Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

٢

‫مِن أقوال سيدنا الشيخ عبد القادر اجليالين رمحه اهلل‬


‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم ىلع سيد املرسلني‬
‫الرمحن َّ‬
‫الرجيم بسم اهلل َّ‬ ‫َّ‬
‫الشيطان َّ‬ ‫ّ‬
‫الرحيم‬ ‫أما بعد! فأعوذ باهلل من‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وىلع آلك وأصحابك يا حبيب اهلل‬ ‫الصالة والسالم عليك يا رسول اهلل‬
‫ُ‬
‫والسالم عليك يا َّ‬ ‫ُ‬
‫وىلع آلك وأصحابك يا نور اهلل‬ ‫نيب اهلل‬ ‫الصالة‬
‫َّ‬ ‫ّ‬
‫املدرس احلارضين نية‬ ‫(إن اكن ادلرس يف املسجد فليلقن‬
‫االعتاكف بصيغة)‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نويت االعتاكف يف املسجد مادمت فيه‪...‬‬
‫ّ‬
‫إخويت األحبة! علينا أن ننوي االعتاكف عند دخول املسجد ما‬
‫دمنا فيه ى‬
‫حَّت ال يفوتنا أجر االعتاكف واملكوث يف املسجد‪ ،‬ولكيال‬
‫ر‬ ‫نقع يف الكراهة إن فعلنا بعض املباحات‪ ،‬فإنىه يُ َ‬
‫كر ُه األكل والُّشب‬
‫والسحور واإلفطار داخل املسجد‪ ،‬لكن إذا نوينا االعتاكف‬ ‫ر‬ ‫وانلىوم‬
‫ِّ‬ ‫ر‬
‫جاز نلا ذلك كه تبعا للن ىية‪ ،‬وال ننوي االعتاكف من أجل األكل‬
‫ى‬ ‫ر‬
‫والُّشب وانلىوم فقط‪ ،‬وإنما ننوي االعتاكف ابتغاء رضوان اهلل تعاىل‪.‬‬
‫الم َ‬ ‫ُ‬
‫واألكل يف املسجد لغري ُ‬ ‫كر ُه انلى ُ‬
‫"رد املحتار"‪ :‬يُ َ‬ ‫ِّ‬
‫عتكف‪،‬‬ ‫وم‬ ‫ويف‬
‫َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ذك َر َ‬
‫اهلل تعاىل بقدر‬ ‫وإذا أراد ذلك ينبيغ أن يَنو َي االعتاكف فيدخل في‬
‫فع َل ما َ‬
‫شاء(‪.)1‬‬ ‫ثم يَ َ‬ ‫ما نَ َوى أو يُ ِّ َ‬
‫صِّل ّ‬

‫(‪" )1‬الدر المختار مع رد المحتار"‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬باب االعتكاف‪.٥٠٦/٣ ،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫بعض انلصائح حول انلية‬
‫َّ ُ‬ ‫َْ َ ُ ََ‬ ‫ّ‬
‫إخويت األحبة! لقد قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬أفضل العم ِل انلِّية‬
‫ّ‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫نتعود ىلع انلوايا احلسنة‪ ،‬وقد‬ ‫الصادِقة»(‪ .)1‬فقبل لك عمل ينبيغ أن‬
‫ِّ َّ ُ َ َ َ ُ ُ ْ ُ َ َ َ َ َّ َ‬
‫اجلنة»(‪ .)٢‬فتعالوا بنا نلنوي نوايا‬ ‫ورد‪« :‬انلية احلسنة تدخِل صاحِبها‬
‫حسنة قبل استماعنا هلذه املحارضة ابتغاء وجه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ومن انلوايا املستحسنة عند استماع املحارضة‪:‬‬
‫اغضا بلرصي من ّ‬‫ًّ‬
‫أوهلا إىل آخرها‪.‬‬ ‫● أستمع هلذه املحارضة‬
‫شهد قدر املستطاع ّ‬
‫بنية تعظيم العلم‪.‬‬ ‫● أجلس ىلع هيئة جلسة التى ر‬

‫● ال أتكاسل يف استماع املحارضة‪.‬‬


‫ّ‬
‫● أستمع هلا بغرض اإلصالح نلفس‪ ،‬وأبلغها إىل اإلخوة غري املوجودين‪.‬‬
‫فضل الصالة ىلع ّ‬
‫انليب ﷺ‬
‫ُ‬ ‫قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬ما من َعب َدين ُم َت َ‬
‫حابىْي يف اهلل يَس َتقبل‬
‫ِب ﷺ‪ ،‬إ ىال لَم َيف ََتقَا َحَّتى‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ َ ُ َ ُ َ ُ ُ َ ُ َ ِّ َ َ َ‬
‫ىلع انلى ِّ‬ ‫أحدهما صاحبه فيصافحه ويصليان‬
‫ََ ى‬ ‫ََ ى‬ ‫ُ َ ُُ‬
‫تغف َر ذنوبُ ُه َما َما تقد َم من ُه َما َو َما تأخ َر»(‪.)3‬‬
‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫(‪" )1‬الجامع الصغير"‪ ،‬حرف الهمزة‪ ،‬ص ‪.)1٢٨٤( ،٨1‬‬


‫(‪" )٢‬الجامع الصغير"‪ ،‬حرف النون‪ ،‬ص ‪.)٩٣٢٦( ،٥٥٧‬‬
‫(‪" )٣‬مسند أبي يعلى"‪ ،‬مسند أنس بن مالك‪.)٢٩٥٢( ،٩٥/٣ ،‬‬

‫‪٢‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫األعزاء! ها قد جاء شهر ربيع اآلخر‪ ،‬وهذا الشهر هل‬ ‫أيها اإلخوة‬
‫ّ‬
‫خاص ة بسيدنا الشيخ سلطان األويلاء ميح ادلين عبد القادر‬ ‫عالقة‬
‫اجليالين رمحه اهلل تعاىل‪ ،‬ذللك سوف نستمع ايلوم يف هذا املجلس‬
‫ّ‬
‫وهام‪ ،‬ومجلة كريمة من وصاياه ونصاحئه اثلمينة‬ ‫املبارك لالكم مجيل‬
‫ّ‬
‫احلق‬ ‫بإذن اهلل تعاىل‪ ،‬اكن رمحه اهلل تعاىل يدعو انلاس إىل طريق‬
‫واهلداية وحيذرهم من الضالل يف جمالس وعظه وحلقات دروسه‬
‫ّ‬
‫ويستمر معهم‬ ‫ّ‬
‫فيحرض انلاس ىلع االستقامة‬ ‫وخطبه وأقواهل وكتبه‪،‬‬
‫ّ‬
‫لفَتة طويلة‪ ،‬واكن جملسه مليئا بانلصائح اليت يهتدي بها الضالون‬
‫ّ‬ ‫احلق بعد أن يسمعوا الكمه ّ‬
‫والغافلون عن ّ‬
‫الطيب‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إن الشيخ‬
‫عبد القادر اجليالين رمحه اهلل تعاىل فتح باب اتلوبة ىلع مرصاعيه‬
‫ّ‬
‫بوعظه ودرسه‪ ،‬وهذا كه بربكة نظرة من جناب سيدنا احلبيب املصطىف‬
‫ّ‬
‫إيمانية حول ذلك‪:‬‬ ‫هيا نستمع ّ‬
‫لقصة‬ ‫ﷺ إيله‪ ،‬ف ّ‬

‫بركة ريق انليب ﷺ‬


‫ّ‬
‫ُروي أن الشيخ حميي ادلين عبد القادر اجليالين رمحه اهلل تعاىل‬
‫رأيت رسول اهلل ﷺ قبل الظهر يوم اثلالثاء السادس عُّش من‬ ‫ُ‬ ‫قال‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫شوال سنة إحدى وعُّشين ومخسمائة فقال يل‪ :‬يا بين! ل َم ال تتلكم؟‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫قلت‪ :‬يا أبتاه! أنا رجل أعجيم‪ ،‬كيف أتكلم ىلع فصحاء العرب‬
‫ببغداد؟‬

‫‪3‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ُ‬
‫ففتحته‪ ،‬فتفل فيه سبعا‪.‬‬ ‫قال يل‪ :‬افتح فاك‪،‬‬
‫ُ‬
‫ع إىل سبيل ّ‬ ‫ّ‬
‫ربك باحلكمة‬ ‫وقال يل‪ :‬تكلم ىلع انلّاس‪ ،‬واد‬
‫واملوعظة احلسنة‪.‬‬
‫وجلست وحرضين خلق كثري‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فصلّ ُ‬
‫يت الظهر‬
‫فرأيت سيدنا ًّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عليا بن أيب طالب ريض اهلل تعاىل عنه‬ ‫فأرتج ّ‬
‫يلع‪،‬‬
‫ّ‬
‫قائما بإزاري يف املجلس‪ ،‬فقال يل‪ :‬يا بين! لم ال تتلكم؟‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فقلت‪ :‬يا أبتاه! قد أرتج ّ‬
‫يلع‪.‬‬
‫ففتحته‪ ،‬فتفل فيه ًّ‬
‫ستا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فقال‪ :‬افتح فاك‪،‬‬
‫ُ‬
‫فقلت‪ :‬لم ال تكملها سبعا؟‬
‫ثم توارى ّ‬
‫عين(‪.)1‬‬ ‫فقال‪ :‬أدبا مع رسول اهلل ﷺ‪ّ ،‬‬

