Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 75

‫جامعة الشهيد حمه لخضر – الوادي‬

‫كلية العلوم االجتماعية واالنسانية‬


‫قسم العلوم االجتماعية‬
‫قسم علم االجتماع‬

‫الموضوع‪:‬‬

‫عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي باالغتراب الثقافي عند‬


‫الشباب‬
‫دراسة ميدانية على طلبة السنة األولى ماستر علم االجتماع‬

‫بجامعة الشهيد حمة لخضر‬

‫مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في علم االجتماع‬
‫تخصص‪ :‬علم اجتماع االتصال‬

‫اشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬


‫لطيفة عريق‬ ‫شميسة بن الصديق‬

‫السنة الجامعية‪2020/2019 :‬‬


‫" إن االعتراف بالجميل ما هو إال جزء يسير من رده "‬
‫الحمد هلل عز وجل الذي أنار لنا درب العلم والمعرفة وأعاننا على إتمام هذا العمل‬

‫وألن هذه الكلمات هي كل ما أملكه إزاء من غمرني بالجميل في خضم انجاز هذه الدراسة‬
‫التي لم تكتمل إال بمساندة ومساعدة العديد من األطراف الذين قدموا لي يد العون من قريب‬
‫أو من بعيد ولو بدعاء أو كلمة تشجيع‬

‫يسعدني أن أرفع عاليا مقامات الشكر والتقدير لألستاذة‬

‫"عريق لطيفة "‬

‫التي أفادتني بخبرتها بإشرافها على هاته الدراسة‬

‫كما أتقدم بالشكر الجزيل واالمتنان إلى السادة األساتذة األفاضل أعضاء لجنة التقييم على‬
‫قبولهم قراءة هذه الدراسة وابداء مالحظاتهم وتصويباتهم القيمة وجهدهم في خدمة البحث‬
‫العلمي‪.‬‬

‫شميسة بن الصديق‬
‫ملخص الدراسة باللغة العربية‪:‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي باالغتراب‬
‫الثقافي عند الشباب‪ ،‬وقد شملت الدراسة على أربع تساؤالت فرعية كان منها‪:‬‬

‫‪ -1‬ما عالقة كل من متغير (الجنس‪-‬السن) باالغتراب الثقافي عند طلبة سنة أولى ماستر علم‬
‫االجتماع؟‬
‫‪ -2‬هل توجد عالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي والعزلة االجتماعية عند طلبة سنة‬
‫أولى ماستر علم االجتماع؟‬

‫وتم االعتماد على المنهج الوصفي ألنه األنسب لهاته الدراسة‪ ،‬وشملت الد ارسة على عينة‬
‫مكونة من ‪ 54‬طالب وطالبة من طلبة السنة األولى ماستر علم االجتماع بجامعة الشهيد حمة‬
‫لخضر بالوادي المستخدمين للفيس بوك‪ ،‬كما تم االعتماد على كل من أداة االستمارة والمقابلة‬
‫لجمع البيانات‪.‬‬
Abstract:
This study aims to identify the relationship of using social networking sites with
cultural alienation among young people. The study included four sub-questions,
including:
1- What is the relationship of each of the (gender-age) variable with the cultural
alienation of first-year Master of Sociology students?
2- Is there a relationship between the use of social networking sites and social
isolation for first-year Master of Sociology students?
The descriptive approach was relied upon because it was the most suitable for
this study, the study included a sample of 54 students from the first-year Master
of Sociology at Al-Shahid Hama Lakhdar University in the El Oued who use
face book, and both the questionnaire and the interview tool were used to collect
data.
‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫شكر وعرفان‬
‫ملخص الدراسة باللغة العربية‬
‫ملخص الدراسة باللغة األجنبية‬
‫فهرس المحتويات‬
‫أ‪ -‬ب‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬
‫‪5‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلشكالية‬
‫‪6‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‬
‫‪6‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أهمية وأهداف الدراسة‬
‫‪7‬‬ ‫رابعا‪ :‬منهج وفرضيات الدراسة‬
‫‪8‬‬ ‫خامسا‪ :‬تحديد مفاهيم الدراسة‬
‫‪12‬‬ ‫سادسا‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة‬
‫لها‬
‫‪17‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪18‬‬ ‫أوال‪ :‬نشأة مواقع التواصل االجتماعي‬
‫‪19‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص مواقع التواصل االجتماعي‬
‫‪20‬‬ ‫ثالثا‪ :‬استخدامات مواقع التواصل االجتماعي‬
‫‪22‬‬ ‫رابعا‪ :‬أنواع مواقع التواصل االجتماعي‬
‫‪27‬‬ ‫خامسا‪ :‬آلية التواصل عبر مختلف مواقع التواصل االجتماعي‬
‫‪28‬‬ ‫سادسا‪ :‬إيجابيات وسلبيات استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫‪29‬‬ ‫سابعا‪ :‬النظريات المفسرة آلثار استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬
‫‪31‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪32‬‬ ‫أوال‪ :‬االغتراب في الفكر االجتماعي‬
‫‪36‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أسباب االغتراب‬
‫‪37‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أبعاد االغتراب‬
‫‪41‬‬ ‫رابعا‪ :‬أنواع االغتراب‬
‫‪46‬‬ ‫خامسا‪ :‬مراحل االغتراب‬
‫‪47‬‬ ‫سادسا‪ :‬مواقع التواصل االجتماعي ودورها في تنمية الشعور باالغتراب عند‬
‫الشباب‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬
‫‪50‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪51‬‬ ‫أوال‪ :‬مجاالت الدراسة‬
‫‪53‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عينة الدراسة‬
‫‪54‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أدوات جمع البيانات‬
‫‪55‬‬ ‫رابعا‪ :‬الدراسة الميدانية‬
‫‪58‬‬ ‫خامسا‪ :‬أساليب المعالجة اإلحصائية‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫المالحق‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬

‫تعد األنترنت الظاهرة األبرز في عالمنا اليوم لكونها جمعت بين العديد من الوسائط‬
‫اإلعالمية واالتصالية‪ ،‬فبفضلها أصبح الفرد يعيش في عالم مفتوح يحتوي على معلومات‬
‫وبيانات متوفرة في كل المجاالت‪ ،‬وما يميزها عن غيرها هو سهولة االستخدام والتفاعلية‪،‬‬
‫فالمستخدم يمكن أن يشارك في مضمونها‪ ،‬وله حرية اختيار أي مضمون يريده‪.‬‬

‫وأهم ما توفره األنترنت هو مواقع التواصل االجتماعي حيث عبر هاته المواقع يمكن الربط‬
‫والتفاعل والتبادل والمشاركة بين األفراد في كل أنحاء العالم بدون أي قيد أو حاجز‪ ،‬مما يجعلها‬
‫في الصدارة من حيث عدد المستخدمين من كل فئات المجتمع‪ ،‬وخاصة فئة الشباب نظ ار ألنهم‬
‫أكثر قابلية للتغيير ومواكبة كل ما هو جديد‪ ،‬هذا االستخدام خلف العديد من اآلثار التي مست‬
‫العديد من جوانب الحياة خاصة االجتماعية والثقافية في مختلف المجتمعات‪.‬‬

‫مس المجتمع الجزائري نجم عنه آثار واضحة على األفراد في المجتمع‬
‫وبدوره التغير الذي ّ‬
‫من أهمها انتشار الثقافة الغربية االستهالكية والقيم المادية‪ ،‬فظهر نظام حياتي جديد تبناه‬
‫الشباب خاصة يظهر من خالل محاولة المزج بين الثقافة المحلية والثقافة الغربية في مختلف‬
‫المواقف‪ ،‬وهو ما جعل الشباب يعيش حالة من االغتراب الثقافي تظهر بوضوح من خالل‬
‫تعامالته مع المحيطين به ومن خالل مختلف ممارساته الثقافية في حياته اليومية‪.‬‬

‫وبذلك أصبح مفهوم االغتراب الثقافي من المواضيع الهامة التي تظهر بقوة كل مرة بسبب‬
‫تجدد الوسائل والسبل التي تخلف هذا النوع من االغتراب بشكل وأسلوب جديد محاوال كسر‬
‫حاجز المقاومة الذي يمثله كل من الدين والعرف والقيم لدى األفراد وخاصة فئة الشباب‪،‬‬
‫ولمعرفة العالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي واالغتراب الثقافي عند الشباب‬
‫اعتمدت هذه الدراسة على أربعة فصول كانت كاآلتي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬تحت عنوان "موضوع الدراسة"‪ ،‬والذي تضمن تحديد اإلشكالية‪ ،‬أسباب اختيار‬
‫الموضوع‪ ،‬األهمية واألهداف‪ ،‬إضافة إلى المنهج والفرضيات ثم تحديد المفاهيم الخاصة‬
‫بمتغيرات الدراسة وكذا عرض البعض من الدراسات السابقة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬المعنون بـ ـ "ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها "‬

‫أ‬
‫تم فيه تناول كل من نشأة مواقع التواصل االجتماعي وخصائصها‪ ،‬وأهم استخدامات مواقع‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬باإلضافة إلى أنواعها وآلية التواصل عبر مختلف وسائل التواصل‬
‫االجتماعي كذلك إيجابيات وسلبيات استخدام مواقع التواصل االجتماعي ثم النظريات المفسرة‬
‫آلثار استخدام مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬بعنوان "ماهية االغتراب وأهم أبعاده " حيث تم فيه التطرق إلى االغتراب في‬
‫الفكر االجتماعي‪ ،‬أسباب االغتراب باإلضافة إلى أبعاده وأنواعه ومراحله ثم مواقع التواصل‬
‫االجتماعي ودورها في تنمية شعور االغتراب عند الشباب‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬ويندرج تحت عنوان "اإلجراءات المنهجية للدراسة" وتم فيه عرض مجاالت‬
‫الدراسة‪ ،‬عينة الدراسة‪ ،‬أدوات جمع البيانات‪ ،‬الدراسة الميدانية‪ ،‬األساليب اإلحصائية‬
‫المستخدمة في الدراسة‪.‬‬

‫ب‬
‫الفصل الثاني‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫أوال‪ :‬االشكالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية وأهداف الدراسة‬

‫رابعا‪ :‬منهج وفرضيات الدراسة‬

‫خامسا‪ :‬تحديد مفاهيم الدراسة‬

‫سادسا‪ :‬الدراسات السابقة‬


‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫أوال‪ :‬اإلشكالية‪:‬‬

‫شهد الثلث األخير من القرن الماضي تقدما تكنولوجيا هائال أدى إلى حدوث نقلة نوعية‬
‫في عالم االتصاالت‪ ،‬حيث انتشرت شبكة األنترنت في كافة أنحاء العالم‪ ،‬وألغت حدود المكان‬
‫والزمان‪ ،‬كما تميزت بخصائص متنوعة لم تتوفر في أي وسيلة اتصالية قبلها أهمها التفاعلية‬
‫التي تجسدت مع ظهور مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬التي أصبح أفراد المجتمع يعتمدون عليها‬
‫في حياتهم اليومية سواء للترفيه أو التعليم أو التسويق أو لتكوين عالقات اجتماعية حديثة‪.‬‬

‫حيث وجد األفراد فيها وخاصة فئة الشباب مالذهم للهروب من واقعهم االجتماعي ومن‬
‫ضغوط الحياة اليومية‪ ،‬مما خلق هذا االعتماد واالستخدام آثار غير مرغوبة ومنها إشكالية‬
‫االغتراب الثقافي التي تصدرت قائمة اإلشكاليات الثقافية واالجتماعية‪ ،‬وذلك النتشار قيم منافية‬
‫لقيم مجتمعنا وديننا‪ ،‬وكذلك س لوكيات غير مقبولة كالعزلة االجتماعية‪ ،‬وما ينتج عنها من‬
‫سلوكيات كالعدوانية واإلفراط في حب الذات وانعدام المسؤولية والهوية االجتماعية‪ ،‬وعدم‬
‫الشعور باالنتماء للمجتمع‪.‬‬

‫فما هي عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي باالغتراب الثقافي عند طلبة سنة أولى‬
‫ماستر علم االجتماع؟‬

‫وتفرع عن التساؤل الرئيسي جملة تساؤالت فرعية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -3‬ما عالقة كل من متغير (الجنس‪-‬السن) باالغتراب الثقافي عند طلبة سنة أولى ماستر علم‬
‫االجتماع؟‬
‫‪ -4‬هل توجد عالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي والعزلة االجتماعية عند طلبة‬
‫سنة أولى ماستر علم االجتماع؟‬
‫‪ -5‬هل توجد عالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي وانتشار القيم الالمعيارية عند‬
‫طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع؟‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫‪ -6‬هل توجد عالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي والتمرد عند طلبة سنة أولى‬
‫ماستر علم االجتماع؟‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫من أسباب اختيار موضوع الدراسة الحالية التي هي بعنوان عالقة استخدام مواقع‬
‫التواصل االجتماعي باالغتراب الثقافي عند الشباب‪ ،‬ترجع إلى عدة أسباب نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1‬أهمية الموضوع ألن ثقافة المجتمع تعبر عنه والبد ألي مجتمع من الحفاظ عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬نظ ار العتماد أفراد المجتمع خاصة فئة الشباب على التكنولوجيا وتأثيرها الواضح على‬
‫المجتمع‪ ،‬حيث أصبحوا يعيشون في عالم افتراضي يصعب عليهم التفريق بينه وبين‬
‫العالم الواقعي‪ ،‬فأصبحت هذه التكنولوجيا ومنها مختلف مواقع التواصل االجتماعي‬
‫تشكل الكثير من أفكارهم وقيمهم ومعتقداتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬التعرف على انعك اسات استخدام مواقع التواصل االجتماعي على الثقافة المجتمعية‬
‫للشباب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية وأهداف الدراسة‪:‬‬

‫تتمثل أهمية وأهداف الدراسة الحالية التي هي بعنوان "عالقة استخدام مواقع التواصل‬
‫االجتماعي باالغتراب الثقافي عند الشباب" فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬أهمية الدراسة‪ :‬تتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ -‬الثقافة تعبر عن خصوصية األفراد وكيانهم االجتماعي‪ ،‬لذلك وجب الحفاظ على هذه‬
‫الثقافة المحلية من الثقافات العالمية التي تحاول طمس هذه الثقافة المحلية‪.‬‬

‫ب‪-‬أن الثقافة حاملة لعادات وتقاليد األفراد والمجتمعات لذا وجب الحفاظ عليها أمام‬
‫التغيرات الحديثة التي تريد طمسها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫ج‪-‬نظ ار لتزايد انتشار مواقع التواصل االجتماعي وتغريب الثقافة خاصة عند فئة الشباب‪،‬‬
‫وسهولة انتحال الثقافات المختلفة أصبح لها دور كبير في إحداث التغيير الثقافي‪ ،‬لذا وجب‬
‫التعرف على آثار استخدامها على فئة الشباب‪.‬‬

‫‪-2‬أهداف الدراسة‪ :‬تتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ -‬معرفة أسباب إقبال الشباب على مواقع التواصل االجتماعي واالشباعات المحققة منها‪.‬‬

‫ب‪-‬معرفة واقع استخدام مواقع التواصل االجتماعي لدى الشباب ومدى اعتمادهم على هاته‬
‫المواقع‪.‬‬

‫ج‪-‬تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على العالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫واالغتراب الثقافي عند الشباب‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬منهج وفرضيات الدراسة‪:‬‬

‫‪-1‬المنهج‪ :‬يعرف المنهج بأنه‪ :‬من طرق التحليل والتفسير العلمي المنظم لوصف ظاهرة‬
‫أو مشكلة وتصنيفها وتحليلها واخضاعها للدراسة الدقيقة‪ ،1‬فالمنهج إذن هو الطريقة المتبعة‬
‫لإلجابة عن األسئلة التي تثيرها إشكالية البحث‪ ،‬كما أن اختياره ال يكون صدفة وال لرغبة‬
‫الباحث‪ ،‬بل أن موضوع الدراسة وأهدافها هما اللذان يفرضان نوع المنهج المناسب‪ ،‬واالختيار‬
‫الدقيق لنوع المنهج المستخدم هو الذي يعطي مصداقية وموضوعية للنتائج المتوصل إليها‪.‬‬

‫وقد اعتمدت الدراسة الحالية التي هي بعنوان‪ :‬عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫باالغتراب الثقافي عند الشباب على المنهج الوصفي‪ ،‬وذلك من أجل تفسير أسباب توجه‬
‫الشباب الستخدام مواقع التواصل االجتماعي وتحليل أشكال االستخدام والتعرف على العالقة‬
‫التي تربط بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي واالغتراب الثقافي عند الشباب‪.‬‬

‫‪-2‬فرضيات الدراسة‪ :‬تتمثل في‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد المومن علي معمر‪ ،‬مناهج البحث في العلوم االجتماعية‪ ،‬دار الكتاب الوطني‪ ،‬ليبيا‪ ،2000 ،‬ص‪.287‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫‪-‬توجد عالقة ارتباطية سلبية ذات داللة إحصائية ترجع لمتغيري (الجنس‪-‬السن) واالغتراب‬
‫الثقافي عند طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪.‬‬

‫‪-‬توجد عالقة ارتباطية سلبية ذات داللة إحصائية بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫والشعور بالعزلة االجتماعية عند طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪.‬‬

‫‪ -‬توجد عالقة ارتباطية سلبية ذات داللة إحصائية بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫وانتشار القيم الالمعيارية عند طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪.‬‬

‫‪ -‬توجد عالقة ارتباطية سلبية ذات داللة إحصائية بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫وزيادة التمرد عند طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬تحديد مفاهيم الدراسة‪:‬‬

‫تتمثل المفاهيم األساسية للدراسة الحالية التي هي بعنوان "عالقة استخدام مواقع التواصل‬
‫االجتماعي باالغتراب الثقافي عند الشباب" فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬مفهوم االستخدام‪ :‬يتمثل في‪:‬‬

‫أ‪-‬لغة‪ :‬االستخدام في اللغة العربية مأخوذ من استخدم الرجل غيره استخدمه استخداما فهو‬
‫مستخدم واآلخر مستخدم أي اتخذه خادما‪ ،‬واستخدم اإلنسان اآللة أو السيارة أي استخدمها‬
‫في خدمة نفسه‪.1‬‬

‫ب‪-‬اصطالحا‪ :‬يقصد به استعمال شيء ما أو أداة أو وسيلة أو عدة أشياء‪ ،‬واستغاللها‬


‫لتلبية حاجات معينة لدى األفراد في حياتهم‪.2‬‬

‫ج‪-‬اجرائيا‪ :‬هو كيفية استعمال الفرد لمواقع التواصل االجتماعي ودوافع اإلقبال عليها‬
‫وطريقة التفاعل مع مضامينها‪.‬‬

‫‪ 1‬إبراهيم مصطفى وآخرون‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪.272 ،2004 ،4‬‬
‫‪ 2‬نوال بركات‪ ،‬انعكاسات مواقع التواصل االجتماعي على نمط العالقات االجتماعية‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم‪ ،‬علم اجتماع االتصال‪ ،‬قسم العلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.26‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫‪-2‬مفهوم مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫في قاموس ‪ odlis‬االلكتروني جاء تعريف مواقع التواصل االجتماعي بأنها خدمة تسمح‬
‫للمستخدمين بإنشاء وتنظيم ملفات شخصية لهم‪ ،‬كما تسمح لهم بالتعامل مع اآلخرين‪.‬‬

‫ويعرفها زاهر راضي‪ :‬منظومة من المواقع اإللكترونية التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء‬
‫موقع خاص به‪ ،‬ومن ثمة ربطه عن طريق نظام اجتماعي إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم‬
‫‪1‬‬
‫االهتمامات والهوايات نفسها‪.‬‬

‫كما عرفها شريف اللبان بأنها‪ " :‬خدمات توجد على شبكة األنترنت تتيح لألفراد بناء بيانات‬
‫شخصية ‪ profile‬عامة أو شبه عامة خالل نظام محدد‪ ،‬ويمكنهم وضع قائمة لمن يرغبون‬
‫في مشاركتهم االتصال ورؤية قوائمهم أيضا للذين يتصلون بهم‪ ،‬وتلك القوائم التي يصنعها‬
‫‪2‬‬
‫اآلخرون خالل النظام "‪.‬‬

‫ج‪ :‬إجرائيا‪ :‬تعرف مواقع التواصل االجتماعي إجرائيا بأنها مواقع إلكترونية يتم إنشاؤها من‬
‫طرف األشخاص‪ ،‬ويتم استخدامها من أجل تبادل األفكار والمعلومات وتبادل التجارب والخبرات‬
‫فيما بينهم بتفاعل وتواصل مستمر‪ ،‬فتتكون بينهم عالقات بغض النظر عن اختالف الجنسية‬
‫أو الدين أو اللغة وما إلى ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬مفهوم االغتراب ‪:‬‬

‫أ‪-‬لغة‪ :‬استخدمت كلمة االغتراب في اللغة العربية في سياقات عديدة كالشعر واألدب‬
‫والتصوف‪ ،‬وكلمة االغتراب والغربة تعني النزوح عن الوطن‪.3‬‬

‫ب‪-‬اصطالحا‪ :‬يرى "ر‪.‬بودون وف‪.‬باريتو" في المعجم النقدي لعلم االجتماع أن كلمة االغتراب‬
‫أو االستالب هي ترجع إلى األصل الالتيني "‪ "alienation‬لها تفسير قانوني‪ :‬انتقال أو بيع‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.34‬‬


