Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 69

‫الـ ـ ـجمهورية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجزائرية الديـ ـ ـمقراطية الـ ـ ـشعبي ـ ـ ـ ـة‬

‫وزارة الـ ـ ـ ـ ـتع ـ ـ ـليم ال ـ ـ ـ ـ ـعال ـ ـي والـ ـ ـ ـبحث ال ـ ــتعلـ ـم ـ ـ ـ ـي‬


‫جامعة الجياللي بونعامة‪ -‬خميس مليانة‪-‬‬
‫كلية العلوم االجتماعية واالنسانية‬
‫قسم العلوم االنسانية‪ -‬شعبة التاريخ‪-‬‬

‫مطبوعة بيداغوجية موجهة لطلبة السنةاألولى جذع مشترك علوم انسانية‬

‫في مقياس‪:‬‬

‫مدخل إلى تاريخ الحضارات القديمة‬

‫مـ ـحـاضرات الس ـ ـداسـ ـ ـ ـي األول‬


‫اعداد األستاذة‪:‬‬
‫د‪.‬سامية معوشي‬

‫السنة الجامعية ‪0200/0202‬‬

‫‪-1-‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫املحاضرة ألاولى‪ :‬م ـ ـف ـ ـه ـوم ال ـ ـ ـح ـ ـضـ ـ ـ ـارة‬


‫املحاضرة الثانية‪ :‬اإلطار الزمين واملكاين لظهور احلضارات‬
‫املحاضرة الثالثة‪ :‬املصادر املادية واألدبية لدراسة احلضارة‬
‫املحاضرة الرابعة‪ :‬حضارة بالد الرافدين‬
‫‪ .1‬املراحل الكربى(سومر‪-‬أكاد‪-‬بابل ‪-‬أشور ‪ -‬الدولة الكلدانية)‬
‫‪ .2‬مظاهر احلضارة ( نظام احلكم‪ -‬الدين – االقتصاد)‬
‫املحاضرة الخامسة‪ :‬حضارة مصر الفرعونية‬
‫‪ .1‬نشأة احلضارة وتطورها واهنيارها‬
‫‪.2‬نظام احلكم‬
‫‪ .3‬الدين والكهنوت‬
‫‪ .4‬اجليش‬
‫‪ .5‬االقتصاد (الزراعة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬التجارة)‬
‫املحاضرة السادسة‪ :‬حضارة عيالم‬
‫‪.1‬االطار اجلغرايف‬
‫‪ .2‬احلياة السياسية‬
‫‪.3‬احلياة الدينية‬
‫‪. 4‬االقتصاد (الزراعة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬التجارة)‬

‫‪-2-‬‬
‫‪.I‬مفهوم الـحـ ـ ـ ـ ـ ـض ـ ـ ـ ـ ـ ـارة‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫ظهر على وجه املعمورة العديد من احلضارات املختلفة‪ ،‬والتزال االثار املرتبطة هبا ظاهرة للعيان اىل‬
‫يومنا هذا حيث استطاعت هذه االثار ان تتحدى عوامل الطبيعة وعبث االنسان هبا‪ ،‬ففي مصر جند‬
‫االهرامات واملعابد الضخمة املهيبة والتماثيل‪...‬اخل‪ ،‬ويف العراق أرض الرافدين الرقم الطينية ذات املضامني‬
‫الدينية واالقتصادية والقانونية املختلفة‪ ،‬اما يف اوروبا فتتجلى مظاهر احلضارة الرومانية يف ايطاليا واهم‬
‫معاملها املدرج الروماين "الكولوسيوم"‪ ،‬بينما ورثت احلضارة االغريقية باليونان للعامل فكرها الفلسفي‬
‫الذي مثله خنبة كبرية من الفالسفة على راسهم افالطون وارسطو وغريهم‪ ،‬ومزال فكر هؤالء يدرس اىل‬
‫يومنا هذا يف اكرب اجلامعات االجنبية‪.‬‬
‫‪.2‬مفهوم الحضارة‪:‬‬
‫‪.1.1‬لــغة‪ :‬احلضارة لفظة مشتقة من االصل الالتيين (‪ )CIVIS‬اي املدين ساكن املدينة‪ ،‬املنسوب اىل‬
‫املدينة(‪ ،)1‬ويف معاجم اللغة اورد ابن منظور يف كتابه "لسان العرب" اكثر من استخدام ميكن ان يكون‬
‫اساسا للفظ احلضارة موجزها فيما يايت‪:‬‬
‫* احلضور وهو ضد املغيب والغيبة‪ ،‬فيقال حضر حيضر حضورا حضارة‪.‬‬
‫* كلمه مبحضر فالن وحبضرته اي مبشهد منه‪.‬‬
‫* احلضر ضد البدو‪ ،‬واحلضارة ضد البداوة(‪ ،)2‬وقد عزز هذا الفهم حبديث نبوي جاء فيه عن رسول اهلل‬
‫(‪)3‬‬
‫(ص) انه قال‪ ":‬ال يبيع حاضر لباد‪ ،‬دعوا الناس يرزق اهلل بعضهم من بعض"‬
‫‪ .1.1‬اصطالحا‪ :‬للفالسفة والدارسني اجتهادات شىت يف تعريفهم للحضارة‪ ،‬فمنهم من ذهب اىل ان‬
‫احلضارة والثقافة امنا مها اصطالحان ملسمى واحد‪ ،‬على ان اخرين ذهبوا اىل اهنما خمتلفان‪ ،‬وذلك ان‬

‫‪ -)1‬خمتار يعقوب‪ ،‬حممد بوشيبة‪" ،‬احلضارة والتجربة الدينية عند ارنولد توينيب"‪ ،‬مجلة مقاربات فلسفية‪ ،‬مج‪ ،80.‬ع‪،81.‬‬
‫‪ ،2821‬ص‪.333‬‬
‫‪ -)2‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مج‪ ( 2.‬احلاء‪ -‬الدال)‪ ،‬ص‪.789،780‬‬
‫‪ -)3‬خمرت يعقوب‪ ،‬حممد بوشيبة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.333‬‬
‫‪-3-‬‬
‫احلضارة تقتصر على التقدم املادي‪ ،‬يف حني ان الثقافة امنا تقتصر على الفكر والعقائد(‪ ،)4‬اما ابن‬
‫خلدون فريى ‪ ":‬أن الحضارة هي التفنن في الترف واستجادة احواله والكلف بالصنائع المختلفة‬
‫التي تنقل الناس من حالة البداوة الى حالة التحضر"(‪ ،)5‬بينما يعرف "مالك بن نبي" احلضارة من‬
‫الوجهة التحليلية باملعادلة الرياضية االتية‪" :‬ناتج حضاري= انسان ‪ +‬تراب ‪ +‬وقت"(‪.)6‬‬
‫وقد تضاربت اآلراء ايضا حول حتديد مفهوم احلضارة عند علماء الغرب‪ ،‬فقد نظر "ول‬
‫ديورانت" اىل احلضارة ‪ ":‬باعتبارها نظاما اجتماعيا‪ ،‬يعين االنسان على الزيادة في انتاجه الثقافي‪،‬‬
‫وتتالف من عنده من عناصر اربعة‪ ،‬وهي الموراد االقتصادية‪ ،‬والنظم السياسية‪ ،‬والتقاليد الخلقية‪،‬‬
‫ومتابعة العلوم والفنون‪ ،‬وتبدا الحضارة عنده لما يتوقف الخوف واالضطراب"(‪.)7‬‬
‫‪ .1‬عوامل قيام الحضارة ونشأتها‪ :‬برزت عرب التاريخ عدة نظريات حول نشوء احلضارات من أمهها‪:‬‬
‫‪ .2.1‬نظرية البيئة‪ :‬تؤكد هذه النظرية على دور البيئة يف بناء احلضارة وتطورها‪ ،‬وترى ان هذا الدور‬
‫يتفاوت بتفاوت خصائص البيئة وامكاناهتا‪ ،‬فالفرق واضح بني ما اذا كانت البيئة استوائية او معتدلة او‬
‫قطبية ملا بني هذه املناطق من فروق واختالفات واضحة(‪ ،)8‬ومن انصار هذه النظرية ابن خلدون الذي‬
‫تطرق الثر البيئة الواضح يف الصفات البيولوجية لالنسان‪ ،‬مما يقرر اثرها على عاداته وسلوكاته‪ ،‬وعقله‪،‬‬
‫وقراراته‪ ،‬فعلى سبيل املثال ان كان املناخ يف منطقة ما حارا فستتولد افكارا‪ ،‬وعادات وتقاليد ذات طبيعة‬
‫صلبة وحارة‪ ،‬اما ان كان معتدال فسينتج عنه افكار وتقاليد معتدلة وهكذا(‪.)9‬‬
‫‪ .1.1‬نظرية التحدي والاستجابة‪ :‬يرى صاحب هذه النظرية "أرلوند توينبي" ان نشوء احلضارة عائد‬
‫اىل استجابة االنسان للتحديات الطبيعية والبشرية‪ ،‬اذ قد توجد البيئة وتنشا حضارة‪ ،‬وتوجد بيئة مماثلة‬

‫‪ -)4‬حممد عطية عطية‪ ،‬مقدمة في الحضارة االسالمية ونظمها‪ ،‬دار يافا العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬االردن‪ ،2811 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -)5‬ابن خلدون‪ ،‬ديوان المبتدا والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشان األكبر‪ ،‬ضبطه ‪ :‬خليل شحادة‪،‬‬
‫مرا‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،2881 ،‬ص‪.465‬‬
‫‪ -)6‬سليمان اخلطيب‪ ،‬فلسفة الحضارة عند مالك بن نبي –دراسة اسالمية في ضوء الواقع المعاصر‪ ،-‬ط‪ ،81.‬املؤسسة‬
‫اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،1773 ،‬ص‪.97‬‬
‫‪ -)7‬نبيل مسيعد‪ " ،‬فلسفة احلضارة عند ارنولد توينيب"‪ ،‬مجلة اإلحياء‪ ،‬مج‪ ،21.‬ع‪ ،20.‬جامعة باتنة‪ ،-1-‬اجلزائر‪ ،‬جانفي‬
‫‪ ،2821‬ص ‪.974‬‬
‫‪ -)8‬خمتار يعقوب‪ ،‬حممد بوشيبة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.334‬‬
‫‪ -)9‬ابن خلدون‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.466‬‬
‫‪-4-‬‬
‫وال تنشا حضارة وسبب ذلك وجود التحدي واالستجابة يف احلالة االوىل‪ ،‬وعدم وجودها يف احلالة‬
‫الثانية‪ ،‬فقد الحظ "توينيب" يف دراسته للحضارة البشرية ان هناك بعض اجملتمعات مل تستطع الصمود‬
‫امام التحديات الطبيعية والبشرية وذلك لشدة هذه التحديات‪ ،‬ويسمي "توينيب" هذه احلضارات باسم‬
‫"احلضارات املتعطلة" اي اليت اخفقت يف استمرارها مثل حضارة االسكيمو‪ ،‬ومن امثلة اجملتمعات اليت‬
‫استجابت للتحديات "االسربطيون"(‪.)10‬‬
‫‪ .2.1‬نظرية العرق أو الجنس‪ :‬املساندون هلذه النظرية يرجعون بناء احلضارة لفضل عرق معني من‬
‫األعراق املوجودة على األرض‪ ،‬ويشيدون بدور اجلنس االبيض يف بناء احلضارة(‪ ،)11‬غري أن أفكار هذه‬
‫النظرية اليت متيز بني جنس واخر باستخدام عالمات بدنية خمتلفة‪ ،‬هي افكار غري منطقية وال ميكن‬
‫قبوهلا‪ ،‬الن التاريخ يشهد على زيف هذه النظرية وبطالهنا ويؤكد ان احلضارة مل تكن وقفا على جنس‬
‫دون جنس اخر‪ ،‬فلقد ظهرت احلضارة عند كثري من الشعوب اليت تنتمي اىل جنسيات خمتلفة كاملصريني‬
‫واهلنود والسومريني‪ ،‬كما ظهرت بني الشعوب البيضاء واحلمراء مثلما ظهرت عند الشعوب الصفراء(‪،)12‬‬
‫فاحلضارة االنسانية هي نتاج مسامهات كل االجناس على االرض‪ ،‬وال يعيب على ذلك ان كانت هذه‬
‫املسامهات بنسب متفاوتة(‪.)13‬‬
‫‪ .2.1‬أسباب انهيار الحضارات‪ :‬ميكن حصر اسباب سقوط احلضارات يف النقاط االتية‪:‬‬
‫‪ -‬القصور والضعف في الطاقات االبداعية عند الصفوة املختارة من املشاهري والسياسيني‬
‫والفالسفة(‪.)14‬‬

‫‪ -)10‬نبيل مسيعد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.976‬‬


‫‪ -)11‬هدى بوفضة‪ ،‬دور الدين في بناء الحضارة في فلسفة آرلوند توينبي‪ -‬المسيحية انموذجا‪ ،-‬مذكرة ماجيستري يف الفلسفة‪،‬‬
‫غري منشورة‪ ،‬جامعة االخوة منتوري قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2880-2889 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -)12‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -)13‬هدى بوفضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.23،24‬‬
‫‪ -)14‬حليمة علي شريف‪ ،‬الحضارة بين ابن خلدون وارلوند توينبي‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،-‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة عبد احلميد بن‬
‫باديس‪-‬مستغامن‪ ،-‬اجلزائر‪ ،2819-2816 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪-5-‬‬
‫‪ -‬انقسام الدولة الواحدة الى دوليتين‪ :‬يفضي اىل اضعافها شيئا فشيئا‪ ،‬ورمبا يعود السبب يف ذلك اىل‬
‫حب امللك والتسلط‪ ،‬وذلك ان امللك عندما يستفحل ويبلغ من احوال الرتف والنعيم‪ ،‬ويستبد صاحب‬
‫الدولة باجملد وينفرد به يصري اىل قطع اسباهبا(‪.)15‬‬
‫‪ -‬انفصال الحضارة عن القيم‪ :‬انفصال احلضارة من الدين وحتررها من سلطانه يفضي هبا اىل احنالل‬
‫االخالق واحنطاطها‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار الظلم والفساد‪ :‬فالظلم حسب ابن خلدون يؤثر يف بنية اجملتمع ومتاسكه‪ ،‬ويفضي اىل تدمري‬
‫نسيجه‪.‬‬
‫‪ -‬القابلية لالستعمار والشعور بالنقص‪ :‬يرى مالك بن نبي" يف قضية القابلية لالستمعار‪ ،‬اهنا مسالة‬
‫نفسية‪ ،‬وعلى افراد اجملتمع تصفيتها من الداخل‪ ،‬الهنا تعمل على حتطيم عبقرية الفرد وقواه الكامنة‬
‫واحلط من قدراته‪ ،‬فهي تطفئ النور احلضاري عن الشعوب لرتجعهم لعهد العبودية(‪.)16‬‬

‫‪ -)15‬امحد شيخ حسني‪ ،‬تطور الحضارة وانهيارها عند ابن خلدون‪ ،‬مجلة كلية الالهوت‪ ،‬جامعة كيليس‪ ،‬تركيا‪ ،‬ديسمرب‪،2828‬‬
‫ص‪.972‬‬
‫‪ -)16‬بلقيس حممد املرقب‪" ،‬عوامل التخلف احلضاري وأسباب االهنيار عند املسلمني"‪ ،‬مجلة دراسات اسالمية‪ ،‬مج‪ ،15.‬ع‪،82.‬‬
‫مركز البصرية للبحوث واالستشارات واخلدمات التعلمية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2828 ،‬ص ص‪.143-134‬‬
‫‪-6-‬‬
‫‪.II‬العصور التاريخية واإلطار الزماني والمكاني لظهور الحضارات‬

‫‪.1‬االطار الزماني لتاريخ البشرية‪ :‬قسم الباحثون تاريخ البشرية اىل قسمني‪ :‬االول اصطلح املؤرخون‬
‫على تسميته ب "عصور ما قبل التاريخ" والثاين باسم "العصور التاريخية"‪ ،‬وقد جعلوا من اخرتاع‬
‫الكتابة يف حدود حوايل ‪3588‬ق‪.‬م احلد الفاصل بينهما‪ (.‬انظر الشكل رقم ‪)81‬‬
‫حدود ‪3‬مليون سنة‬ ‫‪3588‬ق‪.‬م‬
‫اىل يومنا هذا‬
‫ما قبل التاريخ‬ ‫العصور التاريخية‬
‫‪La préhistoire‬‬ ‫‪Les époques historiques‬‬

‫ظهور االنسان‬ ‫اختراع الكتابة‬


‫الشكل رقم (‪ :)22‬رسم تخطيطي يوضح التقسيم الزمني لتاريخ البشرية‬

‫‪ .2.2‬عصور ما قبل التاريخ‪ :‬تبدأ من ظهور االنسان إىل غاية اخرتاع الكتابة‪ ،‬وتنقسم هذه الفرتة‬
‫بدورها اىل ثالثة مراحل هي‪:‬‬
‫* العصر الحجري القديم‪ :‬سكن االنسان الكهوف واملغارات‪ ،‬وعاش على التنقل واجلمع وااللتقاط‬
‫وصيد احليوانات‪ ،‬وجعل من اوراق الشجر وجلود احليوانات لباسا له‪ ،‬اما عن ادواته فصنعها من‬
‫احلجارة‪ ،‬وهو ينقسم اىل ثالث مراحل ايضا هي‪(:‬العصر احلجري القدمي االسفل‪ ،‬العصر احلجري القدمي‬
‫االوسط‪ ،‬واخريا العصر احلجري القدمي االعلى(‪.)17‬‬

‫‪ -)17‬اكثر تفاصيل عن هذا العصر انظر‪ :‬أمحد أمني سليم‪ ،‬العصور الحجرية وماقبل األسرات في مصر والشرق االدنى القديم‪،‬‬
‫دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬مصر‪ ،2888 ،‬ص ص‪.64-61‬‬
‫‪-7-‬‬
‫* العصر الحجري الوسيط‪ :‬ميثل مرحلة االنتقال من مرحلة العصر احلجري القدمي اىل العصر احلجري‬
‫احلديث‪ ،‬استخدم فيها االنسان االدوات احلجرية ورؤوس السهام واملناجل‪ ،‬ويف هذه املرحلة اقرتب‬
‫االنسان من انتاج الطعام واالستقرار اكثر من مرحلة اجلمع وااللتقاط(‪.)18‬‬
‫*العصر الحجري الحديث‪ :‬اصبح االنسان يف هذا العصر مستقرا بعد اكتشافه للزراعة‪ ،‬كما استانس‬
‫احليوانات‪ ،‬اما عن ادواته فصنعها من املعادن بعد اكتشافه هلا فصهرها وشكل منها ادوات خمتلفة(‪.)19‬‬
‫‪ .0.2‬ال ـ ـ ـ ـ ــعص ـ ـ ـ ـ ــور ال ـ ـ ـ ـ ــتاريـ ـ ـ ــخي ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ :‬حدد املؤرخون ‪3588‬ق‪.‬م تارخيا لبداية العصور التارخيية‪،‬‬
‫وقسموه اىل اربعة عصور هي كااليت‪:‬‬
‫* العصر القديم‪ :‬ميتد من ظهور الكتابة ‪3588‬ق‪.‬م اىل سقوط روما سنة ‪496‬م على يد القبائل‬
‫اجلرمانية‪.‬‬
‫* العصر الوسيط‪ :‬يبدا من سقوط روما ‪496‬م وميتد اىل غاية سقوط القسطنطينية عام ‪1453‬م‬
‫عاصمة االمرباطورية البيزنطية يف الشرق على يد الفاحتني العثمانيني بقيادة حممد الفاتح‪.‬‬
‫*العصر الحديث‪ :‬يبدا من سقوط القسطنطينية عام‪1453‬م اىل غاية قيام الثورة الفرنسية عام‬
‫‪1907‬م‪.‬‬
‫* الفترة المعاصرة‪ :‬ميتد من الثورة الفرنسية ‪1907‬م اىل غاية يومنا هذا(‪.)20‬‬
‫‪ .0‬المراكز الحضارية في العالم القديم‪ :‬يشمل العامل القدمي القارات الثالث( اسيا‪ ،‬اوروبا‪،‬‬
‫افريقيا) واجلزر القريبة من هذه القارات‪ ،‬بينما يطلق العامل اجلديد على قارة امريكا الشمالية واجلنوبية‬
‫واجلزر التابعة هلما‪ ،‬وتتوزع على هذه القارات احلضارات االتية‪:‬‬
‫‪ .2.2.0‬قارة آسيا‪ :‬تعترب هذه القارة مسقط رأس عدد من احلضارات الكربى هي‪:‬حضارة بالد‬
‫الرافدين‪ ،‬احلضارة الفارسية‪ ،‬حضارة وادي السند (بني حدود دوليت اهلند وباكستان)‪ ،‬حضارة الصني‬
‫القدمية‪ ،‬احلضارة احليثية‪ ،‬احلضارة الفينيقية‪ ،‬حضارة شبه اجلزيرة العربية‪.‬‬

‫‪ -)18‬أمحد أمني سليم ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.65‬‬


‫‪ -)19‬اكثر تفاصيل عن العصر احلجري احلديث انظر‪ :‬ج‪.‬هاوكس‪ ،‬أضواء على العصر الحجري الحديث‪ ،‬تر‪ :‬يسرى عبد الرزاق‬
‫اجلوهري‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬االسكندرية‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪ 189‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -)20‬أمحد أمني سليم ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.69‬‬

‫‪-8-‬‬
‫‪ .0.2.0‬قارة أوروبا‪ :‬شهدت قيام حضارات يف االجزاء اجلنوبية الغربية من اوروبا‪ ،‬وتشمل كل من‬
‫احلضارة اليونانية‪ ،‬والرومانية‪ ،‬والبيزنطية‪.‬‬
‫‪.2.2.0‬شمال قارة افريقيا‪ :‬حضارة مصر القدمية‪ ،‬احلضارة القرطاجية‪ ،‬احلضارة‬
‫النوميدية(‪.)21‬‬

‫‪ -)21‬أكثر تفاصيل عن هذه احلضارات سريد ذكرها بالتفصيل يف احملاضرات الالحقة من هذا العمل‪.‬‬
‫‪-9-‬‬
‫‪.III‬المصادر المادية واألدبية لدراسة تاريخ الحضارات القديمة‬

‫‪ -‬ت ـ ـ ـ ـ ـ ــمهيد‪ :‬يستقي الباحث معلوماته يف دراسته لتاريخ شعوب احلضارات القدمية (مصر‪ ،‬بالد‬
‫الرافدين‪ ،‬اليونان‪ ،‬الرومان‪ ،‬الفرس‪...‬اخل) على نوعني من املصادر هي‪:‬‬
‫‪ .2‬املصادر املادية ‪ :‬ويقصد هبا مجيع املخلفات األثرية اليت أنتجها البشر بأيديهم‪ ،‬وهذه املصادر‬
‫الصامتة تعكس جوانبا خمتلفة من حياة الشعوب القدمية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا‪،‬‬
‫وهي عديدة ومتنوعة بعضها وجد مطمورا يف جوف األرض كشفت عنه معاول املنقبني االثريني واالخر‬
‫وجد على سطحها‪ ،‬وهي على نوعني مصادر ثابتة تشمل بقايا املنازل والقصور واملعابد واحلصون‬
‫والقالع‪ ،‬االضرحة والقبور واملنحوتات الضخرية وغري ذلك‪ ،‬واخرى مصادر مادية متنقلة مثل االسلحة‪،‬‬
‫التماثيل‪ ،‬االثاث املنزيل واجلنائزي‪ ،‬املنحوتات‪ ،‬احللي‪ ،‬العمالت وغري ذلك(‪.)22‬‬
‫‪ .2.2‬نماذج مختارة لبعض المصادر المادية للحضارات القديمة‪:‬‬
‫‪ -‬حضارة بالد الرافدين‪ :‬ومن املصادر املادية املتعلقة هبا نذكر ‪:‬‬
‫* قائمة الملوك السومرية‪ :‬وهي نصوص مسمارية مدونة باللغة السومرية؛ ُكتبت غالبية الرقم املتعلقة هبا‬
‫على ما يرجح يف عهد ساللة أور الثالثة‪ ،‬بينما ُدونت نسخ منها يف مطلع األلف الثاين قبل امليالد‪ ،‬وقد‬
‫مشلت هذه اجلداول أمساء امللوك والسالالت اليت حكمت القسم اجلنويب من وادي الرافدين يف فرتة ما‬
‫قبل الطوفان وجمموع ملوكها مثانية ملوك(‪( .)23‬انظر الشكل رقم ‪)81‬‬
‫* مسلة حمورابي‪ :‬هي جمموعة قوانني كتبت باللغة البابلية وباخلط املساري االكدي‪ ،‬يبلغ عددها‬
‫‪202‬م مادة قانونية سجلها امللك محورايب (‪1958-1972‬ق‪.‬م) سادس ملوك بابل على مسلة من‬
‫حجر الديوريت االسود‪ ،‬يبلغ ارتفاعها ما يقارب مثانية اقدام‪ ،‬ويتالف القانون من مقدمة تتضمن متجيد‬
‫االهلة واستعراض العمال محورايب‪ ،‬وخامتة تتضمن اللعنات خبصوص من يغر يف نصوصها ويعلث هبا‪ ،‬اما‬

‫‪ -)22‬عبد العزيز بن األحرش‪" ،‬دور املخلفات األثرية يف دراسة التاريخ القدمي"‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬مج‪ ،18.‬ع‪ ،82.‬جامعة‬
‫منتوري –قسنطينة‪ ،1777 ،-‬ص‪.147،158‬‬
‫(‪ -)23‬سامي سعيد األمحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫املواد القانونية فكانت متنوعة بعضها تعلق بالقضاء‪ ،‬االحوال الشخصية‪ ،‬السرقة‪ ،‬اجليش‪ ،‬الزراعة‪،‬‬
‫التجارة‪ ،‬العبيد‪ ،‬احليوانات‪...‬اىل غري ذلك(‪(.)24‬انظر الشكل رقم ‪)82‬‬

‫الشكل رقم‪ :81‬قائمة امللوك السومرية‬ ‫الشكل رقم‪:82‬مسلة محورايب‬


‫‪ -‬حضارة مصر القديمة‪ :‬تتميز املخلفات األثرية هلذه احلضارة بالتنوع والتميز‪ ،‬وهي يف جمملها‬
‫تعكس كل ماله عالقة حبياة املصريني القدماء يف مجيع امليادين‪ ،‬ومن بينها نذكر‪:‬‬
‫* حوليات الملوك‪ :‬وتتضمن قوائم بأمساء امللوك الذين حكموا مصر وما حدث خالل سنوات حكمهم بالرتتيب‬
‫ومن بني تلك احلوليات نذكر "حجر بالرمو" (انظر الشكل رقم ‪ )83‬وهو عبارة عن لوحة كبرية من حجر الديوريت‬
‫االسود يزيد ارتفاعه عن ‪ 98‬سم نقشت عليه امساء الفراعنة الذين حكموا مصر منذ البداية حىت االسرة اخلامسة‬
‫(حوايل‪2458‬ق‪.‬م)‪ ،‬وهناك " قائمة الكرنك" وهي قائمة منقوشة على جدران معبد أمون بالكرنك‪ ،‬وتذكر امساء‬
‫واحد وستني امسا من اسالف امللك "حتتومس الثالث"‪ ،‬كما ضمت امساء امللوك القريبني من عهده يف الدولتني‬
‫الوسطى واحلديثة(‪.)25‬‬

