Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .

‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬


‫‪Investigative mechanisms introduced‬‬
‫‪in modern technological crimes‬‬

‫تاريخ النشر‪2020/06/30 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2020/05/11 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪2019/09/14 :‬‬

‫*ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬


‫جامعة موالي الطاهر ‪ -‬سعيدة‬
‫عضو بمخبر الدراسات القانونية املقارنة‬
‫‪ghezlakh@gmail.com‬‬

‫ملخص ‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث لتبيان املفهوم األوسع لجرائم التكنولوجيا الحديثة الواقعة‬
‫بوسائل التقنية الحديثة ‪,‬و املفهوم الضيق الذي حصرها في أجهزة اإلعالم ‪,‬و االتصال‬
‫والحاسوب اآللي ‪,‬وذلك بإبراز املعالجات الفقهية و القانونية املختلفة ‪,‬مع إحصاء هذه‬
‫الجرائم املختلفة ‪,‬و بعض األطر القانونية املنظمة لها‪,‬إشارة إلى املشرع الجزائري ‪,‬و بعض‬
‫الدول العربية التي شرعت باستحداث قوانين خاصة‪,‬مع استحداث آليات حديثة للتحري‬
‫‪,‬الستكمال اإلجراءات التقليدية العاجزة أمام التقنية اإلجرامية ‪,‬كحتمية أدت إلى البحث‬
‫عن أساليب أخرى ناجعة لتساير و تواكب التطور التكنولوجي ‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬جرائم التكنولوجية الحديثة ‪ ،‬جرائم املعلوماتية ‪ ،‬الجرائم‬
‫املستحدثة ‪ ،‬البحث و التحري‪.‬‬

‫*املؤلف املرسل ‪ :‬غزالي لخضر‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪962 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫‪Abstract :‬‬
‫‪This research aims to illustrate the broader concept of the modern‬‬
‫‪technology crime and the narrow concept that has been confined to the media,‬‬
‫‪communication and computers, highlighting the different legal and‬‬
‫‪jurisprudential treatments, counting these different crimes and some legal‬‬
‫‪frameworks regulating them, referring to the Algerian legislator, Some Arab‬‬
‫‪countries have begun to introduce special laws, with modern investigative‬‬
‫‪mechanisms, to complement the traditional procedures incompetent to criminal‬‬
‫‪technology, as an inevitability led to the search for other effective methods that‬‬
‫‪keep pace with technological development.‬‬
‫;‪Keywords : modern technoloical crimes; information crimes; new crimes‬‬
‫‪research and investigation‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫الجريمة هي نشاط معادي للمجتمع يقوم به املجرمون ‪,‬وهذا النشاط يتطور ‪,‬ويتغير‬
‫من مجتمع آلخر‪،‬فتتطور الجريمة ناتج عن تطور نمط حياة اإلنسان ‪,‬الذي بلغ أوجه‬
‫حديثة بظهور الدولة بمفهومها املعاصر ‪,‬فانتقلت الجريمة من التقليدية إلى الجريمة‬
‫املستحدثة أو ما سسى بجرائم التكنولوجيا الحديثة ‪,‬فيقول األستاذ عبد هلل العزيز إن‬
‫الجريمة املستحدثة هي أنماط من الجريمة تستخدم فيها التكنولوجيا الحديثة ‪,‬من أجل‬
‫تسهيل عملية اإلجرام ‪,‬مثل جرائم اإلرهاب ‪,‬والجريمة املنظمة ‪,‬وجرائم العنف ‪,‬وغسيل‬
‫األموال ‪,‬وجرائم الياقة البيضاء ‪,‬والجرائم االقتصادية ‪,‬وأنماط الفساد اإلداري ‪,‬وجرائم‬
‫الحاسوب ‪,‬وجرائم تزوير البطاقات ‪,‬فيقول الدكتور محمد األمين البشيري بأنها أنماط‬
‫من الجرائم التي لم يألفها املجتمع في السابق ‪,‬من االئتمان والجرائم الناتجة عن التعامل‬
‫غير مشروع بجسد اإلنسان ‪,‬وجرائم العنف العائلي ‪,‬وغيرها من أنماط الجرائم املستحدثة‪1‬‬

‫مختلفة من حيث أسلوب ارتكابها ‪,‬ونوع الجناة فيها ‪,‬فهي الجرائم املخطط لها ‪,‬والتي‬
‫سستعين املجرمون عند تنفيذها من معطيات العلم الحديث ‪،‬ومن قبيل ذلك جرائم‬
‫اإلرهاب واملخدرات وجرائم الحاسوب اآللي ‪,‬والشبكة املعلوماتية ‪,‬فهي التي سشررط فيها‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪963 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫استخدام التقنية الحديثة‪، 2‬وهذا ما ميزها عن الجرائم التقليدية بخصائص معينة و منها‬
‫صعوبة اكتشافها و إثباتها وخصوصية مرتكبيها ‪,‬ألن أسلوبها اإلجرامي سعتمد على الذكاء ‪,‬‬
‫والتحايل على اكتشافها ‪,‬ومعرفة مرتكبيها ‪,‬مما حتم علينا خلق آليات قانونية وتقنية‬
‫حديثة ملعالجة ‪,‬ومحاربة الظاهرة اإلجرامية بكشف املجرمين ‪,‬وتتبع آثارهم من خالل‬
‫إجراءات البحث ‪,‬والتحري ‪,‬وأساليبه الحديثة ‪,‬والتقليدية معا ‪,‬لفرض سلطان القانون‬
‫املنظم لكل التقنية ونشاطاتها ‪,‬ومعاقبة سوء استخدام التكنولوجيا الحديثة ‪,‬هذا ما‬
‫يجعلنا نطرح عدة أسئلة‬
‫تساؤالت البحث‪:‬‬
‫ظاهرة جريمة التقنية ظاهرة حديثة الوجود ‪,‬ازدادت ‪,‬وتطورت بشكل خيالي ‪,‬ألن‬
‫املجرمين استغلوا التقنية الحديثة التي صنعت لتسهيل العمل اإلنساني ‪,‬وراحته في كل‬
‫جوانب الحياة ‪,‬فلم سستعملوها في جانبها املنشود ‪,‬واستعملت في جانبها السلبي ‪,‬فأصبحت‬
‫أداة إجرامية بأوجه متعددة ال حدود لها ‪,‬مما حتم على ذلك التفكير في ضبط عمل ونشاط‬
‫كل التقنية املستخدمة ‪,‬بتشريعات خاصة على مستوى قوانين الدول أو االتفاقيات الدولية‬
‫إال أن جل املعالجات القانونية ‪,‬والفقهية يربطون جرائم هذه التقنية بجرائم املعلوماتية أو‬
‫جرائم اإلنررنت فقط ‪,‬ويحصروها في جهاز الحاسوب أو اإلعالم اآللي و تكنولوجيا االتصال‬
‫رغم أن التقنية تتعدى على الحياة الخاصة بأوجه مختلفة كالتصوير و التسجيل و غيرها‬
‫من التقنيات الحديثة التي تكون أحيانا مع الحاسب اآللي ‪,‬فمثال يمكن استعمال رجل آلي‬
‫لتنفيذ عمليات إجرامية من السرقة و القتل و غيرها من الجرائم ‪,‬أو استعمال طائرة بدون‬
‫طيار للقيام بذلك ‪,‬أو تنفيذ عملية إرهابية بسيارة متحكم فيها عن بعد ‪,‬تعددت املعالجات‬
‫القانونية بنظريات مختلفة ‪,‬وبتعريفات ومصطلحات مختلفة بقوانين خاصة أو دمجها مع‬
‫قوانين أخرى ‪,‬واعتبارها باب من باب قانون العقوبات كجرائم املعالجة اآللية للمعطيات‬
‫في الجزائر‪,‬ومن هنا نطرح عدة أسئلة هل وفق املشرع العربي في اختيار املصطلحات‬
‫لتعريف جرائم التكنولوجيا والتقنية املعلوماتية ‪,‬وهل جرائم التكنولوجيا الحديثة هي‬
‫فقط الحاسوب ‪,‬أم لجرائم التكنولوجيا الحديثة تقنيات متعددة ال يمكن حصرها ‪,‬فهي‬
‫أوسع من جرائم الحاسوب ‪,‬وشبكاته ‪,‬وهي كل جريمة ارتكبت بتقنية ما ‪,‬إذن فما هي‬
‫محددات جرائم التكنولوجيا الحديثة وآليات كشفها ‪,‬ومن هنا نطرح عدة إشكاليات ‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪964 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫إشكالية البحث ‪:‬‬


