‫جامعة يحي فارس بالمدية‬

‫كلية العلوـ االقتصادية و العلوـ التجارية وعلوـ التسيير‬

‫قسم‪ :‬العلوـ االقتصادية‬

‫الموض ػ ػ ػ ػوع‪:‬‬

‫مطبوعة دروس في مقياس‪:‬‬

‫النظريات والسياسات النقدية‬

‫موجهة لطلبة السنة الثانية ماستر علوـ اقتصادية‪.‬‬

‫تخصص‪ :‬اقتصاد نقدي وبنكي‪.‬‬

‫من إعداد ‪:‬د‪ /‬باصور كماؿ‬

‫السنة الجامعية‪2024-2023 :‬‬

 ‫فـ ـه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬
‫املحت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويات‬
 ‫فهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرس المحتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػويات‬

‫عنواف المحور‬ ‫رقم المحور‬

‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬ ‫‪01‬‬

‫النظرية النقدية الكالسيكية‬ ‫‪02‬‬

‫النظرية النقدية الحديثة (الكينزية)‬ ‫‪03‬‬

‫النظرية النقدية المعاصرة ( فريدماف)‬ ‫‪04‬‬

‫تحليل السياسة النقدية وفقا لنموذج (‪)IS-LM‬‬ ‫‪05‬‬

‫السياسة النقدية واستهداؼ التضخم‬ ‫‪06‬‬

‫االتجاهات الحديثة للسياسة النقدية في معالجة‬

‫‪07‬‬
‫األزمات المالية‬
 ‫املحو ألاول‪:‬‬
‫اإلطار النظري للسياسة النقدية‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫تمهيد‪ :‬إف مصطلح السياسة النقدية ىو مصطلح ظهر يف أدبيات االقتصاد خالؿ القرف التاسع عشر فقط‪ ،‬غَت أف‬
‫الذين كتبوا يف السياسة النقدية كانوا كثَتين‪ ،‬وكانت كتاباهتم تربز من احلُت واآلخر إبّاف األزمات وفًتات عدـ االستقرار‬
‫االقتصادي‪ ،‬كمػا شهد ىذا القرف بدء الدراسة ادلنتظمة دلسائل السياسة النقدية على اختالفها من قبل ادلنظّرين‬
‫االقتصاديُت‪ ،‬وكذلك من قبل ادلهتمُت باالقتصاد التطبيقي أو العملي‪ ،‬وقد نشأ ذلك عن ادلشاكل اليت صلمت عن‬
‫الدورات االقتصادية ادلتكررة‪ ،‬ويف القرف العشرين أصبحت السياسة النقدية ودراستها من نواحيها ادلختلفة جزءا ال يتجزأ‬
‫من السياسة االقتصادية العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف السياسة النقدية‪ :‬اختلفت وتنوعت تعاريف السياسة النقدية بشكل موسع‪ ،‬إال أف ىناؾ اتفاقا حوؿ‬
‫العناصر ادلكونة للسياسة‪ ،‬وىي اإلجراءات ادلتخذة للهيئة ادلصدرة ذلذه اإلجراءات واذلدؼ النهائي ادلرجو ربقيقو‪ ،‬وعليو‬
‫ؽلكن إجاز ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التعريف األوؿ‪ :‬تعرب السياسة النقدية عن اإلجراءات الالزمة اليت سبكن السلطات النقدية من ضبط عرض النقود أو‬
‫التوسع النقدي ليتماشى وحاجة ادلتعاملُت االقتصاديُت‪ ،‬وىي ىدؼ البنك ادلركزي يف شلارستو للرقابة على النقود‪،‬‬
‫وعلى معدالت الفائدة وشروط القروض‪.‬‬
‫‪ -‬التعريف الثاين‪ :‬السياسة النقدية رلموعة من القواعد والوسائل واألساليب واإلجراءات والتدابَت اليت تقوـ هبا السلطة‬
‫النقدية لتأثَت والتحكم يف عرض النقود دبا يتالءـ مع النشاط االقتصادي لتحقيق أىداؼ اقتصادية معينة‪ ،‬خالؿ‬
‫فًتة زمنية معينة‪.‬‬
‫شلا سبق ؽلكن القوؿ " أف السياسة النقدية هي مجموع اإلجراءات والتدابير التي تستعملها السلطة النقدية‬
‫والمتمثلة في البنك المركزي للتحكم والتسيير األمثل للعرض النقدي والتأثير على حجم االئتماف‪ ،‬وهذا بما‬
‫يتماشى واألهداؼ االقتصادية المنشودة خالؿ فترة زمنية معينة"‪.‬‬
‫ومنو ؽلكن استخالص أىم العناصر ادلكونة للسياسة النقدية يف‪:‬‬
‫‪ ‬السياسة النقدية رلموع اإلجراءات اليت تتغَت بتغَت األىداؼ االقتصادية ادلسطرة؛‬
‫‪ ‬وجود سلطة مشرفة على إدارة السياسة النقدية‪ ،‬وىي البنك ادلركزي؛‬
‫‪ ‬التأثَت على السيولة النقدية هبدؼ ضماف استقرار يف ادلستوى العاـ لألسعار وسوؽ الصرؼ‪.‬‬
‫‪ -2‬اتجاهات السياسة النقدية‪ :‬إف اذباه السياسة النقدية ضلو االنكماش أو التوسع مرىوف بنوع ادلشكلة أو األزمة‬
‫القائمة ودبحاولة معاجلتها‪.‬‬
‫‪ -‬السياسة النقدية التوسعية‪ :‬تعٍت أف حجم وسائل الدفع ادلتاحة وكذلك التغَت يف قيمة النقود تتجو ضلو توسيع‬
‫النشاط االقتصادي‪ ،‬ومن أ جل ربقق ىذه احلالة يسعى البنك ادلركزي إذل زبفيض معدؿ الفائدة وتشجيع االئتماف‪،‬‬
‫والتقليل من االحتياطي اإلجباري‪ ،‬وزبفيض معدؿ إعادة اخلصم‪ ،‬وما إذل ذلك من الوسائل اليت تراىا السلطة النقدية‬
‫مناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬السياسة النقدية اإلنكماشية‪ :‬يتبع البنك ادلركزي سياسة نقدية انكماشية بتقييد اإلنفاؽ وتقييد االئتماف وتقليص‬
‫كمية النقود ادلتداولة يف اجملتمع ورفع معدؿ الفائدة ومن مث زلاربة ارتفاع األسعار (وبالتارل زلاربة التضخم )‪.‬‬
‫‪ -‬السياسة النقدية للدوؿ النامية ‪ :‬ىناؾ اذباه آخر للسياسة النقدية خاص بالدوؿ النامية‪ ،‬فهذه الدوؿ تعتمد إما‬
‫على الزراعة ادلومسية أو على زلصوؿ واحد وتصدير ادلواد األولية إذل اخلارج‪ ،‬وعليو يقوـ البنك ادلركزي بزيادة حجم‬

