Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫( تنبوهات مهمة يف باب األضحوة تدعو احلاجة إلوها )‬

‫سِ ن األضحٌة‬

‫ٌشترط فً إجزاء األضحٌة من (اإلبل)(‪ :)1‬أن ٌكون لها (خمس سنٌن) تامة‬
‫ودخلت فً السادسة ‪.‬‬
‫وٌشترط فً إجزاء (البقر والمعز) ‪ :‬أن ٌكون لها (سنتان) تامتان ودخلت‬
‫فً الثالثة ‪.‬‬
‫وٌشترط فً إجزاء (الضأن) ‪ :‬أن ٌكون لها (سنة) تامة ودخلت فً الثانٌة ‪،‬‬
‫نعم إن أجذع ‪-‬أي سقط ِس ُّن ُه قبل السنة‪ .. -‬أجزأ ؛ أي إذا كان فً سنه المعتاد‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬ترمسً ‪.‬‬ ‫وهو ستة أشهر ‪.‬‬

‫وقت التضحٌة‬

‫ٌدخل وقت التضحٌة المندوبة والواجبة ‪ :‬بعد طلوع الشمس من ٌوم النحر‬
‫‪-‬وهو عاشر ذي الحجة‪ ، -‬وبعد مضً قدر ركعتٌن وخطبتٌن خفٌفات ؛ بأن‬
‫ٌمضً من طلوع الشمس ‪ :‬أقل ما ٌجزئ من الركعتٌن والخطبتٌن ‪.‬‬
‫تجزه أضحٌة ‪ ،‬بل كانت شاة لحم كما فً الخبر ‪.‬‬
‫فلو ذبح قبل ذلك ‪ ..‬لم ِ‬
‫اهـ ‪ :‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫(ٔ) أي ‪ :‬سواء الذكر واألنثى ‪ ،‬وكذا فً البقر والغنم اآلتٌٌن ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫مسائل منثورة‬

‫‪ ‬مسألة ‪ :‬البدنة والبقرة ‪ٌ :‬جزئ كل منهما عن سبعة ‪ ،‬وخرج بالسبعة ‪..‬‬


‫ما لو كانوا أكثر ؛ كثمانٌة واشتركوا فً بدنة ‪ ..‬فال تقع عن واح ٍد منهم ‪.‬‬
‫_ قوله (عن سبعة) أي‪ :‬سواء اتفقوا فً نوع القُربة أو اختلفوا ‪ ،‬كما إذا قصد‬
‫بعضهم التضحٌة وبعضهم الهدي ‪ ،‬وكذا لو أراد بعضهم اللحم ‪.‬‬
‫اهـ تحفة الحبٌب ‪.‬‬

‫‪ ‬مسألة ‪ :‬ال ٌجوز التضحٌة بالشاة عن أكثر من واحد ‪ ،‬نعم لو أشرك غٌره‬
‫فً ثواب أضحٌته ؛ كأن قال ‪( :‬عنً وعن فالن) أو (عن أهل بٌتً) ‪ ..‬جاز‪،‬‬
‫وحصل الثواب للجمٌع ‪ ،‬قال الشبراملسً ‪ ( :‬ولو بعد التضحٌة بها عن‬
‫اهـ فتاوى المشهور ‪.‬‬ ‫نفسه ) ‪.‬‬

‫‪ ‬مسألة ‪ :‬ال ٌجزئ ال ُسبُع من اإلبل أو البقر عن األضحٌة إال أن ٌُذبح على‬
‫ٌجز ؛ كأن ُذبحت ‪-‬اإلبل أو‬ ‫قصد األضحٌة ‪ ،‬فلو ذبح ال بهذا القصد ‪ ..‬لم ِ‬
‫البقرة‪ -‬لغٌر التضحٌة‪ ،‬ثم اشترى واح ٌد س ُب َعها أضحٌة ‪ ..‬لم ِ‬
‫ٌجز ؛ ألن إراقة‬
‫اهـ بتصرف ٌسٌر ‪ :‬تحفة الحبٌب ‪.‬‬ ‫الدم هو مقصود التضحٌة ‪.‬‬

‫‪ ‬مسألة ‪ٌ :‬شترط فً األضحٌة ‪ :‬أن ال تكون (شدٌدة العرج) ؛ بحٌث تسبقها‬


‫الماشٌة إلى الكأل الطٌّب وتتخلف عن القطٌع ‪ ،‬حتى وإن حدث العرج عند‬
‫السكٌن ؛ أي كأن اضطربت عند إضجاعها للذبح فعرجت به ‪ ..‬فإنه ال‬
‫اهـ باجوري وترمسً ‪.‬‬ ‫تجزئ أٌضا ً ‪.‬‬

‫‪ ‬مسألة ‪ :‬ال ٌجوز التضحٌة بحامل على المعتمد ؛ ألنَّ الحمل ٌنقص لحمها‪،‬‬
‫وزٌادة اللحم بالجنٌن ال ٌجبر عٌبا ً ؛ كعرجاء سمٌنة ‪ .‬اهـ كفاٌة األخٌار ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬مسألة ‪ :‬ال ٌضحً أح ٌد عن غٌره بال إذنه فً الحً ‪ ،‬وبال إٌصابه فً‬
‫المٌت ‪ ،‬فإن فعل ولو جاهالً ‪ ..‬لم ٌقع عنه ‪ ،‬وال عن المباشر ‪ .‬اهـ مغنً ‪.‬‬

‫‪ ‬مسألة ‪ :‬من شروط األضحٌة ‪ :‬أن ٌنوي التضحٌة بها عند الذبح ‪ ،‬أو قبله‬
‫بعد تعٌٌن المذبوح إذا كانت األضحٌة متطوع بها ‪ ،‬أما المعٌّنة ابتدا ًء بالنذر‬
‫‪ ..‬فال تشترط لها نٌة ؛ لخروجها عن ملكه فاكتفً به ‪.‬‬
‫وال ٌجوز تأخٌر النٌة عن الذبح مطلقا ً ‪.‬‬
‫ولو و ّكل غٌره فً الذبح ‪ ،‬وفوّ ض إلٌه النٌة ‪ ..‬كفت نٌته عن نٌة المضحً ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬باعشن ‪ ،‬وترمسً ‪ ،‬وملخص األضحٌة ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ٌ :‬ستحب ذبح األضحٌة فً بٌته بمشهد أهله ؛ لٌفرحوا بالذبح‬