‫أول جلوس الشيخ عبد القادر اجليالين‬ ‫ّ‬


‫القصة اكن ّ‬ ‫وبعد هذه‬
‫شوال سنة إحدى وعُّشين‬ ‫ّ‬
‫الربانية يف ّ‬ ‫رمحه اهلل تعاىل للوعظ يف احللبة‬
‫ّ‬
‫ومخسمائة‪ ،‬هلل در جملس جتلله اهليبة وابلهاء‪ ،‬وحتف به املالئكة‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫واألويلاء‪ ،‬فقام ّ‬
‫اخللق‬ ‫بنص الكتاب والسنة خطيبا ىلع األشهاد وداع‬
‫ّ ّ‬
‫عز وجل‪ ،‬فأرسعوا إىل االنقياد(‪.)٢‬‬ ‫إىل اهلل‬

‫(‪" )1‬هبجة األسرار"‪ ،‬ذكر فصول من كالمه مرص ًعا بشيء من عجائب‪ ،‬ص ‪،٥٨‬‬
‫و"الفتاوى الحديثية" البن حجر الهيتمي‪ ،‬ص ‪.٢1٣‬‬
‫(‪" )٢‬هبجة األسرار"‪ ،‬ذكر وعظه رضي اهلل عنه‪ ،‬ص ‪.1٧٤‬‬

‫‪4‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫أول خطاب للشيخ عبد القادر اجليالين رمحه اهلل تعال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أيها األحبة! لقد تأثر انلاس بكالم الشيخ عبد القادر اجليالين‬
‫رمحه اهلل تعاىل واكنوا خلقا كثريا من خمتلف نوايح احلياة‪ ،‬فمنهم ّ‬
‫حَّت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويتُّشفون بصحبته‪،‬‬ ‫العلماء والفقهاء؛ فإنهم اكنوا حيرضون دروسه‬
‫واكن يَكتب ما يقول سيدنا الشيخ حميي ادلين عبد القادر اجليالين‬
‫رمحه اهلل تعاىل يف جملسه ُ‬
‫أربع مئة حمربة اعلم وغريه(‪.)1‬‬
‫فاكنت مواعظه ودروسه مليئة بالصرب والرضا والزهد واتلقوى‬
‫ّ‬
‫واملحبة واألخوة وتذكر اآلخرة وذكر فناء ادلنيا‪ ،‬واكن‬ ‫وخمافة اهلل تعاىل‬
‫حب انلفس والرياسة واملال واألنانية وانلفاق والرياء‬‫حيذر انلاس من ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والغل وابلغضاء وسائر األمراض ابلاط ّ‬
‫ويرغبهم يف االستقامة ىلع‬ ‫نية‪،‬‬
‫ّ‬
‫اإليمان والقيام باألعمال الصاحلة واتلخلق باألخالق احلسنة‪ ،‬فاكن‬
‫الكمه خيرج من القلب يلقع يف القلب‪.‬‬
‫قال الشيخ عمر الكيماين رمحه اهلل تعاىل‪ :‬لم تكن جمالس الشيخ‬
‫ممن يُسلم من ايلهود وانلىصارى‪،‬‬
‫عبد القادر ريض اهلل تعاىل عنه ختلو ّ‬

‫ممن‬ ‫ممن يتوب من ُق ّطاع ّ‬


‫الطريق‪ ،‬وقاتل انلّفس‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬وال ّ‬ ‫وال ى‬
‫يرجع عن معتقد ِّ‬
‫سيئ(‪.)٢‬‬

‫(‪" )1‬قالئد الجواهر"‪ ،‬ص ‪.1٨‬‬


‫(‪ )٢‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫كما قال الشيخ عبد القادر اجليالين رمحه اهلل بنفسه ّ‬
‫مرة‪ :‬أراد اهلل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مين منفعة اخللق‪ ،‬فإنه قد أسلم ىلع يدي أكرث من مخسمائة‪ ،‬وتاب ىلع‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫كثري(‪.)1‬‬ ‫واملشاحلة أكرث من مائة ألف‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫خري‬ ‫الع ّيارين‬
‫يدي من َ‬
‫اكن رمحه اهلل تعاىل يدعو اكفة انلّاس من ّ‬
‫اعمة انلّاس واألمراء‬
‫واحلاكم إىل سبيل ّ‬
‫ربه تعاىل باحلكمة واملوعظة احلسنة‪ ،‬فيأمرهم‬
‫باملعروف وينهاهم عن املنكر‪ ،‬وأشار إىل ذلك اإلمام اذلهِب رمحه اهلل‬
‫تعاىل قائال‪ :‬اكن سيدنا الشيخ حميي ادلين عبد القادر رمحه اهلل تعاىل‬
‫ّ ّ‬
‫باحلق ىلع املنرب‪ ،‬ويُنكر ىلع َمن يوّل الظلمة ىلع انلّاس(‪.)٢‬‬
‫ّ‬ ‫يصدع‬
‫وقد قىض ‪ ۳۳‬سنة من عمره يف اتلدريس وكتابة الفتاوى‪ ،‬وأمىض‬
‫ّ‬
‫‪ 40‬سنة يف املواعظ وانلصائح‪ ،‬ويف اعم ‪ 561‬هــ تويف واكن عمره ‪90‬‬
‫سنة‪ ،‬رمحه اهلل تعاىل وريض عنه‪.‬‬
‫اتلأثري يف اللسان‬
‫أيها اإلخوة! اكن رمحه اهلل تعاىل اعمال بعلمه وذللك اكن الكمه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬
‫فيتغري حاهلم لألفضل‪ ،‬وتذكروا! أنه إذا‬ ‫مؤثرا جدا‪ ،‬يقع يف قلوب انلاس‬
‫اكن َمن يدعو إىل اخلري وينىه عن املنكر خملصا اعمال بعلمه فسيكون‬
‫الكمه مؤثّرا‪ ،‬وانطالقا من هذه املبادئ ّ‬
‫املهمة جيب علينا إصالح أنفسنا‬

‫(‪" )1‬تاريخ اإلسالم" للذهبي‪ ،‬سنة إحدى وستين وخمسمائة‪.٩٦/٣٩ ،‬‬


‫(‪" )٢‬تاريخ اإلسالم" للذهبي‪ ،‬سنة إحدى وستين وخمسمائة‪.٩٩/٣٩ ،‬‬

‫‪6‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫حَّت نكون قدوة لغرينا‪،‬‬ ‫أو ًّيلا يف أنفسنا وحياتنا ّ‬ ‫ًّ‬
‫عمليا نلحدث تغيريا ّ‬

‫عمن ينصح اآلخرين وهو ال يعمل بما ينصح به‪:‬‬ ‫يقول رمحه اهلل تعاىل ّ‬
‫قول بال عمل ال يستوي شيئا بل هو ّ‬ ‫ٌ‬
‫حجة ال حمجة‪ ،‬القول بال عمل‬
‫جمرد دعوى بال بيّنة(‪.)1‬‬
‫كدار بال باب وال مرافق‪ ،‬كزن ال يُنفق منه‪ ،‬وهو ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األعزاء! إذا اكن دلى الطبيب أفضل األدوية للك مرض‬ ‫أيها اإلخوة‬
‫واستفاد منه اآلخرون‪ ،‬ولكن إذا أصيب هو بنفس املرض ولم يبال به‬
‫ّ‬
‫حَّت مات بسببه‪ ،‬فإهماهل نلفسه محاقة وانتحار‪ ،‬وكذلك أوئلك اذلين‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ينصحون اآلخرين بتجنب املعايص والقيام باألعمال الصاحلة ولكنهم‬
‫ال حياولون االبتعاد عنها بأنفسهم‪ ،‬فيخرسون آخرتهم‪ ،‬وقد ورد يف‬
‫ى َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ى َُ‬
‫احلديث الُّشيف‪ :‬قال انلِب ﷺ‪« :‬إن أناسا من أهل اجلَنة ين َطلقون إىل‬
‫ىَ‬ ‫َ َ‬ ‫ى ََُ ُ َ َ َ َ ُُ ى َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫ار‪ ،‬ف َوالل! َما دخل َنا اجلَنة‬ ‫أناس من أهل انلار‪ ،‬فيقولون‪ :‬بم دخلتم انل‬
‫ُ َ ُ ُ َ ى ُى َُ ُ َ َ ُ‬ ‫َ ى‬ ‫ى‬
‫إال ب َما ت َعلم َنا منكم؟ ف َيقولون‪ :‬إنا كنا نقول َوال نف َعل»(‪.)٢‬‬
‫سيدنا جندب بن عبد اهلل األزدي ريض اهلل‬ ‫ويف رواية أخرى‪ :‬عن ّ‬
‫اس اخل َ َ‬
‫ري‬ ‫العالم ىاذلي ُي َعلِّ ُم انلى َ‬
‫تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬م َث ُل َ‬
‫َ ُ َ ُ‬ ‫ى‬
‫الرساج يُِض ُء للناس وحيرق نف َسه»(‪.)3‬‬ ‫ويَن ََس َنف َس ُه َك َم َثل ِّ َ‬

