المستشفيات النفسية في العالم حيث أن هناك أكثر‬
‫من مائ``ة ملي``ون ش``خص في الع``الم يع``انون من االكتئ``اب والقل``ق ‪ ,‬وه``ؤالء المرض``ى فعًال س``محت لهم‬
‫الفرصة أن ي``ذهبوا لمراك``ز العالج النفس``ي ‪ ..‬ناهي``ك عن ال``ذين ال زال``وا يتخوف``ون من ع``رض ح``االتهم‬
‫النفس`ية على أطب`اء نفس`يين وال يحب`ذون ال`ذهاب للمستش`فيات النفس`ية لس`بب أو آلخ``ر ‪ ,‬فيقع`وا فريس`ة‬
‫آلالمهم ومعاناتهم فيقبعوا في إرهاصات الضغوط وإكزيما القلق‪ ,‬وألن االكتئاب والتشاؤم له آث``ار نفس``ية‬
‫خطيرة على الفرد والمجتمع وأضراره واضحة نش``اهدها في ح``االت االنتح``ار وإزه``اق أرواح اآلخ``رين‬
‫بدون ذنب سوى حب االنتقام ‪,‬حيث في السنوات األخيرة‪ ,‬زادت حاالت اإلنتحار عندنا في الس``عودية فق``د‬
‫أكد المصدر المسؤول في مركز الطب الشرعي في حديث خ``اص لـصحيفة‪«:‬الش``رق األوس``ط»‪ ،‬زي``ادة‬
‫نسبة حاالت االنتحار في السعودية بشكل عام وبين الجنسين عامًا بعد عام‪.‬‬
‫مؤكدًا «أن آخر إحصائية لعام ‪ ،2006‬صدرت أخيرًا من مركز الطب الشرعي ـ وحصلت «الشرق‬
‫األوسط» على نسخة منها ـ تشير إلى أنه بلغت ‪ -266-‬حالة ناجمة عن االنتحار أو يشتبه بكونه``ا ناجم``ة‬
‫عنه‪ ،‬حيث بلغ عدد المنتحرين من الذكور ‪ -212-‬ذكرًا‪ ،‬أي بنسبة ‪, % 79.7‬في المائة وتشكل اإلناث ما‬
‫نسبته ‪,% 20.3‬في المائة»‪.‬‬
‫وتأتي اإلحصائية بشيء من التفصيل لتضيف «بأنه بلغ عدد ح``االت الوفي``ات الناجم``ة عن االنتح``ار‬
‫بين السعوديين ‪ 100‬حالة‪ ،‬بما يعادل‪ 37.6‬في المائ``ة‪ ،‬ك``ان منه``ا‪ -82 -‬ذك``رًا و‪ -18-‬أن``ثى‪ .» ،‬وه``ذه‬
‫الحاالت كانت ناتجة عن أمراض نفسية أودت بهم إلى االنتحار!! عن أبي هريرة ‪-‬رض``ي هللا عن``ه‪ -‬عن‬
‫النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قال ‪َ ( :‬م ن تردى من جبل فقت``ل نفس``ه فه``و في ن``ار جهنم ي``تردى في``ه خال``دًا‬
‫مخلدًا فيها أبدًا ‪ ،‬وَم ن تحَّسى سّم ًا فقتل نفسه فسُّم ه في يده يتحس``اه في ن``ار جهنم خال``دًا مخل``دًا فيه``ا أب``دًا ‪،‬‬
‫وَم ن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا ) رواه البخاري‬
‫‪..‬‬
‫ومن أضراره أيض ‪:‬كم`ا أك`دت بعض الدراس`ات العالمي`ة أن`ه كلم`ا زاد اإلكتئ`اب والقل`ق زادخط`ر‬ ‫ًا‬
‫اإلصابة بالجلطات القاتلة‪.‬‬
‫ومن هنا جاءت فكرة هذا الكت`اب لتالفي ه`ذه الس`لوكيات المش`ينة‪ ,‬والس`تلزام الوقاي`ة العالجي`ة‪ ,‬إن‬
‫الحياة أيها القاريء‪:‬ال تتوق``ف أب``دًا ومي``اه النه``ر ال تك``ف عن الجري``ان ‪,‬ف``أبحر معن``ا في أنه``ار التف``اؤل ‪,‬‬
‫وبحور األمل‪ ,‬حتى نصل إلى المرفأ‪ ,‬وال تأوي إلى جبل األحزان والمآسي ‪ ,‬فال عاصم اليوم من أم``ر هللا‬
‫إال باهلل ثم بالتفاؤل والبهجة والسرور ‪ ,‬فابتسم‪ ,‬واضحك‪ ,‬وتمت``ع‪ ,‬واعم``ل‪ ,‬فالحي``اة قص``يرة ال تس``تحق أن‬
‫نقصر أيامها بالمعاناة وطول األنين!! ‪.‬‬
‫تعريف التفاؤل‬
‫ُأ‬ ‫َّأ‬
‫لغة‪ :‬قال ابن األثير رحمه هللا‪" :‬يقال‪ :‬تفاءلت بك``ذا وتف` لت على التخفي``ف والقلب‪ ،‬وق``د ول``ع الن``اس‬
‫بترك همزه تخفيفًا" ‪.‬‬
‫وقال ابن حجر‪" :‬الفأل مهم``وز وق``د ال يهم``ز‪ ،‬ق``ال أه``ل المع``اني‪ :‬الف``ال فيم``ا يحُس ن وفيم``ا يس``وء‪،‬‬
‫والطيرة فيما يسوء فقط‪ ،‬وق``ال بعض``هم‪ :‬الف``ال فيم``ا يحُس ن فق``ط والف``ال م``ا وق``ع من غ``ير قص``د بخالف‬
‫الطيرة" ‪.‬‬
‫وقد فسره النبي صلى هللا عليه وسلم بالكلمة الطيبة‪ ،‬فعن أبي هري``رة رض``ي هللا عن``ه أن``ه ص``لى هللا‬
‫عليه وسلم سئل‪ :‬ما الفأل؟ فقال‪(( :‬الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم)) ‪ .‬رواه أحمد ومسلم ‪.‬‬
‫فمثال ذلك أن يكون الرجل مريضًا فيسمع من يقول‪ :‬يا س``الم‪ ،‬أو يطلب ض``الة فيس``مع من يق``ول‪ :‬ي``ا‬
‫واجد‪ ،‬فيعجبه ذلك ويتفاءل به‪.‬‬
‫ًال‬ ‫ًال‬
‫وقيل الفأل ‪ :‬قول أو فعل يستبشر به ‪ .‬يقال ‪ :‬تفاءل بالشيء تفاؤ وفأ ‪ ،‬وقد يستعمل فيم``ا يك``ره ‪،‬‬
‫يقال ‪ :‬ال فأل عليك أي ‪ :‬ال ضير عليك ‪ .‬وفي الحديث ‪ « :‬أحسنها الفأل » وه``و أن يس``مع الكلم``ة الطيب``ة‬
‫فيتيمن بها ‪ ،‬وهو ضد الطيرة ‪ ،‬كأن يسمع مريض يقول ‪ :‬يا سالم ‪ ،‬أو طالب‪ :‬يا واج``د ‪ « .‬وك``ان رس``ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم يعجبه إذا خرج من بيته أن يسمع يا راشد يا نجيح » (رواه الترمذي وقال ح``ديث‬
‫حسن صحيح) ‪ .‬قال العلماء ‪ :‬يكون الفأل فيما يسر وفيما يسوء ‪ ،‬والغالب في السرور ‪ ،‬والطيرة ال يكون‬
‫إال فيما يسوء ‪ .‬قالوا ‪ :‬وقد يستعمل مجازًا في السرور يق``ال ‪ :‬تف``اءلت بك``ذا ب``التخفيف ‪ ،‬وتف``ألت بالتش``ديد‬
‫وهو األصل ‪.‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪8‬‬
‫قال العلماء ‪ :‬وإنم`ا أحب الف`أل ألن اإلنس`ان إذا أم`ل فائ`دة هللا تع`الى وفض`له عن`د س`بب ق`وي ‪ ،‬أو‬
‫ضعيف ‪ ،‬فهو على خير في الحال وإن غلط في جهة الرجاء ‪ ،‬فالرج``اء ل``ه خ``ير ‪ ،‬وأم``ا إذا قط``ع رج``اءه‬
‫وأمله من هللا تعالى ‪ ،‬فإن ذلك شر له ‪ ،‬والطيرة فيها سوء الظن ‪ ،‬وتوقع البالء‪.‬‬
‫‪-‬أما الفأل شرعًا فهو‪:‬حسن الظن باهلل ‪.‬‬
‫‪ -‬أما التفاؤل عند علماء النفس فتعريفه هو ‪ :‬نظرة استبشار نحو المستقبل تجعل الفرد يتوقع األفضل‬
‫وينتظر حدوث الخير ويرنو إلى النجاح ويستبعد ماخال ذلك " ‪.‬‬
‫أي أنه‪ :‬عقل و تفك`ير من ي`زن األم`ور و يق`درها تق`ديرًا ك`امًال س`ليمًا و ينظ`ر إلى م`ا حول`ه بنفس‬
‫مرتاحة واثقة مؤمنة و تطيب روحه و ترتفع به و تسمو إلى المعالي ‪.‬‬
‫قال الماوردي‪" :‬فأما الفأُل ففيه تقوي``ة للع``زم‪ ،‬وب``اعث على الج``دّ‪ ،‬ومعون``ة على الظف``ر‪ ،‬فق``د تف``اءل‬
‫رسول هللا‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬في غزواته وحروبه‪ ،‬وروى أبو هريرة أن رسول هللا‪ -‬ص``لى هللا علي``ه‬
‫وسلم‪ -‬سمع كلمة فأعجبته‪ ،‬فقال‪" :‬أخذنا فألك من فيك"‪.‬‬
‫ًال‬
‫فينبغي لمن تفاءل أن يتأول بأحسن تأويالته‪ ،‬وأال يجع`ل لس`وء الظن إلى نفس`ه س`بي ‪ ،‬كم`ا ورد في‬
‫األثر "إَّن البالء موكل بالمنطق"‪.‬‬
‫تق```ول ال```دكتورة م```وزةبنت عبدهللا الم```الكي ‪ -‬أس```تاذة مس```اعدة في جامع```ة قط```ر قس```م العل```وم‬
‫النفسية ‪":‬اإلقبال على الحياة‪ ،‬التمني المستمر ال``ذي ال يتوق``ف إذا م``ا تع``ثر اإلنس``ان‪ ..‬التج``ول في الحي``اة‬
‫بفرح على الرغم من االنعطافات واألخاديد والحفر التي تواجهنا‪ ..‬هذا هو معنى التفاؤل‪.‬‬
‫هذه بعض من مظاهره على اإلنس``ان ‪ ..‬ه``و اإلحس``اس المس``تمر ب``الزهو عن``د مواجه``ة التح``دي ‪..‬‬
‫واإليمان بأن التفاؤل واألمل هو أفضل الطرق لمواجهته ‪ ..‬إن التفاؤل هو بالفعل األمل الذي تثبت جذوره‬
‫على الرغم من العواصف التي تحاول أن تعصف به ‪ ..‬فهو كالشجرة الكبيرة الثابت``ة الممت``دة الج``ذور في‬
‫األرض ‪ ..‬ال تستطيع األعاصير مهما بلغت قوتها أن تجتثها أو تؤثر عليها‪.‬‬
‫إن التفاؤل يجدد شباب القلب‪ ،‬ويزيد من قوة اإلنس``ان على الحب واالنطالق واإلقب``ال على الحي``اة‪،‬‬
‫كذلك فإنه عامل مهم لنجاح أي مشروع يقدم عليه اإلنسان ‪ ..‬سواء كان مشروعًا فرديًا ذاتي `ًا ‪ ..‬كمش``روع‬
‫الزواج مثًال ‪ ..‬إذا كان هناك تفاؤل مع حسن االختيار واإلقدام على االرتباط بنظ``رة متفائل``ة وأم``ل‪ ..‬ف``إن‬
‫هذا عامل مساعد لنجاح الزواج ‪ ..‬كذلك المشروعات الجماعية والتي ال يتم له``ا النج``اح إال بتع``اون ع``دد‬
‫كبير من الناس ‪ ..‬فإن التفاؤل الذي يعم على هؤالء األف``راد يك``ون من أهم عوام``ل نج``اح ذل``ك المش``روع‬
‫فكل مشروع اقتصادي البد أن يكون التفاؤل من أهم عوامل نجاح هذا المشروع وأن يتمتع القائمون عليه‬
‫بالتفاؤل‪.‬‬
‫فالتفاؤل هو بلغة االقتصاد ضرورة اقتصادية مثلما هو ضرورة اجتماعية وذل`ك ألن المتف`ائلين هم‬
‫األكثر قدرة على التواؤم واالنسجام االجتماعي‪ ،‬وهم األكثر قدرة على التكي``ف النفس``ي‪ ،‬أم``ا المتش``ائمون‬
‫فهم دائمًا األكثر قلقًا واضطراباً ونفورًا في حياتهم االجتماعية‪.‬‬
‫إن التفاؤل ينعكس على الغير‪ ،‬فمن يعمل مع إنسان متفائل فإن الشعور واإلحس``اس بالتف``اؤل ينتق``ل‬
‫كالعدوى من هذا الش`خص إلى من يعمل`ون مع`ه‪ ،‬وبال`ذات من ص`احب العم`ل‪ ،‬أو المس`ؤول عن العم`ل‬
‫كذلك األم‪ ،‬فقد أثبتت الدراسات واألبحاث أن األم تبدي شعورها سواء بالتفاؤل أو التشاؤم في تعاملها م``ع‬
‫أطفالها ‪ ..‬فنرى أبناء األم المتفائل``ة المقبل``ة على الحي`اة بحب‪ ،‬وال``تي دائم`ًا تتوق``ع األفض`ل‪ ،‬يقبل``ون على‬
‫الحياة أيضًا بحب وأمل ‪ ..‬يستمتعون بكل لحظاتها ‪ ..‬وابتسامة األم`ل والرض`ا ت`رافقهم في ك`ل أعم`الهم‪،‬‬
‫وذل``ك على عكس أوالد األم ال``تي يغلب على طبعه``ا التش``اؤم‪ ،‬والت``ذمر وع``دم اإلقب``ال على الحي``اة بأم``ل‬
‫وتفاؤل‪..‬‬
‫كلمة أخيرة لكل من يعاني من غمامة التشاؤم التي قد تجعل الحياة سوداء‪ ،‬وتلبد س``ماءها ب``الغيوم‪..‬‬
‫أن يستبدل تلك المشاعر السلبية بالتفاؤل‪ ..‬ليكن التفاؤل هو النور الذي ينير الطريق لكل منا لنرس``م خط``ة‬
‫نعيش بها حاضرنا مزينة بالتفاؤل‪ ،‬مزخرفة باألمل لنفكر في الغد بروح مشرقة متفائل``ة‪ ..‬لكي نقب``ل على‬
‫الحياة بحب ونبدأ بتنفيذ ما ن`راه ص`الحًا من برن`امج لحياتن`ا‪ ،‬بال ت`ردد ب`ل نطّعم ذل`ك البرن`امج بالتف`اؤل‬
‫لزيادة إمكانية نجاحه‪ ..‬فالتفاؤل يضيف إلى عوامل نجاح أي برنامج يصنعه اإلنس`ان لنفس`ه ع`امًال مهم`ًا‬
‫عامًال ايجابيًا نابعًا من أعماقنا‪ ،‬فالحياة شاقة‪ ،‬وليست هينة سهلة على اإلطالق‪ ،‬وال يجتازها بأمان إال كل‬
