Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫مجلّة جامعة عدن للعلوم االنسانيّة واالجتماعية‬

‫)‪EJUA-HS Vol. 2 No. 1 (2021‬‬


‫‪https://doi.org/10.47372/ejua-hs.2021.1.79‬‬
‫‪ISSN: 2708-6275‬‬

‫مقالة بحثية‬
‫زواج القاصرات في المجتمع اليمني‪ :‬األسباب واآلثار‬
‫(دراسة سوسيولوجية آلراء عينة من الشباب)‬
‫أمل صالح سعد راجح‬
‫قسم علم االجتماع‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة عدن‪ ،‬اليمن‬
‫الباحث الممثل‪ :‬أمل صالح سعد راجح؛ البريد االلكتروني‪amal.ali.arts@aden-univ.net :‬‬
‫استلم في‪ 13 :‬فبراير ‪ / 2021‬قبل في‪ 02 :‬مارس ‪ / 2021‬نشر في‪ 18 :‬مارس ‪2021‬‬

‫ال ُمل ّخص‬


‫تتمحور مشكلة البحث في معرفة أسباب حدوث ظاهرة زواج القاصرات‪ ،‬وآثاره في الفتاة من وجهة نظر عينة من الشباب في المجتمع اليمني‪،‬‬
‫واعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي‪ .‬من أهم الفرضيات التي اعتمدت في البحث‪ ،‬البحث في تأثير المستوى التعليمي للشباب وآرائهم‬
‫نحو زواج القاصرات‪ ،‬وتفاوت تأييد زواج القاصرات بين الشباب تبعًا للمحافظات‪ .‬توصل البحث إلى مجموعة من النتائج منها‪ :‬ارتباط أسباب‬
‫سن مبكرة‪ ،‬وكذا بالعادات‬ ‫َّ‬
‫بناتهن في ٍّ‬ ‫حدوث زواج القاصرات بالفقر‪ ،‬والظروف االقتصادية التي ترهق كاهل األسر؛ ما يؤدي إلى تزويج‬
‫آثارا مختلفة تعود على الفتاة‪ ،‬منها‪ :‬حرمان الفتاة القاصر من التمتع‬
‫والتقاليد التي ترغب في هذا الزواج‪ ،‬كما توصل البحث إلى أن هناك ً‬
‫سن مبكرة‪.‬‬
‫بطفولتها‪ ،‬وتحملها المسؤولية في ٍّ‬

‫الكلمات الرئيسية‪ :‬الزواج‪ ،‬سن الزواج‪ ،‬القاصر‪ ،‬زواج القاصرات‪ ،‬األسباب واآلثار‪.‬‬

‫المقدمة‬
‫الزواج مؤسسة اجتماعية يُحفَظ فيها النوع االجتماعي‪ ،‬وتربية األبناء‪ ،‬وإعدادهم؛ ليكونوا مواطنين صالحين في المجتمع‪ .‬تقع على عاتق‬
‫غب‬ ‫أفرادها مجموعة من الشروط‪ ،‬والواجبات والحقوق التي يجب مراعاتها لكي تقوم بأداء واجبها في المحيط االجتماعي‪ .‬إضافة إلى ذلك فقد ر َّ‬
‫{ومِ ْن آ َيا ِت ِه أ َ ْن َخلَقَ لَ ُكم ِم ْن أَنفُ ِس ُك ْم أ َ ْز َوا ًجا ِلتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْي َها َو َجعَ َل َب ْي َن ُكم َّم َودَّة ً َو َرحْ َمةً إِ َّن فِي ذَلِكَ‬
‫هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬في الزواج في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ت ِلقَ ْو ٍّم َيتَفَ َّك ُرون} [الروم‪ .] 21:‬فمن أساسيات قيام العالقة الزوجية السليمة أن يكون هناك تفاهم وتقارب بين الزوجين‪ ،‬تقارب ثقافي ومعرفي‬ ‫آل َيا ٍّ‬
‫في األفكار والتوجهات والميول والرغبات‪ ،‬ولن يتأتى هذا التوافق ما لم يكن طرفا العالقة متقاربين في العمر‪ ،‬وال ننكر قيام عالقات زوجية‬
‫ناجحة مع اختالف العمر‪ ،‬ولكن تظل هذه العالقات قائمة ما دام هناك تفاهم ومودة ورحمة‪ ،‬التي أشار إليها القرآن الكريم‪.‬‬

‫مشكلة البحث‬
‫يُعدُّ زواج القاصرات من الظاهرات المنتشرة في المجتمع اليمني‪ ،‬التي قلَّما يخلو منها تجمع يمني‪ ،‬وخصو ً‬
‫صا في التجمعات الريفية والبدوية‪،‬‬
‫وال نستثني التجمعات الحضرية‪ ،‬ولكن قد تخف حدة هذه الظاهرة في هذه التجمعات‪ .‬ويُعدُّ تفضيل الرجل اليمني للفتاة الصغيرة السن مقارنة‬
‫بالفتاة الكبيرة؛ نتيجة لجملة من العوامل‪ ،‬أدَّت العادات والتقاليد أهمية بارزة في ترسيخها وتنميطها كنمط سائد عند تأسيس أسرة أو الشروع في‬
‫أمر الزواج‪ .‬مع إغفال تداعيات هذا الزواج إن كان على الفتاة أو على األسرة؛ فقد أكدت العديد من الدراسات اليمنية والعربية حدوث مشكالت‬
‫صحية واجتماعية ترافق هذا النوع من الزواج؛ نتيجة لعدم تأقلم الفتاة حديثة السن مع الزواج‪ ،‬وعدم اكتمال بنيانها الجسمي والعقلي‪ ،‬الذي ال‬
‫يجعلها قادرة على إقامة عالقة زواجية‪ ،‬والشروع في بناء أسرة زواجية مكتملة األركان؛ لذا تتجلى مشكلة البحث في معرفة أسباب حدوث ظاهرة‬
‫زواج القاصرات وآثاره في الفتاة من وجهة نظر عينة من الشباب في المجتمع اليمني‪.‬‬

‫أهمية البحث‬
‫تتركز أهمية البحث بالتعريف بظاهرة زو اج القاصرات؛ لما لها من تداعيات خطيرة على الفتاة‪ ،‬واستخالص نتائج تفيد الجهات المختلفة‪،‬‬
‫األسرية‪ ،‬والتربوية‪ ،‬والمجتمعية‪ ،‬في محاولة درء هذه الظاهرة والقضاء عليها‪ .‬كما تتركز أهمية البحث في مد المكتبة بدراسة علمية تساعد في‬
‫التعريف بظاهرة زواج القاصرات واآلثار المترتبة عليها‪.‬‬

‫‪EJUA-HS | March 2021‬‬ ‫‪143‬‬


‫‪Electronic Journal of University of Aden For Humanity and Social Sciences‬‬
‫‪EJUA Vol. 2, No. 1, March 2021‬‬ ‫راجح‬ ‫‪Pages 143-157‬‬
‫‪https://ejua.net‬‬

‫أهداف البحث‬
‫تتمحور اهداف البحث في اآلتي‪:‬‬
‫رصد ظاهرة زواج القاصرات في المجتمع اليمني من معرفة أسباب هذه الظاهرة‪ ،‬وبروزها في المجتمع اليمني من الدراسات‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫التي أجريت عن هذه الظاهرة في المجتمع اليمني‪ ،‬والعربي‪.‬‬
‫معرفة اآلثار المترتبة على ظاهرة زواج القاصرات‪ ،‬التي تعود على الفتاة القاصر‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تقييم اتجاهات بعض الشباب حول ظاهرة زواج القاصرات من حيث‪ :‬مدى معرفتهم بالظاهرة وتأييدهم أو رفضهم لها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الوصول إلى مجموعة من النتائج والتوصيات‪ ،‬التي تهدف إلى توضيح هذه الظاهرة في المجتمع اليمني؛ لتكون عونًا للمجتمع‬ ‫‪-4‬‬
‫المحلي (الفتيات واألسر‪ ،‬ومنظمات المجتمع المحلي) للتوعية بهذه الظاهرة‪ ،‬والعمل على الحد منها‪.‬‬

‫منهجية البحث‬
‫يعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي؛ وذلك للعمل على دراسة الظاهرة من األدبيات األكاديمية‪ ،‬المحلية والعربية‪ .‬كما اعتُمِ د على‬
‫المسح االجتماعي بالعينة؛ وذلك الستقصاء آراء بعض الشباب واتجاهاتهم حول زواج القاصرات‪ ،‬كما اعتُمِ د على برنامج ال ُحزَ م اإلحصائية‬
‫(‪ (spss‬لتفريغ بيانات العينة وجدولتها‪.‬‬

‫فرضيات البحث‬
‫الذكور أكثر رفضًا لزواج القاصرات من اإلناث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يؤثر المستوى التعليمي للشباب في رأيهم نحو زواج القاصرات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشباب المنتمون للمناطق الريفية أكثر رفضًا لزواج القاصرات من الشباب المنتمين للمناطق الحضرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتفاوت رفض زواج القاصرات بين الشباب تبعًا للمحافظات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مفاهيم البحث‬
‫‪ -1‬مفهوم الزواج‪:‬‬
‫نظام اجتماعي يتصف بقدر من االستمرار واالمتثال للمعايير االجتماعية‪ .‬وهو الوسيلة التي يعمد إليها المجتمع؛ لتنظيم المسائل الجنسية‬
‫وتحديد مسؤولية صور التزاوج الجنسي بين البالغين‪ .‬ومن الجدير بالمالحظة في هذا الصدد أن جميع المجتمعات (سواء في الماضي أو الحاضر)‬
‫تفرض الزواج على غالبية أفرادها‪ .‬فالزواج إذًا نظام عام‪ ،‬حتى لو كان المجتمع يبيح في كثير من األحيان عالقات جنسية خارج نطاقه‪ ،‬كما أن‬
‫( ‪)1‬‬
‫الزواج هو النظام األوفر جزاء فيما يخص معظم الرجال والنساء في الجانب االكبر من حياتهم‪.‬‬
‫‪ -2‬السن عند الزواج‪:‬‬
‫يبدأ سن الزواج بعد سن النضج البيولوجي بكثير أو قليل تب ًعا لظروف الشخص المقبل على الزواج‪ .‬وفي استطاعة الشخص أن يختار من‬
‫ً‬
‫مماثال له في السن أو أكبر أو أصغر‪ .‬ولكن يالحظ أنه يحدث – غالبًا‪ -‬انتهاك للقوانين الخاصة بسن الفتاة أو الفتى المقبل على‬ ‫يتزوجه سواء أكان‬
‫الزواج‪ ،‬التي عادة تكون للفتى ‪ 18‬سنة‪ ،‬وللفتاة ‪ 16‬سنة؛ إذ يتزوج في المناطق الريفية فتيان وفتيات دون سن الزواج بكثير عن طريق شهادة‬
‫(‪)2‬‬
‫(تسنين) واالدعاء بفقد شهادة الميالد األصلية‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم القاصر‪:‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫القاصر في القانون‪ :‬هو الذي لم يبلغ َّ‬
‫سن الرشد‪ .‬والقاصرة مؤنث القاصر‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫القاصر‪ :‬اسم فاعل‪ ،‬وعند الفقهاء الذي لم يبلغ درجة الرجال‪ .‬والقاصرة مؤنث القاصر‪.‬‬
‫‪ -4‬مفهوم زواج القاصرات‪:‬‬
‫زواج الفتيات في سن مبكرة‪ ،‬وقبل بلوغها سن الرشد‪.‬‬
‫فالزواج المبكر هو الزواج الذي يتم قبل سن الرشد‪ ،‬أو بمجرد بلوغه‪ ،‬وهناك ثالثة أنواع لسن الرشد‪:‬‬

