البيان المختصر عن مولد سمط الدرر

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫بسن اهلل الرمحن الرحين‬

‫اليقانُذادلخًـصـر ذ‬

‫عن ذ‬

‫مولدذسِؿِطذالدُّ َرر ذ‬

‫ذ‬
‫تقدين ‪ :‬رباط اهلدار للعلوم الشرعية بـ(تعز)‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحٌم‬
‫الحمد هلل رب العالمٌن ‪ ،‬وصلى هللا وسلم أشرف صال ٍة وتسلٌم على سٌدنا‬
‫ونبٌنا محمد الرؤوف الرحٌم ‪ ،‬وعلى آله وصحبه ذوي المقام العظٌم ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫فهذا بٌان مختصر ٌسٌر عن المولد العظٌم البلٌغ البدٌع ‪ ،‬الذي ع َّم به‬
‫االنتفاع ‪ ،‬وشاع وذاع فً جمٌع البقاع ‪ ،‬وال تزال تتلذذ به األسماع ‪:‬‬
‫مولد (سمط الدرر)(‪ )1‬لسٌدنا اإلمام العارف باهلل قائد ركب العاشقٌن الحبٌب‬
‫علً بن محمد بن حسٌن الحبشً ‪-‬رضً هللا عنه وعنا به‪. -‬‬
‫وقد جمعت ما تٌسر لً أن أجمعه مما وقفت علٌه من كالم العلماء وتعرٌفهم‬
‫عنه ؛ ترغٌبا ً للقارئ الكرٌم ‪ ،‬والمستمع الفهٌم ‪ ،‬سائالً من مولى البرٌات أن‬
‫ٌتقبل ذلك ‪ ،‬وأن ٌجعله خالصا ً لوجهه الكرٌم ‪ ،‬وأن ٌنفع بهذه الورٌقات كما‬
‫الحسن ‪ ،‬وصلى هللا على سٌدنا محمد وعلى آله‬ ‫َ‬ ‫نفع بهذا المولد الجامع‬
‫وصحبه وسلم ‪ ،‬والحمد هلل رب العالمٌن ‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫الس ْمط ‪ :‬هو قالدة العِقد الذي ٌنتظم فٌه اللإلإ ونحوه ‪ ،‬والدُّر إذا كان قطعا ً كباراً ٌُقال‬
‫ِّ‬
‫له (جوهر) ‪ ،‬وإذا كان قطعا ً صغاراً ٌُقال له (د َُرر) ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف مع زٌادة ‪ :‬الفوائد الشاطرٌة ج‪ 1‬صـ‪. 191‬‬
‫‪2‬‬
‫تؤلٌفه لهذا المولد (سمط الدرر)‬

‫كان مما أجراه هللا على ٌدي الحبٌب علً بن محمد الحبشً ‪-‬رضً هللا‬
‫عنه‪ : -‬قٌامه باالحتفال الكبٌر السنوي ؛ لقراءة قصة المولد النبوي فً‬
‫اجتماع كبٌر ‪ ،‬فً آخر خمٌس من شهر ربٌع األول سنوٌا ً ‪ ،‬وتحضره‬‫ٍ‬
‫العلماء واألولٌاء ‪ ،‬والوجهاء والزعماء ‪ ،‬والجموع الغفٌرة من بلدان بعٌدة ‪.‬‬
‫وكان رضً هللا عنه ٌقرأ فً هذا المولد الكبٌر وفً الموالد ‪( :‬مولد اإلمام‬
‫الدٌبعً ‪-‬رحمه هللا‪ )-‬قبل أن ٌنشئ مولده العظٌم (سمط الدرر) ‪ ،‬فقد أنشأه‬
‫‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬فً شهر ربٌع األول سنة (‪1321‬هـ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن {مجموع كالمه} ‪ :‬وٌوم الخمٌس (‪ )26‬صفر سنة (‪1321‬هـ) ‪ :‬ابتدأ‬
‫فً خطبة مولده (سمط الدرر) وأوله بعد البسملة ‪:‬‬
‫الحمد هلل القوي سلطانه ‪ ،‬الواضح برهانه ‪ ...‬إلى قوله ‪( :‬وهو من فوق علم‬
‫ً‬
‫رفعة فً شؤونه وكماال) ‪.‬‬ ‫ما قد رأته‬
‫ثم أمر بقراءة الخطبة ‪ ،‬فقُرأت علٌه ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن شاء هللا بانتمّه ‪ ،‬ونحن لنا‬
‫زمن نتعزم على تألٌف مولد حتى أتانً ابنً محمد بالدواة والقرطاس‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ابتدئ فٌه اآلن ‪ ..‬فابتدأت فٌه تلك الساعة ‪.‬‬
‫ثم أملى فً مجلس آخر فً المولد من قوله‪( :‬فسبحان الذي أبرز من حضرة‬
‫االمتنان) ‪ ..‬إلى قوله‪( :‬وٌُكتب بها بعناٌة هللا فً حزبه) ‪.‬‬
‫وٌوم الثالثاء فاتحة ربٌع األول (‪1321‬هـ) أمر بقراءة المولد الذي ابتدأ فً‬
‫تألٌفه ‪ ،‬واستفتح ذلك بفاتحة عظٌمة ‪.‬‬
‫ولٌلة األربعاء (‪ )9‬ربٌع األول فً بٌته بعد أن أكمل تألٌف المولد العظٌم‪:‬‬
‫ابتدأ بقراءة المولد فً بٌته ‪ ،‬وقال‪ :‬هذا مُحرّ ك َجم ؛ ألنه عاده إال خرج من‬
‫تحت المطرقة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وٌوم الخمٌس (‪ )11‬ربٌع األول‪ ،‬سنة (‪1321‬هـ) ‪ :‬أكمل رضً هللا عنه‬
‫تألٌف مولده العظٌم {سمط الدُرر} وقُرئ علٌه ذلك الٌوم ‪.‬‬
‫ثم قرأ المولد فً بٌت تلمٌذه السٌد عمر بن حامد السقاف لٌلة السبت (‪)12‬‬
‫ربٌع األول (‪1321‬هـ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وجاء فً مكاتبة من الحبٌب علً من سٌئون إلى أخٌه العالمة حسٌن فً‬
‫مكة تارٌخها (‪ )21‬شعبان (‪1321‬هـ) قال فٌها ‪:‬‬
‫( وقد ألّفنا هذه السنة نبذة فً ذكر مولد المصطفى سمٌناها {سمط الدرر فً‬
‫أخبار مولد خٌر البشر} جاءت على أسلوب حسن ‪ ،‬تبعث من المحبٌن كامل‬
‫الشجن ‪ ،‬من التعلق بج ّد الحسن ‪.‬‬
‫وقد رتبنا قراءتها لٌلة الجمعة من كل أسبوع على المعتاد ‪ ،‬وانتشرت كثٌراً‬
‫فً أطراف البالد ‪ ،‬ولعل مع القادمٌن إلٌكم نسخ منها ‪ ،‬تصفحوها وإن شئتم‬
‫أن تنقلوها ‪ ..‬انقلوها ) ‪.‬‬
‫وبعد هذا التارٌخ كان ٌقرأ مولده الجدٌد {سمط الدرر} ‪ ،‬وكان قبل ذلك ٌقرأ‬
‫اهـ ‪ :‬فٌوضات البحر الملً ‪.‬‬ ‫{مولد الحافظ الدٌبعً} ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫انتشار (سمط الدرر) ووصوله إلى الحرمٌن وغٌرهما‬

