Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫معايري املحاسبة من املنظور اإلسالمي لرفع درجة اإلفصاح‬

‫املحاسبي يف األسواق املالية اإلسالمية وتحدياتها‬


‫لألزمات املالية‬
‫ محي الدين محمود عمر‬.‫أ‬
‫ الجزائر‬،‫املركز الجامعي تيسمسيلت‬

:‫امللخص‬
‫من خالل هاته الدراسة حاولنا أن نقدم اجتهادا يف مجال اإلفصاح املحاسبي لالستثامرات اإلسالمية‬
‫ وهذا من خالل الوقوف عىل تشخيص أسباب األزمة املالية‬، ‫من صكوك مالية عىل اثر األزمة املالية‬
‫ ودراسة الصكوك املالية‬، ‫من وجهة إسالمية وكذا الجوانب الرشعية لالستثامر يف األسواق املالية‬
‫ والوقوف عىل ضوابط االستثامر يف األسواق املالية‬، ‫اإلسالمية كبديل لالستثامرات الربوية األخرى‬
‫لالستثامرات عىل اعتبارها الحل الوحيد للخروج من األزمات املالية لألسواق املالية ومعالجة بعض‬
‫املشاكل االقتصادية ومعرفة مدى تأثريه وحلوله لها دون أي عناء مام يجعلنا نرجع دامئا إىل الرشيعة‬
.‫ وخلصنا يف األخري إىل أنه مهام كانت الطرق الرشعية مطبقة فهي تؤدي إىل نتائج أحسن‬، ‫السمحاء‬
.‫ االسوق املالية‬،‫ االزمة املالية‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Résumé :
Cette étude a tenté d’offrir preuve de diligence dans l’information
comptable des investissements instruments financiers islamiques sur
l’impact de la crise financière, et en se tenant debout sur ​​le diagnostic
des causes de la crise financière D’un point de vue islamique ainsi que
les aspects juridiques de l’investissement sur ​​les marchés financiers, et
l’étude des instruments financiers islamiques comme une alternative aux
investissements usure d’autre part, se contrôle des investissements sur les
marchés financiers pour les investissements à prendre en considération la
seule solution pour sortir de la crise financière sur les marchés financiers
et de s’attaquer à certains des problèmes économiques et de connaître
son impact et les solutions doivent sans aucun problème en nous faisant
toujours revenir à la système islamique, et a conclu à ce dernier de que
tout ce que les routes de place légitime qu’ils mènent pour meilleurs
résultats.
Mots clés : Crise financière, les marchés financiers.

65
‫املقدمة‪:‬‬
‫يعترب اإلفصاح املحاسبي الوسيلة التي تتصل بها الرشكة أو املؤسسة بالعامل الخارجي إلظهار‬
‫املعلومات التي بحوزة اإلدارة إىل املستثمرين مام يسهل عملية تقييم أداء الرشكات واملفاضلة بينها‬
‫بهدف االستثامر فيها‪ .‬فلإلفصاح املحاسبي أهمية بالغة تتمثل يف عرض املعلومات املحاسبية بشكل‬
‫موضوعي دون لبس أو تظليل أو تحيز حيث تؤثر يف موقف متخذ القرار املتعلق بالوحدة املحاسبية‪.‬‬
‫يعد منوذج انهيار النظام االقتصادي االشرتايك والذي كان يتحدى رشع الله ومنهاجه ‪ ،‬حيث كان‬
‫يقوم عىل قتل الحافز عىل التملك والربح كام كان يعتمد عىل التسلط عىل أرزاق الناس وسبلهم‬
‫الحرية والعدالة فضال عن ذلك كان يتعامل بالربا وعدم إتقان العمل ‪ ،‬إال أن االقتصاد اإلسالمي ارتكز‬
‫عىل ثوابت وأسس مكنته من مقاومة األزمات والتغلب عليها بل جعلته هو املالذ الوحيد واملخرج‬
‫األخري ‪ ،‬وحث اإلسالم عىل االستثامر وفق ضوابط رشعية‪ ,‬ومن بني مجاالت االستثامر املعارص ‪:‬‬
‫االستثامر يف األوراق املالية (أسهم – سندات – صكوك)‪ ,‬كام أنشأت العديد من الوحدات االستثامرية‬
‫(صناديق االستثامر) لتساعد يف هذا املجال وكذلك للتعامل يف سوق األوراق املالية ‪ ،‬ومع ظهور أهمية‬
‫املعلومة املحاسبية من منظور إسالمي تخالف فيه عمل األسواق املالية التقليدية الذي يعرفها الناس‬
‫فقد ظهرت الحاجة إىل وجود استثامر يف األسواق املالية اإلسالمية عن طريق الصكوك اإلسالمية ‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪ :‬تتثمل يف كيفية تحديد املعايري املستخدمة لإلفصاح املحاسبي للصكوك اإلسالمية‬
‫وتحدياته لألزمة املالية؟‬
‫أهداف البحث‪ :‬يهدف البحث إىل توضيح طبيعة اإلفصاح املحاسبي من منظور إسالمي كوسيلة‬
‫إلرجاع ثقة املستثمرين يف األسواق املالية فضال عن توضيح األزمة املالية من منظور إسالمي وأسبابها‪.‬‬
‫ولتحقيق أهداف البحث تم االعتامد عىل الفرضية التالية‪:‬‬
‫يحتاج املستثمرون عند التعامل مع يف األسواق املالية اإلسالمية إىل معلومات محاسبية خاصة‬
‫تختلف عن تلك املعلومات املحاسبية التقليدية وهذا ما يتطلب من موفري املعلومات املحاسبية يف‬
‫األسواق املالية اإلسالمية اخذ هذا بعني االعتبار من خالل الوفاء ببعض املتطلبات الالزمة لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫املحور األول‪ :‬تشخيص أسباب األزمات يف سوق األوراق املالية من منظور إسالمي‬
‫يتساءل الكثري عن األزمة هل هي راجعة إىل أسباب حقيقية واقعة ام ال‪ ،‬وهذا راجع إىل تراكم‬
‫كبري لألسباب والعوامل انطلقت منها وفعلت فعلتها التي أدت إىل تدهور كبري يف اقتصاديات دول‬
‫كبرية وللتطرق إىل أسباب األزمة املالية البد من دراسة مفهوم األزمة املالية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم األزمة املالية‪:‬‬


