Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 50

‫َم نْت ُس مَّل الَّتوِف يق‬

‫للعالمة الشيخ عبد هللا بن احلسني بن طاهر بن محمد ابن هامش ابعلوى رمحه هللا آمني‬

‫‪Tebuireng7.com|2018‬‬
‫‪2‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العالمين وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك‬

‫ل ه وأش هد أن محم دا عب ده ورس زله ص لى هللا علي ه وس لم‬

‫وعلى أله وصحبه والتابعين‪ .‬أما بعد‪:‬‬

‫فهذا جزء لطي ف يس ره هللا تع الى فيم ا يجب تعلم ه وتعليم ه‬

‫والعم ل ب ه للخ اص والع ام‪ .‬وال واجب م ا وع د هللا فاعل ه‬

‫ب الثواب وتوّع د تارك ه بالعق اب‪ .‬وس ميته س ّلم التوفي ق إلى‬

‫محبة هللا على التحقيق‪ .‬أس أل هللا الك ريم أن يجع ل ذل ك من ه‬

‫وله وفيه وإليه وموجبا للق ربى وال زلفى لدي ه وأن يوف ق من‬

‫وفق عليه بالعمل بمقتضاه ثم التراقي بالتودد بالنوافل ليج وز‬

‫حبه وواله‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫)فصل) يجب على كافة المكلفين الدخول في دين اإلسالم‬

‫والثبوت فيه على الدوام والتزام ما لزم عليه من األحكام‪.‬‬

‫فمما يجب علمه واعتقاده مطلقا والنطق به في الحال إن كان‬

‫كافرا وإال ففي الصالة الشهادتان وهما أشهد أن ال إله إال هللا‬

‫وأشهد أن محمدا رسول هللا ومعنى أشهد أن ال إله إال هللا أن‬

‫تعلم وتعتقد وتؤمن وتصّد ق أن ال معبود بحق في الوجود إال‬

‫هللا الواحد األحد األول القديم الحّي القيوم الباقى الدائم الخالق‬

‫الرّز اق العالم القدير الفعال لما يريد ما شاء هللا كان وما لم‬

‫يشاء لم يكن وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‬

‫الموصوف بكل كمال منّز ه عن كل نقص ليس كمثله شيء‬

‫وهو السميع البصير‪ .‬وهو القديم وما سواه حادث وهو‬

‫الخالق وما سواه مخلوق وكالمه قديم كسائر صفاته ألنه‬


‫‪4‬‬

‫سبحانه وتعالى مباين لسائر المخلوقات في الذات واألفعال‬

‫والصفات سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا‪.‬‬

‫ومعنى أشهد أن محمدا رسول هللا أن تعلم وتعتقد وتصدق‬

‫وتؤمن أن سيدنا ونبينا محمد بن عبد هللا بن عبد المطلب بن‬

‫هاشم بن عبد مناف القرشي صلى هللا عليه وسلم عبد هللا‬

‫ورسوله إلى جميع الخلق ولد بمكة وبعث بها وهاجر إلى‬

‫المدينة ودفن فيها وأنه صلى هللا عليه وسلم صادق فى جميع‬

‫ما أخبر به‪ .‬فمن ذلك عذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين‬

