Professional Documents
Culture Documents
(دور مادة الفلسفة في تنمية التفكير الناقد)
(دور مادة الفلسفة في تنمية التفكير الناقد)
(دور مادة الفلسفة في تنمية التفكير الناقد)
ملخص :
لقد صار لزاما على الخبراء في مجال تعليمية املواد عامة و تعليمية املواد الخاصة أن يبرزوا أهمية تعليم التفكير في وقت
ننادي فيه بجودة التعليم بعيدا عن األهداف الضيقة واملنحصرة في التحصيل الدراس ي فقط مهملين بذلك القدرة على التفكير
بأنواعه إبداعي،تحليلي،رياض ي ،ناقد..الخ،يأتي هذا املقال بصدد ضرورة لفت انتباه املهتمين بشأن التربية التعليم إلى اعتبار املواد
الدراسية مدخال هاما في تعليم التفكير والتفكير الناقد الناقد على وجه الخصوص،نحن سعيا من إلبراز هذه األهمية حاولنا عرض
الدور الذي تلعبه مادة الفلسفة في التفكير بوجه عام و التفكير الناقد على وجه الخصوص وهذا ما سنسلط الضوء عليه في هذا
املقال .
Résumé :
Il est devenu impératif que les spécialistes dans le domaine de l’enseignement des matières générales et
spéciales, qu’ils mettent en valeur l’enseignement de la pensée, ou moment où nous revendiquons un enseignement
de qualité, loin des objectifs restreints qui sont limités uniquement dans la réussite scolaire en ignorant tout de
même la faculté de pensée sous ces différentes formes ; innovatrice, analytique et mathématique et Critique etc. ce
présent article veut attirer l’attention de ceux qui s’intéressent au sujet de l’éducation et de l’enseignement en
considérant les matières scolaires comme une importante introduction dans l’éducation de la pensée et la pensée
critique en particulier, pour mette en exergue cette importance, nous avons essayés d’exposer le rôle que joue la
matière de la philosophie dans la pensée en générale et dans la pensée critique en particulier et c’est pour cela que
nous mettons en évidence cet article.
مقدمة:
يعرف عالم اليوم تغيرات وتحوالت في شتى مناحي الحياة ،ولن نستثني هنا املدرسة ،هذا األمر الذي جعل التربويين يطرحون
إشكالية املتعلم النوعي،الذي يمكنه التكيف مع هذه التحوالت ومع الزخم املعلوماتي الهائل ،حيث يكون متعلما ايجابيا ال يستقبل
املعلومات فقط ويحفظها ،بل يدقق في مصادرها ويمحصها حتى يتسنى له استيعابها وتوظيفها في فضائها الرحب خارج أسوار
29
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
املدرسة،كذلك ينشد التربويون متعلما قادرا على اتخاذ القرار املناسب في الوقت املناسب ،فمتعلم اليوم تواجهه أفكار وقضايا
متباينة ،لذا فاملتعلم يحتاج إلى ما يقدم إليه ،ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى البحث عن األساليب والطرق واالستراتيجيات املفضية
إلى تنمية التفكير والتفكير الناقد بوجه خاص و إبراز الدور الهام ملادة الفلسفة في إذكاء التفكير العام والتفكير بوجه خاص ،ولكي
نفهم عن كثب ماذا يعني التفكير الناقد يحاول الباحثان بداية التطرق إلى مفهوم التفكير وما يتعلق بالتفكير الناقد وأهميته مكوناته
معاييره،خطواته اإلجرائية ،و أهم االستراتيجيات لتنميته ،وكذا عالقته بأنواع التفكير األخرى و بالقدرات العليا ،وأهم العقبات التي
تعترضه.وكعنصر أخير التفكير الناقد كأساس لوضع مناهج مادة الفلسفة .
