Professional Documents
Culture Documents
79-نص المقال-96-1-10-20210327
79-نص المقال-96-1-10-20210327
مقالة بحثية
زواج القاصرات في المجتمع اليمني :األسباب واآلثار
(دراسة سوسيولوجية آلراء عينة من الشباب)
أمل صالح سعد راجح
قسم علم االجتماع ،كلية اآلداب ،جامعة عدن ،اليمن
الباحث الممثل :أمل صالح سعد راجح؛ البريد االلكترونيamal.ali.arts@aden-univ.net :
استلم في 13 :فبراير / 2021قبل في 02 :مارس / 2021نشر في 18 :مارس 2021
الكلمات الرئيسية :الزواج ،سن الزواج ،القاصر ،زواج القاصرات ،األسباب واآلثار.
المقدمة
الزواج مؤسسة اجتماعية يُحفَظ فيها النوع االجتماعي ،وتربية األبناء ،وإعدادهم؛ ليكونوا مواطنين صالحين في المجتمع .تقع على عاتق
غب أفرادها مجموعة من الشروط ،والواجبات والحقوق التي يجب مراعاتها لكي تقوم بأداء واجبها في المحيط االجتماعي .إضافة إلى ذلك فقد ر َّ
{ومِ ْن آ َيا ِت ِه أ َ ْن َخلَقَ لَ ُكم ِم ْن أَنفُ ِس ُك ْم أ َ ْز َوا ًجا ِلتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْي َها َو َجعَ َل َب ْي َن ُكم َّم َودَّة ً َو َرحْ َمةً إِ َّن فِي ذَلِكَ
هللا -سبحانه وتعالى -في الزواج في قوله تعالىَ :
ت ِلقَ ْو ٍّم َيتَفَ َّك ُرون} [الروم .] 21:فمن أساسيات قيام العالقة الزوجية السليمة أن يكون هناك تفاهم وتقارب بين الزوجين ،تقارب ثقافي ومعرفي آل َيا ٍّ
في األفكار والتوجهات والميول والرغبات ،ولن يتأتى هذا التوافق ما لم يكن طرفا العالقة متقاربين في العمر ،وال ننكر قيام عالقات زوجية
ناجحة مع اختالف العمر ،ولكن تظل هذه العالقات قائمة ما دام هناك تفاهم ومودة ورحمة ،التي أشار إليها القرآن الكريم.
مشكلة البحث
يُعدُّ زواج القاصرات من الظاهرات المنتشرة في المجتمع اليمني ،التي قلَّما يخلو منها تجمع يمني ،وخصو ً
صا في التجمعات الريفية والبدوية،
وال نستثني التجمعات الحضرية ،ولكن قد تخف حدة هذه الظاهرة في هذه التجمعات .ويُعدُّ تفضيل الرجل اليمني للفتاة الصغيرة السن مقارنة
بالفتاة الكبيرة؛ نتيجة لجملة من العوامل ،أدَّت العادات والتقاليد أهمية بارزة في ترسيخها وتنميطها كنمط سائد عند تأسيس أسرة أو الشروع في
أمر الزواج .مع إغفال تداعيات هذا الزواج إن كان على الفتاة أو على األسرة؛ فقد أكدت العديد من الدراسات اليمنية والعربية حدوث مشكالت
صحية واجتماعية ترافق هذا النوع من الزواج؛ نتيجة لعدم تأقلم الفتاة حديثة السن مع الزواج ،وعدم اكتمال بنيانها الجسمي والعقلي ،الذي ال
يجعلها قادرة على إقامة عالقة زواجية ،والشروع في بناء أسرة زواجية مكتملة األركان؛ لذا تتجلى مشكلة البحث في معرفة أسباب حدوث ظاهرة
زواج القاصرات وآثاره في الفتاة من وجهة نظر عينة من الشباب في المجتمع اليمني.
أهمية البحث
تتركز أهمية البحث بالتعريف بظاهرة زو اج القاصرات؛ لما لها من تداعيات خطيرة على الفتاة ،واستخالص نتائج تفيد الجهات المختلفة،
األسرية ،والتربوية ،والمجتمعية ،في محاولة درء هذه الظاهرة والقضاء عليها .كما تتركز أهمية البحث في مد المكتبة بدراسة علمية تساعد في
التعريف بظاهرة زواج القاصرات واآلثار المترتبة عليها.
أهداف البحث
تتمحور اهداف البحث في اآلتي:
رصد ظاهرة زواج القاصرات في المجتمع اليمني من معرفة أسباب هذه الظاهرة ،وبروزها في المجتمع اليمني من الدراسات، -1
التي أجريت عن هذه الظاهرة في المجتمع اليمني ،والعربي.
معرفة اآلثار المترتبة على ظاهرة زواج القاصرات ،التي تعود على الفتاة القاصر. -2
تقييم اتجاهات بعض الشباب حول ظاهرة زواج القاصرات من حيث :مدى معرفتهم بالظاهرة وتأييدهم أو رفضهم لها. -3
الوصول إلى مجموعة من النتائج والتوصيات ،التي تهدف إلى توضيح هذه الظاهرة في المجتمع اليمني؛ لتكون عونًا للمجتمع -4
المحلي (الفتيات واألسر ،ومنظمات المجتمع المحلي) للتوعية بهذه الظاهرة ،والعمل على الحد منها.
منهجية البحث
يعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي؛ وذلك للعمل على دراسة الظاهرة من األدبيات األكاديمية ،المحلية والعربية .كما اعتُمِ د على
المسح االجتماعي بالعينة؛ وذلك الستقصاء آراء بعض الشباب واتجاهاتهم حول زواج القاصرات ،كما اعتُمِ د على برنامج ال ُحزَ م اإلحصائية
( (spssلتفريغ بيانات العينة وجدولتها.