‫انتشر مولده العظٌم فً سٌئون وفً حضرموت كلها ‪ ،‬وفً أماكن أخرى‬
‫بعٌدة وأقبل الناس على قراءته ‪.‬‬
‫‪ ‬ووصل إلى الحرمٌن الشرٌفٌن ‪ ،‬وإلى إندونٌسٌا وإفرٌقٌا وظفار والٌمن ‪.‬‬
‫‪ ‬وقد سبق أنه أول قراءة له فً بٌته ‪ ،‬ثم فً بٌت تلمٌذه الحبٌب عمر بن‬
‫حامد‪ ،‬ثم طلب منه أصحابه قراءة هذا المولد فً بٌوتهم بحضوره ‪ ،‬فقال لهم‪:‬‬
‫بانقرؤه فً بٌوتكم فً هذا الشهر كل ٌوم فً مكان ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن كالم صاحب المولد ‪ :‬فً (‪ )21‬شعبان ‪ ،‬سنة (‪1321‬هـ) ‪ :‬توجه‬
‫السٌد حامد بن علوي البار إلى المدٌنة المنورة ‪ ،‬واستصحب معه نسخة من‬
‫المولد {سمط الدرر} وباٌقرؤه عند الحبٌب صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪ ،‬باٌفرح‬
‫به النبً صلى هللا علٌه وآله وسلم جم ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً ٌوم األحد (‪ )22‬ذي القعدة ‪ ،‬عام (‪1321‬هـ) ‪ ..‬وصله كتاب من‬
‫بعض أهل ظفار ‪ ،‬وذكر له ‪ :‬أنَّ المولد الذي ألفتموه ‪ ..‬انتشر فً ظفار‬
‫ونواحٌها ‪ ،‬ورتبوا قراءته فً كل لٌلة جمعة ‪ ،‬كما رتب قراءته ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬فٌوضات البحر الملً ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫من ثناء العلماء على {سمط الدرر}‬

‫‪ ‬قال الحبٌب علً الحبشً ‪-‬رضً هللا عنه‪ ( : -‬المولد الذي ألّفته ‪ ..‬كرامة‬
‫للمتأخرٌن؛ ألن فٌه شرح حال النبً صلى هللا علٌه وآله وسلم ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال رضً هللا عنه ‪ ( :‬مولدي هذا لو داوم الواحد على قراءته وحفظه‬
‫وجعله من أوراده ‪ ..‬إنه باٌظهر علٌه شًء من سر الحبٌب ‪-‬صلى هللا علٌه‬
‫وآله وسلم‪ ، -‬أنا الذي ألّفته بنفسً ‪ ،‬وأنا الذي أملٌته ‪ ،‬كلما ُقرئ علًَّ ‪ ..‬فُتح‬
‫لً باب اتصال بالنبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ ، -‬وكالمً فٌه صلى هللا‬
‫علٌه وآله وسلم مقبول عند الناس ؛ وذلك من كثرة محبتً له صلى هللا علٌه‬
‫وآله وسلم ‪.‬‬
‫حتى فً مكاتباتً ‪ ،‬إذا جٌت إلى صفته صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪ٌ ..‬فتح هللا‬
‫علً بعبارات ما توجد فً ما قبلها ؛ إلهاما ً من هللا تعالى ؛ ففً مكاتباتً‬
‫صفات عظٌمة له صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪ ،‬فلو ظفر بها النبهانً ‪ ..‬لمؤل‬
‫(‪)1‬‬
‫كتبه منها ) ‪.‬‬

‫‪ ‬ولما قُرئ علٌه المولد ببٌته ‪ ،‬عام (‪1331‬هـ) ‪ ..‬قال رضً هللا عنه ‪:‬‬
‫( المولد كأن عاد نحن إال سمعناه ‪ ،‬علٌه نور عظٌم ‪ ،‬وكل عبارة صفة مآلنة‬
‫بتعظٌمه صلى هللا علٌه وآله وسلم ) ‪.‬‬
‫وقال أٌضا ً ‪ ( :‬المولد فٌه سر عظٌم ‪ ،‬حتى أنا تتجدد لً بقراءته مفاهٌم‬
‫ٌجر على لسانً ) ‪.‬‬
‫جدٌدة ‪ ،‬كلما سمعته ‪ ..‬فكأنه لم ِ‬