‫من تسلح بأكثر من سالح لمواجهة التحدي اليومي الذي يصادفنا‪ ،‬لذلك يجب أال نخش``ى الحي``اة‪ ،‬وبال``ذات‬
‫إذا كان التفاؤل مرافقًا لنا في كل عمل ننوي القي``ام ب``ه‪ ،‬وحليف`ًا لك``ل أفكارن``ا ومش``اعرنا ال``تي ت``دعم تل``ك‬
‫األعمال ‪ ..‬لنصل إلى ما نصبو إليه‪".‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫مبادئ التفاؤل‬
‫المتفائل العاقل في تفاؤله يضع المبادئ التالية نصب عينيه و ال يرضى عنها بديًال‪:‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬النظام الغذائي الصحيح وعدم اإلفراط في األكل و الشرب مع توفير الحاج``ات الض``رورية للجس``م‬
‫من مواد الطعام األساسية المشتملة على عناصر التغذية الكاملة كل ذلك من مبادئ التفاؤل ألن الطب كله‬
‫كم``ا ق``ال ط``بيب الع``رب الح``ارث بن كَل `َدة ‪:‬أن تقتص``د في ك``ل ش``يء ‪,‬وق``د أش``ار الق``رآن إلى ذل``ك ق``ال‬
‫سبحانه ‪:‬وكلوا واشربوا وال تسرفوا ‪. "..‬‬
‫‪ -‬التمارين التنفسية الموسعة للصدر و أجهزة الصدر مع االسترخاء لمدة عش``ر دق``ائق خاص``ة عن``د‬
‫الشعور بالتعب واإلرهاق فيحثو اإلنسان على وجهه الماء البارد ثم يأخذ نفسًا عميق `ًا من أقص``ى بطن``ه ثم‬
‫يتنفس ويمدد قدميه ويديه على األرض ويا حبذا أن يكون ذلك في مكان فسيح وفي الهواء الطلق وفي علم‬
‫الطاقة التفاؤلية توصل العلماء إلى أن تكبيرات الصالة مع رفع الي``دين ح``ذو المنك``بين ببطيء ي``ؤثر على‬
‫الشحنة الكهربائية في الجسم تأثيرًا إيجابيًا وهذه هي الحكمة من تشريع التكب``يرات في الص``لوات عموم`ًا‬
‫وهللا أعلم‪..‬‬
‫‪ -‬االنتباه للجهاز الهضمي‪ ,‬ومراقبته ومراعاته‪ ,‬فال يهمل صحته باألكل المضر‪ ,‬كاإلكث``ار من أك``ل‬
‫اللحوم الحمراء‪ ,‬والشحوم والزيوت الصناعية ‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة تأثير الحالة النفسية على الصحة و على الفكر و كبح جماح الطمع الذي ينهك العقل والفكر‬
‫والجسم‪.‬‬
‫‪ -‬استشارة الطبيب في كل ضعف ينتاب اإلنسان و العمل على أداء ما يشير به‪.‬‬
‫‪ -‬التمرين على توجي``ه اإلرادة توجيه`ًا ص``الحًا حكيم`ًا مفي``دًا ألن اإلرادة م``تى ك``انت رش``يدة عاقل``ة‬
‫تجترح العجائب و تحقق المعجزات ‪.‬‬
‫‪ -‬المتفائل هو الرجل الواعي الذي يدرك أن األيام حلوة ومرة ‪,‬فيها التعب وفيها الفرح‪ ,‬فال تزع``زع‬
‫يقينه المصائب‪ ,‬وال تفل عزيمته الفواجع‪ ,‬أو تزعزع من إيمانه الحوادث‪.‬‬
‫وبعد ذلك‪ ,‬فهل يعرف المؤمن المتفائل يأسًا؟هل يعرف اللون األسود؟هل يطأطئ مخزي ` ؟ ه``ل يبكي‬
‫ًا‬
‫وينوح؟هل يتبرم ويضجر؟هل يعبس ويتجهم؟‪.‬‬
‫"كال !إن الم``ؤمن المتفائ``ل ‪ :‬كالبس``مة المش``رقة كالناف``ذة المفتوح``ة على الحي``اة‪.‬إن``ه المتفائ``ل الج``اد‬
‫المتشوف األبصار الذي ال يغلب أطماعه‪ ,‬وال يحققها على حساب غيره‪,‬إن المتفائ``ل بح``ق متفائ``ل للح``ق‪,‬‬
‫وإال لما كان للتفاؤل ذلك المعنى اإلنساني‪ .‬والتفاؤل ‪ -‬حقًا ‪ -‬طريقك للنج``اح والتم``يز‪ ،‬ألن المتفائ``ل الج``اد‬
‫الواعي ال يعرف الرأس الدفين‪ ،‬ويحتفظ دائمًا وأبدًا بالصحو في نفسيته والصفاء في ذهنه‪ ،‬لذا تجده ح``رًا‬
‫في إشغال ملكاته العقلية وتمرينها‪ ،‬فال يعوقه عن توثبه وانطالقه عائق أخالقي أو معنوي‪ ،‬فتراه – دائم``ًا‬
‫– على أتم االستعداد إلحراز النجاح تلو النجاح‪ .‬باإلض``افة إلى أهم م``يزة يحققه``ا التف``اؤل لإلنس``ان‪ ،‬وهي‬
‫التمتع الدائم بصحة جيدة‪ ،‬ألنه يق``اوم ح``االت اإلحب``اط النفس``ي والتش``اؤم‪ ،‬مم``ا يع``ني – أيض`ًا – مقاوم``ة‬
‫للتراخي الصحي وخمول الجسم "‪.‬‬
‫أنواع التفاؤل‬
‫فهناك التفاؤل الغافل الالهي الذي يكون إلى الخيال أقرب منه للواقع‪ ،‬وهناك التف``اؤل الج``اد الق``ويم‬
‫الذي يحمل صاحبه على النظرة الجادة الواقعية‪ ،‬وه`و ليس عاطف``ة بدائي`ة أو حال``ة نفس`ية أو تهي`ؤ بعض‬
‫المحظوظين‪ ،‬وإنما هو موقف عقلي يختاره اإلنسان بإرادته وهو يتمثل أول ما يتمثل في فحص المش``اكل‬
‫التي تقع أو تعرض وتدميرها من جميع وجوهها واستقرائها بكل هدوء وتجرد والبحث عن إيجاد الحل``ول‬
‫لها ألن المتفائل بحق يجد في كل مشكلة حًال‪.‬‬
‫فكن ذلك المتفائل الجاد الذي يزن كل شيء بدقة ويالحظ الضرر كما يالحظ النفع‪ ،‬ويبص``ر الحس``نة‬
‫كما يبصر السيئة‪ ،‬ويستخلص – دومًا – أفضل فائدة وأجملها من المواق``ف ال``تي تض``عه الظ``روف فيه``ا‪،‬‬
‫حتى إذ رسم خط سلوكه‪ ،‬ثبت فيه دون تردد أو تخاذل‪ ،‬وسار عليه واالبتسامة فوق شفتيه‪.‬‬
‫كن يا أخي ‪ ،‬ذلك المتفائل الواعي الذي ال يخرج عن كون``ه إنس``انًا بين الن``اس‪ ،‬ويم``ر في ه``ذه ال``دنيا‬
‫بالصدمات القاسية‪ ،‬واألزمات الشديدة في العمل من سوء معاملة ودسائس الشانئين من عداوات وخيانات‬
‫وصراعات حتى يكاد يقع في حبالها ولم يحسب لها حسابًا ‪.‬‬
‫وتذكر – دائمًا – أنه ال يوجد إنسان لم يتعرض لذلك العداء وعاش حياته كلها راح``ة وه``دوءًا‪ ،‬ولكن‬
‫كن العبًا ماهرًا بأفضل األوراق لديك‪ ،‬بكل ه``دوء‪ ،‬معالج `ًا م``ا يمكن عالج``ه‪ ،‬متواص `ًال من خالله``ا إلى‬
‫تعديل موقفك‪ ،‬وتمكينك من كل فرصة ممكنة‪ ،‬متحمًال كل ما يواجهك بالصبر واألمل في غٍد أفضل‪.‬‬
‫لماذا ال أتفاءل‬
‫‪ -‬لماذا ال أتفاءل‪ :‬وشبابنا من المرقص إلى المسجد‪ ,‬ومن الض``ياع إلى الهداي``ة أص``بح منهم الخطيب‬
‫والداعية والمهندس والطبيب والدكتور والعالم والمخترع ‪.‬‬
‫‪ -‬لماذا ال أتفاءل ‪:‬وحلقات الذكر في كل مسجد والمقبلون على حفظ القرآن باآلالف ‪.‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬لماذا ال أتفاءل‪ :‬ومن علمائنا من يحفظ الكتب الستة بالسند المتصل‪,‬ومن زهادنا من يق``وم اللي``ل في‬
‫كله ‪,‬ومن كبار السن من يختم القرآن في كل ثالث ليالٍ وعمره تج``اوز‪- 120 -‬‬ ‫عشرة أجزاء بل بالقرآن ّ‬
‫عامًا ‪,‬بل من عبادنا من يختم الق`رآن في رمض`ان في ص`الة ال`تراويح عش`ر م`رات يب`دأ من بع`د ص`الة‬
‫العشاء وال ينتهي إال قبيل الفجر وهذا العاب``د ه``و الش``يخ أحم``د الحواش``ي ‪ -‬إم``ام ج``امع خميس مش``يط في‬
‫الجن``وب‪ -‬متع`ه هللا بعم``ره‪.‬ورأيت من عبادن``ا من يق``رأ الق``رآن وه``و مغمًى علي``ه وق``د تج``اوز المائ``ة من‬
‫عمره‪....‬وغيرهم كثير وكثير وهلل الحمد ‪.‬‬
‫‪ -‬لماذا ال أتفاءل‪ :‬والتفاؤل منهج رب العالمين‪ ,‬ونظام مالئكة الس``ماء‪ ,‬ودس``تور رس``ل هللا وأنبيائ``ه ‪,‬‬
‫فهاهو القرآن يفتتح سورة البقرة بذكر صفات المؤمنين الذين يؤمن`ون ب`الغيب ويقيم`ون الص`الة ويؤت`ون‬
‫الزكاة ثم يعرج على صفات الكافرين والمنافقين ثم يعود ويبشر المؤمنين بالجنات وكأن المستقبل عزائمه‬
‫للمؤمنين‪ ,‬وتباشيره تلوح باألفق‪ ,‬ورسائل الكون كل يوم تخبرنا بعظمة هذا الخالق ‪.‬‬
‫‪ -‬لماذا ال أتفاءل‪:‬والتفاؤل تصديق بالوعد وإيعاد بالخير‪ ,‬وهذه لمة الملك الم``ذكورة في الح``ديث‪ ,‬أم``ا‬
‫التشاؤم فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق‪ ,‬عن عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ص``لى هللا‬
‫عليه وسلم‪(( :‬إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة‬
‫الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من هللا فليحمد هللا ومن وجد األخرى فليتعوذ‬
‫باهلل من الشيطان الرجيم)) ثم قرأ‪ :‬الشيطان يعدكم الفقر وي أمركم بالفحش اء‪ ‬اآلي``ة‪[ .‬رواه الترم``ذي ]‪.‬‬
‫ق``ال أب``و الطيب‪ :‬لم``ة الش``يطان الوسوس``ة‪ ..‬م``ا يق``ع في القلب بواس``طة الش``يطان‪[ .‬أنظرتحف``ة األح``وذي‬
‫‪.]8/265‬‬
‫‪ -‬لماذا ال أتفاءل ‪ :‬وهناك مبشرات تحققت اآلن في انهيار ال``دول الك``افرة وب``زوغ فج``ر اإلس``الم في‬
‫العالم ومن تلك المبشرات‪:‬‬
‫‪" -‬سقوط الحضارة الغربي``ة فهي مؤذن``ة بالس``قوط اآلن ولنُش``ر إلى بعض اإلحص``ائيات الس``ريعة ‪-‬‬
‫وهي إحصائيات قديمة وقد تغيرت الصورة اآلن بشكل رهيب منذر بنهاية الظلم والظالمين ‪: -‬‬
‫‪ -‬من اإلحصائيات في الواليات المتحدة في كل ‪6‬دق``ائق تحص``ل جريم``ة اغتص``اب‪ ,‬وك``ل ‪ 28‬دقيق``ة‬
‫يسقط قتيل‪ ،‬وكل ‪ 8‬ثوانٍ جريمة سرقة باإلكراه ‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ -‬في عام ‪1981‬م بلغ عدد الجرائم في الواليات المتحدة ثالثة عشر مليون وثالثمائ``ة وتس``عون أل``ف‬
‫جريمة أي بمعدل ‪ 9‬جرائم لكل مواطن ‪ ،‬وقامت أيضًا الواليات المتحدة ‪-‬كم``ا نش``رت جري``دة الري``اض ‪-‬‬
‫باعتماد مبالغ كبيرة لتمويل وتأمين أجهزة السلكي للمعلمين والمعلمات حتى يتص``لوا ب``األمن نظ``رًا ألنهم‬
‫يهددون من قبل الطلبة والطالبات ‪ ،‬وأيضًا ذك`رت جري`دة الري`اض أن ن`وع النظ`ارات الجدي`دة والغالي`ة‬
‫الثمن تسببت في جرائم كثيرة نظرًا ألن اللصوص يسرقون النظارات ثم يذهبون يبيعونها ‪ ،‬وقد س``قط في‬
‫وقت قصير ثالثة أشخاص قتلى ألجل هذه النظارات ‪.‬‬
‫‪ -‬وفي عام واحد فقط اختطف في الواليات المتحدة ‪100‬ألف طفل ‪.‬‬
‫أما االنهيار االقتص``ادي فيكفي أنكم تعلم``ون جميع`ًا أن أك``بر ش``ركتي س``يارات ق``د أعلنت خس``ارات‬
‫كبيرة تبلغ المليارات ‪.‬‬
‫ًا‬
‫فشركة جنرال موتورز قد قامت بإغالق ‪ 50‬مص``نع وق``د تج``اوزت خس``ارتها أك``ثر من ‪ 4‬ملي``ارات‬
‫دوالر وقد قامت بتسريح آالف العمال ‪ ،‬وتالها في الخسارة ثاني أكبر شركة في الصناعات وهي ش``ركة‬
‫فورد وقد خسرت مليارين وثالثمائة ألف دوالر ‪..‬‬
‫هذه ليست خسارة لشركة واحدة إنما نكسة اقتصادية يعيشها هؤالء ‪ ...‬ويكفي الوضع االقتص`ادي أن‬
‫تحصل نكبة أو ه`زة اقتص`ادية فهي كفيل`ة أن ته`ز ه`ؤالء وأن تقض`ي عليهم كم`ا قض`ت على المعس`كر‬
‫الشرقي ‪.‬‬
‫على كل ح``ال ه`ذه الحض`ارة الغربي`ة اآلن تحم``ل في طياته``ا ب`ذور االنهي`ار وال أري`د أن أس`تطرد‬