فرضيات البحث
الذكور أكثر رفضًا لزواج القاصرات من اإلناث. -
يؤثر المستوى التعليمي للشباب في رأيهم نحو زواج القاصرات. -
الشباب المنتمون للمناطق الريفية أكثر رفضًا لزواج القاصرات من الشباب المنتمين للمناطق الحضرية. -
يتفاوت رفض زواج القاصرات بين الشباب تبعًا للمحافظات. -
مفاهيم البحث
-1مفهوم الزواج:
نظام اجتماعي يتصف بقدر من االستمرار واالمتثال للمعايير االجتماعية .وهو الوسيلة التي يعمد إليها المجتمع؛ لتنظيم المسائل الجنسية
وتحديد مسؤولية صور التزاوج الجنسي بين البالغين .ومن الجدير بالمالحظة في هذا الصدد أن جميع المجتمعات (سواء في الماضي أو الحاضر)
تفرض الزواج على غالبية أفرادها .فالزواج إذًا نظام عام ،حتى لو كان المجتمع يبيح في كثير من األحيان عالقات جنسية خارج نطاقه ،كما أن
( )1
الزواج هو النظام األوفر جزاء فيما يخص معظم الرجال والنساء في الجانب االكبر من حياتهم.
-2السن عند الزواج:
يبدأ سن الزواج بعد سن النضج البيولوجي بكثير أو قليل تب ًعا لظروف الشخص المقبل على الزواج .وفي استطاعة الشخص أن يختار من
ً
مماثال له في السن أو أكبر أو أصغر .ولكن يالحظ أنه يحدث – غالبًا -انتهاك للقوانين الخاصة بسن الفتاة أو الفتى المقبل على يتزوجه سواء أكان
الزواج ،التي عادة تكون للفتى 18سنة ،وللفتاة 16سنة؛ إذ يتزوج في المناطق الريفية فتيان وفتيات دون سن الزواج بكثير عن طريق شهادة
()2
(تسنين) واالدعاء بفقد شهادة الميالد األصلية.
-3مفهوم القاصر:
()3 القاصر في القانون :هو الذي لم يبلغ َّ
سن الرشد .والقاصرة مؤنث القاصر.
()4
القاصر :اسم فاعل ،وعند الفقهاء الذي لم يبلغ درجة الرجال .والقاصرة مؤنث القاصر.
-4مفهوم زواج القاصرات:
زواج الفتيات في سن مبكرة ،وقبل بلوغها سن الرشد.
فالزواج المبكر هو الزواج الذي يتم قبل سن الرشد ،أو بمجرد بلوغه ،وهناك ثالثة أنواع لسن الرشد:
( _)1سناء حسنين الخولي ،االسرة والحياة العائلية ،الطبعة األولى ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان2001 ،م ،ص.53
( _)2نفس المصدر ،ص.134
( _)3محمد الباشا ،الكافي ،معجم عربي حديث ،الطبعة األولى ،شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ،بيروت ،1992ص.772
( _)4المعتمد ،قاموس عربي -عربي ،دار صادر ،بيروت ،ص.537
( _)5عفاف أحمد الحيمي ،الزواج المبكر وآثاره االجتماعية ،مجلة حوليات العفيف ،العدد الخامس ،مؤسسة العفيف الثقافية ،تعز ،2005،ص.29
( _)6مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ،القاموس المحيط ،راجعه واعتنى به أنس محمد الشامي وزكريا جابر أحمد ،المجلد ،1دار الحديث ،القاهرة ،2008 ،ص.736
( _)7مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ،مصدر سابق ،ص37
( _)8إحسان محم د الحسن ،علم اجتماع المرأة دراسة تحليلية عن دور المرأة في المجتمع المعاصر ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان2008 ،م ،ص35
-7األب يكون –عادة -دكتاتوريًّا ومستبدًا في العائلة المستقرة ،والمرأة تكون –عادة -خاضعة لسلطاته الدكتاتورية
( )9
واالستبدادية.
وأورد إحسان محمد الحسن ،العديد من السمات التي تتعلق بالمرأة في المجتمعات المستقرة ،منها:
ليس للمرأة الحرية في اتخاذ القرار المستقل؛ حيث إن موضوع اتخاذ القرار هو بيد الرجل وليس بيد المرأة (غياب الديمقراطية -
من العائلة).
األعمال والمهام التي تقوم بها المرأة هي أداء األعمال المنزلية ،إنجاب األطفال وتربيتهم وإشباع الحاجات العاطفية والجنسية -
للرجل.
المرأة تعتمد على الرجل في اإلعالة؛ ألنها ال تعمل خارج البيت ،وال تكسب مصادر ومقومات رزقها. -
المرأة تُطلَّق من زوجها ،إذا لم ت ُ ِ
نجب األطفال والذرية. -
وعادات وتقاليد زوجها. -
حكرا على الرجل وليس المرأة.
ً المرأة ال تحتل أي مواقع سياسية عليا في المجتمع؛ حيث إن هذه المواقع تكون -
الدين والدولة والسلطة تتحيز للرجل ضد المرأة ،وتشجع الرجل على معاملة المرأة معاملة قاسية وغير عادلة وال منصفة؛ -
لكي تكون تحت أمرته ونفوذه.
عندما يكون الرجل هو المسؤول عن إعالة المرأة وأطفالها ،فإن مكانته في العائلة تكون عالية وصالحياته االجتماعية وغير -
االجتماعية تكون مطلقة.
()10
الرجل يستطيع مقاضاة المرأة في المحاكم ،ولكن المرأة ال تستطيع مقاضاة الرجل في المحاكم مطلقًا.
