BKB Fi17099 Ketabpedia

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 183

‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم العالي‬


‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‬
‫المعهد العالي للقضاء‬
‫قسم السياسة الشرعية‬
‫شعبة األنظمة‬

‫أحكام األهلية التجارية‬


‫دراسة مقارنة‬
‫بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير‬

‫إعداد‬
‫علي بن عدالن بن غازي الشمراني‬

‫إشراف‬
‫فضيلة الشيخ الدكتور ‪ /‬رضا بن متولي وهدان‬

‫‪1426/1427‬هـ‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المقدمة‬

‫‪1‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫بسم هللا الرحـمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العالمين ‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف األنبياء وخاتم المرسلين ‪ ،‬نبين&&ا‬

‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬

‫فقد كانت التجارة وما زالت أمرا ً أساسيا ً في حي&اة الش&عوب ‪ ،‬ومص&درا ً رئيس&ا ً في‬

‫نماء اقتصادياتها ‪ ،‬فنجد أن اهلل عز وجل وصف قريشا ً باعتمادهم على التج&&ارة فق&&ال‬

‫‪         :‬‬ ‫تعالى‬
‫‪‬‬

‫وفي العص &&ر الحاض &&ر ازداد االهتم &&ام بالتج &&ارة ‪ ،‬ووض &&عت له &&ا الق &&وانين المنظم &&ة‬

‫لس &&يرها ‪ ،‬ولعالق &&ة األط &&راف المتع &&املين به &&ا ‪ ،‬ومن ذل &&ك م &&ا يتعل &&ق بالت &&اجر وش &&روط‬

‫ممارسته للتجارة ‪ ،‬ومن هذه الشروط اكتساب التاجر األهلي&ة التجاري&ة ‪ ،‬وال&تي ي&ترتب‬

‫عليها آثار الصفة التجارية ‪.‬‬

‫وق &&د رغبت أن يك& &&ون موض& &&وع البحث التكميلي لني& &&ل درج &&ة الماجس &&تير ه& &&و‬

‫( أحك &&ام األهلي &&ة التجاري &&ة ـ دراس &&ة مقارن &&ة ) ‪ ،‬والواق &&ع أن ه &&ذه الرغب &&ة ج &&اءت بع &&د‬

‫البحث في عدة مواضيع سواء فيما يتعلق بالنظام التجاري أو غيره ‪ ،‬وق&د تق&دمت لقس&م‬

‫السياسة الشرعية بهذا الموضوع ‪ ،‬وتمت الموافقة عليه من قبل القسم ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وهنا أشكر اهلل ع&&ز وج&ل ال&&ذي من علَّي بااللتح&اق به&&ذا القس&م المتم&&يز في ه&&ذا الص&&رح‬

‫الشامخ ( المعهد العالي للقض&اء ) وال&ذي أتممت في&ه ع&امين دراس&يين ‪ ،‬ك&ان فيهم&ا وهلل‬

‫الحم &&د فائ &&دة كب &&يرة بالنس &&بة لي ‪ ،‬ش &&اكرا ً لمش &&ايخي وألعض &&اء الت &&دريس بالمعه &&د م &&ا‬

‫يقومون به من جهد في سبيل إثراء الناحية العلمية لدى الطالب ‪.‬‬

‫أهمية الموضوع ‪:‬‬

‫إن موض & &&وع األهلي & &&ة التجاري & &&ة موض & &&وع مهم ؛ إذ إن األهلي & &&ة تح & &&دد مرك & &&ز‬

‫الش&&خص بالنس&&بة للحق&&وق والواجب&&ات س&&واء ك&&ان ذل&&ك فيم&&ا يتعل&&ق بعالق&&ة المخل&&وق م&&ع‬

‫الخ& &&الق ‪ ،‬إذ نج& &&د أن الش& &&ريعة اإلس& &&المية أولت األهلي& &&ة اهتمام& &&ا بالغ& &&ا ً ف& &&رتبت عليه& &&ا‬

‫التك &&اليف والواجب &&ات ‪ ،‬أو ك &&ان ذل &&ك فيم &&ا يتعل &&ق بعالق &&ات البش &&ر فيم &&ا بينهم في جمي &&ع‬

‫المجاالت ‪ ،‬وأهمها المعامالت التجارية والمالية ‪.‬‬

‫وقد جاءت ق&وانين ال&&دول وأنظمته&&ا بتحدي&&د أهلي&&ة االتج&ار المطل&&وب توفره&&ا في‬

‫المواطنين واألج&انب والش&ركات ‪ ،‬وذل&ك لتنظيم الحرك&ة التجاري&ة في الدول&ة وض&بطها‬

‫حتى يسهل وضع اآلثار وااللتزامات على اكتساب الصفة التجارية ‪ ،‬كما يسهل تحدي&&د‬

‫االختصاص القضائي بالنظر إلى توفر األهلية التجارية للمتعامل أو عدم توفرها ‪.‬‬

‫ل & &&ذلك ك & &&انت األهلي & &&ة التجاري & &&ة ال & &&ركن األس & &&اس الكتس & &&اب وص & &&ف الت & &&اجر ‪،‬‬

‫وممارسة الشخص للتجارة ‪ ،‬ومن ثم ترتب االلتزامات على اكتساب ذلك الوصف‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬

‫تتلخص أسباب اختيار الموضوع في النقاط التالية ‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ )1‬أهميته السابقة ‪.‬‬

‫‪ )2‬ندرة وجود المراجع المستقلة في هذا الموضوع ‪ ،‬فلم أجد بعد البحث من أف&رد‬

‫هذا الموضوع بكتابة مستقلة ‪.‬‬

‫‪ )3‬ص &&لة ه &&ذا الموض &&وع الوثيق &&ة باكتس &&اب الص &&فة التجاري &&ة ‪ ،‬وال يخفى أن ذل &&ك‬

‫أساس في إجراء المعامالت التجارية وترتب االلتزامات على التاجر ‪.‬‬

‫‪ )4‬الحاج& &&ة إلى توض & &&يح الموق& &&ف الفقهي في رأي النظ & &&ام من األهلي & &&ة المطلوب & &&ة‬

‫لممارسة التجارة ‪.‬‬

‫‪ )5‬إبراز األحكام المتعلقة باألهلية التجارية بحيث يسهل للمهتمين الرجوع إليها‪.‬‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫بع& & &&د البحث في مكتب& & &&ة المعه& & &&د ‪ ،‬واالطالع على البح& & &&وث المس& & &&جلة في قس& & &&م‬

‫السياسة الشرعية ‪ ،‬لم أجد من أفرد هذا الموضوع ببحث مس&تقل ‪،‬غ&ير أن&ه يوج&د بحث‬

‫بعن&&وان‪ ( :‬اكتس&&اب ص&&فة الت&&اجر في الفق&&ه والنظ&&ام ) ‪ ،‬وه&&و بحث تكميلي لني&&ل درج&&ة‬

‫الماجس&&تير من إع&&داد الط&&الب ‪ :‬مش&&عان بن مب&&ارك الحام&&د ‪ ،‬وق&&د قدم&&ه لقس&&م السياس&&ة‬

‫الشرعية في عام ‪1417‬هـ ‪.‬‬

‫وفي هذا البحث وضع الب&احث مبحث&ًا في ( األهلي&ة التجاري&ة ) في ح&والي عش&رين‬

‫صفحة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ومن خالل اطالعي على ذاك البحث ‪ ،‬وما أود كتابته في هذا البحث أجد الفروق‬

‫التالية ‪:‬‬

‫‪ )1‬أن موض &&وع ( اكتس &&اب ص &&فة الت &&اجر ) ه &&و في األص &&ل منص &&ب على الت &&اجر‬

‫والتزامات &&ه ‪ ،‬بينم &&ا موض &&وع ( أحك &&ام األهلي &&ة التجاري &&ة ) منص &&ب في األص &&ل‬

‫على األهلية التجارية ‪.‬‬

‫‪ )2‬أن األهلي&&ة التجاري&&ة في موض&&وع ( اكتس&اب ص&&فة الت&&اجر ) ذك&&رت كش&رط من‬

‫شروط هذا االكتساب مما كان سببا ً في عدم إعطائها حقها من البحث الوافي‪.‬‬

‫‪ )3‬اقتص &&ار الكالم عن األهلي &&ة التجاري &&ة في موض &&وع ( اكتس &&اب ص &&فة الت &&اجر )‬

‫على أهلي&&ة المواط&&نين واألج&&انب ‪ ،‬بينم&&ا الح&&ديث في موض&&وع ( أحك&&ام األهلي&&ة‬

‫التجارية ) يشمل نطاقا ً أوسع إذ يشمل الحديث عن أشخاص األهلية التجارية‪،‬‬

‫وموانع اكتسابها ‪ ،‬وآثارها ‪ ،‬وغير ذلك كما هو مبين في خطة البحث ‪.‬‬

‫‪ )4‬اقتص&&ر ح&&ديث الب&&احث في موق&&ف الفق&&ه في موض&&وع ( اكتس&&اب ص&&فة الت&&اجر )‬

‫على موق&&ف الفق&&ه بش&&كل ع&&ام من اش&&تراط األهلي&&ة في الت&&اجر ‪ ،‬ولم يتم التط&&رق‬

‫للحديث عن رأي الفقه بالتفصيل في ك&ل ش&خص ‪ ،‬كم&ا لم يتم الح&ديث عن رأي‬

‫الفقه في موانع األهلية التجارية وفي آثارها ‪.‬‬

‫منهج البحث ‪:‬‬

‫يشمل ثالثة أمور ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫األول ‪ :‬المنهج المتبع في الكتابة في الموضوع ‪ ،‬سيكون على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ )1‬االعتماد على منهج االستقراء لمصادر الموضوع ‪.‬‬

‫‪ )2‬التمهيد لكل مسألة بما يوضحها ‪ ،‬إن استدعى األمر ذلك ‪.‬‬

‫‪ )3‬بحث المسألة يكون كما يلي ‪:‬‬

‫إن ك& &&انت تعريف& &&ا ً ‪ ،‬فس& &&أبدأ بتعريفه& &&ا في اللغ& &&ة ‪ ،‬ثم في النظ& &&ام ‪ ،‬ثم في الفق& &&ه‬

‫اإلسالمي ‪ ،‬مع بيان العالقة بين التعاريف ‪.‬‬

‫إن كانت المسألة من مواضع االتفاق ف&أذكر حكمه&&ا ب&&دليلها ‪ ،‬م&&ع توثي&&ق االتف&&اق‬

‫من مظانه المعتبرة ‪.‬‬

‫وإ ن كانت المسألة خالفية فسأقوم باآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تحرير محل النزاع في المسألة ‪.‬‬

‫‪ -2‬أذكر األقوال في المسألة مع نسبة القول لقائله ‪.‬‬

‫‪ -3‬أذكر أدلة كل قول ‪.‬‬

‫‪ -4‬أذكر االعتراضات على األدلة إن وجدت ‪ ،‬وأقوم بمناقشتها وتأييدها‬

‫أو اإلجابة عنها ‪.‬‬

‫‪ - 5‬أرجح ما يظهر لي رجحانه ‪ ،‬بناء على النظر في األدلة والموازنة‬

‫بينها ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ )4‬الرجوع في كل مسألة إلى المصادر األصلية للنظام واألنظمة في المملكة‬

‫العربية السعودية ‪ ،‬وكتب النطم المقارنة ‪ ،‬مع مقارنتها بالفقه اإلسالمي من‬

‫خالل االعتماد على المصادر األصلية لكل منها ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬المنهج المتبع في التعليق والتهميش ‪ ،‬سيكون على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ )1‬االلتزام بترقيم اآليات مع عزوها إلى سورها ‪.‬‬

‫‪ )2‬بالنسبة لتخريج األحاديث واآلثار سأتبع اآلتي ‪:‬‬

‫‪1‬ـ اإلحالة إلى مصدر الحديث أو األثر ‪ ،‬وذلك بذكر اسم الكتاب والباب ‪ ،‬ثم‬

‫الجزء والصفحة ‪ ،‬ورقم الحديث أو األثر إن كان مذكورا ً في المصدر ‪.‬‬

‫‪2‬ـ إن كان الحديث في الصحيحين ‪ ،‬أو في أحدهما اكتفيت بتخريج الحديث‬

‫منهما ‪ ،‬لتضمنه الحكم بصحته ‪ ،‬وإ ن لم يكن منهما خرجته من المصادر‬

‫المعتمدة مع ذكر أقوال العلماء في صحته أو ضعفه ‪.‬‬

‫‪ )3‬توثيق مذاهب العلماء وأقوالهم من الكتب المعتمدة في كل مذهب ‪.‬‬

‫‪ )4‬توثيق آراء شراح األنظمة من الكتب النظامية األصلية ‪.‬‬

‫‪ )5‬تبيين األلفاظ الغريبة ‪ ،‬والمصطلحات التي تحتاج إلى بيان ‪ ،‬مع توثيق كل‬

‫ذلك من مصادره المعتمدة ‪ ،‬وضبط ما ُيشكل من الكلمات ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ )6‬أترجم األعالم الواردين في المتن ‪ ،‬باسم العلم ونسبه مع ضبط ما ُيشكل ‪،‬‬

‫وتاريخ مولده ووفاته ‪ ،‬ومذهبه ‪ ،‬وأبرز مؤلفاته ‪ ،‬ومصدر الترجمة مع‬

‫االختصار قدر اإلمكان ‪.‬‬

‫‪ )7‬تكون اإلحالة إلى المصدر في حالة النقل منه بالنص ‪ :‬بذكر اسمه والجزء‬

‫والصفحة ‪ ،‬وفي حالة النقل بالمعنى ُيذكر ذلك مسبوقا ً بكلمة ‪ُ :‬ينظر ‪.‬‬

‫‪ )8‬ذكر المعلومات المتعلقة بالمصادر والمراجع من ‪ :‬اسم الناشر ‪ ،‬ورقم‬

‫الطبعة‪ ،‬وتاريخها ‪ ،‬ومكانها ‪ ،‬في ثبت المصادر والمراجع ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬المنهج المتبع في الناحية الشكلية ‪ ،‬والتنظيمية ‪ ،‬ولغة الكتابة ‪:‬‬

‫‪ )1‬العناية بصحة المكتوب وسالمته من الناحية اللغوية ‪ ،‬واإلمالئية ‪ ،‬والنحوية‪.‬‬

‫‪ )2‬العناية بضبط األلفاظ ‪ ،‬خاصة األلفاظ المشكلة ‪ ،‬أو التي يترتب على عدم‬

‫ضبطها غموض والتباس ‪.‬‬

‫‪ )3‬العناية بعالمات الترقيم ‪ ،‬ووضعها في مواضعها الصحيحة ‪.‬‬

‫‪ )4‬العناية بانتقاء حرف الطباعة في العناوين ‪ ،‬وصلب الموضوع والهوامش‬

‫وبدايات األسطر ‪.‬‬

‫‪ )5‬االهتمام بالجانب الشكلي للبحث على وجه العموم ‪.‬‬

‫‪ )6‬عند إثبات النصوص ‪ ،‬أتبع اآلتي ‪:‬‬

‫‪1‬ـ أضع اآليات بين قوسين مميزين بهذا الشكل ‪. ..........‬‬

‫‪8‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪2‬ـ أضع األحاديث النبوية بين قوسين مميزين بهذا الشكل (‪. )..........‬‬

‫‪3‬ـ أضع نصوص العلماء التي أنقلها بنصها بين قوسين مميزين بهذا الشكل‬

‫"‪. "............‬‬

‫‪4‬ـ أضع النصوص النظامية التي أنقلها بنصها بين قوسين مميزين بهذا الشكل‬

‫{‪. }............‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬

‫يتكون البحث من مقدمة ‪ ،‬وتمهيد ‪ ،‬وفصلين ‪ ،‬وخاتمة ‪ ،‬ثم الفهارس ‪.‬‬

‫المقدمة ‪ ،‬وتشمل ‪ :‬أهمية الموضوع ‪ ،‬وأسباب اختياره ‪ ،‬والدراسات السابقة ‪،‬‬

‫ومنهج البحث ‪ ،‬وخطة البحث ‪.‬‬

‫التمهيد ‪ ،‬وفيه المباحث التالية ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف األهلية ‪ ،‬وفيه ثالثة مطالب ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف األهلية في اللغة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف األهلية في النظام ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تعريف األهلية في الفقه ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تعريف التجارة ‪ ،‬وفي ثالثة مطالب ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف التجارة في اللغة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف التجارة في النظام ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تعريف التجارة في الفقه ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الفرق بين األهلية واأللفاظ ذات الصلة ‪ ،‬وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الفرق بين األهلية والذمة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الفرق بين األهلية والوالية ‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬أهلية األشخاص التجارية ‪ ،‬وفيه المباحث التالية ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬األهلية التجارية للوطنيين ‪ ،‬وفيه خمسة مطالب ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تحديد سن األهلية التجارية ‪ ،‬وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تحديد سن األهلية التجارية في النظام ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تحديد سن األهلية التجارية في الفقه ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للمرأة ‪ ،‬وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬األهلية التجارية للمرأة في النظام ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للمرأة في الفقه ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهلية القاصر المأذون له بالتجارة ‪ ،‬وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أهلية القاصر المأذون له بالتجارة في النظام‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهلية القاصر المأذون له بالتجارة في الفقه ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬أهلية القاصر غير المأذون له بالتجارة ‪ ،‬وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أهلية القاصر غير المأذون له بالتجارة في النظام ‪.‬‬


‫‪10‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهلية القاصر غير المأذون له بالتجارة في الفقه ‪.‬‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬سلطة الولي في اإلذن للقاصر بالتجارة‪ ،‬وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬سلطة الولي في اإلذن للقاصر بالتجارة في النظام ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬سلطة الولي في اإلذن للقاصر بالتجارة في الفقه ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األهلية التجارية لألجانب ‪ ،‬وفيه ثالثة مطالب ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التعريف باألجنبي ‪ ،‬وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التعريف باألجنبي في النظام ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التعريف باألجنبي في الفقه ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ممارسة األجنبي للتجارة ‪ ،‬وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬ممارسة األجنبي للتجارة في النظام ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬ممارسة األجنبي للتجارة في الفقه ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬األهلية التجارية لألجنبي ‪ ،‬وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬األهلية التجارية لألجنبي في النظام ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬األهلية التجارية لألجنبي في الفقه ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية ‪ ،‬وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الشخصية المعنوية ‪ ،‬وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الشخصية المعنوية في النظام ‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الشخصية المعنوية في الفقه ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية ‪ ،‬وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية في النظام‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية في الفقه ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬موانع اكتساب األهلية التجارية ‪ ،‬وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬موانع اكتساب األهلية التجارية في النظام ‪ ،‬وفيه ثالثة فروع‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬نقص السن النظامية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬انعدام الرشد ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬انعدام اإلذن للقاصر ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬موانع اكتساب األهلية التجارية في الفقه ‪ ،‬وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الموانع السماوية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الموانع المكتسبة ‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬آثار األهلية التجارية وتطبيقاتها ‪ ،‬وفيه المباحث التالية ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية التجارية ‪ ،‬وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية التجارية في النظام ‪ ،‬وفيه‬

‫ثالثة فروع ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬إمكانية اكتساب صفة التاجر ‪.‬‬


‫‪12‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬إنشاء االلتزام الصرفي ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الخضوع ألحكام اإلفالس ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية التجارية في الفقه ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على انعدام األهلية التجارية ‪ ،‬وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪:‬اآلثار المترتبة على انعدام األهلية التجارية في النظام ‪ ،‬وفيه‬

‫فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬انعدام صفة التاجر ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حق التمسك ببطالن االلتزام الصرفي ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على انعدام األهلية التجارية في الفقه ‪ ،‬وفيه‬

‫فرعان‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬البيوع الممنوعة النعدام األهلية التجارية للعاقد‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الحجر على التصرفات المالية لفاقد األهلية التجارية ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تطبيقات على األهلية التجارية ‪ ،‬وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬األهلية التجارية في بعض األعمال التجارية ‪ ،‬وفيه أربعة فروع ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أهلية السمسار ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهلية الوكيل التجاري ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أهلية القيد في السجل التجاري ‪.‬‬


‫‪13‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬أهلية الشريك في عقد الشركة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األهلية التجارية في بعض العمليات البنكية ‪ ،‬وفيه ثالثة فروع‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أهلية فتح الحساب المصرفي ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهلية فتح االعتماد المصرفي ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أهلية خصم الورقة التجارية ‪.‬‬

‫ثم الخاتمة ‪ ،‬وتشمل ‪ :‬أهم نتائج البحث وتوصياته ‪.‬‬

‫ثم الفهارس ‪.‬‬

‫وفي الختام يطيب لي أن أشكر كل من قام بمساعدتي في هذا البحث ابتداء من‬

‫فضيلة الشيخ الدكتور ‪ :‬رضا بن متولي وهدان المشرف على هذا البحث ‪ ،‬وذلك‬

‫على توجيهه ونصحه لي أثناء كتابة هذا البحث ‪ ،‬وما لمسته منه تواضع وصبر‬

‫إلتمام هذا البحث ‪ ،‬فله مني الشكر والتقدير والدعاء بأن يجعل اهلل ذلك في ميزان‬

‫حسناته ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫كما أخص بالشكر والدي العزي&&ز وش&&يخي ال&&دكتور ع&&دالن الش&&مراني ووال&&دتي‬

‫العزيزة على حسن التربية ‪ ،‬وجميل الرعاية ‪ ،‬وتوفيرهما لي م&&ا أع&&انني إلى الوص&&ول‬

‫إلى هذه المرحل&ة التعليمي&ة ‪ ،‬فل&وال اهلل ثم إياهم&ا لم&ا بلغت ه&ذه المرحل&ة ‪ ،‬فأس&أل اهلل أن‬

‫يجزيهما ع&ني خ&ير م&ا ج&ازى وال&دا ً عن ول&ده ‪ ،‬وأن يطي&ل في عمرهم&ا على طاعت&ه ‪،‬‬

‫وأن يرحمهما كم ربياني صغيرا ‪.‬‬

‫واهلل أسأل اإلعانة والتوفيق إنه نعم المولى ونعم المجيب‬

‫وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬

‫ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‬

‫‪‬‬

‫‪15‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫التمهيد‬

‫‪16‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المبحث األول‬
‫تعريف األهلية‬

‫وفيه ثالثة مطالب ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف األهلية في اللغة ‪.‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف األهلية في النظام ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تعريف األهلية في الفقه ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف األهلية في اللغة ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫في معجم مقاييس اللغة عن أهل‪:‬‬ ‫األهلية لغة ‪ :‬أصلها (أْه ل) ‪ ،‬ويقول ابن فارس‬

‫الهمزة والهاء والالم أصالن متباعدان ‪ ،‬أحدهما ‪ :‬األهل ‪ ،‬ومنه أهل الرجل‬

‫أي عشيرته وذو ُقرباه ‪ ،‬وأهل البيت أي ُس َّك انه ‪ ،‬وأهل اإلسالم ‪ ،‬أي من يدين به‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫واألصل اآلخر ‪ :‬اإلهالة ‪ ،‬وهي الشحم أو ما ُأذيب منه ‪.‬‬

‫وقد وردت كلمة ( أهل ) في مواضع عديدة من القرآن الكريم ‪:‬‬

‫منها قوله تعالى ‪       ‬‬

‫(‪)3‬‬
‫‪. ‬‬

‫وجاء في تفسيرها ‪ :‬أن المراد بأهل الذكر أهل التوراة واإلنجيل الذين آمنوا‬

‫بالنبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وسماهم أهل الذكر ؛ ألنهم كانوا يذكرون خبر األنبياء‬

‫مما لم تعرفه العرب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أراد بالذكر القرآن أي فاسألوا المؤمنين العالمين من‬

‫(‪)4‬‬
‫أهل القرآن ‪.‬‬

‫‪ ) ?(1‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن حبيب الرازي ‪ ،‬األديب ‪ ،‬اللغوي ‪ ،‬الشاعر ‪،‬‬
‫األصولي ‪ ،‬الفقيه ‪ .‬له العديد من المصنفات أشهرها ‪ :‬مقاييس اللغة ‪ ،‬مجمل اللغة ‪ .‬توفي سنة‬
‫‪390‬هـ في الري ‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬وفيات األعيان البن خلكان ‪ ، 1/118‬البداية والنهاية البن كثير ‪.11/335‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬معجم مقاييس اللغة البن فارس ‪ ، 1/150‬لسان العرب البن منظور ‪، 11/29‬‬
‫القاموس المحيط للفيروز آبادي ‪. 3/486‬‬
‫‪ )?(3‬سورة األنبياء ‪ :‬اآلية ‪. 7‬‬
‫‪ )?(4‬ينظر ‪ :‬الجامع ألحكام القرآن للقرطبي ‪. 11/272‬‬
‫‪18‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ومن األحاديث ‪ :‬قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ ( :‬إن هلل أهلين من الناس قالوا‪:‬‬

‫(‪)5‬‬
‫من هم يا رسول اهلل قال ‪ :‬أهل القرآن هم أهل اهلل وخاصته ) ‪.‬‬

‫واستنتاجًا مما سبق ‪ :‬يقترب معنى األهلية في هذا البحث بالمعنى اللغوي‬

‫األول ‪ ،‬فالمراد هنا تحديد أهل التجارة الذين يحق لهم مزاولة األعمال التجارية‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )?(5‬أخرجه النسائي في السنن الكبرى برقم (‪ ، 5/17 )8031‬في باب فضل من تعلم القرآن‬
‫وعلمه ‪ .‬وأخرجه ابن ماجه في سننه برقم (‪ ، 1/78 )215‬وأخرجه الحاكم في المستدرك على‬
‫الصحيحين في كتاب فضائل القرآن ‪ ،‬باب فضائل القرآن جملة ‪ ،‬برقم (‪ 1/743 )2046‬وقال ‪:‬‬
‫"روي هذا الحديث من ثالثة أوجه عن أنس هذا أمثلها "‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف األهلية في النظام‬


‫من خالل النظر في استخدام القانونين لمصطلح ( األهلية ) نجد أنهم يقصدون‬

‫بها (الصالحية) ويعدونها إحدى خصائص الشخصية سواء كانت هذه الشخصية‬

‫(‪)1‬‬
‫طبيعية أو معنوية ‪.‬‬

‫ويقسم القانونيون األهلية إلى قسمين هما ‪ :‬أهلية وجوب ‪ ،‬وأهلية أداء ‪.‬‬

‫فأهلية الوجوب يراد بها ‪:‬‬

‫(‪)2‬‬
‫" صالحية الشخص الكتساب الحقوق والتحمل بااللتزامات " ‪.‬‬

‫وهذه األهلية ثابتة لكل إنسان ‪ ،‬فهي تثبت للشخص بثبوت الشخصية‬

‫(‪)3‬‬
‫القانونية له وذلك منذ والدته وتظل مالزمة له ‪ ،‬وال تزول عنه إال بموته‪.‬‬

‫وأما أهلية األداء فيراد بها ‪:‬‬

‫" صالحية الشخص وقدرته على مباشرة التصرفات القانونية وإ جرائها‬

‫لحساب نفسه على وجه ُيعتد به شرعًا"‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬المقدمة في دراسة األنظمة ‪ ،‬لمجموعة من المؤلفين ‪ ،‬ص ‪. 332‬‬


‫‪ ) ?(2‬مبادئ القانون في ظل األنظمة المعمول بها في المملكة ‪ ،‬د‪ .‬عبد الفضيل محمد ‪ ،‬ص ‪،177‬‬
‫المقدمة في دراسة األنظمة ‪ ،‬لمجموعة من المؤلفين ‪ ،‬ص ‪. 332‬‬
‫‪ )?(3‬الشخصية القانونية ‪ :‬هي صالحية كائن ألن تنسب إليه الحقوق والواجبات ‪ ،‬وهذه الصالحية‬
‫إما أن تكون موجودة أو معدومة ‪ ،‬وال يتصور وجودها ناقصة‪ ،‬والفرق بينها وبين أهلية الوجوب‬
‫أن الشخصية تتعلق بمبدأ الصالحية لوجوب الحق أو االلتزام بعامة دون تحديد أو تقييد ‪ ،‬وأما‬
‫أهلية الوجوب فهي تتعلق بمدى هذه الصالحية من حيث قصورها أو شمولها لكل الحقوق‬
‫وااللتزامات ‪ ،‬فالشخصية صالحية مجردة ‪ ،‬وأهلية الوجوب هي صالحية واقعية أو مجسمة ‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬المدخل إلى القانون ‪ ،‬لحسن كيره ‪ ،‬ص ‪. 517‬‬
‫‪20‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ويرتبط ثبوت أهلية األداء بوجود التمييز ‪ ،‬فهي ال تثبت إال إذا كان للشخص‬

‫نصيب من التمييز ‪ ،‬خالفًا ألهلية الوجوب التي تثبت لكل شخص بصرف النظر عن‬

‫وجود التمييز لديه أو عدمه ‪.‬‬

‫ونظرًا الرتباط أهلية األداء بالتمييز نجد أن درجة هذه األهلية تختلف‬

‫باختالف كمال التمييز أو نقصه ‪ .‬فمن كان كامل التمييز كان كامل األهلية ‪ ،‬ومن‬

‫كان ناقص التمييز كان ناقص األهلية ‪ ،‬ومن انعدم التمييز لديه كان عديم األهلية ‪.‬‬

‫وهذا االختالف في درجة أهلية األداء يؤدي إلى االختالف في الحكم على‬

‫التصرفات الصادرة من الشخص في كل درجة ‪ ،‬ويالحظ أن كمال التمييز أو نقصه‬

‫(‪)1‬‬
‫يتأثر بسن الشخص ‪ ،‬وقدرته العقلية ‪ ،‬وحالة الحواس من السالمة أو المرض ‪.‬‬

‫وبالعودة إلى األهلية التجارية ‪ ،‬فال نجد ما يخصها بتعريف مستقل عن األهلية‬

‫المدنية ذلك أن قواعد أحكام األهلية التجارية واألهلية المدنية متقاربة إلى حد كبير ‪،‬‬

‫ومع ذلك فهناك بعض االختالف بين األهلية المدنية واألهلية التجارية ؛ نظرًا‬

‫لالحتياط في األعمال التجارية‪.‬‬

‫ونستطيع القول أن األهلية التجارية تتأثر بسن الرشد من ناحية ‪ ،‬وبعوارض‬

‫األهلية من ناحية أخرى ‪ ،‬فللحكم بوجود األهلية التجارية ‪ ،‬فال بد من ثبوت سن‬

‫الرشد ‪ ،‬وانعدام عوارض األهلية ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد للسنهوري ‪ ، 1/285‬المدخل إلى القانون‬
‫لحسن كيره ص ‪ ، 572‬المقدمة في دراسة األنظمة لمجموعة من المؤلفين ص ‪. 332‬‬
‫‪21‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وهذا ما سيأتي الحديث عنه الحقًا‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪22‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تعريف األهلية في الفقه‪.‬‬


‫من خالل النظر في اصطالح األصوليين نجد أنهم يقسمون األهلية إلى قسمين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬أهلية وجوب ‪.‬‬

‫‪ -2‬أهلية أداء ‪.‬‬

‫أوًال ‪ :‬أهلية الوجوب ‪:‬‬


‫" هي صالحية اإلنسان لثبوت الحقوق المشروعة له أو عليه " ‪.‬‬

‫ومناط هذه األهلية حياة اإلنسان ‪ ،‬فهي تثبت لكل إنسان بمجرد وجوده بغض النظر‬

‫عن أي وصف آخر ‪ ،‬فأهلية الوجوب تتحقق في أي إنسان سواء كان جنينًا في بطن‬

‫أمه ‪ ،‬أو كان صبيًا ‪ ،‬أو كان بالغًا ‪ .‬وسواء كان عاقًال أو مجنونًا ‪ ،‬وسواء كان حرًا‬

‫(‪)1‬‬
‫أو عبدًا ‪.‬‬

‫ويطلق على هذه األهلية في كتب أصول الفقه ( أهلية ثبوت األحكام )‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ـ رحمه اهلل ـ في كتابه روضة الناظر ‪:‬‬ ‫يقول ابن قدامة‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬المستصفى للغزالي ‪ ، 1/84‬روضة الناظر البن قدامة ‪ ، 1/220‬الملكية ونظرية‬


‫العقد لمحمد أبو زهرة ص ‪ ، 272‬الوجيز في أصول الفقه لعبد الكريم زيدان ص ‪، 92‬‬
‫االلتزامات في الشرع اإلسالمي ألحمد إبراهيم ص ‪. 109‬‬
‫‪ )?(2‬موفق الدين أبو محمد عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الجَّم اعيلي الدمشقي‬
‫الصالحي الحنبلي ‪ ،‬كان إمامًا في الفقه واألصول والعقائد ‪ .‬من أشهر مصنفاته ‪ :‬لغة االعتقاد ‪،‬‬
‫روضة الناظر ‪ ،‬المقنع ‪ ،‬الكافي ‪ ،‬المبدع ‪ ،‬المغني ‪ ،‬توفي سنة ‪ 620‬هـ ‪ .‬ينظر ‪ :‬البداية والنهاية‬
‫البن كثير ‪. 13/99‬‬
‫‪23‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫" وإ نما أهلية ثبوت األحكام في الذمة باإلنسانية التي بها يستعد لقبول قوة العقل‬

‫الذي به يفهم التكليف في ثاني الحال ‪ ،‬والبهيمة ليس لها أهلية فهم الخطاب ال بالقوة‬

‫وال بالفعل فلم يتهيأ ثبوت الحكم في ذمتها ‪.‬‬

‫والشرط البد أن يكون حاصًال أو ممكن الحصول على القرب فتقول ‪ :‬هو‬

‫موجود بالقوة ‪ ،‬كما أن شرط الملكية‪ :‬اإلنسانية ‪ ،‬وشرط اإلنسانية‪:‬الحياة ‪ ،‬والنطفة‬

‫(‪)1‬‬
‫يثبت لها الملك مع عدم الحياة التي هي شرط اإلنسانية؛ لوجودها بالقوة‪. ".‬‬

‫ويذكر األصوليون أن أهلية الوجوب على نوعين هما ‪:‬‬

‫أ ـ أهلية الوجوب الناقصة ‪:‬‬

‫وهي ‪ ( :‬صالحية الشخص لثبوت بعض الحقوق له فقط دون تحمل‬

‫االلتزامات عليه ) ‪.‬‬

‫فهذا النوع يثبت للجنين في بطن أمه قبل والدته حيًا ‪ ،‬وال يثبت لغيره ‪.‬‬

‫فالجنين قبل االنفصال عن أمه تثبت له بعض الحقوق ‪ :‬كالنسب ‪ ،‬واإلرث ‪،‬‬

‫والوصية‪ .‬وال تثبت عليه االلتزامات أو الواجبات لغيره فال تلزمه ‪ ،‬كالحقوق التي‬

‫تحتاج إلى قبول كالشراء والهبة فال تثبت له ؛ ألنه ليس له عبارة ‪ ،‬وألن الشراء له‬

‫يلزمه بالثمن وهو ليس أهًال لاللتزام ‪.‬‬

‫وعلة نقص أهلية الوجوب لدى الجنين هي احتمال حياته أو موته ‪ ،‬إذ يمكن‬

‫أن يولد ميتًا فال يكون لوجوده السابق أي اعتبار وال يعترف له بأي حق ‪ ،‬ويمكن أن‬

‫‪ )?(1‬روضة الناظر وجنة المناظر ‪. 1/222‬‬


‫‪24‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫يولد حيًا فتكتمل بذلك أهلية الوجوب ويستقر له ما ثبت له من حقوق ‪ ،‬فمن أجل هذا‬

‫(‪)1‬‬
‫االحتمال روعي في إثبات الحقوق له أو عليه ‪.‬‬

‫ب ـ أهلية الوجوب الكاملة ‪:‬‬

‫وهي ‪ ( :‬صالحية الشخص لثبوت الحقوق له ‪ ،‬وتحمل االلتزامات )‪.‬‬

‫وهذا النوع يثبت للشخص منذ والدته حيًا ‪ ،‬ويستمر معه في جميع أدوار‬

‫حياته ‪ ،‬وال يوجد إنسان فاقد لهذه األهلية ‪ ،‬حتى الصبي غير المميز ‪ ،‬والمجنون ‪،‬‬

‫والمعتوه ‪ ،‬تثبت لهم هذه األهلية ‪ ،‬فتجب لهم حقوقهم لكن يقبلها عنهم أولياؤهم ‪،‬‬

‫كتملك ما يشترى لهم أو يوهب لهم ‪ ،‬وعليهم تحتمل االلتزامات ‪ ،‬كثمن المشتريات‬

‫(‪)2‬‬
‫ودفع األجرة ‪ ،‬وتعويض ما يتلفونه من مال غيرهم‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ :‬أهلية األداء ‪:‬‬


‫( هي صالحية اإلنسان لصدور التصرفات منه على وجه يعتد به شرعًا )‪.‬‬

‫ومناط هذه األهلية هو التمييز ‪ ،‬فال وجود لهذه األهلية قبل أن يصير اإلنسان‬

‫مميزًا ‪ ،‬فهي منعدمة في حق الصغير الذي لم يبلغ سن التمييز ‪ ،‬وكذا منعدمة في‬

‫المجنون ‪.‬‬

‫وأهلية األداء كأهلية الوجوب على نوعين أيضًا هما ‪:‬‬

‫أ ـ أهلية األداء الناقصة ‪:‬‬


‫‪ُ )?(1‬ينظر ‪ :‬الفقه اإلسالمي وأدلته لوهبة الزحيلي ‪ ، 4/118‬المدخل الفقهي العام لمصطفى‬
‫الزرقاء ‪ ، 2/740‬الوجيز في أصول الفقه لعبد الكريم زيدان ص ‪. 94‬‬
‫‪ُ )?(2‬ينظر ‪ :‬الفقه اإلسالمي وأدلته لوهبة الزحيلي ‪ ، 4/119‬الوجيز في أصول الفقه لعبد الكريم‬
‫زيدان ‪ ،‬ص ‪. 95‬‬
‫‪25‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫( هي صالحية الشخص لصدور بعض التصرفات منه دون البعض اآلخر‬