‫من خالل طرح التساؤالت التي تمكن من تحديد املفاهيم ‪,‬والتسميات ‪,‬ومعرفة‬
‫اآلليات املعالجة الظاهرة اإلجرامية ‪,‬التي توسع أو تحصر جرائم التكنولوجيا ‪,‬وآليات‬
‫كشفها في جرائم اإلعالم واالتصال ‪,‬ومعالجة املعطيات أم هي شاملة لكل الجرائم الواقعة‬
‫بالتقنية الحديثة ‪,‬ومنها نطرح عدة إشكاليات لإلجابة على هذه التساؤالت فما هي اآللية‬
‫املستخدمة لجرائم التكنولوجيا الحديثة ‪,‬واآلليات الحديثة للتحري عنها ‪,‬وكشف مرتكبيها‪.‬‬
‫أو ما هي محددات مفاهيم جرائم التكنولوجيا الحديثة وآليات التحري الخاصة‬
‫والحديثة لكشفها‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫الهدف هو التفكير في الحماية القانونية من جرائم التقنية الحديثة ‪,‬بمسايرة التفكير‬
‫الدولي ملحاربة التطور اإلجرامي التكنولوجي الذي هدد العالم ‪,‬والذي أدى إلى إفراز عدة‬
‫اتفاقيات دولية للعمل على محاربة الجريمة املنظمة والعابرة للحدود ‪.‬فإجرام التكنولوجيا‬
‫الحديثة ليس محلي فقط بل هو عابر للحدود ال يمكن حصره في مكان ما أو نوع من‬
‫جرائم ما ‪,‬كجرائم اإلعالم واالتصال ‪,‬و املعالجة اآللية للمعطيات كما عالجها املشرع‬
‫الجزائري ‪,‬وبعض الدول العربية ‪,‬هذا التهديد أفرز كذلك عدة معالجات قانونية خاصة‬
‫لبعض الدول منها العربية ‪,‬والتي عالجتها من خالل تسميات مختلفة (كالجرائم االلكررونية‪,‬‬
‫جرائم االنررنت ‪ ,‬وجرائم تقنية املعلوماتية ) ‪,‬إال أن كل التعريفات لجرائم التكنولوجيا‬
‫الحديثة يحصرونها في جرائم الحاسوب و استعماالته فقط ‪,‬هذا ما يفسر عدم وجود‬
‫تعاون عربي ودولي ‪,‬فاملعالجات القانونية حصرت الجريمة في حيز محلي تجاهلت البعد‬
‫الدولي وحتميات التعاون فيه ‪,‬بتوحيد املصطلحات ومحتوى القوانين من إجراءات البحث‬
‫وإجراءات التحقيق والتعاون فيها لفك خيوط جرائم القرصنة ‪,‬واإلرهاب الدولي ‪,‬وغيرها من‬
‫الجرائم املنظمة ‪,‬فهذا ما الحظناه أن الكثير من القوانين الخاصة يربطون تسمية جرائم‬
‫التكنولوجيا الحديثة بجرائم التقنية للمعلوماتية ‪,‬وعند معالجتهم إلجراءات البحث‬
‫‪,‬والتحري يقتصرونها فقط على أجهزة الحاسوب ‪,‬واإلعالم ‪,‬واالتصال‪,‬إال أن البحث‬
‫‪,‬والتحري في جرائم التكنولوجيا أوسع من ذلك ‪,‬لذا أردنا من خالل هذا البحث بيان‬
‫املفاهيم واملصطلحات للمفهوم األوسع لجرائم التكنولوجيا وشموليتها لجرائم التقنية‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪965 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫‪,‬والجرائم املستحدثة ‪,‬واملستجدة املتطورة باستمرار مع تطور البحث والتحري بمسايرته‬


‫للتقنية اإلجرامية ‪,‬وإعطائه بعد دولي للتعاون ‪,‬وكشف الجريمة ‪,‬وتسليم املجرمين ‪.‬‬
‫منهج البحث ‪:‬‬
‫ينتهج هذا البحث املنهج الوصفي التحليلي أساسا ‪,‬املقال يبين ‪,‬ويشرح مفاهيم‬
‫‪,‬وتسميات للظاهرة اإلجرامية التكنولوجيا الحديثة ‪,‬وإجراءات البحث ‪,‬والتحري الحديثة‬
‫عنه ‪,‬فهذا ما هو كائن من واقع تسميات قانونية ملعالجة التقنية بأسلوب وصفي ‪,‬مع املنهج‬
‫التحليلي الذي سعطي تفسيرات وحلول مقارنة من خالل أخذ نماذج وأمثلة ملعالجة‬
‫املوضوع؟ ‪.‬‬
‫لإلجابة على هذا نتبع الخطة اآلتية‬
‫‪ -‬املبحث األول مفاهيم وتسميات لجرائم التكنولوجية الحديثة‪.‬‬
‫‪ -‬املبحث الثاني التحريات وتقنياتها الحديثة لإلثبات الجنائي في جرائم التكنولوجية‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫(إجراءات البحث الحديثة لكشف جرائم التكنولوجيا ‪,‬الدليل الرقىي االلكرروني وتقنيات‬
‫إثباته )‬
‫املبحث األول ‪ :‬اإلطار املفاهيمي لجرائم التكنولوجيا الحديثة و محدداتها‬
‫لجرائم التكنولوجيا عدة مفاهيم ‪,‬وعدة تسميات ‪,‬فهي غير الجرائم العادية التقليدية‬
‫وهي جرائم خاصة ‪,‬وجرائم مستحدثة تستخدم فيها التقنية الحديثة من جرائم اإلعالم‬
‫واالتصال ‪,‬وجرائم املعلوماتية ‪,‬وجرائم املعالجة اآللية للمعطيات ‪,‬فاملقصود بجرائم‬
‫التكنولوجيا الحديثة مفهوم أوسع ‪,‬ال يمكن أن نحصره في الجرائم الواقعة على أجهزة‬
‫الحاسوب اآللي واستعماالته املختلفة من شبكات اإلنررنت وغيرها‪,‬فجرائم التكنولوجيا هي‬
‫كل ما وقع من فعل مجرم باستخدام التكنولوجيا الحديثة ما نعلمه في الحاضر ‪,‬وما نجهله‬
‫في املستقبل ‪,‬لهذا سنعطي عدة مفاهيم وتعريفات لذلك‬
‫املطل األول ‪ :‬تعريف التكنولوجيا‬
‫هي تلك األساليب الفنية التي سستخدمها اإلنسان بهدف إشباع حاجاته املختلفة‬
‫‪,‬وتحسين ظروف حياته ‪,‬من خالل التطور التكنولوجي الذي يؤدي إلى ظهور مهن ‪,‬ومهارات‬
‫جديدة يررتب عليها حدوث اضطرابات في اتساق األعمال القديمة ‪,‬وتهديد للمهن القائمة‬
‫األمر الذي يررتب عليه حدوث مشكالت اجتماعية‪, 3‬بأدوات متطورة غير تلك التقليدية ‪،‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪966 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫كتطور الكيمياء ‪,‬واستعمال موادها في الجريمة من أسلحة بيولوجيا ‪,‬وكيميائية ‪,‬ونووية في‬
‫مختلف الجرائم املتعددة ‪,‬كالرزوير ‪,‬والغش ‪,‬وجرائم القتل ‪,‬وجرائم اإلرهاب ‪,‬وغيرها‪.‬‬
‫التكنولوجيا اصطالحا‪ :‬ورد في بعض املصادر أن أول ظهور للمصطلح كان في‬
‫أملانيا عام ‪, 1770‬وهو مركب من مقطعين )‪ (techno‬وتعني في اللغة اليونانية الفن أو‬
‫صناعة يدوية ـ )‪ (logie‬وتعني علم أو نظرية و ينتج عن تركيب املقطعين معن علم‬
‫صناعة املعرفة النظامية في فنون الصناعة أو العلم التطبيقي ‪,‬وليس لديها مقابل أصيل في‬
‫اللغة العربية بل عربت بنسخ لفظها حرفيا تكنولوجيا )‪, 4(technoloie‬هذا كون كلمة‬
‫تكنولوجيا من مركبين من الكلمات‪.‬‬
‫ـ كلمة تكنو‪ :‬وهي تعني التقنية‪.‬‬
‫ـ كلمة لوجيا‪ :‬وهي تعني العلم‪.‬‬
‫فالتكنولوجيا هو علم التقنية التي تساعد أسلوب اإلنسان في التعامل مع الطبيعة ‪ ,‬وتدعم‬
‫استمرار حياته‪.5‬‬
‫املطل الثاني ‪ :‬مفاهيم جرائم التكنولوجيا الحديثة‬
‫التطور التكنولوجي أدى إلى تحول نسبة كبيرة من الجرائم التقليدية إلى جرائم‬
‫تستغل التقنية ‪,‬لتنفيذ إجرامها كجرائم ذوي الياقات البيضاء ‪,‬والتي يقوم بها مجرم مثقف‬
‫سستخدم باإلضافة إلى أساليب التكنولوجيا الحديثة ذكاؤه ‪,‬وإمكانياته العلمية ‪,‬والعملية‬
‫بدون إراقة دماء‪, 6‬فجرائم التكنولوجيا يتضح لنا أنها استعمال للتقنية الحديثة في‬
‫الجريمة ‪,‬باستعمالها في الجانب السلبي الذي ينتهك الحياة الخاصة ‪,‬وحقوق األفراد‬
‫واملجتمع بصفة عامة ‪,‬فهذا سعطى مفهوم ال يمكن حصره ‪,‬بل إعطاؤه مفهوم أوسع في كل‬
‫ميادين الحياة ‪,‬رغم أن هناك مفاهيم أخرى ضيقة تحصرها في جرائم محدودة‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬املفهوم الضيق لجرائم التكنولوجيا الحديثة‬
‫وهو ما ورد على سبيل الحصر في النصوص القانونية املحددة لجرائم التكنولوجيا‬
‫الحديثة ‪,‬كجرائم املعالجة اآللية للمعطيات ‪,‬وجرائم تكنولوجيا اإلعالم ‪,‬واالتصال في‬
‫التشريع الجزائري ‪ ,‬والجرائم االلكررونية ‪,‬وجرائم تقنية املعلومات لبعض الدول العربية‪.‬‬
‫ـ ال شك أن الفقه القانوني يفضل أن يتفادى غالبا التسرع و املجازفة في وضع‬
‫تعريفات للظواهر القانونية الجديدة ‪,‬ألنها تتميز بالتغير ‪,‬والتقلب ‪,‬وعدم الثبات حت ال‬
‫يكون التعريف بمثابة مجازفة ليست مأمونة العواقب ‪,‬ومع ذلك نالت جرائم تقنية‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪967 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫املعلومات اهتماما كبيرا من جانب الفقه الجنائي العربي الذي خصص لها تعريفات‬
‫متعددة ‪,‬وانطلق في إطارها بمصطلحات مختلفة ‪,‬ومن زوايا متعددة‪.‬‬
‫ـ فهذا ما وقعت فيه كل التسميات للقوانين العربية بصورة مختلفة ملعالجة ظاهرة‬
‫جرائم التقنية ‪,‬كمثال على ذلك دولة قطر أصدرت القانون رقم ‪ 14/14‬بتسمية مكافحة‬
‫الجرائم االلكررونية ‪,‬أما اإلمارات العربية بقانون رقم ‪ 16/12‬مكافحة جرائم تقنية‬
‫املعلومات ‪,‬أما العربية السعودية مكافحة جرائم املعلوماتية ‪,‬وأما التشريع الجزائري في باب‬
‫من قانون العقوبات بجرائم املعالجة اآللية للمعطيات‪,‬فهي تسميات مختلفة ملعالجة‬
‫قانونية واحدة وهي جرائم التقنية الحديثة ال يتوافق فيها املصطلح مع املضمون ‪,‬فاملجازفة‬
‫لهذه القوانين في اختيار مصطلح التسمية وفي تعريف التقنية املعلوماتية و حصر وسائلها‬
‫في الحاسوب اآللي‪.‬‬
‫ـ وهناك الكثير من القوانين التي وقعت في قصور تشريعي بحصر جريمة التقنية‬
‫املعلوماتية في أجهزة الحاسوب اآللي ‪,‬مثال على ذلك املشرع العماني في قانون مكافحة‬
‫جرائم تقنية املعلومات ‪,‬والذي جازف في تعريف تقنية املعلوماتية في مادته األولى بأنها‬
‫االستخدام العلىي للحوسبة ‪,‬وااللكررونيات ‪,‬واالتصاالت ملعالجة ‪,‬وتوزيع البيانات‬
‫واملعلومات بصيغها املختلفة ‪,‬و وسيلة تقنية املعلومات جهاز الكرروني سستخدم ملعالجة‬
‫البيانات ‪,‬واملعلومات االلكررونية أو تخزينها أو إرسالها أو استقبالها كأجهزة الحاسب اآللي‬
‫‪,‬وأجهزة االتصال ‪, 7‬وكذلك فعل املشرع السوري فقد عرف جريمة التقنية املعلوماتية في‬
‫قانونه رقم ‪ 17‬الصادر في ‪ 2012/02/28‬بأنها جريمة ترتكب باستخدام األجهزة الحسابية‬
‫أو الشبكة ‪...‬‬
‫ـ كذلك التشريع السعودي رغم أن تسميته للمرسوم امللكي املنظم ملكافحة جرائم‬
‫املعلوماتية الشامل لكل األجهزة املستخدمة للمعلوماتية ‪,‬إال أنه اتضح في محتوى‬
‫نصوصه التنظيمية أنه وقع في قصور تشريعي لدى إصداره املرسوم امللكي رقم‬
‫(م‪)17/‬الصادر بتاريخ ‪1428/03/07‬ه املوافق ل ‪, 82007/3/26‬حينما قام بتعريف جريمة‬
‫تقنية املعلومات على أنها أي فعل يرتكب متضمنا استخدام الحاسب اآللي أو شبكة‬
‫املعلوماتية باملخالفة ألحكام هذا النظام ‪ ,‬وقد سار املشرع الكويتي على نهج نظيره‬
‫السعودي في القانون رقم ‪63‬لسنة‪ 2015‬في شان مكافحة جرائم تقنية املعلومات بتعريف‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪968 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫الجريمة التقنية بأنها كل فعل يرتكب من خالل استخدام الحاسب اآللي أو الشبكة‬
‫املعلوماتية ‪9 ...‬‬

