Professional Documents
Culture Documents
معايير المحاسبة من المنظور الإسلامي لرفع درجة الإفصاح المحاسبي في الأسواق المالية الإسلامية وتحدياتها للأزمات المالية
معايير المحاسبة من المنظور الإسلامي لرفع درجة الإفصاح المحاسبي في الأسواق المالية الإسلامية وتحدياتها للأزمات المالية
:امللخص
من خالل هاته الدراسة حاولنا أن نقدم اجتهادا يف مجال اإلفصاح املحاسبي لالستثامرات اإلسالمية
وهذا من خالل الوقوف عىل تشخيص أسباب األزمة املالية، من صكوك مالية عىل اثر األزمة املالية
ودراسة الصكوك املالية، من وجهة إسالمية وكذا الجوانب الرشعية لالستثامر يف األسواق املالية
والوقوف عىل ضوابط االستثامر يف األسواق املالية، اإلسالمية كبديل لالستثامرات الربوية األخرى
لالستثامرات عىل اعتبارها الحل الوحيد للخروج من األزمات املالية لألسواق املالية ومعالجة بعض
املشاكل االقتصادية ومعرفة مدى تأثريه وحلوله لها دون أي عناء مام يجعلنا نرجع دامئا إىل الرشيعة
. وخلصنا يف األخري إىل أنه مهام كانت الطرق الرشعية مطبقة فهي تؤدي إىل نتائج أحسن، السمحاء
. االسوق املالية، االزمة املالية:الكلمات املفتاحية
Résumé :
Cette étude a tenté d’offrir preuve de diligence dans l’information
comptable des investissements instruments financiers islamiques sur
l’impact de la crise financière, et en se tenant debout sur le diagnostic
des causes de la crise financière D’un point de vue islamique ainsi que
les aspects juridiques de l’investissement sur les marchés financiers, et
l’étude des instruments financiers islamiques comme une alternative aux
investissements usure d’autre part, se contrôle des investissements sur les
marchés financiers pour les investissements à prendre en considération la
seule solution pour sortir de la crise financière sur les marchés financiers
et de s’attaquer à certains des problèmes économiques et de connaître
son impact et les solutions doivent sans aucun problème en nous faisant
toujours revenir à la système islamique, et a conclu à ce dernier de que
tout ce que les routes de place légitime qu’ils mènent pour meilleurs
résultats.
Mots clés : Crise financière, les marchés financiers.
65
املقدمة:
يعترب اإلفصاح املحاسبي الوسيلة التي تتصل بها الرشكة أو املؤسسة بالعامل الخارجي إلظهار
املعلومات التي بحوزة اإلدارة إىل املستثمرين مام يسهل عملية تقييم أداء الرشكات واملفاضلة بينها
بهدف االستثامر فيها .فلإلفصاح املحاسبي أهمية بالغة تتمثل يف عرض املعلومات املحاسبية بشكل
موضوعي دون لبس أو تظليل أو تحيز حيث تؤثر يف موقف متخذ القرار املتعلق بالوحدة املحاسبية.
يعد منوذج انهيار النظام االقتصادي االشرتايك والذي كان يتحدى رشع الله ومنهاجه ،حيث كان
يقوم عىل قتل الحافز عىل التملك والربح كام كان يعتمد عىل التسلط عىل أرزاق الناس وسبلهم
الحرية والعدالة فضال عن ذلك كان يتعامل بالربا وعدم إتقان العمل ،إال أن االقتصاد اإلسالمي ارتكز
عىل ثوابت وأسس مكنته من مقاومة األزمات والتغلب عليها بل جعلته هو املالذ الوحيد واملخرج
األخري ،وحث اإلسالم عىل االستثامر وفق ضوابط رشعية ,ومن بني مجاالت االستثامر املعارص :
االستثامر يف األوراق املالية (أسهم – سندات – صكوك) ,كام أنشأت العديد من الوحدات االستثامرية
(صناديق االستثامر) لتساعد يف هذا املجال وكذلك للتعامل يف سوق األوراق املالية ،ومع ظهور أهمية
املعلومة املحاسبية من منظور إسالمي تخالف فيه عمل األسواق املالية التقليدية الذي يعرفها الناس
فقد ظهرت الحاجة إىل وجود استثامر يف األسواق املالية اإلسالمية عن طريق الصكوك اإلسالمية .