‫الذي يتوقف نفاذه على رأي وليه ) ‪.‬‬

‫وهذه األهلية تثبت للصبي المميز الذي لم يتم حد البلوغ ‪.‬‬

‫ب ـ أهلية األداء الكاملة ‪:‬‬

‫( هي صالحية الشخص لممارسة جميع التصرفات المعتبرة شرعًا دون‬

‫توقف على رأي غيره ) ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وهذه األهلية تثبت للمكلف البالغ العاقل الرشيد غير المحجور عليه ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ُ )?(1‬ينظر ‪ :‬الفقه اإلسالمي وأدلته لوهبة الزحيلي ‪ ، 4/121‬المدخل الفقهي العام لمصطفى‬
‫الزرقاء ‪ ، 2/742‬الوجيز في أصول الفقه لعبد الكريم زيدان ص ‪ ، 93‬االلتزامات في الشرع‬
‫اإلسالمي ألحمد إبراهيم ص ‪. 111‬‬
‫‪26‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المبحث الثاني‬
‫تعريف التجارة‬

‫وفيه ثالثة مطالب ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف التجارة في اللغة ‪.‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف التجارة في النظام ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تعريف التجارة في الفقه ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف التجارة‬


‫في اللغة‪.‬‬
‫التجارة لغة ‪ :‬أصلها ( تجر ) كما في معجم مقاييس اللغة ‪ .‬وتَج ر يتُج ر تجرًا وتجارة‬

‫‪ :‬باع وشرى ‪.‬‬

‫ويقال أيضًا اتجر على وزن افتعل ‪.‬‬

‫ورجل تاجر ‪ :‬والجمع ِتجار بالكسر والتخفيف كرجال ‪ ،‬وُتَّج ار كُعَّم ال ‪ ،‬وُتُج ر كُك تب‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬وَتْج ر مثل صاحب وصْح ب‬

‫وفي الحديث ‪ :‬أن النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ خرج إلى المصلى بالمدينة ‪ ،‬فوجد‬

‫الناس يتبايعون ‪ ،‬فنادى " يا معشر التجار " فاستجابوا له ورفعوا أبصارهم وأعناقهم‬

‫‪ ،‬فقال ‪ ( :‬إن التجار يبعثون يوم القيام ُفَّج ارا إال من اتقى وبَّر‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫وصدق )‬

‫(‪)3‬‬
‫وقال ابن االثير معلقًا على الحديث ‪:‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬معجم مقاييس اللغة البن فارس ‪ ، 1/341‬لسان العرب البن منظور ‪ ، 4/89‬القاموس‬
‫المحيط للفيروز آبادي ‪. 1/709‬‬
‫‪ ) ?(2‬أخرجه الترمذي في سننه في كتاب البيوع ‪ ،‬باب ما جاء في التجار ‪ ،‬برقم (‪3/515 )1210‬‬
‫وأخرجه ابن ماجه في سننه في كتاب التجارات ‪ ،‬باب التوقي في التجارات ‪ ،‬برقم (‪)2146‬‬
‫‪ ، 2/726‬وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب البيوع ‪ ،‬باب كراهة اليمين في البيع ‪ ،‬برقم‬
‫(‪ ، 5/266 )10194‬وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين في كتاب البيوع ‪ ،‬برقم (‬
‫‪ 2/8 )2144‬وقال ‪ " :‬هذا حدث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه " ‪.‬‬
‫‪ ) ?(3‬مجد الدين أبو السعادات المبارك محمد بن محمد الشيباني ‪ ،‬المعروف بابن األثير الجزري ‪،‬‬
‫الفقيه ‪ ،‬المحدث ‪ ،‬اللغوي ‪ .‬من أشهر مصنفاته ‪ :‬جامع األصول في أحاديث الرسول ‪ ،‬النهاية في‬
‫غريب الحديث واألثر ‪ ،‬الشافي في شرح مسند اإلمام الشافعي ‪ .‬توفي سنة ‪606‬هـ بالموصل ‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬وفيات األعيان البن خلكان ‪. 4/188‬‬
‫‪28‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫" سماهم فجارا لما في البيع والشراء من األيمان الكاذبة ‪ ،‬والغبن ‪ ،‬والتدليس ‪ ،‬والربا‬

‫الذي ال يتحاشاه أكثرهم وال يفطنون له ‪ ،‬ولهذا قال في تمامه ‪ :‬إال من اتقى وبَّر‬

‫(‪)4‬‬
‫وصدق " ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )?(4‬النهاية في غريب الحديث واألثر البن األثير ‪. 1/181‬‬


‫‪29‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف التجارة في النظام ‪.‬‬


‫عّر ف نظام المحكمة التجارية الصادر بالمرسوم الملكي رقم ‪ 32‬وتاريخ‬

‫‪15/1/1350‬هـ التجارة بتعداد األعمال التي تعد أعماًال تجارية ‪ ،‬وذلك في المادة‬

‫الثانية من النظام بقولها‪-:‬‬

‫{ يعتر من األعمال التجارية كل ما هو آت ‪:‬‬

‫ا‪ -‬كل شراء بضاعة أو أغالل من مأكوالت وغيرها ألجل بيعها بحالها‬

‫أو بعد صناعة وعمل فيها ‪.‬‬

‫ب‪ -‬كل مقاولة أو تعهد بتوريد أشياء أو عمل يتعلق بالتجارة بالعمولة أو‬

‫النقل برًا أو بحرًا أو يتعلق بالمحالت والمكاتب التجارية ومحالت البيع‬

‫بالمزايدة يعني الحراج ‪.‬‬

‫ج‪ -‬كل ما يتعلق بسندات الحوالة بأنواعها أو بالصرافة والداللة‬

‫(السمسرة)‪.‬‬

‫جميع العقود والتعهدات الحاصلة بين التجار والمتسببين والسماسرة‬ ‫د‪-‬‬

‫والصيارف والوكالء بأنواعهم وجميع المقاوالت المتعلقة بإنشاء مبان‬

‫ونحوها متى كان المقاول متعهدًا بتوريد المؤن واألدوات الالزمة لها‪.‬‬

‫هـ‪ -‬كل عمل يتعلق بإنشاء سفن تجارية أو شراعية وإ صالحها أو بيعها‬

‫أو شرائها في الداخل والخارج وكل ما يتعلق باستئجارها أو تأجيرها أو بيع‬

‫‪30‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫أو ابتياع آالتها وأدواتها ولوازمها وأجرة عمالها ورواتب مالحيها وخدمها‬

‫وكل إقراض أو استقراض يجري على السفينة أو شحنها وكل عقود‬

‫الضمانات المتعلقة بها وجميع المقاوالت المتعلقة بسائر أمور التجارة‬

‫البحرية } ‪.‬‬

‫وبهذا يكون النظام السعودي قد أخذ بالنظرية الموضوعية أو المادية في تحديد‬

‫العمل التجاري ‪ .‬وهي ما يأخذ بها النظام التجاري الفرنسي ‪ ،‬والنظام المصري‪.‬‬

‫وفكرة هذه النظرية ‪ :‬أن األعمال التجارية هي تلك األعمال التي ينص القانون‬

‫على اعتبارها أعماًال تجارية بصرف النظر عن صفة القائم بها‪.‬‬

‫فتحديد العمل التجاري بناء على هذه النظرية يكون بالنظر إلى العمل ذاته ال‬

‫إلى من يقوم به ‪.‬‬

‫ولكن بالرجوع إلى نص المادة األولى من نظام المحكمة التجارية نجد أنها‬

‫عرفت التاجر بأنه ‪:‬‬

‫{ من اشتغل بالمعامالت التجارية واتخذها مهنة له } وهذا النص هو تجسيد‬

‫للنظرية الذاتية أو الشخصية في تحديد المفهوم التجاري ‪.‬‬

‫وتقوم فكرة هذه النظرية ‪ :‬على أن تحديد العمل التجاري يكون بالنظر إلى‬

‫صفة من يقوم بهذا العمل ‪ ،‬فالعمل التجاري هو الذي يقوم به من مارس المهن‬

‫التجارية على وجه االحتراف ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وبهذا ُيفهم أن النظام التجاري السعودي قد جمع بين النظريتين الموضوعية‬

‫والشخصية في تحديده لمفهوم العمل التجاري ‪ .‬حيث حدد أعماًال معينة أسبغ عليها‬

‫الصفة التجارية بصرف النظر عن القائم بها كما عرف التاجر وذكر أوصافه‬

‫(‪)1‬‬
‫بصرف النظر عن طبيعة العمل الذي يقوم به ‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق نستنتج أن التجارة في النظام السعودي يتم تعريفها‬

‫بطريقتين ‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬تحديد أعمال معينة هي أعمال تجارية ‪ .‬وهذا ما جاءت به المادة‬

‫الثانية من نظام المحكمة التجارية ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬بيان وصف التاجر وأنه من اشتغل بالمعامالت التجارية على وجه‬

‫االحتراف ‪ .‬وهذا ما جاءت به المادة األولى من نظام المحكمة التجارية‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد الجبر ص ‪ ، 11‬ص ‪ ، 55‬ص ‪. 99‬‬


‫الوجيز في النظام التجاري السعودي لسعيد يحيى ‪ ،‬ص ‪ ، 14‬ص ‪ ، 39‬ص ‪. 78‬‬
‫‪32‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تعريف التجارة في الفقه ‪.‬‬


‫التجارة صنعة معروفة ‪ ،‬وطريق من طرق الكسب ‪ ،‬وقد عمل بها كثير من‬

‫الصحابة رضوان اهلل عليهم ‪ .‬وإ ذا نظرنا إلى كالم العلماء في تعريف التجارة نجد أن‬

‫أكثر من عرفها هم علماء التفسير ‪ ،‬وذلك عند ورود لفظ (تجارة) في القرآن الكريم ‪،‬‬

‫وخاصة عند قوله تعالى ‪     :‬‬

‫‪‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.  ‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وقوله ‪.          :‬‬
‫وقوله ‪           :‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬
‫ولعل السبب في ذلك‪:‬‬

‫أن التجارة عمل معروف ‪ ،‬واشتغل بها الناس منذ قديم الزمن ‪ ،‬فلم يكن العلماء‬

‫بحاجة إلى توضيحها بالبيان الدقيق‪.‬‬

‫ومن أقوال العلماء في تعريفها‪-:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫‪ " -1‬التجارة هي البيع والشراء " ‪.‬‬

‫(‪)5‬‬
‫‪ " -2‬طلب الربح بالبيع والشراء" ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪. 282‬‬


‫‪ )?(2‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 29‬‬
‫‪ )?(3‬سورة النور ‪ ،‬اآلية ‪. 37‬‬
‫‪ )?(4‬الجامع ألحكام القرآن للقرطبي ‪. 5/151‬‬
‫‪ )?(5‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي ص ‪. 114‬‬
‫‪33‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ " -3‬التجارة عبارة عن التصرف في المال سواء كان حاضرًا أو في الذمة‬

‫(‪)1‬‬
‫لطلب الربح " ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪ " -4‬التجارة صناعة التاجر ‪ ،‬وهو الذي يبيع ويشتري للربح " ‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫‪ " -5‬شراء شيء لُيباع بالربح " ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫‪ " -6‬محاولة الكسب بتنمية المال بشراء السلع بالرخص ‪ ،‬وبيعها بالغالء" ‪.‬‬

‫(‪)5‬‬
‫‪ " -7‬هي االسترباح بالبيع والشراء" ‪.‬‬

‫وبالنظر إلى هذه التعاريف نجد أنها تتفق على نقطتين ‪-:‬‬

‫األولى ‪ :‬أن التجارة تتم بوسيلة الشراء والبيع ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬أن المقصود من التجارة هو تحقيق الربح ‪.‬‬

‫ومن خالل كالم العلماء حول التجارة نجد أنهم لم يشترطوا أن تكون على‬

‫منقول ‪ ،‬ولهذا تقع التجارة عندهم على غير المنقول كالعقار ‪ ،‬فشراء العقار ألجل‬

‫بيعه طلبًا للربح تعد تجارة عند فقهاء المسلمين ‪.‬‬

‫وهذا بخالف النظرة القانونية الحديثة للتجارة ‪ ،‬والتي تشترط لكي يكون العمل‬

‫تجاريًا أن يكون محل الشراء منقوًال ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬مفاتيح الغيب ( التفسير الكبير ) لفخر الدين الرازي ‪. 2/77‬‬


‫‪ )?(2‬الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري ‪. 1/191‬‬
‫‪ )?(3‬التعريفات للجرجاني ‪ ،‬ص ‪. 73‬‬
‫‪ )?(4‬مقدمة ابن خلدون ‪ ،‬ص ‪. 394‬‬
‫‪ )?(5‬مغني المحتاج ‪. 2/311‬‬
‫‪34‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫كما ُيستفاد ذلك من الفقرة ( أ ) من المادة الثانية من نظام المحكمة التجارية‬

‫والخاصة بتعداد األعمال التجارية ‪ ،‬إذ تقول الفقرة ( أ ) من هذه المادة ‪:‬‬

‫{ كل شراء بضاعة أو أغالل من مأكوالت وغيرها } ‪.‬‬

‫فهذه الفقرة تدل على أن العمل التجاري هو ما يقع على منقول ‪ .‬وبناء على‬

‫ذلك ‪ :‬فإن العقار والعمليات المتعلقة به تخرج عن الصفة التجارية ‪ ،‬ويؤكد هذا األمر‬

‫نص المادة الثالثة من نظام المحكمة التجارية والتي تقول ‪:‬‬

‫{ وأن دعاوى العقارات وإ يجارها ال تعد من األعمال التجارية }‪.‬‬

‫وبهذا نخلص إلى أن مفهوم التجارة في الفقه اإلسالمي أوسع مما هو في‬

‫القوانين التجارية الحديثة ‪ ،‬وأكثر واقعية منها ؛ إذ أن عمليات البيع والشراء في مجال‬

‫العقارات تحقق أرباحًا ضخمة في العصر الحاضر تدخلها بال شك في نطاق األعمال‬

‫التجارية ‪ ،‬لذلك فإن المنظم في بعض األنظمة الصادرة مؤخرًا عَّد االتجار في‬

‫العقارات داخًال في مفهوم التجارة بوجه عام كنظام ملكية الوحدات العقارية وفرزها‬

‫الصادر بالمرسوم الملكي رقم م‪ 5/‬وتاريخ ‪11/2/1423‬هـ ‪.‬‬

‫ومن خالل هذا البحث نطالب بتغيير نظام المحكمة التجارية الذي مّر عليه‬

‫أكثر من خمسة وسبعين عامًا تغيرت فيها األعمال التجارية من حيث طبيعتها‬

‫وتكوينها ومآالتها ومن حيث التعامل الدولي ونظرة المتعاملين ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ال سيما إذا عرفنا أن المصدر التاريخي لهذا النظام وهو التقنين التجاري‬

‫الفرنسي وإ ن كان ال يزال قائمًا إال أنه كان محًال للتغيير والتطوير حتى تغيرت‬

‫الغالبية العظمى من نصوصه ‪ ،‬وذلك من خالل نظام المحكمة التجارية الذي ظل‬

‫على الحالة التي ُو ضع بها ‪ ،‬باستثناء األوراق التجارية والشركات والتي صدر لكل‬

‫منهما نظام مستقل ‪.‬‬

‫لذا فمن المصلحة وضع نظام تجاري جديد وشامل يستجيب لمتطلبات العصر‬

‫ويساعد في النهضة االقتصادية للبالد ‪.‬‬

‫وبخالف هذا األمر نجد أن الفقه والنظام اتفقا على أن التجارة يشترط أن يوجد‬

‫فيها شراء ألجل البيع ‪ ،‬وأن يكون الهدف من ورائها هو تحقيق الربح‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪36‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المبحث الثالث‬
‫الفرق بيـن األهلية واأللفاظ ذات الصلة‬

‫وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الفرق بين األهلية والذمة ‪.‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬الفرق بين األهلية والوالية ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب األول ‪ :‬الفرق بين األهلية‬


‫والذمة ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ذهب جمهور العلماء إلى إثبات الذمة لإلنسان ‪ ،‬وأن لها معنى مستقل ‪ ،‬بينما‬

‫ذهب آخرون إلى إنكار وجود الذمة وأنه ال معنى لها ‪.‬‬

‫والذمة في اللغة ‪ :‬العهد واألمان ؛ ألن نقضهما يوجب الَّذ م ‪ ،‬وُس مي أهل الذمة بذلك‬

‫(‪)2‬‬
‫لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم ‪.‬‬

‫وأما في االصطالح فقد اختلف القائلون بإثبات الذمة في تعريفها على آراء منها‪-:‬‬

‫‪ -1‬أنها " وصف يصير به الشخص أهًال لإليجاب واالستيجاب "‪.‬‬

‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫في كشف األسرار ‪.‬‬ ‫وهذا تعريف الشيخ عبد العزيز البخاري‬

‫‪ -2‬أنها" معنى شرعي مقدر في المكلف قابل لإللزام وااللتزام " ‪.‬‬

‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫في الفروق ‪.‬‬ ‫وهذا تعريف القرافي‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬كشف األسرار لعبد العزيز البخاري ‪ ، 4/238‬الفروق للقرافي ‪ ، 3/230‬كشاف‬


‫القناع للبهوتي ‪ ، 3/289‬حاشية البجرمي ‪. 2/406‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬لسان العرب البن منظور ‪ ، 12/221‬القاموس المحيط للفيروز آبادي ‪. 4/162‬‬
‫‪ )?(3‬هو عالء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري ‪ ،‬الفقيه الحنفي األصولي ‪ .‬من مصنفاته ‪:‬‬
‫كشف األسرار على أصول البزدوي ‪ ،‬غاية التحقيق على أصول االخسكثي ‪ .‬توفي سنة ‪730‬هـ ‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬أصول الفقه تاريخه ورجاله ‪ .‬لشعبان محمد ص ‪. 313‬‬
‫‪. 4/238 )?(4‬‬
‫‪ )?(5‬هو شهاب الدين أحمد بن أبي العالء الصنهاجي المشهور بالقرافي ‪ ،‬كان إمامًا بارعًا في‬
‫الفقه وأصوله والتفسير والحديث وعلم الكالم ‪ .‬من مصنفاته ‪ :‬شرح تنقيح الفصول ‪ ،‬الفروق ‪،‬‬
‫الذخيرة‪ .‬توفي سنة ‪684‬هـ بمصر ‪ .‬ينظر ‪ :‬مقدمة شرح تنقيح الفصول تحقيق طه عبد الرؤوف ‪.‬‬
‫‪. 3/230 )?(6‬‬
‫‪38‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ -3‬أنها " وصف يصير به المكلف أهًال لإللزام وااللتزام "‪.‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫في كشاف القناع ‪.‬‬ ‫وهذا تعريف البهوتي‬

‫‪ -4‬أنها " وصٌف قائم باإلنسان صالح لإللزام وااللتزام " وهذا تعريف‬

‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫في حاشيته ‪.‬‬ ‫البجيرمي‬

‫وبالنظر إلى هذه التعاريف تكون الذمة بمعنى أهلية الوجوب فال فرق بينهما ؛ ألن‬

‫أهلية الوجوب كما سبق تعريفها هي ‪:‬‬

‫" صالحية اإلنسان لثبوت الحقوق المشروعة له أو عليه " ‪.‬‬

‫وهذا التعريف هو المقصود من التعاريف السابقة للذمة من كون الشخص أهًال‬

‫لإليجاب واالستيجاب أو كونه أهًال لإللزام وااللتزام ‪.‬‬

‫(‪)5‬‬
‫في أصوله حيث قال ‪:‬‬ ‫‪ -5‬أنها ‪ :‬ذات اإلنسان أو نفسه ‪ ،‬وبهذا عرفها البزدوي‬

‫(‪)6‬‬
‫" والذمة العهد وإ نما يراد به نفس ورقبة لها ذمة وعهد " ‪.‬‬

‫وعلى هذا التعريف تكون الذمة أمرًا ماديًا وليست وصفًا مقدرًا‪.‬‬

‫‪ ) ?(1‬هو منصور بن يونس بن إدريس البهوتي الحنبلي ‪ ،‬شيخ الحنابلة بمصر في عصره ‪ ،‬برع‬
‫في الفقه واألصول والتفسير ‪ .‬من مصنفاته ‪ :‬كشاف القناع عن متن اإلقناع للحجاوي ‪ ،‬الروض‬
‫المربع في شرح زاد المستقنع ‪ ،‬عمدة الطالب لنيل المآرب ‪ .‬توفي سنة ‪1051‬هـ ‪ .‬ينظر ‪ :‬مقدمة‬
‫الروض المربع تحقيق يوسف الشيخ محمد ‪.‬‬
‫‪. 3/289 )?(2‬‬
‫‪ ) ?(3‬هو سليمان بن عمر البجيرمي ‪ ،‬فقه شافعي ‪ ،‬اشتغل بعلوم الحديث ‪ .‬من أشهر مصنفاته ‪:‬‬
‫التجريد لنفع العبيد ‪ ،‬تحفة الحبيب على شرح الخطيب ‪ .‬توفي سنة ‪1221‬هـ في ُبجْيرم بمصر‪.‬‬
‫‪. 2/406 )?(4‬‬
‫‪ ) ?(5‬هو فخر اإلسالم علي بن محمد بن الحسين البزدوي ‪ ،‬فقيه أصولي حنفي ‪ .‬من مصنفاته ‪:‬‬
‫كنز الوصول إلى معرفة األصول ‪ ،‬شرح الجامع الصغير والكبير ‪ ،‬تفسير للقرآن الكريم ‪ .‬توفي‬
‫سنة ‪482‬هـ ودفن في سمرقند ‪ .‬ينظر ‪ :‬أصول الفقه تاريخه ورجاله ‪ .‬لشعبان محمد ص ‪.182‬‬
‫‪ )?(6‬أصول البزدوي ‪ ،‬ص ‪. 324‬‬
‫‪39‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -6‬وعرف الشيخ مصطفى الزرقاء الذمة بأنها " محل اعتباري في الشخص‬

‫(‪)2‬‬
‫تشغله الحقوق التي تتحقق عليه " ‪.‬‬

‫وقد نقد الشيخ ـ رحمه اهلل ـ تعريف الذمة بأنها وصف أو افتراض شرعي يجعل‬

‫الشخص أهًال لإللزام أو االلتزام‪.‬‬

‫وعلل ذلك بقوله ‪:‬‬

‫" وهذه التعاريف وأمثالها للذمة إنما تجنح بها كما نرى إلى شاطئ األهلية ‪،‬‬

‫أهلية الوجوب ‪ ..‬وأما الذمة في الحقيقة فإنما تدل على معنى الظرفية المقدرة في‬

‫اإلنسان الستيعاب ما يثبت عليه من حقوق ‪.‬‬

‫وإ يضاح ذلك ‪ :‬أن أهلية الوجوب في اإلنسان ذات عنصرين ‪ ،‬وهما ‪:‬‬

‫قابليته لثبوت الحقوق له ‪ ،‬أي صالحيته لإللزام ‪.‬‬

‫وقابليته لثبوت الحقوق عليه ‪ ،‬أي صالحيته لاللتزام ‪.‬‬

‫أ ـ فناحية ثبوت الحق لإلنسان تتوقف على أهلية فيه ألن تجب له حقوق ‪ ،‬أي على‬

‫العنصر األول من أهلية الوجوب ‪ ،‬وهذا العنصر يثبت له منذ كونه جنينًا في بطن أمه‬

‫بإجماع الفقهاء ‪ ،‬وال يستدعي وجوب ذمة مقدرة في شخصه ‪ ،‬ألن الحق له ال عليه ‪.‬‬

‫‪ ) ?(1‬هو مصطفى أحمد محمد الزرقاء ‪ ،‬عالم سوري ‪ ،‬من أئمة الفقه في هذا العصر ‪ ،‬نشأ في‬
‫أسرة علمية ‪ ،‬فكان والده عالم فقيه صاحب كتاب شرح القواعد الفقهية ‪ ،‬وكذلك كان جده عالمة‬
‫حلب في عصره ‪ .‬نال الشيخ مصطفى جائزة الملك فيصل عام ‪1984‬م ‪ .‬من مؤلفاته ‪ :‬المدخل‬
‫الفقهي العام ‪ ،‬شرح القانون المدني األردني ‪ ،‬االستصطالح والمصالح المرسلة ‪ .‬له عدد كبير من‬
‫الفتاوى ‪ .‬توفي سنة ‪1420‬هـ بمدينة الرياض ‪.‬‬
‫‪ ) ?(2‬المدخل إلى نظرية االلتزام العامة في الفقه اإلسالمي لمصطفى الزرقاء ‪ ،‬ص ‪. 190‬‬
‫‪40‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ب ـ وأما من ناحية ثبوت الحق على الشخص ‪ ،‬أي ناحية االلتزام فإنها تتوقف على‬

‫أمرين اثنين ‪:‬‬

‫أحدهما ‪ :‬أهلية في الشخص ألن تجب عليه الحقوق أي قابلية التحمل ‪ ،‬وهو‬

‫العنصر الثاني من أهلية الوجوب ‪ ،‬وهذا يثبت له منذ والدته حيًا ‪.‬‬

‫وثانيهما ‪ :‬محل مقدر يتسع الستقرار تلك الحقوق فيه ‪ ،‬أي ظرف اعتباري‬

‫منتزع من شخص اإلنسان تشغله تلك الحقوق في حال ثبوتها ‪ ،‬ويفرغ منها‬

‫بسقوطها‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وهذا األمر الثاني ‪ ،‬أي المحل هو المعنى الحقيقي لكلمة ( الذمة ) فقهيًا " ا هـ ‪.‬‬

‫كما نقد الشيخ مصطفى الزرقاء ـ رحمه اهلل ـ جعل الذمة هي النفس ‪ ،‬وذكر أن‬

‫هذا من قبيل المجاز وذلك بإطالق اسم الحال وهو العهد ‪ ،‬على المحل وهو نفس‬

‫اإلنسان ‪.‬‬

‫وقال أيضا ‪ " :‬والمقصود بهذا الرأي جعل الذمة أمرًا ذا وجود مادي ‪ ،‬حتى ال تكون‬

‫األحكام الشرعية مبنية على شيء افتراضي ال وجود له ‪ .‬والواقع أن هذا التأويل لم‬

‫يخرج أصحابه عن االفتراض ألن تعلق الديون بنفس اإلنسان ليس إال تعلقًا اعتباريًا‬

‫(‪)2‬‬
‫وإ نما تحولوا به من افتراض المحل إلى افتراض التعلق " ا هـ ‪.‬‬

‫‪ ) ?(1‬المدخل إلى نظرية االلتزام العامة في الفقه اإلسالمي لمصطفى الزرقاء ‪ ،‬ص ‪. 183‬‬
‫‪ )?(2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 188‬‬
‫‪41‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وبهذا يترجح تعريف الشيخ مصطفى الزرقاء للذمة بأنها " محل اعتباري في‬

‫الشخص تشغله الحقوق التي تتحقق عليه " ‪.‬‬

‫وعليه فإن الذمة ليست هي األهلية ‪ ،‬بل أمر مستقل عنها ‪ ،‬فالذمة بمعنى‬

‫الوعاء االعتباري الذي يعي الديون الثابتة على اإلنسان ‪ .‬ولكن الذمة ال تتوفر في‬

‫الشخص إال إذا ثبتت له أهلية الوجوب ‪ ،‬فالذمة الزمة ألهلية الوجوب وليست عينها‪.‬‬

‫وهذا االتجاه الذي ذهب إليه جمهور العلماء إلى اعتبار الذمة وإ ثباتها ‪،‬‬

‫يناقضه اتجاه آخر ذهب إليه بعض العلماء وهو إنكار الذمة وأن تقديرها من األوهام‬

‫والترهات التي ال حاجة في الشرع والعقل إليها‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫في المحصول ‪:‬‬ ‫يقول الرازي‬

‫" وأما تقدير المال في الذمة فهو ساقط جدا بل ال معنى له إال أن الشرع مكنه‬

‫إما في الحال أو في االستقبال من أن يطالبه بذلك القدر من المال فهذا معقول شرعًا‬

‫وعرفًا ‪ ،‬فأما التقدير في الذمة فهو من الترهات التي ال حاجة في العقل والشرع إليها‬

‫(‪)2‬‬
‫" ا هـ‬

‫‪ ) ?(1‬فخر الدين أبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسين التيمي البكري ‪ ،‬المعروف بابن الخطيب ‪،‬‬
‫الفقيه الشافعي ‪ ،‬األصولي ‪ ،‬برع في علم الكالم والمعقوالت ‪ .‬من أشهر مصنفاته ‪ :‬المطالب‬
‫العالية ‪ ،‬نهاية العقول ‪ ،‬المحصول ‪ ،‬المعالم ‪ ،‬توفي سنة ‪606‬هـ بمدينة هراة ‪ ،‬ينظر ‪ :‬وفيات‬
‫األعيان ‪. 4/248‬‬
‫‪ )?(2‬المحصول للرازي ‪. 5/434‬‬
‫‪42‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وقد رد على هذا الرأي الشيخ عبد العزيز البخاري بقوله ‪ " :‬إن الذمة ثابتة‬

‫(‪)3‬‬
‫باإلجماع ‪ ،‬فمن أنكرها فهو مخالف لإلجماع " ‪.‬‬

‫ويقول البزدوي في أصوله ‪:‬‬

‫" أما أهلية الوجوب فبناء على قيام الذمة ‪ ،‬وأن اآلدمي يولد وله ذمة صالحة للوجوب‬
‫بإجماع الفقهاء رحمهم اهلل بناء على العهد الماضي ‪ .‬قال تعالى ‪  ‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اآلية ‪ .‬وقال‬ ‫‪       ‬‬
‫تعالى ‪:‬‬
‫(‪)4( )3‬‬
‫"‬ ‫‪       ‬‬

‫ومن خالل ما سبق يترجح ـ واهلل أعلم ـ ثبوت الذمة لإلنسان ‪ ،‬وهو ما ذهب‬

‫إليه جمهور العلماء وإ ن اختلفوا في تعريفها ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )?(3‬كشف األسرار لعبد العزيز البخاري ‪. 4/237‬‬


‫‪ )?(2‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪. 172‬‬
‫‪ )?(3‬سورة اإلسراء ‪ ،‬اآلية ‪. 13‬‬
‫‪ )?(4‬أصول البزدوي ‪ ،‬ص ‪. 324‬‬
‫‪43‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الفرق بين األهلية والوالية‪.‬‬


‫الوالية في اللغة هي ‪ :‬تولي األمر والقيام به ‪ ،‬يقال ‪َ :‬و ِلي الشيء وولَي عليه ِو اليًة‬

‫(‪)1‬‬
‫وَو اليًة ‪ .‬وهي تشعر بالتدبير والقدرة والفعل ‪.‬‬

‫والوالية شرعًا ‪ " :‬سلطة شرعية يتمكن بها صاحُبها من إنشاء العقود والتصرفات‬

‫(‪)2‬‬
‫وتنفيذها أي ترتيب اآلثار الشرعية عليها " ‪.‬‬

‫ويعرفها شراح القانون بأنها ‪ " :‬سلطة قانونية لشخص معين في مباشرة التصرفات‬

‫(‪)3‬‬
‫القانونية باسم غيره ولحساب هذا الغير ‪ ،‬بما ينتج أثره في حقهم " ‪.‬‬

‫والوالية نوعان ‪:‬‬

‫ـ والية أصلية ‪ :‬وهي قيام الشخص بمباشرة العقود أو التصرفات لصالح نفسه‪.‬‬

‫ـ والية نيابية ‪ :‬وهي قيام الشخص بمباشرة العقود أو التصرفات لصالح غيره‪.‬‬

‫والوالية النيابية إما أن تكون اختيارية أو جبرية ‪ ،‬واالختيارية تتمثل في الوكالة أي‬

‫تفويض الشخص غيره في التصرف أو الحفظ ‪ .‬وأما الجبرية فتتمثل في تفويض‬

‫الشرع أو القضاء شخصًا في التصرف لمصلحة القاصر‪.‬‬

‫وبالنظر في العالقة بين األهلية والوالية ‪ ،‬نجد أن أهلية األداء هي شرط لصحة العقد‬

‫‪ ،‬وأما الوالية فهي شرط لنفاذه ‪ ،‬ذلك أن انعقاد العقد ووجوده يشترط فيه توفر أهلية‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬لسان العرب البن منظور ‪ ، 15/407‬القاموس المحيط للفيروز آبادي ‪. 4/583‬‬
‫‪ )?(2‬الفقه اإلسالمي وأدلته لوهبة الزحيلي ‪. 4/139‬‬
‫‪ )?(3‬النظرية العامة للقانون لمصطفى الجمال وعبد الحميد الجمال ‪ ،‬ص ‪. 459‬‬
‫‪44‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫األداء في العاقد وإ ال كان العقد باطًال ‪ ،‬وأما الوالية فهي شرط لنفاذ العقد وترتب‬

‫(‪)1‬‬
‫اآلثار الشرعية عليه‪.‬‬

‫وعلى ذلك فيكون للعقد من حيث توفر األهلية والوالية في العاقد ثالث حاالت‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬أن يكون العاقد كامل األهلية وصاحب والية ‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون العقد‬

‫صحيحا نافذًا ‪ ،‬إال إذا كان فيه ضرر بآخر فيصبح موقوفًا على إجازته ‪ .‬ومثال ما‬

‫فيه ضرر ‪ :‬تصرف المدين الذي يضر الدائنين ‪ ،‬وتصرف المريض مرض الموت‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬أن يكون العاقد عديم األهلية وفاقد الوالية ‪ ،‬فيكون العقد في هذه الحالة باطًال‬

‫‪ ،‬كما لو عقده مجنون أو صبي غير مميز ‪.‬‬

‫وأما العاقد ناقص األهلية كالصبي المميز ‪ ،‬فيكون عقده المتردد بين النفع والضرر‬

‫كالبيع متوقفًا على إجازة وليه أو وصيه ‪.‬‬

‫الثالثة ‪ :‬أن يكون العاقد كامل األهلية ‪ ،‬ولكنه فاقد الوالية ‪ ،‬وهذه الحالة هي حالة‬

‫(‪)2‬‬
‫الفضولي ‪.‬‬

‫وقد اختلف الفقهاء ـ رحمهم اهلل ـ في حكم تصرف الفضولي ‪:‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬الفقه اإلسالمي وأدلته لوهبة الزحيلي ‪ ، 4/139‬األموال ونظرية العقد في الفقه‬
‫اإلسالمي لمحمد يوسف موسى ‪ ،‬ص ‪. 319‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬الفقه اإلسالمي وأدلته لوهبة الزحيلي ‪ ، 4/140‬األموال ونظرية العقد في الفقه‬
‫اإلسالمي لمحمد يوسف موسى ‪ ،‬ص ‪. 322‬‬
‫‪45‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫فمنهم من يرى أن تصرفه صحيح بشرط أن يجيزه صاحب الشأن الذي صدر‬

‫(‪)1‬‬
‫التصرف ألجله ‪ ،‬وإ ال فهو باطل ‪.‬ومنهم من يرى أن تصرفه باطل وال يصح حتى‬

‫(‪)2‬‬
‫ولو أجازه صاحب الشأن ‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يتبين أن األهلية تختلف عن الوالية ‪ ،‬فاألهلية شرط‬

‫لمباشرة العقود ‪ ،‬والوالية شرط لنفاذ العقود ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )?(1‬وهذا مذهب الحنفية والمالكية ‪ ،‬ينظر ‪ :‬بدائع الصنائع للكاساني ‪ ، 5/148‬الشرح الكبير‬
‫للدردير ‪. 3/12‬‬
‫‪ )?(2‬وهذا مذهب الشافعية والحنابلة ‪ ،‬ينظر ‪ :‬مغني المحتاج للشربيني ‪ ، 2/15‬كشاف القناع‬
‫للبهوتي ‪. 3/157‬‬
‫‪46‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفصل األول‬
‫أهلية األشخاص التجارية‬

‫وفيه المباحث التالية ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬األهلية التجارية للوطنيين ‪.‬‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬األهلية التجارية لألجانب ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬موانع اكتساب األهلية التجارية‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫األهلية التجارية للوطنييـن‬
‫‪47‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وفيه خمسة مطالب ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تحديد سن األهلية التجارية ‪.‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للمرأة ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أهلية القاصر المأذون له بالتجارة ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬أهلية القاصر غير المأذون له بالتجارة ‪.‬‬
‫المطلب الخامس ‪ :‬سلطة الولي في اإلذن للقاصر بالتجارة ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب األول ‪ :‬تحديد سن األهلية التجارية ‪.‬‬


‫وله فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تحديد سن األهلية التجارية في النظام ‪.‬‬


‫تعتبر األهلية التجارية أحد الشروط الواجب توفرها الكتساب صفة التاجر ‪،‬‬

‫ذلك أنه يشترط الكتساب صفة التاجر شروط أربعة وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬مباشرة األعمال التجارية‪.‬‬

‫‪ -2‬احتراف التجارة‪.‬‬

‫‪ -3‬ممارسة التجارة باسم التاجر ولحسابه‪.‬‬

‫‪ -4‬األهلية التجارية‪.‬‬

‫وعليه فإنه ال يكفي الكتساب صفة التاجر أن يحترف الشخص األعمال‬

‫التجارية باسمه ولحسابه وإ نما البد أن تتوفر فيه األهلية التجارية التي تؤهله لممارسة‬

‫عمله التجاري ‪.‬‬

‫وُيالحظ أن أحكام األهلية التجارية لها ارتباط بموضوع جنسية الشخص الذي‬

‫يباشر األعمال التجارية ‪ ،‬إذ تختلف أحكام األهلية التجارية للوطنيين عن أحكام‬

‫(‪)1‬‬
‫األهلية التجارية لألجانب ‪.‬‬

‫فبالنظر إلى أحكام األهلية التجارية للوطنيين أي السعوديين ‪ ،‬نجد أنه ال يوجد‬

‫في نظام المحكمة التجارية الصادر بالمرسوم الملكي رقم ‪ 32‬وتاريخ‬


‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد الجبر ص ‪ ، 107‬الوجيز في النظام التجاري‬
‫السعودي لسعيد يحيى ص ‪. 83‬‬
‫‪49‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪15/1/1350‬هـ تحديد لسن معينة من يبلغها يكون قد اكتسب األهلية الالزمة للتجارة‬

