Professional Documents
Culture Documents
البيروقراطية في الجهاز الإداري وجب تغيير العقلية القديمة
البيروقراطية في الجهاز الإداري وجب تغيير العقلية القديمة
+لقد
في التنمية البيروقراطية السلبي عن دور كثر الحديث في السنوات الاخيرة
في كل السلطة واصبحت عرضة للهجوم والحملات المنسقة من طرف الصحافة ورجال
بوضوح في الاتحاد السوفياتي الذي اعلن انه يبحث حاليا جمن 1 6
مكان .وقد برز هذا
مليون
وظيفة
ا
مناسبة للبيروقراطيين السوفياتيين بحيث يتحولون الى قوة عمل منتجة بعد ان اصبحو
ونفس الظاهرة نلاحظها قي الصين قوة طفيلية عالة على خزينة الدولة
الوظائف الجكومية وقلة تضخم ويوغوسلافيا والجزائر حيث تشتكي المؤسسات الوطنية من
المردودية وانعدام الفعالية في التسيير.
البيروقراطي يتكون من جميع موظفي الدولة الذين يحتلون مناصب قيادية عليا ومناصب
موجهة ضد التعقيدات الادارية التي
الاداري ،ولكن الحملة
حكومية في اسفل السلم
اصبحت تزعج المواطن وتخنق العمل الابداعي وتتسبب في تدهور المعنويات وتراكم المشاكل
اليومية -وعليه ،فان
جوهر المشكل هو التعقيدات الادارية التي اصبحت تعرقل مسير
ة
على البيروقراطيين الذين تستعين بهم المؤسسات الادارية لمواجهة الزيادة المطردة قي تقديم
الخدمات الضر ورية
7
ا
الجهاز البيروقراطي من يمكن التخلص وما نريد ان نستخلصه من هذه المالدمة انه لا
عنه يعني وقف عمليهّ توسع المؤسسات الاستغناء الدولة ولايمكن شن الحرب عليه
في
الشيء لكن المجالا؟ت.؟ كل لمواطنيها الضرورية الخدمات
واحجام الدولة عن تقديم
المطلوب اساسا هو ضرورة قيام القادة السياسيين والبرلمانيين بحملة منظمة تهدف ا؟ لى تبسيط
اجراءات العمل اليومية .ولكي يكون هذا الاجراء فعالا ،ثلا بد أن يصحبه إجراء آخر
يتمثل في تنشيط وتقوية دور الخبراء والمستشارين بكل وزارة وبكل دائرة حكوجمية وذلك بقصد
وضع سياسة محددة لكل وزارة في اطار السياسة العامة للدولة -وهنا بدأنا ندخل في جوهر
موضوع البيروقراطية بالمفهوم الشعبي y ،ن الجهاز ا لاداري للدولة الذي نطلق عليه اسم
البيروقراطية يقوم بتنفيذ السياسة المرسومة من طرف القيادة .واذا كانت تلك السياسة
@
عن التنفيذ اصلا اصبح يقوم ايضا بدور صانع القرار ،وبالتالي فانه يتدخل في ميدان اخر
الاهداف بعيدا عن اختصاصه الذي هو التنفيذ .وعليه ،فان غياب خطة تشتمل
العامة للدولة في كل قطاع ،هي العقبة الكبيرة في وجه العمل الاداري الناجح.
وجود اجر ا ءات ولعله من المفيد ان نشير هنا الى ان العمل الاداري الجيد لا يتوقف على
ادارية مبسطة ،ودراسات علمية دقيقية تجسم الاهداف العامة لس@اسة الدولة فقط ،بل
يتوقف النجاح ايضا على وجود جهازثالث في الدولة يتكلف بالمتابعة والمراقبة والحيلولة دون
الاستمرار في العمل بطريقة خاطئة ،اذا تبين ان هناك ثغرات في الخطة المرسومة .و بناء على
ما تقدم ،فان الادارة العصرية تقوم على اساس وجود ثلاثة اطراف رئيسجة في كل ادارة،
وهي تكمل بعضها البعض .الطرف الاول هو القيادة السياسية والبرلمانية التي تعتمد على
و ز ارة.
