مقياس إدارة التنمية المحلية متمم

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫المقياس‪ :‬إدارة التنمية المحلية‬

‫أعمال موجهة‬

‫الفوج ‪ / 2‬أستاذ المقياس‪ :‬عويشة بوزيد‬

‫السنة الثالثة ليسانس تنظيم سياسي وإ داري‬

‫الموضوع الرابع‪ :‬نماذج اإلدارة المحلية‬

‫أوال‪ -‬نماذج عن العالم المتقدم‬

‫البحث األول حول النموذج البريطاني‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫الحكم المحلى في بريطانيا‬

‫يتميز نظام اإلدارة المحلية في بريطانيا أن هيئاتها بدرجات ومستويات مختلفة لذا كانت اختصاصاتها‬
‫بأحجام متنوعة ومختلفة من وحدة إلى أخرى‪ ،‬وأهمها‪:‬‬

‫** خدمات البوليس والدفاع المدني‬

‫باستثناء لندن التي يقوم فيها بهذه المهام هو وزير الداخلية‬

‫** خدمات الصحة‪ :‬يشرف على الخدمات الصحية عامة‪ ،‬مصادر المياه الخاصة للشرب ومشروعات‬
‫الصرف الصحي‪.‬‬

‫** خدمات التعليم‪ :‬المدارس العامة تحت إشراف المجالس المحلية‪.‬‬

‫** الخ دمات االجتماعي ة‪ :‬المتمثل ة في الرعاي ة لكب ار الس ن واألطف ال وذوي االحتياج ات الخاص ة‬
‫كالمرضى عقليا والمصابين بعاهات‪.‬‬

‫إيرادات المجالس المحلية ببريطانيا‬

‫** إعانات الحكومية التي تشكل ‪ % 60‬إلى ‪ %90‬من ميزانية هذه المجالس توزع بنس ب موح دة على‬
‫كل المجالس المحلية‪.‬‬

‫** تموي ل داخلي ة‪ :‬تش مل بص فة عام ة الرس وم المفروض ة على بعض الخ دمات االجتماعي ة ك التعليم‬
‫وخدمات الصحة ومواقف السيارات والخدمات التجارية‪.‬‬
‫لها قانونا سلطة فرض بعض الضرائب المحلية كالضريبة العقارية التي يدفعها شاغلوا العقارات سواء‬
‫كانوا مالكين أو مستأجرين‪ ،‬والتي تستحق سنويا وتقوم كل خمس سنوات‪.‬‬

‫تعديل قانون الحكم المحلي ‪2016‬‬

‫** ه و ق انون ص ادر عن البرلم ان في المملك ة المتح دة يه دف إلى تقوي ة س لطة رؤس اء البل ديات‬
‫المنتخ بين مباش رة داخ ل الس لطات المحلي ة في انكل ترا وويل ز‪ ،،‬وت ؤول اختصاص ات اإلس كان والنق ل‬
‫والتخطيط والشرطة لهم‪.‬‬

‫** وقدم مشروع قانون إلى مجلس اللوردات البارونة ويليامز من ترافورد‪ ،‬وكيل السكرتير البرلماني‬
‫الدولة لشؤون الجاليات والحكومة المحلية‪ ،‬يوم ‪ 28‬مايو ‪ 5[ .2015‬وصدر في ‪ 14‬أكتوبر ‪.2015‬‬

‫** تعديل امتياز الحكومة المحلية إلنجلترا وويلز بحيث سن االقتراع تعدل من ‪ 18‬إلى ‪.16‬‬
‫البحث الثاني حول النموذج األمريكي‬ ‫‪-2‬‬

‫الحكومة المحلية‬
‫كل والية مقسمة إلى عدد من التشريعات المحلية‪ ،‬وهي إما محافظات‪ ،‬أو مدن كبيرة أو مدن صغيرة‪.‬‬

‫ويمكن للمحافظ ة أن تضم عددا من الجماعات ل ديها أس ماء مختلف ة‪ ،‬بينم ا المدين ة الكبيرة أو الص غيرة‬
‫تض م منطق ة له ا اس م مم يز‪ .‬وتختل ف إدارة الحكوم ة من محافظ ة لمحافظ ة أو مدين ة لمدين ة‪ ،‬غ ير أن‬
‫مهمة جميع الحكومات المحلية هي نفسها‪ :‬توفير خدمات ضرورية يومية تضمن رفاهية مواطنيها‪.‬‬

