Professional Documents
Culture Documents
مصادر مياه محافظه الفيوم
مصادر مياه محافظه الفيوم
المقدمة
وإذ نتحدث عن المياه ومصادرها -بصفه خاصة فى محافظة الفيوم -فإن من وثيق الصله ان
نلتقى بإطالله سريعة على "علم المياه " او الهيدرولوجيا والمعنى بدراسه المياه وتوزيعها فوق
االرض وصفاتها وخصائصها الطبيعه والكميائيه وتفاعلها كذالك مع البيئه والكائنات الحية ،
والهيدرولجيا هو احد افرع الجغرافيا الطبيعيه ،والمختص بدراسه الماء على سطح االرض
وتوزيعها وخصائصها ودوراتها ()1
وإذا بحثنا الخلفيه المعقدة لالرض ،وفوق ذلك المسرح الجيولوجى ياتى النيل بالغ الخطر ،
انما كحدث صغير السن للغاية ،إنه من احدث الظواهر الطبيعيه الهامة فى موروفولجية مصر
،وعلى حداثته هذة فإن للنيل فى مصر -كما فى خارجها -تاريخا طبيعيا معقدا بالغ التركيب ،
فالنيل االعظم بامتدادة الهائل من العروض االستوائية حتى البحر المتوسط ،بل من اطراف
نصف الكره الجنوبيه حتى قلب العالم القديم ،لم ينشأ دفعه واحدة كنظام نهرى واحد ،وانما
تكون اصال من مجموعه من النظم النهرية االقليميه بدأ كل منها منفصال مستقال عن الباقى ،
وربما فى عصور جيولوجية وظروف طبيعية مختلفة كذلك ،ثم اتصلت تلك النظم ببعضها
البعض وتالحمت وتوحدت فى نظام نهرى واحد مركب ،بالغ الضخامة كما هو شديد
الخصوصية ،بحيث ال يكاد يدانية نهر فى اتساعه وابعادة ،كما يوشك هو اال يخضع للقوانين
الخاتمة التى تضبط تراكيب االنهار العادية وال للتصانيف الفيزوغرافية التى تقع فيها االنهار
عادة ()2
وكان ظاهرا للجميع سكان مصر ولغيرهم من خالطوهم ان حضارة مصر مصدرها االكبر هو
نهر النيل الذى ترتب علية جميع ما لمصر من ثروات والرخاء ،فكان من الطبيعي ان يفكر
المصريون وغيرهم فى امر النيل وفى مصدر ذلك الفيضان الذى يعم الوادى كما عام بانتظام
تام ,من هنا كانت مسألت "سر النيل " ذلك السر الذى لم يتم حله اال فى عصرنا هذا ،فلم يكم
المصريون القدماء االوائل -اى فى العصر الميثولوجى قبل االسره االولى -على علم عن
مجرى النيل فيما وراء الشالل االول شيئا كثيرا ،فقد كانت دنياهم التى عرفوها منحصره فى
ذلك الوادى الخصب الذى كانو يعيشون فيه ،على ان جهل المصريين القدماء بأعالى النيل لم
يدم طويال بل سرعان ما اتسع افقهم واتصلو بشعوب وبالد اخر تقطن وادى النيل ،وقد راى
ملوك مصر حتى االسره االولى ان بعض االقوام التى تسكن جنوب الشالل كانت تعتدى احيانا
على حدود مصر فاتخذو التدابير الالزمة لردهم ()3
ليس للنيل فى مصر اب او جد ،ليس له اصل سابق ال من الغرب وال من الشرق ،نيل واحد
من البداية الى النهاية ،هو النيل االول ( البروتو-تيب ) ()4
فى الحاله االولى ،والنيل االعظم فى الحاله االخيره ،فإنما ولد النيل فى مصر مره واحدة
والدة كاملة )5( .