‫« تعرف األزمة عىل أنها انهيار يف األسواق املالية مصحوبا بفشل عدد كبري من املنظامت املالية‬
‫)‪(1‬‬
‫وغري املالية مع انكامش حاد يف النشاط االقتصادي الكيل «‪.‬‬
‫‪ 1‬جاد الله محمود‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬عامن‪ ،‬األردن‪ ،2003 ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪66‬‬
‫معايري املحاسبة من املنظور اإلسالمي لرفع درجة اإلفصاح املحاسبي‬
‫ُ‬
‫العوامل واملؤثرات املحدثة لألزمة‪ ،‬ومهام تن َّوعَت األزمات‪ ،‬يجب أن تتوف َر يف‬ ‫ومهام تعددت‬
‫الحدث سمتان أساسيتان؛ ليك نستطيع أن نسيمها أزمة‪ ،‬وهام‪ :‬تضاؤل الوسائل والغموض‪ ،‬وصعوبة‬
‫(((‬
‫التن ُّبؤ يف عملية اتخاذ القرار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب األزمة املالية من منظور إسالمي‬


‫إن تشخيص أسباب األزمة هو مفتاح العالج السليم‪ ،‬فتصور اليشء تصويراً سلي ًام ودقيقاً ومحايداً‬
‫وموضوعياً هو جزء من تقديم الحل السليم املوضوعي الرصني‪.‬‬
‫ومام ذكر من أسباب هذه األزمة ميكن أن نلخصها فيام ييل‪:‬‬
‫‪-1‬انتشار الفساد األخالقي االقتصادي كاالستغالل والكذب والغش والتدليس واالحتكار واملعامالت‬
‫الوهمية والتي تؤدى إىل ظلم من أصحاب األموال األغنياء والدائنني للفقراء واملساكني واملدينني وهذا‬
‫سوف يقود إىل تذمر املظلومني عندما ال يستطيعون تحمل الظلم‪ ،‬وسوف يقود ذلك إىل حدوث‬
‫الثورات االجتامعية عند عدم سداد ديونهم وقروضهم‪.‬‬
‫‪-2‬أصبحت املادة هي الطغيان وسالح الطغاة والسيطرة عىل السياسة واتخاذ القرارات السيادية‬
‫يف العامل‪.‬‬
‫‪-3‬نظام الفائدة الذي يعمل يف إطار منظومة تجارة الديون رشا ًء وبيعاً ووساطة‪ ،‬وكلام ارتفع معدل‬
‫الفائدة عىل الودائع كلام ارتفع معدل الفائدة عىل القروض املمنوحة لألفراد والرشكات واملستفيد هو‬
‫البنوك واملصارف والوسطاء املاليني والعبء والظلم يقع عىل املقرتضني الذين يحصلون عىل القروض‬
‫سواء ألغراض االستهالك أو ألغراض اإلنتاج‬
‫‪-4‬يقوم النظام املايل واملرصيف التقليدي عىل نظام جدولة الديون بسعر فائدة أعىل‪ ،‬وهذا يلقي‬
‫(((‬
‫أعباء إضافية عىل املقرتض املدين الذي عجز عن دفع القرض األول بسبب سعر الفائدة األعىل‪.‬‬
‫‪-5‬التعامل بنظام املشتقات املالية التي متارسها البورصات وهذه النظم جميعاً منهي عنها رشعاً‬
‫ألنها تقوم عىل املقامرات أي امليرس الذي نهى الله عنه حيث قال‪َ :‬يا أَ ُّي َها ا َّل ِذينَ آ َمنُوا إِنمَّ َا ا ْل َخ ْم ُر‬
‫ون [املائدة‪.]90:‬‬ ‫اب َو أْالَ ْزال ُم ِر ْج ٌس ِمنْ َع َم ِل َّ‬
‫الش ْي َطانِ َف ْاج َت ِن ُبو ُه لَ َع َّل ُك ْم ُت ْف ِل ُح َ‬ ‫س َو أْالَ ْن َص ُ‬
‫َوا ْل َم ْي رِ ُ‬
‫‪6-‬سوء سلوكيات مؤسسات الوساطة املالية والتي تقوم عىل إغراء الراغبني للقروض والتدليس‬
‫عليهم وإغرائهم والغرر والجهالة بالحصول عىل القروض من املؤسسات املالية‪ ،‬ويطلبون عموالت‬
‫عالية يف حالة وجود مخاطر‪ ،‬والذي يتحمل تبعة ذلك كله هو املقرتض املدين الذي ال حول له وال قوة‬
‫وهذا ما حدث فع ًال وهذا يقود يف النهاية إىل األزمة‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس املرجع‬
‫‪ 2‬سامي مظهر القنطقجي‪ ،‬ضوابط االقتصاد اإلسالمي يف معالجة األزمة املالية العاملية‪ ،‬دار النهضة للطباعة‬
‫والنرش والتوزيع‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪ ،2008 ،‬ص ‪55‬‬
