Professional Documents
Culture Documents
أعمال العشر-2
أعمال العشر-2
أعمال العشر-2
نبدأ هنا بخالصة البرنامج ،ويأتي بعده بيان فضل ذلك بالتفصيل ،والخالصة كما
يلي:
أوالً :يحرص المسلم على أن يكون من أفضل الناس عند هللا في الليلة المقبلة عليه
من ليالي العشر ،وذلك وارد في السنة بما يلي:
- 1أن يأتي بأذكار المساء بعد العصر وقبل المغرب ،ومن ذلك :قول (ال إله إال هللا
وحده ال شريك له ،له الملك ،وله الحمد ،وهو على كل شيء قدير) مائة مرة.
– 2قول( :سبحان هللا العظيم وبحمده) مائة مرة.
- 3الحرص على تفطير الصائمين؛ ولو بتمر.
ثانياً :يحسن استغالل كل ثانية في تلك الليالي ،ويحرص على كل سنة وعبادة ابتداء
من المغرب ،ومن ذلك:
- 1أن يفطر على السنة ،ويأتي بأدعية اإلفطار والحمد عقب أكل التمرات.
- 2أن يردد أذان المغرب بقلب حاضر خاشع ،ويسأل الوسيلة للنبي صلى هللا عليه
وآله وسلم عقبه ،ثم يدعو بما تيسر.
ثالثاً :الحرص على حضور القلب والخشوع في جميع الصلوات ،وأهم ما يستحضـر
فيه أمر الخشوع ،والحضور مع هللا تعالى هو الفرائض ابتداء من المغرب ،ثم يلي
ذلك النوافل.
رابعاً :صالة التسابيح.
خامساً :أعمال يكتب لمن يعمل بها قيام ليلة القدر سبع مرات ،وذلك فيما يلي:
- 1صالة العشاء والفجر في جماعة ،وصالة أربع ركعات بعد العشاء.
- 2صالة التراويح مع اإلمام حتى ينصرف.
– 3قراءة {آمن الرسول} إلى آخر اآليتين.
– 4قراءة مائة آية يعدل قيام ليلة.
- 5االعتكاف في المسجد إلى صالة الفجر.
- 6تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
– 7الحرص على إحياء الليلة كلها أو أغلبها .فإذا قام أغلب الليل ،وصلى التهجد،
فإنه يُكتب له قيام الليلة السابعة ،بإذن هللا.
سادساً :أكثر من اثني عشر ألف مرة بين السماء واألرض حسنات!!
سابعاً :قراءة السور ذات الفضل الكبير.
ومن ذلك:
– 1قراءة سورة (تبارك) ،فمن قرأها فقد أكثر من العمل الصالح والخير ،وأطاب.
- 2قراءة المسبحات ،ففيها آية بألف آية.
- 3قراءة سورة (يس) كل ليلة.
– 4قراءة سورة اإلخالص.
ثامناً :الحرص على األذكار ذات المضاعفة الكبيرة ،ومن ذلك:
- 1الذكر األفضل واألكثر من ذكر ليلتي قدر متتاليتين.
- 2يحرص على أن يجعل له وردا ً من الباقيات الصالحات ،ومن الصالة على النبي
صلى هللا عليه وآله وسلم ،خاصة إذا كانت ليلة جمعة ،ومن قول (سبحان هللا
وبحمده) ،و(سبحان هللا العظيم) ،و(ال إله إال هللا) ،وغير ذلك.
تاسعاً :الدعاء .فيدعو المسلم بكل ما يهمه في أمر دنياه وآخرته ،ويضيف ما يلي:
- 1سؤال هللا تعالى العفو والعافية.
ثوان.
ٍ – 2يستغفر للمؤمنين والمؤمنات ليتحصل على مليارات الحسنات في
عاشراً :الحرص على سائر النوايا واألعمال الصالحة.
بسم هللا الرحمن الرحيم
الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وعلى اله وصحبه ومن وااله ..أما بعد.
ففي هذه الوريقات سنذكر برنامجا ً عمليا ً رائعا ً متميزاً وفريداً فيما يخص العشـر
األواخر ،وكيف يستغلها اإلنسان استغالالً كامالً شامالً ،إن شاء هللا تعالى.
وهذا البرنامج مختار مما ورد في السنة من األعمال اليسيرة ذات األجور العظيمة
في األيام العادية ،فكيف إذا وافقت ليلة القدر التي يضاعف فيها األعمال مضاعفة
كبيرة.
فكم نحن في حاجة لهذه الليلة التي نعوض فيها تقصيرنا ،فنسد بها خلل أعمالنا،
وتقصيرنا طوال العام ،ونضاعف بها رصيدنا! .وكم نحن في حاجة لها ليغفر هللا
تعالى فيها وبها ذنوبنا ،ويعفو عنا!.