“يعرض سولسو التفكير بأنه مفهوم يتضمن ثالثة جوانب أساسية ،يشير الجانب األول إلى أن التفكير عملية عقلية معرفية تتضمن
مجموعة من عمليات املعالجة والتجهيز داخل الجهاز املعرفي للفرد وتحدث هذه العمليات في الدماغ ،أما الجانب الثاني فيشير إلى
أنه يستدل على هذه العمليات من خالل سلوك أو مجموعة من السلوكات فيما يشير الجانب الثالث إلى أن التفكير موجه،أي أنه
عملية هادفة نحو حل املشكالت أو توليد البدائل " (.صالح محمد أبو جادو ،محمد بكر نوفل ، 2007 ،ص .) 28
ويذهب الخليلي ( )2005في تحديد التفكير في كونه " التقص ي املدروس للخبرة من أجل غرض ما فيكون هذا الغرض هو الفهم،أو
اتخاذ القرار،أو التخطيط ،أو حل املشكالت أو الحكم على األشياء أو القيام بعمل ما أو اإلحساس بالبهجة أو الخيال الجامح او
االنغماس في أحالم اليقظة " ( .الخليلي أمل عبد السالم، 2005،ص .) 133
م ن خالل التعريفات التي سبق عرضها يتضح للباحث أن التفكير يمثل سلوكا داخليا معقدا يمكن اإلنسان من التعامل مع املواقف
واملشكالت التي تواجهه أثناء تفاعالته الحياتية،ألنه من خالله يتمكن من فهم طبيعة األشياء والسيطرة عليها،باإلضافة إلى تمكينه
من اتخاذ القرارات وإصدار األحكام وحل املشكالت ،وابتكار أشياء جديدة ذات قيمة ومعنى.
– 2أنواع التفكير:
للتفكير أنواع متعددة وهناك تصنيفات عديدة اختار الباحثان منها التصنيف الذي يتماش ى مع هذه الدراسة والتصنيف الذي يجمع
عليه معظم الخبراء .
-1التفكير البصري.
-5التفكير اإلبداعي.
-6التفكير املنظومي ( “.عبيد وليام ،عفانة عزو ، 2003 ،ص .) 39
30
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
يحدد مارزانو وروبرت ()2004التفكير الناقد على أنه “تفكير تأملي ومعقول مركز على اتخاذ قرار بشأن ما نصدقه وما نؤمن به ،أو
ما نفعله وما يتطلب ذلك من وضع فرضيات وأسئلة وبدائل وخطط للتجريب “ ( .مارزانو ،روبرت دافردن ، 2004 ،ص.) 15
ويرى العتوم( )2009أنه “ تفكير محكوم بقواعد املنطق والتحليل ،يمارس فيه الفرد االفتراضات والتفسير وتقويم املناقشات
واالستنباط ( “.عدنان يوسف العتوم وآخرون ، 2009 ،ص .) 73
من خالل التعريفات السابقة التي تناولت التفكير الناقد يمكن استخالص بعض الجوانب التي تميز التفكير الناقد عن غيره من
أنواع التفكير األخرى ومنها :
-يوظف التفكير الناقد املهارات العقلية بفعالية كبيرة للوصول إلى نتائج قائمة على األدلة والبراهين الواضحة.
-يستعمل املهارات املشتقة من تصنيف “ بلوم “ Bloomفي املستوى السادس من مستويات املجال املعرفي.