‫(‪" )1‬الفتح الربان"‪ ،‬المجلس العشرون يف القول بال عمل‪ ،‬ص ‪.٧٨‬‬
‫(‪" )٢‬المعجم الكبير"‪ ،‬من اسمه الوليد بن عقبة‪.)٤٠٥( ،1٥٠/٢٢ ،‬‬
‫(‪" )٣‬المعجم الكبير"‪ ،‬من اسمه جندب بن عبد اهلل‪.)1٦٨1( ،1٦٦/٢ ،‬‬

‫‪7‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫امة‬‫الر ُجل يَو َم الق َي َ‬
‫اء ب ى‬ ‫ويف حديث آخر‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬جيَ ُ‬
‫ار ب َر َحاه‪ُ،‬‬ ‫ور َك َما يَ ُد ُ‬
‫ور احل َم ُ‬ ‫َف ُيل ََق يف انلىار‪َ ،‬ف َتن َدل ُق أَق َتابُ ُه يف انلىار‪َ ،‬ف َي ُد ُ‬

‫ت‬ ‫ك؟ أَلَي َس ُكن َ‬ ‫ََ َ ُ َ ُ ى ََ ََُ ُ َ َ ُ ُ َ َ ُ َ‬


‫فيجتمع أهل انلار عليه فيقولون‪ :‬أي فالن ما شأن‬
‫ُ ُ ُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫آم ُركم بال َمع ُروف‬ ‫المنكر؟ قال‪ :‬كنت‬ ‫تأ ُم ُرنا بال َمع ُروف َوتن َهانا َعن‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫المنكر َوآتيه»(‪.)1‬‬ ‫َوال آتيه‪َ ،‬وأن َهاكم َعن‬
‫تنبهوا إىل اخلسارة اليت قد خيرسها ادلاعية اذلي ال‬ ‫أيها اإلخوة! ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعمل بعلمه‪ ،‬إنها خسارة كبرية يف اآلخرة حْي يفوته انلعيم يف اجلنة‪،‬‬
‫ويستفيد َمن يستمع هل فيقوم باألعمال الصاحلة‪ ،‬لكن الواعظ يذهب‬
‫ّ‬
‫إىل اجلحيم والعياذ باهلل‪ ،‬وذللك جيب ىلع لك واعظ ومتديّن أن حياول‬
‫ّ‬
‫العمل بعلمه حتقيقا لرض اهلل جل وعال‪ ،‬ال أن يكون صاحلا فقط يف‬
‫أعْي انلاس وعليه أن يدعو اآلخرين إىل اخلري باستقامته وأخالقه‬
‫ومعامالته‪ ،‬فالوعظ باحلال أبلغ من املقال‪.‬‬
‫العدو احلقييق لإلنسان‬
‫عدوان حقيقيان لإلنسان ولكن‬‫ّ‬ ‫أيها األحبة! انلفس والشيطان‬
‫انلفس أخطر بكثري من الشيطان؛ ألنّها ّ‬
‫دمرت إيمان الشيطان وجعلته‬
‫ملعونا مطرودا من رمحة اهلل إىل يوم ابلعث واحلساب‪ ،‬قال اإلمام الغزايل‬

‫(‪" )1‬صحيح البخاري"‪ ،‬كتاب بدء الخلق‪ ،‬باب صفة النار وأهنا مخلوقة‪،‬‬
‫‪.)٣٢٦٧( ،٣٩٦/٢‬‬

‫‪8‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫رمحه اهلل تعاىل‪ :‬انلفس وهو مشَتك بْي معان‪ ،‬ويتعلق بغرضنا منه‬
‫معنيان أحدهما أنّه يراد به املعىن اجلامع ّ‬
‫لقوة الغضب والشهوة يف‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اتلصوف؛ ألنهم يريدون‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وهذا االستعمال هو الغالب ىلع أهل‬
‫ّ‬
‫بانلفس األصل اجلامع للصفات املذمومة من اإلنسان(‪.)1‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫وال شك أن َمن اتبع نفسه وأهواءها قادته إىل حفرة اهلالك‬
‫ّ‬
‫وادلمار‪ ،‬وقد وضح الشيخ عبد القادر اجليالين رمحه اهلل تعاىل طريقة‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫جتنب مهالك انلفس قائال‪ :‬إذا أردت الفالح فخالف نفسك يف‬
‫ّ‬ ‫موافقة ّ‬
‫ربك ّ‬
‫عز وجل ووافقها يف طاعته وخالفها يف معصية نفسك‪،‬‬
‫حَّت تأمر بما يأمر‬ ‫َ‬
‫فبعد كم وكم ّ‬ ‫وانلفس ّ‬
‫أمارة ّ‬
‫بالسوء هذه جبلتها‬
‫به القلب‪ ،‬جاهدها يف مجيع األحوال(‪.)٢‬‬
‫ُ‬
‫وقال رمحه اهلل تعاىل‪ :‬وقل هلا‪ :‬لك ما كسبت‪ ،‬ما يعمل معك وال‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫يعطيك من عمله شيئا‪ ،‬وال بد من العمل واملجاهدة‪َ ،‬صديقك َمن‬
‫عدوك َمن أغواك‪ ،‬كيف حيصل هلا القرب من امللك مع عدم‬ ‫ر‬ ‫نهاك‪،‬‬
‫الطهارة من األجناس‪ِّ ،‬‬
‫قرص أملها وقد أطاعتك إىل ما تريد منها‪ ،‬عظها‬
‫بموعظة الرسول(‪.)3‬‬

‫(‪" )1‬إحياء علوم الدين"‪ ،‬كتاب شرح عجائب القلب‪.٥/٣ ،‬‬


‫(‪" )٢‬الفتح الربان"‪ ،‬المجلس الثالث واألربعون يف النفس األمارة‪ ،‬ص ‪.1٣٩‬‬
‫(‪" )٣‬الفتح الربان"‪ ،‬المجلس الثالث واألربعون يف النفس األمارة‪ ،‬ص ‪.1٤٠‬‬

‫‪9‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫انلفس هو محاقة مطلقة‪،‬‬ ‫إن اتّباع اهلوى وعدم خمالفة ّ‬
‫ّ‬
‫أيها اإلخوة!‬
‫انلفس وحماولة السيطرة عليها وتقليل‬ ‫وذللك جيب علينا خمالفة ّ‬
‫ّ‬
‫شهواتها‪ ،‬أي‪ :‬االبتعاد عن ملاتها‪ ،‬لنستميلها إىل القيام بالعبادات شيئا‬
‫فشيئا‪ ،‬وكذلك ينبيغ علينا أن نستعيذ باهلل تعاىل من آفاتها ورشورها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عدو وال يهمل أمره‪ ،‬وقد ورد يف‬ ‫العدو ىلع أنه‬ ‫وإن العاقل يعامل‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫احلديث الُّشيف‪ :‬عن ّ‬
‫سيدنا شداد بن أوس ريض اهلل تعاىل عنه قال‪:‬‬
‫ان َنف َس ُه َو َعم َل ل َما َبع َد َ‬ ‫َ ِّ ُ َ َ َ‬
‫الموت‪،‬‬ ‫قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬الكيس من د‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َ‬
‫العاج ُز َمن أت َب َع نف َسه ه َواها َوت َم ىىن َىلع اهلل»(‪.)1‬‬
‫َو َ‬

‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫من فوائد صحبة الصاحلني واألويلاء‬


‫ّ‬
‫اتلحكم ب ّ‬ ‫ّ‬
‫انلفس هو‬ ‫أيها اإلخوة! إن من أسباب عدم القدرة ىلع‬
‫بربها وعدم معرفتها وضعف إيمان صاحبها ّ‬
‫بربه تعاىل‪ ،‬فكثريا‬ ‫جهلها ّ‬
‫ّ‬
‫ما يقع العبد يف فخ خداع انلفس وحيلها وهو ال يشعر بذلك‪ ،‬ذللك حنن‬
‫ّ‬
‫بأمس احلاجة إىل الصحبة الصاحلة ألويلاء اهلل تعاىل الاكملْي نلت ّ‬
‫عرف‬
‫ىلع حيل ّ‬
‫انلفس وماكيدها‪ ،‬وإىل ذلك أشار الشيخ عبد القادر اجليالين‬
‫رمحه اهلل تعاىل قائال‪َ :‬من أكرث من خمالطة العارفْي باهلل عرف‬

‫(‪" )1‬سنن الرتمذي"‪ ،‬كتاب صفة القيامة‪ ،‬باب ما جاء يف صفة أوان الحوض‪،‬‬
‫‪.)٢٤٦٧( ،٢٠٨/٤‬‬

