Professional Documents
Culture Documents
مذكرة الطالبة بوسعادي اسماء
مذكرة الطالبة بوسعادي اسماء
مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر :تخصص علم النفس العمل وتسيير الموارد البشرية
العربي بن مهيدي-أم البواقي -مشرفا ومقر ار أستاذ محاضر ب د .صباح نصراوي
الحمد هللا حمدا كثي ار متواليا ،وإن كان يتضاءل في حق جالله حمد الحامدين وشكر الشاكرين على ان
وفقني و أكرمني إلتمام هذا العمل ،بعد رحلة طويلة ممتعة من العمل الشاق و الجهد المفضي ،وانتهت
بفوائد كثيرة ال أكاد أحصيها فلله الحمد من قبل و من بعد.
ثم إنه ال يسعني و أنا أوشك على طي صفحات هذه البحث إال أن أتقدم بالشكر الجزيل و االمتنان العظيم
لألستاذة الدكتورة صباح نصراوي المشرفة على هذا البحث ،فقد كانت طوال مراحل الد ارسة خير الناصح
و الموجه وأعطىتني من وقتها و جهدها الشيء الكثير و ذلك على الرغم من كثرة أعمالها ومشاغلها التي
ال يكاد يستوعبها وقتها ،ولكنها وقفت بجانبي بإخالص ولم تدخر وسعا في التدقيق على العمل في كافة
مراحله ،فلها مني كل الشكر سائلة هللا عز وجل يوفقها ويسعدها ويمدها لها في عمرها وينفع بعلمها ،كما
يسرني أن أسجل شك ار ثانيا لألستاذة :بن زروال فتيحة و ليت كلمات الشكر كانت تكفي على حسن
تعاونها وجزيل عطائها وكريم أخالقها ،وعلى المالحظات القيمة التي قدمتها،
وال يفوتني أيضا أن أتقدم بجزيل الشكر لألستاذة كريمة حيواني على تقديم يد العون وحسن التوجيه واإلرشاد.
كما وأتقدم بأسمى عبارات الشكر والثناء لكل أفراد أسرتي :والدي الكريمين اللذان كانا لي مصدر الدعم
المعنوي في كل مراحل إنجاز هذا البجث؛ راجية من هللا حفظهما لي من كل سوء.
أشكر كل من ساهم في إنجاز هذا البحث وأسأل هللا الثبات والتوفيق في المسار المقبل إن شاء هللا.
الصفحة الموضوع
مقدمة
الفصل التمهيدي:
10 اإلشكالية البحث
21 -2-0اإلرهاق
20 -0-0اإلكتئاب
ملخص الفصل
-IIالمقاييس النفسية
خاتمة الفصل
60 التربیةالجزائر
والتعلیم في الجزائر تطورالتعليم في
عن التربية و
تاریخیة تطور
لمحة تاريخية عن
لمحة-0
69 المتوسط
المتوسط ا0ل-تعتعلیرم
يف التعليم
88 اسةتخدمالمستخدم............................................................
االلمستخدمالمس
-2حدود الدر
98 -6تحديد البنية العاملية لمفهوم اإلجهاد لذى أساتذة الطور المتوسط
010 التمثيل البياني للجذور الكامنة لبيانات درجات عينة البحث على المقياس
الصفحة عنوان الجدول الرقم
21 نقاط اإلختالف بين مفهوم اإلجهاد و مفهوم اإلحتراق النفسي 10
89 نسب توزيع أفراد المجتمع حسب المتوسطة التي ينتمون إليها 10
90 عينة الخصائص السيكومترية حسب المتوسطة التي ينتمون اليها 11
90 عينة التحليل العاملي اإلستكشافي حسب امتوسطة التي ينتمون اليها 16
011 نتائج اختبار كفاية المعاينة الستجابات عينة األساتذة الجامعيين على مقياس األداء 02
010 قيم الشيوع أو االشتراكات 00
إن التقدم السياسي واإلجتماعي والثقافي ألي مجتمع مرهون بالعمل الذي يقاس بمدى تحقيقه من إنجازات
ّ
مر األزمنة والعصور ،وهو المعيار الذي يبرز مكانة وسيادة المجتمع ،وبذلك تصنف
وتحديات على ّ
المجتمعات المتقدمة والمتخلفة في نظام عولمي تتسارع فيه تلك المجتمعات للوصول إلى هذه المكانة التي
بها تحقق السعادة والرفاهية ألفرادها ،وبحكم الحياة المعاصرة التي تفرض على الفرد مطالب جديدة ومستمرة
وأدوار مختلفة تماشيا مع العصر وما لحق به من تغير وتطور مستمرين أصبح العمل اليوم يحمل في طياته
إجهادا مهنيا ناجما عن أعباء المهن ومتطلباتها وأصبحت بيئة العمل مليئة باإلحباط والصراع ،وأصبح العامل
يسعى وراء تحقيق المكانة والمكاسب المادية ،وبذلك تالشت القيم األخالقية وتدهورت العالقات المهنية ،التي
أثرت سلبا على األداء والتوافق المهني ومن ثمة فبدل أن يكون العمل سالحًا لتحقيق الذات والرفاهية
للمجتمع ،تحول إلى مصدر لتخلفه ولمرضه ،ونظ ار لآلثار السلبية الناجمة عن اإلجهاد المهني أصبحت هذه
ولقد مست ظاهرة اإلجهاد مهن عديدة من بينها مهنة التدريس ،إذ يواجه المدرس في مختلف المراحل
التعليمية و نخص بالذكر المرحلة المتوسطة لما لها مسؤولية قد ال نجدها في المهن األخرى ،وهي مسؤولية
التكفل بتلميذ يعيش مرحلة عمريو حرجة ،هذه المسؤولية التي تستدعي التوافق المهني والراحة النفسية
للمدرس قصد تبليغ رسالته النبيلة على أحسن وجه وال شك أن معايشته للضغوط يعتبر من المعوقات
األساسية لفشل المدرسة في تأدية مهامها ،ويهدف بحثنا الحالي إلى بناء مقياس لالجهاد لدى أساتذة الطور
المتوسط ،سعيا منا على إعانه الباحثين في هذا الموضوع وإمدادهم بأداة قابلة للتطبيق توفي ار للوقت والجهد.
وقمنا بتحديد مسارات هذا البحث انطالقا من تخطيط إستراتيجية اتبعنا فيها الخطوات التّالية:
األول :خصصناه إلشكالية البحث واعتباراتها ففي البداية طرحنا إشكالية البحث المتمثلة في إبراز
الفصل ّ
لهذه الدراسة ،وختمنا هذا الفصل التمهيدي بالتطرق ألهم البحوث والدراسات السابقة التي تناولت موضوع
دراستنا.
الفصل الثاني :تناولنا في هذا الفصل اإلجهاد المهني ،باعتباره األساس والقاسم المشترك الذي يبنى على
أساسه مقياس البحث ،ويعتبر الخطوة األولى لفهم اإلجهاد المهني ،كون المجهدات مهما كانت أنواعها تترتب
عنها أحيانا نفس اآلثار والمعاناة ،كما تطرقنا إلى عناصر توضح األفكار المرتبطة باإلجهاد ،إبتداءا بالبعد
التاريخي لمفهوم اإلجهاد ،تعريفهه،و تةضيح الفرق بينه و بين المفاهيم المشابهة له ،النماذج النظرية المفسرة
له ،مصادره ،واآلثار الناجمة عنها ،وختمنا هذا الفصل بمختلف المقاييس التي إجريت لمحاولة قياس
الظاهرة .
الفصل الثالث :تناولنا في هذا الفصل المقاييس النفسية و خطوات بناءها ،بداية بالقياس النفسي نشأته
مفهومه و مستوياته وصوال إلى المقاييس النفسية ،تعريفها و خطوات بناءها و الخصائص السيكومترية
الخاصة بها.
الفصل الرابع :خصصناه إلجراءات البحث الميداني بداية بـالمنهج المستعمل في الدراسة ،حدود الدراسة ،
عينة الدراسة ،تصميم الدراسة ،الخطوات المتبعة لبناء مقياس الغجهاد المهني ،وصف أداة القياس،
الخصائس السيكومترية للمقياس(الصدق والثبات) ،إجراءات التطبيق الميداني و وصف األدوات اإلحصائية
تمت فيه عملية عرض نتائج الدراسة التي توصلنا إليها من خالل التحليل والمعالجة
المستعملة كما ّ
اإلحصائية و من خالل البيانات المتحصل عليها بواسطة إجابات العينات على فقرات المقياس ،لنحدد في
النهاية معايير تفسير المقياس وثم عرض نتائج كل سؤال من تساؤالت الدراسة.
-2أهداف البحث
-3أهمية البحث
-5الدراسات السابقة
الفصل التمهيـدي
-1اإلشكالية
ألن العمل قادر على استغالل المهارات التي وهبها هللا تعالى لإلنسان من أجل تحقيق
التاريخ اإلنساني ذلك ّ
المصالح المختلفة ،وتحقيق التكامل في هذه الحياة ،وقد تطورت األعمال منذ فجر اإلنسانية إلى يومنا هذا
حيث بدأت بسيط ًة جدًا وأخذت تنمو وتكبر وتتعّقد إلى أن أصبح العمل يمارس ضمن منظمات عمل غاية
ويمكن النظر إلى المنظمة على أنها كيان اجتماعي ،يشكل اإلنسان أهم عناصره؛ باعتباره محرك العناصر
األخرى ،حيث يتوقف عليه نجاح المنظمة وفاعليتها في تحقيق أهدافها ،هذا النجاح الذي يعتبر مؤش ار
واضحا على قدرة مواردها البشرية على العمل ،وإبداعهم ورغبتهم فيه ،من هنا وإدراكا لهذه األهمية البالغة
للعنصر البشري في المنظمات بدأ االهتمام به وبكل المشكالت والصعوبات التي من شأنها عرقلة أدائه،
حيث تبرز في مجال العمل جملة من المعوقات تحول دون قيام العامل بدوره كامال؛ فقد كشفت دراسة قام
بها "مخبر رصد الحياة المهنية" ) ) l'OVAT( (Observatoire de la vie au travailبفرنسا ،أن ستة ()60
من أصل عشرة ( )16موظفين يعانون من مشاكل في عملهم (مشاكل ت نظيمية ،سوء تداول المعلومات،
سوء العالقات مع الرؤساء ،سوء العالقات مع العمالء ،)....وأن ( )٪55منهم يتعرضون لإلجهاد ()stress
جراء هذه المشاكل ،واألسوأ من ذلك هو أن ( )٪06منهم لديهم إجهاد شديد الحدة كاستجابة لهذه المشاكل،
حيث يعتبر االجهاد ضريبة مباشرة لمحاولة التكيف مع هذه المشكالت التنظيمية ،حيث أطلق عليه
"سيالي" "sely"،سنة ( )1790مصطلح (مرض التكيف) (نصراوي ،2615 ،ص ،)62كما تشير اإلحصائيات
إلى أن ( )%52من األفراد العاملين يعانون من اإلجهاد ،وأن أكثر من نصف العدد يعانون من إجهاد شديد،
1
وقد مست ظاهرة اإلجهاد المهني جل المهن ،إال أنها تتفاوت في شدتها وطبيعتها ،وكذا متطلباتها من
مهنة إلى أخرى ،حيث أظهرت بعض الدارسات في هذا الصدد أن العاملين في المهن المرتبطة بالخدمات
اإلنسانية كالطب ،والتمريض والتعليم هم أكثر العاملين تعرضا لإلجهاد من غيرهم في القطاعات والمهن
األخرى ،و حسب إحصائيات أجراها االتحاد الوطني للمدرسين من الدرجة الثانية ( )SNESفي فرنسا عام
،2112تبين أن من 67٪من المدرسين يرون أن اإلجهاد في العمل في مهنتهم أكثر منه في المهن األخرى
(حيواني،2619،ص )21وأكدت نتائج دارسة أجريت على مجموعة من الموظفين في قطاعات عمل متنوعة
شملت المجال الصحي والصناعي واالجتماعي ،واالقتصادي ،والتجاري ،والتعليمي ،والخدمات العامة
باإلضافة إلى قطاعات أخرى حول العوامل المجهدة أن عمال القطاع االجتماعي هم األكثر عرضة لإلجهاد
من العاملين بالقطاعات األخرى(.دمحم،2665،ص )13وأشارت دارسة فرنسية لجارو garouإلى أن اإلجهاد
هو المرض المهني الذي المسيطر في مهنة التدريس؛ فما يقارب نصفهم المدرسين ( )%07يعانون من
والجزائر كغيرها من الدول سعت منذ االستقالل الى تحسين مناهجها التربوية ،وقد أنفقت ميزانية مالية معتبرة
إلصالح هذا القطاع العام منذ ( ،)0962موفرة بذلك اإلمكانيات المادية والبشرية المتمثلة في الوسائل
والتجهيزات وتوفير المؤسسات التعليمية واإلطارات القادرة على تسييرها ،ومن بين األطوار التي مستها هذه
التغيرات في المن اهج والبرامج التعليمية نجد طور التعليم المتوسط ،هذا الطور الذي يعتبر مرحلة انتقالية
بالنسبة للتلميذ الذي كان يدرس في الطور االبتدائي لدى أستاذ واحدا فأصبح يتلقى تعليما منفصال (أي أن
كل مادة دراسية يدرسها أستاذ متخصص فيها) ،كما أن الفترة العمرية التي يعيشها في الطور المتوسط
(المراهقة) تختلف عن مرحلة الطفولة من حيث خصائصها ومتطلباتها ،وبالتالي فإن كون مهنة التدريس
مهنة مجهدة بطبيعتها ،وحساسية المرحلة العمرية لتلميذ مرحلة التعليم المتوسط والتسارع في تغير المناهج
2
الفصل التمهيـدي
ومن هذا السياق يأتي دور الباحثين والمختصين في المحاولة الحد أو التقليل من هذه الظاهرة وتفادي عواقبها
خاصة كون الفئة المعنية تحضن عقوال بشرية في العمر األكثر تحسسا ومتقلبا للمزاج.
ولكي يتمكن الباحثون من وضع سبل وطرق ناجعة لتفادي هذه الظاهرة تطلب على الباحثين بناء اختبارات
ومقاييس نفسية لقياس ظاهرة اإلجهاد هو األمر الذي جعله محو ار الهتمامنا في هذه الدراسة من خالل سعينا
لبناء مقياس يمكن الباحثين وحتى الجهات المختصة من رصد وقياس مستويات االجهاد لدى هذه الفئة من
أجل التطفل بها وإعانتها ،وعليه فإن بحثنا سيتمحور حول اإلجابة على التساؤالت التالية:
-2التساؤل الرئيسي:
-0التساؤالت الفرعية:
هل يتمتع مقياس اإلجهاد لدى أساتذة التعليم المتوسط بالخصائص السيكومترية الكافية؟
ماهي البنية العاملية لمقياس اإلجهاد لدى أساتذة الطور المتوسط باستخدام التحليل العاملي
االستكشافي؟
ما هو التفسير النظري للعوامل المستخلصة من نتائج التحليل العاملي االستكشافي لمقياس اإلجهاد لدى
-4أهداف البحث:
يهدف البحث التالي إلى بناء مقياس اإلجهاد لدى أساتذة الطور المتوسط من خالل:
3
بناء مقياس اإلجهاد المهني لدى أساتذة الطور المتوسط.
تحديد البنية العاملية لمفهوم اإلجهاد باستخدام التحليل العاملي اإلستكشافي بعد تطبيقه على عينة
التطبيق األساسية.
التفسير النظري للعوامل المستخلصة من نتائج التحليل العاملي االستكشافي لمقياس اإلجهاد لدى أساتذة
الطور المتوسط.
-5أهمية البحث:
تكمن أهمية بناء مقياس االجهاد لدى أساتذة التعليم المتوسط في النقاط التالية:
إن بناء هذا المقياس سيوفر الوقت على الباحثين الجزائريين في مجال االجهاد في مهنة التعليم عموما
والتعليم في الطور المتوسط خصوصا عن طريق استخدامه مباشرة في دراساتهم ،وبالنسبة للباحثين
العرب الراغبين في استخدام المقياس على بيئاتهم فبإمكانهم االعتماد على النسخة التي قمنا ببنائها
تسعى الدراسة الحالية إلى التنبيه على مدى معاناة أساتذة التعليم المتوسط ،جراء االجهاد الذي يتعرضون
له أثناء أداء مهمتهم التعليمية ،مما قد يسهم في توجيه أنظار القائمين على القطاع التربوي بتدارك
النقائص وكل مسببات هذه المعاناة ،ومحاولة التقليل منها ،وكذلك تنبيه األساتذة من حيث إدراكهم
تتمثل أهمية البحث في كونه من البحوث القليلة حسب إطالعنا عمى األدب النظري والدارسات السابقة
4
الفصل التمهيـدي
لكل دراسة مجموعة من المفاهيم تخدم الموضوع بشكل مباشر وتساعد الباحث على تحديد مسار بحثه .ولقد
1-0اإلجهاد المهني:
يرى szilagyi et wallaceأن اإلجهاد المهني يركز على ما تحمله البيئة المحيطة بالفرد من مؤثرات في
شكل مواقف أو أحداث أو خصائص ..تتسبب بشكل معين بحدوث اضرار قد تكون بالغة( .بن زروال.2002 .
ص )113
ونقصد به في هذا البحث هﻮ حجﻢ ما يتعﺮض له أستاذ التعليم المتوسط داخل المتوسطة مـﻦ ﻇـﺮوف
تعتﺮضـه فـي مﻜـان عملـه ،بحيﺚ تجتمع مصادر مختلفة (غموض الدور ،العالقات التنظيمية ،ضعف
التغذية الراجعة ،ظروف العمل ،غموض الدور ،المشكالت األسرية) في ﻇهﻮره والتي تـﺆدي فـي األخيـﺮ إلـى
شعور األستاذ باإلجهـاد بقدر معين يمكن قياسه من خالل مقياس البحث.
2-0أستاذ التعليم المتوسط :ونقصد به في هذا البحث هو المدرس الذي يقوم بالتدريس في المرحلة
المتوسطة ،والتي تكون ما بين المرحلة اإلبتدائية والثانوية بأحد متوسطات بلدية ام البواقي.
3-0المقاييس النفسية :ونقصد بها في هذا البحث هو المقياس النفسي الذي يهدف لقياس مستويات
4-0الخصائص السيكومترية :يقصد بالخصائص السيكومترية الواجب توفرها في الدرجات الخام المحصل
عليها بعد تطبيق مقياس االجهاد على أساتذة التعليم المتوسط ببلدية أم البواقي ،وهذه الخصائص هي :صدق
درجات المقياس ،ثباتها ،والمعايير التي تفسر من خاللها درجات األستاذ على المقياس 5-0 .تعريف
المعايير :وفي بحثنا هذا نقصد المعايير هي تحديد المجاالت التفسيرية لكل بعد من أبعاد مقياس اإلجهاد
5
المهني لدى أساتذة التعليم المتوسط بعد تطبيقه على عينة التقنين وتحديد الدرجات الخام لجميع االستجابات
-7الدراسات السابقة:
بما أن التعرف على الدراسات السابقة يعد أم ار هاما ألنها تقدم للباحث نتاج جهد باحثين سبقوه في بحث
موضوع له صلة بالموضوع مح ل الدراسة للوقوف على أهداف من سبقوه وأساليبهم في البحث والعينة
واألدوات التي استخدموها في دراساتهم ألن البحث العلمي تراكمي وتعتبر الدراسات السابقة أرضية صلبة
دراسة حمداش نوال ( )2662اإلجهاد المهني لدى الزوجة العاملة واستراتيجيات التعامل معه
هدفت الدراسة إلى الوقوف على مختلف المصادر التنظيمية التي تساهم في شعور الزوجة العاملة بالمستشفى
باإلجهاد المهني ،معرفة مدى تأثير بعض المتغيرات (السن ،المستوى التعليمي) في شعورها باإلجهاد ،معرفة
هل توجد عالقة بين اإلجهاد المهني وصراع األدوار لديها ،إبراز االستراتيجيات التي تلجأ إليها الزوجة
العاملة في مواجهة ما تعانيه من إجهاد مهني واعتمدت في دراستها على المنهج الوصفي التحليلي ،عينة
اعتمدت على استبيان لقياس المصادر واستبيان اإلجهاد المهني واستبيان لقياس استراتيجياته.
6
الفصل التمهيـدي
-توجد فروق ذات داللة إحصائية بين مستويات اإلجهاد المهني لدى الزوجة العاملة بالمستشفى الجامعي
بقسنطينة.
-هناك مساهمة بمختلف المص ادر المختلفة في شعور الزوجة العاملة بالمستشفى الجامعي بقسنطينة
باإلجهاد المهني.
-عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات الفئات العمرية الثالثة على اإلجهاد المهني
-توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات الفئات العمرية الثالثة بالنسبة لإلجهاد المهني لدى
-توجد فروق ذات داللة إحصائية بين مستويات صراع األدوار الذي تعاني منه الزوجة العاملة بالمستشفى
الجامعي بقسنطينة.
دراسة بن زروال فتيحة ()2665أنماط الشخصية وعالقتها باإلجهاد( المستوى ،األعراض ،المصادر،
واستراتيجيات المواجهة) على عينة من العاملين بالحماية المدنية ،البريد ،مصلحتي االستعجاالت
هدفت هذه الدراسة إلى دراسة العالقة بين أنماط الشخصية أ.ب.ج ،بكل أبعادها و اإلجهاد من حيث مستواه،
أغراضه مصادره المهنية واستراتيجيات مواجهته اعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي االرتباطي وعينة
مقصودة ،قوامها 061فردا مشكلين نسبة 02.90%من المجتمع األصلي المتكون من العاملين بوحدات
التدخل للحماية المدنية ،مصالح االستعجاالت والتوليد بالمستشفيات ،ومراكز البريد من فئة خارج التصنيف،
7
طبق عليهم مقياس نمط الشخصية ،مقياس اإلجهاد لقياس مستواه وأعراضه ،مقياس مصادر اإلجهاد
المهني ،ومقياس استراتيجيات مواجهة اإلجهاد .توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
-عالقة موجبة دالة بين نمط الشخصية أ وأعراض اإلجهاد الجسدية والنفسية والسلوكية.
-عالقة سالبة دالة بين النمط الشخصية ج وأعراض اإلجهاد النفسية والسلوكية فقط.
-عالقة موجبة دالة بين نمط الشخصية أ ومصادر اإلجهاد التالية :العالقة بالرؤساء ،عبء العمل ،الحوافز
والنمو المهني ،طبيعة العمل ،العالقة بالناس ،وسائل العمل ،وظروفه الفيزيقية ،العالقة بالزمالء.
-عالقة سالبة دالة بين نمط الشخصية ب ومصادر اإلجهاد التالية :العالقة بالرؤساء ،العالقة بالزمالء،
العالقة بالناس ،عبء العمل ،الحوافز والنمو المهني ،طبيعة العمل ،وسائل العمل ،وظروفه الفيزيقية.
-عالقة موجبة دالة بين نمط الشخصية ج ومصادر اإلجهاد التالية :العالقة بالزمالء ،العالقة بالرؤساء،
طبيعة العمل ،عبء العمل ،مستوى التأهيل المهني ،وسائل العمل ،وظروفه الفيزيقية ،العالقة بالناس.
-ميل ذوي نمط الشخصية أ إلى استخدام استراتيجيات المواجهة المركزة على المشكلة أكثر.
دراسة أميمة عناب ( :)2619اإلجهاد المهني لدى الموظفات اإلداريات (المصادر ،األعراض،
هدفت الدراسة إلى التعرف على اإلجهاد المهني لدى الموظفات اإلداريات بجامعة العربي بن مهيدي
البواقي من حيث :مستواه ،وأهم أعراضه ،وأهم مصادره وأكثر أساليب المواجهة استخداما.
8
الفصل التمهيـدي
اعتمادا على المنهج الوصفي وعينة قوامها 211موظفة من مختلف الكليات والمصالح اإلدارية بجامعة–
العربي بن مهيدي أم البواقي– تم جمع البيانات باستخدام مقياس اإلجهاد ،مقياس مصادر اإلجهاد المهني،
وأفضت المعالجة اإلحصائية للبيانات من خالل برنامج التحليل اإلحصائي للعلوم االجتماعية ()SPSS
يميل مستوى اإلجهاد المهني إلى االنخفاض لدى الموظفات اإلداريات بجامعة العربي بن مهيدي أم البواقي.
أعراض اإلجهاد المهني األكثر ظهو ار هي على الترتيب :أعراض نفسية (سرعة الغضب ،والقلق بشأن
المست قبل ،والشعور بالملل ،وفقدان الرغبة في أشياء وأنشطة كانت ممتعة ،الشعور بقلة الحيلة) ،وأعراض
جسدية (اإلحساس بالتعب ،وآالم في العضالت ،حساسية متزايدة للضجيج) وأعراض سلوكية (النسيان،
مصادر اإلجهاد المهني األكثر تأثي ار هي على التوالي مصادر تتعلق بـ :الحوافز والنمو المهني(تدني الراتب
مقارنة بمن لهم نفس مستوى التأهيل في قطاعات أخرى ،وتدني الراتب مقارنة بحجم المهام ،وصعوبة
الترقية) ،و وسائل العمل وظروفه الفيزيقية (عدم مالءمة الظروف الفيزيقية داخل مكان العمل ،وعدم توفر
أو مالءمة الوسائل الالزمة للعمل) ،ومستوى التأهيل المهني (عدم توفر فرص الكتساب مهارات جديدة،
وصعوبة متابعة المستجدات في مجال التخصص ،والقيام بمهام لم قيام ،يتم التدريب عليها من قبل)،
والعالقة بالرؤساء (عدم توفر الدعم أو التوجيه من الرؤساء تدخل ،العالقة مع الرؤساء على أساس
ا لمراقبة ،وتحيز الرؤساء عند التقييم ووضع التقارير الرؤساء ،وتلقي تعليمات متناقضة من جهات مختلفة)
وعبء العمل ( كثرة األعباء ،والعمل لساعات طويلة ،واألعمال اإلدارية (االجتماعات ،األعمال المكتبية)...
2
وتفكير الناس بأن اإلداريات ال يقمن بمهامهن) ، .أما طبيعة ،والعالقة بالناس (عدم تقدير المجتمع
استراتيجيات مواجهة اإلجهاد المهني األكثر استخداما هي االستراتيجيات المركزة على المشكلة منها على
الترتيب :
-االستفادة من الخبرات السابقة لحل المشكلة الحالية ،والقيام بتحليل الموقف المجهد لفهمه جيدا،دراسة
عواقب ونتائج الحل الذي سينفذ،المسارعة فو ار بحل المشكلة ،مواجهة الشخص الذي سبب المشكلة ،مضاعفة
الجهد لتحقيق األهداف الصعبة،عدم ترك شيء يقف في طريق تحقيق ما يراد والتحضر ألسوأ ما يمكن أن
يحدث .