‫ـ وحسنا ما فعلت بعض الدول العربية األخرى في تفادى وضع تعريف لجرائم تقنية‬
‫املعلومات كاملشرع اإلماراتي في إصداره للمرسوم بقانون رقم ‪ 5‬لسنة ‪ 2012‬بشأن مكافحة‬
‫جرائم تقنية املعلومات‪, 10‬تركه للفقه القانوني ‪,‬ومقتصرا على تعريف وسيلة تقنية‬
‫املعلومات أي أداة الكررونية مغناطيسية بصرية كهروكيميائية أو أي أداة أخرى تستخدم‬
‫ملعالجة البيانات االلكررونية ‪,‬وأداء العمليات املنطقية ‪,‬والحسابية أو الوظائف التخزينية‬
‫‪,‬ويشمل أي وسيلة موصلة أو مرتبطة بشكل مباشر تتيح لهذه الوسيلة تخزين املعلومات‬
‫االلكررونية أو إيصالها لآلخرين ‪.‬‬
‫ـ أيضا اتبعه املشرع البحريني في نفس االتجاه في القانون رقم ‪ 60‬لسنة ‪2014‬‬
‫‪,‬والتشريع األردني رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 2015‬بشان قانون الجرائم االلكررونية كلها اتبعت‬
‫سياسة عدم وضع تعريف محدد لجرائم تقنية املعلوماتية‪.‬‬
‫ـ كذلك املشرع األردني في القانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 2015‬قانون الجرائم االلكررونية اكتفى‬
‫بتحديد نظام املعلومات ‪,‬ولم سعط أي تعريف لتقنية املعلومات ولم يحدد وسائلها‬
‫التقنية‪.11‬‬
‫ـ وقد سار املشرع املصري على ذلك النهج نفسه في قانون مكافحة جرائم تقنية‬
‫املعلومات رقم ‪/ 175‬لسنة ‪ 2018‬في شأن تعريف تقنية املعلومات ‪, 12‬مكتفيا في املادة‬
‫األولى منه بتحديد وسائل التقنية املعلوماتية بالسلكية والالسلكية ‪,‬و لكن كل جرائم‬
‫التقنية املعلوماتية التي عالجها كانت محصورة في جرائم التعدي على املحتوى أي املعالجة‬
‫اآللية للمعطيات ‪.‬‬
‫ـ من خالل قراءة كل القوانين العربية يتضح أنها حصرت كل جرائم التقنية في‬
‫أجهزة الحاسوب ‪,‬واستعماالته ‪,‬أما التكنولوجيا الحديثة فهي أوسع ‪,‬وأشمل لكل التقنيات‬
‫الحديثة في الحاضر ‪,‬واملستقبل ‪,‬واملالحظ كذلك أن بعض الدول اجتمعوا في أعطاء تسمية‬
‫واحدة ‪,‬هي قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات ‪,‬وأخرى في مكافحة الجرائم االلكررونية‬
‫وتفرقوا في تعريفات مختلفة لجريمة التقنية الواحدة ‪,‬واشرركوا كلهم في حصرها في جهاز‬
‫واحد هو الحاسوب اآللي ‪,‬واستعماالته ‪,‬فأعطوها بتلك التعريفات املختلفة مفهوم ضيق‬
‫وحصروا جرائم التقنية في جهاز الحاسوب اآللي ‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪969 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫ـ هذا التباين في اختيار املصطلحات ‪,‬والتعريفات لتقنية املعلومات يررجم عدم‬