‫الشكل رقم ‪ :83‬حجر بالرمو‬

‫‪ -)24‬طه باقر‪" ،‬الشرائع والتنظيمات القانونية يف حضارة وادي الرافدين"‪ ،‬القسم الثاين‪ ،‬مجلة المجمع العلمي العراقي‪ ،‬مج ‪،20‬‬
‫اجملمع العلمي‪ ،‬بغداد‪ ،1799 ،‬ص ص‪.52-49‬‬
‫‪ -)25‬مسري العيداين‪ " ،‬املصادر املادية واألدبية لدراسة التاريخ املصري القدمي"‪ ،‬المجلة التاريخية الجزائرية‪ ،‬مج‪ ،81.‬ع‪ ،83.‬جامعة‬
‫املسيلة‪ ،‬جوان‪ ،2819‬ص‪.12،13‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫‪ .1‬ال ــمصادر الكتابية‪ :‬ويتضمن هذا النوع من املصادر كل ما هو مدون من تسجيالت ونقوش على‬
‫الصخور أو واجهات املقابر واملعابد والقصور والفخاريات واملسالت والربديات والرقم الطينية واملنحوتات‪ ،‬نذكر منها‬
‫على سبيل املثال "متون االهرامات" مبصر واليت تعكس رحلة امللك املتويف يف العامل االخر والرتاتيل الدينية‪ ،‬وايضا‬
‫النصوص املسمارية ذات الصلة بالقوانني العراقية القدمية املدونة على الرقم الطينية‪ ،‬كما يضم كل ما له صلة بالنتاج‬
‫الفكري االديب والديين والعلمي لشعوب احلضارات القدمية من أساطري دينية كأساطري اخللق واملالحم(‪.)26‬‬
‫‪ .2‬الكتابات الكالسيكية‪ :‬وتشمل كتابات املؤرخني االغريق والرومان‪ ،‬ورغم امهية ما كتبه هؤالء عن‬
‫حضارات العامل القدمي‪ ،‬اال اهنا حتتاج اىل متحيص وحتليل ومقارنة فيما بينها وبني املصادر املادية‪ ،‬كون‬
‫ان كتاباهتم حتمل يف طياهتا الكثري من املغالطات التارخيية‪ ،‬ويايت يف طليعة هؤالء الكتاب االغريقي‬
‫"هريودوت"(‪428-404‬ق‪.‬م) صاحب كتاب "التواريخ"‪ ،‬حتدث يف كتابه عن ليبيا ومصر وبابل‬
‫والفرس‪ ،‬أما "سترابون" وهو مؤرخ اغريقي كذلك وضع كتابا مساه "الجغرافية" ينقسم اىل سبعة عشر جزءا ترك فيه‬
‫وصفا رائعا عن لبالد الرافدين خاصة مدينة بابل اليت وصف اسوارها وجنائنها املعلقة‪ ،‬بينما خلف "ديودور الصقلي"‬
‫االغريقي االصل كتابا بعنوان " المكتبة التاريخية" خصص االجزاء االوىل منه لدراسة مصر وبالد الرافدين واهلند‬
‫وبالد العرب واثيوبيا ومشال افريقيا‪ ،‬ومل يكن ماكتبه الرحالة واجلغرايف الروماين " بلينوس االكرب" يف موسوعته الضخمة‬
‫املعروفة باسم " التاريخ الطبيعي" لتقل أمهية عن ما كتبة غريه(‪.)27‬‬
‫‪ .4‬الكتب املقدسة‪ :‬وتتمثل يف التوراة اليت حتدثت يف العديد من أسفارها عن كثري من األحداث اليت‬
‫شهدهتا حضارات الشرق االدىن القدمي‪ ،‬منها قضية السيب البابلي الذي وقع يف عهد "امللك نبوخذ نصر‬
‫(‪)28‬‬
‫ص ُر‬
‫وخ ْذنَ َّ‬
‫ُ َ‬‫ب‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ن‬ ‫‪1‬‬‫"‬ ‫‪":‬‬ ‫دانيال‬ ‫سفر‬ ‫يف‬ ‫ورد‬ ‫حيث‬ ‫ذهب‬ ‫من‬ ‫صنعه‬ ‫لثمتال‬ ‫كتدشينه‬ ‫اعماله‬ ‫وبعض‬ ‫الثاين"‬
‫صبَهُ ِيف بـُ ْق َع ِة ُد َورا ِيف ِوالَيَِة‬ ‫ضهُ ِس ُّ‬
‫ت أَ ْذ ُرٍع َونَ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ب طُولُهُ ستُّو َن ذ َراعاً َو َع ْر ُ‬ ‫صنَ َع ِمتْثَاالً ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫ك َ‬
‫ِ‬
‫\لْ َمل ُ‬
‫(‪)29‬‬
‫بَابِ َل‪"...‬‬

‫‪ -)26‬طه باقر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.65‬‬


‫‪ -)27‬مسري العيداين‪ " ،‬املصادر املادية واالدبية لدراسة التاريخ العريب القدمي"‪ ،‬مجلة قرطاس الدراسات الحضارية والفكرية‪،‬‬
‫مج‪ ،89.‬ع‪ ، 81.‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪ ،‬جانفي ‪ ،2817‬ص ‪.16،19‬‬
‫‪ -)28‬كارم حممود عزيز‪ ،‬أساطير التوراة الكبرى‪-‬تراث الشرق األدنى القديم‪ -‬ط‪ ،1‬دار احلصاد‪ ،‬دمشق‪ ،1777 ،‬ص‪،227‬‬
‫‪.238‬‬
‫‪ -)29‬سفر دانيال (‪.)1:3‬‬
‫‪- 12 -‬‬
‫‪ .IV‬حـ ـض ـ ـارة بالد الـ ـ ـ ـ ـ ـرافـ ـ ـ ـ ـديـ ـن‬

‫أوال‪.‬االطار الجغرافي لحضارة بالد الرافدين‬


‫‪.2‬الموقع‪:‬‬
‫يقع العراق أو ما يعرف حبضارة بالد الرافدين يف قلب الشرق األدىن القدمي(‪ ،)30‬وبالضبط يف‬
‫اجلزء اجلنويب الغريب من قارة آسيا(‪ ،)31‬وحيتل اجلزء الشمايل الشرقي جلزيرة العرب(‪َ ،)32‬حيدُّه من الشمال‬
‫والشرق سلسلة جبال زاجاروس وطوروس‪ ،‬اليت تكون حدود طبيعية مع بالد األناضول وايران(‪،)33‬‬
‫وجنوبًا أراضي اجلزيرة العربية واخلليج الفارسي‪ ،‬وإىل الغرب الصحراء السورية(‪.)34‬‬
‫‪.0‬التسمية‪:‬‬
‫أخذت أرض الرافدين عدة تسميات منها لفظة "عراق" وهي مشتقة من كلمة "أوروك"(‪)Uruk‬‬
‫أو "أونوك" (‪ )Unuk‬اليت تعين املستوطن‪ .)35( ،‬بينما اعتربها بعض الباحثني ُمشتقة من أصل فارسي‬
‫(‪)36‬‬
‫أخوذة من الكلمة الفارسية "إيراك" ومعناه‬
‫الساحل‪ ،‬مث عُِّرب إىل "إيراق" مث "عراق" ‪ ،‬أو َم ُ‬
‫"إيراء" أي َّ‬
‫وخص به بعضهم شاطئ‬ ‫َّ‬ ‫البالد السفلى(‪ ،)37‬بينما اعتربها اخرون من أصل عريب ومعناه شاطئ املاء‪،‬‬
‫أيضا ُمسي العراق عراقًا ألنه على عراق دجلة والفرات‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫(‪ِ )38‬‬
‫ومسي عراقًا لقربه من البحر ‪ ،‬وقيل ً‬ ‫البحر‪ُ ،‬‬
‫شاطئهما(‪ ،)39‬وقيل ُمسِّي به لتواجد عروق الشجر والنخيل(‪.)40‬‬

‫‪30‬‬
‫‪)-Kim‬‬ ‫‪Benzel & Others, Art of the Ancient Near East, (M.M.A), New York, 2010, p17.‬‬
‫‪ -)31‬طه باقر‪ ،‬مقدمة في تاريخ الحضارات‪ ،‬الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،1‬دار الوراق للنشر احملدودة‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪ ،2812‬ص‪.28‬‬
‫‪32‬‬
‫قديما وحديثًا‪ ،‬ط‪ ،3‬مطبعة العرفان‪ ،‬صيدا‪ ،1750 ،‬ص‪.9‬‬
‫)‪ -‬عبد الرزاق احلسني‪ ،‬العراق ً‬
‫‪ -)33‬حسني ظاهر محود‪ ،‬التجارة في العصر البابلي القديم‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف التاريخ القدمي‪ ،‬غري منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة املوصل‪،‬‬
‫‪ ،1775‬ص‪.4‬‬
‫‪34‬‬
‫‪)-Barbara‬‬ ‫‪A. Somervill, Great Empires of the Past Empires of Ancient Mesopotamia,‬‬
‫‪Imprint of Infobase Publishing, Chelsea House, New York, 2009, p8.‬‬
‫‪ -)35‬تقي الدباغ‪ " ،‬البيئة الطبيعية واالنسان"‪ ،‬كتاب حضارة العراق‪ ،‬ج‪ ،81.‬دار احلرية‪ ،‬بغداد‪ .1705 ،‬ص‪.14 ،13‬‬
‫‪ -)36‬عبد الوهاب محيد رشيد‪ ،‬حضارة وادي الرافدين "ميزوبوتاميا"‪ ،‬ط‪ ،1‬دار املدى ‪ ،‬دمشق‪ ،2884 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -)37‬صالح أبو السعود‪ ،‬تاريخ وحضارة أرض الرافدين‪-‬سومر‪ ،‬أكد‪ ،‬بابل‪ ،‬آشور‪-‬ط‪ ،1‬مكتبة النافذة‪ ،‬مصر‪ ،2811 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -)38‬تقي الدباغ ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -)39‬الفريوزآبادي (املتويف سنة ‪019‬ه)‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬تح‪ :‬حممد نعيم العرقسوسي‪ ،‬ط‪ ،3‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،2885 ،‬ص‪.780‬‬
‫‪ -)40‬عبد الوهاب محيد رشيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪- 13 -‬‬
‫كذلك اختلفت التسميات اليت أُطلقت على أراضي العراق أو جزء منها‪ ،‬فقد استخدمت‬
‫تسمية "بالد سومر" أو "شومر" وتعين بالد القصب للداللة على أقصى جنوب العراق(‪ ،)41‬أما مصطلح‬
‫"بالد أكد" فاستعمل للداللة على القسم األوسط منه بدءًا من مشال بغداد إىل جنوب مدينة‬
‫(‪)42‬‬
‫يضم بالد سومر وأكد للداللة على القسم األوسط‬ ‫بابل ‪.‬كما ورد مصطلح "بالد بابل"‪ ،‬الذي كان ُّ‬
‫واجلنويب من العراق(‪. ،)43‬وعند جمئ الكاشيني إىل العراق أَطل ُقوا عليه اسم "كاردونياش" أي "بلد الرب‬
‫(‪)44‬‬
‫دونياش" إله الكاشيني‪ ،‬بينما ُمس َّي اجلزء الشمايل بـ "بالد آشور"‬
‫كما ظهرت تسميات جغرافية سياسية عند الكتاب االغريق والرومان منها مصطلح "بالد بابل‬
‫وآشور"‪ ،‬الذي استعمله هريودوت للداللة على القطر كله أو على األجزاء الوسطى واجلنوبية منه(‪،)45‬‬
‫أس ُسوا الدولة الكلدية مابني القرنني السابع‬
‫كما أطلقوا عليه تسمية "كلدية" نسبة إىل الكلدانيني الذين َّ‬
‫والسادس قبل امليالد)‪.(46‬كما وظَّفوا مصطلح "ميزوبوتاميا" أي "بالد ما بني الرافدين"(‪ )47‬أو " بالد‬
‫مابني النهرين"‪ ،‬مبعىن البلد الواقع ما بني األهنار أي بني حوض نهر دجلة والفرات(‪.)48‬‬
‫إالَّ أن هذه التسمية أخدت معىن أوسع من تلك اليت قصدها اإلغريق‪ ،‬فأضاف بعضهم إليه‬
‫لفظ "بارابوتاميا" (‪ )Parapotamia‬أي ما وراء النهرين أو ما حوهلما(‪ ،)49‬ويستخدم الباحثون حاليًا‬
‫وجغرافيًا‪ ،‬وتُؤكد ارتباط ما يف العراق اجمليد حباضره‬
‫تسمية "العراق القدمي" وهي تسمية دقيقة تارخييًا ُ‬
‫الزاهر(‪.)50‬‬

‫‪ -)41‬طه باقر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.78 ،07‬‬


‫‪ -)42‬عبد الوهاب محيد رشيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -)43‬عامر سليمان‪ ،‬أمحد مالك الفتيان‪ ،‬محاضرات في التاريخ القديم‪-‬العراق ومصر وسوريا وبالد اليونان والرومان القديم‪-‬‬
‫مركز البحوث األثرية واحلضارية‪ ،‬بغداد‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.25،26‬‬
‫‪ -)44‬سامي سعيد األمحد‪ ،‬السومريون وتراثهم الحضاري‪ ،‬مطبعة اجلامعة‪ ،‬بغداد‪ ،1795 ،‬ص‪.5 ،4‬‬
‫‪45‬‬
‫‪)-Hérodote, Histoire D’Hérodote , trad. Larcher, T.1, Charpentier, Libraire éditeur, Paris,‬‬
‫‪1850, CLXXVIII.‬‬
‫‪ -)46‬تقي الدباغ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -)47‬توفيق سليمان‪ ،‬دراسات في حضارات غرب آسيا القديمة من أقدم العصور إلى عام ‪2212‬ق‪.‬م‪ -‬الشرق األدنى القديم‬
‫"بالد ما بين النهرين‪ ،‬بالد الشام"‪ ،‬دار دمشق‪ ،‬دمشق‪ ،1705 ،‬ص‪.76‬‬
‫‪48‬‬
‫‪)-Barbara A.Somervill, Great Empires of the Past Empires of Ancient Mesopotamia,‬‬
‫‪Imprint of Infobase Publishing, Chelsea House, New York, 2009, p8.‬‬
‫‪ -)49‬أمحد أمني سليم‪ ،‬العصور الحجرية وما قبل األسرات في مصر والشرق األدنى القديم‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬مصر‪ ،2888 ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ -)50‬عامر سليمان وأمحد مالك الفتيان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫ثانيا‪.‬ألاقاليم السطحية‪:‬‬
‫ُميكن تقسيم أرض الرافدين إىل أربعة أقاليم طبيعية هي‪ :‬املنطقة اجلبلية وشبه اجلبلية‪ ،‬اهلضبة‬
‫الصحراوية‪ ،‬منطقة اجلزيرة‪ ،‬السهل الرسويب(‪(.)51‬انظر اخلريطة رقم ‪)81‬‬
‫‪ .1‬السهل الرسوبي‪:‬‬
‫يقع السهل الرسويب وسط وجنوب بالد الرافدين(‪ ،)52‬يبلغ طوله زهاء ‪ 658‬كم من الشمال إىل‬
‫اجلنوب‪ ،‬وخيرتقه النهران دجلة والفرات‪ ،‬وقد أفاد ارتفاع وادي الفرات يف القسم الشمايل من السهل يف‬
‫شق اجلداول واألهنار من الفرات إىل دجلة‪ ،‬بينما أفاد اخنفاضه يف القسم اجلنويب يف شق األهنار‬ ‫ِّ‬
‫واجلداول باجتاه معاكس‪ ،‬وتتميز تربة هذا السهل خبصوبتها املتناهية حىت أطلق عليها اسم "أرض‬
‫السواد"‪ ،‬وساعد على ذلك نشوء املستوطنات الزراعية الكثرية منذ العصر احلجري املعدين(‪.)53‬‬
‫‪.1‬املنطقة الجبلية وشبه الجبلية‪ :‬تضم هذه املنطقة قسمين هما‪:‬‬
‫أ‪-‬املنطقة الجبلية العالية‪:‬‬
‫تبلغ مساحتها حوايل ‪23298‬كم‪ ،)54( 2‬وهي متتد يف جهات البالد الشمالية والشمالية‬
‫الشرقية لغاية حدودها املشرتكة مع إيران وتركيا وسوريا‪ ،‬وتتالشى عند حدود السهل الرسويب واهلضبة‬
‫الصحراوية جنوبًا وغربًا(‪ ،)55‬يتخلل اإلقليم بعض السهول املتموجة‪ ،‬كما يتمتع بوفرة موارده املائية من‬
‫الثلوج واألمطار الغزيرة واليت قُدِّرت معدالهتا السنوية بنحو‪1888‬ملم‪ ،‬فضالً عن الكثري من العيون‬
‫املائية املنتشرة فيها مما ساعد على ازدهار احلياة الزراعية‪ ،‬كما أتاح ظروفًا مناخية مالئمة لرعي األغنام‬
‫واملاعز فيها(‪.)56‬‬

‫‪ -)51‬سامي سعيد األمحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬


‫‪ -)52‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ -)53‬عامر سليمان وأمحد مالك الفتيان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ -)54‬نائل حنون‪ ،‬مدن قديمة ومواقع أثرية‪-‬دراسة في الجغرافية التاريخية للعراق الشمالي خالل العصور اآلشورية‪ ،-‬ط‪ ،1‬دار الزمان‪،‬‬
‫سوريا‪ ،2887 ،‬ص‪.38 ،27‬‬
‫‪ -)55‬تقي الدباغ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.38 ،27‬‬
‫‪ -)56‬ابراهيم شريف‪ ،‬الموقع الجغرافي للعراق وأثره في تاريخيه العام حتى الفتح االسالمي‪ ،‬ج‪ ،1‬وزارة املعارف‪ ،‬بغداد‪( ،‬د‪.‬ت)‪،‬‬
‫ص‪.187‬‬
‫‪- 15 -‬‬
‫خريطة رقم (‪ :)81‬توزيع االقاليم السطحية يف العراق‬
‫ب‪-‬املنطقة شبه الجبلية املتموجة‪:‬‬
‫وحتديدا عند سلسلة جبال‬
‫ً‬ ‫متتد من سفوح املنطقة اجلبلية الشمالية وحىت السهل الرسويب(‪،)57‬‬
‫محرين يف اجلنوب وامتداده حنو الغرب بني جبل مكحول وجبل سنجار(‪ ،)58‬تشغل هذه املنطقة حوايل‬
‫‪ %95‬من مساحة العراق الشمايل و‪ %15‬من املساحة الكلية للعراق‪ ،‬وتُقدَّر مساحتها حبوايل‬
‫‪69888‬كم‪ ،2‬وتتألف من سالسل جبلية طويلة يرتواح ارتفاعها ما بني ‪288‬م إىل ‪1888‬م (‪.)59‬‬
‫‪.3‬إقليم الهضبة الصحراوية‪:‬‬
‫هو من أوسع األقاليم الطبيعية يف العراق‪ ،‬يقع يف اجلهة اجلنوبية الغربية من املنطقة املتموجة‪ ،‬وإىل‬
‫تد إىل‬
‫امتدادا طبيعيًا لبادية اجلزيرة العربية اليت َمت ُ‬
‫ً‬ ‫اجلهة الغربية والشمالية الغربية من السهل الرسويب‪ ،‬ويُعد‬
‫(‪)60‬‬
‫ط األمطار يف هذه املنطقة يف فرتات قصرية السيما يف اجلزء‬ ‫داخل أرض العراق وسوريا ‪ ،‬وتَسق ُ‬
‫الشمايل منها‪ ،‬وخيرتقها هنر الفرات من الشمال الغريب باجتاه اجلنوب الشرقي(‪ ،)61‬وهي تنقسم اىل‬
‫قسمني‪ :‬هضبة اجلزيرة و هضبة البادية الغربية‪.‬‬

‫‪ -)57‬عامر سليمان وأمحد مالك الفتيان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪ -)58‬جاسم حممد خلف‪ ،‬جغرافية العراق الطبيعية واالقتصادية والبشرية‪( ،‬د‪.‬ن)‪ ،‬القاهرة‪ ،1761 ،‬ص‪.69‬‬
‫‪ -)59‬نائل حنون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.38 -29‬‬
‫‪ -)60‬تقي الدباغ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -)61‬عبد الوهاب محيد رشيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪- 16 -‬‬
‫‪.4‬ألان ـه ـ ــار‪:‬‬
‫ارتبط نشوء حضارة وادي الرافدين وازدهارها بوجود هنري دجلة والفرات وروافدمها‪ ،‬وألمهية هذين‬
‫النهرين فقد أضفى عليهما العراقيون القدماء طابع التقديس والتعظيم وعدُّمها من نتاج اآلهلة(‪ ،)62‬ففي‬
‫أسطورة " أنكي وتنظيم الكون"‪ ،‬نقرأ عن قيام اإلله "أنكي" مبأل هنري دجلة والفرات باملياه العذبة(‪،)63‬‬
‫إذ يرد يف األسطورة‪:‬‬
‫نصب قضيبه ودفق منيَّه‬
‫متلهف‪َّ ،‬‬
‫وجه أنكي املوقر نظرًة إىل الفرات‪ ،‬رفع قامته وكأنَّه ثور ِّ‬‫«‪...‬وعندما َّ‬
‫فمأل النهر باملاء املتأللئ‪ ،‬كما لو كان النهر بقرة يف املراعي‪ ،‬ختور من أجل عجلها الذي بقي يف‬
‫احلظرية[…]‪ ،‬مث خضع له هنر دجلة بعد ذلك‪ ،‬كما خيضع لثور متلهف‪ ،‬وهو منتصب القضيب‬
‫يدفع«يهديه‪-‬العرس»‪ ،‬وكثور وحشي عمالق يف حالة النزو‪ ،‬جعل دجلة يشعر باللذة‪ ،‬واملاء الذي‬
‫مسكرا(‪»...)64‬‬
‫ً‬ ‫سكبه هكذا‪ ،‬كان متأللئًا‪ ،‬عذبًا‬
‫نهر الفرات‪ :‬يبلغ طوله ‪2358‬كم‪ ،)65(2‬وتستفيد من مياهه ثالث دول شرقية هي‪ :‬تركيا‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫والعراق(‪ ،)66‬تتدفق مياه ينابيعه من أرمينيا(‪ ،)67‬ويبدأ منبعه مبا يقرب من ‪188‬كم من البحر األسود‬
‫عابرا بالد أمورو‪ ،‬مث يسري‬
‫ُحماذيًا ملرتفعات جبال طوروس وما يواجه طوروس‪ ،‬ويقرتب من البحر املتوسط ً‬
‫ويصب يف البحر اإلريرتي وهو هنر واسع عميق‬
‫ُّ‬ ‫بعد ذلك موازيًا هنر دجلة على امتداد ‪088‬كم(‪،)68‬‬
‫سريع اجلريان)‪.(69‬‬

‫‪ -)62‬أمحد سوسة‪ ،‬تاريخ حضارة وادي الرافدين في ضوء مشاريع الري الزراعية والمكتشفات اآلثارية والمصادر التاريخية‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫دار احلرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪1703 ،‬ص‪.443‬‬
‫‪ -)63‬طه باقر‪ ،‬مقدمة في أدب العراق القديم‪ ،‬دار احلرية‪ ،‬بغداد‪ ،1796 ،‬ص‪.78‬‬
‫‪ -)64‬قاسم الشواف‪ ،‬ديوان األساطير‪-‬سومر وأكاد وآشور‪ -‬أناشيد الحب السومرية‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬دار الساقي‪ ،‬لبنان‪ ،1779 ،‬ص‪،93‬‬
‫‪.94‬‬
‫‪ -)65‬عبد الرزاق احلسني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ -)66‬عزيز الشيخ جفات الطريف‪ ،‬مدن عراقية على ضفاف الفرات‪ ،‬ج‪( ،1‬د‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬م)‪ ،2887 ،‬ص‪.26‬‬
‫‪67‬‬
‫‪)-Hérodote, CLXXX.‬‬

‫‪ -)68‬ابراهيم شريف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬


‫‪69‬‬
‫‪)-Hérodote, CLXXX.‬‬
‫‪- 17 -‬‬
‫نهر دجلة‪ :‬قال أبو الفداء عن هنر دجلة‪...« :‬والعراق على ضفيت دجلة مثلما بالد مصر على ضفيت‬
‫النيل‪ .(70)»...‬ينبع هذا النهر من مرتفعات تركيا اجلنوبية الشرقية(‪ ،)71‬مث يأخذ باالجتاه اجلنويب الشرقي‬
‫ويدخل األراضي العراقية عند بلدة فيشخابور(‪ ،)72‬بعد أن يقطع زهاء ‪25‬كم يف تركيا وحنو ‪58‬كم ما‬
‫بني تركيا وسوريا‪ ،‬ويبلغ طوله ‪1910‬كم يقع منها ‪1410‬كم داخل العراق والباقي يف احلدود الرتكية‬
‫والسورية وتغذيه مخس روافد كربى(‪.)73‬‬
‫ثالثا‪.‬العصور التاريخية‪ :‬وتشمل العصور اليت أعقبت ظهور الكتابة يف حدود ‪3288‬ق‪.‬م واستخدامها‬
‫وسيلة للتّدوين من بعد تطورها يف العهد الشبيه بالكتايب وتشمل احلضارات التالية‪:‬‬
‫أ‪.‬السومريون‪:‬‬
‫يعد السومريون أو كما يطلق عليهم "أصحاب الرؤوس السوداء" من أوائل الشعوب اليت سكنت‬
‫يف بالد الرافدين‪ ،‬ومن أقدم الشعوب اليت استطاعت وضع لبنات احلضارة األوىل يف القسم اجلنويب منه‪،‬‬
‫ويرجع ظهورهم إىل حوايل ‪4888‬ق‪.‬م‪ ،‬وقد أُطلق عليهم هذا االسم نسبة إىل املنطقة اجلنوبية اليت‬
‫كانت تعرف باسم سومر(‪ ،)74‬وتشمل األراضي الفاصلة بني هنري دجلة والفرات‪ ،‬ومتتد ملسافة‬
‫‪358‬كلم مابني موقع مدينة بغداد وموقع مدينيت أور و أريدو بالقرب من شط العرب(‪.)75‬‬
‫ب‪.‬ألاكاديون‪:‬‬
‫األكاديون فرع من هجرات سامية متتالية تكاثرت أعدادها يف بالد الرافدين والشام قبيل منتصف‬
‫األلف الثالث قبل امليالد‪ ،‬مث تشعبت فروع كثرية فكان منها ما انتشر يف بوادي الشام‪ ،‬واجتهت آمال‬
‫بعض مجاعاته إىل مناطق اهلالل اخلصيب فيها‪ ،‬كما كان منها ما اقرتبت مجاعاته من املناطق اخلصبة يف‬
‫أواسط حوض هنر الفرات ببالد الرافدين‪ ،‬وعُرف أصحاب الشعبة األوىل باسم أطلقه السومريون عليهم‬

‫‪ -)70‬أبو الفداء‪ ،‬تقويم البلدان‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.271‬‬