‫‪67‬‬
‫‪-7‬التوسع واإلفراط يف تطبيق نظام بطاقات االئتامن بدون رصيد (السحب عىل املكشوف) والتي‬
‫تحمل صاحبها تكاليف عالية وهذا من أسباب األزمة‪ ،‬وعندما يعجز صاحب البطاقة عن سداد ما عليه‬
‫من مديونية‪ِ ،‬زي َد له يف سعر الفائدة وهكذا حتى يتم الحجز عليه أو رهن سيارته أو منزله‪ ،‬وهذا ما‬
‫حدث فع ًال للعديد من حاميل هذه البطاقات وقادت إىل خلل يف ميزانية البيت وكانت سبباً يف أزمة‬
‫(((‬
‫يف بعض البنوك الربوية‪.‬‬
‫‪-8‬من األسباب كذلك التخيل عن نظام الغطاء بالذهب والفضة واستبداله بالدوالر وبالعمالت‬
‫الورقية‪ ،‬وهذا أحدث تضخ ًام من خالل نظام خلق النقود‪ ،‬ويعترب هذا النظام من مناذج أكل أموال‬
‫الناس بالباطل والذي نهى الله عنه فقال‪َ :‬وال َت ْأ ُك ُلوا أَ ْم َوالَ ُك ْم َب ْين َُك ْم ِبا ْل َب ِ‬
‫اط ِل َو ُت ْد ُلوا ِب َها إىل ا ْل ُح َّك ِام‬
‫(((‬
‫ون [البقرة‪.]188:‬‬ ‫ال ْث ِم َوأَ ْنت ُْم َت ْع َل ُم َ‬ ‫لِت َْأ ُك ُلوا َف ِريقاً ِمنْ أَ ْم َوالِ الن ِ‬
‫َّاس ِب أْ ِ‬
‫ثالثا‪ :‬طرق التعامل يف األسواق املالية والتكييف الفقهي‪:‬‬
‫إن املبدأ الرئييس يف املعامالت يف إطار األسواق املالية‪ ،‬يتمثل يف التقاء العرض والطلب حيث تباع‬
‫وتشرتى األوراق املالية‪ ،‬مام ينتج عنه تقلبات األسعار املالية‪ ،‬وهذا يؤدي إىل املضاربة بني فئتني‪ ،‬فئة‬
‫تضارب عىل ارتفاع األسعار وأخرى عىل انخفاضها‪.‬‬
‫ومن حيث كيفية أداء االلتزامات املرتتبة عن الصفقة يف البورصة‪ ،‬ميكن تقسيم العمليات إىل‬
‫نوعني‪:‬‬
‫‪-1‬املعامالت العاجلة ويراد باملعامالت العاجلة يف سوق األوراق املالية‪ :‬املعامالت التي يتم فيها‬
‫تسليم األوراق املالية املباعة‪ ،‬وتسليم مثنها بعد تنفيذ العقد مبارشة‪ ،‬أو خالل مدة قصرية‬
‫وهذه العملية تتم يف قاعة التداول ببورصة األوراق املالية‪ ،‬والتي بدورها تقوم بإمتام الصفقة بني‬
‫البائع واملشرتي وتكون هذه العملية عىل أصول مادية متثل حقوقا ألصحاب املرشوع‪ ،‬عىل أصوله‬
‫(((‬
‫املادية‪ ،‬ويحقق املتعاملني يف البورصة من هذه العمليات العاجلة أمرين‪:‬‬
‫‪-1-1‬أرباح ايرادية من خالل االحتفاظ باألوراق املالية واالستفادة من أرباحها عند التوزيع‪.‬‬
‫‪-2-1‬أرباح رأساملية من خالل املضاربة عىل ارتفاع أسعارها‪ ،‬وإعادة بيعها عند تحقق ذلك‪.‬‬
‫التكييف الفقهي لهذه العمليات‪ :‬أن رشوط عقد البيع والرشاء ينطبق عليها من إيجاب وقبول‬
‫ورشوط العاقدين‪ ،‬واملعقود عليه‪ ،‬لذا فهي جائزة من الناحية الرشعية إذا كانت األوراق املالية‬
‫املتداولة جائزة بيعها كاألسهم دون السندات بفائدة ألنها ال يجوز التعامل بها‪.‬‬
‫‪ 1‬أرشف محمد دوابة‪ ،‬ومجلة االقتصاد اإلسالمي العددان ‪ 332-331‬شوال – ذو القعدة ‪ ،1429‬د‪ .‬معبد عىل‬
‫الجارحي ص ‪10-9‬‬
‫‪ 2‬سامي مظهر القنطقجي‪ ،‬ضوابط االقتصاد اإلسالمي يف معالجة األزمات املالية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫سورية‪ ،2008 ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ 3‬مبارك بن سليامن الفواز‪ ،‬األسواق املالية من منظور إسالمي‪ ،‬مركز النرش العلمي‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز‪،‬‬
‫ط‪ 1،2010‬م‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫‪68‬‬
‫معايري املحاسبة من املنظور اإلسالمي لرفع درجة اإلفصاح املحاسبي‬