‫وأطيل في هذه النقطة"‪".‬انظركتاب الفجرالصادق‪.".‬‬
‫ًا‬
‫بل اآلن في عام ‪ 1429 -‬هـ‪ -‬انه``ار اقتص`اد أمريك``ا انهي`ار لم يش`هد ل``ه مثي`ل وب`دأت مبش`رات‬
‫السقوط تلوح في األفق وهلل الحمد‪.‬‬
‫‪-‬ه``ل تعلم أن جريم``ة تح``دث ك``ل دقيق``تين ونص``ف في ال``دول الغربي``ة ‪,‬وخاص``ة الوالي``ات المتح``دة‬
‫األمريكية وحوادث السرقة في كل عشر ثوانٍ وحوادث االغتصاب في كل سبع دقائق‪ ,‬وج``رائم القت``ل في‬
‫كل أربع وعشرين ثانية!! هل تعرف أن في أمريكا خمسة وتسعين مليون مدمن مخ``درات و(‪ )850‬أل``ف‬
‫مصاب باإليدز و(‪ )11‬مليون أمريكي مصاب باالكتئاب! وبلغ عدد المنتح``رين في أمريك``ا بس``بب الفش``ل‬
‫في عام واحد ربع مليون شخص‪ .‬أي بمعدل ( ‪ )150‬شخص يومي`ًا وس``بب االنتح``ار المل``ل واالكتئ``اب!!‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪11‬‬
‫يقول بعض مفكري الغ``رب‪ :‬أن``ا في مل``ل وأحس في ألم لم``اذا أحي``ا دع``ني أم``وت!! ناهي``ك عن ال``زالزل‬
‫واألعاصير والحوادث الكونية التي يرسلها هللا عليهم وهي من جند هللا! أال يدعوك هذا إلى التفاؤل!!‪.‬‬
‫‪ -‬عودي ‪-‬محمد صلى هللا عليه وسلم ‪-‬في زماننا هذا وأس`اء الغ``رب ل``ه بالرس`وم المتحرك``ة تش`ويهًا‬
‫إلنسانيته المطهرة‪ ,‬ولدينه السماوي ‪ ,‬ولكن هيهات كانت هذه اإلس``اءة س``ببًا ل``دخول اآلالف من الغرب``يين‬
‫في اإلسالم ألنهم يعرفون أن العظماء هم من ينتقدهم الناس ويكيلون لهم العداء! لقد ق``رأ الكث``ير منهم عن‬
‫سيرة هذا العظيم ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬فأعجبوا به أّيما إعجاب!!ونالوا ش`رف م``ا ج``اء ب`ه من الس`ماحة‬
‫والرحمة والسالم وفكروا باعتناق هذا الدين المعجزة‪ ,‬ف``رب ض`ارة نافع``ة ‪.‬تش`ير بعض اإلحص`ائيات أن‬
‫هناك حوالي "‪ "2500‬شاب دنمركي أسلموا على خلفية نشر الرسومات المسيئة للرسول ص``لى هللا علي``ه‬
‫وسلم !!‪ .‬دعونا أيها القراء‪ :‬نفكر كيف ننشر ثقافة التفاؤل في العالم الغربي‪,‬نفكر بنشر هذا اإلسالم‪ ...‬بدًال‬
‫من الصياح على أحوالن`ا ومآس`ينا‪ ,‬دعون`ا نفك`ر كي`ف ننش`ر س`يرة الرس`ول ص`لى هللا علي`ه وس`لم عن`د‬
‫الغربيين‪ ,‬بدًال من الشجب واالستنكار والمقاطعات التي ال تعود لن``ا بفائ``دة مرج``وة ‪ ..‬أص``بحنا أض``حوكة‬
‫عند العالم ألننا نصيح على الرماد ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسالم في عالمنا اليوم انتشر في كل بقعة في العالم بسبب هذه الحمالت الشرس`ة علي`ه‪ ,‬ألن`ه دين‬
‫هللا الح``ق! وألن هللا متم ن``وره ول``وكره الك``افرون‪ .‬انتش``ر ب``الفقر‪ ,‬وانتش``ر بالع``داء والتنكي``ل بالمس``لمين ‪,‬‬
‫وانتشر بالحروب الباردة‪ ,‬ولوال هذا الضعف الذي منيت به دول``ة اإلس`الم الي`وم لم`ا انتش`ر اإلس`الم ه`ذا‬
‫االنتشار العظيم ‪ .‬ألن الدين جاء من عند رب العالمين ‪ ,‬وألن الخلق خلق هللا ‪ ,‬واألرض أرض``ه‪ ,‬والق``در‬
‫قدره ومشيئته ماضية في الحياة ‪ ,‬والكون يسيره متى شاء إذا شاء‪ ,‬له الحكمة البالغ``ة‪ ,‬ول``ه م``رد األم``ور‪,‬‬
‫وهو عزيز ذو انتقام ‪ ,‬وغفور رحيم‪ ,‬ويعلم بك``ل ش``يء قب``ل أن يق``ع وبع``د أن يق``ع وه``و يعلم م``ا ك``ان في‬
‫الماضي وما يكون في المستقبل وما لم يكن لو كان كي`ف يك`ون! وه`و الح`ق ودين`ه الح`ق وس`يبقى دين`ه‬
‫الحق شامخًا إلى يوم القيامة‪,‬بعز عزيز‪ ,‬أوذل ذليل‪,‬ال تقف أمامه الجيوش العرمرم‪ ,‬وال القوة الخارقة من‬
‫البشر الضعفاء‪ ,‬وكيف يقف الخالئق أمام عظمة الخّالق العليم ‪ ,‬وكيف يتحدى البؤساء الملك الجبار!؟ أال‬
‫يدعوك هذا ‪ :‬إلى معرف``ة رب``ك وق``وة يقين``ك ب``ه وإيمان``ك بعظمت``ه أن تتف``اءل ألن ال``دين محف``وظ من رب‬
‫العالمين‪.‬‬
‫‪ -‬لماذا ال أتفاءل‪ :‬وقتالنا شهداء عند ربهم يرزقون ‪ ,‬وقتالهم إلى جهنم وبئس القرار!‪.‬‬
‫‪ -‬من يصدق أن الجزيرة العربية قبل مائة عام كانت تعج بالشرك والكف``ر وعب``ادة األص``نام وقط``ع‬
‫السبيل والقتل بين القبائل ونهب األموال‪ ,‬والي``وم وهلل الحم``د معظم س``كان الجزي``رة موح``دون هلل تع``الى!!‬
‫فرحم هللا مجدد التوحيد‪ :‬الشيخ محم``د بن عب``دالوهاب ال``ذي وق``ف داعي``ة إلى هللا فح``ارب الش``رك وأهل``ه‬
‫وأعاد للناس دينهم الحق!‪.‬‬
‫قوة الهدف‬
‫يحكى أن ملك أراد أن يوصي بالخالفة من بعده ألحد أوالده الثالث`ة‪ ,‬وال ي`دري أيهم أح``ق بالمل`ك‪,‬‬ ‫ًا‬
‫فقرر أن يض`ع لهم اختب`ارًا بس`يطًا ل`يرى من ينجح باالختب`ار فوض`ع ه`دفًا وثالث`ة س`هام وق`وس‪ ,‬وق`ال‬
‫ألوالده بعد سنة سأختبركم !‪.‬‬
‫أما االبن األكبر فأخذ يتدرب على الرماية باليوم سبع ساعات ! ‪.‬‬
‫ولكن االبن األوسط‪ ,‬أخذ يتدرب باليوم ساعة واحدة فقط‪.‬‬
‫أمااالبن الصغير فال يحب الرماية بل يحب الفروسية ولهذا فهو لم يتدرب مطلقًا‪.‬‬
‫فلما حان وقت االختبار حضر جميع األخوة أمام أبيهم فأمرهم أن يذهبوا للحديقة؟‪.‬‬
‫كان الهدف قد وضع بمكان واضح وفيه ثالث دوائر كبرى وصغرى ووسطى فأمرهم أن يرموا إلى‬
‫أوسط الدوائر؟‪.‬‬
‫أخذ الكبير القوس والسهم وشده بقوة فسأله أبوه ماذا ترى يا ُبني ؟ فقال‪ :‬أرى الدائرة و قوسًا وس``همًا‬
‫وشجرة ‪ .‬ثم قال له‪ :‬ارمِ يا ُبني؟ فرمى ولكنه أخطأ الهدف!! ‪.‬‬
‫فأخذ القوس والسهم االبن األوسط ثم شده بقوة وأثناء ذلك قال له أبوه‪:‬ماذا ترى ي``ا ب``ني؟ فق``ال‪ :‬أرى‬
‫الدائرة وقوسًا وسهمًا‪ .‬فقال ‪:‬ارمِ يا ُبني؟‪.‬‬
‫فرمى ولكنه أخطأ الهدف!‪.‬‬
‫فأخذ القوس والسهم االبن األصغر وشده بقوة فقال له أبوه‪:‬ماذا ترى يا بني؟فقال ‪ :‬أرى الهدف فكرر‬
‫عليه أبوه السؤال ؟ فقال ‪ :‬ال أرى سوى الهدف! فرمى فأصاب الهدف!! ‪.‬‬
‫ًا‬
‫قصة تحمل الكثير من المعاني‪ :‬فرسم الهدف والتركيز عليه وكتابته خطي` والس``عي لتحقيق``ه ه``و م``ا‬
‫جعل عظماء اإلسالم يحققون الكثير من أحالمهم ‪.‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪12‬‬
‫فأنت حين تقرأ هذا الكتاب مثًال‪,‬فالبد أن يكون الهدف لديك واضحًا وهو أن تص``بح متف``ائًال ‪ ,‬وحتم`ًا‬
‫بإذن هللا سيحقق لك الكتاب ذلك!! أما إذا كان هدفك التسلية وقتل الوقت فسيكون هدفك ضعيفًا ولن تخرج‬
‫بنتيجة مرجوة سوى ضياع الوقت‪.‬‬
‫لقد حثنا رس`ولنا ص`لى هللا علي`ه وس`لم على أن تك``ون أه`دافنا كب`يرة فق``ال‪ " :‬إذا س`ألتم هللا فاس`ألوه‬
‫الفردوس األعلى من الجنة"رواه أحمد‪.‬‬
‫إذًا حياة بال هدف هي حياة بال وقع أو أثر ‪ ,‬فالشخص الذي يحقق النجاح في الحياة ويصنع التفاؤل‬
‫في نفسه هو الذي يضع هدفه نصب عينيه بصفة مستمرة ويتجه إليه بال انحراف ‪.‬‬
‫يقول د‪ :‬عبدهللا باهمام ‪ :‬أخطر إنسان في الدنيا هو الذي يعرف ما يريد! ‪.‬‬
‫الرسول المتفائل‬
‫أن تتفاءل في أصعب المواقف وفي أحلك الظروف فأنت تنظ``ر بن``ور هللا ‪ ,‬أن تتف``اءل عن``دما يكفه``ر‬
‫وجـه الزمن فأنت على يقين برّب العالمين‪ ,‬أن تتفاءل عن``دما تتك``الب األع``داء وتش``تد المحن ف``أنت واث``ق‬
‫بنصر هللا‪ ,‬أن ُيدفع بك إلى السجن فترى أنك في جنة وارفة الضالل فأنت برعاية هللا وحفظه! وأي تفاؤل‬
‫أعظم من أن ترى الخير في طّيـات الشر وأن ترى المحن ِم نحـًا ف``أنت في قمـة التف``اؤل !! ه``ذا ن``بي هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم أكثر الناس تفاؤًال ‪ ،‬وكان ُيحب الفأل ويك`ره الّط يرة خ``رج إلى ب`در في قّلـة قليل`ة ‪،‬‬
‫وكان يتفاءل بالنصر ‪ ،‬حتى بّش ر بهالك رؤوس الكفر ‪ ،‬بل حدد مواقع هلكتهم ! ثم تكالبت علي``ه األع``داء‬
‫في المدينة فأخذ يحفر الخندق مع أصحابه ‪ ،‬وه``و يرب``ط على بطن``ه حج``رًا من الج``وع ‪ ،‬وم``ع ذل``ك ك``ان‬
‫متفائًال بالنصر ‪ ،‬بل وُيبّش ر بنصر وتمكين ألمته ‪ ،‬فيقول ‪ " :‬إذا هلك كسرى فال كسرى بع``ده‪ ،‬وإذا هل``ك‬
‫قيصر فال قيصر بعده‪ .‬فو الذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل هللا تعالى"رواه البخاري‪ ..‬حتى غمز‬
‫المنافقون ذلك الوعد ولكن تحقق وعده عليه السالم ‪ .‬وُيصّد عن بيت هللا عام الُح ديبية ‪ ،‬فيتفاءل عندما قِد م‬
‫ُسهيل بن عمرو ‪ ،‬فقال ‪ :‬من هذا ؟ قالوا ‪ :‬س``هيل بن عم``رو ‪ .‬ق``ال ‪ :‬لق``د س``هل لكم من أم``ركم ‪ .‬كم``ا عن``د‬
‫البخاري‪.‬‬
‫المال وراحة البال ال يجتمعان ً‬
‫معا‬
‫يقول عبد القادر مصطفى عبد القادر‪" :‬إذا كنت تتصور أن السعادة في جمع المال‪ ،‬وكنزه‪ ،‬وإنفاقه‬
‫على شهوات النفس ‪ ..‬فأنت واهم‪ ،‬فلقد تعلمن``ا من تج``ارب الس``لف أن " الم``ال وراح``ة الب``ال ال يجتمع``ان‬
‫معا"‪ ،‬ولقد تعلمنا من مشهد الموت أن "المال يتركه المرء كله وُيسأل عنه كله"‪ ،‬ولق``د تعلمن``ا أن اإلنف``اق‬ ‫ً‬
‫ُت‬ ‫ًا‬
‫على الشهوات مجلبة للتعاسة‪" ..‬فرب شهوة ساعة أورث أهلها هم` ط``ويال"‪ ،‬وإن كنت ال ص`دق إال م``ا‬
‫ت``رى ‪ ..‬فاس``تمع إلى ح``ديث الواق``ع ال``ذي ال يك``ذب وال يتجم``ل‪ ،‬فلق``د أثبتت اإلحص``اءات أن أعلى نس``بة‬
‫لالنتحار بين البشر توجد بالدول التي يتمتع مواطنوها بأعلى مستوى لدخل الفرد‪ ..‬فلئن كان الم``ال يحق``ق‬
‫السعادة‪ ..‬فلماذا تخلص هؤالء من حياتهم؟!‪.‬‬
‫صديقي التأكل نفسك‬
‫معاناة عاشها هذا الصديق الجميل في لطف روحه ودعابة نفسه ‪,‬وق``وة إيمان``ه برب``ه‪ ,‬ك``انت حق`ًا من‬
‫أروع القصص والتجارب اإلنسانية التي مُني بها ‪ ,‬لتعيد البسمة للماليين من الحيارى في هذا العالم ال``ذي‬
‫ظنه الكثير أنه أسود!! دعوني ألتيح له الفرص ليعبر عن مشاعره ليقول‪:‬‬
‫أصبت بقرحة المعدة سنة من السنوات‪ ,‬وذلك أن هللا ابتالني بصحبة سيئة في العم``ل‪ ,‬ك``انوا قم``ة في‬
‫التشاؤم واإلحباط ‪ ,‬هم ثالثة‪ ,‬واحد منهم مصاب باالكتئ``اب ويتع``اطى األدوي``ة والعق``اقير‪ ,‬وآخ``ر مص``اب‬