‫‪71‬‬
‫‪)-Maspero G.¸ Histoire Ancienne des Peuples de Ľorient, Hachette, Paris ¸1897¸ p75.‬‬
‫‪ -)72‬شاكر خصباك‪ ،‬العراق الشمالي‪ ،‬دراسة لنواحيه الطبيعية والبشرية‪( ،‬د‪.‬ن)‪ ،‬بغداد‪ ،1793 ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ -)73‬عبد الوهاب محيد رشيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪74‬‬
‫‪(-Jacques Pirenne‚Civilisations Antiques‚Albin Michel‚Paris‚1951‚ P23.‬‬
‫‪ -)75‬حلمي حمروس امساعيل‪ ،‬الشرق العربي القديم وحضارته‪-‬بالد مابين النهرين والشام والجزيرة العربية‪ -‬مؤسسة شباب‬
‫اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1779 ،‬ص‪.7‬‬
‫‪- 18 -‬‬
‫وهو (األموريون) رمبا مبعىن أهل الغرب‪ ،‬أما مجاعات الشعبة األخرى فكان أظهر فروعها فرع األكاديني‪،‬‬
‫مؤخًرا نسبة إىل العاصمة أكاد(‪.)76‬‬
‫الذين اكتسبوا امسهم ّ‬
‫جـ‪.‬البابليون‪:‬‬
‫وخيضعوا أراضيها‬
‫قوم آخر من الساميني وقد متكنوا من تدمري مقر الدولة السومرية يف أور ُ‬
‫حلكمهم(‪ ،)77‬فكان ذلك هناية للكيان السومري وبداية ملا يعرف بـ" العهد البابلي القدمي"‬
‫(‪1770‬ق‪.‬م‪1508-‬ق‪.‬م)(‪ ،)78‬ومن ابرز السالالت احلاكمة هبا "ساللة بابل األوىل" (‪1074‬ق‪.‬م‪-‬‬
‫‪1574‬ق‪.‬م) اليت ينحدر منها امللك "محورايب" (‪1972‬ق‪.‬م‪1958-‬ق‪.‬م)‪ ،‬والذي شكل عهده بداية‬
‫فرتة أخرى من االزدهار العظيم لبابل(‪ ،)79‬غري أنه مل ميضي على وفاة محورايب مثان سنني حىت وقعت‬
‫تدمريا هائالً حوايل عام(‪1575‬ق‪.‬م)‪ ،‬وقضوا‬
‫بابل األوىل على يد احليثيني‪ ،‬الذين احتلوا بابل ودمروها ً‬
‫على استقالهلا يف عهد ملكها احلادي عشر "مششو‪-‬ديتانا" (‪1625‬ق‪.‬م‪1574-‬ق‪.‬م) (‪.)80‬‬
‫د‪.‬ألاشوريون‪:‬‬
‫األشوريون يف األصل فرع من األقوام السامية اليت هاجرت من جزيرة العرب على ما يقول به‬
‫مجهور من الباحثني‪ ،‬وينسب امسهم إىل "آشور" كبري آهلتهم‪ ،‬وقد أُطلقت الكلمة نفسها على أقدم‬
‫مدهنم وهي أشور اليت تقوم خرائبها اآلن يف قلعة الشرقاط‪ ،‬كما وردت هذه التسمية بلفظة "آتور"‬
‫و"أنفور" يف املصادر اآلرامية والعربية(‪ .)81‬وملا كانت احلقبة اليت عاشتها بالد أشور طويلة األمد ختلّلتها‬
‫عدة تقلّبات‪ ،‬فقد ارتأى علماء اآلثار تقسيمها إىل ثالثة عهود رئيسية هي‪:‬العهد األشوري القديم‪:‬‬
‫ميتد من (‪3888‬ق‪.‬م‪1521-‬ق‪.‬م)‪ ،‬يليه العهد األشوري الوسيط ويبدأ هذا العهد من هناية ساللة‬
‫بابل األوىل يف حدود ‪1574‬ق‪.‬م وينتهي يف حدود سنة‪711‬ق‪.‬م‪ ،‬واخريا العهد األشوري الحديث‪:‬‬
‫وقد دام هذا العهد قرابة ثالثة قرون (‪711‬ق‪.‬م‪612-‬ق‪.‬م)‪.‬‬

‫‪ -)76‬سعيد امساعيل علي‪ ،‬التربية في حضارات الشرق القديم‪ ،‬مطبعة أبناء وهباء‪ ،‬القاهرة‪ ،1777 ،‬ص‪.114‬‬
‫‪ -)77‬جيمس هنري بريستد‪ ،‬انتصار الحضارة‪-‬تاريخ الشرق القديم‪ -‬تر‪ :‬أمحد فخري‪ ،‬مكتبة األجنلو املصرية‪ ،‬مصر‪ ،1767 ،‬ص‪.106‬‬
‫‪ -)78‬نعيم فرح‪ ،‬موجز تاريخ الشرق األدنى‪-‬السياسي واإلجتماعي واإلقتصادي والثقافي‪ -‬دار الفكر‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ط)‪ ،1792 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -)79‬موسكايت سبتينو‪ ،‬الحضارات السامية القديمة‪ ،‬تر‪ :‬السيد يعقوب‪ ،‬اهليئة املصرية للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،1779 ،‬ص‪.45-44‬‬
‫‪ -)80‬طه باقر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.150-156‬‬
‫‪ -)81‬عبد الوهاب محيد رشيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪- 19 -‬‬
‫و‪.‬الكلدانيون‪:‬‬
‫تأسست الدولة الكلدانية سنة ‪626‬ق‪.‬م ومت االطاحة هبا على يد الفرس األمخنيني سنة ‪537‬‬
‫ق‪.‬م يف عهد ملكها "كورش" (‪537‬ق‪.‬م‪331-‬ق‪.‬م) (‪ ،)82‬ويعود الكلدانيون بأصلهم إىل شواطىء‬
‫اخلليج العريب يف جنويب العراق‪ ،‬والكلدانيون هم من القبائل البدوية السامية ‪ ،‬وقد اشتق امسهم من قبيلة‬
‫(‪)83‬‬
‫فرعا من اآلراميني استوطنوا جنوب منطقة وادي الرافدين منذ النصف‬ ‫ً‬ ‫املؤرخون‬ ‫ويعدهم‬ ‫‪،‬‬ ‫"كلدي"‬
‫الثاين من األلف الثاين قبل امليالد وعُرفوا بالكلدانيني(‪.)84‬‬

‫‪ -)82‬عبد الوهاب محيد رشيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.02-08‬‬


‫‪83‬‬
‫‪(-The First Civilizations‚Thames and Hudson‚London‚1968, p38.‬‬
‫‪ -)84‬حممد حمفل‪ ،‬تاريخ العمارة‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪( ،‬د‪.‬ت‪.‬ط)‪ ،‬ص‪.188‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫احملاضرة الثانية‪:‬مظاهر ا المظاهر الحضارية لبالد الرافدين‬
‫‪.I‬الحياة الدينية‬

‫لقد شغل الدين املساحة األوسع يف تفكري االنسان العراقي القدمي‪ ،‬وحسب ما تشري إليه الدالئل‬
‫األثرية فإن اإلرهاصات األوىل للمعتقدات الدينية حلضارة وادي الرافدين ترجع إىل فرتات بعيدة من‬
‫عصور ما قبل التاريخ‪ ،‬حيث تبني من خالل االثار املكتشفة على ممارسة اإلنسان العراقي لبعض التقاليد‬
‫الدينية(‪ ،)85‬من ذلك على سبيل دمى طينية على شكل امرأة ُمبالغ نسبيًا ببعض أجزاء اإلخصاب (انظر‬
‫الصورة رقم ‪ ،)82‬وهي تشري اىل ان سكان املنطقة عبدوا اخلصوبة وكل ما له عالقة بوفرة االنتاج وادامة‬
‫احلياة يف الطبيعة(‪.)86‬‬
‫كما اعتقد بامهية السحر يف حياته الذي بقي ميارسه حىت يف‬
‫عهدود التارخيية من بعد نشوء احلضارة‪ ،‬وهو ما دلت عليه‬
‫التعاويذ املصنوعة من احلجر إميانًا منه بفاعليتها يف إبعاد‬
‫القوى اخلفية الشريرة اليت من احملتمل أن هتدد حياته وأمنه‬
‫كما أنه وجده ضروريًا أيضا لضمان قوته باسرتضاء القوى‬
‫الطبيعية والعلوية‪ ،‬اليت صار اإلنسان جيسمها على هيئة‬
‫(‪)87‬‬
‫الصورة رقم (‪ :)82‬جمموعة من التماثيل االنثوية‬ ‫‪.‬‬ ‫آهلة‬
‫جتسد عبادة االهلة االم‬
‫‪.1‬اآللهة‪:‬‬
‫قامت الديانة يف العراق القدمي على عبادة عدد وافر من االهلة‪ ،‬فقد كان لكل مدينة بل لكل‬
‫حي وحىت قرية صغرية او كبرية إله أو آهلة حتميها‪ ،‬أي لكل شيء إله يديره ويرعى شؤونه‪ ،‬بل حىت‬
‫اإلنسان له إهله اخلاص به(أي مالكه احلارس له)‪ ،‬غري ان هذه االهلة مل تكن بنفس القوة والنفوذ‬
‫والفعالية‪ ،‬وإمنا كان لكل إله مرتبة ومكانة‪ ،‬وهي على نوعني آهلة كربى رئيسية وآهلة صغرى ثانوية(‪.)88‬‬

‫‪ -)85‬فاضل عبد الواحد علي‪ ،‬عامر سليمان‪ ،‬تاريخ العراق القديم‪ ،‬ج‪ ،2‬مطبعة جامعة بغداد‪ ،‬بغداد‪ ،1708 ،‬ص‪.6-5‬‬
‫‪ -)86‬ماجد عبد اهلل الشمس‪ ،‬الحضارة والميتولوجيا في العراق القديم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار عالء الدين‪ ،‬دمشق‪ ،2883 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -)87‬طه باقر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -)88‬حسني نعمة‪ ،‬موسوعة األديان السماوية الوضعية‪-‬ميتولوجية وأساطير الشعوب القديمة‪ -‬ج‪ ،2‬دار الفكر اللبناين‪ ،1774 ،‬ص‪.02‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫‪.2.2‬خصائص اآللهة‪:‬‬
‫تصور العراقيون القدماء اهلتهم على نوع مماثل خلصائص اإلنسان‪ ،‬فقد نسبوا إليها مجيع صفات‬
‫البشر الروحية واملادية‪ ،‬كالصورة واألعضاء والفكر والرأي والعواطف‪ ،‬فاآلهلة حسب عقيدهتم كانت‬
‫أوالدا وما إىل ذلك(‪ ،)89‬ولكن مع فروق خاصة متيزها عنهم‪ ،‬ومن ذلك‬
‫تأكل وتشرب وتتزاوج وتنجب ً‬
‫طبيعة وشكل لباس الرأس املتميز بشارات خاصة تشبه األهلة وقرون الثور‪ ،‬وكالمها حيمل صفات رمز‬
‫القمر وقوة الثور(‪ .)90‬كما أهنا تنفرد بصفة اخللود والبقاء األبدي‪ ،‬بينما جعلت املوت من نصيب‬
‫اإلنسان(‪ .)91‬وهي تتقاسم املناصب واملسؤوليات فيما بينها‪ ،‬فبينما اإلله "آن" إله السماء كانت ابنته‬
‫"إنانا" متثل إهلة اخلصوبة‪ ،‬بينما اختص زوجها دموزي بشؤون الزراعة والرعي واإلنتاج(‪.)92‬‬
‫أما صور معبوداهتم فقد مثلت على هيئة آدمية‪ ،‬إمنا ختتلف قليالً على البشر العاديني‪ ،‬فقد بولغ يف سعة‬
‫العيون وكرب اآلذان‪ ،‬وكانت العالمة املميزة هلا هي غطاء الرأس على شكل خمروط أو قبعة وفوقها قرون ثور(‪(.)93‬انظر‬
‫الصورة رقم‪ .)2‬كما رمزوا إليهم هبيئات احليوانات فإله مدينة أور كان يُصور على شكل ثور ضخم(‪،)94‬أو هبيئات‬
‫احليوانات يف صور مركبة‪ ،‬حيث رمزوا إىل معبودهم "نينجرسو" هبيئة نسر جبناحني كبريين ورأس أسد أو لبؤة (انظر‬
‫الصورة رقم‪ ،)4:‬وكانوا إذا صوروه على هيئة بشرية جعلوا وجه األسد شعار لردائه أو ملقعد عرشه ملوطئ قدميه(‪.)95‬‬

‫الصورة رقم (‪ :)84‬االله نينجرسو‬


‫(‪ :)83‬االله أوتو اله الشمس‬

‫‪ -)89‬فيصل عبد اهلل‪ ،‬عيد مرعى‪ ،‬المدخل إلى تاريخ الحضارة‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪ ،‬دمشق‪ ،2888 ،‬ص‪.112-111‬‬
‫‪ -)90‬وليد اجلادر‪ ،‬األزياء واألثاث‪ ،‬حضارة العراق‪ ،‬ج‪ ،4‬دار احلرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪ ،1705 ،‬ص‪.338‬‬
‫‪ -)91‬فيصل عبد اهلل‪ ،‬عيد مرعى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫‪ -)92‬رشيد الناضوري‪ ،‬المدخل في التحليل الموضوعي المقارن للتاريخ الحضاري والسياسي في جنوب غربي آسيا وشمال‬
‫إفريقيا‪-‬المدخل في التطور التاريخي للفكر الديني‪-‬الكتاب الثالث‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،1767 ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ -)93‬فيصل عبد اهلل‪ ،‬عبد مرعى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.111-118‬‬
‫‪ -)94‬حلمي حمروس امساعيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.180‬‬
‫‪ -)95‬عبد العزيز صاحل‪ ،‬الشرق األدنى القديم‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة األجنلو املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1793 ،‬ص ص‪.129-124‬‬
‫‪- 22 -‬‬
‫كما توصلوا إىل متثيل معبوداهتم برموز وشارات خاصة متيزه عن غريه‬
‫فمثالً كانت إلله القمر ننا صورة اهلالل‪ ،‬وإلله الشمس أوتو بالسومرية ومشش‬
‫بالبابلية عجلة مشعة(‪(.)96‬انظر الصورة رقم ‪.)20‬‬
‫الصورة رقم (‪ :)20‬العجلة رمز االله أوتو‬
‫‪ .2‬المعابد‪ :‬حظي املعبد يف حضارة بالد الرافدين بقدر كبري من األمهية باعتباره بيت اإلله‪ ،‬وامللك كونه‬
‫نائبًا عن اإلله أو ممثالً له‪ ،‬يُعد مسؤالً عن الشؤون الدينية يف مملكته‪ ،‬فإليه يعود أمر العناية باملعابد وتشييدها أو‬
‫ترميمها‪ ،‬وذلك نتيجة لإلعتقاد السائد آنذاك بأن البشر خلقوا أصالً خلدمة اآلهلة‪ .‬وعمارة املعبد يف العراق تنقسم‬
‫إىل قسمني متميزين منفصلني‪ ،‬سواء أكان ذلك يف البناء أم يف الغاية أم يف االسم ومها‪:‬‬
‫‪ .1.2‬المعبد العالي‪ :‬الذي يعرف بـاسم "الزقورة" أو "الصرح املدرج" املؤسس فوقه معبد(‪ ،)97‬ويعود‬
‫أول ظهور هلا يف القسم اجلنويب من العراق يف النصف الثاين من االلف الرابع قبل امليالد(‪ ،)98‬والزقورة‬
‫عبارة عن بناء عال مشيد من اللنب‪ ،‬وهي هبيئة مصاطب مدرجة(‪ )99‬تتألف من ثالثة إىل سبعة طوابق‬
‫فوق بعضها الواحدة أصغر من األخرى(‪ ،)100‬ومن أبرزها زيقورة مدينة أور املكرسة لعبادة اله القمر‬
‫(‪101‬‬
‫)‪(.‬ينظر الصورة رقم‬ ‫"نانا" اليت أسسها امللك "أورمنو"‬
‫‪.)20‬‬
‫‪ .0.0‬المعبد األرضي‪:‬ويؤسس على األرض املستوية‪،‬‬
‫والذي يكون جبوار الزقورة يف حالة وجودها يف املدينة‪،‬‬
‫وليس من الضروري أن يكون للمعبد األرضي زقورة‪ ،‬ولكن‬
‫(‪)102‬‬
‫رقم‪)86‬‬ ‫الصورة‬ ‫‪(.‬ينظر‬ ‫دائما‬ ‫األرضي‬ ‫املعبد‬ ‫فيصاحبها‬ ‫الزقورة‬ ‫وجدت‬ ‫إذا‬
‫ً‬
‫الصورة رقم (‪ :)86‬زيقورة امللك أورمنو‬

‫‪ -)96‬عبد احلكيم الذنون‪ ،‬الذاكرة األولى‪ -‬دراسة في التاريخ السياسي والحضاري القديم لبالد الرافدين‪ -‬ط‪ ,2‬دار املعرفة‪( ,‬د‪.‬م)‪ ،1773 ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ -)97‬طه باقر‪ ،‬معابد العراق‪ ،‬جملة سومر‪ ،‬مج‪ ،3‬ج‪ ،1‬مديرية اآلثار القدمية‪ ،‬بغداد‪ ،1749 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -)98‬زينب عبد التواب رياض مخيس‪ " ،‬نشأة وتطور املعابد يف بالد الرافدين خالل عصور ما قبل التاريخ"‪ ،‬مجلة التراث‪ ،‬مج‪ ،87.‬ع‪-83.‬‬
‫‪ ،32‬ديسمرب‪ ،2817 ،‬ص‪.273‬‬
‫‪ -)99‬سامي سعيد األمحد‪ ،‬المعتقدات الدينية في العراق القديم‪ ،‬دار املنشورات الثقافية‪ ،‬العراق‪ ،1700 ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ -)100‬طه باقر‪( ،‬معابد‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ، ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -)101‬صاحل ملعي مصطفى‪ ،‬عمارة الحضارات القديمة‪-‬المصرية‪،‬ما بين النهرين‪ ,‬اليونانية‪ ,‬الرومانية‪ -‬دار النهضة العربية‪ ,‬بريوت‪ ،1797 ,‬ص‪.56‬‬
‫‪ -)102‬طه باقر‪" ،‬معابد العراق"‪ ،‬مجلة سومر‪ ،‬مج‪ ،3.‬ج‪ ،1.‬مديرية اآلثار القدمية‪ ،‬بغداد‪ ،1749 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪- 23 -‬‬
‫وحيث يوجد هذان املعبدان جنبًا إىل جنب كانت تسمى الزقورة واملعبد الصغري فوق قمتها باسم‬
‫خاص‪ ،‬وتسمى املعابد األرضية املوجودة معها يف نفس املدينة باسم خاص آخر(‪ ،)103‬فاسم املعبد‬
‫األرضي يف بابل "االيساجيل"‪ ،‬أي املعبد الذي تناطح ذروته السحاب‪ ،‬ولكن الزقورة القريبة منه امسها‬
‫"أي‪-‬متن‪-‬آن‪-‬كي"(‪ ،)104‬واسم املعبد األرضي يف بورسيبا "أي‪-‬زيدا" أي "البيت املكني"‪ ،‬ويسمى‬
‫الربج املدرج فيها باسم "أي‪-‬أور‪-‬أمين‪ -‬آن‪-‬كي" ومعناه يف السومرية "بيت الطبقات السبع للسماء‬
‫واألرض"(‪ .)105‬وإذا كانت الزقورة واملعبد املشيد فوقها هو مبثابة بيت الستقبال اإلله اهلابط من السماء‪،‬‬
‫فإن املعابد األرضية القائمة إىل جانبها مبثابة قاعات االستماع‪ ،‬تظهر فيها اآلهلة الستماع صلوات البشر‬
‫وتسلم قرابينهم واإلستماع إىل مظاملهم وشكواهم واإلستجابة هلم(‪.)106‬‬
‫‪.3‬الكهنة‪:‬‬
‫كان يقوم على ادارة شؤون املعبد ويسهر على القيام بالواجبات الدينية املفروضة اجتاه املعبود‬
‫طائفة من الكهنة نساءا ورجاال‪ ،‬كانوا على درجات متباينة من كبري الكهان إىل أدناهم رتبة حىت‬
‫أصحاب احلرف (انظر الصورة رقم ‪.)20‬‬
‫‪ 1.2‬أصناف الكهنة‪:‬‬
‫كهنة المراتب العليا‪ :‬يشمل هذا الصنف من‬
‫الكهنة ثالث درجات هي‪:‬‬
‫‪.‬كهنة الدرجة األوىل‪ :‬تتكون من‪:‬‬
‫الكاهن األكبر‪ :‬ويقع يف قمة اهلرم الكهنويت‬
‫صورة رقم(‪ :)89‬متاثيل سومرية من معبد أبو متثل‬ ‫ويسمى بالسومرية " اين" (‪)En‬‬
‫متثل التدرج الكهنويت‬
‫وباعتبار امللك على رأس الدولة و املمثل األول لآلهلة على األرض كان يعد كاهنها األعلى(‪.)107‬‬

‫‪ -)103‬طه باقر‪( ،‬مقدمة‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.290‬‬


‫‪104‬‬
‫‪)-Georges Contenau‚ La vie Qoutidienne a Babylone et en Assyrie, Hachette, Paris, P281-‬‬
‫‪283.‬‬
‫‪ -)105‬طه باقر‪ ،‬بابل وبورسيبا‪ ،‬مطبعة احلكومة‪ ،‬بغداد‪ ،1757 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -)106‬طه باقر‪( ،‬مقدمة‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.299‬‬
‫‪107‬‬
‫‪)- Dhorme Edouard‚ Les Religion De Babylonie Et D’assyrie, 2ed, PUF, paris, 1949, p 203.‬‬
‫‪- 24 -‬‬
‫الكاهنة العظمى‪ :‬تعرف بلقب "اينتو‪-‬انيتوم" (‪ ،)Entu‬وهي من الوجهة الدينية زوجة لإلله‪ ،‬حىت أن‬
‫امسها يف السومرية "نني‪-‬دينجر" (‪ )Nin-Dingir‬مبعىن السيدة اإلهلة‪ ،‬وكانت تنام بانتظام يف‬
‫املسكن املخصص لإلله ال سيما يف الليلة اليت تسبق اختاذ أي قرار سياسي هام‪ ،‬ألن الفكرة يف ذلك‬
‫هي أن زوجها اإلهلي قد يزورها ويعطيها اجلواب الصحيح عن املوضوع(‪.)108‬‬
‫ب‪.‬كهنة الدرجة الخاصة‪ :‬وتشمل‪ :‬البارو(‪ )Baru‬وبالسومرية "آزو" (‪ )Azu‬وهم ّ‬
‫العرافون أو‬
‫املنجمون‪ ،‬والشائيلو )‪ :(Shailu‬وهم الكهنة املتخصصون يف قراءة األحالم وتفسريها‪،‬‬
‫واألشيبو(‪ :)Ashipu‬هو املعزم وطارد األرواح الشريرة‪.‬‬
‫جـ‪.‬كهنة الدرجة الثانية‪ :‬ويضم األوريجالو (‪ :)Lurigallu‬هو بواب املعبد أو حارس بوابته‪ ،‬الذي‬
‫صباحا بعد أن يباشر بأداء طقوس ويتلو صلوات معينة‪ ،‬والباشيشو (‪)Pashishu‬‬ ‫ً‬ ‫يفتح األبواب‬
‫ومهمته القيام بواجبات التطهري‪ ،‬باالضافة اىل النارو وهم املنشدون‪ ،‬فضال عن الكالو وهم النادبون‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫النساء الكاهنات‪ :‬مل تغيب املراة العراقية عن ممارسة الوظائف الدينية‪ ،‬والدليل وجود عدد معترب من‬
‫النساء كرسن انفسهن خلدمة معابد االهلة‪ ،‬ونذكر على سبيل املثال‪ :‬الكاهنة لوكر (‪ )Luker‬وباألكدية‬
‫(‪109‬‬
‫)‪،‬و الكاهنة‬ ‫ناديتوم (‪ :)Naditum‬وتعين املرأة اليت نذرها أبوها للخدمة يف معبد أحد اآلهلة‬
‫سوكي (‪ )Suge‬وباألكادية شوجيتوم (‪ ،)Shugetu‬و قادشتوم (‪ :)Quadishtu‬وتعين‬
‫(‪110‬‬
‫)‪ ،‬والكاهنة الحاجبة سال زكروم (‪ :)Sal-Zikrum‬هي‬ ‫باللغة األكادية "املوهوبة إىل اإلله أو املقدس"‬
‫كاهنة هلا عالقة باملعبد وغري منذورة إىل إله معني‪ ،‬ويبدو أهنا تقوم جبلب أو توفري من يقوم باخلدمة يف القصر واملعبد‬
‫عن طريق التبين(‪ ،)111‬والشائيلتو (‪ :)Sha-Iltu‬وهي الكاهنة املسؤولة عن تفسري األحالم(‪.)112‬‬

‫‪ -)108‬رالف لنتون‪ ،‬شجرة الحضارة‪ ،‬تق‪ :‬حممد السويدي‪ ،‬ج‪ ،2‬موفم للنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،1778 ،‬ص‪.295‬‬
‫‪ -)109‬خزعل املاجدي‪ ،‬متون سومر‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1770 ،‬ص ‪.296‬‬
‫‪ -)110‬فوزي رشيد‪ " ،‬الديانة" ‪ ،‬حضارة العراق‪ ،‬ج‪ ،1‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -)111‬خزعل املاجدي‪ ،‬متون سومر‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.1770 ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪ -)112‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.354‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫‪ .II‬نظام الحكم‬

‫‪.2‬الملكية ونظرية التفويض االلهي‪:‬‬


‫لقد ذهب العراقي القدمي يف تفكريه إىل اإلعتقاد بأن امللوكية ( أي السلطة) ُوجدت قبل أن‬
‫يُوجد من ميارسها على األرض‪ ،‬إذ كانت قابعة يف السماء وُمتارس من قِبل اآلهلة‪ ،‬مث نزلت إىل األرض‬
‫كما جاء يف قائمة امللوك السومرية‪ « :‬بعد أن هبطت امللكية من السماء‪ ،)113(»...‬وألن امللوكية نزلت‬
‫من السماء‪ ،‬فقد أخذت طابعاً قدسياً‪ ،‬لذلك عمل الفرد العراقي على أن تكون حياته السياسية تسري‬
‫وفق منط مماثل حيث احلالة على األرض ما هي إال صورة مماثلة عن تلك احلالة اليت حيياها األرباب يف‬
‫السماء(‪.)114‬‬
‫وباعتبار امللوكية هبة من اآلهلة‪ ،‬فهذه األخرية هي اليت ختتار من ميثلها يف ممارسة السلطة على‬
‫األرض‪ ،‬وهذا اإلختيار يتم إما يف إطار الحظوة اليت تضفى من قبل اآلهلة على هذا الشخص أو ذاك‬
‫ليكون مل ًكا‪ ،‬أو عن طريق النظرة اإللهية اليت يلقيها اإلله على ملك املستقبل‪ ،‬فإذا رفع اإلله ببصره حنو‬
‫ملك املستقبل فإن ذلك سيكون كدليل على تفضيله له ملمارسة السلطة على األرض(‪ ،)115‬وبعد أن‬
‫ختتار اآلهلة بنظرها‪ ،‬تُعلن عن هذا اإلختيار عن طريق النطق اإللهي باسم ملك املستقبل(‪.)116‬‬
‫ويتم التأكيد على شرعية حكم امللك يف مراسيم احتفاالت رأس السنة حيث يدخل امللك يف‬
‫اليوم اخلامس من أيام االحتفال إىل املعبد ويقف أمام متثال اإلله فيدخل عليه الكاهن لينزع عنه شارات‬
‫امللك ويضعها على منضدة خاصة أمام متثال اإلله‪ ،‬ويذكر بعدها امللك املنزوع عنه الشارات بأنه مل‬
‫يذنب ومل يهمل ومل يظلم ومل يهدم‪ ...‬اخل‪ ،‬مث يتقدم الكاهن ليصفع امللك على وجهه ويعرك أذنيه‬
‫إذعانا للطاعة ‪ ،‬وبعد ذلك يعيد الكاهن شارات امللكية إىل امللك ليعين ذلك أن اآلهلة قد رضيت عنه‬
‫وفوضت له سنة أخرى حلكم البالد(‪ ،)117‬وحسب معتقدات القوم يف الوقت الذي يتم فيه تتويج امللك‬
‫اجلديد على األرض‪ ،‬كانت اآلهلة تتوجه يف السماء‪ ،‬فعندما كان الكاهن يقوم بوضع التاج على رأس‬

‫‪Henri Frankfort‚La Royaute et les dieux ‚Payot‚Paris‚1951‚P315.‬‬ ‫‪-)113‬‬


‫‪ -)114‬سامي سعيد األمحد‪( ،‬السومريون‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫‪ -)115‬عبد الرضا الطعان‪ ،‬الفكر السياسي في العراق القديم‪ ،‬دار اخللود للنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،1701 ،‬ص‪.431‬‬
‫‪116‬‬
‫‪)- Henri Frankfort ,Op.Cit, p326.‬‬
‫‪ -)117‬كمال سعفان‪ ،‬معتقدات أسيوية‪-‬العراق‪ ،‬فارس‪ ،‬الهند‪ ،‬الصين‪ ،‬اليابان‪ -‬دار الندى‪ ،‬ط‪( ،1777 ،1‬د‪.‬م)‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪- 26 -‬‬
‫امللك ومينحه الصوجلان‪ ،‬فإن اآلهلة يف السماء تضطلع بدورها مبنح هذه الشارات مغزاها اإلهلي الذي هو‬
‫مغزاها احلقيقي(‪.)118‬‬
‫‪ .0‬واجبات الملك‪:‬‬
‫باعتبار امللك هو ممثل االهلة على وجه االرض فقد كان يقع على عاتقه العديد من املسؤوليات‬
‫والواجبات الدينية والدنوية ميكن حصرها يف النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪.1.1‬الواجبات الدينية‪:‬‬
‫*ترجمة رغبات الالهة‪ :‬عن طريق تفسري إرادة اآلهلة من خالل مراقبة الظواهر الطبيعية ككسوف‬
‫الشمس وخسوف القمر أو ما يأتيه يف أحالمه واعتبارها اشارة خاصة من االهلة يفسرها امللك باهنا انذار‬
‫منها وعليه تنفيذ رغباهتا‪.‬‬
‫* تمثيل الشعب أمام الاله‪ :‬يعترب امللك مسؤوال عن تصرفات شعبه أمام االهلة‪ ،‬الهنا هي من اختارته‬
‫لكي ينوب عنها يف حكم شعوهبا‪.‬‬
‫* املشاركة في الاحتفاالت الرسمية‪ :‬تتقدمها عملية تشييد املعابد أو اعادة ترميمها‪ ،‬وتعد من‬
‫االعمال احملببة لالهلة‪ ،‬باالضافة إىل وجوب حضوره و يف احتفاالت رأس السنة فيما يعرف بعيد‬
‫األكيتو‪.‬‬
‫‪ 0.0‬الواجبات اإلدارية‪:‬‬
‫* تعيني كبار املوظفني يف الدولة‪.‬‬
‫* قيادة احلمالت العسكرية بنفسه‪ ،‬والنظر يف شؤون املقاطعات‪.‬‬
‫* االهتمام حبفر القنوات ومشاريع االرواء اليت اعتربت من اهم االعمال اليت تفاخر هبا ملوك الرافدين‬
‫* تعيني حكام االقاليم واملقاطعات(‪.)119‬‬