‫‪2‬‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫وسائل الدفع عند مرحلة بدء الزراعة وسبويل احملصوؿ‪ ،‬ويقلص من حجمها عند مرحلة بيع احملصوؿ‪ ،‬وىذا حلصر آثار‬
‫التضخم‪.‬‬
‫‪ -3‬أسس السياسة النقدية‪ :‬زبتلف أسسها حسب الزماف وادلكاف‪ ،‬وذلك تبعا للتطور االقتصادي واالجتماعي‬
‫والسياسي لكل بلد‪ ،‬وبالتارل تتنوع ىذه األسس كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬األسس السياسية‪ :‬إف اللجوء ذلذه السياسة عن طريق السلطات النقدية‪ ،‬غلنب الدولة متاىات النقاش مع الشركاء‬
‫(النقابات‪ ،‬أرباب العمل‪ ،‬الربدلاف )حيث أ ف رفع البنك ادلركزي االحتياطي اإلجباري أو تدخلو يف السوؽ النقدية‪ ،‬ال‬
‫يؤثر على حساسية الفرد بشكل مباشر‪ ،‬أي أف السياسية النقدية تتصف بعدـ اإلثارة ادلباشرة‪ ،‬وبالعمومية‬
‫والبَتوقراطية‪.‬‬
‫‪ ‬األسس العلمية‪ :‬تتعلق بالثروة العلمية لكينز فيما ؼلص نظريتو العامة وردود أفعاؿ فريدماف يف نظريتو الكمية‬
‫ادلعاصرة‪ ،‬وما تبعهما من تأصيل تيارين (الكنزيوف اجلدد‪ ،‬وتيار النقديُت )وغَتعلا‪ ،‬حيث يركز الكنزيوف اجلدد على‬
‫وجوب تدخل الدولة بالسياستُت النقدية وادلالية حسب الضرورة‪ ،‬ويرى النقديُت عدـ جدوى السياسة ادلالية‪،‬‬
‫ووجوب تدخل الدولة يف الكتلة النقدية‪ ،‬مث ظهر بعد فريدماف النقديُت اجلدد حيث ركزت فكرهتم على زلاربة‬
‫التضخم يف وقت قصَت بالتوقع الرشيد للفرد‪ ،‬حبيث إذا اطلفضت الكتلة النقدية يتوقع الحقا اطلفاض األسعار‪،‬‬
‫فيحجم عن اإلنفاؽ ويزداد االحتفاظ بالسيولة‪ ،‬ومنو يتحقق اذلدؼ ‪.‬‬
‫‪ ‬األسس اإلحصائية‪ :‬تتمثل يف وجود دراسات ميدانية حاولت أف تربط بُت الناتج احمللي اإلصبارل‪ ،‬والكتلة النقدية‪،‬‬
‫والحظ وجود ىذا االرتباط مع فارؽ (‪ )06‬أشهر بعد تغَت الكتلة النقدية‪.‬‬
‫‪ -4‬أهداؼ السياسة النقدية‪ :‬يتفق الكثَت من االقتصاديُت على أنو غلب إتباع إسًتاتيجية معينة للوصوؿ إذل‬
‫األىداؼ اليت ترمي إليها السياسة النقدية‪ ،‬وادلتمثلة يف االستقرار العاـ لألسعار والبطالة ادلنخفضة وظلو اقتصادي مقبوؿ‪،‬‬
‫واستقرار قيمة العملة يف السوؽ الدولية‪ ،‬وىي تعترب كأىداؼ عامة للسياسة النقدية وال تتحقق ىذه األىداؼ العامة إال‬
‫بتحقق األىداؼ األولية اليت تؤثر على األىداؼ الوسيطة واليت بدورىا تغَت يف األىداؼ النهائية ‪.‬‬
‫‪ -1-4‬األهداؼ األولية‪ :‬تعترب األىداؼ األولية كحلقة بداية يف إسًتاتيجية السياسة النقدية‪ ،‬وىي متغَتات ػلاوؿ‬
‫البنك ادلركزي أف يتحكم فيها للتأثَت على األىداؼ الوسيطة‪ ،‬فمثال عندما يتقرر تغيَت معدؿ ظلو النقود اإلصبالية‪ ،‬فإنو‬
‫غلب تبٍت متغَت احتياطات البنوؾ وظروؼ سوؽ النقد ادلتفقة مع إصبارل النقود يف األجل الطويل‪ ،‬وذلذا فاألىداؼ األولية‬
‫ما ىي إال صلة تربط بُت أدوات السياسة النقدية واألىداؼ الوسيطة‪ ،‬وتتكوف األىداؼ األولية من رلموعتُت من‬
‫ادلتغَتات كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬االحتياطات الكلية (مجمعات االحتياطات النقدية)‪ :‬حيث تتكوف القاعدة النقدية من النقود ادلتداولة لدى‬
‫اجلمهور واالحتياطات ادلصرفية‪ ،‬كما أف النقود ادلتداولة تضم األوراؽ النقدية والنقود ادلساعدة ونقود الودائع‪ ،‬أما‬
‫االحتياطات ادلصرفية فتشمل ودائع البنوؾ لدى البنك ادلركزي وتضم االحتياطات اإلجبارية واالحتياطات اإلضافية‬
‫والنقود احلاضرة يف خزائن البنوؾ‪.‬‬
‫‪ ‬ظروؼ سوؽ النقد (سعر فائدة األرصدة المركزية‪ ،‬وسعر فائدة اذونات الخزينة)‪ :‬وىي اجملموعة الثانية من‬
‫األىداؼ األولية اليت تسمى ظروؼ سوؽ النقد وربتوي على االحتياطات احلرة‪ ،‬ومعدؿ األرصدة البنكية وأسعار‬
‫الفائدة األخرى يف سوؽ النقد اليت ؽلارس البنك ادلركزي عليها رقابة قوية‪ ،‬ويعٍت بشكل عاـ قدرة ادلقًتضُت ومواقفهم‬
‫‪3‬‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫السريعة أو البطيئة يف معدؿ ظلو االئتماف ومدى ارتفاع أو اطلفاض أسعار الفائدة وشروط اإلقراض األخرى‪ ،‬وسعر‬
‫‪1‬‬
‫فائدة األرصدة البنكية ىو سعر الفائدة على األرصدة ادلقًتضة دلدة قصَتة يوـ أو اثنُت بُت البنوؾ‪.‬‬
‫‪ -2-4‬األهداؼ الوسطية‪ :‬تعترب األىداؼ الوسطية عن تلك ادلتغَتات النقدية اليت ؽلكن عن طريق مراقبتها وإدارهتا‬
‫الوصوؿ إذل ربقيق بعض أو كل األىداؼ النهائية‪.‬‬
‫‪ ‬المجمعات النقدية‪ :‬تعترب اجملمعات النقدية أغراض داخلية ضرورية لتحقيق اذلدؼ النهائي ادلتمثل يف ربقيق استقرار‬
‫األسعار‪ ،‬وىي تدور حوؿ تطور اجملمعات النقدية ادلتداولة يف االقتصاد‪ ،‬حيث تعمل السلطات النقدية على ربديد‬
‫معدؿ ظلو للزيادة السنوية للكتلة النقدية‪ ،‬وطوؿ السنة البد من السلطات النقدية أف تستخدـ سلتلف الوسائل‬
‫ادلوجودة حبوزهتا حىت تضمن عدـ ذباوز الكتلة النقدية ذلذا ادلستوى احملدد‪.‬‬
‫‪ ‬معدالت الفائدة‪ :‬تسعى السلطات النقدية أحيانا إذل ازباذ الوصوؿ إذل معدؿ فائدة حقيقي ىدفا وسيطا للسياسة‬
‫النقدية‪ ،‬إال أف ادلستثمرين والعائالت على حد سواء ىم شديدي احلساسية دلعدالت الفائدة من ناحية تكلفة‬
‫قروضهم‪ ،‬ومن ناحية تلقى التعويضات عن توظيف مدخراهتم‪ ،‬ولذلك غلب على السلطات العامة أف هتتم بتقلبات‬
‫معدالت الفائدة‪ ،‬ولكن ادلشكل يكمن يف ربديد ادلستوى األفضل ذلذه ادلعدالت‪ ،‬ألف أسعار الفائدة تتضمن‬
‫عنصر التوقعات التضخمية وىو ما يعقد داللة أسعار الفائدة احلقيقية‪ ،‬شلا يفقدىا أعليتها كمؤشر‪ ،‬كما أف التغَتات‬
‫يف سعر الفائدة ال تعكس يف الواقع نتائج جهود السياسة النقدية وحدىا‪ ،‬وإظلا أيضا عوامل السوؽ‪ ،‬ذلك ألف‬
‫معدالت الفائدة تتجو ضلو االرتفاع واالطلفاض تبعا لوضعية االقتصاد‪.‬‬
‫‪ ‬سعر الصرؼ‪ :‬يستخدـ سعر الصرؼ كهدؼ للسلطة النقدية ألنو يعترب كمؤشر ىاـ حوؿ األوضاع االقتصادية‬
‫لدولة ما‪ ،‬ذلك أف اطلفاض أسعار الصرؼ يعمل على ربسُت وضعية ميزاف ادلدفوعات‪ ،‬كما إف استقرار ىذا ادلعدؿ‬
‫يشكل ضمانا الستقرار وضعية البالد اذباه اخلارج‪ ،‬وذلذا تعمل بعض الدوؿ على ربط عمالهتا بعمالت قوية قابلة‬
‫للتحويل‪ ،‬واحلرص على استقرار عملتها مقابل تلك العمالت ‪.‬‬
‫‪ -3-4‬األهداؼ النهائية‪ :‬تبدأ إسًتاتيجية السياسة النقدية بتحديد األدوات النقدية الستخدامها للتأثَت على‬
‫األىداؼ األولية اليت اختارهتا السلطات النقدية‪ ،‬مث التأثَت على األىداؼ الوسيطة وذلك من أجل الوصوؿ إذل األىداؼ‬
‫النهائية اليت ترمسها يف ضوء السياسة االقتصادية العامة‪ ،‬وذلك كوف السياسة النقدية وسيلة لتنظيم النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫ىذه األىداؼ النهائية تعرؼ بأىداؼ ادلربع السحري واليت عرفها االقتصادي االصلليزي ''نيكوال كالدور''‪ ،‬حيث أنو‬
‫من الصعب التوفيق بُت أىداؼ السياسة النقدية ادلمكنة وادلرغوب يف ربقيقها ألهنا تتعارض فيما بينها‪.‬‬
‫شكل رقم(‪ :)01‬مسار األهداؼ النهائية للسياسة النقدية '' ‪'' Le CarréMagique de N. Kaldor‬‬
‫‪Taux de croissance du PIB‬‬