البوح بالخوف والقلق لشخص مقرب ،واللجوء للدعم األسري ،وتذكر الماضي اآلمن ،والبكاء ،ولوم النفس
للتعامل بانفعال مع المشكلة ،ولوم النفس لعدم معرفة ما يمكن فعله تجاه المشكلة ،واستخدم وسائل الدعابة
والضحك
دراسة كريمة حيواني( : )2619تكييف مقياس محتوى العمل لروبار كارازاك JCQعلى البيئة
الجزائرية:
هدفت الدارسة الحالية إلى تكييف استبيان محتوى العمل ( )JCQلكاارازك نسخة ( ) 27بند على
البيئة 06الجازئرية ،ولهذه الغاية ت مت ترجمة النسخة األصلية إلى اللغة العربية ،ثم تم تطبيق النسخة المعربة
بعد التأكد من سالمة الترجمة على عينة عشوائية قوامها :000( )070( :أستاذ التعليم ابتدائي :80 ،أستاذ
التعليم المتوسط :81أستاذ التعليم الثانوي :71،أستاذ التعليم جامعي) من والية أم البواقي .أسفرت نتائج
10
الفصل التمهيـدي
الدارسة المتعلقة بصدق االستبيان المعرب عن وجود دالالت اتساق داخلي مرتفعة ودالة بين البنود وأبعادها
الرئيسية والفرعية ،وبين ظهور سبعة عوامل ، ،حظي االستبيان المعرب أيضا بثبات مرتفع ،فمن خالل
طريقة التطبيق مرة واحدة قدرمعامل الثبات بالتجزئة النصفية ( )15618وتراوح معامل ألفا كرونباخ بين
( ،)15629-15760أما من حيث اإلستقرار فقد كانت معامالت االرتباط بين التطبيق و إعادة التطبيق عالية
كما تم اشتقاق معايير جديدة للتفسير خاصة بكل بعد (حرية اتخاذ القارر ،متطلبات العمل ،الدعم
ستحاول الباحثة تحليل الدارسات السابقة و مناقشتها من خالل تحديد أوجه التشابه و االختالف فيها مقارنة
بالدراسة الحالية .قبل الشروع في تحليل هذه الدارسات ،ارتأت الباحثة إلى تقسيم هذا التحليل إلى مجموعة
-األدوات -الحداثة
-الخصائص السيكومترية
-النتائج.
-1-2-9الحداثة :من المالحظ أن كل الدارسات أنجزت في الفترة الممتدة بين 2107 -2118هذا ما بين
11
2-2-9الهدف :تشابهت الدارسات السابقة من حيث الهدف مع البحث الحالي ،فقد هدفت أغلبها إلى
التأكد من الخصائص السيكومترية لالستبيان .إال أن البحث الحالية اختلف عن الدارسات السابقة في أنها
3-2-9النوع و الطبيعة :أما من حيث نوع وطبيعة تلك الدارسات ،نجد أن أغلب الدارسات استكشافية
وصفية مقارنة.
4-2-9العينة :إن جميع الدارسات السابقة التي طبق عليها االستبيان اختلفت في اختيار العينة ،فمنها ما
طبق على القطاع اإلداري و منها القطاع الصحي و منها القطاع التربوي و هو مجتمع بحثنا الحالي
لقد تشابه البحث الحالي مع الكثير من الدارسات السابقة في نتائجه ،حيث أنه تمتع بخصائص سيكومترية
12
تمهید
تطور مفهوم اإلجهاد .1
خالصة الفصل
إّن إنسان عالﻢ اليوم يعيش ظﺮوف حياتية متنﻮعة لتنوع وسائلها وتعقد أساليب العيش فيها ،وأصبح التغيـﺮ
سـمة العصـﺮ الﺬي نعيش فيه إن لﻢ تﻜﻦ السمة األبرز على االطالق ،وسرعة هﺬا التغيﺮ السﺮيع جعلت
اإلنسان عرضة لعدة مشكالت نفسية كـالقلﻖ و ضغﻂ الدم واإلكتئـاب واإلجهـاد ،هـﺬا األخيـﺮ الذي أصـبح
مصطلحا متداوال بين اغلب األخصـائييﻦ و البـاحثيﻦ فـي علـﻢ النفﺲ ،وأصبح لغة الدارسين والمهتميﻦ
بالصحة النفسية للفﺮد عمﻮما و المﻮﻇف خصوصا .
والعامل باعتباره فﺮد هام في المجتمع يعيﺶ هﻮ اآلخﺮ وسط إجهادات نفسية تتبايﻦ درجاتها مﻦ منطقة
الـى اخـﺮى ،ومـﻦ مﺆسسـ ـة إلـ ـى اخـ ـﺮى ومـ ـﻦ مهنـ ـة إلـ ـى مهنـ ـة اخـ ـﺮى وحتـ ـى مـ ـﻦ فـ ـﺮد الـ ـى فـ ـﺮد آخـ ـﺮ.
وتقـ ـف مجمﻮعـ ـة مـ ـﻦ الظروف النفسـ ـية واإلجتماعية حائال بيﻦ العامل وعمله ،وهو األمر الذي يجعل
العامل يقع فﺮيسة لإلجهاد وهﻮ يﺆدي عمله ،وسنقوم في هذا الفصل بالتطرق لهذه الظاهرة النفسية بالتفصيل
من خالل العناصر التالية:
عندما نتحدث عن اإلجهاد فإننا نعني بذلك ظاهرة الزمت اإلنسان منذ وجوده ،فما وجد االنسان إال ليعمل،
صدر لشقائه و ذلك مصداقا لقوله تعالى "لقد خلقنا اإلنسان في كبد" (سورة البلد
وكان هذا العمل و ال ي ازل م ا
اآلية .)64
واإلجهاد في العمل كان في بداية األمر نتاجا للعمل الشاق و مواجهة اإلنسان العديد من المخاطر و
التحديات في حياته ،رغم أن استطاعة اإلنسان أن يثابر و يكافح في بعض األحيان ،إال أنه كان في البعض
اآلخر يشكل حمال قاسيا و شديدا ترتبت عنه تعاسته و شقاءه.
إن كلمة اإلجهاد و التي تقابلها بالفرنسية ( )Stressحسب بينجامين ستو ار اشتقت من الفعل الالتيني
شد ،ضغط ،و منه اشتق أيضا الفعل الفرنسي ) (étreindreو
ضيق على ّ ،
( )stringereو الذي يعني ّ
الذي يعني عانق بشدة و ضايق على الجسم .و يوصلنا الفعل ضايق إلى الضغط ،الغم ،قلق و شعور
بالضيق و الشدة( .أنطوان ،1779 ،ص )69
لم يكن لكلمة ) (Stressوجود في اللغة الفرنسية قبل القرن العشرين ،غير أنها استعملت على مدى قرون
في اللغة اإلنجليزية .و منذ القرن السابع عشر كانت تستخدم للتعبير عن العذاب و المحن و الضجر ،وهي
14
الفصل األول :اإلجهاد المهني
نتائج لقساوة الحياة التي يعبر عنها بكلمة واحدة .و تعريب كلمة ) (stressبالفرنسية و اإلنجليزية التي تعني
سارة و غير
في أصل وضعها إستجابة جسم ما لعوامل و مؤثرات عدائية فيزيولوجية و نفسية و انفعاالت ّ
سا ّرة تفرض على الفرد التكيف .ويقابلها في اللغة العربية ضيق و إجهاد 5وقد شهد القرن الثامن عشر تطو ار
دالليا إذ حدث إنتقال في مفهوم االجهاد من النتيجة اإلنفعالية له إلى سببه األساسي ،أي القوة الضاغطة
ر و إلى أي مدى يطول هذا الضغط)Stora.1997.p 07.08 ( .
التي تنتج توت ا
و حسب لوكيا الهاشمي وبن زروال فتيحة كلمة Stressهي( :كرب ،ضائقة ،إرهاق ،إجهاد)هذه األخيرة
اختارها أنطوان الهاشم في تعريفه لكلمة لكونها أكثر فصاحة وأقرب لالستعمال.
و لهذا نستنتج أن كلمة إجهاد يرافقها دائما جهد أو ضغط الذي يؤدي مع طول المدى إلى تشوية الصحة
النفسية أو الجسمية لإلنسان أو كليهما معا( .لوكيا ،بن زروال ،2610 ،ص )65
اختلف الباحثون في تعريفهم لمفهوم اإلجهاد وطبيعته و مصادره و آثاره و سبل السيطرة عليه .حيث ركز
البعض على األسباب التنظيمية و أهمل األسباب اإلجتماعية و الفردية و البيئية.
-يرى ال زاريس Lazarusأن اإلجهاد هو الحالة التي تحدث للكائن الحي عندما تكون هناك مطالب
تفوق أو تتجاوز قدرة الشخص على تحملها أو مواجهتها ))Lazarus.1993.p 236
-و حسب نوربار سيالمي " Norber Sillamyعبارة اإلجهاد تشير إلى فعل عامل اإلعتداء و رد فعل
الجسم ،و يقول أيضا بأن "كل عامل قابل ألن يتعرض إلختالل توازنه سواء كان فيزيائيا أو كيميائيا أو
حتى نفسيا فنسميه مجهدا" )(Sillamy.2006.p260
-و في تعريف آخر اإلجهاد هو عدم التوازن بين الحمل السيكولوجي لعمل ما ،و درجة حرية التحكم فيه
توضح التعاريف المذكورة أن اإلجهاد المهني يحدث عندما يفوق المثير المجهد قدرة الفرد على التحمل أو
التكيف معه.
15
-واإلجهاد كما أشار إليه هانز سيلي Hans Selyeعام 0911هو"استجابة جسدية غير محددة
لمتطلبات المحيط ،جعلته يميز نوعين من آثار اإلجهاد على الفرد :اإليجابية والسلبية ،هذه اإلستجابة
التي تتكون من ردود أفعال سماها سيلي أعراض التكيف العام( .حمداش ،2664 ،ص ،)73كما أن ردود
االفعال التي يبديها الفرد في مواجهة المثيرات التي يتعرض لها ،تساعده على تحقيق التكيف و التعامل
مع مسببات تلك الضغوط التي يواجهها ،و تحدث هذه الضغوط وفقا لثالث مراحل متتالية و هي:
أ -مرحلة اإلنذار :وتعبر عنها ردود الفعل الجسمية للفرد في حالة الضغط ،و ينتج عنها تغيرات جسمية
متعددة ،مثل سرعة ضربات القلب ،و زيادة معدل التنفس ،و ارتفاع ضغط الدم...
ب -مرحلة المقاومة :في هذه المرحلة يحاول الجسم التغلب على األعراض التي نتجت عن المرحلة
األولى ،فيشعر بالقلق و التوتر و اإلرهاق ،مما قد يترتب عليه وقوع الفرد في بعض األخطاء ،و
اتخاذ بعض الق اررات الغير الصائبة ،و التعرض لألمراض بسبب فقدان السيطرة على جميع المواقف
المختلفة معا.
ت -مرحلة اإلنهاك :في هذه المرحلة تنهار قوى الفرد وقدرته على المقاومة ،حيث تستنزف طاقة الجسم
ويصبح غير قادر على التكيف وهنا تظهر األمراض المرتبطة بالضغط النفسي كالصداع و قرحة
المعدة ،و تصلب الشرايين و أمراض القلب ...و غيرها كثير من األمراض التي تؤدي بالفرد في
النهاية إلى انخفاض مستوى أداءه في عمله ،و من ثم تتأث فاعلية المؤسسة و قدرتها على
اإلنتاجية ،و كفاءة إنتاجها بشكل عام( .غباري ،2616،ص.)135
-يرى سيالي أن اإلجهاد يحدث بعد فقدان الفرد القدرة على التكيف مع المثيرات المجهدة و التي يمر من
خاللها بثالث مراحل سماها أعراض التكيف العام.
من خالل التعاريف المذكورة أعاله الحظت الباحثة اختالف الباحثين في إيجاد تعريف موحد
ومشترك لإلجهاد كمفهوم نفسي على الرغم من االتفاق في بعض النقاط ،ولكن عموما يمكن القول
أن مختلف التعاريف المقدمة لمصطلح اإلجهاد تندرج ضمن االتجاهات الثالثة التالية كما رتبتها بن
زروال فتيحة (:)2118
يعرفه ميشنباوم ( )Meichenbaum0990بأنه ":قوة خارجية تؤثر على الفرد وينتج عنها شد عصبي،
كما ترتبط باستجابات الفرد عندما يتعرض لتهديدات بيئته ،األمر الذي يحدث اختالال في التوازن النفسي
والفيزيولوجي مما قد يؤدي إلى شعوره باالستفزاز من داخله"(.بن زروال،2118،ص )00
16
الفصل األول :اإلجهاد المهني
و يعتبر كوبر Cooperبيئة الفرد مصد ار لإلجهاد ،مما يؤدي وجود تهديد لحاجة من حاجاته أو يشكل
خطر يهدد الفرد و ألهدافه في الحياة ،فيشعر بحالة اإلجهاد و يحاول استخدام بعض االستراتيجيات
للتوافق مع الموقف(.المرجع نفسه،ص)00
و في تعريف آخر لإلجهاد "فهو عبارة عﻦ قﻮة(عمل ﻃبيعي أو نفسي) تمارس على جسﻢ ما ،فتﺆدي
إلى ﻇهـﻮر تـﻮتﺮ وتشـﻮه علـى هـﺬا األخيـﺮ(élisabeth, 2008, 06(.
يرى أصحاب هذا اإلتجاه أن اإلجهاد هو مجموع المثيرات البيئة المحيطة بالفرد و تأثيرها عليه
أي تنبيهه 5و أهملوا الجانب التفاعلي للفرد و استجابته لهذه المثيرات.
-االتجاه الثاني :يقوم على أساس االستجابة
يرى سيلي ( )Selyeأن الفرد يمر بثالثة مراحل حتى يتعرض لإلجهاد و رتبها كاآلتي :
أ -مرحلة اإلنذار :وفيها يقوم الجسم بتنبيه آليات التكيف المساعدة على المواجهة.
ب -مرحلة المقاومة :وفيها تقوم آليات المقاومة في الجسم بالمقاومة المستمرة واستعادة التوازن.
ج -مرحلة اإلنهاك أو االستنزاف :يتم فيها استنزاف قوى آليات التكيف في جسم اإلنسان وتصبح غير
قادرة على المقاومة مما يؤدي إلى األمراض والعجز وتلف بعض أجهزة الجسم.
يرى سـيلي ( )Selyeأن اإلجهاد هـﻮ اسـتجابة جسـﺪية غيـﺮ محـﺪدة لمتﻄلبـات المحـيﻂ جعلتـه يميـﺰ
نـﻮعيﻦ مـﻦ آثار اإلجهاد على الفﺮد ،اإليجابية والسلبية هﺬه اإلستجابة التي تتﻜﻮن مﻦ ردود فعل
سماها سيلي أعﺮاض التﻜيف العام .و هي عبارة عن آليات دفاعية أو ميكانيزمات الدفاع أي نشاط
ذهني يحدث غالبا في العقل الباطن لإلنسان لينتج إمكانية الوصول إلى حلول توافقية للمشكلة
الشخصية.
و يشير جوردن إلى اإلجهاد على أنه" :االستجابات النفسية و االنفعالية و الفيزيولوجية للجسم اتجاه أي
مطلب يتم إداركه على أنه تهديد لرفاهية وسعادة الفرد(طه،2116 ،ص )21
يرى أصحاب هذا اإلتجاه أ ن اإلجهاد هو استجابة للتهديد ،حيث يتم اعتباره ردود أفعال
واستجابة لمثير أي لمسبب اإلجهاد ،ويكون اهتمام أصحاب هذا االتجاه منصبا كذلك على
تحديد نوع و شدة االستجابة (فيزيولوجية ،نفسية ،سلوكية ،بدنية).
17
-اإلتجاه الثالث :على أساس تفاعلي بين المنبه و اإلستجابة
ينظر إلى اإلجهاد على أنه تأثير داخلي يخلق حالة من عدم التوازن النفسي أو الجسمي ،أو النفسي
و الجسمي معا داخل الفرد ،وينجم عن عوامل تنشأ من البيئة الخارجية بما فيها بيئة العمل أو من الفرد
ذاته.
فمسببات اإلجهاد هي القوى التي تبدأ بها حالة اإلجهاد لدى الفرد ،بينما تمثل االستجابة ردود الفعل
النفسية و الفيزيولوجية و السلوكية ،ولكي يحدث اإلجهاد ال بد من التفاعل بين المثيرات و االستجابة
لها.
وبناء على ما تقدم عرفه " ماكجارث " McGrathبأنه: " :حالة تنتج عن تفاعل بين الفرد و البيئة
بحيث تضع الفرد أمام مطالب و عوائق أو فرص" (حيواني )10 ،2107،
و في تعريف آخر لإلجهاد هو" عبـارة عـﻦ تفاعـل دينـاميﻜي بـيﻦ العامـل الخـارجي يﻮاجـهه الفـﺮد فـي
زمـان ومﻜـان معينـيﻦ ،فيسـتخﺪم دفاعاتـه الﺬهنية والبﺪنية فـي مﻮاجهتـه ،فيصـيﺮ معﺮضـا لمخـاﻃﺮ
جسـﺪية تبعـا لحالـة بنيتـه النفسـية ،وللسـياق الجسـﺪي واالجتمـاعي( .دراعو)021 ،2108 ،
يشير هذا االتجاه إلى اإلجهاد باعتباره محصلة التفاعل بين الخصائص الذاتية للفرد مع
الظروف البيئية الخارجية المحيطة بالفرد ،أي أن لإلجهاد ثالث مكونات هي :المثيرات و
االستجابات و التفاعل بينهما.
يتضح مدى كثرة الكتابات حول هذا الموضوع،
انطالقا من مختلف التعاريف المقدمة لإلجهاد المهنيّ ،
أن كل باحث ركز على جانب ،فهناك من ركز في تعريفه لإلجهاد المهني باعتباره مثيرات (منبه)
إالّ ّ
كتعريف كوبر و إليزابيث ،وهناك من ركز في تعريفه للضغوط باعتبارها استجابة تكيفيه مع الموقف
الضاغط كتعريف جوردن والذي يتّفق مع اإلتجاه الفيزيولوجي "لهانس سيلي" ،وهناك من ركز في تعريفه
لإلجهاد باعتباره تفاعل بين الفرد والبيئة وهو ما يتضح في تعريف ماكجارث .وانطالقا من التعاريف
السابقة تعرف الباحثة اإلجهاد المهني كما يلي:
ّ
-اإلجهاد المهني هو حالة نفسية متأزمة تتميز بالتوتر و الضيق نتيجة تجاوز متطلبات البيئة المحيطة
قدرات الفرد و امكانيته على مواجهتها و االستجابة لإلجهاد تتوقف حسب قدرة الفرد على السيطرة و
التحكم في الموقف المجهد ،لذلك تختلف االستجابة من فرد آلخر،و أن استم اررية تعرض الفرد للمواقف
المجهدة هو الذي يؤثر سلبا على الجانب النفسي و الجسمي للفرد.
18
الفصل األول :اإلجهاد المهني
-أما التعريف الذي ستتبناه الباحثة لمفهوم اإلجهاد هو تعريف هانز سيلي Selyeالذي يرى أن اإلجهاد
" هو إستجابة غير محددة لما تفرضه الظروف على الفرد من متطلبات ").)Selye.1956.p 36
و من أجل جعل تعريفنا لمفهوم اإلجهاد واضحا ،تجنبنا الخلط بينه وبين المفاهيم التي يمكن القول أنها
تتشابه معه ،أي تتداخل معه ،أو تشترك معه في جانب ما (األعارض ،المصادر ،).. .نتناول فيما يلي هذه
األخيرة.
هناك الكثير من المفاهيم المشابهة لمفهوم اإلجهاد يجب توضيح الفروق فيما بينها ،نذكر من بين هذه
المفاهيم ما يلي:
و يعتبر االحتراق النفسي » « Burnoutأحد اآلثار األكثر سلبية لإلجهاد الحاد ويؤثر سلبا سواء
بالنسبة للعامل أو العمل في حد ذاته ،حيث يبدأ اإلجهاد بالتعب و القلق و يصل إلى االنهيار.
فهو فقدان االهتمام باألشخاص الموجودين في محيط العمل ،حيث يحس الفرد باإلرهاق و االستنزاف
العاطفي ،اللذان يجعالن هذا الفرد يفقد اإلحساس باإلنجاز ،ويفقد بذلك تعاطفه نحو العاملين .إذا
فاالحتراق يتكون من ثالث إبعاد:
-اإلجهاد اإلنفعالي :ويعني أن العمال الذين يصابون باالحتارق النفسي يكون لديهم زيادة في الشعور
بالتعب و اإلرهاق العاطفي.
-تبلد المشاعر :ويعني أن يبدأ العمال ببناء اتجاه سلبي نحو العمالء.
و االحت ارق النفسي بشكل عام هو حالة نفسية أو عقلية تؤرق االفراد الذين يعملون في مهن طبيعتها
يأخذون(.بني التعامل مع أناس كثيرين ،وهؤالء العاملين عادة ما يعطون أكثر مما
احمد،أحمد،2669،ص.)14:
12
ولقد استخدم العديد من الباحثين مصطلح االحتراق النفسي للتعبير عن ظاهرة اإلجهاد المرتبطة
استمررية اإلجهاد وعدم القدرة على التصدي لها غالبا ما يؤدي
ا بظروف العمل وبيئته ،على اعتبار أن
بالعاملين إلى الشعور باليأس و اإلنهاك و العجز عن تحقيق األهداف على أتم وجه .
ويمكن التمييز بين مصطلحي اإلجهاد و االحتراق النفسي من خالل عدة نقاط:
-عبارة عن حالة عدم التوازن العقلي و االنفعالي و -ظاهرة ناتجة عن تطور خيبة األمل.
الجسدي.
-ينبعث من شعور الفرد بعدم تلبية احتياجاته
وعدم تحقق توقعاته. -يتولد عن إدارك الفرد للوضع.
-يحدث لعدد كبير من االفراد نتيجة سوء -يحدث لعدد أقل من األفراد.
العالقات بين الزمالء.
الجدول رقم ( :)61نقاط اإلختالف بين مفهوم اإلجهاد و مفهوم اإلحتراق النفسي.
المصدر(:حيواني،2619،ص)54
نالحظ من خالل ما يفسره الجدول أن اإلحتراق النفسي ينبعث من عدم قدرة الفرد على التكيف مع المجهدات
في بيئة عمله .
-2-3اإلرهاق)Fatigue( :
20
الفصل األول :اإلجهاد المهني
هو استجابة بيولوجية تكيفية عضوية ،ناتجة عن عوامل مجهدة بدنية أو نفسية ،تتعدى اإلحساس العادي
بالتعب و الذي ينتج عن إفراط في النشاط الفكري أو البدني،يكون مصحوبا غالبا بتوتر عصبي متعلق
بأسلوب الحياة (هموم ،مشاكل عائلية)
أنواع اإلرهاق:
اإلرهاق الفكري :هو اضطراب ناتج عن فرط في التعب الفكري ،وهذا النوع من اإلرهاق يصاحبه ظهور
أعارض مثل النسيان المستمر ،صعوبات في التركيز ،وعدم القدرة على إيجاد الحلول لمختلف المسائل
بالسرعة المعتادة.
اإلرهاق نفسي :هو عبارة عن استجابة عضوية لعوامل مجهدة ،تختلف درجتها حسب شدة ومدة هذه
العوامل ،وترافقها أعراض على المستوى الفيزيولوجي ،النفسي و السلوكي ومن بين أهم هذه األعراض
التعب ،القلق ،اإلكتئاب( .عيسى ،دمحم وآخرون ،2615 ،ص)222
.4.3اإلكتئاب:
هو استجابة عاطفية أو هو اتجاه انفعالي يتخذ في بعض األحيان شكال مرضيا واضحا وينطوي على
شعور بالقصور و عدم الكفاية و اليأس ،بحيث يطغى هذا الشعور على المرء أحيانا و يصاحبه انخفاض
عام في النشاط النفسي و العضوي( .رزوق ،2662 ،ص)44
يتجلى من خالل اإلجهاد العاطفي (النفسي) ،و تعكر المزاج ،يشمل جميع جوانب الحياة ،يتميز الفرد
المصاب به بفقدان لمعنى الحياة و تدني مستوى تقدير الذات ،الفشل ،غياب الحيوية .غير أن اإلجهاد
يتجلى في فقدان المصاب به الدافعية لإلنجاز واإلبداع وشعوره بالضمور المهني.
.5.3التعب المزمن:
يتجلى في النشاط العضوي الطويل المدى ويشمل كامل الجسم ،يظهر كمرحلة موالية لإلجهاد طويل
المدى ،ويشمل جميع مجاالت الحياة ،أما اإلجهاد فهو مرتبط عادة بالعمل فقط ويحدث التعب المزمن إذا
لم يتمكن الفرد من التوافق مع العوامل المجهدة.
21
يحدث على المستوى العضوي (الجسم) نتيجة التعرض الطويل للمجهدات و يأتي في شكل آالم على
مستوى العضالت و المفاصل ،يشمل مختلف مجاالت الحياة .أما اإلجهاد فهو يكون على المستوي
النفسـجسدي و غالبا ما يكون مصدره العمل.
تتعدد مصادر اإلجهاد المهني بتعدد البيئات التي يتفاعل معها الفرد ،فهذا األخير يتأثر بما يحدث في
عائلته وفي عمله ،وبما يعتري مجتمعه من تغيرات ،لذلك شﻜلت هذه البيئات الثالث منبعا لمصادر تسبب
اإلجهاد لدى الفرد ،وبإمﻜانها أن تؤثر فرادى أو مجتمعة.تبنت الباحثة التقسيم التالي لمصادر االجهاد و
الذي وضعته الباحثة بن زروال فتيحة ،و يمكن توضيح دلك في الجدول التالي:
-1-1-5زيادة أو نقص عبء العمل :ويتمثل في زيادة أو انخفاض عبء العمل المسند إلى الموظف:
22
الفصل األول :اإلجهاد المهني
-العبء الزائد :ويقصد به مجموعة المهام التي تسند للفرد للقيام بها خالل العمل ،ويأخذ عبء الدور
صورتين العبء الكمي الزائد ،ويعبر عن زيادة المهام المسندة للفرد ،أو عدم كفاية الوقت المتاح ألداء
المهام ،العبء النوعي الزائد ويحدث عندما يشعر الفرد بأنه ال يمتلك القدرة المطلوبة إلنجاز المهام ،أو
عندما تكون معايير األداء الموضوعة مرتفعة للغاية أو يصعب تحقيقه( .بوغازي،2101،ص)323
-العبء الناقص :يقصد به أن الموظف لديه عمل قليل غير كاف الستيعاب قدراته وطاقاته واهتماماته ،أي
يكون لديه إمكانات أكبر من المهام والواجبات المكلف بها وهذا ما يسبب ش ا
عور بعدم االرتياح والملل ألن هذا
العمل القليل ال يؤدي إلى استثارة حماس واهتمام األفراد مما يؤدي بهم إلى اإلهمال والقلق وذلك لشعورهم
بعدم أهميتهم في العمل (.بوغازي،2101،ص)323
-2-1-5غموض الدور :يقصد به عدم وضوح الدور الذي يقوم به االفرد داخل العمل وذلك عند غياب
المعلومات الكافية أو عندما تقدم له معلومات مغلوطة .أو عندما تكون األهداف المراد تحقيقها غير واضحة.