‫اهـ ‪ :‬فتوحات الوهاب ‪.‬‬ ‫وٌتمتعوا باللحم ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫التصدق بشًء من لحم األضحٌة‬

‫ٌجب فً أضحٌة التطوع ‪ :‬التصدق بشًء من لحمها ‪ ،‬وٌشترط فٌه ‪:‬‬


‫‪ )1‬أن ٌُطلق علٌه اسم اللحم ‪ ،‬فال ٌجزئ فً الصدقة أن ٌُعطً غٌر اللحم ؛‬
‫كالجلد والكرش والكبد والطحال ونحوها ‪ ،‬وال ٌجزئ (الشحم) أٌضا ً ‪.‬‬
‫‪ )2‬أن ٌكون له َوق ٌع ؛ كرطل ‪ ،‬فال ٌصح أن ٌتصدق بشًء تافه جداً ‪.‬‬
‫‪ )3‬وأن ٌكون اللحم (نٌباً) ‪ ،‬فال ٌكفً إعطاؤه مطبوخا ً ‪.‬‬
‫‪ )4‬وأن ٌكون طر ٌّا ً ‪ ،‬فال ٌكفً إعطاؤه قدٌداً ( والقدٌد من اللحم ‪ :‬ما قُ ِّط َع‬
‫طوالً ‪ ،‬و ُملّح و ُجفف فً الهواء والشمس ) ‪.‬‬
‫‪ )5‬وأن ٌملّكه مسلما ً حُرّ اً ‪ ،‬فال ٌجوز تملٌك ذمً منها ‪.‬‬
‫‪ )6‬وأن ٌملّكه فقٌراً أو مسكٌنا ً ولو واحداً فقط ‪ ،‬فٌحرم تملٌك الغنً شٌبا ً من‬
‫األضحٌة ‪ ،‬وال ٌحرم إطعام الغنً شٌبا ً منها ‪ ،‬وكذلك ال ٌحرم على المضحً‬
‫أن ٌرسل إلى الغنً شٌبا ً منها على سبٌل الهدٌة ؛ ألنَّ الغنً إذا أُرسل إلٌه‬
‫شً ٌء من األضحٌة ‪ ..‬فإنما ٌتصرف فٌه بنحو أكل وتصدق وضٌافة ؛ ألن‬
‫غاٌته ‪-‬أي الغنً‪ -‬كالمضحً ‪.‬‬
‫ببٌع وغٌره ؛ ألنه ٌملكه‬
‫وأما الفقٌر ‪ ..‬فله التصرف فٌما ٌُعطى من األضحٌة ٍ‬
‫كما مرَّ ‪.‬‬
‫_ أما األضحٌة (الواجبة) ‪ :‬فٌتصدق وجوبا ً بجمٌعها ؛ أي من لحمها وجلدها‬
‫وغٌرها ‪ ،‬فال ٌجوز للمضحً االنتفاع بها ‪ .‬اهـ ‪ :‬ترمسً وملخص األضحٌة ‪.‬‬

‫‪ ‬تنبٌه ‪ :‬من أكل جمٌع األضحٌة ولم ٌتصدق بشًء ‪ ..‬لزمه قدر الواجب ‪،‬‬
‫وهو ‪-‬أي الواجب‪ -‬فً التطوع ‪ :‬أقل جزء ٌُتص ّدق به فوق القدر التافه ‪ ،‬فٌغرم‬
‫قٌمته وٌشتري بها لحما ً ‪ .‬اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬ملخص األضحٌة ‪ ،‬وقالبد الخرابد ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫حكم الذبح لٌلً‬

‫الذبح لٌالً ‪،‬‬


‫ِ‬ ‫ٌكره الذبح لٌالً ؛ لنهً النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬عن‬
‫وألنه ربما أخطأ محل ذبحها بظلمة اللٌل ‪ ،‬وألنه ٌصٌر مستتراً بها ‪،‬‬
‫والمظاهرة بها أولى ‪ ،‬وألنَّ الفقراء ال ٌحضرون فٌه ‪-‬أي فً اللٌل‪-‬‬
‫حضورهم بالنهار ‪.‬‬
‫_ قوله (ٌكره الذبح) ‪ :‬قال فً المجموع ‪ٌ :‬كره عندنا الذبح لٌالً فً غٌر‬
‫األضحٌة ‪ ،‬وفً األضحٌة أشد كراهة ‪.‬‬
‫_ وقوله (لٌالً) ‪ :‬إال لحاجة ؛ كاشتغاله نهاراً بما ٌمنعه من التضحٌة ‪ ،‬أو‬
‫مصلحة كتٌسر الفقراء لٌالً أو سهولة حضورهم ‪.‬‬
‫وقال اإلمام مالك ‪ :‬ال ٌجزبه الذبح لٌالً ‪ ،‬بل ٌكون شاة لحم ‪ ،‬وهً رواٌة‬
‫عن اإلمام أحمد ‪-‬رحمهم هللا‪ . -‬اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬المجموع والحاوي والجمل ‪.‬‬