‫(‪ )1‬وبحمد هللا ‪ ،‬لقد جمع هذه الصلوات الحبٌب محمد بن عٌدروس الحبشً ‪-‬رضً هللا عنه‪-‬‬
‫فً رسالة سماها (مجمع اللطائف العرشٌة فً الصلوات الحبشٌة) ‪ ،‬وهً مطبوعة معروفة‪،‬‬
‫جمعها من المكاتبات والوصاٌا ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬وقال رضً هللا عنه ‪ ( :‬المولد أنا ألفته على نٌة صالحة ‪ ،‬فتح جدٌد ‪،‬‬
‫وال شك أن روحه صلى هللا علٌه وآله وسلم تحضر عند قراءته ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وقال له السٌد عمر بن عٌدروس العٌدروس ‪-‬رضً هللا عنه‪ : -‬رأٌت‬


‫البارحة كأننً أشتكً إلٌكم قلة الفهم فً األوالد ‪ ..‬فقلتم لً ‪ :‬خلوهم ٌكتبون‬
‫المولد حقً ‪ ،‬وكأنكم تشٌرون أن الفتح فً كتابته ؟ فقال رضً هللا عنه ‪:‬‬
‫هكذا الكالم ‪ ،‬من أراد الفتح ‪ ..‬فلٌحفظ المولد أو ٌكتبه ‪.‬‬
‫ثم قال ‪ ( :‬أجزتكم وأوالدكم فً قراءة المولد وحفظه وكتابته ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال رضً هللا عنه ‪ ( :‬دعوتً عمت الوجود كله ‪ ،‬ومولدي هذا انتشر فً‬
‫الناس ‪ ،‬وباٌجمعهم على هللا تعالى ‪ ،‬وباٌحببهم إلى النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم‪. ) -‬‬
‫‪ ‬وقال رضً هللا عنه لمحبه بكران باجمّال ‪:‬‬
‫( أنا با أملً علٌك مولد مختصر ‪ ،‬الحبٌب ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪-‬‬
‫باٌقبله‪ ،‬والناس باٌحبونه وباٌحفظونه ‪ ،‬وباٌطبعونه(‪ ،)1‬وباتقع موداه قوٌة ‪.‬‬
‫المولد وارد جدٌد ‪ ،‬برز فً ٌوم سعٌد ‪ ،‬مُدح به خٌر العبٌد ‪ ،‬والمولد الذي‬
‫ألفته كرامة للمتأخرٌن ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وقٌل له ‪ :‬إن مولدكم العظٌم هذا {سمط الدرر} ‪ ،‬برز للمتأخرٌن وفٌه‬
‫األوصاف العظٌمة ‪ ،‬واألخالق الكرٌمة ‪ ،‬وفهموها وعرفوها ‪ ،‬أظنها‬
‫خصوصٌات اختص بها المتأخرون ‪ ..‬فقال رضً هللا عنه ‪ :‬هً من المطر‬
‫التً وعد بها رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬فً قوله ‪َ ( :‬م َثل ُ أمتً‬
‫مثل المطر ‪ ،‬ال ٌُدرى ّأوله خٌر أم آ ِ‬
‫خ ُره ) ‪ .‬رواه اإلمام أحمد والترمذي ‪.‬‬

‫(‪ )1‬وقد حقق هللا كالمه رضً هللا عنه ‪ ،‬فقد ُطبع أكثر من أربعٌن مرة ‪ ،‬وكل طبعة ال تقل‬
‫عن ثالثة آالف نسخة أو ألفٌن ‪ ،‬وتفرقت فً البلدان واألقطار ‪ ،‬وستتابع إن شاء هللا ‪.‬‬
‫انتهى من كالم الحبٌب أحمد بن علوي الحبشً ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فً عام (‪1241‬هـ) تقرٌبا ً ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬وقٌل له ‪ :‬المولد الذي ألّفته انتشر ‪ ،‬قده اآلن فً الهند ‪ ،‬وقد وصل كتاب‬
‫من عبد هللا بن علوي العطاس ‪ ،‬وذكر وصول المولد إلٌه ‪ ،‬وقال ‪ :‬ما حد فً‬
‫العلوٌٌن ألّف مولد إال شٌخ بن عبد هللا العٌدروس ‪ ،‬ولكنه ما اشتهر فً‬
‫الناس‪ ،‬والحبٌب علً بن محمد الحبشً ‪ ،‬ولكنه انتشر واشتهر فً الوجود‬
‫كله ‪.‬‬
‫‪ ‬وقٌل له ‪ :‬هذه األنفاس ‪ٌ-‬عنً مولده سمط الدرر‪ -‬فً الزمن األخٌر ما‬
‫توجد فٌما قبله ‪ ،‬فقال رضً هللا عنه ‪:‬‬
‫( بروز هذا المولد فً هذا الزمان باٌجبر ما فات المتأخرٌن من األزمنة‬
‫السابقة ؛ ألنَّ الذي فاتهم مما أنزل هللا على المتقدمٌن ما هو قلٌل ‪ ،‬ولكن هذا‬
‫المولد ‪ ..‬جبر ما فات ‪ ،‬والنبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬فرح بالمولد جم )‬