الخبراء المختصين لوضع برنامج علمي مدروس يجسم الاهداف العامة للدولة ولكل
والطرف الثاني هو الجهاز البيروقراطي الذي يقوم بالتنفيذ وتحويل تلك المشاريع التي اقرتها
القيادة السياسية الى اعمال ملموسة بعد ان كانت حبرا على ورق.
ليس رصيد الاخطاء وانزال اما الطرف الثالث ،فهو جهاز المتابعة والرقابة
"O)9-k
حين لآخر وكتابة التقار ير الى العقوبات بالعاملين وانما التعرف على المشاكل التي تبرز من
المسؤولين في القمة لكي يقوموا بالمراجعة وادخال التعديلات اللازمة على المشاريع التي يتبين
فيها ثغرات عديدة ولا بد من التخلص من الاخطاء التي تم اكتشافها خلال عملية
ا لا نجاز.
فلا واذا سلمنا بهذه الحقيقة وهي وجود ثلاثة اطراف متخصصة @ني علم التنظيم الاداري
بد ان نسلم بحقيقة اخرى وهي ان هؤلاء المتخصصين سواء في تحديد اهداف الدولة او
تنفيذ تلك الخطط المرسومة او القيام بالمتابعة والرقابة ،يعتبرون اداة من ادوات النفوذ لكل
من يريد ان يبقى في الحكم .وكما قال احد الاساتذة ،فان مظاهر السلطة السياسية
7
وعليه، لاتكتمل في معظم البلدان الا من خلال السيطرة على الجهاز البيروقراطي.
السيادة فالبيروقراطية الحكومية كما يؤكد الخبراء ،تعتبر في واقع الامر معلما بارزا من معالم
القومية ،في
مجتمعات تتميز بالصراعات الداخلية والمحسوبية وتضارب المصالح ،وهذا يجعلها
ما
مطمحا سياسيا هاما لكل من يستولي على الحكم او يسعى لخلق دولة عصرية تتسامى على
الولاءات الاقليمية والفئات المتصارعة في المجتمع1) ( .
اما الدول النامية تعتبر مصدرا من مصادر السلطة السياسية، وهذا معناه ان البيروقراطية في
عن جهاز مهني متخصص في الادارة وتنفيذ السياسات في الدول المتقدمة فهي عبارة
المرسومة من القيادة .واكثر من هذا
فان الاعؤاف باحتلال البيروقراطية لهذا الموقع
نا
الاستراتيجي في الدولة نظرا لكونها تمثل جسرا يربط بين القيادة والشعب يعني أننا اعتبر
البيروقراطية هي " الاقلية المبدعة " الني يبديها ثنفيذ القرارات وكذلك صياغتها وتحديد
اهداف السياسة العامة للدولة .فبالاضافة الى كونها تحولت الى وسيط بين القيادة والشعب،
بصفتها فئة مهنية متخصصة
تزود المسؤولين بجميع تحولت الى قوة مؤثرة في رجال الحكم
انواع االعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ قراراتهم ،واضحت كذلك قوة متسلطة على المواطنين
بصفتها هي المسؤولة عن تقديم الخدمات لهؤلاء المواطنين .والاَن بعد ان شعر المواطنون
لاصلة لها
بأن البيروطراقية تنتهج سياسة عشوائية وتستعمل اسالبيب بالية في العمل
الدولة
بالاجراءات الادارية البسيطة ،اصبحوا ينتقدونها علانية .كما ان صانعي القرار في
قد بدأوا يشعرون ايضا يالاحباط وضرورة مراجعة اساليب العمل مع الجهاز البيروقراطي
القرار .ونتيجة لهذا الشعو ر
لان هذا الجهاز قد استولى على جزء كبير من مهام صانعي
القرار بالتجاوزات البيروقراطية ،بر زت هذه
المشترفي والمتبادل بين المواطنين وصانعي
الحملات الموجهة ضد التعقيدات الادارية وفك الحصار المضروب من طرف البيروقراطيين
على رقاب صانعي القرار والمواطنين.