مشكلة البحث :تتثمل يف كيفية تحديد املعايري املستخدمة لإلفصاح املحاسبي للصكوك اإلسالمية
وتحدياته لألزمة املالية؟
أهداف البحث :يهدف البحث إىل توضيح طبيعة اإلفصاح املحاسبي من منظور إسالمي كوسيلة
إلرجاع ثقة املستثمرين يف األسواق املالية فضال عن توضيح األزمة املالية من منظور إسالمي وأسبابها.
ولتحقيق أهداف البحث تم االعتامد عىل الفرضية التالية:
يحتاج املستثمرون عند التعامل مع يف األسواق املالية اإلسالمية إىل معلومات محاسبية خاصة
تختلف عن تلك املعلومات املحاسبية التقليدية وهذا ما يتطلب من موفري املعلومات املحاسبية يف
األسواق املالية اإلسالمية اخذ هذا بعني االعتبار من خالل الوفاء ببعض املتطلبات الالزمة لتحقيق ذلك.
املحور األول :تشخيص أسباب األزمات يف سوق األوراق املالية من منظور إسالمي
يتساءل الكثري عن األزمة هل هي راجعة إىل أسباب حقيقية واقعة ام ال ،وهذا راجع إىل تراكم
كبري لألسباب والعوامل انطلقت منها وفعلت فعلتها التي أدت إىل تدهور كبري يف اقتصاديات دول
كبرية وللتطرق إىل أسباب األزمة املالية البد من دراسة مفهوم األزمة املالية.
1نفس املرجع
2سامي مظهر القنطقجي ،ضوابط االقتصاد اإلسالمي يف معالجة األزمة املالية العاملية ،دار النهضة للطباعة
والنرش والتوزيع ،سوريا ،دمشق ،2008 ،ص 55
67
-7التوسع واإلفراط يف تطبيق نظام بطاقات االئتامن بدون رصيد (السحب عىل املكشوف) والتي
تحمل صاحبها تكاليف عالية وهذا من أسباب األزمة ،وعندما يعجز صاحب البطاقة عن سداد ما عليه
من مديونيةِ ،زي َد له يف سعر الفائدة وهكذا حتى يتم الحجز عليه أو رهن سيارته أو منزله ،وهذا ما
حدث فع ًال للعديد من حاميل هذه البطاقات وقادت إىل خلل يف ميزانية البيت وكانت سبباً يف أزمة
(((
يف بعض البنوك الربوية.
-8من األسباب كذلك التخيل عن نظام الغطاء بالذهب والفضة واستبداله بالدوالر وبالعمالت
الورقية ،وهذا أحدث تضخ ًام من خالل نظام خلق النقود ،ويعترب هذا النظام من مناذج أكل أموال
الناس بالباطل والذي نهى الله عنه فقالَ :وال َت ْأ ُك ُلوا أَ ْم َوالَ ُك ْم َب ْين َُك ْم ِبا ْل َب ِ
اط ِل َو ُت ْد ُلوا ِب َها إىل ا ْل ُح َّك ِام
(((
ون [البقرة.]188: ال ْث ِم َوأَ ْنت ُْم َت ْع َل ُم َ لِت َْأ ُك ُلوا َف ِريقاً ِمنْ أَ ْم َوالِ الن ِ
َّاس ِب أْ ِ
ثالثا :طرق التعامل يف األسواق املالية والتكييف الفقهي:
إن املبدأ الرئييس يف املعامالت يف إطار األسواق املالية ،يتمثل يف التقاء العرض والطلب حيث تباع
وتشرتى األوراق املالية ،مام ينتج عنه تقلبات األسعار املالية ،وهذا يؤدي إىل املضاربة بني فئتني ،فئة
تضارب عىل ارتفاع األسعار وأخرى عىل انخفاضها.