نستنتج مما سبق أن مجمل األفكار السابقة قد تنطبق على مجتمعات معينة ،وقد يحدث العكس ،بمعنى أن جملة هذ السمات قد ال تتوافق مع
ما هو موجود في هذه المجتمعات .مع اإلشارة إلى أن مكانة المرأة قد تتغير تبعًا لتقدير المجتمع لها ،فنجد ً
مثال أن المجتمع اإلسالمي قد أكد على
أهمية المرأة و وظيفتها في المجتمع كدور الزوجة واالبنة واألخت ،ورغب المجتمع في معاملتها وإفساح المجال لها ،وحتى في زواجها أباح
للمرأة الحرية في الموافقة على الزواج وعدم إكراهها في ذلك .بالمقابل نجد مجتمعات قد تتعرض فيها المرأة للكثير من المعاناة والغبن وعدم
االعتراف بها كشريكة وفاعلة في المجتمع.
الدراسات السابقة
الدراسات المحلية:
الدراسة االولى :توصلت دراسة (الزواج المبكر وآثاره االجتماعية) ( )11إلى أن الزواج المبكر له سلبيات أكثر من إيجابياته ،التي يشجعها
المجتمع والثقافة السائدة ،وهذه السلبيات هي:
عدم القدرة على تحمل المسؤولية. -1
ضعف القدرة على تربية األوالد. -2
يقود الزواج المبكر بشكل أو بآخر إلى الطالق. -3
ال يوجد استعداد نفسي وجسدي كافٍّ . -4
كثرة اإلنجاب وإرهاق المرأة صحيًّا. -5
حرمانها من التعليم. -6
حرمانها من أن تعيش طفولتها. -7
الدراسة الثانية :توصلت دراسة (المحددات الثقافية واالجتماعية للزواج المبكر ،وبدء اإلنجاب في اليمن) ( )12إلى:
أن للمحددات الثقافية واالجتماعية أهمية ذات داللة في تحديد اتجاهات وأنماط الزواج المبكر وبدء اإلنجاب المبكر في اليمن؛ -
حيث بينت أنه على الرغم من اتجاه أنماط الزواج واإلنجاب في اليمن نحو التأخير المتزايد للعمر عند الزواج األول وللعمر
عند المولود األول ،فإن النسبة الغالبة من النساء المتزوجات أو الالتي سبق َّ
لهن الزواج قد تزوجن ألول مرة وأنجبن المولود
(9) Le Play, Feredrecick. Working Class European Families, London, the lane press, translated by F. peel, 1961.p35-37
( _)10إحسان محمد الحسن ،علم اجتماع المرأة دراسة تحليلية عن دور المرأة في المجتمع المعاصر ،مصدر سابق ،ص.37-35
( _)11عفاف أحمد الحيمي ،الزواج المبكر وآثاره االجتماعية ،مجلة حوليات العفيف ،العدد الخامس ،مؤسسة العفيف الثقافية ،تعز.2005،
( _)12سليمان فرج بن عزون وعلي أحمد السقاف ،المحددات الثقافية واالجتماعية للزواج المبكر وبدء اإلنجاب في اليمن ،مجلة حولية اآلداب ،2007 ،العدد الرابع ،يونيو ،دار جامعة عدن للطباعة
والنشر.
األول قبل بلوغهن عشرين سنة؛ أي إن الزواج المبكر وبدء اإلنجاب المبكر للنساء المتزوجات أو الالتي سبق َّ
لهن الزواج ال
يزال يمثل النمط السائد في المجتمع اليمني.
أما نتائج تحليل االرتباط بين المتغيرين التابعين ،الزواج المبكر واإلنجاب المبكر من جهة ،ومجموعة المتغيرات الثقافية -
واالجتماعية المستقلة من جهة أخرى ،بينت الدراسة أن متغيرات التعليم (للزوج والزوجة) ،مكان اإلقامة ومطالعة الصحف
طا قويًّا مع المتغير التابع الزواج المبكر ،وأن المتغير التابع اإلنجاب المبكر يرتبط ارتبا ً
طا قويًّا مع المتغيرات ترتبط ارتبا ً
(تعليم الزوجة ،وعمر الزوج والزوجة ،ومشاهدة التلفاز).
بينت نتائج تحليل االنحدار المتعدد أن المتغيرين المستقلين التعليم العالي ومكان اإلقامة للمرأة لهما أهمية في منع وقوع الزواج -
كثيرا بالزواج المبكر ،بل ينصب تفكيرها في تطويرالمبكر؛ أي إن المرأة المتعلمة تعلي ًما عاليًا ،التي تسكن في المدن ال تفكر ً
مداركها العلمية والثقافية واالنخراط في سوق العمل ،والمشاركة االقتصادية؛ حيث إن اإلقامة في الحضر (المدن) يعني فرص
أفضل للمرأة في التعليم والعمل ونمط الحياة.
الدراسة الثالثة :توصلت دراسة (الزواج المبكر)( )13إلى:
أن ظاهرة الزواج المبكر منتشرة بين الذكور واإلناث بشكل عام وبين اإلناث بشكل خاص ،وأن سلبياته أكثر من
إيجابياته ،وتتمثل في:
-1التسرب من التعليم وارتفاع نسبة األمية بين النساء.
-2عدم إسهام المرأة في عملية التنمية.
-3عدم قدرتها على تحمل المسئولية بصفة جادة.
-4ارتفاع نسبة النمو السكاني بسبب طول مدة الخصوبة.
-5يؤدي الزواج المبكر إلى احتماالت الطالق.
-6تعرضها لضغوط اجتماعية تؤثر في صحتها.
-7ال يوجد نص يحدد سن للزواج بـ ( )18سنة.
-8تبعية المرأة للرجل وعدم قدرتها على اتخاذ أي قرار يتعلق بحياتها الشخصية.