‫منكر ونكير والبعث والحشر والقيامة والحساب والثواب‬

‫والعقاب والميزان والنار والصراط والحوض والشفاعة‬

‫والجنة والخلود والرؤية هلل سبحانه وتعالى في الجنة وأن‬

‫تؤمن بمالئكة هللا ورسله وكتبه وبالقدر خيره وشره من هللا‬


‫‪5‬‬

‫تعالى‪ .‬وأنه صلى هللا عليه وسلم خاتم النبيين وسيد ولد آدم‬

‫أجمعين‪.‬‬

‫(فصل) يجب على كل مسلم حفظ إسالمه وصونه عما يفسده‬

‫ويبطله ويقطعه وهو الردة والعياذ باهلل تعالى‪ .‬وقد كثر في هذا‬

‫الزمان التسهل في الكالم حتى أنه يخرج من بعضهم ألفاظ‬

‫تخرجهم عن اإلسالم وال يرون ذلك ذنبا فضال عن كونه كفرا‪.‬‬

‫والردة ثالثة أقسام إعتقادات وأفعال وأقوال‪ .‬وكل قسم‬

‫يتشعب شعبا كثيرة‪ :‬فمن األول الشك في هللا أو في رسوله أو‬

‫القرآن أو اليوم اآلخر أو الجنة أو النار أو الثواب أو العقاب‬

‫أو نحو ذلك مما هو مجمع عليه‪ ،‬أو اعتقد فقد صفة من‬

‫صفات هللا تعالى الواجبة له إجماعا كالجسم‪ ،‬أو حلل محرما‬


‫‪6‬‬

‫باإلجماع معلوما من الدين بالضرورة مما ال يخفى عليه‬

‫كالزنا واللواط والقتل والسرقة والغصب‪ ،‬أو حرم حالال‬

‫كذلك كالبيع والنكاح‪ ،‬أو نفى وجوب مجمع عليه كذالك‬

‫كالصلوات الخمس أو سجدة منها والزكاة والصوم والحج‬

‫والوضوء‪ ،‬أو أوجب ما لم يجب إجماعا كذلك‪ ،‬أو نفى‬

‫مشروعية مجمع عليه كذالك كالرواتب‪ ،‬أو عزم على الكفر‬

‫في المستقبل أو على فعل شيء في الحال مما ذكر‪ ،‬أو تردد‬

‫فيه ال وسواسه‪ ،‬أو أنكر صحبة سيدنا أبي بكر رضي هللا‬

‫عنه‪ ،‬أو رسالة واحد من الرسل مجمع على رسالته‪ ،‬أو جهد‬

‫حرفا مجمع عليه من القرآن‪ ،‬أو زاد حرفا فيه مجمع على‬

‫نفيه معتقدا أنه منه‪ ،‬أو كذب رسوال‪ ،‬أو نقصه‪ ،‬أو صغر‬
‫‪7‬‬

‫اسمه بقصد تحقيره‪ ،‬أو جوز نبوة أحد بعد نبينا محمد صلى‬

‫هللا عليه وسلم؛‬

‫والقسم الثاني األفعال كسجود لصنم أو شمس أو مخلوق‬

‫آخر؛‬

‫والقسم الثالث األقوال وهي كثيرة جدا ال تنحصر‪ .‬منها‪:‬‬

‫أن يقول لمسلم يا كافر أو يا يهودي أو يا نصراني أو يا عديم‬

‫الدين ‪ ،‬مريدا إن الذي عليه المخاطب من الدين كفر أو‬

‫يهودية أو نصرانية أو ليس بدين‪ ،‬وكالسخرية باسم من‬

‫أسمائه تعالى أو وعده أو وعيده ممن ال يخفى عليه نسبة ذلك‬

‫إليه سبحانه وتعالى‪ ،‬وكأن يقول لو أمرني هللا بكذا لم أفعله‪،‬‬

‫أو لو صارت القبلة في جهة كذا ما صليت إليها‪ ،‬ولو‬


‫‪8‬‬

‫أعطاني هللا الجنة ما دخلتها مستخفا أو مظهرا للعناد في‬

‫الكل‪ ،‬وكأن يقول لو أخذني هللا بترك الصالة مع أنا فيه من‬

‫المرض ظلمني‪ ،‬أو قال لفعل حدث هذا بغير تقدير هللا‪ ،‬أو لو‬

‫شهد عندي األنبياء أو المالئكة أو جميع المسلمين بكذا ما‬

‫قبلتهم‪ ،‬أو قال‪ :‬ال أفعل كذا وإن كان سنة بقصد اإلستهزاء‪،‬‬

‫أو لو كان فالن نبيا ما آمنت به‪ ،‬أو أعطاه عالم فتوى فقال‬

‫أيش‪ 1‬هذا الشرع مريدا اإلستخفاف‪ ،‬أو قال لعنة هللا على كل‬

‫عالم مريدا اإلستغراق الشامل ألحد األنبياء‪ ،‬أو قال أنا بريء‬

‫من هللا أو من المالئكة أو من النبي صلى هللا عليه وسلم أو‬

‫من القرآن أو من الشريعة‪ ،‬أو قال لحكم حكم به من األحكام‬

‫الشرعية ليس هذا الحكم أو ال أعرف الحكم مستهزئا بحكم‬

‫‪ 1‬أصله أي شيء‬
‫‪9‬‬

‫هللا‪ ،‬أو قال‪" ،‬قد مأل وعاء ((كأسا دهاقا))" أو "أفرغ شرابا‬

‫((فكانت سرابا))" أو عند وزن أو كيل "((وإذا كالوهم أو‬

‫وزنوهم يخسرون))" أو عند رؤية جمع "((وحشرناهم فلم‬

‫نغادر منهم أحدا))" بقصد االستخفاف أو االستهزاء في الكل‬

‫وكذا كل موضع استعمل فيه القرآن بذلك القصد فإن كان‬

‫بغير ذلك القصد فال يكفر لكن الشيخ أحمد بن حجر رحمه‬

‫هللا ال تبعد حرمته‪ ،‬وكذا يكفر من شتم نبيا أو ملكا‪ ،‬أو قال‬

‫أكون قودا إن صليت أو ما أصبت خيرا منذ صليت أو‬

‫الصالة ال تصلح لي بقصد االستخفاف بها أو االستهزاء أو‬

‫استحالل تركها أو التشاؤم بها‪ ،‬أو قال لمسلم أنا عدوك وعدو‬

‫نبيك أو لشريف أنا عدوك وعدو جدك مريدا النبي صلى هللا‬

‫عليه وسلم أو يقول شيئا من نحو هذه األلفاظ البشيعة‬


‫‪10‬‬

‫الشنيعة‪ ،‬وقد عد الشيخ أحمد بن حجر والقاضي عياض‬

‫رحمهما هللا تعالى في كتابيهما األعالم والشفاء أشياء كثيرة‬

‫فينبغي اإلطالع عليها فإن من لم يعرف الشر يقع فيه‪،‬‬

‫وحاصل أكثر تلك العبارة يرجع إلى أن كل عقد أو فعل أو‬

‫قول يدل على استهانة أو استخفاف باهلل أو كتبه أو رسله أو‬

‫مالئكته أو شعائره أو معالم دينه أو أحكامه أو وعده أو‬