‫وفً (كفاٌة األخٌار) ما لفظه ‪ :‬تكره التضحٌة لٌالً ؛ خشٌة أن ٌخطا‬


‫المذبح‪ ،‬أو ٌصٌب نفسه ‪ ،‬أو ٌتأخر بتفرٌق اللحم طرٌا ً ‪ .‬اهـ صـ‪. 532‬‬

‫‪5‬‬
‫خلصة ما ٌستحب عند الذبح‬

‫ٌستحب عند الذبح أمور ‪ ،‬منها ‪:‬‬


‫‪ -1‬تحدٌد الشفرة ‪-‬أي ٌشحذها‪ ، -‬وٌنبغً أن ال ٌحد السكٌن بحضرة الذبٌحة ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -2‬وٌستحب أن ال ٌذبح واحدة بحضرة أخرى ‪.‬‬
‫‪ -3‬وٌستحب إمرار السكٌن بقو ٍة وتحامل ذهابا ً وعوداً ؛ لٌكون أوحى ‪-‬أي‬
‫أسرع‪ -‬وأسهل ‪.‬‬
‫‪ -3‬وٌستحب أن ٌُعرض علٌه الماء قبل الذبح ؛ ألنَّ ذلك أعون على سهولة‬
‫سلخه ‪.‬‬
‫‪ -4‬وأن ٌطلب لها موضعا ً لٌنا ً ‪.‬‬
‫‪ -5‬وٌستحب أن ٌضجعها برفق على شقها األٌسر ؛ ألنه أسهل على الذابح‬
‫فً أخذه السكٌن بالٌمٌن ‪ ،‬وإمساك الرأس بالٌسار ‪.‬‬
‫‪ -6‬وأن ٌستقبل القبلة بالذبٌحة ؛ أي ٌوجه الذابح مذبحها ال وجهها للقبلة ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وٌتوجه هو أٌضا ً ‪-‬أي الذابح‪ -‬للقبلة ‪.‬‬
‫‪ -7‬وٌنحر البعٌر قابما معقوالً ركبته الٌسرى ‪.‬‬
‫(ٔ) قال فً (مغنً المحتاج) ‪ :‬وٌكره أن ٌحد شفرته والبهٌمة تنظر إلٌه ‪ ،‬وٌكره أن ٌذبح‬
‫حٌوانا ً وآخر ٌنظر إلٌه ‪ ،‬ففً سنن البٌهقً أن عمر ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬رأى رجلً ٌفعل ذلك‬
‫اهـ ‪.‬‬ ‫‪ ..‬فضربه بالدرة ‪.‬‬
‫ومن كلم الحبٌب محمد بن هادي السقاف ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬قال ‪ ( :‬وال ٌُسن الشفرة قدام‬
‫الشاة ‪ ،‬وروي أن رجلً سنّ شفرته قدام شاته ‪ ،‬فلما أراد أن ٌذبح ‪ ..‬ناداه رجل ‪ ،‬فخرج‬
‫لٌكلمه ‪ ،‬فبحثت الشاة األرض ووارت الشفرة بالتراب ‪ ،‬فجاء الرجل ولم ٌجد الشفرة ‪،‬‬
‫فسعى لها ‪ ،‬فقال له رجل آخر ‪ :‬إنً رأٌت الشاة تبحث األرض فً هذا المكان ‪ ،‬فبحث ‪..‬‬
‫اهـ مجموع كلمه جٕ صـٕ ‪.‬‬ ‫فوجدها فوقه ) ‪.‬‬

‫(ٕ) فإن قٌل ‪ :‬هل كره كالبول إلى القبلة ؟ أُجٌب ‪ :‬بأنَّ هذه عبادة ‪ ،‬ولهذا ُ‬
‫شرع فٌها‬
‫اهـ مغنً المحتاج ‪.‬‬ ‫التسمٌة ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -8‬وأن ٌنحر البقر والغنم ونحوها مضطجعة مشدودة القوابم إال الرجل‬
‫الٌمنً ‪ ..‬ف ُتترك ؛ لتسترٌح بتحرٌكها ‪ ،‬ولو عكس ‪ ..‬حل ‪ ،‬لكنه خالف‬
‫األفضل ‪.‬‬
‫‪ -9‬وإذا قطع الحلقوم والمريء ‪ ..‬فالمستحب أن ٌمسك وال ٌبٌن رأسه فً‬
‫الحال ‪ ،‬وال ٌزٌد فً القطع ‪ ،‬وال ٌبادر إلى سلخ الجلد ‪ ،‬وال ٌكسر الفقار ‪،‬‬
‫وال ٌقطع عضواً ‪ ،‬وال ٌحرك الذبٌحة ‪ ،‬وال ٌنقلها إلى مكان ‪ ،‬بل ٌترك جمٌع‬
‫ذلك حتى تفارق الروح ‪ ،‬وال ٌمسكها بعد الذبح مانعا ً لها من االضطراب ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -9‬وٌستحب أن ٌكبر قبل التسمٌة ‪.‬‬
‫‪ -11‬ثم ٌبسمل ‪ ،‬ثم ٌكبر مرة أخرى ؛ بأن ٌقول (هللا أكبر [ثالثا ً] ‪ ،‬وهلل‬
‫الحمد) قبل التسمٌة وبعدها ‪ ،‬ولو اقتصر على مرة واحدة ‪ ..‬كفى ‪ ،‬كما ٌفعله‬
‫بعض الناس ؛ فإنهم ٌقولون‪( :‬باسم هللا ‪ ،‬هللا أكبر)‪.‬‬
‫‪ -11‬ثم ٌصلً على النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪. -‬‬
‫‪ 11‬وٌسن عند الذبح أن ٌستحضر عظم نعم هللا تعالى ‪ ،‬وما سخر له من‬
‫األنعام ‪ ،‬وٌجدد الشكر على ذلك ‪.‬‬
‫‪ -12‬وٌُسن الدعاء بالقبول ؛ أي بقبول األضحٌة ‪ ،‬كما هو السنة فً الدعاء‬
‫(‪)2‬‬
‫عقب العمل الصالح ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ٌُ :‬سن أن ٌصلً المضحً ركعتٌن عقب الذبح ؛ فقد ورد أنَّ الدعاء‬
‫(‪)3‬‬
‫فٌها مستجاب ‪.‬‬