‫‪ 2‬حسين محمود هتيمي‪ ،‬العالقات العامة وشبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2015 ،‬ص‪.82‬‬
‫‪ 3‬مجد الدين محمد بن يعقوب‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬دمشق‪ ،1998 ،‬ص‪.119‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫مال أو حق‪ ،‬وتفسير سيكولوجي يعني‪ :‬الضعف الفكري العام‪ ،‬وتفسير سوسيولوجي يعني‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫انحالل الرابطة بين الفرد واآلخرين‪.‬‬

‫ويعرفه "أحمد أبو زيد" بأنه‪ " :‬االنسالخ عن المجتمع والعزلة واالنعزال عن التالؤم‬
‫واالخفاق في التكيف مع األوضاع السائدة في المجتمع‪ ،‬والالمباالة وعدم الشعور باالنتماء‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫بل وأيضا عدم الشعور بمغزى الحياة‪.‬‬

‫ج‪-‬اجرائيا‪ :‬االغتراب هو شعور الفرد بعدم االنتماء لمجتمعه‪ ،‬وكذلك الغضب والسخط على‬
‫المجتمع ورفض القوانين السائدة في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -4‬مفهوم الثقافة‪ :‬تتمثل في‪:‬‬

‫أ‪-‬لغة‪ :‬يقول ابن منظور في لسان العرب‪ :‬ثقف الشيء أي سرعة التعلم‪ ،‬فالن شاب ثقف‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫أي ذو فطنة وذكاء والمراد أنه ثابت المعرفة بما يحتاج اليه‪.‬‬

‫فكلمة ثقافة في اللغة العربية تعني الحذق والفطنة وكذلك إدراك الشيء والحصول عليه كما‬
‫‪4‬‬
‫في اآلية الكريمة‪" :‬واقتلوهم حيث ثقفتموهم"‬

‫ب‪-‬اصطالحا‪ :‬تتألف الثقافة من أنماط فكرية وقيم ومعتقدات شائعة بين مجموعة من األفراد‪،‬‬
‫ال يهم حجم المجموعة سواء كانت كبيرة أو صغيرة‪ ،‬أو جزء من مجتمع ومجتمع بأكمله‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫فالثقافة جزء ال يتج أز من الحياة الكلية لمجموعة معينة من األفراد‪.‬‬

‫كما تعرف الثقافة بأنها أفكار ومعارف وادراكات‪ ،‬ممزوجة بقيم وعقائديات‪ ،‬ووجدانيات‬
‫تعبر عنها أخالق وعبادات وآداب وسلوكيات‪ ،‬كما تعبر عنها علوم وآداب وفنون متنوعة‬
‫‪6‬‬
‫وماديات ومعنويات‪.‬‬

‫‪ 1‬ر‪ .‬بودون‪ ،‬ف‪ .‬بوريلو‪ ،‬المعجم النقدي لعلم االجتماع‪ ،‬ترجمة سليم حداد‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1986 ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ 2‬عبد اللطيف محمد خليفة‪ ،‬دراسات في سيكولوجية االغتراب‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ 3‬ايمان نوي‪ ،‬البيئة الرقمية وعالقتها باالغتراب الثقافي عند الطلبة الجامعيين‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في علم االجتماع‪ ،‬علم اجتماع االتصال‬
‫والعالقات العامة‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.138‬‬
‫‪ 4‬البقرة (اآلية ‪.)191‬‬
‫‪ 5‬ديفيد انغليز‪ ،‬جون هيوسن‪ ،‬مدخل الى سوسيولوجيا الثقافة‪ ،‬ترجمة لما نصير‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة ‪ ،2013‬ص‪.17‬‬
‫‪ 6‬يوسف القرضاوي‪ ،‬ثقافتنا بين االنفتاح واالنغالق‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ .2000 ،‬ص‪.14‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫ويعرفها "مالك ابن نبي" بأنها ‪ :‬مجموعة من الصفات الخلقية والقيم االجتماعية‪ ،‬التي‬
‫تؤثر في الفرد منذ والدته وتصبح ال شعوريا سلوكه في أسلوب الحياة في الوسط الذي ولد‬
‫‪1‬‬
‫فيه‪.‬‬

‫فعال ينتقل باإلنسان إلى وضع أفضل يواكب‬


‫كما يعرفها "مالينوفسكي" بأنها‪ :‬جهاز ّ‬
‫المشاكل الخاصة التي تواجه اإلنسان في هذا المجتمع أو ذاك‪ ،‬في بيئته أو في سياق تلبية‬
‫‪2‬‬
‫حاجياته األساسية‪.‬‬

‫ج‪-‬اجرائيا‪ :‬الثقافة هي مجموعة األفكار والقيم والعادات والتقاليد والعرف‪ ،‬المعتقدات‪،‬‬


‫واألخالق والفلكلور الشعبي والفن واألدب واألساطير ووسائل االتصال وكل ما توارثه اإلنسان‬
‫نتيجة عيشه في مجتمع معين‪.‬‬

‫‪-5‬مفهوم االغتراب الثقافي‪ :‬يعرف بأنه‪ :‬هو ابتعاد الفرد عن ثقافة مجتمعه ورفضها والنفور‬
‫منها واالنبهار بكل ما هو غريب أو أجنبي من عناصر الثقافة‪ ،‬وخاصة أسلوب حياة الجماعة‬
‫والنظام االجتماعي وتفضيله على ما هو محلي‪.3‬‬

‫يعرف االغتراب الثقافي إجرائيا‪ :‬بأنه هجران الشباب وابتعادهم عن ثقافة مجتمعهم وتولعهم‬
‫بالثقافة الغربية‪ ،‬ويتجلى ذلك في رفضهم للعادات والتقاليد واللغة‪ ،‬الدين‪ ،‬العالقات‬
‫االجتماعية‪ ...‬وذلك نتيجة انفتاحهم على الثقافات األجنبية‪ ،‬وبذلك يتكون لديهم الشعور بعدم‬
‫االنتماء لمجتمعهم المحلي‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد القادر بلعابد‪ ،‬االتجاه نحو العنف وعالقته باالغتراب لدى الشباب في ضوء متغيري الثقافة والجنس‪ ،‬أطروحة دكتوراه في علم النفس‪ ،‬كلية‬
‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ 2‬ايمان نوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ 3‬ديفيد انجلز‪ ،‬جون هيوسن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.313‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫سادسا‪ :‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫تعتبر الدراسات السابقة ذات أهمية علمية في أي بحث علمي ألنها تكشف الجوانب الغامضة‬
‫وأوجه التشابه واالختالف بين موضوع الدراسة الذي هو قيد الدراسة والدراسات السابقة وقد‬
‫اعتمدت الدراسة الحالية التي هي بعنوان عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي باالغتراب‬
‫الثقافي عند الشباب على مجموعة من الدراسات السابقة نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1‬الدراسة األولى‪ :‬بعنوان التغير القيمي ومظاهر االغتراب في الوسط الجامعي‪.‬‬


‫‪ -2‬نوع الدراسة‪ :‬أطروحة دكتوراه علوم في علم اجتماع التربية‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.‬‬
‫‪ -3‬اسم الباحث‪ :‬جمال تالي‪.‬‬
‫‪ -4‬سنة الدراسة‪.2015/2014 :‬‬
‫‪ -5‬إشكالية الدراسة‪ :‬هل توجد عالقة بين التغير القيمي لدى طلبة االقامات الجامعية من‬
‫الجنسين وظهور حاالت االغتراب بينهم؟‬
‫‪-6‬أدوات جمع البيانات‪:‬‬

‫‪-1-6‬المالحظة ‪ :‬حيث أقام الباحث في أحد األحياء الجامعية مدة معينة‪ ،‬مما أتاح له رصد‬
‫أهم المواقف والميزات التي يتميز بها أفراد عينة الدراسة‪.‬‬

‫‪-2-6‬المقابلة‪ :‬اعتمد الباحث في دراسته على المقابلة المقننة وغير المقننة وهذا لجمع المزيد‬
‫من البيانات الميدانية‪.‬‬

‫‪-2-6‬االستمارة‪ :‬اعتمد عليها الباحث كأداة أساسية لجمع البيانات أما األدوات األخرى استعان‬
‫بها الباحث كأدوات ثانوية‪.‬‬

‫‪ -7‬منهج الدراسة‪ :‬المنهج الوصفي‪.‬‬


‫‪ -8‬مصطلحات الدراسة‪ :‬القيم‪ ،‬التغير القيمي‪ ،‬االغتراب‪ ،‬الشباب‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫‪-9‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على القيم السائدة لدى طلبة الجامعة ومدى عالقتها باالغتراب باعتبار الدور‬
‫المنوط بالجامعة في تدعيم وتنمية القيم‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على النسق القيمي لدى الطلبة الجامعيين والتغيرات التي طرأت عليه‪ ،‬والذي‬
‫يسود عليه‪.‬‬

‫‪-10‬النتيجة ‪ :‬يعد التشيؤ أكثر مظاهر االغتراب شيوعا بين الطلبة ويليه الالمعنى ثم العزلة‬
‫االجتماعية والالمعيارية ثم العجز‪.‬‬
‫تعقيب‪ :‬تتشابه هذه الدراسة مع موضوع الدراسة الحالية الذي نحن بصدد القيام بها بكونها‬
‫تسلط الضوء على أبعاد االغتراب وهذا استفدنا منه كثي ار في دراستنا‪ ،‬أما االختالف فيتمثل‬
‫في أن دراستنا التي نقوم بها تركز على عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫باالغتراب الثقافي‪ ،‬أي التعرف على أبعاد االغتراب الثقافي الذي يسببه استخدام مواقع‬
‫التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫الدراسة الثانية‪:‬‬

‫‪ -1‬عنوان الدراسة‪ :‬انعكاسات استخدام مواقع التواصل االجتماعي على نمط العالقات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬اسم ولقب الباحثة‪ :‬نوال بركات‪.‬‬
‫‪ -3‬نوع الدراسة‪ :‬أطروحة دكتوراه علوم تخصص علم اجتماع االتصال‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.‬‬
‫‪ -4‬سنة الدراسة‪2016/2015 :‬‬
‫‪ -5‬إشكالية الدراسة‪ :‬ماهي عوامل وانعكاسات استخدام مواقع التواصل االجتماعي على‬
‫نمط العالقات التي تربط المستخدمين الجزائريين مع محيطهم االجتماعي؟‬
‫‪ -6‬أدوات جمع البيانات‪ :‬المالحظة‪ ،‬االستبيان‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫‪ -7‬منهج الدراسة‪ :‬المنهج الوصفي‪.‬‬


‫‪ -8‬مصطلحات الدراسة‪ :‬العالقات االجتماعية‪ ،‬استخدام مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -9‬أهداف الدراسة‪ :‬التعرف على انعكاسات استخدام مواقع التواصل االجتماعي على نمط‬
‫العالقات االجتماعية بين الجزائريين المستخدمين لهاته المواقع‪.‬‬

‫‪-10‬النتيجة‪ :‬نسبة كبيرة من مستخدمي مواقع التواصل االجتماعي الجزائريين ال ينجزون‬


‫واجباتهم المنزلية (التسوق‪ ،‬العناية باألطفال‪ )...‬اتجاه أسرهم وذلك بسبب انشغالهم باستخدام‬
‫مواقع التواصل االجتماعي وال يلتقون ويكتفون برسالة الكترونية للتهنئة أو تقديم واجب العزاء‪.‬‬

‫تعقيب‪ :‬تقترب هذه الدراسة من موضوع الدراسة الحالية الذي نحن بصدد القيام به من‬
‫حيث تطرقها إلى انعكاسات استخدام مواقع التواصل االجتماعي على نمط العالقات‬
‫االجتماعية وهو ما يمثل جانب كبير من دراستنا‪ ،‬أما االختالف فيتمثل في أن دراستنا‬
‫التي نقوم بها تركز على عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي باالغتراب الثقافي‪ ،‬أي‬
‫التعرف على أبعاد االغتراب الثقافي الذي يسببه استخدام مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫الدراسة الثالثة‪:‬‬

‫‪ -1‬عنوان الدراسة‪ :‬البيئة الرقمية وعالقتها باالغتراب الثقافي عند الطلبة الجامعيين‪.‬‬
‫‪ -2‬نوع الدراسة‪ :‬أطروحة دكتوراه علوم تخصص علم االجتماع االتصال والعالقات العامة‪،‬‬
‫كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.‬‬
‫‪ -3‬اسم ولقب الباحثة‪ :‬ايمان نوي‪.‬‬
‫‪ -4‬سنة الدراسة‪2016/2015 :‬‬
‫‪ -5‬إشكالية الدراسة ‪ :‬ما طبيعة العالقة بين استخدام بعدي البيئة الرقمية واالغتراب الثقافي‬
‫عند الطلبة الجامعيين؟‬
‫‪ -6‬أدوات جمع البيانات‪ :‬االستبيان‪.‬‬
‫‪ -7‬منهج الدراسة‪ :‬المنهج الوصفي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫‪ -8‬أهداف الدراسة‪ :‬هدفت هذه الدراسة الى التعرف على طبيعة العالقة بين استخدام بعدي‬
‫البيئة الرقمية واالغتراب الثقافي عند الطلبة الجامعيين‪.‬‬
‫‪ -9‬مصطلحات الدراسة‪ :‬البيئة الرقمية‪ ،‬االستخدام‪ ،‬مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬البث الفضائي‪،‬‬
‫االغتراب واالغتراب الثقافي‪.‬‬

‫‪-10‬النتيجة‪ :‬توجد عالقة ارتباطية موجبة بين استخدام بعدي البيئة الرقمية واالغتراب الثقافي‬
‫عند الطلبة الجامعيين‪.‬‬

‫تعقيب‪ :‬تتفق هذه الدراسة مع الدراسة التي نحن بصدد القيام بها في عالقة استخدام البيئة‬
‫الرقمية باالغتراب الثقافي وتختلف في أن الباحثة درست بعدي البيئة الرقمية القنوات الفضائية‬
‫ومواقع التواصل االجتماعي ونحن قمنا بتناول مواقع التواصل االجتماعي فقط‪.‬‬

‫الدراسة الرابعة‪:‬‬

‫‪ -1‬عنوان الدراسة‪ :‬أثر استخدام شبكات التواصل االجتماعي على الهوية الثقافية لدى‬
‫الطلبة الجامعيين الجزائريين في ظل العولمة اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬نوع الدراسة ‪ :‬أطروحة دكتوراه في علوم االعالم واالتصال تخصص وسائل االعالم‬
‫والمجتمع‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم االعالم واالتصال‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫لخضر‪.‬‬
‫‪-3‬اسم ولقب الباحثة‪ :‬غالية غضبان‪.‬‬
‫‪ -4‬سنة الدراسة‪.2018/2017 :‬‬
‫‪ -5‬إشكالية الدراسة‪ :‬ما هو أثر استخدام شبكات التواصل االجتماعي في عناصر الهوية‬
‫الثقافية‬

‫لدى الطلبة الجامعيين الجزائريين في ظل العولمة اإلعالمية؟‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫‪ -6‬أهداف الدراسة‪ :‬هدفت هذه الدراسة إلى معرفة أثر استخدام شبكات التواصل االجتماعي‬
‫على عناصر الهوية الثقافية لدى الطلبة الجامعيين في ظل العولمة اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -7‬أدوات جمع البيانات‪ :‬االستبيان والمالحظة‪.‬‬
‫‪ -8‬منهج الدراسة‪ :‬المنهج الوصفي‪.‬‬
‫‪-9‬مصطلحات الدراسة‪ :‬األثر‪ ،‬االستخدام‪ ،‬االعالم الجديد‪ ،‬الهوية الثقافية‪ ،‬الطلبة‪ ،‬شبكات‬
‫التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫‪-10‬النتيجة‪ :‬يؤثر الفيس بوك بالسلب على بعض مقومات الهوية الثقافية كالشعور‬
‫باالنتماء لدى الطلبة‪.‬‬

‫تعقيب‪ :‬تقترب هذه الدراسة من موضوع الدراسة الحالية الذي نحن بصدد القيام بها من‬
‫حيث تطرقه إلى انعكاسات استخدام مواقع التواصل االجتماعي على الهوية الثقافية وهو‬
‫ما يمثل جانب كبير من دراستنا‪ ،‬أما االختالف فيتمثل في أن دراستنا التي نقوم بها تركز‬
‫على عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي باالغتراب الثقافي‪.‬‬

‫ومنه بعد العرض للدراسات السابقة من حيث نوع وحجم العينة واألدوات المستخدمة‪،‬‬
‫والمنهج والنتائج‪ ،‬نالحظ أن أغلب الدراسات التي قدمت من خالل هذه الدراسة ركزت على‬
‫عملية استخدام األفراد لمواقع التواصل االجتماعي واالشباعات المحققة منها‪ ،‬وكذلك المشكالت‬
‫االجتماعية والثقافية الناجمة عن االستخدام الخاطئ لهاته المواقع وتتمثل هاته المشكالت في‪:‬‬
‫م شكلة العالقات االجتماعية واالغتراب الثقافي واغتراب الهوية الثقافية‪ ،‬وهذا يتطلب جهودا‬
‫كبيرة من أجل البحث في االستخدام السليم لهاته المواقع‪ ،‬ألن المشكلة ليست في المواقع لكن‬
‫في طريقة استخدامها‪ ،‬وهذا ما يتداخل كثي ار مع موضوع دراستنا الحالية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل‬
‫االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫تمهيد‬

‫أوال‪ :‬نشأة مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬استخدامات مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أنواع مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬آلية التواصل عبر مختلف وسائل التواصل‬


‫االجتماعي‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬إيجابيات وسلبيات استخدام مواقع التواصل‬


‫االجتماعي‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬النظريات المفسرة آلثار استخدام مواقع التواصل‬


‫االجتماعي‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعتبر مواقع التواصل االجتماعي وسائل إلكترونية للتواصل بين المستخدمين عبر شبكة‬
‫األنترنت‪ ،‬عن طريق إرسال رسائل نصية أو صوتية أو صور أو فيديوهات‪ ،‬فهي تكون بنية‬
‫اجتماعية افتراضية تجمع بين األفراد‪ ،‬تربطهم الصداقة أو القرابة‪ ،‬أو مصالح مشتركة‪ ،‬أو‬
‫توافق في الهوية والفكر‪.‬‬

‫أي أن مواقع التواصل االجتماعي تمثل في صورتها المبسطة نسيج لعالقات محددة يربط بين‬
‫أقطاب متعددة‪ ،‬فهي بهذا تشكل عالقات اجتماعية تتفاعل فيما بينها في مختلف المجاالت‪،‬‬
‫وأبرز ما يتأثر بهذا التفاعل هي الثقافة‪ ،‬ومن أبرز هذه المواقع وأكثرها استخداما من قبل‬
‫الشباب الجزائري الفيس بوك‪ ،‬وفي هذا الفصل سنحاول التعرف على نشأة مواقع التواصل‬
‫االجتماعي‪ ،‬خصائصها‪ ،‬وأهم استخداماتها‪ ،‬وكذا أنواعها وكيفية التواصل خاللها‪ ،‬ثم ايجابياتها‬
‫وسلبياتها وأخي ار أهم النظريات المفسرة لآلثار الناتجة عن استخدامها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫أوال‪ :‬نشأة مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫كان أول ظهور للمواقع االجتماعية في أواخر القرن العشرين حيث ظهر موقع‬
‫‪ classmatesn.com‬سنة ‪ ،1995‬ثم تاله موقع ‪ sixdegress.com‬سنة ‪ ،1997‬وركزت‬
‫هذه المواقع على الروابط المباشرة بين األشخاص‪ ،‬وظهرت في تلك المواقع الملفات الشخصية‬
‫للمستخدمين‪ ،‬وخدمة ارسال الرسائل الخاصة لمجموعة من األصدقاء‪ ،‬وبالرغم من توفير تلك‬
‫المواقع لخدمات مشابهة لما يوجد في الشبكات االجتماعية الحالية‪ ،‬اال أن تلك المواقع لم‬
‫تستطع أن تدر ربحا لمالكيها فتم اغالقها‪.‬‬

‫بعد ذلك ظهرت مجموعة من المواقع االجتماعية التي لم تستطع أن تحقق النجاح الكبير‬
‫بين األعوام (‪ ،)2001-1999‬وفي السنوات الالحقة ظهرت بعض المحاوالت األخرى لكن‬
‫الميالد الفعلي للمواقع االجتماعية‪ ،‬كما نعرفها اليوم كان سنة ‪ ،2002‬حيث مع بداية هذا‬
‫العام ظهرت شبكة "‪ ،"frindester‬التي حققت نجاحا دفع "‪ "google‬إلى محاولة شرائها سنة‬
‫‪ ،2004‬لكن لم يتم االتفاق على شروط االستحواذ‪ ،‬وفي النصف الثاني من نفس العام ظهرت‬
‫في فرنسا شبكة "‪ ،"skyrock‬كمنصة للتدوين ثم تحولت إلى شبكة اجتماعية سنة ‪ ،2007‬وقد‬
‫استطاعت أن تحقق انتشا ار واسعا لتصل حسب احصائيات يناير ‪ 2008‬إلى المركز السابع‬
‫في ترتيب المواقع االجتماعية كسب عدد المشتركين‪ ،‬ومع بداية ‪ 2002‬ظهر موقع يبلغ عدد‬
‫مشاهدات صفحاته أكثر من جوجل "‪ "Google‬هو موقع "‪ "My space‬األمريكي‪ ،‬الذي نما‬
‫بسرعة حتى أصبح أكبر موقع تواصل اجتماعي ومعه منافسه الفيس بوك ‪ face book‬والذي‬
‫بدأ في االنتشار المتوازي معه‪ ،‬حتى قام موقع الفيس بوك في ‪ 2007‬بإتاحة تكوين التطبيقات‬
‫للمطورين‪ ،‬وهو ما أدى إلى زيادة أعداد مستخدمي موقع الفيس بوك بشكل كبير‪.1‬‬
‫ّ‬

