س 1255 33

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 273

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الجزائر ‪3‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية واالعلوم التجـارية و علوم التسيير‬


‫قـسم عـلوم التسـيير‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه علوم في علوم التسيير‬
‫تـخصص ‪ :‬دراسات مالية‬
‫تـاريخ المناقشة‪9162/66/61.‬‬

‫الموضوع‪:‬‬

‫االتجاهات الحديثة في الموازنة العامة وتحديات السياسة‬


‫المالية في الجزائر‬

‫تحت إشراف األستا ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬


‫أ‪.‬د حميدة مختار‬ ‫أحمد بيرش‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬ ‫أ‪.‬د عبد المجيد قدي‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة الجلفة‬ ‫أ‪.‬د حميدة مختار‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬ ‫أ‪.‬د عبد المومن دمحم‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة البليدة ‪2‬‬ ‫أ‪.‬د منصوري الزين‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أ‪.‬د شريط صالح الدين‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة الجائر ‪3‬‬ ‫د ايت دمحم مراد‬

‫السنـة الجـامعـية‪0291/0292 :‬‬


‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫يقول احلق تبارك وتعاىل‪:‬‬


‫" وما أوتِيتُم ِمن ِ‬
‫الع ْل ِم إِالَّ قَلِيالً "‬ ‫ََ ُ ْ َ‬

‫يم‬ ‫ص َد َق هللا الع ِ‬


‫ظ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬

‫ورة ا ِإل ْس َر ْاء‪ ،‬اآليَة َرقَ ْم ‪.)85‬‬


‫( ُس َ‬

‫‪I‬‬
‫اإلهداء‬
‫إىل الوالدين الكرميني‬

‫إىل كل أفراد العائلة الكرمية‬

‫إىل كل من عرفناهم ومجعت بيننا الدنيا‪ ،‬رفقاء الصبا وزمالء الدراسة‬


‫والعمل و إىل مجيع من أعاننا على إمتام هذا العمل‪.‬‬

‫إىل كل هؤالء‪...‬‬

‫أهدي مثرة جهدي‪.‬‬

‫‪II‬‬
‫كلمة شكر‬
‫الشكر هلل على توفيقه و إحسانه‪.‬‬

‫الشكر لألستاذ الفاضل املشرف األستاذ الدكتور محيدة خمتار على‬


‫توجيهاته القيمة اليت مل يبخل هبا علي طيلة املسرية اإلشرافية‪.‬‬

‫كما أجزل شكري لكل من ساعدين من قريب أو بعيد على إمتام‬


‫هذا العمل ‪.‬‬

‫وأخريا نشكر أعضاء جلنة املناقشة على تفضلهم وقبوهلم مناقشة‬


‫هذه األطروحة وتسخريهم لوقتهم وجهدهم لقراءهتا وإثرائها‪.‬‬

‫‪III‬‬
‫ملخص الدراسة‬
‫تتناول الدراسة خمتلف االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‪ ،‬نظرا لطبيعة األوضاع االقتصادية يف اجلزائر اليت‬
‫تفرض حتديات كبرية على السياسة املالية يف ظل احلاجة إىل التمويل نتيجة الظروف العاملية الراهنة‪ ،‬وتراجع حجم‬
‫مداخيل الدولة بسبب اخنفاض أسعار النفط و احلاجة إىل تنويع االقتصاد‪ ،‬وترشيد اإلنفاق العام و تفعيل الرقابة‬
‫عليه‪ ،‬لتحقيق التنمية االقتصادية املستهدفة‪.‬‬
‫و بالتايل هتدف الدراسة إىل إبراز احلاجة إىل االستغناء عن األسلوب التقليدي يف إعداد املوازنة‪ ،‬و االستفادة من‬
‫خمتلف التجارب الدولية‪ ،‬اليت صارت تستخدم االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة لتحقيق أهداف السياسة املالية‬
‫بكفاءة وفعالية‪.‬‬
‫وقد مت تقسيم الدراسة اىل أربعة فصول‪ ،‬تناول الفصل األول مفهوم املوازنة العامة للدولة وأمهيتها وأهدافها‬
‫ومبادئها‪ ،‬ومراحل إعدادها‪ ،‬مع اإلشارة إىل املوازنة التقليدية –موازنة البنود‪ -‬ومميزاهتا‪ .‬أما الفصل الثاين فتم التطرق‬
‫فيه اىل خمتلف االجتاهات احلديثة للموازنة العامة بدءا مبوازنة الربامج واألداء فموازنة التخطيط والربجمة فاملوازنة الصفرية‪،‬‬
‫وصوال اىل املوازنة التعاقدية‪ ،‬مع استعراض بعض التجارب الدولية يف جمال حتديث املوازنة العامة كالتجربة االماراتية‬
‫واملاليزية و النيوزيلندية‪ ،‬كما خصص الفصل الثالث اىل مفهوم املوازنة العامة ومبادئها واعدادها وهيكلها حسب‬
‫املشرع اجلزائري‪ ،‬مرورا اىل أهم اختالالت النظام املوازين احلايل يف اجلزائر ودوافع حتديثه‪ ،‬وصوال إىل أهم التحديات‬
‫اليت تواجه السياسة املالية يف اجلزائر‪ ،‬أما الفصل الرابع فهو عبارة عن دراسة ميدانية مت فيها تصميم استمارة استبيان‬
‫وعرضها على خمتلف العاملني يف اإلدارات املالية واجلامعات‪ ،‬وتفريغ بياناهتا وحتليلها واختبار الفرضيات اليت تصب‬
‫كلها يف معاجلة إشكالية البحث وأهدافه‪.‬‬
‫وخلصت الدراسة إىل أن أي إصالحات اقتصادية تبقى قليلة الفعالية إذا مل يرافقها حتديث وعصرنة أنظمة املوازنة‬
‫العامة وفقا للتوجهات احلديثة يف هذا اجملال‪ ،‬قصد االنتقال اىل ترشيد االنفاق العام وعالج العجز املوازين وتطوير‬
‫اجراءات وآليات حتصيل االيرادات العامة‪ ،‬وبالتايل تعزيز عملية احالل اجلباية العادية حمل اجلباية البرتولية وتنويع‬
‫االقتصاد الوطين واليت تعترب كلها أهدافا ملحة للسياسة املالية يف ظل تراجع ايرادات الدولة بسبب حساسيتها‬
‫املفرطة ألسعار النفط يف السوق الدولية‪.‬‬
‫كما أن جناح جتربة حتديث نظام املوازنة العامة واالستفادة من االجتاهات احلديثة فيها‪ ،‬يتطلب توفري‬
‫املقومات الضرورية لذلك كتوفر االرادة السياسية وتكييف التشريعات القائمة وتأهيل العنصر البشري‪،‬‬
‫وتطوير البيئة االدارية واحملاسبية وتوفري نظام متكامل للمعلومات وغريها‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬موازنة الربامج واألداء‪ ،‬موازنة التخطيط والربجمة‪ ،‬املوازنة الصفرية‪ ،‬املوازنة التعاقدية‪،‬‬
‫موازنة البنود‪ ،‬السياسة املالية‪ ،‬ترشيد االنفاق‪ ،‬العجز املوازين‪ ،‬االحالل اجلبائي‪.‬‬

‫‪IV‬‬
Summary
The study addresses the various modern approaches for the State budget, due to the nature of the
economic situation in Algeria which impose significant challenges on the financial policy under the need
for funding as a result of current global conditions and State revenues recession due to lower oil prices
and the need to diversify the economy, rationalizing public expenditure and activate the control, for
economic development.

Hence the need for the study aims to dispense with the traditional approach to budgeting, and take
advantage of various international experiences, which used modern approaches to the general budget
for the financial policy objectives efficiently and effectively.

The study has been divided into four chapters, the first chapter has dealt with the concept of the State
budget and its importance and its objectives and principles and stages of preparation, with reference to
traditional budget- item-based budgeting – and its advantages. The second chapter refers to various
modern approaches to general budget starting with program and performance Based Budget,
programming and planning budget, Zero- based Budgeting, then to the contractual budget, with some
international experiences in modernizing public budget as Emirates experience, Malaysian and New
Zealand experiences. As the third chapter has been devoted to the concept and principles of budget
preparation and structure by Algerian legislator, through to the most current budgeting system
imbalances in Algeria and the motives of the update, right down to the most important challenges for
fiscal policy in Algeria. Concerning chapter four is a practical study based on a questionnaire designed
and presented to various employees in financial departments and universities, unloading and analysis
and testing hypotheses that are addressing problematic research and objectives.

The study has concluded that economic reforms remain ineffective unless accompanied by updating
and modernization of budget systems according to modern approaches in this field, in order to
rationalize public spending and budgeting deficit and develop public revenue collection procedures and
mechanisms, and thus promote the process of restoring normal oil revenue and store revenue
diversification of the national economy, which are all pressing objectives of fiscal policy in light of
declining state revenues due to excessive sensitivity to oil prices in the international market.

The success of the public budget system update experience and taking advantage of new approaches
require the necessary factors required as political will and adjusting the current legislation and
qualifying the human element, the development of administrative and accounting environment and
providing an integrated information system and other factors.

Key words : Program and Performance Based Budget; programming and planning budget; Zero- based
Budgeting; Contractual Budget; item-based budgeting ; fiscal policy; rationalization; budgeting deficit;
tax replacement.

V
‫فهرس المحتويات‬
‫قائمة احملتويات‬
‫‪II‬‬ ‫اإلهداء‬
‫‪III‬‬ ‫كلمة شكر‬
‫‪VII‬‬ ‫فهرس احملتويات‬
‫‪X III‬‬ ‫قائمة اجلداول واألشكال واملالحق‬
‫أ‪-‬ي‬ ‫املقدمة العامة‬
‫‪01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬
‫‪02‬‬ ‫متهيد الفصل‬
‫‪03‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول املوازنة العامة للدولة‬
‫‪03‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬الفرق بني املوازنة وامليزانية (ضبط املصطلح)‬
‫‪03‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف املوازنة العامة‬
‫‪06‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬نشوء وتطور املوازنة العامة‬
‫‪08‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬أمهية املوازنة العامة‬
‫‪11‬‬ ‫املطلب اخلامس‪ :‬أهداف املوازنة العامة‬
‫‪13‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬بنية وهيكل املوازنة العامة للدولة‬
‫‪13‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬اإليرادات العامة للدولة‬
‫‪21‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬النفقات العامة للدولة‬
‫‪29‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬مبادئ املوازنة العامة للدولة‬
‫‪30‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مبدأ وحدة املوازنة‬
‫‪31‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬مبدأ سنوية املوازنة‬
‫‪33‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬مبدأ مشولية املوازنة‬
‫‪34‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬مبدأ توازن املوازنة‬
‫‪35‬‬ ‫املطلب اخلامس‪ :‬مبدأ مرونة املوازنة‬
‫‪35‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬دورة املوازنة العامة للدولة‬
‫‪VII‬‬
‫‪36‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مرحلة التحضري واإلعداد‬
‫‪39‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬اعتماد املوازنة العامة‬
‫‪41‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬تنفيذ املوازنة العامة‬
‫‪43‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬الرقابة على تنفيذ املوازنة العامة‬
‫‪45‬‬ ‫املبحث اخلامس‪ :‬املوازنة التقليدية (موازنة البنود)‬
‫‪45‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تعريف موازنة البنود‬
‫‪46‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬مزايا موازنة البنود‬
‫‪46‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬عيوب موازنة البنود‬
‫‪48‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪49‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬
‫‪50‬‬ ‫متهيد الفصل‬
‫‪51‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬موازنة الربامج واألداء‬
‫‪51‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬نشأة وتطور موازنة الربامج واألداء‬
‫‪52‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬مفهوم موازنة الربامج واألداء‬
‫‪54‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬مبادئ موازنة الربامج واألداء‬
‫‪55‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬مراحل إعداد موازنة الربامج واألداء‬
‫‪56‬‬ ‫املطلب اخلامس‪ :‬تبويب موازنة الربامج واألداء‬
‫‪58‬‬ ‫املطلب السادس‪ :‬مزايا تطبيق موازنة الربامج واألداء‬
‫‪60‬‬ ‫املطلب السابع‪ :‬عيوب موازنة الربامج واألداء‬
‫‪61‬‬ ‫املطلب الثامن‪ :‬مقومات جناح تطبيق موازنة الربامج واألداء‬
‫‪63‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬موازنة التخطيط والربجمة‬
‫‪63‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬نشأة وتطور موازنة التخطيط والربجمة‬
‫‪63‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬مفهوم موازنة التخطيط والربجمة‬
‫‪64‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬الفرق بني موازنة الربامج واألداء و موازنة التخطيط والربجمة‬

‫‪VIII‬‬
‫‪65‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬مزايا تطبيق موازنة التخطيط والربجمة‬
‫‪66‬‬ ‫املطلب اخلامس‪ :‬عيوب موازنة التخطيط والربجمة‬
‫‪67‬‬ ‫املطلب السادس‪ :‬مقومات جناح تطبيق موازنة التخطيط والربجمة‬
‫‪69‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬املوازنة الصفرية‬
‫‪69‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬نشأة وتطور املوازنة الصفرية‬
‫‪71‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬مفهوم املوازنة الصفرية‬
‫‪73‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬مبادئ املوازنة الصفرية‬
‫‪73‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬مراحل إعداد املوازنة الصفرية‬
‫‪81‬‬ ‫املطلب اخلامس‪ :‬مزايا تطبيق املوازنة الصفرية‬
‫‪83‬‬ ‫املطلب السادس‪ :‬عيوب املوازنة الصفرية‬
‫‪84‬‬ ‫املطلب السابع‪ :‬مقومات جناح تطبيق املوازنة الصفرية‬
‫‪85‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬املوازنة التعاقدية‬
‫‪85‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬نشأة وتطور املوازنة التعاقدية‬
‫‪85‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬مفهوم املوازنة التعاقدية‬
‫‪86‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬مبادئ واسرتاتيجية اعداد املوازنة التعاقدية‬
‫‪87‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬مشروعات تنفيذ املوازنة التعاقدية‬
‫‪90‬‬ ‫املطلب اخلامس‪ :‬مزايا تطبيق املوازنة التعاقدية‬
‫‪92‬‬ ‫املطلب السادس‪ :‬عيوب املوازنة التعاقدية‬
‫‪93‬‬ ‫املطلب السابع‪ :‬مقومات جناح تطبيق املوازنة التعاقدية‬
‫‪96‬‬ ‫املبحث اخلامس‪ :‬جتارب دولية يف تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬
‫‪96‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬التجربة النيوزيلندية يف اصالح املالية العامة‬
‫‪99‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬جتربة اإلمارات العربية املتحدة يف تطبيق موازنة الربامج واألداء‬
‫‪101‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬التجربة األردنية يف تطبيق موازنة الربامج واألداء‬
‫‪102‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬التجربة املاليزية يف اصالح املوازنة العامة للدولة‬

‫‪IX‬‬
‫‪105‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪106‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬
‫‪107‬‬ ‫متهيد الفصل‬
‫‪108‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬املوازنة العامة للدولة يف التشريع اجلزائري‬
‫‪108‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬املوازنة العامة قبل وبعد صدور القانون ‪17/84‬‬
‫‪110‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف قانون املالية وأنواعه‬
‫‪112‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬مبادئ ودورة املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر‬
‫‪112‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مبادئ املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر‬
‫‪116‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬دورة املوازنة العامة يف اجلزائر‬
‫‪121‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬تبويب كل من النفقات العامة وااليرادات العامة يف اجلزائر‬
‫‪122‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تبويب النفقات العامة حسب املشرع اجلزائري‬
‫‪125‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬تبويب االيرادات العامة حسب املشرع اجلزائري‬
‫‪128‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬دوافع حتديث النظام املوازين يف اجلزائر‬
‫‪128‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬اختالالت النظام املوازين احلايل يف اجلزائر‬
‫‪133‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬غياب معايري احلوكمة‬
‫‪136‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬املطالبة الدولية بشفافية أنظمة املوازنة و سالمتها‬
‫‪139‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬تأخر خطوات االصالح املوازين يف اجلزائر‬
‫‪143‬‬ ‫املبحث اخلامس‪ :‬حتديات السياسة املالية يف اجلزائر‬
‫‪143‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬ترشيد اإلنفاق العام‬
‫‪151‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬العجز املوازين‬
‫‪157‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬إحالل اجلباية العادية حمل اجلباية البرتولية‬
‫‪163‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬التنويع االقتصادي‬
‫‪167‬‬ ‫خالصة الفصل‬

‫‪X‬‬
‫‪168‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الدراسة امليدانية إلمكانية تطبيق االجتاهات احلديثة‬
‫للموازنة العامة وحتديات السياسة املالية يف اجلزائر‬
‫‪169‬‬ ‫متهيد الفصل‬
‫‪170‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬صالحية منوذج الدراسة‬
‫‪170‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬منهجية الدراسة وخصائصها‬
‫‪172‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬خصائص عينة الدراسة‬
‫‪176‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬االتساق والصدق البنائي‬
‫‪181‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬ثبات االستبانة واختبار التوزيع الطبيعي‬
‫‪182‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬اجتاهات وميوالت أفراد العينة حول فقرات وأبعاد الدراسة‬
‫‪182‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬حتليل نتائج املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري لفقرات االستبانة‬
‫‪193‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬حتليل نتائج املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري ألبعاد االستبانة‬
‫‪194‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬اختبار فرضيات الدراسة‬
‫‪199‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪201‬‬ ‫اخلامتة العامة‬
‫‪209‬‬ ‫قائمة املراجع‬
‫‪223‬‬ ‫املالحق‬

‫‪XI‬‬
XII
‫قائمة الجداول و‬
‫األشكال والمالحق‬
‫قائمة اجلداول‬
‫‪134‬‬ ‫وثائق املوازنة املعلنة يف اجلزائر‬ ‫جدول‪1-3‬‬
‫‪135‬‬ ‫التصنيف وفق مؤشر املوازنة املفتوحة‬ ‫جدول‪2-3‬‬
‫‪135‬‬ ‫مؤشر املوازنة املفتوحة يف اجلزائر‬ ‫جدول‪3-3‬‬
‫‪136‬‬ ‫التصنيف وفق مؤشر مشاركة العامة‬ ‫جدول‪4-3‬‬
‫‪136‬‬ ‫مشاركة العامة يف صنع املوازنة يف اجلزائر‬ ‫جدول‪5-3‬‬
‫‪144‬‬ ‫تطور حجم ومكونات اإلنفاق العام يف اجلزائر (‪-2000‬‬ ‫جدول‪6-3‬‬
‫‪)2018‬‬
‫‪153‬‬ ‫تطور رصيد املوازنة العامة يف اجلزائر‬ ‫جدول‪7-3‬‬
‫‪158‬‬ ‫تطور املوارد العادية يف اجلزائر‬ ‫جدول‪8-3‬‬
‫‪159‬‬ ‫اجلباية العادية ونسبتها اىل امجايل اإليرادات‬ ‫جدول‪9-3‬‬
‫‪160‬‬ ‫نسبة اجلباية البرتولية اىل إمجايل االيرادات‬ ‫جدول‪10-3‬‬
‫‪164‬‬ ‫نسبة اجلباية البرتولية اىل إمجايل االيرادات‬ ‫جدول‪11-3‬‬
‫‪171‬‬ ‫مستويات املوافقة‬ ‫جدول‪1-4‬‬
‫‪172‬‬ ‫توزيع عينة الدراسة حسب متغري املؤهل العلمي‬ ‫جدول‪2-4‬‬
‫‪173‬‬ ‫توزيع عينة الدراسة حسب متغري التخصص‬ ‫جدول‪3-4‬‬
‫‪174‬‬ ‫توزيع عينة الدراسة حسب متغري الوظيفة‬ ‫جدول‪4-4‬‬
‫‪175‬‬ ‫توزيع عينة الدراسة حسب متغري عدد سنوات اخلربة‬ ‫جدول‪5-4‬‬
‫‪176‬‬ ‫معامالت االرتباط بريسون لفقرات البعد األول‬ ‫جدول‪6-4‬‬
‫‪177‬‬ ‫معامالت ارتباط بريسون لفقرات البعد الثاين‬ ‫جدول‪7-4‬‬
‫‪178‬‬ ‫معامالت االرتباط بريسون لفقرات البعد الثالث‬ ‫جدول‪8-4‬‬
‫‪179‬‬ ‫معامالت االرتباط بريسون لفقرات البعد الرابع‬ ‫جدول‪9-4‬‬
‫‪180‬‬ ‫معامالت االرتباط بريسون لفقرات البعد اخلامس‬ ‫جدول‪10-4‬‬
‫‪181‬‬ ‫الصدق البنائي ألبعاد االستبانة‬ ‫جدول‪11-4‬‬
‫‪181‬‬ ‫معامالت ثبات االستبانة (طريقة الفا كرونباخ)‬ ‫جدول‪12-4‬‬
‫‪XIII‬‬
‫‪182‬‬ ‫اختبار التوزيع الطبيعي (اختبار كوملوقروف‪-‬مسرنوف)‬ ‫جدول‪13-4‬‬
‫‪182‬‬ ‫اختبار التوزيع الطبيعي (اختبار شابريو ويلك)‬ ‫جدول‪14-4‬‬
‫‪182‬‬ ‫جدول درجات املوافقة لفقرات االستبانة‬ ‫جدول‪15-4‬‬
‫‪183‬‬ ‫املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري لفقرات البعد األول‬ ‫جدول‪16-4‬‬
‫‪185‬‬ ‫املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري لفقرات البعد الثاين‬ ‫جدول‪17-4‬‬
‫‪187‬‬ ‫املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري لفقرات البعد الثالث‬ ‫جدول‪18-4‬‬
‫‪189‬‬ ‫املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري لفقرات البعد الرابع‬ ‫جدول‪19-4‬‬
‫‪191‬‬ ‫املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري لفقرات البعد اخلامس‬ ‫جدول‪20-4‬‬
‫‪193‬‬ ‫جدول درجات املوافقة ألبعاد االستبانة‬ ‫جدول‪21-4‬‬
‫‪193‬‬ ‫املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري ألبعاد االستبانة‬ ‫جدول‪22-4‬‬
‫‪194‬‬ ‫نسبة املعرفة باالجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫جدول‪23-4‬‬
‫‪195‬‬ ‫نسبة املعرفة باستخدام االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫جدول‪24-4‬‬
‫‪195‬‬ ‫نتائج اختبار ‪ )One Sample T test( t‬ألبعاد االستبانة‬ ‫جدول‪25-4‬‬
‫‪196‬‬ ‫نتائج حتليل التباين األحادي (‪ )One Way ANOVA‬حسب متغري املؤهل‬ ‫جدول‪26-4‬‬
‫العلمي‬
‫‪197‬‬ ‫نتائج حتليل التباين األحادي (‪ )One Way ANOVA‬حسب متغري الوظيفة‬ ‫جدول‪27-4‬‬
‫احلالية‬
‫‪198‬‬ ‫نتائج حتليل التباين األحادي (‪ )One Way ANOVA‬حسب متغري اخلربة‬ ‫جدول‪28-4‬‬
‫املهنية‬

‫‪XIV‬‬
‫قائمة األشكال‬
‫‪146‬‬ ‫تطور النفقات اإلمجالية يف اجلزائر ‪2018-2000‬‬ ‫الشكل‪1-3‬‬
‫‪147‬‬ ‫تطور نفقات التسيري ‪2018-2000‬‬ ‫الشكل‪2-3‬‬
‫‪148‬‬ ‫تطور نفقات التجهيز ‪2018-2000‬‬ ‫الشكل‪3-3‬‬
‫‪172‬‬ ‫تقسيم عينة الدراسة حسب متغري املؤهل العلمي‬ ‫الشكل‪1-4‬‬
‫‪174‬‬ ‫تقسيم عينة الدراسة حسب متغري التخصص‬ ‫الشكل‪2-4‬‬
‫‪175‬‬ ‫تقسيم عينة الدراسة حسب متغري الوظيفة‬ ‫الشكل‪3-4‬‬
‫‪176‬‬ ‫تقسيم عينة الدراسة حسب متغري اخلربة املهنية‬ ‫الشكل‪4-4‬‬

‫‪XV‬‬
‫قائمة املالحق‬
‫‪223‬‬ ‫استمارة استبيان الدراسة‬ ‫امللحق‪01‬‬
‫‪231‬‬ ‫االيرادات النهائية املطبقة على املوازنة العامة يف اجلزائر لسنة‬ ‫امللحق‪02‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪232‬‬ ‫توزيع االعتمادات بعنوان موازنة التسيري يف اجلزائر لسنة ‪2018‬‬ ‫امللحق‪03‬‬
‫‪233‬‬ ‫توزيع االعتمادات بعنوان موازنة التجهيز لسنة ‪2018‬‬ ‫امللحق‪04‬‬
‫‪234‬‬ ‫مسامهة خمتلف القطاعات يف الناتج الداخلي اخلام يف اجلزائر‬ ‫امللحق‪05‬‬
‫‪235‬‬ ‫قائمة بأمساء األساتذة احملكمني الستبيانة البحث‬ ‫امللحق‪06‬‬
‫‪235‬‬ ‫نتائج وخمرجات برنامج ‪SPSS‬‬ ‫امللحق‪07‬‬

‫‪XVI‬‬
‫المقدمة العامة‬
‫املقدمة العامة‬

‫املقدمة العامة‬
‫حتتل املوازنة العامة للدولة موقعا حموريا يف احلياة االقتصادية‪ ،‬فهي إحدى أدوات التنمية وهي املعربة‬
‫عن السياسة االقتصادية‪ ،‬كما أهنا تساهم يف اعادة توزيع الدخل ويف توزيع الناتج القومي على األنشطة‬
‫اليت تريد الدولة تشجيعها أو املناطق اليت تريد إمنائها‪ ،‬وبالتايل فإن عملية إعداد املوازنة العامة ليست‬
‫عملية فنية أو ادارية فحسب‪ ،‬بل هي أساس احلركة السياسية يف اجملتمع ويف صلب قضاياه املعيشية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬

‫وتعترب املوازنة العامة للدولة من أهم أدوات التخطيط املايل‪ ،‬باعتبارها األداة األساسية اليت حتدد‬
‫أهداف احلكومة و سياستها و براجمها يف كيفية استغالل املوارد وعملية توزيعها‪ ،‬و املعلوم أن ليس هناك‬
‫دولة متتلك القدرة للحصول على موارد غري حمدودة بصرف النظر عن مدى ثرائها‪ ،‬لذلك فإن أسس‬
‫إعداد املوازنة العامة ترتكز على عملية املفاضلة بني البدائل املتاحة‪ ،‬ومبعىن آخر الكيفية اليت يتم من‬
‫خالهلا حتقيق أكرب قدر من املنافع باستخدام موارد حمدودة‪ ،‬كما متثل عملية إعداد املوازنة الوسيلة اليت‬
‫تتجسد من خالهلا اخلطط على الواقع الفعلي‪ ،‬و هلذا فإن هذه العملية متثل عنصرا مهما يف عملية‬
‫التخطيط التنموي‪ ،‬واستمرارا للتنمية االقتصادية ذاهتا‪ ،‬هذا باإلضافة إىل أهنا عنصرا أساسيا يف نظام‬
‫اإلدارة املالية‪ ،‬الذي يتميز خبصائص مهمة يف نطاق األداء احملاسيب و الرقابة املالية‪.‬‬

‫و للموازنة العامة أمهية يف حياة الدولة من مجيع النواحي السياسية و االقتصادية و االجتماعية‪،‬‬
‫فأمهية املوازنة من الناحية السياسية أهنا انعكاس لربنامج عمل احلكومة خالل مدة حمدودة من الزمن‪ ،‬و‬
‫أهنا ترتجم خطة الدولة السياسية إىل أرقام‪ ،‬وهي إىل جانب ذلك إذن متنحه السلطة التشريعية للسلطة‬
‫التنفيذية باإلنفاق و اجلباية‪.‬‬

‫أما أمهية املوازنة من الناحية االقتصادية و االجتماعية فتبدو من خالل تعديلها إلعادة توزيع‬
‫الدخل الوطين بني الطبقات االجتماعية املختلفة كما أسلفنا ذكره‪ ،‬فهي تؤثر يف مالية األفراد مبا تفرضه‬
‫من ضرائب وما تصرفه من نفقات‪ ،‬فتقتطع جزءا من دخل بعض األفراد لتكون إيرادا عاما تعيد توزيعه‬
‫إىل طبقات اجتماعية أخرى على شكل دخل جديد ألبنائها‪ .‬و يقع على عاتق املوازنة العامة يف العصر‬
‫احلديث التأثري يف احلياة االقتصادية وحتقيق العمالة الكاملة و تعبئة القوى االقتصادية العاطلة و العمل‬
‫على زيادة الدخل الوطين‪ ،‬و رفع مستوى معيشة املواطنني‪.‬‬
‫‌أ‬
‫املقدمة العامة‬

‫و املوازنة العامة عملية سنوية متكاملة املراحل‪ ،‬من حتضري وثيقتها و إعدادها إىل متابعة و مراقبة‬
‫التنفيذ‪ ،‬وتقييم النتائج احملققة‪ ،‬فاملوازنة تتكامل مع عملياهتا السنوية األخرى يف إطار حركة النشاط‬
‫االقتصادي العام‪ ،‬ومتتد من ماضيها عرب حاضرها إىل مستقبلها‪ ،‬وعلى أساس هذا االمتداد التارخيي‬
‫تتحدد وتتكامل األهداف اليت تسعى املوازنة إىل حتقيقها‪.‬‬

‫ويعتمد نظام املوازنة التقليدية املعروفة مبوازنة البنود على اعتماد مصروفات دون االهتمام أو الرتكيز‬
‫حنو اهلدف‪ ،‬أو قياس املخرجات و اآلثار الناجتة عنها‪ ،‬وما يرتتب عليه من القصور يف املساءلة عن‬
‫الفعالية و الكفاءة يف التنفيذ و عدم منح املديرين املرونة والسلطة الكافية لالستفادة من قدراهتم و‬
‫إمكاناهتم يف التطوير و التحديث‪ ،‬مما جيعل استخدامها كأداة إنفاق و ليس كأداة إدارة‪ ،‬وأمام هذه‬
‫التحديات فقد غدا األسلوب التقليدي يف إعداد املوازنات ال يتوافق مع وظائف املوازنة احلديثة‪ ،‬وال مع‬
‫أهداف التخطيط‪ ،‬لذلك بدا موضوع تطوير املوازنة أمرا يفرضه التطور االقتصادي لعالج نقاط ضعف‬
‫العديد منها‪ ،‬فظهر ما يعرف باالجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة‪ ،‬ومنها موازنة الربامج و األداء وموازنة‬
‫التخطيط و الربجمة‪ ،‬و املوازنة الصفرية إضافة اىل ما يعرف باملوازنة التعاقدية اليت تعترب املوجة األخرية من‬
‫موجات اصالح املوازنة العامة للدولة‪.‬‬

‫و يف اجلزائر حتتل السياسة املالية مكانة هامة بني السياسات األخرى‪ ،‬ألهنا تستطيع أن تقوم‬
‫بالدور األعظم يف حتقيق األهداف اليت ينشدها االقتصاد الوطين‪ ،‬وذلك بفضل أدواهتا املتعددة اليت تعد‬
‫من أهم أدوات اإلدارة االقتصادية يف حتقيق التنمية االقتصادية و القضاء على املشاكل اليت تعوق‬
‫االستقرار االقتصادي‪ ،‬وهو ما يتجلى من خالل خمتلف الربامج التنموية خاصة يف السنوات األخرية‪،‬‬
‫كربنامج اإلنعاش االقتصادي و املخطط اخلماسي و برنامج دعم النمو‪ ،‬وذلك بالتوسع يف االنفاق‬
‫العمومي لبعث حركية النشاط االقتصادي و حتقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫و للوصول إىل هذا املبتغى فإن ما جيب أن حيظى باألولوية يف الوقت الراهن هو حتديث منظومة‬
‫املوازنة العامة عن طريق إدخال منهج اإلدارة باألهداف لتحقيق أهداف السياسة املالية للدولة‪ ،‬مع‬
‫استعمال آخر الطرق احلديثة يف جمال ختطيط مالية الدولة طبقا للتوجهات احلديثة يف هذا اجملال‪.‬‬

‫‌ب‬
‫املقدمة العامة‬

‫إشكالية الدراسة‬

‫إن استمرار إتباع أسلوب املوازنة التقليدية يف اجلزائر يؤدي إىل عدم ربط التخطيط باملوازنة‪ ،‬مما‬
‫يعكس مشاكل عديدة تتمثل يف ضعف الرقابة على كفاءة األداء املايل و سوء توزيع املوارد و اإلنفاق‬
‫غري الرشيد‪ ،‬باإلضافة إىل عدم إمكانية املفاضلة بني البدائل‪ ،‬وعدم إعداد مشروع املوازنة العامة يف‬
‫صيغتها النهائية على أساس التقييم جلميع الربامج و املشروعات‪.‬‬

‫و يف ظل التحديات اليت تواجه السياسة املالية يف اجلزائر السالفة الذكر‪ ،‬خاصة مع تراجع موارد‬
‫الدولة بسب التقلبات اليت تشهدها أسواق النفط العاملية‪ ،‬و انعكاس ذلك بصورة مباشرة على مالية‬
‫الدولة‪ ،‬وما حيتمه من ضرورة االعتماد على أدوات السياسة املالية‪ ،‬لتجاوز اآلثار غري املرغوبة و بعث‬
‫عملية التنمية االقتصادية اليت تتطلب بشكل أساسي‪ ،‬توجيه االنفاق وترشيده وتعزيز أشكال الرقابة على‬
‫كفاءة األداء املايل و االعتماد على التخطيط املايل خلدمة أغراض التنمية االقتصادية املنشودة‪.‬‬

‫ونظرا ألن االجتاهات احلديثة يف إعداد املوازنة صارت تستخدم يف العديد من الدول هبدف‬
‫التخلص من التصاعد املستمر يف أرقام املوازنة العامة‪ ،‬و إضافة برنامج زمين للمراجعة‪ ،‬لتحقيق أهداف‬
‫السياس املالية بكفاءة تربز احلاجة إىل التفكري يف االستغناء عن األسلوب التقليدي يف إعداد املوازنة‪ ،‬و‬
‫االستفادة من االجتاهات احلديثة يف هذا اجملال‪ .‬وهو ما جيعلنا أمام اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إىل أي مدى ميكن أن يكون تطبيق االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة سبيال‬
‫لتحقيق أهداف السياسة املالية يف اجلزائر بكفاءة وفعالية؟‬

‫و يتفرع عن هذه اإلشكالية جمموعة من األسئلة الفرعية و هي‪:‬‬

‫ما مفهوم املوازنة العامة للدولة‪ ،‬وماهي مبادئها وأهدافها؟‬ ‫‪-‬‬


‫ما هي أهم االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‪ ،‬وما هي مميزاهتا؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما هي أهم التحديات اليت تواجه السياسة املالية يف اجلزائر يف الوقت الراهن؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما أهم االختالالت والعيوب اليت يعاين منها النظام املوازين احلايل يف اجلزائر واملعروف مبوازنة‬ ‫‪-‬‬
‫البنود؟‬
‫ما امليزات اليت ميكن حتقيقها من تطبيق األساليب احلديثة إلعداد املوازنة العامة يف اجلزائر ؟‬ ‫‪-‬‬

‫‌ج‬
‫املقدمة العامة‬

‫‪ -‬ما أهم املعوقات اليت تواجه تطبيق األساليب احلديثة إلعداد املوازنة العامة يف اجلزائر؟‬
‫‪ -‬ما أهم متطلبات ومقومات جناح تطبيق األساليب احلديثة للموازنة العامة للدولة يف اجلزائر؟‬

‫الفرضيات‬

‫ومن خالل اإلشكالية السابقة متت صياغة فرضيات الدراسة على النحو اآليت ‪:‬‬

‫التغريات اليت تشهدها أسعار البرتول يف السوق الدولية وتبعية االقتصاد اجلزائري للنفط كمصدر‬ ‫‪-‬‬
‫وحيد لإليرادات‪ ،‬جتعل السياسة املالية يف اجلزائر أمام الكثري من التحديات‪.‬‬
‫يتميز النظام املوازين احلايل يف اجلزائر بالكثري من االختالالت والنقائص اليت حتول دون حتقيق‬ ‫‪-‬‬
‫أهداف السياسة املالية بفعالية‪.‬‬
‫إن االستفادة من االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة حيقق الكثري من الفوائد وامليزات اليت‬ ‫‪-‬‬
‫تساهم يف رفع كفاءة السياسة املالية يف اجلزائر‪.‬‬
‫أن تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة يف اجلزائر‪ ،‬تعرتضه الكثري من املعوقات‬ ‫‪-‬‬
‫والصعوبات املوضوعية‪.‬‬
‫أن جناح تطبيق االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر يتطلب توفر الكثري من‬ ‫‪-‬‬
‫املقومات والعوامل الضرورية لذلك‪.‬‬

‫مربرات اختيار املوضوع‬

‫و ميكن أن نلخص أهم دوافع اختيارنا هلذا املوضوع يف اآليت‪:‬‬

‫‪ -‬الرغبة و امليول الشخصي يف دراسة مثل هذه املواضيع املتعلقة باملالية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬أنه موضوع هام خاصة يف اجلزائر لتناوله إمكانية تطبيق االجتاهات احلديثة يف املوازنة‪ ،‬بالنظر إىل‬
‫طبيعة األوضاع االقتصادية و احلاجة إىل إضفاء قدر من الفعالية و التحديث على املوازنة‪،‬‬
‫باعتبارها من أهم التحديات اليت تواجه اجلزائر لتحقيق أهداف السياسة املالية‪.‬‬
‫‪ -‬دور السياسة املالية يف خدمة التحوالت االقتصادية يف اجلزائر يف ظل حتديات التنمية االقتصادية‬
‫و احلاجة امللحة إىل خلق بدائل تنموية لتجاوز اقتصاد التبعية للمحروقات‪.‬‬

‫‌د‬
‫املقدمة العامة‬

‫‪ -‬أن املوازنة العامة تعترب أداة مالية حديثة‪ ،‬عرفت تطورات بفعل األوضاع االقتصادية و السياسية‬
‫املعاصرة‪ ،‬يف العديد من الدول الغربية‪ ،‬حيث نشأت األنظمة احلديثة للموازنة‪ ،‬مما يستدعي‬
‫ختصيص هذا املوضوع بالدراسة و البحث‪.‬‬

‫أمهية الدراسة‬

‫تنبع أمهية الدراسة من املكانة اهلامة و الرئيسية اليت حتتلها املوازنة العامة‪ ،‬فهي أداة لرتمجة سياسة‬ ‫‪-‬‬
‫الدولة وتنفيذ أهدافها املعلنة‪ ،‬فاملوازنة أداة للتخطيط و التنفيذ و الرقابة و التحليل ألنشطة‬
‫وبرامج احلكومة وذلك لتحقيق الكفاءة و الفعالية يف األداء اإلداري و املايل للدولة‪.‬‬
‫تعترب مدخال إلصالح األداء اإلداري و املايل للحكومة و التخلص من األسلوب التقليدي‬ ‫‪-‬‬
‫إلعداد املوازنة مبا فيه من عيوب وعدم كفاءة يف استخدام املال العام‪.‬‬
‫أمهية خاصة هلذا البحث يف اجلزائر ألنه يتناول إمكانية تطبيق األساليب و االجتاهات احلديثة يف‬ ‫‪-‬‬
‫املوازنة العامة‪ ،‬و اخلوض يف إمكانية تطبيقها و مزاياها بالنظر إىل طبيعة األوضاع االقتصادية اليت‬
‫تفرض حتديات كبرية على السياسة املالية يف ظل احلاجة إىل التمويل نتيجة الظروف العاملية‬
‫الراهنة‪ ،‬وتراجع حجم مداخيل الدولة اجلزائرية بسبب اهنيار أسعار النفط و احلاجة إىل تنويع‬
‫االقتصاد‪ ،‬وترشيد اإلنفاق العام و تفعيل الرقابة عليه‪ ،‬لتحقيق التنمية االقتصادية املستهدفة‪.‬‬
‫إمكانية رفع كفاءة و مستوى ختطيط إعداد املوازنة عند تطبيق األساليب احلديثة‪ ،‬مما يسمح‬ ‫‪-‬‬
‫بإعطاء األولوية يف التخصيص للمشاريع ذات األمهية االقتصادية الكبرية‪ ،‬مما حيسن فاعلية‬
‫الربامج بشكل كبري‪.‬‬
‫يوفر إمكانية التحكم يف النفقات العامة وتوجيهها بشكل فعال وضمان ترشيدها والرقابة عليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أهداف الدراسة‬

‫هتدف الدراسة إىل التعرف على إمكانية استخدام األساليب احلديثة يف إعداد املوازنة لتحقيق‬
‫أهداف السياسة املالية يف اجلزائر‪ ،‬خالفا ألسلوب املوازنة التقليدية السائد اآلن‪ ،‬وميكن حتديد أهداف‬
‫الدراسة على النحو التايل‪:‬‬

‫‪ -‬التعرف على خمتلف األساليب احلديثة إلعداد املوازنة وما حتققه من ميزات‪.‬‬

‫‌ه‬
‫املقدمة العامة‬

‫الوقوف على أهم التحديات اليت تواجه السياسة املالية يف اجلزائر يف ظل تراجع االيرادات‬ ‫‪-‬‬
‫النفطية‪.‬‬
‫التعرف على خمتلف مواطن اخللل اليت يعاين منها نظام املوازنة العامة يف اجلزائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حماولة الوصول إىل أهم امليزات اإلجيابية اليت حيققها تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة‬ ‫‪-‬‬
‫للدولة‪.‬‬
‫عرض بعض التجارب الدولية يف جمال تطبيق االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعرف على خمتلف الصعوبات و املعوقات اليت تواجه إمكانية تطبيق االجتاهات احلديثة يف‬ ‫‪-‬‬
‫إعداد املوازنة يف اجلزائر خلدمة أهداف السياسة املالية‪.‬‬
‫التعرف على املتطلبات الالزمة لتطبيق األساليب احلديثة يف إعداد املوازنة ومدى توفرها يف‬ ‫‪-‬‬
‫اجلزائر‪.‬‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬

‫من أجل معاجلة اشكالية الدراسة مت حتديد إطارين مها‪:‬‬

‫اإلطار املكاين للدراسة وخيص اجلزائر بالرتكيز على املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‪،‬‬
‫حيث مشلت الدراسة امليدانية بعض اإلدارات املالية واجلامعات يف اجلزائر‪.‬‬

‫اإلطار الزمين فيتناول واقع إعداد املوازنة يف اجلزائر خاصة يف السنوات األخرية‪ ،‬مع إعطاء‬
‫الدراسة بعدا استشرافا من خالل البحث يف مدى امكانية االستفادة من االجتاهات احلديثة يف‬
‫املوازنة العامة والتجارب الدولية يف هذا اجملال لتحقيق أهداف السياسة املالية يف اجلزائر بفعالية‬
‫وجناعة أكرب‪.‬‬

‫منهجية الدراسة‪:‬‬

‫لقد احتوت الدراسة على جانبني‪:‬‬

‫جانب نظري وفيه مت االعتماد على أكثر من منهج‪ ،‬وذلك حسب احتياجات البحث وانسجاما مع‬
‫ما تقتضيه طبيعة الدراسة‪ ،‬حيث مت استخدام كل من املنهج الوصفي والتارخيي والتحليلي‪ ،‬ويظهر‬

‫‌و‬
‫املقدمة العامة‬

‫املنهج الوصفي يف اجلانب املفاهيمي املتعلق مبختلف جوانب املوازنة التقليدية واحلديثة‪ ،‬أما املنهج‬
‫التارخيي فيظهر من خالل التطور التارخيي ملختلف أنواع املوازنات‪.‬‬

‫و يتجلى املنهج التحليلي من خالل حتليل األشكال و اجلداول و املعطيات االقتصادية و الوصول‬
‫إىل استنتاجات و خالصات بشأهنا‪ .‬وسيتم االعتماد على املناهج السابقة من خالل ‪:‬‬

‫‪ -‬املسح املكتيب ملختلف املراجع اليت يتم االعتماد عليها يف الدراسة‪.‬‬


‫‪ -‬االستعانة مبختلف اجملالت وامللتقيات و التقارير و املعطيات امليدانية الت تتعلق مبختلف‬
‫جوانب املوضوع‪.‬‬

‫جانب ميداين‪ ،‬من خالل قائمة االستقصاء اليت مت تصميمها من قبل الباحث جلمع البيانات األولية‬
‫من أفراد جمتمع الدراسة واختبارها وحتليلها باستخدام األساليب االحصائية‪ ،‬معتمدا على‬
‫برنامج ‪. spss‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫الدراسة األوىل ‪ :‬وهي مذكرة ماجستري باجلامعة اإلسالمية بغزة للباحث " فريد أمحد عبد احلافظ غنام‬
‫"‪ " ،‬حتت عنوان " إطار مقرتح إلعداد و تطبيق موازنة الربامج و األداء يف فلسطني " ومتحورت إشكالية‬
‫الدراسة حول البحث عن اإلطار املقرتح لعملية إعداد موازنة الربامج و األداء يف ظل املتغريات البيئية يف‬
‫فلسطني‪ ،‬وهدفت الدراسة إىل تطوير أسلوب إعداد املوازنة يف فلسطني لتحقيق الرقابة على األداء‪ ،‬مع‬
‫تطبيق إطار مقرتح لذلك‪ ،‬وقد اعتمد الباحث يف دراسته على األسلوب املكتيب املتمثل يف مراجعة‬
‫الكتب و املقاالت و البحوث باإلضافة إىل الدراسة امليدانية و املتمثلة يف مجع املعلومات ذات العالقة‪،‬‬
‫معتمدا على املنهج الوصفي و االستنتاجي للتعرف على مقومات تصميم نظام إلعداد و تطبيق موازنة‬
‫الربامج و األداء وذلك باالعتماد على قائمة استقصاء املعلومات ومجعها وتصميمها‪ ،‬من خالل مجع‬
‫البيانات من أفراد جمتمع الدراسة وحتليلها إحصائيا معتمدا على برنامج ‪. SPSS‬‬

‫وقد توصلت الدراسة إىل مجلة من النتائج أمهها‪ ،‬أن استخدام أسلوب موازنة الربامج و األداء يؤدي إىل‬
‫التخصيص األمثل للموارد وزيادة كفاءة و فعالية الربامج و األنشطة ودعم آلية الرقابة وحتقيق ما هو‬

‫‌ز‬
‫املقدمة العامة‬

‫مستهدف من السياسة املالية‪ ،‬وأن موازنة البنود ال تساعد على التخطيط طويل األجل نظرا لعدم‬
‫احتوائها على برامج ومشاريع متتد لفرتة طويلة من الزمن‪.‬‬

‫الدراسة الثانية ‪ :‬للدكتور مجال عاد الشراري‪ ،‬و الدكتور حممد ياسني الرحاحلة‪ ،‬وهي عبارة عن مقال‬
‫منشور مبجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و القانونية‪ ،‬يف عددها األول سنة ‪ ،2009‬وهدفت‬
‫الدراسة إىل التعرف على إمكانية تطبيق أسلوب األساس الصفري يف إعداد موازنات الوزارات األردنية ملا‬
‫حيققه من ميزات‪ ،‬وعلى درجة توفر املتطلبات الالزمة لذلك وكذا الصعوبات اليت تواجه إمكانية تطبيقه‪،‬‬
‫وتوصلت الدراسة إىل أن أسلوب إعداد املوازنة الصفرية ميكن من إجياد الرقابة الفعالة على التكاليف‬
‫وحتسني التخطيط و املتابعة‪ ،‬وحتقيق الفعالية و الكفاءة يف ختصيص املوارد‪ ،‬و أن إمكانية تنفيذ خطوات‬
‫إعدادها ممكنة لتوافر املتطلبات الالزمة لذلك‪ ،‬على الرغم من وجود بعض الصعوبات و العراقيل إال أهنا‬
‫ل يست بدرجة عالية من األمهية‪ ،‬كما أوصت الدراسة بتطبيق أسلوب األساس الصفري يف إعداد املوازنة‬
‫األردنية‪ ،‬و أن تعمل الوزارات على استكمال توافر املتطلبات الالزمة وتذليل الصعوبات اليت تواجه‬
‫تطبيقه‪.‬‬

‫باألداء يف فرنسا‪ :‬حصيلة و أبعاد" ‪La‬‬ ‫الثالثة‪ :‬واملعنونة ب‪" :‬إعداد املوزانة‬ ‫الدراسة‬
‫‪pédgétisation par la performance En France –Bilan et perspectives‬‬
‫" للباحث "‪"Brigitte sablayrolles‬‬

‫وترى الدراسة أن إعداد املوازنة احلديثة يف فرنسا جيب أن يرتبط بثقافة النتائج و األداء امليداين للربامج‬
‫املسطرة يف املوازنة‪ ،‬حبيث يكون إعداد املوازنة عامال مساعدا وحامسا على ربط املوارد بالربامج و‬
‫األهداف‪ ،‬وقد تناولت الدراسة قضية إعدادا املوازنة باألداء يف فرنسا من خالل احملاور التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬إىل أي حد ميكن لألداء أن يكون عامال مساعدا يف التسيري اجليد للمال العام‪.‬‬
‫‪ -‬كيف ميكن لفرنسا أن تعمل على إدماج األداء يف موازنة الدولة من خالل حتديد املؤشرات و‬
‫األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬كيف ميكن الوصول إىل األداء من خالل أهدافه يف الواقع العملي‪.‬‬

‫الدراسة الرابعة ‪:‬و املعنونة مبوازنة األداء " ‪ " the performance budgeting‬من إعداد‬
‫" ‪ ،"carina serban‬وترى الدراسة أن ظهور األداء احلديث يف املوازنة و املتمثل يف موازنة األداء‬
‫‌ح‬
‫املقدمة العامة‬

‫أدى إىل اعتماده من قبل الكثري من الدول يف إعداد موازنتها‪ ،‬كما تطرقت الدراسة إىل تناول خمتلف‬
‫العناصر األساسية اليت جيب أن تتبعها الدولة اليت تعتمد على هذا النوع من املوازنة وهي ‪:‬‬

‫حتديد خمططات ملختلف الربامج‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫جيب أن تكون خمططات الربامج متسقة مع السياسة العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الربامج املسطرة جيب أن تكون هادفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دمج الربامج يف موازنة األداء‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الدراسة اخلامسة‪ :‬واملعنونة ب " املوازنة الصفرية وامكانية تطبيقها يف الوحدات اإلدارية احمللية يف‬
‫سوريا"‪ ،‬لصاحبتها اخلوالين منار سنة ‪ ،2001‬وهدفت الدراسة اىل بيان مفهوم املوازنة العامة للدولة من‬
‫حيث املزايا وجوانب القصور املصاحبة لكل نوع‪ ،‬وكذلك بيان موازنة الوحدات اإلدارية احمللية باملوازنة‬
‫العامة للدولة‪ ،‬وتقدمي منوذج مقرتح إلعداد املوازنة الصفرية يف الوحدات االدارية احمللية يف سوريا‪ ،‬واعتمد‬
‫الباحث على االستنباط واالستقراء واجراء املقابالت الشخصية مع عدد من املسؤولني يف الوحدات‬
‫اإلدارية احمللية‪ ،‬وتوصل الباحث اىل أن تطبيق املوازنة الصفرية يف الوحدات اإلدارية احمللية يف سوريا أمر‬
‫ممكن وله فوائد كثرية لكن جيب أن يتم جزئيا وعلى مراحل حىت يضمن جناحه‪.‬‬

‫موقع الدراسة من الدراسات السابقة‪:‬‬

‫تتفق هذه الدراسة مع الدراسات السابقة يف ضرورة التحول اىل تطبيق االجتاهات احلديثة يف املوازنة‬
‫العامة للدولة واالستفادة من التجارب الدولية يف هذا اجملال‪ ،‬ولكنهها تتميز عن تلك الدراسات يف‬
‫تناوهلا لإلطار النظري ملختلف االجتاهات احلديثة للموازنة العامة‪ ،‬و تقدميها لنظرة شاملة للموازنة العامة‬
‫من حيث كوهنا األداة اليت حتقق فعالية وكفاءة السياسة املالية وأن حتديث وعصرنة أنظمة املوازنة يساهم‬
‫يف مواجهة حتديات السياسة املالية يف اجلزائر‪ ،‬هذا باإلضافة اىل متيزها عن تلك الدراسات باجلانب‬
‫امليداين من خالل تصميم استمارة البحث وعرضها على املختصني يف احلقلني األكادميي وامليداين‪،‬‬
‫وتفريغ بياناهتا ومعاجلتها وحتليلها مبا خيدم اشكالية البحث‪.‬‬

‫‌ط‬
‫املقدمة العامة‬

‫تقسيم الدراسة‪ :‬قسمت هذه الدراسة اىل أربع فصول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬بعنوان اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‪ ،‬وفيه مت التطرق إىل مفهوم املوازنة العامة‬
‫للدولة وأمهيتها وأهدافها ومبادئها‪ ،‬ومراحل إعدادها‪ ،‬مع اإلشارة اىل املوازنة التقليدية –موازنة البنود‪-‬‬
‫ومميزاهتا‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ :‬واملعنون باالجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة‪ ،‬ومت التطرق فيه اىل خمتلف‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة بدءا مبوازنة الربامج واألداء فموازنة التخطيط والربجمة فاملوازنة الصفرية‪،‬‬
‫وصوال اىل املوازنة التعاقدية‪ ،‬مع استعراض بعض التجارب الدولية يف جمال حتديث املوازنة العامة كالتجربة‬
‫االماراتية واملاليزية والنيوزيلندية‪.‬‬

‫الفصل الثالث واملعنون بواقع املوازنة العامة يف اجلزائر وحتدياهتا‪ ،‬حيث مت التطرق فيه اىل مفهوم املوازنة‬
‫العامة ومبادئها واعدادها وهيكلها حسب املشرع اجلزائري‪ ،‬مرورا اىل أهم اختالالت النظام املوازين‬
‫احلايل يف اجلزائر ودوافع حتديثه‪ ،‬وصوال إىل أهم التحديات اليت تواجه السياسة املالية يف اجلزائر واملتمثلة‬
‫يف ترشيد االنفاق العام وعالج العجز املوازين‪ ،‬اضافة اىل احالل اجلباية العادية حمل اجلباية البرتولية‬
‫وتنويع االقتصاد الوطين‪.‬‬

‫أما الفصل الرابع‪ :‬وهو عبارة عن دراسة ميدانية مت فيها تصميم استمارة استبيان وعرضها على خمتلف‬
‫العاملني يف اإلدارات املالية واجلامعات‪ ،‬وتفريغ بياناهتا وحتليلها واختبار الفرضيات اليت تصب كلها يف‬
‫معاجلة إشكالية البحث املطروحة‪.‬‬

‫وأخريا خامتة البحث العامة واليت مت فيها عرض أهم نتائج البحث وتوصياته‪.‬‬

‫‌ي‬
‫الفصل األول‬

‫اإلطار النظري للموازنة العامة‬


‫للدولة‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫متهيد‪:‬‬
‫تعد املوازنة العامة للدولة من أهم أدوات التخطيط املايل‪ ،‬كوهنا األداة األساسية اليت حتدد أهداف‬
‫احلكومة وبراجمها يف كيفية استغالل املوارد وعملية توزيعها‪.‬‬
‫كما تعترب املوازنة العامة من أهم اخلطط املالية اليت تعتمدها الدولة يف األجل القصري لتحدد كيفية‬
‫احلصول على اإليرادات وأوجه استخدامها مبا يكفل تنظيم اإلنفاق احلكومي وحتقيق االستغالل األمثل‬
‫لعوامل اإلنتاج‪ .‬و قد تطور مفهوم املوازنة العامة للدولة مع تطور نشاطاهتا يف مجيع اجملاالت االقتصادية‬
‫واالجتماعية واملالية‪ ،‬حيث أن زيادة حجم النشاطات احلكومية بصورة كبرية أدى إىل ظهور حاجة ملحة‬
‫لتطوير إجراءات املوازنة العامة وتصنيفها بشكل يليب لإلدارة املالية احتياجاهتا من البيانات واملعلومات‬
‫املالية الالزمة الختاذ القرارات ورسم السياسة املالية واالقتصادية وإعداد خطط التنمية االقتصادية وتقييم‬
‫كفاءة وفعالية األداء‪.‬‬
‫ويف هذا الفصل من فصول الدراسة سنتطرق اىل املوازنة العامة من خالل مخسة مباحث هي‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول املوازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬بنية وهيكل املوازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مبادئ املوازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬دورة املوازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬موازنة البنود – املوازنة التقليدية ‪.-‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول املوازنة العامة للدولة‬


‫تعترب املوازنة العامة احملور الذي تدور حوله مجيع أعمال الدولة ونشاطاهتا يف مجيع اجملاالت‪ ،‬وقبل توضيح مفهوم‬
‫املوازنة العامة ال بد من حتديد الفرق بني مصطلحي املوازنة وامليزانية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الفرق بني املوازنة وامليزانية (ضبط املصطلح)‬
‫يؤدي التشابه اللفظي يف اللغة العربية بني مصطلحي املوازنة وامليزانية إىل حدوث لبس لدى القارئ يف بعض‬
‫األحيان ‪ .‬ففي بعض كتب املالية العامة يستخدم اصطالح املوازنة العامة وامليزانية العامة بشكل مرتادف ويؤديان نفس‬
‫املعىن ويطلق على اجلهاز اإلداري الذي يتوىل مهام إعداد تقديرات ونفقات الدولة يف الدول العربية أحيانا دائرة املوازنة‬
‫العامة أو دائرة امليزانية العامة دون اتفاق على ترجيح استخدام أحد املصطلحني‪.‬‬
‫وحياول بعض الكتاب التفريق بني مصطلحي املوازنة وامليزانية فريون أن كلمة املوازنة مرتبطة بالدولة‪ ،‬وأن املوازنة‬
‫العامة تقابلها كلمة (‪ )budget‬باللغة االلجنليزية‪ ،‬وهي نفقات وإيرادات الدولة لسنة مالية قادمة‪ .‬أما كلمة امليزانية‬
‫فهي مرتبطة بالشركات واملؤسسات واملنشآت املوجودة يف القطاع اخلاص وتقابلها باللغة االلجنليزية كلمة‬
‫(‪ ،)balance sheet‬وهي عبارة عن كشف باملركز املايل للشركة يف حلظة معينة وتتضمن موجودات ومطلوبات‬
‫الشركة يف تاريخ معني‪.‬‬
‫يف حني يرى البعض أن هذا اللبس غري موجود يف اللغة االلجنليزية‪ ،‬بسبب التباعد اللفظي بني املصطلحني‬
‫)‪ (Bugdget‬والذي يعين املوازنة‪ ،‬و )‪ )Balance Sheet‬والذي يعين امليزانية‪ ،‬وميكن توضيح أهم‬
‫الفروق بني املصطلحني يف العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬املوازنة هدفها ختطيطي ورقايب‪ ،‬يف حني هتدف امليزانية إىل إيضاح املركز املايل للمنشأة أو الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬أرقام املوازنة تقديرية واحتمالية حمددة مقدما من قبل أن حتدث العمليات فعال‪ ،‬يف حني حتتوي امليزانية على‬
‫أرقام حدثت فعال‪.‬‬
‫‪ -‬امليزانية تعد يف تاريخ حمدد عن فرتة مضت‪ ،‬أما املوازنة تعد عن فرتة حمددة مقبلة‪.‬‬
‫وسنعتمد يف دراستنا هذه مصطلح املوازنة العامة بدل امليزانية العامة معتمدين الرأي الذي يفرق بينهما على أساس‬
‫أن املوازنة تدل عن أرقام تقديرية احتمالية لفرتة مقبلة‪ ،‬أما امليزانية فهي تعبري عن فرتة سابقة حدثت فعال‪ ،‬وسنتطرق‬
‫يف العنصر املوايل بالتفصيل اىل تعريف املوازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف املوازنة العامة‬
‫بعد أن مت توضيح الفرق بني مصطلحي املوازنة وامليزانية‪ ،‬ميكن القول أن تعاريف املوازنة العامة ختتلف باختالف‬
‫الزاوية اليت ينظر من خالهلا إىل أولويات ووظائف املوازنة العامة للدولة اليت هي تعبري رقمي عن الفلسفة السياسية اليت‬
‫تؤمن هبا الدولة‪ ،‬وطبيعة النظام االقتصادي واالجتماعي السائد فيها وخيتلف من دولة اىل أخرى‪ .‬وسنستعرض فيما‬
‫يلي بعض تعاريف املوازنة العامة كما وردت يف قوانني املالية لبعض الدول األجنبية والعربية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إذ يعرفها القانون األمريكي بأهنا صك تقدر فيه نفقات السنة التالية ووارداهتا مبوجب القوانني املعمول هبا عند‬
‫التقدمي واقرتاح اجلباية املبسوطة فيها‪.‬‬
‫كما عرفها القانون الفرنسي بأهنا الصيغة التشريعية اليت تقدر مبوجبها أعباء الدولة ووارداهتا‪ ،‬ويأذن هبا ويقرها‬
‫الربملان يف قانون املوازنة الذي يعرب عن أهداف احلكومة االقتصادية واملالية‪.‬‬
‫ويعرفها القانون البلجيكي بأهنا بيان اإليرادات والنفقات العامة خالل الدورة املالية‪.1‬‬
‫أما يف الدول العربية فان تعريف املوازنة العامة خيتلف من دولة إىل أخرى وفيما يلي بعض تعاريفها‪:‬‬
‫يعرف القانون اجلزائري املوازنة بأهنا‪ :‬تعبري مايل لربنامج العمل املعتمد الذي تعتزم احلكومة تنفيذه يف السنة‬
‫الالحقة حتقيقا ألهداف اجملتمع‪.‬‬
‫وحسب القانون السعودي تعرف املوازنة بأهنا جمموعة بيانات وقرارات توضح تقدير اإليرادات واملصروفات‬
‫املنتظرة للدولة خالل سنة معينة‪.‬‬
‫أما القانون األردين فيعرفها بأهنا الربنامج املايل للحكومة مقدر فيه النفقات املتوقع صرفها واإليرادات املتوقع‬
‫حتصيلها ومقدار العجز‪.‬‬
‫ويعرفها القانون السوري بأهنا اخلطة املالية األساسية السنوية لتنفيذ اخلطة االقتصادية مبا حيقق أهداف هذه اخلطة‬
‫ويتفق مع بنياهنا العام والتفصيلي‪.‬‬
‫ويعرفها القانون اللبناين بأهنا صك تشريعي تقدر فيه نفقات الدولة ووارداهتا عن سنة مقبلة وجتاز مبوجبه اجلباية‬
‫واإلنفاق‪.2‬‬
‫أما القانون املصري فيعرفها بأهنا الربنامج املايل عن سنة مالية مقبلة لتحقيق أهداف حمددة وذلك يف إطار اخلطة‬
‫العامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية وطبقا للسياسة العامة للدولة‪.‬‬
‫أما القانون املغريب فيعرفها بأهنا تتناول املوازنة العامة نفقات ومدا خيل الدولة السنوية غري املرصودة ألمور‬
‫خصوصية واليت هلا كل ميزانية ملحقة أو حساب خصوصي للخزينة‪. 3‬‬
‫ويتضح من هذه التعريف بأن املوازنة العامة تتضمن كل نفقات وكل مدا خيل الدولة ما مل تكن خمصصة إما‬
‫ملوازنة ملحقة أو حلساب خصوصي للخزينة‪.‬‬
‫كما أن تعاريف الكتاب والدارسني للموازنة العامة ختتلف باختالف اجتاهاهتم الفكرية والزاوية اليت ينظر منها كل‬
‫منهم إىل املوازنة العامة‪.‬‬
‫حيث يعرفها أرون ولدفسكي يف مؤلفه الشهري البعد السياسي لعملية املوازنة أنه جيب أن ينظر للموازنة كوثيقة‬
‫حتوي كلمات وأرقام وتقرتح نفقات ألغرض وبنود معينة‪ ،‬أو كسلوك مقصود‪ ،‬أو كانت تنبؤ لتحقيق أهداف‬

‫‪-1‬‬
‫محمد خالد المهايني‪" ،‬الموازنة العامة في سوريا الواقع واآلفاق"‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‪ ،‬المجلد ‪ ،16‬العدد األول‪ ،2000 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حسن عبد الكريم سلوم‪ ،‬الموازنة العامة للدولة بين االعداد والتنفيذ والرقابة ‪ ،‬مجلة االدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد الرابع والستون‪ ،2007 ،‬العراق‪ ،‬ص‬
‫‪.96‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.95‬‬
‫‪4‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وسياسات معينة‪ ،‬أو كسلسلة من األهداف هلا تكاليف حمددة‪ ،‬أو كجهاز وأداة لالختيار من بني بدائل اإلنفاق‪ ،‬أو‬
‫كخطة أو عقد بني الربملان والسلطة التنفيذية‪ ،‬أو كمجموعة التزامات متبادلة ورقابة متبادلة‪.1‬‬
‫ويرى حممد أمحد حجازي أن املوازنة هي خطة معتمدة قانونا من قبل السلطة صاحبة االختصاص وتتضمن‬
‫جمموعة من الربامج املتعلقة بعدد من اخلدمات أو النشاطات أو املشاريع اليت يفرتض الجنازها خالل فرتة حمددة‪،‬‬
‫باالستناد إىل جمموعة من التقديرات احملسوبة ماليا ملختلف اإليرادات والنفقات املتعلقة بذلك‪.2‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أننا نفهم أن املوازنة وسيلة لتغطية السياسات املالية للحكومة‪ ،‬وأهنا مؤشر لربنامج احلكومة‬
‫املايل أو هي برناجمها العملي مصحوبا أو معربا عنه باألرقام وليست املوازنة جمرد أرقام فقط‪ ،‬وهو ما قاله جالدستون‬
‫حيث يرى أن املوازنة ليست أرقاما حسابية‪ ،‬ولكن بوسائل متعددة تغوص إىل أعماق أو جذور رفاهية األفراد‪،‬‬
‫وباإلضافة إىل ذلك فان املوازنة بشكلها املتكامل تقع يف قلب العملية السياسية‪.‬‬
‫وبتحليل التعاريف السابقة يالحظ أن أغلبها يدور حول العناصر الرئيسية التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬املوازن ة العامة هي تعبري عن األهداف املالية واالقتصادية للدولة‪ ،‬خاصة مع تطور مفهومها من الدولة احلارسة اىل‬
‫الدولة املتدخلة‪ ،‬ففي ظل الفكر التقليدي متتنع الدولة عن التدخل وترتك التوازن االقتصادي يتحقق تلقائيا‪ ،‬ومع‬
‫تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي وانتشار التخطيط واستخدام األدوات املختلفة للتأثري يف احلياة االقتصادية‪،‬‬
‫برزت أمهية النشاط املايل كأحد األدوات الرئيسية لتحقيق أهداف اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬املوازنة العامة هي بيان يتضمن تقديرا احتماليا لنفقات الدولة وإيراداهتا أي ما ينتظر أن تنفقه السلطة التنفيذية‬
‫وما يتوقع أن حتصله من إيرادات خالل فرتة الحقة‪ ،‬ومدى الدقة يف التقديرات يعترب عامال مهما يف كسب ثقة‬
‫احلكومة من قبل اجملتمع والسلطة التشريعية على السواء‪ ،‬فهناك نفقات يسهل تقديرها بدقة على افرتاض‬
‫استمراريتها‪ ،‬كأن تكون على شكل التزامات على احلكومة مثل رواتب املوظفني‪ ،‬كما أن هناك أنواع أخرى‬
‫يصعب تقديرها حيث يعتمد التقدير فيها على عوامل يصعب السيطرة عليها مثل النفقات االستثمارية‪ ،‬أما‬
‫تقديرات اإليرادات العامة فبالرغم من أهنا تتوقف على القوانني الضريبية غري أهنا تتأثر بالنشاط االقتصادي للفرتة‬
‫الالحقة‪ ،‬وبالتايل فإن املوازنة العامة تعترب بيان ملا تتوقع السلطة املالية أن تنفقه أو حتصله من إيرادات مالية خالل‬
‫مدة قادمة‪ ،‬تقدر بعام واحد يف غالب األحيان‪ ،‬حيث تقوم السلطة التنفيذية بإجراء هذا التوقع أو التقدير قبل‬
‫أن تعرضه على السلطة التشريعية‪ ،‬واملوازنة العامة مبا تتضمنه من نفقات وإيرادات تعترب برنامج عمل احلكومة يف‬
‫الفرتة القادمة‪ ،‬لذلك يعكس هذا الربنامج سياسة الدولة يف كافة اجملاالت االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬وال‬
‫شك أن التوقعات أو التقديرات اليت تغطيها املوازنة تأخذ بعني االعتبار توقعات وتقديرات القطاع اخلاص‬
‫وتراعيه‪ ،‬وتتوقف دقة املوازنة على دقة معايري التقدير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد خالد المهايني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد أحمد حجازي‪ ،‬المحاسبة الحكومية واإلدارة المالية العامة‪ ،‬المكتبة الوطنية‪ ،‬األردن‪ ،1998 ،‬ط‪ ،4‬ص‪. 12‬‬
‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬أرقام املوازنة العامة ال تعرب عن فرتة سابقة‪ ،‬بل هي تعبري عن خطة مستقبلية تلتزم الدولة بتنفيذها يف السنة‬
‫القادمة‪ ،‬لذلك يتم وضعها بناء على دراسات علمية واسعة‪ ،‬تقوم هبا أجهزة السلطة التنفيذية‪ ،‬اليت تضع يف‬
‫اعتبارها الواقع وإمكانية التغيري يف املستقبل‪ ،‬فاملوازنة تقديرا سنويا ملا ستحصله الدولة من إيرادات‪ ،‬ولكل دولة‬
‫احلق يف سنتها املالية مبا يتناسب مع ظروفها االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬املوازنة العامة تبقى يف شكل مشروع أو افرتاض غري قابل للتنفيذ خلطة عمل احلكومة لفرتة الحقة حىت يتم قبوهلا‬
‫من طرف الشعب عن طريق ممثليه يف الربملان‪ ،‬أي أن موافقة السلطة التشريعية شرط لتنفيذ املوازنة‪ ،‬فاحلكومة‬
‫تقوم بأداء املوازنة ولكن السلطة التشريعية هي اليت تتوىل إجازهتا باعتمادها هلا‪ ،‬وذلك قبل أن تعود للحكومة‬
‫لبدء عملية التنفيذ لبنود املوازنة يف حدود ما أجازته السلطة التشريعية‪ ،‬وجيب أن نقرر هنا أن املطلوب هو إجازة‬
‫تقدير احلكومة للنفقات العامة وحدها‪ ،‬دون اإليرادات مما يؤدي إىل إعطاء احلق للحكومة للقيام هبا‪ ،‬أما‬
‫موافقتها على اإليرادات‪ ،‬فال يتضمن أي خيار للحكومة يف حتصيلها أو عدم حتصيلها إذ أهنا واجبة التحصيل‬
‫طبقا لنصوص القوانني اليت تقررها‪ ،‬أما لو حاولت احلكومة تضمني املوازنة وجها جديدا لإليرادات كضرائب‬
‫جديدة‪ ،‬فان ذلك يتطلب موافقة السلطة التشريعية حبيث تعترب تلك إجازة للضرائب اجلديدة وتسمى ملحقات‬
‫املوازنة‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬نشوء وتطور املوازنة العامة‬
‫لقد عرف الفكر املايل فكرة املوازنة بني إيرادات الدولة ونفقاهتا منذ القدم‪ ،‬فقد ارتبطت فكرة املوازنة وتطورها‪،‬‬
‫بوجود الدولة وتطور وظيفتها‪ ،‬حيث أن املوازنة بني ما جتبيه الدولة من موارد‪ ،‬وما تنفقه من أموال لتوفري ما تشبع به‬
‫حاجاهتا‪ ،‬عرفت عمليا منذ أن عرف اإلنسان الدولة‪ .‬فقد حوت بعض مؤلفات أرسطو وأفالطون فقرات كثرية تتعلق‬
‫مبالية الدولة واألصول اليت جيب أن تقوم عليها‪.‬‬
‫كما تضمن الفكر اإلسالمي من خالل ما ورد يف القران الكرمي إشارة واضحة اىل إقرار النظرة املستقبلية لألمور‪،‬‬
‫بناء على الظروف واملعطيات السائدة‪ .‬فقد توىل سيدنا يوسف عليه السالم تسيري األمور املالية للدولة مبصر‪ ،‬وأوصى‬
‫بتدابري من شاهنا توفري السلع الضرورية إلشباع احلاجات العامة املستقبلية‪.1‬‬
‫ومن هنا فقد وجدت يف عهد الرسول صلى هللا عليه وسلم ومنذ فجر اإلسالم أحكام شرعية متيز بني املال العام‬
‫واملال اخلاص‪ ،‬مث تكاملت هذه األحكام حسب تطور الوقائع حىت مشل املال العام أوجها من املوارد منها‪ :‬الناشئ عن‬
‫احلرب كالغنائم واجلزية ومنها جبايات متمثلة يف أموال اإلنفاق يف سبيل هللا وأموال الزكاة‪.‬‬
‫وبعد عهد الرسول صلى هللا عليه وسلم توسعت موارد الدولة بعد فرض اخلراج والعشور واجلزية لبيت املال‪.‬‬
‫وعندما توسعت الفتوحات اإلسالمية انتظمت شؤون اإلدارة املالية ومت ضبط املوارد واإلنفاق وتسجيلهما وذلك أخذا‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬لعمارة جمال‪ ،‬تطور مفهوم وفكرة الموازنة العامة للدولة‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2001‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫ص‪.102‬‬
‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بفكرة الدواوين‪ ،‬وازدادت موارد الدولة ونفقاهتا‪ ،‬وقسمت أموال الدولة حسب مصادرها اىل ثالث خزائن‪ :‬خزينة‬
‫األمخاس‪ ،‬وخزينة اخلراج‪ ،‬وخزينة الصدقات‪.‬‬
‫وقبل أن يظهر مفهوم املوازنة باملعىن احلديث كانت متثل النفقات واإليرادات شكال من أشكال األموال اخلاصة‬
‫باحلاكم ومل يكن يفصل بني األموال اليت يستخدمها لسد حاجات الدولة أي النفقات العامة‪ ،‬واألموال اليت‬
‫يستخدمها لسد أغراض احلاكم أي النفقات اخلاصة‪ ،‬أي ال فرق بني النفقات اخلاصة والنفقات العامة‪ ،‬وكذلك‬
‫اإليرادات اليت كانت جتمع من أفراد الشعب على اختالف مستوياهتم وتعدد أعماهلم‪ ،‬وكان للملك مطلق احلرية يف‬
‫فرض الضرائب والرسوم ومجع األموال وإنفاقها كيف يشاء‪ .‬وذلك لعدم وجود ضوابط تشريعية حتدد سلطات امللك يف‬
‫هذا اجملال ‪.1‬‬
‫ويف القرون الوسطى يف الجنلرتا كان امللك حرا يف اإلنفاق كيفما يشاء‪ ،‬عندما كان يغطي نفقات اململكة من‬
‫عائدات أمالك التاج اخلاصة‪ .‬كما كان حيق له أن يفرض على الشعب ضرائب استثنائية تزول بزوال احلاجة إليها بعد‬
‫موافقة ممثلي األمة على ذ لك‪ .‬ونتيجة لتضخم أموال الدولة وزيادة أعباء األموال من أفراد الشعب‪ ،‬بسبب تزايد‬
‫احلاجة لألموال‪ ،‬وخاصة يف أوقات احلروب‪ ،‬وبفعل اإلسراف يف اإلنفاق‪ ،‬اضطر امللك إىل االستعانة بالضرائب أكثر‬
‫من ذي قبل‪ ،‬وحاول يف مرات عديدة أن يتجاهل ممثلي األمة‪ ،‬فرد عليه الربملان بعدم قانونية كل ضريبة جتىب دون‬
‫موافقته‪ ،‬وكان أن نتج على ذلك أن أصدر امللك شارل األول وألول مرة سنة ‪ " ،1628‬وثيقة إعالن احلقوق"‬
‫حيث قرر فيها ضرورة موافقة ممثلي الشعب على ما يفرض من ضرائب‪ .‬وقد أخذت الربملانات املتعاقبة ترفع من درجة‬
‫معارضتها إلطالق حرية امللك يف اإلنفاق واجلباية بغية حتديد سلطاته‪ ،‬مما اضطر امللك وليام الثالث إىل إصدار "‬
‫دستور احلقوق" يف عام ‪ 1688‬حيث تقرر املبدأ الشهري " ال ضرائب دون متثيل" أي عدم قانونية أي جباية حتصل‬
‫دون موافقة الربملان الذي حيدد مقدارها ومواعيدها وكيفية حتصيلها‪.2‬‬
‫أما يف فرنسا فقد مرت املوازنة العامة بنفس املراحل اليت مر هبا نشوء املوازنة يف الجنلرتا‪ ،‬حيث ظهرت املوازنة‬
‫بشكلها الواضح على إثر الثورة الفرنسية‪ ،‬ففي سنة ‪ 1789‬أصدرت اجلمعية الوطنية التأسيسية قراراهتا من خالل "‬
‫وثيقة حقوق اإلنسان " اليت جاء فيها‪ " :‬إن من حق الشعب مباشرة أو بواسطة ممثليه أن يتأكد من ضرورة الضرائب‪،‬‬
‫وأن يوافق عليها مبلء احلرية‪ ،‬ويراقب تطبيقها ويقرر أساسها ونسبتها وطريقة جبايتها ومدهتا "‪ ،‬وتال ذلك دستور‬
‫‪ 1793‬الذي نص على أنه " ال ميكن فرض أي ضريبة إال يف سبيل املصلحة العامة‪ ،‬وجلميع املواطنني احلق يف أن‬
‫ي سهموا يف فرض الضرائب‪ ،‬ويراقبوا استعماهلا ويطلبوا بيانات عنها "‪ ،‬وهبذا تأكد حق الربملان يف اعتماد الضرائب‪،‬‬
‫ومل يلبث هذا احلق أن مشل بقية اإليرادات األخرى‪ ،‬وانتقل من الجنلرتا وفرنسا إىل بقية الدول‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نور محمد لمين‪ ،‬دور الموازنة العامة في التنمية الفالحية والريفية كبديل اقتصادي خارج قطاع المحروقات‪ -‬دراسة حالة والية تيارت‪ ،-‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2012/2011 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬لعمارة جمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع سابق‪ ،‬ص‪.104 -103‬‬
‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومما سبق ميكن القول أن بريطانيا وفرنسا مها األصالن اللذان انبثقت منهما املوازنة العامة للدولة‪ ،‬فمن بريطاين‬
‫وفرنسا ظهرت القواعد األساسية واملبادئ األولية اليت تقوم عليها املوازنة مبفهومها احلديث وعن طريق هاتني الدولتني‬
‫انتقلت فكرة املوازنة العامة اىل بقية دول العامل‪ ،‬حيث تطور دور الدولة االقتصادي يف اجملتمعات احلديثة‪ ،‬لتصبح‬
‫املوازنة أداة مؤثرة يف التنمية االقتصادية واالجتماعية بعد أن مت جتاوز املفهوم التقليدي القائم على التوازن احلسايب يف‬
‫املوازنة حبيث أصبح من املتعذر الفصل بني التوازن املايل والتوازن االقتصادي العام‪ ،‬وأصبحت املوازنة خطة يتم‬
‫إعدادها وفق أولويات وتفضيل اقتصادي يعرب عن خيارات سياسية واقتصادية للدولة ويتم تقدير املوارد والنفقات وفق‬
‫أساليب علمية واقعية إلشباع ما ميكن من احلاجات العامة خالل مدة زمنية حمددة هي السنة املالية ‪ ،1‬وهكذا ازدادت‬
‫أمهية املوازنة العامة للدولة واتسع نطاق أهدافها‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬أمهية املوازنة العامة‬
‫تظهر التجارب املالية يف خمتلف دول العامل‪ ،‬وباألخص منذ الثالثينيات عن تطور وظائف املوازنة العامة‪ ،‬مما‬
‫جعلها حتظى بأمهية متزايدة‪ ،‬كوهنا خطة شاملة جلميع أوجه النشاط االقتصادي للدولة‪ ،‬وتشرتك يف عمليات إعدادها‬
‫مستويات إدارية خمتلفة‪ ،‬للوصول اىل موازنة تقديرية حتقق أهدافها يف التخطيط والرقابة‪ .‬وللموازنة العامة أمهية كربى‬
‫ألهنا تعرب عن برنامج العمل السياسي واالقتصادي واالجتماعي للحكومة خالل الفرتة املالية‪ ،‬وبعبارة أخرى فإن‬
‫املوازنة العامة للدولة هلا داللة سياسية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬وهلا أمهية من خمتلف النواحي القانونية واإلدارية‬
‫واحملاسبية‪ ،‬إذ ميكن الكشف عن خمتلف أغراض الدولة من خالل حتليل أرقام اإليرادات العامة والنفقات العامة اليت‬
‫جتمعها وثيقة واحدة‪ ،‬هي املوازنة العامة‪ ،‬اليت ميكن توضيح أمهيتها كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬األمهية السياسية للموازنة العامة‪:‬‬
‫مل تعد املوازنة العامة جمرد وثيقة حماسبية لنفقات الدولة وإيراداهتا‪ ،‬بل أصبحت هلا أمهية سياسية كبرية يف األنظمة‬
‫النيابية‪ ،‬حيث يشرتط لتنفيذ بنود املوازنة العامة أن يعتمد مشروعها من طرف الربملان‪ ،‬وهذا االعتماد يعترب مبثابة‬
‫املوافقة من ممثلي الشعب على خطة عمل احلكومة‪ ،‬وعلى سياساهتا املالية واالقتصادية‪.2‬‬
‫وعادة ما تظهر النفقات العامة واإليرادات العامة على النحو الذي يالءم طبيعة الوضع السياسي للدولة‪ ،‬ومدى‬
‫تدخلها يف احلياة العامة للمجتمع‪ .‬وتبدو مالمح اإلطار السياسي إلعداد املوازنة يف حرص السلطات العامة يف‬
‫خمتلف الدول وهي تقوم بإعداد مشاريع موازناهتا أو مناقشتها أو املصادقة عليها‪ ،‬يف إضفاء ايديولوجيتها ورؤيتها‬
‫السياسية على حمتوياهتا بالقدر الذي جتيء اإليرادات والنفقات معربة عن ذلك‪ .‬وميكن مالحظة ذلك بالنظر اىل‬
‫تغريات أرقام املوازنة العامة للدولة من خالل مخسة مواقف أساسية متثل مؤشرات هامة هي‪:‬‬
‫‪ -‬املوقف من احلاجات العامة للمواطنني الذي تتباين بشأنه املذاهب االيديولوجية والسياسية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عثمان محمد أبكر عمر‪ ،‬واقع إعداد الموازنة العامة لحكومة السودان وفق إلحصاءات مالية الحوكمة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة‬
‫السودان للعلوم والتكنولوجيا‪ ،2016 ،‬ص‪.49‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أحمد إبراهيم البلوشي‪ ،‬أحمد جاسم فراج‪ ،‬د ور السلطة التشريعية في تحليل واعتماد الميزانية العامة للدولة بمملكة البحرين‪ ،‬سلسلة كتيبات برلمانية‪،‬‬
‫معهد البحرين للتنمية السياسية‪ ،2017 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬املوقف من التنمية‪ ،‬حبيث ختتلف اآلراء حول دور الدولة يف التنمية‪.‬‬


‫‪ -‬املوقف من قضية األمن الوطين‪.‬‬
‫‪ -‬املوقف الذي حتدده السلطة العامة لنفسها يف إطار العالقات الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬عالقة القوى السياسية ببعضها ودورها يف تشكيل السلطة العامة‪.‬‬
‫‪ .2‬األمهية االقتصادية للموازنة العامة‪:‬‬
‫لقد أصبحت املوازنة العامة يف الوقت الراهن أهم وثيقة اقتصادية متلكها الدولة‪ ،‬لكوهنا توفر معلومات تتعلق بأثر‬
‫السياسات احلكومية يف استخدام املوارد‪ ،‬على مستوى التوظيف والنمو االقتصادي وتوزيع املوارد داخل االقتصاد‪.‬‬
‫فقد تستخدم املوازنة العامة لتحقيق هدف العمالة الكاملة‪ ،‬كما تستخدم أيضا كوسيلة لتحقيق االستقرار‬
‫االقتصادي‪ ،‬ومن الواضح أن كرب حجم املوازنة العامة هو العامل الفعال يف حتقيق هذه األهداف‪ ،‬كما جيب أن يتوافر‬
‫حجم املوازنة وتكوينها مع الظروف االقتصادية للدولة‪ ،‬هبدف حتقيق بعض األهداف املرغوبة‪ ،‬وجتنب اآلثار غري‬
‫املرغوبة‪ ،‬وهلذا أصبحت املوازنة العامة األداة الرئيسية للتدخل يف احلياة االقتصادية للدولة‪ ،‬وتوجيهها حنو حتقيق‬
‫أهداف التوازن االقتصادي‪ ،‬كما تعترب جزءا من السياسة املالية وأداة لتنفيذها‪.1‬‬
‫‪ .3‬األمهية االجتماعية للموازنة العامة‪:‬‬
‫تستخدم املوازنة العامة كأداة لتحقيق أغراض اجتماعية فهي تعمل على حتقيق التوازن االجتماعي والقضاء على‬
‫التفاوت بني دخول األفراد‪ ،‬مع ضمان وصول بعض اخلدمات العامة دون مقابل للفئة ذات الدخل احملدود‪ ،‬ومن‬
‫اآلثار االجتماعية املباشرة اليت ترتتب على املوازنة العامة ما يلي‪: 2‬‬
‫‪ -‬إمكانية إعادة توزيع الثروات عن طريق االقتطاعات الضريبية‪.‬‬
‫‪ -‬ترمجة التوافق والتضامن الوطين اىل واقع ملموس من خالل حتسني وضعية الفئات املستضعفة بالرفع من‬
‫دخوهلا ومتكينها من االستفادة من اخلدمات األساسية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع بعض األنشطة عن طريق اإلجراءات اجلمركية أو الضريبية‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه بعض االستثمارات حنو بعض املناطق أو بعض القطاعات املعنية بقصد إقرار نوع من التوازن القطاعي‬
‫أو اجلهوي‪.‬‬
‫‪ .4‬األمهية القانونية للموازنة العامة ‪:‬‬
‫تعد املوازنة العامة وثيقة قانونية تصدر سنويا مبوجب قانون املالية النافذ سنويا يف الدولة‪ ،‬حيث يعترب التصويت‬
‫من اختصاص الربملان وصدور املوازنة يف شكل قانون مينحها صيغة التنفيذ اإللزامي وضرورة احرتام مواعيدها‬
‫وأحكامها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحمد ابراهيم البلوشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عثمان محمد أبكر عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وال ميكن للسلطة التنفيذية إذا دعت الضرورة اىل موارد جديدة بعد دخول قانون املالية حيز التنفيذ أن تفرض‬
‫ضرائب جديدة أو أن ترفع يف نسبتها مهما كانت الظروف لتغطية هذه الظروف اجلديدة‪ ،‬حيث يتطلب ذلك موافقة‬
‫الربملان عن طريق قانون املالية املعدل أو املكمل‪.‬‬
‫وميكن التفرقة بني ناحيتني قانونيتني يف املوازنة‪:1‬‬
‫‪ -‬من حيث الشكل تعترب املوازنة قانونا ألهنا تعتمد من السلطة التشريعية‪ ،‬وعلى ذلك تعد املوازنة العامة قانونا‬
‫ألنه يصوت عليها وتسن كبقية القوانني‪.‬‬
‫‪ -‬و من حيث املوضوع فإن املوازنة العامة ال تعد قانونا عاما ولكنها عمال إداريا ألهنا ال تتضمن نصوصا عامة‬
‫شأهنا شأن القوانني العادية‪ ،‬وإمنا تتضمن نصوصا خاصة‪.‬‬
‫لذلك تعد املوازنة العامة للدولة من ناحية املوضوع عمال إداريا وليست عمال تشريعيا ألن احلكومة هي امللتزمة‬
‫بتنفيذ وتسيري املرافق العامة‪ ،‬وهي أيضا الوحيدة القادرة على تقدير مقدار النفقات العامة اليت يلزم القيام هبا‪ ،‬وكذلك‬
‫اإليرادات اليت تريد حتصيلها‪.‬‬
‫وبالرغم من أن الراجح أن املوازنة العامة تعد عمال تنفيذيا إداريا ولكن نظرا ألمهيتها وحتمل أفراد األمة أعبائها‬
‫وأثارها فتقرر أن تصدر من السلطة التشريعية اليت متثل إرادة األمة‪ ،‬وملا كانت اغلب أعمال السلطة التشريعية تصدر‬
‫يف شكل قوانني‪ ،‬فإن املوازنة العامة تربط هي األخرى بقانون يسمى قانون املوازنة العامة أو قانون املالية‪.‬‬
‫‪ .5‬أمهية املوازنة على مستوى الوحدة اإلدارية احلكومية‪:‬‬
‫للموازنة أمهية كبرية على مستوى الوحدة اإلدارية إذ توفر إمكانية املقارنة بني التقديرات الواردة باملوازنة مع نتائج‬
‫تنفيذ املوازنة ( األرقام الفعلية ) لضمان عدم جتاوز األرقام الفعلية للتقديرات السابق ختصيصها ألنشطة وأعمال‬
‫الوحدة اإلدارية‪ ،‬كما تساهم يف ضمان االلتزام باإلنفاق على األنشطة واألعمال اليت خصصت من أجلها األموال‬
‫دون اإلنفاق على أنشطة وأعمال أخرى‪.2‬‬
‫‪ .6‬أمهية املوازنة من الناحية احملاسبية‪:‬‬
‫من املعروف أن املوازنة العامة متر مبراحل متعددة من أمهها مرحلة اإلعداد والتنفيذ والرقابة ويف كل هذه املراحل‬
‫يتم االعتماد على النظم واألساليب احملاسبية‪ ،‬ويزداد ارتباط املوازنة العامة بالعلوم احملاسبية تبعا لزيادة تدخل الدولة يف‬
‫احلياة االقتصادية واالجتماعية واستخدامها املوازنة العامة كأداة حقيقية للدخل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد مصطفى أبو مصطفى‪ ،‬دور وأهمية التمويل الخارجي في تغطية العجز الدائم لموازنة السلطة الوطنية الفلسطينية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫التجارة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،2009 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املطلب اخلامس‪ :‬أهداف املوازنة العامة‬


‫ميكن التعرف على أهداف املوازنة من خالل بيان دورها يف جمال التخطيط والرقابة و التنسيق واختاذ القرارات‪،‬‬
‫خاصة أن التخطيط والرقابة أصبحا عمال أساسيا ألي إدارة علمية حديثة تعمل جاهدة على حتقيق أهدافها بأكرب‬
‫‪1‬‬
‫قدر ممكن من الكفاءة والفعالية‪ ،‬وهو ما سيتم توضيحه من خالل العناصر التالية‬
‫‪ .1‬املوازنة كأداة للتخطيط‪:‬‬
‫تسعى املوازنة ألداء دورا بارزا كأداة للتخطيط يف حالة إجبارها إلدارة املنشأة على التخطيط األمثل ملختلف‬
‫األنشطة واملوارد املالية يف املنشأة‪ ،‬فاستخدام املوازنة يساعد يف الكف عن املشاكل املتوقع حدوثها ودراسة هذه‬
‫املشاكل وحتليل أسباهبا باإلضافة إىل حماولة اقرتاح احللول املالئمة كما أهنا يف ظل ندرة املوارد االقتصادية املتاحة إلدارة‬
‫املنشأة فان املوازنة جترب اإلدارة على حماولة اختاذ اإلجراءات اليت يتم مبقتضاها تقييم االستخدامات البديلة للموارد‬
‫املتاحة واختيار البديل األفضل واألمثل‪ ،‬وهو األمر الذي يعين أن املوازنة خطة اقتصادية‪.‬‬
‫ك ما تستخدم املوازنة كأداة للتخطيط‪ ،‬من خالل حتديد اسرتاتيجيات وأهداف الدولة وترتيب أولويات هذه‬
‫األهداف والتعبري عنها بأساليب كمية ومالية‪ ،‬والتنبؤ باألحداث املستقبلية واختيار ما خيص فرتة املوازنة‪.‬‬
‫وميكن تلخيص دور املوازنة يف خدمة وظيفة التخطيط عن طريق اآليت‪:‬‬
‫حتيد األهداف الرئيسية والفرعية للمشروع يف صورة كمية‪ ،‬وكذلك األهداف طويلة األجل وقصرية األجل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توضيح الفروض اليت تقوم عليها هذه األهداف ( دراسة التنبؤات )‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املفاضلة بني البدائل املتاحة ( جتميع املوارد )‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتديد املعايري اليت يتم مبوجبها وضع اخلطط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬وضع اخلطة أوال على أساس وحدات قياس عينية‪ ،‬مث ترتجم إىل وحدات قياس مالية‪ ،‬مع العمل على حتقيق‬
‫التوازن املايل واالقتصادي للمشروع‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع املسؤوليات التنفيذية بني العاملني‪ ،‬حىت ميكن تقييم أداء عملهم‪.‬‬
‫‪ .2‬املوازنة كأداة للرقابة‪:‬‬
‫تتوىل جمموعة من أجهزة الدولة أعمال الرقابة‪ ،‬الداخلية واخلارجية‪ ،‬على تنفيذ املوازنة العامة للدولة‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫الرقابة الداخلية اليت تنفذها الوحدة اإلدارية للحكومة‪ ،‬وفقا للوائح واإلجراءات املنظمة ألعمال الصرف والتحصيل‪،‬‬
‫تتوىل عدة أجهزة خارجية الرقابة على تنفيذ املوازنة العامة للدولة‪ ،‬كرقابة وزارة املالية والربملان وباقي هيئات الرقابة‬
‫العامة‪.‬‬
‫كما أن أهم ما مييز رقابة تنفيذ املوازنة العامة للدولة‪ ،‬أهنا تعتمد على كل من أسلوب الرقابة املانعة ( أي الرقابة‬
‫قبل التنفيذ )‪ ،‬وهي رقابة داخلية هتدف إىل التحقق من أن التصرفات املالية جتري وفق القواعد واإلجراءات املنظمة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد مصطفى أبو مصطفى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19-16‬‬
‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫هلا‪ ،‬وأسلوب الرقابة الالحقة ( أي الرقابة بعد التنفيذ )‪ ،‬وتؤديها األجهزة اخلارجية املختصة‪ ،‬هبدف التحقق من‬
‫سالمة تنفيذ العمليات‪ ،‬فضال عن تقييم أداء تنفيذ املوازنة‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه أن التخطيط والرقابة وجهان لعملة واحدة‪ ،‬وأنه ال رقابة بدون ختطيط وذلك ألن الرقابة وظيفة‬
‫إدارية هتدف للتأكد من حتقيق األهداف اليت مت وصفها وذلك بغرض متابعة تنفيذها ومقارنة النتائج الفعلية مبا مت‬
‫تقديره أو التنبؤ به‪ ،‬وال تقل أمهية الدور الذي تلعبه املوازنة يف جمال الرقابة على الدور الذي تلعبه يف جمال التخطيط‬
‫وهذا يتضح من خالل استنادها على معايري ومقاييس كمية ألداء خمتلف األنشطة‪.‬‬
‫وميكن توضيح دور املوازنة يف خدمة وظيفة الرقابة يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬املوازنة أداة تسمح بالتأكد من سري العمليات يف الطريق املخطط هلا‪ ،‬وأن اخلطة حتقق األهداف املوضوعة‪،‬‬
‫من دون احنراف أو إسراف يف النفقات‪.‬‬
‫‪ -‬املوازنة أداة مهمة‪ ،‬لالتصال بني املستويات اإلدارية املتتابعة‪ ،‬عن طريق التقارير الرقابية‪ ،‬حىت يصبح العاملون‬
‫مجيعهم وكأهنم يف خط مواجهة واحد‪ ،‬ويعملون جبهود منسقة‪.‬‬
‫‪ -‬تؤدي رقابة املوازنة إىل حتقيق أكرب قدر من اإليرادات‪ ،‬وذلك عن طريق التوصل إىل االستخدام األمثل‬
‫للموارد املتاحة‪ ،‬سواء كان هذا االستخدام يف األنشطة اجلارية أو يف االستثمارات الرأمسالية‪ ،‬كما يتحقق‬
‫التوازن املايل بتوفري االحتياجات النقدية‪ ،‬يف الوقت املناسب‪.‬‬
‫‪ -‬تتطلب رقابة املوازنة مقارنة األداء الفعلي‪ ،‬لكافة املستويات اإلدارية‪ ،‬مع ما هو خمطط هلا‪ ،‬هبدف التوصل إىل‬
‫الكفاية عن طريق تصحيح االحنرافات السالبة وتنمية االحنرافات املوجبة‪.‬‬
‫‪ -‬هتدف رقابة املوازنة إىل إجراء التنسيق الالزم بني اإلدارات واألقسام خالل عملية تنفيذ املوازنة‪ ،‬حىت يؤدي‬
‫العاملون واجباهتم‪ ،‬يف توازن تام لتحقيق األهداف‪ ،‬وفقا جلدول زمين حمدد‪ ،‬وتوقيت متناسق‪ ،‬بني األنشطة‬
‫بعضها ببعض‪.‬‬
‫‪ -‬تتيح املوازنة فرصة تطبيق املساءلة احملاسبية‪ ،‬عند حتديد أسباب االحنراف عن اخلطة املوضوعة‪ ،‬وبذلك يشعر‬
‫كل مسئول حبدود مسؤوليته والصالحية املخولة له‪ ،‬وباجلدول الزمين الذي يرتبط به‪ ،‬يف تنفيذ النشاط‬
‫املكلف به‪.‬‬
‫‪ .3‬املوازنة العامة كأداة تنسيق‪:‬‬
‫تعترب املوازنة نظاما متكامال لتنسيق كافة اجملاالت واألنشطة اليت تتناوهلا اإلدارة وصوال إىل التأكد من األداء‬
‫السليم للمنشأة بغية حتقيق أهدافها‪ ،‬وهذا يتضح من خالل ما تقوم به إدارة املنشأة من أداء لوظائفها املتصلة واملتتالية‬
‫واملستمرة واملتمثلة يف التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة‪.‬‬
‫إن اعتماد املنشأة على التخطيط واستخدام املوازنات كأداة لتحقيق األهداف املنشودة يؤدي بشكل أو بآخر إىل‬
‫خلق تنسيق العمل بني أقسام وإدارة املنشأة وأنشطتها املختلفة وذلك من أجل توحيد اجلهود وتوجيهها حنو حتقيق‬
‫األهداف املرجوة‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وميكن بيان دور املوازنة يف خدمة وظيفة التنسيق يف النقاط التالية‪:‬‬


‫ترمجة األهداف العامة للمنشأة إىل أهداف حمددة و واضحة و قابلة للقياس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع اخلطط والربامج التفصيلية الالزمة لتحقيق األهداف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان مشاركة مجيع املسؤولني يف إعداد املوازنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتقيق التنسيق بني كافة املسؤولني املعنيني بالشكل الذي يضمن حتقيق االتساق بني كافة اخلطط والربامج‬ ‫‪-‬‬
‫اخلاصة باألنشطة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع معايري أداء واضحة و حمددة الستخدامها يف عملية تقييم األداء‪.‬‬
‫‪ .4‬املوازنة العامة كأداة الختاذ القرارات‪:‬‬
‫ميكن توضيح دور املوازنة يف خدمة وظيفة اختاذ القرارات يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬متكن املوازنة من قياس االحنرافات هبدف الدراسة واختاذ القرارات‪ :‬وذلك من خالل قياس مدى تنفيذ بنود‬
‫املوازنة وحتقيق أهدافها املرسومة‪ ،‬وهو ما يتيح جتاوز مواطن اخللل وتعديلها يف املوازنة الالحقة‪.‬‬
‫‪ -‬تتيح املوازنة لإلدارة رسم السياسات املستقبلية‪ :‬وذلك باعتبارها األداة اليت متكن من رسم األهداف‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬وترمجتها من أرقام املوازنة إىل واقع عملي يف امليدان‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬بنية وهيكل املوازنة العامة للدولة‬
‫إن قيام املوازنة باألهداف السالفة الذكر يتطلب تدبري املوارد املالية الالزمة للقيام مبختلف أوجه اإلنفاق العام وهو‬
‫ما جيعل من اإليرادات العامة والنفقات العامة ركنان أساسيان يف هيكل املوازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬اإليرادات العامة للدولة‬
‫تعترب اإليرادات العامة عنصرا هاما من عناصر املوازنة العامة‪ ،‬فهي توفر التمويل الالزم لتغطية نفقات الدولة‪،‬‬
‫كما أهنا أصبحت تستخدم يف العصر احلديث كأداة من أدوات التوجيه االقتصادي واالجتماعي‪ .‬وتتكون اإليرادات‬
‫العامة للدولة من عدة أنواع أمهها‪:‬‬
‫‪ .1‬إيرادات أمالك الدولة ( الدومني )‬
‫يقصد بلفظ الدومني مجيع ممتلكات الدولة أيا كانت طبيعتها‪ ،‬عقارية أو منقولة‪ ،‬وأيا كانت ملكية الدولة هلا‪،‬‬
‫عامة أو خاصة‪ ،‬وتنقسم ممتلكات الدولة أو الدومني إىل قسمني مها‪:‬‬
‫‪ .1.1‬الدومني العام‪ :‬يقصد بالدومني العام‪ ،‬ممتلكات الدولة املعدة لالستعمال العام وخلدمة املصاحل العامة‪،‬‬
‫كالطرق واملطارات واملواين واملتاحف واملالعب واحلدائق وغري ذلك‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬زينب حسين عوض هللا‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،2008 ،‬ص‪.114‬‬
‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والغاية من الدومني العام هو تقدمي خدمات عامة وليس احلصول على أموال للخزانة العامة‪ ،‬غري أن هذا ال مينع‬
‫من إمكانية حتقيق بعض اإليرادات من الدومني العام‪ ،‬ذلك أن هذا املقاب ل ال يقصد به يف الغالب سوى تنظيم‬
‫استعمال هذه املرافق‪ ،‬فضال عن ضآلته يف معظم احلاالت‪.‬‬
‫‪ .2.1‬الدومني اخلاص‪ :‬وهي مجيع األموال اليت متتلكها الدولة ملكية خاصة شأهنا يف ذلك شأن األفراد‪ ،‬وختضع‬
‫ألحكام القانون اخلاص‪ ،‬وميكن التصرف فيها بالبيع أو اإلجيار‪ ،‬وهي حتقق يف اغلب األحيان إيرادات مهمة‬
‫عكس الدومني العام‪ ،‬ولذا فهو يعترب مصدرا مهما من مصادر اإليرادات‪ ،1‬ويقسم بدوره إىل ثالثة أقسام‪:2‬‬
‫أ‪ .‬الدومني الزراعي‪ :‬ويشمل ممتلكات الدولة من األراضي الزراعية ومن الغابات‪ ،‬وقد كان يشكل هذا النوع من‬
‫الدومني أهم أنواع الدومني اخلاص‪ ،‬ويعرف بالدومني التقليدي‪ ،‬ويأيت دخل هذا النوع من الدومني من مثن بيع‬
‫املنتجات‪ ،‬أو من األجرة اليت يدفعها املستأجرون‪ ،‬وإيرادات الدومني الزراعي ليست غزيرة وال مرنة‪ ،‬وهلذا مل يعد‬
‫من املمكن أن تودي دورا هاما كمصدر من مصادر اإليرادات العامة يف العصر احلديث‪.‬‬
‫ب‪ .‬الدومني الصناعي والتاار‪ ::‬يقصد هبذا الدومني خمتلف املشروعات الصناعية والتجارية اليت تقوم هبا الدولة‪،‬‬
‫مثلها يف ذلك مثل األفراد‪ ،‬وتأيت أغلبية هذه املشروعات بإيرادات تعترب مصدرا من مصادر اإليرادات العامة‪.‬‬
‫ولقد ازدادت أمهية الدومني الصناعي والتجاري يف الدول الرأمسالية حتت تأثري املذهب التدخلي‪ ،‬الذي انتشر‬
‫بعد احلرب العاملية الثانية والذي اقتضى تدخل الدولة يف احلياة االقتصادية واالجتماعية بعد أن كانت حتجم عن ذلك‬
‫من قبل حتت تأثري املذهب احلر‪.‬‬
‫وقد تستهدف الدولة من املشروعات الصناعية والتجارية حتقيق أغراض اجتماعية‪ ،‬تتمثل يف توفري خدمة عامة‬
‫للمواطنني‪ ،‬كتوريد املياه والكهرباء وتوفري اخلدمات الصحية والتعليمية‪ ،‬خاصة لفئات معينة‪ ،‬بشروط وأوضاع خاصة‪.‬‬
‫كما ميكن أن تقوم الدولة باملشروعات التجارية والصناعية لتحقيق أغراض األمن ويف احلالتني السابقتني ال ميكن‬
‫قياس املشروعات العامة مبدى حتقيقها لألرباح‪ ،‬نظرا إىل أن الغاية من القيام هبذه املشروعات‪ ،‬هي إنتاج وتوفري مواد‬
‫وخدمات معينة بغض النظر عن حساب استغالل هذه املشروعات من حيث الربح واخلسارة‪.‬‬
‫ت‪ .‬الدومني املايل‪ :‬ويقصد بالدومني املايل حمفظة الدولة من األوراق املالية‪ ،‬كاألسهم والسندات اململوكة هلا‪ ،‬وقد‬
‫ازدادت أمهية هذا الدومني يف وقتنا احلايل كما حدث تطور يف مفهومه‪ ،‬فلم يعد قاصرا عن حق الدولة يف إصدار‬
‫النقود‪ ،‬بل أصبح يتضمن أساسا األسهم اليت متثل مسامهة الدولة يف املشروعات ذات االقتصاد املختلط ( اليت‬
‫جتمع بني امللكية العامة وامللك ية اخلاصة )‪ ،‬ويف السيطرة على بعض املشروعات ذات النفع العام حىت تتمكن من‬
‫توجيهها إىل حتقيق الصاحل العام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد شاكر عصفور‪ ،‬أصول الموازنة العامة‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص‪.347‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬زينب حسين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.118-115‬‬
‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .2‬الرسم‬
‫‪.1.2‬ماهية الرسم ‪ :‬الرسم عبارة عن مبلغ من النقود يدفعه الفرد جربا اىل الدولة مقابل انتفاعه خبدمة معينة تؤديها‬
‫له‪ ،‬يرتتب عليها نفع خاص له اىل جانب النفع العام‪.‬‬
‫إن الرسم عدة أنواع منها على سبيل املثال الرسوم القضائية والرسوم اجلامعية ورسم تسجيل امللكية العقارية‬
‫والرسوم املفروضة على بعض النشاطات كالصيد والذبح واحلفالت وغريها‪ ،‬وميكن توضيح خصائص الرسم كما يلي‬
‫‪.1‬‬
‫أ‪ .‬الصفة النقدية للرسم‪ :‬إذ أن الفرد عند حصوله على اخلدمة املطلوبة من إحدى اهليئات العامة يدفع مبلغا نقديا‬
‫مقابل ذلك‪ ،‬واشرتاط الصورة النقدية للرسم جاء ليساير التطور احلديث يف مالية الدولة من حيث اختاذ نفقاهتا‬
‫وإيراداهتا الصورة النقدية‪.‬‬
‫ب‪ .‬الصفة اإلجبارية‪ :‬فالرسم يدفع جربا بواسطة الفرد للهيئة اليت تؤدي اخلدمة‪ ،‬ويبدو عنصر اجلرب واضحا يف‬
‫استقالل تلك اهليئة يف وضع النظام القانوين للرسم من حيث حتديد مقداره وطريقة حتصيله‪.‬‬
‫ت‪ .‬حتقيق النفع اخلاص إىل جانب النفع العام‪ :‬ويعين ذلك أن الرسم يدفع مقابل اخلدمة اخلاصة اليت حيصل عليها‬
‫الفرد من جانب إحدى اهليئات العامة‪ ،‬وتتميز هذه اخلدمة بوجه عام بأن النفع الذي يعود من أدائها ال ينحصر‬
‫على الفرد وإمنا يتعدى ذلك لصاحل اجملتمع بأكمله‪ ،‬ويبدو هذا واضحا إذا الحظنا أن الرسوم تدفع نظري خدمات‬
‫تؤديها املرافق العامة‪ ،‬وأن هذه األخرية إمنا يقصد هبا حتقيق النفع العام‪ ،‬مثال الرسوم اليت تدفع لتسجيل امللكية‬
‫العقارية تتيح للفرد احلفاظ على حقوقه‪ ،‬كما أهنا تؤدي إىل استقرار امللكية يف اجملتمع واحلد من املنازعات‪.‬‬
‫‪ .3‬الضرائب‬
‫‪ .1.3‬تعريف الضريبة‪ :‬بالرغم من تعدد تعريفات الكتاب للضريبة إال أن أغلبهم يتفق على أهنا اقتطاع مايل إلزامي‬
‫وهنائي حتدده الدولة ودون مقابل بغرض حتقيق أهداف عامة‪.2‬‬
‫ومن خالل التعريف السابق ميكن حتديد خصائص الضريبة كما يلي‪:3‬‬
‫أ‪ .‬الضريبة مبلغ من املال‪ :‬األصل يف الضريبة أهنا مبلغ من النقود أي أهنا اقتطاع نقدي‪ ،‬فإن مت استيالء الدولة على‬
‫مبلغ غري نقدي‪ ،‬خرج األمر من نطاق الضريبة وأصبح مصادرة بالنسبة للمنقوالت‪.‬‬
‫ب‪.‬الضريبة فريضة إجبارية‪ :‬يعد فرض الضريبة وجبايتها عمال من أعمال السلطة العامة‪ ،‬مبعىن أن فرض الضريبة‬
‫وجبايتها يستند إىل اجلرب‪ ،‬وبالتايل فإن النظام القانوين للضريبة هو اختصاص أصيل للدولة ال جيوز أن يكون حمال‬
‫لالتفاق بني الدولة واألفراد‪ ،‬أي أن سعر الضريبة واملكلف بأدائها وحتصيلها وحتديد وعائها يتم بإرادة الدولة منفردة‪.‬‬
‫هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن عنصر ا إلجبار يف الضريبة يعين أن للدولة عند امتناع األفراد عن دفع الضريبة‬
‫احلق يف اللجوء إىل وسائل التنفيذ اجلربي يف حتصيل الضريبة من أموال املدين‪.‬‬