من خالل التقديم السابق عرضة ،يمكنا االن التعرض لمصدر المياه فى محافظة الفيوم - ،
التى من خاللها ايضا سنلتقى بظاللنا على التركيب الجيولوجى للمحافظة فالفيوم التى من
خاللها ايضا سنلقى بظاللنا على التركيب الجيولوجى للمحافظة فالفيوم تجويف محفور فى
نطاق االيوسين ولكن على اطرافة الشمالية غير بعيد عن تخوم( )6نطاق الميوسين ،غير ان
طبقات االيوسين تختفى فى معظمها تحت التكوينات التالية االحدث ،فال تظهر اال حول
حافات المنخفض ()7
والفيوم التى ينحدر اسمها من االصل الفرعونى بمعنى البحيرة والتى تقع جنوب غرب-
القاهرة بنحو 90كم وغرب بنى سويف مباشرة وهى منخفض واحى من منخفضات الصحراء
الغربية اال انه بفضل القرب الشديد من الوادى الى حد االلتصاق تقريبا بالنيل عن طريق فتحة
ضيقة كالعنق وهى فتحة الالهون ،على الجانب االخر فمن حيث انه يتصل بالنيل عن طريق
بحر يوسف فأنه يكون جزء من نظامة النهرى وبهذا اضيفت الى مياه الباطنية مياه النيل
السطحية الجارية ،وبهذا وذالك اصبح المنخفض فى دافعه ملحق للسودان ودلتا داخلية للنهر
وشبهه واحه صغرى تضاف الى شبهه الواحه الكبرى والتى هى الوادى نفسة وان يكون الوادة
هبه النيل فإن الفيوم هبه المنخفض والنيل معا وثمرة الزواج السعيد ببين الصحراء والنهر
فشأن الفيوم فى هذا هو شان قناه السويس التى هى هبه البرزخ والنهر اال ان هذة من صنع
.االنسان وتلك بفعل الطبيعه
الفيوم والريان-
لبست الفيوم من موقعها هذا على خلوع الوادى هى المنخفض الوحيد بل هى احد منخفضين
متجاورين ثانيهما وادى الريان الى الجنوب الغربى مباشرة واالثنان معا يقعان بدورهما فى
منخفض واحد مشترك اكبر مساحة من وادى الريان بكثير بهذا التجاور وغيره
تبدو الفيوم والريان كالتوئمين و الشقيقين االكبر واالصغر فكالهما كسائر منخفضات
الصحراء الغربية
على تلك المنحدرات المثقبة والسفوح الدقيقه التى تنحدر عمتنا نحو البحيرة فى الشمال-
.الغربى فنحدد بها االنحدار العام للمنخفض فى ذلك االتجاة
وابتدا وكما فى دلتا النيل عن طريق راسها ال ماء يدخل الفيوم اال من مدخل واحد وهو
اليوسفى وفتحه الالهون ( , )8وعلى ان اليوسفى فى ضعف حديثا بترعه مساعدة فى بحر
حسن تحمل نحو ثلث دخل الواحة المائى مقابل ثلثين لليوسفى
الماء يدخل اذا من اقصى الشرق وكل الفيوم تروى من تلك البوابة امامه فواهتها مباشره واما
من عند نقطه المقاسم عن مدينه الفيوم حيث يتفرع البحر الى شبكته الواسعه والتى تقابل بذلك
قناطر الدلتا ،وبهذا االنحدارالطبيعي تتمتع الفيوم بالرى المستديم وبالرى بالراحة معا اى
بالجاذبيه من اعلى الى اسفل وبالمقابل فإن الصرف كله وبال استثناء تقريبا ينتهى الى بركه
قارون فى اقصى الغرب ،فالبركه هى المصرف الطبيعي والوحيد للفيوم جمعيا ،وفيما عدا هذا
الموقع الداخلى فإنها بهذا الوضع تعد بالنسبة للفيوم بمثابة البحر المتوسط بالنسبه لدلتا النيل ،