‫‪118‬‬
‫‪)-Rene Labat, Le Caractère Religieux de la Royout Assyro Babylonien,‬‬
‫‪A.Maisonneuve, Paris, 1939, p181.‬‬
‫‪ -)119‬علي ياسني اجلبوري‪ " ،‬نظام احلكم"‪ ،‬موسوعة الموصل الحضارية‪ ،‬مج‪ ،81.‬ط‪ ،81.‬دار الكتب للطباعة والنشر‪ ،‬جامعة‬
‫املوصل‪ ،1771 ،‬ص ص ‪.237-234‬‬
‫‪- 27 -‬‬
‫‪ .III‬الحياة االقتصادية‬
‫‪.2‬الزراعة‪:‬‬
‫اشتهر أهل العراق منذ أقدم األزمنة باهتمامهم بالزراعة والعمل فيها‪ ،‬وساعدهم على ذلك توفر‬
‫مياه هنري دجلة والفرات واستواء األرض ونعومة الرتبة(‪ )120‬وخاصة يف املنطقة الوسطى واجلنوبية من‬
‫البالد(‪ ،)121‬مما يَ َّسر هلم تنظيم اإلفادة من هذه املياه بفتحهم الرتع وانشائهم السدود لضبط الفيضانات‬
‫واخلزانات حلفظ املياه واملنشآت لتنظيم توزيعها(‪.)122‬‬
‫‪2.2‬ملكية األراضي الزراعية‪ :‬وهي على نوعين‪:‬‬
‫‪ 1.1.1‬أراضي تابعة للمعبد‪ :‬وتنقسم هذه االخرية اىل ثالثة أصناف‪ :‬األراضي المسماة بالسومرية " نيجينا "‬
‫(‪ :)Negenna‬وهي أراضي اإلله اليت تُصرف وارداهتا لتسديد حاجيات املعبد(‪ ،)123‬تليها األراضي المسماة "‬
‫(‪)124‬‬
‫كور " (‪ :)Kur‬وتأيت مبدلول "أرض الطّعام" ‪ ،‬وهذه األراضي كانت تُ َّ‬
‫كرس لضمان معيشة أعضاء املشرتك‬
‫املعبدي‪ ،‬الذين يقومون بزراعتها بعد أن تُقطع وتوزع عليهم)‪ ،(125‬وأخريا أراضي" أورو‪ -‬الل" (‪:)Uru-Lal‬‬
‫أي أراضي احملراث(‪ ،)126‬وهلا مدلول حقول اإلجيار)‪ ،(127‬وكانت تُستأجر من قبل املزارعني وذلك مقابل حصة عينية‬
‫ترتاوح بني سبع أو مثن احملصول )‪،(128‬أما األراضي البور فيمتلكها أول مستغل هلا أو مستصلح هلا(‪.)129‬‬
‫‪ .2.1.1‬أراضي القصر الملكية‪ :‬مع العصر البابلي القدمي انتقلت ملكية اجلزء األكرب من أراضي املعبد‬
‫إىل القصر امللكي بعد أن سيطر القصر على شؤون الدولة‪ ،‬ومل يعد للمعبد ذلك الدور الذي كان يتمتع‬

‫‪ -)120‬خنبة من أساتذة التاريخ‪ ،‬دراسات في تاريخ العراق وحضارته‪ ،‬المدينة والحياة المدنية‪ ،‬ج‪( ،1‬د‪.‬ن)‪ ،‬بغداد‪ ،1700 ،‬ص‪.0‬‬
‫‪ -)121‬برهان الدين دلو‪ ،‬حضارة مصر والعراق‪-‬التاريخ االقتصادي‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬الثقافي‪ ،‬والسياسي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفارايب‪ ،‬لبنان‪،1707 ،‬‬
‫ص‪.268‬‬
‫‪ -)122‬خنبة من أساتذة التاريخ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.0‬‬
‫‪123‬‬
‫‪)-Henri Frankfort, Kingship and The Gods-Astudy of Ancient Near Eastern Religion as the‬‬
‫‪Integration of Society and Nature, The university of Chicago Press, Chicago, 1978, p221.‬‬
‫‪124‬‬
‫‪)-Georges Roux, Op.Cit, p131.‬‬
‫‪125‬‬
‫‪)-Henri Frankfort, (Kingship…), Op.Cit, p221.‬‬
‫‪126‬‬
‫‪)-Georges Roux, Op.Cit, p131.‬‬
‫‪ -)127‬عبد اهلل احللو‪ ،‬االقتصاد في دول لعالم القديم‪-‬سومر‪ ،‬بابل‪ ،‬فارس‪ ،‬الحيثية‪ ،‬مصر‪ ،‬اليونان‪ ،‬الرومان‪ ،-‬ط‪ ،1‬دار احلوار‪،‬‬
‫سوريا‪ ، 1779 ،‬ص‪.34‬‬
‫‪128‬‬
‫‪)-Georges Roux, Op.Cit, p131.‬‬
‫‪ -)129‬جنيب ميخائيل ابراهيم‪ ،‬مصر والشرق األدنى القديم‪-‬حضارات الشرق القديم العراق وفارس‪ -‬ج‪ ،6‬دار املعارف‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،1769‬ص‪.09‬‬
‫‪- 28 -‬‬
‫به يف عصر فجر السالالت(‪ ،)130‬وأصبحت أراضي القصر أو األراضي امللكية على ثالث أصناف‬
‫شبيهة باألصناف اليت كانت عليها أراضي املعبد وهي كالتايل(‪:)131‬‬
‫‪ -‬أوهلا أراضي "أسا‪-‬سوكو" تابعة للملك نفسه اليت يستغلها القصر بواسطة موظفني وعمال مرتبطني بامللك(‪،)132‬‬
‫تليها أراضي القصر المقطعة ‪ ،‬وهي األراضي اليت تقطعها الدولة من األراضي امللكية إىل بعض األفراد هبدف‬
‫استغالهلا واالستفادة منها مقابل أن يقدم هؤالء خدمة الـ "ايلكو" (‪ )ILKU‬إىل اململكة(‪ ،)133‬وأخريا أراضي‬
‫المؤجرة اليت تؤجرها الدولة اىل الفالحني مقابل أجرة سنوية مقطوعة أو حصة معينة من احملصول‬
‫َّ‬ ‫القصر‬
‫تساوي الثلث غالبًا(‪.)134‬‬
‫‪ .0.2‬أنواع األراضي الزراعية‪:‬‬
‫رث باحملراث(‪ ،)135‬وتُعرف باللغة السومرية‬
‫وحت ُ‬ ‫أ‪.‬األراضي الحقلية‪ :‬ويـُ ْق َ‬
‫ص ُد هبا األرض اليت تُزرعُ ُحبوبًا ُ‬
‫(‪ )A.ŠÀ‬ويرادفها باألكدية " إيقلو" ((‪ ،)136()Eqlu)m‬وهي خمصصة لزراعة خمتلف أنواع احلبوب‬
‫كاحلنطة والشعري‪ ،‬واحملاصيل احلقلية كالسمسم والثوم والبصل وغريها(‪.)137‬‬
‫ب‪ .‬البساتين‪ :‬تُعرف سومريًا بـ"جيس‪-‬كي‪--‬سار"(‪ )gis.ki.sar‬ويرادفها باألكدية "كريو" (‪ ،)138()kirû‬وهي‬
‫خمصصة لزراعة أنواع خمتلفة من أشجار الفاكهة أمهها النخيل والتني والعنب والرمان والتفاح والكمثري واللوز والفستق‬
‫والزيتون(‪.)139‬‬

‫‪ -)130‬ياسر هاشم حسني‪" ،‬العالقة بني الفالح وصاحب األرض الزراعية يف ضوء قانون محورايب"‪ ،‬مجلة التربية والعلم‪ ،‬مج‪،12.‬‬
‫ع‪ ،3.‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة املوصل‪ ،‬العراق‪ ،2885 ،‬ص‪.108‬‬
‫‪ -)131‬فاضل عبد الواحد علي وعامر سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.126‬‬
‫‪ -)132‬ياسر هاشم حسني‪" ،‬اقراض الفالحني وأضرار احملصوالت يف قانون محورايب"‪ ،‬مجلة التربية والعلم‪ ،‬مج‪ ،14‬ع‪ ،3‬كلية‬
‫الرتبية‪ ،‬جامعة املوصل‪ ،2889 ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ -)133‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ -)134‬ياسر هاشم حسني‪( ،‬اقراض‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪-)135‬جنيب ميخائيل ابراهيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫‪136‬‬
‫‪)-Wolfram‬‬ ‫‪Von Soden, Akkadisches Handwörterbuch, band. I, (A-L), Otto Harrassowitz,‬‬
‫‪Wiesbaden, 1965, p231.‬‬
‫‪ -)137‬عاصي حسني محود العجيلي‪" ،‬امللكية الزراعية يف شريعة محورايب"‪ ،‬مجلة تكريت للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬مج‪ ،1‬ع‪ ،3‬كلية‬
‫القانون‪ ،‬جامعة تكريت‪ ،2887 ،‬ص‪.190‬‬
‫‪138‬‬
‫‪(-A. Leo Oppenheim & Others, The Assyrian Dictionary of the Oriental Institute of the University‬‬
‫‪of Chicago, VoL8, (K), (P.O.I.), Chicago, 1971, p411.‬‬
‫‪ -)139‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.264 ،263‬‬
‫‪- 29 -‬‬
‫ج‪.‬المراعي‪ :‬كانت تُطلق هبا احلمري والثريان واألغنام لرتعى فيها‪ ،‬ومل تكن يف حاجة إىل عناية أو رعاية‬
‫أكثر من ريِّها وقطع حشائشها (‪.)140‬‬
‫د‪.‬األراضي المتروكة (البوار)‪ :‬ويُقصد هبا األراضي اليت متَّ التوقف عن استغالهلا نتيجة امهال مشاريع الري وطغيان‬
‫امللوحة عليها بسبب تعرضها للفيضانات السنوية(‪ ،)141‬وكان هذا النوع من األراضي من حق أول من يشغلها وتصبح‬
‫مل ًكا ملن يصلحها(‪.)142‬‬
‫و‪.‬الـ ـ ـغـ ـ ـ ـ ــابـ ـ ـ ــات‪ :‬تعد من املصادر املهمة لألخشاب اليت تدخل يف صناعة السفن والقوارب ويف البناء‪ ،‬وقد كانت‬
‫تابعة للدولة ويشرف عليها فالحون وموظفون حتت إدارة مشرف كبري يسمى " وكيل‪-‬كيشتو أي مسؤول الغابة‬
‫ويرتبط بالقصر(‪.)143‬‬
‫‪.2.1‬وسائل االنتاج الزراعي‪ :‬استخدم الفالح العراقي القدمي آالت زراعية متنوعة‪ ،‬يايت يف مقدمتها‬
‫احملراث‪ ،‬وقد كان يف بدايته بسيطا مصنوعا من احلجر ومثبتا يف مقبض خشيب (‪ ،)144‬بعدها اصبح‬
‫زودا بأداة لبذر البذور على هيئة قمع توضع فيه البذور جتره احليوانات(‪()145‬انظر الصورة رقم ‪ .)20‬كما‬
‫ُم ً‬
‫استعمل املناجل حلصد النباتات باالضافة اىل الفؤوس‪ ،‬وإىل هذه اآلالت هناك املسحاة‪ ،‬وكذلك‬
‫"النورج" (انظر الصورة رقم ‪.)21‬ويسميه العراقيون اآلن اجلرجر"‪ ،‬وهو يستعمل يف دراسة احملصول وهو‬
‫مصنوع من اخلشب وجتره احليوانات‪.‬‬

‫الصورة رقم‪ :0‬محراث يجره ثوران‬ ‫الصورة رقم (‪ :)21‬النورج‬ ‫الصورة رقم (‪ :)22‬المذراة‬

‫‪ -)140‬إبراهيم أمحد رزقانة وآخرون‪ ،‬حضارة مصر والشرق القديم‪ ،‬دار مصر للطباعة‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.381 ،388‬‬
‫‪ -)141‬عاصي حسني محود العجيلي‪" ،‬امللكية الزراعية يف شريعة محورايب"‪ ،‬مجلة تكريت للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬مج‪ ،1‬ع‪ ،3‬كلية‬
‫القانون‪ ،‬جامعة تكريت‪ ،2887 ،‬ص‪.197 ،190‬‬
‫‪ -)142‬ديالبورت‪ ،‬بالد مابين النهرين‪-‬الحضارة البابلية واآلشورية‪ ،-‬تر‪ :‬حمرم كمال‪ ،‬مر‪ :‬عبد املنعم أبو بكر‪ ،‬ط‪ ،2‬اهليئة املصرية‬
‫العامة للكتاب‪( ،‬د‪.‬م)‪ ،1779 ،‬ص‪.180‬‬
‫‪ -)143‬جاسم شهد وهد‪" ،‬الزراعة خالل العصر البابلي القدمي (‪2884‬ق‪.‬م‪1575-‬ق‪.‬م)"‪ ،‬مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‪ ،‬مج‪،11‬‬
‫ع‪ ،3‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القادسية‪ ،2880 ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ -)144‬سامي سعيد االمحد‪ " ،‬الزراعة والري"‪ ،‬حضارة العراق‪ ،‬ج‪ ،82.‬بغداد‪ ،1705 ،‬ص‪.168‬‬
‫‪ -)145‬فوزي رشيد‪" ،‬الديانة"‪ ،‬حضارة العراق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.161‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫‪ .2.2‬المحاصيل الزراعية‪:‬‬
‫عرف العراقيون القدماء انتاج العديد من احملاصيل الزراعية‪ ،‬يايت يف مقدمتها احلبوب خاصة‬
‫احلنطة والشعري والرز والسمسم ‪ ،‬إضافة إىل عدد كبري آخر من أنواع احملاصيل كالذخن والذرة والبقول‬
‫مثل العدس واللوبياء واخلضر كالبصل والثوم‪ ،‬وأنواع أخرى غري قليلة من أشجار الفاكهة وعلى رأسها‬
‫النخيل‪ ،‬باالضافة اىل الرمان واللوز وغريها(‪.)146‬‬
‫‪ .0‬الصناعة‪:‬‬
‫تعترب الصناعة إحدى األركان الثالثة اليت قامت عليهـا احليـاة االقتصـادية يف العـراق القـدمي‪ ،‬ومـع أن‬
‫نشــاط الع ـراقيني القــدماء يف الزراعــة والتجــارة كــان يفــوق نشــاطهم يف الصــناعة‪ ،‬إال أهنــم بــرزوا يف الصــناعة‬
‫ووضــعوا األســس العلميــة الرصــينة للعديــد مــن الصــناعات واســتغلوا مــا كــان متيسـراً لــديهم مــن مـواد لصــناعة‬
‫خمتل ــف اآلالت واألدوات واحلاجي ــات)‪ .(147‬ب ــرع العراقي ــون يف الص ــناعة مبحتل ــف أنواعه ــا‪ ،‬حي ــث ظه ــرت‬
‫عندهم صـناعة النسيج والغزل والملبوسـات فضـال عـن صـناعة األصـبا الـيت كانـت تضـفي رونقـا ومجـاال‬
‫لأللبسـة (‪ ،)148‬كمــا عرفـوا صــناعه الجلــود منـذ تــدجني احليوانــات و اسـتخدموا جلودهــا يف عمــل األحذيــة‬
‫واحلقائــب املختلفــة وحافظــات لــبعض األســلحة كالســيوف واخلنــاجر وغريهــا‪ ،‬كمــا تفننـوا يف صــناعة القطــع‬
‫الفني ــة كالتماثيــل واملســالت واألختــام األســطوانية‪ ،‬واســتخدموا الــذهب والفضــة يف ص ــناعة الحل ــي الــيت‬
‫القت رواجاً عند العراقيني القدماء)‪.(149‬‬
‫‪ .2‬التجارة‪ :‬عدت التجارة احدى املرتكزات اليت قام عليها االقتصاد يف حضارة بـالد الرافـدين‪ ،‬وقـد اقـرتن‬
‫ازدهارها وتطورها يف العراق القدمي جبملة من األسباب واملقومات ميكن حصرها يف النقاط االتية‪:‬‬
‫* املوقع اجلغرايف لبالد الرافدين وقربه من املراكز التجارية املوجودة يف البلدان األخرى‪.‬‬
‫* سهولة النقل املائي والربي الذي أتاح حرية احلركة التجارية بني املراكز التجارية‪ ،‬بالرغم من وجود بعـض‬
‫القيــود والعوائــق الــيت تــؤثر نوع ـاً مــاعلى الــرحالت والقوافــل التجاريــة‪ ،‬مثــل بعــد املســافات وتعــرض القوافــل‬
‫التجارية للمتسللني وقطاع الطرق‪.‬‬

‫‪ -)146‬خنبة من أساتذة التاريخ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.0‬‬


‫‪ -)147‬وليد اجلادر‪" ،‬الصناعة" ‪ ،‬موسوعة املوصل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪. 282‬‬
‫‪ -)148‬فاروق ناصر الراوي‪ " ،‬العلوم واملعارف"‪ ،‬حضارة العراق ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،82.‬ص‪.352‬‬
‫‪ )149‬وليد اجلادر‪ "، ،‬صناعة التعدين" ‪ ،‬حضارة العراق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،82.‬ص‪. 258‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫* التطورات السياسية اليت حدثت يف بالد الرافدين منذ عصر فجر السالالت وماتبعها يف العصور‬
‫الالحقة‪ ،‬واملتمثلة بدويالت املدن الكثرية‪ ،‬وتوسع نشاطاهتا التجارية‪ ،‬فضالً عن إهتمام احلكام بتنظيم‬
‫احلركة التجارية ومايرتبط هبا من تأمني سالمة ومحاية القوافل التجارية وعقد املعاهدات واألحالف مع‬
‫الدولة اجملاورة لضمان حرية التجارة يف البلدان اخلارجية‪.‬‬
‫* التطــورات اإلقتصــادية واإلجتماعيــة‪ ،‬ومــن أمههــا إتســاع مســاحات األراضــي الزراعيــة متنوعــة احملاصــيل‪،‬‬
‫فضالً عن تقدم أساليب الزراعة واألدوات واآلالت املستعملة فيها‪ ،‬مما أدى إىل زيـادة فـائض اإلنتـاج‪ ،‬مـع‬
‫اإلهتمام برتبية احليوانات بشكل أكثر من السابق‪ ،‬وكذلك تطور احلـرف والصـناعات املختلفـة الـيت كانـت‬
‫حباجة ماسة إىل املواد األولية غري املتوفرة يف البالد‪.‬‬
‫*سامهت التشريعات القانونية يف تطور التجارة‪ ،‬إذ أهنا تناولت يف الكثري من موادهـا قضـايا ختـص تنظـيم‬
‫شؤون التجارة وفق أصول وقواعد قانونية‪.‬‬
‫*ت ــوفر الوس ــائل املس ــتعملة يف احلس ــابات املالي ــة كاس ــتعمال الش ــعري مث بع ــد ذل ــك املع ــادن مث ــل النح ــاس‬
‫والربونــز‪ ،‬إىل أن أصــبحت الفضــة هــي الوســيلة األوىل يف التعامــل‪ ،‬إذ إنتهــى نظــام املقايضــة يف منتصــف‬
‫األلف الثالث ق‪.‬م‪ ،‬تقريباً(‪.)150‬‬
‫‪ .2.2‬أقسام التجارة في بالد الرافدين‪ :‬تنقسم اىل قسمني مها‪:‬‬
‫‪ .2.2.2‬التجارة الداخلية‪:‬‬
‫انتعشت التجارة الداخلية يف العراق القدمي بفعل تنوع الثروات الطبيعيـة بـني خمتلـف منـاطق العـراق‬
‫املختلفــة‪ ،‬وتعكــس الرســائل املتبادلــة بــني التجــار أنفســهم‪ ،‬أو بيــنهم وبــني وكالئهــم وممثلــيهم عــن طبيعــة‬
‫الصــفقات التجاريــة وحجمهــا ومنــاطق انتــاج بعــض الســلع وكيفيــة نقلهــا(‪ ،)151‬وأمــا بالنســبة مل ـواد التجــارة‬
‫الداخليــة فكانــت متنوعــة تتقــدمها احملاصــيل احلقليــة كاحلنطــة والشــعري‪ ،‬والزيــوت‪ ،‬وان ـواع مــن االخشــاب‬
‫احمللي ــة‪ ،‬واملالب ــس واملنس ــوجات واالص ــباغ‪ ،‬وك ــذا العق ــارات والعبي ــد واالم ــاء‪ ،‬فض ــال ع ــن املت ــاجرة ب ــالثروة‬
‫احليوانية مثل املاشية واحلمري واخلنازير وغريها(‪.)152‬‬

‫‪ -)150‬مذكرة‪ ،‬ص‪.163،164‬‬
‫‪ -)151‬رضا جواد اهلامشي‪ " ،‬التجارة"‪ ،‬حضارة العراق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،2.‬ص‪.213،214‬‬
‫‪ -)152‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.216،219‬‬
‫‪- 32 -‬‬
‫‪ .0.2.2‬التجارة الخارجية‪:‬‬
‫كانت املواد األولية من معادن وأخشاب وأحجار أحد احلوافز املهمة لنشاط التجارة اخلارجية‬
‫وذلك الفتقار بالد الرافدين ملثل هذه املواد‪ ،‬فالنحاس مثال كان يف مقدمة املواد اليت استوردها العراقيون‬
‫من االناضول ومنطقة اخلليج العريب‪ ،‬كما أن هذه احلاجة دفعت بدورها العراقيني إىل ضرورة انتاج سلع‬
‫زراعية وصناعية جيدة ومرغوبة لغرض تصديرها مقابل املواد اليت يتم استريادها‪.‬وقد بلغت التجارة أوجها‬
‫يف العصر البابلي القدمي خاصة يف عهد محورايب الذي اصبحت فيه مدينة بابل تسيطر على الطرق‬
‫التجارية املهمة بني العراق وسوريا وموانئ البحر املتوسط وبالد االناضول(‪.)153‬‬

‫‪ -)153‬جبار عبد جبيل‪ " ،‬التجارة اخلارجية للعراق يف العصر البابلي (‪357-652()1688-2888‬ق‪.‬م)"‪ ،‬جملة البحوث‬
‫اجلغرافية‪ ،‬مج‪ ،81.‬ع‪ ،81.‬جامعة الكوفة‪ ،‬العراق‪ ،2886 ،‬ص‪.259‬‬
‫‪- 33 -‬‬
‫‪.V‬حـ ـ ـ ـض ـ ـارة م ـ ـ ـ ـ ـ ـصر الـ ـقدي ـ ـ ـ ـ ـمـ ـة‬

‫أوال‪.‬االطار الجغرافي لحضارة مصر القديمة‪:‬‬


‫‪ .2‬املوقع الجغرافي‪:‬‬
‫تعترب مصر حبكم موقعها املتوسط جزءا هاما من منطقة نشوء ومولد حضارات الشرق االدىن‪ ،‬حتتل حنو‬
‫(‪)154‬‬
‫املتوسط‪ ،‬من اجلنوب‬
‫ّ‬ ‫األبيض‬ ‫البحر‬ ‫الغريب‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫ها‬‫د‬‫ّ‬ ‫حي‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ %3‬من مساحة القارة االفريقية‬
‫السودان ومن الغرب ليبيا‪ ،‬أماّ من الشمال الشرقي فهي تشرتك حبدودها مع فلسطني‪ ،‬ومن الشرق حي ّدها‬ ‫ّ‬
‫البحر األمحر(‪(.)155‬انظر الخريطة رقم(‪)22‬‬

‫خريطة رقم (‪ :)22‬مصر وحدودها الجغرافية مع دول الجوار‬


‫‪ .1‬التسمية‪:‬‬
‫عرفت مصر يف تارخيها القدمي مبجموعة من املسميات عربت عن طبيعة ارضها وعن وضعها‬
‫اجلغرايف‪ ،‬ومن تلك االمساء نذكر‪" :‬تاوى" أي " االرضين" اشارة اىل االقليمني الرئيسيني يف مصر ومها‬
‫الوجه القبلي"تا‪ -‬شمعو" والوجه البحري "تا‪-‬محو"‪ ،‬و"كمت" وتعين "االرض السوداء"‪ ،‬وهذه االمساء‬
‫عرفت هبا يف عهد الدولة القدمية‪ ،‬ومن االمساء اليت تسمت هبا يف عهد الدولة الوسطى نذكر "خبشوت"‬
‫ومعناها "ارض القوة"‪ ،‬اما اليت عرفت هبا الحقا يف عهد الدولة احلديثة فكانت "تامرى" اي ارض‬

‫‪ -)154‬رمضان عبده علي‪ ،‬حضارة مصر القديمة منذ اقدم العصور الى حتى نهاية عصور االسرات الوطنية‪ ،‬ج‪ ،81.‬اجمللس‬
‫االعلى لالثار‪ ،‬مصر‪ ،2884 ،‬ص‪.56‬‬
‫(‪ -)155‬سيد توفيق‪ ،‬معالم تاريخ وحضارة مصر الفرعونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1778 ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.6،5‬‬
‫‪- 34 -‬‬
‫الفيضان و"تاوكمت" اي "اراضي السود"‪ ،‬ومن مسميات العصر املتأخر نذكر"ايرت رع" اي "عني‬
‫معبود الشمس رع"‪ ،‬و"باكت" اي "االرض املضيئة"(‪.)156‬‬
‫‪.2‬الاقاليم الجغرافية ملصر ‪:‬‬
‫دلت الشواهد األثرية على أن البالد املصرية كانت مقسمة إىل عدة أقاليم ومقاطعات منذ عصر‬
‫ماقبل األسرات بلغ عددها ‪ 42‬مقاطعة‪ ،‬وكانت هذه األقاليم قائمة يف األصل كدويالت مدن ذاتية‬
‫احلكم ساد بينها الصراع يف حماولة بعض منها فرض نفوذها على البعض اآلخر عن طريق السلم أحيانا‬
‫أو احلرب أحيانا أخرى‪ ،‬وقد تقلصت مع مرور الوقت ووصلت يف النهاية إىل مملكتني مها(‪:)157‬‬
‫أ‪ .‬مملكة الوجه البحري في الشمال (مصر السفلى)‪ :‬عاصمتها "يب" ورمزها "نبات الربدي"‪ ،‬متيز ملوكها‬
‫بالتاج االمحر‪.‬‬
‫ب‪ .‬مملكة الوجه القبلي في الجنوب (مصل العليا‪/‬صعيد مصر حاليا)‪ :‬عاصمتها "خنن" ورمزها "نبات‬
‫األسل"‪ ،‬متيز ملوكها بتاج أبيض(‪ .)158‬ويف حوايل ‪3188‬ق‪.‬م وفق امللك "مينا" اىل توحيد القطرين يف‬
‫مملكة واحدة‪ ،‬وقد كان ذلك فاحتة عصر جديد أطلق عليه "عصر األسرات"(‪.)159‬‬
‫* نهر النيل‪:‬‬
‫قال هريودوت‪ ":‬ان مصر هبة النيل"(‪ ،)160‬فلوال النيل وما جيلبه من ماء وغرين وما يوفره من‬
‫بيئة طبيعية‪ ،‬ولوال هذه الواحة الطويلة اليت يقتطعها من الصحراء‪ ،‬والدلتا اليت يغتصبها من البحر لبقي‬
‫هذا الركن من مشال إفريقيا صحراء هامدة تتمم الصحراء اإلفريقية ‪.(161)» ...‬كان النيل حمل تقديس‬
‫لدى قدماء املصريني‪ ،‬ومنحوه صفة القداسة ومسوه "حعىب"‪ ،‬وقد اختذ هذا املعبود صورة رجل ذو جسم‬
‫ممتلئ له بطن كبرية وثديان كبريان تنبثق املياه من حلمتيهما رمزا للخصوبة والعطاء الرض مصر‬
‫وللناس(‪.)162‬‬