‫‪ -1‬زين العابدين ناصر‪ ،‬علم المالية العامة والتشريع المالي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1971 ،‬ص‪.35‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بوزيدة حميد‪ ،‬جباية المؤسسات‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ط‪ ،2‬ص‪.08‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عادل فليح العلي‪ ،‬المالية العامة والتشريع المالي الضريبي‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،2007 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.94-91‬‬
‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ت‪ .‬الضريبة فريضة ذات أهداف‪ :‬للضريبة أهداف متعددة منها‪:‬‬


‫ت‪ .1.‬أهداف مالية‪ :‬وترمي الضرائب إىل حتقيق غاية مالية‪ ،‬هي تغطية النفقات العامة للدولة اليت حتتاج إليها‬
‫لتسيري مرافقها العامة‪.‬‬
‫ت‪ .2.‬أهداف اقتصادية واجتماعية‪ :‬إذا كانت الغاية املالية يف ظل املالية التقليدية وفكرها هي الغاية املباشرة‬
‫للضريبة‪ ،‬فإن التطورات االقتصادية واالجتماعي ة اليت فرضت ظهور املالية العامة املتدخلة قد حولت تلك اآلثار‬
‫التقليدية إىل آثار مقصودة فأصبحت الضريبة يف تطورها األخري وسيلة ليس فقط لتحقيق غايات مالية وإمنا لتحقيق‬
‫غايات اقتصادية تتمثل يف حتقيق التوازن االقتصادي والتعجيل بالتنمية االقتصادية بوصفها إحدى أدوات السياسة‬
‫املالية‪ ،‬وغايات اجتماعية تتمثل يف حتقيق التوازن االجتماعي من خالل إعادة توزيع الدخل القومي‪.‬‬
‫ت‪ .3.‬الضريبة فريضة بدون مقابل ‪ :‬من خصائص الضريبة أهنا تدفع بدون مقابل أي أن دافعها ال يؤديها لغرض‬
‫احلصول على فائدة خاصة له‪ ،‬وعليه يدفع الضريبة بوصفه عنصرا يف مجاعة سياسية معينة تربطه هبا روابط عديدة‪،‬‬
‫وجيب عليه حتمل نفقاهتا العامة واليت تكون الزمة الستمرار وانتظام احلياة اجلماعية هبا‪ ،‬واالستفادة منها بوصفه فردا‬
‫يف مجاعة كنعمة األمن والعدل‪.‬‬
‫‪ .2.3‬أنواع الضرائب‪ :‬تضم الضرائب يف الوقت احلاضر أنواعا عديدة تتفاوت يف أمهيتها وكذلك يف آثارها‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وسنعرض فيما يلي أهم أنواع الضرائب اليت جتد تطبيقا على نطاق واسع يف الدول كافة‪:1‬‬
‫أ‪ .‬الضرائب على الدخل‪ :‬وتتمثل الضرائب على الدخل يف تلك الضرائب اليت تتخذ من الدخل وعاء هلا أي أن‬
‫املادة اخلاضعة للضريبة هو الدخل الذي يتولد للشخص الطبيعي أو املعنوي‪ ،‬وهناك نظامني لفرض الضريبة على‬
‫الدخول مها‪:‬‬
‫أ‪ .1.‬نظام الضريبة على جمموع الدخول‪ :‬وفقا هلذا النظام فان دخل املكلف الذي حصل عليه خالل السنة جيمع‬
‫يف وعاء واحد بصرف النظر عن مصادره سواء كان ناجم من أرباح جتارية أو صناعية وفوائد ودخل عقاري وتفرض‬
‫عليه ضريبة دخل واحدة‪.‬‬
‫أ‪ .2.‬نظام الضريبة النوعية على الدخل‪ :‬مبوجب هذا النظام فإن دخل املكلف يقسم إىل أنواع حبسب مصدره‬
‫وتفرض ضريبة مستقلة على كل مصدر من هذه املصادر‪.‬‬

‫‪ ‬الضرائب على رأس املال‪ :‬وتتمثل هذه الضرائب يف تلك اليت تتخذ من رأس املال وعاء هلا‪ ،‬ويقصد‬
‫برأمسال أو الثروة ما حبوزة املكلف من قيم استعماليه يف حلظة زمنية معينة سواء اختذت هذه القيم شكل‬
‫سلع مادية كاملوجودات الثابتة أو حقوق معنوية كاألسهم والسندات أو على شكل نقود‪ .‬وتتخذ‬
‫الضرائب على رأس املال أنواعا متعددة غري أن أمهها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عادل فليح العلي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.141-130‬‬
‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬الضريبة العادية على رأس املال‪ :‬تفرض هذه الضريبة على قيمة ثروة املكلف هبا كلها أو على بعض‬
‫عناصرها‪ ،‬وعادة ما تكون أسعارها منخفضة ألن وعائها من الضخامة ما يسمح باحلصول على إيرادات‬
‫غزيرة‪.‬‬
‫‪ ‬الضريبة االستثنائية على رأس املال‪ :‬تتشابه هذه الضريبة مع سابقتها من حيث أن املادة اخلاضعة هلا‬
‫هي رأس مال املكلف إال أهنا ختتلف عنها يف سعر الضريبة يف حني يكون سعر الضريبة العادية منخفضا‬
‫لجند أن الضريبة هو أهنا تفرض يف ظروف استثنائية تكون فيها الدولة بأمس احلاجة إىل هذه األموال أما‬
‫لتسديد ديون كبرية أثقلتها أو إللجناز بعض األعمال املهمة وال تتوفر لديها األموال‪.‬‬
‫ب‪ .‬الضرائب على اإلنفاق‪ :‬وهي اليت تفرض على استعماالت الدخل والثروة مبناسبة إنفاقه مبعىن آخر هي الضرائب‬
‫اليت تفرض على املكلف عند قيامه باستهالك السلع واخلدمات وتتعدد الصور اليت تتخذها الضرائب على اإلنفاق إال‬
‫أن أشهرها‪:‬‬
‫ب‪ .1.‬الضرائب اجلمركية‪ :‬وقد تطور هذا النوع من الضرائب بتوسع احلركة التجارية واختذت صيغا خمتلفة‪.‬‬
‫ب‪ .2.‬ضرائب اإلنتاج‪ :‬وهي الضرائب اليت تتخذ من السلع املنتجة حمليا وعاء هلا‪ ،‬أي أهنا الضرائب اليت تفرض‬
‫على اإلنتاج احمللي‪ ،‬وتشبه هذه الضرائب إىل حد كبري الضرائب اجلمركية إال أهنا ختتلف معها من حيث الوعاء‪،‬‬
‫فوعاء ضرائب اإلنتاج هو السلع املنتجة حمليا‪ ،‬يف حني أن وعاء الضرائب اجلمركية ( ضريبة االسترياد ) على السلع‬
‫املنتجة خارجيا‪.‬‬
‫ب‪ .3.‬الضرائب على التداول والتصرفات‪ :‬ال تنصب الضريبة فقط على الدخل عند حتققه أو إنفاقه وإمنا تسحب‬
‫أيضا على الدخل أو الثروة عند تداوله أو التصرف فيه‪ ،‬وبذلك نالحظ أن عددا من التشريعات احلديثة تفرض‬
‫الضرائب على تداول األموال‪ ،‬أو انتقاهلا من خالل التعامل‪ ،‬وكذلك على التصرفات القانونية‪.‬‬
‫وتتخذ الصور اليت جتىب هبا هذه الض رائب أشكاال عدة إذ قد حيصل أن جتىب من خالل لصق طوابع على املستندات‬
‫أو جتىب نقدا‪.‬‬
‫‪ .4‬القروض‬
‫‪ .1.4‬تعريف القرض العام‪ :‬تعرف القروض العامة بأهنا " املبالغ اليت حتصل عليها الدولة من الغري‪ ،‬مع التعهد بردها‬
‫لصاحبها مرة أخرى عند حلول آجال استحقاقها وبدفع فوائد عنها"‪.1‬‬
‫‪ .2.4‬أنواع القروض العامة‪ :‬ميكن تقسيم القروض إىل أنواع متعددة حسب طبيعة املعيار الذي يبىن التقسيم عليه‪،‬‬
‫فمن ناحية نطاق القرض‪ ،‬ميكن تقسيم القروض إىل داخلية وخارجية‪ ،‬ومن ناحية حرية االكتتاب فيها‪ ،‬ميكن‬
‫تقسيمها إىل قروض اختيارية وقروض إجبارية‪ ،‬ومن ناحية توقيت القرض أو مداه الزمين‪ ،‬ميكن التمييز بشأهنا بني‬
‫القروض املؤبدة والقروض املؤقتة بآجاهلا املتعددة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2003 ،‬ص‪.241‬‬
‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪ .‬القروض الداخلية والقروض اخلارجية‪ :‬يسمى القرض داخليا إذا كان املكتتبون يف سنداته أشخاص طبيعيون أو‬
‫اعتباريون داخل الدولة املقرتضة‪ ،‬أي عندما تكون السوق الدولية اليت يعقد فيها القرض داخل الدولة‪ .‬و يستلزم عقد‬
‫القرض الداخلي توافر املدخرات الوطنية‪ ،‬اليت تزيد عن حاجة السوق احمللية لالستثمارات اخلاصة‪ ،‬بالقدر الذي يكفي‬
‫لتحويلها لتغطية مبلغ القرض‪.‬‬
‫ويكون القرض خارجيا عندما يكون املكتتبون يف سنداته هم األشخاص الطبيعيون واالعتباريون الذين يقيمون خارج‬
‫الدولة‪ ،‬ومن مث فإن االكتتاب فيه يطرح يف السوق املالية اخلارجية‪ ،‬فالدولة تتوجه يف هذه احلالة إىل املدخرات األجنبية‬
‫‪1‬‬
‫يف دولة أخرى‪ ،‬أو تلجأ إىل مؤسسة من مؤسسات التمويل الدويل اخلارجي‪.‬‬
‫ب‪ .‬القروض االختيارية والقروض اإلجبارية‪ :‬ويقصد با لقرض االختياري‪ ،‬أن يكون األفراد أحرارا يف االكتتاب يف‬
‫سندات القرض أو عدم االكتتاب فيه‪ ،‬مراعني يف ذلك ظروفهم اخلاصة واالعتبارات املالية واالقتصادية اليت حتيط هبم‪،‬‬
‫وباملقارنة مع فرص االستثمار األخرى املتاحة هلم‪.‬‬
‫واألصل يف القروض العامة أن تكون اختيارية‪ ،‬ولكن قد حيدث أن تتجاوز الدولة عن هذا األصل‪ ،‬فتلجأ إىل‬
‫إصدار قرض إجباري ال يرتك لألفراد فيه حرية االكتتاب أو عدم االكتتاب يف سنداته‪ ،‬وإمنا جيربون عليه باألوضاع‬
‫‪2‬‬
‫اليت يقررها قانون إصدار القرض‪.‬‬
‫ث‪ .‬القروض املؤبدة واملؤقتة‪ :‬يعترب القرض مؤبدا أو دائما إذا كانت الدولة ال تلتزم بالوفاء به خالل مدة معينة مع‬
‫التزامها بدفع فوائده إىل حني الوفاء و الصفة املتقدمة هنا مقررة لصاحل الدولة دون املقرضني الدائمني إذ جيوز هلا يف‬
‫أي وقت الوفاء بالقرض املؤبد دون أن يكون من حق هؤالء االعرتاض على هذا و طلب استمرار القرض و حتصيل‬
‫فوائده‪.‬‬
‫أما القرض املؤقت أو القابل لالستهالك فتلتزم الدولة الوفاء به يف وقت معني وطبقا للقواعد املتفق عليها يف‬
‫قانون اإلصدار وقد يكون هذا الوقت تارخيا معينا و قد يكون فرتة ممتدة بني تارخيني و ميتاز الوضع األخري بإعطاء‬
‫الدولة حرية اختيار أكثر أوقات مالئمة من الناحية املالية لسداد القرض يف ما بني التارخيني املشار إليهما‪.3‬‬
‫ج‪‌.‬القروض املتوسطة و طويلة األجل و القروض قصرية األجل‪ :‬و يقصد بالقروض متوسطة و طويلة األجل تلك‬
‫‌‬
‫اليت تعقد ملدة تزيد على السنة و يطلق عليها القروض املثبتة و ال يوجد حد فاصل و دقيق بينهما من حيث املدى‬
‫الزمين لكل منهما‪ .‬و إن كان ميكن القول بصفة عامة أن القروض املتوسطة األجل ترتاوح مدهتا من سنة إىل مخس‬
‫سنوات‪ .‬وأن القروض الطويلة تسدد يف النهاية يف فرتة طويلة نسبيا من مخس سنوات فأكثر و هي عادة ما تصرف‬
‫لتمويل مشروعات التطور االقتصادي و التنمية االقتصادية أو لتمويل نفقات اجملهود احلريب أو لتغطية بعض نفقات‬
‫الدفاع الوطين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬زينب حسين عوض هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.259‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.261‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬زينب حسين عوض هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.263‬‬
‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أما القروض قصرية األجل و يطلق عليها اسم القروض السائرة فإهنا تدفع يف هناية فرتة قصرية ال تزيد عن‬
‫السنة و هي قروض تصدرها الدولة لسد عجز نقدي مؤقت خالل السنة املالية حيث ينتج هذا العجز عن سبق‬
‫اإلنفاق على اإليراد من الناحية الزمنية يف موازنة متوازنة األمر الذي يلزم معه االقرتاض حلني حتصيل اإليرادات و‬
‫خاصة الناجتة عن الضرائب املباشرة حىت يغطي هذا اإلنفاق يف املوازنة ‪.1‬‬
‫‪ .5‬اإلصدار النقد‪ :‬اجلديد‬
‫تلجأ الدولة يف العصر احلديث إىل متويل نفقاهتا العامة واالستثمارية إىل اإلصدار النقدي اجلديد‪ ،‬أو ما يسمى‬
‫التمويل بالتضخم وذلك عن طريق زيادة وسائل الدفع باإلصدار النقدي اجلديد أو عن طريق التوسع يف االئتمان‬
‫املصريف‪ ،‬وتتمثل عملية اإلصدار النقدي يف خلق كمية إضافية من النقد يتم استخدامها يف متويل النفقات العامة وفق‬
‫ضوابط حتكم عملية اإلصدار هذه من حيث الكمية واجلهة اليت تشرف على اإلصدار‪ ،‬وال تلجأ الدولة هلذا‬
‫األسلوب يف التمويل إال عندما تعجز اإليرادات العامة العادية كالضرائب والرسوم والقروض وغريها عن مواجهة‬
‫النفقات العامة‪ ،‬وعلى ذلك فإن اإلصدار النقدي اجلديد يتسق مع فكرة العجز املنظم يف املوازنة العامة‪.‬‬
‫ويتمثل اإلصدار النقدي يف خلق كمية إضافية من النقد الورقي تستخدمها الدولة يف تغطية نفقاهتا العامة‪.‬‬
‫وتستند الدولة يف هذا الصدد على سلطتها يف اإلشراف على النظام النقدي وتوجيهه‪ ،‬وحتديد القواعد اليت تسري‬
‫مبقتضاها‪ ،‬مع تعيني الكميات اليت ميكن إصدارها من النقود‪ .‬وتستطيع الدولة أن تقوم بإصدار النقود اإلضافية إذا‬
‫كانت هي اليت تتوىل عملية اإلصدار‪ ،‬أو إذا كان بنك اإلصدار – البنك املركزي‪ -‬فيها مؤمما أو إذا كان نظام إصدار‬
‫النقود يسمح بتغطية أي إصدار جديد بوساطة سندات تصدرها الدولة‪.2‬‬
‫وبوسع الدولة خلق كميات إضافية من النقود‪ ،‬تستخدمها يف تغطية نفقاهتا بواسطة االقرتاض من البنوك التجارية‬
‫اليت تستطيع خلق نوع جديد من النقود يسمى نقود الودائع أو النقود الكتابية‪ ،‬ومن مث إضافة كمية جديدة إىل‬
‫وسائل الدفع‪ ،‬وال خيتلف األثر النهائي هلذه الطريقة عن طريقة اإلصدار النقدي اجلديد يف زيادة وسائل الدفع لتمويل‬
‫النفقات العامة‪.‬‬
‫ومتثل الطريقتان السابقتان صورتان من القروض اإلجبارية اليت ال تستند إىل مدخرات حقيقية‪ ،‬وهلذا يطلق‬
‫عليهما أهنما وسيلتا متويل تضخمية‪ ،‬ملا تؤديان من زيادة يف الطلب الكلي عن العرض الكلي‪ ،‬األمر الذي يقود إىل‬
‫ارتفاع األسعار ومن مث اخنفاض قيمة النقود‪ ،‬أي قوهتا الشرائية‪ .‬ويطلق على هذه الوسيلة أيضا التضخم املايل‪ ،‬أما‬
‫التضخم مبعناه االقتصادي فيقصد به االرتفاع املستمر لألسعار‪ ،‬بفعل زيادة الطلب الكلي على السلع مقارنة بقصور‬
‫العرض الكلي عن جماراته‪ ،‬سواء كان هذا االرتفاع يعود ألسباب نقدية‪ ،‬كما يف حالة التمويل التضخمي‪ ،‬أو ألسباب‬
‫عينية تكمن يف البنيان اإلنتاجي ( الوصول إىل مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬كما هي احلال بالنسبة لالقتصاديات‬
‫املتق دمة أو إىل مجود اهليكل اإلنتاجي كحال اقتصاديات الدول النامية )‪ ،‬وال تؤدي زيادة اإلصدار إىل التضخم يف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.264‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬هارون خالد عبد الرحيم أبو وهدان‪ ،‬دور اإليرادات غير السيادية في تمويل موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية وطرق تفعيلها‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطين‪ ،2014 ،‬ص‪.46‬‬
‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مجيع األحوال‪ ،‬فال ينتج عنها ارتفاع يف األسعار إذا كانت هناك موارد إنتاجية عاطلة ميكن استخدامها يف احلال‬
‫‪1‬‬
‫لزيادة اإلنتاج‪.‬‬
‫و نستخلص مما سبق عرضه‪ ،‬أن ارتفاع األسعار قد ال يرجع إىل استخدام التضخم كوسيلة للتمويل وإمنا قد‬
‫يرجع إىل مسببات أخرى تتعلق باهليكل اإلنتاجي‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلعانات و اهلبات‪:‬‬
‫تتلقى بعض الدول (النامية) إعانات من دول أو مؤسسات أجنبية‪ ،‬وتسمى هذه اإلعانات باإلعانات اخلارجية‪،‬‬
‫وتساعد الدول النامية يف تنفيذ بعض املشاريع‪ ،‬ويف سد العجز يف موازناهتا‪ ،‬وتعترب مصدرا من مصادر اإليرادات‬
‫بالنسبة للدول اليت تتلقاها‪ ،‬بينا تعترب نوعا من أنواع النفقات بالنسبة للدول اليت تقدمها‪.‬‬
‫وقد تكون اإلعانات متأتية من أفراد الدولة نفسها أي داخلية‪ ،‬إميانا منهم بوجوب مساعدة دولتهم‪ ،‬غري أن هذه‬
‫األخرية ليست ذات تأثري كبري وبذلك نركز على اإلعانات اخلارجية‪.2‬‬
‫‪ .1.6‬أسباب ظهور االعانات و اهلبات‪ :‬ويرجع ظهور اإلعانات إىل عدة أسباب نوجزها فيما يلي‪: 3‬‬
‫أ‪ .‬األسباب االقتصادية‪ :‬تربز األسباب االقتصادية يف رغبة الدول املتقدمة اقتصاديا للتخلص من فائض إنتاجها‪.‬‬
‫فقد واجهت هذه الدول واقعا يتمثل يف جهاز إنتاجي ضخم يتحول من وضع عسكري إىل وضع مدين‪،‬‬
‫وخباصة بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬مما يرتتب عليه حتقيق فائض يف إنتاجها حباجة إىل التصدير غري ما كان‬
‫متبعا يف السابق بإعدام هذا الفائض أو إلقائه يف البحر‪ ،‬وكان السكوت عن هذا احلال وعدم البحث عن‬
‫حل هلا‪ ،‬يعين تعرض اقتصاد تلك الدول إىل االهنيار بسبب ضخامة هذا العرض وقصور الطلب الداخلي‬
‫والدويل معا‪ .‬ومن مث وجدت الدول أن إرسال فائض إنتاجها إىل الدول األخرى على هيئة مساعدات‬
‫اقتصادية يعد حال مثاليا ألنه يتخذ مظهرا إنسانيا جبانب غرضه األساس وهو إنقاذ اجلهاز اإلنتاجي من‬
‫االهنيار وإبعاد األزمات االقتصادية عنه‪ ،‬وأبرز مثال هلذه املساعدات هو مشروع مارشال حيث قدمت‬
‫الواليات املتحدة األمريكية مساعدات ضخمة لدول أوربا الغربية‪.‬‬
‫ب‪.‬األسباب السياسية‪ :‬تتمثل هذه املساعدات يف رغبة الدول الغنية يف مساعدة الدول املؤيدة هلا يف االجتاه‬
‫السياسي أو السائرة يف فلكها‪ ،‬ومثال ذلك إعانة أمريكا لدول غرب أوربا‪ ،‬وجنوب شرق آسيا‪ ،‬وبعض دول‬
‫الشرق األوسط‪ ،‬وكذلك املساعدات اليت كان يقدمها االحتاد السوفييت لدول أوربا الشرقية قبل زواله‪.‬‬
‫ت‪.‬تطور التعاون الدويل‪ :‬قاد تقارب الدول بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬وقيام هيئة األمم املتحدة إىل حبث مشاكل‬
‫التنمية االقتصادية على أصعدة أوسع من ذي قبل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عادل فليح العلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.159 -158‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد شاكر عصفور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.355‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عادل فليح العلي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.164 -163‬‬
‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولقد بدا واضحا أن وجود دول قليلة تنعم بالغىن والرفاهية إىل جانب دول كثرية تعيش يف ختلف وفقر شديدين‪،‬‬
‫أصبح أمر غري مقبول يف جمتمع دويل يفرتض املساواة بني أعضائه‪ ،‬لذلك دعت منظمة األمم املتحدة بتوصياهتا الدول‬
‫الصناعية الغنية إىل مد الدول النامية مبزيد من املساعدات االقتصادية‪ ،‬لغرض تطوير اقتصادياهتا املتخلفة‪.‬‬
‫وختتلف اإلعانات اخلارجية تبعا للزاوية اليت ينظر منها‪ ،‬فمن حيث الشروط ميكن التمييز بني اإلعانات املشروطة‬
‫وغري املشروطة‪ ،‬وتعد اإلعانات مشروطة إذا كانت الدولة ال حتصل عليها إال إذا التزمت بعمل معني وموقف حمدد‬
‫ونشاط حمدود سياسيا أو عسكريا‪.‬‬
‫وتكون اإلعانات غري مشروطة إذا كان ال يرتتب على قبوهلا أي التزام ميس سيادة الدولة على أراضيها وينتقص‬
‫من استقالهلا السياسي واالقتصادي وعالقاهتا الدولية‪.‬‬
‫ومن حيث الشكل مييز بني اإلعانة النقدية واإلعانة العينية‪ ،‬فاإلعانات النقدية هي اليت تدفع للدولة نقدا‪ ،‬أما‬
‫العينية فهي اليت تدفع للدولة على شكل سلع لالستخدام املدين أو العسكري‪.‬‬
‫وميكن القول أن اإلعانة النقدية هي أكثر مرونة من تلك العينية‪ ،‬ذلك أن الدولة قد تستفيد من النقد األجنيب‬
‫بوصفه غطاء لعملة وطنية جديدة تقوم بإصدارها‪ ،‬كما تستطيع احلصول على السلع من األسواق األجنبية اليت تراها‬
‫مناسبة هلا‪ ،‬أما اإلعانات العينية فال تصلح إال لالستعمال يف نطاقها املخصص هلا‪ ،‬كما أهنا تضيع على الدولة فرصة‬
‫االختيار بني البدائل املطروحة عند القيام بشراء السلع‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬النفقات العامة للدولة‬
‫وتشكل النفقات العامة العنصر الثاين من عناصر املوازنة العامة للدولة وسنأيت على بياهنا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬ماهية النفقات العامة‬
‫تكتسب النفقات العامة أمهيتها من كوهنا األداة اليت تساعد الدولة و هيئاهتا على ممارسة نشاطها املايل الرامي إىل‬
‫إشباع احلاجات العامة‪ ،‬وهي أيضا أداة تؤدي مع األدوات املالية األخرى دورا مهما يف حتقيق االستقرار االقتصادي‬
‫كما أهنا تسهم إىل جانب متويل النفقات اجلارية يف متويل النفقات االستثمارية وما لألخرية من دور مهم يف حتقيق‬
‫التنمية االقتصادية‪ ،‬و من هنا ازدادت أمهية النفقات العامة مع ازدياد دور الدولة يف احلياة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .1.1‬تعريف النفقة العامة‬
‫يعرف اإلنفاق العام بأنه "جمموع ما تنفقه الدولة مبختلف هيئاهتا من نفقات‪ ،‬بقصد احلصول على املوارد الالزمة‬
‫للقيام باخلدمات املشبعة للحاجات العامة وفقا ملا يرمسه القانون املنظم هلذه اهليئات ويف احلدود اليت يرمسها"‪ 1.‬و‬
‫يعرف علماء املالية العامة النفقة العامة بأهنا "مبلغ من النقود خترج من ذمة شخص عام هبدف حتقيق منفعة عامة" ‪.2‬‬
‫كما تعرف النفقات العامة بأهنا "كم قابل للتقومي النقدي يأمر بإنفاقه شخص من أشخاص القانون العام إشباعا‬
‫حلاجة عامة"‪.3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬زينب حسين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عادل فليح العلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬محمد عبد العزيز‪ ،‬محمد عمر حامد أبو دوح‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪ ، ،‬الجزء‪ ،2‬ص‪.251‬‬
‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و من خالل التعاريف السابقة يتضح أن النفقة العامة ترتكز على ثالثة عناصر هي ‪:‬‬
‫‪ -‬مبلغ نقدي‬
‫‪ -‬يقوم بإنفاقه شخص عام ‪.‬‬
‫‪ -‬الغرض منها هو حتقيق نفع عام‪.‬‬
‫وسنتناول شرح العناصر السابقة فيما يأيت‪:‬‬
‫أ‪ .‬النفقة العامة مبلغ من النقود‬
‫حىت نكون أمام نفقة عامة فال بد أن تتخذ تلك النفقة شكال نقديا أي البد من استخدام النقود من قبل الدولة‬
‫للحصول عل ما حتتاجه لتسيري مرافقها من سلع أو خدمة‪ ،‬وعليه ال تعد نفقة عامة الوسائل غري النقدية اليت كانت‬
‫تتبعها الدولة سابقا‪ ،‬و مثال ذلك إرغام األفراد على العمل سخرة بدون أجر أو جباية ما حتتاجه عينا من األفراد دون‬
‫مثن‪ ،‬و كذلك املزايا العينية كالسكن اجملاين و التغذية و اإلعفاء من الضرائب‪. 1‬‬
‫و يتضح مما سبق أنه مع التطور الذي حصل مل يعد مقبوال أن تدفع الدولة لألفراد مقابال عينيا مقابل حصوهلا‬
‫على السل ع و اخلدمات‪ ،‬بل قاد هذا التطور بالنظام االقتصادي إىل االنتقال من اقتصاد املقايضة أو االقتصاد العيين‬
‫إىل االقتصاد النقدي‪ ،‬حيث انتشر استخدام النقود يف التبادل‪ ،‬ومت اعتمادها من قبل اجملتمع للحصول على السلع و‬
‫اخلدمات‪ ،‬و أصبح اإلنفاق العام يتم بشكل نقدي‪ ،‬ويرجع ذلك لألسباب التالية‪: 2‬‬
‫‪ -‬أن استخدام الدولة للنقود يف اإلنفاق يسهل ما يقتضيه النظام املايل احلديث من تقرير مبدأ الرقابة بصورها‬
‫املتعددة على النفقات العامة‪ ،‬ضمانا حلسن استخدامها‪ ،‬بناء على الضوابط و القواعد اليت حتقق مصاحل‬
‫األفراد العامة‪ ،‬أضف إىل ذلك أن الرقابة على اإلنفاق العيين ميثل صعوبة كبرية‪ ،‬نظرا لصعوبة تقييم هذا النوع‬
‫من اإلنفاق‪.‬‬
‫‪ -‬أن نظام اإلنفاق العيين‪ ،‬يؤدي إىل اإلخالل مببدأ املساواة و العدالة بني األفراد و االستفادة من نفقات‬
‫الدولة يف توزيع األعباء والتكاليف العامة بني األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬أن رسوخ مبادئ الدميقراطية أدى إىل عدم إكراه األفراد على ممارسة أعماهلم عن طريق السخرة (بدون‬
‫أجر ) لتنايف ذلك مع حرية اإلنسان و كرامته‪.‬‬
‫‪ -‬أن اإلنفاق العيين يثري العديد من املشاكل اإلدارية و التنظيمية و يؤدي إىل عدم الدقة‪ ،‬و قد يؤدي إىل‬
‫حماباة بعض األفراد و إعطائهم مزايا عينية دون غريهم ‪.‬‬
‫ونتيجة لألسباب السالفة الذكر‪ ،‬فإن النفقات العامة دائما تتم يف صور نقدية‪ ،‬وهو ما أدى إىل ازدياد حجمها‪،‬‬
‫و بالتايل ازدياد حجم الضرائب (كمصدر أساسي لإليرادات) وغريها من األعباء العامة مع توزيع أعدل هلذه األعباء‬
‫كل حسب مقدرته التكليفية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عادل فليح العلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29-28‬‬
‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪‌.‬النفقة العامة يقوم هبا شخص عام‬


‫العنصر الثاين من عناصر النفقة العامة هو صدورها عن جهة عامة‪ ، .1‬وبالتايل ال تعترب نفقة عامة املبالغ اليت‬
‫ينفقها األشخاص اخلاصة الطبيعية واالعتبارية‪ ،‬حىت و لو كانت هتدف إىل حتقيق نفع عام‪ ،‬فإذا تربع أحد األشخاص‬
‫باملبالغ الالزمة لبناء مستشفى أو مدرسة‪ ،‬فإن ذلك ال يعترب نفقة عامة و يدخل يف إطار اإلنفاق اخلاص‪ ،‬فاحلديث‬
‫عن النفقات العامة يعين‪ ،‬النفقات اليت تصدر عن الدولة‪ ،‬إال أن هذه النقطة هي موضع نقاش يف الفكر املايل‪ ،‬الذي‬
‫اعتمد على معيارين للتمييز بني النفقة العامة والنفقة اخلاصة‪ ،‬يرتكز املعيار األول عن اجلهة اليت يصدر عنها اإلنفاق‪،‬‬
‫وهو ما يطلق عليه املعيار القانوين‪ ،‬ويعتمد املعيار الثاين على الوظيفة اليت تؤديها النفقة العامة‪ ،‬وهو ما يسمى املعيار‬
‫الوظيفي‪.2‬‬
‫ب‪ .1.‬املعيار القانوين‪ :‬ويعتمد هذا املعيار على الطبيعة القانونية للجهة اليت تقوم باإلنفاق‪ ،‬فهي اليت حتدد طبيعة‬
‫النفقة و ما إذا كانت عامة أو خاصة‪ ،‬وبالتايل النفقات العامة هي الصادرة عن الشخصيات املعنوية العامة‪ ،‬وهي‬
‫الدولة و اهليئات العامة القومية و احمللية و املؤسسات العامة‪ ،‬يف حني أن النفقات اخلاصة هي اليت تصدر عن‬
‫أشخاص القانون اخلاص‪ ،‬من أفراد و شركات و مجعيات خاصة‪.‬‬
‫ويستند القائلون هبذا املعيار إىل اختالف طبيعة نشاط أشخاص القانون العام عن طبيعة نشاط األشخاص‬
‫املعنوية اخلاصة‪ ،‬ويعود االختالف إىل أن هدف األشخاص املعنوية العامة‪ ،‬هو حتقيق املصلحة العامة‪ ،‬ويعتمد يف‬
‫ذلك على السلطات اآلمرة‪ ،‬أي على القوانني و القرارات اإلدارية‪ ،‬بينما يهدف نشاط األشخاص املعنوية اخلاصة إىل‬
‫حتقيق املصلحة اخلاصة‪ ،‬اليت تعتمد على التعاقد‪ ،‬ومبدأ املساواة بني املتعاقدين ‪.‬‬
‫يتسق هذا املعيار القانوين مع الفكر التقليدي الذي يؤمن بدور الدولة احلارسة اليت تقوم بالوظائف التقليدية‬
‫احملددة‪ ،‬وهي األمن ا لداخلي و العدالة و بعض املرافق العامة‪ ،‬ومع تطور وانتقال الدولة من الدولة احلارسة إىل الدولة‬
‫املتدخلة إىل املنتجة‪ ،‬مل يعد دورها يقتصر على الوظائف التقليدية الضيقة بل امتد ليشمل كثريا من األعمال اليت‬
‫تدخل يف نشاط األشخاص اخلاصة‪ ،‬وأصبح املعيار القانوين قاصرا على جمارات الواقع العملي و التطور الذي حلق‬
‫احلياة االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬الهنيار األساس الذي يقوم عليه وهو اختالف نشاط الدولة عن نشاط األفراد‪ ،‬وهو‬
‫ما أدى إىل ظهور املعيار الوظيفي ‪.‬‬
‫ب‪ .2.‬املعيار الوظيفي ‪ :‬ويعتمد هذا املعيار يف التفرقة بني النفقة العامة و النفقة اخلاصة على الطبيعة الوظيفية‬
‫للشخص القائم باإلنفاق‪ ،‬ال على طبيعته القانونية‪ ،‬حيث حتدد طبيعة النفقات العامة‪ ،‬طبقا هلذا املعيار على أساس‬
‫طبيعة الوظيفة اليت ختصص هلا النفقات‪ ،‬وبناءا على ذلك تعترب النفقات عامة إذا قامت هبا الدولة بصفتها السيادية‪،‬‬
‫أما ال نفقات اليت تقوم هبا الدولة وهي بصدد ممارسة نشاط اقتصادي مماثل للنشاط الذي ميارسه األفراد‪ ،‬كما هو‬
‫احلال بالنسبة إىل املشروعات اإلنتاجية اليت تتوالها الدولة‪ ،‬فإهنا تعترب نفقة خاصة وليست عامة‪ ،‬والتفرقة بني النفقات‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عادل فليح العلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬خالد شحادة الخطيب‪ ،‬أحمد زهير شامية‪ ،‬أسس المالية العامة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،2005 ،‬ط‪ ،2‬ص‪.56‬‬
‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اخلاصة والنفقات العامة إمنا تستهدف قياس تأثري التدخل احلكومي يف احلياة االجتماعية للجماعة بصفة عامة‬
‫واالقتصادية بصفة خاصة‪.‬‬
‫ت‪‌ .‬حتقيق املنفعة العامة‬
‫ال يكفي أن يتحقق الركنان السابقان حىت نكون أمام نفقة عامة‪ ،‬بل جيب أن يؤدي اإلنفاق العام إىل حتقيق‬
‫منفعة عامة‪ ،‬أي أنه من الضروري أن تستخدم النفقة العامة من أجل إشباع حاجة عامة‪.‬‬
‫ويستند عنصر حتقيق املنفعة العامة على مربرين اثنني ‪:‬‬
‫أن الدافع وراء النفقات العامة هو وجود حاجة لدى األفراد تتوىل الدولة أو إحدى هيئاهتا إشباعها نيابة عن األفراد‪.‬‬
‫ويتمثل يف مبدأ املساواة بني املواطنني يف حتمل األعباء العامة‪ ،‬ألن مساواة األفراد يف حتمل عبء الضريبة ال يكفي‬
‫لتحقيق مبدأ املساواة‪ ،‬إذا أنفقت حصيلة الضرائب لتحقيق منافع خاصة لبعض األفراد على حساب البعض اآلخر أو‬
‫على فئة على حساب فئة أخرى‪. 1‬‬
‫ويتسع مفهوم النفع العام ليشمل حتقيق األهداف االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬فاإلنفاق العام قد يكون هبدف تقليل‬
‫الفجوة يف توزيع الدخل بني األغنياء والفقراء من خالل تقدمي بعض اإلعانات النقدية للفقراء‪ ،‬مثل إعانات الغذاء‬
‫واخلدمات الصحية والتعليمية ‪...‬اخل‪ ،‬كما قد يهدف إىل حتقيق االستقرار االقتصادي مثل احلد من البطالة‪ ،‬حماربة‬
‫التضخم‪ ،‬حتقيق تنمية إقليمية متوازنة بني أقاليم الدولة‪ ،‬فجميع هذه األهداف وغريها اليت يتقرر يف نطاقها اإلنفاق‬
‫العام تؤدي إىل حتقيق منفعة عامة ألفراد اجملتمع وإذا انتفت املنفعة العامة من أشخاص القانون العام فإن إنفاقهم ال‬
‫يعد إنفاقا عاما‪. 2‬‬
‫‪ .2‬قواعد النفقة العامة‬
‫باإلضافة إىل ما سبق ذكره من تعريف للنفقة العامة وبيان أركاهنا‪ ،‬فإن لإلنفاق العام قواعد حتكمه‪ ،‬وهي قاعدة‬
‫املنفعة وقاعدة االقتصاد و قاعدة الرتخيص‪ ،‬وفيما يلي شرح هلذه القواعد الثالثة ‪:‬‬
‫‪ .1.2‬قاعدة املنفعة‪ :‬ويقصد هبذه القاعدة أن يكون هدف النفقة العامة هو حتقيق أكرب قدر من املنفعة بأقل تكلفة‬
‫ممكنة‪ ،‬أو حتقيق أكرب رفاهية ألكرب عدد من أفراد اجملتمع‪ 3.‬و النفقة اليت تسعى الدولة إىل حتقيقها‪ ،‬ختتلف عن‬
‫املفهوم الضيق لدى األفراد للمنفعة‪ ،‬إذ أن نظرة الدولة لإلنفاق العام ال تقتصر على اإلنتاجية احلدية و الدخل العائد‬
‫منه‪ ،‬بل تتعداه ليكون هدفها من اإلنفاق العام هو زيادة الطاقة اإلنتاجية للمجتمع و زيادة إنتاجية الفرد‪ ،‬وتقليل‬
‫التفاوت بني خمتلف طبقات اجملتمع‪ ،‬باإلضافة إىل مواجهة املخاطر اليت يتعرض هلا األفراد بسبب التقلبات احلادة يف‬
‫دخوهلم‪ ،‬و ذلك من خالل ما تقدمه من إعانات ملختلف شرائح اجملتمع‪ ،‬على حنو مدروس وهادف يضمن إعادة‬
‫توزيع الدخل و الثروة بني األفراد‪ ،‬عن طريق ما يسمى بالنفقات االقتصادية و االجتماعية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬خبابة عبد هللا‪ ،‬أساسيات في اقتصاد المالية العامة‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2009 ،‬ص‪.63‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بن عزة محمد‪"،‬ترشيد سياسة اإلنفاق العام بإتباع مبدأ االنضباط باألهداف"‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،2010/209 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬خبابة عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وهنا يثار موضوع آخر متعلق بقاعدة املنفعة يف حد ذاهتا‪ ،‬وهو حتديد أولويات اإلنفاق العام‪ ،‬و دور الدولة هبذا‬
‫اخلصوص هو املوازنة بني املنافع لتحقيق أقصى منفعة اجتماعية‪ ،‬حيث يقرر يف ضوء امليزانية حتديد اجملاالت اليت‬
‫حتظى باألولوية يف اإلنفاق العام‪ ،‬باإلضافة إىل مراعاة احتياجات خمتلف النواحي و األقاليم املختلفة‪ ،‬وكذلك خمتلف‬
‫الطبقات االجتماعية‪ ،‬إذ أن هذه األولويات ختتلف من اقتصاد إىل آخر‪ ،‬وحىت داخل االقتصاد الواحد ختتلف من‬
‫منطقة إىل أخرى ومن مرحلة إىل أخرى‪. 1‬‬
‫أي جيب أن تتخذ من التخطيط االقتصادي الشامل أداة لوضع األهداف العامة‪ ،‬وكيفية الوصول إليها ‪ ،‬معتمدة‬
‫يف ذلك على املعلومات و البيانات و اإلحصاءات املتوفرة الالزمة لتحقيق أقصى منفعة عامة ممكنة‪ ،‬وفق معيار أو‬
‫آخر‪ ،‬حتدده االعتبارات السياسية و االقتصادية و االجتماعية‪. 2‬‬
‫ولذلك فإن شرط املنفعة أساسيا يف قيام الدولة بعملية اإلنفاق‪ ،‬إذ ال ميكن أن تتم عملية اإلنفاق دون حتقيق‬
‫نفع عام يعود على أفراد اجملتمع‪ ،‬وإال تفقد النفقة العامة مربراهتا‪ ،‬ويف هذا اخلصوص‪ ،‬فإن الدولة تعمد يف غالب‬
‫األحيان إىل توجيه النفقة مبا يضمن حتقيق املنفعة‪ ،‬وهي يف ذلك ترتكز على معطيات عملية مستمدة من واقع األفراد‬
‫حىت حتدد احتياجاهتم بالضبط وتقوم بتخصيص اإلنفاق تبعا لذلك‪.‬‬
‫‪ .2.2‬قاعدة االقتصاد ‪ :‬و املقصود بقاعدة االقتصاد االبتعاد عن التبذير و اإلسراف الذي يؤدي إىل ضياع أموال‬
‫عامة يف غري وجهها‪ ،‬كان من املمكن أن توجهها إىل جماالت أكثر منفعة‪ ،‬باإلضافة إىل أن هذه احلالة تضعف الثقة‬
‫العامة يف مالية الدولة‪ ،‬وتعطي للمكلفني بدفع الضريبة مربرا للتهرب منها‪. 3‬‬
‫وهنا جيب التفريق بني حالة التبذير وحالة التقتري وحالة االقتصاد‪ ،‬فالتبذير هو اإلنفاق يف غري ضرورة أو نفع‪ ،‬أو‬
‫يف ضرورة ولكنها ال توازي يف قيمتها املبلغ املنفق‪ ،‬كزيادة عدد املوظفني عن القدر الضروري لسري املصاحل وهو ما‬
‫يؤدي إىل صرف رواتب دون مقابل‪ ،‬أما ا حلالة الثانية فهي حالة التقتري أو الشح وتعين اإلحجام عن اإلنفاق حىت يف‬
‫احلاالت الضرورية وذات األمهية‪ ،‬كاالمتناع عن اإلنفاق يف بناء املصاحل الضرورية لسري اخلدمات العامة‪ ،‬ومثال ذلك‬
‫قد يتطلب األمر يف بناء مدرسة أن تكون ذات ثالثني قسما تبعا حلجم املنطقة السكنية‪ ،‬فتقوم اإلدارة حبجة‬
‫االقتصاد ببناء مدرسة بعشرين قسما‪ ،‬مما يؤدي إىل تكدس الطلبة و تقليل املنفعة ‪.‬‬
‫أما االقتصاد يف اإلنفاق فهو أن تتجنب اإلدارة التقتري و التبذير‪ ،‬أو هو ترشيد اإلنفاق أو هو بعبارة أخرى‬
‫حسن التدبري‪ ،‬أي إنفاق ما يلزم من أموال‪ ،‬مهما بلغت كميتها‪ ،‬قياسا على ما ميكن أن تعود به من نفع عام‪ ،‬و‬
‫يتحقق ذلك من خالل االهتمام جبوهر املوضوع و االبتعاد عن اإلنفاق على اجلوانب اليت ال تشكل عنصرا أساسيا يف‬
‫املوضوع‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد طاقة‪ ،‬هدى العزاوي‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬عمان‪ ،2007 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.35‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬خبابة عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد طاقة‪ ،‬هدى العزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عادل فليح العلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54-53‬‬
‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .3.2‬قاعدة الرتخيص‪ :‬وتعين هذه القاعدة هو عدم جواز الصرف إال بعد حصول اإلذن بذلك من اجلهة املختصة‬
‫سواء كانت السلطة التشريعية كما هو احلال يف عموم املوازنات العامة‪ ،‬أو اجلهات اإلدارية املخولة قانونا بالصرف‪.1‬‬
‫وتظهر أمهية هذه القاعدة‪ ،‬أهنا ضرورية لتحقيق القاعدتني السابقتني‪ ،‬ومها قاعدة املنفعة‪ ،‬وقاعدة االقتصاد و‬
‫التدبري‪ ،‬والتأكد من استمرار حتققه ا من خالل كل ما يتعلق بالنشاط املايل للدولة‪ ،‬وهو ما يتمثل يف احرتام‬
‫اإلجراءات القانونية‪ ،‬اليت تتطلب التدابري التشريعية السارية‪ ،‬عند إجراء اإلنفاق العام‪ ،‬بواسطة خمتلف أساليب الرقابة‬
‫املتعارف عليها ‪.‬‬
‫وتعد هذه القاعدة مظهرا آخر من مظاهر االختالف بني املالية العامة و املالية اخلاصة اليت ال حتتاج إىل إجراءات‬
‫و موافقة مسبقة بل يكفي أن تصدر املوافقة ممن ميلك حق اإلنفاق‪ ،‬الفرد أو الشركة اخلاصة‪ ،‬دون احلاجة إىل موافقة‬
‫مسبقة‪.2‬‬
‫وبالتايل ميكن القول أن أمهية النفقة العامة تتطلب خضوعها لضوابط وقواعد حتكمها‪ ،‬وتضمن إذ ال ميكن تصور‬
‫نفقة عامة دون حتقيق نفع عام من وراءها‪ ،‬وهو اهلدف الذي تسعى الدولة إىل حتقيق أكرب قدر منه‪ ،‬رغبة منها يف‬
‫حتسني ظروف املواطنني‪ ،‬كما أن قاعدة االقتصاد هي ا ألخرى تعد أساسية لضمان عقالنية اإلنفاق العام وترشيده‬
‫واالبتعاد عن كل أشكال اإلسراف والتبذير‪ ،‬إضافة إىل أن قاعدة الرتخيص هي األخرى تضع النفقة العامة يف إطار‬
‫قانوين ال ميكن القفز عليه‪ ،‬إذ ال يكمن صرف النفقة إال بإذن وترخيص من اجلهة املخولة قانونا باألمر بالصرف‪،‬‬
‫وهذا يف حد ذاته يضمن عدم صرف أي نفقة خارج األطر القانونية السارية‪.‬‬
‫‪ .3‬تقسيمات النفقات العامة‬
‫إن تطور دور الدولة ومهامها أدى إىل تنوع النفقات العامة‪ ،‬وأن البحث يف تقسيم النفقات العامة يعين دراسة‬
‫هذه النفقات من حيث تركيبها‪ ،‬ومضموهنا وطبيعتها‪ ،‬و أن كل دولة أخذت بالتقسيمات اليت تتالءم و ظروفها‬
‫ودرجة تطورها االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬بشكل يسهل صياغة و إعداد امليزانية هبدف ضمان حتقيق الكفاءة و‬
‫الفعالية يف تنفيذها ‪.‬‬
‫و بالرغم من تعدد و تنوع تقسيمات النفقة العامة سواء على مستوى الكتابات االقتصادية و املالية أو على‬
‫املستوى التطبيقي الذي تظهره موازنات الدول‪ .3‬وأهم هذه التقسيمات هي‪:‬‬
‫‪ .1.3‬التقسيمات االقتصادية‪:‬‬
‫ويف نطاق التقسيمات االقتصادية للنفقات العامة يتم االستناد إىل عدد من املعايري يف تصنيف النفقات العامة‬
‫ومن أهم تلك املعايري‪:‬‬
‫‪ -‬معيار طبيعة النفقة ‪.‬‬
‫‪ -‬معيار دورية النفقة ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬خالد شحادة الخطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬وآخرون‪ ،‬المالية العامة الضرائب والنفقات العامة‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.271-263‬‬
‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬معيار الغرض من النفقة ‪.‬‬


‫و استنادا إىل كل معيار من املعايري السابقة‪ ،‬يتم التمييز بني أنواع من النفقات‪:‬‬
‫أ‪‌ .‬معيار طبيعة النفقة‬
‫ووفقا هلذا املعيار تقسم النفقات إىل حقيقية وحتويلية‪:‬‬
‫أ‪ .1.‬النفقات احلقيقية‪ :‬وهي متثل املشرتيات احلكومية من سلع و خدمات إنتاجية )األرض – العمل –رأس املال(‬
‫ضرورية لقيام احلكومة بوظائفها التقليد ية من أمن و دفاع وعدالة واملرافق العامة‪ ،..‬باإلضافة إىل القيام بالدور احلديث‬
‫للدولة يف النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫وتتضمن النفقات احلكومية احلقيقية بدورها جمموعتني من النفقات‪:‬‬
‫‪ ‬النفقات االستهالكية‪ :‬و اليت متثل النفقات احلكومية اجلارية و يتم إنفاقها يف سبيل تسيري األعمال‬
‫احلكومية‪ ،‬وإشباع احلاجات اجلارية مثل مرتبات و أجور موظفي الدولة‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات الرأمسالية‪ :‬وهي النفقات اليت متثل إضافة للمكون الرأمسايل للمجتمع‪ ،‬ويدخل يف نطاق هذه‬
‫اجملموعة كل ما يتم إنفاقه على مشروعات البنية التحتية – اجلسور –السدود ‪...‬اخل‪.‬‬
‫أ‪ .2.‬النفقات احلكومية التحويلية ‪ :‬وهي تلك النفقات اليت ال تتم مبقابل معني أي أهنا تكون من جانب احلكومة‬
‫إىل بقية قطاعات االقتصاد القومي مثل القطاع املنزيل والقطاع اإلنتاجي وقطاع العامل اخلارجي‪ ،‬وذلك دون حصول‬
‫الدولة على أي مقابل نقدي أو عيين‪ ،‬و بناءا على ذلك فإهنا ال متثل عنصرا من عناصر الدخل القومي بالرغم من‬
‫أهنا متثل دخال إضافيا ملن حيصل عليها دون مطالبة مستلمي تلك الدخول بتقدمي أي نوع من اخلدمات أو السلع يف‬
‫املقابل‬
‫وبصفة عامة و استنادا إىل اهلدف من إنفاق املدفوعات التحويلية ميكن أن تقسم إىل ثالثة أشكال هي ‪:‬‬
‫‪ ‬النفقات حتويلية اقتصادية‪ :‬وتتمثل تلك النفقات يف اإلعانات احلكومية لبعض املشروعات اإلنتاجية و‬
‫اليت يكون اهلدف منها تشجيع تلك الوحدات على زيادة اإلنتاج و ختفيض أسعار بعض السلع و‬
‫اخلدمات و اليت تكون يف غالبيتها إما سلعا أو خدمات استهالكية ضرورية أو سلعا و خدمات‬
‫تصديرية ‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات التحويلية االجتماعية‪ :‬وهي نوع من النفقات احلكومية اليت تتم دون مقابل يكون اهلدف‬
‫منها هو حتقيق البعد االجتماعي من اإلنفاق العام مثل إعانات البطالة اليت يتم منحها لألفراد الذين‬
‫يفقدون وظائفهم ألسباب خارجة عن إرادهتم‪ ،‬اإلعانات املقدمة لكبار السن و العجزة‪ ،‬اإلعانات‬
‫املقدمة يف حاالت الكوارث ‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات التحويلية املالية‪ :‬وهي متثل نوعا من النفقات احلكومية اليت يكون اهلدف منها هو مواجهة‬
‫أعباء االقرتاض العام‪ ،‬واليت تتمثل يف فوائد الدين العام و استهالكه‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪‌ .‬معيار دورية النفقة احلكومية‪ :‬وفقا هلذا املعيار يتم تقسيم النفقات العامة أو احلكومية إىل نوعني من النفقات‬
‫وهي النفقات احلكومية اجلارية و النفقات احلكومية الرأمسالية‪.‬‬
‫ب‪ .1.‬النفقات احلكومية اجلارية‪:‬‬
‫و تشمل النفقات احلكومية اليت يرتتب على إنفاقها زيادة يف رأس املال االجتماعي أو زيادة يف رأس املال‬
‫اإلنتاجي باملؤسسات أو اهليئات احلكومية‪ ،‬فكافة هذه األموال أو على األقل غالبيتها تتسم بالدورية و التكرار من‬
‫سنة إىل أخرى وتسمى بالنفقات العادية‪.‬‬
‫وتعد هذه النفقات ضرورية لتشغيل املرافق العامة مبختلف مستوياهتا اإلدارية سواء عل املستوى املركزي أو على‬
‫املستوى احمللي‪ ،‬وأيضا ضرورية لتأدية األعمال احلكومية وتشمل بنود الرواتب و األجور ومصروفات الصيانة و فواتري‬
‫املياه و الكهرباء‪ ...‬اخل‪.‬‬
‫ب‪ .2.‬النفقات احلكومية الرأمسالية‪:‬‬
‫هذه النفقات ترتبط بفرتة زمنية معينة وحمددة من خالل مصادر حتويلية غري عادية كالقروض و اإلصدار النقدي‪،‬‬
‫ومنها اإلنفاق على املشاريع التنموية‪ ،‬والنفقات االستثنائية واليت تتطلبها االحتياجات الطارئة كالنفقات احلربية‬
‫ونفقات إصالح األضرار ونفقات مكا فحة البطالة‪ ،‬ونفقات اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬ويطلق على هذا الصنف من‬
‫النفقات العامة اسم النفقات غري العادية‪. 1‬‬
‫ت‪‌.‬معيار الغرض من النفقة‪:‬‬
‫واستنادا إىل هذا املعيار ميكن تصنيف النفقة احلكومية يف ثالثة جمموعات وهي‪:‬‬
‫ت‪ .1.‬النفقة احلكومية اإلدارية‪ :‬واليت تتضمن مجيع النفقات الالزمة لسري املرافق احلكومية من دفاع و أمن و عدالة‬
‫وكافة املرافق االقتصادية و اإلدارية‪ ...‬اخل ‪ .‬فجميعها تكاليف ضرورية لقيام الدولة بوظيفتها اإلدارية‪ ،‬ويتم تصنيفها‬
‫على أهنا نفقات جارية‪.‬‬
‫ت‪ .2.‬النفقات احلكومية االقتصادية‪ :‬وتتضمن النفقات اليت تقوم احلكومة بإنفاقها خلدمة أهدافها االقتصادية‪،‬‬
‫كتشجيع وحدات القطاع اخلاص على زيادة اإلنتاج‪ ،‬و أيضا زيادة الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد القومي من خالل‬
‫زيادة املتاح من استثمارات البنية األساسية لزيادة كفاءهتا‪ ،‬أو زيادة االستثمارات يف القطاع العام‪.‬‬
‫ت‪ .3.‬النفقات احلكومية االجتماعية‪:‬‬
‫ومجيع هذه النفقات يغلب عليها الطابع االجتماعي حيث يكون اهلدف الرئيسي من إنفاقها هو زيادة مستوى‬
‫الرفاهية ألفراد اجملتمع بصفة عامة و الفقراء بصفة خاصة‪ ،‬و استنادا إىل ذلك فإن غالبية إن مل يكن مجيع نفقات‬
‫برامج الرفاهية‪ ،‬تعد نفقات اجتماعية مثل إعانات الفقراء‪ ،‬إعانات الرعاية الصحية ‪ ،‬إعانات البطالة ‪..‬اخل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بن عزة محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومما جيب اإلشارة إليه هنا هو أن تقسيم النفقات العامة إىل نفقات إدارية و اجتماعية ليس تقسيما قطعيا‪،‬‬
‫فالعديد من النفقات االقتصادية ينجم عنها العديد من اآلثا ر االجتماعية‪ ،‬كما أن العديد من النفقات اليت يتم‬
‫تصنيفها على أهنا نفقات اجتماعية ينجم عنها آثار اقتصادية مرتاكمة ومتنامية‪.‬‬
‫‪ .2.3‬التقسيمات الوضعية أو العملية‬
‫يقصد بتصنيف النفقات العامة وفق املعيار الوضعي أو العملي‪ ،‬ذلك التصنيف املعمول به يف امليزانيات العامة‬
‫التقليدية و احلديثة‪ ،‬فاملوازنات متيل أحيانا إىل األخذ باعتبارات ختتلف متاما عن االعتبارات العلمية‪ ،‬واليت تستند إىل‬
‫اعتبارات عملية‪ ،‬وخاصة االعتبارات التارخيية و االعتبارات اإلدارية و االعتبارات الوضعية‪ ،‬و أهم تلك‬
‫التقسيمات‪: 1‬‬
‫أ‪ .‬التقسيم اإلدار‪ ::‬وينصرف التقسيم اإلداري للنفقات العامة تبعا للهيئات اإلدارية اليت تقوم هبا‪ ،‬وبصرف النظر‬
‫عن أوجه نشاط هذه اهليئات‪ ،‬أي بصرف النظر عن الوظائف اليت تقوم هبا هذه اهليئات ‪ ،‬ووفق هذا التقسيم يتم‬
‫تصنيف النفقات العامة يف امليزانية العامة إىل عدد من األبواب حيث خيصص كل باب جلهة إدارية أو وزارة‬
‫معينة‪ ،‬وكل باب خاص بوزارة ينقسم إىل فروع وهكذا ‪.‬‬
‫وقد أخذ على التقسيم اإلداري صفته اإلدارية البحتة وعدم اهتمامه بتجميع النفقات حسب موضوعها‪ ،‬مما‬
‫أدى إىل صعوبة معرفة املقدار الكلي لكل نوع من النفقات‪ ،‬حيث أن النوع الواحد منها يوجد موزعا بني الوزارات و‬
‫املصاحل املختلفة‪ ،‬وقد يصعب استخالصه من بني اعتمادات كل وزارة ‪.‬‬
‫ب‪ .‬التقسيم الوظيفي ‪ :‬وينصرف التقسيم الوظيفي إىل تقسيم النفقات العامة‪ ،‬تبعا للوظائف اليت تقوم هبا الدولة‬
‫دون االهتمام بطبيعة النفقة‪ ،‬وهبذا الشكل جتمع كافة النفقات اليت ترمي إىل حتقيق نفس الغرض يف قسم واحد حىت‬
‫ولو كانت موزعة على عدة وزارات أو مصاحل‪ ،‬فمثال وظيفة الصحة ميكن أن تتم تأديتها من قبل وزارة الصحة‪،‬‬
‫ووزارة الرتبية )الصحة املدرسية (‪ ،‬ووفق هذا التقسيم ينظر إىل إنفاق الدولة يف نطاق الغرض الذي يسعى إىل حتقيقه‬
‫من ورائه‪ ،‬ومن مث جتمع كل النفقات اليت ترمي إىل حتقيق نفس الغرض يف قسم واحد‪ ،‬وما يالحظ هو أن التقسيم‬
‫الوظيفي للنفقات العامة هو الصورة الغالبة يف الوقت احلايل يف موازنات الدول املختلفة‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مبادئ املوازنة العامة للدولة‬
‫ختضع املوازنة العامة لعدد من املبادئ والقواعد اليت جيب األخذ هبا يف خمتلف مراحل إعدادها‪ ،‬حبيث تضمن هلا‬
‫مقومات الوضوح والواقعية وحسن استخدام األموال والرقابة عليها من اجلهات صاحبة االختصاص‪ ،‬وختتلف هذه‬
‫املبادئ يف الزمان واملكان وفق التشريع الوضعي لكل دولة‪.‬‬
‫غري أنه جيب التأكيد على أن هذه القواعد ليست أمورا ثابتة ال ميكن للحكومة جتاوزها أو اخلروج عليها‪ ،‬فقد‬
‫تواجه بعض احلكومات مشاكل اقتصادية أو مالية جتربها أحيانا على اخلروج عن هذه القواعد‪ ،‬ولذلك من الضروري‬
‫أن يتوفر للموازنة العامة قدر كبري من املرونة يضمن هلا مواجهة املواقف املتغرية من وقت آلخر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬زينب حسين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.53-52‬‬
‫‪29‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وقد ارتبطت هذه املبادئ باملفهوم الكالسيكي للموازنة العامة الذي كان سائدا يف القرن التاسع عشر والقرن‬
‫العشرين‪ ،‬إال أن تغري الظروف يف الوقت احلاضر‪ ،‬أحلق هبذه املبادئ كثريا من االستثناءات حىت أصبحت يف حاجة‬
‫إىل التعديل مبا يالئم التطور احلديث للمالية العامة‪.1‬‬
‫وسنتناول فيما يلي هذه القواعد‪ ،‬مع بيان أهم االستثناءات اليت أدخلتها عليها االجتاهات احلديثة يف املالية‬
‫العامة‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مبدأ وحدة املوازنة‬
‫‪ .1‬تعريف‪ :‬يقصد مببدأ وحدة املوازنة هو إدراج كافة النفقات واإليرادات للدولة املتوقع إنفاقها أو حتصيلها خالل‬
‫‪2‬‬
‫دورة املوازنة يف وثيقة واحدة أي يف موازنة واحدة وبعبارة أخرى عدم تعدد املوازنات‪.‬‬
‫‪ .2‬مربرات مبدأ وحدة املوازنة‪:‬‬
‫يعود مبدأ وحدة املوازنة إىل العديد من املربرات أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬وجود حساب موحد للدولة يوضح ويسهل مهمة الوقوف على حقيقة املركز املايل للدولة ملن أراد ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬يسهل مبدأ الوحدة املقارنة بني جمموع املوارد وجمموع النفقات وبيان ما إذا كان هناك تعادل بينهما‪ ،‬إذ قد‬
‫خيفي تعدد املوازنات أو احلسابات عجزا ماليا كبريا عند حتول بعض النفقات من املوازنات العامة إىل‬
‫حسابات خاصة أو موازنات مستقلة‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي إىل سهولة حتديد نسبة النفقات العامة واإليرادات العامة إىل جمموع الدخل القومي بوجود أرقامها يف‬
‫صك واحد للموازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬متكني السلطة التشريعية من أخذ فكرة واضحة وكاملة عن الوضعية املالية للدولة وسري الرقابة املالية فيها‪ ،‬من‬
‫خالل وجود وثيقة واحدة جتمع فيها كافة نفقات الدولة وإيراداهتا‪ ،‬حيث أن تعدد الوثائق املالية يصعب‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬حيول مبدأ وحدة املوازنة دون تالعب اجلهاز احلكومي يف ماهية اإلنفاق واعتماده‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن إساءة استعمال النفقات العامة وعن التبذير يف إنفاقها واملساعدة يف إجياد نظام حماسيب موحد‬
‫حلسابات احلكومة وإداراهتا املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬يدعم أسلوب التخطيط‪ ،‬ألن املوازنة العامة ما هي إال الوجه االقتصادي للخطة االقتصادية‪.3‬‬
‫‪ .3‬استثناءات قاعدة وحدة املوازنة ‪:‬‬
‫وقد حلق مبدأ وحدة املوازنة الكثري من االستثناءات‪ ،‬وهذه االستثناءات أربعة احلسابات اخلاصة للخزانة‪،‬‬
‫املوازنات غري العادية‪ ،‬املوازنات امللحقة‪ ،‬املوازنات املستقلة‪ ،‬وسنتناوهلا فيما يلي‪: 4‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬يسرى أبو العال‪ ،‬وآخرون‪ ،‬المالية العامة والتشريع الضريبي‪ ،‬مركز التعليم المفتوح‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عادل فليح العلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.524‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬سندس جاسم‪ ،‬دراسة تحليلية ألسباب عدم إقرار الموازنة العامة في العراق عام ‪ ،2014‬مجلة المثنى للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد السادس‪،‬‬
‫العدد األول‪ ،‬آذار ‪ ،2016‬ص‪.93‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬زينب حسين عوض هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.314‬‬
‫‪30‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .1.3‬احلسابات اخلاصة باخلزانة‪ :‬هناك أموال ال تدرج يف موازنة الدولة وتعد هلا حسابات خاصة حيث تسجل‬
‫هذه احلسابات دخول أموال إىل خزانة الدولة ال تعترب إيرادات عامة وخروج أموال منها ال تعترب نفقات عامة‪،‬‬
‫فالتأمينات مثال اليت يدفعها املقاولون املتعاقدون مع احلكومة‪ ،‬للقيام ببعض األشغال العامة ضمانا لتنفيذ األعمال‬
‫املتفق عليها على النحو ويف املواعيد املقررة‪ ،‬ال تعترب إيرادات عامة ولو أهنا تدخل خزانة الدولة‪ ،‬إذ أهنا سرتد ثانية إىل‬
‫هؤالء املقاولني عندما ينتهون من تنفيذ أعماهلم على النحو املطلوب‪ ،‬وكذلك ال يعترب رد هذه األموال إليهم نفقة‬
‫عامة ولو أنه يتضمن خروج أموال من خزانة الدولة‪.‬‬
‫‪ .2.3‬املوازنات االستثنائية‪ :‬قد تضطر الدولة إىل إنفاق مبالغ كبرية ألغراض وقائية أو استثنائية كتعمري ما دمرته‬
‫احلرب أو القيام ب استثمار ضخم‪ ،‬إذ يرتتب على مبدأ وحدة املوازنة وإدراج هذه النفقات غري العادية إىل جانب‬
‫النفقات العادية أن تتضخم هذه بشكل يوحي بازدياد نشاط الدولة بدرجة كبرية باملقارنة بالسنوات السابقة‪ ،‬وهو ما‬
‫ال يطابق الواقع‪ ،‬لذلك حيسن أن توضع موازنة خاصة هلذه النفقات غري العادية‪ ،‬أي موازنة غري عادية‪ ،‬مما يسمح‬
‫مبقارنة حالة الدولة املالية يف السنوات املختلفة مقارنة صحيحة بالرجوع إىل أرقام املوازنات العادية وحدها‪.‬‬
‫‪ .3.3‬املوازنات امللحقة‪ :‬و يقصد هبا موازنات بعض اهليئات‪ ،‬أو املرافق العامة‪ ،‬القائمة بنشاط صناعي أو جتاري‬
‫اليت يستد عي حسن سريها أن ختصص هلا موازنة مستقلة تشتمل على إيرادات اهليئة‪ ،‬أو املرفق وتلحق مبوازنة الدولة‪،‬‬
‫حيث يضاف الفائض أو العجز يف موازنة اهليئة إىل املوازنة العامة‪ .‬ويف هذه احلالة ال يتعدى األمر إعطاء اهليئة‬
‫الشخصية املعنوية املستقلة‪ ،‬بل يقتصر فقط على إعطائها الشخصية املالية املتميزة‪.‬‬
‫ومن القواعد املقررة فيما يتعلق باملوازنة امللحقة أنه يسري عليها ما يسري على املوازنة العامة للدولة فيما يتعلق‬
‫باعتماد السلطة التشريعية‪ ،‬فكأن املوازنات امللحقة وإن مل حتقق االعتبار املايل الذي يستند إليه مبدأ وحدة املوازنة إال‬
‫أهنا حتقق االعتبار السياسي‪ ،‬وهو رقابة اجمللس النيايب الكاملة عليها إىل حد ما‪.‬‬
‫وتتمثل احلكمة من املوازنات امللحقة يف إظهار الظروف اخلاصة بنشاط بعض اهليئات اليت تستلزم إدارة خاصة‬
‫ختتلف عن إدارة اهليئات العامة األخرى‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مبدأ سنوية املوازنة‬
‫‪ .1‬تعريف ‪ :‬يقصد بقاعدة السنوية أن يتم تقدير إنفاق وإيرادات الدولة ملدة عام واحد‪ ،‬وأن يتم بصفة دورية‪ ،‬وتعترب‬
‫هذه الفرتة من الناحية العلمية أقصر فرتة تتالءم مع خصائص املوازنة‪ .1‬وليس شرطا أن يتفق إعداد املوازنة مع‬
‫السنة امليالدية وإمنا حتدد السنة تبعا لنظامها التشريعي واإلداري‪.2‬‬
‫‪ .2‬أسباب ومربرات سنوية املوازنة‪ :‬إن أسباب حتديد مدة املوازنة بسنة يعود العتبارات مالية وإدارية وسياسية وهي‬
‫‪3‬‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عيسى خليفي‪ ،‬هيكل الموازنة العامة للدولة في االقتصاد االسالمي ‪ ،‬دار النقاش للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2011 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.33‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الوادي محمد حسين‪ ،‬عزام زكريا أحمد‪ ،‬المالية العامة والنظام المالي في االسالم‪ ،‬دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،2000 ،‬ط‪،1‬‬
‫ص‪.137-136‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد شاكر عصفور‪ ،‬أصول الموازنة العامة‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.43-42‬‬
‫‪31‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .1.2‬االعتبارات املالية‪ :‬إن تنظيم املوازنة ملدة أطول من السنة‪ ،‬لسنتني أو ثالث سنوات مثال‪ ،‬جيعل من الصعب‬
‫تقدير النفقات واإليرادات‪ ،‬وذلك بسبب الظروف والتغريات غري املتوقعة‪ ،‬كالتغريات اليت قد تطرأ على األسعار‪ ،‬أو‬
‫على اقتصاد البالد بوجه عام يف املستقبل‪ ،‬أما إذا وضعت املوازنة العامة ملدة أقل من سنة ‪ ،‬كأربعة أو مخسة شهور‬
‫فإن هذا يؤدي إىل تفاوت بني اإليرادات والنفقات ألن لكل فصل ظروفه‪ ،‬وبالتايل حصول اضطرابات يف النشاط‬
‫املايل للدولة الختالف مستويات حتصيل اإليرادات والنفقات‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية فإن إعداد املوازنة العامة‬
‫حيتاج إىل جهود كبرية يف خمتلف مراحلها وليس من السهل تكرارها عمليا على فرتات زمنية متقاربة‪ ،‬الن هذا سريهق‬
‫السلطتني التنفيذية والتشريعية‪ ،‬وال يسمح بإجراء تنسيق بني املوازنة وبني احلسابات العامة واحلسابات اخلاصة األخرى‬
‫خصوصا حسابات الدخل القومي‪ ،‬وبالتايل فإن تقدير املوازنة ملدة سنة يعترب أمرا مثاليا لتقدير النفقات مع اإليرادات‬
‫من قبل السلطات املختصة بشكل أكثر مالئمة‪.‬‬
‫‪ .2.2‬االعتبارات اإلدارية‪ :‬إن عملية إعداد املوازنة واملوافقة عليها تتطلب وقتا طويال‪ ،‬إذ ترتاوح املدة يف معظم دول‬
‫العامل من أربعة اىل ستة شهور‪ ،‬وأحيانا أكثر من ذلك خاصة يف الدول الكربى ذات املوازنات الضخمة كالواليات‬
‫املتحدة األمريكية‪ ،‬ولذلك فإن تقصري السنة املالية إىل مدة أقل من سنة يؤدي اىل إشغال السلطة التنفيذية بصورة‬
‫مستمرة يف عمليات إعداد املوازنة وال يعطيها الوقت الكايف لتنفيذ نشاطاهتا‪ ،‬أما إذا وضعت املوازنة العامة ملدة أطول‬
‫من سنة‪ ،‬فإن تقديرات املوازنة ال تكون دقيقة وبعيدة عن الواقع‪ ،‬وذلك بسبب التغريات اليت قد تطرأ على األوضاع‬
‫االقتصادية يف البالد‪ ،‬من حالة ازدهار اىل حالة ركود واليت يصعب التنبؤ هبا‪.‬‬
‫‪ .3.2‬االعتبارات السياسية ‪ :‬حىت تتمكن السلطة التشريعية من مراقبة السلطة التنفيذية خبصوص تنفيذ املوازنة‬
‫العامة‪ ،‬فال بد من الرجوع إىل السلطة التشريعية إلطالعها على ما مت تنفيذه بشأن موازنة العام املاضي‪ ،‬وأخذ موافقتها‬
‫على موازنة السنة املقبلة‪ ،‬ولكي تكون الرقابة فعالة‪ ،‬فقد رؤي أن تكون املوازنة العامة ملدة سنة‪ ،‬وإال فإن الرقابة تكون‬
‫ضعيفة وغري جمدية‪ ،‬أو مرهقة إذا قلت عن سنة مما يؤدي إىل تعطيل الجناز األعمال‪.‬‬
‫‪ .3‬استثناءات مبدأ سنوية املوازنة‬
‫إن ملبدأ سنوية املوازنة العديد من االستثناءات‪ ،‬وتتضمن هذه االستثناءات املوافقة على اإليرادات والنفقات ملدة‬
‫تقل عن السنة‪ ،‬وبعضها اآلخر يتضمن مدة املوازنة كلها أو بعضها ألكثر من سنة ومثال ذلك املوازنات االستثنائية‬
‫ألمر طارئ ( طوفان‪ -‬حرب‪ -‬موازنات إمنائية )‪ .‬ومن أكثر االستثناءات شيوعا ما يلي‪: 1‬‬
‫‪ .1.3‬االعتمادات ألقل من سنة ‪:‬‬
‫أ‪ .‬نظام املوازنة االثين عشرية ‪ :‬وهي موازنة توضع لشهر حيث تستمر مبوجبها احلكومة يف اإلنفاق يف حدود ‪12/1‬‬
‫من اإلعتمادات املفتوحة هلا خالل السنة السابقة مع االستمرار جبباية اإليرادات العامة خالل املدة نفسها‪ ،‬ويؤخذ هبا‬
‫عادة عندما يتأخر إقرار املوازنة إىل ما بعد دخول السنة املالية اجلديدة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد شاكر عصفور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48-45‬‬
‫‪32‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪ .‬االعتمادات اإلضافية‪ :‬ويتم اللجوء إليها عندما تكون االعتمادات املخصصة يف املوازنة العامة لنفقة من‬
‫النفقات غري كافية وحيتاج إىل إعتمادات جديدة‪ ،‬فتتقدم احلكومة إىل السلطة التشريعية بطلب فتح اعتمادات إضافية‬
‫تصرف خالل السنة املالية‪.‬‬
‫ت‪ .‬املوازنة لبضعة أشهر‪ :‬حيث تلجأ بعض الدول أحيانا إىل إعداد موازنات لبضعة أشهر‪ ،‬وتعتمد تلك املوازنات‬
‫من السلطة التشريعية يف تلك الدول وتشتمل على مجيع بنود النفقات يف املوازنات العادية‪ ،‬وحيدث ذلك عندما‬
‫تكون هناك ظروف اقتصادية وسياسية صعبة متر هبا البالد‪ ،‬أو عندما تغري الدولة موعد بداية السنة املالية لديها‪.‬‬
‫‪ .2.3‬االعتمادات ألكثر من سنة‪ :‬وتشتمل على‪:‬‬
‫أ‪ .‬املوازنة لسنتني أو أكثر‪ :‬حيث تعد بعض الدول موازنات لسنتني أو أكثر‪ ،‬وذلك ملواجهة ظروف سياسية‬
‫واقتصادية معينة‪ ،‬ومثل هذه احلاالت رغم ندرهتا إال أهنا حدثت يف بعض الدول‪.‬‬
‫ب‪ .‬اعتمادات الربامج‪ :‬حيث تقوم احلكومات اىل جانب تنفيذ املشاريع العادية‪ ،‬اليت تنتهي مع هناية السنة املالية‪،‬‬
‫بتنفيذ مشاريع إمنائية كبرية حيتاج تنفيذها اىل عدد من السنوات كبناء السدود واملطارات واملوانئ وغريها من املشاريع‬
‫الكبرية‪ ،‬وملا كان تنفيذ هذه املشاريع حيتاج وقتا طويال‪ ،‬لذلك خرجت كثري من احلكومات عن قاعدة السنوية‪،‬‬
‫وأخذت توافق على تنفيذ هذه الربامج واملشاريع بصورة مبدئية‪ ،‬والتعهد بتمويلها حسب خطة متويل مقرتحة‪ ،‬يصار‬
‫فيها اىل رصد االعتمادات‪ ،‬سنة بعد سنة إىل حني انتهاء الربامج واملشاريع املوافق عنها‪.‬‬
‫ت‪ .‬االعتمادات الثابتة أو الدائمة‪ :‬وهي االعتمادات اليت جتيزها السلطة التشريعية لعدد من السنوات أو ملدة طويلة‬
‫وتبقى أرقامها ثابتة ال تتغري وال تعرض على السلطة التشريعية إلجازهتا‪.‬‬
‫ونالحظ أنه رغم اإلجراءات الدورية اليت ختضع هلا عملية إعداد املوازنة والرقابة عليها إال أننا ال ميكن أن نغفل‬
‫حصول اجلمهور على املعلومات واملعطيات املتعلقة باملوازنة العامة من خالل نشر وإعالن البيانات اليت يسهل على‬
‫اجلمهور فهمها‪ ،‬فعلى سبيل املثال من الضروري نشر حسابات إمجالية عن أهم عناصر املوازنة كاإليرادات والنفقات‬
‫وقيمة العجز واالجتاهات العامة االقتصادية واالجتماعية للموازنة لبيان دورها يف رفع املستوى املعيشي وتوفري السلع‬
‫واخلدمات ملختلف أفراد الشعب‪ ،‬كما يستوجب نشر بيانات مقارنة مع السنوات السابقة يف صورة إحصائية وبيانات‬
‫يسهل على اجلمهور فهمها‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مبدأ مشولية املوازنة‬
‫ومبوجب هذا املبدأ يقتضي أن تتضمن املوازنة العامة للدولة على كافة ختصيصات النفقات العامة وختصيصات‬
‫اإليرادات العامة بصورة إمجالية‪ ،1‬ويتم ذلك من خالل‪:2‬‬
‫‪ .1‬عدم إتباع طريقة املوازنة الصافية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نجم عيد عليوي‪ ،‬دراسة تحليلية لهيكل الموازنة العامة لدولة العراق ‪ ،2007-2003‬مجلة الغرى للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬كلية اإلدارة‬
‫واالقتصاد‪ ،‬جامعة القادسية‪ ،‬ص‪.04‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد حلمي مراد‪ ،‬مالية الدولة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.296‬‬
‫‪33‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وطريقة املوازنة الصافية تقوم على إجراء مقاصة بني اإليرادات وبني املصروفات اليت أنفقت يف سبيل احلصول‬
‫عليها‪ ،‬كما جترى مقاصة بني النفقات وبني اإليرادات النامجة عنها‪ ،‬حبيث ال يدرج يف باب اإليرادات باملوازنة إال‬
‫فائض اإليراد على املصروف‪ ،‬وال يدرج يف باب املصروفات إال فائض املصروفات على اإليراد‪ .‬أما طريقة املوازنة‬
‫اإلمجالية‪ ،‬فتؤدي إىل إدراج كافة النفقات‪ ،‬وكافة اإليرادات دون إجراء أي مقاصة‪.‬‬
‫يف حني أن طريقة املوازنة الصافية منافية لقاعدة عمومية املوازنة‪ ،‬ويؤخذ عليها أهنا تضعف الرقابة الربملانية على‬
‫نفقات وإيرادات الدولة ألهنا تؤدي إىل سرت بعضها وراء عمليات املقاصة‪ ،‬هذا إىل أن سرت بعض النفقات أو بعض‬
‫اإليراد يدفع املصاحل احلكومية إىل عدم االقتصاد يف اإلنفاق اعتمادا على أنه ال يظهر يف املوازنة إال النتيجة النهائية‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم ختصيص اإليرادات‪:‬‬
‫فال خيصص إيراد معني ملصلحة معينة‪ ،‬بل جتمع كل اإليرادات دون ختصيص يف قائمة واحدة تقابلها قائمة‬
‫املصروفات اليت تدرج هبا كل النفقات‪ .‬ذلك أن ختصيص إيرادات معينة ملصلحة معينة يؤدي إما إىل توفر األموال‬
‫لديها بكمية أكرب من الالزم هلا‪ ،‬فتندفع إىل اإلسراف والتبذير‪ ،‬وإما أن يؤدي إىل قصور املال لديها مما يعجزها عن‬
‫أداء رسالتها على الوجه الالئق‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬مبدأ توازن املوازنة‬
‫ويقصد هبذا املبدأ أن يتساوى جانب اإليرادات املتوقعة مع جانب النفقات املتوقعة‪ ،‬أي أن جمموع اإليرادات‬
‫جيب أن ال يزيد عن النفقات فيحقق فائضا وان جمموع النفقات جيب أن ال يزيد عن اإليرادات فيحدث عجزا‪.‬‬
‫وقد كان لذا املبدأ يف الفكر التقليدي تقديس كبري‪ ،‬إال أن الفكر املايل احلديث مل يعد يصبغ عليه هذه الصفة‬
‫وحل حمله التوازن العام لالقتصاد القومي يف جمموعه‪.‬‬
‫‪ .1‬توازن املوازنة يف املالية التقليدية‪:‬‬
‫لقد كان هذا املبدأ من املبادئ األساسية يف املالية العامة التقليدية الذي يتعني على احلكومات مراعاته وااللتزام‬
‫به لدى إعدادها للميزانية‪ ،‬حيث تشرتط النظرية املالية التقليدية العمل على توازن املوازنة أي عدم االلتجاء إىل‬
‫القروض أو اإلصدار النقدي اجلديد وقد جعلت هذه النظرية من هذا املبدأ معيارا للحكم على سالمة السياسة املالية‬
‫وهدفا هلا ويقصد هبذا املبدأ يف ظل النظرية املالية التقليدية أن تغطي اإليرادات العامة العادية النفقات العامة العادية‬
‫وعلى هذا فإذا استخدمت القروض لتمويل نفقات عامة استثمارية تعطي إيرادات ميكن أن يغطي أصل القرض‬
‫وفوائده‪ ،‬وال ن كون واحلالة هذه أمام عجز يف املوازنة العامة ما دامت النظرية املالية التقليدية حترم االلتجاء إىل عجز‬
‫املوازنة فإهنا حترم أيضا األخذ بفكرة فائض املوازنة‪ ،‬أي زيادة اإليرادات عن النفقات ويفسر ذلك املوقف بأن حتقيق‬
‫فائض يف املوازنة يدفع السلطة التشريعية إىل املطالبة بزيادة النفقات العامة ذات الطابع السياسي‪ ،‬فضال عن أن حتقيق‬
‫فائض من شأنه أن يعرقل النشاط االقتصادي عن طريق دفعه حنو االنكماش نظرا لزيادة مستوى اإليرادات العامة‬
‫وهي متثل اقتطاعا على مستوى النفقات العامة‪.1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬عال فليح العلي‪ ،‬مرجع سابق‪.533 ،‬‬
‫‪34‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وبالتايل ف التوازن يف ظل النظرية التقليدية يستلزم وجود موازنة عامة بال عجز وبال فائض أي موازنة عامة تتعادل‬
‫فيها حسابيا كفة اإليرادات العامة والنفقات العامة‪.‬‬
‫‪ .2‬توازن املوازنة يف املالية العامة احلديثة‪:‬‬
‫لقد أصبح مفهوم توازن املوازنة يف الفكر املايل احلديث هو التوازن االقتصادي العام وليس التوازن بني النفقات‬
‫واإليرادات العامة للدولة‪ ،‬ومع اتساع نطاق دور الدولة وازدياد درجة تدخلها يف خمتلف أوجه احلياة االقتصادية‬
‫واالجتماعية ظهر مفهوم" املالية الوظيفية "‪ ،‬وأصبحت املوازنة أداة من أدوات السياسة املالية تلجأ إليها الدولة‬
‫لتحقيق أهدافها االقتصادية واالجتماعية والسياسية حيث ميكن زيادة النفقات العامة أو احلد منها‪ ،‬ورفع أسعار‬
‫الضرائب أو ختفيضها وعقد القروض وسدداها تبعا لألوضاع العامة للدولة‪.1‬‬
‫وهكذا بدأ األخذ بفكرة تدخل الدولة لتحقيق االستقرار االقتصادي وقبول وجود عجز يف املوازنة‪ ،‬واالجتاه اىل‬
‫االقرتاض كأحد مصادر التمويل‪ ،‬غري أن ذلك ال يعترب ختليا عن قاعدة توازن املوازنة ولن يتطلب العمل هبذه القاعدة‬
‫وفق املفهوم احلديث لفكرة التوازن‪ ،‬الن أي توازن كمي بني النفقات واإليرادات يف املوازنة العامة لن يؤدي اىل أي‬
‫نفع يذكر ما مل يكن هناك توازن اقتصادي واجتماعي يليب متطلبات العامة‪.‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬مبدأ مرونة املوازنة‬
‫ويقصد مبرونة املوازنة أن يراعى يف إعداد تقديراهتا كافة االحتماالت جملاهبة الظروف أو األحداث الطارئة عند‬
‫تنفيذها‪ ،‬ومن مث تكتسب فعاليتها كأداة متويل وتنفيذ ورقابة‪.‬‬
‫وعلى هذا يقصد باملرونة إعطاء صالحيات للمسؤولني على تنفيذ املوازنة يف تغيري ما ورد هبا حيث متثل املوازنة‬
‫احلد األقصى للنفقات العامة اليت ال ينبغي للمسؤولني جتاوزه‪.‬‬
‫وميكن حتقيق املرونة يف تنفيذ املوازنة للصاحل العام بعدة أساليب هي‪:‬‬
‫‪ -‬النقل من خمصص به وفر إىل آخر به عجز دون احلاجة إىل الرجوع إىل السلطة التشريعية‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية النقل من خمصصات جهة معينة إىل جهة أخرى دون احلاجة إىل الرجوع إىل السلطة التشريعية‪.‬‬
‫‪ -‬النص ضمن التعليمات املالية على إمكانية زيادة املصروفات بنسب معينة إذا زادت اإليرادات‪.‬‬
‫‪ -‬ختصيص أموال للطوارئ والسماح باستخدامها عند احلاجة بشروط معينة‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬دورة املوازنة العامة للدولة‬
‫تعترب املوازنة العامة املرآة اليت تعكس خمتلف السياسات االقتصادية واالجتماعية واملالية للدولة‪ ،‬ومتثل تلك‬
‫السياسات السبيل اليت تسلكها الدولة لتحقيق أهداف اجملتمع االقتصادية واالجتماعية واملالية‪ ،‬وتقع على عاتق‬
‫السلطة التشريعية باعتبارها ممثلة ألفراد اجملتمع‪ ،‬مسؤولية من صحة وسالمة هذه السياسات ومراقبة تنفيذها‪ ،‬ومن هنا‬
‫كانت للموازنة العامة أمهيتها ووظيفتها كحلقة أساسية من حلقات الوصل بني مسؤوليات السلطة التنفيذية والسلطة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬هارون خالد عبد الرحيم أبو وهدان‪ ،‬دور اإليرادات غير السيادية في تمويل موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية وطرق تفعيلها‪ ،‬ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ ،2014 ،‬ص‪.59‬‬
‫‪35‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التشريعية‪ ،‬ويطلق االقتصاديون لفظ دورة املوازنة العامة على املراحل الزمنية املتعاقبة واملتداخلة اليت متر هبا املوازنة‬
‫العامة‪ ،‬وحتقيقا للمسؤوليات املشرتكة بني السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية‪.‬‬
‫وتتضمن دورة املوازنة العامة جمموعة من املراحل يتداخل فيها كل من املاضي واملستقبل واحلاضر‪ ،‬خالل السنة‬
‫املالية‪ .‬وتتعاقب وتتكرر عاما بعد عام‪ ،‬لكل مرحلة منها خصائصها ومشاكلها ومتطلباهتا‪ ،‬وبذلك فإن من املمكن‬
‫تقسيم دورة املوازنة ألغراض الدراسة والبحث‪ ،‬إىل أربع مراحل متميزة تبدأ مبرحلة التحضري واإلعداد‪ ،‬مث االعتماد (‬
‫اإلقرار) من السلطة التشريعية‪ ،‬مث مرحلة تنفيذ املوازنة العامة‪ ،‬ومن مث مرحلة رابعة‪ ،‬ترافق التنفيذ يف مرحلة الرقابة‬
‫واملراجعة وسوف نتطرق لكل منها بالتفصيل يف العناصر املوالية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مرحلة التحضري واإلعداد‬
‫وتعترب مرحلة إعداد التقديرات للفرتة الزمنية القادمة من أهم املراحل اليت متر هبا املوازنة لكوهنا تتضمن التعرف‬
‫على األهداف الرئيسية والفرعية لكل وحدة حكومية ضمن هيكل الدولة ويف ضوء األهداف املقررة ضمن اخلطة‬
‫العامة لسياسة البلد‪.1‬‬
‫‪ .1‬السلطة املختصة بإعداد املوازنة ‪:‬‬
‫تتفق معظم دول العامل على حصر مسؤولية إعداد املوازنة العامة بيد السلطة التنفيذية‪ ،‬وأن تكتفي السلطة‬
‫التشريعية باملناقشة واملراقبة يف غالب األحيان‪ ،‬وهكذا أصبحت الصالحيات بصدد املوازنة موزعة بصورة واضحة‪،‬‬
‫فاحلكومة تعد املوازنة والربملان يقرها‪ ،‬واحلكومة تنفذ املوازنة والربملان يراقب ما إذا كان التنفيذ متفقا مع اإلجازة اليت‬
‫منحها أم ال‪ ،‬ويرجع اختصاص السلطة التنفيذية بعملية إعداد وحتضري املوازنة العامة اىل مجلة من املربرات أمهها‪: 2‬‬
‫‪ -‬تعترب املوازنة العامة مبثابة الربنامج السياسي واالقتصادي واملايل واالجتماعي للحكومة‪ ،‬خالل السنة املقبلة‪،‬‬
‫لذلك فمن الطبيعي أن يرتك للحكومة إعدادها وحتضريها حىت تأيت معربة عن هذا الربنامج‪ ،‬وحىت ميكن يف‬
‫هناية املطاف‪ ،‬حماسبة احلكومة على مدى تنفيذها ملا التزمت به‪ ،‬يف برناجمها أمام السلطة التشريعية والشعب‪.‬‬
‫‪ -‬حتتاج املوازنة العامة إىل قدر كبري من التنسيق بني بنودها وتقسيماهتا وأجزائها املختلفة‪ ،‬وهو أمر ال يتحقق‬
‫إال إذا تولت احلكومة إعداد وحتضري املوازنة‪ ،‬ذلك أن إعطاء هذه املهمة للسلطة التشريعية لن حيقق التنسيق‬
‫بني بنودها وأقسامها املختلفة‪ ،‬نظرا لتعدد أعضائها‪ ،‬واختالف اجتاهاهتم السياسية وانتماءاهتم احلزبية‪ ،‬ومن‬
‫مث تباين مطالبهم املالية إرضاء لناخبيهم‪ ،‬أو جتاوبا مع برامج أحزاهبم دون النظر إىل االعتبارات الفنية‬
‫واالقتصادية واملالية‪.‬‬
‫‪ -‬مبا أن السلطة التنفيذية هي اجلهة املسؤولة عن عملية تنفيذ املوازنة العامة‪ ،‬مما جيعل من املنطقي أن توكل‬
‫إل يها عملية التحضري واإلعداد فتسبغ عليها إملامها جبوانب احلياة املختلفة‪ ،‬ومبا تتضمن من مواطن قوة أو‬
‫ضعف أو اقتصاد أو إسراف‪ ،‬وال شك أن مصلحة احلكومة تتطلب أن تقوم هبذه املهمة بدقة وعناية فائقة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسن عبد الكريم سلوم‪ ،‬محمد خالد المهايني‪ ،‬الموازنة العامة للدولة بين اإلعداد والتنفيذ والرقابة (دراسة ميدانية للموازنة العراقية)‪ ،‬مجلة اإلدارة‬
‫واالقتصاد‪ ،‬العدد الرابع والستون‪ ،2007 ،‬ص‪.101‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد طاقة‪ ،‬هدى العزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪..184-183‬‬
‫‪36‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬مبا أن احلكومة هي املسؤولة عن تسيري املرافق العامة‪ ،‬لذلك فإهنا تعترب أقرب السلطات على تقدير اإليرادات‬
‫العامة والنفقات العامة‪ ،‬بدرجة كبرية من الدقة واملوضوعية‪ ،‬ألهنا أقرب من غريها إىل معرفة احتياجات تلك‬
‫املرافق العامة من النفقات‪ ،‬وما يتوقع أن تدره من إيرادات‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد املوازنة العامة حيتاج إىل معلومات وبيانات خمتلفة ومتعددة‪ ،‬والسلطة التنفيذية هي السلطة اليت تتجمع‬
‫لديها البيانات واإلحصاءات عن النشاطات والقطاعات واألوضاع االقتصادية واملالية املختلفة‪ ،‬كما تتوافر‬
‫لديها األجهزة واإلدارات واخلربة‪ ،‬بعمل التقديرات والتنبؤات‪.‬‬
‫وإذا كان هناك اتفاق حول ضرورة قيام السلطة التنفيذية بتحضري وإعداد املوازنة العامة‪ ،‬هناك اختالفا حول‬
‫تسمية اجلهة ودورها يف حتضري وإعداد املوازنة العامة‪ ،‬ففي مثال الجنلرتا يتمتع وزير املالية ( اخلزانة ) مبركز خاص‪ ،‬ودور‬
‫واسع يف هذا اجملال‪،‬كأن جيمع تقديرات اإليرادات للوزارات املختلفة‪ ،‬وقد يطلب إجراء بعض التقديرات اليت يضعها‬
‫الوزراء اآلخرون‪ ،‬وقد يتجاوب معه الوزراء املختصون‪ ،‬أو قد يرفضون التعديالت‪ ،‬ويف حالة الرفض تتجلى سلطته يف‬
‫إجراء التعديالت اليت يراها ضرورية‪ ،‬وينصرف هذا اإلجراء إىل النفقات كافة‪ ،‬عدا تلك اليت تتعلق بالنفقات العسكرية‬
‫فإن اخلالف حوهلا يبت فيه جملس الوزراء‪.‬‬
‫ورغم خصوصية كل بلد والتسميات اليت يراها للجهة املختصة بإعداد املوازنة إال أن املؤكد أن السلطة التنفيذية‬
‫هي اليت تقوم هبذا الدور ملا أسلفناه من مربرات‪.‬‬
‫‪ .2‬القواعد اليت يسرتشد هبا يف حتضري املوازنة‪ :‬إن إعداد تقديرات املوازنة خيضع لعدد من القواعد واملبادئ اليت‬
‫تقضيها سالمة اإلدارة املالية من الناحية الفنية وضمان رقابة السلطة التشريعية لتنفيذ املوازنة مراقبة فعالة و فضال‬
‫عن القواعد األساسية اليت ينبغي مراعاهتا يف هذا الشأن‪ ،‬سواء يف صورهتا التقليدية أو املتطورة‪ ،‬جرى العمل على‬
‫مراعاة بعض القواعد التجريبية عند حتضري املوازنة من أمهها االسرتشاد باألحداث والوقائع السابقة‪ ،‬وان يكون‬
‫حتضري املوازنة أقرب ما يكون إىل بداية السنة املالية‪ ،‬وال يسرف القائمون بتحضري املوازنة يف التفاؤل‪ .‬كما جيب‬
‫أن يراعي يف البيان احلسايب للموازنة‪ ،‬والذي يشمل تقديرات النفقات واإليرادات‪ ،‬تسهيل معرفة مجلة املصروفات‬
‫ومجلة اإليرادات والفرق بينهما‪ ،‬وكذلك ترتيب احلاجات العامة واألولويات االجتماعية بصورة حتقق أكرب قدر‬
‫ممكن من املنفعة العامة وذلك يف اإلطار الذي حيفظ على السياسة املالية وحدهتا ويضمن عدم إحداث تناقضات‬
‫بداخلها‪ ،‬والعمل على رفع مستوى الكفاءة اإلدارية يف هذا اجملال عن طريق ختفيض مستوى النفقات اإلدارية‬
‫ألدىن حد ممكن‪ ،‬وهلذه االعتبارات فإنه يفضل عرض املوازنة بشكل ميكن من إيضاح موارد ونفقات الدولة يف‬
‫جمموعها‪ ،‬كما يفضل أن ختصص املوارد يف جمموعها ملواجهة النفقات على نفس املستوى‪ .‬هذا فضال عن مراعاة‬
‫الدقة يف إقامة التقديرات‪ ،‬بأن تكون املعطيات اليت اعتمد عليها نابعة من واقع حقيقي تدعمه البيانات‬
‫‪1‬‬
‫اإلحصائية الدقيقة‪ ،‬والبعد عن املبالغة يف تقدير اإليرادات‪ ،‬حىت ال تتداعى املوازنة عند التنفيذ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬زينب حسين عوض هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.340-339‬‬
‫‪37‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .3‬تقدير كل من النفقات واإليرادات‪:‬‬


‫‪ .1.3‬تقدير اإليرادات‪ :‬هناك عدة طرق لتقدير اإليرادات العامة للدولة‪ ،‬منها‪: 1‬‬
‫أ‪ .‬طريقة حساب السنة قبل األخرية‪ :‬وفقا هلذه الطريقة يتم تقدير اإليرادات يف موازنة فعلية على أساس اإليرادات‬
‫الفعلية آلخر سنة مالية منتهية‪ ،‬مع عدم إدخال أي تعديل على هذه اإليرادات إال ما يستلزمه بسبب خاص يتوقع‬
‫حدوثه كفرض ضرائب جديدة أو زيادة أسعار الضرائب القائمة‪ .‬وقد مسيت هذه الطريقة بطريقة حسابات السنة قبل‬
‫األخرية بالنظر إىل حتضري املوازنة يف السنة السابقة اليت قد ال تكون نتائجها قد عرفت‪ ،‬ألهنا ال تكون قد انتهت بعد‪،‬‬
‫ولذا فإهنا تؤخذ حسابات السنة قبل األخرية لالعتماد عليها يف تقدير اإليرادات‪ ،‬وتعرف هذه الطريقة أيضا بطريقة‬
‫التقدير اآليل ألن تقدير اإليرادات ال تتطلب إال جمهودا آليا يقتصر على األخذ بنتائج السنة قبل األخرية‪.‬‬
‫وحيمد هلذه الطريقة بساطتها وعدم حاجة اإلدارة إىل خربة كبرية لألخذ هبا‪ ،‬غري أن هذه الطريقة معيبة‪ ،‬ألن ظروف‬
‫السنة املقبلة ميكن أن تتغري عما كانت عليها يف السنة األخرية‪ ،‬وهي غالبا ما تتغري مما ينجم عنه عدم دقة تقديرات‬
‫اإليرادات العامة‪.‬‬
‫ب‪ .‬طريقة الزيادة السنوية‪ :‬تقوم هذه الطريقة على تقدير اإليرادات على أساس متوسط اإليرادات يف سنوات معينة‬
‫سابقة ( كمعدل السنوات الثالثة السابقة عن سنة التقدير)‪ ،‬ويضاف إىل ذلك نسب زيادة مئوية متثل الزيادة‬
‫املضطردة يف الدخل القومي‪.‬‬
‫ومن أهم عيوب هذه الطريقة‪ ،‬هو ما ينجم عن األخذ هبا من اختالف بني التقديرات والواقع الفعلي الناتج عن أن‬
‫احلياة االقتصادية ال تسري يف اجتاه واحد ثابت‪ ،‬بل تتعرض غالبا إىل التقلبات اليت تتخذ صور الرخاء والكساد‪.‬‬
‫ت‪ .‬طريقة التقدير املباشر‪ :‬تعترب هذه الطريقة هي السائدة التطبيق يف الوقت احلاضر‪ ،‬وهي تقوم على أساس ترك‬
‫حرية كبرية على القائمني بالتقدير‪ ،‬فيمكن هلم االسرتشاد باإليرادات اليت حتققت يف السنوات السابقة وكذلك دراسة‬
‫الظروف االقتصادية واالجتماعية والتوقعات اليت ميكن أن تكون عليها الظروف يف السنة املقبلة‪ .‬ومتتاز هذه الطريقة‬
‫مبا تضمن للقائمني على عنصر املوازنة العامة من حرية ما يتيحه هلم من دراسة تضمن إىل حد ما دقة التقدير‬
‫ومطابقته للواقع‪ .‬غري أن هل ذه احلرية سيئة تنسب إليها إذا ما أساء املوظفون استعماهلا بأن يغالوا يف تقدير اإليرادات‬
‫حىت ميكن ها التوسع يف تقدير النفقات أو على أساس توقعاهتم بتحسني الظروف االقتصادية اليت من شأهنا زيادة‬
‫حصيلة الرسوم والضرائب‪ ،‬وقد ال يكون توقعهم يف حمله فيؤدي ذلك إىل اختالل يف املوازنة‪.‬‬
‫و نالحظ أن طريقة التقدير املباشر لإليرادات العامة‪ ،‬هي الطريقة األقرب إىل الصواب ألهنا حتول دون وقوع‬
‫األخطاء اليت قد حتدث عندما تكون اإليرادات املقدرة أكثر من اإليرادات احلقيقية‪ .‬أو العكس عندما تكون‬
‫اإليرادات املقدرة أقل من اإليرادات احلقيقية‪ ،‬ففي احلالة األوىل حيصل عجز يف املوازنة وبالتايل تأخري جزء من املشاريع‬
‫اليت بدأت‪ ،‬ويف احلالة الثانية حيصل فائض يف املوازنة وبالتايل عدم القيام باملشاريع اليت كانت يف اخلطة ومل يتم‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عثمان محمد أبكر عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85-83‬‬
‫‪38‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إدراجها يف املوازنة باعتقاد أن اإليرادات ال تكفي لسداد النفقات‪ ،‬باإلضافة إىل أن هذه الطريقة تعطي حرية يف‬
‫العمل حملضري املوازنة‪.‬‬
‫‪.2.3‬تقدير النفقات ‪ :‬أما بالنسبة للنفقات‪ ،‬فإنه ال يثري تقديرها مشكالت أو صعوبات فنية كما هي احلال يف‬
‫تقدير اإليرادات وإمنا يتطلب فقط الصدق واألمانة والدقة يف تقديرها‪ ،‬ويطلق على املبالغ املقرتحة باملفهوم‬
‫املايل باالعتمادات ويتم تقدير النفقات العامة بأسلوب التقدير املباشر وتقسم النفقات بصورة عامة إىل‬
‫نوعني مها‪:1‬‬
‫أ‪ .‬النفقات العامة الثابتة‪ :‬هي تلك النفقات اليت ميكن معرفتها وتقديرها بدقة أي على وجه التحديد ال تتبدل‬
‫بعضها من سنة إىل أخرى‪ ،‬كأقساط الدين العام وبدالت اإلجيار املستحقة مبوجب العقود ومرتبات املوظفني‪ ،‬وتنصب‬
‫اإلجازة التشريعية ( التصديق) على مثل هذه النفقات على شيئني مها‪ :‬الغرض من النفقة أوال ومبلغ النفقة ثانيا‪ ،‬لذا‬
‫تعد املبالغ اليت متت املصادقة عليها من قبل السلطة التشريعية حدا أعلى ال جيوز جتاوزه إال بإذن سابق من ذات اجلهة‬
‫اليت متلك املصادقة‪.‬‬
‫ب‪ .‬النفقات العامة املتغرية‪ :‬وتشمل تلك النفقات اليت تتبدل كل عام تبدال هاما‪ ،‬أو وظيفيا مثل نفقات األعمال‬
‫اإلنشائية ومصروفات التعمري والصيانة واملشرتيات وغريها من النفقات اليت حتتاج إليها دوائر الدولة‪ ،‬أي النفقات اليت‬
‫يتم تقديرها عموما بطريقة التخمني املباشر وذلك بأن تتوىل الدوائر واملراجع املختصة تعيني نفقاهتا وفقا لتقارير اخلرباء‬
‫املختصني‪.‬‬
‫كما أن تقدير النفقات ال يستند إىل قاعدة ثابتة فاألسعار عادة ما تكون عرضة للتبديل والتغيري وال ميكن‬
‫التكهن مقدما مبا ستكون عليه يف السنة القادمة وينصب تصديق السلطة التشريعية على هذه النفقات على الغرض‬
‫من النفقة دون مبلغها‪.‬‬
‫يرى الباحث أن عملية حتديد النفقات حتتاج إىل املزيد من الدقة والبحث خصوصا يف حاالت تقدير النفقات‬
‫املتغرية اليت ترتبط ببنود التنمية‪ ،‬ألن احلكومة تستطيع أن تتجاوز النفقات املتغرية كنفقات احلاالت الطارئة وبالتايل قد‬
‫يستصحبها بعض التجاوزات واالختالسات من قبل بعض املسؤلني‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اعتماد املوازنة العامة‬
‫تعترب مرحلة اعتماد املوازنة العامة من أكثر املراحل أمهية‪ ،‬ملا متثله من مرحلة أخرية قبل وضع املوازنة موضع‬
‫التنفيذ‪ ،‬حيث تعد احلكومة مشروع املوازنة العامة تعبريا عن سياستها االقتصادية ووفقا ملا تتوقعه من أوجه اإليراد‬
‫والصرف‪ ،‬ومن مث يأخذ الربملان دوره يف اعتماد هذه املوازنة ملا ميثله من سلطة نيابية حترص على مواءمة املوازنة لتحقيق‬
‫املصلحة العامة‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عثمان محمد أبكر عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.86-85‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬علي عبد هللا العرادي‪ ،‬تجربة مملكة البحرين في إعداد قانون الميزانية واعتماده وإقراره من قبل السلطة التشريعية والرقابة على تنفيذها‪ ،‬ندوة‬
‫دولية‪ ،‬التجارب الوطنية للدول األعضاء في االتحاد البرلماني لمنظمة االتحاد اإلسالمي واالتحاد األوربي‪ ،‬أفيون‪ ،‬تركيا‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2010‬ص‪.04‬‬
‫‪39‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .1‬السلطة املختصة باعتماد املوازنة‪ :‬تنفرد السلطة التشريعية باعتماد املوازنة العامة على أساس أهنا جهة‬
‫االختصاص اليت تتوىل مراجعة احلكومة يف مجيع أعما هلا‪ ،‬فالسلطة التنفيذية ال تستطيع أن تبدأ يف التنفيذ إال بعد‬
‫اعتماد املوازنة من السلطة التشريعية‪.‬‬
‫وقد حيدث يف احلياة العملية أن تطول مناقشة السلطة التشريعية لقانون املوازنة العامة‪ ،‬ومن مث ال تعتمد (يصادق‬
‫عليها) قبل بداية السنة املالية‪ ،‬ويف هذه احلالة يستمر العمل باملوازنة القدمية إىل حني اعتماد املوازنة اجلديدة‪.1‬‬
‫‪ .2‬إجراءات اعتماد املوازنة‪ :‬بعد االنتهاء من حتضري املوازنة يتم عرضها على اجلهة املختصة باعتمادها واملوافقة‬
‫عليها‪ ،‬وتتوىل جلنة املالية بالربملان دراسة مشروع املوازنة بالتفصيل وتقدم تقريرا بشأنه يتضمن خمتلف املالحظات‬
‫التعديالت اليت تراها ضرورية‪ ،‬ومن حق اللجنة كذلك أن تستدعي املسؤولني عن إعداد املوازنة مثل الوزراء‬
‫ملناقشتهم‪ ،‬وبعد أن توصي باملوافقة على املوازنة العامة‪ ،‬جيري بعد ذلك التصويت على حمتوياهتا والسيما على‬
‫أرقام املوازنة من نفقات وإيرادات‪ ،‬ويكون التصويت إما إمجاليا أو تفصيليا‪.2‬‬
‫‪ .3‬حق السلطة التشريعية يف تعديل تقديرات املوازنة‪ :‬يتمتع أعضاء السلطة التشريعية باحلق يف إبداء املالحظات‬
‫على كافة بنود املوازنة العامة‪ ،‬من إيرادات ونفقات‪ ،‬وكذلك من حقهم طلب إجراء التعديالت بالزيادة أو‬
‫بالنقصان لكافة بنود مشروع املوازنة العامة‪ ،‬وال شك أن هذا احلق املقرر للسلطة التشريعية يعد أمرا طبيعيا‪ ،‬وإال‬
‫كان اعتماد (املصادقة) السلطة التشريعية للموازنة العامة غري ذي معىن‪.‬‬
‫ومن القواعد العامة اليت جرى عليها العرف يف معظم الدول هو أن تبدأ السلطة التشريعية مبناقشة جانب النفقات‬
‫أوال حىت تتمكن من تقييم برامج اإلنفاق على أساس احلاجات العامة وأمهية كل منها دون أن تتأثر أو تتقيد جبانب‬
‫اإليرادات‪.3‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فإن قوانني معظم الدول تنص على ضرورة موافقة احلكومة على ما يقرتحه أعضاء السلطة‬
‫التشريعية من تعديالت‪ ،‬والواقع أن هذا القيد يرجع ألسباب عديدة أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬ترتبط املوازنة العامة بكل من اخلطة العامة واملوازنة النقدية‪ ،‬ولذلك فعند تعديل أرقام املوازنة العامة ال بد‬
‫من إعادة النظر يف اخلطة العامة واملوازنة النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬يطالب أعضاء السلطة التشريعية دائما بضرورة زيادة النفقات العامة ليس هبدف املصلحة العامة‪ ،‬ولكن‬
‫لتحقيق مصاحل فئوية‪ ،‬أو جملرد كسب رضا ناخبيهم‪.‬‬
‫‪ -‬يؤثر تعديل أرقام اإليرادات العامة أو النفقات العامة يف التوازن االقتصادي العام‪ ،‬ومن الضروري إعادة‬
‫النظر فيه‪.‬‬
‫‪ -‬يؤثر تعديل أرقام املوازنة العامة يف مدى إمكانية تنفيذ برنامج احلكومة الذي التزمت به أمام السلطة‬
‫التشريعية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد مصطفى أبو مصطفى‪ ،‬مرجع سابق‪.36 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد شاكر عصفور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2000 ،‬ص‪.480‬‬
‫‪40‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫هلذه األسباب فإن األمر يقتضي ضرورة احلصول على موافقة احلكومة على اقرتاحات السلطة التشريعية بإجراء‬
‫تعديالت يف مشروع املوازنة العامة‪.‬‬
‫‪ .4‬قانون املوازنة العامة (قانون املالية)‪:‬‬
‫بعد أن تنتهي السلطة التشريعية من االقرتاع باملوافقة على مشروع املوازنة العامة بأكمله يصدر قانون يسمى "‬
‫قانون املوازنة العامة" أو "قانون املالية" ‪ ،‬ويف هذا القانون يتم حتديد الرقم اإلمجايل لكل من اإليرادات العامة والنفقات‬
‫العامة‪ ،‬كما يرفق به جدولني‪ ،‬يتضمن أحدمها تفصيالت اإليرادات العامة ويتضمن اآلخر تفصيالت النفقات العامة‪.‬‬
‫ويالحظ أن قانون " املوازنة العامة " ال يعد قانونا إال من الناحية الشكلية فقط‪ ،‬على أساس أن املوازنة العامة هي‬
‫أحد منجزات السلطة التشريعية اليت تصدر عادة بقانون‪ ،‬أما من حيث املضمون فإن املوازنة العامة هي عمل إداري‬
‫ومايل‪ ،‬كم مت توضيحه سابقا‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تنفيذ املوازنة العامة العامة‬
‫بعد موافقة السلطة التشريعية على املوازنة العامة وإجازهتا‪ ،‬يأيت دور السلطة التنفيذية وهي وحدها املسؤولة عن‬
‫تنفيذ املوازنة من خالل خمتلف الوزارات واهليئات واملؤسسات العامة‪ ،‬حيث يتم يف هذه املرحلة حتصيل اإليرادات‬
‫وصرف النفقا ت حسب االعتماد املخصص لكل دائرة وزارية‪ ،‬ويتم اإلنفاق من خالل الوحدات اإلدارية وفقا ملا هو‬
‫خمول هلا قانونا‪ ،‬مع مراعاة عند التنفيذ خفض النفقات من جهة وضمان حتقيق السياسة الضريبية وسياسة النفقات‬
‫العمومية لألهداف املسطرة‪.1‬‬
‫وال ميكن النظر اىل تنفيذ املوازنة على انه حتصيل االيرادات وصرف النفقات فقط بل بأن عملية التنفيذ تتناول‬
‫كذلك املتابعة والرقابة‪ ،‬آلثار العمليات واملالية يف االقتصاد الوطين‪ ،‬واجتاهات تطبيق املوازنة حنو األهداف االقتصادية‬
‫واملالية املنشودة‪ ،‬حىت تستطيع الدولة من خالل املتابعة والرقابة‪ ،‬تعديل سياسة اإليراد وسياسة اإلنفاق يف الوقت‬
‫املناسب إذا تطلب األمر ذلك‪.‬‬
‫وتشمل عمليات تنفيذ املوازنة ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬حتصيل اإليرادات العامة‪ :‬حيث تقوم الوزارات واهليئات العامة واملصاحل واألجهزة احلكومية املختلفة حتصيل‬
‫اإليرادات العامة‪ ،‬وال تستمد تلك الوزارات واألجهزة حقها من قانون املوازنة العامة فحسب وإمنا تستمد السلطة‬
‫التنفيذية حق االلتزام بتحصيل اإليرادات العامة من التشريعات املالية الصادرة والقوانني اخلاصة بفرض الضرائب‬
‫والرسوم‪ ،‬إضافة إىل قانون املوازنة العامة نفسه‪.2‬‬
‫وخت ضع أساليب حتصيل اإليرادات ملبدأ واحد تتبعه مجيع الوزارات والدوائر ويتلخص هذا املبدأ يف أمرين هامني‬
‫مها‪:3‬‬
‫‪ -‬العمل على حتصيل ما حيق لإلدارة من أموال صدرت بشأهنا قوانني وقرارات توجب حتصيلها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مصطفى حسن سلمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد خالد المهايني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عثمان محمد أبكر عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪41‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة وصول هذه التحصيالت كاملة إىل اخلزانة العامة للدولة‪.‬‬