حجمه والسؤال المطروح الآن :كيف يمكن تقليص النفوذ البيروقراطي واعادته الى
الطبيعي بحيث يتم اعادة تقسيم العمل بين البيروقراطيين على اسس جديدة ،ويلعب
صانعوا القرار دورهم المنوط بهم ويتحكمون في مجرى الامور ،دلأبالتالي يتخلص المواطنون
من الحصول على خدمات ترتقي الى مستو ى
من التعقيدات الادارية التي تمنعهم
من بتوقعونها الطموحات التي
واعلان الحرب من طرف صانعي القرار على التعقيدات الادارية معناه ان رجال القيادة
قد شعروا بالخطر الذي تشكله القيود البيروقراطية على مصير الشعب وعلى مسيرة التنمية
ينتبهون الى ضرورة تحديد دو ر
الوطنية .وهذا الخوف على سمعة الدولة وهيبتها جعلهم
سنتها القيادة السياسية ودافعت عليها السلطة
البيروقراطية المتمثل في تطبيق القوانين التي
أ) -عثمات جندي :اليروقراطية واداة التنمية في افريفيا.
1 6 ; ,
J
o X 1 9 7 سقاهرة :المنظمة العرله للعلوم الادارية،
7
يلعبوا ان كما ادرك صانعوا القرار بانه يتعين
عليهم التشريعية نيابة عن ارادة الشعب.
للدولة ،والبيروفراطيون العريضة للسياسات العامة
iورهم الحيوي في وضع الخطوط
يقومون بتنفيذ تلك السياسات فقط .كما يتضح من هذه الحملات ضد العمل الروتني في
المؤسسات الحكومية ان @انعي القرار قد ادركوا ان البيروقراطية في غياب السلطة السياسية
الرادعة تحتاج باستمرار الى اكتساب المزيد من القوة والمنعة في وجه التنظيمات الاضر ى الاقل
.
)(2 في المجتمع. تأ سيسا
.
انساتي(3) .
كل مجتمع تسعى لتحقيق المصلحة العامة وخدمة وحسب رأي هيجل الدولة قي فان
بين ا
المواطنين ،وتعتمد في تحقيق ذلك على الجهاز البيروقراطي الذي يعتبر جسر ير بط
غير منحاز ،في رأيه ،وهو اداة التنمية وتطوير
الحكام والمحكومين .والجهاز البيروقراطي
الولاء للدولة ولمؤسساتها الوطنية-
على البيروقراطية الا ان كارل ماركس يعارض فكرة هيجل حيث يعتبر ان الدولة
تعتمد
وتعتبرها اداة اووسيلة لممارسة سيادتها على الطبقات الاجتماعية .والدولة في المفهوم الماركسي
لاتمثل المصلحة العامة وانما تمثل المصالح الخاصة بالطبقة الحاكمة .وعليه ،فان @يع
المنظمات الاجتماعية التي تخضع للدولة .كما ان وظيفتها الاساسية تنحصر في المحافظة على
الامتيازات التي حققها اصحاب النفوذ والسلطة قي المجتمع .وال@ثي الذي ينبغي ان يكون
واضحا بالنسبة لماركس انه يعتير مصير البيروقراطية مرتبط بمصير الطبقة الحاكمة في عصره،
الطبقة الحاكمة-
الا انه يرى ان الجهاز البيروقراطي له كيان منشقل وخاص به ولا يذوب في
ولذلك يلاحظ انه عندما تمارس البيروقراطية سلطاتها على الشعب تتحول الى قوة طاغية
ومهيمنة وتواجه الشعب بنوع من التخدي والغيرة على وظيفتها الى درجة انها تعتبر نفسها
الامينة الوحيدة على اسار الدولة ولا تقبل ان تتحداها اية قوة اخرى في المجتمع .و في نهاية
يمقتها الشعب نتيجة لفرض القوانين المجحفة على المواطنين ،وشوحد القوى
ا Nمر،
7
ظاهرة الاستبداد لانها قوية اما بال@نسبة للكاتب المرموق روبرت ميشيل ،ف@ ن البيروقراطية
بالمعرفة التي في حوزتها والملفات التي توجد عندها .والخطر الكبير الذي تشكله البيروقراطية
على اي مجتمع انه يمكن لا ية مجموعة قوية ان تستغل تلك المعرفة والملفات وتستأثر بالسلطة
اتخاذ القضاء الناحية العلمية ،وبالتالي تساهم في
المشاركة الشعبية في على روح من
ا لقرا رات.