‫‪ -)156‬رمضان عبده علي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.150-155‬‬


‫‪ -)157‬مسري أديب‪ ،‬تاريخ وحضارة مصر القديمة‪( ،‬د‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬م)‪ ،1779 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ -)158‬ابراهيم رزقانة وآخرون‪ ،‬حضارة مصر والشرق القديم‪ ،‬دار مصر للطباعة‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.60،67‬‬
‫‪ -)159‬مسري اديب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪160‬‬
‫‪)-Hérodote, XVII, XVIII, XIX.‬‬
‫‪ -)161‬الزهرة الزعيب‪ ،‬تجارة مصر الفرعونية ( من اواخر االف الرابعة الى االلف االولى ق‪.‬م)‪ ،‬مذكرة ماجستري يف التاريخ القدمي‪،‬‬
‫كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2889-2886 ،‬ص‪.68‬‬
‫‪ -)162‬رمضان عبده علي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.282‬‬
‫‪- 35 -‬‬
‫‪ .4‬املراحل التاريخية لحضارة مصر القديمة‪ :‬ينقسم تاريخ مصر إىل عصرين مها‪:‬‬
‫أ‪ .‬عصــور مــا قبــل التــاري ‪ :‬ومتتــد مــن اســتقرار االنســان البــدائي اهلضــبة الصــحراوية يف مصــر حــىت اخ ـرتاع‬
‫الكتابة اهلريوغليفية حوايل منتصف األلف الرابعة قبل امليالد‪.‬‬
‫ب‪ .‬عصــر قيــام الدولــة المص ـرية‪ :‬وميتــد مــن اواخــر االلــف الرابــع قبــل املــيالد حــىت القضــاء علــى الوجــود‬
‫الفارســي مبصــر علــى يــد االســكندر املقــدوين ســنة ‪232‬ق‪.‬م‪ ،‬ويقســم املؤرخــون هــذا العصــر إىل عــدة عهــود‬
‫تتخللها فرتات انتقالية‪ ،‬تتابع على احلكم خالهلا ثالثون أسرة‪ ،‬وهذه العهود هي(‪:)163‬‬
‫*العهد العتيق أو الطيني (الثيني)‪ :‬امتد من (‪3288‬ق‪.‬م‪2908-‬ق‪.‬م) ‪ ،‬ومشل حكـم األسـرتني االوىل‬
‫والثانية‪ ،‬وهو عصر اقرار الوحدة السياسية يف مصـر علـى يـد امللـك "مينـا" او كمـا يعـرف باسـم "نعـر‪-‬مـر"‪،‬‬
‫بعدما كانت مقسمة إىل منطقتني‪ :‬الوجه البحري والوجه القبلي(‪.)164‬‬
‫*عه ددد الدول ددة ال د م ددة‪ :‬وتشـ ــمل حكـ ــم األس ـ ـرات مـ ــن الثالثـ ــة حـ ــىت السادسـ ــة ح ـ ـوايل (‪0002‬ق‪.‬م‪-‬‬
‫‪0002‬ق‪.‬م)‪ ،‬وقد عرف هذا العصر بالعصر املنفي نسبة إىل استقرار ملوكه يف مدينة منـف‪ ،‬كمـا مسـي ب ـ"‬
‫عصـر بنـاة االهـرام" كنايـة عمـا شــيده ملـوك هـذه الفـرتة مـن اهرامــات بلغـت زهـاء الثمـانني هرمـا(‪ ،)165‬وهــو‬
‫عصر االمـن واالسـتقرار الـداخلي ازدهـرت فيـه الصـناعات والفنـون املختلفـة بلغـت فيـه احلضـارة املصـرية قمـة‬
‫جمدها(‪.)166‬‬
‫وقد تبع عصر الدولة القدمية فرتة اضمحالل مشلت حكم األسـرات مـن السـابعة إىل العاشـرة حـوايل‬
‫(‪2868-2108‬ق‪.‬م)‪ ،‬انقس ــمت في ــه مص ــر اىل دوي ــالت ص ــغرية متحارب ــة فيم ــا بينه ــا‪ ،‬احلق ــت ال ــدمار‬
‫واخلـراب بـالبالد‪ ،‬تعطلــت فيهـا مشـاريع الــري وتـدهورت الزراعــة وحـدثت جماعـات(‪ ،)167‬وانتهــى هـذا العهــد‬
‫بتوحيد البالد ثانية على يد ملوك طيبة‪ ،‬وأصبحت مدينتهم عاصمة ملصر املتحدة(‪.)168‬‬

‫‪ -)163‬برهان الدين دلو‪ ،‬حضارة مصر والعراق‪-‬التاريخ االقتصادي‪،‬االجتماعي‪ ،‬الثقافي والسياسي‪ ،-‬دار الفارايب‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،1707‬ص‪.46‬‬
‫‪ -)164‬نعيم فرح‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ -)165‬سيد القمين‪ ،‬رب الثورة‪ -‬أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة‪ ،-‬مؤسسة هنداوي‪( ،‬د‪.‬م)‪ ،2828 ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ -)166‬ابراهيم رزقانة واخرون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -)167‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -)168‬ابراهيم رزقانة واخرون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫‪- 36 -‬‬
‫*عهـ ــد الدولـ ــة الوسـ ــط ‪ :‬ب ـ ــدأ بقي ـ ــام االس ـ ــرة احلادي ـ ــة عش ـ ــر ال ـ ــيت اسس ـ ــها "منتوحت ـ ــب" حـ ـ ـوايل ع ـ ــام‬
‫(‪0224‬ق‪.‬م)‪ ،‬وانتهى عام (‪2002‬ق‪.‬م) بنهاية االسرة الثانية عشر اليت أسسها "أمنمحات االول" عام‬
‫(‪1771‬ق‪.‬م)‪ ،‬ح ــدد حك ــام ه ــذه الدول ــة س ــلطات ن ــبالء االق ــاليم‪ ،‬واس ــتطاعوا تطه ــري ال ــبالد م ــن بقاي ــا‬
‫أعـدائها(‪ ،)169‬وقــد صــاحب اســتقرار االوضـاع السياســية يف الــبالد تطــور وازدهـار اقتصــادي كبــري‪ ،‬حيــث مت‬
‫اع ــادة بع ــث نش ــاط ش ــبكة ال ــري‪ ،‬فض ــال ع ــن تط ــور ادوات االنت ــاج كاحملاري ــث واملط ــاحن‪ ،‬وتق ــوت حرك ــة‬
‫املبادالت التجارية داخليا وخارجيا‪ ،‬أما عسكريا فقد مت توجيه محالت على ليبيا والنوبة وفلسطني(‪.)170‬‬
‫وقد أعقب عهـد الدولـة الوسـطى هـو اآلخـر حقبـة أخـرى مـن االضـطرابات الـيت عمـت الـبالد علـى‬
‫إثــر تعــرض مصــر لغــزو اهلكســوس‪ ،‬وحكمــت مــنهم اس ـرتان اخلامســة عشــر والسادســة عشــرة‪ ،‬فرض ـوا فيهــا‬
‫ضرائب باهضة على السكان‪ ،‬واستعبدوا الفالحني‪ ،‬وهنبـوا املعابـد وخربـوا بعضـها(‪ ،)171‬غـري أن ملـوك طيبـة‬
‫استطاعوا ختليص البالد من سيطرة اهلكسوس واحتالل عاصمتهم "أفاريس" والفضل يف ذلك يعـود للملـك‬
‫"أمحس بن سقنزع" مؤسس األسرة الثامنة عشرة(‪.)172‬‬
‫*عهد الدولة الحديثة أو عصر الامبراطورية‪ :‬امتد من (‪1808-1598‬ق‪.‬م) ومشل حكم األسرات‬
‫من الثامنـة عشـرة حـىت األسـرة العشـرين‪ ،‬بلغـت فيـه مصـر اوج جمـدها داخليـا حيـث ازدهـر العمـران وازدادت‬
‫املس ــاحات املزروع ــة وظه ــرت ان ـ ـواع جدي ــدة م ــن املزروع ــات‪ ،‬وتط ــورت وس ــائل النق ــل‪ ،‬ونش ــطت ص ــناعة‬
‫الربونز‪..‬اخل(‪ ،)173‬واما خارجيا فقد مدت مصر نفوذها اىل بالد النوبة (السودان)‪ ،‬وسوريا مبا فيها فلسطني‬
‫وفينيقيا(‪.)174‬‬
‫غري انه مع اواخر عهد االسرة العشرين دخلت مصر جمددا عهد االحنطاط ومشل حكم االسرات‬
‫من الواحد والعشرين اىل هناية االسرات الفرعونية حوايل (‪332-1808‬ق‪.‬م)‪ ،‬حيث حكمها ملوك‬
‫من اصل لييب اختذوا من "تل بسطة" شرق الدالتا عاصمة هلم‪ ،‬واخرون من اصل نويب ابرزهم "يب" او‬

‫‪ -)169‬سيد القمين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.47‬‬


‫‪ -)170‬نعيم فرح‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.93-98‬‬
‫‪ -)171‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ -)172‬نعيم فرح‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.99،90‬‬
‫‪ -)173‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪ -)174‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫"بعنخي"‪ ،‬كما تعرضت للغزو االشوري عام ‪669‬م بقيادة اشور بانيبال(‪ ،)175‬ليأيت بعدها الغزو‬
‫الفارسي الذي انتهى على يد االسكندر األكرب الذي استوىل على مصر سنة ‪332‬ق‪.‬م (‪.)176‬‬
‫ثانيا‪.‬الحكم وإدارة الدولة في مصر القديمة‪:‬‬
‫الملك‪ :‬كان امللك يف مصر اكثر من كونه جمرد حاكم شرعي للبالد‪.‬‬
‫وراثة العرش‪ :‬كان االبن االكرب هو الوريث الشرعي لوالده امللك‪ ،‬حيث يتوج بعد وفاة والده يف مدينة‬
‫(‪)177‬‬
‫ممفيس وفق طقوس معينة‬
‫واجبات الملك‪ :‬كانت تقع على عاتقه العديد من املهام واملسؤوليات داخليا وخارجيا منها‪:‬‬
‫‪ -‬تفقد العمل يف بناء املعابد ومقاصري املعبودات‪.‬‬
‫‪ -‬املشاركة يف االعياد واالحتفاالت الدينية والرمسية مثل عيد تتوجيه او احتفاالت النصر‪.‬‬
‫‪ -‬االشراف على املشاريع الداخلية كافتتاح مشاريع حفر الرتع او شق القنوات‪.‬‬
‫‪ -‬تفقد سري العمل يف احملاجر واملناجم والطرق املمتدة يف الصحراء حلفر االبار‪.‬‬
‫‪ -‬سن القوانني واصدار املراسم للقضاء على الفساد‪ ،‬مثل املرسوم الذي اصدره "حور حمب" للقضاء‬
‫على الرشوة‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين جيش قوي وقيادته يف احلروب‪ ،‬ومحاية البالد والدفاع عنها وعن حدودها شرقا وغربا ومشاال‬
‫وجنوبا‪.‬‬
‫‪ -‬تعيني كبار املوظفني يف الدولة وحكام االقاليم‪ ،‬وله السلطة يف تعيني كبري الكهنة‪.‬‬
‫‪ -‬استقبال السفراء واالجانب(‪.)178‬‬

‫‪ -)175‬غنية بلحفصي‪ ،‬دور ومكانة المرأة في المجتمع المصري القديم‪ ،‬مذكرة ماجستري يف التاريخ القدمي‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،-2-‬‬
‫‪ ،2812‬ص‪.27،38‬‬
‫‪-)176‬‬
‫‪177‬‬

‫‪ -)178‬رمضان عبده علي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.335-332‬‬


‫‪- 38 -‬‬
‫ثالثا‪.‬ال ـ ــدين والمؤسسة الكهنوتية‬

‫‪.1‬الديانة في مصر القديمة‪:‬‬


‫‪.1.1‬خصائص الديانة‪:‬‬
‫* تعدد الالهة‪ :‬ويرجع ذلك اىل تعدد الظواهر الكونية والطبيعية واحليوانية وحىت النباتية اليت عبدها‬
‫املصريون منذ عصور ماقبل التاريخ اىل بداية العصور التارخيية‪.‬‬
‫* تعدد أشكال وصور اآللهة‪ :‬مت متثيل بعضها على هيئة حيوانية مثل االله "أبيس" بشكل عجل( انظر‬
‫صورة‪ ، )2‬واهلة اخرى يف صورة ادمية مثل االله "بتاح" (انظر صورة‪ ،)0‬واحيانا مت اجلمع بني الصورة‬
‫االدمية واحليوانية للمعبود‪ ،‬مثل اله املوتى" سوكاريس" الذي كان على هيئة انسان براس صقر( انظر‬
‫صورة‪ ،)2‬و"سبك" براس متساح" (‪.)179‬‬

‫االله أبيس‬ ‫االله بتاح‬ ‫االله سوكاريس‬


‫صورة رقم ‪81‬‬ ‫صورة رقم ‪82‬‬ ‫صورة رقم‪83‬‬
‫* تعدد أشكال وألقاب االله الواحد ووظائفه‪ :‬اختذ املصريون لالله الواحد اكثر من شكل‪ ،‬فقد ظهرت‬
‫االهلة حاحتور يف شكلني خمتلفني البقرة و االسد‪ ،‬بينما اختذ اله االخصاب "مني" هيئة الكبش وشكل‬
‫إوزة‪ ،‬كما مجعت بعض االهلة اكثر من وظيفة‪ ،‬فاالله "أوزيريس" اعترب اله للموتى وقاضي القضاة ويف‬
‫الوقت نفسه اعترب اله االرض واحلياة النباتية(‪.)180‬‬

‫‪ -)179‬أدولف ارمان‪ ،‬ديانة مصر القديمة‪ -‬نشاتها وتطورها ونهايتها في اربعة االف سنة‪ ،-‬تر ومر‪ :‬عبد املنعم ابو بكر وحممد‬
‫انور شكري‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪ .31.38،‬انظر ايضا‪ :‬ابراهيم رزقانة واخرون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫‪ -)180‬فوزي مكاوي‪ ،‬الناس في مصر القديمة‪ ،‬اجمللس االعلى لالثار‪ ،‬مصر‪ ،1775 ،‬ص‪.134‬‬
‫‪- 39 -‬‬
‫* االيمان بعقيدة البعث والخلود بعد الموت‪ :‬اعتقد املصري أن االنسان سيبعث ثانية بعد موته حليا‬
‫حياة اخللود‪ ،‬لذا عمد اىل حتنيط اجلثة وجتهيز امليت بكل ما حيتاج اليه من اطعمة واثاث واسلحة‬
‫وادوات‪...‬اخل‪ ،‬كما حرص على اداء الطقوس اجلنائزية له عند وفاته كطقس فتح الفم (انظر صورة‬
‫رقم‪ ،)24‬حىت يستطيع امليت استعادة حواسه فيتمكن من الكالم وتناول الطعام‪ ،‬فضال عن طقوس ويف‬
‫اوقات معينة بعد ذلك(‪.)181‬‬

‫صورة رقم (‪ :)24‬طقس فتح الفم‬


‫* االيمان بعقيدة الحساب بعد الموت‪ :‬آمن املصري أن روح املتويف بعد املوت تتعرض للحساب امام حمكمة‬
‫قوامها اثنان واربعون قاضيا يراسهم االله "أوزيريس"( انظر صورة رقم‪ ،)20‬يستجوب فيها كل واحد منهم امليت‬
‫عن االثام اليت ارتكبها يف دنياه‪ ،‬ويوضع قلبه يف كفة ميزان وريشة متثل الصدق يف الكفة االخرى‪ ،‬فاذا رجحت كفة‬
‫الريشة كانت دليال على طهارة الرجل‪ ،‬وان ثقلت كفة القلب دلت على شر افعاله فيتعرض للعقاب(‪.)182‬‬

‫صورة رقم ‪ :20‬طقس فتح الفم‬


‫‪.2.1‬أصناف الالهة‪ :‬درج الباحثون احملدثون على تصنيف االهلة املصرية القدمية اىل اجملموعات االتية‪:‬‬
‫* الالهة الكونية‪ :‬وهي االهلة اليت تسيطر على املظاهر الكربى للكون مثل االهلة "نوت" اله السماء‪،‬‬
‫"ورع" اله الشمس‪ ،‬و"شو" اله اهلواء‪ ،‬و"جب" اله االرض‪ ،‬و"حتوت" اله القمر‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪ -)181‬ابراهيم رزقانة واخرون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.70-76‬‬


‫‪ -)182‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫‪- 41 -‬‬
‫* ألهة ألاقاليم‪ :‬عندما تكونت املدن املصرية القدمية‪ ،‬كان لكل مدينة اله‪ ،‬وكان هلذا االله معبده‬
‫اخلاص وطقوسه واعياده‪ ،‬وعندما تكونت االقاليم ارتفع شان املدينة اليت اصبحت عاصمة لالقليم‬
‫ولذلك اصبح اله تلك املدينة اهلا لالقليم باكمله(‪.)183‬‬
‫* الالهة الثانوية‪ :‬وهي اهلة ليست ذات اثر فعال يف احلياة العامة‪ ،‬بل تقتصر على احلياة اخلاصة‬
‫واليومية مثل االله"بس" اله املوسيقى والرقص‪ ،‬واالله "نربي" اله القمح‪...‬اخل(‪.)184‬‬
‫* الالهة ألاجنبية‪ :‬وهي اهلة دخيلة على جممع املعبودات املصرية‪ ،‬جاءت اىل مصر عن طريق السلم او‬
‫احلرب من البلدان اجملاورة‪ ،‬بالد الرافدين‪ ،‬سوريا‪ ،‬احليثيني‪ ،‬ليبيا والسودان)(‪.)185‬‬
‫‪ .3.1‬المعابد‪:‬‬
‫اهتم املصريون القدماء بتشييد بيوت لالهلة لكي تسكنها‪ ،‬ويؤدوا هلا الطقوس ويقدموا هلا القرابني‬
‫من طعام وشراب وحماصيل واغنام وغريها‪ ،،‬وقد كانت يف البداية عبارة عن كوخ بسيط مشيد من اعواد‬
‫النبات ذي سقف مقبب يتقدمه فناء يقوم على مدخله صاريان تعلومها شارتان (انظر الشكل‪)22‬‬
‫لكن مالبثت أن تطورت مع مرور الزمن من حيث‬
‫التخطيط ومادة البناء‪ ،‬فغدت املعابد اكرب حجما‬
‫واستعملت احلجارة يف بنائها(‪ ،)186‬وتعترب معابد‬
‫الدولة احلديثة منوذجا ال مثيل له من حيث تطور الشكل رقم‪:22‬معبد بدائي اللهة –نيت‪ -‬من عهد ماقبل االسرات‬

‫عمارة املبعد يف العامل القدمي‪ ،‬فقد متيزت بالفخامة مهيئة الحتضان االحتفاالت الدينية الكربى‪ ،‬تتعامد‬
‫مع جمرى النيل لكي يبحر منها متثال االله ايام العيد‪ ،‬وهي تتكون من الصرح‪ ،‬الفناء‪ ،‬هبو االساطني‪،‬‬
‫قدس االقداس‪ ،‬السطح اخلارجي‪ ،‬السور)‪ ،‬وقد بلغ االمر مبلوك هذا العصر اىل حفر معابد يف الصخر‪،‬‬
‫منها معبد ابو مسبل العظيم بأسوان (انظر الشكل رقم ‪ )20‬الذي امر بنحته امللك "رمسيس الثاين" يف‬
‫جبل مرتفع من احلجر الرملي يشرف على النيل(‪.)187‬‬

‫‪ -)183‬خزعل املاجدي‪ ،‬الدين المصري‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار الشروق‪ ،‬رام اهلل‪ ،1777 ،‬ص ‪.40،47‬‬
‫‪ -)184‬مسية شهيب‪ ،‬تأثير الديانة على الحياة االجتماعية والفكرية في مصر القديمة‪ ،‬مذكر ماجيستري يف التاريخ القدمي‪ ،‬املدرسة‬
‫العليا لالساتذة يف االداب والعلوم االنسانية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2885-2884 ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ -)185‬خزعل املاجدي‪ ( ،‬الدين‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪ -)186‬ابراهيم رزقانة وآخرون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .73‬معبد بدائي لاللهة – نيت‪ -‬من عهد ما قبل االسرات‬
‫‪ -)187‬خزعل املاجدي‪ ( ،‬الدين‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪155‬؛ ص‪.161‬‬
‫‪- 41 -‬‬
‫الشكل رقم ‪ :20‬معبد أبو سمبل‬
‫‪ .0‬الـ ـك ـ ـه ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـة ‪:‬‬
‫‪.2.0‬طبقات الكهنة‪:‬‬
‫اضطلع على خدمة اآلهلة يف املعابد حشد كبري من الكهنة قال عنهم هريدوت اهنم يفوقون‬
‫سائر الناس يف التقوى(‪ ،)188‬وقد كان هؤالء على درجات متفاوتة يأيت على رأسهم الملك‪ ،‬حيث يعترب‬
‫الكاهن االول يف البالد لكل املعبودات‪ ،‬لذا كان يتوجب عليه اداء الطقوس وتقدمي القرابني لالرباب يف‬
‫كل املعابد املختلفة يف البالد‪ ،‬والنه يتعذر عليه ذلك لتعدد االهلة وتفرق اماكن عبادهتا فقد عمد اىل‬
‫تعيني من ينوب عنه يف كل اقليم ومدينة الداء الطقوس‪ ،‬بينما خيتص هو بطقوس العبادة جتاه معبود‬
‫العاصمة(‪.)189‬‬
‫وكان "الكاهن األكبر" ويعرف باسم (حم نتر) نائب امللك يف اداء الطقوس األعلى رتبة بني‬
‫الكهنة‪ ،‬يليه الكهنة المختصون مهمتهم أداء وظائف حمددة يف املعبد وهم‪ :‬المطهرون (وعب)‪،‬‬
‫المرتلون من الموسيقيين والراقصين (خري حب)‪ ،‬والكهنة المجنحون‪ ،‬ويايت بعدهم صغار الكهنة‬
‫ودورهم بسيط يف املراسيم الدينية ويتكونون من‪ (:‬االتقياء‪ ،‬الراعاة‪ ،‬االحبار‪ ،‬مفسرو االحالم)‪ ،‬واىل‬
‫جانب هؤالء وجد الكهنة المؤقتون يتناوبون على اخلدمة يف املعبد لفرتة مؤقتة مث يعودون اىل حياهتم‬
‫اليومية املعتادة‪ ،‬وقام على خدمة املعبد طاقم خارج سلك الكهنوت من اداريين مثل مدراء االمالك‬
‫واملخازن‪..‬اخل‪ ،‬ومستخدمين كالبوابني واحلراس واجلزاريني‪..‬اخل(‪.)190‬‬

‫‪188‬‬
‫‪)-Hérodote, XXXVII.‬‬
‫‪ -)189‬خزعل املاجدي‪ ( ،‬الدين‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ -)190‬نفس املرجع‪ ،،‬ص ص‪.145-142‬‬
‫‪- 42 -‬‬
‫‪.0.0‬التزامات وامتيازات الكهنة‪:‬‬
‫ارتبطت خدمة الكهنة يف املعبد ودخوهلم احلرم املقدس للمعبود توفر جمموعة من الشروط أمهها‬
‫الطهارة اجلسدية‪ ،‬ويف هذا الشان ذكر هريدوت عن الكهنة اهنم كانوا يغتسلون باملاء البارد مرتني يف‬
‫النهار‪ ،‬ومرتني يف الليل‪ ،‬وليس هذا فقط بل كان عليهم ايضا حلق اجسامهم باكملها حىت ال يتوالد هبا‬
‫القمل او غريه من احلشرات اثناء قيامهم خبدمة االله‪ ،‬والبد ان ميارس عليهم اخلتان(‪ ،)191‬وحيرم عليهم‬
‫جمامعة نسائهم يف املعبد‪ ،‬كما حيرم عليهم دخوهلا بعد اجلماع دون اغتسال)‪ ،(192‬اما ثياهبم فتكون من‬
‫الكتان فقط وحديثة الغسل‪ ،‬ونعاهلم من الربدي‪ ،‬وغري ذلك من املالبس واالحذية حمضور عليهم لبسها‬
‫اال قليال(‪.)193‬‬
‫اما بالنسبة لالمتيازات اليت متتعوا هبا فلم تكن بالقليلة حسب ما ذكره هريودوت‪ ،‬فهم ال‬
‫يستهلكون وال ينفقون شيئا من ثرواهتم اخلاصة‪ ،‬بل يصنع هلم خبز مقدس‪ ،‬ويصيب كل واحد منهم‬
‫يوميا كمية كبرية من حلم البقر واالوز‪ ،‬وتقد هلم مخر مصنوعة من العنب(‪.)194‬‬
‫‪.2.0‬االنخراط في سلك الكهنوت‪:‬‬
‫مل يكن االخنراط يف املؤسسة الكهنوتية يتطلب ثقافة دينية معينة‪ ،‬وامنا يكفي ان يقضي الكاهن‬
‫فرتة من التدريب على طقوس العبادة الصارمة‪ ،‬وعدا ذلك كانت هناك سبل اخرى لاللتحاق‬
‫بالكهنوت‪ ،‬وهي عن طريق الوراثة(‪ ،)195‬اذ حيق للكاهن ان يورث وظيفته البنه بعد وفاته(‪ ،)196‬او‬
‫عن طريق الترشيح بناءا على تزكية ومبايعة جمموعة من الكهنة للشخص‪ ،‬أما التعيين بمرسوم ملكي‬
‫فيقتصر على تعيني كبار الكهنة يف املعابد الكربى(‪.)197‬‬

‫‪191‬‬
‫‪)-Herodote, XXXVII.‬‬
‫‪192‬‬
‫‪)-Ibid, LXIV.‬‬
‫‪193‬‬
‫‪)-Ibid, XXXVII.‬‬
‫‪194‬‬
‫‪)- Ibid, XXXVII.‬‬
‫‪ -)195‬عبد احلليم نور الدين‪ ،‬الديانة المصرية القديمة‪ -‬الكهنوت والطقوس الدينية‪ -‬ج‪ ،2.‬ط‪ ،2.‬دار االقصى‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2818‬ص‪.13،14‬‬
‫‪196‬‬
‫‪)- Hérodote, XXXVII.‬‬
‫‪ -)197‬عبد احلليم نور الدين‪( ،‬الديانة‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.15،16‬‬
‫‪- 43 -‬‬
‫‪ .2‬ال ـ ـطـ ـقـ ـوس الـ ـدينية‪ :‬تنوعت وتعدد بتعدد وتنوع املناسبات الدينية‪ ،‬وعموما كانت على النحو‬
‫االيت‪:‬‬
‫‪ .1.3‬الطقوس اليومية‪ :‬وكانت تشمل الصالة وكانت تؤدى وفق اوضاع منوعة كالركوع والسجود‬
‫والوقوف خبشوع أمام متاثيل االهلة‪ ،‬واىل جانب الصالة هناك شعائر يومية تقام لالله‪ ،‬وكانت هذه‬
‫االخرية تنطلق قبل شروق الشمس وتشمل عدة اعمال منها اعداد وجبة االله‪ ،‬تنظيف االلهة وتزيينها‬
‫بالثياب‪ ،‬ورش الماء على مقصورة التمثال‪...‬اخل‪ ،‬وكانت تصحب االحتفاالت اليومية واملناسباتية‬
‫التراتيل واالناشيد‪ ،‬ويقوم مضموهنا يف الغالب على تعداد صفات االهلات وامسائها ومعابدها اىل غري‬
‫ذلك‪ ،‬وكان طقس تقديم القرابين تقليدا دينيا يوميا مبنيا على اساس ان االهلة واالموات شاهنم شان‬
‫االحياء من البشر حيتاجون اىل الطعام(‪ ،)198‬ويف هذا الشأن قال هريدوت‪ ":‬وطريقتهم يف تقدمي‬
‫الضحية‪ ،‬يذهبون باحليوان اىل املذبح حيث يضحون‪ ،‬مث يوقدون نارا وبعد ذلك يسكبون مخرا على‬
‫املذبح فوق الضحية‪ ،‬مث ينحروهنا مبتهلني اىل االله‪ ،‬وبعد ذحبها يقطعون رأسها ويسلخون جسمها مث‬
‫(‪)199‬‬
‫ميطرون على الرأس وافر اللعنات‪ (. "...‬انظر الصورة رقم‪)20‬‬