‫وقد انتهى ما أُرٌد نقله من كالم سٌدنا الحبٌب علً رضً هللا عنه ‪.‬‬
‫وفً هذا كفاٌة وغنٌة ‪ ،‬وأعظم بشارة لمن تأمله بحسن ظن وعقٌدة جازمة ‪،‬‬
‫وإال ‪ ..‬ففً كالمه أٌضا ً بشارات ومنامات صالحات ‪ ،‬على الطالب لها‬
‫والراغب فٌها أن ٌتتبعها فً كالمه المنثور ؛ لٌكون من أهل النور ‪( ،‬ومن‬
‫ٌجعل هللاُ له نوراً فما له من ُنور) ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لم‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬ومما وُ جد فً اإلضافات التً كتبها الحبٌب أحمد بن علوي الحبشً‬
‫‪-‬رحمه هللا‪ ، -‬على {مولد سمط الدرر} فً طبعة جدٌدة ‪ ،‬قال فٌها ‪:‬‬
‫وقد رأٌت على بعض نسخ المولد المخطوطة بقلم الشٌخ العالمة عوض بن‬
‫محمد بافضل ‪-‬رحمه هللا‪ ، -‬فلعلها له أو البنه العالمة الشٌخ محمد عوض ‪:‬‬
‫الباهر‬
‫ِ‬ ‫العظٌم‬
‫ِ‬ ‫الـــزمـــان اآل ِخ ِر بــالـمـولد األسنى‬
‫ِ‬ ‫ُبـشـراكــ ُم أهــــــــــــل َ‬
‫ِـر المرسلٌنَ على ُعقو ِد َج ِ‬
‫واهر‬ ‫ف خٌـ‬ ‫سِ م ُط الدراري ال ُمحتوي ِمن وص ِ‬

‫‪ ‬وقال فً {تاج األعراس} ‪ :‬ولو لم ٌقل صاحب المولد مدة حٌاته إال هذه‬
‫الجملة التً جمعت بٌن علمً الظاهر والباطن فً قصة المولد التً أولها ‪:‬‬
‫(خلق الخلق لحكمة ‪ ،‬وطوى علٌها علمه) ‪ ..‬لكانت فوق الكفاٌة ‪ ،‬وغاٌة‬
‫الغاٌة ‪ ،‬وإلى ربك النهاٌة ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬فٌوضات البحر الملً ‪ ،‬وملحق مولد سمط الدرر طبعة دار الحاوي ‪.‬‬

‫‪ ‬وقال فً {فٌوضات البحر الملً} ‪ :‬ومولده العظٌم (سمط الدرر) غاٌة فً‬
‫الجمال واإلبداع ‪ ،‬واألسلوب العجٌب ‪ ،‬والبالغة الفائقة ‪ ،‬سلس العبارة ‪،‬‬
‫كلماته واضحة ‪ ،‬وترتٌباته متناسقة ‪.‬‬
‫و َذ َكر مولده وسٌرته علٌه الصالة والسالم بترتٌب عجٌب ‪ ،‬وأسلوب لٌس‬
‫له مثٌل ‪ٌ ،‬قول من أوله ‪ ( :‬الحمد هلل القوي سلطانه ‪ ،‬الواضح برهانه ‪،‬‬
‫المبسوط فً الوجود كرمه وإحسانه ‪ ،‬تعالى مجده وعظم شؤنه ‪ ،‬خلق‬
‫الخلق لحكمة (‪ ،)1‬وطوى علٌها علمه ‪ ،‬وبسط لهم من فائض الم ّنة ما جرت‬
‫به فً أقداره القسمة ‪ ،‬فؤرسل إلٌهم أشرف خلقه وأجل عبٌده رحمة ‪ ،‬صلى‬
‫هللا علٌه وآله وسلم ) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال بعض الشٌوخ ‪ :‬المراد بالحكمة ‪ :‬النبً صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ثم نراه ٌقول ‪ ( :‬فسبحان الذي أبرز من حضرة االمتنان ‪ ،‬ما ٌعجز عن‬
‫وصفه اللسان ‪ ،‬وٌحار فً َتع ّقل معانٌه َ‬
‫الجنان ‪ ،‬انتشر منه فً عالم‬
‫البطون والظهور ‪ ،‬ما مأل الوجود الخلقً نور ) ‪.‬‬
‫وقال فٌه أٌضا ً ‪ ( :‬فانفلقت بٌضة التصوٌر ‪ ،‬فً العالم المطلق الكبٌر ‪ ،‬عن‬
‫حاو لوصف الكمال المطلق ‪ ،‬والحسن التام والزٌن)‪.‬‬
‫جمال مشهود بالعٌن ‪ٍ ،‬‬
‫وقوله ‪ ( :‬فهو القمر التام الذي ٌتنقل فً بروجه ؛ لٌتشرف به موطن‬
‫استقراره وموضع خروجه ) ‪.‬‬
‫وقوله ‪ ( :‬حتى برز فً عالم الشهادة بشراً ال كالبشر ‪ ،‬ونوراً ح ٌّر األفكار‬
‫ظهوره وبهر ) ‪.‬‬