‫‪ ،‬بل نجد وصفًا يدل على األهلية التجارية المطلوبة في الشخص ‪ ،‬وهذا الوصف هو‬

‫( الرشد ) فمن اتصف بهذا الوصف فقد توفرت فيه األهلية التجارية‪.‬‬

‫ففي المادة الرابعة من نظام المحكمة التجارية نجد النص التالي ‪ { :‬كل من‬

‫كان رشيدًا أو بلغ سن الرشد فله الحق أن يتعاطى مهنة التجارة بأنواعها }‪.‬‬

‫فهذا النص حدد شرطًا الكتساب األهلية التجارية وهو الرشد ‪ ،‬ولم يتم تحديد‬

‫المقصود بالرشد في النظام ‪ ،‬وإ نما ترك ذلك للفقه اإلسالمي ؛ نظرًا لكون الشريعة‬

‫اإلسالمية هي المصدر الرئيس والحاكم لكل األنظمة المعمول بها في المملكة ‪.‬‬

‫وبما أن تحديد الرشد قد اختلف االجتهاد الفقهي حوله ‪ ،‬وحسمًا لهذا االختالف‬

‫فقد تم تحديد الرشد في المملكة بموجب قرار مجلس الشورى رقم ‪ 114‬وتاريخ‬

‫‪5/11/1374‬هـ ‪ ،‬والذي اشترط لثبوت صفة الرشد في المملكة بلوغ الشخص ثماني‬

‫عشرة سنة هجرية ‪ ،‬وذلك حمًال للناس على رأي واحد حتى ال تضطرب األحكام ‪.‬‬

‫ولكن ُيالحظ أن نص المادة الرابعة السابقة قد فرق بين من كان رشيدًا ‪ ،‬ومن‬

‫بلغ سن الرشد ‪ ،‬وهذه التفرقة أدت إلى اختالف الشراح في تفسيره ‪:‬‬

‫ـ فمنهم من يرى أن النص قصد التفرقة بين الرشيد ومن بلغ سن الرشد ‪ .‬فالمراد‬

‫بالرشيد هو من اكتملت أهليته طبقًا ألحكام الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وأما من بلغ سن‬

‫(‪)1‬‬
‫الرشد فهو من بلغ ثمانية عشر عامًا طبقًا لقرار مجلس الشورى ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬دروس في القانون التجاري السعودي ‪ ،‬ألكثم الخولي ص ‪. 70‬‬


‫‪50‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وعلى هذا الرأي يكون الرشيد أهًال لالتجار ولو لم يبلغ سن الرشد في المملكة‬

‫ثمانية عشر عامًا ‪ .‬ويكون من بلغ سن الرشد ثمانية عشر عامًا أهًال لالتجار ولو لم‬

‫يكن رشيدًا طبقًا للشريعة اإلسالمية ‪.‬‬

‫ـ بينما يرى آخرون أن النص لم يقصد التفرقة بين الرشيد ومن بلغ سن الرشد ‪ ،‬وأن‬

‫المادة الرابعة هي صياغة معيبة للمادة األولى من نظام المجلس التجاري ‪ ،‬والتي‬

‫كانت تنص صراحة على أن كل من بلغ ثماني عشرة سنة وكان رشيدًا فله الحق في‬

‫تعاطي مهنة التجارة ‪.‬‬

‫وهذا الرأي هو الراجح في نظري ‪ ،‬وذلك لألسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن قرار مجلس الشورى قد حدد لثبوت صفة الرشد بلوغ ثمانية عشر عامًا ‪،‬‬

‫ومن ثم فالتفرقة بين الرشيد ومن بلغ سن الرشد غير صحيحة ؛ ألن الرشيد‬

‫قد يكون كذلك وهو لم يبلغ الثامنة عشرة ‪ .‬وكذا من بلغ ثماني عشرة سنة قد‬

‫ال يكون رشيدًا بالضرورة فقد يعتريه عارض من عوارض األهلية‬

‫(‪)1‬‬
‫الشرعية ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن المادة السابعة من نظام األوراق التجارية الصادر بالمرسوم الملكي رقم‬

‫‪ 37‬وتاريخ ‪11/10/1383‬هـ حددت سن األهلية التجارية بثمانية عشرة سنة‬

‫بقولها ‪ { :‬تتحدد أهلية الملتزم بالكمبيالة وفقًا لنظام موطنه ‪ ،‬ومع ذلك ال‬

‫يعتبر السعودي أهًال لاللتزام بالكمبيالة إال إذا بلغ ثماني عشرة سنة} فهذه‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد الجبر ص ‪. 108‬‬


‫‪51‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المادة صريحة في أن سن األهلية التجارية هو ثماني عشر سنة دون أن تفرق‬

‫بين الرشيد ومن بلغ سن الرشد ‪.‬‬

‫فالرشيد هو من بلغ ثمانية عشر عامًا ولم يصب بعارض من عوارض األهلية‬

‫الشرعية‪.‬‬

‫‪ -3‬أن األخذ بالرأي األول يجعل قرار مجلس الشورى ال فائدة منه ؛ إذ إن‬

‫الرشيد الذي لم يبلغ ثمانية عشر عامًا فإنه يكون أهًال للتجارة ‪ ،‬وهذا مخالف‬

‫لقرار المجلس الذي حدد لثبوت صفة الرشد بلوغ ثماني عشرة سنة‪.‬‬

‫‪ -4‬أن العمل بالرأي األول يؤدي إلى االختالف في األحكام في بلد واحد ‪ ،‬وهذا‬

‫أمر يخالف مقاصد المنظم‪.‬‬

‫ولهذا أرى أن سبب اإلشكال هو ورود حرف ( أو ) الذي جاء في المادة الرابعة من‬

‫نظام المحكمة التجارية بدًال عن الحرف الصحيح وهو حرف الواو ‪ .‬ورفعًا لهذا‬

‫اإلشكال يجب تعديل هذه المادة لتصبح بالصيغة التالية ‪:‬‬

‫{ كل من كان رشيدًا طبقًا للنظام فله الحق أن يتعاطى مهنة التجارة بأنواعها } ‪.‬‬

‫وبهذا يرتفع اإلشكال ويكون المقصود ‪:‬‬

‫ـ كل من كان رشيدًا ‪ :‬أي سالمًا من عوارض األهلية التي تقدح حسب الشريعة‬

‫اإلسالمية ‪.‬‬

‫ـ طبقًا للنظام ‪ :‬أي بلغ السن المحددة في المملكة وهي ثماني عشرة سنة ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وعليه فإنه لتوفر صفة الرشد الالزمة الكتساب األهلية التجارية البد من وجود‬

‫شرطين هما ‪:‬‬

‫‪ -1‬السالمة من عوارض األهلية ‪.‬‬

‫‪ -2‬بلوغ ثماني عشرة سنة ‪.‬‬

‫فإذا اختل شرط من هذين الشرطين انعدم اكتساب الشخص لألهلية التجارية ‪.‬‬

‫ولهذا فإن كل من لم يبلغ ثمانية عشر عامًا ُيعد قاصرًا لم تتوفر فيه األهلية التجارية ‪،‬‬

‫حتى وإ ن كان سالمًا من عوارض األهلية ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تحديد سن األهلية التجارية في الفقه ‪.‬‬


‫ُيذكر هذا الموضوع عند الفقهاء عند ذكرهم شروط البيع ‪ ،‬أي حين يذكرون‬

‫شروط العاقد أي البائع والمشتري ‪.‬‬

‫ذلك أن البيع والشراء هو األصل في التجارة‪ .‬فيذكر الفقهاء هناك السن‬

‫المطلوبة في العاقد التي تؤهله لممارسة التجارة حتى يكون عقده جائزًا ‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى كالم الفقهاء نجد أن الجمهور يشترطون في العاقد أن يكون‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬خالفًا للحنفية الذين ال يشترطون في‬ ‫جائز التصرف ‪ ،‬أي بالغًا عاقًال رشيدًا‬

‫(‪)2‬‬
‫العاقد البلوغ ‪.‬‬

‫وعليه فإن سن األهلية التجارية هي سن البلوغ عند جمهور الفقهاء ‪ ،‬فمتى بلغ‬

‫الشخص ولم يصب بعارض من عوارض األهلية فإنه يكون أهًال لممارسة التجارة‪.‬‬

‫ومن ثم فإنه ال أهلية تجارية للصبي غير المميز باتفاق العلماء ‪ ،‬وأما الصبي‬

‫المميز فإن تصرفه يتوقف على اإلذن عند الجمهور وهم الحنفية والمالكية والحنابلة ‪.‬‬

‫ومن أقوالهم في ذلك ما يلي ‪:‬‬

‫ـ جاء في البحر الرائق قوله ‪:‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬حاشية الدسوقي البن عرفة الدسوقي ‪ ، 3/5‬مواهب الجليل للحطاب ‪، 4/244‬‬
‫روضة الطالبين للنووي ‪ ، 3/341‬مغني المحتاج للخطيب الشربيني ‪ ، 2/7‬المبدع البن مفلح ‪4/8‬‬
‫‪ ،‬اإلنصاف للمرداوي ‪. 4/267‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬البحر الرائق البن نجيم ‪. 5/279‬‬
‫‪54‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫" وليس من شرائط العاقد البلوغ فينعقد بيع الصبي وشراؤه موقوفًا على إجازة‬

‫(‪)3‬‬
‫وليه إن كان شراؤه لنفسه ونافذًا بال عهدة إن كان لغيره " ‪.‬‬

‫ـ وفي التاج واإلكليل قوله ‪:‬‬

‫" إذا أمر الولي للصبي أن يتجر جاز ‪ ،‬ومن الذخيرة قال منع مالك من يبيع‬

‫(‪)2‬‬
‫للصبيان ألنه ال يدري هل أذن في ذلك أولياؤهم أم ال " ‪.‬‬

‫ـ وفي الروض المربع قوله‪:‬‬

‫" والشرط الثاني ـ أي من شروط البيع ـ أن يكون العاقد جائز التصرف أي حرًا مكلفًا‬

‫(‪)3‬‬
‫رشيدًا ‪ ،‬فال يصح تصرف صبي وسفيه بغير إذن ولي فإن أذن صح" ‪.‬‬

‫وأما الشافعية فإنهم يمنعون بيع الصبي وشراؤه مطلقًا مميزًا كان أو غير‬

‫مميز ‪ ،‬مأذونًا له أو غير مأذون له ‪.‬‬

‫ـ جاء في روضة الطالبين قوله ‪:‬‬

‫" األمر الثاني أهلية البائع والمشتري ويشترط فيهما لصحة البيع التكليف ‪ ،‬فال‬

‫ينعقد بعبارة الصبي والمجنون ال ألنفسهما وال لغيرهما ‪ ،‬سواء كان الصبي مميزًا‬

‫(‪)4‬‬
‫باشر بإذن الولي أو بغير إذنه ‪ ،‬وسواء بيع االختبار وغيره " ‪.‬‬

‫والخالصة ‪:‬‬

‫‪. 5/278 )?(3‬‬


‫‪. 4/244 )?(2‬‬
‫‪. 2/27 )?(3‬‬
‫‪. 3/341 )?(4‬‬
‫‪55‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫أن سن األهلية التجارية في الفقه اإلسالمي هي سن البلوغ ‪ ،‬فمن بلغ غير‬

‫مصاب بأحد عوارض األهلية فإنه يكتسب األهلية التجارية الكاملة ‪ ،‬فيكون أهًال‬

‫لممارسة التجارة دون توقف على إذن أحد ‪.‬‬

‫وأما الصبي المميز فإن له أهلية تجارية ناقصة ؛ لتوقف ممارسته للتجارة‬

‫على إذن وليه له ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪56‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للمرأة‪.‬‬


‫وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬األهلية التجارية للمرأة في النظام‪.‬‬


‫لم يفرق النظام السعودي بين الرجل والمرأة من حيث اكتساب كل منهما‬

‫لألهلية التجارية ‪ ،‬وقد سلك النظام في عدم التفرقة بين الرجل والمرأة في األهلية‬

‫التجارية مسلك الشريعة اإلسالمية ـ كما سيأتي بيانه ـ ‪.‬‬

‫كما لم يفرق النظام السعودي بين المرأة المتزوجة وغير المتزوجة ‪.‬‬

‫وعليه فإنه ينطبق على المرأة السعودية ما ينطبق على الرجل من الشروط أو‬

‫القيود ‪ ،‬فإذا بلغت المرأة ثماني عشرة سنة غير مصابة بعارض من عوارض‬

‫األهلية ‪ ،‬اكتسبت األهلية التجارية الكاملة ‪ ،‬فلها الحق في أن تحترف التجارة وأن‬

‫تكتسب صفة التاجر دون حاجة إلى إذن زوجها إن كانت متزوجة ‪.‬‬

‫كما أنه يجوز للمرأة السعودية أن تكون شريكة متضامنة في شركة‬

‫(‪)1‬‬
‫تضامن ‪ ،‬وقد نص على ذلك التعميم الصادر من اإلدارة العامة للشركات بوزارة‬

‫التجارة برقم ‪/9‬س ع‪ 4745 /‬وتاريخ ‪27/6/1389‬هـ وذلك بقوله ‪:‬‬

‫" يحق للمرأة السعودية الرشيدة أن تكون شريكة في أي شركة تضامن أو غيرها"‪.‬‬

‫‪ )?(1‬شركة التضامن عرفتها المادة السادسة عشرة من نظام الشركات السعودي الصادر عام‬
‫‪1385‬هـ بأنها ‪ " :‬الشركة التي تتكون من شريكين أو أكثر مسؤولين بالتضامن في جميع أموالهم‬
‫عن ديون الشركة " ‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ومن المعلوم أن الشريك في شركة التضامن يعد تاجرًا دائمًا إذا كان الغرض الذي‬

‫تقوم عليه الشركة تجاريًا ‪ ،‬كما أنه يكون مسؤوًال مسؤولية مطلقة وتضامنية عن‬

‫ديون الشركة ‪ ،‬ولذلك فإنه يجب أن تتوفر في الشريك المتضامن األهلية الالزمة‬

‫الحتراف التجارة ‪ .‬وهذه األهلية التجارية ال فرق في اكتسابها بين الرجل والمرأة في‬

‫(‪)1‬‬
‫النظام السعودي ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد الجبر ص ‪ ، 108‬الوجيز في النظام التجاري‬


‫السعودي لسعيد يحيى ص ‪ ، 48‬النظام التجاري السعودي لرضا السيد عبد الحميد وصفوت‬
‫بهنساوي ‪. 1/91‬‬
‫‪58‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للمرأة في الفقه ‪.‬‬


‫أثبت اإلسالم للمرأة أهلية كالرجل فلم يفرق بينهما ‪ ،‬فجعل للمرأة أهلية‬

‫وجوب من حين والدتها وال تفارقها إال حين موتها ‪ ،‬كما أن المرأة مكلفة بالتكاليف‬

‫الشرعية من صالة وصيام وزكاة وحج وغيرها ‪ ،‬فلها أهلية أداء على أساسها تطاَلب‬

‫بالتكاليف الشرعية ‪ ،‬وتطاِلب هي الغير بحقوقها ‪ ،‬كما جعل اإلسالم للمرأة ذمة مالية‬

‫مستقلة بها ‪.‬‬

‫وعلى ذلك فإذا بلغت المرأة رشيدة غير مصابة بعارض من عوارض األهلية‬

‫كانت أهًال لممارسة التجارة ‪ ،‬وإ جراء التصرفات المالية التي تكتسب بها الحقوق‬

‫(‪)1‬‬
‫لنفسها ‪ ،‬وتتحمل االلتزامات والواجبات لغيرها ‪.‬‬

‫ومن األدلة على أهلية المرأة إلجراء التصرفات التجارية والمالية ما يلي‪:‬‬

‫أوًال ‪ :‬القرآن الكريم‪.‬‬


‫‪ – 1‬قوله تعالى ‪      :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.   ‬‬
‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫أن اآلية عامة في وجوب دفع المال لليتيم إذا رشد دون أن تفرق بين الذكر واألنثى ‪.‬‬

‫مما يدل على أن للمرأة ذمة مالية مستقلة بها ومن ثم تكون أهًال للتصرف في مالها‬

‫(‪)3‬‬
‫ومن ذلك ممارستها للتجارة ‪.‬‬
‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬المفصل في أحكام المرأة لعبد الكريم زيدان ‪ ، 10/336‬مبدأ الرضا في العقود لعلي‬
‫محي الدين القره داغي ‪. 1/297‬‬
‫‪ )?(2‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 6‬‬
‫‪ )?(3‬ينظر ‪ :‬مبدأ الرضا في العقود ‪ .‬لعلي القره داغي ‪. 1/301‬‬
‫‪59‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ – 2‬قوله تعالى ‪       :‬‬


‫‪         ً‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬
‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫أن اآلية نصت على أن المهر يعطى للمرأة ‪ ،‬وأن لها الحق في التصدق به ‪ ،‬مما يدل‬

‫على أن المرأة لها أهلية مالية مستقلة بها ‪ ،‬وتستطيع إجراء التصرفات المالية ومنها‬

‫(‪)2‬‬
‫دخولها في التجارة ‪.‬‬

‫‪ – 3‬قوله تعالى ‪        :‬‬
‫‪         ‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.           ‬‬
‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫أن اآلية صريحة في جواز الوصية من المرأة ‪ ،‬وأن تنفيذ وصيتها يسبق قسمة التركة‬

‫على الورثة ‪.‬‬

‫وهذا يدل على أهلية المرأة في إجراء التصرفات المالية ‪ ،‬ومنها دخولها في‬

‫(‪)4‬‬
‫التجارة ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 4‬‬


‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬مبدأ الرضا في العقود ‪ .‬لعلي القره داغي ‪. 1/302‬‬
‫‪ )?(3‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 12‬‬
‫‪ )?(4‬ينظر ‪ :‬مبدأ الرضا في العقود ‪ ،‬د‪ .‬علي القره داغي ‪. 1/302 ،‬‬
‫‪60‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ثانيًا ‪ :‬من السنة النبوية ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫رحمه اهلل في صحيحه بابًا سماه " باب البيع والشراء مع النساء"‬ ‫‪ – 1‬عقد البخاري‬

‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رضي اهلل عنها ‪ ،‬وذكر‬ ‫مع أم المؤمنين عائشة‬ ‫وذكر في هذا الباب قصة بريرة‬

‫الحديث وفيه ‪:‬‬

‫" قالت عائشة رضي اهلل عنها ‪ :‬دخل علّي رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فذكرُت له‬

‫‪ ،‬فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ( :‬اشتري وأعتقي ‪ ،‬فإن الوالء لمن أعتق )‬

‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬

‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫أن الحديث واضح في إثبات حق النساء في الشراء أو العتق ‪ ،‬مما يدل على حقهن في‬

‫التصرف في أموالهن وهذا يدل على أهليتهن للدخول في التجارة ‪ .‬وقد ذكر ابن‬

‫‪ )?(1‬أبو عبد هللا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري ‪ ،‬اإلمام الحافظ ‪ ،‬برع في‬
‫علم الحديث ‪ ،‬من أئمة السنة في عصره ‪ ،‬صاحب الجامع الصحيح ‪ ،‬أصح كتاب بعد القرآن‬
‫الكريم ‪ ،‬قال عن كتابه ‪ :‬صنفت كتابي الصحيح لست عشرة سنة ‪ ،‬خرجته من ستمائة ألف‬
‫حديث‪ ،‬وجعلته حجة فيما بيني وبين هللا عز وجل ‪ .‬توفي سنة ‪256‬هـ بخرَتْنك ‪ .‬ينظر ‪ :‬وفيات‬
‫األعيان البن خلكان ‪. 4/188‬‬
‫‪ ) ?(2‬بريرة موالة عائشة رضي هللا عنها ‪ ،‬اشترتها عائشة وأعتقتها ‪ ،‬خيرها رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم في البقاء مع زوجها بعد عتقها ‪ ،‬وكان زوجها عبدًا يسمى مغيثًا ‪ ،‬فاختارت نفسها‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬سير أعالم النبالء للذهبي ‪.2/297‬‬
‫‪ )?(3‬أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي هللا عنها وعن أبيها ‪ ،‬تزوجها رسول هللا‬
‫وهي بنت ست سنين ‪ ،‬وما تزوج بكرا سواها ‪ ،‬وقبض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهي بنت‬
‫ثماني عشرة سنة ‪ ،‬وماتت في خالفة معاوية سنة ‪58‬هـ ولها سبع وستون سنة ‪ ،‬ودفنت بالبقيع ‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬وفيات األعيان البن خلكان ‪. 3/16‬‬
‫‪ ) ?(4‬الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬وهذا لفظه في كتاب البيوع والشراء مع النساء برقم‬
‫(‪ ، 2/756 )2047‬وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب العتق ‪ ،‬باب إنماء الوالء لمن أعتق برقم‬
‫(‪. 2/1141 )1504‬‬
‫‪61‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫(‪)1‬‬
‫رحمه اهلل من فوائد الحديث ‪ " :‬أن المرأة الرشيدة تتصرف لنفسها‬ ‫حجر العسقالني‬

‫(‪)2‬‬
‫في البيع وغيرها ولو كانت مزوجة " ‪.‬‬

‫وقال أيضًا ‪ " :‬وجواز تصرف المرأة الرشيدة بغير إذن زوجها ومراسلتها األجانب‬

‫(‪)3‬‬
‫في أمر البيع والشراء كذلك " ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫‪ – 2‬قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ ( :‬تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن ) ‪.‬‬

‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫أن النبي صلى اهلل عليه وسلم أمر النساء بالصدقة من أموالهن ‪ ،‬مما يدل على أن لهن‬

‫الحق في التصرف بها ‪ ،‬ومن أنواع التصرف المتاجرة بها ‪ ،‬وهذا يثبت أن للنساء‬

‫أهلية تجارية ‪.‬‬

‫(‪)5‬‬
‫مولى ابن عباس أن ميمونة بنت‬ ‫‪ – 3‬أخرج البخاري في صحيحه عن كريب‬

‫(‪)6‬‬
‫زوج رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أخبرته أنها أعتقت وليدة‬ ‫الحارث‬

‫‪ ) ?(1‬شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقالني الشافعي ‪ ،‬شيخ اإلسالم‬
‫وإمام الحفاظ في زمانه ‪ ،‬وصنف التصانيف التي عم النفع بها وأشهرها ‪ :‬فتح الباري بشرح‬
‫صحيح البخاري ‪ ،‬تهذيب التهذيب ‪ ،‬تقريب التهذيب ‪ ،‬لسان الميزان ‪ ،‬اإلصابة في تمييز‬
‫الصحابة‪ .‬توفي سنة ‪ 852‬هـ ‪ .‬ينظر ‪ :‬طبقات الحفاظ للسيوطي ص ‪. 552‬‬
‫‪ )?(2‬فتح الباري البن حجر ‪. 5/192‬‬
‫‪ )?(3‬المصدر السابق ‪. 5/194‬‬
‫‪ ) ?(4‬أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الزكاة ‪ ،‬باب الزكاة على الزوج واأليتام برقم (‬
‫‪ ، 2/533 )1397‬وأخرجه مسلم في صحيحه وهذا لفظه في كتاب الزكاة ‪ ،‬باب فضل النفقة‬
‫والصدقة على األقربين برقم (‪. 2/694 )1000‬‬
‫‪ )?(5‬هو كريب بن أبي مسلم الهاشمي مولى ابن عباس كنيته أبو رشدين ‪ ،‬يروي عن ابن عباس‬
‫ومعاوية ‪ ،‬روى عنه عمرو بن دينار وسلمة بن كهيل وسالم ابن أبي الجعد وابناه رشدين ومحمد‬
‫مات سنة ‪98‬هـ بالمدينة ‪ .‬ينظر ‪ :‬الثقات لمحمد بن حبان ‪. 5/339‬‬
‫‪ )?(6‬أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث بن حزن الهاللية ‪ ،‬كان اسمها برة فسماها رسول هللا‬
‫ميمونة ‪ ،‬قيل إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى هللا عليه وسلم وقيل الواهبة غيرها ‪ ،‬توفيت على‬
‫‪62‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ـ جارية لها ـ ولم تستأذن النبي صلى اهلل عليه وسلم فلما كان يومها الذي يدور عليها‬

‫فيه قال ‪ :‬أشعرت يا رسول اهلل أني أعتقت وليدتي ؟ قال ‪ :‬أو فعلت ؟ قالت‪ :‬نعم ‪.‬‬

‫قال ‪ ( :‬أما إنك لو أعطيِتها أخوالِك كان أعظم ألجرِك ) ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫وجه الداللة ‪:‬‬

‫أن أم المؤمنين ميمونة ـ رضي اهلل عنها ـ أعتقت جاريتها من غير استئذان النبي ـ‬

‫صلى اهلل عليه وسلم ـ ولو كان االستئذان شرطًا ألبطل تصرفها النبي‬

‫(‪)2‬‬
‫ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ ‪.‬‬

‫والخالصة ‪:‬‬

‫أن الشريعة اإلسالمية أثبتت للمرأة الرشيدة أهلية التملك ‪ ،‬والتصرف في مالها ‪،‬‬

‫والدخول في التجارة ‪ ،‬وجعلت لها ذمة مالية مستقلة بها ‪ .‬مما يدل على تكريم‬

‫اإلسالم للمرأة ورفع قدرها عما كانت عليه في الجاهلية ‪ ،‬حيث كانت تابعة للرجل في‬

‫كل شيء ال يد لها وال حيلة ‪ ،‬وكانت محرومة من مهرها ‪ ،‬وأشد من ذلك أنها كانت‬

‫كالسلعة ُتورث مع ما ُيورث من متاع ‪.‬‬

‫فالحمد هلل والشكر على نعمة اإلسالم ‪.‬‬

‫األرجح سنة ‪59‬هـ ‪ .‬ينظر ‪ :‬اإلصابة في تمييز الصحابة البن حجر ‪.8/126‬‬
‫‪ ) ?(1‬أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الهبة وفضلها ‪ ،‬باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها‬
‫إذا كان لها زوج فهو جائز برقم (‪. 2/915 )2452‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬فتح الباري البن حجر ‪. 5/219‬‬
‫‪63‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهلية القاصر المأذون له بالتجارة ‪.‬‬


‫وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أهلية القاصر المأذون له بالتجارة في النظام‪.‬‬


‫ُيعد الشخص الذي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره قاصرًا في النظام السعودي‬

‫‪ .‬وهذا القاصر إذا مارس األعمال التجارية فإنه ال يخلو ‪:‬‬

‫إما أن يكون مأذونًا له بالتجارة ‪ ،‬أو يكون غير مأذون له بالتجارة‪.‬‬

‫فالقاصر إذا أرد أن يكتسب األهلية التجارية ليمارس األعمال التجارية‬

‫ويكتسب صفة التاجر ‪ ،‬البد أن يتوفر فيه شرطان ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬أن يأذن له وليه أو ممثله الشرعي بممارسة التجارة ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أن يمارس التجارة فيما ُأذن له فيه ‪.‬‬

‫فإذا توفر هذا الشرطان في القاصر كان أهًال لممارسة التجارة ‪ ،‬والتزم بااللتزامات‬

‫المفروضة على التاجر ‪ .‬فيجب عليه االلتزام بمسك الدفاتر التجارية ‪ ،‬والقيد في‬

‫السجل التجاري وفي الغرفة التجارية والصناعية ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫كما أنه في حالة إفالسه فإنه يجوز إعالن هذا اإلفالس ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد الجبر ص ‪ ، 109‬الوجيز في النظام التجاري‬


‫السعودي لسعيد يحيى ص ‪ ، 85‬القانون التجاري لمصطفى كمال طه ص ‪. 198‬‬
‫‪64‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهلية القاصر المأذون له بالتجارة في الفقه ‪.‬‬


‫القاصر في الفقه هو الصبي المميز ‪ ،‬وهو قبل البلوغ ال يكتسب األهلية‬

‫التجارية بإرادته ‪ ،‬ولكن إذا أذن له وليه بالبيع والشراء اكتسب األهلية التجارية التي‬

‫(‪)1‬‬
‫تؤهله لممارسة األعمال التجارية ‪ .‬وهذا هو مذهب الجمهور ‪.‬‬

‫ومن ثم فإنه يكتسب صفة التاجر ‪ ،‬وتكون تصرفاته وعقوده صحيحة ما دام أنه‬

‫حصل على اإلذن من وليه ؛ ألنه بإذن الولي تحصل المصلحة للقاصر وحفظ أمواله‬

‫‪ ،‬كما أنه باإلذن يحصل االختبار الذي هو شرط لدفع المال إليه ؛ لقوله تعالى ‪ :‬‬
‫‪      ‬‬

‫‪      ‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬وهذا االختبار يتحقق بتفويض البيع والشراء إليه ‪.‬‬

‫وذهب الشافعية إلى أن القاصر ليس أهًال للتجارة ‪ ،‬حتى وإ ن حصل على اإلذن من‬

‫وليه بممارستها ‪ .‬فال ينعقد بيعه أو شراؤه ؛ ألن شرط العاقد عندهم هو البلوغ‪.‬‬

‫جاء في مغني المحتاج قوله ‪:‬‬

‫" وشرط العاقد بائعًا أو مشتريًا الرشد ‪ ،‬وهو أن يتصف بالبلوغ والصالح لدينه وماله‬

‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬فال يصح من صبي وإ ن قصد اختباره" ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬البحر الرائق البن نجيم ‪ ، 5/279‬مواهب الجليل للحطاب ‪ ، 4/245‬المبدع البن‬
‫مفلح ‪. 4/8‬‬
‫‪ )?(2‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 6‬‬
‫‪ )?(3‬مغني المحتاج للخطيب الشربيني ‪. 2/7‬‬
‫‪65‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫والخالصة ‪:‬‬

‫أن جمهور الفقهاء يرى أن القاصر يكتسب األهلية التجارية بشرط حصوله على‬

‫اإلذن من وليه بممارسة التجارة ‪.‬‬

‫وهذا ما سار عليه المنظم السعودي‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪66‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬أهلية القاصر غير المأذون له‬


‫بالتجارة ‪.‬‬
‫وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أهلية القاصر غير المأذون له بالتجارة في النظام ‪.‬‬


‫إذا لم يحصل القاصر الذي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره ‪ ،‬على اإلذن له‬

‫بالتجارة ‪ ،‬فإنه في هذه الحالة ال يكون أهًال لالتجار ‪ ،‬وال يكتسب صفة التاجر ‪ .‬وإ ذا‬

‫مارس هذا القاصر التجارة مع عدم حصوله على اإلذن فإن األعمال التجارية التي‬

‫يقوم بها تعتبر باطلة لمصلحته‪.‬‬

‫وهذا ما نصت عليه المادة الثامنة من نظام األوراق التجارية الصادر بالمرسوم‬

‫الملكي رقم ‪ 37‬وتاريخ ‪11/10/1383‬هـ وذلك بقولها ‪-:‬‬

‫{ التزامات القَّصر الذين ليسوا تجار والتزامات عديمي األهلية تكون باطلة بالنسبة‬

‫إليهم فقط ‪ .‬ويجوز لهم التمسك بهذا البطالن في مواجهة كل حامل للكمبيالة ولو كان‬

‫حسن النية } ‪.‬‬

‫كما أن اآلثار التي تترتب على التاجر ال تسري على القاصر في حالة ممارسته‬

‫التجارة من غير إذن ‪ ،‬فال يشهر إفالسه عند توقفه عند دفع ديونه التجارية ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وبهذا يتبين أن القاصر غير المأذون له بالتجارة ليس له أهلية تجارية ‪ ،‬وال يجري‬

‫عليه ما يجري على التاجر المتمتع باألهلية التجارية ‪ ،‬كما أن االلتزامات التي يلتزم‬

‫(‪)1‬‬
‫بها تكون باطلة حفظًا لمصلحته ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد الجبر ص ‪ ، 109‬الوجيز في النظام التجاري‬


‫السعودي لسعيد يحيى ص ‪ ، 85‬األوراق التجارية في النظام السعودي لزينب السيد سالمة‬
‫ص ‪.37‬‬
‫‪68‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهلية القاصر غير المأذون له بالتجارة في الفقه‪.‬‬


‫إذا لم يحصل الصبي المميز على اإلذن من وليه لممارسة التجارة ‪ ،‬فإنه ال‬

‫يكون أهًال لالتجار ‪.‬‬

‫وإ ذا ما قام الصبي المميز بالتصرف بغير إذن وليه فإن تصرفه يتوقف على‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬فإذا أجازه الولي صح تصرف القاصر ‪ ،‬وإ ن لم يجزه‬ ‫إجازة وليه عند الجمهور‬

‫الولي بطل تصرفه ‪ ،‬واستثنى الحنابلة تصرف القاصر في الشيء اليسير فذهبوا إلى‬

‫(‪)2‬‬
‫صحته مطلقًا ‪.‬‬

‫كما فرق الحنفية بين تصرف القاصر لنفسه وتصرفه لغيره ‪ ،‬فإن كان تصرفه‬

‫لنفسه فإنه يتوقف على إجازة وليه ‪ ،‬وإ ن كان لغيره فإنه ينفذ من غير توقف على‬

‫(‪)3‬‬
‫إجازة الولي ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫وُيالحظ أن الشافعية منعوا تصرف الصبي مطلقًا ‪.‬‬

‫والخالصة ‪:‬‬

‫أن القاصر في الفقه اإلسالمي ال يكتسب األهلية التجارية إال بحصوله على‬

‫اإلذن من وليه ‪ ،‬وإ ن تصرف بغير إذن وليه توقف صحة تصرفه على إجازة الولي‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬البحر الرائق البن نجيم ‪ ، 5/279‬مواهب الجليل للحطاب ‪ ، 4/245‬اإلنصاف‬


‫للمرداوي ‪. 4/267‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬المبدع البن مفلح ‪ ، 4/8‬الروض المربع للبهوتي ‪. 2/27‬‬
‫‪ )?(3‬ينظر ‪ :‬البحر الرائق البن نجيم ‪. 5/279‬‬
‫‪ )?(4‬ينظر ‪ :‬روضة الطالبين للنووي ‪ ، 3/341‬مغني المحتاج للخطيب الشربيني ‪. 2/7‬‬
‫‪69‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وبهذا فإن الفقه والنظام يذهبان إلى أنه ال أهلية تجارية للقاصر إال بحصوله على‬

‫اإلذن ‪ .‬ولكن الفرق بينهما أنه في حالة تصرف القاصر من غير إذن ‪ ،‬فإن النظام‬

‫يبطل هذا التصرف مطلقًا بالنسبة للقاصر ‪.‬‬

‫وأما الفقه فإنه يوقف نفاذ هذا التصرف على إجازة الولي ‪ ،‬فإن أجازه نفذ وإ ال‬

‫فهو باطل ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪70‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬سلطة الولي في اإلذن للقاصر‬


‫بالتجارة ‪.‬‬
‫وفيه فرعان ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬سلطة الولي في اإلذن للقاصر بالتجارة في النظام ‪.‬‬

‫القاصر ليس أهًال لالتجار ‪ ،‬فليس له أهلية تجارية كما سبق ‪.‬‬

‫ولكن هذا المنع من مزاولة األعمال التجارية بالنسبة للقاصر ليس مطلقًا ‪ ،‬فقد أجاز‬

‫النظام تبعًا ألحكام الشريعة أن يمارس القاصر األعمال التجارية بشرط حصوله على‬

‫اإلذن من وليه ‪ ،‬وعليه فقد أعطى النظام الولَّي الحق في أن يأذن للقاصر باالتجار إذا‬

‫رأى في ذلك مصلحة له‪ ،‬كما لو كان ذلك تدريبًا له على ممارسة التجارة في‬

‫المستقبل‪.‬‬

‫واإلذن للقاصر باالتجار قد يكون مطلقًا وقد يكون مقيدًا ‪ ،‬فإذا أذن الولي‬

‫للقاصر باالتجار من غير تحديد لعمل تجاري معين ‪ ،‬أو من غير تحديد لقدٍر معين‬

‫من المال ‪ ،‬كان ذلك اإلذن مطلقًا ‪.‬‬

‫وأما إذا حدد الولي في إذنه للقاصر نوعًا معينًا من التجارة ‪ ،‬أو مقدارًا معينًا‬

‫من المال ‪ ،‬كان هذا اإلذن مقيدًا ‪ .‬فالتقييد في اإلذن قد يكون في نوع التجارة‪ ،‬وقد‬

‫يكون في مقدار المال ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫فإذا صدر اإلذُن للقاصر مطلقًا شامًال كَّال أمواله جاز له أن يدخل شريكًا في‬

‫شركة تضامن ومن باب أولى أي نوع آخر من الشركات ‪ ،‬ويترتب على دخوله‬

‫متضامنًا اكتساب وصف التاجر ‪ ،‬وااللتزام بالتزامات التجار‪.‬‬

‫وال يجوز للولي أن يقوم بإنشاء تجارة جديدة لحساب القاصر ؛ والسبب في‬

‫ذلك هو حماية القاصر من مخاطر التجارة ‪ .‬ولكن إذا آلت للقاصر تجارة قائمة فإنه‬

‫ال ُيمنع القاصر منها ‪ ،‬ويجوز للولي االستمرار فيها ؛ وذلك رعاية لمصلحة القاصر‬

‫حتى ال ُيحرم من تجارة قائمة له فيها حق لمجرد كونه قاصرًا‪ .‬وفي هذه الحالة‬

‫يشترط للولي لكي يستمر في هذه التجارة أن يحصل على اإلذن من المحكمة وأن‬

‫(‪)1‬‬
‫يتصرف وفقًا لهذا اإلذن مراعيًا في ذلك مصلحة القاصر ‪.‬‬

‫ولكن " يجوز لولي القاصر أن يستثمر أموال القاصر باالكتتاب في أسهم‬

‫(‪)2‬‬
‫شركات المساهمة أو التوصية باألسهم ؛ ألن هذا االستثمار ال يؤدي إلى اكتساب‬

‫القاصر صفة التاجر ‪ ،‬وال إلى تحمل المسؤولية التضامنية والمطلقة عن ديون‬

‫الشركة ‪ ،‬فالقاصر في هذه الحالة ال يسأل عن ديون الشركة إال في حدود قيمة األسهم‬