‫وقد صدر عن مجلس املجمع الفقهي اإلسالمي قرارا حول سوق األوراق املالية والبضائع (البورصة)‬
‫جاء فيه ما ييل‪:‬‬
‫أن العقود العاجلة عىل السلع الحارضة املوجودة يف ملك البائع التي يجري فيها القبض فيام‬ ‫•‬
‫يشرتط له القبض يف مجلس العقد رشعا هي عقود جائزة‪ ،‬ما مل تكن عقودا عىل محرم رشعا‪.‬‬
‫أن العقود العاجلة عىل أسهم الرشكات واملؤسسات حني تكون تلك األسهم يف ملك البائع جائزة‬ ‫•‬
‫رشعا‪ ،‬مامل تكن تلك الرشكات واملؤسسات موضوع تعاملها محرم رشعا كرشكات البنوك الربوية‬
‫ورشكات الخمور‪ ،‬فحينئذ يحرم التعاقد يف أسهمها بيعا ورشاء‬
‫أن العقود العاجلة واآلجلة عىل سندات القروض الربوية بفائدة‪ ،‬مبختلف أنواعها غري جائزة رشعا‪،‬‬ ‫•‬
‫(((‬
‫آلتها معامالت تجري بالربا املحرم‪.‬‬
‫‪-2‬املعامالت اآلجلة‪ :‬وهو نوع من أنوع املعامالت التي تجري يف بورصات األوراق املالية‪ ،‬وهي‬
‫عقود بيع‪ ،‬يتفق فيها عىل نوع األوراق املالية محل الصفقة‪ ،‬وعددها‪ ،‬ومثنها‪ ،‬عند إبرام العقد‪ ،‬عىل‬
‫أن يتم تسليم األوراق املباعة وتسليم الثمن يف تاريخ الحق‪ ،‬يسمى يوم التصفية‪.‬ومن هنا فإنه ميكن‬
‫تعريفها تعري ًفا مخترصا بأنها‪ :‬بيع أوراق مالية مؤجلة‪ ،‬بثمن مؤجل‪.‬‬
‫وبهذا تختلف املعامالت اآلجلة عن البيع بأجل‪ ،‬وهو البيع الذي يحصل فيه تسليم األوراق وقت‬
‫(((‬
‫العقد‪ ،‬وتأجيل دفع الثمن إىل أجل أو آجال محددة‪.‬‬
‫أنواع العمليات اآلجلة والحكم الرشعي لنوعني منها‬
‫النوع األول‪ :‬العمليات الباتة القطعية‬
‫وهي العمليات التي يحدد تنفيذها مبوعد ثابت الحق يسمى موعد التصفية‪ ،‬وهو املوعد الذي‬
‫يدفع فيه الثمن‪ ،‬ويتم فيه تسليم األوراق املالية موضوع الصفقة‪ ،‬وتسمى هذه العمليات الباتة‪ ،‬ألن‬
‫العاقدين ليس لهم حق الرجوع يف تنفيذ العملية‪ ،‬ولكن لهم الحق يف تأجيل موعد التصفية النهائية‬
‫إىل موعد آخر‬
‫تتميز العمليات اآلجلة الباتة القطعية مبا ييل‪:‬‬
‫•‬
‫عمليات يكون التعامل فيها بالنقد‪ ،‬ولكن تنفيذها يؤخر إىل اجل مرضوب متفق عليه‪.‬‬
‫• عمليات تتحدد فيها يف يوم التعاقد األمور اآلتية‪ :‬سعر الصفقة‪-‬مقدار ونوعية الصفقة مكان‬
‫وتاريخ التسليم‪.‬‬
‫يلزم فيها كل من البائع واملشرتي تنفيذ الصفقة يف األجل املرضوب‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ 1‬شعبان محمد الربواري‪ ،‬بورصة األوراق املالية من منظور إسالمي‪ ،‬دار الفكر دمشق‪ ،‬ط ‪ ،2002 ،1‬ص ‪184‬‬
‫‪186 ،185،‬‬
‫‪ 2‬معامالت البورصة بني النظم الوضعية واألحكام الرشعية‪ ،‬احمد محمدا‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،2006 ،‬ص‪260‬‬
‫‪69‬‬
‫عقود هذه العمليات غري منمطة حيث تعتمد عىل التفاوض بني الطرفني عىل مقدار الصفقة‪.‬‬ ‫•‬
‫الحكم الرشعي‪ :‬وهذا النوع من العمليات ال يتم فيه تسليم املعقود عليه‪ ،‬وال الثمن وال املثمن‪،‬‬
‫بل يشرتط تأجيلهام‪ ،‬وعىل هذا فأن العملية ال تجوز رشعاً‪ ،‬ألن رشط صحة العقود أن يتم تسليم‬
‫العوضني أو أحدهام وال يجوز اشرتاط تأجيل االثنني‪ ،‬كام أن هذه العمليات دخلت فيها الجهالة من‬
‫أوسع أبوابها‪ ،‬وفيها إرضار بأحد الطرفني حيث ال يكسب أحدهام إال عىل حساب األخر‪ ،‬كام هو يف‬
‫القامر‬
‫النوع الثاين‪ :‬العمليات الرشطية البسيطة أو العمليات اآلجلة برشط التعويض‪ :‬وهي أن يلتزم‬
‫كل من البائع واملشرتي بتصفية العمليات يف تاريخ معني‪ ،‬إال أن يشرتط ألحد الطرفني الخيار يف عدم‬
‫تنفيذ العملية‪ ،‬وذلك مقابل تخليه عن مبلغ من املال يتم االتفاق عليه مسبقاً‪ ،‬وهذا املبلغ مبثابة‬
‫تعويض عن عدم تنفيذ العملية‪.‬‬
‫الحكم الرشعي‪ :‬وحكم العمليات اآلجلة برشط التعويض ال يختلف عن الحكم يف العمليات اآلجلة‬
‫الباتة يف أن العقد مل يتم من الناحية الرشعية‪ ،‬ألنه مل يتم فيه التسلم والتسليم‪ ،‬ال للثمن‪ ،‬وال للمثمن‪،‬‬
‫بل اشرتط فيه تأخري االثنني معاً‪ ،‬لذلك فهي عمليات غري جائزة رشعاً‪.‬‬
‫املحور الثاين‪ :‬املنهج اإلسالمي لعالج األزمات يف سوق األوراق املالية‪ :‬يقوم املنهج اإلسالمي‬
‫ملعالجة األزمات يف سوق األوراق املالية عىل مجموعة من األسس (املبادئ) املستنبطة من فقه‬
‫املعامالت بصفة عامة وفقه التعامل يف األسواق بصفة خاصة ومتثل الدستور املايل اإلسالمي الذي‬
‫يضبط املعامالت يف تلك األسواق وىف حالة عدم االلتزام بها تظهر تلك األزمات‪ ،‬وقد جاءت فكرة‬
‫الصكوك اإلسالمية كوسيلة من وسائل تفادي األزمات املالية‬
‫أوال‪ :‬فكرة الصكوك اإلسالمية‪ :‬تقوم فكرة الصكوك اإلسالمية عىل املشاركة يف متويل مرشوع أو عملية‬
‫استثامرية متوسطة أو طويلة األجل وفقاً لقاعدة (الغنم بالغرم) (املشاركة يف الربح والخسارة) عىل منوال‬
‫نظام األسهم يف رشكات املساهمة املعارصة ونظام الوحدات االستثامرية يف صناديق االستثامر‪ ،‬وقد تم‬
‫اعتامد تقسيم الصكوك اإلسالمية إىل‪:‬‬
‫األسهم والتي وتعترب كل األسهم التي تتوفر فيها الضوابط اإلسالمية‪ ،‬صكوك اإلجارة‪ ،‬صكوك‬ ‫•‬
‫املشاركة‪ ،‬صكوك املضاربة‪ ،‬صكوك املرابحة‪ ،‬صكوك السلم‪ ،‬صكوك االستصناع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضوابط الرشعية للصكوك املتداولة يف األسواق اإلسالمية‪ :‬من أهم الضوابط الرشعية التي‬
‫‪:‬‬
‫تحكم إصدار وتداول الصكوك اإلسالمية ما ييل‬
‫•‬
‫ان يحكم الصك عقود االستثامر اإلسالمية‪.‬‬
‫•يضبط الصكوك أحكام املشاركة‪ ،‬يكون للرشكة املصدرة للصكوك االعتبارية املستقلة عن أشخاص‬
‫املشرتكني يف الصكوك وهي املسئولة عن إدارة الصكوك‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫معايري املحاسبة من املنظور اإلسالمي لرفع درجة اإلفصاح املحاسبي‬