‫(‪ _)1‬سناء حسنين الخولي‪ ،‬االسرة والحياة العائلية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫(‪ _)2‬نفس المصدر‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫(‪ _)3‬محمد الباشا‪ ،‬الكافي‪ ،‬معجم عربي حديث‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬شركة المطبوعات للتوزيع والنشر‪ ،‬بيروت ‪ ،1992‬ص‪.772‬‬
‫(‪ _)4‬المعتمد‪ ،‬قاموس عربي‪ -‬عربي‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.537‬‬

‫‪144‬‬ ‫‪ | EJUA-HS‬مارس ‪2021‬‬


‫‪Pages 143-157‬‬ ‫زواج القاصرات في المجتمع اليمني‪ :‬األسباب واآلثار (دراسة سوسيولوجية آلراء عينة من الشباب)‬

‫‪ -1‬سن الرشد البيولوجي‪.‬‬


‫‪ -2‬سن الرشد القانوني‪.‬‬
‫‪ -3‬سن الرشد االجتماعي‪.‬‬
‫ويمكن أن يقسم الزواج المبكر على ثالثة أقسام من حيث السن‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬زواج مبكر جدًّا‪ :‬يكون في سن (‪ (14-8‬سنة‪.‬‬
‫‪ -2‬زواج مبكر‪ :‬يكون في سن (‪ )17 -15‬سنة‪.‬‬
‫‪ -3‬زواج مبكر في سن قانوني (‪ )18‬سنة‪.‬‬
‫"وقد شرع للزواج المبكر في القانون اليمني‪ ،‬واستصدرت القوانين الخاصة بذلك وخاصة فيما يتعلق بالمرأة‪ ،‬فحدد سن الزواج بـ(‪ )15‬سنة‬
‫للفتاة وللولد بـ(‪ )18‬سنة‪ ،‬فأصدر القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪1992‬م الخاص باألحوال الشخصية‪ ،‬الذي شجع على الزواج المبكر‪ ،‬فحدد السن في‬
‫مادته رقم (‪ )15‬بـ (‪ ) 15‬سنة للفتاة‪ ،‬ويترتب على هذا السن أن من بلغ خمس عشرة سنة له حق في جميع الحقوق المدنية‪ ،‬وإجراء العقود‪ ،‬ومن‬
‫(‪)5‬‬
‫ضمنها عقد الزواج‪ ،‬ولكن المشرع عاد وألغى هذه المادة وجعل الباب مفتو ًحا أمام األفراد‪.‬‬
‫التعريف اإلجرائي لزواج القاصرات‪:‬‬
‫زواج الفتاة في سن مبكرة؛ حيث يترتب على هذا الزواج تداعيات عديدة‪ ،‬تؤثر في الفتاة إن كانت صحية أو اجتماعية‪.‬‬
‫‪ -5‬مفهوم األسباب‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫السبب‪ :‬ال َح ْبلُ‪ ،‬وما يتوصل به إلى غيره‪ .‬ج‪ .‬أسباب‪.‬‬
‫‪ -6‬مفهوم اآلثار‬
‫(‪)7‬‬
‫تاثيرا‪ :‬ترك فيه أثرا)‪.‬‬
‫ً‬ ‫األثر‪ ،‬محركة بقية الشي‪ ،‬ج‪ :‬آثار وأثور (وأثر فيه‬

‫اإلطار النظري للبحث‪:‬‬


‫أشار العديد من العلماء في توجهاتهم الفكرية إلى مكانة المرأة والعائلة في المجتمع‪ ،‬فقد اشتهر عالم االجتماع الفرنسي فردريك ليبالي‬
‫بدراسة التطور التاريخي للمجتمع‪ ،‬والعائلة والمرأة؛ حيث اعتقد اعتقادًا جاز ًما بأن المجتمع والعائلة والمرأة تمر بثالث مراحل أساسية‪ ،‬هي‬
‫وأخيرا مرحلة عدم االستقرار‪ .‬تجسد المرأة في العائلة المستقرة واقع واحوال ومعطيات المجتمع المستقر‪،‬‬
‫ً‬ ‫مرحلة االستقرار‪ ،‬والمرحلة االنتقالية‪،‬‬
‫والمجتمع المستقر هو المجتمع الذي يتمسك أفراده ع بر أجياله المختلفة كجيل األجداد وجيل اآلباء وجيل األبناء بقيم وأفكار ومبادئ ورؤى‬
‫وعادات وتقاليد متشابهة‪ ،‬بمعنى آخر أن ايديولوجيته واحدة ومتشابهة مهما تعددت أجياله‪ ،‬وما يتعلق بمكانة المرأة في العائلة المستقرة‪ ،‬نالحظ‬
‫بأن المكانة االجتماعية ال ترقى إلى مكانة الرجل؛ حيث إن الرجل في العائلة المستقرة يحتل مكانة اجتماعية أعلى من تلك التي تحتلها المرأة‪،‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫وإن القرار هو بيد الرجل وليس بيد المرأة؛ حيث إن المرأة تكون خاضعة للرجل وإن الرجل هو الذي يحدد مسيرة حياتها ومستقبلها‪.‬‬
‫إن المرأة في العائلة المستقرة التي تحدث عنها البروفسور ليبالي‪ ،‬تتسم بالخواص االجتماعية والتربوية والسياسية اآلتية‪:‬‬
‫المرأة في العائلة المستقرة ال تخدم زوجها وأطفالها فحسب‪ ،‬بل تخدم العائلة األصلية لزوجها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ - -1‬ليس هناك اختالفات بين آراء وقيم ومقاييس وأفكار الزوجة وزوجها؛ حيث إن الزوجة ينبغي أن تؤمن وتتمسك بقيم‬
‫وأفكار وآراء ومواقف أنها أقل مكانة من الرجل؛ حيث إن الرجل يتقدم عليها في الواجبات والحقوق‪.‬‬
‫‪ -2‬درجة التعليم التي تحظى بها المرأة تكون محدودة؛ إذ إن نسبة األمية بين النساء تكون عالية جدًا؛ إذ تتراوح بين ‪%80‬‬
‫إلى ‪.%90‬‬
‫‪ -3‬المرأة غالبًا ما تخضع ألوامر وتوجيهات زوجها وأوامر وتوجيهات والدة زوجها‪.‬‬
‫‪ -4‬الرجل له الحق الشرعي والديني واالجتماعي بتطليق زوجته‪ ،‬ولكن المرأة ليس لها الحق بتطليق زوجها حتى إذا كان‬
‫غير مرغوب فيه‪.‬‬
‫نظرا‬
‫‪ -5‬هناك تطابق بين أيديولوجية المرأة والرجل في العائلة الواحدة؛ لذا تكون العائلة المستقرة موحدة ومتضامنة؛ ً‬
‫للتشابه بين أيديولوجية الرجل وايديولوجية المرأة‪.‬‬
‫‪ -6‬المرأة ال تكسب موارد العيش للعائلة‪ ،‬بل الرجل هو المسؤول عن كسبها‪.‬‬

‫(‪ _)5‬عفاف أحمد الحيمي‪ ،‬الزواج المبكر وآثاره االجتماعية‪ ،‬مجلة حوليات العفيف‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ ،‬تعز‪ ،2005،‬ص‪.29‬‬
‫(‪ _)6‬مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬راجعه واعتنى به أنس محمد الشامي وزكريا جابر أحمد‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،2008 ،‬ص‪.736‬‬
‫(‪ _)7‬مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪37‬‬
‫(‪ _)8‬إحسان محم د الحسن‪ ،‬علم اجتماع المرأة دراسة تحليلية عن دور المرأة في المجتمع المعاصر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪35‬‬

‫‪EJUA-HS | March 2021‬‬ ‫‪145‬‬


‫‪Electronic Journal of University of Aden For Humanity and Social Sciences‬‬
‫‪EJUA Vol. 2, No. 1, March 2021‬‬ ‫راجح‬ ‫‪Pages 143-157‬‬
‫‪https://ejua.net‬‬