-4أهمية التفكيرالناقد:
لقد ازدادت الحاجة إلى االهتمام بمهارات التفكير الناقد نظرا لنوعية املتعلم الذي تسعى املناهج الحديثة وكذلك حاجة املتعلم
ملهارات التفكير الناقد لكي يكون أكثر فعالية في اتخاذ القرارات التي تخص حياته املستقبلية وكذلك لتع ـ ـ ــزيز دور املتعلم كمتغير ال
من بين املعطيات ضمن العملية التعليميـة ،حيث تبرز أهمية التفكير الناقد في ما يلي :
“-1يـؤدي التفكير الناقد إلى مراقبة املتعلمين ملهارات تفكي ــرهم وضبطها وبذلك تكون أكثر دقة وصحة األمر الذي يساعدهم في
صنع القرار والبعد عن التطرف في الرأي واالنقياد العاطفي ( “.الخضراء فادية عادل ،2005 ،ص.) 115
“- 2العوملة الثقافية وسهولة تعرض بعض األفراد لالنبهار ،وقد يكون بالتالي االنسياق الالعقالني وراء أفكار وثقافات وأساليب
مختلفة ،وهنا يبرز دور التفكير الناقد في مساعدة الفرد في تنقيح األفكار واالتجاهات واآلراء التي يعترض لها الفرد ،ويبني تصرفاته
على أسس واضحة ومتينة ( “ .عبد الحميد شاكر وآخرون ، 2005 ،ص .) 49
“- 3يشهد مجال التربية أمريكا تغييرا ملحوظا في الجامعة فعلى مستوى الجامعات اشترطت “ جامعة كاليفورنيا “ على كل متعلم
مقررا للتفكير الناقد انتظامه في الدراسة ( “.عزيزة السيد ، 1995،ص.) 8
“-4احتياج سوق العمل إلى نوعيات جديدة من األفراد الذين يتسمون بالقدرة على تحليل املواقف الحياتية بصورة نقدية والقدرة
على حل املشكالت املتعددة الناتجة عن تعقد الحياة املعاصرة ( “.عبد الحميد شاكر وآخرون ، 2005،ص.) 48
“-5التفكير الناقد يحول عملية اكتساب املعرفة من عملية خاملة إلى تشاط عقلي يؤدي إلى إتقان أفضل للمحتوى املعرفي وفهم
أعمق له على اعتبار أن التعليم في األساس عملية تفكير .
يتضح للباحث أن تعليم التفكير الناقد على الخصوص أصبح ضرورة ملحة وجب تعليمه في املدرسة الجزائرية على الخصوص نظرا
لتحديات العوملة ومتطلبات السوق العاملية ،لذا يتعين الباحثين واملختصين في مجال إعداد املناهج التعليمية البحث عن السبل
31
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
واالستراتيجيات املساعدة على تعليم وتنمية مهارات التفكير الناقد الكفيلة بالنهوض بقطاع التربية والتعليم إلى مصاف الدول
املتقدمة ،وتوفير جهد وعناء جلب خبراء أجانب الذي تكلف ميزانية جلبهم أمواال طائلة .
ينطوي التفكير الناقد على خمس مكونات ،تذكرها ( السيد عزيزة ) في ما يلي :
-1 – 5القاعدة املعرفية :وتتمثل فيما يعرفه الفرد ويعتقده تجاه موقف معين ،وهي ضرورية لحدوث الشعور بالتناقض عند الفرد .
-2 –5األحداث الخارجية :وتمثل املثيرات التي تستثير اإلحساس بالتناقض .
- 3 – 5النظرية الشخصية :وهي الصبغة الشخصية التي استمدها الفرد من القاعدة املعرفية ،بحيث تكون طابعا مميزا له ً وجهة
نظر شخصية ً وتمثل اإلطار الذي يتم في ضوئه محاولة تفسير األحداث الخارجية ،فيكون الشعور بالتباعد أو التناقض من عدمه .
-4 –5الشعور بالتناقض أو التباعد :فمجرد الشعور بذلك يمثل دافعا ،تترتب عليه بقية خطوات التفكير الناقد .
-5 – 5حل التناقض :وهي مرحلة تضم كافة الجوانب املكونة للتفكير الناقد ،حيث يسعى الفرد إلى حل التناقض بما يشمل من
خطوات متعددة وهكذا .فهذه هي األساس في بنية التفكير الناقد ( .عزيزة السيد ، 1995 ،ص .) 79، 71
-هذه املكونات منها ما هو موضوعي أي خارجي متعلق بموضوعات العالم الخارجي التي تستثير تفكير الفرد وانتباهه .