‫(ٔ) ٌستحب فً األضحٌة الجمع بٌن التسمٌة والتكبٌر ‪ ،‬بخلف غٌرها من بقٌة المذبوحات ‪،‬‬
‫اهـ إفادة السادة العمد صـٖٗ‪. ٙ‬‬ ‫فالسنة فٌها التسمٌة فقط ‪.‬‬
‫(ٕ) اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬بشرى الكرٌم ‪ ،‬وحاشٌة الباجوري ‪ ،‬ومغنً المحتاج ‪ ،‬وإعانة‬
‫الطالبٌن ‪ ،‬والروضة ‪ ،‬وإفادة السادة العمد ‪ ،‬وترمسً ‪.‬‬
‫(ٖ) النفائس المفٌدة صـ‪ ، ٔٗ1‬للحبٌب عمر بن أحمد بن عبد هللا العطاس رحمه هللا ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫استحباب مباشرة المضحً الذبح بنفسه‬

‫‪ ‬فائدة ‪ٌ :‬سن للمضحً أن ٌباشر ذبح أضحٌته بنفسه إن أحسن الذبح ؛‬


‫لالتباع ‪ ،‬فإنه صلى هللا علٌه وآله وسلم ضحى بكبشٌن أملحٌن أقرنٌن ‪،‬‬
‫فذبحهما بٌده الشرٌفة كما فً (الصحٌحٌن) وغٌرهما ‪ ،‬وألنَّ التضحٌة عبادة‬
‫فتسن مباشرتها ‪.‬‬
‫فإن لم ٌحسن الذبح ‪ ..‬و ّكل غٌره ‪ ،‬وٌستحب شهودها ‪.‬‬
‫واستظهر األذرعً ‪ :‬استحباب التوكٌل لكل من ضعف عن الذبح من‬
‫الرجال ؛ لمرض أو غٌره ‪ ،‬وإن أمكنه اإلتٌان به ‪ ،‬وكذا المرأة والخنثى ‪.‬‬
‫اهـ ترمسً ج‪6‬صـ‪. 658‬‬

‫‪ ‬ومن كالم الحبٌب علوي ابن شهاب ‪-‬رضً هللا عنه‪ ، -‬قال ‪:‬‬
‫( كان الحبٌب عبد الرحمن المشهور هو بنفسه ٌتولى ذبح أضحٌته فً ابتداء‬
‫أمره ‪ ،‬وفً األخٌر لما عجز ‪ ..‬رجع ٌوكل أحد ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وكانت أمً تستأمن علً إذا قدنا فً المطبخ أحسن من أخواتً ‪ ،‬أَحكم‬
‫دٌن ودنٌا ‪ ،‬قال لعمً شٌخ الكاف ‪ :‬أنت ٌا شٌخ أحسن تذبح إال ناقة‬
‫لألضحٌة ٌومك تاجر ‪ ..‬فقال عمً شٌخ على سبٌل البسط ‪ :‬لعاد ترقص بً‬
‫على الصراط ٌا عبد الرحمن ‪ ،‬قال صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪{ :‬عظموا‬
‫ضحاٌاكم فإنها على الصراط مطاٌاكم} ) ‪ .‬أو كما قال ‪.‬‬

‫‪ ‬وكان الحبٌب محمد الهدار ‪-‬رضً هللا عنه‪ٌ -‬داوم على األضحٌة وٌذبحها‬
‫ً‬
‫نٌابة عنه ‪ ،‬بل‬ ‫بأمر مهم ‪ ..‬و َّكل من ٌحضر ذبحها‬
‫بنفسه ‪ ،‬فإن اشتغل ٍ‬
‫أوصى لمن ٌُضحً أو ٌحج عنه بعد موته ‪ ،‬كما هو موضح فً وصٌته‬
‫اهـ هداٌة األخٌار ج‪ 1‬صـ‪. 96‬‬ ‫رحمه هللا ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫مجموع دعوات عند ذبح األضحٌة‬

‫( هللا أكبر ‪ ،‬هللا أكبر ‪ ،‬هللا أكبر ‪ ،‬وهلل الحمد ‪ ،‬باسم هللا ‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬هللا‬
‫أكبر‪ ،‬هللا أكبر ‪ ،‬وهلل الحمد ‪.‬‬
‫وجهت وجهً للذي فطر‬ ‫ُ‬ ‫اللهم صل ِّ على سٌدنا محمد وآله وسلم ‪ ،‬إنً‬
‫السماوات واألرض على ملة إبراهٌم حنٌفا ً وما أنا من المشركٌن ‪ ،‬إنَّ‬
‫صلتً ونسكً ومحٌاي ومماتً هلل رب العالمٌن ‪ ،‬ال شرٌك له ‪ ،‬وبذلك‬
‫أُمرت وأنا من المسلمٌن ‪.‬‬
‫اللهم هذا منك وإلٌك (‪ ،)1‬فتقبل منً كما تقبلت من إبراهٌم خلٌلك ‪ ،‬وسٌدنا‬
‫محمد ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬عبدك ورسولك ‪ ،‬باسم هللا وهللا أكبر ) ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬الحاوي ‪ ،‬وباعشن ‪ ،‬وترمسً ‪.‬‬

‫( ٔ)‬
‫اهـ باجوري ‪.‬‬ ‫علً ‪ ،‬وتقربت بها إلٌك فتقبلها ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أي هذه األضحٌة نعمة منك‬
‫‪9‬‬
‫جلد األضحٌة‬

‫ال ٌجوز بٌع شًء من أضحٌة التطوع ولو جلدها ؛ لخبر ‪ ( :‬من باع جلد‬
‫أضحٌته ‪ ..‬فل أضحٌة له ) ‪ .‬رواه الحاكم وصححه ‪.‬‬