الدراسات العربية
الدراسة األولى :توصلت دراسة (المشكالت االجتماعية والنفسية والصحية المترتبة على زواج القاصرات وسبل الحد منه :دراسة وصفية
مطبقة على عينة من القاصرات بمنطقة جازان) ( )14إلى:
وجود مشكالت اجتماعية متولدة عن زواج القاصرات ،مثل :الخالفات المستمرة بين الزوجين ،وصعوبة القدرة على اتخاذ -
القرارات من الزوجة القاصر ،سواء أكانت القرارات األسرية أو الشخصية ،كذلك اختالف االهتمامات والرغبات بين الزوجين
وكذا صعوبة اعتناء الزوجة بأبنائها نتيجة لألعباء األسرية عليها ،وعدم تقبل الزوجة القاصر للعالقة الجنسية ورفضها،
استغالل أهل الزوج صغر سن الزوجة للتدخل في حياة الزوجين وتعرض بعضهن للضرب من أزواجهن.
أما بالنسبة للمشكالت النفسية فتوصلت إلى نتائج عديدة ،منها :شعور الزوجة بالصدمة الفتقادها للثقافة الجنسية ،وشعور -
البعض بالرغبة بالبكاء والوحدة ،والقلق وفقدان الثقة بالنفس ،إضافة إلى إلقاء اللوم على من كان سبب في تزويجهن ،إضافة
إلى التفكير باالنتحار ومحاولة االنتحار أيضًا.
أما الم شكالت الصحية فقد توصلت الدراسة إلى النتائج اآلتية :نزيف ليلة الدخلة ،اضطرابات الدورة الشهرية ،اآلالم في أثناء -
االتصال الجنسي ،وكذا األمراض المصاحبة لحمل القاصر واإلجهاض والوالدة المبكرة والوالدة القيصرية.
الدراسة الثانية( :دراسة االستراتيجية القومية للحد من الزواج المبكر) ( )15بحسب دراسة بحثية أعدتها وزارة الصحة والسكان بمصر في
يونيو من عام ،2014أكدت أن الحاالت التعليمية بنسبة للرجال الحاصلين على التعليم الثانوي تبلغ %3.5من نسب الزيجات المبكرة ،تصل إلى
% 63من حاالت الحاصلين على التعليم االبتدائي فأقل ،موضحة أن نسبة فرق السن الذي يزيد على 10سنوات بين الرجال والنساء تزداد في
الزواج المبكر لتصل إلى ما يقرب % 37من نسب الزواج المبكر ،وعددت الدراسة التحديات التي تواجه الدولة للحد من تلك الظاهرة ،ومنها
وجود عوامل ثقافية وممارسات اجتماعية ممثلة في ضغوط اقتصادية بسبب الفقر ،وعدم توجيه االهتمام الالزم لالستثمار في الثروة البشرية من
الفتيان والفتيات ،باإلضافة إلى انخفاض نسب التعليم خاصة لدى الفتيات بسبب االعتقادات الراسخة خاصة في الريف ،وأن وظيفة الفتيات يقتصر
( _)13أفراح عبد الرحمن ذمران ،الزواج المبكر ،مجلة دراسات اجتماعية ،العدد ،2010 ،5صنعاء.
( _)14خديجة محمد مجرشي ،المشكالت االجتماعية والنفسية والصحية المترتبة على زواج القاصرات وسبل الحد منها :دراسة وصفية مطبقة على عينة من القاصرات بمنطقة جازان ،دراسة ماجستير
في الخدمة االجتماعية ،قسم الدراسات االجتماعية ،المملكة العربية السعودية ،جامعة الملك سعود1434-1433 ،ه.
( _)15دراسة االستراتيجية القومية للحد من الزواج المبكر ،المجلس القومي للسكان ،وزارة الصحة والسكان ،جمهورية مصر العربية2014 ،م.
على األعمال المنزلية ،باإلضافة إلى مفاهيم دينية مغلوطة مثل التفرقة بين الذكر واألنثى في الحقوق التي كفلها الدين .وعددت أيضًا محاور
العمل لتحديد األولويات ومواجهة تلك الظاهرة ،ومنها االهتمام بالبرامج المجتمعية لتغيير االتجاهات والمعايير الخاصة بالزواج المبكر من
المؤسسات الدينية والصحية ،وتغيير سلوكيات العمل مع الجهات المعنية لمواجهة العادات السلبية وعالجها ،باإلضافة إلى عمل برامج توعية
للفتيات إليجاد الفرص البديلة وتهيئتهن للتعامل مع الضغوط األسرية ،باإلضافة إلى استكمال وتحديث التشريعات والقوانين لتتناسب مع الدستور
وقوانين حماية الطفل.
الدراسة الثالثة :توصلت دراسة (زواج القاصرات في األردن)( )16إلى أن هناك عوامل وأسبابًا تفرض على األسر تزويج فتياتها؛ حيث يعد
الفقر ،والتخلص من مسؤولية الفتاة المادية ،وحماية شرف الفتاة من أهم األسباب المؤدية إلى زواج القاصرات ،في حين ظهرت أسباب أخرى
عند معظم األسر السورية مردها العادات والتقاليد ،وحماية "شرف الفتاة" بسبب اللجوء .لقد أكدت البيانات الصادرة عن دائرة قاضي القضاة
ودائرة االحصاءات العامة أن هنالك مشكلة تتزايد على المستوى الوطني في تزويج اإلناث الالتي تقل أعمارهن عن 18سنة بشكل عام ،وبين
اإلناث السوريات بشكل خاص.
( _)16زواج القاصرات في األردن ،المجلس االعلى للسكان ،مركز دعم بحوث النوع االجتماعي ( 2017 ،)KVINFOم.
( _)17عفاف أحمد الحيمي ،الزواج المبكر وآثاره االجتماعية ،مصدر سابق ،ص .30-29
الدراسة الميدانية
آراء عينة من الشباب في زواج القاصرات
اإلجراءات الميدانية للدراسة:
مجاالت الدراسة: -
المجال المكاني :عينة الشباب في بعض محافظات الجمهورية ،وهي( :عدن ،ولحج ،وحضرموت ،وتعز).
المجال البشري :بلغت عينة الدراسة 230مبحوثًا ومبحوثة.