‫‪Balances des Paiements courants‬‬

‫‪Tauxd’inflation‬‬
‫)‪(en % du PIB‬‬

‫‪Taux de chômage‬‬

‫‪4‬‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫‪ ‬تحقيق االستقرار في المستوى األسعار‪ :‬إف دور السياسة النقدية ىو ربقيق صبلة من األىداؼ النهائية وعلى‬
‫رأسها استقرار مستوى األسعار‪ ،‬حيث تسعى كل دولة إذل تاليف التضخم ومكافحتو ويف نفس الوقت عالج‬
‫احتماؿ حدوث الكساد والركود إف وجد‪ ،‬وتصبح مهمة السلطة النقدية احتواء ربركات مستوى األسعار إذل اقل‬
‫مستوى ذلا‪ ،‬والواقع إف اللجوء للسياسة النقدية لعالج مشكلة استقرار مستويات األسعار يعٍت أف ىناؾ عالقة وثيقة‬
‫بُت عرض النقود ومستوى األسعار مع ثبات العوامل األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق مستوى عاؿ من التشغيل‪ :‬ىناؾ إصباع بُت االقتصاديُت على أف يكوف ضماف التوظيف كامل أو مستوى‬
‫مرتفع من التشغيل من بُت اذلداؼ اليت تسعى إليها السياسة النقدية‪ ،‬ويراد بذلك أف ربرص السلطات النقدية على‬
‫تثبيت النشاط االقتصادي عند أعلى مستوى شلكن من التوظيف للموارد البشرية‪ ،‬وعلى السلطات النقدية ازباذ صبيع‬
‫اإلجراءات الكفيلة بتجنيب االقتصاد البطالة وما يرافقها من مشاكل اقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق معدؿ عاؿ من النمو االقتصادي‪ :‬كاف ينظر يف البداية إذل إف معدؿ عاؿ من النمو االقتصادي بأنو مرتبط‬
‫بتحقيق العمالة الكاملة‪ ،‬لكن تغَت النظرة بعد اخلمسينيات من القرف العشرين وأصبح ينظر إذل النمو االقتصادي‬
‫كهدؼ من األىداؼ النهائية للسياسة النقدية‪ ،‬غَت أف ىذا اذلدؼ ال ؽلكن ربقيقو إال بتوفر سياسة اجتماعية‬
‫مالئمة وذلذا صلد دور السياسة النقدية يعمل بالتنسيق مع ىذه العوامل بغية ربقيق ىذا اذلدؼ‪ ،‬والنمو نعٍت بو التغَت‬
‫يف الناتج الكلي احلقيقي‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق التوازف في ميزاف المدفوعات‪ :‬غلسد ميزاف ادلدفوعات لدولة ما العالقة النقدية وادلالية والتجارية ذلذه الدولة‬
‫مع باقي أقطار العادل ويكوف ىذا ادليزاف يف صاحل الدولة عندما تكوف إستالماتو من العادل اخلارجي بالعملة الصعبة‬
‫أكرب من مدفوعاتو للخارج‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬وتسعى صبيع الدوؿ مهما اختلفت درجة تطورىا االقتصادي إذل‬
‫جعل ىذا ادليزاف ؽليل إذل صاحلها من اجل احملافظة على ما لديها من سلزوف ذىيب واحتياطات من العملة الصعبة‪.‬‬
‫‪ -5‬قنوات إبالغ السياسة النقدية ‪:‬تسمح األىداؼ الوسطية بانتقاؿ أثر أدوات السياسة النقدية إذل األىداؼ النهائية‬
‫عن طريق قنوات إبالغ وقفا الختيار اذلدؼ الوسيط‪ ،‬حيث تعترب ىذه القنوات الطريق الذي من خاللو يبلغ اثر أدوات‬
‫السياسة النقدية‪ ،‬وتتمثل ىذه القنوات يف‪:‬‬
‫‪ -1-5‬قناة سعر الفائدة‪ :‬وىي قناة تقليدية النتقاؿ أثر السياسة النقدية إذل ىدؼ النمو‪ ،‬ألف إتباع سياسة نقدية‬
‫انكماشية يعمل على ارتفاع أسعار الفائدة االمسية شلا يعمل على رفع سعرىا احلقيقي‪ ،‬ومنو ارتفاع رأس ادلاؿ‪ ،‬وىذا يؤدي‬
‫إذل تقليص الطلب على االستثمار‪ ،‬كما قد يضعف طلب العائالت على السلع ادلعمرة والتحوؿ إذل االستثمار يف العقار‬
‫شلا يؤدي يف النهاية إذل اطلفاض الطلب الكلي ومنو النمو‪ ،‬إضافة إذل ذلك فاف التغَتات يف أسعار الفائدة تغَت توقعات‬
‫األعواف االقتصاديُت تبعا للنمو االقتصادي واألرباح ادلتوقعة‪.‬‬
‫‪ -2-5‬قناة سعر الصرؼ‪ :‬تأخذ قناة سعر الصرؼ مكانة كبَتة ضمن السياسات النقدية لكثَت من الدوؿ‪ ،‬خاصة تلك‬
‫اليت تبحث عن استقرار وارتفاع سعر صرؼ عملتها‪ ،‬شلا يساعد على التحكم اجليد يف التضخم عن طريق استقرار‬
‫واطلفاض أسعار وارداهتا‪ ،‬وتستخدـ قناة سعر الصرؼ كأداة لتنشيط الصادرات من جهة‪ ،‬كما تستعمل إذل جانب سعر‬
‫الفائدة الستقطاب االستثمار األجنيب‪ ،‬حيث يؤدي اطلفاض عرض النقود إذل ارتفاع سعر الفائدة احلقيقي يف االقتصاد‬
‫احمللي بالنسبة لالقتصاد اخلارجي‪ ،‬شلا غلذب رأس ادلاؿ األجنيب ويرفع الطلب على العملة احمللية فًتتفع قيمة ىذه األخَتة‪،‬‬
‫‪5‬‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫شلا ينعكس سلبا على الصادرات ومنو عل وضع احلساب اجلاري يف ميزاف ادلدفوعات‪ ،‬شلا يؤدي إذل اطلفاض معدؿ ظلو‬
‫الناتج احمللي‪.‬‬
‫‪ -3-5‬قناة أسعار السندات المالية‪ :‬تعرب ىذه القناة عن وجهة نظر ادلدرسة النقدية يف ربليلهم ألثر السياسة النقدية‬
‫على االقتصاد الذي ينتقل عرب قناتُت رئيسيتُت‪ ،‬علا قناة توبُت لالستثمار واليت تعتمد على مؤشر توبُت لالستثمار(‪)Q‬‬
‫وقناة أثر الثروة على االستهالؾ‪.‬‬
‫‪ -‬قناة توبين لالستثمار‪ :‬يؤدي اطلفاض عرض النقود إذل زيادة نسبة األوراؽ ادلالية وتقليل نسبة األرصدة النقدية‬
‫باحملفظة االستثمارية لدى اجلمهور شلا يؤدي اطلفاض اإلنفاؽ اخلاص على األوراؽ ادلالية‪ ،‬وىذا ما يدفع ادلتعاملُت إذل‬
‫التخلص من األوراؽ ادلالية الزائدة ببيعها‪ ،‬وىذا يؤدي إذل اطلفاض األسعار فينخفض مؤشر توبُت فيًتاجع حجم‬
‫االستثمار ومنو تراجع الناتج احمللي ‪.‬‬
‫‪ -‬قناة أثر الثروة على االستهالؾ‪ :‬يؤدي اطلفاض عرض النقود إذل اطلفاض أسعار األوراؽ ادلالية واليت تؤدي إذل‬
‫اطلفاض قيمة الثروة لدى اجلمهور‪ ،‬وىذا ما ػلد من االستهالؾ وبالتارل تراجع ظلو الناتج احمللي‪.‬‬
‫‪ -4-5‬قناة االئتماف‪ :‬وتنقسم ىذه القناة بدورىا إذل قناتُت‪:‬‬
‫‪ -‬قناة اإلقراض المصرفي‪ :‬حيث يؤدي اطلفاض العرض النقدي إذل اطلفاض حجم الودائع لدى البنوؾ‪ ،‬ومنو‬
‫ينخفض حجم االئتماف ادلصريف ادلمكن تقدؽلو شلا يقلل من االستثمار و بالتارل ػلد من النمو‪.‬‬
‫‪ -‬قناة ميزانية المؤسسات‪ :‬يؤدي اطلفاض عرض النقود إذل اطلفاض يف صايف قيمة ادلؤسسات والضمانات اليت ؽلكن‬
‫للمقًتضُت تقدؽلها عند االقًتاض‪ ،‬ويؤدي ارتفاع سعر الفائدة إذل زبفيض التدفقات النقدية ضلو ادلؤسسات الصغَتة‪،‬‬
‫شلا يزيد من سلاطر إقراضها‪ ،‬وىو ما يؤثر على استثمار القطاع اخلاص و بالتارل التأثَت على معدؿ ظلو الناتج احمللي‪.‬‬
‫إف اختيار األىداؼ يعترب مهما جدا بالنسبة للسياسة النقدية ولكن ال ؽلكن ربقيق ىذه األىداؼ دفعة واحدة نتيجة‬
‫للتناقض والتعارض يف ىذه األىداؼ‪ ،‬وىذا ما يتطلب إتباع إسًتاذبية من اجل بلوغ أىداؼ السياسة النقدية ادلنشودة‬
‫عن طريق أتباع أدوات ووسائل مسطرة ذلذا الغرض‪ ،‬وؽلكن توضيح ذلك يف الشكل التارل‪:‬‬
‫شكل رقم(‪ :)02‬مخطط لإلستراتيجية المتبعة في تحقيق األهداؼ النهائية للسياسة النقدية ‪.‬‬