‫التعاون العربي‪,‬بإقرار من االتفاقية للدول العربية املوقعة واملصدقة على االتفاقية العربية‬
‫ملكافحة جرائم تقنية املعلومات لسنة ‪ 2010‬بحوالي ‪ 07‬دول فقط ‪,‬فهذا إنما يدل على‬
‫عدم الجدية في التعاون فيما بينهم ملحاربة الجريمة املنظمة والعابرة للحدود ‪,‬وباألخص‬
‫ترجمت كذلك عدم وجود تعاون عربي ‪,‬ودولي ‪,‬من خالل النصوص القانونية اإلجرائية‬
‫لتسليم املجرمين ‪,‬الذي يخضع للشروط املنصوص عليها في الدولة الطرف‪,13‬ونص قانون‬
‫بعض الدول العربية صراحة على عدم تسليم مواطنيها الذين ارتكبوا جرائم معلوماتية‬
‫‪,‬كمثال دولة قطر في قانونها ملكافحة الجرائم االلكررونية رقم ‪ 14‬لسنة ‪ 2014‬في مادته ‪40‬‬
‫الفقرة ‪ 5‬ال يجوز املوافقة على طلب تسليم املجرمين في الحالة إذا كان الشخص املطلوب‬
‫تسليمه مواطنا قطريا ‪.14‬كل هذا التباين في التسميات ‪,‬والتعريفات ‪,‬واإلجراءات القانونية‬
‫البد أن تدركه الدول العربية بمراجعة تشريعاتها الخاصة ملكافحة الجريمة التقنية ‪,‬باختيار‬
‫املصطلحات ‪,‬والتعريفات املناسبة ‪,‬واملسايرة لتطور الجهاز التكنولوجي ‪,‬ومواكبة مراحله‬
‫الزمنية مع التعاون الدولي ملكافحة الجريمة ألنها جريمة عاملية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬املفهوم األوسع( التسميات و التعريفات الفقهية)‬
‫وهي الجرائم املختلفة غير محددة من جرائم دولية عابرة للحدود ‪،‬لجرائم الرزوير‬
‫وجرائم الدعارة ‪،‬واملخدرات ‪،‬واإلرهاب ‪,‬وتبيض األموال ‪,‬وغيرها من الجرائم التي تستعمل‬
‫فيها التقنية الحديثة في ارتكاب جرائمها بوسائل التكنولوجيا املتطورة املختلفة ‪,‬التي ال‬
‫تنحصر على جرائم اإلعالم اآللي ‪,‬وشبكاته ‪,‬فهي كل الجرائم املاسة باألشخاص الطبيعيين أو‬
‫املعنويين ‪,‬كالتعدي على الحياة الخاصة ‪,‬أو ضد التكنولوجيا نفسها بأسلوب منظم ومتطور‬
‫فهذا التطور أدى إلى إحداث تنافس بين كل من رجال الشرطة ‪,‬واملجرمين في استخدام‬
‫األساليب التكنولوجيا التي تحقق أهدافهم‪, 15‬فهناك حرب تكنولوجيا بين املجرمين‬
‫‪,‬وصناعة األمن ‪,‬فاملجرمون سسعون بشكل دائم نحو التغلب على التقدم التكنولوجي في‬
‫وسائل مكافحة الجريمة‪،16‬والعكس كذلك لكشف املجرمين ‪,‬وتحقيق العدالة ‪.‬املفهوم‬
‫األوسع شمل عدة تعريفات وتسميات لجرائم التكنولوجيا ‪,‬ألن التقدم التكنولوجي شمل‬
‫كل مجاالت الحياة فشمل حت الجرائم التقليدية وطورها من السرقة العادية إلى السرقة‬
‫بعدة أجهزة ‪,‬وآالت ‪,‬وبتقنيات مختلفة ‪,‬فالتطور التكنولوجي إذا وجد واستعمل في جانبه‬
‫اإليجابي كان منفعة عامة ‪,‬و إذا انحرف و استعمل في جانبه السلبي أدى إلى حدوث جريمة‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪970 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫وهي جرائم التكنولوجيا الحديثة بمختلف أنواعها ‪,‬وتسمياتها ‪,‬فخلصت بأنها غير الجرائم‬
‫التقليدية رغم تعدد ‪,‬وتعاقب املفاهيم ‪,‬والتسميات املختلفة لبعض املراجع ‪,‬والفقهاء‬
‫فوردت عدة تسميات منها التسميات الفقهية ‪,‬والتسميات القانونية ‪.‬‬
‫جرائم التقنية ‪:‬هي استخدام الوسائل املفيدة الناتجة عن تطبيق املعرفة العلمية‬
‫في الحقول املختلفة ‪,‬التي تساعد في الفعل اإلجرامي ‪,‬وهي تشمل املنتوج اإلنساني املادي‬
‫كالسيارات ‪,‬والطائرات ‪,‬واإلنارة ‪,‬والطرق ‪,‬والحاسوب واالنررنت ‪,‬وقواعد املعلومات ‪...‬الخ‪.17‬‬
‫الجرائم املستحدثة ‪ :‬سعرف الباحث الجرائم املستحدثة بأنها أنماط من الجريمة‬
‫تستخدم فيها التكنولوجيا الحديثة من أجل تسهيل عملية اإلجرام ‪,‬مثل جرائم اإلرهاب‬
‫‪,‬والجريمة املنظمة ‪،‬وجرائم العنف ‪,‬وجرائم تبيض األموال ‪,‬وجرائم الياقات البيضاء‬
‫‪,‬والجرائم االقتصادية ‪,‬وأنماط الفساد اإلداري ‪,‬والجرائم الكمبيوترية ‪,‬وجرائم تزوير‬
‫بطاقات االئتمان ‪,‬والجرائم الناتجة عن التعامل غير املشروع بجسد اإلنسان ‪,‬وجرائم‬
‫العنف العائلي ‪,‬وغيرها من أنماط الجرائم املستحدثة‪.18‬‬
‫الجرائم املستجدة ‪ :‬يمكننا القول أن الجرائم املستجدة هي صورة من صور‬
‫الجرائم املستحدثة ‪,‬ولكن بصورتها املتقدمة زمنيا على التشريعات العقابية ‪,‬نتيجة‬
‫للتطورات الهائلة واملتسارعة في امليادين العلمية ‪,‬وأبرز صور هذه الجرائم حاليا من أفعال‬
‫‪,‬ونشاطات ذات صلة بتقنيات العصر الحديث ‪,‬كجرائم الحاسب اآللي ‪,‬وتزوير بطاقات‬
‫االئتمان ‪,‬وجرائم االنررنت ‪,‬واستخدام أجهزة التحكم ‪,‬واملراقبة عن بعد في تصنيف الجرائم‬
‫اإلرهابية ‪,‬والجرائم املنظمة ‪,‬وهذا ما يوضح ‪,‬ويبين حقيقة التمييز بين الجرائم املستحدثة‬
‫‪,‬واملستجدة من خالل مجاالت استعماالتها ‪,‬والتقنية الخاصة بها ‪,‬فالجرائم املستجدة‬
‫فيتمثل باستخدام التقنيات الحديثة املتطورة في ارتكاب الجرائم املستجدة ‪,‬أما الجرائم‬
‫املستحدثة فيدخل في إطارها هذا النمط من الجرائم ‪,‬واألنماط األخرى التي تفرزها‬
‫التطورات العلمية في املجاالت االقتصادية والتنظيمية ‪,‬وتقوم على املعرفة اإلنسانية‬
‫بتقنيات وآلية متطورة ‪,‬وحديثة تطرح في ميادين العمل ‪,‬واالستخدام الجديد‪.19‬‬
‫جرائم التقنية العالية‪ :‬تعتبر جرائم التقنية‪High-Technologie‬نتائج طبيعية لبيئة‬
‫التقنية العالية‪environnent High-Technologie‬التي سعيش فيها اإلنسان املعاصر‪,‬ويشكل‬
‫الحاسب اآللي أساس هذه البيئة الجديدة‪,20‬فالتقنية العالية شملت كل مجاالت الحياة‬
‫اليومية ‪,‬فأصبح الحاسب اآللي و تقنياته الحديثة عنصرا أساسا في جميع املعامالت‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪971 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫واألنشطة التي يقوم بها اإلنسان ‪,‬و تمس حياة الفرد ‪,‬من الفاكس ‪،‬النداء اآللي الهاتف‬
‫املحمول ‪،‬أجهزة التصوير املقطعية ‪,‬أجهزة التحاليل الطبية ‪،‬معدات العمليات الجراحية ‪،‬‬
‫التجارة االلكررونية ‪،‬املصاعد ‪،‬األبواب االلكررونية ‪،‬وسائل النقل واالتصال ‪،‬املركبات‬
‫الفضائية ‪،‬القطارات ‪،‬الطائرات ‪،‬بطاقات الصرف اآللي ‪،‬أنظمة التحكم على أسلحة الدمار‬
‫الشامل ‪,‬ولعب األطفال و غيرها أصبحت منظمة بالتقنيات العالية‪,21‬فهذا االستخدام‬
‫الواسع النطاق للتقنية العالية للحاسب اآللي في البيئة العالية للمعلوماتية ‪,‬ومن خالل‬
‫هذه البنايات التحتية لنظم املعلومات الكونية ‪Global information infrastructure‬‬
‫سوف يؤدي إلى تزايد الجرائم واألنشطة غير املشروعة في هذا املجال‪.22‬‬
‫الجرائم التخيلية( الحاسوب) ‪ :‬انتشارها ‪ Cybercrime‬جرائم التقنية العالية‬
‫(‪ ) High-tech crime‬كظاهرة مستحدثة لم تررك مجاال للبحث عن وسائل لتحقيق العدالة‬
‫في سياق تلك األنماط من السلوكيات إال من خالل ذات التقانة التخيلية‪,23‬منذ أن ظهرت‬
‫الجريمة التخيلية جرت محاوالت عديدة لتطوير لغة تساعد املحققين ورجال الشرطة على‬
‫التمييز بين مختلف أنماط جرائم املعلوماتية ‪,‬وذلك عن طريق تصنيف األنشطة اإلجرامية‬
‫إلى مجموعات ‪,‬وفقا لطبيعة دور الحاسب اآللي فيها ‪,‬وقد مرت تلك املحاوالت بمراحل ثالث‬
‫هي‪24‬‬