‫(‪)3‬‬
‫التي يمتلكها" ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪ ، 109‬قانون المعامالت التجارية‬
‫السعودية محمود مختار بريري ‪ ، 1/87‬النظام التجاري السعودي لرضا السيد عبد الحميد‬
‫والدكتور صفوت بهنساوي ‪ ، 1/91‬الوجيز في النظام التجاري السعودي لسعيد يحيى ص ‪.85‬‬
‫‪ )?(2‬القانون التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪. 178‬‬
‫‪ )?(3‬القانون التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪. 178‬‬
‫‪72‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وال يجوز للولي أيضًا أن يسحب ‪ ،‬أو يحرر ‪ ،‬أو ُيظِّهر ‪ ،‬أو يقبل أي ورقة‬

‫(‪)1‬‬
‫نيابة عن القاصر؛ وذلك حتى ال يتعرض القاصر لقسوة أحكام قانون‬ ‫تجارية‬

‫الصرف ‪ ،‬ولكن يجوز للولي أن يوقع على الورقة التجارية بصفته الحقيقية وليس‬

‫بكونه نائبا عن القاصر ‪ ،‬حيث يكون الولي في هذه الحالة هو الملتزم الشخصي وليس‬

‫(‪)2‬‬
‫القاصر ‪.‬‬

‫‪ ) ?(1‬األوراق التجارية ‪ ( :‬هي محررات شكلية تتطلب لصحتها بيانات معينة حددها القانون ‪،‬‬
‫قابلة للتداول بالطرق التجارية ‪ ،‬تمثل حقًا شخصيًا موضوعه مبلغ من النقود واجب الدفع في وقت‬
‫معين أو قابل للتعيين ‪ ،‬ويسهل تحويلها فورًا إلى نقود بخصمها لدى البنوك وباستعمالها في تسوية‬
‫الديون ) ‪ .‬واألوراق المالية في النظام السعودي هي ‪ :‬الكمبيالة ‪ ،‬والسند ألمر ‪ ،‬والشيك ‪ .‬ينظر ‪:‬‬
‫القانون التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪ ، 64‬األوراق التجارية في النظام السعودي‬
‫للدكتورة لزينب السيد سالمة ص ‪. 9‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬األوراق التجارية في النظام السعودي زينب سالمة ص ‪. 39‬‬
‫‪73‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ُ :‬سلطة الولي في اإلذن للقاصر بالتجارة في الفقه ‪.‬‬


‫الوالية في الفقه اإلسالمي مسؤولية كبرى في إدارة وحفظ مال الغير ‪،‬‬

‫ويترتب عليها نفاذ التصرفات غالبًا ‪ .‬ولهذا اشترط الفقهاء في الولي شروطًا البد أن‬

‫تتوافر فيه ؛ وذلك ضمانًا لمصلحة المولى عليه ‪ ،‬حتى ال يولى إال من هو أهل لهذه‬

‫المسؤولية العظيمة ‪.‬‬

‫كما قيد الفقه اإلسالمي سلطة الولي بتحقيق مصلحة الموَّلى عليه ‪ ،‬ورعايتها‬

‫في جميع تصرفات الولي ‪.‬‬

‫فليس للولي مباشرة أي تصرف يلحق ضررًا محضًا بالمولى عليه كالتبرع‬

‫من ماله ‪ ،‬أو البيع والشراء له بغبن فاحش ‪ .‬ومن تصرفات الولي اإلذن للقاصر‬

‫بالتجارة ‪ ،‬فإذا رأى الولي في ذلك مصلحة للقاصر جاز له أن يأذن للقاصر بمزاولة‬

‫التجارة ‪.‬‬

‫وهذا اإلذن للقاصر إما أن يكون صريحًا كقوله ‪ :‬أذنت لك بالتجارة ‪ ،‬أو قوله‬

‫‪ :‬اذهب إلى السوق فبع واشتِر ‪ ،‬وإ ما أن يكون اإلذن ضمنيًا كأن يرى الولُي القاصَر‬

‫يقوم بالبيع والشراء فيسكت عنه وال يمنعه من ذلك ‪ .‬فهذا السكوت إذن ضمني‬

‫وإ قرار للقاصر بصحة فعله ‪ ،‬فمن ثم يصبح القاصر مأذونًا له لداللة الحال وإ ال‬

‫تغرر الناس بداللة حال الولي وتورطوا في التعامل مع القاصر وهو غير مأذون له‬

‫(‪)1‬‬
‫بالتجارة‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬الفقه اإلسالمي وأدلته لوهبة الزحيلي ‪ ، 4/147‬المدخل الفقهي العام لمصطفى‬
‫الزرقاء ‪. 2/772‬‬
‫‪74‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وهنا مسألة اختلف النظر الفقهي حولها وهي ‪:‬‬

‫إذا أذن الولي للصغير بالتجارة فهل يجوز للولي أن يخصص هذا اإلذن بنوع معين‬

‫من التجارة ‪ ،‬أو زمان معين ‪ ،‬أو سوق محدد ‪ ،‬أو مقدار معين من المال ‪ ،‬أو أنه ليس‬

‫للولي ذلك ويبقى اإلذن عامًا مطلقًا ؟‬

‫ـ ذهب الحنفية ‪ :‬إلى أن اإلذن للقاصر بالتجارة ال يقبل التخصيص ‪ ،‬فإذا أذن الولي‬

‫بالتجارة ‪ ،‬وقيده بنوع معين ‪ ،‬أو وقت محدد ‪ ،‬أو سوق مخصوص ‪.‬‬

‫فإن القاصر يصبح مأذونًا إذنًا عامًا بالتعاطي بالتجارة في جميع األنواع ‪ ،‬ومع جميع‬

‫األشخاص ‪ ،‬وفي جميع األزمنة واألمكنة ‪.‬‬

‫جاء في المجلة ‪ " :‬مادة ‪ : 970‬ال يتقيد وال يتخصص إذن الولي بزمان‬

‫ومكان ‪ ،‬وال بنوع من البيع والشراء ‪ ،‬مثًال لو أذن الولي للصغير المميز يومًا أو‬

‫شهرًا يكون مأذونًا على اإلطالق ويبقى مستمرًا على ذلك اإلذن ما لم يحجره الولي‪،‬‬

‫وكذا لو قال له بع واشتِر في السوق الفالني يكون مأذونًا في كل مكان ‪ ،‬كذلك لو قال‬

‫له بع واشتر المال الفالني فله أن يبيع ويشتري كل جنس من‬

‫(‪)1‬‬
‫المال " ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬مجلة األحكام العدلية ‪ ،‬ص ‪. 188‬‬


‫‪75‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وحجة الحنفية في كون اإلذن ال يقبل التخصيص ‪ :‬أن اإلذن رفع وإ سقاط لقيد الحجر‬

‫األصلي ‪ ،‬وهذا اإلسقاط ال يقبل التقييد ‪ ،‬فالحجر ال يتجزأ ‪ ،‬فإذا زال بعضه زال‬

‫(‪)2( )1‬‬
‫كله ‪.‬‬

‫ـ وذهب الحنابلة ‪ :‬إلى أن اإلذن بالتجارة يقبل التخصيص ويصح تقييده نوعًا ‪،‬‬

‫وشخصًا ‪ ،‬وزمانًا ‪ ،‬ومكانًا ‪.‬‬

‫وحجة الحنابلة ‪ :‬أن اإلذن كالتوكيل ‪ ،‬والتوكيل يقبل التقييد ‪ ،‬فللموكل تقييد سلطة‬

‫الوكيل بنوع ‪ ،‬أو بوقت ‪ ،‬أو بمكان ‪ ،‬وليس للوكيل أن يمتد تصرفه لغير ما وكل‬

‫(‪)4( )3‬‬
‫فيه ‪.‬‬

‫جاء في كشاف القناع قوله ‪:‬‬

‫" فينفك عنهما أي عن المميز والعبد الحجُر فيما أذن الولي أو السيد لهما فيه فقط فإذا‬

‫أذنا لهما في التجارة في مائة لم يصح تصرفهما فيما زاد عليهما ‪ ،‬وينفك عنهما‬

‫الحجر أيضًا في النوع الذي أمرا به أي بأن يتجرا فيه فقط ؛ ألنهما يتصرفان باإلذن‬

‫من جهة آدمي فوجب أن يتقيدا بما أذن لهما فيه كوكيل ووصي في نوع من‬

‫(‪)5‬‬
‫التصرفات " ‪.‬‬
‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬البحر الرائق ‪ ، 8/98‬المبسوط ‪. 25/19‬‬
‫‪ ) ?(2‬مذهب المالكية كمذهب الحنفية في أن اإلذن بالتجارة ال يقبل التخصيص ‪ ،‬ولكنهم يذكرون‬
‫ذلك في إذن السيد لعبده بالتجارة ‪ ،‬ويرون أن العبد إذا أذن له سيده بالتجارة يكون كالوكيل‬
‫المفَّو ض فال يتقيد بأي نوع من التقييد ‪ .‬ينظر ‪ :‬الشرح الكبير ‪. 3/304‬‬
‫‪ )?(3‬ينظر ‪ :‬المبدع ‪ ، 4/348‬كشاف القناع ‪. 3/457‬‬
‫‪ ) ?(4‬يالحظ أن الشافعية ال يجوزون اإلذن للقاصر بالتجارة ‪ ،‬فتصرفات المميز عندهم باطلة ‪،‬‬
‫وال أثر لإلذن في تصحيحها ‪ .‬ينظر ‪ :‬مغني المحتاج ‪. 2/170‬‬
‫‪ )?(5‬كشاف القناع ‪. 3/457‬‬
‫‪76‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫والحقيقة أن هذا الرأي هو األقوى واألقرب إلى الواقع ؛ إذ إن األشخاص‬

‫يختلفون في تعاطي األمور التجارية ‪ ،‬فمنهم من يبرع في نوع دون آخر ‪ ،‬حيث نجد‬

‫أن بعضهم يجيد العمل في المقاوالت ‪ ،‬والبعض يجيد العمل في السمسمرة ‪ ،‬إلى غير‬

‫ذلك من أنواع التجارة والتي غالبًا ما يتميز التاجر في نوع واحد منها ونادرًا ما نجد‬

‫تاجرًا يكون ناجحًا في أنواع عديدة منها ‪ .‬كما أن البعض قد ينجح في بلد ويفشل في‬

‫آخر ‪.‬‬

‫ومن هنا كانت المصلحة في تطبيق ذلك على إذن الولي للقاصر ‪ ،‬فإذا رأى‬

‫الولي تميز القاصر في تجارة معينة وإ لمامه بها كان له أن يأذن للقاصر في هذا النوع‬

‫فقط حفاظًا على مال القاصر حتى ال يدخل في غيره ويفشل فيه‪.‬‬

‫كما أن من الحفاظ على القاصر من مخاطر التجارة ‪ ،‬أن يأذن له الولي‬

‫بالتجارة بمقدار معين من المال ال يتجاوزه حفاظًا على بقية أمواله من الهالك ‪ .‬وال‬

‫شك أن في تقييد اإلذن من الولي مصلحة راجحة‪.‬‬

‫وفي هذا يقول الشيخ مصطفى الزرقاء ـ رحمه اهلل ـ معلقًا على القول بأن اإلذن‬

‫بالتجارة للقاصر يقبل التخصيص ‪:‬‬

‫" وال يخفى أن هذا النظر أوجه وأجرى مع المصلحة ‪ ،‬فإن اإلذن للصغير‬

‫بمباشرة التجارة والتعامل إنما شرع لتمرينه واختباره ‪ ،‬وقد يكون له بصيرة في نوع‬

‫دون نوع ‪ ،‬وقد ُيؤمن عليه التعامل مع شخص دون غيره ‪ ،‬فيجب أن يصح تخصيص‬

‫‪77‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫اإلذن ‪ ،‬وإ ال ضاعت الحكمة منه ‪ ،‬على أن كون اإلذن إسقاطًا لقيد الحجر ال يستلزم‬

‫عدم إمكان تخصيصه ؛ ألن المقيد يمكن أن تطلق منه ناحية فقط ويبقى غيرها على‬

‫(‪)1‬‬
‫قيده " ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬المدخل الفقهي العام ‪. 2/772‬‬


‫‪78‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المبحث الثاني‬
‫األهلية التجارية لألجانب‬

‫وفيه ثالثة مطالب ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التعريف باألجنبي ‪.‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬ممارسة األجنبي للتجارة ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬األهلية التجارية لألجنبي ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب األول ‪ :‬التعريف باألجنبي‪.‬‬


‫وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التعريف باألجنبي في النظام‪.‬‬


‫يعرف شراح القانون الدولي الخاص األجنبَّي بأنه ‪:‬‬

‫" كل شخص ال يحمل جنسية الدولة التي يقيم فيها سواء كان يحمل جنسية دولة أو‬

‫(‪)1‬‬
‫دول أخرى ‪ ،‬أم كان ال يحمل أية جنسية على اإلطالق " ‪.‬‬

‫ومن هنا يتضح أن المعيار المميز لألجنبي عن المواطن هو معيار الجنسية ‪ .‬فال‬

‫عبرة في تحديد األجنبي بالموطن الذي استوطنه أو بمحل اإلقامة الدائمة ‪.‬‬

‫وعليه فإن من ال يحمل جنسية الدولة يظل أجنبيًا عنها مهما طالت مدة إقامته على‬

‫إقليمها‪ .‬كما أن من يحمل جنسية الدولة وال يقيم فيها ويقيم بصفة دائمة خارج إقليمها‬

‫يظل مواطنًا في دولته ‪ ،‬وال يعد أجنبيًا عنها‪.‬‬

‫وهذا هو ما أخذ به النظام السعودي في تمييزه لألجنبي عن المواطن ‪ ،‬فقد‬

‫عرفت المادة الثالثة الفقرة (جـ) من نظام ( الجنسية العربية السعودية ) الصادر عام‬

‫‪1374‬هـ األجنبَّي بقولها ‪:‬‬

‫{ األجنبي هو غير السعودي } ‪.‬‬

‫فيتضح من هذا أن النظام السعودي أخذ في تعريفه لألجنبي بمعيار الجنسية ‪ ،‬فمن ال‬

‫يحمل الجنسية العربية السعودية يعد أجنبيًا وإ ن كان مقيمًا في اإلقليم السعودي‪.‬‬

‫‪ )?(1‬القانون الدولي الخاص للمملكة العربية السعودية لمحمد السيد عرفة ص ‪. 150‬‬
‫‪80‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وكما ينطبق هذا التعريف على الشخص الطبيعي فإنه يسري أيضًا على‬

‫الشخص المعنوي أو االعتباري ‪ ،‬فالشركة أو المؤسسة التي تمارس نشاطًا معينًا تعد‬

‫(‪)2‬‬
‫شركة أجنبية طالما أنها ال تحمل الجنسية السعودية ‪.‬‬

‫وقد أكد هذا أيضًا نظام ( االستثمار األجنبي ) الصادر بالمرسوم الملكي رقم‬

‫م‪ 1/‬وتاريخ ‪5/1/1421‬هـ ‪ ،‬حيث عرفت المادة األولى الفقرة (هـ) من هذا النظام‬

‫المستثمر األجنبي بقولها ‪:‬‬

‫{ المستثمر األجنبي ‪ :‬الشخص الطبيعي الذي ال يتمتع بالجنسية العربية السعودية أو‬

‫الشخص االعتباري الذي ال يتمتع جميع الشركاء فيه بالجنسية العربية‬

‫السعودية } ‪.‬‬

‫والخالصة ‪:‬‬

‫أن األجنبي في النظام يتحدد بالجنسية ‪ ،‬فالذي يحمل الجنسية ُيعد مواطنًا في البلد‬

‫الذي يحمل جنسيته وإ ن كان يقيم خارجه إقامة دائمة ‪ ،‬والذي ال يحمل جنسية هذا‬

‫البلد يعد أجنبيًا عنه وإ ن كان يقيم فيه إقامة دائمة ‪.‬‬

‫‪ )?(2‬تنص المادة ‪ 14‬من نظام الشركات السعودي الصادر عام ‪1385‬هـ على أن الشركة لكي‬
‫تحصل على الجنسية السعودية يجب أن تتخذ مركزها الرئيسي في المملكة ‪ .‬وعليه فإن الشركة‬
‫تظل أجنبية طالما أن مركزها الرئيسي خارج المملكة وإن كان نشاطها أو مصلحتها األساسية‬
‫داخل المملكة ‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التعريف باألجنبي في الفقه‪.‬‬


‫لم تكن رابطة الجنسية معروفة وقت ظهور اإلسالم في جميع النظم التي كانت‬

‫قائمة وقت ظهوره ‪ ،‬أما الروابط التي كانت معلومة وقت ظهور اإلسالم فكانت‬

‫الروابط الِع رقية ‪ ،‬كرابطة العشيرة والقبيلة ‪ ،‬وبعد ظهور اإلسالم نشأت رابطة جديد‬

‫هي ( األخوة اإلسالمية ) وهي رابطة دينية كانت توحد بين األشخاص الذين‬

‫يشتركون في العقيدة اإلسالمية فاالنتماء إلى اإلسالم هو الرباط الذي يربط بين المسلم‬

‫ودولته ‪ ،‬فالرباط ديني واجتماعي في الوقت ذاته ‪.‬‬

‫والمسلمون هم شعب الدولة اإلسالمية التي استهدف اإلسالم إقامتها ‪ ،‬وهم‬

‫المواطنون األصليون في هذه الدولة اإلسالمية ‪ ،‬والذين يتحملون كافة مسؤوليات‬

‫التكاليف اإلسالمية العامة ‪ .‬أما األجانب في الدولة اإلسالمية أو في دار اإلسالم فهم‬

‫غير المسلمين الذين يقيمون داخل حدودها ‪ .‬وغير المسلمين الذين يقيمون في دار‬

‫اإلسالم صنفان هما ‪ :‬الذميون والمستأمنون ‪.‬‬

‫‪ – 1‬الذميون ‪ :‬هم الذين يقيمون في دار اإلسالم إقامة دائمة ‪ ،‬وذلك بمقتضى العقد‬

‫الذي يطلق عليه في االصطالح ( عقد الذمة ) وهو ‪:‬‬

‫" عقد بمقتضاه يصير غير المسلم في ذمة المسلمين أي في عهدهم وأمانهم على وجه‬

‫(‪)1‬‬
‫التأبيد ‪ ،‬وله اإلقامة في دار اإلسالم على وجه الدوام " ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬أحكام الذميين والمستأمنين في دار اإلسالم لعبد الكريم زيدان ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪82‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وعقد الذمة ال يصدر إال من اإلمام ؛ ألنه يفرض واجبات يتوالها اإلمام‬

‫بالتنفيذ ‪ ،‬ويفرض حقوقًا يرعاها اإلمام حق رعايتها ‪ ،‬وهو بطبيعته عقد دائم؛ ألن من‬

‫مقتضاه أن يكون الشخص في والية الدولة اإلسالمية وفي حمايتها‪.‬‬

‫وهو عقد ينفذ على الشخص ثم ينفذ من بعده على ذريته ‪ .‬ويشترط في عقد الذمة أن‬

‫يلتزم الذميون إعطاء التكاليف المالية على القادرين منهم ‪ ،‬وهي ما تسمى في اإلسالم‬

‫بـ (الجزية) وال تجب إال على الرجال األحرار العقالء ‪ .‬كما يشترط فيه أن يلتزم‬

‫الذميون أحكام اإلسالم في المعامالت المالية‪،‬وفي العالقات االجتماعية بالناس‪ .‬أما‬

‫فيما يتعلق بحياتهم الخاصة أو ما يسمى باألحوال الشخصية كقوانين األسرة ‪ ،‬فإن‬

‫اإلسالم في هذا يتركهم يتبعون ما تقضي به دياناتهم‪.‬‬

‫‪ – 2‬المستأمنون ‪ :‬وهم الحربيون الذين يقيمون في دار اإلسالم إقامة مؤقتة ‪،‬‬

‫بمقتضى عهد األمان ‪ .‬وهذا األمان أمان مؤقت بخالف األمان بعقد الذمة فهو مؤبد ؛‬

‫ألن عقد الذمة يشترط له التأبيد ‪.‬‬

‫ومتى انعقد األمان فقد تم وأمكن تنفيذه حاًال ‪ ،‬وللحربي المستأمن أن يعمل‬

‫بمقتضاه ‪ ،‬فيدخل في دار اإلسالم آمنًا وال يجوز له التعرض بسوء ويجب على‬

‫(‪)1‬‬
‫المسلمين رعاية هذا األمان ومقتضاه ما دام قائمًا ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬أحكام الذميين والمستأمنين في دار اإلسالم لعبد الكريم زيدان ص ‪ ، 61‬النظرية‬
‫اإلسالمية في الدولة مع المقارنة بنظرية الدولة في الفقه الدستوري الحديث لحازم الصعيدي ص‬
‫‪ ، 197‬األحكام السلطانية والواليات الدينية للماوردي ص ‪. 161‬‬
‫‪83‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ممارسة األجنبي للتجارة ‪.‬‬


‫وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬ممارسة األجنبي للتجارة في النظام ‪.‬‬


‫يتم تنظيم ممارسة األجانب للتجارة في المملكة وفقًا لنظام ( االستثمار األجنبي‬

‫) الصادر بالمرسوم الملكي رقم م‪ 1/‬وتاريخ ‪5/1/1421‬هـ ‪ ،‬وقد ألغى هذا النظام‬

‫نظام ( استثمار رأس المال األجنبي ) الصادر عام ‪1399‬هـ ‪.‬‬

‫وقد أوجب النظاُم على األجنبي للدخول في أي نشاط استثماري في المملكة‬

‫الحصوَل على ترخيص من الهيئة العامة لالستثمار في المملكة ‪ ،‬سواء كان هذا‬

‫(‪)1‬‬
‫النشاط االستثماري بصفة دائمة أو بصفة مؤقتة ‪.‬‬

‫كما أجاز النظام للمستثمر األجنبي التظلم لدى ديوان المظالم في حال رفض‬

‫(‪)2‬‬
‫الهيئة العامة لالستثمار منحه الترخيص المطلوب ‪.‬‬

‫وقد وضع النظام ضمانات لالستثمار األجنبي في المملكة‪ ،‬تشجع األجانب على‬

‫الدخول في النشاط االستثماري في البالد ‪ ،‬وأهم هذه الضمانات ‪:‬‬

‫‪ -1‬تمتع المشروع األجنبي بجميع المزايا والحوافز والضمانات التي يتمتع بها‬

‫(‪)3‬‬
‫المشروع الوطني حسب األنظمة والتعليمات ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬المادة الثانية من نظام االستثمار األجنبي الصادر عام ‪1421‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬المادة الثانية من نظام االستثمار األجنبي الصادر عام ‪1421‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )?(3‬ينظر ‪ :‬المادة ‪ 6‬من نظام االستثمار األجنبي الصادر عام ‪1421‬هـ ‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ -2‬حق المستثمر األجنبي في إعادة تحويل نصيبه من بيع حصته ‪ ،‬أو من فائض‬

‫التصفية ‪ ،‬أو األرباح التي حققتها منشأته للخارج أو التصرف فيها بأية وسيلة‬

‫(‪)1‬‬
‫مشروعة ‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم جواز مصادرة االستثمارات التابعة للمستثمر األجنبي كلها أو بعضها إال‬

‫(‪)2‬‬
‫بحكم قضائي ‪.‬‬

‫‪ -4‬حق المستثمر األجنبي في التظلم إلى ديوان المظالم ضد العقوبات الصادرة‬

‫(‪)3‬‬
‫عليه ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للشركات األجنبية فإنها ال تستطيع أن تنشيء فروعًا ‪ ،‬أو وكاالت ‪ ،‬أو‬

‫مكاتب تمثلها في المملكة إال بعد حصولها على ترخيص بذلك من وزير التجارة‬

‫(‪)4‬‬
‫والصناعة ‪ .‬ولكن األجانب يجوز لهم أن يدخلوا كشركاء في الشركات السعودية أيًا‬

‫(‪)5‬‬
‫كان نوع الشركة ‪.‬‬

‫ينظر ‪ :‬المادة ‪ 7‬من نظام االستثمار األجنبي الصادر عام ‪1421‬هـ ‪.‬‬ ‫‪)?(1‬‬
‫ينظر ‪ :‬المادة ‪ 11‬من نظام االستثمار األجنبي الصادر عام ‪1421‬هـ ‪.‬‬ ‫‪)?(2‬‬
‫ينظر ‪ :‬المادة ‪ 12‬من نظام االستثمار األجنبي الصادر عام ‪1421‬هـ ‪.‬‬ ‫‪)?(3‬‬
‫ينظر ‪ :‬المادة ‪ 228‬من نظام الشركات الصادر عام ‪1385‬هـ ‪.‬‬ ‫‪)?(4‬‬
‫ينظر ‪ :‬مبادئ القانون لرجال األعمال في المملكة للدكتور محمد أبو العينين ص ‪.202‬‬ ‫‪)?(5‬‬
‫‪85‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬ممارسة األجنبي للتجارة في الفقه‪.‬‬


‫األجانب في الدولة اإلسالمية هم إما ذميون وإ ما مستأمنون ‪.‬‬

‫ـ فأما الذميون ‪ :‬فالقاعدة العامة فيهم أنهم كالمسلمين في الحقوق والواجبات ‪ ،‬ولهذا‬

‫شاع عند الفقهاء قولهم عن الذميين ‪ " :‬لهم ما لنا وعليهم ما علينا " ‪ .‬فكان للذميين‬

‫حرية العمل في دار اإلسالم ‪ ،‬ومباشرة النشاط االقتصادي الذي يريدونه ‪ ،‬فكان لهم‬

‫حرية مطلقة في ممارسة التجارة بأنواعها ‪ ،‬فهم في المعامالت والبيوع والتجارات‬

‫وسائر التصرفات كالمسلمين ؛ إال أنهم يمنعون من الربا فهو محظور عليهم‬

‫كالمسلمين ‪ ،‬كما يمنع الذميون من بيع الخمور والخنازير في أمصار المسلمين وكذا‬

‫إدخالها في األمصار على وجه الشهرة والظهور ‪ ،‬إال أن لهم بيعها في قراهم‬

‫وأمصارهم ‪ ،‬أو في موضع ليس من أمصار المسلمين ولو كان فيه مسلمون ‪.‬‬

‫ـ وأما المستأمنون ‪ :‬فكان لهم الحرية المطلقة في مزاولة األعمال التجارية ؛ ألنهم ما‬

‫داموا في دارنا فهم بمنزلة الذميين كما ذكر ذلك الفقهاء ‪ ،‬إال أنهم يمنعون من‬

‫اإلضرار بالمصالح اإلسالمية ‪ ،‬فال يمكنون من شراء ما فيه تقوية ألصل دار الحرب‬

‫من سالح ونحوه ‪ ،‬كما أنه ال يجوز للمواطنين في دار اإلسالم أن يبيعوهم شيئًا من‬

‫(‪)1‬‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬أحكام الذميين والمستأمنين في دار اإلسالم لعبد الكريم زيدان ‪ ،‬ص ‪ ، 70‬ص‬
‫‪.110‬‬
‫‪86‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫" وهذا بخالف ما لو دخلوا بهذه األشياء فإنهم ال يمنعون من الخروج بها؛ ألنهم‬

‫باألمان استفادوا من العصمة ألنفسهم وأموالهم ‪ ،‬فال تملك الدولة اإلسالمية منعهم من‬

‫(‪)2‬‬
‫العودة بها رعاية لمقتضى األمان وهذا منتهى العدل واإلنصاف " ‪.‬‬

‫الخالصة ‪:‬‬

‫أن اإلسالم منح األجانب الحرية المطلقة في مزاولة ما يرغبون من األعمال التجارية‬

‫وغيرها ‪ ،‬وهذا يرجع إلى مبدأ حث اإلسالم على العمل واكتساب المرء نفقته ونفقة‬

‫عياله ‪ ،‬ولكن يالحظ منعهم مما فيه مساس بالسيادة الوطنية لدار اإلسالم ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )?(2‬أحكام الذميين والمستأمنين في دار اإلسالم لعبد الكريم زيدان ‪ ،‬ص ‪ ، 70‬ص ‪.111‬‬
‫‪87‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬األهلية التجارية لألجنبي ‪.‬‬


‫وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬األهلية التجارية لألجنبي في النظام‪.‬‬


‫تحيط بممارسة األجنبي للتجارة قيود مختلفة في كثير من الدول ‪ ،‬فإذا ثبت‬

‫لألجنبي وفقًا لقوانين الدولة المضيفة الحق في ممارسة التجارة فعندئذ ُيطرح التساؤل‬

‫عن القانون ‪ ،‬أو النظام الذي يخضع له األجنبي في تحديد أهليته للتجارة؟‬

‫فإذا نظرنا إلى المملكة نجد أن نظام المحكمة التجارية لم يتعرض لتحديد أهلية‬

‫األجنبي لالتجار ‪ ،‬وهذا األمر أدى إلى اختالف الشراح في القانون الذي يحدد أهلية‬

‫األجنبي التجارية‪.‬‬

‫فيرى البعض من الشراح أن األصل في تحديد أهلية األجنبي في المملكة يكون‬

‫بالرجوع إلى قانون جنسيته ‪ ،‬وأن هذا هو ما تقضي به القواعد العامة في القانون‬

‫(‪)1‬‬
‫الدولي الخاص ‪.‬‬

‫ولكن هؤالء الشراح ُيسِّلمون بأن الرجوع إلى قانون جنسية األجنبي يهدد استقرار‬

‫المعامالت التي تتم بين األجانب والوطنيين ؛ ألنه يصعب على الوطنيين الرجوع قبل‬

‫كل تعامل مع األجنبي إلى قانون جنسيته والتحقق من كونه أهًال للتجارة وفقًا ألحكامه‬

‫‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬قانون المعامالت التجارية السعودي لمحمود مختار بريري ‪ ، 1/88‬مبادئ القانون‬
‫لرجال األعمال في المملكة العربية السعودية لمحمد أبو العينين ص ‪. 200‬‬
‫‪88‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ولهذا السبب يرى فريق من الشراح أن تحديد أهلية األجنبي للتجارة في‬

‫المملكة يكون بالرجوع إلى أحكام القانون السعودي وليس ألحكام قانون جنسية‬

‫(‪)1‬‬
‫األجنبي ‪.‬‬

‫وعلى ذلك ‪ :‬لو قام شخص كويتي أو مصري بالتعامل التجاري في المملكة‬

‫وعمره عشرون عامًا ‪ ،‬فإنه يعد على هذا الرأي كامل األهلية التجارية ؛ إذ إن سن‬

‫األهلية التجارية في المملكة هو ثمانية عشر عامًا ‪ .‬ولهذا ال يحق له االعتراض‬

‫بنقص أهليته وفقًا لقانون بلده ‪ ،‬حيث يعتبر في الكويت ومصر ناقص األهلية التجارية‬

‫(‪)2‬‬
‫؛ ألن سن األهلية التجارية فيهما هو إحدى وعشرون عامًا ‪.‬‬

‫وأما على القول بالرجوع إلى قانون جنسية األجنبي ‪ ،‬فيكون هذا الشخص قاصرًا‪،‬‬

‫ويحق له إبطال هذا التعامل ‪ ،‬ويرى أصحاب هذا الرأي أنه يمكن عالج األمر عن‬

‫طريق تصحيح معامالت األجنبي القاصر وفقًا لقانون جنسيته على أساس خفاء سبب‬

‫(‪)3‬‬
‫البطالن ‪ ،‬وعدم علم الوطنيين به ‪.‬‬

‫وفي نظري أن القول بتحديد أهلية األجنبي لالتجار في المملكة يكون وفقًا‬

‫ألحكام القانون السعودي ‪ ،‬وليس بالرجوع إلى قانون جنسية األجنبي هو الراجح ؛‬

‫وذلك لألسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪ ، 111‬األوراق التجارية في‬
‫النظام السعودي لزينب السيد سالمة ص ‪.36‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬المادة ‪ 18‬من قانون التجارة الكويتي الجديد لعام ‪1980‬م ‪ ،‬والمادة ‪ 11‬من قانون‬
‫التجارة المصري رقم ‪ 17‬لسنة ‪1999‬م ‪.‬‬
‫‪ )?(3‬ينظر ‪ :‬قانون المعامالت التجارية السعودي لمحمود مختار بريري ‪. 1/88‬‬
‫‪89‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫أوًال ‪ :‬أن هذا القول يعد تطبيقًا لمبدأ حماية الموقف الظاهر ‪ ،‬وحفاظًا بالتالي على‬

‫مصالح المواطنين الذين يتعاملون مع األجانب وهم يجهلون قوانين األهلية التي‬

‫تحكم معامالتهم التجارية في بالدهم ‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ :‬أن القول بالرجوع إلى قانون جنسية األجنبي سيؤدي إلى اضطراب‬

‫المعامالت التجارية ‪ ،‬خاصة أن قوانين معظم الدول تحدد سن الرشد بإحدى‬

‫وعشرين سنة ‪ ،‬وتعتبر من أكمل الثامنة عشرة من عمره قاصرًا ال يجوز له‬

‫(‪)1‬‬
‫احتراف التجارة إال بشروط معينة ‪.‬‬

‫ثالثًا ‪ :‬أن القول باألخذ بقانون جنسية األجنبي ‪ ،‬مع تصحيح معامالت القاصر وفقًا‬

‫لقانون جنسيته بدعوى خفاء سبب البطالن ‪ .‬يؤدي إلى إعمال قانون بلد آخر‬

‫في بلد النزاع وهذا يناقض فكرة السيادة ‪ ،‬ثم إنه ال يؤدي إلى حكم جازم في‬

‫الموضوع فقد يعتبر القاضي عدم علم الوطنيين بحال األجنبي تقصير منهم‬

‫مما يجعله يحكم بإبطال معاملتهم معه األمر الذي قد يلحق بهم الضرر ‪ ،‬ثم إن‬

‫االعتراف بأنه قاصر والقول بتصحيح معاملته فيه تناقض ‪ ،‬فالقاصر في‬

‫األصل معاملته غير صحيحة إال وفق شروط معينة ‪.‬‬

‫وهذا كله ينعدم بإعمال قانون البلد الذي تم فيه التعامل ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪ ، 111‬األوراق التجارية في‬
‫النظام السعودي لزينب السيد سالمة ص ‪. 37‬‬
‫‪90‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫رابعًا ‪ :‬إن إعمال قانون جنسية األجنبي في تحديد أهليته ‪ ،‬قد يغري ضعاف النفوس‬

‫باالحتيال على الوطنيين ‪ ،‬ثم يحتمون بكونهم قصرا في بالدهم ‪ ،‬مما يضر‬

‫بمصلحة الوطنيين والبلد الذي تم فيه التعامل ‪.‬‬

‫خامسًا ‪ :‬إن إعمال القانون السعودي في تحديد أهلية األجنبي في المملكة ‪ ،‬يؤيده‬

‫نص المادة السابعة من نظام األوراق التجارية الصادر بالمرسوم الملكي رقم‬

‫‪ 37‬وتاريخ ‪11/10/1383‬هـ بقولها‪:‬‬

‫{ تتحدد أهلية الملتزم بالكمبيالة وفقًا لنظام موطنه ‪ ،‬ومع ذلك ال يعتبر السعودي‬

‫أهًال لاللتزام بالكمبيالة إال إذا بلغ من العمر ثماني عشرة سنة ‪ ،‬وإ ذا كان الشخص‬

‫ناقص األهلية وفقًا لنظامه الوطني فإن التزامه يظل مع ذلك صحيحًا إذا وضع‬

‫توقيعه في إقليم دولة يعتبره نظامها كامل األهلية }‪.‬‬

‫فهذا النص أخذ بقانون الموطن في تحديد أهلية األجنبي ‪ ،‬والموطن هو المكان‬

‫الذي يتخذه الشخص عادة مقرًا ألعماله الرئيسية ‪ ،‬والذي قد يكون في غير البلد الذي‬

‫يحمل جنسيته‪ .‬فالموطن هو محل العمل أو اإلقامة المؤقتة ‪ ،‬وهو يختلف عن الوطن‬

‫الذي يحمل الشخص جنسيته ‪ .‬وهذا الحكم رغم أنه ورد بخصوص أهلية االلتزام‬

‫الصرفي ‪ ،‬فإن المنظم السعودي لم يفرق بين أهلية االتجار وأهلية االلتزام‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬فكالهما عمل تجاري أصلي ‪.‬‬ ‫الصرفي‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪ ، 111‬األوراق التجارية في‬
‫النظام السعودي لزينب السيد سالمة ص ‪. 36‬‬
‫‪91‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ومن ثم فإن ما ينطبق على األجانب في االلتزام الصرفي ينطبق عليهم فيما يتعلق‬

‫باالتجار بصفة عامة ‪ ،‬خاصة وأن المنظم يتشدد عادة فيما يتعلق بااللتزام الصرفي‬

‫(‪)2‬‬
‫مما ال يدع مجاًال لالعتراض بخطورة التعميم على المصلحة الوطنية ‪.‬‬

‫الخالصة ‪:‬‬

‫أّن تحديد األهلية التجارية في المملكة يكون وفقًا للنظام السعودي ‪ ،‬والذي يحدد‬

‫األهلية التجارية ببلوغ سن الرشد وهو ثمانية عشر عامًا ‪ ،‬وينطبق هذا على السعودي‬

‫رجًال كان أو امرأة ‪ ،‬وعلى األجنبي متى كانت المملكة هي بلد التعامل التجاري ‪.‬‬

‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬قانون المعامالت التجاري السعودي لمحمود مختار بريري ‪. 1/89‬‬


‫‪92‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬األهلية التجارية لألجنبي في الفقه‪.‬‬


‫لم ينص فقهاء اإلسالم على اعتبار أهلية لألجنبي مختصة به تختلف عن‬

‫األهلية لدى المسلم ‪ .‬وعليه فإن األهلية التجارية لألجنبي هي ذاتها األهلية التجارية‬

‫للمسلم ‪ ،‬وهي كما ذكر الفقهاء تتحدد بالبلوغ مع الرشد ‪ ،‬فمن بلغ غير مصاب‬

‫بعارض من عوارض األهلية اكتسب األهلية الكاملة وكان له الحق في إجراء‬

‫التصرفات القانونية التجارية وغير التجارية ‪.‬‬

‫وأما قبل البلوغ فهو يكون ناقص األهلية ‪ ،‬تتوقف صحة تصرفاته على إجازة‬

‫(‪)1‬‬
‫وليه لتصرفاته السابقة ‪ ،‬أو حصوله على اإلذن منه لتصرفاته الالحقة ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬الوجيز في أصول الفقه لعبد الكريم زيدان ص ‪. 98‬‬