أو عندما ال تتناسب توقعات الدور بالمسؤوليات المرتبطة به .و هو ما يعرف بالتوقعات غير الواقعة تجاه
دور معين و التي تولد لدى العامل فكرة غير مطابقة عن ماكان ينتظره أثناء قيامه بهذا الدور(.حمداش،
،2664ص)27
وينشأ عن غموض الدور ارتباكا في العمل ،إذ أن الفرد ال يدرك بالضبط متطلبات الدور الذي يقوم به،
وبالتالي فإن عمله يصبح غير متزن و يتسم بالتشويش.
-3-1-5صراع الدور :يقصد بصراع الدور هنا تعارض مطالب العمل التي ينبغي للفرد الوفاء بها ،حيث
نجد االفراد في بعض المنظمات قد يجدون أنفسهم في بيئة تشعرهم بالحرج نتيجة للمطالب المتعارضة أو
المتصارعة أو يقوم بأشياء ال يرغبون في القيام بها ،أو أنهم يعتبرونها ليست جزء أساسي من اختصاصهم
آلرء في عمل واحد له مسؤولين اثنين معا في نفس العمل
المهني ،أو على أنها عدم تفاهم وعدم تالقي في ا ا
التي تقود في نهاية األمر إلى فشلهم ،أو عجزهم عن تحقيق هذه المطالب ،إما جزئيا أو كلي (العميان،
،2662ص)104
23
تعارض مطالب الزمالء مع تعليمات المنظمة
تعارض قيم الفرد مع قيم المنظمة التي يعمل بها
تعارض الدور الناتج عن تعدد أدوار الفرد
-2-5مصادر وظيفية:
-1-2-5الظروف الفيزيقية للعمل :تمثل ظروف العمل المادية من درجة الح اررة والتهوية وعدد ساعات
العمل ووسائل الصحة والسالمة وغيرها من العوامل التي يكون لها تأثيرها المباشر على العاملين ومستوى
أدائهم ،حيث أن لكل عمل ظروف فيزيائية مختلفة تؤثر باإليجاب أو السلب على اتجاهات األفراد العاملين
حول العمل وعلى الرغم من تباين درجة تعرضهم لهذه المصادر فإنها تمثل مصدر من مصادر اإلجهاد
المهني والتي من شأنها أن تؤدي في النهاية إلى انخفاض مستوى األداء.
-2-2-5عالقة العامل بمرؤوسيه :تعد عالقة العامل برؤسائه في العمل من أشد المصادر تأثي ار على
العامل ،ألن سلوك المدير في العمل له تأثير على نفسية المرؤوسين ،ونوعية أدائهم في المنظمة ،فقد وجد
أن األفراد الذين يتولى أمرهم مدير متسلط وغير متعاون معهم ويعاملهم بتحيز ومحبة وال يشاركهم في اتخاذ
الق اررات يكونون أكثر توت ار و أقل إبداعا و حماسا في العمل من زمالئهم العاملين مع مديرين متعاونين
وعادلين ويفسحون المجال لمشاركتهم في اتخاذ الق اررات المرتبطة بعملهم .كما يشير األطباء وعلماء النفس
إلى أن المشكالت النفسية في بيئة العمل غالبا ما تنجم عن وجود عالقات غير صحية أو غير سليمة بين
العاملين و رؤسائهم في العمل .وينبغي على أي مؤسسة إذا ما كانت تعمل جادة على تحسين توافق العامل
المهني أن تعمل على إازلة اإلجهاد لدى العاملي ن ،وأن تسود العالقات االجتماعية الصحيحة بين الرئيس و
المرؤوس ،وقد أيدت ذلك دارسات "لبيت "" "Lippittو "هوايت"" "whiteو "ليفين"" "Levinو "مايو"""Mayo
ببحث صناعي الحظ فيه أن إحدى المجموعات التي قام ببحثها كان إنتاجها يزداد عن غيرها ،ألن اإلش ارف
عليها كان يقوم على أساس التفاهم المتبادل و المشورة و إشعار العاملين باألهمية و المسؤولية( .حيواني،
،2619ص)76
-3-2-5العالقة مع الزمالء :تعد العالقة بين العامل وزمالئه في العمل من المصادر المهمة أيضا
لإلجهاد المهني ،حيث يمكن أن يحدث اإلجهاد في بيئة العمل نتيجة لفقدان الفرد للدعم االجتماعي من قبل
زمالئه ،فالعالقات الجيدة بين الزمالء في العمل تساعد على التقليل من تأثير اإلجهاد على الفرد.
24
الفصل األول :اإلجهاد المهني
إن مفهوم الدعم االجتماعي يشير إلى الشعور بالراحة و المساعدة و يعمل على تخفيف النتائج السلبية
للمواقف المجهدة ،وأن الدعم الذي يحصل عليه العامل من زمالئه يؤثر إيجابا في تخفيض الشعور باإلجهاد
العمل ومن التقليل من أثار االكتئاب و الضيق ،يتبعه الدعم االجتماعي المقدم من جانب المشرفين في
العمل ،ثم الدعم المقدم من جانب األهل و األسرة(.الشخاتبة،أحمد،2119،ص)27
-3-5مصادر شخصية :من أهم المصادر المت علقة بالفرد ،التي نعتقد أنها ذات صلة قوية باإلجهاد المهني
ما يلي :
-1-3-5نمط الشخصية :يعرفها كشرود في معجمه بأنها تشير إلى الخصائص والسمات التي تتوافر في
تركيب بنيان وكيان الشخص .ويمكن تصنيف األفراد إلى نمطين من ألنماط الشخصية:
-أحدهما أكثر قابلية لإلجهاد بسبب رغبته في إنجاز أكبر عدد من المهام في أقصر وقت ممكن والمبالغة
في طموحاته وكأنه يسابق الزمن ويعرف بالنمط "أ"،
أما النمط الثاني فيكون عكس النمط األول :ويعرف باسم النمط "ب" الذي يتميز بالثقة و الهدوء و كذا -
أخذ األمور ببساطة و أخذ الوقت في التعامل مع األمور و مواجهتها.
-2-3-5المواءمة بين قدرات الفرد و متطلبات العمل :لعملية التوافق بين قدرات الفرد وحاجاته ومتطلبات
العمل أثار في تحديد درجة معاناته من اإلجهاد المهني ،فكلما زاد توافق قدرات الفرد مع متطلبات الوظيفية،
أشبعت حاجاته المهنية وقلت درجة معاناته من اإلجهاد المهني.
فقدرات الفرد وحاجاته هي التي تحدد درجة اإلجهاد عنده ،فالعامل الذي يملك مهارات عالية ال يعاني من
اإلجهاد في مواجهة متطلبات اإلنتاج المرتفعة ،ألن لديه القدرة على القيام بالسلوك المطلوب ،وذلك بعكس
العامل الذي ال يملك تلك المهارات ،وبهذا فإن ذوي الدرجة العالية من الكفاية الذاتية يواجهون المواقف
المجهدة بدرجة منخفضة من االستثارة الفيزيولوجية ،وهو ما يؤكد ارتباط حالة الفرد النفسية بالحالة
الفسيولوجية( .الشخاتبة ،أحمد ،2667 ،ص.)32
-3-3-5الجنس :لقد تغير دور المرأة خالل المائة عام األخيرة وخاصة في المجتمعات الحضارية ،ففي
الوقت الذي زادت فيه نسبتهم في قوة العمل الكلية نجد أنهن يتعرضن بنفس المنطق للضغوط نفسها شأنهن
شأن الرجال في ذلك .ومع هذا فإن النساء غالبا ما يعانين من إجهاد أكثر من زمالءهم الرجال بسبب صراع
25
العمل خارج المنزل ،و العمل داخله ،فهن يستمرن في تحمل هذا التغيير في األدوار الذي يمثل تحديا للمرأة
في مجال الحياة ،حيث تتقلد الوظائف التقليدية التي يقوم بها الرجال( .حمداش ،2664 ،ص )77
-4-3-5الحالة النفسية و البدنية :إن أي نوع من التوتر البد أن يصاحبه من التغيرات البدنية الظاهرة،
و التغيرات الفيسيولوجية الداخلية أي عندما يمر الفرد بحالة من اإلجهاد ،فإنه من الممكن أن يلتمس آثار
هذه الحالة على ما يجري في جسمه من زيادة ضربات القلب ،وزيادة ارتفاع ضغط الدم ،وزيادة معدل
التنفس ،وتصبب العرق ،وجفاف الحلق ،وتتطور تلك اآلثار الناجمة عن اإلجهاد المهني ببطء محدثة نتائج
فيزيولوجية و اضطرابات نفسية وسلوﻜية (الشخاتبة ،أحمد ،2667 ،ص.)33
هناك عدة نماذج نظرية حاولت تقديم تفسير لإلجهاد لإلجهاد المهني لدى األفراد قصد إيجاد أساليب
التعامل معها ،و في ما يلي نقوم بعرض بعض من هذه النماذج المستخدمة لمواجهة اإلجهاد المهني.
-1-6نموذج التناذر التكيف العام لهانز سيلي (General Adaptation : Hans Selye
)Syndrome 1956
يعتبر هانز سيلي Hans selye 1907-1982أول من استخدم مصطلح الضغط Stressو ذلك
في مجال الطب و البيولوجيا عام ،0926و كان مفهومه عن الضغط آنذاك مفهوما فسيولوجيا .ثم طوره
بعد ذلك و أوضح الجانب النفسي للمفهوم ،و قدم نموذجا أطلق عليه تناذر التكيف العام General
) adaptation syndrome (GASو هي عبارة عن سلسلة من االستجابات الجسمية و النفسية
لمواجهة المواقف الضاغطة السلبية.
يري سيالي أن اإلجهاد أساسه مادي ويعتمد على مقدار التهديد الموجه للفرد ،وأن استجابات الكائن
الحي تمر بثالث مراحل:
االستجابة بالهلع تحدث عند التعرض المفاجئ للموقف كمنبهات مزعجة أو مؤذية ولم يكن
باستطاعته التكيف معها وتكون االستجابة على نوعين:
26
الفصل األول :اإلجهاد المهني
أ-الصدمة :هي االستجابة األولى واآلنية للفعل المزعج فتظهر إشارات مختلفة من االستجابة مثل:
سرعة نبضات القلب ،انخفاض درجة الح اررة ،وضغط الدم.
ب-مقاومة الصدمة :هي مرحلة ارتداد ملحوظة عن طريق تعبئة القوى الدفاعية وهذه المرحلة تنشأ
في مرحلة دفاعية تالية من خالل توسيع قشرة األدرينالين وزيادة إفراز هرمون األدرينالين .إذن تتولد
ردود فعل الفسيولوجية من بينها:
-التقلصات المعدية.
-الشد العضلي.
وتقع ردود الفعل هذه ألن الجهاز العصبي يفرز بعض المواد التي تزيد من قوة الجسم ،كما أن األنسجة
الدهنية في الجسم ككل تفرز الطاقة التي خزنت من قبل في صورة دهون ويفرز الكبد أيضا سكريات في
الدم ،ويأمر المخ بإفراز الهرمونات التي تمنع اإلحساس باآلالم وتوجد هذه االستجابات لكي تحذرالجسم،
وتعده للتحمل في أي موقف خطير( .جاسم ،2662 ،ص)315
وبالتالي نالحظ أن سيالي يعتبر اإلستجابة للمثيرات في مرحلة اإلنذار إستجابة تحدث على مستوى الجسم
لتعطي ردود أفعال تهيئه للمواجهة و التكيف مع الموقف المجهد
وتتميز بالتكيف التام مع الموقف المجهد من خالل اختفاء األعراض ،وبالتالي فإن هناك تناقص متالزم في
مقاومة المنبهات األخرى ،فأجسامنا تملك طاقة تمكنها من التكيف مع التغيير وتحاول أن تعود إلى حالتها
الطبيعية وهذا االرتداد في الطاقة يسمى (طاقة التكيف) ،وعادة ما يكون لتلك الطاقة أثر شديد الفعالية في
استعا دة الجسم لتوازنه ،ولكنها ال تستمر لوقت طويل فإذا استمر التهديد وازدادت قوته تستنفذ أجسامنا طاقة
التكيف وتدخل في المرحلة الثالثة.
27
إن كان العامل المجهد شديدا وممتدا لفترة من الزمن فالقدرة على التكيف تكون محدودة وأن
األعراض تعاود الظهور .من بينها:
-مشكالت النوم.
-فتور الحماس.
المصدر)Ramona.2016.866) :
نالحظ من خالل الشكل أعاله أن الفرد في مرحلة اإلنذار يكون في حالة صدمة و تحدث له إستجابات
جسدية تتمثل في إرتفاع نسبة األدرينالين في الدم و تزايد ضربات القلب و ضغط الدم و غيرها من
اإلستجابات التي تكون شدتها حسب شدة المثير المجهد ،ثم نالحظ أن الفرد يحاول التكيف مع الموقف
المجه د و مواجهته و إستعادة الجسم لتوازنه و العودة إلى الحالة الطبيعية غير أنه ال يتمكن من اإلستمرار
في المقاومة لوقت طويل مع استمرية التهديد من الموقف المجهد ،هنا يحدث إنهاك لقوى الجسم .
نالحظ مما سبق أن سيالي يفسر اإلجهاد على أنه إستجابة جسدية تتحدد شدتها حسب شدة الموقف
المجهد ،وتحدث مقاومة هذه المثيرات على مستوى الجسم من خالل ثالث مراحل سماها أعراض التكيف
العام.
28
الفصل األول :اإلجهاد المهني
و بالتالي نالحظ أن سيالي يعتبر اإلستجابة للمثيرات في مرحلة اإلنذار إستجابة تحدث على مستوى
الجسم لتعطي ردود أفعال تهيئه للمواجهة و التكيف مع الموقف المجهد ليحاول الجسم بعد ذلك العودة إلى
حالته الطبيعية ،لكنه ال يستمر على ذلك الحال طويال ألن قدرة الجسم على التكيف تكون محدودة.
و يرى Lazarus et Folkmanأن اإلجهاد يحدث حسب ثالث مراحل أساسية من التقييم النفس-
معرفي للموقف المجهد:
التقييم األولي :هنا يتحدد ويتعرف على الموقف على أنه في حد ذاته مسبب لإلجهاد.
التقييم الثانوي:وهو تقييم الطرق التي تصلح للتغلب على المشكالت التي تظهر في الموقف وما
يملك الفرد من قدرات تمكنه من مواجهتها.
إعادة التقييم :قد تتمحور في تغذية راجعة ،مع تداخل معلومات جديدة تؤدي إلى إعادة التقييم
مجددا من البداية
22
التقییم األولي حل المشكالت
المصادر النتائج
عوامل شعوریة إستراتیجیات
عوامل تنظيمية المواجهة الصحة أو المرض
(تعاطف،غضب،خو
ف،ملل ،حزن)
نالحظ من خالل ما ورد في النموذج أن التقييم يقوم على العوامل الشخصية كالحالة االنفعالية وصحة الفرد،
وشخصيته وخبرته ،متطلبات المهنة ويواجه ويقيم الموقف حسب طبيعته وما قدم له من دعم اجتماعي.
يوضح كوبر من خالل هذا النموذج مصادر و تأثيرات اإلجهاد على الفرد ،و يعتبر كوبر Cooperبيئة
الفرد مصد ار لإلجهاد ،مما يؤدي وجود تهديد لحاجة من حاجاته أو يشكل خطر يهدد الفرد و ألهدافه في
30
الفصل األول :اإلجهاد المهني
الحياة ،فيشعر أنه مجهد و يحاول استخدام بعض االستراتيجيات للتوافق مع الموقف .و إذا لم ينجح في
التغلب على المشكالت و استمرت العوامل المجهدة لفترات طويلة فإنها ِتؤدي إلى بعض األمراض كأمراض
رض العقلية ،و زيادة القلق و اإلكتئاب و انخفاض تقدير الذات(.بن زروال،2665،ص(43
القلب و األم ا
الفرد
فشل
نالحظ من خالل هذا النموذج أن مصادر اإلجهاد دائما تأتي من البيئة المحيطة ،فينجح الفرد إذا تمكن من
مواجة والتكيف مع المواقف المجهدة ،ويحدث العكس إذا فشل في ذلك.
31
-4-6نموذج روبار كارازاك في تفسير إجهاد العملR.Karasek )1779(:
منطلق نموذج ك ارزاك من أن المستوى المرتفع في للحرية في اتخاذ القرار ،أو المراقبة تجعل من التأثيرات
السلبية لمتطلبات المحيط المهني ال تؤثر بدرجة كبيرة على صحة الفرد .يرى ك ارزاك أن ارتفاع مستوى
اإلجهاد مرتبط بالطلبات المرتفعة للعمل مع المستوى الضعيف للحرية في اتخاذ القرار وعكس هذه الفرضية
صحيح .ثم قام )0991( Karasek et Hellemansبإضافة عنصر الدعم االجتماعي إلى النموذج .و
إعادة نموذج ك ارزاك من أجل اختبار البنية العاملية لألبعاد الثالثة( :الحرية في اتخاذ القرار ،متطلبات
العمل ،الدعم االجتماعي)( .عناب،2108،ص)06
-رقعة إتخاذ القرار :وهو القدرة المتاحة للعامل على التحكم في عمله.
32
الفصل األول :اإلجهاد المهني
و حسب هذا النموذج يتولد عن هذا البعدين األساسيين أربع وضعيات ممكنة للعمل هي:
الوضعية األ ولى العمل السلبي) :)Passive Workوتحدث هذه الوضعية في العادة حينما تكون حرية
اتخاذ القرار منخفضة مقابل متطلبات عمل و هذا ما يترتب عليه الملل وضمور.
الوضعية الثانية العمل المريح( :)Low strainتحدث هذه الوضعية عندما تكون حرية اتخاذ القارر
عالية و متطلبات عمل وعبء نفسي قليل.
الوضعية الثالثة العمل نشط ( :)Active Workتنشأ هذه الوضعية عندما تكون حرية اتخاذ القرار
عالية و متطلبات عمل وعبء نفسي كبير ما يعطي للعامل حرية كبيرة في العمل ،و تولد لدية دافعية و
نشاط أكبر .
الوضعية االربعة العمل مجهد ( :)High Strainتحدث هذه الوضعية عندما تكون حرية اتخاذ القرار
قليلة بالمقابل تكون متطلبات العمل النفسية كبيرة ،هذا ما يؤدي إلى حدوث إجهاد عال وقد سمى
كرازك هذه الوضعية ب ـ ( . )job strain
أعد كشرود نموذجا لإلجهاد أدخل فيه كافة المتغيرات التي يحتمل توفرها في أي موقف .وصنف من خالله
أسباب اإلجهاد إلى أسباب خارجة عن بيئة العمل مثل (األسرة و المجتمع) ،وأسباب داخلية مثل (غموض
الدور) .كما أوضح إمكانية بحث ودراسة هذه األسباب مع العديد منن المتغيرات المتعلقة باإلجهاد مثل عدم
الرضا الوظيفي مرتبطة ببعض خصائص الفرد ( كالعمر الجنس.)...
وأشار إلى أن بعض أسباب اإلجهاد قد تكون محفزة لتنشيط سلوك الفرد ،وقد تكون مثبطة له .وهذا يعتمد
على طبيعة الخصائص الفردية( .عناب،2018،ص)39
33
الخصائص الفردیة األعراض النفسیة
-العمر -عدم الرضا الوظيفي
-الجنس -القلق
-الحالة اإلجتماعية
-الخبرة في العمل
األعراض السلوكیة
صحة الفرد
-التدخين -األمراض العضوية
-تعاطي الكحول (أمراض القلب،
مصادر اإلجهاد -تعاطي المخدرات القرحة المعدية،
الخارجیة -إضطرابات السرطان)
اإلجهاد جنسية -األمراض النفسية
-التقدم المهني
(االكتئاب القلق،
-غموض الدور المهني االنهيار العصبي)
-صراع الدور
األعراض الفسیولوجیة
-األداء
34
الفصل األول :اإلجهاد المهني
خالصة النموذج أن هناك أربع مجموعات من المتغيرات ،اعتبرها كشرود أهم المتغيرات الداخلية ينتج عنها
إما تطابق أو عدم تطابق وهذا بدوره يؤدي إلى ظهور أو عدم ظهور مؤشرات اإلجهاد وظهور هذه المؤثرات
يدل على وجود موقف مجهد أو إجهاد مهني وهذا كما هو موضح في المخطط أعاله.
تسبب شدة اإلجهاد المهني إلى ظهور الكثير من التأثيرات السلبية على مستوى الفرد و المنظمة ،و لهذا فقد
اهتم الباحثون بد ارسة هذه التأثيرات الناجمة عن اإلجهاد ،وفيما يلي نذكر بعض ااآلثار السلبية الناجمة عنها:
1.1.7اآلثار المعرفية :يؤثر اإلجهاد على البناء المعرفي للفرد ومن ثمة فإن العديد من الوظائف العقلية
تصبح غير فعالة وتظهر هذه اآلثار في األعراض التالية:
-تدهور الذاكرة حيث تقل قدرة الفرد على استعداد و التعرف و زيادة األخطاء.
-اضطراب التفكير حيث يكون التفكير نمطي و جامد بدل من أن سكون إبتكاري.
2.7آثار فيزيولوجية :كما أن اإلجهاد يؤثر سلبا على النواحي الفيسيولوجية للفرد ،فالظروف الضاغطة
التي يتعرض لها الفرد تحدث تغييرات في وظائف األعضاء وإفراز الغدد وفي الجهاز العصبي ،ومن بين
الناتجة عن الضغط ما يلي:
اآلثار الفيزيولوجية ّ
الدموية،
ّ لمدة طويلة يؤدي إلى أمراض القلب و إضطرابات الدورة
زيادة إفراز األدرينالين في الدم ّ
ضيق التنفس وإرتعاش األطراف .
السرطان.
قرحة المعدة .
السكر.
الجلدية .
ّ األمراض
إضطرابات النوم.
أمراض القلب (العظيم ،2660 ،ص)44
3.7اآلثار السلوكية:
تتأثر المنظمة أيضا بما ينجز عن اإلجهاد من نتائج ،إيجابية كانت أم سلبية ،حيث تساهم هذه األخيرة منها
في ارتفاع التكلفة التي تتكبدها المنظمة كما يتضح من خالل الجدول التالي:
36
الفصل األول :اإلجهاد المهني
إنخفاض اآلداء: في الحماس فقدان أ- أ -المشاركة و العضوية :
المعنويات ،ضعف التحفيز ،عدم الرضى عم
الغياب،التأخير ،اإلضرابات و التوقفات ،ارتفاع
العمل.
معدل دوران العمل.
ب-جودة العالقات في العمل :عدم الثقة ،عدم
ب-المشاركة و العضوية:
االحترام،كراهية.
إنتاجية أقل كما و كيفا ،معدل الشكاوي مرتفع،
ج -انهيار خطوط اإلتصال:
نسبة الحوادث مرتفعة ،أعطال اآلالت كثيرة ،سوء
تدني معدالت اللقاءات ،تحريف الرسائل المتبادلة. إستخدام المواد ،ضياع الوقت.
تﻜمﻥ التأثيرات السلبية لظاهرة االجهاد المهني وراء تكبد المنظمات على ﺍختالﻑ ﺃنشﻁتها ﻭﺍلمجتمعات علـى
ﺍخـتالﻑ جنسياتها خسائﺭ هامة ،قـﺩﺭتها منﻅمـة ﺍلصحة العالمية OMSخـالل نـﺩﻭﺓ ﻭﺯﺍﺭية ﺃﻭﺭﻭبية حﻭل
ﺍلصحة العقلية في البلدان الخمسة عشـرﺃعضـاﺀ ﺍالتحـاﺩ ﺍألﻭﺭﻭب ـي ( )2110بأنه ـا تمثــل ف ـي ﺍلمتوسط ما
بيﻥ 0و% 0مـﻥ المنتوج الوطني الصافي أي ما يعادل 261مليار سنويا(.بن زروال،2101،ص )10و
عليه فإن الجهود المبذولة منذ عقود جاءت لتفادي هذه الظاهرة و وقاية اإلنسان من تأثيراتها السلبية أو
مساعدته على التكيف معه لذلك تتجلى حتمية اإلهتمام بكيفية قياس اإلجهاد والوقاية منه سواء على مستوى
الفرد أو المنظمة.
37
.9قياس اإلجهاد:
من المجاالت األساسية التي تولى أهمية خالل دراسة اإلجهاد كيفية تحديد هذا األخير و قياسه ،و لهذا
الغرض وجدت تقنيات و وسائل عديدة يمكن تصنيفها تصنيفات متنوعة ،تختلف باختالف ما يقاس من
مؤشرات تدل على المقياس.
تعددت مقاييس اإلجهاد في العمل ومحاولة ضبط درجته ومستواه ،من بين هذه المقاييس:
تم تصميمه من قبل فلوكمان والزاروس 0980لتزويد الباحثين بمقياس يهدف للكشف عن دور المواجهة في
العالقة بين اإلجهاد والتوافق ،ويهتم بتقدير األفكار والسلوكات التي يستعملها األفراد للمواجهة ،وقد استمد من
النظرية المعرفية الظواهرية لالجهاد و المواجهة لال ازريس و فولكمان.
ويركز أيضا على المواجهة كمجهودات معرفية وسلوكية إلدارة متطلبات خارجية أو داخلية خاصة
ومرهقة وتتجاوز الموارد الفردية ،ويتكون من 67بند يتوزع على 8مقاييس فرعية للمواجهة هي:
(عناب،2615،ص.)59
38
الفصل األول :اإلجهاد المهني
ويعد استبيان ) Job content Questionnaire (JCQلروبار كا ارزاك 0979 Robert Karasek
لمعرفة و تقدير مصادر اإلجهاد المهني المرتبطة بالعمل و المخاطر المتولدة عنها على صحة العامل.
يرى كراساك أن ارتفاع مستوى اإلجهاد مرتبط بالطلبات المرتفعة للعمل مع المستوى الضعيف للحرية في
اتخاذ القرار وعكس هذه الفرضية صحيح.
ثم قام )0991( Karasek et Hellemansبإضافة عنصر الدعم االجتماعي إلى النموذج .ثم إعادة
نموذج ك ارزاك من أجل اختبار البنية العاملية لألبعاد الثالثة ( :الحرية في اتخاذ القرار ،متطلبات العمل،
الدعم االجتماعي) (خالصي ،2614 ،ص )72
منطلق استبيان ك ارزاك من أن المستوى المرتفع في للحرية في اتخاذ القرار ،أو المراقبة تجعل من التأثي ارت
السلبية لمتطلبات المحيط المهني ال تؤثر بدرجة كبيرة على صحة الفرد.