‫هذه كلمات من المولد العظٌم ‪ ،‬كلها غاٌة فً اإلبداع والتصوٌر العجٌب ‪،‬‬
‫واألسلوب المتناسق ‪ ،‬اآلخذ بمجامع القلوب ‪ ،‬والمولد كله على هذا النسق‬
‫والمنوال ‪ ،‬ومكاتبات سٌدنا الحبٌب علً ووصاٌاه ورسائله كلها كذلك ‪ ،‬غاٌة‬
‫فً البالغة والفصاحة ‪ ،‬ولها لون خاص ‪ ،‬وطعم خاص ‪ٌ ،‬جذب إلٌها قلوب‬
‫السامعٌن ‪ .‬انتهى ‪ :‬فٌوضات البحر الملً للسٌد طه بن حسن السقاف ‪ ،‬من صـ‪. 181‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ‬ومن كالم الحبٌب أحمد بن علً بن موسى الحبشً عندما سألوه عن مولد‬
‫سمط الدرر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫( سألنً أحد الطالب عن مولد الحبٌب علً الحبشً ‪ ..‬فأجبته بهذا الجواب‬
‫مع عدم أهلٌتً للكالم عنه وقصر باعً وكساد بضاعتً ‪ ،‬فأجبته رجاء نٌل‬
‫بركة المؤلف ووفاء بقطرة بحقه الذي على األمة ‪ ،‬فقلت مستعٌنا باهلل ‪:‬‬
‫الكالم على مولد الحبٌب علً ٌتناول حٌثٌات كثٌرة ‪ ،‬فهو مشتمل على علوم‬
‫ومعارف بل من حقه أن تفرد فٌه الدراسات وتخصص البحوث وتعقد من‬
‫أجله الندوات ‪ ،‬وإنما كالمً على وجه العموم وفً نطاق الجواب المستعجل‬
‫لسائل أراد ما ٌحرك قلبه وٌوسع مشهده وٌحرر نٌته ‪.‬‬
‫‪ ‬أوالً ‪ :‬من حٌث المؤلف فً تألٌفه المولد ‪:‬‬
‫فقد ألفه إمام عارف عالم مجدد محب للحبٌب األعظم مرتبط به وخلٌفة‬
‫ووراث ‪ ،‬فوضع فٌه من األسرار واألنوار والنٌات الكبٌرة جم ودعوات لمن‬
‫ٌقرؤه عظٌمة ؛ مثل قوله ‪:‬‬
‫( صالة ٌتصل بها روح المصلً علٌه به ‪ ،‬فتنبسط فً قلبه نور سر تعلقه‬
‫به وحبه ‪ ،‬و ٌُكتب بها بعناٌة هللا فً حزبه ) ‪.‬‬
‫توجهات كبٌرة ونٌات عظٌمة من عارف وفاهم ووراث وخلٌفة ‪.‬‬
‫وقوله ‪ ( :‬ولعل هللا ٌنفع به المتكلم والسامع ‪ ،‬فٌدخالن فً شفاعة هذا‬
‫النبً الشافع ‪ ،‬وٌتروحان ِب َروح ذلك النعٌم ) ‪.‬‬
‫وقوله ‪ ( :‬فلٌقابل السامع ما أملٌه علٌه من شرٌف األخالق بؤذن واعٌة ‪،‬‬
‫فإنه ٌجمعه من أوصاف الحبٌب على الرتبة العالٌة ) ‪.‬‬
‫وصول وإٌصال ‪ ،‬وارتباط بالحبٌب ‪ ،‬وجمعٌة علٌه ‪ ،‬وشهود ومشاهدة‬
‫وإمداد واستمداد ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وغٌر ذلك مما أودعه فً مولده من النٌات والدعوات والتوجهات والمقاصد‬
‫والمشاهد ‪.‬‬

‫‪ ‬ثانٌا ً ‪ :‬من حٌث المولد ‪:‬‬


‫فهو جمع جمٌل ‪ ،‬مختصر السٌرة النبوٌة ‪ ،‬مع بالغة فائقة وترتٌب بدٌع ‪،‬‬
‫فهو من السهل الممتنع ‪ ،‬وعباراته عذبه ‪ ،‬تخاطب القلوب ‪ ،‬وتالمس األرواح‬
‫وفٌه من التصوٌر مما ٌقرب المعنى وٌقرب ‪ ،‬الفهم فٌحصل التشوق والتعلق‬
‫والتذوق ‪ ،‬مسبوكة وممزوجة برقائق ودقائق عجٌبة غرٌبة ‪ ،‬تهز الوجدان‬
‫وتحرك األشجان ‪ ،‬لترقً وتعتلً وتسمو بتلك العواطف واألحاسٌس ‪ ،‬فتذوق‬
‫حقٌقة المحبة ‪ ،‬وتدرك سرها فتنطلق نحو المحبوب فتشاهد الجمال والكمال ‪.‬‬

‫‪ ‬ثالثا ً ‪:‬‬
‫هذا المولد الشرٌف وضع هللا له القبول عند الخلق ‪ ،‬فقد أنتشر انتشارا‬
‫واسعًا‪ ،‬وتلقاه العلماء واألولٌاء والصلحاء والمحبون للجناب المحمدي ‪،‬‬
‫وأخذوه وقرؤه وجعلوه فً مجالسهم ومناسباتهم ‪ ،‬وهذا دلٌل على الصدق‬
‫واإلخالص والقبول عند هللا ‪ ،‬فصاحبها مغناطٌس القلوب ‪ ،‬الوارث الخلٌفة ‪،‬‬
‫المجدد الداعً الى هللا بقوله وفعله وحاله ‪.‬‬

‫‪ ‬رابعا ً ‪:‬‬
‫عند قراءة هذا المولد الشرٌف ٌحصل النفع والتأثر ‪ ،‬وتصلح كثٌر من‬
‫الشؤون ‪ ،‬فهو مما ٌستدفع به البالء والمكروه وٌستمطر ببركته وتقضى‬
‫بسره ونوره الحوائج وتنال الرغائب وٌحصل المقصود ‪ ،‬كل فً قراءته له‬
‫حسب نٌته وإنما األعمال بالنٌات ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ ‬خامسا ً ‪:‬‬
‫فهو من أجمل الوسائل وأنفع الطرق وأقرب األسالٌب للدعوة الى هللا ‪،‬‬
‫وجمع الناس على الخٌر وربط وتعلق القلوب بالحق ورسوله ‪ ،‬ومن ثم‬
‫التذكٌر واإلرشاد والداللة ‪.‬‬