‫ولتحقيق هذا املبدأ فإن كل وزارة تضع من النظم واإلجراءات ما يضمن سالمة هذه األموال ومينع أي عبث هبا‬
‫خالل املراحل اليت متر هبا إيرادات الدولة سواء التحصيل أو التوريد أو التسوية‪.‬‬
‫وهناك بعض أنواع اإليرادات العامة تتوىل حتصيلها وزارة املالية‪ ،‬أو مصاحل وأجهزة تابعة هلا‪ ،‬بينما هناك أنواع‬
‫أخرى من اإليرادات العامة‪ ،‬تتوىل حتصيلها وجبايتها مصاحل وأجهزة ال تتبع وزارة املالية ولكن تستطيع وزارة املالية أن‬
‫تراقب حتصيل اإليرادات بواسطة موظفني تابعني هلا ( حماسيب اإلدارة )‪.‬‬
‫فوزارة الصحة تتوىل جباية وحتصيل الرسوم الصحية‪ ،‬ووزارة العدل تتوىل جباية وحتصيل الرسوم القضائية‪ ،‬ووزارة‬
‫املالية تتوىل جباية الضرائب املباشرة وغري املباشرة‪ ،‬وتتوىل إدارة اجلمارك حتصيل الضرائب اجلمركية وهكذا‪...‬اخل‪.‬‬
‫وتواجه مرحلة تنفيذ املوازنة كافة النتائج املرتتبة عن مقارنة التنبؤات والتقديرات من بينها االختالفات اليت قد‬
‫تنشأ بني األرقام التقديرية واألرقام الفعلية يف جانب اإليرادات والنفقات‪ ،‬فبالنسبة لإليرادات إذا كانت اإليرادات‬
‫الفعلية تفوق اإليرادات املتوقعة يتم حتويل الفائض اىل األموال االحتياطية‪ ،‬أما إذا حدث العكس يتم تغطية العجز‬
‫بفرض ضرائب جديدة أو زيادة معدالت الضرائب القائمة‪ ،‬أو عن طريق اإلصدار النقدي اجلديد أو اللجوء اىل‬
‫االقرتاض‪.1‬‬
‫‪ .2‬صرف النفقات العامة‪ :‬إن مصادقة السلطة التشريعية على النفقات الواردة يف املوازنة ال يعين التزام احلكومة‬
‫بإنفاق مجيع هذه اإلعتمادات وإمنا الرتخيص هلا بأن تقوم باإلنفاق العام يف حدود هذه املبالغ على البنود املقررة‬
‫وعدم جتاوزها قبل موافقة السلطة التشريعية على ذلك‪ ،‬وهلذا لجند جمموعة من اإلجراءات تتمثل يف خطوات متر‬
‫هبا عملية الصرف حتقق هدف احملافظة على أموال الدولة ومنع سوء استخدامها من خالل الرقابة على تنفيذ‬
‫املوازنة‪.2‬‬
‫و هناك أربع خطوات تتعلق بتنفيذ النفقة من قبل احلكومة هي‪:3‬‬
‫‪ ‬االرتباط بالنفقة‪ :‬يربز هذا االرتباط إذا اختذت السلطة التنفيذية قرارا يتضمن إنفاقا من جانب الدولة أو‬
‫نتيجة واقعة معينة يرتتب عليها التزام الدولة بإنفاق مبلغ معني من املال‪.‬‬
‫‪ ‬عملية حتديد النفقة‪ :‬أما اخلطوة الثانية فتأيت من خالل حتقيق أو تسوية النفقة وعملية حتديدها وذلك‬
‫بإصدار قرار حتديد مبلغ تلتزم الدولة بدفعه نتيجة النفقة اليت سبق االرتباط هبا‪ .‬ويستلزم مثل هذا القرار‬
‫التأكد من أنه مل يسبق أن دفع املبلغ من قبل فعال وأن الدائن غري مدين للدولة بشيء حيث ميكن‬
‫عندئذ إجراء املقاصة بني الدينني‪.‬‬
‫‪ ‬األمر بدفع النفقة‪ :‬يربز األمر بالدفع يف صورة قرار عن اإلدارة املختصة وتضمن أمرا بدفع النفقة اليت مت‬
‫االرتباط هبا من قبل اإلدارة ومن مث حتديدها‪ .‬وغالبا ما يكون حتديد النفقة واألمر بصرفها بقرار واحد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحمد زهير شامية‪ ،‬خالد الخطيب‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1997 ،‬ص‪.296‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عثمان محمد أبكر عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91-90‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد خالد المهايني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪42‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬عملية صرف النفقة‪ :‬ويقصد بصرفها الدفع الفعلي للمبلغ الذي صدر به أمر الدفع إىل ذوي العالقة‬
‫أي الدائن وغالبا ما يأخذ صورة شيك حمسوب على البنك املركزي الذي حتفظ حسابات الدولة فيه‪.‬‬
‫وإذا ما تبني خالل تنفيذ املوازنة حدوث فائض ( وفر ) يف اإلعتماد املخصص لغرض معني‪ ،‬فإنه ال جيوز‬
‫استخدام هذا الوفر‪ ،‬يف تغطية غرض آخر‪ ،‬ويلغى يف هناية السنة املالية‪ ،‬وال يدرج يف املوازنة اجلديدة‪ ،‬إذا مل تكن‬
‫هناك حاجة إىل هذا اإلعتماد يف السنة القادمة‪ ،‬أما إذا كان اإلعتماد املخصص لغرض معني ال يكفي لتحقيقه سواء‬
‫كان ذلك خلطأ يف التقدير‪ ،‬أم نتيجة ظروف طارئة فال مناص من اللجوء والعودة إىل السلطة التشريعية‪ ،‬إما لطلب‬
‫اعتماد إضايف تكميلي‪ ،‬الستكمال ما تبقى من العام املايل‪ ،‬أو لطلب اعتمادات غري عادية ملواجهة النفقات‬
‫اجلديدة‪ ،‬اليت مل توضع يف املوازنة العامة نتيجة للظروف الطارئة‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬الرقابة على تنفيذ املوازنة العامة‬
‫تعترب مرحلة الرقابة هي املرحلة األخرية اليت متر هبا املوازنة العامة‪ ،‬وتسمى مبرحلة مراجعة تنفيذ املوازنة‪ .1‬وتبدو‬
‫أمهيتها يف أهنا تبني مدى سالمة ودرجة دقة تقدير اإليرادات العامة والنفقات العامة‪ ،‬كما تساعد يف التأكد من‬
‫حتصيل اإليرادات املقررة والتأكد من إنفاق االعتمادات املرصودة‪ ،‬ذلك وفقا خلطة الدولة املرسومة واحملددة يف املوازنة‬
‫العامة للدولة‪.‬‬
‫وتأخذ الرقابة على تنفيذ املوازنة صورا متعددة ختتلف باختالف الزاوية اليت ينظر من خالهلا اليها ‪:‬‬
‫‪ -‬الرقابة على التنفيذ من خالل توقيتها‪ ،‬وهي رقابة سابقة للتنفيذ وأثناء التنفيذ والحقة عن التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة على التنفيذ من حيث نوعية اجلهة القائمة هبا كالرقابة اإلدارية والسياسية والربملانية وغريها‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن التقسيمات السابقة هلا أمهيتها من الناحية النظرية فقط‪ ،‬أما من الناحية العملية فقد‬
‫تتواجد يف كل دولة رقابة على تنفيذ املوازنة جتمع بني بعض صور هذه التقسيمات بطريقة تتناسب مع طبيعة سياستها‬
‫وظروفها‪ ،‬وفيما يلي توضيح لكل نوع من هذه األنواع ‪:‬‬
‫‪ .1‬الرقابة على التنفيذ من حيث التوقيت املختار ملمارستها وتتمثل يف‪:2‬‬
‫‪ .1.1‬الرقابة السابقة على التنفيذ‪ :‬ويطلق عليها البعض الرقابة الوقائية ( املانعة ) ألهنا هتدف إىل منع وقوع‬
‫املخالفة‪ ،‬وتتم قبل عملية الصرف وذلك مبوافقة اجلهات املختصة نفسها مثل أقسام املراجعة والتدقيق يف الوزارات أو‬
‫عن طريق حماسيب اإلدارة‪ .‬فمن البديهي أن عمليات الرقابة تتم على جانب النفقات فقط‪ ،‬ألنه ال يتصور أن تكون‬
‫هناك رقابة سابقة على حتصيل اإليرادات العامة‪ ،‬ومتثل اجلزء األكرب واألهم من الرقابة اإلدارية‪ ،‬ومن مزايا هذا النوع‬
‫من الرقابة تقليص فرص ارتكاب األخطاء املالية وذلك للمحافظة على املال العام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.341‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بصديق محمد‪ ،‬النف قات العامة للجزائر في ظل اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬فرع التحليل االقتصادي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.32-31 ،20082009 ،‬‬
‫‪43‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .2.1‬الرقابة أثناء التنفيذ‪ :‬أما بالنسبة للرقابة أثناء التنفيذ‪ ،‬فهي متثل خمتلف عمليات املتابعة اليت تقوم هبا اجلهات‬
‫املختصة أثناء قيام الدولة بنشاطها املايل الذي يتعلق بالنفقات واإليرادات الواردة باملوازنة العامة‪ ،‬وعادة ما تقوم هبذه‬
‫الرقابة اجلهات النيابية املختلفة التابعة للسلطة التشريعية‪.‬ى‬
‫‪ .3.1‬الرقابة الالحقة على التنفيذ‪ :‬تبدأ هذه الرقابة بعد انتهاء السنة املالية وقفل احلسابات وإعداد احلسابات‬
‫اخلتامية للدولة‪ ،‬فهي بذلك ال تقتصر على النفقات العامة فقط بل متتد لتشمل اإليرادات العامة كذلك‪.‬‬
‫حيث تتخذ هذه الرقابة أشكاال متعددة‪ ،‬فقد تقتصر على املواجهة احملاسبية جلميع العمليات املالية‪ ،‬وذلك‬
‫لكشف املخالفات والتجاوزات الواقعة‪ ،‬وقد متتد إىل البحث عن مدى كفاءة الوحدة اإلدارية يف استخدام األموال‬
‫العامة‪.‬‬
‫ويتوىل هذه الرقابة جهاز يتمتع باالستقالل التام عن السلطة التنفيذية‪ ،‬ومتنح له مجيع السلطات والضمانات‬
‫ليقوم بعمله على أحسن وجه‪.‬‬
‫إذا كان هذا النوع من الرقابة حيمل ما تقدم من مزايا‪ ،‬إال أن ما يعيبه‪ ،‬أنه ال ميكن اكتشاف األخطاء الفنية‬
‫واالحنرافات املالية إال بعد عملية اإلنفاق الفعلي‪ ،‬فإنه بذلك يقلل من وقوع املخالفات ولكنه ال مينع وقوعها‪ ،‬وتكون‬
‫مهمته هي التنبيه‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك فاكتشاف املخالفات يكون بعد وقت طويل من وقوعها‪.‬‬
‫‪ .2‬الرقابة على التنفيذ من حيث نوعية اجلهة القائمة هبا‪:‬‬
‫وهذه الرقابة على أنواع ثالثة هي‪:1‬‬
‫‪ .1.2‬الرقابة اإلدارية‪ :‬وهي الرقابة الذاتية اليت تقوم هبا السلطة التنفيذية مع موظفيها لدى قيامهم بالصرف‪ ،‬ويقوم‬
‫هبا رؤساء املصاحل واهليئات ورؤساء الوحدات احمللية وآمري الصرف على مرؤوسيهم‪ ،‬وذلك للتأكد من مدى مطابقة‬
‫قرارات الصرف للتشريعات والقواعد املالية‪.‬‬
‫وتتم هذه الرقابة أيضا بعد ة مؤسسات تابعة للدولة‪ ،‬هبدف التأكد من حسن سر اإلدارة املالية لقطاعات الدولة‬
‫املختلفة‪ ،‬سواء كانت تابعة هلا مباشرة أو مستقلة بإدارهتا أو مسرية ذاتيا‪ ،‬وذلك هبدف التأكد من حسن سري العمل‬
‫هبا وحسن استخدام مواردها استخداما قانونيا ومنع االحنرافات هبا‪.‬‬
‫‪ .2.2‬رقابة السلطة التشريعية‪ :‬للسلطة التشريعية دور آخر يف الرقابة على املوازنة لدى التنفيذ‪ ،‬خبالف الدور‬
‫اخلاص لدى اعتمادها‪ ،‬وذلك حىت تتحقق مطابقة التنفيذ لالعتماد‪.‬‬
‫وهذه الرقابة إما أن تكون أثناء تنفيذ املوازنة وتقوم هبا جلنة الشؤون املالية بالربملان‪ ،‬واليت هلا أن تطلب بيانات عن سري‬
‫التنفيذ أثناء السنة املالية‪ ،‬أو أن تقوم هبا السلطة التشريعية نفسها لدى تعديل املوازنة باالعتمادات اإلضافية أو نقل‬
‫االعتمادات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يسرى أبو العال‪ ،‬وآخرون‪ ،‬المالية العامة والتشريع الضريبي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.113-109‬‬
‫‪44‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫واهلدف من هذه الرقابة هو السهر على تطبيق القوانني واللوائح واإلدارة احلسنة لالقتصاد ومنع االحنرافات وإساءة‬
‫التصرف يف امل ال العام والكسب غري املشروع‪ ،‬وذلك من خالل الرقابة املتعددة اليت ميارسها اجمللس‪ ،‬والوسائل‬
‫التشريعية اليت مينحها له القانون من استجوابات للحكومة وأسئلة مكتوبة‪.‬‬
‫كما جيوز للنواب مبجلس الشعب طلب تشكيل جلان حتقيق أو رقابة تشمل أي قطاع من قطاعات الدولة‬
‫والقطاعات املسرية ذاتيا‪ ،‬أو أي مشروع كان تسهم فيه الدولة بقسط من أمواهلا أو متنحه إعانة‪.‬‬
‫‪ .3.2‬الرقابة بواسطة هيئة مستقلة‪ :‬وتتم الرقابة على املوازنة عن طريق هيئة مستقلة عن اهليئتني التنفيذية‬
‫والتشريعية‪ ،‬ويوضع هلا نظام خاص وتتبع لرئيس الدولة‪ ،‬كمجلس احملاسبة حيث يقوم مبراجعة الدفاتر احملاسبية‬
‫والتدقيق يف دراستها والتأكد من مدى مطابقتها لالعتمادات احملددة يف املوازنة‪ ،‬والتأكد كذلك من مدى تطبيق‬
‫القوانني واللوائح‪ ،‬وأن األموال اليت مت حتصيلها أو صرفها قيدت يف األبواب والبنود اخلاصة هبا‪ ،‬وأن عمليات التحصيل‬
‫والصرف متت مبوجب سندات صحيحة ومعتمدة‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬موازنة البنود (املوازنة التقليدية)‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف موازنة البنود‬
‫تعترب موازنة البنود (املوازنة التقليدية)‪ ،‬أكثر أنواع املوازنات استعماال‪ ،‬وهي املرحلة األوىل من املراحل الرئيسية اليت‬
‫مر هبا تطور املوازنة‪ ،‬وكان الغرض الرئيسي هلا هو فرض رقابة مركزية على اإلنفاق العام‪ ،‬وحماولة التغلب على عيوب‬
‫اإلدارة احلكومية ومنع االختالسات املالية والصرف بدون وجه حق‪.1‬‬
‫وقد بدأ تطبيق أسلوب موازنة البنود عام ‪ 1921‬يف الواليات املتحدة األمريكية لتكون موازنة تنفيذية شاملة‬
‫وبتصنيف يساعد ع لى التمييز بني النفقة اجلارية والرأمسالية‪ ،‬ومبوجبها يتم تصنيف النفقة تبعا لنوعيتها وليس وفق‬
‫الغرض منها‪ ،‬مبعىن أن يتم حصر املصروفات ذات الطبيعة الواحدة يف جمموعات متجانسة رئيسية وفرعية بصرف‬
‫النظر عن اإلدارة احلكومية اليت تقدمها‪ ،‬مث بعد ذلك يتم تقسيم النفقات يف فئات رئيسية تسمى أبواب حيث يتم‬
‫تقسيم هذه األبواب الرئيسية إىل بنود فرعية‪ ،‬كما اهتم هذا األسلوب باجلانب الرقايب على النفقة أكثر من االهتمام‬
‫باخلدمات نفسها واليت مت االتفاق من أجلها‪ ،‬حيث أن التبويب على أساس املصروف ال يوضح ما إذا كانت‬
‫املصروفات قد حققت ا هلدف من إنفاقها أم أهنا مصروفات مت سدادها وانتهى األمر‪ ،‬وكأن اهلدف من اإلنفاق هو‬
‫اإلنفاق يف حد ذاته‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد مصطفى أبو مصطفى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سيد أحمد البواب‪ ،‬عجز الموازنة العامة للدولة‪ -‬النظرية والصراع الفكري للمذاهب االقتصادية ومناهج العالج‪ ،‬دار البيان للطباعة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪،2000‬ط‪ ،1‬ص‪.76‬‬
‫‪45‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬مزايا موازنة البنود‬


‫ويتميز أسلوب موازنة البنود بالكثري من املزايا أمهها‪:1‬‬
‫‪ -‬سهولة اإلعداد وبساطة تبويب النفقات وفهمها ومقارنتها‪ ،‬والرقابة عليها باإلضافة اىل ذلك يسهل فهمها‬
‫من قبل غري املختصني‪ ،‬وتتكون من أبواب وجمموعات وبنود وأنواع ختصص االعتمادات لكل منها حىت‬
‫ميكن التعرف على العناصر التفصيلية للمصروفات ومصادر اإليرادات‪.‬‬
‫‪ -‬موازنة البنود تساعد على فهم حماسبة املسؤولية‪ ،‬وأن بياناهتا صاحلة للمقارنة وميكن جتميعها لعدة سنوات‬
‫متتالية لغرض تسهيل معرفة اجتاه اإلنفاق العام والتحصيل‪.‬‬
‫‪ -‬جعل اخلالفات سهلة احلل‪ ،‬وخصوصا إذا كان لب املشكلة هو زيادة أو نقصان بعض االعتمادات‪ ،‬وليس‬
‫خالفا على سياسات أو برامج‪.‬‬
‫‪ -‬يسهل تبويب النفقات إىل جارية أو رأمسالية لكل وحدة من وحدات املشروع‪.‬‬
‫‪ -‬تركز املوازنة التقليدية على حتقيق الرقابة املالية على عناصر النفقات واإليرادات‪.‬‬
‫‪ -‬تركز املوازنة التقليدية على متويل السلع واخلدمات اليت حتتاجها الوحدات احلكومية يف أداء عملها‪ ،‬مع التزام‬
‫هذه الوحدات فقط بعدم جتاوز حدود التمويل املعتمد دون االهتمام مبا حتققه من عوائد‪ ،‬أي أهنا تركز على‬
‫جانب املدخالت أكثر من تركيزها على املخرجات مما يساهم يف توفري خمتلف السلع واخلدمات‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬عيوب موازنة البنود‬
‫أما بالنسبة لعيوب املوازنة التقليدية أو ما يسمى مبوازنة البنود فيمكن أن نستعرض أمهها فيما يلي‪:2‬‬
‫‪ .1‬من حيث طرق إعداد التقديرات‪:‬‬
‫يتم إعداد املصروفات يف املوازنة التقليدية بالنظر اىل البيانات الفعلية من الصرف يف السنوات السابقة‪ ،‬حيث‬
‫تشكل هذه البيانات مصدرا هاما اىل جانب األخذ بعني االعتبار املتغريات والظروف اليت يتوقع أن تسود يف السنة‬
‫اليت تعد عنها املوازنة‪ ،‬وهذا يعين انعكاس أخطاء التنفيذ يف السنوات السابقة على السنة احلالية‪ ،‬مما جيعل التقديرات‬
‫بعيدة عن املوضوعية ويؤدي اىل املغاالة يف طلب االع تمادات من جانب الوحدات التنفيذية ويشجع على اإلسراف‬
‫يف صرف االعتمادات املصرح هبا قبل انتهاء السنة املالية‪.‬‬
‫‪ .2‬من حيث طرق عرض املوازنة العامة وتبويبها‪:‬‬
‫يتم تبويب املصروفات يف املوازنة العامة التقليدية حسب بنود اإلنفاق‪ ،‬من حيث أجور ومستلزمات سلعية‬
‫ومستلزما ت خدمية‪...‬اخل لكل وحدة إدارية تنفيذية‪ ،‬وبذلك تضيع عالقة السببية بني حجم النفقات العامة وحجم‬
‫ونوعية اخلدمات العامة ويرتتب على ذلك أيضا صعوبة تقييم أداء العاملني يف الوحدات احلكومية وصعوبة قياس‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬إطار مقترح لتطبيق األساس الصفري في إعداد موازنات الجامعات والكليات المتوسطة بقطاع غزة‪ ،‬ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫التجارة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،2007 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد راشد الشمري‪ ،‬تقييم قواعد إعداد الموازنات الحكومية بدولة الكويت‪ -‬دراسة تطبيقية على بيت الزكاة‪ ،-‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية األعمال‪،‬‬
‫جامعة الشرق األوسط‪ ،‬كانون الثاني ‪ ،2012‬ص‪.42-39‬‬
‫‪46‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الكفاءة اإلنتاجية للوحدات احلكومية ومن مث تنشأ ظاهرة الالمباالة وعدم املواظبة واالنتظام يف اخلدمات العامة من‬
‫جانب العاملني بالوحدات احلكومية‪.‬‬
‫‪ .3‬من حيث نظام احملاسبة‪:‬‬
‫يركز نظام احملاسبة يف ظل املوازنة التقليدية على تسجيل عمليات الصرف والتحصيل بعد التأكد من أهنا حتدث‬
‫دون خمالفة احلدود والتعليمات الصادرة لذلك يتكون هذا النظام من جمموعة من النماذج واملستندات والدفاتر اليومية‬
‫والبيانات اليت ال يتعدى الغرض منها التأكد من سالمة تنفيذ بنود املوازنة طبقا للقوانني واللوائح والتعليمات‪ ،‬وبذلك‬
‫ال يوفر هذا النظام أي بيانات ميكن أن تفيد يف جماالت التخطيط أو اختاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ .4‬من حيث التقارير‪:‬‬
‫تعد التقارير عن سري تنفيذ املوازنة التقليدية من واقع البيانات اليت يوفرها النظام احملاسيب للموازنة‪ ،‬ويف هناية السنة‬
‫يتم إعداد احلساب اخلتامي للدولة‪ .‬وهذه التقارير ال تعدو أن تكون بيانات جممعة مرتاكمة عن تنفيذ املوازنة إلمكان‬
‫مقارنتها ببنود ا ملوازنة‪ ،‬وبذلك ال توفر هذه التقارير أي بيانات ميكن أن تفيد اإلدارة يف القيام بوظائفها أو تفيد‬
‫السلطة التشريعية يف احلكم على كفاءة تقدمي اخلدمات العامة للمواطنني‪.‬‬
‫‪ .5‬من حيث الرقابة املالية‪:‬‬
‫هتدف الرقابة املالية على تنفيذ املوازنة التقليدية إىل التحقق من احلصول على إذن اجلهة املختصة بالرقابة قبل‬
‫االرتباط أو الصرف والتحقق من أن الصرف قد مت وفق التعليمات املالية ويف حدود االعتمادات املقررة‪ .‬وبذلك‬
‫تتوقف أهداف الرقابة املالية على التحقق من سالمة تنفيذ بنود املوازنة دون أن تتعدى ذلك إىل الرقابة على كفاءة‬
‫األداء أو الرقابة على تنفيذ الربامج واألنشطة واملشروعات اليت تقوم هبا الوحدات احلكومية‪.‬‬
‫‪ .6‬من حيث املراجعة اخلارجية‪:‬‬
‫هتدف املراجعة اخلارجية اليت يقوم هبا ديوان احملاسبة ممثال من خالل موظفيه يف اجلهات والدوائر احلكومية‬
‫املختلفة إىل التحقق من سالمة تنفيذ بنود املوازنة وعدم حدوث خمالفات للتعليمات املالية يف هذا اخلصوص‪ ،‬غري أهنا‬
‫حتولت املراجعة اخلارجية اليت ميارسها ديوان احملاسبة اىل رقابة تكميلية للرقابة اليت متارسها وزارة املالية على حسابات‬
‫وسجالت ودفاتر الوحدات احلكومية‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫اإلطار النظري للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫واخلالصة أن املوازنة العامة هي تعبري عن خيارات السلطة العامة السياسية واالقتصادية واالجتماعية اليت تسمح‬
‫بإشباع احلاجات العامة‪ ،‬يف إطار ما يتقرر يف هذا الشأن من إجراءات وتدابري مالية تتعلق بتحضري املوازنة وتنفيذها‬
‫وضبط األموال العامة عند جبايتها وإنفاقها ومراقبتها رقابة فعالة‪ ،‬حتول دون العبث هبا و إعداد احلساب اخلتامي‬
‫ملختلف قطاعات الدولة‪ .‬ومتثل املوازنة العامة عملية مستمرة‪ ،‬فالصفقات والعمليات اليت تتم يف االقتصاد الوطين‪ ،‬ما‬
‫هي إال تيار من األنشطة اليت تتم باستمرار‪ ،‬ويف هذه احلركة‪ ،‬حركة النشاط االقتصادي العام والتيارات االقتصادية اليت‬
‫حتدث نتيجة لذلك يرتبط احلاضر باملاضي واملستقبل‪ .‬وعلى ضوء هذا االتصال تتحدد األهداف اليت يرغب يف‬
‫حتقيقها‪ ،‬وهذه هي العالقات الزمنية يف االقتصاد العام‪ ،‬وتعكس املوازنة العامة باعتبارها عملية مستمرة‪ ،‬هذه‬
‫العالقات بني ما حتقق فعال وبني ما يستهدف حتقيقه يف املستقبل‪.‬‬
‫ومن أكثر أنواع املوازنات شيوعا واستعماال هي املوازنة التقليدية أو موازنة البنود إذ هي املرحلة األوىل من املراحل‬
‫الرئيسية اليت مر هبا تطور املوازنة‪ ،‬حيث كان الغرض الرئيسي هلا هو فرض رقابة مركزية على اإلنفاق العام‪ ،‬وحماولة‬
‫التغلب على عيوب اإلدارة احلكومية ومنع االختالسات املالية والصرف بدون وجه حق‪.‬‬
‫كما متثل املوازنة التقليدية أقدم صورة من صور املوازنة ومتتاز بالسهولة والبساطة يف إعدادها وتنفيذها والرقابة‬
‫عليها‪ ،‬باإلضافة اىل سهولة فهمها من قبل غري املختصني‪ ،‬وتركز املوازنة التقليدية على حتقيق الرقابة على عناصر‬
‫املصروفات واإليرادات‪ ،‬وقد كان ذلك اهلدف يتالءم مع الظروف السائدة يف القرن التاسع عشر كتواضع اهليكل‬
‫االقتصادي واالجتماعي لدول العامل واقتصار دور الدولة على أداء الوظائف السيادية‪ ،‬كما كان اهتمام احلكومات‬
‫يرتكز على حتقيق التوازن احملاسيب بني اإليرادات والنفقات لتفادي حدوث العجز يف املوازنة‪.‬‬
‫غري أن التطور الذي حدث يف جمال العلوم اإلدارية واملالية وتطور دور الدولة وتوسع نشاطها‪ ،‬باإلضافة اىل‬
‫خمتلف جوانب القصور اليت الزمت موازنة البنود‪ ،‬أدى إىل بروز خمتلف االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة وهو‬
‫ما سنتناوله يف الفصل القادم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫األساليب الحديثة للموازنة العامة‬


‫للدولة‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫متهيد‪:‬‬

‫لقد مرت املوازنة العامة بعدة تطورات تارخيية لتصبح متمثلة يف أربعة مراحل أساسية هي االعداد‬
‫واالقرار والتنفيذ والرقابة‪ ،‬كما أن التجارب الدولية اليت مرت هبا الدول كشفت عن تطور دور املوازنة يف‬
‫عملية التنمية مما جعلها حتظى بأمهية متزايدة سنة بعد أخرى‪ .‬ومن أهم هذه األدوار هو ادارة برامج‬
‫ومشاريع ونشاطات الدولة من خالل توزيع وختصيص املوارد املتاحة عليها‪ ،‬وأيضا تستخدم املوازنة كأداة‬
‫لتعديل توزيع الدخل القومي بني كافة فئات اجملتمع وغريها من االستخدامات املالية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬اليت جعلت منها جزءا رئيسيا من برامج الدولة كوهنا تعكس مجيع النشاطات املالية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وتلعب دورا بارزا يف عملية التنمية‪.‬‬
‫غري أن املمارسة العملية ملا يعرف باملوازنة التقليدية أو موازنة البنود قد كشف مع مرور الوقت عن‬
‫الكثري من الثغرات والعيوب ال سيما ما تعلق بطرق االعداد والعرض وعدم دقة التقديرات املدرجة يف‬
‫بنودها‪ ،‬اضافة اىل أهنا ال توفر التقارير والبيانات اليت تساعد على التخطيط واختاذ القرارات بشكل جيد‪،‬‬
‫و صوال إىل كون الرقابة املالية يف املوازنة التقليدية تتوقف أهدافها على التحقق من سالمة تنفيذ بنود‬
‫املوازنة دون أن تتعدى ذلك إىل الرقابة على كفاءة األداء أو الرقابة على تنفيذ الربامج واألنشطة‬
‫واملشروعات اليت تقوم هبا الوحدات احلكومية‪.‬‬
‫إن خمتلف جوانب القصور السالفة الذكر يف املوازنة التقليدية‪ ،‬إضافة اىل األمهية املتزايدة اليت صارت‬
‫حتظى هبا املوازنة العامة وخمتلف التطورات اليت حدثت يف جمال العلوم اإلدارية واملالية وتطور دور الدولة‬
‫وتوسع نشاطها‪ ،‬أدى إىل بروز خمتلف االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة وهو ما سنتناوله يف‬
‫هذا الفصل من خالل املباحث التالية‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬موازنة الربامج واألداء‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬موازنة التخطيط والربجمة‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬املوازنة الصفرية‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬املوازنة التعاقدية‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬جتارب دولية يف تطبيق االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬موازنة األداء والربامج‬


‫إن جماالت القصور اليت الزمت تطبيق األسلوب التقليدي املعروف بأسلوب موازنة البنود‪ ،‬هي اليت دعت‬
‫املسئولني احلكوميني إىل التفكري بتطبيق أسلوب أفضل‪ ،‬ميكن من االستفادة من أساليب اإلدارة احلديثة يف جماالت‬
‫اإلدارة احلكومية‪ ،‬وخيدم يف التأكد من حتقيق أهداف املوازنة العامة بكفاءة وفعالية‪ ،‬وذلك أنه زاد االهتمام بنوعية‬
‫اخلدمة احلكومية وضرورة االرتقاء هبا وحتسني الرقابة عليها‪ ،‬وقد عرف هذا األسلوب بأسلوب موازنة الربامج واألداء‪.1‬‬
‫املطلب األول‪ :‬نشأة وتطور موازنة الربامج واألداء‬
‫لقد تطورت أساليب إعداد املوازنة عرب التاريخ يف ضوء نواحي القصور اليت كانت تربز من خالل التطبيق العملي‬
‫لتلك املوازنات‪ ،‬ففي عام ‪ 1912‬مت تشكيل جلنة يف الواليات املتحدة األمريكية عرفت باسم جلنة تافت ‪The‬‬
‫‪ Taft Commission on Economy and Efficiency‬لتقييم أوضاع املوازنة املطبقة وتبني هلا‬
‫أن اإلجراءات احلالية املطبقة يف إعداد املوازنة يف حاجة إىل تغيريات هامة‪ ،‬وأوصت اللجنة يف تقريرها إىل ضرورة‬
‫إعداد موازنة إدارية شاملة‪ ،‬وتبويبها يف صورة برامج ذات وظائف وحسب نوع العمل‪ ،‬مع مراعاة التبويب أيضا على‬
‫أساس التمييز بني البنود الرأمسالية واجلارية‪ ،‬كما اقرتحت اللجنة يف تقريرها عدة مناذج للتقييم الوظيفي للموازنة العامة‬
‫للواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫وقد ظهرت بعد ذلك عدة حماوالت لتطوير املوزانة العامة كمحاولة وزارة الزراعة األمريكية عام ‪ 1974‬لتطوير‬
‫موازنتها وفق أسلوب موازنة الربامج واألداء والقيام بإعداد موازنة باملشروعات املنتظر اجنازها ‪Project‬‬
‫‪ Budgeting‬وكذلك جداول بيان النشاط التفصيلي للمشروعات ‪ Activity Schedules‬إىل وضع‬
‫املوازنة على أساس الربامج واالجنازات‪.‬‬
‫ويف عام ‪ 1946‬قدم سالح البحرية األمريكية موازنة عام ‪ 1948‬متبعا األساس التقليدي حسب الغرض من‬
‫اإلنفاق وكذلك أساس الربامج‪ ،‬وتوالت بعد ذلك األحباث املتعلقة بتطبيق نظام موازنة األداء خاصة يف وزارة الدفاع‬
‫األمريكية‪.‬‬
‫فقد كانت األجهزة الفيدرالية األمريكية أول من طبق موازنة الربامج واألداء بشكل تام وحىت عام ‪،1971‬‬
‫حيث جربت احلكومة الفيدرالية بعد ذلك املوازنة الصفرية‪ ،‬مث عادت لتطبيق موازنة الربامج يف عام ‪ ،1981‬وكانت‬
‫السويد أول دولة أوروبية تطبق موازنة الربامج واألداء حيث بدأت بتنفيذها عام ‪ ،1972‬كما كانت الفيليبني من‬
‫أوائل الدول النامية اليت تطبق موازنة الربامج واألداء‪ ،‬حيث بدأت بتنفيذها يف عام ‪.21957‬‬
‫وخالل الفرتة الواقعة بني ‪ 1970-1960‬ازدادت شهرة موازنة الربامج بني احلكومات‪ ،‬حيث مت استخدامها‬
‫و جتربتها يف كثري من الوحدات احمللية يف القطاع العام سواء كان ذلك يف الواليات املتحدة األمريكية أو بريطانيا‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬إسماعيل حسين‪ ،‬موازنة البرامج واألداء‪ -‬المفهوم‪ ،‬الفلسفة واألهداف‪ ،-‬ملتقى موازنة البرامج واألداء في الجامعات العربية‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص‪.06‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬جمال البدور‪ ،‬ملتقى موازنة البرامج واألداء في الجامعات العربية‪ ،‬دمشق ‪ 26-25‬يوليو ‪ ،2004‬ص‪.27‬‬
‫‪51‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫وعندما تبنت فرنسا نفس املفهوم‪ ،‬أمضت اهليئات الفنية فرتة ثالث سنوات حىت بدأت بتطوير املوازنة التقليدية يف‬
‫عام ‪.1972‬‬
‫يذكر أنه ويف سنة ‪ 1993‬قامت احلكومة األمريكية بسن قانون يتعلق بأداء احلكومة ونتائج أعماهلا‪ ،‬وطلبت‬
‫مبوجبه من كل الدوائر الفدرالية وضع خطط أداء سنوية لتوضيح كيفية تقدمي أنشطتهم ألهدافها السنوية‪ ،‬وأن يقدموا‬
‫تقريرا يف هناية السنة عن أدائهم الفعلي‪.1‬‬
‫ومنذ أكثر من عشرين سنة يقوم أكثر من ثلثي بلدان منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OCDE‬بوضع‬
‫مؤشرات أداء لقياس كفاءة األعمال احلكومية وتضمني ذلك يف بيانات املوازنة‪ ،‬لتحقيق الفعالية املالية للنشاط‬
‫احلكومي‪.2‬‬
‫أما يف الدول العربية فقد كانت األردن سباقة يف هذا اجملال حيث بدأت بتنفيذ موازنة الربامج واألداء أثناء فرتة‬
‫إعداد مشاريع املوازنة العامة للعام املايل ‪ ،1996‬أي يف منتصف العام املايل ‪ ،1995‬حيث تضن البالغ السنوي‬
‫للموازنة األسس الواجب إتباعها أثناء تطبيق هذا املنهج على عدد قليل من األجهزة احلكومية كوزارة الرتبية والتعليم‬
‫ووزارة الصحة‪ ،‬ومؤسسة اإلسكان وسكة حديد العقبة‪...‬اخل‪ ،‬وتضمن بالغ إعداد املوازنة العامة للعام املايل ‪1997‬‬
‫اإلجراءات الواجب إتباعها لتعميم التجربة على باقي األجهزة احلكومية األخرى عدا الدفاع والداخلية‪ .‬وبدأت‬
‫احلكومة يف عام ‪ 1995‬إىل عام ‪ 1997‬بإعداد الدراسات اليت هتدف إىل دراسة ووصف الوضع املايل للجهاز‬
‫احلكومي‪ ،‬سواء كان وصفا إدا ريا أو ماليا‪ ،‬استنادا على مبدأ أن املوازنة ال تعرب فقط عن األرقام‪ ،‬بل تعكس أيضا‬
‫الوضع املايل للوحدات احلكومية املختلفة‪ ،‬وعلى أساس أن موازنة الربامج واألداء ما هي إال مفهوم متكامل ألساليب‬
‫التخطيط اليت من خالهلا ميكن احلصول على النتائج املنتظرة‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مفهوم موازنة الربامج واألداء‬
‫إن مصطلح موازنة الربامج يعين الرتكيز على تبويب اإلدارات احلكومية وفقا لوظائفها األساسية وحتديد الربامج‬
‫األساسية لكل وظيفة مث تقسيم الربامج األساسية إىل برامج وأنشطة أكثر تفصيال‪.‬‬
‫أما مصطلح موازنة األداء (موازنة اإلجناز) فتعين الرتكيز على حتديد املقاييس واملعايري الدقيقة لتحديد التكاليف‬
‫الالزمة للربامج املقرتحة وتعيني معدالت األداء الواجب استخدامها يف تقييم اإلجناز‪.‬‬
‫ويتشابه تعريف موازنة الربامج مع تعريف موازنة األداء إىل الدرجة اليت تصل إىل اخللط بينهما إال أن التمييز بني‬
‫نوعيهما يكون على أساس تنظيمي وزمين فمن الناحية التنظيمية تكون وحدة الربامج أكرب من وحدة األداء باعتبار‬
‫أن الربنامج الواحد يشتمل على عدد من وحدات األداء وأن اإلدارة املسؤولة عن الربنامج تصبح مسؤولة عن وحدات‬
‫األداء‪ ،‬لذا فإن نفقات الربنامج متثل جمموع نفقات وحدات األداء التابعة له‪ ،‬وبالتايل فإن موازنة الربامج ختتلف يف‬

‫‪1-‬‬
‫‪Robert J. Shea, Performance Budgeting in the United States, OECD journal on Budgeting, Volume 8-N01, 2008,‬‬
‫‪P02.‬‬
‫‪2-Brigitte Sablayrolles la Budgetisation Par La Perfermance En France Bilan et Perspectives, Presupuesto .y‬‬
‫‪Publico 51/2008, P272.‬‬
‫‪52‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫طبيعتها وشكلها عن موازنة األداء‪.‬ومن حيث املدى الزمين فإن موازنة الربامج تستخدم الختاذ القرارات املستقبلية‪ ،‬أما‬
‫موازنة األداء فإهنا تتوجه إىل املاضي وما مت فيه من أداء وما أجنز من أهداف وهو أساس إعداد تقديرات املوازنة‬
‫الالحق حيث أن حتديد الربامج حيدد اإلطار الذي يتم من خالله قياس األداء‪.1‬‬
‫ولغرض سهولة إعداد وتنفيذ هاتني املوازنتني والرقابة عليهما فتؤخذ املوازنتني يف موازنة واحدة مرتابطة هي موازنة‬
‫الربامج واألداء واليت تعين جمموعة األهداف اليت من أجل حتقيقها ترصد اإلعتمادات بعد تفصيلها حسب الربامج‬
‫واألنشطة وحتديد التكلفة املقدرة لتنفيذ كل برنامج أو نشاط وحتديد معايري ومؤشرات لقياس اإلجناز وفاعلية األداء‪.‬‬
‫وميكن تعريف موازنة الربامج واألداء‪ ،‬بأهنا تبويب حديث حلسابات املوازنة يعطي األمهية والرتكيز على الربامج‬
‫احلكومية وما تقوم به احلكومة من برامج وأعمال وليس ما تشرتيه من سلع وخدمات‪ ،2‬أي أهنا تركز على اهلدف‬
‫ذاته وليس على وسائل حتقيق اهلدف ألن التبويب التقليدي للموازنة يظهر ما تشرتيه احلكومة ولكن ال يظهر الربامج‬
‫اليت من أجلها مت الشراء وال مدى االجناز الذي يتحقق من هذه الربامج‪.3‬‬
‫وقد عرفت جلنة التنمية االقتصادية يف الواليات املتحدة األمريكية موازنة الربامج واألداء بأهنا" هي جمموعة‬
‫األساليب اليت بواسطتها متكن مدراء الربامج من الرتكيز على تنفيذ األهداف اليت تقع ضمن مسؤولياهتم بصورة دقيقة‪،‬‬
‫ومقارنة تنفيذ هذه األهداف حسب الوقت‪ ،‬املبالغ‪ ،‬ساعات العمل واملواد‪ ،‬أي أن هذا النظام يزود من يستخدمه‬
‫مبعلومات ال ميكن له احلصول عليها من خالل طرق املوازنة التقليدية‪ ،‬إذ يساعد يف احلصول على نتائج أساسية‬
‫ويهيئ قاعدة أفضل الختاذ القرارات‪.4‬‬
‫كما عرفت موازنة الربامج واألداء أيضا بأهنا جمموعة األسس العلمية والفنية اليت يعتمد عليها يف إعداد املوازنة‬
‫العامة ومتابعة تنفيذها‪ ،‬فاملوازنة ما هي إال خطة عمل توضح األهداف احملددة للوحدات اإلدارية اليت يتكون منها‬
‫اجلهاز احلكومي يف شكل برامج ومشروعات حمددة‪.5‬‬
‫وتركيز موازنة الربامج واألداء يف تبويب بياناهتا على الربامج احلكومية يؤدي إىل إبراز وظيفة جديدة للدولة وهي‬
‫وظيفة الرقابة اإلدارية بدال من الرتكيز على وظيفة الرقابة املالية التقليدية أي أهنا أداة يف خدمة اإلدارة احلكومية‬
‫لتحقيق أهداف الربامج والتمكن من قياس األداء والكفاءة والفعالية وتعزيز نظام املساءلة حول تنفيذ أهداف املوازنة‬
‫‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جليلة مصطفى عبد الرحمان‪ ،‬إيمان غانم أحمد‪ ،‬استخدام موازنة البرامج واألداء – نموذج تطبيقي في معهد اإلدارة ‪،-‬مجلة التقني‪ ،‬المجلد السابع‬
‫والعشرون‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،5‬ص‪.126 -125‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Hoang-Phuong Nguyen, Performance budgeting: Its rise and fall, MPRA Paper No. 9415, 2007, p92.,‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراني‪ ،‬موازنة البرامج واألداء‪ ،‬ماجستير‪ ،‬عمادة الدراسات العليا‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،2010 ،‬ص‪.06‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عبد المنعم صالح مصطفى‪ ،‬واقع تطبيق الموازنات التخطيطية في المؤسسات الهادفة للربح في األردن‪ ،‬المؤتمر العلمي الرابع‪ ،‬جامعة فيالدلفيا‪/‬‬
‫األردن‪ ،‬كلية العلوم اإلدارية والمالية‪ ،2005 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬هدى دياب أحمد صالح‪،‬تطبيق موازنة البرامج واألداء ودورها في تحقيق كفاءة األداء بالوحدات الحكومية‪ ،‬مجلة أماراباك‪ ،‬األكاديمية األمريكية‬
‫للعلوم‪ ،‬المجلد السادس‪ ،‬عدد ‪ ،2015 ،17‬األكاديمية األمريكية للعلوم‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Corina Serban, France Stancu, the performance budgeting, tibuscus, Faculty of Economic, University of‬‬
‫‪Timisoara, Tibiscus, p555.‬‬
‫‪53‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ويالحظ أن التعاريف السابقة اتفقت على أن موازنة الربامج واألداء تعمل على تقسيم أهداف اخلطة العامة‬
‫للدولة إىل برامج وأنشطة حمددة يتم تنفيذها خبطة مربجمة بزمن حمدد وبتكاليف حمددة‪ ،‬ومبسئولني حمددين ملتابعة‬
‫الربنامج أو النشاط‪ ،‬على أن يتم قياس األداء يف ذلك الربنامج أو النشاط يف هناية املدة املربجمة‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مبادئ موازنة الربامج واألداء‬
‫إن التطبيق العملي السليم ملوازنة الربامج واألداء يتطلب إتباع جمموعة من املفاهيم واملبادئ األساسية وهي‪:1‬‬
‫‪ ‬مبدأ حتديد األهداف وحتديد اإلمكانيات‪ :‬ويقصد به وجوب قيام كل وحدة بتحديد األهداف اليت ينبغي‬
‫حتقيقها‪ ،‬مع دراسة توفر اإلمكانيات‪ ،‬الفنية واالقتصادية وحتليل الظروف واإلمكانيات املتاحة للوحدة الداخلية‬
‫واخلارجية‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ املرونة ‪ :‬وجوب مراعاة مبدأ املرونة من خالل تضمني املوازنة قدرا كبريا من املرونة يسمح هلا مبقابلة الظروف‬
‫املستجدة واليت مل يتوقع حدوثها وقت اإلعداد‪ ،‬حىت ال تكون املوازنة هدفا يف حد ذاهتا‪ ،‬أو تكون عقبة يف سبيل‬
‫املواجهة احلكيمة لتغيري الظروف واألوضاع‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ املشاركة ‪ :‬ويقصد به االستفادة من خربة ودراية كافة مستويات املسؤولية يف اإلدارة عند إعداد املوازنة‪،‬‬
‫وعند تقدير االحتياجات الالزمة لتنفيذها خالل فرتة املوازنة‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ الواقعية ‪ :‬ويقصد به أنه عند قيام احلكومة بتخصيص املوارد جيب أن تراعي دقة التقديرات ومدى مطابقتها‬
‫للواقع وواقعية النتائج املتوقعة من إنفاقها على اجلوانب االقتصادية واالجتاعية وغريها‪.2‬‬
‫‪ ‬مبدأ الشمول ‪ :‬ويقصد به أن تغطي املوازنة كافة أوجه نشاط الوحدة‪ ،‬وكافة املستويات اإلدارية ومراكز املسؤولية‬
‫فيها وأن متثل كافة املوارد واالستخدامات واألنشطة‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ التنبؤ عن فرتة مقبلة‪ :‬ويقصد به أن يتم إعداد بيانات املوازنة عن فرتة قادمة‪ ،‬عن طريق التنبؤ والتقدير‬
‫الصحيح املبين على أسس علمية سليمة‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ التوزيع الزمين ‪ :‬ويقصد به أن يتم ربط توقيت تنفيذ العمليات وتوزيعها زمنيا خالل فرتة املوازنة‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ الربط بني املوازنة واهليكل التنظيمي‪ :‬ويقصد به أن يتم ربط التقديرات عند إعداد املوازنة وتنفيذها مبراكز‬
‫املسؤولية يف الوحدة‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ التمييز بني العمليات اجلارية‪ :‬حيث ال بد من التمييز بني العمليات اليت من شأهنا استغالل الطاقة املتاحة‬
‫(اجلارية)‪ ،‬وبني العمليات اليت هتدف إىل التوسع يف الطاقة يف طاقة الوحدة (الرأمسالية)‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ التعبري عن املوازنة يف صورة مالية‪ :‬ويقصد به أن تعد التقديرات األولية ممثلة يف وحدات عينية لغرض‬
‫القياس الكمي مث ترتجم يف صورة مالية‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬فريد أحمد عبد الحافظ غنام‪ ،‬إطار مقترح لتطبيق موازنة البرامج واألداء في فلسطين‪ ،‬ماجستير‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬الجامعة االسالمية ‪ ،‬غزة‪،2006 ،‬‬
‫ص‪.62-60‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Allen Shich, Performance Budgeting and Accrual Budgeting Decision Rules or Analitic Tools?, OECD Journale on‬‬
‫‪Budgeting, Volume 07-N02, 2007, P122.‬‬
‫‪54‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ ‬مبدأ تقومي األداء‪ :‬حيث تصبح املوازنة خطة عمل حمددة ومعدة على أسس علمية وتستخدم كمعيار للرقابة‬
‫واألداء ومتابعة التنفيذ‪.1‬‬
‫‪ ‬مبدأ عدم ختصيص اإليرادات‪ :‬ويقصد به أن ال خيصص إيراد معني لتمويل برنامج معني‪ ،‬ولكن حتدد تكاليف‬
‫كل برنامج وإيراداته وتصب كافة اإليرادات يف املوازنة‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ اإلفصاح‪ :‬ويقصد به أن تفصح املوازنة عن حالة النفقات واإليرادات يف صورة واضحة وبطريقة متكن من‬
‫فهم حمتوياهتا‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ املبادلة الرقابية وكفاية األداء‪ :‬وهو يعين أن املوازنة بعد اعتمادها تكون هدفا تتجه صوبه مجيع أوجه‬
‫النشاط يف الوحدة‪ ،‬وهي تشري إىل احلد الذي يتم قياس النتائج الفعلية عليه لقياس مدى كفاية األداء‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬مراحل إعداد موازنة الربامج واألداء‬
‫مير تطبيق موازنة الربامج واألداء باملراحل اآلتية‪:2‬‬
‫‪ .1‬مرحلة التخطيط ‪ :‬وفيها يتم حتديد األهداف اليت تتوقع الوحدة اإلدارية حتقيقها خالل السنة املالية سواء كانت‬
‫هذه األهداف متعلقة بتأدية خدمات أو بإجناز مشروعات وذلك يف حدود إطار اخلدمة العامة الدولة‪ ،‬وتقاس‬
‫كل هذه األهداف باستخدام وحدات قياس مناسبة لطبيعة اخلدمة أو املشروع‪.‬‬
‫كما يتم فيها حتديد األهداف قصرية األجل ومتوسطة وطويلة األجل للوحدة احلكومية مع الربط بني تلك‬
‫األهداف واألهداف العامة للدولة وحتديد الربامج واألنشطة الرئيسية والفرعية اليت حتقق تلك األهداف‪.3‬‬
‫‪ .2‬مرحلة تقدير تكاليف االجناز‪ :‬ويف هذه املرحلة يتم حتديد تكلفة كل من الربامج اليت يتعني على الوحدة اإلدارية‬
‫إجنازها خالل سنة املوازنة‪ ،‬وربط عناصر التكلفة بالعمليات املتعددة اليت يتكون منها كل برنامج‪ ،‬مث تبويب هذه‬
‫التكاليف وفقا للبنود اليت تتكون منها اعتمادات املوازنة‪ ،‬وحتديد وحدات القياس اليت تتفق وطبيعة العمليات اليت‬
‫يؤديها كل قسم من أقسام النشاط والوصول إىل تكاليف تقديرية لكل من العمليات اليت تؤديها وحدات‬
‫النشاط‪.‬‬
‫‪ .3‬مرحلة املراجعة ‪ :‬هذه املرحلة هتدف إىل دراسة النتائج اليت مت التوصل إليها يف املرحلتني السابقتني‪ ،‬حيث تعرض‬
‫النتائج على اهليئات املختصة بإعداد املوازنة للتحقق من أن األهداف املوضوعة لكل وحدة إدارية تتماشى مع‬
‫األهداف العامة املقررة يف اخلطة العامة للدولة‪ ،‬ومراجعة التكاليف احملددة لكل برنامج أو مشروع‪ ،‬والتأكد من‬
‫أن إمجايل االعتمادات املطلوبة لتنفيذ كافة الربامج واملشروعات تكون يف حدود املوارد املالية املتاحة خالل السنة‬
‫املالية اليت تعد عنها املوازنة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- K Gayithri, Performance-Based Budgeting: Subnational Initiatives in India and China, Working Paper Series,‬‬
‫‪2015, p01.,‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬فريد أحمد عبد الحافظ غنام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.67-66‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Alta Fölscher, Country experience with Programme and Performance Budget Reforms: 6 mini case studies, 8th‬‬
‫‪ANNUAL SEMINAR: MOVING TOWARDS PERFORMANCE BUDGETING, p01.‬‬
‫‪55‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ .4‬مرحلة متابعة التنفيذ‪ :‬وبعد املرور على املراحل الثالثة السابقة تصبح املوازنة بعد اعتمادها مبثابة برنامج عمل‬
‫حيدد أهداف كل من الوحدات اليت يتكون منها اجلهاز اإلداري‪ ،‬ويقيس كل من هذه األهداف قياسا كميا‪ ،‬كما‬
‫حيدد مسؤولية كل من وحدات النشاط من حتقيق هذه األهداف وما يقابلها من عناصر التكلفة‪ ،‬ومن مث تعترب‬
‫البيانات اليت تتضمنها املوازنة ال عامة وسيلة للرقابة على إجناز األهداف احملددة يف ضوء التكاليف املقدرة لكل‬
‫منها‪ ،‬لذلك تكون تقارير املتابعة الدورية خالل السنة املالية تستند إىل نفس وحدات القياس اليت استخدمت يف‬
‫إعداد الربامج‪ ،‬كما تكون بنفس املعدالت اليت استخدمت يف حتديد تكاليف اجنازها‪ ،‬مبا يضمن تقومي األداء‬
‫لكل وحدة إدارية يف اجناز اخلدمات أو املشروعات املقدرة هلا‪.‬‬
‫ويالحظ مما سبق أن مراحل تطبيق موازنة الربامج واألداء تبدو يف شكلها األويل ال ختتلف عن مراحل تطبيق أي‬
‫نوع من أنواع املوازنات‪ ،‬فتتكون من ختطيط وتقدير للتكاليف املتوقعة ومن مث مراجعة وتنفيذ ومتابعة تنفيذه‪ ،‬ولكن‬
‫احلقيقة لو مت التعمق والنظر للوحظ أن األمر خمتلفة متاما‪ ،‬فموازنة الربامج واألداء هتتم بتحديد الربنامج وتقسيماته إىل‬
‫برامج فرعية واليت تتضمن بدورها جمموعة من األنشطة الرئيسية واألنشطة الفرعية وعليه فإن األمر يتطلب توفر بعض‬
‫املقومات لتطبيق هذه املوازنة وضمان جناحها‪.‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬تبويب موازنة الربامج واألداء‬
‫ويتضمن اهليكل التبوييب ملوازنة الربامج واألداء‪ ،‬حتديد وحتليل األهداف األساسية اليت تتوىل احلكومة تنفيذها كما‬
‫يتضمن أسلوب التبويب البحث عن البدائل املتاحة للربامج واملشروعات وأولوياهتا و فعاليتها وقدرهتا على حتقيق‬
‫أهداف احلكومة بأقل كلفة مالية وبشرية وزمنية‪.‬وعلى هذا األساس حيتوي هيكل موازنة الربامج واألداء على‬
‫املستويات التبويبية التالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬التبويب الوظيفي‬
‫حيث يتم جتميع الربامج واملشروعات واألنشطة حسب طبيعتها الوظيفية وفقا ملا هو خمصص من نفقات لكل‬
‫من هذا التجميع وذلك بغض النظر عن اإلدارات القائمة باإلنفاق‪.1‬‬
‫ومتثل كل وظيفة قسما رئيسا من العمل أو اجلهد لتحقيق واجب من واجبات احلكومة اليت تقابلها النفقات اليت‬
‫ترصد يف العديد من أبواب وفصول املوازنة لتنفيذ هذا الواجب أو اخلدمة العامة ذات الطبيعة املستقلة واملتميزة بذاهتا‪،‬‬
‫ويعرض التبويب الوظيفي جانب النفقات يف املوازنات على أساس جمموعات رئيسية من نفقات كل جمموعة منها متثل‬
‫وظيفة رئيسية من وظائف أو واجبات احلكومة اليت تضطلع هبا كواجب الدفاع واألمن وواجب الرعاية الصحية‬
‫العامة‪..‬اخل‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15-14‬‬
‫‪56‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ .2‬تبويب الربامج‬
‫و يعترب الربنامج الواحد تقسيما فرعيا رئيسيا وهاما من الوظيفة الرئيسية للدولة وأحد مكوناهتا وبالتايل فهو جزء‬
‫جوهري من خطط العمل السنوي للحكومة‪ .‬فربنامج التعليم االبتدائي وبرنامج التعليم اإلعدادي وبرنامج التعليم‬
‫الثانوي وغريها ميثل كل منها جزءا من الوظيفة العامة وهي التعليم‪ ،‬ويعترب الربنامج أعلى مستوى من التبويب ألعمال‬
‫اإلدارة ويعكس بشكل عام مسؤولية الوحدة التنظيمية املسئولة عن تنفيذ الربنامج كما يؤدي هذا التبويب إىل عرض‬
‫اإلطار إلعداد موازنة الوحدة اإلدارية وخططها التنفيذية وتقدير احتياجاهتا وطريقة سري العمل باملقارنة باخلطط‬
‫املعتمدة لتحقيق الغاية اليت صمم من أجلها الربنامج‪.‬‬
‫كما يعترب الربنامج نقطة ارتكاز رئيسية يف موازنة الربامج واألداء‪ ،‬إذ ميثل الربنامج أعلى مستويات تقسيم العمل‬
‫الذي تؤديه وحدة حكومية‪ ،‬كما يعترب يف الوقت نفسه تقسيما فرعيا هاما للوظيفة‪ ،‬ومبعىن آخر‪ ،‬يعترب جزء جوهري‬
‫من خطة العمل السنوية يف أي جمال وظيفي معني‪ ،‬كما أنه يعد الوحدة املنطقية اليت تتخذ أساسا لتخصيص اإلنفاق‬
‫لدى إعداد املوازنة‪.1‬‬
‫فاملوازنة خطة عمل‪ ،‬والربنامج هو ذلك العمل الذي سوف تؤديه احلكومة من أجل إنتاج منتج هنائي حمدد‬
‫ي ساهم يف حتقيق هدف حمدد‪ .‬من خالل ختويل سلطة تنفيذ "الربنامج " إىل وحدة إدارية حمددة يف اهليكل التنظيمي‬
‫للدولة‪ .‬وبعكس الوظيفة‪ ،‬يرتبط الربنامج باهليكل التنظيمي‪ ،‬إذ أن نفقات الوظيفة عي كل النفقات اليت تنفق من‬
‫أجل حتقيق هدف الوظيفة‪ ،‬بغض النظر عن موقعها يف اهليكل التنظيمي‪.‬‬
‫ولذلك فإن تبويب الربامج وفقا ملا مت ذكره يربط بني االحتياجات املالية وبني النتائج أو العمل النهائي الذي يتم‬
‫اجنازه مما جيعل عملية إعداد املوازنة أكثر سهولة يف ضوء األهداف قصرية و طويلة األجل وجيعل عملية الرقابة عليها‬
‫أكثر دقة‪.2‬‬
‫‪ .3‬الربنامج الفرعي‬
‫ويتم تفريع الربنامج الواحد إىل برامج فرعية عند الضرورية وذلك عندما يكون حجم وطبيعة الربنامج وطريق إدارته‬
‫تتطلب تفصيال مستقال‪ .‬ويف بعض تطبيقات هذا التبويب قد يعترب املشروع الواحد فرعا من برنامج عندما يكون هذا‬
‫املشروع أحد مكونات الربنامج ويساهم يف حتقيق الناتج النهائي له كأن يكون للربنامج الواحد اخلاص بالتعليم املهين‬
‫فروع متعددة نتيجة استقاللية وطبيعة كل فرع وأمهية عرضها ببيانات واضحة كالتعليم احلريف والصناعي والتجاري‬
‫والزراعي واملنزيل وهكذا‪ ،‬كما قد يستخدم مثل هذا التبويب يف الربامج اخلاصة بالتنمية االقتصادية اليت تتوىل احلكومة‬
‫تنفيذها يف إطار املوازنة العامة للدولة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16-15‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬فريد أحمد عبد الحافظ غنام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75-73‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪57‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ .4‬تبويب النشاط ( تبويب األداء)‪:‬‬


‫يتفرع من كل برنامج أو من كل فرع من فروعه عددا من األنشطة اليت ميثل كل نشاط منها جمهودا من العمل‬
‫املبذول يف إطار مكونات الربامج أو احد فروعه ويتسم النشاط الواحد بتجانس نوعية العمل املبذول فيه وبوحدة أداء‬
‫ناجتة واليت تتوىل تنفيذه غالبا وحدة (قسم) أو إدارة من وحدات اإلدارة العامة‪ ،‬ولكي تكون الفائدة كبرية فإن‬
‫النشاطات جيب أن تكون يف منط معني جيعلها قابلة للقياس يف ظل معايري معينة مثل حجم العمل ‪Workload‬‬
‫وتكاليف الوحدة ‪ Unit Costs‬وغري ذلك وكما هو احلال يف تبويب الربامج‪ ،‬فإن دراسة اهليكل التنظيمي‬
‫واملسؤوليات وإجراءات العمل واملهام يف أي جهاز تسمح بتحديد التقسيمات املناسبة للربامج وقد تكون النشاطات‬
‫واسعة أو ضيقة تبعا لطبيعة وحجم الربامج وما يتضمنه من عمل وجيب أن يكون عدد التقسيمات من الربامج يف‬
‫احلدود الدنيا حىت تسمح بتحليل األداء وحىت ال يكون هذا التحليل معقدا نظرا لتعدد التقسيمات من كل برنامج‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس ميكن تقسيم مجيع الربامج سواء أكانت برامج رأمسالية أو استثمارية أو جارية إىل أنشطة معينة كل‬
‫منها يت ضمن عددا من العمليات املفروض أداؤها لتحقيق النشاط الواحد ومن مواصفات النشاط إمكانية قياس عبء‬
‫العمل الذي يتضمنه وفقا ملعايري قياسية ختص النشاط نفسه إذ ليس هناك معيار منطي‪.1‬‬
‫املطلب السادس‪ :‬مزايا تطبيق موازنة الربامج واألداء‬
‫مع الدعوة إىل إدخال أساليب اإلدارة العلمية احلديثة يف جمال اإلدارة احلكومية‪ ،‬وظهور أزمة الكساد الكبري سنة‬
‫‪ 1929‬وما نتج عنها من تأثري على اهليكل االقتصادي واالجتماعي وتبين الفلسفة الكنزية اليت تقضي بتدخل‬
‫الدولة يف احلياة االقتصادية للتأثري على مستويات اإلدخار واالستثمار والعمالة‪.‬‬
‫باإلضافة إىل التقدم يف خمتلف العلوم اإلدارية والسلوكية والكمية املتعلقة باختاذ القرارات وللتقدم يف األساليب‬
‫الرياضية واإلحصائية‪ .‬مع كل هذا ظهر اجتاه موازنة الربامج واألداء الذي هو من أهم االجتاهات احلديثة يف املوازنة‬
‫العامة ملا حيققه من مزايا أمهها ‪:‬‬
‫‪ -‬املساعدة على التعرف على األنشطة املتعارضة والعالقات بني األنشطة نظرا للوصف الدقيق هلا الوارد يف‬
‫املوازنة مما يؤدي إىل تاليف االزدواج والتداخل بينها‪.2‬‬
‫‪ -‬تويل موازنة الربامج واألداء أمهية بالغة لعنصر التخطيط حيث تقوم بتحديد برامج ومشاريع الوزارات واملصاحل‬
‫احلكومية لعدد من السنوات القادمة والنفقات املتوقعة هلا وليس لسنة واحدة فقط كما يف موازنة البنود اليت‬
‫ال ترتبط بالتخطيط طويل األجل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراني‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عبد هللا عبد السالم‪ ،‬آمال محمد كمال‪ ،‬رفع كفاءة التطوير في نظم المعلومات المحاسبية بالوحدات الحكومية بهدف تفعيل دورها في التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بحث مقدم ل مؤتمر المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬المؤتمر العربي الثاني في اإلدارة‪ ،‬جامعة الدول‬
‫العربية‪،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2001‬ص‪.175‬‬
‫‪58‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬تركز موازنة الربامج واألداء على حتديد الطرق البديلة لتحقيق األهداف العامة لألجهزة واملصاحل احلكومية‪،‬‬
‫وبعد حتليل البدائل جتري الدراسة املعمقة هلا هبدف حتديد التكاليف والعوائد لكل منها‪ ،‬وعلى ضوء نتائج‬
‫املفاضلة بني الطرق البديلة يتم اختاذ القرارات املناسبة‪.1‬‬
‫‪ -‬حتسن الشفافية و هذا عن طريق توفري املعلومات الكافية للربملان و الرأي العام ‪.2‬‬
‫‪ -‬تساعد يف توزيع اإلمكانيات املالية املتوفرة لدى الدولة بشكل أفضل من املوازنة التقليدية فهي تقدم بيانات‬
‫تفصيلية للجهات املختصة بتوزيع االعتماد بني الوزارات واملصاحل (كإدارة املوازنة العامة) عن الربامج‬
‫واملشاريع املراد تنفيذها بواسطة الوزارات واملصاحل وعن الربامج واملشاريع وعن االجنازات (النتائج) املأمول‬
‫حتقيقها منها‪ ،‬وهي بذلك تدعم طلبات اجلهات احلكومية يف احلصول على االعتماد وتضعف أسلوب‬
‫املساومة السائد يف املوازنة التقليدية وتقلل من فرض ختفيض االعتمادات (بشكل عشوائي أحيانا) بواسطة‬
‫إدارة املوازنة العامة‪.3‬‬
‫‪ -‬تساعد يف حتسني عمليات تنفيذ الربامج واملشاريع لألجهزة احلكومية (الوزارات واملصاحل) ألهنا تبني مسبقا‬
‫وحدات األداء اليت ستحقق نتيجة تنفيذ برنامج معني (كعدد الكيلومرتات اليت ستبعد يف برنامج تعبيد‬
‫للطرق) كما أهنا تسهل عملية الرقابة على التنفيذ نظرا لوجود معايري لألداء حمددة سلفا ميكن بواسطتها‬
‫مقارنة ما أجنز من أعمال (االجنازات) مبا هو خمطط حتقيقه (يف اخلطة)‪ ،‬ومعرفة أسباب االحنرافات عن اخلطة‬
‫وحماسبة املسئولني عنها‪.4‬‬
‫‪ -‬متتاز بالالمركزية واملرونة يف التطبيق حيث متنح املسئولني عن التنفيذ مرونة كافية لتنفيذ الربامج املكلفني‬
‫بتنفيذها وبالتكاليف احملددة لكل برنامج‪.‬‬
‫‪ -‬تعطي صورة واضحة عن اإلنفاق‪ ،‬وتساهم يف ترتيب أولوياته بشكل يربط بني االنفاق والنتائج اليت حيققها‪،‬‬
‫مبعىن أن كل بند من بنود املصروفات أو االعتمادات يكون معروفا مقدما النشاط الذي ينفق عليه هذا البند‬
‫ومن مث ال يتم صرف أي مبالغ دون مربر لصرفها‪.5‬‬
‫‪ -‬توفر للمواطنني معلومات كافية عن اخلدمات اليت تقدمها احلكومة هلم فهي تتضمن وصفا للربامج واملشاريع‬
‫احلكومية اليت ستقوم بتنفيذها الدولة واألهداف املرجوة من تنفيذها وتكاليف تلك الربامج واملشاريع‪ ،‬مما‬
‫يتيح ألفراد الشعب احلكم على مدى كفاءة استخدام املال العام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فريد أحمد عبد الحافظ غنام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.59-58‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- OECD. Performance Budgeting in OECD Countries .2007 ,p13 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Robinson, Marc. 2013. Program Classification for Performance-Based Budgeting: How to Structure Budgets to‬‬
‫‪Enable the Use of Evidence. IEG Evaluation Capacity Development Series. Washington, DC: World Bank. License:‬‬
‫‪Creative Commons Attribution CC BY 3.0, p01.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.09‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Marc Robinson, Performance-based Budgeting, p12.‬‬
‫‪59‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬يساهم يف الرفع مستوى اجلودة املتعلقة ببيانات األداء املتاحة للحكومة واملسئولني يف املؤسسات مبا يساعد‬
‫ذلك يف التخطيط االسرتاتيجي وتوزيع املوارد والرقابة على العمليات‪.‬‬
‫‪ -‬تغيري دور الرقابة من رقابة مسبقة إىل رقابة مؤخرة ومن رقابة مالية إىل رقابة األداء وتعميم ثقافة األداء مما‬
‫يؤدي إىل حتسني فعالية املؤسسات احلكومية‪ ،‬ومساعدة السلطات التشريعية على إمتام الرقابة الفعالة حيث‬
‫يتحول االهتمام إىل ما مت اجنازه بالفعل وليس مبدى االلتزام باالعتمادات املخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬هتتم بوضع مقاييس لألداء من خالل قيام الوحدات احلكومية بوضع خطة حمددة لألهداف اليت تسعى إىل‬
‫حتقيقها‪ ،‬ووضع معدالت ومعايري األداء اليت متكن من قياس كفاءة املصاحل احلكومية‪.1‬‬
‫‪ -‬املفاضلة بني برامج املوازنة تعتمد أساسني رئيسيني مها تكلفة الربنامج والعوائد اليت سوف تتحقق من تنفيذه‪،‬‬
‫ومن مث أن استخدام أسلوب التكلفة‪/‬العا ئد يتيح اجملال ملعرفة معدل التكاليف يف ضوء أهداف الربامج‬
‫املخططة واحملددة ومن مث احلكم على كفاية هذه الربامج‪.‬‬
‫‪ -‬تزيد مسؤولية اإلدارة ورقابتها احملاسبية‪ ،‬حيث يتم تسليط الضوء على العمل الذي يتم أداؤه أو اخلدمة اليت‬
‫أجنزت وهذا كله وفقا ملعايري مالية وكمية حمددة لقياس األداء الوظيفي مبا يعرف مبحاسبة االجناز بالوحدات‬
‫احلكومية‪.2‬‬
‫املطلب السابع‪ :‬عيوب موازنة الربامج واألداء‬
‫لقد بين ا سابقا الكثري من املزايا ملوازنة الربامج واألداء اليت تساهم يف حتسني كفاءة وفعالية حتقيق أهداف املوازنة‬
‫وتوفر إطارا مناسبا الختاذ القرارات املتعلقة برباجمها‪ ،‬إال أن التطبيق العملي هلذا النوع من املوازنات كشف عن كثري من‬
‫العيوب أمهها ‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة حتديد األهداف جلميع األجهزة والنشاطات احلكومية حتديدا دقيقا إذ تذكر األهداف عادة بشكل‬
‫عام وغامض يف كثري من القوانني واألنظمة اليت تنشأ مبوجبها الوزارات واملصاحل احلكومية والتعبري عن‬
‫األهداف بكلمات عامة وغري حمددة وجيعل عملية التحليل صعبة وعسرية ‪.‬‬
‫‪ -‬النقص الكبري يف إعداد املوظفني املؤهلني علميا وعمليا الالزمني إلدارة وتنفيذ هذا النوع من املوازنات‪ ،‬إذ‬
‫تعاين معظم احلكومات من هذه الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بقياس تكاليف األنشطة بالتفصيل دون االهتمام مبدى مسامهتها يف حتقيق أهداف احلكومة ومدى‬
‫أداء األنشطة بطريقة مثلى‪.3‬‬
‫‪ -‬صعوبة حتديد وحدات األداء (املخرجات) اليت تقاس هبا االجنازات لكل وزارة ومصلحة حكومية فهناك‬
‫بعض النشاطات واألعمال احلكومية يصعب حتديد معايري لقياس أدائها كنشاط وزارة اإلعالم ووزارة اخلارجية‬

‫‪1‬‬
‫‪- Legeslative Research Commisson, Performance-Based Budgeting Concepts and Exampeles, Research Report‬‬
‫‪U.302, P11.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬هدى دياب أحمد صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27-26‬‬
‫‪60‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫وغريها من الوزارات املماثلة إذ ال تتوفر نتائج مادية ملموسة نتيجة أعماهلا ميكن عدها وقياس كمياهتا ولذا‬
‫يصعب وضع معايري لقياس أدائها‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة توفري املعلومات التفصيلية عن نشاطات األجهزة احلكومية املختلفة لعدم وجود أنظمة دقيقة‬
‫للمعلومات لديها‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع تكلفة تطبيقها وذلك ألن التطبيق يتطلب توفر أعداد كبرية من املوظفني من ذوي اخلربة يف حماسبة‬
‫التكاليف والتابعة ويضاف إىل ذلك بعض األجهزة واآلالت املكتبية لالزمة لتطبيقها‪.‬‬
‫‪ -‬أن اهتمام موازنة األداء وتركيزها على حتقيق الكفاءة من املشاريع قصرية األجل (ملدة سنة) جعلها تبدو‬
‫وكأهنا عقبة أمام التخطيط طويل املدى‪.1‬‬
‫‪ -‬إرسال كميات كبرية من املعلومات إىل مكتب املوازنة أو وزارة املالية عن الربامج الرئيسية والفرعية والدراسات‬
‫والتحليالت اليت أعدت هلا بواسطة األجهزة احلكومية حبيث أصبحت هذه املعلومات عبئا كبريا على مكتب‬
‫املوازنة وسببت له مشكالت متعددة كمشكالت تصنيف املعلومات ودراسة حمتويات تلك الدراسات‬
‫ومشكالت حفظه واختاذ القرارات بشأهنا‪.2‬‬
‫املطلب الثامن‪ :‬مقومات جناح تطبيق موازنة الربامج واألداء‬
‫من خالل مناقشة وحتليل املبادئ السالفة الذكر‪ ،‬فإن جناح عملية التحول من األسلوب التقليدي إىل أسلوب‬
‫موازنة الربامج واألداء يتطلب توفر جمموعة من املقومات أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬االعتماد على التخطيط االسرتاتيجي وحتديث اللوائح والقوانني اخلاصة باملوازنة العامة حىت تنسجم مع هذا‬
‫األسلوب‪ ،‬وأن تقوم كل وزارة بتصميم رؤية اسرتاتيجية لتوضيح األهداف اليت تسعى إىل حتقيقها‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم الربامج إىل مشاريع أو برامج فرعية حبيث تقوم كل وزارة حبصر أنشطتها حبيث يتم جتميع األنشطة‬
‫املتشاهبة يف برامج أساسية وفرعية ويتم وضع األهداف لكل برنامج أساسي أو فرعي‪ ،‬وأن تتناسق هذه‬
‫األهداف مع الرؤية االسرتاتيجية للوزارة‪ ،‬مع العلم أن النشاط عبارة عن برنامج رئيسي أو فرعي‪ ،‬وبلوغ املنتج‬
‫النهائي الذي ميثل نقطة االرتكاز بالنسبة لإلدارة‪.3‬‬
‫‪ -‬وجود نظام حماسبة وحماسبة مسؤولية‪ ،‬وهذا األمر يتطلب مقاييس لألداء من أجل مساعدة اإلدارة على‬
‫إحكام الرقابة على أنشطة الربامج‪ ،‬وتقييم فاعليتها ‪ ،‬ويتم ن خالل مراكز املسؤولية حتديد الربامج سلبية‬
‫األداء مما يساعد يف اختاذ قرارات تصحيحية يف إلغائها أو دجمها مع برامج أخرى‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد علي جبران‪ ،‬مفاهيم الوازنة العامة للدولة ومداخل إعدادها‪ ،‬ورقة مقدمة في ورشة عمل حول الموازنة العامة للدولة وكيفية التعامل معها‪،‬‬
‫جامعة صنعاء‪ ،‬كلية التجارة واالقتصاد‪ ،،‬اليمن‪ ،2008 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراني‪ ،‬مرجع سابق‪.27-26 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬زياد طارق حسين‪ ،‬االنتقال من موازنة البنود إلى موازنة البرامج ومحاولة إدماج قضايا النوع االجتماعي في الموازنة العامة الفدرالية‪ ،‬وزارة‬
‫التخطيط‪ ،‬مركز التدريب والبحوث اإلحصائية‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬العراق‪ ،‬ص‪.04‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬نصر عبد الكريم‪ ،‬تقسيم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية للتحول إلى موازنة البرامج‪ ،‬معهد أبحاث السياسات االقتصادية الفلسطيني‪،MAS ،‬‬
‫‪ ،2001‬ص‪.10‬‬
‫‪61‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬وجود نظام حماسبة تكاليف من أجل حصر تكاليف كل برنامج بالتفصيل‪ ،‬حبيث يتم تقسيم األنشطة إىل‬
‫مراكز مسؤولية‪ ،‬وأن يتم من خالل هذا النظام التحول من التبويب اإلداري إىل تبويب التكاليف حسب‬
‫الربنامج أو النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬ميكنة أنشطة الوحدة وإنشاء قاعدة للبيانات‪ :‬حىت ميكن ألسلوب موازنة الربامج واألداء أن حيقق أهدافه‬
‫املنشودة فإنه ال بد من أن يواكب الثورة العلمية ويتفاعل مع نظم املعلومات احلديثة ويتوافق مع عصر‬
‫احلاسبات االلكرتونية واالنرتنت وشبكة للمعلومات تشمل مجيع الوحدات اإلدارية املعنية بإعداد املوازنات‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية وتأهيل املوارد البشرية حىت تكون قادرة على استيعاب هذا الفكر والعمل بصدق وإصرار على التنفيذ‬
‫وتاليف أية صعوبات والقضاء على أية معوقات تعرتض التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق الالمركزية اإلدارية واملالية وإعادة النظر يف اهليكل التنظيمي للجهاز اإلداري للدولة مبا يالءم هذه‬
‫املوازنة من حيث تقسيمه إىل قطاعات تضم كل األنشطة املماثلة يف قطاعات واحدة مثل قطاع التعليم‬
‫(يشمل كل من وزارة الرتبية والتعليم ووزارة التعليم العايل ومديريات الرتبية والتعليم باحملافظات املختلفة )‪ ،‬مع‬
‫مراعاة إعادة توزيع العاملني باجلهاز اإلداري للدولة على القطاعات املختلفة مبا يناسب ظروف العمل هبا‬
‫ويتناسب مع مؤهالهتم وخرباهتم بناء على االحتياج الفعلي هلذه القطاعات‪ ،‬وربط قطاعات الدولة املختلفة‬
‫بشبكة اتصاالت حديثة متكنها من التواصل وتبادل املعلومات والبيانات والتنسيق والتعاون فيما بينها مبا‬
‫حيقق األهداف والسياسات العامة للدولة‪.1‬‬
‫‪ -‬حتديد األنشطة واملهام واإلجراءات الالزمة لتحقيق كل هدف ويتم ذلك طبقا لتوقعات العاملني ووفقا‬
‫ملعدالت أدائهم (معايري أداء)‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد معايري ومعدالت أداء مالية وغري مالية لقياس مدى التقدم واالجناز الفعلي طبقا للربامج احملددة‪،‬‬
‫وذلك حىت ميكن قياس مدى النجاحات اليت حتققها املؤسسة حنو حتقيق أهدافها‪ ،‬مما يستلزم تصميم منوذج‬
‫لقياس األداء يتضمن مقاييس للكفاءة والفعالية‪ ،‬وزمن االجناز‪ ،‬والنتائج واجلودة ويتطلب ذلك مشاركة‬
‫العاملني يف حتديد توقعاهتم ملستويات أدائهم ألنشطتهم ومهامهم‪.2‬‬
‫‪ -‬حتديد الربامج ا لزمنية ألداء كل نشاط لتحقيق املخرجات ومتابعة التنفيذ وتقييم األداء طبقا للربنامج الزمين‬
‫وذلك يف ضوء مقاييس ومعايري األداء ويف ظل مفهوم أن موازنة األداء متثل (برنامج عمل حمدد)‪ ،‬وملتابعة‬
‫هذا االجناز يتطلب األمر قياس األداء الفعلي ومقارنته مبعايري ومعدالت األداء كما حددت يف برنامج‬
‫العمل‪ ،‬الستخراج االختالفات أو االحنرافات واختاذ ما يلزم من قرارات تصحيحية (تغذية عكسية)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رئاسة مجلس الوزراء العراقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15-12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Juraj Nemec, Nataliia Grynchuk, Performance Budgeting, Capacity Building of NAPA for Open Local Governance,‬‬
‫‪2017, p16.‬‬
‫‪62‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬موازنة التخطيط والربجمة‬


‫بعد أن تناولنا يف املبحث األول موازنة الربامج واألداء‪ ،‬سنتطرق يف هذا املبحث اىل موازنة التخطيط والربجمة‬
‫كاجتاه حديث يعطي األمهية للتخطيط وضرورة ربط اعتمادات املوازنة بالتخطيط طويل األجل‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬نشأهتا وتطور موازنة التخطيط والربجمة‬
‫تعود بداية تطبيق هذا النظام إىل وزارة الدفاع األمريكية عام ‪ ،1961‬ويف عام ‪ 1965‬أوصى الرئيس األمريكي‬
‫يف ذلك الوقت جونسون بتعميم تطبيقه يف كافة القطاعات احلكومية املركزية واحمللية‪ ،‬وقد متثلت حماولة وزارة الدفاع‬
‫يف تقسيم موازنتها إىل عدد من الربامج اليت تندرج حتت تقسيمات رئيسية مثل برنامج قوات الدفاع االسرتاتيجية‪،‬‬
‫برنامج الصواريخ‪ ،‬برنامج القوات العامة‪ ،‬برنامج النقل والتموين‪ ،‬برنامج البحث والتطوير‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫ويتم حتديد نوعية الربامج على أساس من الربط بينها وبني اخلطة العامة واالسرتاتيجية لوزارة الدفاع اليت تتسق‬
‫واالسرتاتيجية العامة للدولة‪ .‬ويتم حتديد الربامج البديلة لتحقيق هذه األهداف وتقييمها واملفاضلة بينها على أساس‬
‫من التكلفة والعائد جبانب االعتبارات األخرى االقتصادية واالجتماعية واألمنية‪ .‬وقد يستغرق تنفيذ الربنامج فرتة‬
‫طويلة األجل فيتم إعداد جدول زمين للتنفيذ‪ ،‬مث تتم الرتمجة الرقمية هلذا اجلدول الزمين يف صورة موازنة سنوية‪.‬‬
‫ويتضح من ذلك أن هذا املنهج ما هو إال تطبيق لألسس واملبادئ االقتصادية والتجارية واألسس العلمية الختاذ‬
‫القرارات يف جمال النشاط احلكومي‪ ،‬وما يتفق واالجتاه احلديث يف تطوير احملاسبة يف هذا النشاط‪.1‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مفهوم موازنة التخطيط والربجمة‬
‫م ع ظهور احلاجة إىل ضرورة ربط الربامج احلكومية باخلطة العامة للدولة‪ ،‬ظهر اجتاه موازنة التخطيط والربجمة‪،‬‬
‫ذلك أن أسلوب الربامج واألداء يتطلب أن تكون الربامج مستندة على التخطيط الكلي بقدر اهتمامه بتحويل‬
‫أنشطة األجهزة احلكومية إىل برامج‪ ،‬أما موازنة التخطيط والربجمة فهي هتدف إىل الربط بني االعتمادات وبني حتقيق‬
‫األهداف املخططة للدولة وهكذا تعطي لوظيفة التخطيط أولوية على كل من وظيفيت الرقابة على الصرف أو إدارة‬
‫النشاط احلكومي من خالل الربامج‪ .‬وبذلك فهي جتمع بني األبعاد الثالثة للموازنة وهي التخطيط والتنفيذ والرقابة‪،‬‬
‫مع إعطاء األولوية للتخطيط‪.2‬‬
‫ويعرف هذا النظام بأنه منهج علمي الختاذ القرارات ميكن من قياس التكلفة والعائد لالستخدامات البديلة‬
‫للموارد االقتصادية وتشجيع استخدام تلك املعلومات بصفة مستمرة ومنتظمة يف صياغة السياسات واختاذ القرارات‬
‫وتدبري األموال يف اجلهاز اإلداري للدولة‪.3‬‬
‫وقد سامهت عوامل عديدة يف بلورة فكرة هذا النظام اجلديد‪ ،‬ومن أهم هذه العوامل االعرتاف جبانب التخطيط‬
‫كأحد األعمدة الرئيسية يف إعداد املوازنة وضرورة إتباع األسس العلمية يف عملية اختاذ القرارات كاستخدام أسلوب‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬دور األنظمة المحاسبية الحكومية في تقييم األداء الحكومي من خالل تنفيذ الموازنات ‪.13-12 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬فريد أحمد عبد الحافظ غنام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.43-42‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪63‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫حتليل التكلفة والعا ئد يف القرارات اخلاصة باإلنفاق احلكومي‪ .‬ويعتمد هذا النظام على الربط والتكامل بني ثالثة‬
‫عوامل رئيسية هي ‪:‬‬
‫‪ -‬األهداف املطلوب حتقيقها‪ (...........................‬التخطيط)‪.‬‬
‫‪ -‬وسائل حتقيق األهداف‪ (. ............................‬الربامج واألنشطة)‪.‬‬
‫‪ -‬األموال املتاحة لتمويل الربامج واألنشطة‪ (...............‬املوازنة)‪.‬‬
‫أي أهنا تعتمد على التكامل بني هذه العوامل فتبدأ دورهتا بالتخطيط وصياغة األهداف مث يلي ذلك حتديد‬
‫الربامج واألنشطة اليت تكفل حتقيق هذه األهداف وبعد ذلك تبحث يف مصادر التمويل بالتعرف على املوارد املتاحة‬
‫لتنفيذ الربامج واألنشطة والربنامج الزمين هلا‪.‬‬
‫ويالحظ أن موازنة التخطيط والربجمة جتمع بني االجتاهات الثالثة للموازنة وهي االجتاه الرقايب املتمثل يف موازنة‬
‫البنود‪ ،‬واالجتاه اإلداري املتمثل يف موازنة األداء واالجتاه التخطيطي املتمثل يف موازنة التخطيط والربجمة‪ ،‬وهذا اجلمع‬
‫بني االجتاهات الثالثة ال يتوفر إال عند تطبيق موازنة التخطيط والربجمة‪ ،‬كما أهنا تعد أهم تطور يف تاريخ اإلدارة‪ ،‬وقد‬
‫عدها بعض الكتاب أهم إصالح إداري يف تاريخ احلكومات‪ ،‬إذ ال يوجد نظام مايل آخر أكثر مشولية أو أدق منفعة‬
‫لإلدارة من هذا النظام‪.1‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الفرق بني موازنة الربامج واألداء و موازنة التخطيط والربجمة‬
‫هناك الكثري من أوجه الشبه واالختالف بني موازنة الربامج واألداء وموازنة التخطيط والربجمة وميكن توضيحها‬
‫فيما يأيت‪:‬‬
‫‪ .1‬أوجه الشبه بينهما‪ :‬وأمهها‪:2‬‬
‫‪ -‬كل منها يركز على نتائج النشاط احلكومي بدال من الرتكيز على بنود اإلنفاق العام كما هو احلال يف املوازنة‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬كل منها يويل أمهية كبرية لرتشيد القرارات املتعلقة باملوازنة لضمان التخصيص األمثل للموارد املتاحة‪،‬‬
‫واملفاضلة بينها على أساس تكلفتها وعوائدها‪.‬‬
‫‪ -‬كل منها يعترب املوازنة أداة هامة متكن من حتقيق األهداف املسطرة وبالتايل إعطاء أمهية بالغة جلانب حتديد‬
‫األهداف قبل ختصيص املوارد‪.‬‬
‫‪ -‬التداخل الوظيفي والتارخيي بينهما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبيد هللا بن صالح اللحياني‪ ،‬نموذج مقترح لخطة االنتقال إلى موازنة التخطيط والبرمجة في الجامعات السعودية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم اإلدارة‬
‫والتخطيط‪ ،‬السعوية‪1424-1423 ،‬ه‪ ،‬ص‪.09‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حسن زكي أحمد عثمان‪ ،‬تطوير موازنات الوحدات الحكومية الفلسطينية بأسلوب موازنة البرامج واألداء‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية‬
‫التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪64‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ .2‬أوجه االختالف بينهما‪ :‬وأمهها‪: 1‬‬


‫‪ -‬يقوم أسلوب موازنة التخطيط والربجمة على أساس املخل التخطيطي للموازنة حيث يرتكز االهتمام حول‬
‫ترشيد عملية رسم السياسات وذلك بتحليل تكلفة العائد من استخدام البدائل املختلفة املتاحة لتحقيق‬
‫األهداف العامة وكذلك وسائل قياس املخرجات للنهوض بفاعلية حتقيق األهداف املختارة‪ ،‬بينما يقوم‬
‫أسلوب موازنة الربامج واألداء على أساس املدخل اإلداري للموازنة حيث يرتكز االهتمام على كفاءة إجناز‬
‫األعمال واألنشطة احملددة وذلك باستخدام التبويب الوظيفي واملعايري القياسية لتكلفة األعمال وللفاعلية يف‬
‫حتقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬يف أسلوب موازنة التخطيط والربجمة تكون مسئولية التخطيط مركزية ومسئولية الرقابة ال مركزية وتقوم هبا‬
‫الوحدات احلكومية‪ ،‬بينما تقع مسئولية التخطيط والرقابة يف أسلوب موازنة الربامج واألداء على عاتق‬
‫الوحدات التنظيمية‪،‬‬
‫‪ -‬أسلوب موازنة التخطيط والربجمة يهتم بالتخطيط لألعمال (ما سيتم اجنازه) يركز على العمل التخطيطي‪،‬‬
‫بينما يركز أسلوب موازنة الربامج واألداء على نتائج األعمال (ما مت اجنازه فعال) وبالتايل يكون تركيزه بالدرجة‬
‫األوىل على العمل الرقايب‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد أسلوب موازنة التخطيط والربجمة يف البعد الزمين على توقعات مستقبلية للسياسات االقتصادية‬
‫واالجتماعية للحكومة بالنسبة للبعد الزمين بينما أسلوب موازنة الربامج واألداء يعتمد على املاضي وما مت فيه‬
‫من اجنازات‪.‬‬
‫‪ -‬يف أسلوب موازنة التخطيط والربجمة تعترب األعمال واألنشطة عوامل وسطية على أساس أهنا عملية حتويل‬
‫للموارد إىل خمرجات‪ ،‬بينما تعترب األعمال واألنشطة يف أسلوب موازنة الربامج واألداء هي حمور االهتمام وهي‬
‫الغاية واهلدف يف حد ذاهتا‪.‬‬
‫‪ -‬يتطلب تقييم أسلوب موازنة التخطيط والربجمة تبويبا يعتمد على منتج هنائي يتصل بأهداف احلكومة‬
‫وأغراضها ويعترب هذا التبويب ذو فائدة كبرية للمسئول عن املوازنة وعن توزيع األموال املتاحة على أوجه‬
‫اإلنفاق البديلة واملتنافسة بينما يتطلب تقييم أسلوب موازنة الربامج واألداء التبويب طبقا لألنشطة لتطابقها‬
‫مع البيان التنظيمي فاألنشطة تتعلق باملهام واألعمال اليت تضطلع هبا وحدة تنفيذية معينة ومتميزة‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬مزايا تطبيق موازنة التخطيط والربجمة‬
‫إن تطبيق أسلوب موازنة التخطيط والربجمة حيقق الكثري من املزايا سواء من حيث التخطيط أو التحليل أو التنفيذ‬
‫والرقابة‪ ،‬و أهم هذه امليزات ما يلي‪:2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬طارق الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1999 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.156‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أكرم إبراهيم حماد‪ ،‬تطور النظام المحاسبي الحكومي في فلسطين‪ ،‬مؤتمر تنمية وتطوير قطاع غزة بعد االنسحاب االسرائيلي‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪،‬‬
‫فلسطين‪ ،2008 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪65‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬التوجه طويل األمد‪ ،‬والذي يتضح من خالل االهتمام بالتكلفة اإلمجالية لكل برنامج بدال من الرتكيز على‬
‫تكلفة اجلزء املتعلق باملوازنة القادمة‪ ،‬وبذلك فهو ميتاز بآفاق زمنية أطول من تلك املستخدمة يف النظم‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬يتسم الربنامج باملرونة والتتابع‪ ،‬إذ ميكن إحداث تغيري يف الربامج يف أي وقت‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد منهجا رشيدا يف اختاذ القرارات بالقدر الذي حيويه من التخطيط‪ ،‬وهو يضمن ختصيص النفقات يف‬
‫املوازنة العامة ملدة طويلة خاصة لتلك الربامج ذات األهداف احملددة واملصنفة وفقا للمنتج‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام التوثيق بشكل مكثف ليساعد يف حتديد األهداف واألغراض وتصنيفها يف برامج تساعد صانعي‬
‫القرارات على اختاذ القرارات الرشيدة وأهم هذه الوثائق هي خطة الربامج وتقديراهتا املالية واملذكرات التفسريية‬
‫والدراسات اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬التحليل الكمي الواضح هبدف حتسني التخطيط االسرتاتيجي مبا حيقق تعظيم األهداف املنجزة‪ ،‬أو تقليل‬
‫املوارد ألهداف حمددة‪.‬‬
‫‪ -‬ميتاز بالشمولية من خالل توزيع خمصصات يتطلبها برنامج واحد بني الوحدات اإلدارية ذات العالقة‪.‬‬
‫كما حيقق أسلوب موازنة التخطيط والربجمة فكرة اجلمع بني اجلوانب املختلفة للموازنة العامة واليت تتمثل‬
‫فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬اعتبار املوازنة أداة لتحديد األهداف املراد حتقيقها ومن مث إعطاء جانب كبري من االهتمام ملرحلة حتديد‬
‫األهداف واملوازنة بينها وبني اإلمكانيات املتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبار املوازنة خطة عمل على مستوى اجلهاز احلكومي ككل‪ ،‬ومن مث ترمجة األهداف إىل برامج عمل‬
‫مكملة أو بديلة حتقق أكرب عائد ممكن بأقل تكاليف ممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبار املوازنة أداة رقابة ومتابعة ومن مث تفريغ الربامج يف شكل موازنات دورية حتقق املوازنة بني االحتياجات‬
‫واإلمكانيات‪.‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬عيوب موازنة التخطيط والربجمة‬
‫وتتلخص أهم عيوب موازنة التخطيط والربجمة فيما يلي‪:2‬‬
‫ارتفاع تكاليف تطبيقها يف بعض األجهزة احلكومية وخاصة الصغرية منها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تتطلب كميات كبرية من املعلومات اليت قد تعطل عملية حتليل السياسة العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صعوبة حتديد األهداف جلميع األجهزة احلكومية حتديدا دقيقا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صعوبة حتديد عوائد بعض الربامج واملشاريع بشكل مادي وملموس‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسن زكي أحمد عثمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08-07‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد علي جبران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪66‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬إرسال كميات كبرية من املعلومات إىل قطاع املوازنة عن الربامج الرئيسية والفرعية والدراسات التحليلية اليت‬
‫أعدت هلا بواسطة األجهزة احلكومية‪..‬‬
‫‪ -‬املبالغة يف بيان فوائدها ومزاياها ويف الدعاية هلا ويف بيع فكرهتا‪.‬‬
‫املطلب السادس‪ :‬مقومات جناح تطبيق موازنة التخطيط والربجمة‬
‫يهدف نظام موازنة التخطيط والربجمة إىل ربط الربامج احلكومية باألهداف العامة للدولة وتقييم مسامهتها على‬
‫املستوى القومي االقتصادي واالجتماعي على عدد من املقومات األساسية اليت متثل املتطلبات األساسية لنجاحه‪،‬‬
‫وتتلخص أهم هذه املقومات فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ .1‬صياغة األهداف‪ :‬وذلك من خالل التعرف على األهداف العامة للدولة – االقتصادية واالجتماعية‪ -‬وحماولة‬
‫صياغة هذه األهداف يف أهداف فرعية أكثر حتديدا ووضوحا‪ ،‬مث إىل برامج رئيسية وفرعية لتحقيق هذه األهداف‬
‫مث حتليل الربامج واألنشطة‪.‬‬
‫ويتوقف حتديد اإلطار العام لسياسات الدولة على النظام السياسي االجتماعي واالقتصادي املطبق فيها‪ ،‬كما أن‬
‫األهداف ختتلف من جمتمع إىل آخر وقد ختتلف يف اجملتمع الواحد من فرتة إىل أخرى أو من مرحلة إىل أخرى‪ .‬كما‬
‫ختتلف األهداف أيضا أو على األقل أولويات حتقيقها من فرد إىل آخر‪ .‬ومن األمهية مبكان ضرورة حتقيق نوع من‬
‫القبول أو االتفاق بني أفراد الشعب على األهداف وأولوياهتا خالل فرتة معينة حىت تتوحد اجلهود يف سبيل حتقيقها‪،‬‬
‫كأن يتفق على أن التنمية االقتصادية‪ ،‬والتكافل االجتماعي‪ ،‬واألمن‪ ،‬والعدالة‪ ،‬الصحة‪ ،‬والتعليم هي األهداف‬
‫األساسية خالل هذه املرحلة مع إعطاء األولوية لقضايا التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫وحىت يتم وضع هذه األهداف موضع التطبيق العملي ينبغي حتليلها إىل أهداف فرعية أكثر حتديدا ووضوحا كأن‬
‫يتم حتليل هدف التنمية االقتصادية إىل أهداف فرعية يف كل قطاع من القطاعات االقتصادية مثل القطاع الزراعي‪،‬‬
‫القطاع الصناعي‪ ،‬قطاع املرافق العامة‪ ،‬قطاع السياحة وهكذا‪.‬‬
‫واملالحظ أن عملية حتديد وصياغة األهداف وأولوياهتا تثري مشاكل عديدة‪ ،‬من أمهها صعوبة الوصول إىل صيغة‬
‫حتقق التوازن بني األهداف طويلة األجل واألهداف قصرية األجل ملا يرتتب على ذلك من استفادة األجيال القادمة‬
‫على حساب األجيال احلالية وبالعكس‪.‬‬
‫ويتم بعد ذلك ترمجة ما مت االتفاق عليه من أهداف إىل خمرجات مطلوب حتقيقها تتمثل يف كمية من السلع‬
‫واخلدمات ذات خصائص ومواصفات معينة‪.‬‬
‫‪ .2‬حتديد الربامج وتقييمها‪:‬‬
‫ويعترب حتديد الربامج وتقييمها من أهم املقومات األساسية لنظام موازنة التخطيط والربجمة‪ ،‬حيث يتم التعرف على‬
‫الوسائل الالزمة لتحقيق األهداف واليت تتمثل يف الربامج اليت ختطط الوحدات اإلدارية إلجنازها‪ ،‬ويقتضي ذلك‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15-13‬‬
‫‪67‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬التعرف على الربامج البديلة وحصرها‪.‬‬


‫‪ -‬حتليل الربامج لتحديد األنشطة اليت تتفرع من كل برنامج‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم الربامج البديلة وهذا يتطلب التعرف على التكلفة والعائد من كل برنامج لتحديد أثر كل برنامج على‬
‫املستوى القومي‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار البديل األفضل وهو الربنامج الذي حيقق أكرب صايف إسهام اجتماعي من استخدام املوارد االقتصادية‬
‫املتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد اجلداول الزمنية لتنفيذ الربامج وذلك بتوزيع األنشطة اليت يتكون منها الربنامج على الفرتات الزمنية‪.‬‬
‫‪ .3‬حتديد املسئوليات‪:‬‬
‫حيث يتطلب تطبيق هذا النظام تقسيم اجلهاز اإلداري إىل وحدات إدارية مسئولة أو مراكز مسئولية وحتديد‬
‫الربامج أو األنشطة اليت تدخل يف نطاق رقابة واختصاصات كل مركز مما يربز مشكلة التعارض بني متطلبات‬
‫التخطيط من تبويب الربامج حسب األهداف املخططة وبني متطلبات التنظيم من حيث الوحدات املسئولة عن تنفيذ‬
‫برنامج معني‪ ،‬فقد يتم تنفيذ برنامج معني يف وحدات إدارية متعددة‪ ،‬فعلى سبيل املثال برنامج تدريب العاملني يتم يف‬
‫وحدات إدارية عديدة‪ ،‬وكذلك برنامج البحث العلمي يتم يف وحدات إدارية عديدة كاجلامعات ومراكز البحوث‬
‫واجلمعيات العلمية‪...‬اخل‪.‬‬
‫وميكن التغلب على هذه املش كلة عن طريق اجلمع بني تبويبات فرعية عديدة‪ ،‬فيتم التبويب حسب الربامج مث‬
‫التبويب حسب مراكز املسئولية أو الوحدات اإلدارية املسئولة‪.‬‬
‫‪ .4‬وضع معدالت ومؤشرات لألداء‪:‬‬
‫يقتضي تطبيق هذا النظام صياغة ووضع معدالت ومؤشرات تستخدم كأساس لتقييم أداء الوحدات اإلدارية أو‬
‫مراكز املسئولية وكذلك تقييم الربامج واألنشطة احلكومية‪.‬‬
‫وبالرغم من صعوبة وضع تلك املعدالت يف كثري من اجملاالت اإلدارية إال أنه ينبغي حماولة التغلب على هذه‬
‫الصعوبات بالتحليل والدراسة لوحدات األداء اليت يتكون منها كل نشاط أو برنامج وحماولة تطبيق األساليب احلديثة‬
‫يف هذا اجملال‪.‬‬
‫‪ .5‬توفري الكفاءات واخلربات البشرية‪:‬‬
‫يعتمد تطبيق هذا النظام على توافر الطاقة البشرية ذات الكفاءة واخلربة العالية يف جمال التخطيط واختاذ القرارات‬
‫وتقييم األداء يف جمال النشاط احلكومي وهذا يتطلب تدريب العاملني وتأهيلهم وتنمية قدراهتم مبا يتفق ومتطلبات‬
‫هذا النظام‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ .6‬نظام فعال للمعلومات‪:‬‬