المجال الزمني :استغرق فترة النزول الميداني ثالثة اشهر(يوليو ،أغسطس ،سبتمبر) من عام 2020م.
أداة الدراسة: -
أُعدِت أداة الدراسة ،وهي استبانة احتوت الجانب األول على البيانات الشخصية المتعلقة بالمبحوث والمبحوثة ،والجانب اآلخر البيانات
بالمتعلقة بآراء المبحوث والمبحوثة حول زواج القاصرات ،ومدى تأييدهم أو رفضهم لهذا الزواج وأسباب حدوثه ،واآلثار المترتبة عليه.
عينة الدراسة: -
أُخِ ذت عينة عشوائية ،بلغت ( )230مبحوثًا ومبحوثة من بعض محافظات الجمهورية ،وهي محافظات( :عدن ،ولحج ،وحضرموت ،وتعز)،
وألن فئة الشباب فئة ذات كثافة سكانية عالية اقتصرت الباحثة على هذا العدد من المبحوثين ،لعدم وجود مساعدين آخرين لها في جمع البيانات.
وللتعرف إلى آراء عينة الدراسة حول بنود االستبانة ،نعرض اآلتي:
ا
أوال :خصائص المبحوثين:
-1النوع:
جدول ( )1يوضح توزيع المبحوثين بحسب النوع
% اإلجمالي % اإلناث % الذكور
100 230 47.8 110 52.2 120
بلغت عينة الدراسة ( )230مبحوث منهم نسبة ( )52.2%من الذكور و ( )47.8%من اإلناث.
-2النوع /المحافظة
جدول ( )2يوضح توزيع المبحوثين بحسب النوع والمحافظة
% اإلجمالي % اإلناث % الذكور المحافظة
41.3 95 59.1 65 25 30 عدن
11.3 26 12.7 14 10 12 لحج
34.3 79 19.1 21 48.3 58 تعز
13.0 30 9.1 10 16.7 20 حضرموت
100 230 100 110 100 120 اإلجمالي
يتبين من الجدول أن أكثر المبحوثين من محافظة عدن؛ اذ بلغت نسبتهم ( )41.3%تليها نسبة ( )34.3%لمحافظة تعز ،ومن ثم محافظة
وأخيرا محافظة لحج بنسبة (.)11.3%
ً حضرموت بنسبة ()13.0%
-3الفئات العمرية
جدول ( )3يوضح توزيع المبحوثين بحسب الفئات العمرية
النسبة % التكرار الفئات العمرية
49.6 114 25-18
18.3 42 31-26
14.3 33 38-32
17.8 41 45-39
100 230 اإلجمالي
يتبين من الجدول أعاله ،أن أكثر الفئات العمرية للمبحوثين من الفئة العمرية ) ،)25-18إذ بلغت بنسبة ()49.6%؛ مما يدل على أن أكثر
فئات عينة المبحوثين تقع في الفئة العمرية الصغيرة السن .ثم تتوالى النسب للفئات األخرى ،كما تشير إليها بيانات الجدول أعاله.
-4المستوى الدراسي:
جدول ( )4يوضح توزيع المبحوثين بحسب المستوى الدراسي
النسبة % التكرار المستوى الدراسي
0.4 1 ال يقرأ وال يكتب
1.3 3 المرحلة االبتدائية
3.9 9 المرحلة االعدادية
22.2 51 المرحلة الثانوية
64.8 149 المرحلة الجامعية
7.4 17 ما بعد الجامعي
100 230 اإلجمالي
يتضح من بيانات الجدول رقم ( )4أن أغلبية المبحوثين في المرحلة الجامعية؛ إذ بلغت نسبتهم ( ،)64.8%ومن ثَ َّم يتبادر إلى أذهاننا السؤال
اآلتي :هل سيكون للمستوى التعليمي الجامعي وظيفة في تبني المبحوثين اتجاهات إيجابية أو سلبية نحو زواج القاصرات؟ سنرى ما ستصفح عنه
البيانات القادمة .ثم تتوالى النسب ،كما تشير إليها بيانات الجدول أعاله.
-5منطقة السكن /حضر /ريف
جدول ( )5يوضح توزيع المبحوثين بحسب منطقة السكن
النسبة % التكرار منطقة السكن
32.6 75 ريف
67.4 155 حضر
100 230 اإلجمالي
يتبين من بيانات الجدول أعاله أن أغلب المبحوثين ينتمون إلى منطقة السكن الحضرية بنسبة ( ،)67.4%أما من ينتمون إلى منطقة السكن
الريفية؛ إذ بلغوا نسبة ( .)32.6%فهل للمنطقة السكنية الريفية والحضرية تأثير في تبني اتجاهات إيجابية أو سلبية نحو زواج القاصرات؟ هذا ما
ستسفر عنه البيانات القادمة.
يتبين من بيانات الجدول أن مفهوم زواج القاصرات لدى العينة المبحوثة هو زواج الفتاة في سن البلوغ؛ إذ بلغت نسبة الذكور ()67.7%
ونسبة اإلناث (.)55.5%
ذكورا وإناثًا ال يؤيدون زواج القاصرات؛ مما يدل على وعي كبير لدى
ً يتبين من الجدول أعاله ،أن أغلبية الشباب من المحافظات المبحوثة
افراد العينة بالمخاطر الكبيرة لظاهرة زواج القاصرات ،وإن كان هناك بعض الشباب مؤيدين لهذه الظاهرة ،وقد بلغت نسبتهم ( )11.7%مقابل
( )86.5%غير مؤيدين لهذا الزواج ،وبالطبع كانت هناك أسباب لتأييد زواج القاصرات وأسباب لرفض هذا الزواج ،وهو ما ستوضحه الجداول
اآلتية:
أ -أسباب تأييد زواج القاصرات لدى بعض المبحوثين
جدول ( )8يوضح توزيع المبحوثين بحسب تأييدهم لزواج القاصرات.