‫‪10‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫وإن من صفاتهم أنّهم إذا نظروا إىل شخص وجعلوا ّ‬
‫همتهم‬
‫(‪ّ )1‬‬
‫نفسه ‪،‬‬
‫ًّ‬
‫جموسيا‪ ،‬وإن‬ ‫ًّ‬
‫نرصانيا أو‬ ‫إيله أحيوه‪ ،‬وإن اكن ذلك املنطور إيله يهوديًّا أو‬
‫اكن مسلما ازداد إيمانا ويقينا وثباتا(‪.)٢‬‬
‫إن حالة القلب ّ‬ ‫ّ‬
‫تتغري بصحبة عباد اهلل الصاحلْي‪ ،‬ومن‬ ‫أيها األحبة!‬
‫طرق احلصول ىلع الصحبة الصاحلة‪ :‬مالزمة املسجد وقراءة القرآن‬
‫اذلي يرشدك إىل معرفة اهلل تعاىل‪ ،‬والصحبة الصاحلة تعْي ىلع االلزتام‬
‫ّ‬
‫بالُّشيعة وذكر اهلل تعاىل‪ ،‬ومركز ادلعوة اإلسالمية حبمد اهلل يشتغل ىلع‬
‫ّ‬
‫إحياء روح اتلعاون بْي املؤمنْي يلخلق بيئة متديّنة يف لك ماكن بْي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشباب‪ ،‬وجتنب املعايص والرغبة يف األعمال الصاحلة حيتاج منا إىل أن‬
‫نبَق مرتبطْي بهذه ابليئة املتديّنة‪ ،‬واملركز يسافر ببعض الشباب يف‬
‫لك شهر‪ ،‬فإذا ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫حركنا‬ ‫سبيل اهلل تعاىل مع اإلخوة ادلاعة ملدة ثالثة أيام‬
‫أنفسنا ىلع اختيار الصحبة الصاحلة والقيام باألعمال الصاحلة إىل‬
‫ّ‬
‫انلبوية‬ ‫جانب حضور االجتماع األسبويع املِّلء بتعليم السنن‬
‫ّ‬
‫ادلعوية‬ ‫ّ‬
‫األسبوعية واملشاركة يف األعمال‬ ‫ّ‬
‫اجلماعية‬ ‫ّ‬
‫العلمية‬ ‫واحلوارات‬
‫األخرى‪ّ ،‬‬
‫حصنا أنفسنا وأشغلنا وقتنا بالطااعت‪ ،‬فيبتعد العبد عن‬
‫الكبائر واملوبقات بربكة صحبة األتقياء الصاحلْي حلظة فلحظة‪ ،‬فينبيغ‬

‫(‪" )1‬الفتح الربان"‪ ،‬المجلس الرابع والخمسون يف التفكر يف الحشر‪ ،‬ص ‪.1٨٠‬‬
‫(‪" )٢‬الفتح الربان"‪ ،‬المجلس الثان والستون يف التوحيد‪ ،‬ص ‪.٢1٩‬‬

‫‪11‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫علينا أن خنتار صحبة الصاحلْي األخيار‪ ،‬حيث اكن يقول سيدنا حرب‬
‫بن أمحد رمحه اهلل تعاىل‪ :‬ليس يشء أنفع لقلب العبد من خمالطة‬
‫الصاحلْي وانلظر إىل أفعاهلم(‪.)1‬‬
‫ّ‬
‫فكروا يف اآلخرة‬
‫أيها اإلخوة! الزموا صحبة الصاحلْي‪ ،‬وابتعدوا عن اذلنوب‪ ،‬وافعلوا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اخلريات‪ ،‬وأعرضوا عن زينة ادلنيا الفانية‪ ،‬واستعدوا لآلخرة مفكرين‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن ادلنيا دار ّ‬ ‫ّ‬
‫ممر ال دار مقر‪ ،‬ولن نصل إىل وجهتنا إال إذا‬ ‫فيها‪ ،‬وتذكروا‬
‫ّ‬ ‫أمضينا وقتنا فيها وعمرنا وسنصل بعد ذلك للوجهة‪ّ ،‬‬
‫فإما اجلنة أو‬
‫ّ‬
‫اجلحيم! وهناك يتوقف سري هذه الرحلة‪ ،‬فهل نسري مطيعْي هلل ورسوهل‬
‫لمن ينخدع بزخارف ادلنيا ويبَق اغفال عن‬‫ﷺ أم يف معصيتهما؟ ويل َ‬

‫قرص‬ ‫املوت‪ ،‬قال الشيخ عبد القادر اجليالين رمحه اهلل تعاىل‪ :‬يا غالم! ِّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أملك وقلل حرصك‪ ،‬صل صالة مودع‪ ،‬ال ينبيغ ل ُمؤمن أن ينام إال‬
‫ّ‬ ‫و ّ‬
‫وصيته مكتوبة حتت رأسه(‪ ،)٢‬أي‪ :‬ينصحنا الشيخ رمحه اهلل تعاىل بأن‬
‫ّ‬ ‫املوت آت يف ّ‬
‫أي حلظة‪ ،‬وذلا فينبيغ ىلع العبد أن يعيش لك‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يوم كأنه آخر يوم يف حياته‪ ،‬ويصِّل صالة مودع كأنها آخر صالة هل‪،‬‬
‫ّ‬
‫وينام كأنه آخر نوم هل‪.‬‬

‫(‪" )1‬تنبيه المغرتين"‪ ،‬ومن أخالقهم غيرهتم هلل تعالى‪...‬إلخ ص ‪.٤1‬‬


‫(‪" )٢‬الفتح الربان"‪ ،‬المجلس الثان والستون يف التوحيد‪ ،‬ص ‪.٢٢٠‬‬

‫‪1٢‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وقال رمحه اهلل تعاىل‪ :‬يكون أكلك أكل مودع‪ ،‬ووجودك بْي‬
‫َ ّ‬ ‫َ ّ‬
‫لقاء مودع‪ ،‬فأوجد يف قلبك أنا‬ ‫أهلك وجود مودع‪ ،‬ولقاؤك إلخوانك‬
‫ّ‬
‫مودع‪ ،‬كيف ال يكون كذلك َمن أمره يف يد غريه(‪ .)1‬وإذا اكنت ادلنيا‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫عز وجل!؟(‪.)٢‬‬ ‫ال حتصل إال بتعب فكيف ما عند اهلل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أيها اإلخوة! إن الشيخ رمحه اهلل تعاىل قد حثنا ىلع االبتعاد عن‬
‫ّ‬ ‫ًّ‬
‫زخارف ادلنيا واالستعداد للقرب واحلُّش‪ ،‬فالعاقل حقا هو اذلي يستعد‬
‫حَّت يدخل يف قربه ومعه نور‬ ‫للموت قبل جميئه‪ ،‬وجيمع نلفسه احلسنات ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فيتنور قربه املظلم به؛ ألن القرب ال يراع‪ ،‬ف َمن دخله سواء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫انلبوية‬ ‫السنة‬
‫غنيا أو فقريا‪ ،‬وزيرا أو مستشارا هل‪ ،‬أو حاكما أو ّ‬
‫رعية‪ ،‬أو ضابطا أو‬ ‫اكن ًّ‬
‫ّ‬
‫خادما‪ ،‬أو صاحب عمل أو موظفا‪ ،‬طبيبا أو مريضا‪ ،‬مقاوال أو اعمال‪،‬‬
‫أي شخص كَتك للصالة‬ ‫فإذا اكن هناك نقص يف زاد اآلخرة عند ّ‬

‫والصيام عمدا بدون عذر رشع‪ ،‬وعدم إخراج الزاكة رغم وجوبها‪،‬‬
‫وترك فريضة ّ‬
‫احلج مع االستطاعة‪ ،‬وعدم تنفيذ احلجاب الُّشع رغم‬
‫قدرتها عليه‪ ،‬وعقوق الوادلين‪ ،‬والكذب والغيبة ّ‬
‫وانلميمة ومشاهدة‬
‫ّ‬
‫الُّشعية‪ ،‬واالستماع إىل املخالفات وترك‬ ‫األفالم واملسلسالت غري‬
‫السنن والطااعت واالنشغال باذلنوب واملعايص؛ فسيحصل هل ندم‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ )٢‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫شديد‪ ،‬وحرسة شديدة بسبب استحقاق الغضب اإلليه ىلع َمن اكن‬
‫هكذا شأنه‪ ،‬فنسأل اهلل العفو واتلوبة واإلنابة بفضله‪ ،‬آمْي‪.‬‬
‫خمافة اهلل تعال‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫األعزاء! ال يستطيع ّ‬
‫أي مسلم أن ينكر احلقيقة اتلايلة‪ ،‬أال‬ ‫إخويت‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫وه‪ :‬أن لك واحد منا سيقف بْي يدي اهلل تعاىل يوم القيامة للحساب‬
‫ّ‬
‫بعد هذه احلياة القصرية‪ ،‬وإن رمحنا اهلل تعاىل فسينعم علينا بنعم اجلنة‬
‫ّ‬
‫العايلة‪ ،‬وإن ارتكبنا املعايص فسيكون مصرينا إىل نار جهنم والعياذ‬
‫فإن َمن ّ‬‫ّ‬
‫اغَت بزخارف احلياة ادلنيا وزينتها وبهجتها وغفل‬ ‫باهلل‪ ،‬وذللك‬
‫ًّ‬ ‫ّ‬
‫عن حساب اآلخرة فإنه أمحق حقا‪.‬‬
‫أن اخلالص يمكن أن نتبع أوامر ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫رب العاملْي وحبيبه ﷺ‬ ‫وتذكر!‬
‫ّ‬
‫نلجمع ذخرية احلسنات ألنفسنا ونمتنع عن املعايص والسيئات‪ ،‬فال بد‬
‫ّ‬
‫من خمافة اهلل تعاىل يف القلب نلنجح يف هذا املقصد العظيم؛ ألنه ما لم‬
‫ّ‬
‫يتم احلصول ىلع نعمة اخلوف واخلشية من اهلل تعاىل‪ ،‬فإن االبتعاد عن‬
‫وحب األعمال الصاحلة يكاد يكون مستحيال‪ ،‬قال الشيخ‬ ‫ّ‬ ‫اذلنوب‬
‫ّ ّ‬ ‫َ‬
‫عز وجل‪،‬‬ ‫عبد القادر اجليالين رمحه اهلل تعاىل‪ :‬يا غالم! الزم خوف اهلل‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عز وجل أهل أن خياف ويُرىج‪ ،‬ولو لم خيلق جنة وال نارا‪،‬‬ ‫واحلق ّ‬