‫وعيده كفر أو معصية أو يهودية‪ ،‬فليحذر اإلنسان من ذلك‬

‫جهده‪.‬‬

‫(فصل) يجب على من وقعت منه ردة العود فورا إلى‬

‫اإلسالم بالنطق بالشهادتين واإلقالع عما وقعت به الردة‬

‫ويجب عليه الندم على ما صدر منه والعزم على أن ال يعود‬


‫‪11‬‬

‫لمثله وقضاء ما فاته من واجبات الشرع فى تلك المدة فإن لم‬

‫يتب وجبت استتابته وال يقبل منه إال اإلسالم أو القتل‪ .‬ويبطل‬

‫بها صومه وتيممه ونكاحه قبل الدخول وكذا بعده إن لم يعد‬

‫إلى اإلسالم في العدة وال يصح عقد نكاحه وتحرم ذبيحته‬

‫واليرث واليورث واليصلى عليه واليغسل واليكفن واليدفن‬

‫وماله فيء‪.‬‬

‫(فصل) يجب على كل مكلف أداء جميع ما أوجبه هللا عليه‬

‫ويجب عليه أن يؤديه على ما أمره هللا به من االتيان بأركانه‬

‫وشروطه ويجتنب مبطالته ويجب عليه أمر من رآه تارك‬

‫شيء منها أو يأتي بها على غير وجهها ويجب عليه قهره‬

‫على ذلك إن قدر عليه وإال فيجب اإلنكار بقلبه إن عجز عن‬
‫‪12‬‬

‫القهر واألمر وذلك أضعف اإليمان أي أقل ما يلزم اإلنسان‬

‫عند العجز‪ .‬ويجب ترك جميع المحرمات ونهي مرتكبها‬

‫ومنعه قهرا منها إن قدر عليه وإال وجب عليه أن ينكر ذلك‬

‫بقلبه ومفارقة موضع المعصية‪ .‬والحرام ما توعد هللا مرتكبه‬

‫بالعقاب ووعد تاركه بالثواب‪.‬‬

‫(فصل) فمن الواجب خمس صلوات فى اليوم والليلة‪ :‬الظهر‬

‫ووقتها إذا زالت الشمس إلى مصير ظل كل شيء مثله غير‬

‫ظل االستواء‪ ،‬والعصر ووقتها من بعد وقت الظهر إلى‬

‫مغيب الشمس‪ ،‬والمغرب ووقتها من بعد مغيب الشمس إلى‬

‫مغيب الشفق األحمر والعشاء ووقتها من بعد وقت المغرب‬

‫إلى طروع الفجر الصادق‪ ،‬والصبح ووقتها من بعد وقت‬


‫‪13‬‬

‫العشاء إلى طلوع الشمس فتجب هذه الفروض فى أوقاتها‬

‫على كل مسلم بالغ عاقل طاهر فيحرم تقديمها على وقتها‬

‫وتأخيرها عنه لغير عذر‪ .‬فإن طرأ مانع كحيض بعد ما‬

‫مضى من وقتها ما يسعها وطهرها لنحو سلس لزمه قضاؤها‬

‫أو زال المانع وقد بقى من الوقت قدر تكبير لزمته وكذا ما‬

‫قبلها إن جمعت معها‪.‬‬

‫(فصل) يجب على ولي الصبي والصبية المميزين أن يأمر‬

‫هما بالصالة ويعلمهما أحكامها بعد سبع سنين ويضربهما‬

‫على تركها بعد عشر سنين كصوم أطاقه ويجب عليه أيضا‬

‫تعليمهما ما يجب عليهما وما يحرم‪ .‬ويجب على والة األمر‬

‫فتل تارك الصالةكسال‪ ،‬إن لم يتب وحكمه مسلم‪ .‬ويجب على‬


‫‪14‬‬

‫كل مسلم أمر أهله بها وقهرهم وتعليمهم أركانها وشروطها‬

‫ومبطالتها وكل من قدر عليه من غيرهم‪.‬‬

‫(فصل) ومن شروط الصالة الوضوء‪ .‬وفروضه ستة‪ .‬األول‬

‫نية الصالة للصالة بالقلب أو غيرها من النيات المجزئة عند‬

‫غسل الوجه؛ الثاني غسل الوجه جميعه من منابت شعر‬

‫رأسه إلى الذقن ومن األذن إلى األذن شعرا وبشرا إال باطن‬

‫لحية الرجل وعارضيه إذا كثف؛ الثالث غسل اليدين مع‬

‫المرفقين وما عليهما؛ الرابع مسح الرأس أو بعضه ولو‬

‫شعرة فى حده؛ الخامس غسل الرجلين مع الكعبين أو مسح‬

‫الخف إذا كملت شروطه؛ السادس الترتيب هكذا‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫(فصل) وينقض الوضوء ما خرج من السبيلين غير المني‬

‫ومس قبل األدمي أو حلقة دبره ببطن الكف بال حائل ولمس‬

‫بشرة األجنبية من كبر وزوال العقل النوم قاعد ممكن مقعده‪.‬‬

‫(فصل) يجب االستنجاء من كل رطب خارج من السبيلين‬

‫غير المني بالماء إلى أن يطهر المحل أو بمسحه بثالث‬

‫مسحات وأكثر إلى أن ينقى المحل وإن بقى األثر بقالع ظاهر‬

‫جامد غير محترم من غير انقال وقبل جفاف‪.‬‬

‫(فصل) ومن شروط الصالة‪ :‬الطهارة من الحدث األكبر‬

‫وهو الغسل والذي ويجبه خمسة أشياء خروج المني والجماع‬

‫والحيض والنفاس والوالدة‪ .‬وفروض الغسل اثنان‪ :‬نية رفع‬


‫‪16‬‬

‫الحدث األكبر ونحوها وتعميم جميع البدن بشرا وشعرا وإن‬

‫كثف‪.‬‬

‫(فصل) شروط الطهارة‪ :‬اإلسالم والتمييز وعدم المانع من‬

‫وصو الماء إلى المغسول والسيالن وأن يكون الماء مطهرا‬

‫بأن اليسلب اسمه بمخالطة طاهرة يستغنى الماء عنه وأن‬

‫اليتغير بنجس ولو تغيرا يسيرا وإن كان الماء دو القتين زيد‬

‫أن ال يالقيه نجس غير معفو عنها والاستعمل فى رفع‬

‫الحدث أو إزالة نجس‪ .‬ومن لم يجد الماء أو كان يضره الماء‬

‫تيمم بعد دخول الوقت وزوال النجاسة ومعرفة القبلة بتراب‬

‫خالص طهور له غبار فى الوجه واليدين يرتبهما بضربتين‬

‫بنية استباحة فرض الصالة مع النقل أو مسح أول الوجه‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫(فصل) ومن انتقض وضوءه حرم عليه الصالة والطواف‬