‫وألخذ فكرة عن تنوع الحكومات المحلية‪ ،‬اليكم هذه الحقائق عن حكومة المقاطعة‪ :‬في الواليات المتحدة‬
‫‪ 3,066‬مقاطع ة‪ ،‬ي تراوح حجمه ا بين مقاطع ة آرلنغت ون‪ ،‬فرجيني ا‪ ،‬وه و ‪ 67‬كيلوم ترا مربع ا‪ ،‬ون ورث‬
‫سلوب بوروه ‪ ،‬أالسكا‪ ،‬وهو ‪ 227,559‬كيلومترا مربعا‪ .‬ويختلف عدد السكان بين مقاطعة لوفنغ في‬
‫تكساس وهو ‪ 140‬مقيما ومقاطعة لوس أنجيليس‪ ،‬كاليفورنيا وهو ‪ 9.2‬ماليين‪.‬‬

‫وبوج ه ع ام‪ ،‬ت ؤدي الحكوم ات المحلي ة أعم اال موكل ة اليه ا من قب ل حكوم ات والياته ا‪ .‬فحكوم ات‬
‫المقاطعات مسؤولة عن إدارة آليات االنتخابات‪ .‬وهي تسجل الناخبين الجدد‪،‬‬

‫وترس ل بالبري د إلى الن اخبين معلوم ات عن االنتخاب ات‪ ،‬وتخت ار وس ائل التص ويت‪ ،‬وتعين أم اكن‬
‫للتص ويت‪ ،‬وتجن د عناص ر لالق تراع‪ ،‬وتحص ي وتؤك د نتيج ة االق تراع ي وم االنتخ اب‪ .‬ك ذلك ت ؤدي‬
‫الحكوم ات مه ام تقليدي ة مث ل تثمين الممتلك ات ألغ راض ض رائبية‪ ،‬واالحتف اظ بس جل لمع امالت‬
‫الممتلكات‪ ،‬فضال عن اإلحصائيات الحيوية كالمواليد‪ ،‬والزيجات‪ ،‬والوفيات‪.‬‬

‫ولع ل األهم‪ ،‬أن الحكوم ات المحلي ة‪ ،‬ت وفر خ دمات ت ؤثر على ال روتين الي ومي للمواط نين‪ .‬فالس لطات‬
‫المحلية تضمن أن المياه التي تنقل بأنابيب إلى منازلهم هي نظيفة‪ ،‬وأن القمامة تجمع من أحيائهم‪ ،‬وأن‬
‫األطفال يستطيعون الوصول إلى المدارس العامة‪ ،‬وجميع الطرق مرصوفة‪ .‬وعندما تنشأ ظروف غير‬
‫عادية‪ ،‬وربما خطرة‪ ،‬الحكومة المحلية تكون هناك أيضا‪ ،‬حيث يعمل ضباط الشرطة‪ ،‬ورجال مكافحة‬
‫الحرائق‪ ،‬وعناصر الرعاية الطبية في حالة الطوارئ على حماية المواطنين ومساعدتهم‪ .‬ومن الواضح‬
‫أن عمل الحكومات المحلية هو األقرب إلى حياة الناس اليومية‪.‬‬
‫البحث الثالث حول النموذج الفرنسي‬ ‫‪-3‬‬

‫تطور الالمركزية في فرنسا‪:‬‬

‫من ناحي ة نش أة نظ ام اإلدارة المحلي ة في فرنس ا‪ ،‬يمت د إلى م ا قب ل الث ورة الفرنس ية ‪ ،1789‬حيث ك ان‬
‫هن اك برلمان ات إقليمي ة تق وم بس ن التش ريعات المحلي ة وجباي ة بعض الض رائب وفض النزاع ات‪،‬‬
‫وأعضائها ينتخبون مباشرة من الشعب‪ ،‬وعليه فسلطات الحكم قبل الثورة الفرنسية كانت مركزة في يد‬
‫المل ك حيث س اد نظ ام المل ك‪ ،‬ولق د حلت ه ذه البرلمان ات بمج ّر د ممارس تها للس يطرة الرجعي ة‪ ،‬ويمكن‬
‫تلخيص أهم تحوالت هذه المرحلة في‪:‬‬