‫يتوىل إدارة الصكوك الرشكة املصدرة لها وذلك مقابل نسبة شائعة من العائد وفقا لفقه املضاربة‪،‬‬ ‫•‬
‫وأحيانا قد يتفق املشاركون يف الصكوك مع الرشكة املصدرة (التي تقوم باإلدارة) عىل أن تقوم األخرية‬
‫باإلدارة نظري عقد وكالة بأجر معلوم برصف النظر عن تحقيق األرباح ويكون ذلك مستقال عن عقد‬
‫املضاربة‪ ،‬ولقد أجاز الفقهاء ذلك‪.‬‬
‫يجب أن ينص رصاحة يف نرشة االكتتاب طريقة توزيع العائد بني املشاركني يف الصكوك وبني الرشكة‬ ‫•‬
‫املصدرة للصكوك‪ ،‬وال يجوز إرجاء ذلك ملا بعد انتهاء املرشوع أو العملية املمولة من الصكوك‪.‬‬
‫يجوز أن يتدخل طرف ثالث لضامن رأس مال الصكوك أو ضامن حد أدىن للعائد ويقوم بذلك عىل‬ ‫•‬
‫سبيل التربع واملروءة‪ ،‬ولقد أجاز الفقهاء ذلك‪.‬‬
‫إذا حدثت خسارة ال قدر الله بدون تقصري أو إهامل أو تعدى من الرشكة املصدرة للصكوك والتي‬ ‫•‬
‫تتوىل اإلدارة‪ ،‬فتكون عىل املشاركني وليس عىل الرشكة والتي تكون قد خرست جهدها‪.‬‬
‫يتم قياس العوائد (األرباح) الفرتية (الدورية) قبل نهاية أجل الصكوك وفقاً ملبدأ التنضيض الفعيل‬ ‫•‬
‫أو التنضيض الحكمي (التقديري) يف ضوء املعايري الرشعية التي تضبط ذلك‪.‬‬
‫ال تثبت ملكية األرباح املوزعة الدورية (الفرتية) تحت الحساب إال بعد سالمة رأس املال وفقا‬ ‫•‬
‫ملبدأ‪ « :‬الربح وقاية لرأس املال « أو املفهوم املحاسبي‪ « :‬ال ربح إال بعد سالمة رأس املال»‪.‬‬
‫يتم تداول الصكوك يف سوق األوراق املالية أو بأي وسيلة بديلة مناسبة وفق الضوابط الرشعية‪،‬‬ ‫•‬
‫ويتم تقويم الصك عند التداول عن طريق املساومة والرتايض بني البائع واملشرتى وذلك كله يف‬
‫ضوء اللوائح والرشوط التي تنظم ذلك‪.‬‬
‫يجوز للرشكة املصدرة للصكوك أن تتعهد بإعادة رشاء الصكوك من حامليها حسب القيمة السوقية‬ ‫•‬
‫لها أو بالسعر الذي تعرضه ويتم ذلك بالرتايض بني الطرفني‪.‬‬
‫يتم استهالك (إطفاء) الصكوك إما مرة واحدة يف نهاية أجل املرشوع أو العملية أو عىل فرتات‬ ‫•‬
‫دورية وهذا ما يطلق عليه إطفاء الصكوك‪ ،‬ويجب اإلشارة إىل ذلك يف نرشة االكتتاب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األسس املحاسبية إلصدار وتداول الصكوك اإلسالمية‬