‫يعتد تطبيق هذا النظام يف مراحله املختلفة على توفري البيانات واملعلومات املالئمة وبطريقة فورية عن املاضي‬
‫واحلاضر واملستقبل سواء كانت تتعلق بالسياسات العامة االقتصادية واالجتماعية أو املوارد واالستخدامات‬
‫واإلمكانيات املتاحة لكل وحدة إدارية أو لكل برنامج أو نشاط‪.‬‬
‫‪ .7‬هتيئة الظروف والبيئة املالئمة‪:‬‬
‫يعتمد هذا النظام على خلق الظروف والبيئة املناسبة لتوفري عناصر النجاح من حيث رفع الروح املعنوية لدى‬
‫العاملني ووعيهم بأمهية الصاحل واملال العام‪ ،‬ووضع نظام سليم للحوافز وربط األجر باإلنتاج ونظم فعالة للثواب‬
‫والعق اب على أسس موضوعية لتقييم أداء العاملني‪ ،‬ومشاركة العاملني يف املراحل املختلفة هلذا النظام‪ ،‬وتوفري األدوات‬
‫واملعدات احلديثة كاحلساسيات االلكرتونية ونظم حفظ البيانات واسرتجاعها مبا حيقق السرعة والدقة املطلوبة‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬املوازنة الصفرية‬
‫ويف هذا املبحث سنتناول املوازنة الصفرية وخمتلف العوامل املصاحبة لظهورها كاجتاه حديث من اجتاهات املوازنة‬
‫العامة للدولة ينظر لألداء يف املستقبل دون امهال الربامج واملشاريع اجلارية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬نشأة وتطور املوازنة الصفرية‬
‫يعد نظام املوازنة الصفرية فكرة حديثة جذبت اهتمام الكثريين من العاملني يف جمال اإلدارة املالية على صعيد‬
‫القطاع احلكومي والقطاع اخلاص على حد سواء‪ ،‬فتم استخدامه يف العديد من دول العامل ‪ ،‬ويرجع البعد التارخيي‬
‫لفكرة إعداد املوازنة الصفرية إىل عام ‪ ،1924‬حيث كان املسئول األول عن املوازنة باململكة املتحدة يف ذلك الوقت‬
‫‪ E.HILTON YOUNG‬يدافع عن تربير برامج املوازنة الصفرية سنويا‪.1‬‬
‫وأول تطبيق للموازنة الصفرية كان يف وزارة الزراعة األمريكية سنة ‪ ،1964‬ورغم عدم جناح التجربة يف البداية‪،‬‬
‫إال أن ذلك أعطى لإلدارة حتفيزا على البحث عن بدائل وأفكار جديدة لتحديث النظام املوازين‪. 2‬‬
‫وتعترب شركة ‪ Texas Instruments‬وهي إحدى الشركات األمريكية اليت تعمل يف حقل احلسابات‬
‫اإللكرتونية أول من استخدم املوازنة الصفرية يف أمريكا يف بداية عام ‪ ،1969‬حيث توقعت الشركة اخنفاض أرباحها‬
‫مبعدل ‪ %5‬نتيجة املشكالت االقتصادية اليت تتعرض هلا صناعة احلاسبات االلكرتونية األمر الذي دفعها إىل تطوير‬
‫مفهوم اإلدارة باألهداف الذي اتبعته الشركة لسنوات عديدة إىل نظام حديث عرف باسم " املوازنة الصفرية" والذي‬
‫تعتمد على ‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد أهداف األقسام املختلفة للشركة‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد أنواع املصروفات املتوقعة يف الفرتة القادمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Burim N.Haxholli, Zero Based Badgeting in KCS Implimenting Zero Based Badgeting METHOD IN Kosovo‬‬
‫‪Correctional Servce, Thesis, Rochester Institute of Technology, 2015, P24.‬‬
‫‪69‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬حتديد املتغريات املتوقعة يف اخلدمات املتبادلة وعوامل اإلنتاج بني األقسام‪.1‬‬


‫وبعد أن قرأ جيمي كارتر حاكم والية جورجيا يف ذلك الوقت املقال أعجب بتجربة الشركة وقابل ‪Carter‬‬
‫الكاتب وناقشه يف أفكاره للتعرف على طبيعة املوازنة الصفرية ومدى إمكانية وجدوى تطبيقها يف أنشطة اإلدارة‬
‫احلكومية بالوالية‪ .‬وقد تقرر تطبيق املوازنة الصفرية يف والية جورجيا وحتققت نتائج طيبة متثلت يف ختفيض اإلنفاق‬
‫العام مع االحتفاظ بنفس مستوى اخلدمات املقدمة يف الوالية‪.2‬‬
‫وقد زاد االهتمام هبذا النوع من املوازنات مع وصول كارتر إىل رئاسة الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬واستنادا إىل‬
‫اهتمام الرئيس كارتر وإىل الكوجنرس فقد تقدم السناتور موسكي ‪ MUSKI‬مبشروع قانون اإلصالح االقتصادي‬
‫واإلنفاقي ‪:‬‬
‫" ‪ "the government economy and spending reorm‬رقم ‪ 2915‬لعام ‪، 1976‬‬
‫ووافق على هذا املشروع أكثر من ‪ %50‬من أعضاء جلنة العمليات باجمللس وكان أهم ما جاء يف هذا املشروع‪ ،‬هو‬
‫األخذ يف االعتبار استخدام األساس الصفري ( ‪ ) Zero Based Budget‬عند تقرير اعتمادات األنشطة‬
‫والربامج اليت تعد مبعرفة احلكومة املركزية كل مخس سنوات‪ ،‬كما طالب هذا القانون مدير جهاز اإلدارة واملوازنة العامة‬
‫بتطبيق هذا األساس يف إعداد مشروعات املوازنات الفرعية للجهاز التنفيذي‪ ،‬على أن يكون الرتكيز الرئيسي للنظام‬
‫على أمرين‪:‬‬
‫‪ -‬مدى فاعلية وكفاءة وأداء النشاطات اجلارية ( احلالية)‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية إلغاء أو ختفيض النشاطات اجلارية من أجل متويل برامج جديدة ذات أولوية عالية‪ ،‬أو من أجل‬
‫إحداث ختفيض شامل يف املوازنة احلالية‪.‬‬
‫وقد استخدمت املوازنة الصفرية بنجاح يف جمال الصناعة والتنظيمات االقتصادية منذ عام ‪ 1978‬يف كل من‬
‫الواليات املتحدة األمريكية وأوربا واليابان وإسرائيل‪.3‬‬
‫ويف الصني تعترب مقاطعة هاييب أول من استخدم فكرة املوازنة الصفرية‪ ،‬لكنها مل تأخذ طريقها إىل التطبيق‬
‫العملي إال مع بداية التسعينيات‪ ،‬حيث ساهم تطبيقها يف حتديث الكثري من جوانب إعداد امليزانية وتنفيذها‪ ،‬لكنها‬
‫عموما بقيت جتربة حمدودة مل خترج حيز امليزانية الصينية املبنية عن األهداف‪.4‬‬
‫وهكذا فقد جاءت املوازنة الصفرية بعد تطورات تارخيية إلعداد املوازنة العامة بدءا بأسلوب املوازنة التقليدية (‬
‫البنود‪ ،‬اجتاه رقايب ركز على االعتماد على املاضي وأمهل املستقبل )‪ ،‬وبعدها موازنة الربامج واألداء ( اجتاه إداري ركز‬
‫ع لى األداء واهتم باحلاضر وأمهل املستقبل)‪ ،‬فأسلوب موازنة التخطيط والربجمة ( اجتاه ختطيطي ركز على الربامج‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سلوم حسن ودرويش حيدر‪ ،‬الموازنة العامة للدولة بين اإلعداد والتنفيذ‪ -‬دراسة تحليلية للموازنة العراقية ‪ ،-2007-2005‬الجامعة المستنصرة‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬العراق‪ ،‬ص‪..18‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30-29‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Jun Ma, Zero Based Budgeting in China Experiences of Hubei Province, J. of Publc Budgeting, Accounting and‬‬
‫‪Financial Management, 18(4), 480-515, Winter 2006,PRAcademicS Press, P483.‬‬
‫‪70‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫واألنشطة اجلديدة وعلى املستقبل وأمهل احلاضر واملاضي)‪ ،‬فأسلوب املوازنة الصفرية الذي نظر إىل األداء يف‬
‫املستقبل‪ ،‬ومل يهمل الربامج واملشاريع املاضية اجلارية‪ ،‬إذ ميكن مبوجبه إجراء عملية التعديل أو االستمرار يف الربامج‬
‫اخلاصة‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مفهوم املوازنة الصفرية‬
‫لقد تعددت مفاهيم وتفسريات املوازنة الصفرية‪ ،‬ففي حني تفسر على أهنا تطوير ملدخل " اإلدارة باألهداف"‬
‫الذي اتبعته الشركة األمريكية ‪ Texas Instruments‬لفرتة طويلة‪ ،‬وتفسر أيضا على أهنا تأخذ االجتاه‬
‫العكسي للموازنة التقليدية فبدال من حتديد إمجايل التكاليف املقدرة للفرتة القادمة مث توزيعها على االستخدامات‬
‫املختلفة فإهنا تبدأ مبراجعة وتقييم الربامج املختلفة وقبوهلا على أساس كفاءهتا وفعاليتها مث إعداد املوازنة والوصول إىل‬
‫إمجايل التكاليف كنتيجة هنائية لعملية حتليل ومراجعة وتقييم الربامج على مستوى الوحدات اإلدارية املختلفة‪.‬‬
‫وحتضري اإلدارة للموازنة الصفرية يتطلب منها مناقشة األنشطة األساسية ملختلف الربامج اليت تراها ضرورية‪ ،‬وبيان‬
‫أمهية الربامج وحتديد كيفية انسجامها مع األهداف اإلسرتاتيجية للمنشأة مث حتديد املوارد البشرية الالزمة للتنفيذ وكذا‬
‫املقاييس الزمنية لالجناز‪.1‬‬
‫واملوازنة الصفرية هي مقاربة للموازنة اليت تبدأ من قاعدة الصفر‪ ،‬دون مراعاة التكاليف واألنشطة السابقة‪،‬‬
‫وبالتايل كل ما يضمن يف هذه املوازنة ال بد أن يتم تربيره ‪. 2‬‬
‫وتفسر املوازنة الصفرية على أهنا عملية التخطيط والتشغيل وإعداد املوازنة بصورة تفصيلية حبيث تلقي على عاتق‬
‫كل مسئول مهمة تربير املوارد املطلوب ختصيصها لرباجمه حبيث يبني ملاذا يعتزم أن ينفق أي مال فهو ال يطالب فقط‬
‫بتربير الزيادة عن السنة السابقة ولكنه مطالب بتربير أي عمل أو نشاط خيطط إلجنازه من الصفر ‪Justify‬‬
‫‪ From Zero‬أي بافرتاض أن اعتماده يف املوازنة السابقة كان صفرا‪.3‬‬
‫وهذه تعاريف بعض الكتاب حول مفهوم األساس الصفري‪: 4‬‬
‫‪ ‬عرفها ‪ Phyrr‬وهو التعريف األكثر مناسبة " بأهنا عملية ختطيط وموازنة واليت تتطلب من كل مدير أن يربر‬
‫مطلب موازنته اإلمجايل بالتفصيل من نقطة األساس ( أساس صفري)‪ ،‬وحيول عبء اإلثبات إىل كل مدير لكي‬
‫يربر ملاذا جيب أن ينفق أية أموال على اإلطالق‪ ،‬إن هذا املدخل يتطلب حتديد مجيع األنشطة ووصفها يف‬
‫جمموعات قرار‪ ،‬واليت يتم تقييمها عن طريق حتليل منتظم مث ترتيبها طبقا ألمهيتها"‪.‬‬
‫‪ ‬أما مؤمتر األمم املتحدة لدراسة مشاكل اإلدارة واملوازنة يف الدول النامية‪ ،‬والذي عقد يف سبتمرب ‪1967‬‬
‫بالدامنرك‪ ،‬فقد عرف األساس الصفري بأنه نظام يفرتض عدم وجود أية خدمة أو نفقة يف البداية واألخذ يف‬

‫‪1‬‬
‫‪- Zero Based Budget Manuel Fiscal Year 2015, Howard Country, Public School System, P04.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Stewart Carruth, Zero Based Budgeting, Finance and Resources, CG/10/052, 11 March 2010, Aberdeen Cit‬‬
‫‪Council, P02‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33-31‬‬
‫‪71‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫االعتبار احلد األدىن للتكلفة أو أكثر الطرق فاعلية للحصول على جمموعة من املخرجات ووضع اإلطار الذي‬
‫ميكن مبوجبه تقييم فاعلية مستويات النفقات اجلارية املعتمدة وفقا هلذه االعتبارات‪.‬‬
‫‪ ‬يعرف ‪ Lester R.Bittel‬نظام األساس الصفري إلعداد املوازنة بأنه نظام لتخطيط وإعداد املوازنة وذلك‬
‫بداية من نقطة الصفر كما لو كان املشروع بادئ يف النشاط ألول مرة حبيث تتطلب من املدير أن يقوم بتربير‬
‫حاجة املوازنة تفصيال‪ ،‬فيضع نظام األساس الصفري على املدير عبء القيام ببيان مربرات إنفاقه ألي نقود و‬
‫كيف يؤدي وظيفته بطريقة أحسن باملوارد املتاحة ويستلزم ذلك األسلوب أنه جيب أن يتم‪: 1‬‬
‫‪ -‬حتديد األنشطة يف حزم قرار واليت تربط بني املدخالت واملخرجات‬
‫‪ -‬تقييم كل منها بعد أن يتم عمل حتليل منظم هلا‪.‬‬
‫‪ -‬مث يتم ترتيب كل منها يف نظام من األداء حسب أمهيتها النسبية‪.‬‬
‫‪ ‬ويذكر جارسون أن املوازنة الصفرية تتطلب من املدير أن يبدأ من الصفر يف كل سنة أو أن تربر كل التكاليف‬
‫كما لو كان الربنامج يعد ألول مرة‪ ،‬ويقصد بالتربير ‪ Justify‬أن ليس هناك تكلفة مستمرة بطبيعتها وإمنا على‬
‫املدير أن يبدأ من نفس البداية كل سنة (بالصفر)‪ ،‬ويقدم تربيرا لكل التكاليف املقرتحة باملوازنة بغض النظر عن‬
‫نوعية هذه التكاليف‪ ،‬ويتم عمل ذلك من خالل سلسلة من " جمموعات القرار" متكن من ترتيب كل األنشطة‬
‫يف اإلدارة أو القسم طبقا ألمهيتها النسبية‪ ،‬بداية من تلك األنشطة اليت يعتربها املدير أكثر أمهية إىل تلك األقل‬
‫أمهية‪ ،‬وهذا يسمح لإلدارة العليا بتقييم كل جمموعة قرار بشكل منفصل وإعادة النظر يف املناطق اليت تبدو أقل‬
‫أمهية‪.‬‬
‫وبالتايل ميكن القول أن هذا املفهوم يقوم على أساس فكرة ثالثية األبعاد يتحدد بعدها األول يف أن على‬
‫املديرين أن ينطلقوا يف حتديدهم ملوازناهتم من فرضية أساسية مفادها أن املوازنة العامة اليت سيعملون من خالهلا‬
‫خاوية متاما وتساوي صفرا‪ ،‬وأن ما سيدخل هلذه املوازنة من خمصصات لغرض اإلنفاق يقتصر على ما يستطيع هؤالء‬
‫املديرين تقدميه من مشروعات قرارات ( من أهداف) مربرة‪ ،‬ومؤكدة األمهية وتقع يف إطار أولويات اإلنفاق للمدة اليت‬
‫تغطيها هذه املوازنة‪ ،‬ويتحدد البعد الثاين يف ضرورة التأكد من أن التقديرات املالية املقدرة لتغطية كل قرار أو هدف‬
‫مما مت تقدميه هي تقديرات دقيقة يف حدود احلد األدىن للتكلفة‪ ،‬أما البعد الثالث واألخري فمفاده أنه ينظر إىل موازنة‬
‫أي برنامج أو نشاط مع بدا ية كل سنة مالية هي موازنة صفرية حىت ولو كان هذا الربنامج أو النشاط ممتدا من السنة‬
‫السابقة‪ ،‬حىت يعاد تقومي ذلك‪ ،‬والتأكد من ضرورة االستمرار فيه أو إلغائه أو تعديله‪ .‬وهكذا يتضح بأن فلسفة هذه‬
‫املوازنة بقدر ما هتدف إىل ضغط عملية اإلنفاق‪ ،‬والرقابة عليها‪ ،‬وعدم السماح باملوافقة على أي إنفاق ال يتم تربيره‪،‬‬
‫بقدر ما متثل أسلوبا مهما لرتشيد عملية اختاذ القرارات وختطيط األعمال والنشاطات وبرجمتها‪ ،‬ألهنا كما تفرتض أن‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الرحمان‪ ،‬استخدام األساس الصفري في إعداد موازنات الوحدات اإلدارية العامة كأداة لترشيد اإلنفاق الحكومي وزيادة فاعليته مع‬
‫التطبيق على قطاع التعليم في جمهورية مصر العربية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1982 ،‬ص‪.57‬‬
‫‪72‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫املوازنة املالية تساوي صفرا‪ ،‬وأنه كلما أمكن توكيد أمهية عمل أو نشاط أو قرار ما‪ ،‬كلما أصبحت موازنة اإلنفاق‬
‫تنمو يف موازاهتا ‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مبادئ املوازنة الصفرية‬
‫تقوم فلسفة هذا النظام على عدم االعتماد على أرقام نفقات السنوات السابقة كوهنا مشار إليها مسبقا‪ ،‬وإمنا‬
‫سيعتمد على نتائج تقرير املراجعة للنفقات يف الدوائر احلكومية هبدف تقومي فاعلية الدوائر احلكومية يف حتديد أهدافها‬
‫طويلة األجل ومسامهتها يف تقدمي برامج مستقبلية ذات كفاءة عالية باالستخدام الناجح ألسلوب األساس الصفري‪،‬‬
‫والذي يعتمد على قدرة مديري الدوائر املعنيني حبيث تكون أهدافهم واضحة وحمددة القيمة‪.1‬‬
‫وهناك عدة وظائف ينطوي عليها نظام األساس الصفري منها وظيفة التحليل والبحث عن األسباب‪ ،‬فهو‬
‫عملية تشغيل‪ ،‬وعملية ختطيط للموازنة‪ .‬وهو يتطلب من كل مدير أن يقوم احتياجات موازنته بالكامل والتفصيل من‬
‫نقطة البداية‪ ،‬وأن ينقل عبء أساس لكل مدير لتقييم ماذا جيب عليه أن يتصرف‪ .‬وهل هذه النقطة تغطي املنفعة‬
‫احلدية أي أن املنفعة احلدية تتساوى مع مقدار ما سينفق‪ .‬ولعل هذا املدخل يتطلب حتديد كل األنشطة يف‬
‫جمموعات القرار واليت هلا عالقة بالتكلفة (النفقة) مع املنافع (الفوائد)‪.‬‬
‫من هذا نستخلص أن أسلوب األساس الصفري للموازنة ليس فقط موازنة ختطيطية روتينية‪ ،‬وإمنا يتعدى هذا‬
‫بكثري‪ ،‬فهو نظام للتخطيط ومراقبة املوازنة‪ ،‬وليس فقط حساب ملصادر األموال‪ ،‬ولكن أيضا وصف الستخدام هذه‬
‫األموال واليت ستستخدم ألهداف املنشآت وعملياهتا‪.‬‬
‫ووفقا لفلسفة هذا النظام فإنه عند إعداد املوازنة الصفرية ال بد من مراعات االعتبارات التالية‪.2‬‬
‫‪ -‬عدم تقدمي املشاريع اجلارية على املشاريع اجلديدة‪ ،‬يف أولوية الصرف واالعتماد‪.‬‬
‫‪ -‬النظر إىل املاضي واحلاضر واملستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬افرتاض أن املوازنة اجلديدة‪ ،‬للسنة اجلديدة‪ ،‬خالية متاما (صفر)‪.‬وتنطلق يف حتديدها من فرضية مفادها أن‬
‫املوازنة اليت يتم إعدادها من الصفر‪ ،‬وأن ما سيدخل هلذه املوازنة من خمصصات لغرض اإلنفاق يقتصر على‬
‫ما يستطيع املديرون تقدميه من قرارات مربرة ومؤكدة األمهية‪ ،‬وتقع يف إطار أولويات اإلنفاق للمدة اليت‬
‫تغطيها املوازنة ومن هذا االفرتاض أخذت تسميتها‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد سنويا من جدوى االستمرار يف املشروعات اجلارية (املقررة يف السنوات السابقة) أو مراجعتها‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬مراحل إعداد املوازنة الصفرية‬
‫مير اعداد املوازنة الصفرية مبجموعة من املراحل هي‪:‬‬
‫‪ .1‬حتديد وحدات القرار‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع السابق‪.376 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬جمال عادل الشراري‪ ،‬محمد ياسين الرحاحلة‪ ،‬إمكانية تطبيق أسلوب الموازنة الصفرية في الوزارات األردنية‪ ،‬كلية إدارة المال واألعمال‪ ،‬جامعة‬
‫آل البيت‪ ،‬المفرق‪ -‬األردن‪ ،‬ص‪.509‬‬
‫‪73‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫بعد حتديد األهداف العامة اليت تسعى الوزارة لتحقيقها يف ضوء األهداف والسياسات العامة للدولة‪ ،‬وتعميم‬
‫ذلك على مستوى الوزارات كافة‪ ،‬تأيت اخلطوة واملتمثلة يف حتديد وحدات القرار‪ ،‬واليت قد تكون الوحدات اإلدارية يف‬
‫الوزارة مسئولة عنها‪ ،‬ويف مثل هذه احلالة تتشكل وحدات القرار من الوحدات الواقعة يف أدىن مستوى تنظيمي ميتلك‬
‫سلطة إعداد املوازنة وحتضريها‪ ،‬وغالبا ما يكون ذلك هو مستوى اإلدارات وليس ما هو أدىن منها‪ ،‬وقد تكون‬
‫وحدات القرار هي الربامج يف حالة االستعانة بأنظمة الربجمة يف العمل‪.1‬‬
‫وتعرف وحدات القرار بأهنا نشاط ملموس أو جمموعة من النشاطات امللموسة اليت تقع حتت سلطة مدير واحد‬
‫يكون مسئوال عن جناحها‪ ،‬وليست هناك طريقة واحدة لتحديد وحدة اختاذ القرار‪ ،‬وإمنا ميكن متييز وحدة اختاذ القرار‬
‫بعدة طرق‪ ،‬على سبيل املثال قد تكون وحدة اختاذ القرار مركز تكلفة تقليدي‪ ،‬أو جمموعة من األفراد مثل هيئة‬
‫احملاسبة‪ ،‬أو مشروع مثل البحوث والتنمية‪ ،‬كما أن اخلدمات اليت يتم احلصول عليها أو اليت يتم تأديتها مثل خدمة‬
‫املعاجلة االلكرتونية أو االستثمارات القانونية مثال قد تكون نقطة االرتكاز يف حتديد وحدة اختاذ القرار‪.2‬‬
‫فوحدة القرار هي النشاط أو الربامج أو مراكز املسؤولية اليت تتخذ صورة القرار‪ ،‬فإذا كان مركز املسئولية ميارس‬
‫نشاطا واحدا فإن املوازنة اليت يشرتك يف إعدادها املسئول عن مركز املسئولية يكون وحدة القرار فيها هو النشاط‬
‫الواحد‪ ،‬أما إذا تعددت األنشطة اليت يقوم هبا مركز املسئولية فإن وحدة القرار يتضمن كل منها نشاطا معينا سواء كان‬
‫هذا النشاط رئيسيا أو قانونيا‪.3‬‬
‫واخلاصية األساسية يف أي وحدة قرار أن تكون هناك خمرجات واضحة وأن يكون هناك قابلية للقياس تكون‬
‫ناجتة من املوارد املخصصة لوحدة القرار‪ ،‬وبالتايل فإن حمددات وحدة القرار أن يوفر النظام احملاسيب والتقارير احملاسبية‬
‫وسيلة لقياس مدى التقدم يف املوارد املستخدمة يف وحدة اختاذ القرار على أساس دوري ومنتظم‪ ،‬وجيب أن تكون‬
‫وحدة القرار من املمكن ربطها باهليكل التنظيمي للمنشأة‪.‬‬
‫وجيب أن تشمل وحدة القرار على املعلومات التالية‪: 4‬‬
‫‪ -‬حتديد اسم وحدة القرار‪.‬‬
‫‪ -‬بيان أهداف وحدة القرار‪.‬‬
‫بيان كيف تعمل وحدة القرار حاليا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توضح متطلبات العاملني واألعمال الالزمة هلا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيان الربنامج الذي بواسطته ميكن حتقيق األهداف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتديد عبء العمل ومقاييس األداء لوحدة القرار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬حتديد وتقييم للمستويات اإلضافية للخدمة وتكاليفها املرتبطة‪ ،‬وكيفية حتديد أهداف وحدة القرار‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جمال عادل الشراري‪ ،‬محمد ياسين الرحاحلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.510‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬البطروي‪ ،‬محمد أحمد‪ ،‬الموازنة العامة للدولة‪ ،‬موازنة األساس الصفري‪ ،‬مجلة الرأي‪ ،‬العدد ‪ ،2000 ،31‬ص‪.58‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪74‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬حتديد وتقييم البدائل متضمنة الطريقة احلالية لألعمال‪.‬‬


‫كما جيب أن يؤخذ يف االعتبار حجم القرار عند حتديد وحدة القرار‪ ،‬حيث خيتلف حجم وحدة القرار‬
‫باختالف األمهية النسبية للنشاط أو الربنامج أو مركز املسئولية فقد يكون النشاط من الكرب حبيث يتطلب جتزئته إىل‬
‫أنشطة فرعية يعترب كل منها وحدة قرار وقد يكون صغري ال حيتاج األمر إىل تصغريه ويعترب بكامله وحدة قرار وحتديد‬
‫احلجم األمثل لوحدة القرار يتوقف على مقدار النفع الذي سيعود على الوحدة التنظيمية‪.1‬‬
‫وهكذا فإن اهلدف من هذه اخلطوة إىل التعرف على اهليكل التنظيمي والتحقق من مدى مالمته لتطبيق املوازنة‬
‫الصفرية وإجراء إعادة التنظيم إذا تطلب األمر ذلك‪ ،‬ويدخل يف هذه اخلطوة التحديد الواضح للوحدات التنظيمية‬
‫والوحدات القرارية وحتديد األهداف واملسؤوليات لكل وحدة ومعايري األداء املناسبة هلا والربامج واألنشطة احلالية اليت‬
‫تقوم هبا ومستويات أدائها احلايل‪ .2‬ولكل وحدة قرار وصف مفصل لكل النشاطات املنجزة على شكل جمموعات‬
‫قرار‪ ،‬ولكل وحدة قرار على األقل ثالثة جمموعات قرار‪.3‬‬
‫‪ .2‬صياغة جمموعات القرار‪:‬‬
‫تسبق عملية إعداد املوازنة جمموعة من التوجيهات واألطر اليت تضعها الوحدات القرارية العليا يف مرحلة التخطيط‬
‫واختاذ القرارات مث يقوم املسئول عن كل وحدة قرارية بصياغة جمموعات قرارية لألنشطة اليت أوكل إليه القيام هبا‪ ،‬ومتثل‬
‫اجملموعة القرارية مستوى معينا من التمويل واألداء‪ ،‬وحىت يتمكن املسئول من الصياغة السليمة للمجموعات القرارية‬
‫جيب أن يقوم بتحديد هدف وحدته القرارية وحصر البدائل (اجملموعات البديلة) اليت متكن من إجناز اهلدف مث‬
‫فحصها وحتليلها وترتيبها الختيار أفضلها‪.4‬‬
‫وتعرف جمموعة القرار بأهنا " أقل مستوى ممكن يف وحدة القرار وبالتايل جيب أن يكون وحدة القرار عدة‬
‫جمموعات أو حزم قرارات تستطيع اإلدارة من خالهلا أن تصل إىل املفاضلة بني البدائل املختلفة‪.5‬‬
‫ومن مزايا حزم القرار (جمموعات القرار) ما يلي‪.6‬‬
‫‪ -‬تشجيع املشاركة االجيابية من جانب اإلدارة مبشاركة اإلدارات لعمل حزم القرارات اخلاصة بأنشطتها‪.‬‬
‫‪ -‬تشجع على إعادة التقييم لألهداف احلقيقية لكل مشروع أو نشاط‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد على استخدام التحليالت املختصرة يف كافة أنشطة التنظيم‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد املفكرين على إدخال مزيد من التحسينات للبدائل القابلة للتطبيق‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد على حتقيق األداء املتوقع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪...‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Governement Finance Officers Assocation, Zero Base Budgeting Modern Experiences and Current Perspectives,‬‬
‫‪The Cit Of GALGARY, P03.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬فؤاد محمد محمود شلح‪ ،‬مدى امكانية تطبيق الموازنة الصفرية في بلديات قطاع غزة‪ ،‬ماجستير‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪،2009 ،‬‬
‫ص‪.53‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54-53‬‬
‫‪75‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ .1.2‬االعتبارات الالزمة لتحديد شكل حزمة القرار‪:‬‬


‫هناك العديد من االعتبارات جيب أخذها يف احلسبان عند حتديد شكل ومضمون حزم القرار هي‪: 1‬‬
‫أ‪ .‬نوع االتصال وحجم التنظيم‪ :‬إن حجم التنظيم يكون له أثر مباشر على نوع االتصال املستخدم بواسطة اإلدارة‬
‫العليا‪ ،‬حيث تعتمد على التحليالت املختصرة ويكون من املمكن هلا مراجعة حزم القرار املتميزة اليت يتحدد هلا‬
‫التمويل النهائي‪ .‬إذا جيب أن يكون لدى املديرين الفرصة لتقدمي ومناقشة حزم القرارات جلميع املستويات اإلدارية مع‬
‫إعطاء كل النتائج املوجودة بكل جمموعة قرار واإلجابة على كافة االستفسارات فإنه يكون هناك اتصال جيد لتوصيل‬
‫املعلومات والتحليالت والتوصيات لكافة املستويات اإلدارية ‪.‬‬
‫ب‪ .‬املعلومات الالزمة الختاذ القرار‪:‬حيث جيب إمداد اإلدارة العليا باملعلومات الضرورية لتقرير ما إذا كان سوف‬
‫يتم متويل حزمة القرار من عدمه ولذلك جيب أن تشمل حزمة القرار حتليل التكلفة‪/‬العائد‪ ،‬وأي معلومات إضافية‬
‫تطلبها اإلدارة‪.‬‬
‫ت‪ .‬نوع التحليالت املرغوبة‪ :‬تقوم األقسام ببعض التحليالت املرغوب فيها من جانب اإلدارة العليا وتستطيع‬
‫اإلدارة اختبار مدى صحة هذه التحليالت‪.‬‬
‫ث‪ .‬التحليالت اخلاصة والعكسية‪ :‬حيث ميكن أن يكون هناك حتليالت عكسية بني جمموعات القرارات يف‬
‫املستويات املختلفة‪ ،‬كما ميكن إجراء بعض التحليالت ألغراض خاصة تتطلبها اإلدارة العليا‬
‫ج‪ .‬املعلومات اإلضافية املطلوبة بعد متويل حزم القرار‪ :‬كتحديد األهداف والتأكد من صحة التكاليف ومن هيكل‬
‫الربنامج وختصيص املوارد‪.‬‬
‫‪ .2.2‬شكل وحمتوى جمموعة القرار‪:‬‬
‫ليس هناك منوذج موحد جملموعة القرار وأن كل شكل وحمتوى جمموعة القرار خيتلف فيما بني املنشآت وحىت‬
‫داخل املنشأة ذاهتا‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك هناك حد أدىن جيب توفره يف شكل وحمتوى جمموعة القرار يتضمن عدة‬
‫عناصرها أمهها‪:2‬‬
‫أ‪ .‬املعلومات العامة‪ :‬ومن البنود اليت جيب أن حتتوي عليها جمموعة القرار ما يلي‪:‬‬
‫اسم اجملموعة ويتعلق بالنشاط أو الوظيفة موضوع جمموعة القرار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ترتيب اجملموعة وحيدد أولوية اجملموعة يف املستوى التنظيمي املعني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تاريخ اإلعداد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معلومات أخرى تتعلق بالقسم أو اإلدارة أو وحدة املوازنة أو مركز التكلفة‪ ،‬وأمساء األشخاص الذين قاموا‬ ‫‪-‬‬
‫بإعدادها واملسئول عن النشاط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52-51‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.53-52‬‬
‫‪76‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ب‪ .‬وصف اهلدف والربنامج‪ :‬والغرض من وصف اهلدف هو حتديد مدى ارتباط النشاط باملنشأة ككل وحتديد‬
‫األهداف للنشاط‪ ،‬واملشكلة اليت حياول النشاط حلها أو اخلدمة اليت حياول تقدميها‪ ،‬أما وصف الربنامج فيحدد‬
‫الطرق واألفعال والعمليات ونوعية األفراد‪...‬اخل‪ ،‬املوصى هبا ألداء اجملموعة‪.‬‬
‫ت‪ .‬التكاليف التقديرية‪ :‬تتم عملية تقييم ووضع الرتب لكل جمموعة قرار يف مقابلة اجملموعات األخرى املتنافسة‬
‫على املوارد احملدودة بناءا على حتليالت للتكاليف‪ ،‬واحلاجة إىل معلومات تكاليفية هلذا التقييم يعترب العنصر األكثر‬
‫تغريا ملقابلة احتياجات املنشآت املختلفة‪.‬‬
‫ث‪ .‬العوائد املتوقعة‪ :‬ويعترب العنصر األكثر صعوبة يف إمكانية حتديده بسبب تدخل عنصر التقدير الشخصي فيه‪،‬‬
‫هو حتديد العوائد املتوقعة‪ ،‬حيث أن هناك عوائد كمية وأخرى غري كمية‪ ،‬والعوائد الكمية غالبا ما يصعب حتديدها‬
‫ألهنا مرتبطة باجملموعة ككل ‪.‬‬
‫ج‪ .‬البدائل املتاحة‪ :‬ويف هذا اجلزء جيب حتديد ما يلي يف جمموعة القرار‪:‬‬
‫‪ -‬الطرق املختلفة يف أداء النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى اجملهود املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬نتائج عدم املوافقة على اجملموعة‪.‬‬
‫إضافة إىل ما سبق فإنه جيب ربط جمموعات القرار بالدليل احملاسيب للمنشأة‪ ،‬وذلك عن طريق مراكز التكلفة أو‬
‫املوازنة مما يسهل عملية إعداد املوازنة‪ ،‬وصيغة جمموعة القرار جيب أن تعكس مدى فهم مدير وحدة القرار للهدف‬
‫من النشاط املسئول عنه وارتباطه باألهداف العامة للمنشأة ككل‪.‬‬
‫‪ .3‬ترتيب جمموعات القرار‪:‬‬
‫وبغرض ترتيب جمموعات القرار تنازليا حسب األولوية‪ ،‬يتم فحص وحتليل اجملموعات القرارية‪ ،‬وتتضمن عملية‬
‫الفحص التحليل والتعميق يف حتديد األهداف الرئيسية والفرعية واملوارد الالزمة وكذلك تقييم مدى إمكانية وجدوى‬
‫اجملموعات القرارية يف حتقيق هذه األهداف مع األخذ يف االعتبار املوارد اليت ميكن توفريها ومنفعة اجملموعات القرارية‬
‫لألنشطة األخرى يف حتقيق األهداف العامة‪.1‬‬
‫وحتاول الوصول إىل اإلجابة على جمموعة من األسئلة من خالل هذا الرتتيب أمهها‪:2‬‬
‫‪ -‬ما هي األهداف اليت جيب حتقيقها؟‬
‫‪ -‬كم جيب إنفاقه لتحقيق األهداف؟‬
‫‪ -‬أين جيب أن يتم هذا اإلنفاق؟‬
‫وتتضمن عملية الفحص والتحليل والرتتيب قرارات على جانب كبري من األمهية يف إعداد املوازنة لكل وحدة‬
‫قرارية واملوازنة الشاملة ككل‪ ،‬ومن أمثلة تلك القرارات‪: 1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪77‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫اإلبقاء على املستوى احلايل للتمويل (قد يؤثر على مستوى األداء)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلبقاء على املستوى احلايل لألداء (قد يتطلب أموال)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتسني وتوسيع األداء وطلب اعتمادات مالية إضافية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ختفيض مستوى التمويل واألداء إىل املستوى األدىن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬اإللغاء الكامل للنشاط لعدم جدواه أو أدائه بدائل أخرى للوحدة القرارية احلالية‪.‬‬
‫ويتم إرسال الرتتيب التفاضلي إىل الوحدة التنظيمية يف املستوى األعلى التايل حيث يتم إدماجها مع جمموعات‬
‫قرار أخرى من نفس املست وى لغرض الفحص وإعادة ترتيبها تفاضليا‪ ،‬وتبني إعادة الرتتيب األهداف للمنشأة‪ ،‬كما‬
‫يتم تصورها يف هذا املستوى التنظيمي‪ ،‬وتعاد عملية إرسال وإدماج جمموعات القرار اليت يتم إعادة ترتيبها تفاضليا إىل‬
‫املستوى اإلداري التايل حىت تصبح جمموعات القرارات بتتابع واحد‪ ،‬ويصبح هذا الرتتيب النهائي األساسي يف‬
‫ختصيص املوارد لغرض حتديد املوازنة‪.2‬‬
‫‪.1.3‬طرق الرتتيب‪:‬‬
‫ليست هناك طريقة واحدة للرتتيب التفاضلي حلزم القرار‪ ،‬ولكل منشأة أن ختتار ما يناسبها من طرق الرتتيب‬
‫املعروفة وأمهها‪: 3‬‬
‫أ‪ .‬طريقة املعيار املناسب‪:‬‬
‫ووفق هذه الطريقة يتم ترتيب اجملموعات القرارية على أساس اختيار املعيار املناسب للرتتيب ومن أمثلة هذه املعايري‪:‬‬
‫‪ -‬معيار صايف زيادة الدخل على تكلفة رأس املال املستثمر‬
‫‪ -‬معدل العائد على رأس املال املستثمر‪.‬‬
‫‪ -‬صايف القيمة احلالية للتدفقات النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬التكلفة والعائد‪.‬‬
‫‪ -‬معدل خصم التكلفة والعائد‪.‬‬
‫وسنقوم فيما يأيت بشرح موجز لبعض املعايري السابقة واخلاصة بطريقة املعيار املناسب‪:‬‬
‫أ‪ .1.‬معيار صايف زيادة الدخل على تكلفة رأس املال املستثمر‪ :‬بفرض أن لدينا وحدة قرارية قد أعد هلا جمموعتني‬
‫قراريتني وأن ملخصا للبيانات األساسية عن اجملموعتني القراريتني كما تبينه املعطيات اآلتية‪:‬‬
‫جمموعة قرار (ب)‬ ‫جمموعة قرار أ‬ ‫بيان‬
‫‪25000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫رأس املال املستثمر‬
‫‪3750‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫صايف الدخل السنوي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد حجازي‪ ،‬المحاسبة الحكومية واإلدارة المالية العامة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1998 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.352‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.68-58‬‬
‫‪78‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫وأن معدل تكلفة رأس املال ‪ %13‬حيث أن املبالغ املذكورة بالدوالر األمريكي‪.‬‬
‫ولرتتيب اجملموعات يتبع اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫جمموعة قرار ب‬ ‫جمموعة قرار أ‬ ‫‪/‬‬
‫‪3750‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫صايف الدخل السنوي‬
‫‪3250‬‬ ‫‪650‬‬ ‫‪ %13‬من تكلفة رأس املال‬
‫‪500‬‬ ‫‪350‬‬ ‫صايف زيادة الدخل على تكلفة‬
‫رأس املال املستثمر‬

‫وبالتايل فإن تريب اجملموعات القرارية يكون كما يلي‪:‬‬


‫الرتتيب‬ ‫اجملموعة‬
‫‪ 1‬من ‪2‬‬ ‫جمموعة قرار أ‬
‫‪ 2‬من ‪2‬‬ ‫جمموعة قرار ب‬

‫أ‪ .2.‬معدل العائد على رأس املال املستثمر‪ :‬بفرض أن لدينا وحدة قرارية قد أعد هلا ‪ 3‬جمموعات قرارية وأن‬
‫ملخصا للبيانات األساسية عنها كما يلي‪:‬‬
‫جمموعة قرار ج‬ ‫جمموعة قرار ب‬ ‫جمموعة قرار أ‬ ‫بيان‬
‫‪3000000‬‬ ‫‪2000000‬‬ ‫‪1000000‬‬ ‫األصول‬
‫‪770000‬‬ ‫‪660000‬‬ ‫‪550000‬‬ ‫صايف الدخل املباشر‬
‫للمجموعة‬

‫ويتم ترتيب هذه اجملموعات باستخدام معدل العائد على رأس املال املستثمر كما يلي‪:‬‬
‫معدل العائد على رأس املال املستثمر للمجموعة أ هو‪:‬‬
‫(‪ 100*)1000000/550000‬يساوي ‪%55‬‬
‫معدل العائد على رأس املال املستثمر للمجموعة ب هو‪:‬‬
‫(‪ 100*)2000000/660000‬ويساوي ‪%33‬‬
‫معدل العائد على رأس املال املستثمر للمجموعة ج هو‪:‬‬
‫(‪ 100*)3000000/770000‬ويساوي ‪%25.67‬‬
‫‪79‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫وبالتايل فإن ترتيب اجملموعة القرارية يكون كما يلي‪:‬‬


‫الرتتيب‬ ‫اجملموعة‬
‫‪ 1‬من ‪3‬‬ ‫جمموعة قرار أ‬
‫‪ 2‬من ‪3‬‬ ‫جمموعة قرار ب‬
‫‪ 3‬من ‪3‬‬ ‫جمموعة قرار ج‬

‫أ‪ .3.‬التكلفة والعائد‪:‬‬


‫وذلك بقياس الكلفة والعائد لكل جمموعة مث يتم ترتيب اجملموعات القرارية حسب نتيجة العالقة بني بني الكلفة‬
‫والعائد بعد استبعاد اجملموعات القرارية اليت تكون تكلفتها أكثر من العائد‪.‬‬
‫ب‪ .‬طريقة نظام االقرتاع‪:‬‬
‫حيث قام ‪ Pyhrr‬بتطوير نظام االقرتاع وعلى أساسه يتم ترتيب عدد كبري من القرارات بواسطة جلنة كالتايل‪:‬‬
‫‪ -‬يتم تزويد أعضاء اللجنة ببيان كامل عن جمموعات القرار واألوراق الالزمة إلجراء الرتتيب التفاضلي‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم اللجنة مبناقشة كل جمموعة قرار وذلك لكي تكون على بينة وفهم واضح وتام به‪ ،‬وبعد ذلك يتم‬
‫االقرتاع على ترتيب اجملموعات وفقا لنظام ثابت إما على أساس متوسط أو على أساس جمموع األصوات‬
‫وذلك من أجل حتديد اجملموعات‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة فحص ومناقشة الرتتيب التفاضلي للمجموعات بواسطة اللجنة مع حماولة إجياد حل لالختالفات‬
‫الرئيسية اليت قد توجد‪ ،‬مث يتم إعادة تنظيم اجملموعات‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بعمل الرتتيب النهائي واألخري للمجموعات‪ ،‬مث يسلم إىل املستوى األعلى " اإلدارة العليا"‪.‬‬
‫ت‪ .‬طريقة املعايري املتعددة‪:‬‬
‫وقد مت تطبيق أسلوب املعايري املتعددة على احدى الشركات األمريكية ن قبل ‪ Mogan‬الذي استخدم مخسة‬
‫معايري لرتتيب اجملموعات وفقا هلا وهي‪:‬‬
‫‪ -‬املتطلبات احلتمية اخلاصة باجملموعة اليت يتطلبها القانون‪.‬‬
‫‪ -‬املهارات الفنية الضرورية املتاحة لدى املشروع‪.‬‬
‫‪ -‬مدى سهولة تنفيذ اجملموعة‪.‬‬
‫‪ -‬صايف العوائد االقتصادية الناجتة عن تنفيذ اجملموعة‪.‬‬
‫‪ -‬املخاطر االقتصادية النامجة عن عدم اختيار اجملموعة‬

‫‪80‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ .4‬إعداد املوازنة التشغيلية التفصيلية ‪:‬‬


‫ومبجرد أن يتم الرتتيب النهائي جملموعات القرار وحتديد مستوى الفصل طبقا للموارد املتاحة للمنشأة‪ ،‬ومن‬
‫خالل بيانات التكاليف التفصيلية اليت تتضمنها جمموعات القرار اليت متت املوافقة على متويلها‪ ،‬فإنه من املمكن إعداد‬
‫خطة تشغيل مالية لكل وحدة قرار وجتميعها على مستوى املنشأة إلعداد املوازنة السنوية‪ ،‬حيث تعترب هذه آخر‬
‫املراحل بالنسبة إلعداد املوازنة الصفرية‪ ،‬وعادة ما تكون البنود اليت تتضمنها ما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬تكاليف املهام والوسائل واألنشطة الالزمة لتنفيذ الربنامج‪.‬‬
‫‪ -‬املوارد البشرية الالزمة ألداء العمل وأجورهم‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد وتوضيح أساليب العمل املختلفة أو البديلة‪.‬‬
‫وبعد إعداد جداول املوازنة التفصيلية جيري تصعيدها إىل مستوى اإلدارة العليا حيث يتم جتميع جداول املوازنة‬
‫من كافة الوحدات القرارية‪ ،‬ويتم إعداد املوازنة يف شكلها النهائي لتبدأ بعد ذلك مرحلة التنفيذ‪ ،‬وقبل ذلك إما أن‬
‫تقبل مجيع احلزم وذلك لوجود موارد تكفي أو تكون املوارد ال تكفي وعلى ذلك يستلزم األمر إما تأجيل بعض احلزم‬
‫لعدم إمكانية تغطية مجيع املتطلبات أو اختاذ القرارات فيما خيتص بتحديد أساليب التمويل ويرتتب على ذلك دراسة‬
‫التكلفة والعائد فيما خيص تكلفة التمويل لتغطية باقي احلزم‪.‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬مزايا تطبيق املوازنة الصفرية‬
‫‪ .1‬حتسني إعداد اخلطط واملوازنات‪ :‬إن تطبيق هذا النظام حيقق الكثري من الفوائد على مستوى حتسني إعداد‬
‫اخلطط وموازنات املنشأة‪ ،‬ويتم هذا التحسني عن طريق ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬جتاوز مشكلة هشاشة العالقة بني امليزانية السنوية والتخطيط طويل األجل‪.2‬‬
‫‪ -‬مينح اإلدارة العليا مرونة كبرية يف إعادة ختصيص املوارد ملا تسمح به من حتويالت يف املوازنة فيما بني اإلدارات‬
‫نتيجة وجود جمموعات القرار املرتبة لألنشطة‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد على الربط بني التكاليف والعائد لكل برنامج أو نشاط‪ ،‬مما يساعد على التقييم الدقيق هلا‪.‬‬
‫‪ -‬جمموعات القرار اليت يتم املوافقة عليها متد اإلدارة بأساس ملوازنة تفصيلية‪ ،‬وتساعد على إجياد نظام معلومات‬
‫متكامل‪.‬‬
‫‪ -‬فحص كل األنشطة على أساس البداية من الصفر‪ ،‬وبالتايل حتديد الربامج اليت جيب تنفيذها وتلك اليت جيب‬
‫استبعادها‪ ،‬مع تربير مجيع الربامج املقرتحة‪ ،‬دون التأثر التام باإلنفاق واالعتمادات السابقة‪ ،‬وهذا يؤدي إىل‬
‫زيادة فعالية ختصيص املوارد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Arifin Lubis, Hasan Sakti Siregar, Syarief Fauzi, A Study on the Defferent Applications of Performance Based‬‬
‫‪Budget And Zero BASED Budget on Regional Task Force Units In North Sumatra, International Journal of‬‬
‫‪Management Sciences and Business Research, Vol 03- Issue 10, 2014, P49.‬‬
‫‪81‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬حتديد ازدواجية العمل يف الوحدات التنظيمية قد ينتج عنه استبعاد أو تقليص لبعض الوظائف أو جعلها‬
‫مركزية‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد على التخطيط كمرحلة أساسية يف إعداد املوازنة‪ ،‬وكذلك إمكانية التحديد وبشكل سريع ألي‬
‫نقص يف فعالية التخطيط‪ ،‬أو التنسيق الضعيف بني األنشطة املتشابكة يف الوحدات التنظيمية املختلفة‪ ،‬و‬
‫تصحيح االختالالت يف الوقت املناسب‪.‬‬
‫‪ -‬تربير مصادر االحتياجات لكل املستويات بالنسبة للنشاطات املوجودة واجلديدة‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيب الربامج والنشاطات مع توفري االعتمادات وإعادة ترتيب املصادر وفقا لألولويات‪.1‬‬
‫‪ .2‬استمرار احلصول على فوائد خالل سنة التشغيل‪ :‬وخالل سنة التشغيل هناك الكثري من الفوائد اليت تتحقق مع‬
‫بدأ تنفيذها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬القدرة على التحديد و بشكل سريع لتلك النشاطات اليت تتميز بضعف إداراهتا‪ ،‬وتلك اإلجراءات الالزمة ألغراض‬
‫عمليات املتابعة‪ ،‬من خالل تنفيذ املوازنة الصفرية‪ ،‬وبذلك تتمكن اإلدارة العليا من اختاذ اإلجراءات الضرورية‬
‫املناسبة لتتغلب على هذه املشاكل‪.‬‬
‫‪ -‬مينح املديرين رغبة باالستمرار يف عملية التقييم التفصيلية لعملياهتم والكفاءة اإلنتاجية‪ ،‬وفعالية التكاليف‪ ،‬وليس‬
‫فقط خالل دورة املوازنة ولكن أيضا خالل التنفيذ‪ ،‬فبالرغم من أن مفهوم األساس الصفري ال يتطلب هذه‬
‫االستمرارية يف التقييم إال أنه يصبح من املألوف لدى املديرين إجراء دراسات وحتسينات خالل التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬إن قائمة جمموعات القرار املوافق عليها واليت مت ترتيبها حسب األولويات‪ ،‬ميكن استخدامها خالل عام املوازنة‪،‬‬
‫باعتبارها نقطة ب داية لتبني األنشطة اليت سوف تقلص‪ ،‬أو تلك اليت سيتم توسيعها‪ ،‬إذ ما طرأ تغيري على مستوى‬
‫حجم اإلنفاق املسموح به‪.‬‬
‫‪ .3‬فوائد متمثلة يف حتسني كفاءة اإلدارة واملديرين ‪ :‬ومن فوائد املوازنة الصفرية يف هذا اجملال‪:‬‬
‫‪ -‬متكن اإلدارة من استعماهلا حىت يقدموا للسياسيني أرقاما ملساعدهتم على اختاذ القرارات املالية‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد على إدارة النفقات للربامج املبنية على مبدأ األولوية‪.2‬‬
‫‪ -‬متكن اإلدارات املالية من اختاذ القرارات املتعلقة باملوازنة وتقليل النفقات املالية‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد يف ختفيض عبء العمل على املدير بعد السنة األوىل من استخدامها‪ ،‬عندما تعتاد اإلدارة العليا على‬
‫مفهومها اجلديد ومنهجيته‪ ،‬وتستخدمها كنظام يف حل املشكالت واختاذ القرارات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Geetan Vedri, Frances Fortini, Anna Karrer Manely, Zero Based Budget, Georgia State Departement of‬‬
‫‪Agriculture, PA73, February 18.2013, P09.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Gaurav Singh, Prakash Yadav, Zero Based Budget In India- its Relavance to Public Enterprises, Asian Journal of‬‬
‫‪Technology And Management Research, Vol01-Issue 01, Jan-Jun 2011,p05.‬‬
‫‪82‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬رفع الروح املعنوية للمشاركني يف إعداد املوازنة للشعور حباجة اآلخرين آلرائهم وخرباهتم مما يقود إىل درجة‬
‫أعلى من التعاون الصادق‪.‬‬
‫‪ -‬تتدفق املعلومات اإلدارية من ا ملستوى األدىن إىل األعلى‪ ،‬مزودة اإلدارة العليا بصورة عما يتم أو ميكن أن يتم‬
‫على مجيع املستويات مما ميكنها من حتقيق أفضل لألهداف‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد اإلدارات على تدقيق النفقات احلالية واألساسية يف املوازنة‪ ،‬والتخلص من النفقات غري الضرورية اليت‬
‫كانت يف املوازنات السابقة‪.‬‬
‫املطلب السادس‪ :‬عيوب املوازنة الصفرية‬
‫وأهم ما يعاب على هذا النوع من املوازنات ما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬قد يلقى النظام معارضة من قبل العاملني لشعورهم الدائم بأن األنشطة اليت سيقومون بتأديتها تكون دائما‬
‫حتت الرقابة والتقومي‪.‬‬
‫‪ -‬تتطلب جمهودات وأعباء إضافية‪ ،‬وتوافر جمموعة من األفراد املدربني‪ ،‬واملؤهلني تأهيال علميا على استخدام‬
‫هذا األسلوب قد ال يكون متوافرا يف البلدان النامية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة تكوين وصياغة حزم القرارات لصعوبة توصيف األنشطة احلكومية وحتديد تكلفتها‪ ،‬وصعوبة حتديد‬
‫األهداف اليت حتققها تلك األنشطة‪ ،‬حيث تتطلب أشخاصا يتمتعون خبربة وبكفاءة عالية ويكونون قادرين‬
‫على اختاذ القرار املناسب بشأن النشاط أو الربنامج املعني‪ ،‬وقادرين على الزام اجلميع هبذا القرار‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة وضع مقاييس العمل وتقومي األداء لألنشطة احلكومية باعتبار أن بعضها يكون غري قابل للقياس‬
‫الكمي أو املايل‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االهتمام باألهداف االسرتاتيجية والرتكيز على األهداف قصرية األجل إىل حد كبري وهي األهداف‬
‫األكثر إحلاحا ملا هلا من تأثري على معايري قياس األداء‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة ترمجة األهداف إىل جمموعات قرارية للتداخل بني هذه اجملموعات‪ ،‬وصعوبة توفري البيانات الكافية عن‬
‫كل مشروع أو برنامج سنويا إلعادة التقومي وقياس االجنازات والعوائد املتدفقة منها‪.‬‬
‫‪ -‬املشكالت اإلدارية اليت قد تنتج من متركز سلطة القرار يف يد مدير واحد يكون مسئوال عن جناح وحدة‬
‫القرار‪.‬‬
‫‪ -‬مشكالت عملية ترتيب األولويات‪ ،‬إذ أن أسلوب التقدير من نقطة الصفر قد ينطوي ضمنا على إقرار كل‬
‫الربامج اجلاري تنفيذها سواء كانت ضرورية أم ال‪ ،‬وسواء كانت تنجز بكفاءة عالية أم ال‪ ،‬مما قد حيول دون‬
‫إمكانية ترتيب األولويات بالشكل الصحيح واملرغوب‪ ،‬كما قد يدخل فيها احلكم الشخصي يف كثري من‬
‫احلاالت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فؤاد محمد محمود شلح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50-49‬‬
‫‪83‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬أهنا موازنة استهالكية للوقت‪ ،‬وتطبيقها يكون صعبا الحتياجها ملعلومات كبرية عن خمتلف األنشطة‬
‫والربامج‪ ،‬مما يتطلب وقتا كبريا‪.1‬‬
‫‪ -‬غياب وجود نظام معلومات ونظام متكامل يف الوحدات احلكومية يف البلدان النامية وهذا يعترب أهم‬
‫الصعوبات العملية اليت تواجه تطبيق هذا األسلوب‪.‬‬
‫وتعد عيوب املوازنة ذات األساس الصفري حمدودة نظرا للفوائد اليت حتققها‪ ،‬مقارنة مع باقي أنواع أساليب إعداد‬
‫املوازنات‪ ،‬فهي ذات جدوى كبرية وتؤدي األهداف اليت أعدت من أجلها‪.2‬‬
‫املطلب السابع‪ :‬مقومات جناح تطبيق املوازنة الصفرية‬
‫إن جناح تطبيق نظام املوازنة الصفرية يتطلب جمموعة من املقومات هي‪:3‬‬
‫‪ .1‬االرتباط بعملية التخطيط طويل املدى‪ :‬حىت تكون هناك حلقة اتصال عن طريق أسلوب املوازنة الصفرية بني‬
‫موازنات العام القادم وما يرتبط هبا من اخلطة طويلة املدى وعملية إعداد موازنة صفرية فعالة حتقق اسرتاتيجيات‬
‫املنشأة‪ ،‬فإن اخلطوة األوىل يف عملية إعداد املوازنة الصفرية هي حتديد األهداف وربطها بالتخطيط طويل املدى‬
‫للمنشأة‪.‬‬
‫‪ .2‬احلصول على تأييد اإلدارة العليا‪ :‬إن دعم وتأييد اإلدارة العليا وتتعهدها باألخذ على عاتقها إدارة التغري إىل‬
‫األفضل يعترب من أهم عوامل جناح املوازنة الصفرية‪.‬‬
‫‪ .3‬التقدمي اجليد ملفهوم املوازنة الصفرية‪ :‬من أهم العوامل احملددة لنجاح تطبيق املوازنة الصفرية هو الطريقة اليت يتم‬
‫هبا إدخال هذا األسلوب باملنشأة‪ ،‬وأن أي تقدمي غري خمطط له قد يكون له تأثري سليب‪ ،‬وأنه ال يفرض بطريقة‬
‫مفاجئة حىت ال يلقى مقاومة من املوظفني تعيق تقدمه وجناحه‪.‬‬
‫‪ .4‬التسلسل منهجي إلجراءات إعدادها ‪ :‬إن إعداد املوازنة الصفرية‪ ،‬يتطلب إعداد تسلسل منهجي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد وحدات القرار‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد جمموعات القرار‪.‬‬
‫‪ -‬إجراءات الرتتيب لألولويات‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد املوازنة‪.‬‬
‫‪ .5‬وجود متخصصني ومدربني بدرجة كافية إلعداد املوازنة الصفرية‪:‬‬
‫نظرا حلداثة هذا األسلوب فإنه جيب أن يكون للمديرين اخلربة الكافية يف حتليل األنشطة وإجياد البدائل‬
‫وتقييمها ووضع األولويات باإلضافة إىل أن السياسات واإلجراءات اليت يتم وضعها طبقا لظروف حال املنشأة‬

‫‪1‬‬
‫‪- Martin Pickard, Zero Based Budgeting, Facilities Management From A to Z, Lexicon, 2010, P01‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أحمرو إسماعيل حسين‪ ،‬المحاسبة الحكومية من التقليد إلى التقليد إلى الحداثة‪ ،‬دار الميسرة للنشر‪ ،2003 ،‬ص‪.124‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬بهاء الدين أحمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61-57‬‬
‫‪84‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫جيب أن تكون مدروسة جيدا‪ ،‬ويتم اختبارها قبل التنفيذ الكامل‪ ،‬وكل هذا يدعو إىل وجود جهاز ماهر إلعداد‬
‫املوازنة الصفرية‪.‬‬
‫ولذلك قبل البد يف تنفيذ نظام املوازنة الصفرية جيب تدريب مديري الوحدات مبفهوم وأهداف وحدة القرار‬
‫اخلاصة بكل مدير‪ ،‬وطرق إجياد البدائل وتقييمها‪ ،‬وإجراءات الرتتيب اخلاص هبا‪.‬‬
‫‪ .6‬توفر نظام متكامل للمعلومات‪ :‬حلصول الفائدة املرجوة من إعداد املوازنة الصفرية جيب أن يكون هناك نظام‬
‫متكامل للمعلومات يتضمن مجيع نظم احملاسبة والرقابة املالية وإعداد التقارير مبا فيها نظام املوازنة الصفرية‪ ،‬حىت‬
‫ميكن قياس األداء بطريقة سليمة واختاذ قرارات صحيحة‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬املوازنة التعاقدية‬
‫ويف هذا املبحث سنتطرق اىل املوازنة التعاقدية اليت تعترب املوجة األخرية من موجات اصالح املوازنة العامة للدولة‪،‬‬
‫واليت حتقق الكثري من أهداف املوازنة العامة للدولة وتوفر العديد من املزايا‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬نشأة وتطور املوازنة التعاقدية‬
‫وقد ظهرت املوازنة التعاقدية للوجود‪ ،‬نتيجة عدم إمكانية أنواع املوازنات السابقة يف تلبية الكثري من املتطلبات اليت‬
‫حتتاجها اإلدارات احلكومية‪ ،‬واليت حاولت بشىت الطرق الوصول اىل األهداف اليت تسطرها يف املوازنة‪ ،‬وميكن اعتبار‬
‫املوازنة التعاقدية هي املوجة األخرية من موجات إصالح وتطوير أنظمة املوازنات العامة للدول‪ ،‬وتعين أن تصبح‬
‫العالقة بني األجهزة التنفيذية احلكومية والقطاع اخلاص هي عالقة تعاقدية يتم مبوجبها تنفيذ مهام قابلة للقياس‬
‫الكمي مقابل مبالغ حمددة تدفعها احلكومة‪ ،‬قبل وأثناء وبعد تنفيذ ما مت التعاقد واالتفاق عليه‪ ،‬ومبوجب هذا املفهوم‬
‫تقوم احلكومة بطرح مشاريعها املستقبلية لغرض الفوز مبتعاقدين ينفذون تلك املشاريع والربامج وبأقل كلفة ممكنة ويف‬
‫الوقت احملدد‪.1‬‬
‫وقد كانت أول حماولة لتطبيقه يف وزارة املالية النيوزيلندية يف عام ‪ 1996‬وهي حماولة إعادة تشكيل املوازنة العامة‬
‫على أهنا نظام عقد صفقات بني جهة منفذة واحلكومة املركزية‪ ،‬مبعىن أن تقوم احلكومة بطرح مشاريعها وبراجمها‬
‫املستقبلية أمام اجلميع (قطاع خاص وعام) بغرض الفوز مبتعاقدين ينفذون تلك املشاريع والربامج بأقل تكلفة ممكنة‬
‫ويف الوقت املناسب‪ ،‬شريطة أن حتقق تلك الربامج واملشاريع األهداف املخطط هلا‪.1‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مفهوم املوازنة التعاقدية‬
‫تعرف املوازنة التعاقدية بأهنا اجتاه حديث من اجتاهات إصالح وتطوير املوازنة العامة للدولة‪ ،‬مبقتضاها تكون‬
‫العالقة بني األجهزة التنفيذية واحلكومة عالقة تعاقدية لتنفيذ مهام حمددة قابلة للقياس الكمي‪ ،‬مقابل مبالغ تدفعها‬
‫احلكومة قبل وأثناء وبعد تنفيذ ما اتفق عليه أو نص عليه العقد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ستار جابر خالوي‪ ،‬مازن عباس كاظم المياحي‪ ،‬تأثير تطبيقات الموازنة التعاقدية في رقابة وتقويم األداء للمشاريع االستثمارية‪ -‬بحث تطبيقي على‬
‫موازنات مشاريع تنمية األقاليم في العراق‪ ،-‬المجلة الدولية ألبحاث العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد‪ ،1‬العدد‪ ،2‬ربيع‪ ،2016‬ص‪.05‬‬
‫‪85‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫فاملوازنة التعاقدية حتاول إعادة تشكيل املوازنة العامة إىل نظام عقد صفقات بني الوكاالت واحلكومة املركزية‪ ،‬وقد‬
‫‪1‬‬
‫استمدت فكرهتا من منوذج بسيط للعقد‬
‫كما عرفت على أهنا جمموعة من األسس العلمية والفنية اليت يعتمد عليها يف إعداد املوازنة العامة ورقابة تنفيذها‪،‬‬
‫فما هي إال خطة عمل توضح األهداف احملددة للوحدة اإلدارية اليت يتكون منها اجلهاز احلكومي لتكوين برامج‬
‫ومشروعات متضمنة أربعة أبعاد هي‪: 2‬‬
‫‪ -‬العمل أو املواصفات‬
‫‪ -‬الوقت الالزم لإلجناز‪.‬‬
‫‪ -‬التكلفة التخمينية‬
‫‪ -‬التمويل‪.‬‬
‫فهذا النوع من املوازنات يعمل على إجياد املنافع العامة واألصول طويلة األجل‪ ،‬مثل‪ :‬مشاريع البنية التحتية‬
‫كاملستشفيات ومؤسسات التعليم وغريها‪ ،‬أي‪ :‬إهنا تقدم تفاصيل االحتياجات للتنمية طويلة األجل وتنشئ عملية‬
‫موحدة بصدد وضع اخلطة لسنوات متعددة وحتويلها إىل برامج مث إىل مشاريع تعرض كعطاءات‪.‬‬
‫ويتم حتديد ختصيصات املوازنة العامة وإيراداهتا لتنفيذ ورقابة ومتابعة املوازنة العامة مبا حيقق الكفاية يف األداء‪،‬‬
‫ألهنا تربط بني االعتمادات املرصودة واألهداف املنشودة‪.‬‬
‫ويستنتج مما سبق أن املوازنة التعاقدية تساهم يف الربط بني املوازنة السنوية واألهداف واخلطط طويلة األمد‪ .‬كما‬
‫تعمل على إقامة عالقة تعاقدية بني احلكومة واجلهات اليت تتعاقد لتنفيذ مشاريع املوازنة‪ ،‬وتراعي تكلفة مشاريع املوازنة‬
‫واملدة الالزمة لتنفيذها‪ ،‬وهو ما توفر إمكانية قياس املخرجات وتقييم كفاءهتا وفعاليتها‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مبادئ واسرتاتيجية إعداد املوازنة التعاقدية‬
‫تقوم عملية إعداد املوازنة التعاقدية على مبدأ مهم يتمثل يف عملية الربط بني جانيب التخطيط واملوازنة وهو جوهر‬
‫اسرتاتيجية إعدادها ‪:3‬‬
‫‪ .1‬التخطيط ‪ :‬ويقوم مبدأ التخطيط على حتقيق التجانس بني القرارات اآلنية واألهداف االقتصادية طويلة األمد‬
‫لتحقيق التفاعل واالرتباط بعمل املوازنة‪ ،‬وضمان تنفيذها ومراقبتها‪..‬‬
‫‪ .2‬املوازنة ‪ :‬تقوم املوازنة العامة وفق هذا االجتاه على حتقيق األهداف طويلة األمد‪ ،‬مبا خيدم اسرتاتيجية التنمية‪،‬‬
‫وعلى ضوءها يتم حتديد األهداف واألنشطة احلكومية وحتديد أغراض اإلنفاق احلكومي وهو ما يتطلب جتميع‬
‫الوظائف احل كومية وفقا للربامج الرئيسية لكل إدارة حكومية وعندما يتم التصنيف الوظيفي يتحدد الربنامج على‬
‫أن يرتبط كل برنامج بإنتاج منتج أو خدمة معينة‪ .‬ومن هذه املنتجات أو اخلدمات ما هو غري ملموس ومن‬

‫‪1‬‬
‫‪- Robinson, Contact Budgeting, Public Administration, 10.1111/1467-9299.00193.90, 2000, Maroc, P75-78.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ياسر حامد عباس جدوع‪ ،‬مدى امكانية تطبيق الموازنة التعاقدية في إعداد الموازنة العامة األردنية‪ ،‬ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد واألعمال‪ ،‬جامعة‬
‫جادارا‪ ،‬األردن‪ ،2015 ،‬ص‪.27‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ستار جابر خالوي‪ ،‬مازن عباس كاظم المياحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10-09‬‬
‫‪86‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الصعوبة قياسه فتستخدم املرونة يف حتديد املنتج النهائي‪ ،‬وبعد إعداد الربامج يصبح التصنيف الوظيفي والغرض‬
‫من اإلنفاق له أمهية كربى وتصبح الدعوى إىل التصنيف االقتصادي أقل أمهية وبعد حتديد نفقات املوازنة الالزمة‬
‫لتنفيذ الربامج يتم ختصيص املوارد للحكومات احمللية من خمتلف مصادر التمويل واليت تتمثل باملوارد املخصصة‬
‫من املوازنة الفدرال ية أو غريها‪ ،‬ومن مث تتم عملية الرقابة وتقييم األداء مبقارنة التكاليف اإلمجالية باملنافع املتكونة‬
‫من اإلنتاج واخلدمات املقدمة ضمن مدة زمنية حمددة واليت ميكن أن حتقق فيهما اإلنتاج ومع أن بعض املنافع قد‬
‫ال تكون مباشرة أو ملموسة إال أهنا ختضع ملؤشرات الكفاءة واألداء بتحليل االحنرافات وبيان أسباهبا وأسلوب‬
‫معاجلتها هبدف تطوير ورفع قدرات الوحدة احلكومية‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬مشروعات تنفيذ املوازنة التعاقدية‬
‫إن توسع أنش طة احلكومات وضخامة مشاريع البنية التحتية اليت صارت تقوم هبا الدولة‪ ،‬طرح مشكلة قصور‬
‫املصادر التقليدية يف متويل هذه املشاريع‪ ،‬وأصبح لزاما على الدول بسبب االحتياجات املالية املتزايدة‪ ،‬االعتماد على‬
‫القطاع اخلاص للقيام مبشاريع البنية التحتية واملشاركة يف حتمل أعباء التنمية‪ ،‬وفق صيغ متعددة أمهها ‪:‬‬
‫‪ .1‬مشروعات املشاركة (‪)p3s‬‬
‫إن مصطلح املشاركة بني القطاعني العام واخلاص هو ترمجة ملا يعرف يف اللغة االجنليزية ‪public-private‬‬
‫‪ ،partnership‬أو اختصار ‪ ،p3s‬كما يرتجم املصطلح أحيانا مبسمى الشراكة‪ ،‬ونظرا لتعدد تعريفات‬
‫املصطلح األجنبية ومن مث العربية‪ ،‬فإنه ميكن القول بأنه ال يوجد تعريف حمدد ملصطلح املشاركة وان كانت التعريفات‬
‫املختلفة تشري إىل نفس املدلول للمصطلح‪.‬‬
‫وبصورة عامة فإن املشاركة تعرف على أهنا أحد أشكال التعاون بني القطاعني العام واخلاص يتم من خالهلا‬
‫وضع ت رتيبات يستطيع مبقتضاها القطاع العام توفري السلع واخلدمات العامة واالجتماعية من خالل السماح للقطاع‬
‫اخلاص بتقدميها بدال من أن يقدمها القطاع العام بنفسه أي بصورة مباشرة‪.‬‬
‫وبشكل أكثر حتديدا فإن املفهوم يشري إىل السيناريوهات اليت مبقتضاها يكون للقطاع اخلاص دورا أكرب يف‬
‫ختطيط ومتويل وتصميم وبناء وتشغيل وصيانة اخلدمات العامة‪.‬‬
‫هو تنظيم تشاركي على شكل عقد مبين على األداء بني القطاع العام واخلاص‪ ،‬لتقدمي البىن التحتية العامة‬
‫للمواطن‪ ،‬وهذه البىن التحتية قد تكون مستشفيات أو جسور وتقدمي تكنولوجيا جديدة لتقدمي خدمة أسرع‪.1‬‬
‫هذا الدور يتم من خالل ترتيبات تعاقدية بني احلكومة والقطاع اخلاص يف مشروعات معينة ينأ مبقتضاها قيام‬
‫القطاع اخلاص بإمداد احلكومة باألصول واخلدمات اليت يقدمها القطاع العام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Association of Conculting Engineering Companies, Understanting Public Private Partnerships In Canada, Canada,‬‬
‫‪P06.‬‬
‫‪87‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫وهذه الرتتيبات التعاقدية قد تشمل الصورة املبسطة لتوريد املدخالت أو صور التعاقد اخلارجي املختلفة أو قد‬
‫متتد تلك الرتتيبات لتشمل أيضا نقل أو مشاركة اإلدارة أو عملية صنع القرار أو نوع أو درجة تبادل املعلومات‬
‫والتنسيق‪ ،‬أو قد تصل إىل قيام القطاع اخلاص بتوفري السلعة يف السوق‪.1‬‬
‫تضم عقود املشاركة أنواعا خمتلفة من الشراكة ختتلف فيها درجة مشاركة القطاع اخلاص بتقدمي اخلدمات العامة‬
‫وفقا للصيغة التعاقدية مع احلكومة‪ ،‬ويف أدناه جدول يوضح صور املشاركة بني القطاعني العام واخلاص‪.2‬‬
‫‪ .2‬عقود البوت (‪)B.O.T‬‬
‫واصطالح البوت هو اختصار لثالث كلمات فحرف (‪ )B‬يعين (‪ ،)Build‬أي البناء وحرف (‪ )O‬يعين‬
‫(‪ )Operate‬أي التشغيل‪ ،‬وحرف (‪ )T‬يعين (‪ )Transfer‬أي حتويل حيازة املشروع بكامله إىل الدولة ‪.‬‬
‫ويعرف نظام ‪ B.O.T‬بأنه اتفاق تعهد مبوجبه الدولة أو أحد األشخاص املعنوية العامة إىل أحد األشخاص‬
‫املعنوية اخلاصة (وطنيا أو أجنبيا)‪ ،‬أو مشرتكا إلنشاء مشروع إلشباع احلاجة العامة لألفراد وعلى نفقته‪ ،‬ويتوىل إدارته‬
‫ملدة معينة وبشروط معينة وحتت إشراف الدولة ورقابتها‪ ،‬مث ينتقل املشروع حبالة جيدة عند هناية املدة‪.‬‬
‫كما يعرف هذا النموذج على أنه منوذج مايل ظهر ليستعمل لتحقيق املشاريع اليت حتتاج إىل تكنولوجيا عالية‬
‫وموارد مالية كبرية‪.3‬‬
‫وقد عرفت جلنة األمم املتحدة للقانون التجاري الدويل ‪ uncitral‬عرفت عقود البوت بأهنا شكل من أشكال‬
‫متويل املشاريع‪ ،‬متنح مبقتضاها حكومة ما لفرتة زمنية حمددة أحد االحتادات املالية "تسمى شركة املشروع" امتيازا لتنفيذ‬
‫مشروع معني على أن تقوم الشركة املذكورة بالبناء والتشغيل واإلدارة لعدد من السنوات‪ ،‬وتسرتد تكاليف البناء وحتقق‬
‫أرباحا من تشغيل املشروع واستغالله جتاريا‪ ،‬على أن تنتقل ملكية املشروع إىل احلكومة بعد هناية مدة االمتياز‪ .‬وينشأ‬
‫عادة املستثمرون واملقاولون الذين منحوا االمتياز من احلكومة لتنفيذ املشروع شركة لتحقيق هذا الغرض وتنتهي بانتهاء‬
‫فرتة امتيازه‪.‬‬
‫إن عقد البناء والتشغيل ونقل امللكية شهد انتشارا يف كثري من الدول‪ ،‬وأصبحت تطبيقاته بديال عن التمويل عن‬
‫طريق املوازنة العامة‪ ،‬أو من خالل القروض اخلارجية أو املعونات أو التمويل عن طريق البنوك وذلك لدوره احليوي يف‬
‫إجياد مشروعات البنية األساسية والتنمية ‪.‬‬
‫وهو منوذج بديل يعترب منوذج جديد لتحقيق استثمارات البىن التحتية يف تطوير الدول عن طريق القطاع اخلاص ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد هللا شحاتة خطاب‪ ،‬المشاركة بين القطاعين العام والخاص وتقديم الخدمات العامة على مستوى المحليات‪ :‬اإلمكانيات والتحديات‪ ،‬كلية االقتصاد‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬ص‪.06-05‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬البكري رياض عباس‪ ،‬الموازنة التعاقدية األسلوب األمثل في تخطيط وتنفيذ مشاريع الموازنة االستثمارية‪ ،‬مجلة دراسات محاسبية ومالية‪،2013 ،‬‬
‫ص‪.10‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Association of Conculting Engineering Companies, op-cit, P48.‬‬
‫‪88‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ويعد نظام البوت أحد أهم صور الشراكة مع القطاع العام‪ ،‬و إحدى صور التخصيص للمرافق العامة‬
‫واخلدمات‪ ،‬حيث تستخدمه الدول لتحقيق مجلة من األهداف أمهها توفري فرص العمل وتطوير أداء اخلدمات العامة‬
‫واحلد من الفساد‪ ،‬إضافة إىل االستفادة من نقل التكنولوجيا واستقطاب رؤوس األموال وتوطينها‪.‬‬
‫وحيقق نظام ‪ B.O.T‬الذي شاع استخدامه يف خمتلف الدول املتقدمة والنامية مصاحل القطاع من خالل حتقيق‬
‫معدالت رحبية مناسبة خالل فرتة تشغيل املشروع‪ ،‬كما حيقق مصاحل الدولة املطبقة من خالل عدم التزاما بتخصيص‬
‫موارد قبل وخالل فرتة امتياز املشروع وعدم حتملها خماطرة فشله‪ ،‬ويف هناية مدة املشروع تؤول أصوله إليها‪ ،‬ويعترب‬
‫مشروع نفق القناة بني اجنلرتا وفرنسا من أشهر مشاريع البوت وأكثرها كلفة حيث جتاوز مبلغه ‪ 20‬مليار دوالر‪ ،‬مع‬
‫فرتة امتياز متتد إىل ‪ 55‬سنة‪.1‬‬
‫يذكر أن عقود البوت قد تضمنت أنواعا خمتلفة تسمى (عائلة البوت)‪ ،‬ختتلف هذه العقود عن بعضها البعض‬
‫تبعا للصيغة التعاقدية بني احلكومة واجلهة املنفذة‪.2‬‬
‫‪ .3‬املوازنة التعاقدية و اإلنفاق الرأمسايل‪ :‬يقوم تنفيذ االنفاق الرأمسايل املتعلق باملشاريع االستثمارية وفق أسلوب‬
‫املوازنة التعاقدية على جمموعة من اخلطوات هي‪: 3‬‬
‫التخطيط الشامل للمشاريع االستثمارية املقرتحة يف املوازنة‪:‬‬
‫حيث تقوم الوزارات والواليات بربجمة وإعداد وتقدمي مقرتحات للمشاريع اجلديدة‪ ،‬مع دراسات اجلدوى هلذه‬
‫املشاريع وترسل إىل احلكومة‪ ،‬وتقوم هذه األخرية ممثلة يف الوزارة املسؤولة بتقييمها وإصدار قرار بشأن أسبقيتها‬
‫للتنفيذ‪.‬‬
‫منح التسهيالت الالزمة للقطاع اخلاص وتنشيطه‪ ،‬ليكون خبط متوازي مع القطاع العام عن طريق مشاريع املشاركة‬
‫(‪ )P3S‬أو مشاريع البناء والتشغيل والتحويل (‪.)B.O.T‬‬
‫إقرار اإلطار املايل من قبل وزارة املالية‪ ،‬وذلك باالعتماد على أولويات االستثمار ووفقا خلطة اإلصالح االقتصادي‬
‫والتنمية‪.‬‬
‫البحث عن القدرات التنفيذية وكفاءة الصرف املايل للجهات املنفذة اليت تقوم بتقدمي املعلومات بشفافية‬
‫ومصداقية حول سري املشاريع حتت التنفيذ أو املقرتحة يف املنهاج االستثماري‪.‬‬
‫اختيار مصادر التمويل املالئمة للحصول على األموال لتنفيذ املشاريع‪.‬‬
‫الشفافية يف اإلعالن عن املشاريع ألغراض التنفيذ والتمويل على القطاعني العام واخلاص بغية احلصول على أفضل‬
‫العطاءات وباجلودة املطلوبة وضمن التوقيتات املعدة مسبقا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نظام التشغيل والتحويل ‪ ،b.o.t‬سلسلة دورية تعنى بقضايا التنمية في األقطار العربية‪ ،‬العدد‪ ،35‬نوفمبر ‪ ،2004‬ص‪.03‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أبو غدة عبد الستار‪ ،‬عقد البناء والتشغيل واإلعادة وتطبيقه في تعمير األوقاف والمرافق العامة‪ ،‬مؤتمر مجمع الفقه اإلسالمي الدولي‪ ،‬الدورة‬
‫التاسعة عشر‪ ،‬الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ 30-26 ،‬افريل ‪ ،2011‬ص‪.08‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ياسر حامد عباس جدوع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33-31‬‬
‫‪89‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الدعم احملاسيب حيث تقوم الوزارات والدوائر احلكومية بإرسال معلومات إىل وزارة املالية واجلهات ذات العالقة‬
‫تتضمن املصروفات املرتاكمة لكل مشروع تقوم بتنفيذه هذه الوزارة أو الدائرة‪ ،‬كما تتضمن املصروفات اخلاصة بنفس‬
‫الشهر جلميع املشاريع‪.‬‬
‫الدعم الرقايب حيث تقوم وزارة املالية بتزويد وزارة التخطيط بتقرير موحد ملصروفات املشاريع وبشكل تراكمي‬
‫خالل نفس السنة‪.‬‬
‫متابعة تنفيذ املشاريع‪ :‬من خالل عدة مؤشرات أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬مؤشر االجناز املادي‪ :‬وميثل كمية العمل املنجز‪ ،‬فإما أن يكون تراكميا‪ ،‬أي منذ بداية مباشرة العمل‬
‫باملشروع االستثماري وحىت هناية الفرتة املشمولة باملتابعة أو هناية السنة موضوع املتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬مؤشر اإلجناز املايل‪ :‬ميثل حجم املبالغ املصروفة على تنفيذ املشاريع تراكميا من الكلفة الكمية الواردة يف‬
‫املوازنة االستثمارية وخالل السنة موضوع املتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬مؤشر نسبة املدة املنقضية‪ :‬وتساوي عدد أيام العمل يف املشروع مقسوما على عدد األيام املدونة للتنفيذ‬
‫مبوجب العقد‪.‬‬
‫‪ -‬مؤشر مدة التأخري‪ :‬وتساوي الفرق بني عدد أيام املدة املنقضية على التنفيذ وعدد أيام املدة احملددة للتنفيذ‬
‫مبوجب العقد‪.‬‬
‫‪ .4‬املوازنة التعاقدية واإلنفاق اجلاري‪:‬‬
‫إ ن املوازنة االستثمارية ال تكون فعالة إال إذا ربطت باملوازنة اجلارية أو اإلنفاق اجلاري‪ ،‬وذلك لضمان اإلهناء‬
‫املتزامن لكل مرحلة من املراحل وضمان التشغيل كما هو خمطط‪.‬‬
‫وبالتايل فإن اجناز املشاريع وإعالن جاهزيتها للتشغيل يتطلب دعما من اإلنفاق اجلاري واخلاص بالرواتب‬
‫واألجور وغريها‪ ،‬ومثال على ذلك‪ :‬إن االنتهاء من مشروع استثماري نفذه القطاع اخلاص عن طريق مشروعات البناء‬
‫والتشغيل والتحويل (‪ )B.O.T‬يتطلب تشغيله رواتب موظفني وأجور عاملني وهذا ما توفره موازنة النفقات اجلارية‪،‬‬
‫أما إذا كان املشروع االستثماري املنجز نفذ بطريقة مشروعات املشاركة (‪ )P3S‬مع القطاع اخلاص كذلك األمر‬
‫يتطلب دعما من موازنة النفقات اجلارية مبقدار حصة الدولة هبذا املشروع‪.1‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬مزايا تطبيق املوازنة التعاقدية‬
‫إن تطبيق املوازنة التعاقدية حيقق الكثري من امليزات املختلفة عن األنواع السابقة للموازنات وأهم هذه امليزات ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬ترشيد اإلنفاق احلكومي وضبطه‬
‫حيث تساهم املوازنة التعاقدية يف ترشيد اإلنفاق احلكومي من خالل جمموعة من العوامل أمهها ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ياسر حامد عباس جدوع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪90‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬تقليل اخلطورة أو تقامسها واليت قد يصاحبها خسارة مبالغ ضخمة مع القطاع اخلاص‪.‬‬
‫‪ -‬تقليص حجم نفقات القطاع العام واالستفادة من املوارد املالية والبشرية املوجودة لدى القطاع اخلاص‪.‬‬
‫‪ -‬ختفيض تكلفة اخلدمات من خالل االستفادة من نظام املشاركة الذي يسمح باحلصول على أفضل العروض‬
‫كلفة وأكثرها جودة من خالل تقدمي اخلدمات‪.‬‬
‫‪ .2‬تغيري العالقة ما بني احلكومة وأجهزهتا التنفيذية من عالقة متويل إىل عالقة جتارية‬
‫توفر املوازنة التعاقدية فرصة للقطاع العام أن يكون متويله ذاتيا يف املستقبل إذا ما حقق هذا القطاع أرباحا‬
‫يستطيع من خالهلا أن يكون قوة منافسة يف السوق‪ ،‬وبذلك خف الضغط على النفقات العامة وتوفرت فرصة للقطاع‬
‫العام أن يتطور وحيقق أرباحا وإيرادات قد تكون أكرب من متويل احلكومة‪.‬‬
‫وهكذا يتطور القطاع العام دون اعتماده على متويل احلكومة فقط وإمنا الدخول يف مناقصات للتنافس مع القطاع‬
‫اخلاص للفوز بتنفيذ املشاريع املطروحة من قبل احلكومة واليت تعطي حق تقدمي اخلدمات العامة على أساس سعر حمدد‬
‫يف العقد‪ ،‬وبذلك تغريت العالقة بني احلكومة والقطاع العام من عالقة متويل إىل عالقة تنافسية قائمة على البيع‬
‫والشراء‪.‬‬
‫‪ .3‬تقدمي حلول جذرية للمشاكل اليت كانت تواجه اإلدارات احلكومية‬
‫أمام التوسع الكبري لنشاطات الدولة وازدياد األعباء املتعلقة باحتياجات التنمية صارت ندرة املوارد أهم مشكل‬
‫يواجه اإلدارات احلكومية‪ ،‬مل تعد مصادر التمويل االعتيادية للموازنة العامة كافية لتمويل مشاريع تقدمي اخلدمات‬
‫وإنشاء البنية الت حتية‪ ،‬لذلك اعتمدت املوازنة التعاقدية أسلوب املشاركة بني القطاع العام والقطاع اخلاص لتقدمي‬
‫اخلدمات العامة والسلع واملنافع االجتماعية األخرى اليت تتبىن الدولة تقدميها‪.1‬‬
‫‪ .4‬ربط املوازنة العامة باخلطط التنموية طويلة األجل اخلماسية‬
‫هتدف اسرتاتيجية املوازنة التعاقدية إىل خلق تصور للمستقبل مبعزل عن احملددات املؤسسية والقانونية على أن‬
‫تتضمن مراحل تنفيذ االسرتاتيجية بدائل خمتلفة للتنمية‪ ،‬وذلك من خالل اعتمادها على التخطيط الذي يتضمن‬
‫هدفني مهمني بتحقيقهما يتحقق التفاعل واالرتباط يف عمل املوازنة ومها ‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد التخط يط الشامل اهلادف إىل التعريف مبجرى االقتصاد ووجهته‪ ،‬إذ جيب وضع جمموعة من األهداف‬
‫القومية وحتديدها لتشكل دليال لنشاطات التنمية اليت سيجري اعتمادها مستقبال‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق بني القرارات اآلنية واألهداف طويلة األمد مبا يضمن تنفيذها ومراقبتها وهي إحدى وسائل املوازنة‬
‫وإجراءاهتا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسن زكي أحمد عثمان‪ ،‬تطوير موازنة الوحدات الحكومية الفلسطينية بأسلوب موازنة البرامج واألداء‪ -‬دراسة ميدانية‪ ،-‬ماجستير‪ ،‬قسم المحاسبة‪،‬‬
‫كلية التجارة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪91‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫وبالتايل تقدم املوازنة التعاقدية تفاصيل احتياجات التنمية طويلة األجل للحكومات‪ ،‬وتنشئ عملية موحدة‬
‫بصدد وضع اخلطة لسنوات حمددة وحتويلها إىل برامج‪ ،‬وتقدم تفاصيل عن املشاريع اليت تعتزم تنفيذها على مدى‬
‫فرتات زمنية طويلة لتعرض كعطاءات‪.‬‬
‫‪ .5‬تنفيذ العديد من املشاريع احلكومية بكفاءة وفاعلية‬
‫أمام توسع دور الدولة واتساع نشاطها‪ ،‬مل يعد تنفيذ املشاريع بكفاءة وفاعلية أمرا يسريا‪ ،‬وهو ما صارت توفره‬
‫املوازنة التعاقدية من خالل ‪:‬‬
‫‪ -‬قيام القطاع اخلاص بتقدمي اخلدمات حتت إشراف ومراقبة احلكومة‪ ،‬حيث تقوم احلكومة بتوفري البيئة‬
‫املالئمة للقطاع اخلاص‪ ،‬لسهيل اخلدمات من خالل إصدار تشريعات منظمة هلذه العالقة وضمان خضوع‬
‫اخلدمات املقدمة للمعايري واملواصفات املطلوبة‪.‬‬
‫‪ -‬املشاركة مع القطاع اخلاص عن طريق مشاريع املشاركة (‪ )p3s‬أو مشروعات البناء والتشغيل والتحويل‬
‫(‪.1)B.O.T‬‬
‫املطلب السادس‪ :‬عيوب املوازنة التعاقدية‬
‫يواجه تطبيق املوازنة التعاقدية الكثري من املعوقات والصعوبات اليت ال ختتلف يف أغلبها عما تواجهه بقية أنواع‬
‫املوازنات األخرى عند التطبيق العملي هلا‪ ،‬وأهم هذه الصعوبات ما يلي‪.2‬‬
‫‪ .1‬ارتفاع تكاليف تطبيقها يف بعض األجهزة احلكومية‬
‫تعترب التكلفة الكبرية الستخدام أسلوب املوازنة التعاقدية سببا يف عدم تطبيقها خصوصا أن الربامج واملشاريع‬
‫ضمن هذا األ سلوب املوازنة التعاقدية ختضع للدراسات املستفيضة من ناحية التكلفة واملنفعة ودراسات اجلدوى‬
‫االقتصادية وتقييم البدائل واليت قد تكون مكلفة إىل حد ما‪.‬‬
‫فقد حيتاج أسلوب املوازنة التعاقدية إىل استحداث أقسام أو وحدات أو حىت هيئات تكون تكاليفها عالية وحتتاج‬
‫إىل وقت طويل‪ ،‬كما أن إجراءات تنفيذ املوازنة التعاقدية قد تكون مكلفة من ناحية الوقت‪.‬‬
‫وهو ما أدى اىل عزوف الكثري من الدول وخاصة النامية منها عن تطبيق هذا النوع من املوازنات‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم تطور اإلدارات املالية احلكومية‬
‫إن عدم تطور اإلدارة احلكومية يشكل عائقا أمام تطبيق هذا األسلوب‪ ،‬حيث تتطلب املوازنة التعاقدية إدارة‬
‫مالية متطورة تستخدم أساليب حديثة يف إدارة اإليرادات العامة والنفقات العامة وإدارة الدين العام‪ ،‬فقد تستخدم‬
‫وزارة املالية والوزارات والدوائر احلكومية عددا من األنظمة التطبيقية احلاسوبية لإلدارة املالية احلكومية كاألنظمة‬
‫احملوسبة ملعاجلة النفقات واإليرادات وإدارة الدين وما مييز هذه األنظمة بشكل عام بأن تصميمها جرى على برجميات‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ستار جابر خالوي‪ ،‬مازن عباس كاظم المياحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ياسر حامد عباس جدوع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44-42‬‬
‫‪92‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫خمتلفة عن بعضها البعض‪ ،‬وتفتقد إىل التكامل والرتابط فيما بينها ويكون تبادل البيانات بني هذه األنظمة املختلفة‬
‫عموما عرب النسخ الورقية‪ ،‬كما ال تزال بعض الوزارات تؤدي الوظائف احملاسبية اعتمادا على السجالت اليدوية‪.‬‬
‫‪ .3‬احلاجة إىل معلومات ضخمة عن الربامج واملشاريع‬
‫يتطلب أسلوب املوازنة التعاقدية توفر كمية كبرية من املعلومات عن الربامج واملشاريع واخلطط الالزمة لتنفيذ هذه‬
‫الربامج واملشاريع ومعلومات عن التكلفة ودراسة اجلدوى االقتصادية ومصادر التمويل وغريها من املعلومات اليت قد‬
‫تكون غري متوفرة أو ال توجد جهات تعد وتقدم هذه املعلومات‪ ،‬مما يزيد من صعوبة تطبيق هذا األسلوب من‬
‫األساليب املتبعة يف إعداد املوازنة العامة‪.‬‬
‫كما أ ن النقص يف املعلومات قد يؤدي إىل أخطاء واحنرافات يف الوقت من ناحية اإلجناز واحنرافات يف التكلفة‬
‫إما بزيادة تكلفة املشروع أو املغاالة يف تقدير تكاليفه مسبقا‪.‬‬
‫وبالتايل ف إن عدم توفر معلومات كافية يؤدي إىل صعوبة تطبيق أسلوب املوازنة التعاقدية‪ ،‬وذلك ألن النقص يف‬
‫املعلومات يؤدي إىل اختاذ قرارات خاطئة تكلف الدولة أمواال كبرية وقد يهز عامل الثقة بني طريف التعاقد (اجلهة ماحنة‬
‫العطاء‪ -‬القطاع العام والقطاع اخلاص)‪ ،‬كما يؤدي إىل جعل توقيتات وكلف الربامج واملشاريع عرضة للتالعب‬
‫واالختالس‪.‬‬
‫‪ .4‬عدم توفر الكوادر البشرية املدربة واملؤهلة‬
‫إن عدم توفر الكوادر املؤهلة يف مؤسسة أو مؤسسات جيعل عملية االنتقال إىل أسلوب املوازنة التعاقدية جمرد‬
‫توصيات واقرتاحات ال يوجد من يأخذ هبا أو يطبقها‪ ،‬كما جيعل كل الرتتيبات واإلجراءات والتكاليف دون جدوى‬
‫ما مل تتوفر هذه الكوادر اليت تدير العملية برمتها‪.‬‬
‫فغياب الكوادر املؤهلة يعيق تطبيق أسلوب املوازنة التعاقدية‪ ،‬فهي حتتاج إىل تدخل اختصاصات بشرية يف‬
‫إعدادها وتنظيمها‪ ،‬فمثلما حتتاج إىل حماسبني لتقدير الكلف‪ ،‬حتتاج أيضا إىل مهندسني الحتساب مدة االجناز أو‬
‫نسب االجناز‪.‬‬
‫كما أن حتديد األهداف املستقبلية بشكل خاطئ يؤدي إىل ارتفاع التكاليف‪ ،‬والذي يعود إىل عدم توفر كوادر‬
‫حماسبية وفنية مدربة ومؤهلة تقوم بوضع األهداف بشكل صحيح‪.‬‬
‫ويف األخري ميكن القول أنه ونظرا حلداثة أسلوب املوازنة التعاقدية‪ ،‬فلم تظهر الكثري من عيوبه حىت اآلن وإن‬
‫كانت الشكوك مستمرة من غياب املعلومات يف القطاع احلكومي أو عدم دقتها مثل أسعار السوق احلالية‪ ،‬وغياب‬
‫دراسات جدوى املشاريع والربامج احلكومية‬
‫املطلب السابع‪ :‬مقومات جناح تطبيق املوازنة التعاقدية‬
‫إن جناح تطبيق أسلوب املوازنة التعاقدية يتطلب توفر جمموعة من املقومات أمهها‪: 1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ياس حامد عباس جدوع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38-34‬‬
‫‪93‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ .1‬توفري معايري لقاس األداء الفين واملايل والزمين (وقت‪-‬تكلفة‪-‬جودة)‬


‫يعترب توفر معايري لقياس األداء الفين واملايل والزمين للمشاريع من أهم مقومات جناح تطبيق املوازنة التعاقدية‪.‬‬
‫إن معيار اجلودة خيتص جبودة تنفيذ املشاريع وجودة اخلدمات املقدمة والسلع املنتجة من قبل القطاع العام أو‬
‫القطاع اخلاص والذين رست عليهم هذه املشاريع وتعاقدت مع احلكومة لتنفيذها‪ ،‬حيث تقوم احلكومة بدور املراقب‬
‫لعمل هذين القطاعني‪ ،‬لضمان تنفيذ املشاريع وتقدمي اخلدمات أو السلع إىل املواطنني باجلودة املطلوبة واملتفق عليها‬
‫ضمن العقد‪ ،‬لذا يتطلب األمر وجود معايري لتقييم جودة املشاريع والسلع واخلدمات املتفق على تنفيذها أو تقدميها‪.‬‬
‫فمعيار الكلفة فيختص باحملافظة على التكلفة املرصودة واملدروسة ضمن دراسات اجلدوى والتكلفة ومنع حدوث‬
‫احنرافات باخلطط‪ ،‬كذلك يتعلق برصد ومنع هدر املوارد وعدم املغاالة يف تقدير التكاليف حبيث يكون األداء املايل‬
‫متوازن ومسيطر عليه‪.‬‬
‫أما معيار الوقت فيتعلق بالوقت الالزم لتنفيذ املشاريع املطروحة للتعاقد‪ ،‬وتشخيص فيما إذا كانت هناك احنرافات‬
‫يف التنفيذ من ناحية الوقت خصوصا إذا كان هلذه املشاريع أمهية بالغة من ناحية الوقت‪ ،‬فقد تنتفي احلاجة هلا مبجرد‬
‫مرور وقت معني أو مناسبة معينة‪.‬‬
‫‪ .2‬توفر معايري لتقييم بدائل املشاريع وبدائل تنفيذها‬
‫ويتطلب تقييم بدائل املشاريع إىل معايري معينة يعتمد عليها لدراسة الربامج الرئيسية والفرعية (املشاريع) قبل اختاذ‬
‫القرارات فيجري تسليط الضوء على البدائل املختلفة وبيان مزاياها وعيوهبا‪ ،‬ليجري فيما بعد اختيار البديل األفضل‬
‫واختاذ القرار املناسب مبوجب معايري معينة ميكن االستعانة هبا عند إجراء الدراسات التحليلية للربامج واملشاريع‬
‫احلكومية عند املفاضلة بينها‪.‬‬
‫و تقييم البدائل املتاحة للربامج واملشاريع يتم بإتباع نوع املشروع‪ ،‬فإذا كان املشروع ذو مردود قابل للقياس‬
‫الكمي فيقاس إما عن طريق عائد االستثمار أو مدة االسرتداد أو نقطة التعادل أو غريها من معايري القياس‪ ،‬أما إذا‬
‫كان املشروع ذو مردود غري قابل للقياس الكمي فتقاس بإخضاعها إىل معايري أقل البدائل تكلفة وأعلى مردود وأفضل‬
‫جودة واليت على أساسها جيري تقييم البدائل‪.‬‬
‫‪ .3‬توفر نظام حملاسبة التكاليف‬
‫إن عملية ت قييم األداء ومنح ودراسة العطاءات ومنح التخصيصات وإحالة املشاريع للتنفيذ ال بد أن تكون ناجتة‬
‫عن دراسة متضمنة حماسبة التكاليف ملنع املغاالة يف التخصيصات املطلوبة من قبل الوزارات والدوائر واملؤسسات‬
‫احلكومية أي منع اهلدر يف املال العام‪.‬‬
‫كما أن استخدام نظام حماسبة التكاليف عند إعداد املوازنة التعاقدية ضروري وبالغ األمهية وذلك لألسباب اآلتية‬
‫‪:1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ابراهيم محمد العواجي‪ ،‬دور النظام المالي وآليات التمويل في العالقة بين االدارتين المالية والمحلية‪ ،‬دار أطلس للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫السعودية‪ ،2008 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.57‬‬
‫‪94‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬احلاجة الستخدام تكلفة املشاريع ضمن معايري تقييم األداء من ناحية االحنرافات االجيابية والسلبية‪.‬‬
‫‪ -‬املساعدة على حتديد املشاريع اليت قد ال تستطيع الدولة تنفيذها مبفردها وال بد من مشاركة التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم التكلفة يف حتديد سعر اخلدمة أو السلعة اليت تقدم من قبل القطاع العام أو اخلاص إذا ما تعاقدت‬
‫احلكومة معهم على تقدميها‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد يف عملية اختاذ القرار بشأن إحالة املشاريع للتنفيذ واختاذ قرار متوازن من ناحية اجلودة والتكلفة‬
‫احملددة من قبل اجلهة املستفيدة‪.‬‬
‫‪ .4‬تكييف اجلوانب التشريعية والتنظيمية والتنفيذية‪ :‬إن تطبيق هذا النوع من املوازنات يتطلب تكييف القوانني‬
‫والتشريعات القائمة مبا يتالءم مع هذا األسلوب‪ ،‬مثل قانون االستثمار‪ ،‬وتعليمات تنفيذ العقود احلكومية‪ ،‬كما‬
‫أن التحديث املستمر للتشريعات والقوانني والتعليمات اليت تنظم العقود والعطاءات احلكومية ضرورية ومهمة‬
‫لتحقيق األداء األمثل وتوفري املناخ املالئم لتطوير العمل ورسم االسرتاتيجيات احلالية واملستقبلية‪.1‬‬
‫‪ .5‬توفر نظام حملاسبة املسؤولية‬
‫يهدف نظام حماسبة املسؤولية إىل حتقيق األهداف االسرتاتيجية على املدى البعيد وحتديد مسؤولية حدوث‬
‫االحنرافات عن ما خطط له‪.‬‬
‫ذلك أن حدوث احنرافات يف الوقت الالزم إلجناز املشاريع واليت جرى التعاقد عليه ال بد أن تكون هنالك جهة‬
‫مسؤولة عن حدوثه واليت جيب حماسبتها ملنع حدوث هذه االحنرافات يف املستقبل‪ ،‬ومثال على ذلك‪ :‬سحب العمل‬
‫من الشركات البطيئة يف التنفيذ أو اليت استنفذت مددها القانونية ومل تسلم املشروع جاهزا‪.‬‬
‫كما أن احنرافات التكلفة واجلودة ال بد أن تكون هنالك جهات أيضا مسؤولة عنها‪ ،‬وضرورة حماسبتها ملنع تكرار‬
‫حدوث هذه االحنرافات‪ ،‬فقد تقدم خدمة عامة للمواطنني دون املستوى املطلوب واملتفق عليه ضمن العقد املربم مع‬
‫احلكومة‪ ،‬أو قد تنحرف التكلفة عن ما قدرت سابقا مما قد يؤثر سلبا على ارتفاع سعر اخلدمة املقدمة للمواطنني أو‬
‫ارتفاع تكلفة إنتاج السلعة وبالتايل ارتفاع سعرها والذي يتحمله يف النهاية املواطن‪ ،‬لذا البد من وجود نظام حماسبة‬
‫املسؤولية لتحديد مسؤولية الوزارات واجلهات وحىت األفراد عن االحنرافات اليت حتدث‪.‬‬
‫‪ .6‬توفر نظام متطور للمعلومات‬
‫إن تنفيذ وتقييم املشاريع املتعاقد عليها حتتاج إىل نظام متكامل للمعلومات احملاسبية ونظام متكامل للمعلومات‬
‫الفنية واالقتصادية يقدم من قبل وحدات متخصصة بتكاليف املشاريع ومستلزماهتا التشغيلية‪.‬‬
‫وبالتايل يتطلب أن متتلك مجيع الوحدات بنوك معلومات مرتبطة مع بعضها البعض يف نظام متكامل من ناحية‪،‬‬
‫ومع بنوك املعلومات لل جهات ذات العالقة من ناحية أخرى‪ ،‬هبدف تسهيل إعداد التقارير والقيام بالدراسات لتحقيق‬
‫األهداف املنشودة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬البكري رياض عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪95‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫كما أن اختاذ القرارات اخلاصة باملوازنة التعاقدية من ناحية التخطيط والتنفيذ واملتابعة يكون لنظام املعلومات‬
‫احملاسيب دور كبري فيها‪ ،‬فهو يوفر معلومات عن الكلف ونسب اإلجناز‪ ،‬وسري العمل وغريها من املعلومات اليت يكون‬
‫فيها نظام املعلومات احملاسيب املنبع الرئيسي هلا‪ ،‬كما يقوم نظام املعلومات احملاسيب بالربط بني اجلهة املستفيدة من‬
‫املشروع وبني اجلهة اليت حتيل املشروع للتنفيذ واليت تراقب تنفيذه‪ ،‬وهذا ميثل اختصارا كبريا للوقت والكلف اإلدارية‬
‫غري الضرورية‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬جتارب دولية يف تطبيق االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة‬
‫إن دراسة خمتلف االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‪ ،‬يدفعنا اىل استعراض جتارب الدول يف هذا اجملال‪،‬‬
‫وهو ما سنتناوله يف هذا املبحث من خالل عرض كل من جتارب نيوزيلندا واألردن واالمارات العربية املتحدة وماليزيا‪،‬‬
‫والبحث فيما قدمته من اضافة على اقتصاديات هذه البلدان وما اعرتضها من صعوبات‪ ،‬بغية الوقوف على قيمة هذه‬
‫التجارب الدولية وفعاليتها يف اصالح املوازنة العامة هلذه البلدان‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التجربة النيوزيلندية يف إصالح املالية العامة‬
‫‪ .1‬دوافع إصالح القطاع احلكومي و أهدافه‪:‬‬
‫تعترب جتربة نيوزيلندا جتربة جديرة باالهتمام‪ ،‬على الرغم من إجراء دول أخرى لتجارب مماثلة مثل بريطانيا العظمى‬
‫وأيسلندا وأسرتاليا وهولندا‪.1‬‬
‫وقد كانت مستويات املعيشة يف نيوزيلندا أواخر اخلمسينيات تعد األعلى على مستوى العامل الغريب‪ ،‬إال أن األمر‬
‫بدأ يف التدهور إىل أن وصل الوضع أواخر الثمانينيات إىل أن أصبحت نيوزيلندا صاحبة أسوأ أداء اقتصادي وفق‬
‫تصنيف منظمة التعاون الدويل والتنمية‪ ،‬إذ وصل العجز املايل للحكومة إىل أكثر من ‪ % 50‬من الناتج احمللي‬
‫اإلمجايل‪ ،‬وأصبح أداء املنظمات والوحدات احلكومية يتسم بنقص الكفاءة والفعالية‪ ،‬األمر الذي دعا إىل ضرورة‬
‫إجراء إصالحات عديدة تشمل قطاعات االقتصاد املختلفة‪ ،‬واليت كان القطاع احلكومي أحد أهم تلك القطاعات‬
‫اليت حتتاج إىل إصالح وتطوير‪.2‬‬
‫إىل غاية سنة ‪ 1989‬مل جتر أي إصالحات فيما خيص اإلصالح احملاسيب املعتمد يف عملية وضع املوازنة يف‬
‫نيوزيلندا‪ ،‬فكانت تتم وفقا لألساس النقدي‪ ،‬إىل أن صدر قانون املالية العامة لعام ‪ ،1989‬حيث قامت نيوزيلندا‬
‫باعتماد املوازنة املوجهة بال نتائج‪ ،‬وحتولت إىل استخدام أساس االستحقاق بدال من األساس النقدي‪ ،‬أي أهنا‬
‫أصبحت تربط اإلنفاقات باإلجنازات‪ ،‬وتقوم برتتيب املشاريع حسب أولويتها يف املوازنة العامة للدولة‪.3‬‬
‫وقد كان اهلدف من تطوير وإصالح القطاع احلكومي يف نيوزيلندا حتقيق مجلة من الغايات أمهها‪: 4‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬جابي أميمة هناء‪ ،‬أهمية اإلصالح المحاسبي العمومي من خالل التحول إلى أساس االستحقاق المحاسبي –تجربة نيوزيلندا والواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬مجلة الدراسات المالية والمحاسبية واإلدارية‪ ،OEB Univ.Publish ،‬العدد الثامن‪ ،‬ديسمبر‪ ،2017‬ص‪.697‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- H.R.Richardson, Opening And Balancing The Books The Newzeland Experience, Occasional Paper N03, Public‬‬
‫‪Sector Comittee Internatonal Federation Of Accountants, 1996, P05.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬جابي أميمة هناء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.698‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬حسن زكي أحمد عثمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪96‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫إعادة هيكلة القطاع احلكومي وترشيد اإلنفاق العام‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تعزيز الشفافية يف تسيري املال العام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتقيق الكفاءة والفعالية يف ختصيص املوارد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوصول بالربامج واألنشطة احلكومية إىل مستوى الفعالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تعزيز عمل الربملان يف مساءلة املسؤولني التنفيذيني‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني جودة السلع واخلدمات يف القطاع احلكومي‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني اخلدمات العامة اليت تقدمها احلكومة‪.‬‬
‫ولتحقيق تلك األهداف قامت نيوزيلندا بإتباع جمموعة من السياسات املتكاملة واليت متثلت يف‪: 1‬‬
‫‪ -‬الفصل بني الوظائف املختلفة‪ ،‬حبيث تؤدى كل وظيفة من خالل وحدة حكومية منفصلة‪ ،‬مثل الفصل بني‬
‫األنشطة التجارية وغري التجارية‪ ،‬والفصل بني الوظيفة االستشارية والتنفيذية والرقابية‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد أساس االستحقاق يف إعداد التقارير املالية‪ ،‬وختصيص موارد املوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬الرتكيز على حتسني األداء من خالل اللجوء إىل نظام احلوافز‪ ،‬سواء على مستوى الوحدات احلكومية أو على‬
‫املستوى الفردي‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام نظام التعاقدات يف خمتلف اجملاالت‪ ،‬والذي حيدد بالتفصيل طبيعة العمل املطلوب‪ ،‬وااللتزامات‬
‫على كل من الوكيل واألصيل‪ ،‬مع وضع نظام رقابة وتقارير مالية لقياس األداء والرقابة عليه بصورة أكثر‬
‫كفاءة‪.‬‬
‫‪ -‬تركيز السلطات واملسئوليات األسا سية يف يد احلكومة املركزية كلما أمكن ذلك‪ ،‬مع إمكانية تفويض قليل‬
‫منها إىل احلكومات احمللية‪.‬‬
‫‪ -‬توحيد عملية املساءلة على مستوى القطاع احلكومي ككل‪ ،‬حبيث تكون املساءلة أمام جهة واحدة بقدر‬
‫اإلمكان‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد مبدأ الالمركزية يف اختاذ القرارات اإلدارية املختلفة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق باحلصول على املوارد الالزمة‪.‬‬
‫‪ .2‬خطوات حتديث النظام املوازين يف نيوزيلندا‪:‬‬
‫ف قد عمدت نيوزيلندا إىل حتديث نظام إعداد املوازنات وختصيص املوارد العامة نظرا للعالقة الوثيقة بينهما‪،‬‬
‫هبدف تطوير النظام احملاسيب احلكومي‪ ،‬فتم التحول من حتديد اعتمادات مالية لكل بند من بنود املدخالت (مرتبات‪،‬‬
‫إجيار‪ ،‬مواد خام‪ ،‬آالت ومعدات) إىل اعتمادات لكل نوع من أنواع املخرجات (السلع واخلدمات املقدمة)‪ ،‬ويكون‬
‫ملديري الوحدات احلكومية احلرية الكاملة يف حتديد مزيج املدخالت املطلوبة لتحقيق تلك املخرجات‪ ،‬على أن تركز‬
‫الرقابة على املوازنة على قياس مدى حتقيق تلك املخرجات‪ .‬ونظرا ألن كل وحدة حكومية تقوم بإنتاج وتقدمي العديد‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسن زكي أحمد عثمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪97‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫من أنواع املخرجات‪ ،‬لذا فإن املوازنة جيب أن تتضمن وصف لكل نوع من أنواع تلك املخرجات‪ ،‬وتأثريه على‬
‫اجملتمع‪ ،‬مع معايري واضحة لقياس األداء‪.1‬‬
‫مع تنامي الدين العام يف نيوزيلندا واستمرار احلكومة يف انفاق أموال طائلة‪ ،‬وجلؤها إىل االقرتاض من السوق احمللي‬
‫والدويل لتعويض ذلك‪ ،‬باإلضافة اىل اخنفاض التصنيفات االئتمانية وخروج الدين العام عن سيطرة احلكومة‪ ،‬جلأت‬
‫هذه األخرية اىل اختاذ تدابري للسيطرة على نفقاهتا‪.‬‬
‫وقد أصدرت نيوزيلندا ألول مرة قوائم مالية معدة وفقا ألساس االستحقاق‪ ،‬و يتم إرفاق قوائم مالية تقديرية مع‬
‫املوازنة( مثل قائمة العمليات التقديرية‪ ،‬قائمة املركز املايل التقديرية يف هناية العام‪ ،‬قائمة التدفقات النقدية التقديرية)‪. 2‬‬
‫وقد صارت الوحدات احلكومية تقوم بتصميم النظام احملاسيب ونظام اإلدارة املالية اخلاصة هبا‪ ،‬بدال من النظام‬
‫الذي كانت وزارة املالية تقوم بتصميمه مركزيا للتطبيق على مستوى كافة الوحدات احلكومية‪ ،‬ومن مث تقتصر على‬
‫مساءلة وزارة املالية لتلك الوحدات عن مدى توفريها ملعلومات مالئمة‪ ،‬موثوق هبا ويف الوقت املناسب‪.3‬‬
‫‪ .3‬تقييم التجربة النيوزيلندية يف تطبيق أساس االستحقاق ‪:‬‬
‫لقد مسحت خصخصة التقنيات احملاسبية وإدارة امليزانية لنيوزيلندا بتحويل عجز يف امليزانية قدره ‪ % 9‬من الناتج‬
‫احمللي اإلمجايل اىل فائض قدره ‪ %1‬من الناتج احمللي اإلمجايل خالل عشر سنوات من ‪ 1984‬اىل ‪.1994‬‬
‫ومنذ أن مت تنفيذ اإلصالحات‪ ،‬أظهرت نيوزيلندا يف الواقع ضبطا قويا على املالية العامة‪ ،‬أما فيما يتعلق باملوازنة‪،‬‬
‫فإن نيوزيلندا حتقق زيادة تقريبا يف املوازنات األساسية لكل إدارة على مستوى امسي ثابت فقط‪ ،‬ومن اجلدير باملالحظة‬
‫أن اخلصوم املالية لنيوزيلندا قد اخنفضت من ‪ %65‬من الناتج احمللي اإلمجايل عام ‪ 1993‬إىل ‪ % 23‬عام‬
‫‪ ،2005‬يف حني زادت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ككل من ‪ %66‬اىل ‪ %76‬يف نفس الفرتة‪ .4‬كما‬
‫سجلت البالد فوائض يف املوازنة يف كل عام تقريبا ابتداء من أوائل التسعينيات‪ ،‬واخنفض الدين الصايف النيوزيلندي‬
‫اخنفاضا ملحوظا‪ ،‬من حنو ‪ %52‬من الناتج احمللي اإلمجايل سنة ‪ 1992‬إىل حوايل‪% 10‬سنة ‪ .2005‬ويف الوقت‬
‫نفسه صارت نيوزيلندا تتمتع بنمو اقتصادي من معتدل اىل قوي‪ ،‬حيث بلغ متوسط النمو السنوي يف الناتج احمللي‬
‫اإلمجايل احلقيقي ‪%3.3‬خالل العقد املاضي‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسن زكي أحمد عثمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬جابي أميمة هناء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.699-698‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬حسن زكي أحمد عثمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Virginie Ma-Dupont, Nouvelle-Zélande : « Better Public Services », un exemple réussi de modernisation de‬‬
‫‪l’Administration, Note réactive, N° 93, mai 2017,p01-02.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬جابي أميمة هناء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.699‬‬
‫‪98‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬جتربة اإلمارات العربية املتحدة يف تطبيق موازنة الربامج واألداء‬
‫رغم أن موازنة دولة االمارات العربية املتحدة ال تعاين من العجز كما يف الكثري من الدول بسبب متويلها من العائد‬
‫الكبري ملداخيل اجلباية البرتولية‪ ،1‬إال أن دولة اإلمارات العربية املتحدة قامت بتحديث نظامها املوازين‪ ،‬من خالل‬
‫اقتناع السلطات العليا بضرورة تطبيق موازنة الربامج واألداء باعتبارها تشكل تغيريا كبريا لبيئة العمل من الرتكيز على‬
‫املدخالت فقط إىل الربط بني املدخالت واملخرجات‪ ،‬حيث تساعد على حتسني اختاذ القرارات وإعطاء معلومات‬
‫أفضل على مدى مالئمة اخلدمات احلكومية حلاجات اجملتمع‪.‬‬
‫وهو ما مت جتسيده من خالل صدور قرار جملس الوزراء رقم (‪ )1/631‬بتاريخ ‪ 21/11/12‬املتضمن املوافقة‬
‫على خطة تطوير النظام املايل للدولة‪ ،‬وتطبيق موازنة الربامج واألداء‪.2‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أنه يف عام ‪ 2000‬مت تبين نظام مايل جديد إلدارة النفقات العامة يعتمد على أسلوب‬
‫الكفاءة يف استخدام املوارد بدال من أسلوب التنمية الشاملة‪ ،‬وذلك هبدف ترشيد النفقات وزيادة فاعليتها‪.3‬‬
‫وقد مت البدء باملرحلة األوىل " التجريبية " يف السنة املالية ‪ 2002‬للوزارات التالية ( وزارة املالية والصناعية‪ ،‬وزارة‬
‫الرتبية والتعليم‪ ،‬وزارة الصحة‪ ،‬وزارة الزراعة والثروة السمكية‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية املتحدة )‪ ،‬أما املرحلة الثانية من‬
‫املشروع " التطبيق" فسيكون على باقي الوزارات واجلهات االحتادية األخرى‪.4‬‬
‫‪ .1‬أهداف املشروع‪ :‬وقد كان مشروع تطبيق موازنة الربامج واألداء يهدف إىل حتقيق مجلة من األهداف أمهها‪: 5‬‬
‫‪ -‬تطوير النظام املايل من خالل تطوير السياسات املالية وحتديث اإلجراءات احملاسبية‪ ،‬وتطبيق موازنة الربامج‬
‫واألداء‪ ،‬والتوجه حنو تطوير اإلدارة املالية احلالية إىل إدارة مالية حديثة تتعامل مع املعطيات املتوفرة وحتقيق كفاءة‬
‫وفعالية استخدام املوارد املالية املتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق االستخدام األمثل لألموال العامة من خالل تطبيق موازنة الربامج واألداء يف احلكومة االحتادية حيث يعتمد‬
‫نظام اإلدارة املالية احلايل على موازنة البنود (التقليدية) واليت تركز على املدخالت فقط‪ ،‬وهذه الطريقة ال متد‬
‫صانعي القرار باملعلومات الضرورية اليت متكنهم من حتديد أولويات اإلنفاق‪.‬‬
‫‪ -‬مواكبة التطورات العاملية يف جمال األنظمة املالية احلديثة حسب توصيات صندوق النقد الدويل‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير كيفية صنع القرار اخلاص بتوزيع املوارد املالية وذلك من خالل توفري البيانات الكافية والتقارير الدقيقة‬
‫للحكومة ملساعدهتا يف حتديد أولوياهتا‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني جودة اخلدمات احلكومية من حيث النوعية والسرعة يف االجناز ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- ALAOUI MDARHRI Med Adil, BOUSFIHA Yassine, LOTFI Bilal, Les Émirats Arabes Unis, Economie De‬‬
‫‪Développement, 2010, p10.‬‬ ‫‪,‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد سعد عميرة‪ ،‬اقتصاديات دولة االمارات العربية المتحدة‪ -‬االنجازات المحققة والتطلعات المستقبلية‪ ،-‬مجلة التعاون االقتصادي بين الدول‬
‫االسالمية‪ ،2002 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪99‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ .2‬تقييم مشروع التحديث املوازين يف اإلمارات العربية املتحدة‪:‬‬