ليكون سلم األبعاد على قاعدة التحليل العاملي إلدراك المواقف المجهدة في درجة معينة لكل عنصر ،يحدد
الموضوع (المفحوص) تردده وظهوره خالل فترة حديثة ،الدرجة تتحدد في 11نقاط :
32
وهو يعرض الصفات النفسية أوال في النسخة ، pss 10ثم ،pss 14ثم .pss 04و على
ررات خالل الفترة المحددة (عناب ،2615 ،ص )55
المفحوصين حساب التك ا
هذا المقياس يسمح بقياس الدرجة التي يدرك فيها الموقف على أنه مجهد ،يناسب مختلف األعمار ،و
تطبيقه سريع.
تحوي هذه االستبانة على 61بند ،التي تؤكد ارتباط مصادر اإلجهاد بالمستوى العام والجزئي للتنظيم( .بن
زروال،2118،ص)007
الفائدة من هذا المقياس أنه يبين ويوضح لنا أي المؤسسات عرضة لمستوى مرتفع جدا من اإلجهاد.
أصبحت ظاهرة اإلجهاد المهني حقيقة وواقع نحيا فيه ،وهذا ناتج عن كثرة األعباء والمطالب التي تفوق قدرة
مما يوّلد الشعور باإلجهاد ،وال يكاد كل جانب من جوانب
الفرد على تحملها ،مواجهتها والسيطرة عليهاّ ،
الحياة اإلقتصادية ،اإلجتماعية المهنية تخلو من مصادر هذا اإلجهاد.
40
تمهيد
-Iالقياس النفسي
-2مفهوم القياس
-4مستويات القياس
-IIالمقاييس النفسية
خاتمة الفصل
الفصل الثاني :المقاييس النفسية و خطوات بنائها
تزامن وجود القياس وقيمته مع ظهور اإلنسان نفسه ،الذي كان يفاضل بين األسباب والقربات ويقارن بين ما
لديه وما لدى غيره مما ولد صراعا ازليا اليزال قائما الى حد اليوم .والذي اتخذ في الراهن أشكاال مختلفة
ومتنوعة ،تأسست أساسا على المقارنات الفردية واالجتماعية واالقتصادية والحضارية وحتى التاريخية القائمة
بين األشخاص والجماعات والدول والمنظمات ،والقياس النفسي كغيره من أنواع القياس ومنذ أن وضعت
لبناته االولى في لبزيج بالمانيا مرو ار بمختبرات كاتل ومؤلفات ثورندياك وغيرهم من العلماء ،خطى خطوات
عمالقة في جميع مجاالت علم النفس والتربية ،من خالل قياس الشخصية والقدرات والسمات وتطوير
اختبارات تبحث عن أسباب اداء الفرد في تاريخ خبراته وسيرته الذاتية االرتكاسية ،وكما تقول انستازي هذا ما
ساعد في فهم استجابات الفرد ،وتفسير سلوكه ،ومحاولة إماطة اللثام االسود عن عملياته الذهنية والنفسية
مما أفضى إلى وضع قواعد لتحليل وفهم التنبؤ بالظاهرة اإلنسانية ،غير أن هذا المسعى الزال طويال ومعقدا
بدا القياس النفسي مواكبا في تقدمه لعلم النفس مع المحاوالت الجادة لدراسة الظواهر السيكولوجية من منظور
علمي يقوم على المالحظة المضبوطة بعيدا عن التأمل العقلي ،يمكن البدء بفونت الذي كان يشجع تماما
قياس الوظائف النفسية المختلفة رغم اهماله لمشكلة الفروق الفردية التي تعد الجوهر التي يقوم عليها القياس
النفسي ،والعالم كاتل كان يقوم ببحوث متميزة فقد كان مهتما بالفروق الفردية وقياسها .دراسة كاتل لزمن
الرجع أدت الى اثراء جانبين هاميين االول هوقياس سرعة العمليات االدراكية في درجات مختلفة من التعقيد
والثاني هو استخدام مناهج التصنيف في تجارب التداعي ،ورغم ذلك يعد جالتون المكتشف الحقيقي لمجال
الفروق أهمية العميقة التطورية بنظرته جالتون بين فقد والمقاييس الفردية الفروق
الفردية(.العبيدي،2611،ص)35
41
-1-1القياس والتخلف العقلي:
كان مجال التخلف العقلي أكثر المجاالت التي برزت من خاللها مشكلة القياس والتمييز بين األفراد وقد بدا
االهتمام بمشكلة التخلف مبك ار خالل النصف األول من القرن التاسع عشر وكانت ابرز االنجازات هي تلك
التي قدمها جان اسكيورول الذي قدم تفرقة بين المرض العقلي والتخلف العقلي .وقد قام بتحديد مستويات
للتخلف العقلي .أما العالم سيجوين قام بعمل رائد وهو تدريب وتنمية المتخلفين عقليا واهتم أيضا بمحاولة
العثور على محك للتمييز بين مستويات التخلف العقلي .وتعود أهمية اسكيورول وسيجوين في تاريخ القياس
الى أن كليهما أكدا أهمية مشكلة التخلف العقلي وتمييز مستويات هذا التخلف وتصنيفه ،وهي المشكلة التي
كانت محور االهتمام في بدايات القرن العشرين والتي من خاللها طور بينييه مقاييس الذكاء
(وجدان،2102،ص)00
ظل بينييه مشغوال خالل تسعينات القرن التاسع عشر بمحاولة ايجاد وسيلة مناسبة لقياس الذكاء وبعد أن
نشر في سنة 0910دراسته التجريبية عن عمليات التفكير عينه وزير التعليم العام الفرنسي عضوا في لجنة
الفصول الخاصة في المدارس ،وكانت مهمة هذه اللجنة أن تجد الوسيلة المناسبة لعزل غير المستفيدين من
البرامج التعليمية المدرسية مع التمييز بين فئتي "المتخلفين عقليا" و"البلداء" ،ونتيجة إلدراك بينيه أن القدرة
العقلية تنمو مع الطفل بقدر نضجه فقد قدم في سنة 0910مجموعة االختبارات التي تقيس الذكاء مرتبة من
األسهل الى األكثر صعوبة وتضمنت مجموعة االختبارات أعماال مثل تسمية أشياء أو مقارنة أطوال أو
أظهرته الممارسة العملية من أن بعض تكرار رموز معينة أو تكميل جمل أوفهم أسئلة ،ونتيجة لما
االختبارات أكثر صعوبة بينما البعض االخر أكثر سهولة في المستويات العمرية التي حددت لها قام بينيه
بتعديل القياس سنة 0918مرتبا االختبارات من حيث الصعوبة لتناظر مستويات عمرية تبدأ من 0سنوات
حتى سن 02عام .وقد حدد المستوى العمري الذي يستطيع الطفل المتوسط في هذا العمر المعين أن يجتاز
42
الفصل الثاني :المقاييس النفسية و خطوات بنائها
اختباراته بنجاح ويحدد العمر العقلي للطفل وفقا لدرجته على هذا القياس ،فإذا استطاع طفل في السادسة من
عمره اجتياز اختبارات المستوى العمري سبع سنوات فان عمره العقلي هو سبع سنوات واذا لم يجتز طفل في
السادسة من عمره اال اختبارات مستوى األربع سنوات فان عمره العقلي هو أربع سنوات.
(وجدان،2612،ص)34
ففي الواليات المتحدة حدث أول تطبيق حقيقي الكتشافات كاتل في مجال الفروق الفردية وذلك عندما بدا
كاتل يطبق اختباراته على الطالب المستجدين في جامعة كولومبيا ،وتضمنت اختبارات لقياس التداعي الحر
والتداعي المقيد وبعض العمليات االدراكية وزمن الرجع والذاكرة ،واستخدمت بعد ذلك االختبارات التي أطلق
كاتل عليها اسم االختبارات العقلية في قياس الوظائف البسيطة وعمليات التداعي ،وقام كيرك باتريك باختبار
اعداد كبيرة من األفراد كما قام بمقارنة درجات هؤالء األفراد على االختبارات العقلية بتحصيلهم الدراسي ،وقام
كيلي بمقارنة أداء الراشدين األسوياء بأداء أطفال متخلفين باستخدام هذه االختبارات ،وتمكن في نهاية 0907
من تجهيز ( )31526اختبار مقننا باستخدام اختبارات الذكاء ،واعتمد على نتائج هذه االختبارات في تحويل
منخفضي الذكاء إلى أعمال مناسبة مع استبعاد المتخلفين عقليا كما استخدمت بالمثل اختبارات الشخصية
الستبعاد المضطربين بعد فحص سيكاتيري سريع ،وترتب على تزايد الحاجة الختبار هذه األعداد الكبيرة
تصميم اختبارات أيسر وأسهل في التطبيق وكانت اشهر هذه االختبارات (اختبار الفا واختبار بيتا) للجيش،
ويستخدم اختبار الفا في حالة المتعلمين الذين يقرؤون ويكتبون بينما يستخدم بيتا لألميين .ويتضمن اختبار
الفا بنودا لقياس القدرة على تنفيذ التعليمات وتكملة الجمل وتكملة سالسل األرقام والمتشابهات والمعلومات
ورتبت البنود فيه متدرجة في الصعوبة وحدد زمن األداء .ويحتوي اختبار بيتا متاهات ومكعبات ورموز أرقام
وتكميل صور وتصميمات هندسية وهو مصمم لقياس القدرات الفطرية (العبيدي،2611،ص)30
43
لم يقتصر ميدان قياس الذكاء على مقياس ستانفورد_بينيه فقد ظهر سنة 0909مقياس وكسلر_بلفيو الذي
وضعه ديفيد وكسلر في محاولة لتطوير قياس الذكاء ،والفروق الجوهرية بين مقياس وكسلر بلفيو ومقياس
ستانفورد_بينيه هي أن مقياس وكسلر بلفيو يقدم درجة للذكاء األدائي أو الغير اللفظي ،أما اختبار وكسلر
اختبارات لفظية هي المعلومات العامة والمفردات والفهم ومدى األرقام والحساب والمتشابهات..
واالختبارات األدائية هي ترتيب الصور تكميل الصور رسوم المكعبات الرموز تجميع األشياء.
وتستخلص من المقاييس اللفظية نسبة ذكاء لفظية ويستخرج من المقاييس األدائية نسبة ذكاء أدائية كما
نستخلص نسبة الذكاء الكلية من مجموع الدرجات الموزونة لكل من المقاييس اللفظية واألدائية ،وأهمية
التطور الجديد الذي يمثله اختبار وكسلر تتمثل في انه وفر مقاييس أدائية جديدة لقياس ذكاء أولئك الذين ال
يجيدون القراءة أو الكتابة أومن يعانون من بعض أشكال القصور في استخدام أو الصم.
-2مفهوم القياس:
لغة :ماخوذ من الفعل :قاس ،اي قد ،ويقال :قاس الشيء بغيره أو على غيره اي قدره على مثاله
(عيسوي ،2667،ص)17
وقد ورد في قاموس وبستر "إن القياس هو التحقق بالتجربة أو االختبار من المدى أو الدرجة أو
الكمية أو االبعاد أو السمة بواسطة معيار ،وكما نرى فإن جميع مفردات هذا التعريف تتضمن
ويذكر ENGLICH 1958أن كلمة قياس تستخدم في معان كثيرة سواء بوصفها فعال أواسما ،ومن هذه
المعاني مايلي:
44
الفصل الثاني :المقاييس النفسية و خطوات بنائها
انها النتيجة التي نحصل عليها من عملية القياس ،اي النتيجة التي نحصل عليها من عملية قياس شئ ما،
باإلضافة الى تحديد كمه تقدي ار لوجوده أو غيابه ،أو وجود أو غياب خاصية من خصائصه انها الوحدة أو
المعيار المستخدم في القياس ،كأن نقول أن قياسنا باألمتار أو الجرامات أو الساعات أو الدقائق أو غير ذلك
من الوحدات المستعملة في المقاييس المختلف تعبر عن التقدير احصائي لخصائص القياس ،فالمتوسط
الحسابي مقياس ،واالنحراف المعياري مقياس ،واالرتباط مقياس ،ويعبر كل منها عن خاصية
(الشامي،2665،ص)64
لذا يمكن تعريف القياس بأنه :العملية التي نحدد بواسطتها كمية ما يوجد في الشئ من الخاصية أوالسمة
التي نقيسها.
القياس عبارة عن جمع المعلومات والمالحظات الكمية عن الموضوع الم ارد قياسه (رمزية،1277،ص ،)10وكما
ذكر "أنجلش" و"أنجلش" )8591( " English "& "English"،أن كلمة قياس تستخدم في عدة معان حيث
تستخدم للتعبير على عملية القياس ،وعلى نتائج القياس ،وعلى األدوات المستخدمة في القياس ،وعلى
وحدات القياس ،وعلى وحدات المقاييس ،أو بوصفها فعال للتعبير على عملية تقدير المدى أو الفترة أو البعد
أو كمية الشيء (بوسنة د،2012،ص ،)53والقياس في علم النفس وعلوم التربية ،ينسب إلى علم القياس
النفسي ،هذا األخير الذي ظهر مع "فرانسيس غالتون" ،" Francis Galton"،والذي يعرف باسم (أب علم
النفس الفارقي) ،ومن خالل سعيه ل دراسة أنماط الشخصية وتصنيفها ،والتي كانت البدايات األولى لظهور
القياس النفسي ،والتي تلتها سنة ( )8599جهود "ألفريد بنيه" " Alfred Binet"،لبناء مقياس للذكاء بالتعاون
مع "تيودور سيمون" " Théodore Simon"،وصوال إلى جهود "ثروستون.ل.ل" " L.L. Thurstone"،عام
( )8599بجامعة شيكاغو ،في نفس الوقت الذي صدرت فيه الطبعة األولى من كتاب "جلفورد"J.P. "،
45
"Guilford’sبعنوان (مناهج القياس النفسي) عام ( ، )8591تلته جهود العديد من الباحثين من أجل الوصول
إلى بناء علم قائم بذاته ،وقادر على تشخيص الظواهر النفسية (نصراوي ،2015 ،ص)84
القياس النفسي هو عملية وصف المعلومات وصفا كميا ،أو بمعنى آخر استخدام االرقام في وصف وتبويب
وتنظيم المعلومات أوالبيانات في هيئة سهله موضوعية يمكن فهمها ومن ثم تفسيرها ،والقياس النفسي كما
وصفه كامبل " :هوعملية تحويل وصف الظواهر الى ما هوأسهل من حيث التعامل وأكثر طاعة وقابلية الى
بناءا على كل ما سبق نستخلص أن القياس النفسي يحاول معرفة داللة وطبيعة الخاصية النفسية من خالل
إعطاء تقدير كمي لظاهرة نفسية معينة ،ومقارنته بوحدة معيارية متفق عليها ،شرط أن تكون هذه الوحدة أو
الكمية المعيارية أو المقدار المقنن من نفس الشيء أو الخاصية موضوع القياس ،وذلك بغرض الكشف عن
من هذا السياق يمكا تعريف القياس النفسي على أنه وسيلة لفهم اإلنسان كفرد و عضو في المجتمع ،وهو
الوسيلة التي يمكن من خاللها معرفة خصائص األفراد و ميوالتهم وقدراتهم وما يمكن لهم أن يحققوا من
إنجازات.
-4مستويات القياس
سبق وأشرنا إلى أن القياس بمعناه الواسع يعنى استخدام األرقام في وصف األحداث واألشياء بناء على قواعد
معينة ،وهذا يعني أنه عند تغيير هذه القواعد أوعند استخدام األرقام تحت قواعد مختلفة فإننا سنحصل على
نتائج مختلفة .وعليه يمكن أن نميز بين أربعة مستويات من مستويات القياس على أساس القاعدة التي يتم
استخدام األرقام بناء عليها في وصف األشياء واألحداث وخصائص االختبار الناتج وما يتطلبه من معالجة،
46
الفصل الثاني :المقاييس النفسية و خطوات بنائها
0-0المستوى االسمي :يعتبر هذا المستوى من القياس ابسط المستويات اذ انه يستخدم األرقام من اجل
الداللة على األشياء أو مجموعات األشياء ،فعلى سبيل المثال نستخدم األرقام من اجل الداللة على السيا ارت
ا لمختلفة اذ أن لكل سيارة رقم خاص تصنف به كما يمكن أن تستخدم كذلك للداللة على مجموعات األشياء
حيث نقول (المجموعة رقم 0والمجموعة رقم ) .....2واألرقام المستخدمة في حد ذاتها ال معنى الجراء أي
2-4المستوى النسبي :ويمكن بهذا المستوى من القياس أن نحدد النسبة بين أي درجتين أو مقياسين بدقة
تامة أذ أن الوحدات متساوية تساويا حقيقيا ،ومن أمثلة هذه االختبارات تلك التي تعتمد على األشكال
الهندسية أو الصور الناقصة أو الصور المختلفة وغير ذلك ،والكثير من المقاييس التي نستخدمها في علم
النفس ال ي مكن اعتبارها مقاييس نسبة ،وإن كان عدد قليل يمكن اعتباره كذلك ،وهذه المقاييس القليلة توجد
عادة عندما يكون هنالك إمكانية قياس خاصية عقلية باستخدام وحدات فيزيائية من نوع ما ،فعندما نقيس زمن
الرجع ،مثل قياس استجابة السائق بكبح الفرامل عند رؤية الضوء األحمر ،هنا نالحظ أنها عملية عقلية يمكن
إعطاؤها قيم عددية فيزيائية ،كما يمكن إخضاع درجات هذا القياس لكل العمليات الحسابية.
3-4المستوى الرتبي :تستعمل مقاييس الرتبة لترتيب األشياء والخصائص بناء على مقدار الصفة المقاسة،
وتساعدنا مقاييس الرتبة على التمييز بين أعضاء الفئة بناء على بعض الصفات ،فمثال اذا كان لدينا عشرة
أطفال نريد ترتيبهم حسب طول قامتهم ،فأن نعطي (الترتيب 0ألطولهم والترتيب 2للذي يليه والترتيب 0
للذي يليه) ،لكننا ال نعرف الفرق بين األول والثاني وال نعرف فيما اذا كان الفرق بين الرتبة األولى والثانية
مساويا للفرق بين الرتبة الرابعة والثالثة ،وعلى الرغم من أن مقاييس الرتبة تعطي لنا معلومات أكثر من
المقاييس االسمية غير أنه تبقى نوعا ما عامة ،ومع هذا فهي تبقى من أكثر المقاييس المستعملة في
الدراسات النفسية كالمقاييس السوسيومترية في قياس العالقات االجتماعية .ال نستطيع أن نستعمل مع هذا
النوع من االختبار العمليات الحسابية كالجمع والطرح والضرب والقسمة ،وال نستطيع استخدام متوسط الرتب
47
أو انحرافها المعياري ،واألساليب االحصائية التي تستعمل في هذا النوع من المقاييس هي التابعة لالحصاء
الالبارامتري ،ومن أشهرها معامل ارتباط الرتب ،وتحليل التباين الالبارامتري لكروكسال .
4-4مستوى المسافات المتساوية :يعد هذا النوع أكثر دقة من المستويات السابقة الذكر ،وذلك العتماده
على وحدات متساوية ،وعليه فان قيمة وحدات متتالية في هذا االختبار تتساوى مع وحدات متتالية في وسط
هذا االختبار أوفي أخره أوفي أي مكان أخر فيه معظم االختبارات المستخدمة في قياس الذكاء ،والتحصيل
الدراسي ،واالستعدادات والميول ،تعتمد على مستوى المسافات المتساوية ،غير أنه في هذا المستوى ال يمكننا
أن نقول مثال أن نسبة الذكاء ( )061هي ضعف نسبة الذكاء ( )81أو أن تحصيل الطالب الذي حصل في
اختبار تحصيلي على الدرجة ( )00هو ضعف تحصيل الطالب الذي حصل على ( ،)7وذلك لعدم وجود
"الصفر المطلق" أو الحقيقي على تدريج االختبار ؛ اذ ال يوجد فرد ذكاؤه أو تفاؤله يساوي الصفر ،فمن
المنطقي أن كل فرد يملك من الذكاء أو التحصيل الدراسي ولو نسبة ضئيلة ،ويمكن أن يناظر الصفر
االعتباري في االختبارات والمقاييس النفسية والتربوية متوسط توزيع درجاتها .ويجتهد علماء النفس والقياس
في الوصول الى مستوى المسافات المتساوية في االختبارات النفسية والتربوية ليتمكنوا من مقارنة أداء األفراد
بعضهم البعض في السمة المراد قياسها ب درجة دقة تصل بالباحث في النهاية الى وصف السلوك وصفا
موضوعيا (نصراوي،2619،ص)5،7
يمكن في هذا المستوى اخضاع األرقام المتحصل عليها لجميع العمليات الحسابية ما عدا القسمة التي تتطلب
صف ار حقيقيا ،كما يمكن استخ ارج المؤشرات االحصائية المعروفة فب علم النفس للقيم المتحصل عليها
(األساليب االحصائية الالبراماترية والبارامترية) والتي تفترض أن يكون ميزان القياس متساويا.
من خالل عرضنا السابق لمستويات القياس األربعة ،نستخلص أن تطبيق االختبارات يتطلب معرفة مستوى
القياس الذي ينتمي إليه هذا االختبار ،من أجل معرفة األساليب اإلحصائية التي يستطيع الباحث استخدامها
لمعالجة البيانات وإتاحة إمكانية تفسيرها وتحليلها ،وبالتالي فهم الخاصية المراد دراستها.
48
الفصل الثاني :المقاييس النفسية و خطوات بنائها
-IIالمقاييس النفسية:
لكي تتم عملية القياس ال بد من استخدام أداة قياس معينة تنسجم مع طبيعة السمة أو الخاصية موضوع
القياس ،واالختبار النفسي يقيس سمة محددة ليعطي درجة أو قيمة كمية بمقدار السمة ،والباحث إما أنه يجد
االختبار جاه از فيقرر مدى صالحيته لقياس السمة عند أفارد يتميزون بخصائص معينة ،فيطبق االختبار
عليهم ،وقد ال يجد الباحث اختبار جاه از يناسب طبيعة السمة التي يريد قياسها أوال تتناسب وخصائص
العينة ،كما يمكن أن تكون االختبارات المتوفرة ال تحقق أهداف البحث ،في هذه الحالة على الباحث أن يقوم
ببناء اختبار وفق منهجية وخطوات معينة ومتعارف عليها بين المختصين في بناء االختبارات وفي هذا
االختبار يحرص الباحث على أن تكون ب نوده عينة ممثلة فعال للمجال السلوكي المارد قياسه بطريقة غير
مباشرة ،بمعنى على درجة مقبولة من الصدق .فاالختبارات في علم النفس والتربية أنماط مختلفة ،فهناك
اختبارات أدائية وأخرى تحريرية والبعض منها شفوية واألخر كتابي ،وتطبيق هذه االختبارات يعطينا وصفا
وفيما يلي مجموعة من التعريفات التي تناولت المقياس( :نصراوي ،2017 ،ص )23-22
تعريف كرومباخ (" :)Cronbach,1961هو طريقة منظمة للمقارنة بين سلوك شخصين أو أكثر"
ويعرفه ساكس (" : )sax 1974بأنه مطلب أو مجموعة من المطالب تستخدم للحصول على
مالحظات منظمة يفترض أنها تمثل سمة نفسية أو تربوية" ويعرفه نيتكو (" :)Nitko 1983بأنه إجراء
منظم لمالحظة ووصف سمة أو أكثر من سمات الفرد باالستعانة بميزان قياس أو نظام تصنيف
معين".
42
ويعرفه شيس ( : )Chaseبأنه أداة قياس مقننة أو أسلوب منظم يصمم للحصول على قياس
موضوعي لعينة من السلوك بهدف موازنة أداء الفرد بمعيار أو بمستوى أداء محدد.
والمالحظ أن هذا التعريف شامل لكل التعاريف السابقة باعتبار أنه شامل لمراحل بناء المقاييس واالختبارات
من خالل ما سبق يمكن القول أن المقياس النفسي هو جملة من المثيرات التي صممت ووضعت باستخدام
أسلوب منظم ،وموضوعي ،وسنسعى من خالل تصميمنا لمقياس االجهاد إلى تحقيق هاتين الخاصيتين
تعد خطوة تحديد تحديد الهدف من المقياس ومبررات تصميمه من أهم الخطوات وأولها نظ ار ألنها تتيح للقائم
بتصميم المقياس الوصول للمداخل واألفكار الرئيسية التي سوف يستند اليها في تصميمه ،فعلى سبيل المثال
قد تكون الفكرة التي تقف وراء المقياس جمع كافة األعراض العصابية الموجودة بمراجع الطب النفسي في
قائمة تساعد على التشخيص ،وتقوم هذه الخطوة بدور الموجه الذي يعين مصمم المقياس خالل الخطوات
التالية على اعداد مقياسا يفي بالغرض المطلوب ،ويقصد بتلك الخطوة تحديد الخدمة المطلوبة من المقياس
50
الفصل الثاني :المقاييس النفسية و خطوات بنائها
أن يقدمها ،أو الهدف المراد تحقيقه من وراء المقياس ،وتنقسم تلك األهداف الى نوعين هما :
(عيسوي،2667،ص)04
ال بد للخاصية المقاسة أن تستند الى أساس نظري يبرر مشروعية تناولها ويعرفها ،وقد يكون المقياس معد
في األصل للتأكد من مدى جدوى النظرية التي تفسر السمة أو الخاصية المقاسة ،والنتيجة المستخلصة قد
تفيد النظرية أو تعدي لها ،فضال عن أن االطالع على األطر النظرية للخاصية المستهدفة بالقياس قد يزود
الباحث باألهمية النسبية للعناصر الفرعية المكونة للخاصية ومن ثم تمثل العناصر في بنود المقياس فيما بعد
51
لغرض اعداد فقرات المقياس يجب االطالع على الدراسات السابقة للسمة المختارة (مشكلة البحث) وكذلك
االطالع على المقاييس السابقة ذات العالقة ومن ثم اجراء استبيان استطالعي على عينة مختارة يطلب منهم
كتابة فقرات لكل مجال من المجاالت بعد اعطائهم سؤال كعبارة ايجابية وكعبارة سلبية لكل مجال .اختيار
عبارات المقياس ،وتركيب العبارة في حد ذاتها ،يعتبر أساسا ضروريا ،وهذا يعني انتقاء عباراته وتركيبها
توجد أشكال عدة لالستجابة على الفقرات أو الوحدات التي يتكون المقياس ويتوقف اختيار أي منها على
هدف المقياس ويجب أن يراعا في اختيار بدائل االجابة على المستوى الثقافي والتحصيل العلمي للمفحوص،
فال يمكن أن نعطي بدائل االجابة عينها لطالب ابتدائية ولطالب جامعي في قياس خاصية معينة .مثال
عندما يكون السؤال أو الفقرة موجهة لطالب في المرحلة االبتدائية أو المتوسطة أو شخص لم يحصل على
فرصة كبيرة في التعليم فال يصح أن نعطي بدائل اجابة متقاربة المعنى (الى حد ما ،بدرجة قليلة ،غالبا،
عادة ،ابدا تقريبا ،دائما تقريبا) فهذا الشخص عادة ال يميز بين هذه الفوارق القليلة) وهكذا ،ويمكن لمصمم
ا لمقياس أن يختار من بين هذه األشكال كيفما يشاء لتحقيق الغرض من القياس ،كما يستطيع أن يستخدم
-االختيار بين بدائل على متصل( ،موافق بشدة ،موافق ،محايد ،معارض ،معارض بشدة ).