االنحراف المعياري المتوسط الحسابي األسباب الرقم
.28239 .0870 ألنه يحصن الفتاة من الوقوع في المعصية. 1
.26220 .0739 ألنه يساعد في التقليل من عنوسة الفتيات. 2
.24745 .0652 يعدُّ من العادات والتقاليد الحسنة في المجتمع. 3
.23143 .0565 ألن الزوجة الصغيرة تكون أكثر إنجابًا. 4
.20438 .0435 يعدُّ هذا الزواج عرف أو عادة ال يمكن تخطيها. 5
يتبين من الجدول أعاله أن أفراد العينة المؤيدين لزواج القاصرات قد تعددت أسبابهم ،وكان أكثر تأييدهم لسبب القائل بأن زواج القاصرات
(يحصن الفتاة من الوقوع في المعصية) ،وتأييدهم لهذا السبب يتفق مع ما بعض األفكار التقليدية ،التي تنظر للمرأة بأنها ال تستطيع المحافظة
على نفسها ،وأن سبيل ذلك سترتها ولن يتم ذلك إال بزواجها .ثم تعدد األسباب األخرى من كون زواج القاصرات يساعد في تقليل عنوسة الفتيات
وهو من العادات الحسنة ،كما أن زواج الفتاة وهي صغيرة يساعد في إنجابها لألطفال عكس الفتيات الكبيرات في السن ،كما أكد المبحوثون أن
سبب تأييدهم لزواج القاصرات؛ كونه عرفًا أو عادة قد استقرت وال يمكن تخطيها.
ب -أسباب رفض زواج القاصرات لدى المبحوثين
جدول ( )9يوضح توزيع المبحوثين بحسب رفضهم لزواج القاصرات
االنحراف المعياري المتوسط الحسابي األسباب الرقم
.43521 .7478 زواج القاصرات له آثار نفسية واجتماعية في الفتاة 1
.44694 .7261 الفتاة القاصر غير مؤهلة لتحمل أعباء األسرة ورعاية األبناء 2
.48708 .6174 ال يوجد تقارب فكري أو عاطفي مع الفتاة القاصر 3
.49919 .5435 يؤدي زواج القاصرات إلى وجود أسر مفككة وضياع األبناء 4
.46296 .3087 مهر الفتاة الصغيرة أعلى من مهر الفتاة الكبيرة 5
يتبين من الجدول أعاله أن أفراد العينة الرافضين لزواج القاصرات قد تعددت أسبابهم أيضًا ،وكان أكثر رفضهم للسبب القائل بأن زواج
القاصرات (له آثار نفسية واجتماعية في الفتاة) ،وهذا يتفق مع أغلب الدراسات التي بحثت حول زواج القاصرات بأن له آثار اجتماعية ونفسية
في الفتاة ،كما أن الفتاة الصغيرة غير مؤهلة لتحمل أعباء األسرة ورعاية األبناء؛ كونها في سن صغيرة ال تقدر تحمل كل هذه األعباء ،أيضًا من
ضمن األسباب أنه ال يوجد تقارب فكري أو عاطفي مع الفتاة القاصر ،وأيضًا أن زواج القاصرات في نظر المبحوثين يؤدي إلى وجود أسر مفككة
وضياع األبناء .كما أن عدم قدرة الشباب على دفع مهر الفتاة الصغيرة كان من ضمن رفض الشباب لزواج القاصرات .هذه جملة األسباب المؤدية
إلى رفض زواج القاصرات في نظر العينة المبحوثة.
يتبين من بيانات الجدول أعاله أن المبحوثين أجمعوا على أسباب عديدة لزواج القاصرات ،شكلت بمجملها بروز هذه الظاهرة ،وقد تم ترتيب
هذه األسباب بحسب أولويتها على النحو اآلتي:
الفقر -1
العادات والتقاليد -2
المشكالت األسرية وحاالت الطالق والهجر عند األبوين. -3
عدم تعليم المرأة وإشراكها في الحياة االجتماعية. -4
عدم تحديد سن محدد في القانون لزواج الفتاة. -5
العنوسة. -6
النظرة القاصرة للمرأة في المجتمعات التقليدية. -7
الحروب وعدم األمن. -8
يبين الجدول أعاله أن المبحوثين يوافقون على وجود آثار لزواج القاصرات تعود على الفتاة؛ حيث جاءت موافقتهم بنسبة ( )84.8%مقابل
نسبة ( )10.4%ال تؤيد وجود آثار لزواج القاصرات.
ب -رأي المبحوثين حول آثار زواج القاصرات
ً
سؤاال للمبحوثين بخصوص نوعية هذه اآلثار المصاحبة لزواج القاصرات من وجهة نظرهم وكانت حصيلة اإلجابات من ثم تم توجيه
يلخصها الجدول اآلتي:
جدول ( )12يوضح توزيع المبحوثين بحسب وجهة نظرهم حول آثار زواج القاصرات
االنحراف المعياري المتوسط الحسابي األسباب الرقم
.45125 .7174 حرمان الفتاة القاصر من التمتع بطفولتها وتحملها للمسؤولية في سن مبكرة. 1
.46648 .6826 قد يسبب اضطرابات نفسية للفتاة نتيجذة لهذا الزواج. 2
.46980 .6739 قد يسبب موت كثير من الفتيات لعدم قدرتهن على تحمل آلم الوالدة 3
.48490 .6261 تفكك األسر وعدم العناية باألبناء. 4
.49420 .5826 ازدياد حاالت الطالق في المجتمع. 5
يتبين من بيانات الجدول وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في رفضهم لزواج القاصرات كانت لصالح اإلناث؛ مما يعني
أن اإلناث أكثر رفضًا لزواج القاصرات من الذكور ويثبت نفي الفرضية القائلة :إن الذكور أكثر رفضًا لزواج القاصرات من اإلناث.