ومن حيث كيفية أداء االلتزامات املرتتبة عن الصفقة يف البورصة ،ميكن تقسيم العمليات إىل
نوعني:
-1املعامالت العاجلة ويراد باملعامالت العاجلة يف سوق األوراق املالية :املعامالت التي يتم فيها
تسليم األوراق املالية املباعة ،وتسليم مثنها بعد تنفيذ العقد مبارشة ،أو خالل مدة قصرية
وهذه العملية تتم يف قاعة التداول ببورصة األوراق املالية ،والتي بدورها تقوم بإمتام الصفقة بني
البائع واملشرتي وتكون هذه العملية عىل أصول مادية متثل حقوقا ألصحاب املرشوع ،عىل أصوله
(((
املادية ،ويحقق املتعاملني يف البورصة من هذه العمليات العاجلة أمرين:
-1-1أرباح ايرادية من خالل االحتفاظ باألوراق املالية واالستفادة من أرباحها عند التوزيع.
-2-1أرباح رأساملية من خالل املضاربة عىل ارتفاع أسعارها ،وإعادة بيعها عند تحقق ذلك.
التكييف الفقهي لهذه العمليات :أن رشوط عقد البيع والرشاء ينطبق عليها من إيجاب وقبول
ورشوط العاقدين ،واملعقود عليه ،لذا فهي جائزة من الناحية الرشعية إذا كانت األوراق املالية
املتداولة جائزة بيعها كاألسهم دون السندات بفائدة ألنها ال يجوز التعامل بها.
1أرشف محمد دوابة ،ومجلة االقتصاد اإلسالمي العددان 332-331شوال – ذو القعدة ،1429د .معبد عىل
الجارحي ص 10-9
2سامي مظهر القنطقجي ،ضوابط االقتصاد اإلسالمي يف معالجة األزمات املالية ،دار النهضة العربية ،ط،1
سورية ،2008 ،ص .28
3مبارك بن سليامن الفواز ،األسواق املالية من منظور إسالمي ،مركز النرش العلمي ،جامعة امللك عبد العزيز،
ط 1،2010م ،ص.72
68
معايري املحاسبة من املنظور اإلسالمي لرفع درجة اإلفصاح املحاسبي
وقد صدر عن مجلس املجمع الفقهي اإلسالمي قرارا حول سوق األوراق املالية والبضائع (البورصة)
جاء فيه ما ييل:
أن العقود العاجلة عىل السلع الحارضة املوجودة يف ملك البائع التي يجري فيها القبض فيام •
يشرتط له القبض يف مجلس العقد رشعا هي عقود جائزة ،ما مل تكن عقودا عىل محرم رشعا.
أن العقود العاجلة عىل أسهم الرشكات واملؤسسات حني تكون تلك األسهم يف ملك البائع جائزة •
رشعا ،مامل تكن تلك الرشكات واملؤسسات موضوع تعاملها محرم رشعا كرشكات البنوك الربوية
ورشكات الخمور ،فحينئذ يحرم التعاقد يف أسهمها بيعا ورشاء
أن العقود العاجلة واآلجلة عىل سندات القروض الربوية بفائدة ،مبختلف أنواعها غري جائزة رشعا، •
(((
آلتها معامالت تجري بالربا املحرم.
-2املعامالت اآلجلة :وهو نوع من أنوع املعامالت التي تجري يف بورصات األوراق املالية ،وهي
عقود بيع ،يتفق فيها عىل نوع األوراق املالية محل الصفقة ،وعددها ،ومثنها ،عند إبرام العقد ،عىل
أن يتم تسليم األوراق املباعة وتسليم الثمن يف تاريخ الحق ،يسمى يوم التصفية.ومن هنا فإنه ميكن
تعريفها تعري ًفا مخترصا بأنها :بيع أوراق مالية مؤجلة ،بثمن مؤجل.
وبهذا تختلف املعامالت اآلجلة عن البيع بأجل ،وهو البيع الذي يحصل فيه تسليم األوراق وقت
(((
العقد ،وتأجيل دفع الثمن إىل أجل أو آجال محددة.