‫‪ -7‬األب يكون –عادة‪ -‬دكتاتوريًّا ومستبدًا في العائلة المستقرة‪ ،‬والمرأة تكون –عادة‪ -‬خاضعة لسلطاته الدكتاتورية‬
‫( ‪)9‬‬
‫واالستبدادية‪.‬‬
‫وأورد إحسان محمد الحسن‪ ،‬العديد من السمات التي تتعلق بالمرأة في المجتمعات المستقرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ليس للمرأة الحرية في اتخاذ القرار المستقل؛ حيث إن موضوع اتخاذ القرار هو بيد الرجل وليس بيد المرأة (غياب الديمقراطية‬ ‫‪-‬‬
‫من العائلة)‪.‬‬
‫األعمال والمهام التي تقوم بها المرأة هي أداء األعمال المنزلية‪ ،‬إنجاب األطفال وتربيتهم وإشباع الحاجات العاطفية والجنسية‬ ‫‪-‬‬
‫للرجل‪.‬‬
‫المرأة تعتمد على الرجل في اإلعالة؛ ألنها ال تعمل خارج البيت‪ ،‬وال تكسب مصادر ومقومات رزقها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرأة تُطلَّق من زوجها‪ ،‬إذا لم ت ُ ِ‬
‫نجب األطفال والذرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وعادات وتقاليد زوجها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حكرا على الرجل وليس المرأة‪.‬‬
‫ً‬ ‫المرأة ال تحتل أي مواقع سياسية عليا في المجتمع؛ حيث إن هذه المواقع تكون‬ ‫‪-‬‬
‫الدين والدولة والسلطة تتحيز للرجل ضد المرأة‪ ،‬وتشجع الرجل على معاملة المرأة معاملة قاسية وغير عادلة وال منصفة؛‬ ‫‪-‬‬
‫لكي تكون تحت أمرته ونفوذه‪.‬‬
‫عندما يكون الرجل هو المسؤول عن إعالة المرأة وأطفالها‪ ،‬فإن مكانته في العائلة تكون عالية وصالحياته االجتماعية وغير‬ ‫‪-‬‬
‫االجتماعية تكون مطلقة‪.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫الرجل يستطيع مقاضاة المرأة في المحاكم‪ ،‬ولكن المرأة ال تستطيع مقاضاة الرجل في المحاكم مطلقًا‪.‬‬
‫نستنتج مما سبق أن مجمل األفكار السابقة قد تنطبق على مجتمعات معينة‪ ،‬وقد يحدث العكس‪ ،‬بمعنى أن جملة هذ السمات قد ال تتوافق مع‬
‫ما هو موجود في هذه المجتمعات‪ .‬مع اإلشارة إلى أن مكانة المرأة قد تتغير تبعًا لتقدير المجتمع لها‪ ،‬فنجد ً‬
‫مثال أن المجتمع اإلسالمي قد أكد على‬
‫أهمية المرأة و وظيفتها في المجتمع كدور الزوجة واالبنة واألخت‪ ،‬ورغب المجتمع في معاملتها وإفساح المجال لها‪ ،‬وحتى في زواجها أباح‬
‫للمرأة الحرية في الموافقة على الزواج وعدم إكراهها في ذلك‪ .‬بالمقابل نجد مجتمعات قد تتعرض فيها المرأة للكثير من المعاناة والغبن وعدم‬
‫االعتراف بها كشريكة وفاعلة في المجتمع‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫الدراسات المحلية‪:‬‬
‫الدراسة االولى‪ :‬توصلت دراسة (الزواج المبكر وآثاره االجتماعية) (‪ )11‬إلى أن الزواج المبكر له سلبيات أكثر من إيجابياته‪ ،‬التي يشجعها‬
‫المجتمع والثقافة السائدة‪ ،‬وهذه السلبيات هي‪:‬‬
‫عدم القدرة على تحمل المسؤولية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ضعف القدرة على تربية األوالد‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يقود الزواج المبكر بشكل أو بآخر إلى الطالق‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ال يوجد استعداد نفسي وجسدي كافٍّ ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫كثرة اإلنجاب وإرهاق المرأة صحيًّا‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫حرمانها من التعليم‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫حرمانها من أن تعيش طفولتها‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫الدراسة الثانية‪ :‬توصلت دراسة (المحددات الثقافية واالجتماعية للزواج المبكر‪ ،‬وبدء اإلنجاب في اليمن) (‪ )12‬إلى‪:‬‬
‫أن للمحددات الثقافية واالجتماعية أهمية ذات داللة في تحديد اتجاهات وأنماط الزواج المبكر وبدء اإلنجاب المبكر في اليمن؛‬ ‫‪-‬‬
‫حيث بينت أنه على الرغم من اتجاه أنماط الزواج واإلنجاب في اليمن نحو التأخير المتزايد للعمر عند الزواج األول وللعمر‬
‫عند المولود األول‪ ،‬فإن النسبة الغالبة من النساء المتزوجات أو الالتي سبق َّ‬
‫لهن الزواج قد تزوجن ألول مرة وأنجبن المولود‬

‫‪(9) Le Play, Feredrecick. Working Class European Families, London, the lane press, translated by F. peel, 1961.p35-37‬‬
‫(‪ _)10‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬علم اجتماع المرأة دراسة تحليلية عن دور المرأة في المجتمع المعاصر‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.37-35‬‬
‫(‪ _)11‬عفاف أحمد الحيمي‪ ،‬الزواج المبكر وآثاره االجتماعية‪ ،‬مجلة حوليات العفيف‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ ،‬تعز‪.2005،‬‬
‫(‪ _)12‬سليمان فرج بن عزون وعلي أحمد السقاف‪ ،‬المحددات الثقافية واالجتماعية للزواج المبكر وبدء اإلنجاب في اليمن‪ ،‬مجلة حولية اآلداب‪ ،2007 ،‬العدد الرابع‪ ،‬يونيو‪ ،‬دار جامعة عدن للطباعة‬
‫والنشر‪.‬‬

‫‪146‬‬ ‫‪ | EJUA-HS‬مارس ‪2021‬‬


‫‪Pages 143-157‬‬ ‫زواج القاصرات في المجتمع اليمني‪ :‬األسباب واآلثار (دراسة سوسيولوجية آلراء عينة من الشباب)‬

‫األول قبل بلوغهن عشرين سنة؛ أي إن الزواج المبكر وبدء اإلنجاب المبكر للنساء المتزوجات أو الالتي سبق َّ‬
‫لهن الزواج ال‬
‫يزال يمثل النمط السائد في المجتمع اليمني‪.‬‬
‫أما نتائج تحليل االرتباط بين المتغيرين التابعين‪ ،‬الزواج المبكر واإلنجاب المبكر من جهة‪ ،‬ومجموعة المتغيرات الثقافية‬ ‫‪-‬‬
‫واالجتماعية المستقلة من جهة أخرى‪ ،‬بينت الدراسة أن متغيرات التعليم (للزوج والزوجة)‪ ،‬مكان اإلقامة ومطالعة الصحف‬
‫طا قويًّا مع المتغير التابع الزواج المبكر‪ ،‬وأن المتغير التابع اإلنجاب المبكر يرتبط ارتبا ً‬
‫طا قويًّا مع المتغيرات‬ ‫ترتبط ارتبا ً‬
‫(تعليم الزوجة‪ ،‬وعمر الزوج والزوجة‪ ،‬ومشاهدة التلفاز)‪.‬‬
‫بينت نتائج تحليل االنحدار المتعدد أن المتغيرين المستقلين التعليم العالي ومكان اإلقامة للمرأة لهما أهمية في منع وقوع الزواج‬ ‫‪-‬‬
‫كثيرا بالزواج المبكر‪ ،‬بل ينصب تفكيرها في تطوير‬‫المبكر؛ أي إن المرأة المتعلمة تعلي ًما عاليًا‪ ،‬التي تسكن في المدن ال تفكر ً‬
‫مداركها العلمية والثقافية واالنخراط في سوق العمل‪ ،‬والمشاركة االقتصادية؛ حيث إن اإلقامة في الحضر (المدن) يعني فرص‬
‫أفضل للمرأة في التعليم والعمل ونمط الحياة‪.‬‬
‫الدراسة الثالثة‪ :‬توصلت دراسة (الزواج المبكر)(‪ )13‬إلى‪:‬‬
‫أن ظاهرة الزواج المبكر منتشرة بين الذكور واإلناث بشكل عام وبين اإلناث بشكل خاص‪ ،‬وأن سلبياته أكثر من‬
‫إيجابياته‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1‬التسرب من التعليم وارتفاع نسبة األمية بين النساء‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم إسهام المرأة في عملية التنمية‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم قدرتها على تحمل المسئولية بصفة جادة‪.‬‬
‫‪ -4‬ارتفاع نسبة النمو السكاني بسبب طول مدة الخصوبة‪.‬‬
‫‪ -5‬يؤدي الزواج المبكر إلى احتماالت الطالق‪.‬‬
‫‪ -6‬تعرضها لضغوط اجتماعية تؤثر في صحتها‪.‬‬
‫‪ -7‬ال يوجد نص يحدد سن للزواج بـ (‪ )18‬سنة‪.‬‬
‫‪ -8‬تبعية المرأة للرجل وعدم قدرتها على اتخاذ أي قرار يتعلق بحياتها الشخصية‪.‬‬

‫الدراسات العربية‬
‫الدراسة األولى‪ :‬توصلت دراسة (المشكالت االجتماعية والنفسية والصحية المترتبة على زواج القاصرات وسبل الحد منه‪ :‬دراسة وصفية‬
‫مطبقة على عينة من القاصرات بمنطقة جازان) (‪ )14‬إلى‪:‬‬
‫وجود مشكالت اجتماعية متولدة عن زواج القاصرات‪ ،‬مثل‪ :‬الخالفات المستمرة بين الزوجين‪ ،‬وصعوبة القدرة على اتخاذ‬ ‫‪-‬‬
‫القرارات من الزوجة القاصر‪ ،‬سواء أكانت القرارات األسرية أو الشخصية‪ ،‬كذلك اختالف االهتمامات والرغبات بين الزوجين‬
‫وكذا صعوبة اعتناء الزوجة بأبنائها نتيجة لألعباء األسرية عليها‪ ،‬وعدم تقبل الزوجة القاصر للعالقة الجنسية ورفضها‪،‬‬
‫استغالل أهل الزوج صغر سن الزوجة للتدخل في حياة الزوجين وتعرض بعضهن للضرب من أزواجهن‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمشكالت النفسية فتوصلت إلى نتائج عديدة‪ ،‬منها‪ :‬شعور الزوجة بالصدمة الفتقادها للثقافة الجنسية‪ ،‬وشعور‬ ‫‪-‬‬
‫البعض بالرغبة بالبكاء والوحدة‪ ،‬والقلق وفقدان الثقة بالنفس‪ ،‬إضافة إلى إلقاء اللوم على من كان سبب في تزويجهن‪ ،‬إضافة‬
‫إلى التفكير باالنتحار ومحاولة االنتحار أيضًا‪.‬‬
‫أما الم شكالت الصحية فقد توصلت الدراسة إلى النتائج اآلتية‪ :‬نزيف ليلة الدخلة‪ ،‬اضطرابات الدورة الشهرية‪ ،‬اآلالم في أثناء‬ ‫‪-‬‬
‫االتصال الجنسي‪ ،‬وكذا األمراض المصاحبة لحمل القاصر واإلجهاض والوالدة المبكرة والوالدة القيصرية‪.‬‬
‫الدراسة الثانية‪( :‬دراسة االستراتيجية القومية للحد من الزواج المبكر) (‪ )15‬بحسب دراسة بحثية أعدتها وزارة الصحة والسكان بمصر في‬
‫يونيو من عام ‪ ،2014‬أكدت أن الحاالت التعليمية بنسبة للرجال الحاصلين على التعليم الثانوي تبلغ ‪ %3.5‬من نسب الزيجات المبكرة‪ ،‬تصل إلى‬
‫‪ % 63‬من حاالت الحاصلين على التعليم االبتدائي فأقل‪ ،‬موضحة أن نسبة فرق السن الذي يزيد على ‪ 10‬سنوات بين الرجال والنساء تزداد في‬
‫الزواج المبكر لتصل إلى ما يقرب ‪ % 37‬من نسب الزواج المبكر‪ ،‬وعددت الدراسة التحديات التي تواجه الدولة للحد من تلك الظاهرة‪ ،‬ومنها‬
‫وجود عوامل ثقافية وممارسات اجتماعية ممثلة في ضغوط اقتصادية بسبب الفقر‪ ،‬وعدم توجيه االهتمام الالزم لالستثمار في الثروة البشرية من‬
‫الفتيان والفتيات‪ ،‬باإلضافة إلى انخفاض نسب التعليم خاصة لدى الفتيات بسبب االعتقادات الراسخة خاصة في الريف‪ ،‬وأن وظيفة الفتيات يقتصر‬