ومن كان منا غير مقصر أو سابق بالخيرات :فليس هو بأحسن من رسول هللا صلى
هللا عليه وآله وسلم الذي كان يشد المئزر في هذه العشـر األواخر التماسا ً لليلة القدر،
ويحيى فيها ليله ..وكان قد اعتكف في العشـر األول يبحث عنها ،ثم في األواسط ،ثم
في العشر األواخر ،واستمر على االعتكاف في العشر األواخر لما أوحي إليه أنها
استقرت فيها.
هذه الليلة التي عظمها هللا عز وجل تعظيما ً فريداً في كتابه ،فأنزل سورة كاملة في
قدرها وفضلها ،وقال عنها سبحانه وتعالى تعظيما ً لقدرها ،وتفخيما ً لشأنها{ :وما
أدراك ما ليلة القدر} ،وهذا من أساليب التعظيم والتفخيم.
ومن عظمتها :أن هللا عز وجل اختارها لنزول القرآن.
ومن عظمتها :أنها الليلة التي يُقدر هللا عز وجل فيها أعمال السنة كلها ،فما يُقدر في
العام على اإلنسان إنما يُقدر فيها ،قال تعالى{ :فيها يفرق كل أمر حكيم}.
ومن عظيم فضلها :أن األعمال تضاعف فيها مضاعفة هائلة حتى أن العمل فيها خير
من العمل في ألف شهر ،فمن عمل فيها -وهي في هذه الليالي حوالي 10ساعات،-
من عمل في هذه العشر الساعات ،فكأنما حاز عمراً آخر بجانب عمره ،فعشر
ساعات من العمل الصالح في مقابل أكثر من 83سنة كلها مملوءة باألعمال
الصالحة ،كلها محسوبة صافية بال نوم ،وبال شيء آخر ،عمر مستقل.
فكيف إذا أتينا فيها بأعمال مضاعفة األجر ،وأعمال تضاعف ليلة القدر ،أعمال تجعل
ليلة القدر مضاعفة أضعافا ً كثيرة؟!
وهذا هو موضوعنا هنا في هذا البرنامج الذي سنسـرده تاليا ً إن شاء هللا تعالى.
تفصيل البرنامج المقترح للعشر
أوالً :يحرص المسلم على أن يكون من أفضل الناس عند هللا في ذلك المساء والليلة
المقبلة عليه من ليالي العشر ،ومن األعمال تجعل المسلم أفضل الناس عند هللا تعالى
في تلك الليلة ما يلي:
- 1يأتي بأذكار المساء بعد العصر وقبل المغرب ،ومن ذلك :قول (ال إله إال هللا
وحده ال شريك له ،له الملك ،وله الحمد ،وهو على كل شيء قدير) مائة مرة .فإنه
يكون بذلك من أفضل الناس عند هللا تعالى في تلك الليلة ،إال من عمل أفضل من
عمله(.)1
- 2قول (سبحان هللا العظيم وبحمده) مائة مرة ،ففي حديث أبي هريرة أن رسول هللا
صلى هللا عليه وآله وسلم قال« :من قال حين يصبح( :سبحان هللا العظيم وبحمده)
مائة مرة ،وإذا أمسى كذلك ،لم يواف أحد من الخالئق بمثل ما وافى»( ،)2وهي أحب
الكالم إلى هللا(.)3
– 3الحرص على تفطير الصائمين؛ ولو بتمر ،فإن من فطر صائما ً كان له مثل
أجره غير أنه ال ينقص من أجر الصائم شيء( ،)4فيدخل في الليل بهذا الفضل الذي
إذا وافق ليلة القدر فكيف ستكون مضاعفته!! .فكيف بمن فطر خمسين ،أو مائة صائم
في هذه األيام؟
( )1عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال« :من قال في يوم مائتي مرة
[مائة إذا أصبح ،ومائة إذا أمسى] :ال إله إال هللا وحده ال شريك له ،له الملك ،وله الحمد ،وهو على كل شيء
قدير؛ لم يسبقه أحد كان قبله ،وال يدركه أحد كان بعده إال من عمل أفضل من عمله» رواه النسائي في الكبرى
برقم ،)10412( :وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة ()620/6
-وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم« :من قال :سبحان هللا مائة
مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة بدنة .ومن قال :الحمد هلل مائة مرة قبل طلوع الشمس
وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرس يحمل عليها في سبيل هللا .ومن قال :هللا أكبر مائة مرة قبل طلوع الشمس
وقبل غروبها كان أفضل من عتق مائة رقبة .ومن قال :ال إله إال هللا وحده ال شريك له له الملك وله الحمد وهو
على كل شيء قدير مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ،لم يجيء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله إال
من قال مثل قوله أو زاد عليه» رواه النسائي في الكبرى رقم )10657( :وغيره ،وحسنه األلباني في صحيح
الترغيب والترهيب برقم.)658( :
( )2صحيح ابن حبان ( ،)142/3وصححه األرنؤوط ،واأللباني في سنن أبي داود برقم.)5091( :
( )3فقد قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم« :من ضن بالمال أن ينفقه ،وبالليل أن يكابده؛ فعليه بـ "سبحان هللا
وبحمده" ،فإنها أحب إلى هللا من جبل ذهب ينفقه في سبيل هللا تعالى» ،وروى مسلم أن رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم سئل :أي الكالم أفضل؟ قال« :ما اصطفى هللا لمالئكته ،أو لعباده :سبحان هللا وبحمده».