ومنها بين القاعدتين االساسيتين فى الرى والصرف وكما فى دلتا النيل ايضا التستثنى اال
.بعض الجيوب المحلية ف تجاويف االطراف
:-بحر يوسف (الوادى اليوسفى )
هو الحبل السرى الذى يربط الفيوم بالوادى ويمنحها الحياه فعند الالهون وهورات عدالن
المتقابلتين على ضفتية يترك اليوسفى السهل االفيضى بالصعيد ويتجهه غربا لمسافة نحو 10
كم خالل فتحه الالهون الهوارة ثم يخترق منخفض الواحة مستمر حتى مسافه 10كم اخرى
حتى مدينه الفيوم
هذا هو وادى بحر يوسف اعلى اراضى الفيوم جميعا
بحيرة قارون (قارون وسهلها)
استمرار لهبوطنا غربا وابتدا من كنتور
٠حتى سيف البحيرة وبعرضها نحو ١٠كم تدق فى نهايتها الى لسان غربى ضيق يصل الى
اقصى طرف المنخفض من منطقة قارون يمتد بين السهل الساحلى او الشاطئ للبحيرة اما
بحيرة قارون نفسها فهى حاضرية اى مجرد بقايا البحيرة العظمى القريبة ومجرد مصرف
العموم للفيوم ولوال مياه الصرف النقرضت تماما بالبخر ومع ذلك فهى فى انكماش مستمرالن
االيراد اقل من الفقد بالتالى فانها تزداد ملوحة باستمرار الى حد ان انقرضت منها اسماك المياه
العذبة واقتصرت اسماكها على انواع المياه المالحة فهيا ال تصلح للشرب او الرى بل تفسد
بالفشع االراضى المتاخمة لها على ان مشروع الريان قد غير الموقف اخيرا وانقذ البحيرة
البحيرة مساحتها نحو 200الى 250كيلو متر( 55الف فدان) وطولها 45كم وعرضها
يتراوح بين 5الى 10كم
بهذا الشكل تعد بحيرة قارون اشبه ما تكون نمطا لبحيرة البرلس بين بحيرات شمال
:-الدلتامنخفض الريان
يقع منخفض الريان بالنسبه الى منخفض الفيوم فى كنفيه وظله ومتواريا خلفه نحو الجنوب
الغربى والتقليد الشائع بين ابناء وادى النيل هو ان يسمو منخفضات الصحراء الغربيه المتاحه
له بالوادى ،تجاوزا بالطبع ولكن خطأ بالقطع ففى الريان كما فى النطرون ليس فى االمر وادا
ال جرا وال جاف وال معلق وال غائر وانما هو ببساطه منخفض مغلق محكم االغالق من جميع
الجهات
وللريان شكل غريب معقد الشئ مما تألف من مجموعه المستطيالت القاطعه المحاور التى
تتراكب متعامده على بعضها لبعض بحيث يبدو الشكل العام فى النهايه اشبهه بخطاف او بقفل
مفتوح اليد معلق الى نهايه منخفض الفيوم
:-تضاريسا
تدرج حواف المنخفض على كل الجوانب الى ارض عاليه نسبيا تتفاوت بين السهل المرتفع
والهضبه المنخفضه متراوحه بين 100،150م لكنها عاريه من النبات خاليه من خطوط
.التصريف
:-جيولوجيا
ماتزال جيولوجيا الريان اذا انتقلنا الى النسبه موضع خالفات حيث يرجى البعض دور التعريه
الهوائيه ونشأت الريان الى المرحله االخيره فقط
ووضعه فى مرتبه ثانويه مقدما عليها عوامل ومراحل اخطر واعتقد كذالك بينما يذهب رئيه
الى ان وادى الريان خالى من الرواسب النهريه مما يدل على ان مياه النيل التى كانت فيما