‫‪ ‬سادسا ً ‪:‬‬
‫قد نقل من كالم المؤلف عن مولده من سره وخٌره وبركته ونفعه مما هو‬
‫مسطور فً مجموع كالمه وصاحب الدار أعرف بما فٌه ‪.‬‬
‫هذا الذي سنح به الخاطر وتحركت فٌه األنامل فً شرف مولد الحبٌب‬
‫اإلمام المجدد علً بن محمد الحبشً ‪ ،‬المسمى ( سمط الدرر فً أخبار مولد‬
‫خٌر البشر ‪ ،‬وماله من أخالق وأوصاف وسٌر ) ‪.‬‬
‫وهذا قطرة من ذاك البحر الزاخر المتالطم ‪ ،‬فهو بعٌد المنال ‪ ،‬غزٌر‬
‫المعانً ‪ ،‬محكم المبانً ) ‪.‬‬
‫كتبه الفقٌر الى ربه الغنً ‪ :‬أحمد بن علً بن موسى الحبشً ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ ‬ومن فوائد الحبٌب زٌن بن إبراهٌم بن سمٌط ‪-‬متع هللا به‪: -‬‬
‫( كان السابقون ما ٌقرأون فً المولد النبوي غٌر مولد شرف األنام ‪ ،‬وبٌت‬
‫القصٌد فً مولد شرف األنام ‪:‬‬
‫جلوه فً صورة فاقت على الـصـور‬ ‫تجمع الحســــن فــــــــٌه فهو واحد ُه‬
‫وبعده جاء مولد الدٌبعً وقرأوه ‪.‬‬
‫وسٌدنا اإلمام علً الحبشً رضً هللا عنه أنشأ مولده فً ثالثة مجالس ‪،‬‬
‫وهو من ذرٌة النبً ‪ ،‬والوالد ٌمد ولده وهو مخطوب الحضرة المحمدٌة ‪.‬‬
‫قال بعض السلف ‪ :‬كل مولد ٌحضر النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬عند‬
‫القٌام إال مولد الدٌبعً ‪ ..‬فٌحضر من أوله ‪ ،‬فكٌف بمولد ولده اإلمام الحبشً‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫فوائد وتوجٌهات لقارئ هذا المولد‬

‫(فائدة) فً صٌغة الصالة على النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬فً‬
‫الفصول التً بعد المقام نسختان مروٌة عن الحبٌب ‪ ،‬األولى التً هً مثبتة‬
‫فً النسخ كلها (أشرف الصالة والتسلٌم) ‪ ،‬والثانٌة (أفضل الصالة‬
‫والتسلٌم)؛ لمناسبة ما فً آخر الفصل األخٌر من الصفات ؛ وهو قوله ‪:‬‬
‫(فعلٌه أفضل الصالة والتسلٌم) ‪.‬‬

‫(فائدة) فً فصل الشهادتٌن قوله (شهاد ًة ُت ُ‬


‫عرب بها اللسان) ‪ٌُ ،‬قرأ بالتاء‬
‫وبالٌاء ؛ ألن اللسان ُتذ ّكر وتؤ ّنث ‪ ،‬ولكن الذي ُتلقً عن الحبٌب محمد بن‬
‫علً الحبشً أنه ٌقرأ بـ(التاء) المثناة فوق ‪ ،‬وال شك أنه تلقى ذلك عن والده‬
‫الحبٌب علً رضً هللا عنهم ‪.‬‬

‫(فائدة) حصل للحبٌب محمد بن علً الحبشً إشارة باإلتٌان بالباقٌات‬


‫الصالحات {ثالث مرات} فً فصل المقام بعد قوله (وألسنة المالئكة بالتبشٌر‬
‫للعالمٌن تعج) ‪.‬‬
‫وكان كثٌراً ما ٌأتً فً المولد الذي ٌُعقد لٌلة الجمعة فً كل أسبوع بصٌغة‬
‫الصالة األولى (حرف الباء) ؛ (ما الح فً األُفق نور كوكب) ‪ ،‬وفً ربٌع‬
‫األول قد ٌأتً فً غٌر لٌلة الجمعة بالصالة الثانٌة (حرف القاف) ؛ (أشرف‬
‫بدر فً الكون أشرق) ‪ ،‬وقد ٌتبعها بالصٌغة الثالثة ‪.‬‬‫ٍ‬