‫األغراض‬
‫(األهداؼ ) الوسيطة‬
‫األه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداؼ‬ ‫األغراض التشغيلية‬
‫النهائية‬ ‫األدوات‬
‫أو األهداؼ األولية‬
‫‪ -‬نمو اقتصادي‪.‬‬ ‫‪ -‬سعر الخصم‪.‬‬
‫المؤشرات‬
‫‪ -‬محاربة تضخم‪.‬‬ ‫‪ -‬سعر الفائدة في السوؽ النقدية‪.‬‬ ‫‪ -‬االحتياطي القانوني‪.‬‬
‫‪ -‬عمالة كاملة‪.‬‬ ‫‪ -‬نمو النقود‪.‬‬ ‫‪ -‬االحتياطات الحرة‪.‬‬ ‫‪ -‬عمليات السوؽ المفتوحة‪.‬‬
‫‪ -‬توازف ميزاف المدفوعات‪.‬‬ ‫‪ -‬إجمالي االئتماف‪.‬‬ ‫‪ -‬القاعدة النقدية ‪.‬‬
‫‪ -‬معدالت الفائدة‪.‬‬ ‫‪ -‬إجمالي االحتياطات المصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬سعر الصرؼ‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫‪ -6‬أدوات السياسة النقدية‪ :‬تتلخص آلية عمل السياسة النقدية يف استخداـ رلموعة من األدوات اليت يستطيع البنك‬
‫ادلركزي من خالذلا التأثَت أو السيطرة على عرض النقود وإدارة حجم االئتماف ادلمنوح‪ ،‬ويوجد نوعاف من األدوات‪،‬‬
‫أدوات مباشرة اليت تبحث عن احلد من الكتلة النقدية اليت زبلقها البنوؾ التجارية عند منحها القروض‪ ،‬وأدوات غَت‬
‫مباشرة واليت هتدؼ إذل ربديد احلجم الكلي لالئتماف ادلتاح دوف التأثَت على زبصيصو بُت سلتلف االستعماالت‪.‬‬
‫‪ -1-6‬األدوات المباشرة للسياسة النقدية (النوعية)‪ :‬وتسمى أيضا باألدوات النوعية‪ ،‬واليت هتدؼ إذل التأثَت ادلباشر‬
‫على حجم االئتماف ادلوجو لقطاع أو قطاعات ما‪ ،‬حيث سبارس تأثَتا كميا ونوعيا على مستوى طلب القروض‪ ،‬وكذلك‬
‫على مستوى قدرة ادلؤسسات ادلالية على اإلقراض‪ ،‬فقد تتوقف لدى البنوؾ الرغبة وادلقدرة على سبويل االستثمارات إال‬
‫أهنا سبتنع عن القياـ هبا الف توجهات الوحدات االقتصادية ادلقًتضة ال تتفق وأىداؼ ىذه األساليب‪ ،‬أو أهنا ال توفر‬
‫الضمانات الكافية ألنواع معينة من متطلباهتا‪ ،‬ومن أىم ىذه األدوات أو األساليب اليت تستخدمها السلطات النقدية‬
‫صلد‪:‬‬
‫‪ ‬تأطير القروض‪ :‬وىو إ جراء تنظيمي تقوـ دبوجبو السلطات النقدية بتحديد سقوؼ لتطور القروض ادلمنوحة من قبل‬
‫البنوؾ التجارية بكيفية إدارية مباشرة وفق نسب زلددة‪ ،‬ففي االذباىات التضخمية تضع الدولة عن طريق البنك‬
‫ادلركزي سياسة تأطَتية إجبارية للقروض حبيث تقدر السلطات النقدية احلد األعلى دلبالغ القروض اليت ؽلكن أف‬
‫سبنحها البنوؾ للزبائن أو تقوـ بتحديد معدؿ سنوي لتزايد القروض‪ ،‬وىكذا من سنة ألخرى غلب أال يتجاوز ارتفاع‬
‫رلموع القروض ادلوزعة النسبة ادلعينة اليت حددهتا السلطات النقدية‪ ،‬ويف حالة ذباوزىا من بنك أو بعض البنوؾ تطبق‬
‫عليها عقوبات تتباين من دولة ألخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم االئتماف االستهالكي‪ :‬دبوجب ىذا النوع من الرقابة غلري تنظيم االئتماف لألغراض االستهالكية عن طريق‬
‫قواعد معينة لتنظيم البيع بالتقسيط للسلع االستهالكية ادلعمرة‪ .‬وابرز ىذه القواعد ىي‪:‬‬
‫‪ ‬قياـ البك ادلركزي بتحديد ادلبلغ الواجب دفعو مقدـ كجزء من قيمة السلعة ادلشًتات‪ ،‬ففي حالة رفع البنك ادلركزي‬
‫ىذا ادلبلغ سيؤدي ذلك إذل خفض طلب االئتماف على ىذا الغرض؛‬
‫‪ ‬ربديد مدة سداد ىذا االئتماف االستهالكي‪ ،‬فإذا قاـ البنك ادلركزي بتقصَت ىذه ادلدة شلا يؤدي إذل رفع قيمة القسط‬
‫الواجب دفعو‪ ،‬وىذا من شانو أف ػلد من الطلب على االئتماف من قبل ادلستهلكُت‪.‬‬
‫‪ ‬السياسة االنتقائية للقروض‪ :‬وتستخدـ ىذه السياسة لتجنب مساوئ السياسة الشمولية يف مراقبة منح االئتماف‪،‬‬
‫ألنو عندما تتبع السلطات النقدية السياسة القرضية الشمولية ينتج عن ذلك توقف يف زيادة االئتماف لكل القطاعات‬
‫االقتصادية‪ ،‬لذا ينتهج البنك ادلركزي سياسة انتقائية ذبعل قراراتو تتعلق فقط ببعض القطاعات اليت يعتربىا أكثر‬
‫مردودية لالقتصاد الوطٍت فيقوـ بتوجيو القروض إليها‪ ،‬حبيث تكوف قراراتو كفيلة بإعطاء كل التسهيالت يف منح‬
‫القروض إذل ىذه القطاعات‪ ،‬فاذلدؼ األساسي من استعماؿ السياسة القرضية االنتقائية ىو التأثَت على توجيو‬
‫القروض ضلو القطاعات االقتصادية و االستخدامات ادلرغوبة‪.‬‬
‫‪ ‬النسبة الدنيا للسيولة‪ :‬يقتضي ىذا األسلوب أف يقوـ البنك ادلركزي بإجبار البنوؾ التجارية على االحتفاظ بنسبة‬
‫دنيا يتم ربديدىا عن طريق بعض األصوؿ منسوبة إذل بعض مكونات اخلصوـ‪ ،‬وىذا خلوؼ السلطات النقدية من‬
‫خطر اإلفراط يف اإلقراض من قبل البنوؾ التجارية بسبب ما لديها من أصوؿ مرتفعة السيولة‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫‪ ‬قياـ البنك المركزي ببعض العمليات المصرفية‪ :‬تستعمل البنوؾ ادلركزية ىذا األسلوب يف البلداف اليت تكوف فيها‬
‫أدوات السياسة النقدية زلدودة األثر‪ ،‬حيث تقوـ البنوؾ ادلركزية دبنافسة البنوؾ التجارية بأدائها لبعض األعماؿ‬
‫ادلصرفية بصورة مستمرة واستثنائية‪ ،‬كتقدؽلو القروض لبعض القطاعات األساسية يف االقتصاد دلا تعجز البنوؾ‬
‫التجارية عن ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬اإلقناع األدبي‪ :‬اإلقناع األديب ىو أداة من أدوات السياسة النقدية ادلباشرة‪ ،‬ويعٍت ببساطة أف البنك ادلركزي يستعمل‬
‫قدرتو على إقناع البنوؾ التجارية يف تنفيذ سياسة مسطرة ومعينة من طرفو يف رلاؿ منح القروض‪ ،‬ويتم ىذا بإصدار‬
‫تعليمات إذل البنوؾ التجارية بطريقة ودية وغَت رمسية يف رلاؿ منح االئتماف ويعترب ىذا األسلوب ناجحا يف كل من‬
‫كندا‪ ،‬اسًتاليا‪ ،‬نيوزلندا‪ ،‬وسلفقا يف الواليات ادلتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪ -2-6‬األدوات غير مباشرة للسياسة النقدية (الكمية)‪ :‬يتحدد الغرض األساسي من استخداـ أدوات غَت مباشرة‬
‫يف التأثر على كمية االئتماف ادلصريف‪ ،‬أي التأثَت يف حجم عمليات اإلقراض واالقًتاض فمن خالذلا تستطيع السياسة‬
‫النقدية التأثَت على النشاط االقتصادي بطريقة توسعية أو انكماشية‪ ،‬وىناؾ ثالث أدوات للتأثَت على العرض النقدي‬
‫وىي ‪ :‬سعر إعادة اخلصم‪ ،‬وعمليات السوؽ ادلفتوحة‪ ،‬ونسبة االحتياطي القانوين ‪.‬‬
‫‪ ‬معدؿ إعادة الخصم‪ :‬يق صد دبعدؿ إعادة اخلصم نسبة الفائدة اليت يتقاضاىا البنك ادلركزي نظَت إعادة خصمو‬