‫وتقوم الفكرة الرئيسية لمواقع التواصل االجتماعي على جمع بيانات األعضاء المشتركين في‬
‫الموقع‪ ،‬ويتم نشر هذه البيانات علنا في الموقع حتى تجمع األعضاء ذو المصالح المشتركة‪،‬‬
‫والذين يبحثون عن ملفات أو صور‪ ،‬اعتمادا على صالحيات الخصوصية التي تمنحها للزوار‪،‬‬

‫‪ 1‬حسين محمود هتيمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.80‬‬


‫‪18‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫فعال جدا لتسهيل الحياة االجتماعية بين مجموعة من المعارف واألصدقاء‪ ،‬كما‬
‫وتعمل كموقع ّ‬
‫تمكن األصدقاء القدامى باالتصال ببعضهم البعض‪ ،‬وبعد طول سنوات‪ ،‬ويمكنهم من التواصل‬
‫المرئي والصوتي‪ ،‬وتبادل الصور وغيرها من اإلمكانات التي توطد العالقات االجتماعية بينهم‪،‬‬
‫وهناك اآلالف من المواقع التي تعمل على الصعيد العالمي وهناك مواقع ال تبحث عن الجماهير‬
‫العريضة‪ ،‬إنما تحدد الدخول لجمهور ضيق كما يفعل موقع "‪ "Beautiful People‬تقيد‬
‫الدخول للموقع لتجعله أكثر انتقائية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫يرى "ألفن توري" في كتابه "تحول السلطة بين العنف والثورة والمعرفة" أن هناك خصائص‬
‫تميز مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫‪-1‬التفاعلية ‪ :‬وتطلق على الدرجة التي يكون فيها مشاركين في عملية االتصال تأثي ار على‬
‫األدوار ويستطيعون تبادلها وتسمى هذه الممارسة تفاعلية‪.‬‬

‫‪-2‬الالتزامنية‪ :‬وتعني إمكانية إرسال رسائل في وقت مناسب للفرد‪ ،‬وال تتطلب من كل‬
‫المشاركين أن يستخدموا النظام في الوقت نفسه‪.‬‬

‫‪-3‬المشاركة واالنفتاح‪ :‬تتيح هذه المواقع لألفراد والمستخدمين المهتمين بما تقدمه على‬
‫المشاركة في صنع محتوياتها‪ ،‬عن طريق اإلضافات والردود التي تسهم في زيادة محتواها ومن‬
‫ثمة تدعم نمو وتطور الموقع وتقييم محتواه عن طريق التصويت‪.‬‬

‫‪-4‬المحادثة‪ :‬أي أن كل المواقع االجتماعية تعمل وتوفر االتصال في اتجاهين‪.‬‬

‫‪-5‬طرق جديدة لتكوين مجتمع‪ :‬ساعدت شبكات التواصل االجتماعي بشكل كبير‬
‫األشخاص في خلق صداقات مع أصدقاء يبادلونهم نفس االهتمام والمحتوى‪.‬‬

‫‪ 1‬مريم مراكشي‪ ،‬استخدام شبكات التواصل االجتماعي وعالقته بالشعور بالوحدة النفسية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص علم النفس االجتماعي‪ ،‬قسم‬
‫العلوم االجتماعية‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2014/2013 ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫‪-6‬االهتمام‪ :‬هو موقع يبنى من خالل مصلحة مشتركة مثل األلعاب والموسيقى‪ ،‬وسوق‬
‫المال‪ ،‬والسياسة والصحة وكذا الشؤون الخارجية وغيرها‪.‬‬

‫‪ -7‬سهولة االستخدام‪ :‬تعد هذه الخاصية من أبرز خصائص التي ميزت مواقع التواصل‬
‫االجتماعي وهي ببساطتها‪ ،‬لذا فإن أي شخص يملك مهارات أساسية في األنترنت يمكنه خلق‬
‫وتسيير موقع تواصل اجتماعي‪.‬‬

‫‪-8‬العالمية ‪ :‬حيث تلغي الحواجز الجغرافية والمكانية‪ ،‬وتتحطم فيها الحدود الدولية‪ ،‬حيث‬
‫يستطيع الفرد في الشرق التواصل مع الفرد في الغرب أو الشمال أو الجنوب بكل بساطة‬
‫وسهولة‪.‬‬

‫‪-9‬الترابط ‪ :‬تتميز مواقع التواصل االجتماعي بأنها عبارة عن شبكة اجتماعية مترابطة مع‬
‫بعضها البعض وذلك عبر الوصالت والروابط التي توفرها صفحات تلك المواقع والتي تربطك‬
‫بمواقع أخرى للتواصل االجتماعي أيضا‪ ،‬مثل خبر ما على مدونة يعجبك فترسله إلى معارفك‬
‫على الفيس بوك وهكذا‪ ،‬مما يسهل ويسرع عملية انتقال المعلومات‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬استخدامات مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫تتمثل استخدامات مواقع التواصل االجتماعي فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬التعارف والصداقة‪ :‬وهو أهم أوجه استخدامات مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وهي بداية‬
‫كل مستخدم في إقامة عالقات اجتماعية من خالل الشبكة‪.‬‬
‫‪ -2‬انشاء مجموعات اهتمام‪ :‬وهي متاحة على األنترنت منذ وقت بعيد‪ ،‬وكذلك مواقع‬
‫شهيرة تقدم تلك الخدمة مجانا‪ ،‬إال أن تقديم هذه الخدمة من خالل مواقع التواصل‬
‫االجتماعي مختلفة تماما‪ ،‬فمن خاللها يمكن انشاء مجموعات اهتمام ودعوة جميع‬
‫األصدقاء لالشتراك في تلك المجموعة‪.‬‬

‫‪ 1‬غالية غضبان‪ ،‬أثر استخدام شبكات التواصل االجتماعي على الهوية الثقافية لدى الطلبة الجامعيين في ظل العولمة اإلعالمية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫في علوم االعالم واالتصال‪ :‬وسائل االعالم والمجتمع‪ ،‬قسم علوم االعالم واالتصال وعلم المكتبات‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ص‪.77-75‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫‪ -3‬انشاء صفحات خاصة باألفراد والجهات‪ :‬وهي من اإلمكانات الجديدة التي أضافتها‬
‫مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬حيث يمكن انشاء صفحة للمشاهير والشخصيات المميزة‬
‫وكذلك الجهات والمؤسسات‪ ،‬ويقوم محبي صاحب الصفحة باالشتراك فيها والتعرف‬
‫على أخباره وأنشطته‪.‬‬
‫‪ -4‬وسائل االتصال بين األفراد‪ :‬توفر مواقع التواصل االجتماعي سبل مختلفة للتواصل‬
‫بين أفراد المجتمع اإللكتروني‪ ،‬وهي تدار عبر مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وليس لها‬
‫برنامج خاص إلدارتها مثل البريد االلكتروني المتعارف عليه‪ ،‬كذلك من الوسائل المتاحة‬
‫الدردشة الفورية بين األعضاء‪.‬‬
‫المسلية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -5‬استخدامات ترفيهية‪ :‬تضم المواقع االجتماعية العديد من األلعاب الترفيهية‬
‫‪ -6‬الدعاية واالعالن‪ :‬يمكن استخدام المواقع االجتماعية للدعاية التجارية‪ ،‬فالعديد من‬
‫المؤسسات تؤسس مجموعات لها كنوع من أنواع الترويج‪ ،‬كما يمكن عمل إعالنات‬
‫مدفوعة األجر عبر المواقع االجتماعية‪.1‬‬

‫مما سبق نستنتج أن مجاالت استخدام مواقع التواصل االجتماعي تعود إلى الموقع بحد ذاته‬
‫والى اهتمامات المستخدم اتجاه هذا الموقع‪ ،‬حيث تختلف ما بين تكوين صداقات وانشاء‬
‫مجموعات أو صفحات‪ ،‬كما تعتبر وسيلة اتصالية تفاعلية بين األفراد‪ ،‬وكونها تفاعلية فإن من‬
‫مجاالت استخداماتها الدعاية واإلعالن سواء كانت األغراض ثقافية أو تجارية أو سياسية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أنواع مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫ظهرت في اآلونة األخيرة على شبكة األنترنت العديد من مواقع التواصل االجتماعي أبرزها‪:‬‬
‫اليوتيوب‪ ،‬التويتر‪ ،‬االنستغرام والفيس بوك وغيرها من المواقع التي جعلت العالم قرية صغيرة‬
‫وحدت العقول وغيرت األفكار‪ ،‬كل هذا يرجع إلى تأثير هذه المواقع‪ ،‬وفيما يلي شرح لبعض‬
‫أنواع هذه المواقع‪:‬‬

‫‪ 1‬مريم نريمان نومار‪ ،‬استخدام مواقع الشبكات االجتماعية وتأثيره في العالقات االجتماعية‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم االعالم واالتصال‪ ،‬االعالم‬
‫وتكنولوجيا االتصال الحديثة‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ص‪.70- 69‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫‪-1‬اليوتيوب ‪ :‬تأسس كموقع مستقل في ‪ 2005/4/14‬بواسطة ثالث موظفين هم األمريكي‬


‫"تشاد هيرلي"‪" ،‬تايواني تشين"‪" ،‬جاود كريم بنغالي" الذين يعملون في شركة "‪"paybal‬‬
‫المتخصصة في التجارة االمريكية‪.‬‬

‫وتم تصنيف الموقع كأحد مواقع التواصل االجتماعي ألهميته التي يقوم بها في نشر‬
‫الفيديوهات بشكل كبير واستقبال التعليقات‪ ،‬ويعتبر موقع اليوتيوب أهم موقع لشبكة اليوتيوب‬
‫لمشارك ة الفيديوهات مجانا‪ ،‬واستطاع بفترة قصيرة الحصول على مكانة متقدمة ضمن مواقع‬
‫يحمل عليه يوميا العديد من األفالم حول العالم لنقل حدث غريب أو‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬إذ ّ‬
‫مضحك‪ ،‬والعديد منها تم إنتاجه ألغراض سياسية واجتماعية وفنية وثقافية‪ ،‬تشير االحصائيات‬
‫إلى أن موقع اليوتيوب يستقبل كل شهر ما يزيد عن مليار مستخدم‪ ،‬كما يتم تحميل ‪100‬ساعة‬
‫‪1‬‬
‫من الفيديوهات كل دقيقة‪4،2 ،‬مليار مشاهدة للفيديوهات يوميا‪ ،‬ويتوفر الموقع على ‪ 61‬لغة‪.‬‬

‫‪-2‬التويتر‪ :‬كانت بداية التويتر عام ‪ 2006‬عندما أقدمت شركة "‪ "obivious‬األمريكية على‬
‫إ جراء بحث تطويري لخدمة التدوين المصغر‪ ،‬ثم أتاحت الشركة المعنية ذاتها استخدام هذه‬
‫الخدمة لعامة الناس في آخر سنة ‪ ،2006‬ومن ثمة أخذ الموقع باالنتشار باعتباره خدمة‬
‫حديثة في مجال التدوينات المصغرة‪ ،‬بعد ذلك أقدمت الشركة ذاتها بفصل هاته الخدمة المصغرة‬
‫عن الشركة األم واستحدثت لها اسما خاصا يطلق عليها تويتر وذلك في ‪ ،2007‬وموقع التويتر‬
‫من أهم المواقع االجتماعية التي تتمتع بجماهيرية عالية وأخذ اسمه من مصطلح "‪"Tweet‬‬
‫الذي يعني تغريد واتخذ من العصفور رم از له‪ ،‬وهو خدمة مصغرة تسمح للمغردين إرسال رسائل‬
‫نصية ال تتعدى ‪ 140‬حرفا للرسالة الواحدة‪.‬‬

‫‪-3‬االنستغرام‪ :‬هو موقع اجتماعي وتطبيق مجاني تم اطالقه عام ‪ ،2010‬بغرض تبادل‬
‫الصور والسماح للمستخدمين بالتقاط الصور‪ ،‬وتضاف تلك الصور عادة على شكل مربع ويتم‬
‫ا لتقاط تلك الصور بواسطة كاميرات الهاتف المحمول‪ ،‬وكانت بداية دعم تطبيق األنستغرام‬

‫‪ 1‬سارة حمايدية‪ ،‬الطفل الجزائري وشبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم االعالم واالتصال‪ ،‬اعالم واالتصال‪ ،‬قسم العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،2015 ،‬ص‪.63‬‬
‫‪22‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫مضافة على أجهزة األيفون واأليباد‪ ،‬لكن في بداية ‪ 2012‬تمت إضافته لتطبيق األندرويد‪ ،‬تم‬
‫نشر عبر هذا الموقع صور عديدة توثق أحداث واحتجاجات ومظاهرات في الوطن العربي‪،‬‬
‫وقد استخدم بعض الناشطون السياسيون هذه المواقع من أجل نشر صور تفضح انتهاكات‬
‫وممارسات العنف التي يتعرضون لها‪ ،‬ومنه فإن االنستغرام موقع خاص بتبادل الصور‬
‫والفيديوهات وكان له دور فعال في توثيق االحداث العالمية‪ ،‬وتوصيل رأي الشعوب واحتجاجاتها‬
‫‪1‬‬
‫عبر العالم‪.‬‬

‫‪"Mark‬‬ ‫‪ -4‬الفيس بوك‪ :‬جاءت فكرة انشاء موقع فيسبوك بعد أن فكر "زوكربيرج "‬
‫"‪ Zuckerberg‬في تسهيل عملية التواصل بين طلبة الجامعة على أساس أن مثل هذا التواصل‬
‫إذا تم بنجاح سيكون له شعبية جارفة‪ ،‬وأطلق زوكربيرج موقع الفيس بوك سنة ‪ ،2004‬وكان‬
‫في األصل مصمما لمساعدة الطلبة في الجامعات‪ ،‬واستمر الفيس بوك قاص ار على الجامعات‬
‫والمدارس الثانوية لمدة سنتين‪ ،‬ثم قرر زوكربيرج أن يخطو خطوة إلى األمام‪ ،‬وهي أن يفتح‬
‫الموقع أمام كل من يرغب في استخدامه‪ ،‬ولعل السبب الرئيسي وراء فتح الفيس بوك للجميع‬
‫‪2‬‬
‫هو الرواج الكبير الذي لقيه بين طلبة جامعة هارفارد‪.‬‬

‫وكغيره من المواقع االجتماعية فإن الفيس بوك انطلق أساسا كوسيلة لدخول األنترنت واالنضمام‬
‫إ لى مجموعة من الناس لتبادل المعلومات واالهتمامات‪ ،‬ومع النمو الكبير ألعداد المستخدمين‬
‫والعائدات المالية الضخمة‪ ،‬أصبح من الصعب استيعاب حجم النمو العالمي للفيس بوك‪ ،‬وذلك‬
‫منذ لحظة أن افتتح على المستخدمين من غير الطلبة سنة ‪ ،2006‬وفي بداية ‪ 2008‬افتتح‬
‫الفيس بوك مشروع الترجمة الجديدة‪ ،‬وفي نهاية ‪ 2008‬أمكن استخدامه ب‪ 35‬لغة‪ ،‬وبعد هذه‬
‫الفترة عرف الفيس بوك ارتفاعا ملحوظا لعدد المستخدمين‪ ،‬حيث وصل في نهاية ‪ 2009‬إلى‬
‫‪ 350‬مليون مستخدم وكان ينمو بحوالي واحد مليون مستخدم جديد في اليوم‪ ،‬وبفضل النجاحات‬

‫‪ 1‬حسام ملحم‪ ،‬شبكات االنترنت‪ ،‬دار الرضا للنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،2003 ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ 2‬حسان أحمد قمحية‪ ،‬الفيسبوك تحت المجهر‪ ،‬النخبة للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2017 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫التي حققها الموقع تلقى زوكربيرج عرضا لشراء موقعه بمبلغ مليار دوالر في ‪ ،2010‬إال أنه‬
‫‪1‬‬
‫فاجأ الكثير برفضه العرض ألنه رأى أن قيمة موقعه أعلى بكثير من المبلغ المذكور‪.‬‬

‫كما يوفر الفيس بوك تطبيقات للمشتركين تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬خاصية الصور‪ :‬وتتيح هذه الخاصية للمشترك إمكانية إعداد ألبوم للصور الخاصة به‬
‫ويستعرض من خاللها صور أصدقائه المضافين‪.‬‬
‫ب‪-‬خاصية الفيديو‪ :‬وتوفر للمشترك إمكانية تحميل الفيديوهات الخاصة به ومشاركته على‬
‫هذا الموقع‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية تسجيل لقطات الفيديو مباشرة وارساله كرسالة مرئية صوت‬
‫وصورة‪.‬‬
‫ج‪ -‬خاصية المجموعات‪ :‬وتمكن المشتركين من اعداد مجموعات نقاش في موضوع ما‪.‬‬
‫ح‪ -‬خاصية األحداث الهامة‪ :‬وتتيح للمشتركين إمكانية اإلعالن عن حدث ما جاري حدوثه‬
‫واخبار األصدقاء واألعضاء به‪.‬‬
‫خ‪ -‬خاصية اإلعالن ‪ :‬وتمكن المشترك من اإلعالن عن أي منتج يود اإلعالن عنه أو‬
‫البحث عن أي منتج يرغب في شرائه‪.‬‬
‫د‪ -‬النكز‪ :‬والنكز عملية تنبيه األصدقاء على الفيس بوك لجذب انتباههم وكأن المستخدم‬
‫يقول مرحبا‪.‬‬
‫ذ‪ -‬االشعارات‪ :‬تستخدم االشعارات للحفاظ على بقاء المستخدم على اتصال بآخر التحديثات‬
‫التي قام بالتعليق عليها سابقا‪.‬‬

‫وقد عرف "شيري كنكوف كيونت" الباحث في مجال مواقع التواصل االجتماعي الفيس‬
‫بوك بأنه‪ :‬يمثل مجتمع دولي على األنترنت‪ ،‬وهو مكان يجتمع فيه أفراد المجتمع للتفاعل مع‬
‫بعضهم‪ ،‬وفي دراسة أجريت على ‪ 2000‬طالب أكدت نتائجها أن الطلبة يستعملون الفيس‬
‫بوك ألغراض تتعلق بالتواصل االجتماعي‪ ،‬ويعد الفيس بوك من أبرز مواقع التواصل‬

‫‪ 1‬حسين محمود هتيمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.88‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫االجتماعي وأشهرها واألكثر استخداما وتأثي ار على مستوى العالم‪ ،‬وبين الدكتور "علي حسين‬
‫العمار" أن السبب في استخدام الفيس بوك أكثر من تويتر هو المساحة المتاحة للمستخدم‬
‫للتعبير عن رأيه حول أي قضية‪ ،‬ألن تويتر يحدد المستخدم بحدود ال تتجاوز ‪ 140‬حرفا‪،‬‬
‫وتسمى "تغريدة" كما أن الفيس بوك يتميز عن اليوتيوب ألنه يجمع بين خاصية النص والصورة‬
‫‪1‬‬
‫أو الفيديو‪.‬‬

‫كما ساعدت األدوات المتنوعة في موقع الفيس بوك على توفير مجاالت متجددة تعمل‬
‫على كسب عدد متزايد من المستخدمين‪ ،‬وتعمل هذه األدوات بشكل يتيح للمستخدم حرية‬
‫اختيار المحتوى المراد المشاركة به أو االطالع عليه‪ ،‬فقد تم توظيف الصورة الرقمية كي تكون‬
‫عنوانا للمستخدم وتم استخدام طريقة الكتابة على الصورة لتعريف األصدقاء على أسماء‬
‫األشخاص الموجدين في الصورة‪ ،‬كما أن ربط الصورة بالمحتوى المكتوب عن طريق التعليقات‬
‫يؤدي دو ار مهما في تعريف األصدقاء بمدى أهمية الصورة‪.‬‬

‫أما فيما يخص تأثير األفالم فإن لها دو ار في تحفيز األصدقاء على التفاعل اآلني مع‬
‫الحدث وال سيما في المواضيع الحساسة والتي لها وقعها االجتماعي والنفسي بين أفراد المجتمع‬
‫وأن وجود ميزة المشاركة عبر المواقع األخرى كوصالت ارتباط مثل ربط الفيس بوك واليوتيوب‪،‬‬
‫إذ يمكن لمستخدم الفيس بوك أن يستفيد مما ينشر على موقع اليوتيوب والمشاركة به على‬
‫صفحته الشخصية‪ ،‬إن هذا النوع من المحتوى تم توظيفه في الموقع لزيادة مستوى الحرية‬
‫بحيث يمكن للمستخدم أن ينشر فيديو شخصي أو عام يعتقد أنه مهم وينتظر التعليق عليه‬
‫وقد يستهوي هذا الفيديو عددا قليال أو كبي ار من األصدقاء وهو بذلك يعمل على إيصال الخبر‬
‫أو المعلومة أيا كانت درجة أهميتها إلى أكبر عدد من األصدقاء‪ ،‬وهذا يعطي مؤش ار إلى أن‬
‫االنترنت عن طريق موقع الفيس بوك قد فسح المجال لحرية الرأي وهي تمهد الطريق إلى‬
‫ديمقراطية افتراضية قد تحدث تأثي ار على الواقع االجتماعي الذي يعيشه الفرد في العالم المادي‪.‬‬