قال المناوي(" :من ضن بالمال أن ينفقه) في وجوه البر (وبالليل أن يكابده) في قيامه للتهجد (فعليه بسبحان هللا
وبحمده) أي :فليلزم قول ذلك بقلب حاضر ،وفؤاد يقظان ،فإنه يقوم له مقام اإلنفاق والصالة"
( )4ففي حديث زيد بن خالد الجهني رضي هللا عنه عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال« :من فطر صائما
كان له مثل أجره غير أنه ال ينقص من أجر الصائم شيء» ،وفي لفظ« :من جهز غازياً ،أو جهز حاجاً ،أو خلفه
في أهله ،أو فطر صائما ً كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء» ينظر :حديث رقم)6415( :
في صحيح الجامع ،وصحيح الترغيب والترهيب (.)260/1
ثانياً :يحسن استغالل كل ثانية في تلك الليالي ،فيحرص على كل سنة وعبادة ابتداء
من المغرب ،ومن ذلك:
- 1أن يفطر على السنة ،ويأتي بأدعية اإلفطار والحمد عقب أكل التمرات.
- 2أن يردد أذان المغرب وال يشغله الفطور عن ذلك ،فلترديد األذان فضل عظيم
وأجر كبير في األيام والليالي العادية ،فكيف إذا صادف ذلك ليلة القدر؟!
فيحرص على ترديد األذان بقلب حاضر خاشع ،فإن من ردده بخشوع ويقين وجبت
له الجنة(.)5
ومن سأل الوسيلة للنبي صلى هللا عليه وآله وسلم عقبه :حلت له شفاعته ،ثم يدعو بما
تيسر؛ ألن الدعاء مستجاب بين األذان واإلقامة في الليالي واأليام العادية كيف إذا
صادف الدعاء ليلة القدر التي تتنزل فيها الرحمات والبركات ،وتستجاب فيها
الدعوات؟!
وأيضا ً في الحديث في مسلم أنه من سمع المؤذن ،فقال" :وأنا أشهد أن ال إله إال هللا
وحده ال شريك له ،وأن محمدا عبده ورسوله ،رضيت باهلل ربا ،وباإلسالم دينا،
وبمحمد صلى هللا عليه وسلم رسوال؛ غفر هللا له ذنوبه" رواه مسلم ،وفي رواية:
«غفر له ما تقدم من ذنبه»(.)6
إال أن رواية ابن خزيمة بينت متى يقال هذا الذكر ،وأنه يقال عند الشهادتين(.)7
ثالثاً :الحرص على حضور القلب والخشوع في جميع الصلوات.
فيقوم لصاله المغرب ،ويستحضـر أمر الخشوع ،والحضور مع هللا تعالى من صالة
المغرب ،ومن الناس من يظن أن الخشوع مهم في صاله الليل والتراويح والتهجد
( )5فقد أخرج مسلم ( )385عن عمر بن الخطاب ا قال :قال رسول هللا ص« :إذا قال المؤذن :هللا أكبر هللا أكبر،
فقال أحدكم :هللا أكبر هللا أكبر ،ثم قال :أشهد أن ال إله إال هللا ،قال :أشهد أن ال إله إال هللا ،ثم قال :أشهد أن محمدا
رسول هللا ،قال :أشهد أن محمدا رسول هللا ،ثم قال :حي على الصالة ،قال :ال حول وال قوة إال باهلل ،ثم قال :حي
على الفالح ،قال :ال حول وال قوة إال باهلل ،ثم قال :هللا أكبر هللا أكبر ،قال :هللا أكبر هللا أكبر ،ثم قال :ال إله إال هللا،
قال :ال إله إال هللا من قلبه دخل الجنة» .
ويفهم من تقييد الحديث بقوله ص «من قلبه» ،أنه ال بد لمن يردد األذان أن يستشعر ما يقول ،ويؤمن به،
ويخلص في ذلك كله؛ ليكون من أهل الجنة بهذا العمل اليسير ،وقد جاء اشتراط اليقين في رواية أخرى ،حيث
قال ص" :من قال مثل ما قال هذا يقينا دخل الجنة" أخرجه أحمد ( ،352/2رقم ،)8609وصححه ابن حبان
( ،)553/4والحاكم ( ،)321/1واأللباني في صحيح الترغيب والترهيب (.)246
( )6رواه مسلم ( ،)386وفي بيانه يقول المباركفوري" :قوله( :رضيت باهلل ربا ً) أي بربوبيته ،وبجميع قضائه
وقدره ،فإن الرضا بالقضاء؛ باب هللا األعظم (وبمحمد رسوالً) أي :بجميع ما أرسل به وبلغه إلينا من األمور
االعتقادية وغيرها( ،وباإلسالم) أي :بجميع أحكام اإلسالم من األوامر والنواهي( ،دينا ً) أي :اعتقاداً ،أو انقياداً،
قاله القاري( .غفر هللا له ذنوبه) أي :من الصغائر".