‫وحمل المصحف ومسه إال للصبي للدراسة وعلى الجنب هذه‬

‫وقراءة القرآن ومكث المسجد‪ ،‬وعلى الحائض والنفساء هذه‬

‫والصوم قبل االنقطاع وتمكين الزوج والسيد من االستمتاع‬

‫بين سرتها وركبتها قبل الغسل‪.‬‬

‫(فصل) ومن شروط الصالة الطهارة عن النجاسة فى البدن‬

‫والثوب والمكان والمحمول له فإن القاه نجس أو القى ثيابه‬

‫أو محموله بطلت صالته إال أن يلقيه حاال أو يكون معفوا‬

‫عنه كدم جرحه‪ .‬ويجب إزالة نجس لم يعف عنه بإزالة العين‬

‫من طعم ولون وريح بالماء المطهر‪ .‬والحكمية بجري الماء‬

‫عليها والكلبية بغسلها سبعا إحداهن ممزوجة بالتراب‬


‫‪18‬‬

‫الطهور والمزيلة للغين وإن تعددت واحدة ويشترط ورود‬

‫الماء إن كان قليال‪.‬‬

‫(فصل) ومن شروط الصالة استقبال القبلة ودخول الوقت‬

‫واإلسالم والتمييز والعلم بفرضيتها وأن اليعتقد فرضا من‬

‫فروضها سنة والستر بما يستر به لون البشرة لجميع بدن‬

‫الحرة إال الوجه والكفين وستر ما بين السرة والركبة للذكر‬

‫واألمة من كل الجوانب ال األسفل‪.‬‬

‫(فصل) وتبطل الصالة بالكالم ولو بحرف مفهم إال إن نسي‬

‫وقل وباألفعال الكثيرة المتوالية كثالث حركات وبالحركة‬

‫المفرطة وبزيادة ركن فعلي وبالحركة المفرطة وبزيادة ركن‬

‫فعلي وبالحركة الواحدة للعب وباألكل والشرب إال إن نسي‬


‫‪19‬‬

‫وقل وبنية قطع الصالة وبتعليق قطعها وبالتردد فيه وبأن‬

‫يمضي ركن مع الشك فى نية التحرم أو يطول زمن الشك‪.‬‬

‫(فصل) وشرط مع ما مر لقبولها عند هللا سبحانه أن يقصد‬

‫بها وجه هللا تعالى وحده وأن يكون مأكله وملبوسه ومصاله‬

‫حالال وأن يحضر قلبه فيها فليس له من صالته إال عقل منها‬

‫وأن ال يعجب بها‪.‬‬

‫(فصل) أركان الصالة سبعة عشر‪ :‬األول النية بالقلب للفعل‬

‫ويعين ذات السبب وينوى الفرضية في الفرض‪ ،‬ويقول‬

‫بحيث يسمع نفسه ككل ركن قولي هللا أكبر وهو ثانى‬

‫أركانها‪ ،‬الثالث القيام فى الفرض للقادر‪ ،‬الرابع قراءة الفاتحة‬

‫بالبسملة والتشديدات ومواالتها وترتيبها وإخراج الحروف‬


‫‪20‬‬

‫من مخارجها وعدم اللحن المخل بالمعنى ويحرم اللحن الذي‬

‫لم يخل وال يبطل‪ ،‬الخامس الركوع بأن ينحني بحيث تنال‬

‫راحتاه ركبتيه‪ ،‬السادس الطمأنينة فيه بقدر سبحان هللا ‪،‬‬

‫السابع االعتدال بأن ينتصب قائما‪ ،‬الثامن الطمأنينة فيه‪،‬‬

‫التاسع السجود مرتين بأن يضع جبهته على مصاله مكشوفة‬

‫ومتثاقال بها ومنكسا ويضع شيئا من ركبتيه ومن بطون‬

‫أصابع رجليه‪ ،‬العاشر الطمأنينة فيه‪ ،‬الحادى عشر الجلوس‬

‫بين السجدتين‪ ،‬الثانى عشر الطمأنينة فيه‪ ،‬الثالث عشر‬

‫الجلوس للتشهد األخير وما بعده‪ ،‬الرابع عشر التشهد األخير‬

‫فيقول التحيات المباركات الصلوات الطيبات هلل السالم عليك‬

‫أيها النبي ورحمة هللا وركاته السالم علينا وعلى عباد هللا‬

‫الصالحين أشهد أن ال إله إال هللا وأشهد أن محمد رسول هللا‪،‬‬


‫‪21‬‬

‫الخامس عشر الصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم وأقلها‬

‫اللهم صل على محمد‪ ،‬السادس عشر السالم وأقله السالم‬

‫عليكم‪ ،‬السابع عشر الترتيب فإن تعمد تركه كأن سجد قبل‬

‫ركوعه بطلت وإن سهى فليعد إليه إال أن يكون فى مثله أو‬

‫بعده فتتم به ركعته ولفا ما سهى به‪.‬‬

‫(فصل) الجماعة على الذكور األحرار المقيمين البالغين غير‬

‫المعذورين فرض كفاية وفي الجمعة فرض عين عليهم إذا‬

‫كانوا أربعين مكلفين فى أبنية وعلى من نوى اإلقامة عندهم‬

‫أربعة أيام صحاح وعلى من بلغه نداء صيت من طرف يليه‬

‫من بلدها‪ .‬وشرطها وقت الظهر وخطبتان قبلها فيه يسمعها‬

‫األربعون وأن تصلى جماعة بهم وأن تقارنها أخرى ببلدها‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫وأركان الخطبتين حمد هللا والصالة على النبي صلى هللا‬