‫الجزار أُجر َته من نحو جلدها ؛ كرأسها وقرنها ‪ ،‬بل مؤنة‬


‫ّ‬ ‫وال ٌجوز إعطاء‬
‫ّ‬
‫الجزار على المالك ‪.‬‬
‫وخرج باألجرة ‪ ..‬إعطاؤه منه ؛ لفقره وإطعامه منه إن كان غنٌا ً ‪ ..‬فجابزان‪.‬‬
‫وٌجوز للمضحً أن ٌنتفع بنحو جلدها إن كانت تطوعا ً بجعله دلواً أو نعالً‬
‫ونحوها ‪ ،‬وتجوز له إعارته ؛ لفعل الصحابة رضً هللا عنهم ذلك ‪.‬‬
‫وٌتصدق وجوبا ً بجمٌع المنذورة ؛ أي‪ :‬من لحمها وجلدها وغٌرها ‪ ،‬فال‬
‫ٌجوز للناذر أكل شً ٍء منها وال إطعام األغنٌاء منها ‪ ،‬وال االنتفاع بها ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬ترمسً ‪.‬‬

‫رأٌت شخصا ً من األعراب ال ٌزال ٌجمع الجلود ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬فائدة ‪ :‬قال األصمعً ‪:‬‬
‫فقلت له ٌوما ً ‪ :‬ما تصنع بهذا ؟ فقال ‪ :‬الجلود ال ٌستغنً عنها العرب ‪،‬‬
‫ُ‬
‫أصلها سقاء ‪ ،‬ثم إن حاربوا ‪ ..‬فوقاء ‪ ،‬وإن جاعوا ‪ ..‬فشواء ‪ ،‬وإن اختلفوا ‪..‬‬
‫اهـ الكنز المدفون صـ‪. 135‬‬ ‫فحذاء ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫( فوائد وتوجوهات عامة )‬

‫(فائدة) من أهم الفضابل ‪ :‬األضحٌة للمستطٌع ‪ ،‬واألضحٌة فً مكة بـ ‪:‬‬


‫مابة ألف أضحٌة فً غٌرها ‪ ،‬وٌغفر هللا للمضحً فً أي بل ٍد بأول قطرة دم‬
‫منها ‪ ،‬وفضابلها كثٌرة ‪ ،‬لكنها فً مكة أفضل وأكمل ‪.‬‬
‫وال ٌأكل المضحً إن نواها فرضا ً ‪ ،‬بل ٌتصدق بجمٌعها ‪ ،‬وإن نواها سنة‬
‫‪ ..‬فٌأكل وٌهدي وٌتصدق ‪.‬‬
‫واألضحٌة الفرض أفضل من سبعٌن أضحٌة سنة ‪ ،‬ولهذا بعض الصالحٌن‬
‫ٌجعل له أضحٌتٌن ‪ ،‬فرضا ً وسنة ‪ ،‬فٌأكل من السنة وال ٌأكل من الفرض ‪،‬‬
‫بل ٌتصدق بها بعد الذبح وبجلدها ‪.‬‬
‫اهـ من فوابد الحبٌب محمد الهدار رحمه هللا ‪.‬‬

‫‪ ‬مسألة ‪ :‬لو أراد أن ٌضحً بأكثر من سبع شٌاه أو بأكثر من بعٌر ‪ ،‬فهل‬
‫ٌقع أضحٌة ؟ فٌه نظر ‪ ،‬وٌتجه أنه ٌقع أضحٌة ‪ ،‬وأنه ال ح َّد ألكثر‬
‫األضحٌة ‪ ،‬إال أن ٌوجد نقل بخالف ذلك ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وٌدل على ذلك ما سٌأتً من أنه صلى هللا علٌه وآله وسلم نحر مابة بدنة‪.‬‬

‫‪ ‬مسألة ‪ :‬األفضل فً األضحٌة كونها جٌّدة السٌر ‪ ،‬ولم َ‬


‫أر من قال به من‬
‫(‪)2‬‬
‫أصحابنا ‪.‬‬

‫( ٔ)‬
‫عبد الحمٌد ج‪ 3‬صـٖٓ٘ ‪.‬‬
‫( ٕ)‬
‫فٌض القدٌر جٔ صـ‪. ٗ3ٙ‬‬
‫‪11‬‬
‫(فائدة) من كالم الحبٌب العالمة علً بن حسن العطاس ‪-‬رضً هللا عنه‪-‬‬
‫وحذروا من الست الخصال ‪:‬‬‫ّ‬ ‫قال ‪ :‬احذروا‬
‫األولى ‪ :‬نقر السن بأول ما ٌبدي وجعه ‪ ،‬إال أن ٌتفاقم أمره وٌتعذر صبره ‪.‬‬
‫الثانٌة ‪ :‬االستنجاء بالماء الشدٌد السخونة ؛ فإنه مما ٌورث البواسٌر السابلة ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬وشرب القهوة السكر على الرٌق ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬وقد ‪-‬أي طبخ‪ -‬اللحم فً أوانً النحاس ؛ فإنه مما ٌغٌر طعمه‬
‫وطبعه ونفعه ‪.‬‬
‫وكذلك احذروا من خلط اللحم الطري واللحم الغاب(‪ )1‬فً قِدر واحد للوقد‬
‫‪-‬للطبخ‪ -‬؛ فإنه ظاهر التغٌّر ‪ ،‬بحٌث لو وقعت لحمة غابّة فً ربع دابة طرٌّة‬
‫‪ ..‬غٌّرت طعم مرقه ولحمه ‪ ،‬وما كنت أظن أن هذا ٌخفى على الناس حتى‬
‫ق ّدموه لً أهل دوعن فً الضٌافة ‪ ،‬أحببت التنبه علٌه ‪ ،‬والحكمة ضالة‬
‫المؤمن ‪.‬‬
‫الخامسة ‪ :‬كثرة الزنجبٌل فً القهوة ‪.‬‬
‫السادسة ‪ :‬كثرة الحجامة وخصوصا ً فً الشتاء ‪ ،‬وخصوصا ً بعد األكل ؛‬
‫اهـ الرٌاض المؤنقة ‪.‬‬ ‫فإنها من المضرات ‪.‬‬