-اعادة الترتيب.
52
الفصل الثاني :المقاييس النفسية و خطوات بنائها
-5-2صالحية الفقرات:
بعد أن تكتمل صياغة مجاالت وفقرات المقياس تعرض بصيغتها األولية على الخبراء لإلقرار صالحيتها
وابداء مالحظاتهم بحذف قسم من الفقرات وتعديل أخرى وتجزئة قسم منها ،ثم تأخذ نسبة اتفاق ألراء الخبراء،
ونستطيع أخذ نسبة اتفاق ( 11بالمئة فما فوق ) ،وبعد اجراء التعديالت على الفقرات ،نستبقي الفقرات
من اجل أن تكتمل صورة المقياس ومن اجل تطبيقها على المفحوصين ،يتم اعداد تعليمات المقياس،
واألفضل عدم ذكر اسم المقياس ،وعدم ذكر اسم المفحوص ،وطمأنة المفحوص بأن االجابة ستحظى بسرية
بعد االنتهاء من اعداد تعليمات المقياس يتم أجراء التجربة االستطالعية أوعدة تجارب عينة مختارة ونستطيع
أن نختارها من مجتمع البحث ،ونستفيد من التجربة االستطالعية أونرجعها ،وأن األهداف من التجربة
الصالحة وابعاد الفقرات الغير صالحة استنادا الى قوتها التمييزية ،تمهيدا لتهيئة الصيغة النهائية للمقياس قبل
- 7-2تطبيق المقياس وتصحيحه :المقصود بتطبيق المقياس هوتنفيذه على العينة وبعد االنتهاء من
تطبيق المقياس ،يتم تصح يح اجابات المفحوصين على ضوء المفتاح الذي يعطى لمقياس التقدير ( بدائل
االجابة ).
تتفق المقاييس النفسية في خطوات إعدادها ،لكنها تتفاوت في درجة اإلهتمام ببعض الخطوات ،فالمقاييس
المقننة التي تنجز من قبل فريق من المختصين في مراكز متخصصة ذات خصائص تختلف في جودتها عن
تلك التي تطور من قبل فرد واحد ألن عملية إعداد وبناء المقاييس تتطلب وقتا طويال وتحتاج إلى عدة
محاوالت من التجريب.
يقصد بالخصائص السيكومترية تلك الصفات الضرورية والمتعلقة بمدى فاعلية بنود االختبار وكذلك بالصدق
والثبات وما يرتبط بهما من معامالت تمييز ومستويات السهولة والصعوبة ومعايير تفسير النتائج التي يتم
التحقق منها بعد تطبيق االختبار تطبيقيا تجريبيا ،وتعتمد جودة االختبار وموضوعيته على مدى توفر درجات
ياتي معنى الثبات في صورة مختصرة هو ضمان الحصول على نفس النتائج تقريبا اذا أعيد تطبيق االختبار
على نفس المجموعة من األفراد ،وهذا يعني قلة تأثير عوامل الصدفة أو العشوائية على نتائج االختبار ،ومن
هذا يمكن أن نستنتج العالقة القوية بين وحدات االختبار واألداء أنما هو دالة القدرة أو الخاصية.
54
الفصل الثاني :المقاييس النفسية و خطوات بنائها
ال يكون االختبار ثابتا اال اذا أعطى االختبار نفس النتائج تقريبا اذا أعيد تطبيقه على نفس المجموعة من
األفراد.
بناء على المفهوم السابق فان ثبات االختبار يعني أيضا داللة االختبار على األداء الفعلي أو األداء
الحقيقي للفرد ( هذا األداء الحقيقي يعبر عنه بالدرجة الحقيقية التي يحصل عليها الفرد في اختبار ما)
(العبيدي،2611،ص)95
أنواع الثبات:
يمكن تلخيص طرق تقدير ثبات درجات المقياس من خالل الشكل التالي:
طريقة إعادة التطبيق تعني أن يعطى المقياس مرتين لنفس المفحوصين ،ويكون بين المرتين فاصل زمني قد
يكون طويال أو قصي ار حسب الظروف التي تواجه عملية القياس أو تتطلبها الحالة ،ويتم حساب معامل
االرتباط بين درجات التطبيقين األول والثاني و يجب على الباحث مراعاة طبيعة البيانات ،فيمكن استخدام
معامل ارتباط بيرسون إذا كانت البيانات من النوع المتصل ،أما إذا كانت البيانات من النوع المنفصل فيفضل
استخدام معامل ارتباط سبيرمان للرتب ،إال أنه في حالة وجود درجات أو قيم مماثلة كثيرة ،أي نفس الدرجة
تتكرر لدى عدد األفراد فإنه ال يفضل استخدام معامل سبيرمان بل يفضل استخدام معامل ارتباط "كاندل"
طريقة الصور المتكافئة تعتبر من بين الطرق التي تستخدم لتقدير معامل ثبات درجات المقاييس واالختبارات
النفسية ،وفي هذه الطريقة يشترط توافر صورتين من المقياس الذي يقيس السمة موضوع الدراسة ،كما
ويفترض تكافؤهما في المحتوى ،أي أن تكون البنود في كال الصورتين متكافئتين في السهولة والصعوبة وكذا
في طبيعة المواضيع التي تتناولها هذه الصور ،ومن أجل تقدير معامل الثبات بهذه الطريقة يتم استخراج
معامل االرتباط بين درجات المفحوصين الذين تم تطبيق الصورة األولى عليهم ،والذين طبقت عليهم الصورة
الثانية من المقياس ،وتجدر اإلشارة إلى أن طريقة الصور المتكافئة تبرز االتساق في االستجابة على عينات
البنود والفقرات المقدمة من خالل صورتين أو أكثر ،كذلك يتبين من خالل هذه الطريقة االستقرار عبر فترة
زمنية معينة ،ومن أجل الحصول على معامل ثابت مرتفع يفترض أن تكون االستجابة على الصورتين
متماثلة ،حيث أنه كلما زاد التباين كلما تأثر معامل االرتباط ،وبالتالي ثبات المقياس (عبد الرحمن
،1779،ص. )174
تستخدم هذه الطريقة عادة عندما تكون إعادة تطبيق المقياس مكلفة جدا ،أو أن يكون هناك احتمال لتضليل
استجابات المفحوصين عند تطبيق المقياس مرتين أو تطبيق صورتين؛ لكن التحدي المطروح هنا والذي
يواجه طريقة تقدي ر الثبات من خالل التجزئة النصفية للمقياس هو كيفية تجزئته إلى نصفين متكافئين ،حيث
أن معظم المقاييس خاصة تلك التي ترتب مفرداتها وفقا لمستوى الصعوبة يكون نصفها األول أيسر من
نصفها الثاني ،إضافة إلى تدخل عوامل انخفاض الدافعية والتعب والتي يكون لها تأثير على األداء في الجزء
الثاني من المقياس ،ومن ثم فإن الطريقة األكثر شيوعا في االستخدام ،واألكثر مالئمة للحصول على نصفين
متكافئين هي مقارنة درجات البنود الفردية للمقياس بدرجات البنود الزوجية التي تم ترتيبها وفقا لمستوى
الصيغة ( )08لكيودر و رتشاردسون (( :) Richardson & Kuder Formula 21بوسالم عبد العزيز،
،2014ص)27
يعتبر معامل ألفا لكرونباخ ( )8598والذي يرمز له عادة بالحرف الالتيني ( ) من أهم مقاييس االتساق
الداخلي لالختبار ،ومعامل ألفا يربط بين ثبات االختبار ككل بثبات بنوده ،فازدياد قيمة تباينات البنود بالنسبة
إلى التباين الكلي يؤدي إلى انخفاض معامل الثبات ،وانخفاضها (تجانسها) يؤدي إلى ارتفاع معامل الثبات
(معمرية،2669 ،ص.)154
وتجدر اإلشارة إلى أن المعادالت المستخدمة في تقدير ثبات المقياس متعددة إذا ما كانت اإلجابة متعددة
من شروط القياس الجيدة يوجد شرط يتصل بقدرة األداة نفسها.قدرتها على أن تميز بين أداء األفراد بحيث
تختلف درجة الفرد صاحب األداء الضعيف عن درجة الفرد صاحب األداء العالي أوالمتميز .وهذا ما نسميه
بصدق أداة القياس.فاالختبار الصادق (الصحيح) هواالختبار الذي يقيس ما وضع لقياسه ،والصدق في هذا
االطار يعني الى أي مدى أوالى أي درجة يستطيع هذا االختبار قياس ما قصد أن يقاس به.وال يكون
57
أن يكون االختبار قاد ار على قياس ما وضع لقياسه ،بمعنى أن يكون االختبار ذا صلة وثيقة بالقدرة
التي يقيسها.
أن يكون االختبار قاد ار على قياس ما وضع لقياسه فقط .بمعنى أن يكون هذا االختبار قاد ار على أن
يميز بين القدرة التي يقيسها والقدرات األخرى التي يحتمل أن تختلط بها أو تتداخل معها.
أن يكون االختبار قاد ار على التمييز بين طرفي القدرة التي يقيسها .بمعنى أن يميز بين األداء القوي
هذه هي المفاهيم الثالثة األساسية لصدق االختبار ،وربما كانت أيضا األساس الذي عليه يمكن أن نشير الى
أنواع الصدق:
ويمكن توضيح هذا التقسيم لطرق الحصول على صدق درجات المقياس كالتالي:
صدق المحتوى :هذا النوع من الصدق يقوم على مدى تمثيل االختبار أو المقياس للميادين أو الفروع
المختلفة للقدرة التي يقيسها ،وكذلك التوازن بين هذه الفروع أو الميادين بحيث يصبح من المنطقي أن يكون
58
الفصل الثاني :المقاييس النفسية و خطوات بنائها
محتوى االختبار صادقا ما دام يشمل جميع عناصر القدرة المطلوب قياسها ويمثلها ،ويقرر هذا النوع من
الصدق أيضا مجموعة من المتخصصين في مجال القدرة أو السمة التي يقيسها االختبار.
يطلق أحيانا على الصدق المرتبط بمحك اسم الصدق الواقعي أو العملي ،ويقصد به مجموعة اإلجراءات التي
نتمكن من خاللها من حساب االرتباط بين درجات االختبار وبين محك خارجي مستقل هو السلوك نفسه أو
النشاط الذي يتناوله االختبار أو المقياس بالقياس ،ويشير المحك إلى مقياس موضوعي مستقل عن المقياس،
نتحقق من خ الله من صدق مقياس آخر ،أو هو ميزان نحدد به مدى صالحية مقياس معين ،فالصدق
المرتبط بالمحك أو الميزان يدل على مدى قدرة المقياس على التنبؤ بسلوك األفراد في مواقف محددة أو
والتكوين الفرضي هو تصور فكرى متعلق بالمفهوم وأبعاده ،أو هو أفضل ما يتوصل إليه العلماء في وقت ما
لتوضيح سمة معينة ،وصدق التكوين الفرضي يركز على وجود مؤشر أو دليل على أن درجات أداة القياس
تقيس المفهوم النظري أو السمة المراد قياسه ،فعلى سبيل المثال نجد النضج االجتماعي على أنه مفهوم
نظري ال يمكن قياسه بشكل مباشر ،ونجد أن التكوين الفرضى لهذا المفهوم هو تعريفه اإلجرائي ،والذي يضم
عناصر ومكونات تعريفه اإلجرائي التي نعتقد انه بإمكاننا أن نقيس أو نصف المفهوم من خاللها(مساعدة
الذات ،التوجية الذاتي ،المهنة ،االتصال ،العالقات ،)...فيما يلي بعض المؤشرات في مجال صدق التكوين
52
الصدق التمييزي يقوم على أحد مفاهيم الصدق ،وهو قدرة المقياس على التمييز بين طرفي الخاصية التي
تقدير الفروق بين متوسطي المجموعتين المتطرفتين في المقياس ،ومدى داللتها ،أي مدى توافر المقياس -
على القدرة التمييزية بين العينتين المتطرفتين في الخاصية المراد قياسها(بشير ،2612،ص.)171،172
د -حساب االرتباطات بين المتغيرات توافقيا وتعارضيا :يرى كرونباخ أن الصدق يتحدد بوضوح بواسطة
اكتشاف التوافق والتعارض معا بين المقياس وغيره من المقاييس ،وفقا لإلطار النظري الذي تنتمي إليه
المتغيرات محل القياس ،حيث يقوم األخصائي القياسي بحساب معامالت االرتباط بين المتغيرات التي َتَبَّين
نظريا ،أو من نتائج البحوث النفسية المتواترة ،أنها ترتبط فيما بينها في االتجاه اإليجابي أو السلبي.
تربط أنستازي الصدق العاملي بصدق البناء ،وفي هذا األسلوب نحصل على تقدير كمي لصدق االختبار في
شكل معامل إحصائي ،هو تشبع االختبار أو البنود على العامل الذي يقيس خاصية معينة ،ويهدف التحليل
العاملي إلى التعرف على بنية الخاصية النفسية من خالل تحليل العالقات بين البيانات ووضعها في صورة
معامالت ارتباط ،فنقطة البداية في التحليل العاملي هي حساب معامالت االرتباط بين درجات كل بند
معامالت االرتباط في جدول يسمى فنيا "مصفوفات االرتباط"("Correlation Matrix"،صفوت ،1757 ،
ص.)255
60
الفصل الثاني :المقاييس النفسية و خطوات بنائها
من خالل ما سبق حاولنا اإلحاطة بكل ما يتعلق بالقياس النفسي والمقاييس من جهة ،ومن جهة أخرى
اإلحاطة بكل ما يتعلق بمقياس بحثنا الحالي ،فالقياس النفسي هو العلم القادر على إمدادنا بمختلف القوانين
فبالقياس نستطيع وصف الظواهر واألشياء وصفا كميا ،أي تكميـم الظاهرة بهدف تحقيق هدف معين.
وبحثنا الحالي نحاول من خالله بناء مقياس لإلجهاد المهنى لدى أساتذة التعليم المتوسط ،ولبلوغ ذلك مر
61
تمهید
-Iالتعلیم المتوسط في الجزائر
لمحة تاریخیة عن تطور التربیة والتعلیم في
الجزائر
تنظیم التعلیم ومراحله في الجزائر
التعلیم المتوسط
تعریف التعلیم المتوسط
أهداف التعلیم المتوسط
-IIأستاذ التعلیم المتوسط في الجزائر
تعریف المدرس
خصائص المدرس
مهام أستاذ التعلیم المتوسط
واجبات و حقوق المدرس
الصعوبات و العراقیل التي تواجه المدرس
خالصة الفصل
62
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
يدعى هذا الطور من التعليم بالطور المتوسط ،لتوسطه بين الطوربين :االبتدائي والثانوي ،وفيه تكون العملية
وحمايته من شطط سنوات المراهقة من جهة أخرى ،ألن ما يتعرض له في هذه السن بسبب التحوالت
البيولوجية والوجدانية ،قد يجعل منه قوة ضارة لنفسه وللمجتمع ،إن لم ُيتدارك بالتوجيه التربوي المدروس
المحددة معالمه ،الواضحة أغراضه ،وبالمواد التعليمية ذات البعدين ،البعد الفاعل في تشذيب الوجدان من
أدران المراهقة ،والبعد الفاعل في تنمية الُقدرات العقلية (الفطرية والمكتسبة) ،ولكي يتدارك التعليم المتوسط
التلميذ بهذا التوجيه ،ينبغي أن تعمل كل مواده كأنها وحدة واحدة ،وهذا ليس بالميسور ،إن لم تكن الهيئة
المكلفة باإلعداد لتعليم متوسط منسجمة في رؤيتها التربوية .كما يعد المدرس في هذا الطور الركيزة األساسية
الفعال الذي يقع عليه مهام إعداد وتكوين األجيال الصاعدة ،فعمل أستاذ
في العملية التعليمة ،فهو العنصر ّ
التعليم المتوسط يعتبر األساس في اإلعداد للمهن األخرى ،ودوره اإلجتماعي الهام ال يعوضه أي عنصر
آخر سواء كان ذلك في إدارة المدرسة أو المنهاج الدراسي أو الوسائل التعليمية أو الكتاب المدرسي ،باعتباره
السالفة الذكر دورها على أرض الواقع .و من هذا السياق سنحاول التعرف
هو الذي يعطي لكل هذه العناصر ّ
أكثر ع لى الدور الفعال للمدرس في هذا الطور و ماهي الصعوبات التي تواجهه في أداءه لعمله
تقع المرحلة المتوسطة ما بين المرحلة االبتدائية التي تمثل بداية سلم التعليم العام والمرحلة الثانوية التي تمثل
نهايته ،ويلتحق بها التلميذ بعد الحصول على شهادة إتمام الدراسة االبتدائية.
ومدة الدراسة في بهذه المرحلة أربع سنوات ،يعقد في نهايتها امتحان شهادة التعليم المتوسط والتي تؤهله
63
وتكمن أهمية المرحلة المتوسطة في كونها تتيح المزيد من الفرص لكي يحقق الطالب انتماء أعمق إلى ثقافته
األصلية ،فضال عن أنها تتيح المزيد من الفرص لتنمية قدرات واستعدادات الطلبة بما يعدهم لالختيار
مرت المنظومة التربوية الجزائرية بمراحل عديدة إرتبطت بواقعها السياسي والثقافي واإلقتصادي ،ولقد بذلت
جهود معتبرة إلصالح وإعادة اإلعتبار لهذا القطاع الهام رغم الصعوبات التي واجهتها ،ويمكن إبراز هذه
إهتم اإلسالم بالتربية والتعليم ،حيث ازدهر التعليم بالمشرق العربي وانتشرت فيه المؤسسات الدينية والتربوية
نتيجة ظهور اإلسالم بهذه المنطقة ،وبذلك ظهرت مؤسسات تربوية كالمساجد ،الكتاتيب وقصور الخلفاء،
منازل العلماء لهدف نشر العلم والمعرفة وتعاليم الدين اإلسالمي ،كما انتشر الدين اإلسالمي في ربوع
الجزائر لتعدد مبادئ الدين إلى جانب القراءة والكتابة .بعد ذلك ظهرت المدارس في فترة متأخرة وبقيت
المساجد والكتاتيب هي مراكز النشاطات العلمية من قبل ظهور الموحدين أي حوالي القرن السادس الهجري،
ومن المدارس األولى التي اشتهرت بها الجزائر تلك التي أسست بتلمسان في عهد الزيانيين في القرن التاسع
الدراسة تتمثل في تفسير القرآن والحديث والفقه والبيان والحساب ودراسة النصوص(.بوفلجة،2116،ص)01،00
-2-1التربية والتعليم في العهد التركي :شهدت هذه الفترة انتشار المؤسسات الدينية و مؤسسات التعليم
اإلبتدائي في كل القرى والمدن وكانت التعاليم اإلسالمية تقدم في الكتاتيب .و بعد حفظ القرآن الكريم كان
64
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
أغلبية الطالب يتوقفون عند هذه المرحلة ،وفئة قليلية منهم يتوجهون إلى جامعة فاس المغربية أو جامعة
لكن ما نالحظه أن العثمانيين لم يهتموا بالتعليم بمقدار إهتمامهم بالجانب الديني للمؤسسات التربوية ،وكانت
نهاية العهد العثماني في الجزائر نهاية للمؤسسة الدينية لتدخل بذلك عهد المضايقات في فترة اإلحتالل
الفرنسي.
إن أول ما عمد له اإلستعمار الفرنسي في الجزائر هو القضاء على الثقافة اإلسالمية ،وذلك بمطاردة
ل علماءها وتشريدهم ،وهدمت الكثير من الكتاتيب والزوايا ومصادرة األمالك الدينية واألوقاف ،فقد تبنى
إحالل اللغة الفرنسية محل اللغة العربية في التعليم واإلدارات والمؤسسات ومنعت الثقافة الوطنية -
شكل التعليم أحد األولويات ا ألساسية في السياسة التنموية الشاملة التي اتبعتها الدولة مباشرة بعد حصولها
وانتشار األمية حيث بلغ ( )%91عند الذكور و( )% 99عند اإلناث ،إضافة إلى النقص الكبير في الهياكل
65
المدرسية والموارد المالية ،و العجز الشبه التّام للمؤطرين والفنيين في مختلف القطاعات اإلجتماعية
واإلقتصادية .والمنظومة التربوية ال تخدم مصالحها وطموحاتها .وقد كان الواقع التربوي اإلجتماعي ّ
يتميز بـ:
-إنخفاض مستوى التمدرس عند الجزائريين وحاجة الجزائر إلى إطارات كفأة لتسيير اإلقتصاد
مما أدى إلى جلب المتعاونين من بعض الدول العربية واألوروبية خاصة فئة
والمصالح اإلجتماعية ّ
المدرسين .
-تعميم التعليم بإقامة المنشأت التعليمية وتوسيعها إلى المناطق النائية .
-ال تعريب التدريجي للتعليم ،مع تكييف مضامين الموروثة عن النظام الفرنسي( .و ازرة التربية -
الوطنية،2118،ص)8
-التعليم اإلبتدائي :وهي مرحلة إلزامية تبدأ من سن السادسة مدة الدراسة فيها 6سنوات للتالميذ ال ّذين
تنتهي السنة السادسة من التعليم اإلبتدائي بمسابقة الدخول إلى السنة األولى من التعليم المتوسط ويحضر
تالميذ السنة السادسة شهادة التعليم اإلبتدائي وتمنح لهم فرصة اإللتحاق إلى السنة األولى من التعليم
المتوسط
66
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
-التعليم المتوسط :مدة التعليم أربعة سنوات ،وفي نهاية المرحلة يجتاز الطالب إمتحان شهادة التعليم
-التعليم العام :مدته أربع سنوات ويؤدي إلى ثانوية التعليم العام ونتهي الدروس بإجتياز شهادة أهلية
-التعليم التقني :مدته 0سنوات ويؤدي إلى ثانوية التعليم التقني وتنتهي الدراسة بإجتياز شهادة الكفاءة
المهنية.
-التعليم الفالحي :مدته ثالث سنوات ،وتمنح للطالب شهادة الكفاءة الفالحية.
التعليم العام :مدته ثالث سنوات ويحضر لمختلف شعب الباكالوريا التي تتيح الدخول إلى الجامعة،
التعليم الصناعي والتجاري :يحضر التالميذ إلجتياز شهادة األهلية في الدراسات الصناعية واألهلية
في الدراسات التجارية ،وقد تم تعويض هذا النظام بتنصيب الشعب التقنية الصناعية والتقنية
التعليم التقني :يحضر إلجتياز شهادة التحكم خالل ثالث سنوات من التخصص يعد الحصول
ولقد واجهت المدرسة األساسية عوائق عديدة لكونها تتطلب إمكانيات مادية وبشرية هائلة فهي بحاجة إلى
خفض عدد التالميذ بالفصول الدراسية كما تحتاج إلى أجهزة ومخابر ضرورية إضافة إلى تدهور المستوى
67
اإلقتصادي واإلجتماعي للمدرسين وإنحطاط مكانتهم في المجتمع ،وهكذا أنخفض مستوى رضاهم المهني
نالحظ من هذه الفترة أن التركيز على تعميم التمدرس أكثر من العناية بالبرامج التربوية و اإلصالح ،حيث
إنطالقا من العام الدراسي ( ) 2110- 2110عرفت المنظومة التربوية إصالحات كبرى تمحورت حول
-إعادة تنظيم المنظومة التربوية ،إذ تم اإلحتفاظ بـ تسع سنوات لكنها صنفت بالطريقة اآلتية:
-التعليم األساسي :وهو تعليم إلزامي ومجاني مدته تسع سنوات يشمل الشريحة العمرية من ( 6إلى 06
-التعليم الثانوي :يرمي إلى اإللتحاق بالتعليم العالي مدته ثالث سنوات ويشمل نوعين من التعليم
68
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
يخضع نظام المراحل التعليمية منطق التدرج باعتبار أن الكفاءات الختامية المستهدفة في نهاية كل طور
بالنسبة لك ل البرامج المقررة فيه تشملها بالضرورة الكفاءات المستهدفة في نهاية الطور الموالي ،وبالتالي ال
يمكن أن ينتقل التلميذ من طور إلى آخر إالّ إذا أظهر التقويم ّأنه يتحكم بصفة كافية في الكفاءات المستهدفة
للطور السابق ،وبذلك يصبح الطور هو الوحدة القاعدية لتقويم مدى تمكن التالميذ من المكفاءات الختامية.
ويعتبر النظام التربوي بمثابة طريقة أو نظاما يتبعها المنظومة التربوية لتلقين المتعلمين معارف مختلفة في
تصور علمي
قسم التعليم في الجزائر إلى مراحل وأطوار متعددة متدرجة نتيجة ّ
جميع ميادين المعرفة ،ولقد ّ
المراحل األخرى(.تركي،0991،ص)11
و بما أن موضوع البحث يرتكز على أساتذة الطور المتوسط سنحاول التطرق بشكل موجز إلى هذا الطور:
المتوسط :
ّ 1-2التعليم
-1-1-2تعريف التعليم المتوسط :هو ذلك التعليم الذي يضمن تعليما مشتركا لكل التالميذ ،يسمح لهم
بإكتساب المعارف والكفاءات األساسية الضرورية لمواصلة الدراسة في المستوى الالّحق أو اإللتحاق بالتعليم
أو التكوين المهنيين أو المشاركة في حياة المجتمع لمدة 0سنوات(.المسار الدراسي للتعليم األساسي )2119،
تعريف وزارة التربية الوطنية :يشكل التعليم المتوسط المرحلة األخيرة من التعليم اإللزامي،مدته أربع
سنوات ،وهو يهدف إلى جعل التلميذ يتحكم في قاعدة أساسية من الكفاءات التربوية والثقافية
والتأهيلية ،تمكنه من مواصلة الدراسة والتكوين بعد اإللزامي أو اإلندماج في الحياة العملية( .النشرة
62
و من هذا السياق تعرف الباحثة التعليم المتوسط هي مرحلة تعليمية تقع بين مرحلة التعليم االبتدائي ومرحلة
التعليم الثانوي ،ومدتها أربع سنوات؛ بعد أن كانت ثالث سنوات ،يلتحق بها جل التالميذ الذين أنهوا المرحلة
منح المحتويات التربوية األساسية من خالل مختلف المواد التعليمية التي تتضمن المعارف والمهارات والقيم
إكتساب ا لمهارات الكفيلة بجعلهم قادين على التعلم مدى الحياة وتعزيز هويتهم بما يتماشى والقيم
تعلم المالحظة والتحليل واإلستدالل وحل المشكالت وفهم العالم الحي واإلبداع.