-لن يحصل تفكير ناقد إال بحضور هذه املكونات مجتمعة غير منقوصة.
لذا كان لزاما على املدرسة توفير كل السبل الكفيلة باستثارة انتباه وتفكير املتعلمين ،وهنا الحديث عن تحديث املناهج ،وإعادة
النظر في االستراتيجيات والبرامج املوجودة في املدرسة الجزائرية بوجه خاص كذلك تكثيف البرامج التكوينية الخاصة باألساتذة
واملعلمين واملشرفين التربويين ،وعلى صعيد البحث العلمي توفير كل الظروف املساعدة للباحثين واملختصين في مجال التربية
والتعليم ،واستغالل هذه البحوث في مجال تطوير املناهج والبرامج التعليمية ،بدل أن تبقى هذه البحوث في الرفوف تراوح نفسها .
هنالك مجموعة معتبرة من السمات أو الخصائص التي نستطيع من خاللها االستدالل على أن هذا الشخص يمتلك سمات املفكر
الناقد ،يورد الباحثان منها ما يلي :
32
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
-يبني مفرداته اللغوية بحيث يكون قادرا على فهم ما يقوله اآلخرون وعلى نقل أفكاره بوضوح .
-متفتح على األفكار الجديدة ( .برانز دون وآخرون ، 2006 ،ص .) 17، 16
كما يرى باير ( )bayerأن املفكر الناقد يتميز بمجموعة من الخصائص األساسية املهمة فيما يلي تفصيل لها :
-توافر القابليات وامليول ،أو النزعات ،أو العادات العقلية املهمة .
-توافر إجراءات تعمل على تطبيق املحكات( .صالح محمد أبو جادو ،محمد بكر نوفل ، 2007 ،ص .) 231
وهنا يورد الباحثان مثاال توضيحيا نقال عن (فتحي جروان ) لتوضيح صفات املفكر الناقد :
-سأل أحدهم زميله :هل تعتقد أنه من املمكن صناعة طائرة تتسع لعشرة آالف راكب ؟
-أجابه زميله :ما هذا السؤال السخيف ؟ كيف يمكن لطائرة ثقيلة كهذه أن ترتفع عن األرض ؟
إن إجابة كهذه تشير إلى أن صاحبها ال يتصف بصفات من يفكر تفكيرا ناقدا ،ألنه غير منفتح على األفكار الجديدة ،وألنه غير خبير
بهندسة الطيران حتى يدعم رأيه ،وأنه بحاجة إلى معلومات أكثر حول املوضوع ( .فتحي عبد الرحمان جروان ، 1999 ،ص . ) 64
كما أن الحارثي ( )2003يشير إلى أنه ال يمكن للطلبة أن يكتسبوا سمات املفكر الناقد دون تطبيق عملي وممارسة فعلية للنقد
والتوصل إلى قرارات إلصدار األحكام في ضوء معايير لذلك ينبغي أن يكون للمدرس دور ،في تمرين الطلبة على تقويم األفكار واألشياء
و األحداث من خالل سلسلة مفتوحة من التساؤالت ( .الحارثي إبراهيم أحمد ، 2003 ،ص .) 95
من خالل ما سبق ذكره يجمل الباحثان ما تم عرضه من جملة سمات املفكر الناقد كالتالي :
ب -خصائص وجدانية اجتماعية :كعدم التسرع باإلجابة واملرونة والبعد عن أحادية الرأي ،وتقبل اآلخرين .
ج -خصائص حدسية :كالتفريق بين املتشابهات ،والتفريق بين الخطأ والصواب .