ميشيل احسن وأدق نظرية للبيروقراطية العصرية نجدها في كتابات الاستاذ ولدل
وهو الكات الىموق في هذا الميدان حيث يرى ان هناك علاقات جدول ة قد i
@ وزي
على يتم توظيفهماقيمت بين كبار الموظفين في الدولة وبين موظفين جدد في جهاز الدولة،
اساس الثقة والعلاقات الشخصية وليس على اساس الكفاءة والجدارة في العمل .وعندما
يشرف على تسييرها كبار رجال الدولة
تتكاثر المطالب الاجتماعية وتقع الضغوط على مصالح
يقوم البيروقراطيون بمفاوضة الجماعات الضاغطة ،وش@عون لترضيتها عن طريق اتخاذ
سيطرة البيروقراطية على الموقف
قرارات فردية 1،وبذلك تكون النتيجة في النهاية ،هي
واستتباب الامن والاستقرار (3).ونستنتج من آراء ميشيل كرو زي
عباد الله
والتح@كم في
والتوسط القوية الجماعات مهادنة على منصبة البيروقراطية اهتمامات ان
في المجتمع وترضيتهم
وترقيات والانتقال الى مناصب مكافات لدى كبار المسؤولين لمنح البيروقراطيين علاوات
رفيعة ،اي انهم لايشغلون انفسهم بالقضايا التي تهم المجتمع ككل ،بقدر يهتمون
ما
بالقضايا التى تخدم مصالحهم الذاتية .ولهذا ،فانه من الغلط الاعتماد على القوانين البالية ا
والمراسيم التي فقدت قيمتها بمرور الوقت وتغير الاوضاع ،والتستر على العناصر
البيروقراطية التي تهمل واجباتها ولا تعير اي اهتماْ لمطالب الجمهور بل لابد من الاعتماد على
بسيط ،وسن قوانين واضحة وغير وباسلوب
الافراد المؤهلين ا" لذين يعملون بروح جماعية
معرقلة لطموحات ورغبات ابناء الشعب ،وتوجيه قوة الدولة ونفوذها لضرب المقصرين في
حق المواطنين الذين يجسمون الارادة العامة للشعب (6).
» لممارسات البيروقراطية نحتلف عن النظر يات
.لعله قد اتضح من التحليل الآنف الذكر ،ان المشكل الاسامى في التنظيم البيروقراطي
هو ان النظريات والاقوال قد لاتتطابق مع الاعما Jوان التنظيم البيروقراطي الرسمي ليس
'
هو كل شيء ،لان هناك التنظيم غير الرسمي الذي يطغى على كل شيء .فالبيروقراطيول@
عه،من خملا jعلاقاتهم اليومية في العمل ،يشكلون تنظيما اجتماعيا خاصا او فريدا من نو
قد
اسلوب يتعارض في اغلب الاحيان مع قواعد التنظيم الرسمي ،الامر الذي ينتج
عنه
غير مألوف في العمل .وبكلمة اخرى ،فان البيروقراطي قد يتأثر في هذه الحالة بأقوال
وملاحظات الاصدقاء اكثر مما يتأثر بالقوانين العامة واجراءات العمل اليومية .ثم ،ينبغي
L
ان لا ننسى ان هذه العلاقات التي تنشأ بين الافراد تتطور وتتحول الى عناصر قوة لكل فر
د
حيث يفكر كل طرف في استغلا Jعلاقاته وتحقيق الرغبات والاحتياجال@ المتبادلة .وانطلاقا
الادار ية، العربية للعلوم المنظمة المجتمعات المداصرة .عمان: البيروقراطية في ) ?? 4بوحوش،
-
7
الخدمات من هذه الاوضاع الجديدة المتمثلة في تفاعلات الافراد ووجود ارضية خصبة لتبادل
والمنافع ،فان البيروقراطيين قد يتصرفون ليس على اساس ما يفرضه التنظيم الرسمي
والقوانين والاجراءات البيروقراطية وحدها والمتمثلة في قواعد العمل والتزاماته ،وانما
يتصرفون ايضا وفق ما تمليه عليهم حاجاتهم وتطلعاتهم الشخصية ،حتى ولو تعارضت
بعض الاعمال التي يقؤمون بها مع اهداف وتطلعات المؤسسة التي يعملون بها الم).