‫صورة رقم‪ :20‬طقس تقديم قربان لاللهة‬


‫‪ .2.3‬طقوس المناسبات‪ :‬وهي خاصة مبناسبات ال حتدث اال مرة واحدة يف احلياة‪ ،‬وتشمل طقوس‬
‫الوالدة والموت‪ ،‬بينما قد يتكرر بعضها وتشمل طقوس البناء والزواج(‪.)200‬‬
‫‪ .2.2‬الطقوس الدورية‪ :‬وتتفرع اىل جمموعة من االعياد وهي على النحو االيت‪:‬‬

‫‪ -)198‬خزعل املاجدي‪( ،‬الدين‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.238-225‬‬


‫‪199‬‬
‫‪)-Herdote, XXXIX.‬‬
‫‪ -)200‬خزعل املاجدي‪( ،‬الدين‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.233‬‬
‫‪- 44 -‬‬
‫‪ .2.2.2‬األعياد الشهرية‪ :‬ارتبطت مبراحل حتول القمر ومنوه واختفائه‪ ،‬وكان العيدان الشهريان‬
‫الرئيسيان مها عيد ظهور اهلالل وعيد اكتمال القمر‪.‬‬
‫‪ .0.2.2‬األعياد الفصلية‪ :‬كانت اعيادا زراعية ترتبط باحملاصيل وبذرها ومنوها وحصاها‪ ،‬حيث اختص‬
‫فيها كل فصل بعيد معني‪ ،‬فاما "عيد آخت" فهو عيد فصل الفيضان ويقابل فصل اخلريف‪ ،‬يف حني‬
‫"عيد بريت" هو عيد فصل الزرع ويقابل فصل الشتاء‪ ،‬بينما ميثل "عيد مشو" فصل احلصاد ويقابل فصل‬
‫الصيف‪.‬‬
‫‪ .3.3.3‬األعياد السنوية‪ :‬وهي اعياد تقام مرة واحدة يف العام‪ ،‬منها‪ :‬عيد راس السنة‪ ،‬عيد هناية‬
‫السنة‪ ،‬عيد فيضان النيل‪ ،‬عيد احلصاد‪.‬‬
‫‪.4.2.2‬أعياد الملوك‪ :‬وكانت تتوزع على عدة مناسبات هي‪ :‬عيدامليالد‪ ،‬عيد التتويج‪ ،‬والعيد الثالثيين‬
‫ويقام مبناسبة تويل الفرعون امللوكية قبل ثالثني عاما‪.‬‬
‫‪ .0.2.2‬أعياد االلهة‪ :‬كان املصريون يقيمون من اجلها اعظم االعياد(‪ ،)201‬وكانت هذه االعياد‬
‫تتصل مباشرة بتقديس اله معني وتكريس معبده منها‪ :‬عيد االهلة حتحور يف معبده بدندرا‪ ،‬عيد االله‬
‫أوزيريس‪ ،‬عيد االله آمون(‪.)202‬‬

‫رابعا‪.‬الـ ـ ـجـ ـ ـي ـ ــش‪:‬‬

‫‪.1‬تاري الجيش وتطوره في مصر القديمة‪:‬‬


‫مل تعرف مصر اجليش النظامي املوحد يف البدايات االوىل من تارخيها‪ ،‬بل اكتفى حكام االقاليم‬
‫بتكوين فرق خاصة هلم مدربة وجمهزة باالسلحة والعتاد ليدافعوا هبا عن اقاليهم‪ ،‬وكانت هذه الفرق‬
‫تستخدم ايضا خالل فرتات الصراع الداخلي بني حكام االقاليم‪ ،‬حني كان يسعى كل منهم لفرض‬
‫سيطرته على مزيد من االراضي والسلطات(‪ ،)203‬لكن اعتبارا من الدولة القدمية ومنذ االسرة اخلامسة‬
‫بدات تظهر بواكري جيش نظامي يف مصر‪ ،‬واصبح االمر اكثر وضوحا منذ االسرة السادسة خاصة يف‬

‫‪201‬‬
‫‪)-Hérodote, XL.‬‬
‫‪ -)202‬خزعل املاجدي‪( ،‬الدين‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.259-244‬‬
‫‪ -)203‬حسني دقيل‪" ،‬اجليش يف مصر القدمية ودوره خالل احلرب والسلم"‪ ،‬مجلة المعهد المصري للدراسات‪ ،‬مج‪ ،85.‬ع‪،19.‬‬
‫املعهد املصري للدراسات‪ ،‬يناير‪ ،2828‬ص‪.243‬‬
‫‪- 45 -‬‬
‫عهد ملكها "بيب االول" الذي اقدم فيه البدو القاطنون على حدود مصر الشرقية باالغارة على‬
‫الدلتا(‪.)204‬‬
‫ومنذ عهد الدولة الوسطى أخذ الفراعنة يؤسسون اجليوش الدائمة ويهتمون بتنظيمها وجتهيزها‪،‬‬
‫بعد ان توفرت هلم اخلربة باالمور العسكرية من خالل حروهبم الطويلة مع اهليكسوس‪ ،‬وعلى نقيض سائر‬
‫العصور االخرى فقد اصبح اجليش املصري يف عصر الدولة احلديثة اكثر تنظيما وجتهيزا‪ ،‬حيث تنوعت‬
‫فرقه وتطورت خططه العسكرية‪ ،‬وحتسنت اسلحته‪ ،‬واقيمت املصانع لصنع االسلحة‪ ،‬واصبح للضباط‬
‫وحىت اجلنود نصيبا من الغنائم‪ ،‬كما عمد امللوك اىل مكافاة اجلنود الذي يبدون شجاعة يف املعارك‬
‫والقادة باالومسة والنياشني(‪.)205‬‬
‫‪.1‬تجنيد وتدريب الجيش ‪:‬‬
‫كانت اخلدمة العسكرية خدمة اجبارية‪ ،‬حيث جيند الشباب من املقاطعات واالقاليم بل حىت‬
‫العاملني يف املعابد‪ ،‬للقيام بالغزوات من اجل قمع اي عصيان او مترد يظهر يف اي مكان‪ ،‬او حملاربة امراء‬
‫املقاطعات‪ ،‬ومل يكن هناك استثناء حىت ألكابر القوم‪ ،‬ويظهر من نصوص الشواهد ان اخلدمة العسكرية‬
‫مل تكن وراثية(‪ ،)206‬لكن كان هناك اولوية ألبناء اجملندين يف االلتحاق بقوات اجليش عن غريهم(‪.)207‬‬
‫كان اجملند يؤخد وهو صغري يف السن اىل الثكنات‪ ،‬حيث كان يتعلم الرماية بالقوس والنشاب‪،‬‬
‫واستعمال بلطة احلرب‪ ،‬والدبوس واحلربة والدرقة‪ ،‬وكانوا كذلك يتمرنون على االلعاب الرياضية اليت جتعل‬
‫اجلسم مرنا‪ ،‬وتدرهبم على فنون احلرب والسري العسكري‪ ،‬والكر والفر والقفز‪ ،‬واملصارعة بايديهم مفتوحة‬
‫او باملالكمة (انظر الصور رقم‪ ،)20‬وكانوا يعدون انفسهم للموقعة على شكل رقص حريب منظم او‬
‫بالثوب واللف‪ ،‬والتلويح بالقوس والنشاب‪ ،‬وعند الفراغ من تعلمهم كانوا يدجمون يف الفرق احمللية‬
‫ومينحون امتيازاهتم‪ ،‬وعنمدا تكون احلاجة ماسة اليهم كان يطلب بعضهم او كلهم لالخنراط يف سلك‬
‫اجليش(‪.)208‬‬

‫‪ -)204‬عبد احلليم نور الدين‪ " ،‬اجليش املصري القدمي"‪ ،‬مكتبة االسكندرية‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ -)205‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .02‬انظر ايضا‪ :‬عبد احلليم نور الدين‪ ( ،‬اجليش‪ ،)...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ -)206‬حسني دقيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.244،245‬‬
‫‪ -)207‬رمضان عبده علي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.398،391‬‬
‫‪ -)208‬سليم حسن‪ ،‬موسوعة مصر القديمة – في مدينة مصر وثقافتها في الدولة القديمة والعهد األهناسي‪ ،-‬ج‪ ،82.‬مؤسسة‬
‫هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،2812 ،‬ص‪.308‬‬
‫‪- 46 -‬‬
‫الصور رقم‪:20‬مشاهد تدريب الجيش في مصر القديمة‬
‫‪ .2‬فـ ـ ـ ـ ــرق الـ ـج ـ ـ ـي ـ ـ ــش‪:‬‬
‫تكون اجليش املصري من فرقة الوطنيين ويقصد هبم جنود االقاليم واملقاطعات اليت يقدمها‬
‫احلكام بناء على طلب امللك‪ ،‬وهناك فرقة المشاة بقسميها الرماة ومحلة الرماح‪ ،‬باالضافة اىل جنود‬
‫العربات‪ ،‬وهناك فرق القوات الخاصة مهمتها بناء املعسكرات والتحصينات العسكرية الالزمة لتأمني‬
‫احلدود(‪ ،)209‬كما تألفت وحدات اجليش من جنود غير مصريين خليط من النوبيني والليبيني ومن‬
‫شعوب البحر باالضافة إىل وجود املرتزقة (‪.)210‬‬
‫‪ .4‬أسلحة الجيش‪:‬‬
‫تكون سالح اجليش يف مصر القدمية من قسمني‪ :‬اسلحة هجومية وتشمل‪ :‬القوس‪ ،‬الرمح‬
‫واجلريدة‪ ،‬املقالع‪ ،‬السيف القصري املستقيم‪ ،‬اخلنجر‪ ،‬املدية‪ ،‬السيف القصري احملدب‪ ،‬البلطة ذات اليد‬
‫القصرية‪ ،‬وبلطة القتال‪ ،‬الصوجلان‪ ،‬واللسان الذي يشبه العصا املعوجة‪ ،‬والنوع الثاين من اسلحة دفاعية‬
‫تشمل‪ :‬اخلوذة وواقية الراس‪ ،‬الدرع او سرتة الزرد املصنوعة من الصفائح املعدنية‪ ،‬وكانت اغطية الذراعني‬
‫جزءا من الزرد تؤلف كما قصريا ميتد اىل الكوع(‪ ،)211‬واىل هذه االسلحة هناك العربة احلربية اليت جترها‬
‫اخليول‪،‬و كان طاقمها يتكون من السائس واحملارب(‪(.)212‬انظر الشكل رقم‪ ،) 24‬كما تضمنت اسلحة‬

‫‪ -)209‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.391،392‬‬


‫‪ -)210‬حسني دقيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.258‬‬
‫‪ -)211‬عبد الرمحن زكي‪ ،‬الجيش في مصر القديمة‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪( ،‬د‪.‬م)‪ ،2815 ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ -)212‬رمضان عبده علي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .399‬انظر ايضا‪ ،‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪- 47 -‬‬
‫اجليش بعض املعدات اخلفيفة من اعالم وألوية وأبواق(‪.)213‬أما بالنسبة لالسطول البحري الحربي فكان‬
‫جمهزا ببحارة يطلق عليهم "عرب"‪ ،‬وكانت السفينة حتت امرة ضابط تقريبا‪ ،‬وكان االسطول يتكون من‬
‫(‪)214‬‬
‫سفن يبلغ طوهلا حنو ‪58‬م‪ ،‬وقد ورد ذكرها يف حجر بالرمو يف عهد امللك "سنفرو"‬

‫الشكل رقم‪ :22‬نماذج من اسلحة الجيش المصري القديم‬

‫‪ -)213‬رمضان عبده علي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.396‬‬


‫‪ -)214‬حسني دقيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.240‬‬
‫‪- 48 -‬‬
‫خامسا‪ .‬الحياة االقتصادية في مصر‬
‫‪.2‬ال ـ ــزراع ــة‪:‬‬
‫كانت الزراعة عماد احليـاة االقتصـادية يف حضـارة مصـر القدميـة‪ ،‬وكانـت االسـس االوىل هلـذه املهنـة‬
‫قــد وض ــعت منــذ عص ــور ماقبــل الت ــاريخ‪ ،‬اذ ق ــام رواد احلضــارة االوئ ــل ملــا ج ــاؤو اىل ضــفاف الني ــل بازال ــة‬
‫االح ـراش والغابــات وتنظــيم جريــان النيــل وشــق الــرتع والقن ـوات‪ ،‬فعملــت تلــك اجلهــود علــى منــو احلضــارة‬
‫وتــوفري القــوت(‪ .)215‬كــان يعمــل يف الزراعــة اغلبيــة الســكان وهــم مــن الفالحــني االح ـرار والعبيــد‪ ،‬وكانــت‬
‫منتجاهتا تشكل املصدر االساسي لتغذية السكان واطعام اجليوش ومتون اخلزين امللكية ومتني اخلامات لعـدد‬
‫مــن الصــناعات احلرفيــة(‪ ،)216‬وألجــل ذلــك فقــد حضــيت بعنايــة واهتمــام ملــوك مصــر‪ ،‬حيــث جعلوهــا حتــت‬
‫اشراف الدولة وسخروا هلا موظفني يشرفون على صوامع الغالل وحماصيل االقاليم‪ ،‬ولـيس هـذا فحسـب بـل‬
‫اهتم امللوك حىت جبلب النباتات اليت مل تكن معروفة يف مصر(‪.)217‬‬
‫‪ .1.1‬ملكيددة ألارايددزي الةراعيددة‪:‬كانــت أرض مصــر تنقســم إىل ســتة ان ـواع‪ :‬ارض امللــك‪ ،‬ارض املعابــد‪،‬‬
‫اقطاعيات كبار املوظفني‪ ،‬اقطاعيات كبار العسكريني‪ ،‬امللكية الشخصية‪ ،‬اراضي اهلبات(‪.)218‬‬
‫‪ .2.1‬مراحل الزراعة‪:‬‬
‫كان الفالح يباشر عمله بحرث األرض وتفتيت ما على سطحها من كتل الطمي الكبرية‪،‬‬
‫ويتبعها عملية تنقية االرض من الحشائش والشوائب‪ ،‬مث تايت مرحلة البذر‪ ،‬ويتم تثبيت الحبوب‬
‫بواسطة احليوانات‪ ،‬حيث يطلقون عليها اخلراف وماشية اخرى تسري يف احلقل‪ ،‬ويتقدم القطيع مزارعا‬
‫حيمل بعض احلبوب ليغري املاشية باتباعه(‪ ،)219‬بعدها يقوم الفالح بري االرض الزراعية(‪ ،)220‬وبعد‬
‫نضج احملصول تبدا عملية حصاد المحصول وتقطيعه باملناجل‪ ،‬مث يربط المحصول يف حزم توضع‬
‫على ظهور احلمار لتنقلها اىل الجرن‪ ،‬حيث يتم درسها باستعمال طاقة احليوانات كالثريان‬

‫‪ -)215‬حممد علي عبد األمري حسن‪ " ،‬احلياة االقتصادية يف عصر اململكة املصرية احلديثة (‪1808-1505‬ق‪.‬م)"‪ ،‬مجلة دراسات‬
‫في التاريخ واالثار‪ ،‬ع‪ ،50.‬جامعة بغداد‪ ،‬آذار‪ ،2819‬ص‪.5‬‬
‫‪ -)216‬برهان الدين حلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.06،09‬‬
‫‪ -)217‬حممد علي عبد االمري حسن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ -)218‬رمضان عبده علي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.544‬‬
‫‪ -)219‬حممد علي عبد االمري حسن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ -)220‬رمضان عبده علي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.555‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫واحلمري(‪ ،)221‬بعدها يتم تذرية المحصول بواسطة املذرراة بقصد تنقيته احلبوب من التنب‪ ،‬مث يلي بعد‬
‫ذلك غربلة المحصول بغرابيل مربعة حىت يتم تنقيته من التنب‪ ،‬مث ختتتم عملية احلصاد بكيل المحصول‬
‫من طرف موظفني ومعهم كتبة الصوامع الذين حياسبون ويسجلون احملصول على لفائف من الربدي‪،‬‬
‫واخريا تنقل احلبوب اىل المخازن او الصوامع املعدة حلفظها وختزينها(‪.)222‬‬

‫عملية الدرس‬ ‫عملية احلرث‬

‫عملية التذرية وكيل احلبوب‬ ‫عملية احلصاد‬


‫مشاهد فنية لبعض االعمال الزراعية في الحقل‬
‫‪ .4.1‬آلاالت وألادوات الزراعية‪:‬‬
‫اســتخدم الفــالح املصــري القــدمي العديــد مــن االالت واالدوات الجنــاز االعمــال املختلفــة الــيت تتعلــق‬
‫بالزراع ــة واحلق ــول‪ ،‬وم ــن اوىل ه ــذه االدوات الف ــأس‪ ،‬وق ــد اس ــتعان ب ــه يف ع ــزق االرض من ــذ عص ــر ماقب ــل‬

‫‪ -)221‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.71‬‬


‫‪ -)222‬رشا فاروق السيد حممد‪ " ،‬أضواء على الزراعة وتارخيها يف مصر يف العصر الفرعوين"‪ ،‬مجلة كلية اآلداب‪ ،‬ع‪ ،182.‬جامعة‬
‫االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2828 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪- 51 -‬‬
‫االس ـرات(‪ ،)223‬ويعت ــرب المحـ ـراث م ــن اه ــم ابتك ــارات الف ــالح املص ــري الق ــدمي ال ــيت س ــاعدته عل ــى حراث ــة‬
‫االرض‪ ،‬كمــا اســتعمل المناجــل يف حصــاد ســنابل القمــح والشــعري‪ ،‬وابتكــر المــذراة لفصــل حبــات القمــح‬
‫عن التنب‪ ،‬كما استعمل غرابيل مصنوعة من خوص النخيل واحللفـا وغريهـا لفصـل مـا تبقـى مـن تـنب او اي‬
‫شـوائب اخــرى عــن احلبــوب(‪ ،)224‬وخبــالف االدوات الســابقة‪ ،‬كــان هنــاك الــبلط واجملــارف والســالل واحلبــال‬
‫واملكاييل اخلشبية(‪.)225‬‬
‫أما بالنسبة لري االراضي الزراعية قد عمد الفالح املصري منذ اقد العصور اىل شق القنوات‬
‫وحفر الرتع‪ ،‬وتطهريها وتعميقها وختليصها من الطمي الذي يسد مسالكها من وقت الخر‪ ،‬اما بالنسبة‬
‫للمناطق الصاحلة لزراعة واليت ال تصل اليها املياه فاخرتع هلا وسائل اخرى مثل الشادوف(‪ ،)226‬وقد عثر‬
‫على صورته على احد جدران قبور طيبة للملكة احلديثة متثل عامال يروي االرض بالشادوف(‪( )227‬ينظر‬
‫الصورة رقم)‪ ،‬واىل جانب الشادوف عرف املصريون القدماء اداة اخرى لسحب املياه هي "الساقية" وكان‬
‫(‪)228‬‬
‫ذلك يف العصر البطلمي الروماين‪ ،‬وقد عثر على منوذج منها يف منطقة تونة اجلبل باملينا‬

‫الساقية الرومانية بتونة اجلبل‬ ‫الشادوف‪.‬‬


‫‪ . .5.1‬املحاصيل الزراعية‪:‬‬
‫عرف املصري القدمي زراعة العديد من احملاصيل الزراعية‪ ،‬ومن اجل دعم الزراعة حرص امللوك على‬
‫جلــب الكثــري مــن النباتــات الــيت مل تكــن موجــودة يف مصــر‪ .‬تــايت زرعــة احلبــوب يف مركــز الصــدارة خاصــة‬

‫‪ -)223‬حممد علي عبد االمري حسن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.18‬‬


‫‪ -)224‬حممد علي امحد‪ ،‬الزراعة ايام الفراعنة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،2888 ،‬ص ص ‪.29-24‬‬
‫‪ -)225‬رشا فاروق السيد حممد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.15،16‬‬
‫‪ -)226‬رمضان عبده علي‪ ،‬املرجع السابق‪.553،554 ،‬‬
‫‪ -)227‬حممد علي عبد االمري حسن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -)228‬عبد احلليم نور الدين‪ ،‬الزراعة والري يف مصر القدمية‪ ،‬مكتبة االسكندرية‪ ،‬صفحة مصريات‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.51،52‬‬
‫‪- 51 -‬‬
‫القمــح والشــعير(‪ ،)229‬وترجــع االســاطري املص ـرية القدميــة معرفــة الفــالح لزراعــة القمــح والشــعري اىل االلــه‬
‫أوزريــس الــه الزراعــة واخلصــوبة(‪ ،)230‬ويــذكر بلــني ان اجــود ان ـواع القمــح مــا كــان يــزرع يف طيبــة(‪ ،)231‬كمــا‬
‫انتشرت زراعـة النباتات البقولية منـذ عصـر مـا قبـل االسـرات‪ ،‬واهـم البقـول الـيت عرفوهـا الفـول والحمـص‬
‫واللوبيا والجلبانة(‪ ،)232‬والعدس الذي قال عنه هريدوت انه كان يستعمل طعاما لبناة االهرام‪ ،‬اما بشان‬
‫احملاصيل الزيتية فعرفوا الكتان والخس والخروع والسمسم والعرعر والزيتون وغيرها(‪.)233‬‬
‫كمــا زرع املص ـريون ان ـواع خمتلفــة مــن اخلضــر مثــل البص ــل والث ــوم والكـ ـرات والك ــرفس والفج ــل‬
‫واللفت والملوخية‪ ،‬باالضافة الى الكرنب والبقدونس والخيار(‪ ،)234‬اما الفواكه فقد اكثروا مـن غـرس‬
‫اشـجارها يف املعابــد واحلــدائق‪ ،‬واهــم الفاكهــة الــيت عرفوهــا نخيــل الــبلح والــدوم والعرجــون والتــين والعنــب‬
‫والرمان والخوخ والمشمش والتوت واللوز والبندق والتفاح وغريها(‪.)235‬‬

‫مشهد لعملية جين العنب يف مصر القدمية‬

‫‪ -)229‬حممد علي عبد االمري حسن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪ -)230‬حممد علي امحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪plin -)231‬‬
‫‪ -)232‬وليم نظري‪ ،‬الثروة النباتية عند قدماء المصريين‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للتاليف والنشر‪ ،‬مصر‪ ،1798 ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ -)233‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ -)234‬حممد علي امحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.125‬‬
‫‪ -)235‬وليم نظري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪- 52 -‬‬
‫‪ .0‬ال ـ ـ ـ ـصنـ ـ ـاعـ ـ ـة‪:‬‬
‫شــهدت مصــر ظهــور العديــد مــن الصــناعات (انظــر الصــور رقــم ‪ ،)22‬وقــد بلغــت اوجهــا يف عهــد‬
‫الدولة احلديثة بسبب منو القوى املنتجة‪ ،‬وقد شهد هذا العصر ظهور صناعات جديدة مل تكن معروفة مـن‬
‫قبل(‪،)236‬وعموما ميكن حصرها يف األنواع اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1.1‬الص ــناعة املعدني ــة‪ :‬ص ــنع املصـ ـريون ادواهت ــم يف البداي ــة م ــن النح ــاس كاالوعي ــة واالس ــلحة وادوات‬
‫الزراعة واحلرفة‪ ،‬وملا اكتشفوا معـدن الربونـز صـنعوا منـه ادواهتـم‪ ،‬امـا احلديـد فلـم يسـتعمل اال يف عهـد الدولـة‬
‫احلديثة‪ ،‬وبالنسبة للذهب فقد وظفوه يف صناعة احللي ويف تطعيم وتزيني االثاث(‪.)237‬‬
‫‪ .1.1‬الصددناعة الخشددةية‪ :‬اعتمــد فيهــا املص ـريون علــى بعــض االخشــاب احملليــة مــن اشــجار اللــبخ والســنط‬
‫والش ـربني وغريهــا‪ ،‬باالضــافة اىل مــا اســتوردوه مــن الــبالد اجملــاورة كخشــب االرز والصــنوبر مــن ســوريا(‪،)238‬‬
‫واملر واالبنوس من بالد النوبة‪ ،‬ومن اخلشب صنعوا االثاث واملراكب واملركبات والتوابيت وغريها(‪.)239‬‬
‫‪ .2.0‬الصــناعة النســيجية‪ :‬مارســها املص ـريون منــذ العصــر احلجــري احلــديث‪ ،‬وعرفــت تطــورا ملحوظــا مــع‬
‫عصر الدولة احلديثة‪ ،‬حيث ادخلت الرسوم امللونة على االقمشـة اثنـاء عمليـة النسـيج(‪ ،)240‬ويف هـذا اجملـال‬
‫مل يقتصــر املصـريون علــى ارتــداء مالبــس مصــنوعة مــن الكتــان بــل اســتخدموا الصــوف ايضــا بــدليل مــا عثــر‬
‫عليه يف احدى مقابر حلوان على بقايا هيكل عضمي ملفوفا يف قماش من الصوف(‪.)241‬‬
‫‪ .4.1‬الصــناعة الجلديــة‪ :‬ازدهــرت منــذ عهــد الدولــة القدميــة‪ ،‬وقــد صــنع منهــا املصـريون اشــياء كثــرية منهــا‬
‫خـ ــوذات اجلنـ ــود وجعـ ــاب السـ ــهام وتـ ــروس ودروع‪ ،‬وحمـ ــافظ املخطوطـ ــات ونعـ ــال وصـ ــحائف مـ ــن جلـ ــد‬
‫وغريها(‪.)242‬‬

‫‪ -)236‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪72‬؛ حممد علي عبد االمري حسن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ -)237‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ -)238‬بيري مونتيه‪ ،‬الحياة اليومية في مصر في عهد الرعامسة‪ ،‬تر‪ :‬عزيز مرقس منصور‪ ،‬مر‪ :‬عبد احلميد الدواخلي‪ ،‬الدار املصرية‬
‫للتاليف والرتجة‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.286‬‬
‫‪ -)239‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪ -)240‬حممد علي عبد االمري حسن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -)241‬رمضان عبده علي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.621-628‬‬
‫‪ -)242‬بيري مونتيه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.218‬‬
‫‪- 53 -‬‬
‫‪ .2.1‬صناعة الصـباةة‪ :‬عرفها املصريون منذ اقدم العصور‪ ،‬وكانت تستخلص مـن املـواد النباتيـة املوجـودة‬
‫يف البيئـة‪ ،‬منهــا نبــات احلنــاء والقــرطم والســنط والرمــان‪ ،‬وقــد اهــتم ملــوك الدولــة احلديثــة وعلــى راســهم امللــك‬
‫رمسيس االول جبلب شجرة احلناء من اخلارج لزراعتها يف مصر(‪.)243‬‬
‫‪ .6.2‬الصــناعة الرجريــة واليخاريــة‪ :‬عرفهــا املص ـريون منــذ عصــور مــا قبــل التــاريخ‪ ،‬فمــن احلجــارة بن ـوا‬
‫املعابد واملقابر وصنعوا التماثيل وشـكلوا منعـا العديـد مـن االواين واالدوات‪ ،‬كمـا ابـدعوا يف صـناعة الفخـار‬
‫خاصــة بعــد اخـرتاع الــدوالب حـوايل عــام ‪3888‬ق‪.‬م‪ ،‬فشــكلوا منــه القــدور واالقــداح والصــحون واجلـرار‪،‬‬
‫وتفننوا يف زخرفتها بالرسوم والنقوش(‪.)244‬‬
‫‪ .2.1‬الصــناعة الزجاجيــة‪ :‬تعتــرب مصــر م ــن اوئــل شــعوب الشــرق االدىن انتاج ــا للزجــاج‪ ،‬وقــد تق ــدمت‬
‫صــناعتها مــع عصــر الدولــة احلديثــة حيــث تفنن ـوا يف تشــكيل االنيــات الزجاجيــة ويف زخرفتهــا وتلوينهــا‪ ،‬وقــد‬
‫وجدت بقايا ملصانع الزجاج اقدمها مبدينة طيبة يرجع اىل فرتة حكم امللك "امنحوتب الثالث"(‪.)245‬‬