‫املرحلة األولى ‪ :‬نشأت في بداية التسعينيات كبداية للتعرف على جرائم الحاسب‬
‫اآللي ‪,‬و كان دون باركر ‪ Dam Parker‬من أوائل املهتمين لجرائم الحاسب اآللي ‪,‬وأسهم في‬
‫وضع قانون جرائم الحاسب اآللي لسنة ‪, 1978‬و قسم باركر الجريمة التخيلية إلى أربع‬
‫مجموعات هي‬
‫‪ .1‬جرائم يكون فيها الحاسب اآللي و ملحقاته هدفا للنشاط اإلجرامي كالسرقة و اإلتالف‪.‬‬
‫‪ .2‬جرائم يكون الحاسب اآللي أداة لتنفيذ الجريمة ( تزوير وثائق ) ‪.‬‬
‫‪ .3‬جرائم يكون الحاسب اآللي موضوع الجريمة أي البيئة التي يرتكب فيها الجريمة (‬
‫كإصابته بالفيروسات )‪.‬‬
‫‪ .4‬جرائم سستغل فيها سمعة الحاسوب ‪,‬فيدعى أن الحاسب وبرامجه متطورة ولكن غير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫املرحلة الثانية ‪ :‬في التسعينيات ظهر تصنيف جديد للجرائم التخيلية بتصنيف‬
‫العدالة الجنائية ‪,‬و كان من أنصار هذا التصنيف البروفيسور ديفيد كارتر الذي‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪972 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫باركر مقررحا أربع‬ ‫استخدم معرفته بعلوم العدالة الجنائية في تطوير تصنيف‬
‫مجموعات من الجرائم التخيلية هي‬
‫‪ )1‬جرائم يكون فيها الحاسب اآللي هدفا للنشاط اإلجرامي مثل سرقة البيانات‪.‬‬
‫‪ )2‬جرائم يكون فيها الحاسب اآللي وسيلة للنشاط اإلجرامي مثل تزوير بطاقات االئتمان‪.‬‬
‫‪ )3‬جرائم يكون فيها الحاسب مستخدم في النشاط اإلجرامي كغسيل األموال‪ ,‬تجارة‬
‫املخدرات‪ ،‬نشر صور‪.‬‬
‫‪ )4‬جرائم متصلة بالحاسب اآللي مثل مخالفة قانون حماية امللكية ‪.......‬‬
‫املرحلة الثالثة ‪ :‬هذه مرحلة صدور املوجهات األمريكية بشأن ضبط جرائم الحاسب‬
‫اآللي ‪,‬في عام ‪ 1994‬طورت وزارة العدل األمريكية املوجهات للتمييز بين الجرائم التخيلية‬
‫ففرقت املوجهات بين جهاز الحاسب اآللي ومكوناته من جهة و بين البرامج واملعلومات من‬
‫جهة أخرى مع الرركيز على دور الحاسب اآللي وشبكات االتصال في اإلثبات ‪,‬فهذا التفسير‬
‫والتقسيم بين املوجهات أدى إلى ضبط جرائم الحاسب اآللي وكان هذا على النحو اآلتي‬
‫‪ )1‬جرائم يكون فيها جهاز الحاسب اآللي ‪ Hardware‬هو جسم الجريمة أو السلعة‬
‫املتعلقة بالجريمة ‪.‬‬
‫‪ )2‬جرائم يكون فيها الحاسب اآللي ‪ Hardware‬الوسيلة التي نفذت بها الجريمة ‪.‬‬
‫‪ )3‬جرائم يكون الحاسب اآللي ‪ Hardware‬هو دليل اإلثبات ‪.‬‬
‫‪ )4‬جرائم يكون فيها معلومات الحاسب اآللي هو جسم الجريمة ‪.‬‬
‫‪ )5‬جرائم تكون فيها املعلومات الحاسب اآللي هي وسيلة ارتكاب الجريمة ‪.‬‬
‫‪ )6‬جرائم يكون فيها املعلومات هي دليل اإلثبات‪.‬‬
‫ـ ـ هذه بعض التعريفات والتسميات الواردة من بعض املراجع ملعالجة الظاهرة‬
‫اإلجرامية (التكنولوجية الحديثة ) ‪,‬والتي أجمعت كلها على أنها تشررك في تقنية الحاسوب‬
‫اآللي ‪,‬واستعماالته ‪,‬إضافة إلى هذا تقنيات أخرى ال يمكن أن تحصر في جهاز واحد ‪,‬وال‬
‫يمكن ربطها فقط بأجهزة الحاسوب ‪,‬فالوسائل متعددة و األنماط قد تتغير في أي وقت وقد‬
‫يظهر منها أنماط أخرى في املستقبل القريب ‪,‬ولي التدليل على هذه األنماط املستحدثة‬
‫فإنني سوف أورد بعض الصور لتكون مثاال لهذه األنماط اإلجرامية ‪,‬و هي‪ 25‬اإلرهاب‬
‫املستحدث ‪,‬جرائم االتجار باملحذرات ‪,‬جرائم غسيل األموال ‪,‬وجرائم ذوي الياقات البيضاء‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪973 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫‪,‬التي أصبحت ظاهرة العصر في استعمال التكنولوجيا ‪,‬في التعدي على حقوق امللكية‬
‫الفكرية ‪,‬والتقليد الصناعي ‪,‬والتجاري ‪,‬وغيرها من الجرائم املستحدثة ‪,‬من جرائم بسيطة أو‬
‫مركبة تستعمل في خيوطها أساليب التكنولوجيا الحديثة ‪,‬فبأي اسم عرفت ‪,‬فهي ال تحص‬
‫إال في أنها تعدي على امللكية ‪,‬والحياة الخاصة ‪,‬مستعملة في ذلك كل جديد ‪,‬ومستحدث في‬
‫التكنولوجيا املتطورة ‪,‬كأجهزة املراقبة ‪,‬والتصوير ‪,‬والتسجيالت الصوتية ‪,‬ويمكن أن‬
‫سستعمل الحاسوب اآللي مع تقنيات أخرى (ميكانيكية ‪,‬الكررونية ‪ ,‬بيولوجيا‪ ,‬نووية ‪,‬‬
‫كيميائية ) ‪ ,‬فهي كلها تقنيات سستطيع املجرم استعمالها للتعدي على حق و حريات‬
‫اآلخرين ‪,‬فكان من األجدر للمعالجات الفقهية و القانونية لجريمة التقنية بصورة أوسع ال‬
‫تنحصر في تقنية واحدة‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬إجراءات البحث و تقنياته لإلثبات الجنائي‬
‫في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬
‫إن حتمية التطور التكنولوجي للجريمة أدى باملشرع إلى إحداث تقنيات فنية سواء‬
‫كانت مادية أو معنوية إلجراءات البحث و كشف الخبرات اإلجرامية ‪.‬‬
‫املطل األول ‪ :‬إجراءات البحث و التحري‬
‫أورد املشرع الجزائري أساليب التحري العامة ‪,‬والخاصة في التعديالت من قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية رقم ‪ , 02/15‬فاألساليب العامة هي األساليب التقليدية للبحث‬
‫والتحري من املعاينة ‪,‬والضبط ‪,‬والتفتيش ‪,‬واملراقبة ‪,‬والخبرة ‪,‬وأما األساليب الخاصة‬
‫فيمكن تصنيفها إلى ثالث صور هي املراقبة ‪,‬اعرراض املراسالت واألصوات والتقاط الصور‬
‫التسرب ‪,‬إال أن بعض قوانين الخاصة أضافت إلى هذا أساليب أخرى ‪,‬كقانون محاربة‬
‫الفساد رقم ‪ 01/06‬بتاريخ ‪ 2006/02/20‬وهي ثالثة ‪,‬التسليم املراقب والررصد االلكرروني‬
‫االخرراق ‪,‬وهي أساليب حديثة نتيجة لتطور جرائم التكنولوجيا الحديثة‪ .‬قد حرص املشرع‬
‫الجزائري على تطبيقها في سبعة فئات من الجرائم هي جرائم املخدرات الوارد في قانون‬
‫الوقاية من املخدرات ‪,‬واملؤثرات العقلية تحت رقم ‪ 18/04‬املؤرخ في ‪, 2004/12/25‬وجرائم‬
‫تبييض األموال ‪,‬والجرائم اإلرهابية ‪,‬واألعمال التخريبية الواردة في القانون رقم ‪01/05‬‬
‫املؤرخ في ‪2005/02/06‬م ‪,‬والجرائم املاسة بأنظمة معالجة اآللية للمعطيات الواردة في‬
‫قانون ‪ 04/09‬املؤرخ في ‪2009/08/05‬م املتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم‬
‫املتصلة بتكنولوجيا اإلعالم ‪,‬واالتصال ‪,‬ومكافحتها ‪,‬والجريمة املنظمة العابرة للحدود‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪974 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫الواردة في قانون العقوبات العام ‪,‬وجرائم الصرف الواردة في قانون الصرف وحركة رؤوس‬
‫األموال من ‪,‬وإلى الخارج الواردة باألمر ‪ 22/29‬واملعدل املتمم باألمر ‪ 11/03‬املؤرخ في‬
‫‪2003/02/19‬م ‪,‬وجرائم الفساد الواردة في القانون املتعلق بالوقاية من الفساد ‪,‬ومكافحته‬
‫تحت رقم ‪ 01/06‬املؤرخ في ‪2006/02/20‬م‪.26‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬اإلجراءات التقنية للبحث عن جرائم التقنية الحديثة‬
‫‪ -‬اإلرشاد الجنائي ‪ :‬سعتمد عليها رجل الضبط القضائي في تحرياته ‪,‬وجمع املعلومات‬
‫وهو يلعب دورا كبيرا في التقص ي ‪,‬والكشف عن جرائم االنررنت ‪,‬إذ نجد العديد من‬
‫املؤسسات الضبطية حول العالم تقوم باستخدامه ‪,‬وذلك عن طريق تجنيد عناصرها أو‬
‫الغير للدخول للعالم االفرراض ي ‪,‬وباألخص عبر حلقات النقاش ‪,‬وقاعات الدردشة ‪,‬و‬
‫االتصال املباشر ‪,‬مستخدمين في ذلك أسماء ‪,‬وصفات هيئات مستعارة ‪,‬ووهمية بقصد‬
‫البحث والتحري عن الجرائم ‪,‬و مرتكبيها ‪,‬وتقديمهم إلى املحاكمة‪.27‬‬
‫‪ -‬املراقبة االلكترونية ‪ :‬مراقبة شبكة االتصاالت باستخدام التقنية االلكررونية‬
‫الجمع املعلومات ‪,‬والبيانات عن املشتبه فيه ‪,‬سواء كان الشخص الذي أساء استخدام‬
‫مواقع االنررنت أو البريد االلكرروني أو تحديد مكانه ‪,‬وتحركاته إذ يتم من خاللها مراقبة‬
‫اتصاالته االلكررونية التي تتم عن طريق االنررنت ‪,‬بما في ذلك مراسالت البريد االلكرروني‪28‬‬