‫‪ 1‬حسين محمود هتيمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.88‬‬


‫‪25‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫أما فيما يخص التعليقات واإلعجاب الذي يظهر على المحتوى المعروض فتمثل شكل‬
‫االستجابة ونوعها والتي عن طريقها يمكن معرفة مدى تأثر األصدقاء بالمحتوى االتصالي‬
‫للمستخدم‪ ،‬فضال عن التفاعل الناتج عن تبادل اآلراء واألفكار‪ ،‬يمكن تعريف الوظيفة االتصالية‬
‫للفيس بوك بأنها ربط مجموعة من األصدقاء عن طريق مجموعة من األدوات التي تعمل على‬
‫تفعيل المشاركة المتبادلة‪ ،‬بالمعلومات والبيانات والصور ومقاطع الفيديو التي ينتجها المستخدم‬
‫باالعتماد على نفسه أو االستفادة من مواقع أخرى‪ ،‬والتي يسعى عن طريقها إلى نشر معلومات‬
‫قد ال يمكن للمستخدم نشرها في وسيلة اتصال أخرى‪ ،‬فهي تعد نافذة للمستخدم للترفيه واألخبار‬
‫والتثقيف التي تسمح بمجال كاف من الحرية والمشاركة الفاعلة‪.‬‬

‫إن ربط مستخدمي الموقع بقاعدة من المعلومات والبيانات تساعد المستخدم على توسيع‬
‫مداركه اتجاه القضايا المهمة في المجتمع‪ ،‬وتعطيه دو ار في المشاركة في صنع القرار‪ ،‬ومحاولة‬
‫معالجة النواحي السلبية في الواقع فضال عن الجانب الترفيهي الذي يسعى المستخدم له‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التفاعل مع محتواه من قبل األصدقاء وابداء آرائهم اتجاه ما يقدمه‪ ،‬هذا يساعده‬
‫على تنمية قدراته اإلبداعية في اختيار المحتوى األكثر فاعلية والذي يكون تأثيره كبي ار على‬
‫‪1‬‬
‫األصدقاء‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬آلية التواصل عبر مختلف مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬التعليقات ‪ :‬خاصية التعليقات متاحة بين األصدقاء والمجموعات والصفحات المنضمين‬


‫لها وذلك يعتمد على الصالحيات الممنوحة كما يمكن للمستخدم أن يكتب تعليق في مساحة‬
‫التعليقات وفي نفس المساحة يمكن إضافة رابط موقع أو صور‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.99‬‬


‫‪26‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫‪-2‬اإلشارة ‪ :‬خاصية اإلشارة متاحة في الصور والفيديو بحيث يمكنك أن تلفت انتباه أصدقائك‬
‫عبر اإلشارة لهم في صورة أو في مقطع الفيديو المحمل عبر الفيس بوك وبالتالي سترسل لهم‬
‫تنبيهات ألي تحديث جديد في الصورة‪.‬‬

‫‪-3‬اإلعجاب‪ :‬خاصية معجب أيضا متاحة بنفس آلية التعليقات متاحة بين األصدقاء‬
‫والمجموعات والصفحات والمنضمين لها‪ ،‬وذلك يعتمد أيضا على الصالحيات الممنوحة ويمكن‬
‫للمستخدم أن يقوم بعمل معجب ألي نص أو صورة أو فيديو ألصدقائه‪ ،‬خاصية معجب‬
‫بسهولة استخدامها وتطورها في الفيس بوك تم إضافتها في كل المواقع األخرى كوسيلة تربط‬
‫المستخدم بحسابه‪.‬‬

‫‪-4‬التفاعل اليومي على الموقع ‪ :‬مسألة أن يشارك الشخص يومياته وبرامجه خالل اليوم‬
‫فرصة جيدة للتقييم والتناصح والدعم من مجموعة أصدقائه‪ ،1‬األدوات التي يوفرها الموقع من‬
‫نظام الرسائل ونافذة المحادثات جعل معدل قضاء استخدام الفيس بوك في اليوم بالنسبة‬
‫للمستخدم العادي يكون كبير‪ ،‬وقد ساهم هذا التواجد الكثيف وطوال اليوم من انتشار األخبار‬
‫بصورة سريعة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬إيجابيات وسلبيات استخدام مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫الستخدام مواقع التواصل االجتماعي إيجابيات وسلبيات نذكر منها‪:‬‬

‫‪-1‬إيجابيات استخدام مواقع التواصل االجتماعي‪ :‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬االستخدامات االتصالية الشخصية‪ :‬يمكن من خالل المواقع االجتماعية تبادل المعلومات‬
‫والملفات الخاصة والصور ومقاطع الفيديو‪ ،‬كما أنها مجال رحب للتعارف والصداقة‪ ،‬وخلق‬
‫جو مجتمع يتميز بوحدة األفكار والرغبات‪ ،‬وان اختلفت أعمارهم وأماكنهم ومستوياتهم‬
‫العلمية‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.100‬‬


‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫ب‪-‬االستخدامات التعليمية‪ :‬استخدام المواقع االجتماعية يزيد فرص االتصال والتواصل العلمي‬
‫فيمكن التواصل خارج أوقات الدراسة‪ ،‬ويمكن االتصال الفردي والجماعي مع المعلم‪ ،‬كما أن‬
‫هذا النوع من االتصال يكسب الطالب الخجول فرصة التواصل ومهارات أخرى كالمناقشة‬
‫وابداء الرأي‪.‬‬
‫ج‪-‬االستخدامات اإلخبارية‪ :‬أتاحت المواقع االجتماعية نشر األخبار فور حدوثها ومن‬
‫مصادرها الرئيسية وبصياغة المرسل نفسه‪ ،‬بعيدا عن الرقابة ما يجعلها أحيانا ضعيفة‬
‫المصداقية لما قد يضاف لها من مبالغات مقصودة أو غير مقصودة لتهويل الخبر بغرض‬
‫التأثير على الرأي العام‪.‬‬
‫د‪-‬االستخدامات الدعوية‪ :‬أتاحت مواقع التواصل الفرصة للتواصل والدعوة مع اآلخرين سواء‬
‫مسلمين أو غير مسلمين‪ ،‬وأنشأ الكثير من الدعاة صفحاتهم الخاصة واستعملوها في الدعوة‪،‬‬
‫وهو انتقال إيجابي للتواصل االجتماعي في ظل أنظمة تعوق التواصل المباشر وتتميز الدعوة‬
‫‪1‬‬
‫عن طريق المواقع االجتماعية بسهولة االستخدام والتواصل‪ ،‬والتوفير في الجهد والتكاليف‪.‬‬

‫‪-2‬سلبيات مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫من أهم سلبيات مواقع التواصل االجتماعي غياب المسؤولية االجتماعية والضبط االجتماعي‬
‫اللذان يعدان من أهم مقومات السلوك االجتماعي والتي تؤدي إلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬نشر االشاعات والمبالغة في نقل األحداث‪.‬‬


‫ب‪-‬النقاشات التي تبتعد عن االحترام المتبادل وعدم تقبل الرأي اآلخر‪.‬‬

‫ج‪-‬إضاعة الوقت في التنقل بين الصفحات والملفات دون فائدة‪.‬‬

‫د‪-‬عزل الشباب والمراهقين عن واقعهم األسري‪ ،‬وعن مشاركتهم في الفعاليات التي يقيمها‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫ه‪-‬ظهور لغة جديدة بين الشباب من شأنها أن تضعف لغتنا العربية واضاعة هويتنا‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الرحمن بن إبراهيم الشاعر‪ ،‬مواقع التواصل االجتماعي والسلوك اإلنساني‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2015 ،‬ص‪.68‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫‪1‬‬
‫و‪-‬انعدام الخصوصية الذي يؤدي إلى أضرار معنوية ونفسية ومادية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظريات المفسرة آلثار استخدامات مواقع التواصل االجتماعي‪ :‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪-1‬نظرية الحقنة تحت الجلد‪ :‬تقوم نظرية الحقنة تحت الجلد على وجهة النظر التي ترى بأن‬
‫لوسائل اإلعالم تأثي ار كبي ار وقويا على االتجاهات والسلوكيات حيث تكون الرسائل االتصالية‬
‫كرصاصة تصل فو ار إلى عقول المستقبلين أو كما تسمى أيضا القذيفة السحرية‪ ،‬أي تسحر‬
‫المستقبلين مباشرة وتؤثر فيهم‪ ،‬وظهر ذلك في دراسات" هارولد السويل"‪.‬‬

‫أي أن مضمون نظرية الرصاصة السحرية يتلخص في أن عالقة األفراد بالوسائل هي عالقة‬
‫تأثير مباشر وتلقائي‪ ،‬الذي يتعرض ألي وسيلة إعالمية يتأثر بمضمونها مباشرة وخالل فترة‬
‫قصيرة‪ ،‬وتقوم نظرية الحقنة تحت الجلد على فرضيتين أساسيتين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬إن الناس يستقبلون الرسائل االتصالية بشكل مباشر وليست بواسطة وسائل أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن رد الفعل حيال وسائل االتصال يكون بشكل فوري‪ ،‬وال يضع في االعتبار التأثير‬
‫‪2‬‬
‫المحتمل ألشخاص آخرين‪.‬‬

‫فالناس من هذا المنظور هم مخلوقات سلبية يمكن التأثير فيهم بمجرد حقنهم بالوسائل‬
‫اإلعالمية‪.‬‬

‫‪-2‬االستخدامات واالشباعات‪ :‬مع التطور المستمر لتكنولوجيات االعالم واالتصال‪ ،‬وما تقدمه‬
‫من مصادر متعددة للمعلومات‪ ،‬أصبحت مواقع التواصل االجتماعي تتصدر خيارات الشباب‬
‫إلشباع احتياجاتهم‪ ،‬حيث يتميز استخدام مواقع التواصل االجتماعي من طرف الشباب‬
‫بالتفاعلية مما يجعلهم جمهو ار نشطا‪ ،‬كذلك له الحق في المشاركة في العملية االتصالية‪ ،‬كما‬
‫‪3‬‬
‫أنهم لهم الحرية الكاملة في اختيار الموقع والمحتوى وطريقة االستخدام التي تلبي احتياجاتهم‪.‬‬

‫‪ 1‬جبريل العريشي‪ ،‬سلمى الدوسري‪ ،‬الشبكات االجتماعية والقيم‪ ،‬الدار المنهجية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2015 ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ 2‬المية صابر‪ ،‬الحمالت االعالنية في باقة ‪ MBC‬ودورها في التوعية الدينية للشباب‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم االعالم واالتصال والعالقات‬
‫العامة‪ ،‬تخصص اتصال وعالقات عامة‪ ،‬قسم االعالم واالتصال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،2010 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ 3‬حسن‪ ،‬عماد مكاوي‪ ،‬ليلى حسين السيد‪ ،‬االتصال ونظرياته المعاصرة‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،1998 ،‬ص‪.239‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي وأهم النظريات المفسرة آلثارها‬

‫‪-3‬نظرية الغرس الثقافي‪ :‬الغرس الثقافي هو اكتساب المعرفة أو السلوك من الوسط الثقافي‬
‫الذي يعيش فيه االنسان‪ ،‬ويتمثل في البيئة الثقافية بأدواتها وسائل االعالم واالتصال‪ ،‬وتؤدي‬
‫إلى اكتساب وتشكيل وبناء المفاهيم والرموز الثقافية في المجتمع‪ ،‬وهناك عالقة بين كثافة‬
‫المشاهدة –طول وقتها واستمرارها بمرور الوقت‪-‬وبين سلوك المشاهدين واتجاهاتهم‪.‬‬

‫نظرية الغرس الثقافي يعرفها "جربنر" و"كروس" بأنها‪ :‬تعلم عرضي غير مقصود من‬
‫المشاهد‪ ،‬فيكتسب من التلفزيون بدون دراية الحقائق التي تقدمها الدراما التلفزيونية‪ ،‬وتصبح‬
‫الحقائق أساسا للقيم والصور الذهنية عن العالم المحيط‪ ،‬وتؤثر على سلوك المتلقين فتتكون‬
‫‪1‬‬
‫أنماط ثقافية جديدة‪.‬‬

‫وتتم عملية الغرس بالتعلم العرضي الناتج عن التعرض التراكمي لوسائل االعالم دون وعي‬
‫إ لى حقائق الواقع االجتماعي‪ ،‬وتدريجيا تصبح أساسا للصور الذهنية والقيم التي يكتسبها عن‬
‫العالم الحقيقي‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬‬

‫مرت مواقع التواصل االجتماعي بمراحل تطور سريعة حتى أصبح المستخدم لها ال يستغني‬
‫عنها أبدا وتؤثر فيه بشكل كبير‪ ،‬بفضل ما تتميز به من خصائص ومميزات متنوعة ساهمت‬
‫في تحويل العالم إ لى قرية كونية بحسب تعبير مارشال مكلوهان‪ ،‬ففي هذا العالم االفتراضي‬
‫يعبر الشباب عن مواقفهم وآرائهم بكل حرية‪ ،‬إال أن هذا االستخدام خلف العديد من المشاكل‬
‫من أبرزها االغتراب الثقافي وذلك بسبب االنبهار وتقبل ثقافات وقيم غريبة عن مجتمعنا‬
‫واحاللها محل قيمنا وثقافتنا‪ ،‬ولمعرفة عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي باالغتراب‬
‫الثقافي سنحاول في الفصل القادم التعرف على االغتراب وأهم أبعاده‪ ،‬وكذا دور مواقع التواصل‬
‫االجتماعي في خلق الشعور باالغتراب لدى الشباب‪.‬‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.302‬‬


‫‪30‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫تمهيد‬

‫أوال‪ :‬االغتراب في الفكر االجتماعي‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب االغتراب‬

‫ثالثا‪ :‬أبعاد االغتراب‬

‫رابعا‪ :‬أنواع االغتراب‬

‫خامسا‪ :‬مراحل االغتراب‬

‫سادسا‪ :‬مواقع التواصل االجتماعي ودورها في تنمية‬


‫شعور االغتراب عند الشباب‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعتبر ظاهرة االغتراب من أخطر الظواهر االجتماعية والثقافية التي يعاني منها الشباب‬
‫اليوم‪ ،‬وما زادها تفشيا هو التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬حيث سيطرت هاته التكنولوجيا وحولت الفرد‬
‫من مستخدم إلى مستخدم‪ ،‬وهذا ما أدى باإلنسان إلى العيش في عالم غير مستقر وغياب تام‬
‫للعالقات الحقيقية بين األفراد‪ ،‬عالم وهمي افتراضي‪ ،‬مباح فيه كل شيء‪ ،‬ومنه سنحاول في‬
‫هذا الفصل من الدراسة سوف نتطرق إلى االغتراب في الفكر االجتماعي‪ ،‬ونتناول أبعاد‬
‫وأسباب االغتراب وأنواعه‪ ،‬كذلك نتعرض لمراحل االغتراب‪ ،‬ودور مواقع التواصل االجتماعي‬
‫في تنمية شعور االغتراب لدى الشباب‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫أوال‪ :‬االغتراب في الفكر االجتماعي‪:‬‬

‫تناول العديد من العلماء والباحثين موضوع االغتراب كل حسب وجهة نظره وانتماءه‬
‫الفكري‪ ،‬وفيما يلي طرح لفكر أهم العلماء والباحثين الذين تناولوا االغتراب في الفكر‬
‫االجتماعي‪:‬‬

‫‪-1‬االغتراب لدى كارل ماركس )‪ :(k.marx‬االغتراب عند ماركس يعني أن االنسان ال‬
‫يستطيع أن يحقق ذاته كنشاط خالق في العالم‪ ،‬أي الطبيعة واآلخرون تعوقه وتقف ضده‬
‫كموضوعات غريبة‪ ،‬على الرغم من أنها من خلقه‪ ،‬وهو نفسه تصبح مغتربة بالنسبة إليه‪،‬‬
‫وعلى هذا فإن االغتراب معناه أن وعي اإلنسان ي صبح ضحية لعالقات اإلنتاج المادية في‬
‫المجتمع الرأسمالي‪ ،‬أي أن العامل في النظام الرأسمالي يصبح أكثر فق ار كلما زاد مقدار الثروة‬
‫التي ينتجها‪ ،‬وكلما ازداد انتاجه في قوته ووصل مداه‪ ،‬يصبح العامل سلعة أرخص كلما زادت‬
‫السلع التي ينتجها‪ ،‬فالقيم المتزايدة لعالم األشياء تسير جنبا إلى جنب مع زيادة تدهور اإلنسان‪.‬‬

‫وتتمثل خطورة اغتراب العمل عند ماركس في أن االنسان المغترب عن ناتج عمله‪ ،‬هو في‬
‫الوقت نفسه مغترب عن ذاته‪ ،‬ألن ماركس ينظر إلى العمل في شكله الصحيح على أنه وسيط‪،‬‬
‫يستخدمه اإلنسان في تحقيق ذاته وتنمية ملكاته اإلنسانية‪ ،‬واغتراب اإلنسان عن ذاته يحمل‬
‫معنيين عند "ماركس"‪:‬‬

‫‪ -‬المعنى األول‪ :‬أن عمل اإلنسان هو حياته‪ ،‬وأن إنتاجه هو حياته في شكل متموضع‪،‬‬
‫ومن ثمة فإنه عندما يغترب عنه‪ ،‬فإن ذاته تغترب عليه أيضا‪.‬‬
‫‪ -‬المعنى الثاني‪ :‬فيشير إلى انفصال اإلنسان عن حياته اإلنسانية الحقيقية‪ ،‬وبهذا المعنى‬
‫فإن "ماركس" يقصد باالغتراب عن الذات الفقدان الكلي لإلنسانية‪ ،‬وحسب "ماركس"‬
‫فإنه لن يتم القضاء على االغتراب إال باالشتراكية‪ ،‬التي تسعى إلى تحرير االنسان‪،‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫وليس ملكية وسائل اإلنتاج إال وسيلة لقهر االغتراب وتحطيم صنمية المال والملكية‬
‫‪1‬‬
‫الفردية ليتحول العمل في المجتمع االشتراكي إلى عمل مبدع وخالق‪.‬‬

‫‪-2‬االغتراب عند نيتشه )‪ :(nietzsche‬كان نيتشه راديكاليا في أفكاره إلى أبعد الحدود‪ ،‬فقد‬
‫تصدى إلى معظم أفكار الغربيين من الفلسفة إلى الدين‪ ،‬والفن‪ ،‬واألخالق ونعتها بالعدمية‬
‫واالنحطاط‪ ،‬فهو ال ينتظر تحسين فلسفته وأفكاره‪ ،‬وانما يريد أن يقيم فوق العدم عالما جديدا‬
‫مغاي ار للقديم تماما‪ ،‬بنى نيتشة أفكاره على محور إرادة القوة‪ ،‬وأن كل كائن ال يتحقق إال بإرادة‬
‫القوة‪ ،‬والتي يعتبرها فعلية تتحقق بالتمرد على القوالب الثابتة أو المفاهيم المجردة‪ ،‬فالمجتمع‬
‫المؤسساتي هو الواقع الخادع الذي أراد أن يقنعنا دائما بالواقع الحقيقي‪ ،‬وهو في النهاية ليس‬
‫سوى تجريد‪ ،‬لذلك لم يولد فكرة الواقع الغربي‪ ،‬إذ طالما بقيت هذه المؤسسات قائمة فليس ثمة‬
‫تجسيد إلرادة القوة‪ ،‬إال عبر ما يضادها‪ ،‬بتعبير آخر ثمة واقع مكبوت يزيفه واقع آخر مصطنع‪.‬‬

‫نجد أن نيتشه يرفض ما يؤسس المشروع الثقافي الغربي‪ ،‬ويدعو إلى تحرير إرادة القوة‪،‬‬
‫ألن اإل نسان المعاصر يعيش االنحطاط الذي يعتبره الشكل المرضي ألزمة العالم الحديث‪،‬‬
‫واإلنسان الحديث يعيش هذا االنحطاط‪ ،‬وهو انحطاط يتصل بجسده‪ ،‬بقواه‪ ،‬كما يتصل بقيمه‪.‬‬

‫إن التقدم العلمي الذي نادى به فالسفة التنوير منذ القرن السابع عشر والثامن عشر ارتفق‬
‫دائما بمعيار إ نساني يتمحور حول زيادة حرية الفرد‪ ،‬وتحقيق العدالة والمساواة داخل المجتمع‬
‫وبين المجتمعات اإلنسانية كلها‪ ،‬إال أن منطق السوق الرأسمالية‪ ،‬فرضت اتجاها معينا على‬
‫التطور الصناعي بحيث أدى في النتيجة إلى عزل قانون اإلنتاج عن مثل وقيم التنوير التي‬
‫قادت ثورة العقل األساسية‪ ،‬فالعلم الحديث خاضع للمتطلبات والمقتضيات النظرية والعلمية‬
‫والتقنية‪ ،‬فهي تبدو وكأنها قوى خارجة عن اإلنسان‪ ،‬ومستقلة عن قدرته‪ ،‬وتخضع لمنطقها‬
‫الداخلي‪ ،‬وتتطور بفعل حاجاتها هي‪ ،‬ال وفق رغبة اإلنسان‪ ،‬بل أنها باستمرار خارجة عن‬

‫‪ 1‬عبد الجبار فالح‪ ،‬االستالب‪ .‬دار الفرابي‪ ،‬لبنان‪ ،2018 ،‬ص‪.146‬‬


‫‪33‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫قبضته‪ ،‬فاإلنسان تكاد تدمره صنائعه‪ ،‬وأعماله‪ ،‬سواء من جهة الطاقة النووية أو من جهة‬
‫الهندسة الوراثية‪.‬‬