التفتح على الحضارات والثقافات األجنبية وتقبل اإلختالف مع مواصلة الدراسة أو التكوين الحقا.
العمل على توفير ظروف تسمح بنمو أجسامهم وتنمية قدراتهم البدنية واليدوية.
الدراسة والتكوين ما بعد اإللزامي أو اإلندماج في الحياة العملية( .المسار الدراسي للتعليم األساسي
)2119،
إن المعلم هو المشرف األول على القيام بالعملية التعليمية ،بحكم وضعه المتميز داخل القسم كونه من
يملك المعرفة ،وكذا احتكاكه الدائم مع التالميذ فهو األكثر تأثي ار على سلوكاتهم ،ومن ثم اعتبرت فعالية
التعليم من فعاليته بالدرجة األولى ،ولهذا نجد أ أغلب الدراسات واألبحاث التربوية ركزت اهتمامها في
70
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
السنوات األخيرة على المعلم وعلى األسلوب الذي يدير به الصف وكذلك في هذا الشأن نجد أن العديد
من الباحثين كانوا من بين الذين حاولوا اإلحاطة بهذه الظاهرة التي يتعرض لها المعلم داخل القسم دون
أن يستطيعوا تحديدها ،وتوصل إلى أن سلوك المعلم له تأثير على سلوك التالميذ وعلى التفاعالت داخل
الصف.
-1تعريف المدرس:
لقد تعدد ت وتنوعت التعاريف المقدمة للمدرس من قبل العلماء والتربويين المختصيين في الميدان ،ويعود هذا
على نقله للمعارف عن طريق التلقين ،والحفظ ،لكن تغيرت أدوار المدرس في التربية المعاصرة وذلك تماشيا
مع تغيير النظام التربوي إستجابة لسير الركب الحضاري وأصبح المدرس منفذا ،مخططا ،موجها ومشاركا في
العملية التعليمية ،وباحثا مجددا في آن واحد ،وفيما يلي سوف نتناول التعاريف المقدمة للمدرس:
المكّلف بتربية التالميذ في تعريف" ديالرشيف" ()G. Delanrd sheeveالمدرس هو الفرد
ويعرف "دمحم سامي منير" ،المدرس في قوله :المدرس هو العنصر األساسي في الموقف التعليمي،
وهو المهيمن على مناخ الفصل والمحرك لدوافع التالميذ ،والمشكل التجاهاتهم ،وهو المثير لدواعي
أما "رشيد حبيب" و"جابرعبد الحميد" فيعرفان المدرس ّأنه الشخص الذي يعمل على إثارة دوافع التعلم
وحاجاته والظروف األخرى التي تحيط به وتؤثر عليه ،والتي تدفعه إلى النشاط في الموقف ّ
التعليمي،
71
وحسب "ثورستن" ( )Thursten Husenالمدرس هو المنظم لنشاط التعليم لدى المتعلم ،وعمله
بعد تقديمنا لهذه التعاريف نالحظ مدى اختالفها ،وكما قال "بابان أستاسيو" من الصعب تحديد ماهية
المدرس ،وهذا نظ ار لتعدد أدواره ومهامه وكبر مسؤولياته تجاه المجتمع ،لذلك اختلفت التعاريف.وفيما يلي
يعتبر المدرس العنصر ال فعال في العملية التعليمية ،أوكلت إليه مهمة نبيلة وصعبة في آن واحد،
وعليه أن يتمتع بخصائص نفسية ،عقلية ،جسمية ،وأن يكون محبا لمهنته وبعد إعدادا يسمح له
بإتقان مهنة التدريس بكل ما تستدعيه من مهارة وفن وإتقان .فعمل المدرس ال يقتصر على تلقين
المعلومات فحسب ،بل عليه أن يكون موجها ،مرشدا وباحثا في آن واحد ومكتشفا ألوجه القوة
-2خصائص المدرس:
مهمة التربية والتعليم لها مسؤوليات شاقة وعديدة تتطلب من يمارسها الكثير من اإلمكانيات،
الصالحيات ،الخصائص ،فالمدرس ّأيا كان تخصصه أو المرحلة التعليمية التي يعمل فيها سواء في
التعليم اإلبتدائي ،المتوسط أو الثانوي يجب أن يتمتع بخصائص ليؤدي دوره على أكمل وجه ،ألن ليس
كل من يقف أمام مجموعة من التالميذ يصف نفسه بأنه مدرس ناجح ،خاصة في ظل الظروف التي
تمربها العملية التعليمية ونظامنا التربوي الذي يتميز بالتغير والتجديد المستمرين ،لذلك من الضروري
اختيار وانتقاء المربي المناسب والذي تتوافر فيه مجموعة من الخصائص التي تؤهله أن يكون من مدرس
72
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
المستقبل والتغلب على مصاعب المهمة كونه مستعدا لها في جميع الجوانب النفسية ،الشخصية
المعرفية ،الجسدية...
وقد تطرق الكثير من المر ّبين إلى هذه الخصائص التي يجب أن تتوفر لدى المدرسين والتي يمكن تلخيصها
فيما يلي:
0-2الخصائص الجسمية:
الجسدية وأن
ّ مهنة التعليم تتطلب القدرة على مقاومة التعب ،فالمدرس الناجح يجب أن تتوفر فيه الصحة
تكون خال من األمراض والعاهات المزمنة واألمراض المعدية وعيوب النطق والتأتأة وعيوب مخارج األلفاظ
وضعف السمع والبصر وهذه عوامل تؤثرعلى أدائه داخل حجرة الدراسة وعلى تفاعله وعالقاته بين الزمالء
إن الخصائص الجسمية السليمة تساهم إلى حد بعيد في جعل المدرس قادر على أداء واجبه بكل حيوية
ّ
أما غياب الصحة الجسمية يجعل المدرس عرضة للغيابات المتكررة أو التعب والعجز عن
ونشاط وطالقةّ ،
إن فعالية المدرس وقدرته على إدارة الصف يتوقف على توفر عدد من القدرات
-2-2الخصائص المعرفيةّ :
-اإلعداد المهني و األكاديمي :إذ ينبغي على المدرس أن يكون على معرفة جيدة في مجال تخصصه
التدريس وطرق اختيار الوسائل التعليمية ،باإلضافة إلى المعرفة الفنية في التعرف على خصائص المتعلمين
73
ودوافعهم و كيفية تشخيصها و التعامل معها ،و كذلك المعرفة بأساليب القياس والتقويم ونوعية األدوات
-سعة االطالع :حيث ال يتوقف نجاح المدرس على إتقانه للتخصص موضوع االهتمام ،و ّإنما على مدى
إطالعه واتساع معارفه وثقافته في مواضيع أخرى ذات عالقة أو غير ذات عالقة بميدان التخصص ،هذا ما
تساؤالتهم وفضولهم. يزيد من ثقة المتعلمين بالمدرس من حيث اشباع فضولهم وإجباته على
(بوفلجة،2116،ص)01
الحسابية للمشكالت:
ّ -القدرات االستداللية و
المدرس الناجح والفعال هو الذي يتمتع بمجموعة من المهارات والقدرات العقلية كالقدرة على التحليل
واالستنتاج والتفسير والربط والتنبؤ ،كما يفترض عليه اإلحساس واإلستنتاج والتفسـير والربط والتنبؤ ،كما
وإنقاذ اإلجراءات المناسبة قبل حدوثها. يفتـرض عليه اإلحـساس بالمشكلة والـعمل على حلها
(أحمد،2111،ص)201
في جو يمتاز بالتقبل والتسامح والهدوء مع العمل على أخذ ما يناسبه واالستفادة منه( .بوفلجة ،2116،ص)00
3-2الخصائص الشخصية :تعتبر السمات الشخصية للمدرس مؤشرات مهمة لنجاحه في أداء مهامه
التعليمية وتشمل مجموعة من السمات أو الخصائص اإلنفعالية واإلجتماعية التي تجعل من شخصية المدرس
متزنة ومؤثرة في المتعلمين بحيث تلعب دو ار بار از في إدارة جهودهم وتوجيهها نحو تحقيق األهداف التّعليمية.
74
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
()Cattel "كاتل" األمريكي النفس لعالم عشر الستة الشخصية العوامل اختبار -
أن اختبار "كاتل" يعد مقياسا جيدا للتنبؤ بالنجاح في مهنة التدريس،
و لقد أكدت األبحاث النفسية و التربوية ّ
السمات كيقظة الضمير ،رجاحة العقل ،ضبط النفس ترتبط بالقدرة على التدريس( .
أن بعض ّ
من حيث ّ
القوة
إن من أهم خصائص المدرس الفعال قدرته على فهم حاالت التالميذ وقدراتهم ومهارتهم ،وتحديد نقاط ّ
والضعف لديهم قصد تنمية مهارتهم كما يراعي خلفياتهم االجتماعية والثقافية ،وينمي لديهم القدرة على
التفكير اإلبتكاري(.جابر،2111،ص)08
ولقد توصلت البحوث النفسية والتربوية إلى تبيان ثماني خصائص شخصية ،تّم التوصل إليها باعتبارها
-الحماس
-التشجيع والمساندة
-التكيف و المرونة
وقد تم تصنيف هذه الخصائص الشخصية في ثالث محاور أساسية سوف نلخصها فيما يلي:
-شخصية دافعة :فالمدرسون الفعالون يتميزون بالدافعية نحو العمل والرغبة فيه وذلك باالهتمام وهناك
75
-الحماس :حيث يرى "جود" و"بروفي" (ّ )Prophy & Good( )0987
أن لحماس المدرس بعدين
هامين وهما:
القوة.
-الدينامية الفيزيقية والنشاط و ّ
ويتم اإلفصاح عن الحماس بطرق عديدة من خالل سلوكات المدرس التي تظهر في الكالم اإليماءات،
يعبرون
التعبيرات الوجيهة ،والمدرسون المتحمسون يتحركون من األمام إلى الخلف داخل حجرة الدراسة ّ
بأيديهم وأذرعهم ورؤوسهم لتعزيز وتأكيد الدرس وهم يحافظون على إلتقاء أعينهم بعيون جميع التالميذ
ويشجعون مشاركتهم ،ويستشيرون استجاباتهم آما يهتمون بتغيير سرع خطابهم وطبقة الصوت من حيث
-الدفء العاطفي وروح الفكاهة :وهما عامالن هامان في توفير بيئة نفسية مساندة ،مسترخية ،ومرضية
ومنتجة بالنسبة للتالميذ من حيث ّأنهما يساهمان في توفير األمن ،ويظهر الدفء الوجداني في عالقة
إن هؤالء المدرسين يجعلون التعلم متعة ،والدعابة والمرح يساعد في تخفيف
هامة للمدرسين الذين يحبونهم ّ
التوتر لدى التالميذ ويعزز التعلم ويساعد على اإلحتفاظ (الذاكرة) للمدى البعيد (جابر،2111،ص)08
-الموثوقية :إذ أ ّن ثقة التالميذ بالمدرس وثقة المدرس بقدراته المهنية من الشروط التي يجب أن تتوفر لدى
-التوجه نحو النجاح :فالمعلمون الفعالون إيجابيون إنهم يفتقدون بصفة عامة في قدرة تالميذهم على التعلم
وقدرتهم على مساعدتهم على النجاح ،وقادرين على تحقيق االتصال والتواصل مع تالميذهم.
76
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
توقعات عالية بالنجاح :لدى المدرسين الفعالين توقعات عالية بالنجاح بالنسبة ألنفسهم وتالميذهم
وهم يعتقدون أن جميع التالميذ يستطيعون إنقاذ المستوى وأن لديهم أنفسهم القدرة على أن يمكنوا
المدرس الفعال مشجع لتالميذه ومساند لهم :يعتبر التشجيع والمساندة واالحترام من قبل المدرس
-الجدية في العمل :ف المدرس الجاد في عمله هو الذي يؤكد ويركز على األنشطة التي تدور حول
المهام واآلمال التي تساعد التالميذ على التعلم ،حيث يوجه سلوكه وسلوك تالميذه نحو إنجازات
-التوجه نحو الهدف :حيث يركز المدرسون الجادون جهودهم على مساعدة التالميذ على تحقيق
أهداف التعلم والتي تكون واضحة ،واقعية ومحددة أنهم يصنفون الوقت واألنشطة على نحو مباشر
واألنماط السلوكية التي ال توجه نحو األهداف ،يتمتعون بمميزات وخصائص شخصية تدل على ذلك
إن تعرض المدرس لمستويات عقلية مختلفة من التالميذ ومستويات أخالقية و اجتماعية
-الصبرّ :
االجتماعية والثقافية واالقتصادية كما يختلفون في قدراتهم الفردية في التعلم والتفاعل مع المواقف
77
التعليمية ،فعلى المدرس أن يتميز بالموضوعية والبعد عن االنحياز والنظرة الشخصية سواء في
ّ
إن نجاح عملية التعليم تتأثر بدرجة كبيرة بمستوى الحماس والمثابرة من قبل
-الحماس والمثابرةّ :
المدرس ،ولقد أظهرت نتائج الدراسات والبحوث وجود عالقة ارتباطية موجبة من حماس المدرس
وتحصيل المتعلمين بحيث يزداد مستوى أدائهم األكاديمي بزيادة حماس المدرسين ومثابر تهم
المدرس تتطلب منه القيام بمهام متعددة ،ولقد تأثرت هذه المهام بتطور عملية التعليم ذاتها
ّ إن طبيعة عمل
ففي مرحلة تاريخية ما كانت أدوار المدرس محدودة فكان مسئوال عن تعليم القراءة والكتابة ،وفي مرحلة
تاريخية أخرى تحول دور المدرس من تلقين المعارف إلى تربية الشخصية لمتعلمة في مختلف جوانبها ولقد
تغيرت أدوار المدرس في العصر الحالي طبقا للتغيرات والتطورات الحادثة في المجتمع ،ومن ثم تنامت
الحاجة إلى ضرورة اختيار مدرسين قادرين على القيام بأدوار جديدة داخل المؤسسات التعليمية بما يتماشى
المتغيرات الحالية.
ّ مع
يمكن تلخيص مهام أستاذ التعليم المتوسط وفقا للقرار الوزاري رقم 010المؤرخ في 0990/12/26يحـدد
يمارس األساتذة في التعليم األساسي والتعليم الثانوي مهامهم وفقا ألحكام المرسوم رقم 09/91وتحت
78
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
يقوم األساتذة في التعليم األساسي والتعليم الثانوي بنصاب التعليم األسبوعي المقرر لهم وفقا لألحكام
القانونية األساسية المطبقة على كل سلك ،ويلزمون بأداء الساعات اإلضافية المسندة لهم طبقا
تتمثل مهمة األستاذ في تربية التالميذ وتعليمهم ،فهو يقوم بنشاطات بيداغوجية وتربوية :
المشاركة في عمليات التكوين المختلفة (المادة ،0،2،0،0من القرار الوزاري رقم 010المؤرخ في
)0990/12/26
يقوم األستاذ بمنح التالميذ تعليما يضبطه قانونا ومواقيت وبرامج وتوجيهات تربوية وتعليمات رسمية
يتولى األستاذ اختيار مواضيع الفروض واإلختبارات وتصحيحها ،وهو المعني بها مباشرة إال في
يتولى األستاذ حساب المعدل في مادته ،وتسجيل العالمات التي يتحصل عليها التالميذ في فروض
يلزم األساتذة بالمشاركة في اجتماعات المجالس المختلفة التي يكونون أعضاء فيها.
72
يخضع األساتذة إلى المشاركة في عمليات التكوين وتحسين المستوى وتجديد المعلومات التي تنظمها
و ازرة التربية سواء كمستفيدين أو مؤطرين بما في ذلك العمليات التي تبرمج أثناء العطل المدرسية.
تدخل مشاركة األساتذة في األنشطة المتعلقة باإلمتحانات والمسابقات التي تنظمها السلطات السلمية
من حيث اجرائها وحراستها وتصحيحها ولجانها ،في الواجبات المهنية المرسومة لهم( .المادة 01-1
النشـاطـات التـربـويــة:
يساهم األستاذ بصفة فعلية في ازدهار المجموعة التربوية وتربية التالميذ وإعطاء المثل باآلتي:
يكون األستاذ مسؤوال عن جميع التالميذ الموضوعين تحت سلطته المباشرة في القسم طيلة المدة التي
يستغرقها الدرس الذي يكلف بإلقائه في إطار التنظيم العام للمؤسسة وجدول التوقيت الرسمي
يكون األستاذ مسؤوال عن انضباط التالميذ الموكلين إليه وعلى أمنهم ويلتزم بالتكفل بهم من بداية
الحصة إلى نهايتها( .المادة 00-00من اللقرار الوزاري رقم 010المؤرخ في )0990/12/26
80
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
-مراقبة التالميذ عند تنقلهم في الحرم المدرسي بمناسبة مشاركتهم في االستعراضات والنشاطات
المشاركة في التربصات التكوينية بصفتهم مستفيدين أو مؤطرين حتى أثناء العطل المدرسية( .عبد -
الرحمان ،2111،ص)00
تعليمية.
ّ التعليمية وتوفيرها بما يمكنه من تنفيذ األنشطة لتحقيق المادة ال
ّ -إعداد الوسائل
-إعداد الخطط السنوية والفصلية والشهرية للمادة التي يدرسها وتثبيتها في سجله الخاص.
-التعرف على مستويات الطلبة الذين يدرسهم لتشخيص مشكالتهم الدراسية وتفهم سلوكهم وأوضاعهم
-اإللزام الوظيفي من حيث المحافظة على أوقات الدوام والحصص وحفظ النظام واالنضباط المدرسي
-القيام بأية مهمة يكلفه بها مدير المدرسة وتكون ذات عالقة بالعملية التربوية بمختلف جوانبها
وأبعادها.
-العمل على تنمية كفايته التعليمية وتطوير خبراته من خالل المشاركة في برامج التدريب ،والتعرف
على السياسة التربوية والخطط والبرامج التعليمية المتجددة واإلطالع .على البحوث والدراسات
والمصادر والكتب والدوريات التربوية ذات العالقة بنموه المهني بشكل عام وبالمادة التي يدرسها
81
-ض مان اإلستقرار المهني واإلستمرار في العمل ومنح المدرسين الحماية الكافية ضد اإلجراءات التي
-الحرية المهنية ويجب أن تتمتع مهنة التدريس بحرية أكاديمية خالل الممارسة.
-مرتبات المدرسين :يجب أن تعطى أهمية خاصة ألجور المدرسين بحيث تتساوى على األقل مع
نظرائهم في المهن األخرى،فإنه طبقا لألحوال السائدة في العالم تتوقف المكانة المعترف بها للمعلمين
العادية يسير لهم عملية إتقان عملهم حيث تعكس أجورهم أهمية الوظيفة التعليمية بالنسبة للمجتمع و
بالتالي تعكس أهمية المدرسين و المسؤوليات المتنوعة التي تلقى على عاتقهم تمكن مقارنتها
بنظرائهم في المهن األخرى و التي تتطلب مؤهالت مماثلة ،كما أن االختالفات في المرتبات يجب
الحق النقابي حسب الشروط المقررة في التشريح والتنظيم المعمول بها المادة 10من الدستور( . -
دمرجي،دت،ص)019
يعد المدرس من وجهة نظر جميع المهتمين بالعملية التعليمية من أهم العناصر األساسية في هذه العملية
المعقدة والمتعددة الجوانب فهي تبدأ بالتلميذ تتصل في نفس الوقت بأهداف وسياسة وحاضره ومستقبله ،وقد
82
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
أن نجاح عملية التعلم يرجع ( )%71منها المدرس وحده ،بينما يتوقف
أثبتت البحوث التربوية المعاصرة ّ
وهذه النسبة تعكس مسؤولية المدرس الكبيرة التي تتعلق بإعداد الناشئين والسعي إلى االرتقاء بهم عقليا ،
اجتماعيا وجدانيا وخلقيا وجسميا وبالمدرس في أدائه لمهامه التربوية يواجه صعوبات ،والتي قد تكون مصد ار
من مصادر الضغط المهني ،لذلك سوف نشير في هذا العنصر إلى أهم الصعوبات التي تعيق أداء المدرس
-اكتظاظ األقسام :ليتمكن المدرس من االعتناء بكل تلميذ مراعيا لحاجاته وخصائصه مهتما بمشاكله على
ما يؤثر سلبا على سلوكه وصحته النفسية خاصة وبذلك تزداد المهام الملقاة على عاتق المدرس .ويقول
بالتالميذ يقتل البيداغوجية ويخلف العدوانية نتيجة لصعوبة مراقبة سلوكات وتصرفات عدد كبير من التالميذ
في آن واحد ،كما ّانه عامل كثرة الفوضى ،هذا يسبب إرهاقا للمعلم والمتعلم على السواء ،كما ّانه يؤثر سلبا
على تحصيل التلميذ ،ويؤدي هذا الشعور بالملل والفشل واإلحباط( .غاوي،2118،ص)006
-كثافة البرنامج الدراسي :إن كثافة البرنامج الدراسي يؤثر سلبا على المدرس ويزيد من حالة توتره وارتباكه
ألنه نفسه مرتبطا بالعامل الزمني ويكلف بذلك التالميذ باألعمال خارج وقت الدراسة كل ذلك إلنهاء البرنامج
في الوقت المحدد ،فيجد المدرس نفسه أمام مشكالت تربوية أخرى هي تعب التالميذ وعدم االستجابة
المطلوبة ،عدم اهتماماهم بالبرامج الدراسية .وإذا كانت كثافة البرنامج مؤثرة ،فإن المحتوى ال يقل أهمية ،فقد
يجد التالميذ الصعوبة في االستيعاب بسبب طبيعة المادة التي علّمها ومحتوى هذه المادة هو العامل األهم
83
في عملية التدريس وتفوق األسلوب في أهميتها .ويجد المدرس نفسه أمام مشكل إنهاء البرنامج ولو على
الصف خاصة في حال محدودية مستوى القسم ،كما ّأنه قد تتجلى العوامل التربوية في تباين األفواج التربوية،
ويؤدي المربي مهمته بطريقة غير مستقرة فمسايرة المجتهدين وهم "القلة" يجعل من ذوي المستوى الضعيف ال
ينضبطون بسبب عدم اإلشتغال بالموضوع واهتمامه بمن هم دون المستوى المتوسط يجعل من المتفوقين
-قلة الوسائل التعليمية :ال تقتصر أهمية الوسائل التعليمية على الشرح فحسب بل تعتبر جزءا ال يتج أز
من عملية التعليم ،باعتبارها تضيف إلى محتويات المواد الدراسية حيوية وتجعلها ذات قيمة عملية وفعالة
وأقرب إلى التطبيق ،حيث تساعد المتعلم من االنتقال من المجردات إلى مجال المحسوسات ،وتجعل من
تعلمه تعليما مشوقا وأكثر جاذبية بعينهم على فهم المادة وتحليلها ،كما تساعد المتعلم على ترسيخ المعلومات
في ذاكرته وربطها في مخيلته بأشكال وألوان وأصوات وتستعمل محاولة استرجاعها وهو ما يعرف بالتصور
العقلي .وهو فن له قيمه في عملية التعليم .ومن األمثلة عن الوسائل التعليمية السبورة ،والصور الملصقات
واألفالم واألشرطة وال مجسمات واإلذاعة المدرسية ،وأجهزة التلفاز ،والكمبيوتر واألقراص المضغوطة
واالنترنيت والكتاب المدرسي والتي تساعد المدرس على القيام بمهامه على أحسن وجه .والوسائل التعليمية
تجعل المدرسين يتحكمون أكثر في العملية التعليمية فمثال أثناء إنجاز دروس في التعليم الثانوي بإمكاننا
تسجيل الدروس ومشاهدتها من جديد ومناقشتها بتأن وعمق وهي وسيلة تمكننا من تطوير أساليب التقويم
والمالحظة وطرق التدريس ،لكن تبقى هذه الوسائل ناقصة وغير متوفرة في المدارس( .دمحم ،2111 ،ص)011
فعمل المدرس يتأثر بنقص الوسائل التعليمية ،وقد يزداد األمر سوءا عندما يطلب المشرف من المدرسين
بتوفير بعض الوسائل التي يصعب اقتناؤها بسبب عدم وجودها أو لتكلفتها الباهظة ،أو لعدم تسلميها من
طرف المدرسة في الوقت المناسب ،ف يجد المدرس نفسه مجب ار على رسم صو ار للتعبير أو المحادثة وهذا أمر
84
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
ليست من مسؤوليته فكتابة النصوص على السبورة أو الرسم أو إمالء المالحظات،كل هذا يبعث ) .الملل
في نفوس األستاذ والتالميذ ،ولهذا نجد المتعلم يكره ما يقدم له من دروس(غاوي،2118،ص)009
إن المدرس بحاجة إلى االنضباط في قسمه ،ونقصد به حسن سلوك التالميذ داخل الصف لتسهيل مهامه
التربوية لكن استنادا إلى دراسة شملت المئات من المدرسين الذين شاركوا في الدراسة يقررون أنهم يواجهون
مشكلة الحفاظ على النظام والضبط والهدوء ،وأنهم ال يعرفون كيف يستجيبون للسلوك غير المناسب وغير
أخالقي من قبل التالميذ كالسب استخدام األلفاظ البذيئة وال كيفية ضبط السلوك العدواني ،وجعل التالميذ
يحسنون استخدام وقت الفراغ وال يعرفون كيفية الحفاظ على انتباه التالميذ ،وتثبيت قيم هامة كاألمانة
واالحترام .وهذه السلوكيات تؤدي إلى نمو العداوة بين المدرس والتلميذ( ..جابر ،2111،ص)218
3-5مشاكل تنظيمية:
عبر
مشكلة الوقت أو الزمن :إن نقص الوقت وعدم كفايته يمثل مشكلة خطيرة للمدرسين ،وهذا ما ّ
عنه أدق المدرسين الذين وضعوا موضع الدراسة ،فإنه ال يتوافر لدى المدرسين وقتا كاف لإلعداد الدروس
ولتكملة العمل المخطط له ،ولتشخيص التعلم وتقويمه ويرجع ذلك إلى األسباب التالية:
85
-غياب الدعم األسري
-مشاكل أسرية
لقد تباينت مصادر االجهاد المهني لدى المدرسين و تصنيفاتها و مسبباتها بين الباحثين الى اختالف
توجهاتهم النظريه ل كن هناك محاور تشترك فيها ،و لقد توصل الباحث "بالش" من خالل نتائج دراسته التي
اجريت على 092مدرس الى تباين ثالث مصادر اساسيه ترتبط باالجهاد الذي يواجهه المدرس وهي:
االجهاد يرتبط بطبيعة العمل الذي يؤديه األستاذ ،اإلجهاد يرتبط بخصائص التالميذ ،اإلجهاد يرتبط بالمناخ
المدرسي.