‫صناعة اجللد‬ ‫صناعة الغزل والنسيج‬

‫صناعة خشبية جنارة‬ ‫صناعة الزجاج‬


‫الصور رقم‪ :22‬مشاهد فنية تعكس بعض الصناعات في مصر القديمة‬

‫‪ -)243‬حممد علي عبد االمري حسن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬


‫‪ -)244‬برهان الدين دلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪ -)245‬حممد علي عبد االمري حسن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪- 54 -‬‬
‫‪ .2‬الـ ـ ــتجـ ـ ـ ـ ــارة‪:‬‬
‫مارس املصريون القدماء التجارة كغريهم من شعوب احلضارات القدمية لتصريف منتجاهتم‬
‫الصناعية والزراعية‪ ،‬وهبدف تامني احتياجاهتم من خمتلف املواد اليت تفتقر اليها مصر‪ ،‬وهي تنقسم اىل‬
‫قسمني مها‪:‬‬
‫‪ .2.2‬التجارة الداخلية‪:‬‬
‫كانت التجارة الداخلية يف مصر الفرعونية حمدودة إذا ما قورنت بالتجارة اخلارجية‪ ،‬حيث كانت‬
‫مقصورة على املدن والقرى املتصلة هبا‪ ،‬أما األسواق فقد ُخصصت لبيع املنتجات احمللية األساسية‬
‫كاخلضر والفواكه‪ ،‬احلبوب‪ ،‬املنسوجات وبعض املصنوعات الفخارية واملعدنية‪ .246‬وظلت املقايضة هي‬
‫‪247‬‬
‫‪.‬‬ ‫وسيلة التعامل األساسية‪ ،‬كما استخدمت معايري تقييمية من الذهب ُمسيت "الشعث" و"الكيت"‬
‫‪ .1.2‬التجارة الخارجية‪:‬‬
‫كان امللك هو السيد احلقيقي للتجارة اخلارجية‪ ،‬خاصة ان البالط امللكي كان حباجة اىل موارد‬
‫ومستهلكات كثرية ال يوجد منها يف مصر‪ ،‬لذا اهتم ملوك مصر بتوجيه بعثات جتارية اىل اخلارج(‪،)248‬‬
‫عن طريق الرب والبحر‪ ،‬فكانت تستورد من سواحل بالد الشام املصنوعات اجللدية‪ ،‬ومن الغرب تستورد‬
‫من ليبيا الزيت ومن اجلنوب من بالد النوبة والسودان العاج والريش والبخور‪ ،‬ويف هذا الصدد يذكر ان‬
‫امللكة "حتشبسوت" يف العام السادس من حكمها ارسلت مخس سفن لبالد البونت الحضار منتجات‬
‫منها (ذهب‪ ،‬عاج‪ ،‬وابنوس) (‪.)249‬‬

‫‪ -)246‬نبيلة عبيد‪ -‬محدي عمر‪ ،‬حياة المصريين القدماء في عصر الفراعنة‪ ،‬دار البستاين للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،2883 ،‬‬
‫ص‪.00‬‬
‫‪ -)247‬فوزي مكاوي‪ ،‬الناس والحياة في مصر القديمة‪ ،‬مطابع اجمللس األعلى لآلثار‪ ،‬القاهرة‪ ،1775 ،‬ص‪.183‬‬
‫‪ -)248‬حسني حالق‪ ،‬مالمح من تاريخ الحضارات القدمة‪ -‬السياسي واالقتصادي واالجتماعي والعسكري والديني‪ ،‬الدار‬
‫اجلامعية‪ ،1771 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ -)249‬حممد علي عبد االمري حسن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪- 55 -‬‬
‫‪ .VI‬حـ ـض ـارة ع ـيالم‬

‫أوال‪.‬االطار الجغرافي والتاريخي‪:‬‬


‫‪.2‬الموقع الجغرافي‪:‬‬
‫ميثل اقليم عربستان احلايل تقريبا موطن حلضارة عيالم القدمية‪ ،‬وتقع هذه االخرية يف اجلهة‬
‫اجلنوبية الغربية من ايران‪ ،‬تالصق حدودها قدميا منطقة بالد الرافدين من اجلهة اجلنوبية الشرقية‪ ،‬بينما‬
‫متثل جبال زاغروس احلدود الشمالية هلا‪ ،‬اما جنوبا فيشكل الساحل الشرقي للخليج العريب حدودا‬
‫لعيالم‪ ،‬يف حني أن مرتفعات خبتياري متثل احلدود الشرقية هلا‪ ،‬أما يف اجلهة الغربية فقد كانت احلدود‬
‫اكثر تغيريا‪ ،‬نظرا للدور السياسي للدولة يف العراق القدمي الذي ساهم يف حتديد امتداد بالد عيالم او‬
‫تقلصها وتراجعها احيانا اىل املرتفعات الشرقية (مرتفعات مرتفعات خبتياري) حيث سهل عيالم ضمن‬
‫اراضي بالد بابل(‪( .)250‬انظر الشكل رقم ‪)81‬‬

‫الشكل رقم ‪:22‬خريطة تمثل موقع حضارة عيالم‬

‫‪ -)250‬أمحد حشود‪ " ،‬محالت ملوك اشور على عيالم من منتصف القرن الثامن وحىت هناية القرن السابع قبل امليالد"‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫تشرين للبحوث والدراسات العلمية‪ ،‬مج‪ ،30.‬ع‪ ،2816 ،6.‬ص‪.346‬‬
‫‪- 56 -‬‬
‫‪ .0‬التسمية‪:‬‬
‫ورد اسم عيالم بعدة صيغ اختلفت يف معناها وصياغتها‪ ،‬فالسومريو اطلقوا على بالد عيالم اسم‬
‫"نـ ـ ـ ـ ـ ــم" (‪ )Nim‬او " ان ــيم" (‪ )Enim‬وتعين يف اللغة السومرية" الهضبة" او " المكان المرتفع"‪،‬‬
‫بينما اطلق االكاديون على هذا االقليم اسم " ايالمتو" أو "عيالمتو" (‪ ،)Elamtu‬ويرجح انه‬
‫ترمجة للكلمة السومرية ( من او انيم) او اهنا تصحيف هلا‪ ،‬وعموما كال التسميتني ارتبطت بفكرة االرض‬
‫املرتفعة‪ ،‬باعتبار ان هذا االقليم يضم اهلضبة واملرتفعات اجلبلية يف الشمال والشرق من السهل الرسويب‪،‬‬
‫أما العيالميون فقد اطلقوا على بالدهم اسم " خا ‪.‬تا‪ .‬ميت" (‪ ،)Ha.Ta.Am.Ti‬او "خالتاميت"‬
‫(‪ ،)Haltamti‬ويعين االسم بالعيالمية " ارض الرب او االله"‪ .‬ويف النصوص الفارسية املتاخرة عرف‬
‫االقليم باسم " أوفاجا" (‪ )Uvaja‬أو " خوفاجا" (‪ ،)Huvaja‬بينما عرف عند االغريق باسم‬
‫"سوسيانا" نسبة اىل العاصمة سوسا‪ ،‬ومساه العرب باسم "األحواز" الذي تلفظه الفرس "باالهواز"(‪.)251‬‬
‫‪ .2‬أصل العيالميين‪:‬‬
‫اختلفت وجهات نظر الباحثني يف حتديد اصل العالميني واملنطقة اليت قدموا منها‪ ،‬فبعضهم راى‬
‫اهنم ينحدرون من املنطقة اجلبلية اليت تتاخم سهول عيالم يف الشمال والشرق‪ ،‬اليت تسكنها قبائل‬
‫"اللولوبو" و" اجلوتيني" و"الكاشيني"‪ ،‬بينما ارجع بعضهم االخر اصلهم اىل اهلند غري ان ذلك غري‬
‫مؤكد‪ ،‬يف حني صرح بعض الباحثني ان اللغة العيالمية اليت على اساسها يعرف اصل القوم هي لغة فردية‬
‫والميكن ربطها باي لغة معروفة االن فهي كحال اللغة السومرية مل يعرف بعد اىل اي عائلة تنتمي‪ ،‬اما‬
‫التوراة فقد عدت العيالميني احد االقوام اجلزرية(‪.)252‬‬
‫واىل اليوم مل حيسم اصل العيالميني بسبب قلة ماوصل من نصوص متعلقة باللغة العيالمية‪،‬‬
‫باالضافة اىل كثرة الصعوبات اليت تواجهة العلماء املتخصصني يف ترمجة نصوصها‪.‬‬

‫‪ -)251‬عامر سليمان‪ " ،‬بالد عيالم وعالقتها بالعراق القدمي"‪ ،‬مجلة آداب الرافدين‪ ،‬ع‪ ،14.‬جامعة املوصل‪ ،‬بغداد‪،1701 ،‬‬
‫ص‪.167،198‬‬
‫‪ -)252‬مجال ندا صاحل السلماين‪ ،‬العالقات السياسية لبالد الرافدين مع بالد عيالم في العصر االشوري الحديث‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستري يف التاريخ القدمي‪ ،‬كلية االداب‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة بغداد‪1424 ،‬ه‪2883/‬م‪ ،‬ص ص‪.28-10‬‬
‫‪- 57 -‬‬
‫‪ .4‬االطـ ــار التـ ـ ـ ــاريخي لبالد عيالم‪ :‬عمد الباحثون على تقسيم تاريخ بالد عيالم على النحو االيت‪:‬‬
‫‪ .1.4‬العصر العيالمي املبكر( نحو‪1033-2133/22333‬ق‪.‬م)‪ :‬متثل املرحلة االوىل منه (‪-3388‬‬
‫‪2988‬ق‪.‬م) فجر التاريخ يف ايران‪ ،‬ويف مطلع املرحلة الثانية منه (‪2988‬ق‪.‬م) ابدعت اقدم كتابة‬
‫ايرانية قدمية اطلح الباحثون على تسميتها بالكتابة العيالمية املبكرة وهي تصويرية‪.‬‬
‫‪ .1.4‬العصر العيالمي القديم او عصر الحكام الكبار (نحو‪1233-1033‬ق‪.‬م)‪ :‬أهم ما ميز هذا‬
‫إبرت"‪ ،‬فضال عن اعتبار مدينة سوسا‬
‫العصر توسع ملوكه مشايل بالد الرافدين خاصة ملوك ساللة " ْ‬
‫كمركز ملكي استمرت قوهتا خالل املراحل التالية‪.‬‬
‫‪ .2.4‬العصر العيالمي الوسيط (‪1133-1423‬ق‪.‬م)‪ :‬قسم هذا العصر بدوره اىل ثالث مراحل هي‪:‬‬
‫* مرحلة ما قبل قيام اململكة العيالمية الوسطى(‪1328-1458‬ق‪.‬م)‬
‫* مرحلة حكم ساللة "إجيي خلكي" (‪1165-1328‬ق‪.‬م)‬
‫* مرحلة حكم ساللة " َشتُـ ـ ـ ْـرك ناخونته (‪1188-1165‬ق‪.‬م)(‪.)253‬‬
‫‪ .5‬مـ ـ ـ ـ ـ ـظ ـ ـ ـ ـ ـاهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسطـ ـ ـ ـ ـ ـح‪ :‬تقسم بالد عيالم جغرافيا اىل قسمني رئيسيني ه ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـا‪:‬‬
‫‪ .1.2‬السهل الرسوبي‪ :‬يشكل امتدادا طبيعيا لسهل وادي الرافدين الرسويب‪ ،‬ويعرف باسم " سهل‬
‫سوسيانا" (‪ ،)Susiana‬وهي تسمية اغريقية قدمية يقصد هبا مدينة "سوسا" عاصمة عيالم القدمية‪،‬‬
‫اليت تقع يف هذا السهل‪ ،‬ويكون هذا السهل من طبقات من الصخور الرملية ويبلغ ارتفاع سطحه صفرا‬
‫عن مستوى سطح اخلليج‪ ،‬وياخذ باالرتفاع التدرجيي اىل ان يصل اىل ‪1988‬م عند جبل اللوري‪.‬‬
‫‪ .1.2‬منط ة املرتفعات الجبلية‪ :‬وتقع فيها العاصمة "أنشان" (‪ ،)Ansan‬وتعرف ايضا باهلضبة‬
‫االيرانية‪ ،‬وهي حتوي جبال زغاروس‪ ،‬وافليم فارس والكرمان‪ ،‬وفيها ازدرهت مراكز للحضارة العيالمية‪،‬‬
‫وكانت "انشان" اشهرها‪ ،‬حبيث تعد املركز احلقيقي للحضارة العيالمية(‪.)254‬‬

‫‪ -)253‬فاروق امساعيل‪" ،‬بالد عيالم يف العصر العيالمي الوسيط (‪1188-1458‬ق‪.‬م)"‪ ،‬مجلة مهد الحضارات‪ ،‬ع‪ ،12-11.‬املديرية‬
‫العامة لآلثار واملتاحف‪ ،‬سوريا‪ ،2818 ،‬ص‪.23،22‬‬
‫‪ -)254‬صبا علي سليمان‪ ،‬الحضارة العيالمية وعالقتها بحضارة وادي الرافدين من بداية االلف الثالث ق‪.‬م حتى متتصف‬
‫االلف الثاني ق‪.‬م ‪ ،‬مذكرة ماجيستري يف التاريخ القدمي‪ ،‬كلية االداب العلوم واالنسانية‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة تشرين‪ ،‬اجلمهورية العربية‬
‫السورية‪2819/2816 ،‬م‪ ،‬ص ‪.5،6‬‬
‫‪- 58 -‬‬
‫‪ .2.2‬ألاند د د د ددهار‪ :‬خيرتق اقليم عيالم من الشمال اىل اجلنوب ثالثة اهنر رئيسية‪ ،‬تصب كلها يف اخلليج‬
‫العريب بشكل مستقل وهي‪:‬‬
‫أ‪.‬نهر الكرخة‪ :‬يقع غرب عيالم‪ ،‬وينبع من جبال "بشته‪ -‬كوه الغربية" مث يندفع بتيار قوي حنو املنطقة‬
‫اجلبلية يف اجتاهه حنو اجلنوب حىت يدخل سهول عيالم‪.‬‬
‫ب‪.‬نهر دي ـ ـ ـ ــز‪ :‬اطلق عليه العيالميون اسم " ايديدي" (‪ ،)Edide‬ينبع من جبال لورستان بالقرب من‬
‫مدينة "بوروجريد" جنوب مهذان مث اىل سهول عيالم‪ ،‬وبعدها مير بعد احتاده بنهر اخر امسه " كازكي"‬
‫من امام مدينة "ديزفول"‪ ،‬وينظم بعد ذلك اىل هنر "الكارون" عند منطقة " باند‪ -‬كري"‪.‬‬
‫ج‪ .‬نهر الكارون‪ :‬ينبع من احدى مرتفعات جبال البختيارية شرق عيالم‪ ،‬ويتجه يف البداية ناحية‬
‫اجلنوب الشرقي‪ ،‬مث يتجه من الشرق اىل الشمال الغريب حنو سهول عيالم‪ ،‬بعدها يتجه يف جريانه حنو‬
‫اجلنوب الغريب حىت يصب يف شط العرب جنوب البصرة عند مدينة احملمرة حاليا(‪.)255‬‬

‫‪ -)255‬مجال ندا صاحل السلماين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.13،14‬‬


‫‪- 59 -‬‬
‫‪ .VI‬مظاهر الحضارة العيالمية‬

‫أوال‪ .‬ال ـ ـ ــنظ ـ ــام السياسي‪:‬‬


‫‪ .2‬نـ ـظ ــام ال ــحك ــم‪:‬‬
‫كان النظام السياسي العيالمي منذ بدايته يف مطلع النصف الثاين من االلف الثالث قبل امليالد‬
‫قائما على اساس احتاد فيدرايل‪ ،‬تتمتع كل دويلة فيه حبكم ذايت وسلطات حملية واسعة يف ادارة شؤوهنا‬
‫الداخلية وختضع مجيعا لسيطرة رئيس االحتاد‪ ،‬وهذا االخري خيضع بدوره لسيطرة امللك‪ ،‬وكان احلاكم‬
‫احمللي يف هذه الدويالت يعرف بـ"االمري" او " الوايل" الذي حيدد دوره السياسي وفقا حلجم الدويلة اليت‬
‫حيكمها‪ .‬وعلى وفق هذا النظام فان رئيس االحتاد حيكم من العاصمة سوسا‪ ،‬بينما حيكم وكيله من‬
‫سيماش‪ ،‬اما منطقة سوسا ( عدا املركز) فقد كانت حتت حكم ابن امللك‪ ،‬او ابن اخيه او ابن اخته ان‬
‫مل يكن له وريث‪ ،‬وميثل هؤالء الثالثة احلكام االعلون يف عيالم(‪.)256‬‬
‫‪ .0‬وراث ـ ــة الع ـ ــرش‪:‬‬
‫ينص النظام السياسي يف عيالم على أن خليفة امللك هو االخ وليس االبن‪ ،‬ومل يتغري لصاحل‬
‫االبن االكرب اال يف العصر العيالمي الوسيط‪ ،‬ومن جراء ذلك حصلت الكثري من حاالت الصراع العنيف‬
‫بني العائلة املالكة ألجل وراثة العرش‪ ،‬وزاد االمر سوءا زواج امللوك من اخواهتم يف سبيل حصر دائرة‬
‫العرش بينهم‪ ،‬وقد نتج عن اخلالف الدائر حول وراثة العرش اىل ضعف السلطة املركزية يف العديد من‬
‫املرات اىل درجة شجعت االمراء العيالميني على االستقالل مبقاطعاهتم مث نبذ االعرتاف بسلطة‬
‫امللك(‪.)257‬‬
‫ثانيا‪ .‬ال ـحياة الـ ـدينيـ ـة‪:‬‬
‫‪.2‬اآللهة‪ :‬اعتقد العيالميون مثلهم مثل باقي سكان غريب اسيا القدمية بالقدرة اخلفية للطبيعة‪ ،‬وراوا ان‬
‫مجيع ما حييط هبم من ظواهر طبيعية هي ملك لالهلة‪ ،‬ورغم ما محلته الديانة العيالمية من مالمح الشبه‬
‫بالديانات االخرى اال اهنا امتلكت هويتها اخلاصة اليت برزت يف عبادهتا ومنها عبادة االنثى‪ ،‬اليت جتلت‬
‫يف عبادة االهلة " بينيكير" اليت عدوها االم العظمى‪ ،‬ومسيت ايضا "سيدة السماء" وامتلكت لديهم‬

‫‪ -)256‬مجال ندا صاحل السلماين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.23،24‬‬


‫‪ -)257‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.24،25‬‬
‫‪- 61 -‬‬
‫القدرة على احلاق االذى واحالل اللعنة على من تريد‪ ،‬واصبح امسها يضاف اىل امساء االشخاص لتزيد‬
‫من قوهتم‪ ،‬فمثال دعيت ابنة امللك "شلخاك‪ -‬إنشوشيناك" بـ" أوتو‪-‬هيهي‪ -‬بينيكري"‪ ،‬كما ظهرت‬
‫اهلات اخريات كان هلن مكانتهن املميزة مثل "كريشيا"‪ ،‬وقد ظهر يف جممع االهلة العيالمية اهلة ذكرية‬
‫ايضا ابرزهم االله " خوم‪-‬بان" الذي اصبح يف منتصف االلف الثاين قبل امليالد االله الرئيس يف جممع‬
‫اهلة عيالم‪ ،‬واىل جانبه اهلة املدن احمللية مثل " إنشوشيناك"‪ ،‬كما عبدوا اهلة اجنبية خاصة اهلة بالد‬
‫الرافدين نتيجة وقوعهم حتت تاثريها منها ‪":‬نرجال" اله العامل االسفل‪ ،‬و"انكي" و" سني" اله‬
‫القمر(‪.)258‬‬
‫‪ .0‬المـ ـ ــعابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‪:‬‬
‫شيد العيالميون معابدا لتكون سكنا للقوى االهلية ومن جهة اخرى لتكون مالذا للمتعبدين حىت‬
‫يتقربوا فيها اىل اهلتهم مبختلف الطقوس والقرابني‪ ،‬وقد كشفت بعض االختام شكل هذه املعابد‪ ،‬حيث‬
‫اظهر ختم يعود اىل االلفية الثالثة ق‪.‬م معبدا يف عيالم القدمية مبين بالطوب مربع الشكل مرتفع على‬
‫على مصطبة مدرجة‪ ،‬وسقف مسطح يتالف من عوارض خشبية‪ ،‬وبه نوافذ مربعة صغرية بني االبواب‬
‫والسقف من اجل التهوية واالضاءة (انظر الصورة‪ ،) 81‬وما مييز املعبد وجود ثالث قرون ضخمة على‬
‫كال اجلانبني من جدران املعبد‪ ،،‬وتثري النقوش العيالمية ان هذه ( القرون) "‪ "e-ul‬شكلت جزءا مهما‬
‫من كل معبد‪ ،‬واهنا كانت رمزا لاللوهية‪ ،‬وقد تفاخر ملوك عيالم برتميم املعابد فقد اقدم امللك‬
‫"شيلهاك‪ -‬انشوشيناك" (‪ )Shilhak-Inshushinak‬على ترميم عشرين معبد ذات قرون(‪.)259‬‬

‫الصورة رقم‪ :81‬خمطط معبد من حضارة عيالم‬


‫‪Walther Hinz, Op.Cit, p50.‬‬

‫‪ -)258‬صبا علي سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.30-36‬‬


‫‪259‬‬
‫‪)-Walther Hinz, The Lost World of Elam, trad.Jennifer Banes, Sidgwick& Jackson, London,‬‬
‫‪1964, p55,56.‬‬
‫‪- 61 -‬‬
‫وكانت مداخل املعابد يف عيالم حترسها متاثيل االسود او الثريان‪ ،‬ومل تكن احلاجة الن تكون هذه‬
‫التماثيل ضخمة احلجم‪ ،‬حيث كان التاثري السحري لتلك التماثيل كافيا حلماية هذه االضرحة‪ ،‬وكانت‬
‫املعابد جمهزة مبذابح وطاوالت لوضع القرابني وقنوات لصرف دم االضاحي‪ ،‬وهبا بساتني مقدسة شكلت‬
‫جزءا اساسيا من كل معبد عيالمي حسب ما اظهرت بعض الكتابات يف معبد اله الشمس "ناهونت"‬
‫(‪ )Nahhunte‬يف "سوسا" واالهلة " "كرييريشا" )‪ (Kiririsha‬يف " دور‪-‬اونتاش"( ‪Dur-‬‬
‫‪.)260()Untash‬‬
‫‪ .2‬الطقوس الدينية‪:‬‬
‫رغم قلة ماورد بشان الطقوس الدينية العيالمية‪ ،‬اال انه مت استخالص بعض مظاهرها من خالل‬
‫بعض املخلفات‪ ،‬منها ختم يظهر فيه موكب احتفال ديين حيمل فيه اشخاصا إل ـ ـ ـ ــهاً جيلس اىل جانبه‬
‫عازف موسيقى على محالة جيوبون به املدينة‪ ،‬ويرافق املوكب رجاال احدهم يرتدي قبعة غريبة‪ ،‬والبقية‬
‫حيملون اعالما وحبال غريبة يعتقد اهنا رموز لالفاعي اليت كانت مقدسا عند العيالميني(‪(.)261‬انظر‬
‫الصورة رقم ‪)82‬‬

‫الصورة رقم (‪ :)82‬ختم من عيالم يظهر موكب احتفال ديين‬


‫‪Walther Hinz, Op.Cit, p50.‬‬

‫‪260‬‬
‫‪)- Walther Hinz, Op.Cit, p57,58.‬‬
‫‪261‬‬
‫‪)-Ibid, p50,51.‬‬
‫‪- 62 -‬‬
‫ث ـ ـ ــالـ ــثا‪ :‬الحياة االقتصادية‪:‬‬
‫‪.2‬الـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزراعـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫لقد ترك النحاتون العيالميون ادلة اثرية تعكس غىن بيئتهم الطبيعية مبختلف االشجار كالصنوبر واألرز‬
‫ومجيع انواع احليوانات مثل املاعز واجلاموس واملاعز اجلبلي واالسود واالمساك‪ ،‬كما جسدوا خمتلف النشاطات اليت كان‬
‫يزاوهلا السكان وعلى راسها الزراعة‪ ،‬حيث اظهر ختم يعود اىل االلف الرابعة ق‪.‬م حشد من الرجال يقومون بتجهيز‬
‫احلقل للبذر باستعمال معاول مسننة (انظر الصورة‪،)2‬وكان املنجل والفاس من االدوات الرئيسية للفالحني‬
‫العالميني‪ ،‬ومع حلول االلف الثالثة ق‪.‬م ظهر احملراث على طبعات االختام (انظر الصورة‪ ،)4‬وقد شاركت املراة يف‬
‫االعمال الزراعية حيث ظهرت تعمل باحدى مزارع النخيل وهي ترتدي مالبس واسعة(‪ (.)262‬انظر الصورة رقم‪) 0‬‬

‫صورة‪ :3‬فالحون يف حقل زراعة‬ ‫صورة‪ :5‬نساءيعملن يف مزرعة خنيل‬ ‫صورة‪ :4‬صورة حمراث على ختم‬
‫‪Walther Hinz, Op.Cit, p,25.‬‬
‫واىل جانب الزراعة مارسوا رعي االغنام‪ ،‬حيث يوضح احد املشاهد راعيا يقوم باعادة اغنامه‬
‫من املاعز واالبقار اىل مربطهم (االسطبل)املشيد من الطوب‪ ،‬وكانوا يقومون حبلب الباهنا حيث ظهرت‬
‫صورة ألوعية اللنب متواجدة بالقرب من االبقار‪،‬كما مارسوا صيد احليوانات املتوحشة منها ( االسود‪،‬‬
‫الضباء‪ ،‬اخلنازير) واالليفة مثل الغزالن السالحف وغريها(‪( )263‬انظر الصورة رقم ‪.)20‬‬

‫الصور رقم ‪ :86‬مشاهد صيد بعض احليوانات السالحف‪ ،‬اسد‪ ،‬غزال‪ ،‬خنزير‬
‫‪Walther Hinz, Op.Cit, p23, p25.‬‬

‫‪262‬‬
‫‪(- Walther Hinz, Op.Cit, p23,24.‬‬
‫‪263‬‬
‫‪(- Ibid, p24.‬‬
‫‪- 63 -‬‬
‫‪ .0‬الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصنـ ـ ـ ــاعـ ـ ــة‪:‬‬
‫امتهن العيالميون العديد من الصناعات خاصة تلك اليت توفرت مادهتا االولية بالبالد‬
‫منها صناعة الفخار‪ ،‬حيث ظهر باحدى اللوحات ورشة لصناعة الفخار يتم فيها انتاج اواين‬
‫فخارية متنوعة االشكال‪ ،‬فبينما يقوم رجل بتلميع مقبض اناء‪ ،‬يقوم حرفيون اخرون بتنعيم‬
‫االلواح بفركها (انظر الصورة رقم‪ ،)20‬كما صنعوا االواين من املعادن كالربنز مثال‪ ،‬وعرفوا ايضا‬
‫صناعة النسيج حيث ظهرت النساء يف احدى ورشات العمل جالسات على مقاعد خشبية‬
‫منخفضة او على ارض مستوية منشغالت باعداد الصوف‪ ،‬ومن الصناعات االستخراجية‬
‫عرفوا صناعة النبيذ(‪.)264‬‬