33
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
إن عملية تنمية التفكير وتعليمه ذات أهمية كبيرة ،خاصة إذا كنا نبحث تجويد مخرجات التعليم و مدخالته ،ففي األخير ال يهمنا
كم املعلومات التي سيتحصل عليها املتعلم ،بقدر ما يهمنا جوانب أخرى أكثر أهمية في املتعلم ،كتنمية التفكير والتفكير النقدي على
الخصوص ،فال يعقل أن يتقبل املتعلم املعلومة دون أن يمحصها ويتأكد من مصدرها حتى يسهل له استيعابها ،خاصة وأن مدارسنا
اليوم في طور التدريس بالكفاءات ،حيث أن دور املدرس في هذه املقاربة هو دور موجه ال ملقن ،فعلى املتعلم البحث عن املعلومة
والتأكد منها ومن مصداقيتها إضافة إلى توظيفها في نطاقها الواسع ،لكن املشكلة ال تكمـ ـ ــن في ه ــذا ،بل إن املشكلة تكمــن في أن
أساليب التدري ـ ــس القديمة هي التي مازالت هي السائ ــدة هذه األخيرة ال تشجع على التفكير باملعنى الذي نبحث عنه ،ألن هذه
األساليب مازالت تتعامل مع املتعلم على أنه من املعطيات ال من املتغيرات ،طبيعة التعليم فيها بنكي تخزيني ،وهذا ما يشكل عائقا
كبيرا وعقبة أمام التفكير الناقد ،لكن لو دققنا النظر لوجدنا أن هناك عقبات أخرى تحول دون تعليم التفكير الناقد ،أذكر من
بينها ما أشار إليه بعض املختصين في حقل علم النفس والعلوم التربوية ولعل من أهمها :
-1اعتقاد الكثيرين أن الكتاب املدرس ي املقرر هو املرجع الوحيد للطالب واملعلم في آن واحد ،مما يضعف من االستفادة الالزمة من
االنفجار املعرفي املذهل الذي ال يمكن لكتاب أو مرجع واحد تغطية جوانب املوضوعات التي تطرق إليها مهما كانت مختصرة أو
موسعة .
-2اعتماد الكثير من املعلمين على السبورة فقط في غالب األحيان لتوضيح جوانب الدرس وندرة استعمال الوسائل التعليمية
الحديثة الكثيرة واملتنوعة التي تشجع على تبادل األفكار واآلراء وإثارة كثير من النقاط للنقاش والحوار املثمر في عصر الحاسوب .
-3تركيز العديد من املعلمين على األسئلة التي ال تقيس سوى مهارات التفكير الدنيا وال سيما الحفظ منه مما يجعل االستظهار
وسيلة للطلبة من أجل الحصول على درجات أو عالمات مرتفعة في ظل تشجيع املعلم لذلك ،وهذا ما يعطل في الغالب من عملية
التفكير لديهم .
-4ندرة تقبل املعلم ملعلومات أو أفكار أو أسئلة تخرج عن موضوع الدرس أو عناصره املختلفة،مما يحد من التفكير لدى التالميذ،
بل ولدى املعلم ذاته .
-5تجنب العديد من املعلمين طرح األسئلة التي تثير التفكير الحقيقي ،مثل األسئلة العميقة ،ما رأيك فيما حدث ؟ ،هل أنت مع هذا
الرأي أو ذاك وملاذا ؟ ،ما هي الحلول التي تقترحها ملشكلة حوادث املرور القاتلة ؟ ،كيف تعالج القضية ؟ ( .جودت أحمد سعادة ،
، 2003ص .) 71
وهنا نورد أيضا ما نقله مفلح ( )2007عن مجموعة مختصين في علم النفس املعرفي وعلوم التربية فيما يخص معوقات التفكير
الناقد والتي صنفوها كاآلتي:
أ – معوقات شخصية :ومنها التمحور حول الذات ،التعب الجسدي ،اإلرهاق العصبي ،األحكام املسبقة ،االنطباع الخطأ ،
التصلب في الرأي ،الحماس املفرط ،الخضوع للعادات والتقاليد ،االنغماس في الشهوات ،عدم تقبل األفكار الجديدة .
ب –املعوقات األسرية :ومنها تدني املستوى االقتصادي لألسرة ،ارتفاع نسبة األمية ،أحادية املسؤولية في تربية األبناء .