أنواع العمليات اآلجلة والحكم الرشعي لنوعني منها
النوع األول :العمليات الباتة القطعية
وهي العمليات التي يحدد تنفيذها مبوعد ثابت الحق يسمى موعد التصفية ،وهو املوعد الذي
يدفع فيه الثمن ،ويتم فيه تسليم األوراق املالية موضوع الصفقة ،وتسمى هذه العمليات الباتة ،ألن
العاقدين ليس لهم حق الرجوع يف تنفيذ العملية ،ولكن لهم الحق يف تأجيل موعد التصفية النهائية
إىل موعد آخر
تتميز العمليات اآلجلة الباتة القطعية مبا ييل:
•
عمليات يكون التعامل فيها بالنقد ،ولكن تنفيذها يؤخر إىل اجل مرضوب متفق عليه.
• عمليات تتحدد فيها يف يوم التعاقد األمور اآلتية :سعر الصفقة-مقدار ونوعية الصفقة مكان
وتاريخ التسليم.
يلزم فيها كل من البائع واملشرتي تنفيذ الصفقة يف األجل املرضوب. •
1شعبان محمد الربواري ،بورصة األوراق املالية من منظور إسالمي ،دار الفكر دمشق ،ط ،2002 ،1ص 184
186 ،185،
2معامالت البورصة بني النظم الوضعية واألحكام الرشعية ،احمد محمدا ،دار الفكر الجامعي ،2006 ،ص260
69
عقود هذه العمليات غري منمطة حيث تعتمد عىل التفاوض بني الطرفني عىل مقدار الصفقة. •
الحكم الرشعي :وهذا النوع من العمليات ال يتم فيه تسليم املعقود عليه ،وال الثمن وال املثمن،
بل يشرتط تأجيلهام ،وعىل هذا فأن العملية ال تجوز رشعاً ،ألن رشط صحة العقود أن يتم تسليم
العوضني أو أحدهام وال يجوز اشرتاط تأجيل االثنني ،كام أن هذه العمليات دخلت فيها الجهالة من
أوسع أبوابها ،وفيها إرضار بأحد الطرفني حيث ال يكسب أحدهام إال عىل حساب األخر ،كام هو يف
القامر
النوع الثاين :العمليات الرشطية البسيطة أو العمليات اآلجلة برشط التعويض :وهي أن يلتزم
كل من البائع واملشرتي بتصفية العمليات يف تاريخ معني ،إال أن يشرتط ألحد الطرفني الخيار يف عدم
تنفيذ العملية ،وذلك مقابل تخليه عن مبلغ من املال يتم االتفاق عليه مسبقاً ،وهذا املبلغ مبثابة
تعويض عن عدم تنفيذ العملية.
الحكم الرشعي :وحكم العمليات اآلجلة برشط التعويض ال يختلف عن الحكم يف العمليات اآلجلة
الباتة يف أن العقد مل يتم من الناحية الرشعية ،ألنه مل يتم فيه التسلم والتسليم ،ال للثمن ،وال للمثمن،
بل اشرتط فيه تأخري االثنني معاً ،لذلك فهي عمليات غري جائزة رشعاً.
املحور الثاين :املنهج اإلسالمي لعالج األزمات يف سوق األوراق املالية :يقوم املنهج اإلسالمي
ملعالجة األزمات يف سوق األوراق املالية عىل مجموعة من األسس (املبادئ) املستنبطة من فقه
املعامالت بصفة عامة وفقه التعامل يف األسواق بصفة خاصة ومتثل الدستور املايل اإلسالمي الذي
يضبط املعامالت يف تلك األسواق وىف حالة عدم االلتزام بها تظهر تلك األزمات ،وقد جاءت فكرة
الصكوك اإلسالمية كوسيلة من وسائل تفادي األزمات املالية
أوال :فكرة الصكوك اإلسالمية :تقوم فكرة الصكوك اإلسالمية عىل املشاركة يف متويل مرشوع أو عملية
استثامرية متوسطة أو طويلة األجل وفقاً لقاعدة (الغنم بالغرم) (املشاركة يف الربح والخسارة) عىل منوال
نظام األسهم يف رشكات املساهمة املعارصة ونظام الوحدات االستثامرية يف صناديق االستثامر ،وقد تم
اعتامد تقسيم الصكوك اإلسالمية إىل:
األسهم والتي وتعترب كل األسهم التي تتوفر فيها الضوابط اإلسالمية ،صكوك اإلجارة ،صكوك •
املشاركة ،صكوك املضاربة ،صكوك املرابحة ،صكوك السلم ،صكوك االستصناع.