‫(‪ _)13‬أفراح عبد الرحمن ذمران‪ ،‬الزواج المبكر‪ ،‬مجلة دراسات اجتماعية‪ ،‬العدد‪ ،2010 ،5‬صنعاء‪.‬‬
‫(‪ _)14‬خديجة محمد مجرشي‪ ،‬المشكالت االجتماعية والنفسية والصحية المترتبة على زواج القاصرات وسبل الحد منها‪ :‬دراسة وصفية مطبقة على عينة من القاصرات بمنطقة جازان‪ ،‬دراسة ماجستير‬
‫في الخدمة االجتماعية‪ ،‬قسم الدراسات االجتماعية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬جامعة الملك سعود‪1434-1433 ،‬ه‪.‬‬
‫(‪ _)15‬دراسة االستراتيجية القومية للحد من الزواج المبكر‪ ،‬المجلس القومي للسكان‪ ،‬وزارة الصحة والسكان‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪2014 ،‬م‪.‬‬

‫‪EJUA-HS | March 2021‬‬ ‫‪147‬‬


‫‪Electronic Journal of University of Aden For Humanity and Social Sciences‬‬
‫‪EJUA Vol. 2, No. 1, March 2021‬‬ ‫راجح‬ ‫‪Pages 143-157‬‬
‫‪https://ejua.net‬‬

‫على األعمال المنزلية‪ ،‬باإلضافة إلى مفاهيم دينية مغلوطة مثل التفرقة بين الذكر واألنثى في الحقوق التي كفلها الدين‪ .‬وعددت أيضًا محاور‬
‫العمل لتحديد األولويات ومواجهة تلك الظاهرة‪ ،‬ومنها االهتمام بالبرامج المجتمعية لتغيير االتجاهات والمعايير الخاصة بالزواج المبكر من‬
‫المؤسسات الدينية والصحية‪ ،‬وتغيير سلوكيات العمل مع الجهات المعنية لمواجهة العادات السلبية وعالجها‪ ،‬باإلضافة إلى عمل برامج توعية‬
‫للفتيات إليجاد الفرص البديلة وتهيئتهن للتعامل مع الضغوط األسرية‪ ،‬باإلضافة إلى استكمال وتحديث التشريعات والقوانين لتتناسب مع الدستور‬
‫وقوانين حماية الطفل‪.‬‬
‫الدراسة الثالثة‪ :‬توصلت دراسة (زواج القاصرات في األردن)(‪ )16‬إلى أن هناك عوامل وأسبابًا تفرض على األسر تزويج فتياتها؛ حيث يعد‬
‫الفقر‪ ،‬والتخلص من مسؤولية الفتاة المادية‪ ،‬وحماية شرف الفتاة من أهم األسباب المؤدية إلى زواج القاصرات‪ ،‬في حين ظهرت أسباب أخرى‬
‫عند معظم األسر السورية مردها العادات والتقاليد‪ ،‬وحماية "شرف الفتاة" بسبب اللجوء‪ .‬لقد أكدت البيانات الصادرة عن دائرة قاضي القضاة‬
‫ودائرة االحصاءات العامة أن هنالك مشكلة تتزايد على المستوى الوطني في تزويج اإلناث الالتي تقل أعمارهن عن ‪ 18‬سنة بشكل عام‪ ،‬وبين‬
‫اإلناث السوريات بشكل خاص‪.‬‬

‫مناقشة الدراسات السابقة‬


‫لقد أجمعت أغلب الدراسات السابقة على أن لظاهرة زواج القاصرات تأثيرات عديدة‪ ،‬سواء أكانت صحية أو اجتماعية‪ .‬وتصب دراستنا‬
‫الحالية في هذا االتجاه من حيث البحث عن أسباب زواج القاصرات وآثاره في الفتاة والحلول والمقترحات للحد من هذه الظاهرة‪.‬‬
‫أسباب زواج القاصرات وآثاره في الفتاة‬
‫هناك جملة من األسباب االجتماعية واالقتصادية والثقافة والسياسية‪ ،‬التي تدفع إلى تزويج الفتيات في سن مبكرة‪ ،‬وال يمكن بأي حال من‬
‫األحوال أن نركز على مجموعة من األسباب‪ ،‬ونهمل األخرى لكونها ظاهرة تتظافر في حدوثها أسباب عديدة؛ فقد يكون للعادات والتقاليد في‬
‫المنطقة العربية والمجتمع اليمني وظيفة في ديمومة انتشار هذه الظاهرة‪ ،‬أو قد تعد األسباب االقتصادية كالفقر والحالة المعيشية السيئة‪ ،‬هي من‬
‫تؤدي إلى تزويج الفتيات في مرحلة مبكرة‪ ،‬وال يمكن إنكار أن للحروب وفقدان األمن من يدفع لبروز هذه الظاهرة أيضًا‪ .‬وبالمحصلة سنشير إلى‬
‫جملة من األسباب التي أدت إلى زواج القاصرات‪ ،‬منها‪:‬‬
‫العادات والتقاليد‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫صا في‬
‫تتميز المجتمعات العربية‪ ،‬ومنها المجتمع اليمني بانتشار العادات والتقاليد المحبذة للزواج المبكر‪ ،‬سواء أكان للفتى أو الفتاة‪ ،‬وخصو ً‬
‫المناطق الريفية والبدوية؛ بهدف زيادة النسل وتحقيق العزوة والتكافل االجتماعي بين أفراد األسر‪ ،‬كما يندرج في عرف هذه العادات أن هذا‬
‫الزواج يعمل على تحصين الفتاة‪ ،‬وإنجابها لألطفال‪ ،‬ورعايتهم في سن مبكرة‪ ،‬وأيضًا رفد األسر بقوى عاملة جديدة وخاصة في المناطق الريفية‬
‫أزواجهن‪ ،‬وحمل األعباء عنهن في شؤون البيت أو في خارج البيت كجلب المياه والزراعة‬ ‫َّ‬ ‫والبدوية والعمل على إشراك الفتيات في رعاية أسر‬
‫والسقي والحرث‪ " .‬كما نجد أن الثقافة اليمنية تحبذ الزواج المبكر‪ ،‬بل تدعو له؛ حيث نجد الرجل اليمني إذا أراد أن يتزوج ال تستهويه الفتاة التي‬
‫في سن العشرين وما فوق بل تستهويه الطفلة التي في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة‪ ،‬وإذا كبرت ال مانع أن تكون في الثامنة عشرة‪ ،‬وليس‬
‫هذا فقط‪ ،‬فاألغاني الشعبية تمجد ذلك الزواج وكذلك الموروث الشعبي‪ ،‬ونسمع أمثلة كثيرة حول هذا الموضوع؛ حيث تشيع في بعض المناطق‬
‫(‪)17‬‬
‫كريف محافظة حجة‪ ،‬مثل‪ :‬التفكير في تزويج البنت‪ ،‬وهي في الرابعة من عمرها‪ ،‬وكذلك ريف معظم مناطق اليمن‪.‬‬
‫الفقر‬ ‫‪-‬‬
‫يعد الفقر من أهم األسباب التي تدفع األسر لتزويج بناتهن؛ وذلك للتخفيف عن كاهلهم مؤنة توفير المأكل والملبس للفتاة؛ فتقدم األسر على‬
‫تزويج بناتهن ألقرب خاطب مع إغفالهم ألخطار هذا الزواج على الفتاة‪ .‬ويعدُّ الفقر في المجتمع اليمني من أكبر األسباب االقتصادية ذات التأثير‬
‫الكبير في شريحة واسعة في المجتمع؛ مما يؤدي بآثاره ال محالة على الفتيات؛ وذلك في تزويجهن والتخفيف من حملهن‪ ،‬واالستفادة أيضًا من‬
‫مهورهن في أحيا ًنا أخرى‪.‬‬
‫المشكالت األسرية‬ ‫‪-‬‬
‫تعد المشكالت األسرية من ضمن األسباب التي قد تؤدي إلى زواج الفتيات في سن مبكرة؛ فقد يُعدُّ الطالق بين األبوين أو هروب أحدهما‬
‫وعدم تحمله مسؤوليات األسرة من ضمن األسباب التي تدفع إلى زواج القاصرات‪ ،‬وقد تكون المشاجرات في األسرة وغياب الدفء األسري هو‬
‫َمن يدفع الفتاة إلى البحث عن حياة أخرى‪ ،‬وقد يكون الزواج هو هذه الحياة الجديدة‪.‬‬

‫(‪ _)16‬زواج القاصرات في األردن‪ ،‬المجلس االعلى للسكان‪ ،‬مركز دعم بحوث النوع االجتماعي ( ‪2017 ،)KVINFO‬م‪.‬‬
‫(‪ _)17‬عفاف أحمد الحيمي‪ ،‬الزواج المبكر وآثاره االجتماعية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.30-29‬‬

‫‪148‬‬ ‫‪ | EJUA-HS‬مارس ‪2021‬‬


‫‪Pages 143-157‬‬ ‫زواج القاصرات في المجتمع اليمني‪ :‬األسباب واآلثار (دراسة سوسيولوجية آلراء عينة من الشباب)‬

‫ارتفاع نسبة األمية بين أوساط النساء‬ ‫‪-‬‬


‫صا في المجتمعات التقليدية كالمجتمع اليمني قد تتعرض الفتاة للكثير‬
‫في ظل ارتفاع مستوى األمية وغياب الوظيفة الفاعلة للمرأة‪ ،‬وخصو ً‬
‫من المشكالت والصعوبات‪ ،‬منها‪ :‬عدم قدرتها على التعبير عن احتياجاتها أو رفضها للغبن في حقها‪ ،‬ويصبح مصيرها مرهو ًنا بما يملي عليها‬
‫ذويها وإن كان ذلك من دون رغبتها‪.‬‬