( )7فهذا الذكر يُقال بعد نطق المؤذن بالشهادتين؛ لما جاء عند ابن خزيمة« :من سمع المؤذن يتشهد فالتفت في
وجهه ،فقال :أشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ،وأن محمدا ً رسول هللا ،رضيت باهلل رباً ،وباإلسالم ديناً،
غفر له ما تقدم من ذنبه» صحيح ابن خزيمة ( ،)422وقال األعظمي( :إسناده جيد) ،وقد اختلفوا في أي
الشهادتين تقال؛ فاختار بعضهم :أن محلها بعد التهليل الذي في آخر األذان؛ وذلك لئال ينشغل بهذا الذكر عن
ترديد بقية األذان .لكن ظاهر الحديث؛ أنها تقال عند الشهادتين بعد متابعة اإلمام فيهما ،فإذا قال المؤذن( :أشهد
أن محمدا رسول هللا) الثانية؛ قال الذكر الوارد في الحديث ،كما ذكر جماعة من العلماء ،وهللا تعالى أعلم.
فقط ،فال يحاول مجاهدة نفسه على الخشوع في المغرب والعشاء ،وهذا خطأ،
فالخشوع في الفرائض أهم ،وأعظم ،فاهلل عز وجل يقول في الحديث القدسي( :ما
تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما افترضته عليه).
فينبغي الحرص على الخشوع أوال في الفرائض ،ثم يستحضـر الخشوع في سائر
الصلوات في تلك الليالي ،وإال كان قيامه مجرد تعب ونصب ،فاألجر في الصالة إنما
يكتب على قدر الخشوع فيها ،وقد أجمع العلماء على أنه ليس لإلنسان من صالته إال
ما عقل منها ،وحضر قلبه فيها.
ولنعلم أن حضور القلب مع هللا تعالى مع االفتقار إليه هو غاية المعرفة والعبادة،
واستحضار مراقبة هللا تعالى من أفضل اإليمان ،فعن عبادة بن الصامت قال :قال
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم« :إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن هللا معه حيث
كان»(.)8
رابعاً :صالة التسابيح.
ثم بعد صالة المغرب يصلي السنة ،ثم بعدها إما يتعشى ثم يصلي صالة التسابيح(،)9
أو يصليها قبل العشاء ،وهذا الوقت وقت غفلة غالباً ،أي :بعد العشاء وقبل صاله
العشاء ،ونحن متفقون أن نستغل ثواني هذه الليلة العظيمة ،وصالة التسابيح صالة
فضلها عظيم جداً في الليالي واأليام العادية ،فكيف إذا صالها المسلم في ليلة القدر!!
وقد ثبتت في أحاديث صحيحة( ،)10وقال بها جمهور العلماء.
أو حسنه :ابن مندة ،واآلجري ،والخطيب ،وأبو سعد السمعاني ،وأبو موسى المديني ،وأبو الحسن ابن المفضل،
والمنذري ،وابن الصالح ،والنووي ،والسبكي ،وآخرون" ،وصححه كذلك األلباني وغيره.
( )11لطائف المعارف ص (.)207
( )12أخرجه الطبراني في األوسط ( 254/5رقم ،)5239وقال الهيثمي (" :)40/2في إسناده ضعيف غير متهم
بالكذب" ،يريد :أن المرفوع من الممكن أن ينجبر بغيره ،ويقبل التحسين ،وهذا ما وجدناه فعالً بعد بحث في طرق
الحديث ،ولوال طول المبحث ألوردناه هنا.
( )13أخرجه الطبراني في األوسط ( ،254/6رقم ،)6332وفي الباب عن ابن عباس ،وأنس أيضا ً.
( )14فقد قال األلباني بعد أن ضعف الحديث مرفوعا ً" :لكن الحديث قد صح موقوفا ً عن جمع من الصحابة؛ دون
قوله( :قبل أن يخرج من المسجد) ؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ،وابن نصر أيضا ً عن عبد هللا بن عمرو
قال( :من صلى بعد العشاء اآلخرة أربع ركعات؛ كن كعدلهن من ليلة القدر) قلت :وإسناده صحيح .ثم أخرج ابن
أبي شيبة مثله عن عائشة ،وابن مسعود ،وكعب بن ماتع ،ومجاهد ،وعبد الرحمن بن األسود موقوفا ً عليهم .واألسانيد
إليهم كلهم صحيحة باستثناء "كعب" .وهي وإن كانت موقوفة ؛ فلها حكم الرفع ؛ ألنها ال تقال بالرأي؛ كما هو
ظاهر ".سلسلة األحاديث الضعيفة (.)101/ 11
( )15طرح التثريب (.)150/5
وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل ،فقلنا :يا رسول هللا ،لو نفلتنا بقية ليلتنا
هذه ،فقال" :إنه من قام مع اإلمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة").