‫لألوراؽ ادلالية اليت تقدمها البنوؾ التجارية خلصمها‪ ،‬واالقًتاض منو بصفتو ادلقرض األخَت‪ ،‬ويسمى أيضا سعر‬
‫البنك‪.‬‬
‫فإذا كاف ىدؼ البنك ادلركزي التوسع يف عرض النقود‪ ،‬فانو ؼلفض معدؿ إعادة اخلصم‪ ،‬فيؤدي ىذا إذل اطلفاض‬
‫معدالت الفائدة يف البنوؾ التجارية وىذا يؤدي بدوره إذل زيادة طلب األفراد وادلؤسسات على االقًتاض بسبب اطلفاض‬
‫تكلفة القروض ادلمنوحة ذلم من البنوؾ التجارية‪ ،‬وىذا ما ينتج عنو توسع البنوؾ التجارية يف منح االئتماف بسبب زيادة‬
‫القدرة االقراضية ذلا‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫من خالؿ ىذا يالحظ أف العالقة بُت معدؿ إعادة اخلصم ومعدالت الفائدة عالقة طردية‪ ،‬األمر الذي يؤثر على حجم‬
‫االستثمار نتيجة العالقة العكسية بُت االستثمار ومعدالت الفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬عمليات السوؽ المفتوحة‪ :‬تعٍت ىذه السياسة دخوؿ البنك ادلركزي للسوؽ النقدية و ادلالية من أجل زبفيض أو‬
‫زيادة حجم الكتلة النقدية عن طريق بيع أو شراء األوراؽ ادلالية‪ ،‬و تعترب ىذه الوسيلة األكثر شيوعا واستخداما‬
‫خاصة يف الدوؿ ادلتقدمة‪ ،‬فقد اعتربىا فريدماف من أكثر األدوات صلاعة و فعالية يف التأثَت على ادلعروض النقدي‪ ،‬و‬
‫من مث حجم االئتماف الذي سبنحو البنوؾ‪ ،‬فهي أداة غَت تضخمية‪ ،‬إال أنو يقر أف استعماؿ ىذه األداة غَت كاؼ ما‬
‫دل تصحب بأدوات أخرى خاصة تلك األدوات ادلتعلقة بالسياسة ادلالية‪ ،‬و إف تتمتع الدوؿ بأسواؽ نقدية و مالية‬
‫متطورة و منظمة‪.‬‬
‫فإذا كاف اذلدؼ ىو زيادة عرض النقود من أجل إنعاش االقتصاد دبختلف قطاعاتو فاف البنك ادلركزي يقوـ بعملية شراء‬
‫األوراؽ ادلالية‪ ،‬من البنوؾ التجارية أو األفراد مباشرة‪ ،‬ىذا ما يسمح بضخ كتلة نقدية جديدة‪ ،‬األمر الذي يؤدي إذل منح‬
‫القروض من البنوؾ التجارية‪ ،‬وىذا من شانو أف ينشط احلركة االقتصادية‪ ،‬أما يف حالة التضخم فاف البنك ادلركزي يتدخل‬
‫كبائع لألوراؽ ادلالية اليت حبوزتو‪ ،‬من اجل امتصاص الفائض يف الكتلة النقدية اليت يف الغالب توجد لدى البنوؾ التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬معدؿ االحتياطي القانوني‪ :‬يعترب االحتياطي القانوين من بُت السياسات اليت يستعملها البنك ادلركزي هبدؼ مراقبة‬
‫سيولة البنوؾ التجارية‪ ،‬ومفهومها يتلخص يف إجبار البنوؾ التجارية على االحتفاظ بنسبة معينة من ودائع العمالء‬
‫‪8‬‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫لديها يف خزائن البنك ادلركزي‪ ،‬أي أف تقوـ البنوؾ التجارية بتجميد جزء من الودائع لديها على شكل احتياطي‬
‫سائل لدى البنك ادلركزي‪.‬‬
‫فإذا أراد البنك ادلركزي زيادة عرض النقود من خالؿ زيادة قدرة البنوؾ التجارية على خلق االئتماف‪ ،‬فانو ؼلفض نسبة‬
‫االحتياطي القانوين‪ ،‬أما إذا أراد البنك ادلركزي زبفيض عرض النقود من خالؿ زبفيض قدرة البنوؾ التجارية على خلق‬
‫االئتماف‪ ،‬فانو سَتفع من نسبة االحتياطي القانوين ‪.‬‬
‫‪ -7‬االتجاهات الحديثة للسياسة النقدية (السياسة النقدية غير تقليدية )‪ :‬ؽلكن القوؿ أف السياسة النقدية غَت‬
‫التقليدية على أهنا رلموعة من اإلجراءات والربامج النقدية االستثنائية اليت تطبقها السلطات النقدية دلعاجلة واحتواء‬
‫األزمات ادلالية احلديثة‪ ،‬وكذلك لضماف استمرارية فعالية السياسة النقدية يف ربقيق األىداؼ االقتصادية ادلنوطة هبا يف‬
‫ظل األزمات ادلالية اليت أثبتت زلدودية األدوات التقليدية للسياسة النقدية وعجزىا الوظيفي‪ .‬وتتمثل ىذه األدوات فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1-7‬سياسة التيسير الكمي (‪ :)Quantitative Easing‬ىي عبارة عن أداة من أدوات السياسة النقدية غَت‬
‫التقليدية‪ ،‬تستخدمها البنوؾ ادلركزية بشكل استثنائي خالؿ فًتات األزمات ادلالية ذلك عندما يتعذر على أدوات السياسة‬
‫النقدية التقليدية الكمية منها أو الكيفية تنشيط االقتصاد الكلي‪ ،‬حيث يقوـ بموجبها البنك المركزي بشراء‬
‫ال موجودات المالية لدى الخزينة العمومية أو البنوؾ التجارية والمؤسسات المالية ‪.‬‬
‫دبعٌت أف ىذه األداة تتمثل يف طبع نقود جديدة وبكميات ىائلة معتمدة بالضرورة على اإلصدار النقدي دوف االلتزاـ‬
‫بوجود مقابالت الكتلة النقدية‪ ،‬وىذا لزيادة ادلعروض النقدي خالؿ مدة زمنية مدروسة‪ ،‬واذلدؼ منها ىو احلفاظ على‬
‫مستويات مستهدفة جملموعة من ادلتغَتات االقتصادية أعلها استقرار معدالت التضخم‪ ،‬ربفيز النمو االقتصادي‪ ،‬وزبفيض‬
‫معدالت البطالة‪.‬‬
‫‪ -2-7‬سياسة معدالت الفائدة الصفرية (‪ :)Zero Interest Rate‬يتخذ البنك ادلركزي قرار خفض معدالت‬
‫الفائدة عندما يالحظ بطء يف معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬من أجل ضخ كميات كبَتة من السيولة لدفع حركة االقتصاد‬
‫بشكل عاـ لتصل إذل مرحلة االنتعاش االقتصادي‪ ،‬وترتكز ىذه األداة من خالؿ االلتزاـ الصريح أو الضمٍت للبنك‬
‫ادلركزي باحلفاظ على معدؿ الفائدة الرئيسي القريب من الصفر لفًتة معينة‪.‬‬
‫‪ -3-7‬سياسة معدالت الفائدة السالبة (‪ :)The Negative Interest Rate‬ىي أداة من أدوات السياسة‬
‫النقدية غَت التقليدية يقوـ دبوجبها البنك ادلركزي بتخفيض معدالت الفائدة االمسية إذل قيم سالبة على أوراؽ مالية‬
‫مستهدفة‪ ،‬وكذلك اليت تكوف آجاؿ استحقاقها زلددة سابقا‪ ،‬أو ىي احلالة اليت يفرض فيها البنك ادلركزي ضريبة على‬
‫فوائض الودائع البنكية شلا يًتتب عليو التأثَت على عمليات سوؽ ما بُت البنوؾ وضماف التحكم اجليد وربفيز ضخ ادلزيد‬
‫من السيولة يف االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -4-7‬سياسة التوجيه المسبق (‪ :)The Forward Guidance‬ىي عبارة عن سياسة تواصل تشمل بعض‬
‫ادلعلومات ادلنشورة بصفة رمسية يف بيانات البنك ادلركزي بصفة دورية حوؿ إعدادات السياسة النقدية ادلستقبلية من أجل‬
‫التأثَت على توقعات السوؽ وسلتلف ادلتعاملُت فيو‪.‬‬
‫‪ -5-7‬سياسة التيسير االئتماني (‪ :)Credit easing‬ىي عبارة عملية يقوـ دبوجبها البنك ادلركزي بتغَت تركيبة‬
‫األصوؿ يف ميزانيتو دوف التغيَت من حجمها‪ ،‬حيث يقوـ البنك ادلركزي بشراء األصوؿ السامة يف السوؽ ادلارل)كالسندات‬