‫أ َّما ما يخص اآلثار المترتبة على زواج القاصرات نوجزها في اآلتي‪:‬‬


‫ا‬
‫أوال‪ :‬اآلثار الصحية في الفتاة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫يشكل الحمل المبكر للفناة قبل سن العشرين خطورة عليها وعلى جنينها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الفتاة القاصر أكثر عرضة للوفاة في أثناء الحمل والوالدة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تعرض الفتاة للنزيف واإلجهاض في أثناء الحمل‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تعرض الفتاة لفقر الدم وارتفاع الضغط في أثناء الوالدة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ثانياا‪ :‬اآلثار االجتماعية في الفتاة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬التسرب من التعليم أو حرمانها منه نهائيًّا‪.‬‬
‫‪ -2‬تحملها مسؤولية األسرة وتربية األطفال في سن مبكرة‪.‬‬
‫مبكرا؛ وذلك ألن مكانة المرأة في المجتمع التقليدي تقــاس بقدرتهــا علــى اإلنجاب‪ ،‬وتخضــع‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬قد تتعرض للطالق إذا لم تنجب‬
‫إلــى الكثيــر مــن الضغوطــات مــن أســرتها وعائلــة زوجهــا والمجتمــع ككل؛ إلثبات خصوبتهــا بأســرع وقــت ممكـن‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثاا‪ :‬اآلثار النفسية في الفتاة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬االضطرابات النفسية التي تصاحب مدة البلوغ قد تؤثر في الحياة الزوجية‪ ،‬مثل تقلب المزاج‪ ،‬واضطرابات الشخصية والقلق‬
‫واالكتئاب‪ ،‬واالضطرابات الجسدية‪.‬‬
‫‪ -2‬معاناة الفتاة للحرمان النفسي والعاطفي من حنان الوالدين؛ نتيجة لزواجها المبكر وانفصالها عنهم‪ ،‬الذي قد يسبب أمراضًا نفسية‬
‫كالهستيريا والفصام واالكتئاب واضطرابات الشخصية‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إدراك الفتاة للعالقة الزوجية ومدى تقبلها‪ ،‬قد يسبب أمراضًا نفسية عديدة للفتاة‪.‬‬

‫الدراسة الميدانية‬
‫آراء عينة من الشباب في زواج القاصرات‬
‫اإلجراءات الميدانية للدراسة‪:‬‬
‫مجاالت الدراسة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجال المكاني‪ :‬عينة الشباب في بعض محافظات الجمهورية‪ ،‬وهي‪( :‬عدن‪ ،‬ولحج‪ ،‬وحضرموت‪ ،‬وتعز)‪.‬‬
‫المجال البشري‪ :‬بلغت عينة الدراسة ‪ 230‬مبحوثًا ومبحوثة‪.‬‬
‫المجال الزمني‪ :‬استغرق فترة النزول الميداني ثالثة اشهر(يوليو‪ ،‬أغسطس‪ ،‬سبتمبر) من عام ‪2020‬م‪.‬‬
‫أداة الدراسة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أُعدِت أداة الدراسة‪ ،‬وهي استبانة احتوت الجانب األول على البيانات الشخصية المتعلقة بالمبحوث والمبحوثة‪ ،‬والجانب اآلخر البيانات‬
‫بالمتعلقة بآراء المبحوث والمبحوثة حول زواج القاصرات‪ ،‬ومدى تأييدهم أو رفضهم لهذا الزواج وأسباب حدوثه‪ ،‬واآلثار المترتبة عليه‪.‬‬
‫عينة الدراسة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أُخِ ذت عينة عشوائية‪ ،‬بلغت (‪ )230‬مبحوثًا ومبحوثة من بعض محافظات الجمهورية‪ ،‬وهي محافظات‪( :‬عدن‪ ،‬ولحج‪ ،‬وحضرموت‪ ،‬وتعز)‪،‬‬
‫وألن فئة الشباب فئة ذات كثافة سكانية عالية اقتصرت الباحثة على هذا العدد من المبحوثين‪ ،‬لعدم وجود مساعدين آخرين لها في جمع البيانات‪.‬‬
‫وللتعرف إلى آراء عينة الدراسة حول بنود االستبانة‪ ،‬نعرض اآلتي‪:‬‬

‫‪EJUA-HS | March 2021‬‬ ‫‪149‬‬


‫‪Electronic Journal of University of Aden For Humanity and Social Sciences‬‬
‫‪EJUA Vol. 2, No. 1, March 2021‬‬ ‫راجح‬ ‫‪Pages 143-157‬‬
‫‪https://ejua.net‬‬

‫ا‬
‫أوال‪ :‬خصائص المبحوثين‪:‬‬
‫‪ -1‬النوع‪:‬‬
‫جدول (‪ )1‬يوضح توزيع المبحوثين بحسب النوع‬
‫‪%‬‬ ‫اإلجمالي‬ ‫‪%‬‬ ‫اإلناث‬ ‫‪%‬‬ ‫الذكور‬
‫‪100‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪47.8‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪52.2‬‬ ‫‪120‬‬

‫بلغت عينة الدراسة (‪ )230‬مبحوث منهم نسبة (‪ )52.2%‬من الذكور و (‪ )47.8%‬من اإلناث‪.‬‬

‫‪ -2‬النوع‪ /‬المحافظة‬
‫جدول (‪ )2‬يوضح توزيع المبحوثين بحسب النوع والمحافظة‬
‫‪%‬‬ ‫اإلجمالي‬ ‫‪%‬‬ ‫اإلناث‬ ‫‪%‬‬ ‫الذكور‬ ‫المحافظة‬
‫‪41.3‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪59.1‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪30‬‬ ‫عدن‬
‫‪11.3‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪12.7‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫لحج‬
‫‪34.3‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪48.3‬‬ ‫‪58‬‬ ‫تعز‬
‫‪13.0‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪16.7‬‬ ‫‪20‬‬ ‫حضرموت‬
‫‪100‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫يتبين من الجدول أن أكثر المبحوثين من محافظة عدن؛ اذ بلغت نسبتهم (‪ )41.3%‬تليها نسبة (‪ )34.3%‬لمحافظة تعز‪ ،‬ومن ثم محافظة‬
‫وأخيرا محافظة لحج بنسبة (‪.)11.3%‬‬
‫ً‬ ‫حضرموت بنسبة (‪)13.0%‬‬

‫‪ -3‬الفئات العمرية‬
‫جدول (‪ )3‬يوضح توزيع المبحوثين بحسب الفئات العمرية‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫الفئات العمرية‬
‫‪49.6‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪25-18‬‬
‫‪18.3‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪31-26‬‬
‫‪14.3‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪38-32‬‬
‫‪17.8‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪45-39‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪230‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫يتبين من الجدول أعاله‪ ،‬أن أكثر الفئات العمرية للمبحوثين من الفئة العمرية )‪ ،)25-18‬إذ بلغت بنسبة (‪)49.6%‬؛ مما يدل على أن أكثر‬
‫فئات عينة المبحوثين تقع في الفئة العمرية الصغيرة السن‪ .‬ثم تتوالى النسب للفئات األخرى‪ ،‬كما تشير إليها بيانات الجدول أعاله‪.‬‬

‫‪ -4‬المستوى الدراسي‪:‬‬
‫جدول (‪ )4‬يوضح توزيع المبحوثين بحسب المستوى الدراسي‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫المستوى الدراسي‬
‫‪0.4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ال يقرأ وال يكتب‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫المرحلة االبتدائية‬
‫‪3.9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المرحلة االعدادية‬
‫‪22.2‬‬ ‫‪51‬‬ ‫المرحلة الثانوية‬
‫‪64.8‬‬ ‫‪149‬‬ ‫المرحلة الجامعية‬
‫‪7.4‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ما بعد الجامعي‬
‫‪100‬‬ ‫‪230‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫‪150‬‬ ‫‪ | EJUA-HS‬مارس ‪2021‬‬


‫‪Pages 143-157‬‬ ‫زواج القاصرات في المجتمع اليمني‪ :‬األسباب واآلثار (دراسة سوسيولوجية آلراء عينة من الشباب)‬

‫يتضح من بيانات الجدول رقم (‪ )4‬أن أغلبية المبحوثين في المرحلة الجامعية؛ إذ بلغت نسبتهم (‪ ،)64.8%‬ومن ثَ َّم يتبادر إلى أذهاننا السؤال‬
‫اآلتي‪ :‬هل سيكون للمستوى التعليمي الجامعي وظيفة في تبني المبحوثين اتجاهات إيجابية أو سلبية نحو زواج القاصرات؟ سنرى ما ستصفح عنه‬
‫البيانات القادمة‪ .‬ثم تتوالى النسب‪ ،‬كما تشير إليها بيانات الجدول أعاله‪.‬‬
‫‪ -5‬منطقة السكن‪ /‬حضر‪ /‬ريف‬
‫جدول (‪ )5‬يوضح توزيع المبحوثين بحسب منطقة السكن‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫منطقة السكن‬
‫‪32.6‬‬ ‫‪75‬‬ ‫ريف‬
‫‪67.4‬‬ ‫‪155‬‬ ‫حضر‬
‫‪100‬‬ ‫‪230‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫يتبين من بيانات الجدول أعاله أن أغلب المبحوثين ينتمون إلى منطقة السكن الحضرية بنسبة (‪ ،)67.4%‬أما من ينتمون إلى منطقة السكن‬
‫الريفية؛ إذ بلغوا نسبة (‪ .)32.6%‬فهل للمنطقة السكنية الريفية والحضرية تأثير في تبني اتجاهات إيجابية أو سلبية نحو زواج القاصرات؟ هذا ما‬
‫ستسفر عنه البيانات القادمة‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬البيانات المتعلقة بزواج القاصرات‪:‬‬


‫‪ -1‬مفهوم زواج القاصرات لدى المبحوثين‪:‬‬
‫جدول (‪ )6‬يوضح توزيع المبحوثين بحسب مفهومهم لزواج القاصرات‬
‫االنحراف المعياري‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫نسبة اإلناث ‪%‬‬ ‫نسبة الذكور‪%‬‬ ‫مفهوم زواج القاصرات لدى المبحوثين‬
‫‪48708.‬‬ ‫‪6174.‬‬ ‫‪55.5‬‬ ‫‪67.5‬‬ ‫‪ -1‬زواج الفتاة في سن البلوغ‬
‫‪45333.‬‬ ‫‪2870.‬‬ ‫‪38.2‬‬ ‫‪20.0‬‬ ‫‪-2‬زواج الفتاة في سن‪ 8‬الى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫‪3682.‬‬ ‫‪1609.‬‬ ‫‪14.5‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪ -3‬زواج الفتاة في سن ‪ 18‬سنة‪.‬‬