‫وكنتيجة لعملية التحديث املوازين اليت قامت هبا دولة اإلمارات فقد حصلت على املرتبة األوىل عامليا يف جمال‬
‫كفاءة السياسة املالية احلكومية‪ ،‬إىل جانب املرتبة السابعة يف كفاءة اإلدارة املالية يف القطاع احلكومي من أصل تسع‬
‫ومخسني دولة تضمنها تقرير التنافسية العاملي لسنة ‪ 2012‬الصادر عن املعهد الدويل للتنمية اإلدارية بسويسرا‪ ،‬وقد‬
‫بني التقرير أن دولة اإلمارات قد سعت إىل تطبيق سلسلة من املبادرات والتشريعات لتعزيز السياسة املالية احلكومية‬
‫اليت من شأهنا حتسني أداء كفاءة املوازنة من حيث إدارة اإلنفاق وتطوير النظم واإلجراءات املالية‪ ،‬ما حدا باإلمارات‬
‫أن تتقدم على قوى اقتصادية كربى مثل اململكة املتحدة واليابان‪ ،‬وفرنسا والصني‪.‬‬
‫وقد مت تقييم التجربة اإلماراتية يف تطبيق موازنة الربامج واألداء من خالل صدور تقرير عن وزارة املالية والصناعة‬
‫سنة ‪ ،2005‬وأهم ما جاء فيه ما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬ضرورة وجود نظام حماسبة تكاليف لتوزيع املصروفات العامة واملشرتكة على الربامج‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد مؤشرات لقياس األداء لكل برنامج‪.‬‬
‫‪ -‬الرتكيز من قبل املديرين على الغرض‪ ،‬والنتائج املتوقعة من النفقات والتوجه إىل املساءلة وليس مزيدا من‬
‫الرقابة‪ ،‬أي إجياد طرق إلعداد وتطبيق وكتابة التقارير عن املوازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد مبدأ التخطيط يف وضع الربامج على املدى الطويل‪ ،‬ووصف ما تسعى الوحدات لتحقيقه عرب هذه‬
‫املدة‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد اجملاالت اليت جيب أن حتظى باألولوية يف اإلنفاق بدقة‪.‬‬
‫‪ -‬صياغة بيان مساءلة يتضمن اتفاقية الربامج حبيث تكون االتفاقية معتمدة من قبل الوزير أو وكيل الوزارة أو‬
‫املسئول حول التعهد بالتزام على حتقيق النتائج احملددة يف بيان موازنة الربامج واألداء‪.‬‬
‫‪ -‬تدريب املوظفني احلاليني‪ ،‬بسبب احلاجة إىل مهارات جديدة إلدارة النظام اجلديد‪ ،‬أي ضرورة استقطاب‬
‫خرباء يف هذا اجملال‪.‬‬
‫‪ .3‬املعوقات اليت واجهت تطبيق موازنة الربامج واألداء يف بلدية ديب‪:‬‬
‫ومن الصعوبات اليت واجهت بلدية ديب يف تطبيق موازنة الربامج واألداء‪ ،‬والوصول إىل حتقيق أهدافها املوضوعية‬
‫ما يلي‪:2‬‬
‫‪ -‬غياب التنسيق بني إدارة التطوير اإلداري واجلودة واإلدارة املالية وذلك لربط أهداف اخلطة االسرتاتيجية‬
‫بأهداف األداء كمرحلة أوىل للتطبيق‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة حتديد عوائد بعض الربامج واملشاريع بشكل مادي وملموس‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نصر عبد الكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27-26‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪100‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬صعوبة االنسجام ما بني حكومة ديب وبلدية ديب اليت تطبق موازنة الربامج واألداء بسبب تطبيق حكومة‬
‫ملوازنة البنود على دوائرها احلكومية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة توفري البيانات اليت حتدد طبيعة وماهية املخرجات وتكلفتها املالية وربطها باملنافع (اآلثار) اليت تسعى‬
‫إليها احلكومة‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة حتديد وحدات األداء (املخرجات) اليت تقاس هبا االجنازات لكل إدارة ومصلحة حكومية‪ ،‬فهناك بعض‬
‫النشاطات األعمال احلكومية اليت يصعب حتديد معايري لقياس أدائها‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة توفري املعلومات التفصيلية عن نشاطات اإلدارات املختلفة‪ ،‬لعدم وجود أنظمة دقيقة للمعلومات لديها‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬التجربة األردنية‬
‫‪ .1‬التعريف بالتجربة األردنية‪ :‬يعتمد النظام املوازين يف األردن على تطبيق املوازنة التقليدية أو موازنة البنود الذي هو‬
‫أسلوب رقايب ينصب اهتمامه على الرقابة على املال العام‪ ،‬والتأكد من أن املخصصات قد صرفت حسب القوانني‬
‫واألنظمة والتعليمات املوضوعة‪ ،‬ويف عام ‪ 1996‬تبىن األردن موازنة الربامج واألداء ومت تطبيقها على بعض الوزارات‬
‫والدوائر احلكومية كخطوة جتريبية‪ ،‬وسبق ذلك دراسة استكشافية ملعرفة مدى إمكانية التطبيق‪ ،‬ويف عام ‪ 2000‬مت‬
‫إعداد املوازنة لكل الدولة حسب أسلوب الربامج واألداء‪ ،‬غري أهنا مل ترق اىل مستوى جتارب الدول األخرى‪ ،‬ويعود‬
‫ذلك اىل الكثري من املعوقات اليت اعرتضتها‪.‬‬
‫‪ .2‬معوقات التجربة األردنية‬
‫ورغم أن التجربة األردنية تعترب حمدودة يف هذا اجملال‪ ،‬إال أهنا كانت جتربة مفيدة للقطاع احلكومي يف تعزيز خربته‬
‫يف هذا اجملال والوقوف على املتطلبات العملية اليت جيب أن تؤخذ يف االعتبار لنجاح أي إصالح وحتديث موازين‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫خاصة فيما يتعلق باإلعداد والتنفيذ وأهم تلك الصعوبات ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1.2‬يف جمال اإلعداد‬
‫‪ -‬غياب التخطيط طويل األجل الذي يسمح بصياغة األهداف العامة اليت تشتق منها خمتلف برامج وأنشطة‬
‫احلكومة وتنسجم معها‪.‬‬
‫‪ -‬احلاجة إىل نظام معلومايت متطور يف الد وائر احلكومية األردنية يتسم بالكفاءة والفعالية الالزمتني لتطبيق هذا النوع‬
‫من املوازنات‪.2‬‬
‫‪ -‬غياب نظام حملاسبة التكاليف يف اجلهاز احلكومي األردين‪.‬‬
‫‪ -‬احلاجة إىل الكوادر املؤهلة والكفاءات املهنية من حماسبني وحمللني ماليني يف اجلهاز احلكومي‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة وضع مؤشرات واضحة لألداء ووحدات لقياس األنشطة احلكومية بدقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نصر عبد الكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29-27‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Hamzeh JARADAT, Jordan’s Economy Crisis, Challenges & Measures, 3rd Annual Meeting of Middle East and‬‬
‫‪North African Senior Budget Officials (MENA-SBO) Dubai, UAE Oct. 31-Nov. 1, 2010, p05.‬‬

‫‪101‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ .2.2‬يف جمال التنفيذ‬


‫‪ -‬التداخل وغياب التنسيق وازدواجية العمل يف بعض الوزارات أو الدوائر احلكومية‪.‬‬
‫‪ -‬غياب الرقابة الفعالة على مجيع أنشطة احلكومة وأنشطتها الواسعة‪.‬‬
‫‪ -‬التداخل وغياب التنسيق بني أجهزة الرقابة أدى إىل ازدواجية عملها‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة توزيع تكلفة األفراد الذين يقومون على خدمة عدد من عناصر الربامج‪.‬‬
‫‪ -‬عدم موثوقية وفاعلية خمتلف التقارير الدورية‪ ،‬الصادرة عن األجهزة احلكومية‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬التجربة املاليزية‬
‫‪ .1‬التعريف بالتجربة املاليزية‪:‬‬
‫خالل فرتة الثمانينيات قامت ماليزيا بتنفيذ برنامج طموح للصناعات الثقيلة مشل أساسا صناعات البرتوكيماويات‪،‬‬
‫واحلديد والصلب وتصنيع السيارات‪ ،‬وقد صاحب هذا التغري االقتصادي تغريا واضحا يف أسلوب إعداد املوازنة‬
‫حيث جرى تطويرها وفقا ملوازنة الربامج واألداء لتواكب وتساير التحديات الكبرية اليت يواجهها االقتصاد املاليزي‬
‫لتحقيق زيادات متتالية يف معدالت النمو االقتصادي يف كافة القطاعات‪ ،‬وملواجهة حتول االقتصاد املاليزي من هدف‬
‫إحالل الواردات إىل شحذ كافة اجلهود بالتوجه هبا حنو توسيع القاعدة التصديرية‪ ،‬وبصفة خاصة الصادرات الصناعية‬
‫القادرة على املنافسة يف األ سواق التصديرية العاملية‪ ،‬ويف ضوء هذه األهداف اجلديدة بدأ تطور املوازنة بشكل يعكس‬
‫هذا التحول االقتصادي اعتبارا من عام ‪ 1990‬على نطاق جترييب لعالج نقاط الضعف العديدة اليت واجهت‬
‫احلكومة عندما أدخلت نظام موازنات الربامج واألداء ‪.1PPBS-Performance Budgeting System‬‬
‫وقد كان اهلدف من تطبيق موازنة الربامج واألداء هو إصالح مواطن اخللل اليت ميزت املوازنة املاليزية لعقود من‬
‫الزمن وأمهها‪:‬‬
‫‪ -‬غياب نظام للرقابة و املساءلة عن الفاعلية والكفاءة وقصور التوعية والتدريب يف جمال اإلدارة وكذلك قصور‬
‫التدريب يف جمال النشاط‪ ،‬وقلة اخلربة الفنية يف اجلهاز اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصار هدف املوازنة على اإلنفاق وليس كأداة إدارة‪.‬‬
‫‪ -‬تركيز الرقابة على مستوى البنود يف إعداد وتنفيذ املوازنة مع إعطاء اهتمام أقل للرقابة على حتقيق األهداف وعلى‬
‫قياس املخرجات واآلثار املرتتبة على النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬السلبيات املتعددة للمركزية يف توفري االختصاصات يف املسائل املالية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إعطاء املديرين املرونة والسلطة الكافية لالستفادة من قدراهتم التنظيمية وإمكانياهتم االجيابية يف التحديث‪.‬‬
‫‪ .2‬أهداف اإلصالح املوازين‪:‬‬
‫لقد كان اإلصالح املوازين يف ماليزيا وتطبيق موازنة الربامج واألداء يسعى لتحقيق األهداف التالية‪: 2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسن زكي أحمد عثمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45-44‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نصر عبد الكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30-29‬‬
‫‪102‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬اعتماد مبدأ التخطيط االسرتاتيجي كأساس يف وضع املوازنة‪.‬‬


‫‪ -‬املرونة يف االنتقال فيما بني بنود اإلنفاق على مستوى برامج النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتم توقيع اتفاق لتنفيذ برامج النشاط املشرتكة بني الوزارات التنفيذية وبني وزارة املالية حبيث حتدد يف االتفاق‬
‫األهداف املطلوب حتقيقها وتسلسلها الزمين والتكاليف الالزمة ومستوى األداء ونوعية وجودة املخرجات‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق الالمركزية اإلدارية والتوجه لتحرير اإلدارة وذلك من خالل إعطاء املديرين مزيدا من املرونة والسلطات‬
‫لتحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم مبدأ فاعلية احملاسبة على األداء من خالل توفري املعلومات الالزمة عن مستوى أداء الربامج‪.‬‬
‫‪ -‬تعميق دور حماسبة املسئولية عن النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز مبدأ الرقابة على اإلمجاليات وترشيدها على التفاصيل هبدف االقتصاد يف الوقت املستغرق يف أخذ‬
‫املوافقات على التفاصيل مع توفري الفرص واحلوافز للمديرين لتبين احللول املثلى اليت ترتقي باألداء‪ ،‬وأن اجلهات‬
‫املنوط هبا تنفيذ برامج النشاط مطالبة بإعداد تقارير لوزارة املالية عن االحنرافات عن معدالت األداء املتفق عليها‬
‫من أجل اختاذ اإلجراءات التصحيحية‪.‬‬
‫‪ -‬اللجوء إىل مبدأ اإلنفاق حسب األولويات‪.‬‬
‫‪ -‬الرتكيز على حتقيق األهداف بدال من التوجه إىل تقليل اإلنفاق‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع استخدام املعلومات وتقليل األعمال الورقية‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء دليل لتطبيق النظام احملاسيب احملوسب ويستند هذا النظام إىل دليل موحد للحسابات ويؤدي إىل إنتاج‬
‫البيانات املالية وتقارير خمتلفة‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء دليل نظام حماسبة تكاليف و دليل إلعداد التقارير السنوية والقوائم املالية‪.‬‬
‫‪ .3‬تقييم التجربة املاليزية يف جمال اإلصالح املوازين‪:‬‬
‫إضافة إىل ما سبق ذكره من تعديالت‪ ،‬فقد مت الوقوف على كثري من الفوائد واملزايا اليت حتققت من خالل تطبيق‬
‫أسلوب موازنة الربامج واألداء على خمتلف املستويات‪ ،‬وأهم هذه املزايا ما يلي‪:1‬‬
‫‪.1.3‬على املستوى املركزي‪:‬‬
‫‪ -‬حتقيق االنسجام و التواصل فيما بني أولويات اإلدارة العليا وبني املستويات التالية هلا‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز مشاركة خمتلف أجهزة املوازنة بدرجة أكرب يف املوضوعات املتعلقة بالسياسات ويف تقييم برامج النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل التعرف على أولويات اإلنفاق يف تقديرات املوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه الرتكيز يف مراجعة تقديرات املوازنة من التوجه حنو ختفيض اإلنفاق إىل التوجه حنو حتقيق أفضل تشكيلة من‬
‫املوارد‪ ،‬مع مراعاة حمددات مستويات األداء السابق مواجهتها‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل األعمال الورقية يف إعداد تقديرات املوازنة ويف مراجعتها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسن زكي أحمد عثمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48-46‬‬
‫‪103‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫توفري وقت أطول ملناقشة مقرتحات السياسات اجلديدة ومقرتحات تدعيم االقتصاديات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفري املعلومات الالزمة عن مستوى أداء الربامج‪ ،‬وتبعا لذلك تدعيم فاعلية احملاسبة عن األداء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مساعدة اجلهات املسئولة عن التقييم واملراجعة على أداء مهامها بكفاءة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة فرص استخدام التخطيط االسرتاتيجي كأساس يف وضع املوازنة‪ ،‬وما تستند إليه من برامج نشاط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬حتقيق فاعلية مسؤويل الرقابة يف القيام بدورهم يف استخدام املوازنة كأداة لإلدارة‪.‬‬
‫‪ .2.3‬على مستوى اإلدارات التنفيذية‪:‬‬
‫‪ -‬حتقيق التكامل واالنسجام يف جمال املقومات والعناصر اليت يتخذ على أساسها القرار‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء مضمون موضوعي للموازنة‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام اخلطط املالية خبصوص املدخالت واملخرجات واآلثار املرتتبة على برامج النشاط كأدوات لإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة حتفيز املديرين لتحسني األداء بإتاحة مزيد من املرونة لتعبئة املوارد يف إطار احملددات الكلية‪ ،‬ومزيدا من‬
‫اإلدراك والتفهم ألولويات اإلدارة العليا من خالل اتفاقات برامج النشاط اليت تساءل اإلدارة عن نتائج تنفيذها‪.‬‬
‫‪ .3.3‬على مستوى املواطن العادي‪:‬‬
‫‪ -‬حتسني جودة اخلدمات املقدمة للمواطن مع تفهم ملشاكله واحتياجاته باعتبارها من املقومات األساسية يف نظام‬
‫املوازنة املعدلة‪.‬‬
‫‪ -‬توفري وإتاحة املعلومات للجهات املختصة باملوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز الشفافية يف أداء املنظمات نتيجة الرتباط املخرجات املتولدة بأهداف األداء السنوي للموظفني‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫مع ظهور احلاجة إىل تطوير أساليب وطرائق إعداد وتنفيذ املوازنة التقليدية‪ ،‬وضرورة ربط الربامج‬
‫احلكومية باخلطة العامة للدولة‪ ،‬ظهرت خمتلف االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة مبختلف‬
‫أساليبها ويف سياقات زمنية وظروف خمتلفة‪ ،‬ذلك أن أسلوب الربامج واألداء ال يتطلب أن تكون الربامج‬
‫مستندة على التخطيط الكلي فقط بقدر اهتمامه بتحويل أنشطة األجهزة احلكومية إىل برامج‪ ،‬أما موازنة‬
‫التخطيط والربجمة فهي هتدف إىل الربط بني االعتمادات وبني حتقيق األهداف املخططة للدولة وهكذا‬
‫تعطي لوظيفة التخطيط أولوية على كل من وظيفيت الرقابة على الصرف أو إدارة النشاط احلكومي من‬
‫خالل الربامج‪ ،‬وبذلك فهي جتمع بني األبعاد الثالثة للموازنة وهي التخطيط والتنفيذ والرقابة‪ ،‬مع إعطاء‬
‫األولوية للتخطيط‪.‬‬
‫فأسلوب املوازنة الصفرية الذي نظر إىل األداء يف املستقبل‪ ،‬ومل يهمل الربامج واملشاريع املاضية‬
‫اجلارية‪ ،‬إذ ميكن مبوجبه إجراء عملية التعديل أو االستمرار يف الربامج اجلارية‪ ،‬وصوال اىل املوازنة التعاقدية‬
‫اليت تعترب املوجة األخرية من موجات اصالح املوازنة العامة للدولة‪ ،‬إذ تساهم يف الربط بني املوازنة‬
‫السنوية واألهداف واخلطط طويلة األمد‪ ،‬كما تعمل على إقامة عالقة تعاقدية بني احلكومة واجلهات‬
‫اليت تتعاقد معها لتنفيذ مشاريع املوازنة‪ ،‬وتراعي تكلفة املشاريع واملدة الالزمة لتنفيذها‪ ،‬وهو ما يوفر‬
‫إمكانية قياس املخرجات وتقييم كفاءهتا وفعاليتها‪.‬‬
‫ويالحظ أن خمتلف االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة متثل منهج علمي الختاذ القرارات‬
‫ميكن من قياس التكلفة والعائد لالستخدامات البديلة للموارد االقتصادية وتشجيع استخدام تلك‬
‫املعلومات بصفة مستمرة ومنتظمة يف صياغة السياسات واختاذ القرارات وتدبري األموال يف اجلهاز‬
‫اإلداري للدولة‪.‬‬
‫و لقد قامت العديد من الدول بتحديث نظامها املوازين‪ ،‬من خالل اقتناع السلطات العليا فيها‬
‫بضرورة تطبيق اجتاه من االجتاهات احلديثة الذي يناسب ظروفها وخصوصيتها ويؤدي اىل الربط بني‬
‫املدخالت واملخرجات‪ ،‬و يساعد على حتسني اختاذ القرارات وإعطاء معلومات أفضل على مدى مالئمة‬
‫اخلدمات احلكومية حلاجات اجملتمع‪ ،‬و هو ما جيعل اجلزائر حباجة ماسة اىل االستفادة من هذه التجارب‬
‫الدولية يف جمال حتديث وعصرنة أنظمة املوازنة العامة‪ ،‬خاصة مع وجود الكثري من النقائص اليت تؤدي‬
‫اىل قصور املوازنة عن حتقيق أهدافها يف ظل حتديات السياسة املالية يف الوقت الراهن‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫الموازنة العامة للدولة في الجزائر‬


‫وتحدياتها‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫متهيد الفصل‪:‬‬
‫ختضع املالية العامة يف اجلزائر اىل أحكام القانون ‪ 17/84‬املتعلق بقوانني املالية والذي يعترب اطارا‬
‫مرجعيا هلا‪ ،‬وعموما فإن النظام املوازين يف اجلزائر يتضمن العديد من النقائص يف جماالت عديدة‪ ،‬جتعله‬
‫غري قادر برأي املختصني على التماشي مع التحوالت والتطورات يف جمال املالية العمومية‪ ،‬ومتابعة روح‬
‫التغيري واملفاهيم اجلديدة املرتبطة بالعوملة كاحلكم الراشد والتنمية املستدامة‪ ،‬ضف اىل ذلك تسجيله‬
‫الختالالت عديدة منها ضعف فعالية الرقابة على األموال العمومية و نقص الشفافية يف تسيري النفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫ومن هنا أدى تزايد احلركة الدولية حنو االصالح املوازين‪ ،‬إىل جانب النقائص اليت تشوب النظام‬
‫املوازين احلايل باجلزائر اىل التفكري جديا يف حتديث نظام املوازنة حبيث ميكن من جتاوز مجيع النقائص‬
‫احلالية واجياد احللول البديلة اليت من شأنا أن متكن اجلزائر من مواكبة التطورات العاملية يف اجملال املايل‬
‫واملوازين ال سيما يف ظل التحديات اليت تواجهها السياسة املالية يف اجلزائر يف الوقت الراهن بسبب تراجع‬
‫موارد الدولة نتيجة اخنفاض أسعار احملروقات واعتماد اجلزائر على النفط كمصدر وحيد لاليرادات العامة‪.‬‬
‫ويهدف هذا الفصل اىل الوقوف على واقع املوازنة العامة يف اجلزائر وخمتلف التحديات اليت تواجهها‬
‫السياسة املالية‪ ،‬واليت تعترب مربرات كافية تستدعي عقلنة اخليارات املالية للدولة‪ ،‬والبحث عن ما يناسب‬
‫اخلصوصة اجلزائرية يف هذا اجملال‪ ،‬خاصة يف ظل بروز أساليب حديثة يف جمال االصالح املوازين‪.‬‬
‫وقد مت التطرق اىل واقع املوازنة العامة وحتدياهتا يف اجلزائر من خالل املباحث التالية‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬املوازنة العامة للدولة يف التشريع اجلزائري‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬مبادئ ودورة املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬تبويب كل من النفقات العامة وااليرادات العامة يف اجلزائر‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬دوافع حتديث النظام املوازين يف اجلزائر‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬حتديات السياسة املالية يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املبحث األول‪ :‬املوازنة العامة للدولة يف التشريع اجلزائري‬


‫تعترب املوازنة العامة من أهم أدوات تنفيذ السياسة املالية‪ ،‬ذلك أهنا الوثيقة اليت حتدد بدقة أولوياهتا واجتاهاهتا‬
‫خالل فرتة زمنية حمددة من أجل توفري التمويل الالزم والكايف ملواجهة حاجات اجملتمع ذات األولوية احملددة واملتفق‬
‫عليها مسبقا‪ ،‬وقد عرفت املوازنة العامة يف اجلزائر العديد من التغريات يف القوانني اليت تنظمها‪ ،‬ولكن بصدور قانون‬
‫‪ 17/84‬املعدل يف ‪ 1988‬حتددت املعامل الرئيسية هلا‪ ،‬حيث أظهر وتناول معظم اجلوانب املتعلقة هبا‪ ،‬وسوف نقوم‬
‫يف هذا املبحث باإلملام بكل اجلوانب املتعلقة باملوازنة العامة يف اجلزائر وخمتلف القوانني اليت حددت أطرها‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املوازنة العامة قبل وبعد صدور القانون ‪17/84‬‬
‫لقد مرت املوازنة العامة يف اجلزائر مبراحل متعددة أثناء فرتة االحتالل‪ ،‬أما بعد االستقالل فقد بقي التشريع‬
‫الفرنسي هو املصدر الرئيسي الذي حيكم أغلب موادها‪ ،‬إىل أن صدر قانون ‪ 17/84‬املتعلق بقوانني املالية‪ ،‬والذي‬
‫عرف بالقانون اجملسد لقانون املوازنة يف اجلزائر‪ ،‬وسنتطرق فيما يلي إىل أهم مراحل تطورها‪:‬‬
‫‪ .1‬املوازنة العامة للجزائر قبل صدور قانون ‪:17/84‬‬
‫تعود بداية ظهور النظام املوازين يف اجلزائر اىل سنة ‪1833‬حيث قامت جلنة خاصة بتقسيم النفقات اخلاصة‬
‫باجلزائر إىل‪:‬‬
‫‪ -‬قسم يتعلق باحلرب والنفقات العسكرية‪.‬‬
‫‪ -‬قسم مسي باملوازنة ويتعلق بالنفقات املدنية‪.‬‬
‫كما مت دعم اجراء تنظيم املوازنة يف اجملال اإلداري سنة ‪ 1834‬بتعيني حاكم عام ألمالك الفرنسيني يف مشال‬
‫افريقيا اسندت له مهمة اعداد النفقات وااليرادات السنوية واألعمال املنتظر القيام هبا حتت وصاية احلرب ويبعث هبا‬
‫اىل وزير احلسابات العمومية‪.‬‬
‫ويف سنة ‪ 1844‬مت اقرتاح إدماج املوازنتني وخضوعها لوزير احلرب‪ ،‬وقد اقرتح قانون ‪ 1844/08/04‬احملدد‬
‫ملوازنة سنة ‪ 1845‬أنه ابتداء من سنة ‪ 1846‬كل اإليرادات والنفقات ذات الطابع احمللي والبلدي ختلف مبوازنة‬
‫الدولة‪ ،‬ومت ذلك فعال بإصدار األمر ‪ 1845/01/17‬الذي جعل كل النفقات واإليرادات احمللية والبلدية يف نفس‬
‫الوثيقة مسيت مبوازنة البلديات اجلزائرية واملقاطعات مث الدوائر اجلزائرية ويصادق عليها سنويا من الدوائر الفرنسية‪.‬‬
‫وقد عرفت املوازنة اجلزائرية خالل العهد االستعماري تغريات كثرية ميكن تقسيمها إىل‪:1‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬ومتتد من ‪ 1860-1845‬وكانت املوازنة يف بداية هذه الفرتة تعد وتلحق بوزير احلرب‪ ،‬مث أحلقت‬
‫بالوزارات الفرنسية اخلاصة باجلزائر‪.‬‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬ومتتد من ‪ 1860‬اىل ‪ 1881‬وتعرف بفرتة االستقاللية املالية‪ ،‬ويف هذه الفرتة كان احلاكم العام هو‬
‫الذي يعد مشروع املوازنة ويرسل به إىل وزير احلرب الذي يلحقه بوزارته مث حولت إىل وزارة الداخلية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Dendeni Yahia, La Pratique Du Système Budgétaire De L'Etat En Algérie, OPU, 2002, P 10-15.‬‬
‫‪108‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املرحلة الثالثة‪ :‬ومتتد من ‪ 1881‬إىل ‪ 1920‬وفيها أحلقت املصاحل اجلزائرية بالوزارات املعنية هبا‪ ،‬ويف أوت ‪1898‬‬
‫أنشئت املفاوضات املالية‪ ،‬واليت تفاوض على املصاحل اجلزائرية (مجعية املفاوضات املالية ‪ ،1944-1898‬اجلمعية‬
‫املالية اجلزائرية ‪ ،1947-1945‬اجلمعية اجلزائرية ‪.)1956-1947‬‬
‫ويف سنة ‪ 1931‬أعرتف للجزائر بالشخصية املالية بالرغم من كون موازنتها تقرتب من املوازنات احمللية سواء يف‬
‫تكوينها أو يف شكلها‪ ،‬ويف سبتمرب ‪ 1947‬ألغيت املفاوضات املالية وأنشئ اجمللس اجلزائري الذي يقر موازنة عامة‬
‫تشمل موازنة اجلنوب اليت كانت مستقلة عن األحكام التنظيمية والقانونية‪ ،‬إال أنه بقي يفتقر للممارسة الكاملة‬
‫للسيادة املالية ‪.‬‬
‫ويف ديسمرب ‪ 1962‬أقرت أول موازنة للجزائر املستقلة واتسمت باحملافظة على سري جهاز الدولة وجتسيد‬
‫لوجودها خصوصا على الصعيد املايل والتنظيمي لغياب التخطيط وضعف اإلمكانيات املالية إىل أن ظهر قانون‬
‫‪ 17/84‬اجملسد لقانون املوازنة يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .2‬تعريف املوازنة العامة حسب القانون ‪17/84‬‬
‫لقد عرف املشرع اجلزائري يف املادة ‪ 06‬من قانون ‪ 17/84‬املوازنة العامة على أهنا‪ " :‬تتشكل املوازنة العامة من‬
‫اإليرادات والنفقات النهائية للدولة احملددة سنويا مبوجب قانون املالية واملوزعة وفق األحكام التشريعية والتنظيمية‬
‫املعمول هبا" ‪.‬‬
‫أما القانون ‪ 21/90‬املؤرخ يف ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬فيعرفها يف املادة ‪ 3‬على أهنا "الوثيقة اليت تقدر للسنة املدنية‬
‫جمموع اإليرادات والنفقات اخلاصة بالتسيري واالستثمار ومنها نفقات التجهيز العمومي ونفقات برأمسال وترخص هبا"‬
‫‪.1‬‬
‫ويقصد باإليرادات جمموع موارد الدولة من مصادرها املختلفة كالضرائب والرسوم وإيرادات الدومني وغريها‪ ،‬أما‬
‫النفقات فتتشكل حسب املادتني ‪ 5‬و‪ 6‬من نفقات التسيري اليت تتضمن تغطية األعباء العادية‪.‬‬
‫ويكتمل تعريف املوازنة يف اجلزائر من خالل املادة الثالثة من قانون ‪ 17/84‬واليت مت تعديلها بالقانون ‪05/88‬‬
‫‪ ،‬فهذه املادة تؤكد على أنه بناء على قانون املالية يتم تقدير وإجازة املوازنة العامة حبيث جاء نص املادة ‪ 03‬كما‬
‫يلي‪ " :‬يقر ويرخص قانون املالية للسنة بالنسبة لكل سنة مدنية جممل موارد الدولة وأعبائها وكذا الوسائل املالية‬
‫األخرى املخصصة لتس يري املرافق العمومية كما يقر ويرخص عالوة على ذلك املصاريف املخصصة للتجهيزات‬
‫العمومية وكذلك النفقات برأمسال"‪.2‬‬
‫وبناء على ما سبق من تعريفات ميكن تعريف املوازنة العامة يف اجلزائر على أهنا وثيقة تشريعية سنوية تقرر املوارد‬
‫والنفقات النهائية للدولة وترخص هبا هبدف تسيري وجتهيز املرافق العمومية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 21/90‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬المادة ‪.03‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ ،17/84‬المؤرخ في ‪ 1984/07/07‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المادة ‪.03‬‬
‫‪109‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف قانون املالية و أنواعه‬


‫لقد بقي التشريع املايل اجلزائري يف حتديده ملفهوم قانون املالية مشتق من التشريع الفرنسي حيث يعرف التشريع‬
‫الفرنسي األمر ‪ 1959/01/02‬قوانني املالية بأهنا حتدد الطبيعة واملبالغ والتخصيصات لكل املوارد واألعباء العامة‬
‫للدولة مع مراعاة التوازن االقتصادي واملايل الذي حتدده‪ ،‬وقد بقي هذا املفهوم سائدا إىل غاية صدور قانون‬
‫‪ ،17/84‬الذي يعترب القانون املرجع لقوانني املالية يف اجلزائر‪.1‬‬
‫‪ .1‬تعريف قوانني املالية‪:‬‬
‫حسب املادة األوىل من القانون ‪ 17/84‬حتدد قوانني املالية يف إطار التوازنات العامة املسطرة يف خمططات‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية املتعددة السنوات والسنوية‪ ،‬وطبيعة املوارد املالية للدولة ومبلغها وختصيصها‪. 2‬‬
‫وقد جاء القانون ‪ 17/84‬مبختلف مواده الستة األول ليعطي مفهوما واسعا وشامال لقانون املالية يف اجلزائر‪،‬‬
‫حبيث بني كيفية حتديد قانون املالية وقدم أهم أنواع قوانني املالية مث بعد ذلك بني العالقة بني قانون املالية وقانون‬
‫ضبط املوازنة وصوال للمادة السادسة اليت أعطت تعريفا شامال لقانون املالية‪ ،‬من خالل تعريفها للموازنة العامة‪.3‬‬
‫وقانون املالية هو تلك الوثيقة احملضرة من قبل السلطة التنفيذية واملصادق عليها من قبل الربملان اليت حتدد خالل‬
‫سنة مالية طبيعة وكمية املوارد اليت ختص موارد الدولة وأعبائها املنتظر تنفيذها وذلك يف إطار احرتام التوازنات العامة‪،‬‬
‫وقانون املالية هو املعرب عن النظام املايل املتبع يف دولة ما‪ ،‬وهذا األخري ما هو إال جمموعة العناصر والعالقات اليت تعرب‬
‫يف النهاية عن النظام االقتصادي واالجتماعي السائدين يف الدولة‪.‬‬
‫كما يعترب قانون املالية الوجه القانوين للموازنة العامة حيث يعرفها القانون ‪ 17/84‬بأهنا‪ :‬تتشكل املوازنة العامة‬
‫للدولة من اإليرادات والنفقات النهائية احملددة سنويا مبوجب قانون املالية واملوزعة وفق األحكام التشريعية ‪. 4‬‬
‫و بالتايل ميكن القول بأنه ال ميكن اعتماد وتنفيذ املوازنة إال من خالل قوانني املالية ألن املصادقة عليها من قبل‬
‫السلطة التشريعية يكون يف شكل قانون‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع قوانني املالية‪:‬‬
‫لقد مت حتديد طبيعة خمتلف قوانني املالية األخرى اليت حتكم املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر من خالل القانون‬
‫‪ 17/84‬وهي قانون املالية السنوي وقانون املالية التكميلي واملعدل وقانون ضبط املوازنة‪.5‬‬
‫‪ .1.2‬قانون املالية السنوي‪:‬‬
‫يتضمن قانون املالية السنوي جممل االعتمادات السنوية وحجم موارد الدولة وطبيعتها وطرق حتصيلها‪ ،‬حيث‬
‫يرخص سنويا حجم االقتطاعات الضريبية كما حيدد االعتمادات اخلاصة بالتسيري والتجهيز‪ ،‬ويعرف قانون املالية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مسعود دراوسي‪ ،‬السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي حالة الجزائر ‪ ،2004/1990‬أطروحة دكتورا‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2006/2005‬ص‪.380‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ ،17/84‬المواد ‪ ،06-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،06‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،02‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫السنوي من قبل املشرع اجلزائري بأنه" يقر ويرخص قانون املالية للسنة جممل موارد الدولة وأعبائها وكذا الوسائل املالية‬
‫األخرى املخصصة لتسيري املرافق العمومية‪ ،‬كما أنه يقدر ويرخص النفقات املوجهة للتجهيزات العمومية وكذا النفقات‬
‫برأمسال"‪.1‬‬
‫وتبني املادة ‪ 67‬من القانون ‪ 17/84‬حمتويات قانون املالية السنوي حيث تنص على أن املشروع السنوي لقانون‬
‫املالية حيتوي على قسمني منفصلني مها‪: 2‬‬
‫ينص القسم األول منه على االقرتاحات املتعلقة بتحصيل املوارد العمومية وكذا السبل والوسائل الكفيلة بضمان‬
‫التوازنات املالية اليت أقرها املخطط اإلمنائي السنوي‪.‬‬
‫ويقرتح يف القسم الثاين منه املبلغ اإلمجايل لالعتمادات املطبقة يف إطار املوازنة العامة للدولة‪ ،‬بشأن نفقات‬
‫التسيري واالستثمارات العمومية‪ ،‬كما يقرتح فيه املبلغ اإلمجايل لالستثمارات املخططة وتقرتح يف القسم الثاين كذلك ‪:‬‬
‫‪ ‬الرتخيص االمجايل لإليرادات والنفقات بالنسبة لكل موازنة ملحقة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلجراءات ذات الطابع التشريعي املطبقة على احلسابات اخلاصة للموازنة‪.‬‬
‫‪ ‬األحكام املختلفة املطبقة على العمليات املالية للدولة‪.‬‬
‫ويتم احلاق قانون املالية السنوي بثالث جداول رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ ‬اجلدول "أ" يبني خمتلف موارد الدولة وفق التقسيم املعمول به‪.‬‬
‫‪ ‬اجلدول "ب" يبني األعباء اخلاصة مبوازنة التسيري‪.‬‬
‫‪ ‬اجلدول "ج" يبني االعتمادات املخصصة للتجهيزات ذات الطابع النهائي إضافة إىل نفقات االستثمار اليت‬
‫تتكفل هبا مؤسسات القطاع العمومي‪.‬‬
‫وعموما ميكن القول أن قانون املالية السنوي يتضمن جزأين‪:‬‬
‫‪ -‬يتضمن اجلزء األول خمتلف األحكام املتعلقة باملوارد العامة للدولة‪ ،‬وطرق ووسائل حتصيلها مبا يضمن سري‬
‫املصاحل العمومية واحملافظة على التوازنات املالية الداخلية واخلارجية للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬ويضمن اجلزء الثاين مبالغ االعتمادات املخصصة يف املوازنة السنوية للدولة حسب طبيعتها واملقسمة على‬
‫نفقات التسيري ونفقات التجهيز‪.‬‬
‫‪ .2.2‬قانون املالية التكميلي و املعدل‪:‬‬
‫تبني املادة ‪ 4‬من القانون ‪ 17/84‬أنه ميكن لقوانني املالية التكميلية أو املعدلة دون سواها إمتام أحكام قانون‬
‫املالية للسنة أو تعديله خالل السنة اجلارية‪ ،‬وقد جاءت هذه املادة لتبني طبيعة قانون املالية التكميلي وحاالت اللجوء‬
‫إليه‪ ،‬ذلك أنه عند القيام بتنفيذ املوازنة العامة للدولة املقررة يف قانون املالية السنوي‪ ،‬قد حتدث تغيريات أو اختالالت‬
‫اقتصادية أو اجتماعية أو حالة عدم توازن بني اإليرادات والنفقات لذلك يتم اللجوء إىل قانون املالية التكميلي أو ما‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ ،17/84‬المادة‪ ،03‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬قنون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،67‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يعرف بقانون املالية املعدل‪ ،‬للتكيف مع الظروف غري املتوقعة اليت تؤثر عادة على البيانات التقديرية للموازنة العامة‬
‫للدولة‪.1‬‬
‫وبالتايل فإن صدور قانون املالية التكميلي يكون لغرض تغيري تقديرات اإليرادات أو خلق إيرادات جديدة أو‬
‫الرتخيص بنفقات جديدة‪ ،‬كما أن قانون املالية املعدل هو تصريح باملطابقة أي التنفيذ احلقيقي للموازنة حسب‬
‫املصادقة األولية واليت مت تعديلها مبختلف قوانني املالية املصححة مبوافقة احلكومة يف إطار احلاالت الطارئة‪.2‬‬
‫‪ .2.2‬قانون ضبط املوازنة‪:‬‬
‫تنص املادة ‪ 5‬من القانون ‪ 17/84‬بأن قانون ضبط املوازنة يشكل الوثيقة اليت تثبت مبقتضاها تنفيذ قانون‬
‫املالية‪ ،‬وعند االقتضاء قوانني املالية التكميلية أو املعدلة اخلاصة بكل سنة مالية‪ ،‬واهلدف منه هو ضبط النتائج املالية‬
‫لكل سنة وإجازة الفرو قات بني ما مت تنفيذه فعال وما كان متوقع كما يعترب أداة لرقابة التنفيذ من طرف السلطة‬
‫التشريعية‪ ،‬كما يعترب أداة أساسية يف تقدير بيانات املوازنات املستقبلية‪ ،‬ويقوم هذا القانون بعرض النتائج باإلضافة إىل‬
‫توضيح البيانات فهو يضبط رصيد املوازنة ( فائض أو عجز) الذي حتقق‪ ،‬من خالل عرض النتائج وتوضيح البيانات‬
‫املتعلقة باملوازنة‪.3‬‬
‫ويالحظ أن هناك تأخر يف اجلزائر من حيث املصادقة على هذا القانون‪ ،‬إذ يكون يف غالب األحيان متأخرا‬
‫بسنتني أو أكثر‪ ،‬فمثال قانون ضبط املوازنة لسنة ‪ 2010‬متت املصادقة عليه يف ‪ 2012‬نظرا لعدم حتديد تاريخ‬
‫معني للمصادقة عليه يف خمتلف القوانني املتعلقة بقوانني املالية‪ ،‬وهو ما ينعكس سلبا على الرقابة على تنفيذ املوازنة من‬
‫قبل السلطة التشريعية‪ ،‬ويؤدي إىل جهلها مبحتوى خمتلف الوثائق والبيانات املالية‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬مبادئ ودورة املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر‬
‫ختضع املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر اىل مجلة من املبادئ األساسية اضافة اىل مراحل متعارف‬
‫عليها من االعداد اىل الرقابة تعرف بدورة املوازنة العامة وهو ما سنتطرق اليه يف هذا املبحث‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مبادئ املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر‬
‫إن إعداد وحتضر املوازنة العامة يف اجلزائر خيضع جملموعة من املبادئ والقواعد الفنية التقليدية واليت تتمثل يف‪ :‬مبدأ‬
‫السنوية‪ ،‬ومبدأ الوحدة ومبدأ الشمولية ومبدأ التخصيص ومبدأ التوازن‪.‬‬
‫وهذه املبادئ بدورها ختضع لكثري من االعتبارات واالستثناءات اليت فرضتها التغيريات االقتصادية واالجتماعية تبعا‬
‫لتغري دور الدولة يف النشاط االقتصادي‪ ،‬وهو ما سنتناوله فيما يأيت ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،04‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬دراوسي مسعود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.381‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،05‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .1‬مبدأ سنوية املوازنة ‪:‬‬


‫تنص املادة الثالثة من القانون ‪ 17/84‬صراحة على أن مدة السنة املالية رخصة لتنفيذ املوازنة‪ ،‬نظرا لكوهنا أكثر‬
‫مالئمة وتكيفا مع توقعات اهليئات واألجهزة املكلفة بتحضري املوازنة‪ ،‬حيث حتدد قوانني املالية يف إطار التوازنات‬
‫العامة املسطرة يف خمططات التنمية االقتصادية واالجتماعية املتعددة السنوات والسنوية‪ ،‬طبيعة املوارد واألعباء املالية‬
‫للدولة ومبلغها وختصيصها‪.1‬‬
‫كما يظهر مبدأ سنوية املوازنة من خالل تعريف املوازنة العامة حسب املادة السادسة اليت تنص على أن املوازنة‬
‫العامة للدولة تتشكل من اإليرادات والنفقات النهائية للدولة احملددة سنويا مبوجب قانون املالية واملوزعة وفق األحكام‬
‫التشريعية والتنظيمية املعمول هبا‪.2‬‬
‫ويقصد بذلك أن ترخيص املوازنة ال يصلح إال لسنة مقبلة‪ ،‬حيث يتم توقع إجازة نفقات وإيرادات الدولة بالنظر‬
‫ا ىل سنة واحدة مقبلة‪ ،‬وهو ما يساهم يف قيام السلطة التشريعية بدور الرقابة على تنفيذ املوازنة باعتبار أن دورية املوازنة‬
‫سنويا يسمح بذلك‪.‬‬
‫وحتدد مدة السنة املدنية يف اجلزائر من ‪ 01‬جانفي إىل غاية ‪ 31‬ديسمرب من كل سنة‪ ،‬وخيضع مبدأ السنوية‬
‫جملموعة من القيود هي‪:‬‬
‫‪ ‬املصادقة على قانون املالية‪ ،‬ويقصد به اإلجازة اليت مينحها الربملان للسلطة التنفيذية‪ ،‬من أجل الشروع يف‬
‫تنفيذ قانون املالية استنادا اىل أحكام املادة ‪ 120‬من الدستور‪.‬‬
‫‪ ‬قيد احلساب اخلتامي‪ ،‬حيث تتم عملية إقفال احلساب اخلتامي عن طريق تصفية كل النفقات اليت متت‬
‫فعال‪ ،‬وتسجيل كل اإليرادات اليت حصلت فعال‪ ،‬ويقفل احلساب اخلتامي يف ‪ 31‬ديسمرب من كل سنة وفقا‬
‫إلجراءات حساب اخلزينة‪ ،‬أي يرصد كل النفقات اليت مت إنفاقها وليس اليت مت إنشائها‪.‬‬
‫و خيضع مبدأ سنوية املوازنة وفق املشرع اجلزائري إىل جمموعة من االستثناءات هي‪: 3‬‬
‫‪ ‬رخص الربامج‬
‫حيث يتم استعمال ختصيصات رخص الربامج ملدة تتجاوز السنة ألهنا مرتبطة مبشاريع االستثمار الطويلة‬
‫األجل أو ما يسمى بنفقات التجهيز‪.‬‬
‫‪ ‬ترحيل االعتمادات‬
‫و مبوجب هذا االستثناء يتم ترحيل االعتمادات واملخصصات املالية اليت مل تصرف يف السنة املالية وتأجيلها‬
‫إىل السنوات القادمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،03‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،06‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬لحسن دردوري‪ ،‬سياسة الميزانية في عالج عجز الموازنة العامة للدولة دراسة مقارنة الجزائر‪-‬تونس‪ ،‬أطروحة دكتورا‪ ،‬ص‪.164-163‬‬
‫‪113‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬املوازنة اإلثين عشرية‬


‫ففي بعض احلاالت يتأثر تنفيذ املوازنة بأسباب اقتصادية أو سياسية أو مالية مما يؤدي اىل تأخر وصول‬
‫االعتمادات املالية بسبب تأخر مناقشة الربملان ملشروع قانون املالية واملصادقة عليه قبل ‪ 31‬ديسمرب من‬
‫السنة املعنية‪ ،‬فيتم العمل ببنود قانون املالية السابق فيما خيص تنفيذ إيرادات املوازنة العامة للدولة‪ ،‬أي تفوض‬
‫استثناء بفتح اعتمادات شهرية مؤقتة على حساب املوازنة املقبلة إىل حني املصادقة وذلك بعد أن يتم‬
‫االعتماد على املوازنة السابقة كأساس يف حتديد املبالغ‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 69‬من قانون ‪ 17/84‬على أنه يف حالة ما إذا كان تاريخ املصادقة على قانون املالية لسنة معينة‬
‫ال يسمح بتطبيق أحكامه عند تاريخ أول يناير من السنة املالية املعتربة فإنه ‪:1‬‬
‫‪ ‬يواصل مؤقتا تنفيذ إيرادات ونفقات املوازنة العامة للدولة حسب الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة إىل اإليرادات طبقا للشروط والنسب وكيفيات التحصيل املعمول هبا تطبيقا لقانون املالية السابق‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لنفقات التسيري يف حدود ‪ 1/12‬من مبلغ االعتمادات املفتوحة بالنسبة إىل السنة املالية للموازنة‬
‫السابقة وذلك شهريا وملدة ثالثة أشهر‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة إلعتمادات االستثمار يف حدود ربع احلصة املالية املخصصة لكل قطاع ولكل مسري كما تنتج عن‬
‫توزيع اعتمادات الدفع املتعلق باملخطط السنوي للسنة املالية السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬يواصل تنفيذ مشاريع املوازنة امللحقة واألحكام ذات الطابع التشريعي واملطبقة على احلسابات اخلاصة للخزينة‬
‫طبقا لألحكام التشريعية والتنظيمية اليت تسريها قبل بداية السنة املالية اجلديدة للموازنة‪.‬‬
‫‪ .2‬مبدأ وحدة املوازنة‬
‫يعين هذا املبدأ أن تندرج مجيع خمصصات املوازنة يف وثيقة واحدة تضم كافة النفقات العامة واإليرادات العامة‬
‫مهما كانت طبيعتها‪ ،‬حبيث يكون التصويت عليها من طرف السلطة التشريعية مرة واحدة وبشكل عام‪ ،‬وحسب هذا‬
‫املبدأ فإن على اإليرادات العامة والنفقات العامة للدولة أن تظهر يف بيان واحد‪ ،‬مث تصنف بشكل مفصل ومتجانس‬
‫حىت يسهل التعرف على املركز املايل للدولة كما متكن أيضا من عملية التحليل واملقارنة ومن مث التأكد من وجود توازن‬
‫أو عدمه يف املوازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫كما يسمح هذا املبدأ للسلطة التشريعية بالقيام بعملية املراقبة والتعرف على السياسة املالية املعتمدة من طرف‬
‫احلكومة‪ ،‬ويف اجلزائر أدخلت بعض التعديالت على قاعدة الوحدة وظهرت بعض االستثناءات ومن هذه االستثناءات‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1.2‬امليزانية امللحقة‬
‫ويقصد هبا أن تعمد الدولة إىل منح موازنات مستقلة لبعض املؤسسات اليت ال تتمتع بالشخصية املعنوية عن‬
‫الدولة وتلحق موازناهتا باملوازنة العامة للدولة حيث تنص املادة ‪ 44‬من قانون ‪ 17/84‬على أنه " جيوز أن يكون‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،69‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫موضوع املوازنات امللحقة العمليات املالية لصاحل الدولة اليت مل يضف عليها القانون الشخصية االعتبارية واليت يهدف‬
‫نشاطها أساسا إىل إنتاج بعض املوارد أو تأدية بعض اخلدمات املدفوعة الثمن"‪.1‬‬
‫وبالتايل فإن املوازنات امللحقة هي موازنات يرتكز عليها حسن سري بعض املرافق العامة واليت متارس نشاطا‬
‫صناعيا أو إداريا حيث توضع هلذه املرافق موازنات مستقلة تشتمل على إيرادات وتلحق مبوازنة الدولة‪ ،‬كما أشرنا‬
‫سابقا للموازنة امللحقة للربيد واملواصالت‪.‬‬
‫‪ .2.2‬احلسابات اخلاصة باخلزينة‬
‫لقد خصص القانون ‪ 17/84‬أربعة عشر مادة هلذه احلسابات من املادة (‪ ،)61-48‬وتتمثل هذه احلسابات‬
‫يف احلسابات املفتوحة يف كتابات اخلزينة ويتم فيها تقييد عمليات اإليرادات والنفقات ملصاحل الدولة‪ ،‬اليت جتري تنفيذا‬
‫ألحكام قانون املالية ولكن خارج املوازنة العامة للدولة‪ ،‬وحسب نص املادة ‪ 48‬من القانون ‪ 17/84‬فإن هذه‬
‫احلسابات ال تشتمل إال على حسابات التجارة وحسابات التخصيص اخلاص‪ ،‬وحسابات التسبيقات وحسابات‬
‫القروض واحلسابات السنوية مع احلكومات األجنبية‪.2‬‬
‫وبالتايل فإن هذه احلسابات وجدت كاستثناء لقاعدة الوحدة وتعين هذه احلسابات اإلطار الذي يسجل دخول‬
‫أموال إىل خزينة الدولة جراء بعض العمليات اخلاصة اليت تقوم هبا‪ ،‬وال تعترب إيرادات عامة ويسجل خروج أموال منها‬
‫و يتم اعتبارها نفقات عامة‪.‬‬
‫‪ .2‬مبدأ مشولية املوازنة‬
‫ويقصد هبذا املبدأ إدراج كافة اإليرادات والنفقات يف موازنة الدولة دون إجراء أي مقاصة أو ختصيص بينهما ومنه‬
‫يكون مبدأ الشمولية مكمل ملبدأ الوحدة‪ ،‬كما أن هذا املبدأ يقوم على قاعدتني مها‪:3‬‬
‫‪ -‬قاعدة الناتج اخلام‪ :‬أي أن اإليرادات والنفقات تسجل مببلغها اخلام (عدم املقاصة)‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة عدم ختصيص اإليرادات‪ :‬أي أن جمموع اإليرادات ختصص جملموع النفقات دون ختصيص‬
‫لإليرادات‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 08‬من قانون ‪ 17/84‬على أنه " ال ميكن ختصيص أي ايراد لتغطية‬
‫نفقة خاصة‪ ،‬وتستعمل موارد الدولة لتغطية نفقات املوازنة بال متييز"‪. 4‬‬
‫وميكن أن ينص قانون املالية يف بعض احلاالت بشكل صريح على ختصيص املوارد لتغطية بعض النفقات‪،‬‬
‫وتكتسي هذه العمليات حسب احلاالت أشكاال خمتلفة كاحلسابات اخلاصة للخزينة واملوازنات امللحقة‪ ،‬أو اإلجراءات‬
‫احلسابية اخلاصة ضمن املوازنة العامة واليت تسري على األموال املخصصة للمسامهات أو استعادة االعتمادات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،44‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،48‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬جمال لعمارة‪ ،‬منهجية الموازنة العامة للدولة في الجزائر‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،2004 ،‬ص‪.123‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،02‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .4‬مبدأ توازن املوازنة‬


‫ويقصد هبذا املبدأ أن يكون هناك توازن بني إيرادات الدولة ونفقاهتا حبيث ال تزيد النفقات العامة على‬
‫اإليرادات والعكس‪ ،‬ففي اجلزائر يأخذ مبدأ توازن املوازنة طابعا خاصا فحىت سنة ‪ 1965‬كانت مجيع النفقات العامة‬
‫للدولة تظهر يف املوازنة العامة حيث بدأت تربز بعض االختالالت منذ بداية تطبيق اجلزائر ملخططات التنمية‪ ،‬فخالل‬
‫املخطط الثالثي (‪ )1969/1967‬عرفت اخلزينة مشاكل يف التمويل ومع تزايد اإلنفاق العام ظهرت مشكلة التوازن‬
‫يف املوازنة العامة للدولة فقامت احلكومة من أجل حل هذه املشكلة بإدخال ما يعرف باملوارد املؤقتة ضمن مكونات‬
‫املوازنة (التسبيقات والقروض)‪ ،‬وهو األمر الذي أدى للتخفيف من ثقل النفقات على اخلزينة العمومية والتقليص من‬
‫عجز املوازنة العامة للدولة‪ ،‬ولكن بعد سنة ‪ 1971‬شرعت اجلزائر يف العديد من اإلصالحات وذلك من أجل‬
‫تسهيل عملية التمويل ملختلف املخططات‪ ،‬فاجلزائر منذ هذه الفرتة أصبحت تستند إىل ما يعرف بالعجز املؤقت أو‬
‫املقصود أو املنظم من أجل زيادة الطلب والتوسع يف املشاريع االستثمارية وحماولة حتقيق مناصب عمل والوصول‬
‫لتحقيق التوازن االقتصادي‪ ،‬ومنه أصبحت اجلزائر ال تركز على مبدأ التوازن يف املوازنة لكي تتمكن من الوصول‬
‫لتحقيق أهدافها االقتصادية‪ ،‬دون التمادي يف خلق عجز يف املوازنة‪.1‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬دورة املوازنة العامة يف اجلزائر‬
‫متر مرحلة إعداد املوازنة العامة مبجموعة من املراحل املعمول هبا يف مجيع األنظمة املالية للدول ويبقى االختالف‬
‫يف توزيع املستويات يف كل مرحلة‪ ،‬واملراحل اليت متر هبا املوازنة يف اجلزائر هي‪:‬‬
‫‪ .1‬إعداد املوازنة العامة للدولة‪:‬‬
‫ويقصد بإعداد املوازنة العامة للدولة حتضريها عن طريق وضع تقديرات النفقات العامة وكذا تقدير ما يلزمها من‬
‫إيرادات جبائية وغري جبائية لسنة مقبلة‪ ،‬لضمان السري احلسن ملختلف مصاحل الدولة وهياكلها‪.‬‬
‫‪ .1.1‬السلطة املكلفة بتحضري مشروع املوازنة‪:‬‬
‫يعترب إعداد املوازنة من صالحيات اإل دارة العامة وهو جوهر عملها‪ ،‬ولذا فإن السلطة التنفيذية هي اليت تتحمل‬
‫عبء اإلعداد ملا هلا من أجهزة موزعة يف البالد ألهنا الوحيدة اليت متلك كل املعلومات الضرورية‪ ،‬باإلضافة اىل‬
‫امتالكها اهليئات واإلطارات املختصة يف ذلك لوضع اخلطط املستقبلية‪.‬‬
‫ويتم إعداد املوازنة العامة عن طريق تضافر جهود السلطات الداخلية للسلطة التنفيذية حيث جند جمموع الوزارات‬
‫أين تكلف كل واحدة بتحضري موازنة دائرهتا‪ ،‬مث جتمع وزارة املالية كل املشاريع الصادرة عن خمتلف الوزارات‪ ،‬و يتم‬
‫إعداد املشروع األويل للموازنة العامة من طرف وزير املالية الذي يعرضه على جملس احلكومة وبعد املناقشة يضبط‬
‫املشروع النهائي للموازنة الذي يعرض على السلطة التشريعية (اجمللس الشعيب الوطين)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جمال لعمارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.157‬‬
‫‪116‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كما ميكن للسلطات السياسية أن تتدخل يف حتضري مشروع املوازنة انطالقا مما ختوله هلا صالحياهتا الواسعة‪،‬‬
‫وذلك من خالل‪:1‬‬
‫‪ ‬مسامهة رئيس اجلمهورية‪ :‬حيث يتمتع هذا األخري بسلطة كبرية يف حتضري املوازنة لسببني مها‪:‬‬
‫‪ -‬باعتباره القاضي األول يف البالد‪.‬‬
‫‪ -‬ترأسه جملس الوزراء أين يكون له تأثري على سري املناقشات‪.‬‬
‫‪ ‬مسامهة رئيس احلكومة‪ :‬حيث يتوىل ضبط برنامج حكومته وعرضه على جملس الوزراء أوال واجمللس الشعيب‬
‫الوطين ثانيا‪.‬‬
‫وهكذا فإن تدخل السلطات السياسية ميكنه إعادة النظر يف مشروع املوازنة العامة للدولة‪ ،‬وحتديد توجهاهتا العامة‪.‬‬
‫‪ .2.1‬إجراءات إعداد مشروع املوازنة العامة‬
‫ومير إعداد املوازنة العامة مبجموعة من اإلجراءات واملراحل هي‪:‬‬
‫أ‪ .‬تقدير النفقات العامة‪:‬‬
‫وتبدأ عملية التقديرات من أسفل اهلرم إىل قمته حيث تنطلق من الوحدات واملؤسسات القاعدية إىل أن تصل‬
‫اىل خمتلف الوزارات واليت ترفعها بدورها اىل وزارة املالية حيث تقوم بدراستها والتأكد من صحتها وسالمة األسس‬
‫املبنية عليها‪ ،‬وجيب أن يكون هذا التقدير واقعي وبعيد عن املغاالة حىت ميكن تطبيقه على أرض الواقع‪ ،‬كما أن‬
‫الطريقة املباشرة املتبعة لتقدير نفقات التسيري تقتضي أن يقوم كل مرفق عمومي إداري بتقدير نفقاته مباشرة استنادا‬
‫اىل االلتزامات املادية املتكررة كاألجور والتكاليف االجتماعية ومصاريف أدوات التسيري وأشغال الصيانة وإعانة‬
‫التسيري واملصاريف املختلفة‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 25‬من قانون ‪ 17/84‬على أنه ينبغي أن تربر االعتمادات الالزمة لتغطية نفقات التسيري يف كل‬
‫سنة ويف جمموعها وال حت ول االعتمادات املفتوحة لسنة مالية معينة احلق يف حتديدها للسنة املالية التالية‪ ،‬وبالتايل ال‬
‫جيوز نقل النفقات من سنة ألخرى مما جيرب القائمني على تقدير نفقات التسيري مبراجعة كافة النفقات وتربيرها مهما‬
‫كان نوعها وحجمها أما تقدير نفقات التجهيز فإنه يرتبط بتنفيذ إجراءات اخلطة‪ ،‬حيث ميثل مبلغ اعتمادات‬
‫التجهيز الذي يفتح سنويا مبوجب قانون املالية القسط السنوي املرقم من اخلطة التنموية‪ ،‬وجتمع االعتمادات املفتوحة‬
‫بالنسبة للموازنة العامة وفقا للمخطط اإلمنائي السنوي لتغطية نفقات االستثمار الواقعة على عاتق الدولة‪.2‬‬
‫ب‪ .‬تقدير اإليرادات العامة‪:‬‬
‫ويعترب تقدير اإليرادات أمر معقدا ألنه يقتصر على التنبؤ بكافة املتغريات االقتصادية الداخلية واخلارجية وخاصة‬
‫أن إيرادات املوازنة اجلزائرية تعتمد بشكل كبري على إيرادات احملروقات واليت هي األخرى تتأثر باملتغريات الدولية‪،‬‬
‫وماهلا من تأثري على أسعار احملروقات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جمال لعمارة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،25‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وتعترب طريقة التقدير املباشر هي الطريقة املتبعة يف اجلزائر واليت تعتمد على أحدث املعلومات االقتصادية وآخر‬
‫البيانات املتحصل عليها يف جمال التحصيل اجلبائي‪ ،‬واعتمادها كأساس يف تقدير إيرادات السنة املقبلة مع إدخال أثر‬
‫التغريات االقتصادية احلاصلة واملتوقعة‪.‬‬
‫ت‪ .‬إعداد اخلطوط الرئيسية للموازنة‬
‫ويقصد بإعداد اخلطوط الرئيسية للموازنة أنه بعد أن يتم جتميع خمتلف تقديرات اإليرادات والنفقات للسنة‬
‫املقبلة‪ ،‬يتم إعداد املوازنة على مستوى دائرة املوازنة بوزارة املالية وفق منهجية معينة تراعي األهداف العامة للسياسة‬
‫املالية للدولة‪ ،‬وبعد إجراء التعديالت احملتملة على مشروع املوازنة بعد املناقشات حيال على جملس احلكومة للمصادقة‬
‫عليه مث يدمج يف مشروع قانون املالية ويودع على مستوى مكتب اجمللس الشعيب الوطين العتماده‪.‬‬
‫‪ .2‬املصادقة على قانون املالية ‪:‬‬
‫بعد انتهاء احلكومة من حتضري مشروع قانون املالية يتم إيداعه على مستوى الربملان ملناقشته واملصادقة عليه يف‬
‫أجل أقصاه ‪ 75‬يوما من تاريخ ايداعه‪ ،‬وإال فإنه يتم العمل بأحكام املادة ‪ 69‬من قانون ‪ ،17/84‬ويقوم الربملان‬
‫يف اجلزائر بإحالة مشروع قانون املالية بعد إيداعه إىل جلنة خمتصة وتسمى بلجنة الشؤون املالية واليت تقوم بدراسة‬
‫املشروع من كل جوانبه لتقدم نتائج دراستها هلذا املشروع يف األخري‪ ،‬حيث تقوم بإعطاء حصيلة دقيقة للمشروع‬
‫توضح اخلطوط العريضة له ألعضاء الربملان من أجل تسهيل عملية مناقشته‪.1‬‬
‫و بعد إطالع أعضاء اجمللس على تقرير جلنة املالية خبصوص مشروع قانون املالية يقومون مبناقشته وإعطاء آرائهم‬
‫وانتقاداهتم‪ ،‬ويكون ذلك حبضور وزير املالية الذي يعترب طرف دفاع على مشروع قانون املالية‪ ،‬وأيضا جيب أن يكون‬
‫وزراء القطاعات موجودين من أجل توضيح خطة كل قطاع من خالل هذا املشروع‪.‬‬
‫كما يقوم وزير املالية والوزراء باإلجابة على كل التساؤالت اليت قدمها النواب سواء كانت مكتوبة أو شفوية‪،‬‬
‫حبيث حياولون توضيح توجيهات ومعامل السياسة املالية للدولة وبالتايل إقناعهم باملصادقة على مشروع القانون‪.‬‬
‫مث تأيت املرحلة األخرية وهي عملية التصويت‪ ،‬حيث يتم يف بعض الدول التصويت على املوازنة بابا بابا إال أنه يف‬
‫اجلزائر وطبقا للمادة ‪ 70‬من قانون ‪ 17/84‬املتعلق بقوانني املالية تتم عملية التصويت بصفة إمجالية وفق مخسة‬
‫مراحل هي‪: 2‬‬
‫‪ -‬التصويت بصفة إمجالية على اإليرادات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬التصويت بصفة إمجالية على االعتمادات اخلاصة بالتسيري حسب كل دائرة وزارية‪.‬‬
‫‪ -‬التصويت بصفة إمجالية على اجلزء السنوي من االعتمادات اخلاصة بالتجهيز‪.‬‬
‫‪ -‬التصويت بصفة إمجالية على رخص متويل الربامج‪.‬‬
‫‪ -‬التصويت بصفة إمجالية على احلد األقصى للنفقات حسب كل صنف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ،17/84‬المادة‪ ،69‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،70‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وبعد املوافقة عليه من قبل اجمللس الشعيب الوطين يتم حالته اىل جملس األمة حيث مير بنفس املراحل‪ ،‬ليأخذ صفته‬
‫الرمسية بعد أن يوقع من قبل رئيس اجلمهورية وينشر يف اجلريدة الرمسية‪.‬‬
‫‪ .2‬تنفيذ املوازنة العامة يف اجلزائر‪:‬‬
‫وتعترب مرحلة تنفيذ املوازنة العامة من أهم املراحل األساسية يف دورة املوازنة ملا هلا من تأثريات على االقتصاد ككل‪،‬‬
‫وتتوىل عملية تنفيذ املوازنة وزارة املالية باعتبارها اجلهة التنفيذية املختصة يف هذا اجملال‪ ،‬ويتم تنفيذ عمليات املوازنة‬
‫على جانبني مها‪: 1‬‬
‫‪ .1.2‬تنفيذ النفقات‪ :‬إن تنفيذ النفقات العامة‪ ،‬يستند على ترخيص املوازنة بعد التصويت عنها من قبل الربملان‬
‫وتوقيع رئيس اجلمهورية عليها‪ ،‬وصدور قانون املالية يف اجلريدة الرمسية‪ ،‬إضافة اىل وجود دين على عاتق الدولة مبوجب‬
‫قانون املالية ينشأ مبوجبه التزام باإلنفاق يف حدود املخصصات احملددة‪.‬‬
‫وتتم عملية تنفيذ النفقات من قبل عونني منفصلني مها‪ :‬اآلمر بالصرف الذي مهمته إصدار األمر بتنفيذ‬
‫النفقات أي عمله إداري‪ ،‬أما العون الثاين هو احملاسب العمومي والذي تتلخص مهمته يف تنفيذ األمر الصادر إليه‬
‫من اآلمر بالصرف‪.‬‬
‫وبالتايل متر عملية تنفيذ النفقات مبرحلتني مها‪ :‬املرحلة اإلدارية‪ ،‬املرحلة احملاسبية‪.‬‬
‫أ‪ .‬املرحلة اإلدارية‪ :‬يشرف على تنفيذها األمر بالصرف عرب ثالث عمليات هي‪:‬‬
‫أ‪ .1.‬االرتباط بالنفقة‪ :‬وهو القرار الذي تصدره هيئة عمومية لتأكد على عاتقها التزام ينتج عنه نفقة‪.‬‬
‫أ‪ .2.‬تصفية النفقة‪ :‬تتمثل يف استنتاج دين الدولة وحتديد مبلغه‪ ،‬وعملية التصفية هذه تشمل عمليتني مها‪ :‬إثبات‬
‫اخلدمة أي أن اخلدمة قد مت اجنازها فعال‪ ،‬وحتديد مبلغ النفقة أي حساب دين الدولة بدقة والتأكد بأنه مستحق ومل‬
‫يدفع من قبل‪.‬‬
‫أ‪ .2.‬األمر بدفع النفقة‪ :‬هي املرحلة األخرية وتتمثل يف األمر املوجه إىل احملاسب بدفع النفقة (حوالة الدفع)‪.‬‬
‫ب‪ .‬املرحلة احملاسبية‪ :‬وهي عملية دفع املال إىل دائن الدولة أي أن دفع النفقة هو اإلجراء الذي يتم مبوجبه إبراء‬
‫الدين العمومي‪ ،‬ويتوىل عملية الدفع شخص خيتلف عن اآلمر بالصرف وهو احملاسب‪.‬‬
‫‪ .2.2‬تنفيذ اإليرادات (حتصيل اإليرادات) العامة‬
‫وكما قلنا سابق يف جانب النفقات‪ ،‬فإن حتصيل اإليرادات يشرتط ترخيص املوازنة ووجود الدين الذي يربر‬
‫إجراءات التحصيل‪ ،‬وأهم اإليرادات اليت يتم حتصيلها هي اإليرادات اجلبائية وإيرادات أمالك الدولة‪ ،‬وتتمثل‬
‫اإلجراءات العامة لتحصيل اإليرادات فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلثبات‪ :‬وهو إنشاء وتكريس حق الدائن العمومي‪ ،‬حيث أن اآلمرون بالصرف واحملاسبون العموميون ال ينشئون‬
‫اإليرادات وإمنا يتدخلون لضمان حتققها وتصفيتها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬دراوسي مسعود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.391-390‬‬
‫‪119‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ب‪ .‬اإلحالة على التحصيل‪ :‬أي حتديد املبلغ الصحيح الواقع على املدين لصاحل الدائن العمومي واآلمر بتحصيلها‪.‬‬
‫ت‪ .‬التحصيل‪ :‬ميثل اإلجراء الذي يتم مبوجبه إبراء الديون العمومية‪ ،‬حيث يصدر اآلمر بالصرف أوامر اإليرادات‬
‫ويرسلها إىل احملاسب العمومي وعملية التحصيل تكون حسب طريقتني‪:‬‬
‫‪ ‬التحصيل بالرتاضي‪ :‬أي أن املكلف يدفع الضريبة املستحقة بتاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫‪ ‬التحصيل اجلربي‪ :‬أي أنه إذا جتاوز تاريخ االستحقاق فإنه جيوز للمحاسب العمومي أن يلجأ إىل التحصيل‬
‫اجلربي للديون‪.‬‬
‫‪ .4‬الرقابة على تنفيذ املوازنة العامة‪:‬‬
‫تعترب عملية الرقابة من أهم مراحل تنفيذ عملية املوازنة لدورها يف اجناح السياسة املالية للدولة‪ ،‬وتصحيح ما ميكن‬
‫أن يقع من اختالالت يف صرف املال العام وإعادته إىل الوجهة الصحيحة‪ .‬وهناك العديد من أنواع الرقابة ختتلف يف‬
‫مناهجها ولكن تشرتك يف غاياهتا وأهدافها وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1.4‬الرقابة اإلدارية‪ :‬وتتم الرقابة اإلدارية يف اجلزائر من قبل السلطة اإلدارية الوصية من خالل أجهزة املفتشني‬
‫الدائمني على مستوى الوزارة أو اإلدارة الوصية‪ ،‬ومن قبل السلطة املالية املختصة عن طريق األجهزة املختصة التابعة‬
‫لوزارة املالية اليت تسهر على صحة صرف النفقات العمومية من أجل جتنب العشوائية يف صرفها والعمل على توجيهها‬
‫توجيها سليما يتماشى مع اخلطة املالية للدولة والوصول لتحقيق النفع العام‪ ،‬وميكن أن منيز بني ثالثة أنواع من الرقابة‬
‫اإلدارية وهي‪:1‬‬
‫أ‪ .‬الرقابة السابقة على النفقات وتتم من قبل‪:‬‬
‫‪ -‬رقابة مفتش الوظيف العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬رقابة املراقب املايل‪.‬‬
‫ب‪ .‬الرقابة أثناء التنفيذ ويقوم هبا احملاسب العمومي وتكون بعد تأشرية املراقب املايل ( قابل للدفع)‪.‬‬
‫ت‪ .‬الرقابة الالحقة وتكون بعد قيام احملاسب العمومي بعمله وحصول الدفع أو التحصيل‪ ،‬وتقوم هبا املفتشية العامة‬
‫للمالية‪ ،‬وهي هيئة مستقلة تابعة لوزير املالية‪.‬‬
‫‪ .2.4‬رقابة جملس احملاسبة‪:‬‬
‫ويقف جم لس احملاسبة على أعلى هرم األجهزة الرقابية يف اجلزائر‪ ،‬ويتمتع باستقاللية وصالحيات واسعة يف جمال‬
‫الرقابة الالحقة على األموال العمومية‪ ،‬حيث يقوم باملراقبة والتدقيق يف خمتلف احلسابات اليت يقدمها احملاسبون‬
‫العموميون واآلمرون بالصرف حبيث يقوم مبراجعتها مراجعة دقيقة‪ ،‬ومع صدور األمر ‪ 20/95‬املؤرخ يف‬
‫‪ 1995/07/17‬والذي وضع اإلطار العملي جمللس احملاسبة حبيث أصبح هذا األخري يتمتع باختصاصات واسعة‬
‫ت شمل االختصاص القضائي واالختصاص اإلداري متكنه من ممارسة أدائه لوظيفة الرقابة على أكمل وجه وذلك من‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جمال لعمارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪120‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالل تتبع احلسابات اليت تبني عمليات اإلنفاق ومراقبتها مراقبة دقيقة متكن من معاقبة املتالعبني باألموال العمومية‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى يقوم جملس احملاسبة مبراقبة وتقييم مسريي املؤسسات العمومية ومدى كفاءهتم‪.1‬‬
‫‪ .2.4‬الرقابة السياسية‪:‬‬
‫وتقوم السلطة التشريعية يف اجلزائر بالرقابة على تنفيذ املوازنة والتأكد من التنفيذ الصحيح لبنودها‪ ،‬سواء يف عملية‬
‫صرف النفقات العامة أو حتصيل اإليرادات وبالتايل يقوم بالرقابة على مدى تنفيذ اخلطة املالية للدولة اليت صادق‬
‫عليها يف بداية السنة املالية‪ ،‬فاحلكومة ملزمة بأن تقدم احلساب اخلتامي للموازنة يف هناية السنة املالية للربملان بغرفتيه‪،‬‬
‫اجمللس الشعيب الوطين وجملس األمة وتقدم فيه كل التفاصيل الفعلية واحلقيقية لإليرادات اليت مت حتصيلها والنفقات‬
‫الفعلية اليت مت صرفها وبالتايل مقارنتها باملشروع األويل للموازنة‪.‬‬
‫وبالتايل فإن هذه الرقابة متكن من‪:2‬‬
‫‪ -‬مراقبة مدى التزام املؤسسات العمومية بالقوانني املعمول هبا والصادرة من قبل احلكومة‪.‬‬
‫‪ -‬احلكم على تسيري املؤسسات لألموال العمومية وذلك من أجل عدم إهدارها‪.‬‬
‫‪ -‬الوقوف أمام كل التالعبات بأموال الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تفادي كل النقائص سواء لتحصيل اإليرادات العامة أو صرف النفقات من أجل احلفاظ‬
‫على سالمة املركز املايل للدولة‪.‬‬
‫وميكن للربملان أن ميارس وظيفة الرقابة من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬األسئلة املكتوبة والشفوية ألعضاء احلكومة‪.‬‬
‫‪ -‬استجواب احلكومة‪.‬‬
‫‪ -‬جلان التحقيق حيث جيوز للربملان إنشاء جلنة حتقيق يف قضية ما ويف أي وقت‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬تبويب كل من النفقات العامة واإليرادات العامة يف اجلزائر‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد مسعي‪ ،‬المحاسبة العمومية‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.148‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬لعمارة جمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.228‬‬
‫‪121‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املطلب األول‪ :‬تبويب النفقات العامة حسب املشرع اجلزائري‬


‫حتتل النفقات العامة أمهية كبرية يف إطار املوازنة العامة للدولة‪ ،‬هذه األخرية اليت تعترب حسب املشرع اجلزائري وثيقة‬
‫تشريعية سنوية‪ ،‬تقرر املوارد والنفقات النهائية للدولة وترخص هبا‪ ،‬من أجل تسيري املرافق العمومية ونفقات التجهيز‬
‫العمومي والنفقات برأمسال‪.‬‬
‫ويقرر قانون املالية ويرخص لكل سنة مدنية‪ ،‬جممل موارد الدولة وأعبائها‪ ،‬وكذا الوسائل املالية األخرى املخصصة‬
‫لتسيري املرافق العمومية وتنفيذ املخطط اإلمنائي السنوي‪.1‬‬
‫كما تعترب النفقات العامة حسب املشرع اجلزائري أعباء ملقاة على عاتق املوازنة واجب تنفيذها‪ ،‬وال يتم عقد‬
‫نفقة عامة إال بصدور نص صريح من خالل قانون املالية‪ ،‬كما أن النفقات العامة تتقيد مببدأ التخصيص أي ال جيوز‬
‫حتويل األموال أو االعتمادات املخصصة لنوع معني من النفقات إىل نوع آخر من النفقات إال يف حدود ضيقة جدا‬
‫وهذا للسري املتوازن ملختلف املصاحل‪.2‬‬
‫وتنقسم النفقات العامة يف موازنة اجلزائر إىل قسمني نفقات التسيري ونفقات التجهيز‪ ،‬وهذا طبقا للتفرقة بني‬
‫طبيعة النفقات حيث جتمع النفقات املتشاهبة واملتجانسة من حيث طبيعتها والدور الذي تقوم به واألثر الذي حتدثه‬
‫واألهداف اليت تسعى إىل حتقيقها الدولة‪ ،‬حسب كل نوع من أنواع النفقات‪.‬‬
‫‪ .1‬نفقات التسيري‬
‫‪ .1.1‬تعريفها‪ :‬هي تلك النفقات اليت ختصص للنشاط العادي والطبيعي للدولة‪ ،‬وتسمح بتسيري نشاطات الدولة‬
‫والتطبيق الالئق للمهمات اجلارية‪ ،‬وبصفة عامة هي تلك النفقات اليت تدفع من أجل املصاحل العمومية واإلدارية‪ ،‬أي‬
‫أن مه متها تضمن استمرارية سري مصاحل الدولة من الناحية اإلدارية‪ ،‬حيث تشتمل على نفقات املستخدمني ونفقات‬
‫املعدات‪.3‬‬
‫‪ .2.1‬تقسيم نفقات التسيري‪:‬‬
‫وتنقسم نفقات التسيري حسب املشرع اجلزائري إىل أربعة أبواب هي‪:4‬‬
‫‪ -‬أعباء الدين العمومي والنفقات احملسومة من اإليرادات‪.‬‬
‫‪ -‬ختصيصات السلطات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات اخلاصة بوسائل املصاحل‪.‬‬
‫‪ -‬التدخالت العمومية‪.‬‬
‫ولضمان توجيه النفقات العامة للدولة‪ ،‬يتم تقسيم األبواب األربعة السابقة إىل عدد متغري من األقسام كما يلي‪:5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬لعمارة جمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬مسعود دراوسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.347‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬لعمارة جمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54-51‬‬
‫‪122‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الباب األول‪ :‬أعباء الدين العمومي والنفقات احملسومة من اإليرادات‪.‬‬


‫يشتمل هذا العنوان على االعتمادات الضرورية للتكفل بأعباء الدين العمومي باإلضافة إىل األعباء املختلفة‬
‫احملسومة من اإليرادات‪ ،‬ويتكون من مخسة أقسام‪:‬‬
‫‪ -‬القسم األول‪ :‬دين قابل لالستهالك) اقرتاض الدولة(‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الثاين‪ :‬دين داخلي‪ ،‬الديون العائمة) فوائد سندات اخلزينة(‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الثالث‪ :‬دين خارجي‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الرابع‪ :‬ضمانات) من أجل القروض والتسبيقات املربمة من طرف اجلماعات واملؤسسات العمومية(‪.‬‬
‫‪ -‬القسم اخلامس‪ :‬نفقات حمسومة من اإليرادات) تعويض على منتوجات خمتلفة(‪.‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬ختصيصات السلطات العمومية‬
‫حيتوي هذا العنوان على نفقات تسيري املؤسسات العمومية السياسية وغريها‪ ،‬كاجمللس الشعيب الوطين‪ ،‬اجمللس‬
‫الدستوري‪ ،‬جملس األمة‪ ،‬جملس احملاسبة‪ ،‬اجمللس الوطين االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬احملكمة العليا‪ ،‬جملس الدولة‪ ،‬اجمللس‬
‫اإلسالمي األعلى‪...‬اخل‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬النفقات اخلاصة بوسائل املصاحل‬
‫ويقدم هذا الباب إحصاء جمموع االعتمادات اليت توفر جلميع املصاحل وسائل التسيري املتعلقة باملوظفني‬
‫واألدوات‪ ،‬ويضم‪:‬‬
‫‪ -‬القسم األول‪ :‬املوظفون‪ -‬مرتبات العمل‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الثاين‪ :‬املوظفون‪ -‬املعاشات واملنح‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الثالث‪ :‬املوظفون‪ -‬التكاليف االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الرابع‪ :‬األدوات وتسيري املصاحل‪.‬‬
‫‪ -‬القسم اخلامس‪ :‬أشغال الصيانة‪.‬‬
‫‪ -‬القسم السادس‪ :‬إعانات التسيري‪.‬‬
‫‪ -‬القسم السابع‪ :‬النفقات املختلفة‪.‬‬
‫الباب الرابع‪ :‬التدخالت العمومية‬
‫وتتعلق التدخالت العمومية بنفقات التحويل اليت بدورها تقسم بني خمتلف أصناف التحويالت حسب املقاصد‬
‫املختلفة لعملياهتا كالنشاط الرتبوي والثقايف‪ ،‬والنشاط االقتصادي املتعلق بالتشجيعات والتدخالت وعمليات الدعم‬
‫املختلفة‪ ،‬والنشاط االجتماعي املرتبط باملساعدات وعمليات التضامن‪ ،‬وتضم األقسام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬القسم األول‪ :‬التدخالت العمومية واإلدارية) إعانات للجماعات احمللية(‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬النشاط الدويل) مسامهات يف اهليئات الدولية(‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪123‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬القسم الثالث‪ :‬النشاط الرتبوي والثقايف) منح دراسية(‪.‬‬


‫‪ -‬القسم الرابع‪ :‬النشاط االقتصادي‪ -‬التشجيعات والتدخالت‪.‬‬
‫‪ -‬القسم اخلامس‪ :‬النشاط االقتصادي‪ -‬إعانات للمؤسسات ذات منفعة وطنية‪.‬‬
‫‪ -‬القسم السادس‪ :‬النشاط االجتماعي‪ -‬املساعدة والتضامن‪.‬‬
‫‪ -‬القسم السابع‪ :‬النشاط االجتماعي‪ -‬االحتياط) مسامهة الدولة يف خمتلف صناديق املعاشات‪ ،‬القيام بإجراءات‬
‫حلماية الصحة(‪.‬‬
‫و امللحق رقم (‪ )02‬يوضح توزيع االعتمادات بعنوان موازنة التسيري لسنة ‪ 2018‬حسب كل دائرة‬
‫وزارية‪.‬‬
‫‪ .2‬نفقات التجهيز‬
‫‪ .1.2‬تعريف نفقات التجهيز‪ :‬ومتثل تلك النفقات اليت هلا طابع االستثمار الذي يتولد عنه ازدياد الناتج الوطين‬
‫اإلمجايل وبالتايل ازدياد ثروة البالد ويطلق على نفقات التجهيز اسم موازنة التجهيز أو موازنة االستثمار‪ ،‬وتتكون من‬
‫االستثمارات اهليكلية االقتصادية واالجتماعية واإلدارية‪ ،‬واليت تعترب استثمارات منتجة ويضاف هلذه االستثمارات‬
‫إعانات التسيري املقدمة لبعض املؤسسات العمومية‪.‬‬
‫وبصفة عامة ختصص نفقات التجهيز للقطاعات االقتصادية للدولة (القطاع االقتصادي‪ ،‬الفالحي‪...،‬اخل)‪ ،‬من‬
‫أجل جتهيزها بوسائل للوصول إىل تنمية شاملة للوطن‪.‬‬
‫‪ .2.2‬تقسيم نفقات التجهيز‪ :‬يتم تقسيم نفقات التجهيز حسب العناوين والقطاعات الفرعية والفصول واملواد‬
‫كما يلي‪:1‬‬
‫أ‪ .‬تقسيم نفقات التجهيز حسب العناوين‬
‫لقد نص املشرع اجلزائري على أنه تفتح االعتمادات املفتوحة بالنسبة إىل املوازنة ووفقا للمخطط اإلمنائي السنوي‪،‬‬
‫لتغطية نفقات االستثمار وفق ثالثة أبواب(عناوين) وهي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعانات املنفذة من قبل الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬إعانات االستثمار املمنوحة من قبل الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات األخرى بالرأمسال‪.‬‬
‫ب‪ .‬تقسيم موازنة التجهيز حسب القطاعات‬
‫حيدد التوزيع بني القطاعات لالعتمادات املفتوحة واملخصصة للنفقات ذات الطابع النهائي من املخطط السنوي‬
‫مبوجب قانون املالية‪ ،‬وتظهر موازنة التجهيز يف قانون املالية مبوجب اجلدول (ج) ويتضمن توزيع اعتمادات مالية على‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بن عزة محمد‪" ،‬ترشيد سياسة اإلنفاق العام بإتباع مبدأ االنضباط باألهداف"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة تلمسان‪،2010/209 ،‬‬
‫ص‪.122‬‬
‫‪124‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫قطاعات اقتصادية حمددة من طرف قانون املالية وذلك ما يوضحه امللحق رقم (‪ )04‬اخلاص مبوازنة التجهيز لسنة‬
‫‪.2018‬‬
‫ت‪ .‬تقسيم موازنة التجهيز حسب القطاعات الفرعية والفصول املواد‬
‫وبدورها تقسم القطاعات املوضحة يف اجلدول امللحق إىل قطاعات فرعية وفصول ومواد مرفوقة كلها‬
‫باإلعتمادات املخصصة هلا‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تبويب اإليرادات حسب املشرع اجلزائري‬
‫تنص املادة ‪ 11‬من قانون ‪ 17/84‬على أن كل مصادر اإليرادات العامة اليت تتضمنها املوازنة العامة تتمثل‬
‫فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬اإليرادات ذات الطابع اجلبائي وكذا حاصل الغرامات‪.‬‬
‫مدا خيل األمالك التابعة للدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التكاليف املدفوعة لقاء اخلدمات املؤداة واألتاوى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األموال املخصصة للمسامهات واهلدايا واهلبات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التسديد بالرأمسال والتسبيقات املمنوحة من طرف الدولة من املوازنة العامة وكذا الفوائد املرتتبة عليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬خمتلف حواصل املوازنة اليت ينص القانون على حتصيلها‪.‬‬
‫‪ -‬مداخيل املسامهات املالية للدولة املرخص هبا قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬احلصة املستحقة للدولة من أرباح مؤسسات القطاع العمومي احملسوبة واحملصلة وفق الشروق احملددة يف‬
‫التشريع املعمول به ويتم تبويب هذه اإليرادات يف املوازنة العامة للدولة يف جدول يرمز له "أ" وذلك بعنوان‬
‫اإليرادات النهائية املطبقة على موازنة الدولة حبيث يتكون هذا اجلدول من بابني رئيسيني ومها‪:‬‬
‫‪ ‬املوارد اإلجبارية‪.‬‬
‫‪ ‬املوارد االختيارية‪.‬‬
‫‪ .1‬املوارد اإلجبارية‬
‫تعرب املوارد اإلجبارية عن االقتطاعات اليت تتحصل عليها الدولة بشكل إجباري وبدون مقابل وتتمثل هذه‬
‫اإليرادات يف املداخيل اجلبائية والغرامات واحلصة املستحقة للدولة من أرباح مؤسسات القطاع العمومي‪.‬‬
‫‪ .1.1‬اإليرادات ذات الطابع اجلبائي‬
‫ويتم تصنيفها يف اجلدول (أ) وتتكون من خمتلف الضرائب والرسوم كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬الضرائب املباشرة‬
‫وتشمل املداخيل مبختلف أنواعها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ،17/84‬المادة ‪ ،11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬الضرائب على األجور‪.‬‬


‫الضرائب على األرباح التجارية وغري التجارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكفاالت والكراء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األرباح الصناعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفوائد املتأتية من القروض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب‪ .‬حقوق التسجيل والطابع‬
‫وهي الضرائب اليت يتم فرضها على بعض العقود القانونية وختص مجيع الوثائق املوجهة للعقود املدنية والقضائية‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ -‬حقوق التسجيل لرؤوس األموال احملمولة للتسجيل‪.‬‬
‫‪ -‬عقود الزواج و الطالق‪.‬‬
‫‪ -‬جواز السفر ورخصة السياقة‪ ،‬بطاقة التعريف الوطنية‪.‬‬
‫ت‪ .‬الضرائب على األعمال ‪ :‬حيث تعترب ضرائب غري مباشرة على االستهالك‪ ،‬وتعرف بالرسم على رقم األعمال‪.‬‬
‫ث‪ .‬الضرائب غري املباشرة‪ :‬وتتشكل من الضرائب غري املباشرة على االستهالك ولكنها ختص فقط املنتجات غري‬
‫اخلاضعة للضرائب على رقم األعمال ومن بني السلع اليت تفرض عليا هذه الضرائب الذهب‪ ،‬اخلمور‬
‫والكحول‪...‬اخل‪.‬‬
‫ج‪ .‬احلقوق اجلمركية‪ :‬ويفرض هذا النوع من الضرائب على عمليات التجارة اخلارجية و كل املنتجات املوجهة‬
‫لالسترياد و التصدير‪.‬‬
‫ح‪ .‬اجلباية البرتولية‪ :‬وتتكون هذه اجلباية من‪:‬‬
‫‪ -‬الضريبة على إنتاج البرتول السائل و الغازي‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة مباشرة على األرباح الناجتة على النشاطات البرتولية املتعلقة بالبحث واالستغالل والنقل عرب القنوات‪.‬‬
‫‪ .2.1‬احلصة املستحقة للدولة من أرباح املؤسسات العمومية‬
‫حبيث مت حتديد هذه احلصة ب ‪ %50‬ملؤسسات قطاع اخلدمات و ‪ 15‬للمؤسسات املنتجة للسلع من األرباح‬
‫الصافية للمؤسسات‪ ،‬وذلك بعد اقتطاع حصة اشرتاكات العمال‪ ،‬حبث ختضع هذه الضريبة لعدة قواعد مثل‬
‫التصريح السنوي والتحصيل إىل غري ذلك من القواعد األخرى‪.‬‬
‫‪ .2.1‬الغرامات‬
‫وتفرض هذه الغرامات على األشخاص املخالفني للنصوص اليت تضعها احلكومة‪ ،‬وهي عبارة عن عقوبة مالية‬
‫تفرضها املؤسسات القانونية مثل جملس احملاسبة واحملاكم وقد يفرضها مفتشي األسعار أو مفتشي اجلمارك‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .2‬املوارد االختيارية‬
‫وهذا النوع من الضرائب يضم االشرتاكات أو الضرائب املدفوعة إراديا من قبل األشخاص ويكون الدفع إراديا‬
‫وليس إجباريا مقابل نفعهم واستفادهتم بسلعة أو خدمة معينة تؤديها هلم الدولة ‪ ،‬فهناك فرق بني مداخيل أمالك‬
‫الدولة أو أجرة اخلدمة املقدمة من طرف الدولة وأموال املسامهات واهلبات واهلدايا ‪ ،‬وبالتايل يضم هذا النوع‬
‫املشاركات واملسامهات املدفوعة اختياريا من قبل األفراد جراء حصوهلم على سلع وخدمات من قبل الدولة وأهم أنواع‬
‫املوارد االختيارية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1.2‬مداخيل أمالك الدولة‬
‫حيث تتحصل الدولة على هذه اإليرادات عن طريق تصفيتها لثروهتا أو استغالهلا يف شكل إجازة أو خدمة أو‬
‫رخصة ومنه جند أن هذا النوع من املداخيل ينقسم إىل قسمني مها ‪:‬‬
‫‪ -‬مداخبل االستغالل ‪.‬‬
‫‪ -‬مداخيل التصفية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬مداخيل االستغالل‬
‫وتشمل املداخيل اليت تتحصل عليها الدولة لقاء منح تراخيص االستغالل‪ ،‬فتقدمي الدولة لرخصة االستغالل يدر‬
‫عليها إيرادات تعرف بإيرادات االستغالل وأمثلة ذلك أمالك الدولة واليت ميكن لألفراد استغالهلا مثل املناجم واحملاجر‪،‬‬
‫حقوق الصيد واألسواق‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ .2.2‬مداخيل التصفية‬
‫وتشمل مداخيل التصفية املداخيل اليت تتحصل عليها الدولة جراء قيامها ببيع السلع اليت متتلكها واليت أصبحت‬
‫ال متثل منفعة بالنسبة هلا ومثال ذلك بيع األراضي والعقارات والسيارات اإلدارية ‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ .4.2‬التكاليف املدفوعة جراء اخلدمات املؤداة واألتاوى‬
‫وهذه االيرادات ال تظهر يف جدول اإليرادات أي اجلدول "أ" لذلك يصعب تقدير مبلغها بالتحديد وميكن‬
‫استنتاجه من خالل مكوناته‪ ،‬فتعرب التكاليف املدفوعة جراء اخلدمات املؤداة واألتاوى عن كل املكافآت املقبوضة من‬
‫طرف الدولة مقابل استعمال خدماهتا وأهم أنواعها‪:1‬‬
‫‪ -‬املكافآت احملصلة من النشاطات الصناعية والتجارية للدولة جراء ما تؤديه من خدمة‪.‬‬
‫‪ -‬املكافآت احملصلة من النشاطات املالية للدولة عن قيامها بنشاطات مصرفية أو تأمينية‪.‬‬
‫‪ -‬املكافآت احملصلة من النشاطات اإلدارية اليت تسريها الدولة مقابل رسوم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬لعمارة جمال‪ ،‬مرجع سابق ص‪.50‬‬
‫‪127‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .5.2‬األموال املخصصة للمسامهات واهلدايا واهلبات‬


‫وتشمل املسامهة املالية غري اإلجبارية لألفراد من أجل متويل نفقة عمومية‪ ،‬وتعترب قيمة هذه املداخيل غري حمددة‪،‬‬
‫وتقدم من األفراد دون مقابل‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬دوافع حتديث النظام املوازين يف اجلزائر‬
‫بعد أن تطرقنا يف املباحث السابقة إىل مفاهيم عامة حول املوازنة العامة‪ ،‬وكذا مبادئها ومراحل إعدادها وهيكلها‬
‫حسب التشريع اجلزائري‪ ،‬سنتطرق يف هذا املبحث إىل أهم اختالالت وعيوب النظام املوازين احلايل واليت تعترب حبد‬
‫ذاهتا دوافعا تربر املطالبة بتحديث النظام املوازين يف اجلزائر خاصة يف ظل ما تواجهه السياسة املالية من حتديات‬
‫بسبب تراجع مداخيل الدولة الناجم عن تراجع أسعار احملروقات يف السوق الدولية‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬اختالالت النظام املوازين احلايل يف اجلزائر‬
‫يعاين النظام املوازين احلايل يف اجلزائر من الكثري من النقائص واالختالالت أمهها‪:‬‬
‫‪ .1‬اختالالت تتعلق بتقنيات املوازنة‪:‬‬
‫ويدخل يف إطار هذه االختالالت املبادئ التقليدية اليت حتضر على أساسها املوازنة يف اجلزائر دون تكييفها وفق‬
‫التوجهات اإلصالحية احلديثة لنظام املوازنات ومنها‪:‬‬
‫‪ .1.1‬غياب التخطيط طويل األجل‪:‬‬
‫يعترب مبدأ السنوية من املبادئ الراسخة واملناسبة لتحضري املوازنة على اعتبار أن مدة سنة تعترب كافية للسلطة‬
‫القائمة على حتضري املوازنة وكذا على تنفيذها ورقابتها‪ ،‬غري أن توسع دور الدولة واتساع نشاطها جعل النظرة السنوية‬
‫وغري املتعددة السنوات تشكل نقصا يعانيه النظام املوازين احلايل‪ ،‬إذ أن البعد التوقعي املنحصر يف سنة ال أكثر غري‬
‫كاف لإلملام بكامل العوامل على املدى املتوسط والبعيد‪ ،‬كما أن مدة السنة جتعل املوازنة بعيدة عن التخطيط طويل‬
‫األجل بناء على حتليل املؤشرات املستقبلية‪.‬‬
‫وبالتايل فإن اعتماد املوازنة يف اجلزائر على مبدأ السنوية دون مراعاة جانب التخطيط طويل األجل‪ ،‬يعد اختالال‬
‫قائما يدفع إىل إصالح النظام املوازين مبا يسمح من أن تكون املوازنة السنوية مرتبطة بأهداف اخلطة اليت متتد لسنوات‬
‫قادمة مبا حيقق االنسجام بني األهداف املرحلية‪ ،‬واألهداف النهائية‪.1‬‬
‫‪ .2.1‬حسابات التخصيص اخلاص‪:‬‬
‫احلسابات اخلاصة للخزينة هي حسابات مفتوحة يف كتابات اخلزينة تقيد فيها عمليات اإليرادات وعمليات‬
‫النفقات ملصاحل الدولة‪ ،‬واليت جتري تنفيذا ألحكام قانون املالية‪ ،‬ولكن خارج املوازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫و لقد نصت املادة ‪ 89‬من قانون املالية ‪ 2000‬بتعريف جديد حلسابات التخصيص اخلاص و الذي جيسد‬
‫مفهوم الربامج و التسيري عن طريق األهداف حيث تعرفها بأهنا متثل برنامج عمل معد من طرف اآلمرين بالصرف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رابح محمدي‪ ،‬حلقة دراسية بعنوان "مشروع تحديث نظام الميزانية في الجزائر"‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،2007 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪128‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املعنيني حيث حيدد لكل حساب األهداف املسطرة و املنتظرة و كذا آجال االجناز‪ ،‬وبالتايل فحسابات التخصيص‬
‫اخلاص وفق نص املادة السابقة تتميز مبا يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬تعرب عن برنامج حمدد‪.‬‬
‫‪ -‬هلا أهداف معينة و آجال اجناز‪.‬‬
‫‪ -‬ختضع للمتابعة و مراقبة تنفيذ الربامج من طرف املسريين املعنيني‪.‬‬
‫و للحسابات اخلاصة الكثري من االجيابيات اليت تعترب حال للعديد من املشاكل املالية واحملاسبية اليت تواجه‬
‫الدولة‪ ،‬غري أن اللجوء إىل احلسابات اخلاصة يسجل الكثري من التجاوزات اليت تعترب عيوبا تستدعي االهتمام هبا‬
‫وإدخال إصالحات عليها ومنها‪:2‬‬
‫‪ -‬التوسع من حيث العدد واحلجم‪ ،‬فاللجوء اىل فتح هذه احلسابات يعترب كإنشاء خط إنفاق موازي‬
‫للموازنة العامة‪ ،‬ويف غياب حدود و شروط فتحها أصبح معظم الوزراء يلجئون إليها كوسيلة مفضلة‬
‫لتسيري قطاعاهتم و هذا ما يؤدي إىل أن تكون هذه احلسابات بدون هدف واضح و ال تعرب عن برنامج‬
‫واضح‪ ،‬مما جعلها تبدو كوسيلة للتهرب من الرقابة‪.3‬‬
‫‪ -‬تساهم احلسابات اخلاصة يف زيادة عجز املوازنة حيث ترفع من حجم اإلنفاق العام وتضعف أداء‬
‫االقتصاد الكلي وال تسمح بإجراء حصر جلميع النفقات واإليرادات العامة‪ ،‬وهو ما يضعف الرقابة على‬
‫املال العام‪ ،‬ومن جهة أخرى فإننا جند الكثري من األرصدة غري املستغلة يف هذه احلسابات تبقى‬
‫مكدسة‪ ،‬رغم ارتفاع حاجة احلكومة للتمويل كما حدث من سنة ‪ 2015‬اىل يومنا هذا نتيجة تراجع‬
‫أسعار احملروقات‪.‬‬
‫‪ -‬غياب التجانس بني موارد ونفقات هذه احلسابات‪ ،‬وبالتايل غياب العالقة املنطقية بينهما‪ .‬وانطالقا من‬
‫حالة الالجتانس هذه فإن متويل هذه احلسابات يف اجلزائر يعتمد على املوازنة العامة دون حتديد سقف‬
‫هلذه املخصصات أو اإلعانات املوجهة لتمويل هذه الصناديق‪ ،‬يف حني أن أغلب التشريعات املنظمة‬
‫هلذه التقنية تفرتض أن اعتمادات املوازنة العامة هلا ال تتدخل إال بصفة مكملة وثانوية‪.4‬‬
‫‪ -‬هناك بعض احلسابات تفتح يف قوانني املالية دون أن يتبعها إصدار نصوص تنظيمية توضح كيفية‬
‫تنفيذها و استعماهلا إال بعد مرور فرتة طويلة مما يؤدي إىل عدم تنفيذها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 11-99‬المؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ 1999‬المتضمن قانون المالية ‪ ،2000‬المادة ‪.89‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مفتاح فاطمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75-74‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- M.T. BOUARA, « LA LOI DE FINANCES EN ALGERIE», thèse doctorat d’état en droit public, univ d’Alger, Algérie,‬‬
‫‪2005/2006, p432.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪- Jean-Claude MARTINEZ et Pierre Di MALTA, "Droit Budgétaire", 3eEdition, LITEC, Paris, France, 1999, P338.‬‬