‫(فائدة) وحضر الحبٌب العالمة علً بن عبد الرحمن المشهور ‪-‬رضً هللا‬
‫عنهم‪ -‬على مابدة عند الشٌخ أحمد بن عبد هللا البكري الخطٌب ‪ ،‬فقال الشٌخ‬
‫أحمد لسٌدي ‪ُ :‬كل أوالً الشحم قبل اللحم ؛ ألنه ٌُخرج من الداء مثله ‪ ،‬فقال‬
‫سٌدي ‪ :‬ما تقبله كبدي ‪ ،‬ومثله الدوم أٌضا ً ؛ إذا أكله اإلنسان مع عجمه‪ ،‬لكن‬
‫ٌخرج أوالً العود الذي فً رأسه ؛ ألنه رٌاحً ‪.‬‬

‫(ٔ) أي متغٌر الطعم والرائحة ‪ ،‬أو قدٌم ‪.‬‬


‫‪12‬‬
‫• وقال رضً هللا عنه ‪ :‬من مأل بطنه من النبق ؛ أي من الدوم ‪ ..‬مأل هللا‬
‫قلبه إٌمانا ً ‪ ،‬ولعله أثر ‪ ،‬ومن أفطر بدومة ‪ ..‬أضحى مسروراً ٌومه ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬لمعة النور ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ :‬من كالم الحبٌب علوي بن عبد هللا ابن شهاب ‪-‬رضً هللا عنه‪-‬‬
‫قال ‪ ( :‬كانوا أهلنا ٌأخذون الضحاٌا من زٌارة هود وٌسمنوهن ما شاء هللا ) ‪.‬‬
‫وقال رضً هللا عنه ‪ ( :‬كان السلف من حٌن تدخل عشر الحجة ‪ٌ ..‬خرجون‬
‫ال َّنعم إلى ّ‬
‫الزقاق وٌكبّرون عند رؤٌتها ) ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن كالم الحبٌب أحمد بن عمر بن سمٌط ‪-‬رضً هللا عنه‪ ، -‬قال ‪:‬‬
‫( كان سادتنا آل أبً علوي إذا زاروا نبً هللا هود ‪ٌ ..‬أخذون الضحاٌا من‬
‫عند النبً ‪ ،‬وٌعلفونها رمضان وشواالً وذا ال َقعدة ) ‪ .‬اهـ صـ‪. 447‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ :‬من كالم الحبٌب علً بن عبد الرحمن المشهور ‪-‬رضً هللا عنه‪-‬‬
‫قال ‪ ( :‬إن شحمة الغراب من رأس الغنم تورث العلم لمن أكلها ) ‪ ،‬وكان‬
‫(‪)1‬‬
‫رضً هللا عنه ٌحبّها وٌأكلها نٌة وقد ٌأمر بشوٌها على النار ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ :‬قال أهل اللغة ‪ :‬سُمٌت (البدنة) ؛ لعظمها ‪ ،‬وٌُطلق على الذكر‬
‫واألنثى ‪ ،‬وٌُطلق على اإلبل والبقر والغنم ‪ ..‬هذا قول أكثر أهل اللغة ‪ ،‬ولكن‬
‫(‪)2‬‬
‫معظم استعمالها فً األحادٌث وكتب الفقه فً (اإلبل) خاصة ‪.‬‬

‫( ٔ)‬
‫اهـ لمعة النور صـ‪. ٕٓ2‬‬
‫( ٕ)‬
‫شرح اإلمام النووي على مسلم ‪ ،‬ج‪ 3‬صـ٘‪. ٙ‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ ‬فائدة ‪ :‬من كالم الحبٌب إبراهٌم بن عمر بن عقٌل ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬قال ‪:‬‬
‫( ال غذاء فً صغار المعز والضأن والبقر ‪ ،‬وإنما له ّلذة فقط ‪ ،‬والغذاء فٌما‬
‫اهـ مجموع كالمه صـ‪. 152‬‬ ‫بلغ سن األضحٌة ) ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ :‬إذا أردت تعرف اللحم ‪ ،‬هل هو مذ ّكى أم ال ‪ ،‬فخذ قطعة منه قدر‬
‫نصف (أوقٌة) ‪ ،‬وارمها فً ظرف مملوء ماء ‪ ،‬فإن صعدت على وجه الماء‬
‫‪ ..‬فهو مٌتة ‪ ،‬وإن رسبت إلى أسفل ‪ ..‬فهو مذكى ال شك فٌه ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫اهـ فوابد الحبٌب علوي ابن شهاب صـ‪. 14‬‬

‫غسل الٌدٌن من رٌح الدسم‬

‫(فائدة) عن أبً هرٌرة ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬
‫علٌه وآله وسلم‪ ( : -‬من نام وفً ٌده َغ َمر ‪ ،‬ولم ٌغسله فأصابه شً ٌء ‪ ..‬فل‬
‫رواه ابن ماجه ‪.‬‬ ‫ٌلومنَّ إال نفسه ) ‪.‬‬
‫_ قوله ( َغ َمر) هو رٌح اللحم أو دسمه أو وسخه ‪( ،‬فأصابه شًء) أي إٌذاء‬
‫من بعض الحشرات ‪( ،‬فال ٌلومن إال نفسه) لتعرضه لما ٌؤذٌه من الهوام ‪،‬‬
‫وذلك ألن الهوام وذوات السموم ربما تقصده فً المنام ؛ لرٌح الطعام فتؤذٌه‪.‬‬
‫اهـ فٌض القدٌر ‪.‬‬