‫أطيعوه طلبا لوجهه(‪.)1‬‬

‫مختصرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫(‪" )1‬الفتح الربان"‪ ،‬المجلس التاسع عشر يف مخافة اهلل‪ ،‬ص ‪،٧٦‬‬

‫‪14‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫أن خمافة اهلل ّ‬
‫عز وجل ال تعين فقط أن تتأوه بعد سماع أو‬ ‫تذكر!‬
‫ّ‬
‫قراءة أحوال القرب واحلُّش واحلساب واملزيان أو أن تدير رأسك عدة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مرات هنا وهناك‪ ،‬أو تسيل منك بعض ادلموع وأنت حزين‪ ،‬بل ال بد‬
‫من ترك املعايص حقيقة واالنشغال بطاعة اهلل تعاىل أيضا للخالص يف‬
‫اآلخرة‪ ،‬حيث قال الشيخ عبد القادر اجليالين رمحه اهلل تعاىل‪ :‬أطيعوه‬
‫طلبا لوجهه‪ ،‬ما عليكم من عطائه وعقابه‪ ،‬طاعته يف امتثال أمره‬
‫ّ‬
‫واالنتهاء عن نهيه والصرب مع أقداره‪ ،‬توبوا إيله‪ ،‬أبكوا بْي يديه‪ ،‬ذلوا‬
‫ّ‬
‫هل بدموع أعينكم وقلوبكم‪ ،‬ابلاكء عبادة وهو مبالغة يف اذلل‪ ،‬إذا‬
‫ّ‬
‫الزكية نفعك ّ‬
‫احلق تعاىل(‪.)1‬‬ ‫ّ‬
‫وانلية الصاحلة واألعمال‬ ‫ّ‬
‫مت ىلع اتلوبة‬
‫ّ‬
‫احلث ىلع العمل الصالح‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األعزاء! من أجل امتثال أوامر اهلل جل وعال وطاعته‬ ‫أيها اإلخوة‬
‫ّ‬
‫واتلعود ىلع عمل اخلري كونوا يف ابليئة الصاحلة‬ ‫واجتناب نواهيه‬
‫حولكم‪ ،‬واحبثوا عنها تلالزموها وابتعدوا عن أهل ادلنيا والغفلة‬
‫فصحبتهم ٌّ‬
‫سم قاتل‪ ،‬هذا املركز حبمد هلل أعين‪ :‬مركز ادلعوة اإلسالمية‬
‫يساعدكم ىلع الصحبة الصاحلة فسافروا مع داعته ما أمكن لكم يف‬
‫ّ‬
‫وتعودوا ىلع ملء استمارة‬ ‫سبيل اهلل تعاىل تلكونوا مع اإلخوة ادلاعة‪،‬‬
‫ًّ‬
‫يوميا‪ :‬فالعبد انلاجح‬ ‫ّ‬
‫كتيب األعمال الصاحلة‪ ،‬حماسبة ألنفسكم‬

‫(‪" )1‬الفتح الربان"‪ ،‬المجلس التاسع عشر يف مخافة اهلل‪ ،‬ص ‪.٧٥‬‬

‫‪15‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫حياسب نفسه كيف قىض يومه؟ باألعمال الصاحلة أم السيّئة؟ ويصبح‬
‫باملحاسبة بصريا يف أمره‪ ،‬ومن السهل عليه أن يصلح نفسه‪ ،‬و ّ‬
‫كتيب‪:‬‬
‫سيدنا الشيخ ّ‬
‫حممد إيلاس ّ‬ ‫صاحلا" ل ّ‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫العطار القادري حفظه اهلل‬ ‫"‪ 72‬عمال‬
‫تعاىل هو عبارة عن جمموعة تشمل الُّشيعة والطريقة‪َ ،‬‬
‫ومن يعمل بها‬
‫يصبح من السهل عليه أن يقوم باألعمال الصاحلة فيبتعد عن املعايص‪،‬‬
‫َ‬
‫ومن هذه األعمال رقم ‪ :15‬هل حاسبت نفسك ىلع أعمالك بملء‬
‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ّ‬
‫صاحلا؟‪ ،‬ذلا جيب أن نفكر أيضا يف عدد أنفاس احلياة‬ ‫كتيب ‪ 72‬عمال‬
‫حَّت اآلن‪ ،‬الطفولة والشباب والشيخوخة‪ ،‬كم أمضينا‬ ‫ّاليت أخذناها ّ‬
‫من مراحل حياتنا؟ كم ّ‬
‫مرة شعرنا بمخافة اهلل يف حياتنا خالل تلك‬
‫املراحل؟ هل ارتعدت أجسادنا يوما خوفا من اهلل تعاىل؟ هل سالت‬
‫ُ‬
‫ادلموع من أعيننا بسبب اخلشية من اهلل تعاىل؟ إذا اكن اجلواب‪ :‬نعم‪،‬‬
‫ّ‬
‫فنفكر‪ :‬إن شعرنا بذلك فهل نقِض بقية حياتنا يف طاعة اهلل تعاىل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بمجرد هذه املشاعر فقط!‬ ‫خائفْي منه جل وعال فعال؟ أم اكتفينا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فاقتنعنا بأننا من اذلين خيافون اهلل تعاىل ولم نتوقف عن ارتكاب‬
‫ّ‬ ‫املعايص‪ ،‬وإذا اكنت اإلجابة ىلع هذه األسئلة ّ‬
‫بانليف‪ ،‬فنفكر يف األمر‪،‬‬
‫هل أصبحت ُ‬
‫قلوبنا قاسية بسبب كرثة املعايص ّ‬
‫ثم ال ننتبه هلذه احلالة‬
‫ّ‬
‫السيّئة فينا؟ إذا اكن هذا هو احلال بالفعل فإن قساوة قلوبنا وما ينتج‬
‫عنها من غفلة يمكن أن ت ّ‬
‫تسبب يف ّ‬
‫انلار واجلحيم‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫األعزاء! طبعا قد تصدر املعصية من اإلنسان ولكن‬ ‫أيها اإلخوة‬
‫ًّ‬
‫جدا أن ّ‬
‫يرص عليها وينَس اتلوبة تماما‪ ،‬قال الشيخ عبد‬ ‫من املؤسف‬
‫القادر اجليالين رمحه اهلل تعاىل‪ :‬يا قوم! انتهزوا واغتنموا باب احلياة ما‬
‫دام مفتوحا عن قريب يغلق عنكم‪ ،‬اغتنموا أفعال اخلري ما دمتم‬
‫قادرين عليها‪ ،‬اغتنموا باب ّ‬
‫اتلوبة وادخلوا فيه ما دام مفتوحا لكم(‪.)1‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ايلومية واألحداث املأساوية اليت حتدث‬ ‫أيها اإلخوة! إن اجلنازات‬
‫ّ‬
‫لك يوم حتذرنا وتنذرنا وتنادينا بأن نغتنم حياتنا قبل موتنا‪ ،‬ولكن ال‬
‫ّ‬
‫ينتبه ذللك إال َمن حيرص ىلع حتسْي اآلخرة واملعاد‪ ،‬لك يوم حييط بنا‬
‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ولكن املوت ال يراع عمر أحد‬ ‫ومسنون وأطفال‪،‬‬ ‫املوت‪ ،‬هناك شباب‬
‫وال مزنتله‪ ،‬وال يبايل باألغنياء والفقراء‪ ،‬واملشاغل والفراغ‪ ،‬إذا‬
‫ّ‬
‫اكتملت األنفاس سلم املوت العبد إىل القرب‪ ،‬فاغتنم احلياة قبل املوت‬
‫ُ‬
‫واندم ىلع املعايص وتب إىل اهلل تعاىل قابل اتلوبة توبة صادقة ىلع الفور‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تتأخر عن الرجوع إىل ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ربك جل‬ ‫ارتكبت معصية بعد اتلوبة فال‬ ‫وإذا‬
‫ُ ۡ‬ ‫وعال‪ ،‬قال اهلل تعاىل يف حمكم تزنيله‪َ ﴿ :‬ف َمن تَ َ‬
‫اب ِم ۢن َب ۡع ِد ظل ِمهِۦ‬
‫َ َ ۡ َ َ َ َّ َّ َ َ ُ ُ َ َ ۡ َّ َّ َ َ ُ‬
‫ٱَّلل غفور َّرحِيم ‪[ ﴾٣٩‬املائدة‪.]39 :‬‬ ‫وأصلح فإِن ٱَّلل يتوب علي ِۚهِ إِن‬
‫َ‬ ‫ۡ ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ ٓ ْ َ َّ‬
‫ٱَّللِ َجم ً‬
‫ِيعا أيُّ َه ٱل ُمؤم ُِنون‬ ‫وقال تعاىل يف مقام آخر‪﴿ :‬وتوبوا إِلى‬
‫َ‬ ‫َ َّ ُ ُ ۡ‬
‫ل َعلك ۡم تفل ُِحون ‪[ ﴾ ٣١‬انلور‪.]31 :‬‬