– 3قراءة {آمن الرسول} إلى آخر اآليتين.
فإن من قرأهما في ليلة كفتاه عن قيام الليل إن شاء هللا ،ففي الصحيحين عن أبي
مسعود األنصاري قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" :اآليتان من آخر سورة
البقرة :من قرأهما في ليلة كفتاه".
وفي معنى (كفتاه) أقوال ،أقواها :أنهما اغنتاه عن قيام تلك الليلة بالقرآن ،وأجزأتا
عنه من ذلك( ،)16ويؤيده :ما ورد صريحا ً من طريق عاصم عن علقمة عن أبي
مسعود رفعه" :من قرأ خاتمة البقرة أجزأت عنه قيام ليلة" ،قاله ابن حجر رحمه
هللا(.)17
– 4قراءة مائة آية يعدل قيام ليلة.
فعن تميم الداري رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال" :من قرأ
بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة"( ،)18ويغني عن هذا ما سيأتي من قراءة ألف آية.
- 5االعتكاف في المسجد إلى صالة الفجر.
وذلك أن منتظر الصالة يكون في صالة ما انتظر الصالة ،فالذي يعتكف في المسجد
من المغرب ،أو من العشاء إلى صالة الفجر يكتب له أنه يصلي طوال هذه الساعات
ولو كان جالساً ،أو منشغال بشيء ما ،وهذا من فضل هللا تعالى.
- 6تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
أي التفكر الموصل لليقين باهلل تعالى ،وعظمته ،ويسهل هذا اليوم مع كثرة
الفيديوهات المتيسرة في هذا الشأن ،فعن أبي الدرداء رضي هللا عنه قال( :من الناس
مفاتيح للخير مغاليق للشر؛ ولهم بذلك أجر ،ومن الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير؛
وعليهم بذلك إصر ،وتفكر ساعة خير من قيام ليلة)( ،)19وهذا موقوف له حكم
الرفع(.)20
( )21أخرجه أبو داود ( ،)1398والبيهقى في شعب اإليمان ( ،)400/2وابن خزيمة ( ،)181/2وابن حبان (/6
،)310وقال األرنؤوط :إسناده حسن ،وصححه األلباني برقم )6439( :في صحيح الجامع.
( )22عون المعبود (.)192/4
( )23رواه أحمد ( )363/2وحسنه األرنؤوط ،وابن ماجة ( ,)3660والدارمي ( ،)3464وحسنه محققه ،وابن
حبان ( )311/6وصححه المقدسي في السنن ( ،)130/2والبوصيري في مصباح الزجاجة ( ،)98/4ورجح وقفه
الدارقطني العلل ( ،)169/8واأللباني في الضعيفة برقم ،)4076( :والموقوفة هي رواية الدارمي.
( )24مرعاة المفاتيح (.)187/4
سابعاً :قراءة السور ذات الفضل الكبير .ومن ذلك:
– 1قراءة سورة (تبارك) ،فمن قرأها فقد أكثر من العمل الصالح والخير ،وأطاب.
فمن قرأها في ليلة فقد أكثر من العمل الصالح والخير ،وأطاب ،فتسن قراءة سورة
تبارك كل ليلة مع سورة السجدة ،أو اإلسراء ،فقد كان النبي صلى هللا عليه وسلم ال
ينام حتى يقرأ :السجدة ،و{تبارك}( ،)25فعن ابن مسعود رضي هللا عنه قال« :من قرأ
تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه هللا تعالى بها من عذاب القبر ،وكنا في عهد
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نسميها المانعة ،من قرأ بها في ليلة فقد أكثر
وأطاب»( ،)26فإذا قرأها في ليلة القدر؛ فقد أكثر وأطاب العمل في ليلة القدر ،نسأل
هللا العظيم من فضله.
- 2قراءة المسبحات ،ففيها آية بألف آية:
عن العرباض بن سارية رضي هللا عنه :أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يقرأ
المسبحات قبل أن يرقد ،ويقول" :إن فيهن آية خير من ألف آية"( ،)27والمسبحات هن
السور التي ابتدأت بالتسبيح ،وهي :اإلسراء ،والحديد ،والحشر ،والصف ،والجمعة،
والتغابن ،واألعلى ،وقيل :إنها :الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن ،وهو قول
عامة المفسرين.
ويرى ابن كثير -رحمه هللا -أن تلك اآلية هي قوله تعالى{ :هُو األو ُل واآلخ ُر
والظاه ُر والباطنُ وهُو ب ُكل شيءٍ عليم}( ،)28وقيل إنها اآليات من آخر سورة
الحشر( ،)29وقال الطيبي :أُخفيت اآلية في المسبحات ،كما أُخفيت ليلة القدر في
الليالي ،وأُخفيت ساعة اإلجابة في يوم الجمعة ،محافظةً على قراءة الكل؛ لئال تشذ
تلك اآلية(.)30
( )25أخرجه أحمد ( ،)340/3وقال األرنؤوط( :حديث صحيح) ،وأخرجه الطبراني في الدعاء ( ،)266وحسنه
محققه ،وانظر حديث رقم 4873 :في صحيح الجامع.