‫أو وضعه في حالة بحث ‪,‬وترصد الستعمال بطاقات هويته االلكررونية ‪.‬‬
‫ـ االختراق و الترصد االلكتروني ‪ :‬إجراءات حديثة نص على التشريع الجزائري‬
‫مسايرا لتطور التقنية الحديثة ملحررفي اإلجرام ‪,‬وخاصة في مجال االتصاالت ‪,‬فهذه التقنية‬
‫سستطيع أعوان الضبطية القضائية الدخول ضمن أو داخل املواقع اإلجرامية ‪,‬وترصدها‬
‫لحين القيام بأعمالها اإلجرامية ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬اآلليات التقنية الحديثة لكشف الجرائم االلكترونية‬
‫إجراءات خاصة تحتاج إلى أكثر تقنية ‪,‬وفنية لتقص ي أثر الجريمة ‪,‬فتقع هذه‬
‫اإلجراءات على األجهزة االلكررونية ‪,‬بتتبع آثار مجرم النظم املعلوماتية ‪,‬وااللكررونية‬
‫‪,‬بتقص ي أثره أثناء ارتكابه الجريمة حت وإن قام املخررق باملسح ‪,‬أو حت وإن كانت عملية‬
‫االخرراق قد تمت بشكل سليم‪ ,‬فيمكن تقص ي األثر بطرق عدة ‪,‬سواء عن طريق بريد‬
‫إلكرروني تم استقباله أو عن طريق تتبع أثر الجهاز الذي تم استخدامه للقيام بعملية‬
‫االخرراق‪,29‬أو تتبع لجهاز ما كأجهزة االتصال املستعملة ‪,‬لتحديد مكان إجراء املكاملة‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪975 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫وتحديد هوية املتصل من خالل أجهزة الضبط لالتصاالت ‪,‬ومراقبتها بالتسجيل الصوتي‬
‫فهذه اإلجراءات هناك من يراها مادية ‪,‬وهناك من يرها معنوية ‪،‬فكالهما أدوات فنية‬
‫تقنية حديثة للمراقبة ‪,‬وتتبع أثار الجريمة ‪,‬لتحديد هوية األشخاص ‪,‬واألجهزة املستخدمة‬
‫املساعدة في الجريمة ‪,‬بإتباع كل إجراءات البحث والتحري التقليدية ‪,‬والحديثة من املعاينة‬
‫‪,‬والضبط ‪,‬والتفتيش ‪,‬مع إجراءات الخبرة الحديثة لكشف الدليل الرقىي ‪.‬كلها أساليب‬
‫حديثة أقرها املشرع الجزائري من خالل قانون اإلجراءات الجزائية ‪,‬وقانون الفساد‬
‫باستعمال عدة آليات للتقنية الحديثة ‪,‬لكشف الجرائم اإللكررونية في مختلف األجهزة من‬
‫الحاسوب ‪,‬والهواتف الذكية ‪,‬وشبكات اإلنررنت ‪,‬والطابعات ‪,‬وغيرها من األجهزة االلكررونية‬
‫أهمها‪30‬‬

‫‪ -‬عناوين ‪ IP‬والبريد اإللكرروني وبرامج املحادثة‪.‬‬


‫‪ -‬البروكس ي)‪ (Proxy‬يقوم على تلقي املزود الطلب من املستخدم للبحث على ما ضمن‬
‫ذاكرة (‪.)cashe‬‬
‫‪ -‬برامج التتبع يقوم هذا البرنامج على التعرف على محاوالت االخرراق التي تتم مع تقديم‬
‫بيان شامل ويحتوي هذا البيان على اسم الحدث وتاريخ حدوثه وعنوان ‪. IP‬‬
‫‪ -‬نظام كشف االخرراق يرمز له باألحرف (‪ )IDS‬ملراقبة أجهزة الحاسبة اإللكررونية أو‬
‫الشبكية‪.‬‬
‫‪ -‬نظام )‪( Honeypot‬‬
‫‪ -‬أدوات تدقيق ومراجعة العمليات الحاسوبية )‪(Anditingtools‬‬
‫‪ -‬أدوات الضبط وسائل مادية تساعد على ضبط الجريمة اإللكررونية‬
‫‪ -‬الوسائل املساعدة للتحقيق وسائل مادية السررجاع املعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬أدوات فحص ومراقبة الشبكات‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪976 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫املطل الثاني ‪ :‬اإلثبات الجنائي في جرائم التقنية الحديثة ‪:‬‬


‫اإلثبات هو إقامة الدليل على وقوع الجريمة ‪,‬ونسبتها إلى املتهم ‪,‬و يتم إثبات الوقائع‬
‫لبيان وجهة نظر املشرع فيها‪, 31‬فهو البرهان على إثبات اقتناع بالحكم على الواقعة بكل‬
‫أركانها ‪,‬والفاعلين فيها ‪,‬وهو بناء سستند إليه ‪,‬ويستمد القاض ي الحكم الذي ينتهي إليه ‪,‬أما‬
‫اإلثبات في جرائم التكنولوجيا الحديثة فرضه علينا التطور التكنولوجي بإيجاد تقنيات‬
‫جديدة ‪,‬وهو الدليل الرقىي الذي يؤسس للعالم االفرراض ي ‪,‬ويقود إلى الجريمة‪.32‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الدليل الرقمي‬
‫هو نوع متقدم ‪,‬ومتطور من األدلة امللموسة يختلف عن الدليل التقليدي حيث ال‬
‫يمكن إدراكه ‪,‬والطريق إليه إال عن طريق الوسائل التقنية الحديثة ‪,‬سسى الدليل الرقىي‬
‫‪ digital evidence‬فهو الدليل املشتق من أو بواسطة النظم البرامجية املعلوماتية‬
‫الحاسوبية ‪,‬وأجهزة ومعدات ‪,‬وأدوات الحاسب اآللي أو شبكات االتصال من إجراءات‬
‫قانونية ‪,‬وفنية لتقديمها للقضاء بعد تحليلها علميا أو تفسيرها في شكل نصوص مكتوبة أو‬
‫رسومات أو صور ‪,‬وأشكال ‪,‬وأصوات إلثبات وقوع الجريمة ولتقرير البراءة أو اإلدانة فيها‪.33‬‬
‫ـ خصائص الدليل الرقمي ‪ :‬له عدة خصائص يتميز بها وهي‬
‫ـ يتكون الدليل الرقىي من بيانات ‪,‬ومعلومات الكررونية غير مرئية ‪,‬وغير ملموسة إلدراكها‬
‫نستعمل فيها التقنية الرقمية من نظم برمجيات الحاسوب ‪softwore‬‬
‫ـ الدليل الرقىي دليل علىي يتطلب الخبرة ‪,‬واملعرفة العلمية السررجاعها ‪,‬وإثباتها‪.‬‬
‫ـ الدليل الرقىي من طبيعة تقنية فائقة السرعة ‪,‬والبحث فيه يجد غايته بسهولة أسسر من‬
‫الدليل املادي‪.34‬‬
‫ـ أنواع الدليل الرقمي ‪ :‬للدليل الرقىي عدة أنواع وعدة تقسيمات مختلفة هي‬
‫‪ 1‬ـ الدليل الناتج عن فحص مسار اإلنررنت و الشبكة العاملية للمعلوماتية‬
‫‪ 2‬ـ الدليل الناتج عن فحص نظام بروتوكول اإلنررنت‬
‫‪ 3‬ـ الدليل الناتج عن فحص أجهزة مزود الخدمات‬
‫‪ 4‬ـ الدليل الناتج عن فحص ذاكرة تخزين مختلف األجهزة‬
‫‪ 5‬ـ الدليل الناتج عن فحص محتويات األجهزة املادية واملعلوماتية‬
‫أما وزارة العدل األمريكية فقسمت الدليل الرقىي سنة ‪ 2002‬كالتالي‪35‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪977 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫ـ السجالت املحفوظة في الحاسب اآللي من ملفات مكتوبة ‪,‬ووثائق كالبريد االلكرروني‬


‫‪,‬ملفات معالجة الكلمات مثل(‪, )winword‬ورسائل ‪,‬وغرف املحادثات عبر اإلنررنت ‪.‬‬
‫ـ السجالت التي تم إنشاؤها وإعدادها بواسطة الحاسوب ‪,‬وهي تعد مخرجات الحاسوب‬
‫‪,‬والتي لم سشارك األشخاص فيها مثل سجالت الهاتف ‪,‬وفواتير أجهزة الحاسب اآللي ‪.files‬‬
‫ـ السجالت التي تم حفظ جزء منها ‪,‬أوبإدخال جزء تم إنشاؤه عن طريق الحاسب اآللي‪.‬‬
‫ـ إن عملية البحث و التحري عن الدليل االلكرروني يمكن إيجاده من خالل مسار كل حركة‬
‫الدليل الرقىي في مختلف األجهزة التي مر بها ويكون الدليل كتابة أو صوت أو صورة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أدلة تقنية أخرى حديثة‬
‫هناك عدة إجراءات أخرى بتقنية خاصة بالجرائم االلكررونية واملجرمين للتتبع‬
‫والكشف باملراقبة الدائمة والعامة في مختلف املرافق واألماكن العمومية ‪,‬كالكاميرات‬
‫الرقمية الحديثة ‪ ,‬وتتبع استعماالت الهوية البيومررية للمجرمين املوضعين تحت املراقبة‬
‫التقنية ‪ ,‬و مراقبة صفحات املواقع اإلجرامية الخاصة عبر شبكات التواصل االجتماعي ‪,‬‬
‫والشرائح االلكررونية‪ ،‬والبصمات الوراثية ‪,‬فعمل البحث و التحري تطور باستعمال كل‬
‫التقنيات الرقمية التي يجب أن تراقب باستمرار ‪,‬وتساير ‪,‬وتالزم التطور التكنولوجي‬
‫اإلجرامي ‪,‬وتراقب تحركات املجرمين ‪,‬والعمل على اإلثبات الجنائي حت في العالم االفرراض ي‬
‫أو ما سسى الدليل الرقىي ‪ ,‬فاستكمال إجراءات البحث ‪,‬والتحري يجب أن تتضافر كل‬
‫التقنيات املادية ‪,‬واملعنوية ‪,‬التقليدية والحديثة ‪,‬فحت الجرائم التقنية ممكن أن تقوم‬
‫بدون جرائم املعلوماتية ‪,‬باستخدام وسائل تكنولوجيا أخرى ‪,‬كجرائم ذوي الياقات البيضاء‬
‫التي تقوم بتقليد منتجات صناعية ‪,‬وتجارية غير مرخصة ‪,‬ومصرح بها ‪,‬فمثال على ذلك‬
‫استيراد أجهزة طبية ال تخضع للمواصفات ‪,‬واملعايير ‪,‬واستعمالها على أساس زعمها أنها‬
‫إنتاج شركة عاملية إال أنه ‪,‬وبعد حدوث عدة أخطاء طبية ‪,‬وحوادث أدت إلى الوفاة ‪,‬الناتج‬
‫عن استعمال األجهزة التقنية الفاسدة ‪,‬اتضح أنها مركبة في دولة أخرى غير الشركة‬
‫املنسوبة إليها ‪,‬فالبحث والتحري يحتاج إلجراءات تقنية متطورة للكشف عن هذه األجهزة‬
‫التقنية ‪,‬وتحديد األسباب املباشرة والحقيقية لحدوث األخطاء الطبية ‪,‬وخاصة املؤدية‬
‫للوفاة ‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪978 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬التعاون الدولي للتحري و اإلثبات الجنائي‬