‫‪9‬‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫ادلغطاة بالرىوف العقارية(‪ ،‬من أجل التأثَت على أسعارىا النسبية وتوجيهها ضلو سعر زلدد ومرغوب‪ ،‬مث إعادة شراء‬
‫السندات ذات آجاؿ استحقاؽ طويلة األجل مقابل بيع سندات قصَتة األجل يف نفس الوقت‪.‬‬
‫‪ -8‬استقاللية البنك المركزي وتنفيذ السياسة النقدية‪ :‬يعترب موضوع استقاللية البنك ادلركزي من أىم ادلواضيع اليت‬
‫ساعلت بشكل كبَت يف فعالية ومصداقية السياسة النقدية‪ ،‬رغم اجلدؿ القائم حوؿ ذلك‪ ،‬ومن ىنا غلدر بنا التطرؽ إذل‬
‫مفهوـ البنك ادلركزي ومفهوـ استقالليتو وأىم مؤشرات استقالليتو‪.‬‬
‫‪ -1-8‬تعريف البنك المركزي‪ :‬البنك ادلركزي ىو اذليئة أو ادلؤسسة ادلسؤولة عن تنظيم وإدارة شؤوف النقد واجلهاز‬
‫ادلصريف يف بلد ما‪ ،‬ويقود السياسة النقدية واالئتمانية يف االقتصاد الوطٍت وىذا من أجل ربقيق أىداؼ ذات مصلحة‬
‫عامة‪.‬‬
‫وتتلخص وظيفة البنك ادلركزي األساسية يف الرقابة على البنوؾ التجارية وتنظيم االئتماف بغرض ربقيق أىداؼ السياسة‬
‫النقدية‪ ،‬إذ انو ادلسؤوؿ عن قيادة وإدارة السياسة النقدية ‪ ،‬ورقابة البنك ادلركزي على البنوؾ التجارية تتم من خالؿ عالقتو‬
‫هبذه البنوؾ‪ ،‬فهو بالنسبة ذلم بنك البنوؾ وادلقرض األخَت عند احلاجة كما انو بنك الدولة وادلصدر لألوراؽ البنكنوت‪،‬‬
‫إضافة إذل ذلك يقوـ البنك ادلركزي باعتباره ادلسؤوؿ عن قيادة وإدارة السياسة النقدية بالوظائف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬القياـ باخلدمات ادلصرفية اليت تطلبها احلكومة؛‬
‫‪ -‬مراقبة االئتماف كما ونوعا وتوجيهو وجهة تدفق وتنفيذ سياسة نقدية مرغوب فيها؛‬
‫‪ -‬إدارة احتياطي البلد من العمالت األجنبية ومراقبة أحواؿ التجارة اخلارجية‪ ،‬بغرض ادلساعلة يف ربقيق استقرار أسعار‬
‫الصرؼ األجنيب‪.‬‬
‫‪ -2-8‬استقاللية البنك المركزي‪ :‬يقصد باستقاللية البنك ادلركزي إعطاء ىذا األخَت شخصية سبكنو من التصرؼ‬
‫حبرية يف إدارة السياسة النقدية بعيدا عن الضغوط احلكومية حىت ال يتم تسخَته كأداة لتمويل العجز يف ادليزانية‪.‬‬
‫ولقد فرضت استقاللية البنك ادلركزي نفسها باعتبارىا الشرط الالزـ والضمانة الرئيسية إلمكاف قياـ البنك ادلركزي بوضع‬
‫وتنفيذ السياسة النقدية على ضلو ػلقق ىدؼ استقرار األسعار واحملافظة على قيمة العملة‪ ،‬حيث يطالب العديد من‬
‫االقتصاديُت بضرورة استقاللية البنوؾ ادلركزية لكوهنا أثبتت نفسها يف الواقع العملي‪ ،‬إال أف اجلدؿ ال يزاؿ قائم حوؿ‬
‫مربرات ىذه االستقاللية‪ ،‬وتدور أىم مربرات االستقاللية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حصيلة الدارسات النظرية اليت أثبتت التحيز التضخمي للحرية ادلطلقة للحكومة فيصنع السياسة النقدية؛‬
‫‪ -‬تعتمد حجة استقاللية البنك ادلركزي على مصداقية السياسة النقدية وبالتارل قدرهتا على احملافظة على استقرار‬
‫األسعار يف ادلدى الطويل وبأقل تكلفة اقتصادية شلكنة‪ ،‬ىذه ادلصداقية سوؼ تتحسن إذا كانت السلطات النقدية‬
‫تتمتع باستقاللية عن احلكومة ذبعلها تأخذ يف االعتبار األىداؼ طويلة األمد؛‬
‫‪ -‬االرتباط بُت استقاللية البنك ادلركزي وبُت اعتبار استقرار األسعار دبثابة اذلدؼ األورل والرئيسي للسياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ -3-8‬مؤشرات استقاللية البنك المركزي‪ :‬ىناؾ رلموعة من ادلعايَت أو ادلؤشرات اليت ؽلكن من خالذلا قياس‬
‫استقاللية البنوؾ ادلركزية‪ ،‬واف ىناؾ خالؼ يف ترتيبها والوزف النسيب لكل منها‪ ،‬وؽلكن حصر أىم ىذه ادلعايَت يف النقاط‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬المعيار األوؿ‪ :‬األهداؼ الرئيسية للبنوؾ المركزية‪ :‬إف إسناد عدد كبَت من ادلهاـ إذل البنك ادلركزي غلعلو غَت قادر‬
‫على ربقيقها شلا يوحي بضعف استقالليتو‪ .‬أما ربديد مهمة أو ىدؼ واحد وبشكل دقيق مع التأكيد على ربقيق‬
‫االستقرار باألسعار كهدؼ أساس ووحيد للبنك ادلركزي‪ ،‬فإف ذلك يدؿ على أف البنك أكثر استقاللية‪.‬‬
‫‪10‬‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫‪ ‬المعيار الثاني‪ :‬مدى سلطة وحرية البنك المركزي في رسم وتنفيذ السياسة النقدية‪ :‬زبتلف اجلهة ادلسؤولة عن‬
‫رسم وتنفيذ السياسة النقدية باختالؼ درجة االستقاللية اليت يتمتع هبا البنك ادلركزي‪ ،‬ألف البنك ادلركزي ادلستقل‬
‫لديو الصالحي ة يف وضع وتنفيذ السياسة النقدية دبقتضى التفويض الذي منحو القانوف لو‪ ،‬أي يتمتع البنك ادلركزي‬
‫حبرية دوف أف يتلقى أية تعليمات أو توجيهات من قبل احلكومة‪ ،‬والعكس إذا كانت السياسة التنفيذية مسؤولية‬
‫احلكومة تتوذل تنفيذىا وربديد أىدافها‪.‬‬
‫‪ ‬المعيار الثالث‪ :‬االستقالؿ المالي للبنوؾ المركزية (استقالؿ الميزانية)‪ :‬ػلتل موضوع االستقالؿ ادلارل أعلية‬
‫خاصة يف توضيح العالقة بُت البنك ادلركزي واحلكومة ومدى استقاللو عنها‪.‬‬
‫‪ ‬ويقصد باالستقالؿ ادلارل أف البنوؾ ادلركزية تكوف ذلا حرية غَت مقيدة يف وضع ميزانيتها العامة دوف تدخل الدولة‬
‫بصورة مباشرة‪ ،‬أو غَت مباشرة‪ ،‬أما يف حالة عدـ االستقالؿ ادلارل للبنوؾ ادلركزية تقوـ الدولة دبمارسة ضغوطها‬
‫ادلباشرة وغَت ادلباشرة على سياسات البنك ادلركزي من خالؿ احلد من حصولو على ادلوارد ادلالية الالزمة‬
‫‪ ‬المعيار الرابع‪ :‬تمويل العجز في الموازنة العامة ومدى االلتزاـ بشراء أدوات الدين الحكومية‪ :‬إذا كانت‬
‫النفقات احلكومية أكرب من اإليرادات يكوف ىناؾ عجز ؽلكن سبويلو عن طريق بيع السندات احلكومية أو عن طريق‬
‫االقًتاض‪ ،‬وعادة ما يقوـ البنك ادلركزي ببيع تلك السندات طوعيا إذا كاف البنك مستقال‪ ،‬ولكن ربت استقاللية‬
‫البنك ادلركزي ال تستطيع احلكومة إلزاـ البنك ادلركزي على القياـ بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬المعيار الخامس‪ :‬تعين وإقالة محافظي البنوؾ المركزية ومدة خدمتهم‪ :‬إف الدوؿ اليت تتمتع باستقاللية بنوكها‬
‫ادلركزية تضع قيود وزلددات متعلقة بتعيُت زلافظ البنك ادلركزي وأعضاء رللس اإلدارة وإقالتهم حسب اللوائح‬
‫والقوانُت اخلاصة هبا‪ ،‬فالبنوؾ ادلركزية اليت يتم فيها تعُت فيها من قبل رللس اإلدارة فهي تتمتع بأعلى درجة‬
‫استقاللية‪ ،‬وتأيت بعدىا البنوؾ ادلركزية اليت يتم فيها تعُت احملافظ من قبل السلطة التشريعية يف البلد‪.‬‬
‫‪ ‬المعيار السادس‪ :‬التمثيل الحكومي في إدارة البنك المركزي‪ :‬يؤثر تكوين رلالس إدارات البنوؾ ادلركزية على‬
‫العالقة بُت البنوؾ واحلكومة‪ ،‬ففي بعض احلاالت تعد ىذه اجملالس قناة رمسية للحكومة يف التدخل بقرارات البنك‬
‫ادلركزي‪ ،‬ففي بعض الدوؿ تقوـ احلكومات بتعُت معظم أو كل أعضاء رللس إدارة البنك ادلركزي‪ ،‬األمر الذي ؽلكن‬
‫احلكومة من شلارسة تأثَتىا من خالؿ وجودىا ادلباشر يف تلك اجملالس‪.‬‬
‫‪ ‬المعيار السابع‪ :‬المساءلة والشفافية للبنوؾ المركزية‪ :‬ال شك أف أعلية وجود نظاـ كفء للبنك ادلركزي يتيح‬
‫بيانات كافية ومناسبة وبتوقيتات زلددة شلا ؽلكنو متابعة أداء البنك والتدخل يف الوقت ادلناسب‪ ،‬إال أف ذلك غَت‬
‫كاؼ ويستلزـ األمر توفر ادلعلومات ادلناسبة عن البنك ادلركزي للجمهور‪ ،‬إذ أف ذلك يساعد على مكافأة إدارة‬
‫البنك ومعاقبتو وكبار مساعليو بالسرعة ادلمكنة‪ .‬لذا يتطلب من البنوؾ ادلركزية ادللتزمة بادلعايَت الدولية أف تنشر‬
‫معلومات عن تلك العمليات أماـ ادلساعلُت وقياـ ادلراجعُت اخلارجيُت بإجراء التقييم ذلا‪.‬‬
‫‪ -4-8‬مقاييس استقاللية البنوؾ المركزية ‪ :‬تتمثل أىم ادلقاييس ادلستخدمة يف قياس درجة استقاللية البنوؾ ادلركزية يف‪:‬‬
‫أ‪ /‬مقياس (‪ :)Cukierman, Webb, and Neyapti( )CWN‬لقد وضع كوكورماف وويب ونبييت‬
‫جدوال خا صا بأىم ادلتغَتات التشريعية للبنك ادلركزي ادلشتقة من قانونو يف أربع رلاميع وتتكوف ىذه اجملاميع من ستة‬
‫عشر متغَتا تشريعيا سلتلفا أعطى كل منها درجة ترتيبية بُت الصفر وىي أدىن مستوى لالستقاللية والواحد ؽلثل أعلى‬
‫مستوى لالستقاللية‪ .‬وىذه ادلعايَت ىي‪:‬‬