‫يتبين من بيانات الجدول أن مفهوم زواج القاصرات لدى العينة المبحوثة هو زواج الفتاة في سن البلوغ؛ إذ بلغت نسبة الذكور (‪)67.7%‬‬
‫ونسبة اإلناث (‪.)55.5%‬‬

‫‪ -2‬آراء العينة نحو تأييد أو رفض زواج القاصرات‪:‬‬


‫جدول (‪ )7‬يوضح توزيع المبحوثين بحسب تأييدهم أو رفضهم لزواج القاصرات‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫اإلجمالي‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫اإلناث‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫الذكور‬ ‫تأييد‪ /‬أو رفض زواج القاصرات‬
‫‪11.7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪5.45‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪21‬‬ ‫نعم‬
‫‪86.5‬‬ ‫‪199‬‬ ‫‪92.72‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪80.8‬‬ ‫‪97‬‬ ‫ال‬
‫‪1.7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ال أعرف‬
‫‪100‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫ذكورا وإناثًا ال يؤيدون زواج القاصرات؛ مما يدل على وعي كبير لدى‬
‫ً‬ ‫يتبين من الجدول أعاله‪ ،‬أن أغلبية الشباب من المحافظات المبحوثة‬
‫افراد العينة بالمخاطر الكبيرة لظاهرة زواج القاصرات‪ ،‬وإن كان هناك بعض الشباب مؤيدين لهذه الظاهرة‪ ،‬وقد بلغت نسبتهم (‪ )11.7%‬مقابل‬
‫(‪ )86.5%‬غير مؤيدين لهذا الزواج‪ ،‬وبالطبع كانت هناك أسباب لتأييد زواج القاصرات وأسباب لرفض هذا الزواج‪ ،‬وهو ما ستوضحه الجداول‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أسباب تأييد زواج القاصرات لدى بعض المبحوثين‬
‫جدول (‪ )8‬يوضح توزيع المبحوثين بحسب تأييدهم لزواج القاصرات‪.‬‬
‫االنحراف المعياري‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫األسباب‬ ‫الرقم‬
‫‪.28239‬‬ ‫‪.0870‬‬ ‫ألنه يحصن الفتاة من الوقوع في المعصية‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪.26220‬‬ ‫‪.0739‬‬ ‫ألنه يساعد في التقليل من عنوسة الفتيات‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪.24745‬‬ ‫‪.0652‬‬ ‫يعدُّ من العادات والتقاليد الحسنة في المجتمع‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪.23143‬‬ ‫‪.0565‬‬ ‫ألن الزوجة الصغيرة تكون أكثر إنجابًا‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪.20438‬‬ ‫‪.0435‬‬ ‫يعدُّ هذا الزواج عرف أو عادة ال يمكن تخطيها‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪EJUA-HS | March 2021‬‬ ‫‪151‬‬


‫‪Electronic Journal of University of Aden For Humanity and Social Sciences‬‬
‫‪EJUA Vol. 2, No. 1, March 2021‬‬ ‫راجح‬ ‫‪Pages 143-157‬‬
‫‪https://ejua.net‬‬

‫يتبين من الجدول أعاله أن أفراد العينة المؤيدين لزواج القاصرات قد تعددت أسبابهم‪ ،‬وكان أكثر تأييدهم لسبب القائل بأن زواج القاصرات‬
‫(يحصن الفتاة من الوقوع في المعصية)‪ ،‬وتأييدهم لهذا السبب يتفق مع ما بعض األفكار التقليدية‪ ،‬التي تنظر للمرأة بأنها ال تستطيع المحافظة‬
‫على نفسها‪ ،‬وأن سبيل ذلك سترتها ولن يتم ذلك إال بزواجها‪ .‬ثم تعدد األسباب األخرى من كون زواج القاصرات يساعد في تقليل عنوسة الفتيات‬
‫وهو من العادات الحسنة‪ ،‬كما أن زواج الفتاة وهي صغيرة يساعد في إنجابها لألطفال عكس الفتيات الكبيرات في السن‪ ،‬كما أكد المبحوثون أن‬
‫سبب تأييدهم لزواج القاصرات؛ كونه عرفًا أو عادة قد استقرت وال يمكن تخطيها‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسباب رفض زواج القاصرات لدى المبحوثين‬
‫جدول (‪ )9‬يوضح توزيع المبحوثين بحسب رفضهم لزواج القاصرات‬
‫االنحراف المعياري‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫األسباب‬ ‫الرقم‬
‫‪.43521‬‬ ‫‪.7478‬‬ ‫زواج القاصرات له آثار نفسية واجتماعية في الفتاة‬ ‫‪1‬‬
‫‪.44694‬‬ ‫‪.7261‬‬ ‫الفتاة القاصر غير مؤهلة لتحمل أعباء األسرة ورعاية األبناء‬ ‫‪2‬‬
‫‪.48708‬‬ ‫‪.6174‬‬ ‫ال يوجد تقارب فكري أو عاطفي مع الفتاة القاصر‬ ‫‪3‬‬
‫‪.49919‬‬ ‫‪.5435‬‬ ‫يؤدي زواج القاصرات إلى وجود أسر مفككة وضياع األبناء‬ ‫‪4‬‬
‫‪.46296‬‬ ‫‪.3087‬‬ ‫مهر الفتاة الصغيرة أعلى من مهر الفتاة الكبيرة‬ ‫‪5‬‬

‫يتبين من الجدول أعاله أن أفراد العينة الرافضين لزواج القاصرات قد تعددت أسبابهم أيضًا‪ ،‬وكان أكثر رفضهم للسبب القائل بأن زواج‬
‫القاصرات (له آثار نفسية واجتماعية في الفتاة)‪ ،‬وهذا يتفق مع أغلب الدراسات التي بحثت حول زواج القاصرات بأن له آثار اجتماعية ونفسية‬
‫في الفتاة‪ ،‬كما أن الفتاة الصغيرة غير مؤهلة لتحمل أعباء األسرة ورعاية األبناء؛ كونها في سن صغيرة ال تقدر تحمل كل هذه األعباء‪ ،‬أيضًا من‬
‫ضمن األسباب أنه ال يوجد تقارب فكري أو عاطفي مع الفتاة القاصر‪ ،‬وأيضًا أن زواج القاصرات في نظر المبحوثين يؤدي إلى وجود أسر مفككة‬
‫وضياع األبناء‪ .‬كما أن عدم قدرة الشباب على دفع مهر الفتاة الصغيرة كان من ضمن رفض الشباب لزواج القاصرات‪ .‬هذه جملة األسباب المؤدية‬
‫إلى رفض زواج القاصرات في نظر العينة المبحوثة‪.‬‬

‫‪ -3‬آراء العينة نحو أسباب زواج القاصرات‬


‫ُو ِجهَ للمبحوثين سؤا ٌل بخصوص أسباب زواج القاصرات من وجهة نظرهم‪ ،‬وكانت حصيلة اإلجابات يلخصها الجدول اآلتي‪:‬‬
‫جدول (‪ )10‬يوضح توزيع المبحوثين بحسب آرائهم حول أسباب زواج القاصرات‬
‫االنحراف المعياري‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫األسباب‬ ‫الرقم‬
‫‪.40087‬‬ ‫‪.8000‬‬ ‫يعد الفقر من األسباب الرئيسة لزواج القاصرات‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪.45535‬‬ ‫‪.7087‬‬ ‫تؤدي العادات والتقاليد وظيفة أساسية في زواج القاصرات‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪.49267‬‬ ‫‪.5913‬‬ ‫المشكالت األسرية وحاالت الطالق والهجر عند األبوين قد تؤدي لزواج الفتاة في سن مبكرة‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪.49420‬‬ ‫‪.5826‬‬ ‫عدم تعليم المرأة وإشراكها في الحياة االجتماعية يُعدُّ سببًا لزواج القاصرات‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪.50079‬‬ ‫‪.5174‬‬ ‫عدم تحديد سن محددة في القانون لزواج الفتاة‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪.49491‬‬ ‫‪.4217‬‬ ‫تشكل العنوسة سببًا أساسيًّا لزواج القاصرات‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪.49559‬‬ ‫‪.4216‬‬ ‫النظرة القاصرة للمرأة في المجتمعات التقليدية‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪.48911‬‬ ‫‪.3915‬‬ ‫الحروب وعدم األمن تعدُّ سببًا أساسيًّا لظهور هذا الزواج‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪.47591‬‬ ‫‪.3435‬‬ ‫لرغبة الفتيات في الزواج في سن مبكرة‬ ‫‪9‬‬

‫يتبين من بيانات الجدول أعاله أن المبحوثين أجمعوا على أسباب عديدة لزواج القاصرات‪ ،‬شكلت بمجملها بروز هذه الظاهرة‪ ،‬وقد تم ترتيب‬
‫هذه األسباب بحسب أولويتها على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقر‬ ‫‪-1‬‬
‫العادات والتقاليد‬ ‫‪-2‬‬
‫المشكالت األسرية وحاالت الطالق والهجر عند األبوين‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عدم تعليم المرأة وإشراكها في الحياة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫عدم تحديد سن محدد في القانون لزواج الفتاة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫العنوسة‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫النظرة القاصرة للمرأة في المجتمعات التقليدية‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫الحروب وعدم األمن‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫‪152‬‬ ‫‪ | EJUA-HS‬مارس ‪2021‬‬


‫‪Pages 143-157‬‬ ‫زواج القاصرات في المجتمع اليمني‪ :‬األسباب واآلثار (دراسة سوسيولوجية آلراء عينة من الشباب)‬