ثانيا :الضوابط الرشعية للصكوك املتداولة يف األسواق اإلسالمية :من أهم الضوابط الرشعية التي
:
تحكم إصدار وتداول الصكوك اإلسالمية ما ييل
•
ان يحكم الصك عقود االستثامر اإلسالمية.
•يضبط الصكوك أحكام املشاركة ،يكون للرشكة املصدرة للصكوك االعتبارية املستقلة عن أشخاص
املشرتكني يف الصكوك وهي املسئولة عن إدارة الصكوك.
70
معايري املحاسبة من املنظور اإلسالمي لرفع درجة اإلفصاح املحاسبي
يتوىل إدارة الصكوك الرشكة املصدرة لها وذلك مقابل نسبة شائعة من العائد وفقا لفقه املضاربة، •
وأحيانا قد يتفق املشاركون يف الصكوك مع الرشكة املصدرة (التي تقوم باإلدارة) عىل أن تقوم األخرية
باإلدارة نظري عقد وكالة بأجر معلوم برصف النظر عن تحقيق األرباح ويكون ذلك مستقال عن عقد
املضاربة ،ولقد أجاز الفقهاء ذلك.
يجب أن ينص رصاحة يف نرشة االكتتاب طريقة توزيع العائد بني املشاركني يف الصكوك وبني الرشكة •
املصدرة للصكوك ،وال يجوز إرجاء ذلك ملا بعد انتهاء املرشوع أو العملية املمولة من الصكوك.
يجوز أن يتدخل طرف ثالث لضامن رأس مال الصكوك أو ضامن حد أدىن للعائد ويقوم بذلك عىل •
سبيل التربع واملروءة ،ولقد أجاز الفقهاء ذلك.
إذا حدثت خسارة ال قدر الله بدون تقصري أو إهامل أو تعدى من الرشكة املصدرة للصكوك والتي •
تتوىل اإلدارة ،فتكون عىل املشاركني وليس عىل الرشكة والتي تكون قد خرست جهدها.
يتم قياس العوائد (األرباح) الفرتية (الدورية) قبل نهاية أجل الصكوك وفقاً ملبدأ التنضيض الفعيل •
أو التنضيض الحكمي (التقديري) يف ضوء املعايري الرشعية التي تضبط ذلك.
ال تثبت ملكية األرباح املوزعة الدورية (الفرتية) تحت الحساب إال بعد سالمة رأس املال وفقا •
ملبدأ « :الربح وقاية لرأس املال « أو املفهوم املحاسبي « :ال ربح إال بعد سالمة رأس املال».
يتم تداول الصكوك يف سوق األوراق املالية أو بأي وسيلة بديلة مناسبة وفق الضوابط الرشعية، •
ويتم تقويم الصك عند التداول عن طريق املساومة والرتايض بني البائع واملشرتى وذلك كله يف
ضوء اللوائح والرشوط التي تنظم ذلك.
يجوز للرشكة املصدرة للصكوك أن تتعهد بإعادة رشاء الصكوك من حامليها حسب القيمة السوقية •
لها أو بالسعر الذي تعرضه ويتم ذلك بالرتايض بني الطرفني.
يتم استهالك (إطفاء) الصكوك إما مرة واحدة يف نهاية أجل املرشوع أو العملية أو عىل فرتات •
دورية وهذا ما يطلق عليه إطفاء الصكوك ،ويجب اإلشارة إىل ذلك يف نرشة االكتتاب.