كما توصل "كوبر" و "ستو ار" الى تبيان ثالث مصادر اساسية لالجهاد المهني وهي :العالقات التنظيمية،
ولقد أصبحت المنظومة التربويه على اختالف اطوارها تعاني من تزايد معدالت االجهاد المهني ،وتصنف
المدارس ضمن أعلى البيئات المجهدة،خاصة فئة الطور المتوسط التي تتميز بالفئة العمرية الحساسة و التي
تتوسط مرحلة الطفولة و النضج ،و يصنف تالميذها ضمن فئة المراهقين ،وبذلك يواجه المدرس الكثير من
الظروف وصعوبات التي تجعله غير راض عن مهنته وهذا ما يزيد معاناته النفسيه المتمثله في القلق والتوتر
86
الفصل الثالث :التعليم المتوسط
وتدني الدافعية نظ ار لصعوبة تعامله مع هذه الفئة بغض النظر عن المصار المجهدة األخرى ،وهذا ما
و تنبع مصادر االجهاد المهني لدى المدرسين المهنة التي يقومون بها فهي تتعلق بشروط عملهم ،وموقفهم
منه ،موقف االخرين ،وفرصة الحياة امامهم ،وأمام االخرين ،وحدود دخلهم وعالقاتهم باإلدارة التي يعملون
لصالحها ،او غير ذلك فإن االتصال بعقول غير ناضجة ومع مستويات معرفيه متفاوتة مشكالت تعود الى
اعمار دون عمرهم ،و انهم يحملون باستمرار أعباء غيرهم ،ويعالجون باستمرار دوافع مختلفة ومتنافرة
ويعايشون باستمرار التناقض الذي يميز المجتمع ويجدون صعوبة في الكيفية التي يواجه فيها بين دورهم
لذلك وجب على الباحثين تسليط الضوء على هذه الفئة من األساتذة ،و محاولة الحد أو التقليل من هذه
الظاهرة ،ظاهرة اإلجهاد المهني لدى أساتذة الطور المتوسط،و من أجل وضع حل يساهم في التقليل من هذه
الظاهرة وجب على الباحثين قياس مستويات اإلجهاد المهني ،و هو موضوع الدراسة التي سنحاول من
خاللها بناء مقياس لمستوى اإلجهاد المهني لدى أساتذة الطور المتوسط.
87
الفصل الرابع:
.1منهج البحث.
.2حدود الدراسة.
.3عینة البحث.
.4األسالیب اإلحصائیة المستخدمة في البحث.
.5بناء مقیاس االجهاد لدى أستاذ التعلیم المتوسط.
.6الخصائص السیكومتریة للمقیاس.
.7تحدید البنیة العاملیة للمقیاس باستخدام التحلیل
العاملي االستكشافي
.8تحدید معاییر التفسیر للمقیاس.
.2مناقشة النتائج في ضوء تساؤالت البحث.
.10مناقشة النتائج في ضوء الدراسات
السابقة.
خاتمة وتوصیات البحث.
23
بعد التطرق إلى كل الجوانب المتعلقة باإلطار المنهجي والنظري للبحث سوف نجسد األهداف المسطرة سابقا
من خالل مجريات هذا الفصل المتعلق بالبحث الميداني ،وذلك بإتباع الخطوات التالية:
.1المنهج المستخدم:
إن لكل بحث منهجا خاصا يناسبه ،واختيار هذا األخير ال يكون بطريقة عشوائية ،لذلك كانت عملية اختيار
المنهج في أي بحث خطوة أساسية ،ألنها تساعد الباحث على التعرف وبدقة على طبيعة وأبعاد المشكلة ،كما
تساعده أيضا على الوصف الدقيق والتحليل الواقعي والتفسير البناء لمختلف العناصر المكونة لها.
ونظ ار لطبيعة البحث الحالي وهدفه المتمثل في بناء مقياس لإلجهاد المهني لدى أساتذة الطور المتوسط ،فقد
تم االعتماد على المنهج الوصفي البنائي المناسب لذلك ،كونه يهتم بدراسة الظاهرة كما توجد في الواقع،
فيصفها وصفا دقيقا ويعبر عنها تعبير كيفيا أو تعبي ار كميا ،والذي نسعى من خالله إلى تحديد البنية العاملية
لمفهوم اإلجهاد لدى أساتذة الطور المتوسط من خالل استجابات أفراد العينة على المقياس موضوع البحث.
.2حدود البحث:
الحدود المكانية :لقد تم إجراء البحث التطبيقي على 01متوسطات بمدينة أم البواقي
الحدود الزمنية :يمكن تقسيم البحث الميداني زمنيا إلى فترتين:
-الفترة األولى :امتدت من 10مارس إلى غاية 10مارس ،2109تم خاللها إجراء دراسة استطالعية
كخطوة من خطوات بناء المقياس.
-الفترة الثانية :امتدت من 22مارس إلى غاية 01ماي 2109تم خاللها إجراء البحث األساسي.
مجتمع البحث:
تحديد حجم المجتمع المتاح :من خالل اإلحصائيات المتحصل عليها من المصالح اإلدارية المختصة
بمديرية التربية ألم البواقي تم تحديد مجتمع بحثنا .ويمكن توضيح توصيف أفراد العينة حسب المتوسطة
التي ينتمون إليها علما أن بلدية أم البواقي بها 00متوسطة ،وسنوضح توزيع أفراد المجتمع على 01منها
في الجدول التالي:
88
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
% العدد
35 ابن طبيبل الربيعي
%10.54
37 جبايلي أحمد
%11.14
32 وقاف السبتي
%09.63
34 حمو بوزيد
%10.24
33 عجلي قدور
%09.93
%11.14 37 فالح دمحم لخياري
الجدول رقم( :)3نسب توزيع أفراد المجتمع حسب المتوسطة التي ينتمون إليها.
.3عينة البحث:
العينة هي مجموعة جزئية من المجتمع ،يقوم الباحث باختيارها مرو ار بأربع خطوات هي:
وفي هذا البحث ومن أجل تحديد العينة قمنا بالخطوات التالية:
تحديد حجم المجتمع المتاح :من خالل اإلحصائيات المتحصل عليها من المصالح اإلدارية المختصة
82
تحديد عينة البحث :ولتحقيق ذلك استخدمنا طريقة استخدمنا طريقة السحب العشوائية العنقودية ألنها
األنسب كون المجتمع يتكون من حبات عنقود متماثلة يمكن االكتفاء بسحب بعض الحبات اختصا ار للوقت
والجهد.
و بناء على ما سبق فقد اكتفينا بعشر متوسطات حيث قمنا بتحديد الوزن النسبي لمتغير المتوسطة التي
ينتمي إليها األساتذة وحرصنا على مراعاة النسب التي تم التوصل إليها أثناء التوزيع عل أفراد العينة.
وبناءا على هذه اإلحصاءات باعتبار أن حجم العينة المقابل لـ 332في جدول uma sckaranهو
732كحد أدنى والتي تمثل نسبة ،%23,37حيث أورد جدوال بين فيه حجم العينة المناسب عند مستويات
مختلفة من حجم المجتمع األصلي ،وقد قسمت الباحثة عينة البحث الى جزئين عينة التطبيق األول من اجل
تحديد الخصائص السيكومترية ،و العينة الثانية لتحديد البنية العاملية و سنتطرق اليهما بنوع من التفصيل
تم تطبيق المقياس للتأكد من خصائصه السيكومترية على 11أستاذا بـ 1متوسطات بأم البواقي وقد قمنا
بمراعاة نسبة األساتذة في كل متوسطة في المجتمع وحافظنا عليها في العينة أثناء التوزيع ،وتم استرجاع
20
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
تم إجراء التط بيق األول لمقياس البحث والقيام بخطوات التحليل العاملي اإلستكشافي خلصنا إلى صورة
توصلنا إلى مقياس يختلف عن المقياس المطبق في المرحلة األولى (وهو األمر الذي سنوضحه الحقا من
خالل مجريات كتابة البحث) ،وقد أعدنا تطبيق الصورة المتوصل إليها للمقياس على 211أستاذا للتعليم
المتوسط بأم البواقي مراعيين دائما الحد األدنى للعينة الواجب أن يوزع عليها ،وتم استرجاع 266مقياسا
.4أداة البحث:
اعتمدت الباحثة على أداتين األداة األولى هي مقياس االجهاد واألداة الثانية هي المقابلة
-المقياس :وهو األداة البحث الرئيسة و المتثملة في مقياس لمصادر االجهاد المهني ،تم بناء مقياس
مصادر اإلجهاد لدى أساتذة الطور المتوسط ،ويعرف المقياس النفسي بأنه إجراء منظم لمالحظة
21
ووصف سمة أو أكثر من سمات الفرد باالستعانة بميزان قياس أو نظام تصنيف معين" (صالح عالم،
،2666ص ،)25ويعتبر بناؤه خطوة أساسية للوصول إلى البنية العاملية للمفاهيم النفسية ،حيث يستخدم
كوسيلة لجمع البيانات حول العينة ،م ن أجل تحليل الدرجات المحصل عليها بأساليب إحصائية مناسبة
للوصول إلى مدى صحة المفهوم النظري الذي تم بناء المقياس في ضوئه كما سنراه الحقا من خالل
وقد تم بناء المقياس الخاص باإلجهاد لدى أساتذة الطور المتوسط وفق للخطوات التالية:
مراجعة بعض الدراسات التي تهدف إلى تحديد أهم مصادر اإلجهاد المهني .تبنت الباحثة التقسيم التالي
لمصادر االجهاد و الذي وضعه ، Szilagy&Wallace 8511و يمكن توضيح ذلك في الجدول التالي:
-القيام ب دراسة إستطالعية هدفت إلى تحديد مصادر اإلجهاد لدى أساتذة التعليم المتوسط ،و تم اعتماد
المقابلة كأداة لجمع المعلومات من مصدرها وقد قمنا بالمقابلة مرو ار بالخطوات التالية:
22
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
-بعد االطالع على مهام استاذ التعليم المتوسط من خالل المناشير الو ازرية وبعد تبني 10محاور
(مصادر تنظيمية ،مصادر وظيفية ،مصادر شخصية) مقتبسة من االطار النظري و المبينة في الجدول
أعاله ،و التي على أساسها إعداد دليل للمقابلة يحتوي على 29سؤاال شامال للمصادر المذكورة.
-المقابلة:
تعتبر المقابلة تقنية من تقنيات جمع المعلومات ميدانيا للحصول على المعلومات من مصادرها،و هي
طريقة يستعملها الكثير من الباحثين في مجال العلوم اإلجتماعية و اإلنسانية ،كما يقول موريس أنجرس " أن
تحديد الهدف من المقابلة :تحديد مصادر اإلجهاد المهني لدى أساتذة التعليم المتوسط.
حدود المقابلة الزمانية و المكانية :أجريت المقابلة مدة 33أيام ،مع 33أساتذة من متوسطات مختلفة.
تصميم دليل المقابلة :في ضوء المحاور واألبعاد التي تم االعتماد عليها في بناء المقياس قمنا ببناء
المقابلة ،والتي فضلنا أن تكون أسئلتها من موجهة إلى نصف مفتوحة من أجل فتح المجال للمستجيب
(األستاذ) للتعبير من جهة ،ومن جهة أخرى توجيهه إلى المجال الذي يفيدنا في تحقيق أهداف الدراسة،
كما أن األسئلة الموجهة لألساتذة الذين تمت معهم المقابلة لم تكن موجهة لشخصهم بل كان السؤال عن
األ ستاذ بصفة عامة وهذا من أجل تفادي المقاومة من جهة ،والحصول على المعلومات المراد الحصول
عليها عن كل األساتذة من وجهة نظر العينة التي تمت معهم المقابلة من جهة أخرى ،والجدول التالي
23
األسئلة الرئيسية محاور المقابلة
إن مهنة التدريس تعد من المهن اإلنسانية و الخدماتية ،فهي عرضة لظاهرة اإلجهاد المهني بسبب ظروف
العمل و الواجبات التي تفرض عليهم بذل جهود أكبر لتحقيق األهداف ،و لعل مرحلة التعليم المتوسط هي من
أكثر المراحل عرضة لإلجهاد لتوسطها المسار الدراسي و هي جسر للعبور من مرحلة الطفولة إلى المراهقة5
و عليه تهدف هذه المقابلة إلى تحديد مصادر اإلجهاد المهني لدى أستاذ الطور المتوسط من خالل اإلجابة
على التساؤالت التالية:
من هو الشخص المسؤول عنك إداريا ؟
هل تحصل على التوجيه و اإلرشاد من قبل المسؤول عنك إداريا أو أكاديميا ؟
هل ترى أن البرنامج المقرر كثيف و يفوق طاقتك أو يتطلب منك جهدا أكبر؟
هل تتحصل على الدعم الكافي من طرف المسؤولين عنك أو زمالئك؟ كيف ؟
هل أنت راض عن منصبك أم ترى أنك إمكانياتك أكبر و تستحق منصب أعلى؟
24
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
هل توفر المؤسسة كل الوسائل و اإلحتياجات الالزمة لتسهيل عملية التدريس ؟ الوظيفية
كيف يساعدك أفراد أسرتك على أداءك لعملك ؟ هل تتحصل على الدعم الكافي منهم؟
هل تشعر أنك تستنزف طاقتك أثناء عملك دون جدوى؟ متى ؟ المصادر
هل يسبب لك عملك الغضب و اإلنفعال المزمن أم أحيانا فقط؟ الشخصية
هل تتمتع بالقدرة على مواجهة المشكالت و الصعوبات و التكيف معها أم تفقد السيطرة؟
تحديد العوامل الرئيسة للمقياس والمتمثلة في مصادر اإلجهاد المهني لدى أستاذ الطور المتوسط من
خالل ما سبق.
تحديد المؤشرات المتفرعة عن كل عامل.
صياغة الفقرات بحيث يقيس كل بند هدفا معينا.
تحديد البدائل التي تتدرج على سلم ليكرت الخماسي كالتالي( :دائما ،غالبا ،أحيانا ،نادرا ،أبدا)
صياغة تمهيد قبل المقياس لتحفيز أفراد العينة على االستجابة مع شرح طريقة االستجابة على فقراته
الصورة األولية للمقياس (أنظر الملحق رقم )17
25
.5التحقق من الخصائص السيكومترية للمقياس:
بعد تحديد استجابة األساتذة تم جمع االستبيان وتفريغ البيانات من أجل التأكد من الخصائص
السيكومترية :
مؤشرات الصدق
التأكد من مؤشرات الصدق:
تم التحقق من صدق المقياس من خالل الصدق التمييزي
صدق المقارنة الطرفية :من أجل تقدير صدق درجات المقياس ،تم االعتماد على أحد طرق حساب
صدق التكوين الفرضي ،حيث استخدمنا الصدق التمييزي (أسلوب المقارنات الطرفية) ،من خالل إتباع
الخطوات التالية:
-تطبيق الصورة النهائية على 71أستاذا وأستاذة موزعين على 12متوسطات مختلفة لمدينة أم البواقي.
-ترتيب درجات أفراد العينة على المقياس تنازليا ثم تصاعديا.
-سحب نسبة %51من الدرجات العليا و %51الدنيا لألفراد ،والمقدرة بدرجات 71فردا من الفئة العليا و
10من الدنيا.
-حساب المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لكل مجموعة.
-تقدير الفروق بين المجموعتين باستخدام اختبار Tلعينتين مستقلتين
-لتطبيق الخطوات السابقة اعتمدنا على برنامج SPSSالنسخة ،55ويمكن توضيح نتائج االختبار
المتوصل إليها كالتالي:
اختار Tللمقارنة بين المتوسطات االنحراف المعياري المجموعة الطرفية
المتوسط الحسابي
Sig درجة الحرية T
ويالحظ من الجدول ( )30وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسط ( )% 51األعلى و متوسط (51
)%األدنى على استبيان المعتمد في البحث ،وكانت قيمة االحتمالية ) )Sig = 0.000وهي أقل من مستوى
الداللة 3030= αوقد بلغت قيمة )t= 9.98( tوهي دالة احصائيا ،و منه يمكن القول أن المقياس له قدرة
26
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
تمييزية عالية بين المجموعتين الطرفيتين .وبالتالي فهو صادق ،وصالح للتطبيق على عينة البحث
األساسية.
التأكد من مؤشرات الثبات:
وللتأكد من تحقق الثبات كخاصية سيكومترية ألداة البحث تم استخدام أسلوبين هما معامل ألفا لكرونباخ
والتجزئة النصفية وفيما يلي عرض لنتائجهما:
للتأكد من ثبات درجات المقياس ،اعتمدنا على التطبيق لمرة واحدة على نفس العينة السابقة الذكر (37
تم استخدام طريقة التجزئـة النصـفية للتأكـد مـن ثبـات درجـات المقيـاس رغـم أن عـدد البنـود سـبعة وثمـانون
Spssيتــيح اســتخدام معامــل جيثمــان للتجزئــة النصــفية و يقــوم آليــا وهــو عــدد فــردي ،إال أن برنــامج
بحســاب معامــل ســبيرمان بـراون فــي حالــة عــدم تكــافؤ طــول الجـزئين ،وقــد تــم تقســيم المقيــاس إلــى جـزئين
تألف األول من البنود التي تأخـذ األرقـام الفرديـة وهـي ( ،)910000،7،7والثـاني البنـود التـي تأخـذ األرقـام مـن
( )9200004 ،5ثــم حســاب معامــل االرتبــاط .إال أن برنــامج SPSSيتــيح اســتخدام معامــل جيتمــان للتجزئــة
النصــفية ويقــوم آليــا بحســاب معامــل ســبيرمان ب ـراون فــي حالــة عــدم تكــافئ طــول الجــزئيين ،و الج ــدول
الموالي يظهر نتائج تطبيق التجزئة النصفية للمقياس ككل:
27
يتضح من الجدول رقم ( )71أن قيمة αكرونباخ لجزء البنود الفردية ( )1082ال يساوي قيمة αكرونباخ
لجزء البنود الزوجية ( ،)1081إن عدد البنود في الجزئين غير متساوي هذا ما يعني أن معامل التجزئة
النصفية في هذه الحالة هو معامل Guttmanومنه فإن معامل التجزئة النصفية بلغت قيمته ( ،)10827فهي
وبصفة عامة يالحظ أن معامالت الثبات لالستبيان كانت عالية هذا ما يحقق موثوقية في ثبات نتائجه عند
تطبيقه.
طريقة االتساق الداخلي ( :)Inter item consistencyلقياس مدى ثبات أداة البحث استخدمت الباحثة
معادلة ألفا لكرونباخ Alpha Cronbach’sللتأكد من ثبات أداة البحث على عينة مكونة من ( ،)71تم
حساب معامل ألفا للمقياس فوجد أن المعامل ( )1087وهذا يدل على أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من
الثبات يمكن االعتماد عليه في التطبيق الميداني للبحث بحسب مقياس نانلي و الذي اعتمد 1011كحد
أدنى للثبات.
بناء على اإلجراءات السابقة الذكر أصبح المقياس في صورته النهائية المعدلة للتحليل مكونا من ( )87فقرة،
ولكن تجدر اإلشارة أنه وقبل القيام بإجراء التحليل العاملي التحقق أوال من شروط استخدامه ،وأوالها فحص
مصفوفة االرتباطات حيث أنه من الضروري التأكد من أن االرتباطات بين المتغيرات تحقق شروط قابلية
28
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
يتضح من الجدول السابق أن معامل االلتواء يساوي ( )7012وهي قيمة أقل من 7 ±أي أنها مقبولة ،وأن
معامل التفلطح يساوي ( )1071وهي قيمة أقل أيضا من ( )0±وبالتالي مقبولة ،من جهة أخرى تشير قيمة
ونستنتج مما سبق أن توزيع بيانات المستجيبين يتبع التوزيع االعتدالي ،وهذا يشير إلى إمكانية تعميم النتائج
على المجتمع.
أشارت قيم مصفوفة معامالت االرتباط المحسوبة بين استجابات أفراد العينة لفقرات االختبار إلى خلوها من
االرتباطات التامة ،مما يشير إلى إمكانية استخدام أسلوب التحليل العاملي ،وقد تم التأ ّكد من قيمة مؤشر
22
) (KMOللكشف عن كفاية حجم العينة ( )1019وهي تزيد عن الحد األدنى المقبول الستخدام أسلوب التحليل
بعد التحقق من االفتراضات التي يتطلبها التحليل العاملي انتقلنا إلى الخطوة الثانية التي تتضمن إخضاع
يهدف التحليل العاملي في بحثنا الى التعرف على البنية العاملية لإلجهاد لدى أساتذة الطور المتوسط من
خالل تحليل العالقات بين البيانات ووضعها في صورة معامالت ارتباط ،ونقطة البداية في التحليل العاملي
طِّبَقت
هي حساب معامالت االرتباط بين درجات كل بند ودرجات البنود األخرى التي ينبغي أن تكون قد ُ
على نفس المجموعة من المفحوصين ،وتجمع معامالت االرتباط في جدول يسمى فنيا "مصفوفات االرتباط
وبعد التحقق من االفتراضات التي يتطلبها التحليل العاملي انتقلنا إلى الخطوة الثانية التي تتضمن إخضاع
المصفوفة للتحليل العاملي االستكشافي بأسلوب تحليل المكونات األساسية ،مع اإلشارة إلى أنه قد تم تحديد
العوامل وانتقاء الفقرات وتصنيفها على العوامل وفقا لمحك كايزر الذي يقبل العوامل التي يساوى أو يزيد
جذرها الكامن عن الواحد الصحيح ،وهو محك يتفق مع طريقة المكونات األساسية المستخدمة في هذا
البحث:
100
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
-أن تتعدى نسبة تفسير تباين الفقرات الـ % 50من التباين الكلي.
-فحص قيم الشيوع أو االشتراكيات للكل فقرة ،والتي يجب أن تتعدى .0,1
فيما يخص الشرط األول المتعلق بقبول العامل الذي تتشبع عليه ثالث متغيرات على األقل فقد تم
التوصل بعد تحليل مصفوفة االرتباطات إلى 12عوامل (أنظر الملحق :2العوامل التي تتشبع عليها ثالث متغيرات
وأكثر) ،أفرزت مصفوفة االرتباطات عن وجود 12عوامل حيث تم التوصل إلى أن:
الفقرات التي تشبعت على العامل األول بقيمة أكبر من 102هي بالترتيب تبعا لشدة االرتباط
الفقرات التي تشبعت على العامل الثاني بقيمة أكبر من 1.1هي بالترتيب تبعا لشدة االرتباط
( )74_51_72_57_79_57_55_78وقد فسر هذا العامل ما نسبته ( ) %12081من لتباين الكلي بجذر كامن
قدر بـ ( 0)74018
الفقرات التي تشبعت على العامل الثالث بقيمة أكبر من 102هي بالترتيب تبعا لشدة اإلرتباط ( .
الفقرات التي تشبعت على العامل الرابع بقيمة أكبر من 151هي بالترتيب تبعا لشدة اإلرتباط:
( ) )72_74_92_47_25_94_ 35وقد فسر هذا العامل ما نسبته ( ) %12027من لتباين الكلي بجذر كامن
قدر بـ ( 0)52098
الفقرات التي تشبعت على العامل الخامس بقيمة أكبر من 102هي بالترتيب تبعا لشدة اإلرتباط:
( )11_21_28_77_29_75وقد فسر هذا العامل ما نسبته ( ) %17011من لتباين الكلي بجذر كامن قدر بـ (
0)71028
101
الفقرات التي تشبعت على العامل السادس بقيمة أكبر من 102هي بالترتيب تبعا لشدة اإلرتباط:
( ) )15_17_12وقد فسر هذا العامل ما نسبته ( ) %17028من لتباين الكلي بجذر كامن قدر بـ ( 0)74058
الفقرات التي لم تتشبع على أي عامل بقيمة أكبر من 1.0هي بالترتيب :
(_63_60_40_80_30_06_53_55_65_67_02_08_38_10_09_44_62_11_17_31_82_29_01_04_49
)83_66_87_74_81_12_86_39_50_27
الشكل رقم ( :)05التمثيل البياني للجذور الكامنة لبيانات درجات عينة البحث على المقياس
102
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
نالحظ من الجدول أعاله أن جميع قيم الشيوع أو االشتراكيات تتعدى 0,5وهو ما يعني أن العوامل
أما عن ارتباط العوامل المستخلصة ببعضها البعض فقد كانت كما هي موضحة في الجدول:
103
العامل1 العامل2 العامل3 العامل4 العامل5 العامل6
1,000العامل1 ,174 ,369 ,164 ,046 ,370
,174العامل2 1,000 ,102 ,434 ,385 ,093
,369العامل3 ,102 1,000 ,256 ,322 ,255
,164العامل4 ,434 ,256 1,000 ,414 -,131
,046العامل5 ,385 ,322 ,414 1,000 -,115
,370العامل6 ,093 ,255 -,131 -,115 1,000
الجدول ( :)13ارتباط العوامل المستخلصة
نالحظ من الجدول أعاله أن ارتباط العوامل المستخلصة ببعضها البعض كان متوسطا ،أي أنها غير
مستقلة تماما وإنما يوجد بينهما ارتباط يوجد قد ار من التباين المشترك بينهما ،وهذا االرتباط متوسط كما
نالحظ في الجدول.
وبناءا على ما تم الحصول عليه من عوامل ،سيتم تفسيرها سيكولوجيا في ظل ما تنطوي عليه من معلومات،
إذ أن تفسير العوامل من أصعب ما يعترض الباحث ألنه يعتمد على تفسير مضامين العوامل أي الفقرات
التي ترتبط بالعامل ،ويمكن توضيح البنود التي تنتمي لكل عامل من خالل الجدول التالي:
104
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
105
من الجدول أعاله نالحظ أنه وبعد أن قمنا بإقصاء الفقرات11_17_31_82_29_01_04_49( :
__87_74_81_12_86_39_50_27_63_60_40_80_30_06_53_55_65_67_02_08_38_10_09_44_62
)83_66وذلك ألنها لم تتشبع على أي عامل بقدر كاف ،بقي لدينا 48فقرة موزعة بين 2عوامل:
وهي أغلبها فقرات تركز على المحفزات التي تم تصنيف غيابها من أهم المصادر المجهدة لدى أستاذ الطور
المتوسط ،من هنا ارتأينا من منطلق الداللة النظرية للعوامل أن نسميه غياب المحفزات أو نقصها ،وذلك ألن
أغلب الفقرات التي تتشبع عليه ركزت على قلة حصول األستاذ على التحفيز المادي و المعنوي.
وهي كلها فقرات تركز على عالقة األستاذ بزمالءه و ظروف العمل فيما بينهم ،من هنا ارتأينا من منطلق
ركزت على حجم مسؤولية األستاذ تجاه تالميذه مقارنة بالتغذية الراجعة التي يتلقاها .و من هنا ارتأينا من
العامل الرابع :تضمن 11فقرات و هي )72_74_92_47_25_94_ 35( :و هي كلها فقرات ركزت على
سوء المحيط سواء الفيزيقي أو الوظيفي لألستاذ و هي مرتبطة في نفس الوقت مع إمكانية أو قدرة
األستاذ على التكيف و ذلك حسب نمط شخصيته .و من هنا ارتأينا من منطلق الداللة النظرية للعوامل
العامل الخامس :تضمن 12فقرات و هي )11_21_28_77_29_75( :و هي أغلبها فقرات ركزت على
غياب دور األستاذ في المشاركة في عملية إتخاد القرار و من هنا ارتأينا من منطلق الداللة النظرية
106
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
العامل السادس :تضمن 17فقرات و هي )15_17_12( :و هي كلها فقرات ركزت على غياب الدعم
األسري و الذي يعرقل المسار المهني لألستاذ ،و من هنا ارتأينا من منطلق الداللة النظرية للعوامل أن
نسميه المشكالت األسرية.