مضى تغمض جزء عظيم من منخفض الفيوم كما تصل الى وادى الريان علم تكن جزء من
بحيره موريس حتى فى وقت اعظم اتساع لها فإن البعض يؤكد العكس تماما
فعند بعض الجيولوجى ان المنخفض المحفور كالفيوم من نطاق االيوسين يبدأ تاريخيا
الجيولوجى من وقت ما قبل البليوسين
:-اتصال الريان بالنيل-
نتيجه للعصر الجليدي الكبير من نصف الكره الشمالى ومع كل تلك المياه الهائله من البحر
التى اختذنت عن الغطاءات الجليديه
حفرت مياه النيل طريقها نحو الشمال من البحر المتوسط خالل البليستوسين من حوالى 250
الف سنه مضت
:-هيدرولوجيا
الجانب الهيدرولوجى لوادى الريان اى ( هندسه الري والصرف ) لم يكن المنخفض تكشف
عن صارف الموطن المختار لمشروعات رى وصارف النتهى من اول اتزاح االمريكي كوب
-وايت هاوس فى ثمانيات القرن الماضي لتحويله الى خزان لمياه فيضان النيل الى ان تحول
فعال الى مصرف طبيعي لمياه الفيوم عن سبعينات القرن الماضى
فبفضل موقعه على الصعيد االسفل وبفضل موقعه كمنخفض مغلق منفصل قرب الفيوميبدو
الريان وكانه االحتياطى الذى ادخرته الصحراء الغربية لخدمة وادى النيل هيدرولوجيا اما
كمنخفض وخذان لضبط الفيضان واما كمصب طبيعى لصرف الفيوم واما كخذان عذب او
خذان ملح وبين هذين القطبين المتنافين تماما قطب الرى وقطب الصرف تزينت فكرة
االستفادة من الريان وقد كانت الفكرة االولى هى االسبق واالكثر الحاحا دائما ولكن الفكرة
الثانوية هى التى فيض لها ان تتحقق
الريان والرى
يتلخص هيكل مشروع خذان الرى الجانبى فى ثالث عناصر
-١اقامة قناطر على النيل الرئيسى جنوب مدينة بنى سويف
-٢شق قناة تاخذ من امام القناطر وتصب فى وادى الريان تنقل ماء النيل الفائض فى شهور
فيضانه الى الريان لتخزن فيه
-٣قناة اخرى للتفريغ والصادر تحمل ماء بحيرة الريان المخزون الى النيل مرة اخرى اثناء
شهور التجريف
الريان مصرفآ
ال ينفصل مشروع الريان كمصرف عن واحة الفيوم االم على ان المشروع ال يتلقى كل مياه
صرف الفيوم بل جزء منها فقط فوق النصف اى ان مشروع الريان لم يلغى كليا مشروع
قارون كمصرف وانما قسمت رقعة صرف الى قسمين الشمال موجه الى قارون والجنوب الى
الريان وهذا التقسيم الثنائي جاء من ناحية استمرار تخزين قارون بقدر مناسب من المياه حتى
ال تتالشى بالبحر وتفقد الثروة السمكية والسياحية والناحية االخرى للمحاولة على مستوى
بحيرة الريان الجديدة عن مشروع منخفض باستمرار وطولة ١٣متر
الريان مصرفآ
:-المصادر
راجع تفصيل ذلك موسوعه ويكيبديا -شبكة االنترنت )1
شخصية مصر -دراسة فى عبقرية المكان -للعالمه االستاذ الدكتور /جمال حمدان -الجزء )2
االول -دار الهالل صفحة 123
نهر النيل -د/محمد عوض محمد -استاذ الجغرافيا بمعهد الدراسات السودانيه بجامعه فؤاد)3
االول -الطبعه الثالثه صفحة 1952 - 3
هو بمثابة النموذج المبدئى (Prototype 4
د/جمال حمدان -المرجع السابق – صفحة 5) 142
)6