الفرضية الثانية :يؤثر المستوى التعليمي للشباب في آرائهم نحو زواج القاصرات.
والختبار الفرضية تم تطبيق اختبار )ANOVA(:
جدول ( )14يوضح اختبار ANOVAإليجاد الفروق اإلحصائية بين الذكور واإلناث ومستوى رفضهم لزواج القاصرات بحسب المستوى
التعليمي
الداللة مستوى الداللة قيمة ف متوسطات الفرق درجة الحرية مجموع المربعات المستوى التعليمي
.085 5 .425 بين المجموعات
645. 673.
غير دالة عند اقل من 0.05 .126 224 28.275 داخل المجموعات
229 28.700 اإلجمالي
من بيانات الجدول يتضح أنه ال توجد فروق معنوية بين الذكور واإلناث تعزى لمتغير المستوى الدراسي؛ مما يدل على عدم تأثير المستوى
التعليمي للشباب في اتجاهاتهم نحو زواج القاصرات.
الفرضية الثالثة :الشباب المنتمين للمناطق الريفية أكثر رفضاا لزواج القاصرات من الشباب المنتمين للمناطق الحضرية.
جدول ( )15يوضح اختبار T.testإليجاد الفروق اإلحصائية بين الذكور واإلناث ومستوى رفضهم لزواج القاصرات بحسب منطقة
السكن/ريف .حضر
الداللة مستوى الداللة قيمة (ت) النوع
اإلناث الذكور
غير دالة عند اقل من 0.05 .322 -.993- المتوسط الحسابي االنحراف المعياري المتوسط الحسابي االنحراف المعياري
.32142 1.9161 .41373 1.8667
يتبين من بيانات الجدول أنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في رفضهم لزواج القاصرات بحسب مكان السكن.
بمعنى أن الشباب المنتمين للمناطق الريفية أو الحضرية يتبنون اآلراء نفسها فيما يخص رفضهم لزواج القاصرات؛ مما يدل على وعي كبير بهذه
الظاهرة.
الفرضية الرابعة :يتفاوت رفض زواج القاصرات بين الشباب تبعاا للمحافظات.
والختبار الفرضية تم تطبيق اختبار ( )ANOVAعلى النحو اآلتي:
جدول ( )16يوضح اختبار ANOVAإليجاد الفروق اإلحصائية بين الذكور واإلناث ومستوى رفضهم لزواج القاصرات بحسب المحافظات.
الداللة مستوى الداللة قيمة ف متوسطات الفرق درجة الحرية مجموع المربعات المستوى التعليمي
.733 3 2.199 بين المجموعات
000. 6.250
دالة عند أقل من 0.05 .117 226 26.501 داخل المجموعات
229 28.700 اإلجمالي
يتبين من بيانات الجدول وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في رفضهم لزواج القاصرات بحسب المحافظات .وألجل
توضيح االختالف بين المحافظات ُ
ط ِبق اختبار التتبع ( )post Hoc Testsوكانت النتائج على النحو اآلتي:
جدول ( )17يوضح اختبار التتبع ( )Post Hoc Testsألجل توضيح لصالح اي المحافظات كانت رفضا لزواج القاصرات.
أعلى قيمة للمتوسط أقل قيمة للمتوسط مستوى الداللة الخطأ المعياري متوسط الفروق المجموعة الثانية المجموعة األولى
.3782 .0955 .001 .07172 .23684 حضرموت عدن
.3561 .0509 .009 .07742 .20351 تعز
لحج
.5577 .1961 .000 .09175 .37692 حضرموت
.3181 .0287 .019 .07344 .17342 حضرموت تعز
يتبين من بيانات الجدول أن الفروق كانت لصالح محافظة حضرموت؛ مما يدل على أنها أكثر المحافظات رفضًا لزواج القاصرات مقارنة
ببقية المحافظات األخرى.
نتائج البحث
توصل البحث إلى نتائج عديدة ،نوجزها في النتائج اآلتية:
-1أن مفهوم زواج القاصرات بحسب آراء العينة المبحوثة ،هو زواج الفتاة في سن البلوغ.
ذكورا وإناثًا ،ال يؤيدون زواج القاصرات.
ً -2أن أغلبية الشباب من المحافظات المبحوثة
-3توصل البحث إلى أن أهم األسباب لعدم تأييد المبحوثين لزواج القاصرات؛ نتيجة لآلتي:
اآلثار النفسية واالجتماعية في الفتاة. أ-
أن الفتاة القاصر غير مؤهلة لتحمل أعباء األسرة ورعاية األبناء. ب-
ال يوجد تقارب فكري أو عاطفي مع الفتاة القاصر. ج-
زواج القاصرات يؤدي إلى وجود أسر مفككة وضياع األبناء. د-
عدم قدرتهم على دفع مهر الفتاة الصغيرة. ه-
-4كما توصل البحث إلى أن أهم أسباب زواج القاصرات من وجهة نظر العينة المبحوثة ،كانت على النحو اآلتي:
)1الفقر والظروف االقتصادية التي ترهق كاهل األسر؛ مما يؤدي إلى تزويج بناتهن في سن مبكرة.
)2العادات والتقاليد.
)3المشكالت األسرية وحاالت الطالق والهجر عند األبوين.
)4عدم تعليم المرأة وإشراكها في الحياة االجتماعية.
)5عدم تحديد سن محدد في القانون لزواج الفتاة.
)6العنوسة.
)7النظرة القاصرة للمرأة في المجتمعات التقليدية.
)8الحروب وعدم األمن.
)9رغبة الفتيات في الزواج في سن مبكرة.
آثارا للزواج ،منها:
-5توصل البحث إلى أن هناك ً
أ -حرمان الفتاة القاصر من التمتع بطفولتها وتحملها المسؤولية في سن مبكرة.
ب -قد يسبب اضطرابات نفسية للفتاة؛ نتيجة لهذا الزواج.