‫‪ ‬اإلدارة القاض ية ‪ :Administration juge‬تأكي دا التج اه الث ورة الفرنس ية في الفص ل بين‬
‫الس لطات‪ ،‬ص در ق انون ‪ 24-16‬أوت ‪ ،1790‬ال ذي نص على إلغ اء المح اكم القض ائية‬
‫(البرلمان ات)‪ ،‬وإ نش اء م ا يس مى ب اإلدارة القاض ية أو ال وزير القاض ي‪ ،‬ومهمت ه اس تقبال ش كاوي‬
‫المواطنين‪.‬‬
‫‪ ‬إنش اء مجلس الدول ة الفرنس ية‪ :‬وذل ك بت اريخ ‪ 12‬ديس مبر ‪ 1797‬في عه د ن ابليون بون ابرت‪،‬‬
‫وهنا ُو ضعت اللبنة األولى للقضاء اإلداري الفرنسي‪ ،‬وتّم إنشاء مجالس األقاليم (‪les conseils‬‬
‫‪ ،)de préfectures‬يقوم بفحص المنازعات‪.‬‬
‫‪ ‬مرحل ة القض اء المف وض ‪ :Justice délégué‬ص در في ‪ 24‬م اي ‪ 1872‬ق انون يمنح مجلس‬
‫الّد ول ة الفرنس ي اختص اص البث نهائي ا في المنازع ات اإلداري ة دون تعقب جه ة أخ رى‪ ،‬وت والت‬
‫إصدارات المراسيم بسبب تراكم العديد من العقبات أمام مجلس الّد ولة إلصالح القضاء اإلداري‪.‬‬

‫أّم ا من ناحي ة الت أطير الق انوني لالمركزي ة الفرنس ية‪ ،‬نص دس تور ‪ 1958‬ال ذي نص على أّن‬
‫الجهوي ة في الجمهوري ة الفرنس ية تتك ون من الجماع ات المحلي ة واألق اليم باإلض افة إلى أق اليم م ا وراء‬
‫البحار‪ ،‬وأشار عالوة على القواعد المتعلقة بالعالقات بين السلطات العامة المختلفة‪ ،‬ونجد تلك القواعد‬
‫المتعلقة بالمنظمات الدستورية للجمهورية‪ ،‬وهذه تتعلق بالهيكل االداري والمحلي للدولة‪ ،‬فجد في المادة‬
‫األولى‪“ :‬فرنسا جمهورية غير قابلة للتجزئة‪ ،‬مع االعتراف بوجود الجماعات المحلية”‪ ،‬وهذا موجود‬
‫في المواد‪.)75( ،)74( ،)73( ،)72( :‬‬

‫وتنص الم ادة (‪ )74‬ص راحة في دس تور ‪ 4‬أكت وبر ‪ 1958‬على أّن ‪“ :‬الجماع ات المحلي ة للجمهوري ة‬
‫الفرنس ية هي‪ :‬البل ديات‪ ،)les régions‬باإلض افة إلى من اطق أع الي البح ار (‪les collectivité‬‬
‫‪. )d’outre-mer‬‬

‫ومع مقارنة هذه المواد وتحليلها المواد (‪ ،)74،75 ،73 ،72‬نستنتج أّن إقليم الّد ولة الفرنسية‬
‫منظم وفق ركنين يضمنان من جهة وحدته (المركزية)‪ ،‬ومن جهة أخرى التنوع (الالمركزية)‪،‬‬
‫وبالرغم من االمتيازات التي ُح صنت بها الالمركزية في دستور ‪ ،1958‬إال أّن الالمركزية في هذه‬
‫المرحلة استندت إلى قاعدة أّن ‪“ :‬الجمهورية الفرنسية غير قابلة للتجزئة”‪ ،‬باإلضافة إلى السلطة‬
‫المركزية الشديدة التي كانت ُتمارس في عهد نابليون‪.‬‬

‫ت والت التش ريعات إلى آخ ر تع ديل في ق انون ‪ 2‬م ارس ‪ ،1982‬وه و أول ق انون مؤس س لالمركزي ة‬
‫(تدشين الالمركزية)‪ ،‬ولقد منح األقاليم الشخصية المعنوية االعتبارية‪ ،‬إلى جانب المحافظات والبلديات‪،‬‬
‫وتمت از اإلدارة بمقتض ى ه ذا الق انون بوح دة بنائه ا الق انوني‪ ،‬أي تخض ع هيئاته ا المحلي ة لق انون واح د‪،‬‬
‫باإلض افة إلى ش مولية وعمومي ة اختص اص ه ذه الهيئ ات‪ ،‬بع دها تلته ا ع ّد ة تع ديالت من خالل ع ّد ة‬
‫قوانين‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ ‬جانفي ‪ :1984‬قانون يحمل خلق الوظيفة المحلية‪.‬‬