ان هذا السلوك البيروقراطي المنافي لروح القوانين والواجبات المهنية والاخلاقية هو الذي
من استفحال نفوذ البيروقراطية لانه
دفغ بالمواطنين في كل بلد ان يظهروا تخوفهم واستياءهم
من غير المعقول ان يتعمدوا تعقيد المسائل البسيطة ومضايقة المواطنين واظهار نفوذهم امام
من يطلب خدمة منهم .والحل الوحيد لهذه المعضلة يكمن في قيام القيادة السياسية بالرقابة
كشف الفعالة ،ووجو سلطة الادارية
تشريعية رادعة ،ورقابة شعبية ديناميكية قادرة على
الحال. التي تقع في للاخطاء العراقيل البيروقراطية وتصويبها
الطبيعي حجمه
والحل المقترح يعني بطبيعة الحال ،انْ عودة الجهاز البيروقراطي
الى
للدولة بدو ها
ر
وقيامه بالدور المسند اليه ،يتوقف على يقام الجهاز السياسي والجهاز التشريعي
عند بفعالية وايقاف العمال الاداريين
ر وفي الحقيقة ان المشكل الجوهري للبيروقراطية هو غياب السياسة الواضحة والتصو
الجيد للعمل المنظم .وعدم وجود اهداف محددة وواضحة ،ورؤيا مستقبيلة واضحة المعالم،
هي التي تدفع البيروقراطيين المسؤولين عن التنفيذ الى اقحام انفسهم في مجال الاجتهاد
والتخمين والبحث عن المخرج من المأزق الذي تبرز ملامحه في الافق .ولهذا ،فان الحل
بالدراسات
المنطقي لهذه المعضلة هو قيام صانع القرار بدوره الاساسي والمتمثل في القيام
سة
مدر و مع
خطط
بمساعدة ابخبراء وازالة الغموض من اذهان المسيرين الاداريين ،وتقديم
بدائل
حه .
.pp 2 6/ 60
7
ْ
اما
ا@مكل الثافي الذي يتخبط فيبما الجهاز البيروتراطي فهو استئثار صانعوا القرار
@
بالسملطة
ونتيجة لاهمال وعدم اسخشمارة اصحاب الخبرة والجهات المعنية باقرارات
في المواضيع الحساسة يتحول البيروقراطيون الاستفادة من آرائهم الرؤساء للمرؤسين وعدم
الاداريون الى رجال سلبيين،
وتضمحل شخصيتهم؟ ويتهربون من المسؤولية وينقادون الى
اوامر رؤساثهم وذلك على امل
انتقاما يأتي دورهم في المستقبل و@مبحوا رؤساء ويقومون بتمثيل
ان
المشكل الثالث
تواجهه البيروقراطية هو ال@تمسك بحرفية القوانين واللوائح والتهرب
ة
من المسؤولية وهذا ناتج عن رغبة البيروقراطي في حماية نفسه من العقاب وعدم المخاطر
بمستفبله لان الموظف
الحكوميانمسؤول عن تطبيق القانون وليس مسؤول عن تحقيق نتائج ايجابية .فليس من اختصاصه
يبدع اوي@قوم بمبادرات حيوية لا نعاش عمله .ولهذا فان
مشكلة
الاستجابة بسرعة لاستصدار القوانين المنقحة وسد الثغرات التي تحدث نتيجة
للتطورات الطبيعية في انظمة العمل ،هي مسؤولية يتحملها القائد
المسؤول الذي يقترح
على القيادة السباسية والسلطة التشريعية اثراء القوانين وتعديلها بسرعة ومنح صلاحيات
وحق اصدار التعديلات الجزئية لمساضديه.