‫يحكم عمليات اإلثبات والقياس واإلفصاح املحاسبي إلصدار وتداول الصكوك اإلسالمية مجموعة‬
‫من األسس املحاسبية املستنبطة من املعايري املحاسبية الصادرة عن هيئة املحاسبة واملراجعة‬
‫(((‬
‫للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬من أهمها ما ييل‪:‬‬
‫أساس استقالل الذمة املالية للرشكة املصدرة (املنشئة) للصكوك عن الذمة املالية للمشاركني يف‬ ‫•‬
‫الصكوك‪ ،‬ويتم التعامل مع هذه الرشكة عىل أن لها شخصية معنوية مستقلة‪ ،‬وتأسيساً عىل ذلك‬
‫‪ 1‬حسني حسني شحاتة‪ « ،‬أصول محاسبة الرشكات يف الفكر اإلسالمي « ‪ ،‬من مطبوعات كلية التجارة – جامعة‬
‫األزهر ‪ 2007 ،‬م ‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫يكون لها تنظيمها املحاسبي وقوامئها املالية‪ ،‬ويكون لها مراقب حسابات خارجي‪ ،‬وكذلك هيئة‬
‫رقابة رشعية‪.‬‬
‫أساس الفرتة املالية‪ ،‬حيث تقسم حياة املرشوع أو العملية االستثامرية التي أصدرت من أجلها‬ ‫•‬
‫الصكوك إىل فرتات مالية قصرية‪ ،‬مث ًال سنوية‪ ،‬حيث يتم يف نهاية كل فرتة إعداد القوائم املالية‬
‫والتقارير املختلفة‪ ،‬ويطبق يف هذا الخصوص مبدأ التنضيض الفعيل أو التنضيض الحكمي‬
‫التقديري حسب ما يتم االتفاق عليه‪ ،‬وكالهام جائز من املنظور الفقهي املايل واملحاسبي عىل‬
‫النحو الذي سنفصله فيام بعد‪.‬‬
‫أساس استمرارية املشاركة حتى انتهاء املرشوع أو العملية التي أصدرت الصكوك من أجلها سواء‬ ‫•‬
‫كانت مرابحة أو استصناع أو سلم أو إجارة أو نحو ذلك‪ ،‬وتتم املحاسبة الفرتية عىل نتائج‬
‫األعامل عىل أساس التنضيض الفعيل ملرحلة معينة أو التنضيض الحكمي التقديري يف ضوء املعايري‬
‫الرشعية التي تضبط ذلك‪.‬‬
‫أساس تحميل الرشكة املصدرة للصكوك باملرصوفات التي أنفقت عىل إصدار الصكوك مثل‬ ‫•‬
‫مرصوفات االكتتاب والرتويج والتسويق ومرصوفات البنوك ذات العالقة بإصدار الصكوك وما يف‬
‫حكم ذلك‪ ،‬ويجب أن يشار إىل ذلك يف نرشة االكتتاب ما مل يتم االتفاق عىل غري ذلك‪ ،‬وال تحمل‬
‫الصكوك بأي مرصوفات هي من مسئوليات الرشكة املصدرة حيث أخذت يف االعتبار عند تحديد‬
‫حصتها الشائعة يف األرباح‪.‬‬
‫أساس التقويم وفقاً للقيمة السوقية‪ ،‬وذلك ملوجودات املرشوع أو العملية موضوع الصكوك عند‬ ‫•‬
‫إعداد القوائم املالية‪ ،‬وهي قامئة املركز املايل‪ ،‬وقامئة الدخل – ويستعان بأهل الخربة واالختصاص‬
‫يف ذلك‪ ،‬والتي تعترب أساساً سلي ًام لتقويم قيمة الصك عند التداول أو إعادة الرشاء وبيان األرباح‬
‫أو الخسائر الرأساملية‪.‬‬
‫أساس االحتياط للمخاطر املستقبلية‪ ،‬وذلك بتكوين املخصصات الالزمة عند توزيع العوائد‬ ‫•‬
‫الدورية (السنوية) ما دام املرشوع أو العملية موضوع الصكوك املصدرة مل تنتهي بعد‪ ،‬وذلك‬
‫للمحافظة عىل رأس املال‪.‬‬
‫أساس املقابلة بني مرصوفات العمليات وإيراداتها عند إعداد قامئة الدخل للمرشوع أو العملية‬ ‫•‬
‫املمولة من الصكوك‪ ،‬وذلك بهدف قياس العوائد التشغيلية التي سوف توزع بني حملة الصكوك‬
‫(املشاركني) وبني الرشكة املصدرة للصكوك واملديرة (رب العمل)‪ ،‬ويحكم ذلك الضوابط الرشعية‬
‫لنفقات رشكة املضاربة كام هي مبينة تفصي ًال يف فقه املضاربة‪.‬‬
‫أساس توزيع دفعات تحت حساب األرباح‪ ،‬وذلك إىل أن تتم التصفية النهائية للصكوك‪ ،‬ويف هذه‬ ‫•‬
‫الحالة يجوز أن تجرب أي خسارة الحقة بالربح املوزع تحت الحساب وذلك لوقاية رأس املال‪،‬‬
‫ويطبق يف هذا الخصوص مبدأ التنضيض الحكمي أو التقديري كام سبق اإليضاح‪ ،‬ولقد صدرت‬