‫‪  6‬ج انفي ‪ :1992‬س جلت الالمركزي ة تط ورا هام ا‪ ،‬كم ا توض حه ه ذه األه داف‪ :‬تط وير‬
‫الديمقراطي ة المحلي ة لكي ال تك ون الالمركزي ة في خدم ة المنتخ بين فق ط‪ ،‬إيج اد أش كال جدي دة‬
‫للتعاون بين الجماعات المحلية‪ ،‬وإ عادة تنظيم الدولة في ظل الالمركزية الجديدة‪.‬‬
‫وعلي ه يش كل ق انون ‪ 2‬م ارس ‪ 1982‬ميالد الالمركزي ة الفعلي ة في فرنس ا‪ ،‬والمؤس س لحق وق وحري ات‬
‫البل ديات‪ ،‬المحافظ ات والمن اطق‪.‬كم ا أعطى ق انون ‪ 6‬فيفري ‪ 1992‬ص الحية توقي ع الجماع ات المحلي ة‬
‫الفرنس ية اتفاقي ات م ع جماع ات محلي ة أجنبي ة‪ ،‬م ع اح ترام الق درات الدولي ة الفرنس ية الخاص ة بالتع اون‬
‫الالمركزي‪ ،‬باإلضافة إلى احترام حدود اختصاصاتها‪.‬‬

‫ومن ه‪ُ ،‬تقّس م الوح دات المحلي ة في فرنس ا إلى ثالث مس تويات متدرج ة‪ ،‬تك ون ه ذه الوح دات المحلي ة‬
‫متماثل ة‪ ،‬أو م ا ُيع رف ب ـ “أس لوب وح دة النم ط” بمقتض ى أحك ام الدس تور الفرنس ي لع ام ‪ ،1958‬وبع د‬
‫مراجع ة م ارس ‪ ،2003‬وبمقتض ى أحك ام الق انون ‪ 213-82‬المتض ّم ن حق وق وحري ات البل ديات‬
‫والمحافظات واألقاليم‪ ،‬تتمّثل هذه األقاليم في‪:‬‬

‫‪ ‬البل ديات ‪ :les communes‬وتمث ل الجماع ات اإلقليمي ة القاعدي ة تتواج د به ا ح والي ‪36500‬‬
‫بلدية‬
‫‪ ‬المحافظات (المديريات) ‪ :les départements‬وهي وحدات أكبر حجما من البلديات‪ ،‬وتمثل‬
‫المستوى الثاني للجماعات اإلقليمية‪ ،‬عددها حوالي ‪ 100‬محافظة‪.‬‬
‫‪ ‬األقاليم ‪ :les régions‬تمثل المستوى الثالث‪ ،‬وهي األكبر حجما‪ ،‬عددها اإلجمالي حوالي ‪26‬‬
‫إقليم‪ ،‬منه ا ‪ 4‬أق اليم وراء البح ار‪ ،‬ه ذه األق اليم أص بحت جماع ات محلي ة إقليمي ة بم وجب الم ادة (‬
‫‪ )59‬من القانون ‪.213-82‬‬
‫وهن اك ش كلين من الرقاب ة به دف ض مان س ير المص الح العام ة‪ ،‬وهي‪ :‬الرقاب ة المالي ة‬
‫(يمكن بواسطتها استدعاء أو استجواب الفرق اإلقليمية للمداخيل” ‪les chambres régionales des‬‬
‫‪ ،)”comptes‬والرقابة اإلدارية العادلة (تسمح للمحافظ “‪ ”le préfet‬بتعيين القاضي اإلداري‪ ،‬والرقابة‬
‫هنا بعدية‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬لق د ش هدت الالمركزي ة الفرنس ية في الدول ة النابليوني ة عه د االنحط اط‪ ،‬وه ذا نظ را للتهميش ال ذي‬
‫عاش ته الجماع ات المحلي ة‪ ،‬وه ذا الّنظ ام الي وم يعت بر بمثاب ة ه دم للق انون بالنس بة الس تقاللية الجماع ات‬
‫المحلية‪ ،‬لكن بعد قانون ‪ ،1982‬أصبحت الجماعة المحلية إقليمية وشخص معنوي من أشخاص القانون‬
‫العام‪ ،‬أين السلطات منتخبة وفق اقتراع على مستوى المواطنين المحليين المعنيين‪ ،‬كما جاء هذا الق انون‬
‫ليلغي الوصاية اإلدارية‪ ،‬المالية والنفسية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬نماذج عن العالم المتخلف‪:‬‬