‫إن نيتشة ال يرفض العلم وال يعتبره سبب الغتراب اإلنسان الحديث‪ ،‬بل يرفض النزعة‬
‫الوضعية التي تدعي التطابق بين الحقائق العلمية والواقع‪ ،‬فهو يرفض العقالنية العلمية في‬
‫نزعتها الوضعية‪ ،‬ويرسم نيتشه صورة تراجيدية عن اإلنسان األخالقي‪ ،‬أو اإلنسان الحديث‬
‫فهو إ نسان يعبر عن انحطاط يلف الحداثة‪ ،‬ويمثل شكلها المرضي‪ ،‬ويدعو نيتشه إلى تمرد‬
‫اإلنسان الحديث والقيام بانقالب شامل‪ ،‬في كل ما يقدسه من قيم ويعلن عن ذلك بقوله‪..." :‬لقد‬
‫أنذرت بقلب لكل القيم القديمة‪ ،‬التي تخلق إنسانا ضعيفا‪ ،‬عاجزا‪ ،‬مغتربا‪ ،‬يركض بخضوع إلى‬
‫األوضاع القائمة‪... ،‬لنكتف بتطهير آرائنا بتقديراتنا للقيم ولنكتف بإبداع قيم جيدة خاصة بنا‪،‬‬
‫لقد أدرك زرادشت أن الحداثة قد حررت اإلنسان اقتصاديا وتقنيا‪ ،‬لكنها لم تمنحه القدرة على‬
‫أن يحرر ذاته من هيمنة الواجب واالستكانة‪ :‬حتى من حرر فكره يجب أن يطهر ذاته‪ ،‬إذ‬
‫‪1‬‬
‫يظل يحتفظ داخل ذاته بالكثير من االكراه والوحل‪.‬‬

‫‪-3‬االغتراب لدى ماركيوز )‪ :)Herbert Marcqieuse‬تكاد مقوالت االغتراب أن تكون‬


‫اإلطار المرجعي لمعظم األفكار التي يطرحها رواد النظرية النقدية‪ ،‬ونواة مركزية لتحليالتهم‬
‫للمجتمع الرأسمالي والصناعي الحديث‪ ،‬فالمجتمع الصناعي يكشف عن اغتراب اإلنسان وتشيئه‬
‫في ظواهر عديدة‪ ،‬فاإلنسان واقع تحت ضغط اآلالت التي تفرض عليه ألوانا من السلوك‬
‫النمطي‪ ،‬وتتجلى ظاهرة االغتراب بجانب ذلك في توحيد الحاجات البشرية وتقنين أنماط‬
‫السلوك‪.‬‬

‫يعتبر "ماركيوز" أنه من العوامل الرئيسية التي أدت إلى االغتراب في المجتمعات الصناعية‬
‫المتقدمة هو سواد أسلوب معين من التفكير‪ ،‬يطلق عليه اسم العقل األداتي أو العقالنية التقنية‪،‬‬
‫والتي هي في نهاية األمر نوع من الالعقالنية‪ ،‬فإنتاجية المجتمع ال تؤدي إلى تطور الحاجات‬
‫والملكات اإلنسانية‪ ،‬بل تدمرها‪ ،‬كما سلم هذا المجتمع ال يتحقق إال من خالل التهديد المستمر‬

‫‪ 1‬مطاع الصفدي‪ ،‬نقد العقل الغربي‪ ،‬مركز االنماء القومي‪ ،‬بيروت‪ ،1990 ،‬ص‪.112‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫بشبح الحرب‪ ،‬فاإلنتاجية تنمو جنبا إلى جنب مع الدمار‪ ،‬والبؤس الشديد يترافق مع الغنى‬
‫الفاحش أما عمليات الفكر والخوف واألمل فقد أصبحت رهن ق اررات السلطات القائمة‪ ،‬يقول‬
‫"ماركيوز" أننا نواجه واحدا من أكثر مظاهر الحضارة الصناعية المتقدمة ازعاجا‪ :‬إنه الطابع‬
‫العقالني لعدم عقالنيتها وانتاجيتها وفاعليتها‪ ،‬وقدرتها على زيادة وتعميم الرفاهية وعلى تحويل‬
‫البذخ إلى حاجة‪ ،‬إلى الحد الذي تحول به هذه الحضارة عالم األشياء إلى امتداد لعقل االنسان‬
‫وجسده‪ ،‬وتجعل من قضية االغتراب ذاتها إشكالية‪ ،‬أن الناس يتعرفون على أنفسهم في سلعهم‪،‬‬
‫أنهم يجدون روحهم في سيارتهم‪ ،‬في جهاز التسجيل‪ ،‬في البيت المريح‪ ،‬وأدوات الطبخ‪ ،‬لقد‬
‫تغيرت اآل لية التي تربط الفرد بالمجتمع‪ ،‬واستقرت السيطرة االجتماعية في داخل الحاجات‬
‫الجديدة التي ابتكرتها‪.‬‬

‫إن "ماركيوز" يهاجم العقالنية بالمفهوم التكنوقراطي‪ ،‬وهو األمر الذي يؤدي إلى تخريب‬
‫سائر األبعاد اإلنسانية بحيث يصبح المجتمع في نهاية المطاف ذا بعد واحد وذا فكر واحد‪،‬‬
‫ال يسمح للفرد بالتطلع إلى ما وراء حدوده‪ ،‬لقد قدم المجتمع الصناعي للفرد من خالل ما أنتجه‬
‫سعادة هشة‪ ،‬فقد من خاللها حريته‪ ،‬كما فقد وعيه بما ينبغي للفرد أن يرفضه‪ ،‬وهكذا يتأكد‬
‫استقرار المجتمع باستيعاب التناقضات واحتوائها بالتكيف الذهني لألفراد‪ ،‬وبهذا ينكمش البعد‬
‫الخالق الداخلي في االنسان‪ ،‬ذلك البعد القادر على النقد والمعارضة واالحتجاج والتمرد‪،‬‬
‫ويصبح اإلنسان ذا بعد واحد يفقد الوعي بالتناقض بين العقالنية السائدة والحرية المفقودة‬
‫ويصبح كائنا مستسلما‪ ،‬عاجزا‪ ،‬مغتربا راضيا باستسالمه وعجزه‪.‬‬

‫والبعد الواحد هو التشيؤ والذي أصبح شموليا في المجتمع بفعل طابعه التكنولوجي‪ ،‬ولم‬
‫يعد هناك عبيد وسادة‪ ،‬بل أصبح الكل عبيدا‪ ،‬كما أن ثقافة المجتمع المعاصر مطبوعة بطابع‬
‫وضعي‪ ،‬تتحول بموجبه العالقات االجتماعية إلى مجرد أشياء مادية‪ ،‬فتصطبغ جميع القيم‬
‫‪1‬‬
‫بالصبغة السلعية‪.‬‬

‫‪ 1‬جمال تالي‪ ،‬التغير القيمي ومظاهر االغتراب في الوسط الجامعي‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في علم االجتماع‪ ،‬علم االجتماع التربية‪ ،‬قسم العلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.142‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫‪-4‬االغتراب عند ايريك فروم‪ :‬كان "لفروم" دور كبير في تعميم اصطالح االغتراب في‬
‫أمريكا فعقب اطالعه على مخطوطات ماركس لعام ‪ ،1844‬إثر إصدارها بألمانيا قام‬
‫بتقديمها لقراء اإلنجليزية في كتابه "مفهوم ماركس لإلنسان" كانت مشكلة االغتراب موضوعا‬
‫مطروقا دائما في كتاباته حيث يقر "فروم" أن االغتراب على نحو ما نجده في المجتمع‬
‫المعاصر هو ظاهرة كلية تقريبا‪.‬‬

‫ينظر "فروم" إلى االغتراب نظرة سلبية تماما‪ ،‬إذ يرى أن االنسان المغترب إنسان مريض‬
‫من الناحية اإلنسانية على الرغم من أنه يبدو سويا بمعيار النظرة الحديثة للصحة العقلية‪ ،‬وألن‬
‫"فروم" يرى أننا نحيا في عالم مغترب ونظريات التحليل النفسي هي نتاج لهذا العصر المغترب‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فالشخص الذي قد يبدو لنا سويا جدا في عالمنا المغترب‪ ،‬إنما يبدو بالنسبة "لفروم" مغترب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب االغتراب‪:‬‬

‫لالغتراب عدة أسباب نذكر منها‪:‬‬

‫‪-1‬تراجع دور مؤسسات التنشئة االجتماعية التقليدية‪ :‬تخلت األسرة عن وظيفتها التربوية‬
‫وتهاونت فيها‪ ،‬وسلمت أبنائها لمؤسسات أخرى كاإلعالم المتمثل في التلفزيون واألنترنت أصبح‬
‫لهما دور في التنشئة االجتماعية وتلقين األفراد سلوكيات غير التي يتلقونها من األسرة‬
‫والمدرسة‪ ،‬ويكون تأثيرها أكبر ذلك يرجع لعدد الساعات التي يقضونها في التعرض لمواقع‬
‫التواصل االجتماعي وكذلك هذه المواقع تعرض محتوياتها في صورة جذابة وملفتة لكي تجذب‬
‫االنتباه أكثر‪ ،‬والخطر يزيد إذا كان المحتوى اإلعالمي أجنبيا‪ ،‬فتتكون لدى الفرد ثقافة مضادة‬
‫لمجتمعه وهو بطبيعة الحال يتمرد على قيم وعادات مجتمعه‪.‬‬

‫‪-2‬االختراق الثقافي‪ :‬إن االختراق الثقافي هو حركة انتقال األفكار والقيم والعادات الغربية‬
‫بشكل مكثف وغير مسيطر عليه إلى المجتمعات العربية وما يماثلها في دول العالم الثالث‪،‬‬

‫‪ 1‬حسن حماد‪ .‬االنسان المغترب عند أريك فروم‪ .‬دار الكلمة‪ ،‬القاهرة‪ .2005 ،‬ص‪.199‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫كما يمثل سياسة واستراتيجية بقصد التدخل في شؤون الغير بقصد التأثير في سلوكياتهم‬
‫ومعتقداتهم تدخال جزئيا أو كليا بمختلف الوسائل‪ ،‬ويقول "ادغار موران"‪ :‬أننا ندخل عص ار‬
‫تنهار فيه كل الثوابت والمعتقدات فالعالم يمر بمرحلة من الشك‪ ،‬نحن ال نعرف إلى أين نمضي‬
‫والمستقبل غير مضمون‪.‬‬

‫وينبه "الجابري" إلى أن االختراق الثقافي يستهدف أول ما يستهدف السيطرة على اإلدراك‬
‫واختطافه وتوجيهه‪ ،‬وبالتالي سلب الوعي والهيمنة على الهوية الثقافية الفردية والجماعية‪،‬‬
‫وبالسيطرة على اإلدراك يتم اخضاع النفوس أي تعطيل فاعلية العقل وتكييف منطق التشويش‬
‫على نظام القيم وتوجيه الخيال وتنميط الذوق وقولبة السلوك‪ ،‬والهدف تكريس نوع معين من‬
‫االستهالك لنوع معين من المعارف والسلع‪ ،‬تشكل في مجموعها ما يمكن أن نطلق عليه ثقافة‬
‫االختراق‪.‬‬

‫‪-3‬صراع األجيال‪ :‬يرى "ديفيز" أنه كلما كان هناك نظام اجتماعي متغير يصبح الفارق الزمني‬
‫بين األجيال مسأ لة لها مغزاها وداللتها التاريخية‪ ،‬لتخلق فجوة بين الجيل والجيل الذي يليه‪،‬‬
‫وفي مثل هذه الظروف يتربى الشباب المحالة في بيئة مختلفة تماما عن البيئة التي نشأ فيها‬
‫جيل آبائهم وطالما أن اآلباء ينتمون في نظر األبناء وخاصة الشباب منهم إلى طراز قديم فإن‬
‫التصادم والرفض والمعارضة والتمرد‪ ،‬وما ينضوي عليه كل منها من مشاعر حادة وعنيفة‬
‫يصبح ضرورة واقعة البد منها‪.‬‬

‫‪-4‬الثقافة الفرعية للشباب‪ :‬إن الثقافات الفرعية يمكن أن تنشأ كأشكال للمقاومة الرمزية داخل‬
‫المؤسسات االجتماعية التي تعكس بعض جوانب التنظيم االجتماعي كالمدارس‪ ،‬كما أن‬
‫الثقافات الفرعية يمكن أن تكون شبكات أوسع من العالقات تجمع األفراد الذين يبحثون عن‬
‫‪1‬‬
‫تأكيد اإلحساس باالختالف الذي يشعرون به كبعض قطاعات الشباب‪.‬‬

‫‪ 1‬ايمان نوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.240-235‬‬


‫‪37‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫ثالثا‪ :‬أبعاد االغتراب‪:‬‬

‫على الرغم من أنه ال يوجد اتفاق تام بين الباحثين على معنى محدد لمفهوم االغتراب فإن‬
‫توصلوا إليها من خالل تحليل هذا‬
‫ّ‬ ‫هناك اتفاقا بينهم على العديد من مظاهره وأبعاده‪ ،‬والتي‬
‫المفهوم واخضاعه للقياس‪ ،‬ومن أبرز هذه المحاوالت محاولة "ملفن سيمان" الذي أشار إلى‬
‫خمسة أبعاد لمفهوم االغتراب هي‪ :‬العجز‪ ،‬الالمعنى‪ ،‬الالمعيارية‪ ،‬العزلة االجتماعية‪ ،‬اغتراب‬
‫ال ذات‪ ،‬كما جاء في دائرة المعارف البريطانية‪ ،‬هذه األبعاد الخمسة باإلضافة إلى الغربة‬
‫الثقافية‪ ،‬وقد عالج باحثون آخرون مظاهر أخرى على أنها حالة من حاالت االغتراب كاالنتحار‬
‫وفقدان االنتماء وازدياد الهوة بين األجيال والتمرد وتعاطي المخدرات‪ ،‬مع أن بعض هذه‬
‫الجوانب ال يدخل في االغتراب ولكن قد يكون نتيجة الشعور باالغتراب‪.‬‬

‫ونعرض فيما يلي أبرز أبعاد االغتراب الثقافي‪:‬‬

‫‪-1‬العجز‪ :‬يقصد به شعور الفرد بالالحول والالقوة وأنه ال يستطيع التأثير في المواقف‬
‫االجتماعية التي يواجهها‪ ،‬ويعجز عن السيطرة على تصرفاته وأفعاله ورغباته‪ ،‬وبالتالي ال‬
‫يستطيع أن يقرر مصيره‪ ،1‬فمصيره وارادته ليس بيديه بل تحددهما عوامل وقوى خارجة عن‬
‫إ رادته الذاتية‪ ،‬كما أنه ال يمكنه أن يؤثر في مجرى األحداث أو صنع الق اررات المصيرية‪،‬‬
‫وبالتالي يعجز عن تحقيق ذاته أو يشعر بحالة من االستسالم والخنوع‪ ،‬والعجز أو فقدان القدرة‬
‫وهو توقع الفرد بأنه ال يملك القدرة على التحكم وممارسة الضبط‪ ،‬ألن األشياء حوله تسيطر‬
‫عليها ظروف خارجية أقوى منه ومن إرادته وفي تحليل "ميلفن" سيمان لهذا المفهوم أكد أمرين‬
‫هما‪:‬‬

‫أ‪ -‬يتعين أال ينظر بالضرورة إلى مفهوم االغتراب باعتباره حالة شائعة يبدو معها وكأنه أمر‬
‫قائم وليس باعتباره مجرد إحساس تولد عن بعض الظروف الموضوعية بالقدرة أو عدمها على‬
‫التأثير في األحداث الجارية‪.‬‬

‫‪ 1‬حليم بركات‪ ،‬المجتمع العربي في القرن العشرين‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،2000 ،‬ص‪.921‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫ب‪-‬يتعين عدم الربط بين العجز ومسألة توافق الشخصية‪ ،‬أي عدم الربط بين حالة اإلحساس‬
‫بالالقوة وحالة سوء التوافق الناشئ عن عدم القدرة‪.‬‬

‫‪-2‬الالمعنى ‪ :‬ويقصد به مدى إدراك الفرد وفهمه أو استيعابه لما يدور حوله من أحداث أو‬
‫أمور عامة أو خاصة‪ ،‬ويعرفه "سيمان" بأنه توقع الفرد بأنه لن يستطيع التنبؤ بدرجة عالية من‬
‫الكفاءة بالنتائج المستقبلية للسلوك‪ ،‬فالفرد يغترب عندما ال يكون واضحا ما يجب عليه أن‬
‫يؤمن به أو يثق فيه‪ ،‬وكذلك عندما ال يستطيع تحديد معنى لما يقوم به وما يتخذه من ق اررات‪.‬‬

‫ويشير الالمعنى إ لى شعور الفرد بأنه ال يمتلك مرشدا أو موجها للسلوك أو االعتقاد‪،‬‬
‫وذهب "مورزيخ" في تحليله لمفهوم االغتراب بالقول إلى أن الالمعنى توجد حينما يكون الفرد‬
‫غير واضح بالنسبة لما يجب أن يعتقد فيه‪ ،‬عموما يرى الفرد المغترب وفقا لمفهوم الالمعنى‬
‫‪1‬‬
‫أن الحياة ال معنى لها لكونها تسير وفق منطق غير مفهوم وبالتالي يفقد واقعيته‪.‬‬

‫ويشير الالمعنى إلى شعور الفرد بأنه ال يملك مرشدا أو موجها للسلوك واالعتقاد‪ ،‬وعموما‬
‫يرى الفرد المغترب وفقا لمفهوم الالمعنى أن الحياة ال معنى لها لكونها تسير وفق منطق غير‬
‫مفهوم وغير معقول‪ ،‬وبالتالي يفقد واقعيته ويحيا بالالمباالة‪.‬‬

‫‪-3‬الالمعيارية(األنوميا)‪ :‬أخذ "سيمان" الالمعيارية من وصف "دوركايم" لحالة األنومي التي‬


‫تصيب المجتمع‪ ،‬وهي حالة انهيار المعايير التي تنظم السلوك وتوجهه‪ ،‬ويشير "سيمان" إلى‬
‫أن األنومي يعني في االستخدام الدارج الموقف الذي تتحطم فيه المعايير االجتماعية المنظمة‬
‫لسلوك الفرد‪ ،‬حيث تصبح هذه المعايير غير مؤثرة وال تؤدي وظيفتها كقواعد للسلوك‪ ،‬فاألنومي‬
‫لفظ اجتماعي يشير للحالة التي تغرق فيها القيم العامة في خضم الرغبات الخاصة الباحثة‬
‫عن االشباع بأي وسيلة‪.‬‬

‫والالمعيارية كما عرفها "سيمان" هي الحالة التي يتوقع فيها الفرد بدرجة كبيرة أن أشكال‬
‫السلوك التي كانت مرفوضة اجتماعيا غدت مقبولة اتجاه أي أهداف محددة‪ ،‬أي أن األشياء‬

‫‪ 1‬عبد هللا عبد هللا‪ ،‬االغتراب النفسي وعالقته بالصحة النفسية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬تخصص علم النفس االجتماعي‪ ،‬قسم علم النفس وعلوم التربية‬
‫واألرطفونيا‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.36‬‬
‫‪39‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫لم يعد لها أي ضوابط معيارية‪ ،‬ما كان خطأ أصبح صوابا وما كان صوابا أصبح ينظر إليه‬
‫باعتباره خطأ من منطلق إضفاء صبغة الشرعية على المصلحة الذاتية للفرد وحجبها عن‬
‫المعايير وقواعد وقوانين المجتمع‪.‬‬

‫وقد استخدم "ميرتون" مفهوم األنومي بأنه يعني تصدعا في البناء الثقافي‪ ،‬يحدث خاصة‬
‫عندما يوجد انفصال حاد بين المعايير الثقافية والقدرات االجتماعية والبنائية ألعضاء الجماعة‬
‫للعمل معا‪ ،‬وحدد "بارسونز" أبعاد مفهوم األنومي في كل من‪ :‬رفض التكامل العام مع النسق‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬وغياب االتساق أو التوازن في إطار عملية التفاعل االجتماعي‪.‬‬

‫‪-4‬العزلة االجتماعية‪ :‬ويقصد بها شعور الفرد بالوحدة والفراغ النفسي‪ ،‬واالفتقاد إلى األمن‬
‫والعالقات االجتماعية الحميمة‪ ،‬والبعد عن اآلخرين حتى وان وجد بينهم‪ ،‬كما يصاحب العزلة‬
‫الشعور بالرفض االجتماعي واالنعزال عن األهداف الثقافية للمجتمع‪ ،‬واالنفصال بين أهداف‬
‫الفرد وبين قيم المجتمع ومعاييره‪.‬‬

‫وغالبا ما يستخدم مصطلح العزلة عند الحديث عن االغتراب في وصف وتحليل دور‬
‫المفكر أو المثقف الذي يغلب عليه الشعور بالتجرد وعدم االندماج النفسي والفكري بالمعايير‬
‫الشعبية في المجتمع‪ ،‬ويرى بعض الباحثين في ذلك نوعا من االنفصال عن المجتمع وثقافته‪،‬‬
‫ويالحظ أن هذا المعنى لالغتراب ال يشير إلى العزلة االجتماعية التي تواجه الفرد المثقف‬
‫كنتيجة النعدام التكيف االجتماعي أو لضعف االتصال االجتماعي للفرد‪ ،‬ولعل أفضل أسلوب‬
‫يوضح طبيعة هذا المعنى لالغتراب هو أن ينظر إليه من زاوية قيمة الجزاء أو اإلرضاء‪،‬‬
‫فاألشخاص الذين يحيون حياة عزلة واغتراب ال يرون قيمة كبيرة لكثير من األهداف والمفاهيم‬
‫التي يثمنها أفراد المجتمع‪ ،‬ويبرز هذا الصنف في عدد من المؤشرات منها عدم مشاركة األفراد‬
‫‪2‬‬
‫المغتربين لبقية الناس في مجتمعهم فيما يثير اهتمامهم من برامج تلفزيونية واذاعية ونشاطات‪.‬‬