‫‪72‬‬
‫معايري املحاسبة من املنظور اإلسالمي لرفع درجة اإلفصاح املحاسبي‬

‫فتوى عن ندوة الربكة الثامنة رمضان ‪1413‬هـ‪1993 /‬م نصها‪ « :‬للتنضيض الحكمي بطريقة‬
‫التقويم يف الفرتات الدورية خالل مدة عقد املضاربة حكم التنضيض الفعيل ملال املضاربة‪ ،‬رشيطة‬
‫أن يتم التقويم وفقاً للمعايري املحاسبية املتاحة «‬
‫أساس توزيع عائد املرشوعات أو العمليات موضوع الصكوك عىل أساس نسبة شائعة لكل من‬ ‫•‬
‫املشاركني والرشكة القامئة عىل الصكوك‪ ،‬فعىل سبيل املثال يذكر نسبة كذا يف ‪ %‬للمشاركني‪ ،‬ونسبة‬
‫كذا ‪ %‬للرشكة‪ ،‬وذلك حسب املنصوص عليه يف نرشة االكتتاب‪.‬‬
‫يتم تقويم الصك ألغراض التداول عىل أساس سعر السوق يف سوق األوراق املالية‪ ،‬أو الرتايض عليه‬ ‫•‬
‫بني األطراف (البائع واملشرتي) وقد يكون املشرتي الرشكة الصادرة للصكوك‪.‬‬
‫يتم إهالك الصكوك عىل فرتات دورية أو يف نهاية أجل العملية أو املرشوع التي أصدرت من‬ ‫•‬
‫أجله‪ ،‬وذلك وفقاً ألسس ومعايري املحاسبة السائدة واملتعارف عليها والتي تتفق مع أحكام ومبادئ‬
‫الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬
‫يتم توزيع أرباح أو خسائر املرشوع أو العملية موضوع الصكوك الرأساملية وفقاً ألسس ومعايري‬ ‫•‬
‫املحاسبة الصادرة عن هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية أو السائدة‪ ،‬متى‬
‫كانت تتفق مع أحكام وقواعد الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬
‫يتم اإلفصاح املحاسبي عن كل فرتة دورية عن معامالت الصكوك بالوسائل واألدوات والطرق‬ ‫•‬
‫املحاسبية املتعارف عليها‬
‫يتم اإلفصاح عن التدقيق الرشعي ملعامالت الصكوك من خالل تقرير هيئة الرقابة الرشعية للرشكة‬ ‫•‬
‫املصدرة للصكوك‪((( .‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬اإلفصاح املحاسبي‬
‫ظهرت اهتاممات اإلفصاح املحاسبي نظرا ملا للمعلومة املحاسبية من أهمية بالغة يف اتخاذ القرار‬
‫وكذا ملعرفة املجاالت التي يتم التوجه إليها لالستثامر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم اإلفصاح املحاسبي‬
‫يقصد باإلفصاح لغة‪ :‬العالنية الكاملة‪.‬‬
‫أما يف املحاسبة فيقصد بها أن تظهر القوائم املالية جميع املعلومات الرئيسية التي تهم مستخدمي‬
‫املعلومات والتي تساعدهم عىل اتخاذ القرارات بطريقة سليمة‪ .‬ويعتمد حجم املعلومات التي يجب‬
‫اإلفصاح عنها عىل خربة مستخدم املعلومات ومتطلباته والقياس املحاسبي املطلوب‬
‫« أن تظهر القوائم املالية جميع املعلومات الرئيسية التي تهم الفئات الخارجية‪ ،‬والتي تساعدهم‬
‫عىل اتخاذ قراراتهم االقتصادية نحو املرشوع بصورة رشيدة»‬
‫‪ 1‬التورق املرصيف يف نظر التحليل املحاسبي والتقويم االقتصادي‪ ،‬بحث منشور مبجلة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬بنك‬
‫ديب اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،274‬محرم ‪1425‬هـ‪ /‬مارس ‪2004‬م‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫‪-1‬أهمية اإلفصاح‪ :‬تكمن أهمية اإلفصاح والشفافية للرشكات املساهمة يف التقارير املالية‬
‫وأخبارها االستثامرية التي تفصح عنها‪ ،‬وذلك ليكون املستثمر عىل دراية كافية عن املعلومات ذات‬
‫العالقة بالرشكات املدرجة يف أسواق املال والتمكن من التعرف عىل العوائد من نشاط هذه الرشكات‬
‫ليستطيع اتخاذ قراره االستثامري‪ ،‬كام يسهل اإلفصاح عىل عملية االطالع واملتابعة لصاحب العالقة‬
‫بالرشكة‪ ،‬كام تأيت أهمية اإلفصاح والشفافية يف البيانات املالية يف عملية الكشف عن معلومات (مالية‬
‫وغري مالية) التي تهم املستثمرين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلفصاح املحاسبي عن الصكوك يف القوائم املالية الدورية يف الرشكة املصدرة لها‪ :‬تطبيقاً‬
‫ملبدأ استقالل الشخصية املعنوية للرشكة املصدرة للصكوك عن أصحاب الصكوك وهم املشاركون‪،‬‬
‫تقوم الرشكة يف نهاية كل فرتة مالية دورية باإلفصاح عن معامالتها لكل من املشاركني واملساهمني‬
‫فيها وملن يعنيهم األمر من خالل مجموعة من القوائم والتقارير املالية والرشعية‪ ،‬من أهمها ما ييل‪:‬‬
‫قامئة نتائج أعامل الصكوك (قامئة دخل الصكوك)‪ ،‬قامئة توزيع صايف األرباح التشغيلية للصكوك‪،‬‬ ‫•‬
‫قامئة التغري يف حقوق أصحاب الصكوك‪ ،‬قامئة الدخل للرشكة املصدرة للصكوك‪ ،‬قامئة مرشوع‬
‫توزيع صايف أرباح الرشكة املصدرة للصكوك‪،‬‬
‫قامئة املركز املايل للرشكة املصدرة للصكوك‪ ،‬تقرير مجلس إدارة الرشكة املصدرة للصكوك‪،‬‬ ‫•‬
‫تقرير املراقب الرشعي عىل معامالت الرشكة املصدرة للصكوك‪ ،‬تقرير مراقب الحسابات عىل‬
‫القوائم املالية للرشكة املصدرة للصكوك‪ ،‬أي قوائم وتقارير أخرى تتضمن املزيد من اإليضاحات‬
‫واملعلومات عن نشاط الرشكة املصدرة للصكوك‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬متطلبات اإلفصاح املحاسبي يف املصارف اإلسالمية‪:‬‬
‫يقع عىل عاتق القامئني بالعمل املحاسبي العديد من البيانات واملعلومات التي يجب توفريها‬
‫وتقدميها بصورة تقارير وقوائم مالية وكشوفات تفصيلية إىل العديد من الجهات التي ميكن أن‬
‫تستفيد منها يف اتخاذ القرارات مبا يؤدي يف نهاية األمر إىل إمكانية توفري صيغ الطأمنينة لدى‬
‫املساهمني واملستثمرين واملتعاملني يف األسواق املالية اإلسالمية املالية والتأكد من صحة وسالمة‬
‫قراراتهم التي اتخذوها بشأن استثامراتهم سواء كانت يف األمد القريب أو البعيد ويقع عىل عاتق‬
‫القامئني عىل العمل املحاسبي يف األسواق املالية اإلسالمية القيام باأليت ‪:‬‬
‫إعداد الحسابات الختامية وقامئة املركز املايل وفقا ملبادئ املحاسبة املتعارف عليها واملعايري‬ ‫•‬
‫اإلسالمية التي ُيعتمد عليها يف تلك األسواق مع األخذ بعني االعتبار تلك الحسابات التي تتأثر بها‬
‫األسواق املالية اإلسالمية دون غريها من األسواق األخرى‪.‬‬
‫إعداد الكشوفات التفصيلية التي يتم من خاللها توضيح كيفية التوصل إىل كل بند من البنود التي‬ ‫•‬
‫تظهر يف الحسابات الختامية وقامئة املركز املايل‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫معايري املحاسبة من املنظور اإلسالمي لرفع درجة اإلفصاح املحاسبي‬