‫بالتشاؤم والكره لآلخرين ‪ ,‬والثالث منحل فكريًا أحمق رعديد ‪ ,‬وق``د س``ميتهم المج``انين الثالث``ة ألنهم حق `ًا‬
‫كانوا أعمياء عن األمل والسعادة والتفاؤل فصول القصة طويلة ولكن``ني بالنهاي``ة أحسس``ت منهم ض``غوطًا‬
‫وإرهاصات دمرت معدتي تدميرًا‪ ,‬قررت أن أعالجهم من حياتهم البئيسة ف``انقلبوا أع``داء ض``دي‪ ,‬ف``أعلنوا‬
‫الحرب العالمية علّي وبدؤا بالظن السوء والشك البغيض ‪ ...‬ومعاناة ال تنتهي إال بتقديم اس``تقالتي من ه``ذا‬
‫العمل المشئوم!! علمًا أن راتبي كان جيدًا‪ ,‬ولكن صحتي أهم عليّ من مادتي ووظيفتي ‪,‬ولع``ل األم``ر في``ه‬
‫خير‪,‬وفعًال كانت استقالتي مفتاح رزق لي ‪ ...‬لقد أكلتني األحزان‪ ,‬وحب االنتقام منهم هو اآلخرأفس`د علّي‬
‫عيشي‪ ,‬لق`د ب`دأت أفك`ر فيهم ط`ويًال ‪ ,‬نص`بت لهم الع`داء ‪ ,‬وقلت م`ا قلت من ذم وش`تائم من نق`د س`خيف‬
‫لذواتهم ‪ ,‬وكانت نتيجة هذا‪ ,‬أن أصبت بقرحة المعدة وآالم في داخل نفسي أزعجتني وح``ولت حي``اتي إلى‬
‫جحيم ال يطاق !‪.‬‬
‫ُت`رى م`اذا أفع`ل لكي أع`الج نفس`ي من ه`ذه الض`غوط واآلالم العض`وية؟ ه`ل أستس`لم كم`ا استس`لم‬
‫غيري ؟ أسئلة لم أجد لها حًال!!‪.‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪13‬‬
‫وبعد فترة من األيام أحسست بألم شديد في معدتي‪ ,‬فذهبت للمستشفى إلجراء بعض الفحوصات فبعد‬
‫أن كشف علّي الطبيب ياللهول!! لقد كانت النتيجة متناقض``ة‪ :‬ت``ارة يق``ول الط``بيب أن``ني مص``اب بالته``اب‬
‫معوي ‪ ...‬وتارة يحتمل أن يكون سرطانًا في المعدة !‪.‬‬
‫عرفت أن هذا الطبيب يحمل شهادة مزورة إن لم يكن سباكًا أو عامل نظافة ‪!....‬‬
‫لم أيأس‪....‬‬
‫ذهبت لمستوصف أهلي وسحب الطبيب االستش`اري الم`وقر المختص جمي`ع م`ا في جي`بي من م`ال‬
‫وأودعه في خزانة المكر والنصب واالحتيال ‪ .‬وهو مع ذلك لم يعرف عل`ة مرض`ي‪ ,‬وأرعب`ني بص`ورته‬
‫الفرعونية وتكهناته التي ال تبث بالخبر اليقين!! ‪.‬‬
‫لم أيأس‪....‬‬
‫ذهبت لطبيب ثالث وقال لي‪ :‬أنت مصاب بقرحة المعدة االثنا عش``رية وع``دد علي أمراض`ًا أخ``رى‬
‫وحذرني من كل مأكول طيب‪ ,‬فأعطاني قائمة كتب فيها أن``واع األطعم``ة ال``تي ال آكله``ا بتات`ًا ‪,‬ممن``وع من‬
‫اللحم والشحم وشرب الشاي والقهوة والطماطم والليمون والبرتقال والتمر ولم يب``قَ ش``يء في الوج``ود إال‬
‫ذكره ‪ ,,,‬قائمة فيها ما لذ وطاب من األصناف والم`أكوالت الش`هية !! وعبس ب`وجهي بنظ`رات حانق`ة ال‬
‫تغف``ر وال ت``رحم الم``ريض‪ ,‬وكأن``ه يق``ول س``تموت اآلن!! وكتب لي وص``فة طبي``ة ص``ّب فيه``ا وابلًا من‬
‫األدوية ‪.‬طبعًا بعد أن سحب ما في جيبي!! ‪.‬‬
‫حقًا لقد كانوا أطباء شرسين !!‪.‬‬
‫لم استفد من تلك األدوية سوى خسارة المال ألنني أحرقت نفسي بنار تعاملهم المشين مع المرضى!!‬
‫فال سلوى للحزين ‪ ,‬وال رأفة تنقذ البائسين !! ‪.‬‬
‫لم أيأس‪....‬‬
‫فكرت ذات مرة بعد هم طويل انتابني ‪,‬وشعور خائف أغلق باب قلبي ‪ُ ,‬ترى ما السبيل للس`عادة ؟ م`ا‬
‫السبيل للتخلص من هذه القرحة المؤلمة؟ وهل حقًا س`أعيش حي`اتي كله`ا مريض`ًا كم`ا ق`ال ذل`ك الط`بيب‬
‫المجنون ؟ ‪.‬‬
‫كانت أسئلة دوامة‪ ,‬وتراصيع فكر تنتابني باألمل ‪ ...‬ولكن قررت أخيرًا أن أبحث عن حل؟ ‪.‬‬
‫ُترى ماذا فعلت ؟ ‪.‬‬
‫لقد فكرت أن أضع حدًا لحياتي! لوال أن هللا وفقني بعد إلحاح بالدعاء وطلب للشفاء منه حيث أخيرًا‬
‫توصلت لشيء جميل وعالج فعال ‪.‬‬
‫لملمت أوراقي الماضية ورميتها في سلة اإلهمال ومض``يت أفك``ر جي``دًا ه``ل أن``ا تعيس ومخل``وق من‬
‫الشر لكي أقمع نفسي بالسوء ؟‪.‬‬
‫لماذا أنا آكل نفسي بهذه الهموم والمشكالت التي ال طائل تحتها ؟ ‪.‬‬
‫هل أنا شرير بدرجة كافية ؟‪.‬‬
‫حسنًا سأغير من نظرتي وأسلك سبيل الس``عداء‪ ,‬نعم ق``ررت بك``ل ق``وة أن أص``بح س``عيدًا كغ``يري من‬
‫الناس !! ‪.‬‬
‫ًال‬
‫ما المانع أن أكون متف`ائ في حي`اتي؟ أال أس`تطيع أن أتغلب على حماق`اتي الماض`ية وأمنح نفس`ي‬
‫بداية جديدة ؟‪.‬‬
‫كانت أسئلة موفقة مع نفسي‪ ,‬حيث التغيير يبدأ مني أنا!!‪.‬‬
‫ثم بدر بذهني أن أضع في فناء منزلي حديقة صغيرة وأمأل أرجائها بالورود والشجيرات الجميلة لقد‬
‫بدأت أغني مع الطيور التي في حديقتي وأتأمل الحياة من جديد وك``أنني بعثت من قب``ور الي``أس إلى جن``ان‬
‫التفاؤل ‪ ...‬شاهدت النمل األبي يتسلق حيطان الحديقة آالف المرات ب``دون كل``ل وال مل``ل‪ ,‬ورأيت الحم``ائم‬
‫تضع أعشاشها بتنسيق رائع في زاوية الحديقة ‪ ,‬واألزه``ار ك``ل ي``وم تتفتح ببس``مة عذب``ة ‪ ,‬والم``اء ال``زالل‬
‫يت``دفق ب``رذاذ ينس``اب إلى وجهي ليمس``ح دم``وع الح``زن من عي``ني الك``الحتين ‪ ,‬ويطفئ غب``ار الش``ؤم من‬
‫هامتي ‪ ,‬وهكذا يومًا أسترخي بعمق وأتنفس األريج‪ ,‬وأسبح الواحد األحد ال``ذي منح``ني الص``حة وألهم``ني‬
‫الرشد ألفكر بنفسي كثيرًا ألنني أحسست أن الحياة التستحق كل هذه المعاناة أبدًا‪.‬‬
‫فجأة وبدون سابق إنذار ‪ ...‬شعرت بشيء في قلبي يتحرك وكأنه يق``ول لي ‪ :‬انظ``ر للج``انب المش``رق‬
‫من حياتك؟ ‪.‬‬
‫عالم تنشد أسفار الصباح ؟‪.‬‬
‫َ‬ ‫انظر للطيور الصادحات في األفق‬
‫ا نظر للنحلة في حديقة منزلك تتنقل بين الزهور وكأنها مالك قادم من السماء؟ ‪.‬‬
‫انظر لزقزقة العصافير ؟‪.‬‬
‫انظر للنملة وكفاحها ؟ ‪.‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪14‬‬
‫يا اهلل أحقًا أنا هنا أو كأني سابح في فضاء الحياة الجميلة ‪.‬‬
‫األصحاب الكائدين حنقًا وبغضًا لي ‪ ,‬الذين لم أسلم من ثرثرتهم البغيضة وحس``دهم المقيت‪ ,‬هج``رتهم‬
‫إلى األبد!! واستبدلتهم بأصحاب أسوياء تعلوا محياهم البهجة وحب الخير لغيرهم‪ ,‬مجالس``هم طرائ``ف من‬
‫الحكم``ة ون``وادر من النك``ات والض``حكات ‪ ,‬خ``رجت معهم للنزه``ة كث``يرًا وتلقين``ا الحي``اة أمًال نعيش``ه‪ ,‬لق``د‬
‫ضحكت ملء الفض`اء وس`معت األح``اجي والحكاي`ات ‪ ,‬وأنش`دت األش`عار ‪ ,‬وأخ``ذت س`الحي ألرمي ب`ه‬
‫األطيار والهموم والغموم برصاصة الموت ال``تي تنس``يني ك``ل ذكري``ات عش``تها م``رارة في س``الف ال``دهر‬
‫وغابر الزمن ‪.‬‬
‫برمجت نفس``ي وعقلي الب``اطن على أن``ني سأش``فى من تل``ك القرح``ة ب``إذن هللا‪ ,‬ب``دأت ألعب وأض``حك‬
‫وأغني وأنشد األشعار في حديقة منزلي ‪,‬وأحتسي الشاي والحلوى وأتأمل جمال الحياة ‪ ...‬وهكذا تحس``نت‬
‫حالتي الصحية إلى األحسن ألنني سافرت إلى قلبي الجميل وعرفت أنني أنا األجمل في الكون!! ‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫صديقي ‪ :‬قد تمر بك صدمة نفسية عنيفة ! تزعزع كيانك ‪ ,‬وتهد من بنانك ‪ ,‬وتحس أنك تافه في ه``ذا‬
‫الوجود!! فترى الدنيا في قرارك بالونًا أسود‪ ,‬فتتهاوى على نفسك ‪ ,‬وربما تهجر الناس ‪ ,‬وتعتزل الحياة !‬
‫ثم ما تلبث أن ترى األفق معتمًا في عترت عينيك ‪ ,‬وأن األم`ل أوش`ك أن يك`ون عباب`ًا هائج`ًا تتالطم في`ه‬
‫أمواج الكراهة ‪!...‬‬
‫قف هنيه`ة ‪ ...‬اخ`رج من تل`ك القوقع`ة الكئيب`ة إلى بح`ر التف`اؤل‪ ,‬لتج`دف في زورق ص`غير يحم`ل‬
‫األصداف والآللئ‪ ,‬بالهواء الطلق ‪ ,‬والماء العذب ‪ ,‬تأمل الحياة ‪ ..‬وتأم``ل البح``ور األربع`ة‪ ,‬بح``ر الس``عادة‬
‫‪,‬وبحر األمل‪ ,‬وبحر الحب‪ ,‬وبحر التفاؤل ‪ ..‬ستجد نفسك ت``ؤول دوم `ًا إلى اله``دوء! وأن حيات``ك تبح``ر في‬
‫بحور ال تنتهي شواطئها من األمل المونق زهوًا‪ ,‬وأن الناس من حولك وورود ال ت``ذبل وأنه``ار ال ينقط``ع‬
‫عطاؤها ‪ ,‬وما هذه ؟‪.‬‬
‫إال سماء تظلك ‪.‬‬
‫ووارف يغنيك‪.‬‬
‫وطير ينشيك ‪.‬‬
‫ّل‬
‫وماء يطفئ روائك ‪..‬وهكذا يا صديقي الحياة جمال إن جم تها في قلبك ‪ ..‬وقبح إن سودت جدرها في‬
‫حجيرات صدرك ‪ .‬فإذابحثت عن النور ستراه يمألاألفق‪,‬وإذابحثت عن أجمل األشياء سترى الجمال يحيط‬
‫بك‪,‬لم تتغير الحياة في أفق تعاملك معها ‪,‬ولكن إرادتك تغ``يرت‪,‬واإلنس``ان وحي``د إرادت``ه‪,‬م``تى رأى الحي``اة‬
‫قبحًا سيراها كذلك ‪,‬ومتى رأها ظالمًا فستكون كذلك!‪.‬‬
‫انطلق هنا وهناك‪ ,‬ورفه عن نفسك مع الروض البهي والحق``ل الزاه``ر والقم``ر ال``دوار‪ ,‬وق``ف كث``يرًا‬
‫لتبصر طيف ألوان الشمس كيف تنساب إلى األفق البعيد بلح``ظ أن يرت`ّد إلي`ه طرف``ك‪ ,‬وس`ترى أن الحي`اة‬
‫يرتَم شواف قلبه بالجواهر والآللئ‪..‬‬ ‫ذهب أصفر ومعدن يتألأل رونقًا‪ ,‬وأن السعيد من حظي أن ِ‬
‫جرت العادة ياصديقي‪ ":‬أن يرسل األطباء الناحلين وفقراء الدم وذوي األعصاب المرهفة والهزيلين‬
‫والمكتئ``بين إلى الجب``ال الخض``راء والس``هول المنتش``ية ب``الورود والبح``ار الزرق``اء الل``ون حيث يت``نزهون‬
‫ويس``تحمون في البح``ر أو بأش``عة الش``مس ف``إن ه``واء القمم الص``افي ‪ ,‬وأريج الص``نوبر‪ ,‬ونفح``ات البح``ر‬
‫المشبعة باألمالح المنعشة تمّد د الرئات وتشّد العضالت وتغنيها بالدم وتعطيها حيوية جديدة"‪.‬‬
‫وحيث هناك الروض البهي‪ ,‬والساحة الخضراء تبدد ظالم الكآب``ة ‪,‬وتح`يي في القلب أل``ف مع``نًى من‬
‫معاني السعادة‪.‬‬
‫صديقي الحياة جميلة بوجود نسمات اإليمان في قلبك ‪.‬‬
‫وحلوة خضرة يمأل أرجاء حيطانها النور‪.‬‬
‫فالغيوم في اشتداد سوادها مخيفة ولكن في رذات المطر ما ينسي أتعاب الحياة وظلمة الغمام‪.‬‬
‫والماء في ملحه ال يساغ ولكن الجسم يعتل إذا فقد الملح‪.‬‬
‫والشجرة ال تثمر أنقًا حلوًا من الفاكهة إال إذا قّلمت أغصانها‪.‬‬
‫والدنيا ال تعبس في وجه من يبسم لها ‪ ,‬كما الطفل يبسم في وجه الحياة ‪.‬‬
‫والناس فيهم من صدق المعاني ونيل المروءات وكرم السجايا وحب الخير ‪.‬‬
‫فلَم الكآبة ؟ولَم الحزن ؟ولَم تحفر قبرك بيدك‪ ,‬وتشعل األخدود في قلبك‪ ,‬ولّم ا بعد تموت؟‪.‬‬