-9معايير المقياس :
قامت الباحثة بحصر جميع استجابات أفراد العينة الكلية لعدد ( )511أستاذ فبلغ عدد االستجابات ()25
استجابة مختلفة للبنود االربعين ،تم استخراج معايير األداء باالعتماد على الرتب المئينية من أجل تحديد
الدرجة التي تقابل الميئيني ( )74و الميئيني ( )29ألن درجات التفسير مقسمة الى ثالث:
منخفض ،متوسط ،مرتفع.
الميئينة التكرار الدرجة الخام الميئينة التكرار الدرجة الخام
49,5 6 126
1,5 3 58
52,5 6 127
2,5 2 71
54,5 4 128
4 3 79
61,5 14 129
5 2 85
64 5 130
7 4 87
66 4 131
8 2 90
69 6 132
8,5 1 93
71 4 133
9,5 2 98
72,5 3 136
11 3 100
73,5 2 138
12,5 3 101
75 3 139
15 5 104
77 4 140
17,5 5 105
78,5 3 141
18,5 2 107
79,5 2 143
20 3 108
82 5 146
21,5 3 110
83,5 3 152
23 3 111
86,5 6 154
24 2 112
88 3 157
24,5 1 113
90 4 160
26 3 116
91,5 3 161
32 12 118
93,5 4 162
35 6 119
96 5 163
39 8 120
96,5 1 172
39,5 1 122
98 3 175
41,5 4 123
99 2 178
43,5 4 124
100 2 188
46,5 6 125
107
الدرجة الفاصلة :
من الجدول رقم ( )72نجد أن القيمة القريبة إلى المئيني ( )74هي ( )72و الدرجة المقابلة له هي (، )778
في حين الدرجات القريبة إلى المئيني ( )29هي ( )28و الدرجة المقابلة له هي ()775
إذا فإن الدرجة التي نعتمد عليها في تفسير درجات المقياس هي:
من كانت درجاته تتراوح من ( )29إلى ( )778فإنه يتعرض إلى اجهاد منخفض.
ومن كانت درجاته تتراوح بين( )751إلى ( )775فإنه يتعرض إلى اجهاد متوسط
ومن كانت درجاته تتراوح بين( )777إلى ( )799فإنه يتعرض إلى اجهاد مرتفعة.
108
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
1-5في ضوء التساؤل الجزئي األول :هل يتمتع مقياس اإلجهاد لدى أساتذة التعليم المتوسط
بالخصائص السيكومترية الالزمة؟
صدق المقارنة الطرفية :من أجل تقدير صدق درجات المقياس ،تم االعتماد على أحد طرق حساب
صدق التكوين الفرضي ،حيث استخدمنا الصدق التمييزي (أسلوب المقارنات الطرفية) ،من خالل إتباع
الخطوات التالية:
-تطبيق الصورة النهائية على 71أستاذا وأستاذة موزعين على 12متوسطات مختلفة لمدينة أم البواقي.
-ترتيب درجات أفراد العينة على المقياس تنازليا ثم تصاعديا.
-سحب نسبة %51من الدرجات العليا و %51الدنيا لألفراد ،والمقدرة بدرجات 71فردا من الفئة العليا و
10من الدنيا.
-حساب المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لكل مجموعة.
-تقدير الفروق بين المجموعتين باستخدام اختبار Tلعينتين مستقلتين
-ويمكن توضيح نتائج االختبار المتوصل إليها كالتالي:
وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسط ( )% 51األعلى و متوسط ( )% 51األدنى على استبيان
المعتمد في البحث ،وكانت قيمة االحتمالية ) )Sig = 0.000وهي أقل من مستوى الداللة 3030= αوقد
بلغت قيمة )t= 9.98( tوهي دالة احصائيا ،و منه يمكن القول أن المقياس له قدرة تمييزية عالية بين
المجموعتين الطرفيتين .و بالتالي فهو صادق ،وصالح للتطبيق على عينة البحث األساسية.
و للتأكد من تحقق الثبات كخاصية سيكومترية ألداة البحث تم استخدام أسلوبين هما معامل ألفا لكرونباخ
102
أن قيمة αكرونباخ لجزء البنود الفردية ( )1089ال يساوي قيمة αكرونباخ لجزء البنود الزوجية
( ،)1081إن عدد البنود في الجزئين غير متساوي هذا ما يعني أن معامل التجزئة النصفية في هذه
الحالة هو معامل Guttmanومنه فإن معامل التجزئة النصفية بلغت قيمته ( ،)10827فهي بذلك عالية
وبصفة عامة يالحظ أن معامالت الثبات لالستبيان كانت عالية هذا ما يحقق موثوقية في ثبات نتائجه
عند تطبيقه.
لقياس مدى ثبات أداة البحث استخدمت الباحثة معادلة ألفا لكرونباخ Alpha Cronbach’sللتأكد من
ثبات أداة البحث على عينة مكونة من ( ،)71تم حساب معامل ألفا للمقياس فوجد أن المعامل ()1087
وهذا يدل على أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات يمكن االعتماد عليه في التطبيق الميداني
-2-5في ضوء التساؤل الجزئي الثاني :ماهي معايير تفسير مجموع الدرجات الخام للمقياس؟
بعد أن الباحثة بحصر جميع استجابات أفراد العينة الكلية لعدد ( )511أستاذ فبلغ عدد االستجابات ()25
استجابة مختلفة للبنود االربعين ،تم استخراج معايير األداء باالعتماد على الرتب المئينية من أجل تحديد
الدرجة التي تقابل الميئيني ( )74و الميئيني ( )29ألن درجات التفسير مقسمة الى ثالث:
منخفض ،متوسط ،مرتفع .وهي كالتالي :
من كانت درجاته تتراوح من ( )29إلى ( )778فإنه يتعرض إلى اجهاد منخفض.
ومن كانت درجاته تتراوح بين( )751إلى ( )775فإنه يتعرض إلى اجهاد متوسط
ومن كانت درجاته تتراوح بين( )777إلى ( )799فإنه يتعرض إلى اجهاد مرتفعة.
وبعد التحقق من االفتراضات التي يتطلبها التحليل العاملي انتقلنا إلى إخضاع المصفوفة للتحليل العاملي
االستكشافي بأسلوب تحليل المكونات األساسية ،مع اإلشارة إلى أنه قد تم تحديد العوامل وانتقاء الفقرات
110
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
وتصنيفها على العوامل وفقا لمحك كايزر الذي يقبل العوامل التي يساوى أو يزيد جذرها الكامن عن الواحد
الصحيح ،وهو محك يتفق مع طريقة المكونات األساسية المستخدمة في هذا البحث:
-أن تتعدى نسبة تفسير تباين الفقرات الـ % 50من التباين الكلي.
-فحص قيم الشيوع أو االشتراكيات للكل فقرة ،والتي يجب أن تتعدى .0,1
فيما يخص الش رط األول المتعلق بقبول العامل الذي تتشبع عليه ثالث متغيرات على األقل فقد تم
التوصل بعد تحليل مصفوفة االرتباطات إلى 12عوامل (أنظر الملحق :2العوامل التي تتشبع عليها ثالث متغيرات
وأكثر) ،أفرزت مصفوفة االرتباطات عن وجود 12عوامل حيث تم التوصل إلى أن:
الفقرات التي تشبعت على العامل األول بقيمة أكبر من 102هي بالترتيب تبعا لشدة االرتباط
الفقرات التي تشبعت على العامل الثاني بقيمة أكبر من 1.1هي بالترتيب تبعا لشدة االرتباط
( )74_51_72_57_79_57_55_78وقد فسر هذا العامل ما نسبته ( ) %12081من لتباين الكلي بجذر كامن
قدر بـ ( 0)74018
الفقرات التي تشبعت على العامل الثالث بقيمة أكبر من 102هي بالترتيب تبعا لشدة اإلرتباط ( .
الفق ارت التي تشبعت على العامل الرابع بقيمة أكبر من 151هي بالترتيب تبعا لشدة اإلرتباط:
( ) )72_74_47_25_ 35وقد فسر هذا العامل ما نسبته ( ) %12027من لتباين الكلي بجذر كامن قدر بـ (
0)52098
111
الفقرات التي تشبعت على العامل الخامس بقيمة أكبر من 102هي بالترتيب تبعا لشدة اإلرتباط:
( )11_21_28_29وقد فسر هذا العامل ما نسبته ( ) %17011من لتباين الكلي بجذر كامن قدر بـ ( 0)71028
الفقرات التي تشبعت على العامل السادس بقيمة أكبر من 102هي بالترتيب تبعا لشدة اإلرتباط:
( ) )15_17_12وقد فسر هذا العامل ما نسبته ( ) %17028من لتباين الكلي بجذر كامن قدر بـ ( 0)74058
الفقرات التي لم تتشبع على أي عامل بقيمة أكبر من 1.0هي بالترتيب :
(_92_94_53_55_65_67_02_08_38_10_09_44_62_11_17_31_82_29_01_04_49_45_71_77_42
)83_66_87_74_81_12_86_39_75_50_27_63_60_40_80_30_06
و تشكلت الصﻮرة النهائية للمقياس مكﻮنة مﻦ ستة عﻮامل أنظﺮ الملحﻖ رقﻢ()17
.11مناقشة النتائج في ضوء الدراسات السابقة:
في ضوء نتائج الدراسات السابقة والمتعلقة منها بمصادر اإلجهاد المهني قمنا بمقارنة نتائجهما بنتائج
البحث الحالي ،فالحظنا أن دراسة "عناب أميمة" ( ،)2107والتي هدفت لتحديد مصادر اإلجهاد المهنى لدى
الموظفات اإلداريات يمكن القول أنها اتفقت مع نتائج بحثنا في كونها تبنت نفس البنية العاملية للمقياس.
أما دراسة "كريمة حيواني" و التي هدفت إلى تكييف استبيان محتوى العمل لروبار كا ارزاك" و تطبيقه على
البيئة الجزائرية .يمكن القول أنه تشابه مع بحثنا الحالي بعد إخضاعه للتحليل العاملي ،و تمتعه بمعايير
تفسير جديدة ،خاصة كونه يقيس نفس الظاهر في نفس البيئة موضوع البحث.
112
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
الخاتمة:
تندرج هذه الدراسة ضمن الدراسات النفسية التربوية ،عالجت موضوع قياس اإلجهاد المهني لدى المدرسين
الجزائريين في المرحلة المتوسطة ،هذا الموضوع قد يكون من أحد األسباب المهمة في فشل نظامنا التربوي.
بصفة عامة باعتباره خلال ومعوقا يواجه ويمس أهم عنصر فيه أال وهو المدرس .لذا يعتبر البحث في أسباب
معاناته النفسية وبروز مشاكله على أرض الواقع مع االنطالقة األولى لإلصالح والمساهمة الفعالة في رفع
مخرجات النظام التعليمي وزيادة إنتاجيه بصفة عامة وذلك إماما منا بأن تحقيق ذلك لن يتأتى إالّ بتحسين
الحياة المهنية والنفسية للمدرس والرفع من مكانتة اعت ارفا بالمسؤولية التي تقع على عاتقه وهي مسؤولة تحقيق
هدفت دراستنا إلى البحث في مصادر اإلجهاد المهني ولتحقيق أهداف الدراسة قمنا ببناء مقياس مصادر
اإلجهاد المهني لدى أساتذة التعليم المتوسط انطالقا من األدب التربوي للدراسة واعتمادا على المقابلة
الميدانية حيث تم تقسيم مصادر اإلجهاد إلى ثالث عوامل ،العامل األول المصادر التنظيمية ،العامل الثاني
أن مدرسي أساتذة
مصادر وظيفية ،أما العامل الثالث مصادر شخصية .بينت النتائج التي أفرزتها الدراسة ّ
التعليم المتوسط يعانون من مصادراإلجهاد المهني التي يقيسها المقياس المعد لذلك
التوصية إلى ماركز البحوث النفسية بضرورة إدارج البحث الحالي ضمن قائمة االختبا ارت والمقاييس
اعتماد المقياس الذي تم تصميمه لقياس مستويات اإلجهاد لدى أساتذة التعليم المتوسط فب البحوث الرامية
لذلك.
توسيع الدراسة على بيئات وأقاليم جغرافية أوسع لتشمل البيئة الجزائرية.
113
المراجع العربیة
_1الكتب:
114
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
.2أبو عالم ،رجاء محمود .)2116(.مناهج البحث في العلوم النفسسية و التربوية .ط .1.جمهورية
.0أحمد ،دمحم الزغبي()2111مشكالت األطفال السلوكية و النفسية و الدراسية أسبابها و سبل عالجها.ط
.0أحمد ،دمحم عوض بني احمد .)2117(.االحتراق النفسي و المناخ التنظيمي في المدارس .ط.0.
.1بن زروال فتيحة ،اإلجهاد على مستوى المنظمة المصادر والتأثيرات واستراتيجيات المواجهة ،دراسات
.7تركي ،رابح عمامرة)0991(.أصول التربية و التعليم.ط .2عمان :ديوان المطبوعات الجامعية للنشر و
التوزيع
.8جابر،عبد الحميد جابر(.)2111مدرس القرن الحادي و العشرين الفعال المهارات و التنمية المهنية.د
جعفر ،عبد الكاظم المياحي .)2100( .القياس النفسي و التقويم التربوي .ط .0.العراق :كنوز .01
حسين ،باهي مصطفى .)2112(.علم النفس الفيزيولوجي ،نظريات ،تحليالت ،تطبيقات .ط.0. .00
115
راشد ،حماد الدوسري .)2110(.القياس و التقويم التربوي الحديث .ط .0.عمان :دار الفكر ناشرون .02
و موزعون
رشيد ،لبيب ،جابر عبد الحميد جابر .)2110(.االسس العامة للندريس.د.ط .لبنان :دار النهضة .00
زكرياء ،مطلك الدوري ،احمد علي صالح .)2119(.إدارة التمكين و اقتصاديات الشقة في منظمات .00
زينب ،محمود شقي .)0998(.الشخصية السوية و المضطربة .ط .0.مصر:مكتبة النهضة .01
سعد ،عبد الرحمان .)2118(.القياس النفسي بين النظري و التطبيقات .ط .1.عمان :هبة النيل .06
الشخاتبة ،احمد و عيد مطيع .)2101(.التكيف مع الضغوط النفسية .ط .0.االردن :الحامد للنشر .08
و التوزيع
طه ،عبد العظيم حسين .)2116(.ادارة الضغوط التربوية و النفسية .ط .0.االردن :دار الفكر .09
عبد السالم ،مصطفى عبد السالم( .)2117أساسيات التدريس و التطوير المهني للمعلم .مصر :دار .21
عبد العزيز ،عبد المجيد دمحم .)2111(.سيكولوجية مواجهة الضغوط في المجال الرياضي .ط.0. .20
116
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
العبيدي ،دمحم جاسم .)2100(.القياس النفسي و االخختبارات .ط .0.عمان :دار الثقافة للنشر و .22
التوزيع
عماد ،عبد الرحيم الزغلول ( .)2117سيكولوجية التدريس الصفي .األردن :دار المسيرة للنشر و .20
التوزيع.
العميان ،محمود سلمان .)2112(.السلوك التنظيمي في منظمات االعمال .ط .0.االردن :دار وائل .20
للنشر
عيسوي ،عبد الرحمن .)2119( .القياس و التجريب في ع ن و التربية .د.ط .بيروت :دالر النهضة .21
العربية للنشر
غباري ، ،تاثر احمد و ابو شعيرة و خالد دمحم .)2101(.تكيف المشكالت و الحلول.ط .0.عمان: .26
لوكية ،الهاشمي ،بن زروال فتيحة و حديدان خضرة .)2106(.االجهاد الفردي و التنظيمي و .27
و النشر و التوزيع.
دمحم ،أحمد كريم(.)2112مهنة التعليم و أدوار المعلم فيها.د ط.مصر:شركة الجمهورية الحديثة للنشر .29
و التوزيع.
دمحم ،الدريج(.)2111تحليل العملية التعليمية .د ط .الرباط:قصر الكتاب للنشر و التوزيع. .01
دمحم ،جاسم دمحم .)2118( .سيكولوجية االدارة التعليمية و المدرسية.ط .0.عمان :دار الثقافة افاق .00
117
دمحم ،صالح االمام .)2100(.القياس في التربية الخاصة رؤية تطبيقية .ط .0.عمان :دار الثقافة .02
للنشر و التوزيع
دمحم ،عبد القادر عابدين ( .)2110اإلدارة المدرسية الحديثة .ط .0األردن :دار الشروق للنشر و .00
التوزيع.
مصطفى ،عبد السميع.سهير دمحم حوالة(.)2111إعداد المعلم تنميته و تدريبه.د ط .عمان:دار .00
نصراوي ،صباح ( )2107مطبوعة بعنوان القياس النفسي والتربوي و بناء االختبارات .جامعة .01
وجدان ،وديع خياط .)2102(.نشاة القياس النفسي و االختبارات .ط .0.عمان :دار الثقافة .06
للنشر و التوزيع.
40. Jean, Benjamine Stora (1993).Le Stress Que Sais Je ?.2ème Ed.
Masson.
118
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
Magada.
المجالت العلمية:
الدوسقي،دمحم( )0998ضغوط مهنة التدريس مقارنة بضغوط المهن األخرى و في عالقتها .01
بالمعتقدات التربوية للمعلمين،المجلة التربوية،العدد ،08المجلد .02مجلس النشر العلمي جامعة الكويت
عيسى،دمحم و آخرون()2101اإلستجابات اإلنفعالية لدى طلبة الجامعة .سلسلة إحذر من الخطر01. .06
فتيحة ،بن زروال .)7330(.اإلجهاد لدى أصحاب النمد السلوكي أ (المستوى،األعراض ،و .07
استراتيجيات المواجهة).مجلة العلوم اإلنسانية .العدد .37المجلد ب .قسم علم النفس جامعة أنم البواقي.
الجزائر.
فريدة،بوغازي )2101(.تحليل أثر مصادر ضغوط العمل في المؤسسة اإلقتصادية.د ارسة ميدانية في .08
الرسائل الجامعية:
حمداش ،نوال( )2110اإلجهاد المهني لدى الزوجة العاملة الجازئرية و استارتيجيات التعامل معه ، .09
دكتواره دولة في علم النفس العمل ،معهد علم النفس ،جامعة قسنطينة.
112
دراعو فاطمة( )2108اإلجهاد المهني لدى أساتذة التعليم العالي .دراسة ميدانية على عينة من أساتذة .11
عبد القادر أحمد مسلم )2107(.مصادر الضغوط المهنية و آثارها في القليات التقنية في محافظات .10
عناب ،أميمة .اإلجهاد المهني لدى الموظفا اإلداريات(.المصادر،األعراض ،إستراتيجيات المواجهة) .12
فتيحة ،بن زروال( ، )2118أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في علم النفس.، ،الحماية المدنية، .10
البريد ،مصلحة االستعجاالت والتوليد بوالية أ م البواقي .الجزائر جامعة منتوري قسنطينة
فتيحة ،بن زروال أنماط الشخصية وعالقتها باإلجهاد (المستوى ،األعراض ،استراتيجيات المواجهة) .10
كوردلي مريم(.)2119دور مركز التحكم و بعض المتغيرات الشخصية في تسيير ضغط مهنة .11
التدريس و مصادره عند أساتذة الثانوي.رسالة ماجيستير .قسم العلوم اإلجتماعية .جامعة الجزائر.
مراد ،خالصي ( )2100اإلحتراق النفسي لدى اإلطارات و عالقته بالمجهدات المهنية .أطروحة .16
نصراوي ،صباح ( )2106تكييف مقياس ماسالش MBIعلى البيئة الجزائرية .أطروحة .17
120
الفصل الرابع :إجراءات البحث الميداني
121
نضع بين أيديكم هذا المقياس الذي يهدف إلى قياس مستوى اإلجهاد لدى أساتذة الطور المتوسط ،نرجو منكم
اإلجابة بكل موضوعية بوضع عالمة ( )Xأمام العبارة المناسبة ،علما أن هذه المعلومات ال تستخدم إال
لغرض البحث العلمي :
البدائل
الفقرات رقم
أبدا نادرا أحيانا غالبا دائما المؤشرات العوامل
البند
124
عالقتي سيئة مع زمالئي في العمل 18
125
33التعامل مع التلميذ المراهق يتعبني نفسيا
02ال يؤخذ برأيي أثناء توجيه التالميذ للشعب الثانوية المشاركة في
07ال يؤخذ برأيي بعين اإلعتبار عند توزيع األقسام صنع القرار الوظیفیة
126
03أشعر أنني أستنزف طاقتي دون جدوى
127
الصورة األولية للمقياس:01 الملحق رقم
1 2 3 4 5 6
VAR00028 ,712
VAR00025 ,691
VAR00079 ,686
VAR00077 ,644
VAR00046 ,642
VAR00061 ,585
VAR00014 ,572 ,528
VAR00026 ,543
VAR00078 ,523
VAR00076 ,516
VAR00049
VAR00004
VAR00001
VAR00029
VAR00082
VAR00031
VAR00017
VAR00011
VAR00062
VAR00044
VAR00019 ,814
VAR00022 ,734
VAR00023 ,708
VAR00018 ,700
VAR00021 ,678
VAR00016 ,616
VAR00020 ,602
VAR00015 ,527 ,585
VAR00024 ,563
VAR00009
VAR00010
VAR00038
128
VAR00008
VAR00005
VAR00003
VAR00070 ,669
VAR00071 ,619
VAR00048 ,613
VAR00069 ,608
VAR00056 ,546
VAR00043 ,513
VAR00054 ,510
VAR00064 ,509
VAR00047 ,504
VAR00068
VAR00002
VAR00067
VAR00065
VAR00055
VAR00053
VAR00035 ,662
VAR00052 ,538
VAR00041 ,536
VAR00034 ,508
VAR00036 ,506
VAR00006
VAR00030
VAR00080
VAR00040
VAR00060
VAR00063
VAR00027
VAR00050
VAR00058 ,709
VAR00059 ,666
VAR00057 ,643
VAR00007 ,616
VAR00039
VAR00086
VAR00012
VAR00081
VAR00075 ,665
VAR00073 ,639
VAR00072 ,595
VAR00074
VAR00087
VAR00066
VAR00083
Méthode d'extraction : Analyse en composantes principales.
Méthode de rotation : Varimax avec normalisation Kaiser.
a. Convergence de la rotation dans 12 itérations.
130
40 ,390 ,454 94,156
41 ,371 ,431 94,587
42 ,360 ,419 95,006
43 ,343 ,398 95,405
44 ,315 ,366 95,771
45 ,303 ,353 96,124
46 ,283 ,329 96,453
47 ,256 ,298 96,751
48 ,248 ,288 97,039
49 ,219 ,255 97,293
50 ,213 ,248 97,541
51 ,195 ,227 97,768
52 ,175 ,204 97,972
53 ,171 ,199 98,170
54 ,151 ,176 98,346
55 ,138 ,160 98,506
56 ,129 ,150 98,656
57 ,115 ,134 98,790
58 ,110 ,128 98,918
59 ,099 ,115 99,033
60 ,096 ,112 99,144
61 ,085 ,099 99,243
62 ,077 ,090 99,333
63 ,074 ,086 99,420
64 ,065 ,076 99,495
65 ,060 ,069 99,564
66 ,052 ,060 99,625
67 ,047 ,054 99,679
68 ,041 ,047 99,726
69 ,038 ,044 99,770
70 ,033 ,038 99,809
71 ,029 ,034 99,843
72 ,025 ,029 99,872
73 ,022 ,025 99,897
74 ,018 ,021 99,919
75 ,017 ,020 99,938
76 ,013 ,015 99,953
77 ,010 ,012 99,965
78 ,007 ,009 99,973
79 ,007 ,008 99,981
80 ,006 ,006 99,987
81 ,004 ,005 99,992
82 ,003 ,003 99,995
131
83 ,002 ,002 99,998
84 ,001 ,001 99,999
85 ,001 ,001 100,000
86 ,000 ,000 100,000
Méthode d'extraction : Analyse en composantes principales.
132
تحمل مسؤولية سالمة جميع التالميذ يفوق قدرتي 26
أشعر أنني أستنزف طاقتي دون جدوى 27
الحفاظ على سالمة التالميذ و التدريس في نفس الوقت أمر يضغطني 28
أعاني من مشكلة إكتضاض األقسام 29
الترقية في عملي تتعلق بالزمن ال بالجهد المبذول 01 ظروف
التعامل مع التلميذ المراهق يتعبني نفسيا 00 العمل
لون الحجرات في مكان عملي يضايقني 02
اإلكتضاض في القسم يسبب الفوضى و يعرقل الدرس 00
ال يؤخذ برأيي أثناء توجيه التالميذ لشعب الثانوية 00 غموض
ال يؤجذ برأيي بعين اإلعتبار عند توزيع األقسام 01 الدور
ال يؤجذ برأيي أثناء برمجة اإلمتحانات 06
ال تراعى رغبتي عند وضع التوقيت األسبوعي 07
مشاكلي األسرية تعيق عملى 08 المشكالت
ال يساعدني أفراد أسرتي في أدائي لعملي 09 األسرية
ال أتلقى الدعم النفسي من أفراد أسرتي 01
133
ملخص البحث:
في ظل الحاجة الملحة لمعرفة البنية العاملية للعديد من المفاهيم التي تستخدم من قبل الباحثين أو حتى
من قبل مختلف المنظمات ،والتي نجد من بينها مفهوم اإلجهاد لدى أستاذ التعليم المتوسط لما له أهمية تعزى
ألهمية المنصب من جهة و للحفاظ على الصحة النفسة لهذا العنصر الفعال ،من هنا برز الهدف األساسي
للبحث الحالي ،وهو السعي لبناء مقياس اإلجهاد المهني لدى أستاذ الطور المتوسط ،والذي تم تطبيقه على
عينة من األساتذة قوامها 207أستاذ يتوزعون على 01متوسطات ببلدية أم البواقي بعد التأكد من خصائصه
السيكومترية ،وبعد التأكد من الشروط التي يتطلبها التحليل العاملي تم إخضاع مصفوفة االرتباطات للتحليل
العاملي االستكشافي الذي أفرز بنية جديدة للمقياس حيث تم االكتفاء بستة عوامل بدل 20عامل ،و به
توصلنا لتحديد معايير التفسير الخاصة به و التي أفرزت لنا بدورها بنية جديد من حيث الفقرات التي تنتمي
134