‫‪11‬‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫‪ ‬تعيين وعزؿ مدة خدمة المحافظ‪ :‬وأعطيت وزف ترجيحي مقداره (‪ )%20‬من وزف ادلعيار دبجملو‪ ،‬وتتكوف من‬
‫أربع فقرات فرعية تًتاوح قيمتها بُت (‪.)1-0‬‬
‫‪ ‬صياغة السياسة النقدية‪ :‬وتتضمن ثالث فقرات فرعية تًتاوح قيمتها بُت (‪ )1-0‬من يقوـ بصياغة السياسة النقدية‬
‫وأسلوب حل التعارض بُت السلطة التنفيذية والبنك ادلركزي خبصوص السياسة النقدية‪ .‬ومشاركة البنك ادلركزي يف‬
‫إعداد ادلوازنة العامة وأعطيت وزف ترجيحي مقداره (‪ )%15‬من الوزف الكلي للمعيار‪.‬‬
‫‪ ‬أهداؼ البنك المركزي‪ :‬إف معيار أىداؼ البنك ادلركزي ويتكوف من فقرة واحدة تًتاوح بُت (‪ )1-0‬وقد أعطي‬
‫وزنا ترجيحيا مقداره (‪)%15‬من الوزف الكلي‪.‬‬
‫‪ ‬الحدود على قابلية البنك المركزي إلقراض القطاع الحكمومي‪ :‬كالقيود ادلوضوعة على حجم القرض‪ ،‬ادلدة‪،‬‬
‫أسعار الفائدة وشروط االستفادة ادلباشرة من اإلقراض حاز ىذا ادلعيار على أكرب نسبة وفق مقياس كوكورماف حيث‬
‫بلغ الوزف النسيب ذلذا ادلعيار (‪ )% 50‬من القيمة اإلصبالية‪ ،‬ويتكوف من شباين فقرات تًتاوح قيمتها بُت (‪،)1-0‬‬
‫ولكل نقطة وزف ترجيحي خاص هبا‪.‬‬
‫إف طريقة احتساب الرقم النهائي لالستقاللية تتم باخلطوات اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ذبميع حصيلة الفقرات ادلكونة لكل رلموعة من اجملموعات األربع كل على إنفراد مت استخراج معدؿ كل فقرة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرب رلموع الفقرة بنسبة الًتجيح احملددة ذلا الستخراج النسبة ادلوزونة ذلا‬
‫‪ ‬صبع النسب ادلوزونة للفقرات األربع ويكوف الناتج ىو الرقم الذي ؽلثل درجة استقاللية البنك‪.‬‬
‫ب‪ /‬مقياس (‪ :)Grili, Masciandro, and Tabellini( )GMT‬ويقيس عدد اإلجابات اإلغلابية‬
‫(نعم) على األسئلة احملددة حوؿ اخلواص ادلؤسسية لالستقاللية‪ ،‬وؽليز بُت نوعُت من االستقاللية علا‪:‬‬
‫‪ ‬االستقاللية السياسية‪ :‬ويقصد هبا قدرة البنك ادلركزي على اختيار األىداؼ النهائية للسياسة النقدية كتحديد‬
‫مستوى التضخم أو مستوى النشاط االقتصادي وغَتىا من األىداؼ‪.‬‬
‫‪ ‬االستقاللية االقتصادية‪ :‬ويقصد هبا قدرة البنك ادلركزي على اختيار األدوات اليت بواسطتها ػلقق أىداؼ السياسة‬
‫النقدية‪ ،‬وتعتمد قدرة البنك ادلركزي ىذه على اخلصائص التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تعيُت رللس إدارة البنك ادلركزي ومدى تدخل الدولة فيها‪.‬‬
‫‪ ‬عالقة رللس اإلدارة مع احلكومة ومدى اشًتاكها ادلباشر فيو دبن ؽلثلها كأف يكوف وزير ادلالية‪.‬‬
‫ج‪ /‬مقياس (‪ :)Ejiffinger and Schaling( )ES‬إف تصميم ىذا ادلقياس مشابو إذل مقياس (‪)GMT‬‬
‫من حيث اعتماده على أسس أو خصائص قدرة البنك ادلركزي نفسها يف اختيار وربديد األىداؼ النهائية للسياسة‬
‫النقدية‪ ،‬لكنو ؼلت لف يف أف ادلعايَت الفرعية بدال من شبانية كانت ثالثة فقط غطت رلاالت التعيُت والعالقة مع احلكومة‬
‫وادلسؤولية القانونية‪.‬‬