‫البحث األول حول النموذج الجزائري‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تأخذ الجزائر في إدارة الجماعات المحلية باألسلوب الالمركزي‪ ،‬حيث اقتضى ذلك تقسيم اإلقليم إلى‬
‫وح دات متدرج ة وفي قم ة ه ذا الت درج توج د الوالي ة وعلى رأس ها ال والي‪ ،‬وتقس يم الوالي ة إلى دوائ ر‬
‫والدوائر إلى بلديات‪ ،‬وهذا هو األسلوب الذي اعتمده المشرع الجزائري‪ ،‬وهو يقوم على أساس توزيع‬
‫الوظيفة اإلدارية بين الحكوم ة المركزية والهيئ ات اإلقليمية المستقلة‪ ،‬وتأخذ الّد ولة الجزائرية بأسلوب‬
‫الّالمركزية إلى جانب أسلوب المركزية‪ ،‬رغبة في التوازن االقتصادية واالجتماعي بين جميع األقاليم‪،‬‬
‫وتوزيع النشاط وإ شراك المواطنين في إدارة شؤونهم‪ .‬ولقد عرف التنظيم اإلداري المحلي في الجزائر‬
‫عدة تطورات عبر مراحل تاريخية معينة‪.‬‬

‫‪ -‬التنظيم اإلداري المحلي في الجزائر إبان العهد العثماني‪:‬‬


‫تتميز هذه المرحلة بتنظيم إداري خاص يتسم بالسعي إلى ضمان السيطرة المستبدة للّد ولة على جميع‬
‫مرافق الّد ولة‪ ،‬السيما مرفق األمن‪ ،‬حيث عرفت هذه المرحلة نظاما مركزيا شديدا‪ ،‬سيطر فيه القادة‬
‫العسكريون (البايات) على مقاليد الحكم واإلدارة سيطرة تامة‪ ،‬و هذا بسبب الصراع الّد اخلي والخ ارجي‬
‫الموجود‪.‬‬

‫‪ -‬التنظيم اإلداري المحلي في الجزائر أثناء فترة االحتالل الفرنسي‪:‬‬


‫لقد اندلعت الثورة العالمية األولى سنة ‪ ،1914‬وكان من أهم نتائجها انهيار اإلمبراطورية العثمانية‪،‬‬
‫وتوقي ع اتفاقي ة س ايس بيك و بين بريطاني ا وفرنس ا‪ ،‬وال تي نص ت على أن تك ون منطق ة المغ رب الع ربي‬
‫ض من األراض ي الواقع ة تحت النف وذ الفرنس ي‪ ،‬وعلي ه خض عت الجزائ ر إب ان المرحل ة االس تعمارية‬
‫للتشريع الفرنسي‪ ،‬وكان أّو ل نص تنظمي صدر في هذا الشأن هو قرار الماريشال “دوبرمون” المؤّر خ‬
‫في ‪ 6‬جويلي ة تض ّم ن‪ :‬إنش اء لجن ة لس ير األمالك والمص الح والمراف ق المدني ة بالعاص مة من ط رف‬
‫الس لطات الفرنس ية‪ ،‬وبع د ذل ك تم تحدي د قواع د للنظ ام اإلداري اإلقليمي والمحلي في الجزائ ر ش كلت‬
‫الوالي ة دعام ة أساس ية اس تندت إليه ا اإلدارة الفرنس ية لف رض وجوده ا من خالل سياس تها‪ ،‬فعم دت في‬
‫ش هر م ارس ‪ 1848‬إلى إص دار ق انون يض م الجزائ ر إلى فرنس ا‪ ،‬وقس متها إلى ثالث والي ات‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫الجزائر‪ ،‬وهران وقسنطينة‪ ،‬ويرأس كل منها والي يساعده مجلس للوالية‪ ،‬على غرار الّنمط الذي كان‬
‫س ائدا في فرنس ا‪ .‬بالت الي‪ ،‬ك انت البلدي ة والوالي ة أداة لتحقي ق طموح ات اإلدارة االس تعمارية‪ ،‬وف رض‬
‫هيمنه ا ونفوذه ا‪ ،‬وك ان ي ديرها م واطن من اإلدارة االس تعمارية‪ ،‬وك انت البلدي ة في خدم ة اإلدارة‬
‫الفرنسية‪ ،‬دون خدمة تطلعات الشعب الجزائري‪.‬‬
‫التنظيم اإلداري المحلي في الجزائر بعد االستقالل‬ ‫‪-‬‬
‫لق د ج اءت أولوي ة وس رعة التفك ير في إقام ة نظ ام لإلدارة المحلي ة بع دما ت بّين إفالس التنظيم الم وروث‬
‫عن العهد االستعماري‪ ،‬رغم اإلصالحات التي ُأدخلت عليه‪ ،‬وبرزت الالمركزية اإلقليمية كأولوية من‬
‫خالل االهتم ام بإرس اء نظ ام له ا من ذ االس تقالل‪ ،‬ولق د ورثت الجزائ ر غ داة االس تقالل أجه زة إداري ة‬
‫فرنس ية ك انت منظم ة حس ب المس تويات التالي ة‪ :‬ال دوائر (‪ ،)les arrondissement‬المحافظ ات ( ‪les‬‬
‫‪ ،)département‬النواحي ( ‪ ،)les régions‬البلديات (‪.)les communes‬‬