‫‪93‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المبحث الثالث‬
‫األهلية التجارية للشخصية المعنوية‬

‫وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الشخصية المعنوية ‪.‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الشخصية المعنوية ‪.‬‬


‫وفيه فرعان ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الشخصية المعنوية في النظام‪.‬‬
‫سيتم الحديث عن الشخصية المعنوية في النظام من خالل أربع نقاط هي‪:‬‬

‫‪ -1‬فكرة الشخصية المعنوية وتعريفها ‪.‬‬


‫‪ -2‬أهمية الشخصية المعنوية ‪.‬‬
‫‪ -3‬ابتداء الشخصية المعنوية وانقضاؤها ‪.‬‬
‫‪ -4‬مميزات الشخصية المعنوية‪.‬‬
‫أوًال ‪ :‬فكرة الشخصية المعنوية وتعريفها‪:‬‬
‫تنصرف فكرة الشخص أول ما تنصرف إلى اإلنسان وحده ‪ ،‬فهذه هي النظرة‬

‫للشخص في الفلسفة واألخالق وعلم النفس ‪ ،‬فالشخص في هذه العلوم هو الكائن‬

‫المتميز المتمتع بالعقل واإلرادة والوعي بطبيعته ‪ ،‬وهذا ما ال يتوافر إال في اإلنسان‬

‫دون غيره من الكائنات األرضية ‪.‬‬

‫غير أن فكرة (الشخص) أو (الشخصية) في القانون تأخذ مدلوًال أوسع ال‬

‫يقتصر على اإلنسان الفرد ‪ .‬وإ نما تشمل جماعات من األفراد كالشركات والجمعيات‬

‫‪ ،‬أو مجموعات من األموال كاألوقاف والمؤسسات حيث تعتبر هذه األمور أشخاصًا‬

‫(‪)1‬‬
‫في نظر القانون ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬المدخل إلى القانون لحسن كيره ص ‪ ، 514‬النظرية العامة للقانون لمصطفى‬
‫الجمال وعبد الحميد الجمال ص ‪. 419‬‬
‫‪95‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫(‪)1‬‬
‫في القانون هو ‪:‬‬ ‫فالشخص المعنوي‬

‫" جماعة من األشخاص ‪ ،‬أو مجموعة من األموال ‪ ،‬تهدف إلى تحقيق غرض معين ‪،‬‬

‫ويعترف لها القانون بالشخصية القانونية بالقدر الالزم لتحقيق غرضها ‪ ،‬ويكون لها‬

‫وجود مستقل ومتميز عن األشخاص الذين يساهمون في نشاطها ‪ ،‬أو يستفيدون‬

‫(‪)2‬‬
‫منها" ‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ :‬أهمية الشخصية المعنوية ‪:‬‬


‫تظهر أهمية الشخصية المعنوية من خالل الحياة االجتماعية وظروفها ‪ ،‬حيث‬

‫تفرض هذه الحياة ضرورة االعتراف بالشخصية القانونية لبعض الجماعات التي‬

‫تقوم بغرض تحقيق أهداف ومصالح إنسانية ‪ .‬فهناك من المشروعات التي تحتاج إلى‬

‫أموال كثيرة ال يقوى الفرد على توفيرها بمفرده ‪ ،‬األمر الذي يقتضي ضم رؤوس‬

‫األموال الالزمة من عدد كبير من األفراد للقيام بهذا المشروع ‪ ،‬ولكي يتحقق الغرض‬

‫البد من االعتراف لهذه الجماعة بالشخصية القانونية ‪.‬‬

‫وأيضا قد يرغب شخص في تحقيق هدف معين ‪ ،‬وقد يحتاج هذا الهدف إلى‬

‫فترة من الوقت تتجاوز عمر اإلنسان الواحد ‪ ،‬فكان من الضروري أن يلتقي عدد من‬

‫األفراد لتحقيق هذا الغرض ‪ ،‬ويتكون بالتالي من مجموعهم شخص قانوني مستقل‬

‫‪ )?(1‬يطلق على الشخص المعنوي اصطالحات أخرى أيضًا مثل ‪ :‬الشخص االعتباري ‪،‬‬
‫والشخص الُح ْك مي ‪ ،‬والشخص االفتراضي ‪ .‬ينظر ‪ :‬المدخل إلى القانون لحسن كيره ص ‪، 630‬‬
‫الشخصية الحكمية للشركات المعاصرة ألحمد الرزين ص ‪. 124‬‬
‫‪ ) ?(2‬مبادئ القانون في ظل األنظمة المعمول بها في المملكة العربية السعودية لعبد الفضيل محمد‬
‫أحمد ص ‪. 187‬‬
‫‪96‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫عن كل منهم ‪ ،‬يكون له حياة مستقلة بحيث ال يؤثر انقضاء حياة بعض هؤالء األفراد‬

‫(‪)1‬‬
‫أو كلهم على بقائه يماِر س نشاطه لتحقيق الهدف المطلوب" ‪.‬‬

‫وقد اعترف المنظم السعودي بالشخصية المعنوية كما في الشركات ‪ ،‬حيث‬

‫(‪)2‬‬
‫؛ لكونها‬ ‫اعترف لجميع أنواع الشركات بالشخصية المعنوية عدا شركة المحاَّصة‬

‫شركة مستترة ال وجود لها أمام الغير ‪.‬‬

‫وقد نصت على ذلك المادة الثالثة عشرة من نظام الشركات الصادر بالمرسوم الملكي‬

‫رقم م‪ 6/‬وتاريخ ‪22/3/1385‬هـ بقولها ‪ { :‬فيما عدا شركة المحاَّصة تعتبر الشركة‬

‫من وقت تأسيسها شخصًا اعتباريًا } ‪.‬‬

‫ثالثًا ‪ :‬ابتداء الشخصية المعنوية وانقضاؤها ‪:‬‬


‫يتم ابتداء الشخصية المعنوية لمجموعة األشخاص أو األموال باعتراف المنظم‬

‫بالشخصية القانونية لهذا الشخص المعنوي ‪ .‬فالشخص المعنوي وإ ن كان حقيقة‬

‫اجتماعية إال أن وجوده القانوني ال يكون ثمرة إلرادة األفراد ‪ ،‬بل يكون رهنًا إلرادة‬

‫المنظم‪ ،‬واعتراف المنظم أو الدولة بالشخص المعنوي يكون بأحد طريقين ‪:‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬المدخل إلى القانون لحسن كيره ص ‪ ، 617‬المقدمة في دراسة األنظمة لمجموعة‬
‫من المؤلفين ص ‪. 357‬‬
‫‪ ) ?(2‬شركة المحاصة ‪ :‬هي الشركة التي تستتر عن الغير وال تتمتع بشخصية اعتبارية وال‬
‫تخضع إلجراءات الشهر ‪ .‬ينظر ‪ :‬المادة ‪ 40‬من نظام الشركات ‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫األول ‪ :‬االعتراف العام ‪.‬‬


‫يتحقق هذا االعتراف بالنص في القانون على الشروط التي يجب توافرها في‬

‫المجموعة من األشخاص أو األموال ‪ .‬بحيث إذا توافرت هذه الشروط في تلك‬

‫المجموعة اكتسبت الشخصية المعنوية بقوة القانون ‪ ،‬دون حاجة إلى اعتراف خاص‬

‫من جهة معينة في كل حالة على حدة ‪.‬‬

‫وهذا االعتراف اعتراف غير مباشر ينشأ عن تنظيم سابق ‪ ،‬وهذا مثل‬

‫االعتراف بالشخصية المعنوية للشركة ‪ ،‬حيث تكسب الشركة الشخصية المعنوية‬

‫كقاعدة عامة بمجرد تكوينها ‪.‬‬

‫وهذا ما نصت عليه المادة الثالثة عشرة من نظام الشركات بقولها ‪:‬‬

‫{ فيما عدا شركة المحاصة تعتبر الشركة من وقت تأسيسها شخصًا اعتباريًا}‪.‬‬

‫" وعلى ذلك فإن اكتساب الشخصية المعنوية ال يتوقف في المملكة على القيام‬

‫بإجراءات الشهر التي نص عليها النظام ‪ ،‬فالشركة تكتسب الشخصية المعنوية ولو‬

‫(‪)1‬‬
‫كانت غير مشَّهرة " ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬االعتراف الخاص ‪.‬‬


‫وهذا الطريق يستلزم صدور قرار خاص من جهة مختصة تملك االعتراف أو‬

‫الرفض في كل حالة على حدة ‪ ،‬إذ تملك هذه الجهة سلطة تقديرية تقرر بمقتضاها ما‬

‫‪ )?(1‬القانون التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪. 204‬‬


‫‪98‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫إذا كانت الشروط الالزمة لالعتراف لهذه المجموعة بالشخصية المعنوية قد تحققت‬

‫أو لم تتحقق ‪.‬‬

‫وهذا االعتراف اعتراف مباشر وفردي ‪ ،‬ويتم بواسطة اإلذن أو الترخيص‪،‬‬

‫ويحدث هذا االعتراف غالبًا عندما تنشيء الدولة مؤسسة عامة تصدرها بقانون‬

‫تعترف فيه بالشخصية المعنوية لتلك المؤسسة ‪.‬‬

‫ومن األمثلة على االعتراف الخاص في المملكة ‪:‬‬

‫‪ -1‬إنشاء مكتبة الملك عبد العزيز العامة ‪:‬‬

‫جاء في المادة األولى من نظامها الصادر بالمرسوم الملكي رقم أ ‪36 /‬‬

‫وتاريخ ‪4/2/1417‬هـ ‪:‬‬

‫{ ُتنشأ مؤسسة خيرية تسمى مكتبة الملك عبد العزيز العامة ‪ ،‬وتكون لها‬

‫شخصية اعتبارية مستقلة ‪ ،‬ومقرها الرئيسي مدينة الرياض } ‪.‬‬

‫‪ – 2‬إنشاء المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ‪:‬‬

‫جاء في المادة األولى من نظامها الصادر بالمرسوم الملكي رقم م‪ 30/‬وتاريخ‬

‫‪10/8/1400‬هـ ‪:‬‬

‫{ ُتنشأ بموجب هذا النظام مؤسسة عامة تسمى المؤسسة العامة للتعليم الفني‬

‫والتدريب المهني ولها شخصية اعتبارية مستقلة ‪ ،‬وتتمتع باستقالل مالي وإ داري }‬

‫‪99‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وأما انقضاء الشخصية المعنوية وانتهاؤها فله أسباب متعددة تختلف باختالف‬

‫األشخاص المعنوية ‪ .‬وبوجه عام تنقضي الشخصية المعنوية بأحد األسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬انتهاء األجل الذي ُح دد لها في سند إنشائها ‪.‬‬

‫‪ -2‬تحقيق الغرض الذي قامت من أجله ‪ ،‬أو التأكد من استحالة تحققه ‪.‬‬

‫‪ -3‬الحّل ‪ ،‬سواء كان هذا الحل اختياريًا ‪ ،‬أو جبريًا بصدور حكم من القضاء أو‬

‫(‪)1‬‬
‫السلطة التنفيذية ‪.‬‬

‫ولكن يالحظ هنا أن " انقضاء الشركة ال يعني زوال شخصيتها في الحال بل تظل‬

‫الشركة طبقًا لما تقضي به المادة (‪ )216‬من نظام الشركات محتفظة بشخصيتها‬

‫المعنوية في فترة التصفية ‪ ،‬ومن ثم يكون للشركة في هذه الفترة الحق في استيفاء‬

‫حقوقها لدى الغير ‪ ،‬وعليها الوفاء بالتزاماتها ِق بل الغير ‪ ،‬كما يجوز إشهار إفالسها‬

‫(‪)2‬‬
‫متى توقفت عن دفع ديونها التجارية " ‪.‬‬

‫رابعًا ‪ :‬مميزات الشخصية المعنوية ‪:‬‬


‫ينتج عن ثبوت الشخصية المعنوية لهيئة من الهيئات أن يصير لهذه الهيئة‬

‫كيان قانوني مستقل عن كيان األشخاص المكونين لها ‪ ،‬أو المنتفعين بها ‪ .‬وهذا‬

‫االستقالل يقتضي أن يكون للشخص المعنوي عالمات تميزه عن غيره وتحدد ذاتيته‬

‫‪ ،‬وهذه المميزات للشخص المعنوي تقابل المميزات لدى الشخص الطبيعي‪.‬‬


‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬المدخل إلى القانون لحسن كيره ص ‪ ، 634‬مبادئ القانون في ظل األنظمة المعمول‬
‫بها في المملكة لعبد الفضيل محمد ص ‪ ، 188‬المقدمة في دراسة األنظمة لمجموعة من المؤلفين‬
‫ص ‪. 359‬‬
‫‪ )?(2‬القانون التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪. 205‬‬
‫‪100‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ولكن ذلك ال يعني التطابق والتماثل بينهما في مدلول هذه المميزات ‪ ،‬أو في‬

‫الضوابط والعناصر التي تتحدد بها ؛ ألن لكل منها طبيعة تكوين وغرض يختلف عن‬

‫اآلخر ‪.‬‬

‫فمميزات الشخص المعنوي هي ‪:‬‬

‫االسم ‪ ،‬والموطن ‪ ،‬والجنسية ‪ ،‬والذمة ‪ ،‬واألهلية ‪.‬‬

‫‪ – 1‬االسم ‪ :‬للشخص المعنوي اسم خاص به يميزه عن غيره من األشخاص‬

‫المعنوية األخرى ‪ ،‬وتختلف طريقة تكوين االسم حسب نوع الشخص المعنوي‪ .‬فمثًال‬

‫شركات األشخاص يجب أن يتضمن اسم الشركة اسم شريك أو أكثر مقرونًا بما‬

‫يوضح وجود الشركة مثل عبارة " وشريكه " أو " وشركاه " ‪ .‬وأما شركة المساهمة‬

‫فاسمها يستمد غالبًا من الغرض الذي أنشئت من أجله الشركة ‪.‬‬

‫‪ – 2‬الموطن ‪ :‬للشخص المعنوي موطن مستقل عن موطن األشخاص المكونين له‪،‬‬

‫ويتحدد الموطن عادة بالمكان الذي يوجد فيه مركز إدارة الشخص المعنوي‪ .‬وتظهر‬

‫أهمية تحديد الموطن للشخصية المعنوية في أن الدعوى التي ُترفع عليها تكون أمام‬

‫المحكمة التي يقع هذا الموطن ضمن اختصاصها المكاني ‪.‬‬

‫كما أن تبليغها بأي ورقة رسمية يكون بناء على تحديد موطنها ‪.‬‬

‫‪ – 3‬الجنسية ‪ :‬وهي العالقة التي تربط الشخص المعنوي بدولة معينة ‪ ،‬والتي‬

‫تجعله يخضع لقانونها من حيث قيامه واستمراره وانقضائه ‪ .‬وتختلف آراء الفقه في‬

‫‪101‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المعيار الذي يتم به تحديد جنسية الشركة ‪ ،‬هل هو محل التكوين ‪ ،‬أو محل مركز‬

‫اإلدارة الرئيسي ‪ ،‬أو مكان االستغالل الرئيسي ؟‬

‫وقد أخذ المنظم السعودي في نظام الشركات بالمحل الذي يقع فيه مركز‬

‫اإلدارة الرئيسي ‪ ،‬فاشترط في المادة الرابعة عشرة من نظام الشركات الكتساب‬

‫الشركة الجنسية السعودية أن يكون مركزها الرئيسي في المملكة ‪ ،‬وأن تؤسس وفق‬

‫نظامها‪.‬‬

‫‪ – 4‬الذمة ‪ :‬للشخص المعنوي ذمة مستقلة عن ذمم األعضاء المكونين له ‪ ،‬أو‬

‫األشخاص الذين يتولون إدارته ‪ .‬وعلى ذلك ‪ :‬األموال التي يقدمها مؤسسو الشخص‬

‫المعنوي ‪ ،‬أو أعضاؤه ‪ ،‬تخرج عن ملكهم وتصبح ملكًا له ‪ ،‬ويفقدون حق التصرف‬

‫فيها ‪ ،‬ما دامت هذه األموال قدمت للشخص المعنوي على سبيل التمليك‪ .‬كما أن‬

‫الحقوق وااللتزامات الناتجة عن تعامل الشخص المعنوي مع الغير تنصب في ذمته ‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وليس في ذمم أعضائه أو مؤسسيه ‪.‬‬

‫‪ – 5‬األهلية ‪ :‬وسيأتي الحديث عنها بالتفصيل في المطلب القادم ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬المدخل إلى القانون لحسن كيره ص ‪ ، 647‬مبادئ القانون في ظل األنظمة المعمول‬
‫بها في المملكة ‪ ،‬لعبد الفضيل محمد ص ‪ ، 190‬المقدمة في دراسة األنظمة لمجموعة من‬
‫المؤلفين ص ‪ ، 361‬القانون التجاري السعودي لمحمد الجبر ص ‪. 206‬‬
‫‪102‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الشخصية المعنوية في الفقه ‪.‬‬


‫َع َر ف الفقه اإلسالمي الشخصية المعنوية ‪ ،‬ورتب عليها أحكامًا عدة ‪ ،‬وكانت‬

‫نظرية الشخصية المعنوية معروفة في الفقه اإلسالمي ‪ ،‬ومستقرة في أذهان فقهاء‬

‫الشريعة ‪ ،‬وإ ن كان مصطلح ( الشخصية المعنوية ) غير معروف في الفقه اإلسالمي‬

‫‪ ،‬إال أن حقيقتها كانت موجودة في الجانب العملي ‪.‬‬

‫ومن أبرز األمثلة على الشخصية المعنوية في الفقه اإلسالمي ‪:‬‬

‫الدولة ‪ ،‬والوقف ‪ ،‬وبيت المال ‪.‬‬

‫أ ـ فبالنظر إلى الدولة ‪ :‬نجد أن الفقهاء أثبتوا للدولة شخصية معنوية مستقلة بها ‪،‬‬

‫فالتصرفات العامة للسلطات ‪ ،‬وعمال الدولة ‪ ،‬وموظفيها ‪ ،‬تنصرف إلى الدولة في‬

‫الحقوق وااللتزامات ‪ ،‬مما يدل على أن للدولة شخصية مستقلة بها ‪.‬‬

‫فمثًال ‪ :‬ما يعقده اإلمام من صلح أو معاهدات هو في الفقه اإلسالمي محترم ‪ ،‬وملزم‬

‫لألمة وال يجوز مخالفته ‪.‬‬

‫ومعنى هذا اعتبار الدولة شخصًا معنويًا يمثله اإلمام ويتعاقد باسمه ‪.‬‬

‫كما أن الفقهاء اعتبروا ما يقوم به ُع َّم ال الدولة أو موظفيها ضمن نطاق‬

‫أعمالهم هو نيابة عن الدولة ؛ فإذا وقع من أحدهم خطأ عن غير قصد أو تقصير فيقع‬

‫ضمانه على عاتق الدولة وُيوفى من خزينتها العامة ‪.‬‬

‫فهذا دليل على أن الفقه اإلسالمي جعل للدولة شخصية معنوية مستقلة عمن يمثلها‬

‫تجعلها تكتسب الحقوق وتتحمل بااللتزامات ‪.‬‬


‫‪103‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ب ـ أما الوقف ‪ :‬فواضح من كالم الفقهاء أنهم أثبتوا له شخصية معنوية مستقلة به ‪.‬‬

‫ويظهر ذلك من تجويزهم الوقف على المساجد ‪ ،‬والوصية لها ‪ ،‬بل صَّر ح المالكية‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫والشافعية بأنها أهل للتملك‬

‫جاء في الخرشي على متن الخليل قوله ‪:‬‬

‫" يشترط في الموقوف عليه أن يكون أهًال للتملك الُح ْك مي كالمسجد ‪ ،‬أو حسًا كاآلدمي‬

‫(‪)2‬‬
‫" ‪.‬‬

‫وجاء في نهاية المحتاج قوله ‪:‬‬

‫" وتصح الوصية لعمارة نحو مسجد ورباط ومدرسة ‪ ،‬وكذا وإ ن أطلق في األصح‬

‫(‪)3‬‬
‫بأن قال أوصيت به للمسجد ‪ ،‬وإ ن أراد تمليكه لما مر في الوقف أنه حر يملك" ‪.‬‬

‫كما نجد أن الفقه اإلسالمي جعل للوقف شخصية مستقلة به عن شخصية‬

‫الواقف نفسه ‪ ،‬فجوز الفقهاء عزل الواقف لمصلحة الوقف ‪ ،‬كما جوزوا االستدانة له‬

‫عند الحاجة ويثبت ذلك في ذمة الوقف ال في ذمة الواقف ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬عرف الفقهاء الوقَف بتعريفات متعددة ‪ ،‬متخلفة في اللفظ متقاربة في المعنى ‪ ،‬ومن هذه‬
‫التعريفات ‪:‬‬
‫‪ -1‬حبس العين على ملك الواقف والتصدق بالمنفعة ‪ .‬ينظر ‪ :‬البحر الرائق البن نجيم ‪.5/202‬‬
‫‪ -2‬حبس عين لمن يستوفي منافعها أبدًا ‪ .‬ينظر ‪ :‬منح الجليل لمحمد عليش ‪. 4/34‬‬
‫‪ -3‬حبس مال يمكن االنتفاع به مع بقاء عينه بقطع التصرف في رقبته على مصرف مباح‬
‫موجود‪ .‬ينظر ‪ :‬مغني المحتاج للخطيب الشربيني ‪. 2/376‬‬
‫‪ -4‬تحبيس األصل وتسبيل المنفعة ‪ .‬ينظر ‪ :‬زاد المستقنع للحجاوي ص ‪. 144‬‬
‫‪ )?(2‬الخرشي على متن الخليل ‪. 7/80‬‬
‫‪ )?(3‬نهاية المحتاج للرملي ‪. 6/47‬‬
‫‪104‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫كل ذلك يثبت أن الفقه اإلسالمي أثبت للوقف شخصية معنوية مستقلة ‪ ،‬فيكسب‬

‫الحقوق ويتحمل بااللتزامات ‪.‬‬

‫ج ـ وأما بيت المال ‪ :‬وهو خزينة الدولة العامة ‪ ،‬والجهة التي تختص بكل مال‬

‫(‪)1‬‬
‫يستحقه المسلمون ولم يتعين مالُك ه ‪.‬‬

‫وقد أثبت الفقه اإلسالمي لبيت المال شخصية معنوية مستقلة به ‪ ،‬فنجد أن‬

‫الفقهاء نصوا على أنه يملك ‪ ،‬ويستحق التركات الخالية عن إرث أو وصية ‪.‬‬

‫كما أن على بيت المال واجبات تفرض عليه ‪ ،‬فيجب عليه نفقة الفقير العاجز عن‬

‫الكسب والذي ال عائل له ‪ ،‬وكذلك تكفين موتى المسلمين الذين ال مال لهم ‪ ،‬وغير‬

‫ذلك من الواجبات المفروضة على بيت مال المسلمين ‪.‬‬

‫بل إنه في حال الضرورة يجوز االقتراض لبيت المال ‪ ،‬ويثبت ذلك في ذمته ‪،‬‬

‫جاء في األحكام السلطانية قوله ‪ " :‬لو اجتمع على بيت المال حقان ‪ ،‬فضاق عن كل‬

‫واحد منهما ‪ ،‬جاز لولي األمر إذا خاف الفساد أن يقترض على بيت المال ما يصرفه‬

‫في الديون دون االرتفاق ‪ ،‬وكان من حدث بعده من الوالة مأخوذًا بقضائه إذا اتسع له‬

‫(‪)2‬‬
‫بيت المال" ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬األحكام السلطانية والواليات الدينية للماوردي ص ‪. 326‬‬


‫‪ )?(2‬األحكام السلطانية والواليات الدينية للماوردي ص ‪. 326‬‬
‫‪105‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وعلى ذلك فإن ثبوت الحق لبيت المال ‪ ،‬وكذا ثبوت االلتزام عليه ‪ ،‬يستلزم‬

‫(‪)3‬‬
‫القول بثبوت الشخصية المعنوية المستقلة به في الفقه اإلسالمي ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )?(3‬ينظر ‪ :‬المدخل الفقهي العام لمصطفى الزرقاء ‪ ، 3/256‬الذمة والحق وااللتزام وتأثيرها‬
‫بالموت في الفقه اإلسالمي للمكاشفي طه الكباشي ص ‪ ، 31‬الشخصية الحكمية للشركات‬
‫المعاصرة ألحمد الرزين ص ‪. 171‬‬
‫‪106‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية ‪.‬‬


‫وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية في النظام‪.‬‬


‫للشخصية المعنوية أهلية وجوب ‪ ،‬وأهلية أداء كالشخص الطبيعي ‪ ،‬ولكن هذه‬

‫األهلية أضيق نطاقًا من أهلية الشخص الطبيعي ؛ ذلك أن الحقوق التي تثبت لإلنسان‬

‫بحكم كونه إنسانًا ال تثبت للشخص المعنوي ‪ ،‬فال تثبت له مثًال حقوق األسرة الناشئة‬

‫عن الزواج كالنسب والطالق والنفقة ‪.‬‬

‫كما أن الشخص المعنوي رغم صالحيته الكتساب الحقوق والتحمل‬

‫بااللتزامات ‪ ،‬إال أنه ال يستطيع بذاته إجراء التصرفات القانونية التي يمكن أن ترتب‬

‫مثل هذه الحقوق وااللتزامات ‪.‬‬

‫ولهذا كان من الالزم أن يكون هناك من يمثل الشخص المعنوي ليجري باسمه‬

‫ولحسابه هذه التصرفات ‪ ،‬وهذا الممثل قد يكون فردًا ‪ ،‬وقد يكون هيئة أو مجموعة‬

‫من الهيئات ‪ ،‬فالدولة مثًال يمثلها رئيس الوزراء أو الوزير ‪ ،‬والمحافظة يمثلها‬

‫المحافظ ‪ ،‬والوقف يمثله ناظره ‪ ،‬والشركة يمثلها مديرها‪.‬‬

‫وأما األهلية التجارية للشخصية المعنوية فإنها تتحدد وتكتسب وفقًا للغرض‬

‫من إنشائها ‪ ،‬والذي يعينه سند إنشائها ‪ ،‬أو يقرره القانون ‪ ،‬ويسمى هذا بـ (مبدأ‬

‫التخصص ) ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وتطبيقًا لذلك ال يجوز للجمعية التي أنشئت لتحقيق أغراض علمية أو إنسانية أن‬

‫تباشر نشاطًا تجاريًا‪ .‬وهي إن فعلت ذلك تعتبر قد تجاوزت مبدأ التخصص الذي‬

‫يخضع له الشخص المعنوي ‪.‬‬

‫ولكن الشركة التي يكون غرضها القيام بأعمال تجارية ‪ ،‬فإنها تكتسب صفة التاجر‬

‫وتتحمل بالتزامات التجار ‪ ،‬كإمساك الدفاتر التجارية والقيد في السجل التجاري ‪.‬‬

‫ويالحظ أنه إذ نص عقد الشركة أو نظامها على قيامها بنوع معين من التجارة‬

‫فال يجوز لها مباشرة نوع آخر إال بعد تعديل العقد أو النظام ‪ .‬وأما في حدود الغرض‬

‫الذي قامت الشركة لتحقيقه فيجوز لها نظامًا أن تبرم كافة التصرفات القانونية من بيع‬

‫وشراء ‪ ،‬وإ يجار واستئجار ‪ ،‬وقرض واستقراض ‪ ،‬ورهن وارتهان ‪ ،‬وأن تصالح أو‬

‫تقاِض ي ‪.‬‬

‫هذا وتعتبر بعض الشركات ذات أهلية تجارية قاصرة تمنعها من ممارسة‬

‫بعض األنشطة ‪ ،‬وذلك مثل الشركة ذات المسؤولية المحدودة ‪ ،‬إذ يحظر عليها نظام‬

‫(‪)1‬‬
‫الشركات السعودي القيام بأعمال التأمين أو االدخار أو البنوك ‪ .‬بخالف أنواع‬

‫الشركات األخرى والتي لها الحق أن يكون غرضها ممارسة أي نشاط تجاري ما دام‬

‫(‪)2‬‬
‫هذا النشاط مشروعا ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬المادة ‪ 169‬من نظام الشركات السعودي الصادر عام ‪1385‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬النظرية العامة للقانون لمصطفى الجمال وعبد الحميد الجمال ص ‪ ، 496‬القانون‬
‫التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪ ، 208‬النظام التجاري السعودي لرضا السيد عبد‬
‫الحميد وصفوت البهنساوي ‪. 1/93‬‬
‫‪108‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫هذا وقد يتم التساؤل عن سبب تحديد األهلية التجارية للشخصية المعنوية‬

‫بغرض اإلنشاء ‪ ،‬وعن األسس التي يرتكز عليها مبدأ تخصص الشخص المعنوي؟‬

‫والسبب في هذا التساؤل ‪ :‬هو أن الشخصية المعنوية ما دام أنها تمتعت بوصف‬

‫(الشخص القانوني) فما الذي يبرر النيل من أهليتها لمباشرة ما تشاء من أنشطة ‪ ،‬وما‬

‫الذي يبرر التدني بهذه األهلية عن أهلية الشخص الطبيعي الرشيد ؟‬

‫يجيب عن هذا التساؤل شراح القانون ‪ ،‬وخالصة جوابهم ‪ :‬أن مبدأ تخصص‬

‫الشخص المعنوي له مبرراته القوية ‪ ،‬سواء من الناحية القانونية‪ ،‬أو من الناحية‬

‫االقتصادية ‪.‬‬

‫ـ فمن الناحية القانونية ‪ :‬نجد أن إرادة مؤسسي هذا الكيان اتجهت إلى إنشاء كيان‬

‫قانوني منفصل عن أشخاصهم ‪ ،‬الستخدامه في مباشرة نشاط معين ‪ ،‬وهذا االستغالل‬

‫المشترك الذي انعقدت عليه إرادة الشركاء يمثل محل العقد الذي انصرفت إليه هذه‬

‫اإلرادة ‪ ،‬والذي من أجله ساهم كل شريك أو مؤسس بماله أو عمله أو باألمرين معًا‬

‫بغية مباشرته في هدف تحقيق الربح ‪ .‬ولهذا فإن تجاوز الشخص المعنوي للغرض‬

‫الذي تضمنه عقد تأسيسه يعد إخالًال بأحد أركان العقد الذي تالقت عليه إرادة أصحابه‬

‫سواء كانوا مؤسسين أو شركاء أو مساهمين ‪.‬‬

‫ـ ومن الناحية االقتصادية ‪ :‬يتحقق تقييد أهلية الشخص المعنوي بدائرة الغرض الذي‬

‫تأسست من أجله حماية االدخار العام ‪ ،‬وذلك عن طريق حماية جمهور الشركاء أو‬

‫‪109‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المساهمين ؛ ألنهم اتخذوا قرارهم بالمشاركة أو االكتتاب في ضوء تقديرهم الحتمال‬

‫نجاح أو فشل المشروع ‪ ،‬وهذا التقدير يتوقف على معرفتهم بطبيعة النشاط‬

‫االقتصادي المزمع مباشرته ‪.‬‬

‫كما أن في مبدأ تخصص الشخص المعنوي حماية للمشروع نفسه ؛ ألن‬

‫التحول من نشاط إلى آخر وإ طالق ذلك يصبح أمرًا خطيرًا ؛ ألنه قد يؤدي إلى‬

‫إطالق سلطات أجهزة اإلدارة على نحو تحكمي ال تؤمن عواقبه ‪.‬‬

‫وأيضًا فإن مبدأ التخصص يقوم على حماية المنافسة ودعم تكافؤ الفرص بين‬

‫المتنافسين في كل مجال من مجاالت النشاط االقتصادي حيث يعرف كل منافس هوية‬

‫منافسيه ‪ ،‬فالجميع يعملون وهم في مراكز قانونية واحدة ‪ ،‬تسري عليهم القوانين‬

‫واللوائح نفسها سواء من حيث شروط مباشرة النشاط ‪ ،‬أو ما يرتبط به من‬

‫(‪)1‬‬
‫التزامات ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬الشخصية المعنوية للشركة التجارية لمحمود بريري ص ‪. 111‬‬


‫‪110‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية في الفقه ‪.‬‬


‫سبق القول أن الفقه اإلسالمي َع َر ف الشخصية المعنوية كما في الدولة ‪،‬‬

‫والوقف ‪ ،‬وبيت المال ‪ .‬والمالحظ أن هذه الجهات هي جهات مدنية لها وظائف‬

‫اجتماعية معينة ‪ ،‬وليس الغرض من إنشائها مادي فهي ال تهدف إلى مزاولة التجارة‬

‫وتحقيق األرباح ‪.‬‬

‫أما الشركة ـ وهي شخص معنوي في النظر القانوني المعاصر ـ في الشريعة‬

‫اإلسالمية " فإن الفقهاء ال يجعلون لها وجودًا مستقًال عن وجود أعضائها ‪ ،‬وال يرون‬

‫أن لها شخصية معنوية في حين أن ذلك أصبح أمرًا جوهرًا يقوم عليه تأسيس‬

‫(‪)1‬‬
‫الشركات ونظامها في الزمن الحاضر" ‪.‬‬

‫ولكن هذا الرأي بالنسبة للشركة ‪ ،‬يختلف مع ما سبق ذكره من أن الفقه اإلسالمي‬

‫قرر للوقف ولبيت المال حق التملك ‪ ،‬واالقتراض لمصلحتهما وإ ثبات الَّد ين عليهما‬

‫مما يستلزم القول بإثبات ذمة خاصة بهما ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫" أن بعض فقهاء اإلسالم يفرقون في الجملة‬ ‫ولهذا يرى الشيخ علي الخفيف‬

‫بين ما هو مملوك لشخص معين أو أشخاص معينين كالدواب والشركات ‪ ،‬وبين ما‬

‫هو غير مملوك ألحد من الناس كالمساجد والقناطر ونحوها مما هو مخصص لمنفعة‬

‫عامة ‪ ،‬فجوزوا فيما ليس مملوكًا ألحد أن يكون مالكًا ‪ ..‬ولم يجوزوا أن يكون ما هو‬

‫‪ )?(1‬الشركات في الفقه اإلسالمي لعلي الخفيف ص ‪. 23‬‬


‫‪ ) ?(2‬علي الخفيف ‪ ،‬عالم مصري ‪ ،‬واسع اإلطالع في الفقه ‪ ،‬بصيرًا بالعربية وآدابها ‪ ،‬له عدد‬
‫من البحوث ‪ ،‬أشهرها بحث في التأمين ‪ .‬من مؤلفاته ‪ :‬أحكام المعامالت الشرعية ‪ ،‬الشركات في‬
‫الفقه اإلسالمي ‪ ،‬الملكية في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬الحق والذمة ‪ .‬توفي سنة ‪1396‬هـ ‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫مملوك ألحد مالكًا ‪ ،‬وعلى ذلك أثبتوا للمسجد والوقف ُم لكًا ولم يثبتوا للدابة ونحوها‬

‫ملكًا ؛ ولعل مرد ذلك إلى أن ما هو مملوك ال يتصور أن يكون مالكًا مستقًال ألن ما‬

‫يكون له يصير ُم لكًا لمالكه ‪ ..‬وعلى الجملة فغير اإلنسان ال يتصور أن يكون له ذمة‬

‫في نظرهم ‪ ،‬وعن هذا لم نجد من فقهاء اإلسالم من يرى أن للشركات ذمة مستقلة ؛‬

‫ألنها مملوكة ألشخاص معينين فهي وما يترتب عليها من حقوق ألربابها وهم‬

‫(‪)1‬‬
‫الشركاء فيها " ‪.‬‬

‫وفي نظري أن فقهاء اإلسالم لم يقصدوا التفريق بين ما هو مملوك لمعين وما‬

‫هو غير مملوك ألحد وإ نما أثبتوا للوقف والمسجد ُم لكًا خاصًا بهما ؛ ألن الحاجة‬

‫وواقع الحياة في ذلك الوقت يدعو العتبار الوقف أو بيت المال شخصًا معنويًا له ذمة‬

‫خاصة به حتى يستطيع القيام بشؤونه ‪ ،‬مع أن الوقف وبيت المال ليسا إنسانًا ‪.‬‬

‫وأما عدم اعتبار الفقهاء للشركة شخصًا معنويًا ‪ ،‬فيرجع ذلك إلى أن الشركات‬

‫في عصرهم قامت على اعتبار أشخاص الشركاء الطبيعية ‪ ،‬فكل شريك في تلك‬

‫الشركات مسؤول بشخصه تجاه من يتعاقد معهم ‪ ،‬وفي ذلك يقول الشيخ مصطفى‬

‫الزرقاء ـ رحمه اهلل ـ ‪:‬‬

‫" دَّو ن فقهاء الشريعة األولون ما كان معروفًا في زمنهم من أساليب االشتراك‬

‫التجاري والصناعي والزراعي ‪ ،‬وهي تعد من األساليب االبتدائية البسيطة بالنسبة‬

‫‪ )?(1‬الشركات في الفقه اإلسالمي لعلي الخفيف ص ‪. 25‬‬


‫‪112‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫إلى الشركات القانونية الحديثة ‪ ،‬ولم يكن في تلك األساليب ما يقتضي اعتبار شخصية‬

‫(‪)1‬‬
‫حكمية مجردة لتلك الشركات" ‪.‬‬

‫وعلى ذلك فإن األهلية التجارية للشركة في الفقه اإلسالمي كانت تتحدد وفقًا‬

‫ألهلية الشركاء فيها فقط ‪ ،‬وليس وفقًا للغرض من إنشائها ‪ ،‬فإذا كان الشريك فيها‬

‫بالغًا عاقًال رشيدًا كان له الحق في ممارسة أي عمل مشروع تراه ‪ ،‬ويحق لها تعاطي‬

‫األعمال التجارية بأنواعها ‪ ،‬دون اقتصار على عمل معين إال وفقًا إلرادة الشركاء ‪.‬‬

‫وأما تحديد األهلية التجارية للشركات المعاصرة وفقًا للغرض الذي تم إنشاؤها‬

‫من أجله والذي ينص عليه عقدها فهو " تحديد يتمشى مع القواعد المرعية في‬

‫(‪)2‬‬
‫الشريعة " ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )?(1‬المدخل الفقهي العام لمصطفى الزرقاء ‪. 3/279‬‬