‫(فائدة) استحسن الحبٌب محمد بن علً الحبشً فً ربٌع األول ‪ :‬اإلتٌان‬


‫ببعض صٌغ السالم ‪ ،‬التً فً مولد (شرف األنام) بعد اإلتٌان بالصالة‬
‫المذكورة ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫(فائدة) وكان من عادت الحبٌب محمد بالخصوص فً ربٌع األول بعد‬
‫اإلتٌان بصٌغ الصالة على النبً وصٌغ السالم وقبل افتتاح المولد ‪ٌ ..‬أتً‬
‫بهذه اآلٌات ‪:‬‬
‫( بسم هللا الرحمن الرحٌم ‪ ،‬إنا فتحنا لك فتحا ً مبٌنا ً ‪ ،‬لٌغفر لك هللا ما تقدّم‬
‫من ذنبك وما تؤخر و ٌُتم نعم َته علٌك وٌهد ٌَك صراطا ً مستقٌما ً ‪ ،‬وٌنصرك‬
‫هللا نصراً عزٌزاً ) ‪.‬‬
‫سل أفإن مات أو قُتِل انقلبتم‬ ‫ْ‬
‫خلت من قبلِه الر ُ‬ ‫( وما محمد إال رسول قد‬
‫أعقابكم َو َمن ٌنقلِب َعلَى َعقبٌه فلن ٌضر َ‬
‫هللا شٌئا ً وسٌجزي هللا‬ ‫ِ‬ ‫على‬
‫الشاكرٌن ) ‪.‬‬
‫( لقد جاءكم رسول من أَنفُسِ ُكم عزٌز علٌ ِه ما َعنِتم حرٌص علٌكم‬
‫بالمإمنٌن رإوف رحٌم ‪ ،‬فإن تولوا فقل حسبً هللا ال إله إال هو علٌه‬
‫ُ‬
‫توكلت وهو رب العرش العظٌم ) ‪.‬‬
‫( ما كان محمد أبا أح ٍد من رجالكم ولكن رسول هللا وخات َم النبٌٌن وكان هللا‬
‫شًء علٌما ً ) ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بكل‬
‫النبً إنآ أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذٌراً ‪ ،‬وداعٌا ً إلى هللا بإذنه‬
‫ُّ‬ ‫( ٌا أٌها‬
‫شر المإمنٌن بؤن لهم من هللا فضالً كبٌراً ) ‪.‬‬‫وسراجا ً منٌراً ‪ ،‬وب ِّ‬
‫( والذٌن آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما ُن ّزل على محمد وهو الحق‬
‫س ٌِ َئاتِهم وأصلح بالهم ) ‪.‬‬
‫من ر ّبهم كفر عن ُهم َ‬
‫( محمد رسول هللا والذٌن معه ‪ ...‬إلى آخر اآلٌة من سورة الفتح ) ‪.‬‬
‫( وإذ قال عٌسى ابن مرٌم ٌابنً إسرائٌل إنً رسول ُ هللا إلٌكم ُمصدّقا ً لما‬
‫برسول ٌؤتً من بعدي اسمه أحمد ) ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بٌن ٌدي من التوراة ومبشراً‬
‫( إن هللا ومالئك َته ٌُصلّون على النبً ٌا أٌها الذٌن آمنوا صلوا علٌه‬
‫وسلموا تسلٌما ) ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ثم ٌجهر الحاضرون بقولهم ‪ ( :‬اللهم ص ِّل وسلّم وبارك علٌه ) ‪ ،‬ثم ٌشرع‬
‫فً خطبة المولد بعد البسملة ‪.‬‬

‫(فائدة) فً الفصل األخٌر من الصفات ٌوجد فً كثٌر من النسخ القدٌمة ‪:‬‬


‫(وهو األب الشفٌق الرحٌم بالٌتٌم واألرملة) ‪ ،‬والصحٌح أنه للٌتٌم بالالم ‪.‬‬
‫وقد سُئل الحبٌب محمد عن ذلك ‪ ..‬فقال ‪ :‬إن الحبٌب علً ٌعاتب على من‬
‫ٌقرأ بـ(الٌتٌم) بالباء ‪.‬‬

‫(فائدة) ذكر الحبٌب محمد بن أحمد الشاطري ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فً {شرح‬
‫الٌاقوت} ‪ ،‬ما لفظه ‪:‬‬
‫ومن الضعف أن الكثٌر ٌقولون ‪ُ ( :‬خ ِسف القمر) ‪ ،‬وأسمع الكثٌر عند ما‬
‫ٌقرؤون سٌرة رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬للحبٌب علً بن محمد‬
‫الحبشً ٌقرؤون قول الشاعر ‪:‬‬
‫كملت محاس ُنه فلو أهدى السنا للبدر عند تمامه لم ٌُخ َ‬
‫س ِ‬
‫ف‬
‫سف‬ ‫واألصح ‪( :‬لم ٌَخسف) بفتح الٌاء ؛ قال تعالى ‪ ( :‬فإذا َب ِر َق ال َبصر ‪َ ،‬‬
‫وخ َ‬
‫اهـ شرح الٌاقوت صـ‪. 118‬‬ ‫الق َمر ) ‪.‬‬

‫(فائدة) كان من عمل سٌدنا الحبٌب علً عندما ٌرٌد قراءة الدعاء الذي هو‬
‫آخر فصل فً المولد ‪ٌ ..‬بتدي بقوله ‪ ( :‬بسم هللا الرحمن الرحٌم ‪ ،‬الحمد هلل‬
‫رب العالمٌن ‪ ،‬اللهم صل ِّ وسلِّم على سٌدنا محمد فً األولٌن ‪ ،‬اللهم صل ِّ‬
‫وسلِّم على سٌدنا محمد فً اآلخرٌن ‪ ،‬اللهم صل ِّ وسلِّم على سٌدنا محمد فً‬
‫المأل األعلى إلى ٌوم الدٌن ‪ ،‬اللهم صل ِّ وسلِّم على سٌدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعٌن ) ‪ ،‬ثم ٌقرأ الدعاء ‪ ،‬وإذا انتهى منه ‪ٌ ..‬جهر الحاضرون‬
‫بقولهم ‪:‬‬
‫‪11‬‬
‫رب العزة عما ٌَصفون ‪ ،‬وسالم على ال ُمرسلٌِن ‪ ،‬والحمد هلل‬ ‫سبحان ر ّبك ّ‬ ‫( ُ‬
‫ب العالَمٌِن ) ( إن هللا ومالئكته ٌصلّون على النبً ٌا أٌها الذٌن آمنوا‬‫َر ِّ‬
‫صلوا علٌه وسلموا تسلٌما ً ) ‪ ،‬اللهم ص ِّل وسلّم علٌه ‪ ،‬صلى هللا علٌه وسلم‪،‬‬
‫(دعواهم فٌها سبحانك اللهم و َتحٌ ُتهم فٌها سالم وآخر دعواهُم ِ‬
‫أن الحم ُد هلل‬
‫ب العالَمٌِن) ‪.‬‬ ‫َر ِّ‬
‫الصالة والسالم علٌك ٌا سٌد المرسلٌن ‪ ،‬الصالة والسالم علٌك ٌا خاتم‬
‫ً‬
‫رحمة للعالمٌن ‪ ،‬ورضً هللا‬ ‫النبٌٌن ‪ ،‬الصالة والسالم علٌك ٌا من أرسلك هللاُ‬
‫ب رسول هللا أجمعٌن ‪ ،‬آمٌن ‪.‬‬
‫عن أصحا ِ‬