‫لكن اإلصالح في المجال التشريعي‪ ،‬فقد كرسه دستور‪ ،1963‬حيث اعتبر البلدية القاعدة األساسية‬
‫للمجموعة الترابية واإلدارية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما ورد في المادة (‪ )09‬منه‪ ،‬وفي هذا السياق‬
‫ذهب الميث اق الجزائ ري لس نة ‪ ،1964‬حيث ج اء في ه‪“ :‬ض رورة إعط اء الجماع ات المحلي ة س لطات‬
‫تتطلب مراجعة إدارية جذرية هدفها جعل مجلس البلدية قاعدة التنظيم السياسي واالجتماعي للبالد…”‪،‬‬
‫وبعد ذلك صدر األمر رقم ‪ 67/25‬في ‪ 18‬جانفي ‪ 1967‬والمتض ّم ن ق انون البلدي ة‪ ،‬ثّم ص دور األمر‬
‫رقم ‪ 69/38‬المؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪ 1969‬والمتضمن لقانون الوالية‪ ،‬ومن خالل هذين القانونين أوكلت‬
‫للبلدي ة والوالي ة ع ّد ة مه ام أساس ية منه ا‪ :‬سياس ية‪ ،‬اقتص ادية‪ ،‬اجتماعي ة وثقافي ة‪ ،‬وبع د نظ ام التعددي ة‬
‫الحزبية‪ ،‬تماشيا مع هذا اإلصالح‪ ،‬جاء القانون البلدي رقم ‪ 1990/08‬وقانون الوالية رقم ‪1990/09‬‬
‫ليحّد د مسار التنظيم المحلي‪ ،‬وتتمثل المستويات المحلية في‪ :‬البلدية والوالية‪.‬‬

‫إّن مرك ز ال والي الممّي ز في التنظيم اإلداري‪ ،‬جعل ه يتوّس ط المس تويين المحلي والمرك زي‪ ،‬مم ا ينعكس‬
‫على عالقت ه بمختل ف األجه زة في الّد ول ة‪ ،‬فنج ده يخض ع لإلدارة المركزي ة عن طري ق الس لطة الس لمية‬
‫(الرئاسية) باختالف درجاتها بداية من رئيس الجمهورية‪ ،‬ونزوال إلى مختلف الوزارات من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى نجده في مركز الهيمنة على الحياة اإلدارية والسياسية في المستوى المحلي والئيا وبلديا‪،‬‬
‫وذلك بداية من العملية االنتخابية للمجالس الشعبية‪ ،‬والرقابة التي يمارسها على أعضاء هذه المجالس‬
‫ال تي يص ل إلى ح د الس لطة الرئاس ية على رؤس اء المج الس البلدي ة‪ ،‬بينم ا نج د في المقاب ل أّن الرقاب ة‬
‫الممارس ة على ال والي تك ون ض عيفة في ح االت ومنعدم ة في اغلبه ا‪ ،‬مم ا يض في الخصوص ية الفعلي ة‬
‫على ه ذا المرك ز‪ ،‬وي دعو إلى ض رورة إع ادة النظ ر في مس ألة الرقاب ة المتبادل ة بين ه وبين المج الس‬
‫المحلي ة لتحقي ق الت وازن بين التس يير اإلداري‪ ،‬وبين التس يير الش عبي الق ائم على المب ادئ واألس س‬
‫الديمقراطية‪.‬‬

You might also like