‫ابسم فالحياة ال تستحق كل هذه المعان``اة ‪ ,‬وأض``حك ‪ ,‬واف``رح ‪ ,‬والعب‪ ,‬وأس``عد نفس``ك ‪,‬وكن لألحق``اد‬
‫نابذًا‪ ,‬ولآلالم النفسية مطرحًا ‪ ,‬واترك الماضي المرير‪ ,‬وعش في سالم كما الس``اعة تمض``ي في عقاربه``ا‬
‫لتبني عجالت الحياة بالحركة والعمل الدؤوب ‪.‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪15‬‬
‫افتح عيني``ك‪ ,‬والتفت عن يمين``ك وش``مالك‪ ,‬وس``تعرف أن``ك الزلت تبص``ر‪ ,‬ف``انثر ورود التف``اؤل في‬
‫طريق``ك‪ ,‬وتنحَ عن األش``واك الدخيل``ة في من``اهي الحي``اة‪ ,‬وامضِ حيث الجم``ال إلى أن تض``ع ق``دمك في‬
‫الجنة ‪.‬‬
‫ًال‬
‫يا صديقي العزيز‪ :‬إنك ستندم أشّد الندم حينما ال تجد نفسك جمي في هذه ال``دنيا !!تن``دم ألن``ك ت``ؤلم‬
‫نفسك مرتين ‪,‬مرة وأنت تعيش خائفًا من شدائد الحياة ‪,‬فإذا ماتوقعت مرارتها ت`ألمت م`رة أخ`رى‪,‬فجمعت‬
‫على نفسك ألمين ‪,‬فاألسلوب الذي نرى به الحياة يصنع الحياة التي نعيشها!‪.‬‬
‫صديقي‪:‬عالج نفسك بنفسك‪ ,‬فإن األطباء ال يشفون الناس‪ ,‬إنما هللا هو الشافي!!‪.‬‬
‫صرح بعض األطباء المشهورين قائًال‪ ":‬إن مهمة الطبيب أن يساعد الم``ريض على أن يش``في نفس``ه‬
‫بنفسه فالطبيب اليش`في أح``دًا إن مص`در الش`فاء بعدهللا هي النفس وليس للط``بيب من عم``ل إال أن يس`اعد‬
‫النفس في تأثيرها"‪.‬‬
‫‪ -‬يقول الدكتور عادل صادق‪ ":‬عزيزي الطبيب ح``ديث التخ``رج ‪ :‬إذا لم تق``رأ جي``دًا عن االكتئ``اب ‪:‬‬
‫أعراضه عالجه إذا لم تبحث عن عالمات االكتئاب في كل مريض يدخل عيادتك ‪ ،‬فإنني أتنب``أ ل``ك بأن``ك‬
‫ستكون طبيبًا فاشًال ‪."..‬‬
‫ويقول الدكتور"جوزيف مونتاغيو" ‪" :‬أنت ال تصاب بقرحة المعدة‪ ,‬بسبب ما تتناول من طعام‪ ,‬ب``ل‬
‫بسبب ما يأكلك!"‪.‬‬
‫مَّم أخاف‬
‫كنت أعيش في خوفٍ دائم من ( فقدان األشياء التي أملكه`ا )‪ ,‬أو ع`دم الحص`ول على األش`ياء ال`تي‬
‫أريدها‪.‬‬
‫ماذا لو تساقط شعري ؟ ‪.‬‬
‫ماذا لو لم أحصل أبدًا على بيتٍ كبير ؟ ‪.‬‬
‫ماذا لو ازداد وزني‪ ,‬فأصبح قبيح الشكل أو منفرًا ؟ ‪.‬‬
‫ماذا لو فقدت عملي ؟ ‪.‬‬
‫ماذا لو صرت مقعدًا‪ ,‬غير قادر على لعب الكرة مع ابني ؟ ‪.‬‬
‫ماذا يحدث لو أصبحت عجوزًا وضعيفًا‪ ,‬فال أقدم شيئًا لمن حولي ؟ ‪.‬‬
‫ولكن من يستمع إلى الحياة‪ ,‬يتعلم منها‪ ,‬ولقد عرفت اآلن ‪:‬‬
‫ًا‬
‫إذا سقط شعري ‪ -‬أستطيع أن أكون أجمل رجلٍ أصلع‪ ,‬وأس``عد ألن رأس``ي م``ا زال ( ينتج أفك``ار )‪,‬‬
‫إن لم ينتج ثمارًا‪.‬‬
‫إن ال``بيت ال يس`عد اإلنس`ان ‪ -‬ف``القلب التعيس لن يج``د الرض`ا في بيتٍ أك``بر ولكن ( القلب الم``رح )‬
‫سيجعل أي بيت سعيد‪.‬‬
‫إذا قضيت وقتًا أطول في تطوير ( جوانبي العاطفية ‪ -‬و ‪ -‬العقلية ‪ -‬و ‪ -‬الروحية ) ب``د من الترك``يز‬
‫ًال‬
‫على صفاتي الجسدية فقط سيزداد جمالي مع كل يوم يمضي‪.‬‬
‫إذا لم أستطع أن أعمل ألنال أجرًا ‪ -‬فلسوف أعمل عند هللا فمكافأة العمل عنده ال تضاهى‪.‬‬
‫إذا عجز جسدي فلم أستطع أن أعّلم ولدي رمي الكرة رمي``ة ص``عبة فس``أجد من ال``وقت م``ا يس``عني ‪-‬‬
‫ألعلمه كيف يواجه الصعاب التي سترميه بها الحياة وستكون هذه حراسة أفضل له‪.‬‬
‫إذا ما نال العمُر من قواي ‪ -‬ونشاط عقلي ‪ -‬وقدرة احتمال جسدي فسأقدم لمن ح``ولي ( ق`وة فك`ري ‪-‬‬
‫وصدق حبي ‪ -‬وقدرة روحي على االحتمال ) بعد أن شكلتها صعاب الحياة الطويلة‪.‬‬
‫ال أخاف مما قدر لي من خسائر‪ ,‬أو أحالم ضائعة في طريقي‪ ,‬فسوف أواجه كل تحد بصالبة وع``زم‬
‫ألن هللا قد أنعم علّي بالكثير من العطايا‪ ,‬وإن فقدت إحداها‪ ,‬فسأجد عشرًا غيرها ولم أكن ألرعاها وأنميها‬
‫لو كان طريقي في الحياة ممهدًا سهًال‪.‬‬
‫ّف‬
‫لذلك فإذا لم أستطع أن أرقص فس``أغني في م``رح وعن``دما ال أق``وى على الغن``اء فس``وف أص` ر في‬
‫رضا ‪ ,‬وعندما تصبح أنفاسي ضعيفة متقطعة فسوف أستمع بانتباه ‪ -‬وسينطق قلبي بالحب وعندما يقترب‬
‫نور الصباح فسوف أصلي في صمت حتى أعجز عن الصالة وعندها سيكون الوقت قد ح``ان ألك``ون م``ع‬
‫ربي‪ ,‬إذن فمّم أخاف ؟ ‪.‬‬
‫‪-‬إضاءة الفكرة‪:‬إذالم تضع خطة لحياتك‪,‬أصبحت جزًء من مخططات اآلخرين"‪.‬‬
‫ماذا تريد بالضبط‬
‫وصل المتسلق الضرير "روس واطسون" إلى قمة جبل لوغان يوكون شمال غ``رب أعلى قم``ة في‬
‫كندا تقع على ارتفاع ‪ 5959‬مترًا برفقة ثالثة أشخاص آخرين‪.‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪16‬‬
‫وقال المعهد الكندي للمكفوفين إن واطسون وصل إلى ثاني أعلى قمة في أمريكا الشمالية بع``د ظه``ر‬
‫الخميس الماضي في ختام رحلة استغرقت ‪ 19‬يومًا‪.‬‬
‫وصرح واطسون الذي يبلغ من العمر ‪ 49‬عامًا وأص``يب ب``العمى عن``دما ك``ان في الثاني``ة عش``رة من‬
‫عمره أن عاصفة هبت طوال النه`ار وبلغن`ا القم`ة وتوقفن`ا اللتق`اط ص`ور ثم نزلن`ا على الف`ور خوف`ًا من‬
‫الرياح ‪.‬‬
‫وقد تسلق واطسون قبل عشر سنوات جبل ماكينلي في االكس``ا أعلى جب``ل في أمريك``ا الش``مالية يبل``غ‬
‫ارتفاعه ‪ 6193‬مترًا‪.‬‬
‫وقد تسلق واطسون جبل لوغان وه`و مرب`وط بحب`ل م``ع ثالث`ة متس`لقين آخ``رين وق``د ج``رت عملي`ة‬
‫التسلق تبعًا للتعليمات الشفهية التي كانوا يتلقونها من المتسلق األول‪.‬‬
‫وكان أحد المتسلقين مصورًا أنجز فيلمًا يعتزم معهد المكفوفين اس``تخدامه في إط``ار حمالت``ه الرامي``ة‬
‫إلى تمويل أنشطته‪.‬‬
‫سبحان هللا ! أعمى ويصل إلى أعلى قمة في العالم!! وأنت مبصر وال تستطيع أن تقفز لحظة واح``دة‬
‫نحو النجاح!! إنها شحنات كهربائية ينبثق منها نور التف``اؤل‪ ,‬ف``األعمى حقيق``ة من عمي عن نفس``ه وه``زم‬
‫ذاته ‪.‬‬
‫بقي أن تعلم أيها الحبيب‪ :‬أن الصعاب والعقبات جزء من حياة الفرد وواقعه‪ ،‬ومن النج``اح أن يح``ول‬
‫الشخص الصعاب إلى مصاعد يصعد عليها إلى المعالي‪ ،‬وما أجمل أن يبدع المرء في تحويل المحنة إلى‬
‫منحة‪.‬‬
‫ومن يتهيب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر‬
‫ُسئل أحد الحكماء ‪ :‬ممن تعلمت الحكمة ؟!‪.‬‬
‫ق``ال ‪ :‬من الرج``ل الض``رير !؟ ‪ ...‬ألَّن ه ال يض``ع قدم``ه على األرض إال بع``د أن يخت``بر الطري``ق‬
‫بعصاه!! ‪ .‬وهذا حق! فكي``ف بالمبص``ر ال``ذي ال ي``رى الحي``اة إال س``حابة س``وداء من األح``زان وال يخت``بر‬
‫طري``ق حيات``ه برجائ``ه برب``ه وه``و يبص``ر عظم``ة ه``ذا الك``ون وق``وة تماس``ك بنان``ه فال يلبث مص``غيًا‬
‫لمشكالته ‪,‬ونهنهات عينيه الغائرتين بالحقب واألسى‪ ,‬وطول السهر على سوف ولع``ل وي``ا ليت‪ ,‬وم``ا علم‬
‫أن الركب يسير‪ ,‬وأن السفينة تمضي في عباب البحر‪ ,‬وأن القوم حازوا المن``ازل العُلى بحس ن تف اؤلهم وعزيم ة‬
‫نفوسهم األبية !!‪.‬‬
‫فعقب الغمام نزول المطر‬ ‫*‬ ‫ال تكتئب إن بدا عائق‬
‫فال بد أن يستحث السير‬ ‫*‬ ‫إذا المرء يومًا أراد العلى‬
‫فمن يركب البحر يلقى‬ ‫*‬ ‫وخّل العزيمة أقوى سالح‬
‫الدرر‬ ‫*‬ ‫أترجو الفالح ولم تستعد‬
‫لنيل المنى بالضنى والسهر‬ ‫*‬ ‫فقاوم بعزمك جل الصعاب‬
‫فبالعزم صلب الحديد انصهر‬ ‫*‬ ‫تألق في الجد ذو همة‬
‫وذو اليأس في يأسه مندثر‬ ‫*‬ ‫أيا من تأمل طيب الحياة‬
‫تفا ءل ستلقى جميل األثر‬

‫في الحديث الصحيح "من ابتليته بحبيبتيه ‪-‬أي عينيه‪ -‬فصبر عوضته منهما الجنة"‪.‬‬
‫قد تكون العاهات سببًا للنجاح والتفوق ق``ال تع``الى‪ :‬إن ه من يت ق ويص بر ف إن هللا ال يض يع أج رَ‬
‫المحسنين‪[‬يوسف آية ‪ . ]90 -‬فالعاهة حقيقة ليست إعاقة الجسد وإنما إعاقة العقل عن التفكير واإلبداع‪.‬‬
‫في الحديث‪ ":‬إن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا"[ رواه الترم`ذي وق`ال‬
‫حديث حسن صحيح ]‪ .‬وهذه القاعدة سنة كوني``ة فل``وال البالء لك``ان يوس``ف م``دلًال في حض``ن أبي``ه ولكن``ه‬
‫أصبح مع البالء عزيز مصر ‪.‬‬
‫يقول بشار بن برد ‪:‬‬
‫فليس بعار أن يقال ضرير‬ ‫*‬ ‫وعيرني األعداء والعيب فيهمو‬
‫فإن عمى العينين ليس يضير‬ ‫*‬ ‫إذا أبصر المرء المروءة والتقى‬
‫وإني إلى تلك الثالث فقير‬ ‫*‬ ‫رأيت العمى أجًرا وذخًرا‬
‫وعصمة‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪17‬‬
‫التفاؤل يشـــع من لوحاتهم‬
‫ذكرت مجلة‪ -‬إيالف اإللكترونية‪ -‬أن هناك حوالي "‪ " 726‬فنانًا يرسمون لوحاتهم الجميلة ب``أفواههم‬
‫وأرجلهم في العالم ‪,‬وأن لوحاتهم الفنية بلغت آالف الدوالرات ‪,‬وأغلب الرسومات واأللوان التي فيها تشع‬
‫بالتفاؤل واألمل وفيها درجة متقدمة من االحترافية الفنية رغم أن الذين رسموها هم أناس أصيبوا بحاالت‬
‫مرض``ية ش``ديدة في طف``ولتهم أدت إلى جعلهم يفق``دون المق``درة على اس``تخدام أي``ديهم كغ``يرهم من الن``اس‪.‬‬
‫الرس``امون ه``ؤالء ال``ذين يرس``مون ب``أفواههم وأرجلهم وال``ذين يتع``اونون م``ع دور النش``ر العالمي``ة لنش``ر‬
‫إبداعاتهم الفنية أثبتوا ليس فقط قوة اإلرادة وإنما موهبة غنية لديهم‪ ,‬األم``ر ال``ذي انعكس في تنظيم العدي``د‬
‫من المعارض لهم وفي إصدار مئات الروزنامات واللوحات في جميع أنح``اء الع``الم والعجيب أن بعض`هم‬
‫فقد يديه ورجليه معًا ولكنه يرسم لوحاته الجميلة بفمه وبعضهم يعمل في حرفة الساعات فيص``لح الس``اعة‬
‫بقدميه بشكل يكاد يكون معجزة ‪ ,‬وبعضهم يقود السيارة بقدميه أيضًا !! ‪.‬‬
‫فه``ل بع``د ذل``ك نق``ف ع``اجزين أن نرس``م لوح``ة الجم``ال ونحن الزلن``ا نمل``ك الي``دين والق``دمين‬
‫والعينين‪,‬ولسانًا وشفتين؟‪.‬‬
‫منهج المتفائلين العظماء‬
‫القرآن الكريم هو المنهج الذي يتخذه كل متفائل مؤمن بحقائقه متدبر لمعانيه وه``و الكي``ان والدس``تور‬
‫الذي يصنع عظماء متفائلين وما سواه فتبع ال أصل! فهاهو الق``رآن يعلمن``ا حس``ن التعام``ل م``ع الواق``ع من‬
‫خالل التعرف على السلبيات واإليجابيات‪ ،‬والعمل على تص``حيح الس``لبيات حيث يق``ول س``بحانه ‪َ :‬أَو َلَّم ا‬