ج – املعوقات املدرسية :ومنها املنهج املدرس ي ومشكالته ،عدم وجود إستراتيجية وطنية واضحة لتعليم التفكير أو الكشف عن
املوهوبين واملبدعين ورعايتهم في مراحل التعليم ،عدم وجود برامج خاصة أو برامج إرشادية أو خطط للمتابعة ،كذلك االهتمام
بالتحصيل على حساب مهارات التفكير ،قلة الحوافز والتشجيع املعنوي للمبدعين .
34
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
د – املعوقات املجتمعية :ومنها قتل روح االبتكار عند أفراد املجتمع ،هيمنة األنشطة الجماعية على األنشطة الفردية .
ه – املعوقات التنظيمية :ومن ذلك األنظمة املؤسسية ،والفلسفة اإلدارية ،ونمط القيادة ( .مفلح بن دخيل بن مفلح السعدي
األكلبي ).)http//www.almaktabah.net
إن تعليم التفكير كهدف تربوي ال يتم تلقائيا من مجرد تعليم أي مادة دراسية ،فتحقيق الهدف يظل رهنا بالجهود املقصودة
املوجهة إليه ،فالتفكير الناقد ال ينشأ أو ينمو من فراغ فالبد له من املناخ الذي يؤدي إلى اكتسابه وتنميته ومن ثم ممارسته (.سعاد
فتحي محمود )21.19.2004،
هذا والتفكير الناقد كأساس لوضع مناهج الفلسفة فضال عن قيمته في تسليح الطالب بعقلية ناقدة ،فهو مطلب ملح وضروري في
عصرنا هذا ،والفلسفة هي الفرع الوحيد من املعرفة الذي يتخذ من التفكير منهجا وموضوعا في آن واحد ،ومن ثم فليس هناك فرع
من فروع املعرفة أكثر تعلقا بالتفكير من الفلسفة والفلسفة تقوم على االستدالل الذي هو االستنتاج املنظم للمعلومات وفقا
لقواعد املنطق وذلك في شكل حجج وبراهين أو سالسل من القضايا التي تقدم للبرهنة على صدق ادعاء معين ،والفلسفة تفكير ناقد
فعند فحص األفكار الفلسفية يرى األفراد املختلفين عناصر مختلفة عن املوضوع اعتمادا على موضعهم اآلن والفلسفة حوار يهدف
إلى الوصول إلى الحقيقة ويتضمن تقديم األدلة وتحليلها واالستدالل املنطقي وتحديد املسلمات و املترتبات ،وكل ما سبق لن يتم ما
لم يقم الفرد بالتفكير الناقد .
هذا ويمكن تحديد الغايات العامة للمناهج القائمة على التفكير الناقد في الفلسفة في اآلتي:
إكساب الطالب املهارات الحقيقية الفعالة في التفكير والقدرة على املشاركة الناقدة في املناقشات الفلسفية وتوجيه الطالب إلى أن
يعبروا عن وجهات نظرهم ويدافعوا عنها بحجج قوية واضحة ،وإكساب الطالب السمات الوجدانية املصاحبة للتفكير الناقد .