‫(‪" )1‬الفتح الربان"‪ ،‬المجلس الرابع يف التوبة‪ ،‬ص ‪.٢٩‬‬

‫‪17‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫قال العالمة إسماعيل حق رمحه اهلل تعاىل يف تفسري هذه اآلية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وص اهلل تعاىل مجيع املؤمنْي ّ‬
‫باتلوبة واالستغفار؛ ألن العبد الضعيف‬
‫ّ‬
‫ال ينفك عن تقصري يقع منه وإن اجتهد ىف راعية تكايلف اهلل تعاىل‪،‬‬
‫ّ ّ‬
‫أشد املحتاجْي إىل ّ‬
‫اتلوبة هو‬ ‫ويقول اإلمام القشريي رمحه اهلل تعاىل‪ :‬إن‬
‫ّ‬
‫اذلي ال يشعر برضورة اتلوبة‪ ،‬ويف هذه اآلية املباركة مظاهر صفة السَت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪-‬وه من صفات اهلل تعاىل‪ -‬بأنه جل وعال قد أمر مجيع املؤمنْي‬
‫ئلال ينفضح املجرمون‪ ،‬فلو ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وجه اخلطاب إىل املجرمْي فقط‬ ‫باتلوبة‬
‫انفضحوا‪ُ ،‬‬
‫فريىج أن ال خيزيهم يف اآلخرة كما لم خيزهم يف ادلنيا(‪.)1‬‬
‫جل وعال ال حدود هلا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حَّت‬ ‫األعزاء! إن رمحة اهلل‬ ‫أيها اإلخوة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫استمروا يف عصيانه واتلعدي ىلع حقه يلال‬ ‫أوئلك العباد اآلثمْي مهما‬
‫ّ‬
‫ونهارا‪ ،‬فإن الكرم اإلليه يمهلهم ويساحمهم ويعفو عن أخطائهم إن‬
‫ّ‬
‫تابوا إيله توبة صادقة‪ ،‬بل يبدل هلم سيّئاتهم حسنات بفضله وجوده‬
‫اب َو َء َام َن‬ ‫وجل يف سورة الفرقان‪﴿ :‬إلَّا َمن تَ َ‬ ‫ّ‬ ‫وكرمه‪ ،‬كما قال اهلل ّ‬
‫عز‬
‫ِ‬
‫ان ٱ ََّّللُ‬‫َ ُ ْ َ َٰٓ َ ُ َ ُ َّ ُ َ َ ۡ َ َ َ َٰ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َو َع ِمل ع َملا صَٰل ِحا فأولئِك يبدِل ٱَّلل سيِـات ِ ِهم حسنت وك‬
‫َُ‬
‫غفورا َّرحِيما ‪[ ﴾٧٠‬الفرقان‪.]70 :‬‬
‫ّ‬ ‫أن ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ربنا الرمحن الرحيم حيضنا ىلع اتلوبة‪،‬‬ ‫أيها األحبة! لقد سمعتم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫استمر املرء يف ارتكاب املعايص بعد‬ ‫ويبُّشنا ببشارات عظيمة‪ ،‬فإذا‬

‫(‪" )1‬تفسير روح البيان"‪ ] ،1٤٥/٦ ،‬النور‪.[٣1 :‬‬

‫‪18‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫وأخر اتلوبة َ‬ ‫ّ‬
‫مده بهذه ّ‬
‫فمن هو أمحق منه؟! تعالوا نستمع‬ ‫انلعم الكثرية‪،‬‬
‫إىل احلديثْي الُّشيفْي حول اتلوبة نلحرص عليها ونبتعد عن املعايص‪:‬‬
‫سيدنا أنس بن مالك ريض اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول‬ ‫(‪ )1‬عن ّ‬
‫َ‬ ‫اء‪َ ،‬و َخ ُ‬
‫ري اخل َ ىطائ َ‬ ‫آد َم َخ ىط ٌ‬
‫َ‬ ‫ُر‬
‫اتل ىوابُون»(‪.)1‬‬
‫ْي ى‬ ‫اهلل ﷺ‪« :‬لك ابن‬
‫ى‬ ‫ّ‬ ‫سيدنا الزبري بن ّ‬ ‫(‪ )2‬وعن ّ‬
‫انلِب ﷺ‬ ‫العوام ريض اهلل تعاىل عنه‪ ،‬أن‬
‫(‪)٢‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ى َ َُ ىُ َ َُُ َ‬
‫قال‪« :‬من أحب أن ترسه صحيفته‪ ،‬فليكرث فيها من االستغفار» ‪.‬‬
‫قسم دعوة غري املسلمني إل اإلسالم‬
‫يستمر خبدمة ّ‬
‫ادلين‬ ‫ّ‬ ‫أيها اإلخوة! حبمد اهلل مركز ادلعوة اإلسالمية‬
‫ويعمل يف أكرث من ‪ 80‬قسما منها‪" :‬قسم دعوة غري املسلمني إل‬
‫اإلسالم"‪ ،‬وبعون اهلل تعاىل لقد وصلت رسالة اإلسالم عن طريق هذا‬
‫القسم إىل دول خمتلفة يف أحناء العالم‪ ،‬واعتنق كثري من غري املسلمْي‬
‫يهتم هذا القسم بتعليم اإلخوة اجلُ ُدد يف اإلسالم األحاكم‬
‫اإلسالم‪ ،‬كما ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ادلينية‬ ‫الُّشعية اليت يفَتض ىلع لك مسلم تعلمها إىل جانب العلوم‬
‫األخرى‪ ،‬نسأل اهلل سبحانه وتعاىل أن يبارك يف مجيع أقسام مركز ادلعوة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬آمْي يا ّ‬
‫رب العاملْي‪.‬‬
‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫(‪" )1‬سنن الرتمذي"‪ ،‬كتاب صفة القيامة‪.)٢٥٠٧( ،٢٢٤/٤ ،‬‬


‫(‪" )٢‬المعجم األوسط"‪ ،‬من اسمه أحمد‪.)٨٣٩( ،٢٤٥/1 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫بعض السنن واآلداب حول السفر‬
‫ر‬ ‫أحبيت الكرام! واآلن يف نهاية هذا االجتماع األسبوع ّ‬ ‫ّ‬
‫الطيب أود‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن أذكر لكم فضل اتباع السنة مع بعض السنن واآلداب عن السفر‪،‬‬
‫سيدنا أنس بن مالك ريض اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫عن ّ‬
‫ى‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ى ََ َ‬ ‫َ‬
‫« َمن أح َيا ُسنيت فقد أ َح ىبين‪َ ،‬و َمن أ َح ىبين اكن َمِع يف اجلَنة»(‪.)1‬‬
‫األعزاء! يف كثري من األحيان حنتاج إىل السفر‪ ،‬وذللك‬ ‫ّ‬ ‫أيها اإلخوة‬
‫ّ‬
‫نتعلم بعض سنن السفر وآدابه نلنال األجر واثلواب بالعمل عليها‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )1‬ينبيغ أن خيرج إىل السفر يوم اخلميس قدر املستطاع؛ فإنه‬
‫ّ‬
‫من السنة(‪.)٢‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )2‬ينبيغ أن يسافر يلال؛ ألنه يقطع من املسافة فيه ما ال يقطعه‬
‫يف انلّهار‪.‬‬
‫(‪ )3‬وىلع املسافرين أن جيعلوا أحدهم أمريا عليهم‪.‬‬
‫(‪ )4‬يطلب املسافر العفو من أقربائه وأصدقائه عند اخلروج إىل‬
‫السفر وعليهم أن يساحموه من قلوبهم(‪.)3‬‬

‫(‪" )1‬سنن الرتمذي"‪ ،‬كتاب العلم‪ ،‬باب ما جاء يف األخذ بالسنة‪...‬إلخ‪،٣1٠/٤ ،‬‬
‫(‪.)٢٦٨٧‬‬
‫(‪" )٢‬أشعة اللمعات" لعبد الحق الدهلوي‪ ،1٦1/٥ ،‬تعري ًبا من الفارسية‪.‬‬
‫(‪" )٣‬هبار شريعت" الجزء السادس‪ ،‬ص ‪ ،1٩‬تعري ًبا من األردية‪.‬‬