72
معايري املحاسبة من املنظور اإلسالمي لرفع درجة اإلفصاح املحاسبي
فتوى عن ندوة الربكة الثامنة رمضان 1413هـ1993 /م نصها « :للتنضيض الحكمي بطريقة
التقويم يف الفرتات الدورية خالل مدة عقد املضاربة حكم التنضيض الفعيل ملال املضاربة ،رشيطة
أن يتم التقويم وفقاً للمعايري املحاسبية املتاحة «
أساس توزيع عائد املرشوعات أو العمليات موضوع الصكوك عىل أساس نسبة شائعة لكل من •
املشاركني والرشكة القامئة عىل الصكوك ،فعىل سبيل املثال يذكر نسبة كذا يف %للمشاركني ،ونسبة
كذا %للرشكة ،وذلك حسب املنصوص عليه يف نرشة االكتتاب.
يتم تقويم الصك ألغراض التداول عىل أساس سعر السوق يف سوق األوراق املالية ،أو الرتايض عليه •
بني األطراف (البائع واملشرتي) وقد يكون املشرتي الرشكة الصادرة للصكوك.
يتم إهالك الصكوك عىل فرتات دورية أو يف نهاية أجل العملية أو املرشوع التي أصدرت من •
أجله ،وذلك وفقاً ألسس ومعايري املحاسبة السائدة واملتعارف عليها والتي تتفق مع أحكام ومبادئ
الرشيعة اإلسالمية.
يتم توزيع أرباح أو خسائر املرشوع أو العملية موضوع الصكوك الرأساملية وفقاً ألسس ومعايري •
املحاسبة الصادرة عن هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية أو السائدة ،متى
كانت تتفق مع أحكام وقواعد الرشيعة اإلسالمية.
يتم اإلفصاح املحاسبي عن كل فرتة دورية عن معامالت الصكوك بالوسائل واألدوات والطرق •
املحاسبية املتعارف عليها
يتم اإلفصاح عن التدقيق الرشعي ملعامالت الصكوك من خالل تقرير هيئة الرقابة الرشعية للرشكة •
املصدرة للصكوك((( .
املحور الثالث :اإلفصاح املحاسبي
ظهرت اهتاممات اإلفصاح املحاسبي نظرا ملا للمعلومة املحاسبية من أهمية بالغة يف اتخاذ القرار
وكذا ملعرفة املجاالت التي يتم التوجه إليها لالستثامر.
أوال :مفهوم اإلفصاح املحاسبي
يقصد باإلفصاح لغة :العالنية الكاملة.
أما يف املحاسبة فيقصد بها أن تظهر القوائم املالية جميع املعلومات الرئيسية التي تهم مستخدمي
املعلومات والتي تساعدهم عىل اتخاذ القرارات بطريقة سليمة .ويعتمد حجم املعلومات التي يجب
اإلفصاح عنها عىل خربة مستخدم املعلومات ومتطلباته والقياس املحاسبي املطلوب
« أن تظهر القوائم املالية جميع املعلومات الرئيسية التي تهم الفئات الخارجية ،والتي تساعدهم
عىل اتخاذ قراراتهم االقتصادية نحو املرشوع بصورة رشيدة»
1التورق املرصيف يف نظر التحليل املحاسبي والتقويم االقتصادي ،بحث منشور مبجلة االقتصاد اإلسالمي ،بنك
ديب اإلسالمي ،العدد ،274محرم 1425هـ /مارس 2004م.
73
-1أهمية اإلفصاح :تكمن أهمية اإلفصاح والشفافية للرشكات املساهمة يف التقارير املالية
وأخبارها االستثامرية التي تفصح عنها ،وذلك ليكون املستثمر عىل دراية كافية عن املعلومات ذات
العالقة بالرشكات املدرجة يف أسواق املال والتمكن من التعرف عىل العوائد من نشاط هذه الرشكات
ليستطيع اتخاذ قراره االستثامري ،كام يسهل اإلفصاح عىل عملية االطالع واملتابعة لصاحب العالقة
بالرشكة ،كام تأيت أهمية اإلفصاح والشفافية يف البيانات املالية يف عملية الكشف عن معلومات (مالية
وغري مالية) التي تهم املستثمرين.