‫عليه وسلم والوصية بالتقوى فيهما وأية مفهمة فى إحداهما‬

‫والدعاء للمؤمنين فى الثانية وشرطهما الطهارة عن الحدثين‬

‫وعن النجاسة فى البدن والمكان والمحمول له وستر العورة‬

‫والقيام والجلوسبينهما والوالء بينهما وبين الصالة وأن تكونا‬

‫بالعربة‪.‬‬

‫(فصل) يجب على كل من صلى مقتديا فى جمعة أو غيرها‬

‫أن اليتقدم على إمامه فى الموقف واإلحرام بل تبطل المقارنة‬

‫فى االحرام وتكره فى غيره إال التأمين‪ .‬ويحرم تقدمه بركن‬

‫فعلي وتبطل بركنين وكذا التأخير عنه بهما لغير عذره‬

‫وبأكثر من ثالثة أركان طويلة له وأن يعلم بانتقاالت إمامه‬


‫‪23‬‬

‫وأن يجتمعا فى مسجد أو ثالثمائة ذراع وأن ال يحول بينهما‬

‫حائل يمنع االستطراق وأن يتوافق نظم صالتيهما وأن ال‬

‫يتخالفا فى سنة تفحش المخالفة فيها وأن ينوي االقتداء مع‬

‫التحرم فى الجمعة وقبل المتابعة وطول االنتظار فى غيرها‪.‬‬

‫ويجب على اإلمام نية اإلمامة في الجمعة والمعادة وتسن فى‬

‫غيرهما‪.‬‬

‫(فصل) غسل الميت وتكفينه والصالة عليه ودفنه فرض‬

‫كفاية إذا كان مسلما ولد حيا ووجب لذمي تكفين ودفن ولسقط‬

‫ميت غسل وكفن ودفن واليصلى عليهما‪ .‬ومن مات فى قتال‬

‫الكفار بسببه كفن فى ثيابه فإن لم تكفه زيد عليها ودفن‬

‫واليغسل واليصلى عليه وأقل الغسل إزالة النجاسة وتعميم‬


‫‪24‬‬

‫جميع بشره وشعره وإن كثف مرة بالماء المطهر‪ .‬وأقل‬

‫الكفن ساتر جميع البدن وثالث لفائف لمن ترك تركة زائدة‬

‫على دينه ولم يوص بتركها‪ .‬وأقل الصالة عليه والفرض‬

‫وتعين ويقول هللا أكبر وهو قائم إن قدر ثم يقرأ الفاتحة ثم‬

‫يقول هللا أكبر ثم يقول اللهم صل على محمد ثم يقول هللا أكبر‬

‫اللهم افغر له وارحمه ثم يقول هللا أكبر الصالم عليكم‪ .‬والبد‬

‫من شروط الصالة وترك المبطالت‪ .‬وأقل الدفن حفرة تكتم‬

‫رائحته وتحرسه من السباع‪ .‬ويسن أن يعمق قدر قامة‬

‫وبسطة ويوسع‪ .‬ويجب توديهه إلى القبلة‪.‬‬

‫(فصل) وتجب الزكاة فى اإلبل والبقر والغنم والتمر‬

‫والزبيب والزروع المقتاتة حالة االختيار والذهب والفضة‬


‫‪25‬‬

‫والمعدن والركاز منهما وأموال التجارة والفطرة‪ .‬وأول‬

‫نصاب اإلبل خمس ومن البقر ثالثون ومن الغنم أربعون فال‬

‫زكاة قبل ذلك والبد من الحول بعد ذلك والبد من السوم فى‬

‫كأل مباح وأن ال تكون عاملة فتجب فى كل خمس من اإلبل‬

‫شاة جذع ضأن أو ثني معز وفى كل ثالثين من البقر تبيع ثم‬

‫إن زادت ما شيته على ذلك ففى ذلك الزائد‪ .‬ويجب عليه أن‬

‫يتعلم ما أوجبه هللا تعالى عليه فيها‪ .‬وأما التمر والزبيب‬

‫والزروع فأول نصابها خمسة أوسق وهو ثالثمائة صاع‬

‫بصاعه عليه الصالة والسالم ويضم زروع العام بعضه إلى‬

‫بعض وال يكمل جنس بجنس‪ .‬وتجب المكاة ببدو الصالح‬

‫واشتداد الحب ويجب فيها العشر إن لم تسق بمؤنة ونصفه‬

‫إن سقيت بها وما زاد على النصاب بها وما زاد على‬
‫‪26‬‬

‫النصاب أخرج بقسطه وال زكاة فيما دون النصاب إال أن‬

‫يتطوع وأما الذهب فنصابه عشرون مثقاال والفضة مائتا‬

‫درهم ويجب فيهما ربع العشر وما زاد فبحسابه والبد فيهما‬

‫من الحول إال ما حصل من معدن أو ركاز فيخرجها حاال‬

‫وفى الركاز الخمس‪ .‬وأما زكاى التجارة فنصابها نصاب ما‬

‫اشتريت به من النقدين واليعتبر إال أخر الحول ويجب فيها‬

‫ربع عشر القمة‪ .‬ومال الخليطين أو الخلطاء كمال المنفرد فى‬

‫النصاب والمخرج إذا كملت شروط الخلطة وزكاة الفطر‬

‫تجب بإخراج جزء من رمضان وجزء من شوال على كل‬

‫مسلم عليه وعلى من عليه نفقتهم إذا كانوا مسلمين على كل‬

‫واحد صاع من غالب قوت البلد إذا فضلت عن دينه وكسوته‬

‫ومسكنه وقوت من عليه نفقتهم يوم العيد وليلته‪ .‬وتجب النية‬


‫‪27‬‬

‫فى جميع أنواع الزكاة بعد اإلفراز ويجب صرفها إلى من‬

‫وجد من الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم‬

‫وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل هللا وابن السبيل واليجوز‬

‫واليجزئ صرفها لغيرهم‪.‬‬

‫(فصل) يجب صوم شهر رمضان على كل مسلم مكلف‬

‫واليصح من حائض ونفساء ويجب عليهما القضاء ويجوز‬

‫الفطر لمسافر سفر قصر وإن لم يشق عليه الصوم ولمريض‬

‫وحامل ومرضعة يشق عليهم مشقة التحتمل الفطر ويجب‬

‫عليهم القضاء ويجب التبيب والتعيين فى النية لكل يوم‬

‫واإلممساك عن الجماع واالستمتاع واالستقاءة وعن الردة‬

‫وعن دخول عين جوفا إال ريقه الخالص الطاهر من معدنه‬


‫‪28‬‬

‫وأن ال يجن ولو لحظة وأن اليغمى عليه كل يوم واليصح‬

‫صوم العيدين وأيام التشريق وكذا النصف األخير من شعبان‬

‫ويوم الشك إال أن يصله مما قبله أو لقضاء أو نذر أو ورد‪.‬‬

‫ومن أفسد صوم يوم من رمضان والرخصة فى فطره‬

‫بجماع فعليه االثم والقضاء فورا وكفارة ظهار‪.‬‬

‫(فصل) يجب الحج والعمرة فى العمر مرة على المسلم الحر‬

‫المكلف المستطيع بما يوصله ويرده إلى وطنه فاضال عن‬

‫دينه ومسكنه وكسواته الالئقين به ومؤنة من عليه مؤنته مدة‬

‫ذهابه وإيابه وأركان الحج الغحرام والوقوف بعرفة‬

‫والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والحلق‬

‫والتقصير وهي إال الوقوف أركان للعمرة ولهذه األركان‬


‫‪29‬‬

‫فروض وشروط البد من مراعاتها وحرم على من أحرم‬

‫طيب ودهن رأس ولحية وإزالة ظفر وشعر وجماع ومقدماته‬

‫وعقد نكاح واصطياد صيد مأكول بري وعلى رجل ستر‬

‫رأسه ولبس محيط وعليها ستر وجهها وقفاز فمن فعل شيئا‬

‫من هذه المحرمات فعليه اإلثم والكفارة ويزيد الجماع‬

‫باالفساد ووجوب القضاء فورا وإتمام الفاسد ويجب أن يحرم‬

‫من الميقات وفى الحج مبيت مزدلفة ومنى ورمي جمرة‬

‫العقبة يوم النحرورمي الجمرات الثالث أيام التشريق‬

‫وطواف الودع ويحرم صيد الحرمين ونباتهما على محرم‬

‫وحالل وتزيد بوجوب الفدية‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫(فصل) يجب على كل مسلم مكلف أن اليدخل بشيء حتى‬