‫‪٢0‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫يصِّل أربع ركعات ّ‬
‫تطواع يف املزنل (إذا لم يكن الوقت‬ ‫(‪)5‬‬
‫مكروها)‪ ،‬ويقرأ فيه الفاحتة وسورة الاكفرون أو سورة اإلخالص أو‬
‫ّ‬ ‫سورة الفلق أو سورة ّ‬
‫انلاس قبل أن خيرج إىل السفر‪ ،‬فإن من آثارها‬
‫ّ‬
‫املجربة انلافعة‪ :‬حفظ األهل واألموال‪.‬‬
‫(‪ )6‬إذا أرد املرء السفر فينبيغ هل أن يستودع أهله وماهل إىل اهلل‬
‫َ ُ َ ِّ ُ َ َ َ ُ (‪)1‬‬
‫َ َ ُ َ َ ى‬
‫تعاىل‪ ،‬ويقول هلم‪« :‬أستودعك اهلل اذلي ال يضيع ودائعه» ‪.‬‬
‫للتجارة السور اخلمس‬ ‫(‪ )7‬ينبيغ أن يقرأ اإلخوة ّاذلين يسافرون ّ‬

‫اتلايلة‪ )1( :‬سورة الاكفرون (‪ )2‬سورة انلرص (‪ )3‬سورة اإلخالص (‪)4‬‬


‫سورة الفلق (‪ )5‬وسورة انلاس اكملة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يكرب املرء عند صعود ادلرج أو عند الصعود إىل‬ ‫(‪ )8‬من السنة أن‬
‫ّ‬
‫ويسبح‬ ‫متجه إىل ماكن مرتفع‪،‬‬‫ماكن مرتفع أو عند مرور احلافلة بطريق ّ‬

‫سيدنا‬‫إذا نزل من درج أو نزل واديا‪ ،‬وقد ورد يف احلديث الُّشيف‪ :‬عن ّ‬
‫َ‬ ‫ُى َ‬
‫جابر بن عبد اهلل األنصاري ريض اهلل تعاىل عنهما قال‪« :‬كنا إذا َصعدنا‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ك ىربنا‪َ ،‬وإذا ن َز َنلا َس ىبح َنا»(‪.)٢‬‬

‫(‪" )1‬سنن ابن ماجه"‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب تشييع الغزاة ووداعهم‪،٣٧٢/٣ ،‬‬
‫(‪.)٢٨٢٥‬‬
‫(‪" )٢‬صحيح البخاري"‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب التسبيح إذا هبط واد ًيا‪،‬‬
‫‪.)٢٩٩٣( ،٣٠٧/٢‬‬

‫‪٢1‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )9‬ال ينبيغ للمسافر أن يغفل عن ادلاعء؛ فإنه يقبل داعئه يف سفره‬
‫إىل أن يصل إىل بيته‪.‬‬
‫(‪ )10‬إذا وصل لوجهته يقرأ هذا ادلاعء من وقت آلخر‪ ،‬فهو من‬
‫َ ُ‬ ‫ّ‬
‫اكتلايل‪« :‬أ ُعوذ‬
‫لك مكروه بإذن اهلل تعاىل‪ ،‬وادلاعء ّ‬ ‫أسباب احلفظ من‬
‫َ َ‬ ‫امات من َ ِّ‬
‫اتل ى‬ ‫َ‬
‫رش َما خل َق»(‪.)1‬‬ ‫كل َمات اهلل ى‬ ‫ب‬
‫ّ‬
‫(‪ )11‬ينبيغ أن حيرض هدية ألهله عند العودة من السفر فيه سنة‬
‫ّ‬ ‫مباركة‪ ،‬وقد ورد يف احلديث الُّشيف‪ :‬عن ّ‬
‫سيدتنا اعئشة الصديقة ريض‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫اهلل تعاىل عنها قالت‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا قد َم أ َح ُدكم من َسفر‬
‫َ َ (‪)٢‬‬ ‫ُ ََ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫فل ُيهد إىل أهله ويلطرفهم ولو اكنت حجارة» ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬


‫لصالة ىلع انلِّ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫يب ﷺ يف االجتماع األسبويع‬ ‫داعءان وست صيغ ل‬
‫َّ‬
‫الصالة ىلع انلَّ ِّ‬
‫يب ﷺ يللة اجلمعة‬ ‫(‪)1‬‬
‫يب ّ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ َّ ِّ‬
‫األّم احلبيب‪،‬‬ ‫حممد انلَّ ِّ‬ ‫هم صل وسلم وبارك ىلع سيدنا‬ ‫"الل‬
‫ِّ‬
‫العايل القدر العظيم اجلاه‪ ،‬وىلع آهل وصحبه وسلم"‬

‫(‪" )1‬صحيح مسلم"‪ ،‬كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالستغفار‪ ،‬باب يف التعوذ من‬
‫سوء القضاء‪...‬إلخ‪ ،‬ص ‪.)٦٨٧٨( ،111٤‬‬
‫(‪" )٢‬سنن الدار القطني"‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب المواقيت‪.)٢٧٦٦( ،٣٧٩/٢ ،‬‬

‫‪٢٢‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ى‬ ‫ٌ‬
‫كثري من العارفْي رمحهم اهلل تعاىل‪ :‬أن من داوم عليها يللة‬ ‫ذكر‬
‫مرة واحدة ينكشف لروحه مثال روح انلىِب ﷺ عند‬ ‫اجلمعة ولو ى‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫املوت‪ ،‬وعند دخول القرب ى‬
‫حَّت يرى أن انلىِب ﷺ هو اذلي يلحده(‪.)1‬‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫ِب ّ ِّ‬
‫األّم احلبيب‪،‬‬ ‫حممد انلى ِّ‬ ‫صل وسلِّم وبارك ىلع ِّ‬
‫سيدنا ى‬ ‫ى ى ِّ‬
‫"اللهم‬
‫ِّ‬
‫العايل القدر العظيم اجلاه‪ ،‬وىلع آهل وصحبه وسلم"‪.‬‬
‫(‪ )2‬زاكة املسلم املعدم‬
‫سيدنا أيب سعيد اخلدري ريض اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول‬ ‫عن ّ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُّ َ ُ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ َ ٌ َ ْ َ ُ ْ‬
‫اهلل ﷺ‪« :‬أيما َرج ٍل مسل ٍِم ل ْم يكن هلُ صدقة فليقل ِيف داعئ ِ ِه‪" :‬امهلل‬
‫َ ِّ َ َ ُ َ َّ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ ِّ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ َ‬
‫ات‬
‫صل ىلع حمم ٍد عبدِك ورسول ِك وصل ىلع المؤ ِمنِني والمؤم ِ‬
‫ِن‬
‫َ َّ َ َ َ َ ٌ‬ ‫َ َ ُْ ْ َ‬ ‫َ ُْ ْ‬
‫ات"‪ ،‬فإِنها هلُ زاكة»(‪.)٢‬‬
‫والمسلِ ِمني والمسلِم ِ‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫َ‬
‫ؤمنْي‬
‫ِّ‬
‫وصل ىلع ُ‬
‫الم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫هم صل ىلع حم ّمد عبد َك ورسولك‬ ‫"اللى ى‬
‫سلمْي ُ‬
‫والمسلمات"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫والمؤمنات ُ‬
‫والم‬ ‫ُ‬

‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫(‪" )1‬أفضل الصلوات علی سيد السادات"‪ ،‬للنبهان‪ ،‬الصالة السادسة والخمسون‪،‬‬
‫مختصرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ص ‪،1٥1‬‬
‫(‪" )٢‬المستدرك على الصحيحين"‪ ،‬كتاب األطعمة‪.)٧٢٥٧( ،1٧٩/٥ ،‬‬