‫َأَص اَبْتُك ْم ُم ِص يَبٌة َقْد َأَصْبُتْم ِم ْثَلْيَها ُقْلُتْم َأَّنى َهَذ ا ُقْل ُهَو ِم ْن ِع ْنِد َأْنُفِس ُك ْم ِإَّن َهللا َع َلى ُك ِّل َش ْي ٍء َق ِد يٌر ‪{ ‬آل‬
‫عمران‪ }165:‬فمن رحمة هللا عز وجل بعباده أنه ال يكلفهم ما ال يطيقون‪.‬‬
‫ومن سننه تعالى أنه جعل مع العسر يسرًا؛ وهذا توكيد على انتظار الفرج بعد العس``ر‪ .‬والق``رآن ربى‬
‫الرجال عبر القرون على الصبر واليقين واألمل القريب بنصر هللا! فلقد زخرت السيرة النبوي``ة والت``اريخ‬
‫بومضات في سماء األمة المسلمة يهتدي بها الجميع؛ فقد قامت دولة اإلسالم بعد خ``روج الن``بي‪-‬ص``لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ -‬من وطنه فارًا بدعوته‪ ،‬وعاد إليه فاتحًا منتصرًا بفضل هللا‪.‬‬
‫وهذا التاريخ زاخر بعظماء القوم الذين انتصروا بعد هزيمة‪ .‬أم``ا الس``نة المطه``رة فهن``اك الكث``ير من‬
‫األحاديث والمواقف من السنة النبوية المباركة التي تحض على التفاؤل وتدعو إليه؛ من ذلك قوله‪ -‬ص``لى‬
‫هللا عليه وسلم‪" :-‬من قال هلك الناس فهو أهلَك هم" أو "أهلُك هم"أخرجه مسلم‪ .‬أي أسرعهم هالك `ًا وأش``دهم‬
‫فسادًا؛ وبفتح الكاف بمعنى‪ :‬أي أكثر من الحديث عن انح``راف الواق`ع ونش`ر الفاحش`ة فيهم وألبس الن`اس‬
‫لباس اليأس والقن`وط من رحم`ة هللا‪ ,‬وأّيس الن`اس من اإلص`الح ونش`ر الخ``ير‪ .‬ففي الح``ديث‪ :‬تح``ذير من‬
‫إشاعة روح التشاؤم بين المسلمين وأن الهالك كل الهالك في سلوك سبيل المحبطين الناشرين للشر‪.‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬الخير باق في أمتي إلى يوم الدين"‪ .‬وعند البخاري‪" :‬أم``تي ك``الغيث ال‬
‫يدرى أوله خير أم آخره"‪ .‬فاألمل والتفاؤل ممدود في أمة اإلسالم إلى أن يرث هللا األرض ومن عليها‪.‬‬
‫ولعل من أعظم صور التفاؤل أن ينتظر‪ -‬الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ -‬الجيل الثاني من أه``ل الكف``ر‬
‫لعل هللا يخرج من أصالبهم من يعبده ويوحده‪ .‬فحينما كان الرسول في أشد محنة إثر عودت``ه من الط``ائف‬
‫وإساءة أهلها له كما روت عائشة رضي هللا عنها ناداه ملك الجبال‪ ،‬فسلم عليه‪ ،‬ثم قال‪" :‬يا محم``د‪ ،‬إن هللا‬
‫قد سمع قول قومك لك‪ ،‬وأنا ملك الجبال‪ ،‬وقد بعثني ربك إليك لت``أمرني ب``أمرك فيم``ا ش``ئت؟ إن ش``ئت أن‬
‫أطبق عليهم األخشبين؟ "وهما جبالن عظيمان"‪ ،‬فقال له الرسول‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪" : -‬ب``ل أرج``و أن‬
‫يخرج هللا من أصالبهم من يعبد هللا وحده ال يشرك به شيئًا"‪" .‬متفق عليه"‪.‬‬
‫وفعًال خرج من أصالبهم العلماء والمجاهدون والعظماء األبطال الفاتحون والناشرون لدعوة الحق‪.‬‬
‫نعم فنحن نرجو هللا أن يخرج من أصالب رؤساء الكفر اليوم من يح``رر الق``دس من طغي``ان اليه``ود!‬
‫أليس هللا قادر على ذلك ؟ بلى وربي!! ‪.‬‬
‫وتتمثل قمة التفاؤل أيضًا في حديث الرسول‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬الذي يقول فيه‪" :‬إذا قامت الساعة‬
‫وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"‪ .‬رواه أحمد وصححه األلباني‪.‬‬
‫ًا‬
‫فاغرس الخير ولو كنت في الرمق األخير من حياتك واعمل واكدح واجته``د طلب ` في رس``م ال``ورود‬
‫واألزهار في كل بقعة من هذه األرض ما استطعت إلى ذلك سبيًال‪.‬‬
‫همسة‪":‬إن البيت القوّي يحتاج إلى اإلسمنت والحديد أكثر مما يحتاج إلى الزين``ة والزخرف``ة‪ ،‬وك``ذلك‬
‫األمة الناهضة تحتاج إلى العباقرة في العلم والصناعة‪ ،‬أكثر مما تحتاج إلى المبرزين في الرقص والرسم‬
‫والغناء‪" .‬محمد الغزالي"‪.‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪18‬‬
‫جحا والخروف‬
‫كان جحا يربي خروفًا جميًال وكان يحب``ه‪ ،‬ف``أراد أص``حابه أن يحت``الوا علي``ه من أج``ل أن ي``ذبح لهم‬
‫الخروف ليأكلوا من لحمه‪.‬‬
‫فجاءه أحدهم فقال له‪ :‬ماذا ستفعل بخروفك يا جحا؟ ‪.‬‬
‫فقال جحا‪ :‬أدخره لمئونة الشـتاء‪.‬‬
‫فقال له صاحبه‪ :‬هل أنت مجنون ألم تعلم بأن القيامة ستقوم غدًا أو بعد غ`ٍد ! هات``ه لنذبح``ه و نطعم``ك‬
‫منه ‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫فلم يعبأ جحا من كالم صاحبه‪ ،‬ولكن أص``حابه أت``وه واح``د واح``د ي``رددون علي``ه نفس النغم``ة ح``تى‬
‫ضاق صدره ووعدهم بأن يذبحه لهم في الغـد ويدعوهم ألكله في مأدبة فاخرة في البرية‪.‬‬
‫وهكذا ذبح جحا الخروف وأضرمت النار فأخذ جحا يشويه عليها‪ ،‬وترك``ه أص``حابه وذهب``وا يلعب``ون‬
‫ويـتنزهون بعيدًا عنه بعد أن تركوا مالبسهم عنده ليحرسها لهم‪ ،‬فاستاء جحا من عملهم ه``ذا ألنهم ترك``وه‬
‫وحده دون أن يساعدوه‪ ،‬فما كان من جحا إال أن جمع مالبسهم وألقاها في النار فالتهمتها‪ .‬ولما عادوا إليه‬
‫ووجدوا ثيابهم رمادًَا هجموا عليه فلما رأى منهم هذا الهجوم قال لهم‪ :‬ما الفائدة من ه``ذه الثي``اب إذا ك``انت‬
‫القيامة ستقوم اليوم أوغدًا ال محالة؟‪.‬‬
‫يقول المتشائم‪:‬م``ا الفائ``دة من العم``ل ل``دين هللا والفتن ت``زاحم الخ``ير؟ فيجيب المتفائ``ل‪َ " :‬ع ْن ُمَع اِوَي َة‬
‫َر ِض َي ُهَّللا َتَع اَلى َع ْنُه َقاَل ‪َ :‬قاَل َر ُسوُل ِهَّللا َص َّلى ُهَّللا َع َلْيِه َو َس َّلَم ‪ :‬اَل َتَز اُل َطاِئَفٌة ِم ْن ُأَّمِتي َقاِئَم ًة ِب َأْم ِر ِهَّللا‪ ،‬اَل‬
‫َيُضُّر ُهْم َم ْن َخ َذَلُهْم َأْو َخ اَلَفُهْم َح َّتى َيْأِتَي َأْم ُر ِهَّللا َو ُهْم َظاِهُروَن َع َلى الَّناِس " َأْخ َرَج ُه َأْح َم ُد َو الَّش ْيَخ اِن ‪.‬‬
‫فراش تحول إلى مليونير‬
‫تقدم رجل لشركة مايكروسوفت للعمل بوظيفة ‪ -‬فراش ‪ ، -‬وبعد إجراء المقابل``ة واالختب``ار (تنظي``ف‬
‫أرضية المكتب) ‪ ،‬أخبره مدير التوظيف بأنة قد تمت الموافقة عليه وس`يتم إرس`ال قائم`ة بالمه`ام وت`اريخ‬
‫المباشرة في العمل عبر البريد اإللكتروني‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫أج``اب الرج``ل‪ :‬ولكن``ني ال أمل``ك جه``از كم``بيوتر وال أمل``ك بري``د إلكتروني`` !! رد علي``ه الم``دير‬
‫(باستغراب)‪ :‬من ال يملك بريدًا إلكترونيًا فهو غير موجود أصالً ‪ ،‬ومن ال وجود له فال يحق له العم``ل ثم‬
‫طرده إلى الخارج ! ‪.‬‬
‫ًا‬
‫خرج الرجل وهو فاقد األمل في الحصول على وظيفة ‪ ،‬فكر كثير ماذا عساه أن يعمل وهو ال يملك‬
‫سوى ‪ 10‬دوالرات‪ .‬بعد تفكير عميق ذهب الرجل إلى محل الخضار وقام بش``راء ص``ندوق من الطم``اطم‬
‫ثم أخذ يتنقل في األحياء السكنية ويمر على المنازل ويبيع حبات الطماطم ‪ .‬نجح في مضاعفة رأس المال‬
‫وكرر نفس العملية ثالث مرات إلى أن عاد إلى منزله في نفس الي``وم وه``و يحم``ل‪ -60 -‬دوالرًا ‪ .‬أدرك‬
‫الرجل بأنه يمكنه العيش بهذه الطريقة فأخذ يقوم بنفس العمل يوميًا يخرج في الصباح الباكر ويرجع ليالً‪.‬‬
‫أرباح الرجل بدأت تتضاعف فقام بشراء عربة ثم ش``احنة ح``تى أص``بح لدي``ة أس``طول من الش``احنات‬
‫لتوصيل الطلبات للزب`ائن‪ .‬بع``د خمس س`نوات أص`بح الرج``ل من كب`ار الم``وردين لألغذي`ة في الوالي`ات‬
‫المتحدة وأصبح مليونيرًا مشهورًا في هذه المهنة !!! ‪.‬‬
‫ولضمان مستقبل أسرته فكر الرج``ل في ش``راء بوليص``ة ت``أمين على الحي``اة فاتص``ل ب``أكبر ش``ركات‬
‫التأمين ‪ ،‬وبعد مفاوضات استقر رأيه على بوليصة تناسبه ‪ ،‬فطلب منه موظف ش``ركة الت``أمين أن يعطي``ه‬
‫بريده اإللكتروني!! ‪.‬‬
‫أجاب الرجل المنيونير‪ :‬ولكنني ال أملك بريدًا إلكترونيًا!!!! ‪.‬‬
‫رد عليه الموظف (باستغراب)‪ :‬ال تملك بريدًا إلكترونيًا ونجحت ببناء هذه اإلمبراطورية الضخمة!!‬
‫تخيل لو أن لديك بريدًا إلكترونيا! فأين ستكون اليوم؟؟؟ ‪.‬‬
‫أجاب الرجل بعد تفكير أرجعه إلى الوراء قليًال ‪ :‬فراش في مايكروسوفت !!! ‪.‬‬
‫همسة‪ :‬يقول عمر بن الخط``اب رض``ي هللا عن``ه‪( :‬لم تكن ش``دٌة إال جع``ل هللا بع``دها فرج`ًا‪ ,‬ولن يغلب‬
‫عسر يسرين)‪.‬‬
‫درس في التحدي‬
‫جلس شاب في خلوة مع نفسه فوقعت عينه على نمل``ة تحم``ل حب``ة من القمح وهي تف``وق حجم النمل``ة‬
‫بكثير وكانت النملة تحاول أن تصعد بالحبة حائطًا مرتفعًا وكان هذا يعتبر عمًال بالغ الصعوبة عليها وق``د‬
‫حاولت تسلق الحائط بالحبة فسقطت منها حبة القمح فحاولت الصعود به``ا من جدي`د فس`قطت منه``ا الحب`ة‬
‫مرة أخرى وهكذا كلما سقطت منها الحبة تحاول صعود الحائط بها من جدي``د وتك``ررت ه``ذه المح``اوالت‬
‫تسعة وستين مرة وفي المرة السبعين نجحت حتى وصلت إلى الهدف ! ‪ .‬لق``د تعلم ه``ذا الش``اب من النمل``ة‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪19‬‬
‫درسًا في التحدي ‪ ,‬الفشل لن ينساه طوال حياته فإن لحق``ه الفش``ل تس``عة وس``تين م``رة فق``د ينجح في الم``رة‬
‫السبعين ‪.‬‬
‫‪ -‬قال توماس أديسون‪ ":‬الفاشلون هم أناس لم يعرفوا كم كانوا قريبين من النجاح حين توقفوا" ‪.‬‬
‫‪ -‬يقول أحد حكماء الصين ‪:‬حينما ينغلق أمامك باب األمل‪..‬ال تتوق``ف لتبكي أمام``ه ط``ويًال‪ ,‬ألن``ه في‬
‫هذه اللحظة انفتح خلفك ألف باب ينتظرون أن تلتفت لهم"‪.‬‬
‫‪( -‬النجاح هو القدرة على االنتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماسك) "‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثة عبارات للحصول لتحقيق النجاح‪:‬‬
‫‪ -1‬كن أعلم من غيرك ‪.‬‬
‫‪ -2‬اعمل أكثر من اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -3‬توقع أقل مما يحصل عليه اآلخرون‪.‬‬
‫هؤالء هم العظماء‬
‫‪ -‬ألف –الذهبي‪ 220 -‬مؤلف ‪ً.‬ا‬
‫‪ -‬ابن حجر العسقالني رحمه هللا‪ ,‬نشأ يتيمًا حيث ماتت أمه وعمره ثالث سنوات ومات أب`وه وعم`ره‬
‫أربع سنوات ألف ‪ -250 -‬مؤلفًا وأمض``ى قراب``ة ‪ 40‬عام`ًا يؤل``ف كت``اب ‪-‬اإلص``ابة في تمي``يز الص``حابة‪-‬‬