‫يعلم ما أحل هللا تعالى منه وما حرم ألن هللا سبحانه وتعالى‬

‫تعبدنا بأشياء فالبد من مراعاة ما تعبدنا به وقد أحل البيع‬

‫وحرم الربا وقد قيد الشرع هذا البيع بآلة التعريف بقيود‬

‫وشروط وأركان البد من مراعاتها فعلى من أراد البيع‬

‫والشراء أن يتعلم ذلك وإال أكل الربا شاء أم أبى وقد قال‬

‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ((التاجر الصدوق يحشر يوم‬

‫اليوم القيامة مع الصديقين)) وما ذاك إال ألجل ما يلقاه من‬

‫مجاهدة نفسه وهواه وقهرها على إجزاء العقود على ما أمر‬

‫هللا وإال فال يخفى ما توعد هللا من تعدى الحدود‪ .‬ثم إن بقية‬

‫العقود من اإلجارة والقراض والرهن والوكالة والوديعة‬

‫والعارية والشركة والمساقاة وغيرهما كذلك البد من مراعاة‬


‫‪31‬‬

‫شروطها وأركانها وعقد النكاح يحتاج إلى مزيد احتياط‬

‫وتثبت حذرا مما يبربت على فقد ذلك‪.‬‬

‫(فصل) يحرم الربا فعله وأكله وأخذه وكتابته وشهادته‬

‫وحيلته وهوبيع أحد النقدين باألخر نيسئة أو بغير تقابض أو‬

‫بجنسه كذلك أو متفاضال والمطعومات بعضها ببعض كذلك‬

‫ويحرم بيع ما لم يقبضه واللحم بالحيوان والدين بالدين وبيع‬

‫الفضولي وما لم يره وبيع غير المكلف وعليه وما ال منفعة‬

‫فيه أو القدرة على تسليمه أو بالصيغة وبيع ما اليدخل تحت‬

‫الملك كالحر واألرض الموات وبيع المجهول والنجس‬

‫كالكلب وكل مسكر ومحرم كالطنبور ويحرم بيع الشيء‬

‫الحالل الصاهر على من تعلم أنه يريد أن يعصي به وبيع‬


‫‪32‬‬

‫األشياء المسكرة وبيع المعيب بال إظهار لعيبه والتصح‬

‫قسمة تركة ميت وال بيع شيء منها ما لم توف ديونه‬

‫ووصاياه وتخرج أحرة حجة وعمرة إن كانا عليه إال أن يباع‬

‫شيء لقضاء هذه األشياء فالتركة كمرهون بذلك كرقيق جنى‬

‫ولو بأخذ دافق اليصح بيعه حتى يؤدى ما برقبته أو يأذن‬

‫الغريم فى بيعه ويحرم أن يفتر رغبة المشتري أو البائع بعد‬

‫استقرار الثمن ليبيع عليه أو ليشبريه منه وبعد العقد فى مدة‬

‫الخيار أشد وأن يشتري الطعام وقت الغالء والحاجة ليحبسه‬

‫ويبيعه بأغلى وأن يزيد فى سلعة ليغر غيره وأن يفرق بين‬

‫الجارية وولدها قبل التمييز وأن يغش أو يخون فى الكيل‬

‫والوزن والذرع والعد أو يكذب وأن يبيع القطن أو غيره من‬

‫البضائع ويقرض المشترى فوفه دراهم ويزيد في ثمن تلك‬


‫‪33‬‬

‫البضاع ألجل القرض وأن يقرض الحائك أو غيره من‬

‫األجراء ويستخدمه بأقل من أجرة المثل ألجل ذلك القرض‬

‫ويسمون ذلك الربطة أو يقرض الحراثين إلى وقت الحصاد‬

‫ثم يبيعون عليه طعامهم بأوضع من السعر قليال ويسمون‬

‫ذلك المقتضى وكذا جملة معامالت أهل هذا الزمان وأكثرها‬

‫خارجة عن قانون الشرع‪ ،‬فعلى مريد رضا هللا سبحانه‬

‫وسالمة دينه ودنياه أن يتعلم ما يحل وما يحرم من عالم ورع‬

‫ناصح ضفيق على دينه فإن طلب الحالل فريضة على كل‬

‫مسلم‪.‬‬

‫(فصل) ويجب على موسر نفقة أصوله المعسرين وإن قدروا‬

‫على الكسب ونفقة فروعه إذا أعسروا وعجزوا عن الكسب‬


‫‪34‬‬

‫لصغر أو زمانة‪ .‬ويجب على الزوج نفقة الزوجة ومهرها‬

‫وعليه لها متعة إن طلقها وعلى مالك العبد والبهائم نفقتهم‬

‫وأن يكلفهم من العمل ما اليطيقونه وال يضربهم بغير حق‬

‫ويجب على الزوجة طاعته فى نفسها إال ما اليحل وأن‬

‫التصوم والتخرج من بيته إال بإذنه‪.‬‬

‫(فصل) من الواجبات القبلية اإليمان باهلل وبما جاء عن هللا‬

‫واإليمان برسول هللا وبما جاء عن رسول هللا والتصديق‬

‫واليقين واإلخالص وهو العمل هلل وحده والندم على‬

‫المعاصى والتوكل على هللا والمراقبة هلل والرضا عن هللا‬

‫وحسن الظن باهلل وبخلق هللا وتعظيم شعائر هللا والشكر على‬

‫نعم هللا والصبر على أداء ما أوجب هلل والصبر عما حرم هللا‬
‫‪35‬‬

‫تعالى وعلى ما ابتالك هللا به والثقة بالرزق واتهام النفس‬

‫وعدم الرضا عنها وبغض الشيطان وبغض الدنيا وبغض‬

‫أهل المعاصى ومحبة هللا ومحبة كالمه ورسوله والصحابة‬

‫واآلل واألنصار والصالحين‪ .‬وقال سيدنا عبد هللا بن علوي‬

‫الحداد رضي هللا عنه ونفعنا به فى كتابه النصائح الدينية ما‬

‫معناه وهذه أوصاف يجب أن يتحلى بها ويتصف بها كل‬

‫مؤمن وهي قوله قبل هذا بقليل‪ :‬أن يكون خاشعا متواضعا‬

‫خائفا وجال مشفقا من خشية هللا تعالى زاهدا فى الدنيا قانعا‬

‫باليسير منها منفقا للفاضل عن حاجته مما فى يده ناصحا‬

‫لعباد هللا تعالى مشفقا عليهم رحيما بهم آمرا بالمعروف ناهيا‬

‫عن المنكر مسارعا فى الخيرات مالزما للعبادات داال على‬

‫الخير داعيا إلى الهدى ذا صمت وتؤدة ووقار وسكينة حسن‬


‫‪36‬‬

‫األخالق واسع الصدر لين الجانب مخفوض الجناح للمؤمنين‬

‫المتكبرا والمتجبرا والطامعا فى الناس والحريصا على‬

‫الدنيا والمؤثرا لها على األخرة والجامعا للمال والمانعا له‬

‫عن حقه والفظا والجافيا والغليظا والمماريا والمجادال‬

‫والمخاصما والقاسيا والسيء األخالق والضيق الصدر‬

‫والمداهنا والمخادعا والغاشا والمقدما لألغنياء على الفقراء‬

‫والمترددا على السالطين والساكتا على اإلنكار عليهم مع‬

‫القدرة والمحبا للجاه والمال والواليات بل يكون لها كارها‬

‫واليالبسها إال من حاجة أو ضرورة انتهى كالمه رضي هللا‬

‫عنه‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫(فصل) ومن معاصى القلب الريا بأعمال البر وهو العمل‬