‫الصورة رقم‪ :0‬ختم يظهر ورشة لصناعة الفخار في عيالم‬


‫‪Walther Hinz, Op.Cit , p25.‬‬
‫‪ .2‬الـ ـ ــتـ ـ ـج ـ ـ ــارة‪:‬‬
‫حضيت التجارة باهتمام العيالميني وذلك لصرف منتاجتهم الزراعية والصناعية‬
‫واسترياد ما تفتقر اليه بالدهم من خمتلف البضائع‪ ،‬وقد توسعت حركة التبادل التجاري بني‬
‫عيالم وجارهتا بالد الرافدين وذلك بسسب وفرة الطرق التجارية الربية ذات املسالك السهلة‪،‬‬
‫فثمة طريق جتاري بري ميتد من العاصمة سوسا عرب مدينة دير احلدودية متجهة اىل الشمال‬
‫حماذية لسفوح جبال زغاروس لتصل اىل بابل‪ ،‬واخر يربط بني سوسا عرب الفرات ليصل ببابل‪،‬‬
‫وكانت احلمري وسيلة لنقل البضائع‪ ،‬اما وسيلة الدفع فتمثلت يف املقايضة‪ ،‬كما استعملت‬
‫الفضة كوسيلة لتقدير قيمة السلع(‪.)265‬‬

‫‪264‬‬
‫‪)- Walther Hinz, Op.Cit, p24-26.‬‬
‫‪ -)265‬صبا علي سليمان‪ ،‬املرجع الساق‪ ،‬ص‪.24-22‬‬
‫‪- 64 -‬‬
‫‪ -‬قائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمة البيبليوغرافي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪:‬‬
‫‪ -‬ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع ـ ـرب ـ ـ ـيــة‪:‬‬
‫‪ -‬ابراهيم جنيب ميخائيل ‪ ،‬مصر والشرق األدنى القديم‪-‬حضارات الشرق القديم العراق وفارس‪ -‬ج‪ ،6‬دار املعارف‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.1769‬‬
‫‪ -‬ابن خلدون‪ ،‬ديوان المبتدا والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشان األكبر‪ ،‬ضبطه ‪ :‬خليل شحادة‪،‬‬
‫مرا‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.2881 ،‬‬
‫‪ -‬أبو السعود صالح ‪ ،‬تاريخ وحضارة أرض الرافدين‪-‬سومر‪ ،‬أكد‪ ،‬بابل‪ ،‬آشور‪-‬ط‪ ،1‬مكتبة النافذة‪ ،‬مصر‪.2811 ،‬‬
‫‪ -‬أبو الفداء‪ ،‬تقويم البلدان‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -‬األمحد أمني سليم‪ ،‬العصور الحجرية وماقبل األسرات في مصر والشرق االدنى القديم‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬مصر‪.288 ،‬‬
‫‪ -‬األمحد سامي سعيد ‪ ،‬السومريون وتراثهم الحضاري‪ ،‬مطبعة اجلامعة‪ ،‬بغداد‪.1795 ،‬‬
‫‪ -‬األمحد سامي سعيد ‪ ،‬المعتقدات الدينية في العراق القديم‪ ،‬دار املنشورات الثقافية‪ ،‬العراق‪.1700 ،‬‬
‫‪ -‬األمحد حممد علي ‪ ،‬الزراعة ايام الفراعنة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪.2888 ،‬‬
‫‪ -‬أديب مسري ‪ ،‬تاريخ وحضارة مصر القديمة‪( ،‬د‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬م)‪.1779 ،‬‬
‫‪ -‬ارمان أدولف‪ ،‬ديانة مصر القديمة‪ -‬نشاتها وتطورها ونهايتها في اربعة االف سنة‪ ،-‬تر ومر‪ :‬عبد املنعم ابو بكر وحممد انور‬
‫شكري‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -‬امساعيل حلمي حمروس‪ ،‬الشرق العربي القديم وحضارته‪-‬بالد مابين النهرين والشام والجزيرة العربية‪ -‬مؤسسة شباب اجلامعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1779 ،‬‬
‫‪ -‬امساعيل فاروق‪" ،‬بالد عيالم يف العصر العيالمي الوسيط (‪1188-1458‬ق‪.‬م)"‪ ،‬مجلة مهد الحضارات‪ ،‬ع‪،12-11.‬‬
‫‪.2818‬‬
‫‪ -‬باقر طه ‪ ،‬بابل وبورسيبا‪ ،‬مطبعة احلكومة‪ ،‬بغداد‪.1757 ،‬‬
‫‪ -‬باقر طه ‪ ،‬معابد العراق‪ ،‬جملة سومر‪ ،‬مج‪ ،3‬ج‪ ،1‬مديرية اآلثار القدمية‪ ،‬بغداد‪.1749 ،‬‬
‫‪ -‬باقر طه ‪ ،‬مقدمة في أدب العراق القديم‪ ،‬دار احلرية‪ ،‬بغداد‪.1796 ،‬‬
‫‪ -‬باقر طه‪" ،‬الشرائع والتنظيمات القانونية يف حضارة وادي الرافدين"‪ ،‬القسم الثاين‪ ،‬جملة اجملمع العلمي العراقي‪ ،‬مج ‪ ،20‬اجملمع‬
‫العلمي‪ ،‬بغداد‪.1799 ،‬‬
‫‪ -‬باقر طه‪ ،‬مقدمة في تاريخ الحضارات‪ ،‬الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،1‬دار الوراق للنشر احملدودة‪،‬‬
‫بريوت‪.2812 ،‬‬
‫‪ -‬بريستد جيمس هنري ‪ ،‬انتصار الحضارة‪-‬تاريخ الشرق القديم‪ -‬تر‪ :‬أمحد فخري‪ ،‬مكتبة األجنلو املصرية‪ ،‬مصر‪.1767 ،‬‬
‫‪ -‬اجلادر وليد ‪ ،‬األزياء واألثاث‪ ،‬حضارة العراق‪ ،‬ج‪ ،4‬دار احلرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪.1705 ،‬‬
‫‪ -‬اجلبوري علي ياسني ‪ " ،‬نظام احلكم"‪ ،‬موسوعة الموصل الحضارية‪ ،‬مج‪ ،81.‬ط‪ ،81.‬دار الكتب للطباعة والنشر‪ ،‬جامعة‬
‫املوصل‪.1771 ،‬‬
‫قديما وحديثًا‪ ،‬ط‪ ،3‬مطبعة العرفان‪ ،‬صيدا‪.1750 ،‬‬
‫‪ -‬احلسني عبد الرزاق‪ ،‬العراق ً‬
‫‪ -‬الشمس ماجد عبد اهلل ‪ ،‬الحضارة والميتولوجيا في العراق القديم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار عالء الدين‪ ،‬دمشق‪.2883 ،‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫‪ -‬الفريوزآبادي (املتويف سنة ‪019‬ه)‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬تح‪ :‬حممد نعيم العرقسوسي‪ ،‬ط‪ ،3‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪.2885 ،‬‬
‫‪ -‬بلقيس حممد املرقب‪" ،‬عوامل التخلف احلضاري واسباب االهنيار عند املسلمني"‪ ،‬جملة دراسات اسالمية‪ ،‬مج‪ ،15.‬ع‪،82.‬‬
‫‪.2828‬‬
‫‪ -‬توفيق سليمان‪ ،‬دراسات في حضارات غرب آسيا القديمة من أقدم العصور إلى عام ‪2212‬ق‪.‬م‪ -‬الشرق األدنى القديم‬
‫"بالد ما بين النهرين‪ ،‬بالد الشام"‪ ،‬دار دمشق‪ ،‬دمشق‪.1705 ،‬‬
‫‪ -‬توفيق سيد ‪ ،‬معالم تاريخ وحضارة مصر الفرعونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1778 ،‬‬
‫‪ -‬حسن سليم ‪ ،‬موسوعة مصر القديمة – في مدينة مصر وثقافتها في الدولة القديمة والعهد األهناسي‪ ،-‬ج‪ ،82.‬مؤسسة‬
‫هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪.2812 ،‬‬
‫‪ -‬حسني ياسر هاشم ‪" ،‬اقراض الفالحني وأضرار احملصوالت يف قانون محورايب"‪ ،‬جملة الرتبية والعلم‪ ،‬مج‪ ،14‬ع‪ ،3‬كلية الرتبية‪،‬‬
‫جامعة املوصل‪.2889 ،‬‬
‫‪ -‬حسني ظاهر محود‪ ،‬التجارة في العصر البابلي القديم‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف التاريخ القدمي‪ ،‬غري منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة‬
‫املوصل‪.1775 ،‬‬
‫‪ -‬حسني ياسر هاشم ‪" ،‬العالقة بني الفالح وصاحب األرض الزراعية يف ضوء قانون محورايب"‪ ،‬جملة الرتبية والعلم‪ ،‬مج‪ ،12‬ع‪،3‬‬
‫كلية الرتبية‪ ،‬جامعة املوصل‪ ،‬العراق‪.2885 ،‬‬
‫‪ -‬حشود أمحد ‪ " ،‬محالت ملوك اشور على عيالم من منتصف القرن الثامن وحىت هناية القرن السابع قبل امليالد"‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫تشرين للبحوث والدراسات العلمية‪ ،‬مج‪ ،30.‬ع‪.2816 ،6.‬‬
‫‪ -‬حالق حسني‪ ،‬مالمح من تاريخ الحضارات القدمة‪ -‬السياسي واالقتصادي واالجتماعي والعسكري والديني‪ ،‬الدار اجلامعية‪،‬‬
‫‪.1771‬‬
‫‪ -‬احللو عبد اهلل ‪ ،‬االقتصاد في دول لعالم القديم‪-‬سومر‪ ،‬بابل‪ ،‬فارس‪ ،‬الحيثية‪ ،‬مصر‪ ،‬اليونان‪ ،‬الرومان‪ ،-‬ط‪ ،1‬دار احلوار‪،‬‬
‫سوريا‪.1779 ،‬‬
‫‪ -‬حليمة علي شريف‪ ،‬الحضارة بين ابن خلدون وأرلوند توينبي‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،-‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة عبد احلميد بن باديس‪-‬‬
‫مستغامن‪ ،-‬اجلزائر‪.2819-2816 ،‬‬
‫‪ -‬محود حسني ظاهر‪ ،‬التجارة في العصر البابلي القديم‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف التاريخ القدمي‪ ،‬غري منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة‬
‫املوصل‪.1775 ،‬‬
‫‪ -‬حنون نائل ‪ ،‬مدن قديمة ومواقع أثرية‪-‬دراسة في الجغرافية التاريخية للعراق الشمالي خالل العصور اآلشورية‪ ،-‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الزمان‪ ،‬سوريا‪.2887 ،‬‬
‫‪ -‬ج‪.‬هاوكس‪ ،‬اضواء على العصر الحجري الحديث‪ ،‬تر‪ :‬يسرى عبد الرزاق اجلوهري‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬االسكندرية‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -‬خصباك شاكر ‪ ،‬العراق الشمالي‪ ،‬دراسة لنواحيه الطبيعية والبشرية‪( ،‬د‪.‬ن)‪ ،‬بغداد‪.1793 ،‬‬
‫‪ -‬خلف جاسم حممد ‪ ،‬جغرافية العراق الطبيعية واالقتصادية والبشرية‪( ،‬د‪.‬ن)‪ ،‬القاهرة‪.1761 ،‬‬
‫‪ -‬دقيل حسني ‪" ،‬اجليش يف مصر القدمية ودوره خالل احلرب والسلم"‪ ،‬مجلة المعهد المصري للدراسات‪ ،‬مج‪ ،85.‬ع‪،19.‬‬
‫املعهد املصري للدراسات‪ ،‬يناير‪.2828‬‬
‫‪ -‬دلو برهان الدين ‪ ،‬حضارة مصر والعراق‪-‬التاريخ االقتصادي‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬الثقافي‪ ،‬والسياسي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفارايب‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.1707‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫‪ -‬ديالبورت‪ ،‬بالد مابين النهرين‪-‬الحضارة البابلية واآلشورية‪ ،-‬تر‪ :‬حمرم كمال‪ ،‬مر‪ :‬عبد املنعم أبو بكر‪ ،‬ط‪ ،2‬اهليئة املصرية العامة‬
‫للكتاب‪( ،‬د‪.‬م)‪.1779 ،‬‬
‫‪ -‬الذنون عبد احلكيم‪ ،‬الذاكرة األولى‪ -‬دراسة في التاريخ السياسي والحضاري القديم لبالد الرافدين‪ -‬ط‪ ,2‬دار املعرفة‪( ,‬د‪.‬م)‪،‬‬
‫‪.1773‬‬
‫‪ -‬رزقانة ابراهيم وآخرون‪ ،‬حضارة مصر والشرق القديم‪ ،‬دار مصر للطباعة‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -‬رشيد عبد الوهاب محيد ‪ ،‬حضارة وادي الرافدين "ميزوبوتاميا"‪ ،‬ط‪ ،1‬دار املدى ‪ ،‬دمشق‪.2884 ،‬‬
‫‪ -‬رياض مخيس زينب عبد التواب ‪ " ،‬نشأة وتطور املعابد يف بالد الرافدين خالل عصور ما قبل التاريخ"‪ ،‬مجلة التراث‪ ،‬مج‪،87.‬‬
‫ع‪ ،32-83.‬ديسمرب‪.2817 ،‬‬
‫‪ -‬زعيب الزهرة ‪ ،‬تجارة مصر الفرعونية ( من اواخر االف الرابعة الى االلف االولى ق‪.‬م)‪ ،‬مذكرة ماجستري يف التاريخ القدمي‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2889-2886 ،‬‬
‫‪ -‬زكي عبد الرمحن‪ ،‬الجيش في مصر القديمة‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪( ،‬د‪.‬م)‪.2815 ،‬‬
‫‪ -‬سبتينو موسكايت ‪ ،‬الحضارات السامية القديمة‪ ،‬تر‪ :‬السيد يعقوب‪ ،‬اهليئة املصرية للكتاب‪ ،‬مصر‪.1779 ،‬‬
‫‪ -‬سعفان كمال ‪،‬معتقدات أسيوية‪-‬العراق‪ ،‬فارس‪ ،‬الهند‪ ،‬الصين‪ ،‬اليابان‪ -‬دار الندى‪ ،‬ط‪( ،1777 ،1‬د‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬سلماين مجال ندا صاحل‪ ،‬العالقات السياسية لبالد الرافدين مع بالد عيالم في العصر االشوري الحديث‪ ،‬مذكرة ماجيستري يف‬
‫التاريخ القدمي‪ ،‬كلية االداب‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة بغداد‪1424 ،‬ه‪2883/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سليم أمحد أمني ‪ ،‬العصور الحجرية وما قبل األسرات في مصر والشرق األدنى القديم‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬مصر‪.2888 ،‬‬
‫‪ -‬سليمان اخلطيب‪ ،‬فلسفة الحضارة عند مالك بن نبي –دراسة اسالمية في ضوء الواقع المعاصر‪ ،-‬ط‪ ،81.‬املؤسسة اجلامعية‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪.1773 ،‬‬
‫‪ -‬سليمان صبا علي ‪ ،‬الحضارة العيالمية وعالقتها بحضارة وادي الرافدين من بداية االلف الثالث ق‪.‬م حتى متتصف االلف‬
‫الثاني ق‪.‬م ‪ ،‬مذكرة ماجيستري يف التاريخ القدمي‪ ،‬كلية االداب العلوم واالنسانية‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة تشرين‪ ،‬اجلمهورية العربية‬
‫السورية‪2819/2816 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سليمان عامر ‪ ،‬أمحد مالك الفتيان‪ ،‬محاضرات في التاريخ القديم‪-‬العراق ومصر وسوريا وبالد اليونان والرومان القديم‪ -‬مركز‬
‫البحوث األثرية واحلضارية‪ ،‬بغداد‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -‬سوسة أمحد ‪ ،‬تاريخ حضارة وادي الرافدين في ضوء مشاريع الري الزراعية والمكتشفات اآلثارية والمصادر التاريخية‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫دار احلرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪.1703 ،‬‬
‫‪ -‬الشريف ابراهيم ‪ ،‬الموقع الجغرافي للعراق وأثره في تاريخيه العام حتى الفتح االسالمي‪ ،‬ج‪ ،1‬وزارة املعارف‪ ،‬بغداد‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -‬شهيب مسية ‪ ،‬تأثير الديانة على الحياة االجتماعية والفكرية في مصر القديمة‪ ،‬مذكر ماجيستري يف التاريخ القدمي‪ ،‬املدرسة العليا‬
‫لالساتذة يف االداب والعلوم االنسانية‪ ،‬اجلزائر‪.2885-2884 ،‬‬
‫‪ -‬الشواف قاسم ‪ ،‬ديوان األساطير‪-‬سومر وأكاد وآشور‪ -‬أناشيد الحب السومرية‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬دار الساقي‪ ،‬لبنان‪.1779 ،‬‬
‫‪ -‬صاحل عبد العزيز ‪ ،‬الشرق األدنى القديم‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة األجنلو املصرية‪ ،‬القاهرة‪.1793 ،‬‬
‫‪ -‬صالح أبو السعود‪ ،‬تاريخ وحضارة أرض الرافدين‪-‬سومر‪ ،‬أكد‪ ،‬بابل‪ ،‬آشور‪-‬ط‪ ،1‬مكتبة النافذة‪ ،‬مصر‪.2811 ،‬‬
‫‪ -‬طريف عزيز الشيخ جفات ‪ ،‬مدن عراقية على ضفاف الفرات‪ ،‬ج‪( ،1‬د‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬م)‪.2887 ،‬‬
‫‪ -‬الطعان عبد الرضا ‪ ،‬الفكر السياسي في العراق القديم‪ ،‬دار اخللود للنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪.1701 ،‬‬
‫‪- 67 -‬‬
‫‪ -‬طه باقر‪ ،‬مقدمة في تاريخ الحضارات‪ ،‬الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،1‬دار الوراق للنشر احملدودة‪،‬‬
‫بريوت‪.2812 ،‬‬
‫قديما وحديثًا‪ ،‬ط‪ ،3‬مطبعة العرفان‪ ،‬صيدا‪.1750 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق احلسني‪ ،‬العراق ً‬
‫‪ -‬عبد اهلل فيصل ‪ ،‬عيد مرعى‪ ،‬المدخل إلى تاريخ الحضارة‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪ ،‬دمشق‪.2888 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الوهاب محيد رشيد‪ ،‬حضارة وادي الرافدين "ميزوبوتاميا"‪ ،‬ط‪ ،1‬دار املدى ‪ ،‬دمشق‪.2884 ،‬‬
‫‪ -‬عبد جبيل جبار ‪ " ،‬التجارة اخلارجية للعراق يف العصر البابلي (‪357-652()1688-2888‬ق‪.‬م)"‪ ،‬جملة البحوث اجلغرافية‪،‬‬
‫مج‪ ،81.‬ع‪ ،81.‬جامعة الكوفة‪ ،‬العراق‪.2886 ،‬‬
‫‪ -‬عبيد نبيلة ‪ ،‬محدي عمر‪ ،‬حياة المصريين القدماء في عصر الفراعنة‪ ،‬دار البستاين للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2883 ،‬‬
‫‪ -‬عجيلي عاصي حسني محود ‪" ،‬امللكية الزراعية يف شريعة محورايب"‪ ،‬جملة تكريت للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬مج‪ ،1‬ع‪ ،3‬كلية‬
‫القانون‪ ،‬جامعة تكريت‪.2887 ،‬‬
‫‪ -‬عجيلي عاصي حسني محود ‪" ،‬امللكية الزراعية يف شريعة محورايب"‪ ،‬مجلة تكريت للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬مج‪ ،1‬ع‪ ،3‬كلية‬
‫القانون‪ ،‬جامعة تكريت‪.2887 ،‬‬
‫‪ -‬علي رمضان عبده ‪ ،‬حضارة مصر القديمة منذ اقدم العصور الى حتى نهاية عصور االسرات الوطنية‪ ،‬ج‪ ،81.‬اجمللس االعلى‬
‫لالثار‪ ،‬مصر‪.2884 ،‬‬
‫‪ -‬علي سعيد امساعيل ‪ ،‬التربية في حضارات الشرق القديم‪ ،‬مطبعة أبناء وهباء‪ ،‬القاهرة‪.1777 ،‬‬
‫‪ -‬علي فاضل عبد الواحد ‪ ،‬عامر سليمان‪ ،‬تاريخ العراق القديم‪ ،‬ج‪ ،2‬مطبعة جامعة بغداد‪ ،‬بغداد‪.1708 ،‬‬
‫‪ -‬عزيز كارم حممود‪ ،‬أساطير التوراة الكبرى‪-‬تراث الشرق األدنى القديم‪ -‬ط‪ ،1‬دار احلصاد‪ ،‬دمشق‪.1777 ،‬‬
‫‪ -‬العيداين مسري‪ " ،‬املصادر املادية واالدبية لدراسة التاريخ العريب القدمي"‪ ،‬مجلة القرطاس‪ ،‬ع‪ ،11.‬جانفي ‪.2817‬‬
‫‪ -‬العيداين مسري‪ " ،‬املصادر املادية واالدبية لدراسة التاريخ املصري القدمي"‪ ،‬المجلة التاريخية الجزائرية‪ ،‬ع‪ ،83.‬جوان‪.2819‬‬
‫‪ -‬فرح نعيم ‪ ،‬موجز تاريخ الشرق األدنى‪-‬السياسي واإلجتماعي واإلقتصادي والثقافي‪ -‬دار الفكر‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ط)‪.1792 ،‬‬
‫‪ -‬فريوزآبادي (املتويف سنة ‪019‬ه)‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬تح‪ :‬حممد نعيم العرقسوسي‪ ،‬ط‪ ،3‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪.2885 ،‬‬
‫‪ -‬القمين سيد ‪ ،‬رب الثورة‪ -‬أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة‪ ،-‬مؤسسة هنداوي‪( ،‬د‪.‬م)‪.2828 ،‬‬
‫‪ -‬لنتون رالف ‪ ،‬شجرة الحضارة‪ ،‬تق‪ :‬حممد السويدي‪ ،‬ج‪ ،2‬موفم للنشر‪ ،‬اجلزائر‪.1778 ،‬‬
‫‪ -‬املاجدي خزعل ‪ ،‬الدين المصري‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار الشروق‪ ،‬رام اهلل‪.1777 ،‬‬
‫‪ -‬املاجدي خزعل ‪ ،‬متون سومر‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.1770 ،‬‬
‫‪ -‬خمتار يعقوب‪ ،‬حممد بوشيبة‪" ،‬احلضارة والتجربة الدينية عند ارنولد توينيب"‪ ،‬مجلة مقاربات فلسفية‪ ،‬مج‪ ،80.‬ع‪.2821 ،81.‬‬
‫‪ -‬مصطفى صاحل ملعي ‪ ،‬عمارة الحضارات القديمة‪-‬المصرية‪،‬ما بين النهرين‪ ,‬اليونانية‪ ,‬الرومانية‪ -‬دار النهضة العربية‪ ,‬بريوت‪,‬‬
‫‪.1797‬‬
‫‪ -‬مكاوي فوزي‪ ،‬الناس والحياة في مصر القديمة‪ ،‬مطابع اجمللس األعلى لآلثار‪ ،‬القاهرة‪.1775 ،‬‬
‫‪ -‬مونتيه بيري ‪ ،‬الحياة اليومية في مصر في عهد الرعامسة‪ ،‬تر‪ :‬عزيز مرقس منصور‪ ،‬مر‪ :‬عبد احلميد الدواخلي‪ ،‬الدار املصرية‬
‫للتاليف والرتجة‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -‬الناضوري رشيد‪ ،‬المدخل في التحليل الموضوعي المقارن للتاريخ الحضاري والسياسي في جنوب غربي آسيا وشمال‬
‫إفريقيا‪-‬المدخل في التطور التاريخي للفكر الديني‪-‬الكتاب الثالث‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪.1767 ،‬‬
‫‪- 68 -‬‬
.2821 ‫ جانفي‬،20.‫ ع‬،21.‫ مج‬،‫ مجلة اإلحياء‬،"‫ " فلسفة احلضارة عند ارنولد توينيب‬،‫ نبيل مسيعد‬-
.1700 ،‫ بغداد‬،)‫ن‬.‫ (د‬،1‫ ج‬،‫ المدينة والحياة المدنية‬،‫ دراسات في تاريخ العراق وحضارته‬،‫ خنبة من أساتذة التاريخ‬-
.1705 ،‫ بغداد‬،‫ دار احلرية‬،82.‫ وج‬81.‫ ج‬،‫ كتاب حضارة العراق‬،‫ خنبة من الباحثني‬-
.1774 ،‫ دار الفكر اللبناين‬،2‫ ج‬-‫ميتولوجية وأساطير الشعوب القديمة‬-‫ موسوعة األديان السماوية الوضعية‬، ‫ نعمة حسني‬-
،11‫ مج‬،‫ جملة القادسية للعلوم اإلنسانية‬،")‫م‬.‫ق‬1575-‫م‬.‫ق‬2884( ‫ "الزراعة خالل العصر البابلي القدمي‬، ‫ وهد جاسم شهد‬-
.2880 ،‫ جامعة القادسية‬،‫ كلية اآلداب‬،3‫ع‬
.1770 ،‫ األردن‬،‫ األهلية للنشر والتوزيع‬،‫ الكتاب األول‬،‫ متون سومر‬، ‫ املاجدي خزعل‬-
.)‫ط‬.‫ت‬.‫ (د‬،‫ اجلزائر‬،‫ ديوان املطبوعات اجلامعية‬،‫ تاريخ العمارة‬، ‫حمفل حممد‬
.1798 ،‫ مصر‬،‫ اهليئة املصرية العامة للتاليف والنشر‬،‫ الثروة النباتية عند قدماء المصريين‬، ‫نظري وليم‬
‫ غري‬،‫ مذكرة ماجيستري يف الفلسفة‬،-‫ المسيحية انموذجا‬-‫ دور الدين في بناء الحضارة في فلسفة آرلوند توينبي‬،‫هدى بوفضة‬
.2880-2889 ،‫ اجلزائر‬،‫ جامعة االخوة منتوري قسنطينة‬،‫منشورة‬
:‫ األجن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب ـ ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ــة‬-
-Kim Benzel & Others, Art of the Ancient Near East, (M.M.A), New York, 2010.
Barbara A. Somervill, Great Empires of the Past Empires of Ancient Mesopotamia,
Imprint of Infobase Publishing, Chelsea House, New York, 2009.
-Hérodote, Histoire D’Hérodote , trad. Larcher, T.1, Charpentier, Libraire éditeur, Paris,
1850.
-Barbara A.Somervill, Great Empires of the Past Empires of Ancient Mesopotamia,
Imprint of Infobase Publishing, Chelsea House, New York, 2009.
-Maspero G.¸ Histoire Ancienne des Peuples de Ľorient, Hachette, Paris ¸1897.
-The First Civilizations‚Thames and Hudson‚Londen‚1968.
- Georges Contenau‚ La vie Qoutidienne a Babylone et en Assyrie, Hachette, Paris,
(S.D)
- Dhorme Edouard‚ Les Religion De Babylonie Et D’assyrie, 2ed, PUF, paris, 1949.
- Rene Labat, Le Caractère Religieux de la Royout Assyro Babylonien,
A.Maisonneuve, Paris, 1939.
- Henri Frankfort, Kingship and The Gods-Astudy of Ancient Near Eastern Religion
as the Integration of Society and Nature, The university of Chicago Press, Chicago,
1978.
- Wolfram Von Soden, Akkadisches Handwörterbuch, band. I, (A-L), Otto
Harrassowitz, Wiesbaden, 1965.
- A. Leo Oppenheim & Others, The Assyrian Dictionary of the Oriental Institute of th
(P.O.I.), Vol.08, (K), Chicago, 1971.
- Walther Hinz, The Lost World of Elam, trad.Jennifer Banes, Sidgwick& Jackson,
London, 1964.
- Henri Frankfort, La Royaute et les dieux, Payot, Paris, 1951.
- Jacques Pirenne, Civilisations Antiques, Albin Michel, Paris, 1951.

- 69 -

You might also like