‫‪12‬‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫جدوؿ رقم (‪ :)01‬قياس درجة استقاللية بنك الجزائر في ظل قانوف النقد والقرض وإبراز التعديالت الطارئة‬
‫علية‪.‬‬
‫‪10/17‬‬ ‫‪11/03‬‬ ‫‪01/01‬‬ ‫‪10/90‬‬ ‫قانوف النقد والقرض وأبرز التعديالت الطارئة عليه‬

‫درجة الترتيب‬ ‫درجة الترتيب‬ ‫درجة الترتيب درجة الترتيب‬ ‫الوزف‬ ‫المعايير‬
‫‪0.0915‬‬ ‫‪0.0915‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0.129‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫المعيار األوؿ‪ :‬معيار المحافظ‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫فترة الوظيفة‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫تعيين المحافظ‬
‫‪0.83‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫الرفض في الطرد‬
‫‪1.00‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫هل تقلد المحافظ وظائف أخرى في الحكومة‬
‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.0665‬‬ ‫‪0.0665‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫المعيار الثاني‪ :‬معيار صياغة السياسة النقدية‬
‫‪1.00‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫من يصوغ السياسة النقدية‬
‫‪1.00‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫من له الكلمة األخيرة في حل التعارض‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫دور البنك في إعداد الموازنة‬
‫‪0.09‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪0.06‬‬ ‫‪0.06‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫المعيار الثالث‪ :‬معيار أهداؼ السياسة النقدية‬
‫‪0.1365‬‬ ‫‪0.1945‬‬ ‫‪0.2222‬‬ ‫‪0.2222‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫المعيار الرابع‪ :‬معيار حدود إقراض الحكومة‬
‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫التنسيق الغير المورؽ‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪0.10‬‬ ‫التنسيق المورؽ‬
‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.10‬‬ ‫شروط اإلقراض‬
‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫المقترضوف المحتملوف من الصرؼ‬
‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.025‬‬ ‫حدود إقراض البنك المركزي‬
‫‪0.67‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪0.025‬‬ ‫استحقاؽ القرض‬
‫‪0.50‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪0.025‬‬ ‫أسعار الفائدة على القرض‬

‫‪0.00‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪0.025‬‬ ‫البنك المركزي ممنوع من شراء أو بيع أوراؽ مالية للحكومة‬

‫درجة االستقاللية الكلية لبنك الجزائر وفق قانوف النقد والقرض‬

‫‪0.418‬‬ ‫‪0.476‬‬ ‫‪0.3987‬‬ ‫‪0.4777‬‬ ‫‪1.00‬‬
‫وأبرز التعديالت الطارئة عليه‬

‫‪ -9‬شروط نجاح السياسة النقدية‪ :‬ىنالك رلموعة من الشروط لنجاح السياسة النقدية‪ ،‬زبتلف أعلية كل شرط‬
‫حسب نوع البلد‪ ،‬وىذه الشروط ىي‪:‬‬
‫‪ ‬بنك معلومات شامل ودقيق‪ :‬تشمل كل ادلتغَتات االقتصادية والنقدية وادلالية‪.‬‬
‫‪ ‬ربديد دقيق ألىداؼ السياسة النقدية‪ ،‬يراعي األولوية وعدـ التعارض‪.‬‬
‫‪ ‬ىيكل النشاط االقتصادي‪ :‬عاـ وخاص‪ ،‬مؤسسات كبَتة و صغَتة‪........‬إخل‪.‬‬
‫‪ ‬مرونة اجلهاز اإلنتاجي‪.‬‬
‫‪13‬‬
 ‫د‪/‬ك‪.‬باصو‬ ‫مقياس‪ :‬النظريات والسياسات النقدية‬ ‫املحو ألاول‪ :‬إلاطا النظري للسياسة النقدية‬

‫نظاـ سعر الصرؼ‪ :‬حبيث تعترب السياسة النقدية أكثر فعالية يف سعر الصرؼ ادلرف مقارنة بسعر الصرؼ الثابت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الوعي والعادات والتقاليد ذباه ادلعامالت ادلصرفية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مناخ االستثمار وسياستو‪ :‬القوانُت ادلنظمة‪ ،‬الرسوـ والضرائب‪ ،‬دور القطاع النقدي وادلارل‪ ،‬احلرية االقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫والتجارة الدولية‪.‬‬
‫أعلية وفعالية اجلهاز ادلصريف خاصة البنك ادلركزي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪14‬‬