‫‪ )?(2‬الشخصية الحكمية للشركات المعاصرة ‪ .‬ألحمد الرزين ص ‪. 238‬‬
‫‪113‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المبحث الرابع‬
‫موانع اكتساب األهلية التجارية‬

‫وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬موانع اكتساب األهلية التجارية في النظام ‪.‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬موانع اكتساب األهلية التجارية في الفقه ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب األول ‪ :‬موانع اكتساب األهلية التجارية في‬


‫النظام ‪.‬‬
‫وفيه ثالثة فروع ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬نقص السن النظامية‪.‬‬

‫سن األهلية التجارية في المملكة ـ كما سبق الحديث في المطلب األول ـ هو سن‬

‫الرشد وهو في المملكة ثماني عشرة سنة هجرية ‪.‬‬

‫وعليه فإنه الكتساب األهلية التجارية البد من بلوغ الشخص رجًال كان أو امرأة لهذه‬

‫السن النظامية ‪ ،‬فإذا بلغها رشيدًا كان له الحق في تعاطي مهنة التجارة بأنواعها ‪.‬‬

‫وأما إذا نقصت سن الشخص عن ثماني عشرة سنة فإما أن يكون عديم األهلية ‪ ،‬أو‬

‫يكون ناقص األهلية ‪ .‬فانعدام األهلية يكون في المرحلة التي تبدأ من الميالد وتمتد‬

‫إلى ما قبل سن السابعة ‪ ،‬فاإلنسان في هذه المرحلة يكون عديم التمييز فال يستطيع أن‬

‫يجري التصرفات القانونية بنفسه ‪ ،‬وإ ذا حدث أن أبرم عديم األهلية تصرفًا قانونيًا‬

‫كان هذا التصرف باطًال بطالنًا مطلقًا ‪ ،‬فال يرتب أثرًا قانونيًا ‪ ،‬والبد أن ينوب عنه‬

‫في ذلك وليه أو وصيه ‪ .‬وعلى ذلك فليس للشخص في هذه المرحلة أهلية تجارية‪.‬‬

‫وأما ناقص األهلية فيعتبر كل من بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن الرشد ‪ ،‬أي أن هذه‬

‫المرحلة تبدأ من سن السابعة إلى ما قبل الثامنة عشرة ‪ ،‬ويطلق على الشخص في هذه‬

‫المرحلة اصطالح ( قاصر ) ‪ .‬وفي هذه المرحلة يكتسب اإلنسان قدرًا من اإلدراك‬

‫‪115‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫والتمييز يجعل له إرادة وإ ن كانت ناقصة ‪ .‬وفي النظام ال يجوز لناقص األهلية أن‬
‫(‪)1‬‬
‫يمارس التجارة بإرادته ‪ ،‬بل البد من حصوله على اإلذن من وليه ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬انعدام الرشد‪.‬‬

‫إذا بلغ الشخص سن الرشد وهو مصاب بعارض من عوارض األهلية ‪ ،‬فإنه‬

‫حينئذ ال يكون أهًال لالتجار ويستمر الحجر عليه ‪ ،‬وكذا إذا أصيب الشخص بعارض‬

‫من عوارض األهلية بعد بلوغه سن الرشد فيحجر عليه أيضًا ‪.‬‬

‫وعوارض األهلية التي تؤثر على الرشد هي إما عاهات تصيب العقل وهي الجنون‬
‫(‪)2‬‬
‫والعته ‪ ،‬وإ ما عاهات تفسد التدبير وهي السفه والغفلة ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬انعدام اإلذن للقاصر‪.‬‬

‫القاصر وهو من لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره ‪ ،‬ليس له أن يمارس التجارة‬

‫بإرادته ‪ ،‬بل البد من حصوله على اإلذن من وليه ليكتسب األهلية التجارية‪ .‬فإذا‬

‫مارس القاصر التجارة من غير حصوله على اإلذن ‪ ،‬فال يكون له أهلية تجارية ‪ ،‬وال‬

‫يكتسب صفة التاجر ‪ ،‬وال يجوز شهر إفالسه ‪ ،‬وتعتبر األعمال التجارية التي يقوم‬

‫بها باطلة بطالنًا نسبيًا لمصلحته ‪ ،‬حيث تكون تصرفاته قابلة لإلبطال بناء على طلبه‬
‫(‪)3‬‬
‫عند بلوغه سن الرشد ‪ ،‬أو بناء على طلب وليه ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪ ، 107‬النظام التجاري السعودي‬
‫لرضا السيد عبد الحميد ‪ ،‬وصفوت بهنساوي ‪ ، 1/90‬مبادئ القانون في ظل األنظمة المعمول‬
‫بها في المملكة لعبد الفضيل محمد أحمد ص ‪. 180‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪ ، 109‬مبادئ القانون في ظل‬
‫األنظمة المعمول بها في المملكة لعبد الفضيل محمد ص ‪.182‬‬
‫‪ )?(3‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد حسن الجبر ص ‪ ، 109‬قانون المعامالت التجارية‬
‫السعودي لمحمود مختار بريري ‪. 1/87‬‬
‫‪116‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬موانع اكتساب األهلية التجارية في‬


‫الفقه‪.‬‬
‫وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الموانع السماوية‪.‬‬


‫وتسمى أيضًا ( العوارض السماوية ) ‪ :‬وهي التي لم يكن للشخص في‬

‫إيجادها اختيار واكتساب ‪ .‬ونسبت إلى السماء ؛ ألن ما ال اختيار فيه ينسب إلى‬

‫السماء على معنى أنه خارج عن قدرة اإلنسان ‪.‬‬

‫وأهم هذه العوارض السماوية التي تؤثر على األهلية التجارية للشخص هي‪:‬‬

‫الجنون ‪ ،‬والعته ‪ ،‬ومرض الموت ‪.‬‬

‫‪ – 1‬الجنون ‪ " :‬وهو اختالف العقل ‪ ،‬بحيث يمنع جريان األفعال واألقوال على نهج‬

‫(‪)1‬‬
‫العقل إال نادرًا " ‪.‬‬

‫‪ – 2‬العته ‪ :‬وهو اختالل العقل ‪ ،‬يجعل صاحبه قليل الفهم ‪ ،‬مختلط الكالم ‪ ،‬فاسد‬

‫التدبير ‪.‬‬

‫وهو نوعان ‪:‬‬

‫أحدهما ‪ :‬عته ال يبقي معه إدراك وال تمييز ‪ ،‬فصاحبه كالمجنون في األحكام ‪ ،‬فليس‬

‫له أيضًا أهلية تجارية ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬الوجيز في أصول الفقه لعبد الكريم زيدان ص ‪. 102‬‬


‫‪117‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫والثاني ‪ :‬عته يبقى معه إدراك وتمييز ‪ ،‬ولكن ليس كإدراك العقالء ‪ ،‬فصاحبه‬

‫كالصبي المميز في األحكام ‪ ،‬فله أهلية تجارية ناقصة ‪ ،‬فتصرفاته موقوفة على إجازة‬

‫وليه ‪.‬‬

‫‪ – 3‬مرض الموت ‪ :‬وهو المرض الذي يكون اإلنسان به عاجزًا عن القيام بمصالحه‬

‫وأعماله المعتادة ‪ ،‬ويكون الغالب فيه موت المريض‪.‬‬

‫وحكم التصرف المالي للمريض مرض الموت ‪ :‬أن له أهلية كاملة ؛ ألنه ال يخل‬

‫بالعقل ‪ ،‬إال أنه يحجر عليه ويمنع من بعض التصرفات ؛ حماية لحق الدائنين إن كان‬

‫مدينًا ‪ ،‬وحماية لحق الورثة أيضًا ‪.‬‬

‫فبالنسبة للدائنين ‪ :‬يثبت الحجر عليه في جميع المال إن كان الدين مستغرقًا للتركة‬

‫‪ ،‬وفي مقدار الدين إن لم يكن مستغرقًا للتركة ‪.‬‬

‫وأما بالنسبة للورثة ‪ :‬فيثبت الحجر عليه في مقدار الثلثين من تركته ؛ ألن الشرع‬

‫أطلق لإلنسان أن يتصرف بثلث ما يتركه من مال ‪.‬‬

‫ولكن أثر هذا الحجر ال يظهر إال بعد الموت ‪ ،‬وأما قبل الموت فتصح‬

‫تصرفات المريض مرض الموت دون أن يكون للدائن أو الوارث حق االعتراض في‬

‫(‪)1‬‬
‫حياته ‪ ،‬وإ نما يثبت لهم هذا الحق بعد وفاته إذا كان التصرف مضرًا بحقوقهما ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬الوجيز في أصول الفقه لعبد الكريم زيدان ص ‪ ، 102‬الفقه اإلسالمي وأدلته لوهبة‬
‫الزحيلي ‪ ، 4/127‬المدخل الفقهي العام لمصطفى الزرقاء ‪. 2/799‬‬
‫‪118‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الموانع المكتسبة ‪.‬‬


‫وتسمى أيضا ‪ ( :‬العوارض المكتسبة ) وهي ‪ :‬التي يكون للشخص دخل‬

‫واختيار في تحصيلها ‪.‬‬

‫وأهم الموانع المكتسبة التي تؤثر على األهلية التجارية للشخص هي ‪ :‬الَّس َفه والَّد ين‪.‬‬

‫‪ – 1‬الَّسَفه ‪ :‬هو ِخ فة تعتري اإلنسان تحمله على التصرف في المال على خالف‬

‫مقتضى الشرع والعقل مع قيام العقل ‪ .‬والسفه ال ينافي األهلية ‪ ،‬فيظل السفيه كامل‬

‫األهلية لكنه يمنع من بعض التصرفات ‪ ،‬ويظهر أثر السفه في منع المال عن الصبي‬

‫إذا بلغ سفيهًا ‪ ،‬وفي الحجر على البالغ العاقل بسبب السفه ‪.‬‬

‫فأما دفع المال لمن بلغ سفيهًا ‪ :‬فقد اتفق الفقهاء على أن الصبي إذا بلغ سفيهًا ال يدفع‬
‫إليه ماله ؛ لقوله تعالى ‪     ‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .     ‬ويستمر هذا المنع إلى أن يتحقق رشده لقوله‬
‫تعالى ‪       :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.  ‬‬
‫واختلفوا بم يكون الرشد ‪ ،‬هل يكون بوجوده حقيقة ‪ ،‬أم ببلوغ سن معينة ؟‬

‫ذهب الجمهور إلى األول ‪ ،‬فال بد من وجود الرشد ومعرفته حقيقة ‪ ،‬فال ينفك الحجر‬

‫عن السفيه مهما بلغ من سن ‪ .‬وهو الراجح ؛ لآلية السابقة ‪ ،‬فدفع المال بعد البلوغ‬

‫معلق بإيناس الرشد ‪ ،‬فإذا لم يوجد فال يجوز دفع المال للبالغ ‪.‬‬

‫وأما الحجر على السفيه ‪ :‬فهل يصح أن يكون السفه سببًا للحجر أم ال ؟‬

‫‪ )?(1‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 5‬‬


‫‪ )?(2‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 6‬‬
‫‪119‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ذهب الجمهور إلى أنه يحجر على السفيه ؛ ألن السفه سبب للحجر ‪ ،‬فإذا وجد السفه‬
‫وجب الحجر ‪ .‬وهو الراجح ؛ لقوله تعالى ‪    ‬‬
‫‪         ‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.    ‬‬
‫فاآلية أثبتت الوالية على السفيه وذلك ال يتصور إال بعد الحجر عليه‪.‬‬

‫وعلى ذلك تكون أهلية السفيه التجارية هي أهلية قاصرة ؛ ألنها موقوفة على اإلذن‬

‫فحكمه حكم الصبي المميز ‪.‬‬

‫‪ – 2‬الَّدين ‪ :‬وقد وقع فيه خالف فهل يصح أن يكون سببًا للحجر على المدين ؟‬

‫في المسألة قوالن ‪ ،‬وعلى القول بالحجر على المدين ‪ ،‬تكون تصرفات المدين‬

‫المالية باطلة إال إذا أجازها الدائنون ‪ .‬وعليه فإن أهلية المدين التجارية هي أهلية‬

‫قاصرة ‪ ،‬وإ ن كان رشيدًا ؛ ألنه محجور عليه لحق غيره فتصرفاته متوقفة على إذن‬

‫(‪)2‬‬
‫غيره ‪ ،‬فكانت أهليته التجارية كاألهلية التجارية للصبي المميز ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪. 282‬‬


‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬الوجيز في أصول الفقه لعبد الكريم زيدان ص ‪ ، 118‬الفقه اإلسالمي وأدلته لوهبة‬
‫الزحيلي ‪. 4/129‬‬
‫‪120‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفصل الثاني‬
‫آثار األهلية التجارية وتطبيقاتها‬

‫وفيه المباحث التالية ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية التجارية ‪.‬‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على انعدام األهلية التجارية ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تطبيقات على األهلية التجارية ‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المبحث األول‬
‫اآلثار المترتبة على وجود األهلية التجارية‬

‫وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية التجارية في‬


‫النظام‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية التجارية في‬
‫الفقه‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب األول ‪ :‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية‬


‫التجارية‬
‫في النظام‪.‬‬
‫وفيه ثالثة فروع ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬إمكانية اكتساب صفة التاجر‪.‬‬


‫إذا وجدت األهلية التجارية في الشخص ‪ ،‬وهي بلوغه سن الثامنة عشرة من‬

‫عمره رشيدًا سالمًا مما يقدح في أهليته من عوارض األهلية ‪ ،‬أمكنه حينئذ اكتساب‬

‫صفة التاجر ‪ ،‬ولكي يتحول هذا اإلمكان إلى حقيقة فعلية البد من توفر شروط أخرى‬

‫وهي ‪:‬‬

‫أوًال ‪ :‬مباشرة األعمال التجارية‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ :‬احتراف التجارة ‪ :‬ذلك أن التاجر كما عرفه النظام هو { كل من اشتغل‬

‫(‪)1‬‬
‫بالمعامالت التجارية واتخذها مهنة له } ‪.‬‬

‫ثالثًا ‪ :‬أن تكون التجارة باسم الشخص ولحسابه الخاص ‪ :‬وهذا الشرط لم ينص‬

‫عليه النظام ولكن جرى الفقه والقضاء على اعتباره ‪.‬‬

‫فإذا وجدت هذه الشروط الثالثة باإلضافة إلى األهلية التجارية اكتسب‬

‫الشخص صفة التاجر ‪ ،‬ووجب عليه االلتزام بالتزامات التجار ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬المادة األولى من نظام المحكمة التجارية الصادر عام ‪1350‬هـ ‪.‬‬


‫‪123‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ولكن يالحظ أن توفر األهلية التجارية في الشخص ال يعني بالضرورة‬

‫استطاعته اكتساب صفة التاجر ؛ ذلك أنه قد يحظر االتجار على بعض األشخاص‬

‫تحقيقًا ألهداف تتعلق بالمصالح العامة كحماية الجمهور ‪ ،‬أو الحرص على حسن سير‬

‫المرافق العامة ‪ ،‬أو غير ذلك ‪ ،‬فهناك حاالت متعددة يحظر النظام فيها على بعض‬

‫األشخاص أو الفئات ممارسة أو احتراف التجارة ‪ ،‬وذلك مثل ‪ :‬حظر االتجار على‬

‫موظفي الدولة ‪ ،‬فقد نصت المادة الثالثة عشر من نظام الخدمة المدنية الصادر‬

‫بالمرسوم الملكي رقم م‪ 49/‬وتاريخ ‪10/7/1397‬هـ بقولها ‪:‬‬

‫{ يجب على الموظف أن يمتنع عن ‪:‬‬

‫أ ـ االشتغال بالتجارة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة } ‪.‬‬

‫والسبب في ذلك هو تحقيق استقالل الموظفين في أداء أعمالهم وتفرغهم لها وقيامهم‬

‫(‪)1‬‬
‫بها على نحو يتفق وكرامتها ‪.‬‬

‫والخالصة ‪:‬أنه البد من اجتماع الشروط السابقة في الشخص لكي يكتسب‬

‫صفة التاجر ‪ ،‬فال تثبت صفة التاجر لمجرد أن يصف الشخص نفسه بأنه تاجر ‪ ،‬أو‬

‫يشتهر بين الناس بهذه الصفة ؛ إذ الشخص ال يستطيع أن يضع نفسه في مركز‬

‫(‪)2‬‬
‫قانوني معين دون أن تتوفر فيه الشروط القانونية الالزمة لذلك ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي ‪ .‬لمحمد حسن الجبر ص ‪ ، 99‬مبادئ القانون لرجال‬
‫األعمال في المملكة ‪ .‬لمحمد أبو العينين ص ‪. 197‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬النظام التجاري السعودي لرضا السيد وصفوت بهنساوي ‪. 1/92‬‬
‫‪124‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬إنشاء االلتزام الصرفي‪.‬‬


‫يقصد بااللتزام الصرفي " االلتزام الناشيء عن التوقيع على الورقة‬

‫(‪)1‬‬
‫التجارية" ‪ .‬ويحكم هذا االلتزام قانون الصرف وهو " مجموعة القواعد التي تحكم‬

‫األوراق التجارية ‪ ،‬وينصرف هذا االصطالح في المملكة العربية السعودية إلى نظام‬

‫(‪)2‬‬
‫األوراق التجارية الصادر بالمرسوم الملكي رقم ‪ 37‬بتاريخ ‪11/10/1382‬هـ" ‪.‬‬

‫واألوراق التجارية في النظام السعودي هي الكمبيالة ‪ ،‬والسند ألمر ‪ ،‬والشيك ‪.‬‬

‫ويشترط لصحة هذا االلتزام شروط أهمها توفر األهلية التجارية في الملتزم؛‬

‫ذلك أن األوراق التجارية تعد من األعمال التجارية األصلية في النظام السعودي ‪.‬‬

‫ولهذا تتحدد أهلية الملتزم بالورقة التجارية باألهلية التجارية في المملكة وهي بلوغه‬

‫سن الرشد وهو في المملكة ثماني عشرة سنة ‪ ،‬ال فرق في ذلك بين المواطن‬

‫السعودي رجًال كان أو امرأة ‪ ،‬وبين األجنبي متى كانت المملكة هي بلد التوقيع على‬

‫الورقة التجارية ‪ .‬ويدل هذا على ما نصت عليه المادة السابعة من نظام األوراق‬

‫التجارية ‪ ،‬حيث بينت أهلية الملتزم بالكمبيالة بقولها ‪:‬‬

‫{ تتحدد أهلية الملتزم بالكمبيالة وفقًا لنظام موطنه ‪ ،‬ومع ذلك ال يعتبر السعودي أهًال‬

‫لاللتزام بالكمبيالة إال إذا بلغ من العمر ثماني عشرة سنة ‪ ،‬وإ ذا كان الشخص ناقص‬

‫‪ )?(1‬األوراق التجارية في النظام السعودي ‪ .‬لعبد هللا العمران ص ‪. 22‬‬


‫‪ )?(2‬األوراق التجارية في النظام السعودي ‪ .‬لزينب سالمة ص ‪. 13‬‬
‫‪125‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫األهلية وفقًا لنظامه الوطني فإن التزامه يظل مع ذلك صحيحًا إذا وضع توقيعه في‬

‫إقليم دولة يعتبره نظامها كامل األهلية }‪.‬‬

‫ويالحظ أن البعض ذهب إلى أن كلمة (موطنه) في المادة السابقة وردت خطأ‬

‫بدًال من الكلمة الصحيحة وهي (وطنه) ‪ ،‬وعلى هذا الرأي تتحدد أهلية الملتزم‬

‫(‪)1‬‬
‫األجنبي بقانون وطنه أي طبقًا لقانون جنسيته ‪.‬‬

‫لكن الراجح أن المنظم حدد أهلية األجنبي بقانون الموطن‪ .‬بمعنى أن البالغ من‬

‫العمر ثماني عشرة سنة يعّد التزامه بالورقة التجارية صحيحًا في المملكة وإ ن كان‬

‫قاصرًا وفقًا لقانون جنسيته ؛ وذلك محافظة على حقوق الوطنيين المتعاملين مع‬

‫(‪)2‬‬
‫األجانب ‪ ،‬والذين يجهلون قواعد األهلية في القوانين األجنبية ‪.‬‬

‫يؤكد هذا أن آخر المادة السابقة أوجب األخذ بقانون الموطن وعدم اعتبار‬

‫قانون الوطن بالنسبة لألجنبي بقولها ‪ { :‬وإ ذا كان الشخص ناقص األهلية وفقًا لنظامه‬

‫الوطني فإن التزامه يظل مع ذلك صحيحًا إذا وضع توقيعه في إقليم دولة يعتبره‬

‫نظامها كامل األهلية } ‪ .‬وما يسري على الكمبيالة في أهلية االلتزام يسري كذلك على‬

‫السند ألمر ‪ ،‬وعلى الشيك ‪ ،‬كما دلت على ذلك المادة (‪ )89‬والمادة (‪ )117‬من نظام‬

‫األوراق التجارية‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الخضوع ألحكام اإلفالس‪.‬‬


‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬قانون المعامالت التجارية السعودي ‪ .‬لمحمود بريري ‪ ، 2/52‬األوراق التجارية في‬
‫النظام السعودي ‪ .‬إللياس حداد ص ‪. 56‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬األوراق التجارية في النظام السعودي ‪ .‬لزينب سالمة ص ‪ ، 36‬األوراق التجارية‬
‫في النظام السعودي ‪ .‬لعبد هللا عمران ص ‪. 41‬‬
‫‪126‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫يجري تنظيم أحكام اإلفالس في المملكة من خالل نظام المحكمة التجارية‬

‫الصادر بالمرسوم الملكي رقم ‪ 32‬وتاريخ ‪15/1/1350‬هـ ‪ ،‬والذي خصص الفصل‬

‫العاشر من الباب األول في اإلفالس ‪ .‬وكذلك من خالل نظام التسوية الواقية من‬

‫اإلفالس الصادر بالمرسوم الملكي رقم م‪ 16/‬وتاريخ ‪4/9/1416‬هـ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫والمفلس هو ‪ { :‬من استغرقت الديون جميع أمواله فعجز عن تأديتها } ‪.‬‬

‫واإلفالس نظام ال يسري إال على التجار وحدهم ‪ ،‬أما غير التجار فال يخضعون لهذا‬

‫النظام بل يخضعون لنظام اإلعسار المدني الذي يستلزم أن تصبح مجموع أموال‬

‫المدين ال تكفي للوفاء بديونه الحالية ‪.‬‬

‫ولذلك يشترط إلعالن اإلفالس وترتيب آثاره عليه أن تتوفر في المفلس‬

‫األهلية التجارية الالزمة الحتراف التجارة ؛ وذلك ألن اإلفالس نظام خاص بالتجار‬

‫وحدهم فال ينطبق على غير التجار ‪ ،‬ومن المعلوم أنه يشترط الكتساب صفة التاجر‬

‫توفر األهلية التجارية الالزمة لمزاولة األعمال التجارية‪ .‬وعلى ذلك ال يجوز‬

‫خضوع القاصر ألحكام اإلفالس ‪ ،‬إال إذا كان مأذونًا له بمزاولة التجارة ؛ ألنه يعتبر‬

‫كامل األهلية في حدود اإلذن الممنوح له ‪.‬‬

‫وأما القاصر غير المأذون له بالتجارة فيمتنع إعالن إفالسه حتى ولو كان يقوم‬

‫بأعمال تجارية ؛ وذلك لعدم توفر األهلية التجارية فيه ‪ .‬ولكن يستثنى القاصر الذي‬

‫‪ )?(1‬المادة ‪ 103‬من نظام المحكمة التجارية الصادر عام ‪1350‬هـ ‪.‬‬


‫‪127‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫يرث تجارة في شركة تضامن ‪ ،‬ذلك أنه يجوز النص في عقد شركة التضامن على‬

‫(‪)1‬‬
‫أنه إذا توفي أحد الشركاء فإن الشركة تستمر مع ورثته ولو كانوا قصرًا ‪.‬‬

‫وقد استقر الرأي الراجح على أن القاصر في هذه الحالة يعتبر تاجرًا ‪ ،‬ولذلك‬

‫يشهر إفالسه إذا توقف عن دفع ديونه التجارية ؛ ألن التجارة تتم باسمه ولحسابه ‪،‬‬

‫غير أن آثار اإلفالس تقتصر على أموال القاصر دون شخصه ‪ ،‬وعلى أال تمتد إلى‬

‫أمواله المخصصة للتجارة دون غيرها من األموال ؛ ألن حماية القاصر ورعايته‬

‫(‪)2‬‬
‫تقتضيان عدم اإلضرار به أو اإلساءة إلى شخصه ‪.‬‬

‫كما يشترط أيضًا توفر األهلية التجارية في الشخصية المعنوية لكي تخضع‬

‫ألحكام اإلفالس ‪ .‬ويتم تحديد األهلية التجارية للشركة وفقًا للغرض من إنشائها والذي‬

‫يحدده عقد اإلنشاء ‪.‬‬

‫وعلى ذلك يجوز إعالن إفالس الشركات التجارية دون الشركات المدنية ‪،‬‬

‫ولو اتخذت الشركة المدنية الشكل التجاري ؛ ألن اتخاذ الشركة المدنية ألحد األشكال‬

‫(‪)3‬‬
‫التجارية ال يغير من طبيعتها وال يكسبها صفة التاجر ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬المادة ‪ 35‬من نظام الشركات الصادر عام ‪1385‬هـ ‪.‬‬


‫‪ ) ?(2‬يرى بعض الشراح أن الشركة في هذه الحالة تنقلب إلى شركة توصية بسيطة ‪ ،‬يكون‬
‫الورثة القصر فيها شركاء موصين ‪ ،‬ولكن لم يأخذ كثير من الشراح بهذا الرأي ؛ ألن الشركاء لم‬
‫يفصحوا عن رغبتهم في تحويل شركة التضامن إلى شركة توصية ‪ ،‬وال يمكن تحويل إرادتهم‬
‫بشيء لم تتجه إليه صراحة أو ضمنًا‪ .‬ينظر ‪ :‬اإلفالس ‪ .‬لمحمد مدكور وعلي يونس ص ‪.40‬‬
‫‪ )?(3‬ينظر ‪ :‬اإلفالس التجاري بين الشريعة والقانون في ضوء النظام السعودي ‪ .‬ألسعد المرشد‬
‫ص ‪ ، 12‬اإلفالس ‪ .‬لمحمد مدكور وعلي يونس ص ‪. 39‬‬
‫‪128‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية‬


‫التجارية‬
‫في الفقه‪.‬‬
‫األهلية التجارية في الفقه وهي كون الشخص جائز التصرف ‪ ،‬أي بالغًا عاقًال رشيدًا‬

‫‪ ،‬يترتب على وجودها في الشخص أحكام شرعية أهمها‪:‬‬

‫‪ – 1‬نفاذ العقود التي يقوم بها‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ونفاذ العقود معناه ‪ " :‬أن العقد منتج نتائجه المرتبة عليه شرعًا منذ انعقاده" ‪.‬‬

‫فالعقد النافذ " هو الذي صدر عن مالك تام األهلية ‪ ،‬غير محجور عليه ‪ ،‬أو صدر‬

‫عن ولي على المال كاألب والجد والوصي ‪ ،‬أو عن وكيل عن المالك ‪ ،‬وكان العقد‬

‫(‪)2‬‬
‫مستوفيًا كل شروطه الشرعية " ‪.‬‬

‫فمثًال ‪ :‬نفاذ البيع معناه أنه بمجرد انعقاده صحيحًا قد نقل ملكية المبيع إلى المشتري ‪،‬‬

‫وملكية الثمن إلى البائع ‪ ،‬وأوجب بين الطرفين سائر االلتزامات األخرى التي أنشأها‬

‫‪ ،‬كوجوب التسليم والتسلم ‪ ،‬وضمان العيب في المبيع إن ظهر فيه عيب‪.‬‬

‫‪ – 2‬اإلرادة المطلقة في إنشاء العقود واشتراط الشروط لتحديد التزامات التعاقد‬

‫واآلثار المترتبة عليها ‪ ،‬ولكن بما ال يخالف الضوابط الشرعية‪.‬‬

‫‪ )?(1‬المدخل الفقهي العام ‪ .‬لمصطفى الزرقاء ‪. 1/418‬‬


‫‪ )?(2‬االلتزامات في الشرع اإلسالمي ‪ .‬ألحمد إبراهيم ص ‪. 192‬‬
‫‪129‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وهذا ما يسمى بمبدأ ( سلطان اإلرادة العقدية ) ‪ ،‬وقد ذكر الشيخ مصطفى‬

‫الزرقاء أن هذا المبدأ يتعلق بحرية العاقد في أربع نقاط ‪:‬‬

‫‪ -1‬حريته في أصل التعاقد مع غيره ‪.‬‬

‫‪ -2‬حريته في إنشاء العقود وااللتزامات بمجرد التراضي دون تقييده بقيود شكلية‬

‫ومراسم مخصوصة ‪.‬‬

‫‪ -3‬حريته في إنشاء ما يشاء من أنواع في حدود حقوقه الشخصية مهما كان‬

‫موضوعها ‪ ،‬دون تقيد بأنواع العقود المسماة التي أقرها التشريع‪.‬‬

‫‪ -4‬حريته في تحديد آثار العقد المسمى وتعديل نتائجه األصلية بين الطرفين‬

‫(‪)1‬‬
‫المتعاقدين باشتراط ما يشاء من شروط بحسب إرادتهما ‪.‬‬

‫ولكن يالحظ أن هذه اإلرادة تتقيد بعدم مخالفة الشرع ‪ ،‬فال يجوز أن تتجه إرادة‬

‫العاقدين إلى أمر محرم وإ ن رضيا به ‪ ،‬فال يجوز لهما مثال التعاقد على إقراض‬

‫ربوي وإ ن رضيا به ‪ ،‬إذ ال عبرة لرضاهما في مواجهة الدليل ‪ ،‬كما ال يجوز‬

‫للزوجين إنشاء عقد الزواج بمجرد رضاهما فقط إذ البد من توفر الشكلية التي‬

‫اشترطها الشارع وهي وجود الولي واإلشهاد عليه‪.‬‬

‫‪ – 3‬تكليفه بااللتزامات الناشئة عن ما يعقده من عقود ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬المدخل الفقهي العام لمصطفى الزرقاء ‪. 1/462‬‬


‫‪130‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫االلتزامات الناشئة عن العقد هي ‪ " :‬كل تكليف بفعل أو بامتناع عن فعل يجب‬

‫(‪)1‬‬
‫بمقتضى العقد من أحد العاقدين لمصلحة العاقد اآلخر " ‪.‬‬

‫وهذه االلتزامات تختلف عن الحكم األصلي للعقد ‪ ،‬فالحكم األصلي يتحقق وينفذ‬

‫بمجرد انعقاد العقد صحيحًا فال يحتاج إلى تنفيذ ‪.‬‬

‫فبمجرد انعقاد عقد البيع صحيحًا تنتقل الملكية إلى المشتري ‪ ،‬أما االلتزام فألنه‬

‫تكليف على شخص لمصلحة آخر ‪ ،‬وكل تكليف يحتاج إلى تنفيذ ؛ لذلك ال يتحقق‬

‫مقتضاه بمجرد انعقاد العقد صحيحًا ‪ ،‬بل البد لتحقق مقتضاه من أن يقوم بتنفيذه بعد‬

‫العقد العاقُد الملتزم به ‪.‬‬

‫وهذه االلتزامات الناشئة عن العقد نوعان ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬التزامات يستلزمها العقد في ذاته ‪ ،‬فيعتبر العاقد مكلفًا بها دون حاجة إلى‬

‫اشتراطها عليه صراحة من قبل العاقد اآلخر وهي التي نظم الشرع آثارًا للعقد‬

‫المنشيء لها ‪ ،‬فعقد البيع يتضمن التزام البائع تسليم المبيع وضمان العيب ‪ ،‬والتزام‬

‫المشتري بدفع الثمن‪ .‬وهذا النوع يسمى في اصطالح الفقهاء ( مقتضى العقد ) ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬ما سوى ذلك من االلتزامات العقدية ال يجب على أحد العاقدين إال باشتراط‬

‫العاقد اآلخر عليه في العقد ‪ .‬وهذا مثل اشتراط المشتري على البائع إيصال المبيع‬

‫(‪)2‬‬
‫إلى بيته ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬المدخل الفقهي ‪ .‬لمصطفى الزرقاء ‪. 1/440‬‬


‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬المدخل الفقهي العام لمصطفى الزرقاء ‪ ، 1/443‬الفقه اإلسالمي وأدلته ‪ .‬لوهبة‬
‫الزحيلي ‪. 4/231‬‬
‫‪131‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪132‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المبحث الثاني‬
‫اآلثار المترتبة على انعدام األهلية التجارية‬

‫وفيه مطلبان‬

‫المطلب األول ‪ :‬اآلثار المترتبة على انعدام األهلية التجارية في‬


‫النظام ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على انعدام األهلية التجارية في‬
‫الفقه‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب األول ‪ :‬اآلثار المترتبة على انعدام األهلية‬


‫التجارية‬
‫في النظام ‪.‬‬
‫وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬انعدام صفة التاجر‪.‬‬


‫يترتب على عدم وجود األهلية التجارية في الشخص امتناع اكتسابه صفة‬

‫التاجر ؛ ذلك أنه ال يكفي الكتساب صفة التاجر أن يحترف الشخص األعمال‬

‫التجارية باسمه ولحسابه ‪ ،‬وإ نما ال بد أن تتوافر فيه أيضًا أهلية احتراف التجارة‪.‬‬

‫وإ ذا حدث ومارس القاصر الذي لم تتوفر فيه األهلية التجارية أعماًال تجارية ‪ ،‬فال‬

‫يكتسب صفة التاجر ‪ ،‬وتكون األعمال باطلة لمصلحته‪.‬‬

‫ويالحظ هنا أن القاصر المأذون له باالتجار يكتسب صفة التاجر ويلتزم‬

‫باآلثار المترتبة على اكتسابها ؛ وذلك ألنه يعد كامل األهلية في حدود اإلذن الممنوح‬

‫(‪)1‬‬
‫له ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حق التمسك ببطالن االلتزام الصرفي‪.‬‬


‫إذا وَّقع على الورقة التجارية شخص لم تتوفر فيه األهلية التجارية فإن التزامه‬

‫يكون باطًال بالنسبة له فقط ‪ ،‬ويجوز له التمسك بهذا البطالن في مواجهة كل حامل‬

‫للورقة التجارية ولو كان الحامل للورقة حسن النية ‪.‬‬

‫وهذا ما نصت عليه المادة الثامنة من نظام األوراق التجارية وذلك بقولها ‪:‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي ‪ .‬لمحمد الجبر ص ‪ ، 107‬الوجيز في النظام التجاري‬


‫السعودي ‪ .‬لسعيد يحيى ص ‪. 84‬‬
‫‪134‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫{ التزامات القَّصر الذين ليسوا تجار وعديمي األهلية الناشئة عن توقيعاتهم على‬

‫الكمبيالة تكون باطلة بالنسبة إليهم فقط ‪ ،‬ويجوز لهم التمسك بهذا البطالن في مواجهة‬

‫كل حامل للكمبيالة ولو كان حسن النية } ‪.‬‬

‫ويستفاد من قوله في المادة السابقة ‪ { :‬القَّصر الذين ليسوا تجار } أن المنظم‬

‫قصر حكم البطالن على التزامات القاصر غير التاجر ‪ ،‬أي غير المأذون له باالتجار‬

‫؛ وذلك ألن القاصر المأذون له باالتجار يكون في حدود اإلذن الصادر له مكتمل‬

‫األهلية وتكون التزاماته الصرفية صحيحة ‪.‬‬

‫والسبب في بطالن االلتزام الصرفي بالنسبة لفاقد األهلية التجارية يرجع إلى‬

‫أن أحكام قانون الصرف تتسم بالشدة في معاملة المدين ‪ ،‬فأراد المنظم حماية فاقد‬

‫األهلية التجارية من قسوة أحكام الصرف ‪ ،‬ولهذا اقتصر البطالن على التزام فاقد‬

‫األهلية التجارية وحده ‪ ،‬فال يحق التمسك بهذا البطالن من قبل األشخاص الموقعين‬

‫على الورقة التجارية ممن تتوفر فيهم األهلية التجارية ؛ وذلك تطبيقًا ألحد األسس‬

‫التي يقوم عليها قانون الصرف وهو مبدأ استقالل التوقيعات على األوراق‬

‫(‪)1‬‬
‫التجارية ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬األوراق التجارية في النظام السعودي ‪ .‬لزينب سالمة ص ‪ ، 37‬قانون المعامالت‬


‫التجارية السعودي لمحمود بريري ‪. 2/56‬‬
‫‪135‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على انعدام األهلية‬


‫التجارية في الفقه ‪.‬‬
‫وفيه فرعان ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬البيوع الممنوعة النعدام األهلية التجارية للعاقد‪.‬‬
‫البيوع الممنوعة أو المنهي عنها في اإلسالم متعددة ‪ ،‬ومنها ما يرجع إلى‬

‫صيغة العقد ‪ ،‬ومنها ما يرجع إلى المعقود عليه ‪ ،‬ومنها ما يرجع إلى اقتران العقد‬

‫بوصف أو شرط أو نهي شرعي ‪ ،‬ومنها ما يرجع إلى أهلية العاقد ‪.‬‬

‫فالبيوع الممنوعة النعدام األهلية التجارية للعاقد أهمها ‪ :‬بيع المجنون ‪ ،‬وبيع الصبي‬

‫‪ ،‬وبيع المعتوه ‪ ،‬وبيع السفيه‪.‬‬

‫‪ – 1‬بيع المجنون ‪ :‬ال يصح بيعه باالتفاق ‪ ،‬النعدام األهلية لديه ‪ ،‬فالجنون أحد‬

‫موانع األهلية التجارية ـ كما سبق بيانه ـ ‪.‬‬

‫‪ -2‬بيع الصبي ‪ :‬إذا كان غير مميز فال يصح بيعه باالتفاق إال في الشيء اليسير؛‬

‫ألن األهلية التجارية في الفقه تحصل بالبلوغ مع الرشد ‪ ،‬وإ ذا كان الصبي مميزًا فإن‬