‫‪129‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬عدم وجود اختالف بني إجراءات تنفيذ نفقات املوازنة العامة للدولة و تلك املستخدمة يف تنفيذ هذه‬
‫احلسابات وبالتايل نسجل غياب املرونة املطلوبة‪ ،‬و كذلك األمر بالنسبة للرقابة إذ ال توجد إجراءات‬
‫خاصة تسمح مبتابعة و رقابة تسيريها‪.‬‬
‫‪ -‬كثرة حسابات التخصيص تؤدي إىل غياب الشفافية والوضوح وإعطاء صورة غري حقيقية عن واقع املالية‬
‫العامة‪ ،‬دون تقييم فعال لعمل وأهداف هذه احلسابات إذ أن حتديد األهداف الكمية و الكيفية يتم‬
‫بشكل غري دقيق‪ 1‬و نأخ ذ مثاال على ذلك برنامج البحث العلمي و التطوير التكنولوجي حيث من بني‬
‫األهداف املسطرة ضمنه هو زيادة نسبة حصتة من الناتج الداخلي املخصص للبحث العلمي من‬
‫‪ %0.2‬إىل ‪ %01‬و هكذا نالحظ أن األهداف تكون عامة يف معظم األحيان و هذا ما يؤثر سلبا‬
‫على تقييم فعالية الربنامج الذي يبقى مقرتنا مبؤشر كمي ال نوعي‪..‬‬
‫‪ -‬غياب الدراسات الشاملة والدقيقة قبل فتح هذه احلسابات يؤدي إىل غياب الشفافية ويضعف الرقابة‬
‫والتقييم املوضوعي هلذه احلسابات إذ أن التقييم الشائع هو قياس ما مت إنفاقه و استهالكه دون االهتمام‬
‫مبا مت حتقيقه من نتائج‪.2‬‬
‫‪ .2‬اختالالت مرتبطة مبدونة املوازنة‪:‬‬
‫‪ .1.2‬الطابع غري املفصل للنفقات‪:‬‬
‫يتميز النظام احلايل لتصنيف النفقات بغياب الفعالية إذ توجد به جمموعة من العيوب حتول دون فهم و‬
‫استيعاب العناوين املتضمنة يف املوازنة و تتمثل هذه العيوب فيما يلي ‪:3‬‬
‫‪ -‬من حيث طريقة التقدمي نالحظ عدم وضوح عناوين النفقات بشكل ال ميكن من حتديد أوجه اإلنفاق‬
‫املختلفة إذ هناك نوع من تشتت النفقات‪ ،‬و هذا ما سنحاول توضيحه من خالل املثالني التاليني‪:‬‬
‫مثال رقم ‪:1‬‬
‫العنوان الثالث‪ :‬وسائل املصاحل‬
‫القسم األول‪ :‬املوظفون‪ -‬مرتبات العمل‬
‫‪ 02.31‬التعويضات و املنح املختلفة‬
‫القسم الثالث‪ :‬التكاليف االجتماعية‬
‫‪ 01-33‬املنح العائلية‬
‫‪ 02-33‬املنح االختيارية‬

‫‪1‬‬
‫‪- Christine Wong, "Extra budgetary Funds", World Bank, 1999, P15.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬فاطمة فوقة‪ ،‬حوكمة الحسابات الخاصة للخزينة كمدخل لترشيد الموازنة العامة للدولة في الجزائر‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬مفتاح فاطمة‪ ،‬مرجع سابق ص‪.76-75‬‬
‫‪130‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويتضح من املثال السابق تشتت و تفرع النفقات اخلاصة باملنح بني القسمني األول و الثالث بشكل ال ميكن من‬
‫فهم و استيعاب حمتوى االعتمادات املخصصة جلانب املنح‪.‬‬
‫مثال رقم ‪:2‬‬
‫العنوان الثالث‪ :‬وسائل املصاحل‬
‫القسم األول‪ :‬املوظفون‪ -‬مرتبات العمل‬
‫‪ 01-31‬اإلدارة املركزية – األجور الرئيسية‬
‫‪ 02-31‬التعويضات و املنح املختلفة‬
‫‪ 03-31‬املوظفون املناوبون و املداومون – األجور و لواحقها‬
‫العنوان الرابع‪ :‬التدخالت العمومية‬
‫القسم الثالث‪ :‬النشاط الرتبوي و الثقايف‬
‫‪ 01-43‬اإلدارة املركزية – املنح – تعويضات التدريب – الرواتب املسبقة – نفقات التكوين‬
‫ويظهر من املثال ‪ 2‬صعوبة التحديد الواضح و الدقيق حملتوى و حجم النفقات املتعلقة باملوظفني نظرا لتشتتها‬
‫بني عدة أقسام تنتمي لعناوين خمتلفة‪.‬‬
‫كما جتدر اإلشارة إىل أن طريقة التقدمي و التصنيف احلالية ال تعكس بوضوح تقسيم املهام بني القطاعات الوزارية‬
‫إذ جند من بني النفقات اخلاصة بوزارة ما نفقات متعلقة بنشاطات تندرج ضمن مهام وزارات أخرى‪.‬‬
‫‪ .2.2‬عدم متاشي مدونة نفقات التسيري مع نفقات التجهيز‪:‬‬
‫إن عدم متاشي مدونة نفقات التسيري مع نفقات التجهيز يعود إىل أن مدونة نفقات التسيري تقسم النفقات‬
‫حسب الوزارات أما مدونة نفقات التجهيز تقسمها على شكل قطاعات ( الصناعة‪ ،‬الزراعة‪ ،‬الري ‪ ،)..‬كما أن عدم‬
‫التناسق بني املدونتني أدى إىل وجود نفقات مسجلة يف موازنة التجهيز و لكنها من املفروض أن تسجل يف موازنة‬
‫التسيري‪.‬‬
‫مثال رقم ‪ :2‬اقتناء السيارات يسجل يف موازنة التسيري لوزارة معينة و يف موازنة التجهيز يف وزارة أخرى‪.‬‬
‫‪ .2‬اختالالت يف الرقابة‪:‬‬
‫‪ .1.2‬عدم فعالية العمل بقانون ضبط املوازنة‪:‬‬
‫ينص الدستور يف اجلزائر على أن ال سنة املالية للربملان ختتتم بالتصويت على قانون ضبط املوازنة‪ ،‬أي أن الدستور‬
‫بعد تعديله األخري قد ضرب موعدا دوريا سنويا يقوم فيه الربملان بتقييم أداء احلكومة على مدار السنة املالية املنصرمة‬
‫مقارنة بالتقديرات املرخص هبا يف إطار قانون املالية‪ ،‬ومناقشة النتائج املرتتبة على قانون املالية و حتليل شروط تطبيقه‬
‫غري أنه إذا كان هذا النوع من الرقابة حيظى من الناحية النظرية بأمهية بالغة إال أن فعاليته من الناحية العملية تبقى‬
‫حمدودة ‪ ،‬وذلك لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪131‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬أن أعضاء السلطة التشريعية ال ميلكون الوقت الالزم واخلربة الفنية واحملاسبية الكافية ملناقشة احلساب‬
‫اخلتامي الذي قد يصل اىل مئات الصفحات واألرقام مناقشة تفصيلية‪ ،‬مما جيعل احلكومة تسيطر وتتفوق‬
‫على الربملان يف اجملال املايل‪.1‬‬
‫‪ -‬أن نواب اجمللس الشعيب الوطين يعطون أمهية كبرية ملناقشة قانون املالية أكثر منه يف قانون ضبط املوازنة‬
‫وهذا ما يضعف تأثريه و يقلل من جدواه و فعاليته‪.‬‬
‫‪ -‬أن عملية التصويت على قانون ضبط املوازنة تأخذ يف غالب األحيان طابعا شكليا بسبب التأخر يف‬
‫إيداعه لدى اجمللس إذ أنه من غري املعقول أن تقوم املناقشة بشأن موازنات نفذت منذ وقت طويل أي‬
‫بعد تغيري احلكومة والوزراء عادة‪ ،‬إذ أن احلكومات املتعاقبة منذ ‪ 1978‬مل تعد سوى أربع قوانني‬
‫متعلقة بضبط املوازنة بني ‪ 1981‬و‪ 1987‬املتعلقة بالسنوات ‪،1981 ،1980 ،1979 ،1978‬‬
‫وعادت بعد ذلك لتقدميه سنوات ‪ ،2015 ،2014 ،2013 ،2012 ،2011‬حيث قدمت‬
‫احلكومة للربملان قانون ضبط املوازنة املتعلق بسنوات ‪،2012 ،2011 ،2010 ،2009 ،2008‬‬
‫على الرتتيب ويرجع سبب هذا التخلف يف بطء وتعقيد إجراءات الرقابة اليت متارس من قبل األجهزة‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ .2.2‬عدم فعالية رقابة جملس احملاسبة‪:‬‬
‫تتخذ الرقابة البعدية أو الالحقة أشكاال متعددة‪ ،‬مثل الرقابة اليت يقوم هبا الربملان من خالل مناقشة وتقييم‬
‫نشاط احلكومة وأدائها‪ ،‬وقد تتوالها إدارة تابعة للوحدات احلكومية أو ادارة تابعة لوزارة املالية أو اخلزينة العمومية‪،‬‬
‫فتقتصر هنا على املراجعة احلسابية واملستندية لكافة العمليات املالية لكشف التالعب باألموال العامة‪ ،‬ورمبا متتد اىل‬
‫مستوى التأكد من كفاءة الوحدة اإلدارية يف استخدام األموال العامة‪.‬‬
‫إن األجنع واألكثر جدية يف عملية الرقابة الالحقة أو البعدية هو أن تتوالها هيئة مستقلة عن السلطة التنفيذية‬
‫وذلك ما كرسه الدستور اجلزائري حينما أنشأ جهازا أعلى يضطلع هبذه الرقابة البعدية هو جملس احملاسبة‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 16‬من األمر ‪ 16/95‬الصادر يف ‪ ،1995/07/17‬تشري إىل أن جملس احملاسبة يعد تقريرا‬
‫حول التحقيقات و أعمال الرقابة اليت يقوم هبا و ترسل نسخة منه إىل رئيس اجلمهورية و أن النص ينشر جزئيا أو‬
‫كليا يف اجلريدة الرمس ية وان نسخة منه تسلم إىل اهليئة التشريعية إال أن الواقع خيالف ذلك متاما‪ ،‬فرغم توفر أجهزة‬
‫رقابية كثرية إال أن الدور الذي يؤديه يبقى بعيدا عن املستوى املطلوب فتقارير هذه اهليئات ال تسجل أي فعالية‪،‬‬
‫األمر الذي يتطلب إعادة النظر يف أمهية و دور الرقابة و إعادة النظر يف نصوصها التشريعية من أجل دعمها و تغفيل‬
‫دورها يف الكشف عن التجاوزات و اإلسهام يف تعديلها‪. 2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عزة عبد العزيز‪ ،‬الرقابة البرلمانية على الميزانية العامة في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬العدد‪ ،24‬جوان ‪ ،2017‬جامعة عنابة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سليمان نسرين‪ ،‬إصالح الميزانية وتحديث تسيير قطاع الخدمات‪ -‬دراسة حالة تسيير الخدمات الجامعية تلمسان‪ ،-‬ماجستير‪ ،‬جامعة تلمسان‪،‬‬
‫‪ ،2012/2011‬ص‪.46‬‬
‫‪132‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املطلب الثاين‪ :‬غياب معايري احلوكمة‬


‫ويتجلى غياب معايري احلوكمة يف املوازنة العامة يف اجلزائر يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬غموض األعباء املشرتكة‪:‬‬
‫تظهر مبالغ األعباء املشرتكة يف املوازنة يف اجلزائر بشكل غامض وغري واضح الوجهة والتقسيمات‪ ،‬وهو ما يؤثر‬
‫على عدم شفافية املوازنة فقد سجلت مثال موازنة األعباء املشرتكة لسنة ‪ 2007‬زيادة تقدر ب ‪ %24.22‬مقارنة‬
‫مع االعتمادات املفتوحة يف املوازنة التكميلية لسنة ‪ ،2006‬و يفسر هذا االرتفاع بالزيادات املسجلة على مستوى‬
‫الوظيف العمومي فيما خيص األجور و املنح اخلاصة بالتقاعد من جهة و النفقات املخصصة من أجل التحضري‬
‫للتشريعيات احمللية من جهة أخرى‪.1‬‬
‫وبشكل عام فان مبالغ األعباء املشرتكة تظهر عادة يف موازنة الدولة بشكل غامض و غري واضح الوجهة و‬
‫التقسيمات‪.2‬‬
‫‪ .2‬وثائق املوازنة‪:‬‬
‫يهدف مؤشر املوازنة املفتوحة إىل حوكمة املوازنة العامة‪ ،‬كما يوضح مدى الشفافية واملشاركة اجملتمعية واملساءلة‬
‫فيما يتعلق باملوازنة يف أغلب بلدان العامل‪ ،‬كما يركز مؤشر املوازنة املفتوحة على مدى التوفر العلين لثمانية وثائق‬
‫رئيسية‪ ،‬واليت ينبغي نشرها يف خمتلف املرحل املختلفة لدورة املوازنة ‪ ،‬باإلضافة اىل مدى مشاركة مجهور املواطنني يف‬
‫عملية املوازنة‪.‬‬
‫ومن أهم وثائق املوازنة الواجب إصدارها وتوفرها‪ :‬البيان التمهيدي للموازنة‪ ،‬مقرتح السلطة التنفيذية للموازنة‪،‬‬
‫املوازنة املقررة واملشرعة‪ ،‬التقارير الدورية‪ ،‬املراجعة نصف السنوية‪ ،‬تقرير هناية السنة‪ ،‬تقرير املراجعة‪ ،‬موازنة املواطنني‪.‬‬
‫أما يف اجلزائر فإن الوثائق املرفقة باملوازنة تطرح مشاكل عدة فوثائق املوازنة املذكورة يف املادة ‪68‬من القانون‬
‫‪ 17/84‬املتعلق بقوانني املالية صعبة احلصول عليها‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بامللحقات التفسريية والتقدير املايل و‬
‫االقتصادي‪ .‬و يف هذا الصدد نشري إىل أن الوثائق املالية يف اجلزائر غائبة متاما عن جمال اإلعالم القانوين و بالتايل فان‬
‫الصحافة تشكل األداة الوحيدة لالطالع على موازنة الدولة و على العكس من ذلك فانه ميكن القول بأن هذا النوع‬
‫من الوثائق املتضمنة اجملمعات امليزانية ال تكون حمل نشر و ليست يف متناول اجلمهور بل على العكس من ذلك تعد‬
‫من أسرار ا لدولة اليت ال جيب نشرها األمر الذي يعكس ثقافة عدم الثقة اليت تتميز هبا بلدان العامل الثالث و من بينها‬
‫اجلزائر يف هذا اجملال‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مفتاح فاطمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Senator Khaled, Le Changement Dans Les Finances, Etude Comparative, Mémoire De Fin d'étude Décembre‬‬
‫‪2008, P23.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬فاطمة فوقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪133‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جدول ‪ 1-2‬وثائق املوازنة املعلنة يف اجلزائر‬


‫تقرير‬ ‫تقرير‬ ‫املراجعة‬ ‫التقارير‬ ‫املوازنة‬ ‫موازنة‬ ‫مقرتح‬ ‫البيان‬ ‫السنوات‬
‫املراجعة‬ ‫هناية‬ ‫النصف‬ ‫الدورية‬ ‫املواطنني املقررة‬ ‫املوازنة‬ ‫التمهيدي‬
‫العام‬ ‫سنوية‬ ‫للسلطة‬ ‫للموازنة‬
‫التنفيذية‬
‫متاحة‬ ‫متاحة‬ ‫متاحة‬ ‫متاحة‬ ‫متاحة‬ ‫مل يتم‬ ‫متاحة‬ ‫متاحة‬ ‫‪2010‬‬
‫لالستخدام لالستخدام اخراجها للجمهور لالستخدام لالستخدام لالستخدام لالستخدام‬
‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬

‫متاحة‬ ‫متاحة‬ ‫متاحة‬ ‫متاحة‬ ‫متاحة‬ ‫مل يتم‬ ‫متاحة‬ ‫متاحة‬


‫اخراجها للجمهور لالستخدام لالستخدام لالستخدام لالستخدام‬ ‫لالستخدام للجمهور‬ ‫‪2012‬‬
‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬

‫مل يتم‬ ‫مل يتم‬ ‫مل يتم‬ ‫متاحة‬ ‫متاحة‬ ‫مل يتم‬ ‫متاحة‬ ‫متاحة‬
‫‪2015‬‬
‫اخراجها‬ ‫اخراجها‬ ‫اخراجها‬ ‫اخراجها للجمهور للجمهور‬ ‫لالستخدام للجمهور‬
‫الداخلي‬
‫متاحة‬ ‫متاحة‬ ‫متاحة‬ ‫مل يتم‬ ‫متاحة‬ ‫مل يتم‬ ‫متاحة‬ ‫متاحة‬
‫‪2017‬‬
‫لالستخدام لالستخدام لالستخدام‬ ‫لالستخدام لالستخدام اخراجها للجمهور اخراجها‬
‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬

‫من اعداد الباحث اعتماد على شراكة املوازنة املفتوحة‪ -‬مسح املوازنة املفتوحة ‪2017-2012‬‬
‫ويبني اجلدول السابق ضعف مستوى شفافية املوازنة يف اجلزائر حسب النتائج االمجالية ملؤشر املوازنة املفتوحة‬
‫لعدد من السنوات‪ ،‬وأن تلك الوثائق املنشورة تفتقد يف الغالب اىل التفاصيل اليت تعد ضرورية لفهم ومراقبة انفاق‬
‫احلكومة وايراداهتا وديوهنا‪ ،‬وهو ما يعين أن اجلزائر ال تبذل اجلهود الكافية لنشر املزيد من وثائق املوازنة وتضمينها‬
‫املعلومات الضرورية للتحليل والرقابة‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .2‬مؤشر املوازنة املفتوحة‪:‬‬


‫يعترب هذا املؤشر أول دليل يف جمال شفافية املوازنة‪ ،‬والذي يعترب استنادا اىل استطالعات الرأي اليت يقوم هبا‬
‫خرباء حمليون من دول خمتلفة‪ ،‬وهو عبارة عن جمموعة من األسئلة تتجاوز التسعني سؤاال من استبانة املوازنة املفتوحة‪،‬‬
‫هبدف مجع املعلومات عن قدرة املواطن على احلصول على املعلومات املالية جملموعة من الدول‪ ،‬ومن بني مؤشر‬
‫شفافية املوازنة العامة جند ‪:1‬‬
‫‪ -‬مدى إشراك اجلمهور يف عملية املوازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬قوة السلطة التشريعية‪.‬‬
‫‪ -‬قوة أجهزة الرقابة العليا‪.‬‬
‫ويتم تصنيف البلدان وفقا إلجابات املستجوبني بناء على مؤشر املوازنة املفتوحة الذي يرتاوح من ‪ 00‬اىل ‪ 100‬كما‬
‫يوضحه اجلدول املوايل‪:‬‬
‫جدول ‪ 2-2‬التصنيف وفق مؤشر املوازنة املفتوحة‬
‫‪100-81‬‬ ‫‪80-61‬‬ ‫‪60-41‬‬ ‫‪40-21‬‬ ‫‪20-00‬‬ ‫نقاط مؤشر‬
‫املوازنة‬
‫املفتوحة‬
‫معلومات‬ ‫معلومات‬ ‫بعض املعلومات‬ ‫احلد األدىن‬ ‫معلومات‬ ‫الشفافية‬
‫شاملة‬ ‫مهمة‬ ‫من‬ ‫ضئيلة أو‬
‫املعلومات‬ ‫عدم وجود‬
‫معلومات‬
‫من اعداد الباحث اعتماد على شراكة املوازنة املفتوحة‪ -‬مسح املوازنة املفتوحة ‪2017-2012‬‬
‫وقد جاءت نتائج مؤشر املوازنة املفتوحة باجلزائر وفق اجلدول التايل‪:‬‬
‫جدول ‪ 2-2‬مؤشر املوازنة املفتوحة يف اجلزائر‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫‪03‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪01‬‬ ‫قيمة املؤشر‬

‫من اعداد الباحث اعتماد على شراكة املوازنة املفتوحة‪ -‬مسح املوازنة املفتوحة ‪2017-2012‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فاطمة فوقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪135‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .4‬املشاركة اجملتمعية‪ :‬اجملتمع املدين هو جمموعة من املؤسسات واهليئات السياسية واالجتماعية والثقافية والتطوعية‬
‫اليت متثل مصاحل القوى واجلماعات يف اجملتمع‪ ،‬واليت يفرتض أن تعمل بنوع من االستقاللية عن سلطة الدولة وأن‬
‫تشكل ثقال سياسيا وثقافيا قد يكون موازيا لسلطة الدولة لضمان عدم حتويلها اىل االستبداد‪.‬‬
‫وقد شكلت املشاركة اجملتمعية غري الكافية يف اجلزائر يف اعداد املوازنة دافعا ملناداة اجملتمع املدين كمكون أساسي‬
‫ومورد مهم لألفكار واالقرتاحات اليت تساعد املنتخب على لعب دوره على أحسن وجه وتعبئتها الكاملة من أجل‬
‫حتسيس املواطنني بأمهية إبداء آرائهم حول قضايا الشأن العام‪ ،‬واملوازنة العامة بوجه خاص‪ ،‬ودعوهتا هلم اىل لعب‬
‫دور أساسي والتواجد عند كل مرحلة من مراحل عملية حتضري املوازنة‪ ،‬من أجل العمل على حتديثها وإخراج عمل‬
‫يأخذ بعني االعتبار احتياجاهتم ويعرب عن مطالبهم‪.‬‬
‫واجلدول املوايل يبني مؤشر مشاركة العامة وفق مؤشر املوازنة املفتوحة‬
‫جدول‪ :4-2‬التصنيف وفق مؤشر مشاركة العامة‬
‫‪100-61‬‬ ‫‪60-41‬‬ ‫‪40-00‬‬ ‫نقاط مؤشر مشاركة العامة‬
‫كافية‬ ‫حمدودة‬ ‫ضعيفة‬ ‫املشاركة‬
‫من اعداد الباحث اعتماد على شراكة املوازنة املفتوحة‪ -‬مسح املوازنة املفتوحة ‪2017-2012‬‬

‫وقد جاءت نتائج مؤشر املوازنة املفتوحة اليت تفحص أمر مشاركة العامة يف اجلزائر وفق اجلدول املوايل‪:‬‬
‫جدول ‪ :5-2‬مشاركة العامة يف صنع املوازنة يف اجلزائر‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنة‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪14‬‬ ‫مشاركة اجلمهور يف صنع املوازنة‬
‫من اعداد الباحث اعتماد على شراكة املوازنة املفتوحة‪ -‬مسح املوازنة املفتوحة ‪2017-2012‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬املطالبة الدولية بشفافية أنظمة املوازنة و سالمتها‬
‫يالحظ مؤخرا ازدياد مطالبة و إمجاع املنظمات و اهليئات الدولية حول ضرورة تطوير أساليب و نظم املوازنة‬
‫العامة و دعمها هلا من خالل التوصيات و املطالبات اليت تصدرها يف هذا السياق و نذكر من بينها على سبيل‬
‫املثال‪:‬‬
‫‪ .1‬البنك الدويل‪:‬‬
‫متتلك جمموعة البنك الدويل اسرتا تيجية جديدة لتوسيع نطاق مكافحة الفساد على املستوى الدويل‪ ،‬وكذا حتسني‬
‫إدارة احلكم يف البلدان املتعاملة مع البنك خاصة وأهنا اجلهة الرائدة املاحنة على مستوى العامل يف جمال تقدمي املساندة‬
‫لتدعيم إدارات القطاع العام‪ ،‬وهذا من خالل عدة مشروعات وبرامج من شأهنا زيادة مستوى الشفافية يف إدارة‬
‫الشؤون املالية للقطاع العام وحماربة الفساد فيه‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وتعترب مساندة البلدان يف حتسني أنظمتها يف اإلدارة العامة عامال مهما يف املساعدة اليت يقدمها البنك الدويل‪،‬‬
‫فمنذ عام ‪ 2007‬تتيح اسرتاتيجية البنك اجلديدة تعزيز مشاركة جمموعة البنك الدويل يف مكافحة الفساد يف خمتلف‬
‫القطاعات و البلدان‪ .‬وتشمل املساندة اليت يقدمها البنك ملؤسسات القطاع العام الرئيسة املساعدة يف حتسن أداء‬
‫هذه املؤسسات و كفاءهتا و املساءلة فيها و متكينها من تنفيذ وظائف رئيسية على حنو أفضل مثل وضع املوازنة و‬
‫تطبيقها و كذلك الرصد و املراقبة و إدارة األداء‪.‬‬
‫كما أدى تنفيذ اسرتاتيجية نظام اإلدارة العامة و مكافحة الفساد إىل تركيز االنتباه على دور أصحاب املصلحة‬
‫خارج السلطة التنفيذية كل من اجملتمع املدين و مؤسسات الرقابة الرمسية مثل الربملانات و القضاء و هيئات املراجعة‪،‬‬
‫فضال عن آليات متكن أصحاب املصلحة هؤال ء من ممارسة دورهم الرقا ي بفعالية مثل شفافية املوازنة و مشاركة اجملتمع‬
‫املدين و الوصول إىل املعلومات‪.1‬‬
‫‪ .2‬صندوق النقد الدويل‪:‬‬
‫استحدث صندوق النقد الدويل سنة ‪ 1998‬ميثاق املمارسة السليمة يف جمال املالية العامة‪ ،‬وأدى ذلك اىل‬
‫الشروع يف برنامج طوعي إلجراء تقييمات لشفافية املالية العامة يسمى بالوحدات النموذجية لشفافية املالية العامة‬
‫(‪ ،)Fiscal Transparence Modules‬وجاءت هذه التطورات نتيجة توافق اآلراء الواضح حول ما‬
‫تشكله شفافية املالية العامة من عنصر أساسي لسالمة احلوكمة‪ ،‬والذي حيظى بأمهية قصوى يف حتقيق االستقرار‬
‫االقتصادي الكلي والدرجة العالية للنمو‪.‬‬
‫ويعد شفافية املالية العامة هدفا مناسبا جلميع البلدان‪ ،‬وبالتايل يشري امليثاق اىل املمارسة السليمة اليت ميكن‬
‫للبلدان تطبيقها بغض النظر عن مستوياهتا االقتصادية‪ ،‬كما يعترب ميثاق املمارسة السليمة أحد املعايري املالية املتعارف‬
‫عليها يف اجملتمع الدويل‪ ،‬وتعد بشأهنا تقارير مراعاة املعايري واملواثيق‪.‬‬
‫وباإلضافة اىل شفافية املالية ا لعامة وضع صندوق النقد الدويل معايري تشمل البيانات وشفافية السياسة النقدية‬
‫واملالية‪ ،‬باعتبارها جزءا ال يتجزأ من أهدافه املتعلقة بالرقابة‪ ،‬ويعد تقيد البلد العضو مبعايري الشفافية مكمال لعملية‬
‫الرقابة‪ ،‬وهو ما يستتبع إجراء عمليات الرصد وعقد مشاورات مع سلطات البلدان حول جمموعة كبرية من السياسات‬
‫االقتصادية بغية تقييم جوانب الضعف االقتصادية يف هذا البلد‪.‬‬
‫كما أن صندوق النقد الدويل و يف إطار تشجيعه للشفافية يف املالية العامة أعد وثائق عديدة من بينها مدون‬
‫املمارسات اجليدة و دليل حول الشفافية يف املالية العامة باإلضافة دليل للشافية يف إيرادات املوارد الطبيعية و اليت مت‬
‫حتديثها يف ‪.2007‬‬
‫و من بني املبادئ اليت حث الصندوق على إتباعها من خالل هذه املنشورات نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد واضح لألدوار و املسؤوليات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬البنك الدولي‪./https://www.albankaldawli.org :‬‬
‫‪137‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬الشفافية يف اإلجراءات املتعلقة باملوازنة‪.‬‬


‫‪ -‬متكن الشعب من الوصول إىل املعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة أن تستويف املعلومات يف جمال املوازنة ملعايري اجلودة كما جيب أن ختضع لتدقيق مستقل‪ ،‬و رغم أن‬
‫كل الدول مدعوة و مشجعة على إتباع هذه املبادئ إال أن هلا االختيار يف ذلك‪.1‬‬
‫‪ .2‬منظمة التعاون و التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫تعترب املوازنة أهم وثيقة تصدرها احلكومات حول سياساهتا‪ ،‬حيث يتم فيها صياغة أهداف هذه السياسات بعبارة‬
‫حمددة وبدقة ووضوح‪ ،‬وبالتايل فإن الشفافية يف إعداد املوازنة تعين اإلفصاح عن كافة املعلومات املالية املتعلقة‬
‫باملوازنات بأسلوب منهجي ويف الوقت املناسب‪.‬‬
‫وتقف الدول األعضاء يف ‪ OECD‬يف طليعة الدول اليت متارس الشفافية يف املوازنة ففي اجتماعها عام ‪1999‬‬
‫طلب فريق العمل الذي يضم كبار موظفي املوازنة يف تلك الدول من اإلدارة مجع املمارسات النموذجية يف هذا اجملال‬
‫اعتمادا على جتارب الدول األعضاء العتمادها كمنهج للعمل‪ .‬وتقع املمارسات النموذجية يف ثالثة أقسام‪ ،‬يضم‬
‫القسم األول تقارير املوازنة الرئيسية اليت جيب أن تقدمها احلكومات و حمتواها العام وتتمثل يف املوازنة‪ ،‬تقرير ما قبل‬
‫إعداد املوازنة‪ ،‬التقارير الشهرية‪ ،‬تقرير منتصف العام‪ ،‬تقرير هناية العام‪ ،‬تقرير ما قبل االنتخابات‪ ،‬تقرير بعيد األمد‪ .‬و‬
‫يتناول القسم الثاين النقاط احملددة اليت جيب أن تكشفها التقارير مبا فيها معلومات عن األداء املايل و غري املايل و‬
‫يلقي القسم الثالث الضوء على ممارسات ضمان جودة و وحدة التقارير‪.‬‬
‫و قد مت تصميم املمارسات النموذجية بشكل تكون فيه أداة مرجعية للدول األعضاء و غري األعضاء هبدف زيادة‬
‫درجة شفافية املوازنة يف هذه الدول‪.2‬‬
‫‪ .5‬شراكة املوازنة املفتوحة‪:‬‬
‫وتأسست سنة ‪ 1997‬وهي مبادرة تابعة ملنظمة الشراكة الدولية للموازنات‪ ،‬ومتثل برنامج حبثي وتروجيي دويل‬
‫يدعم تبين أنظمة مالية عامة تتسم بالشفافية والقابلية للمساءلة واملشاركة‪.‬‬
‫وتؤمن مبادرة الشراكة الدولية للموازنات أن املوازنات املفتوحة تتيح للمواطنني احلكم فيما إذا كان املسئولني عن‬
‫إدارة املال العام وكالء صاحلون وأمناء جتاه املال العام‪ ،‬وتعمل يف أكثر من ‪ 100‬بلد يف العامل وتسعى لتحقيق‬
‫األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إجراء تقييمات بشأن الشفافية واملشاركة يف املوازنة على املستويات الوطنية واحمللية للحكومات‪.‬‬
‫‪ -‬توفري املعلومات حول املالية العامة بإعداد أدلة عن شفافيتها‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء حتالفات ودعم تبين املمارسات واملعايري الدولية يف إعداد املوازنة العامة اليت تتميز بالشفافية‬
‫واملشاركة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬دليل شفافية المالية العامة ‪./ https://www.imf.org/external/arabic :2007‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪./OECDhttp://www.oecd.org/fr :‬‬
‫‪138‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويقوم جزء أساسي من مبادرة املوازنة املفتوحة على استحداث األدلة املستخلصة من أحباثها وأنشطتها الدعائية‬
‫للمسامهة يف وضع معايري إلعداد موازنة عامة بشكل شفاف تستجيب حلاجات اجملتمع‪ ،‬ومن املشروعات احلديثة‬
‫ملبادرة املوازنة املفتوحة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬دليل شفافية املوازنة‪ ،‬حيث يركز على منظمات اجملتمع املدين واحلكومات ويقدم معلومات عن احملتويات‬
‫واالستخدامات املمكنة لوثائق املوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب حول شفافية املوازنة وكيفية إعدادها‪ ،‬ويلقي الضوء على العوامل اليت تؤدي إىل زيادة أو نقص‬
‫الشفافية يف الدول‪.‬‬
‫باإل ضافة اىل الكثري من امللحقات البحثية عن اإلدارة الشفافة للمال العام‪ ،‬واليت تكون على شكل نشرات تقيم‬
‫معايري وسياسات شفافية املوازنة الطالع املتخصصني واجملتمع املدين عليها‪.1‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬تأخر خطوات االصالح املوازين يف اجلزائر‬
‫إن احلركية التنموية اليت شهدهتا اجلزائر بسبب ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬ترافقت يف السنوات العشر األخرية مع‬
‫السعي إىل إصالح النظام املوازين بغية عصرنة وإدخال أساليب حديثة إلدارة النفقة العمومية‪ ،‬وهو ما سنتطرق إليه يف‬
‫هذا املبحث‪:‬‬
‫‪ .1‬التعريف مبشروع اصالح نظام املوازنة العامة‪:‬‬
‫منذ سنة ‪ 2001‬باشرت اجلزائر عدة برامج منو لبعث التنمية االقتصادية يف شىت اجملاالت‪ ،‬وترافق ذلك مع‬
‫توجهات جديدة إلصالح القطاع املايل الذي شكل إصالح املوازنة العامة أهم حماوره من خالل حتديث وتطوير‬
‫أساليب إعدادها وختطيطها والرقابة عليها‪ ،‬وكذا إصالح نظام إدارة النفقات العامة‪ ،‬وذلك من خالل تعاقد اجلزائر مع‬
‫مؤسسات وهيئات دولية لتمويل وتقدمي االستشارة يف مسار حتديث النظام املوازين أو ما يعرف ب (‪.2 )MSB‬‬
‫وتشكل عصرنة إجراءات املوازنة العامة أهم أهداف مشروع حتديث النظام املوازين من خالل متكني وزارة املالية‬
‫من التسيري اجليد للنفقات واالنتقال من التسيري القائم وفق الوسائل إىل التسيري القائم وفق النتائج‪.‬‬
‫وحيظى مشروع حتديث النظام املوازين بتمويل من البنك الدويل وأهم حماوره‪:3‬‬
‫‪ -‬إطار املوازنة املتعدد السنوات ‪.‬‬
‫‪ -‬موازنة الربامج القائمة على أساس النتائج و مؤشرات األداء‪.‬‬
‫‪ -‬جتديد تقدمي املوازنة و و ثائقها ‪.‬‬
‫‪ -‬جتديد دورة املوازنة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬موقع شراكة الموازنة المفتوحة‪./https://www.internationalbudget.org :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬وزارة المالية‪./http://www.mf.gov.dz :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Kissi Fadia, Projet de modernisation du système budgétaire en Algérie, AL-IJTIHED Revue des études juridiques‬‬
‫‪& économiques - C.U.TAM – ALGERIE, N02, 2012, P569‬‬
‫‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬اعتماد قانون عضوي جديد‪.‬‬


‫‪ -‬جتديد اإلطار احملاسيب للموازنة واعتماد و تطوير أنظمة املعلومات املعتمدة يف حتضري املوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز الرقابة و مسؤولية املسريين‪.‬‬
‫كما تتمثل أهم أهداف مشروع التحديث املوازين يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حتقيق الشفافية يف إعداد وعرض وتنفيذ املوازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬عصرنة أساليب وخطط املوازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز املساءلة لتفعيل دور الرقابة يف تسيري املال العام‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير النظام أملعلومايت يف جمال املوازنة‪ ،‬واالنتقال اىل التسيري القائم وفق النتائج يف إدارة النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز قدرات وزارة املالية يف جمال التحليل والتنبؤ‪.‬‬
‫‪ -‬عصرنة وثائق املوازنة لتسهيل عمل خمتلف األجهزة اليت حتتاج هذه الوثائق كالربملان واملراقبني املاليني‬
‫واحملاسبني‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلجراءات املتخذة لتنفيذ مشروع االصالح املوازين‪ :‬قامت اجلزائر يف سبيل جتسيد مشروع التحديث املوازين‬
‫مبجموعة من اخلطوات هي‪:‬‬
‫‪ .1.2‬التعاقد مع هيئات دولية‪:‬‬
‫أ‪ .‬اتفاقية البنك الدويل‪:‬‬
‫يف اطار سعي اجلزائر لتحديث نظامها املوازين بدأ احلديث ابتداء من سنة ‪ 2001‬عن توقيع اتفاقية مع البنك‬
‫الدويل حتت حساب ح ‪ 7047 /‬املوقعة يف ‪ 18‬أبريل ‪ 2001‬و املتعلقة بتمويل برنامج اإلصالح املوازين و لكن‬
‫تنفيذ االتفاقية عرف تأخرا دام ‪ 03‬سنوات و يف هذا اإلطار قام البنك الدويل بإصدار تقارير ختص متويله للمشروع و‬
‫تبني مكوناته باإلضافة إىل التكلفة اإلمجالية للمشروع ‪.‬‬
‫و يف أكتوبر ‪ 2004‬مت توقيع عقدين‪ ،‬إطار املوازنة املتعدد السنوات مببلغ ‪ 1.586.000‬أورو‪ ،‬و حتسني‬
‫تقدمي املوازنة مببلغ ‪ 435.000‬أورو ليتم يف أفريل ‪ 2005‬توقيع عقد لتجديد دورة النفقة العمومية مببلغ قدره‬
‫‪ 2.2‬مليون أورو‪.1‬‬
‫ب‪ .‬التعاقد مع مؤسسة ‪crc sogema‬‬
‫وهي مؤسسة كندية تأسست سنة ‪ ،1984‬وتقدم خدمات االستشارة يف جمال التسيري و يف إدارة و تنفيذ‬
‫مشاريع كبرية يف جمال التعاون الدويل ويف جمال التنمية االقتصادية و االجتماعية و البيئية ‪ ،‬ويف اطار حتديث نظامها‬
‫املوازين عقدت اجلزائر اتفاقية مع هذه املؤسسة تضمنت مشروعني مها‪:2‬‬
‫املشروع األول‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Etat D'avancement Du Projet MSB, Raport Du Ministere DES Finances, 28 December 2009, P01.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬موقع مؤسسة ‪.http://www.macarrieretechno.com/fr/carrieres/entreprises/crc-sogema-inc :crc sogema‬‬
‫‪140‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بتمويل من البنك الدويل‪ ،‬مت عقد املشروع األول للفرتة املمتدة خالل ‪ 2007-2004‬حتت اسم حتديث‬
‫نظام املوازنة‪ ،‬حيث أسست اجلزائر جمموعة من اإلصالحات الرامية إىل حتويل بيئتها املؤسساتية و من بني احملاور‬
‫األساسية الثالث إلصالح قطاع املالية جند إصالح نظام تسيري النفقة العمومية و اجملسد ضمن مشروع إصالح نظام‬
‫املوازنة‪.‬‬
‫وحيتوي املشروع على ثالثة أجزاء‪:‬‬
‫‪ -‬إطار املوازنة املتعدد السنوات‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني عرض و تقدمي املوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز وظيفة االستشارة لوزارة املالية‪.‬‬
‫املشروع الثاين‪:‬‬
‫أما املشروع الثاين فيمتد من الفرتة ‪ 2008‬إىل ‪ 2012‬ويهدف إىل حتسني إدارة اإلنفاق العام و حتسني تقدمي‬
‫اخلدمات للشعب ‪.‬‬
‫و يواصل املشروع الثاين مسار املشروع األول و يوجه أساسا ل‪:‬‬
‫‪ -‬الدعم املؤسسي و تدريب األعوان بتنفيذ املوازنة يف جمال املوازنة القائمة على أساس النتائج ‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تطبيق النظام اجلديد و تأهيل القدرات لتحضري موازنة سنة ‪ 2012‬على أساس الربامج ‪.‬‬
‫‪ .2.2‬اهليئات املكلفة مبتابعة املشروع ‪:‬‬
‫بقرار رئاسي فإن مسؤولية متابعة املشروع تعود للوزير املكلف باملالية‪ ،‬ومن اهليئات املكلفة باملشروع ما يلي‪:1‬‬
‫أ‪ .‬جلنة التوجيه‪ :‬إن جلنة توجيه مشروع حتديث النظام املوازين‪ ،‬توجه وتؤشر املشروع وترأس من طرف األمني العام‬
‫لوزارة املالية‪ ،‬وتتشكل من األعضاء اآلتية‪ :‬املدراء العامون للموازنة‪ ،‬احملاسبة‪ ،‬الدراسات والتوقعات‪ ،‬العالقات‬
‫املالية اخلارجية‪ ،‬ومسؤول اإلعالم واالتصال‪ ،‬ورئيس خلية تنسيق ومتابعة املشروع‪ .‬وجتتمع جلنة التوجيه مرة كل‬
‫شهر ملتابعة تقدم املشروع‪.‬‬
‫ب‪ .‬مديرية اإلدارة العامة والوسائل (‪ :)DAGM‬ويعني مديرها من طرف وزير املالية‪ ،‬كآمر للمشروع ويقوم‬
‫مبعاجلة طلبات الدفع والصرف‪.‬‬
‫ت‪ .‬بنك اجلزائر للتنمية‪ :‬الوسائل املالية املتاحة من طرف الدولة من طرف البنك العاملي والشريك اجلزائري ملالية‬
‫املشروع‪ ،‬يشتغلون من طرف بنك اجلزائر للتنمية حسب اتفاق تسيري مع اخلزينة‪.‬‬
‫ث‪ .‬بنك التنمية احمللية‪ :‬يتكلف حبفظ وثائق احملاسبة وخمتلف الوثائق الضرورية وجيعلها متوفرة لكل رقابة‪ .‬وباإلضافة‬
‫إىل هذا الدور يلعب بنك ‪ BAD‬دور مراقب مايل بوضع عمليات احملاسبة‪ ،‬والرقابة وتقييمات أشغال خمتلف‬

‫‪1‬‬
‫‪- Kissi Fadia, Projet de modernisation du système budgétaire en Algérie, AL-IJTIHED Revue des études juridiques‬‬
‫‪& économiques - C.U.TAM – ALGERIE, N02, 2012, P578-580..‬‬

‫‪141‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الوسائل والنتائج املتعلقة باملشروع‪ ،‬مع األخذ بعني االعتبار كل املعلومات اهلامة الحرتام القوانني واألنظمة‬
‫املطبقة يف جمال االلتزام‪.‬‬
‫ج‪ .‬خلية التنسيق واملتابعة (‪ :)CCSP‬إن مشروع التحديث املوازين (‪ )MSB‬يقتضي وضع خلية جملس مايل يف‬
‫كل وزارة تلعب دورا مهما يف تنفيذ املشروع‪ ،‬ومتثل وحدة حتقيق املشروع اليت تضمن التسيري اإلداري واملايل‬
‫والتقين له‪.‬‬
‫‪ .2‬واقع مشروع التحديث املوازين يف اجلزائر‬
‫ال يزال احلكم على مشروع حتديث النظام املوازين يف اجلزائر مبكرا‪ ،‬ألنه مل جيد طريقه إىل التطبيق الفعلي حىت‬
‫يتم احلديث عن ما قدمه من إضافة على اإلدارة املالية بشكل عام‪ ،‬إال أننا سنحاول الوقوف على وضعية تقدم‬
‫أعماله من خالل ما مت تنفيذه من عناصر اإلصالح وهي كما يلي ‪:1‬‬
‫‪ ‬املدونة اجلديد للموازنة‪ :‬يف إطار تنفيذ خطوات املشروع متت إحالة مقرتحات املدونة اجلديدة للموازنة إىل‬
‫خمتلف الوزارات‪ ،‬إلثراء النقاش بشأهنا‪ ،‬وقد كانت موضوع فحص خالل أشغال اللجنة الوزارية العلمية يف ‪25‬‬
‫ماي ‪ ،2009‬كما متت املصادقة عليها من خالل اللجنة الوظيفية والتقنية يف ‪ 08‬جوان ‪.2009‬‬
‫أما خبصوص أوجه التطابق بني املدونة واملخطط اخلماسي ‪ BCE‬فقد مت تسجيل عديد االختالالت بينها‪ ،‬وهبذا‬
‫اخلصوص مت عقد اجتماع يف ‪ 28‬أكتوبر ‪ 2008‬مجع ممثلي مديريتا احملاسبة والضرائب والتوقع والسياسات والديوان‬
‫الوطين للتخطيط إضافة إىل املديرية العامة للميزانية بغية معاجلة نقاط االختالف بينهما وحصر نقاط التوافق‪ ،‬كما مت‬
‫إدخال مدونة حسب وظائف احلكومة‪.‬‬
‫‪ ‬املبادئ العامة إلطار قانوين جديد‪ :‬يتطلب إصالح املوازنة تكييف التشريعات القائمة مع التنظيم اجلديد‬
‫للموازنة‪ ،‬وهلذا مت إدخال مشروع قانون عضوي يتعلق بقوانني املالية‪ ،‬يتناول إصالح نظام املوازنة‪ ،‬ومتت املصادقة‬
‫عليه من قبل جملس احلكومة بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪.2008‬‬
‫‪ ‬إطار النفقات املتوسط األجل‪ :‬وبغرض تقدمي االستشارة يف هذا اجملال مت التعاقد مع مؤسسة ( ‪CRC‬‬
‫‪ )SOGEMA‬يف جوان وجويلية ‪ ،2009‬بغية إعداد منوذج إطار متوسط األجل للنفقات ويرفق هذا النموذج‬
‫بثالث وثائق هي‪ :‬تشخيص‪ ،‬عرض جدول العمليات املالية‪ ،‬تعليمة استعمال النموذج‪.‬‬
‫‪ ‬تقدمي اهليكلة حسب الربامج‪ :‬يف هذا اجلانب قامت اللجنة الوظيفية والتقنية خالل اجتماعها يف ‪ 20‬جويلية‬
‫‪ 2009‬بالتصديق على اهليكلة حسب الربامج يف الوزارات‪ ،‬بداية من أكتوبر ‪ 2008‬التزمت ‪ 1‬وزارة بإنشاء‬
‫موازنة حسب ا لربامج وذلك باعتماد قاعدة بيانات خاصة بكل وزارة تسمح هلا بتحضري موازنة حسب الشكل‬
‫اجلديد الذي حدده القانون العضوي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مفتاح فاطمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146-145‬‬
‫‪142‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬نظام املعلومات لتحضري املوازنة (‪ : )SIGBUD‬ويعترب هذا النظام عمليا يف الوقت احلايل ويسمح ببيان‬
‫املوازنة على الوثائق املقرتحة يف اإلصالح‪ ،‬لكن املشكل ال يزال قائما خبصوص عدم قدرة خمتلف الوزارات على‬
‫االتصال مع وزارة املالية بشكل سريع والتنسيق خبصوص املوازنة‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد املخططات االسرتاتيجية‪ :‬ومت تعميمها على كثري من الوزارات لتحضري خمططات اسرتاتيجية ‪-2010‬‬
‫‪ 2014‬وقد مشلت ‪ 21‬وزارة‪.‬‬
‫وما ميكن قوله هو أن مشروع التحديث املوازين يف اجلزائر وإن قدم الكثري من االقرتاحات وأعد رزنامات خمتلفة‬
‫لتطبيقها إال أنه ال يزال يعاين من الكثري من الصعوبات اليت حتول دون التطبيق العملي له‪ ،‬وأهم هذه الصعوبات‪:1‬‬
‫‪ -‬غياب التناسق و املالئمة يف الكثري من األجهزة احلكومية وعدم مسايرهتا لتطبيق االجتاهات احلديثة‬
‫للموازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬غياب نظام حماسيب متطور يناسب تطبيق اإلصالح املوازين‪.‬‬
‫‪ -‬نقص الكوادر املؤهلة والكفاءات الالزمة من املوظفني لتطبيق التحديث يف األجهزة احلكومية‪.‬‬
‫‪ -‬غياب الوعي الكايف بني خمتلف اإلدارات احلكومية بأمهية املوازنة و ضرورة حتديثها مما أضعف التعاون‬
‫بني هذه اإلدارات و جهاز إعداد املوازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬بطء أو قصور تطور الوسائل العلمية و التكنولوجيا يف األجهزة احلكومية و اليت من شأهنا أن تسهل و‬
‫توفر سبل استخدام أنظمة املوازنة احلديثة‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬حتديات السياسة املالية يف اجلزائر‬
‫إن اعتماد اجلزائر املفرط على اإليرادات البرتولية اليت تتسم مدا خيلها بالطبيعة غري املستقرة بسبب التذبذب يف‬
‫أسعار احملروقات يف السوق الدولية‪ ،‬يضع السياسة املالية يف البلد أمام الكثري من التحديات‪ ،‬وهو ما سنتناوله يف هذا‬
‫املبحث‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬ترشيد اإلنفاق العام‬
‫لقد أصبحت ظاهرة تزايد النفقات العامة مسة مالزمة القتصاديات أغلب البلدان على اختالف نظمها‬
‫االقتصادية واالجتماعية ودرجة تطورها‪ ،‬وباعتبار اجلزائر دولة ريعية تعتمد على التصدير أحادي اجلانب‪ ،‬وتعتمد كثريا‬
‫يف سياستها اإلمنائية على اإلنفاق العام‪ ،‬الذي بلغ مستويات قياسية شأهنا شأن الكثري من الدول النامية‪ ،‬األمر الذي‬
‫جعل ترشيد اإلنفاق العام من أهم التحديات اليت تواجه السياسة املالية يف اجلزائر‪ ،‬وتستدعي ضبط تقديرات املوازنة‬
‫وإضفاء الصرامة على صرف املال العام‪ ،‬واعتماد اإلجراءات الوقائية الكفيلة بالتحكم يف النفقات العمومية‪ ،‬وقبل أن‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فهمي محمود شكري‪ ،‬الموازنة العامة ماضيها حاضرها ومستقبلها في النظرية والتطبيق‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،1990 ،‬‬
‫ط‪ ،1‬ص‪.209‬‬
‫‪143‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫نتطرق إىل مفهوم ترشيد اإلنفاق العام وضوابطه وكذا متطلبات جناح عملية ترشيده‪ ،‬ال بد من حتليل التطور اإلمجايل‬
‫للنفقات العامة يف اجلزائر وكذا حتليل تطور كل من نفقات التسيري ونفقات التجهيز‪.‬‬
‫‪ .1‬تطور اإلنفاق العام يف اجلزائر‪:‬‬
‫‪ .1.1‬حتليل التطور اإلمجايل للنفقات العامة‪:‬‬
‫للوقوف على تطور حجم النفقات العامة يف اجلزائر منذ سنة ‪ 2000‬فإن اجلدول املوايل يوضح تطور كل من‬
‫النفقات اإلمجالية وكذا تطور كل من نفقات التسيري ونفقات التجهيز حىت سنة ‪.2018‬‬
‫جدول ‪ :6-2‬تطور حجم ومكونات اإلنفاق العام يف اجلزائر (‪ )2018-2000‬الوحدة‪ :‬مليار دج‬
‫النفقات اإلمجالية نسبة منو النفقات‬ ‫نفقات التجهيز‬ ‫نفقات التسيري‬ ‫السنة‬
‫‪/‬‬ ‫‪1255.55‬‬ ‫‪290.23‬‬ ‫‪965.32‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪%0.29- 1251.79‬‬ ‫‪415.50‬‬ ‫‪836.29‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪%24.61 1559.83‬‬ ‫‪509.67‬‬ ‫‪1050.16‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪%9.69‬‬ ‫‪1711.10‬‬ ‫‪613.72‬‬ ‫‪1097.38‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪%12.2‬‬ ‫‪1920‬‬ ‫‪720‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪%01.56‬‬ ‫‪1950‬‬ ‫‪750‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪%34.94‬‬ ‫‪2631.42‬‬ ‫‪1347.98‬‬ ‫‪1283.44‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪%37.71‬‬ ‫‪3623.75‬‬ ‫‪2048.81‬‬ ‫‪1574.94‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪%15.65‬‬ ‫‪4191.04‬‬ ‫‪1973.27‬‬ ‫‪2217.77‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪%23.87‬‬ ‫‪5191.45‬‬ ‫‪2597.71‬‬ ‫‪2593.74‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪%12.89‬‬ ‫‪5860.85‬‬ ‫‪3022.86‬‬ ‫‪2837.99‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪%12.92‬‬ ‫‪6618.42‬‬ ‫‪3184.12‬‬ ‫‪3434.30‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪%12.24‬‬ ‫‪7428.66‬‬ ‫‪2820.41‬‬ ‫‪4608.25‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪% 07.38-‬‬ ‫‪6879.81‬‬ ‫‪2544.20‬‬ ‫‪4335.61‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪%11.28‬‬ ‫‪7656.16‬‬ ‫‪2941.71‬‬ ‫‪4714.45‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪%15.69‬‬ ‫‪8858.05‬‬ ‫‪3885.78‬‬ ‫‪4972.27‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪% 09.86-‬‬ ‫‪7984.17‬‬ ‫‪3176.84‬‬ ‫‪4807.33‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪%13.78 -‬‬ ‫‪6883.21‬‬ ‫‪2291.37‬‬ ‫‪4591.84‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%25.34‬‬ ‫‪8627.77‬‬ ‫‪4043.31‬‬ ‫‪4584.46‬‬ ‫‪2018‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على قوانني املالية‪.2018-2000 :‬‬
‫‪144‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إن إلقاء نظرة دقيقة على معطيات اجلدول جتعلنا نالحظ تطورا مستمرا يف حجم النفقات العامة للدولة إذ‬
‫بلغت سنة ‪ 2002‬مبلغ ‪ 1559.83‬مليار دج بعدما كانت سنة ‪ 2000‬حوايل ‪ 1255.55‬مليار دج‪ ،‬مسجلة‬
‫نسبة منو ب ‪ ،%24.61‬لتواصل االرتفاع سنوات ‪ 2003‬و ‪ 2004‬حىت بلغت ‪ 1920‬مليار دج سنة ‪،2004‬‬
‫بنسبة زيادة تقدر ب ‪ %12.2‬عن سنة ‪.2003‬‬
‫وقد متيزت هذه الفرتة بانطالق خمطط اإلنعاش االقتصادي سنة ‪ ،2001‬وهو عبارة عن خمصصات مالية موزعة‬
‫على طول الفرتة ‪ 2004-2001‬بنسب متفاوتة‪ ،‬وتبلغ قيمتها اإلمجالية حوايل ‪ 525‬م‪.‬د ما يقارب ‪ 7‬مليار دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬وقد جاء هذا املخطط يف إطار السياسة املالية اليت بدأت اجلزائر يف انتهاجها يف شكل توسع يف اإلنفاق‬
‫العام قصد تنشيط االقتصاد الوطين‪ ،‬خاصة بعد عشرية التسعينيات اليت عرفت تراجع االقتصاد الوطين بسبب‬
‫الظروف السياسية واالقتصادية واألمنية اليت عاشها البلد ‪.1‬‬
‫أما بعد سنة ‪ 2004‬فقد واصلت النفقات العامة ارتفاعها مسجلة مبالغ كبرية قدرت ب ‪ 2631.42‬مليار‬
‫دج‪ ،‬و‪ 3623.75‬مليار دج‪ ،‬و‪ 5191.45‬مليار دج‪ ،‬سنوات ‪ 2006‬و ‪ 2007‬و ‪ 2009‬على التوايل‪،‬‬
‫وبنسب زيادة كبرية بلغت سنة ‪ 2007‬حوايل ‪ ،%37.71‬وتتزامن هذه الفرتة مع إقرار الدولة للربنامج التكميلي‬
‫لدعم النمو الذي ميتد من ‪ ،2009-2005‬مببلغ ‪ 4202.7‬مليار دج يف شكل توسع يف اإلنفاق على الطريقة‬
‫الكنزية‪ ،‬هتدف باألساس إىل حتديث وتوسيع اخلدمات العامة‪ ،‬وحتسني مستوى معيشة األفراد من خالل حتسني‬
‫اجلوانب املؤثرة على منط معيشتهم‪ ،‬وتطوير املوارد البشرية والبىن التحتية لبعث النشاط االقتصادي‪ ،‬ورفع معدالت‬
‫النمو‪.‬‬
‫وتواصل النفقات العامة ‪ -‬حسب معطيات اجلدول‪ -‬ارتفاعها مسجلة أعلى قيمة هلا سنة ‪ 2015‬مببلغ‬
‫‪ 8858.05‬مليار دج بزيادة تقدر ب ‪%15.69‬عن سنة ‪ 2014‬فيما بلغت سنة ‪ 2018‬قيمة ‪8627.77‬‬
‫مليار دج بزيادة تقدر ب ‪%25.34‬عن سنة ‪.2017‬‬
‫وتعود هذه املستويات املرتفعة لإلنفاق خالل هذه الفرتة إىل انطالق الربنامج اخلماسي ‪ 2014 -2010‬الذي‬
‫رصدت له الدولة مبلغ ‪ 21214‬م‪.‬د‪ ،‬أي حوايل ‪ 286‬مليار دوالر موزعة يف شكل خمصصات مالية على طول‬
‫سنوات الربنامج‪ ،‬وهو ما يؤكد أن تضاعف حجم النفقات العامة يف اجلزائر مرده إىل مباشرة الدولة اىل عديد‬
‫املخططات التنموية اهلادفة لبعث التنمية االقتصادية‪ ،‬غري أن املؤشر السليب فيما سبق هو ما يطرحه تنامي حجم‬
‫النفقات من سنة اىل أخرى من أعباء على املوازنة العامة يصعب االستمرار فيها وااللتزام هبا‪ ،‬يف ظل ارتباط موارد‬
‫الدولة بالنفط كمصدر وحيد لإليرادات العامة‪ ،‬األمر الذي يستدعي مراجعة السياسة االنفاقية حىت ال يصبح اإلنفاق‬

‫‪ -1‬برنامج اإلنعاش االقتصادي ‪ ،2004/2001‬بوابة الوزارة األوىل‪./http://www.premier-ministre.gov.dz :‬‬

‫‪145‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫هدفا يف ح د ذاته‪ ،‬ألنه من غري املقبول أن ال يؤدي هذا احلجم املتنامي من اإلنفاق اىل إحداث التنويع االقتصادي‬
‫املرغوب‪ ،‬واملنحىن املوايل يلخص التطور املستمر حلجم النفقات العامة من سنة ‪ 2000‬إىل ‪.2018‬‬
‫الشكل ‪ :1-2‬تطور النفقات اإلمجالية يف اجلزائر ‪2018-2000‬‬

‫النفقات اإلجمالية‬
‫‪10000‬‬
‫‪9000‬‬
‫‪8000‬‬
‫‪7000‬‬
‫‪6000‬‬
‫‪5000‬‬
‫النفقات اإلجمالية‬ ‫‪4000‬‬
‫‪3000‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪0‬‬

‫من إعداد الباحث اعتمادا على معطيات اجلدول ‪6-2‬‬


‫ويالحظ أن االستثناء املسجل يف هذه الزيادات كان سنوات ‪ 2013‬و ‪ 2016‬و‪ 2017‬برتاجعات يف نسبة‬
‫اإلنفاق قدرت على الرتتيب ب‪ ،%13.78- ،% 09.86 - ،% 07.38 - :‬ويعود ذلك إىل الصدمة‬
‫البرتولية يف األسواق العاملية وما شهدته أسعار النفط خالل السنوات السابقة من تراجعات يف األسواق الدولية‪ ،‬أدت‬
‫إىل حذر احلكومة يف التوسع يف اإلنفاق العام رغم أن مستوياته بقيت مرتفعة بشكل عام‪.‬‬
‫غري أن حذر احلكومة هذا يعترب حال ظرفيا ومؤقتا لتنامي حجم اإلنفاق العام ومستوى العجز املوازين‪ ،‬إذا مل‬
‫يرافقه برنامج إصالحي يستهدف إصالح النظام املوازين احلايل وجيعله أكثر شفافية وفعالية يف ترشيد اإلنفاق العمومي‬
‫مبا خيدم أهداف السياسة املالية بصفة خاصة‪ ،‬واالقتصادية واالجتماعية بصفة عامة‪ ،‬وذلك من خالل االستفادة من‬
‫االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة‪ ،‬ملواجهة حتديات السياسة املالية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .2.1‬حتليل تطور مكونات اإلنفاق العام‪:‬‬
‫أ‪ .‬حتليل تطور نفقات التسيري‪:‬‬
‫نالحظ من خالل معطيات اجلدول السابق تطور مستمر يف حجم نفقات التسيري ابتداء من سنة ‪ ،2000‬إال‬
‫أن هذا التطور بلغ مداه سنة ‪ 2015‬مسجال مبلغ ‪ 4972.27‬مليار دج‪.‬‬
‫واملالحظ أن حجم نفقات التسيري مل تتجاوز قبل سنة ‪ 2008‬حاجز ‪ 2200‬مليار دج‪ ،‬إال أنه وابتداء من‬
‫سنة ‪ 2008‬بلغت ارتفاعات غري مسبوقة حيث بلغت سنة ‪ 2009‬مثال ‪ 2593‬مليار دج‪ ،‬لتقفز سنة ‪2012‬‬
‫إىل ‪ 4608‬وبقيت حىت سنة ‪ 2018‬فوق مستو ‪ 4500‬مليار دج‪ ،‬وهو ما يعكس التضخم الكبري يف حجمها‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويعود االرتفاع املتتايل هلذا النوع من النفقات إىل ارتفاع تكلفة اخلدمة العمومية‪ ،‬حيث شرعت الدولة من خالل‬
‫الربامج االنفاقية الضخمة خالل هذه السنوات إىل استحداث مناصب شغل هبدف التقليل من البطالة‪ ،‬فقد مت على‬
‫سبيل املثال إنشاء ‪ 728500‬منصب شغل من سنة ‪ 2004-2001‬منها ‪ 477500‬منصب دائم نسبة‬
‫‪ %63‬و ‪ 271000‬منصب شغل مؤقت نسبة ‪ ،%37‬و اخنفضت البطالة من ‪ %23‬سنة ‪ 2003‬إىل‬
‫‪ %17.7‬سنة ‪ ،2004‬واستمر تراجع البطالة حىت وصل سنة ‪ 2012‬إىل حوايل‪.%9.8‬‬
‫وباإلضافة إىل ارتفاع مستخدمي الوظيفة العمومية فإن ارتفاع موازنة التسيري يعود إىل ارتفاع مستوى األجور‬
‫والرواتب واملنح وإعانات التسيري بوجه عام‪ ،‬فخالل الفرتة ‪ 2009-2005‬ارتفع األجر القاعدي إىل ‪ 12000‬دج‬
‫يف ‪ 10‬جانفي‪ 2007‬بعدما كان ‪10000‬دج يف ‪ 01‬جانفي ‪ ،2004‬ويف جانفي ‪ 2012‬ارتفع األجر الوطين‬
‫إىل ‪18000‬دج‪.‬‬
‫كما شهدت سنة ‪ 2008‬مراجعة قانون الوظيف العمومي الذي ترتب عليه مراجعة القوانني األساسية لعمال‬
‫الوظيفة العمومية‪ ،‬ومراجعة األنظمة التعويضية ودفعها بأثر رجعي ابتداء من ‪ 01‬جانفي ‪ ،2008‬وهو ماساهم يف‬
‫تضخم نفقات التسيري بشكل كبري‪ ،‬والشكل البياين املوايل يلخص بوضوح تطور نفقات التسيري من سنة ‪ 2000‬إىل‬
‫‪.2018‬‬
‫الشكل ‪ :2-2‬تطور نفقات التسيري ‪2018-2000‬‬

‫تطور نفقات التسيير‬


‫‪6000‬‬

‫‪5000‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪3000‬‬
‫نفقات التسيير‬
‫‪2000‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪0‬‬

‫من إعداد الباحث اعتمادا على معطيات اجلدول ‪. 6-2‬‬


‫ب‪ .‬حتليل تطور نفقات التجهيز‪:‬‬
‫لقد تطورت نفقات التجهيز خالل الفرتة ‪ 2018 -2000‬بشكل مستمر إذ ارتفعت من ‪ 290‬مليار دج‬
‫سنة ‪ 2000‬إىل ‪ 720‬م‪.‬دج سنة ‪ ،2004‬لتتجاوز سنة ‪ 2012‬مبلغ ‪ 2820‬م‪.‬دج‪ ،‬وتستمر يف االرتفاع‬

‫‪147‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مسجلة أعلى قيمة هلا سنة ‪ 2018‬مببلغ ‪ 4043‬وتشهد تراجعا سنيت ‪ 2016‬و ‪ 2017‬إىل حدود ‪ 3176‬و‬
‫‪ 2291‬م‪.‬دج على التوايل بسبب تراجع اإليرادات النفطية يف السنوات األخرية‪.‬‬
‫ويعود االرتفاع املستمر والكبري لنفقات التجهيز منذ سنة ‪ 2000‬إىل الربامج اإلنفاقية الضخمة اليت شرعت‬
‫الدولة يف تنفيذها بدءا بربنامج اإلنعاش االقتصادي ‪ ،2004-2001‬مث الربنامج التكميلي لدعم النمو ‪-2005‬‬
‫‪ ،2009‬وانتهاء بالربنامج اخلماسي ‪ 2014-2010‬الذي جتاوز مبلغة ‪ 286‬مليار دوالر‪ ،‬حيث خصصت مبالغ‬
‫هذه الربامج لإلبقاء على األولويات القطاعية كتنفيذ مشاريع البنية التحتية كالطرق واملوانئ واملطارات والنهوض‬
‫بقطاعات الفالحة والري والسكن‪ ،‬وإنشاء اهلياكل اخلدمية والتعليمية وإنشاء ودعم املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬
‫لبعث املنتوج الوطين‪...‬اخل‪.‬‬
‫ولذلك فإن توسع اإلنفاق احلكومي االستثماري من خالل تنفيذ الربامج التنموية السابقة أدى إىل حدوث‬
‫ارتفاعا مستمرا يف نفقات التجهيز خاصة يف ظل ضخامة املبالغ املخصصة هلذه الربامج‪ ،‬وميكن توضيح تطور حجم‬
‫نفقات التجهيز من خالل الشكل املوايل‪:‬‬
‫الشكل ‪ :2-2‬تطور نفقات التجهيز ‪2018-2000‬‬

‫تطور نفقات التجهيز‬


‫‪6000‬‬

‫‪5000‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪3000‬‬
‫تطور نفقات التجهيز‬
‫‪2000‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪0‬‬

‫من إعداد الباحث اعتمادا على معطيات اجلدول رقم ‪. 6-2‬‬


‫وهكذا فإن خالصة حتليل معطيات اجلدول‪ ،‬وتتبع تطور اإلنفاق من خالل األشكال البيانية السابقة‪ ،‬يؤكد أن‬
‫أي إصالحات اقتصادية تبقى غري ذات أمهية وقليلة الفعالية إذا مل ترافقها إصالحات يف السياسة املالية للدولة‪ ،‬من‬
‫خالل حتديث وعصرنة أنظمة املوازنة العامة وفقا للتوجهات احلديثة يف هذا اجملال‪ ،‬قصد االنتقال اىل ترشيد النفقات‬
‫العامة مبختلف مكوناهتا سواء نفقات التسيري أو نفقات التجهيز‪ ،‬وبالتايل جتاوز مشكلة تضخم اإلنفاق العام الذي‬

‫‪148‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أصبح مسة مالزمة للمالية العامة يف اجلزائر يف السنوات األخرية‪ ،‬وتوفري العوامل واملتطلبات الضرورية اليت تقتضيها‬
‫عملية ترشيد النفقات العامة وتضمن جناحها‪.‬‬
‫‪ .2‬ترشيد اإلنفاق العام‪:‬‬
‫‪ .1.2‬مفهوم ترشيد اإلنفاق العام‪:‬‬
‫يعين ترشيد اإلنفاق العام حسن التصرف يف األموال وإنفاقها بعقالنية وحكمة وعلى أساس رشيد‪ ،‬دون إسراف‬
‫وال تقتري‪ ،‬ويتضمن ترشيد اإلنفاق الع ام ضبط النفقات وإحكام الرقابة عليها‪ ،‬والوصول بالتبذير واإلسراف اىل احلد‬
‫األدىن‪ ،‬وتاليف النفقات غري الضرورية‪ ،‬وزيادة الكفاية اإلنتاجية وحماولة االستفادة القصوى من املوارد االقتصادية‪. 1‬‬
‫كما يقصد برتشيد اإلنفاق العام التزام الفعالية يف ختصيص املوارد والكفاءة يف استخدامها مبا يعظم رفاهية‬
‫اجملتمع‪ ،‬على أنه يقصد بالفاعلية توجيه املوارد العامة حنو االستخدامات اليت ينشأ عنها مزيج من املخرجات تتفق مع‬
‫تفضيالت أفراد اجملتمع أما الكفاءة فهي عالقة نسبية بني التكلفة والناتج أو بني املدخالت واملخرجات أي تقنني‬
‫العالقة ما بني املدخالت واملخرجات ‪.2‬‬
‫وبالتايل فإن ترشيد اإلنفاق العام يشري اىل زيادة فعالية اإلنفاق بالقدر الذي ميكن معه زيادة قدرة االقتصاد‬
‫الوطين على متويل ومواجهة التزاماته الداخلية واخلارجية مع القضاء على مصدر التبذير اىل أقصى حد ممكن‪ .‬لذا فإن‬
‫ترشيد اإلنفاق العام ال يقصد به ضغطه‪ ،‬ولكن يقصد به احلصول على أعلى إنتاجية ممكنة بأقل قدر من اإلنفاق‪.3‬‬
‫‪ .2.2‬ضوابط ترشيد اإلنفاق العام‪:‬‬
‫هناك العديد من القواعد والضوابط اليت يتوجب التقيد هبا حىت تستطيع النفقات العامة حتقيق النتائج املنتظرة‬
‫منها وتلبية احلاجيات األساسية وبأقل تكلفة ممكنة وهذه الضوابط هي ‪:‬‬
‫‪ ‬حتقيق املنفعة‪ :‬أي أن مربر صرف النفقة هو حتقيقها ألكرب نفع على الفرد واجملتمع‪ ،‬وهذا يقتضي عدم صرفها‬
‫لتحقيق املصلحة اخلاصة لبعض األفراد واجملموعات دون البعض اآلخر أو ألغراض سياسية و اجتماعية‪.4‬‬
‫‪ ‬االقتصاد يف التكلفة‪ :‬إن االقتصاد يف النفقة يرتبط ارتباطا وثيقا باملنفعة‪ ،‬غري أن ذلك ال يعين االقتصاد اىل حد‬
‫التقشف بل يعين حسن التدبري واالبتعاد عن إسراف وتبذير األموال العامة يف جماالت غري مفيدة‪ ،‬مما يستلزم‬
‫االبتعاد عن النفقات اليت تكون إنتاجيتها ضعيفة‪ ،‬األمر الذي يقتضي حتديد أولويات اإلنفاق حبسب أمهية‬
‫اخلدمة املراد تقدميها‪ ،‬والنتائج املنتظرة منها‪ ،‬وأن توظف النفقة باقتصاد لتحقيق أهم األهداف وأكثرها نفعا‪.5‬‬

‫‪ - 1‬حداب حمي الدين‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام كدعامة للتنويع االقتصادي يف اجلزائر يف ظل األزمة النفطية الراهنة‪ ،‬جملة إدارة األعمال والدراسات االقتصادية‪،‬‬
‫العدد السادس‪ ،‬ص‪.178‬‬
‫‪ - 2‬حممد عمر أودوح‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام وعجز ميزانية الدولة‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬قميتي عفاف‪ ،‬التوجهات الحديثة لترشيد سياسة اإلنفاق العام في الجزائر‪ ،‬مقال بمجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد االقتصادي ‪ ،)01(35‬جامعة‬
‫زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬ص‪.377‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬حداب محي الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬تومي السالمي‪ ،‬مشروع عصرنة أنظمة الموازنة ‪...‬نحو ترشيد اإلنفاق العمومي‪ ،‬مجلة دراسات – العدد االقتصادي‪ ،-‬عدد ‪ ،17‬جوان ‪،2012‬‬
‫جامعة األغواط‪ ،‬ص‪.152‬‬
‫‪149‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬حتقيق اجلودة والرفع من املردودية‪ :‬حيث ينبغي أن تعكس النتائج املرتتبة عن النفقة املردودية االقتصادية‬
‫واالجتماعية هلا‪ ،‬وان تكون ذات جودة عالية تعكس قيمة األموال اليت صرفتها الدولة من اجل حتقيق األهداف‬
‫املسطرة‪ ،‬حىت تتجنب احلكومة املصاريف اإلضافية اليت قد تكون عبئا إضافيا على اخلزينة العمومية إذا ما أجنزت‬
‫اخلدمة بأقل جودة‪.‬‬
‫‪ .2.2‬عوامل جناح عملية ترشيد اإلنفاق العام‪:‬‬
‫إن جناح عملية ترشيد اإلنفاق العام يتطلب توفر العديد من العوامل املوضوعية اليت ميكن إجيازها يف ما يلي‪:1‬‬
‫‪ ‬حتديد األهداف بدقة‪ :‬حيث يتم تقرير وحتديد األهداف طويلة ومتوسطة األجل من خالل حصر‬
‫االختصاصات الرئ يسية اليت من اجلها تطلب األموال‪ ،‬مع ضرورة عدم تعارض أهداف الوحدات التنظيمية مع‬
‫أهداف اجملتمع احملددة يف اخلطط التنموية‪.‬‬
‫‪ ‬حتديد األولويات‪ :‬تعترب عملية حتديد األولويات من أهم العمليات الفرعية يف منظمة التخطيط يف ظل حمدودية‬
‫املوارد املتاحة‪ ،‬إذ يتم حتديد املشاريع والربامج وفق سلم األولويات حسب إتباعها حلاجات األفراد األكثر إحلاحا‪.‬‬
‫‪ ‬القياس الدوري ألداء برامج اإلنفاق العام‪ :‬يقصد بقياس أداء برامج اإلنفاق العام تقييم مدى كفاءة وفاعلية‬
‫أداء الوحدات احلكومية يف قيامها بتنفيذ اخلدمات والربامج املختلفة املوكلة إليها‪ ،‬حيث أن احلكم على فعالية‬
‫وكفاءة أي برنامج أو سياسة أو مهمة ذات طابع عمومي يأيت بعد دراسة آثارها الواقعية واحلقيقية بالنظر اىل‬
‫األهداف احملددة مسبقا‪.‬‬
‫‪ ‬عدالة اإلنفاق العام‪ :‬حيث ينبغي على الدولة أن تسعى اىل حتقيق أكرب قدر ممكن من العدالة يف توزيع املنافع‬
‫واخلدمات الناجتة عن النفقات العامة‪ ،‬وتبيان مدى مالءمتها حلاجات الفئات األكثر فقرا يف اجملتمع‪ ،‬ومراعاة‬
‫حصة كل فئة من اإلنفاق العام ومدى استفادهتا واستخدامها للخدمة العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل دور الرقابة على النفقات العامة‪ :‬إذ جيب توفر نظام رقا ي فعال يضمن توافق التنفيذ مع ما مت التخطيط‬
‫له‪ ،‬على أن تتضمن عملية الرقابة مراجعة مستمرة لطرق االجناز باإلضافة اىل أن تكون منطلقاهتا ووسائلها‬
‫منسجمة ومؤدية اىل تسهيل مهمة هذه الربامج يف حتقيق األهداف املطلوبة منها‪ ،‬وضمان محايتها من االحنراف‪.‬‬
‫‪ ‬وضوح األدوار واملسؤوليات‪ :‬إذ جيب التمييز بني أنشطة القطاع احلكومي وبني قطاعات االقتصاد اخلاصة‪ ،‬مع‬
‫ضرورة توخي العالنية يف إدارة عالقات احلكومة مع القطاع اخلاص وفقا إلجراءات وقواعد واضحة ومعلنة‬
‫للجمهور‪ ،‬مبعىن وجوب أن تكون اختصاصات السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية يف احلكومة يف جمال‬
‫املالية العامة حمددة بوضوح‪.‬‬
‫‪ ‬حوكمة وعصرنة نظام املوازنة العامة‪ :‬وذلك من خالل االستفادة من االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة مبا‬
‫يضمن عالنية عملياهتا واالسرتشاد باألهداف احملددة يف جمال االقتصاد الكلي وسياسة املالية العامة‪ ،‬ويضمن‬

‫‪ - 1‬براق عيسى‪ ،‬بركان آنسة‪ ،‬ظاهرة تزايد النفقات العامة‪ :‬تطورها‪ ،‬أسباهبا‪ ،‬متطلبات جناحها‪ ،‬جملة اإلبداع‪ ،‬اجمللد ‪ ،7‬العدد ‪ ،8‬ص‪.122‬‬
‫‪150‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫توفري إجراءات واضحة لتنفيذها ومتابعتها واإلبالغ بنتائجها‪ ،‬ومتكني اجلمهور من االطالع على املعلومات العامة‬
‫والشاملة عن األنشطة املالية‪ ،‬واملخاطر املتصلة هبا‪ ،‬كما جيب توفري معلومات عن املالية العامة للهيئات املختصة‬
‫يف الوقت املناسب وبشكل يتيسر معه حتليل السياسات ويعزز املساءلة‪ ،‬وفقا مليثاق املمارسات السليمة يف جمال‬
‫شفافية املالية العامة‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬العجز املوازين‬
‫يعترب عجز املوازنة من أهم التحديات اليت تواجه السياسة املالية‪ ،‬وذلك ملا متثله املوازنة العامة من أمهية يف‬
‫االقتصاد الوطين‪ ،‬بسبب امتداد أثرها اىل العديد من أوجه احلياة السياسية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬لذا أصبح سد‬
‫عجز املوازنة العامة أمرا حيويا وبالغ األمهية‪ ،‬وال بد من أن حيتل مكانة بارزة يف أي برنامج إصالحي‪ ،‬وهو ما يسوقنا‬
‫اىل احلديث يف هذا العنصر إىل مفهوم العجز املوازين و أسبابة‪ ،‬وكذا حتليل تطور رصيد املوازنة يف اجلزائر وطرق متويله‪،‬‬
‫وصوال اىل آليات عالج العجز املوازين بشكل عام‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم عجز املوازنة العامة للدولة‪ :‬تتكون املوازنة العامة للدولة من جانبني أوهلما النفقات العامة واليت متثل‬
‫أعباء تتحملها الدولة واآلخر جانب اإليرادات العامة ومتثل مصادر متويلية تساعد الدولة على حتمل هذه األعباء‪ ،‬فإذا‬
‫تساوى اجلانبان أي جانب النفقات العامة وجانب اإليرادات العامة تكون املوازنة يف حالة توازن‪ ،‬وأن اإليرادات العامة‬
‫مولت بشكل كامل أعباء احلكومة‪ ،‬أما إذا زادت النفقات العامة عن اإليرادات العامة‪ ،‬أي أن األخرية مل تغط بشكل‬
‫كامل أعباء احلكومة‪ ،‬فيحصل العجز يف املوازنة احلكومية‪ ،‬وبالتايل فان العجز املوازين هو املفهوم املعاكس لتوازن‬
‫املوازنة‪ ،‬ويعد مقياسا كميا ملوقف موازنة احلكومة‪.1‬‬
‫وميكن تعريف العجز املوازين على أنه الفرق السالب بني اإليرادات العامة والنفقات العامة‪ ،‬كنتيجة لزيادة يف‬
‫حجم اإلنفاق احلك ومي على حجم اإليرادات العامة‪ ،‬أي أنه انعكاس لعدم قدرة اإليرادات العامة على تغطية‬
‫النفقات العامة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وجتدر اإلشارة اىل أن العجز يف املوازنة العامة نوعان‪:‬‬
‫‪ ‬العجز النقدي‪ :‬يظهر العجز النقدي يف املوازنة املتطابقة واملتوازنة‪ ،‬واليت تكون فيها اإليرادات العامة املتوقعة كافية‬
‫لتغطية النفقات العامة املتوقعة‪ ،‬عندما حيدث تأخر يف حتصيل اإليرادات االعتيادية يف املواعيد احملددة هلا مسبقا‬
‫بسبب مومسية حتصيل بعض اإليرادات‪ ،‬ويف نفس الوقت يبقى اإلنفاق جاريا مما يسبب عجزا يف السيولة النقدية‬
‫للخزينة العمومية أو ما يسمى بالعجز النقدي‪ ،‬وعالج هذا العجز يكون بإصدار الدولة ألذونات اخلزانة قصرية‬
‫األجل (‪91‬يوما) حيث تتمتع بسيولة عالية وينتفي عنها خطر عدم الوفاء عن االستحقاق لقصر آجاهلا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حميدة مختار‪ ،‬كزون نسرين‪ ،‬آليات سد عجز الموازنة العامة للدولة في ظل انهيار أسعار النفط‪ -‬دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مقال بمجلة الحقوق والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬العدد االقتصادي‪ ،)01(35 ،‬جامعة زيان عاشور الجلفة‪ ،‬ص‪.226‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.227‬‬
‫‪151‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬العجز املايل‪ :‬يعرف العجز املايل بأنه زيادة حقيقية يف النفقات العامة باملقارنة مع اإليرادات العامة خالل السنة‬
‫املالية الواحدة‪ ،‬وتعاجل الدولة هذا العجز بإصدار سندات اخلزانة العامة اليت تتميز مبدة متوسطة اىل طويلة األجل‪،‬‬
‫وسبب جلوء الدولة هلذا القرض (سندات اخلزانة العامة) هو عدم قدرته على تغطية العجز املايل خالل السنة‬
‫املالية‪.‬‬
‫وهناك عدة أنواع للعجز املوازين أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬العجز اجلاري‪ :‬ويقيس الفرق بني املصروفات اجلارية والنفقات اجلارية‪ ،‬وهبذا املقدار فإنه يعطينا وزنا مقداره صفر‬
‫للمصروفات الرأمسالية واإليرادات الرأمسالية مثال‪ ،‬واملنطق الكامن وراء ذلك هو أن زيادة اإلنفاق احلكومي على‬
‫اإليرادات احلكومية يف جمال االس تثمار ال تغري وضع صايف األصول للحكومة‪ ،‬وذلك ألن الدين اجلديد تقابله‬
‫أصول حكومية جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬العجز الشامل‪ :‬وفقا هلذا النوع فإن العجز املايل يقيس الفرق بني إمجايل النفقات احلكومية متضمنة مدفوعات‬
‫الفوائد لكن غري مشتملة على مدفوعات اهتالك الديون احلكومية‪ ،‬وبني اإليرادات احلكومية املتضمنة اإليرادات‬
‫الضريبية وغري الضريبية ولكن غري مشتملة على الدخل واالقرتاض‪ ،‬وهبذا االعتبار فإن العجز املايل يعكس الفجوة‬
‫اليت ينبغي تغطيتها باالقرتاض احلكومي‪ ،‬مبا فيها االقرتاض املباشر من البنك املركزي‪.1‬‬
‫‪ ‬العجز األساسي‪ :‬يستند هذا املفهوم عل ى استبعاد دفع فوائد الديون املستحقة‪ ،‬ألنه يف الواقع هذه الديون‬
‫عمليات متت يف السابق أي يف فرتة سابقة‪ ،‬مبعىن أن الفوائد عليها تتعلق بالعمليات املاضية وليست اجلارية‪.‬‬
‫‪ ‬العجز التشغيلي‪ :‬ويسمى أيضا بالعجز املصحح للتضخم ألنه يقيس العجز يف ظروف التضخم‪ ،‬ويتمثل العجز‬
‫هنا يف متطلبات اقرتاض الدولة ناقصا اجلزء الذي دفع كفوائد لتعويض الدائنني (للدولة) عن اخلسارة اليت حلقت‬
‫هبم نتيجة للتضخم‪ ،‬هذا اجلزء يعرف باملصحح النقدي للتضخم‪.2‬‬
‫‪ ‬العجز اهليكلي‪ :‬هذا النوع ليس راجعا للدورة التجارية بقدر ما يرجع بالدرجة األوىل اىل هيكل ومكونات املوازنة‬
‫ذاهتا‪ ،‬واليت تؤدي يف النهاية اىل زيادة العجز الفعلي عن العجز املقدر يف املوازنة‪ ،‬وذلك بسبب تزايد حجم‬
‫النفقات العامة عن اإليرادات‪ ،‬وعدم جناح احلكومة يف ترشيد النفقات العامة‪ ،‬وعجزها عن تنمية املوارد املالية من‬
‫خالل زيادة القاعدة الضريبية‪ ،‬والقضاء على معدالت التهرب الضرييب‪.‬‬
‫‪ .2‬طرق متويل العجز املوازين‪:‬‬
‫تكون الدولة يف مواجهة العجز أمام جمموعة من اخليارات املمكنة للتمويل وهي‪:3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬زغبط طالل‪ ،‬وآخرون‪ ،‬إستراتيجية الحد من العجز الموازني عن طريق الشراكة العمومية الخاصة‪ ،‬اليوم الدراسي حول"إستراتيجية إدارة العجز‬
‫الموازني في الجزائر"‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،2016/11/29 ،‬ص‪.03-02‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬كردودي صبرينة‪ ،‬ترش يد اإلنفاق الحكومي ودوره في عالج عجز الموازنة العامة في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫علوم في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود وتمويل‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2014-2013 ،‬ص‪.172‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬رمضاني لعال‪ ،‬سياسة الميزانية العامة في الجزائر وتوجيه التنمية االقتصادية (‪ ،)2010-1995‬مقال بمجلة دراسات‪ ،‬العدد االقتصادي‪ ،‬رقم‪18:‬أ‪،‬‬
‫سبتمبر ‪ ،2012‬ص‪.118‬‬
‫‪152‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬املديونية ومتويل العجز‪ :‬تقوم احلكومات باللجوء اىل االقرتاض العام لتمويل العجز سواء من خالل طرح أوراق‬
‫مالية أو االقرتاض من مؤسسات دولية واستناد البعض يف التمويل باللجوء اىل القروض واىل نظرية مفادها أن‬
‫القروض متحو نفسها بنفسها مبرور الزمن نظرا لكون أن العبء احلقيقي للقروض يتناقص بصفة مستمرة بسبب‬
‫الزيادة يف عدد السكان وزيادة حجم الثروة الوطنية‪ ،‬كما أن هذه األدوات تعترب وسيلة يف يد الدولة لسحب‬
‫الفائض من الكتلة مما يؤدي اىل اخنفاض التضخم‪.‬‬
‫‪ ‬اإلصدار النقدي‪ :‬ويثري هذا األسلوب يف التمويل نقاشات مردها يف النهاية اىل اثر اإلصدار النقدي على‬
‫املتغريات احلقيقية مما يؤدي اىل ارتفاع الصايف يف الكتلة النقدية‪ ،‬أي ارتفاع متناسب يف األسعار‪ ،‬دون أن ميس‬
‫ذلك باملتغريات احلقيقية‪.‬‬
‫‪ ‬الضرائب‪ :‬وهي أهم وسيلة لتمويل العجز‪ ،‬حيث أن الزيادة يف اإلنفاق العام تؤدي اىل زيادة يف معدالت‬
‫الضريبة‪ ،‬وميكن هلذه الزيادة أن جتعل من وعائها مؤسسات القطاع اخلاص‪ ،‬الذي ميكن أن حيول هذه الزيادة اىل‬
‫املستهلكني لرفع األسعار حىت حتافظ على مستويات أسعارها‪.‬‬
‫‪ .2‬حتليل تطور الرصيد املوازين يف اجلزائر (‪:)2018-2000‬‬
‫لتحليل تطور الرصيد املوازين يف اجلزائر فإن اجلدول املوايل يوضح تطور كل من النفقات اإلمجالية واإليرادات‬
‫اإلمجالية للدولة‪ ،‬ورصيد املوازنة العامة خالل الفرتة ‪ ،2018-2000‬واليت ميكن تقسيمها إىل فرتتني أثناء التحليل‬
‫كما سيأيت ‪:‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬ ‫جدول ‪ 7-2‬تطور رصيد املوازنة العامة يف اجلزائر‬
‫رصيد املوازنة العامة‬ ‫اإليرادات العامة‬ ‫النفقات العامة‬ ‫السنوات‬
‫‪226.71-‬‬ ‫‪1028.84‬‬ ‫‪1255.55‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪17.41-‬‬ ‫‪1234.38‬‬ ‫‪1251.79‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪102.08-‬‬ ‫‪1457.75‬‬ ‫‪1559.83‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪259.65-‬‬ ‫‪1451.45‬‬ ‫‪1711.10‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪392-‬‬ ‫‪.1528‬‬ ‫‪1920‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪314.17-‬‬ ‫‪1635.83‬‬ ‫‪1950‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪963.5-‬‬ ‫‪1667.92‬‬ ‫‪2631.42‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪1821.14-‬‬ ‫‪1802.61‬‬ ‫‪3623.75‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪2491.58‬‬ ‫‪1831.28‬‬ ‫‪4322.86‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪2404.85-‬‬ ‫‪2786.6‬‬ ‫‪5191.45‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪2779.35-‬‬ ‫‪3081.5‬‬ ‫‪5860.85‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪153‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪3626.02-‬‬ ‫‪2992.4‬‬ ‫‪6618.42‬‬ ‫‪2011‬‬


‫‪3973.01-‬‬ ‫‪3455.65‬‬ ‫‪7428.66‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪3059.81-‬‬ ‫‪3820‬‬ ‫‪6879.81‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪3437.98-‬‬ ‫‪4218.18‬‬ ‫‪7656.16‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪4173.40-‬‬ ‫‪4684.65‬‬ ‫‪8858.05‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪3236.74-‬‬ ‫‪4747.43‬‬ ‫‪7984.17‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪1247.70-‬‬ ‫‪5635.51‬‬ ‫‪6883.21‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪1913.51-‬‬ ‫‪6714.26‬‬ ‫‪8627.77‬‬ ‫‪2018‬‬
‫من إعداد الباحث اعتمادا على قوانني املالية ‪2018-2000‬‬

‫‪ .1.2‬حتليل تطور رصيد املوازنة خالل الفرتة (‪)2004-2000‬‬


‫يالحظ من خالل معطيات اجلدول السابق أن رصيد املوازنة العامة للدولة يتميز بالعجز خالل الفرتة ‪-2000‬‬
‫‪ ،2004‬وهذا يعود اىل زيادة حجم النفقات العامة‪ ،‬حيث يالحظ أن الرصيد املوازين سجل عجزا سنة ‪2000‬‬
‫حبوايل ‪ 226.71 -‬مليار دج‪ ،‬مث أصبح سنة ‪ 2001‬حوايل ‪ 17.41-‬مليار دج يف تراجع ملفت‪ ،‬لكنه عاود‬
‫االرتفاع برصيد سليب سنوات ‪ 2004-2003-2002‬حيث سجل سنة ‪ 2002‬حوايل ‪ 102.08 -‬مليار‬
‫دج‪ ،‬وسنة ‪ 2001‬حوايل ‪ 259.65 -‬مليار دج‪ ،‬ليبلغ مداه سنة ‪ 2004‬حبوايل ‪ 392 -‬مليار دج‪.‬‬
‫ويعترب العجز املسجل خالل هذه الفرتة عجزا مفروضا بسبب استمرار آثار املشاكل االقتصادية والسياسية‬
‫واألمنية واالجتماعية اليت عاشتها اجلزائر خالل فرتة التسعينات‪ ،‬مما استدعى نفقات إضافية خاصة على اخلدمات‬
‫اجملانية كالصحة والتعليم وتسيري املرافق العمومية وتدعيم السلع االستهالكية‪ .‬وقد متيزت هذه الفرتة بانطالق خمطط‬
‫اإلنعاش االقتصادي سنة ‪ ،2001‬وهو عبارة عن خمصصات مالية موزعة على طول الفرتة ‪ 2004-2001‬بنسب‬
‫متفاوتة‪ ،‬وتبلغ قيمتها اإلمجالية حوايل ‪ 525‬م‪.‬د ما يقارب ‪ 7‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬وقد جاء هذا املخطط يف إطار‬
‫السياسة املالية اليت بدأت اجلزائر يف ا نتهاجها يف شكل توسع يف اإلنفاق العام قصد تنشيط االقتصاد الوطين‪ ،‬وتبين‬
‫سياسة االنفتاح االقتصادي‪ ،‬ومعاجلة اآلثار السلبية املرتتبة عن العشرية السوداء‪.‬‬
‫‪ .2.2‬حتليل تطور رصيد املوازنة خالل الفرتة (‪)2018-2005‬‬
‫يالحظ من خالل معطيات اجلدول السابق أن العجز املوازين سجل سنة ‪ 2005‬حوايل ‪ 2404.85-‬مليار‬
‫دج‪ ،‬لينتقل الرصيد السالب سنة ‪ 2012‬اىل حوايل ‪ 3973.01-‬مليار دج‪ ،‬مع بلوغ الرصيد السالب للموازنة‬
‫مستويات قياسية حيث سجل سنة ‪ 2015‬حوايل ‪ 4173.4-‬مليار دج‪ ،‬أما سنيت ‪ 2017‬و‪ 2018‬فقد سجل‬
‫تراجعا اىل حوايل ‪ 1247.7-‬مليار دج و ‪ 1913.51-‬مليار دج على التوايل‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويعترب العجز املوازين ابتداء من سنة ‪ 2005‬وحىت سنة ‪ 2018‬عجزا مقصودا نظرا لتحسن الوضعية‬
‫االقتصادية واملالية للجزائر نتيجة لإلصالحات االقتصادية وارتفاع أسعار احملروقات وتراجع املديونية اجلزائرية اليت بلغت‬
‫سنة ‪ 2005‬حوايل ‪ 17.19‬مليار دوالر‪ ،‬و‪ 15.37‬مليار دوالر سنة ‪ ،2006‬وحوايل ‪ 4.8‬مليار دوالر سنة‬
‫‪ ،2009‬وارتفاع احتياطي الصرف خالل تلك الفرتة حيث بلغ حوايل ‪ 150‬مليار دوالر سنة ‪ ،2009‬وقارب‬
‫‪ 200‬مليار دوالر سنة ‪ ،2013‬وتسجيل معدالت منو مرتفعة جتاوزت ‪ % 5.1‬سنة ‪ ،2005‬وكانت يف اغلب‬
‫السنوات فوق ‪.% 3.5‬‬
‫وقد اتبعت احلكومة سياسة العجز املقصود‪ ،‬للسماح بتوزيع األعباء االستثمارية على خمتلف السنوات‪،‬‬
‫ويعود ذلك إىل استمرار وترية الربامج واملشاريع اليت سبق إقرارها وتنفيذها‪ ،‬حيث أقرت الدولة الربنامج التكميلي‬
‫لدعم النمو الذي ميتد من ‪ ،2009-2005‬مببلغ ‪ 4202.7‬م‪.‬د مقسمة إىل خمصصات مالية موزعة بنسب‬
‫‪1‬‬
‫متفاوتة على طول سنوات الربنامج‪ ،‬موزعة على جمموعة من القطاعات هي‪:‬‬
‫‪ -‬قطاع األشغال العمومية واهلياكل القاعدية ويقدر املبلغ املخصص له ‪ 1703.1‬م‪.‬د‪.‬‬
‫‪ -‬قطاعات الصناعة والفالحة والصيد البحري استفادت من مبلغ ‪ 337.2‬م‪.‬د‪ .‬وهو ما ميثل ‪ %58‬من‬
‫إمجايل الربنامج‪.‬‬
‫‪ -‬القطاع اإلداري‪ ،‬استفاد من برنامج خاص لتطوير إصالح أهم اهليئات احلكومية على غرار الداخلية‪ ،‬العدالة‬
‫و املالية مببلغ قيمته ‪ 203.9‬م‪.‬د ما يعادل نسبة ‪ %4.8‬من الربنامج التكميلي‪.‬‬
‫‪ -‬قطاع التكنولوجيا احلديثة لإلعالم واالتصال استفاد من مبلغ ‪50‬م‪.‬د ما يعادل نسبة ‪ %1.2‬من الربنامج‬
‫التكميلي‪.‬‬
‫وقد كان التوسع يف اإلنفاق من خالل انتهاج احلكومة لسياسة اقتصادية كنزية‪ ،‬هتدف باألساس إىل حتديث‬
‫وتوسيع اخلدمات العامة‪ ،‬وحتسني مستوى معيشة األفراد من خالل حتسني اجلوانب املؤثرة على منط معيشتهم وتطوير‬
‫املوارد البشرية والبىن التحتية لبعث النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫كما يهدف هذا الربنامج باألساس إىل رفع معدالت النمو االقتصادي الذي يعترب اهلدف النهائي للربنامج‬
‫التكميلي لدعم النمو والذي تصب فيه كل األهداف السالفة الذكر‪.‬‬
‫كما شهدت تلك الفرتة انطالق الربنامج اخلماسي ‪ 2014-2010‬الذي رصدت له الدولة مبلغ ‪21214‬‬
‫‪2‬‬
‫م‪.‬د‪ ،‬أي حوايل ‪ 286‬مليار دوالر موزعة يف شكل خمصصات مالية على طول سنوات الربنامج كالتايل‪:‬‬
‫‪ -‬حتسني معيشة السكان‪ ،‬كالسكن والرتبية والتعليم العايل واخلدمات العامة وخصص له مبلغ ‪9903‬م‪.‬د‬
‫حوايل ‪ %45.42‬من خمصصات الربنامج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬البرنامج التكميلي لدعم النمو‪ ،‬افريل ‪ ،2005‬مأخوذ من الموقع‪http://www.premier-‬‬
‫‪ministre.gov.dz/arabe/media/PDF/TexteReference/TexteEssentiels/ProgBilan/ProgCroissance.pdf‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بيان اجتماع مجلس الوزراء‪ ،‬البرنامج الخماسي‪ 24،2014/2010‬ماي ‪ ،2010‬مأخوذ من الموقع‪:‬‬
‫‪http://algerianembassy-saudi.com/PDF/quint.pdf‬‬
‫‪155‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬تطوير اهلياكل القاعدية ورصد له مبلغ‪ 8400‬م‪.‬د‪ ،‬موجهة باألساس إىل تطوير البىن التحتية والتهيئة‬
‫العمرانية وقطاع املياه‪.‬‬
‫‪ -‬دعم التنمية االقتصادية‪ ،‬ورصد له مبلغ ‪ 3500‬م‪.‬د حوايل ‪ %16.05‬هتدف إىل تنشيط ودعم قطاع‬
‫الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬ودعم القطاع الصناعي العمومي باإلضافة إىل إنشاء وحتفيز املؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة‪.‬‬
‫ويعترب هذا الربنامج غري مسبوق يف تاريخ اجلزائر‪ ،‬وهو ما انعكس على تضخم حجم النفقات العامة وساهم يف‬
‫توسع العجز املوازين‪ ،‬وهو ما يدل على سياسة العجز املقصود اليت اتبعتها الدولة بغية تنشيط االقتصاد الوطين ورفع‬
‫معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ .4‬طرق سد عجز املوازنة العامة يف اجلزائر‪ :‬اعتمدت اجلزائر خالل السنوات السابقة على سد العجز يف موازنتها‬
‫على مجلة من اآلليات أمهها‪:1‬‬
‫‪ ‬استخدام فوائض اجلباية البرتولية املتاحة يف صندوق ضبط اإليرادات‪ :‬ونتيجة لتنامي العجز املوازين فقد‬
‫اعتمدت الدولة يف متويل وسد عجز موازنتها على االقتطاع املباشر من موارد صندوق ضبط اإليرادات األمر‬
‫الذي أدى اىل تآكل موارده‪ .‬كما جتدر اإلشارة اىل أن االقتطاع من صندوق ضبط املوارد مل تلجأ إليه احلكومة‬
‫خالل الفرتة ‪ 2006-2000‬حيث مت استخدام االقرتاض الداخلي‪ ،‬غري أهنا بعد سنة ‪ 2006‬أصبحت‬
‫تقتطع من موارد الصندوق لتغطية العجز املوازين تزامنا مع التعديل الذي اجري على الصندوق سنة ‪. 22006‬‬
‫‪ ‬ترشيد اإلنفاق احلكومي‪ :‬حيث تسعى اجلزائر اىل ترشيد اإلنفاق العمومي‪ ،‬خاصة مع تراجع أسعار النفط ابتداء‬
‫من سنة ‪ ، 2014‬واليت تعتمد عليها بشكل كبري يف تسيري موازنتها‪ ،‬مما يتطلب عملية ترشيد للنفقات تتناسب‬
‫مع هذه الوضعية يف مجيع القطاعات وخاصة يف املؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬خفض سعر صرف العملة الوطنية‪ :‬لقد جاء قرار ختفيض قيمة العملة الوطنية يف اجلزائر من اجل خفض‬
‫الواردات ال يت ينتج عنها خروج العملة الصعبة حنو اخلارج يف ظل تراجع الصادرات النفطية‪ ،‬إضافة اىل رفع‬
‫حصيلة مداخيل النفط املقومة بالدوالر األمريكي عند حتويلها اىل الدينار اجلزائري‪ ،‬وبالتايل تغطية حجم أكرب من‬
‫النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬اللجوء اىل التمويل غري التقليدي‪ :‬وقد اعتمدت اجلزائر قرارا صادق عليه جملس الوزراء سنة ‪2017‬لتعديل‬
‫قانون النقد والقرض يف سياق مسعى احلكومة اىل اللجوء اىل التمويل غري التقليدي لتغطية عجز املوازنة العامة ‪،‬‬
‫ويسمح هذا اإلجراء بإقراض اخلزينة العمومية مباشرة‪ ،‬من خالل قيام البنك املركزي ابتداء من دخول إجراء‬
‫ال تعديل حيز التنفيذ‪ ،‬وبشكل استثنائي مدته مخس سنوات بشراء السندات املالية اليت تصدرها اخلزينة العمومية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حميدة مختار‪ ،‬كزون نسرين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.238-234‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬لطرش ذهبية‪ ،‬كتاف شافية‪ ،‬فعالية صندوق ضبط اإليرادات في تمويل عجز الموازنة العمومية خالل الفترة ‪ ،2017-2000‬مقال بمجلة التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي‪ ،‬المجلد‪ ،3‬العدد‪ ،5‬جوان ‪ ،2018‬ص‪.34‬‬
‫‪156‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫واملوجهة حصرا اىل تغطية احتياجات متويل اخلزينة‪ ،‬متويل الدين العمومي الداخلي‪ ،‬ومتويل الصندوق الوطين‬
‫لالستثمار‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬إحالل اجلباية العادية حمل اجلباية البرتولية‬
‫‪ .1‬مفهوم اجلباية وأنواعها‪ :‬إن تعريف اجلباية يشمل عدة عناصر منها االتاوة ‪ ،‬الرسم‪ ،‬الضريبة‪ ،‬فقد يتحصل‬
‫األشخاص الطبيعيني على امتياز منفرد‪ ،‬فيدفعون مقابل هذا االمتياز اتاوة‪ ،‬كما قد يدفع الفرد اىل الدولة مبلغا من‬
‫النقود جربا مقابل انتفاعه خبدمة معينة‪ ،‬وهذا يطلق عليه الرسم‪ .‬ومع تطور وتغري وظائف الدولة تغريت طبيعة الرسم‬
‫ومت اضافة الضريبة اليت تستعمل كمورد اساسي إليرادات الدولة‪ ،1‬ومن هنا تظهر أمهية الضرائب يف النظام اجلبائي‪.‬‬
‫‪ .2‬مكونات اجلباية العامة‪ :‬إن اجلباية العامة تتكون من جباية عادية تتمثل يف ( الضرائب والرسوم‪ ،‬واالتاوات)‪،‬‬
‫وجباية برتولية‪.‬‬
‫‪ .1.2‬اجلباية العادية‪ :‬وتشمل األنواع التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬الضريبة‪ :‬وهي عبارة عن اقتطاع مايل يتحمله أشخاص طبيعيون ومعنويون‪ ،‬حسب قدراهتم التسامهية‪ ،‬وبدون‬
‫مقابل‪ ،‬بغية تغطية النفقات العامة‪ ،‬وحتقيقا لألهداف االقتصادية واالجتماعية‪.2‬‬
‫ب‪ .‬الرسم‪ :‬يعترب من االيرادات اهلامة اليت تعتمد عليها الدولة يف التمويل‪ ،‬فالرسم مبلغ من املال جتبيه الدولة من‬
‫االفراد جربا مقابل خدمة خاصة تقدمها هلم‪ ،‬او مقابل نفع خاص يعود عليهم من هذه اخلدمة‪.3‬‬
‫ت‪ .‬االتاوة‪ :‬تسدد مقابل امتياز فردي فهي مبلغ من املال يفرض على مالك العقار بنسبة املنفعة اليت عادت عليه‬
‫من االعمال اليت قامت هبا الدولة او اهليئات احمللية‪.4‬‬
‫‪ .2.2‬اجلباية البرتولية‪ :‬تعرف اجلباية البرتولية على اهنا اقتطاع او ضريبة تدفع للدولة املالكة للنفط مقابل استغالل‬
‫باطن أرضها يف البحث وانتاج النفط من قبل الشركات البرتولية‪ ،‬وحتدد على اساس نسبة معينة تطبق على سعر بيع‬
‫الربميل وهي متثل نسبة كبرية من ايرادات املوازنة العامة ألغلب الدول املنتجة للنفط‪.‬‬
‫‪ .2‬حتليل تطور االيرادات العامة – املوارد العادية واجلباية البرتولية‪ -‬يف اجلزائر‬
‫لقد حاولت الدول النفطية عموما‪ ،‬واجلزائر بوجه خاص تنويع مصادر االيرادات العامة ومع ذلك بقيت اجلباية‬
‫البرتولية تشكل نسبة كبرية من امجايل االيرادات وتتجاوز يف اغلب السنوات نسبة ‪ 50‬يف املائة‪.‬‬
‫‪ .1.2‬حتليل تطور املوارد العادية‪ :‬تعترب املوارد العادية الوسيلة املالية للدولة لتغطية نفقاهتا وقد تطور مفهومها من‬
‫أداة لتزويد اخلزينة العامة باألموال الالزمة هلا إىل أداة للتأثري يف احلياة العامة وحتقيق أهداف اقتصادية واجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬الوجيز في المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.115‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- JACQUES SARAF Agrégé d’économie et gestion « Fiscalité » DUNOD Edition 2002/2003, p01.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عادل فليح العلي‪ ،‬المالية العامة والتشريع المالي الضريبي‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص‪.84‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬حميد بوزيدة‪ ،‬جباية المؤسسات‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪157‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وقد تعددت انواع املوارد العادية وتشعبت فهناك موارد تأخذها الدولة دون مقابل مثل اهلبات واالعانات‪ ،‬واخرى‬
‫هلا صفة تعاقدية كإيرادات الدولة من امالكها‪ ،‬وثالثة موارد اجبارية سيادية كالضرائب حسب القانون املتعلق بقوانني‬
‫املالية ‪ 17-84‬السيما املادة ‪ 11‬منه واليت تصنف ايرادات املوازنة العامة يف اجلزائر إىل‪:‬‬
‫‪ -‬ايرادات ذات الطابع اجلبائي وكذا حاصل الغرامات‪.‬‬
‫‪ -‬مداخيل االمالك التابعة للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬التكاليف املدفوعة لقاء اخلدمات املؤداة واألتاوى‪.‬‬
‫‪ -‬األموال املخصصة للهدايا واهلبات واملسامهات‪.‬‬
‫‪ -‬التسديد برأمسال للقروض والتسبيقات املمنوحة من طرف الدولة من املوازنة العامة وكذا الفوائد املرتتبة عنها‪.‬‬
‫‪ -‬خمتلف حواصل املوازنة اليت ينص القانون على حتصيلها‪.‬‬
‫‪ -‬مداخيل املسامهات املالية للدولة من أرباح مؤسسات القطاع العمومي املرخص هبا قانونا‪.‬‬
‫واجلدول املوايل يوضح تطور املوارد العادية للدولة يف اجلزائر خالل عدد من السنوات‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬ ‫جدول ‪ :8-2‬تطور املوارد العادية يف اجلزائر‬
‫إمجايل املوارد العادية‬ ‫إيرادات أخرى‬ ‫إيرادات جبائية (جباية إيرادات عادية‬ ‫البيان‬
‫عادية)‬
‫النسبة‬ ‫املبلغ‬ ‫النسبة‬ ‫املبلغ‬ ‫النسبة‬ ‫املبلغ‬ ‫النسبة‬ ‫املبلغ‬
‫السنوا‬
‫ت‬
‫‪100‬‬ ‫‪504.28‬‬ ‫‪12.28‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪3.36‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪84.35‬‬ ‫‪425.84 2000‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪615.39‬‬ ‫‪19.66‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪18.5‬‬ ‫‪77.33‬‬ ‫‪475.89 2002‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪751.92‬‬ ‫‪15.77‬‬ ‫‪118.6‬‬ ‫‪2.99‬‬ ‫‪22.5‬‬ ‫‪81.22‬‬ ‫‪610.77 2006‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪1158.1‬‬ ‫‪12.99‬‬ ‫‪150.5‬‬ ‫‪7.47‬‬ ‫‪86.6‬‬ ‫‪79.52‬‬ ‫‪921 2009‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪1894.0‬‬ ‫‪11.87‬‬ ‫‪225‬‬ ‫‪3.87‬‬ ‫‪73.3‬‬ ‫‪84.25‬‬ ‫‪1595.7 2012‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪2961.7‬‬ ‫‪13.91‬‬ ‫‪412‬‬ ‫‪2.83‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪83.25‬‬ ‫‪2465.7 2015‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪158‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪100‬‬ ‫‪3938.0‬‬ ‫‪20.31‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪2.66‬‬ ‫‪105.0‬‬ ‫‪77.01‬‬ ‫‪3033.0 2018‬‬