( )26قال في (السلسلة الصحيحة) (" :)131/3أخرجه الحاكم ( ) 498/2موقوفاً ،وهو في حكم المرفوع وقال:
(صحيح اإلسناد) ،ووافقه الذهبي" ،وأخرجه الترمذي ( )146/2وقال الترمذي" :حديث حسن غريب" ،وقال
الهيثمي في مجمع الزوائد برقم" :)11431( :رواه الطبراني في الكبير واألوسط ورجاله ثقات".
( )27أخرجه أبو داود ( ،)5057والترمذي ( ،)3406وقال( :حسن غريب) ،وحسنه الحافظ ابن حجر في نتائج
األفكار ( ،)٦٣ /٣والمنذري في الترغيب ( ،)283/1واأللباني في صحيح سنن الترمذي ( ،)3406وفيه بقية بن
الوليد ،وهو كثير التدليس ،وقد روى هذا الحديث بالعنعنة ،ولكن له شاهد مرسل صحيح عن خالد بن معدان عن
النبي عليه الصالة والسالم أنه كان يقرأ المسبحات عند النوم ويقول( :إن فيهن آية تعدل ألف آية) رواه الدارمي
( ،)550 / 2وقال محققه( :إسناده صحيح) ،ولعله ألجل هذا الشاهد حسن العلماء السابق ذكرهم الحديث.
( )28تفسير ابن كثير (.)364 / 4
( )29ال يصح في فضل أواخر سورة الحشر حديث مرفوع ،ولكن لها شواهد ،ومنها ما رواه الدارمي عن الحسن
البصري أنه قال( :من قرأ ثالث آيات من آخر سورة الحشر إذا أصبح فمات من يومه ذلك؛ طبع بطابع الشهداء،
وإن قرأ إذا أمسى فمات في ليلته؛ طبع بطابع الشهداء) أخرجه الدارمي في سننه ( ،)550 / 2وقال حسين سليم
أسد( :إسناده صحيح إلى الحسن ،وهو موقوف عليه).
( )30تحفة األحوذي (.)192 / 8
- 3قراءة سورة (يس) كل يوم وليلة:
أغلب األحاديث في فضل سورة (يس) ضعيفة بحسب ما اطلعنا عليه ،ولكن جاء عن
أبي هريرة قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم" :من قرأ (يس) في ليلة
ابتغاء وجه هللا غفر له" صححه ابن كثير وغيره(.)31
وروى الدارمي بإسناد حسن عن ابن عباس رضي هللا عنه قال( :من قرأ "يس" حين
يصبح؛ أعطي يسر يومه حتى يمسي ،ومن قرأها في صدر ليلة؛ أعطي يسر ليلته
حتى يصبح)(.)32
– 4سورة اإلخالص.
عن أبي الدرداء عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال" :أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة
ثلث القرآن؟" ،قالوا :وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال{" :قل هو هللا أحد} تعدل ثلث
القرآن".
قيل :إن قراءتها ثالث مرات تعدل قراءة القرآن مرة واحدة ،ولكن بدون تضعيف،
فال يكون الحرف بعشر حسنات ،كما هو الحال في القراءة العادية(.)33
فمن قرأها ثالث مرات كان كمن قرأ القرآن كامالً [دون أن يكون الحرف بعشر
حسنات] ،ومن قرأها ثالثين مرة؛ كان كمن قرأ القرآن عشر مرات إن شاء هللا،
وهكذا ،وهللا ذو الفضل العظيم.
فإن وافقت إحدى ليالي العشر ليلة جمعة :فإنه تسن أيضا ً قراءة سورة الكهف.
ثامناً :الحرص على األذكار المضاعفة.
األذكار تتضاعف مضاعفة كبيرة جدا ً في ليلة القدر ،فينبغي الحرص على ما أمكننا
منها ،ومن أهمها:
( )31وقد قال الحافظ ابن كثير في تفسير القرآن العظيم (( :)679 /3إسناده جيد) ،وقال السيوطي في النكت على
الموضوعات ص (( :)58له طرق كثيرة عن أبي هريرة بعضها على شرط الصحيح) ،وقال األرنؤوط في
تحقيق صحيح ابن حبان (( :)312 / 6رجاله ثقات ،لكن فيه عنعنة الحسن) ،وهناك خالف في سماع الحسن من
أبي هريرة ،وفي ترجيح القول بسماعه منه يقول العالمة أحمد شاكر في شرحه للمسند (( :)109/12قد جاءت
روايات صحيحة فيها تصريح الحسن بالسماع من أبي هريرة ،مجموعها ال يدع ارتيابا ً في صحة ذلك .وإن
فرقها العلماء في مواضع ،وحاول بعضهم أن يتأول ما وقع إليه منها ،بما وقر في نفوسهم من النفي المطلق،
حتي جعلوه جرحا ً لبعض الرواة ،ولكن الحافظ ابن حجر لم يستطع أمام بعض الروايات الثابتة إال أن ينقض هذا
النفي المطلق ،بحديث واحد لم يجد منه مناصا ً .فقال في التهذيب ( )269 /2بعد ذكره ذاك الحديث" :وهذا إسناد
ال مطعن في أحد من رواته ،وهو يؤيد أنه سمع من أبي هريرة في الجملة").