‫(‪)1‬‬
‫بيعه يصح بحصوله على اإلذن عند الجمهور ‪.‬‬

‫‪ – 3‬بيع المعتوه ‪ :‬العته اختالل يصيب العقل ‪ ،‬فإن كان المعتوه ليس له إدراك وال‬

‫تمييز فهذا حكمه حكم المجنون ‪ ،‬فال يصح بيعه النعدام أهليته ‪ ،‬وإ ذا كان المعتوه له‬

‫‪ )?(1‬وهم الحنفية والمالكية والحنابلة ‪ .‬ينظر ‪ :‬البحر الرائق ‪ .‬البن نجيم ‪ ، 5/279‬مواهب الجليل‬
‫للحطاب الرعيني ‪ ، 4/245‬المبدع البن مفلح ‪. 4/8‬‬
‫‪136‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫إدراك وتمييز ولكن ليس كإدراك العقالء فهذا يأخذ حكم الصبي المميز‪ ،‬فيصح بيعه‬

‫إذا أذن له وليه‪.‬‬

‫‪ – 4‬بيع السفيه ‪ :‬ال يصح بيعه إال بعد حصوله على اإلذن من وليه ؛ ألن السفيه‬

‫ليس له أهلية تجارية ‪ ،‬وذلك ألن األهلية التجارية في الفقه تحصل بالبلوغ مع الرشد‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬والسفيه ليس رشيدًا إذ الرشد هو ( الصالح في العقل والقدرة على حفظ المال ) ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الحجر على التصرفات المالية لفاقد األهلية التجارية‪.‬‬


‫يترتب على انعدام األهلية التجارية في الفقه الحجر على التصرفات المالية‬

‫لفاقد هذه األهلية ‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫والحجر في الفقه هو ‪ " :‬منع اإلنسان من التصرف في ماله" ‪ .‬وللحجر أسباب‬

‫كثيرة منها ‪:‬الجنون ‪ ،‬والصغر ‪ ،‬والعته ‪ ،‬والسفه ‪ ،‬والَّد ين ‪.‬‬

‫ولهذا يقسم الفقهاء الحجر إلى نوعين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬حجر لمصلحة المحجور عليه‪.‬‬

‫وهذا مثل الحجر على الصغير ‪ ،‬والمجنون ‪ ،‬والسفيه ‪ ،‬ففي الحجر على هؤالء‬

‫مصلحة تعود عليهم إذ فائدة الحجر ال تتعداهم ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬الوجيز في أصول الفقه ‪ .‬لعبد الكريم زيدان ص ‪. 119‬‬


‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬الفقه اإلسالمي وأدلته ‪ .‬لوهبة الزحيلي ‪ ، 4/500‬الوجيز في أصول الفقه لعبد‬
‫الكريم زيدان ص ‪. 104‬‬
‫‪ )?(3‬الفقه اإلسالمي وأدلته لوهية الزحيلي ‪ ، 5/411‬فقه السنة للسيد سابق ‪. 3/566‬‬
‫‪137‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ولهذا فإن هؤالء يمنعون من التصرفات المالية كالبيع ‪ ،‬والشراء ‪ ،‬واإليجار ‪،‬‬

‫واالستئجار ‪ ،‬والرهن ‪ ,‬والتجارة وغيرها ‪ .‬ويتولى القيام بهذه التصرفات عنهم الولي‬

‫بما يحقق المصلحة للمحجور عليه‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬حجر لمصلحة الغير ‪.‬‬

‫وهذا كالحجر على المدين المفلس لحق الغرماء ‪ ،‬والحجر على المريض مرض‬

‫الموت لحق الورثة ‪ ،‬فالحجر على هؤالء يعود لمصلحة غيرهم ‪ .‬وهؤالء وإ ن‬

‫توفرت فيهم األهلية التجارية وهي البلوغ مع الرشد ‪ ،‬إال أنه وجد بهم مانع يمنع عنهم‬

‫األهلية التجارية وهو الدين ومرض الموت ـ كما سبق بيان ذلك ـ فكانا في حكم فاقد‬

‫األهلية التجارية ‪ .‬ولهذا يمنع هؤالء من التصرفات المالية المؤثرة على حق الغير ‪.‬‬

‫فالمفلس ‪ :‬وهو من ال يفي ماله بدينه ‪ ،‬وكان دينه أكثر من ماله الموجود ‪ ،‬يحجر‬

‫على تصرفاته المالية حفاظًا على حقوق الدائنين وأموالهم من الضياع ‪.‬‬

‫وأما المريض مرض الموت ‪ :‬فيحجر على تصرفاته المالية فيما زاد عن ثلث ماله‬

‫حفاظًا على حق الورثة حيث تكون هذه التصرفات موقوفة على إجازة الورثة ‪ ،‬وأما‬

‫في حدود الثلث فتنفذ تصرفاته بدون توقف على إجازة الورثة ‪ ،‬وهذا في حالة موت‬

‫(‪)1‬‬
‫المريض ‪ ،‬وأما إن عاش المريض فإن تصرفاته تنفذ في جميع ماله ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬الفقه اإلسالمي وأدلته لوهبة الزحيلي ‪ ، 5/416‬فقه السنة للسيد سابق ‪، 3/566‬‬
‫الوجيز في أصول الفقه لعبد الكريم زيدان ص ‪. 107‬‬
‫‪138‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المبحث الثالث‬
‫تطبيقات على األهلية التجارية‬
‫وفيه مطلبان ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬األهلية التجارية في بعض األعمال التجارية ‪.‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬األهلية التجارية في بعض العمليات البنكية‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب األول ‪ :‬األهلية التجارية في بعض األعمال‬


‫التجارية ‪.‬‬
‫وفيه أربعة فروع ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أهلية السمسار‪.‬‬


‫تعد السمسرة أحد األعمال التجارية األصلية في النظام ‪ ،‬والتي نصت عليها‬

‫المادة الثانية من نظام المحكمة التجارية ‪.‬‬

‫والسمسرة هي ‪ " :‬عقد من عقود التوسط يتعهد بمقتضاه السمسار نظير عمولة معينة‬

‫(‪)1‬‬
‫بالبحث عن متعاقد يرتضي التعاقد بالشروط التي يحددها من يكلفه بهذه الوساطة " ‪.‬‬

‫وقد عّر فت المادة ‪ 30‬من نظام المحكمة التجارية السمسار بقولها ‪ { :‬الدالل هو من‬

‫يتوسط بين البائع والمشتري إلتمام البيع بأجرة } ‪ .‬وبما أن السمسرة من األعمال‬

‫التجارية فيشترط في السمسار الذي يمارسها أن تتوفر فيه األهلية التجارية الالزمة‬

‫لمزاولة األعمال التجارية ‪ ،‬سواء كان السمسار محترفًا أو غير محترف ‪ ،‬وسواء‬

‫كانت الصفقة التي يتوسط في إبرامها مدنية أو تجارية ‪.‬‬

‫ولما كانت السمسرة عمًال تجاريًا فإن السمسار يعتبر تاجرًا ويلتزم التالي بالتزامات‬

‫(‪)2‬‬
‫التجار ‪ ،‬ويشهر إفالسه متى توقف عن دفع ديونه التجارية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهلية الوكيل التجاري‪.‬‬

‫‪ )?(1‬الوجيز في النظام التجاري السعودي لسعيد يحيى ص ‪. 49‬‬


‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬العقود التجارية وعمليات البنوك في المملكة ‪ ،‬لمحمد الجبر ص ‪. 66‬‬
‫‪140‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الوكالة التجارية نوعان ‪ :‬وكالة بالعمولة ‪ ،‬ووكالة العقود ‪.‬‬

‫‪ – 1‬الوكالة بالعمولة ‪ " :‬عقد من عقود التوسط التجاري يلتزم بمقتضاه شخص‬

‫يسمى ( الوكيل بالعمولة ) بأن يقوم بتصرف قانون باسمه الخاص لحساب موكله‬

‫(‪)1‬‬
‫نظير أجر يسمى العمولة " ‪.‬‬

‫والوكالة بالعمولة أحد األعمال التجارية التي نصت على تجاريتها المادة‬

‫الثانية من نظام المحكمة التجارية ‪ ،‬وسمتها ( التجارة بالعمولة ) ‪ .‬ولكن يالحظ أن‬

‫الوكالة بالعمولة ال تعتبر عمًال تجاريًا إال إذا كانت بطريق االحتراف ؛ ألن نظام‬

‫(‪)2‬‬
‫الوكالة بالعمولة‪.‬‬ ‫المحكمة التجارية ال يضفي الصفة التجارية إال على ( مقاولة )‬

‫ومن ثم فإن الوكيل بالعمولة هو تاجر محترف ‪ ،‬ولذلك يشترط أن تتوفر فيه‬

‫األهلية التجارية الالزمة الكتساب صفة التاجر‪.‬‬

‫‪ – 2‬وكالة العقود ‪ :‬هي من عقود التوسط التجاري أيضًا ‪ ،‬ولكن نظام المحكمة‬

‫التجارية لم يتحدث عنها خالفًا لكثير من القوانين ‪ ،‬وإ نما ُأفِر د لها نظام مستقل سمي بـ‬

‫(نظام الوكاالت التجارية) صدر بالمرسوم الملكي رقم ‪ 11‬وتاريخ ‪20/2/1382‬هـ‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ )?(1‬القانون التجاري السعودي لمحمد الجبر ص ‪. 77‬‬
‫‪ ) ?(2‬لم تتعرض القوانين لتعريف المقاولة ‪ ،‬ولكن استقر الرأي في الفقه والقضاء على أن‬
‫المقاولة هي تكرار القيام بالعمل على نحو متصل ومعتاد ‪ ،‬وهي تستلزم توفر الوسائل المادية‬
‫لتحقيق الغرض المقصود ‪ .‬والمقاوالت التجارية في النظام السعودي هي ‪:‬‬
‫مقاولة الصناعة ‪ ،‬والتوريد ‪ ،‬والوكالة بالعمولة ‪ ،‬والنقل ‪ ،‬والبيع بالمزاد ‪ ،‬ومحالت ومكاتب‬
‫األعمال ‪ ،‬وإنشاء المباني ‪ .‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي ‪ .‬لمحمد حسن الجبر ص ‪.72‬‬
‫‪ )?(3‬ينظر القانون التجاري السعودي ‪ .‬لمحمد الجبر ص ‪ ، 78‬العقود التجارية وعمليات البنوك‬
‫في المملكة لمحمد الجبر ص ‪. 86‬‬
‫‪141‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وقد اقتصر هذا النظام على تنظيم احتراف هذه المهنة ولم يتناول بالتنظيم‬

‫وكالة العقود ذاتها ‪ .‬وقد حاولت الالئحة التنفيذية لهذا النظام توضيح بعض إجراءات‬

‫هذه المهنة ‪.‬‬

‫وتعرف وكالة العقود بأنها ‪ " :‬عقد يلتزم بموجبه شخص بأن يتولى على وجه‬

‫االستمرار في منطقة نشاٍط معين ‪ ،‬الحَض والتفاوض على إبرام الصفقات لمصلحة‬

‫الموكل مقابل أجر ‪ ،‬ويجوز أن تشتمل مهمته إبرام هذه الصفقات وتنفيذها باسم‬

‫(‪)1‬‬
‫الموكل ولحسابه" ‪ .‬ويعتبر وكيل العقود أو الوكيل التجاري تاجرًا رغم أنه ال يقوم‬

‫بالعمل باسمه الشخصي ‪ ،‬وإ نما باسم موكله ولحسابه والذي يكون تاجرًا ‪.‬‬

‫ولهذا اختلف الشراح حول إضفاء الصفة التجارية على عمل وكيل العقود ؛‬

‫ألنه ال يقوم باألعمال التجارية باسمه الشخصي ولحسابه ‪ ،‬وإ نما يفعل ذلك باسم‬

‫وحساب موكله التاجر‪.‬‬

‫والرأي الراجح ‪ :‬أن وكيل العقود يعتبر تاجرًا متى قام بهذا العمل على وجه المقاولة‬

‫أو االحتراف ‪ ،‬وعلى ذلك يشترك في وكيل العقود أن تتوفر فيه األهلية التجارية‬

‫(‪)2‬‬
‫الالزمة لممارسة األعمال التجارية ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬العقود التجارية وعمليات البنوك في المملكة لمحمد الجبر ص ‪. 111‬‬


‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬المصدر السابق ص ‪. 114‬‬
‫‪142‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ويؤيد هذا أن المادة الثالثة من نظام الوكاالت التجارية نصت على أنه ال يجوز رفض‬

‫القيد للوكيل التجاري إذا كان سعوديًا إال في حال كونه ممنوعًا من مزاولة التجارة ‪،‬‬

‫أو غير أهل لممارستها ‪.‬‬

‫وهذا واضح في أن النظام السعودي اعتبر وكيل العقود تاجرًا ‪ ،‬واشترط أن تتوفر فيه‬

‫األهلية التجارية الالزمة لمزاولة األعمال التجارية‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أهلية القيد في السجل التجاري‪.‬‬


‫يشترط في من يقيد في السجل التجاري أن تتوفر فيه األهلية التجارية الالزمة‬

‫الحتراف التجارة ؛ ذلك أن نظام السجل التجاري الصادر بالمرسوم الملكي رقم م‪1/‬‬

‫وتاريخ ‪21/2/1416‬هـ أوجب على كل تاجر أن يلتزم بالقيد في السجل التجاري‬

‫الذي يقع في دائرة محله ‪ ،‬والذي تعده وزارة التجارة ‪.‬‬

‫وذلك متى توافرت فيه ثالثة شروط ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن تتوفر فيه شروط اكتساب صفة التاجر التي حددتها األنظمة ‪ ،‬ومنها‬

‫األهلية التجارية الالزمة الحتراف التجارة ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون له محل ثابت في المملكة ‪ ،‬سواء أكان هذا المحل مركزًا رئيسيًا ‪ ،‬أم‬

‫(‪)1‬‬
‫فرعًا ‪ ،‬أم وكالة ‪.‬‬

‫(‪)3( )2‬‬
‫‪ -3‬أن يبلغ رأس مال التاجر مائة ألف لاير ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬المادة ‪ 2‬من نظام السجل التجاري ‪.‬‬


‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬المادة ‪ 2‬من نظام السجل التجاري ‪.‬‬
‫‪ )?(3‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد الجبر ص ‪. 129‬‬
‫‪143‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬أهلية الشريك في عقد الشركة‪.‬‬


‫يجب أن تتوفر في الشريك المتضامن األهلية التجارية الالزمة لمزاولة‬

‫األعمال التجارية ‪ ،‬سواء كان الشريك المتضامن شريكًا في شركة أشخاص كشركة‬

‫(‪)1‬‬
‫تضامن ‪ ،‬أو شركة توصية بسيطة ‪ ،‬أو كان شريكًا في شركة مختلطة كشركة‬

‫التوصية باألسهم ‪.‬‬

‫والسبب في ذلك أن الشريك المتضامن يكتسب صفة التاجر بمجرد دخوله في الشركة‬

‫‪ ،‬ولو لم تكن له هذه الصفة من قبل ‪ ،‬وعليه فإنه يجب أن تتوافر في الشريك‬

‫المتضامن األهلية الالزمة الحتراف التجارة‪.‬‬

‫وأما الشريك الموصي في شركة التوصية البسيطة ‪ ،‬أو شركة التوصية‬

‫باألسهم ‪ ،‬وكذلك الشريك المساهم ‪ .‬فال يشترط أن تتوفر فيه األهلية التجارية ؛ وذلك‬

‫ألن الشريك الموصي والمساهم ‪ ،‬ال يكتسب صفة التاجر لمجرد انضمامه إلى‬

‫الشركة ما لم تكن له هذه الصفة من قبل ‪.‬‬

‫ولذلك يجوز لناقصي األهلية التجارية ‪ ،‬وكذلك لألشخاص الممنوعين من‬

‫االشتغال بالتجارة الدخول كشركاء موصين أو مساهمين في شركة توصية بسيطة أو‬

‫(‪)2‬‬
‫في شركة مساهمة ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬عرفت المادة ‪ 36‬من نظام الشركات شركة التوصية البسيطة بأنها ‪ { :‬الشركة التي تتكون‬
‫من فريقين من الشركاء ‪ :‬فريق يضم على األقل شريكًا متضامنًا مسئوًال في جميع أمواله عن‬
‫ديون الشركة ‪ ،‬وفريق آخر يضم على األقل شريكًا موصيًا مسؤوًال عن ديون الشركة بقدر‬
‫حصته في رأس المال }‪.‬‬
‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي لمحمد الجبر ص ‪. 266 ، 247‬‬
‫‪144‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪145‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األهلية التجارية في بعض العمليات‬


‫البنكية‪.‬‬
‫وفيه ثالثة فروع ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أهلية فتح الحساب المصرفي ‪.‬‬


‫يجب على البنك عند فتح الحساب المصرفي أن يتحقق من أهلية العميل للتعاقد‬

‫‪ ،‬إذ يشترط أن تتوفر في العميل األهلية التجارية ‪ ،‬فال يجوز للبنك أن يفتح حسابًا إال‬

‫لمن بلغ الثمانية عشرة من عمره رشيدًا ‪.‬‬

‫وأما القاصر فال يجوز فتح حساب باسمه إال في حالتين ‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬إذا كان مأذونًا له بتسلم أمواله وإ دارتها ‪ ،‬فيجوز فتح حساب له عندئذ ؛ ألنه‬

‫يعتبر كامل األهلية بالنسبة لتصرفاته في حدود اإلذن ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬أن يكون حق التصرف في الحساب والتوقيع من قبل ممثله الشرعي‪.‬‬

‫وأما المرأة فيشترط أيضا أن تتوفر فيها األهلية التجارية لكي تفتح الحساب‬

‫وحينئذ يمكنها أن تفتح حسابًا باسمها سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة ‪ ،‬وذلك‬

‫لدى أحد البنوك النسائية ‪.‬‬

‫واشتراط توفر األهلية التجارية في العميل ال يعني أن فتح الحساب بالنسبة‬

‫للعميل يعد عمًال تجاريًا دائمًا ؛ ألن عمليات البنوك تعد تجارية بالنسبة للبنك ‪ ،‬وأما‬

‫بالنسبة للعميل فال تكتسب الصفة التجارية إال إذا كان العميل تاجرًا قام بالعملية لخدمة‬

‫تجارته فتكون عمًال تجاريًا بالتبعية ‪.‬‬


‫‪146‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫كما أن اشتراط وجود األهلية التجارية في الشخص ال يؤدي إلى إكسابه صفة التاجر‬

‫(‪)1‬‬
‫؛ ألن هذه الصفة يتم اكتسابها بعد توفر شروط أخرى ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهلية فتح االعتماد المصرفي ‪.‬‬


‫االعتماد المصرفي على نوعين ‪ :‬اعتماد بسيط ‪ ،‬واعتماد مستندي‪.‬‬

‫واالعتماد البسيط هو ‪ " :‬عقد يتعهد بمقتضاه البنك أن يضع تحت تصرف عميله‬

‫(‪)2‬‬
‫وسائل للدفع في حدود مبلغ معين " ‪.‬‬

‫وبحصول العميل على هذا االعتماد يحق له االستفادة منه عن طريق قبض المبلغ نقدًا‬

‫‪ ،‬أو بسحب أوراق تجارية على البنك ‪ ،‬أو بإصدار أوامر التحويل المصرفي أو‬

‫حسب الكيفية التي يتم االتفاق عليها بين البنك والعميل ‪.‬‬

‫وأما االعتماد المستندي فهو ‪ " :‬عقد يتعهد البنك بمقتضاه بفتح اعتماد بناء على طلب‬

‫أحد عمالئه يسمى اآلمر لصالح شخص آخر يسمى المستفيد بضمان مستندات تمثل‬

‫(‪)3‬‬
‫بضاعة منقولة أو معدة للنقل " ‪.‬‬

‫فالفرق بين االعتماد البسيط واالعتماد المستندي ‪ ،‬أن البنك في االعتماد البسيط يلتزم‬

‫بوضع المبلغ المفتوح به االعتماد تحت تصرف العميل مباشرة وال عالقة له بالغير‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬العقود التجارية وعمليات البنوك في المملكة ‪ .‬لمحمد الجبر ص ‪، 215 ، 226‬‬
‫النظام البنكي في المملكة ‪ .‬لعبد المجيد عبوده ص ‪ ، 130‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية‬
‫لعلي عوض ص ‪. 288‬‬
‫‪ )?(2‬النظام البنكي في المملكة ‪ ،‬لعبد المجيد عبوده ص ‪. 193‬‬
‫‪ )?(3‬العقود التجارية وعمليات البنوك في المملكة ‪ ،‬لمحمد الجبر ص ‪. 307‬‬
‫‪147‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫وأما في االعتماد المستندي فيلتزم البنك بوضع المبلغ المفتوح به االعتماد تحت‬

‫تصرف الغير وهو المستفيد في العقد مقابل تسلمه لمستندات البضاعة ‪ ،‬ففائدة‬

‫االعتماد المستندي تظهر في مجال التجارة الخارجية‪.‬‬

‫وُيعد فتح االعتماد عمًال تجاريًا دائمًا بالنسبة للبنك ؛ ألن جميع أعمال البنوك تعد‬

‫أعماًال تجارية طبقًا للمادة الثانية من نظام المحكمة التجارية ‪.‬‬

‫وأما بالنسبة للعميل فإن هذا العقد ال يعتبر تجاريًا إال إذا كان العميل تاجرًا قام بفتح‬

‫االعتماد لخدمة تجارته ‪.‬‬

‫ولكن لما كان المعتاد هو فتح االعتماد لصالح التجار ورجال األعمال لتمكينهم من‬

‫الحصول على المبالغ الالزمة لهم ألداء أثمان السلع التي يتاجرون بها ‪ ،‬أو لتمويل‬

‫مشروعاتهم ‪ ،‬فإن عددًا من الشراح يعتبر أن العقد عقد تجاري بالنسبة للطرفين‪.‬‬

‫ولذلك فإن محكمة النقض المصرية ترى أن القروض التي تمنحها البنوك لعمالئها‬

‫عمًال تجاريًا دائمًا بالنسبة لطرفي العقد أيًا كانت صفة المقترض ‪ ،‬وأيًا كان الغرض‬

‫الذي من أجله عقد القرض ‪ ،‬فإذا كان فاتح االعتماد مصرف وكان موضوعه تقديم‬

‫قرض للعميل كان عقد االعتماد تجاريًا في جميع الحاالت ‪.‬‬

‫ولذلك فإنه يشترط لفتح االعتماد المصرفي أن تتوفر في طالب فتح االعتماد األهلية‬

‫(‪)1‬‬
‫التجارية الالزمة لمزاولة األعمال التجارية ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر ‪ :‬العقود التجارية وعمليات البنوك في المملكة لمحمد الجبر ص ‪ . 301‬عمليات‬


‫البنوك من الوجهة القانونية لعلي عوض ص ‪. 504‬‬
‫‪148‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أهلية خصم الورقة التجارية ‪.‬‬


‫تعتبر جميع األعمال المتعلقة بالورقة التجارية أعماًال تجارية ‪ ،‬حيث نصت‬

‫المادة الثانية من نظام المحكمة التجارية في الفقرة (جـ) على تجارية { كل ما يتعلق‬

‫بسندات الحوالة بأنواعها } وسندات الحوالة هي الكمبيالة ‪ ،‬حيث يطلق نظام المحكمة‬

‫التجارية على الكمبيالة اسم سند الحوالة ‪ ،‬ويطلق عليها أيضًا السفتجة‪ .‬فهذا النص‬

‫يضفي الصفة التجارية على جميع األعمال المتعلقة بالكمبيالة كسحبها وتظهيرها‬

‫وضمانها ضمانًا احتياطيًا وقبولها ‪ ،‬كما أن هذه الصفة مالزمة للكمبيالة حتى ولو‬

‫حررت بمناسبة عمل مدني ومن جانب شخص غير تاجر‪ .‬وهذا ما نص عليه قانون‬

‫التجارة الموحد الذي أقره مؤتمر جنيف في العام ‪1931‬م ‪ ،‬والذي استمد منه نظام‬

‫األوراق التجارية السعودية فيما عدا بعض األحكام المخالفة للشريعة اإلسالمية ‪.‬‬

‫حيث نص في المادة السادسة منه على ذلك بقوله ‪:‬‬

‫{ تعتبر أعماًال تجارية جميع األعمال المتعلقة بالكمبياالت ‪ ،‬وأيًا كان أولي الشأن فيها‬

‫‪ ،‬وأيًا كانت طبيعة العملية التي ُح ررت بشأنها } ‪.‬‬

‫ولذلك فإن خصم الورقة التجارية ُيعد عمًال تجاريًا ‪ ،‬وخصم الورقة التجارية هو ‪" :‬‬

‫تظهير الورقة التجارية التي لم يحل أجلها بعد تظهيرًا ناقًال للملكية ألمر بنك يقوم‬

‫بدفع قيمتها للمظهر ‪ ،‬أو بقيدها في حسابه لديه بعد خصم األجر الذي يستحقه عن‬

‫(‪)1‬‬
‫العملية " ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬العقود التجارية وعمليات البنوك في المملكة لمحمد الجبر ص ‪. 331‬‬


‫‪149‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ومن ثم فيشترط أن تتوفر في دافع الورقة التجارية للبنك لكي يخصمها األهلية‬

‫التجارية الالزمة لمزاولة األعمال التجارية ؛ ألن الخصم عمل تجاري بطبيعته‬

‫(‪)2‬‬
‫لوروده على ورقة تجارية وألنه يتطلب عادة تظهير الورقة التجارية ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )?(2‬ينظر ‪ :‬القانون التجاري السعودي ‪ ،‬لمحمد الجبر ص ‪ ، 65‬عمليات البنوك من الوجهة‬


‫القانونية لعلي عوض ص ‪. 759‬‬
‫‪150‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الخــاتــمـــــة‬

‫‪151‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات ‪ ،‬والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه‬

‫‪ .‬ثم الصالة والسالم على خير الخلق سيد ولد آدم نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬

‫أجمعين ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬

‫أشكر اهلل سبحانه على ما مَّن علّي به من إكمال ما بدأت به من عمل في هذا‬

‫البحث ‪ ،‬وأسأله عز وجل أن يكتب لي فيما قمت به األجر والثواب ‪.‬‬

‫وهنا يطيب لي أن أوجز أبرز المسائل التي تناولها البحث والنتائج التي توصل إليها‪:‬‬

‫‪ – 1‬األهلية في اللغة أصلها ( أهل ) ولها معنيان متباعدان أحدهما األهل ‪ ،‬واآلخر‬

‫اإلهالة وهي الشحم ‪ .‬ويقترب المقصود منها في البحث بالمعنى األول ‪.‬‬

‫‪ – 2‬األهلية في النظام هي ‪ :‬الصالحية ‪ ،‬وتنقسم إلى قسمين ‪:‬‬

‫أ‪ .‬أهلية وجوب ‪ ،‬وهي ‪ :‬صالحية الشخص وقدرته على مباشرة التصرفات‬

‫القانونية ‪ ،‬وإ جرائها لحساب نفسه على وجه يعتد به شرعًا‪.‬‬

‫ب‪ .‬وأهلية أداء ‪ ،‬وهي ‪ :‬صالحية الشخص الكتساب الحقوق والتحمل‬

‫بااللتزامات‪.‬‬

‫‪ – 3‬األهلية في الفقه تنقسم إلى قسمين أيضًا ‪:‬‬

‫أ‪ .‬أهلية وجوب ‪ ،‬وهي ‪ :‬صالحية اإلنسان لثبوت الحقوق المشروعة له أو‬

‫عليه‪ .‬وهذه تثبت لكل إنسان ‪ ،‬وهي إما ناقصة وتكون للجنين فقط ‪ ،‬وإ ما‬

‫كاملة وهذه تثبت لإلنسان منذ والدته ‪ ،‬وتستمر معه في جميع أدوار حياته‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫ب‪ .‬أهلية أداء ‪ ،‬وهي ‪ :‬صالحية اإلنسان لصدور التصرفات منه على وجه‬

‫يعتد به شرعًا ‪ .‬وهذه األهلية أيضًا إما ناقصة وهذه تثبت للصبي المميز ‪،‬‬

‫وإ ما كاملة وهذه تثبت للبالغ العاقل الرشيد غير المحجور عليه ‪.‬‬

‫‪ – 4‬التجارة في اللغة أصلها ( تجر ) بمعنى باع واشترى ‪.‬‬

‫‪ – 5‬أن التجارة في النظام يتم تعريفها بطريقتين ‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬تحديد أعمال معينة هي أعمال تجارية ‪ ،‬كما جاءت بذلك المادة الثانية من‬

‫نظام المحكمة التجارية ‪ .‬وهذه هي النظرية الموضوعية ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬بيان وصف التاجر وتعريفه بأنه ‪ :‬من اشتغل بالمعامالت التجارية‬

‫واتخذها مهنة له ‪ .‬كما نصت على ذلك المادة األولى من نظام المحكمة‬

‫التجارية ‪ ،‬وهذه هي النظرية الشخصية ‪ .‬وبذلك يكون النظام السعودي قد‬

‫جمع بين النظريتين في تحديده لمفهوم العمل التجاري ‪.‬‬

‫‪ – 6‬التجارة في الفقه عرفها العلماء بتعاريف متقاربة اتفقت على أمرين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬أن التجارة تتم بوسيلة الشراء والبيع ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أن المقصود من التجارة هو تحقيق الربح‪.‬‬

‫‪ – 7‬أن مفهوم التجارة في الفقه اإلسالمي أوسع مما هو في القوانين التجارية الحديثة‬

‫‪ ،‬وأكثر واقعية منها ‪ ،‬ذلك أن فقهاء اإلسالم لم يشترطوا أن تكون التجارة على‬

‫منقول ‪ ،‬ولهذا يعد من التجارة في الفقه االتجار في العقارات بشرائها وبيعها‬

‫‪153‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫طلبا للربح ‪ .‬وهذا خالف النظرة القانونية والتي تشترط لكي يكون العمل‬

‫تجاريًا أن يكون محل الشراء منقوًال ‪ ،‬ومن ثم تخرج العمليات المتعلقة بالعقار‬

‫عن الصفة التجارية ‪.‬‬

‫‪ – 8‬أن األهلية تختلف عن الذمة ‪ ،‬فالذمة ليست األهلية بل أمر مستقل عنها ‪ ،‬حيث‬

‫تعرف الذمة بأنها ‪ :‬محل اعتباري في الشخص تشغله الحقوق التي تتحقق‬

‫عليه‪ .‬والراجح اعتبار الذمة وإ ثباتها وهو مذهب جمهور العلماء ‪ ،‬وذلك خالفًا‬

‫لبعض العلماء الذين ذهبوا إلى إنكارها ‪.‬‬

‫‪ – 9‬أن األهلية تختلف عن الوالية ‪ ،‬فالوالية شرعًا هي ‪ :‬سلطة شرعية يتمكن بها‬

‫صاحبها من إنشاء العقود والتصرفات وتنفيذها أي ترتيب اآلثار عليها ‪.‬‬

‫وقانونًا هي ‪ :‬سلطة قانونية لشخص معين في مباشرة التصرفات القانونية باسم‬

‫غيره ولحساب هذا الغير ‪ ،‬بما ينتج أثره في حقهم ‪.‬‬

‫وبهذا تكون األهلية شرط لمباشرة العقود ‪ ،‬وأما الوالية فهي شرط لنفاذ العقود‬

‫وترتب اآلثار الشرعية عليها‪.‬‬

‫‪ – 10‬حدد نظام المحكمة التجارية سن األهلية التجارية بتوفر صفة الُر ْش د في‬

‫الشخص ‪ .‬والرشد في المملكة تم تحديده بموجب قرار مجلس الوزراء رقم‬

‫‪ 114‬وتاريخ ‪5/11/1374‬هـ والذي اشترط لثبوت صفة الرشد في المملكة‬

‫بلوغ الشخص ثماني عشرة سنة هجرية ‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ – 11‬أن الراجح أن نص المادة الرابعة من نظام المحكمة التجارية والتي تقول ‪:‬‬

‫{ كل من كان رشيدًا أو بلغ سن الرشد فله الحق أن يتعاطى مهنة التجارة‬

‫بأنواعها } لم تقصد التفرقة بين الرشيد ومن بلغ سن الرشد ‪ ،‬وأن صياغة المادة‬

‫صياغة معيبة ‪ ،‬لذلك يجب تعديلها وُيقترح أن تكون بالصيغة التالية ‪ { :‬كل من‬

‫كان رشيدًا طبقًا للنظام فله الحق أن يتعاطى مهنة التجارة بأنواعها}‪.‬‬

‫‪ – 12‬يشترط لتوفر صفة الرشد الالزمة الكتساب األهلية التجارية شرطان هما‪:‬‬

‫‪ -1‬السالمة من عوارض األهلية ‪.‬‬

‫‪ – 2‬بلوغ ثماني عشرة سنة ‪.‬‬

‫‪ – 13‬أن سن األهلية التجارية في الفقه هي سن البلوغ ‪ ،‬فمن بلغ غير مصاب بأحد‬

‫عوارض األهلية فإنه يكتسب األهلية التجارية الكاملة ‪.‬‬

‫‪ – 14‬أن النظام السعودي لم يفرق بين الرجل والمرأة من حيث اكتساب كل منهما‬

‫لألهلية التجارية ‪ ،‬كما لم يفرق بين المرأة المتزوجة وغير المتزوجة ‪ .‬ومن ثم‬

‫ينطبق على المرأة ما ينطبق على الرجل من شروط أو قيود ‪.‬‬

‫‪ – 15‬أن اإلسالم أثبت للمرأة أهلية تجارية كالرجل فلم يفرق بينهما ‪ ،‬فإذا بلغت‬

‫المرأة رشيدة غير مصابة بعارض من عوارض األهلية كانت أهًال لممارسة‬

‫التجارة‪.‬‬

‫‪ – 16‬أن القاصر في النظام السعودي هو من لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ – 17‬أنه يشترط في القاصر لكي تتوفر فيه األهلية التجارية ليمارس األعمال‬

‫التجارية شرطان هما ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬أن يأذن له وليه أو ممثله الشرعي بممارسة التجارة ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أن يمارس التجارة فيما أذن له وليه فيه‪.‬‬

‫‪ – 18‬القاصر في الفقه هو الصبي المميز ‪ ،‬ولكي يكتسب األهلية التجارية يشترط‬

‫حصوله على اإلذن من وليه بممارسة التجارة ‪ ،‬وهذا مذهب الجمهور وهو‬

‫الراجح‪.‬‬

‫‪ – 19‬أن القاصر في النظام إذا مارس التجارة مع عدم حصوله على اإلذن فإنه ال‬

‫يكون أهًال لالتجار وال يكتسب صفة التاجر ‪ ،‬وإ ذا مارس األعمال التجارية فإنها‬

‫تكون باطلة لمصلحته ‪.‬‬

‫‪ – 20‬أن القاصر في الفقه وهو الصبي المميز إذا مارس التجارة من غير حصوله‬

‫على اإلذن من وليه فإن تصرفه يتوقف على إجازة وليه عند الجمهور‪.‬‬

‫‪ – 21‬أجاز النظام للولي أن يأذن للقاصر باالتجار إذا رأى في ذلك مصلحة للقاصر‬

‫‪ ،‬وأن هذا اإلذن قد يكون مطلقًا وقد يكون مقيدًا‪.‬‬

‫‪ – 22‬يجوز للولي في الفقه أن يأذن للقاصر بالتجارة إذا رأى في ذلك مصلحة له‬

‫وأن هذا اإلذن قد يكون صريحًا وقد يكون ضمنيًا ‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ – 23‬أن الراجح في الفقه أن اإلذن للقاصر بالتجارة يقبل التخصيص ‪ ،‬ويصح‬

‫تقييده مقدارًا ونوعًا وزمانًا ومكانًا ‪.‬‬

‫‪ – 24‬أن معيار تميز األجنبي عن المواطن في النظام هو معيار الجنسية ‪ ،‬فاألجنبي‬

‫هو كل شخص ال يحمل جنسية الدولة التي يقيم فيها ‪ ،‬وال فرق في هذا المعيار‬

‫بين الشخص الطبيعي والمعنوي ‪ .‬وهذا المعيار هو الذي أخذ به المنظم‬

‫السعودي‪.‬‬

‫‪ – 25‬أن األجانب في الدولة اإلسالمية قبل ظهور رابطة الجنسية هم غير المسلمين‬

‫الذين يقيمون داخل حدودها وهم صنفان ‪ :‬الذميون والمستأمنون‪.‬‬

‫‪ – 26‬أن ممارسة األجانب للتجارة في المملكة تم تنظيمها من خالل نظام االستثمار‬

‫األجنبي الصادر بالمرسوم الملكي رقم م‪ 1/‬وتاريخ ‪5/1/1421‬هـ‪.‬‬

‫‪ – 27‬أن اإلسالم كفل لألجانب الحرية الكاملة في ممارسة التجارة بأنواعها ‪ ،‬إال أنه‬

‫منعهم من التعامل بالربا أو بيع المحرمات على وجه الشهرة ‪ ،‬وكذا منعهم من‬

‫اإلضرار بالمصالح اإلسالمية ‪.‬‬

‫‪ – 28‬أن نظام المحكمة التجارية لم يتعرض لتحديد أهلية األجنبي لالتجار ‪ ،‬ونتج‬

‫عن ذلك اختالف الشراح حول تحديد القانون الذي يخضع له األجنبي في تحديد‬

‫أهليته التجارية على رأيين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬أن تحديد أهلية األجنبي لالتجار يكون وفقا لقانون جنسيته‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الثاني ‪ :‬أن تحديد أهلية األجنبي لالتجار يكون وفقًا ألحكام القانون السعودي‪.‬‬