‫(فائدة) هذه الفاتحة أمالها الحبٌب علً الحبشً لٌلة الجمعة {‪ }11‬ربٌع‬
‫اآلخر ‪ ،‬عام {‪1333‬هـ} ‪ ،‬بطلب من ابنه الحبٌب عبد هللا ‪ ،‬مع خروجه إلى‬
‫المسجد لقراءة المولد ‪ ،‬وهً ‪:‬‬
‫(الفاتحة) أن هللا ٌجعلنا من المتقٌن الثابتٌن على القدم القوٌم ‪ ،‬وفً‬
‫صحبة الرسول الكرٌم ‪ ،‬وٌدخلنا فً حزب هللا أهل هللا المفلحٌن ‪ ،‬وٌمن‬
‫بالشفاء واللطف لنا خاصة ‪ ،‬وإلخواننا المإمنٌن عامة ‪ ،‬وٌجعلنا من‬
‫الراضٌن المرضٌٌن ‪ ،‬الهادٌن المهدٌٌن ‪ ،‬ومن حضر هذا الجمع ٌكتبه هللا‬
‫من المتقٌن الصالحٌن ‪ ،‬وأن هللا ٌحًٌ القلوب بما أحٌا به قلوب العارفٌن ‪،‬‬
‫وٌكتبنا فً دٌوان عباده المتقٌن ‪ ،‬وٌثبت قلوبنا وألسنتنا على ذكره‬
‫ومحبته‪ ،‬وإلى حضرة النبً صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫كٌفٌات فً اختصار هذا المولد‬

‫‪ ‬الكٌفٌة األولى ‪ :‬اختار الحبٌب حسن بن أنٌس بن علوي الحبشً ‪ :‬عند‬


‫رغبة قراءة مختصر هذا المولد فً حالة اغتنام ضٌق الوقت ‪ :‬أن ُتقرأ‬
‫الفصول اآلتٌة ‪ ( :‬من األول الى المقام ‪ ،‬ثم فصل وحٌن برز ‪ ،‬ثم فصل‬
‫ولقد اتصف ‪ ،‬ثم الدعاء ) ‪.‬‬
‫‪ ‬الكٌفٌة الثانٌة ‪ :‬للحبٌب عبدالقادر بن أحمد السقاف ‪-‬رضً هللا عنه‪-‬‬
‫اختصار لمولد سمط الدرر ‪ ،‬كان فً كل مجالسه بالحرمٌن ؛ ٌقرأه بهذه‬
‫الكٌفٌة المختصرة ‪ ،‬وهً ‪:‬‬
‫( ٌقرأ كل الفصول من أوله الى فصل المقام ‪ ،‬ثم فصل ولقد اتصف ‪ ،‬ثم‬
‫فصل الدعاء ) ‪.‬‬

‫‪ ‬الكٌفٌة الثالثة ‪ :‬وهً كٌفٌة المجمل المختصر للحبٌب المنصب علً بن‬
‫عبد القادر ‪-‬حفظه هللا‪ ، -‬وهً بهذه الكٌفٌة ‪:‬‬
‫( قراءة الصٌغة الثالثة المختصرة {ما الح فً األفق لمح بارق} ‪ ..‬الخ ‪ ،‬ثم‬
‫الفصل األول ‪ ،‬ثم فصل {فحٌن قرب اوان وضع هذا الحبٌب} ‪..‬الخ ‪ ،‬ثم‬
‫فصل القٌام {أشرق الكون ابتهاجاً} ‪ ،‬ثم فصل {وحٌن برز صلى هللا علٌه‬
‫وسلم} ‪ ..‬الخ ‪ ،‬ثم فصل {ولقد اتصف صلى هللا علٌه} ‪ ..‬الخ ‪ ،‬ثم فصل‬
‫الدعاء {ولما نظم الفكر} ‪ ..‬الخ ) ‪.‬‬

‫وفً كل خٌر ‪ ،‬واغتنام قراءته كامالً هو األفضل واألكمل فً إدراك كامل‬


‫سره وبركته ‪ ،‬وللضرورة أحكام ‪ ،‬فعند قصر الوقت وعدم السعة ‪ ..‬ال بأس‬
‫بقراءة كٌفٌة مختصرة ؛ إذ المٌسور ال ٌسقط بالمعسور ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وهذاذماذتقدرذنؼؾهذومجعهذبعونذاهللذوحُدنذتوفقؼهذ‪،‬ذوندًغػرذاهللذ‬

‫ونػوضذإلقهذ‪،‬ذونعوذذبهذمنذشرورذأنػدـاذوسقىاتذأعؿالـاذ‪ ،‬ذ‬

‫سيحانكذالذعؾمذلـاذإالذماذعؾؿًـاذإنكذأنتذالعؾقمذاحلؽقم ذ‬

‫وكانذالػراغذمنذمجعفاذمداءذوومذاخلؿقسذ‪،‬ذيفذالدابعذ‬

‫والعشرونذمنذشفرذربقعذاألولذ‪،‬ذعامذمخدةذوأربعنيذوأربعذمائةذ‬

‫وألفذهجروةذ(‪5441‬هـ) ذ‬

‫وصؾىذاهللذعؾىذسقدناذحمؿدذوعؾىذآلهذوصحيهذوسؾمذ‪،‬ذواحلؿدذ‬

‫هللذربذالعادلنيذ‪.‬‬

‫‪21‬‬

You might also like