‫‪ 1‬عالء زهير عبد الجواد‪ ،‬االغتراب الثقافي لدى الشباب الجامعي في ضوء العولمة الثقافية‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫(المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،)2012 ،3‬ص‪.3‬‬
‫‪ 2‬بشرى علي‪ ،‬مظاهر االغتراب لدى الطلبة السوريين‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‪( ،‬المجلد ‪ ،24‬العدد األول‪ ،)2008 ،‬ص ‪.518‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫‪-5‬االغتراب عن الذات‪ :‬استمد "سيمان" مفهوم االغتراب عن الذات من كتاب "أريك فروم"‬
‫(المجتمع السليم) حيث يعتبر ما كتبه "فروم" من أكثر البحوث دقة وعمقا عن الموضوع‪ ،‬فقد‬
‫تناول موضوع االغتراب من زاوية نمو الشخصية وتطورها‪ ،‬وأوضح أن االغتراب هو نمط من‬
‫‪1‬‬
‫التجربة يرى الفرد نفسه فيها كما لو كانت غريبة عنه‪ ،‬فالفرد يصبح منفصال عن نفسه‪.‬‬

‫وعرف "سيمان" ‪ 1990‬االغتراب عن الذات بأنه عدم قدرة الفرد على التواصل مع نفسه‬
‫وشعوره باالنفصال عما يرغب في أن يكون عليه‪ ،‬حيث تسير حياة الفرد بال هدف ويحيا لكونه‬
‫‪2‬‬
‫مستجيبا لما تقدم له الحياة دون تحقيق ما يريد من أهداف‪.‬‬

‫‪-6‬التمرد‪ :‬ويقصد به شعور الفرد بالبعد عن الواقع‪ ،‬ومحاولته الخروج عن المألوف والشائع‪،‬‬
‫وعدم االنصياع للعادات والتقاليد السائدة‪ ،‬والرفض والكراهية والعداء لكل ما يحيط بالفرد من‬
‫قيم ومعايير‪ ،‬وقد يكون التمرد على النفس‪ ،‬أو على المجتمع بما يحتويه من األنظمة ومؤسسات‬
‫‪3‬‬
‫أو على موضوعات وقضايا أخرى‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أنواع االغتراب‪:‬‬

‫حدد الباحثون أشكاال عدة لظاهرة االغتراب لدى الشباب وأزمته عموما‪ ،‬وأكدوا أنه قد‬
‫يظهر شكل من أشكال االغتراب لدى أحد الشباب‪ ،‬وقد يجتمع لدى البعض اآلخر أكثر من‬
‫شكل منه‪ ،‬ومن بين هاته األشكال‪:‬‬

‫‪-1‬االغتراب الثقافي‪ :‬تعد ظاهرة االغتراب الثقافي من أهم الموضوعات التي اهتم بها‬
‫الباحثون‪ ،‬وحاولوا تفسيرها والتعمق فيها كونها تركز على الهوية الثقافية لدى الشباب‪ ،‬هاته‬
‫الهوية التي تعد أساس التماسك االجتماعي ألي مجتمع‪ ،‬وهي أكثر أهمية في حياة المجتمع‬
‫من األمور المادية واالقتصادية‪ ،‬ويطلق مفهوم الهوية على نسق المعايير التي يعرف بها الفرد‬
‫وينسحب ذلك على هوية الجماعة أو المجتمع‪ ،‬أو الثقافة‪ ،‬والهوية ليست كيانا يعطى دفعة‬

‫‪ 1‬شروق قساس وآخرون‪ ،‬ظاهرة االغتراب ‪ ...‬الهوة بين الفرد ومجتمعه‪ ،‬حمل من موقع‪ ، www.syr.res. Com :‬يوم ‪ ،2020/08/24‬على‬
‫الساعة‪.16:50 :‬‬
‫‪ 2‬عبد اللطيف محمد خليفة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.35-34‬‬
‫‪ 3‬حشمت توفيق عزيز عياد‪ ،‬االعالم المعاصر بين التشخيص والعالج‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2016 ،‬ص‪.285‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫واحدة‪ ،‬إنما حقيقة تولد وتنمو‪ ،‬وتتكون وتتغاير‪ ،‬وتشيخ وتعاني من األزمات الوجودية‬
‫‪1‬‬
‫واالغتراب‪.‬‬

‫كما ترتبط أزمة الهوية في الشعور باالغتراب لدى الشباب‪ ،‬من خالل ما كشفت عنه‬
‫الدراسات المتعلقة بالهوية‪ ،‬ولذلك عرفها البعض أنها تعني فشل الفرد في تحديد هويته‪ ،‬مع‬
‫الشعور باالغتراب وانعدام الهدف‪ ،‬وانعدام الجدوى والالمعنى‪ ،‬وعدم القدرة على التخطيط‬
‫ألهداف مستقبلية‪ ،‬واالفتقار إلى العالقات االجتماعية‪ ،‬أو إلى الحب الناضج‪ ،‬وعدم القدرة‬
‫على اختيار المستقبل المهني والالمباالة والالجدوى‪ ،‬ولذلك نجد أنه لفقدان الهوية أحيانا‬
‫واضطرابها أثره الواضح على شعور الفرد بالعزلة واالغتراب والتشاؤم واليأس‪.‬‬

‫‪-2‬االغتراب االجتماعي‪ :‬يرى "أرسطو" في كتابه السياسة أن كل من كان غير قادر على‬
‫العيش في المجتمع‪ ،‬أو ال حاجة له بذلك ألنه مكتف بنفسه فهو وحش أو آلة‪ ،‬وهو بهذا يرد‬
‫انعزال الفرد عن المجتمع إلى الدوافع اإلنسانية‪ ،‬أو األنا العليا أو األنا السفلى التي تناولها من‬
‫بعد "فرويد"‪ ،‬من دون أن يكون "أرسطو" فلسفته الخاصة حول نظرية االغتراب االجتماعي وال‬
‫تعدو كونها مالمح حول الموضوع‪.‬‬

‫ويرى "نومان" أن فقدان الوحدة مع البنية االجتماعية يعقب فقد هذه الوحدة األصلية‪ ،‬والى‬
‫أن يتم تحقيق وحدة جديدة‪ ،‬فإن عالقة الفرد بالبنية االجتماعية تصبح عالقة تنافر‪ ،‬وتصير‬
‫البنية االجتماعية التي كان منتميا إليها شيئا آخر بالنسبة للفرد‪ ،‬وينشأ عدم تطابق في الوعي‬
‫بين الذات والبنية االجتماعية‪ ،‬وينظر الفرد إلى البنية كونها شيئا خارجا عنه ومعارضا له‪،‬‬
‫وهو ما يصطلح عليه بالتشيؤ‪ ،‬أما "شاخت" فيرجع انعزال الفرد اجتماعيا إلى كونه شخص‬
‫غير متوافق مع أطره االجتماعية‪ ،‬إذ يضع العادات والتقاليد موضع التساؤل أو يخرج عنها‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وكلما كانت أصالته أكثر عمقا ازداد عمق اضط ارره إلى االغتراب عن مجتمعه‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد اللطيف محمد خليفة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬

‫‪ 2‬ايمان نوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.217‬‬


‫‪42‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫‪-3‬االغتراب االقتصادي‪ :‬ينظر "كارل ماركس" إلى االغتراب االقتصادي كونه العملية التي‬
‫يفقد الفرد خاللها قدرته في التعبير عن ذاته‪ ،‬هذه الذات التي تحولت وصارت متمثلة في‬
‫استغالل إنتاج العمال بواسطة الرأسمالي‪ ،‬فعند األخذ بتقسيم العمل يصبح لكل فرد مجال محدد‬
‫ومغلق لتقسيم العمل مفروض عليه‪ ،‬وال منجاة له منه‪ ،‬ويتعين أن يظل كذلك‪ ،‬إذا لم يشأ أن‬
‫يفقد وسائل كسب عيشه إال أن "دوركهايم" ال يوافق "ماركس" حول منشأ االغتراب بسبب تقسيم‬
‫العمل‪ ،‬بل يرى أن تقسيم العمل ضروري لتحقيق االنسجام والتماسك داخل القيم االجتماعية‪.‬‬

‫ويرى "محمد عبد المختار" أن مظاهر االغتراب االقتصادي تتعدد‪ ،‬فالبيروقراطية واستغالل‬
‫العالقة بين الموظف والمدير في المنظمة هي مظهر من مظاهر االغتراب إلى جانب الشعور‬
‫بالتشيؤ‪ ،‬واالنفصال عن أهداف المجتمع وغاياته وفقدان القوة واالحساس بالعجز‪ ،‬وليس غريبا‬
‫أن تؤثر الحالة االقتصادية على اغتراب الشباب‪ ،‬بعد أن كشفت العديد من الدراسات أن‬
‫‪1‬‬
‫السمات الشخصية للشباب هي نتاج تاريخ اجتماعي اقتصادي‪.‬‬

‫‪-4‬االغتراب السياسي‪ :‬يعد االغتراب السياسي أحد اشكال االغتراب األكثر شيوعا في المجتمع‬
‫المعاصر وتبدو مظاهره وتجلياته في العجز السياسي‪ ،‬الذي يشير إلى أن الشباب المغترب‬
‫ليس لديه القدرة على أن يصدر ق اررات مؤثرة في الجانب السياسي‪ ،‬كما يفتقد إلى القواعد‬
‫والمعايير المنظمة للسلوك السياسي بمعنى أن الشباب يشعر بأنه ليس له دور في العملية‬
‫السياسية‪ ،‬وأن صانعي الق اررات ال يضعون له اعتبار‪ ،‬وال يعملون له حساب‪ ،‬ما يجعله منعزال‬
‫عن المشاركة السياسية‪ ،‬مقاطعا لكل انتخابات دون أن يمتلك مبررات لتلك المقاطعة‪ ،‬عازفا‬
‫عن االنتماء الحزبي‪.‬‬

‫ويقصد باالغتراب السياسي شعور الفرد بالعجز إزاء المشاركة اإليجابية في االنتخابات‬
‫السياسية المعبرة بصدق عن رأي الجماهير‪ ،‬وكذلك الشعور بالعزلة عن المشاركة الحقيقية‬

‫‪ 1‬جديدي زليخة‪ ،‬االغتراب‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪( ،‬العدد الثامن جوان ‪ ،) 2012‬قسم العلوم االجتماعية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬ص ‪.350‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫الفعالة في صنع الق اررات المصيرية المتعلقة بمصالحه‪ ،‬واليأس من المستقبل على اعتبار أن‬
‫رأيه ال يسمعه أحد‪ ،‬وان سمع ال يؤخذ بعين االعتبار‪.‬‬

‫إن الدوافع التي تقف وراء االغتراب السياسي هي نفسها التي تقف وراء اإلحساس باالغتراب‬
‫االجتماعي‪ ،‬ألن المفاهيم والمناخ العام المسيطر على مجتمع ما هي التي تسيطر بدورها على‬
‫كل ما هو اجتماعي‪ ،‬ولعل أبرز مظاهر االغتراب السياسي‪ :‬سلوك التبلد وعدم المشاركة‬
‫السياسية‪ ،‬وعدم التصويت‪ ،‬والوعي بالسلطة والعجز السياسي‪ ،‬وفقدان المعنى السياسي‪ ،‬والعزل‬
‫السياسي‪ ،‬واألنوميا‪ ،‬وفقدان الثقة بين المواطن وساسته‪ ،‬واالستياء واليأس‪ ،‬انعدام المعيار‬
‫السياسي‪ ،‬والالمباالة السياسية‪ ،‬كما تبين أيضا أن االغتراب السياسي يرتبط بتغيرات عدة‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫نفسية واجتماعية‪ ،‬اقتصادية ودينية‪...‬‬

‫ويعكس الواقع الظروف السياسية التي يعيشها الشباب العربي في معظم المجتمعات اغترابا‬
‫سياسيا ملحوظا‪ ،‬ومن أبرز مظاهره ما يتجسد في السلوك االنتخابي‪ ،‬إذ تشمل نسبة المشاركة‬
‫الشبابية فئات قليلة في كل مرة‪ ،‬تطرح تساؤالت عديدة حول هذا السلوك السلبي‪.‬‬

‫‪-5‬االغتراب الديني‪ :‬كتب "ماركس" و"انجلز" في األيديولوجيا األلمانية ‪ 1845‬أن الناس في‬
‫الماضي كانوا يصنعون ألنفسهم مفاهيم زائفة عن حقيقتهم وما يجب أن يكونوا عليه‪ ،‬وكانوا‬
‫ينظمون عالقتهم طبقا ألفكارهم عن اهلل وعن اإلنسان السوي‪ ،‬أما "شاخت" فيرى أن اإليمان‬
‫بالعالم اآلخر هو عالمة على االغتراب عن هذا العالم وعن المجتمع اإلنساني‪ ،‬وعن اإلنسان‬
‫نفسه‪.‬‬

‫بقدر ما تسود التنشئة الدينية التي تدعو للطاعة واالمتثال‪ ،‬يفقد المؤمن القدرة على اإلبداع‬
‫واتخاذ المبادرة والقيادة والعمل على استشراف المستقبل‪ ،‬بل في ظل هذه التنشئة قد يرى المؤمن‬
‫نفسه فاضال بقدر ما يطيع ويقبل باألمر الواقع ويستسلم لمشيئة غير مشيئته‪ ،‬فاإلنسان يغترب‬

‫‪ 1‬حليم بركات‪ ،‬االغتراب في الثقافة العربية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،2006 ،‬ص‪.94‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫عن دينه كما يفرض عليه ويمارس في الحياة اليومية‪ ،‬فيعيش حالة من العجز وعدم القدرة‬
‫‪1‬‬
‫على التحكم في مصيره بإرادته‪ ،‬والميل للتقليد بدال من االبداع‪.‬‬

‫والتدين الشبابي كقيمة اجتماعية ليس بعيدا عن قيم الشباب وثقافته من األزمة وهاجس‬
‫الشك فيما يخص األخالق والقيم بصفة عامة‪ ،‬وشأنه شأن ينطوي على تناقضات وازدواجيات‬
‫تنوع المرجعيات والوجهات المعيارية مع تشكيلة قيم متنافرة ال تأبه كثي ار بتجانس منظومتها‪،‬‬
‫أو البحث عن أصولها مادامت تحقق الحاجات الذاتية‪ ،‬وتبدو الظاهرة االسالموية الحالية ذاتية‬
‫المنزع ومتمركزة أكثر في نطاق الحياة الخاصة‪ ،‬إنها تطرح بشكل جديد قضية التوفيق الممكن‬
‫لتجديد ما هو تقليدي مع نمط من الفردانية فهي‪" :‬حركة مزدوجة تجمع فردنة الدين مع عولمته‬
‫الموسعة كونيا عرضا وتسويقا لتكون متاحة للجميع‪ ،‬فتخول إمكانية التدين الفردي حسب‬
‫الطلب"‪.‬‬

‫ومن وراء هذا ال يمكن أن نتكلم عن االزدواجيات واألزمة القيمية واالرتباك المعياري حين يتم‬
‫الجمع بين الثقافة الدينية والثقافة العصرية المتساهلة أخالقيا‪ ،‬وانما ينبغي في تقديرنا أن ننظر‬
‫من اآل ن فصاعدا إلى أن ما يحدث هو انتقال ضمني وتدريجي من نموذج تنشئة معيارية‬
‫موكلة إلى المؤسسات االجتماعية إلى تنشئة استراتيجية تستند إلى تعلم مستمر الستراتيجيات‬
‫معرفية تمكن الفرد من قراءة األوضاع التي يوجد فيها‪ ،‬ويؤولها باعتبارها اختبارات ومشاكل‪.‬‬

‫بهذا المعنى لم تعد وحدة الفرد المتجانسة تنجم عن المجتمع وعن مؤسساته عن طريق‬
‫التنشئة االجتماعية‪ ،‬بقدر ما تنبع من نشاط الفرد وما تمليه عليه الذات‪ ،‬أو نزعاته الفردية في‬
‫تكوين توجهاته وسلوكاته وتبريرها وفق عوالم معيارية متعددة‪.‬‬

‫‪-6‬االغتراب عن الذات‪ :‬إحساس الفرد وشعوره بتباعده عن ذاته ويمثل هذا البعد النتيجة‬
‫النهائية لألبعاد األخرى‪ ،‬إن صعوبات وضع تحليل شامل وعام لهذا االصطالح يتفق مع‬
‫الحاجة النظرية لوضع أسس فكرية للبحث االجتماعي تنعكس في حقيقة استعمال هذا‬

‫‪ 1‬حليم بركات‪ ،‬المجتمع العربي في القرن العشرين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.529‬‬


‫‪45‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫االصطالح من قبل عدة مواضيع إنسانية كعلم االجتماع‪ ،‬والفلسفة السياسية واالجتماعية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والتحليل النفساني والفلسفة الوجودية‪.‬‬

‫وهناك صعوبة أخرى متعلقة باستعمال هذا االصطالح وهي أن موضوع االغتراب متصل‬
‫بعلم االجتماع لعالقته بتفسير أنواع السلوك االجتماعي‪ ،‬لكن هذا التفسير يتسم بالالموضوعية‬
‫وبالعجز في توضيح القيمة العلمية لدراسات السلوك االجتماعي‪ ،‬كما يستعمل هذا االصطالح‬
‫في شرح ظواهر التعصب العنصري‪ ،‬المرض العقلي‪ ،‬الوعي الطبقي‪ ،‬الصراع الصناعي‬
‫والصراع السياسي‪.‬‬

‫‪-7‬االغتراب االستهالكي‪ :‬تناول "ايريك فروم" االغتراب االستهالكي من خالل نقطتين‬


‫رئيسيتين األولى تخص طريقة الحصول على األشياء‪ ،‬أما الثانية فتتعلق بانفصال حاجاتنا‬
‫البشرية عن األشياء التي نستهلكها‪ ،‬فإذا كنت أتوفر على المال أستطيع أن أشتري لوحة فنية‬
‫جميلة وباهظة الثمن مع أني ال أتوفر على أي حس نقدي للفن‪ ،‬إن مجرد ملكية المال تمنح‬
‫الفرد حق الحصول على أي شيء يريده والتصرف به كما يشاء‪ ،‬وبذلك هو يسعى إلى تحقيق‬
‫‪2‬‬
‫وجوده بقدر ما يستهلك‪ ،‬أنا موجود بقدر ما أستهلك وما أملك‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مراحل االغتراب‪ :‬لالغتراب عدة مراحل هي‪:‬‬

‫‪-1‬مرحلة التهيؤ لالغتراب‪ :‬ونستطيع أن نميز ثالثة مظاهر متتابعة لالغتراب وهي‪ :‬العجز‪،‬‬
‫الالمعنى‪ ،‬الالمعيارية‪ .‬فعندما يشعر الفرد بالعجز إزاء ظروف الحياة والمواقف االجتماعية‪،‬‬
‫فال بد أن تتساوى معاني األشياء لديه‪ ،‬بل وأن تفقد معانيها أيضا‪ ،‬وتبعا لذلك فال معايير‬
‫يمكن أن تحكمه‪ ،‬وال قواعد يمكن أن ينتهي إليها ويقف عندها‪.‬‬

‫‪-2‬مرحلة النفور الثقافي‪ :‬وهذه المرحلة تقوم على رفض الثقافة الختيارات األفراد للقيم السائدة‪،‬‬
‫والتناقض القائم بين ما هو واقعي وما هو مثالي‪ ،‬وما يترتب عليه من صراع األهداف‪.‬‬