ثانيا :اإلفصاح املحاسبي عن الصكوك يف القوائم املالية الدورية يف الرشكة املصدرة لها :تطبيقاً
ملبدأ استقالل الشخصية املعنوية للرشكة املصدرة للصكوك عن أصحاب الصكوك وهم املشاركون،
تقوم الرشكة يف نهاية كل فرتة مالية دورية باإلفصاح عن معامالتها لكل من املشاركني واملساهمني
فيها وملن يعنيهم األمر من خالل مجموعة من القوائم والتقارير املالية والرشعية ،من أهمها ما ييل:
قامئة نتائج أعامل الصكوك (قامئة دخل الصكوك) ،قامئة توزيع صايف األرباح التشغيلية للصكوك، •
قامئة التغري يف حقوق أصحاب الصكوك ،قامئة الدخل للرشكة املصدرة للصكوك ،قامئة مرشوع
توزيع صايف أرباح الرشكة املصدرة للصكوك،
قامئة املركز املايل للرشكة املصدرة للصكوك ،تقرير مجلس إدارة الرشكة املصدرة للصكوك، •
تقرير املراقب الرشعي عىل معامالت الرشكة املصدرة للصكوك ،تقرير مراقب الحسابات عىل
القوائم املالية للرشكة املصدرة للصكوك ،أي قوائم وتقارير أخرى تتضمن املزيد من اإليضاحات
واملعلومات عن نشاط الرشكة املصدرة للصكوك.
ثالثا :متطلبات اإلفصاح املحاسبي يف املصارف اإلسالمية:
يقع عىل عاتق القامئني بالعمل املحاسبي العديد من البيانات واملعلومات التي يجب توفريها
وتقدميها بصورة تقارير وقوائم مالية وكشوفات تفصيلية إىل العديد من الجهات التي ميكن أن
تستفيد منها يف اتخاذ القرارات مبا يؤدي يف نهاية األمر إىل إمكانية توفري صيغ الطأمنينة لدى
املساهمني واملستثمرين واملتعاملني يف األسواق املالية اإلسالمية املالية والتأكد من صحة وسالمة
قراراتهم التي اتخذوها بشأن استثامراتهم سواء كانت يف األمد القريب أو البعيد ويقع عىل عاتق
القامئني عىل العمل املحاسبي يف األسواق املالية اإلسالمية القيام باأليت :
إعداد الحسابات الختامية وقامئة املركز املايل وفقا ملبادئ املحاسبة املتعارف عليها واملعايري •
اإلسالمية التي ُيعتمد عليها يف تلك األسواق مع األخذ بعني االعتبار تلك الحسابات التي تتأثر بها
األسواق املالية اإلسالمية دون غريها من األسواق األخرى.
إعداد الكشوفات التفصيلية التي يتم من خاللها توضيح كيفية التوصل إىل كل بند من البنود التي •
تظهر يف الحسابات الختامية وقامئة املركز املايل.
74
معايري املحاسبة من املنظور اإلسالمي لرفع درجة اإلفصاح املحاسبي
توضيح صيغ االستثامر املختلفة يف املؤسسات املالية اإلسالمية وبيان تأثريها عىل نتيجة النشاط •
وكذلك بيان حصة املستفيدين من كل منها
رضورة تعزيز الحسابات الختامية وقامئة املركز املايل بتقرير مرفق عن هيئة التدقيق الرشعية •
التي يجب أن تتواجد يف كل مؤسسة مالية إسالمية يعزز مدى التزام املؤسسة بأحكام الرشيعة
اإلسالمية يف األعامل التي قامت بها واملوضحة يف تلك الحسابات والقوائم املالية املرفقة.
اإلفصاح عن مبالغ الزكاة املقتطعة من صايف األرباح القابلة للتوزيع والكيفية التي متت وفقها •
عملية االحتساب بهدف تعريف املساهمني بذلك وكذا الجهات املستفيدة من تلك املبالغ.
توضيح الجوانب االجتامعية التي يساهم فيها املرصف اإلسالمي وال سيام ما يتعلق مببالغ القروض •
الحسنة التي قام بها مع بيان الجهات املستفيدة ورأي املراقب الحسابات بقوة املركز املايل
ومدى تأثري منح تلك القروض يف تاريخ منحها مع بيان مدة كل منها وإمكانية تحصيلها يف تاريخ
استحقاقها.