‫‪ ‬وٌستحب إٌقاظ من نام وفً ٌده َغ َمر ‪ ،‬والحكمة فً طلب إٌقاظه حٌنبذ ؛‬
‫أن الشٌطان ٌأتً للغمر ‪ ،‬وربما آذى صاحبه ‪ ،‬وإنما خص الٌد ؛ لما ورد فً‬
‫ضح ‪ ..‬فال ٌلومن إال نفسه ) ‪.‬‬
‫الحدٌث ‪ ( :‬من نام وفً ٌده غمر فأصابه َو َ‬
‫اهـ إعانة الطالبٌن ‪.‬‬ ‫والوضح ‪ :‬البرص ‪ ،‬نسأل الحفظ والسالمة ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المواضع التً ال تؤكل من الشاة بعد ذبحها‬

‫(لطٌفة) المواضع التً ال تؤكل من الشاة(‪ )1‬بعد ذبحها ‪ :‬سبعة ؛ لألثر‬


‫الوارد فً كراهة ذلك ‪ ،‬جمعها بعضهم بقوله ‪:‬‬
‫فخذها فقد أوضحتها لك بالعدد‬ ‫وٌكره أجزاء من الشاة سبعة‬
‫كـذاك دم ثـم الـمــرارة وال ُغــدد‬ ‫فـقـل َذ َكـ ٌر واألنـثـٌـان مـثـانة‬
‫وجمعها آخر بطرٌق الرمز ‪ ..‬فقال(‪: )2‬‬
‫إذا ما ُذك ٌَ ْت شاةٌ َف ُك ْلها سوى سبع ففٌهن الوبال ُ‬
‫فـفــا ٌء ثم خا ٌء ثم غٌنٌ ودال ٌ ثــــم مـٌـمـان وذال ُ‬
‫الفاء ‪ :‬الفرج ‪ ،‬والخاء ‪ :‬الخصٌة ‪ ،‬والغٌن ‪ :‬ال ُغدة(‪ ،)3‬والدال ‪ :‬الدم المسفوح ‪،‬‬
‫والمٌمان ‪ :‬المرارة(‪ )4‬والمثانة(‪ ،)5‬والذال ‪ :‬ال َذ َكر ‪ .‬اهـ حاشٌة ابن عابدٌن ‪.‬‬

‫‪ ‬وفً (وسابل الوصول) ‪ :‬وكان رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪-‬‬
‫ٌكره أكل الكلٌتٌن ؛ لمكانهما من البول ‪ ،‬وكان ال ٌأكل من الشاة سبعا ً ‪:‬‬
‫الذكر‪ ،‬واألنثٌٌن ‪ ،‬والحٌاء ‪-‬وهو الفرج‪ ،)6(-‬والدم(‪ ،)7‬والمثانة ‪ ،‬والمرارة ‪،‬‬
‫والغدد ‪ ،‬وٌكره لغٌره أكلها ‪ ،‬وإنما لم ٌأكل هذه المذكورات ؛ ألنَّ الطبع‬
‫السلٌم ٌعاف هذه األشٌاء ‪ ،‬ولٌس كل حالل تطٌب النفس ألكله ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬منتهى السؤل ‪.‬‬

‫(ٔ) وغٌرها من المأكوالت ‪.‬‬


‫( ٕ)‬
‫مدغم ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فخذ‬ ‫حروف‬ ‫ٌجمعه‬ ‫مً‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫المذكاة‬ ‫من‬ ‫الذي‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫عابدٌن‬ ‫ابن‬ ‫قول‬ ‫ومثله‬
‫(ٖ) الغدد ‪ :‬كل قطعة صلبة تحدث بٌن الجلد واللحم عن مرض ‪.‬‬
‫(ٗ) لحمة تشبه الكٌس الزقة بالكبد ؛ تختزن (الصفراء) ‪ ،‬والصفراء ‪ :‬مزاج من أمزجة‬
‫البدن ‪ ،‬وهو سائل شدٌد المرارة تفرزه الكبد وٌختزن فً كٌس المرارة لونه أصفر ‪ ،‬وهو‬
‫الزم لهضم المواد الدهنٌة ‪.‬‬
‫( ٘)‬
‫جٌب عضلً وغشائً ٌوجد خلف العانة ‪ ،‬فٌه ٌستقر البول بعد أن تفرزه الكلٌتان ‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫( ‪)ٙ‬‬
‫سمً (حٌاء) ؛ باسم الحٌاء من االستحٌاء ؛ ألنه ٌستر عن اآلدمً من الحٌوان ‪،‬‬ ‫وإنما ُ‬
‫و ٌُستفحش التصرٌح بذكره واسمه الموضوع له ‪ ،‬و ٌُستحى من ذلك و ٌُكنى عنه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أي الدم المسفوح ‪ ،‬أما غٌر المسفوح ؛ كالكبد والطحال ‪ ..‬فجائز أكله ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫من فوائد اللحم‬

‫‪ ‬عن عبد هللا بن برٌدة عن أبٌه ‪-‬رضً هللا عنهما‪ ، -‬قال ‪ :‬قال رسول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ ( : -‬سٌد اإلدام فً الدنٌا واآلخرة ‪ :‬اللحم ‪ ،‬وسٌد‬
‫الشراب فً الدنٌا واآلخرة ‪ :‬الماء ‪ ،‬وسٌد الرٌاحٌن فً الدنٌا واآلخرة ‪:‬‬
‫رواه الطبرانً ‪.‬‬ ‫الفاغٌة ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وروى ابن عساكر عن سٌدنا عبد هللا بن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪: -‬‬
‫اهـ كنز العمال ‪.‬‬ ‫( أكل اللحم ٌحسن الوجه ‪ ،‬وٌحسّن الخلق ) ‪.‬‬
‫اهـ كنز العمال ‪.‬‬ ‫‪ ‬وقال بعضهم ‪ ( :‬إنَّ للقلب فرحة عند أكل اللحم ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وٌجوز أكل اللحم نٌبا ً إذا لم ٌضره ‪ ،‬وهو أفضل من الخبز ‪ ،‬فاللحم سٌد‬
‫اهـ الفوابد اإللهٌة صـ‪. 127‬‬ ‫اإلدام ‪ ،‬والخبز أفضل القوت ‪.‬‬