‫‪ 1‬حسن حماد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.129‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.199‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫‪-3‬وفي هذه المرحلة يكون الفرد معزوال على المستويين العاطفي والمعرفي عن رفقائه اذ ينظر‬
‫‪1‬‬
‫إليهم على أنهم غرباء‪ ،‬وعند هذه النقطة يكون مهيأ للدخول المرحلة الثالثة‪.‬‬
‫‪-4‬مرحلة التكيف المغترب أو العزلة االجتماعية ‪ :‬وفي هذه المرحلة يحاول الفرد أن يتكيف‬
‫مع الموقف أو يتوافق معه بعدة طرق منها‪:‬‬
‫‪ -‬االندماج الكامل والمسايرة والخضوع لكل المواقف‪ ،‬أي أن يتخذ المرء موقفا سلبيا‪.‬‬
‫‪ -‬التمرد والثورة واالحتجاج‪ ،‬أي أن يتخذ المرء موقفا إيجابيا نشطا‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتخذ الفرد موقف الرافض لألهداف الثقافية والمؤيد للوسائل المجتمعية‪ ،‬وبذلك على حد‬
‫تعبير هؤالء الباحثين فإن الفرد في هذه الحالة يقف بإحدى قدميه داخل النسق االجتماعي‬
‫‪2‬‬
‫واألخرى خارجه‪ ،‬مما يحيله في نهاية األمر إلى إنسان هامشي‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬مواقع التواصل االجتماعي ودورها في تنمية شعور االغتراب عند الشباب‪:‬‬
‫اإلنسان المغترب هو اإلنسان الذي ال يحس بفاعليته وال أهميته وال وزنه في الحياة‪ ،‬وانما‬
‫يشعر بأن العالم (الطبيعة‪ ،‬االخرين‪ ،‬وحتى ذاته) غريب عنه‪ ،‬فعالقة اإلنسان المغترب بالحياة‬
‫االجتماعية مثل عالقة اإلنسان البدائي بالصنم يصنعه ثم يفضله على نفسه‪ ،‬فهو يفقد ذاته‬
‫في نشاطاته االجتماعية‪ ،‬وال يحقق إمكاناته واستعداداته بل يخسرها‪.‬‬
‫وتتجه التربية باألبناء في العالم العربي ال إلى تحقيق طموحاتهم وصقل مواهبهم وانما إلى‬
‫قولبتهم بالشكل الذي يرضي الكبار‪ ،‬فمواد الدراسة ال تلتقي مع اهتماماتهم‪ ،‬ومنهج الدراسة‬
‫بعيد كل البعد عن التجربة الحسية‪ ،‬والنظام االجتماعي يقدم لهم باعتباره معطى غير قابل‬
‫للنقد أو التغيير أو المناقشة‪.‬‬
‫أما اغتراب الشباب العربي يكمن في حقيقة موضوعية هي أن شبكة العالقات والتنظيمات‬
‫االجتماعية التي يرتبطون بها ال تقوم على أساس تقدير موضوعي سليم لظروفهم واهتماماتهم‬
‫وامكاناتهم‪ ،‬وال يسير العمل فيها بحيث يحقق مصالحهم ويرضي طموحاتهم‪.‬‬

‫‪1‬رنا خالد‪ ،‬معنى االغتراب ‪ ...‬واالغتراب الثقافي‪ ،‬حمل من الموقع‪ ،www.algardenia.com :‬يوم‪ ،2020/08/25 :‬على الساعة‪.20:00 :‬‬
‫‪ 2‬ايمان نوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.210‬‬
‫‪47‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫وتلعب وسائل اإلعالم والتي من أهمها وسائل التواصل االجتماعي دو ار كبي ار في تشكيل‬
‫ثقافة اإل نسان المعاصر‪ ،‬حيث زالت الحدود أمام ثقافة الصورة فازدادت سلطتها ونفوذها حيث‬
‫‪1‬‬
‫أصبحت تمثل تهديدا للخصوصيات الثقافية الحالية‪.‬‬
‫كما يتمثل التأثير المباشر الستخدام مواقع التواصل االجتماعي على منظومة القيم في‬
‫العمل على تفتيت نظام القيم‪ ،‬وتقيم على أنقاضه منظومة جديدة من المعايير تمجد قيمة‬
‫البراغماتية واألنانية‪ ،‬وتعلي وتستهوي الغرائز وتأنى على القيم اإلنسانية‪ ،‬فما تنتجه عولمة‬
‫القيم االغتراب الثقافي‪ ،‬بحيث ال تصبح تعبي ار عن المحيط االجتماعي‪ ،‬فهذه المواقع تروج‬
‫ثقافة الملكية الفردية والروح الفردية وتشجع على الجشع واالنتهازية والوصول إلى الهدف بكل‬
‫الطرق وتسعى إلى الربح وسحق المنافسين من خالل االحتكار‪ ،‬والترويج إلى أن مظاهر‬
‫الثقافة الغربية وعادات وتقاليد الغرب شكل من أشكال التقدم‪ ،‬مما سبب في التبعية والتقليد‬
‫األعمى حتى في أبسط أمور الحياة االجتماعية اليومية‪ ،‬مما يؤدي بعد فترة من الزمن إلى‬
‫انفصام ثقافي‪ ،‬حيث يترتب عليه تخلي الكثير من المجتمعات ذات الجذور التاريخية عن تراثها‬
‫وتقاليدها وقيمها‪ ،‬واستبدالها بنماذج ثقافية سلوكية واجتماعية غربية مما يؤدي إلى الذوبان‬
‫الثقافي الذي يمثل خط ار دائما على حاضر ثقافة المجتمعات ومستقبلها مما يترتب عنها إزالة‬
‫‪2‬‬
‫الخصوصيات وفقدان الهويات الوطنية‪.‬‬

‫‪ 1‬صالح أبو أصبع‪ ،‬شبابنا واالغتراب الثقافي‪ ،‬حمل من الموقع‪ ، www.opinion albayan.ae:‬يوم‪ ،2020/08/24 :‬على الساعة‪.20:00 :‬‬
‫‪ 2‬نوال بركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.282‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية االغتراب وأهم أبعاده‬

‫الخالصة‪:‬‬
‫يعد االغتراب ظاهرة عامة غير أن الباحثين أكدوا اقترانها بفئة الشباب‪ ،‬وذلك لحساسية‬
‫هاته المرحلة وما تتميز به من اندفاع وتأثرهم السريع بالتغيرات المحيطة‪ ،‬ويعتبر االغتراب‬
‫الثقافي أحد أهم أنواع االغتراب حيث يظهر في مجموعة أحاسيس ينجر عنها سلوكيات كالعزلة‬
‫والتمرد على الثقافة السائدة في المجتمع ورفض القيم والضوابط المجتمعية التي تشكل قيود‬
‫بالنسبة للشاب المغترب‪ ،‬ومما زاد من شيوع االغتراب الثقافي عند الشباب هو تزايد استخدام‬
‫مواقع التواصل االجتماعي التي لعبت دو ار حيويا في إدخال الثقافات الغربية وسرعة تبنيها من‬
‫قبل فئة الشباب التي وجدت في هذه المواقع المالذ والهروب من الواقع االجتماعي الذي ال‬
‫تزال قيود العرف والعادات والتقاليد تسيره‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مجاالت الدراسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عينة الدراسة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أدوات جمع البيانات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الدراسة الميدانية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬األساليب اإلحصائية المستخدمة‪.‬‬


‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫بعد التطرق للفصول النظرية للدراسة الحالية التي هي بعنوان‪ :‬عالقة استخدام مواقع‬
‫التواصل االجتماعي باالغتراب الثقافي عند الشباب‪ ،‬بداية من إشكالية البحث وفرضيات‬
‫الدراسة وابراز أهمية وأهداف الدراسة وعرض الدراسات السابقة‪ ،‬والتطرق لمفاهيم الدراسة‬
‫وصياغتها اجرائيا‪ ،‬ومن بعدها تناولنا متغيري الدراسة بشكل من التفصيل والتعرف عن دور‬
‫مواقع التواصل االجتماعي في تنمية شعور االغتراب عند الشباب‪.‬‬

‫ولتدعيم الجانب النظري للدراسة كان البد من التطرق للجانب التطبيقي الذي يمكننا من‬
‫الوصول إلحصائيات وأرقام واقعية عن الظاهرة محل الدراسة‪ ،‬يمكن من خاللها اإلجابة عن‬
‫تساؤالت الدراسة‪ .‬ومنه سنتطرق في هذا الفصل مجاالت الدراسة‪ ،‬عينة الدراسة‪ ،‬أدوات جمع‬
‫البيانات‪ ،‬والدراسة الميدانية واألساليب اإلحصائية المستخدمة للدراسة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬

‫أوال‪ :‬مجاالت الدراسة‪:‬‬

‫تمثلت مجاالت الدراسة الحالية فيما يلي‪:‬‬

‫‪–1‬المجال المكاني للدراسة‪ :‬يتطلب كل بحث ميداني التعريف بالمجال المكاني الذي تم في‬
‫اطاره هذه الدراسة‪ ،‬وقد تم اختيار جامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي‪ ،‬وبالتحديد كلية العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ .‬حيث مرت جامعة الشهيد حمة لخضر بخمسة مراحل بداية من ‪1995‬‬
‫الى غاية ‪.2014‬‬

‫‪-‬المرحلة األولى ‪:1998-1995‬‬

‫أنشأت ملحقة المعهد الوطني للتجارة بالوادي بموجب قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 03‬جوان‬
‫‪ 1995‬وانطلقت الدراسة ألول مرة خالل الموسم الجامعي ‪ 1996/1995‬كنواة جامعية أولى‬
‫بوالية الوادي مقرها ثانوية تكسبت أين ظلت لموسمين حتى تم تحويلها الى مركز الشهداء سنة‬
‫‪1999‬أين درست بها شعبة العلوم التجارية بتخصصين‪:‬‬

‫‪-‬إدارة أعمال بداية من الموسم الجامعي‪.1998/1997‬‬

‫‪-‬تجارة دولية بداية من الموسم الجامعي ‪.1999/2000‬‬

‫‪-‬المرحلة الثانية ‪:2001/1998‬‬

‫إضافة الى ملحقة المعهد الوطني للتجارة التابعة للمعهد الوطني للتجارة ببن عكنون استفادت‬
‫والية الوادي من فتح فرع العلوم القانونية واإلدارية في الموسم ‪ 1999/1998‬ومعهد األدب‬
‫العربي في الموسم ‪ 2000/1999‬والتابعين لجامعة محمد خيضر ببسكرة ليتشكل الملحق‬
‫الجامعي بالوادي‪.‬‬

‫‪-‬المرحلة الثالثة ‪:2012/2001‬‬

‫أنشأ المركز الجامعي بالوادي سنة ‪ 2001‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 01/277‬المؤرخ في‬
‫‪ 18‬سبتمبر‪ 2001‬حيث تحول الملحق الجامعي الى مركز جامعي يحوي‪:‬‬

‫‪-‬معهد اآلداب واللغات‪.‬‬


‫‪51‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬

‫‪-‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪.‬‬

‫‪-‬معهد العلوم والتكنولوجيا‪.‬‬

‫‪-‬معهد العلوم االجتماعية واإلنسانية‪.‬‬

‫‪-‬المرحلة الرابعة‪: 2014-2012‬‬

‫أنشئت جامعة الوادي بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 243-12‬والمؤرخ في ‪ 4‬جوان ‪2012‬‬
‫وتضم‪:‬‬

‫‪ -‬كلية العلوم والتكنولوجيا‪ – .‬كلية اآلداب واللغات‪.‬‬


‫‪ -‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ – .‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪.‬‬
‫‪ -‬كلية علوم الطبيعة والحياة‪ – .‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪.‬‬

‫‪-‬المرحلة الخامسة من ‪ 2014‬إلى يومنا هذا‪:‬‬

‫تم تسمية جامعة الوادي بجامعة الشهيد حمة لخضر تبعا للمقرر رقم ‪ 14/01‬مؤرخ في ‪29‬‬
‫ذي الحجة ‪ 1435‬الموافق ‪ 23‬أكتوبر ‪ 2014‬المتضمن تكريس تسمية مؤسسات جامعية‪،‬‬
‫حيث لم تزل الجامعة في تطور الى أن وصلت في الموسم الجامعي ‪ 2016/2015‬الى تعداد‬
‫من الطلبة يفوق ‪ 20000‬مع ما يزيد عن ‪ 700‬أستاذ مقسمين عبر سبعة كليات ومعهد للعلوم‬
‫اإلسالمية‪:‬‬

‫‪ -‬كلية العلوم والتكنولوجيا – كلية اآلداب واللغات‪.‬‬


‫‪ -‬كلية العلوم الدقيقة – كلية العلوم االقتصادية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬كلية علوم الطبيعة والحياة – كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪.‬‬

‫( ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪ ،‬نبذة تاريخية عن جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬حمل من الموقع‪ .http://www.univ-eloued.dz :‬بتاريخ‪ ، 2020/07/25‬على‬ ‫‪1‬‬

‫الساعة‪.9:30 :‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬

‫‪ -2‬المجال الزمني للدراسة‪ :‬ويقصد به الفترة التي قضيت في اجراء الدراسة الميدانية‪ ،‬وقد تم‬
‫تقسيمها إلى مراحل‪:‬‬

‫‪-‬المرحلة األولى‪ :‬تمثلت في االتصال بإدارة كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية من أجل‬
‫الحصول على عدد واحصائيات طلبة السنة أولى ماستر علم اجتماع‪ ،‬وتم االتصال يوم ‪16‬‬
‫أوت ‪ 2020‬وتم الرد يوم ‪ 19‬من نفس الشهر‪.‬‬

‫‪-‬المرحلة الثانية‪ :‬يوم ‪ 20‬أوت ‪ 2020‬أين تم إعداد استبيان الدراسة‪ ،‬وبسبب الوضع الصحي‬
‫الراهن الذي يمر به العالم اليوم لم نستطع القيام بالنزول إلى الميدان‪ ،‬وتم االكتفاء بوضع‬
‫تصور عن الدراسة والخاتمة‪.‬‬

‫‪ -3‬المجال البشري للدراسة ‪ :‬يشير المجال البشري إلى تحديد وحدات المجتمع األصلي‬
‫للدراسة وهو جميع األفراد الذين يكونون موضوع مشكلة البحث‪ ،1‬وتمثل المجال البشري في‬
‫‪ 108‬طالب من طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪ ،‬موزعين كاآلتي‪:‬‬

‫عدد الطلبة‬ ‫التخصص‬


‫‪ 44‬طالب‬ ‫علم اجتماع تنظيم وعمل‬
‫‪ 38‬طالب‬ ‫علم اجتماع التربية‬
‫‪ 26‬طالب‬ ‫علم اجتماع االتصال‬
‫‪ 108‬طالب‬ ‫المجموع‬
‫الجدول ‪ :01‬يمثل عدد الطلبة حسب التخصص‬

‫ثانيا‪ :‬عينة الدراسة‪:‬‬

‫تعتبر العينة جزء هام في نجاح البحث العلمي وذلك اعتمدت ألنها‪" :‬جزء من المجتمع‬
‫حيث تتوافر في هذا الجزء خصائص المجتمع نفسها"‪ ،2‬وقد تم االعتماد على العينة القصدية‬

‫‪ 1‬نادية عيشور وآخرون‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم االجتماعية‪ ،‬مؤسسة حسين راس الجبل للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.226‬‬
‫‪ 2‬عمار بوحوش وآخرون‪ ،‬منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم االجتماعية‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬ألمانيا‪ ،2019 ،‬ص‪.66‬‬
‫‪53‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬

‫ألنها أكثر مالئمة لهاته الدراسة‪ ،‬وهي العينة التي يستخدم فيها الباحث الحكم الشخصي على‬
‫أساس أنها هي األفضل لتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬ومنه ينتقي الباحث أفراد عينته بما يخدم‬
‫‪1‬‬
‫أهداف الدراسة وبناءا على معرفته‪.‬‬

‫وقد تم اختيار ‪ 50%‬من المجتمع األصلي للدراسة‪ ،‬حيث مثلت نسبة العينة ‪ 54‬طالب‬
‫من طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع ممن يستخدمون مواقع التواصل االجتماعي‪ .‬وتم‬
‫اختيارهم وفق المعادلة اآلتية‪:‬‬

‫‪ 54 = 100 / 50 * 108‬مفردة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أدوات جمع البيانات‪:‬‬

‫يحتاج الباحث إلى أدوات معينة لجمع البيانات المطلوبة لدراسته من أجل تحقيق الدقة‬
‫والموضوعية‪ ،‬وتختلف هذه األدوات باختالف طبيعة المشكلة واألهداف التي تسعى إلى‬
‫تحقيقها‪ ،‬ولذلك قمنا في هذه الدراسة باالعتماد على‪:‬‬

‫‪-1‬االستبيان‪ :‬وهو عبارة عن مجموعة من األسئلة المرتبة حول موضوع معين‪ ،‬يتم وضعها‬
‫في استمارة لألشخاص المعنيين بالبريد أو يجري تسليمها باليد تمهيدا للحصول على أجوبة‬
‫‪2‬‬
‫عن األسئلة الواردة فيها‪.‬‬

‫وبواسطتها يمكن التوصل إلى حقائق جديدة عن الموضوع‪ ،‬ونظ ار لطبيعة الموضوع وهو‬
‫استخدام مواقع التواصل االجتماعي وعالقته باالغتراب الثقافي عند الشباب توجب االستعانة‬
‫بأداة االستبيان‪ ،‬بحيث تضمن ‪ 28‬بندا‪ ،‬موزعة على محورين كالتالي‪:‬‬

‫المحور األول‪ :‬البيانات الشخصية من (‪ )2-1‬الجنس والسن‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬عالقة استخدام موقع الفيس بوك باالغتراب الثقافي لدى أفراد العينة‬

‫‪1‬نادية عيشور وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.240‬‬


‫‪ 2‬موريس انجلز‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية‪ ،‬ترجمة‪ ،‬سعيد سبعون وآخرون‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬قسنطينة‪ ،2006 ،‬ط‪ ،2‬ص‪.322‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬

‫‪ -‬من(‪ )12-3‬العزلة االجتماعية ومن بين البنود نجد‪( :‬ال أشعر بالعزلة عند استخدام موقع‬
‫الفيس بوك‪-‬أستمتع بالجلوس بمفردي عند استخدام موقع الفيس بوك‪ -‬استخدامي لموقع الفيس‬

‫بوك عزز من تواصلي مع عائلتي)‪.‬‬


‫‪ -‬من(‪ )22-13‬الالمعيارية وكان من بين البنود ما يلي‪( :‬جعلني الفيس بوك ال أتبع معايير‬
‫وقيم المجتمع الذي أعيش فيه‪-‬جعلني الفيس بوك أشعر بالرفض لبعض قيمنا الثقافية‪-‬جعلني‬
‫موقع الفيس بوك أفقد بعض من القيم األخالقية)‪.‬‬

‫‪ -‬من(‪ )30-23‬التمرد وكانت البنود كاآلتي‪( :‬الفيس بوك جعلني أعتقد أن المجتمعات التي‬
‫ال تخضع للقيم االجتماعية تنعم بالحرية‪-‬أعارض كثي ار طريقة االحتفاالت في عائلتي‪-‬تقاليد‬
‫المجتمع من دواعي السخرية بالنسبة لي)‪.‬‬

‫‪-2‬المقابلة‪ :‬وتعرف أنها تفاعل لفظي يتم عن طريق موقف مواجهة يحاول فيه الشخص القائم‬
‫بالمقابلة أن يستثير معلومات أو آراء أو معتقدات شخص آخر أو أشخاص آخرين للحصول‬
‫‪1‬‬
‫على بعض البيانات الموضوعية‪.‬‬

‫بسبب الوضع الصحي الراهن وعدم قدرتنا على النزول للميدان استعنا بأداة المقابلة‪ ،‬وذلك‬
‫عن طريق االتصال بعينة الدراسة عن طريق الهاتف أو عن طريق الفيس بوك للحصول على‬
‫االجابة عن بعض األسئلة التي تم انتقائها من االستبيان‪ ،‬وذلك من أجل وضع تصور عام‬
‫للدراسة الحالية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الدراسة الميدانية‪:‬‬

‫هدفت الدراسة الحالية التي هي بعنوان عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي باالغتراب‬
‫الثقافي عند الشباب إلى الكشف عن العالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي واالغتراب‬
‫الثقافي عند الشباب‪ ،‬وكان من المفترض القيام بدراسة ميدانية بجامعة الشهيد حمة لخضر بكلية‬

‫‪ 1‬نادية عيشور وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.330‬‬


‫‪55‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬

‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية على عينة من طلبة سنة أولى ماستر علم‬
‫االجتماع‪ ،‬إال أنه مع الوضع الصحي العالمي الراهن الذي فرض علينا عدم النزول للميدان‪.‬‬

‫تم اللجوء إلى القيام ببعض المقابالت عن طريق الهاتف والفيس بوك مع بعض طلبة سنة‬
‫أولى ماستر علم االجتماع‪ ،‬والذين كان أغلبهم من فئة االناث‪ ،‬من أجل التعرف على العالقة‬
‫بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي واالغتراب الثقافي عند عينة الدراسة‪ ،‬وكان ذلك من‬
‫تاريخ ‪ 12‬أوت ‪ 2020‬إلى غاية ‪ 06‬سبتمبر ‪ ،2020‬واألسئلة التي تم طرحها كانت مستقاة من‬
‫االستبيان‪ ،‬ومن خالل اإلجابات المتحصل عليها يمكن اإلجابة عن تساؤالت الدراسة المطروحة‪،‬‬
‫ألن اإلجابة عن فرضيات الدراسة يتطلب اختبارها وذلك لن يكون إال عن طريق النزول للميدان‬
‫والحصول على بيانات والقيام باختبار كل فرضية بما يوافقها من اختبارات إحصائية‪ ،‬وكما‬
‫أوضحنا بسبب الوضع الصحي الراهن لم نستطع النزول للميدان لذلك سنكتفي باإلجابة عن‬
‫تساؤالت الدراسة فقط والتي جاءت كالتالي‪:‬‬

‫‪ -7‬ما عالقة كل من متغير (الجنس‪-‬السن) باالغتراب الثقافي عند طلبة سنة أولى ماستر علم‬
‫االجتماع؟‬
‫‪ -8‬هل توجد عالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي والعزلة االجتماعية عند طلبة سنة‬
‫أولى ماستر علم االجتماع؟‬
‫‪ -9‬هل توجد عالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي والتمرد عند طلبة سنة أولى ماستر‬
‫علم االجتماع؟‬
‫‪ -10‬هل توجد عالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي وانتشار القيم الالمعيارية عند‬
‫طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع؟‬
‫وكانت اإلجابة عن التساؤالت كاآلتي‪:‬‬