‫توضيح صيغ االستثامر املختلفة يف املؤسسات املالية اإلسالمية وبيان تأثريها عىل نتيجة النشاط‬ ‫•‬
‫وكذلك بيان حصة املستفيدين من كل منها‬
‫رضورة تعزيز الحسابات الختامية وقامئة املركز املايل بتقرير مرفق عن هيئة التدقيق الرشعية‬ ‫•‬
‫التي يجب أن تتواجد يف كل مؤسسة مالية إسالمية يعزز مدى التزام املؤسسة بأحكام الرشيعة‬
‫اإلسالمية يف األعامل التي قامت بها واملوضحة يف تلك الحسابات والقوائم املالية املرفقة‪.‬‬
‫اإلفصاح عن مبالغ الزكاة املقتطعة من صايف األرباح القابلة للتوزيع والكيفية التي متت وفقها‬ ‫•‬
‫عملية االحتساب بهدف تعريف املساهمني بذلك وكذا الجهات املستفيدة من تلك املبالغ‪.‬‬
‫توضيح الجوانب االجتامعية التي يساهم فيها املرصف اإلسالمي وال سيام ما يتعلق مببالغ القروض‬ ‫•‬
‫الحسنة التي قام بها مع بيان الجهات املستفيدة ورأي املراقب الحسابات بقوة املركز املايل‬
‫ومدى تأثري منح تلك القروض يف تاريخ منحها مع بيان مدة كل منها وإمكانية تحصيلها يف تاريخ‬
‫استحقاقها‪.‬‬
‫توضيح كيفية التعامل مع البنك املركزي فيام يتعلق بنسب االحتياطات باملبالغ املودعة لديه‬ ‫•‬
‫ومدى مطابقتها لطبيعة عمل املرصف اإلسالمي‪.‬‬
‫توضيح كيفية التعامل مع املؤسسات املالية األخرى وال سيام تلك التي التعتمد عىل أحكام‬ ‫•‬
‫ترشيعية إسالمية يف أعاملها وخصوصا التي تعتمد عىل سعر الفائدة يف معامالتها املالية املختلفة‪.‬‬
‫توضيح املقارنات باستخدام النسب املالية مع املؤسسات األخرى‪(((.‬‬ ‫•‬
‫االستنتاجات‪:‬‬
‫إضافة إىل ما تم التوصل إليه من استنتاجات يف منت البحث ميكننا أن نستنتج ما ييل‪:‬‬
‫لقد ازدادت الحاجة إىل األسواق املالية اإلسالمية بعد ظهور األزمات املالية املتوالية التي تطلبت‬ ‫•‬
‫من املحاسبة أن تأخذ بعني االعتبار العديد من املتطلبات التي ميكن من خاللها خدمة املتعاملني‬
‫يف هاته األسواق واملستفيدين من أعاملها نظرا لحاجة هؤالء املتعاملني إىل الكم الهائل من‬
‫املعلومات املحاسبية خاصة تلك التي تحكمها الرشيعة اإلسالمية‬
‫توحيد مجموعة من األسس واملبادئ تحكم عمل األسواق املالية اإلسالمية البد أن تؤخذ بعني‬ ‫•‬
‫االعتبار عند عرض الحسابات الختامية وكذا املركز املايل والقوائم املالية وهذا ما يسهل عىل‬
‫متخذي القرار بخصوص تعاملهم يف تلك األسواق‬
‫يساعد اإلصالح املحاسبي للصكوك املالية اإلسالمية بكل أنواعها عىل متخذي القرار ملا له من درجة‬ ‫•‬
‫هامة وثقة كبرية يف اتخاذ قرارتهم‪ ،‬وكذا االبتعاد عن درجة الخطورة التي سببتها األزمة املالية‪.‬‬
‫‪ 1‬زياد هاشم يحي‪ ،‬أهمية اإلفصاح املحاسبي ومتطلباته يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2002 ،70‬ص ص ‪.278-263‬‬
‫‪75‬‬
‫ظهر هناك حاجة كبرية إىل توضيح كل البنود يف الحسابات الختامية بكل تفصيل مع تعزيز ذلك‬ ‫•‬
‫بتقرير مرفق من هيئة املراجعة الرشعية املتخصصة يف سبيل خلق جو الطأمنينة لدى املستفيدين‬
‫عند اتخاذ قراراتهم‬

‫املراجع‪:‬‬
‫القرآن الكريم‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪1.1‬احمد محمد‪ ،‬معامالت البورصة بني النظم الوضعية واألحكام الرشعية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪2006 ،‬‬
‫‪2.2‬حسني حسني شحاتة‪ “ ،‬أصول محاسبة الرشكات يف الفكر اإلسالمي “‪ ،‬من مطبوعات كلية التجارة‬
‫– جامعة األزهر‪.2007 ،‬‬
‫‪3.3‬سامر قنطقجي‪ ،‬ضوابط االقتصاد اإلسالمي يف معالجة األزمة املالية العاملية‪ ،‬دار النهضة للطباعة‬
‫والنرش والتوزيع‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪.2008 ،‬‬
‫‪4.4‬شعبان محمد الربواري‪ ،‬بورصة األوراق املالية من منظور إسالمي‪ ،‬دار الفكر دمشق‪ ،‬ط ‪2002 ،1‬‬
‫‪5.5‬عبد الستار أبو غدة “الضوابط الرشعية إلصدار وتداول الصكوك “ بنك التمويل املرصي السعودي‪،‬‬
‫دورة الصكوك‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬يوليو ‪.2008‬‬
‫‪6.6‬مبارك بن سليامن الفواز‪ ،‬األسواق املالية من منظور إسالمي‪ ،‬مركز النرش العلمي‪ ،‬جامعة امللك‬
‫عبد العزيز‪ ،‬ط‪ 2010 ،1‬م‪.‬‬
‫‪7.7‬املجالت واملنشورات‪:‬‬
‫‪8.8‬زياد هاشم يحي‪ ،‬أهمية اإلفصاح املحاسبي ومتطلباته يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬مجلة تنمية الرافدين‪،‬‬
‫العدد ‪.2002 ،70‬‬
‫‪9.9‬التورق املرصيف يف نظر التحليل املحاسبي والتقويم االقتصادي‪ ،‬بحث منشور مبجلة االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بنك ديب اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،274‬محرم ‪1425‬هـ‪ /‬مارس ‪2004‬م‪.‬‬

‫‪76‬‬

You might also like