‫‪ -9‬رغبة الفتيات في الزواج في سن مبكرة‪.‬‬

‫‪ -4‬آراء العينة نحو اآلثار الناتجة عن زواج القاصرات‪.‬‬


‫أ‪ -‬رأي العينة حول تأييدهم لوجود أثار لزواج القاصرات أو انعدام هذه اآلثار‬
‫جدول (‪ )11‬يوضح توزيع المبحوثين بحسب آرائهم حول الموافقة أو عدم الموافقة بوجود آثار ناتجة عن زواج القاصرات‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات‬ ‫اإلجابات‬
‫‪84.8‬‬ ‫‪195‬‬ ‫نعم‬
‫‪10.4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ال‬
‫‪4.8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ال أعرف‬
‫‪100‬‬ ‫‪230‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫يبين الجدول أعاله أن المبحوثين يوافقون على وجود آثار لزواج القاصرات تعود على الفتاة؛ حيث جاءت موافقتهم بنسبة (‪ )84.8%‬مقابل‬
‫نسبة (‪ )10.4%‬ال تؤيد وجود آثار لزواج القاصرات‪.‬‬
‫ب‪ -‬رأي المبحوثين حول آثار زواج القاصرات‬
‫ً‬
‫سؤاال للمبحوثين بخصوص نوعية هذه اآلثار المصاحبة لزواج القاصرات من وجهة نظرهم وكانت حصيلة اإلجابات‬ ‫من ثم تم توجيه‬
‫يلخصها الجدول اآلتي‪:‬‬
‫جدول (‪ )12‬يوضح توزيع المبحوثين بحسب وجهة نظرهم حول آثار زواج القاصرات‬
‫االنحراف المعياري‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫األسباب‬ ‫الرقم‬
‫‪.45125‬‬ ‫‪.7174‬‬ ‫حرمان الفتاة القاصر من التمتع بطفولتها وتحملها للمسؤولية في سن مبكرة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪.46648‬‬ ‫‪.6826‬‬ ‫قد يسبب اضطرابات نفسية للفتاة نتيجذة لهذا الزواج‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪.46980‬‬ ‫‪.6739‬‬ ‫قد يسبب موت كثير من الفتيات لعدم قدرتهن على تحمل آلم الوالدة‬ ‫‪3‬‬
‫‪.48490‬‬ ‫‪.6261‬‬ ‫تفكك األسر وعدم العناية باألبناء‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪.49420‬‬ ‫‪.5826‬‬ ‫ازدياد حاالت الطالق في المجتمع‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫آثارا لزواج القاصرات يعود على الفتاة القاصر من هذه اآلثار‪:‬‬


‫يتبين من الجدول أعاله أن المبحوثين يرون أن هناك ً‬
‫‪ -‬حرمان الفتاة القاصر من التمتع بطفولتها وتحملها للمسؤولية في سن مبكرة‪.‬‬
‫‪ -‬قد يسبب اضطرابات نفسية للفتاة نتيجة لهذا الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬قد يسبب موت كثير من الفتيات لعدم قدرتهن على تحمل آلم الوالدة‪.‬‬
‫‪ -‬تفكك األسر وعدم العناية باألبناء‪.‬‬
‫‪ -‬ازدياد حاالت الطالق في المجتمع‪.‬‬

‫اختبار فرضيات البحث‪:‬‬


‫وضع البحث فرضيات عديدة تختص بمتغيرات البحث‪ ،‬وقد اختُبرت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الفرضية األولى‪ :‬الذكور أكثر رفضاا لزواج القاصرات من اإلناث‪.‬‬


‫والختبار الفرضية تم تطبيق اختبار (‪ )T.test‬على وفق الجدول اآلتي‪:‬‬
‫جدول (‪ )13‬يوضح اختبار ‪ T.test‬إليجاد الفروق اإلحصائية بين الذكور واإلناث ومستوى رفضهم لزواج القاصرات‬
‫الداللة‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫قيمة (ت)‬ ‫النوع‬
‫اإلناث‬ ‫الذكور‬
‫دالة عند أقل من ‪0.05‬‬ ‫‪.008‬‬ ‫‪-2.691-‬‬ ‫المتوسط الحسابي االنحراف المعياري‬ ‫المتوسط الحسابي االنحراف المعياري‬
‫‪.26844‬‬ ‫‪1.9636‬‬ ‫‪.40987‬‬ ‫‪1.8417‬‬

‫‪EJUA-HS | March 2021‬‬ ‫‪153‬‬


‫‪Electronic Journal of University of Aden For Humanity and Social Sciences‬‬
‫‪EJUA Vol. 2, No. 1, March 2021‬‬ ‫راجح‬ ‫‪Pages 143-157‬‬
‫‪https://ejua.net‬‬

‫يتبين من بيانات الجدول وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في رفضهم لزواج القاصرات كانت لصالح اإلناث؛ مما يعني‬
‫أن اإلناث أكثر رفضًا لزواج القاصرات من الذكور ويثبت نفي الفرضية القائلة‪ :‬إن الذكور أكثر رفضًا لزواج القاصرات من اإلناث‪.‬‬

‫الفرضية الثانية‪ :‬يؤثر المستوى التعليمي للشباب في آرائهم نحو زواج القاصرات‪.‬‬
‫والختبار الفرضية تم تطبيق اختبار ‪)ANOVA(:‬‬
‫جدول (‪ )14‬يوضح اختبار ‪ ANOVA‬إليجاد الفروق اإلحصائية بين الذكور واإلناث ومستوى رفضهم لزواج القاصرات بحسب المستوى‬
‫التعليمي‬
‫الداللة‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫قيمة ف‬ ‫متوسطات الفرق‬ ‫درجة الحرية‬ ‫مجموع المربعات‬ ‫المستوى التعليمي‬
‫‪.085‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪.425‬‬ ‫بين المجموعات‬
‫‪645.‬‬ ‫‪673.‬‬
‫غير دالة عند اقل من ‪0.05‬‬ ‫‪.126‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪28.275‬‬ ‫داخل المجموعات‬
‫‪229‬‬ ‫‪28.700‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫من بيانات الجدول يتضح أنه ال توجد فروق معنوية بين الذكور واإلناث تعزى لمتغير المستوى الدراسي؛ مما يدل على عدم تأثير المستوى‬
‫التعليمي للشباب في اتجاهاتهم نحو زواج القاصرات‪.‬‬

‫الفرضية الثالثة‪ :‬الشباب المنتمين للمناطق الريفية أكثر رفضاا لزواج القاصرات من الشباب المنتمين للمناطق الحضرية‪.‬‬
‫جدول (‪ )15‬يوضح اختبار ‪ T.test‬إليجاد الفروق اإلحصائية بين الذكور واإلناث ومستوى رفضهم لزواج القاصرات بحسب منطقة‬
‫السكن‪/‬ريف‪ .‬حضر‬
‫الداللة‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫قيمة (ت)‬ ‫النوع‬
‫اإلناث‬ ‫الذكور‬
‫غير دالة عند اقل من ‪0.05‬‬ ‫‪.322‬‬ ‫‪-.993-‬‬ ‫المتوسط الحسابي االنحراف المعياري‬ ‫المتوسط الحسابي االنحراف المعياري‬
‫‪.32142‬‬ ‫‪1.9161‬‬ ‫‪.41373‬‬ ‫‪1.8667‬‬

‫يتبين من بيانات الجدول أنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في رفضهم لزواج القاصرات بحسب مكان السكن‪.‬‬
‫بمعنى أن الشباب المنتمين للمناطق الريفية أو الحضرية يتبنون اآلراء نفسها فيما يخص رفضهم لزواج القاصرات؛ مما يدل على وعي كبير بهذه‬
‫الظاهرة‪.‬‬

‫الفرضية الرابعة‪ :‬يتفاوت رفض زواج القاصرات بين الشباب تبعاا للمحافظات‪.‬‬
‫والختبار الفرضية تم تطبيق اختبار (‪ )ANOVA‬على النحو اآلتي‪:‬‬
‫جدول (‪ )16‬يوضح اختبار ‪ ANOVA‬إليجاد الفروق اإلحصائية بين الذكور واإلناث ومستوى رفضهم لزواج القاصرات بحسب المحافظات‪.‬‬
‫الداللة‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫قيمة ف‬ ‫متوسطات الفرق‬ ‫درجة الحرية‬ ‫مجموع المربعات‬ ‫المستوى التعليمي‬
‫‪.733‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2.199‬‬ ‫بين المجموعات‬
‫‪000.‬‬ ‫‪6.250‬‬
‫دالة عند أقل من ‪0.05‬‬ ‫‪.117‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪26.501‬‬ ‫داخل المجموعات‬
‫‪229‬‬ ‫‪28.700‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫يتبين من بيانات الجدول وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في رفضهم لزواج القاصرات بحسب المحافظات‪ .‬وألجل‬
‫توضيح االختالف بين المحافظات ُ‬
‫ط ِبق اختبار التتبع (‪ )post Hoc Tests‬وكانت النتائج على النحو اآلتي‪:‬‬
‫جدول (‪ )17‬يوضح اختبار التتبع (‪ )Post Hoc Tests‬ألجل توضيح لصالح اي المحافظات كانت رفضا لزواج القاصرات‪.‬‬
‫أعلى قيمة للمتوسط‬ ‫أقل قيمة للمتوسط‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫الخطأ المعياري‬ ‫متوسط الفروق‬ ‫المجموعة الثانية‬ ‫المجموعة األولى‬
‫‪.3782‬‬ ‫‪.0955‬‬ ‫‪.001‬‬ ‫‪.07172‬‬ ‫‪.23684‬‬ ‫حضرموت‬ ‫عدن‬
‫‪.3561‬‬ ‫‪.0509‬‬ ‫‪.009‬‬ ‫‪.07742‬‬ ‫‪.20351‬‬ ‫تعز‬
‫لحج‬
‫‪.5577‬‬ ‫‪.1961‬‬ ‫‪.000‬‬ ‫‪.09175‬‬ ‫‪.37692‬‬ ‫حضرموت‬
‫‪.3181‬‬ ‫‪.0287‬‬ ‫‪.019‬‬ ‫‪.07344‬‬ ‫‪.17342‬‬ ‫حضرموت‬ ‫تعز‬

‫‪154‬‬ ‫‪ | EJUA-HS‬مارس ‪2021‬‬


‫‪Pages 143-157‬‬ ‫زواج القاصرات في المجتمع اليمني‪ :‬األسباب واآلثار (دراسة سوسيولوجية آلراء عينة من الشباب)‬

‫يتبين من بيانات الجدول أن الفروق كانت لصالح محافظة حضرموت؛ مما يدل على أنها أكثر المحافظات رفضًا لزواج القاصرات مقارنة‬
‫ببقية المحافظات األخرى‪.‬‬