‫وانتهى البحث إلى أن الرأي األخير هو الراجح ‪.‬‬

‫‪ – 29‬أن أهلية األجنبي في اإلسالم ال تختلف عن األهلية لدى المسلم ‪ ،‬فاألهلية‬

‫التجارية في الفقه تحصل بالبلوغ مع الرشد ‪ ،‬سواء عند المسلم أو غير المسلم‪.‬‬

‫‪ – 30‬الشخص المعنوي في القانون هو ‪ :‬جماعة من األشخاص ‪ ،‬أو مجموعة من‬

‫األموال تهدف إلى تحقيق غرض معين ‪ ،‬ويعترف لها القانون بالشخصية‬

‫القانونية بالقدر الالزمة لتحقيق غرضها ‪ ،‬ويكون لها وجود مستقل ومتميز عن‬

‫األشخاص الذين يساهمون في نشاطها أو يستفيدون منها ‪.‬‬

‫‪ – 31‬للشخصية المعنوية أهمية كبيرة ظهرت من خالل الحياة االجتماعية وظروفها‬

‫‪ ،‬ولهذا اعترف المنظم السعودي بالشخصية المعنوية ‪.‬‬

‫‪ – 32‬أن ابتداء الشخصية المعنوية يتم باعتراف المنظم بهذا الشخص المعنوي ‪،‬‬

‫وهذا االعتراف يكون بأحد أسلوبين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬االعتراف العام ‪ ،‬وهذا اعتراف غير مباشر ينشأ عن تنظيم سابق‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬االعتراف الخاص ‪ ،‬وهذا اعتراف مباشر وفردي ويحصل بواسطة‬

‫اإلذن أو الترخيص ‪.‬‬

‫‪ – 33‬أن انقضاء الشخصية المعنوية يحصل إما بانتهاء أجلها المحدد لها ‪ ،‬أو‬

‫بتحقيق غرضها الذي قامت من أجله ‪ ،‬أو بحّلها حًال اختياريًا أو جبريًا ‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ – 34‬أن الشخصية المعنوية لها مميزات تقابل المميزات لدى الشخصية الطبيعية‬

‫وهذه المميزات هي ‪ :‬االسم ‪ ،‬الموطن ‪ ،‬الجنسية ‪ ،‬الذمة ‪ ،‬األهلية ‪.‬‬

‫‪ – 35‬أن الفقه اإلسالمي َع َر ف الشخصية المعنوية ‪ ،‬وهذه الشخصية برزت في‬

‫الدولة ‪ ،‬والوقف ‪ ،‬وبيت المال ‪ .‬حيث أثبت الفقهاء لهذه الجهات شخصية معنوية‬

‫مستقلة بها عمن يمثلها ‪.‬‬

‫‪ – 36‬أن األهلية التجارية للشخصية المعنوية تتحدد وُتكتَس ب وفقًا للغرض من‬

‫إنشائها ‪ ،‬والذي يبينه سند اإلنشاء ‪ ،‬أو يقرره القانون الذي نص على إنشائها‪.‬‬

‫فإذا كان الغرض من الشخصية المعنوية القيام بأعمال تجارية فإنها تكتسب صفة‬

‫التاجر ‪ ،‬وتلتزم بالتزامات التجار ‪ .‬وهذا ما يسمى بـ ( مبدأ تخصص الشخص‬

‫المعنوي) وأن هذا المبدأ له ما يبرره من الناحية القانونية ومن الناحية االقتصادية‬

‫‪.‬‬

‫‪ – 37‬أن األهلية التجارية للشركة في الفقه اإلسالمي كانت تتحدد وفقًا ألهلية‬

‫الشركاء فيها وليس وفقًا للغرض من إنشائها ؛ ألن الشركة قديمًا كانت تقوم على‬

‫اعتبار أشخاص الشركاء الطبيعية ‪.‬‬

‫وأما تحديد األهلية التجارية للشركات المعاصرة وفقًا للغرض الذي تم إنشاؤها‬

‫من أجله فال يوجد في الشريعة ما يمنع منه‪.‬‬

‫‪ – 38‬أن موانع اكتساب األهلية التجارية في النظام هي ‪:‬‬

‫‪159‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ -1‬نقص السن النظامية ‪ :‬فإذا نقصت سن الشخص عن ثماني عشرة سنة ‪،‬‬

‫فإما أن يكون عديم األهلية أو ناقص األهلية‪.‬‬

‫فعديم األهلية ‪ :‬هو كل من لم يبلغ سن التمييز ‪ ،‬وهذا ليس له أهلية تجارية‪.‬‬

‫وأما ناقص األهلية ‪ :‬وهو من بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن الرشد نظامًا ‪ ،‬فهذا‬

‫ليس له أهلية تجارية إال إذا حصل على اإلذن من وليه ‪.‬‬

‫‪ – 2‬انعدام الرشد ‪ :‬إذا كان الشخص مصابًا بعارض من عوارض األهلية فإنه‬

‫ال يكون أهًال لالتجار ويكون محجورًا عليه ‪.‬‬

‫‪ – 3‬انعدام اإلذن للقاصر ‪ :‬إذا لم يحصل القاصر على اإلذن بالتجارة من وليه‬

‫فال يكتسب األهلية التجارية‪.‬‬

‫‪ – 39‬موانع اكتساب األهلية التجارية في الفقه تنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫‪ – 1‬موانع سماوية ‪ :‬وهي الجنون ‪ ،‬والعته ‪ ،‬ومرض الموت ‪.‬‬

‫‪ – 2‬موانع مكتسبة ‪ :‬وهي الَّس َفه ‪ ،‬والَّد ين ‪.‬‬

‫‪ – 40‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية التجارية لدى الشخص في النظام هي‪:‬‬

‫‪ -1‬إمكانية اكتساب صفة التاجر ‪.‬‬

‫‪ -2‬إنشاء االلتزام الصرفي ‪.‬‬

‫‪ -3‬الخضوع ألحكام اإلفالس‪.‬‬

‫‪ – 41‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية التجارية لدى الشخص في الفقه هي‪:‬‬

‫‪160‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ -1‬نفاذ العقود التي يقوم بها ‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلرادة الطلقة في إنشاء العقود واشتراط الشروط لتحديد التزامات التعاقد‬

‫واآلثار المترتبة عليها وذلك بما ال يخالف الشريعة ‪.‬‬

‫‪ – 3‬تكليف الشخص بااللتزامات الناشئة عما يعقده من عقود‪.‬‬

‫‪ – 42‬أن اآلثار المترتبة على انعدام األهلية التجارية في النظام هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬انعدام صفة التاجر‪.‬‬

‫‪ -2‬حق التمسك ببطالن االلتزام الصرفي‪.‬‬

‫‪ – 43‬اآلثار المترتبة على انعدام األهلية التجارية في الفقه هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬بيوع ممنوعة النعدام األهلية التجارية ‪.‬‬

‫‪ -2‬الحجر على التصرفات المالية لفاقد األهلية التجارية‪.‬‬

‫‪ – 44‬يشترط في السمسار وهو الذي يتوسط بين البائع والمشتري إلتمام البيع بأجرة‬

‫‪ ،‬أن تتوفر فيه األهلية التجارية سواء كان السمسار محترفا أو غير محترف‪،‬‬

‫وأيا كانت طبيعة العمل الذي يتوسط في إبرامه ‪.‬‬

‫‪ – 45‬يشترط في الوكيل بالعمولة وهو من يلتزم بموجب عقد بأن يقوم بتصرف‬

‫قانوني باسمه الخاص لحساب موكله نظير أجر ‪ ،‬أن تتوفر فيه األهلية التجارية‬

‫إذا كان يقوم بهذا العمل بطريق االحتراف ‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ – 46‬أن الراجح عن الشراح أن وكيل العقود تاجر محترف ‪ ،‬ووكيل العقود هو من‬

‫يلتزم بموجب عقد بأن يتولى على وجه االستمرار إبرام الصفقات لمصلحة‬

‫موكله مقابل أجر ‪ ،‬لذلك يشترط أن تتوفر فيه األهلية التجارية الالزمة لمزاولة‬

‫األعمال التجارية ‪.‬‬

‫‪ – 47‬أن توفر األهلية التجارية في الشخص شرط للقيد في السجل التجاري ؛ ذلك‬

‫أنه يشترط فيمن يقيد في السجل التجاري أن تتوفر فيه شروط اكتساب صفة‬

‫التاجر ‪ ،‬ومنها توفر األهلية التجارية الالزمة لمزاولة األعمال التجارية ‪.‬‬

‫‪ – 48‬يجب أن تتوفر في الشريك المتضامن األهلية التجارية في أي شركة يكون‬

‫شريكًا فيها ‪ ،‬وأما الشريك الموصي أو المساهم فال يشترط أن تتوفر فيه األهلية‬

‫التجارية ‪.‬‬

‫‪ – 49‬يشترط توفر األهلية التجارية في العميل عند فتحه حسابًا مصرفيًا ‪ ،‬وأن‬

‫اشتراط توفر األهلية التجارية ال يؤدي إلى اكتساب العميل صفة التاجر إذا لم‬

‫تكن له هذه الصفة من قبل ‪ ،‬وذلك ألن صفة التاجر يتم اكتسابها بعد توفر عدة‬

‫شروط أحدها األهلية التجارية ‪.‬‬

‫‪ – 50‬يشترط لفتح االعتماد المصرفي أن تتوفر في طالب فتح االعتماد األهلية‬

‫التجارية ‪ ،‬سواء كان هذا االعتماد اعتمادًا بسيطًا أو اعتمادًا مستنديًا ‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ – 51‬يشترط أن تتوفر األهلية التجارية في دافع الورقة التجارية للخصم ؛ ألن‬

‫الخصم عمل تجاري بطبيعته لوقوعه على األوراق التجارية التي هي أحد‬

‫األعمال التجارية‪.‬‬

‫وبعد هذا يتبين أهمية األهلية التجارية وأنها شرط رئيس لمزاولة األعمال‬

‫التجارية ‪ ،‬وأن توفرها في الشخص يؤدي إلى اكتسابه صفة التاجر إذا مارس‬

‫األعمال التجارية ويؤدي إلى التزامه بالتزامات التجار‪.‬‬

‫وختامًا فإني حاولت في هذا البحث أن أبذل قدر ما أستطيع من جهد ‪ ،‬ولكن‬

‫يبقى هذا الجهد عمل بشري قابل للصواب والخطأ ‪ ،‬فما كان فيه من صواب فمن اهلل‬

‫وحده ‪ ،‬وما كان خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان واهلل ورسوله منه بريئان ‪.‬‬

‫وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫الفهارس‬

‫ويشمل الفهارس التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬فهرس اآليات ‪.‬‬


‫‪ -‬فهرس األحاديث ‪.‬‬
‫‪ -‬فهرس األعالم المترجم لهم ‪.‬‬
‫‪ -‬فهرس المصادر والمراجع ‪.‬‬
‫‪ -‬فهرس الموضوعات ‪.‬‬

‫‪164‬‬
) ‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة‬

‫فهرس اآليات‬

‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫السورة‬ ‫اآليــــــــــــــــــــــــــة‬

120 282 ‫البقرة‬        
      
   

33 282 ‫البقرة‬       


 

60 4 ‫النساء‬      


      
   

119 5 ‫النساء‬      


  
 

65 6 ‫النساء‬      


    
    

60 12 ‫النساء‬        


       
      
     

33 29 ‫النساء‬         

43 172 ‫األعراف‬        


  

43 13 ‫اإلسراء‬      


 

165
) ‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة‬

‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫السورة‬ ‫اآليــــــــــــــــــــــــــة‬

18 7 ‫األنبياء‬       


 

33 37 ‫النور‬        


  

166
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫فهرس األحاديث‬

‫الصفحة‬ ‫طرف الحديث‬

‫‪63‬‬ ‫" إما أنك لو أعطيِتها أخوالِك ‪" ...‬‬

‫‪28‬‬ ‫" إن التجار يبعثون يوم القيامة ‪" ...‬‬

‫‪19‬‬ ‫" إن هلل أهلين من الناس ‪" ...‬‬

‫‪62‬‬ ‫" تصدقن يا معشر النساء ‪" ...‬‬

‫‪61‬‬ ‫" فإن الوالء لمن أعتق "‬

‫‪167‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫فهرس األعالم المترجم لهم‬

‫الصفحة‬ ‫اســــــــــــــــــــــم العلم‬


‫‪28‬‬ ‫ابن األثير‬

‫‪62‬‬ ‫ابن حجر‬

‫‪18‬‬ ‫ابن فارس‬

‫‪23‬‬ ‫ابن قدامة‬

‫‪39‬‬ ‫البجيرمي‬

‫‪61‬‬ ‫البخاري‬

‫‪61‬‬ ‫بريرة‬

‫‪39‬‬ ‫البزدوي‬

‫‪39‬‬ ‫البهوتي‬

‫‪42‬‬ ‫الرازي‬

‫‪61‬‬ ‫عائشة ـ رضي اهلل عنها ـ‬

‫‪38‬‬ ‫عبد العزيز البخاري‬

‫‪111‬‬ ‫على الخفيف‬

‫‪38‬‬ ‫القرافي‬

‫‪62‬‬ ‫كريب‬

‫‪40‬‬ ‫مصطفى الزرقاء‬

‫‪63‬‬ ‫ميمونة بنت الحارث ـ رضي اهلل عنها ـ‬

‫‪168‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫‪)1‬‬


‫أحكام الذميين والمستأمنين في دار اإلسالم ‪ .‬للدكتور ‪ :‬عبد الكريم زيدان‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫الناشر ‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بيروت ‪1402 ،‬هـ ‪1982 /‬م ‪.‬‬
‫األحكام السلطانية والواليات الدينية‪ .‬ألبي الحسن علي بن محمد الماوردي‪،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫الناشر ‪ :‬المكتب اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1416‬هـ ‪1996/‬م‪.‬‬
‫اإلصابة في تمييز الصحابة ‪ .‬ألبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقالني‬ ‫‪)4‬‬
‫‪ ،‬تحقيق ‪ :‬علي محمد البجاوي ‪ ،‬الناشر دار الجيل ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪1412‬هـ‪1992/‬م ‪.‬‬
‫أصول فخر اإلسالم البزدوي ‪ .‬ألبي الحسن علي بن محمد البزدوي ‪ ،‬الناشر‬ ‫‪)5‬‬
‫‪ :‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫أصول الفقه تاريخه ورجاله ‪ .‬للدكتور ‪ :‬شعبان محمد إسماعيل ‪ ،‬الناشر ‪:‬‬ ‫‪)6‬‬
‫دار المريخ ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1401‬هـ ‪1981/‬م‪.‬‬
‫اإلفالس ‪ .‬للدكتور ‪ :‬حسني المصري ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1987‬م ‪.‬‬ ‫‪)7‬‬
‫اإلفالس التجاري بين الشريعة والقانون في ضوء النظام السعودي ‪.‬‬ ‫‪)8‬‬
‫للباحث ‪ :‬أسعد عبد العزيز المرشد ‪ ،‬بحث تكميلي لدراسات األنظمة في معهد‬
‫اإلدارة العامة ‪1407 ،‬هـ‪1987/‬م‬
‫االلتزامات في الشرع اإلسالمي ‪ .‬للشيخ أحمد إبراهيم ‪ ،‬توزيع دار األنصار ‪.‬‬ ‫‪)9‬‬
‫‪ )10‬األموال ونظرية العقد في الفقه اإلسالمي مع مدخل لدراسة الفقه وفلسفته‪.‬‬
‫للدكتور ‪ :‬محمد يوسف موسى‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الفكر العربي ‪ ،‬مدينة نصر ‪،‬‬
‫‪1417‬هـ‪1996/‬م‬

‫‪169‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ )11‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف على مذهب اإلمام أحمد ‪ .‬ألبي الحسن‬
‫علي بن سليمان المرداوي‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد حامد الفقي ‪،‬الناشر ‪ :‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ )12‬األنظمة التجارية والبحرية السعودية ‪ .‬للدكتور ‪ :‬عبد العزيز خليل إبراهيم‬
‫بديوي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الفكر العربي ‪.‬‬
‫‪ )13‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل ‪.‬لناصر الدين البيضاوي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬المطبعة‬
‫الميمنية ‪ ،‬مصر ‪.‬‬
‫‪ )14‬أهل الذمة والواليات العامة في الفقه اإلسالمي ‪ .‬للشيخ نمر محمد النمر ‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬المكتبة اإلسالمية ‪ ،‬عـَّم ان ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1409‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )15‬األوراق التجارية في النظام التجاري السعودي ‪ .‬للدكتور ‪ :‬إلياس حداد ‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬مطابع معهد اإلدارة العامة ‪1407 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )16‬األوراق التجارية في النظام السعودي ‪ .‬للدكتورة ‪ :‬زينب السيد سالمة ‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬مطابع جامعة الملك سعود ‪1419‬هـ‪1998/‬م ‪.‬‬
‫‪ )17‬األوراق التجارية في النظام السعودي ‪ .‬للدكتور ‪ :‬عبد الله محمد العمران ‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬مطابع معهد اإلدارة العامة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1416‬هـ‪1995/‬م ‪.‬‬
‫‪ )18‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق ‪ .‬لزين الدين بن إبراهيم الشهير بـ(ابن نجيم‬
‫) الناشر ‪ :‬دار المعرفة ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ )19‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ‪ .‬لعالء الدين أبي بكر الكاساني ‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1982‬م ‪.‬‬
‫‪ )20‬البداية والنهاية ‪ .‬لعماد الدين إسماعيل بن كثير ‪ ،‬الناشر ‪ :‬مكتبة المعارف‪،‬‬
‫بيروت ‪.‬‬
‫‪ )21‬التعريفات ‪ .‬لعلي بن محمد الجرجاني ‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم األبياري ‪ ،‬الناشر ‪:‬‬
‫دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1413‬هـ‪1992/‬م ‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ )22‬الثقات ‪ .‬ألبي حاتم محمد بن حبان البستي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬شرف الدين أحمد ن‬
‫الناشر ‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1395‬هـ‪1975/‬م ‪.‬‬
‫‪ )23‬الجامع ألحكام القرآن ‪ .‬ألبي عبد اهلل محمد بن أحمد القرطبي ‪،‬تحقيق ‪:‬‬
‫أحمد عبد العليم البردوني ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الشعب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪1372‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )24‬حاشية البجيرمي على منهج الطالب المسماة ( التجريد لنفع العبيد ) للشيخ‬
‫سليمان بن عمر البجيرمي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬مطبعة مصطفى محمد ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ )25‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير ‪ ،‬للشيخ محمد بن أحمد بن عرفة‬
‫الدسوقي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد عليش ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ )26‬شرح الخرشي على مختصر خليل ‪ .‬ألبي عبد اهلل محمد بن عبد اهلل الخرشي‬
‫الناشر ‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ )27‬دروس في القانون التجاري السعودي ‪ .‬للدكتور ‪ :‬أكثم الخولي ‪ ،‬مطابع معهد‬
‫اإلدارة العامة ‪ ،‬الرياض ‪ 1973‬م ‪.‬‬
‫‪ )28‬الذمة والحق وااللتزام وتأثيرها بالموت في الفقه اإلسالمي ‪ .‬للدكتور ‪:‬‬
‫المكاشفي طه الكباشي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬مكتبة الحرمين ‪ ،‬الرياض الطبعة األولى‬
‫‪1409‬هـ‪1989/‬م ‪.‬‬
‫‪ )29‬الروض المربع في شرح زاد المستقنع ‪ .‬للشيخ منصور بن يونس البهوتي ‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬مكتبة الرياض الحديثة ‪ ،‬الرياض ‪1390‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )30‬روضة الطالبين وعمدة المفتين ‪ .‬ألبي زكريا يحيى بن شرف النووي‬
‫‪،‬الناشر ‪ :‬المكتب اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1405‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )31‬روضة الناظر وجنة المناظر ‪ .‬ألبي محمد عبد اهلل بن أحمد بن قدامة‬
‫المقدسي‪ ،‬تحقيق ‪ :‬الدكتور ‪ :‬عبد الكريم النملة ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار العاصمة ‪،‬‬
‫الرياض الطبعة السادسة ‪1419‬هـ‪1998/‬م ‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ )32‬زاد المستقنع ‪ .‬ألبي النجا موسى بن أحمد المقدسي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬مكتبة‬


‫النهضة الحديثة ‪ ،‬مكة المكرمة ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬علي بن محمد الهندي ‪.‬‬
‫‪ )33‬سنن ابن ماجه ‪ .‬ألبي عبد اهلل محمد بن يزيد القزويني ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد فؤاد‬
‫عبدالباقي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ )34‬سنن البيهقي الكبرى ‪ .‬ألبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد‬
‫عبد القادر عطا ‪ ،‬الناشر ‪ :‬مكتبة دار الباز ‪ ،‬مكة المكرمة ‪1414 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1994‬م ‪.‬‬
‫‪ )35‬سنن الترمذي ‪ .‬لمحمد بن عيسى الترمذي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬أحمد محمد شاكر ‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ )36‬السنن الكبرى للنسائي ‪ .‬ألبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ‪ ،‬تحقيق‬
‫‪ :‬عبد الغفار البنداري ‪ ،‬سيد كسروي حسن ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1411‬هـ‪1991/‬م ‪.‬‬
‫‪ )37‬سير أعالم النبالء ‪ .‬ألبي عبد اهلل محمد بن أحمد الذهبي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬شعيب‬
‫األرناؤوط ‪ ،‬محمد نعيم العرقسوسي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫الطبعة التاسعة ‪1413‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )38‬الشخصية الحكمية للشركات المعاصرة ‪ .‬للشيخ أحمد بن محمد الرزين ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير مقدمة لقسم الفقه بكلية الشريعة بالرياض ‪1425‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )39‬الشرح الكبير على مختصر خليل ‪ .‬ألبي البركات أحمد بن محمد العدوي‬
‫الشهير بـ( الدردير ) ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد عليش ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ )40‬الشركات في الفقه اإلسالمي ‪ .‬للشيخ علي الخفيف ‪ ،‬الناشر ‪ :‬معهد الدراسات‬
‫العربية العالية ‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ )41‬صحيح البخاري ‪ .‬لإلمام محمد بن إسماعيل البخاري ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬مصطفى‬


‫ديب البغا ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار ابن كثير ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1407‬هـ‪/‬‬
‫‪1987‬م‬
‫‪ )42‬صحيح مسلم ‪ .‬لإلمام مسلم بن الحجاج النيسابوري ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد فؤاد عبد‬
‫الباقي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ )43‬طبقات الحفاظ ‪ .‬ألبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ‪ ،‬الناشر ‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1403‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )44‬العقود التجارية وعمليات البنوك في المملكة العربية السعودية ‪.‬للدكتور ‪:‬‬
‫محمد حسن الجبر ‪ ،‬الناشر ‪ :‬مطابع جامعة الملك سعود ‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪1418‬هـ‪ 1997/‬م ‪.‬‬
‫‪ )45‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية ‪ .‬للدكتور ‪ :‬علي جمال الدين عوض‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬المكتبة القانونية ‪1993 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ )46‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪ .‬ألبي الفضل أحمد بن علي بن حجر‬
‫العسقالني ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد عبد الباقي و محب الدين الخطيب الناشر ‪ :‬دار‬
‫المعرفة ‪ ،‬بيروت ‪1379 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )47‬الفروق ‪ .‬لشهاب الدين أحمد بن إدريس الصنهاجي الشهير بـ( القرافي)‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬عالم الكتب ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ )48‬الفقه اإلسالمي وأدلته ‪ .‬للدكتور ‪ :‬وهبة الزحيلي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الفكر ‪،‬‬
‫دمشق ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1405‬هـ‪1985/‬م ‪.‬‬
‫‪ )49‬فقه السنة ‪ .‬للشيخ السيد سابق ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫الطبعة السابعة ‪1405‬هـ‪1985/‬م ‪.‬‬
‫‪ )50‬القاموس المحيط ‪ .‬لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار‬
‫إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1412‬هـ‪1991/‬م ‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ )51‬القانون التجاري‪ .‬للدكتور ‪ :‬مصطفى كمال طه ‪ ،‬الناشر ‪:‬دار الجامعة‬


‫الجديدة ‪1996 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ )52‬القانون التجاري السعودي ‪ .‬للدكتور ‪ :‬محمد حسن الجبر ‪ ،‬الطبعة الخامسة‬
‫‪1421‬هـ‪2000/‬م ‪.‬‬
‫‪ )53‬القانون الدولي الخاص للملكة العربية السعودية ‪ .‬للدكتور محمد السيد عرفة ‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬دار المؤيد ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1421‬هـ‪2000/‬م‬
‫‪ )54‬قانون المعامالت التجارية السعودي ‪ .‬للدكتور ‪ :‬محمود مختار بريري ‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬مطابع معهد اإلدارة العامة ‪1402 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )55‬الكشاف عن حقائق التنزيل ‪ .‬لمحمود بن عمر الزمخشري ‪ ،‬الناشر ‪ :‬مطبعة‬
‫مصطفى الحلبي ‪1385 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )56‬كشاف القناع عن متن اإلقناع ‪ .‬للشيخ منصور بن يونس البهوتي ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫هالل مصيلحي ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪1402 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )57‬كشف األسرار عن أصول البزدوي ‪ .‬لعالء الدين عبد العزيز البخاري ‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪1394 ،‬هـ‪1974/‬م ‪.‬‬
‫‪ )58‬لسان العرب ‪ .‬ألبي الفضل محمد بن مكرم بن منظور ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار صادر ‪،‬‬
‫بيروت ‪.‬‬
‫‪ )59‬مبادئ القانون في ظل األنظمة المعمول بها في المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫للدكتور ‪ :‬عبد الفضيل محمد أحمد ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الوفاء ‪1994 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ )60‬مبادئ القانون لرجال األعمال في المملكة العربية السعودية ‪ .‬للدكتور ‪:‬‬
‫محمد إبراهيم أبو العينين ‪ ،‬الناشر‪ :‬تهامة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1404‬هـ‪1984/‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪ )61‬مبدأ الرضا في العقود ‪ .‬للدكتور علي محيي الدين القره داغي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار‬
‫البشائر اإلسالمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1406‬هـ‪1985/‬م ‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ )62‬المبدع في شرح المقنع ‪ .‬ألبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن مفلح ‪ ،‬الناشر‪:‬‬


‫المكتب اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪1400 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )63‬المبسوط ‪ .‬ألبي بكر محمد بن أحمد السرخسي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار المعرفة ‪،‬‬
‫بيروت ‪1406 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )64‬مجلة األحكام العدلية ‪ .‬تأليف ‪ :‬جمعية المجلة ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬نجيب هواويني‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬كارخانه ‪.‬‬
‫‪ )65‬المحصول في علم األصول ‪ .‬لفخر الدين محمد بن عمر الرازي ‪ ،‬تحقيق‪ :‬طه‬
‫جابر فياض العلواني ‪ ،‬الناشر ‪ :‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪1400‬هـ‪1980/‬م ‪.‬‬
‫‪ )66‬المدخل إلى القانون ‪ .‬للدكتور ‪ :‬حسن كيره ‪ ،‬الناشر‪ :‬منشأة المعارف ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪.‬‬
‫‪ )67‬المدخل إلى نظرية االلتزام العامة في الفقه اإلسالمي ‪ .‬للشيخ مصطفى أحمد‬
‫الزرقاء ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬الطبعة السادسة ‪.‬‬
‫‪ )68‬المدخل الفقهي العام ‪ .‬للشيخ مصطفى أحمد الزرقاء ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬الطبعة‬
‫التاسعة ‪1968 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ )69‬المستدرك على الصحيحين ‪ .‬ألبي عبد اهلل الحاكم النيسابوري ‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬
‫مصطفى عبد القادر عطا ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪1411‬هـ‪1990/‬م ‪.‬‬
‫‪ )70‬المستصفى في علم األصول ‪ .‬ألبي حامد محمد بن محمد الغزالي ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد عبد السالم شافي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪1413‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )71‬معجم مقاييس اللغة ‪ .‬ألبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الشهير بـ(ابن‬
‫فارس) الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ )72‬مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج ‪ .‬لمحمد الخطيب الشربيني ‪ ،‬الناشر‬
‫‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ )73‬مفاتيح الغيب الشهير بـ(التفسير الكبير) ‪ .‬لفخر الدين محمد بن عمر‬
‫الرازي ‪ ،‬الناشر‪ :‬المطبعة الخيرية ‪.‬‬
‫‪ )74‬المفصل في أحكام المرأة ‪ .‬للدكتور عبد الكريم زيدان ‪ ،‬الناشر ‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1413‬هـ‪1993/‬م ‪.‬‬
‫‪ )75‬مقدمة ابن خلدون ‪ .‬لعبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي ‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار القلم ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪1984‬م ‪.‬‬
‫‪ )76‬المقدمة في دراسة األنظمة ‪ .‬تأليف ‪ :‬الدكتور ‪ :‬محمد عمران ‪ ،‬عمر باخشب‬
‫‪ ،‬محمود المظفر ‪،‬طلعت دويدار ‪ ،‬محمد خليفة ‪ ،‬محمد علي كومان الناشر ‪:‬‬
‫دار حافظ ‪ ،‬جدة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1421 ،‬هـ ‪2000‬م ‪.‬‬
‫‪ )77‬الملكية ونظرية العقد في الشريعة اإلسالمية ‪ .‬للشيخ محمد أبو زهرة ‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬دار الفكر العربي ‪.‬‬
‫منح الجليل شرح مختصر خليل ‪ .‬للشيخ محمد عبد اهلل عليش ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار‬ ‫‪)78‬‬
‫الفكر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1404‬هـ‪1984/‬م ‪.‬‬
‫‪ )79‬مواهب الجليل ‪ .‬ألبي عبد اهلل محمد بن عبد الرحمن المغربي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار‬
‫الفكر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1398‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )80‬نظام االستثمار األجنبي ‪ .‬الصادر بالمرسوم الملكي رقم م‪ 1/‬وتاريخ‬
‫‪5/1/1421‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )81‬نظام األوراق التجارية ‪ .‬الصادر بالرسوم الملكي رقم ‪ 37‬وتاريخ‬
‫‪11/10/1383‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )82‬النظام البنكي في المملكة العربية السعودية ‪ .‬للدكتور ‪ :‬عبد المجيد محمد‬
‫عبوده ‪ ،‬الناشر ‪ :‬مطابع معهد اإلدارة العامة ‪1410 ،‬هـ ‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ )83‬النظام التجاري السعودي ‪ .‬للدكتور ‪ :‬رضا السيد عبد الحميد ‪ ،‬صفوت‬


‫بنساوي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬جامعة الملك عبد العزيز قسم األنظمة بكلية االقتصاد‬
‫واإلدارة ‪1998 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ )84‬نظام الجنسية العربية السعودية ‪ .‬الصادر عام ‪1374‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )85‬نظام الخدمة المدنية ‪.‬الصادر بالمرسوم الملكي رقم م‪ 49/‬وتاريخ‬
‫‪10/7/1397‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )86‬نظام السجل التجاري ‪.‬الصادر بالمرسوم الملكي رقم م‪ 1/‬وتاريخ‬
‫‪21/2/1416‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )87‬نظام الشركات ‪ .‬الصادر بالمرسوم الملكي رقم م‪ 6/‬وتاريخ‬
‫‪22/3/1385‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )88‬نظام المحكمة التجارية ‪ .‬الصادر بالمرسوم الملكي رقم ‪ 32‬وتاريخ‬
‫‪15/1/1350‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )89‬نظام الوكاالت التجارية ‪ .‬الصادر بالمرسوم الملكي رقم ‪ 11‬وتاريخ‬
‫‪20/2/1382‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )90‬النظرية اإلسالمية في الدولة مع المقارنة بنظرية الدولة في الفقه الدستوري‬
‫الحديث ‪ .‬للدكتور ‪ :‬حازم الصعيدي ‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫‪1406‬هـ‪1986/‬م ‪.‬‬
‫النظرية العامة للقانون ‪ .‬للدكتور ‪ :‬مصطفى الجمال ‪ ،‬عبد الحميد الجمال‪،‬‬ ‫‪)91‬‬
‫الناشر ‪ :‬الدار الجامعية ‪ ،‬بيروت ‪1987 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ )92‬النهاية في غريب الحديث واألثر ‪ .‬ألبي السعادات المبارك بن محمد الجزري‬
‫الشهير بـ( ابن األثير ) ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬طاهر الزاوي ‪ ،‬محمود الطناحي ‪ ،‬الناشر ‪:‬‬
‫المكتبة العلمية ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ )93‬الوجيز في أصول الفقه ‪ .‬للدكتور ‪ :‬عبد الكريم زيدان ‪ ،‬الناشر ‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة ‪ ،‬الطبعة السابعة ‪1421‬هـ‪2000/‬م ‪.‬‬
‫‪177‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫‪ )94‬الوجيز في النظام التجاري السعودي ‪ .‬للدكتور ‪ :‬سعيد يحيى ‪ ،‬الناشر ‪:‬‬


‫المكتب العربي الحديث ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.‬‬
‫‪ )95‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ( نظرية االلتزام بوجه عام ‪،‬‬
‫مصادر االلتزام ) ‪ .‬للدكتور ‪ :‬عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪ ،‬الناشر ‪:‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ )96‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان ‪ .‬ألبي العباس أحمد بن محمد بن خلكان ‪،‬‬
‫الناشر ‪ :‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪1397 ،‬هـ‪1977/‬م ‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة ‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫التمهيد ‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬تعريف األهلية ‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعريف األهلية في اللغة ‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف األهلية في النظام ‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬تعريف األهلية في الفقه ‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬تعريف التجارة ‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعريف التجارة في اللغة ‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف التجارة في النظام ‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬تعريف التجارة في الفقه‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬الفرق بيـن األهلية واأللفاظ ذات الصلة‬
‫‪38‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬الفرق بين األهلية والذمة ‪.‬‬
‫‪44‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الفرق بين األهلية والوالية ‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬أهلية األشخاص التجارية ‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬األهلية التجارية للوطنييـن ‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تحديد سن األهلية التجارية ‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تحديد سن األهلية التجارية في النظام ‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تحديد سن األهلية التجارية في الفقه ‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للمرأة في النظام ‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬األهلية التجارية للمرأة في النظام ‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للمرأة في الفقه ‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬أهلية القاصر المأذون له بالتجارة ‪.‬‬
‫‪179‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬


‫‪64‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬أهلية القاصر المأذون له بالتجارة في النظام ‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أهلية القاصر المأذون له بالتجارة في الفقه ‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬أهلية القاصر غير المأذون له بالتجارة ‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬أهلية القاصر غير المأذون له بالتجارة في النظام ‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أهلية القاصر غير المأذون له بالتجارة في الفقه‪.‬‬
‫‪71‬‬ ‫المطلب الخامس ‪ :‬سلطة الولي في اإلذن للقاصر بالتجارة‪.‬‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬سلطة الولي في اإلذن للقاصر بالتجارة في النظام‪.‬‬
‫‪74‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬سلطة الولي في اإلذن للقاصر بالتجارة في الفقه‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬األهلية التجارية لألجانب ‪.‬‬
‫‪80‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬التعريف باألجنبي ‪.‬‬
‫‪80‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬التعريف باألجنبي في النظام ‪.‬‬
‫‪82‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬التعريف باألجنبي في الفقه ‪.‬‬
‫‪84‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬ممارسة األجنبي للتجارة ‪.‬‬
‫‪84‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬ممارسة األجنبي للتجارة في النظام ‪.‬‬
‫‪86‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬ممارسة األجنبي للتجارة في الفقه ‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬األهلية التجارية لألجنبي ‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬األهلية التجارية لألجنبي في النظام ‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬األهلية التجارية لألجنبي في الفقه ‪.‬‬
‫‪94‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية ‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الشخصية المعنوية ‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬الشخصية المعنوية في النظام ‪.‬‬
‫‪103‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الشخصية المعنوية في الفقه ‪.‬‬
‫‪107‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية ‪.‬‬
‫‪107‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية في النظام ‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬األهلية التجارية للشخصية المعنوية في الفقه‪.‬‬
‫‪180‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬


‫‪114‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬موانع اكتساب األهلية التجارية ‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬موانع اكتساب األهلية التجارية في النظام ‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬نقص السن النظامية ‪.‬‬
‫‪116‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬انعدام الرشد ‪.‬‬
‫‪116‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬انعدام اإلذن للقاصر ‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬موانع اكتساب األهلية التجارية في الفقه ‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬الموانع السماوية ‪.‬‬
‫‪119‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الموانع المكتسبة ‪.‬‬
‫‪121‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬آثار األهلية التجارية وتطبيقاتها ‪.‬‬
‫‪122‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية التجارية‪.‬‬
‫‪123‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية التجارية في النظام‪.‬‬
‫‪123‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬إمكانية اكتساب صفة التاجر‪.‬‬
‫‪125‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬إنشاء االلتزام الصرفي ‪.‬‬
‫‪127‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬الخضوع ألحكام اإلفالس ‪.‬‬
‫‪129‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على وجود األهلية التجارية في الفقه‪.‬‬
‫‪133‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على انعدام األهلية التجارية ‪.‬‬
‫‪134‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬اآلثار المترتبة على انعدام األهلية التجارية في النظام‪.‬‬
‫‪134‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬انعدام صفة التاجر ‪.‬‬
‫‪134‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬حق التمسك ببطالن االلتزام الصرفي‪.‬‬
‫‪136‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على انعدام األهلية التجارية في الفقه‪.‬‬
‫‪136‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬البيوع الممنوعة النعدام األهلية التجارية للعاقد ‪.‬‬
‫‪137‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الحجر على التصرفات المالية لفاقد األهلية التجارية‪.‬‬
‫‪139‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬تطبيقات األهلية التجارية ‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬األهلية التجارية في بعض األعمال التجارية‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫أحكام األهلية التجارية ( دراسة مقارنة )‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬


‫‪140‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬أهلية السمسار ‪.‬‬
‫‪141‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أهلية الوكيل التجاري ‪.‬‬
‫‪143‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬أهلية القيد في السجل التجاري ‪.‬‬
‫‪144‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬أهلية الشريك في عقد الشركة ‪.‬‬
‫‪146‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬األهلية التجارية في بعض العمليات البنكية ‪.‬‬
‫‪146‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬أهلية فتح الحساب المصرفي‪.‬‬
‫‪147‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أهلية فتح االعتماد المصرفي‪.‬‬
‫‪149‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬أهلية خصم الورقة التجارية‪.‬‬
‫‪151‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪165‬‬ ‫الفهارس‬
‫‪166‬‬ ‫فهرس اآليات‬
‫‪168‬‬ ‫فهرس األحاديث‬
‫‪169‬‬ ‫فهرس األعالم المترجم لهم‬
‫‪170‬‬ ‫فهرس المصادر والمراجع‬
‫‪180‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬

‫‪182‬‬

You might also like