‫وكتاب ‪-‬فتح الباري‪ , -‬وأمضى شهرًا كامًال يؤلف فتاواه المحررة وتقع في ثالثمائة صفحة ! ألف كتابه ‪-‬‬
‫تعليق التعليق‪ -‬وعمره ثالثين سنة‪ ,‬وكتابه ‪-‬بلوغ المرام‪ -‬ألفه من أجل ابنه محمد لكي يحفظه ولكن ابنه لم‬
‫يكن مقبًال على العلم فلم يحفظه‪..‬‬
‫‪ -‬ألف‪ -‬ابن تيمية‪ 300 -‬مصنفًا وقيل ‪ 500‬مجلد وب``دأ بالت``أليف وعم``ره ‪ -18 -‬س``نة‪ ,‬أل``ف رس``الة‪-‬‬
‫التدمرية‪ -‬من بعد صالة الظهر إلى العصر تدرس اآلن بالجامعة أرب``ع س``نوات! وهن``اك ح``والي ‪-260 -‬‬
‫رسالة ماجستير ودكتوراه حول سيرة شيخ اإلسالم وتراثه العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬النووي طلب العلم وعمره ‪ -19 -‬سنة ونشأ فقيرًا ومات فقير ‪ ,‬ألف ‪ -50-‬كتاب من أجلها ‪-‬رياض‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫الصالحين‪ -‬لم يتزوج النشغاله بالعلم وتوفي وعمره ‪46‬عامًا‪.‬‬
‫‪ -‬ألف‪ -‬ابن الجوزي ‪ - 519-‬مصنفًا طبع منها‪ -40 -‬كتابًا والباقي مابين مفقود ومخطوط‪.‬وقال شيخ‬
‫اإلسالم ابن تيمية‪ :‬ألف ابن الجوزي ألف مصنف ‪ .‬وقال أبو المظف``ر س``بط ابن الج``وزي ‪ :‬س``معت ج``دي‬
‫يقول على المنبر في آخر عمره ‪" :‬كتبت بإصبعي هاتين ألفي مجلدة" ‪.‬‬
‫‪ -‬ألف ‪-‬أبو الريحان البيروني‪ -180 -‬كتابًا ومخطوطًا‪.‬‬
‫‪ -‬ترك الفيلسوف والطبيب العالمي‪ :‬ابن س``ينا‪ -270 -‬كتاب`ًا أثن``اء حيات``ه القص``يرة ال``تي لم تتج``اوز‬
‫‪55‬عامًا‪.‬‬
‫‪ -‬أبو بكر الرازي صاحب ‪-‬كتاب الحاوي‪ -‬كتاب يقع في عشرين مجلدًا‪ ,‬وهو أعظم موسوعة طبي``ة‬
‫على مستوى العالم ألف‪-232 -‬مؤلفًا في مختلف الفن``ون والعل``وم وكتب ‪ 20-‬أل``ف ورق``ة‪ -‬في ع``ام واح``د‬
‫وكان شغوفًا بالقراءة واإلطالع حيث كان يوجه الكتاب رافعًا بيديه غالف``ه إلى أعلى لكي يس``قط علي``ه إذا‬
‫نام أص``يب في آخ``ر عم``ره ب``العمى‪...‬يق``ول في كتاب``ه "خل``ق الط``بيب"‪ :‬واعلم أن عالج بعض المرض``ى‬
‫بالدواء وبعضهم عالجه بالنصح واإلرشاد وبعضهم عالجه ببذل المال‪.‬‬
‫‪ -‬ألف ‪-‬الجاحظ‪ -350 -‬كتابًا والكثير منها مفقود‪ ,‬ومات بركام كتبه حيث سقطت عليه‪.‬‬
‫‪ -‬ألف‪ -‬الشافعي ‪- 131- -‬كتابًا معظمها مفقودٌ ‪.‬‬
‫‪ -‬ألف ‪-‬جابر بن حيان‪ -‬الكيمائي المسلم الذي انتشرت نظريات``ه وتجارب``ه إلى أرج``اء أورب``ا " ‪112‬‬
‫كتابًا"‪.‬‬
‫‪" -‬تقي الدين المقريزي"‪ .‬قال السخاوي‪" :‬قرأت بخطه أن تصانيفه زادت على مائتي مجلد كبار" ‪.‬‬
‫‪ -‬ألف‪ -‬أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي‪ -‬كتابه‪ -‬الفنون‪ -‬بثمانمائة مجل``دة ! ق``ال ال``ذهبي ‪ :‬لم يص `ّنف في‬
‫الدنيا أكبر من هذا الكتاب! ‪.‬‬
‫‪ -‬مكث‪ -‬ابن جرير الطبري‪ -‬أربعين سنة في مكة يكتب في كل يوم أربعين ورقة! ‪.‬‬
‫‪ -‬كان –البخاري‪ -‬يحفظ أكثر من ثالثمائة حديث بأسانيدها وعلله``ا ومتونه``ا وأس``ماء رواته``ا وأل``ف‬
‫كتابه‪ -‬التأريخ‪ -‬وعمره ‪ - 18 -‬سنة وهو من أعظم الكتب‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ اإلمام‪ -‬أحمد‪ -‬ألف ألف حديث "مليون حديث"‪.‬‬
‫‪ -‬ظل اإلمام ‪-‬مالك ‪-‬أربعين سنة يؤلف كتابه –الموطأ‪.-‬‬
‫‪-‬صنف ‪-‬اإلمام الشوكاني‪-278-‬مؤلفًا في شتى العلوم بعضهااليزال مخطوط ‪ً.‬ا‬
‫‪-‬ألف ‪-‬الصمعاني ‪-300-‬مصنف من أهمها سبل السالم‪.‬‬
‫‪-‬ألف‪ -‬عبدالحميدكشك‪-115-‬مؤلفًا وهو أعمى أمالها إمالئ ‪.!!.‬‬
‫ًا‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪20‬‬
‫‪-‬أّل ف ‪-‬جمال الدين القاسمي‪ -‬مائة مؤلف وبدأ في التصنيف وهو مراهق وكان يقول‪:‬كتاب يطبع خير‬
‫من ألف داعية وخطيب!!ألن الكتاب يقرؤه الموافق والمخالف " ‪.‬‬
‫كل أولئك العظماء ألفوا تلك الكتب‪ ,‬وأفنوا أعمارهم بتبييض``ها ونس``خها بأي``ديهم‪ ,‬في زمن القرط``اس‬
‫فيه نادر ‪ ,‬وحبر القلم صعب المنال ‪ ,‬والمصباح في الليل معدوم إال في ليالي اإلقمار‪ .‬والق``ارئ لمؤلف``اتهم‬
‫قلي``ل ج``دًا ‪.‬ال مط``ابع ‪ ,‬ال وس``ائل نش``ر عالمي``ة ‪ ,‬وم``ع ذل``ك لم ييأس``وا ولم تض``عف هممهم‪ ,‬وأنت تمل``ك‬
‫القرطاس والقلم بالمجان والوقت والمكان المريح والجو المناسب ولكنك محروم والعياذ باهلل !! ‪.‬‬
‫الزهور المتفائلة‬
‫ًا‬
‫إن قمم جبال األلب تكون دائم مغط``اة ب``الثلوج ورغم ال``برد الش``ديد والمن``اخ الص``عب توج``د زه``ور‬
‫جميل`ة تنم`و في ه`ذه المن`اطق بين الثل`وج وكم أث`ارت ه`ذه الزه`ور تعجب الس`ياح عن`دما رأوه`ا هن`اك‬
‫تصارع وتغالب الوسط الذي تحيا فيه‪.‬‬
‫إنك تستطيع أن تنمو وتزدهر في وسط عالم بارد ومقفر ‪,‬إنك تستطيع أن تتحدى الظروف الص``عبة‬
‫التي تواجه مسيرة حياتك فهاهو"بيكاسو " كان يكره مادة الحساب ومع ذلك أصبح من أشهر الرس`امين "‬
‫اينشتاين " كان أبواه يعتقدان أنه مصاب بتخلف عقلي ومع ذلك أصبح عالمًا كبيرًا ‪ " .‬فرانكلين روزفيل``د‬
‫" كان مصابًا بشلل األطفال ويتحرك فوق مقعد متحرك‪ ,‬ولم يقعده هذا المقعد عن قي``ادة بالده للنص``ر في‬
‫الحرب العالمية الثانية وقد أعيد انتخاب``ه أرب``ع م``رات لرياس``ة الجمهوري``ة وه``و م``ا لم يح``دث م``ع رئيس‬
‫أمريكي غيره ‪".‬أديسون" طرد من المدرسة ألنه غبي !!كما قرر معلموه فنش`أ فق`يرًا برعاي`ة أم`ه ولكن`ه‬
‫اخترع الكهرباء الذي أضاء للعالم أجمع! أحمد ياسين‪ -‬رحمه هللا‪ -‬أرعب اليهود وقاد حركة حم`اس وه`و‬
‫مقعد مشلول ال يتحرك منه إال رأسه‪ - .‬قاد يوسف بن تشافين معركة الزالقة وعمره ‪80‬عام`ًا فنص`ره هللا‬
‫على النصارى ‪.‬‬
‫كل هؤالء لم يلوموا ظروفهم بل صنعوا حي``اتهم بأنفس``هم‪ ,‬إذا فش``لت في حيات``ك فاص``رخ في وج``ه‬
‫الفشل قائًال‪ :‬سأنجح في المرة القادمة وتذكر أن مشوار األلف ميل يبدأ بخطوة‪.‬‬
‫مناخ التفاؤل‬
‫يكمن المناخ في عدة أمور منها‪:‬‬
‫‪-‬راقب معاش``رتك واألص``حاب ال``ذين تخت``ارهم في حيات``ك وإي``اك ومعامل``ة المخ``ذلين والمحبطين‬
‫والكسالى والمتشائمين فإن كآبتهم تعدي ‪,‬فهم يج`دون ل`ذة ومتع`ة ش`ديدة في س`رد المآس`ي والح`وادث في‬
‫المجتمع ‪,‬وكثرة التهوي``ل والمبالغ``ات في تقري``رهم لمس``تقبل األم``ة ‪,‬ي``ثرون مجالس``هم بالحكاي``ات األليم``ة‬
‫والنعيب والبكاء المرير‪,‬ال يملكون سوى الظنون السيئة ‪,‬إن معاش`رتك لهم تعرض`ك لخط``ر جس`يم وم``آل‬
‫غير حميد‪ ,‬ألنها تسوقك مع الزمن إلى االنغماس في عفن اليأس المقيت والك``ره للحي``اة‪ ,‬فال تلبث أن تفق``د‬
‫السعادة !! وأنت أيضًا م`دعو إلى تجنب المتف`ائلين المغفلين ف`إنهم ال يقل`ون خط`رًا عن المتش`ائمين ألنهم‬
‫يثبطون همتك ويشلون عزيمتك ويص``فقون في اله``واء‪ ,‬ويعينون``ك على القع``ود وأن تتواك``ل وال تتوك``ل ‪,‬‬
‫وتنام وال تستطيب البحث عن العيش ‪ ,‬فاحذر جميع هؤالء!‪ .‬وخير منهم المتف``ائلون ال``ذين يش``جعون على‬
‫الخير‪ ,‬ويصنعون البسمة لغيرهم‪ ,‬ويمنحونك دفء حنانهم ‪ ,‬ولطف جمال أخالقهم !! ‪.‬‬
‫‪ -‬إياك وقراءة الصحف المشؤومة التي تنشر جرائم المجتم``ع وتب``الغ في س``رد األح``داث فإنه``ا تعمي‬
‫وال تبصر ‪ ,‬وتذكي شرارة اليأس ‪ ,‬وتغطي الحقيقة بالكذب والتملق ‪,‬فإن خطرها على عقولنا له أث``ر ب``الغ‬
‫الخطورة ‪ ,‬وحذارِ من الكّتاب المتشائمين من أدباء تعساء ومفكرين تنويريين فإن أقالمهم سموم تنخ``ر في‬
‫األمة جذور اليأس ‪ ,‬وتقعدهم عن الصراط المستقيم فال تقرأ للقصاصين والروائيين الذين تشبعت أفكارهم‬
‫بالسواد ومألوا بطون كتبهم بالقص``ص ال``تي تنتهي ب``الكوارث والمن``اخر المأس``اوية ‪ ,‬وس``يرة المنتح``رين‬
‫والمنتحرات ‪ ,‬والعشاق البائسين !! وعليك أن تعرف لمن تق``رأ ؟ وتق``ارن بين الغث والس``مين وتم``يز بين‬
‫ذلك بعقل واع ‪ ,‬وفكر غزير وأال تنساب في أخبار ال تسرك ‪ ،‬وجرائم ال تهديك للسالم والوئام ‪..‬‬
‫‪ -‬أح``ذرك من وس``ائل اإلعالم المرئي``ة والمس``موعة فال تس``مع محاض``رة تحكي األوج``اع‪ ,‬وتم``رض‬
‫القلب ‪ ,‬وتدمي الهجع ‪ ,‬ألن أكثر من يتكلم يخمن الخبر وينمق الصورة ويرفع الرزء ‪ ,‬ويبكي بال دموع !‬
‫إنما يغش السامعين باألساطير الواهية وأناشيج ال تثبت وال تروي العليل‪ ,‬وإنما سمع خبرًا حزينًا فأش``اعه‬
‫في العراء‪.‬وكم سمعنا من قصة بكاها الخطيب ورثاها الش``اعر ودفنت م``آثر أق``وام بالرزاي``ا ‪ ,‬وبع``د ده``ر‬
‫غير بعيد كانت أكذوبة‪.‬‬
‫قانون المتفائلين‬
‫إن ق`انون المتف`ائلين ه`و‪:‬حس`ن الظن باهلل رب الع`المين‪ ,‬فمن أحس`ن ظن`ه برب`ه ن`ال أعلى درج``ات‬
‫التفاؤل‪ ,‬ووفقه هللا لكل خير‪ ,‬فمن أحسن ظنه بربه أحسن توكله عليه‪ ,‬وآمن بقضائه وقدره‪ ,‬وحقق التوحيد‬
‫وأحّس بحالوة اإليمان وأُلهم الحكمة ‪.‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪21‬‬
‫عن أبى هريرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬قال هللا تعالى ‪ :‬أنا عند‬
‫ظن عبدي بي ‪ ،‬إن ظن خيرًا فله ‪ ،‬وإن ظن شرًا فله " رواه أحمد وصححه األلباني في صحيح الجامع"‪.‬‬
‫وفي الحديث اآلخر قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬إن هللا تعالى يقول ‪ :‬أن``ا عن``د ظن عب``دي‬
‫بي إن خيرًا فخير ‪ ،‬وأن شرًا فشر " ‪ .‬صححه األلباني‪.‬‬
‫قال المناوي في فيض القدير‪:‬‬
‫" إن هللا تعالى يقول ‪ :‬أنا عند ظن عبدي بي " أي أعامله على حسب ظنه ‪ ،‬وأفعل به ما يتوقعه مني‬
‫؟ فليحسن رجاءه ‪ ،‬أو أنا قادر على أن أعمل به ما ظن أني أعامله به ‪ ،‬فالمراد الحث على تغليب الرجاء‬
‫على الخوف والظن على بابه ‪ ،‬ذكره القاضي ‪.‬‬
‫" إن خيرًا فخير ‪ ،‬وإن شرًا فشر " ‪ :‬أي إن ظن بي خير أفعل به خ``ير ‪ ،‬وإن ظن بي ش``ر ‪ ،‬أفع``ل‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬
‫به شرًا " كما قال عزو جل"" ِإْن َيْع َلْم الَّلُه ِفي ُقُلوِبُك ْم َخ ْيًر ا ُيْؤ ِتُك ْم َخ ْيًر ا "[األنفال‪.،]70:‬‬
‫‪ -‬وعن جابر بن عبد هللا ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬أنه سمع النبي صلى هللا عليه وسلم قبل موته بثالثة أي``ام‬
‫يقول ‪(( :‬ال يموتن أحدكم إال وهو يحسن الظن باهلل عز وجل )) "رواه مسلم"‪.‬‬
‫‪ -‬عن أبي هريرة ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬قال النبي صلي هللا عليه وسلم (( يقول هللا تعالى ‪ :‬أنا عند‬
‫ظن عبدي بي‪ ،‬وأنا معه إذا ذكرني‪ ،‬فإن ذكرني في نفسه ؛ ذكرته في نفسي ‪ ،‬وإن ذكرني في مأل ذكرت``ه‬
‫في مأل خير منهم ‪ ،‬وإن تقرب إلى شبرًا ‪ ،‬تقربت إليه ذراعًا ‪ ،‬وإن تقرب إلى ذراعًا ؛ تقربت إليه باع``ًا ‪،‬‬
‫وإن أتاني يمشي؛ أتيته هرولة))‪" .‬رواه البخاري ومسلم"‪.‬‬
‫يق``ول ابن ع``ثيمين رحم``ه هللا‪ ":‬يحس``ن الظن باهلل إذا فع``ل م``ا ي``وجب فض``ل هللا ورج``اءه ‪ ،‬فيعم``ل‬
‫الصالحات ويحسن الظن بأن هللا تعالى يقبله ‪ ،‬أما أن يحس`ن الظن وه`و ال يعم`ل ؛ فه`ذا من ب`اب التم`ني‬
‫على هللا ‪ ،‬ومن أتبع نفسه هواها وتمنى على هللا األماني فهو عاجز ‪.‬‬
‫حسن الظن بأن يوجد من اإلنسان عمل يقتضي حسن الظن باهلل عز وج``ل ‪ ،‬فمثًال إذا ص`ليت أحس`ن‬
‫الظن باهلل بأن هللا يقبلها من``ك ‪ ،‬إذا ص``مت فك``ذلك ‪ ،‬إذا تص``دقت فك``ذلك ‪ ،‬إذا عملت عمًال ص``الحًا أحس``ن‬
‫الظن بأن هللا تعالى يقبل منك ‪ ،‬أما أن تحسن الظن باهلل م``ع مبارزت`ك ل``ه بالعص`يان فه``ذا دأب الع``اجزين‬
‫الذين ليس عندهم رأس ماٍل يرجعون إليه ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫همسة‪ :‬عن أنس رضي هللا عنه قال ‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول ‪ :‬قال هللا تع``الى ‪:‬‬
‫(( يا ابن آدم ‪ ،‬إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما ك``ان من``ك وال أب``الي ‪ ،‬ي``ا ابن آدم ‪ ،‬ل``و بلغت‬
‫ذنوبك عنان السماء ‪ ،‬ثم استغفرتني غف``رت ل``ك وال أب`الي ‪ ،‬ي`ا ابن آدم ‪ ،‬إن`ك ل``و أتيت`ني بق``راب األرض‬
‫خطايا ‪ ،‬ثم لقيتني ال تشرك بي شيئا ألتيتك بقرابها مغفرة ))" رواه الترمذي ‪ ،‬وقال ‪ :‬حديث حسن"‪.‬‬
‫سعادتي مسؤوليتي‬
‫مدرٌب مشهور كان محط األنظار في محيط``ه ب`ل واتس`عت دائ`رة ت`أثيره لتص`ل للماليين ‪ ..‬بع``دما‬
‫انتهى من إلقاء إحدى محاضراته الجميلة التي نال فيها اإلعجاب وصفق له الحضور بعدها كث``يرًا‪ ،‬وقب``ل‬
‫أن يغادر القاعة رفع أحد الحضور يده طالبًا أن يسأل زوجة المدرب!‬
‫أذن له المدرب وتوجه السائل نحو الزوجة قائًال‪ :‬هل أسعدك زوجك؟‬
‫سؤال غريب لكن اإلجابة تبدو معروفة!!‬
‫قالت وبال تردد " ال"‪!....‬‬
‫تعكر مزاج المحاضر وتغير لونه وكاد يغادر المك``ان محمًال بخيب``ة األم``ل مص``دومًا به``ذا اإلجاب``ة‬
‫غير المتوقعة والمصيبة أنها على مسمع اآلالف!‬
‫واصلت الزوجة حديثها قائلة نعم زوجي هذا اإلنسان الرائع المتميز الخلوق المحاضر الع``المي‪ ..‬لم‬
‫يسعدني!‬
‫عم الذهول الحاضرين وخيم صمت رهيب على جنباتها!!‬
‫أكملت حديثها قائلة‪ :‬إن سعادتي مسؤوليتي وليست مسؤولية اآلخرين!!‬
‫أنا من أسعدت نفسي ! وزوجي هو أحد أسباب السعادة فقط‪!..‬‬
‫معنى عميق ومفهوم غائب عن األذهان أليس كذلك! ‪.‬‬
‫كافئ نفسك‬
‫يذكر أن أحدهم زار الدكتور إبراهيم الفقي بعدما حصل على ش``هادة ال``دكتوراه فوج``د خل``ف مكتب``ه‬
‫باقة من الورد من أجمل ما يمكن فسأله عن مهديها؟ فقدم له الدكتور الكرت المعلق في أعلى الباقة ورق``ة‬
‫ُك تب فيها (سعادة الدكتور إبراهيم أسعدني حصولك على شهادة الدكتوراه وأه``دي ل``ك تل``ك الباق``ة احتف``اًء‬
‫وفرحًا بهذه المناسبة الجميلة ‪...‬المرسل محبك د‪.‬إبراهيم الفقي!!!) ‪.‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪22‬‬
‫عز من يكافئه فلم يجد إال أن يكافئ نفسه!!‪.‬‬
‫أفانين الحكمة‬
‫‪-‬إذا أسعدت نفسك أسعدت من حولك‪.‬‬
‫‪-2‬الحياة باختصار شروق شمس وغروبها فماأجمل أن تجع`ل الش`روق للبس`مة والعم`ل والغ`روب‬
‫للراحة والهدوء‪.‬‬
‫‪-3‬نحن النصنع التفاؤل فحسب بل نصنع اإلنسانية ونبني الحضارة والمجد‪.‬‬
‫‪-4‬إذا أفلت شمس يومك وحّل الظالم ‪,‬فالتنَس أن تشعل شمسك الداخلية‪.‬‬
‫‪ -5‬شيئان في حياتك الثالث لهما‪:‬إما أن تكون متفائًال دومًا‪,‬وإما أن تكون متشائم لك الخيار‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ -6‬مدافع النقد السخيف تربي العظماء على الصمود والتحدي‪.‬‬
‫‪-7‬يومًاما والبد أن تكون سعيدًا‪.‬‬
‫‪-8‬البكاءاليعيد الميت للحياة وإنمايعيده الثناء الحسن والدعاء‪.‬‬
‫‪-9‬إذاكان الناس يموتون فإن التأريخ حي اليموت‪.‬‬
‫‪-10‬المتفائل هو الشخص الوحيد الذي يعيش في كل مكان سعيد ‪ً.‬ا‬
‫‪-11‬أحاسيس اإلنتصار تنبعث دائمًا من قلب مليء باإليمان‪.‬‬
‫‪-12‬العجلة أم المصائب‪.‬‬
‫‪-13‬ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم "حديث شريف"‪.‬‬
‫‪-14‬عش في حدود يومك فال الماضي بآالمه وأفراحه يعيد لك البسمة أو الدمع``ة‪ ,‬وال المس``تقبل في‬
‫جفوته أو بسمته يسعدك فاسعد في لحظتك اآلن ‪.‬‬
‫‪-15‬الشدة أكبر باب تلج فيه إلى طريق السعادة‪.‬‬
‫‪-16‬كل شيء في الحياة يتبدد ويزول إال النور فإنه يسعى ليتعرف على جمال الحياة‪.‬‬
‫‪-17‬كل من عال ح``تى ظن أن``ه بل``غ برأس``ه الس``حاب ‪,‬الب``د أن ي``أتي الي``وم ال``ذي ُي دفن جس``ده تحت‬
‫التراب‪.‬‬
‫‪-18‬أسعديوم في حياتك يوم تدفن في قبرك والناس من حولك يسألون هللا لك التثبيت بقلوب رحيمة‪.‬‬
‫‪-19‬في أفق الحياة آالم وآمال ‪,‬ومن بينها تولد عصافير الجمال‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪-20‬الدجاجة إذا صعدت الشجرة تبقى دجاجة ‪,‬وكذلك من رقي ألعلى المناصب يبقى دوم إنس``ان‬
‫المالك ‪.‬‬
‫‪-21‬الرجل العظيم محفور في جبينه اإلخالص والوفاء لنفسه الكريمة‪.‬‬
‫‪-22‬صديقي‪ :‬أنا لست مسؤوًال عن إضفاء السعادة لآلخرين‪ ,‬أنت من تسعد نفسك أو تشقيها‪.‬‬
‫‪-23‬الحب ليس عجلة تسير في طريق متعرج ‪,‬وليس طائر يجول في أزقة الحياة ‪,‬إنما الحب البسمة‬
‫الكبيرة في قلب صغير‪.‬‬
‫‪ -24‬التدع الفرصة تفوتك وأنت تستطيع أن تمسك بها‪.‬‬
‫‪ -25‬الكريم في إنفاق ماله ‪,‬كريم في كل شيء‪.‬‬
‫‪ -26‬التغيير اليبدأ من الداخل فحسب‪ ..‬إنما يبدأ من القناعة وقوة اإلرادة‪.‬‬
‫‪-27‬إذا كنت التستطيع أن تتفائل في حياتك وتحسن الظن بربك‪ ,‬فأرجوك التكن إنسانًا‪.‬‬
‫‪-28‬المصباح اليكون له معنى إال إذا حاقت به شدائد الظلمة ‪.‬‬
‫‪-29‬الغني يريد أن يبقى بالمال ألنه فقد صحته‪.‬‬
‫‪-30‬ليس القلق الذي يقتل المرء إنما التفكير بالقلق‪.‬‬
‫‪-31‬من عجائب الحيوان أنه يعيش يومه فيفترس حيوان واحد ثم يأكله واليخزنه لغده‪.‬‬
‫‪ -32‬اليوجد إنسان في الوجود مجموعة سيئات بل فيه حسنات‪.‬‬
‫‪-33‬كل يوم يشرق اإلنسان فيه بوجه جديد وفكر جديد وعقل جديد فلَم يحزن إذن‪.‬‬
‫‪ -34‬سافر في كل مكان فلن تجد سفرًا هانئًا كسفرك إلى نفسك‪.‬‬
‫‪-35‬المصائب تقربك إلى هللا كثيرًا ‪,‬والنعم تنسيك ذكره وربما تطغيك فتكفر‪.‬‬
‫‪-36‬من عرف هللا حق المعرفة أحّس بطعم الحياة‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪-37‬النحلة التصاب بالقلق عادة والسبب أنها تعيش دائم بين الزهور‪.‬‬
‫‪-38‬أكثر من يموت منتحرًا هو الذباب ألنه اليرى في طريقه إال األوساخ‪.‬‬
‫‪-39‬ليس بوسعك أن تسعد الناس كلهم ولكنك ببساطة تستطيع أن تسعد نفسك إلى األبد‪.‬‬
‫‪ -40‬قلب المؤمن اليزداد ثباتًا إال إذا سقطت عليه أمطار اإليمان‪.‬‬
‫‪-41‬كن كالشمس تبتسم لتضيء لآلخرين‪.‬‬
‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪23‬‬
‫‪-42‬ماتراه فشًال يراه غيرك نجاحًا‪.‬د‪:‬سلمان العودة‪.‬‬
‫‪ - 43‬كل العقالء يسعون لجلِب السعادِة بالعلِم أو بالمال أو بالجاِه ‪ ،‬وأسعُد هم بها صاحُب اإليماِن‬
‫ألن سعادته دائمٌة على كل حاٍل حتى يلقى رَّبُه‪.‬‬
‫انتهى بحمد هللا‬
‫*********‬

‫الخاتمة‬
‫لست بحاجة أن تتعثر أمام ما أكتبه من مثيل أمل‪,‬فإن راق لك عملي هذا فهذا جميلك أضافك لنفسك ‪,‬وإن‬
‫لم تتعنى قبول ماأفعله من جهد متواضع ‪,‬ف`أرجوك ال تنش`غل بي كث`يرًا ‪,‬فالحي`اة أي`ام مع`دودة وأن`ا لس`ت‬
‫طريقًا مس`دودًا لتنتظ`ر إزاح``تي ببض`ع س`اعات من الك`ره أو البغض أو رداء التش`هير‪,‬فيوم`ًا م`ا نم`وت‬
‫فيه ‪,‬ويومًا آخر ُنسأل الحساب‪ ,‬ويومًا ثالث الندري أين نكون!!‪.‬‬
‫ش``اكرًا ل``ك قب``ول ق``راءتي‪ ....‬وإجاب``ة ن``دائي المتطف``ل ‪,‬أس``أل هللا أن أك``ون ق``د وفقت إلدخ``ال الس``رور‬
‫عليك‪,‬وأضفت شيئًا من السعادة والتفاؤل لسويداءقلبك‪ .‬على أني سأص``نع التق``دير لشخص``ك‪ ,‬حين تض``في‬
‫مرئياتك واقتراحاتك حول ماقرأت هنا‪,‬وذلك على العناوين اآلتية‪:‬‬

‫المملكة العربية السعودية‬


‫القصيم ‪ -‬بريدة‬
‫ج‪0504895809/‬‬

‫أخوك‬
‫عبدالكريم بن عبدالعزيز القّصير‬

‫*سيصدرللكاتب قريبًابإذن هللا‪:‬‬


‫‪-‬قواعدالتفاؤل في ضوء القرآن والسنة‪.‬‬
‫‪-‬عميان غيروا وجه الحياة‪.‬‬
‫‪-‬متفائالت حطّم ن اليأس‪.‬‬
‫‪ -‬هؤالء علموني التفاؤل‪.‬‬

‫* صدرللكاتب وطبع واآلن في المكتبات‪:‬‬


‫متفائلون رحلوا زهورًا‬
‫‪24‬‬
‫‪-‬ابتسم للحياة "قصص لمتفائلين حطموااليأس"‪".‬دارابن خزيمة" الرياض‪.‬‬

‫‪-2-‬شباب غرقى فمن ينقذهم‪".‬دارالحضارة"الرياض‪.‬‬

‫‪ -3‬مدامع العشاق‪".‬مدارالوطن"الرياض‪.‬‬

‫‪-4‬عقبات خفية في طريق الشباب في المحاظن التربوية‪.‬دارالوطن‪.‬الرياض‬

‫‪-5‬أيها المحروم‪.‬دارالوطن‪.‬الرياض‪.‬‬

You might also like