à
ر ,
بالنسبة لافراد آخرين هو الذي يحطم المعنويات ويخلق الحزازات .وطبعا فان انتعاش/
الوساطة والمحاباة في ال@وظيفة تجيء في معظم الاحيان نتيجة لاعتبارات سياسية وايديولوجية
السيئة يتوقف على ارادة او عشالْري@ة .وعليه ،فان التخلص من هذه الظاهرة البيروقراطية
صانعي القرار في الارثقاء الى مستوى المسؤولية والترفع عن هذه الممارسات المضرة بالمصلحة
العامة ،وبذلك يتعين على مساعديهم المنفذين ان يقتدوا بهم ويضعوا حدا لظاهرة المحاباة
والتح@ا يل على القانون ومعاملة جميع الافراد بعدالة وانصاف.
المشكل الخامسى الذي دفع بالناس الى شن حملة على الجهاز البيروقراطي هو التباطؤ في
العمل وعدم الاستجابة لرغبات الجمهور ،وهذا ناتج عن عدم وجود اي تفريق بين التغيير
الضروري الذي لابد ان ينبع من المكان الذي تمارس فيه العلميات الا ارية وبين التغيير
3
الذي لابد ان يحظى بموافقة القيادة في القمة ويأخذ الصبغة الشرعية .وعلى هذا ،فان
و رة
بضر عراجعة كبار المسؤولير@ ،والمرور بالقنوات الرسمية للوصول الى الرؤساء واقناعهم
ان ه
التغيير ،يعتبر من اكبر العراقيل التي تواجه البيروقرأطي في عمله لانه لا يستطيع بمفرد
ر. متفهما لمطابى الجمهو حتى ولو كان لطلبات الجمهور وششجيب الامور يغير مجرى
7
ينبع من المجاملات ومسايرة الانسان المسؤو لى المشكل السادس للعمل البيروقراطي
اظهار من سالانقياد لاوامره حتى ولوكانت نظريته غير عملية .والبيروقراطيون يتخوفون
عادة
المادي والمعنوي من طرف كبار المسؤولين قي الدولة للجهاز البيروقراطي شيئان ضرو ر يان
لخلق المصداقية في جهاز الدولة سواء كسلطة سياسية اوكسلطة تنفيذية.
من قلة المشكل التاسع الذي يعكر صفو العمل البيروقراطي والسياسي ينبع في الاساس
الاستعانة
بالعلماء المختصين وعدم الاستنارة بآرائهم .والشىء الذي يؤخذ على البيروقراطية
صانعي القرار ،انهم يأخذون بعين الاعتبار الجوانب ال@ياسية عند دراسة أي مشكل،
وعلى
على تأييد المحافظة
اي
ان يكلفوا
الشعب واعطائه وعودا ،في حين أن الواقع يفرض عليهم
خبراء مختصين في الجامعات
بدراسة الموضوع من جميع الجوانب ،وتقديم الحلول والبدائل
الداء التي تساعد ،حقيقة ،على استئصال
واراحة الناس من العراقيل التي تواجههم بصفة
ملموسة لان المسكنات
لاتزيل الامراض والاوجاع الحقيقية التي تضر
فان هذه
وباختصار،
مرتبطة بصانعي هي الجوانب السلبية في العمل البيروقراطي والتي
المعقدة من السكان يشتكون من القيود والاجراءات الادارية القرار ،قد جعلت نسبة كبيرة
وفي رأي ا@خصي انه يتعين على القيادة التي تفرضها عليهم الاجهزة
السياسية ان تلتفت
بالدرجة الاولى الى الفثات التي بيدها اتخاذ القرارات نِ@ كل القطاعات
وكما اشرت في الصفحات السابقة ،فان قبل شن اية حملة ضد الجهاز التنفيذي
8
كبار الجهاز البيروقراطي مرتبط بالقرارات التي يتخذها رؤسائهم في العمل .وعندما يتمكن
المسؤولين في الدولة من الضياء بدراسات وابحاث فىقياتة ويوضحون الرؤيا المستقبلية للعمل،
يمكن انذاك ان نسلط العقاب الشديد على كل بيروقراطي يتقاعس في اداء واجباته