‫النهً عن كثرة أكل اللحم‬

‫‪ ‬من كالم الحبٌب شٌخان بن علً السقاف ‪-‬رضً هللا عنه‪ ، -‬قال ‪:‬‬
‫( كثرة أكل اللحم تقسًّ القلب ‪ ،‬والنفع فً المرقة ) ‪ .‬اهـ الدر الفاخر ‪.‬‬

‫‪( ‬فائدة) نقل بعضهم ‪ :‬أن المداومة على أكل اللحم {أربعٌن ٌوماً} ‪ٌ ..‬ورث‬
‫قسوة القلب ‪ ،‬وتركه هذه المدة ‪ٌ ..‬ورث سوء الخلق ‪ ،‬وٌُخاف معه الجذام ‪.‬‬
‫وقد نظم ذلك الشٌخ علً األجهوري ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫الوال ٌقسً فؤاداً بالسرور الذي حصل‬‫وأكــلـك لـحما ً أربعٌن على ِ‬
‫وٌورث سو َء ال ُخلق تر ٌك له بها وخـــوف جذام ذا باإلحٌاء قد نقل‬
‫‪ ‬وكان مالك بن دٌنار ‪-‬رحمه هللا‪ٌ -‬قول ‪ :‬الناس ٌقولون ‪ :‬إن من ترك اللحم‬
‫أربعٌن ٌوما ً ‪ ..‬ق َّل عقله ‪ ،‬وإنً قد تركته سنٌن ‪ ،‬وما نقص من عقلً شًء ‪،‬‬
‫اهـ تنبٌه المغترٌن ‪ ،‬والنفحات المكٌة ج‪ 1‬صـ‪. 87‬‬ ‫وهلل الحمد ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫مفاضلة بٌن الضأن والمعز‬

‫فائدة ‪( :‬الغنم) على ضربٌن ‪ :‬ضابنة وماعزة ‪.‬‬


‫والضأن أفضل من الماعز صرح بذلك األصحاب فً األضحٌة وغٌرها ‪.‬‬
‫واستدلوا على أفضلٌتها بأوجه ‪:‬‬
‫منها ‪ :‬أن هللا تعالى بدأ بذكر الضأن فً القرآن فقال ‪ ( :‬ثمانٌة أزواج من‬
‫الضأن اثنٌن ومن المعز اثنٌن ) ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أنه قال‪( :‬وفدٌناه بذبح عظٌم) وهو الكبش ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬قوله تعالى حكاٌة على الخصمٌن ‪ ( :‬إنَّ هذا أخً له تس ٌع وتسعون‬
‫نعجة ولً نعجة واحدة )‪ ،‬ولم ٌقل ‪ ( :‬تسع وتسعون عنزاً ولً عنزة‬
‫واحدة ) ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أنَّ الضأن تلد فً السنة مرة وتفرد غالبا ً ‪ ،‬والمعز تلد مرتٌن وقد‬
‫تثنى وتثلث ‪ ،‬والبركة فً الضأن أكثر ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬إذا رعت شٌبا من الكإل ٌنبت فإن المعز تقلعه من أصله والضأن‬
‫ترعى ما على وجه األرض ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أنَّ صوف الضأن أفضل من شعر المعز وأعز قٌمة ‪ ،‬ولٌس‬
‫الصوف إال للضأن ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أنهم كانوا إذا مدحوا شخصا ً ‪ ..‬قالوا ‪( :‬إنما هو كبش) ‪ ،‬وإذا ذموه‬
‫‪ ..‬قالوا ‪( :‬إنما هو تٌس) ‪ ،‬وإذا أرادوا المبالغة فً الذم ‪ ..‬قالوا ‪( :‬إنما هو‬
‫تٌس فً سفٌنة) ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ومما أهان هللا به التٌس ‪ :‬أن جعله مهتوك الستر مكشوف القبل والدبر‬
‫بخالف الكبش ولهذا شبه رسول هللا ‪ -‬صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪ -‬المحلل‬
‫بالتٌس المستعار ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن رؤوس الضأن أطٌب وأفضل من رءوس الماعز ‪ ،‬وكذلك لحمها‪،‬‬
‫فإن أكل لحم الماعز ٌحرك المرة السوداء وٌولد البلغم وٌورث النسٌان وٌفسد‬
‫الدم ‪ ،‬ولحم الضأن عكس اهـ‪.‬‬
‫قال سٌدنا زٌد بن ثابت‪ :‬إن المعز استعصت على نوح أن تدخل السفٌنة‬
‫فرفعها بذنبها فمن ذلك انكسر ذنبها وصار معقوصا وبدا حٌاها‪ ،‬وأما النعجة‬
‫(‪)1‬‬
‫فذهبت حتى دخلت السفٌنة فمسح نوح على ذنبها فستر حٌاها ‪.‬‬

‫فائدة ‪ :‬قٌل ألعرابٌة ‪ :‬ما تقولٌن فً مابة من (المعز) ‪ ..‬فقالت ‪ :‬عنى ‪،‬‬
‫قٌل فمابة من (الضأن) ‪ ..‬فقالت ‪ِ :‬غنى ‪ ،‬قٌل فمابة من (اإلبل) ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬
‫اهـ الكنز المدفون صـ‪. 135‬‬ ‫مُنى ‪ ،‬قٌل فمابة من (الخٌل) ‪ ..‬فقالت ‪َ ( :‬ق َنى) ‪.‬‬

‫ُ‬
‫وهذا ما تيسز وقله ومجعه بعون اهلل وحسه توفيقه ‪ ،‬وصلى اهلل على سيدوا‬

‫حممد وعلى آله وصحبه وسلم ‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني ‪.‬‬

‫( ٔ)‬
‫بجٌرمً على الخطٌب جٗ صـٖٓٔ ‪ ،‬وحٌاة الحٌوان جٕ صـ‪. ٕ٘ٙ‬‬
‫‪18‬‬

You might also like