‫‪%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪2‬‬
‫من إعداد الباحث اعتمادا على قوانني املالية ‪2018-2000‬‬
‫من خالل معطيات اجلدول نالحظ ارتفاع املوارد العادية من سنة اىل أخرى حيث كانت سنة ‪ 2000‬يف حدود‬
‫‪ 504.28‬مليار دج لتقفز اىل حوايل ‪ 1158.10‬مليار دج سنة ‪ ،2009‬وتواصل االرتفاع حيث سجلت سنة‬
‫‪ 2018‬مبلغ ‪ 3938.04‬مليار دج‪ .‬ومتثل اجلباية العادية النسبة األكرب من املوارد العادية للدولة اذ سجلت سنة‬
‫‪ 2000‬ما نسبته ‪ ،% 84.35‬وسنة ‪ 2009‬حوايل ‪ ،%79.52‬وسنة ‪ 2015‬حوايل ‪ .%83.25‬ويعود‬
‫االرتفاع املستمر للموارد العادية اىل السياسات االقتصادية املتمثلة يف جلب وتشجيع االستثمارات وزيادة املؤسسات‬
‫اخلاصة مما ساهم يف رفع األوعية الضريبية ورفع ايرادات الدولة من اجلانب الضرييب‪ ،‬واجلدول املوايل يوضح تطور‬
‫اجلباية العادية ونسبتها اىل إمجايل اإليرادات‪.‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬ ‫جول رقم ‪ :9-2‬اجلباية العادية ونسبتها اىل امجايل اإليرادات‬
‫امجايل االيرادات العامة‬ ‫اجلباية العادية‬ ‫البيان‬
‫النسبة‪%‬‬ ‫املبلغ‬
‫السنوات‬
‫‪1028.84‬‬ ‫‪41.39‬‬ ‫‪425.84‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪1451.45‬‬ ‫‪32.78‬‬ ‫‪475.89‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1667.92‬‬ ‫‪36.61‬‬ ‫‪610.77‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪2786.60‬‬ ‫‪33.05‬‬ ‫‪921‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪3455.65‬‬ ‫‪46.17‬‬ ‫‪1595.75‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪4684.65‬‬ ‫‪52.63‬‬ ‫‪2465.71‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪6714.26‬‬ ‫‪45.17‬‬ ‫‪3033.02‬‬ ‫‪2018‬‬
‫من إعداد الباحث اعتمادا على قوانني املالية ‪2018-2000‬‬
‫ومن خالل معطيات اجلدول يتضح التطور املستمر إليرادات اجلباية العادية حيث بلغت سنة ‪ 2012‬حوايل‬
‫‪ 1595‬مليار دج بنسبة فاقت ‪ %46‬من امجايل االيرادات العامة لتقفز اىل حوايل ‪ 3033.02‬مليار دج سنة‬
‫‪ 2018‬بنسبة ‪%45.17‬من امجايل االيرادات‪ ،‬ويعود التحسن املستمر يف منو ايرادات اجلباية العادية لعدة عوامل‬
‫نذكر منها‪ :‬تطبيق تقنية االقتطاع من املصدر فيما خيص الضريبة على الدخل االمجايل‪ ،‬وزيادة األوعية الضريبية بسبب‬
‫ارتفاع عدد الشركات اخلاصة وكذا ارتفاع عدد التجار اذ فاق العدد اكثر من مليوين تاجر ‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وبالنسبة ملوازنة الدولة تبقى اجلباية العادية ال متثل إال ‪ %40‬من امجايل االيرادات العامة‪ ،‬بينما ترجع احلصة‬
‫األكرب اىل اجلباية البرتولية اليت تغطي حوايل ‪ %60‬من ايرادات الدولة‪ ،‬رغم أن ادارة الضرائب تبذل جهودا كبرية‬
‫لتوسيع قائمة دافعي الضرائب واعتماد برنامج لتوسيع نطاق استخدام االنظمة املعلوماتية مبصاحبة البنك العاملي‬
‫‪ .2.4‬حتليل تطور اجلباية البرتولية يف اجلزائر‬
‫تعترب اجلباية البرتولية يف موازنة اجلزائر أهم مورد مايل تعتمد عليه الدولة‪ ،‬يف متويل املشاريع االقتصادية حيث ميثل‬
‫هذا املورد عرب كل املراحل االقتصادية للدولة النسبة الكبرية يف موازنتها‪ ،‬وتغريت موارد اجلباية البرتولية حسب تغري‬
‫أسعار النفط يف السوق الدولية‪ ،‬ومن خالل احصائيات اجلدول املوايل يتبني تطور مبالغ اجلباية البرتولية لعدد من‬
‫السنوات ونسبتها اىل امجايل االيرادات العامة‪.‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬ ‫جدول ‪ :10-2‬نسبة اجلباية البرتولية اىل إمجايل االيرادات‬
‫امجايل االيرادات‬ ‫اجلباية البرتولية‬ ‫البيان‬
‫النسبة‪%‬‬ ‫املبالغ‬
‫السنوات‬
‫‪1028.84‬‬ ‫‪50.93‬‬ ‫‪524‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪1451.45‬‬ ‫‪57.60‬‬ ‫‪836.06‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1667.92‬‬ ‫‪54.91‬‬ ‫‪916‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪2786.60‬‬ ‫‪58.44‬‬ ‫‪1628.5‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪3455.65‬‬ ‫‪45.18‬‬ ‫‪1561.6‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪4684.65‬‬ ‫‪36.77‬‬ ‫‪1722.94‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪6714.26‬‬ ‫‪41.43‬‬ ‫‪2776.21‬‬ ‫‪2018‬‬
‫من إعداد الباحث اعتمادا على قوانني املالية ‪2018-2000‬‬
‫يتضح من معطيات اجلدول أن اجلباية البرتولية شهدت تطورا ملحوظا منذ سنة ‪ 2000‬حيث ارتفعت من‬
‫‪ 524‬مليار دج اىل حوايل ‪ 836.06‬سنة ‪ 2003‬بنسبة فاقت ‪ %57‬من امجايل االيرادات‪ ،‬لتصل سنة ‪2009‬‬
‫اىل حوايل ‪1628.5‬مليار دج بنسبة ‪ %58.44‬من جمموع االيرادات اليت سجلت سنتها مبلغ ‪ 2786.6‬مليار‬
‫دج‪ .‬وهذا االرتفاع مل يكن عفويا بل كان نتيجة جمموعة من االصالحات اليت قامت هبا الدولة نذكر منها‪:1‬‬
‫‪ -‬دخول الشركات البرتولية الكربى إىل اجلزائر لالستثمار يف قطاع احملروقات مثل شركة ( بكتل االمريكية‪ ،‬شال‬
‫اهلولندية‪ ،‬توتال الفرنسية‪ ،‬برتش برتوليوم الربيطانية‪ ،‬شركة برتوناس‪.)...‬‬
‫‪ -‬ارتفاع اسعار النفط العاملية‪ ،‬حيث جتاوز سعر برميل النفط حاجز ‪ 100‬دوالر للربميل‪ ،‬هذا فضال عن‬
‫االكتشافات االخرية يف قطاع احملروقات يف اجلزائر واستعمال الكميات اهلائلة حلوض حاسي بركني‪ ،‬اليت‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحمد طويلب‪ ،‬السياسة الميزانية للجزائر خالل مرحلة االنتقال الى اقتصاد السوق‪ ،‬رسالة ماجستير علوم اقتصادية‪ ،‬فرع النقود‪ ،‬معهد العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1997/1996 ،‬ص‪.246-245‬‬
‫‪160‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫زادت انتاج النفط يف اجلزائر بواقع ‪ 230000‬برميل يوميا‪ ،‬سنة ‪ 2005‬وهو ما أدى اىل جلب الشركات‬
‫اخلاصة لالستثمار يف اجلزائر وساهم يف زيادة اجلباية البرتولية‪.‬‬
‫أما سنة ‪ 2012‬فقد تراجعت اجلباية البرتولية اىل حدود ‪ 1561.6‬مليار دج‪ ،‬مسجلة نسبة ‪ %45‬من‬
‫جمموع االيرادات‪ ،‬وتعاود االرتفاع بعد سنة ‪ 2015‬حيث بلغت سنة ‪ 2018‬حوايل ‪ 2776‬مليار دج بنسبة‬
‫‪ %41‬من جمموع االيرادات‪.‬‬
‫ويعود اخنفاض اجلباية البرتولية سنة ‪ 2012‬اىل تراجع أسعار البرتول يف السوق الدولية ابتداء من األزمة املالية‬
‫العاملية سنة ‪ ،2008‬وتراجع الطلب العاملي ع لى النفط‪ ،‬وكذا توجه الدولة اىل قطاعات أخرى‪ .‬ورغم أمهية اجلباية‬
‫البرتولية يف متويل خزينة الدولة اال أهنا تبقى موردا غري مستقر الرتباطه بعدة عوامل خارجية منها ( سعر الصرف‪ ،‬سعر‬
‫برميل النفط‪ ،‬حجم الطلب الدويل على النفط‪ ،‬الظروف املناخية)‪ ،‬ومن هنا تظهر أمهية اجلباية العادية كمورد هام من‬
‫مصادر االيرادات العامة يتوجب على الدولة أن تبحث عن عوامل ومتطلبات احالله حمل اجلباية البرتولية‪.‬‬
‫‪ .2‬متطلبات احالل اجلباية العادية حمل اجلباية البرتولية‪ :‬إن احالل اجلباية البرتولية حمل اجلباية البرتولية يتطلب‬
‫الكثري من العوامل أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬دعم الطاقة الضريبية للدولة‪ :‬من خالل القيام بإصالحات ضريبية جديدة من اجل تقريب الطاقة الضريبية‬
‫الفعلية من الطاقة الضريبية املمكنة‪ ،‬ومعاجلة خمتلف العقبات اليت يعاين منها النظام اجلبائي اجلزائري‪ ،‬ومنها‪:1‬‬
‫‪ -‬حماربة التهرب الضرييب‪ :‬الذي يعترب أحد املشاكل اهلامة اليت يواجهها النظام اجلبائي‪ ،‬حيث يؤدي اىل‬
‫اضعاف مردوده ونقص حصيلتة الضريبية‪ ،‬وحسب احصاءات رمسية يقدر حجم التهرب الضرييب يف اجلزائر‬
‫حبوايل ‪ 200‬مليار دج سنويا‪.‬‬
‫‪ -‬عقلنة االمتيازات اجلبائية‪ :‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬اقتصار االعفاءات على االست ثمارات اليت تساهم يف التنمية االقتصادية وحتقق زيادة يف القيمة املضافة‬
‫وتؤمن املزيد من فرص العمل‪ ،‬وعلى املشاريع اليت تستعمل املواد األولية احمللية‪.‬‬
‫‪ -‬منح االعفاءات للمؤسسات املستقرة اليت ستشكل مطارح ضريبية مستقبلية‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام معياري الكفاءة والفعالية يف تقييم فعالية سياسة احلوافز اجلبائية‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة جبائية فعالة‪ :‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬تبسيط االجراءات يف عالقة املكلف باإلدارة الضريبية‪ ،‬واالستعاضة عن التعقيد وتعديل التشريع مىت‬
‫لزم األمر‪.‬‬
‫‪ -‬احداث حماكم داخل وضمن النظام القضائي خمتصة بالقضايا الضريبية حلل املنازعات الضريبية بني‬
‫املواطنني والدولة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مليكاوي مولود‪ ،‬متطلبات احالل الجباية العادية محل الجباية البترولية كخيار استراتيجي لتحقيق التنمية في الجزائر‪ ،‬مجلة االقتصاد والتنمية‪ ،‬مخبر‬
‫التنمية المحلية المستدامة‪ ،‬العدد ‪ ،07‬جانفي ‪ ،2017‬ص‪.30-29‬‬
‫‪161‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬االنتقال من النظام الضرييب احلايل الذي يتميز بنوع من التعقيد وعدم االستقرار اىل نظام ضرييب عصري‬
‫وحديث يتصف بالفعالية والعدالة‪.‬‬
‫‪ ‬مكافحة الفساد اجلبائي‪ :‬إن مكافحة الفساد اجلبائي على مستوى االدارة اجلبائية يعد أولوية خللق شرعية للنظام‬
‫اجلبائ ي‪ ،‬فالفساد يقوض الوعي الضرييب وااليرادات الضريبية‪ ،‬وهو ما يتطلب البحث عن خمتلف احللول‬
‫واالسرتشاد مبختلف التجارب الدولية يف مكافحة الفساد اجلبائي‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬عقلنة تصميم القوانني اجلبائية‪ :‬وذلك بإنشاء نظام ضرييب عقالين وتبسيط قوانني الضرائب‪.1‬‬
‫‪ -‬اعتبار الفساد جرمية وطنية‪ :‬حتتاج مشكلة الفساد اىل معاجلة على الصعيدين الوطين والدويل‪ ،‬غري أن القادة‬
‫السياسيني الوطنيني ملزمني بالقضاء على هذا اخلطر من خالل اتباع منهج شامل‪ ،‬يتضمن الوقاية منه‬
‫وحماربته‪.2‬‬
‫‪ -‬تقليل احتكار السلطة‪ :‬تتمثل اخلطوة االوىل يف مكافحة الفساد اجلبائي يف االجتاه حنو احلد من السلطة‬
‫االحتكارية للمسؤولني‪.3‬‬
‫‪ -‬اعادة هيكلة االدارة الضريبية‪ :‬ميكن اعادة هيكلة االدارات الضريبية وظيفيا مع الرتكيز على تقليل‬
‫التفاعالت الشخصية مع دافعي الضرائب‪ ،‬وسن عقوبات صارمة للمتهربني من دفع الضريبة‪.4‬‬
‫‪ -‬اعتماد تكنولوجيا املعلومات للحد من الفساد‪ :‬ذلك أن استخدام هذه التكنولوجيا يقلل من السلطة‬
‫التقديرية للمسؤولني احملليني وخيفض من تكاليف املعامالت ويعزز الشفافية‪.‬‬
‫‪ -‬انشاء هيئة مستقلة ملكافحة الفساد اجلبائي‪ :‬ويشرتط أن تكون مستقلة دستوريا عن اجلهاز التنفيذي‬
‫تقرتح مناهج متعددة ملكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط اقتصاد الظل‪ :‬إذ تعترب اجلزائر من أهم البلدان اليت تعاين من تنامي ظاهرة اقتصاد الظل‪ ،‬وهو ما يعين‬
‫ضياع حصيلة جبائية هائلة على االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫‪ ‬ترشيد االنفاق العمومي‪ :‬ويكون ذلك باتباع ضوابط ومتطلبات ترشيده السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ ‬خوصصة املؤسسات العمومية‪ :‬حيث أن حتويل امللكية سيدعم خزينة الدولة‪ ،‬وذلك من خالل‪:5‬‬
‫‪ -‬احلصول على موارد فورية لتدعيم موازنة الدولة‪ :‬حيث تتطلب اعادة التوازن اىل موازنة الدولة بالضرورة بيع‬
‫بعض األصول الثابتة اليت متلكها الدولة للمستثمرين احملليني واألجانب‪ ،‬للحصول على موارد اضافية تدعم‬
‫موازنتها‪ ،‬هذا يعين من الناحية االقتصادية األخذ مببدأ احلساب االقتصادي الذي يقتضي حل وتصفية‬
‫الشركات العامة وزيادة كفاءة الشركات الراحبة‪ ،‬مما يؤدي اىل زيادة كفاءة االقتصاد بشكل عام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mahesh c, Purohit, Corruption In Tax Administration, 2014, P292.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ibid, P292.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- OECD, tax administration: detecting corruption, july 2012, p.08‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- amunir rahman, tackling corruption through tax administration reform,the world bank, april 2009, p.02.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬مليكاوي مولود‪ ،‬متطلبات احالل الجباية العادية محل الجباية البترولية كخيار استراتيجي لتحقيق التنمية في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35-34‬‬
‫‪162‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬احلصول على موارد بعيدة املدى لتدعيم موازنة الدولة‪ :‬وذلك من خالل الضرائب اليت ستجنيها من‬
‫املؤسسات اليت متت خوصصتها ورفعت من كفاءهتا‪ ،‬فتنمية املوارد اجلبائية من هذه املشروعات احملولة بعد‬
‫اعادة تأهيلها ورفع كفاءهتا ورحبيتها يف ظل االدارة اخلاصة‪ ،‬تؤدي اىل ختفيض العجز االمجايل يف املوازنة‬
‫العامة للدولة‪ ،‬وجتنب استمرار اخللل بني االيرادات والنفقات بكل آثاره الضارة‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد اسرتاتيجية صناعية‪ :‬حيث أن اعتماد اسرتاتيجية صناعية يؤدي اىل احالل اجلباية العادية حمل اجلباية‬
‫البرتولية دون زيادة يف الضرائب وال أنواعها‪ ،‬وذلك من خالل اجياد قواعد ضريبية جديدة تسمح بزيادة احلصيلة‬
‫اجلبائية للدولة هبدف التقليل من االعتماد على اجلباية البرتولية وجتنب االثار السلبية للصدمات البرتولية‪.1‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬التنويع االقتصادي‬
‫سنتطرق يف هذا املبحث اىل التنويع االقتصادي باعتباره من أهم التحديات اليت تواجه السياسة املالية يف اجلزائر‪،‬‬
‫باعتبار املدخل لتحقيق النمو االقتصادي املرغوب وتنويع مصادر الدخل‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم التنويع االقتصادي‪ :‬لقد كان االقتصاديون يف السابق يركزون يف تعريف التنويع االقتصادي على تنويع‬
‫الصادرات‪ ،‬مبعىن السياسات املتبعة لزيادة أنواع السلع يف حمفظة التصدير‪ ،‬ويضيف البعض وصول هذه السلع اىل‬
‫عدد أكرب يف األسوا ق اخلارجية‪ ،‬لكن التنويع االقتصادي مل يعد منحصرا يف هذا املعىن الضيق بل تعداه ليعرف بأنه "‬
‫العملية اليت ميكن من خالهلا حتقيق جمموعة متزايدة من املنتجات واملمارسات داخل النشاط االقتصادي"‪.‬‬
‫وبالنسبة للدول النفطية يعين التنويع االقتصادي " تنويع مصادر الدخل واحلد من االعتماد الكبري على النفط‬
‫والغاز‪ ،‬من خالل تطوير القطاع غري النفطي والصادرات وااليرادات غري النفطية "‪.2‬‬
‫‪ .2‬دوافع التنويع االقتصادي وأمهيته‪ :‬إن الدافع الرئيسي من التنويع االقتصادي يكمن يف محاية االقتصاد من‬
‫الصدمات اخلارجية الناجتة عن التخصص يف إنتاج وتصدير سلعة واحدة خاصة إذا كانت مادة أولية‪ ،‬ويشري‬
‫االقتصاديون إىل أن السياسة االقتصادية للبلد ال ميكن أن يستند النمو فيها على إنتاج وتصدير املواد األولية‪ ،‬ذلك‬
‫أن أسعار صادرات املواد األولية تنخفض مع مرور الوقت بالنسبة ألسعار صادرات املواد املصنعة‪ ،‬ونتيجة لذلك فان‬
‫أسعار الصادرات إىل أسعار الواردات يف هذه الدول سترتاجع‪ ،‬وهو ما ليس يف صاحل الدول املصدرة للمواد األولية‬
‫واملستوردة للسلع املصنعة‪ ،‬وعموما ميكن تلخيص أهم أسباب ودوافع التنويع االقتصادي يف ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬ختفيف املخاطر‪ :‬حيث أن البلدان األكثر تنوعا تكون أقل حساسية للتقلبات االقتصادية‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رزيق كمال‪ ،‬تقييم عملية إحالل الجباية العادية محل الجباية البترولية في الجزائر‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال أفريقيا‪ ،‬العدد ‪، 2008 ، 05‬جامعة‬
‫الشلف‪ ،‬ص‪.336‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬موسى باهي‪ ،‬كمال رواينية‪ ،‬التنويع االقتصادي كخيار استراتيجي لتحقيق التنمية المستدامة في البلدان النفطية‪ :‬حالة البلدان العربية المصدرة للنفط‪،‬‬
‫المجلة الجزائرية للتنمية االقتصادية‪ ،‬عدد ‪ ،05‬ديسمبر ‪ ،201‬ص‪.135-134‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Osakwe Patrick. N, «Foreign Aid, Resources and Export Diversification in Africa: A New Test of Existing‬‬
‫‪Theories», United Nations Economic Commission for Africa, African Trade Policy Centre, Work in Progress No.‬‬
‫‪61,2007, p.24‬‬

‫‪163‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ب‪ .‬حتقيق النمو االقتصادي واستدامته‪ :‬إذ أن االقتصاد الذي يستطيع إنتاج سلع خمتلفة يكون عائده مرتفعا وهو‬
‫ما يؤدي إىل النمو والتطور االقتصادي‪.1‬‬
‫ت‪ .‬استنزاف املوارد الطبيعية‪ :‬نضوب املوارد الطبيعية وحتديدا النفط‪ ،‬الذي تعتمد عليه العديد من اقتصاديات‬
‫الدول النامية يثري مسألة االستدامة االقتصادية ويدفع إىل تعويض هذه املوارد بأنواع أخرى من رأس املال‪ ،‬وذلك‬
‫للحفاظ على حق األجيال الالحقة عند تراجع احتياطي هذه املوارد‪.2‬‬
‫‪ .2‬تقييم درجة التنويع االقتصادي‪ :‬هناك جمموعة من املعايري اليت يتم من خالهلا تقييم درجة التنويع االقتصادي‬
‫وهي‪:3‬‬
‫أ‪ .‬درجة التغري اهليكلي‪ :‬وتدل عليها النسبة املئوية إلسهام القطاع النفطي مقابل القطاعات غري النفطية يف الناتج‬
‫احمللي االمجايل‪ ،‬فضال عن منو أو تقلص إسهام هذه القطاعات عرب الزمن‪.‬‬
‫ب‪ .‬االيرادات‪ :‬تطور ايرادات النفط والغاز كنسبة من جمموع االيرادات احلكومية‪.‬‬
‫ت‪ .‬الصادرات‪ :‬نسبة الصادرات غري النفطية إىل جمموع الصادرات‪ ،‬إذ يدل االرتفاع املطرد للصادرات غري النفطية‬
‫إىل زيادة درجة التنويع االقتصادي ولكن على فرتة طويلة نسبيا‪ .‬وميكن أن يؤدي التنويع يف الواردات وجها مهما‬
‫من أوجه التنويع االقتصادي‪ ،‬باعتبار أن االقتصاد الوطين يستورد من العامل اخلارجي السلع واخلدمات اليت ال‬
‫ينتجها بصورة تنافسية‪ ،‬وبذلك فإن تطور بنية الواردات ميثل تغري اهليكل اإلنتاجي لالقتصاد الوطين‪.‬‬
‫ث‪ .‬اإلسهام النسيب للقطاعني العام واخلاص يف الرتاكم اإلمجايل لرأس املال الثابت‪.‬‬
‫‪ .4‬مسامهة القطاعات االقتصادية يف الناتج احمللي اإلمجايل‪ :‬اجلدول املوايل يوضح مسامهة القطاعات االقتصادية‬
‫يف الناتج احمللي اإلمجايل يف اجلزائر‪.‬‬
‫جدول ‪ :11-2‬نسبة اجلباية البرتولية اىل إمجايل االيرادات‬
‫األشغال‬ ‫الصناعة‬ ‫الفالحة‬ ‫احملروقات‬ ‫السنوات‬
‫العمومية‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪9.8‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪29.8‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪10.4‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪11.5‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪11.6‬‬ ‫‪18.8‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪11.9‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫‪17.4‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪11.7‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫‪19.2‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Singer. H. W, « The Distribution of Gains between Investing and Borrowing Countries», American Economic‬‬
‫‪Review, vol. 40, no. 2, pp. 473-485.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نوي نبيلة‪ ،‬التنويع االقتصادي والنمو المستدام في الدول النفطية‪ -‬دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مجلة الحقوق والعلوم االنسانية‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬العدد‬
‫االقتصادي‪ ،)01(35 -‬ص‪.181‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬اللجنة االقتصادية لغرب آسيا‪ ،‬التنويع االقتصادي في البلدان المنتجة للنفط‪ -‬حالة اقتصاديات بلدان الخليج العربي‪ ،‬األمم المتحدة‪ ،2001 ،‬ص‪.47‬‬
‫‪164‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪11.4‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪11.7‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪2018‬‬


‫من إعداد الباحث اعتمادا على معطيات بنك اجلزائر جوان ‪2018‬‬
‫يبني اجلدول مسامهة قطاعات احملروقات‪ ،‬الفالحة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬األشغال العمومية‪ ،‬يف الناتج احمللي االمجايل خالل‬
‫الفرتة ‪ 2018-2013‬واليت ميكن حتليلها كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬قطاع احملروقات‪ :‬يالحظ أن مسامهة قطاع احملروقات يف الناتج احمللي االمجايل كانت متقاربة نسبيا سنوات‬
‫‪ 2013‬و ‪ 2014‬حيث سجلت نسبيت ‪ %29.8‬و‪ %27‬على التوايل‪ ،‬مث شهدت تراجعا يف السنوات الثالثة‬
‫املوالية ويعود ذلك اىل تراجع أسعار النفط يف األسواق العاملية باإلضافة اىل التغريات اهليكلية اليت يشهدها‬
‫االقتصاد الوطين والنابعة من سياسة تنويع الدخل واليت مكنت القطاعات غري النفطية من املسامهة يف الناتج‬
‫احمللي بشكل أفضل من ذي قبل‪ ،‬أما االرتفاع الذي سجلته مسامهة قطاع النفط سنة ‪ 2018‬فريجع اىل ارتفاع‬
‫سعر البرتول يف السوق الدولية اىل ما فوق ‪ 70‬دوالر للربميل‪.‬‬
‫‪ ‬قطاع الفالحة‪ :‬مل يتجاوز متوسط مسامهة قطاع الفالحة يف الناتج احمللي االمجايل متوسط ‪ %11.35‬خالل‬
‫السنوات الستة وهي نسبة قليلة مقارنة بدولة حبجم اجلزائر متلك مؤهالت فالحية هائلة‪ ،‬وهو ما يعكس السياسة‬
‫الفالحية احلالية ال ختدم تنويع االقتصاد باملعىن املرغوب‪.‬‬
‫‪ ‬قطاع الصناعة‪ :‬تسجل الصناعة مسامهة ضعيفة يف الناتج احمللي االمجايل مبتوسط يف حدود ‪ %5.21‬خالل‬
‫الفرتة ‪ ، 2018-2013‬ويرجع ذلك اىل ضعف القطاع الوطين اخلاص واالستثمارات األجنبية املباشرة يف هذا‬
‫اجملال اضافة اىل عوامل أخرى هيكلية وتسيريية وتنظيمية تستدعي مراجعتها وتقوميها‪.‬‬
‫‪ ‬قطاع األشغال العمومية‪ :‬لقد سجل قطاع البناء واألشغال العمومية مسامهة كبرية يف الناتج احمللي االمجايل بلغت‬
‫مستوى قياسيا سنة ‪ 2016‬بتسجيلها نسبة ‪ ،%11.9‬وميكن القول أن هذه املسامهة املقبولة يف الناتج احمللي‬
‫االمجايل ترجع اىل حجم االستثمارات العمومية خاصة املوجهة لبناء السكن واليت جتاوزت ‪ 1.2‬مليون وحدة‬
‫سكنية خالل الفرتة ‪.2018-2013‬‬
‫‪ .5‬اسرتاتيجية االنتقال اىل التنويع االقتصادي يف اجلزائر‪ :‬إن مشكلة االقتصاد الريعي يف اجلزائر ال تكمن يف طبيعة‬
‫االقتصاد حبد ذاته‪ ،‬وإمنا يف االعتماد عليه دون اجلدية يف بناء اقتصاد متنوع خارج قطاع احملروقات‪ ،‬غري أن‬
‫التخلص من االقتصاد الريعي يتطلب االعتماد على جمموعة من األسس اليت ميكن تلخيصها فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ ‬االهتمام بالقطاع السياحي‪ :‬يلعب االقتصاد السياحي دورا مهما يف اقتصاديات الكثري من الدول إذ يعترب من‬
‫أهم املصادر اليت تدر إيرادات مالية كبرية خاصة من العملة الصعبة‪ ،‬فهناك الكثري من دول العامل وخاصة الدول‬
‫النفطية وجدت ضالتها يف القطاع السياحي فقامت باستغالل مواردها وإمكانياهتا السياحية بشكل يضمن‬
‫استدامتها ويغنيها عن االعتماد عن مصادر الثروة الناضبة وعلى رأسها احتياطيات الثروة النفطية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬بوطالعة محمد‪ ،‬بن ديبش نعيمة‪ ،‬ميكانيزمات تفعيل التنويع االقتصادي في الجزائر في ظل تداعيات أزمة النفط‪ -‬إمكانية االستفادة من تجارب‬
‫دولية‪ ،-‬مجلة البشائر االقصادية‪ ،‬جامعة بشار‪ ،‬المجلد‪ ،04‬العدد‪ ،2018 ،02‬ص‪.308-306‬‬
‫‪165‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫واجلزائر متلك الكثري من املقومات الطبيعية واجلغرافية والتارخيية والثقافية اليت تؤهلها ملزاولة العديد من األنشطة‬
‫السياحية اليت ختدم االقتصاد الوطين خارج قطاع احملروقات إال أهنا ليست مستغلة‪ .‬فبالرغم من الضآلة النسبية ملسامهة‬
‫قطاع السياحة يف متويل التنمي ة يف اجلزائر إال أن هذا القطاع يعترب من أهم القطاعات الواعدة يف االقتصاد اجلزائري‬
‫خاصة إذا ما مت استغالل املخطط التوجيهي للتهيئة السياحية ‪.2025‬‬
‫‪ ‬تنمية القطاع الصناعي واملؤسسات الصغرية واملتوسطة وتعزيز قدرهتا التنافسية‪ :‬حيث تعترب الصناعة من‬
‫الدعائم األساسية إلحداث التنمية االقتصادية واالجتماعية الشاملة وذلك ملا ميكن أن تقوم به من خلق فرص‬
‫جديدة للعمل وتنويع مصادر الدخل وزيادة الدخل القومي باإلضافة إىل تعزيز الصادرات‪ ،‬ولذلك فقد أولت‬
‫الدولة اجلزائرية يف اآلونة األخرية اهتماما خاصا هبذا القطاع نظرا حلالة الركود الذي يعرفها وذلك من خالل وضع‬
‫اسرتاتيجية صناعية شاملة تأخذ بعني االعتبار كامل معطيات احمليط االقتصادي اجلزائري‪ ،‬وعصرنة املؤسسات‬
‫وتنمية املوارد البشرية‪ ،‬باإلضافة اىل اعادة تأهيل القطاع الصناعي القائم وتنشيطه ودعم املؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة باعتبارها اللبنة األساسية للصناعات اجلديدة‪.‬‬
‫‪ ‬جذب املزيد من االستثمارات األجنبية املباشرة‪ :‬اندفعت اجلزائر نتيجة لعوامل داخلية وأخرى خارجية إىل بذل‬
‫املزيد من اجلهود لتحسني مناخها االستثماري‪ ،‬وجلب أكرب قدر ممكن من االستثمار األجنيب املباشر إلدراكها‬
‫أنه األفضل من بني األشكال األخرى لتدفقات رؤوس األموال األجنبية‪ ،‬غري أن حجم االستثمارات االجنبية‬
‫باستثناء قطاع احملروقات يبقى حمدودا للغاية وذلك رغم الفرص واملؤهالت اليت تتمتع هبا القطاعات األخرى مما‬
‫يطرح إشكالية عدم التوزيع العادل لالستثمارات األجنبية على القطاعات االقتصادية يف اجلزائر ومتركزها يف قطاع‬
‫الطاقة‪ ،‬كما أن نسبة االستثمار األجنيب جد ضئيلة فهي ال تتعدى ‪ ،%1‬من جمموع املشاريع املنجزة خالل‬
‫الفرتة ‪ ،2016-2002‬ورغم ذلك فهي تساهم ب ‪ %17‬من رأس املال االمجايل‪ ،‬وتوفر ‪ %10‬من مناصب‬
‫الشغل‪ ،‬وهو ما يدل على كفاءة االستثمار األجنيب مقارنة باالستثمار احمللي‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بالقطاع الزراعي‪ :‬حيث يعترب القطاع الزراعي أحد أهم القطاعات املسامهة يف األمن الغذائي ألفراد‬
‫اجملتمع‪ ،‬من خالل توفري املنتجات من السلع النهائية املوجهة لالستهالك النهائي‪ ،‬أو املوجهة للقطاع الصناعي‬
‫كمواد وسيطة تستعمل يف العملية اإلنتاجية‪ ،‬كما تعترب التنمية الزراعية أحد الشروط الضرورية لتحقيق التنمية‬
‫الزراعية‪ ،‬لكن رغم توفر االمكانيات الضرورية لتنمية القطاع الزراعي يف اجلزائر‪ ،‬إال أن مسامهته تبقى جد ضعيفة‬
‫يف االقتصاد الوطين‪ ،‬وهو ما يتطلب مضاعفة اجلهود يف هذا اجملال لتطوير القطاع الزراعي وتنويع االقتصاد‬
‫الوطين‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خامتة الفصل‪:‬‬

‫تعترب املوازنة العامة من أهم أدوات تنفيذ السياسة املالية‪ ،‬ذلك أهنا الوثيقة اليت حتدد بدقة‬
‫أولوياهتا واجتاهاهتا خالل فرتة زمنية حمددة من أجل توفري التمويل الالزم والكايف ملواجهة حاجات‬
‫اجملتمع ذات األولوية احملددة واملتفق عليها مسبقا‪ ،‬وقد عرفت املوازنة العامة يف اجلزائر العديد من‬
‫التغريات يف القوانني اليت تنظمها‪ ،‬ولكن بصدور قانون ‪ 17/84‬حتددت املعامل الرئيسية هلا‪ ،‬حيث‬
‫أظهر وتناول معظم اجلوانب املتعلقة هبا‪.‬‬
‫وخيضع حتضري املوازنة العامة يف اجلزائر جملموعة املبادئ والقواعد الفنية التقليدية املعروفة واليت‬
‫تتمثل يف‪ :‬مبدأ السنوية‪ ،‬ومبدأ الوحدة ومبدأ الشمولية ومبدأ التخصيص ومبدأ التوازن‪ ،‬كما متر‬
‫مرحلة إعدادها مبجموعة من املراحل املعمول هبا يف مجيع األنظمة املالية للدول‪.‬‬
‫و منذ سنة ‪ 2001‬باشرت اجلزائر عدة برامج منو لبعث التنمية االقتصادية يف شىت اجملاالت‪،‬‬
‫وترافق ذلك مع توجهات جديدة إلصالح القطاع املايل الذي شكل إصالح املوازنة العامة أهم حماوره‬
‫من خالل حتديث وتطوير أساليب إعدادها وختطيطها والرقابة عليها‪ ،‬وكذا إصالح نظام إدارة‬
‫النفقات العامة‪ ،‬وذلك من خالل تعاقد اجلزائر مع مؤسسات وهيئات دولية لتمويل وتقدمي االستشارة‬
‫يف هذا اجملال‪.‬‬
‫وباعتبار اجلزائر دولة ريعية تعتمد على التصدير أحادي اجلانب‪ ،‬فإن السياسة املالية فيها تعاين‬
‫من الكثري من املشاكل كالتوسع يف االنفاق العام الذي بلغ مستويات قياسية‪ ،‬شأهنا شأن الكثري من‬
‫الدول النامية‪ ،‬األمر الذي جعل ترشيده من أهم التحديات اليت تواجه السياسة املالية يف اجلزائر‪،‬‬
‫وتستدعي ضبط تقديرات املوازنة وإضفاء الصرامة على صرف املال العام‪ ،‬واعتماد اإلجراءات الوقائية‬
‫الكفيلة بالتحكم يف النفقات العمومية‪.‬‬
‫كما أصبح سد عجز املوازنة العامة واحالل اجلباية العادية وحمل اجلباية البرتولية واحداث التنويع‬
‫االقتصادي املرغوب‪ ،‬من األمور بالغة األمهية واليت جيب أن حتتل مكانة هامة يف أي برنامج اصالحي‬
‫وحتديثي للموازنة العامة يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر وحتدياهتا‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪168‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫الدراسة الميدانية‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫متهيد الفصل‬

‫استكماال لدراستنا النظرية حول موضوع االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة وحتديات السياسة املالية‬
‫يف اجلزائر‪ ،‬واليت توصلنا من خالهلا اىل جمموعة من النتائج اليت تؤكد املزايا والفوائد اليت يوفرها تطبيق‬
‫خمتلف االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة بدءا مبوازنة الربامج واألداء مث موازنة التخطيط والربجمة‬
‫فاملوازنة الصفرية وصوال اىل املوازنة التعاقدية‪ ،‬واليت كلها تتجاوز الطريقة النمطية إلعداد املوازنة العامة‬
‫وفق موازنة البنود وترتقي هبا للقيام بدور أكرب ال يقتصر على رصد االعتمادات املالية بل يتعداه اىل‬
‫متابعة تنفيذ الربامج وقياس أدائها والرقابة عليها‪ ،‬وهو ما وقفت عليه عديد الدول اليت خاضت يف جتربة‬
‫هذا النوع من املوازنات‪ ،‬كما توصلنا اىل الوقوف على أهم التحديات اليت تواجه السياسة املالية يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬كرتشيد االنفاق العام واحالل اجلباية العادية حمل اجلباية البرتولية و معاجلة العجز املوازين والتنويع‬
‫االقتصادي‪ ،‬وهي كلها حتديات تفرض اصالح نظام املوازنة العامة ومسايرة التطورات احلديثة يف هذا‬
‫اجملال مبا خيدم التطور االقتصادي املرغوب‪.‬‬
‫وتأكيدا للنتائج املتوصل إليها سنحاول يف هذا الفصل القيام بدراسة ميدانية تشمل عينة من العاملني‬
‫يف القطاع املايل ويف خمتلف االدارات املالية املركزية والوالئية وكذا األساتذة الباحثني يف جمال املالية العامة‪.‬‬
‫ويتناول هذا الفصل الدراسة امليدانية من خالل ثالثة مباحث هي‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬صالحية منوذج الدراسة‬
‫املبحث الثاين‪ :‬اجتاهات وميوالت أفراد عينة الدراسة حول األبعاد والفقرات‬
‫املبحث الثالث‪ :‬اختبار فرضيات الدراسة‬

‫‪169‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬صالحية منوذج الدراسة‬


‫يف هذا املبحث سنتطرق اىل منهجية الدراسة واىل خصائص عينة الدراسة‪ ،‬كما نتطرق اىل االتساق والصدق‬
‫البنائي الستمارة الدراسة‪ ،‬وأخريا ثبات االستبانة واختبار التوزيع الطبيعي‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬منهجية الدراسة وخصائصها‬
‫‪ .1‬منهجية الدراسة‪ :‬من أجل حتقيق أهداف الدراسة قام الباحث باستخدام املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬والذي‬
‫يعرف بأنه طريقة يف البحث تتناول أحداث وظواهر وممارسات موجودة متاحة للدراسة والقياس كما هي دون‬
‫تدخل الباحث يف جمرياهتا‪ ،‬مع تفاعل الباحث معها من خالل وصفها وحتليلها‪.‬‬
‫وهتدف هذه الدراسة اىل معرفة مدى امكانية أن يكون تطبيق االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة‬
‫حال ملا يواجه السياسة املالية يف اجلزائر من حتديات خاصة يف الظروف احلالية‪.‬‬
‫ومت احلصول على البيانات واملعلومات األولية عن طريق االستبيان ) ‪ ( Questionnaire‬واليت مت‬
‫اعدادها خصيصا هلذا الغرض وحتليلها باستخدام برنامج التحليل االحصائي يف العلوم االجتماعية ‪.spss‬‬
‫‪ .2‬عينة الدراسة‪ :‬تتكون عينة الدراسة من العاملني يف خمتلف االدارات املالية ومن موظفي اخلزينة العمومية‪ ،‬ومصاحل‬
‫الرقابة املالية‪ ،‬من حماسبني ورؤساء مكاتب ورؤساء مصاحل‪ ،‬اضافة اىل األساتذة اجلامعيني‪ .‬وقد مت اختيار عينة‬
‫الدراسة لتكون مزجيا بني أصحاب اخلربة يف امليدان و أصحاب الكفاءة يف احلقل األكادميي‪.‬‬
‫وقد مت توزيع أكثر من ‪ 250‬استمارة ورقيا والكرتونيا‪ ،‬ومت اسرتداد ‪ 119‬استمارة‪ ،‬وبعد تفحصها مت‬
‫استبعاد ‪ 13‬استمارة لعدم جدية االجابة عليها وعدم توفر الشروط املطلوبة لإلجابة على االستبيان‪ ،‬وبذلك‬
‫يكون عدد االستمارات اخلاضعة للدراسة ‪ 106‬استبانة‪.‬‬
‫‪ .3‬أداة الدراسة‪ :‬مت االعتماد على استبانة للقيام جبمع البيانات الالزمة للدراسة امليدانية ومت تقسيمها اىل قسمني‬
‫رئيسيني كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬القسم األول‪ :‬وحيتوي على معلومات شخصية عن اجمليب‪ ،‬تتمثل يف االسم واجلامعة واملؤهل العلمي والتخصص‬
‫و الوظيفة وعدد سنوات اخلربة املهنية‪ ،‬باإلضافة اىل مدى معرفته باالجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة‪،‬‬
‫واستخداماهتا‪.‬‬
‫‪ ‬القسم الثاين‪ :‬وحيتوي على جمموعة من العبارات اليت تتناول حتديات السياسة املالية يف اجلزائر وخصائص‬
‫االجتاهات احلديثة ل لموازنة العامة للدولة ومدى امكانية تطبيقها يف اجلزائر‪ ،‬ويتكون هذا القسم من االستبانة من‬
‫مخسة أبعاد مقسمة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬البعد األول‪ :‬بيان التحديات اليت تواجه السياسة املالية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬البعد الثاين‪ :‬بيان عيوب النظام املوازين يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬البعد الثالث‪ :‬بيان مزايا تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬البعد الرابع‪ :‬بيان معوقات تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬البعد اخلامس‪ :‬بيان مقومات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‪.‬‬
‫وقد اعتمدنا يف دراستنا على مقياس ليكارت اخلماسي‪ ،‬وهو مقياس فئوي مكون من مخس درجات لتحديد‬
‫درجة موافقة مفردات العينة على كل فقرة من فقرات االستبانة‪ ،‬وحتويلها اىل معطيات كمية ميكن قياسها احصائيا‬
‫وفق ما يبينه اجلدول املوايل‪:‬‬
‫جدول ‪ :1-4‬مستويات املوافقة‬
‫الوزن النسيب‬ ‫درجة املوافقة‬ ‫مستوى املوافقة‬
‫‪%100‬‬ ‫‪5‬‬ ‫موافق بدرجة كبرية‬
‫‪% 80‬‬ ‫‪4‬‬ ‫موافق‬
‫‪%60‬‬ ‫‪3‬‬ ‫حمايد‬
‫‪%40‬‬ ‫‪2‬‬ ‫غري موافق‬
‫‪% 20‬‬ ‫‪1‬‬ ‫غري موافق بدرجة كبرية‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬
‫‪ .4‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1.4‬احلدود الزمانية للدراسة‪ :‬بدأت الدراسة امليدانية مع بداية شهر ماي من سنة ‪ ،2018‬بداية بصياغة‬
‫النموذج األويل لالستبانة وعرضها على جمموعة من األساتذة من أهل االختصاص يف جمال املالية العامة ويف‬
‫منهجية البحث العلمي‪ ،‬وبعد املالحظات اليت أبدوها حول شكل ومضمون االستبانة قمنا بإجراء التعديالت‬
‫الالزمة‪ ،‬وبدأ توزيعها ابتداء من شهر سبتمرب من سنة ‪ 2018‬واستمر اسرتجاع االستبيانات حىت منتصف شهر‬
‫أكتوبر‪.‬‬
‫‪ .2.4‬احلدود املكانية للدراسة‪ :‬وجهت هذ الدراسة اىل خمتلف االدارات املالية وموظفي اخلزينة العمومية‪،‬‬
‫ومصاحل الرقابة املالية اضافة اىل اجلامعات يف بعض جهات الوطن‪.‬‬
‫‪ .3.4‬احلدود البشرية للدراسة‪ :‬وجهت هذه الدراسة اىل خمتلف العاملني يف االدارات السالفة الذكر‪ ،‬من‬
‫حماسبني ورؤساء مكاتب ورؤساء مصاحل‪ ،‬اضافة اىل األساتذة اجلامعيني والباحثني من طلبة الدكتورا واملاجستري يف‬
‫جمال االقتصاد واملالية‪.‬‬
‫‪ .5‬متغريات الدراسة‪ :‬تشتمل هذه الدراسة على مخسة متغريات أساسية‪ ،‬وهي كلها متغريات مستقلة‬
‫‪ -‬متغري حتديات السياسة املالية يف اجلزائر‬
‫‪ -‬متغري عيوب النظام املوازين يف اجلزائر‬
‫‪ -‬متغري مزايا االجتاهات احلديثة للموازنة العامة‬
‫‪ -‬متغري معوقات تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‬
‫‪171‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬متغري مقومات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‬


‫املطلب الثاين‪ :‬خصائص عينة الدراسة‬
‫وقد متت دراسة خصائص عينة الدراسة من خالل املؤهل العلمي والتخصص‪ ،‬والوظيفة واخلربة املهنية‪ ،‬وذلك‬
‫باالعتماد على معطيات استبانة الدراسة وخمرجات برنامج ‪SPSS‬‬
‫‪ .1‬املؤهل العلمي‪ :‬تبني معطيات اجلدول أن نسبة كبرية من أفراد عينة الدراسة كانوا من أصحاب مؤهالت‬
‫الدكتوراه فما فوق وبنسبة ‪ % 43.4‬وه و ما خيدم أغراض الدراسة إذ يكون هلم املستوى املطلوب للتفاعل‬
‫واالجابة على فقرات االستبانة بعمق‪ ،‬يف حني كان عدد الطلبة من ذوي مستوى املاجستري وطلبة الدكتوراه ‪16‬‬
‫طالبا وهو ما يشكل نسبة معتربة من أفراد عينة الدراسة‪ ،‬أما أصحاب مستوى املاسرت فكان عددهم ‪ 19‬وبنسبة‬
‫‪ % 17.9‬يف حني بلغ عدد أصحاب مؤهل الليسانس ‪ 25‬من أفراد عينة الدراسة‪ ،‬ونسجل هنا أن كل أفراد‬
‫العينة ال يقل مستواهم عن الليسانس وهو ما يتوافق مع متطلبات الدراسة‪.‬‬
‫جدول ‪ :2-4‬توزيع عينة الدراسة حسب متغري املؤهل العلمي‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫املؤهل العلمي‬
‫‪23.6‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ليسانس‬
‫‪17.9‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ماسرت‬
‫‪15.1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ماجستري أو طالب دكتورا‬
‫‪43.4‬‬ ‫‪46‬‬ ‫دكتورا فما فوق‬
‫‪100‬‬ ‫‪106‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪SPSS‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتماد على خمرجات برنامج‬
‫وميكن متثيل تقسيم العينة حسب متغري املؤهل العلمي حسب الشكل املوايل‪:‬‬
‫الشكل ‪ :1-4‬تقسيم عني الدراسة حسب متغري املؤهل العلمي‬

‫ليسانس‬
‫ماستر‬
‫ماجستير أو طالب دكتورا‬
‫دكتورا فما فوق‬

‫‪172‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪SPSS‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتماد على خمرجات برنامج‬

‫‪ .2‬التخصص‪ :‬ويالحظ من خالل اجلدول أدناه أن العدد األكرب من أفراد عينة الدراسة كان يف ختصص التسيري‬
‫ب‪ 30‬وبنسبة ‪ ، %28.3‬يف حني كان عدد املتخصصني يف االقتصاد والتجارة على التوايل ‪ 20‬و‪ ، 22‬أما‬
‫يف ختصص املالية فبلغ عددهم ‪ 11‬فردا من أفراد عينة الدراسة وبنسبة ‪ ،%10.4‬و ميكن القول أن‬
‫املتخصصني يف االقتصاد والتجارة والتسيري واملالية يشكل عددهم جمتمعني ‪ 83‬فردا من أفراد عينة الدراسة مما‬
‫يشكل نسبة كبرية ختدم الدراسة على اعتبار أن كل هذه التخصصات متقاربة ومتنح أصحاهبا دراية مبجال املالية‬
‫العامة وفروعها‪ ،‬أما باقي التخصصات فقد كان عدد املتخصصني يف جمال القانون ‪ 9‬أفراد وبنسبة ‪،% 8.5‬‬
‫وعلم االجتماع ‪ 5‬بنسبة ‪ ،% 4.7‬وباقي التخصصات ‪ 9‬أفراد‪ ،‬ويعود ذلك اىل أن الكثري من موظفي‬
‫االدارات املالية حيملون شهادات متنوعة‪.‬‬
‫جدول ‪ :3-4‬توزيع عينة الدراسة حسب متغري التخصص‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫التخصص‬
‫‪18.9‬‬ ‫‪20‬‬ ‫إقتصاد‬
‫‪28.3‬‬ ‫‪30‬‬ ‫تسيري‬
‫‪20.8‬‬ ‫‪22‬‬ ‫جتارة‬
‫‪8.5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫قانون‬
‫‪4.7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫علم االجتماع‬
‫‪10.4‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مالية‬
‫‪8.5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫أخرى‬
‫‪100‬‬ ‫‪106‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪SPSS‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتماد على خمرجات برنامج‬
‫وميكن متثيل عينة الدراسة حسب متغري التخصص من خالل الشكل املوايل‪:‬‬

‫‪173‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :2-4‬تقسيم عينة الدراسة حسب متغري التخصص‬

‫إقتصاد‬
‫تسيير‬
‫تجارة‬
‫قانون‬
‫علم االجتماع‬
‫مالية‬
‫أخرى‬

‫‪SPSS‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتماد على خمرجات برنامج‬

‫‪ .3‬الوظيفة‪ :‬نالحظ من خالل معطيات اجلدول أن ‪ 59‬من أفراد عينة الدراسة أساتذة جامعيون وباحثون وهو ما‬
‫يشكل نسبة ‪% 55.7‬من العينة ككل‪ ،‬كما أن العاملني يف امليدان من حماسبني ورؤساء مكاتب ورؤساء مصاحل‬
‫شكلوا نسبة معتربة من أفراد عينة الدراسة‪ ،‬حيث كان عدد احملاسبني ‪ 10‬وبنسبة ‪ ،% 9.4‬أما رؤساء املكاتب‬
‫فكان ‪ 17‬ونسبة ‪ ،%16‬يف حني بلغ عدد رؤساء املصاحل ‪ 8‬وبنسبة ‪% 7.5‬ويشكلون جمتمعني ‪ 35‬فردا‬
‫من أفراد العينة‪ ،‬وهو ما خيدم أهداف الدراسة إذ أن وظيفتهم تسمح هلم مبعرفة السياسة املالية وحتدياهتا وكذا‬
‫نظام املوازنة العامة وعيوبه وحتدياته‪.‬‬
‫جدول ‪ :4-4‬توزيع عينة الدراسة حسب متغري الوظيفة‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الوظيفة‬
‫‪9.4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫حماسب‬
‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫رئيس مكتب‬
‫‪7.5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫رئيس مصلحة‬
‫‪55.7‬‬ ‫‪59‬‬ ‫أستاذ جامعي‬
‫‪11.3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫أخرى‬
‫‪100‬‬ ‫‪106‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪SPSS‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتماد على خمرجات برنامج‬
‫وميكن متثيل عينة الدراسة حسب متغري الوظيفة من خالل الشكل املوايل‪:‬‬
‫‪174‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الشكل ‪ :3-4‬تقسيم عينة الدراسة حسب متغري الوظيفة‬

‫محاسب‬
‫رئيس مكتب‬
‫رئيس مصلحة‬
‫أستاذ جامعي‬
‫أخرى‬

‫‪SPSS‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتماد على خمرجات برنامج‬

‫‪ .4‬اخلربة املهنية‪ :‬وقد جاءت تقسيمات أفراد عينة الدراسة حسب متغري اخلربة تؤكد أن أغلب أفراد عينة الدراسة‬
‫يتمتعون باخلربة الالزمة اليت تؤهلهم ليكونوا على دراية باملوازنة العامة للدولة واالجتاهات احلديثة يف هذا اجملال‪،‬‬
‫وقد شكل عدد الذين تقل خربهتم عن مخسة سنوات ‪ 35‬فردا من أفراد العينة وبنسبة ‪ ،% 33‬أما الذين ترتاوح‬
‫خربهتم بني مخس وعشر سنوات فقد بلغ عددهم ‪ 40‬وبنسبة ‪ % 37.7‬وهي نسبة كبرية ختدم الدراسة‪ ،‬يف‬
‫حني بلغت نسبة الذين ترتاوح خربهتم من عشرة اىل مخسة عشر سنة ‪ % 21.7‬وهي نسبة معتربة تدل على أن‬
‫عدد معترب من أفراد العينة كانوا من أصحاب اخلربة الطويلة يف جمال املوازنة العامة للدولة وهذا خيدم الدراسة‪ ،‬يف‬
‫حني أن الذين تتجاوز خربهتم ‪ 15‬سنة فقد كان عددهم ‪ 8‬أفراد من أفراد عينة الدراسة‪.‬‬
‫جدول ‪ :5-4‬توزيع عينة الدراسة حسب متغري عدد سنوات اخلربة‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫عدد سنوات اخلربة‬
‫‪33‬‬ ‫‪35‬‬ ‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬
‫‪37.7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫من ‪ 5‬إىل ‪ 10‬سنوات‬
‫‪21.7‬‬ ‫‪23‬‬ ‫من ‪ 10‬إىل ‪ 15‬سنة‬
‫‪7.5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ 15‬سنة فما فوق‬
‫‪100‬‬ ‫‪106‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪SPSS‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتماد على خمرجات برنامج‬
‫وميكن متثيل عينة الدراسة حسب متغري اخلربة من خالل الشكل املوايل‪:‬‬

‫‪175‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الشكل ‪ :4-4‬تقسيم عينة الدراسة حسب متغري اخلربة املهنية‬

‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬
‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات‬
‫من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬سنة‬
‫‪ 15‬سنة فما فوق‬

‫‪SPSS‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتماد على خمرجات برنامج‬


‫املطلب الثالث‪ :‬االتساق والصدق البنائي‬
‫للتأكد من صدق االستبانة قام الباحث مبا يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬صدق احملكمني‪ :‬مت عرض االستبانة على جمموعة من احملكمني تألفت من ‪ 5‬أعضاء من الدكاترة واألساتذة‬
‫اجلامعيني يف جامعة اجللفة وتبسة وورقلة متخصصني يف املالية العامة ومنهجية البحث العلمي‪ ،‬ومتت االستجابة‬
‫آلراء السادة احملكمني حبذف وتعديل فقرات االستبانة وفق مقرتحاهتم‪ ،‬وبذلك مت اخراج االستبانة يف صورهتا‬
‫النهائية ليتم توزيعها على املستجوبني‪.‬‬
‫‪ .2‬صدق االتساق الداخلي لفقرات االستبانة‪ :‬وقد مت حساب صدق االتساق الداخلي لفقرات االستبانة‪ ،‬وذلك‬
‫حبساب معامالت االرتباط بني كل فقرة والدرجة الكلية للبعد التابع له‪.‬‬
‫‪ .1.2‬قياس صدق االتساق الداخلي لفقرات البعد األول‪ :‬جاءت نتائج معامل االرتباط بريسون لفقرات‬
‫البعد األول املتعلق ببيان حتديات السياسة املالية يف اجلزائر‪ ،‬كما يوضحه اجلدول املوايل‪:‬‬
‫جدول ‪ :6-4‬معامالت االرتباط بريسون لفقرات البعد األول‬
‫معامل االرتباط مستوى املعنوية‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫‪0.011‬‬ ‫‪0.245‬‬ ‫رغم تطور حجم اجلباية العادية إال أن اجلباية البرتولية التزال تعد املورد‬ ‫‪01‬‬
‫الرئيسي إليرادات الدولة‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.345‬‬ ‫إن احالل اجلباية البرتولية حمل اجلباية البرتولية يعترب هدفا ملحا يف ظل‬ ‫‪02‬‬
‫تذبذب أسعار النفط العاملية‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.381‬‬ ‫يعترب العجز املوازين أهم حتد يواجه السياسة املالية يف اجلزائر‬ ‫‪03‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.431‬‬ ‫يساهم ترشيد وتوجيه االنفاق العام يف عالج عجز املوازنة العامة بفعالية‪.‬‬ ‫‪04‬‬

‫‪176‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪0.015‬‬ ‫‪0.154‬‬ ‫إن حتسني وتطوير آليات واجراءات حتصيل االيرادات العامة يساهم يف‬ ‫‪05‬‬
‫تقليص عجز املوازنة العامة للدولة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.345‬‬ ‫توجيه االنفاق العام حنو اجلانب االستثماري‬ ‫‪06‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.410‬‬ ‫اعطاء أمهية أكرب مليزانية التسيري مقارنة مبيزانية التجهيز‬ ‫‪07‬‬
‫‪0.03‬‬ ‫‪0.290‬‬ ‫التحكم يف التضخم وعالج أسبابه وتاليف آثاره‬ ‫‪08‬‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪0.310‬‬ ‫تنويع االقتصاد ورفع معدالت النمو االقتصادي‬ ‫‪09‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.381‬‬ ‫رفع معدالت النمو االقتصادي ووضع سياسة تشغيل واضحة األهداف‬ ‫‪10‬‬
‫** دالة احصائيا عند مستوى معنوية ‪0.05‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫يظهر من اجلدول ‪ 6-4‬أن معامل االرتباط بريسون لفقرات البعد األول جاءت موجبة مما يؤكد على صدق‬
‫وثبات فقرات هذا البعد‪ ،‬وقد جاءت قيمة مستوى املعنوية لفقرات بيان حتديات السياسة املالية يف اجلزائر أقل من‬
‫مستوى املعنوية ‪ ، 0.05‬مما يعزز صدق وثبات فقرات هذا البعد عند مستوى معنوية ‪ 0.05‬وأهنا صادقة ملا‬
‫وضعت لقياسه‪.‬‬
‫‪ .2.2‬قياس صدق االتساق الداخلي لفقرات البعد الثاين‪ :‬جاءت نتائج معامل االرتباط بريسون لفقرات البعد‬
‫الثاين املتعلق ببيان عيوب النظام املوازين يف اجلزائر‪ ،‬كما يوضحه اجلدول املوايل‪:‬‬
‫جدول ‪ :7-4‬معامالت ارتباط بريسون لفقرات البعد الثاين‬
‫معامل االرتباط مستوى املعنوية‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.334‬‬ ‫موازنة التخطيط ال ختدم أغراض التخطيط للسنوات القادمة‪ ،‬إذ يتم‬ ‫‪11‬‬
‫اعدادها بناء على مستويات االنفاق اجلاري وليس على أسس علمية‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪0.314‬‬ ‫موازنة البنود ال تعمل على ربط تقديرات اإليرادات والنفقات مبراكز‬ ‫‪12‬‬
‫املسؤولية مبا حيقق الرقابة الفعالة على املالية العامة‪.‬‬
‫‪0.013‬‬ ‫‪0.122‬‬ ‫عدم دقة التقديرات اليت تدرج يف بنود املوازنة التقليدية‪ ،‬العتمادها جزافيا‬ ‫‪13‬‬
‫وليس على أسس علمية‪.‬‬
‫‪0.01‬‬ ‫‪0.250‬‬ ‫إن األساس النقدي املطبق ألغراض احملاسبة يف املوازنة التقليدية ال يظهر‬ ‫‪14‬‬
‫التكلفة احلقيقية للربامج واألعمال املنفذة‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.378‬‬ ‫الزيادة املستمرة يف كل موازنة مقارنة بسابقتها يضطر اإلدارة غالبا إىل‬ ‫‪15‬‬
‫البحث عن أموال إضافية‪ ،‬وهذا ال خيدم أهداف ترشيد اإلنفاق‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.339‬‬ ‫صعوبة ترمجة األهداف طويلة األجل إىل موازنات‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪0.007‬‬ ‫‪0.167‬‬ ‫افتقار نظام موازنة البنود إىل وسائل للمتابعة ومؤشرات واضحة لألداء ملعرفة‬ ‫‪17‬‬
‫ما مت تنفيذه وفق النتائج املستهدفة‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪0.000‬‬ ‫‪0.486‬‬ ‫يعترب التوسع يف اإلنفاق العمومي وفق موازنة البنود هدفا يف حد ذاته‪ ،‬وهو‬ ‫‪18‬‬
‫ما يتناىف مع أساليب التحكم يف التضخم ومعاجلته‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.357‬‬ ‫يعترب استمرار العجز مسة مالزمة ملوازنة البنود‪.‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪0.008‬‬ ‫‪0.157‬‬ ‫نظام املوازنة التقليدية ال يعمل على إلغاء اإلنفاق غري الضروري‪.‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪0.013‬‬ ‫‪0.241‬‬ ‫نظام موازنة البنود ال يعترب نظاما جيدا الختاذ القرارات وال يسمح بربط‬ ‫‪21‬‬
‫تقديرات املوازنة بأهداف السياسة املالية‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.389‬‬ ‫نظام موازنة البنود ال يتميز باملرونة الكافية للتكيف مع الظروف املتغرية‪،‬‬ ‫‪22‬‬
‫الفتقاره إىل بدائل واضحة وحمددة‪.‬‬
‫دالة احصائيا عند مستوى معنوية ‪0.05‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫يظهر من اجلدول ‪ 7-4‬أن معامل االرتباط بريسون لفقرات البعد الثاين جاءت موجبة مما يؤكد على صدق‬
‫وثبات فقرات هذا البعد‪ ،‬وقد جاءت قيمة مستوى املعنوية لفقرات بيان عيوب النظام املوازين يف اجلزائر أقل من‬
‫مستوى املعنوية ‪ ، 0.05‬مما يعزز صدق وثبات فقرات هذا البعد عند مستوى معنوية ‪ 0.05‬وأهنا صادقة ملا‬
‫وضعت لقياسه‪.‬‬
‫‪ .3.2‬قياس صدق االتساق الداخلي لفقرات البعد الثالث‪ :‬جاءت نتائج معامل االرتباط بريسون لفقرات البعد‬
‫الثالث املتعلق ببيان مزايا تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‪ ،‬كما يوضحه اجلدول املوايل‪:‬‬
‫جدول ‪ :8-4‬معامالت االرتباط بريسون لفقرات البعد الثالث‬
‫معامل االرتباط مستوى املعنوية‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫‪0.004‬‬ ‫‪0.275‬‬ ‫يساعد هذا النوع من املوازنات على ترشيد اختاذ القرارات من خالل‬ ‫‪23‬‬
‫التخطيط طويل األجل مبا ينسجم مع أهداف السياسة املالية‪.‬‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪0.310‬‬ ‫ميتاز بالالمركزية واملرونة يف التطبيق اليت مينحها للمسئولني عن التنفيذ‪ ،‬مما‬ ‫‪24‬‬
‫يسهل تكييفها وتعديلها حسب الظروف‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.394‬‬ ‫ضمان مستوى الدقة يف إعداد وضبط تقديرات املوازنة واملفاضلة بني‬ ‫‪25‬‬
‫الربامج على أساس التكلفة‪/‬العائد‪.‬‬
‫‪0.007‬‬ ‫‪0.259‬‬ ‫يوفر هذا األسلوب األدوات ومعايري األداء للجهات املختصة‪ ،‬لقياس‬ ‫‪26‬‬
‫كفاءة تنفيذ الربامج‪.‬‬
‫‪0.037‬‬ ‫‪0.203‬‬ ‫ترشيد اإلنفاق احلكومي وضبطه والوقوف على اجتاهاته‪.‬‬ ‫‪27‬‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪0.176‬‬ ‫ضمان الرقابة الفعالة على التكاليف وعلى مدى حتقق أهداف املوازنة و‬ ‫‪28‬‬
‫مالءمتها‪.‬‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪0.305‬‬ ‫تعميم ثقافة األداء من خالل االهتمام مبا مت إجنازه وليس ما مت صرفه‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪178‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪0.000‬‬ ‫‪0.384‬‬ ‫حيقق الفعالية والكفاءة يف ختصيص املوارد‪.‬‬ ‫‪30‬‬


‫‪0.000‬‬ ‫‪0.141‬‬ ‫يسمح بالتحكم يف العجز املوازين‪.‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪0.318‬‬ ‫يتيح ألفراد الشعب احلكم على مدى كفاءة استخدام املال العام‪.‬‬ ‫‪32‬‬
‫دالة احصائيا عند مستوى معنوية ‪0.05‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫يظهر من اجلدول ‪ 8-4‬أن معامل االرتباط بريسون لفقرات البعد الثالث جاءت موجبة مما يؤكد على صدق‬
‫وثبات فقرات هذا البعد‪ ،‬وقد جاءت قيمة مستوى املعنوية لفقرات بيان مزايا تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة‬
‫يف اجلزائر أقل من مستوى املعنوية ‪ ،0.05‬مما يعزز صدق وثبات فقرات هذا البعد عند مستوى معنوية ‪ 0.05‬وأهنا‬
‫صادقة ملا وضعت لقياسه‪.‬‬
‫‪ .4.2‬قياس صدق االتساق الداخلي لفقرات البعد الرابع‪ :‬جاءت نتائج معامل االرتباط بريسون لفقرات البعد‬
‫الرابع املتعلق ببيان معوقات تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‪ ،‬كما يوضحه اجلدول املوايل‪:‬‬
‫جدول ‪ :9-4‬معامالت االرتباط بريسون لفقرات البعد الرابع‬
‫معامل االرتباط مستوى املعنوية‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫‪0.004‬‬ ‫‪0.275‬‬ ‫صعوبة قياس األهداف أو قياس وحدات الناتج لكثري من اخلدمات‬ ‫‪33‬‬
‫احلكومية‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.454‬‬ ‫صعوبة حتديد عوائد بعض الربامج واألنشطة بشكل مادي وملموس‪.‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪0.309‬‬ ‫عدم تطور اإلدارة املالية احلكومية وعدم إتباعها أساليب حديثة يف إدارة‬ ‫‪35‬‬
‫اإليرادات العامة والنفقات العامة والدين العام حيول دون حتديث النظام‬
‫املوازين‪.‬‬
‫‪0.002‬‬ ‫‪0.294‬‬ ‫استخدام أنظمة حاسوبية وتطبيقية قدمية يف إدارة املوارد املالية‪.‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪0.328‬‬ ‫النقص الكبري يف أعداد املوظفني املؤهلني علميا وعمليا إلعداد وتنفيذ هذا‬ ‫‪37‬‬
‫النوع من املوازنات‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.407‬‬ ‫ارتفاع تكاليف تطبيقها يف بعض األجهزة احلكومية‪.‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.334‬‬ ‫تتطلب وقتا وجهدا كبريين إلعدادها وتنفيذها‪.‬‬ ‫‪39‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.353‬‬ ‫حتتاج إىل معلومات ضخمة إلعدادها ومتابعة تنفيذها‪.‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.399‬‬ ‫احلاجة إىل تربير كل التفاصيل املتعلقة باإلنفاق يعقد تطبيقها‪.‬‬ ‫‪41‬‬
‫دالة احصائيا عند مستوى معنوية ‪0.05‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫يظهر من اجلدول ‪ 9-4‬أن معامل االرتباط بريسون لفقرات البعد الرابع جاءت موجبة مما يؤكد على صدق‬
‫وثبات فقرات هذا البعد‪ ،‬وقد جاءت قيمة مستوى املعنوية لفقرات بيان معوقات تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫‪179‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫العامة يف اجلزائر أقل من مستوى املعنوية ‪ ،0.05‬مما يعزز صدق وثبات فقرات هذا البعد عند مستوى معنوية‬
‫‪ 0.05‬وأهنا صادقة ملا وضعت لقياسه‪.‬‬
‫‪ .5.2‬قياس صدق االتساق الداخلي لفقرات البعد اخلامس‪ :‬جاءت نتائج معامل االرتباط بريسون لفقرات البعد‬
‫اخلامس املتعلق ببيان مقومات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‪ ،‬كما يوضحه اجلدول املوايل‪:‬‬
‫جدول ‪ :10-4‬معامالت االرتباط بريسون لفقرات البعد اخلامس‬
‫معامل االرتباط مستوى املعنوية‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.537‬‬ ‫توفر إرادة سياسية تتمثل يف اقتناع السلطتني التشريعية والتنفيذية بضرورة‬ ‫‪42‬‬
‫التحول إىل هذا النوع من املوازنات‪.‬‬
‫‪0.015‬‬ ‫‪0.235‬‬ ‫تطوير وتكييف التشريعات القائمة اخلاصة باملوازنة العامة مبا يتناسب مع‬ ‫‪43‬‬
‫االجتاهات احلديثة‪.‬‬
‫‪0.002‬‬ ‫‪0.108‬‬ ‫ضرورة صياغة األهداف العامة للسياسة املالية وحتديد األهداف الفرعية‬ ‫‪44‬‬
‫حتديدا دقيقا وواضحا‪.‬‬
‫‪0.002‬‬ ‫‪0.160‬‬ ‫استخدام أساليب علمية دقيقة عند ضبط تقديرات املوازنة‪.‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪0.002‬‬ ‫‪0.294‬‬ ‫ضرورة توفر معايري كمية ومؤشرات أداء واضحة ملتابعة تنفيذ الربامج وقياس‬ ‫‪46‬‬
‫مردوديتها‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.461‬‬ ‫ضرورة توفري معايري حتدد السقوف الزمنية الجناز واستالم الربامج املخطط هلا‬ ‫‪47‬‬
‫يف املوازنة العامة‪.‬‬
‫‪0.009‬‬ ‫‪0.227‬‬ ‫توفر نظام حملاسبة التكاليف لتقييم تكلفة الربامج وعوائدها قبل املوافقة على‬ ‫‪48‬‬
‫إدراج التخصيصات املالية‪.‬‬
‫‪0.007‬‬ ‫‪0.162‬‬ ‫توفر نظام حملاسبة املسؤولية لتحديد االحنرافات يف اجلودة والوقت والتكلفة‬ ‫‪49‬‬
‫لضمان الرقابة على تنفيذ املوازنة‪.‬‬
‫‪0.003‬‬ ‫‪0.287‬‬ ‫توفر نظام متكامل للمعلومات متطور وقادر على ربط قواعد بيانات اجلهات‬ ‫‪50‬‬
‫املختصة باملوازنة العامة بعضها ببعض‪.‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.373‬‬ ‫تدريب وتأهيل العاملني يف حقل املوازنة لرفع مستواهم وحتسني خربهتم مبا‬ ‫‪51‬‬
‫خيدم أغراض التحديث‪.‬‬
‫دالة احصائيا عند مستوى معنوية ‪0.05‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫يظهر من اجلدول ‪ 10-4‬أن معامل االرتباط بريسون لفقرات البعد اخلامس جاءت موجبة مما يؤكد على صدق‬
‫وثبات فقرات هذا البعد‪ ،‬وقد جاءت قيمة مستوى املعنوية لفقرات بيان مقومات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة‬

‫‪180‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫للموازنة العامة يف اجلزائر أقل من مستوى املعنوية ‪ ،0.05‬مما يعزز صدق وثبات فقرات هذا البعد عند مستوى‬
‫معنوية ‪ 0.05‬وأهنا صادقة ملا وضعت لقياسه‪.‬‬
‫‪.3‬الصدق البنائي ألبعاد االستبانة‪ :‬يظهر من اجلدول ‪ 11-4‬أدناه أن معامالت االرتباط ألبعاد االستبانة قد‬
‫جاءت موجبة مما يؤكد على صدق وثبات االستبانة‪ ،‬وأن مستوى املعنوية ألبعاد االستبانة أقل من مستوى املعنوية‬
‫‪ ،0.05‬مما يعزز أن كل بعد من أبعاد االستبانة له عالقة قوية هبدف الدراسة عند مستوى معنوية ‪ ،0.05‬وأن‬
‫االستبانة صادقت ملا وضعت لقياسه‪.‬‬
‫جدول ‪ :11-4‬الصدق البنائي ألبعاد االستبانة‬
‫مستوى املعنوية‬ ‫معامل االرتباط‬ ‫األبعاد‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.568‬‬ ‫البعد األول ‪10-1‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.384‬‬ ‫البعد الثاين ‪22-11‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.468‬‬ ‫البعد الثالث‪32-23‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.536‬‬ ‫البعد الرابع ‪41-33‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪0.408‬‬ ‫البعد اخلامس ‪51-42‬‬
‫دالة احصائيا عند مستوى معنوية ‪0.05‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬ثبات االستبانة واختبار التوزيع الطبيعي‬
‫‪ .1‬ثبات االستبانة‪ :‬من خالل اخضاع االستبانة الختبار قوة الثبات باستخدام معامل الثبات وفق معادلة الفا‬
‫كرونباخ‪ ،‬وفق برنامج ‪ ، spss‬والذي يعترب مناسبا اذا كانت قيمته تزيد عن ‪ ،0.6‬وتكون قيمة الفا كرونباخ‬
‫حمصورة بني (‪.)1-0‬‬
‫وقد جاءت نتيجة معامل الثبات الستبانة الدراسة ‪ 0.94‬كما يوضحه اجلدول ‪ ،12-4‬مما يدل على أن‬
‫معامل الثبات الستبانة الدراسة وفق الفا كرونباخ مرتفعة‪.‬‬
‫جدول ‪ :12-4‬معامالت ثبات االستبانة (طريقة الفا كرونباخ)‬
‫معامل ألفا كرونباخ للثبات‬ ‫الفقرات‬
‫‪0.94‬‬ ‫‪51‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫‪ .2‬اختبار التوزيع الطبيعي‪ :‬سنعرض فيما يلي اختبار كل من كوملوقروف‪ -‬مسرنوف‪ ،‬واختبار شابريو‪ -‬ويلك ملعرفة‬
‫هل البيانات تتبع التوزيع الطبيعي أم ال‪ ،‬ومها اختباران ضروريان يف حالة اختبار الفرضيات ألن معظم االختبارات‬
‫املعلمية تشرتط أن يكون التوزيع طبيعيا‪ ،‬ويوضح كل من اجلدولني ‪ 13-4‬و‪ 14-4‬نتائج االختبار حيث أن‬

‫‪181‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫قيمة مستوى املعنوية لكل بعد من أبعاد االستبانة أكرب من ‪ 0.01‬يف كال االختبارين‪ ،‬مما يدل على أن البيانات‬
‫تتبع التوزيع الطبيعي وجيب استخدام االختبارات املعلمية عند اختبار الفرضيات‪.‬‬
‫جدول ‪ :13-4‬اختبار التوزيع الطبيعي (اختبار كوملوقروف‪-‬مسرنوف)‬
‫قيمة مستوى املعنوية‬ ‫قيمة ‪z‬‬ ‫الفقرات‬ ‫األبعاد‬
‫‪0.015‬‬ ‫‪0.124‬‬ ‫‪10‬‬ ‫البعد األول ‪10-1‬‬
‫‪0.022‬‬ ‫‪0.094‬‬ ‫‪12‬‬ ‫البعد الثاين ‪22-11‬‬
‫‪0.015‬‬ ‫‪0.106‬‬ ‫‪10‬‬ ‫البعد الثالث ‪32-23‬‬
‫‪0.014‬‬ ‫‪0.098‬‬ ‫‪9‬‬ ‫البعد الرابع ‪41-33‬‬
‫‪0.018‬‬ ‫‪0.102‬‬ ‫‪10‬‬ ‫البعد اخلامس ‪51-42‬‬
‫دالة احصائيا عند مستوال معنوية ‪0.01‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫جدول ‪ :14-4‬اختبار التوزيع الطبيعي (اختبار شابريو ويلك)‬
‫قيمة مستوى املعنوية‬ ‫قيمة ‪z‬‬ ‫الفقرات‬ ‫األبعاد‬
‫‪0.031‬‬ ‫‪0.973‬‬ ‫‪10‬‬ ‫البعد األول ‪10-1‬‬
‫‪0.517‬‬ ‫‪0.989‬‬ ‫‪12‬‬ ‫البعد الثاين ‪22-11‬‬
‫‪0.014‬‬ ‫‪0.961‬‬ ‫‪10‬‬ ‫البعد الثالث ‪32-23‬‬
‫‪0.035‬‬ ‫‪0.974‬‬ ‫‪9‬‬ ‫البعد الرابع ‪41-33‬‬
‫‪0.029‬‬ ‫‪0.973‬‬ ‫‪10‬‬ ‫البعد اخلامس ‪51-42‬‬
‫دالة احصائيا عند مستوال معنوية ‪0.01‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬اجتاهات وميوالت أفراد العينة حول فقرات وأبعاد الدراسة‬
‫ويف هذا املبحث سنقوم بتحليل نتائج املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية ألبعاد الدراسة‪ ،‬بناء على جدول‬
‫درجات املوافقة املبني أدناه‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حتليل نتائج املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري لفقرات االستبانة‬
‫مبا أننا اعتمدنا يف دراستنا على معامل ليكارت اخلماسي )‪ (likert scale‬ميكن تشكيل جدول درجات‬
‫املوافقة يف حتليل املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري بالنسبة لفقرات االستبانة كما يلي‪:‬‬
‫جدول ‪ : 15-4‬جدول درجات املوافقة لفقرات االستبانة‬
‫غري موافق بدرجة‬ ‫غري موافق‬ ‫حمايد‬ ‫موافق‬ ‫موافق بدرجة كبرية‬ ‫االستجابة‬
‫كبرية‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫درجة االستجابة‬
‫‪182‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪1.8-1‬‬ ‫‪2.6-1.81‬‬ ‫‪3.4-2.61‬‬ ‫‪4.2-3.41‬‬ ‫‪5-4.21‬‬ ‫املتوسط احلسايب‬


‫منخفضة جدا‬ ‫منخفضة‬ ‫متوسطة‬ ‫مرتفعة‬ ‫مرتفعة جدا‬ ‫الدرجة‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬
‫‪ .1‬حتليل نتائج فقرات البعد األول‪ :‬بيان حتديات السياسة املالية يف اجلزائر‬
‫يتكون هذا البعد من فرضية أساسية‪ ،‬مفادها أن السياسة املالية يف اجلزائر تواجه الكثري من التحديات بفعل‬
‫تذبذب أسعار النفط يف السوق الدولية واالعتماد على النفط كمصدر وحيد لإليرادات‪ ،‬وسيتم التحقق من‬
‫فقرات هذا البعد من خالل حتليل نتائج املتوسطات احلسابية‪ ،‬واالحنرافات املعيارية هلذا البعد‪.‬‬
‫جدول ‪ :16-4‬املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري لفقرات البعد األول‬
‫االحنراف املعياري‬ ‫املتوسط احلسايب‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫‪0.679‬‬ ‫‪4.52‬‬ ‫رغم تطور حجم اجلباية العادية إال أن اجلباية البرتولية التزال تعد املورد‬ ‫‪01‬‬
‫الرئيسي إليرادات الدولة‪.‬‬
‫‪1.137‬‬ ‫‪3.94‬‬ ‫إن احالل اجلباية البرتولية حمل اجلباية البرتولية يعترب هدفا ملحا يف ظل‬ ‫‪02‬‬
‫تذبذب أسعار النفط العاملية‪.‬‬
‫‪1.134‬‬ ‫‪3.91‬‬ ‫يعترب العجز املوازين أهم حتد يواجه السياسة املالية يف اجلزائر‬ ‫‪03‬‬
‫‪1.333‬‬ ‫‪3.77‬‬ ‫يساهم ترشيد وتوجيه االنفاق العام يف عالج عجز املوازنة العامة بفعالية‪.‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪0.765‬‬ ‫‪4.21‬‬ ‫إن حتسني وتطوير آليات واجراءات حتصيل االيرادات العامة يساهم يف‬ ‫‪05‬‬
‫تقليص عجز املوازنة العامة للدولة‬
‫‪1.057‬‬ ‫‪4.12‬‬ ‫توجيه االنفاق العام حنو اجلانب االستثماري‬ ‫‪06‬‬
‫‪1.223‬‬ ‫‪3.73‬‬ ‫اعطاء أمهية أكرب مليزانية التسيري مقارنة مبيزانية التجهيز‬ ‫‪07‬‬
‫‪1.038‬‬ ‫‪3.91‬‬ ‫التحكم يف التضخم وعالج أسبابه وتاليف آثاره‬ ‫‪08‬‬
‫‪0.945‬‬ ‫‪4.42‬‬ ‫تنويع االقتصاد ورفع معدالت النمو االقتصادي‬ ‫‪09‬‬
‫‪0.944‬‬ ‫‪4.15‬‬ ‫رفع معدالت النمو االقتصادي ووضع سياسة تشغيل واضحة األهداف‬ ‫‪10‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫التحليل‪:‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة على الفقرة ‪ 1‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.52‬وباحنراف معياري‬
‫‪ ، 0.679‬مما يعين أن أغلب أفراد العينة يرون أنه رغم تطور حجم اجلباية العادية‪ ،‬إال أن اجلباية البرتولية ال‬
‫تزال تشكل املورد الرئيسي إليرادات املوازنة العامة يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد عينة الدراسة على الفقرة ‪ 2‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.94‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 1.137‬مما يعين وجود تفاوت يف اجابات عينة الدراسة يف اعتبار اهلدف امللح يف الوقت‬
‫الراهن للسياسة املالية هو احالل اجلباية العادية حمل اجلباية البرتولية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪183‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬جاءت اجابات عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 3‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.91‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ ،1.134‬مما يعين وجود تفاوت يف اجابات املبحوثني حول اعتبار العجز املوازين من أهم التحديات‬
‫اليت تواجه السياسة املالية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات املبحوثني حول الفقرة ‪ 4‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.77‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬مما يعين أن نسبة‬
‫كبرية من أفراد العينة يرون أن ترشيد االنفاق العام يف اجلزائر وتوجيهه يساهم يف عالج العجز املوازين‬
‫بفعالية‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 5‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.21‬بدرجة مرتفعة جدا‪،‬‬
‫وباحنراف معياري قدره ‪ 0.765‬مما يعين وجود تقارب يف اجابات املستجوبني حول أن تطوير اجراءات‬
‫وآليات حتصيل االيرادات يساهم يف تقليص العجز املوازين يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 6‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.12‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 1.057‬مما يدل على وجود تفاوت يف اجابات املبحوثني يف كون توجيه االنفاق العام حنو‬
‫اجلانب االستثماري يف اجلزائر يعترب من أهم حتديات السياسة املالية‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 7‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.73‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 1.223‬مما يعين وجود تفاوت يف اجابات املبحوثني حول حتدي اعطاء أمهية أكرب ملوازنة‬
‫التجهيز مقارنة مبوازنة التسيري‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات املستجوبني حول الفقرة ‪ 8‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.91‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ 1.038‬مما يعين عدم ثبات أفراد العينة حول اعتبار أن التحكم يف التضخم وعالج أسبابه من أهم‬
‫حتديات السياسة املالية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 9‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.42‬بدرجة مرتفعة جدا‪،‬‬
‫وباحنراف معياري قدره ‪ ،0.945‬مما يدل على موافقة أفراد العينة على أنه من أهم حتديات السياسة املالية‬
‫يف اجلزائر حاليا هو تنويع االقتصاد الوطين ورفع معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 10‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.15‬وباحنراف معياري قدره‬
‫‪ 0.944‬مما يعين موافقة أفراد عينة الدراسة على أمهية رفع معدالت النمو االقتصادي ووضع سياسة تشغيل‬
‫واضحة األهداف‪.‬‬
‫‪ .2‬حتليل نتائج فقرات البعد الثاين‪ :‬بيان عيوب النظام املوازين احلايل يف اجلزائر‬
‫يتكون هذا البعد من فرضية أساسية‪ ،‬مفادها أن النظام املوازين احلايل يف اجلزائر يتميز بالكثري من‬
‫االختالالت والنقائص اليت حتول دون حتقيق أهداف السياسة املالية بفعالية‪ ،‬وسيتم التحقق من فقرات هذا البعد‬
‫من خالل حتليل نتائج املتوسطات احلسابية‪ ،‬واالحنرافات املعيارية هلذا البعد‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫جدول ‪ :17-4‬املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري لفقرات البعد الثاين‬


‫االحنراف املعياري‬ ‫املتوسط احلسايب‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫‪0.909‬‬ ‫‪3.69‬‬ ‫موازنة البنود ال ختدم أغراض التخطيط للسنوات القادمة‪ ،‬إذ يتم اعدادها‬ ‫‪11‬‬
‫بناء على مستويات االنفاق اجلاري وليس على أسس علمية‬
‫‪1.229‬‬ ‫‪3.49‬‬ ‫موازنة البنود ال تعمل على ربط تقديرات اإليرادات والنفقات مبراكز‬ ‫‪12‬‬
‫املسؤولية مبا حيقق الرقابة الفعالة على املالية العامة‪.‬‬
‫‪0.953‬‬ ‫‪3.60‬‬ ‫عدم دقة التقديرات اليت تدرج يف بنود املوازنة التقليدية‪ ،‬العتمادها جزافيا‬ ‫‪13‬‬
‫وليس على أسس علمية‪.‬‬
‫‪0.942‬‬ ‫‪3.68‬‬ ‫إن األساس النقدي املطبق ألغراض احملاسبة يف املوازنة التقليدية ال يظهر‬ ‫‪14‬‬
‫التكلفة احلقيقية للربامج واألعمال املنفذة‪.‬‬
‫‪1.260‬‬ ‫‪3.63‬‬ ‫الزيادة املستمرة يف كل موازنة مقارنة بسابقتها يضطر اإلدارة غالبا إىل‬ ‫‪15‬‬
‫البحث عن أموال إضافية‪ ،‬وهذا ال خيدم أهداف ترشيد اإلنفاق‪.‬‬
‫‪1.043‬‬ ‫‪3.75‬‬ ‫صعوبة ترمجة األهداف طويلة األجل إىل موازنات‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪0.761‬‬ ‫‪4.20‬‬ ‫افتقار نظام موازنة البنود إىل وسائل للمتابعة ومؤشرات واضحة لألداء ملعرفة‬ ‫‪17‬‬
‫ما مت تنفيذه وفق النتائج املستهدفة‪.‬‬
‫‪1.131‬‬ ‫‪3.64‬‬ ‫يعترب التوسع يف اإلنفاق العمومي وفق موازنة البنود هدفا يف حد ذاته‪ ،‬وهو‬ ‫‪18‬‬
‫ما يتناىف مع أساليب التحكم يف التضخم ومعاجلته‪.‬‬
‫‪1.085‬‬ ‫‪3.25‬‬ ‫يعترب استمرار العجز مسة مالزمة ملوازنة البنود‪.‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪0.902‬‬ ‫‪3.72‬‬ ‫نظام املوازنة التقليدية ال يعمل على إلغاء اإلنفاق غري الضروري‪.‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪0.931‬‬ ‫‪3.32‬‬ ‫نظام موازنة البنود ال يعترب نظاما جيدا الختاذ القرارات وال يسمح بربط‬ ‫‪21‬‬
‫تقديرات املوازنة بأهداف السياسة املالية‪.‬‬
‫‪0.902‬‬ ‫‪3.72‬‬ ‫نظام موازنة البنود ال يتميز باملرونة الكافية للتكيف مع الظروف املتغرية‪،‬‬ ‫‪22‬‬
‫الفتقاره إىل بدائل واضحة وحمددة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫التحليل‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 11‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.69‬بدرجة مرتفعة واحنراف‬
‫معياري قدره ‪ ،0.909‬ما يعين وجود تفاوت يف اجابات املبحوثني على كون موازنة البنود ال ختدم أغراض‬
‫التخطيط للسنوات القادم‪ ،‬اذ يتم اعدادها بناء على مستويات االنفاق اجلاري وليس على أسس علمية‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬كانت اجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ 12‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.49‬بدرجة مرتفعة وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ 1.229‬مما يعين وجود تفاوت يف اجابات املستجوبني يف أن موازنة البنود املطبقة حاليا يف اجلزائر‪ ،‬ال‬
‫تعمل على ربط تقديرات االيرادات والنفقات العامة مبراكز املسؤولية‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 13‬مبتوسط حسايب قدره‪ 3.60‬بدرجة مرتفعة وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 0.953‬مما يدل على موافقة أفراد العينة على أنه من عيوب النظام املوازين يف اجلزائر هو عدم‬
‫دقة التقديرات اليت تدرج يف بنود املوازنة العتمادها جزافيا وليس على أسس علمية‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 14‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.68‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ ، 0.942‬مما يعين موافقة أفراد عينة الدراسة حول كون األساس النقدي املطبق ألغراض‬
‫احملاسبة ال يظهر التكلفة احلقيقية للربامج واألعمال املنفذة‪ ،‬وهو عيب من عيوب النظام املوازين يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 15‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.63‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ ،1.260‬مما يدل على وجود تفاوت يف اجابات املبحوثني حول كون الزيادة املستمرة يف كل‬
‫موازنة يف اجلزائر مقارنة بسابقتها ال خيدم أهداف ترشيد االنفاق العام يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات املبحوثني حول الفقرة ‪ 16‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.75‬بدرجة مرتفعة وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ ، 1.043‬مما يعين وجود تفاوت يف اجابات املبحوثني حول أنه من عيوب النظام املوازين احلايل يف‬
‫اجلزائر هو صعوبة ترمجة األهداف طويلة األجل اىل موازنات‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 17‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.2‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ ، 0.761‬مما يعين موافقة أفراد عينة الدراسة حول افتقار موازنة البنود يف اجلزائر اىل وسائل‬
‫للمتابعة ومؤشرات واضحة لقياس األداء‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 18‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.64‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 1.131‬مما يؤشر على تفاوت اجابات املستجوبني حول أنه من عيوب النظام املواين يف‬
‫اجلزائر هو أن االنفاق العام يعترب هدفا يف حد ذاته‪ ،‬وهو ما يساهم يف ارتفاع التضخم‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 19‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.25‬بدرجة متوسطة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 1.085‬مما يدل على أن متوسط أفراد العينة يوافقون على اعتبار أن العجز املوازين يعترب مسة‬
‫مالزمة ملوازنة البنود يف اجلزائر وهو عيب من عيوهبا‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 20‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.72‬بدرجة مرتفعة وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 0.902‬مما يدل على أن اجابات املبحوثني جاءت موافقة لكون نظام موازنة البنود يف اجلزائر‬
‫ال يعمل على الغاء االنفاق غري الضروري‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 21‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.32‬بدرجة متوسطة‪،‬‬
‫وباحنراف معياري قدره ‪ 0.931‬مما يعين وجود تفاوت يف اجابات املبحوثني يف كون نظام موازنة البنود يف‬
‫اجلزائر ال يعترب نظاما جيدا الختاذ القرارات وال يسمح بربط تقديرات املوازنة بأهداف السياسة املالية‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 22‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.72‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 0.902‬مما يعين وجود تفات يف اجابات املبحوثني يف اعتبار نظام املوازنة احلايل يف اجلزائر‬
‫ليس لديه املرونة الكافية للتكيف مع الظروف الفتقاره اىل بدائل واضحة وحمددة‪.‬‬
‫‪ .3‬حتليل نتائج فقرات البعد الثالث‪ :‬بيان مزايا تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة يف اجلزائر‬
‫يتكون هذا البعد من فرضية أساسية‪ ،‬مفادها أن االستفادة من االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة‬
‫حيقق الكثري من الفوائد وامليزات اليت تساهم يف رفع كفاءة السياسة املالية يف اجلزائر ‪ ،‬وسيتم التحقق من فقرات‬
‫هذا البعد من خالل حتليل نتاج املتوسطات احلسابية‪ ،‬واالحنرافات املعيارية هلذا البعد‪.‬‬
‫جدول ‪ :18-4‬املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري لفقرات البعد الثالث‬
‫االحنراف املعياري‬ ‫املتوسط احلسايب‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫‪0.825‬‬ ‫‪4.12‬‬ ‫يساعد هذا النوع من املوازنات على ترشيد اختاذ القرارات من خالل‬ ‫‪23‬‬
‫التخطيط طويل األجل مبا ينسجم مع أهداف السياسة املالية‪.‬‬
‫‪1.054‬‬ ‫‪3.89‬‬ ‫ميتاز بالالمركزية واملرونة يف التطبيق اليت مينحها للمسئولني عن التنفيذ‪ ،‬مما‬ ‫‪24‬‬
‫يسهل تكييفها وتعديلها حسب الظروف‪.‬‬
‫‪0.745‬‬ ‫‪4.08‬‬ ‫ضمان مستوى الدقة يف إعداد وضبط تقديرات املوازنة واملفاضلة بني‬ ‫‪25‬‬
‫الربامج على أساس التكلفة‪/‬العائد‪.‬‬
‫‪0.956‬‬ ‫‪3.78‬‬ ‫يوفر هذا األسلوب األدوات ومعايري األداء للجهات املختصة‪ ،‬لقياس‬ ‫‪26‬‬
‫كفاءة تنفيذ الربامج‪.‬‬
‫‪0.941‬‬ ‫‪3.91‬‬ ‫ترشيد اإلنفاق احلكومي وضبطه والوقوف على اجتاهاته‪.‬‬ ‫‪27‬‬
‫‪0.951‬‬ ‫‪3.91‬‬ ‫ضمان الرقابة الفعالة على التكاليف وعلى مدى حتقق أهداف املوازنة و‬ ‫‪28‬‬
‫مالءمتها‪.‬‬
‫‪0.813‬‬ ‫‪4.21‬‬ ‫تعميم ثقافة األداء من خالل االهتمام مبا مت إجنازه وليس ما مت صرفه‪.‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪1.028‬‬ ‫‪4.01‬‬ ‫حيقق الفعالية والكفاءة يف ختصيص املوارد‪.‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪0.905‬‬ ‫‪3.71‬‬ ‫يسمح بالتحكم يف العجز املوازين‪.‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪0.716‬‬ ‫‪3.90‬‬ ‫يتيح ألفراد الشعب احلكم على مدى كفاءة استخدام املال العام‪.‬‬ ‫‪32‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬

‫‪187‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫التحليل‪:‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ ،23‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.12‬بدرجة مرتفعة وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ ، 0.825‬مما يعين موافقة أفراد عينة الدراسة على الفقرة اليت تعترب أنه من مزايا تطبيق‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر هو ترشيد اختاذ القرارات من خالل التخطيط طويل األجل مبا‬
‫ينسجم مع أهداف السياسة املالية‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 24‬مبتوسط حسايب قدرة ‪ 3.89‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 1.054‬مما يدل على تفاوت يف اجابات املستجوبني على أنه من مزايا تطبيق االجتاهات‬
‫احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر هو أهنا جتعل املوازنة متتاز بالالمركزية واملرونة اليت متنحها للمسؤولني مما‬
‫يسهل تكييفها وتعديلها حسب الظروف‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات املبحوثني حول الفقرة ‪ 25‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.08‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ 0.745‬مما يدل على بعض التقارب يف اجابات أفراد العينة حول أنه من مزايا تطبيق االجتاهات‬
‫احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر هو ضمان دقة تقديرات املوازنة‪ ،‬واملفاضلة بني الربامج على أساس‬
‫التكلفة‪/‬العائد‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ ،26‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.78‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 0.956‬مما يدل على وجود تفاوت يف اجابات املستجوبني حول أنه من فوائد تطبيق‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر هو توفري األدوات ومعايري األداء للجهات املختصة لقياس كفاءة‬
‫تنفيذ الربامج‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ ،27‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.91‬بدرجة مرتفعة‪،‬‬
‫وباحنراف معياري قدره ‪ ،0.941‬مما يعين موافقة أفراد العينة على أن تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة يف اجلزائر يساهم يف ترشيد االنفاق العام وضبطه والوقوف على اجتاهاته‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ ،28‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.91‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري ‪ 0.951‬مما يدل على موافقة أفراد العينة على أن ضمان الرقابة الفعالة على التكاليف يعترب من‬
‫مزايا تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات املبحوثني حول الفقرة ‪ 29‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.21‬بدرجة مرتفعة جدا‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 0.813‬مما يدل على موافقة أفراد العينة على أنه من مزايا تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة يف اجلزائر هو تعميم ثقافة األداء واالهتمام مبا مت اجنازه وليس ما مت انفاقه‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ 30‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.01‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ 1.028‬مما يدل على تفاوت اجابات املبحوثني يف كون حتقيق الفعالية والكفاءة يف ختصيص املوارد‪،‬‬
‫يعترب من مزايا تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪188‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬جاءت اجابات املبحوثني حول الفقرة ‪ 31‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.71‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫‪ 0.905‬مم ا يدل على تفاوت اجابات أفراد العينة حول أنه من مزايا تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة يف اجلزائر هو التحكم يف العجز املوازين يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 32‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.90‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ ،0.716‬مما يدل على موافقة أفراد العينة على اعتبار أنه من مزايا تطبيق االجتاهات احلديثة‬
‫للموازنة العامة يف اجلزائر هو اتاحة احلكم على كفاءة استخدام املال العام من قبل أفراد الشعب‪.‬‬
‫‪ .4‬حتليل نتائج فقرات البعد الرابع‪ :‬بيان معوقات تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‬
‫يتكون هذا البعد من فرضية أساسية‪ ،‬مفادها أنه توجد الكثري من املعوقات والصعوبات اليت حتول دون تطبيق‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة يف اجلزائر‪ ،‬وسيتم التحقق من فقرات هذا البعد من خالل حتليل نتائج‬
‫املتوسطات احلسابية‪ ،‬واالحنرافات املعيارية هلذا البعد‪.‬‬
‫جدول ‪ :19-4‬املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري لفقرات البعد الرابع‬
‫االحنراف املعياري‬ ‫املتوسط احلسايب‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫‪0.777‬‬ ‫‪4.12‬‬ ‫صعوبة قياس األهداف أو قياس وحدات الناتج لكثري من اخلدمات‬ ‫‪33‬‬
‫احلكومية‪.‬‬
‫‪0.747‬‬ ‫‪4.07‬‬ ‫صعوبة حتديد عوائد بعض الربامج واألنشطة بشكل مادي وملموس‪.‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪1.128‬‬ ‫‪3.72‬‬ ‫عدم تطور اإلدارة املالية احلكومية وعدم إتباعها أساليب حديثة يف إدارة‬ ‫‪35‬‬
‫اإليرادات العامة والنفقات العامة والدين العام حيول دون حتديث النظام‬
‫املوازين‪.‬‬
‫‪0.874‬‬ ‫‪3.81‬‬ ‫استخدام أنظمة حاسوبية وتطبيقية قدمية يف إدارة املوارد املالية‪.‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪1.029‬‬ ‫‪3.61‬‬ ‫النقص الكبري يف أعداد املوظفني املؤهلني علميا وعمليا إلعداد وتنفيذ هذا‬ ‫‪37‬‬
‫النوع من املوازنات‪.‬‬
‫‪0.810‬‬ ‫‪3.62‬‬ ‫ارتفاع تكاليف تطبيقها يف بعض األجهزة احلكومية‪.‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪0.833‬‬ ‫‪3.17‬‬ ‫تتطلب وقتا وجهدا كبريين إلعدادها وتنفيذها‪.‬‬ ‫‪39‬‬
‫‪1.030‬‬ ‫‪3.60‬‬ ‫حتتاج إىل معلومات ضخمة إلعدادها ومتابعة تنفيذها‪.‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪1.106‬‬ ‫‪3.49‬‬ ‫احلاجة إىل تربير كل التفاصيل املتعلقة باإلنفاق يعقد تطبيقها‪.‬‬ ‫‪41‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬

‫‪189‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫التحليل‪:‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ 33‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.12‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ 0.777‬مما يعين موافقة أفراد العينة على أنه من الصعوبات اليت تواجه تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة يف اجلزائر هو صعوبة قياس األداء لكثري من اخلدمات اليت تقدمها احلكومة‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 34‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.07‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ ، 0.747‬مما يدل على موافقة أفراد العينة على أنه من املعوقات اليت تواجه تطبيق االجتاهات‬
‫احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر هو صعوبة حتديد عوائد بع الربامج واألنشطة بشكل مادي وملموس‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 35‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.72‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 1.128‬مما يدل على تشتت اجابات املستجوبني حول أنه من معوقات تطبيق االجتاهات‬
‫احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر هو عدم تطور اإلدارة املالية احلكومية وعدم إتباعها أساليب حديثة يف إدارة اإليرادات‬
‫العامة والنفقات العامة والدين العام‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 36‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.81‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 0.874‬مما يعين موافقة أفراد العينة على أنه من معوقات تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة يف اجلزائر هو استخدام أنظمة حاسوبية وتطبيقية قدمية يف إدارة املوارد املالية‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات املستجوبني حول الفقرة ‪ 37‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.61‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ ، 1.029‬مما يعين تفاوت اجابات أفراد العينة حول اعتبار أنه من الصعوبات اليت تواجه تطبيق‬
‫االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر هو النقص الكبري يف أعداد املوظفني املؤهلني علميا وعمليا إلعداد وتنفيذ‬
‫هذا النوع من املوازنات‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات املبحوثني حول الفقرة ‪ 38‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.62‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ ،0.810‬مما يعين موافقة أفراد العينة حول اعتبار أنه من الصعوبات اليت تواجه تطبيق االجتاهات احلديثة‬
‫للموازنة العامة يف اجلزائر هو ارتفاع تكاليف تطبيقها يف بعض األجهزة احلكومية‪.‬‬
‫‪ -‬كان املتوسط احلسايب إلجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ 39‬يقدر ب ‪ 3.17‬بدرجة متوسطة‪ ،‬واحنراف‬
‫معياري قدره ‪ ،0.833‬ما يعين أن نسبة معتربة من املبحوثني يوافقون على أنه من صعوبات تطبيق االجتاهات‬
‫احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر هو أهنا تتطلب وقتا وجهدا كبريين إلعدادها وتنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬جاء املتوسط احلسايب إلجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ 40‬يقدر ب‪ ،3.6‬واحنراف معياري قدره ‪،1.030‬‬
‫مما يدل على أن نسبة معتربة من املبحوثني يوافقون على أنه من صعوبات تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة يف اجلزائر هو أهنا حتتاج إىل معلومات ضخمة إلعدادها ومتابعة تنفيذها‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد عينة الدراسة حول الفقرة ‪ 41‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.49‬برجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف‬
‫معياري قدره ‪ 1.106‬مما يدل على تشتت اجابات املستجوبني حول أنه مما يعقد تطبيق االجتاهات احلديثة‬
‫للموازنة العامة يف اجلزائر هو أهنا حتتاج اىل تربير كل التفاصيل املتعلقة باإلنفاق العام‪.‬‬
‫‪ .5‬حتليل نتائج فقرات البعد اخلامس‪ :‬بيان مقومات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‬
‫يتكون هذا البعد من فرضية أساسية‪ ،‬مفادها أن جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة يف‬
‫اجلزائر يتطلب توفر الكثري من املقومات والعوامل الضرورية لذلك ‪ ،‬وسيتم التحقق من فقرات هذا البعد من‬
‫خالل حتليل نتاج املتوسطات احلسابية‪ ،‬واالحنرافات املعيارية هلذا البعد‪.‬‬
‫جدول ‪ :20-4‬املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري لفقرات البعد اخلامس‬
‫االحنراف املعياري‬ ‫املتوسط احلسايب‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫‪1.156‬‬ ‫‪3.81‬‬ ‫توفر إرادة سياسية تتمثل يف اقتناع السلطتني التشريعية والتنفيذية بضرورة‬ ‫‪42‬‬
‫التحول إىل هذا النوع من املوازنات‪.‬‬
‫‪0.716‬‬ ‫‪4.10‬‬ ‫تطوير وتكييف التشريعات القائمة اخلاصة باملوازنة العامة مبا يتناسب مع‬ ‫‪43‬‬
‫االجتاهات احلديثة‪.‬‬
‫‪0.836‬‬ ‫‪4.08‬‬ ‫ضرورة صياغة األهداف العامة للسياسة املالية وحتديد األهداف الفرعية‬ ‫‪44‬‬
‫حتديدا دقيقا وواضحا‪.‬‬
‫‪0.711‬‬ ‫‪4.09‬‬ ‫استخدام أساليب علمية دقيقة عند ضبط تقديرات املوازنة‪.‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪0.705‬‬ ‫‪4.08‬‬ ‫ضرورة توفر معايري كمية ومؤشرات أداء واضحة ملتابعة تنفيذ الربامج وقياس‬ ‫‪46‬‬
‫مردوديتها‪.‬‬
‫‪0.945‬‬ ‫‪3.90‬‬ ‫ضرورة توفري معايري حتدد السقوف الزمنية إلجناز واستالم الربامج املخطط هلا‬ ‫‪47‬‬
‫يف املوازنة العامة‪.‬‬
‫‪0.745‬‬ ‫‪3.84‬‬ ‫توفر نظام حملاسبة التكاليف لتقييم تكلفة الربامج وعوائدها قبل املوافقة على‬ ‫‪48‬‬
‫إدراج التخصيصات املالية‪.‬‬
‫‪0.775‬‬ ‫‪4.01‬‬ ‫توفر نظام حملاسبة املسؤولية لتحديد االحنرافات يف اجلودة والوقت والتكلفة‬ ‫‪49‬‬
‫لضمان الرقابة على تنفيذ املوازنة‪.‬‬
‫‪0.793‬‬ ‫‪4.00‬‬ ‫توفر نظام متكامل للمعلومات متطور وقادر على ربط قواعد بيانات اجلهات‬ ‫‪50‬‬
‫املختصة باملوازنة العامة بعضها ببعض‪.‬‬
‫‪0.724‬‬ ‫‪4.09‬‬ ‫تدريب وتأهيل العاملني يف حقل املوازنة لرفع مستواهم وحتسني خربهتم مبا‬ ‫‪51‬‬
‫خيدم أغراض التحديث‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬

‫‪191‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫التحليل‪:‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ 42‬مبتوسط حسايب قدره ‪ ،3.81‬وباحنراف معياري قدره‬
‫‪ 1.156‬مما يدل على تفاوت اجابات أفراد العينة حول أنه من متطلبات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة‬
‫للموازنة العامة يف اجلزائر هو توفر إرادة سياسية تتمثل يف اقتناع السلطتني التشريعية والتنفيذية بضرورة التحول إىل هذا‬
‫النوع من املوازنات‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات املستجوبني حول الفقرة ‪ 43‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.10‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ 0.716‬مما يعين موافقة أفراد العينة على أنه من متطلبات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة يف اجلزائر هو تطوير وتكييف التشريعات القائمة اخلاصة باملوازنة العامة مبا يتناسب مع االجتاهات احلديثة‪.‬‬
‫‪ -‬جاء املتوسط احلسايب إلجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ ،44‬يقدر ب ‪ 4.08‬وباحنراف معياري قدره‬
‫‪ 0.836‬مما يعين موافقة أفراد العينة على أنه من متطلبات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف‬
‫اجلزائر هو ضرورة صياغة األهداف العامة للسياسة املالية وحتديد األهداف الفرعية حتديدا دقيقا وواضحا‪.‬‬
‫‪ -‬جاء املتوسط احلسايب إلجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ ،45‬يقدر ب ‪ 4.09‬وباحنراف معياري قدره‬
‫‪ 0.711‬مما يعين موافقة أفراد العينة على أنه من متطلبات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف‬
‫اجلزائر هو استخدام أساليب علمية دقيقة عند ضبط تقديرات املوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات املبحوثني حول الفقرة ‪ 46‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.08‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ 0.705‬مما يعين موافقة أفراد العينة على أنه من متطلبات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة يف اجلزائر هو ضرورة توفر معايري كمية ومؤشرات أداء واضحة ملتابعة تنفيذ الربامج وقياس مردوديتها‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت اجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ 47‬مبتوسط حسيب قدره ‪ ،3.90‬وباحنراف معياري قدره‬
‫‪ 0.945‬مما يدل على تفاوت اجابات أفراد العينة حول أنه من متطلبات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة‬
‫للموازنة العامة يف اجلزائر هو ضرورة توفري معايري حتدد السقوف الزمنية إلجناز واستالم الربامج املخطط هلا يف املوازنة‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات املبحوثني حول الفقرة ‪ 48‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 3.84‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ 0.745‬مما يعين موافقة أفراد العينة على أنه من متطلبات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة يف اجلزائر هو توفر نظام حملاسبة التكاليف لتقييم تكلفة الربامج وعوائدها قبل املوافقة على إدراج التخصيصات‬
‫املالية‪.‬‬
‫‪ -‬جاء املتوسط احلسايب إلجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ ،49‬يقدر ب ‪ 4.01‬وباحنراف معياري قدره‬
‫‪ 0.775‬مما يعين موافقة أفراد العينة على أنه من متطلبات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف‬
‫اجلزائر هو توفر نظام حملاسبة املسؤولية لتحديد االحنرافات يف اجلودة والوقت والتكلفة لضمان الرقابة على تنفيذ املوازنة‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬جاء املتوسط احلسايب إلجابات أفراد العينة حول الفقرة ‪ ،50‬يقدر ب ‪ 4.00‬وباحنراف معياري قدره‬
‫‪ 0.793‬مما يعين موافق أفراد العينة على أنه من متطلبات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف‬
‫اجلزائر هو توفر نظام متكامل للمعلومات متطور وقادر على ربط قواعد بيانات اجلهات املختصة باملوازنة العامة بعضها‬
‫ببعض‪.‬‬
‫‪ -‬كانت اجابات املستجوبني حول الفقرة ‪ 51‬مبتوسط حسايب قدره ‪ 4.09‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫قدره ‪ 0.724‬مما يعين موافق أفراد العينة على أنه من متطلبات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة يف اجلزائر هو تدريب وتأهيل العاملني يف حقل املوازنة لرفع مستواهم وحتسني خربهتم مبا خيدم أغراض التحديث‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حتليل نتائج املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري ألبعاد االستبانة‬
‫لتحليل نتائج املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري ألبعاد االستبانة‪ ،‬ميكن تشكيل جدول درجات املوافقة اآليت‪:‬‬
‫جدول ‪ :21-4‬جدول درجات املوافقة ألبعاد االستبانة‬
‫املتوسط احلسايب‬ ‫درجة االستجابة‬
‫‪2.33-1‬‬ ‫منخفض‬
‫‪3.66-2.34‬‬ ‫متوسط‬
‫‪5-3.67‬‬ ‫مرتفع‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث‬
‫يوضح اجلدول رقم ‪ 22-4‬نتائج املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري ألبعاد الدراسة‪ ،‬وقد جاءت النتائج كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫جدول ‪ :22-4‬املتوسط احلسايب واالحنراف املعياري ألبعاد االستبانة‬
‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫عدد‬ ‫البعد‬ ‫الرقم‬
‫املعياري‬ ‫احلسايب‬ ‫الفقرات‬
‫‪0.350‬‬ ‫‪4.067‬‬ ‫‪10‬‬ ‫بيان حتديات السياسة املالية يف اجلزائر‬ ‫‪01‬‬
‫‪0.304‬‬ ‫‪3.639‬‬ ‫‪12‬‬ ‫بيان عيوب النظام املوازين يف اجلزائر‬ ‫‪02‬‬
‫‪0.245‬‬ ‫‪3.950‬‬ ‫‪10‬‬ ‫بيان مزايا تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‬ ‫‪03‬‬
‫‪0.323‬‬ ‫‪3.690‬‬ ‫‪9‬‬ ‫بيان معوقات تطبيق االجتاهات احلديثة للموانة العامة يف اجلزائر‬ ‫‪04‬‬
‫‪0.242‬‬ ‫‪4.000‬‬ ‫‪10‬‬ ‫بيان مقومات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف‬ ‫‪05‬‬
‫اجلزائر‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬

‫‪193‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫التحليل‪:‬‬
‫‪ -‬كانت نتائج املتوسط احلسايب لفقرات البعد األول تقدر ب ‪ 4.067‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫يقدر ب ‪ 0.350‬مما يدل على تقارب اجابات املبحوثني حول فقرات البعد األول املتعلق ببيان حتديات‬
‫السياسة املالية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت نتائج املتوسط احلسايب لفقرات البعد الثاين تقدر ب ‪ 3.639‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫يقدر ب ‪ 0.304‬مما يدل على تقارب اجابات أفراد العينة حول فقرات البعد الثاين املتعلق ببيان عيوب‬
‫النظام املوازين احلايل يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬كانت نتائج املتوسط احلسايب لفقرات البعد الثالث تقدر ب ‪ 3.950‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫يقدر ب ‪ 0.245‬مما يعين وجود تقارب يف اجابات املبحوثني حول فقرات البعد الثالث املتعلق ببيان مزايا‬
‫تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت نتائج املتوسط احلسايب لفقرات البعد الرابع تقدر ب ‪ 3.690‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫يقدر ب ‪ 0.323‬مما يدل على تقارب اجابات أفراد العينة حول فقرات البعد الرابع املتعلق ببيان معوقات‬
‫تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت نتائج املتوسط احلسايب لفقرات البعد اخلامس تقدر ب ‪ 4.000‬بدرجة مرتفعة‪ ،‬وباحنراف معياري‬
‫يقدر ب ‪ 0.242‬مما يدل على تقارب اجابات أفراد العينة حول فقرات البعد اخلامس املتعلق ببيان‬
‫مقومات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬اختبار فرضيات الدراسة‬
‫تبني معطيات اجلدول ‪ 23-4‬أن نسبة ‪ % 59.4‬من عني الدراسة لديهم علم باالجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة للدولة‪ ،‬يف مقابل ‪ % 40.6‬ليس لديهم علم هبذا النوع من املوازنات‪ ،‬وهذا ال ينفي علمهم بتحديات‬
‫السياسة املالية يف اجلزائر‪ ،‬وبعيوب نظام املوازنة العامة املطبقة يف اجلزائر‪.‬‬
‫جدول ‪ :23-4‬نسبة املعرفة باالجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫هل مسعت باالجتاهات احلديثة للموازنة العامة من قبل‬
‫‪% 59.4‬‬ ‫‪63‬‬ ‫نعم‬
‫‪% 40.6‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪106‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬

‫‪194‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫جدول ‪ :24-4‬نسبة املعرفة باستخدام االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة‬


‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫هل لديكم معرفة باستخدام هذا النوع من املوازنات‬
‫‪% 37.7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫نعم‬
‫‪% 62.3‬‬ ‫‪66‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪106‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫أما معطيات اجلدول ‪ 24-4‬فتبني أن نسبة ‪ % 37.7‬لديهم معرفة باستخدام االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة للدولة‪ ،‬يف مقابل ‪ % 62.3‬ليس لديهم معرفة باستخدام هذا النوع من املوازنات‪.‬‬
‫ولتحليل أبعاد الدراسة واختبار فرضياهتا مت استخدام اختبار ‪ t‬للعينة الواحدة ( ‪One Sample T‬‬
‫‪ )test‬واجلدول املوايل يوضح قيمة ‪ t‬ومستوى املعنوية لكل بعد من أبعاد الدراسة وفرضياهتا‪ ،‬ويكون البعد اجيابيا‬
‫مبعىن أن أفراد العني يوافقون على حمتواها إذا كانت قيمة مستوى املعنوية أقل من ‪ ،0.05‬ويكون البعد سلبيا أي أن‬
‫أفراد العينة ال يوافقون على حمتواها إذا كانت قيمة مستوى املعنوية أكرب من ‪.0.05‬‬
‫جدول ‪ 25-4‬نتائج اختبار ‪ )One Sample T test( t‬ألبعاد االستبانة‬
‫مستوى‬ ‫درجة احلرية‬ ‫قيمة ‪t‬‬ ‫األبعاد‬
‫املعنوية‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪29.999‬‬ ‫بيان حتديات السياسة املالية يف اجلزائر‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪21.659‬‬ ‫بيان عيوب نظام املوازنة العامة يف اجلزائر‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪39.954‬‬ ‫بيان مزايا تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف‬
‫اجلزائر‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪22.010‬‬ ‫بيان معوقات تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف‬
‫اجلزائر‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪42.444‬‬ ‫بيان مقومات جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة يف اجلزائر‬
‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬
‫‪ -‬الفرضية األوىل‪ :‬يتضح من معطيات اجلدول ‪ 25-4‬أن قيمة ‪ t‬للبعد األول تساوي ‪ 29.999‬وهي‬
‫قيمة كبرية‪ ،‬و أن مستوى املعنوية أقل من مستوى املعنوي ‪ ،0.05‬مما يدل على صحة الفرضية األوىل أي‬
‫أن السياسة املالية يف اجلزائر تواجه الكثري من التحديات يف ظل تذبذب أسعار احملروقات يف السوق الدولية‪،‬‬
‫وتبعية االقتصاد اجلزائري للنفط كمصدر وحيد لإليرادات‪.‬‬
‫‪195‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬الفرضية الثانية‪ :‬يتضح من معطيات اجلدول ‪ 25-4‬أن قيمة ‪ t‬للبعد الثاين تساوي ‪ 21.659‬وهي‬
‫قيمة كبرية‪ ،‬و أن مستوى املعنوية أقل من مستوى املعنوي ‪ ،0.05‬مما يدل على صحة الفرضية الثانية أي‬
‫أن النظام املوازين احلايل يف اجلزائر يتميز بالكثري من االختالالت والنقائص اليت حتول دون حتقيق أهداف‬
‫السياسة املالية بفعالية‪.‬‬
‫‪ -‬الفرضية الثالثة‪ :‬يتضح من معطيات اجلدول ‪ 25-4‬أن قيمة ‪ t‬للبعد الثالث تساوي ‪ 39.954‬وهي‬
‫قيمة كبرية‪ ،‬و أن مستوى املعنوية أقل من مستوى املعنوي ‪ ،0.05‬مما يدل على صحة الفرضية الثالثة أي‬
‫أن االستفادة من االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة حيقق الكثري من الفوائد وامليزات اليت تساهم يف‬
‫رفع كفاءة السياسة املالية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬الفرضية الرابعة‪ :‬يتضح من معطيات اجلدول ‪ 25-4‬أن قيمة ‪ t‬للبعد الرابع تساوي ‪ 22.010‬وهي‬
‫قيمة كبرية‪ ،‬و أن مستوى املعنوية أقل من مستوى املعنوي ‪ ،0.05‬مما يدل على صحة الفرضية الرابعة أي‬
‫أنه توجد الكثري من املعوقات والصعوبات اليت حتول دون تطبيق االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة‬
‫يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬الفرضية اخلامسة‪ :‬يتضح من معطيات اجلدول ‪ 25-4‬أن قيمة ‪ t‬للبعد اخلامس تساوي ‪ 42.444‬وهي‬
‫قيمة كبرية‪ ،‬و أن مستوى املعنوية أقل من مستوى املعنوي ‪ ،0.05‬مما يدل على صحة الفرضية اخلامسة أي‬
‫أن جناح تطبيق االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر يتطلب توفر الكثري من املقومات‬
‫والعوامل الضرورية لذلك‪.‬‬
‫والختبار فرضيات الدراسة مت استخدام اختبار حتليل التباين ‪ One Way ANOVA‬حسب متغري املؤهل‬
‫العلمي والنتائج مبينة يف اجلدول رقم ‪ 26-4‬والذين يبني أن مستوى املعنوية جلميع أبعاد الدراسة أكرب من ‪ 0.05‬مما‬
‫يعين أنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية يف آراء العينة حول أبعاد الدراسة حسب متغري املؤهل العلمي‪.‬‬

‫جدول ‪ :26-4‬نتائج حتليل التباين األحادي (‪ )One Way ANOVA‬حسب متغري املؤهل العلمي‬

‫مستوى‬ ‫قيمة "‪"F‬‬ ‫متوسط‬ ‫درجة احلرية‬ ‫جمموع‬ ‫مصدر‬ ‫البعد‬


‫املعنوية‬ ‫املربعات‬ ‫املربعات‬ ‫التباين‬
‫‪0.650‬‬ ‫‪0.549‬‬ ‫‪0.077‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.231‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد األول‬
‫‪0.140‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪14.326‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪14.557‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪0.125‬‬ ‫‪1.959‬‬ ‫‪0.176‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.529‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد الثاين‬
‫‪0.090‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪9.187‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪9.716‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪196‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪0.536‬‬ ‫‪0.732‬‬ ‫‪0.044‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.133‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد الثالث‬


‫‪0.061‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪6.172‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪6.305‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪0.123‬‬ ‫‪1.970‬‬ ‫‪0.200‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.600‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد الرابع‬
‫‪0.102‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪10.363‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪10.963‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪0.885‬‬ ‫‪0.217‬‬ ‫‪0.013‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.039‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد‬
‫‪0.06‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪6.151‬‬ ‫داخل اجملموعات‬ ‫اخلامس‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪6.190‬‬ ‫اجملموع‬

‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬


‫كما مت كذلك استخدام اختبار حتليل التباين ‪ One Way ANOVA‬حسب متغري الوظيفة والنتائج مبينة‬
‫يف اجلدولني رقم ‪ ،27-4‬والذي يبني أن مستوى املعنوية جلميع أبعاد الدراسة أكرب من ‪ 0.05‬مما يعين أنه ال‬
‫توجد فروق ذات داللة احصائية يف أراء العينة حول أبعاد الدراسة حسب متغري الوظيفة‪.‬‬
‫جدول ‪ :27-4‬نتائج حتليل التباين األحادي (‪ )One Way ANOVA‬حسب متغري الوظيفة احلالية‬
‫مستوى‬ ‫قيمة "‪"F‬‬ ‫متوسط‬ ‫درجة احلرية‬ ‫جمموع‬ ‫مصدر‬ ‫البعد‬
‫الداللة‬ ‫املربعات‬ ‫املربعات‬ ‫التباين‬
‫‪0.761‬‬ ‫‪0.465‬‬ ‫‪0.066‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.263‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد األول‬
‫‪0.142‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪14.294‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪14.557‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪0.700‬‬ ‫‪0.550‬‬ ‫‪0.052‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.207‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد الثاين‬
‫‪0.094‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪9.509‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪9.716‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪0.258‬‬ ‫‪1.348‬‬ ‫‪0.080‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.319‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد الثالث‬
‫‪0.059‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪5.950‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪6.305‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪0.280‬‬ ‫‪1.289‬‬ ‫‪0.133‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.532‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد الرابع‬
‫‪0.103‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪10.431‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪10.963‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪0.991‬‬ ‫‪0.071‬‬ ‫‪0.004‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.017‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد‬
‫‪0.061‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪6.173‬‬ ‫داخل اجملموعات‬ ‫اخلامس‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪6.190‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪197‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬


‫وأخريا مت استخدام اختبار حتليل التباين ‪ One Way ANOVA‬حسب متغري عدد سنوات اخلربة املهنية‬
‫والنتائج مبينة يف اجلدولني رقم ‪ ،28-4‬والذي يبني أن مستوى املعنوية جلميع أبعاد الدراسة أكرب من ‪0.05‬‬
‫مما يعين أنه ال توجد فروق ذات داللة احصائية يف أراء العينة حول أبعاد الدراسة حسب متغري اخلربة املهنية‪.‬‬
‫جدول ‪ :28-4‬نتائج حتليل التباين األحادي (‪ )One Way ANOVA‬حسب متغري اخلربة املهنية‬
‫مستوى‬ ‫قيمة "‪"F‬‬ ‫متوسط‬ ‫درجة احلرية‬ ‫جمموع‬ ‫مصدر‬ ‫البعد‬
‫الداللة‬ ‫املربعات‬ ‫املربعات‬ ‫التباين‬
‫‪0.512‬‬ ‫‪0.773‬‬ ‫‪0.108‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.324‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد األول‬
‫‪0.140‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪14.233‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪14.557‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪0.426‬‬ ‫‪0.935‬‬ ‫‪0.087‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.260‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد الثاين‬
‫‪0.093‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪9.456‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪9.716‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪0.665‬‬ ‫‪0.526‬‬ ‫‪0.032‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.096‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد الثالث‬
‫‪0.061‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪6.209‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪6.305‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪0.237‬‬ ‫‪1.436‬‬ ‫‪0.148‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.444‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد الرابع‬
‫‪0.103‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪10.519‬‬ ‫داخل اجملموعات‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪10.963‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪0.787‬‬ ‫‪0.354‬‬ ‫‪0.021‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.064‬‬ ‫بني اجملموعات‬ ‫البعد‬
‫‪0.060‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪6.126‬‬ ‫داخل اجملموعات‬ ‫اخلامس‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪6.190‬‬ ‫اجملموع‬

‫املصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على خمرجات برنامج ‪spss‬‬

‫‪198‬‬
‫الدراسة امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫وخالصة ملا تقدم يف هذا الفصل ميكن القول أن نتائج الدراسة امليدانية من خالل تصميم‬
‫استمارة البحث وعرضها على خمتلف أفراد الدراسة لإلجابة عن فقراهتا‪ ،‬مث تفريغ بياناهتا وحتليل‬
‫نتائجها وفق برنامج ‪ ، spss‬كانت مؤكدة للجانب النظري للدراسة‪.‬‬
‫فقد كانت نتائج الدراسة امليدانية مثبتة ملختلف فرضيات الدراسة حسب اجابات املبحوثني‪،‬‬
‫بدءا ببيان حتديات السياسة املالية يف اجلزائر يف الوقت الراهن خاصة مع تراجع مداخيل اجلباية‬
‫البرتولية وحاجة االقتصاد الوطين اىل ترشيد االنفاق العام واحالل اجلباية العادية حمل اجلباية البرتولية‬
‫واحداث التنويع االقتصادي املرغوب وهو ما يتوافق مع اجلزء النظري للدارسة‪ ،‬اضافة اىل كون آراء‬
‫املستجوبني ترى يف النظام املوازين احلايل يف اجلزائر ال يواكب ما تواجهه السياسة املالية من حتوالت‬
‫وحتديات موضوعية‪.‬‬
‫كما بينت الدراسة امليدانية أن االجتاهات احلديثة للموازنة العامة ميكن أن تكون سبيال يف‬
‫الوقت الراهن للجزائر لتحقيق أهداف السياسة املالية بكفاءة وفعالية‪ ،‬رغم أن التحديث املوازين‬
‫تعرتضه الكثري من الصعوبات ويتطلب توفر العديد من املقومات اليت تضمن تطبيقه مبا خيدم‬
‫االقتصاد الوطين وحيقق اهلدف منه‪.‬‬
‫وتأكيدا للنتائج املتوصل اليها‪ ،‬تبني من خالل هذا اجلزء من الدراسة عدم وجود فروق‬
‫احصائية دالة يف آراء عينة الدراسة حول خمتلف أبعاد البحث وفقراته سواء من حيث املؤهل العلمي‬
‫أو الوظيفة أو اخلربة املهنية‪ ،‬وهو ما ينسجم مع نتائج الدراسة النظرية ويؤكد صحة فرضيات‬
‫البحث‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫الخاتمة العامة‬
‫اخلامتة العامة‬

‫اخلامتة العامة‬
‫يعترب إعداد املوازنة العامة أحد الوظائف اليت تقوم هبا الدولة‪ ،‬فهي تعرب عن الربنامج االجتماعي‬
‫واالقتصادي املناط باحلكومة خالل مدة مالية قادمة‪ ،‬إذ ميكن عن طريقه حتليل االيرادات والنفقات‬
‫العامة و التوصل اىل آليات ومصادر حتصيل االيرادات وغرض وكيفية االنفاق‪ ،‬ونتيجة ألمهية املوازنة‬
‫العامة اقتصاديا واجتماعيا وحىت سياسيا فقد شهدت العقود املاضية من القرن املنصرم العديد من‬
‫احملاوالت لتطوير طرق اعدادها‪ ،‬منها أسلوب موازنة االعتمادات والذي يعرف مبوازنة البنود وأسلوب‬
‫موازنة الربامج واألداء وأسلوب التخطيط والربجمة وأسلوب املوازنة الصفرية‪ ،‬وصوال اىل أسلوب املوازنة‬
‫املعدة على أساس التعاقد (املوازنة التعاقدية) واليت طبقت ألول مرة يف وزارة املالية النيوزيلندية عام‬
‫‪ 1996‬وتعرف على أهنا نظام عقد صفقات بني جهة منفذة واحلكومة‪ ،‬وقد جاءت هذه األنواع من‬
‫املوازنات بالتتابع ملعاجلة أوجه القصور والثغرات يف أنواع املوازنات العامة اليت سبقتها‪.‬‬
‫وبالتايل فإن احملاوالت املستمرة لتطوير األساليب املعتمدة يف اعداد املوازنة العامة أفرزت خمتلف‬
‫االجتاهات احلديثة يف اعداد املوازنة العامة عرب الزمن‪ ،‬وسامهت يف إجياد حلوال للكثري من املشاكل املالية‪،‬‬
‫أمهها ندرة املوارد واالستغالل األمثل للموارد املتاحة‪ ،‬كما مكنت هذه األساليب من فرض رقابة على‬
‫خمتلف مراحل املوازنة‪ ،‬بدءا من االعداد مرورا اىل التنفيذ وصوال اىل التقييم والرقابة‪ ،‬اضافة اىل ذلك‬
‫مكنت هذه االجتاهات احلديثة من الربط بني اخلطط االسرتاتيجية طويلة األمد وبني أهداف املوازنة‬
‫السنوية املقرر تنفيذها‪.‬‬
‫ويف اجلزائر دأبت احلكومات املتعاقبة على استخدام املوازنات املعدة وفق األسلوب التقليدي‪ ،‬والذي‬
‫يعتمد يف أغلبه على االعتماد على موازنة السنة السابقة مع اجراء بعض التعديالت عليها دون املرور اىل‬
‫اصالحات جدية تستثمر يف خمتلف التوجهات الدولية يف هذا اجملال‪ ،‬خاصة ما تعلق بتجارب الكثري من‬
‫الدول يف تطوير نظام موازناهتا خدمة ألغراض التخطيط االسرتاتيجي وانسجاما مع ما تفرضه التغريات‬
‫والتحديات االقتصادية واملالية يف الوقت الراهن‪.‬‬
‫غري أن طبيعة االقتصاد الوطين الذي يعتمد بشكل أساسي على النفط كمصدر وحيد لإليرادات‬
‫العامة‪ ،‬ونتيجة للتقلبات يف أسواق النفط العاملية وتراجع إيرادات الدولة يف السنوات األخرية‪ ،‬جيعل‬
‫السياسة املالية يف اجلزائر أمام حتديات كبرية خاصة ما تعلق بتحقيق التنمية االقتصادية من خالل تنويع‬

‫‪201‬‬
‫اخلامتة العامة‬

‫االقتصاد الوطين‪ ،‬و ترشيد اإلنفاق العمومي وزيادة فعاليته‪ ،‬وبعث حركة االستثمارات و الرفع من‬
‫اإليرادات العامة وغريها‪ ،‬حتسبا ملرحلة ما بعد النفط‪.‬‬
‫وقد بقيت فعالية السياسة املالية يف اجلزائر نسبية يف حتقيق األهداف املرجوة منها‪ ،‬فرغم الربامج‬
‫االنفاقية الضخمة اليت باشرهتا الدولة كربنامج االنعاش االقتصادي والربنامج التكميلي لدعم النمو و الىت‬
‫رصدت هلا الدولة مبالغ ضخمة ومشلت أغلب القطاعات االقتصادية‪ ،‬اال أهنا مل تتمكن من احداث‬
‫التغيري املرغوب يف بنية وهيكل االقتصاد الوطين‪ ،‬اذ أن تراجع أسعار النفط يف السنوات األخرية كان‬
‫كافيا لكشف عيوب السياسة املالية‪ ،‬ومل يقوى االقتصاد على حتمل هذه الصدمة البرتولية‪ ،‬وجتلى ذلك‬
‫بوضوح يف تآكل احتياطيات الصرف‪ ،‬وجتميد املشاريع الكربى وتبين سياسة التقشف وتراجع القدرة‬
‫الشرائية واللجوء اىل التمويل غري التقليدي وغريها‪.‬‬
‫وبالتايل فإن أولوية املرحلة يف اجلزائر تفرض وضع اسرتاتيجية شاملة لإلصالح املايل تتبناها وزارة‬
‫املالية وهتدف باألساس اىل رفع كفاءة التخطيط والتنفيذ يف املوازنة العامة من خالل النهوض باآلليات‬
‫املتبعة إلعداد املوازنة العامة‪ ،‬وفق أحدث الطرق من ناحية تقدير االيرادات والنفقات العامة وعلى‬
‫املديني املتوسط والقصري‪ ،‬حبيث جيري مراعات التطورات واملستجدات االقتصادية احمللية والدولية‪ ،‬حىت‬
‫تتمكن وزارة املالية من حتديد توجهات السياسة املالية وحتدياهتا‪ ،‬ورسم أبعادها املستقبلية مبا يكفل‬
‫التخصيص األمثل واألكفأ للموارد املتاحة‪ ،‬مع االستفادة من خمتلف التجارب الدولية يف هذا اجملال‪.‬‬
‫ومن خالل الدراسة والبحث يف موضوع االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة وحتديات السياسة‬
‫املالية يف اجلزائر مت التوصل اىل مجلة من النتائج واقرتاح عدد من التوصيات‪.‬‬
‫النتائج العامة للدراسة‪ :‬بعد دراسة املوضوع ومعاجلة إشكاليته توصلنا اىل النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن من أهم التحديات اليت تواجه السياسة املالية يف اجلزائر يف الوقت الراهن يف ظل تراجع‬
‫ايرادات النفط بسبب تذبذب أسعار احملروقات يف السوق الدولية‪ ،‬هو تنويع االقتصاد الوطين‬
‫وخلق بدائل انتاجية تدر دخال بديال عن االيرادات النفطية وتسمح برفع معدالت النمو‬
‫االقتصادي وتنويع صادرات البلد‪ ،‬وهذا لن يتأتى اال حبدوث اصالحات يف القطاع املايل يكون‬
‫حتديث النظام املوازين يف صلب أهدافه‪ ،‬هبدف االستفادة من التجارب الدولية الناجحة يف هذا‬
‫اجملال وتطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة يف اجلزائر بناء على ما تقتضيه خصوصية‬
‫االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫‪202‬‬
‫اخلامتة العامة‬

‫‪ -‬يعترب عجز املوازنة من أهم التحديات اليت تواجه السياسة املالية‪ ،‬وذلك ملا متثله املوازنة العامة من‬
‫أمهية يف االقتصاد الوطين‪ ،‬بسبب امتداد أثرها اىل العديد من أوجه احلياة السياسية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬لذا أصبح سد عجز املوازنة العامة أمرا حيويا وبالغ األمهية‪ ،‬وال بد من أن حيتل‬
‫مكانة بارزة يف أي برنامج إصالحي‪ ،‬خاصة ما تعلق بآليات ترشيد االنفاق العام وحتسني آليات‬
‫حتصيل االيرادات العامة مبا يساهم يف تقليص العجز املوازين بكفاءة وفاعلية‪.‬‬
‫‪ -‬أن أي إصالحات اقتصادية تبقى غري ذات أمهية وقليلة الفعالية إذا مل ترافقها إصالحات يف‬
‫السياسة املالية للدولة‪ ،‬من خالل حتديث وعصرنة أنظمة املوازنة العامة وفقا للتوجهات احلديثة‬
‫يف هذا اجملال‪ ،‬قصد االنتقال اىل ترشيد النفقات العامة مبختلف مكوناهتا سواء نفقات التسيري‬
‫أو نفقات التجهيز‪ ،‬وبالتايل جتاوز مشكلة تضخم اإلنفاق العام الذي أصبح مسة مالزمة للمالية‬
‫العامة يف اجلزائر يف السنوات األخرية‪ ،‬وتوفري العوامل واملتطلبات الضرورية اليت تقتضيها عملية‬
‫ترشيد النفقات العامة وتضمن جناحها‪.‬‬
‫ال تساعد املوازنة احلالية‪ -‬موازنة البنود‪-‬على التخطيط سواء قصري األجل أو طويل األجل لعدم‬ ‫‪-‬‬
‫احتوائها على برامج ومشاريع متتد ألكثر من فرتة زمنية قادمة‪ ،‬وهو ما يتناىف مع التوجهات‬
‫املعاصرة للسياسة املالية للدول اليت تراعي يف رسم سياساهتا االقتصادية واملالية اعتبارات املدد‬
‫الزمنية القصرية واملتوسطة والطويلة األجل‪.‬‬
‫نظام موازنة البنود ال يتميز باملرونة الكافية للتكيف مع الظروف املتغرية‪ ،‬الفتقاره اىل بدائل‬ ‫‪-‬‬
‫واضحة وحمددة‪ ،‬بينما خمتلف االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة تراعي جانب توفري البدائل‬
‫ومتتاز بالالمركزية واملرونة يف التطبيق اليت مينحها للمسؤولني عن التنفيذ‪ ،‬مما يسهل تكييفها‬
‫وتعديلها حسب الظروف‪.‬‬
‫أن الزيادة املستمرة يف كل موازنة مقارنة بسابقتها وفق نظام موازنة البنود يضطر االدارة غالبا اىل‬ ‫‪-‬‬
‫البحث عن أموال اضافية‪ ،‬وهذا ال خيدم أهداف ترشيد االنفاق العام‪ ،‬وجيعل التوسع يف اإلنفاق‬
‫العام هدفا يف حد ذاته‪ ،‬وهو ما يتناىف مع أساليب التحكم يف التضخم ومعاجلته‪.‬‬
‫ان االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة حتقق فوائد كثرية‪ ،‬تتمثل يف أهنا متكن من اجياد الرقابة‬ ‫‪-‬‬
‫الفاعلة على التكاليف وتتيح لإلدارة العليا املعرفة التامة بكل أوامر تنظيم وتقومي العاملني‬
‫‪203‬‬
‫اخلامتة العامة‬

‫والتعرف على املشاريع واألنشطة وحتسني التخطيط واملتابعة وتوفري موازنة مستقرة والتغيري‬
‫التدرجيي وحتسني الفاعلية والكفاءة يف ختصيص املوارد واختيار بدائل خمتلفة للتنفيذ بشكل أدق‬
‫وتؤدي اىل زيادة احلوافز لدى املوظفني من خالل توفري قدر كبري من املبادرة واملسؤولية يف صنع‬
‫القرار‪.‬‬
‫أن حتديث النظام املوازين وتطبيق األساليب احلديثة يف جمال املوازنة العامة يساعد على‬ ‫‪-‬‬
‫التخصيص األمثل للموارد وزيادة الكفاءة والفاعلية للربامج واألنشطة‪ ،‬ويساهم يف دعم آليات‬
‫الرقابة واملسؤولية على االحنرافات وتقييم النتائج واآلثار‪ ،‬والوقوف على مدى االستجابة للربامج‬
‫املخططة وحتقيق ما هو مستهدف منها‪.‬‬
‫أن تطبيق االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة يؤدي اىل ربط االنفاق باملسؤوليات االدارية‬ ‫‪-‬‬
‫املختلفة من خالل الربامج مما يؤدي اىل ضبط حجم االنفاق والوقوف بدقة على اجتاهاته‬
‫ومستوياته وترشيده‪ ،‬وحتقيق األهداف بكفاءة‪.‬‬
‫يظهر األساس النقدي تكلفة احلقيقية الربامج املنفذة بصورة منخفضة فليس لديه القدرة على‬ ‫‪-‬‬
‫اظهار التكلفة احلقيقية للربامج واألعمال املنفذة بصورة واقعية‪ ،‬وبالتايل فإن أساس االستحقاق‬
‫يكون أكثر فاعلية من األساس النقدي ألغراض إعداد تقديرات املوازنة وضبط األداء املايل‪.‬‬
‫أن تطبيق أساس االستحقاق يف االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يؤدي اىل زيادة الكفاءة‬ ‫‪-‬‬
‫والفاعلية يف ضبط عملية حتصيل االيرادات واملصروفات‪ ،‬حيث سيتم الربط بني االنفاق الفعلي‬
‫للربنامج مع وحدات االنتاج الفعلي لكل برنامج‪ ،‬األمر الذي ينعكس على زيادة كفاءة حتصيل‬
‫االيرادات‪ ،‬وبالتايل فإن أساس االستحقاق سيكون أكثر فاعلية من األساس النقدي ألغراض‬
‫اعداد تقديرات املوازنة وضبط األداء املايل‪.‬‬
‫أن تطوير أساليب املوازنة العامة وحتديثها يساهم يف تطوير اجراءات وآليات حتصيل االيرادات‬ ‫‪-‬‬
‫العامة‪ ،‬وبالتايل يعزز عملية احالل اجلباية العادية حمل اجلباية البرتولية والذي يعترب هدفا ملحا‬
‫للسياسة املالية يف ظل تراجع ايرادات الدولة بسبب حساسيتها املفرطة ألسعار النفط يف السوق‬
‫الدولية‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫اخلامتة العامة‬

‫توفر خمتلف أساليب االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة األدوات ومعايري األداء للجهات‬ ‫‪-‬‬
‫املختصة لقياس كفاءة تنفيذ الربامج واملشاريع‪ ،‬مما يسمح مبعرفة ما مت تنفيذه وفق النتائج‬
‫املستهدفة للسياسة املالية‪.‬‬
‫أن مشروع التحديث املوازين الذي قامت به اجلزائر وإن قدم الكثري من االقرتاحات وقدم رزنامة‬ ‫‪-‬‬
‫للتنفيذ إال أنه مل جيد طريقه إىل التطبيق العملي وهو ما جيعل احلكم على ما قدمه من اضافة‬
‫على اإلدارة املالية حكما غري موضوعيا‪.‬‬
‫أن هناك الكثري من املعوقات والصعوبات املوضوعية اليت حتول دون تطبيق االجتاهات احلديثة‬ ‫‪-‬‬
‫للموازنة العامة يف اجلزائر كارتفاع تكاليف تطبيقها‪ ،‬وغياب االمكانيات البشرية املؤهلة‪ ،‬اضافة‬
‫اىل التأخر املسجل يف جانب استخدم االدارة لتكنولوجيا معلومات متطور وغريها من‬
‫الصعوبات‪.‬‬
‫أن جناح تطبيق االجتاهات احلديثة للموازنة العامة يف اجلزائر‪ ،‬مبا خيدم حتديات السياسة املالية يف‬ ‫‪-‬‬
‫اجلزائر يتطلب توفري مقومات جناح هذا التحول وخلق الشروط املوضوعية لذلك‪.‬‬
‫التوصيات‪ :‬ومن خالل النتائج املتوصل اليها‪ ،‬ميكن تقدمي التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة توفر إرادة سياسية لنجاح التحول إىل تطبيق أي اجتاه من االجتاهات احلديثة للموازنة‬
‫العامة للدولة وذلك من خالل اقتناع السلطتني التشريعية والتنفيذية بأمهية التحول من جهة‪،‬‬
‫وتطوير وتكييف التشريعات القائمة اخلاصة باملوازنة العامة مبا يتالءم مع هذا النوع من املوازنات‬
‫من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي أن يكون أي عمل لتحديث النظام املوازين يف اجلزائر جزئيا وليس دفعة واحدة‪ ،‬أي أن‬
‫يكون على مراحل‪ ،‬حيث ميكن البدء مبوازنة بعض األقسام و الوزارات بصورة تدرجيية لالستفادة‬
‫من جتارب التطبيق واكتساب اخلربة وتراكمها‪ ،‬ومعاجلة العيوب اليت تظهر أثناء التطبيق وجتاوزها‪،‬‬
‫ذلك أن منطق الكل أو الالشيء وانتظار الظروف حىت تتهيأ لتطبيق التحديث بشكل كامل‬
‫دفعة واحدة‪ ،‬قد يؤدي اىل تفويت الفرص وعدم التحديث أصال‪.‬‬
‫‪ -‬جيب التحول من موازنة البنود اىل تطبيق االجتاهات احلديثة يف جمال املوازنة العامة يف اجلزائر‪ ،‬مبا‬
‫خيدم أغراض التخطيط ويضمن صياغة األهداف العامة للسياسة املالية وحتديد األهداف الفرعية‬

‫‪205‬‬
‫اخلامتة العامة‬

‫حتديدا دقيقا وواضحا‪ ،‬مع مراعاة الرقابة على الربامج واملشاريع‪ ،‬ومتابعة األداء وضبط الكفاءة‬
‫وترشيد االنفاق احلكومي‪.‬‬
‫يعترب حتديث وتطوير النظام املوازين أمرا ملحا يف اجلزائر‪ ،‬ذلك أن رسم معامل السياسة املالية‬ ‫‪-‬‬
‫خدمة ألغراض التطور االقتصادي املبين على تنويع مصادر الدخل وترشيد اإلنفاق العام وحتقيق‬
‫معدالت مقبولة للنمو االقتصادي ال ميكن فصله عن االصالح املايل وحتديث نظام املوازنة‬
‫العامة يف اجلزائر‪ ،‬لكون هذه األخرية متثل اإلطار واآللية اليت تضمن ترمجة االعتمادات املالية اىل‬
‫الواقع مبا توفره من مؤشرات ومعايري للرقابة واملتابعة‪.‬‬
‫لتطبيق االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة للدولة واستثمار التجارب الدولية يف هذا اجملال مبا‬ ‫‪-‬‬
‫ينسجم مع ما تفرضه حتديات السياسة املالية يف اجلزائر جيب توفري البيئة احملاسبية واإلدارية‬
‫املناسبة للتحديث‪ ،‬والتحول من نظام موازنة مبنية على املدخالت إىل موازنة مبنية على‬
‫املخرجات‪ ،‬وما يتبعه من التحول من األساس النقدي إىل أساس االستحقاق‪.‬‬
‫لتحديث النظام املوازين وضمان فعالية السياسة املالية يف اجلزائر‪ ،‬جيب تدريب وتأهيل العاملني‬ ‫‪-‬‬
‫يف حقل املوازنة للرفع من مستواهم وحتسني خربهتم‪ ،‬وتدريبهم تدريبا علميا دقيقا‪ ،‬حيث يتطلب‬
‫التحديث املوازين مستوى اداري مرتفع يستخدم االدارة العلمية احلديثة‪ ،‬ألن اعداد األفراد‬
‫الالزمني للتطبيق ال يقل أمهية عن تعديل نظام إعداد املوازنة نفسه‪.‬‬
‫جيب توفر نظام متكامل للمعلومات متطور وقادر على ربط قواعد بيانات اجلهات املختصة‬ ‫‪-‬‬
‫بعضها ببعض‪ ،‬ذلك أن عصرنة اإلدارة يعترب عامال حامسا يف توفري املعلومة والوقت وتيسري‬
‫االتصال والرقابة واملتابعة‪ ،‬وهو ما يضمن جناح جتربة حتديث نظام املوازنة العامة والرفع من كفاءة‬
‫السياسة املالية يف اجلزائر‪.‬‬
‫آفاق الدراسة‪:‬‬
‫ختاما ميكن القول أن موضوع اصالح املوازنة العامة للدولة وحتديات السياسة املالية يف اجلزائر‬
‫موضوع متشعب‪ ،‬وأن النتائج املتوصل اليها تفتح جماالت واسعة للبحث للمهتمني هبذه املواضيع‬
‫والدراسات اليت نراها متثل آفاقا لبحثنا ونقرتح منها التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي أهم االجتاهات احلديثة للموازنة العامة للدولة اليت تتناسب مع وضعية االقتصاد اجلزائري‬
‫يف الوقت الراهن ‪.‬‬
‫‪206‬‬
‫اخلامتة العامة‬

‫‪ -‬ما هي خمتلف اخليارات والبدائل املمكنة أمام السياسة املالية يف اجلزائر لتجاوز مرحلة التبعية‬
‫للمحروقات‪.‬‬
‫‪ -‬هل ميكن أن تكون االجتاهات احلديثة يف املوازنة العامة مدخال لرتشيد االنفاق العام يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫ق ائمة المراجع‬
‫أ‪ .‬املراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الكتب‬
‫‪ -‬أمحد إبراهيم البلوشي‪ ،‬أمحد جاسم فراج‪ ،‬دور السلطة التشريعية يف حتليل واعتماد امليزانية العامة‬
‫للدولة مبملكة البحرين‪ ،‬سلسلة كتيبات برملانية‪ ،‬معهد البحرين للتنمية السياسية‪.2017 ،‬‬
‫‪ -‬أمحد زهري شامية‪ ،‬خالد اخلطيب‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪ -‬أمحرو‪ ،‬إمساعيل حسني‪ ،‬احملاسبة احلكومية من التقليد إىل التقليد إىل احلداثة‪ ،‬دار امليسرة للنشر‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ -‬بوزيدة محيد‪ ،‬جباية املؤسسات‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2007 ،‬ط‪. 2‬‬
‫‪ -‬مجال لعمارة‪ ،‬منهجية املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪. 2004 ،‬‬
‫‪ -‬حامد عبد اجمليد دراز‪ ،‬مبادئ املالية العامة‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2000 ،‬‬
‫‪ -‬حامد عبد اجمليد دراز‪ ،‬حممد عبد العزيز‪ ،‬حممد عمر حامد أبو دوح‪ ،‬مبادئ املالية العامة‪ ،‬الدار‬
‫اجلامعية اإلسكندرية‪ ، ،‬اجلزء‪ ،2‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬حامد عبد اجمليد دراز‪ ،‬وآخرون‪ ،‬املالية العامة الضرائب والنفقات العامة‪ ،‬الدار اجلامعية‬
‫‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬حسني مصطفى هاليل‪ ،‬دور األنظمة احملاسبية احلكومية يف تقييم األداء احلكومي من خالل‬
‫تنفيذ املوازنات‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬حسني مصطفى هاليل‪ ،‬دور األنظمة احملاسبية احلكومية يف تقييم األداء احلكومي من خالل‬
‫تنفيذ املوازنات‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬خالد شحادة اخلطيب‪ ،‬أمحد زهري شامية‪ ،‬أسس املالية العامة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪،2005 ،‬‬
‫ط‪.2‬‬
‫‪ -‬خبابة عبد هللا‪ ،‬أساسيات يف اقتصاد املالية العامة‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪2009 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬زين العابدين ناصر‪ ،‬علم املالية العامة والتشريع املايل‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1971 ،‬‬
‫‪209‬‬
‫‪ -‬زينب حسني عوض هللا‪ ،‬مبادئ املالية العامة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬االسكندرية‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -‬سوزي عديل ناشد‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬لبنان‪. 2003 ،‬‬
‫‪ -‬سوزي عديل ناشد‪ ،‬الوجيز يف املالية العامة‪ ،‬الدار اجلامعية للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬سيد أمحد البواب‪ ،‬عجز املوازنة العامة للدولة‪ -‬النظرية والصراع الفكري للمذاهب االقتصادية‬
‫ومناهج العالج‪ ،‬دار البيان للطباعة‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ -‬طارق احلاج‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1999 ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ -‬عادل فليح العلي‪ ،‬املالية العامة والتشريع املايل الضرييب‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪،2007 ،‬‬
‫ط‪1‬‬
‫‪ -‬عيسى خليفي‪ ،‬هيكل املوازنة العامة للدولة يف االقتصاد االسالمي ‪ ،‬دار النقاش للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،2011 ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ -‬فهمي حممود شكري‪ ،‬املوازنة العامة ماضيها حاضرها ومستقبلها يف النظرية والتطبيق‪ ،‬املؤسسة‬
‫اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،1990 ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ -‬لعمارة مجال‪ ،‬تطور مفهوم وفكرة املوازنة العامة للدولة‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫نوفمرب ‪ ،2001‬جامعة حممد خيضر‪ ،‬بسكرة ‪.‬‬
‫‪ -‬حممد أمحد حجازي‪ ،‬احملاسبة احلكومية واإلدارة املالية العامة‪ ،‬املكتبة الوطنية‪ ،‬األردن‪،1998 ،‬‬
‫ط‪.4‬‬
‫‪ -‬حممد حجازي‪ ،‬احملاسبة احلكومية واإلدارة املالية العامة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1998 ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -‬حممد حلمي مراد‪ ،‬مالية الدولة‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة عني مشس‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬حممد شاكر عصفور‪ ،‬أصول املوازنة العامة‪ ،‬دار امليسرة‪ ،‬عمان‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -‬حممد طاقة‪ ،‬هدى العزاوي‪ ،‬اقتصاديات املالية العامة‪ ،‬دار امليسرة‪ ،‬عمان‪ ،2007 ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ -‬حممد عمر أودوح‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام وعجز ميزانية الدولة‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪. 2006‬‬
‫‪ -‬حممد مسعي‪ ،‬احملاسبة العمومية‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬اجلزائر‪. 2003 ،‬‬
‫‪ -‬الوادي حممد حسني‪ ،‬عزام زكريا أمحد‪ ،‬املالية العامة والنظام املايل يف االسالم‪ ،‬دار امليسرة للنشر‬
‫والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،2000 ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪210‬‬
‫‪ -‬يسرى أبو العال‪ ،‬وآخرون‪ ،‬املالية العامة والتشريع الضرييب‪ ،‬مركز التعليم املفتوح‪ ،‬كلية احلقوق‪،‬‬
‫جامعة بنها‪ ،‬د‪.‬ت ‪http://algerianembassy-saudi.com/PDF/quint.pdf.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المجالت والدوريات‬


‫‪ -‬حداب حمي الدين‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام كدعامة للتنويع االقتصادي يف اجلزائر يف ظل األزمة‬
‫النفطية الراهنة‪ ،‬جملة إدارة األعمال والدراسات االقتصادية‪ ،‬العدد السادس‪.‬‬

‫‪ -‬قمييت عفاف‪ ،‬التوجهات احلديثة لرتشيد سياسة اإلنفاق العام يف اجلزائر‪ ،‬مقال مبجلة احلقوق‬
‫والعلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد االقتصادي ‪ ،)01(35‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬اجللفة‪.‬‬

‫‪ -‬أمحد إبراهيم البلوشي‪ ،‬أمحد جاسم فراج‪ ،‬دور السلطة التشريعية يف حتليل واعتماد امليزانية العامة‬
‫للدولة مبملكة البحرين‪ ،‬سلسلة كتيبات برملانية‪ ،‬معهد البحرين للتنمية السياسية‪.2017 ،‬‬

‫‪ -‬براق عيسى‪ ،‬بركان آنسة‪ ،‬ظاهرة تزايد النفقات العامة‪ :‬تطورها‪ ،‬أسباهبا‪ ،‬متطلبات جناحها‪ ،‬جملة‬
‫اإلبداع‪ ،‬اجمللد ‪ ،7‬العدد ‪. 8‬‬

‫‪ -‬البطروي‪ ،‬حممد أمحد‪ ،‬املوازنة العامة للدولة‪ ،‬موازنة األساس الصفري‪ ،‬جملة الرأي‪ ،‬العدد ‪،31‬‬
‫‪.2000‬‬

‫‪ -‬البكري‪ ،‬رياض عباس‪ ،‬املوازنة التعاقدية األسلوب األمثل يف ختطيط وتنفيذ مشاريع املوازنة‬
‫االستثمارية‪ ،‬جملة دراسات حماسبية ومالية‪.2013 ،‬‬

‫‪ -‬بوطالعة حممد‪ ،‬بن ديبش نعيمة‪ ،‬ميكانيزمات تفعيل التنويع االقتصادي يف اجلزائر يف ظل‬
‫تداعيات أزمة النفط‪ -‬إمكانية االستفادة من جتارب دولية‪ ،-‬جملة البشائر االقتصادية‪ ،‬جامعة بشار‪،‬‬
‫اجمللد‪ ،04‬العدد‪. 2018 ،02‬‬

‫‪ -‬تومي السالمي‪ ،‬مشروع عصرنة أنظمة املوازنة ‪...‬حنو ترشيد اإلنفاق العمومي‪ ،‬جملة دراسات –‬
‫العدد االقتصادي‪ ،-‬عدد ‪ ،17‬جوان ‪ ،2012‬جامعة األغواط ‪.‬‬
‫‪211‬‬
‫‪ -‬جايب أميمة هناء‪ ،‬أمهية اإلصالح احملاسيب العمومي من خالل التحول إىل أساس االستحقاق‬
‫احملاسيب –جتربة نيوزيلندا والواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬جملة الدراسات املالية واحملاسبية‬
‫واإلدارية‪ ، OEB Univ.Publish،‬العدد الثامن‪ ،‬ديسمرب‪. 2017‬‬
‫‪ -‬جليلة مصطفى عبد الرمحان‪ ،‬إميان غامن أمحد‪ ،‬استخدام موازنة الربامج واألداء – منوذج تطبيقي يف‬
‫معهد اإلدارة ‪،-‬جملة التقين‪ ،‬اجمللد السابع والعشرون‪ ،‬العدد ‪. 2014 ،5‬‬
‫‪ -‬حسن عبد الكرمي سلوم‪ ،‬حممد خالد املهايين‪ ،‬املوازنة العامة للدولة بني اإلعداد والتنفيذ والرقابة‬
‫(دراسة ميدانية للموازنة العراقية)‪ ،‬جملة اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد الرابع والستون‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -‬رمضاين لعال‪ ،‬سياسة امليزانية العامة يف اجلزائر وتوجيه التنمية االقتصادية (‪،)2010-1995‬‬
‫مقال مبجلة دراسات‪ ،‬العدد االقتصادي‪ ،‬رقم‪18:‬أ‪ ،‬سبتمرب ‪. 2012‬‬
‫‪ -‬محيدة خمتار‪ ،‬كزيز نسرين‪ ،‬آليات سد عجز املوازنة العامة للدولة يف ظل اهنيار أسعار النفط‪-‬‬
‫دراسة حالة اجلزائر‪ ،-‬مقال مبجلة احلقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد االقتصادي‪ ،)01(35 ،‬جامعة‬
‫زيان عاشور اجللفة‪.‬‬
‫‪ -‬رزيق كمال‪ ،‬تقييم عملية إحالل اجلباية العادية حمل اجلباية البرتولية يف اجلزائر‪ ،‬جملة اقتصاديات‬
‫مشال أفريقيا‪ ،‬العدد ‪ ، 2008 ، 05‬جامعة الشلف ‪.‬‬
‫‪ -‬ستار جابر خالوي‪ ،‬مازن عباس كاظم املياحي‪ ،‬تأثري تطبيقات املوازنة التعاقدية يف رقابة وتقومي‬
‫األداء للمشاريع االستثمارية‪ -‬حبث تطبيقي على موازنات مشاريع تنمية األقاليم يف العراق‪ ،-‬اجمللة‬
‫الدولية ألحباث العلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللد‪ ،1‬العدد‪ ،2‬ربيع‪. 2016‬‬

‫‪ -‬سندس جاسم‪ ،‬دراسة حتليلية ألسباب عدم إقرار املوازنة العامة يف العراق عام ‪ ،2014‬جملة املثىن‬
‫للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬اجمللد السادس‪ ،‬العدد األول‪ ،‬آذار ‪. 2016‬‬
‫‪ -‬عبد املنعم صاحل مصطفى‪ ،‬واقع تطبيق املوازنات التخطيطية يف املؤسسات اهلادفة للربح يف‬
‫األردن‪ ،‬املؤمتر العلمي الرابع‪ ،‬جامعة فيالدلفيا‪ /‬األردن‪ ،‬كلية العلوم اإلدارية واملالية‪. 2005 ،‬‬
‫‪ -‬عزة عبد العزيز‪ ،‬الرقابة الربملانية على امليزانية العامة يف اجلزائر‪ ،‬جملة العلوم االجتماعية‪ ،‬العدد‪،24‬‬
‫جوان ‪ ،2017‬جامعة عنابة‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫‪ -‬لطرش ذهبية‪ ،‬كتاف شافية‪ ،‬فعالية صندوق ضبط اإليرادات يف متويل عجز املوازنة العمومية‬
‫خالل الفرتة ‪ ،2017-2000‬مقال مبجلة التنمية االقتصادية‪ ،‬جامعة الشهيد محة خلضر الوادي‪،‬‬
‫اجمللد‪ ،3‬العدد‪ ،5‬جوان ‪. 2018‬‬
‫‪ -‬حممد خالد املهايين‪ ،‬املوازنة العامة يف سوريا الواقع واآلفاق‪ ،‬جملة جامعة دمشق‪ ،‬اجمللد ‪ ،16‬العدد‬
‫األول‪. 2000 ،‬‬

‫‪ -‬حممد سعد عمرية‪ ،‬اقتصاديات دولة االمارات العربية املتحدة‪ -‬االجنازات احملققة والتطلعات‬
‫املستقبلية‪ ،-‬جملة التعاون االقتصادي بني الدول االسالمية‪.2002 ،‬‬

‫‪ -‬مليكاوي مولود‪ ،‬متطلبات احالل اجلباية العادية حمل اجلباية البرتولية كخيار اسرتاتيجي لتحقيق‬
‫التنمية يف اجلزائر‪ ،‬جملة االقتصاد والتنمية‪ ،‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ ،‬العدد ‪ ،07‬جانفي ‪.2017‬‬
‫‪ -‬موسى باهي‪ ،‬كمال رواينية‪ ،‬التنويع االقتصادي كخيار اسرتاتيجي لتحقيق التنمية املستدامة يف‬
‫البلدان النفطية‪ :‬حالة البلدان العربية املصدرة للنفط‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للتنمية االقتصادية‪ ،‬عدد ‪،05‬‬
‫ديسمرب ‪. 201‬‬

‫‪ -‬جنم عيد عليوي‪ ،‬دراسة حتليلية هليكل املوازنة العامة لدولة العراق ‪ ،2007-2003‬جملة الغرى‬
‫للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة القادسية‪.‬‬
‫‪ -‬نوي نبيلة‪ ،‬التنويع االقتصادي والنمو املستدام يف الدول النفطية‪ -‬دراسة حالة اجلزائر‪ ،-‬جملة‬
‫احلقوق والعلوم االنسانية‪ ،‬جامعة اجللفة‪ ،‬العدد االقتصادي‪. )01(35 -‬‬
‫‪ -‬هدى دياب أمحد صاحل‪ ،‬تطبيق موازنة الربامج واألداء ودورها يف حتقيق كفاءة األداء بالوحدات‬
‫احلكومية‪ ،‬جملة أماراباك‪ ،‬األكادميية األمريكية للعلوم‪ ،‬اجمللد السادس‪ ،‬عدد ‪ ،2015 ،17‬األكادميية‬
‫األمريكية للعلوم ‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫ثالثا‪ :‬املؤمترات وامللتقيات والندوات‪:‬‬
‫‪ -‬أبو غدة عبد الستار‪ ،‬عقد البناء والتشغيل واإلعادة وتطبيقه يف تعمري األوقاف واملرافق العامة‪،‬‬
‫مؤمتر جممع الفقه اإلسالمي الدويل‪ ،‬الدورة التاسعة عشر‪ ،‬الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪-26 ،‬‬
‫‪ 30‬افريل ‪.2011‬‬
‫‪ -‬إمساعيل حسني‪ ،‬موازنة الربامج واألداء‪ -‬املفهوم‪ ،‬الفلسفة واألهداف‪ ،-‬ملتقى موازنة الربامج‬
‫واألداء يف اجلامعات العربية‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪. 2004 ،‬‬
‫‪ -‬أكرم إبراهيم محاد‪ ،‬تطور النظام احملاسيب احلكومي يف فلسطني‪ ،‬مؤمتر تنمية وتطوير قطاع غزة بعد‬
‫االنسحاب االسرائيلي‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬فلسطني‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬مجال البدور‪ ،‬ملتقى موازنة الربامج واألداء يف اجلامعات العربية‪ ،‬دمشق ‪ 26-25‬يوليو‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -‬رابح حممدي‪ ،‬حلقة دراسية بعنوان "مشروع حتديث نظام امليزانية يف اجلزائر"‪ ،‬املدرسة الوطنية‬
‫لإلدارة‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -‬زغبط طالل‪ ،‬وآخرون‪ ،‬إسرتاتيجية احلد من العجز املوازين عن طريق الشراكة العمومية اخلاصة‪،‬‬
‫اليوم الدراسي حول"إسرتاتيجية إدارة العجز املوازين يف اجلزائر"‪ ،‬جامعة حممد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪،‬‬
‫‪. 2016/11/29‬‬
‫‪ -‬زياد طارق حسني‪ ،‬االنتقال من موازنة البنود إىل موازنة الربامج وحماولة إدماج قضايا النوع‬
‫االجتماعي يف املوازنة العامة الفدرالية‪ ،‬وزارة التخطيط‪ ،‬مركز التدريب والبحوث اإلحصائية‪،‬‬
‫اجلهاز املركزي لإلحصاء‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫‪ -‬عبد هللا عبد السالم‪ ،‬آمال حممد كمال‪ ،‬رفع كفاءة التطوير يف نظم املعلومات احملاسبية‬
‫بالوحدات احلكومية هبدف تفعيل دورها يف التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬حبث مقدم ملؤمتر‬
‫املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬املؤمتر العريب الثاين يف اإلدارة‪ ،‬جامعة الدول‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬نوفمرب ‪. 2001‬‬

‫‪214‬‬
‫‪ -‬علي عبد هللا العرادي‪ ،‬جتربة مملكة البحرين يف إعداد قانون امليزانية واعتماده وإقراره من قبل‬
‫السلطة التشريعية والرقابة على تنفيذها‪ ،‬ندوة دولية‪ ،‬التجارب الوطنية للدول األعضاء يف االحتاد‬
‫الربملاين ملنظمة االحتاد اإلسالمي واالحتاد األوريب‪ ،‬أفيون‪ ،‬تركيا‪ ،‬سبتمرب ‪. 2010‬‬
‫‪ -‬حممد علي جربان‪ ،‬مفاهيم الوازنة العامة للدولة ومداخل إعدادها‪ ،‬ورقة مقدمة يف ورشة عمل‬
‫حول املوازنة العامة للدولة وكيفية التعامل معها‪ ،‬جامعة صنعاء‪ ،‬كلية التجارة واالقتصاد‪ ،،‬اليمن‪،‬‬
‫‪. 2008‬‬
‫‪ -‬نصر عبد الكرمي‪ ،‬تقسيم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية للتحول إىل موازنة الربامج‪ ،‬معهد‬
‫أحباث السياسات االقتصادية الفلسطيين‪.2001 ،MAS ،‬‬
‫‪ -‬نظام التشغيل والتحويل ‪ ،b.o.t‬سلسلة دورية تعىن بقضايا التنمية يف األقطار العربية‪ ،‬العدد‪،35‬‬
‫نوفمرب ‪. 2004‬‬
‫رابعا‪:‬األطروحات والرسائل‬
‫‪ -‬أمحد طويلب‪ ،‬السياسة امليزانية للجزائر خالل مرحلة االنتقال اىل اقتصاد السوق‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري علوم اقتصادية‪ ،‬فرع النقود‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.1997/1996 ،‬‬
‫‪ -‬بصديق حممد‪ ،‬النفقات العامة للجزائر يف ظل اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬فرع‬
‫التحليل االقتصادي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪. 20082009 ،‬‬
‫‪ -‬بن عزة حممد‪ ،‬ترشيد سياسة اإلنفاق العام بإتباع مبدأ االنضباط باألهداف ‪ ،‬مذكرة ماجستري‪،‬‬
‫غري منشورة‪ ،‬جامعة تلمسان‪. 2010/209 ،‬‬
‫‪ -‬هباء الدين أمحد العريين‪ ،‬إطار مقرتح لتطبيق األساس الصفري يف إعداد موازنات اجلامعات‬
‫والكليات املتوسطة بقطاع غزة‪ ،‬ماجستري‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -‬مجال عادل الشراري‪ ،‬حممد ياسني الرحاحلة‪ ،‬إمكانية تطبيق أسلوب املوازنة الصفرية يف الوزارات‬
‫األردنية‪،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬كلية إدارة املال واألعمال‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬املفرق‪ -‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬حسن زكي أمحد عثمان‪ ،‬تطوير موازنات الوحدات احلكومية الفلسطينية بأسلوب موازنة الربامج‬
‫واألداء‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية التجارة ‪.‬‬
‫‪ -‬سلوم حسن ودرويش حيدر‪ ،‬املوازنة العامة للدولة بني اإلعداد والتنفيذ‪ -‬دراسة حتليلية للموازنة‬
‫العراقية ‪ ،-2007-2005‬ماجستري‪ ،‬اجلامعة املستنصرية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪.2007 ،‬‬

‫‪215‬‬
‫‪ -‬سليمان نسرين‪ ،‬إصالح امليزانية وحتديث تسيري قطاع اخلدمات‪ -‬دراسة حالة تسيري اخلدمات‬
‫اجلامعية تلمسان‪ ،-‬ماجستري‪ ،‬جامعة تلمسان‪. 2012/2011 ،‬‬
‫‪ -‬سوسن الشمراين‪ ،‬موازنة الربامج واألداء‪ ،‬ماجستري‪ ،‬عمادة الدراسات العليا‪ ،‬جامعة امللك سعود‪،‬‬
‫‪. 2010‬‬
‫‪ -‬عبد هللا شحاتة خطاب‪ ،‬املشاركة بني القطاعني العام واخلاص وتقدمي اخلدمات العامة على‬
‫مستوى احملليات‪ :‬اإلمكانيات والتحديات‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬قسم‬
‫االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬عبيد هللا بن صاحل اللحياين‪ ،‬منوذج مقرتح خلطة االنتقال إىل موازنة التخطيط والربجمة يف‬
‫اجلامعات السعودية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم اإلدارة والتخطيط‪ ،‬السعوية‪1424-1423 ،‬ه ‪.‬‬
‫‪ -‬عثمان حممد أبكر عمر‪ ،‬واقع إعداد املوازنة العامة حلكومة السودان وفق إلحصاءات مالية‬
‫احلوكمة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‪. 2016 ،‬‬
‫‪ -‬فاطمة فوقة‪ ،‬حوكمة احلسابات اخلاصة للخزينة كمدخل لرتشيد املوازنة العامة للدولة يف‬
‫اجلزائر‪،‬ماجستري‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الشلف ‪.‬‬
‫‪ -‬فريد أمحد عبد احلافظ غنام‪ ،‬إطار مقرتح لتطبيق موازنة الربامج واألداء يف فلسطني‪ ،‬ماجستري‪،‬‬
‫كلية التجارة‪ ،‬اجلامعة االسالمية ‪ ،‬غزة‪. 2006 ،‬‬
‫‪ -‬فؤاد حممد حممود شلح‪ ،‬مدى امكانية تطبيق املوازنة الصفرية يف بلديات قطاع غزة‪ ،‬ماجستري‪،‬‬
‫كلية التجارة‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -‬كردودي صربينة‪ ،‬ترشيد اإلنفاق احلكومي ودوره يف عالج عجز املوازنة العامة يف االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم يف العلوم االقتصادية‪ ،‬ختصص نقود ومتويل‪،‬‬
‫جامعة حممد خيضر‪ ،‬بسكرة‪. 2014-2013 ،‬‬
‫‪ -‬حلسن دردوري‪ ،‬سياسة امليزانية يف عالج عجز املوازنة العامة للدولة دراسة مقارنة اجلزائر‪-‬‬
‫تونس‪ ،‬أطروحة دكتورا‪ ،‬جامعة حممد خيضر‪ ،‬بسكرة‪. 2014 ،‬‬
‫‪ -‬حممد راشد الشمري‪ ،‬تقييم قواعد إعداد املوازنات احلكومية بدولة الكويت‪ -‬دراسة تطبيقية‬
‫على بيت الزكاة‪ ،-‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية األعمال‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬األردن‪ ،‬كانون الثاين‬
‫‪.2012‬‬

‫‪216‬‬
‫‪ -‬حممد مصطفى أبو مصطفى‪ ،‬دور وأمهية التمويل اخلارجي يف تغطية العجز الدائم ملوازنة السلطة‬
‫الوطنية الفلسطينية‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬مسعود دراوسي‪ ،‬السياسة املالية ودورها يف حتقيق التوازن االقتصادي حالة اجلزائر‬
‫‪ ،2004/1990‬أطروحة دكتورا‪ ،‬جامعة اجلزائر‪. 2006/2005 ،‬‬
‫‪ -‬نور حممد ملني‪ ،‬دور املوازنة العامة يف التنمية الفالحية والريفية كبديل اقتصادي خارج قطاع‬
‫احملروقات‪ -‬دراسة حالة والية تيارت‪ ،-‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أيب بكر‬
‫بلقايد‪ ،‬تلمسان‪. 2012/2011 ،‬‬
‫‪ -‬هارون خالد عبد الرحيم أبو وهدان‪ ،‬دور اإليرادات غري السيادية يف متويل موازنة السلطة‬
‫الوطنية الفلسطينية وطرق تفعيلها‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطني‪.2014 ،‬‬
‫‪ -‬ياسر حامد عباس جدوع‪ ،‬مدى امكانية تطبيق املوازنة التعاقدية يف إعداد املوازنة العامة‬
‫األردنية‪ ،‬ماجستري‪ ،‬كلية االقتصاد واألعمال‪ ،‬جامعة جادارا‪ ،‬األردن‪. 2015 ،‬‬
‫خامسا‪ :‬التقارير‪ ،‬القوانني‪ ،‬والثائق الرمسية‬
‫‪ -‬الربنامج التكميلي لدعم النمو‪ ،‬افريل ‪ ،2005‬مأخوذ من املوقع ‪http://www.premier-‬‬
‫‪ministre.gov.dz/arabe/media/PDF/TexteReference/TexteEssentiel‬‬
‫‪s/ProgBilan/ProgCroissance.pdf‬‬
‫‪ -‬الربنامج اخلماسي‪ ،‬بيان اجتماع جملس الوزراء‪ 24،2014/2010 ،‬ماي ‪ ،2010‬مأخوذ من‬
‫املوقع ‪http://algerianembassy-saudi.com/PDF/quint.pdf‬‬
‫‪ -‬تقارير بنك اجلزائر ‪/https://www.bank-of-algeria.dz 2018-2000‬‬
‫‪ -‬تقرير اللجنة االقتصادية لغرب آسيا‪ ،‬التنويع االقتصادي يف البلدان املنتجة للنفط‪ -‬حالة‬
‫اقتصاديات بلدان اخلليج العريب‪ ،‬األمم املتحدة‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬رنامج اإلنعاش االقتصادي ‪ ،2004/2001‬بوابة الوزارة األوىل‪:‬‬
‫‪./http://www.premier-ministre.gov.dz‬‬
‫القانون ‪ 21/90‬املؤرخ يف ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬املتعلق باحملاسبة العمومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون رقم ‪ 17/84‬املؤرخ يف ‪ 1984/07/07‬املتعلق بقوانني املالية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون رقم ‪ 11-99‬املؤرخ يف ‪ 23‬ديسمرب ‪ 1999‬املتضمن قانون املالية ‪. 2000‬‬ ‫‪-‬‬
‫قوانني املالية ‪./http://www.mf.gov.dz 2018-2000‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪217‬‬
:‫ املراجع األجنبية‬.‫ب‬

- ALAOUI MDARHRI Med Adil, BOUSFIHA Yassine, LOTFI Bilal, Les


Émirats Arabes Unis, Economie De Développement, 2010,
- Allen Shich, Performance Budgeting and Accrual Budgeting
Decision Rules or Analitic Tools?, OECD Journale on Budgeting,
Volume 07-N02, 2007.
- Alta Fölscher, Country experience with Programme and
Performance Budget Reforms: 6 mini case studies, 8th ANNUAL
SEMINAR: MOVING TOWARDS PERFORMANCE BUDGETING
- American Economic Review, vol. 40, no. 2.
- Amunir Rahman, tackling corruption through tax administration
reform,the world bank, april 2009.
- Arifin Lubis, Hasan Sakti Siregar, Syarief Fauzi, A Study on the
Defferent Applications of Performance Based Budget And Zero
BASED Budget on Regional Task Force Units In North Sumatra,
International Journal of Management Sciences and Business
Research, Vol 03- Issue 10, 2014.
- Association of Conculting Engineering Companies, Understanting
Public Private Partnerships In Canada, Canada.
- Brigitte Sablayrolles la Budgetisation Par La Perfermance En
France Bilan et Perspectives, Presupuesto .y Publico 51/2008.
- budgétaire en Algérie, AL-IJTIHED Revue des études juridiques &
économiques - C.U.TAM – ALGERIE, N02, 2012.
- Burim N.Haxholli, Zero Based Badgeting in KCS Implimenting Zero
Based Badgeting METHOD IN Kosovo Correctional Servce, Thesis,
Rochester Institute of Technology, 2015.
- Christian Dufour, La réforme néo-zélandaise: éléments de bilan,
Coup d'oeil, volume 5, numéro 3 , octobre 1999.
218
- Christine Wong, "Extra budgetary Funds", World Bank, 1999.
- Corina Serban, France Stancu, the performance budgeting,
tibuscus, Faculty of Economic, University of Timisoara, Tibiscus.
- Dendeni Yahia, La Pratique Du Système Budgétaire De L'Etat En
Algérie, OPU, 2002.
- Etat D'avancement Du Projet MSB, Raport Du Ministere DES
Finances, 28 December 2009.
- Gaurav Singh, Prakash Yadav, Zero Based Budget In India- its
Relavance to Public Enterprises, Asian Journal of Technology And
Management Research, Vol01-Issue 01, Jan-Jun 2011.
- Geetan Vedri, Frances Fortini, Anna Karrer Manely, Zero Based
Budget, Georgia State Departement of Agriculture, PA73,
February 18.2013.
- Governement Finance Officers Assocation, Zero Base Budgeting
Modern Experiences and Current Perspectives, The Cit Of
GALGARY.
- H.R.Richardson, Opening And Balancing The Books The Newzeland
Experience, Occasional Paper N03, Public Sector Comittee
Internatonal Federation Of Accountants, 1996.
- Hamzeh JARADAT, Jordan’s Economy Crisis, Challenges &
Measures, 3rd Annual Meeting of Middle East and North African
Senior Budget Officials (MENA-SBO) Dubai, UAE Oct. 31-Nov. 1,
2010.
- Hoang-Phuong Nguyen, Performance budgeting: Its rise and fall,
MPRA Paper No. 9415, 2007.
- JACQUES SARAF Agrégé d’économie et gestion « Fiscalité »
DUNOD Edition 2002/2003.
- Jean-Claude MARTINEZ et Pierre Di MALTA, "Droit Budgétaire",
3eEdition,
- Jun Ma, Zero Based Budgeting in China Experiences of Hubei
Province, J. of Publc Budgeting, Accounting and Financial
Management, 18(4), 480-515, Winter 2006,PRAcademicS Press.
219
- Juraj Nemec, Nataliia Grynchuk, Performance Budgeting, Capacity
Building of NAPA for Open Local Governance, 2017,
- K Gayithri, Performance-Based Budgeting: Subnational Initiatives
in India and China, Working Paper Series, 2015,
- Kissi Fadia, Projet de modernisation du système
- Legeslative Research Commisson, Performance-Based Budgeting
Concepts and Exampeles, Research Report U.302.
- LITEC, Paris, France, 1999.
- M.T. BOUARA, « LA LOI DE FINANCES EN ALGERIE», thèse doctorat
d’état en droit public, univ d’Alger, Algérie, 2005/2006.
- Mahesh c, Purohit, Corruption In Tax Administration, 2014.
- Marc Robinson, Performance-based Budgeting,
- Martin Pickard, Zero Based Budgeting, Facilities Management
From A to Z, Lexicon, 2010.
- OECD, tax administration: detecting corruption, july 2012.
- OECD. Performance Budgeting in OECD Countries .2007 .
- of Existing Theories», United Nations Economic Commission for
Africa, African Trade Policy Centre,
- Osakwe Patrick. N, «Foreign Aid, Resources and Export
Diversification in Africa: A New Test
- Robert J. Shea, Performance Budgeting in the United States,
OECD journal on Budgeting, Volume 8-N01, 2008.
- Robinson, Contact Budgeting, Public Administration,
10.1111/1467-9299.00193.90, 2000, Maroc.
- Robinson, Marc. 2013. Program Classification for Performance-
Based Budgeting: How to Structure Budgets to Enable the Use of
Evidence. IEG Evaluation Capacity Development Series.
Washington, DC: World Bank. License: Creative Commons
Attribution CC BY 3.0.
- Senator Khaled, Le Changement Dans Les Finances, Etude
Comparative, Mémoire De Fin d'étude Décembre 2008.

220
- Singer. H. W, « The Distribution of Gains between Investing and
Borrowing Countries»,
- Stewart Carruth, Zero Based Budgeting, Finance and Resources,
CG/10/052, 11 March 2010, Aberdeen Cit Council.
- Virginie Ma-Dupont, Nouvelle-Zélande : « Better Public Services »,
un exemple réussi de modernisation de l’Administration, Note
réactive, N° 93, mai 2017.
- Work in Progress No. 61,2007.
- Zero Based Budget Manuel Fiscal Year 2015, Howard Country,
Public School System .
‫ مواقع االنرتنت‬.‫ج‬
./https://www.albankaldawli.org :‫ البنك الدويل‬-
https://www.joradp.dz ‫ اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‬-
/http://tresor.mr ‫ اخلزينة العمومية اجلزائرية‬-
/http://www.ons.dz ‫ الديوان الوطين لإلحصاء‬-
:2007 ‫ دليل شفافية املالية العامة‬،‫ صندوق النقد الدويل‬-
./https://www.imf.org/external/arabic
./OECDhttp://www.oecd.org/fr :‫ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬-
./https://www.internationalbudget.org :‫ موقع شراكة املوازنة املفتوحة‬-
‫ موقع مؤسسة‬-
http://www.macarrieretechno.com/fr/carrieres/entreprises/crc-
sogema-inc
./http://www.mf.gov.dz :‫ وزارة املالية اجلزائرية‬-

221
‫المالحق‬
‫الملحق ‪ :01‬استمارة استبيان البحث‬

‫جامعة الجزائر ‪3‬‬


‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫استمارة استبيان‬
‫عنوان األطروحة‪ :‬االتجاهات الحديثة في الموازنة‬
‫العامة وتحديات السياسة المالية في الجزائر‬

‫إعداد الباحث‪:‬‬ ‫إشراف األستاذ‪:‬‬


‫بيرش أحمد‬ ‫أ‪.‬د حميدة مختار‬

‫‪223‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫تحية طيبة وبعد‪...‬‬


‫يقوم الباحث بإعداد دراسة للحصول على درجة الدكتوراه في علوم التسيير تخصص‪:‬‬
‫دراسات مالية‪ ،‬وتهدف الدراسة إلى تطوير نظام الموازنة في الجزائر من خالل البحث في مدى‬
‫إمكانية تطبيق االتجاهات الحديثة في الموازنة العامة للدولة لمواجهة تحديات السياسة المالية في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫نرجو أن تحظى استمارة االستبيان باهتمامكم راجين منكم أن تجيبوا على جميع األسئلة‬
‫بكل دقة ووضوح‪ ،‬وكونوا على ثقة بأن جميع المعلومات التي تتضمنها اإلجابات سوف تعامل‬
‫بالسرية التامة وتستخدم فقط ألغراض البحث العلمي‪ ،‬حيث يتم الفحص عنها في شكل إجمالي ال‬
‫يكشف عن اسم القائم بملء االستمارة‪.‬‬
‫وفي األخير تقبلوا اعتذارنا المسبق عما قد نسببه لكم من مشقة وتضحية بوقتكم الثمين‪ ،‬أثناء‬
‫ملء االستمارة‪ ،‬شاكرين لكم حسن تعاونكم معنا‪.‬‬
‫ولكم خالص االحترام والتقدير‪.‬‬

‫الباحث‪:‬‬ ‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬


‫بيرش أحمد‬ ‫الدكتور حميدة مختار‬

‫‪224‬‬
‫الجزء األول‬
‫معلومات شخصية‬
‫االسم اختياري‪............................................................:‬‬

‫الجامعة‪.....................................................................:‬‬

‫‪ -1‬المؤهل العلمي‪.............................................................:‬‬

‫‪ -2‬التخصص‪..................................................................:‬‬

‫‪ -3‬الوظيفة الحالية‪............................................................:‬‬

‫‪ -4‬عدد سنوات الخبرة‪:‬‬


‫‪..................‬‬ ‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬
‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات ‪.................‬‬
‫من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬سنوات ‪................‬‬
‫‪..................‬‬ ‫أكثر من ‪ 15‬سنة‬
‫‪ -5‬هل سمعت باالتجاهات الحديثة في الموازنة العامة من قبل؟‬

‫ال‪............‬‬ ‫نعم ‪.........‬‬

‫‪ -6‬إذا كانت اإلجابة بنعم‪ ،‬هل لديكم معرفة باستخدام هذا النوع من الموازنات؟‬
‫ال‪............‬‬ ‫نعم ‪.........‬‬

‫‪225‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬أسئلة استمارة االستبيان‬
‫يرجى وضع إشارة ‪ ‬أمام اإلجابة التي تراها مناسبة‬
‫البعد األول‪ :‬بيان التحديات التي تواجه السياسة المالية في الجزائر‬
‫غير‬ ‫موافق موافق محايد غير‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬
‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫بدرجة‬
‫بدرجة‬ ‫كبيرة‬
‫كبيرة‬
‫رغم تطور حجم الجباية العادية إال أن‬ ‫‪1‬‬
‫الجباية البترولية ال تزال تعد المورد الرئيسي‬
‫إليرادات الدولة‪.‬‬
‫إن إحالل الجباية العادية محل الجباية‬ ‫‪2‬‬
‫البترولية يعتبر هدفا ملحا في ظل تذبذب‬
‫أسعار النفط العالمية‪.‬‬
‫يعتبر العجز الموازني أهم تحد يواجه السياسة‬ ‫‪3‬‬
‫المالية في الجزائر‪.‬‬

‫يساهم ترشيد وتوجيه اإلنفاق العام في‬ ‫‪4‬‬


‫عالج عجز الموازنة العامة بفعالية‪.‬‬

‫إن تحسين وتطوير آليات وإجراءات‬ ‫‪5‬‬


‫تحصيل اإليرادات العامة يساهم في‬
‫تقليص عجز الموازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫توجيه اإلنفاق العام نحو الجانب‬ ‫‪6‬‬
‫االستثماري‪.‬‬

‫إعطاء أهمية أكبر لميزانية التجهيز‬ ‫‪7‬‬


‫مقارن بميزانية التسيير‪.‬‬

‫التحكم في التضخم وعالج أسبابه‬ ‫‪8‬‬


‫وتالفي آثاره‪.‬‬

‫تنويع االقتصاد ورفع معدالت النمو االقتصادي‬ ‫‪9‬‬

‫رفع معدالت النمو االقتصادي ووضع سياسة‬ ‫‪10‬‬


‫تشغيل واضحة األهداف‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫البعد الثاني‪ :‬بيان عيوب النظام الموازني المطبق في الجزائر‬

‫غير‬ ‫غير‬ ‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬


‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫بدرجة‬
‫بدرجة‬ ‫كبيرة‬
‫كبيرة‬
‫موازنة البنود ال تخدم أغراض التخطيط‬ ‫‪11‬‬
‫للسنوات القادمة‪ ،‬إذ يتم إعدادها بناء على‬
‫مستويات اإلنفاق الجاري وليس على أسس‬
‫علمية‪.‬‬
‫موازنة البنود ال تعمل على ربط تقديرات‬ ‫‪12‬‬
‫اإليرادات والنفقات بمراكز المسؤولية‬
‫بما يحقق الرقابة الفعالة على المالية‬
‫العامة‪.‬‬
‫عدم دقة التقديرات التي تدرج في بنود‬ ‫‪13‬‬
‫الموازنة التقليدية‪ ،‬العتمادها جزافيا وليس‬
‫على أسس علمية‪.‬‬
‫إن األساس النقدي المطبق ألغراض‬ ‫‪14‬‬
‫المحاسبة في الموازنة التقليدية ال يظهر‬
‫التكلفة الحقيقية للبرامج واألعمال المنفذة‪.‬‬
‫الزيادة المستمرة في كل موازنة مقارنة‬ ‫‪15‬‬
‫بسابقتها يضطر اإلدارة غالبا إلى البحث‬
‫عن أموال إضافية‪ ،‬وهذا ال يخدم أهداف‬
‫ترشيد اإلنفاق‪.‬‬
‫صعوبة ترجمة األهداف طويلة األجل‬ ‫‪16‬‬
‫إلى موازنات‪.‬‬
‫افتقار نظام موازنة البنود إلى وسائل للمتابعة‬ ‫‪17‬‬
‫ومؤشرات واضحة لألداء لمعرفة ما تم تنفيذه‬
‫وفق النتائج المستهدفة‪.‬‬
‫يعتبر التوسع في اإلنفاق العمومي وفق‬ ‫‪18‬‬
‫موازنة البنود هدفا في حد ذاته‪ ،‬وهو‬
‫ما يتنافى مع أساليب التحكم في‬
‫التضخم ومعالجته‪.‬‬
‫يعتبر استمرار العجز سمة مالزمة‬ ‫‪19‬‬
‫لموازنة البنود‪.‬‬
‫نظام الموازنة التقليدية ال يعمل على‬ ‫‪20‬‬
‫إلغاء اإلنفاق غير الضروري‪.‬‬
‫نظام موازنة البنود ال يعتبر نظاما جيدا التخاذ‬ ‫‪21‬‬
‫القرارات وال يسمح بربط تقديرات الموازنة‬
‫بأهداف السياسة المالية‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫نظام موازنة البنود ال يتميز بالمرونة الكافية‬ ‫‪22‬‬
‫للتكيف مع الظروف المتغيرة‪ ،‬الفتقاره إلى‬
‫بدائل واضحة ومحددة‪.‬‬

‫البعد الثالث‪ :‬بيان مزايا تطبيق االتجاهات الحديثة للموازنة العامة‬


‫في الجزائر‬
‫غير‬ ‫موافق موافق محايد غير‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬
‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫بدرجة‬
‫بدرجة‬ ‫كبيرة‬
‫كبيرة‬
‫يساعد هذا النوع من الموازنات على ترشيد‬ ‫‪23‬‬
‫اتخاذ القرارات من خالل التخطيط طويل‬
‫األجل بما ينسجم مع أهداف السياسة المالية‪.‬‬
‫يمتاز بالالمركزية والمرونة في التطبيق التي‬ ‫‪24‬‬
‫يمنحها للمسئولين عن التنفيذ‪ ،‬مما يسهل‬
‫تكييفها وتعديلها حسب الظروف‪.‬‬
‫ضمان مستوى الدقة في إعداد وضبط تقديرات‬ ‫‪25‬‬
‫الموازنة والمفاضلة بين البرامج على أساس‬
‫التكلفة‪/‬العائد‪.‬‬
‫يوفر هذا األسلوب األدوات ومعايير األداء‬ ‫‪26‬‬
‫للجهات المختصة‪ ،‬لقياس كفاءة تنفيذ البرامج‪.‬‬
‫ترشيد اإلنفاق الحكومي وضبطه والوقوف‬ ‫‪27‬‬
‫على اتجاهاته‪.‬‬
‫ضمان الرقابة الفعالة على التكاليف وعلى‬ ‫‪28‬‬
‫مدى تحقق أهداف الموازنة و مالءمتها‪.‬‬
‫تعميم ثقافة األداء من خالل االهتمام بما تم‬ ‫‪29‬‬
‫إنجازه وليس ما تم صرفه‪.‬‬
‫يحقق الفعالية والكفاءة في تخصيص الموارد‪.‬‬ ‫‪30‬‬
‫يسمح بالتحكم في العجز الموازني‪.‬‬ ‫‪31‬‬
‫يتيح ألفراد الشعب الحكم على مدى كفاءة‬ ‫‪32‬‬
‫استخدام المال العام‪.‬‬

‫البعد الرابع‪ :‬بيان معوقات تطبيق االتجاهات الحديثة‬


‫للموازنة العامة في الجزائر‬
‫غير‬ ‫موافق موافق محايد غير‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬
‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫بدرجة‬
‫بدرجة‬ ‫كبيرة‬
‫كبيرة‬

‫‪228‬‬
‫صعوبة قياس األهداف أو قياس وحدات الناتج‬ ‫‪33‬‬
‫لكثير من الخدمات الحكومية‪.‬‬
‫صعوبة تحديد عوائد بعض البرامج واألنشطة‬ ‫‪34‬‬
‫بشكل مادي وملموس‪.‬‬
‫عدم تطور اإلدارة المالية الحكومية وعدم‬ ‫‪35‬‬
‫إتباعها أساليب حديثة في إدارة اإليرادات العامة‬
‫والنفقات العامة والدين العام يحول دون‬
‫تحديث النظام الموازني‪.‬‬
‫استخدام أنظمة حاسوبية وتطبيقية قديمة في‬ ‫‪36‬‬
‫إدارة الموارد المالية‪.‬‬
‫النقص الكبير في أعداد الموظفين المؤهلين‬ ‫‪37‬‬
‫علميا وعمليا إلعداد وتنفيذ هذا النوع من‬
‫الموازنات‪.‬‬
‫ارتفاع تكاليف تطبيقها في بعض األجهزة‬ ‫‪38‬‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫تتطلب وقتا وجهدا كبيرين إلعدادها وتنفيذها‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫تحتاج إلى معلومات ضخمة إلعدادها ومتابعة‬ ‫‪40‬‬


‫تنفيذها‪.‬‬
‫الحاجة إلى تبرير كل التفاصيل المتعلقة‬ ‫‪41‬‬
‫باإلنفاق يعقد تطبيقها‪.‬‬

‫البعد الخامس‪ :‬بيان مقومات نجاح تطبيق االتجاهات الحديثة للموازنة‬


‫العامة في الجزائر‬
‫غير‬ ‫موافق موافق محايد غير‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬
‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫بدرجة‬
‫بدرجة‬ ‫كبيرة‬
‫كبيرة‬
‫توفر إرادة سياسية تتمثل في اقتناع السلطتين‬ ‫‪42‬‬
‫التشريعية والتنفيذية بضرورة التحول إلى هذا‬
‫النوع من الموازنات‪.‬‬
‫تطوير وتكييف التشريعات القائمة الخاصة‬ ‫‪43‬‬
‫بالموازنة العامة بما يتناسب مع االتجاهات‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫ضرورة صياغة األهداف العامة للسياسة‬ ‫‪44‬‬
‫المالية وتحديد األهداف الفرعية تحديدا دقيقا‬
‫وواضحا‪.‬‬
‫استخدام أساليب علمية دقيقة عند ضبط‬ ‫‪45‬‬
‫تقديرات الموازنة‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫ضرورة توفر معايير كمية ومؤشرات أداء‬ ‫‪46‬‬
‫واضحة لمتابعة تنفيذ البرامج وقياس‬
‫مردوديتها‪.‬‬
‫ضرورة توفير معايير تحدد السقوف الزمنية‬ ‫‪47‬‬
‫النجاز واستالم البرامج المخطط لها في‬
‫الموازنة العامة‪.‬‬
‫توفر نظام لمحاسبة التكاليف لتقييم تكلفة‬ ‫‪48‬‬
‫البرامج وعوائدها قبل الموافقة على إدراج‬
‫التخصيصات المالية‪.‬‬
‫توفر نظام لمحاسبة المسؤولية لتحديد‬ ‫‪49‬‬
‫االنحرافات في الجودة والوقت والتكلفة‬
‫لضمان الرقابة على تنفيذ الموازنة‪.‬‬
‫توفر نظام متكامل للمعلومات متطور وقادر‬ ‫‪50‬‬
‫على ربط قواعد بيانات الجهات المختصة‬
‫بالموازنة العامة بعضها ببعض‪.‬‬
‫تدريب وتأهيل العاملين في حقل الموازنة لرفع‬ ‫‪51‬‬
‫مستواهم وتحسين خبرتهم بما يخدم أغراض‬
‫التحديث‪.‬‬

‫‪ ‬إذا كانت لديكم أية معلومات ترونها ضرورية في مجال تحديث النظام الموازني‬
‫وتطبيق االتجاهات الحديثة في الموازنة العامة لخدمة أهداف وتحديات السياسة المالية‬
‫في الجزائر‪ ،‬نرجو منكم إضافتها وإفادتنا بها‪.‬‬
‫‪.....................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................... .‬‬
‫‪.....................................................................................‬‬
‫‪....................................‬‬

‫مع خالص الشكر و االحترام‬


‫الباحث‪ :‬بيرش أحمد‬
‫هاتف‪0774393814 :‬‬

‫‪230‬‬
‫امللحق ‪ :02‬االيرادات النهائية املطبقة على املوازنة العامة للدولة يف اجلزائر لسنة ‪2018‬‬

‫‪231‬‬
‫امللحق ‪ :03‬توزيع االعتمادات بعنوان موازنة التسيري يف اجلزائر لسنة ‪2018‬‬

‫‪232‬‬
‫امللحق ‪ :04‬توزيع االعتمادات بعنوان موازنة التجهيز يف اجلزائر لسنة ‪2018‬‬

‫‪233‬‬
‫امللحق ‪ :05‬مسامهة خمتلف القطاعات يف الناتج الداخلي اخلام يف اجلزائر‬

‫‪234‬‬
‫امللحق‪ :06‬قائمة بأمساء األساتذة احملكمني إلسبانة األطروحة‬

‫املؤسسة‬ ‫االسم واللقب‬ ‫الرقم‬


‫جامعة اجللفة‬ ‫الربوفيسور ضيف أمحد‬ ‫‪01‬‬
‫جامعة تبسة‬ ‫األستاذ عطية عز الدين‬ ‫‪02‬‬
‫جامعة اجللفة‬ ‫الدكتور هزرشي طارق‬ ‫‪03‬‬
‫جامعة اجللفة‬ ‫الدكتور دروم أمحد‬ ‫‪04‬‬
‫جامعة ورقلة‬ ‫األستاذ غريب الداودي‬ ‫‪05‬‬

‫امللحق ‪ :07‬نتائج وخمرجات برنامج ‪SPSS‬‬

‫المؤهل العلمي‬

‫‪Frequency‬‬ ‫‪Percent‬‬ ‫‪Valid Percent‬‬ ‫‪Cumulative Percent‬‬

‫‪Valid‬‬ ‫ليسانس‬ ‫‪25‬‬ ‫‪23,6‬‬ ‫‪23,6‬‬ ‫‪23,6‬‬

‫ماستر‬ ‫‪19‬‬ ‫‪17,9‬‬ ‫‪17,9‬‬ ‫‪41,5‬‬

‫ماجستير أو طالب دكتورا‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15,1‬‬ ‫‪15,1‬‬ ‫‪56,6‬‬

‫دكتورا فما فوق‬ ‫‪46‬‬ ‫‪43,4‬‬ ‫‪43,4‬‬ ‫‪100,0‬‬

‫‪Total‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪100,0‬‬ ‫‪100,0‬‬

‫التخصص‬

‫‪Frequency‬‬ ‫‪Percent‬‬ ‫‪Valid Percent‬‬ ‫‪Cumulative Percent‬‬

‫‪Valid‬‬ ‫اقتصاد‬ ‫‪20‬‬ ‫‪18,9‬‬ ‫‪18,9‬‬ ‫‪18,9‬‬

‫تسيير‬ ‫‪30‬‬ ‫‪28,3‬‬ ‫‪28,3‬‬ ‫‪47,2‬‬

‫تجاة‬ ‫‪22‬‬ ‫‪20,8‬‬ ‫‪20,8‬‬ ‫‪67,9‬‬

‫قانون‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8,5‬‬ ‫‪8,5‬‬ ‫‪76,4‬‬

‫علم االجتماع‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4,7‬‬ ‫‪4,7‬‬ ‫‪81,1‬‬

‫مالية‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10,4‬‬ ‫‪10,4‬‬ ‫‪91,5‬‬

‫اخرى‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8,5‬‬ ‫‪8,5‬‬ ‫‪100,0‬‬

‫‪Total‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪100,0‬‬ ‫‪100,0‬‬

‫الوظيفة‬

‫‪Frequency‬‬ ‫‪Percent‬‬ ‫‪Valid Percent‬‬ ‫‪Cumulative Percent‬‬

‫‪235‬‬
Valid ‫محاسب‬ 10 9,4 9,4 9,4

‫رئيس مكتب‬ 17 16,0 16,0 25,5

‫رئيس مصلحة‬ 8 7,5 7,5 33,0

‫استاذ جامعي‬ 59 55,7 55,7 88,7

‫أخرى‬ 12 11,3 11,3 100,0

Total 106 100,0 100,0

‫عدد سنوات الخبرة‬

Frequency Percent Valid Percent Cumulative Percent

Valid ‫ سنوات‬5 ‫أقل من‬ 35 33,0 33,0 33,0

10 ‫ الى‬5 ‫من‬ 40 37,7 37,7 70,8

‫ سنة‬15 ‫ الى‬10 ‫من‬ 23 21,7 21,7 92,5

‫ فما فوق‬15 ‫من‬ 8 7,5 7,5 100,0

Total 106 100,0 100,0

‫هل سمعت باإلتجاهات الحديثة‬

Frequency Percent Valid Percent Cumulative Percent

Valid ‫نعم‬ 63 59,4 59,4 59,4

‫ال‬ 43 40,6 40,6 100,0

Total 106 100,0 100,0

‫هل لديكم معرفة بإستخدام هذا النوع من الموازانات ؟‬

Frequency Percent Valid Percent Cumulative Percent

Valid ‫نعم‬ 40 37,7 37,7 37,7

‫ال‬ 66 62,3 62,3 100,0

Total 106 100,0 100,0

‫الكلية‬.‫الدرجة‬
**
‫التحديات‬ Pearson Correlation ,568

Sig. (2-tailed) ,000

N 106
**
‫النظام‬.‫عيوب‬ Pearson Correlation ,384

Sig. (2-tailed) ,000

N 106
**
‫تطبيق‬.‫مزايا‬ Pearson Correlation ,468

Sig. (2-tailed) ,000

236
N 106
**
‫الحديثة‬.‫تطبيق‬.‫معوقات‬ Pearson Correlation ,536

Sig. (2-tailed) ,000

N 106
**
‫نجاح‬.‫مقومات‬ Pearson Correlation ,408

Sig. (2-tailed) ,000

N 106

‫الكلية‬.‫الدرجة‬ Pearson Correlation 1

Sig. (2-tailed)

N 106

Reliability Statistics

Cronbach's
Alpha N of Items

0.94 51

Tests of Normality
a
Kolmogorov-Smirnov Shapiro-Wilk

Statistic df Sig. Statistic df Sig.

‫التحدي‬ ,124 106 ,015 ,973 106 ,031

‫النظام‬.‫عيوب‬ ,094 106 ,022 ,989 106 ,517

‫تطبيق‬.‫مزايا‬ ,106 106 ,015 ,961 106 ,014

‫الحديثة‬.‫تطبيق‬.‫معوقات‬ ,098 106 ,014 ,974 106 ,035

‫نجاح‬.‫مقومات‬ ,102 106 ,018 ,973 106 ,029

a. Lilliefors Significance Correction

Descriptive Statistics

N Minimum Maximum Mean Std. Deviation

‫التحديات‬ 106 3,10 5,00 4,0670 ,35016

‫النظام‬.‫عيوب‬ 106 2,92 4,42 3,6399 ,30419

‫تطبيق‬.‫مزايا‬ 106 3,10 4,40 3,9509 ,24504

‫الحديثة‬.‫تطبيق‬.‫معوقات‬ 106 3,11 4,44 3,6908 ,32313

‫نجاح‬.‫مقومات‬ 106 3,40 4,50 4,0009 ,24280

Valid N (listwise) 106

Descriptive Statistics

237
N Minimum Maximum Mean Std. Deviation

01‫السؤال‬ 106 2 5 4,52 ,679

02‫السؤال‬ 106 2 5 3,94 1,137

03‫السؤال‬ 106 2 5 3,91 1,134

04‫السؤال‬ 106 1 5 3,77 1,333

05‫السؤال‬ 106 3 5 4,21 ,765

06‫السؤال‬ 106 2 5 4,12 1,057

07‫السؤال‬ 106 1 5 3,73 1,223

08‫السؤال‬ 106 1 5 3,91 1,038

09‫السؤال‬ 106 2 5 4,42 ,945

10‫السؤال‬ 106 1 5 4,15 ,944

‫التحديات‬ 106 3,10 5,00 4,0670 ,35016

Valid N (listwise) 106

Descriptive Statistics

N Minimum Maximum Mean Std. Deviation

11‫السؤال‬ 106 2 5 3,69 ,909

12‫السؤال‬ 106 1 5 3,49 1,229

13‫السؤال‬ 106 1 5 3,60 ,953

14‫السؤال‬ 106 1 5 3,68 ,942

15‫السؤال‬ 106 1 5 3,63 1,260

16‫السؤال‬ 106 1 5 3,75 1,043

17‫السؤال‬ 106 3 5 4,20 ,761

18‫السؤال‬ 106 1 5 3,64 1,131

19‫السؤال‬ 106 1 5 3,25 1,085

20‫السؤال‬ 106 2 5 3,72 ,902

21‫السؤال‬ 106 2 5 3,32 ,931

22‫السؤال‬ 106 2 5 3,72 ,902

‫النظام‬.‫عيوب‬ 106 2,92 4,42 3,6399 ,30419

Valid N (listwise) 106

Descriptive Statistics

N Minimum Maximum Mean Std. Deviation

23‫السؤال‬ 106 1 5 4,12 ,825

24‫السؤال‬ 106 1 5 3,89 1,054


238
‫السؤال‪25‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4,08‬‬ ‫‪,745‬‬

‫السؤال‪26‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,78‬‬ ‫‪,956‬‬

‫السؤال‪27‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,91‬‬ ‫‪,941‬‬

‫السؤال‪28‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,91‬‬ ‫‪,951‬‬

‫السؤال‪29‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4,21‬‬ ‫‪,813‬‬

‫السؤال‪30‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4,01‬‬ ‫‪1,028‬‬

‫السؤال‪31‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,71‬‬ ‫‪,905‬‬

‫السؤال‪32‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,90‬‬ ‫‪,716‬‬

‫مزايا‪.‬تطبيق‬ ‫‪106‬‬ ‫‪3,10‬‬ ‫‪4,40‬‬ ‫‪3,9509‬‬ ‫‪,24504‬‬

‫)‪Valid N (listwise‬‬ ‫‪106‬‬

‫‪Descriptive Statistics‬‬

‫‪N‬‬ ‫‪Minimum‬‬ ‫‪Maximum‬‬ ‫‪Mean‬‬ ‫‪Std. Deviation‬‬

‫السؤال‪23‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4,12‬‬ ‫‪,825‬‬

‫السؤال‪24‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,89‬‬ ‫‪1,054‬‬

‫السؤال‪25‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4,08‬‬ ‫‪,745‬‬

‫السؤال‪26‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,78‬‬ ‫‪,956‬‬

‫السؤال‪27‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,91‬‬ ‫‪,941‬‬

‫السؤال‪28‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,91‬‬ ‫‪,951‬‬

‫السؤال‪29‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4,21‬‬ ‫‪,813‬‬

‫السؤال‪30‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4,01‬‬ ‫‪1,028‬‬

‫السؤال‪31‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,71‬‬ ‫‪,905‬‬

‫السؤال‪32‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,90‬‬ ‫‪,716‬‬

‫مزايا‪.‬تطبيق‬ ‫‪106‬‬ ‫‪3,10‬‬ ‫‪4,40‬‬ ‫‪3,9509‬‬ ‫‪,24504‬‬

‫)‪Valid N (listwise‬‬ ‫‪106‬‬

‫‪Descriptive Statistics‬‬

‫‪N‬‬ ‫‪Minimum‬‬ ‫‪Maximum‬‬ ‫‪Mean‬‬ ‫‪Std. Deviation‬‬

‫السؤال‪33‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4,12‬‬ ‫‪,777‬‬

‫السؤال‪34‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4,07‬‬ ‫‪,747‬‬

‫السؤال‪35‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,72‬‬ ‫‪1,128‬‬

‫السؤال‪36‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,81‬‬ ‫‪,874‬‬

‫السؤال‪37‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,61‬‬ ‫‪1,029‬‬

‫السؤال‪38‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,62‬‬ ‫‪,810‬‬

‫السؤال‪39‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3,17‬‬ ‫‪,833‬‬

‫‪239‬‬
40‫السؤال‬ 106 2 5 3,60 1,030

41‫السؤال‬ 106 2 5 3,49 1,106

‫الحديثة‬.‫تطبيق‬.‫معوقات‬ 106 3,11 4,44 3,6908 ,32313

Valid N (listwise) 106

Descriptive Statistics

N Minimum Maximum Mean Std. Deviation

42‫السؤال‬ 106 2 5 3,81 1,156

43‫السؤال‬ 106 3 5 4,10 ,716

44‫السؤال‬ 106 3 5 4,08 ,836

45‫السؤال‬ 106 3 5 4,09 ,711

46‫السؤال‬ 106 3 5 4,08 ,705

47‫السؤال‬ 106 2 5 3,90 ,945

48‫السؤال‬ 106 3 5 3,84 ,745

49‫السؤال‬ 106 3 5 4,01 ,775

50‫السؤال‬ 106 3 5 4,00 ,793

51‫السؤال‬ 106 3 5 4,09 ,724

‫نجاح‬.‫مقومات‬ 106 3,40 4,50 4,0009 ,24280

Valid N (listwise) 106

One-Sample Test
Test Value = 3

95% Confidence Interval of the


Difference

t df Sig. (2-tailed) Mean Difference Lower Upper

‫التحديات‬ 29,999 105 ,000 1,08491 1,0132 1,1566

‫النظام‬.‫عيوب‬ 21,659 105 ,000 ,63994 ,5814 ,6985

‫تطبيق‬.‫مزايا‬ 39,954 105 ,000 ,95094 ,9038 ,9981

‫تطبيق‬.‫معوقات‬ 22,010 105 ,000 ,69078 ,6285 ,7530

‫نجاح‬.‫مقومات‬ 42,444 105 ,000 1,00094 ,9542 1,0477

ANOVA

Sum of Squares df Mean Square F Sig.

‫التحديات‬ Between Groups ,231 3 ,077 ,549 ,650


240
Within Groups 14,326 102 ,140

Total 14,557 105

‫النظام‬.‫عيوب‬ Between Groups ,529 3 ,176 1,959 ,125

Within Groups 9,187 102 ,090

Total 9,716 105

‫تطبيق‬.‫مزايا‬ Between Groups ,133 3 ,044 ,732 ,536

Within Groups 6,172 102 ,061

Total 6,305 105

‫تطبيق‬.‫معوقات‬ Between Groups ,600 3 ,200 1,970 ,123

Within Groups 10,363 102 ,102

Total 10,963 105

‫نجاح‬.‫مقومات‬ Between Groups ,039 3 ,013 ,217 ,885

Within Groups 6,151 102 ,060

Total 6,190 105

ANOVA

Sum of Squares df Mean Square F Sig.

‫التحديات‬ Between Groups ,263 4 ,066 ,465 ,761

Within Groups 14,294 101 ,142

Total 14,557 105

‫النظام‬.‫عيوب‬ Between Groups ,207 4 ,052 ,550 ,700

Within Groups 9,509 101 ,094

Total 9,716 105

‫تطبيق‬.‫مزايا‬ Between Groups ,319 4 ,080 1,348 ,258

Within Groups 5,985 101 ,059

Total 6,305 105

‫تطبيق‬.‫معوقات‬ Between Groups ,532 4 ,133 1,289 ,280

Within Groups 10,431 101 ,103

Total 10,963 105

‫نجاح‬.‫مقومات‬ Between Groups ,017 4 ,004 ,071 ,991

Within Groups 6,173 101 ,061

Total 6,190 105

241
ANOVA

Sum of Squares df Mean Square F Sig.

‫التحديات‬ Between Groups ,324 3 ,108 ,773 ,512

Within Groups 14,233 102 ,140

Total 14,557 105

‫النظام‬.‫عيوب‬ Between Groups ,260 3 ,087 ,935 ,426

Within Groups 9,456 102 ,093

Total 9,716 105

‫تطبيق‬.‫مزايا‬ Between Groups ,096 3 ,032 ,526 ,665

Within Groups 6,209 102 ,061

Total 6,305 105

‫تطبيق‬.‫معوقات‬ Between Groups ,444 3 ,148 1,436 ,237

Within Groups 10,519 102 ,103

Total 10,963 105

‫نجاح‬.‫مقومات‬ Between Groups ,064 3 ,021 ,354 ,787

Within Groups 6,126 102 ,060

Total 6,190 105

242

You might also like