( )32أخرجه الدارمي في سننه ( ،)549 / 2وقال محققه( :إسناده حسن ،وهو موقوف على ابن عباس) ،وقال
ابن كثير في تفسيره (( :)679/3ولهذا قال بعض العلماء :من خصائص هذه السورة أنها ال تقرأ عند أمر عسير
إال يسره هللا تعالى ،وكأن قراءتها عند الميت لتنزل الرحمة والبركة ،وليسهل عليه خروج الروح).
( )33جاء في شرح النووي على مسلم ( :)95 - 94 / 6قيل :معناه أن ثواب قراءتها يضاعف بقدر ثواب قراءة
ثلث القرآن بغير تضعيف .وقيل :معناه أن القرآن على ثالثة أنحاء :قصص ،وأحكام ،وصفات هلل تعالى ،و{قل
هو هللا أحد} متمحضة للصفات ،فهي ثلث ،وجزء من ثالثة أجزاء.
- 1ذكر واحد أفضل وأكثر من ذكر ليلتي قدر متتاليتين.
فإذا قاله المسلم مرة واحدة في ليلة القدر ،فيكون كأنه ذكر هللا تعالى أكثر من ليلتي
قدر!! فكيف إذا قاله عشر مرات أو أكثر؟! فعن أبي أمامة الباهلي رضي هللا عنه أن
النبي صلى هللا عليه وسلم مر به وهو يحرك شفتيه فقال " :ماذا تقول يا أبا أمامة؟ "
قال :أذكر ربي عز وجل ،قال« :أال أدلك على شيء هو أكثر من ذكرك الليل مع
النهار ،والنهار مع الليل؟ قال :تقول :الحمد هلل عدد ما خلق ،الحمد هلل ملء ما خلق،
الحمد هلل عدد ما في السموات وما في األرض ،الحمد هلل عدد ما أحصى كتابه،
والحمد هلل على ما أحصى كتابه ،والحمد هلل عدد كل شيء ،والحمد هلل ملء كل شيء،
وتسبح هللا مثلهن ،تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك» وفي رواية« :أال أخبرك بأفضل
أو أكثر من ذكرك الليل مع النهار ،والنهار مع الليل؟» وفي رواية «أفال أخبرك
()34
بشيء إذا قلته ثم دأبت الليل والنهار لم تبلغه؟» وفي آخره «وتكبر مثل ذلك» ،
فيقول (سبحان هللا عدد ما خلق ،)...وكذلك (هللا أكبر) ،و(ال إله إال هللا) ،و(ال حول
وال قوة إال باهلل).
- 2يحرص على أن يجعل له ورداً من الباقيات الصالحات ،ومن الصالة على النبي
صلى هللا عليه وآله وسلم ،خاصة إذا كانت ليلة جمعة ،ومن قول (سبحان هللا
وبحمده) ،و(سبحان هللا العظيم) ،و(ال إله إال هللا) فقد قال رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم ألم هانئ بنت أبي طالب رضي هللا عنها« :وهللي هللا مئة تهليلة[ ،تمأل ما بين
السماء واألرض] ،ال تذر ذنباً ،وال يسبقها عمل» .والتهليل هو قول (ال إله إال هللا)،
وهو (أفضل الذكر) ،و(أحسن الحسنات) ،كما قال النبي صلى هللا عليه وسلم.
وكذلك ما جاء عن ابن عمرو رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم« :ما على األرض رجل يقول :ال إله إال هللا وهللا أكبر وسبحان هللا ،والحمد هلل
وال حول وال قوة إال باهلل العلى العظيم إال كفرت عنه ذنوبه؛ ولو كانت أكثر من زبد
البحر»(.)35
وكل هذه األعمال تتضاعف في ليلة القدر ،ولهذا ينبغي الحرص على كل ثانية في
ليلة القدر.
تاسعاً :الدعاء.
في ليلة القدر تفتح أبواب السماء ،وهو من أرجى األوقات إلجابة الدعوات ،فال ينبغي
أن يخلو سجود لساجد من دعوات بقلب حاضر ،ويقين بفضل هللا تعالى ،وعظيم
( )34أخرجه النسائي ( ،)9994والحاكم ( )513/1وقال :صحيح على شرط الشيخين ،وأخرجه ابن حبان
( )111/3وقال األرنؤوط :إسناده حسن ،وابن خزيمة ( )371/1وقال األعظمي :إسناده حسن .وحسنه المنذري
في الترغيب ( ،) 253/2وابن حجر في نتائج األفكار ( ،)81/1وينظر حديث )2615( :في صحيح الجامع.