‫ألجل الناس ويحبط ثوابها كالعجب بطاعة هللا وهو شهود‬

‫العبادة صادرة من النفس غائبا عن المنة والشك فى هللا‬

‫واألمن من مكر هللا والقنوط من رحمة هللا والتكبر على عباد‬

‫هللا وهو رد الحق واستحقار الناس ورؤيته أنه خير من كثير‬

‫من خلق هللا تعالى والحقد وهو إضمار العداوة إذا عمل‬

‫بمقتضاه ولم يكرهه والحسد وهو كراهية النعمة للمسلم‬

‫واستثقالها إذا لم يكرهه أو عمل بمقتضاه والمن بالصدة‬

‫ويبطل ثوابها واإلصرار على الذنب وسوء الظن باهلل وبعباد‬

‫هللا والتكذيب بالقدر والفرح بالمعصية منه أو من غيره‬

‫والغدر ولو بكافر والمكر وبغض تالصحابة واآلل‬

‫والصالحين‪ .‬والبخل بما أوجب هللا والشح والحرص‬


‫‪38‬‬

‫واالستهانة بما عظم هللا تعالى والتصغير لما عظم هللا من‬

‫طاعة أو معصية أو قرآن أو علم أو جنة أو نار‪.‬‬

‫(فصل) ومن معاصى البطن أكل الربا والمكس والغصب‬

‫والسرقة وكل مأخوذ بمعاملة حرمها الشرع وشرب الخمر‬

‫وحد الشارب أربعون جلدة للحر ونصفها للرقيق ولإلمام‬

‫الزيادة تعزيرا‪ .‬ومنها أكل مسكر وكل نجس ومستقذر وأكل‬

‫مال اليتيم أو األوقاف على خالف ما شرط الواقف والمأخوذ‬

‫بوجه الحياء‪.‬‬

‫(فصل) ومن معاصى العين النظر إلى النساء األجنبيات‬

‫وكذا نظرهن إليهم ونظر العورات فيحرم نظر الرجل إلى‬

‫شيء من بدن المرأة األجنبية غير الحليلة ويحرم عليها‬


‫‪39‬‬

‫كشف شيء من بدنها بحضرة من يحرم نظره إليها ويحرم‬

‫عليه وعليها كشف شيء مما بين السرة والركبة بحضرة‬

‫مطلع على العورات ولو مع جنس ومحرمية غير حليل‬

‫ويحرم عليها كشف السوءتين فى الخلوة لغير حاجة إلى‬

‫لحليل وحل مع المحرمية أو الجنسية أو الصغير الذى ال‬

‫يشتهى نظر ما بين السرة والركبة إذا كان بغير شهوة إال‬

‫صبي أو صبية دون سن التمييز فيحل نظره ما عدا فرج‬

‫األنثى لغير أمها ويحرم النظر باالستحقار إلى المسلم والنظر‬

‫فى بيت الغير بغير إذنه أو شيء أخفاه كذلك ومشاهدة المنكر‬

‫إذا لم ينكر أو يعذر ويفارق‪.‬‬


‫‪40‬‬

‫(فصل) ومن معاصى اللسان الغيبة وهي ذكرك أخاك المسلم‬

‫بما يكرهه وإن كان فيه‪ .‬والنميمة وهي نقل القول لإلفساد‬

‫والتحريش من غير نقل القول ولو بين البهائم‪ ،‬والكذب وهو‬

‫الكالم بخالف الواقع واليمين الكاذبة وألفاظ القذف وهي‬

‫كثيرة‪ ،‬حاصلها كل كلمة تنسب إنسانا أو واحدا من قرابته‬

‫إلى الزنا فهي قذف لمن نسب الزنا إليه إما صريحا مطلقا أو‬

‫كناية‪ .‬ويحد القاذف إلى ثمانين جلدة والرقق نصفها‪ .‬ومنها‬

‫سب الصحبابة والشهادة الزور والخلف فى الوعد إذا وعده‬

‫وهو يضمر الخلف ومطل الغني والشتم والشب واللغن‬

‫واالستهزاء بالمسلم وكل كالم مؤذلة والكذب على هللا وعلى‬

‫رسوله والدعوى الباطلة والطالق البدعي والظهار وفيه‬

‫كفارة إن لم يطلق بعده فورا وهي عتق رقبة مؤمنة سليمة‪.‬‬


‫‪41‬‬

‫فإن عجز صام شهرين متتابعين فإن عجز أطعم ستين‬

‫مسكينا ستين مدا‪ .‬ومنها اللحن فى القرآن وإن لم يخل‬

‫بالمعنى والسؤال للغني بمال أو حرفة والنذر بقد إحرام‬

‫الوارثين وترك الوصية بدين أو عين ال يعلمهما غيره‬

‫واالنتماء إلى غير أبيه أو إلى غير مواليه والخطبة على‬

‫خطبة أخيه والفتوى بغير علم وتعليم وتعلم علم مضر‬

‫والحكم بغير حكم هللا والندب والنياحة وكل قول يحث على‬

‫محرم ويفتر عن واجب وكل كالم يقدح فى الدين أو فى أحد‬

‫من األنبياء أو فى العلماء أو العلم أو الشرع أو القرآن أو فى‬

‫شيء من شعائر هللا ومنها التزمير والسكوت عن األمر‬

‫بالمعروف والنهي عن المنكر بغير عذر وكتم العلم الواجب‬

‫مع وجود الطالب والضحك لخروج الريح أو على مسلم‬


‫‪42‬‬

‫استحقارا له وكتم الشهادة أو نسيان القرآن وترك رد السالم‬

‫الواجب عليك والقبلة المحركة للمحرم بنسك ولصائم فرضا‬

‫أو من التحل له قبلته‪.‬‬

‫(فصل) ومن معاصى األذن االستماع فى كالم قوم أخفوه‬

‫عنه وإلى المزمار والطنبور وسائر األصوات المحرم‬

‫وكاالستمتاع إلى الغيبة والنميمة وسائر األقوال المحرمة‬

‫بخالف ما إذا دخل عليه الماع قهرا وكرهه ولزمه اإلنكار‬

‫إن قدر‪.‬‬

‫(فصل) ومن معاصى اليدين التطفيف فى الكيل والوزن‬

‫والذرع والسرقة ويحد إن سرق ما يساوى ربع دينار من‬

‫حرزه بقطع يده اليمنى ثم إن عاد فرجله اليسرى ثم يده‬


‫‪43‬‬

‫اليسرى ثم رجله اليمنى‪ .‬ومنها النهب والغصب والمكس‬

‫والغلول والقتل وفيه الكفارة مطلقا وهي عتق رقبة مؤمنة‬

‫سليمة فإن عجز صام شهرين متتابعين وفى عمده القصاص‬

‫إال إن عفى عنه على الدية أو مجانا وفى الخطاء وشبهه الدية‬

‫وهي مائة من اإلبل فى الذكر الحر المسلم ونصفها فى‬

‫األنثى الحرة المسلمة وتختلف صفا الدية بحسب القتل ومنها‬

‫الضرب بغير حق وأخذ الرشوة وإعطاؤها وإحراف الحيوان‬

‫إال إذا أذى وتعين طريقا فى الدفع والمثلة بالحيوان واللعب‬

‫بالتردد والطاب وكل ما فيه قمار حتى لعب الصبيان بالجوز‬

‫والكعاب واللعب باآلالت اللهو المحرمة كالطنبور والرباب‬

‫والمزمار واألوتار ولمس األجنبية عمدا بغير حائل أو به‬

‫بشهوة ولو مع جنس أو محرمية وتصوير الحيوان ومنع‬