‫‪٢3‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫(‪ )3‬من أفضل صيغ الصالة ىلع انليب ﷺ‬
‫سيدنا عبد اهلل بن مسعود ريض اهلل تعاىل عنه موقوفا قال‪:‬‬ ‫عن ّ‬
‫َّ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫َ َ َّ ْ ُ ْ َ َّ َ َ ْ ُ‬
‫«إِذا صليتم َلع فأح ِسنوا الصالة‪ ،‬فإِنكم ال تدرون لعل ذل ِك يعرض‬
‫ِني‪،‬‬ ‫ىلع َس ِّيد ال ْ ُم ْر َسل َ‬
‫ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ ََْ َ ََََ َ ََ‬
‫َلع‪ ،‬قولوا‪" :‬امهلل اجعل صالتك ورمحتك وبراكت ِك‬
‫ُ ُ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫َ َ ِ ْ ُ َّ َ َ َ َ َّ ِّ َ ُ َّ َ ْ َ َ َ ُ َ َ ِ ْ َ ْ‬
‫ري‪،‬‬‫وإِمام المت ِقني‪ ،‬وخات ِم انل ِبيني‪ ،‬حمم ٍد عبدِك ورسول ِك‪ ،‬إِمام اْل ِ‬
‫ْ َُْ ََ ا َْ ُ ا َْ ُ ُ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫َْ ْ َ َ ُ‬ ‫ََ‬
‫ول الرمحةِ‪ ،‬امهلل ابعثه مقاما حممودا يغبِطه ب ِ ِه‬ ‫ري‪ ،‬ورس ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْل‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫ا‬ ‫ق‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫األ َّولون َواآلخ ُِرون"»(‪.)1‬‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫ك ىلع سيِّد ُ‬
‫المرسلْي‪،‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫هم اج َعل صالتك ورمحتَك وبراكت‬ ‫"اللى ى‬
‫ى َ‬ ‫َ‬
‫ورسولك‪ ،‬إمام اخلري‪،‬‬‫ُ‬ ‫حممد عبد َك‬ ‫المتّقْي‪ ،‬وخاتم انلبيِّْي‪،‬‬
‫وإمام ُ‬
‫ُ‬ ‫عثه َمقاما ُ‬
‫حممودا يَغب ُطه به‬
‫ُ‬
‫هم اب‬‫وقائد اخلري‪ ،‬ورسول الرمحة‪ ،‬اللّ ى‬
‫ى َ‬
‫األولون واآلخ ُرون"‪.‬‬
‫َّ‬
‫ست مئة ألف صالة ىلع انلَّ ِّ‬
‫يب ﷺ‬ ‫(‪ )4‬ثواب‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ َّ ِّ‬
‫هم صل ىلع سيدنا حمم ٍد عدد ما يف علم اهلل‪ ،‬صالة دائمة‬ ‫"الل‬
‫ُ‬
‫بدوام ملك اهلل"‬
‫ى‬
‫أن هذه ى‬ ‫نقل ِّ‬
‫الصالة بستمائة الف صالة(‪.)٢‬‬ ‫سيدي أمحد الصاوي رمحه اهلل‪:‬‬

‫(‪" )1‬سنن ابن ماجه"‪ ،‬باب الصالة على النبي ﷺ‪.)٩٠٦( ،٤٨٩/1 ،‬‬
‫(‪" )٢‬أفضل الصلوات علی سيد السادات"‪ ،‬الصالة الثانية والخمسون‪ ،‬ص ‪.1٤٩‬‬

‫‪٢4‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫سيدنا ى‬ ‫ى ى ِّ‬
‫صل ىلع ِّ‬
‫حممد عدد ما يف علم اهلل‪ ،‬صالة دائمة‬ ‫"اللهم‬
‫بدوام ُملك اهلل"‪.‬‬
‫(‪ )5‬املكيال األوف‬
‫َ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫عن ّ‬
‫انلِب قال ﷺ‪« :‬من‬ ‫سيدنا أيب هريرة ريض اهلل تعاىل عنه‪ ،‬عن‬
‫ََُْ ْ‬ ‫َ َّ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ت‪ ،‬فليقل‪:‬‬ ‫ال األوف‪ ،‬إِذا صَّل علينا أهل اْلي ِ‬ ‫َسه أن يكتال بِال ِمكي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُ ْ َ َ ِّ َّ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ َ ُ َ َّ َ َ ْ‬
‫ات المؤ ِمنِني‪ ،‬وذريتِ ِه وأه ِل بيتِ ِه‪،‬‬ ‫ج ِه أمه ِ‬ ‫"امهلل صل ىلع حمم ٍد‪ ،‬وأزوا ِ‬
‫ْ َ َ َّ َ َ ٌ َ ٌ‬ ‫َ َ َ َّ ْ َ َ َ‬
‫َميد"»(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫ِيد‬ ‫مح‬ ‫ك‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ِيم‬ ‫ه‬‫ا‬‫ر‬ ‫ب‬ ‫إ‬
‫ِ ِ‬‫آل‬ ‫ىلع‬ ‫كما صليت‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫َ ُ‬ ‫حممد‪ ،‬وأزواجه ّ‬
‫صل ىلع ّ‬ ‫ّ ى ِّ‬
‫ؤمنْي‪ ،‬وذ ّر ىيته وأهل‬ ‫أمهات ُ‬
‫الم‬ ‫"اللهم‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫ى‬
‫بيته‪ ،‬كما صل َ‬
‫إبراهيم إنك محيد جميد"‪.‬‬ ‫يت ىلع آل‬
‫َّ‬
‫الشفاعة ىلع انلَّ ِّ‬
‫يب ﷺ‬ ‫(‪ )6‬صالة‬
‫سيدنا ُر َويفع بن ثابت األنصاري ريض اهلل تعاىل عنه قال‪:‬‬ ‫عن ّ‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َّ ُ َّ ِّ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫وأنزهلُ المقعد‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫حم‬ ‫ىلع‬ ‫صل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫"الل‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ﷺ‬ ‫اهلل‬ ‫رسول‬ ‫قال‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ ْ‬
‫قرب عِندك يوم ال ِقيامة" َوجبت هلُ شفاع ِيت»(‪.)٢‬‬ ‫الم‬

‫(‪" )1‬سنن أبي داود"‪ ،‬باب الصالة على النبي‪...‬إلخ‪.)٩٨٢( ،٣٦٩/1 ،‬‬
‫(‪" )٢‬المعجم الكبير"‪ ،‬من اسمه رويفع بن ثابت األنصاري‪.)٤٤٨٠( ،٢٥/٥ ،‬‬

‫‪٢5‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫قر َب عندك يَوم الق َي َ‬ ‫قع َد ُ‬
‫الم ى‬ ‫الم َ‬
‫هل َ‬ ‫ى ُ ى ِّ‬
‫صل ىلع ُحمَ ىمد وأنز ُ‬
‫امة"‬ ‫"اللهم‬
‫(‪ )1‬حسنات ألف يوم‬
‫َ َ َ‬ ‫سيدنا ابن ّ‬
‫عن ّ‬
‫عباس ريض اهلل عنهما قال‪ :‬قال انلِب ﷺ‪« :‬من قال‪:‬‬
‫ُ َ َّ ُ َ َّ ا َ ُ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ َ َ ا َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ني اكت ِبا ألف صب ٍ‬
‫اح»(‪.)1‬‬ ‫"ج َزى اهلل عنا حممدا ما هو أهله"‪ ،‬أتعب سب ِع‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫ُ َ ى َُى َ ُ َ َ ُُ‬
‫" َج َزى اهلل عنا حممدا ما هو أهله"‬
‫(‪ )2‬ادلاعء عند الكرب‬
‫َ َ َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َى‬ ‫سيدنا ابن ّ‬ ‫عن ّ‬
‫عباس ريض اهلل عنهما‪ ،‬أن رسول اهلل ﷺ اكن يقول‬
‫ُ ْ َ ُ ْ َ ُ ُ ْ َ َ َّ ِّ ْ َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫يم‪ ،‬سبحان اَّللِ َرب الع ْر ِش‬ ‫عن َد الكرب‪« :‬ال إِهلَ إِال اهلل احللِيم الك ِر‬
‫ْ َ‬ ‫َ ِّ ْ َ ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ ِّ َّ َ َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ات السبعِ ‪َ ،‬ورب العر ِش الك ِر ِ‬
‫يم»(‪.)٢‬‬ ‫يم‪ ،‬سبحان اهللِ رب السمو ِ‬ ‫الع ِظ ِ‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫رب العرش العظيم‪،‬‬
‫َ‬
‫سبحان اهلل ِّ‬ ‫ُ‬
‫الكريم‪،‬‬ ‫ُ‬
‫احلليم‬ ‫"ال هلإ ّإال ُ‬
‫اهلل‬
‫رب السموات السبع‪ِّ ،‬‬ ‫َ‬
‫سبحان اهلل ِّ‬
‫ورب العرش الكريم"‪.‬‬
‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫(‪" )1‬المعجم الكبير"‪ ،‬من اسمه عبد اهلل بن عباس‪.)11٥٠٩( ،1٦٥/11 ،‬‬
‫(‪" )٢‬سنن ابن ماجه"‪ ،‬كتاب الدعاء‪ ،‬باب الدعاء عند الكرب‪.)٣٨٨٣( ،٢٩1/٤ ،‬‬

‫‪٢6‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫داعء اثلبات ىلع ادلين‬
‫ى‬
‫األسبوعية‬ ‫وفقا جلدول حلقات السنن واآلداب يف االجتمااعت‬
‫اتلابع ملركز ادلعوة اإلسالمية ّاذلي يشتمل ىلع تعليم ر‬
‫السنن انلى ى‬
‫بوية‪،‬‬
‫ادلين" وهو كما يِّل‪:‬‬ ‫املرة حبفظ "داعء اثلبات ىلع ِّ‬‫سنقوم يف هذه ى‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ى ُ ى ِّ َ َ ُ َ َ َ‬
‫يمانا دائما‪َ ،‬وعلما نافعا‪َ ،‬وهديا ق ِّيما»(‪.)1‬‬ ‫«اللهم إين أسألك إ‬
‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫(‪" )1‬مصنف ابن أبي شيبة"‪ ،‬كتاب اإليمان والرؤيا‪.)٣1٠٠1( ،٦٠٢/1٥ ،‬‬

‫‪٢7‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬

You might also like