‫نتائج البحث‬
‫توصل البحث إلى نتائج عديدة‪ ،‬نوجزها في النتائج اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن مفهوم زواج القاصرات بحسب آراء العينة المبحوثة‪ ،‬هو زواج الفتاة في سن البلوغ‪.‬‬
‫ذكورا وإناثًا‪ ،‬ال يؤيدون زواج القاصرات‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬أن أغلبية الشباب من المحافظات المبحوثة‬
‫‪ -3‬توصل البحث إلى أن أهم األسباب لعدم تأييد المبحوثين لزواج القاصرات؛ نتيجة لآلتي‪:‬‬
‫اآلثار النفسية واالجتماعية في الفتاة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫أن الفتاة القاصر غير مؤهلة لتحمل أعباء األسرة ورعاية األبناء‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫ال يوجد تقارب فكري أو عاطفي مع الفتاة القاصر‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫زواج القاصرات يؤدي إلى وجود أسر مفككة وضياع األبناء‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫عدم قدرتهم على دفع مهر الفتاة الصغيرة‪.‬‬ ‫ه‪-‬‬
‫‪ -4‬كما توصل البحث إلى أن أهم أسباب زواج القاصرات من وجهة نظر العينة المبحوثة‪ ،‬كانت على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ )1‬الفقر والظروف االقتصادية التي ترهق كاهل األسر؛ مما يؤدي إلى تزويج بناتهن في سن مبكرة‪.‬‬
‫‪ )2‬العادات والتقاليد‪.‬‬
‫‪ )3‬المشكالت األسرية وحاالت الطالق والهجر عند األبوين‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم تعليم المرأة وإشراكها في الحياة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ )5‬عدم تحديد سن محدد في القانون لزواج الفتاة‪.‬‬
‫‪ )6‬العنوسة‪.‬‬
‫‪ )7‬النظرة القاصرة للمرأة في المجتمعات التقليدية‪.‬‬
‫‪ )8‬الحروب وعدم األمن‪.‬‬
‫‪ )9‬رغبة الفتيات في الزواج في سن مبكرة‪.‬‬
‫آثارا للزواج‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -5‬توصل البحث إلى أن هناك ً‬
‫أ‪ -‬حرمان الفتاة القاصر من التمتع بطفولتها وتحملها المسؤولية في سن مبكرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬قد يسبب اضطرابات نفسية للفتاة؛ نتيجة لهذا الزواج‪.‬‬
‫ج‪ -‬قد يسبب موت كثير من الفتيات؛ لعدم قدرتهن على تحمل آلم الوالدة‪.‬‬
‫د‪ -‬تفكك األسر وعدم العناية باألبناء‪.‬‬
‫ه‪ -‬ازدياد حاالت الطالق في المجتمع‪.‬‬
‫أما فيما يخص النتائج المتعلقة بفرضيات البحث فكانت على النحو اآلتي‪:‬‬
‫وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في رفضهم لزواج القاصرات كانت لصالح اإلناث؛ مما يعني أن اإلناث أكثر‬ ‫‪-1‬‬
‫رفضًا لزواج القاصرات من الذكور‪.‬‬
‫ال توجد فروق معنوية بين الذكور واإلناث‪ ،‬تُعزَ ى لمتغير المستوى الدراسي؛ مما يدل عدم تأثير المستوى التعليمي للشباب في اتجاهاتهم‬ ‫‪-2‬‬
‫نحو زواج القاصرات‪.‬‬
‫ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في رفضهم لزواج القاصرات بحسب مكان السكن‪ .‬بمعنى أن الشباب المنتمين‬ ‫‪-3‬‬
‫للمناطق الريفية أو الحضرية يتبنون اآلراء نفسها فيما يخص رفضهم لزواج القاصرات؛ مما يدل على وعي كبير بهذه الظاهرة‪.‬‬
‫وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في رفضهم لزواج القاصرات بحسب المحافظات‪ .‬وكانت هذه الفروق لصالح‬ ‫‪-4‬‬
‫محافظة حضرموت؛ مما يدل على أنها أكثر المحافظات رفضًا لزواج القاصرات مقارنة ببقية المحافظات األخرى‪.‬‬

‫توصيات البحث‪:‬‬
‫ضــرورة العمــل علــى وضع التشــريعات التي تُحِ دُّ من زواج القاصرات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صا تعليم الفتاة‪ ،‬وإتاحة الفرصة لها في التزود بالمعارف المتاحة على وفق قدراتها وبناء معارفها‬
‫التركيز على أولوية التعليم وخصو ً‬ ‫‪-‬‬
‫ومعرفة حقوقها في المجتمع‪.‬‬
‫فقرا في التخفيف من معاناتهم بمنحهم القروض والتحفيزات المالية‪.‬‬ ‫مساعدة األسر والعائالت األقل ً‬ ‫‪-‬‬
‫سن زواج اإلناث والذكور‪.‬‬
‫سن التشريعات القانونية التي تساوي بين ِ‬ ‫العمل على ِ‬ ‫‪-‬‬

‫‪EJUA-HS | March 2021‬‬ ‫‪155‬‬


‫‪Electronic Journal of University of Aden For Humanity and Social Sciences‬‬
‫‪EJUA Vol. 2, No. 1, March 2021‬‬ ‫راجح‬ ‫‪Pages 143-157‬‬
‫‪https://ejua.net‬‬

‫نشر الوعي الصحي بظاهرة زواج القاصرات عبر الهيئات الدينية والمدنية والصحية والطبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫[‪ ]1‬الباشا‪ ،‬محمد‪ .)1992( .‬الكافي معجم عربي حديث‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬شركة المطبوعات للتوزيع والنشر‪ .‬بيروت‪.‬‬
‫[‪ ]2‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد‪ .)2008( .‬علم اجتماع المرأة دراسة تحليلية عن دور المرأة في المجتمع المعاصر‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬دار وائل للنشر‬
‫والتوزيع‪ .‬عمان‪.‬‬
‫[‪ ]3‬الحيمي‪ ،‬عفاف أحمد‪" .)2005( .‬الزواج المبكر وآثاره االجتماعية"‪ .‬مجلة حوليات العفيف‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ ،‬تعز‪37-27 :)5( ،‬‬
‫[‪ ]4‬الخولي‪ ،‬سناء حسنين‪ .)2001( .‬األسرة والحياة العائلية‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ .‬عمان‪.‬‬
‫[‪ ]5‬الفيروزآبادي‪ ،‬مجد الدين محمد بن يعقوب‪ .)2008( .‬القاموس المحيط‪ ،‬راجعه واعتنى به أنس محمد الشامي وزكريا جابر أحمد‪ ،‬مجلد‬
‫واحد‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫[‪ ]6‬المعتمد‪ ،‬قاموس عربي _ عربي‪ .)2000( .‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫[‪ ]7‬بن عزون‪ ،‬سليمان وعلي أحمد السقاف‪" .) 2007( .‬المحددات الثقافية واالجتماعية للزواج المبكر وبدء اإلنجاب في اليمن"‪ .‬مجلة حولية‬
‫اآلداب‪ ،‬دار جامعة عدن‪.191-230:)4( ،‬‬
‫[‪ ]8‬ذمران‪ ،‬أفراح عبد الرحمن‪" .)2010( .‬الزواج المبكر"‪ ،‬مجلة دراسات اجتماعية‪ ،‬العدد‪ ،5‬صنعاء‪.‬‬
‫[‪ ]9‬مجرشي‪ ،‬خديجة محمد(‪1433-1434‬ه) "المشكالت االجتماعية والنفسية والصحية المترتبة على زواج القاصرات وسبل الحد منها‪ :‬دراسة‬
‫وصفية مطبقة على عينة من القاصرات بمنطقة جازان"‪ ،‬دراسة ماجستير في الخدمة االجتماعية‪ ،‬قسم الدراسات االجتماعية‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬جامعة الملك سعود‪.‬‬
‫[‪ ]10‬دراسة االستراتيجية القومية للحد من الزواج المبكر (‪ )2014‬المجلس القومي للسكان‪ ،‬وزارة الصحة والسكان‪ ،‬جمهورية مصر‬
‫العربية‪www.google.com .‬‬
‫[‪ ]11‬زواج القاصرات في األردن (‪ .)2017‬المجلس االعلى للسكان‪ ،‬مركز دعم بحوث النوع االجتماعي (‪www.google.com .)KVINFO‬‬

‫‪[12] Le Play, Feredrecick . Working Class European Families, London, The lane press, translated by F. peel ,‬‬
‫‪1961 .‬‬

‫‪156‬‬ ‫‪ | EJUA-HS‬مارس ‪2021‬‬


Pages 143-157 )‫ األسباب واآلثار (دراسة سوسيولوجية آلراء عينة من الشباب‬:‫زواج القاصرات في المجتمع اليمني‬

RESEARCH ARTICLE

UNDERAGE MARRIAGE IN YEMENI SOCIETY CAUSES AND EFFECTS


(A SOCIOLOGICAL STUDY OF THE OPINIONS OF A SAMPLE OF
YOUNG PEOPLE)
Amal Saleh Saad Rajah
Dept. of Sociology, Faculty of Arts, University of Aden, Yemen
Corresponding author: Amal Saleh Saad Rajah; E-mail: amal.ali.arts@aden-univ.net
Received: 13 February 2021 / Accepted: 02 March 2021 / Published online: 18 March 2021

Abstract
The research problem centers on finding out the reasons for the occurrence of the phenomenon of underage
marriage and its effects on girls from the viewpoint of a sample of young people in Yemeni society, and the
research was based on the descriptive and analytical method. One of the most important hypotheses that
were adopted in the research is research into the impact of educational level and their opinions Towards
underage marriage, and support for underage marriage varied among youth depending on the governorates.
The research reached a set of results, including: The correlation of the causes of child marriage with poverty
and economic conditions that burden families. Which leads to the marriage of their daughters at an early
age, as well as the customs and traditions that want this marriage, and the research also found that there are
various effects on the girl, including the denial of the minor girl from enjoying her childhood and her
responsibility at an early age.

Keywords: Marriage, Marriage age, Minor marriage, Underage marriage, Causes and effect.

:‫كيفية االقتباس من هذا البحث‬


‫ مجلة جامعة‬.)‫ األسباب واآلثار (دراسة سوسيولوجية آلراء عينة من الشباب‬:‫ زواج القاصرات في المجتمع اليمني‬.)2021( .‫ س‬.‫ ص‬.‫راجح أ‬
https://doi.org/10.47372/ejua-hs.2021.1.79 .157-143 ،)1(2 ،‫عدن اإللكترونية للعلوم االنسانية واالجتماعية‬

‫ هـذه المقـالـة عبـارة عن مقـال مفتوح‬.‫ اليمن‬،‫ عـدن‬،EJUA ‫ المرخص لهـا‬.‫ من قبـل المؤلفين‬2021 ‫حقوق النشــــر‬
.Creative Commons Attribution (CC BY-NC 4.0) ‫الوصول يتم توزيعه بموجب شروط وأحكام ترخيص‬

EJUA-HS | March 2021 157

You might also like