‫من مصلحة الدول التعاون فيما بينها في كل املجاالت االقتصادية ‪,‬االجتماعية‬
‫‪,‬السياسية ‪,‬وحت اإلجرامية ‪,‬وغيرها من املجاالت ‪,‬فالتعاون الجنائي الدولي ينتج عنه‬
‫اتفاقيات دولية ‪,‬لتبادل الخبرات ‪,‬واملعلومات ‪,‬وتسليم املطلوبين ‪,‬وهي ضرورة البد منها‬
‫‪,‬وخاصة إذا ما تعلق األمر بالتهديد األمني للدول ‪,‬فجرائم التقنية الحديثة ال تستطيع‬
‫الدولة الواحدة القضاء عليها بمفردها ‪,‬أدى هذا إلى خلق تعاون دولي جنائي ‪,‬تبلور هذا‬
‫النوع من التعاون الدولي في إنشاء املجلس األوربي في عام‪ 1991‬املنظمة الدولية للشرطة‬
‫الجنائية ( االنرربول ‪, ( Interpol ,‬حيث تتولى املنظمة الدولية للشرطة الجنائية إقامة‬
‫العالقات بين الدول املنظمة ‪,‬وتبادل املعلومات بين سلطات التحقيق ‪,‬فيما يتعلق بالجرائم‬
‫املتشعبة في عدة دول ‪,‬وتختص بمالحقة الجرائم املنظمة ‪,‬والعابرة للحدود‪ .36‬من األمثلة‬
‫الواقعية عن تبادل الخبرات ‪,‬واملعلومات ‪,‬تعاون عدة جهات ملتابعة مجرم قام بالدخول إلى‬
‫شبكات الحاسوب بصورة غير مشروعة ‪,‬إلى ما ال يقل عن ‪ 367‬موقع عبر العالم ‪,‬وعلى‬
‫مدى ‪ 836‬مناسبة وتشمل ‪12‬دائرة أمريكية ملواقع البحرية ‪ ,‬و ‪ 38‬مرة منفصلة ‪,‬واستهدف‬
‫‪ 138‬موقع في ‪ 23‬بلد ب ‪ 395‬مناسبة ‪,‬وقام بتعديل بعض امللفات ‪, .....‬وقدرت الخسائر‬
‫املادية نتيجة لذلك في شبكة ناسا )‪ (naza‬وحدها بأكثر من مائة ألف دوالر‪,‬فتعاونت عدة‬
‫جهات ملتابعة هذا املجرم ‪,‬ونتيجة للتحريات التي أجرتها هذه الجهات تم الحصول على أمر‬
‫قضائي من املحكمة املختصة ‪,‬سسمح لها بالدخول ‪,‬والتصنت على االتصاالت االلكررونية‬
‫حيث تم ربط الحاسوب لديها مع جامعة هارفارد ‪,‬األمر الذي مكنها من تحديد هوية املجرم‬
‫بنجاح ‪,‬من بين‪ 16500‬حساب من حسابات املستخدمين في شبكة الحواسب ‪,‬التي يصل‬
‫عددها ما بين ‪, 8000‬و‪ 9000‬حاسوب ‪,‬ومن حوالي‪200‬الى ‪ 300‬مستخدم للخطوط املباشرة‬
‫مما سعني حوالي‪ 60000‬رسالة بريد الكرروني في اليوم الواحد ‪,‬وتم تحديد هوية املجرم‬
‫باستخدام عملية التقليص األوتوماتيكي ‪,‬ولم تكن هذه األساليب في التحريات مستخدمة‬
‫سابقا ‪,‬وكشفت التحريات عن هذا املجرم ‪,‬وهو شاب أرجنتيني يبلغ من العمر ‪ 21‬عاما‬
‫واستنادا إلى املعلومات التي قدمت إلى السلطات األرجنتينية قامت األخيرة بتنفيذ مذكرة‬
‫تفتيش ‪,‬وضبط مقر إقامة املتهم ‪,‬وضبطت معدات حسابه الشخص ي ‪,‬وبمساعدة الشرطة‬
‫الجنائية الدولية (‪ (Interpol‬صدرت مذكرة جنائية من الحكومة األمريكية ‪,‬تتهمه بانتهاك‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪979 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫القوانين ذات الصلة بالحاسوب ‪,‬وقد اعررف املتهم ‪,‬وحكم عليه بالوضع تحت املراقبة ملدة‬
‫‪ 03‬سنوات ‪,‬وغرامة مالية مقدارها ‪ 5000‬دوالر‪.37‬‬
‫ـ مجريات القضية تبين الجهود القانونية ‪,‬والتقنية للتعاون الدولي من أجل هدف‬
‫واحد هو محاربة الجريمة‪.‬‬
‫ـ فهذا ما نأمل أن تعمل به الدول العربية ملحاربة الجريمة ‪,‬بصورة عامة ملحاربة‬
‫الجريمة ‪,‬ألن عدم وجود نية التعامل الجاد ‪,‬والتعاون الدولي العربي يتضح جليا في املوافقة‬
‫‪,‬واملصادقة على االتفاقية العربية لسنة ‪ 2010‬بحوالي ‪ 07‬دول ‪,‬وهناك من الدول التي‬
‫أقرت بنية عدم التعاون الدولي ‪,‬والعربي في نصوص قوانينها ‪,‬فمثال على ذلك دولة قطر في‬
‫قانون مكافحة الجرائم االلكررونية رقم ‪ 14‬لسنة ‪ 2014‬في مادته ‪ 40‬الفقرة ‪ 5‬ال يجوز‬
‫املوافقة على طلب تسليم املجرمين في الحالة إذا كان الشخص املطلوب تسليمه مواطنا‬
‫قطريا‪ , 38‬وهناك من الدول التي لم تؤسس أصال قوانين خاصة ‪,‬وحديثة ملحاربة جرائم‬
‫التكنولوجيا الحديثة ‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫إن التكنولوجيا الحديثة هي سند إيجابي لدعم الحياة اإلنسانية ‪,‬تساعد ‪,‬وتسهل‬
‫وتسرع عمل األفراد ‪,‬فهي تخرزل املسافات ‪,‬وتقرب املواصالت ‪,‬ولكن بقدر ما هي إيجابية إذا‬
‫ما استعملت في غايتها املنشودة ‪,‬بقدر ما هي سلبية إذا ما استعملت في غايات إجرامية‬
‫فالجريمة تتطور بتطور التكنولوجيا ‪,‬وتتعدد وتتجدد بظهور تقنية ما ‪,‬فهي ليست‬
‫محصورة أو متعلقة بآلة ما ‪,‬فهي شاملة لكل التقنية ‪,‬بتسميات غير محددة ‪,‬فهي جرائم‬
‫مستحدثة ومستجدة باستمرار مع التقنية الحديثة ‪,‬وعلى السياسة الجنائية حت تكون‬
‫ناجحة ‪,‬وناجعة ‪,‬أن تواكب الجريمة باألطر القانونية املنظمة لها ‪,‬والرادعة لها ‪,‬وبإسهام كل‬
‫اآلليات املعالجة لهذه الجرائم التي يصعب إثباتها وكشف مرتكبيها ‪,‬ألن اآلليات التقليدية‬
‫لالستدالل والتحري عاجزة أمام التقنية اإلجرامية الحديثة ‪,‬مما يحتم على البحث نفسه‬
‫عن أساليب ناجعة أخرى تساير و تواكب التطور اإلجرامي باستحداث أساليب ذات تقنية‬
‫حديثة مقابل هذا التطور التكنولوجي ‪,‬بكل الوسائل التقليدية و الحديثة املادية واملعنوية‬
‫للحد من األفعال املنحرفة للتكنولوجيا الحديثة ‪,‬مع التعاون الدولي ‪,‬لتضافر كل الجهود‬
‫الدولية و املحلية ‪,‬حت ال يفلت أي مجرم من قبضة العدالة والعقاب ‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪980 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫ـ في انتظار صدور القانون املتعلق بمحاربة الجريمة التقنية للدولة الجزائرية ‪,‬ارتأينا‬
‫بعض التوصيات ملعالجة جريمة التقنية الحديثة‬
‫ـ العمل على استحداث أطر قانونية خاصة لتنظيم كل جرائم التكنولوجيا الحديثة‬
‫‪,‬وعدم االكتفاء بحصرها في جرائم املعالجة اآللية للمعطيات كما هو في التشريع الجزائري‪.‬‬
‫ـ العمل على تفادي الوقوع في قصور تشريعي كبعض القوانين العربية ‪,‬في اختيار‬
‫املصطلحات ‪,‬والتعريفات الصحيحة املناسبة لجرائم التقنية أو التكنولوجيا الحديثة ‪.‬‬
‫ـ تكييف قانون العقوبات مع جرائم التكنولوجيا الحديثة ‪,‬الواقعة على األفراد‬
‫واألموال ‪,‬والدولة‪.‬‬
‫ـ تطوير آليات التحريات املادية ‪,‬واملعنوية ‪,‬وتكوين دائم ومستمر لرجال الضبطية‬
‫القضائية لتأهيلهم مع تكوين مختصين ‪,‬واختصاصات للتقنيات الجنائية املختلفة للكشف‬
‫‪,‬والتصدي للجريمة التقنية بصفة عامة‪.‬‬
‫ـ التعاون الدولي لتطوير الخبرة ‪,‬والتقنية لحماية البرامج ‪,‬واملعطيات اآللية ‪,‬وكل‬
‫شبكات االنررنت ‪.‬‬
‫ـ التعاون الدولي من الناحية اإلجرائية للكشف ‪,‬وتشخيص الجرائم ‪,‬وتسليم‬
‫املجرمين‪.‬‬
‫ـ اإلنابة القضائية ‪,‬ومساعدة الدول في إجراءات التحقيق ‪,‬والخبرة ملحاربة الجريمة‬
‫ومرتكبيها ‪.‬‬
‫ـ استغالل التقنية الحديثة باستعمال البث املباشر في إجراءات التحقيق ‪,‬واملحاكمة‬
‫عن بعد مع الدولة املساعدة لإلنابة القضائية‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪981 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد هلل عبد العزيز يوسف‪ ،‬الظواهر اإلجرامية املستحدثة وسبل مواجهتها التقنية والجرائم املستحدثة‪ ،‬أكاديمية‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،1999 ،‬ص‪198‬‬
‫‪ 2‬محمد األمين البشيري‪ ،‬التحقيق في الجرائم املستحدثة‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫السعودية‪ ،2004،‬ص ‪ 8‬ـ ‪9‬‬
‫‪ 3‬غيث محمد عاطف ‪ ,‬قاموس علم االجتماع ‪ ,‬اإلسكندرية ‪ ,‬دار املعرفة الجامعية ‪ ,1996 ,‬ص‪266‬‬
‫‪ 4‬جلبي عبد الرازق ‪,‬علم االجتماع ‪ ,‬اإلسكندرية ‪,‬دار املعرفة الجامعية ‪,1999‬ص‪399‬‬
‫‪ 5‬فضيل دليو‪ ،‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال الجديدة بعض تطبيقاتها التقنية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار هومة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع الجزائر‪ ،20124 ،‬ص‪19‬‬
‫‪ 6‬د‪ .‬السيد عوض‪ ،‬التطور التكنولوجي والجريمة‪ ،‬أعمال املؤتمر السنوي الرابع والثالثون‪ ،‬قضايا السكان والتنمية‬
‫من ‪ 22-19‬دسسمبر ‪ ،2004‬املركز الديمغرافي بالقاهرة‪ ،‬ص‪9‬‬
‫‪ 7‬مرسوم سلطاني رقم ‪ 2011/12‬قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات سلطنة عمان ج ر العدد ‪ 929‬سنة ‪2011‬‬
‫‪ 8‬املرسوم امللكي لنظام مكافحة جرائم املعلوماتية الصادر في ‪ 1428/3/7‬ه املوافق ‪( 2007 /3/26‬‬
‫) ‪www .citc.gov.sa‬‬
‫‪ 9‬قانون رقم ‪ 63‬لسنة ‪ 2015‬في شأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات لدولة الكويت الصادر في ‪ 07‬يوليو ‪ , 2015‬ج‬
‫ر العدد ‪ 1244‬في ‪ 12‬يوليو ‪2015‬‬
‫‪ 10‬قانون رقم ‪ 5‬لسنة ‪ 2012‬في شأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات الصادر في ‪ 13‬أغسطس ‪ 2012‬اإلمارات‬
‫العربية املتحدة ‪,‬ج ر العدد‪ 540‬في ‪2012/08/26‬‬
‫‪ 11‬املادة ‪ 2‬منالقانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 2015‬قانون جرائم االلكررونية للمملكة األردنية الصادر في ‪ , 2015/05/04‬ج ر‬
‫العدد ‪ 5343‬في ‪2015/06/01‬‬
‫‪ 12‬رقم ‪ 175‬لسنة ‪2018‬في شأن مكافحة جرائم تقنية املعلومات املصري ج ر العدد ‪32‬مكرر ج في ‪ 14‬أغسطس‬
‫‪2018‬‬
‫‪ 13‬املادة ‪ 31‬من االتفاقية العربية ملكافحة جرائم تقنية املعلوماتية لسنة ‪(www .arablegalnet.org) 2010‬‬
‫‪ 14‬املادة ‪ 40‬من قانون رقم ‪ 14‬لسنة ‪ 2014‬ملكافحة الجريمة االلكررونية القطري ‪ ,‬ج ر العدد‪ 15‬في ‪2014/10/02‬‬
‫‪ 15‬د‪ .‬السيد عوض‪ ,‬نفس املرجع ‪ ,‬ص‪7‬‬
‫‪ 16‬د‪ .‬السيد عوض ‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪9‬‬
‫‪ 17‬مجموعة مؤلفين‪ ,‬الظواهر اإلجرامية املستحدثة و سبل مواجهتها ‪ ,‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ,‬دار‬
‫الحامد للنشر و التوزيع ‪ ,‬األردن ‪,‬ط‪, 2014 ,1‬ص‪198‬‬
‫‪ 18‬نفس مؤلفين ‪ ,‬نفس املرجع ‪,‬ص ‪198‬‬
‫‪19‬عبد الكريم الردايدة ‪ ,‬الجرائم املستحدثة و إسرراتيجية مواجهتها ‪ ,‬دار الحامد للنشر و التوزيع ‪ ,‬عمان اآلردن ‪,‬‬
‫ط‪ , 2013 , 1‬ص‪33‬‬
‫‪ 20‬اللواء‪.‬د‪.‬محمد األمين البشرى ‪,‬التحقيق في الجرائم املستحدثة ‪ ,‬دار الحامد للنشر و التوزيع ‪,‬عمان األردن ‪ ,‬ط‪, 1‬‬
‫‪ , 2014‬ص‪85‬‬
‫‪ 21‬اللواء‪.‬د‪.‬محمد األمين البشرى‪ ,‬نفس املرجع‪85,86‬‬
‫‪ 22‬نفس املؤلف ‪ ,‬نفس املرجع ‪,‬ص‪86‬‬
‫‪ 23‬نفس املؤلف ‪ ,‬نفس املرجع‪252‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪982 2020‬‬
‫التحريات املستحدثة في جرائم التكنولوجيا الحديثة‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬غزالي لخضر‬
‫ص ‪ - 962‬ص ‪983‬‬