(سعاد فتحي محمود )25/24/2004،
خاتمة :
بناء على ما تم تناوله في اإلطار النظري للدراسة ،واملتعلق بالتفكير الناقد ،خلصنا إلى حقيقة مفادها أن تعليم التفكير
والتفكير الناقد بخاصة أصبح ضرورة يفرضها عصرنا الراهن بما يحمله من تجليات العوملة وتحول العالم إلى قرية كونية صغيرة،
وتفجر املعلومات ،والتطور املتسارع في مجال العلم والتكنولوجيا لذا على املختصين في مجال إعداد املناهج والبرامج التعليمية ،أن
يسعوا إلى جعل تعليم التفكير ،والتفكير الناقد خاصة من بين األولويات ،وأن يجعلوه في طليعة انشغاالتهم ،ألن عصر التلقين قد
ولى وانتهى عهده ،واملطلوب اليوم هو خلق كل الظروف املالئمة ملساعدة املدرسة واملدرسين على تجويد املخرجات التعليمية ،ولن
يتأتى لهم ذلك إال بجعل اهتماماتهم منصبة حول إيجاد السبل الكفيلة بتنمية التفكير والتفكير الناقد ،من خالل إدراج
استراتيجيات تعليمية تستثير تفكير املتعلمين وتنقل دور املتعلم من الدور التقليدي السلبي إلى الدور الحديث االيجابي الذي يكفل
له املشاركة في أخذ القرار والبحث عن الحقائق ،بعيدا عن االعتماد السلبي على غيره ،ودليله في هذا تفكيره النقدي .
35
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة املراجع:
.1الحارثي ابراهيم أحمد ، )2003( ،تعليم التفكير ،الرياض ،مكتبة الشقري ،ط. 3
.2الخضراء فادية عادل ، )2005( ،تعليم التفكير االبتكاري والناقد دراسة تجريبية ،عمان ،األردن ديبونو للطباعة والنشر
والتوزيع ،ط. 1
.3برانز دون وآخرون ، )2006( ،التفكير النقدي مهارة القراءة والتفكير املنطقي ،ترجمة العاني سناء ،العين ،دار الكتاب
الجامعي .
.4جودت أحمد سعادة ، )2003( ،تدريس مهارات التفكير ،عمان ،دار الشروق للنشر ،ط.1
.5حسني عبد الباري عصر ، )2001( ،التفكير ومهارته واستراتيجيات تدريسه ،االسكندرية ،مركز االسكندرية للكتاب ،ط.1
.6صالح محمد أبو جادو ،محمد بكر نوفل ،)2007(،تعليم التفكير النظرية والتطبيق ،عمان ،دار املسيرة للنشر والتوزيع
والطباعة ،ط.1
.7عبد الحميد شاكر ،أحمد أنور خليفة سويدي ، )2005( ،مقدمة عربية في مهارات التفكير ،دبي االمارات العربية املتحدة
،دار القلم للنشر والتوزيع ،ط.1
.8عدنان يوسف العتوم ،موفق بشارة ، )2009( ،تنمية مهارات التفكير ،نماذج نظرية وتطبيقات عملية ،عمان ،دار
املسيرة للنشر والتوزيع ،ط.2
.9عزيزة السيد ، )1995( ،التفكير الناقد دراسة في علم النفس املعرفي ،القاهرة ،دار املعرفة الجامعية .
.10فتحي عبد الرحمن جروان ، )1999( ،تعليم التفكير مفاهيم وتطبيقات ،عمان ،األردن ،دار الكتاب الجامعي ،ط.1
.11مارزانو ،روبرت دافرادن ، )2004( ،أبعاد التفكير ،ترجمة يعقوب حسين نشوان ومحمد خطاب عمان ،دار الفرقان ،
ط.2
.12مفلح بن سعيد األكلبي ،فعالية استراتيجية التعلم التعاوني في تدريس مادة الحديث والثقافة اإلسالمية في التحصيل
الدراس ي ومهارات التفكير الناقد لدى طالب الصف األول ثانوي ،منتدى مكتبتنا العربية ،املوقع
http//www.almaktabah.netتاريخ السحب 01 :فيفيري .2011
.13نايفة قطامي ، )2004( ،تعليم التفكير للمرحلة األساسية ،عمان ،األردن ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،ط.2
.14الخليلي أمل عبد السالم ،)2005( ،الطفل ومهارات التفكير ،عمان ،دار الصفاء للنشر ،ط.1
.15سعاد محمد فتحي محمود ،)2004(،اتجاهات حديثة في تطوير مناهج الفلسفة وتدريس الفلسفة لألطفال ،القاهرة ،
ط.1
36