‫‪44‬‬

‫الزكاة أو بعضها بعد الوجوب والتمكن وإخراج ما اليجزئ‬

‫وإعطؤها من اليستحقها ومنع األجير أجرته ومنع المضطر‬

‫ما يسده وعدم انقياذ عريق من غير عذر وفيهما وكتابة ما‬

‫يحرم النطق به والخيانة وهي ضد النصيحة فتشتمل األفعال‬

‫واألقوال واألحوال‪.‬‬

‫(فصل) ومن معاصى الفرج الزنا واللواط ويحد الحر‬

‫المحصن ذكرا أو أنثى بالرجم بالحجارة والمعتدلة حتى‬

‫يموت وغيره بمائة جلدة وتغريب سنة للحر وبنصف ذلك‬

‫للرقيق‪ .‬ومنها إتيان البهائم ولو ملكه واالستمناء بيد غير‬

‫الحليلة والوطء فى الحيض أو النفاس أو بعد انقطاعهما وقبل‬

‫الغسل أو بعد الغسل بالنية أو مع فقد شرط من شروطه‬


‫‪45‬‬

‫والتكشف عند من يحرم نظره إليه أو فى الخلوة لغير عرض‬

‫واستقبال القبلة واستدبارها ببول أو غائط من غير حائل أو‬

‫كان بعد عنه أكثر من ثالثة أذرع أو كان أقل من ثلثي ذراع‬

‫إال فى المعد لذلك والتغوط فى المسجد ولو فى إناء وعلى‬

‫المعظم وترك الختان بعد البلوغ‪.‬‬

‫(فصل) ومن معاصى الرجل المشي فى معصية كالمشي فى‬

‫سعاية لمسلم أو فى قتله أو فيما يضره بغير حق وإباق العبد‬

‫أو الزوجة ومن عليه حق يلزمه من قصاص أو دين أو نفقة‬

‫أو بر والديه وتربية األطفال والتبختر فى المشي وتخطى‬

‫الرقاب إال لفرجة والمرور بين يدي المصلى إذا كملت‬


‫‪46‬‬

‫شروط السترة ومد الرجل إلى المصحف إذا كان غير مرتفع‬

‫وكل مشي إلى المحّرم وتخّلف عن واجب‪.‬‬

‫(فصل) ومن معاصى البدن عقوق الوالدين والفرار من‬

‫الزحف وقطيعة الرحم وإيذاء الجار ولو كافرا له أمان أذى‬

‫ظاهرة والتحضيب بالسواد وتشبه الردال بالنساء وعكسه‬

‫وإسبال الثوب للخيالء والحناء فى اليدين والرجلين للرجل‬

‫بال حاجة وقطع الفرض بغير عذر وقطع نفل الحج والعمرة‬

‫وماكاة المؤمن استهزاء والتجسس على عورات الناء والوشم‬

‫وهجر المسلم فوق ثالث إلى لعذر شرعي ومجالسة المبتدع‬

‫أو الفاسق لإليناس ولبس الذهب والفضة والحرير وما أكثره‬

‫وزنا منه للرجل البالغ إال خاتم الفضة والخلوة باألجنبية‬


‫‪47‬‬

‫وسفر المرءة بغير نحو محرم واستخدام الحر كرها‬

‫واالستخفاف بالعلماء واإلمام العادل وبالشائب المسلم‬

‫ومعاداة الولي واإلعانة على المعصية وترويج الزائف‬

‫واستعمال أوانى الذهب والفضة واتخاذها وترك الفرض أو‬

‫فعله مع ترك الفرض أو فعله مع ترك ركن له أو شرط أو‬

‫مع فعل مبطل له وترك الجمعة مع وجوبها عليه وإن صلى‬

‫الظهر وترك نحو أهل قرية الجماعة فى المكتوبات وتأخير‬

‫الفرض عن وقته بغير عذر ورمي الصيد بالمثقل المذفق‬

‫واتخاذ الحيوان غرضا وعدم مالزمة المعتّد ة للمسكن بغير‬

‫عذر وعدم اإلحداد على الزوج وتنجيس المسجد وتقذيره ولو‬

‫بطاهر والتهاون بالحج بعد االستطاعة إلى أن يموت‬

‫واالستدانة لمن ال يرجو وفاء لدينه من جهة ظاهرة ولم يعلم‬


‫‪48‬‬

‫دائنه بذلك وعدم انظار المعسر وبذل المال فى معصية‬

‫واالستهانة بالمصحف وبكل علم شرعي وتمكين الصبي‬

‫غير المميز منه وتغيير منار األرض والتصرف فى الشارع‬

‫بما ال يجوز واستعمال معار فى غير المأذون له فيه أو زاد‬

‫على المدة المأذون له فيها أو أعاره لغيره وتحجير المباح‬

‫كالمرعى واالختطاب من الموات والملح من معدنه والنقدين‬

‫وغيرهما والماء للشرب من المستخلف واستعمال اللقطة قبل‬

‫التعريف بشروطه والجلوس مع مشاهدة المنكر إذا لم يعذر‬

‫والتطفل فى الوالئم وهو الدخول بغير إذن أو أدخلوه حياء‬

‫وأن يكرم المرء اتقاء شره وعدم التسوية بين الزوجات‬

‫وخروج المرأة متعطرة أو مزينة ولو مستورة وبإذن زوجها‬

‫إن كانت تمر على الرجال األجانب والسحر والخروج عن‬


‫‪49‬‬

‫طاعة اإلمام والتولى على يتيم أو مسجد أو لقضاء أو نحو‬

‫ذلك مع علمه بالعجز عن القضاء بتلك الوظيفة وإيواء الظالم‬

‫ومنعه ممن يريد أخذ الحق منه وترويع المسلمين وقطع‬

‫الطريق ويحد بحسب جنايته إما بتعزير أو بقطع يد ورجل‬

‫من خالف أو بقتل وصلب ومنها عدم الوفاء بالنذر والوصال‬

‫فى الصوم وأخذ مجلس غيره أوزحمته المؤذية وأخذ نوبته‪.‬‬

‫(فصل) تجب التوبة من الذنوب فورا على كل مكلف وهي‬

‫الندم واإلقالع والعزم على أن اليعود إليها واالستغفار‪ ،‬وإن‬

‫كان الذنب ترك فرض قضاه أو تبعة ألدمي قضاه أو‬

‫استرضاء‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫انتهى ما قّد ره هللا جمعه وأرجو منه سبحانه أن يعم نفعه‬

‫ويكثر فى القلوب وقعه وأطلب ممن اطلع عليه من أولى‬

‫المعرفة وأتى فيه على خطأ أو زلل أن ينبه على ذلك بالرد‬

‫الصريح ليحذر الناس من اتباعى على غير الصواب فالحق‬

‫أحق أن يتبع واإلنسان محل الخطأ والنسيان‪ .‬ربنا اغفر لنا‬

‫وإلخواننا الذين سبقونا باإليمان والتجعل فى قلوبنا غال للذين‬

‫آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم‪ .‬اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبنا‬

‫ورحمتك أرجى عندنا من أعمالنا‪ .‬سبحان ربك رب العزة‬

‫عما يصفون وسالم على المرسلين والحمد هلل رب العلمين‪.‬‬

You might also like