ج -قد يسبب موت كثير من الفتيات؛ لعدم قدرتهن على تحمل آلم الوالدة.
د -تفكك األسر وعدم العناية باألبناء.
ه -ازدياد حاالت الطالق في المجتمع.
أما فيما يخص النتائج المتعلقة بفرضيات البحث فكانت على النحو اآلتي:
وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في رفضهم لزواج القاصرات كانت لصالح اإلناث؛ مما يعني أن اإلناث أكثر -1
رفضًا لزواج القاصرات من الذكور.
ال توجد فروق معنوية بين الذكور واإلناث ،تُعزَ ى لمتغير المستوى الدراسي؛ مما يدل عدم تأثير المستوى التعليمي للشباب في اتجاهاتهم -2
نحو زواج القاصرات.
ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في رفضهم لزواج القاصرات بحسب مكان السكن .بمعنى أن الشباب المنتمين -3
للمناطق الريفية أو الحضرية يتبنون اآلراء نفسها فيما يخص رفضهم لزواج القاصرات؛ مما يدل على وعي كبير بهذه الظاهرة.
وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في رفضهم لزواج القاصرات بحسب المحافظات .وكانت هذه الفروق لصالح -4
محافظة حضرموت؛ مما يدل على أنها أكثر المحافظات رفضًا لزواج القاصرات مقارنة ببقية المحافظات األخرى.
توصيات البحث:
ضــرورة العمــل علــى وضع التشــريعات التي تُحِ دُّ من زواج القاصرات. -
صا تعليم الفتاة ،وإتاحة الفرصة لها في التزود بالمعارف المتاحة على وفق قدراتها وبناء معارفها
التركيز على أولوية التعليم وخصو ً -
ومعرفة حقوقها في المجتمع.
فقرا في التخفيف من معاناتهم بمنحهم القروض والتحفيزات المالية. مساعدة األسر والعائالت األقل ً -
سن زواج اإلناث والذكور.
سن التشريعات القانونية التي تساوي بين ِ العمل على ِ -
نشر الوعي الصحي بظاهرة زواج القاصرات عبر الهيئات الدينية والمدنية والصحية والطبية. -
المصادر والمراجع
[ ]1الباشا ،محمد .)1992( .الكافي معجم عربي حديث .الطبعة األولى .شركة المطبوعات للتوزيع والنشر .بيروت.
[ ]2الحسن ،إحسان محمد .)2008( .علم اجتماع المرأة دراسة تحليلية عن دور المرأة في المجتمع المعاصر .الطبعة األولى .دار وائل للنشر
والتوزيع .عمان.
[ ]3الحيمي ،عفاف أحمد" .)2005( .الزواج المبكر وآثاره االجتماعية" .مجلة حوليات العفيف ،مؤسسة العفيف الثقافية ،تعز37-27 :)5( ،
[ ]4الخولي ،سناء حسنين .)2001( .األسرة والحياة العائلية .الطبعة األولى .دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة .عمان.
[ ]5الفيروزآبادي ،مجد الدين محمد بن يعقوب .)2008( .القاموس المحيط ،راجعه واعتنى به أنس محمد الشامي وزكريا جابر أحمد ،مجلد
واحد ،دار الحديث ،القاهرة.
[ ]6المعتمد ،قاموس عربي _ عربي .)2000( .دار صادر ،بيروت.
[ ]7بن عزون ،سليمان وعلي أحمد السقاف" .) 2007( .المحددات الثقافية واالجتماعية للزواج المبكر وبدء اإلنجاب في اليمن" .مجلة حولية
اآلداب ،دار جامعة عدن.191-230:)4( ،
[ ]8ذمران ،أفراح عبد الرحمن" .)2010( .الزواج المبكر" ،مجلة دراسات اجتماعية ،العدد ،5صنعاء.
[ ]9مجرشي ،خديجة محمد(1433-1434ه) "المشكالت االجتماعية والنفسية والصحية المترتبة على زواج القاصرات وسبل الحد منها :دراسة
وصفية مطبقة على عينة من القاصرات بمنطقة جازان" ،دراسة ماجستير في الخدمة االجتماعية ،قسم الدراسات االجتماعية ،المملكة
العربية السعودية ،جامعة الملك سعود.
[ ]10دراسة االستراتيجية القومية للحد من الزواج المبكر ( )2014المجلس القومي للسكان ،وزارة الصحة والسكان ،جمهورية مصر
العربيةwww.google.com .
[ ]11زواج القاصرات في األردن ( .)2017المجلس االعلى للسكان ،مركز دعم بحوث النوع االجتماعي (www.google.com .)KVINFO
[12] Le Play, Feredrecick . Working Class European Families, London, The lane press, translated by F. peel ,
1961 .
RESEARCH ARTICLE
Abstract
The research problem centers on finding out the reasons for the occurrence of the phenomenon of underage
marriage and its effects on girls from the viewpoint of a sample of young people in Yemeni society, and the
research was based on the descriptive and analytical method. One of the most important hypotheses that
were adopted in the research is research into the impact of educational level and their opinions Towards
underage marriage, and support for underage marriage varied among youth depending on the governorates.
The research reached a set of results, including: The correlation of the causes of child marriage with poverty
and economic conditions that burden families. Which leads to the marriage of their daughters at an early
age, as well as the customs and traditions that want this marriage, and the research also found that there are
various effects on the girl, including the denial of the minor girl from enjoying her childhood and her
responsibility at an early age.
Keywords: Marriage, Marriage age, Minor marriage, Underage marriage, Causes and effect.
هـذه المقـالـة عبـارة عن مقـال مفتوح. اليمن، عـدن،EJUA المرخص لهـا. من قبـل المؤلفين2021 حقوق النشــــر
.Creative Commons Attribution (CC BY-NC 4.0) الوصول يتم توزيعه بموجب شروط وأحكام ترخيص