الادارية .ان صانعي القرار هم الركيزة الاساسية لان القانون يسمح لهم بتغيير اساليب
العمل وتعديل اهداف السياسة العامة عندما يتبين ان هناك
خلاصة واستنتاجات
.وخلاصة القول حول هذا الموضوع الشائك ،فان البيروقراطية كجهاز مهني متخصص
لاية دولة ،تؤدي دورا رئيسيا في توجيه جميع
وتنفيذ السياسات العامة
في ا Nارة والتنظيم
3
التحولات الكبرى التي تنتحدث في المجتمعات الحديثة ،لانها هي الجسر الذي ير بط بين
الجماهير الشعبية والقيادة السياسية في كل بلد .كعا انها تحتل وضعا متميزا عن بقية المنظمات
الاجتماعية الاخرى ،وذلك بحكم موقعها الاستراتيجي ،وخبرة اعضائها الطويلة في التسيير
والاحتفاظ بالملفات والاسرار .ولهذا ،فان مظاهر السلطة السياسة لاتكتمل الا من خلال
السيطرة على الجهاز البيروقراطي ،وضمان ولائه وانقياده لمتطلبات النظام السياسي الحاكم
التي تحتل مواقع اسزاتيجية في الجهاز التنظيمي لاية حكومة ،تميل الى
الفساد والاستئثار بالسلطة والنفو :شأنها في ذلك شأن اية قوة مدعمة ،او تحتل مراكز قوية
،
A
وتقويم تصحيح الاوضاع، البيروقراطي ،ثم اصدار القوانين التشريعية التي تساعد على
الخدمة ة
لاعوجاج الموجود بالاجهزة البيروقراطية -كما يتعين على كبار المسؤوولين بأجهز l
الاعمال تنتقد
المدنية او الو@فة العامة ،ان يفسحوا المجال امام المؤسسات الاخرى لكي
تحدث
البيروقراطية علانية ،وتطلع الجمهور والمسؤولين على النقائص والمشاكل التي
باستمرار .وبهذه الطريقة ،ثستطيع البرلمانات والمحاكم والصحافة والمجالس العليا
يضر تثير التساؤلات الادارية ،وتتصدى للعمل البيروقراطي السلبي الذي ان للمحاسبة،
التسلط
من الاجهزة هو حماية المواطنين ان دور هذه
بالمصلحة العامة وبالمواطنين.
البيروقراطي ،والاجراءات المعقدة والروتين القاتل.
ان
ان العمل الاداري في عصرنا هذا ،يتوقف على المرونة العالية في القوانين التي ينبغي
ة
تتطور باستمرار ،لكي تواكب التغييرات التي تحصل بكل مجتمع .وهذا ما تفتقر اليه اجهز
الخدمة المدنية في الدول ،حيث ان القوانين الجامدة التي تقيد الانشطة الحكومية ،تبقى
تنوي ان
سارية المفعول مادامت لا تلحق اي ضرر باصحاب الامر والنهي .والدولة التي
تحرز تقدما ملموسا في جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،هي التي تعرف
كيف تراجع قوانينها ،وتحرص على تطبيقها على جميع افرادها بالتساوي من صانعي القوانين
الى منفذيها .والعبرة في النهاية هي القدرة على معالجة المشاكل بموضوعية ،واقرار مبدأ
الحوافز المعنوية والمادية للعناصر الوطنية التي تتوافر فيها عناصر الكفاءة والنزاهة والجدارة في
الحالات ،فان هذا يثبت صحة الحكمة القائلة» :الاتستطيع اية جماعة
العمل .وفي جميع
اهدافها السامية ،دون رئيس يرمز الى الوحدة ،ويقدر على تفسير المصلحة
ان تصل الى
العامة وفرضها على كل فرد ،بعد تدريبه وتشجيعه وبث روح التعاون لديه .والقيادة في
عصرنا هذا ليست هي خلق شيء بقدرما هي خلق رجال ،او السيطرة عليهم والحصول
عل محبتهم ،وعظمة المهمة ناشئة عن توحيد الصفوف في سبيل واجب مقدس.
9