توضيح كيفية التعامل مع البنك املركزي فيام يتعلق بنسب االحتياطات باملبالغ املودعة لديه •
ومدى مطابقتها لطبيعة عمل املرصف اإلسالمي.
توضيح كيفية التعامل مع املؤسسات املالية األخرى وال سيام تلك التي التعتمد عىل أحكام •
ترشيعية إسالمية يف أعاملها وخصوصا التي تعتمد عىل سعر الفائدة يف معامالتها املالية املختلفة.
توضيح املقارنات باستخدام النسب املالية مع املؤسسات األخرى(((. •
االستنتاجات:
إضافة إىل ما تم التوصل إليه من استنتاجات يف منت البحث ميكننا أن نستنتج ما ييل:
لقد ازدادت الحاجة إىل األسواق املالية اإلسالمية بعد ظهور األزمات املالية املتوالية التي تطلبت •
من املحاسبة أن تأخذ بعني االعتبار العديد من املتطلبات التي ميكن من خاللها خدمة املتعاملني
يف هاته األسواق واملستفيدين من أعاملها نظرا لحاجة هؤالء املتعاملني إىل الكم الهائل من
املعلومات املحاسبية خاصة تلك التي تحكمها الرشيعة اإلسالمية
توحيد مجموعة من األسس واملبادئ تحكم عمل األسواق املالية اإلسالمية البد أن تؤخذ بعني •
االعتبار عند عرض الحسابات الختامية وكذا املركز املايل والقوائم املالية وهذا ما يسهل عىل
متخذي القرار بخصوص تعاملهم يف تلك األسواق
يساعد اإلصالح املحاسبي للصكوك املالية اإلسالمية بكل أنواعها عىل متخذي القرار ملا له من درجة •
هامة وثقة كبرية يف اتخاذ قرارتهم ،وكذا االبتعاد عن درجة الخطورة التي سببتها األزمة املالية.
1زياد هاشم يحي ،أهمية اإلفصاح املحاسبي ومتطلباته يف املصارف اإلسالمية ،مجلة تنمية الرافدين ،العدد
،2002 ،70ص ص .278-263
75
ظهر هناك حاجة كبرية إىل توضيح كل البنود يف الحسابات الختامية بكل تفصيل مع تعزيز ذلك •
بتقرير مرفق من هيئة املراجعة الرشعية املتخصصة يف سبيل خلق جو الطأمنينة لدى املستفيدين
عند اتخاذ قراراتهم
املراجع:
القرآن الكريم
الكتب:
1.1احمد محمد ،معامالت البورصة بني النظم الوضعية واألحكام الرشعية ،دار الفكر الجامعي2006 ،
2.2حسني حسني شحاتة “ ،أصول محاسبة الرشكات يف الفكر اإلسالمي “ ،من مطبوعات كلية التجارة
– جامعة األزهر.2007 ،
3.3سامر قنطقجي ،ضوابط االقتصاد اإلسالمي يف معالجة األزمة املالية العاملية ،دار النهضة للطباعة
والنرش والتوزيع ،سوريا ،دمشق.2008 ،
4.4شعبان محمد الربواري ،بورصة األوراق املالية من منظور إسالمي ،دار الفكر دمشق ،ط 2002 ،1
5.5عبد الستار أبو غدة “الضوابط الرشعية إلصدار وتداول الصكوك “ بنك التمويل املرصي السعودي،
دورة الصكوك ،اإلسكندرية ،يوليو .2008
6.6مبارك بن سليامن الفواز ،األسواق املالية من منظور إسالمي ،مركز النرش العلمي ،جامعة امللك
عبد العزيز ،ط 2010 ،1م.
7.7املجالت واملنشورات:
8.8زياد هاشم يحي ،أهمية اإلفصاح املحاسبي ومتطلباته يف املصارف اإلسالمية ،مجلة تنمية الرافدين،
العدد .2002 ،70
9.9التورق املرصيف يف نظر التحليل املحاسبي والتقويم االقتصادي ،بحث منشور مبجلة االقتصاد
اإلسالمي ،بنك ديب اإلسالمي ،العدد ،274محرم 1425هـ /مارس 2004م.
76