‫‪ 24‬نفس املؤلف ‪ ,‬نفس املرجع‪237‬‬


‫‪ 25‬عبد الكريم الردايدة ‪,‬نفس املرجع ‪,‬ص‪40‬‬
‫‪ 26‬عبد الرحمان خلفي ‪,‬اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري و املقارن‪ ,‬دار بلقيس للنشر‪ ,‬الجزائر‬
‫‪,2015‬ص‪99/98‬‬
‫‪ 27‬نبيلة هبة هروال‪ ,‬الجوانب اإلجرائية لجرائم االنررنت في مرحلة جمع االستدالالت‪ ,‬دراسة مقارنة‪ ,‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪,‬االسكندرية‪ ,‬ط‪ , 2007 ,1‬ص‪196‬‬
‫‪ 28‬نفس املؤلف ‪ ,‬نفس املرجع ‪ ,‬ص‪199‬‬
‫‪ 29‬علي عدنان الفيل‪ ،‬إجراءات التحري وجمع األدلة والتحقيق االبتدائي في جريمة املعلوماتية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار‬
‫الكتب والوثائق القومية‪ ،‬املكتب الجامعي الحديث‪ ،2011 ،‬ص ‪77‬‬
‫‪ 30‬نفس املؤلف‪ ،‬نفس املرجع ‪,‬ص ‪77‬‬
‫‪ 31‬مصطفى مجدي هرجة‪ ,‬االثبات في املواد الجنائية ‪,‬دار املطبوعات الجامعية اإلسكندرية ‪ ,1992‬ص‪3‬‬
‫‪ 32‬د‪ ,‬عمر محمد أبو بكر يونس‪ ,‬الجرائم الناشئة عن استخدام األنررنت (األحكام املوضوعية و اإلجرائية)‪ ,‬دار‬
‫النهضة العربية ‪, 2000‬ص‪978‬‬
‫‪ 33‬عبد الناصر محمد محمود فرغلي‪ ,‬محمد عبيد سيف سعيد املسماري‪ ,‬اإلثبات الجنائي باألدلة الرقمية من‬
‫الناحيتين القانونية و الفنية‪ ,‬دراسة مقارنة‪ ,‬املؤتمر العربي األول لعلوم األدلة الجنائية والطب الشرعي ‪14/12‬ـ‬
‫نوفمبر ‪, 2008‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية الرياض ‪ ,‬ص‪13‬‬
‫‪ 34‬نفس املؤلفين ‪ ,‬نفس املرجع ‪ ,‬ص‪15‬‬
‫‪ 35‬نفس املؤلفين‪ ,‬نفس املرجع ‪ ,‬ص‪14‬‬
‫‪ 36‬د ‪ ,‬جميل عبد الباقي الصغير ‪,‬الجوانب اإلجرائية املتعلقة باألنررنت ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪ ,‬القاهرة ‪ ,2001 ,‬ص ‪87‬‬
‫‪ 37‬د ‪ ,‬علي حسن الطوالبة ‪ ,‬التعاون القضائي الدولي في مجال مكافحة الجرائم االلكررونية ‪ ,‬مركز االعالم األمني ‪,‬‬
‫كلية الحقوق ‪,‬جامعة العلوم التطبيقية ‪ ,‬ص ‪_https:/www.policemc.gov 7,8‬‬
‫‪ 38‬املادة ‪ 40‬من قانون رقم ‪ 14‬لسنة ‪ 2014‬ملكافحة الجريمة االلكررونية القطري‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 05‬العدد ‪ - 01‬السنة ‪983 2020‬‬

You might also like