‫‪-1‬هناك عالقة بين كل من متغيري (الجنس‪-‬السن) واالغتراب الثقافي عند عينة الدراسة‪ ،‬ألن‬
‫المجال المكاني للدراسة تمثل في طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪ ،‬وأغلب الطلبة من‬
‫منطقة الوادي‪ ،‬أي منطقة الزالت العادات والتقاليد والعرف متحكم في أهلها‪ ،‬كذلك الحرية التي‬
‫يتمتع بها الذكور ليست نفسها التي تتمتع بها اإلناث‪ ،‬وهذا بدوره يخلق فارق في درجة التأثير‬
‫‪56‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬

‫بسبب استخدام مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وما تحاول هذه المواقع من زرعه من أفكار‬
‫ومعتقدات دخيلة عن ثقافة عينة الدراسة التي تستخدم مختلف مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫وحتى عند تأثر فئة اإلناث بهذه الثقافات فهي تبقى حبيسة أفكارهن وتطبيقها على الواقع‬
‫يكون محدود عكس فئة الذكور الذين يتمتعون بحرية أكبر‪ ،‬وهذا بدوره يؤثر على طبيعة‬
‫العالقة بين متغير الجنس واالغتراب الثقافي عند عينة الدراسة‪.‬‬

‫كذلك األمر بالنسبة للسن كما هو معروف أن طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع ليست‬
‫أعمارهم كلها بنفس السن‪ ،‬فهناك طلبة من تجاوز عمرهم ‪ 40‬سنة‪ ،‬فتفكير الشخص الذي‬
‫يبلغ ‪ 40‬سنة وأكثر غير تفكير الشخص الذي هو في ‪ 30‬سنة وغير تفكير الشخص الذي‬
‫في ‪ 20‬سنة‪ ،‬وهذا ما ينطبق على عينة الدراسة أي كلما كان عمر طالب سنة أولى ماستر‬
‫صغير كلما كان التأثر بالثقافة الدخيلة أكبر ألنه ال يزال في مرحلة االكتشاف والبحث عن‬
‫كل ما هو جديد ويحاول تجربة ما هو غير معروف سابقا لديه‪ ،‬وهذا ما يسرع من حدوث‬
‫اغتراب ثقافي لديه‪.‬‬

‫‪-2‬توجد عالقة ارتباطية سلبية ذات داللة إحصائية بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫والشعور بالعزلة االجتماعية عند طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪.‬‬

‫‪-3‬توجد عالقة ارتباطية سلبية ذات داللة إحصائية بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫وزيادة التمرد عند طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪.‬‬

‫‪-4‬توجد عالقة ارتباطية سلبية ذات داللة إحصائية بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫وانتشار القيم الالمعيارية عند طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬األساليب اإلحصائية المستخدمة في الدراسة‪:‬‬

‫كان من المفروض بعد جمع البيانات النظرية والكمية التي كنا سنحصل عليها من‬
‫االستبيان‪ ،‬تتم معالجة هاته البيانات احصائيا من أجل تدعيم الجانب النظري للدراسة‪ ،‬حيث‬
‫تساعد األساليب اإلحصائية على تقديم طابع علمي لموضوع دراستنا‪ ،‬الذي هو بعنوان عالقة‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬

‫استخدام مواقع التواصل االجتماعي باالغتراب الثقافي عند الشباب‪ ،‬حيث ستتم معالجة البيانات‬
‫المتحصل عليها وفق برنامج الرزم اإلحصائية ‪ ،spss‬وتم استخدام االختبارات اإلحصائية‬
‫اآلتية وهي‪:‬‬

‫أ‪-‬التك اررات والنسبة المئوية لوصف خصائص عينة الدراسة‪.‬‬

‫ب‪-‬معامل االرتباط بيرسون لقياس العالقة اإلحصائية أو االرتباط بين متغيري فروض الدراسة‬
‫الحالية التي كانت كاآلتي‪:‬‬

‫‪-‬توجد عالقة ارتباطية سلبية ذات داللة إحصائية ترجع لمتغيري (الجنس‪-‬السن) واالغتراب‬
‫الثقافي عند طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪.‬‬

‫‪-‬توجد عالقة ارتباطية سلبية ذات داللة إحصائية بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫والشعور بالعزلة االجتماعية عند طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪.‬‬

‫‪ -‬توجد عالقة ارتباطية سلبية ذات داللة إحصائية بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫وزيادة التمرد عند طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪.‬‬

‫‪ -‬توجد عالقة ارتباطية سلبية ذات داللة إحصائية بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫وانتشار القيم الالمعيارية عند طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الخاتمـــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫تعتبر مواقع التواصل االجتماعي من أهم مظاهر تطور تكنولوجيات االعالم واالتصال‪،‬‬
‫حيث أفرزت لنا مجتمعات افتراضية تشبه المجتمعات الواقعية‪ ،‬جذبت إليها مختلف شرائح‬
‫المجتمع وخاصة الشباب‪ ،‬وما يميز هاته المجتمعات االفتراضية هو أنه تحكمه قيم مختلفة‬
‫عن القيم الموجودة في العالم الواقعي‪ ،‬واتساع مجال الحرية حيث يمارس الفرد ما عجز عن‬
‫ممارسته في الواقع سلبا أو إيجابا‪.‬‬

‫وقد كان لها التطور التكنولوجي آثا ار واضحة على المجتمع البشري نتيجة انفتاح‬
‫المجتمعات على بعضها دون قيود‪ ،‬خلف هذا التطور عدة مظاهر ثقافية واجتماعية وحالة من‬
‫التباعد واالستالب‪ ،‬ولعل أخطرها االغتراب الثقافي‪.‬‬

‫وهذه الدراسة التي هي بعنوان عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي باالغتراب الثقافي‬
‫عند ط لبة السنة األولى ماستر علم االجتماع بجامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي‪ ،‬جاءت‬
‫كمحاولة للتوعية والحد من تأثيرات مواقع التواصل االجتماعي حيث توصلت إلى أن مواقع‬
‫التواصل االجتماعي لها دور كبير في شيوع االغتراب الثقافي عند فئة الشباب وأكدت أنه كلما‬
‫كان العمر أقل كانت درجة التأثير أكبر وحصول االغتراب أسرع‪ ،‬كما أن حدوث االغتراب‬
‫عند فئة اإلناث أقل بالمقارنة مع الذكور نظ ار ألن فئة الذكور تتمتع بحرية أكبر من فئة اإلناث‬
‫وذلك يرجع للمجتمع المحافظ الذي يعيشون فيه‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪-‬القرءان الكريم‪:‬‬

‫‪ -1‬البقرة (اآلية ‪.)191‬‬

‫‪-‬المعاجم والقواميس‪:‬‬
‫‪ -2‬مصطفى‪ .‬إبراهيم واخرون‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،4‬ج‪.2004 ،1‬‬
‫‪ -3‬بودون‪ .‬ر‪ ،‬بوريلو‪ .‬ف‪ ،‬المعجم النقدي لعلم االجتماع‪ ،‬ترجمة سليم حداد‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1986 ،‬‬
‫‪ -4‬محمد بن يعقوب‪ .‬مجد الدين‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬دمشق‪.1998 ،‬‬
‫‪-‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -5‬أحمد قمحية‪ .‬حسان‪ ،‬الفيس بوك تحت المجهر‪ ،‬النخبة للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2017 ،‬‬

‫‪ -6‬انجلز‪ .‬ديفيد‪ ،‬هيوسن‪ .‬جون‪ ،‬مدخل إلى سوسيولوجيا الثقافة‪ ،‬ترجمة لما نصير‪ ،‬المركز العربي‬
‫لألبحاث‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة ‪.2013‬‬
‫‪ -7‬انجلز‪ .‬موريس‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية‪ ،‬ترجمة‪ :‬سبعون‪ .‬السعيد وآخرون‪،‬‬
‫دار القصبة للنشر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ط‪.2006 ،2‬‬
‫‪ -8‬بركات‪ .‬حليم‪ ،‬االغتراب في الثقافة العربية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.2006 ،‬‬
‫‪ -9‬بركات‪ .‬حليم‪ ،‬المجتمع العربي في القرن العشرين‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫بن إبراهيم الشاعر‪ .‬عبد الرحمن‪ ،‬مواقع التواصل االجتماعي والسلوك اإلنساني‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-10‬‬
‫األولى‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2015 ،‬‬
‫بوحوش‪ .‬عمار وآخرون‪ ،‬منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم االجتماعية‪ ،‬المركز‬ ‫‪-11‬‬
‫الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬ألمانيا‪.2019 ،‬‬
‫توفيق عزيز عياد‪ .‬حشمت‪ ،‬االعالم المعاصر بين التشخيص والعالج‪ ،‬دار غيداء للنشر‬ ‫‪-12‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2016 ،‬‬
‫حماد‪ .‬حسن‪ ،‬االنسان المغترب عند أريك فروم‪ .‬دار الكلمة‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬ ‫‪-13‬‬
‫الصفدي‪ .‬مطاع‪ ،‬نقد العقل الغربي‪ ،‬مركز االنماء القومي‪ ،‬بيروت‪.1990 ،‬‬ ‫‪-14‬‬

‫العريشي‪ .‬جبريل‪ ،‬الدوسري‪ .‬سلمى‪ ،‬الشبكات االجتماعية والقيم‪ ،‬الدار المنهجية للنشر‬ ‫‪-15‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2015 ،‬‬
‫علي معمر‪ .‬عبد المومن‪ ،‬مناهج البحث في العلوم االجتماعية‪ ،‬دار الكتاب الوطني‪،‬‬ ‫‪-16‬‬
‫ليبيا‪.2000 ،‬‬

‫عماد مكاوي‪ .‬حسن‪ ،‬حسين السيد‪ .‬ليلى‪ ،‬االتصال ونظرياته المعاصرة‪ ،‬الدار المصرية‬ ‫‪-17‬‬
‫اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪.1998 ،‬‬
‫عيشور‪ .‬نادية وآخرون‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم االجتماعية‪ ،‬مؤسسة حسين‬ ‫‪-18‬‬
‫أرس الجبل للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2017،‬‬
‫فالح‪ .‬عبد الجبار‪ ،‬االستالب‪ ،‬دار الفرابي‪ ،‬لبنان‪.2018 ،‬‬ ‫‪-19‬‬
‫القرضاوي‪ .‬يوسف‪ ،‬ثقافتنا بين االنفتاح واالنغالق‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪.2000 ،‬‬ ‫‪-20‬‬
‫محمد خليفة‪ .‬عبد اللطيف‪ ،‬دراسات في سيكولوجية االغتراب‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر‬ ‫‪-21‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫محمود هتيمي‪ .‬حسين‪ ،‬العالقات العامة وشبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬دار أسامة للنشر‬ ‫‪-22‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2015 ،‬‬
‫ملحم‪ .‬حسام‪ ،‬شبكات االنترنت‪ ،‬دار الرضا للنشر والتوزيع‪ :‬دمشق‪.2003 ،‬‬ ‫‪-23‬‬
‫‪-‬الرسائل واألطروحات‪:‬‬

‫بركات‪ .‬نوال‪ ،‬انعكاسات مواقع التواصل االجتماعي على نمط العالقات االجتماعية‪،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم‪ :‬علم اجتماع االتصال‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫بلعابد‪ .‬عبد القادر‪ ،‬االتجاه نحو العنف وعالقته باالغتراب لدى الشباب في ضوء متغيري‬ ‫‪-25‬‬
‫الثقافة والجنس‪ ،‬أطروحة دكتوراه في علم النفس‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫وهران‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫تالي‪ .‬جمال‪ ،‬التغير القيمي ومظاهر االغتراب في الوسط الجامعي‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم‬ ‫‪-26‬‬
‫في علم االجتماع‪ :‬علم االجتماع التربية‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫حمايدية‪ .‬سارة‪ ،‬الطفل الجزائري وشبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم‬ ‫‪-27‬‬
‫االعالم واالتصال‪ :‬اعالم واالتصال‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة ام البواقي‪.2015 ،‬‬
‫صابر‪ .‬المية‪ ،‬الحمالت االعالنية في باقة ‪ MBC‬ودورها في التوعية الدينية للشباب‪،‬‬ ‫‪-28‬‬
‫رسالة ماجستير في علوم االعالم واالتصال والعالقات العامة‪ :‬تخصص اتصال وعالقات عامة‪،‬‬
‫قسم االعالم واالتصال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪.2010 ،‬‬
‫عبد اهلل‪ .‬عبد اهلل‪ ،‬االغتراب النفسي وعالقته بالصحة النفسية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص‬ ‫‪-29‬‬
‫علم النفس االجتماعي‪ ،‬قسم علم النفس وعلوم التربية واألرطفونيا‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫غضبان‪ .‬غالية‪ ،‬أثر استخدام شبكات التواصل االجتماعي على الهوية الثقافية لدى الطلبة‬ ‫‪-30‬‬
‫الجامعيين في ظل العولمة اإلعالمية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في علوم االعالم واالتصال‪ :‬وسائل االعالم‬
‫والمجتمع‪ ،‬قسم علوم االعالم واالتصال وعلم المكتبات‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫باتنة‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫مراكشي‪ .‬مريم‪ ،‬استخدام شبكات التواصل االجتماعي وعالقته بالشعور بالوحدة النفسية‪،‬‬ ‫‪-31‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص علم النفس االجتماعي‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2014 ،‬‬
‫نومار‪ .‬مريم نريمان‪ ،‬استخدام مواقع الشبكات االجتماعية وتأثيره في العالقات االجتماعية‪،‬‬ ‫‪-32‬‬
‫رسالة ماجستير في علوم االعالم واالتصال‪ :‬االعالم وتكنولوجيا االتصال الحديثة‪ ،‬قسم العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫نوي‪ .‬ايمان‪ ،‬البيئة الرقمية وعالقتها باالغتراب الثقافي عند الطلبة الجامعيين‪ ،‬أطروحة‬ ‫‪-33‬‬
‫دكتوراه علوم في علم االجتماع‪ :‬علم اجتماع االتصال والعالقات العامة‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية‪،‬‬
‫كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬

‫‪-‬المجالت‪:‬‬

‫علي‪ .‬بشرى‪ ،‬مظاهر االغتراب لدى الطلبة السوريين‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‪( ،‬المجلد ‪،24‬‬ ‫‪-34‬‬
‫العدد األول‪.)2008 ،‬‬
‫جديدي‪ .‬زليخة‪ ،‬االغتراب‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪( ،‬العدد الثامن جوان‪،)2012‬‬ ‫‪-35‬‬
‫قسم العلوم االجتماعية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪.‬‬

‫زهير عبد الجواد‪ .‬عالء‪ ،‬االغتراب الثقافي لدى الشباب الجامعي في ضوء العولمة الثقافية‪،‬‬ ‫‪-36‬‬
‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪( ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪.)2012 ،3‬‬
‫‪-‬مواقع ومقاالت االنترنت‪:‬‬
‫( ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ)‪( ،‬نبذة تاريخية عن جامعة الشهيد حمة لخضر)‪ ،‬حمل من الموقع‪:‬‬ ‫‪-37‬‬
‫‪ .http://www.univ-eloued.dz‬بتاريخ‪ .2020/07/25 :‬على الساعة‪.9:30 :‬‬
‫الموقع‪:‬‬ ‫من‬ ‫حمل‬ ‫الثقافي‪،‬‬ ‫واالغتراب‬ ‫شبابنا‬ ‫صالح‪،‬‬ ‫أصبع‪.‬‬ ‫أبو‬ ‫‪-38‬‬
‫‪ ،http://www.opinionalbayan.ae‬بتاريخ‪ ،2020/08/24 :‬على الساعة‪.20:00 :‬‬
‫الموقع‪:‬‬ ‫من‬ ‫حمل‬ ‫الثقافي‪،‬‬ ‫واالغتراب‬ ‫‪...‬‬ ‫معنى االغتراب‬ ‫رنا‪،‬‬ ‫خالد‪.‬‬ ‫‪-39‬‬
‫‪ ،http://www.algardenia.com‬بتاريخ‪ ،2020/08/25 :‬على الساعة ‪.20:00‬‬
‫قساس‪ .‬شروق وآخرون‪ ،‬ظاهرة االغتراب ‪ ...‬الهوة بين الفرد ومجتمعه‪ ،‬حمل من الموقع‪:‬‬ ‫‪-40‬‬
‫‪ ،http://www.syr.res. Com‬بتاريخ‪ ،2020/08/24 :‬على الساعة‪.16:50 :‬‬
‫المالحق‬
‫جامعة الشهيد حمة لخضر‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫قسم العلوم االجتماعية‬

‫تخصص‪ :‬علم اجتماع‬ ‫شعبة‪ :‬علم االجتماع‬


‫االتصال‬

‫استبيان البحث الميداني حول موضوع‬

‫عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي باالغتراب الثقافي عند الشباب‬


‫‪-‬دراسة ميدانية على عينة من طلبة سنة أولى ماستر علم االجتماع بجامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي‪-‬‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫لطيفة عريق‬ ‫شميسة بن الصديق‬

‫في إطار إعداد مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر تخصص علم اجتماع االتصال تحت‬
‫عنوان‪ :‬عالقة استخدام مواقع التواصل االجتماعي باالغتراب الثقافي عند الشباب‬

‫أختي الطالبة‪ ،‬أخي الطالب‪:‬‬

‫نضع في متناولكم هذا االستبيان الذي يتمثل في مجموعة من المحاور‪ ،‬الرجاء منكم اإلجابة‬
‫عنها كاملة‪ ،‬مع العلم أن البيانات الواردة في االستبيان سرية وال تستخدم إال بغرض البحث‬
‫العلمي‪.‬‬

‫الرجاء وضع العالمة (‪ )x‬في الخانة المناسبة‪.‬‬

‫وفي األخير تقبلوا منا فائق الشكر والتقدير على تعاونكم في إنجاز هذا البحث‪.‬‬

‫السنة الدراسية‪.2020/2019 :‬‬


‫المحور األول‪ :‬البيانات الشخصية‪:‬‬

‫‪ -1‬الجنس‪:‬‬
‫‪ -2‬السـ ـ ــن‪:‬‬

‫المحور الثاني‪:‬‬

‫معارض‬ ‫موافق موافق محايد معارض‬ ‫العبارات‬


‫بشدة‬ ‫بشدة‬
‫‪ -3‬ال أشعر بالعزلة عند استخدام موقع الفيس بوك‬

‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزلة االجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتماع ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬


‫‪ -4‬أستمتع بالجلوس بمفردي عند استخدام موقع الفيس بوك‪.‬‬

‫‪ -5‬استخدامي لموقع الفيس بوك عزز من تواصلي مع عائلتي‬

‫‪ -6‬أفضل استخدام الفيس بوك بدال من زيارة أقاربي‬

‫‪ -7‬فقدت أصدقائي الحقيقيين بسبب أصدقاء الفيس بوك‬

‫‪ -8‬لدي أصدقاء افتراضيون عبر الفيس بوك أكثر من أصدقائي في الواقع‬

‫‪ -9‬ال أشارك في المناسبات االجتماعية والثقافية المختلفة بسبب انشغالي‬


‫بالفيس بوك‬
‫‪ -10‬أنزعج عندما تتم دعوتي لمناسبات ثقافية واجتماعية ألنني أفضل‬
‫البقاء على تواصل مع أصدقائي عبر الفيس بوك‪.‬‬
‫‪ -11‬جعلني الفيس بوك متحرر من التزاماتي تجاه المحيطين بي‬

‫‪ -12‬عندما أرى العالم في موقع الفيس بوك أحس أنن ال أنتمي إلى‬
‫مجتمعي‪.‬‬
‫‪ -13‬أحب تقليد السلوكيات الغربية التي أراها في الفيس بوك‬

‫‪ -14‬أفضل اتباع القيم األجنبية التي أراها من خالل الفيس بوك‬

‫‪ -15‬جعلني الفيس بوك ال أتبع معايير وقيم المجتمع الذي أعيش فيه‬

‫‪ -16‬جعلني الفيس بوك أشعر بالرفض لبعض قيمنا الثقافية‬


‫الالم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعيارب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫‪ -17‬جعلني موقع الفيس بوك أفقد بعض من القيم األخالقية‬

‫‪ -18‬أرى أن استخدامي للفيس بوك أثر على قيمي الدينية سلبا‬

‫‪ -19‬مكنني الفيس بوك من أن أنتقد مؤسسات المجتمع وقوانينه‬

‫‪ -20‬عندما استخدم الفيس بوك أحس أنني مقيد في مجتمعي‬

‫‪ -21‬أرى أنني أنشر على الفيس بوك ماال أقوم بي في الواقع‬

‫‪ -22‬أعتقد أن الفيس بوك يلبي رغبات الشباب‬


‫‪ -23‬الفيس بوك جعلني أعتقد أن المجتمعات التي ال تخضع للقيم‬
‫االجتماعية تنعم بالحرية‬
‫‪ -24‬أعارض كثي ار طريقة االحتفاالت في عائلتي‬

‫‪ -25‬تقاليد المجتمع من دواعي السخرية بالنسبة لي‬

‫‪ -26‬لكي يواكب اإلنسان الحضارة عليه مخالفة الضوابط‬

‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد‬


‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -27‬أفضل تقليد المشاهير عبر الفيس بوك غير مبال باألعراف‬
‫السائدة‪.‬‬
‫‪ -28‬أنتمي للمجموعات على فيس بوك الناقدة لثقافة مجتمعي‬

‫‪ -29‬أختار أصدقائي في الفيس بوك على أساس مخالفة عادات‬


‫المجتمع‪.‬‬
‫‪ -30‬أكره أن يتدخل أحد في شؤوني‪.‬‬

You might also like