( )35أخرجه أحمد ( ،211/2رقم )6973وقال األرنؤوط :إسناده حسن ،إال أن األصح وقفه .والحاكم (،682/1
رقم ،)1853والترمذي ( )3460وقال :حسن غريب .وانظر حديث رقم )5636( :في صحيح الجامع.
كرمه وجوده ،فهي ليلة العطاء والقبول واإلجابة وتقدير أحوال العام ،فيدعو المسلم
بكل ما يهمه في أمر دنياه وآخرته ،ومما ننبه عليه هنا إضافة لما سبق ،ما يلي:
- 1سؤال هللا تعالى العفو والعافية.
فمن أهم الدعوات في ليلة القدر :هو ما أوصى به النبي صلى هللا عليه وآله وسلم
عائشة رضي هللا عنها ،فعنها رضي هللا عنها قالت( :قلت :يا رسول هللا ،أرأيت أن
اعف
وافقت ليلة القدر ،ما أقول فيها؟ قال" :قولي :اللهم إنك عفو تحب العفو ف ُ
عني").
ثوان.
ٍ - 2مليارات الحسنات في
فعن عبادة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال« :من استغفر للمؤمنين
والمؤمنات :كتب هللا له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة»( ،)36أي :طلب المغفرة لهم بأي
صيغة كانت ،ولو دعاء بدعاء األنبياء فأضاف الوالدين؛ فهو أفضل ،فعن إبراهيم
عليه الصالة والسالم{ :رب اغفر ولوالدي وللمؤمنين} ،وقال نوح عليه الصالة
والسالم{ :رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا ً وللمؤمنين والمؤمنات}.
وحبذا لو يكون هذا الذكر وغير من االستغفار في السحر ،حيث وقت االستغفار(.)37
عاشراً :الحرص على سائر النوايا واألعمال الصالحة.
ومن ذلك :بر الوالدين ،وصلة األرحام؛ ولو بالهدية أو التلفون ،وحسن الخلق،
والصدقة ،وهي من أهم وأعظم األمور فضالً وعائداً ،فمن أحسن أحسن هللا تعالى
إليه ،و{رحمت هللا قريب من المحسنين}.
وينوي عمل جميع األعمال الصالحة ،والخير؛ ففي الحديث" :إذا تحدث عبدي بأن
يعمل حسنة :فأنا أكتبها له حسنة"( ،)38وقد دل جمع من األحاديث :الحث على نية
الخير مطلقاً ،وأنه يثاب على النية ،كما قال اإلمام النووي رحمه هللا(.)39
( )36رواه الطبراني في المعجم الكبير ( ،)909/19وقال الهيثمي في المجمع (" :)210/10رواه الطبراني،
وإسناده جيد" ،وحسنه األلباني في صحيح الجامع برقم (.)6026
( )37فائدة :جاء عن عبد هللا بن جعفر قال :قال علي رضي هللا عنه( :أال أعلمك كلمتين لم أعلمهما الحسن
والحسين رضي هللا عنهما!! إذا طلبت حاجة فأحببت أن تنجح فقل :ال إله إال هللا وحده ال شريك له العلي العظيم،
ال إله إال هللا وحده ال شريك له الحليم الكريم ،ثم سل حاجتك) مصنف ابن أبي شيبة ( ،254/10برقم،)29931 :
والطبراني في الدعاء ( ،)1014وصححه الشيخ محمد سعيد البخاري في تحقيقه له.
( )38ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن محمد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال" :قال هللا عز وجل :إذا
تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ًما لم يعمل ،فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها".
( )39ففي شرح النووي على مسلم ( )8 / 13تعليقا ً على حديث ابن عباس قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم يوم فتح مكة" :ال هجرة ،ولكن جهاد ونية" ،قال :معناه :أن تحصيل الخير بسبب الهجرة قد انقطع بفتح
مكة ،ولكن حصلوه بالجهاد ،والنية الصالحة ،وفى هذا الحث على نية الخير مطلقاً ،وأنه يثاب على النية.
وقال في شرحه على مسلم ( )55 / 13تعليقا ً على قوله صلى هللا عليه وسلم" :من طلب الشهادة صادقا ً :أُعطيها
ولو لم تصبه" ،وفى الرواية األخرى" :من سأل هللا الشهادة بصدق بلغه هللا منازل الشهداء؛ وإن مات على
وأخيراً :فإن من نشر مثل هذه الفضائل ،فإنه يكتب له مثل أجر كل من عمل بما
أرشده إليه ،والدال على الخير كفاعله ،وهللا الموفق.
فراشه" ،قال رحمه هللا( :ومعناهما جميعا ً :أنه اذا سأل الشهادة بصدق :أُعطى من ثواب الشهداء؛ وإن كان على
فراشه ،وفيه :استحباب سؤال الشهادة ،واستحباب نية الخير) .ويُنظر :شرح النووي على مسلم (.)123 / 9